المخابرات الإيرانية تضرب في تركيا؟ Posted: 30 Apr 2017 02:30 PM PDT في عمليّة اغتيال تحمل بصمات عمل احترافيّ استخباراتي أطلق مجهولون السبت الماضي النار على البريطاني الإيراني الأصل سعيد كريميان صاحب شركة «جي. إي. إم» التلفزيونية، وأحد شركائه، الكويتي محمد متعب الشلاحي، وأردوهما قتيلين في أحد الأحياء الراقية لمدينة إسطنبول التركية. عملية الاغتيال التي تشبه فيلما سينمائياً تمّت باعتراض سيارة جيب سوداء لسيارة رجل الأعمال الإيراني وشريكه الفارهة ونزول مسلحين ملثمين أطلقا النار بكثافة (المصادر الطبية أحصت إصابة القتيلين بـ42 رصاصة) وبعد ذلك عثرت الشرطة على السيارة التي استخدمت في الاغتيال محروقة لإخفاء أي آثار للمنفذين. الشبكة التلفزيونية التي يملكها القتيل، المصنّف حسب سلطات بلاده معارضاً، تبث عبر الأقمار الصناعية برامج أمريكية ومسلسلات تركية ولذلك تتهمها السلطات الإيرانية بنشر نمط الحياة الغربية. القنوات الإيرانية الموالية للنظام والتي بثت خبر مقتل كريميان قالت إنه «مقرب من جماعة مجاهدي خلق الإرهابية» وبأنه كان موجوداً في معسكرها شمال بغداد خلال الحرب العراقية الإيرانية قبل أن يرحل إلى سويسرا عام 1996. تهمة الانتماء إلى «مجاهدي خلق» هي الأكثر خطورة في إيران وهي كافية، عند استخدامها، لتبرير عمليات اغتيال المعارضين، وهذه التهمة، مع الحرفيّة المخابراتية في تنفيذها، تؤشّر بأكثر من سهم إلى المخابرات الإيرانية، كما لو أنها لا تريد، أصلاً، أن تخبئ الأمر، وهذا يعني أن القتل لا يحتاج شرحاً. لكن المثير للجدل في حيثيات العملية أن منفذيها لم يعطوا كبير اهتمام لكونها نفّذت في الدولة الجارة تركيا التي تتعرّض لتهديدات وأخطار أمنية كثيرة، وهي من الصعب أن تتسامح مع نقل عمليات الاغتيال إلى أراضيها. تحمل العملية مجموعة من الرسائل المحلّية والإقليمية والعالمية، وقد تكون مؤشراً لإمكانية نقل طهران لتدخلاتها وعملياتها ذات الطبيعة السياسية العسكرية ضمن المنطقة العربية والإقليم إلى حيّز جغرافيّ أكبر فقيام المنفذين بالاغتيال في الجهة الأوروبية من إسطنبول يوجّه رسائل إلى المعارضين الإيرانيين وللجهات الأمنية الأوروبية بأن نمطاً آخر من التدخّلات الإيرانية جاهز للتفعيل والحركة بسرعة حين يحتاج الأمر. تفتح العملية، مع ذلك، أسئلة أكثر مما تجيب عليها، ومن ذلك إيجاد معنى لاستهدافها شخصا يعمل في قطاعات التسلية والترفيه ولا يشكل خطراً مباشراً على النظام الإيراني وهو ما يجعل من اغتياله شكلا من أشكال الترف المخابراتي، فلا أعمال الاغتيال ستوقف القنوات التلفزيونية التي أسسها الرجل، ولا الثقافة التي تنشرها يمكن وقفها بأعمال الاغتيال. وهو ما يرجّح أن الرجل اختير لإعطاء أهميّة للخبر نفسه ولإيصاله إلى الجهات المعنية فحسب. المخابرات الإيرانية تضرب في تركيا؟ رأي القدس |
