Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الأربعاء، 1 مارس 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


حماية روسيا للأسد الكيميائي هي الحلّ السياسي لسوريا!

Posted: 28 Feb 2017 02:30 PM PST

قامت روسيا اليوم باستخدام حقّ النقض «الفيتو» للمرة السابعة لحماية نظام الرئيس السوري بشار الأسد من سلّة عقوبات محتملة ضد شخصيات أمنية وعسكرية وعشرة كيانات ومؤسسات متهمة باستخدام الأسلحة الكيميائية ثلاث مرات خلال عامي 2014 و2015، كما يشمل حظر استيراد وتزويد الجيش السوري بالمروحيات والمعدات المرتبطة باستخدام الأسلحة الكيميائية.
في تبريرها لاستخدام «الفيتو» قال رئيسها فلاديمير بوتين إن القرار «غير ملائم على الإطلاق»، وقال ممثلها في مجلس الأمن إنه «لا يستند إلى أدلة كافية»، فيما اعتبر نائب وزير خارجيتها أن القرار «سيكون له أثر سلبي على محادثات السلام في جنيف».
أهمية هذا المشروع، بحسب سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة، أنه يضع مصداقية مجلس الأمن الدولي على المحك لأنه «إذا لم يتمكن مجلس الأمن من التوحد بشأن منع انتشار واستخدام أسلحة الدمار الشامل ضد المدنيين فماذا إذن؟».
كان يمكن للمنطق السياسي الروسي في تخريج المسألة أن يكون أكثر إقناعاً، وخصوصاً في وضعها الراهن حيث تقوم حاليّاً برعاية المفاوضات بين النظام والمعارضة في مؤتمر «جنيف 4»، لولا أن أدلّة كثيرة، كما يقول السفير الفرنسي، تشير إلى أن تلك الأسلحة الكيميائية ما تزال تستخدم، وبالتالي، كما يقول، فإنه «بالنسبة لمدى التهديدات التي يشكلها (استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين) على السلم والأمن فإن الأمر وصل للحد الأقصى».
يعيد مشروع القرار تذكير السوريين بمأساتهم الطويلة الأمد وبانقفال آفاق تسوية تزيح كاهل إرهاب الدولة المنظّم ضدهم وتعيد ذاكرتهم، خصوصاً، إلى تخاذل المجتمع الدولي الكبير، بدءاً من البرلمان البريطاني الذي رفض معاقبة نظام الأسد بعد مجزرته الكيميائية الشنيعة ضد أطفال الغوطة ومدنييها في آب/أغسطس 2013 وذلك بعد ثلاثة أيام من وصول بعثة المفتشين الدوليين إلى دمشق في مفارقة فظيعة في معناها الذي يهين المنظومة الدولية والأمم المتحدة، ولكنه وافق بحماس بعد ذلك على شنّ حرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في كانون الأول/ديسمبر 2015، ولكن الخذلان الأكبر للسوريين كان من قبل إدارة الرئيس باراك أوباما في أيلول/سبتمبر من العام 2013، وكانت تلك، عمليّاً، بداية تراجع الثورة السورية وصعود تنظيم «الدولة» وتسليم المنظومة الدولية لروسيا وإيران بافتراس سوريا وإنهاء الانتفاضة السورية بكل الطرق الممكنة.
يعكس مشروع القرار، بوضوح، الهزالة التي وصل إليها تعاطي المنظومة الدولية مع الشأن السوري، فعلى الأرض نجد صانعي القرار الأمريكيين يقدّمون الأسلحة الثقيلة لوحدات الحماية الكردية، ذراع حزب العمال الكردستاني التركي في سوريا، فيما تستعد هذه القوّات لإخلاء مدينة منبج لتستولي عليها قوّات الأسد وميليشيات إيران، في تدوير أشبه بالكوميديا السوداء لسرديّة مكافحة «داعش» التي استبدلت سرديّة حل ديمقراطي للمسألة السورية ينهي النظام المرعب الذي حصد، خلال رحلته السوداء ضد كفاح الشعب السوري لتغييره، مئات آلاف الأرواح وهجر الملايين وساهم عمليّاً في تأجيج التطرّف والإرهاب في كل أنحاء العالم.
التسوية السياسية السورية، بهذا المعنى، هي استمرار لحماية الأسد الكيميائي من عقاب المجتمع الدولي، وإخضاع للشعب السوري بالقوّة لإنهاء أمله بالتغيير.

حماية روسيا للأسد الكيميائي هي الحلّ السياسي لسوريا!

رأي القدس

الانتخابات الفرنسية… خيارات مرتبكة واحتمالات خطيرة

Posted: 28 Feb 2017 02:30 PM PST

الثقافة السياسية الفرنسية كانت دوماً سباقة بنخبها المنتجة، وبجهودها الفكرية، في تطوير الممارسة السياسية والثقافية والحضارية. من يرجع إلى التاريخ أدبياتها التي تشكل اليوم مجمل جهودها عبر التاريخ، سيدرك كم أن هذه الخيارات الكبيرة شكلت لبنة حضارية مهمة، وغيرت وجه البشرية إيجاباً بشكل لافت. الشهادات المستمرة عالمياً حتى اليوم، دستورها وضوابطه في تنظيم تسيير الدولة، قوانين نابليون التي ما تزال حتى اليوم تحكم الكثير من البلدان، وأنوار فولتير وفلاسفتها الكبار الذين ظلت فرنسا والعالم الحر، واجهتهم الثقافية الأساسية.
لكن فجأة تتأخر فرنسا في ظل أوروبا ولم تعد تملك زمام المبادرة أمام قوى أخرى، واعتلاء أمريكا مقود سفينة العالم. مع ما يحدث في زماننا الهش، نفهم جيداً لماذا رفض ديغول الهيمنة الأمريكية، وظل محافظاً على استقلالية البلاد في خياراتها الثقافية والسياسية وحتى العسكرية. وجدت فرنسا في عمق النموذج الأمريكي الذي لا تهمه في النهاية إلا مصلحته، وما عداها مجرد مناورات عامة، حقها في الحفاظ على مسافة الأمان. يجسد هذه الغطرسة والتخلف وضيق الأفق، اليوم، ترامب الذي جعل من الصوت العنصري دليله.
تبعية ساركوزي إلى النموذج الأمريكي خلال فترة بوش الابن الذي خرب كل التوازنات المحلية والدولية، قللت من قيمة الدور الفرنسي خصوصيته واستقلاليته. خطابه المعادي للمسلمين والعرب وللأجنبي بشكل عام، وأغلق على فرنسا في دائرة شديدة الضيق، أسقطه في الانتخابات التي كان يظن أن خطاب العداء سيقوده نحو الانتصار فيها. إذ لا يمكن الاستهانة بأكثر من أربعة ملايين مسلم، غير نشطين سياسياً وحتى ثقافياً، لكنهم عندما كانوا يسمعون خطاباً مريضاً ظل يستهدفهم بشكل معلن يومياً، ويحولهم إلى أعداء، بينما هم ضحية مجتمع أجبره ساركوزي على أن يسير بطريقين، طريق المواطن الباحث عن معاشه اليومي مثله مثل غيره، وطريق الضحية التي تلصق بها كل الأمراض من عنف وإرهاب وبطالة. ماذا كان ينتظر ساركوزي من هؤلاء غير تحولهم طبيعياً إلى أعداء له في الانتخابات؟ لأول مرة رأيت في لاباستي، الفرنسيين من أصول دينية إسلامية ومسيحية، ويهودية، وعرب وأفارقة وصينيين، يحملون أعلام بلدانهم الأصلية فرحاً بفوز أولاند ليس حباً فيه ولا في رئيس حكومته إيمانويل فالس، الذي سرعان ما انتمى لخطاب لا يقل عداوة عن خطاب ساركوزي، في قضايا حساسة مثل نزع الجنسية الذي رفضه البرلمان في كل صيغه، ولكن انتقاماً ممن أهانهم الاشتراكي.
الخطاب نفسه الذي يتبناه كلياً مرشح يمين الوسط الجديد فرانسوا فيون يتطابق في برنامجه، في قضية الإسلام والأجانب، مع الجبهة الوطنية الفاشية. لا غرابة إذن في أن تكون مارين لوبين على رأس المرشحين في الدور الأول بحسب سبر الآراء. ربما أن إيجابية هذه الوضعية الوحيدة، هي أنها دفعت بالطبقة السياسية إلى التفكير جدياً في مسار سياسي آخر، أكثر عقلانية وبراغماتية، يخرج من الحسابات القديمة والثنائيات الحزبية الضيقة بين اشتراكيين ويمينيين، التي لم تكن لتترك للغاضبين من الحزبين من خيارات أخرى سوى الذهاب نحو خزان تطرف مارين لوبين.
فماكرون فتح هذه الفرصة لخيارات الغاضبين، لأنها أصبحت ضرورة بعد ترهل الحزبين الكبيرين وبعد خسران أية إمكانية للتقدم والتغيير. الظاهرة «الماكرونية» مهمة اليوم على أكثر من صعيد، فهي تفتح الباب واسعاً نحو التغيير الجدي. أصبح للمنتخب الفرنسي إمكانية جديدة أمام الخطابات المتطرفة من يسارها إلى يمينها. هناك اجتماعية واسعة تبحث عن هذا الخيار الوسط أمام زحف اليمين المغلق بتطرفه. فقد بينت الوقائع أن قراءة ماكرون كانت صحيحة إذ بدأت التحالفات تظهر بشكل واضح. التحاق شخصية كبيرة مثل باريرو، من يمين الوسط، يبيّن أن المسألة أصبحت تترسّخ في الذهنية الفرنسية، للخروج من الثنائية التقليدية. وربما سيلتحق بالركب جون لوي بورلو، رئيس تجمع الديمقراطيين والمستقلين. هذا الكسر القوي، سيحرر حتماً الطبقة السياسية التقليدية ويخفف من نزيف الذهاب نحو الجبهة الوطنية المتطرفة احتجاجاً. صحيح أنها تحالفات هشة، ولكن تفرضها الضرورة، لأن اليمين المتطرف ينتظر للانقضاض على الدولة وفق برنامج فاشي شديد الخطورة. علماً بأن اليمين الجمهوري في جزئه الفيوني (فيون) واليمين المتطرف غارقان في الفضائح ويجران وراءهما قضايا فساد مالي ثقيلة، قد تعيقهم ليس فقط في الوصول إلى الإليزيه، ولكن إلى المتابعة القضائية التي تعني ببساطة الانهيار الكلي لمشروعيهما. الخطر الأكبر الذي صرح به وزير الزراعة قبل يومين، قد يأتي من فيون، إذ يمكن لحالة اليأس أن تقوده إلى ردة فعل انتقامية بالتوجه نحو اليمين المتطرف؟
إنه أمر غير مستبعد في ظل الأوضاع الخالية. وبدل التصويت الجمهوري، يذهب منتخبو فيون نحو اليمين المتطرف انتقاماً. وخيبة اليسار أيضاً قد تدفع بقطاعات واسعة من اليسار الهش، نحو اليمين المتطرف، انتقاماً من «خيانة» ماكرون. وبسبب الأنانيات، لم يعد اليسار الفرنسي قادراً على إيجاد الطريق الذي يقوده نحو مسارات انتخابية ديمقراطية. يصبح بذلك التصويت الجمهوري اليوم في دائرة الخطر.
ما حمى فرنسا في الثمانينيات هو هذا الالتزام المواطناتي، فانتخب اليساري على غريمه اليميني حفاظاً على الديمقراطية والدولة والجمهورية التي كانت مهددة من فاشية قروسطية، كانت على الأبواب. تجربة ماكرون يمكنها أن توقف مسار اليمين المتطرف في حالة إدراك الطبقة السياسية للمخاطر القريبة.
لمن سيصوت الأربعة ملايين بطال بعد يأسهم من اليسار واليمين؟
لمن سيصوت الأربعة ملايين مسلم الذين يحسون بأن الوعود اليمينية واليسارية لم تؤدّ إلا إلى مزيد من الانتظار؟
مخاطر نجاح اليمين المتطرف بسبب تصويت انتقامي غير مستبعدة بعد تآكل ثقافة التسامح الفرنسية والسياسة المتبعة مع الوطني من أصول غير أوروبية. هل تستطيع فرنسا اليوم أن تستعيد قوتها، وتقلل من مديونيتها الثقيلة، في السنوات المقبلة؟ للذهاب نحو تحريك آلة الإنتاج وربح المزيد من الأسواق العالمية، ولكن أيضاً المزيد من التفكير في المعضلات الثقافية والهوياتية، لا باختزالها، ولكن بفهمها كعنصر للوحدة والتعدد، في عالم مأزوم على شفير حروب مخفية لكنها تكبر في صمت وخوف سيكون وقودها الأوروبي هذه المرة، في ظل التحولات السياسية الأمريكية الجديدة في التخلي عن كل التزاماتها الأطلسية، والإنسانية، والانكفاء على الداخل؟

الانتخابات الفرنسية… خيارات مرتبكة واحتمالات خطيرة

واسيني الأعرج

حاجز إسرائيلي على باب «أم بي سي» بعد «آراب أيدول»… «الأردن اليوم» تعصف بإعلام المملكة

Posted: 28 Feb 2017 02:30 PM PST

… وانتهى موسم «آراب أيدول»، الذي ملأ دنيانا وشغل الناس من الخليج إلى المحيط، وكالعادة في عالمنا العربي المنقسم ذاتيا وباستمرار بشكل انشطاري على كل موضوع وكل شيء، يثور الجدل الآن على وسائل الإعلام، كما على وسائل التواصل الاجتماعي حول البرنامج وتفاصيله، بين متابع بهوس للبرنامج، أو معارض شرس لوجود مثل هذا الترفيه التلفزيوني الموجه جدا.
بلا شك كانت أحلام العنصر الأكثر جذبا للمحطة بحكم أنها عنصر ترفيهي مهم مثيرة للجدل بكل تقليعاتها التي كانت أخف في هذا الموسم وكما وصلني من مصادر في القناة، فإن السبب يعود إلى تنبيهات «أم بي سي» شديدة اللهجة لأحلام بضرورة عدم تجاوز الحدود.
انتهى الموسم الأخير بفوز الفلسطيني السرياني الجميل يعقوب شاهين، ولا أخفي انحيازي له منذ ظهوره الأول، والساعات الأخيرة قبل فوز شاهين، ومع نهائيات ترشيح ثلاثي، (إثنان من فلسطين من الضفة و من عرب الداخل.. مفارقة مدهشة) ومرشح من اليمن.
جدل كثير دار حول تسييس المشهد النهائي، واسقاطات بعضها منطقي وبعضها الآخر فانتازيا المؤامرة أساسه، وطبعا ربط هوية المحطة بالسياسة السعودية كان دوما عنصرا مشتركا في كل التحليلات، لذا كانت الغالبية ترى في فوز المتسابق اليمني أمرا محسوما لحسابات سياسية سعودية.
فاز شاهين، وهو ليس المرشح الفلسطيني الوحيد في الموسم الأخير، وتأهل للنهائيات مع فلسطيني جميل آخر، لينضم إليهم لحظة التتويج الفلسطيني محمد عساف، فتنهال التعليقات والتي كان أكثرها حدة في السخرية الذكية ما مفاده أنه ولسيطرة الفلسطينيين في برنامج «أراب أيدول» فإن إسرائيل ستقيم حاجزا عسكريا على باب «أم بي سي».
انتهى الموسم، وها نحن في انتظار موسم ترفيهي آخر من إبداعات «أم بي سي»، تلفزيون العرب.. فلا فضائية تستحق هذا اللقب مثلها، مع واقع عربي بهذا الحال والوجع.

محطة «الأردن اليوم» تقلق أردن الأمس

لكن، وفي عتمة إعلام فضائي أردني متأرجح بين تلفزيون رسمي محنط بماضيه الزاهر ولا حياة فيه مهما ناديت، ومحطة «رؤيا»، التي استطاعت أن تكون رائدة في فضاء الأردن أمام محطات لم تتجاوز في أحسن حالاتها طاولة مقهى للعب الورق والثرثرة الفارغة، أتابع بحذر وهدوء محطة جديدة استطاعت أن تبدع حتى اليوم وهي لا تزال في مرحلة التشرنق، وهي محطة «الأردن اليوم»، وقد صارت حديث الأردن الأسبوع الماضي في برنامج «في عين الحدث»، الذي يقدمه النائب السابق والإعلامي المستجد الدكتور رائد قاقيش، حيث استضاف البرنامج الزميل خالد الزبيدي، وهو من الصحافيين الخبرء في الاقتصاد لسنوات طويلة، وكان طوال حياته المهنية رجلا مهنيا غير صدامي، بل لم تعرف عنه أي نزعات معارضة مع كل الحكومات، التي كان مقربا منها، ليخرج في مفاجأة عبر «الأردن اليوم» وتحدث بلغة أرقام مبسطة عن ما يقارب الأربعة مليارات دولار كإيرادات عن بيع النفط لا أحد يعلم عنها شيئا وغير معروف مصيرها في بلد يعاني عجزا مستمرا ونزيفا اقتصاديا يكاد يخنقه.
قامت الدنيا ولم تقعد، على الزبيدي، وفي حال كتلك، وقد تحدث الرجل بأرقام يمكن الجدل حولها إن أساء الحساب فيها، فإن أقل الإيمان أن يرد عليه وزير الطاقة أو المالية أو أي اقتصادي رفيع المستوى باسم الحكومة، هذا إن لم يكن هناك شيء مخفي، كما ألمح الزبيدي بشجاعة.
لكن، ارتأت «يد خفية» في الدولة الأردنية أن ترد على الزبيدي بطرق ساذجة لا تليق بحكومة تحترم نفسها في الحد الأدنى، فمن كتاب تدخل سريع مفضوحي الذنب الطويل، إلى «ناشتي وناشتات» التواصل الاجتماعي من خريجي مدارس المطابخ السياسية المنبطحة على العتبات الخلفية للباب العالي، إلى رد غريب يبدو أنه بقلم «اليد الخفية» ذاتها، نشرته مجلة حائط الحكومة المأسوف على عراقتها وتاريخها «الرأي» اليومية، لتنشر بيانا مجهول النسب، ملقى على قارعة الجريدة، بلا توقيع، لكن بقفلة بوليسية تحمل تهديدا لكل من ينشر أو يتداول فيديو الزبيدي، بدون توضيح من الذي يهدد، ليصبح التهديد والبيان الغبي كله بحكم الضرورة منسوبا للرأي، وقد فقد شرعية النسب لأي جهة سواها.

رئيس الوزراء وهو «يتعاطى» الأرجيلة!

مشكلة إعلامنا العربي، والأردني خصوصا أنه يعتقد بأن الحدث السياسي المباشر هو الأولوية في العمل الإعلامي، بما يتفرع عنه من أخبار وفضائح وتسريبات وطرائف، لدرجة أن إعلام المواقع الصحافية المحترمة والدكاكين الإخبارية المعلبة في الأردن انشغلت وشغلت الناس بصورة رئيس الوزراء وهو «يتعاطى» الأرجيلة على شواطىء البحر الميت، وبصراحة لا أفهم أين القيمة الخبرية في الموضوع، وما علاقتي أنا بما يفعله الرجل في حياته الشخصية… لكنه الإعلام المشغول بغير وظيفته، يا رعاكم الله.
أستغرب أن الإعلام الأردني بصحافييه ومراسليه، لم ينتبه بالقدر الكافي لمبادرة إيجابية مهمة مثل المبادرة التي قامت بها محامية أردنية وناشطة حقيقية، اسمها «أمل العمري»، وقد بدأت بفكرة محاربة التصحر وإعادة إنتاج الغابات فأسست مؤسسة غير ربحية، ونشطت لتجمع حولها أبناء عشيرتها والمنطقة المحيطة في قرية «دير يوسف» لتقيم مشروع غابة القينوسي.. وهو مشروع بدأ حلما فخاطرا فاحتمالا، ثم أضحى حقيقة لا خيالا، على مساحة الثلاثين دونما، وبأيدي متطوعين بالمئات تم ويتم تشجير المساحة كنواة لغابة تستحق الاهتمام والتشجيع.
ما فعله هؤلاء، بمبادرة من محامية شابة ومثقفة ومحبة لوطنها بدون فذلكات، يساوي فعليا كل اجتماعات حكومة المملكة الأردنية الهاشمية مع مؤسساتها المستقلة التي لا يعرف أحد لم هي مستقلة!!
الإعلام، مسؤول وظيفيا وأخلاقيا، وقد تواصلت مع زملاء في فضائيات أردنية ومحلية، لتسليط الضوء على حكاية المبادرة القينوسية، لعل وعسى نحرك مياها راكدة، فمعارضة الواقع لا تكفيها الجعجعة والصراخ بلا طائل، ربما الأجدى أن نقوم نحن بما لا تقوم به الحكومة و»مشروع القينوسي»، مثال نموذجي محترم وحقيقي لمن أراد.

إعلامي أردني يقيم في بروكسل

حاجز إسرائيلي على باب «أم بي سي» بعد «آراب أيدول»… «الأردن اليوم» تعصف بإعلام المملكة

مالك العثامنة

نبيلة إبراهيم: ذات الهمة

Posted: 28 Feb 2017 02:29 PM PST

هل يمكننا تعويض من يرحلون عنا؟ أجدني أطرح هذا السؤال كلما غابت عنا علامة من العلامات المتميزة في الثقافة العربية. لا أقلل من الأجيال الجديدة ولا القادمة. فكل جيل له طموحاته وعطاؤه المتميز.
لكن طرح مسألة استمرار الأجيال في تطوير مشاريع من سبقهم، من المهام التي ينبغي أن نفكر فيها ونوليها ما تستحق من العناية. ولا بد هنا من إثارة الذهنية الفردية التي هيمنت في متخيلنا الثقافي. إن الواحد منا لا يستنكف عن التعبير عن انتمائه إلى مشروع عرقي أو طائفي أو سياسي، لكنه حين يتعلق بالشأن الثقافي لا يتردد في الإعلان عن فرديته وهويته الشخصية. ولعل ذلك راجع إلى عوامل كثيرة، من بينها هيمنة صورة المبدع (الشاعر) في ثقافتنا. فكل يريد التميز في مجاله عمن سواه، رغم كون العمل الجماعي، وتطوير مشاريع الغير لا يلغيان الذاتية أو الفردانية.
لقد عبرت مرارا عن الانقطاع في صيرورتنا الثقافية، مقارنة مع ما نجد في الثقافات الأخرى المحيطة بنا، حيث نجد الأجيال تتسلم الأسئلة المشاريع التي سبقتها، وتعمل على حملها وتطويرها. لذلك لا يمكننا مثلا الحديث عن السرديات مع جيرار جنيت دون ربطها بالبلاغة الكلاسيكية. ولا تناول تودوروف دون الوقوف على جنيت، ولا كورتيس دون الإحالة إلى غريماس، بل إن السرديات ما بعد الكلاسيكية ما كان لها لتكون لولا السرديات الكلاسيكية.
من يمكن أن يعوض نبيلة إبراهيم التي غادرتنا مؤخرا؟ تعرفت على نبيلة، قبل أن أراها، من خلال مؤلفاتها في نقد الرواية وكتاباتها حول الثقافة الشعبية. لقد كانت أستاذة الأدب الشعبي في جامعة القاهرة، حصلت على الدكتوراه في الأدب العربي من ألمانيا عام 1961، وشغلت منصب عميد المعهد العالي للفنون الشعبية في أكاديمية الفنون في القاهرة ما بين عامي 1987 و1989. تركت نبيلة عدة مؤلفات، يتصل بعضها بنقد الرواية مثل: «نقد الرواية من وجهة نظر الدراسات اللغوية الحديثة و»فن القص بين النظرية والتطبيق»؛ وبعضها الآخر بالثقافة الشعبية: «سيرة الأميرة ذات الهمة: دراسة مقارنة»، و»الأسطورة»، و»قصصنا الشعبي من الرومانسية إلى الواقعية»، و»البطولة في الأدب الشعبي»، و»من نماذج البطولة الشعبية فى الوعي العربي» و»البطولات العربية والذاكرة التاريخية» و»الكون والإنسان في التعبير الشعبي».
ساهمت نبيلة، إلى جانب مؤلفاتها، بقسط وافر في ترجمة الدراسات المتميزة التي تعنى بالثقافة الشعبية والفلكلور. وعلى رأس ذلك ترجمة كتاب جيمس فريزر «الفلكلور في العهد القديم» في مجلدين كبيرين (صدرت الترجمة العربية للمرة الأولى عام 1972)، وترجمتها لكتاب فريدريش فون ديرلاين: «الحكاية الخرافية: نشأتها، مناهج دراستها، فنيتها»، ثم ترجمتها لكتاب «الماضي المشترك بين العرب والغرب ــ أصول الآداب الشعبية الغربية» لـ» أ.ل.رانيلا».
إن نبيلة إبراهيم، سواء من خلال مؤلفاتها أو ترجماتها تتقدم إلينا صاحبة مشروع ثقافي يعطي للثقافة الشعبية العربية بعدها الحقيقي في التأليف والترجمة. ولعل اهتمامها بالسرد ونقدها للرواية وليدا عنايتها بالثقافة الشعبية التي تقوم على أساس سردي. إنها بذلك تطور مشروع أستاذتها سهير القلماوي، التي كانت أول من أعدت كتابا شاملا عن ألف ليلة وليلة من الباحثات العربيات. وهي لم تكتف بتطوير هذا المشروع، بل إنها ألفت كتابا عن منجزات أستاذتها.
في كل آثار نبيلة نجد الباحثة المتميزة والمتمكنة من عدتها النظرية وتصورها الدقيق لمشروعها. لقد ساعدتها معرفتها باللغات وبالثقافة الشعبية الأجنبية على الإقدام على الدراسات الشعبية المقارنة، فبرز ذلك في تأليفاتها وترجماتها، حيث تبدو لنا المقارنة بجلاء بين الثقافة الشعبية الغربية والعربية، فأبرزت لنا العلاقات الوطيدة بين الثقافات الشعبية وصلاتها ببعضها، هي بذلك تبدو باحثة عالمة تستفيد من التقاليد الجرمانية في البحث والدراسة. ويتحقق ذلك بجلاء في كون كتاباتها عميقة لا تقف عند حدود سطح الظواهر والقضايا التي تتناولها بالدراسة، إنها في معالجتها لسيرة الأميرة ذات الهمة، لم تقف عند وصف السيرة أو تلخيصها، ولكن تعدت ذلك إلى مقارنتها بنظيراتها في الثقافة الغربية. وهو الأمر نفسه التي اهتمت به في قراءاتها للبطولة في ثقافتنا الشعبية العربية. ويمكننا قول الشيء نفسه في دراساتها المتميزة عن الرواية العربية، حيث كانت من الباحثات المصريات المتميزات اللواتي أولين عناية خاصة للتفاعل مع الدراسات البنيوية في تحليل الرواية، وكانت في ذلك من الرائدات.
يبرز لنا عمق تكوينها ودقتها في التعامل مع أبحاثها في اختيار الكتب التي تترجمها، فعلاوة على نجاحها في انتقاء الدراسات العميقة، لا تحس وأنت تقرأ كتاب فريزر أو فون ديرلاين أو رانيلا بأنك أمام كتاب مترجم. وفي هذا دليل على ميزة خاصة قلما نجدها عند المترجمين. حين علمت بأنها زوجة عز الدين إسماعيل قلت: «وافق شن طبقة». ولعل أهم خاصية تجمع بينهما هي العمق والدقة والصدق.
عطاء نبيلة إبراهيم في الثقافة الشعبية يدفعنا للتساؤل من يعوضها؟ حين وضعت عنوان المقالة لم أدر أنها تركت كتابا تحت عنوان: «ذات الهمة في القرن العشرين: يوميات نبيلة إبراهيم».

٭ كاتب مغربي

نبيلة إبراهيم: ذات الهمة

سعيد يقطين

إدارة الأمور بشخصانية تلغي أي ثقة بين الدولة ومواطنيها… وأحزان أبوتريكة تربك «جمهورية الخوف»

Posted: 28 Feb 2017 02:29 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: لا تزال قضية قتل وتهجير أشقائنا المسيحيين من العريش تحظى بالاهتمام الأكبر وزادته عمليات الجيش المتواصلة في العريش وتمشيطها بحثا عن الإرهابيين، وكذلك عملياته في جبل الحلال وقتل المزيد منهم والقبض على آخرين وتدمير مخازن أسلحة وعبوات ناسفة.
واستمرت الشكوى من الارتفاع المتواصل للأسعار ومهاجمة الحكومة، رغم انخفاض أسعار الدجاج بسبب مقاطعتها، ودخول الأقباط في فترة الصوم الكبير، والمخاوف من انفلونزا الطيور، رغم أنها لم تنشر على نطاق واسع، ولا زالت تحت السيطرة هي والحمى القلاعية التي أصابت المواشي في بعض المحافظات.
كما اهتمت الصحف المصرية الصادرة أمس الثلاثاء 28 فبراير/شباط بالتسهيلات الواسعة التي منحتها الحكومة لشركات السياحة، وإلغائها قرار زيادة رسوم التأشيرة على دخول البلاد، وكذلك تصريحات وزير النقل الروسي، الذي أكد فيها أن عودة السياحة ستتم الشهر المقبل.
وتواصل الاهتمام بمباريات كرة القدم على الكأس. وحملات الشرطة المتواصلة في جميع المحافظات لإعادة الانضباط في المرور، وإزالة التجاوازت والاعتداء على الأرصفة وأملاك الدولة، وكذلك إسقاط مجلس النواب عضوية النائب محمد عصمت السادات. والحقيقة أنه ليس حفيد الرئيس الراحل انور السادات وإنما ابن شقيقه عصمت واسمه الكامل محمد عصمت أنور السادات.
واهتمت الصحف كثيرا بجوائز الأوسكار والفائزين فيها، وكذلك الزيارة التي سيقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي للولايات المتحدة الأمريكية واجتماعه مع الرئيس دونالد ترامب وتعليق آمال كبيرة عليها، خاصة أن قائد القيادة المركزية الأمريكية كان في القاهرة منذ عدة أيام، واجتمع مع الرئيس السيسي، وبدأ الحديث عن عودة مناورات النجم الساطع بين الدولتين. وأبدت الصحف اهتماما متزايدا بقرب توقيع الاتفاق النهائي مع روسيا لإنشاء أربعة مفاعلات نووية في منطقة الضبعة، بعد أن أكملت وزارة الكهرباء والجيش البنية الأساسية للمشروع وانشاء مساكن بدوية للسكان بالمجان ومدارس ومستشفيات، بعد أن تنازلوا عن أراضيهم وباركوا المشروع. كما أن معارضيه بدأوا يطلون برؤوسهم من الآن، إذ شن سليمان جودة هجوما عليه في عموده اليومي في «المصري اليوم» (خط أحمر) وطالب بعد كل ما تم من انشاءات واتفاقات بعدم اتمامه، بحجة أن العالم كله يتخلى عن هذه المفاعلات. وتجاهل أن دولة الإمارات اتفقت مع كوريا الجنوبية لإقامة مفاعلات جديدة.
أما أعجب الحوادث فكانت إلقاء هيئة النيابة الإدارية القبض على رئيس مأمورية الضرائب العقارية في مدينة البلينا في محافظة سوهاج وحبسه احتياطيا لمدة ثلاثة أشهر، بعد اكتشاف أنه وضع كاميرات مراقبة في حمام السيدات لمراقبتهن، والأهم أنه حصل عليها من أحد الممولين ولم يسدد له ثمنها وقدره ستة عشر ألف جنيه. وإلى ما لدينا من أخبار..

قتل وتهجير المسيحيين

ونبدأ بردود الأفعال على كارثة ما حدث في العريش لأشقائنا المسيحيين، حيث قال الدكتور محمود خليل مستشار جريدة «الوطن»: «تابعت الطريقة التي تعاملت بها الحكومة مع أزمة الأسر القبطية النازحة من سيناء، واعترانى قدر لا بأس به من الدهشة، فكل الخطوات التي اتّخذت في هذا السياق تصب في خانة «التسليم بالأمر الواقع» ومحاولة ترتيب الأوضاع الجديدة لهذه الأسر. هل يكون السبب في العمل بهذا المنطق وجود رغبة في تفريغ سيناء من أهلها على الأقل في المناطق التي تشهد معارك قتالية مع الإرهابيين، حتى تستطيع قوات مكافحة الإرهاب التعامل المباشر مع أهدافها؟ ربما كان ذلك كذلك، لكن علينا ألا ننسى أن الجهات الأمنية سبق أن اتخذت قراراً بتفريغ المنطقة التي تمتد لمسافة تقدر بـ500 متر من حدودنا مع قطاع غزة من السكان، لتحويلها إلى منطقة عازلة. تهجير الأهالي تم في هذا السياق بقرار من الدولة، وكان مرده سبباً أمنياً يتعلق بالمواجهة مع الإرهاب، لكن الأمر يختلف أشد الاختلاف حين ننظر إلى مسألة نزوح الأسر القبطية من العريش، فهو لم يتم بإيعاز من الحكومة أو بتوجيه منها، بل تم بإرادة ذاتية يغذيها الخوف والضغوط التي يمارسها الإرهابيون عليهم. نحن أمام مشهد جديد كل الجدة خطير كل الخطر يستوجب من السلطة التحرك ضده بأسرع ما يمكن، على أن يكون أساس تحركها إعادة هذه الأسر إلى ديارها وفرض هيبة الدولة بعيداً عن المواجهة بأسلوب منح «البطاطين والمراتب» .

«هما المسيحيين على راسهم ريشة؟»

وإلى «المصري اليوم» وأحمد الصاوي الذي عالج القضية من منظور مختلف لأنه قال: «في هذا البلد طرفان كلاهما يريد منك تجاهل ما يتعرض له الأقباط «تحديداً» في شمال سيناء، أو على الأقل وبافتراض حسن النوايا، التهوين مما يجري والتعامل معه باعتباره عادياً جداً مقارنة بالأوضاع عموماً في سيناء. طرف «معارض» للسلطة يقول لك: «هما المسيحيين على راسهم ريشة؟» ثم يحدثك عما يعتبره انتفاضة من كتاب وإعلاميين لدعم المسيحيين، وهم الذين لم ينتفضوا بمثل هذا الشكل لدعم ضحايا ما يسمونه «العنف الرسمي» في فض التظاهرات والاعتصامات. وطرف «مؤيد» للسلطة وللغرابة يقول لك الجملة ذاتها: «هما المسيحيين على راسهم ريشة» ثم يحدثك عن عشرات الجنود من الجيش والشرطة والمدنيين الذين يموتون في سيناء في هجمات إرهابية، رافضاً أي حديث عن قصور في التأمين، خصوصاً لو حدثته عن جرائم بشعة تتم ضد مواطنين مسيحيين في العريش «حاضرة الإقليم» وعاصمته، ما يثير تساؤلا حول حقيقة وطبيعة الوضع الأمني عموماً في كل سيناء. هل المسيحيون فعلاً في مصر «على راسهم ريشة؟» الحقيقة أنها ليست ريشة واحدة، بل أربع ريشات ليس فقط في إشارة «شعبوية» إلى الصليب، وإنما لأن الواقع كله يفرض عليك أن تنظر إلى استهداف المسيحي تحديداً بنظرة مغايرة لاستهداف غيرهم من عموم المصريين، حتى لو كان الجميع يدفع الثمن ذاته».

زياد بهاء الدين:الدولة أخطأت
من قبل وتخطئ مرة أخرى

وفي «الشروق» أمس الثلاثاء شن الدكتور زياد بهاء الدين هجوما على طريقة مواجهة الدولة للمشاكل الطائفية وقال إن الحالة العاطفية للتضامن مع المسيحيين لن تحل الأزمة وطالب بإجراءات وقال: «الدولة أخطأت من قبل وتخطئ مرة أخرى حينما تستمر في سياستها الرافضة لتمكين منظمات المجتمع المدني من القيام بدور أكثر فاعلية في التوعية بالحقوق، والتواصل مع المناطق التي يسودها توتر طائفي، والعمل على التهدئة واستخدام آليات الإنذار المبكر، التي تساعد على تحقيق السلم الوطني. وطالما ظلت الدولة تنظر لكل نشاط أهلي بتوجس وعداوة، فسوف تظل تتعامل بمفردها مع قضايا اجتماعية بالغة التعقيد، ولا تصلح معها أدوات السلطة التقليدية وحدها. ثم أن هناك أيضا ضرورة ملحة لحسم موقف الدولة من التجاوزات التي تتم في حق المواطنين المسيحيين، في ظل الاعتراف الضمني بآليات الصلح العرفي والتهجير والمنع من ممارسة الشعائر الدينية تحت شعار التهدئة والاستقرار، وكسب ود التيارات المتشددة. لا بدأن يكون هناك قانون واحد يطبق على الجميع دون استثناء، ولا يفرق بين مسلم ومسيحي وإلا فالبديل هو الفوضى وشريعة الغاب. وأخيرا فإن التعامل مع الملف الطائفي لا يكون أبدا بحلول طائفية. المهجرون من العريش مسؤولية الدولة، وعليها أن تتصدر صفوف حمايتهم ورعاية مصالحهم، وليسوا رعايا الكنيسة كي تكون المظلة التي يجتمع حولها ممثلو الدولة المدنية، وهذا ليس انتقاصا من دور الكنيسة ولا لوما لمن لجأوا إليها في محنتهم، بل التأكيد على خطورة الاعتماد على حلول ترسخ الطائفية بدلا من أن تقاومها».

