السيسي بين دعم ترامب وغضب الشارع Posted: 01 Feb 2017 02:28 PM PST بعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أول «المحظوظين» من الزعماء العرب باتصال من الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، الذي كان الرئيس المصري قد قابله حين كان مرشحاً للرئاسة الأمريكية في أيلول /سبتمبر 2016 ودار الحديث، كما يُعتقد، عن رؤية السيسي لحال مصر والشرق الأوسط، وفي صلب هذه الرؤية، بالطبع، مطلبه بإعلان الولايات المتحدة الأمريكية جماعة «الإخوان المسلمين» تنظيماً إرهابيّاً عالميّاً، وهو أمر لقي قبولاً لدى ترامب الذي كانت إحدى نقاط خلافه مع المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون أنها لا تسمي ما يحصل في العالم «إرهاباً إسلامياً». حسب وسائل الإعلام المصرية فإن الحديث الهاتفي بين الرئيسين انصبّ على «مكافحة الإرهاب والتطرف»، وأن ترامب أشاد «بالجهود المقدرة التي تبذلها مصر على هذا الصعيد»، من جهته أكد السيسي أن بلاده عازمة على مواصلة جهودها «لاجتثاث التطرف من جذوره»، حين سئل بعد لقائه الأول مع ترامب إن كان حذّره من قرار ممكن بحظر المسلمين من دخول أمريكا، أجاب الرئيس المصري بالنفي. ينصبّ مضمون ذلك اللقاء، وهذا الاتصال الهاتفي، إذن على هدف مشترك للرئيسين، ينبع الأول من عنصرية وتصوّر غربيّ متجذّر ومتغطرس للسياسة العالمية يعتبر الضحايا والضعفاء والمحتجين – على احتلال أراضيهم وأغلبها في بلدان مسلمة، أو على استبداد طغاتهم ـ إرهابيين كامنين أو فعليين، وينبع الثاني من مدرسة عربية (ومصرية) عريقة تقوم على احتكار نخبة عسكرية ومالية للسلطة والسيطرة على مقدّرات الشعب بقوّة الغلبة والأجهزة الأمنية و… فتاوى رجال المؤسسة الدينية الرسمية، وتواجه أي محاولة لمساءلة سلطاتها، الماديّة منها والمعنوية، عدواناً على غنائمها يحوّل القائم به إلى إرهابي يجب «استئصاله» و«اجتثاثه» و«القضاء عليه». يمثّل السيسي في هذه المعادلة مفارقة كبيرة فهو زعيم مسلم ورئيس لأكبر دولة عربية أغلبية سكانها من المسلمين، وهو، بالتالي، مثل أي مسلم آخر، موضوع استهانة وازدراء من العنصريين الغربيين أمثال ترامب ولوبان اللذين أشادا بقيادته لبلاده، أولاً لقيادته بلداً فقيراً يثقله الفساد والبطش ومؤسساته الديمقراطية كرتونيّة وأحزابه ومؤسساته المدنية وقضاؤه غير قادرة على مواجهته أو حماية أنفسها فما بالك مواطنيها. ويحمل المديح المزجى من ترامب ولوبان وأمثالهما روائح النفاق والمقصود منه، بالطبع، هو أنّ هؤلاء المسلمين لا يستحقون قادة أفضل، وأن جلّ ما يستحقّونه هو أن يعاد مهاجروهم إلى بلادهم تلك وأن يرسفوا في قيود وأغلال الدكتاتورية هم وأحفادهم وأحفاد أحفادهم! لابد أن الرئيس السيسي، سعيد بهذه المعادلة المستجدة، فهي تؤكد «صواب» القرار الذي اتخذه بإعادة استحواذ الجيش المصري على السلطة، والقبض على أول رئيس مدنيّ تم انتخابه ديمقراطياً في مصر، ثم وضع العراقيل أمام أي ثورة جديدة، وجرّ البلاد إلى حرب أهليّة كامنة، وفتح البلاد لشروط صندوق النقد الدولي والشركات العولمية العملاقة، وبهذه «الإنجازات» التي اجترحها، وبدعم من رئيس أقوى دول العالم، سيتوطد حكمه ولن يعود مضطراً لقبول معادلات أخرى تقيده بقروض وهبات مقابل الولاء لدول الخليج العربي. وسط هذه التطورات قد يكسب السيسي دعما مهما من الولايات المتحدة، لكنه على الأرجح سيثير غضبا ونقمة أكبر في الشارع. السيسي بين دعم ترامب وغضب الشارع رأي القدس |
الفتاة التي أحبت كرة القدم… Posted: 01 Feb 2017 02:28 PM PST نشرتُ قبل أسابيع على صفحتي الشخصية في الفيسبوك تهنئة لفريق كرة القدم للفتيات في بلدتي بمناسبة فوزهن في مباراة مهمة، ودعوت الجمهور للتبرع لهن ودعمهن. بعد أيام وصلتني رسالة على الخاص. استأذنتُ صاحبتها فسمحت لي بنشرها، بعد وضع لمساتي عليها، وهاكم الرسالة. تحياتي لك: لقد سررت عندما قرأت تهنئتك لفريق الفتيات لكرة القدم في بلدتك، تحية لك ولهن. فأنا عاشقة لكرة القدم، كان بيتنا وبيوت أعمامي كلها تحيط بملعب كرة القدم وسط البلدة، والسبب أن أحد أجدادنا كان قد تبرع بقطعة من أرضه وقفا للمسجد، هذا الوقف صار ملعبا، ومنذ طفولتي تغريني صفارة الحكم بترك كل شيء ومشاهدة اللعبة. لم أكن وحيدة، كنا سربا من قريبات وجارات نتحدى نظرات وكلمات الذكور المستغربين من وقاحتنا في الإصرار على المشاهدة، واجهتنا عقبات كثيرة ولكن أعقدها عمي غضبان صاحب كشك الفلافل، سبحان الله كان اسمه يشبه تصرفاته. كنا نحتال عليه فنتظاهر بمساعدته في عمله بإعداد ساندويتشات الفلافل والبسطرمة والمشروبات الخفيفة التي ينهمر الطلب عليها أثناء الاستراحة بين الشوطين، كان عمي غضبان ينشغل بالبيع بينما نحن نشاهد المباراة بالتناوب، وعندما تنتهي حاجته إلينا، يمنح كل واحدة منا شطيرة وعلبة مرطبات مكافأة، ثم يغلق الباب وراءنا سعيدا بالتخلص منا، لكن كنا أكثر سعادة منه، إذ نلوذ وراء كثيب تراب محاذٍ للملعب، نأكل ونتسلى ونشاهد المباراة بسعادة لا توصف. وجودنا راق لأعين اللاعبين وأثار ابتساماتهم وحماستهم، صرنا نلقب كل واحدة منا على اسم لاعبها المفضل، أنا حظيت باسم لاعب الدفاع الأيسر (عطا العبلة)، كان عطا يرتدي رقم ثلاثة، فإذا أخطأ هتف الجمهور»يا جماهير انضموا انضموا نمرة ثلاثة يلعن دمّو»، فتسيل دموعي ألما وغضبا. في يوم ما أحضرنا ديكا من أمام بيت عجوز قريبة من الملعب، وبعد معرفة كل فريق لمرماه، أطلقنا الديك فاتجه إلى مرمى فريق الخصم، وكان الفوز من نصيبنا، صارت هذه عادة. اللاعبون والجمهور ينتظرون الديك قبيل صفارة الحكم، فإذا ركض إلى مرمى الخصوم صفقنا له وأكرمناه بالقمح، وإذا ركض إلى مرمانا عاقبناه بنتف بعض ريشه. عندما يقترب لاعب من الهدف نناديه باسمه يلا يلا، وعندما يسجل أحدهم هدفا نصرخ مع الجمهور ونقفز لفوق ولتحت جووووووول ونرقص فرحا، مثلنا مثل الشبان. في يوم ما تقاتل لاعبان وتبادلا شتائم فاحشة جدا ثم شلح أحدهم سرواله للجمهور، كانت مفاجأة مذهلة، واتجهت أنظار كثيرة إلينا، وانتبه عمي لوجودنا، فخرج غاضبا من الكشك بيده سلك كهرباء غليظ ملوحا مهددا به فهربنا. انتقلنا إلى سطح بيت أهلي للمشاهدة من خلال كوة في جدار على محيط السطح، وفي يوم ما حدث شجار كبير بعد سقوط مفتعل أمام مرمانا تحول إلى ضربة جزاء أحد عشر مترا، وفهم جمهورنا أن الحكم مرتش فالتهبت المشاعر وانهمرت الحجارة من كل صوب، تدخلت الشرطة وراحت تلقي بقنابل الغاز المسيل للدموع فسقطت اثنتان منها بيننا، شعرنا باختناق وبفلفل حارق في أعيننا وصرنا نصرخ فانفضح أمرنا، فجاء عمي غضبان ووبخني بقسوة أكثر من أي مرة وحرض والدي وأشقائي ضدي. لم يبق لنا سوى نافذة المطبخ للمشاهدة، وانضمت واحدة تكبرنا، كانت مخطوبة لأحد اللاعبين، تأتي لتشاهده وتشجعه من نافذة مطبخي. لم يكن للفريق مقر ولهذا اجتمعوا في بيت أحد أعمامي وأحيانا في بيتنا، فأرى وأسمع حماس الرجال والإدارة وصياحهم وخلافاتهم، كذلك كنت أسمع من يَعِدون اللاعبين بالمال في حالة الفوز، كنت أشعر أحيانا بالمبالغة بإكرام الفريق الضيف بالطعام والشراب والضحك والمصافحات، وفي سنين متأخرة فهمت أنه يوجد شراء ألعاب ورشوة حكم أو حارس مرمى، وأن هناك خيانات. في يوم ما كانت مباراة مصيرية، تُقرر صعود فريقنا إلى الدرجة الأولى أو لا، اعتمرنا أنا ومعشر البنات القبعات وارتدينا بلوزات الفريق ورفعنا أعلامه، ولكننا ممنوعات من الدخول بين جمهورنا، فدخلنا بين جمهور الفريق الضيف القادم من حيفا الذي ترافقه بعض الفتيات، صرنا نهتف ونشجع فريقنا بأعلى أصواتنا، كانت هذه مفاجأة لفريقنا وجمهورنا والضيوف، يومها فزنا بهدفين مقابل هدف واحد وتقرر صعودنا، وكان هذا من أجمل أيام حياتي. أقيم حفل في قاعة أفراح البلدة، كانت حالة نادرة من الفرح، ولهذا سمحوا بحضور الفتيات والنساء خصوصا من قريبات اللاعبين، كان هناك خطابات وأغان وطعام وشراب، كنت سعيدة جدا، وأنظر من بعيد إلى كل حركة ونأمة يقوم بها عطا العبلة، إلى أن تقدمت إحداهن والتقطت صورة معه، وتهامس الناس أنها خطيبته، كاد يغمى عليّ وانكفأت جانبا دامعة متحسرة بصمت مثل فاتن حمامة في فيلم قديم، كانت هذه أولى خيباتي في الحب، وآخر واحدة نادتني باسم عطا العبلة صفعتها بحذائي وتزاعلنا. صار يدور حديث عن إعداد ملعب كبير خارج البلدة يليق بالدرجة العليا. الملعب القديم فارغ سوى من أطفال أحدهم نصف عار ودجاجات بلا قرقرة وديك كسول وهيكل سيارة خردة وحطب وعتاد عمل وغيرها من أدوات مهملة. خُطبتُ، ويا لحسن حظي فخطيبي يحب كرة القدم ويتابع الفريق. في يوم ما كانت المباراة حديث الناس فقلت له خذني معك إلى المباراة، فتح عينيه مستغربا، ولم يصدق أنني أقصد ما أقول. - تتحدثين بجد! - نعم ولم لا! فأنا أحب كرة القدم منذ طفولتي. - حقا..لم لا!هيا تعالي معي. رافقني الحرس الخاص وهو شقيقي الأصغر واستقللنا سيارة خطيبي وأنا غير مصدقة أن خطيبي سيمنحني هذه السعادة. اقتربنا من المدرج وصار قلبي يخفق بشدة، كنت على شوق لرؤية عطا العبلة بعد زواجه وغيره من اللاعبين، كانت الجماهير تنسل من صوب البلدة وكلهم من الشبان والرجال والأطفال. التفت خطيبي إليّ وقال: هل تعلمين أنك أنت الأنثى الوحيدة هنا! -نعم.. - وهل تعلمين أن هذه المباراة ليست ودّية، وستكون نار جهنم.. نعم.. - وستكون الشتائم فيها من الزنار وتحت! رددت وقد شعرت بأمر غير مريح - شو قصدك يعني؟ نظر إلي بصمت ثم قال: أحقا صدّقت أني سأتيح لك حضور لعبة كرة قدم مع هذا الجمهور السافل! ثم التف بسيارته وقفل عائدا. عزيزي، ليت في بلدتنا فريق بنات مثل فريق بلدتكم، قل لي كيف يمكن أن أتبرع لهذا الفريق! الفتاة التي أحبت كرة القدم… سهيل كيوان |
«الاتجاه المعاكس» بين الغزو بالترغيب و«سوق المتعة»… ويعقوب شاهين عربي أم سرياني أم فلسطيني؟ Posted: 01 Feb 2017 02:28 PM PST قلبي عليك أيها العربي، فحيثما وليت وجهك، تلاحقك لعنة الإرهاب، لتغدو كالطريدة التي تخوض حروبها بأقدامها لا بسيوفها، ورغم أنك عابر للقارات، كلاجئ لا كسندباد، إلا أنك كالمرأة المعلقة، لا متزوجة ولا مطلقة، قدرك في الدنيا والآخرة يقع بين صراطين: الحدود والأعراف، فعروبتك كتاب يسارك يلقي بك في قعر الجحيم، وهويتك الطائفية كتاب يمينك، الذي يقذف بك في أتون جنات ملغومة، فهل ستنحاز إلى سمائك أم إلى أرضك؟ خوذات دببة في سوق فوانيس!! الدكتورة ثريا الفرا، ضيفة «الاتجاه المعاكس» لهذا الثلاثاء، اختصرت المشهد برمته، وهي ترفض مقارنة الموقف الروسي بالموقف الأمريكي في حرب العراق، وتعترض على اعتبار التدخل الروسي غزوا، متذرعة باتفاقية الحماية التي تمت بناء على طلب سوري، وبالخسائر التي تكبدتها روسيا من أجل التزامها الأخلاقي، وبطرح الدستور – بصيغته الروسية – على سبيل الاستئناس! فهل تحولت سوريا يا دكتوة إلى «سوق للمتعة»، تتبادل فيه السعادين التحية على طريقة «الدفع» أم على طريقة فوانيس المناحيس؟ وفهمك كفاية أيها المشاهد؟ أعرف أن دمك فار، وشتائمك اللذيذة «تكرج» فوق لسانك، ودمعك كحميم كظيم يغلي من قهرك على عروبتك، لأنك (كالحرة، غيرتها بكا، وليست زنا كغيرة بنات الهوى)، خاصة وأنت تتذكر كيف ارتعدت فرائص الموسكويين الجدد لما لجأت الكويت لأمريكا باتفاقية حماية، عابوها عليها واستعروا من استعانتها بالأجنبي واستدراجها للغزاة كحماة، ولم يتهاونوا بنشر صكوك التخوين واللعنة على شعب الكويت وطرده من حظيرة العروبة، فلماذا يسمحون الآن لأنفسهم ما لم يبيحوه لأشقائهم، ويحاربوننا عندما نكيل بالمكيال ذاته؟ أم أنها حلال على ابن حافظ حرام على ابن الصباح؟! إن كانت روسيا تتكبد خسائر هائلة مقابل انتشار متواضع لقواتها، حسب «الضيفة الفرا»، مما يشرعن حصتها من غنائم الغاز والنفط، فلماذا نعترض على أمريكا الآن، وهي ترتدي خوذة الدب الروسي في معركة الشيكات البيضاء؟ ثم إن كانت أخلاق الالتزام بالعهود تستدعي القتل اللاأخلاقي والتدمير الهمجي للبيئة والتاريخ والجغرافيا والإنسان، بحجة الثمن الباهظ لكل الحروب، فهذا يعني أن الصهاينة بهذا المفهوم ليسوا أعداء للأمة، وأن الأمريكان مخلصون لا محتلون! أما أن يُطرح الدستور للاستئناس، فهذه طامة الإيناس! لأن الترغيب بالغزو يفوق جرائمية الترهيب منه، والأبلى مباركة عداوة الروس للإسلام، والقبول بتعديل موازين القوى على حساب الاعتبارات الأخلاقية والعروبية، والنتيجة حصيلة الغزوين: مناطق آمنة… وهو التعبير المحتشم للتقسيم الطائفي… ولا عزاء للعروبة أمكم، ثم أمكم، يا ويحكم! يعقوب سرياني أم فلسطيني؟ إنه كوكب الدسائس، وعبيد الطوائف، الذين يتكومون كالصديد في دمامل الكترونية، تنشطر كقنابل عنقودية، تتفرقع بين من ثقلت أو خفت موازينه الفضائية: كميزان الحرارة، وميزان التجارة، وميزان العدل وميزان يوم الفصل! إنه انزلاق الكتروني أعرج نحو حفر الانهدام العنصرية، التي تتغذى على حروب الردة الوطنية والدسائس القبلية، لتثير النعرات الطائفية حين تتأرجح بين فلسطينية المتسابق «يعقوب شاهين» وبين سريانيته، فكيف نحارب دولة الاحتلال لأنها كيان عنصري، يراوح بين ثقافة الوعود الدينية والسياسية، في إنشاء وطن قومي لليهود، بما يخالف كل الأعراف القانونية والتارخية والعرقية لفكرة الوطن، في الوقت ذاته، الذي نرتكب فيه الخطيئة نفسها، ونحن نقيم برزخا طائفيا، أو جدارا عزلويا «أبارتهايد» بين الديانات، في ترسيخ مكين للكيانات العنصرية، ونتخذ من الاختلاف وسيلة للتفرقة بدل أن تكون عروة وثقى تلتحم بها الطوائف على اختلافها، جهلا منا أن السريانية – مع كامل الاحترام لها – لم تكن أبدا مجتمعا قوميا بمفهوم الدولة، وما تم ترجمته من النصوص اليونانية القديمة، لا يتعدى كونه نقلا محرفا لمفاهيم خاطئة، تُوَرّث كشيفرة جينية مشوهة، تتماهى مع الأسلوب الإيراني، الصهيوني، بمحاربة العروبة، وطيفنتها، من خلال تكنيك دسائسي على طريقة سمكة الصحراء أو دودة «السقنقور»، التي تعيش بلا جحور، وتندس في الرمال لتمارس هوايتها الأخطر: اللعب بالغرائز وإثارة الشهوات، لتغدو البديل الوحيد للحبة الزرقاء في المجتمعات البدائية، أو التي في طور الانقراض! فهل تخاف على عروبتك أم على فلسطينيتك أم على سريانيتك يا يعقوب؟ أم كونك عربيا، لن يضطرك للتنازل عن دينك، ما دامت فلسطينك هي بيت السماء! كفوري أفلاطون «آيدول»! يلتقي وائل كفوري مع أفلاطون وصاحب «العقد الفريد»، بتعاطيه الجاد مع الموسيقى كمكرمة أخلاقية تروض الروح وتصقل الذهن، بأداء راق وحضور لا مبتذل، لا ينجرف به إلى الملهاة الفضائية التي ظَلَمتْ «أحلام» بإجراءات إدارية تعسفية حدَّتْ من تفاعلها مع المتسابقين العرب، حسب انتماءاتهم الوطنية، ولكنها سرعان ما استعادتْ توازنها بثقافتها الموسيقية الخصبة، واعتذارها حين تدرك خطر مبالغتها في التقييم أو احترام التعسف، لأن الانحياز للعروبة لا يمكن أبدا أن يقلل من شأن الانحياز للفن، بينما تظل نانسي عالقة بين الانشغال بالتهكم والمماحكة من جهة، والتملق والنفاق من جهة ثانية، ما يفقدها براءة وصدق الأداء، الذي أثبت جدارته في «ذا فويس كيدز»، على مستوى جماهيري عريض، وأخل بتمكنها، والتزامها بأدبيات التوازن، ليبدو حضورها مملا وثقيلا، لم يُضف ألقا ولم يختطف بريقا، ولست تدري كيف يصر البرنامج على التمسك بهذا العبء بينما يمكنه التخفيف من وزنه الثقيل بمن يتمتعن بخفة مهنية لأداء المهمة، ويملأن بجدارتهن مقعدا يشغره الفراغ، خصوصا وأن للمغرب العربي الأولوية، لموازنة الكفات الفضائية بين: المشرق والمغرب.. بانتظار نخلة سمراء من جنة الخضراء، كي توقف هذا الدمار! كاتبة فلسطينية تقيم في لندن «الاتجاه المعاكس» بين الغزو بالترغيب و«سوق المتعة»… ويعقوب شاهين عربي أم سرياني أم فلسطيني؟ لينا أبو بكر |
سفر Posted: 01 Feb 2017 02:27 PM PST على غير عادتي سافرت إلى لبنان ثلاث مرات متتالية، وأعتقد أنني خلال هذه السفرات الأخيرة رأيت لبنان الذي لم أعرفه من قبل. وأدركت تماما ما قصده مارسيل بروست بقوله إن السفر الحقيقي ليس أن نكتشف مناظر طبيعية جديدة، بل أن نكتسب عيونا جديدة. وأدركت أيضا أن زيارة بلد للمرة الأولى يجب أن تكون قائمة على خريطة طريق لمعرفة مواقع الجمال فيه، أما الزيارة الثانية فهي لقراءة الناس، والثالثة لاكتساب أفكار جديدة وارتداء حياة جديدة. «لامارتين» العظيم الذي خلع حياته القديمة خلال زيارته للبنان وللشرق عموما، بدءا بتركيا ارتدى حياة جديدة وترك شيئا من روحه هناك بين جبال عالية والمتن في وادٍ نال شرف التسمية باسمه. وإن كان عمق التغيير الذي أصابه لم يأت له بمكاسب مادية ولم يحفظ له مركزه في الدولة، ولم يحقق له مداخيل تبقي انتماءه العائلي النبيل المرموق محميا، إلا أنه تسلّق سلم الشعر والفكر حتى بلغ قمته، وأهم من ذلك توغّل في قلوب أجيال ولا يزال. وأعتقد أن السفر هو الذي أنضج فكره وإلا بقي طفلا مدللا بين الطبقة المخملية الفرنسية حتى وفاته. كونه خرج من تلك القوقعة فقد كان صعبا أن يظل بليد العواطف، مخدّر الضمير تجاه ما يحدث حوله. وقد قال: «لا يكتمل الإنسان حتى يسافر كثيرا ويغير أفكاره وحياته عشرين مرة» وتلك كانت شهادة نابعة من تجربته الشخصية. حضرني لامارتين وحضرني غيره من الشعراء والكتاب، الذين قرأت بعضهم وقرأت عن بعضهم الآخر. ويحضرني دوما الكاتب الفلسطيني إبراهيم نصرالله بسفرته الفريدة إلى جبال كليمنجارو، وأعتقد أنه الكاتب العربي الأول الذي قام بهذه السفرة، وخرج عن المألوف، وثاني كاتب لم ألتقه ولم أقرأ له للأسف وهو الكاتب العراقي وارد بدر السالم الذي قاده خطأ في الحجز إلى جبال الهملايا، والقصة روتها لي صديقة عزيزة وحمستني لاستضافة الرجل في برنامجي، لأن تجربته هذه متميزة. وأعتقد أنه سيوثق لها كما وثق إبراهيم نصرالله لرحلته الإنسانية من أجل أبناء وطنه في كتابه «أرواح كليمنجارو» التي تحمل في ثناياها كثيرا من الحب والحكمة والسلوك الإنساني الراقي، حين ذابت الفوارق البشرية السطحية بين فريق تسلق الجبل وتعاظمت بينهم روابط التعاون واكتشاف الآخر في عمقه. كتاب أحث على قراءته بشدة، أنا التي جعلت من نصر الله مادة لقراءتي على مدى أشهر، ونشرت مقولات كثيرة له عبر «انستغرامياتي» لا لأخبر أني أملك كما كبيرا من المعلومات الثقافية والأدبية، بل لتشجيع متابعيّ على القراءة، ودخول عالم القراءة من باب النصوص الجيدة. المسافرون من الأدباء والكتاب كثر، وفي عالمنا العربي اشتهر ابن طنجة المغربية المعروف بإسم ابن بطوطة برحلاته وتدوينه لها، ولا نعرف إن كان ما وصلنا من رحلاته كاملا أم ضاع منه ما ضاع وتلف عبر مئات السنين قبل أن يصلنا. وقد قيل إنه قضى قرابة الثلاثين عاما بين الحل والترحال، ومسح بناظريه الأقاليم العربية والأعجمية من طنجة إلى بلاد السند والهند وكونه سافر على صهوة فرسه، فإن ما رآه وعاشه يختلف عن أي مسافر آخر زار تلك البلدان بوسائل نقل أكثر تطورا. وفي زمننا الحالي هناك كتاب الشاعر والصديق أمجد ناصر «في بلاد ماركيز» وأعتبره تأريخا لتجربة كثيرا ما أهملها الشعراء والكتاب، الذين يشاركون في مؤتمرات ويسافرون على حساب الدولة المستضيفة، ومع هذا كما يذهبون، كما يعودون، إذ تنتهي رحلاتهم في كواليس الفنادق وقاعات المؤتمرات، وللأسف هذه التجربة لم تتكرر، ربما لأن دور النشر لا تهتم بهذا النوع من الكتب، وثانيا لأن تقاليدنا الثقافية العربية أسقطت السفر من أجندتها، لذا قليلا ما نجد كاتبا كتب عن رحلاته ينال استحسان القارئ. غادة السمان نموذج مرعب في وصف رحلات شخصية كلها مغامرات يصعب على الرجال القيام بها فما بالك بنسائنا. وشخصيا أعتبر نتاجها حول رحلاتها أكثر كتبها أهمية. لأن كتبها الأدبية نالت حقها من الاهتمام وكوّنت أجيالا كثيرة بلغتها الشاعرية وكسرها لقواعد السرد الكلاسيكية. أما أنيس منصور الذي لم ينل حقه ككاتب متميز وثق لرحلاته في أماكن مجهولة تماما بالنسبة لنا فيبدو لي أن من ظلمه هم ابناء جلدته أولا، من منطلق « عدوك ابن كارك» وبدل أن تزرع كتبه في أجيالنا روح المغامرة والاكتشاف، طمرت في مكتبات محلية وانتهت بوفاته هناك. وما خرج منها إلى فضاءات أوسع اتهم بأنه قد يكون نتاج مخيلته الواسعة، مع أن الرجل وثق بالصور لرحلاته كما هاجمه المتأسلمون كثيرا وزرعوا في الناشئة عبر أجيال أن الرجل معاد للإسلام، مع أنهم وبشكل مثير للحيرة لا يوجهون هذه التهم لكتاب غربيين تباع كتبهم بسلام وطمأنينة في كل العالم الإسلامي. غوستاف نادو قال: «بقاؤك مكانك يعني أنك موجود، أما حين تسافر فأنت تعيش» وهذه حقيقة لم تكتمل في منظور الأغلبية من شعوبنا العربية حتى حين يسافرون، لأنهم يفتقدون لثقافة السّفر، ولأن أسفارهم تقتصر إما على البحث عن لقمة العيش أو التسوق والتنقل بين فنادق غالية ومطاعم مشهورة. فئتان إذن لا ثالث لهما هم المسافرون العرب. الفئة الفقيرة التي تقطع البحار والأجواء بحثا عن لقمة العيش، والفئة الثرية التي رغم ثرائها لا تستمتع بأموالها، فتخرج من سجون تقاليدنا وأعرافنا وراداراتنا الاجتماعية بحثا عن المتع الجسدية التي حرمت منها خارج القفص. صحيح أنني ابنة عائلة بسيطة، ولكنني تعلّمت باكرا أن ثقافة السّفر مختلفة عمّا هو متعارف عليه في مجتمعي، وسأذكر فضل أمي ما حييت وهي تصطحبنا للمكتبة لنختار كتبا يجب أن نقرأها حتى نحظى بكتب غيرها في عطلة الأسبوع التالية. وفضلها الأكبر حين باركت سفري من أجل العلم ثم من أجل العمل. أمي بعيدة النظر، عميقة البصر والبصيرة بفطرة الأنثى التي لم تستسلم للتدجين الاجتماعي، هي مدرستي الأولى في اكتشاف شساعة العالم. حين قررت أن تزرع فينا بذور حب السفر من خلال السفر عبر القصص والأساطير التي قرأناها. وكانت تردد على مسامعنا الكثير من الحكم التي تصب في إناء واحد وهو أن العلم يبدأ بقراءة الكتب وينتهي بالتحليق في ربوع العالم. هل كانت أمي تعرف شيئا عن المغامر الإيطالي كازانوفا القائل: «من يريد أن يتعلّم عليه أن يقرأ أولا ثم ليحمل حقيبته ويسافر ليصحح بعض أخطاء ما قرأ ويتعلّم أكثر»؟ بالطبع لا، ولا أعتقد أنها تعرف كل هؤلاء الذين أقرأ لهم وعنهم وأنبهر بمقولاتهم، فقد كانت ولا تزال تحمل في جنبات جسدها روحا غريبة تجتمع فيها أرواح الفلاسفة والعباقرة والشعراء، وأشد ما أدهشني فيها في آخر سفرة عائلية قمنا بها معا إلى لبنان، أنّها كانت تلثم الجبال المغطاة بالثلج وتتأمل كل الأمكنة التي زرناها بمحبة العائد إلى مكان هجره منذ سنوات. هكذا جعلتني هذه السفرة أكتشف أن أمي قارة كبيرة أحتاج لعمر آخر لاكتشاف خباياها.. وأحتاج تحديدا إلى معرفة جواب واحد عن سؤال ملح: «كيف كسرت كل القضبان حولها ومنحت لنا أجنحة وساعدتنا على الطيران والانتشار في كل العالم؟». أحتاج لجواب مع أني يوميا أكتشف عبقرية أمي وأعرف أنني منذ غادرت رحمها وأنا أعيش سفرا طويلا جميلا وكلما عدت لزيارتها تضعني على سكة سفر جديدة وبســببها لم أتوقف ولم أستسلم للعثرات التي أسقطتني أحيانا. ٭ شاعرة وإعلامية من البحرين |
مؤتمرات وهمية اقتصادية وشبابية والشعب يدفع الثمن… ومجلس الشعب في واد وكل المصريين في واد آخر Posted: 01 Feb 2017 02:27 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي»: الاهتمام الغالب للمصريين تركز على مباريات المنتخب الوطني لكرة القدم لبطولة أفريقيا، ولم تتبق أمامه إلا مباراته مع منتخب بوركينا فاسو. وهو ما وجدته الحكومة فرصة لا تعوض لإصدار قرارات بزيادة أسعار السكر والزيت والسمن على بطاقات التموين. أما الصحف المصرية الصادرة أمس الأربعاء 1 فبراير/شباط فقد اهتمت بعودة الرئيس عبد الفتاح السيسي من أديس أبابا، حيث حضر مؤتمر القمة الأفريقي. ومن الأخبار الأخرى التي اهتمت بها صحف أمس فكانت عن جهود الدولة في مكافحة الفساد ونجاحها في تحقيق نتائج ملموسة. وكذلك استمرار المعارك والخلافات بين علماء الدين بسبب دعوة السيسي ضرورة توثيق الطلاق أمام المأذون، وهو ما أيده البعض من علماء الدين، وعلى رأسهم المفتي الدكتور شوقي علام، بينما رفضه علماء دين آخرون وأصروا على أن الطلاق القولي يقع وصحيح، ويجب عدم تغييره. كما حدث اهتمام أيضا بطلب مجلس النواب شراء سيارات مصفحة جديدة، في الوقت الذي توجد لديه سيارات أخرى، وكذلك قضية طلب رفع مرتبات الوزراء، في وقت ترفض فيه الحكومة زيادة مرتبات الموظفين. وإلى ما عندنا.. الرئيس ومصر الفقيرة نبدأ بردود الأفعال على ما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي في مؤتمر الشباب، «أحنا فقرا أوي» فعلق عليها مستشار جريدة «الوطن» وأستاذ الإعلام في جامعة القاهرة الدكتور محمود خليل قائلا: «كان واضحاً من سياق حديث الرئيس خلال المؤتمر الدوري للشباب في أسوان الذي وردت فيه جملة «إحنا فقرا أوي» أن المقصود بالفقر هنا «الفقر الاقتصادي». تقديري أن هذا الخطاب كان موجهاً للجميع، وأولى بالاستماع إليه وتأمله السادة المسؤولون عن البلاد في المواقع المختلفة، لأن الكثير من المواطنين أصبحوا يعانون من ضغوط معيشية كبيرة بعد الإجراءات التي اتخذتها الحكومة في إطار ما أطلقت عليه «برنامج الإصلاح الاقتصادي»، وبالتالي فهم فقراء أصلاء، والجملة تقرر واقع الحال الناتج عن المشكلات الاقتصادية التي نمر بها. أولى بالمسؤولين أن يلتفتوا إلى الجملة الرئاسية ويضعوها نصب أعينهم وهم يتخذون قرارات تتصادم مع مدلولها وما تحمله من معانٍ، وفؤ الوقت نفسه تستفز الشعب «الفقير أوي». إحنا فقرا جداً فهل يليق أن يخصص مجلس النواب اعتماداً إضافياً للعام المالي 2015/ 2016 لتوفير 22 مليون جنيه لشراء 3 سيارات جديدة بقيمة 18 مليون جنيه، ودفع مقدمات لـ17 سيارة أخرى بينها 2 ميكروباص، بقيمة 4 ملايين جنيه؟ طبعاً هذه السيارات دُفع ثمنها بالدولار والأقساط المتبقية على بعضها ستدفع بالدولار، يحدث ذلك في وقت تعاني فيه الدولة من نقص في العملة الأجنبية، وارتفاع غير مسبوق في أسعارها، بعد قرار الحكومة تعويم الجنيه «إحنا فقرا جداً» فهل يليق أن تتقدم الحكومة إلى البرلمان بقانون لزيادة مرتبات ومعاشات رئيس مجلس الوزراء ونواب رئيس مجلس الوزراء والوزراء ونواب الوزراء والمحافظين ونواب المحافظين؟». السيسي والأشهر الستة وإذا انتقلنا إلى مجلة «المصور» التي تصدر كل أربعاء عن مؤسسة دار الهلال سنجد رئيس مجلس إدارتها وتحريرها غالي محمد يوجه انتقادات للرئيس في مقال عنوانه «مصر الفقيرة والأشهر الستة» قال فيه: «وبينما جاءت دعوة الرئيس في المؤتمر الثاني للشباب، الذي عقد في أسوان، فإن الغالبية من المصريين يتساءلون ولماذا حدد الرئيس فترة الصبر بستة أشهر؟ وتجاوزت الأسئلة ذلك إلى ما إذا كان سيحدث تحسن اقتصادي بعد الأشهر الستة، وهل ستنخفض الأسعار ويحدث انفراج في توفير فرص العمل، حيث من المنتظر أن تظهر ثمار المشروعات القومية التي ينفذها الرئيس؟ وليكن معلوما أن الأشهر الستة التي حددها الرئيس سوف تنتهي مع نهاية العام الثالث من فترة حكم الرئيس السيسي، وبداية السنة الرابعة والأخيرة من هذه الفترة الرئاسية، فهل هذا يعني أن السنة الرابعة من حكم الرئيس السيسي وقبل انتخابات فترة الرئاسة الثانية سوف تكون أحسن حالا بالنسبة للمصريين وينخفض الدولار وتتراجع الأسعار؟ المهم أن المصريين يتساءلون، ولم تحاول الحكومة الإجابة عن هذا السؤال، لماذا حدد الرئيس فترة الصبر المقبلة بستة أشهر، علما بأنهم تحملوا أكثر من ذلك في الفترة الأخيرة، وبالتحديد بعد تعويم سعر الجنيه. وبينما يتساءل المصريون عن فترة الأشهر الستة فإذا بالرئيس يقول في مؤتمر الشباب الثاني في أسوان أن مصر دولة فقيرة.. فقيرة جدا، وقد أثار هذا غضب الكثير من المصريين، ويرون أن الرئيس وهو يقود معركة كبيرة في تنفيذ المشروعات القومية أنفق عليها المليارات، فكيف تكون مصر إذن دولة فقيرة؟ بل تساءل البعض كيف يقول الرئيس مصر دولة فقيرة وسبق أن قال إنها ستكون «أد الدنيا»؟ وكيف تكون دولة فقيرة ولديها قوات مسلحة باسلة، بل وأهم قوات في المنطقة؟ بل كيف تكون مصر دولة فقيرة والرئيس يؤكد دائما أن مصر لن تركع إلا لله؟ لا يختلف أحد مع الرئيس على ضرورة أن يتحمل المصريون، ولكن السؤال ما هي حدود هذا التحمل؟ والأمر المؤكد أن الرئيس يعلم مدى تحمل المصريين، وسبق أن أشار إلى ذلك كثيرا، لكن المخاوف أن تطول فترة الأشهر الستة، واتخاذ إجراءات استثنائية أو قرارات صعبة تؤدي إلى مزيد من ارتفاع الأسعار وزيادة أعباء المعيشة على المصريين، خاصة الفقراء ومحدودي الدخل، بينما لا تقترب الحكومة من الأغنياء». عبد الناصر سلامة: لا أقتنع أبداً بأن مصر دولة فقيرة ثم نتجه إلى «المصري اليوم» لنكون مع عبد الناصر سلامة الذي هاجم الرئيس بطريقة غير مباشرة بقوله في عموده «سلامات»: «لا أستطيع الاقتناع أبداً بأن مصر دولة فقيرة بسواحلها البحرية والنهرية، بشمسها ودفئها بآثارها وتراثها، بثرواتها الطبيعية بثروتها البشرية، بتاريخها بعلمائها، مصر التي كانت ذات يوم تُقرض كبريات دول العالم التي كانت تستخدم العمال من القارة الأوروبية تحديداً. مصر التي كانت عملتها المحلية الأقوى عالمياً. مصر التي نشرت العلم والمعلمين في كل دول المنطقة، كل ذلك استمر طوال فترة الحكم الملكي وحتى فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، بما يشير إلى أن هناك شيئاً ما خطأ شهدته مصر بعد ذلك التاريخ، وهو ما يجب أن نتوقف أمامه وليس التهرب منه. إذا كانت هناك حكومات لا تستطيع الإدارة فهذا ليس ذنب الشعب، إذا كانت هناك سيطرة من غير الأكفاء على المواقع القيادية فهذا ليس ذنب الشعب، إذا كانت هناك مشروعات لا تحصل على حقها من دراسات الجدوى المسبقة فهذا ليس ذنب الشعب، إذا كان هناك فشل ذريع في استغلال موارد الدولة وودائع مواطنيها فهذا ليس ذنب الشعب، إذا كانت هناك نسبة النصف في المئة التي تستحوذ على 80٪ من الثروة فهذا ليس ذنب الشعب، إذا كنا أمام دولة لا تستطيع تحصيل ضرائبها كما يجب فهذا ليس ذنب الشعب، إذا كان هناك نظام يستمرئ الحصول على القروض الأجنبية دون أسباب منطقية، بما رفع من حجم الديون لأرقام غير مسبوقة فهذا ليس ذنب الشعب، إذا كنا ننفق على مؤتمرات وهمية اقتصادية وشبابية فهذا ليس ذنب الشعب».. معارك الإسلاميين وإلى الإسلاميين والمعركة التي تجتذب اهتماماتهم الآن وهي مطالبة الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن يتم توثيق الطلاق لدى المأذون لتفادي مشكلة أطفال الشوارع ومشاكل أخرى. ونشرت مجلة «المصور» أمس الأربعاء تحقيقا لطه فرغلي أدلى فيه المفتي الدكتور الشيخ شوقي علام برأيه: «عقد الزواج وُجِدَ بيقين وذلك بحضور الأهل والمأذون والشهود والناس، وهذا العقد لا يُرفع إلا بيقين، بمعنى أنه يجب أن نتيقن أن هذا الزوج تلفظ بالطلاق قاصدًا إنهاء العلاقة الزوجية بلفظ ونية صريحين. ولذلك لا نُجيب في دار الإفتاء المصرية عن مسائل الطلاق إلا بحضور الزوج إلى الدار، للتحقق من أن هذا الزوج بالفعل قد قصد الطلاق. وفقًا للإحصاءات فإنه يعرض على دار الإفتاء ما يقرب من 3200 فتوى تقريبا في الشهر في ما يخص مسائل الطلاق، وبعد التحقيق الرصين والدقيق ننتهي إلى أن الذي يقع من هذا العدد ما يقرب من ثلاث حالات فقط نصيحة للأزواج بعدم التسرع في النطق بلفظ الطلاق، وألا تكون هذه الكلمة جارية على ألسنهم باستمرار، لأن هذه الكلمة وضعت كحل لمشكلات زوجية يصعب معها الاستمرار في الحياة الزوجية، وليس لكل المشكلات والخلافات العابرة. أما بحث مسألة الطلاق الشفهي فهو من الأهمية بمكان، ولكن بالنظر في الوضع القانوني القائم فإن قانون الأحوال الشخصية الموجود والتطبيق القضائي والإفتائي لا يساعد أبدًا على أن نقول بأن الطلاق إذا صدر من الزوج ولم يوثقه بأنه لا يقع، ولكن بعد التحقيق والتحري، إذا رأينا أن هذا الطلاق هو واقع لا محالة فنُفتي حينها بأن هذا الطلاق واقع، ونطالب السائل أن يوثقه عند المأذون، مشيرًا إلى أن القانون المصري يُلزم الزوج بتوثيق ذلك الطلاق الذي أوقعه خلال 30 يومًا وإلا وقع تحت طائلة القانون. التطبيق القضائي يقول بأن الطلاق الشفهي يقع إذا تحقق ذلك، وثبت لدى القاضي ذلك بدليل من أدلة الإثبات، فإنه يقضي بوقوع الطلاق. فنحن أمام قانون يلزم القضاء بالتحقيق في المسألة ولا يوقف وقوع الطلاق على أن يوثق لتغيير هذا الأمر. نحتاج إلى تعديل تشريعي، حيث يقوم مجلس النواب بالتحقق من المصالح والمفاسد المترتبة عن هذا الأمر وهذا يحتاج أيضًا إلى تدخل علماء الاجتماع ومراكز الأبحاث وعلماء الشريعة للإدلاء بدلوهم في هذه الظاهرة وإيجاد حلول لها. نحن في دار الإفتاء أدركنا أن أغلب حالات الطلاق خاصة في سنوات الزواج الأولى تنحصر في أن الزوجين ليسا مدركين للحقوق الزوجية التي لهما والواجبات التي عليهما، وأنهما قد لا يدركان المسؤولية الملقاه على عاتقهما، ولذا قمنا بثلاث دورات للمقبلين على الزواج، وسنبدأ في الدورة الرابعة خلال أيام، ونستعين فيها بعلماء نفس واجتماع وعلماء الشريعة وغيرهم، من أجل إعداد الأزواج والزوجات لتحمل المسؤولية، نحن نريد تغيير ثقافة العلاقات الزوجية بين الرجل والمرأة، فيجب أن تكون علاقة طيبة تسودها المسؤولية، وأن يؤسسان لمجتمع مصغر ينتج مجتمعًا أكبر بعد ذلك». الطلاق القولي يقع شرعا وقضاء أما الدكتور الشيخ أحمد كريمة الأستاذ في جامعة الأزهر فقال في تحقيق «المصور» نفسه: «في الواقع العملي فإن لجوء الزوج أو الزوجة في حالة صدور لفظ الطلاق إلى دار الإفتاء المصرية أو لجنة الإفتاء بمشيخة الأزهر الشريف أو أئمة المساجد أو وعاظ الأزهر أو أقسام الشريعة الإسلامية في جامعة الأزهر وفي كليات الحقوق فإن المستفتى يبحث عن مخرج لهذه الأسرة، بالسؤال عن حالة الغضب والقصد وحيض المرأة، بينما المأذون لا يبحث في هذه الأمور وهمه الرسوم والاتعاب، فأيهما أرفق بالأسرة؟ بالإضافة إلى أن معظم العاملين في مهنة المأذونين من تخصصات مدنية أو متواضعي المستوى بالنسبة للشريعة الإسلامية، وعلى ضوء ذلك فإن الطلاق القولي يقع شرعا وقضاء، أما توثيقه فعمل إداري لم يكن بديلا عن الطلاق القولي الذي شرعه الله ورسوله، تلك حدود الله فلا تعتدوها وأوجه النصح للمجترئين على أحكام الشريعة من المحسوبين على العلم وللمنظمات النسائية، أين أنتم من إعلام الزوجين بالواجبات والحقوق؟ وأين أنتم من القيم الأخلاقية الإسلامية في فقه الأسرة؟ وتريدون علمنه الأحكام الشرعية والله من ورائهم محيط». تقنين الطلاق وتوثيقه وردت عليه في التحقيق نفسه الدكتورة آمنة نصير الأستاذة في جامعة الأزهر وعضو مجلس النواب قائلة: «لا أعرف لماذا يغضب المشايخ الرجال من تقنين الطلاق والمطالبة بتوثيقه؟ نحن نضبط ونضع مقومات للطلاق نعم الطلاق الشفهي، ولكن نذهب للمأذون ونوثقه. والطلاق تسيب من الرجال وفي الوقت نفسه يعتقد الرجل أنه يكسر أنف زوجته حتى لا تتمرد من الفقر أو خدمة في البيت أو ضيق حال، وهو لا يدرك أن المودة والرحمة هي التي تجعل الزوجة تتحمل ضيق الحال. نريد أن نغير ثقافة تعامل الرجال مع النساء. وفوضى الطلاق لا تنتشر إلا في الأسر المصرية، ولا نراها في دول الخليج، وتطرقنا لتقنين فوضى الطلاق عندما كنت عضوا في المجلس القومي للمرأة، وعقدنا جلسات عديدة لمناقشة هذه القضية ووضعت ورقة شرعية فقهية للتعامل مع هذا الأمر، تحت عنوان «البعد النفسي والشرعي لأبناء الشقاق في بيت الطلاق»، ولا أعرف عن ماذا يدافع المشايخ وهم من أفسدوا حياتنا بفتاواهم وقصصهم، هم من أفسدوا الحياة الزوجية. وبصفتي عضوا في مجلس النواب طالبت اللجنة الدينية بضرورة إصدار تشريع قانوني لتقنين الطلاق، ووضع حد لفوضى الطلاق وأنا منتظرة وأراهن أنه لن يخرج من جعبتهم شيء لأني أعرفهم جيد». دار الإفتاء تضع العصا في العجلة ثم نتجه إلى «الدستور» ورئيس مجلس إدارتها وتحريرها محمد الباز، الذي دخل إلى حلبة المعركة مهاجما الأزهر والأمين العام لدار الإفتاء بقوله: «لم يوح الرئيس بكلامه إلى مجلس النواب ليشرَّع قانونًا يفرضه على الجميع، ولكنه عاد إلى أهل الاختصاص طلب من شيخ الأزهر أن يبحث في الأمر، هو ومن يعتقد أنهم أهل اجتهاد وعمل فقهي يمكنهم من الوصول إلى قانون يوائم بين متطلبات الشرع واحتياجات المجتمع، لكن يبدو أن هناك من يرفضون مجرد التفكير أو الاجتهاد، ويضعون العراقيل في طريق أي محاولة للتجديد أو التحديث، أو جعل الدين في صالح المجتمع وليس خصمًا له. ومنه عبر فيديو قصير لا تتجاوز مدته دقيقة واحدة تحدث الشيخ خالد عمران أمين الفتوى في دار الإفتاء عن الطلاق، ورد إليه سؤال عن الطلاق الشفهي فقدم فتوى قاطعة لا تقبل شكًا ولا تأويلًا، بأن المعول في الطلاق هو الطلاق الشفهي. صحيح أنه طالب الأزواج بعدم التلفظ بكلمة الطلاق، لأنها تحل عقدة النكاح، لكنه لم يحاول مجرد محاولة الاقتراب من مسألة الطلاق الشفهي ومناقشتها، وتأمل تأثيرها في المجتمع. الفتوى ليست موقعة باسم فضيلة مفتى الديار الدكتور شوقي علام، لكن يمكننا اعتبارها فتوى رسمية، لأنها تحمل اسم أمين الفتوى في الدار، وهو ما يمكن التعامل معه على أنه رأي رسمي من مؤسسة دينية رسمية، في ما طالب به الرئيس، وكأنهم يقولون له: أغلق الباب يا سيادة الرئيس فهذا هو الدين الذي نعرفه ولن نتخلى عنه. كنت أعتقد أن مشيخة الأزهر وحدها هي التي تخشبت وتيبست وتحجرت، فإذا بدار الإفتاء هي الأخرى تضع العصا في العجلة، ليتوقف أي تجديد أو تحديث للخطاب الديني. يمكن أن نعتبر ما قاله خالد عمران مجرد رأي يتحمل وحده صوابه أو خطأه، لكنه للأسف الشديد يحمل صفة رسمية «أمين الفتوى في دار الإفتاء» فهل هذا رأي دار الإفتاء النهائي؟ وهل يوافق عليه فضيلة المفتي؟ أم أن له رأيًا آخر؟ كل ما أتمناه أن أستمع لرأي فضيلة المفتي بشكل واضح لا يحتمل تأويلات أو مراوغات». أكاديمية الأزهر لتدريب الدعاة أما آخر معارك الإسلاميين فستكون من «اليوم السابع» في تحقيق لؤي علي جاء فيه: «علمت «اليوم السابع» أن الأزهر الشريف أرسل لرئاسة الجمهورية مذكرة استصدار قرار جمهوري في أكاديمية الأزهر لتدريب الدعاة والوعاظ وباحثي الفتوى، تم تسليمها للرئيس عبد الفتاح السيسي، وفي انتظار القرار الجمهوري، قال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف لـ»اليوم السابع» لقد عقدنا الكثير من الجلسات عن الأكاديمية، حضرها الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف وترأسها جميعا الإمام الأكبر شيخ الأزهر، وذلك بعد اللقاء الذي تم بين الرئيس السيسي وشيخ الأزهر، حيث طلب الرئيس أن يكون المعنى بتدريب المفتين والأئمة ودراسة إجراءات تحقيق الهدف من الأكاديمية هو الأزهر الشريف، بالتنسيق مع الجهات المعنية بالشأن الديني. وأضاف أن برنامج الأكاديمية مصمم لتدريب هؤلاء الشباب قبل ممارستهم للعمل. وبعد تنشيط ذاكرة هؤلاء الدعاة الجدد وتأهيلهم سيكون لديهم التأثير المنشود، بإذن الله. ونؤكد على أن المستهدف من هذه الأكاديمية كل من يعملون في الحقل الدعوي في مؤسسات الأزهر والأوقاف والإفتاء. ومن المنتظر أن تتكون الأكاديمية من قسمين، الأول تأهيلي: يقبل الراغبين في الالتحاق بالعمل الدعوي أو الإفتاء ممن تخرجوا في الكليات المتخصصة. والفرق بين الدراسة لهؤلاء الدارسين في الأكاديمية والدراسة الجامعية، حيث أن الدراسة في الأكاديمية ستركز على الممارسة العملية وكيفية التعامل مع المشكلات والقضايا المجتمعية، والتأكد من صلاحية الدارس فكريا ونفسيا وعلميا وجسديا من مباشرة العمل الدعوي». مشاكل وانتقادات وإلى المشاكل والانتقادات ومنها المشكلة التي تسببت فيها الحكومة ومجلس النواب بمشروع القرار المقدم بزيادة مكافآت أعضاء مجلس النواب فقال عباس الطرابيلي أمس الأربعاء في عموده «لكل المصريين» في «المصري اليوم»: «من قال أن في مصر مجلساً للبرلمان يراقب ويحاسب ويسحب الثقة، بل أقول إننا لو طرحنا سؤالاً على الناس نسألهم: هل برلمان مصر يحس به أحد، لما حصل هذا المجلس على أصوات أعضائه. هو مجلس بعيد عنا تماماً ربما يراه البعض «شيئاً» مكملاً للديكور، ولكنني أرفض حتى أن يدفع الناس ثمن الكهرباء التي يستهلكها، بل أرى مثل كل المصريين أن رواتب الأعضاء حرام لا يستحقونها، فلماذا إذن يبقى؟ دلوني على عمل إيجابي واحد أداه هذا المجلس يستحق عليه كل هذه الرواتب التي يحصل عليها. والحمد لله أن اسمه «تغير» ولم يعد اسماً أو فعلاً مجلساً للشعب فالمجلس يمضي في وادٍ بينما الناس – كل الناس – يعانون في وادى النيل، وكم من مشاكل وقضايا يعيشها الشعب بينما المجلس بمعظم أعضائه لا يحس بها وكأنه جاء من شعب آخر. وهو إن تحرك أخذ الطريق السالب دائماً، وهكذا ووسط كل هذه المعاناة التي تكاد تدمر الدولة نفسها لا نسمع عنه أو منه خبراً أو نلمس له – أو منه – عملاً، ولذلك الأفضل أن نتركه نائماً في العسل الذي يجنيه مادمنا لا نملك حتى مجرد محاسبته أو إسقاطه». استفزاز مشاعر البسطاء أما سحر الجعارة فقالت في «الوطن»: «مساكين أصحاب المعالي الذين يتمتعون بمزايا رئيس الوزراء، ويتحكمون في مصير البلد ويشوون لحم شعبه على نار (تعويم الجنيه وقانون القيمة المضافة وقانون الخدمة المدنية، هذا بخلاف رفع الدعم عن الطاقة والكهرباء) ثم يصرخون من الغلاء، ولكن بـ»شياكة» فتهرول الحكومة لتقديم قانون بزيادة رواتب ومعاشات رئيس مجلس الوزراء ونوابه وأعضاء الحكومة من الوزراء والمحافظين ونوابهم إلى «مجلس النواب» الذي لا يجد أي «استفزاز» لمشاعر البسطاء فيحيله الدكتور علي عبدالعال رئيس المجلس إلى لجنة مشتركة بين الخطة والموازنة والتشريعية لمناقشته. طيب أخبار معاش «تكافل وكرامة» الذي لا يتجاوز 500 جنيه وصلت إلى أين؟ المعلومات المؤكدة أنها أغلقت أبوابها في وجه المحتاجين، وماذا عن الموظفين في الأرض ممن لم يرتفع الحد الأدنى لرواتبهم إلى 1200 جنيه؟ كيف حال أصحاب المعاشات البسيطة؟ كل هذا لا يهم، المهم أن يتقاضى رئيس مجلس الوزراء 42 ألف جنيه شهرياً، فيما يتقاضى نوابه والوزراء والمحافظون 35 ألفاً، ونواب الوزراء والمحافظين 30 ألفاً بحسب المادة الأولى من القانون. ومن باب التضليل يحاول البعض تصوير رواتب الوزراء بأنها تدور بين 5 آلاف و6 آلاف جنيه، وبالتالي يجب تحصينهم من «الفساد» واللجوء للرشوة، وأيضاً على سبيل مكافأتهم على تولي المسؤولية، في وقت يعتذر فيه الجميع عن عدم تولى المناصب القيادية وهو ما يعطيهم الحق في زيادة الراتب للحد الأقصى أسوة بالعاملين في القضاء». ما خفي كان أفسد وقالت فاطمة يحيى في العدد نفسه من «الوطن»: «الوزير الذي يريد زيادة مرتبه بنسبة 80٪ هو نفسه الذي يرفض زيادة رواتب الموظف الغلبان بنسبة 10٪، وكأن «معالي الوزير» هو من يسدد «بنزين سيارته» وفاتورة «كهرباء مكتبه»، وعلينا أن نسدد فواتير حمله للحقيبة الوزارية. روت لي الدكتورة الراحلة عائشة راتب وزيرة التأمينات والشؤون الاجتماعية، في حوار مسجل، أن أعضاء مجلس الوزراء كانوا يجوعون من طول الاجتماعات وكانت تؤمن لهم «شيكولاتة»، حتى اكتشف الدكتور عزيز صدقي رئيس وزراء مصر الأسبق، وجود البند الخاص بمصروفات المجلس. هذا كان حال الوزراء قبل أن تصبح «السلطة» مدخلاً للشهرة والثراء والتربح. فهل يعلم أحد شيئاً عن بند «المصروفات السرية» في بعض الوزارات السيادية، وعلى رأسها وزارة الداخلية؟ هل هناك جهاز رقابي واحد يراقب ويحاسب أعضاء أىيوزارة على تلك المصروفات؟ وما موقف «الصناديق الخاصة» وهي البوابة الذهبية للفساد، فأموال الصندوق لها موازنة خاصة، خارج الموازنة العامة للدولة ويتم الإنفاق منها على محاسيب ومستشاري السادة الوزراء وما خفي كان أفسد». الفساد وإلى مشكلة أخرى هي الفساد الذي تقاومه الدولة، حيث نشرت جريدة «الأهالي» لسان حال حزب التجمع اليساري، حديثا مع الدكتور عاصم عبد العاطس الوكــــيل السابق للجهاز المركزي للمحاسبات ورئيس المركز المصري للشفافية ومكافحة الفساد أجرته معه فاطمة يحيى قال فيه عن جهود الدولة لمكافحة الفساد: «أولاً نرفع القبعة لدور هيئة الرقابة ونشيد بدورها المميز خلال هذه الفترة، ونشجع قدرات أي جهاز رقابي يسعى لكشف الفساد، خاصة في هذه الفتره خلال أشهر نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني، التي يتم فيها وضع تقرير الشفافية الدولية لمكافحة الفساد في مصر، فما يحدث الآن من «شو» إعلامي يتعلق بالرقابة الإدارية أمر مرحب به، ولكن يجب أن يكون على مستوى المؤسسات الرقابية الأخرى، فالفساد في مصر مؤسسي في كل قطاعات الدولة وهناك مافيا للفساد لا يستطيع العمل الفردي القضاء عليها لأننا أمام منظـــــومة مؤسسية فاسدة تحتاج لسياسات وأساليب تفـــــوق العمل الفردي. الجهاز المركزي للمحاسبات يديه تتغلغل في جميـــــع أرجاء الدولة، ويضــم خبراء المال والاقتصاد والنقد والعمل الفني في الرقابة المالية والرقابة الشاملة تفوق الكثير من الأجهزة الرقابية الأخرى، ولكنه لم يحظ بالتشجيع الكافي الذي تحظى به هيئة الرقابة الإدارية. ويسعى الجهاز لتحقيق استقلال حقيقي، وليس استقلالا شكليا، عن السلطة التنفيذية التي تعين رئيس الجهاز، ويتمثل الاستقلال الحقيــــقي في أسلوب تعيين رئيس الجهاز، حتى لا يكون ولاؤه لمن يقوم بتعيينه، وليس بهــــدف الصالح العام في الرقابة الشاملة وتحقيق الحماية والاستقرار المادي والمعنوي لأعضائه والتدريب الكافي لهم، سواء كان أكاديميا أو عمليا، لزيادة القدرة الفنية لهؤلاء الأشخاص، ويجب أن تتســم تقارير الجهاز الخاصة بكشف الفساد وفقاً للقوانين والأعــراف الدولية، وقانون الشفافية الدولية الذي وقعت عليه مصر عام 2003 بعدم وجود سرية وسرية خاصة للغاية على هذه التقارير، وأن تنشر للرأي العام، ولن تحجب إذا لم تتعارض مع الأمن القومي المصري، لأن هذه التقارير خير داعم لمكافحة الفساد». المواجهة المباشرة مع المسؤول وعن الفساد أيضا قال عضو مجلس النواب عن حزب الوفد والرئيس الشرفي للحزب بهاء الدين أبو شقة في صحيفة «الوفد»: «أقصر الطرق لإيجاد الحلول للأزمات هو المواجهة المباشرة مع المسؤول، وهذا في حد ذاته نوع من وسائل مكافحة الفساد عندما يشعر المواطن أن هناك رقابة على المسؤول يبدأ يشعر بأن هناك اهتماماً به. فعلا أقصر الطرق لمكافحة الفساد هو المواجهة المباشرة مع المسؤولين لماذا لا نأخذ إذن بالنموذج الذي ضربه الرئيس في أسوان عندما أجرى مواجهة مباشرة بين الشاب الذي شكا من تلوث النيل بمياه الصرف الصحي في حضور عدد كبير من الوزراء والمحافظين والمسؤولين التنفيذيين، بل أن الرئيس قام على الفور بالتوجه إلى مكان الأزمة، وطلب إيجاد الحل في أسرع وقت. لقد آن الأوان أن تكون هناك آليات جديدة لمكافحة الفساد وضرورة التخلي عن سياسة الإهمال والتجاهل لمشاكل الناس، وكفى ما يعانونه من أزمات، لماذا لا يأخذ المسؤولون الرئيس قدوة في هذا الشأن من أجل أن يتم التخلص من الفساد حتى يشعر المواطن بأن هناك تغييرا حقيقيًا قد حدث؟ لماذا لا تتم لقاءات دورية بين الجماهير والمسؤولين في كافة القطاعات وساعتها يزول الاحتقان ويتحقق ما يحلم به المواطن من حل لمشاكله ويشعر بالتغيير الفعلي؟». علاج السرطان بجزيئات الذهب أما المشكلة الأخطر فكانت تصريحات مصطفى السيد رئيس مركز الدكتور زويل الذي كان قد بدأ من فترة طويلة تجارب لعلاج السرطان والقضاء عليه بجزيئات الذهب، وحقق تقدما ملموسا، إلا أنه اشتكى من أن عدم إتمام التعديل الوزاري بدأ يعطل عمله وهو ما قاله أمس لنادية الدكروري في «الوطن»: «قال الدكتور مصطفى السيد، عالم الكيمياء الفيزيائية ورئيس الفريق البحثي لعلاج الخلايا السرطانية بالجزيئات النانومترية المحقونة بالذهب، إن ما يتردد عن تعديل وزاري مرتقب يعطل اتخاذ اللجان المشكَّلة من عدة جهات أبرزها وزارة الصحة إجراءات تقييم نتائج التجارب على الحيوانات التي توصل لها الفريق البحثي في المركز القومي للبحوث وجامعة القاهرة، تمهيداً لبدء التجارب على المتطوعين من البشر. وأضاف «السيد» لـ»الوطن» على هامش حضوره مؤتمر الصيدلة لجامعة المستقبل، أن نتائج التجارب على الحيوانات مؤخراً جيدة، خاصة أنها أجريت على أنواع مختلفة من الحيوانات كالفئران والأحصنة، وتم علاج سرطان الثدي بسهولة، من دون عودته. وأوضح أنه انطلاقاً من النتائج المتحققة على الحيوانات يمكن بدء التجارب على البشر للقضاء على الخلايا السرطانية، من دون عودتها. وشرح كيفية تطبيق علاج السرطان بحقن الخلايا بكميات من جزيئات الذهب، ولوحظ خلال التجارب على الحيوانات بقاء كميات صغيرة من الذهب في الطحـــــال والكـــــبد، إلا أن الأبحاث أثبتت اختفاء أي أثر جانبي لوجودها بعــــد عام من العــلاج، لافتاً إلى أن التجارب على البشر يمكنها التأكد من احتمالية ظهور آثار جانبية للعلاج على وظائف الجسم المختلفة، ومراقبة الحالات بعد شفائها بفترة كافية. وأكد أن التجارب الأولية للفريق البحثي الأمريكي أظهرت صعوبة اللجوء للفضة لعلاج الخلايا السرطانية لتسببها في القضاء على الخلايا السليمة والسرطانية في آن، بخلاف الذهب الذي يستهدف الخلايا السرطانية فقط». مؤتمرات وهمية اقتصادية وشبابية والشعب يدفع الثمن… ومجلس الشعب في واد وكل المصريين في واد آخر حسنين كروم |
ترامب ونتنياهو: أكثر من لقاء رمزي Posted: 01 Feb 2017 02:26 PM PST إن اللقاء بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي يتوقع أن يتم في 15 شباط/فبراير، ليس فقط أنه يؤكد على تحالف الدولتين، بل يبشر بتحسن مكانة إسرائيل، لا سيما بعد العلاقة الباردة التي كانت في السنوات الأخيرة. برنامج المكالمات الهاتفية للرئيس الجديد، وكذلك برنامج اللقاءات السياسية له، لم يأتيا بالصدفة، بل هما يرمزان إلى أولويات الادارة الجديدة. إن اغلبية العواصم في العالم تتابع الجدول الزمني لمكالمات ترامب، وهي تريد معرفة من الذي سيُستدعى أولا إلى واشنطن، ومن سيُستبعد إلى آخر القائمة. إن تحديد موعد قريب للقاء مع نتنياهو يعبر عن إشارة رمزية بالنسبة لإسرائيل ومن يرأسها. إسرائيل هي من أهم حلفاء القوة العظمى الأمريكية. لكن الأهمية الأساسية للقاء في هذا الموعد تفوق الأهمية الرمزية. جزء كبير من الحملة الانتخابية لترامب بني على رفض تعاطي اوباما مع الدولة اليهودية. وقبل تبادل الرئاسة حاول ترامب إفشال خطوة اوباما ضد إسرائيل في مجلس الأمن، واعتبر هذا عملا مرفوضا. وعندما فشل، وعد بأنه مع دخوله إلى منصبه سيتغير الوضع كليا، ولن تضطر إسرائيل إلى الخوف من خيانة أكبر أصدقائها. الآن تأتي مرحلة تنفيذ الوعود، وكما نلاحظ في الأمور الأخرى، فإن الرئيس الأمريكي الجديد يقوم بتنفيذ وعوده. يمكن القول إنه في فترة رئيس أقل تأييدا، مثل اوباما، فإن علاقة الولايات المتحدة وإسرائيل تحسنت، لا سيما في مواضيع كثيرة بعيدة عن تأثير الرئيس. الأغلبية الساحقة من اعضاء الكونغرس رأت وما زالت ترى أن إسرائيل هي حليفة أساسية ليس لها بديل. وهي شريكة في قيم الحرية. وتعاطي مشابه يوجد أيضا في الأجهزة الأمنية الأمريكية. والآن ينضم إلى ذلك رئيس الهرم غير المصاب بالعمى الايديولوجي، والذي يمكنه معرفة من هم الاخيار ومن هم الأشرار في الشرق الأوسط. لقد أراد اوباما أن يسجل في التاريخ على أنه صانع للسلام. لكنه فشل في ساحة الشرق الأوسط. إن لقاء ترامب ونتنياهو سينهي تماما ثماني سنوات صعبة، وسيسمح بفتح مرحلة جديدة في تاريخ المنطقة. هناك علامات كثيرة تؤكد على أن هذه المرحلة ستقررها هاتان الدولتان. الرئيس الجديد لا ينوي الضغط على إسرائيل ومطالبتها بتقديم تنازلات تعرضها للخطر. وبدل ذلك، حان الوقت لأن يتم الضغط على من يزرع القتل ويهدد سلام العالم: المنظمات الإرهابية الإسلامية، البدء بحماس وحتى حزب الله، وكذلك الأنظمة الظلامية المحرضة مثل سلطة أبو مازن، وبالطبع النظام في طهران. رئيس الولايات المتحدة ورئيس الحكومة الإسرائيلية سيجلسان في 15 شباط في البيت الأبيض، وسيضعان الخطوط السياسية المشتركة للمستقبل القريب. ويمكن القول إنه بعد اللقاء ستكون هناك قوانين جديدة، القوة الأكبر في العالم وحليفتها ستقودان خطا لا هوادة فيه في وجه من يريد إلحاق الضرر بإسرائيل وبالعالم الحر. وفي نفس الوقت، السيطرة اليهودية في القدس وفي يهودا والسامرة، لن تكون كلمة نابية في نظر الأمريكيين. لقد بدأ اوباما ولايته بـ «خطاب القاهرة» سيىء السمعة، الذي حاول من خلاله مد يده للإخوان المسلمين. أما ترامب فيبدأ ولايته بالالتقاء مع رئيس الحكومة الإسرائيلية. وهنا الفرق كبير. اريئيل بولشتاين إسرائيل اليوم 1/2/2017 ترامب ونتنياهو: أكثر من لقاء رمزي صحف عبرية |
مشروع قرار جديد في الكونغرس يسمح لأمريكا شنّ هجمات استباقية ضد إيران Posted: 01 Feb 2017 02:26 PM PST لندن ـ «القدس العربي»: عرض بعض أعضاء مجلس النواب الأمريكي مشروع قرار جديد يسمح للجیش الأمريكي بشنّ هجمات استباقية ضد إيران. وأفادت وكالة مهر للأنباء التابعة لمنظمة الدعوة الإسلامية الإيرانية نقلاً عن موقع معهد «رون بول» الأمريكي، أن عضو الكونغرس الديمقراطي عن ولاية فلوريدا، السي هاستينغز، اقترح مشروع قرار جديد يسمح للولايات المتحدة بشنّ هجمات استباقية في أي وقت وأي مكان ضد إيران لمنع حصولها على الأسلحة الذرية. ويسمح مشروع القرار للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن يستخدم القوة العسكرية ضد إيران لمنعها من الوصول إلى القنبلة الذرية، دون مراجعة الكونغرس، وجاء في نص المقترح «يُسمح لرئيس الولايات المتحدة أن يستخدم القوات المسلحة في أي وقت يراه مناسباً وفي حال اقتضاء الضرورة، بمنع طهران من الحصول على السلاح النووي». وانتقد معهد «رون بول» مشروع القرار هذا بشدة، واعتبره صكاً أبيض لترامب حتى يفعل ما يشاء في منطقة الخليج العربي، مشيراً إلى المناورات العسكرية الغربية التي تقام حالياً في مياه الخليج حتى نهاية الأسبوع الحالية، والهدف المعلن من إجرائها ألا وهو تمرين الهجوم العسكري على إيران. وكتبت صحيفة «جيروزاليم بوست» الاسرائلية أن وفداً من مجلس النواب الأمريكي برئاسة السي هاستينغز التقى مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وأن الموضوع الرئيسي للقاء كان دراسة كيفية المواجهة مع إيران. وفي ما يتعلق بتطوير البرنامج الصاروخي الإيراني، وقع أعضاء مجلس النواب الإيراني خلال اجتماعهم العلني أمس الأربعاء، على بيان في مجال دعم البنية الدفاعية للبلاد لا سيما في المجال الصاروخي. وحسب وكالة «فارس» للأنباء التابعة للحرس الثوري، أكد النواب في البيان على ضرورة تعزيز البنى الدفاعية الإيرانية لا سيما في المجال الصاروخي باعتماد الاستراتيجية الدفاعية. وأبدى النواب معارضتهم الجادة لأسلحة الدمار الشامل. إلى ذلك، أكد وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيراني، العميد حسين دهقان، أن القضايا المطروحة حول الاختبارات الصاروخية الأخيرة لا تتناقض إطلاقاً مع الاتفاق النووي والقرار الأممي 2231، وأنها تأتي في سياق برامجهم الدفاعية. وفي تصريح أدلى به للصحافيين أمس على هامش اجتماع الحكومة، قال العميد دهقان «فيما يتعلق بالقضايا المطروحة حول الاختبارات الصاروخية، لقد أعلنا دوماً أن برامجنا في مجال إنتاج المعدات الدفاعية هي للدفاع عن أهدافنا ومصالحنا ونقوم بتنفيذها حسبما خططنا لها، وليست هنالك أي ارادة يمكنها التأثير على برنامجنا وقرارنا». وتابع الوزير، هنالك جانب آخر لهذه القضية، وهو أنه في ظل وجود قوى متغطرسة في هذا العالم، هل هنالك شعب حي يتخلى عن مسار الأقدام لتقوية بنيته الدفاعية أو يتجاهل ذلك؟ الجواب هو النفي حسبما يحكم العقل بصورة طبيعية، أي أن الشعب الحي يجب أن يكون دوماً في أعلى مستوياته من الجهوزية والاستعداد. وأضاف «لقد قلنا مراراً إننا لا هدف لنا من تطوير وتعزيز بنيتنا الدفاعية سوى الدفاع عن أهدافنا ومصالحنا، وفي هذا السياق لن نأخذ الإذن من أحد ولن نسمح لأحد بالتدخل، ولقد أدرك العالم أن مثل هذه التصريحات والإجراءات لا تأثير لها على إرادة هذا الشعب». وحول المناورات المشتركة بين أمريكا وفرنسا وبريطانيا في الخليج ورد الفعل تجاه ذلك، أكد أن مثل هذه المناورات طبيعية في ظل هذه الأجواء السائدة على المستوى العالمي ومجيء ترامب إلى سدة السلطة، حيث تشعر دول الخليج العربية بنوع من القلق على مستقبلها، وإن الأوروبيين يرغبون كذلك بإثبات تواجدهم في المنطقة بصورة ما ويبثوا الثقة في نفوس حلفائهم. ونفى العميد دهقان إذا ما كانت إيران قد اشترت من روسيا سلاحاً غير المنظومة الصاروخية «أس 300». مشروع قرار جديد في الكونغرس يسمح لأمريكا شنّ هجمات استباقية ضد إيران محمد المذحجي |
عريقات: إسرائيل دقت المسمار الأخير في نعش عملية السلام وحل الدولتين Posted: 01 Feb 2017 02:26 PM PST رام الله ـ «القدس العربي»: قال صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إن إسرائيل دقت المسمار الأخير في نعش عملية السلام وخريطة حل الدولتين. جاء تصريحه ردا على القرارات الإسرائيلية الأخيرة سواء ربط المستوطنات بالقدس عير شبكة مواصلات في الضفة الغربية أو قرارات الاستيطان الأخيرة. وأضاف في تصريحات للإذاعة الفلسطينية الرسمية أن حكومة اليمين الاسرائيلي المتطرف تواصل سياسات القضاء على عملية السلام خاصة في ظل صمت الإدارة الأمريكية على جرائمها التي ترقى الى جرائم حرب وفق القانون الدولي. واعتبر المسؤول الفلسطيني أنه لم يعد من المفيد اصدار بيانات إدانة وشجب ودعوات الى محاصرة إسرائيل من قبل المجتمع الدولي والضغط عليها لوقف سياساتها، بل أن المجال الوحيد أمام الفلسطينيين هو التوجه الى المحكمة الجنائية الدولية. واعتبر أن ما تقوم به إسرائيل من مخططات استيطانية هي جرائم حرب «وسنقوم بكل ما في وسعنا على فتح تحقيقات في أسرع وقت ممكن لمواجهة هذه الحكومة الإسرائيلية التي تخالف قرار مجلس الأمن الدولي بإدانة الاستيطان رقم 2334 كما ان الدول التي صوتت لصالح القرار يجب ان تأخذ دورها». وأكد عريقات أن القيادة الفلسطينية طالبت وتطالب المحكمة الجنائية الدولية ومجلسها القضائي بفتح تحقيقات فورية بجرائم الاحتلال من خلال آليات وطبيعة عمل المحكمة، ولا يوجد ما يبرر ممارسة التحقيق الأولي في ملف الاستيطان على ضوء القرارات الأخيرة التي تستوجب فتح تحقيق فوري. وقال إن القيادة الفلسطينية تواصل مساعيها السياسية والدبلوماسية والرئيس محمود عباس سيلتقي في السابع من فبراير/ شباط الحالي بالرئيس الفرنسي من أجل مناقشة آليات ومتابعة مؤتمر باريس والتركيز على أهمية التحرك الدولي للجم سياسات إسرائيل الاستيطانية. من جهتها قالت وزارة الخارجية الفلسطينية «لمن كان متردداً أو غير مقتنع أو متشككا من الدول إزاء النوايا والمخططات والأهداف الاستيطانية الاسرائيلية كما دأبت الرواية الفلسطينية دوما على توضيحها وشرحها للعالم فها هي الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو تعلن يوميا عن سيل من المخططات الاستعمارية الكفيلة بدفن ما تبقى من حل الدولتين، على مرأى ومسمع من العالم أجمع وبشكل لا لبس فيه وغير قابل للتأويل أو الاجتهاد». وأضافت أنه وبعيد قراره ببناء أكثر من3,000 وحدة استيطانية صادقت الحكومة الإسرائيلية بالأمس على بناء 3,000 وحدة استيطانية أخرى بحجة تغطية ما يسمى بـ (الزيادة الطبيعية) للمستوطنين هذا في وقت كشف الإعلام العبري عن خطة ضخمة أقرها وزير المواصلات الإسرائيلي يسرائيل كاتس وبدأ بتنفيذها في أكثر من مكان في الضفة الغربية المحتلة، تهدف الى ربط المستوطنات بعضها ببعض، وربطها أيضا بالعمق الإسرائيلي، عن طريق شبكة ضخمة من الطرق والأنفاق والجسور والقطارات بأنواعها المختلفة، هذا بالإضافة الى ما تقوم به سلطات الاحتلال من تطوير متسارع لشبكة المواصلات العامة الخاصة بالمستوطنات وتزويدها بأعداد كبيرة من الحافلات لتسهيل تنقل وحركة المستوطنين، في إطار تقديم الإغراءات اللازمة لاجتذاب الأجيال الإسرائيلية الشابة للإقامة في المستوطنات على حساب الأرض والحقوق الفلسطينية. ودانت الخارجية الحرب الاستيطانية الوحشية ضد الوجود الفلسطيني، مؤكدة في الوقت ذاته أن حكومة الاحتلال تسعى من خلال شبكة الطرق الاستيطانية الضخمة الى إقامة ما يسمى بـ (القدس الكبرى) وتأسيس دولة للمستوطنين في الضفة وفي الوقت ذاته يحقق حالة من التآكل واسعة النطاق في الأرض الفلسطينية المحتلة وبشكل خاص الأراضي المصنفة «ج» ويؤدي الى ابتلاعها وتهويدها وضمها كأمر واقع الى دولة الاحتلال، بما يضمن حسم قضايا الوضع النهائي التفاوضية وإسقاطها من جانب واحد ويقضي على أي فرصة لتحقيق حل الدولتين ويسدل الستار على فرص المفاوضات والسلام. واعتبرت أن اكتفاء الأمم المتحدة ودول العالم بقرارات إدانة للاستيطان لا تنفذ وبيانات شجب واستنكار لا تترجم ولا تؤثر على علاقات تلك الدول مع دولة الاحتلال قد لعب دوراً اساسياً في تشجيع الاحتلال على المضي قدما في تحويل حل الدولتين الى حل سرابي وضبابي صعب المنال. كما أن صمت عديد من الدول وفي مقدمتها الإدارة الأمريكية الجديدة على جريمة الاستيطان، وفر الغطاء وأعطى الضوء الأخضر لليمين الحاكم في إسرائيل لتسريع قراراته وتنفيذ مخططاته الاستيطانية على الأرض في سعي منه لإغلاق الباب نهائيا أمام قيام دولة فلسطينية الى جانب دولة إسرائيل. كما أكدت الخارجية أن عملية إخلاء البؤرة الاستيطانية العشوائية «عامونا» الذي جاء تنفيذا لقرار المحكمة العليا الإسرائيلية يجب أن يؤدي الى تسليم كامل الأرض الفلسطينية التي اقيمت عليها البؤرة المذكورة الى أصحابها الشرعيين وعدم استبدال المستوطنين بجنود الاحتلال خاصة بعد فشل جميع محاولات اليمين الحاكم في إسرائيل والجمعيات الاستيطانية المتطرفة في تزوير هوية الأرض وملكيتها، وكما أكدت أن الاستيطان كله قد أقيم على أراضٍ فلسطينية محتلة وبشكل يتناقض مع القانون الدولي. وأدانت الخارجية تصريحات المسؤولين الإسرائيليين والوعود المرافقة لإخلاء «عامونا» بتصعيد الاستيطان، محذرة المجتمع الدولي من مغبة استغلال نتنياهو وحكومته لعملية إخلاء «عامونا» وتوظيفها كساتر دخاني تمرر من خلاله المزيد من المخططات الاستيطانية الضخمة وتحاول تشريعها، بهدف تقويض حل الدولتين وإغلاق الباب نهائيا أمام قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة وذات سيادة. عريقات: إسرائيل دقت المسمار الأخير في نعش عملية السلام وحل الدولتين |
«القدس العربي» تقرأ في خفايا الاقتراح الدستوري المقدم من روسيا: دمشق تراه ورقة وليس مشروعا Posted: 01 Feb 2017 02:25 PM PST دمشق ـ «القدس العربي»: وزعت موسكو ما اتُّفق على تسميته «مشرع دستور سوري جديد»، رفضته المعارضة ولم تعلق عليه السلطات السورية إطلاقاً لا سلباً ولا إيجاباً، في عدم التعليق الرسمي رسالة للداخل والخارج. مشروع الدستور الجديد صدر من دولة حليفة لدمشق ولقيادتها وهذه نقطة مهمة، المشروع أيضاً يمثل خلاصة أفكارٍ توصلت إليها موسكو لسوريا دستورياً في مرحلة ما بعد الحرب فلا مانع في ذلك بالنسبة للقيادة السورية، يُضاف إلى ذلك أيضاً أن المشاورات الماراتونية التي أجرتها موسكو لإعداد مشروع الدستور هذا انطلقت بعلم وموافقة النظام السوري في الأشهر الأولى من العام الفائت وجرت تلك المشاورات في قاعدة حميميم بمشاركة شخصيات معارضة تقيم داخل سوريا وشخصيات كردية وأخرى مستقلة. وبعيداً عن القيادة السورية يقول البعض هنا في دمشق: ما المانع أن تقدم موسكو أفكاراً بخصوص الدستور السوري وهي التي تشارك بكل ثقلها إلى جانب دمشق عسكرياً وتدفع معها ثمن الحرب على الإرهاب مادياً وحتى بشرياً؟ الخبير في القانون الدولي والدستوري د. عصام التكروري قلل من أهمية مشروع الدستور الذي قدمته موسكو ورأى فيه أنه لا يتعدى كونه ورقة تحتوي مجموعة أفكار دستورية لا ترقى لتكون مشروع دستور، وقال «بتقديري ورقة تتضمن جملة من الأفكار الدستورية يمكن أن تكون بمثابة ورقة عمل يحق لكل فريق تُطرح عليه أن يأخذ بها كلاً أو بعضاً أو أن يرفضها إذا رأى أن العقد الاجتماعي الذي تقترحه هذه الورقة لا يتقاطع مع رؤيته للدولة المنشودة، وفي نهاية المطاف لا يمكن لأي مشروع دستور أن يرى النور ما لم يقترن بموافقة الشعب عليه عبر الاستفتاء». لم يجد التكروري عيباً من حيث المبدأ في أن تطرح موسكو هكذا ورقة تخص سوريا ويعلل ذلك بقوله «يمكن للدول أن تستعين بخبراء أجانب تتبادل معهم الأفكار حول قضايا تتعلق بدساتير ترغب بإعدادها». وأضاف «الدستور الأمريكي وهو أقدم دستور مازال قيد التطبيق في العالم لم يكن خلاصة أفكار توماس جيفرسون وجون ديكنسون فحسب وإنما اعتمد بشكل أساسي على أفكار الفيلسوف الفرنسي مونتسكيو والسويسري جان جاك روسو». وحول بعض مضمون الأفكار الدستورية الذي تضمنته الورقة الروسية لفت التكروري إلى أنها اكتفت بأن يكون المرشح لمنصب رئيس قد أتم الأربعين و متمتعا بالجنسية السورية فقط دون أن تشترط بالمرشح أن يكون متمتعاً بالجنسية العربية السورية بالولادة، من أبوين متمتعين بالجنسية العربية السورية بالولادة، وأن لا يكون متزوجاً من غير سورية، و أن يكون مقيماً في الجمهورية العربية السورية لمدة لا تقل عن عشر سنوات إقامة دائمة متصلة عند تقديم طلب الترشيح بحسب الشروط التي نصت عليها المادة 84 من الدستور السوري المعمول به حالياً. كما أن الورقة الروسية بخلاف الدستور الحالي تقترح ألا يكون لرئيس الجمهورية نواب، وبالتالي في حال شغور منصب الرئيس أو عجزه عن القيام بمهامه يتولى رئيس الوزراء المهام مؤقتا، وهو أمر سمح به الدستور النافذ في حال لم يكن لرئيس الجمهورية نوابا (م 93 ف 2)، وفي حال عجزه يقوم رئيس جمعية المناطق (جهاز غير موجود بالدستور الحالي) بمهام رئيس الجمهورية لحين انتخاب رئيس جديد. وحسب التكروري أيضاً فإن أبرز ما اقترحته ورقة الأفكار الدستورية التي تقدم بها الجانب الروسي هو إقامة دولة ثنائية القومية عربية ـ كردية بدل أن تكون عربية فهي تتحدث عن الجمهورية السورية، دولة لا دور للدين في تعيين الرؤساء أو في وضع التشريعات الأمر الذي يمثل فك ارتباط كلي بالهويتين العربية والإسلامية، إضافة إلى اعتماد رسمي للمحاصصة الطائفية والقومية بالنسبة لنواب رئيس مجلس الوزراء والوزراء الفقرة (3) من المادة /64، واعتمد نظام المجلسين بالنسبة للسلطة التشريعية عبر اقتراح جمعية الشعب وجمعية المناطق بدل من نظام أحادية المجلس القائم بموجب الدستور النافذ من مجلس الشعب)، ومنح «جمعية الشعب» صلاحيات جديدة كتنحية رئيس الجمهورية و تعيين رئيس البنك الوطني، إضافة إلى تأكيده على اعتماد مبدأ اللامركزية الإدارية المعمول به أصلا وفقا لأحكام المادتين 130 و 131 من الدستور النافذ. التكروري أشار إلى ارتكاب بعض الأخطاء في الورقة الروسية لا يمكن أن يقع بها خبراء واختصاصيون في صناعة الدساتير وفق وصفه، ومنها على سبيل المثال أن المادة 44 فقرة 6 جعلت تعيين أعضاء المحكمة الدستورية العليا من اختصاصات جمعية الشعب لتأتي المادة 77 وتنص على أنه من اختصاص جمعية المناطق، ناهيك عن تواضع الصياغة الدستورية، كما أشار إلى أفكار أخرى غير مفهومة في الورقة الروسية لجهة غياب الآليات التي تضمن تطبيقها من قبيل الفقرة الرابعة في المادة 10 التي تحدثت عن وجوب أن تكون القوات المسلحة وغيرها من الوحدات المسلحة تحت رقابة المجتمع. ليختم التكروري بالقول هذا يدعونا إلى الاعتقاد بأن السوريين قادرين على أن يقدموا دستوراً يفوق في أهميته الأفكار الروسية المقترحة. وفي العموم، المشروع الروسي المقتَرح تبنّى أكثر من 50 في المئة من مبادئ ومواد الدستور المعمول به حالياً في سوريا. في سياق متصل، تقول مصادر مطلعة لـ «القدس العربي» أن مجموعة خبراء وأكاديميين سوريين يعكفون في دمشق ـ ومنذ فترة غير قصيرة ـ على وضع مقترحات دستورية جديدة قد تكون أغنى وأكثر التصاقاً بالخصوصية السورية من الورقة الروسية المقترحة حول الدستور في سوريا وكذلك بعض مقترحات الدساتير التي يتم تداولها منذ فترة طويلة، وأن هذه المجموعة قطعت شوطاً متقدماً فيما تقوم به دون أن تعطي المصادر ذاتها تفاصيل أكثر. «القدس العربي» تقرأ في خفايا الاقتراح الدستوري المقدم من روسيا: دمشق تراه ورقة وليس مشروعا كامل صقر |
إسرائيل تحدد خمس سنوات سجنا لتعدد الزوجات وتشكيك فلسطيني بدوافعها Posted: 01 Feb 2017 02:25 PM PST الناصرة – «القدس العربي» : قررت حكومة إسرائيل فرض السجن خمس سنوات على كل من ينتهك قانون منع تعدد الزوجات، وهو معد بالأساس لمكافحة الظاهرة لدى بدو النقب داخل أراضي 48، غير أن جهات فلسطينية نسوية شككت بدوافعها واتهمتها بالتباكي على المرأة وحقوقها وبالسعي لغايات غير معلنة. وعقبّت رئيسة لجنة مكانة المرأة في الكنيست النائبة عايدة توما- سليمان (القائمة المشتركة) حول قرار الحكومة الإسرائيلية بمبادرة رئيسها بنيامين نتنياهو ووزيرة القضاء فيها اييلت شاكيد بالقول إن اعتباراتها مريبة وسياسية لا اجتماعية. وتؤكد توما – سليمان أنه منذ استلامها رئاسة لجنة مكانة المرأة كانت قد توجّهت للوزيرة شاكيد برسالتين تسأل حول مخطط الوزارة لعلاج هذه الظاهرة، مشيرة لأهمية الأخذ بعين الاعتبار ضرورة الاستثمار في الجوانب التربوية والمجتمعية والاقتصادية المنوطة بالعمل على الحد من هذه الظاهرة وعلى ضرورة العمل على تمكين النساء ومنحهن البدائل والدعم كي لا يتم التسبّب بالمزيد من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية في هذا السياق. بيد أن الوزيرة شاكيد لم تقم بالرّد على أي من هذه التوجهات، وتعتبر توما – سليمان أن هذا يظهر النية غير الصادقة في العمل على علاج الظاهرة إنما فقط في تجريم فلسطينيي الداخل والتحريض عليها». يشار الى أن نتنياهو قد تطرق للقضية أمس في خطاب مصوّر نُشر على صفحته على الفيسبوك. وعن ذلك تقول توما – سليمان إن من يهمه النساء والأطفال العرب لا يقوم بهدم بيوتهم في عزّ الشتاء والبرد القارس ويتركهم دون مأوى بل ويهدد بهدم «الكرافانات» التي قدمت لهم من أموال التبرعات. وتؤكد لـ «القدس العربي» أن من يهمه النساء والأطفال العرب وتأثير ظاهرة تعدّد الزوجات عليهم كان سيهتم بتطوير المواصلات، وفرص العمل، والاعتراف بالقرى غير المعترف بها، وبناء مدارس، وتمكين النساء ومنحهن بدائل وفرصا أفضل ليرفضن هذه الظاهرة. وردا على سؤال تضيف «تحذر المنظمات النسوية من تداعيات هذه الظاهرة منذ سنوات إضافة إلى أن القانون لم يكن يهم أيا من السلطات الإسرائيلية ولم تبادر لتطبيقه حتى أصبح يخدم هدفًا سياسيًا دنيئًا يتساوق مع التحريض على العرب وهو مرتبط بما يعرف بالتهديدات الديموغرافية». وتوضح أن وزارة القضاء لم تقم بتقديم لوائح اتهام ولم تعمل بشكل جدي على محاربة الظاهرة وأبعادها على المجتمع مما يثير التساؤلات حول أهداف الوزيرة شاكيد ورئيس الحكومة من إقرار هذه الخطة الجديدة الآن تحديدًا. كما تنبه ان المعلومات الأولية التي رشحت عن الخطة والنقاش الدائر حولها، يؤكد أن كل ما يهم الحكومة هو خفض عدد متلقي مخصصات الدعم من التأمين الوطني من نساء وأطفال عن طريق ملاحقة من يعتقدون انهم في علاقة زواج تعددي. واضافت توما- سليمان: «نحن حين نعمل للحد من الظاهرة فإن ما يحركنا مصلحة مجتمعنا وجماهيرنا العربية، مصير نسائنا وأطفالنا بينما تتحرك حكومة نتنياهو بدافع التحريض والنيل من حقوق هذه الجماهير. قد يكون الشعار واحدا ولكن النوايا والأهداف بالتأكيد مختلفة تمامًا. وتشدد على أن توقيت إقرار هذه الخطة وفحواها مشبوه رغم العنوان الذي مُنح لها، كما يبدو للوهلة الأولى يتعاطى مع قضية حارقة طالما عالجتها منظمات نسائية فلسطينية وحاولت الحد منها. وخلصت الى القول إن التعاطي مع مشكلة تعدد الزوجات في هذا الوقت تندرج ضمن الحملة التحريضية التي يقودها نتنياهو وحكومته ضد فلسطينيي الداخل عامة والعرب البدو خاصة ممن تتم محاولة شيطنتهم بوصمهم كخارجين على القانون. إسرائيل تتواطأ على مواطنيها العرب وفي سياق ما يعرف بـ «المخاوف الديموغرافية» كشفت القناة العاشرة في إسرائيل أمس أن حكومة يتسحاق شمير الليكودي في مطلع تسعينيات القرن الماضي سعت لمحاصرة الفلسطينيين في الجليل وإبقائهم داخل معازل ضمن مساعي التهويد. وحسب القناة فقد أرادت الحكومة منع تمدد البلدات العربية في الجليل (55% من سكانه اليوم فلسطينيون) من خلال بيع الدولة الأراضي المحيطة (50 ألف دونم) في هذه البلدات والمسجلة على اسمها لـ «صندوق أراضي إسرائيل الخاص بالشعب اليهودي» وذلك لتوفير ذريعة «قانونية» للحيلولة دون توسيع مسطحات البناء للبلدات العربية مما يعني تحويلها لعلب سردين بشرية. بيد أن «صندوق أرض إسرائيل» الذي تأسس عام 1901 بهدف شراء الأرض في فلسطين لصالح الشعب اليهودي لم تكن قادرة على تمويل اقتناء هذه الأراضي فتجندت وزارة القضاء وقتها لإنجاز الصفقة بالغش والخداع. وتؤكد القناة العاشرة التي كشفت عن الخطوة الحكومية السرية أنه تم منح أراضي الدولة لـ «صندوق أراضي إسرائيل» مقابل الأشجار التي زرعتها فيها بالماضي. وعلى خلفية ذلك لم توسع مسطحات البناء للبلدات العربية إلا بنسبة ضئيلة بعيدة جدا عن تلبية حاجات الزيادة الطبيعية مما يدفع سكانا فيها للبناء غير المرخص. إسرائيل تحدد خمس سنوات سجنا لتعدد الزوجات وتشكيك فلسطيني بدوافعها وديع عواودة |
التفكجي لـ «القدس العربي»: مخططات الطرق والاستيطان تعود لأعوام 83 و94 وحكومة الحمد الله تعتبر ذلك تصعيدا ودعما للعنف والتوتر Posted: 01 Feb 2017 02:24 PM PST رام الله – «القدس العربي»: تواصل حكومة إسرائيل الإعلان عن توسيع وتكثيف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقررت خلال أسبوع بناء أكثر من 5500 وحدة سكنية في المستوطنات ناهيك عن المصادقة على بناء آلاف الوحدات في القدس الشرقية. وأعلن وزير الجيش الاسرائيلي افيغدور ليبرمان عن بناء أكثر من 3000 وحدة إسكان جديدة في مستوطنات الضفة الغربية. وحسب مكتبه فإن حوالى 2000 وحدة جاهزة لتسويقها فورا والبقية تمر في مراحل التخطيط المختلفة. وقال: «نحن نتواجد في فترة جديدة تعود فيها الحياة في الضفة الغربية الى مسارها الاعتيادي والسليم وسنقدم الرد المناسب لمتطلبات الحياة في المنطقة». وحسب المعلومات المتوفرة فإن قائمة المستوطنات التي سيتم فيها بناء هذه الوحدات هي الفيه منشيه واورانيت ونوفيم وبيت ارييه وافرات ونوكاديم وجبعات زئيف وشفي شومرون وكرني شومرون وشيلو ومتسودوت يهودا وكفار الداد وبيتار عيليت. وكان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وليبرمان قد صادقا أول من أمس الثلاثاء على بناء حوالى 2500 وحدة أخرى في المستوطنات. وقال نتنياهو بعد الإعلان: «نحن نبني وسنواصل البناء» .وهذا الإعلان الجديد هو الرابع من نوعه منذ تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية بشكل رسمي قبل12 يوما. وقال خليل التفكجي خبير الاستيطان الفلسطيني في حديث لـ «القدس العربي» إن المتابع لتطورات المشاريع الإسرائيلية سواء على صعيد شبكات الطرق أو البناء الاستيطاني فإنه لا يشعر أنها مخططات دراماتيكية أو خرافية كما يصف البعض، خاصة وأن هذه الخطط موضوعة ومعلن عنها منذ أعوام 1983 وكذلك 1994. وكشف التفكجي أن مشروع الطرق لعام 1983 كان يقضي بإقامة شبكة مواصلات طولية وعرضية في قلب الضفة الغربية بهدف ربط كافة المستوطنات الإسرائيلية بالقدس المحتلة وجعل التجمعات السكانية الفلسطينية محاطة بشبكة طريق ومستوطنات يهودية. وقال المسؤول السابق في بيت الشرق في القدس المحتلة إن شارع 505 المسمى عابر السامرة وشارع 54 من موديعين إلى الأغوار وشارع 35 تحت حلحول وكذلك الشارع الواصل بين مجمع غوش عتصيون الاستيطان إلى البحر الميت كلها موجودة وبالتالي يتم الآن تفعيل المخطط الأصلي وإصلاح خطوط الطرق القائمة أصلاً. أما فيما يتعلق بالاستيطان حسب التفكجي فإن المخطط الرئيسي الذي وضع في عام 1994 ويتحدث عن القدس عام 2020 ففيه كافة التفاصيل التي يعلن عنها حالياً على أنها مشاريع جديدة إلا أنها في الحقيقة مخططات استيطانية صودق عليها بالفعل في عام 2010 وكذلك 2011. وبخصوص ما أعلن عنه ليبرمان قال إنه في الحقيقة 2000 وحدة استيطانية جديدة جاهزة للتسويق وألف أخرى قيد التخطيط ومراحله المختلفة، وبالتالي فإن ما يجري هو عملية تخويف الناس لما سيأتي لاحقاً. بدورها قالت حكومة التوافق الوطني إن «التصعيد الاحتلالي الشامل ضد شعبنا وأرضنا خاصة التصعيد الاستيطاني الأخير يوضح مدى خطورة ما تقدم عليه إسرائيل وخيارات حكومتها المتمثلة بدعم العنف والتوتر». وأضاف المتحدث الرسمي باسمها يوسف المحمود أن الحكومة تحمّل إسرائيل كامل المسؤولية عن تصعيدها، كما تحمّل الجهات الدولية ذات الصلة المسؤولية عن صمتها وعدم تحركها لوقف هذا التحدي السافر لكافة القوانين والشرائع الدولية. وتابع القول إن الحملات الاستيطانية المستمرة والمتلاحقة التي تنفذها حكومة الاحتلال وكان آخرها الإعلان عن إقامة ثلاثة آلاف وحدة استيطانية هي جزء من مخطط احتلالي رهيب يهدف إلى إغراق أراضي دولة فلسطين بالاستيطان وإطالة عمر الاحتلال، الأمر الذي يزيد من حدة التوتر في كامل المنطقة. وقال المحمود إن «التصعيد الإسرائيلي الخطير بما يمثله من عدوان على شعبنا وأرضه ووطنه وما يمثله أيضا من انتهاك متواصل وصارخ لكافة القوانين الدولية يضع المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن الذي أصدر قراره الأخير 2334 بشأن وقف الاستيطان، أمام امتحان حقيقي في القدرة على تنفيذ قراراته والدفاع عنها وتحقيق ما يؤمن به تجاه إحلال السلام والتصدي لسياسات الاحتلال الخطيرة. وأعرب المتحدث الرسمي عن خيبة أمل الحكومة من ردود الأفعال الشحيحة لبعض الدول المؤثرة التي تكتفي بالإدانة والاستنكار دون أن تقدم على خطوات ملزمة باستطاعتها القيام بها للضغط على إسرائيل من أجل وقف الاستيطان، وإجبارها على الامتثال للإرادة الدولية والانخراط في صنع السلام، بدلا من التمسك بالاحتلال. التفكجي لـ «القدس العربي»: مخططات الطرق والاستيطان تعود لأعوام 83 و94 وحكومة الحمد الله تعتبر ذلك تصعيدا ودعما للعنف والتوتر فادي أبو سعدى |
تونس تمكّن العسكريين من التصويت في الانتخابات البلدية Posted: 01 Feb 2017 02:24 PM PST تونس – «القدس العربي»: بعد تأخير استمر أشهراً، صادق البرلمان التونسي أخيرا على القانون الانتخابي المعدل والذي يتضمن فصلا يمكن عناصر الجيش والأمن من المشاركة في التصويت في الانتخابات البلدية المقبلة، وهو ما أثار ردود فعل متفاوتة لدى عدد كبير من التونسيين. وكان البرلمان صادق مساء الثلاثاء على مشروع قانون يتعلق بتعديل القانون الأساسي المتعلق بالانتخابات والاستفتاء، حيث تمت إضافة عدة فصول من بينها الفصل السادس المثير للجدل والذي يمكّن العسكريين والأمنيين من المشاركة في التصويت بالانتخابات البلدية والجهوية المُقبلة، ويحظّر عليهم، بالمقابل، الترشح أو المشاركة في الحملات الانتخابية أو الاجتماعات الحزبية. وأثار القرار ردود فعل متفاوتة، حيث أصدر اتحاد قوات الأمن التونسي بيانا تقدم فيه بـ»التهنئة» لكل الأمنيين في تونس «عقب التصويت على تفعيل حقهم الدستوري في المشاركة في الانتخابات البلدية القادمة»، معتبرا أن البرلمان «احترم حقهم في المواطنة الكاملة على أساس المساواة بين جميع المواطنين». وكتب النائب عن حراك «تونس الإرادة» على صفحته في موقع «فيسبوك»: «صوّتنا اليوم ضد مشاركة الأمنيين والعسكريين في الانتخابات انسجاما مع قناعاتنا وبعيدا عن منطق الحسابات السياسوية الضيقة والاصطفافات والتوافقات المغشوشة وتبادل التنازلات على حساب استقرار البلاد ونجاح التجربة الديمقراطية (…) صوتنا بـ»لا» دفاعا عن سلامة العملية الانتخابية وتواصل المسار الديمقراطي، وحماية لجيشنا الوطني وأمننا الجمهوري من التسييس والتجاذبات والتوريط في الصراعات السياسية والايديولوجية التي تُقسّم ولا تُجمّع». وأضاف «تصويتنا بـ«لا» جاء منسجما مع آراء ومواقف العديد من الوطنيين العقلاء والمحايدين ومع كبار ضباط الجيش والأمن الحاليين والقدامى ومع أغلب الخبراء والحكماء. وتصويتهم بـ»نعم» جاء أما من باب الضغط والمزايدة أو من باب البراغماتية السياسوية أو تحت وقع الإكراه دون إرادة، تصويتنا بـ»لا» كان لمصلحة الأمن والبلاد وتصويتهم بـ»نعم» كان لمصالحهم الفئوية والحزبية الضيقة». وكتبت النائبة عن حزب «نداء تونس»: «منح حق التصويت للعسكريين والأمنيين في الانتخابات الجهوية والمحلية بـ144 صوتا مقابل 3 متحفظين و11 ضد. مبروك لقوات الأمن الداخلي ولأسودنا حماة الوطن. كتلة نداء تونس تكسب جولة جديدة في معركة المواطنة والحقوق المدنية والسياسية». وكان عدد من النواب والسياسيين عبروا مرارا عن رفضهم السماح للأمنيين والسياسيين بالتصويت في الانتخابات المحلية والبلدية المقبلة، معتبرين أن هذا الأمر هو محاولة لـ«توريط» المؤسستين الأمنية والعسكرية في اللعبة السياسية، في حين يفترض أن تحافظا على حيادهما كمؤسستين وطنيتين متخصصتين بحماية البلاد، وهو ما أخر التصويت على القانون الخاص بالانتخابات البلدية لأشهر. وكتب القيادي في حزب «التيار الديمقراطي» هشام العجبوني «النهضة كانت ضد تصويت الأمنيين والعسكريين في الانتخابات البلدية ولكن مفعول مرهم «التّوافق» جعلها تغيّر رأيها كعادتها وتصوّت مع! والجملة السحريّة هي نفسها : «النهصة خيّرت المصلحة الوطنية على المصلحة الحزبية»! إذا كان الأمر كذلك لماذا أضعتم على البلاد ستّة أشهر كان يمكن ربحها لتنظيم الانتخابات البلدية في أقرب وقت؟». وقالت الباحثة ألفة يوسف «الكثيرون يعترضون على حق الانتخاب للجيش والأمن على أساس أن هاتين المؤسستين محايدتان. حياد الجيش والأمن مجرد وهم نظري بالضبط مثل حياد الصحافة. ما دمنا بإزاء بشر فلا بد من وجود ميول ورؤى مختلفة. وما مُنح للآمنين والجيش هو مجرد حق الانتخاب لا حق الانقلاب. فالانقلاب تم منذ سنوات». وأثار الباحث سامي براهم عدة تساؤلات حول نص الفصل السادس الذي تم إضافته إلى القانون الانتخابي، وكتب تحت عنوان «أسئلة فنيّة على هامش المصادقة»: «كيف سيحدد الأمنيون والعسكريون خيارهم الانتخابي دون مواكبة الحملات الانتخابيّة ومعرفة برامج المترشّحين والحلول التي يطرحونها على النّاخبين؟ هل سيعتمدون مثلا التقارير الأمنيّة لتغطية النّقص الحاصل في التعرّف على المترشّحين بسبب المنع من مواكبة الحملات؟ هل سيسمح لمراقبي القوائم وجمعيات المجتمع المدني بمراقبة الانتخابات فيكون حضور الأمنيين والعسكريين لمكاتب الاقتراع تحت أنظار ملاحظي الأحزاب ومراقبي الجمعيات؟». وأضاف «قِيل إنه سيقع فرز أصوات الأمنيين والعسكريين مع سائر الأصوات حتّى لا يقع السقوط في تحديد هويات سياسية وحزبية لمنظوري هذا القطاع ونتجنّب إثارة مناخات الاصطفاف والانقسام داخل الثكنات والجسم العامّ لهاتين المؤسّستين، تبعا لذلك: فكيف سيقع التثبّت من عدد الأوراق وعدد المصوّتين في كلّ صندوق؟ وكيف سيقع تأمين هذه الصّناديق إلى حين انتهاء التّصويت العامّ؟ وهل ستحتسب بشكل مستقلّ أم سيقع خلطها ببقيّة الأوراق في المكاتب التي جرى فيها التّصويت لاحقا؟ وكيف سيقع تفريغ الأمنيين والعسكريين من مهامهم مدّة القيام «بواجبهم» الانتخابي في حيّز زمني محدود قد لا يسمح بالتناوب خاصّة بالنسبة للمهام الميدانية الحساسة مثل أعوان المرور والديوانة والسّجون وحرس الحدود ومؤسسات السيادة؟». تونس تمكّن العسكريين من التصويت في الانتخابات البلدية حسن سلمان |
قلق جزائري من تأثير قرارات ترامب على جهود حل الأزمة الليبية Posted: 01 Feb 2017 02:24 PM PST لندن – «القدس العربي»: تثير القرارات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب حالة ترقب وقلق حقيقي للجزائر من خطر تأثيرها على عملية السلام التي تشارك فيها حاليًا في ليبيا. وفي وقت وضع الرئيس الأمريكي دولة مجاورة للجزائر وهي ليبيا تحت بند «الدول المثيرة للقلق»، ويحظر على مواطنيها الدخول إلى الولايات المتحدة بدعوى الخطر على الأمن القومي، فإن هناك مخاوف من قرارات أخرى قد تقدم عليها إدارة ترامب، بإدراج الجماعات الإسلامية الليبية المعتدلة – كما تنظر إليها الجزائر- على لائحة المنظمات الإرهابية، الأمر الذي سيجعل المشاركة في عملية المصالحة الوطنية معقدة خصوصًا وأن دبلوماسيًا جزائريًا أكد أن جهود بلاده الحالية تتركز على مساعي لإقناع مجموعات من الإسلاميين من طرابلس لتقديم تنازلات الترتيب الجديد للمرحلة الانتقالية، ما من شأنه أن يمهد للمصالحة الوطنية، وأضاف لـ»بوابة الوسط» أن كل شيء يعتمد الآن على الاجتماعات المقبلة بين الأطراف الليبية التي ستكون حاسمة. ومع أن الجزائر تتفق مع مصر التي تشترك معها في جهودها لحلحلة الأزمة في مناهضة الإسلاميين الليبيين، لكن تحاول لعب دور براغماتي بسبب مخاوفها من استمرار حالة عدم الاستقرار على حدودها، وهو ما دفعها أخيرًا للرفع من وتيرة تحركاتها لإيجاد حل للأزمة الليبية، بعدما رمى الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة بثقله وعلاقاته الدبلوماسية لمعالجة الملف، حيث طلب من صديقه راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التونسية العمل على إقناع إسلاميي ليبيا بلعب دور إيجابي لدعم مبادرات الحوار. واجتمع رئيس ديوان رئاسة الجمهورية الجزائرية أحمد أويحيى مع القيادي في جماعة الإخوان الليبية علي الصلابي في تونس، حيث كلف القيادي بإقناع حركات ليبية مسلحة في طرابلس تقديم تنازلات تحسبًا لترسيم المرحلة الانتقالية. وفي هذا الصدد عرضت حركة مجتمع السلم التي تمثل تنظيم الإخوان في الجزائر على حكومة البلاد وساطة بين الحركات الإسلامية الليبية للمساهمة في حل الأزمة، معبرة عن استعدادها للمساهمة في إنجاحه بما تملكه من رصيد وتجربة وعلاقات. وتشدد الجزائر خلال لقائها مع الإسلاميين الليبيين ومختلف الشخصيات الأخرى على ضرورة التوحد ضد معركة القضاء على الإرهاب أولاً، وشاركت الجزائر نهاية الأسبوع الماضي في قمة اللجنة الرفيعة المستوى للاتحاد الأفريقي حول ليبيا بالكونغو إلى جانب دول الجوار. وقال الوزير الأول الجزائري عبدالمالك سلال في مداخلة له إن الجزائر تدعو بإلحاح الأشقاء الليبيين كافة إلى التوحد ضد الإرهاب والجريمة المنظمة، وأشار إلى أن هذا الهدف هو محور الرسالة التي حملتها الجزائر في الأسابيع الأخيرة خلال الزيارات التي قام بها كل من رئيس مجلس النواب عقيلة صالح والمشير خليفة حفتر ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز سراج، ورئيس المجلس الأعلى للدولة عبدالرحمن السويحلي، وأعضاء مجلس النواب ورؤساء لجان مجلس النواب، ورؤساء المجالس البلدية وشخصيات سياسية، إضافة إلى أطراف فاعلة أخرى. وفي حين لا تبدو شمال أفريقيا جزءًا ذا أولوية عاجلة للرئيس ترامب، بيد أن استثناء مواطني دول أخرى على غرار تونس من قرار الإدارة الأمريكية الجديدة بحظر دخول سبع دول إسلامية إلى الولايات المتحدة، يثير استفهامات، إذ تؤكد التقارير الأمريكية أنها من أكبر مصدري عناصر تنظيم «الدولة» الإسلامية إلى سوريا والعراق وليبيا، ووفق مجموعة «صوفان غروب» الأمريكية المتخصصة في الأمن الاستراتيجي، تحتل تونس المرتبة الأولى بعدد 6000 إرهابي والسعودية المرتبة الثانية بـ2500 إرهابي، وليبيا جاءت في المرتبة السادسة بـ600 إرهابي والجزائر 200 إرهابي. ويعلق مراقبون أن الولايات المتحدة الأمريكية شريك مهم للجزائر وتونس في مجال مكافحة الإرهاب، وتعمل على إنجاح المسار الانتقالي الديمقراطي في تونس، وتساندها من أجل إمكانية تعميم السيناريو على ليبيا، لذلك تجنبت إدراجها في اللائحة. أما علاقات واشنطن مع الجزائر فهي ملتزمة معها ببرامج مكافحة الإرهاب على المستوى الإقليمي، والجهود الدبلوماسية الجزائرية لتحقيق الاستقرار في المنطقة، علمًا بأن الجزائر كانت إلى مطلع العام 2012 مدرجة بقائمة سرية، تخص رعايا الدول التي يخضع رعاياها بالمطارات الأمريكية للتدقيق. قلق جزائري من تأثير قرارات ترامب على جهود حل الأزمة الليبية مخاوف من إدراج الجماعات الإسلامية المعتدلة على لائحة المنظمات الإرهابية |
تونس: موجة انتقادات لقرار حكومي «ينظّم» علاقة المسؤولين بوسائل الإعلام Posted: 01 Feb 2017 02:23 PM PST تونس – «القدس العربي»: أثار قرار حكومي جديد «ينظّم» علاقة المسؤولين التونسيين بوسائل الإعلام، موجة من الجدل والانتقاد، حيث اتهمت كل من نقابة الصحافيين وهيئة الاتصال، الحكومة بمخالفة الدستور الذي يضمن حق النفاذ للمعلومة، قبل أن تؤكد الحكومة لاحقا التزامها بضمان حرية التعبير في البلاد وتمكين الصحافيين من حق النفاذ للمعلومة. وكانت الحكومة التونسية أصدرت قبل أياما منشورا أوصت من خلاله المسؤولين التونسيين بالامتناع عن «الإدلاء بأي تصريح أو مداخلة وعن نشر أو إفشاء معلومات أو وثائق رسمية عن طريق الصحافة أو غيرها من وسائل الإعلام حول مواضيع تهم وظيفته أو الهيكل العمومي الذي يعمل به بدون الإذن المسبق والصريح من رئيسه المباشر أو رئيس الهيكل الذي ينتمي إليه. وعن القيام بتصريحات مهما كان نوعها تتعارض مع التكتم المهني والحفاظ على المصلحة العليا للدولة». كما أوصى المنشور المسؤولين التونسيين بعدم «عرقلة الإفصاح عن وثائق أو معطيات رسمية يتوجب أو يسمح بنشرها للعموم وعن نشر معلومات مغالطة أو غير صحيحة حول مواضيع تهم وظيفته أو الهيكل العمومي الذي يعمل به»، وعدم «نشر معلومات أو وثائق ذات صلة بوظيفته أو بالهيكل العمومي الذي ينتمي إليه إلا طبقا للتشريع الجاري به العمل». وأثار القرار الحكومي الجديد موجة من الانتقادات لدى الإعلاميين التونسيين، حيث اعتبرت نقابة الصحافيين أنه «يتعارض بصفة صريحة مع أحكام المرسوم عدد41 لسنة 2011 المتعلق بالوصول إلى الوثائق الإدارية للهياكل العمومية و مع أحكام القانون الأساسي الجديد عدد22 لسنة 2016 والمتعلق بالحق في النفاذ إلى المعلومة (والذي أصبح حقا دستوريا منذ 2014»، مشيرة إلى أن القرار يعرقل عمل الصحافيين في الحصول على المعلومات الضرورية المتعلقة بتسيير الهياكل العمومية و يحد من حق المواطنين في الإعلام والنفاذ إلى المعلومة، ودت الحكومة إلى تقديم توضيح حول هذا الأمر. وردت رئاسة الحكومة ببلاغ «توضيحي» أكدت من خلاله التزامها بتمكين الصحافيين من النفاذ إلى المعلومة وإبلاغها إلى المواطنين في أفضل الظروف، مشيرا إلى أن «المنشور بما تتضمنه مدوّنة سلوك وأخلاقيات العون العمومي الصادرة بالأمر 3040 لسنة 2014 والمتمثلة أساسا في عدم إفشاء معلومات أو وثائق رسمية حول مواضيع تهم وظيفة العون العمومي دون إذن مسبق من رئيسه المباشر». كما جدّدت تأكيدها «الالتزام التام بقانون النفاذ إلى المعلومة وعدم التراجع عن حرية الرأي والتعبير التي تعد المكسب الأساسي من الثورة التونسية»، مشيرة إلى أن «قنوات الاتصال تظل مفتوحة مع الإعلام الوطني والدولي والمجتمع المدني وأن الدولة تسخّر جميع جهودها وإمكانياتها لإنارة الرأي العام وإعطاء المعلومة الصحيحة في الإبان. والتنسيق داخل الإدارات العمومية التي تعد مصدرا للمعلومة الهدف منه بناء خبر صحيح يحترم أخلاقيات الموظف العمومي والمهنة الإعلامية». ويبدو أن «التوضيح» الحكومي لم يُقنع هيئة الاتصال السمعي والبصري التي طالبت الحكومة بمراجعة سياستها الاتصاليّة في إطار دعم حقوق العموم في الإعلام والمعرفة. وأصدرت الهيئة بيانا أكدت من خلاله أن «تنظيم عملية الاتصال الحكومي يجب أن يؤخذ فيها بعين الاعتبار المقتضيات الواردة في الدستور وخاصة منه الفصل 32 الذي أقر مسؤولية الدولة في ضمان الحق في الإعلام والنفاذ للمعلومة»، مشيرة إلى أن المنشور الحكومي الجديد «فيه مخالفة صريحة لمقتضيات الفصل 49 من الدستور الذي ينص على أن الضوابط المتعلقة بالحقوق والحريات وممارستها المضمونة به لا يمكن أن تحدد إلا بمقتضى القانون و بما لا ينال من جوهرها». وأكد البيان أن «غموض المصطلحات المستعملة صلب نص المنشور والدلالات التي يمكن استخلاصها من عبارات مثل «التكتم المهني» و»الحفاظ على المصلحة العليا للدولة»، قد يحيل على منظومة الحجب التي تتعارض مع شعارات الشفافية ومكافحة الفساد»، مشيرا إلى أن «هذا التوجه يشكل مؤشرا سلبيا خطيرا فيما يتعلق بالالتزام بحرية التعبير والصحافة والحق في النفاذ إلى المعلومة وتراجعا عن المكتسبات التي ضمنها الدستور وتلك التي أقرها القانون الأساسي عدد 22 لسنة 2016 والمتعلق بالحق في النفاذ إلى المعلومة». فيما وجّه النائب رياض جعيدان سؤالا كتابيا إلى رئيس الحكومة يوسف الشاهد حول المنشور المذكور، والذي أكد أنه يتعارض مع أحكام الفصل 32 من الدستور الضامن للحق في الإعلام وفي النفاذ إلى المعلومة داعيا إياه إلى الإلغاء الفوري للمنشور المشار إليه. وفي أول تطبيق فعلي للمنشور الحكومي، امتنع المستشار الاقتصادي لرئيس الحكومة، فيصل دربال عن الإدلاء بتصريحات صحافية خلال ندوة في مدينة صفاقس (جنوب شرق) بذريعة عدم حصوله على الموافقة من رئاسة الحكومة، وهو خلّف موجة استياء كبيرة لدى الصحافيين. تونس: موجة انتقادات لقرار حكومي «ينظّم» علاقة المسؤولين بوسائل الإعلام نقابة الصحافيين وهيئة الاتصال تعتبرانه مخالفا للدستور |