قصيدة النثر والفيل الأبيض Posted: 30 Apr 2017 02:29 PM PDT منذ سنوات طويلة، لا تقلّ عن العقدين في الواقع، لا تجمعني جلسة خاصة مع كتّاب عرب، فضلاً عن الجلسات والحلقات المتخصصة خلال مؤتمرات الأدب وملتقياته، إلا وتُثار إشكالية قصيدة النثر: العربية، تحديداً، وفي مستويات النصّ والمصطلح والتنظير والتغطية النقدية. ويحدث، غالباً، أنّ النقاش يتوسع ويتشعب، وقد ينقلب إلى سجال حين تتوافر آراء متقاطعة، أو أخرى «متحزبة» لهذا الشكل ضدّ قصيدة التفعيلة أو العمود مثلاَ، أو آراء ثالثة «رافضية» تماماً ومتخندقة عند التعريف المتشدد للشعر، في أن وزن أولاً وثانياً… وعاشراً أيضاً! وفي العموم، مع ذلك، يبقى أنّ قسطاً كبيراً من هواجس استقبال قصيدة النثر يتمحور حول مسألتين: هويّة الشكل، أو التباس التسمية على نحو أدقّ، وطبائع تلقّي هذه القصيدة وعوائق استقبالها، في ميادين القراءة كما في أشغال النقد الأدبي. وليس في هذا أيّ جديد ـ كما قلتُ، وكتبت، مراراً في الماضي ـ ما خلا أنّ الحياة تقوم بتثبيت حضور هذه القصيدة كلّ يوم، من دون أن تفلح القصيدة ذاتها في ردّ القسط الأعظم من الشكوك التي تكتنف شرعيتها بالقياس إلى سواها من أشكال الكتابة الشعرية العربية، وفي جانب واحد محدّد هو تسويغ غياب الوزن عنها، أو التفلسف حول وجود موسيقى بديلة (الإيقاع الداخلي، إيقاع الجملة، إيقاع التجربة، إلخ…). غير أنّ ما يدعو إلى القلق، فضلاً عن هذا، يتجلى في حقيقة أنّ ميول الصدّ التلقائية التي يبديها بعض شرائح الذائقة العربية، المتكئة على تراث عروضي عريق جبّار يسند الذائقة، المتجبّرة غريزياً كحال كلّ ذائقة، لا تنقلب إلى نوايا حسنة لالتماس جماليات قصيدة النثر في ذاتها، من دون إحالة تعسفية إلى الوزن بوصفه مرجعية الجنس الشعري الأولى. والحال أنّ موقف الالتباس إنما يبدأ من التسمية ذاتها، أي سعي هذا الشكل في الكتابة الشعرية إلى خلق مقولة ثالثة تتوسط بين، أو أحياناً تتنازع وظائف، المقولتَين الرئيسيتين الراسختين في خطاب التعبير الأدبي: مقولة الشعر، التي تحيل إلى الوزن على اختلاف أنماطه، وبصرف النظر عن قيوده وحرّياته، ومقولة النثر، التي تحيل في المنطق البسيط إلى كلّ ما لا يُصنّف في عداد الشعر، أو الذي يُكتب باستخدام لغات غير شعرية إذا جاز التعبير، تعتمد غالباً الإيعاز الملموس والتصريح المباشر والتقرير والتوثيق والسرد، وما إلى ذلك من تقنيات القول. هذا هو السبب الأبرز، من دون أن يكون الأوحد، في أنّ تسمية قصيدة النثر ليست مستقرّة تماماً، والإجماع عليها خضع ويخضع لأخذ وردّ، ودرجات متباينة من الحيرة والارتباك وانعدام الدقة: «الشعر المنثور»، و«النثر الشعري»، و«النثر المشعور»، و«النثيرة»، و«الخاطرة الشعرية». الأرجح أنّ هذا، أيضاً، هو السبب الذي كان وراء تسميات تخلط الجدّ بالهزل (كما في رأي الناقد المصري د. أحمد درويــش، الذي اقترح اسم «عصيدة النثر» لأنّ قصيــــدة النثر في نظره تقوم على خلائط شتى)، أو أخرى تذهب إلى مرجعية التصنيف الجنسي (كما في تسمية «الجنس الثالث» أو اصطلاح «الكتابة الخنثى» الذي اقترحه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة). كان الأمر، ويظلّ، مؤسفاً وباعثاً بدوره على قلق عميق إزاء الإخلال بحقوق التعاقد مع قارئ عربي أثبت أنه يَقْبل، ويُقْبل على، الجديد والطليعي والحداثي، في الشعر كما في الفنون الأخرى، ولكن من غير الإنصاف أن يُوضع، دائماً، في حال من تضادّ عنيف مع المنطق الجمالي لذائقته. ومع استثناءات قليلة، استقال معظم الشعراء من همّ الاجتهاد في جَسْر الهوّة بين قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر، وتركوا المهمّة لمحاولات التنظير النقدية المحدودة: نقاش البُنية «الكمّية» في العروض العربي (بالمقارنة مع البُنية «النبرية» في الشعر الأنغلو ـ ساكسوني، والبُنية «المقطعية» في الشعر الفرنسي)، أو توسُّل آفاق إيقاعية جديدة، بوسيلة مصالحة نظام التفعيلة ونظام النبر (جهود محمد النويهي، التي كانت تستكمل ريادة محمد مندور لهذا النقاش)، أو المحاولات اللاحقة للاستعاضة عن مصطلحات تقنية صرفة، مثل السبب والوتد والتفعيلة والبحر، بمصطلحات وصفية إنشائية مثل النواة الإيقاعية والوحدة الإيقاعية والتشكّل الإيقاعي (كمال أبو ديب)… وبالطبع، يظلّ أبرز الأسئلة ـ على ضفة التشكيك وضفة القبول، سواء بسواء ـ ذاك الذي يخصّ خطل أو صواب القول بتوفّر إيقاع خاصّ في قصيدة النثر، أو موسيقى داخلية تعوّضها عن الإيقاع الخارجي. وكان الشاعر البريطاني جورج باركر، ضمن سياقات مناهضته الشرسة لواقعية الشعر في ثلاثينيات القرن الماضي، وانحيازه إلى التجريب المفتوح والسوريالية، قد اختار لقصيدة النثر صفة «الفيل الأبيض»، معتبراً أنها موجودة كمفهوم، بالتأكيد، ولكن يتوجب أن توجد (أن تنوجد؟) كقصيدة أيضاً، نادرة، فريدة المزايا، وباهظة التكاليف! مواطنه، الشاعر البريطاني الكبير و. هـ. أودن، اختار لشاعر قصيدة النثر صفة روبنسون كروزو في الجزيرة المنقطعة عن العـــــالم، حيث توجّب أن يعتمد على نفسه في كلّ شيء، من القنص والزراعة، إلى الطبخ وجلي الآنية! والطبيعيّ، في القياس المنطقي أيضاً، ألا يحسب شاعر قصيدة النثر العربية المعاصرة أنه في وضع أفضل، وأنّ مشروعه الإبداعي أقلّ مشقة! قصيدة النثر والفيل الأبيض صبحي حديدي |
مؤامرة «خليجية» على «البندورة» الأردنية… وبشار الأسد يختار فنزويلا للتهديد بكعكة «إعادة الإعمار» Posted: 30 Apr 2017 02:29 PM PDT يجتهد وزير الزراعة الأردني ثلاث مرات على شاشة تلفزيون الحكومة وهو يحاول مع فريقه إنقاذ سمعة الخضراوت والفاكهة الوطنية، بعد الحملة الخليجية، التي تستهدفها بسبب قصة إسمها «المواصفات والمقاييس». بدأت الإمارات حملتها على الخضراوات الأردنية، التي لا تطابق المواصفات… سرعان ما كرت