استئصال الإرهاب

لكن محمد عبد الحافظ رئيس تحرير مجلة «آخر ساعة» التي تصدر كل ثلاثاء عن مؤسسة أخبار اليوم كانت لديه خطة بديلة هي: «إذا كانت العقبة الرئيسية في إبادة الإرهابيين هي المدنيين وأهالينا في سيناء، فلنبدأ من الآن بنقل كل أهالينا من سيناء عبر خطة زمنية محددة إلى محافظات مدن القناة، عن طريق حصر كامل لأهالي سيناء من خلال كشوف سجلات الأحوال المدنية، سواء كانت شهادات ميلاد أو بطاقات شخصية، حتى تكون هناك حرية في تنفيذ العمليات العسكرية وعمليات الإبادة، وليتم غلق كل الأنفاق مع غزة، التي كانت ولا تزال سببا رئيسيا في تمويل الإرهابيين بالأسلحة والعتاد والأموال، ولتدك كل جحور وأماكن تمركز الإرهابيين بالصواريخ والقنابل والقذائف دون هوادة وبلا رحمة، فلا يمكن أن نصحوا كل يوم على خبر استشهاد جنود ومواطنين أبرياء برصاص غادر وعربات مفخخة وقنابل موقوتة وتفجير انتحاريين. سيناء مصابة بسرطان الإرهاب، ولا حل سوى الاستئصال حتى لا يستشري أكثر من ذلك. أعلم أن الاقتراح ليس سهلا في تنفيذه وسيلاقي هجوما كبيرا من الجنجوريين، الذين سيؤولون عمليات النقل المؤقت على أنها تهجير. كما سيلاقي رفضا من الكثيرين من أهالينا في سيناء، الذين يتربطون ارتباطا وثيقا برمال وشمس وهواء سيناء، كما سيكبد الذين سيتركون منازلهم جهدا وألما نفسيا، ولكننا في ظروف استثنائية، وآن الأوان لاستئصال الإرهاب الخبيث».

إشعال الفتنة الطائفية

وإلى «الأهرام» ومقال جميل عفيفي الذي هاجم في بابه «نظرة استراتيجية» من يشبهون ما يحدث في سيناء بأنه مثلما يحدث في سوريا والعراق وقال لهم: «في الوقت الذي تخوض فيه القوات المسلحة حربها ضد الإرهاب في سيناء، يخرج علينا من يستغلون بعض المواقف للهجوم على الجيش والدولة المصرية، وتصوير أن سيناء أصبحت خارج السيطرة، بل شبهها بعض منعدمي الضمير بسوريا والعراق. في البداية أرغب أن أوجه سؤالا لكل من يتحدث عما يجري في سيناء، خاصة مع الإخوة الأقباط، هل يعلم ماذا يدور على الأرض؟ هل يعلم كم التضحيات لرجال الجيش والشرطة؟ هل لديه خبرات بالمسائل العسكرية أو الاستراتيجية حتى يحلل ماذا يحدث وهو جالس على مكتبه أو أمام مواقع التواصل الاجتماعي ليكتب هراء يهدف به إلى زعزعة الاستقرار داخل الدولة المصرية؟ إن ما يحدث الآن في أرض سيناء من عمليات عسكرية ناجحة وإحكام السيطرة على منطقة جبل الحلال، وتكبيد العناصر الإرهابية خسائر فادحة في الأفراد والمعدات- سيعلن عنها في وقتها- فتسعى الجماعات الإرهابية بتشتيت الانتباه عن أحداث جبل الحلال، وتسعى إلى محاولة منهم لإظهار سيطرتهم على الوضع، خاصة في العريش وهو أمر غير صحيح بالمرة، فالجماعات الإرهابية أرادت أن تحقق ذلك عن طريق استهدافها بعض الأقباط، وتوجيه رسالة لهم بترك منازلهم لأن تلك الجماعات والأجهزة التي تحركهم تسعى إلى ايجاد فتنة طائفية في مصر حتى يتحقق لهم المراد».

«دقت ساعة العمل الثوري»

وآخر محطاتنا في هذه القضية ستكون في جريدة «الدستور» لنكون مع القس جورج حبيب بباوي وقوله في عموده «نبض القلم»: «ليست هذه قضية الأقباط، وتركيز الإعلام على الأقباط هو وقوع في فخ «داعش» ذاته، فالأقباط سلم لـ»داعش» للوصول إلى السلطة وحكم مصر وإقامة إمارة أو عدة إمارات، ومن لا يرى هذا الهدف هو من لم يسمع ولم ير ما حدث في العراق وسوريا، وما يحدث الآن في ليبيا. والإسلام، هو أحد سلالم السلم الصاعد إلى السلطة، لا شان له في ما حدث ويحدث في البلاد العربية التي أشرنا إليها. إسقاط الدولة المصرية لحساب من؟ أولا لحساب إسرائيل. وثانيا لحساب الغباء العربي الذي أراد حصار مصر بسد النهضة، كأن قوة مصر هي تهديد للعرب. أكاد لا أصدق أن الأغلبية الساحقة التي تحمل الوطنية المصرية في قلبها تظل صامتة وتجمع المال والدواء والمسكن لجروح النازحين، ولا تجمع قوتها في رد وطني ربما لغياب قيادة موحدة، وربما لأن العبء كله وضع على كتف الرئيس، ولكن كما كنا نغني في أيام مصر جمال عبد الناصر، دقت ساعة العمل الثوري لكفاح الأحرار للقضاء على كل أشكال التمييز الديني والطائفي في كل بيانات المواطن، وخلق تجمع وطني في كل حي وشارع وقرية، لكي تصحو مصر للعمل الوطني الإنساني تحيا مصر».

حكومة ووزراء

وإلى الحكومة ورئيسها الحالي شريف إسماعيل الذي تلقي أمس الثلاثاء هجوما عنيفا من كلاي وهو الاسم الذي توقع به «الأخبار» في صفحتها الثانية بروازها «بوكس» عندما قارن بين رئيس الوزراء السابق إبراهيم محلب والحالي وقال: «المهندس إبراهيم محلب كان ومازال «دينامو»‬ وهو يزاول مهامه، يعشق العمل الميداني وكنا نتفاجأ وهو رئيس للوزراء بأنه قد زار هذا الموقع أو ذاك،وتختلف الصورة حاليا مع المهندس شريف إسماعيل، فلا نذكر له على مدار 17 شهرا سوى جولاته إلى مجلس النواب، وجولتين بمناسبة كارثة السيول، الأولى في الإسكندرية وركب فيها المترو، ثم نزل من باب الصعود. والثانية للبحر الأحمر وستكون مفاجأة حقيقية لو زار أهلنا في الإسماعيلية الذين فروا من كارثة العريش».

الاستثمار السياحي

لكن كلاي تلقي بوكسا من شريف إسماعيل وأين في الصفحة الثالثة من العدد نفسه من «الأخبار» إذ نقل محمد البهنساوي تفاصيل الاجتماع الذي عقده شريف مع المستثمرين في شرم الشيخ، ووافق على مطالبهم بإيقاف القرار السابق بزيادة الرسوم على تأشيرات الدخول وقال:
«وصف المستثمرون المشاركون في الاجتماع بأنه تاريخي، للقرارات المهمة التي اتخذها رئيس الوزراء به، وتضمنت تلك القرارات مساواة مصر بالدول المنافسة لها سياحيا في رسوم المطارات، من إقلاع وهبوط ووقود. وطالب القطاع السياحي بإعداد تقرير حول نفقات المطارات المنافسة وتكليف وزير الطيران شريف فتحي بدراسة تنفيذها في أسرع وقت. كما كلف ممثلي جمعيات الاستثمار بإعداد دراسة خلال 48 ساعة حول الآثار السلبية للزيادة المقرر تطبيقها في رسوم التأشيرات، التي تم تأجيلها لأول يوليو/تموز المقبل، لإعادة النظر في تلك الزيادة أو إلغائها، إذا كان هذا في صالح القطاع السياحي. وأكد إسماعيل خلال اللقاء الذي شهد حوارا مثمرا مع المستثمرين، على أنهم على رأس اهتمامات الحكومة، باعتبارهم الأساس الذي تقوم عليه التنمية الاقتصادية. كما شدد على أن الدولة وفي مقدمتها القيادة السياسية تولي اهتماما كبيرا بصناعة السياحة ومساندتها في الظروف الحالية، ودعم كافة الجهود التي تؤدي إلى استعادة الحركة السياحية، مشيرا إلى أن هناك تعليمات دائمة للوزارات المختلفة بالتواصل مع المستثمرين السياحيين والاستجابة لمطالبهم.

الله يحب محدود الدخل

ونظل في عدد «الأخبار» نفسه لنكون مع عبد القادر محمد علي وإشادته الشديدة بوزير التموين الذي قال عنه في بروازه اليومي «صباح النعناع»: الله يحب محدود الدخل، ولذلك رزقه بوزير صالح اسمه علي مصيلحي يشعر بمعاناته ويعمل على إخراجه من دائرة الأنيميا الحادة إلى عالم البوفتيك والجمبري والجبنة الرومي. الوزير سيتقدم إلى الحكومة بخطة عاجلة لزيادة دعم المحدود على بطاقة التموين 3 جنيهات شهريا، كل جنيه ينطح جنيه، ممكن يشتري بيهم كوز درة أو خيارة أو يحطهم كل شهر في الحصالة وبعد 4 سنين يشتري كيلو لحمة للعيال».

معارك وردود

وإلى المعارك والردود المتنوعة التي بدأتها يوم الاثنين جريدة «الدستور» اليومية المستقلة في بابها اليومي «اشتباك» في الصفحة الأخيرة، وكانت ضد مقدم البرامج عمرو أديب وعنوانه «النبطشي» فلماذا يثير عمرو أديب كل هذا الصخب؟ قالت فيه: «تقول التجربة العملية إن عمرو أديب هو ي الأول في سوق الفضائيات المصرية، فهو الأعلى مشاهدة والأكثر تداولًا، يفرض نفسه على جلسات النقاش والحوار في كل مكان، يحصد إعجابًا متصاعدًا، كل يوم يدخل معارك حادة وصاخبة، كل يوم يثير العواصف حوله وحول من يتحدث عنهم كل يوم. التجربة العملية أيضًا تقول إن عمرو أديب نفسه هو ي الذي لا يتجاوز كونه أداة تسلية، فهو مجرد ميكروفون صاخب على الشاشة يتناول موضوعات جادة جدًا، لكن بأدائه الأراجوزي يجعلها بلا قيمة، للدرجة التي يمكن أن تتعامل بها مع عمرو على أنه «إفيه» طويل في عالم الفضائيات «إفيه» طويل لكنه غير ممل، وهو ما يشفع له كثيرًا، ويجعلنا نتغاضى عن الخلل الكبير في أدائه. عمرو أديب أقرب إلى نبطشي الأفراح هو الأكثر صخبًا، يُحيى الليلة كما ينبغي، يبعث في شرايينها الحياة والحيوية، لكن تأثيره يتلاشى بمجرد أن ينتهي دوره وهذا تحديدًا سر تألق عمرو وسر مأساته أيضًا. إنني أشفق عليه بشدة، فبعد أن يتقاعد لن يكون له ذكر في كتاب الإعلام الكبير، ربما يحظى فيه بجملة عابرة فهو إعلامي يعمل بلسانه دون أن يكون لعقله دور، ولذلك سيتلاشى مع كثير ممن يتبخرون من حولنا. ستسألنى: لماذا هذا الاشتباك مع عمرو أديب ما سببه ودافعه ومناسبته؟ سأقول لك لا سبب ولا دافع ولا مناسبة إنه مجرد اشتباك عن مجمل أعماله».
وللعلم نبطشي الأفراح يوجد في الأفراح في الأحياء الشعبية مع الفرقة الفنية، وهو يتلقي النقطة من كل من يصعد من الحاضرين لتقديمها تحية للعروسين، ولعدد من الحاضرين، والراقصة ترقص فتتوقف عن الرقص ويقول النبطشي للفرقة الموسيقية سلام مربع للجدعان فتعزف قطعة في ثوان ويذكر مقدم النقطة أسماء كل من يحييهم ويردد النبطشي وراءه الاسم وهكذا.

الحب والكراهية

وثاني المعارك ستكون في «المساء» ومع محمد أبو كريشة الذي أراد تدليع المجتمع وفئاته والإشادة بمحاسنها فقال أمس في الصفحة السادسة: «نحن في زمن الكارهين ولسنا في زمن المحبين، نحن صرحاء وواضحون وشجعان في الكراهية، لكننا جبناء ونخجل من الحب. يمكن لأي منا أن يقول للآخر أنا أكرهك، لكنه يخجل من أن يقول له أو لها أنا أحبك. الحب عندنا ضعف لكن الكراهية قوة. الحب نفاق لكن الكراهية شجاعة وصراحة ووضوح. الذي يقول نعم منافق والذي يقول لا قوي وشجاع. الموافق منافق والمعارض قوي وبطل وناشط سياسي أو حقوقي أو أخ مؤمن ومسلم هكذا بلا شروط ولا تحفظات».

رد الجميل

وننتقل إلى «المصريون» ومقال رئيس تحريرها جمال سلطان عن أحزان أبو تريكة يقول: «أتت وفاة والد النجم المصري واسع الشهرة والاحترام ـ داخل مصر وخارجها ـ محمد أبو تريكة وما ارتبط بها من مواقف وردود أفعال، لكي تكون قاصمة الظهر في سمعة النظام السياسي بكامله، ومنذ البداية لم يكن أحد في مصر والعالم يصدق صحة اتهام هذا النجم الكبير بالإرهاب أو دعم الإرهاب، وطرحت تفسيرات كثيرة لهذا الأمر، أغلبها يصب في خصومة شخصية بين النجم الكروي وقيادة عسكرية رفيعة سابقة، على خلفية مذبحة استاد بورسعيد، التي راح ضحيتها عشرات من الشباب المشجعين للنادي الأهلي، ولم يطرح أحد أبدا فرضية أن أبو تريكة متورط في الإرهاب، أو دعم الإرهاب، واستغرب الجميع مثل هذا الكلام، وكانت هذه الورطة الأولى التي تورط فيها النظام، لأنه أساء إلى سمعته ولم يسيء إلى سمعة أبو تريكة، وأهدر مصداقية اتهامات الإرهاب التي تتم بعثرتها هذه الأيام بصورة مدهشة، كما أتى قرار التحفظ على أمواله وممتلكاته ليضيف بعدا «ثأريا» للخصومة، خاصة أن القاصي والداني يعرف أن تلك الثروة المحدودة هي حصاد إنجازاته لصالح الكرة المصرية، وما أضاف لها من بطولات، ولاسم مصر نفسها من أمجاد رياضية، فيكون هذا هو رد الجميل الذي تقدمه مصر للشخص الذي صنع لها كل تلك البطولات والحضور الإقليمي والإفريقي والعالمي .. ما حدث مع أبو تريكة أعطى انطباعا داخليا ودوليا عن أن مصر تحولت إلى «جمهورية خوف»، حتى أن نجما كبيرا ويحظى بجماهيرية طاغية وغير مسبوقة في بلده والعالم مثل محمد أبو تريكة، يخاف أن ينزل إلى بلده، رغم أنه غير متهم بشيء محدد حتى الآن، ويصل الأمر إلى حد أنه هو ومعارفه وأقاربه لا يثقون نهائيا في أي التزامات أمنية أو قانونية، ويتعاملون معها على أنها «فخ» لاصطياده، وأي عقل سياسي في أدنى درجات الوعي يدرك أن هذا كله يمثل خسارة فادحة لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، بل كارثة على سمعته وعلى صورة مصر، وحتى على ثقة شركات السياحة العالمية بأوضاعها، وهي خسارة مستمرة وستظل تنزف من سمعة النظام والثقة فيه طالما بقي أبو تريكة خارج البلاد خائفا، وطالما بقيت تلك الاتهامات الغرائبية تلاحقه، وطالما بقيت الأمور تدار في مصر بشخصانية مخيفة، تهدر أي قواعد وتلغي أي ثقة بين الدولة ومواطنيها، وتسقط أي ضمانات، حتى لو كانت نصا دستوريا فكل شيء جائز، وكل شيء ممكن، وانت وحظك» .

«مجتمع السداح مداح»

وعن غياب المفاهيم تكتب لنا مي عزام في «المصري اليوم» قائلة: غياب المفاهيم في بلدنا، يؤدي إلى الفشل في تقييم التجارب والسياسات، فلا توجد معايير محددة للتقيم، كما أنه لا يوجد سلم للقيم بين الناس، والتي يجب أن تسود ويكون عليها إجماع مجتمعي، ولا تحديد لواجبات المواطن وحقوقه، ولا واجبات الرئيس ومسؤولياته وحقوقه، ولا الحدود الفاصلة بين السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية ومهام كل منها، لذلك نجد سلطة تتغول على أخرى وتتسلط عليها، مازلنا نعيش في مجتمع السداح مداح، فلا غرابة أن تجد من يخرج علينا بأفكار شاذة ليدعي أنها اختراع، أو قرارات عقيمة يدعى أنها عين الحكمة وطريقنا إلى المستقبل أو توصيف للشعب المصري يعتبر أنه ذروة الحكمة والفلسفة والحداثة.

ترتيبات وراء الكواليس

«قد تكون للنائب إسماعيل نصر الدين قناعاته الراسخة وراء دعوته لإجراء تعديلات دستورية على المادة 140، لتسمح بتمديد فترة رئاسة الجمهورية لتصبح 6 سنوات بدلا من 4 فقط، ولعدد غير محدود من الدورات، ولكنه فشل فشلا ذريعا في إقناع الكاتب محمد عصمت في «الشروق» بأسبابه التي أعلن أنها وراء سعيه لإقرار هذه التعديلات، والتي تنحصر في أن الرئيس السيسي يحتاج إلى وقت أطول لتنفيذ برنامجه السياسي، لأن الرئيس نفسه لم يطرح أي برنامج انتخابي إبان ترشحه للرئاسة. ومع ذلك، فقد تكون هنا أسباب أخرى وراء إقدام النائب على هذه الخطوة، التي بدأ في تنفيذها فعليا يوم الأحد الماضي، بجمع توقيعات من أعضاء البرلمان، للتصويت على هذه التعديلات في إحدى الجلسات العامة، قبل طرحها للاستفتاء الشعبي، رغم أنه كان من الواجب على هذا النائب أن يطرح هذه الأسباب للنقاش المجتمعي قبل تحركه داخل البرلمان، خاصة أن اقتراحه لهذه التعديلات يثير العديد من التساؤلات المهمة، منها ما يتعلق بموقف الرئاسة أساسا منها، وبمدى القبول الشعبي لها في هذا التوقيت الذي يشهد موجات متتالية من ارتفاع الأسعار، والذي يتزامن مع الأحداث الدامية التي تعرض لها الأقباط في العريش.. ومنها ما يتعلق بالحرج الذي قد يصيب أعضاء المجلس إذا رفضوا التعديلات، أو إذا رفضها الشعب في الاستفتاء المزمع تنظيمه.. ومنها ما يتعلق بما إذا كانت هناك ترتيبات في الكواليس لكي يقوم هذا النائب بهذه الخطوة، خاصة أن هذا النائب لم يقدم لنا أي توضيح لمبرراته السياسية وراء تقديمه تعديلات على المادة 190، تتعلق بنزع اختصاصات مجلس الدولة الحصرية في مراجعة القوانين المعروضة عليه، ليقتصر دوره على مراجعة مشروعات القوانين قبل إرسالها إلى مجلس النواب. الغموض الذي يحيط بتحركات هذا النائب، تستدعي للذاكرة تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ عامين قبل انتخابات البرلمان، التي قال فيها إن «دستور مصر كتب بنية حسنة والدول لا تبنى بالنوايا الحسنة»، والتي تلتها حملات من بعض القوى السياسية على رأسها «تيار الاستقلال وتحالف الجبهة المصرية، مطالبة بتمديد الفترة الرئاسية لـ 6 سنوات، ثم اختفت تماما هذه الحملات بمجرد إحجام الرئيس عن فتح الموضوع مرة أخرى. هذه الغموض يمتد أيضا إلى طبيعة ومغزى هذه التعديلات، وهل تعني مد الفترة الحالية للرئيس السيسي سنتين إضافتين وتأجيل الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 2018؟ أم أنها ستطبق على الرئيس الفائز فى هذه الانتخابات أيا كان اسمه؟ وما هو التكييف الدستوري والقانوني لإضفاء الشرعية على تأجيل الانتخابات الرئاسية؟ وإذا لم يتم تأجيلها فما هو السبب للقيام بهذه التعديلات الآن؟ خلال السنوات الثلاث الماضية، لم يواجه الرئيس السيسي أي معارضة سياسية تذكر ضد توجهاته الاقتصادية والطبقية بكل القرارات الصعبة التي تحملها ملايين المصريين، لم تندلع ضده أي مظاهرات، ولم تشهد الشوارع احتجاجات لها قيمة، وحتى وقف اتفاق تعيين الحدود البحرية مع السعودية، جاء بحكم قضائي وليس بتحركات شعبية من أي نوع، ومن هنا فإن الرئيس لم يواجه أي صعوبات خارجة عن إرادته عرقلت تنفيذه لبرنامجه، وتتطلب مد فترته الرئاسية الأولى، خاصة أنه يستطيع الترشح لولاية ثانية، ستوفر له الوقت الكافي الذي يرى النائب ومن يؤيدونه، أن الرئيس يحتاجه. اللعب مع الدستور بهذه الطريقة ينتقص من هيبة الدولة، وينتقص من البرلمان، بل ويسيء للحياة السياسية كلها في مصر».

معارك الإسلاميين

وإلى الإسلاميين ومعاركهم ومطالبة البعض بأن تكون مدة شيخ الأزهر محددة، وأن يكون لرئيس الجمهورية حق اختيار أعضاء هيئة كبار العلماء، وهو ما اعتبرته جريدة «عقيدتي» الدينية محاولة للهجوم على الأزهر، ونشرت تحقيقا لطارق عبد الله جاء فيه: «يتساءل فضيلة الشيخ عثمان إبراهيم عامر من علماء الأزهر الشريف ماذا تريدون من الأزهر، ومن شيخ الأزهر؟ قائلا الأزهر بمؤسساته وهيئاته ذلكم المعهد العريق الذي أسس ليكون مكان الدعوة إلى الله على بصيرة وليكون مثابة وموئلا لطلاب العلم الشرعي واللغة العربية، من أرجاء الدنيا وأصقاع المعمورة ورحم الله الشاعر أحمد شوقي حيث قال عنه « قم في فم الدنيا حي الأزهر ـ نثر على سمع الزمان الجوهرا ـ وأذكره بعد المسجدين معظما – لمساجد الله الثلاثة مكبرا». وهو يقوم بدوره خير قيام منذ أكثر من ألف عام ولا ينتظر من أحد جزاء ولا شكورا.

إدارة الأمور بشخصانية تلغي أي ثقة بين الدولة ومواطنيها… وأحزان أبوتريكة تربك «جمهورية الخوف»

حسنين كروم

شيخ الأزهر: التطرف الإسلامي متهم والمسيحي واليهودي لا ينظر إليه

Posted: 28 Feb 2017 02:29 PM PST

القاهرة ـ»القدس العربي»: قال شيخ الأزهر أحمد الطيب، أمس الثلاثاء، إن «الإسلام والمسيحية واليهودية مشتركة في قضية الإرهاب الديني»، موضحاً:» بينما مر التطرف المسيحي واليهودي دون النظر له، أدين الإسلام ووضع في قفص الاتهام».
جاء ذلك خلال كلمته أمس في افتتاح «مؤتمر الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل»، الذي ينظمه الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين في أحد فنادق القاهرة بمشاركة 50 وفدا أجنبيا.
وقال شيح الأزهر إن «هناك من يتهمون الإسلام باعتباره بنيان التدمير الذي دمر مركز التجارة العالمي، ومسرح باتكلان، ومحطات المترو في بروكسل»، مضيفًا: «هناك نقص في فهم التعاليم الصحيحة للدين».
وأعتبر أن «مؤتمر الأزهر ومجلس حكماء المسلمين الذي ينعقد تحت عنوان «الحرية والمواطنة بين التنوع والتكامل»، يعقد في ظروف استثنائية وفترة قاسية تمر بها المنطقة والعالم كله، بعد أن اندلعت نيران الحروب في المنطقة العربية والإسلامية دون سبب معقول ومبرر منطقي واحد يتقبله الإنسان في القرن الواحد والعشرين».
وأضاف: «من المحزن تصوير الدين فب هذا المشهد وكأنه نيران هذه الحروب، واعتبار الإسلام هو أداة التدمير التب انقضت بها جدران مركز التجارة العالمي، ومحطات المترو، وسحقت بتعاليمه أجساد الأبرياء فب مدينة ميس وغيرها من مدن الشرق والغرب».
وشدد على أن «رسالة الأنبياء تصطدم اصطداما مدويا بكل التفسيرات المغشوشة التي تخطف بها النصوص المقدسة لتصبح فى يد القلة المجرمة الخارجة عليها، وكأنها بندقية للإيجار تشعل النار لمن يدفع الثمن المطلوب من سمسارة الحروب وتجار الأسلحة ومنظري فلسفة الاستعمار الجديد».
وتابع «القضية برمتها ليست من الدين، وأن المسألة هي توظيف الإسلام في هذه الدماء. تخطف النصوص المقدسة لتصبح في يد قلة مجرمة خارجة عليها كأنها بندقية بالإيجار تشعل النار لمن يدفع الثمن من تجار الحروب والأسلحة، مطالبًا، بالإمعان في النظر في هذه الشرذمة التي ترفع راية واحدة هي راية الإسلام ثم لا تلبث أن تكر بعضها في التخوين والتكفير والخروج على الملة لأن القضية برمتها ليست من الدين والمسألة هي توظيف الإسلام».
وبين أن «المهمة لم تكن مهمة تصويب الدين عند من زعموا فرط عقده، وأن عليهم تجديده وتصحيحه، بل المسألة هي أرواح تزهق ودماء تهدر وتجري كالأنهار واجتراء على منجزات الإنسان».
وأضاف: «هذه الشرذمة كانت إلى عهد قريب جدا محدودة الأثر، وكانت عاجزة عن تشويه صورة المسلمين إلا أنها الآن تجيش العالم كله ضد هذا الدين الحنيف الرحيم وحسبنا ما يسمى الإسلاموفوبيا التي انعكست آثارها البالغة على المسلمين في الدول الغربية «.
وواصل: ولسنا بصدد البحث عن الإسلاموفوبيا ولا الإرهاب ولسنا بصدد التساؤل عن الإرهاب هل هو صناعة محلية أو إعلامية أحكمت حلقاتها ودبرت بليل في غفلة تواطؤ من الكثير من الساهرين على حقوق الإنسان والحرية والمساواة والمواثيق الدولية التي نحفظها عن ظهر قلب.
وتابع: البحث في أسباب ذلك واجب رجال الدين والمفكرين لتعرية هذا الوباء الحديث وتحديد المسؤول عن الدماء الأشلاء التي تراق.
وعن الإسلاموفوبيا قال الشيخ، إن العالم يكيل بمكيالين، رغم أن الإسلام والمسيحية واليهودية مشتركة في قضية الإرهاب الديني.
وضرب أمثلة للعنف المسيحي واليهودي في العالم، معتذراً: «لم أقصد أن أنكأ جراحا أو أذكي صراعا فهذه ليست رسالة الشرق ولا الأزهر الشريف، أردت أن أقول الإسلاموفوبيا إذا لم تعمل على التصدي لها ستطلق أشرعتها نحو المسيحية واليهودية عاجلًا أو آجلا».
وقال إن «المتربصين بالأديان من الملحدين والمروجين للفلسفات المادية وأقبية النازية والشمولية وإباحة المخدرات وتدمير الأسرة وقتل الأجنة وحق التحول الجنسي» مضيفًا: «كل هذه الدعوات قادمة بقوة وتعلن بصراحة أن الدين هو أول ما ستكسحه في طريقها لأنه مصدر الحروب المسيحية الحروب الصليبية والإسلام الإرهاب، ولا حل إلا بإزالة الدين من الأرض».
وأشار إلى أن هؤلاء يصمتون عن قتلى الحروب التي أشعلها العلمانيون في مطلع القرن الماضي ومنتصفه دون علاقة بالدين
وقال: «هناك خطة أخرى وهي النزول بمبادئ الأديان وأخلاقيتها للواضع المضطرب وهذه الخطوة تتطلب تجهيزات ضرورية أولها إزالة ما بين رؤساء الأديان من بقايا توجسات ومخاوف غير مبررة، ما لم يتحقق السلام بين دعاة الأديان لن يمنحوه للناس».
واستطرد: «هذا يبدأ بالتعارف والتكامل والتعاون وهو مطلب ديني في المقام الأول والقرآن ينبهنا إلى ذلك».
وعن دور الأزهر قال: «حين يدعو الأزهر إلى نشر المواطنة بديلا عن الأقلية والأقليات يدعو إلى مبدأ دستوري طبقه الرسول الكريم على أول مجتمع مسلم في التاريخ وهو دولة المدينة حين ساوى بين المهاجرين والأنصار واليهود في الحقوق والواجبات».
ومن المقرر أن يصدر عن المؤتمر، الذي يستمر لمدة يومين، «إعلان الأزهر للعيش الإسلامي – المسيحي المشترك»، الذي يقتضي العيش سويا في ظل المواطنة والحرية والمشاركة والتنوع، وهي الرسالة التي يوجهها الأزهر ومجلس حكماء المسلمين، ورؤساء الكنائس الشرقية وكذلك علماء الدين ورجاله، وأهل الرأي والخبرة والمسؤولية إلى كافة الشعوب وصناع القرار فيها.
وشارك في الافتتاح أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، والبطريرك مار بشارة الراعي بطريرك الموارنة في لبنان، والبطريرك يوحنا العاشر اليازجي بطريرك الروم الأرثوذكس، والكاثوليكوس ارام الأول كشيشان بطريرك الكاثوليك في لبنان، والقس حبيب بدر رئيس الطائفة الإنجيلية في لبنان.
وسيبحث المؤتمر 4 محاور، يتضمن الأول المواطنة، وفيه الموضوعات التالية: خصائص المواطنة وشروطها فى عالم اليوم، الأوضاع الحاضرة لعلاقات المواطنة في العالم العربي في النصوص والنفوس، والوقائع، رابطة المواطنة: أبعادها ومستقبلها، الأزهر وسؤال المواطنة.
كما يتضمن المحور الثاني، الحرية والتنوع، ويتضمن الموضوعات التالية: حرية الأفراد وهوية الجماعات، الحرية في الممارسة واحترام التنوع، الأديان والحريات، دور الدولة في صون الحريات وحماية التنوع، أما المحور الثالث فسيدور عن: التجارب والتحديات، ويتضمن الموضوعات التالية: مبادرات الأزهر، المبادرات المسيحية، الكلمة السواء، المبادرات المشتركة، والمحور الرابع: المشاركة والمبادرة، ويتضمن الموضوعات التالية: العمل مًعا لدرء مخاطر التفكك والانقسام، العمل معا في مواجهة التعصب والتطرف والإرهاب، العمل مًعا في ترسيخ شراكة القيم وتفعيلها، العمل مًعا للحيلولة دون توظيف الدين في النزاعات، العمل مًعا من أجل مشاركة أوسع في الحياة العامة.

شيخ الأزهر: التطرف الإسلامي متهم والمسيحي واليهودي لا ينظر إليه

تامر هنداوي

حكومة الأسد تنزع من مدير أوقاف حلب مناصبه الدينية وتعاقبه دينياً ودنيوياً

Posted: 28 Feb 2017 02:28 PM PST

حلب ـ «القدس العربي»: سنت حكومة النظام السوري عبر وزير الأوقاف فيها، أمراً إدارياً يقضي بمنع مدير أوقاف حلب السابق عبد القادر الشهابي من ممارسة وظيفته الدينية بشكل كامل، وكذلك تعريته من المناصب الدينية كافة التي كان يشغلها، كما شمل القرار الرسمي منعه من العمل الديني مستقبلاً وكذلك مصادرة كامل أملاكه المنقولة وغير المنقولة.
قرار معاقبة مدير أوقاف حلب الشهابي صدر عن وزير أوقاف النظام السوري محمد السيد في الـ 22 من شهر شباط/ فبراير الجاري، وحمل القرار الإداري رقم /365/، فيما أعلن عنه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الإعلامي المقرب من العميد سهيل الحسن (النمر) قبل أيام.
وقال الإعلام الرسمي السوري أن الشهابي متورط على حد وصفها بالعديد من القضايا، أهمها الفساد، واستغلال المنصب، وهدر العمل المال العام، وإساءة استخدام السلطة، فيما لم يتم التأكد من جهات مستقلة ما خفايا هذه القرارات الصارمة، حيث يعتبر الشهابي أحد أبرز أئمة الدين المقربين من الأسد وزوجته أسماء في حلب.
العقوبات التي أقرتها وزارة أوقاف النظام السوري بحق مدير أوقافها في حلب، تمنع من أن يمارس أي ناشط ديني بعد تاريخ قرار العقوبة، بما فيها حرمانه من إمامة أي مسجد، أو ممارسة الخطابة الدينية في المساجد السوري، وكذلك شمل القرار، أوامر صادرة عن وزير مالية النظام السوري بالحجز الاحتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة.
من جانب آخر، أقدم وزير أوقاف النظام السوري، على تعيين الدكتور محمد رامي العبيد مديرا لأوقاف لمحافظة حلب، خلفاً للشهابي، فيما انقسم الشارع الموالي للأسد حول القرار، فمنهم من انهال بالشتائم التي طالت الشهابي ودعوات بمعاقبته بأشد العقوبات، فيما تحدثت مصادر موالية بأن القرار الصادر بحق الشهابي ليس إلا تصفية حسابات بين «المافيات» الداخلية التي تقود النظام السوري، وأن السرقة وهدر المال واستغلال السلطة فجميعهم يتشاركون بها.
وكانت سلطات النظام السوري قد أحالت مدير أوقاف حلب عبد القادر الشهابي إلى القضاء في السادس من شهر حزيران/يونيو من عام 2015 بعد توجيه عشرات التهم له، برفقة العديد من الشخصيات الدينية المقربة من الشهابي آنذاك.
وفي شهر تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2015، فجر الدكتور الشهابي مفاجأة من العيار الثقيل، بعد أن وصف أسماء الأخرس زوجة بشار الأسد بأنها «سيدة نساء العالمين والقديسة»، كما قال عن أسماء بأنها «حجزت مكانتها في الجنة»، وأضاف «إن الله عز وجل قد أرسلها لتكون سنداً وعوناً للسيد القائد حامي الأرض والعرض»، كما بشر الشهابي أسماء الأخرس بأنها في الجنة بصحبة «مريم العذراء، وفاطمة الزهراء».
كما كان للشهابي ومثله العديد من أئمة الدين دور بارز في تبرير ما ارتكبه النظام السوري بحق الشعب السوري، وكذلك تحريض الشباب والرجال على التجنيد لصالح النظام السوري بذريعة مكافحة الإرهاب في سوريا.