العبادي يلتقي وزيرة الدفاع الإيطالية وموسكو ستواصل دعم العراق عسكرياً Posted: 01 Feb 2017 02:23 PM PST بغداد ـ «القدس العربي»: وصلت وزيرة دفاع ايطاليا روبيرتا بينوتي، أمس الأربعاء، إلى العاصمة بغداد، في زيارة رسمية حيث التقت رئيس الوزراء حيدر العبادي، وعددا من المسؤولين العراقيين، فيما أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، استمرار توريد الأسلحة الروسية والآليات القتالية لتعزيز قدرات القوات المسلحة العراقية». ونقلت الوكالة الوطنية العراقية للانباء، عن مصدر قوله إن «وزيرة الدفاع الإيطالية التقت رئيس الوزراء حيدر العبادي وعددا من كبار المسؤولين في الدولة اضافة إلى وزير الدفاع، لبحث الحرب على داعش والتعاون الثنائي». وأضاف أن «وزيرة الدفاع الايطالية اطلعت على تدريبات قوات المهام الخاصة الايطالية التي تقوم بتدريب القوات الأمنية العراقية في بغداد». وتشارك ايطاليا في الحرب ضد تنظيم « الدولة الإسلامية» في العراق ضمن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، بـ250 جندي و4 طائرات تورنادو و24 عربة مدمرة بي1 سينتاورو وطائرتان بوينغ كيه سي ـ 767 وطائرة إم كيو ـ 1 بريداتور. من جهته، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، دعم موسكو لإجراءات بغداد الحازمة لاستعادة السيطرة على الأراضي العراقية المحتلة من قبل تنظيم «الدولة». وأوضح لافروف، خلال مشاركته في منتدى التعاون الروسي العربي في دورته الرابعة التي انعقدت في أبوظبي، أمس: «ندعم العراق في هذه الحرب عن طريق توريد الأسلحة الروسية والآليات القتالية لتعزيز قدرات القوات المسلحة العراقية»، ودعا إلى تعزيز الوفاق الوطني في العراق، والحوار الشامل، مؤكدا على الاحترام المطلق للسيادة العراقية. وشدد على ضرورة إتمام عملية تحرير الموصل من أيدي «داعش» مع اتخاذ الإجراءات الضرورية لحماية المدنيين. ميدانياً، شهدت الأحياء المحررة المحاذية لنهر دجلة في الجانب الشرقي لمدينة الموصل (شمال)، أمس الأربعاء، موجة نزوح كبيرة للمدنيين، فراراً من القصف الصاروخي المتواصل الذي ينفذه تنظيم «الدولة الإسلامية» على أحيائهم من الجانب الغربي للمدينة. وقال العميد عمران محمد في قوات الرد السريع (تابعة للداخلية) إن «مئات العائلات تركت منازلها في أحياء (الضباط والمالية والبعث والشرطة والنصر) شمال شرقي الموصل وتوجهت نحو الاحياء الشرقية، على أمل إيجاد مأوى لها»، مؤكداً ان «أكثر من 150 مقذوفة صاروخية سقطت على تلك الأحياء خلال الساعات 72 الماضية وتسببت بمقتل وإصابة عدد من المدنيين العزل بينهم أطفال ونساء». وأضاف أن «الوضع الأمني في الاحياء المحررة تدهور مرة أخرى بعد ان كثف التنظيم من عمليات قصفه الصاروخية». وعلى صعيد آخر، أكد المقدم الطيار داؤود الهاشمي في القوة الجوية العراقية تنفيذ طائرات الـ 16 العراقية غارات على مواقع تنظيم «الدولة» في الجانب الأيمن للموصل (الغربي). وقال الهاشمي: «بالتنسيق مع قيادة التحالف الدولي وجهت الطائرات العراقية فجر اليوم الأربعاء 4 غارات جوية استهدفت خلالها منزلين في حي النجار غربي الموصل يتخذهما التنظيم لتجمع مقاتليه وتخزين الطعام والوقود»، مبيناً أن «الغارات اسفرت عن مقتل واصابة جميع المسلحين الذين كانوا في موقع الحدث، وتدمير المنزلين بالكامل». وأضاف، أن «عناصر التنظيم ينتشرون بكثرة في الجانب الأيمن للموصل الذي أصبح معقلهم الأخير في المدينة إلا ان كثرة المدنيين يعيق من عمليات استهدافهم». كذلك، شن تنظيم «الدولة» حملة اعتقالات واسعة طالت العشرات من أفراد الأمن السابقين في النصف الغربي من المدينة. وقال النقيب عبد الله الرشيد في قوات «جهاز مكافحة الإرهاب» (تتبع الدفاع)، إن «العشرات من مسلحي تنظيم داعش طوقوا منطقة شقق بادوش، ونفذوا حملة دهم وتفتيش للمنازل، واقتادوا نحو 200 شخص من المنتسبين السابقين بأجهزة الشرطة والجيش إلى جهة مجهولة». وأضاف أن «التنظيم رفض إبلاغ ذوي المعتقلين عن سبب احتجازهم وهددهم بالقتل في حال أصروا على معرفة مصير أبنائهم». من جانبه، أوضح الشيخ منعم الجحيشي، أحد وجهاء منطقة بادوش بالموصل، أن أغلب الأشخاص الذين اعتقلهم التنظيم من عشيرة «الجحيش». وقال الجحيشي، الذي يعيش خارج المدينة منذ أكثر من عامين، إن التنظيم، خلال حملة الاعتقالات، اعتدى على النساء والأطفال وكبار السن، بالسب والشتم واتهمهم بالتعاون مع القوات الأمنية. وأشار إلى أن التنظيم صادر أجهز استقبال البث الإذاعي التي كانت توجد في بعض المنازل، مضيفاً أن مصير المحتجزين غير معروف. في الموازاة، انتزعت قوات «الحشد الشعبي» قرية غرب الموصل (شمال)، من تنظيم «الدولة» حسب ضابط بالحشد. وقال الملازم أول حميد الخفاجي، إن «مقاتلي الحشد تمكنوا من قطع طريق مسلحي داعش بين قرية عين طلاوي وتلال سينو شمال غرب قضاء تلعفر، وسيطروا بالفعل على القرية الأولى». وأشار إلى أن قوات الحشد «التحمت مع البيشمركه جنوب قضاء سنجار»، وتم قطع طريق «الدولة» من الموصل إلى تلعفر. وذكر الخفاجي أن «قوات الحشد حررت مساحة 40 كيلومتراً خلال الهجوم من بينها قرية عين طلاوي»، منوها إلى أن «الجهد الهندسي للحشد الشعبي أقام ساتراً ترابياً واقياً بين الطريق الرابط سنجار ـ تلعفر لتأمين حركة القوات المتقدمة، وتطهير الطريق الرابط بينهما». كما لفت إلى أن قوات الحشد الشعبي «تمكنت من إسقاط طائرة مسيرة (بدون طيار) لداعش بالقرب من تلال سينو»، مشيراً إلى أنه لم يتوفر على الفور حجم خسائر الطرفين جراء المعارك. إنسانياً، تعتزم الحكومة العراقية إقامة مخيم جديد لنازحي «الحويجة» في محافظة كركوك (شمال)، مع الاستعدادات الجارية لتحرير المنطقة من «الدولة». وقال جاسم الجاف، وزير الهجرة والمهجرين العراقي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع محافظ كركوك نجم الدين كريم بمبنى المحافظة، أن الوزارة ستعمل على إنشاء مخيم جديد يخصص لنازحي قضاء الحويجة غربي كركوك، مشيراً إلى أن وزارته تعمل على تهيئة الاستعدادات كافة لاستقبال نازحي الحويجة والاستعداد لتحريرها. وأوضح أن كركوك، ومنذ انطلاق عمليات تحرير الموصل (17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي)، استقبلت أكثر من 30 ألف نازح من الحويجة والمناطق المحيطة بها، بفضل «جهود إدارة كركوك وقوات البيشمركه (جيش الإقليم الكردي) ودائرة الهجرة». ولم يحدد الوزير العراقي موعد بدء العمل في المخيم وتكفلته، وكذلك حجم استيعابه. من جهته، شدد محافظ كركوك، خلال المؤتمر، على ضرورة إعادة النازحين المتواجدين في المحافظة إلى مناطقهم المحررة. وقال كريم إن «كركوك قدمت الكثير للنازحين الذين استقبلتهم رغم شح الدعم والمساعدات الواصلة إلى كركوك، وشارك مواطنو محافظتنا ودوائرنا في تخفيف أعباء النازحين». ورأى أن أفضل مساعدة نقدمها للنازحين هي تحرير الحويجة لضمان عودتهم، وإعادة نازحي المدن والمحافظات المحررة إلى مناطقهم. ويسيطر تنظيم «الدولة» منذ العام 2014 على المنطقة الجنوبية في محافظة كركوك، التي تضم قضاء الحويجة، ناحيتي الزاب، والرياض، وهي مناطق يسكنها العرب السُنة، وتعد آخر معاقله في المحافظة التي تضم خليطا من العرب والأكراد والتركمان. العبادي يلتقي وزيرة الدفاع الإيطالية وموسكو ستواصل دعم العراق عسكرياً |
قادة «التحالف الوطني» العراقي يزورون محافظات الجنوب لامتصاص نقمة الشارع الشيعي Posted: 01 Feb 2017 02:22 PM PST بغداد ـ القدس العربي: زار وفد من التحالف الوطني (الشيعي) في العراق المحافظات الجنوبية، وسط دعوات للتظاهر ومواقف شعبية رافضة له، احتجاجاً على تدهور الخدمات والاقتصاد وتفشي الفساد في البلاد. وحسب مصادر مقربة من التحالف الوطني، فإن الأخير «يدرك أن هناك سخطا واسعا في الشارع الشيعي جراء سوء الاوضاع الأمنية والخدمية في المحافظات الجنوبية والوسطى، رغم كثرة وعود الاصلاح منذ سنوات بسبب الفساد وسوء ادارة الدولة من الاحزاب التي تتصارع من اجل مصالحها الخاصة دون الاهتمام بمعاناة الناس». وبينت المصادر لـ«القدس العربي» أن زيارات قادة التحالف الوطني إلى محافظات جنوب العراق، تأتي من اجل محاولة كسب الشارع الشيعي خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات في شهر ايلول/ سبتمبر القادم. وعقد وفد من التحالف الوطني برئاسة عمار الحكيم، أمس الأربعاء، اجتماعا موسعا مع الحكومة المحلية ومدراء الوحدات الإدارية ومدراء الدوائر لبحث المشاكل واحتياجات المحافظة. وضم الوفد عدداً من الوزراء والنواب ورؤساء بعض كتل التحالف الوطني في البرلمان، لعقد اجتماع مع الحكومة المحلية ومناقشة كافة متطلبات المحافظة للخروج بورقة موحدة لطرحها امام الحكومة الاتحادية تضمن دعم المحافظة في جميع القطاعات. وفي كلمته خلال الاجتماع مع مجلس المحافظة، أعرب الحكيم عن أمله «بعودة كتلة الاحرار لشغل مقعدهم في التحالف» مبيناً أأن «التيار الصدري كان لديه موقف في تجميد حضورهم داخل التحالف وليس في زيارة وفد التحالف للمحافظات واحترمنا وجهة نظرهم ولدينا تواصل ونحفزهم في شغل موقعهم الطبيعي داخل التحالف وبوحدتنا نواجه كل التحديات». واعتبر الحكيم، أن هناك أجندات تحاول «تهييج» الشارع ضد الحكومة والبرلمان ومنها اتفاقية الملاحة بين العراق والكويت في قضية خور عبدالله. وأضاف أن «التحالف الوطني حريص على سيادة العراق وتحقيق المصالحة المجتمعية والتسوية الوطنية بين العراقيين أنفسهم بعيداً عن التدويل». وطرحت الحكومة المحلية في محافظة ذي قار، جملة من المشاكل خلال اجتماعها مع وفد التحالف الوطني. وقال رئيس مجلس المحافظة حميد الغزي، خلال كلمة له في اجتماع مع وفد التحالف، إن «المحافظة تعاني جملة المشاكل والمعوقات في المشاريع والبنى التحتية منها مطار الناصرية المدني، إلى جانب الكهرباء والطرق ومجمع الماء والجانب القانوني بنقل ملكية الارض من وزارتي المالية والدفاع إلى المحافظة. وأشار إلى أن «أغلب مواد الكهرباء هي من موارد المحافظة وموجودة في مخازنها ونحتاج إلى مليارين و400 مليون دينار لاستكمال المشروع». وبين أن «القرارات الحكومية احياناً تكون ارتجالية ونأمل من زيارة وفد التحالف الوطني تفعيل مشروع المطار». وقال الغزي: «ننتظر زيارة وزير النفط إلى المحافظة لافتتاح شركة نفط ذي قار وكذلك تفعيل مشروع مصفى النفط». وقبل وصول وفد التحالف إلى الناصرية مركز محافظة ذي قار، أعلن ناشطون عن عزمهم تنظيم تظاهرة احتجاجية واسعة لرفض زيارة وفد التحالف. كما أطلقوا حملة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي تحت شعار (التحالف الوطني لا يمثلنا)، داعين المتظاهرين إلى التجمع أمام مكان اجتماع الوفد في المحافظة. وذكر الناشطون في تغريداتهم، أنهم ينوون تنظيم تظاهرة شعبية لرفض زيارة وفد التحالف لأن الأخير «يدّعي تمثيله للجنوب والشيعة ونحن نريد أن نثبت لهم أنهم لا يمثلوننا». وأشار آخرون إلى أن «أهل الناصرية لن يستقبلوا وفد التحالف الذي رفض المرجع الديني الأعلى علي السيستاني بالنجف استقباله». كذلك خرجت دعوات لتنظيم وقفة لإثبات لرفض الفساد والفشل في ادارة البلد. وحمل البعض، التحالف الوطني، «مسؤولية الخراب والدمار والفساد الذي عم العراق». ومن جانبها، أعلنت حكومة ذي قار، أنها لم تمنح إجازة لتظاهرة يوم الأربعاء، محذرة من ان «القوات الأمنية ستتعامل بحزم مع التظاهرة وتفرقها لمنع عرقلة حركة المرور». وكان الناشطون في مدينة الناصرية، نظموا تظاهرة مشابهة اثناء زيارة رئيس ائتلاف «دولة القانون»، نوري المالكي للمحافظة، في كانون اول / ديسمبر الماضي، عبروا خلالها عن رفض الزيارة ورفعوا لافتات ورددوا شعارات تتهم المالكي بالمسؤولية عن انهيار اوضاع العراق وتفشي الفساد، إضافة إلى قمع التظاهرات المطالبة بالإصلاح والناشطين المدنيين. وكان وفد من التحالف برئاسة الحكيم وصل يوم الثلاثاء إلى محافظة ميسان جنوب العراق، للاطلاع على اوضاعها واحتياجاتها، وعقد اجتماعا مع حكومتها المحلية. وذكر الحكيم، خلال هذا الاجتماع أن «التحالف الوطني لايُطلق وعوداً وإنما يحقق انجازات في المحافظات»، مبيناً أن «من الضروري تسوية المنافع الاجتماعية من الشركات النفطية الاجنبية العاملة بالمحافظات». وأضاف أن «التحالف الوطني يرى لزاما عليه زيارة المحافظات وعرض خدماته باعتباره الكتلة الأكبر في مجلس الوزراء والبرلمان». لكن، العضو بمجلس ميسان، رقية النوري، انتقدت اجتماع التحالف بالمحافظة، قائلة: «لم يأت بجديد وكان مخيّباً للآمال». ونوهت أن من «المعيب أن يستمر التحالف بعدم تنفيذ وعوده لرفع الحيف عن أهالي ميسان الذين لا يزالون يعانون من انعدام الخدمات، برغم التضحيات الجسيمة التي قدموها وكون محافظهم نفطية». وأعربت عن «خيبة الأمل لأن قيادات التحالف الوطني لم ترتق لمسؤوليتها الوطنية وترفع الحيف عن أهالي ميسان وتأتيهم بحلول ناجعة وسريعة وواقعية بدلاً من الاجتماعات الروتينية وطرح مواضيع قديمة أكل الدهر عليها وشرب ليبقى الوضع على ما هو عليه بعد 14 سنة على سقوط النظام الدكتاتوري». وكان مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري، قد وجه مؤخراً، رسالة قاسية إلى التحالف الوطني، ودعاه إلى تغيير سياساته وقادته بشكل جذري لفشلهم في قيادة البلاد. كما يقاطع ممثلو التيار، اجتماعات التحالف الوطني منذ أشهر، بسبب عدم تجاوب قيادة الأخير مع شروط وضعها الصدر لإصلاح أوضاع التحالف لتمكينه من اداءه دوره المطلوب. كذلك، رفضت مرجعية النجف مؤخراً، استقبال وفد من التحالف تعبيراً عن عدم الرضا عنه. وضمن السياق، جدد نائب رئيس الجمهورية إياد علاوي التأكيد بأن «العملية السياسية التي أعقبت احتلال العراق عام 2003 فاشلة لأنها عجزت عن بناء المؤسسات وتقديم الخدمات ووضع رؤية لبناء وإدارة الدولة، فضلا عن تفشي الفساد والجريمة فيها»، معترفا بأن «هذه العملية وصلت الآن إلى طريق مسدود». قادة «التحالف الوطني» العراقي يزورون محافظات الجنوب لامتصاص نقمة الشارع الشيعي |
عمليات نهب ينفذها «حشد الشبك» ومرجع شيعي يدعو لإعمار مكتبة الموصل Posted: 01 Feb 2017 02:22 PM PST الموصل ـ «القدس العربي»: نفذت مجموعات مسلحة تابعة لحشد الشبك، أمس الأربعاء، عمليات نهب وسلب للدور والمحال التجارية في مدينة الموصل. وقال الشهود إن «الميليشيات لاتزال مستمرة بعمليات السطو على الممتلكات الخاصة والعامة بعد دخولها اجزاء من مركز المدينة مع تقدم القوات العراقية إلى الامام». وشملت عمليات السطو، وفق الشهود، المعامل في المنطقة الصناعية ومعارض بيع السيارات فضلاً عن اقتحام الدور والمنازل في مناطق مختلفة من المدينة. وحسب سكان في المدينة فإن «الميليشيات لاتزال مستمرة بهذه العمليات بعد ترك قطعات الجيش العراقي وقوات جهاز مكافحة الإرهاب لتلك المناطق». ويعتبر حشد الشبك، المتمركز في مناطق سهل نينوى، احد الفصائل المنضوية في «الحشد الشعبي». وناشد اصحاب الدور والمحال التجارية الذين تعرضت ممتلكاتهم للسرقات، القائد العام للقوات المسلحة العراقية حيدر العبادي، وقادة قوات جهاز مكافحة الإرهاب، بالتدخل العاجل لردع العناصر العسكرية غير المنضبطة، ومنعها من تنفيذ عمليات سرقة المحال التجارية في الحي الصناعي ومعارض السيارات بمنطقة حي الكرامة شرقي الموصل. كما طالبوا بعدم تكرار ما حصل في مدن تكريت والفلوجة من عمليات سرقة وسطو من قبل الميليشيات السائبة. في سياق آخر، دعا المرجع الديني محمد اليعقوبي إلى اعادة اعمار جامعة الموصل واتحاف المكتبة المركزية بالكتب والمجلدات. وقال المكتب الإعلامي للمرجع اليعقوبي في بيان، إن «المرجع وجه المؤسسات الثقافية والمراكز العلمية والبحثية التابعة له برفد مكتبة الموصل المركزية ومكتبة جامعة الموصل بكل ما تيسّر من الكتب والمجلدات والمساهمة في اعادة إعمارها وإصلاح الأضرار الناتجة جراء العمليات العسكرية فيها»، معتبراً ذلك من «أهم مظاهر الاحتفال بالنصر وتحرير المدينة من مسلحي التنظيم». وقال مواطنون من مدينة الموصل لـ«القدس العربي»، إن «هذه بادرة خطيرة أن يوعز مرجع ديني شيعي باتحاف مكتبة الموصل بالكتب والمجلدات من قبل المؤسسات الدينية الشيعية التابعة له في مدينة كبيرة تعتبر عاصمة أهل السنة في العراق». ودعوا إلى «عدم تدخل المراجع الدينية في ثقافة وهوية المدينة التي لاتزال تشهد معارك عنيفة مع مسلحي التنظيم والتي شهدت توتر بين أطراف سياسية خلال الايام الماضية حول مستقبل المدينة ومن هي الجهات التي ستتولى مسك الارض فيها مستقبلا». عمليات نهب ينفذها «حشد الشبك» ومرجع شيعي يدعو لإعمار مكتبة الموصل أكرم القاسم |
اليمن: الأنظار تتجه نحو تحرير محافظة الحديدة بالكامل Posted: 01 Feb 2017 02:22 PM PST تعز ـ «القدس العربي» : تتجه الأنظار في اليمن نحو محافظة الحديدة الساحلية، غربي اليمن، للسيطرة عليها من قبل القوات الحكومية المدعومة من قوات التحالف العربي الذي تتزعمه السعودية، بعد تحرير مدينة المخا ومينائها البحري، في محافظة تعز، قبل أيام، والعمل على تطهيرها من جيوب الميليشيا الحوثية والقوات التابعة للرئيس السابق علي صالح. وقالت مصادر سياسية لـ«القدس العربي» إن الأنظار اتجهت بقوة خلال الآونة الأخيرة نحو محافظة الحديدة، لما لها من أهمية بالغة على الصعيد العسكري والاقتصادي واللوجستي لليمن وللحكومة الشرعية، حيث ما زال الانقلابيون يستفيدون من الميزات الهامة التي تتمتع بها المحافظة حتى الآن، والتي يستخدمونها لدعم استمرار جبهاتهم القتالية في مختلف أرجاء اليمن. وأوضحت أن المحافظة «تعتبر الميناء البحري اليمني الأقرب إلى العاصمة صنعاء، والتي استغلها الانقلابيون الحوثيون وصالح خلال الفترة الماضية لاستيراد البضائع والأسلحة المهربة، وكذا الاستفادة من العائدات المالية، التي يجنونها من الحركة التجارية فيها ومن التجار الذين يستخدمون ميناء الحديدة لاستيراد بضائعهم والتي تقدر بعشرات الملايين من الدولارات سنويا». وأشارت إلى أن أهمية تحريرها من الميليشيا الانقلابية الحوثية وصالح ازدادت مؤخرا عقب تحرير مدينة المخا ومينائها البحري الصغير، والتي تقع على ذات الساحل الغربي لليمن، ولكن الأخيرة تتبع محافظة تعز، بالإضافة إلى أن القصف الصاروخي الحوثي قبل أيام على الفرقاطة السعودية في عرض البحر أعطى مبررا كبيرا لقوات التحالف لضرب الميليشيا الانقلابية وتطهير المحافظات الساحلية منها وفي مقدمتها محافظة الحديدة، لما يعتقد أن الميليشيا تستخدم المناطق الساحلية لضرب القطع البحرية لقوات التحالف ولبقية القوى الدولية المتواجدة في المياه الدولية القريبة من المياه الإقليمية اليمنية، جنوبي البحر الأحمر، وخليج عدن. ولا تتوقف أهمية السيطرة على محافظة الحديدة من قبل القوات الحكومية اليمنية بوقف التهديدات العسكرية على قوات التحالف أو القوات الدولية، ولكن أيضا تمتد إلى ما هو أهم من ذلك، وفي مقدمة ذلك محاصرة العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها الميليشيا الانقلابية اقتصاديا وعسكريا وتسهيل عملية تحريرها منها، والتي يعتقد العديد من الخبراء العسكريون أن السيطرة على العاصمة صنعاء من قبل القوات الحكومية مرهون بتحرير محافظة الحديدة. وذكرت مصادر مقربة من صناعة القرار لـ«القدس العربي» أن «الخطط العسكرية الراهنة تركز على تحرير محافظة الحديدة من جهة الجنوب والشمال على حد سواء، حيث من المقرر أن تواصل القوات الحكومية المدعومة بقوات المقاومة الشعبية وقوات التحالف من جهة محافظة تعز، تقدمها نحو مركز محافظة الحديدة، في الوقت ذاته، التي ستعمل على تحريك قوات ضخمة من جهة جبهات مناطق ميدي وحرض في محافظة حجة، شمالي الحديدة، المحاذية للحدود السعودية، ووضع الميليشيا الانقلابية بين فكي كماشة». وأكدت أن استعادة السيطرة على العاصمة صنعاء أصبحت هدفا قريبا، بعد استكمال السيطرة على محافظة الحديدة، لاستكمال تطويق العاصمة من جميع الاتجاهات، حيث أصبحت القوات الحكومية والمقاومة الشعبية، تطوقها من المناطق الشرقية، من جهة محافظة مأرب، فيما يعتقد أن قوات حكومية ومقاومة شعبية أخرى فتحت جبهات مؤخرا في محافظة صعدة، معقل الانقلابيين الحوثيين، شمالي العاصمة، والتي تحقق مكاسب عسكرية متسارعة منذ أشهر عدة، واذا استكملت هذه القوات سيطرتها على محافظة صعدة، فمعنى ذلك أن العاصمة صنعاء ستصبح محاصرة من ثلاث جهات، الشمال، والشرق والغرب، ولن يكون أمام الميليشيا الانقلابية سوى الاستسلام وتسليم العاصمة صنعاء، إذا رغبوا في تسليم العاصمة دون دمار أو إراقة دماء. وقال مصدر إن الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي لجأت مؤخرا إلى الخيار العسكري لمجابهة الانقلاب الحوثي ـ صالح بعد فشل المحاولات الإقليمية والدولية كافة لاقناع الانقلابيين بضرورة التوصل إلى حل سلمي للأزمة اليمنية، عبر المفاوضات والتي باءت جميعها بالفشل، ووصلت إلى طريق مسدود بين الحكومة والانقلابيين، ما جعل الحكومة تتخذ من التصعيد العسكري وسيلة لاستعادة السيطرة على الأرض وبعدها لكل حادث حديث مع الانقلابيين، والتي دون شك ستعزز موقفها التفاوضي وسترفع من أسهمها في استعادة السيطرة على مقومات الدولة التي سلبتها منها الميليشيا الانقلابية عقب سيطرتها على العاصمة صنعاء، نهاية العام 2014. اليمن: الأنظار تتجه نحو تحرير محافظة الحديدة بالكامل خالد الحمادي |
إسرائيل تؤكد استعادة مقاتلي حماس قدراتهم القتالية وتخشى تهريب أسلحة جديدة من مصر إلى غزة Posted: 01 Feb 2017 02:21 PM PST غزة ـ «القدس العربي»: كشف مصدر أمني إسرائيلي كبير، خشية بلاده من توسع قدرات حركة حماس القتالية، وذلك بعدما أكد استعادة الحركة لكامل قدراتها المسلحة بعد الحرب الأخيرة ضد القطاع صيف عام 2014. جاء ذلك بعد يوم من إعلان وزير الجيش أفيغدور ليبرمان، أن حالة الهدوء القائمة حاليا «خادعة». وحسب ما نقلت تقارير إسرائيلية عن المصدر الأمني، فقد ذكر أن كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس استعادت كافة القدرات القتالية التي كانت تملكها قبل الحرب الأخيرة. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية التي أوردت الخبر أن الجهات الأمنية في تل أبيب أعربت عن قلقها إزاء فتح معبر رفح بين مصر وقطاع غزة بشكل دائم، وذكرت أن ذلك يزيد من فرص تهريب الأسلحة إلى حركة حماس. وأوضح المصدر الأمني أيضا أن حماس تعمل على تصنيع الأسلحة والصواريخ، ولذلك استطاعت بناء ترسانتها الصاروخية من جديد. كذلك أشار إلى استعادة مقاتلي حماس كامل قوتهم التي خسروها في الحرب الأخيرة، خاصة في ما يتعلق بالأنفاق. ورغم حالة القلق هذه نقل عن ضباط في الجيش الإسرائيلي قولهم إن حماس غير معنية بالحرب في الوقت الراهن لكنها تعد نفسها لمثل هذا الخيار. وعقب الحرب الأخيرة على غزة التي دامت 51 يوما، واستخدمت خلالها قوات الاحتلال القوة المفرطة ما أدى إلى استشهاد نحو 2200 فلسطيني، وإصابة 11 ألفا آخرين، علاوة على تدمير آلاف المنازل، نظمت كتائب القسام عروضا عسكرية كبيرة، كشفت خلالها النقاب عن قدرتها على تطوير منظومة الصواريخ، بإنتاج صواريخ تحمل أسماء قادة عسكريين قضوا في تلك الحرب، دون أن يكشف عن مداها. وشهدت عروض كتائب القسام قاذفات صواريخ مضادة للدروع، وقناصة، وفرق كوماندوز بحري، وأكدت أنها مستمرة في «مرحلة الإعداد والتجهيز». وقضى عقب الحرب العديد من عناصر وقادة القسام في «مهمات جهادية» وخلال الإعداد والتجهيز، ومن ضمنها حفر «أنفاق المقاومة». وكانت كتائب القسام قد تمكنت خلال الحرب الأخيرة ضد غزة من ضرب مدن تل أبيب والقدس الغربية وبئر السبع بصواريخ من إنتاج محلي، علاوة عن تمكنها في إحدى المرات من ضرب مدينة حيفا التي تبعد 160 كيلومترا، ونجحت في فرض حالة أشبه بمنع التجوال على مناطق «غلاف غزة» التي قصفها بمدافع الهاون، ما اضطر سكانها لهجرانها والتوجه لمناطق الوسط والشمال، أو الإقامة في الملاجئ. وفي إطار الاستعدادات الإسرائيلية لأي طارئ، بدأ جيش الاحتلال تمرينا عسكريا ينتهي اليوم الخميس، في مناطق «غلاف غزة»، بمشاركة العديد من القوات. ونقل عن متحدث عسكري باسم الجيش الإسرائيلي قوله إن هذه التدريبات تهدف «لرفع جهوزية وكفاءة القوات». وشمل التدريب فرق الجبهة الداخلية والإسعاف والطوارئ، ولوحظت حركة نشطة لقوات الأمن الإسرائيلية في تلك المناطق الحدودية مع قطاع غزة. ويقول الجيش الإسرائيلي إن تلك المناورات التي يجريها بشكل منظم تأتي ضمن الخطط المقررة والمعدة للحفاظ على جاهزية قواته تحسبا لاندلاع أي مواجهة. وخلال تلك المناورات طالب ليبرمان الذي زار حدود القطاع، بـ«عدم الانخداع بالهدوء القائم مع القطاع». وقال إن حركة حماس والمنظمات العاملة في غزة لم تتخل عن هدف القضاء على إسرائيل، وإنها تستغل الهدوء للاستعداد لمواجهة مقبلة. وهدد بالرد على أي هجوم قادم من غزة بقوة قاسية جدا. ويعد تهديد «أنفاق المقاومة» أكثر ما تخشاه إسرائيل في أي مواجهة عسكرية مقبلة، خاصة وأن تقرير مراقب الدولة حول الحرب الأخيرة، يحمل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وعددا من قادته المسؤولية عن عدم وضع خطة لمواجهة الأنفاق قبل الدخول إلى غزة. يؤكد التقرير أن الجيش وصل إلى الحرب بدون استعداد، وهو يدرك ذلك. وتشمل مسودة تقرير الأنفاق الذي وزعه مراقب الدولة على عدد من المسؤولين الإسرائيليين، أن نتنياهو أخفى معلومات عن المجلس الوزاري المصغر «الكابينيت»، وأنه أي نتنياهو قلَل من تهديد الأنفاق، ولم يعمل على إعداد خطة عملية ضدها. وخلال الحرب الأخيرة استخدم مقاتلو حماس الأنفاق، في شن هجمات خلف خطوط القوات الإسرائيلية التي توغلت على طول الحدود مع قطاع غزة، ودخلت فرق من كتائب القسام إلى داخل حدود إسرائيل، واشتبكت مع قوات الجيش وأوقعت فيها خسائر كبيرة، وتمكنت من العودة إلى قطاع غزة. إسرائيل تؤكد استعادة مقاتلي حماس قدراتهم القتالية وتخشى تهريب أسلحة جديدة من مصر إلى غزة بعد يوم واحد من إعلان ليبرمان أن الهدوء على حدود القطاع خادع |
وفد أمني رفيع من حماس يبدأ زيارة للقاهرة ويبحث مع قادة المخابرات العامة ملف الحدود Posted: 01 Feb 2017 02:20 PM PST غزة ـ «القدس العربي»: لم تمر سوى أيام قليلة على انتهاء زيارة وفد رفيع المستوى من حركة حماس، بقيادة إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي إلى العاصمة المصرية القاهرة، بعد غياب طويل، حتى بدأ وفد أمني من الحركة للمرة الأولى بزيارة أخرى، في إطار حديث حماس عن تحسن العلاقات مع القاهرة. وفي آخر أيام فتح معبر رفح الاستثنائي، غادر مساء أول من أمس الثلاثاء وفد أمني رفيع من قادة أجهزة الأمن في غزة، بقيادة اللواء توفيق أبو نعيم، مدير قوى الأمن في القطاع، إلى العاصمة المصرية القاهرة. وسيلتقي الوفد خلال الزيارة مسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصرية، الذي يشرف على إدارة الملف الفلسطيني، وذلك في إطار اللقاءات التي بدأتها الحركة أخيرا مع مصر. ولم تصدر وزارة الداخلية في غزة أي تصريح حتى اللحظة حول هذه الزيارة، ولا المدة التي سيقضيها الوفد في القاهرة، غير أن ما يتردد يشير إلى أن الوفد الأمني بدأ زيارته في إطار متابعة الملفات التي جرى بحثها من قبل وفد الحركة السياسي برئاسة هنية وعضوية كل من موسى أبو مرزوق وروحي مشتهى، ذات العلاقة بحفظ الحدود والأمن. ولم تعلن حركة حماس من قبل عن موعد خروج وفدها الأمني من غزة، وذلك لدواع أمنية، وهو أمر شابه عملية عودة هنية إلى قطاع غزة الجمعة الماضية، خشية من أي طارئ في منطقة سيناء التي تشهد توترا واشتباكات بين قوات الجيش والمتشددين. وهذه الزيارة هي الأولى من نوعها، حيث اعتادت مصر في مرات سابقة لقاء قادة حركة حماس السياسيين، أو عقد لقاءات مع مسؤولي الأمن في السلطة الفلسطينية، وهو ما يشير إلى رغبة القاهرة في إيجاد قناة تعاون أمني لحفظ وضبط الحدود الفاصلة أراضيها عن قطاع غزة,. يشار إلى أن العلاقات بين مصر وحماس توترت بعد عملية عزل الرئيس السابق محمد مرسي قبل أربع سنوات، ووقتها وجهت القاهرة العديد من الاتهامات للحركة بالمشاركة في أعمال إخلال أمن، وهو ما نفته الحركة، وأكدت حرصها مرارا على الأمن القومي المصري. وتريد مصر تأمين حدودها الممتدة مع قطاع غزة لـ 12 كيلومترا، ومنع أي عمليات دخول أو خروج من الأنفاق، في إطار عملياتها العسكرية التي تستهدف الجماعات الإرهابية في منطقة سيناء. وكان أبو مرزوق الذي زار مصر أخيراً، أكد أن القضاء المصري لم يثبت أي تهمة موجهة لحركته، وأنه «لم تعد هناك قضايا عالقة من هذا النوع بيننا وبين الأشقاء في مصر». وشدد على أنه «ليس من مصلحتنا الإضرار بالأمن القومي المصري، ونحن متضررين مما يجري في سيناء أكثر من مصر»، مؤكداً أن حماس تسلمت كشوفاً من الجهات الأمنية في مصر لمطلوبين في قطاع غزة وعددهم قليل، لافتا إلى أن تسليمهم أمر غير وارد، وقال أن مسؤولين أمنيين من قطاع غزة سيلتقون مع نظرائهم المصريين لتوضيح كل حالة من هذه الأسماء. وترافق ذلك مع تأكيد مصادر أمنية مصرية، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، أعطى «الضوء الأخضر» للأجهزة المعنية في مصر بدفع العلاقات مع حركة حماس إلى الأمام، والحفاظ على «علاقات جيدة مع الحركة لتحقيق توازن في العلاقات المصرية مع كافة الفصائل الفلسطينية. وكان هنية قد قال فور عودته من مصر إن العلاقة مع القاهرة ستشهد «نقلات نوعية». وأكد أن حركته ستستمر في تطوير هذه العلاقة وتطويرها وتعزيزها، بما يرسخ طبيعة العلاقة التاريخية بين الشعبين والجوار الإقليمي الوازن الذي تمثله مصر. وأعلنت حماس عقب اختتام جولة وفدها في مصر أنه التقى وزير المخابرات العامة المصرية اللواء خالد فوزي وعدداً من المسؤولين، تم خلالها بحث عدد من الملفات المهمة على الصعيد السياسي، وصعيد العلاقات الثنائية. وأوضحت أنه تم بحث ملف المصالحة الفلسطينية، وأوضاع قطاع غزة في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي، إضافة إلى أن الوفد ناقش الوضع الأمني على الحدود. وأكد على سياسات الحركة الثابتة في علاقاتها مع الدول ومع مصر. وشدد الوفد على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والحرص على الأمن القومي المصري والعربي والأمن المشترك. وذكرت حماس أن وفدها استمع إلى «رؤية مصر» التي شرحها اللواء فوزي، تجاه الملفات كافة التي تم تناولها خلال هذه الزيارة. وأكدت وقتها أنه جرى الاتفاق مع مدير المخابرات على استمرار اللقاءات والتشاور المشترك بشأن التطورات الجارية على صعيد القضية الفلسطينية. وفد أمني رفيع من حماس يبدأ زيارة للقاهرة ويبحث مع قادة المخابرات العامة ملف الحدود أشرف الهور |