حكومة الأسد تنزع من مدير أوقاف حلب مناصبه الدينية وتعاقبه دينياً ودنيوياً
رغم وصفه لأسماء الأخرس بأنها «قديسة» وأنها «ضمنت مكانها في الجنة»
هبة محمد

صفاقة الإمبريالية… أمريكية أكانت أم روسية

Posted: 28 Feb 2017 02:28 PM PST

يذكّرنا نمطٌ من الأنماط المميّزة للإمبريالية في عصرنا بذلك الزجّاج الذي مثّله تشارلي تشابلن في إحدى روائعه السينمائية الصامتة، فيلم «الولد» أو «الصبي» (The Kid)، وهو زجّاج يستخدم صبياً مكلّفاً برمي الحجارة على نوافذ المنازل لكسر زجاجها بحيث يخلق للزجّاج فُرَصاً لكسب الرزق.
فلمّا قامت الولايات المتحدة سنة 1991 بإرجاع العراق إلى العصر الحجري، حسب التعبير الذي ورد آنذاك في تقرير موفد مجلس الأمن الدولي، وذلك بتحطيم بنيته التحتية على أوسع نطاق، كان أصحاب شركات المقاولة والبناء الأمريكية يفركون أياديهم تحسباً لنيل شركاتهم القسط الأكبر من سوق إعادة بناء العراق المدمَّر. وفي انتظار استكمال شروط تلك العملية، استفادت الشركات المذكورة من إعادة بناء الكويت التي دمّرها «التحرير» الأمريكي أكثر مما دمّرها الاحتلال العراقي. ولمّا توفّر الظرف السياسي الملائم، بفضل أسامة بن لادن وعمليات 11 أيلول/ سبتمبر الإجرامية، كي يستكمل جورج دبليو بوش ما بدأه والده من تحطيم للعراق تمهيداً لاحتلاله، كانت الشركات ذاتها تتلذّذ بالتفكير بالأرباح الطائلة التي سوف تجنيها من إعادة بناء البلد المنكوب.
وقد تكرّر المشهد ذاته عندما قامت طائرات الحلف الأطلسي بقصف ليبيا وإشاعة التدمير فيها فوق ما دمّره مجنون ليبيا ذاته، فكانت شركات المقاولة والبناء الأمريكية والأوروبية، ولا سيما الفرنسية والإيطالية والبريطانية، تحثّ حكومات بلدانها على التأكد من ضمان حصتها في سوق إعادة البناء المرتقبة في ليبيا.
والحال أن العراق وليبيا بلدان يتمتّعان بثروة نفطية عظيمة تجعل منهما زبونين على درجة عليا من الاقتدار وتجعل من سوق البناء فيهما سوقاً بالغة الجاذبية، شأنهما في ذلك شأن الكويت وشأن دول مجلس التعاون الخليجي برمّتها (طبعاً، من باب البناء وليس إعادة البناء في حالة الدول الأخيرة). لكنّ الرياح جرت بما لم تشتهِ سفن المقاولين، فالعراق وليبيا غرق كلاهما في انعدام خطير للأمن، جعل كلفة عمل الأجانب فيهما باهظة لشركات مضطرّة قانونياً إلى تأمين عمّالها.
وها أن الإمبريالية الروسية تلعب اللعبة ذاتها بدورها. فبعد أن ساعدت آل الأسد على تحطيم سوريا بمدّهم بسلاح الجوّ وغيره من وسائط التدمير، انخرطت مباشرة في عملية التحطيم محققةً فيها نقلة نوعية بتدخّلها العسكري المباشر منذ أيلول/ سبتمبر 2015. وتمتّعت روسيا بتدمير سوريا بطائراتها وصواريخها مثلما فعلت واشنطن في العراق، بل بصورة أشرس إذ أن الأمريكيين حاولوا الحدّ نوعاً ما من إسقاط الضحايا بين المدنيين خشية من الرأي العام في بلادهم بخلاف نظام فلاديمير بوتين السلطوي الذي كمّ أفواه معارضيه.
وقد حرصت موسكو على ضمان حصول شركات المقاولة والبناء لديها على «حصة الأسد» (والتعبير مناسب جداً في هذا الصدد) في سوق إعادة بناء سوريا المرتقبة. ففي نيسان/ أبريل من السنة الماضية، وقّعت موسكو ودمشق اتفاقات خاصة بإعادة إعمار سوريا بمبلغ إجمالي ناهز ملياراً من الدولارات. وفي تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، زار سوريا للغرض نفسه نائب رئيس الوزراء الروسي، دميتري روغوزين، فكانت زيارته مناسبة كي يصرّح وزير خارجية آل الأسد، وليد المعلّم، أن روسيا سوف تكون لها الأولوية في عقود إعادة بناء سوريا (حسب وكالات الأنباء السورية والروسية).
بيد أن سوريا ليست دولة نفطية غنيّة، وفقرها بالذات سببٌ رئيسي لقلّة اهتمام الولايات المتحدة بمصيرها إذ لا ترى فيها كنزاً يستحق القتال من أجل وضع اليد عليه. وبالطبع، لا تنوي روسيا بتاتاً تكرار ما فعلته الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية عندما موّلت إعادة بناء أوروبا بضخ الرساميل فيها من خلال «خطة مارشال». فروسيا دولة إمبريالية فقيرة نسبياً (سبق أن ذكرنا أن الناتج المحّلي الإجمالي الروسي كان دون ناتج كوريا الجنوبية بأسعار السوق في عام 2015)، وحكمها أبعد ما يكون عن الإيثار والتفاني من أجل الغير على حساب النفس، شأنه في ذلك شأن أي دولة إمبريالية (كانت «خطة مارشال» في جزء منها تمويلاً حكومياً أمريكياً لتمدّد الشركات الأمريكية في أوروبا).
فما كان من موسكو، وقد بدأت تسعى وراء تحقيق «سلم روسي» في سوريا على غرار «السلم الأمريكي» الذي تعمل واشنطن على فرضه حيثما تيسّر لها، ما كان من موسكو سوى أن طلبت من الدول الغربية تمويل إعادة بنائها لسوريا! فقبل أيام، جمع نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، سفراء دول الاتحاد الأوروبي في موسكو ليحثّهم على الاستعداد لتمويل إعادة إعمار سوريا، مؤكداً على أن الأمر سوف يحتاج إلى عشرات المليارات من الدولارات وأن روسيا لن تدفع شيئاً في سبيل ذلك المجهود (نقلاً عن صحيفة «فايننشال تايمس» في 23 شباط/ فبراير).
خلافاً لزجّاج تشارلي تشابلن، تقوم الدول الإمبريالية بتحطيم النوافذ بأياديها مباشرة، قبل أن تفرض على أصحاب المنازل تمويل تركيبها لنوافذ جديدة. وفي حالة الإمبريالية الروسية في سوريا، وصلت الصفاقة إلى حدّ طلبها من المنافسين الإمبرياليين أن يتولّوا هم تمويل إعمارها لما خرّبته بيدها.

٭ كاتب وأكاديمي من لبنان

صفاقة الإمبريالية… أمريكية أكانت أم روسية

جلبير الأشقر

«البوليساريو» تصعد التوتر بزيادة إجراءات السيطرة على المنطقة

Posted: 28 Feb 2017 02:27 PM PST

الرباط ـ «القدس العربي»: لم تتبدد اجواء التوتر، بين المغرب وجبهة البوليساريو، في منطقة الكركرات، جنوب المغرب، رغم اعلان المغرب سحب قواته من المنطقة الفاصلة بين الجدار الامني وحدوده مع موريتانيا، حيث صعدت جبهة البوليساريو التي تنشر قوات بالمنطقة ولم تسحبها، من إجراءات السيطرة على المنطقة.
وافادت تقارير نشرت في المغرب امس الثلاثاء، ان عناصر مسلحة تابعة لجبهة البوليساريو فرضت على حركة عبور الشاحنات والسيارات الصغيرة والأفراد القادمين من المغرب المتوجهين إلى موريتانيا سلسلة إجراءات وقوانين خاصة.
ونقل عن «أنباء أنفو» الموريتانية ان الجبهة حددت تمام الساعة السابعة مساء كل أيام الأسبوع موعداً لمنع الحركة بمنطقة الكركرات وقررت منع العبور في الإتجاهين على السيارات التي تحمل في لوحاتها الرقمية خريطة المملكة المغربية الرسمية.
واستولت عناصر من جبهة البوليساريو الإثنين على مواقع كانت مركزاً محصناً يتواجد فيه الدرك الملكي المغربي قبل قرار سحبها «بتعليمات من الملك محمد السادس، منذ الأحد، في انسحاب أحادي الجانب وقال بلاغ لوزارة الخارجية والتعاون المغربية أن هذا الإجراء جاء «احتراماً وتطبيقاً لطلب الأمين العام، وبشكل فوري».
وبعد مدريد وباريس وواشنطن، رحبت الأمم المتحدة، على لسان المتحدث باسم الأمين العام، بقرار المغرب بالانسحاب الأحادي الجانب من منطقة الكركرات ووصفتها بـ»الخطوة الإيجابية».
وقال ستيفان دوجاريك «إننا نرحب بكل تأكيد بهذا القرار، ونراه خطوة إيجابية»، وإن الأمم المتحدة «تأمل أن ترى تهدئة عامة من حدة التوتر» مشددا على أن «مراقبي بعثة المينورسو أكدوا اليوم أن العناصر المسلحة المغربية انسحبت من الكركرات، مجدداً التأكيد على أن الأمين العام يرحب بهذا الانسحاب».
وقالت متحدثة باسم الاتحاد الأوروبي إن إعلان المغرب عن انسحاب أحادي الجانب من منطقة الكركرات يعد «خطوة هامة» وأنه «يتعين على جميع الأطراف احترام بنود وقف إطلاق النار، ومواصلة العمل من أجل مصلحة واستقرار المنطقة».
وأضاف البلاغ أن الاتحاد الأوروبي، «يدعم جهود الأمين العام للأمم المتحدة من أجل تحقيق سلام عادل ودائم ومقبول» من الأطراف لقضية الصحراء «في سياق توافقات تنسجم مع مبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة».
هذا الترحيب الدولي، الذي اعتبرته الاوساط المغربية «حصاراً» على جبهة البوليساريو، قوبل بموقف مختلف من الجبهة وقال إبراهيم غالي، أمينها العام إن «قرار المغرب الانسحاب من منطقة الكركرات الحدودية هو مناورة وإلهاء، بالإضافة إلى أن هذا الإجراء يدل على انتهاك السلطات المغربية لقرار وقف إطلاق النار الموقع سنة 1991 بين طرفي النزاع»، وحمل المغرب المسؤولية في هذا الصراع بسبب «ممارسته الاستعمارية التي تشكل خطراً على أمن وسلامة واستقرار المنطقة».
واتهم غالي المغرب بـ«»العناد السياسي وعدم احترامه للقانون الدولي، ورفضه لزيارات كريستوف روس، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء»، وقال إن «هذه الممارسات تدل على الرغبة في التصعيد والعنف والاستفزاز، كما أنها تهدف إلى صرف الأنظار عن انتهاكات حقوق الصحراويين، واستغلال الثروات الطبيعية لمناطق الصحراء».
ووجّه بمناسبة احتفالات نظمتها الجبهة بمناسبة الذكرى الـ41 لاعلان «الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية»، نداء إلى أنطونيو غوتيريس، الأمين العام الجديد للأمم المتحدة، من أجل «اتخاذ الخطوات العاجلة لاستكمال مسؤوليات والتزامات منظمة الأمم المتحدة، وبالتالي تنفيذ قراراتها المتعلقة بمنح الصحراويين «الاستقلال».
وقال إن «جبهة البوليساريو تطالب مجلس الأمن الدولي باتخاذ خطوات عملية ملموسة ومباشرة بغية إنهاء الخرق المغربي للقانون الدولي، وبالتالي التسريع في مسار الحل الديمقراطي العادل والدائم، من خلال استكمال خطة التسوية الأممية الإفريقية لسنة 1991، والتي وقع عليها طرفاً النزاع وصادق عليها مجلس الأمن، والرامية إلى تنظيم استفتاء لتقرير المصير». واكد القائد العسكري للجبهة، محمد علي أبه دخيل أن قواتها «ستبقى مرابطة في المنطقة لتأمينها وصد المهربين المغاربة عنها»، وان الجبهة لا يمكن أن تنخدع بما قام به الطرف المغربي. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية عن محمد علي أبه الدخيل أن «البوليساريو حاضرة في المنطقة للرد على أي مناورة عسكرية في الكركرات ولن تنسحب منها».
وتصاعدت حدة التوتر في منطقة الكركات بعدما أقام مقاتلو البوليساريو نقطة عسكرية جديدة على مسافة قريبة من الجنود المغاربة، بعدما بدأ المغرب في آب/ اغسطس 2016 بأشغال مدنية بهدف شق طريق في جنوب منطقة عازلة تفصل بين الطرفين بعد تطهيرها من المهربين وتجار المخدرات، وتواجهت قوات الطرفين على مسافة 120 متراً، تفصل بينها دوريات لقوات الأمم المتحدة (المينورسيو).
وتقول الأوساط المغربية ان الخطوة المغربية بالانسحاب الاحادي الجانب حشرت جبهة البوليساريو في الزاوية وتضع الأمم المتحدة أمام مسؤولياتها كاملة في ما يتعلق بوقف التحركات الاستفزازية للجبهة التي هزّتها عودة الرباط للاتحاد الإفريقي وتقلص عدد الدول الإفريقية التي اعترفت بها. حيث صعّدت الجبهة بالمنطقة إثر عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي وتقلص عدد الدول التي اعترفت بالجمهورية الصحراوية التي تشكلها من جانب واحد منذ 1976، بمنع وتفتيش الشاحنات المغربية العابرة نجو موريتانيا.
من جهة أخرى أكدت وزارة الخارجية الزامبية ، أن زامبيا لم تسحب اعترافها بالجمهورية الصحراوية نافية تقريراً نشرته وكالة الأنباء المغربية وتناقلتها وسائل إعلامية. واعترفت زامبيا بـ»الجمهورية الصحراوية» في 12 تشرين الاول/ أكتوبر 1979 الا انها جمدت اعترافها في 2013.
وقال بيان لوزارة الخارجية الزامبية «تود وزارة الشؤون الخارجية التأكيد على أنه وخلافاً لتقارير وسائل الإعلام مؤخراً، فإن زيارة ملك المغرب لم تفضِ إطلاقاً إلى سحب زامبيا لاعترافها بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية».
واضافت انها تؤكد على أن زامبيا تدعم جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى حل نهائي للنزاع الإقليمي حول الصحراء الغربية. وكما هو معروف فإن زامبيا مستعدة للإسهام بفعالية وبشكل بناء، في هذه الجهود ، من خلال موقف الحياد بالحفاظ على علاقاتها الجيدة مع الطرفين ومواصلة الحوار النشط معهما».
وقالت ان زامبيا تعتبر انضمام المغرب إلى الاتحاد الإفريقي فرصة للأسرة القارية من أجل الحل الودي للنزاع الذي عمر طويلاً في إطار روح التوافق والحوار البناء والاحترام المتبادل.
وقام العاهل المغربي الملك محمد السادس بزيارة لزامبيا الاسبوع الماضي وذلك في اطار هجوم دبلوماسي مغربي يقوده الملك في القارة الافريقية في ظل عدم ارتياح جزائري التي يتهمها المغرب بعرقلة عودته للقارة الافريقية وكان من نتاج التحرك الجزائري المضاد، الغاء زيارة الملك لدولة مالي.
وقالت مجلة «جون أفريك» الفرنسية المقربة من المغرب، إن إلغاء الملك محمد السادس زيارته إلى مالي يوم الأربعاء 22 شباط/ فبراير الجاري، يترجم توتر العلاقات بين البلدين، بسبب التحركات التي تقودها الجزائر في المنطقة.
ونقل موقع المجلة عن مصدر مغربي، سعي «بعض أقارب» الرئيس المالي إبراهيم بوبكر كيتا إلى التشويش على «دينامية المغرب في حل أزمة مالي، وإلى تشويه صورة العلاقة الناجحة بين البلدين» بعد بذل المغرب جهوداً كبيرة من أجل تطوير العلاقة بين البلدين، مستحضراً عملها على مشاريع متعلقة بالاقتصاد والبنية التحتية والصحة، وتدريب الأئمة.. وأن المغرب يطمح إلى تغيير موقف باماكو لصالحه فيما يتعلق بقضية الصحراء.
واضاف المصدر انه «ورغم الجهود المبذولة» لم تدرج باماكو الرباط في اتفاق السلام الذي تشرف عليه الجزائر، «حيث أنها وجهت الدعوى إلى بلدان بعيدة جغرافيا مثل فرنسا، والولايات المتحدة، وروسيا، مع العلم أننا شجعنا عملية التنمية واستقبلنا قادة الرحل في الرباط عام 2014».
كما نقل الموقع عن دبلوماسي من الجمهورية المالية «ليس لدينا أي مشاكل محددة مع المغرب»، مضيفاً، «مالي استعدت لاستقبال الملك محمد السادس وجرى إخبارنا في اللحظة الأخيرة عن إلغاء الزيارة، وغالباً ما يحدث هذا في جدول أعمال رؤساء الدول». وأشار المصدر الدبلوماسي، إلى أن الجانبين اتفقا على زيارة جديدة سيجري الترتيب لها في وقت لاحق، دون أن يحدد التاريخ.

«البوليساريو» تصعد التوتر بزيادة إجراءات السيطرة على المنطقة

محمود معروف

الخطاب الأول لترامب في الكونغرس يؤكد على جدول أعمال مثير للجدل والانقسام

Posted: 28 Feb 2017 02:27 PM PST

واشنطن ـ «القدس العربي»: حدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في خطابه الأول أمام جلسة مشتركة للكونغرس جدول أعمال يتناول العديد من الأفكار المثيرة للجدل والانقسام من الهجرة إلى البنية التحتية ولكنها «جرئية وطموحة ومتفائلة تجاه السنوات الأربع المقبلة» وفقا للبيت الأبيض.
واستغل ترامب الخطاب الذى تم بثه في فترة ذروة المشاهدة التلفزيونية كفرصة سانحة لإعادة صياغة بعض الجوانب المثيرة للجدل من رئاسته التى تسمت حتى الآن بإجراءات تنفيذية سريعة وغير مقبولة من قبل شريحة كبيرة من المجتمع الأمريكي، كما عزز ترامب التعهدات التى قطعها في الحملة الانتخابية، والتى لم يصدر بحقها حتى الآن قرارات تنفيذية مثل الغاء واستبدال قانون الرعاية الصحية المعروف بأوباما كير.
وحاول العزف على ألحان «التوازن» بشأن التحديات المقبلة والتحدث بلهجة تركز على «الروح الأمريكية»، وهي لغة تتناقض مع الخطاب الذى ألقاه في حفل التنصيب والذى اتسم بتحذيرات قاتمة عن التراجع الاقتصادي في البلاد وتفشي الجريمة، كما سلط الضوء على «السلامة العامة» بما في ذلك الدفاع وزيادة أمن الحدود ورعاية المحاربين القدامى وزيادة الفرص الاقتصادية بما في ذلك التعليم والتدريب المهني وإصلاح نظام الرعاية الصحية وفرص العمل والضرائب والإصلاح التنظيمي.
وقال البيت الأبيض ان ترامب سيحاول التواصل مع أولئك الذين يعيشون في مجتمعات فقيرة وضعيفة ليقول لهم بأن المساعدة قادمة في الطريق.
وواجه ترامب مقاومة مستمرة من الديمقراطيين في جميع طروحاته وقراراته بدءا من المرشحين الذين اختارهم لمناصب هامة في إدارته إلى مخططاته لأمن الحدود، وواجه، ايضا، انتقادات من الحزبين في بعض النقاط مثل نشر التغريدات المثيرة للجدل في وقت متاخر من الليل والقرارات التنفيذية التى رفضتها المحاكم في قضايا الهجرة والسفر كما تعرض الرئيس الجديد لعاصفة من الانتقادات اثر الاستقالة القسرية لمستشار الأمن القومي مايكل فلين بعد تقارير عن اتصالات بينه وبين دبلوماسي روسي ناهيك عن تسريبات في البيت الأبيض تشير إلى اقتتال داخل الإدارة ولا يمكن تجاهل الأضرار التى سببها ترامب في السياسة الخارجية حيث توترت العلاقات بين الولايات المتحدة مع الصين واستراليا والمكسيك.
وقال مسؤولون في البيت الأبيض ان الخطاب استوحى لغته من جلسات الاستماع التى عقدها الرئيس على مدى الأسابيع القليلة الماضية مع جماعات المصالح بما في ذلك منظمات انفاذ القانون وزعماء النقابات في حين قال رئيس مجلس النواب بول ريان ان الخطاب فرصة للشعب وممثليه للاستماع مباشرة من الرئيس الجديد حول رؤيته.
وقد مهد ترامب لقضية إلغاء أو استبدال قانون الرعاية الصحية التى ركز عليها في الخطاب خلال لقائه مع رؤساء شركات التأمين الصحي، وكان إلغاء التشريع هدفا للحزب الجمهوري لسنوات عديدة.
ووعد خلال الحملة الانتخابية بالغاء واستبدال القانون خلال الأيام المئة الأولى من ولايته كما ذهب إلى حد المطالبة في الأسابيع الأخيرة من الانتخابات إلى دعوة الكونغرس لعقد جلسة خاصة لإلغاء القانون وهو أمر لم يحدث، وقد أعرب حكام ولايات خلال زيارة للعاصمة واشنطن عن قلقهم بشأن مستقبل الرعاية الصحية والتكاليف الباهظة المرتبطة بها إلا ان ترامب أصر على ان النظام الحالي في طريقه للانهيار التام وأنه يجب القيام بعمل ما، وأكد ترامب في خطابه على الزيادة التاريخية في الانفاق الدفاعي قائلا بانه يريد للجيش الاستعداد بشكل أفضل ليس فقط لمنع الحروب بل للانتصار فيها عند الدعوة للقتال.

الخطاب الأول لترامب في الكونغرس يؤكد على جدول أعمال مثير للجدل والانقسام

رائد صالحة

الموريتانيون ينشغلون بالرئيس الذي سيحكمهم بعد ولد عبد العزيز

Posted: 28 Feb 2017 02:27 PM PST

نواكشوط – «القدس العربي»: دفعت تأكيدات أدلى بها الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز مؤخراً لقناة «فرانس 24» أنه سيدعم بنفسه مرشحًا للانتخابات الرئاسية المقبلة، دفعت هذه التأكيدات الجديدة، الموريتانيين من سياسيين ومدونين للانشغال هذه الأيام بمن سيخلف رئيسهم الحالي وبالظروف التي ستكتنف الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وجاءت التصريحات التي أكدت أن الرئيس ولد عبد العزيز سيدعم الشخص الذي سيخلفه في انتخابات 2019، لتبدد أمل المعارضة الموريتانية في تنظيم الانتخابات المقبلة بصورة حرة وشفافة وبعيدة عن تأثير الجيش.
وأشعل هذا المعطى السياسي الجديد الذي ينضاف لتعديلات الدستور المثيرة المعروضة حالياً على البرلمان، إشاعات كثيرة في هذا المجال.
وما تزال سيناريوهات خلافة الرئيس ولد عبد العزيز على حالها الذي طرحته «القدس العربي» في عددها الصادر يوم 13 آب/أغسطس 2015 حيث لم تتغير المعطيات تغيرا يذكر بعد هذه الفترة الطويلة.
وفي خضم الجدل المشتعل حالياً حول أول حالة للتناوب على السلطة في موريتانيا بلد الانقلابات العسكرية، نقل موقع «28 نوفمبر» الإخباري المستقل عن مصدر مطلع قوله «إن رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز قبل العمل برأي مستشاره الخاص محمد يحظيه ولد ابريد الليل (منظر سياسي كبير والأب الروحي لبعثيي موريتانيا)، الذي نصحه فيه بالتأني قبل الإشارة لأي مرشح بذاته ولو سراً، إلى منتصف العام المقبل».
وأكد الموقع «أن نصيحة ولد ابريد الليل أغضبت بعض المقربين من الرئيس الذين رأوا فيها مضيعة للوقت وفرصة أمام المعارضة للتنسيق أكثر وجر الأغلبية إلى التشتت والتناحر وهو ما يهدد وحدتهم في دعم مرشح الخلافة».
وأوضح «أن أقرباء الرئيس يضغطون من أجل الشروع في الحملة لصالح المرشح الموعود الذي أصبح معروفاً لدى أفراد قلة من المحيطين بالرئيس، حتى لا تخرج الأمور عن سيطرة النظام أمام تعدد المترشحين للرئاسة الطامعين في دعم مؤسسة الجيش».
وجزم المحلل السياسي إسماعيل يعقوب الشيخ سيديا في تدوينة له أمس بأن «حال الديمقراطية في موريتانيا مرهون بعام 2019، حيث تنتهي الولاية الثانية للرئيس محمد ولد عبد العزيز فلأول مرة في تاريخ البلد يعلن رئيس عن تخليه عن الرئاسة ويحدد تاريخ ذلك».
وأضاف المدون «بعد عامين سيكون الرئيس عزيز قد قضى عقدًا من الزمن رئيساً للجمهورية؛ وسيكون بذلك ثالث أطول الرؤساء مكوثاً على كرسي الحكم بعد الرئيسين معاوية (عشرين عاماً) والمختار ولد داداه (18 عاماً)، وليس الأمر سهلا بالمرة على بلد لم يتعود الانتقال الدستوري للسلطة سوى مرة واحدة؛ ولم يودع فيه رئيس سلفه عبر تاريخه سوى مرة واحدة؛ وكان ذلك الوداع من رئيس عسكري لرئيس مدني».
وزاد «.. إذا غادر الرئيس عزيز الرئاسة وتسلم رئاسة الحزب الذي أسسه، فهو عائد للرئاسة على الطريقة الروسية؛ فالرجل ستيني بالكاد وقوي العزيمة والشخصية وعصي على التوقعات؛ أما إذا غادر السلطة وخرج من البلاد أو آوى إلى تقاعد مبكر، فتلك استقالته الأبدية».
وتابع المدون إسماعيل تحليله قائلاً «إما أن يكون رئيس موريتانيا ما بعد عزيز من الأغلبية أو من المعارضة؛ مدنياً لم يتعسكر أو عسكرياً تمدن حديثاً؛ فإذا كان الجنرال غزواني قائد الجيش هو الخليفة المنتظر وهو ما يحلو لمعظم كتاب الرأي ذكره، فإن الرجل الثاني في حكم عزيز لن يؤكد الأمر أو ينفيه إلا همساً، بحكم واجب التحفظ، ما لم يحن تقاعده المفترض أن يتزامن مع رئاسيات 2019؛ وهو لا يحتاج لنقاهة برزخية لخوض حملة انتخابية فهو سيد العارفين بأجوائها المرسومة سلفًا».
وأضاف «الجنرال الغزواني يحمل أعلى رتبة في الجيش، وقد أثبت ولاءه لعزيز بشكل أسطوري في مرض الرئيس عزيز بعد ما يعرف بحادثة «اطويله»؛ وتتحدث مصادر مقربة من الرجل عن ذكائه الحاد وطموحه الوقاد، والزمالة الطويلة بين الرجلين تجعل الخلافة أو الاستخلاف أكثر من وارد».
وبعد أن ذكر عجز المعارضة عن الفعل في هذا الموقف، أكد المدون «أن هامش المفاجآت محصور في رجلين، شاب يخطف الأضواء وينجح في جمع حراك شبابي انتخابي جامح في فترة وجيزة، وشخص قادم من الخارج في مواجهة «ميدفيديف موريتاني ضعيف».
وختم المدون تحليله قائلاً «في انتظار الإعلان عن سيد القصر الرئاسي نهاية 2019، تبقى الاحتمالات مفتوحة والتكهنات متتالية، على أن يبقى ثالوث المحمدين في القصر والجيش والأمن، هو صانع الحدث بامتياز في مأمورية الوداع هذه».
واستبعد المدون صلاح محمد فاضل في تعليق له على تدوينه إسماعيل يعقوب تطبيق طريقة «بوتين مدفيديف» في موريتانيا، لأن الدستور، حسب رأيه، لا يقبل بأكثر من مأموريتين من جهة، ولأن العودة للسلطة بعد مغادرتها ليس ممكنا إذ ليس في المستطاع حفاظ مجموعة ما على السلطة حتى تعيدها لمن كان يمسك بها؛ ففي بلادنا من يغادر السلطة تستحيل عودته لها خاصة إذا طال العهد وانقطعت علاقة الأمر والنهي بالعسكريين».
وتناولت صحيفة «ميادين» هي الأخرى موضوع الساعة الذي هو خلافة الرئيس ولد عبد العزيز في الرئاسة، حيث أكدت في تحليل لها عن الموضوع «أن بعض المراقبين يرى أن ولد عبد العزيز لن يغادر السلطة، إلا بعد أن يحدد المسار الذي ستسير عليه البلاد من بعده، من خلال اختيار «خليفة» له، يكون أول ما يتوفر فيه «ضعف الشخصية»، لأن ذلك الضعف سيمنع الرئيس الجديد من تحريك أي ملفات ضد الرجل و»مقربيه».
«ولهذا يقول البعض ، تضيف «ميادين»، «إن الرئيس عزيز إما أن يختار أحد «أضعف» الجنرالات الذين نفذوا معه الانقلاب العسكري الأبيض على الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله أو يختار «العقيد المتقاعد» الشيخ ولد بايه، الذي تربطه به روابط» خاصة، وإما أن يختار مدنيا يتصف بالضعف الذي أشرنا إليه آنفًا».
«فالرجل، تضيف «ميادين»، يريد أن يبين للرأي العام الوطني والدولي، بأن له القدرة على تحديد مستقبل موريتانيا وإلا لما سعى لرسم وجهة لهذا «المستقبل»، لأن من يريد مغادرة السلطة، عليه أن يترك الموريتانيين يقررون «مسارهم» بأنفسهم، دون أي تدخل، الشيء الذي يبدو أن ولد عبد العزيز يخالفه ويعمل على عكسه».
وفي خضم هذا الانشغال نقل موقع «الإخباري»، عن مصادر خاصة قولها «إن الرئيس محمد ولد عبد العزيز قرر أن تخلفه امرأة في رئاسة موريتانيا وليس رجلاً كما ينتظر البعض».
وأضاف المصدر «أن الرئيس ولد عبد العزيز أسرّ إلى محيطه الضيق بنيته ترشيح سيدة لمنصب الرئاسة في الانتخابات المقبلة، وقد أبلغ مقربيه باسم السيدة التي وقع اختياره عليها، والتي تشغل حاليًا منصبًا ساميًا في الدولة».
وخلص موقع «الإخباري» للقول بأنه «إذا ما صدق هذا الخبر فإنه يمكن الجزم بأن الرئيس عزيز اختار سيدة من أجل هدف واحد هو ضمان العودة للقصر لتولي مأموريات أخرى».

الموريتانيون ينشغلون بالرئيس الذي سيحكمهم بعد ولد عبد العزيز

عبد الله مولود

عائلة سورية تبتكر طريقة لتعليم اللغة التركية المحكية

Posted: 28 Feb 2017 02:26 PM PST

غازي عنتاب ـ «القدس العربي»: على الرغم من جمال الطبيعة التركية، والتقارب الثقافي بين العرب والأتراك، فإن غالبية المقيمين العرب يعانون في تركيا من حاجز اللغة، الذي يقف عائقاً أمام تفهم المحيط الاجتماعي والمتطلبات القانونية، الأمر الذي يحرم الكثيرين من فرص عمل جديدة، ويقفل في وجوههم أبواباً ربما كانوا سيبدعون فيها.
وفي هذا السياق، ابتكرت عائلة سورية لاجئة في تركيا طريقة جديدة لتعلم اللغة التركية «المحكية»، كما أحدثت صفحة خاصة لذلك على الفيسبوك باسم «تحدث التركية أو ترك كونشو»، وذلك بعد أن تمكنت العائلة من التغلب على صعوبة تعلم اللغة التركية واستخدامها في متطلبات الحياة اليومية.
وفي لقاء خاص لـ «القدس العربي» مع السيدة أم عمر، التي أسست الصفحة، قالت: بدأت الفكرة من خلال معاناتي في تعلم التركية، فبالرغم من أهمية تعلم قواعد اللغة التركية إلا أن مثل هذه الدورات التي تهتم بالقواعد لا تعلم المفرادت والتراكيب المراد استخدامها في الدوائر الحكومية والمشافي والسوق.
وتضيف «أيقنت أن تعلم اللغة المطلوبة لإيصال المعنى يكون بالاختلاط بالشعب التركي ومتابعة البرامج التركية في التلفزيون، فاللغة المحكية أسهل بكثير من اللغة الرسمية المطلوب مراعاة القواعد اللغوية فيها، والتي من خلالها لا يمكنك تجاوز المواقف في الشارع أو السوق بسرعة».
وتقوم أم عمر بكتابة سيناريو تمثيلي يقوم أولادها الأربعة بتمثيله وهم سارة، سيدرة، سلام وعمر، والسيناريو عبارة عن مقاطع تحاكي الواقع لمواقف يمر بها الشخص في حياتيه اليومية، باللغة العربية وترجمتها للغة التركية عبر مقاطع صوتية يسهل للمشاهد فهمها ولفظها وحفظها.
وتركز المقاطع الممثلة على العبارات الشعبية التي يحتاجها السوري بشكل خاص في مناحي الحياة المختلفة، كما تقول أم عمر، التي شرحت ذلك خلال حديثها «صادفت الكثيرين ممن اجتازوا دورة التومر، وآخرين التحقوا بدورات لتعلم اللغة التركية، إلا أنهم لم يتمكنوا من الحديث بشكل سلس في المواقف التي تتطلب السرعة والمرونة في الحديث».
وتابعت أن «اللغة المحكية أسهل من اللغة القواعدية، ومايهم أي سوري في تركيا هو تعلم مفردات الحياة اليومية واستخدامها بشكل سلس وليس قولبتها في قوالب قواعدية، تشغل الذهن بترتيبها في الأوقات المستعجلة».
وتشرح المقاطع التعليمية التي يمثلها الأطفال بإشراف والدتهم، للسوريين «بشكل خاص» العبارات الأكثر استخداماً من قبل موظفي الدوائر الحكومية أثناء إجراء المعاملات الرسمية للحصول على الكملك مثلاً أو دور للعلاج في المشافي، إضافة للعبارات والأحاديث الواردة في الجلسات الاجتماعية.
ووصل عدد متابعي صفحة «تحدث التركية» التي أطلقتها أم عمر مع أطفالها، على «فيسبوك» إلى ما يزيد عن سبعين ألف متابع، كما يصل عدد متابعي الفيديوهات التعليمية التي تقوم الصفحة بنشرها إلى مايزيد على الألف متابع، «العدد الكبير لمتابعينا يدل على النجاح الكبير الذي حققناه في تعليم اللغة التركية، واليوم نعاني من ظاهرة إنشاء صفحات مزورة تنسب العمل لها وتنـشر عليـها مقاطـعنا» كما تقـول أم عـمر.
وتتميز الفيديوهات المنشورة في الصفحة بتكرار العبارات وتقسيم الكلمات والجمل التركية وما يقابلها بالعربية «المحكية»، إضافة لكتابتها وترجمتها، ما يسهل على المتابع تعلم التركية واستخدام العبارات في الحديث اليومي.
وبعد النجاح والانتشار الكبيرين اللذين حققتهما الصفحة، فإن طلبات عدة لتعليم اللغة التركية عبر الإنترنت عُرضت على أم عمر، إلا أن صعوبة التعامل مع التعليم عن بعد للبعض كان العائق الأكبر في استمرار مثل هذا النوع من تعليم اللغة التركية كما قالت أم عمر خلالها اللقاء معها.

عائلة سورية تبتكر طريقة لتعليم اللغة التركية المحكية

سما مسعود

مخاوف حول مستقبل العراق بعد تصريحات لقادة ميليشيات شيعية

Posted: 28 Feb 2017 02:26 PM PST

بغداد ـ القدس العربي»: أثارت تصريحات الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، أول أمس، حول بقاء «الحشد الشعبي» بعد المعارك ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، مخاوف في الشارع العراقي وخشية من تأزيم الأوضاع في البلاد.
وقال النائب عن البصرة مازن المازني، إن «الميليشيات المنتشرة في البصرة هي من أبرز أسباب عدم الاستقرار في المحافظة وقد تزايد الانفلات الأمني والجرائم وانتشار المخدرات في الآونة الأخيرة».
وذكر أن «العشرات من الميليشيات المجهولة قد فتحت مقار لها في المحافظة ولا أحد يعلم ماذا يفعلون أو الجهة المسؤولة عنهم»، موضحاً أن «القوات الأمنية لا تستطيع عمل شيء لهم ولا توجد معالجات حقيقية لهذا الأمر».
وأكد أن «المسؤولين نبهوا، ولكن بخوف إلى مخاطر الانفلات الأمني في المحافظة وطلبوا تدخل الحكومة المركزية».
وحذر الباحث العراقي، غسان العطية، من أن التشدد السني والشيعي يعد من أبرز المخاطر التي تواجه حكومة حيدر العبادي الآن وفي العراق مستقبلا.
وذكر أن «التطرف السني المتمثل بتنظيم داعش سينتهي قريباً، ولكن التطرف الشيعي هو الخطر المرعب الذي يهدد العبادي»، واصفاً الأخير بـ»المعتدل».
وبين أن «إيران إذا أرادت اللعب بالورقة الشيعية والتطرف في العراق من خلال دفع المال والسلاح فستستمر المشاكل، خاصة أن حاملي السلاح من الشيعة منقسمون على أنفسهم، ومن يُقتل الآن في المعارك هم أبناء الجنوب الفقراء».
ودعا «قوى الاعتدال من كل الطوائف والمكونات للتوحد ونبذ العنف والتعاون لمواجهة أزمات البلد»، مشدداً على أن «لا سبيل سوى التغيير السلمي للأوضاع من خلال الانتخابات وليس بفرض القوة على الآخرين».
وكان الخزعلي، قال الاثنين: «مثلما سحقنا رؤوس الدواعش سوف نسحق رؤوس السياسيين الذين خذلوا وباعوا أرض الوطن، وسنطردهم من العراق»، على حد وصفه، ومن دون تسمية من يعنيهم بهذا التهديد الصريح.
وذكر في كلمة له، خلال مهرجان في جامعة كربلاء، أن «بعض السياسيين عارض مشاركة الحشد الشعبي في معركة تلعفر في الموصل، لكن الحشد الشعبي في هذه الساعة يشارك في معركة الساحل الأيمن وتلعفر رغم أنف المعارضين، وكما حضر في المعارك سوف يحضر بالسياسة ويقضي على الفساد ﻷن الحشد باق ويتمدد ولن يلغى أبدا».
وأضاف أن «الحشد الشعبي هو أمل العراق الوحيد، وأنه سيحافظ على الأمن والاستقرار ويرفع اقتصاد البلد»، لافتاً إلى أن «الذي أفشل مشاريع تقسيم العراق وكسر إرادة العراقيين هو الحشد».
كما وصف الخزعلي، الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل «بالثالوث المشؤوم»، مشيراً إلى «قرب فشل مشاريعهم في العراق».
وتابع: «هناك أكثر من مئة دولة والعديد من أجهزة المخابرات اجتمع مع داعش ضد العراق».
وتطرق كذلك إلى «أصوات تتكلم عن وجود الحشد الشعبي في مرحلة ما بعد داعش وهم يريدون ويجتمعون ويتفقون ويتآمرون على إنهاء الحشد الشعبي».
وفي السياق، أكد الأمين العام لميليشيا «سرايا الخراساني»، علي الياسري، أن «قواته لا تتبع للدولة العراقية، لأن الدولة العراقية لم تشكلها، وأكد أن السرايا ستقاتل حسبما تقتضي الحاجة».
وقال خلال لقاء أن «السرايا لا تتلقى تعليماتها من الدولة العراقية، لأن الأخيرة لم تشكلها، ومن يعمل من الحشد الشعبي داخل الحكومة يلتزم بتعليمات الحكومة، ومن هم خارج إطار الحكومة يعملون حسب مصلحة «المقاومة».
وأوضح أن «مصلحتنا كشيعة وكعراقيين وكمسؤولين عاملين في المقاومة، فحيثما اقتضت المصلحة سنقاتل»، في إشارة إلى قتال منظمته في سوريا.
وطالب الياسري، بـ»اقامة دولة إسلامية في العراق على غرار الجمهورية الإسلامية في إيران»، مؤكداً أن «حركته تتبع ولاية الإمام الفقيه في إيران ولا تتبع النظام العراقي».
يذكر أن ميليشيا «سرايا الخرساني» تتبع للحرس الثوري الإيراني وتعمل بإشرافه المباشر، وكان يقودها الجنرال الإيراني حميد تقوي الذي قتل في العراق خلال المعارك ضد تنظيم «الدولة».
وكان العديد من القوى السياسية السنية والكردية إضافة إلى رئيس الحكومة حيدر العبادي وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، حذروا من الميليشيات المنفلتة التي تستغل الظروف الأمنية لارتكاب جرائم، في وقت أبدى آخرون مخاوف من تداعيات دور بعض الميليشيات بعد مرحلة «الدولة» وعودتها إلى المدن.

مخاوف حول مستقبل العراق بعد تصريحات لقادة ميليشيات شيعية

صحافي أردني متخصص يثير عاصفة جدل بعنوان «تسعير»المحروقات: رواية «ضعيفة» للحكومة و«احتجاب» وزراء الطاقم الاقتصادي ونقاش عنيف في الشارع الإلكتروني حول «أسرار النفط» وفاتورة البيع والشراء

Posted: 28 Feb 2017 02:25 PM PST

عمان ـ «القدس العربي»: لأسباب عدة تلقف الرأي العام الأردني المعلومة التي قدمها علناً الصحافي الاقتصادي المتخصص خالد الزبيدي واثارت عاصفة من الجدل حول آلية تسعير النفط والبترول والمحروقات.
لم يقصد الزبيدي على الأرجح كل هذه الاثارة التي نتجت عن عرضه العلني على شاشة فضائية «الأردن اليوم» وبرفقة النائب السابق رائد قاقيش لحسبته الشخصية بخصوص اسعار النفط.
لكن الجميع وبدون استثناء بدأ يطالب الحكومة بالرد والتعليق والشرح في الوقت الذي لم تدلي فيه وزارة الطاقة بأي شروحات ونشر فيه إعلان مدفوع في صحيفة «الرأي» الحكومية يشرح آليات التسعير من جهة غامضة على أمل التهام رواية الزبيدي للأحداث.
رواية الزبيدي فكرتها في غاية البساطة وقوامها ان الحكومة تحقق عوائد مالية ضخمة ببيع النفط للخزينة تتجاوز العجز المالي الذي طرحته لتبرير رفع اسعار كل شيء.
قيمـة ما قـدمه تنحـصر في أن الرجل كصـحافي متخـصص وسبق له ان عمل وتابع مصفاة البترول استخدم على شاشة التلفزيون آلته الحاسبة وبدأ يقدم أرقامه التفصيلية حول كلفة النفط ونقله وتكريره ثم بيعه للمواطن بأضعاف سعره.
الرجل تحدث عن مبلغ مالي ضخم جدا بمليارات عدة وتميز بأن وضع ارقاما تتحدث عن مليارات والإستنتاج الذي يخرج به المواطن المتابع ان الحكومة تبيعه المحروقات بأضعاف اضعاف كلفته الحقيقية لكنها لا تقول له ذلك علنا وهي عملية»غير شفافة وغير قانونية» وتظلم مصفاة البترول التي يمنعها القانون من تحقيق ربح يزيد عن 15 مليونا، المعنى فجر الزبيدي في حضن الرأي العام قصة الأرقام وعرض الأمر وكأن الحكومة «تخدع» المواطن الأردني بمسألة التسعير التي لا زالت تعتبر من الأسرار الكبيرة.
خلفية وخبرات الزبيدي كصحافي مهني متخصص لا علاقة له بالمعارضة او المناكفة وعلى علم مباشر بملف مصفاة البترول عززت مصداقية الأرقام التي تقدم بها وعدم وجود «رواية موازية» مقنعة ساهم في النقاش الشعبي الذي إحتد ووصل لمستويات غير مسبوقة في اتهام الحكومة بالاستيلاء على أموال الخزينة وضعف الشفافية.
بطبيعة الحال ساهم الترويج الكبير للرواية التي تتهم الحكومة على وسائط التواصل الإجتماعي في صناعة قضية رأي عام جديدة تبقي التساؤلات معلقة بعناوين الشفافية وتثير المزيد من الجدل حول وجود ما تخفيه السلطة في خططها الإقتصادية.
عمليا يتلقف المواطنون اي معلومة «سلبية» ضد الحكومة ويعيدون انتاجها. وما حصل بعد مداخلة الزبيدي النفطية المتخصصة أكثر إثارة فلم تتدارك الجهات المعنية ولم تتقدم مصفاة البترول نفسها بأي إيضاحات حول آلية التسعير وتصمت كالعادة عندما يتعلق الأمر بملف الطاقة وزارة الطاقة نفسها وتقدم المحامي والكاتب محمد الصبيحي برأي آخر يشكك بأرقام الزبيدي لكنه لا يشكك بروايته حول وجود تباينات رقمية ضخمة حول سعر النفط المستورد وسعره بعد تكريره للمستهلك الأردني.
بشكل لافت وغريب لم يتقدم أي مسؤول حكومي عن قطاع المحروقات بأي رواية رقمية تفكك او تفند او ترد على رواية الزبيدي الذي لم يقصد بدوره اثارة نقاش بعنوان إختفاء مبالغ واردات للخزينة بقدر ما كان يسلط الضوء على حسابات وتساؤلات رقمية.
الرد الوحيد الذي تقدم أثار بتقنيته المزيد من الجدل بدلا من الإحتواء فقد نشرت صحيفة الرأي الحكومة بياناً مفصلاً على شكل إعلان مدفوع الأجر لجهة غير واضحة بعنوان شرح آلية التسعير للمحروقات وفكرة الرد هنا ان سعر المحروقات للمستهلك مباشرة لا يبرمج على اساس سعر النفط العالمي ولا على اساس كلفة الإنتاج بل على اساس السعر الدولي للمشتقات النفطية.
لم يقنع هذا الإعلان المتداولين وعددهم بالآلاف وساهم بدوره في تثبيت الجدل والتشكيك ومنحه المزيد من الزخم فيما لم يعاود الزبيدي نفسه شرح المسألة بعدما اثار عاصفة الجدل حول ملف تسعير النفط والمشتقات وبدون تخطيط مسبق ولأسباب تتعلق بشغف الرأي العام بأي روايات تندد بالحكومة وتتصدى لبرامجها.
الحكومة هنا مجددا دفعت كلفة وثمن صمت المتخصصين فيها حيث يميل سياسيون كبار للاعتقاد بان الوزراء وكبار المسئولين يميلون لعدم التصدي للرأي العام وللهرب من مواجهته تحسبا لأي مفاجآت في المستقبل وتجنبا للإتهامات.
يقر وزراء متعددون وأمام «القدس العربي» بان طاقم حكومة الرئيس هاني الملقي وخصوصا في جناحه الاقتصادي يراوغ ويتجنب مواجهة الرأي العام خصوصا في القضايا والملفات ذات الإختصاص، الأمر الذي يبقي الرئيس نفسه في الواجهة وبمعطيات منقوصة في بعض الأحيان كما يبقى في أحيان أخرى وزير الاتصال الناطق الرسمي وحيدا في مضمار الدفاع عن سياسات الحكومة وفي مختلف القطاعات وهو مشهد ظهر أكثر من مرة.

صحافي أردني متخصص يثير عاصفة جدل بعنوان «تسعير»المحروقات: رواية «ضعيفة» للحكومة و«احتجاب» وزراء الطاقم الاقتصادي ونقاش عنيف في الشارع الإلكتروني حول «أسرار النفط» وفاتورة البيع والشراء

بسام البدارين

مع تسلم ترامب خطة الحرب على تنظيم «الدولة»… تطورات قد تغير خريطة الصراع والتحالفات شمالي سوريا… والأكراد يسعون لتسليم منبج للأسد لمنع دخول الأتراك إليها

Posted: 28 Feb 2017 02:25 PM PST

إسطنبول ـ «القدس العربي»: مع تأكيد البنتاغون تسليمه الرئيس دونالد ترامب «الهيكل الأولي» للاستراتيجية الأمريكية الجديدة للحرب على الإرهاب والتي ستحدد طبيعة المرحلة المقبلة في المنطقة، سارعت جميع الأطراف المشاركة في الصراع السوري إلى محاولة فرض حقائق جديدة على الأرض يمكن أن تؤدي إلى تغيير خريطة الصراع والتأثير على الخطة الأمريكية الجديدة.
وخلال الساعات الـ48 الأخيرة تسارعت التطورات السياسية والعسكرية على الأرض في شمالي سوريا مع قطع قوات النظام السوري الطريق بين الباب والرقة بعد اشتباكات عنيفة مع المسلحين السوريين المشاركين في عملية «درع الفرات»، فيما تمكن النظام من فتح ممر يصل مناطق سيطرته بمناطق سيطرة الوحدات الكردية في مدينة منبج، وسط تكهنات بإمكانية لجوء الأكراد إلى تسليم المدينة لقوات الأسد في محاولة لمنع سيطرة الجيش التركي عليها والذي توعد بدخولها مع الإعلان عن إتمامه لعملية الباب.
وقال المتحدث باسم «البنتاغون»، جيف ديفيس، إن اجتماعاً لمجلس الأمن الوطني يترأسه وزير الدفاع جيمس ماتيس، الثلاثاء، بحث تفاصيل الخطة التي تعمل على تحقيق «هزيمة سريعة» لتنظيم «الدولة»، وهي الخطة التي تنتظرها تركيا بفارغ الصبر، ووصف المتحدث الأمريكي الخطة بـ»العابرة للمناطق» وأنها لا تتناول هزيمة التنظيم في العراق وسوريا فقط التغيرات على الأرض بدأت مع إتمام «الجيش السوري الحر» بدعم من الجيش التركي السيطرة على مدينة الباب، الأمر الذي دفع تنظيم «الدولة» إلى الانسحاب من منطقة تادف الواقعة جنوب المدينة كونها باتت ساقطة عسكرياً وهو ما فتح الباب أمام قوات النظام للتقدم والسيطرة عليها بعد اشتباك هو الأعنف مع قوات «درع الفرات» أسفر عن مقتل 22 من قوات الأسد.
وبسيطرة النظام والمليشيات الداعمة له على 22 بلدة في جنوب الباب، تم قطع الطريق الواصل بين مدينة الباب ومحافظة الرقة المعقل الرئيسي لتنظيم «الدولة»، وهو الطريق الذي وضعته تركيا في مقترحاتها للإدارة الأمريكية ليكون منطلقها للتوجه إلى الرقة.
لكن الأبرز هو تمكن النظام من الوصول إلى مشارف المناطق التي تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب الكردية» في مدينة منبج، وسط هواجس تركية من حصول اتفاق يقضي بتسليم الوحدات الكردية المدينة إلى قوات النظام لتعيق بذلك خطط الجيش التركي لمهاجمة المدينة.
وكانت الوحدات الكردية تمكنت من طرد تنظيم «الدولة» من مدينة منبج ضمن اتفاق بين تركيا وأمريكا تعهدت خلاله الولايات المتحدة بسحب العناصر الكردية من المدينة فور انتهاء العملية، لكن ومنذ أشهر تطالب أنقرة واشنطن بالالتزام بتعهداتها في هذا الإطار وتهدد منذ أسابيع بأن قواتها سوف تتجه إلى المدينة فور الانتهاء من عملية الباب التي انتهت بالفعل قبل أيام.
واستعداداً للخطة الأمريكية الجديدة ولمتابعة التطورات المتسارعة في شمالي سوريا، أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس وزرائه بن علي يلدريم، الاثنين، لقاءات عاجلة وغير معلنة مع وزير الدفاع فكري أشيق ورئيس أركان الجيش خلوصي أكار، في حين واصل الجيش التركي لليوم الخامس على التوالي إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة إلى الحدود مع سوريا، وسط تكهنات بإمكانية حصول تحرك تركي منفرد لمحاولة وقف التغيرات التي يحاول النظام والأكراد فرضها على الأرض.
مصادر صحافية تركية قالت إن المعلومات التي وصلت تركيا تشير إلى احتمال كبير أن الإدارة الأمريكية سوف توافق على الخطة التركية التي تنص على مهاجمة مدينة الرقة بمشاركة الجيش التركي وقوات «الجيش السوري الحر» انطلاقاً من الأراضي التركية ومروراً بمنطقة تل أبيض وصولاً للرقة.
ولفتت صحيفة «يني شفق» إلى أن لقاءات أردوغان مع قائد الجيش ووزير الدفاع تركزت حول عملية الرقة وأن الخطة تتضمن مشاركة 4 آلاف جندي من الجيش التركي، و6 آلاف من «الجيش الحر»، لافتاً إلى أن «البنتاغون» سوف يعرض الخطة التي تمت الموافقة عليها على تركيا خلال الساعات المقبلة وأن المباحثات متواصلة في هذا الإطار.
وسائل إعلام تركية أخرى تحدثت عن أن أردوغان بحث مع رئيس الإقليم الكردي في شمال العراق، مسعود البارزاني، الاثنين، في اسطنبول، إشراك قوات كردية تم تدريبها وتجهيزيها من قبل تركيا والبارزاني في عملية الرقة المتوقعة لتحقيق أهداف مشتركة للجانبين.
أردوغان وفي مؤتمر صحافي قبيل توجهه إلى باكستان، أمس، أكد أن لقاءه أمس مع رئيس الأركان كان لبحث سير عملية درع الفرات وآخر تطورات الوضع في الباب والرقة، وقال «جرى خلال اللقاء تقييم الوضع في الباب والرقة ومنبج»، مشدداً على أن منبج مدينة عربية وأن بلاده لن تسمح باستمرار سيطرة الوحدات الكردية عليها لأنها تشكل خطر على بلاده.
وعـن عملـية الرقة قـال «توجد مساعٍ للتوصل إلى اتفاق مع واشنطن لتنفيذ العملية في إطار قوات التحالف الدولي وباستخدام العناصر المحلية كما هو الحال في عملية درع الفرات التي أثبتت نجاحها في مدن عدة شمالي سوريا، كما أثبتت كفاءة وفاعلية الجيش السوري الحر في مواجهة تنظيم داعش»، مضيفاً «إذا صدق حلفاؤنا في مكافحة داعش فنحن مستعدون للتعاون معهم في طرد التنظيم من الرقة ثم تسليمها لسكانها لأن تركيا لا تريد البقاء هناك».
وشدد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم في خطاب له، الثلاثاء، على أن بلاده لن تشارك أبداً في عملية الرقة في حال إشراك الإدارة الأمريكية لـ»التنظيمات الإرهابية وعلى رأس وحدات حماية الشعب الكردية»، مؤكداً أنه «لا يمكن محاربة تنظيم إرهابي بآخر إرهابي».
ولا يتوقع مراقبون أن تلجأ الإدارة الأمريكية إلى استبعاد تام لـ»قوات سوريا الديمقراطية» من عملية الرقة المقبلة، لا سيما وأن هذه القوات حققت نجاحات كبيرة في الحرب على التنظيم وتلقت حتى وقت قريب مساعدات عسكرية أكبر من الولايات المتحدة الأمريكية.

مع تسلم ترامب خطة الحرب على تنظيم «الدولة»… تطورات قد تغير خريطة الصراع والتحالفات شمالي سوريا… والأكراد يسعون لتسليم منبج للأسد لمنع دخول الأتراك إليها

إسماعيل جمال

خطيئة تضاف للجريمة في أم الحيران

Posted: 28 Feb 2017 02:24 PM PST

اذا قال محققو قسم التحقيق ضد الشرطة إن يعقوب أبو القيعان لم يقم بدهس الشرطي عن قصد اثناء هدم المنازل في منطقة أم الحيران البدوية ـ ستكون هناك حاجة إلى الاعتذار على الاتهامات التي وجهت اليه. هذا ما قاله وزير الداخلية جلعاد أردان مؤخرا. الامر الواضح الآن، ولا يجب انتظار استنتاجات لجنة، هو أنه لم يكن هناك أي اساس لاتهام أبو القيعان بتأييد داعش. فالحديث هو عن اتهام تلقائي وغير مبرر ضد العرب.
هذا النمط وجد تعبيره ايضا بعد الحرائق التي اندلعت في الغابات في الصيف. في حينه ايضا تم القاء المسؤولية على مخربين فلسطينيين، قبل التحقيق في ظروف اندلاع الحرائق. الاتهام الذي وجه لأبو القيعان كان مثابة اضافة الخطيئة للجريمة. الجريمة هي هدم منازل العائلات البدوية التي تعيش في أم الحيران منذ سنوات طويلة، بعد أن تم نقلهم إلى هناك، بأمر من الحاكم العسكري. لا حاجة إلى أي لجنة تحقيق لقول ذلك. هل سيعتذر أحد أمام العائلات التي هدمت بيوتها؟ كيف سيتم تعويضهم عن الممتلكات التي ضاعت؟.
الحكومة هي التي يجب أن تجيب على هذه الاسئلة، التي يجب اعتبارها جزء من سياق أوسع ـ حيث أن أكثر من 100 ألف بدوي يعيشون في قرى «غير معترف بها» وينتشرون على مساحة كبيرة في النقب. يمكن فهم الموقف المعارض لتحويل هذه الخيام إلى قرى ثابتة. ومن يعتقد أن على السكان البدو الذين يعيشون هناك يجب أن ينتقلوا مع الوقت إلى المدن. ولكن يجب أن يكون واضحا ان هذه العملية يجب تخطيطها وتنفيذها بالتعاون مع البدو انفسهم. استخدام القوة لا يجب أن يكون الخيار أبدا.
الحديث يدور عن مهمة واسعة تحتاج إلى وقت. يجب أن تكون جزء من خطة حكومية تساعد البدو في النقب على التأقلم مع الحياة العصرية في إسرائيل. هذه الخطة يجب أن تكون مقرونة باستثمارات كبيرة في التعليم الذي يعطي الشباب البدو المهارات المطلوبة في الاقتصاد العصري، والذي يعتمد على التكنولوجيا العالية وتمكينهم من المساهمة في اقتصاد الدولة وكذلك استفادتهم الشخصية.
من الذي سيتحمل المسؤولية عن هذه المهمة الكبيرة؟ مع كل الاحترام، لا يمكن تنفيذ ذلك خلال هذه الوزارة أو تلك، فحسب الاتفاقات الائتلافية يفترض أن يتم الاهتمام بها سنة أو سنتين، وبعد ذلك نقلها إلى وزارة اخرى. يجب أن تكون هذه المهمة جزء من خطة متعددة السنوات ومستمرة تكون تحت مسؤولية سلطة خاصة في مكتب رئيس الحكومة. هذه السلطة يجب أن تشمل مهنيين واقتصاديين وباحثين اجتماعيين وانثروبولوجيين ومخططين، وعلى رأسها يجب ان يقف شخص يهب نفسه لهذه المهمة لبضع سنوات. ويجب ان تشمل البدو الذين يوجد بينهم المتعلمون الاكاديميون الذين يمكنهم الاسهام في الخطة بسبب معرفتهم للثقافة البدوية والصعوبات التي يجب التغلب عليها. ما حدث في أم الحيران كان من المحظور أن يحدث، لكن هذه التراجيديا قد تدفع أخيرا الحكومة إلى الصحوة والبدء في علاج التحدي الذي تواجهه إسرائيل في النقب. البدو في النقب هم 200 ألف مواطن إسرائيلي، وقد تم اهمالهم لفترة طويلة جدا.

موشيه آرنس
هآرتس 28/2/2017

خطيئة تضاف للجريمة في أم الحيران

صحف عبرية

روسيا تؤكد أن وفد الحكومة السورية لا يتحفظ على جدول أعمال مفاوضات جنيف… و«جبهة فتح الشام» تدعو قادة المعارضة إلى «التنحي جانباً»

Posted: 28 Feb 2017 02:24 PM PST

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: قال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف امس الثلاثاء في جنيف بعد لقائه وفد الحكومة السورية إلى مفاوضات جنيف «التقينا الجعفري، وقد اكد لنا انه ليس ضد جدول الأعمال المقترح، ولكنه قال ايضاً انه لا يجب تجاهل الإرهاب ويجب ان يكون أيضاً على جدول الأعمال».
وقال مصدر في الوفد الحكومي السوري بعد لقاء غاتيلوف ان هناك «اتفاقاً في وجهات النظر حول ان مكافحة الاٍرهاب يجب ان تكون من ضمن أولويات اي محادثات لحل الأزمة السورية».
وتتضمن ورقة دي ميستورا البحث في ثلاثة عناوين أساسية بشكل متوازٍ هي الحكم والدستور والانتخابات، على ان يصبح كل من ملفي وقف إطلاق النار والإرهاب من اختصاص محادثات أستانة.
وسيلتقي غاتيلوف اليوم وفود المعارضة السورية الثلاثة وهي الهيئة العليا للمفاوضات ومنصتا القاهرة وموسكو. ودعت الهيئة العليا للمفاوضات الاثنين روسيا إلى اتخاذ «موقف ايجابي» من المفاوضات.
الى ذلك صرح دبلوماسي كازاخستاني بأن بلاده مستعدة لاستضافة جولة جديدة من الاجتماعات الفنية بشأن الأزمة السورية، إذا ما اتضح أن هناك حاجة لعقد مثل هذا الاجتماع.
ونقلت وكالة «تاس» الروسية امس الثلاثاء عن مختار تليوبردى نائب وزير الخارجية في كازاخستان القول «ننتظر بعض المعلومات. لا يمكن تأكيد أي شيء الآن، فمحادثات جنيف لا تزال مستمرة. وبناء على تقدمهم، سيتم تقييم ما إذا كانت هناك حاجة إلى اجتماعات فنية».
ووفقاً للدبلوماسي، فإنه بعد انتهاء محادثات جنيف، سيتضح ما هي الأمور «التي ينبغي مناقشتها في الاجتماعات الفنية، هل هي وقف إطلاق النار أم الالتزام بالضمانات».
وشدد في الوقت نفسه على أن كازاخستان مستعدة دائماً لتوفير منصة للاجتماعات الدولية الهادفة لحل الأزمة السورية.وقال «مهمتنا هي استضافة المفاوضات. ومن المهم أن يحصل المشاركون في المحادثات على ضمانات أمنية محددة عندما يأتون إلى هنا».
وترعى روسيا وتركيا وإيران المحادثات التي تعقد في أستانة والتي ركزت جولاتها السابقة على الأمور الفنية المتعلقة بتثبيت وقف إطلاق النار.
من جهة أخرى قال زعيم «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) ابو محمد الجولاني إن الاعتداءات الانتحارية التي اوقعت عشرات القتلى في مدينة حمص في وسط سوريا السبت هي «درس» لقادة المعارضة المشاركين في مفاوضات جنيف، داعياً اياهم إلى «التنحي جانباً».
وفي بيان تلاه في شريط فيديو، كرر الجولاني تبني تفجيرات حمص، وقال «لعل هذا العمل درس لبعض السياسيين المنهزمين في جنيف ومن قبلها أستانة، درس يمسح شيئاً من العار الذي ألحقه هؤلاء المغامرون بأهل الشام، وقد آن لهؤلاء المغامرين أن يتركوا الحرب لأهلها ويتنحوا جانباً».
وسأل الجولاني الذي يندر ظهوره في أشرطة فيديو «أما ثبت لهم ان الدول تلعب بهم ويصفق لذلك النظام (السوري) ودي ميستورا (…) أما تبين لهم ان هذا النظام المجرم لا ينفع معه الا لغة القوة والدماء؟».
وفجر انتحاريون أنفسهم السبت مستهدفين مقرين أمنين محصنين في مدينة حمص، ما تسبب بسقوط 42 قتيلاً بينهم رئيس فرع الأمن العسكري في حمص. وتبنت العملية «هيئة تحرير الشام» المؤلفة من فتح الشام وفصائل متحالفة معها.
واتهم الجولاني الذي يشغل منصب القائد العسكري في «هيئة تحرير الشام»، قادة المعارضة السياسية بأنهم «يدفعون شيئاً لا يملكوه ويهبون النظام نصراً دون ان ينتصر». وتوعد بتنفيذ تفجيرات اخرى بعد حمص معتبراً أن «هذا العمل ما هو الا حلقة في سلسلة عمليات تأتي تباعاً بإذن الله».
وتأتي مواقف الجولاني فيما تستضيف الأمم المتحدة في جنيف جولة رابعة من مفاوضات السلام بين ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة، لم تنجح حتى اللحظة في تحقيق اي تقدم.
وينبثق وفد المعارضة الرئيسي إلى جنيف عن الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل اطيافاً واسعة من القوى المعارضة والفصائل، لكنها تستثني «هيئة تحرير الشام». واستبعدت الأخيرة أيضاً من وفد الفصائل الذي شارك في جولتي محادثات في استانا برعاية روسية تركية إيرانية.
وكانت «هيئة تحرير الشام» تعرف قبل فك ارتباطها عن تنظيم «القاعدة» في تموز/يوليو باسم «جبهة النصرة». وادرج محللون إقدامها على ذلك في اطار سعيها لتجنب الغارات الكثيفة التي تستهدف التنظيمات الجهادية في سوريا.
وفي كانون الثاني/يناير، وبعد اقتتال داخلي بين الفصائل في شمال غرب سوريا، اعلنت «النصرة» تحالفها مع اربعة فصائل اخرى، تحت مسمى «هيئة تحرير الشام». وتتعرض مواقع «هيئة تحرير الشام» لغارات كثيفة ينفذها الطيران الروسي والتحالف الدولي بقيادة واشنطن. وخسر التنظيم في الأشهر الأخيرة العديد من القادة البارزين في صفوفه.

روسيا تؤكد أن وفد الحكومة السورية لا يتحفظ على جدول أعمال مفاوضات جنيف… و«جبهة فتح الشام» تدعو قادة المعارضة إلى «التنحي جانباً»

ادارة ترامب تفشل في تفسير الاستخدام القوة في اليمن خلال حملة فاشلة ضد « القاعدة»

Posted: 28 Feb 2017 02:24 PM PST

واشنطن ـ «القدس العربي»: لم تسفر الغارة الأمريكية الاخيرة على مجمع لتنظيم « القاعدة « في اليمن التى ذهب ضحيتها العديد من المدنيين اضافة إلى احد الجنود الأمريكيين عن أى نجاحات استخبارية.
واعترف مسؤولون أمريكيون بأنهم لم يحصلوا على معلومات مفيدة من عملية 29 كانون الثاني/ يناير والتى قتل خلالها جندى البحرية ريان اوينز اضافة إلى 30 مدنيا.
وتتناقض هذه الانباء التى كشفها مسؤول بارز في الكونغرس لقناة « ان بي سي نيوز» المزاعم التى روجها العديد من مسؤولي وزارة الدفاع بان المهمة المثيرة للجدل قد انتجت « معلومات أستخبارية « حول تنظيم القاعدة في اليمن، وقال هذا المصدر بان ادارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم تفسر للكونغرس سر الاستخدام النادر لقوة برية كبيرة من القوات الأمريكية في اليمن.
واتضح، ايضا، بأنه لم يكن هناك أى تهديد جديد من جماعة « القاعدة في شبه جزيرة العرب « والتى كانت مستهدفة في العملية وانما كان الهدف من الغارة الفاشلة اعتقال او قتل العديد من المتشددين وهو شئ لم يعترف به الجيش الأمريكي حتى الان.
واصر مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية على تسمية الحملة بمهمة استغلال موقع بهدف جمع المعلومات الاستخبارية ولكن العديد من المسؤولين لم يروا أدلة تدعم مزاعم الادارة في نجاح الغارة.
وقال السكرتير الصحافي للبيت الأبيض شون سبيسر في وقت سابق بأن وزارة الدفاع تقوم باجراء مراجعة « ثلاثية الابعاد « في وفاة اوينز، واضاف « لا استطيع ان اتخيل ما يعنيه فقدان الابن « وذلك ردا على سؤال حول انتقادات من والد أوينز حول الحادث.
واكد بأنه يستطيع القول نيابة عن ترامب بأن ابنه مات بطلا وان المعلومات التى جمعها قد ساعدت في الغارة مشيرا إلى ان مهمته ستساعد على انقاذ حياة الأمريكيين مشيرا إلى ان البعثة قد نجحت في المساعدة على منع وقوع اعتداء او هجمات في المستقبل ضد الولايات المتحدة في حين قال والد الجندي القتيل بأن الحكومة الأمريكية تدين لابنه بتحقيق.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية انها قتلت 14 من نشطاء « القاعدة في شبه جزيرة العرب « خلال الحملة التى اصيب خلالها، ايضا، ستة من افراد القوات الأمريكية إلى جانب ريان أوينز في حين اكد مكتب الصحافة الاستقصائية في الولايات المتحدة ان 25 مدنيا على الاقل لقوا حتفهم في الغارة، من بينهم تسعة اطفال تحت سن 13.
وقد رفض بيل أوينز والد الجندي القتيل في اليمن الالتقاء مع ترامب عندما جاء إلى قاعدة دوفر الجوية لاستقبال النعش الذى يحمل جثة ابنه رغم رغبة الرئيس الأمريكي القاء معه، وقال بأنه ما زال يشعر بالانزعاج من هجوم سابق لترامب ضد عائلة جندى أمريكي مسلم توفي في العراق.

ادارة ترامب تفشل في تفسير الاستخدام القوة في اليمن خلال حملة فاشلة ضد « القاعدة»

«الشعبية» تتهم جريدة فلسطينية مقدسية بالتطبيع مع إسرائيل ونقابة الصحافيين تهدد بوقف توزيعها

Posted: 28 Feb 2017 02:23 PM PST

غزة ـ «القدس العربي»: وجهت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، انتقادات إلى إحدى الصحف الفلسطينية الصادرة في مدينة القدس، لنشرها إعلانا للإدارة المدنية الإسرائيلية، حول مخطط استيطاني، وذلك بعدما هددتها نقابة الصحافيين بمطالبة الجهات المختصة باتخاذ إجراءات بحقها ومنع توزيعها في المناطق الفلسطينية.
وقالت «الشعبية» في بيان لها إن «صحيفة القدس» التي تصدر في القدس المحتلة، نشرت أول من أمس الإثنين إعلانا احتلاليا لما يُسمى الإدارة المدنية الصهيونية حول مخطط استيطاني. واعتبرت هذه الخطوة «إمعانا من الصحيفة في التطبيع مع الاحتلال، ومحاولة تسويق جرائمه وممارساته العدوانية وقوانينه العنصرية ضد شعبنا، خصوصاً قرار التسوية الأخير المتعلق بتشريع سرقة ونهب أراضينا».
وأضافت أن الصحيفة «لم تستخلص العبر من ممارساتها التطبيعية السابقة التي بلغت فظاظتها في المقابلة التي أجرتها مع وزير الحرب الصهيوني افيغدور ليبرمان قبل عدة شهور»، مشيرة إلى أنها ضربت بعرض الحائط «كل النداءات الوطنية السابقة بضرورة الاعتذار لشعبنا، والتوقف عن الترويج للاحتلال ومشاريعه المشبوهة».
ودعت الجبهة نقابة الصحافيين لضرورة اتخاذ «إجراءات صارمة» ضد هذه الصحيفة، ووقف توزيعها، «في ظل إصرارها على التطبيع مع الاحتلال ونشر إعلانات عدائية ضد مصالح وحقوق وثوابت شعبنا، وتتعارض مع سياسات وأهداف الإعلام الوطني الذي يُسخر في خدمة الوطن وفضح ممارسات الاحتلال». وأكدت أنه «من المعيب أن تحمل صحيفة اسم القدس ثم تقوم بترويج الاستيطان وإعلانات الاحتلال وما يُسمى الإدارة المدنية». وقالت إن استمرار هذا السلوك سواء بحجة « الخضوع للقانون» أو غيره من مبررات «سوف لن تنطلي على جماهير شعبنا، وتدفعنا إلى المطالبة بمحاسبة ومقاطعة هذه الصحيفة».
وكانت الصحيفة قد رفضت الانتقادات خاصة من نقابة الصحافيين، ووجهت من جهتها جملة من الانتقادات لنقيبها ناصر أبو بكر. وقالت «يبدو أن أبو بكر يجهل أو يتجاهل أن القدس صحيفة وطنية تصدر في المدينة المقدسة المحتلة منذ عام 1967 وملزمة بقوانين الترخيص بما في ذلك نشر إعلانات الجهات الحكومية سواء الخاصة بمصادرات الأراضي أو الاستيطان أو غيرها». وأضافت أن عدم النشر يعني إلغاء الترخيص وإغلاق الصحيفة. وتابعت «كان من المفترض أن يحرص أبو بكر على دعمها والدفاع عنها في مواجهة إجراءات الاحتلال بدلاً من إقدامه على محاولة إضعافها والتهديد بمنع توزيعها». ودعت نقيب الصحافيين للاستقالة، كما طالبت الجهات المسؤولة المختصة بمحاسبته ومعاقبته، وأكدت كذلك على حقها الطبيعي في الملاحقة القانونية لكل من أساء ويسيء لسمعتها ورسالتها أمام القضاء.
وكانت نقابة الصحافيين الفلسطينيين أدانت نشر «صحيفة القدس» الإعلان الذي يروج للاستيطان الإسرائيلي، الصادر عن الإدارة المدنية الإسرائيلية في مناطق الضفة الغربية، قسم «مجلس التخطيط الأعلى، اللجنة الفرعية للاستيطان».
ودعت في بيان لها، الصحيفة لـ «الاعتذار للشعب الفلسطيني»، وأن تتوقف عن نشر إعلانات للإدارة المدنية في جيش الاحتلال والترويج للاستيطان.
وحذرت الصحيفة من الاستمرار في تكرار هذه الأفعال، وقالت «في حال لم تستجب الصحيفة لهذه الدعوة فإن النقابة تطالب الجهات الرسمية وذات العلاقة بوقف توزيعها في أراضي دولة فلسطين»، داعية في ذات الوقت المواطنين لمقاطعتها. وتوعدت في حال تكرار العملية باتخاذ خطوات أخرى.
وذكرت النقابة أن الصحيفة نشرت إعلانا حول مخطط استيطاني مقام على أراضي المواطنين الفلسطينيين في منطقة رام الله»،وأن هذا الإعلان يأتي متزامنا مع الهجمة الاستيطانية الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية، وبعد أن أقر الكنيست قانون تسوية المستوطنات الذي يطلق يد حكومة الاحتلال و»قطعان مستوطنيه لنهب الأراضي الفلسطينية».
وذكرت أيضا أن نشر الإعلان جاء في الوقت التي تبذل فيه القيادة الفلسطينية على أعلى المستويات جهودا في المحافل الدولية في مجلس الأمن والأمم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية لإدانة الاستيطان ووقفه وتعتبره غير شرعي.