الكرملين: احتدام الوضع في أوكرانيا يظهر الحاجة لحوار أمريكي ـ روسي ومخاوف في كييف من تقلص دعم واشنطن في عهد ترامب Posted: 01 Feb 2017 02:20 PM PST عواصم ـ وكالات ـ»القدس العربي»: طالب حلف شمال الأطلسي (ناتو) الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالعمل على الحفاظ على الهدنة في أوكرانيا. وقال ينس ستولتنبرغ، أمين عام الحلف، أمس في بروكسل: «نحن ندعو روسيا إلى استغلال نفوذها الكبير لدى الانفصاليين». وتابع أن الوقت الراهن يشهد أسوأ تصاعد للعنف في أوكرانيا منذ فترة طويلة، مشيرا إلى أن ذلك تمثل في حدوث أكثر من 5600 خرق للهدنة خلال الأسبوع الماضي وحده. ووصف الوضع الإنساني هناك «بالكارثي»، وقال إن 20 ألف شخص يواجهون درجات حرارة تحت الصفر بدون تدفئة أو كهرباء أو ماء. من جهته قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أمس إن احتدام الأعمال القتالية شرق أوكرانيا يظهر ضرورة سرعة استئناف الحوار بين الولايات المتحدة وروسيا. وقال خلال مؤتمر عبر الهاتف مع صحافيين «بالنسبة للتصعيد الراهن على خط القتال فهو على الأرجح مجرد سبب آخر لسرعة استئناف حوار وتعاون بين روسيا والولايات المتحدة». وأثار مقتل 19 شخصا على الأقل في آخر تصعيد للقتال في اوكرانيا أمس قلقا دوليا بشأن تصاعد النزاع الدامي في البلد، الذي يعتبر الساحة الخلفية للاتحاد الاوروبي. فقد تبادلت القوات الحكومية والمتمردون المدعومون من روسيا قذائف الهاون والقذائف الصاروخية لليوم الرابع حول مدينة افديفكا الشرقية المضطربة الواقعة شمال دونيتسك التي أعلنها المتمردون عاصمة لهم. وقال الجيش الاوكراني إن ثلاثة من جنوده قتلوا ليل الثلاثاء بينما أعلن المتمردون أن أربعة مدنيين قتلوا. وقام المئات بوضع الزهور في ساحة الاستقلال في كييف فيما حمل الجنود الأوكرانيون أكفان رفاقهم الذين قتلوا في تصاعد العنف مؤخرا. وتسببت الاشتباكات في افديفكا بانقطاع التدفئة والماء عن أكثر من 20 الف شخص في فصل الشتاء البارد جدا، فيما لا تلوح في الأفق بوادر انفراج. ويأتي القتال في مرحلة مهمة بالنسبة لأوكرانيا وسط تزايد المخاوف في كييف من تقلص الدعم الأمريكي مع وصول دونالد ترامب إلى الرئاسة الأمريكية، والذي يسعى إلى اصلاح العلاقات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وفي جلسة طارئة دعا مجلس الأمن الدولي بالإجماع الثلاثاء إلى عودة فورية لوقف إطلاق النار في أوكرانيا. وأعرب أعضاء المجلس عن «قلقهم الشديد حيال التدهور الخطير للوضع في شرق أوكرانيا وتأثيره على السكان المدنيين». وقال المجلس إن «القتال الكثيف في المناطق المحيطة بافديفكا خلال الأيام القليلة الماضية.. هو انتهاك سافر لوقف اطلاق النار الذي نصت عليه اتفاقيات مينسك». ووقع وقف اطلاق النار في العاصمة البيلاروسية في شباط / فبراير 2015، وانتهك مرارا، إلا أنه لا يزال يعتبر أفضل أمل لاحلال السلام في البلاد، التي كانت في فترة ما جسرا بين روسيا والغرب. كما أعربت الولايات المتحدة عن قلقها حيال تجدد المواجهات. وقالت وزارة الخارجية إن «الولايات المتحدة قلقة للغاية من تجدد أعمال العنف أخيرا، والتي بلغت ذروتها في شرق أوكرانيا». وعبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أمس عن أسفه «لا خطر تجدد للعنف» يسجل منذ فترة طويلة في شرق أوكرانيا وطالب روسيا باستخدام «نفوذها الكبير على المتمردين» الموالين لها لوقف العنف. وبدأت الحرب بعيد الاطاحة بالرئيس الأوكراني الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش في شباط/ فبراير 2014، وردت موسكو بضم شبه جزيرة القرم. وتعرضت مدينة افديفكا التي تعتبر مركزا صناعيا، لأول هجوم للمتمردين الأحد سعيا منهم لاعادة السيطرة على المنطقة إضافة إلى الجبهة التي تفصل الجانبين المتنازعين. وبدأ عدد من السكان من بينهم لاريسا (62 عاما) بحزم أمتعتهم للبحث عن ملجأ من البرد والعنف. وقالت أثناء مغادرتها المدينة مع حفيدتيها «كانت ليلة سيئة، فقد ايقظ القصف الأطفال». وأضافت أن «قذيفة سقطت تحت نافذتنا، ولكن الحمد لله لم تنفجر». وقال مدير منطقة دونيتسك الموالي لكييف بافلو زهيبرفسكي إن أوكرانيا تلقت تطمينات روسية بان الهدنة ستسري فورا، ولكن لم يات رد من موسكو أو كييف. وقال على صفحته على «فيسبوك» إن نحو 80 شخصا أما غادروا افيدفيكا او تم اجلاؤهم منها حتى الآن. وألحق القتال اضرارا جسيمة بمصنع لفحم الكوك يوفر التدفئة للمدينة التي غالبية سكانها (نحو 25 الف شخص) من العمال. وتتولى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا مراقبة انتهاكات وقف اطلاق النار وترتيب محادثات سلام بين مبعوثي روسيا وأوكرانيا. وقالت البعثة الأوكرانية في المنظمة إن نحو 22 ألف شخص اصبحوا بدون تدفئة أو ماء أو كهرباء وسط درجات حرارة وصلت إلى اقل من 20 درجة تحت الصفر. وقال زهيبرفسكي إن مستوى توافر التدفئة في البلدة لا يزال منخفضا، مضيفا أن البلدة تتوافر فيها المياه، ولكن أنظمة الضغط ضعيفة لدرجة أن الماء لا يصل إلى الطوابق العليا من المباني المرتفعة. وأدى النزاع إلى مقتل عشرة آلاف شخص تقريبا، أكثر من نصفهم من المدنيين، منذ اندلاعه في نيسان/ أبريل 2014. وتقدم روسيا الدعم السياسي للمتمردين، إلا أنها تنفي اتهامات الغرب وكييف بأنها توجه التمرد او أنها ارسلت جنودا إلى منطقة الحرب. الكرملين: احتدام الوضع في أوكرانيا يظهر الحاجة لحوار أمريكي ـ روسي ومخاوف في كييف من تقلص دعم واشنطن في عهد ترامب |
ألمانيا: مداهمات أمنية بمشاركة مئات من عناصر الشرطة وإعتقالات لـ«إرهابيين» مشتبه بهم Posted: 01 Feb 2017 02:19 PM PST برلين ـ «القدس العربي»: كشف المدعي العام الألماني عن اعتقال رجل تونسي الجنسية (36 عاما) خلال عملية أمنية مكثفة شهدتها ولاية هيسن، صباح أمس، مؤكداً أن الرجل الموقوف بموجب مذكرة توقيف، كانت سلطات بلاده قد أطلقت مذكرة بحث عنه منذ آذار/ مارس 2015، للاشتباه بضلوعه في الهجوم على متحف باردو الذي راح ضحيته 21 شخصا. ويجري البحث عن هذا الرجل من قبل السلطات التونسية لـ»الاشتباه في مشاركته في التخطيط لتنفيذ هذا الهجوم»، كما ذكر المدعي العام في مدينة فراكفورت. كما تتهمه السلطات التونسية بالضلوع في هجوم بن قردان في آذار/مارس من عام 2016 والذي استهدف رجال الأمن مخلفا 13 قتيلا من ضباط الأمن وسبعة مدنيين. وكانت الشرطة الألمانية قد أعلنت صباح أمس اعتقال رجل تونسي «مشتبه به بتجنيد وتهريب أشخاص للقتال في صفوف تنظيم «الدولة الإسلامية» الإرهابي». كما يشتبه بأنه أنشأ شبكة لدعم التنظيم لتنفيذ هجوم إرهابي في ألمانيا. غير أن الإدعاء العام لم يؤكد وجود مخططات واضحة لتنفيذ أي هجوم محتمل، وأن عملية التخطيط «كانت في مراحلها الأولى». وفتحت النيابة العامة تحقيقات مع نحو 16 مشتبها بهم تتراوح أعمارهم بين 16 و46 عاما، يواجهون اتهامات بالانتماء إلى منظمات إرهابية أجنبية، والتخطيط لعمليات تستهدف أمن الدولة. وشن المئات من العناصر الأمنية في ولاية هيسن وعاصمتها فيسبادن، في ساعة مبكرة من صباح أمس حملة أمنية واسعة شارك فيها نحو 1100 شرطي. وتضمنت عمليات تفتيش ومداهمة لنحو 54 عقار شملت مساكن ومحلات تجارية ومساجد، حسبما ما أعلن الادعاء العام، وذلك بحثا عن مشتبه بهم على صلة بتنظيمات إرهابية. وصرح بيتر بويت، وزير داخلية ولاية هيسن لوسائل إعلام ألمانية أن الشرطة احتوت الوضع مبكرا وأنه «عبر هذه الإجراءات نبعث برسالة واضحة إلى المجموعات الإسلامية المتطرفة في هيسن مفادها: نحن نراقبكم عن كثب». وأضاف الوزير «في بلادنا، لا نقبل بأي متطرف يرفض أسسنا الديمقراطية، وأولئك الذين يسعون خلف ذريعة حرية المعتقد إلى نشر رسائل الكراهية ويدعون إلى محاربة المختلفين معهم عقائديا». ووفقا لصحيفة «فيلت» الألمانية فقد عتقلت الشرطة، رجلا في 36 من العمر يحمل الجنسية التونسية، مشتبه به بتجنيد وتهريب أشخاص للقتال في صفوف تنظيم «الدولة «. كما يشتبه بأنه أنشأ شبكة لدعم التنظيم الجهادي لتنفيذ هجوم إرهابي في ألمانيا. وكانت النيابة العامة قد أصدرت مذكرة توقيف في حقه. كما فتحت النيابة العامة تحقيقات مع نحو 16 مشتبه به تتراوح أعمارهم بين 16 و46 عاما، يواجهون اتهامات بالانتماء إلى منظمات إرهابية أجنبية، والتخطيط لعمليات تستهدف أمن الدولة. وفي سياق متصل ألقت السلطات الألمانية القبض على ثلاثة رجال في برلين للاشتباه في صلتهم بالإرهاب. وقال متحدث باسم الشرطة أن السلطات شنت حملة مداهمات وتفتيش ونفذت أوامر اعتقال، مضيفا أن المشتبه بهم لهم علاقة بالإرهاب والتطرف الإسلامي. وأعلن المتحدث باسم الادعاء العام مارتن شتلتنر أمس أن أحد المعتقلين الثلاثة مسؤول عن إدارة مسجد «فصلت»المثير للجدل في العاصمة الألمانية. وأضاف شتلتنر أن المتهمين الثلاثة (21 و31 و45 عاما) محسوبون على الأوساط المقربة من المسجد. ويواجه المعتقلون الثلاثة اتهامات بالإعداد لجرائم عنف جسيمة في الخارج. وكان منفذ هجوم الدهس في برلين، التونسي أنيس العمري، يتردد على هذا المسجد، وتم تصويره عبر إحدى كاميرات المراقبة هناك قبيل تنفيذه الهجوم الذي أودى بحياة 12 شخصا في 19 كانون أول/ ديسمبر الماضي. وتعمل الإدارة المحلية في برلين حاليا على حظر الجمعية المسؤولة عن إدارة المسجد. وقال المتحدث باسم الادعاء العام أن المشتبه بهم الثلاثة كانوا يخططون للسفر إلى مناطق الأزمات في سورية والعراق. وأضاف المتحدث أن اثنين من المتهمين يحملان الجنسية التركية، بينما ينحدر الثالث من أصول عربية ويحمل الجنسية الألمانية. وفي تطور كبير ألقت الشرطة الألمانية القبض على شخص تشتبه في تنفيذه هجوم تفجيري استهدف إحدى محطات قطارات الضواحي في مدينة دوسلدورف الألمانية. وكان أغلب ضحايا الهجوم الذي وقع قبل 17 عاما من اليهود. وأعلنت السلطات، أمس أن القاضي المختص أصدر قرارا بإيداع المشتبه به (59 عاما) السجن على ذمة التحقيق. وكان الهجوم الذي وقع في 27 تموز/يوليو عام 200 أسفر عن إصابة عشرة أشخاص، أغلبهم من المهاجرين اليهود. وكان الضحايا عائدين من محاضرة لتعليم اللغة الألمانية في إحدى مدارس اللغات بدوسلدورف، عندما انفجرت ماسورة مليئة بمادة «تي إن تي» شديدة الانفجار في محطة قطارات الضواحي «فيرهان». وأصابت شظية معدنية بطن امرأة حبلى، ما أودى بحياة جنينها، وأصابها بجروح خطيرة. وتوفر لدى المحققين أدلة جديدة في صيف عام 2015؛ أي عقب مرور 15 عاما على الهجوم. وكان من بين الأدلة بقايا الحاجز الذي تم تعليق القنبلة عليه. حيث قام المحققون بفحص آثار الحمض النووي على الحاجز الذي احتفظت السلطات ببقاياه في القضية. من جهة أخرى وافق مجلس الوزراء الألماني على إجراء تعديل قانوني يسمح بمراقبة الإسلاميين الذين تصنفهم السلطات على أنهم خطيرون أمنيا بأصفاد إلكترونية في كاحلهم. وتمت الموافقة على التعديل من قبل حكومة المستشارة أنغيلا ميركل الأربعاء وتجدر الإشارة إلى أن تسهيل شروط تكبيل الجناة المدانين والخطيرين أمنيا بالأصفاد الإلكترونية جزء من حزمة إجراءات أمنية اتفق عليها وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير ووزير العدل هايكو ماس قبل أسابيع قليلة أعقاب هجوم الدهس في برلين الذي نفذه التونسي أنيس عامري نهاية العام الماضي. يذكر أن العمري قتل 12 شخصا وأصاب أكثر من 50 آخرين خلال الهجوم الذي نفذه في إحدى أسواق عيد الميلاد ببرلين في 19 كانون أول/ ديسمبر الماضي. وكان العمري مصنفا لدى السلطات على أنه خطير أمنيا ومُطالب بمغادرة البلاد، إلا أن السلطات لم تتمكن من ترحيله بسبب عدم إصدار تونس أوراق ثبوتية له. كما قرر مجلس الوزراء الألماني إجراء تعديلات في قانون المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية. يذكر أن المحكمة الدستورية العليا أعلنت في نيسان/ أبريل الماضي أن الصلاحيات الشاملة الممنوحة للمكتب الاتحادي للشرطة الجنائية في مكافحة الإرهاب مخالفة للدستور جزئيا، حيث رأت المحكمة أن تلك الصلاحيات تتيح للمكتب «تدخلات غير متناسبة في عدة لوائح»، كما أنها لا توفر حماية كافية للحياة الخاصة. ألمانيا: مداهمات أمنية بمشاركة مئات من عناصر الشرطة وإعتقالات لـ«إرهابيين» مشتبه بهم علاء جمعة |
الجزائر: الأحزاب الإسلامية تبحث كيفية الدخول في الانتخابات بقوائم موحدة Posted: 01 Feb 2017 02:19 PM PST الجزائر- «القدس العربي»: تنوي الأحزاب الإسلامية في الجزائر التقارب أكثر في المرحلة المقبلة، فبعد أن توحدت العديد من الأحزاب التابعة لهذا التيار، مشكلة قطبين كبيرين، يسعى الآن قادة هذا التيار إلى الدخول في الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في الربيع المقبل بقوائم موحدة. وكانت حركة مجتمع السلم التي انضمت إليها جبهة التغيير قد وجهت رسالة إلى القطب الذي شكلته حركة النهضة مع جبهة العدالة والتنمية وحركة البناء الوطني من أجل فتح حوار ونقاش بخصوص تقارب محتمل بين القطبين، سواء ما تعلق بالدخول في الانتخابات المقبلة أو التفاوض حول وحدة اندماجية تشمل الأحزاب الإسلامية الستة. وقال لخضر بن خلاف القيادي في جبهة العدالة والتنمية في اتصال مع «القدس العربي» إن حزبه هو من بادر ببعث رسالة إلى قيادة حركة مجتمع السلم بشأن فتح حوار بين الطرفين بخصوص الدخول في وحدة اندماجية وليس فقط انتخابية، مشددا على أن جبهة العدالة والتنمية اشترطت على كل الأحزاب الإسلامية التي تنوي التفاوض معها أن يكون الهدف هو الدخول في وحدة اندماجية، أما إذا كان الأمر يتعلق فقط بتحالف انتخابي فذلك لا يعنيها ولا تريده. وأضاف بن خلاف أن مجلس شورى حركة مجتمع السلم وبعد الانتهاء من موضوع الوحدة مع جبهة التغيير كلف رئيس الحركة السابق أبو جرة سلطاني بفتح حوار مع جبهة العدالة والتنمية وحركة النهضة وحركة البناء التي توحدت فيما بينها، موضحا أن حزبه لا يرى مانعا من التفاوض حول الموضوع، لكن على أساس أن يكون الهدف الأول هو الدخول في وحدة اندماجية، وليس فقط تحالف انتخابي من أجل المشاركة بقوائم موحدة في الانتخابات البرلمانية المقبلة. واعتبر لخضر بن خلاف أن كل شيء ممكن قبل الانتخابات المقبلة، إذا سارت الأمور بسرعة وتم الفصل في مسألة التوحد بين القطبين، معتبرا أن باب الحوار مفتوح، وإذا ما نجح الطرفان في رسم خريطة طريق الوحدة الاندماجية بينهما وتمت المصادقة عليها، فإنه من الممكن الدخول في الانتخابات المقبلة بقوائم مشتركة، أما إذا لم يفصل في موضوع الوحدة الاندماجية فسيشارك كل طرف بقوائمه ويستمر الحوار الاندماجي، وحالما فصل في الموضوع سيتم الحديث عن القوائم المشتركة، التي قد يتم الاتفاق بشأنها خلال الانتخابات المحلية المقبلة التي ستجرى خريف 2017. ويبدو هذا المشروع صعب التحقيق بسبب الحساسية الموجودة بين الطرفين، حتى وإن كانت الواقعية السياسية تدفعهم إلى التوحد والتقارب، إلا أن الخلافات الشخصية مازالت قائمة، مثلما وقع قبل أيام بين أحمد الدان أمين عام حركة البناء وقيادة حركة مجتمع السلم، عندما اتهم الدان قيادة حركة مجتمع السلم بوضع شروط مسبقة لفتح حوار، وأنها وضعت شروطا أيضا بخصوص قوائم المرشحين في الانتخابات البرلمانية، وهو الأمر الذي نفته حركة مجتمع السلم، عندما ردت على تصريحات الدان، علما أن الأخير قيادي سابق في الحركة وانشق عنها قبل سنوات لتأسيس حزب جديد. والآن أصبحت الموضة هي أن الأحزاب الإسلامية التي خرجت من رحم انشقاقات تعود للتحالف والاندماج مع الأحزاب التي انشقت عنها. الجزائر: الأحزاب الإسلامية تبحث كيفية الدخول في الانتخابات بقوائم موحدة |
العاهل المغربي يتوجه من أديس أبابا إلى جوبا عاصمة جنوب السودان Posted: 01 Feb 2017 02:18 PM PST الرباط – القدس العربي غادر العاهل المغربي الملك محمد السادس، ظهر امس الاربعاء، العاصمة الاثيوبية اديس ابابا، بعد مشاركته في القمة الأفريقية الـ28 التي توجت باستعادة بلاده لمقعدها بالاتحاد الأفريقي بعد غياب دام أكثر من 32 سنة. وقالت تقارير غير رسمية أن الملك محمد السادس توجه من اديس ابابا إلى جوبا عاصمة جنوب السودان في اطار جولة افريقية جديدة في سلسلة الجولات التي يقوم بها للدول الأفريقية. واوضحت أن الجولة الجديدة تشمل إضافة لجنوب السودان كلا من غانا وزامبيا وهي جولة كان مقررا القيام بها قبل القمة الأفريقية التي عقدت يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين ويحضرها المغرب لأول مرة بعد مصادقة القمة على قرار العودة. وقام العاهل المغربي خلال الشهور الماضية بزيارات رسمية لعدد من الدول الأفريقية, خاصة دول شرق القارة أو ما يعرف بدول الانكلوسكسونية، والمؤيدة لجبهة البوليساريو المناهضة للمغرب والساعية لإقامة دولة في الصحراء الغربية التي استردها المغرب من إسبانيا 1976. وقال في خطاب القاه أول امس الثلاثاء أمام القمة الأفريقية إنه خلال السنوات الماضية «ارتأيت شخصيا أن أعطي دفعة ملموسة لهذا التوجه، وذلك من خلال تكثيف الزيارات إلى مختلف جهات ومناطق القارة» والتي بلغت 46 زيارة شملت 25 دولة أفريقية. وقالت مصادر مطلعة رفيعة المستوى بجنوب السودان، أول امس الثلاثاء، إن الملك محمد السادس سيزور جوبا الأربعاء، لأول مرة تستغرق «ساعات» وهي زيارة كانت مقررة يوم 20 من شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، قبل أن تتحدث عن تأجيلها. وأقام المغرب الاسبوع الماضي مستشفى ميدانيا في جوبا من المقرر أن يقوم العاهل المغربي بتفقده. ويعيش المغرب أجواء انتصار حققه بعودته للعمل الأفريقي المؤسساتي بعد غيابه الطويل احتجاجا على قبول منظمة الوحدة الأفريقية لعضوية الجمهورية الصحراوية بالمنظمة كما أعلن عدد من الدول والمنظمات الإقليمية عن دعمها لهذه العودة وقالت إنها تدعم السلم والاستقرار في القارة الأفريقية. وأسفرت عملية فرز رسائل الدول الأفريقية أن 42 دولة (من 54 دولة في الاتحاد) رحبت بطلب المغرب لعضوية الاتحاد الأفريقي وأشاد عشرات من قادة ومسؤولي الدول الأفريقية بهذا الطلب وحضور المغرب بالاتحاد. وتتحدث الأوساط المغربية عن الدول التي تحفظت ولم تشارك بتأييد المغرب خاصة الدول العربية وقال موقع «الأيام 24 « المغربي إن عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي، لا زالت «تحبل بمفاجآت حول الدول التي صوتت للمغرب من أجل عودته إلى الاتحاد الأفريقي، والتي رفضت بشكل مباشر التصويت لصالح عودته، وبين التي كان موقفها مبهما». وقال المصدر نفسه إن كلا من تونس ومصر وموريتانيا كانت من بين الدول الأربع «التي كان موقفها مبهما من قضية التصويت، حيث تحفظت الدول المذكورة عن إبداء رأيها في القضية سواء بالسلب أو بالإيجاب»، وإن « موقف دول مصر وتونس وموريتانيا، هو أقرب إلى الطرح الجزائري وامتناعها عن التصويت هو تصويت ضد المغرب في حقيقة الأمر، غير أنها لم تجرؤ بشكل مباشر على التصريح بموقِفها». وأضاف «إذا كانت مواقف مصر وموريتانيا معروفة، بالنظر إلى مواقفها «شبه العدائية» من المغرب، إلا أن موقف تونس بالامتناع عن التصويت غير مفهوم، خصوصا وأن الملك محمد السادس سبق وأن قاد زيارة إلى هذا البلد ومكث فيها أسابيع شجع من خلالها السياحة حينما كانت الأخيرة تمر بأزمة أمنية». وامتنعت 9 دول، بالإضافة إلى الجمهورية الصحراوية، عن التصويت لصالح عودة المغرب إلى اتحاد القارة السمراء، ويتعلق بكل من الجزائر وزيمبابوي وجنوب أفريقيا وناميبيا والموزمبيق ومالاوي واللوسوتو وكينيا ووأوغندا. ونجح المغرب في ضمان الالتحاق بالاتحاد الأفريقي بعد صراع طويل داخل الجلسة المخصصة للتصويت على العودة إلى الاتحاد مع كل من جبهة البوليساريو ورئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي المنتهية ولايتها. وقالت مصادر دبلوماسية عربية شاركت بقمة اديس ابابا إن المناهضين لمسلسل عضوية المغرب بالاتحاد الأفريقي كانوا يسعون للحصول على وثيقة رسمية من المغرب تؤكد التزامه بالميثاق الاساسي للاتحاد دون تحفظ خاصة فيما يتعلق بالحدود الموروثة عن الاستعمار وعدم الاعتداء وحماية حدود وسيادة واستقلال الدول الاعضاء الذين من بينهم رسميا الجمهورية الصحراوية. إلا أن المناقشات التي جرت في ندوة الرؤساء الأفارقة، وفي غياب المغرب، ذهبت باتجاه الاكتفاء بالمصادقة الرسمية المغربية على الميثاق الاساسي للاتحاد والتي سلمت رسميا للمفوضية الأفريقية قبيل عقد القمة. ووافق قادة دول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي على عودة المغرب إلى الاتحاد، بعد أن صوتت 39 دولة لصالح المغرب من أصل 53 دولة، فيما امتنعت 10 دول عن التصويت، فيما لم تشارك 4 بلدان في عملية التصويت. العاهل المغربي يتوجه من أديس أبابا إلى جوبا عاصمة جنوب السودان بعد مشاركته في القمة الأفريقية التي توجت باستعادة بلاده لمقعدها في الاتحاد محمود معروف |
لبنان: بين دفن «قانون الستين» ودفن صيغة «باسيل»… والحريري يرد على الغيارى: «لا تخريب للعلاقة مع عون» Posted: 01 Feb 2017 02:18 PM PST بيروت ـ «القدس العربي»: لم نصل بعد إلى حائط مسدود في الاتفاق على قانون انتخاب جديد هذا ما أعلنه رئيس مجلس النواب نبيه بري امس تزامناً مع دعوة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى «عدم اليأس من التوصل إلى قانون جديد»، في وقت تؤشر الأمور المتأزمة انتخابياً للانجرار إلى مواجهة سياسية ودستورية تحت عنوان رفض الانقلاب على اتفاق الطائف بعد تلويح الرئيس العماد ميشال عون بعدم توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة على قانون الستين المعمول به حالياً. ويأتي هذا الكلام غداة نعي البعض صيغة المختلط التي تقدم بها رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل والقائمة على اعتبار المسيحيين على مختلف مذاهبهم طائفة واحدة في الانتخابات واعتبار المسلمين مذاهب، واعتماد معيار أن كل دائرة تضم 66 في المئة من طائفة أو مذهب معين تجري فيها الانتخابات وفق النظام الأكثري وكل دائرة تضم أقل من ذلك تجري فيها الانتخابات وفقاً للنظام النسبي. وفي محاولة لإنعاش البحث حول قانون الانتخاب قال الرئيس الحريري في مستهل جلسة مجلس الوزراء امس «عندما أكدت الحكومة في بيانها الوزاري على أولوية إجراء الانتخابات، لم تفصل بين هذا الهدف وبين السعي الجاري لإعداد قانون جديد، فالتلازم بين الأمرين، قائم حتى هذه اللحظة، والتباين في وجهات النظر بين مختلف المكونات السياسية، لا يعني الوصول إلى الطريق المسدود لا بل أرى أنه يشكل دليل عافية». وأضاف «يهمني التأكيد على أن ورش العمل السياسية، يجب أن تستمر، وأن الوقوف على آراء جميع الأطراف والقوى مسؤولية الجميع، لا سيما مسؤولية القوى المشاركة في الحكومة». وتابع الحريري «الجميع ينادي بدفن قانون الستين، وهو قانون معمول به، منذ أكثر من نصف قرن، وكل الدعوات تتركز على إنتاج قانون جديد، وهو قانون مرشح لأن يعيش ايضاً عشرات السنين.لذلك يجب ألا نيأس من التوصل إلى قانون جديد، ويجب أن نملك القدرة على التضحية لبلوغ قانون لا يثير المخاوف لدى أي مكون من المكونات السياسية والطائفية وأنا في هذا المجال، على خط واحد مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وأريد أن اطمئن الغيارى الذين يراهنون على تخريب العلاقة بين أهل الحكم، بأن شيئاً من ذلك لن يحصل، وأن التفاهم على حماية الاستقرار السياسي راسخ ومتين وأقوى من أن تهزّه دعوات النافخين في رماد الماضي». ومن عين التينة، نقل النواب عن الرئيس نبيه بري في لقاء الاربعاء النيابي « أن الإتصالات والنقاشات مستمرة حول الإتفاق على قانون جديد للانتخاب»، مشيراً إلى « أن هناك أفكاراً جديدة هي الآن قيد النقاش». وقال «مازلنا في مرحلة جوجلة هذه الأفكار، ولم نصل بعد إلى حائط مسدود»، مؤكداً مرة أخرى «وجوب الاعتماد على معيار واحد، وأنه لن يسير بأي قانون لا يحظى بالتوافق». أما رئيس الجمهورية العماد ميشال عون فجدّد التأكيد على «أن إقرار قانون انتخابي قائم على أساس النسبية «يشكّل باباً للاصلاح ويؤدي إلى تأمين العدالة بين الأكثرية والاقلية»، لافتاً إلى «أن الجدال الكلامي لا يوصل إلى نتيجة لأن الازمة السياسية مرفقة بأزمة اقتصادية وبالتالي فإنّ التأجيل من شأنه أن يضاعف من حجم الأزمة بينما المطلوب هو إيجاد حل فعلي». وأكد عون خلال استقباله وفداً من الحزب الشيوعي اللبناني برئاسة أمينه العام حنا غريب انه « التزم إحداث التغيير المنشود، الذي يتوق إليه اللبنانيون»، لافتاً إلى «أن ذلك لن يكون عصا سحرية، لأن المطلوب بدايةً هو وضع الأرضية وتجهيز البنية للانطلاق في ما بعد بالسرعة اللازمة». إلى ذلك، استغرب رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع «كل ما حُكي في اليومين الأخيرين عن اتفاق الطائف»، مذكراً «بأننا كنا أول من دفع الأثمان في سبيل هذا الاتفاق، ولن نقبل أي تلاعب به، لكن الحق يُقال لا أحد لديه هذه النيّة، بل جلّ ما فيه أن هناك محاولات حثيثة للتوصل إلى قانون انتخابي جديد الذي بدوره يُثبّت اتفاق الطائف أكثر فأكثر، باعتبار أن قبل الانتقال إلى مراحل أخرى في هذا الاتفاق يجب أن نبدأ بمجلس نيابي منتخب على أساس القيد الطائفي، الأمر الذي لم نشهده منذ 26 عاماً حتى الآن إلا تزويراً وبهتاناً». وإذ دعا كل القوى السياسية «إلى إعطاء الأهمية القصوى اللازمة لإقرار قانون انتخابي جديد حتى ينتظم العمل السياسي في لبنان»، اشار إلى أن «بعد عشر سنوات من المباحثات ومن بين كل القوانين المطروحة، القانون الوحيد الذي كان أقل رفضاً بين كل المقترحات هو القانون المختلط، لأن الغالبية لم ترض لا بالنسبية الكاملة ولا الأكثرية الكاملة، ومن هذا المنطلق وجدنا أن القانون المختلط هو الوحيد الذي سيجمع كل الأطراف والفرقاء في منتصف الطريق». وأكد جعجع أن «من لديه اقتراح يُحسّن التمثيل بمستوى القانون المختلط، ويسير به الجميع، فنحن منفتحون عليه، لكن خلال ساعات وأيام فقط باعتبار أن ساعة الصفر للتوصل إلى قانون جديد قد حانت بعد 10 سنوات من الصراع حوله». وأوضحت مصادر قواتية «أن الاصرار على قانون الستين والتمديد للمجلس من قبل البعض سيجرّ إلى مواجهة دستورية، وإذا أصروا على مواقفهم سننزل إلى الشارع لمواجهة التمديد والستين وهذا حقنا، والأمور مفتوحة على كل الاحتمالات، وإذا أراد البعض الرقص على حافة الهاوية فليتحمل النتائج». وكانت مواقف اللقاء الديموقراطي تميّزت مواقفه باتهام فريق العهد ضمناً بالانقلاب على الطائف، وقال النائب وائل أبو فاعور، بعد لقاء الرئيس نجيب ميقاتي: «نحن نشتم رائحة ردة على اتفاق الطائف والانقلاب عليه، لكن لا يستطيع أحد أن يخرج عليه في أي موقع دستوري أو سياسي أو شعبي». وأضاف «تريدون قانوناً جديداً للانتخاب فلنذهب إلى آلية الطائف، لا سيما لجهة إلغاء الطائفية السياسية وتشكيل مجلس الشيوخ وإعادة النظر بالتقسيمات الإدارية وإنشاء محافظات جديدة، لكن لا تجوز الانتقائية، ويأتي من يقدم اقتراحه على أن له صفة القدسية الوطنية». لبنان: بين دفن «قانون الستين» ودفن صيغة «باسيل»… والحريري يرد على الغيارى: «لا تخريب للعلاقة مع عون» سعد الياس |