«الشعبية» تتهم جريدة فلسطينية مقدسية بالتطبيع مع إسرائيل ونقابة الصحافيين تهدد بوقف توزيعها
إثر نشرها إعلانا إسرائيليا حول مخطط استيطاني

الفيتو الروسي – الصيني المزدوج يقتل مشروع قرار لفرض عقوبات على أشخاص وكيانات سورية بسبب استخدام الأسلحة الكيميائية

Posted: 28 Feb 2017 02:23 PM PST

نيويورك (الأمم المتحدة) – «القدس العربي» : استخدم كل من المندوب الروسي، فلاديمير سافرونكوف، والمندوب الصيني لو جايي، الفيتو ضد مشروع قرار كان، لو اعتمد، سيفرض سلة من العقوبات على 11 شخصية أمنية وعسكرية سورية وعشرة كيانات ومؤسسات سورية متهمة باستخدام الأسلحة الكيميائية ثلاث مرات عامي 2014 و 2015 في محافظة إدلب وهي: قميناس وسرمين وتلمنس.
كما يشمل مشروع القرار الذي يضم 37 فقرة حظر استيراد وتزويد الجيش السوري بالمروحيات وغيرها من المعدات المرتبطة باستخدام الأسلحة الكيميائية. أما الهجوم الرابع في مايع الذي جاء على ذكره تقرير آلية التحقيق المشتركة التي أنشئت بموجب قرار مجلس الأمن 2235 الصادر عام 2015 فقد ثبت لدى الفريق أن تنظيم الدولة «داعش» كان وراء استخدام غاز الخردل الكبريتي.
وقد صوت إلى جانب مشروع القرار الذي أدرج تحت الفصل السابع 9 مندوبين وصوت ضده ثلاثة مندوبين من بينهم دولتان تتمتعان بعضوية دائمة، روسيا والصين، بالإضافة إلى بوليفيا كما صوتت ثلاث دول بـ»الامتناع» هي مصر وكازاخستان وإثيوبيا.
ودعا السفير الفرنسي فرنسوا دي لاتر قبل التصويت إلى تحمل المجلس لمسؤولياته التاريخية كما نص على ذلك القرار 2118 الذي نص على استخدام الفصل السابع في حالة استخدام الأسلحة الكيميائية أيا كان مستخدمها. ويجب ألا يتأخر المجلس في استخدام صلاحياته لإرسال رسالة واضحة لمستخدمي هذا السلاح مفادها بأن المجلس لن يتسامح معهم وإذا لم نفعل ذلك نكون قد تخلينا عن مسؤولياتنا. فماذا ننتظر إذا لم نقم بهذه المسؤولية. وإذا لم نتمكن من القيام بهذه المسؤولية فإن فرنسا ستستمر في المحاولة.
السفير البريطاني ماثيو رايكروفت قال إن الوقت قد حان لاتخاذ قرار للقيام بعمل. ومسؤولية المجلس أن يحقق العدالة لعشرات ومئات الضحايا. وتمنى على جميع أعضاء المجلس أن يرفعوا أيديهم بالتصويت الإيجابي.
وقالت المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة، بعد التصويت نيكي هيلي، إن الموقفين الروسي والصيني أمر غريب وغير معقول لأن الدولتين صوتتا إلى جانب إنشاء الآلية للتأكد من هوية مستخدمي الأسلحة الكيميائية. وقد تأكدت الآلية أن نظام الأسد قد استخدم السلاح الكيميائي ثلاث مرات بينما استخدم «داعش» السلاح مرة واحدة. الحقيقة أن روسيا لا تريد انتقاد حليفها نظام الأسد. الرسالة تقول إذا كنت حليفاً لروسيا والصين يمكن أن تستخدم السلاح الكيميائي. وقالت: كان علينا أن نتحرك بسرعة أكبر. إن الفشل في اعتماد القرار يعني أن المجلس يمر بيوم أسود لأنه فشل أن يحمي الأطفال والأبرياء وهم يموتون بسبب الأسلحة الكيميائية التي يستخدمها النظام. الولايات المتحدة من جهتها ستتابع فرض عقوبات على الأشخاص والكيانات المرفقة بمشروع القرار.
المندوب الروسي قال معلقًا على استخدام الفيتو إن ستة من الأعضاء لم يؤيدوه ألا يستحق إذن أن نعيد النظر في مشروع القرار. لقد كنا قد أثرنا تساؤلات في التقريرين الثالث والرابع لآلية التحقيق. الآلية نفسها قالت إنها لم تتوصل إلى إثباتات ملموسة وقطعية. كما طالبت دمشق بأن تكون جزءاً من التحقيق إلا أنها رفضت. كما أن تركيبة الآلية منحازة لجهة جغرافية محددة ولا تتمتع بالتنوع الجغرافي. كما أن قرار التحقيق ينص على إبلاغ دمشق بكافة النتائج أولاً بأول إلا أن هذا لم يحدث.
وكانت آلية التحقيق المشتركة المكونة من خبراء من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة، قد أجرت تحقيقاً حول استخدام الأسلحة الكيميائية تسع مرات استطاعت أن تتحقق من أربع منها. وقالت الآلية في تقريرها إن الحكومة السورية رفضت لغاية الآن تسليمها أسماء الضباط المسؤولين عن تلك الافعال، وأماكن عملهم في القواعد الجوية.
وقد تضمن مشروع القرار ملحقاً بالأسماء التالية التي أدرجها تقرير الآلية المشتركة وتعتبرهم مسؤولين عن الهجمات:
عمرو أرمنازي، وهو المدير العام لمركز الدراسات والبحوث العلمية. العميد غسان عباس والعقيد محمد بلال وبيان البيطار وهو مدير عام مؤسسة الصناعات التقنية ومرتبط بالمؤسسة التابعة لوزارة الدفاع السورية والتي تساعد على إنتاج الأسلحة الكيميائية لفائدة النظام السوري، والعقيد سهيل حسن الحسن، واللواء جميل حسن، واللواء ساجي جميل درويش، والعميد محمد إبراهيم، والعميد بديع معلا، واللواء طلال شفيق مخلوف، واللواء أحمد بلول.
وحسب منطوق مشروع القرار، يجب إحضار المسؤولين عن هذه الجرائم أمام العدالة.
وحسب ما جاء في تقرير قدمته رئيسة الآلية المشتركة، فرجينا غامبا، في شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي فان فريـق القيـادة، أقر بأن القـوات المسـلحة العربيـة السورية شاركت في استخدام المواد الكيميائية كأسـلحة وأن طـائرات الهليكـوبتر التابعـة لها قد استخدمت لإلقاء براميـل متفجـرة في تلـك الحـالات الـثلاث. وحـدد الفريق أيضـاً أن القاعـدتين الجويتين في حماة وحميميم، اللتين تسيطر عليهما الحكومة، هما القاعـدتان الجويتـان اللتـان انطلقت منهما طائرات الهليكوبتر لتنفيذ الهجمات.
وفيما يتعلق بالحادث الـذي وقـع في مـارع، فقد أقر فريـق التحقيق بأن تنظيم «داعش» هو الذي قام به واسـتخدم فيـه قذائف مدفعية عـدة مملوءة بالخردل الكبريتي، الذي هو سلاح كيميائي.

الفيتو الروسي – الصيني المزدوج يقتل مشروع قرار لفرض عقوبات على أشخاص وكيانات سورية بسبب استخدام الأسلحة الكيميائية

عبد الحميد صيام

الحوثيون يمنعون مسؤول العمل الإنساني في الأمم المتحدة من زيارة تعز «خوفاً على حياته»

Posted: 28 Feb 2017 02:22 PM PST

تعز ـ «القدس العربي»: قوبلت عملية قيام ميليشيا الانقلابيين الحوثيين والرئيس السابق علي صالح منع وكيل الأمين العام للأمم المتحدة استيفن أوبراين زيارة الوضع الإنساني في محافظة تعز، باستياء واسع، حيث أجبروه على الرجوع من المدخل الغربي لمدينىة تعز.
وقال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية ـ عبدالملك المخلافي ـ ان «ماتعرض له وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية استيفن أوبراين في تعز من قبل مليشيا الحوثي وصالح ومنعه من زيارة المدينة يكشف حجم معاناة تعز وماتعيشه من اوضاع انسانية غاية في الصعوبة».
وأوضح «ان الانقلابيين يكشفون كل يوم عن وجههم الإجرامي المستهين بالمجتمع الدولي والقضايا الإنسانية وهو ما تكشف جلياً اليوم بمنع وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية من دخول تعز للاطلاع على الاوضاع الإنسانية وماتتعرض له المدينة من حصار وقصف عشوائي طال الاحياء السكنية وتهجير السكان».
واضاف المخلافي «ان إطلاق النار على موكب استيفن أوبراين والوفد المرافق له واشعال معركة من قبل المليشيا لمنعه من زيارة تعز تقتضي موقفا قويا منه ومن الأمم المتحدة وفضح مواقف منسق الشؤون الإنسانية في اليمن جيمي ماكغولدريك» في اتهام حكومي مباشر للمنسق المقيم في اليمن ماكغولدريك، الذي تدور حوله اتهامات عديدة بالتواطؤ مع الميليشيا الحوثيين، حيث يمارس مهامه من العاصمة صنعاء، التي تقع تحت سيطرة الانقلابيين ويرفض نقل مقر عمله إلى العاصمة المؤقتة عدن، حيث تقيم الحكومة الشرعية.
وذكر ان «إعاقة زيارة المسؤول الأممي لتعز إنما هو تجسيد للمعاناة الإنسانية بإجرام المليشيا وحقدها ولتجاهل المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإعلام لهذه المأساة». وطالب الجميع بضرورة التعريف بما يعانيه سكان محافظة تعز، وسط اليمن، من «انتهاكات ممنهجة من قبل المليشيا الانقلابية ولا يجب السكوت عن تلك الانتهاكات».
ودعا المسؤول اليمني المجتمع الدولي وكافة المنظمات المعنية بحقوق الانسان إلى «ادانة التصرفات غير المسؤولة والانتهاكات الصارخة لحقوق الانسان التي ترتكبها مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية ضد سكان مدينة تعز». وطالب بضرورة تقديم المساعدات الاغاثية والإنسانية بشكل عاجل والضغط على الميليشيا الانقلابية بفتح الحصار على مدينة تعز من اجل اتاحة المجال امام المنظمات الاغاثية بتدفق المساعدات الإنسانية لسكان محافظة تعز.
وكانت المصادر المحلية قالت ان ميليشيا جماعة الحوثي وقوات الرئيس السابق علي صالح منعت صباح امس الثلاثاء وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والوفد المرافق له من دخول مدينة تعز للحيلولة دون إطلاعه على الوضع الإنساني الصعب الذي تعانيه المدينة جراء الحصار الجائر عليها منذ أكثر من عامين.
وأوضحت ان الميليشيا الانقلابية أوقفت وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والوفد المرافق له عند منفذ منطقة حذران، غرب مدينة تعز، بذريعة وجود مواجهات مسلحة في تلك اللحظة عند مدخل المدينة.
وعلمت (القدس العربي) من مصدر محلي في تعز أن «الوضع العسكري كان مستقر تماما ولم تكن هناك أي مواجهات مسلحة أثناء وصول موكب مسؤول الأمم المتحدة إلى مشارف مدينة تعز، غير ان ميليشيا الانقلابيين الحوثيين قامت بإطلاق نار عشوائي بالقرب من موكب المسؤول لإيهامهم بأن هناك مواجهات عسكرية بينهم والقوات الحكومية في تلك اللحظة».
وأن ميليشيا الانقلابيين أجبرت طاقم الوفد الأممي على مغادرة المنطقة والعودة من حيث جاؤوا، بمبرر إجراءات السلامة والحفاظ على الوفد الأممي من الاعتداءات التي قد تطاله، جراء تدهور الوضع العسكري في تلك اللحظة عند المدخل الغربي لمدينة تعز.
وكشف ان الميليشيا الانقلابية قامت أثناء وصول وفد الأمم المتحدة إلى منفذ منطقة حذران بقصف الأحياء السكنية بكثافة عند المدخل الغربي لمدينة تعز على الرغم من عدم الرد عليها من قبل مواقع القوات الحكومية.
وقال الضابط اسامة الشرعبي مسؤول أجهزة الأمن في مدينة تعز التي تسيطر عليها القوات الموالية للحكومة انه سمع دوي قصف على الطريق الذي كان يسلكه موكب أوبريان ما منع وصوله إلى تعز ثالث أكبر مدن اليمن والمحاصرة جزئيا من المتمردين منذ نحو عامين.
واضاف ان أوبريان قفل راجعا بسبب القصف.
واتهمت وكالة سبأ الموالية للحكومة المتمردين في حذران الواقعة على بعد 15 كلم شمال غربي مدينة تعز بأنها منعت اوبريان من دخول المدينة بعد «اطلاق النار على موكبه».
ولكن مسؤولا في المنطقة قال انه تم تعطيل تقدم موكب المسؤول الدولي عند حاجز للمتمردين في حذران.
وأكد مصدر في الأمم المتحدة ان «موكب أوبريان الذي كان يتقدم في منطقة نزاع، تأخر لدواع أمنية».
وكان من المقرر أن يقوم وكيل الأمين العام للأمم المتحدة يوم أمس بزيارة لمدينة تعز، للإطلاع على الوضع الإنساني الصعب فيها وتفقد المنشآت الصحية التي توقفت أغلبها جراء القصف العشوائي عليها من قبل الميليشيا الانقلابية وجراء الحصار الذي أسهم في توقفها عن تقديم خدماتها الطبية إثر نفاد الأدوية والأدوات الطبية من المدينة.
إلى ذلك، قالت متحدثة أممية أمس الثلاثاء إنه تم تجنيد نحو 1500 طفل في اليمن، ولكن ربما يكون العدد الحقيقي أعلى من ذلك. وأوضحت المتحدثة رافينا شامداساني خلال مؤتمر صحافي في جنيف إن معظم الصبية تم تجنيدهم على أيدي متمردي الحوثيين على مدار الثلاثة أعوام الماضية.
وغالبا ما يتم إغراء الصبية للقتال من خلال إعطائهم أموال.
وأضاف شامداساني «بعد ذلك يتم إرسال الكثير منهم للخطوط الأمامية للصراع، أو يتم تكليفهم بالخدمة في نقاط التفتيش».
وطالب مكتب الأمم المتحدة لحقوق الانسان بالإفراج فورا عن جميع الأطفال الجنود في اليمن.
ويشار إلى أن الحرب في اليمن أودت بحياة 4667 مدنيا وأسفرت عن إصابة 8180 أخرين في الفترة ما بين آذار/مارس 2015 و 23 شباط/فبراير الحالي، حسب أحدث إحصاءات الأمم المتحدة.

الحوثيون يمنعون مسؤول العمل الإنساني في الأمم المتحدة من زيارة تعز «خوفاً على حياته»

خالد الحمادي

لافروف: الوضع الإنساني في الموصل أسوأ مما شهدته حلب

Posted: 28 Feb 2017 02:22 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس الثلاثاء، أن الأوضاع الإنسانية التي تشهدها مدينة الموصل ومعارك القوات الأمنية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، هي أوضاع «أسوأ» من تلك التي شهدتها مدينة حلب السورية.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن لافروف قوله إن «الوضع الإنساني في الموصل أكثر خطورة بكثير من ذاك الذي كان عليه في الأحياء الشرقية لمدينة حلب»، مشيرا إلى أن «روسيا ذكرت شركاءها الغربيين بشكل مستمر بهذا الوضع».
ووصل عدد النازحين من غرب المدينة منذ انطلاق العمليات العسكرية، إلى ثمانية آلاف شخص، وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

لافروف: الوضع الإنساني في الموصل أسوأ مما شهدته حلب

العبادي: العراق يسعى إلى علاقات «المصالح المشتركة» مع السعودية

Posted: 28 Feb 2017 02:21 PM PST

واسط ـ «القدس العربي»: نظم عشرات الطلبة في جامعة واسط جنوب العراق، أمس الثلاثاء، تظاهرة ضد زيارة رئيس الحكومة، حيدر العبادي، وألقوا الحجارة على موكبه، فيما ردت الشرطة بإطلاق قنابل مسيلة للدموع، ما أدى إلى إصابة بعض المتظاهرين.
العبادي، دعا عقب الحادث إلى إبعاد الجامعات عن الصراعات السياسية وعدم توريط الطلبة بالخلافات.
ونقل بيان لمكتب العبادي، قوله: «إننا نسير في الاتجاه الصحيح والعراق يتقدم من حالة التشرذم إلى مرحلة التوحد، إذ أن هدفنا هو توحيد البلد وتقليل الخلافات لأن الخلافات هي من أتت بداعش وهذه الخلافات يريدون نقلها للجامعات».
وأضاف: «من لديه مشكلة مع رئيس الوزراء فلتكن مع رئيس الوزراء دون أن تؤثر على أمن البلد وسير المعركة».
وسارع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى تقديم اعتذاره للعبادي على خلفية التظاهرة.
وذكر في بيان لمكتبه، «اياً كان الفاعل والمحرض واياً كانت انتماءاته فهذا العمل سواء من داخل الحرم أم من خارجه، وبهذه الصورة عمل مستهجن ومرفوض ويسبب الأذى لمشروع الإصلاح، ولا أستبعد أنه عمل مندسين ممن يريدون الإساءة للمشروع».
وتابع: «نحن طلاب هيبة للدولة والتعدي على رئيس الوزراء (حصراً) فيه استنقاص من الدولة وخصوصاً إنه مستثنى من الفساد إلى يومنا هذا، ولذا أقدم اعتذاري له حصراً نيابة عمن فعل سواء كان منتما لي أم مندسا من اتباع (القائد الضرورة) أم غيره»، في إشارة إلى اتباع خصمه اللدود نوري المالكي.
ودعا إلى «طرد الفاعلين أو محاسبتهم من جامعة واسط ومن قبل العمادة، موجها باستثناء الكوت من الاحتجاجات السلمية كافة إلى اشعار آخر».
وشدد على أن «أي مظاهرة أو احتجاج خارج نطاق اللجنة المشرفة (اللجنة التنسيقية) فهي لا تمثلنا بل قد تكون معادية لنا فأرجو عدم اغفال ذلك».
بدوره، أعلن النائب كاظم الصيادي من كتلة «القانون» التي يرأسها المالكي، إصابة 120 متظاهرا من أبناء واسط، بحالات اختناق خلال التظاهرات التي حصلت بالمحافظة تزامنا مع زيارة العبادي إليها.
وقال: «ستتم مطالبة مجلس المحافظة بفتح تحقيق لمعرفة الجهة المسؤولة بهذا الحادث».
ويذكر أن محافظات الجنوب كانت شهدت تظاهرات احتجاجية حاشدة ضد زيارة زعيم حزب الدعوة نوري المالكي إليها، مؤخرا، لاتهامه بالمسؤولية عن تدهور أوضاع العراق، وخاصة الاقتصادية والمعيشية السيئة.
ولا يستعبد مراقبون أن تكون هذه التظاهرة ضد العبادي مقصودة بهدف عرقلة محاولات التقريب بين التيار الصدري ورئيس الحكومة.
وكان العبادي، عقد اجتماعا اعتياديا لحكومته في واسط، مؤكداً أن حكومته تسعى إلى بناء علاقات مع المملكة العربية السعودية على أساس المصالح المشتركة.
وأضاف خلال مؤتمر صحافي، عقب الاجتماع أن «حكومته ترحب وتثمن زيارة وزير الخارجية السعودية عادل الجبير، وتعتبرها خطوة نحو عودة العلاقات الوطيدة بين البلدين في وقت تحتاج فيها بلدان المنطقة إلى العمل الجاد بمختلف الأصعدة والمجالات».
وتابع «السعودية بلد مهم في المنطقة، ونسعى بشكل جاد إلى بناء علاقات معها على أساس المصالح المشتركة، وخلال زيارة الجبير أبدى الوفد المرافق له استعداده للاستثمار في العراق».
وأجرى الجبير، السبت الماضي، زيارة مفاجئة، إلى العراق، تعد الأولى لوزير خارجية سعودي منذ العام 1990.
والتقى الوزير السعودي رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ونظيره العراقي إبراهيم الجعفري.
وبين رئيس الوزراء العراقي أن «هناك حروبا ونزاعات في المنطقة، وعلينا نحن الدول أن نتعاون لإيقافها لمنع عودة داعش الإرهابي»، مشيرا إلى أن «العراق قوي بشعبه ووحدته، وهو يسعى للتقريب بين دول المنطقة المتنازعة».
واعتبر أنه «لولا العراق لوصل تنظيم داعش الإرهابي إلى دول الخليج»، منوها إلى أن «العراق أصبح له دور مهم الآن، ودول العالم تحسب له حساباً».
وأفاد العبادي بأن «العراق أصبح يمتلك قوة برية تؤمن حدود البلاد، وقوة جوية تستهدف أعداءه»، لافتاً إلى أن «يد العراق أصبحت تطال إرهابيي داعش خارج حدوده».
وجدد رئيس الحكومة العراقية تأكيده على «عدم وجود قوات برية أجنبية تقاتل على الأرض إلى جانب القوات العراقية»، مشيراً إلى أن «التحالف الدولي يقوم باستهداف بعض أوكار داعش ومراكز تواجده بطلعاته الجوية».

العبادي: العراق يسعى إلى علاقات «المصالح المشتركة» مع السعودية

غاتيلوف يفتح ثغرة في «جنيف 4»… الحكومة تتمسك ببند الإرهاب والمعارضة بالانتقال السياسي

Posted: 28 Feb 2017 02:21 PM PST

جنيف ـ «القدس العربي»: نجح غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي في فتح ثغرة في المسار السياسي المسدود في جنيف بعد لقاءات ماراثونية أجراها وسيُجريها مع الفرقاء المتفاوضين في مبنى الأمم المتحدة.
مصادر «القدس العربي» القريبة من الوفد الحكومي المفاوض في جنيف توضح أن التفاوض على مسألة الانتقال السياسي لا يعني التفاوض على تسليم السلطة أو تنحي الرئيس السوري بشار الأسد وإنما التفاوض على نظام الحكم، الذي يحدده الدستور وتعديلاته وهذه مسألة مرهونة بقرار السوريين أنفسهم.
المصادر ذاتها أضافت أنه قبل كل ذلك لا بد من البحث في مسألة محاربة الإرهاب وكيفية مواجهته داخل سوريا، وهذا الكلام يتقاطع مع ما أعلنه غاتيلوف عقب لقائه وفد الحكومة السورية برئاسة بشار الجعفري والذي قال إن رئيس وفد دمشق لا يعارض اقتراحات المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا، إلا أنه أكد على ضرورة إدراج موضوع الإرهاب في أجندة المفاوضات.
هذه المعطيات تتقاطع أيضاً مع ما أورده البيان الرسمي السوري الذي قال إن الجانبين الروسي والسوري اتفقا في وجهات النظر على ضرورة أن تكون مكافحة الإرهاب من ضمن أولويات المحادثات لحل الأزمة في سوريا.
وقال غاتيلوف، إن الإرهاب يمثل الأولوية، ومكافحة الإرهاب تمثل الأولوية، ويجب إشراكها في جدول أعمال المفاوضات، إلى جانب غيرها من المسائل من قرار مجلس الأمن رقم 2254». وأكد نائب وزير الخارجية الروسي أنه من السابق لأوانه تقييم المفاوضات السورية في جنيف، مشدداً على أن عملية المفاوضات لا تزال مستمرة.
ويرى مراقبون أنه ورغم الاختراق الجزئي الذي تحقق في مفاوضات جنيف إلا أن فرص التوصل إلى أي تفاهم بين الحكومة والمعارضة مازالت بعيدة كلياً في ظل التباعد الكبير في المواقف بين الطرفين حول مختلف المسائل الجوهرية.
وحيث لا تزال المعارضة متمسكة ببحث مسألة الانتقال السياسي يتمسك وفد الحكومة السورية ببند مكافحة الإرهاب كبند رئيسي لا بد منه للدخول إلى بقية البنود والمسائل الأخرى.

غاتيلوف يفتح ثغرة في «جنيف 4»… الحكومة تتمسك ببند الإرهاب والمعارضة بالانتقال السياسي

كامل صقر

مطالبات شعبية للسيسي بالعفو عن متهمي «مذبحة بورسعيد»

Posted: 28 Feb 2017 02:20 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: تعالت الأصوات التي تطالب بإصدار عفو رئاسي عن متهمي مذبحة بورسعيد، التي تعرف إعلاميا بمذبحة بورسعيد، التي راح ضحيتها 74 من مشجعي النادي الأهلي.
وتبنى أصحاب دعوات العفو، مبدأ دفع دية لأهالي الضحايا، من أجل تهدئة الأمور المشتعلة في المدينة، خاصة بعدما باتت المدينة أشبه بساحة حرب في ظل انتشار أمني مكثف، عقب الاشتباكات التي شهدتها المدينة على خلفية صدور حكم بإعدام 11 من شبان المدينة في القضية، وألقت قوات الأمن القبض على ما يقرب 50 من الشبان، الذين كانوا قد تظاهروا مساء أمس الأول.
وأصدرت اللجنة الفرعية لنقابة الصحافيين في بورسعيد بياناً، أعلنت فيه تضامنها مع أهالي المحكوم عليهم بالإعدام، وناشدت الرئيس عبدالفتاح السيسي لتخفيف الحكم عن المتهمين، إلى المؤبد باستخدام صلاحياته الدستورية. وطالب البدري فرغلي، النائب السابق عن بورسعيد، والقيادي في حزب التجمع، السيسي بإصدار عفو رئاسي عن المتهمين، مشيراً إلى أن 53 شخصاً من أبناء بورسعيد سقطوا في أحداث ما بعد الحكم الأول، بالقضية يوم 26 مارس/آذار 2013، ولم يتحدث عنهم الإعلام.
ونشر عادل شحاتة، والد محمد عادل شحاتة الشهير بـ «حمص» أحد أبناء بورسعيد المحكوم عليهم بالإعدام في القضية، فيديو تداوله أهالي بورسعيد، عرف نفسه بأنه «والد المظلوم»، وقال: «الجميع في ذمة الله أحياء وأمواتا، لكني أرسل رسالة لكل مصر، والله يرحم الأموات وليس من قتلوا، ورسالتي عبارة عن سؤال واحد إلى كل مسؤول في مصر، لمصلحة من أخفي تفريغ كاميرات الاستاد ؟ هناك 34 كاميرا باستاد بورسعيد، اختفت لمصلحة القاتل الحقيقي». وأضاف «كاميرات الاستاد هي التي تملك دليل براءة أبناء بورسعيد، وبها دليل إدانة المتهم الحقيقي»، مؤكداً أن «هذه الفيديوهات، أخفيت، ولا توجد في أحراز القضية».
وقالت رانيا السادات، عضو مجلس النواب عن محافظة بورسعيد، إن نواب المحافظة تقدموا ببيان عاجل للدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب ضد اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية، حول أحداث الشغب التي وقعت مساء أمس الأول، في محافظة بورسعيد، موكدة أن النواب ذكروا في البيان أن قوات الأمن ألقت القبض العشوائي في عدد من المناطق السكنية عقب اندلاع الأحداث، واستخدمت قنابل مسيلة للدموع، ما تسبب في حالات اختناق للأهالي في محافظة بورسعيد.
وقال النائب أحمد فرغلي، عضو مجلس النواب عن محافظة بورسعيد، إن هناك اتصالات بين نواب المحافظة وعدد من المسؤولين في الجهات الأمنية المختصة في الدولة للوصول إلى حل سلمي للخروج من الأزمة، موكدًا أنه التقى علي عبد العال رئيس مجلس النواب، وعرض عليه عددا من المطالب، منها تخفيف الاحتقان بين أهالي المتهمين ووزارة الداخلية بعد حالات القبض العشوائي التي جرت عقب الأحداث، ومحاولة إجراء مصالحة بعد التواصل مع وسطاء من الطرفين.
في السياق، حمل هشام الشريف، وزير التنمية المحلية، اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد، مسؤولية أحداث الشغب التي شهدتها منطقة فاطمة الزهراء بحي الضواحي في مدينة بورسعيد.
وأكد عادل شكري، مستشار وزير التنمية المحلية، وجود قصور في أداء الغضبان محافظ بورسعيد، لعدم تأمين المنشآت العامة بشكل يتناسب مع الأجواء التي تشهدها المحافظة.

مطالبات شعبية للسيسي بالعفو عن متهمي «مذبحة بورسعيد»

تامر هندي

في مؤتمر «جي ستريت» الأمريكية.. عودة: ترامب ونتنياهو يبنيان قوتهما من خلال التحريض والتخويف والتفرقة

Posted: 28 Feb 2017 02:20 PM PST

الناصرة – «القدس العربي»: أكد أيمن عودة رئيس المشتركة داخل أراضي 48 أن اليمين في إسرائيل يرى بفلسطينيي الداخل جزءا من المشكلة لأنهم جزء من الحل، مشددا على أن «المعسكر الصهيوني» هو ظل لليمين وليس معارضة حقيقية. وشارك عودة كمتحدث رئيسي، في مؤتمر منظمة «جي ستريت» اليهودية في الولايات المتحدة وهو مؤتمر اللوبي اليهودي الأمريكي الليبرالي.
واستهل كلمته باستشهاد ابو القيعان في أم الحيران: «في ساعة متأخرة من الليل، قبل نحو شهر، يعقوب أبو القيعان، معلم رياضيات، من قرية صغيرة تدعى أم الحيران في صحراء النقب، سمع بأن قريته ستهدم. في عتم الليل، قبل الفجر، أخذ معه أوراق امتحانات، أخبر أقرباءه بأنه سيكون في بيت والدته في البلدة المجاورة ودخل الى السيارة. يعقوب لم يصل الى بيت والدته. خلال قيادته السيارة الى خارج قريته، أطلق عناصر الشرطة الاسرائيلية النار عليه وقتلوه. سيارته اصطدمت بالشرطي ايريز ليفي وقتلته». وسارع عودة للتأكيد أن»هذه الليلة من الشهر الفائت هي مجرد فقرة إضافية من قصة أكبر، قصة تمييز وتفرقة وقوة معزّزة بالكراهية، التي تكبر في إسرائيل، وفي أمريكا وفي كل أنحاء العالم».
واستعرض عودة واقع النقب اليوم حيث هناك 45 قرية عربية، التي تعتبر رسميًا غير معترف بها من قبل الدولة، يقيم فيها أكثر من 100 ألف شخص، هم عرب فلسطينيون مواطنون في إسرائيل، يعيشون هناك بدون ماء، كهرباء، لا شوارع معبدة ولا مدارس». وحول سياسة الحكومة اليمينية قال عودة إنه منذ تأسست إسرائيل، أنشأت ما يقارب الـ 700 بلدة كلها لليهود ولا واحدة منها للعرب. وتابع « من غير المقبول أن تحّول حكومة نتنياهو قضية المسكن الى سلاح سياسي يستخدم ضد المواطنين الفلسطينيين العرب في إسرائيل. هذه فضيحة أخلاقية أن يقوم رئيس الحكومة نتنياهو باستخدام هدم بيوت في قلنسوة، وإخلاء مجتمع كامل من النقب، كتعويض أو جائزة لداعميه من اليمين المتطرف، مقابل إخلاء مستوطنة بنيت على أراض فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة». ولفت الى أن هذا كله جزء من استراتيجية نتنياهو أن يحرض ضد المواطنين العرب الفلسطينيين، ويعتبرهم أعداء وليسوا مواطنين. وأضاف «هو حرض ضدنا عندما مارسنا حقنا في التصويت. وهو من اتهمنا بأننا نرفع أعلام داعش. وهو من اتهم العرب بحرق جبل الكرمل – هذا الجبل الذي ولدت فيه، وعاشت فيه عائلتي لعصور، الجبل الذي وُلد به أولادي وفيه قبور أقربائي».
وشدد على أن ترامب ونتنياهو بنيا قوتهما بالطريقة نفسها التي استخدمتها أنظمة عبر التاريخ؛ لغة الخوف والكراهية الحارقة، والتحريض ضد الآخر، بدلًا من تذكيرنا بالقيم المشتركة والمصالح المشتركة». وشدد أيضا على ضرورة وجود معارضة حقيقية لا تهاب، منبها من أن المعارضة التي يقودها حزب العمل، وهي أشبه بظلّ لليمين، هي ليست معارضة بتاتًا. وتابع «حزب العمل لم يفعل أي شيء ليمنع الهدم في أم الحيران، وترك مواطنيها بدون بيوت. حزب العمل ترك مؤسسات حقوق الإنسان والمجتمع المدني لوحدهم يواجهون التحريض من قبل أحزاب اليمين. وهم فشلوا بفرز أي قيادة نحو إنهاء الاحتلال ومعارضة الأجندة اليمينية للحكومة. علينا أن نحاسبهم، لكن لن ننتظر منهم أي يفسحوا المجال. هم أطلقوا على أنفسهم اسم «المعسكر الصهيوني». اليمين يطلق على نفسه اسم «المعسكر القومي».نحن، عرب ويهود معًا، يجب أن نبني معسكرًا جديدًا، المعسكر الديمقراطي الذي يطرح بديلا قويًا وأخلاقيًا في مواجهة هذين المعسكرين». وتابع عودة:»أرفض أن نقول إنه من غير الممكن او من غير المجدي. نحن نبني قوتنا من خلال توطيد التضامن. بهذا الزمن نحتاج الى تضامننا أكثر من أي وقت مضى، في هذا الزمن الذي تكبر فيه اللاسامية والإسلاموفوبيا».

بين السلام والأبرتهايد

وأوضح عودة على مسامع أمريكيين، منهم من أصل يهودي، أن حكومة نتنياهو توقفت عن التظاهر بأنها معنية بالسلام، فقد مررت مثلًا قانونًا يشرعن لمستوطنين إسرائيليين سرقة أراض خاصة من فلسطينيين. وتابع «أمامنا خيار واضح: السلام أو الأبرتهايد. وأؤمن بأن معارضة حقيقية ومبدئية مبنية على أسس التضامن والنضال المشترك، ستمكننا من اختيار السلام».
وفي سياق الحديث عن الاستحقاقات قال عودة «إن الفلسطينيين اعترفوا بدولة اسرائيل، داعيا الإسرائيليين للاعتراف بالنكبة، وبالغبن التاريخي وبالجرائم الفظيعة التي حصلت عند إقامة دولة إسرائيل».
وبشأن الشراكة العربية اليهودية اعتبر عودة أن المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل لوحدهم لا يملكون القوة الكافية لإحقاق هذا المستقبل الديمقراطي والمتساوي الذي من خلاله بإمكان الجميع إحقاق سلام لكن بدونهم لا أحد يستطيع أن يحقق ذلك. وأضاف «الحكومة اليمينية قررت أن تجعلنا جزءًا من المشكلة لأنها تعلم بأننا سنكون جزءًا من الحل». وخلص للقول «أنتم تظاهرتم بعد حفل رسامة الرئيس الأمريكي كي تأكدوا أن النساء لن يقبلن الكلام العنيف، ولا أعمال العنف ولا السياسات العنيفة. وجئتم الى هنا اليوم، لأننا نعلم بأنه لا يمكننا أن نعتمد على المعارضة الموجودة اليوم. هنا في وطنكم، كما في وطني، سنخلق المعارضة التي ستعارض الوحشية. هم يمكنهم أن يحاولوا هدم بيوتنا، يمكنهم بناء جدران حتى يفصلوا فيما بيننا، ولكن إن كنا نملك الشجاعة الكافية، نضالنا المشترك من أجل مستقبل للجميع سيكبر أعلى من أي جدار فاصل، وروابط تضامننا لن تنكسر أبدًا».

في مؤتمر «جي ستريت» الأمريكية.. عودة: ترامب ونتنياهو يبنيان قوتهما من خلال التحريض والتخويف والتفرقة

وديع عواودة

البرلمان العراقي يتراجع عن زيادة رواتب أعضائه

Posted: 28 Feb 2017 02:19 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: تراجع البرلمان العراقي عن خططه لزيادة رواتب أعضائه بعد موجة غضب عارمة اجتاحت الشارع لتزامن الخطوة مع عجز من ميزانية البلاد، دفع الحكومة إلى فرض إجراءات تقشفية تثقل كاهل المواطنين.
وأعلن رئيس مجلس النواب سليم الجبوري أن البرلمان لن يمضي بزيادة مرتبات أعضاء المجلس.
وذكر بيان لمكتب الجبوري إن «ما يتعرض له مجلس النواب من حملة كاذبة هدفها تحجيم دوره الرقابي من خلال إثارة موضوع زيادة رواتب أعضاء المجلس»، مشيراً إلى أن «البرلمان لن يمضي بزيادة مرتبات أعضائه في الوقت الذي يعاني فيه المواطن العراقي من مصاعب في توفير لقمة العيش الكريم».
وأكد أن البرلمان يتعرض لهجمة «شرسة» وخاصة بشأن رواتب النواب، مبيناً أن الراتب الإجمالي للنائب هو سبعة ملايين و200 ألف دينار.
وشهدت بغداد والبصرة ومحافظات أخرى، تظاهرات شعبية غاضبة احتجاجاً على محاولات زيادة رواتب النواب، رافعين لافتات ومرددين هتافات تدين أعضاء البرلمان الذين يسعون لمصالحهم الخاصة على حساب الشعب الذي يعاني أزمة اقتصادية وبطالة وإجراءات تقشفية حكومية.
كما امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي والصحف المحلية بتعليقات لاذعة ضد محاولات النواب الحصول على امتيازات مالية في الوقت الذي يعاني البلد من ضائقة مالية صعبة ألقت بظلالها على حياة جميع الشرائح.
وكانت النائبة عن التحالف الكردستاني أشواق الجاف، كشفت الاثنين الماضي، عن زيادة الراتب الإسمي للنواب إلى خمسة ملايين دينار، مبينة أن هذه الزيادة ستترتب عليها استحقاقات تقاعدية وفق سلم التقاعد.
وقالت في حديث متلفز، إن «اللجنة المالية قامت بتعديل الراتب الإسمي من أربعة ملايين إلى خمسة ملايين دينار وعملت أيضا على إلغاء مخصصات الشهادات العليا».
وأوضحت أن «تعديل الراتب الاسمي هو أمر من المفترض أن يتم اعتماده بحسابات التقاعد كون عضو البرلمان، هو موظف وتسري عليه القوانين الخاصة بالتقاعد والتي تشير إلى أن راتب التقاعد يكون من خلال ضرب الراتب الإسمي بسنوات الخدمة مع مخصصات الشهادة شأنه في ذلك شأن أي موظف بالدولة العراقية».
وأكدت أن «زيادة الراتب الأسمي من أربعة إلى خمسة ملايين سيؤثر على التقاعد»، لافتة إلى أن «قضية تعديل الراتب الإسمي كونه يفرض حقوقا تقاعدية مستقبلية، ولا نعلم هل هو من صلاحية مجلس الوزراء أم وزارة المالية حصرا، بالتالي فالجواب النهائي لدى اللجنة المالية النيابية».
وأكد النائب حيدر الكعبي، الأحد الماضي، عن زيادة الراتب الأسمي لأعضاء مجلس النواب ابتداء من شهر شباط/فبراير الحالي من أربعة ملايين إلى خمسة ملايين دينار، مشيراً إلى أن القرار لن يكون بأثر رجعي.
وكشف رئيس الجمعية الإنسانية للمتقاعدين عبد الرضا شياع الحفاظي عن أن مقدار الزيادة في رواتب أعضاء مجلس النواب ستكون ثلاثة ملايين أي ما يعادل مليار دينار شهرياً لمجمل أعضاء البرلمان.
وذكر، أن المتقاعدين، فوجئوا بالقرار الذي صدر من البرلمان بزيادة الراتب الإسمي للنواب بمقدار 25 في المئة الذي جعل الراتب خمسة ملايين دينار بدل أربعة ملايين وهذا الموضوع تترتب عليه زيادة في مقدار المخصصات حيث أن النائب يتقاضى مخصصات بمقدر 200 في المئة من الراتب، ويعني ذلك أن الزيادة الإجمالية ستكون ثلاثة ملايين وليست مليونا واحداً، مما يشكل عبئا على الموازنة لأن المجموع سيكون مليار دينار شهرياً.
وأشار إلى أن الحكومة تقوم باستقطاع 3.8 في المئة من رواتب المتقاعدين والموظفين لدعم الحشد الشعبي والنازحين. وكان الأجدر إيقاف الاستقطاع والاكتفاء برواتب النواب دون زيادة لاسيما أن الزيادة تسببت بسخط كبير لدى المتقاعدين والموظفين، مضيفا «كنا قد اقترحنا استقطاع 25 في المئة من رواتب النواب لصالح الحشد لكننا فوجئنا بزيادة الرواتب بنسبة 25 في المئة وهذه القضية تعد مخجلة، مشيرا إلى أن أعضاء المجلس منحوا أنفسهم الزيادة وهذا أمر معيب».
ويذكر أن ميزانية العراق لعام 2017 تعاني من عجز كبير يتجاوز 21 تريليون دينار بسبب انخفاض أسعار النفط عالميا وارتفاع نفقات الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، ما اضطر الحكومة إلى تخفيض رواتب الموظفين وفرض ضرائب ورسوم على الخدمات الحكومية والاستيراد، وكذلك، واللجوء إلى القروض الخارجية والداخلية لسد العجز، ليفاجأ المواطنون بمحاولات البرلمان لزيادة الامتيازات المالية لأعضائه.

البرلمان العراقي يتراجع عن زيادة رواتب أعضائه

قذائف الجيش العشوائية تصيب مدنيين في سيناء

Posted: 28 Feb 2017 02:19 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: في وقت يدفع فيه أهالي سيناء ثمن وجود تنظيم «الدولة الإسلامية» في مناطقهم، تهجيراً وانعداماً للأمن، يأتي القصف الذي ينفذه الجيش المصري ضد التنظيم ليزيد معاناتهم بسبب استهدافه مواقع مدينة.
وقال عدد من أهالي سيناء لـ» القدس العربي» إن «قذيفة مدفعية سقطت داخل فناء مدرسة العاشر من رمضان للمرحلة الإعدادية – بنات، في حي السمران في مدينة العريش، عاصمة شمال سيناء المصرية، أمس، وتم إخلاء المدرسة من الطالبات».
وأضاف الأهالي أن «طائرات حربية حلّقت فوق منطقة حدود سيناء منذ صباح أمس، ولعدة ساعات، بالتزامن مع استمرار القصف المدفعي على مناطق العريش، وبالتحديد جنوب مدينة الشيخ زويد، والعريش، مما تسبب في حالة هلع بين السكان، وأطلق عدد من السكان وسما على مواقع التواصل الاجتماعي لرصد الأحداث بعنوان «سيناء تحت القصف.. قصفوا المدارس».
وسادت أنباء غير مؤكدة عن إصابة عدد من المدنيين جراء القصف المدفعي على بعض مناطق العريش، وبالتحديد إصابة سيدة بشظايا إثر سقوط قذيفة مدفعية بجوار المركز الحضري في حي السمران، ونقلت السيدة لمستشفى العريش العام.
وأكدت مصادر سيناوية سماع دوي انفجارات متتالية، عصر يوم أمس، على الأطراف الجنوبية للعريش، وتصاعد أعمدة دخان شاهدها الأهالي من مسافات بعيدة.
وأعلن الجيش المصري قبل أيام بسط سيطرة شبه كاملة على جبل الحلال في وسط سيناء، كأحد أخطر بؤر الإرهاب التي تلوذ بها العناصر الإرهابية.
ومنذ أيام بدأ نزوح عشرات الأسر القبطية من العريش لمحافظة الإسماعيلية، بعدما استهدف تنظيم «داعش» عددا منهم بالقتل والذبح والحرق.
وأرسل وزير شؤون مجلس النواب المصري، المستشار عمرو مروان، بيانا لأعضاء المجلس حول وضع الأسر المسيحية المنتقلة من مدينة العريش نتيجة الأعمال الإرهابية. وجاء في البيان أن آخر تقرير من غرفة العمليات المشكلة لمتابعة الملف، مساء أمس الأول، أوضح أن إجمالي عدد الأسر المنتقلة بلغ 154 أسرة، تم تسكينها جميعًا في 7 محافظات، بواقع 108 أُسر في الإسماعيلية، و11 في أسيوط، و7 بالقليوبية، و4 بالدقهلية، و17 بالقاهرة و6 ببورسعيد وأسرة واحدة في المنيا.
وأشار الوزير إلى أن وزارة التضامن الاجتماعي كلفت مديرياتها في المحافظات، بالتأكد من أماكن إقامة الأسر القبطية وتدبير مساكن لمن لا إقامة له، وصرف مبالغ مالية من مؤسسة التكافل الاجتماعي في المحافظات، كما سيعلن وزير القوى العاملة قريبا بدء تسليم 80 فردا من الأقباط المنتقلين عملهم في المصانع وشركات القطاع الخاص في الإسماعيلية.
وكشف البيان عن زيارة وزير الصحة أحمد عماد لمحافظة الإسماعيلية، للاطمئنان ومتابعة تقديم خدمات الرعاية الصحية، وتوزيع كروت للرعاية الصحية على الأسر، مشيرًا إلى أن وزارة التعليم العالي وفرت أماكن للطلاب الجامعيين المنتقلين من شمال سيناء، في جامعتي قناة السويس وبورسعيد، وفي المدن الجامعية، كما تم تشكيل لجنة مشتركة من ممثلي وزارات التعليم والصحة والشباب والتضامن، ومحافظة الإسماعيلية، والكنيسة، من أجل توحيد الجهود وتخفيف العبء عن الأسر.
وانتقد عضو اللجنة الشعبية للدفاع عن العريش، أشرف الحفني، في تصريحات لـ«القدس العربي»، ما وصفه بـ»انسحاب الدولة من مهامها الأساسية والسيادية في منطقة سيناء».
وقال: أين بسط السيطرة والسيادة حين يهجر الأقباط لعدم القدرة على حمايتهم، فالأمر هنا لا يتعلق بالأقباط وحدهم ولكن بالمواطنة، فنحن نشعر أن هناك «تلكيك» للتهجير، وحين نتحدث عن ذلك صراحة نُقابل بأسطوانة مشروخة بأن جماعات الإرهاب تلجأ لمنطقة رخوة بعيدا عن سيطرة الجيش.
وتابع الحفني «نشعر دائما أن هناك ما يتم إخفاؤه، نتيجة التضارب في التصريحات والمواقف بين ما حدث من تهجير للأقباط والعائلات، وبين إعلان السيطرة والقضاء على الإرهاب من جانب الدولة».
وأعلن المتحدث العسكري المصري، العقيد أركان حرب تامر الرفاعي، تنفيذ قصف جوي لـ44 هدفا خاصا بالعناصر التكفيرية، وقتل 6 تكفيريين، وتدمير جسمي نفق رئيسيين في منطقة رفح، مؤكدا مواصلة عناصر إنفاذ القانون مهتمها للقضاء على البؤر الإرهابية في سيناء.

قذائف الجيش العشوائية تصيب مدنيين في سيناء

مؤمن الكامل

نتنياهو: لا توجد تفاهمات مع ترامب حول المستوطنات وحراك واسع للقيادة الفلسطينية دوليا خلال الشهرين المقبلين

Posted: 28 Feb 2017 02:18 PM PST

رام الله – «القدس العربي»: نفى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو خلال اجتماع كتلة الليكود البرلمانية أن يكون قد توصل الى تفاهمات مع إدارة الرئيس دونالد ترامب حول البناء في المستوطنات. وقال لأعضاء الكنيست إن «الأمور ليست سهلة كما تعتقدون». وحسب عدة أشخاص حضروا الاجتماع المغلق، وقعت خلال الاجتماع مواجهة لفظية بين النواب الذين يؤيدون ضم الضفة الغربية وأولئك الذين يؤيدون الانفصال عنها مع ترتيبات أمنية.
وقال نتنياهو لنواب كتلته إن «دخول ترامب الى البيت الأبيض يشكل فرصة تاريخية، لكن يجب معرفة قيود هذه الفرصة» . وحول تطوير المستوطنات قال: «لا يوجد اتفاق بشأن البناء.. وسنقيم آلية لمحاولة التوصل الى تفاهمات غير متوفرة الآن، الأمور ليست سهلة كما تعتقدون».
وأضاف أنه تطرق الى الموضوع أيضا خلال زيارته الى استراليا في الأسبوع الماضي. وأوضح أن اسرائيل لن تتخلى عن السيطرة الأمنية غرب الأردن وأنه فقط إذا اعترف الفلسطينيون بدولة إسرائيل وتخلوا عن حق العودة، يمكن التوصل الى تفاهمات. وأوضح: «قلت في استراليا إنه يوجد هناك رئيسا حكومة يريدان دولة فلسطينية ولكن أي دولة فلسطينية؟ كوستاريكا ام إيران؟». وتابع: «خرجنا من غزة والقوة الأوروبية التي كان يفترض ان تحمي الحدود تبخرت. القوة الدولية في سيناء تقلصت أمام داعش. قلت لهم انظروا الى غزة.. قلت لهم إنني لن أقود دولتي الى الجنون بسبب تقرير صحافي. لا يوجد بديل من السيطرة الأمنية الاسرائيلية الى الغرب من الأردن مع اتفاق وبدون اتفاق، وإن قالوا لي إن هذا لا يتفق مع السيادة غير المقيدة بالنسبة للفلسطينيين فهذا شأنهم. ان كنتم تسألون عما إذا كانوا سيعترفون بدولة اسرائيل ويتخلوا عن حق العودة فهذا نوع من الاتفاق الذي يمكن التوصل اليه».
أما على الجانب الفلسطيني فقط قال مجدي الخالدي مستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية إن الحراك الدبلوماسي للرئيس محمود عباس، هدفه تأمين حشد دولي لإعلاء كلمة فلسطين والقضية الفلسطينية عالياً، مشيرا إلى حراك واسع للقيادة الفلسطينية على مستوى دولي خلال الشهرين المقبلين.
وقال الخالدي في حديث لإذاعة موطني المحلية في رام الله «إن كلمة الرئيس أمام مجلس حقوق الإنسان في مقره في جنيف وهو أهم المنابر المدافعة عن حقوق الإنسان، كانت موضع اهتمام كبير حيث استمع عدد كبير من وزراء خارجية الدول العالمية ورؤساء مؤسسات حقوقية لكلمة الرئيس». وشدد على أنه لا يمكن الحديث عن حقوق الإنسان دون التطرق إلى ظلم الاحتلال الإسرائيلي الواقع على الشعب الفلسطيني وانتهاكاته ضد أرضنا وشعبنا ومقدساتنا.
وأكد على ضرورة تفعيل قرارات المجلس وتطبيقها على دولة الاحتلال التي تعتبر نفسها فوق القانون الدولي، بغطرسة عنصرية وعسكرية وتضليل للعالم. وقال: «كان حراك الرئيس في سويسرا فرصة لعقد لقاءات هامة مع مدراء الوكالات العالمية المتخصصة بتقديم الخدمات للشعب الفلسطيني».
لكن المحلل السياسي الفلسطيني هاني المصري مدير عام المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية ـ مسارات ـ رأى أن الرئيس يعيش في وضع صعب، والتحديات والمخاطر جسيمة ومتعاظمة والفرص قليلة. فهو من جهة، يؤمن بعمق ما يسمى «عملية السلام» واتفاق أوسلو وأسلوب المفاوضات والوسائل السلمية لحل الصراع بالرغم من أن هذا الأسلوب لم يحقق الأهداف المتوخاة منه، بل على العكس أدى إلى نتائج مغايرة تقريبا على طول الخط كون المفاوضات لا يمكن أن تغير الواقع بل تعكس موازين القوى، وهي مائلة بشكل كبير لصالح المشروع الصهيوني الاستعماري الاستيطاني.
وأضاف أن الرئيس الفلسطيني من جهة أخرى، نادى بالمقاومة الشعبية وتدويل القضية وحاول الحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، وعندما فشل في ذلك جراء عدم الحصول على الأصوات التسعة المطلوبة في مجلس الأمن لعرض المشروع للتصويت في المجلس من أجل الحصول على العضوية الكاملة في عام 2011 عرض الأمر على الجمعية العامة للأمم المتحدة، وحصل على العضوية المراقبة لدولة فلسطين في العام التالي. وقرر التوقيع على العديد من الاتفاقيات الدولية، والانضمام إلى العديد من الوكالات الدولية، بما في ذلك المحكمة الجنائية الدولية دون تفعيل كامل لهذه العضوية.
وقال إن الرئيس محمود عباس استخدم الأدوات المذكورة التي تناسب مسارا جديدا تُلِّح الحاجة إليه لخدمة إحياء وتحسين شروط المسار القديم الذي لم ولن ينجح وإنما أدى إلى الكارثة التي نعيشها، وسيؤدي إلى كوارث أكبر إذا لم يتغير.

نتنياهو: لا توجد تفاهمات مع ترامب حول المستوطنات وحراك واسع للقيادة الفلسطينية دوليا خلال الشهرين المقبلين

فادي أبو سعدى

حكم نهائي ببراءة آخر وزير سياحة في عهد مبارك من تهم فساد

Posted: 28 Feb 2017 02:17 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي» ووكالات: قضت محكمة مصرية، أمس الثلاثاء، بإلغاء حكم بسجن وزير السياحة الأسبق زهير جرانة إبان عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك 5 سنوات، وبراءته من تهم فساد، وفق مصدر قضائي.
وقال المصدر، مفضلاً عدم ذكر اسمه، إن «محكمة النقض (أعلى محكمة طعون مصرية) والمنعقدة بمقرها (وسط القاهرة)، قضت(أمس) بقبول طعن وزير السياحة الأسبق زهير جرانة على سجنه 5 سنوات وبراءته من تهم التربح والإضرار العمدي بالمال العام بتسهيل الاستيلاء على أراضي الدولة».
وأوضح أن «حكم محكمة النقض نهائي وبات وغير قابل للطعن عليه، حيث فصلت فيها محكمة جنايات القاهرة مرتين»، وبذلك أسدلت المحكمة الستار على القضية نهائيا بحكمها المذكور.
تجدر الإشارة إلى أن حكم الجنايات الأول صدر في مايو/ أيار 2011 بالسجن المشدد لمدة 5 سنوات، لكل من جرانة (حضورياً) واثنين آخرين (غيابياً)، وألزمتهم متضامنين بغرامات مالية جاوزت 293 مليون جنيه (نحو 18 مليون دولار أمريكي تقريباً).
إلا أن محكمة النقض قبلت طعن جرانة على الحكم في 13 فبراير/ شباط 2013، وقضت بإعادة محاكمته من جديد أمام دائرة أخرى، وأصدرت محكمة الجنايات الحكم الثاني في 15 مارس/آذار 2014 بمعاقبته بالسجن المشدد 5 سنوات فتقدم جرانة بطعن علي الحكم وفصلت فيه محكمة النقض أمس. وتضمنت لائحة اتهام جرانة في القضية أنه قام بتربيح رجل أعمال إماراتي ما يقرب من 41 مليون دولار، «على نحو ألحق ضرراً بالغاً بالمال العام»، عندما باع له أرض «خليج جمشة» في منطقة «العين السخنة» (على خليج السويس شرقي مصر) بأقل من سعرها الحقيقي.
كذلك، قضت محكمة جنح القاهرة الجديدة، أمس، برئاسة المستشار هيثم الصغير، وأمانة سر ناصر عبد الرازق، بحبس القاض السابق وليد شرابي، 5 سنوات وتغريمه 500 جنيه، بتهمة إذاعة أخبار كاذبة. وأحالت النيابة العامة شرابي للمحاكمة الجنائية بتهمة إذاعة أخبار كاذبة عمدا من إحدى القنوات التي تبث من خارج البلاد، وإلحاق الضرر بالمصلحة العامة والتحريض ضد مؤسسات الدولة.
كما قضت محكمة جنح القاهرة الجديدة، بحبس الشاعر عبد الرحمن القرضاوي والناشطة آيات عرابي، 5 سنوات مع الشغل وتغريمهما 500 جنيه لكل منهما، بتهمة إذاعة أخبار كاذبة.
وأحالت النيابة العامة عبد الرحمن نجل الداعية الإسلامي يوسف القرضاوي، وآيات عرابي، للمحاكمة الجنائية، بتهمة إذاعة أخبار كاذبة عمداً، وإلحاق الضرر بمصلحة البلاد وتكدير السلم والأمن، والتحريض ضد مؤسسات الدولة، فيما عاقبت محكمة جنايات الجيزة المنعقدة في أكاديمية الشرطة 5 متهمين في القضية المعروفة إعلاميا بـ»الألتراس أهلاوي»، بالسجن المشدد لمدة 15 سنة، بينما عاقبت متهما حدثا بالسجن لمدة 5 سنوات.
وصدر القرار برئاسة المستشار محمد ناجي شحاتة، وعضوية المستشارين محمد محمد النجدي وعبد الرحمن صفوت الحسيني وسكرتارية أحمد صبحي عباس.
ووجهت النيابة للمتهمين في القضية رقم 15567 لسنة 2014 وسط قصر النيل، اتهامات بالتجمهر واستعمال القوة والعنف والسرقة بالإكراه، وإتلاف ممتلكات عامة وخاصة، وحيازة الأسلحة والذخيرة بدون ترخيص. في السياق، قضت محكمة جنح القاهرة الجديدة، برئاسة المستشار هيثم الصغير، بحبس الفنان محمد شومان 5 سنوات مع الشغل وتغريمه 500 جنيه بتهمة إذاعة أخبار كاذبة.
وكانت النيابة العامة أحالت شومان، الذي يقيم في تركيا حاليا، ويعمل مذيعا في إحدى القنوات الفضائية المعارضة التي تبث من انقرة، للمحاكمة الجنائية بتهمة التحريض ضد مؤسسات الدولة وإلحاق الضرر بمصلحة البلاد عن طريق بث برنامجه عبر القنوات الفضائية الذي تسبب في تكدير السلم والأمن العام وحصوله على تمويل خارجي.
وأيضاً، عاقبت محكمة مصرية، 17 شرطياً في قطاع السياحة، بالسجن عامين والمراقبة الشرطية سنتين إضافيتين؛ إثر إدانتهم بـ»الإضراب عن العمل والتظاهر» في وقت سابق، وفق مصدر قضائي.
وقال المصدر إن «محكمة جنح مصر القديمة (وسط القاهرة)، عاقبت(أمس) 17 من أمناء الشرطة (رتبة أقل من ضابط)، حضورياً بالسجن سنتين، والمراقبة الشرطية (متابعة يومية مع الجهاز الأمني) سنتين إضافيتين».
وأوضح المصدر أن «أفراد الشرطة الصادر بحقهم حكما بالحبس، متهمون بالإضراب عن العمل والتحريض عليه والتظاهر، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وذلك بقطاع السياحة في القاهرة؛ احتجاجًا على تقليل فترات الراحة».
وأكد محامي المتهمين صلاح السنطي، في تصريحات صحافية، أن «الحكم أولي، وهيئة الدفاع عن أمناء الشرطة المحبوسين، ستستأنف غداً على الحكم، أمام محكمة جنح مستأنف مصر القديمة «، فيما أنكر المتهمون جميع الاتهامات الموجهة إليهم، مطالبين بتطبيق لوائح العمل في وزارة الداخلية.
ونهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، قررت النيابة المصرية حبس 10 شرطيين وملاحقة 7 آخرين (سلموا أنفسهم في وقت لاحق)على ذمة تحقيقات أجرتها معهم.
واتهمت النيابة الشرطيين المذكورين بـ»التحريض على التجمهر أمام مبنى إدارة شرطة السياحة في القاهرة، ورفض نظام العمل الجديد والامتناع عن نزول الخدمات».
وسبق أن أوضح مصدر أمني أن «قرار وزارة الداخلية الجديد الذي اعترض عليه أمناء الشرطة أوصى بالعمل 20 يوما وإجازة 10 أيام، بدلا من 15 يوما ومثلها راحة، وفق ما كان معمولا به حتى وقت قريب».
إلى ذلك، أحالت نيابة أمن الدولة العليا المصرية، برئاسة المستشار خالد ضياء الدين المحامي العام، أمس، 3 متهمين في قضايا «أجناد مصر» إلى محكمة الجنايات.
ووجهت النيابة للمتهمين اتهامات بتلقي تعليمات باستهداف قوات الشرطة المكلفة بتأمين محيط قصر القبة، واستهدف قوات تأمين البوابة الرئيسية لمحكمة النقض بدار القضاء العالي بعبوة ناسفة، ما أسفر عن مصرع شخصين وإصابة عدد من قوات الشرطة.
وأفادت التحقيقات أن أحد المتهمين اشترك بطريق الاتفاق والمساعدة، في ارتكاب جنايات القتل والشروع في التخريب واستعمال المفرقعات، واشترك عدد آخر من المتهمين في قتل حاتم عفيفي، رائد شرطة بقسم الأزبكية، والقوة المرافقة له.

حكم نهائي ببراءة آخر وزير سياحة في عهد مبارك من تهم فساد

مؤمن الكامل وتامر هنداوي

اتفاق في السفارة الفلسطينية في بيروت على وقف إطلاق النار في «عين الحلوة» وإعادة تشكيل قوة أمنية عليا

Posted: 28 Feb 2017 02:17 PM PST

بيروت – « القدس العربي»: لليوم الثاني على التوالي احتل الملف الأمني في مخيم عين الحلوة صدارة الاهتمام في ظل المخاطر من انفجار الوضع الامني بين حركة فتح والاسلاميين المتشددين. وشهد المخيم استنفاراً عسكرياً كبيراً بين حركة «فتح» والناشطين الإسلاميين، وتركز في الشارع الفوقاني بين البركسات – حيث معقل فتح- والصفصاف- حيث المجموعات الإسلامية – والطيرة- حيث مجموعة الاسلامي المتشدد بلال بدر – ومنطقة المسلخ حيث عناصر العميد محمود عيسى (الملقب بـاللينو) وصولاً الى منطقة جبل الحليب والكنايات حيث عناصر كتيبة شهداء شاتيلا التابعة لحركة فتح بعد انتشار شائعات كثيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لم تهدأ حتى الصباح، ما زاد في الاحتقان والتوتير. وفي حين برزت ملامح تقدم في احتواء التوترات الفلسطينية بفعل حركة اتصالات لبنانية ـ فلسطينية ومعالجات ميدانية أفرزها اجتماع الفصائل الفلسطينية في مقر السفارة في بيروت قضت بالاتفاق على وقف إطلاق النار ووضع آلية للتنفيذ من خلال لجنة وإعادة تشكيل قوة أمنية مشتركة عليا تكون قادرة على الدخول الى كافة أحياء المخيم. إلا ان علامات استفهام كبرى ترتسم حول جدوى وفاعلية الاتفاق ما دام بعض القوى المنخرط فعلياً في المعركة، ليس في عداد المشاركين في الاجتماع، وأبرزهم مجموعة بلال بدر الذي أفيد أنه يستعد مع فصائل من جند الشام ومجموعة عبد الله عزام للمعركة الكبرى في مواجهة أي قرار لإنهاء الحال الشاذة في المخيم.
وكان مخيم عين الحلوة عاش ليلاً أمنياً متوتراً، بعدما انفجرت ست قنابل يدوية في أوقات متفاوتة من الليل، توزعت بين مفرقي بستان القدس قرب سنترال البراق وسوق الخضار، وتبع بعضها إطلاق نار، فيما تحدثت مصادر فلسطينية في المخيم عن استخدام قذائف «الانيرغا» مرتين بين التفجيرات الستة، في تطور نوعي لافت.
واقفلت وكالة الأونروا مؤسساتها التربوية والصحية والخدماتية لليوم الثاني على التوالي، فيما بدت الحركة خفيفة مع ساعات الصباح الأولى. وتجددت الاشتباكات صباحاً بين فتح في البركسات ومجموعة بلال بدر في الصفصاف وتخللها نزوح الى خارج المخيم والى منطقة صيدا ، فيما أدى رصاص القنص العشوائي على الشارع الفوقاني في المخيم الى سقوط قتيل، بعد وفاة الجريح الفلسطيني ماهر احمد دهشة (مواليد عام 1999) متأثراً بجراحه، وعدد من الجرحى بينهم طفل نقل الى مستشفى لبيب الطبي. 
كذلك، طال الرصاص الطائش مناطق خارج المخيم لاسيما منطقة سينيق وطريق الحسبة. وتسببت الاشتباكات باندلاع حريق بالقرب من مسجد الفاروق، في وقت أفيد عن سقوط ما بين 4 الى 7 جرحى وهم: طفل يدعى عرفات صهيون نقل الى مستشفى الراعي وحالته خطيرة لإصابته في رأسه، وزياد العلي الذي نقل الى مستشفى لبيب وإصابته في كتفه، وجريح من آل حجير، إضافة إلى امرأة حامل تدعى مريم عويد أصيبت في قدمها في الاشتباكات . وفي جولة جديدة من الاشتباكات، تمكنت حركة فتح من استهداف مجموعة تابعة لبلال بدر في محيط منزله، فيما احترق آخر كانت المجموعة تطلق النار منه على مراكز فتح. وتردّد أن الحركة استقدمت مقاتلين من مخيمات برج البراجنة وصبرا وشاتيلا والرشيدية. 
وبعد تجدد الاشتباكات في المخيم، اتخذ الجيش اجراءات أمنية مشددة في محيطه، في وقت أقفلت القوى الأمنية الطريق الرئيسي المؤدي الى الأوتوستراد الشرقي لجهة الأولي الذي يحاذي مخيم عين الحلوة نتيجة رصاص القنص، تزامنا مع الاتصالات السياسية التي نشطت بين الفصائل الفلسطينية وقيادة الجيش للعمل على وقف إطلاق النار .
وعقدت الفصائل لفلسطينية اجتماعاً موسعاً في مقر السفارة في بيروت لبحث أوضاع المخيمات الفلسطينية، لا سيما عين الحلوة. وحضر الاجتماع المشرف العام على الساحة الفلسطينية في لبنان عزام الأحمد إلى جانب جميع القادة السياسيين الفلسطينيين، إضافة إلى القوى الإسلامية. وطرح الأحمد سلسلة خطوات لمحاولة التوصل إلى اتفاق في شأنها، وإن كان العنوان الرئيس يكمن في إعادة تفعيل القوة المشتركة وإعادة هيكلتها ، بما يمكنها من ضبط الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة. وبحث المجتمعون أيضاً مسألة تسليم المطلوبين الفلسطينيين داخل المخيم، وعلى رأسهم أولئك المتورطون في الاشتباكات، والمتسببون بها.
وفي نهاية الاجتماع، توصل المشاركون إلى الاتفاق على وقف اطلاق النار ووضع آلية للتنفيذ من خلال لجنة واعادة تشكيل قوة أمنية مشتركة عليا. وأعلن الناطق الرسمي باسم عصبة الأنصار الاسلامية الشيخ أبو شريف عقل «أن كل من يطلق النار في المخيم وشوارعه خائن للقضية الفلسطينية».
وفي إطار متابعة أوضاع المخيم، أجرت النائبة بهية الحريري اتصالاً هاتفياً بسفير فلسطين في لبنان أشرف دبور، وتشاورت معه في الوضع الأمني المتأزم في مخيم عين الحلوة، متمنية عليه العمل بالتواصل مع كل الفصائل الفلسطينية على وقف سريع لإطلاق النار. وتواصلت للغاية نفسها مع مسؤول عصبة الأنصار الشيخ ابو طارق السعدي من أجل بذل المزيد من الجهد لنزع فتيل التفجير في المخيم. وكانت قد تابعت تطورات الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة هاتفياً مع رئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد الركن خضر حمود .
وأسفت في بيان صادر عن مكتبها الإعلامي لوصول الأمور في مخيم عين الحلوة الى ما وصلت اليه. وشددت على ان «المطلوب من الجميع في مخيم عين الحلوة تغليب العقل وإيجاد حلول عملية للوضع القائم وليس حشد المزيد من المقاتلين، لأن ذلك سيؤدي الى خروج الأمور عن السيطرة والى مزيد من النزف الأمني الذي سيلقي بتداعياته الكارثية المباشرة على المخيم وصيدا وعلى كل المستويات».
وأشارت بعد اجتماع استثنائي في بلدية صيدا الى «أن المدينة ستشهد اقفالاً تاماً اليوم اعتراضاً على ما يحصل في المخيم». وقالت «سنتواصل مع الرئيس محمود عباس لمحاولة معالجة الموضوع»، داعية الحكومة الى التعامل مع هذا الملف بجدية.
وكانت الحريري تبلغت من المدير العام لـ «الأنروا» حكم شهوان الذي التقته في مجدليون، تعليق عمل وخدمات الوكالة التربوية والصحية والاجتماعية بسبب الوضع الأمني .واستنكر شهوان احتلال عدد من مدارس الأنروا في مخيم عين الحلوة من قبل مسلحين، منبهاً إلى ان الوضع الأمني في المخيم صعب جداً ويمنعنا من الاستمرار بتقديم خدماتنا فيه.
وفي إطار متابعته تدهور الأوضاع الأمنية في عين الحلوة، قرر وزير التربية مروان حمادة وقف الدروس في عدد من المعاهد المهنية والتقنية والمدارس وإخلاءها من الطلاب حيث يتوجب ذلك من دون تعريضهم لأي مخاطر نتيجة للقنص الذي يحيط بهذه المؤسسات .