رسائل «تطمين» سعودية: «المنحة النفطية» في طريقها للتحويل… والملك سلمان يزور الأردن قبل القمة العربية بيوم Posted: 01 Feb 2017 02:17 PM PST عمان ـ «القدس العربي»: ما زالت التأكيدات تصل لحكومة الأردن من الجانب السعودي بعنوان: ما زلنا معكم، المنحة الخليجية في طريقها للتحويل، الملك سلمان بن عبد العزيز سيحضر لعمان قبل 24 ساعة من الموعد الرسمي للقمة العربية وبرفقة جميع كبار المسؤولين في محطة تهدف لمساعدة المملكة الأردنية الهاشمية. الرسالة نفسها تؤشر على أن المملكة الشقيقة تفكر بالمساعدة عبر تمويل مشاريع للطاقة البديلة والبحث في التفاصيل وارد. وعلى أن الرياض مهتمة بالبقاء في دائرة العلاقات الإستراتيجية مع الأردن ويسرها بقاء الأردن في موقعه وموقفه تجاه المشهد اليمني والإرهاب والملف الإيراني كما عبر عنه في دافوس وزير الخارجية أيمن الصفدي وهو يطالب إيران بوقف تدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول العربية. رسالة من هذا النوع برزت مجددا بعدما أقالت حكومة الملقي وفي ضربة واحدة سريعة وخاطفة أبرز شخصية دينية في البلاد وهو إمام الحضرة الهاشمية سابقا الشيخ أحمد هليل من أربعة مناصب يشغلها منذ عقود تفاعلا مع خطبته الشهيرة التي بالغ أولا في الحديث فيها عن «خطر حقيقي» تواجهه البلاد. وإنطوت ثانيا على رسائل نقدية تلوح بتعرض منظومة السعودية والخليج لإشكالات كبيرة إذا ما ضعف الأردن. لا زال الشارع الأردني يتجادل في الخطبة الشهيرة للشيخ هليل الذي أفاد شهود عيان بأنه ومن فرط الغضب بعد إقالته من جميع مناصبه رفض في اليوم الأخير له بوظيفته الرسمية محتجا المغادرة بسيارة الحكومة وشوهد بالشارع أمام دائرة الإفتاء منزعجا قبل أن تصدر بيانات باسم عشيرته «العجارمة» ترفض الصمت على أي محاولة للإساءة لفضيلة الشيخ وتتهم السلطات بالتواطؤ على حملة غير مؤدبة حاولت التعريض به. كما يفعل رجال الدولة لم ينبس الشيخ هليل ببنت شفة وانسحب من مواقعه الأربعة بهدوء ولم يطرح قصته لمسار الأحداث. لكن من قرر انسحاب الرجل من وظيفته الرسمية العليا كأعلى مرجعية دينية أرسل رسالة إضافية تجنبا لإغضاب الشقيقة الكبرى السعودية عندما «فرط» عمليا وظائف الشيخ هليل واستبدله بأربعة من رجال الدين دفعة واحدة. سعوديا من المرجح أن المؤسسة السعودية المحنكة والمخضرمة اكتفت بالإجراء المتعلق بإقالة صديقها المقرب الشيخ أحمد هليل ولم تعلق على مسار الأحداث بل تم وبعد تعليقات مماثلة في البرلمان إيصال رسائل لعمان تقول بالنص بعدم وجود ولو حتى عتب على الجانب الأردني والأمور الثنائية «ستحلق قريبا». إزاء رسائل من هذا النوع لا يملك رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي إلا الاستجابة والانتظار رغم اتساع دوائر التشكيك محليا في أن تكون جزئية مساعدة الأردن «أولوية» سعودية. وهو ما يلمح إليه عضو البرلمان الذي أثار الجدل بالتزامن مع خطبة الشيخ هليل طارق خوري وهو يؤكد مجددا لـ «القدس العربي» تعليقا على تقرير لها حول الموضوع بأن مداخلته في الموضوع لا يمكنها الانطلاق من «استجداء» السعودية ودول الخليج بل العمل على طرح بدائل تحقق مصلحة الأردن وكرامته المنشودة. ووفقا لوزير بارز في حكومة الملقي لا يوجد أصلا ما يسوغ عدم الانتظار والترقب حيث لا خيارات بديلة بما فيها تلك التي يقترحها سياسيون كبار من وزن عبد الكريم الكباريتي وغيره بخصوص الحرص على التنويع والانفتاح أكثر والانتباه لأن دولة مثل إيران تتحكم على الأقل ببلدين في جوار الأردن. عمليا يمكن القول بأن مستوى الاتصالات بين عمان والرياض في الأيام القليلة الماضية أكثر عمقا واسترخاء ومباشرة وصراحة خصوصا وأن عمان لا زالت ملتزمة سياسيا بمعظم الإستراتيجية السعودية إزاء القضايا والملفات الأهم إقليميا بما فيها العراق والإرهاب والملف اليمني وحتى الملف الفلسطيني. الملف الوحيد الذي يلاحظ سياسيون كبار بان الجانب الأردني «يبتعد» فيه منهجيا وبمسافات أمان مناسبة هو «السوري» حيث لم تعد الإستراتيجية المساندة لرحيل النظام السوري فعالة أو نشطة على الأقل في داخل الأردن. وحيث بدأت بواكير اتصالات ذات بعد أمني برعاية قنوات روسية بين عمان ودمشق. رسائل «تطمين» سعودية: «المنحة النفطية» في طريقها للتحويل… والملك سلمان يزور الأردن قبل القمة العربية بيوم بسام البدارين |
دي ميستورا لـ «القدس العربي»: روسيا شريك مهم لكنها ليست اللاعب الوحيد في المسألة السورية Posted: 01 Feb 2017 02:17 PM PST (نيويورك) الولايات المتحدة – «القدس العربي»: قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا، ستيفان دي ميستورا، ردا على سؤال لـ «القدس العربي» حول ما إذا كانت روسيا قد استحوذت على الملف السوري وتفردت في القرار، فروسيا هي التي دعت لاجتماع أستانة وروسيا هي التي أعلنت تأجيل اجتماع جنيف الذي أقرته الأمم المتحدة في 8 فبراير/شباط. هل نفهم أن الشأن السوري أصبح حكرا على الاتحاد الروسي؟ «أن روسيا شريك مهم ولكنها ليست اللاعب الوحيد في المسألة السورية. ومن العدل أن نقول إن روسيا لاعب نشط في المسألة السورية. كما أن الروس ناشطون في المجالين العسكري والسياسي وهم الذين دعوا إلى لقاء أستانة. ولكنه لم يكونوا وحدهم بل كانت إيران وتركيا إلى جانبهم. ولم يعقد الاجتماع في موسكو بل في أستانة كي يتركوا مجالا للاستقلالية. أما بالنسبة للتأجيل فقد صرح بذلك وزير الخارجية لافروف بناء على أنه فهم مني أنني أريد أن أؤجل موعد اجتماع جنيف. الحقيقة أنني أعلمت الجميع بنيتي لتأجيل الموعد بمن في ذلك الروس فما عبر عنه لافروف في الحقيقة هو ما كنا ننوي فعله وليس الروس». وكان دي مستورا قد أبلغ مجلس الأمن في جلسة مشاورات مغلقة أنه بعد نحو ست سنوات من الحرب الأهلية الوحشية التي خلفت مئات آلاف القتلى وملايين المشردين في سوريا، يبدو أن وقف إطلاق النار الحالي مستمر في معظم المناطق. وأوضح أن الفضل في صمود وقف إطلاق النار يعود إلى عقد محادثات مباشرة، مدعومة من روسيا وإيران وتركيا، بين 13 جماعة مسلحة والحكومة السورية في وقت سابق من هذا الشهر في أستانة عاصمة كازاخستان، مشيرا إلى «النية الجدية» التي تظهر الآن لمواصلة التفاوض. غير أن دي مستورا أعلن للصحافيين أن الاجتماع الذي كان من المزمع عقده تحت رعاية الأمم المتحدة في 8 شباط/فبراير الجاري بجنيف، سيتأخر قليلا. وشرح للصحافيين مزايا تأخيره قائلا: «أولا، نريد أن نعطي فرصة لمبادرة أستانة لكي تُنفذ. إذا أصبح وقف إطلاق النار صلبا بقدر ما نأمل، فإن ذلك سيساعد على أن تكون المحادثات الجادة ملموسة. ثانيا، نحن نريد أن نعطي فرصة لكل من الحكومة لكي تشارك بجدية في تنازلات ومناقشات، وللمعارضة، لأن الأمور تتغير بشكل جذري وسريع ، لكي تكون قادرة على.. لكي تعطى فرصة لتشكيل معارضة واحدة موحدة». وفي حال لم يتم التوصل إلى اتفاق داخلي، استطرد مبعوث الأمم المتحدة قائلا إنه «سيلجأ إلى حقه كرئيس الوسطاء، للمرة الأولى، والذي يسمح له باختيار مجموعات المعارضة التي يجب أن تحضر المحادثات». وفيما لا يزال عشرات آلاف المدنيين السوريين يعانون من الجوع ويحتاجون إلى المساعدات الغذائية الطارئة في المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها، قال دي ميستورا إنه لا يوجد أي سبب لعرقلة الجهود الإنسانية فيما زال وقف إطلاق النار الهش مستمرا. دي ميستورا لـ «القدس العربي»: روسيا شريك مهم لكنها ليست اللاعب الوحيد في المسألة السورية عبد الحميد صيام |
جهاز الشرطة والأمن العام: خطوة لضبط الفوضى الأمنية في مناطق سيطرة «درع الفرات» في سوريا Posted: 01 Feb 2017 02:16 PM PST حلب ـ «القدس العربي»: لم تدم الاحتجاجات الشعبية التي عمّت مدينة جرابلس شرق حلب والخاضعة لسيطرة فصائل «درع الفرات» فترة طويلة حتى تحققت المطالب المحددة بخروج جميع التشكيلات العسكرية من المدينة، ليتولى جهاز شرطةٍ مدنيٍ ومحكمة وضابطة مسؤولية إدارة شؤون جرابلس، ففي 24 كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي، أصدرت جميع الفصائل العاملة في المنطقة قراراً بالخروج من المدينة ووضعها تحت إدارة مدنية. وبناءً على ذلك، باشر عناصر تابعين لجهاز شرطة داخلية قامت تركيا بتدريبهم، عملهم في جرابلس يوم الثلاثاء 24 كانون الثاني/يناير، بعد افتتاح مقر لهم أُطلق عليه «الشرطة والأمن العام»، وبحضور والي مدينة غازي عينتاب علي ييرليكايا، وعدد من المسؤولين الأتراك، بالإضافة لقادة من الجيش السوري الحر العاملين ضمن درع الفرات. وخضع العناصر للتدريب لمدة خمسة أسابيع، ضمن معسكرات أقيمت في مدينة مرسين، وتلقى العناصر تدريباً حول «ضبط الأمن، الجنايات، مكافحة الإرهاب، التعامل مع الأطراف المسلحة وإلقاء القبض على السارقين». ضبط وتنظيم ويهدف تشكيل جهاز الشرطة في جرابلس ومحيطها، إلى إنهاء حالة الفوضى المنتشرة، وهو التحدي الأبرز في المرحلة الراهنة، وذلك بحسب قائد الشرطة في مناطق «درع الفرات» العميد عبد الرزاق أصلان، الذي قال في حديث مع «القدس العربي»: إن حصر السلاح بيد جهة رسمية مسؤولة، سيحد من حالات السلب والسطو المسلح والجرائم التي تسجل ضد مجهول، ويضمن الحفاظ على حياة المواطنين وأمنهم وممتلكاتهم. وبين أصلان أن جهاز الشرطة والأمن العام، لن يقف عند مسؤولية الحد من حالة التسيب الأمني، بل سيعمل للوصول إلى إنهاء هذه الظاهرة، كون المواطنين عانوا كثيراً من جراء ذلك، وبناءً عليه سيحاسب كل شخص يعتدي على الناس تحت سقف القانون، مشيراً إلى أن عدد الدفعة الحالي التي تم تدريبها هو 440 عنصر شرطة، من كل الاختصاصات بما في ذلك الإداريون الذين سيتولون تسيير معاملات المواطنين وإدارة الشؤون المدنية. الصحافي عدنان الحسين، وهو أحد أبناء جرابلس، أكد باتصال هاتفي مع «القدس العربي»، أن معظم الفصائل قد انسحبت من المدينة، وبقي بعضها من باب عدم ترك فراغ قد يستغله تنظيم «الدولة» أو غيره، وذلك لحين أن تستكمل الشرطة تسلم مهامها. وتم تزويد جهاز الشرطة بمعدات كسيارات خاصة وأسلحة وكل ما يلزم لعمل العناصر، ويضيف الحسين، أن الجهاز يتألف من قسمين، أول شرطة مدنية، تلبس الأزرق السماوي والجعب السوداء، وثانٍ قوات خاصة تدعى «الأمن العام» وهي مساندة للقسم الأول، حيث تعمل مرادفة للشرطة المدنية، ولباس عناصره عسكري مموه وقبعات زرقاء. وأشار إلى أن آلية تجنيد العناصر تمت في المخيمات وكذلك في جرابلس نفسها، حيث قامت إدارة مخيمي «إصلاحية-1، وإصلاحية-2»، بفتح باب التطوع منذ مدة شهرين تقريباً، وهذا الأمر انتقل إلى معظم المخيمات، وما زال الانتساب إلى الجهاز مفتوحاً. ويعتقد أن فصائل درع الفرات والفعاليات المدنية في المنطقة وتركيا، يسيرون بالاتجاه الصحيح، خصوصاً وأن فصل الأمن عن التبعية للفصائل هو أهم نقطة، فيما يزال العديد يترقب حقيق النتائج الإيجابية من هذا الخطوة. طريق نحو المأسسة أمام تركيا تحد كبير في مناطق درع الفرات يتمثل بإنهاء حالة الفوضى، وهو مطلب تشترك فيه الفعاليات المدينة وتنادي به الفصائل العسكري لكن دون وجود تطبيق حقيقي لذلك، وفي هذا الإطار يؤكد العميد عبد الرزاق أصلان، أن جهاز الشرطة والأمن العام في درع الفرات، والذي يتولى هو قيادته، يسعى ليكون لبنة لجهاز مؤسساتي قوي يعمل على تطبيق القانون وينهي حالة التسيب وعدم وجود حسيب أو رادع للتجاوزات غير القانونية العديدة. وبالتالي، سيكون عمل الجهاز وفقاً للأسس المؤسساتية والقانونية، وقد تم تقسيم عمل قوات الأمن لجميع مناطق درع الفرات بشكل إداري، وتعتبر جرابلس نقطة انطلاق لهذه الخطوة، حيث تم إحداث «إدارة منطقة» وأقسام شرطة ومخافر، وفقاً لهرمية مؤسساتية تتبع القيادة العامة العاملة في كل مناطق درع الفرات، و»تتبع الأصول المتعارف عليها في قوانين الشرطة دولياً». وتتوزع الاختصاصات لجهاز الشرطة على النحو الآتي، «أمن جنائي وحراسات، شرطة مخافر، قوات خاصة ومكافحة إرهاب، وحدات هندسة لتفكيك الألغام والمخلفات الحربية والعبوات الناسفة والمفخخات، أقسام ومناطق، والجمارك». تحفظات ومن الملاحظ أن جهاز الشرطة والأمن العام الذي تم الإعلان عنه في مدينة جرابلس ومحيطها ليس الأول من نوعه في مناطق درع الفرات، ويبدو أن التركيز عليه ينطلق من رعاية الجانب التركي لتأسيسه ونشاطه، وقد أثار هذا الأمر تحفظاً لدى جهاز شرطة حلب الحرة العامل أيضاً في مناطق درع الفرات. ويؤكد النقيب عاشق محمد، ضابط الارتباط في قيادة شرطة حلب الحرة، خلال حديث مع «القدس العربي»، أن هذه الأخيرة أنشأت مركزين للشرطة في أخترين وصوران داخل مناطق درع الفرات، وهي تعمل بشكل منفرد عن جهاز الشرطة والأمن العام الذي تم تشكيله مؤخراً ومقره جرابلس. مبدياً الاستعداد للتعاون والعمل بتنسيق مشترك في مناطق إعزاز وريفها. ومع أن ضابط الارتباط في قيادة شرطة حلب الحرة، اعتبر هذا التشكيل خطوة إيجابية، لاسيما وأن الذي استلم شرطة جرابلس هو نقيب شرطة دمشق رائد حمد، الذي يشهد له التفاني بالعمل، لكنه وضع عدة تحفظات، وهي «عدم مراعاة لوجود مؤسسة الشرطة الحرة والاستفادة من تجربتها وكادرها، باعتبارها تضم أكبر تجمع للمنشقين من الشرطة، واعتماد الجهاز الجديد على الفصائل في طلب الكوادر، ففي دورة جرابلس هناك فقط 8 عناصر منشقين من الشرطة من إجمالي عدد العناصر المدربين والذين عددهم 440 عنصراً، كما أن مدة التدريب وهي 20 يوماً التي يخضع لها العناصر لا تتناسب مع تأهيل المدنيين وتعليمهم الانضباط العسكري والإداري. ولفت محمد، أن هذه التحفظات نقلت إلى الجانبين التركي وقيادة جهاز الشرطة والأمن العام في «درع الفرات»، وذلك خلال اجتماعات مشتركة في ولاية كلس الحدودية، وقد تم شرح أن شرطة حلب الحرة تعمل في ريف حلب الغربي وإدلب إلى جانب عملها في ريف حلب الشمالي «إعزاز وريفها»، وتهدف إلى وجود مؤسسة واحدة في جميع المناطق المحررة وتحافظ على الأمن، لكن تكمن المشكلة لدى تركيا التي تريد تطبيق قرار أنقرة القاضي بإشراف ولاية كلس على أعزاز، وولاية غازي عينتاب على جرابلس والراعي، وبأعداد كبيرة من الشرطة المدنية، بحيث تشمل أعزاز وريفها 1500 عنصر، وهو رقم مماثل لجرابلس وريفها، دون وجود أي علاقة لتركيا ببقية المناطق خارج سيطرة درع الفرات. جهاز الشرطة والأمن العام: خطوة لضبط الفوضى الأمنية في مناطق سيطرة «درع الفرات» في سوريا عبد الوهاب عاصي |
ما لا يستطيعه المخدومون Posted: 01 Feb 2017 02:16 PM PST في مطلع الفيلم تطيل كاميرا ماهر أبي سمرا الوقوفَ على مشهد البنايات المتلاصقة، لكن من واجهاتها الخلفية. لا شيء يتحرّك في ذلك المشهد الذي انتظرنا، في اللحظات الأخيرة لثباته على الشاشة، أن يرتفع صوت في الصالة يتساءل إن كان ذلك عائدا إلى خطأ تقني. لكننا، في الآن نفسه، كنا نفكّر في استخلاص المعنى من وراء التركيز على مشهد عادي، نموذجي ومتكرّر حتى ليبدو الطابع المميز لعمارة بيروت. لا شيء يتحرّك وراء تلك النوافذ، كما وراء الشرفات التي تحوّلت إلى نوافذ عريضة، بعد أن أقفلت بألواح زجاج لتصير، من الداخل، غرفا صغيرة. قبل توقّف الكاميرا شاهدنا واحدة من تلك الغرف، ضيّقة، لكن يمكن أن تتسع لسرير الخادمة، ولمساحة إضافية تتيح لقدميها الوقوف عند خروجها من السرير أو عودتها إليه. هنا، في هذه البيوت، لم يلحظ مهندسو الأبنية تخصيص غرف للخدم، إذ كان في حسبانهم أن من سيقيمون هنا هم من غير القادرين على ذلك الرفاه. لكن شيئا ما جرى في خارج بعيد، في بلدان آسيوية تتردّد أسماؤها في الفيلم، أتاح ذلك وجعله ممكنا. ولم تظهر أيّ من الخادمات عند أيّ من تلك النوافذ، ليحدث المشهد الذي نعرفه من محاورة تبدأ بين خادمتين ظهرتا معا، صدفة أو اتفاقا، لنسمع لغتهما تصدح بين هنا وهناك. ذلك المشهد الصامت، أقصد الواجهات الخلفية للأبنية، ذكّرنا الفيلم، أو أظهر لنا، أنه لهنّ. في تلك المساحة القليلة بين الواجهات المتقابلة يمكن لهن أن يظهرن على الخارج، الذي هو داخل في الآن نفسه ما دام أنه يحصل في تلك المساحة التي باتت حيّزهن. كما أنهنّ، في بيوت مثل هذه، وبين عائلات تنتسب إلى شرائح طبقة هي أدنى مما تعنيه عبارة الطبقة الوسطى، سيكون صعبا الالتزام بما ذكر في الفيلم عن أن ظهور الخادمة، أو وجودها، ينبغي أن يكون معدوما. فهنا، في العائلات الكبيرة، حيث تضيق البيوت عن اتساع العائلات، سيكون الاختفاء صعبا، ثم أن العائلات، التي قُدّر لها بالصدفة أن تكون مخدومة، تميل إلى التخفيف من فصل الخادمات عن مجرى عيشها. لا يحتاج الأمر إلا إلى بعض تذكّر حتى يرى فرد العائلة أنه، في ماضيه، لم يكن بعيدا عمن يستخدمها الآن. لهذا يدخل صوت ماهر أبي سمرا، مخرج الفيلم، ذاكرا كيف أنه، في ما يتعلّق بعلاقته بخادمة أهله، يشعر بالذنب، بل بالعار، لمجرّد أنها هنا. وهذا هو حال بعض من صوّرهم الفيلم آتين إلى «المكتب» إما ليختاروا خادمة من بين فتيات الصور المعروضة لهم، أو ليستبدلوا واحدة بواحدة، أو ليوصوا على أخرى بعد أن انقضت مدّة سابقتها، بحسب العقد. واحدة من هؤلاء الأخيرات، وهي امرأة في نحو الستين لم يمض وقت طويل على نزولها من ضيعتها، راحت تصف من كانت عندها بأحسن الأوصاف مطلقة عليها، مرّة بعد مرّة، كلمة «حبيبتي»، مؤكّدة هكذا على أن لا صلة لها بالثقافة المعيّنة للفارق الضخم الذي يصعب تضييق هوّته بين الخادمين والمخدومين، وهذا ما جعلها ترى خادمتها قريبة مثل «أي واحد من العائلة» كما يقول كثيرون من ساكني مثل تلك الأبنية. لكن ليس هذا حال جميع المخدومين الذين أتوا إلى ذلك المكتب الذي صُوّر فيه أكثر الفيلم. كان مدير المكتب، زين، كأنه يدير مؤسّسة في أوج نجاحها العملي. لا يتوقّف هاتفه، ولا هاتف الموظفة مساعدتُه، عن الرنين. كما أنه دائم التنقّل، والتدخين أيضا، بين غرف المكتب، مصرّفا أعمال المكتب ومجيبا على الأسئلة التي يطرحها عليه الفيلم. وحدهم المخدومون هم من نرى ومن نسمع. الخادمات لا يظهرن. هن هناك وراء البوابة التي فُصلت عن المكتب ببوابة زجاجية محجّرة لا تحجب خيالاتهن حين يقتربن منها. كما أننا شاهدنا كتف واحدة منهن، من الخلف، وقد سمعنا صوت إحداهنّ مرّة أو مرّتين، لكن للضرورة ما دام أن المخرج أراد إقصاءهنّ أو إخفاءهن لكي لا يطغين على الفيلم، لمجرّد ظهورهنّ فيه. لقد أُبقين في الظلال، وفي الإيحاء المتولّد من غيابهن، ابتداء من مشهد واجهات الأبنية الخلفية، ومن ذلك السرير الضيق، في مطلع الفيلم، الذي لم نرَ صاحبته. لكنهن حاضرات، بل طاغيات الحضور طالما أن الآخرين، أولئك الذين أعطاهم الفيلم عنوانه، لم يستطعن الحضور بالقدر الذي يمكنهم من أن يكونوا موضوعه. ربما لأنهم عاديون أكثر مما ينبغي، أو حقيقيون أكثر مما ينبغي. ثم أنهم لن يستطيعوا، رغم كثرة نماذجهم واختلاف واحدهم، أو واحدتهم، عن سواه/سواها، أن يظهروا كفريق أو أن تكون لهم قضية، لذلك كان عليهم أن يستعينوا بالمخرج ليتدخل، بصوته، منظما ذلك الدخول والخروج إلى المكتب، ومذكّرا بأن هناك معنى وراء ذلك التطلّب المفاجئ بسهولة تحقيقه. *الفيلم الوثائقي «مخدومين» لماهر أبي سمرا حاز جائزة السلام في مهرجان برلين السينمائي وجائزة أفضل فيلم في مهرجان بوينس أيرس، وجائزة VICTOR DOC horizon award في مهرجان ميونيخ، كما حاز جائزة المهر في مهرجان دبي. الفيلم سيعرض في صالة متروبوليس في بيروت في التاسع من شباط/ فبراير الحالي. ٭ روائي لبناني ما لا يستطيعه المخدومون حسن داوود |
مرسوم ترامب يسيء للأوسكار وموجة غضب عارمة تجتاح هوليوود والمقاطعة تهدد أهم منتدى فني في العالم Posted: 01 Feb 2017 02:16 PM PST لوس أنجليس أول – من باربارا مونكر: موجة سخط عارمة تجتاح هوليوود قبل أسابيع قليلة على انطلاق حفل توزيع جوائز الأوسكار … هذه ليست المرة الأولى، فقبل عام احتدم الجدال حول هيمنة أصحاب البشرة البيضاء على ترشيحات الأوسكار وسط دعوات من نجوم مثل جورج كلوني وسبايك لي ولوبيتا نيونجو بمقاطعة الحفل بعدما خلت قائمة المرشحين لأهم حفل توزيع جوائز سينمائية على مستوى العالم من أصحاب البشرة السمراء للسنة الثانية على التوالي. لكن السخط في موسم الأوسكار هذا العام ليس موجها ضد أصحاب البيت نفسه، فعاصفة اللعنات تنصب الآن على الرئيس الأمريكي الجديد دونالد الترامب ومرسومه الذي أشعل موجة من الانتقادات في جميع أنحاء العالم. مرسوم ترامب بحظر سفر مواطني سبع دول ذات أغلبية مسلمة، من بينها سورية وإيران والعراق – قبل أربعة أسابيع على حفل الأوسكار – يمس أيضا القائمين على صناعة السينما. المخرج الإيراني الشهير أصغر فرهادي يعتزم مقاطعة الحفل احتجاجا على مرسوم ترامب، وكذلك بطلة فيلمه «البائع»، المرشح لجائزة الأوسكار كأفضل فيلم أجنبي، ترانه عليدوستى. مرسوم ترامب أثار أيضا استياء المخرج الألماني مارسل ميتلزيفن المرشح للفوز بجائزة أوسكار لأفضل فيلم وثائقي قصير عن فيلمه «وطني: ماي هوملاند»، الذي يدور حول رحلة فرار عائلة سورية إلى ألمانيا. السورية هالة التي تناول الفيلم قصتها، وهي أم لأربعة أطفال واختُطف زوجها على يد تنظيم «داعش»، سافرت مؤخرا بتأشيرة إلى نيويورك لحضور اجتماع في الأمم المتحدة، وكان من المخطط أن ينتقل ميتلزيفن مع السورية إلى واشنطن ثم إلى لوس أنجليس في منتصف شباط / فبراير الجاري لحضور حفل الأوسكار، «لكن كل خطط السفر تجمدت الآن»، حسبما صرح المخرج الوثائقي . ميتلزيفن نفسه يعتزم المشاركة في حفل الأوسكار المقرر في 26 شباط/فبراير الجاري، حيث يقول: «المقاطعة ستكون إشارة خاطئة في الوقت الذي تزداد فيه قوة حشد المجتمع المدني… المقاومة التي تتشكل في هوليوود مشجعة. سيكون حفلا سياسيا». الاحتجاجات تأتي أيضا من فريق المخرج البريطاني المرشح لجائزة الأوسكار أورلاندو فون أينزيدل، والذي رافق من أجل فيلمه الوثائقي القصير «الخوذ البيضاء» عمال إغاثة متطوعين في سورية لإنقاذ الضحايا أسفل الأنقاض عقب الغارات الجوية. وكان فون أينزيدل يخطط – بحسب مقاله في مجلة «هوليوود ريبورتر» – لاصطحاب مدير منظمة «الخوذ البيضاء» ومصور سوري كضيفي شرف لحفل الأوسكار، لكنهم «صدموا وانزعجوا» من إمكانية حظر الولايات المتحدة الآن سفر هذين الإغاثيين الشجاعين. وكتب فون أينزيدل متعجبا: «عندما لا يتم الترحيب بأبطال، فأين نحن إذن؟». أكاديمية العلوم والفنون السينمائية الأمريكية، التي تنظم حفل جوائز الأوسكار السنوية في هوليوود، أعربت عن «بالغ قلقها» إزاء مرسوم ترامب، مؤكدة أنها ستدعم صناع السينما وحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم. إيما ستون المرشحة لجائزة الأوسكار هذا العام عن فيلم «لا لا لاند» وصفت مرسوم ترامب ضد المسلمين بأنه «لا يغتفر ومخيف». وقالت الممثلة الأمريكية جوليا لوي دريفوس خلال حفل توزيع جوائز نقابة الممثلين الأمريكيين في لوس أنجليس مطلع الأسبوع الجاري: «حظر السفر مشين ومناف للأعراف الأمريكية». حتى صديق ترامب الحزبي، الممثل الأمريكي-النمساوي والسياسي السابق أرنولد شوارزنيغر، وجه انتقادات للرئيس الأمريكي الجديد، حيث قال حاكم كاليفورنيا السابق الاثنين في تصريحات لبرنامج «إكسترا» الأمريكي التلفزيوني إن البيت الأبيض تصرف باندفاع تام. النجمة الحائزة على جائزة الأوسكار ميريل ستريب استغلت حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب» مطلع كانون الثاني/يناير الماضي في إلقاء خطاب حماسي ومنذر ضد ترامب، وقد يقلدها الكثير من النجوم في حفل الأوسكار، حيث تصبح أمريكا الليبرالية محط أنظار ملايين الجماهير. الاحتجاجات السياسية في حفلات توزيع جوائز الأوسكار ليست بجديدة. في عام 1973 على سبيل المثال قاطع الفائز مارلون براندو الحفل، وأرسل بدلا منه الناشطة من الهنود الحمر ساشين ليتلفيزر حاملة رسالة منه، وجاء فيها: «لا ينبغي قبول جوائز في هذا البلد حتى تتحسن الأوضاع المعيشية للهنود الأمريكيين بصورة بالغة». أثناء حفل الأوسكار عام 1978 قوبل خطاب الممثلة البريطانية والناشطة الحقوقية فانيسا ريدجريف، الذي ألقته عقب فوزها بجائزة أفضل ممثلة مساعدة عن دورها الذي جسدت فيه امرأة يهودية تكافح ضد ألمانيا النازية في فيلم (جوليا)، بصيحات استهجان، وذلك لدعمها المعلن لمنظمة التحرير الفلسطينية ودفاعها عن القضية الفلسطينية. مخرج الأفلام الوثائقي الشهير مايكل مور استغل الأربعة وخمسين ثانية التي اُتيحت له في حفل توزيع الأوسكار عام 2003 في توجيه انتقادات حادة لحرب العراق والرئيس الأمريكي الأسبق جورج دابليو. بوش، حيث قال: «نحن ضد هذه الحرب، جورج بوش! عار عليك سيد بوش! وقتك انتهى».! الألماني مارسيل ميتلزيفن، الذي فازت أفلامه الوثائقية «حلب – المدينة المقسمة» و»أطفال حلب» و»مصير الأطفال في حلب – الوطن الجديد ألمانيا» بالعديد من الجوائز، يسعى لاستغلال الأضواء المسلطة على الأوسكار لمصلحة اللاجئين. يقول ميتلزيفن: «هذا الفيلم مهم في عصر ترامب». موضحا أن الفيلم يظهر آلام ويأس أسرة سورية رافقها خلال رحلة فرارها على مدار سنوات، وقال: «ألمانيا بعثت باستقبال اللاجئين إشارة إنسانية كبيرة. أريد إظهار ذلك للجمهور الأمريكي الآن… أمريكا بلد تأسس على يد أشخاص فروا من الفقر والاضطهاد، وأتوا إلى هنا لبناء حياة جديدة لأنفسهم». … ونقابتان نافذتان في هوليوود تعارضان قرار ترامب حول المهاجرين لوس أنجليس – أ ف ب أعربت نقابتان نافذتان في أوساط السينما الأميريكية عن معارضتهما قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب منع رعايا سبع دول ذات غالبية مسلمة من دخول الولايات المتحدة موقتا. وانتقدت نقابة المخرجين الأمريكيين (دي جي ايه) التي تمثل مخرجي السينما والتلفزيون في الولايات المتحدة القرار التنفيذي الذي وقعه ترامب الجمعة. وقالت النقابة «إن نقابة دي جي ايه تؤمن بان الفنانين بغض النظر عن أصولهم ودينهم وجنسهم يجب أن يتمكنوا من المجيء الى الولايات المتحدة لعرض أعمالهم». وأضافت أن «السياسات التي تحول دون ذلك يجب أن تثير قلق كل الحريصين على الفن والسينما. إن المبادلات الفنية المفتوحة هي في صلب وجودنا، وهذا ما تتناوله السينما والتلفزيون أكثر فاكثر، أي توحيد البشرية وتجاوز الحدود والثقافات». أما نقابة الممثلين «ساغ افترا» التي تمثل أكثر من 160 ألف ممثل من كل أنحاء العالم فقد اكدت تمسكها «بمساواة الفرص بغض النظر عن الجنس والدين والميول الجنسية أو البلد الذي يولد فيه الشخص». وأضافت النقابة الأمريكية التي ورد بيانها في مجلة «فراييتي» أن «سياسة الهجرة هذه خرقاء ونحن سندعم الفنانين باستمرار». مرسوم ترامب يسيء للأوسكار وموجة غضب عارمة تجتاح هوليوود والمقاطعة تهدد أهم منتدى فني في العالم |
المدى الذي يمكن أن يذهب إليه التوافق التركي ـ الروسي Posted: 01 Feb 2017 02:14 PM PST في التاسع من آب/أغسطس 2016، التقى الرئيس التركي، طيب رجب إردوغان، بنظيره الروسي، فلاديمير بوتين، في مدينة سان بيتسبرغ الروسية. ولأن تركيا كانت لم تزل تعيش أجواء المواجهة مع تنظيم فتح الله غولن، المتهم بالمحاولة الفاشلة في 15 تموز/يوليو، فالمؤكد أن قرار الذهاب إلى سان بيتسبرغ اتخذ عن سابق تصميم وتصور. كانت المصالحة التركية ـ الروسية، بعد القطيعة التي سببها إسقاط الطائرة الروسية في تشرين الثاني/نوفمبر 2015، قد أنجزت في نهاية حزيران/يونيو، وجاء لقاء سان بيتسبرغ ليعزز من مناخ التقارب المتجدد بين الدولتين؛ أو هذا، على الأقل، ما أوحت به تصريحات إردوغان وبوتين. ولكن الأحداث المتتابعة توحي بأن قمة سان بيتسبرغ أسست لتوافق أكبر بين تركيا وروسيا. السؤال الآن هو المدى الذي يمكن أن يصل إليه هذا التوافق. شهدت علاقات تركيا بحليفها الأمريكي التقليدي، وبالاتحاد الأوروبي، تدهوراً ملموساً خلال 2016. بعد ما يشبه شهر العسل الطويل الذي عاشته علاقات حكومة إردوغان مع واشنطن خلال ولاية أوباما الأولى، بدأت الشكوك والخلافات في رسم ملامح مختلفة لعلاقات الدولتين منذ 2013. رفضت إدارة اوباما المقترح التركي بإنشاء منطقة آمنة في سوريا، وتراجعت عن اتخاذ موقف لائق من استخدام نظام الأسد للسلاح الكيمياوي ضد شعبه. وبالرغم من أن واشنطن أظهرت معارضة للانقلاب في مصر، برزت شكوك في أنقرة حول مدى معرفة واشنطن المسبقة بقرار الانقلاب. وما إن أخذت سيطرة داعش في التوسع في العراق وسوريا، حتى بدأت أنقرة وواشنطن في تبادل اللوم. اتهم الأمريكيون الأتراك بأنهم لا يحكمون السيطرة على حدودهم مع سوريا، بينما رد الأتراك بأن السياسة الأمريكية العاجزة في سوريا هي التي أدت إلى إفساح المجال لتوسع داعش المطرد. ومنذ عملية عين العرب/ كوباني، أسس الأمريكيون لعلاقة تحالف مع فرع حزب العمال الكردستاني في سوريا، اعتبرتها أنقرة تهديداً مباشراً لأمنها القومي. في نهاية أيلول/سبتمبر، أصبحت روسيا طرفاً مباشراً في الأزمة السورية، مما أدى إلى إحداث خلل فادح في توازن القوى في الساحة السورية. ولأن الأمريكيين أبدوا استعداداً للتنسيق مع الروس، وأحجموا عن تعهد دور معادل للدور الروسي، تعززت قناعات الأتراك بأن إدارة أوباما تخلت كلية عن الشعب السوري. لم يتوفر لدى المسؤولين الأتراك ما يمكن أن يشير إلى دور أمريكي أو أوروبي في المحاولة الانقلابية، ولكن ردود الفعل المبكرة في وشنطن وعدد من العواصم الأوروبية لم تبعث على الاطمئنان في أنقرة. الحقيقة، أن بعضاً من المسؤولين الأتراك تصور أن من المستحيل أن لا تكون أجهزة الاستخبارات الأمريكية على معرفة مسبقة بالمحاولة الانقلابية، ليس فقط لوجود فتح الله غولن في بنسلفانيا، ولكن أيضاً للعلاقات الوثيقة التي تربط جنرالات الجيش التركي بزملائهم الأمريكيين. إضافة إلى ذلك، لم تكن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، في ساعات المحاولة الانقلابية الأولى، قاطعة في شجبها للانقلاب على حكومة حليفة منتخبة. ولم تقل خيبة أمل أنقرة في الموقف الأوروبي. فقد تأخر أغلب دول أوروبا، سيما ألمانيا، في شجب المحاولة الانقلابية وتأييد الحكومة التركية الشرعية. وعندما بدأت أنقرة في اتخاذ إجراءات ضد تنظيم غولن، داخل أجهزة الدولة وخارجها، سارعت الحكومات الأوروبية المختلفة إلى الإعراب عن قلقها من خطوات التطهير التركية. خلف ذلك كله، كانت مدن أوروبية رئيسية، وليس فقط المدن الأمريكية، تتحول إلى ملجأ آمن لعشرات رجال الأعمال وقيادات تنظيم غولن. كما أن دولة أوروبية واحدة، وبالرغم من التساؤلات التركية المستمرة، لم تتخذ ولو إجراء واحداً ضد ناشطي حزب العمال الكردستاني، الذين جعلوا من أوروبا الغربية ميداناً رئيسياً لجمع الأموال وتجنيد المؤيدين، ومقراً للمؤسسات الإعلامية. في صيف 2016، بكلمة أخرى، قدرت تركيا أنها تواجه خللاً فادحاً في ميزان القوى المحيط بها، سيما في ساحة الأزمة السورية، التي تحولت إلى مركز للتدافعات الإقليمية والدولية؛ وأنها لم تعد تستطيع الاطمئنان لحلفائها الغربيين، لا في الولايات المتحدة ولا أوروبا. وهذا ما ولد التحرك التركي نحو روسيا، التي برزت باعتبارها القوة المرجحة في الأزمة السورية. والمؤكد، أن القرار التركي بالانفتاح على روسيا لم يأت من جانب واحد، فلأسباب عديدة، ليس أقلها إدراكه بأن لا حل عسكرياً للأزمة السورية، كان بوتين، أيضاً، يرغب في تعزيز العلاقات مع تركيا. اتفق الطرفان، التركي والروسي، في لقاء سان بيتسبرغ على الإسراع في تطبيع العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، التي تضررت بصورة بالغة بعد أزمة إسقاط الطائرة الروسية. ولكن الأهم، كان التحرك التركي العسكري غير المسبوق، في 24 آب/أغسطس 2016، في منطقة الشريط السوري الحدودي، لإخلاء المنطقة من قوات داعش ومنع قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذراع السوري لحزب العمال الكردستاني، من مد نطاق سيطرته إلى غرب الفرات. العملية التي أطلق عليها اسم «درع الفرات»، وشملت توفير دعم عسكري تركي ملموس للجيش السوري الحر، ما كان يمكن أن تتحقق بدون موافقة روسية. خلال الشهور التالية، وبالرغم من أن توجه عملية درع الفرات نحو مدينة الباب، في العمق السوري، تتطلب توافقاً تركياً ـ روسياً جديداً، وفر سلاح الجو الروسي دعماً مباشراً للقوات التركية ووحدات الجيش الحر التي تحاصر مدينة الباب، لمرتين على الأقل. في المقابل، لم تخبر أنقرة الحلفاء الأمريكيين بعملية درع الفرات إلا قبل انطلاقها بساعات؛ وتعامل الأمريكيون مع العملية باعتبارها خارج نطاق التحالف ضد الإرهاب، بالرغم من أن داعش هدف رئيس للعملية. في 18 ديسمبر/ كانون أول، توصل العسكريون الروس إلى اتفاق مع مسلحي المعارضة السورية إلى اتفاق حول إخلاء حلب الشرقية من المدنيين والعسكريين المحاصرين. وبالرغم من أن انتقادات حادة وجهت لاتفاق حلب، الذي اعتبر حلقة أخرى في عملية التطهير الطائفي في سوريا، فالمؤكد أن الاتفاق لم يكن ممكناً بدون دعم وتأييد تركيين. بعد أيام قليلة، كانت أنقرة تستضيف مباحثات غير مسبوقة بين مسؤولين روس وممثلين عن قطاع واسع من التنظيمات السورية المسلحة، انتهت بالتوصل إلى ما عرف باتفاق أنقرة لوقف إطلاق النار. في 23 ـ 24 يناير/ كانون ثاني، عقد لقاء الآستانة، الذي هدف إلى تعزيز حالة وقف إطلاق النار وإيجاد آلية لمراقبة الاختراقات. وبالرغم من أن اللقاء ضم ممثلين عن نظام دمشق، وعن تنظيمات المعارضة المسلحة، بوجود روسي وإيراني وتركي، كان واضحاً أن الآستانة ما كان يمكن أن يعقد بدون تفاهم تركي ـ روسي. لم يكن اجتماع الآستانة أصلاً فكرة تركية، بل مشروعاً روسياً، أراده بوتين لتوكيد دور الوسيط وصانع الحلول والسلم. وربما كان الروس يرغبون، قبل عقد اللقاء، أن يتحول الآستانة إلى مسار بديل عن مسار جنيف. ولكن لا الأتراك ولا الروس كانوا يعرفون حقيقة موقف الإدارة الأمريكية الجديدة، ولا ما يمكن أن يكون عليه رد الفعل الأمريكي على إطلاق مسار تسوية للأزمة على أساس تفاهم روسي ـ تركي. في النهاية، اتفقت الأطراف على أن يقتصر لقاء الآستانة على تثبيت وقف إطلاق النار، وأن تعود المباحثات إلى جنيف لفتح الملفات السياسية المستعصية، حيث ستتوفر ليس مظلة دولية وحسب، بل وستتواجد كافة الأطراف المعنية، وفي مقدمتها الأمريكيون. بهذا، يبدو لقاء الآستانة وكأنه المحطة الأخيرة للتوافق التركي ـ الروسي حول سوريا، الذي أطلق في اجتماع سان بيتسبرغ. ٭ كاتب وباحث عربي في التاريخ الحديث المدى الذي يمكن أن يذهب إليه التوافق التركي ـ الروسي د. بشير موسى نافع |