اتفاق في السفارة الفلسطينية في بيروت على وقف إطلاق النار في «عين الحلوة» وإعادة تشكيل قوة أمنية عليا

سعد الياس

قيادات سودانية تتفق على إطار فكري للعلاقة بين الدين والدولة

Posted: 28 Feb 2017 02:17 PM PST

الخرطوم ـ «القدس العربي»: أكدت قيادات سودانية تمثّل عددا من المدارس الفكرية ترسيخ مفهوم المواطنة المتساوية أمام القانون، وأجمعت على ضرورة وقوف الدولة على مسافة واحدة من جميع الأديان والمذاهب والمدارس الفكرية في السودان.
والتقى أكثر من أربعين من القيادات الإسلامية والعلمانية والفكرية والسياسية المختلفة في الملتقى السوداني حول علاقة الدين والدولة في نيروبي في الفترة ( 23 ـ 25) شباط/ فبراير المنصرم.
واتفق المؤتمرون على أن «للدين دوره في المجال العام، بوصفه عنصراً أساسياً في مجتمعنا، ومكونا أصيلا في سائر المجتمعات الإنسانية، ولا يمكن إبعاده او استئصاله «، لكنهم أشاروا إلى أن «اعتماد تفسير واحد للدين، وقهر الناس عليه، واستغلاله للكسب السياسي لا تقره الأديان نفسها، لا سيما الإسلام».
وحسب البيان الختامي، فإن هذا الملتقى هدف لوضع حد» للاحتقان السياسي، وللاستقطاب الأيديولوجي بين مختلف الاتجاهات، والتمهيد لمشروع الدولة الوطنية السودانية، عبر تداول حُر، لا تحده إكراهات قسمة السلطة والثروة، ويؤدي الي فهم جديد لطبيعة العلاقة بين الدين والدولة».
وشمل النقاش موضوعات الدين والدولة عبر الأطر المفاهيمية والتجارب العملية وتجلياتها في التاريخ، ومقارنتها بالتجارب الأخرى التي استلهمت الدين في الواقع المعاصر، مع التركيز على تجربة السودان لما يقارب الثلاثة عقود، ووقعها وتأثيرها البالغ على حياة عامة أهل السودان.
وأقر المؤتمرون أن مراجعات السودانيين الصادقة والأمينة لتجاربهم، في كافة مدارسهم الفكرية ومنظوماتهم الحزبية، وفي مجتمعهم المدني والأهلي، واجب أول ينبغي أن يتصدى له الفاعلون والنشطاء، لاسيما قادة المجتمع والمفكرون والأكاديميون ليتم «استخلاص العبر التي تجنب الأخطاء المكلفة، وبما يمهد للأجيال القادمة الطريق إلى مجتمع الحرية والديمقراطية ودولة القانون، ويضمن الكرامة، ويؤمن العيش الكريم للشعب».
ودعا المؤتمرون إلى تعظيم الأمل في المستقبل، والتأكيد أن الحوار المستقل عبر الوسائط والمنابر الحرة كافة هو السبيل الأفضل المفضي للتوافق الذي يضمن تأسيساً راسخاً لمفهوم دولة المواطنة والعدل والقانون التي تسع جميع أهل السودان.
وتعرضوا المؤتمرون بمختلف توجهاتهم إلى العلاقة مع الآخر المختلف فكريا أو سياسيا، أو دينياً، مؤكدين أن منهج الإقصاء وسلوك العزل والاستئصال أضر بالمجتمع السوداني، الذي وصفوه بأنه « كيان قديم متجدد، امتيازه في التنوع والتعدد والاختلاف، وعبقريته في إدارة ذلك المزيج»، ومشيرين إلى أن دولة ما بعد الاستقلال والنخب الحديثة لم تتبع الثقافة المنفتحة المستوعبة لمجتمع السودان، وأبدلتها في بعض المراحل بالقهر والإقصاء، مما أقعد المجتمع وعطل اكتمال مشروع الدولة الوطنية.
وتم التأكيد على الالتزام بالمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، لا سيما حرية التعبير والتفكير والضمير، وحرية التنظيم، وكافة الحريات الأخرى.
وناشد المؤتمرون أطراف النزاع السوداني لوقف الحرب، وإيجاد حلول لأسبابها الجذرية، وتحقيق السلام الشامل في السودان.
وعبّروا عن وقوفهم مع المرأة السودانية في جهودها من أجل حقوقها المتساوية القائمة على مرجعية، ومع التأكيد على قيمة التعددية الفكرية والسياسية، فإنهم ناشدوا المفكرين والمثقفين والساسة للعمل المشترك لصياغة برنامج الحد الأدنى، باتجاه مشروع وطني ديمقراطي متفق عليه.
ويرى شمس الدين ضو البيت، أحد المشاركين في الملتقى، أن الملتقى رفض اعتماد تفسير واحد للدين وقهر الناس عليه واستغلاله للكسب السياسي، إضافة للتوافق على أن» منهج الإقصاء والتهميش والظلم، وسلوك العزل والاستئصال أضر بالمجتمع السوداني، وأثر على امتيازه في التنوع والتعدد والاختلاف».
ويشير الصحافي علاء الدين محمود إلى أن الملتقى لم يخرج بجديد سوى اللقاء نفسه. ويضيف :»حتى الموقف الجديد من الدين الذي دعوا الدولة لتبنيه ليس جديدا، وحتى الدعوات لحقوق المرأة والمواثيق ليست جديدة، بل ترد حتى في بيانات الطلاب اليومية».
ويرى أن موقف الدين في الحياة وفي قلوب السودانيين وتجذره كذلك ليس جديدا، ويقارن ما تم الاتفاق عليه بخصوص الدين في هذا الملتقى بما ورد في مؤتمر اسمرا للقضايا المصيرية والذي «نهى عن قيام الأحزاب السياسية على أساس ديني».
وشاركت في الملتقى 42 شخصية سودانية منهم إسلاميون مثل حسن مكي ومحجوب عروة والمحبوب عبد السلام والخضر هارون، ومفكرون ينتمون إلى فكر اليسار منهم كمال الجزولي والباقر العفيف وفيصل الباقر وغيرهم من الناشطين في المجتمع المدني مثل فيصل محمد صالح وبابكر فيصل ورشا عوض.
وتجدر الإشارة إلى أن مجمع الفقه الإسلامي وأحزابا إسلامية أخرى اعترضت في الأسبوع الماضي على تعديلات تتعلق بحرية الاعتقاد وحرية المرأة في الزواج وحرية التعبير كانت قد أجيزت في مؤتمر الحوار الوطني الذي يعتبر أساسا للدستور المقبل.

قيادات سودانية تتفق على إطار فكري للعلاقة بين الدين والدولة

صلاح الدين مصطفى

رئيس البرلمان عن مؤسسة الأهرام: ننفق عليها ولا تحقق عائداً ماديا

Posted: 28 Feb 2017 02:16 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: أشعل رئيس البرلمان المصري، علي عبدالعال، معركة مع الصحافيين، عقب هجومه على مؤسسة «الأهرام»، إحدى أعرق المؤسسات الصحافية في مصر والشرق الأوسط، قائلاً: «نحن ننفق عليها ولا تحقق عائدا ماديا».
وواصل عبد العال هجومه على «الأهرام» خلال الجلسة العامة للتصويت على إسقاط عضوية النائب محمد أنور السادات، أمس الأول، مضيفاً: «الإعلام يهاجمنا، وخرجت علينا صحيفة الأهرام ونحن ندفعلها من أموال الدولة ولا تحقق عائدا رغم ما لديها من شركات ومطابع، ولكنها ابتليت بإدارة لا تدير طبقا للمعايير الاقتصادية وتشوه الحقيقة».
وزاد: «مجلس النواب صدق على مشروع قانون الهيئات الوطنية للصحافة والإعلام المسموع والمرئي، وسيرى النور قريبا، وصحف مثل الأهرام والأخبار ستعود قوية ومنتشرة وتؤدي الدور المنوط بها». كلام رئيس البرلمان أثار استياء العديد من الصحافيين، واتهمه صحافيون بالسقوط في الأخطاء الإملائية.
وعلق رئيس مجلس إدارة الأهرام، أحمد السيد النجار، على الهجوم قائلاً: «ليس أمامي سوى الرد وبشكل رسمي، فما عاد في قوس الصبر منزع».
وكتب النجار عبر صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك»: «لا أنزلق عادة إلى الرد على مهاترات الصغار، عندما يتعلق الأمر بمسؤول لا يطيق أن تقوم الصحافة بدورها الرقابي والنقدي والكاشف للحقائق وهو جوهر دورها، وعندما يتعلق الأمر أيضا بمسؤول لا يزن الكلمات قبل إطلاقها بغير علم بشأن مؤسسة عظيمة لم يحلم البعض أن يدخلها أو حتى يسير أمامها، فليس أمامي سوى الرد الرسمي». فيما قال نقيب الصحافيين والمرشح لفترة ثانية، يحيى قلاش: إن «هجوم رئيس مجلس النواب على مؤسسة الأهرام، واتهامه لها بتشويه البرلمان رغم إنفاقه عليها بمثابة سابقة خطيرة».
وأعتبر تصريحات رئيس البرلمان تدخلا في شؤون الصحافة. وأضاف: «إذا كان مجلس النواب هو إحدى السلطات الدستورية، فنذكر الجميع أن الصحافة سلطة فوق كل السلطات».
وتابع قلاش: «للأسف الشديد تلك التصريحات صدرت عن رئيس البرلمان الذي كان أحد أعضاء لجنة الخمسين التي وضعت قانون الصحافة والإعلام، وكانت آراؤه داخل اللجنة ليبرالية ومنحازة لحرية الصحافة».
وعاد رئيس البرلمان ليشعل الأمر مجدداً خلال جلسة برلمانية عامة، أمس، معلنا استجابته لرغبة النواب بمقاضاة رئيس مجلس إدارة «الأهرام»، ورئيس تحرير جريدة معارضة خاصة، ابراهيم عيسى، حيث طالب النائب مصطفى بكري بتقديم بلاغ للنائب العام ضد رئيس مجلس إدارة «الأهرام» لكتابته مقالا يهاجم فيه رئيس البرلمان.
بكري المعروف بانتمائه للسلطة، قال في بيان عاجل ألقاه خلال الجلسة، إن إبراهيم عيسى هاجم البرلمان واتهمه بأن جهاز الأمن الوطني هو من يدير ما يحدث في البرلمان.

رئيس البرلمان عن مؤسسة الأهرام: ننفق عليها ولا تحقق عائداً ماديا

مؤمن الكامل

المجمع الحكومي غرب الموصل في مرمى نيران القوات العراقية

Posted: 28 Feb 2017 02:16 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: بات المجمع الحكومي الرئيسي غرب الموصل في مرمى نيران القوات العراقية بعد توغل الأخيرة في الجانب الأيمن للمدينة حيث لا يزال يسيطر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، الذي خسر رابع الأحياء السكنية هناك.
وقال مسؤول في الإعلام يعمل مع الوحدات الخاصة في وزارة الداخلية لـ»رويترز»: «حالياً مجلس المحافظة والمجمع الحكومي تحت نيران قوات الرد السريع»، في إشارة إلى مدى يصل إلى 400 متر.
والسيطرة على هذا المجمع ستساعد القوات العراقية على مهاجمة عناصر «الدولة» في وسط المدينة القديمة القريب وستكون لها أهمية رمزية فيما يتعلق باستعادة سلطة الدولة على المدينة.
وواجهت وحدات جهاز مكافحة الإرهاب، نيران القناصة والهاونات التي أطلقتها «الدولة» مع تحرك الوحدات شرقا عبر منطقة وادي حجر للانضمام إلى قوات الرد السريع والشرطة الاتحادية التي جرى نشرها على جانب النهر في خطوة من شأنها المنع التام للدخول إلى المدينة من جهة الغرب.
وأحرق عناصر «الدولة» منازل ومتاجر وسيارات للتمويه أثناء تحركاتهم ومنع المراقبة الجوية من رصد مواقعهم. وأظهرت لقطات عبر الأقمار الصناعية غطاء فوق شارع في وسط المدينة القديمة.
وقال سكان في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم إنهم أجبروا على إخراج سياراتهم من المرائب إلى الشوارع لإعاقة تقدم المركبات العسكرية.
وبدأ مهندسون عسكريون إصلاح جسر في أقصى جنوب المدينة استعادت قوات الرد السريع السيطرة عليه أول أمس الإثنين. ويسهل الجسر صول التعزيزات والإمدادات من الجانب الشرقي.
في الموازاة، أعلن ضابط عسكري من قيادة عمليات نينوى، تحرير رابع الأحياء السكنية في الجانب الغربي لمدينة الموصل شمالي البلاد من سيطرة تنظيم «الدولة».
وقال العقيد أحمد الجبوري، الضابط في قيادة عمليات نينوى إن «القوات العراقية تمكنت من تحرير حي وادي حجر جنوبي الموصل بالكامل».
وأوضح أن «القوات العراقية خاضت معارك شرسة مع عناصر التنظيم في حي وادي حجر كونها تمثل خط صد للتنظيم وما بعدها هو عمق التنظيم المتمثل بمقار السيطرة والدواوين والمواقع الإدارية والعسكرية الأخرى».
وهذا هو رابع حي تعلن القوات العراقية تحريره في الجانب الغربي من الموصل بعد أحياء الطيران والمأمون والجوسق.‎
و قال العميد أيوب الداودي، في قوات جهاز مكافحة الإرهاب، إن «التنظيم حاول إعاقة تقدم قوات التحرير التي اقتحمت حي وادي حجر باستخدام عجلات مدنية كان قد فخخها في وقت سابق».
وأشار إلى أن «القوات نجحت في معالجة 4 مفخخات؛ اثنان منهما قرب جامع في الحي، وثالثة قرب محطة تعبئة الوقود، ورابعة بين الأزقة».
ولفت إلى أن «القوات المسلحة بالتنسيق مع فرق الجهد الهندسي تواصل عمليات تطهير الحي من العبوات الناسفة والبراميل المتفجرة والسيارات المفخخة، وأن الساعات القليلة المقبلة ستشهد رفع العلم العراقي فوق مباني الحي في إشارة واضحة إلى أنه أصبح عراقيا بشكل تام».
وذكر أن «المعلومات الاستخباراتية الواردة من مناطق سيطرة داعش في الجانب الغربي للموصل تؤكد انهيار معنويات مقاتليه وتخبطهم، مع حدوث حالات هروب لا سيما للمقاتلين المحليين».
وتزامناً مع معارك غرب الموصل صعّد تنظيم «الدولة» عملياته في محافظة صلاح الدين.
ووفقاً للناشط الإعلامي عامر العيثاوي، فإن هذه العمليات تهدف في بداياتها مطلع العام الحالي إلى «إخراج ما تبقى من عوائل مقاتلي التنظيم الذين لم يستطيعوا مغادرة المناطق التي خسرها التنظيم في الكثير من مدن محافظة صلاح الدين».
وكشف لـ«القدس العربي» عن أن «الدولة سيطر على قرية عين البيضة ومفرق الزوية لساعات عدة تمكن خلالها من اصطحاب عشرات المقاتلين وعوائلهم إلى مناطق سيطرة التنظيم في غرب الأنبار»، حسب قوله.
وأوضح أن الهجمات الأخيرة «تهدف إلى استنزاف القوات الأمنية والحشد العشائري والحشد الشعبي في المحافظة»، وتحدث عن هجوم نفذه «ثلاثة من انغماسيي التنظيم، السبت على قرية المزرعة جنوب مدينة بيجي، وهي من القرى المحصنة أمنيا».
وأضاف أن الاشتباكات استمرت «أكثر من ساعتين استطاع خلالها مقاتلو التنظيم قتل عدد من مقاتلي الحشد العشائري والقوات الأمنية، وفجروا ستراتهم الناسفة بعد نفاد ذخيرتهم دون أن تتمكن القوات الأمنية والحشد الشعبي من قتل أي منهم، فيما تمكنوا من قتل عدد من مقاتلي القوات الأمنية والحشد العشائري، من بينهم القيادي في الحشد منذر عجاج النمراوي داخل بيته مع أربعة من أفراد عائلته».
وبين أن «الحشد العشائري في عموم محافظة صلاح الدين يعاني من متاعب كثيرة تؤثر على اندفاعه في القتال والدفاع عن المناطق المكلف بحمايتها، وخاصة حشد شمر الذين لم يستلموا رواتبهم منذ ثلاثة أشهر».
وتوقع العيثاوي أن تشهد تشكيلات الحشد العشائري في محافظة صلاح الدين «حالات استقالة أو ترك العمل ضمن هذه التشكيلات والبحث عن مصادر أخرى لإعالة عوائلهم»، حسب قوله.
ولفت إلى هجوم «لعدد من الانغماسيين التابعين لتنظيم الدولة على مقر الفوج الخامس التابع للحشد الشعبي جنوب سامراء يوم 25 فبراير/شباط وتمكنوا من قتل أكثر من أربعين مقاتلا وجرح عشرات آخرين بتفجير ستراتهم الناسفة بعد نفاد ذخيرتهم جراء اشتباكات استمرت أكثر من ساعة»، ولم يحدد عدد مقاتلي التنظيم.
كما نفذ تنظيم «الدولة» خلال يومي 26 و27 من فبراير/شباط، «ثلاث هجمات استهدفت مناطق مكحول والقصور الرئاسية وتل كصيبة شمال المحافظة»، حسب قول العيثاوي.
وأضاف، أن هذه المناطق بعيدة نسبيا عن «مناطق تمركز تنظيم الدولة الذي لا يزال يسيطر على بعض المناطق، مثل الرشاد ومطيبيجة، المرتبطة بقضاء الحويجة في محافظة كركوك الذي يخضع لسيطرة التنظيم».
وحسب العيثاوي «اتبع التنظيم منذ أسابيع أساليب جديدة في شن الهجمات دون الاعتماد على السيارات المفخخة كما كان يفعل في السابق».
وأوضح أن «الهجوم الأخير على قضاء الدور في محافظة صلاح الدين سبقه قيام التنظيم بقطع التيار الكهربائي بشكل كامل عن المدينة لبث حالة من الإرباك والرعب بين مقاتلي الحشد العشائري والشرطة والأهالي».
وذكر أن التنظيم «فجر برجين من أبراج نقل الطاقة الكهربائية في منطقة البو خدو».

المجمع الحكومي غرب الموصل في مرمى نيران القوات العراقية

رائد الحامد

ماذا سيفعل الصحافيون الأمريكيون مع ترامب؟

Posted: 28 Feb 2017 02:14 PM PST

بالأمس اجتمع في نيويورك مجلس أمناء «لجنة حماية الصحافيين» وكان موضوع ترامب حاضرا بقوة في النقاشات، وكان السؤال المحوري ماذا عسانا نفعل مع هذا الرئيس وقد بدت منه كل هذه الشراسة تجاه وسائل إعلام بلاده. حالة غير مسبوقة من شأنها كذلك أن تضعف قدرة هذه المنظمة على التدخل في دول عدة عبر العالم.
«لمن عارضوه، هو أسوأ من المتوقع. لمن ساندوه هو يفعل بالضبط ما قال إنه سيفعله وأكثر».. هكذا كتبت كاثلين باركر المعلقة السياسة في «واشنطن بوست»، ذلك أن دونالد ترامب لم يخف، منذ أن كان مرشحا، أنه على غير مودة مع الإعلام وخاصة مع عدد من أشهر القنوات التلفزيونية وأعرق الصحف. اتهمها بالكذب والتشويه في كثير من المحطات وها هو الآن يمنع بعضها من حضور اللقاءات الإعلامية في البيت الأبيض بعد أن وصفهم بعدم النزاهة بل بأنهم «أعداء الشعب الأمريكي». هم في النهاية جزء من المؤسسة الأمريكية الرسمية التي جاء من خارجها بل وجاء لمحاربتها مدعوما من قطاع من الرأي العام.
لم يصدق الصحافيون الأمريكيون أنه يمكن لرئيسهم الجديد أن يطلق عليهم النار بهذه الكثافة منذ البداية، توقعوا أن رصانة المنصب ستفرمل جنوحه في الثأر ممن يعتقد أنهم ناصبوه العداء قبل أن يناصبهم إياه، لكن شيئا من ذلك لم يحدث. بعض الصحف الأمريكية مضت، مصدومة، تستعرض تاريخ استعمال مفردة «أعداء الشعب» لتخلص أن لا أحد فعلها من قبل سوى قادة دكتاتوريين مستبدين ولم يسبق لرئيس أمريكي أن نطق بها أبدا. وفي افتتاحية لصحيفة «نيويورك تايمز» كتبتها هيئة التحرير جاء أن ترامب «جعل من تحقير الإعلام، عبر هجومات على مؤسسات وأشخاص، شكلا فنيا يوميا».
الآن لا شيء يشغل بال الصحافيين الأمريكيين أكثر من السعي للجواب على سؤال واحد وأساسي: ما العمل؟
يرى هؤلاء الآن أن أخطر ما يمكن أن يحصل هو أن ينجح ترامب في جعل الرأي العام ينظر إلى الإعلام على أنه «حزب معارض»، كما وصفه أحد مقربيه، لأن ذلك يطعن صدقية سلطة الإعلام الاعتبارية في المجتمع، والتي تراكمت عبر عقود طويلة، كسلطة محايدة وجديرة بالثقة. المعضلة الآن هي أن هؤلاء الصحافيين والمؤسسات الكبرى التي تضمهم، وفي الوقت الذي يعون فيه جيدا أنه لا يمكنهم الاختباء تحت «القصف» المستمر للرئيس ضدهم، فإنه لا يمكنه كذلك، وليس من مصلحتهم أساسا، الدخول في حرب معه، لأن الإعلام، كما يقول كثير منهم، يفترض أنه «ليس في حرب ضد هذه الإدارة ولا ضد أي إدارة مهما كانت».
إذن، هناك خوف لدى الصحافيين الأمريكيين من تحول الإعلام في بلدهم بفعل هذه المناكفة إلى «معارضة»، لكن السكوت أمام ما يقوله ويفعله ترامب غير وارد، معادلة صعبة للغاية بل وتكاد تكون مستحيلة. كيف يمكن إعداد عجة دون كسر البيض؟!! هم يعتقدون أنه إذا ما أخطأ إعلامهم فهناك آليات مهنية لتصحيحه والشعب بإمكانه أن يثق في هذه الحقيقة لكنهم واعون كذلك بما قالته لهم إحداهن: «تذكروا… أعداء الحرية دائما ما يسكتون الصحافيين أولا». ويزداد هذا الموقف صعوبة عندما تجد أصواتا هامة من خارج الوسط الإعلامي أصلا تدفع الصحافيين إلى عدم السكوت، فهذا مثلا الأدميرال ويليام ماك رافان، أحد أبرز قيادات البحرية الأمريكية المتقاعدين والقائد الذي أشرف على عملية قتل أسامة بن لادن قبل ست سنوات، يعتبر أن كلام ترامب عن الإعلام «أكبر تهديد للديمقراطية»، داعيا إلى تحدي الموقف القائل بأن وسائل الإعلام هي عدوة للشعب الأمريكي.
وكالة «رويترز» للأنباء مثلا، وهي التي تملك عشرات الكتب حول سياساتها للتحرير وكل واحد من صحافييها يكاد يحفظ عن ظهر قلب دليلها التحريري، وجدت نفسها مجبرة على إيضاح كيفية التعامل الآن مع ترامب، فقد وجه ستيف آدلر رئيس التحرير رسالة إلى المحررين بعنوان «طريقة رويترز في تغطية الرئيس ترامب» متسائلة عن أفضل السبل للتعاطي مع هذا الوضع الذي لم يسبق أن وضعت فيه، مشيرة إلى ما يلاقيه مراسلوها من عنت في دول مثل مصر والعراق واليمن وتركيا والصين وروسيا وزيمبابوي، مع أن مجرد إشارة كهذه تعتبر، ولو عرضا، مسيئة لكبرياء الإعلام الأمريكي. وخلصت الرسالة إلى نقاط محددة : إفعل كذا.. ولا تفعل كذا.. في التغطية الإعلامية لترامب.
ما زالت مؤسسات أخرى ربما لم تضع بعد مثل هذا الدليل المستحدث أو الإضافي، أغلبها يراهن على التقاليد التي ترسخت في المجتمع لسنوات ليس أكثر، حتى أن مارت بارون رئيس التحرير في «واشنطن بوست» قال إن الجواب على مضايقة الإعلام والتحرش بالصحافيين في عهد ترامب «بسيط جدا… لنقم فقط بعملنا، نقوم به كما يفترض القيام به».
ما أسهل القول… ما أصعب العمل. حظ سعيد!!.

٭ كاتب وإعلامي تونسي

ماذا سيفعل الصحافيون الأمريكيون مع ترامب؟

محمد كريشان

بدوي سويدي… ومنجم «الشتات» الفلسطيني

Posted: 28 Feb 2017 02:14 PM PST

مشهد لا يمكن إسقاطه من أي ذاكرة. وقف الحاج حامد يعج على سيجارته بحماس ويحدثني بمشاعر فخر وزهو عن المصاعب التي قابلت عمدة مدينة مالبورن عندما شارك في وجبة طعام فلسطينية مفعمة بالأكلات الشعبية مثل المسخن والمقلوبة والملوخية.
العمدة قال مباشرة إنه لم يتناول هذه الكمية من الطعام مرة واحدة وفي أمسية واحدة معتبرا أن المذاق فيه عبقرية غريبة.
المشهد الآخر كان في ريودي جانيرو حيث تجمع 20 ألف برازيلي فلسطيني بحثا عن هويتهم بعد ثلاثة أجيال ولدت في المنفى.
الحاج حامد مسرور لأن زوجة ولده الأصغر السويدية البيضاء تجيد اليوم طهي ورق الملفوف بعد نحو 50 عاما من الغربة في السويد.
تلمع عيني البدوي المحنك وهو يسرد السر الذي اكتشفه عن كيفية احتلال فلسطين برواية بسيطة للأحداث تتعلق بالتاجر الإسرائيلي الذي كان يربح أكثر من العرب ويبيع أكثر منهم بتقنية مجهولة قوامها القروض والدين.
برأي الرجل غالبية التجار اليهود في فلسطين كانوا مدعومين من الوكالة اليهودية وتطالبهم بأن يتوسعوا في إقراض التجار الفلسطينيين مبالغ صغيرة من المال، وبواسطة هذه الوسيلة سيطر تجار الوكالة على الموانئ والساحل واستيراد وتصدير البضاعة ولاحقا السوق والمبيعات.
تبقى تلك نظرية بكل حال… الرجل فلسطيني بدوي من عرب الجليل غادر قسرا وطنه بالحرب وهو طفل إلى لبنان ثم إلى السويد وترأس وفدا من العائلة ضم بعض الأولاد والكثير من الأحفاد للمشاركة في مؤتمر الشتات الفلسطيني المنعقد مؤخرا في إسطنبول.
فكرة البدوي السويدي الفلسطيني بسيطة ومباشرة عن المؤتمر وقوامها الحرص بعد أن تحسنت أحوال عائلته المادية في السويد على التمتع بنعمة الاختلاط في مجتمع فلسطيني وهو ما حصل عليه بحماس في إسطنبول.
غسان أيضا فنان شاب ولد في مدينة أوروبية قرر رسم جدارية ضخمة مخترعا استعمالا جديدا أكثر دهشة للسيجارة وهو رسم جدارية كبيرة تتحدث عن حق العودة بتلك السجائر المشتعلة اللعوب.
ابتسام من اللاجئين الفلسطينيين في تركيا حضرت هي الأخرى مع طفليها لكي تتذكر فلسطين بعدما فقدت زوجها في الصراع السوري وهي أيضا بدوية فلسطينية بعينين حادتين تقول علنا بأن لها وطنا وتريده.
سمعت كاتبة دراما فلسطينية تقيم في الخارج تبدي استعدادها للإشراف على سلسلة مؤلفات لها علاقة بأدب الطفل الفلسطيني وشاهدت صبايا وشبابا بعمر الورد لا يعرفون عن فلسطين إلا اسمها لكنهم يتحدثون بلهجتها ويتمايلون على أنغامها ويتقافزون بحنان بين أروقة النشاطات التي تتحدث عن وطنهم السليب وعن العودة.
خبير وثائقيات خاطب الشعراء والكتاب والروائيين قائلا: اقطعوا ربع خطوة باتجاه الشعب وسيقطع ثلاثة أرباع الخطوة المتبقية.
مهندسون مبدعون وفنانون وعلماء شباب ولدوا في المنفى ويشكلون اليوم باسم الشتات الفلسطيني منجم الذهب الأصلي لكل من أراد أن يحفر في أعماق خطوات التحرير.. أصوات شابة تريد تأسيس «وكالة فلسطينية» تجمع شمل الشعب المشرد وتبدأ رحلة الضغط والتحرير بلغة بسيطة غير متكلفة خالية من الأجندات الشخصية والفصائلية.
ونشطاء خبراء في التواصل وينبذون الفصائلية وكسبوا في معركة «الشخصي» ويتطلعون للكسب في معركة الإنصاف والتغيير قبل التحرير.
وقود التحرير والانعتاق الحقيقي هم هؤلاء المجهولون الذين أسسوا ونجحوا في مجتمعات الآخرين وتمتعوا بحصانة العلم والثقافة وسلوك الطبقة الوسطى وتمكنوا من الإفلات من قبضة الانتظار الطويل على بوابات أجهزة المخابرات العربية.
قصص نجاح شخصية بالجملة تعيد إنتاج فكرتنا عن غرق الفلسطيني بالملذات والمنافع على حساب التحرير. جماهير متطلعة لمؤسسات تمثلها في الخارج وتجمع شتاتها بصورة تثبت مجددا بأن الشعب الفلسطيني حي ولا يموت أينما كان وأينما حل.
على حد علمي دفع مئات الفلسطينيين المقيمين في الشتات آلاف الدولارات للمشاركة في مؤتمر الشتات.
وعلى حد رصدي بحث المشاركون بالجملة عن أحرف الوطن الفلسطيني في كل التفاصيل من الأغنية للنشيد للعلم للقصيدة، وغابت رايات الفصائل في مشهد حيوي وأخاذ تحدى فيه الناس برد إسطنبول القارس لترديد أحرف كلماتهم.
بكل الأحوال لا أريد الخوض في الجانب السياسي من الجدل سواء ذلك الذي سبق المؤتمر أو لحق به خصوصا وأن المنظمين نجحوا في تجاوز الحالة الفصائلية ضمن الفعاليات والنشاطات.
وأرى أن فكرة تجميع شتات الخارج وتمكينهم من الاختلاط والاجتماع والتعار ف بحد ذاتها ساحرة وتعبر عن النجاح المركزي للمؤتمر بصرف النظر عن البيان الختامي والجوانب السياسية في الموضوع.
الفكرة مغرقة في النبل ولابد من تشجيعها ومن يريد أن يعمل حقا من أجل فلسطين بعد اليوم بين يدي الجميع طوفان بشري من الذهب الخالص النقي في مناجم الشتات حيث مجاميع شابة ومهنية ومثقفة وفهيمة ولم تلوثها الفصائلية ولا أوجاع الأنظمة العربية ولا تسعى للاستماع إلا لنغمات العودة والوطن الفلسطيني السليب. طبعا تستحق الجهة أو الجهات التي دعمت هذا التلاقي للشتات الفلسطيني الشكر والتقدير بصرف النظر عن هويتها.
وطبعا من حق الشتات أن يدخل وبقوة للمعادلة ويبادر لتأسيس هياكله ومؤسساته مادامت أوسلو وملحقاتها تستثنيه ولا أحد يخاطبه أو يتطلع له.
مختصر الكلام… الذكي فقط من ينظر اليوم لمنجم الشتات الفلسطيني.

٭ إعلامي أردني من أسرة «القدس العربي»

بدوي سويدي… ومنجم «الشتات» الفلسطيني

بسام البدارين

هل للغنوشي دولة داخل الدولة؟

Posted: 28 Feb 2017 02:13 PM PST

ذات مرة سأل القيادي النهضاوي ورئيس الحكومة التونسية الاسبق علي العريض في برنامج تلفزيوني محلي عن رأيه في انتقادات المنسق العام لحزب المسار المعارض المستمرة لحركة النهضة، فأجاب أن هناك شططا كبيرا في مهاجمة حزبه، وأضاف بن «سمير بالطيب لو دخل مطعما ولم يعجبه الأكل فسوف يرد السبب إلى النهضة».
وربما ارتسمت تلك الصورة الكاريكاتيرية مجددا في أذهان بعض من تابعوا الأربعاء الماضي خبر الزيارة الغامضة والمريبة لوفد من حزب المشروع إلى بنغازي للقاء المشير الليبي خليفة حفتر، ليستنتجوا أن الدخول إلى الثكنة قد لا يختلف كثيرا عن دخول بالطيب إلى المطعم. لقد كانت التساؤلات عميقة وكثيرة حول ترتيب الزيارة وتوقيتها. فليس معروفا حتى الآن إن كان الزوار أخطروا الرئيس بخطوتهم تلك أم لا؟ وهل سافروا بمباركته ام من دون علمه؟ وهل أرادوا بذلك اللقاء خدمة مساعيه لحل الأزمة في ليبيا؟ أم سعوا بشكل من الاشكال للتشويش عليها وإجهاضها؟ وما الذي جعلهم يحرصون على مقابلة المشير في ذلك الوقت بالتحديد؟ كل ما قالوه إنهم حرصوا على الذهاب إلى خليفة حفتر في ثكنته العسكرية، لانهم يتقاسمون معه الاهداف ذاتها، وهي محاربة الإرهاب والعداء «للإسلام السياسي».
ولعل ما زاد الغموض والضبابية هو أن مصالح الرئاسة سارعت إلى أخذ مسافة من الموضوع، وقالت في بيان رسمي، إن وفد الحزب «لم ينسق مع رئاسة الجمهورية أو وزارة الشؤون الخارجية حول هذا اللقاء، بل اقتصر الامر على اتصال هاتفي صباح الاربعاء من بنغازي بليبيا للاعلام بتواجد وفد حزبي لمقابلة حفتر، لدعم مبادرة رئيس الجمهورية حول التسوية السياسية الشاملة في ليبيا». فيما أصر محسن مرزوق القيادي السابق لحزب النداء على التأكيد على أنه «لم يلعب أي دور يدخل في صلاحيات العنوان الرئيسي للدبلوماسية التونسية، أي رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية»، وأضاف في تصريح لصحيفة «المغرب» المحلية «أن من كتب بيان الرئاسة لا يفهم شيئا». ولم يضع استقبال قائد السبسي له في اليومين المواليين حدا لحالة اللبس والغموض بقدر ما ألقى شكوكا قوية حول طبيعة اللقاء والهدف الحقيقي منه.
وفيما ظل ذلك الهدف لغزا مبهما ومعلقا، انتقل اهتمام الصحافة المحلية بشكل سريع إلى ما وصفته «بالدبلوماسية الموازية» للإيحاء بان ما فعله مرزوق لم يكن اقل وزرا وخطورة مما فعله الشيخ الغنوشي رئيس حركة النهضة، حين طار إلى الجزائر لملاقاة بوتفليقة، أو حين التقى في تونس وفودا من الغرب الليبي. كان مربط الفرس هو أن تحركات الشيخ للوساطة في الملف الليبي، التي تمت كما أقر الرئيس قائد السبسي نفسه بالتنسيق التام معه، باتت تزعج أكثر من طرف محلي وإقليمي لا يرتاح لما يراه تصاعدا ملحوظا لدور الزعيم الإسلامي في الداخل والخارج. ولعل ما يخشاه هؤلاء هو أن يستغل الشيخ شبكة العلاقات الواسعة التي استطاع نسجها ثم تطويرها وتنويعها لتضم اطرافا ووجوها دولية كانت قبل سنوات قليلة فقط تناصبه العداء، لكسب أوراق مهمة ووازنة في السباق المرتقب على السلطة.
لكن هل يعني ذلك أنه ينبغى هدم كل جهد أو نجاح محلي أو خارجي يتحقق لتونس مادام الغنوشي يقف بشكل من الاشكال وراءه؟ وهل في التنقل إلى ثكنة المشير الليبي دلالة رمزية على أن الامور ستظل تمسك فقط من داخل قصر قرطاج، ولا مجال على الاطلاق لأي جهد أو دور من خارج القصر حتى لشركاء الحكم، مادامت ادارة الملفات الخارجية حكرا على السلطات الرسمية دون سواها؟ لقد قال إعلامي معروف في سبتمبر الماضي لإحدى المحطات الاذاعية» إن حركة النهضة تمارس الدبلوماسية بالنيابة عن الدولة. وأنا اقول هنيئا لها مادامت هي التنظيم الوحيد المهيكل الذي يملك استراتيجية ورؤية في العلاقات الخارجية… لقد صنع الغنوشي لنفسه دولة داخل الدولة، ومن هو الحزب السياسي الذي لا يستغل الفراغ الذي حوله ولا يفعل ذلك، فحتى حزب النداء لم يعد يملك مكتبا للعلاقات الخارجية، وكان محسن مرزوق في السابق هو من يمسك ملف العلاقات الخارجية للحزب، أما الآن فلا وجود لشيء». وعاد ليتساءل في يناير الماضي في البرنامج ذاته «ماذا نفعل إذا كان حزب سياسي هو حركة النهضة اقوى من الدولة والحكومة في الملف الليبي، وإذا كان النهضويون يفهمون ما يجري في ليبيا اكثر من الحكومة؟».
ومن الواضح أن تصوير الأمور على ذلك النحو لم يكن عملا ساذجا ومعزولا، فعلى مدى السنوات والشهور الأخيرة تكرس انطباع داخل تونس على توسع نفوذ الغنوشي وامتلاكه سلطات خارقة وغير محدودة، جعلته يمسك كل خيوط الملفات الخطيرة والحساسة في الداخل والخارج. أما كيف استطاع أن يفعل ذلك وما المفاتيح التي حصل عليها حتى تشرع في وجهه كل بوابات وقلاع السلطة، ويصبح اكثر الشخصيات التونسية حظوة وشهرة في العالم؟ فهذا ما لا يملك خصومه جوابا واضحا ومحددا عنه، وكل ما يرددونه هو أن الرجل صار يمارس أدورا تتخطى بكثير صفته رئيس حزب أغلبية في البرلمان.
إنهم يتصورون أن تلك الحدود التي يفترض الوقوف عندها، هي تلك التي تعني صلاحيات الرئيس الحصرية. فهو المسؤول المباشر عن رسم السياسة الخارجية للبلاد. وهذا امر منطقي ومعقول ولكنهم يغفلون بالمقابل حقيقة أخرى، وهي أن الانفراد بوضع تلك السياسة ومتابعة تنفيذها لم يعد ممكنا ومجديا بالأساليب القديمة، التي تقصي أي استفادة من أي جهد أو فرصة، لمجرد الاختلاف والعداء الأيديولوجي. فالحد الأدنى من البراغماتية بات يقتضي الخروج السريع من قوقعة الايديولوجيا للبحث عن المصلحة. وربما كان العائق الحقيقي هو فقدان الثقة المتواصل في نوايا الشيخ الغنوشي وحزبه أكثر من اي شيء اخر. فحتى المتباكون على الدولة والمحذرون من دبلوماسية موازية لها، لا يبدو انهم سينزعجون بالقدر نفسه لو أن طرفا آخر قام بالتحركات والجهود التي يقوم بها الغنوشي. فما يهمهم ليس الحفاظ على الدولة بقدر ما هو استمرار احتكار السلطة وإبقاء الاسلاميين، الذين صاروا جزءا من الائتلاف الحاكم فقط مجرد واجهة خارجية للديمقراطية. وقد تكون زيارة مرزوق إلى ثكنة المشير الليبي علامة اخرى على حالة الانفصام التي تحكم علاقة السلطة بهم. فهي تضخم حجمهم مرات وتحذر منهم، وتقول بأشكال مواربة وحتى علنية، إنهم يشكلون خطرا على النظام، ويكونون دولة داخل الدولة حتى تحملهم سقطات الحكم وترسل لهم وللرأي العام مرات أخرى إشارات على انها لا تزال تضع يدها بالكامل على كل السياسات ولن تسمح لهم بأي اشتراك أو دور فاعل فيها حتى تشعرهم بأن الأوضاع والمعادلات لم تتغير.
هل يكون الحل في النهاية هو تقليص نفوذهم تمهيدا للتخلص منهم وطردهم من المواقع التي وصلوها بعد الانتخابات الاخيرة؟ هذا ما يفكر به اصدقاء حفتر ومن قاموا بتلك الزيارة المريبة له في بنغازي، وأيضا من اعتادوا اتهام النهضة بالتقصير كلما وجدوا الأكل في المطاعم سيئا.
كاتب وصحافي من تونس

هل للغنوشي دولة داخل الدولة؟

نزار بولحية

انتخابات أمريكية مبكرة

Posted: 28 Feb 2017 02:13 PM PST

هل يمكن عزل الرئيس الأمريكي المنتخب إذا ما اتبع بالفعل سياسات خطيرة ومضرة بالولايات المتحدة؟ طرحت هذا السؤال من قبل وطرحه غيري في أكثر من مكان، وهو سؤال قد يبدو من الناحية النظرية سهل الإجابة، حيث يمنح الدستور الأمريكي حق عزل الرئيس في حالة ارتكابه ما يؤثر فعلاً على صورة أمريكا أو أمنها القومي.
أما من الناحية الواقعية، فالأمر ليس على ذلك النحو من البساطة، الذي يبدو عليه فيكفي أن نتذكر أنه على مدى القرن العشرين فإن طرح عزل الرؤساء لم يناقش بجدية، إلا ضمن حالتين استثنائيتين هما، حالة الرئيس ريتشارد نيكسون إثر فضيحة ووترغيت الشهيرة، والرئيس بيل كلينتون بعد قصته التي لا تقل شهرة مع مونيكا لوينسكي. عدا ذلك، ورغم ممارسة الرؤساء الأمريكيين لحماقات كبيرة جداً، إلا أن الشعب والدستور ظلا محترمين لرغبة الشعب واختياره.
بالإضافة إلى احترام الناخبين كان هناك سبب آخر يدفع للتمسك بالرؤساء المنتخبين، وهو صورة الولايات المتحدة كقلعة ديمقراطية، حيث أن التغيير الطارئ للرئيس المنتخب، أو أي إجراء آخر كانتخابات مبكرة أو كتكليف مجلس خاص بقيادة البلاد حتى حين، كل تلك أمور تتناقض مع الشكل الذي تحب الولايات المتحدة أن تظهر به وأن تقدمه للعالم، بل لعلها لو فعلت هذا لبدت أشبه بدول العالم الثالث التي تعلن نتيجة انتخابات ثم تنقلب عليها بذريعة أو بأخرى.
رغم كل ذلك فإن هناك معطيات جديدة قد برزت مع الرئيس دونالد ترامب، فهو الرئيس الذي واجه أكبر حملة رفض بعد تنصيبه، على الأقل لما يقارب مئة عام مضت. كما أنها أول مرة يناقش الشعب الأمريكي فيها بجدية احتمالية التدخل الأجنبي في الانتخابات، وهو ما حدث إثر فوز ترامب وما صاحبه من حديث لدور روسي في هذا الفوز، عبر تلاعب إلكتروني أو دعائي ضد منافسته هيلاري كلينتون.
أما فيما يتعلق بصورة الولايات المتحدة، فقد عمل دونالد ترامب منذ قدومه للبيت الأبيض بنجاح على «تثليث» أمريكا، بمعنى جعلها جزءاً من ثقافة العالم الثالث الاستبدادية والعدائية. ابتداء من عداء الأجانب والعنصرية ضد المسلمين، ونهاية بإبراز قناعاته بأن الولايات المتحدة هي في الأصل بلد للسكان البيض، مروراً بالكثير من الإجراءات التعسفية، التي تحاول تحجيم دور القضاء والمنظمات المدنية وحتى حرية الصحافة، التي يكن لها عداء خاصاً، ويبدو مهووساً بفكرة أنها تعمل ضده ولا تقدم لمتابعيها صورة حقيقية لواقع الأحداث.كل ذلك أوجد حالة غير مسبوقة من الانقسام داخل المجتمع الأمريكي، بل داخل مؤسسات الحكم نفسها، وهو ما تجلى في عدة مظاهر بدأ بعض المراقبين الأمريكيين يعدها خطراً على الاتحاد الأمريكي العريق.
حتى محاولات دونالد ترامب التي كان يحاول من خلالها إثبات شعبيته، كانت تبدو بائسة وشبيهة بمحاولات الديكتاتوريات العريقة في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، فقد دعا لتظاهرة كبيرة بعد أسابيع من انتخابه لمقابلة المظاهرات الرافضة له، ولإثبات أن الأغلبية معه. لا شك أن مثل هذا النشاط لا معنى له، فمن المفهوم أن تقوم مظاهرة للرفض أو لانتقاد سياسة معينة، أما أن يخرج مؤيدو رئيس منتخب فهذا لا يدلل على شيء لأن الأصل، إذا كانت الانتخابات فعلاً ديمقراطية، هو أن تكون الأغلبية قد أيدته فعلاً وصوتت له، أما الاحتكام للشارع وللدعم الشعبي فيتنافى مع الاحتكام للصناديق، بل يجعل منها ممارسة بلا جدوى.
بالتزامن مع هذه التظاهرة كانت الولايات المتحدة تشارك في مؤتمر ميونيخ للأمن، الذي يعقد بشكل سنوي. كانت تلك إحدى أهم المشاركات الخارجية لأمريكا الجديدة، إلا أن اللافت كان انقسام الوفد الأمريكي بين مجموعة الكونغرس ومجموعة البيت الأبيض، وقد علق كثير من المحللين على ذلك بسخرية قائلين إن أمريكا شاركت بوفدين يحمل كل منهما صورة ومقاربة مختلفة عن الآخر تجاه التحديات الأمنية.
تعدد الخطاب الأمريكي يعد من الإشكاليات التي لا يمكن تجاهلها، فما يزال الموقف من قضايا في غاية الأهمية والحساسية كحلف شمال الأطلسي مثلاً، أو كالتعاون الأمني والعسكري مع اليابان، أو كقضايا ما يعرف بالشرق الأوسط، أو النزاعات الآسيوية، ما يزال الموقف من كل ذلك ملتبساً، فما أن يصدر تصريح باتجاه ما اليوم حتى يلاحق في الغد بتصريح مختلف ومتناقض من الجهة ذاتها، أو من جهة أخرى داخل دائرة صنع القرار نفسها.
في غمرة ذلك الالتباس ظهر الخبر الذي تناقلته أجهزة الإعلام، والذي مفاده أن جهاز المخابرات الأمريكي يحجب الكثير من المعلومات عن الرئيس المنتخب. يعيد ذلك إلى الأذهان التصريح الغريب لترامب، الذي قال فيه إنه غير محتاج للتنوير اليومي الذي تقدمه في العادة الأجهزة الاستخبارية. تراجع ترامب عن تصريحه ومدح في تصريح تالٍ رجال «سي آي إيه»، لكن ما كان واضحاً هو أن العلاقة بين الطرفين لم تكن جيدة. لكن، كيف يصل الأمر درجة حجب معلومات مهمة عن الرئيس؟ هذا الخبر سوف يعزز النظرية التي بدا الرئيس ترامب مؤمناً بها، وهي أن هذه الأجهزة الاستخبارية تتآمر عليه وتقود حرباً غير معلنة ضده. الأمر الذي يجعله يعين أحد المقربين منه لمراجعة ومراقبة عمل الدوائر الأمنية.
تزداد الآن عزلة ترامب، فحتى المتطرفون والعنصريون الذين انتخبوه لم يكونوا سعداء به، وهو يفضح برنامجهم بلا مواربة ولا دبلوماسية، ومثل هذا العزلة التي يعيشها مؤيدو ترامب داخل حزبه الجمهوري نفسه. أما أعداؤه في المعسكر المقابل فقد ازدادت قناعتهم بعدم صلاحيته، حتى تناقلت وسائل الإعلام الأمريكية خبر إطلاق مجموعة عمل كبيرة لبحث إقالة الرئيس. هذا غير خبر المشروع المطروح في الكونغرس لبحث تعديل شروط إقالة الرئيس.
سوف يذكرنا ذلك مرة أخرى بقصص العالم الثالث، التي فيها يتم التحضير للانقلاب على الحاكم عبر تحالف باطني لأجهزة الدولة العميقة، ففي حالة ترامب وبخلاف المخابرات والإعلام، فإن المئات من الدبلوماسيين أعلنوا صراحة رفضهم للسياسة الترامبية، خاصة الأمر التنفيذي بحظر مواطني بعض الدول بحجة الأمن، كما أن هذه الجهات «العميقة» استطاعت بعد نشرها تسريبات لمستشار ترامب لمسائل الأمن القومي مايكل فلين أن تشكك في نزاهته وفي تخابره مع الروس، وهو الأمر الذي أدى لإقالته.
الحديث عن «الدولة العميقة» الذي كان يرتبط في ذهننا بتركيا وبالدول العربية التي حاولت الكيانات العميقة استردادها بعد ثورات الربيع، يبدو أنه لم يعد قاصراً على هذه الدول. على ما يبدو فإن الدولة الأهم أيضاً والأكبر على مستوى العالم تعمل أيضاً على النحو ذاته بين دولة على السطح وأخرى أعمق.
حتى الآن يعتبر البعض أن في الأمر مبالغة وأنه لا يمكن تشبيه أمريكا بدول العالم الثالث، لكن الكثير من الكتاب الأمريكيين لهم رأي مخالف فقد كتب بنجامين ولاس في صحيفة «ذا نيو يوركر» مقالاً تحدث فيه عن هذه الدولة العميقة مستشهداً بحالة الالتباس والغموض الحالية، في حين اعتبر إيلي لايك في «بلومبيرغ» أن التسريبات ضد فلين كان من أهدافها تقويض سلطة ترامب وأنه قد كان هناك تعاون بين المخابرات والإعلام بهذا الاتجاه. كتاب آخرون برروا انعدام الثقة بين ترامب وجهاز مخابراته في كون أن الجهاز يعتبر أن الإدارة الحالية مخترقة روسياً، ولذلك فهو يتعامل معها بحذر حفاظاً على الأمن الأمريكي القومي.
حتى إذا تجاهلنا كل تلك الآراء فإنه سيكون من الصعب علينا تجاهل ما كتبه المؤرخ الأهم للسياسة الأمريكية رونالد فاينمان، الذي ذهب إلى أن تنحية ترامب وتولي نائبه قد صارت مسألة وقت.
على كل حال، فإن أمراً واحداً قد بات مؤكداً وهو أن الرئيس الأمريكي، في حالة بقائه، سيكون مجبراً على اتباع سياسة أكثر واقعية وتصالحاً مع مؤسسات الدولة، فالأمور لا يمكنها أن تستمر طويلاً على هذا النحو.
كاتب سوداني

انتخابات أمريكية مبكرة

د. مدى الفاتح

بؤس الترويكا العراقية

Posted: 28 Feb 2017 02:13 PM PST

الـ(ترويكا) وكما هو معلوم كلمة روسية تعني الثلاثي، وجذر الكلمة متأت من العربة الخفيفة والسريعة التي كانت تستخدم لنقل البريد والأوامر الحكومية السريعة، التي تجرها ثلاثة احصنة تربط جنبا إلى جنب.
أما في السياسة فقد باتت الائتلافات الثلاثية تعرف عادة بالترويكا السياسية، كما حصل في تونس وترويكتها الشهيرة المكونة من الائتلاف الثلاثي الذي حكم تونس في الفترة الانتقالية، وفي الاقتصاد هنالك الترويكا الاوروبية المتمثلة بثلاث مؤسسات مالية دولية تعنى بالحلول الاقتصادية العالمية وهي، صندوق النقد الدولي والمفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي.
اذن عندما نقول ترويكا فنحن ازاء تشكيلة ثلاثية، وهكذا كان حال الوضع السياسي العراقي إبان تصاعد التوتر بين المجتمع الدولي ونظام صدام حسين على خلفية عدم التزامه بضوابط قرارات مجلس الامن المفروضة على العراق، بعد غزو الكويت، وعمل إدارة الرئيس الاسبق جورج بوش الابن للاطاحة بهذا النظام لعدة اسباب لا مجال لذكرها هنا، وقد طرحت حينها رؤية الترويكا العراقية على أساس المكونات الاكبر في المجتمع العراقي، الشيعة والسنة والكرد، ومن هذا المنطلق يسهل تعامل الادارة الامريكية مع ممثلين سياسيين موزعين ضمن تقسيمات هذه الترويكا في المعارضة العراقية.
وقد ذكر عدد من السياسيين، ممن حضروا مؤتمرات المعارضة العراقية في صلاح الدين في كردستان العراق أو في لندن، أن التعاطي الامريكي كان قائما على اساس تقسيمات الترويكا بوضوح لا لبس فيه، حتى أن بعض الساسة رفض توصيفه الطائفي، لأنه كان يعمل أو يدعي العمل تحت مظلة حركات أو احزاب ليبرالية، ترفض التوصيف الامريكي المقترح على اساس الهوية الطائفية أو الإثنية.
استندت بعض الطروحات السياسية الامريكية، سواء قبل الإطاحة بنظام صدام أو بعده، على أن العراق (دولة ملفقة) تاريخها المعاصر لا يمتد سوى إلى 100عام، وقد تم اختلاقها من قبل الساسة البريطانيين والفرنسيين بعد الحرب العالمية الاولى، اثناء الجلوس إلى طاولة مفاوضات سايكس – بيكو عام 1916، ليبنى بلد من ترويكا تاريخية بحسب وجهة النظر تلك، فالعراق الحديث تكون من ولاية الموصل الكردية في الشمال وولاية بغداد السنية في الوسط وولاية البصرة الشيعية في الجنوب، وأن من سعى من السياسيين والاداريين الامريكان وصناع القرار في ادارة بوش إلى وضع حلول للمشكلة العراقية، استلهم هذه الترويكا التاريخية في محاولة خلق ترويكا حديثة للوضع العراقي، وقد كتب الكثير في نقد هذه الرؤية وتفنيدها من باحثين وكتاب عراقيين وغربيين، حيث ذكروا أن الوجود العراقي يمكن الاستدلال عليه تاريخيا قبل الترويكا العثمانية المشار لها، بل إن هذه التقسيمة العثمانية لم تكن سوى شكل اداري لادارة بلد واحد قسم ثلاثيا لاغراض ادارية فقط.
لكن من جانب آخر يجب الاعتراف بأن تقسيمة الترويكا العراقية لاقت نجاحا أو هوى في نفوس قطاع واسع من سياسي المعارضة العراقية ولعدة اسباب، مثال ذلك أن الكرد وجدوا في الامر اعترافا صريحا بهم كلاعب اساسي في العراق المقبل، وسيتحركون ضمن معطيات الفدرالية التي اتفقوا مع الاطراف الاخرى عليها وبرعاية امريكية ضامنة للاتفاقات. وانطلاقا من هذه الفدرالية المائعة وغير محددة المعالم، كان تخطيط القادة الكرد واضحا للوصول إلى كردستان مستقلة، لذلك كان تعاملهم مع الترويكا المقترحة يصب في مصلحتهم اكثر من أن يتم التعامل معهم كعراقيين ذوي خصوصية قومية. أما الشيعة فان الترويكا بالنسبة لجزء كبير منهم كانت الخيار الانسب، وتحديدا بالنسبة لاحزاب الاسلام السياسي الشيعي، فهم عبر هذه الترويكا سيشتغلون على بلورة الهوية الطائفية وتقديمها على الهوية الوطنية الجامعة، حتى غدا الاعتراف بها امرا مفروغا منه، بعدما كانت الهوية الطائفية على مدار عقود من الزمن إشكالية مؤرقة لهم، حيث تمثل صراعا بين الفضاء الوطني المحدد للفعل السياسي والإطار النظري للفضاء الاسلامي الذي ينادون به نظريا، والذي لا يعترف بالهويات الوطنية، لذلك فتحت الترويكا العراقية السبيل امام الاحزاب الاسلامية الشيعية للارتماء بحضن التشيع الايراني ودولة الولي الفقيه دون وجل، بالاضافة إلى أن احزاب الشيعة وعبر هذه الترويكا طرحوا انفسهم باعتبارهم ممثلين للاغلبية في العراق، وباتوا يطالبون بالحصة الاكبر من الكعكة. أغلبية طائفية جيرت باسمهم دون تعب أو برامج سياسية تسعى لكسب الاغلبية وتخشى من الفشل، في حال عدم تحقيق البرامج السياسية المعلنة، اغلبية طائفية وراثية لا فكاك منها للمواطن المبتلى بانتماء ينتقل عبر جيناته، وحتى مع تعالي صراخ الليبراليين الشيعة، ورفضهم لهذا التوصيف لكنهم في النهاية خضعوا أو كادوا لهذه التقسيمة الصارمة التي باتت اشبه بالقدر.
مثّل السنة في حقبة معارضة النظام السابق الحلقة الاضعف في هذه التقسيمة الثلاثية، فطالما تماهى الوجود السني في العراق مع المشاريع القومية العربية بجناحيها الناصري والبعثي، وهم لذلك ينظرون إلى هذه الترويكا نظرة ريبة وتخوف، نظرة تقلقهم من تحولهم إلى اقلية طائفية، بينما هم يشعرون في قرارة انفسهم بقوة الاغلبية المتكئة على تاريخ ممتد لمئات السنين، ومستندين إلى جوار عربي عمقه مئات الملايين من العرب المسلمين السنة، وباستثناء الحزب الاسلامي العراقي، الذي يمثل النسخة العراقية من حركة الاخوان المسلمين وبعض التيارات الدينية السنية المتشددة، كان الرفض السني لهذه الترويكا واضحا، لكن مع ذلك اذعن سنة العراق للأمر، وحاول بعض ساستهم اللعب باقصى قوة وسرعة لتعويض ما فاتهم في المرحلة التي أعقبت سقوط النظام وتغيبهم عن عملية كتابة الدستور الجديد، ومحاولة اللحاق بالحصول على حصتهم كاملة من الكعكة، بل نستطيع القول إن اغلبية سياسية سنية لعبت وبشكل واضح بطريقة خذ وطالب دون الاعلان عن حدود القناعة النهائية بما يجري في ملعب السياسة العراقية الملتهب.
مقابل الترويكا التكوينية، اوجدت الاتفاقات تحت سلطة الادارة المدنية التي كان يديرها السفير بول بريمر ترويكا السلطات، التي باتت تعرف بعد ذلك اعلاميا وسياسيا بنظام المحاصصة، وكما هو معروف أن السلطات في اي بلد ثلاث، تشريعية وتنفيذية وقضائية، وأن النظم الديمقراطية في العالم تعمل وفق مبدأ فصل السلطات، ورقابة هذه السلطات بعضها بعضا لضمان الشفافية وعدم استشراء الفساد، لكن في الحالة العراقية استحوذت ترويكا المكونات على ترويكا السلطات وبطريقة مشوهة، اوصلت التقاسم حتى اصغر المناصب، واصبحنا ازاء ما بات عرفا منذ عقد من الزمان، حيث السلطة التنفيذية قد تقاسمها الشيعة والكرد، فحصة الكرد رئاسة الجمهورية وحصة الشيعة رئاسة الوزراء، بينما حصة السنة اصبحت السلطة التشريعية، وبناء على ذلك تبدو السلطة القضائية وكأنها باتت خارج تقسيمة الترويكا، ولا أحد يعرف السبب. وباتت هذه السلطة غنيمة الاقوى من اللاعبين يطويها تحت جناحيه، فعشنا تحت ظل قضاء مسيس وعاجز عن الفصل في المشكلات التي تحصل في العملية السياسية.
اليوم نحن نعيش حالة من الصراع داخل كل بيت من بيوت الترويكا التكوينية، صراع اصبح اكثر وضوحا واكثر قدرية بالنسبة للعراقي، فالبيت الشيعي يشهد تنافسا وصراعا وربما اقتتالا داخليا، لكن المحصلة أن هذا البيت سيقدم اوراقه في الانتخابات التي على الأبواب، على انه الفرع الاكبر في الترويكا، وأن ائتلافه هو الممثل الرسمي للاغلبية العراقية، ومع يقين العراقي بأن الاحزاب الشيعية قد سرقت ونهبت وقتلت ودمرت البلد وأوصلته إلى الحال المأساوي الذي وصل اليه، لكنه في لحظة الانتخاب سينظر من خلال النظارة الايديولوجية للترويكا الموضوعة على عينيه، ليعيد انتخاب رموزه السابقة نفسهم. كذلك حال الكرد، ووضع الاقليم السياسي المتأزم الذي يهدد بتقسيمه إلى اقليمين والاوضاع الاقتصادية السيئة التي يعيشها الكردي دون دفع مستحقاته لاشهر، كشفت زيف فقاعة الرفاه الاقتصادي التي روج لها اعلام الاحزاب الحاكمة في الاقليم، وفساد الاحزاب الكبرى المتنفذة التي حولت الاقليم إلى الى ضيعة محكومة من قبل عوائل قيادات هذه الاحزاب، ومع هذه الحالة المأساوية سيفوز المرشحون الذين سيلعبون على ورقة الاستقلال والتهديد الاثني للوجود الكردي وفق نظارة الترويكا. اما السنة وبعد أن خسروا كل اراضيهم امام هجمة عصابات «داعش»، التي يتم استعادتها بصعوبة ونزيف دم الاف الشهداء، حتى بات المواطن السني يقف اليوم امام الحقيقة المرعبة المتمثلة بملايين المهجريين من ابناء مدنهم المدمرة التي تحتاج إلى المليارات لإعمارها، ومع كل ذلك نحن اليوم نتفرج على إعادة بلورة البيت السني في الترويكا العراقية الحزينة، وهذا ما شهدناه في مؤتمر جنيف الاخير، حيث السعي المحموم لبلورة مكون سني في الترويكا العراقية اكثر كفاءة وقوة بمواجهة الشركاء اللدودين في المستقبل القريب، وليعاد تدوير الوجوه نفسها في الانتخابات المقبلة، فهل رأيتم بؤسا اكثر من هذه الترويكا؟
كاتب عراقي

بؤس الترويكا العراقية

صادق الطائي

اللغة العربية ووجود العرب في هذا العالم

Posted: 28 Feb 2017 02:12 PM PST

إن ترسيم اللغة العربية من قبل الأمم المتحدة، لغة عالمية يعني من جملة ما يعني أنها لم تعد قاصرة على العرب فحسب، تحدد وجودهم وتساعدهم في بلورة هويتهم في هذا العصر، بقدر ما صارت أيضا شأنا عالميا يهم كل شعوب العالم ووسيلة تواصلية دولية تعني كافة دول المجتمع الإنساني.
فاللغة العربية، كما ندركها اليوم هي لغة حضارة تتواجد إلى جانب حضارات أخرى، على خلاف مقولة صامويل هنتنغتون، تتبادل التأثير والتأثر في حوار جدلي تلقائي يفيد ويستفيد في ومن كافة المضامير والميادين. فالعربية، في العصر الذي يوسم بزمن العولمة، تراث للإنسانية على اختلاف وتباين المواطنين في هذا العالم الزاخر باللغات والأفكار والمفاهيم التي تساعد على التعايش والتواجد الحضاري والثقافي في اللحظة الزمنية الفائقة. وإذا نحن اليوم نقف على آخر التاريخ وليس نهايته،على خلاف مقولة فرنسيس فوكوياما، يمكننا أن نجيل النظر في لغتنا العربية، من أجل أن نستشف ونستلهم ونستخلص منها أسرار عبقريتها، سواء في التاريخ أو في الحاضر، ولعلنا نكتفي بهذه النقاط:
*أحد أسرار عبقرية اللغة العربية كامن في أصولها، أي كمون الجدة والقدرة على التعبير في عصر الازدهار، كما في عصر الانحطاط، محتفظة ببنيتها تنتظر التجديد والتحديث، كما حدث في عصر النهضة العربية، نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين. فالعربية مرت بعصر التقدم والمدنية والعالمية، كما مرت بعصر التراجع والتخلف، ولم تنضب وتتلاشى أو تخرج من التاريخ، كما حدث لكثير من اللغات التي توارت بتواري فعاليتها المدنية والحضارية. فقد استعادت اللغة العربية، بناء على تجربة التاريخ الحديث حيويتها وبُعِثَت من جديد متخطية حالة التَّكلس والعَطَالة والتدهور.
*السّر الآخر الذي يجب أن يُفصح عنه، من خلال أدوات ومقاربات ومناهج البحث العلمي يظهر في مجال اللغة العربية وصلتها باللغات والثقافات الشرقية، وصلة هذه الأخيرة باللغة العربية، لأن الوقوف بالدراسة والمعالجة والممارسة اللغوية، يؤكد مستويات وجوانب وعلاقات أخرى بين العربية واللغات الشرقية التي تعاملت مع النص القرآني والحرف العربي، وكانت بمثابة الروافد التي شكلت الحضارة الإسلامية في عصر ازدهارها الريان. لكن اليوم، في عصر التواجد الحضاري الفوري، سوف ندرك أكثر تجليات وأسرار عبقرية اللغة العربية في صلتها بالحضارات الفارسية/ الإيرانية والعثمانية/ التركية والأوردية… يساعد كل ذلك على تكوين كتلة حضارية جديدة في منطقة جغرافية تتمتع بحيوية استراتيجية وبعمق تاريخي مؤثر. فاللغات الشرقية على تنوعها واختلافها تتوفر على ثروة من المعاني والدلالات وقوة من الإيحاءات والاستلهامات تزيد من صلة اللغة بالكون الطبيعي والإنساني وحتى الأخروي. ولعلّ ما تترجاه الإنسانية في هذا العصر الفائق التطور هو حضارة تستوفي هذه الأبعاد جميعها.
*أبرز مظاهر الحداثة في اللغة العربية هو أدب المهجر، الذي أنتجه شعراء وأدباء عرب في بلاد بعيدة من ديارهم التاريخية. فقد لازمت اللغة العربية قريحة مبدعين عرب أسسوا مطلع القرن العشرين لتيار حديث يوظف اللغة العربية في بيئات وأجواء ومناخات مختلفة ومتعددة، ساعدتهم على التكيف مع المكان الجديد في لحظته التاريخية في كل تجلياتها وزخمها، على ما يبيّن تراث ميخائيل نعيمة، جبران خليل جبران، فأدب المهجر لغة جديدة عبّرت عن توق وتطلع غير معهود في حياة الإنسان العربي، يأخذ من معين دنيا جديدة مفعمة بالمدنية والجمال والحضارة والرقي العمراني والإنساني.
*ظهرت حداثة اللغة العربية في قوتها الإجرائية عندما استندت إليها الحركات التحررية في العالم العربي لحظة مواجهتها للاستعمار الأوروبي. فقد استبطنت هذه الحركات اللغة العربية كرهان لوجودهم القومي، وأنَّ اعتبارهم عربا يفرض عليهم التماس اللغة كأفضل مقَوِّم للشخصية القاعدية التي تعبِّر عنهم وعن شرعية وجودهم ككيان مستقل في منظومة عالمية جديدة لا تقر إلا بالشرعية الدولية. وعليه، فاستعادة اللغة العربية في البلدان التي شهدت الاحتلال الأجنبي، كان بمثابة استعادة حق الوجود الشرعي في الزمن الحديث وزاد الحث على ذلك في الزمن الفائق الذي يشترط العالمية في التعبير وفي التوثيق. إن اللغة العربية، كما طرحت زمن الاستعمار، طرحت كمسألة لوجود كيان عربي، وليست مجرد لسان تعبير لقوم من البشر، فالتوكيد على اللغة بالعناية والتعبير والإبداع بها هو الطريق المفضي إلى الاستقلال التاريخي للأمة وأساس بناء الدولة وفق المفهوم الحديث الذي يشترط مقومات الأمة كقاعدة ركينة لها، أي الدولة/ الأمة. وصلة اللغة العربية بكيان الدولة هي التي جعلت البلدان العربية المستقلة حديثا تسارع إلى اعتماد اللغة العربية لغة رسمية في دساتيرها، حماية لها كشخصية اعتبارية ومعنوية.
باحث وكاتب جزائري

اللغة العربية ووجود العرب في هذا العالم

د. نورالدين ثنيو

الرئيس يقتل ابن رشد

Posted: 28 Feb 2017 02:12 PM PST

« ألا تنظرون إلى من يعادل الإمام ابن رشد في مركوبه؟ هذا الإمام، وهذه أعماله»
ابن عربي

فخلال كل هذه القرون والفكر الدوغمائي يتكلم عن مدى شرعية محبة الحكمة في الإسلام، وينطلق من مقدمات كلامية أشعرية كما تركها الغزالي، وإلى حد الآن لم يحسم في هذه الشرعية، مما حكم على النهضة العقلانية بالضياع في شاعرية الكسل الروحي. ولذلك لا مكن لهذه الأمة أن ترى نفسها في مرآة العقل، بل ستظل مندهشة أمام مرآة الوجدان، والعواطف المشتعلة، تشعر باغترابها أمام ابن رشد، تردد حكمة ابن عربي، الذي يصف موكب جنازة ابن رشد بأسلوب تراجيدي ساخر : «ولما جعل التابوت الذي فيه جسده على البداية جعلت تواليفه تعادل من الجانب الآخر، فالتهافت أبو الحكم إلينا وقال : «ألا تنظرون إلى من يعادل الإمام ابن رشد في مركوبه؟ هذا الإمام، وهذه أعماله «. ينبغي لهذه الصورة أن تؤثر في حاضرنا، أكثر من تأثيرها في روح ابن عربي، على الرغم من أنه اعتبرها من أنعم الصور التي شاهدها في حياته. بيد أنها لم تصل إلى أعماق هذه الأمة، وخاصة وأنها ألقت بابن رشد في جحيم النسيان. فنسيان ابن رشد هو نسيان لأفقها الانطولوجي والميتافيزيقي. هكذا أضحت الرشدية شيء غريب في هذه الأرض، والغريب هو الذي لا يكلمه أحد، يقلق بحضوره ولذلك يجد نفسه عند الاخر، وبما أنه وجد الاقامة الشعرية هناك، فان النسيان قد أخذ مكانه.
إبن رشد في النسيان، والرشدية في الميزان، لعبة انطولوجية تتجوجه نحو ذلك القدر الحزين، لأن قدر المفكرين حزين فقط، بل كان درامياً، أعظم من قدر ابن باجة، ومن الحكمة أن لا نتيه في عتمة هذا التاريخ، الذي يدير ظهره للحقيقة. يحكم علينا بالتأمل في المنسي، ومن خلاله يبزع المقدس ويختفي.
فالشمس التي رافقت ابن رشد إلى أن تجاوز الوادي الكبير تركته في المغيب يعرق في الراحة، ويتمتع باقامته الناعمة في مدينة قرطبة، ومهما يكن عشقه لهذا البلد الذي رفضه فإن الاغتراب قد علمه كيف يحول سكينة الليل والقمر الصامت إلى أحباء، عندما تحاورهم الروح بلغة الوجود. ولذلك يتعين علينا استعادة هذه اللغة، ومنحها الكلمة، من أجل الشهادة على جرائم التيار الظلامي، الذي قام بتخريب روح الأمة.
ومن هذا نستطيع أن نستخلص الحكمة التالية، لا ينبغي أن نثق في من خدعنا ولو مرة واحدة، ولا أعتقد أن هنالك خدعة أكبر من ترحيل الفيلسوف ميتا في شفق الأصيل. لأن أرواحهم تلتهم ضوء النهار حتى يصبح رماداً. ومع ذلك يظل سؤال الرشدية مقلوباً رأساً على عقب. لأن العدمية مزقت كينونتهم، ولم يعد الوجود سوى مصدر للفزع والوهم، وابن رشد كان يبحث في الوجود بما هو موجود، ولذلك تم إلحاقه بالعدم بما هو عدم. إذ ما جدوى البحث عن الوجود، وبخاصة إذا كان العدم هو السائد؟ وبعبارة أخرى ألا يكون العدم أهم من الوجود في العصر الراهن؟ وبما يمكن تفسير شعبية التيار العدمي الآن؟
والواقع إن إشكالية النهضة الرشدية أرغمت على التحول إلى مشكلة تقضي على نفسها بنفسها من قبل جملة الموجود، هو اللاموجود الخالص.. يستغني عن العقل، فلا وجود للسلب إلا لأن العدم موجود». فالسؤال الجوهري، هو كيف يمكن لأمة أن تضحي بالعقل من أجل اللاعقل؟ بل كيف تستطيع أن تتخلى عن الوجود، وتتشبت بالعدم؟ وأين يوجد ابن رشد الآن؟ وكيف يمكن أن لا تخجل عندما نراه هناك هادئا ينتظرنا؟
مديد هو الزمان الذي يفصلنا عن ابن رشد، وحين تتاح لنا إمكانية أخرى لاكتشافه : « في الابتهاج الذي يتولد عن الحضور، لا حضور مجرد الشخص ولكن الشخص العزيز علينا». وبما أن ابن رشد هو أعز علينا من أنفسنا فإن تحريره من سجن النسيان، سيجعل الوجود يستدير نحونا، ويحكم على العدم والعدمية بالانزلاق في هوة القلق، وفقدان الصواب، وحيئذ سيدمر كل الذين غرروا به. ولعل تهجير ابن رشد إلى الضفة الاخرى، هو في الحقيقة تهجير العقل، وفتح المجال أمام الوجدان المشتعلة. ولم يكن ابن رشد إلا ضحية هذا الصراع الشرس بين العقل والوجدان.غير أن هذا الصراع، لا يحتفظ بأي معنى في عصرنا الراهن، مادام أعداء العقل قد فقدوا قدرتهم على الاستمرار.

الرئيس يقتل ابن رشد

د. عزيز الحدادي