العراق: حرس نينوى وعلاقات القوة Posted: 01 Feb 2017 02:14 PM PST بعد سيطرة تنظيم الدولة/ داعش على الموصل في حزيران/ يونيو 2014، وسيطرته على أكثر من ثلث مساحة العراق، وانهيار المنظومة العسكرية والامنية العراقية، برزت فكرة العمل على تشكيل قوى عسكرية محلية لمواجهة هذا التنظيم. وقد كان الأمريكيون فاعلا رئيسيا في تسويق هذه الفكرة، بداية من تموز/ يوليو 2014، فقد وجد الامريكيون ان تشكيل قوى محلية، بقيادات محلية، يمكن ان تكون مقدمة لمعالجة ازمة الثقة القائمة بين جمهور المحافظات الخاضعة لسيطرة داعش، والحكومة العراقية التي يهيمن عليها الفاعل السياسي الشيعي، والقوات العسكرية والأمنية التابعة لها. بل ان الأمريكيين جعلوا هذه المسألة مرتكزا أساسيا في خطتهم الاستراتيجية للتدخل العسكري، والتي أعلنت في التاسع من تشرين الثاني/ نوفمبر، فقد اعتمدت الخطة على ضربات جوية منهجية، ودعم قوات محلية «سنية» لمواجهة تنظيم الدولة/ داعش في تلك المرحلة، ثم تحولت مسألة الحرس الوطني إلى مطلب سني صريح، مع عجز التحالف الوطني، ممثل القوى الشيعية، على اعلان رفضه لهذه المسألة خشية إغضاب الامريكيين. هكذا وجدنا الحرس الوطني حاضرا في البرنامج الحكومي الذي تقدم به السيد العبادي إلى مجلس النواب في أيلول/ سبتمبر 2014. فقد أشار البرنامج إلى أن من اولويات الحكومة تشكيل منظومة الحرس الوطني من أبناء كل محافظة كقوة رديفة للشرطة والجيش، وجعلها «العمود الأساسي في إدارة الملف الامني في المحافظات». كما كان حاضرا في وثيقة الاتفاق السياسي بين الكتل السياسية لتشكيل الحكومة، التي حددت سقفا زمنيا لتشريع قانون تشكيل الحرس الوطني لا يتجاوز ثلاثة أشهر من لحظة حصول الحكومة على الثقة! وقد كانت هناك إشارات إلى أن الحكومة العراقية كانت تعمل فعلا على إصدار هذا التشريع، ففي نهاية أيلول/ سبتمبر بدأ تداول مسودة أولى لمشروع قانون الحرس الوطني، كما اعلنت الحكومة العراقية في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر أن إجراءات تشكيل الحرس الوطني تشق طريقها بالتنسيق مع وزارة الدفاع وهيئة الحشد الشعبي ولجنة المصالحة الوطنية. لكن وفي نهاية شباط/ فبراير من عام 2015، تداولت مسودة ثانية لقانون الحرس الوطني تختلف اختلافا جذريا عن المسودة الاولى! فالقراءة التحليلية لكلا المسودتين تكشف عن تحول جذري في الرؤية التي يتصورها الفاعل السياسي الشيعي لفكرة الحرس الوطني؛ فالمسودة الاولى 2014 كانت أقرب إلى الفكرة الامريكية حول الحرس الوطني «المحلي»، وإن كان واضحا ان واضعي مشروع القانون قد تطرفوا كثيرا في التعاطي مع الفكرة. ولكن المسودة الثانية تكشف هيمنة رؤية الفاعل السياسي الشيعي، وإفراغه لمضمون التصور الأمريكي، ليكون القانون مجرد شرعنة للميليشيات العاملة تحت عنوان الحشد الشعبي من جهة، وللجهات التي كانت جزءا من مشروع رئيس الوزراء السابق نوري المالكي في المناطق السنية، سياسية كانت ام حاملة للسلاح. كما ان القانون يحيد المحافظين ومجالس المحافظات من أي صلاحيات حقيقية فيما يتعلق بالحرس الوطني ويجعل السلطة والاوامر مركزية تماما عبر قائد الحرس الوطني والقائد العام للقوات المسلحة حصرا. وفي نهاية المطاف، وبعد تراجع الامريكيين عن التأكيد على مشروع الحرس الوطني، وعجز القوى السنية عن إلزام الحكومة بتنفيذ وثيقة الاتفاق السياسي! أو إلزامها بتنفيذ برنامجها المعلن! انتهت فكرة الحرس الوطني تماما، واستعيض عنها بشرعنة الميليشيات العاملة تحت مسمى الحشد الشعبي! على ان تجربة معزولة كانت تجري في مناطق غير خاضعة لسيطرة الحكومة المركزية، فقد انتج التقارب بين آل النجيفي، ورئيس اقليم كردستان السيد مسعود البارزاني، تحت المظلة التركية، تجربة انتاج قوة عسكرية محلية، تديرها قوى محلية، بعيدا عن هيمنة المركز. وقد اعترفت الحكومة المركزية بداية بما سمي باسم «الحشد الوطني»، ثم تراجعت لاحقا، وسحبت النسبة الأكبر من هذه القوة، والتي كانت تمثل أفراد الشرطة المحلية في الموصل، إلى معسكر سبايكر في محافظة صلاح الدين في تموز/ يوليو 2015 ، واكثر من ذلك فقد اتهمت هذه الميليشيا بالتبعية لتركيا، واتهم قائدها اثيل النجيفي بالخيانة، وأصدرت مذكرة قبض بحقة! ولكن الامور تغيرت فجأة، تحت الضغط الامريكي، وتم قبول هذه القوة، التي تغير اسمها إلى «حرس نينوى»، ضمن القوات العسكرية المشاركة في معركة الموصل! وقد شاركت هذه الميليشيات فعليا في معارك قاطع شمال الموصل متجحفلة مع قوات الفرقة 16 من الجيش العراقي. ثم صدر قرار في نهاية العام الماضي بضم هذه القوات إلى الحشد الشعبي رسميا. ولكن التصريحات التي صدرت عن قائد عمليات الموصل الفريق الركن عبد الامير يار الله في نهاية الشهر الماضي اعادت طرح السؤال عن مدى استعداد بغداد للتعاطي مع هذه القوة. فقد تحدث القائد العسكري بحديث سياسي بحت، عندما أكد ان قوات الجيش العراقي والشرطة المحلية وحدها هي من يسمح لها بالتواجد في الساحل الأيسر من مدينة الموصل الذي تمت استعادته مؤخرا، وان حرس نينوى لن يسمح لهم بالبقاء في المدينة! بل أن حديثه حمل تشكيكا صريحا بهذه القوات، بأن هذه القوات سيكون تواجدها بعيدا عن «التماس مع العدو، لا سيما ان الساحل الأيمن للموصل لم يحرر إلى الآن»! ولكي يكتمل المشهد الهزلي، تحول القائد العسكري فجأة إلى مأمور في الضبط القضائي! ليصرح ان ثمة مذكرة إلقاء قبض بحق الأستاذ أثيل النجيفي، وان هناك اوامر صدرت بالقاء القبض عليه في حال دخوله المدينة! في المقابل، ومنذ البداية، كانت ثمة فكرة اخرى أخذت تتبلور تدريجيا في أذهان الفاعل السياسي الشيعي في العراق، وبمشورة ايرانية ربما، تتجه نحو انشاء جيش عقائدي رديف للجيش الرسمي، على غرار الحرس الثوري الإيراني، يتكون بشكل أساسي من الميليشيات الشيعية العقائدية المرتبطة بايران آيديولوجيا من خلال (مقولة ولاية الفقه)، وعضويا (عبر الحرس الثوري وفيلق القدس أو إطلاعات)، ويعتمد في تمويله على الدولة العراقية، وعلى قيادة شكلية ترتبط بالقائد العام للقوات المسلحة، دون ان يكون لوزارة الدفاع أي علاقة بهذه القيادة/ البنية العسكرية، وهو ما تم تكريسه لاحقا من خلال قانون هيئة الحشد الشعبي. لا يمكن فهم ما جرى لميليشيا «حرس نينوى»، إلا من خلال معرفة السياقات التي جرى فيها رسم استراتيجيات مواجهة تنظيم الدولة، والترتيبات المتعلقة بمرحلة ما بعد تنظيم الدولة ، والتي تحدثنا عنها بالتفصيل في مقالات سابقة. فليس ثمة إمكانية للسماح لحرس نينوى، ببنيته الحالية، كقوة مستقلة خارج «السيطرة»، أن يكون جزءا من ترتيبات ما بعد داعش بأي حال من الأحوال، وبالتالي فان هذه القوة في المستقبل القريب ستواجه احتمالين: الاول ان يتم حلها، والثاني ان يتم تغيير بنيتها بدعاوى شتى، لتفرغ من محتواها، ولتتحول إلى قوة شكلية غير فاعلة، تستخدم غطاء لتسويق سياسي مفاده ان ثمة قوى محلية لها دور في المشهد العسكري والامني في هذه المناطق، تماما كما هو حال القوى العشائرية «السنية» في ديالى وصلاح الدين والأنبار. ٭ كاتب عراقي العراق: حرس نينوى وعلاقات القوة يحيى الكبيسي |
دستور من بوتين ومناطق آمنة من ترامب! Posted: 01 Feb 2017 02:14 PM PST أخيراً نجح حزب الله الإيراني وبشار الكيماوي في تهجير أهالي وادي بردى، في إنجاز جديد لمشروع التغيير الديموغرافي لبعض المناطق في سوريا، في الوقت الذي اقتربت فيه القوات الحليفة للنظام من مدينة الباب المستهدفة من «درع الفرات» التركي، ويستمر الصراع على السلطة بين الفصائل الإسلامية في محافظة إدلب وبعض ريف حلب. في هذا الإطار من التطورات الميدانية، تلقى السوريون عدداً من الهدايا المسمومة، كمسودة الدستور التي قدمتها روسيا للطرفين المتفاوضين في اجتماع آستانة، ومشروع «المناطق الآمنة» الذي توعد به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبدأ يبحث عن ممولين لها كالمملكة السعودية، و»نجاح» وفد المعارضة المسلحة في حذف كلمة العلمانية من البيان الختامي لاجتماع آستانة. جاءت ردود الفعل الأولى على مسودة الدستور الروسي برفض دستور مفروض من الخارج، الأمر الذي من المستبعد أن تكون موسكو أرادته فعلاً. بل أرادت بالضبط ردود فعل غاضبة تكشف عمق الانقسامات بين السوريين للقول إنهم غير جديرين بمفاوضة النظام على مصير سوريا. وهو ما ينطبق أيضاً على دس كلمة العلمانية في البيان الختامي، بعدما خلا قرار مجلس الأمن المرجعي منها، فخاً لوفد المعارضة المسلحة وقعت فيه بكل جدارة. لا يتطلب الأمر، على أي حال، كل هذا الخبث من ديبلوماسيي بوتين، فالانقسامات السورية معروفة للقاصي والداني بين إسلاميين وعلمانيين، وعروبيين وقوميين كرد، ووطنيين وسلفيين، وريفيين ومدينيين.. إلخ. يكفي طرح هذه المسائل الجدلية حتى ينسى الجميع أصل المشكلة السورية المتمثلة في عصابة إجرامية سطت على الدولة لأكثر من نصف قرن وترفض التخلي عن ملكيتها الحصرية لها حتى لو امحت سوريا من الخرائط. والحال أن نصف المليون من السوريين قد قتلوا، وأضعاف هذا الرقم أصيبوا بخسائر جسدية دائمة، ونصف السكان شردوا من موطنهم داخل سوريا وخارجها، ومئات الآلاف يموتون ببطء في أقبية الأجهزة المتوحشة، ونصف العمران تم تدميره، وتقسمت البلاد بين دويلات أمر واقع ومناطق احتلال وقواعد عسكرية لقوات أجنبية. أي أن سوريا انتهت أو تكاد، والعصابة باقية. في ظل هذه المعطيات هناك، بعدُ، من تغضبهم إزالة صفة «العربية» من اسم الدولة السورية، مع أنها كانت خالية منها قبل المرحلة البعثية المديدة. وهناك، بالمقابل، من أبهجتهم هذه الإزالة لأنهم طالما طالبوا بها. كذلك هي حال إلغاء «الدستور الروسي لسوريا» للمرجعية الإسلامية، سواء في الإشارة إلى دين رئيس الجمهورية، أو في نص القسم الدستوري، أو في مرجعيات التشريع. فقد أثارت هذه التغييرات «العلمانية» أيضاً غضب قسم من السوريين، مقابل قبول قسم آخر، الأمر الذي يتقاطع مع رفض وفد المعارضة لكلمة العلمانية في البيان الختامي لاجتماع آستانة. لا إلغاء صفة العروبة من اسم الدولة يغير من واقع أن أكثرية السوريين هم من العرب، ولا إلغاء المرجعية الإسلامية يغير من واقع أن أكثريتهم مسلمون. وبصرف النظر عمن يحكم سوريا، وعن نصوص دستورها، ستبقى سوريا جزءاً من المنظومة العربية ومؤسساتها، كما ستبقى جزءاً من العالم الإسلامي. وعلى سبيل المثال نرى أن لبنان دولة عضو في منظمة التعاون الإسلامي على رغم رئاستها المسيحية حصراً، وكان جلال الطالباني (الكردي) يحضر مؤتمرات القمة العربية بصفته رئيساً للعراق الدولة العضو في الجامعة العربية. ليس هناك، إذن، ما يمنع انتماء سوريا التعددية إلى الفضاءين العربي والإسلامي. ونظراً لتنوع الاجتماع السوري أصلاً، الذي تحول، أثناء الصراع، إلى تفكك في البنية الاجتماعية والجغرافية والاقتصادية، تبدو حيادية الدولة السورية إزاء الأديان والثقافات شرطاً شارطاً لقيام وطن لجميع أبنائه. وذلك بصرف النظر عن «روسية» الدستور أو سوريته. ومن المحتمل أن يكون الاحتكام إلى رأي الأكثرية، في شأن مرجعيات الدولة أو صفاتها، هو أسوأ الخيارات، وخاصة في ظل ظروف الصراع الدموي الدائر والاستقطابات الحادة القائمة اليوم. فلا شيء يضمن الحكمة في قرار الأكثرية، في وقت يملأ فيه الدم والخراب الفضاء العام. فما يجعل الدولة دولة هي صفتها العمومية وحيادها، ومن شأن أي أوصاف أو مرجعيات مضافة إليها أن تنتقص من كونها دولة. أما شكل النظام السياسي والإداري، برلماني أو رئاسي، مركزي أو لا مركزي، فهي أمور خاضعة للنقاش من حيث أيها أجدى وأكثر استيعاباً وتمثيلاً وفعالية. وهو نقاش سابق لأوانه، مع ذلك، إلا إذا سلمنا بالمنظور الروسي للتسوية السياسية القائم على فكرة «حكومة وحدة وطنية» برئاسة عميلها في دمشق، تضع دستوراً يتناسب وموازين القوى القائمة الآن. في حين أن الدستور المرتجى هو عقد اجتماعي جديد ينشئ هوية وطنية سورية لما بعد التخلص من العصابة. أما «هدية» ترامب ـ مالئ الدنيا وشاغل الناس هذه الأيام ـ المتمثلة بالمناطق الآمنة، فقد جاءت خارج كل السياق السابق، وتشبه شخصيته وتوجهاته. فالمناطق الآمنة، أو مناطق حظر الطيران، التي طالما كانت مطلباً لتركيا والمعارضة السورية الرئيسية، وطالما رفضتها إدارة باراك أوباما بدعوى تجنب الانخراط في الصراع السوري، جاء طرحها اليوم، ومن قبل رجل الأعمال الفاشي الذي تحول إلى رئيس لأعظم دولة في العالم، كنكتة سمجة، فضلاً عن تعارضها مع مناخات التسوية على الطريقة الروسية. فالمناطق الآمنة تعني اليوم استمرار الصراع الدموي إلى أجل غير مسمى، وتسليماً بمنطق التقسيم القائم كأمر واقع. وغاية ترامب منها هي التخلص من اللاجئين السوريين، ووقف تدفق المزيد منهم، «تصحيحاً للخطأ الذي اقترفه الأوروبيون» على حد تعبيره، بقبولهم لجوء بعض اللاجئين السوريين. وكحال السور العازل الذي أمر ببنائه على طول حدود الولايات المتحدة مع المكسيك، يريد ترامب تحميل الكلفة المادية لمشروعه بشأن المناطق الآمنة لدول أخرى. ومن المحتمل أن يشكل اختيار مكان المنطقة الآمنة ووسائل تأمينها سبباً لمزيد من التجاذبات الإقليمية والدولية حول سوريا. ٭ كاتب سوري دستور من بوتين ومناطق آمنة من ترامب! بكر صدقي |
نعم.. نحن من سيغير وجه المنطقة ويكتب تاريخها Posted: 01 Feb 2017 02:13 PM PST لعل شاعرنا محمود درويش، لو كان حيا، لقام بتغيير كلمات بيت شعرٍه من قصيدته «طوبى لشيء لم يصل»، من القول «مرحلة بأكملها أفاقت ذات موت.. من تدحرجها على بطن الهزيمة»، إلى «مرحلة بأكملها استمرت ذات موت.. في تدحرجها إلى بطن الهزيمة». ذلك أن أمتنا العربية تعيش مرحلة من أسوأ مراحل تاريخها، انكفاء كل دولة على ذاتها، انكسارات متتالية، تمزق في وحدة النسيج الاجتماعي للشعوب، بعضها يعيش تناقضات تناحرية، صراعات دامية تهدد بتقسيم البلد الواحد إلى دويلات طائفية وإثنية متحاربة، بمعنى أننا نعيش مرحلة «سايكس بيكو» جديدة، من خلال صراعات بينية مستديمة، إلى جانب الصراع في البلد الواحد. وجود إمكانية فعلية لتقسيم كل من العراق وسوريا، وغيرهما كاليمن وليبيا والسودان، كما تهديدات جدية بنقل الصراعات إلى أقطار أخرى جديدة. إرهاب دموي بضرب الكثير من العواصم العربية، تباهي بعض الرسمي العربي بإقامة علاقات وتبادل الزيارات مع العدو الصهيوني علنا وأمام كل الجماهير العربية، في الوقت الذي تتنكر فيه إسرائيل للحقوق الوطنية الفلسطينية والعربية، وترفض تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وتوغل في استيطانها وتهويدها للقدس، ومصادرتها للمزيد من الأراضي، وترتكب قتلها اليومي المبرمج لشاباتنا وشبابنا، تغتال، تعتقل، تهدم البيوت، وغير ذلك من الموبقات الفاشية. لعل الأهم، أن جميع المؤتمرات الاستراتيجية التي تعقد في إسرائيل على مدار السنتين الأخيرتين، وصلت كلها إلى نتائج، من بينها أن إسرائيل لم تعش منذ عام 1948 مرحلة أمن، كما هذه المرحلة، وأن لا خطر يهدد إسرائيل من الدول العربية، وأن الحاجة أضحت ماسة لقيم تحالف استراتيجي بينها وبين الدول العربية المعتدلة. هذا الكلام يقوله ويدركه كل مواطن عربي من المحيط إلى الخليج، إذا ما جرى تداول بين الناس عن الوضع العربي الحالي، غير أنه لا ردود فعل رسمية وشعبية عربية على ما يجري تنفيذه من مخططات، غير بيانات الاستنكار والشجب، التي ملّتها جماهيرنا، والتي قال عنها رابين يوما، إن مصيرها الرمي في سلة المهملات. الأكثر غرابة أننا لا نقرأ حتى عن المخططات المنشورة علانية، لتقسيم الوطن العربي إلى 52 دويلة، هذا ما خططه المفكر الصهيوني البريطاني الأصل برنارد لويس، والمسمى باسمه، لقد أفاد لويس الدوائر الغربية بتفصيلات تشريح وتقسيم الدول العربية، حيث وصفه الصهيوني مساعد وزير الدفاع الأمريكي الأسبق بول ولفوويتز قائلاً: «لقد تمكن لويس في شكل باهر، من وضع علاقات وقضايا الشرق الأوسط في سياقها الأوسع، وبفكر موضوعي وأصيل ومستقل دوماً. لقد علّمنا برنارد كيف نفهم التاريخ المعقد والمهم للشرق الأوسط، وكيف نستعمله لتحديد خطوتنا التالية، لبناء عالم أفضل لأجيال عديدة». لقد كتب كثيرون عن مخططه، أخيرهم ولن يكون آخرهم، الكاتب الصحافي البريطاني المهتم بالصراع الفلسطيني العربي – الصهيوني جوناثان كوك في كتابه «إسرائيل وصدام الحضارات»، يورد الكاتب المخطط الإسرائيلي لتفتيت الوطن العربي، فيقول نقلا عن أحد القادة الإسرائيليين: إن تفتيت مصر والعراق إلى دويلات عرقية ودينية، على غرار ما جرى في لبنان، هو الهدف الاستراتيجي البعيد لإسرائيل على الجبهة الشرقية، أما إضعاف هذه الدول عسكريا، فهو هدفها القريب. سيجري تفتيت سوريا إلى ثلاث دول: دولة للعلويين ودولتين للسنة في دمشق وحلب. الأغرب أيضا، أن معظم السياسيين والمسؤولين العرب، لا يطالعون تقارير الهيئات الدولية السنوية، التي تصدرها مراكز بحثية عديدة، على قاعدة الاستفادة منها، وتغيير المنهج من أجل تخطيها. هذه التقارير في العادة، تُكتب بشكل موضوعي عن البلدان العربية ، وتتحدث عن معضلاتها وظروفها في المناحي المختلفة، فمنها مثلا: تقارير التنمية الاجتماعية في الوطن العربي، منذ أوائل القرن الحالي، التي تصدرها الأمم المتحدة، تقارير «مؤسسة كارنيغي»، وأخيرها صدر حديثا تحت عنوان «انكسارات عربية: مواطنون، دول، وعقود اجتماعية». وقد أعده باحثون عرب، يجمعهم الألم على مستقبل العالم العربي برمته. أشار التقرير إلى فجوات واضحة في الحريات والمعرفة وحقوق المرأة، يجب معالجتها، كما يشير إلى التصدعات الاجتماعية القائمة، بالشكل الذي يؤثر على المسيرة السياسية للدول، وإلى التحديات الجديدة الطارئة منذ اندلاع أحداث الربيع العربي عام 2011، كانهيار العقود الاجتماعية القديمة وانتهاء حقبة النفط… الخ. بعض النظام الرسمي العربي للأسف، وبدلا من تعميم هذه التقارير، يحاول منع إصدارها، كالتقرير الذي أعدّته لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا)، الذي كان مقررا صدوره باسم المنظمة، لكن هذا البعض كما الكيان الصهيوني، مارسوا ضغوطا كبيرة لمنع نشر التقرير باسم الهيئة، بل كأبحاث فردية لأصحابها. كما يحذّر التقرير من «ثورات دموية» في العالم العربي إذا استمرت حالات القمع، ويشير إلى أنه، لا يمكن الحديث عن العدل والتنمية، من دون وأد الفتنة الطائفية، التي تشكّل تهديداً وجودياً للعالم العربي. كما أشار للقتل العشوائي، الذي يتعرض له الفلسطينيون منذ عام 1967، ورأى أن «مظلمة أهل فلسطين، ليست بحال من الأحوال، أخف وطأة أو أقل أثراً من مظالم سائر المواطنين العرب. خمسة ملايين منهم لاجئون ينتظرون تطبيق حقهم في العودة إلى أرضهم، لإعادة بناء حوالي 500 قرية ومدينة دمرتها إسرائيل. فالفلسطينيون اقتُلعوا من أرضهم منذ أريبعينات القرن الماضي، لأغراض مشروع إقامة دولة إسرائيل على أسس دينية/عرقية». على صعيد الساحة الفلسطينية، الوضع ليس أفضل حالا للأسف، فمن جهة، ما زالت السلطة تتمسك بنهج المفاضات كخيار وحيد لنيل الحقوق الوطنية، رغم تأكيد قادة العدو، بأن لا دولة ثانية ستقام بين النهر والبحر غير إسرائيل، كما أن الكيان، يقترح شروطا جديدة للتفاوض مع الفلسطينيين، كالاعتراف بيهودية إسرائيل، ومفاوضات من دون شروط مسبقة، عدم تدخل الأمم المتحدة ولا أي دولة. من جانب آخر، جرت اجتماعات في بيروت وموسكو للتحضير لانعقاد المجلس الوطني الفلسطيني، بقوام انتخابي جديد للأعضاء (وفق ما أمكن ذلك)، واتفاق على إنجاز المصالحة، تم الاتفاق على أهمية تحقيقها على طريق الوحدة الوطنية، كشرط رئيسي للانتصار. في اليوم التالي مباشرة، أصدرت محكمة عسكرية تابعة لحركة حماس، سلسلة أحكام متفاوتة بحق 8 من حركة فتح، متهمة اياهم بـ «النيل من الوحدة الثورية». (أرجوكم فسروا لي معنى التهمة). لقد حكم على ثلاثة من «المدانين» بالسجن المؤبد، بينما تتراوح الاحكام الصادرة على الاخرين بين سبع سنوات و15 سنة. نتساءل اين هي الوحدة أساسا، حتى تكون ثورية أو رجعية؟ ثم هل اتصال أعضاء من فتح مع تنظيمهم الأم، يعتبر جريمة؟ باختصار ما زلنا بعيدين عن المصالحة، رغم أهمية وإلحاحية الحاجة إليها. الأحوال العربية الرديئة الحالية، تذكّر بأحوال أكثر سوءا مرت بأمتنا، أثناء الاحتلال المغولي لأجزاء من الوطن العربي، حين كان الواحد من التتار يوقف الإنسان العربي بجانب جدار، ويطلب منه الانتظار حتى يذهب ويحضر سيفه ليقتله. الغريب، أن العربي لم يكن يجرأ على الهرب، رغم عدم وجود أحد يراقبه. ربما ينسى المغولي الأمر، لكن العربي يظل واقفا. صحيح، أننا لم نبلغ هذه الدرجة من الهوان بعد، لكننا في حالة، لا يحسب أحدٌ حساب أمتنا، ولا ردود فعلها على ما يستفزها. إننا أمة يكثر فيها الزعماء، حيث تجد بين كل قائد وقائد، قائدا آخر، حيث بات يُخشى أن لا يظل بيننا مواطنون عاديون! المؤلم، أنه رغم كثرة القادة الجهابذة، فإن الواقع العربي يزداد رداءة وسوءا، ليس هذا فحسب، بل نزداد انكسارات وهزائم متتالية. رغم كل ما سبق، إلا أن شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية قادران على الانطلاق من تحت الرماد كطائر الفينيق. ندرك مصائر كل الغزوات التي تعرضت إليها فلسطين والوطن العربي على مدى التاريخ، وقد ارتدت مهزومة، سيأتي زمن يكثر فيه القادة القادرون، وستنتصر أمة جعلت من التضحية عنوانا لها، وتحقق حريتها واستقلالها وعزتها. المشروع الصهيوني لن يكون أفضل من مصائر أشباهه من الغزاة، وسيهزم آجلا أم عاجلا، لأن شعبنا وأمتنا سيغيران وجه المنطقة، وبالحتم سيكتبان تاريخها. كاتب فلسطيني نعم.. نحن من سيغير وجه المنطقة ويكتب تاريخها د. فايز رشيد |
المنصف المرزوقي والاستقواء بالغرب Posted: 01 Feb 2017 02:13 PM PST نشرت صحيفة «لوموند» الفرنسية بتاريخ 23 يناير 2017 مقالا للدكتور منصف المرزوقي الرئيس السابق للجمهورية التونسية، تحت عنوان «الإرهاب وصراع الحضارات»، أطّرته بالإشارة إلى أن الكاتب يدعو الدول الغربية إلى المساعدة على استكمال الربيع العربي، لأن الشعوب العربية (حسب رأيه) طالبت بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية، لكنّ الغرب لم يفعل شيئا ما، بل ترك المجال للمتطرّفين الدينيين لنشر الإرهاب. ولما كانت فكرة الاستقواء بالأجنبي نقطة جدل مركزية في إدارة ثورات الربيع العربي لاسيما وأن الكاتب يرأس حاليا حزبا معارضا تتّسم مواقفه بالراديكالية، أثار هذا المقال الذي نُشر في منبر من أهمّ المنابر العالمية الانتباه بما يدعو إلى قراءته ومناقشة أهم أفكاره. يتكون المقال من أربعة محاور أولها: علاقة الإرهاب بالمجتمع المحلّي، فهو يرى أن الطّبقة الوسطى المتعلّمة والمنفتحة على الغرب، اختارت النّموذج الحداثي في مواجهة ما يسمّيه «إخفاق النظام السياسي»، أمّا النّموذج السّلفي فقد تبنّته الطّبقة الفقيرة التي اتّجهت نحو العنف مدفوعة باليأس والغضب ،لتكوّن تيّارا جهاديا يؤمن بأن المواجهة المسلّحة هي السبيل الوحيد لمقاومة الأنظمة الفاسدة، وهو الذي يعمل على نقل «الحرب المقدّسة» إلى الدّول الغربية لدعمها الأنظمة القائمة. في المحور الثاني الذي يتناول علاقة الإرهاب بالربيع العربي، يشير الكاتب إلى أن الاستراتيجية الحداثية والسلفية، ظلّتا تتنافسان لاستمالة الغالبية داخل المجتمعات العربية، لكنّ الثّورات أعطت الإجابة الح،اسمة فهي لم ترفع شعارات تنادي بالخلافة الإسلامية أو بكراهية الغرب واليهود، إنّما طالبت بالديمقراطية السياسية والعدالة الاجتماعية، ما جعل التيّارات الجهادية تجد نفسها على الهامش، وتصبح العدوّ اللّدود للثّورة والحليف الموضوعي لأنصار النّظام السّابق الذين يعملون على إفشالها. أما المحور الثالث فيحلّل فيه الكاتب علاقة الإرهاب بردّ فعل الغرب تجاه الرّبيع العربي، ويشهد انطلاقا من تجربته في رئاسة الجمهورية أنّ التّعهّدات الغربية لم تتحقّق، خصوصا في مسألة الدّيْن الخارجي التي كان النّظام الجديد يعوّل عليها لتحقيق الإقلاع الاقتصادي، معتبرا أنّ الدول الغربية قد عادت لمساندة الأنظمة الديكتاتورية بحثا عن استقرار وهمي. ويخلص بذلك إلى المحور الرابع في علاقة الإرهاب بصراع الحضارات، حيث يرى أن الحرب الأهلية في اليمن وليبيا وسوريا، والانقلاب العسكري في مصر والانتخابات المغشوشة في تونس، كلها عوامل أفشلت الربيع العربي، فأصبحت التيّارات الجهادية تتغذّى من كره الأنظمة الديكتاتورية التي تستمد من محاربة الإرهاب قوتها، ولذلك يتوقّع المرزوقي حصول المزيد من العمليات الإرهابية في أوروبا وخارجها، وللوقوف في وجه هذا المسار العدمي يقترح انطلاقة جديدة للربيع العربي، داعيا الدول الغربية إلى توخي سياسة تأخذ بعين الاعتبار مصالحها على المدى المتوسط والبعيد، والاّ فإنّ العالم يتّجه مباشرة نحو صراع الحضارات. يتجاهل المرزوقي في مقاربته البعد العالمي في نشأة الإرهاب وتطوره، فالمسألة الاجتماعية ليست الاّ الجزء الظاهر من جبل الجليد، والتطرّف الديني يستمدّ مبادئه من أصول نظرية تكفيرية لا مجال لإنكارها، ويذهب الباحثون في تحديد هوية التيار السلفي الجهادي في تونس إلى القول بأن مبايعة تنظيم «أنصار الشريعة» أبا بكر البغدادي تطرح أسئلة حول كيفية التعامل مع هؤلاء الذين خرجوا عن الدولة: «فهل نتعامل معهم باعتبارهم رعايا دولة أجنبية، وإن لم تكن عضوا في المنتظم السياسي الدولي؟ أم متجنسون؟ أم عملاء؟» وقد استبق البحث بذلك الجدل الذي أثير مؤخرا حول عودة الإرهابيين والإطار الذي ينبغي أن تعالج ضمنه، ويقرّ البحث ذاته «بأن ارتهان إرادة أنصار الشريعة وعموم التيار السلفي لأصحاب قرار من خارج البلد، تحت عنوان الحاكمية السياسية العليا، يمكن أن يؤدي للتصادم بين منظوري هذا التيار وعموم التونسيين»، لكن قراءة المرزوقي تنطلق من مقولة جد ذاتية، حول «فشل المشروع السياسي الوطني (الدولة البورقيبية)» باعتبار الحداثيين والسلفيين معا نتيجتين مختلفتين لسبب واحد يميّز بينهما الانتماء الطبقي. يتجاهل المرزوقي كذلك أن الاستثناء التونسي حقيقة تؤكدها عدة مؤشرات لمؤسسات تصنيف دولية، حيث باتت تونس تتصدر قائمة الدول العربية في تصنيف الديمقراطية، كما أن المجتمع الدولي يعتبر الحوار الوطني الذي أنهى حكم الترويكا مفخرة للتجربة الديمقراطية وسببا كافيا لتتويج المجتمع المدني بجائزة نوبل للسلام سنة 2015. وهو عندما يدعو الدول الغربية إلى المساعدة على استكمال الربيع العربي، إنما يعني تحويل وجهة الدعم القائم من «قوى الثورة المضادة» إلى القوى الديمقراطية (التي ينتمي إليها ويمثلها) لأن ذلك سيضع حدا للكراهية المتبادلة التي هي سبب الصراع، وهو موقف ينبني على استراتيجية تفكير مقلوبة رأسا على عقب، فصدام الحضارات ليس نتيجة محتملة، كما ينتهي إلى ذلك الكاتب في مقاله، بل هو أحد أبرز أسباب تطور الظاهرة الإرهابية واتجاهها إلى الغرب، حيث نشأت الفكرة وأفضت إلى سياسات استعمارية جديدة هدفها إعادة صياغة الشرق الأوسط تحت مظلة نظام عالمي، ما يعزز دائما اعتبار البعض «الربيع العربي» مؤامرة دولية لا ثورات حرية وكرامة. يُصنّف هذا النص ضمن مقالات الرّأي، لكنه يستمدّ أهميته من الدور الذي يضطلع به كاتبه في الحياة السياسية، لا سيّما وهو يوظّف فيه بعض المعطيات من تجربته الخاصّة في الرئاسة عندما يتحدّث عن الدعم التركي القطري للتجربة التونسية في مقابل عدم إيفاء الولايات المتحدة الأمريكية بتعهداتها في التسليح، ووقوف دولة الإمارات إلى جانب ما يسميها «قوى الثورة المضادة»، لهذه الأسباب يبدو هذا المقال مثيرا للانتباه لضعف محتواه الفكري وتهافته، فهو يتصدى لمسألة صدام الحضارات ذات البعد الثقافي الكوني، باستخدام أدوات هي أقرب إلى الخطاب الحزبي، وهو على غرار العادة خطاب يقفز على الواجبات الأخلاقية التي يفرضها النقد الذاتي ويتغافل عن مراجعة مسؤولية الحكم في انتشار الظاهرة الإرهابية وتغلغلها في النسيج المجتمعي باضطلاع جهات متنفذة في الترويج للعقيدة الجهادية وتيسير سبلها. كاتب من تونس المنصف المرزوقي والاستقواء بالغرب عامر بوعزة |
هل يلعب ترامب بالنار مع الصين؟ Posted: 01 Feb 2017 02:12 PM PST من أبرز الأمور المثيرة التي قام بها الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، على الصعيد الدولي، بعيد انتخابه بأسابيع، تلك المكالمة الهاتفية التي تلقاها من رئيسة تايوان تساي إنغ وين، بحجة تقديم التهنئة بفوزه. هذه المكالمة، التي ربما استغرقت دقائق معدودة، لم تكن بريئة على الاطلاق، ولا جاءت مصادفة. فقد عمل فريق ترامب طوال أشهر لترتيبها، حتى تسنى لهم استفزاز الصين والضغط عليها. وهذا يدل على أن كل الغرائب والعجائب التي جرت خلال حملة ترامب الانتخابية لم تكن وليدة الصدفة، بل خُطط لها بإحكام، خاصة في ما يتعلق بما قيل عن تأثير روسيا على الانتخابات الرئاسية الأمريكية. الصين أم الصين الشعبية كانت جزيرة تايوان، جزءا من الصين قبل نشوب الحرب الأهلية، عام 1949، التي أدت إلى سيطرة قوات الحزب الشيوعي، بقيادة ماو تسي تونغ، على كامل البر الصيني، حيث أقام الشيوعيون «جمهورية الصين الشعبية» عاصمتها بكين، فيما تراجعت قوات حكومة الحزب الوطني الصيني أمام المد الشيوعي الى جزيرة تايوان، واحتفظت باسم جمهورية الصين، وبنت «تايبيه» عاصمة لها. تعتبر تايوان عضوا مؤسسا في هيئة الأمم المتحدة، وكانت أحد الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي، طوال فترة الحرب الباردة، ولغاية عام 1971، حين صوتت الجمعية العامة لمنح «جمهورية الصين الشعبية» حق تمثيل الصين مكانها، فحلت «بكين» محل «تايبيه». ما زالت حكومة تايوان تدعي أنها صاحبة الحق الشرعي في حكم عموم الصين، على اعتبار أنها وريثة «جمهورية الصين» السابقة. وتُعتبر الجزيرة، التي يبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة، متقدمة في مجالات الصحافة والصحة والتعليم، ويحتل اقتصادها المركز رقم 26 عالميا، حيث تلعب صناعاتها التكنولوجية دورا مهما. لكن حكومة بكين تعتبر تايوان جزءا من أراضيها، وإقليما منفصلا متمردا، وتعارض أي تواصل دولي معها. تفاهم نيكسون وماو تزامن انتقال تمثيل الصين من تايبيه إلى بكين مع التفاهمات التي توصل إليها الرئيس الامريكي الاسبق ريتشارد نيكسون مع الزعيم الصيني ماو تسي تونغ، خلال زيارته الشهيرة عام 1972. وبموجب تلك التفاهمات تخلى ماو عن مبدأ رفض «التعايش السلمي» مع الرأسمالية، كما وافق على إقامة علاقات دبلوماسية مع الولايات المتحدة. بعد مرور سنوات على الاعتراف الأمريكي بالصين الشيوعية، بفعل جهود نيكسون وتحسن العلاقات بين البلدين خلال السبعينيات، خاصة في تلك المرحلة التي تلت وفاة ماو تسي تونغ، تبنت الولايات المتحدة في سياستها مبدأ «الصين الواحدة»، في شهر يناير عام 1979، في عهد الرئيس جيمي كارتر، وذلك مراعاة لبكين، ومن أجل طمأنتها، ولمواصلة توطيد العلاقات معها. وقد أُعتبر هذا المبدأ حلا وسطا يسمح لأمريكا بالتعامل التجاري مع الطرفين، تايوان والصين في الوقت نفسه، بينما العلاقات الدبلوماسية تكون مع الصين فقط. مبدأ «الصين الواحدة» يستند مبدأ «الصين الواحدة» إلى اعتبار تايوان جزءا من الصين. لذلك ترتب على الجانب الامريكي قطع العلاقات الرسمية مع تايوان، فتم سحب الاعتراف بها كدولة مستقلة. وفيما توطدت العلاقات الامريكية الصينية ظلت واشنطن تحتفظ بعلاقات غير رسمية مع تايوان، في المجالات السياسية والاقتصادية والامنية والعسكرية، واحتفظت تايبيه بمكاتب تمثيل في امريكا. تنظر بكين إلى مبدأ «الصين الواحدة» على أنه أساس لعلاقتها مع واشنطن، بل و»حجر الزاوية» في هذه العلاقة، لذلك ثارت ثائرة الصينيين عندما جرى الاتصال الهاتفي بين ترامب ورئيسة تايوان، واعتبروا ذلك «تهديدا لوحدتها»، فساد التوتر بين البلدين، وردوا بوصف المكالمة بأنها عمل «تافه»، وهددوا بتسخين الأجواء في مضيق تايوان، الذي يفصل البر الصيني عن الجزيرة. أما ترامب فدافع عن نفسه بالقول بأن رئيسة تايوان اتصلت به لتهنئته بمناسبة فوزه بالرئاسة، وكأن الأمر تم بكل هذه البراءة. 6 شهور لترتيب المكالمة الحقيقة هي أن فريق ترامب أمضى ستة شهور يرتب لهذه المكالمة، حيث قام سياسي مخضرم اسمه بوب دول بهذه المهمة مقابل أجور تقاضاها من ترامب. يبلغ بوب دول من العمر الان 92 عاما، أمضى 65 عاما منها في عالم السياسة. ولما ترشح للانتخابات الرئاسية وخسر امام بيل كلينتون، عام 1996، ترك الكونغرس وتفرغ للعمل في مجال «اللوبيات» في واشنطن، وهو يتكسب من القيام بتمثيل دول اجنبية ترغب في التأثير على الادارة والكونغرس، في قضايا تهمها. وقد وظفته حكومة جزيرة تايوان براتب شهري يبلغ 25 ألف دولار. وخلال الانتخابات الرئاسية، طلبت منه حملة ترامب أن يفتح لها قنوات اتصال مع حكومة تايوان، فجاءت المكالمة الهاتفية، بين ترامب ورئيسة تايوان، ثمرة هذه الجهود، بعد ترتيب لقاءات بين الجانبين. وحصل «بوب دول» على 140 ألف دولار من ترامب كأجور مقابل جهوده. لعبة ترامب مع الصين وروسيا خلاصة القول إذن، أن قيام ترامب باستفزاز الصين بهذا الشكل لم يكن محض صدفة، بل كان أمرا مرتبا متعمدا، من قبل حملته، استغرق الاعداد له أشهرا طويلة. ويمكن بناء على هذه الواقعة الاستنتاج أن كل تصرفات ترامب الغريبة خلال حملته الانتخابية، وحتى بعد دخوله البيت الأبيض، لم تكن عشوائية ولم تأت من فراغ، بل كانت مقصودة وهي نتاج عمل فريقه وراء الكواليس. هذا يقود الى المسألة الأهم في الحملة، وهي علاقة ترامب مع روسيا، التي خدمته تدخلاتها وأدت إلى فوزه على منافسته هيلاري كلينتون، وهذا ما خلصت اليه الأجهزة الأمنية الأمريكية. ربما لم يكن ترامب قد خالف القانون في لعبته المكشوفة مع الصين، لكن لعبته مع روسيا ربما تكون فيها مخالفات قانونية قد تعود عليه بالضرر البالغ في مقبل الأيام، خاصة أن تفاصيلها ما زالت طي الكتمان. كاتب أردني هل يلعب ترامب بالنار مع الصين؟ داود عمر داود |
سيدتي: لنقرأ التاريخ كاملاَ Posted: 01 Feb 2017 02:12 PM PST يعجب الإنسان للطريقة التي يتعامل بها الخطاب السياسي الغربي مع القضايا التي لا تمس مصالحه مباشرة. فالغرب يدعي أنه يتعامل مع الأمور بموضوعية وشمولية عقلانية، لا تنسى أن تأخذ بعين الاعتبار حقوق الآخرين الإنسانية ولا تنسى أيضا أسباب القضايا ونتائجها. لكن الادعاء شيء والواقع شيء آخر مناقض لوهم الادعاء. لنأخذ مثالا واحدا شارحا لطريقة تعامل الخطاب السياسي الغربي الظالم مع العرب. المثال يتضح في كلمة المديرة العامة لليونسكو بمناسبة إحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست، الذي مارسته ألمانيا النازية في جزئين من عقدي ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي. إن المديرة العامة، التي تقول بأن المعرفة بالتاريخ تساعد على إقامة مجتمع إنساني عادل ومسالم، تتعامل مع تاريخ الهولوكوست ذاك بصورة انتقائية وتجزيئية، فتظهر بعض ذلك التاريخ وتخفي بعضه الآخر. فمن المؤكد أن الهولوكوست الألماني النازي، حتى لو اختلفت الروايات حول العديد من تفاصيله وعدد ضحاياه ومدى استعماله كأداة ابتزاز، كان ظاهرة همجية وغير إنسانية. وهي جريمة شملت الاستيلاء على الأملاك والترحيل إلى المنافي وسد منافذ لقمة العيش وقتل الأبرياء. لكن لتلك القصة نتائج وتتمة يسكت عنها الخطاب الغربي، إما بقصد عند البعض، وإما بممارسة ناقصة لقراءة التاريخ الذي تدعونا المديرة العامة لقراءته. فالتاريخ يذكر لنا أن بعض المنظمات اليهودية الصهيونية استغلت بانتهازية شريرة تلك المأساة وقدمت خدمات مالية وسياسية للنازيين في مقابل الوعد بنقل أعداد من اليهود الأوروبيين إلى فلسطين. وكانت النتيجة أن الهولوكوست الأوروبي قاد إلى الهولوكوست الفلسطيني، الذي قامت بتنفيذه عصابات صهيونية إجرامية من مثل الهاجانا وغيرها. ولقد تمَ تنفيذ الهولوكوست الفلسطيني بالبراعة نفسها والخسة الشريرة نفسها اللتين استعملهما النازيون. لقد جرى ترويع الأبرياء وذبح بعضهم، والاستيلاء على الممتلكات، وتهجير مئات الألوف من وطنهم ليهيموا على وجوههم في المنافي إلى يومنا هذا، ومن دون أمل العودة إلى مرابع عيشهم التاريخية، ضدا من كل الشرائع والقوانين والأعراف الدولية والإنسانية. وإذا كانت دول الغرب قد هبت لنجدة ضحايا الهولوكوست الأوروبي، فإنها إلى يومنا هذا تقف متفرجة على ضحايا الهولوكوست الفلسطيني، بل وتتواطأ بشتى الحيل والتبريرات الانتهازية مع الصهيونية النازية. هنا نأتي إلى الملاحظة الأساسية: إذا كانت مديرة اليونسكو، وكان المدير العام لهيئة الأمم، وكانت جحافل المسؤولين في بلدان الغرب، إذا كانوا يريدون إعادة تذكر تاريخ الهولوكوست النازي، فلماذا يتجاهلون كليا نتيجة ذلك الهولوكوست البشعة اللاإنسانية المستمرة في الزمن عبر العقود من السنين، ونعني بها قيام الصهيونية العالمية بارتكاب هولوكوست مماثل بحق شعب فلسطين العربي؟ قراءة التاريخ، يا سيدتي المديرة، إما أن تكون كاملة، وإما أن تكون مزيفة بسبب نقصانها؛ وهذا ما تفعلينه وما يفعله غيرك من ذرف الدموع المدرارة عندما يتعلق الأمر بضحايا الهولوكوست الأوروبي من اليهود، وذرف دموع التماسيح عندما يتعلق الأمر بأكثر من عشرة ملايين من ضحايا الهولوكوست العرب. نذكر بأنه حتى عندما دخل الضمير الإنساني في صحوة مؤقتة واعتبر الصهيونية مساوية للفكر العنصري وممارسة للجرائم غير الإنسانية، انبرى الغرب الاستعماري، بتنسيق تام مع الصهيونية العالمية ومجرميها في فلسطين المحتلة، ليبطل ذلك القرار الدولي، وليمنح من يدهم ملطَخة بدماء الأبرياء صك البراءة. وها هو الآن لا يزال يجتر تجريم حاملي الفكر النازي ويحاكمهم، ولكنه يتعايش بخبث وتلاعبات بالألفاظ مع الفكر الصهيوني وممارساته في فلسطين المحتلة. فالغرب الذي جرّم أفكار «افتداء الأرض» و»المجال الحيوي» و»الهيمنة العسكرية المطلقة» «والفصل الحيزي» النازية يتعايش اليوم مع الأفكار نفسها تلك التي ينادي بها الفكر الصهيوني، وعلى الأخص الفكر الصهيوني التقليدي اليميني الاستئصالي المتطرف، الذي يحمله أمثال رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته افيغدور ليبرمان. من هنا فإننا لا نفهم ما وراء قول المديرة العامة، عندما تتكلم عن ظاهرة أشكال البغضاء في العالم، وفي الحال تردفها بقولها «ومنها الأشكال التي يحاول أصحابها إخفاءها في طيات نقدهم المتواصل (لإسرائيل) بطريقة تنم عن الحقد والبغضاء»، ولكن ألا تستحق الممارسة اليومية للحقد والبغضاء ضد من تسميهم الصهيونية «بالأغراب»، أي الفلسطينيين العرب، وذلك من خلال القتل والاغتيال، والسجن بلا محاكمات ولا إفراج، وهدم المنازل واقتلاع شجر الزيتون والتهجير والحصار، وحواجز الطرق المذلة المعرقلة لأبسط التنقل اليومي، والاستيلاء على الأراضي لبناء المستوطنات ليسكن فيها الأغراب الحقيقيون القادمون من كل بقاع الدنيا، والتمييز العنصري والديني الذي لا يتوقف عن التفنن في أشكاله وقباحاته، ألا تستحق تلك الممارسات أن يشار إليها سنويا للعالم كافة، ويكون لها يومها السنوي الخاص بذكرها والتنديد بها وتسميتها باسمها الحقيقي: الهولوكوست الفلسطيني؟ معذرة سيدتي المديرة، وبكل احترام نقول لك: إذا كان يهود العالم يودون أن يذكروا العالم بمأساتهم سنويا، فإن من حق العرب الفلسطينيين أيضا، مسلمين ومسيحيين ويهودا، أن يكون لهم هم الآخر يومهم السنوي لتذكير العالم، لا بمأساة قديمة طوى الزمن آثارها وأحزانها ومات ضحاياها، ولكن بمأساة لايزال ضحاياها يعيشونها إلى يومنا هذا، بل تصر القوى الصهيونية، بمؤازرة من بعض الدول، وعلى رأسها أمريكا وبصمت عالمي مخجل تحت الابتزاز الصهيوني، تصر على أن تبقيهم في جحيم تلك المأساة إلى أن تقوم الساعة. إذا كانت اليونسكو تريد أن تعيش مبادئها ولا تخضع للابتزاز فعليها إما أن تتذكر تاريخ مآسي الجميع، وإما أن تنسى تاريخ مآسي الجميع، بشرط أن تكون قراءة صحيحة للتاريخ. كاتب بحريني سيدتي: لنقرأ التاريخ كاملاَ د.علي محمد فخرو |
دور التربية في تشكيل الوعي السياسي Posted: 01 Feb 2017 02:12 PM PST الحديث عن العلاقة بين التربية والتغير الاجتماعي حديث قديم وجديد في آن معاً، لأنّه حديث الرسالات السماوية والحضارات والشعوب والأمم كلّها، واليوم نحن بحاجة إلى أكثر من أي وقت مضى إلى دراسة هذه العلاقة وكشفها وتحليلها، فالتربية حجر الزاوية في بناء الجيل، وحسب المدخلات التربوية وعملياتها تتكوّن شخصية الفرد، وتكون مخرجاتها التي تلعب دوراً في صناعة واقع جديد يؤثّر في توجّهات المجتمع ومستقبله. ويعود الكسل السياسي الفكري لدى الناشئة إلى عدم الإدراك العميق لواقع التطورات التي تمسّ العلاقات الدوليّة، والاعتقاد بسكون هذه العلاقات واستمرارها وفق معايير ومفاهيم وتصورات ثابتة، علماً أن إلقاء نظرة إلى تاريخ هذه العلاقات خلال القرن الأخير، يؤكّد أنّ المتحكم فيها التغيّر المستمر وفق مخطط المصالح الحقيقية للدول الكبرى التي تصنع القرار العالمي وتؤثّر فيه وتوجّهه، وفي الوقت ذاته تعمل جاهدة على التأقلم مع التغيرات التي لا تستطيع السيطرة عليها بشكل نهائي، لا سيما في ظلّ ارتفاع الدول الصاعدة التي تبحث عن مكان لها في المشهد السياسي الدولي كإيران وتركيا والبرازيل… والمناهج التعليمية اليوم تعاني من هوة بين التنشئة الاجتماعية والتنشئة السياسية، فمن غير المقبول اقتحام القرن الحادي والعشرين بفلسفة سياسية ترجع للقرن الثامن عشر، ومؤسسات سياسية ترجع للقرن التاسع عشر، ونسق قرار قد يبدو ديمقراطياً، ولكنه صُمّم لعالم لم يعد موجوداً إلا في كراسات القانون الدستوري والقانون الدولي، ولعلّ هذه بعض الأسباب لتخلّف بنياتنا وأنساقنا العقلية، وعجزنا عن مواجهة التحديات التي تقابلنا وفهم الأحداث التي تعصف بنا منذ عقد أو اثنين من الزمن وتزداد خطورة شيئاً فشيئاً. إنّ الوصول الى مرحلة التفوّق والريادة نحو العالمية والمنافسة الدولية يحتاج الى تفوّق معلوماتي، وأدواته الانطلاق من العلم الذي ترعاه التربية ودورها في التغير الاجتماعي وخلق الوعي السياسي، ولذلك لا بد من فهم لتوجهات الأحداث وهندسة العلاقات الدولية وقضايا المصلحة وميزان القوى والحرب والاقتصاد السياسي وقضايا اللاجئين والمهاجرين والبيئة، وكلّما تعمّقت الناحية التربوية وتأصّلت خلقت ثقافة جديدة في المجتمع تدفع إلى إحداث التغيير المطلوب، وتسهم في تعميق وتطوير الوعي الجمعي الذي يهدف إلى توعية الغالبية العظمى من المجتمع لتفهم حقوقها وتحمي حرياتها المدنية والفردية كافة. ومن الواضح وجود ارتباط وثيق بين التنشئة الاجتماعية والتنشئة السياسية، وهما مختلفتان من وقت لآخر، لارتباطهما بثقافة المجتمع وطبيعة التغيرات التي تكتنفه كمّاً ونوعاً، ومدى النجاح في تلقينها للناشئة، وعلى المخططين وضع خطط دقيقة تواكب الواقع في أبعاده الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. إن التنشئة والثقافة السياسية جزء من وظيفة التربية، إنها التربية الداعية الى المواطنة الصالحة، وهي فكرة قديمة وليست بجديدة، جاءت على شكل أفكار وتصورات وتوجيهات، أشار «أفلاطون» في الجمهورية الفاضلة إلى قيمة التعليم في كونه أحد أعمدة الدولة الفاضلة في التنشئة السياسية، وكذلك «أرسطو» وجد في التربية مسؤولية في إعداد الجيل لكونها من واجبات الحاكم. ويمكن الإفادة من جهود بعض المفكرين في مجال التنشئة السياسية كما جاء عند «هربرت» في أثناء دراسته لسيكولوجيا السلوك السياسي والانطلاق من المجتمع الذي يعدّ من أهمّ العوامل التي تؤثر في بناء المنهج من ناحية الإرث الثقافي وما يحمله من قيم ومعايير، وأهداف المجتمع التي يريد تحقيقها، وحاجات المجتمع ومشكلاته. والثقافة السياسية تتمثل من خلال المحددات الآتية: محدد معرفي: من خلال طبيعة المعلومات والمعارف ذات الطابع السياسي. محدد عاطفي: ويتمثل في طبيعة العلاقات بين المواطنين والقادة والمؤسسات. محدد تقييمي: ويتمثل في مختلف الأحكام والتقييمات التي يصدرها الأفراد على الظواهر والمؤسسات مع تسليمنا بأهمية الخبرات المبكرة في تشكيل شخصية الفرد بصورة عامة إلا أن ذلك لا يمنعنا من الاعتراف بالدور الإيجابي للفرد في تقبّل وتمثل الأحداث الخارجية، فالثقافة السياسية لا تنتقل من جيل لآخر كمسلمات، وإنما تتعرض لقدر من التغيير يعكس التغيير الاجتماعي. وعمليات التطوّر الاجتماعي والسياسي والاقتصادي تتطلّب تنمية مشتركة ومتوازنة، بشكل صحيح وقويم يساعد على التعايش الإيجابي، ومتى ما استطاعت قيادة المجتمع ووضع خطة استراتيجية تعليمية لأبنائها فإنها حتماً سوف تقطف ثمار التقدّم والتطوّر والازدهار، وهذا ما يثبت أن سلاح الدولة وأساسها مجتمع متعلّم مثقّف، وقراءة التاريخ تشير إلى دولٍ استطاعت بناء نهضتها وتطورها على أسس من العلم والمعرفة والبحث والتطوير وطرائق نقل العلوم والمعارف إلى أبنائها كالسويد وماليزيا. ويمكن القول إنّ التنشئة السياسية عملية غرضية، تهدف إلى نقل الثقافة السياسية إلى المجتمع عبر الأجيال، وخلق ثقافة سياسية جديدة أو تعديل الثقافة السائدة أو تغييرها، وتمثل في الوقت نفسه أساساً بالنسبة لمتطلبات التنمية العامّة، والتنمية السياسية بوجه خاص، فهي تتأثّر بالتركيب الطبقي للنظام السياسي والنسق الأيديولوجي الذي يعكس مصالح الطبقة المسيطرة والسائدة، ومن ثم تحقيق أهدافها وتطلعاتها. دور التربية في تشكيل الوعي السياسي |
شكوى ضد جوني ديب لتخلفه عن تسديد قرض Posted: 01 Feb 2017 02:00 PM PST لوس انجليس ـ أ ف ب: تقدمت شركة «ذي مانجمنت غروب» (تي ام جي) بشكوى ضد الممثل الامريكي جوني ديب لتخلفه عن تسديد قرض مستحق لها. وافادت الشركة في شكواها ان الممثل الأمريكي البالغ 53 عاما أنفق مليوني دولار في الشهر في الجزء الاكبر من العقدين الاخيرين وهي تلاحقه لعدم تسديده قرضا مستحقا لها. وجاء في الشكوى ان ديب بطل سلسلة افلام «بايريتس اوف ذي كارابيين»، أنفق 75 مليون دولار لشراء 14 منزلا من بينها قصر في فرنسا يمتد على 18 هكتارا ومجموعة من الجزر في بهاماس فضلا عن دارات عدة في هوليوود وشقة في وسط لوس انجليس ومزرعة خيول في كنتاكي. ومنذ العام الفين أنفق الممثل الذي رشح للفوز بجوائز اوسكار 18 مليونا لشراء يخت واشترى 45 سيارة فاخرة وأنفق 700 ألف دولار تقريبا في الشهر لشراء النبيذ واستعمال طائرات خاصة ودفع اجور 40 شخصا يعملون لديه على ما جاء في الشكوى. واوضحت الشركة مقدمة الشكوى التي تتخذ في بيفرلي هيلز مقرا لها، ان ديب اشترى ايضا أكثر من 200 عمل فني من توقيع أندي وارهول وكليمت وأسماء بازرة اخرى في عالم الفن، فضلا عن مجموعة من 70 غيتارا وتذكارات هوليوودية كثيرة مخزنة في 12 موقعا. وكان ديب تقدم بشكوى في 13 كانون الثاني/يناير ضد «تي ام جي» متهما اياها بسوء ادارة امواله والاقتراض من دون اذنه والتغطية على اوضاعه المالية السيئة. وقد طالبها في الشكوى بـ25 مليون دولار. وقال محامي الشركة مايكل كامب في بيان «على مدى 17 عاما بذلت (مانجمنت غروب) كل ما في وسعها لحماية الممثل من نفسه. فعندما طالب مصرف ديب بتسديد قرض بملايين الدولارات ولم يكن ديب يملك المال اقرضته الشركة لتجنيبه ازمة مالية مهينة». وقالت الشركة انها حذرت ديب مرارا من انفاقه الكبير الا انه كان يرد منتقدا مدرائه الماليين مع زيادة نفقاته ومطالبا اياهم بإيجاد وسيلة لتسديدها. وقالت الشركة التي تخلى ديب عن خدماتها العام الماضي ان المال المستحق لها يصل الى 4,2 ملايين دولار وانها اضطرت لتحصيل مالها وطلب حجز ممتلكات لديب. شكوى ضد جوني ديب لتخلفه عن تسديد قرض |
بخطى متأنية… حفلات الموسيقى تعاود الظهور في السعودية Posted: 01 Feb 2017 02:00 PM PST الرياض – من كاتي بول: ظلت الحفلات الموسيقية نشاطا مستترا في المملكة العربية السعودية الملتزمة رسميا بالمذهب الوهابي الذي يعتبر الموسيقى لهوا غير مباح. لكن وعلى مدى ست ساعات من مساء الاثنين حتى الساعات الأولى من صباح الثلاثاء شارك نحو ثمانية آلاف رجل في إنشاد أغان عاطفية في مدينة جدة الساحلية في أول حفل غنائي بهذا الحجم في المملكة في حوالي سبع سنين. وكانت السهرة بمثابة عودة مهيبة لنجم الغناء السعودي محمد عبده الملقب بفنان العرب والذي قدم حفلات حاشدة في الخارج على مدى أكثر من عشر سنوات كان أغلب حضورها من السعوديين لكنه لم يتمكن من الظهور على المسرح في السعودية. وظهر عبده مع فرقة موسيقية مصرية من 60 عازفا من الرجال ومعه مغنيان شهيران آخران: السعودي رابح صقر والعراقي ماجد المهندس الذي يحمل أيضا الجنسية السعودية. ورغم ذلك لم تسقط كل الحواجز. فقد فرضت السلطات نقاط تفتيش أمنية حول موقع الحفل ولم تسمح بدخول أي شخص لا يحمل دعوة ومنعت أيضا دخول النساء. وأقيم الحفل بعد يومين فقط من عرض لموسيقى الجاز في مركز الملك فهد الثقافي في العاصمة الرياض التي لم تشهد حفلا عاما في حوالي 25 عاما. ونفدت جميع تذاكر الحفل البالغ عددها 3300. مضاعفة الإنفاق على الترفيه كان الحفلان خطوتين جريئتين في إطار خطط حكومية لتعزيز قطاع الترفيه ضمن حملة للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي تهدف إلى خلق وظائف وتقليل اعتماد المملكة على النفط. وقال الفنان ماجد المهندس إنه «سعيد جدا وفخور جدا. شعور لا يوصف. نحن مشتاقون لمثل هذه الحفلات في مملكتنا الحبيبة والجمهور مشتاق. وإحنا مشتاقين أيضا لهذا الجمهور الأكثر من رائع الذي غمرنا بحبه وتشجعيه وتصفيقه وبحفظه لأغانينا كاملة.» ونظم الحفل في جدة شركة روتانا التي يسيطر عليها الملياردير السعودي الوليد بن طلال. ونظمت الهيئة العامة للترفيه – وهي كيان جديد في المملكة- نحو 70 مناسبة منذ إنشائها في العام الماضي لكن أغلبها كانت في أماكن صغيرة شبه عامة ووسط حراسة مع حذر المسؤولين من معارضة ذوي التوجهات الدينية المحافظة. وكان من المقرر أن يشارك محمد عبده في حفل بالعاصمة في سبتمبر/ أيلول لكنه أُلغي في اللحظات الأخيرة دون إبداء أسباب. ورفض عمرو المدني الرئيس التنفيذي للهيئة المعين حديثا تأكيد أنه يجري الإعداد لحفل غنائي في الرياض لكنه قال إن مؤسسته تهدف إلى مضاعفة الإنفاق الأسري على الترفيه ليصل إلى 6 في المئة بحلول عام 2030 وإنها ملتزمة بعرض «تجارب تضفي البهجة على كل أفراد الأسر السعودية.» وأول حفل لمحمد عبده في المملكة بعد انقطاع دام عشرة أعوام كان في أغسطس/ آب في مهرجان سوق عكاظ قرب مكة. ثقافة غنية ورغم العلاقة الوثيقة بين رجال الدين وأسرة آل سعود منذ منتصف القرن الثامن عشر لم تكن الموسيقى محرمة دوما. واعتادت المهرجانات الصيفية في جدة وغيرها من المدن السعودية على تنظيم حفلات وتباع أدوات العزف منذ عقود في سوق الحلة الشهير في قلب الرياض. وقال الدكتور عبد السلام الوايل أستاذ علم الاجتماع في جامعة الملك سعود «تاريخيا. المجتمع السعودي لديه ثراء ثقافي. توجد الكثير من التقاليد الموسيقية بأشكال وثقافات فرعية متعددة.» وأضاف «الناس من مختلف أنحاء العالم الإسلامي يجلبون تقاليدهم إلى مكة مثلما يحدث مع موسيقى الجاز. هذا جزء من هوية الشعب منذ قرون.» لكن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تسعى إلى فرض إجراءات صارمة على العروض وغيرها من الأنشطة التي تعتبرها «مخلة بالآداب». وتطارد الهيئة الشبان الذي تنطلق الموسيقى بصوت مرتفع من سياراتهم. ويجري تداول مقاطع فيديو على الانترنت لرجال متحمسين وهم يحطمون آلات موسيقية. وحتى اليوم تغيب الموسيقى عن المراكز التجارية وغيرها من المنشآت التجارية باستثناء المطاعم الفاخرة. والتعليم العام الوحيد للموسيقي يوجد فقط في الأكاديميات العسكرية لتدريب الفرق للمشاركة في المواكب العسكرية. الموسيقى والإسلام يظل الاختلاف قائما بين رجال الدين الذين يسيطرون على النظام القضائي في المملكة بشأن ما إذا كان الإسلام يبيح الاستماع إلى الموسيقى وبدأ البعض داخل المؤسسة الدينية يشككون في الأدلة التي لا تجيزه. وسعت الدولة على مدار السنوات العشر الماضية رعاية تفسير أكثر اعتدالا للمذهب الوهابي. وزادت الحكومة جهودها العام الجاري مع تزايد الضغوط الاقتصادية الدافعة لانفتاح البلاد. وقلصت السلطات نفوذ هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في وقت سابق هذا العام بمنعها من القبض على الأفراد ومضت في تنظيم حفل محمد عبده رغم تحذير من مفتي المملكة من أن «الحفلات الغنائية لا خير فيها». ويقول عشاق للفنون إن حملات على وسائل التواصل الاجتماعي ضد الترفيه – والتي دفعت في السابق المسؤولين القلقين إلى إلغاء حفلات – تقلصت الآن أمام رسائل التأييد. ووصف سلطان البازعي الذي يدير الجمعية السعودية للثقافة والفنون هذه الحملات بأنها «إعلان مجاني» بعد أن تسبب وسم (هاشتاج) يعارض دروس الموسيقى التي تعرضها الجمعية في ارتفاع عدد طلبات التسجيل. وقال البازعي «السعوديون كانوا دوما أكبر مستمعين للموسيقى في العالم العربي. الجميع سعداء لعودة هذه الأشكال من العروض مرة أخرى.. وأنا أقول عودة لأنها اعتادت أن تكون هنا.» (رويترز) بخطى متأنية… حفلات الموسيقى تعاود الظهور في السعودية |
جيرارد يعود إلى أحضان ليفربول! Posted: 01 Feb 2017 01:59 PM PST ليفربول – د ب أ: كشفت صحيفة «دايلي ميرور» البريطانية أن ستيفن جيرارد النجم الإنكليزي السابق لليفربول عاد لأحضان ناديه القديم. يذكر أن جيرارد كان يعمل داخل ليفربول في الفترة الماضية، لتغطية أخبار النادي لموقع «بي تي سبورت»، لكنه عاد بشكل رسمي للعمل مع ناديه، الذي شهد انطلاق مسيرته في عالم الساحرة المستديرة. ومن المقرر أن يبدأ جيرارد عمله مع ليفربول من خلال أكاديمية الناشئين الجديدة، وهو ما تم الإعلان عنه الشهر الماضي، بعد اعتزال جيرارد في تشرين الثاني/ نوفمبر 2016 ورحيله عن غالاكسي الأمريكي. وقال جيرارد، عقب توليه مهام منصبه الجديد: «الأمر بالنسبة لي هو استكمال الدائرة، أعتقد أنني لست بحاجة لأوضح للناس ما يعنيه لي هذا النادي، ولكن عندما علمت بأن عودتي أصبحت جدية، رغبت في التأكد بأنني سأقوم بدور جوهري وأنني قادر على مساعدة المؤسسة». ليفركوزن يفتقد جهود المهاجم تشيشاريتو برلين – د ب أ: أعلن باير ليفركوزن أنه سيفتقد جهود مهاجمه المكسيكي خافيير هيرنانديز (تشيشاريتو) أمام مضيفه هامبورغ مساء الجمعة ضمن الدوري الألماني. وأوضح النادي أن هيرنانديز تعرض لإصابة بسيطة في العضلة الضامة خلال المباراة أمام بوروسيا مونشنغلادباخ السبت الماضي، ولن يتعافى في الوقت المناسب للمشاركة في مباراة الجمعة. ويرجح أن يدفع ليفركوزن بالوافد الجديد ليون بايلي في الهجوم أمام هامبورغ، بعدما حسمت صفقة انضمامه من جينك البلجيكي قبل ساعات من غلق سوق الانتقالات الشتوية. هامبورغ يفسخ عقد مدافعه البوسني سباهيتش هامبورغ – د ب أ: أعلن هامبورغ الالماني أنه اتفق مع مدافعه البوسني امير سباهيتش على فسخ العقد بينهما بالتراضي. وكان النادي أبلغ اللاعب البالغ 36 عاما، بأنه لم يعد ضمن حسابات الفريق، ما دفع اللاعب للتقدم باستئناف لدى محكمة العمل بمدينة هامبورغ سعيا للعودة إلى التدريبات. حيث كان من المفترض أن يستمر عقده حتى نهاية الموسم. ونجح هامبورغ، الذي يحتل المركز السابع عشر قبل الأخير في الدوري، في تعزيز صفوفه خلال سوق الانتقالات الشتوية بالمدافعين ميرجيم مافراي وكيرياكوس بابادوبولوس، أملا في تفادي الهبوط. أكونيا يستمر في الملاعب وهو على مشارف الخامسة والأربعين! أسونسيون – د ب أ: أكد اللاعب الباراغواني ذو الأصول الأرجنتينية، روبرتو أكونيا، الذي سيكمل عامه الخامس والأربعين في 25 أذار/ مارس المقبل، أنه سيظل يلعب طالما حالته البدنية تسمح له بذلك. وقال: «حالتي البدنية جيدة، يمكنني أن أخوض فترة الاستعداد للموسم الجديد حتى نهايتها، وقررت أن أستمر في اللعب». ويلعب أكونيا لنادي روبيو نو في القسم الأول من دوري باراغواي، حيث تنتابه المشاعر الحماسية القوية، التي كان يشعر بها في بداية مسيرته عام 1988، بعد فترة قصيرة من حصوله على الجنسية الباراغوانية. وأضاف: «دوافعي مميزة للغاية، البعض من زملائي القدامى أصبحوا مدربين، وأكبر مدربي الحالي بخمسة أعوام، ولكن الدوافع عندي تزيد يوما تلو الآخر». ويخوض اللاعب المخضرم أولى مباريات فريقه في الموسم الجديد الاثنين المقبل أمام أوليمبيا. ولعب خلال مسيرته لأرخينتينوس جونيورز واندبيندينتي وبوكا جونيورز وروساريو سنترال في الأرجنتين، وسرقسطة وديبورتيفو لا كورونيا وإلشي في أسبانيا، والعين الإماراتي، بالإضافة إلى بعض الأندية الأخرى في باراغواي. العين الإماراتي يتعاقد مع المدرب الكرواتي ماميتش أبوظبي – د ب أ: أعلن نادي العين الإماراتي تعاقده مع المدرب الكرواتي زوران ماميتش بعد أيام من رحيله عن تدريب النصر السعودي. وكان ماميتش استقال إثر تلقيه عرضا من نادي العين، ما أثار حالة من الجدل، قبل أن يبدي النادي السعودي تقبله واحترامه لقرار المدرب. ونشر الحساب الرسمي للعين على «تويتر»: «نادي العين يتعاقد مع المدرب الكرواتي زوران ماميتش 45 سنة، ويقدمه لوسائل الإعلام». الجيش القطري يمدد عقد المالي كيتا الدوحة – الأناضول: أعلن نادي الجيش القطري، تمديد عقد لاعب كرة القدم المالي سيدو كيتا، حتى نهاية الموسم الجاري، بدون الإفصاح عن التفاصيل المادية للعقد. وفي بيان أوضح النادي أن التجديد للاعب جاء بعد انتهاء عقده، الذي امتد 6 أشهر اعتبارا من مطلع الموسم الجاري حتى الانتقالات الشتوية. وسيكون كيتا (37 عاما) المحترف الأجنبي الرابع إلى جانب البرازيليين رومارينيو ولوكاس مينديز والأوزبكي ساردور راشيدوف. وتعاقد الجيش مع كيتا بداية الموسم الجاري من روما الإيطالي في صفقة انتقال حر، بدلا عن اللاعب المغربي عبدالرزاق حمد الله. وتسمح لوائح الاتحاد القطري لكرة القدم بضم 4 لاعبين أجانب على الأكثر في كل فريق. ويحتل الجيش المركز الرابع بالدوري القطري برصيد 35 نقطة، ويتصدر المسابقة فريق لخويا برصيد 46 نقطة. جيرارد يعود إلى أحضان ليفربول! رادار الملاعب |