المسبحة، حيث اتخذت قطر إجراءات مماثلة وبعدها الكويت شددت الرقابة وقريبا سيلتحق بالركب «الشقيق الأكبر» السعودي. على شريط أخبار الثامنة تبدو حبات البندورة الأردنية «مشهية» وهي تلمع، ومع إغلاق حدود العراق وسورية يمكن القول إن المزارع الأردني في»الباي باي». نعرف أن وزارة الزراعة في الأردن هي حقيبة محاصصة جهوية مقيتة، ومن لا حقيبة له تخصص من أجله كفرق حساب عند التوزيع الجهوي. الزراعة تدر دخلا للخزينة… لذلك لا تهتم بها النخب، فالزحام شديد على وزارات الوجاهات والمياومات، والتي توجد فيها مخصصات وسفرات بلا فواتير، أما الزراعة فيمكن تسليمها لأي عاطل عن العمل أو مستوزر خدمته ظروف الحظ وأركبته عشيرته على أكتافها. لا يمكن لحكومة فيها «لوبي جهوي» يتفاخر علنا أركانه الستة أن تقنع المواطن في دبي بالتهام خضرتها وفاكهتها، ففي دبي أجهزة ومجسات من النوع الذي يحلب النملة ويفحص جهازها الهضمي. يسأل المواطن الأردني: إذا كان الأشقاء في الخليج، الذين تتلمذوا على أيدي خبرائنا في المواصفات والمقاييس يرفضون خضراواتنا… فما الذي كنا نأكله نحن الأردنيين طوال الوقت؟ طبعا لا أثق بنظرية المؤامرة «الإماراتية» على خضراوات الأردن فمواصفات ومقاييس الإدارة الأردنية هبطت إلى مستويات لا يمكن رؤيتها بالمجهر و»الحضيض البيروقراطي والإداري» لم يعد من المنتج نكرانه . كوريا الشمالية يزيد شغف الأردنيين والفلسطينيين في كوريا الشمالية… سمعت بأذني صاحب مقهى مشهور في عمان يتحدث مع مدير فرع له في رام الله عن اكتشافه الطريقة الفنية، التي تمكنه من عرض ثلاث محطات تلفزيونية كورية شمالية للجمهور. قريبا جدا وإذا ما تصاعد الهجوم الكوري الشمالي على إسرائيل تحديدا ستتنافس قنوات مترجمة باللغة العربية تتبع كوريا الشمالية محطة «الجزيرة الرياضية» ومباريات «البرشه والملك» على مقاهي الرصيف حول الجغرافيا، التي غطس فيها السيد المسيح . رغم أنه ديكتاتور وصورته سلبية يتحول الرئيس كيم جونغ اون إلى نجم في الشارع العربي كلما شتم أمريكا وإسرائيل والإمبريالية… شارعنا شغوف بالديكتاتوريات، شريطة أن تكثر من لغويات الممانعة على الطريقة العربية، ومن إطلاقات الصواريخ الفاشلة على الطريقة الكورية . مشكلتنا الوحيدة في ظل تنامي نجومية الزعيم أبو تسريحة ساحرة: كيف سيتخلص الرفاق وشبيحة بشار الأسد المقيمون بيننا في عمان تحديدا من سياراتهم من نوع «كيا وهونداي» لكي تتحقق مقولة «إركب ما ينسجم مع فكرك»، حيث لا توجد في السوق سيارات من صنع كوريا الشمالية؟ آخر النهار… وفي الحلقة الأخيرة سنكتشف أننا نحن العرب كمن يتباهى بقرعة جارته كالعادة… لا حكوماتنا تطعمنا مما تزرع ولا ثوارنا يحملون «فشكة» واحدة صنعناها هنا . بشار الأسد والحلقة الأخيرة لذلك تحديدا وعلى أساسه يختار ديكتاتور شاب ووسيم وطبيب عيون لم يكمل تعليمه التخصصي «حسب صديق مطلع جدا» هو بشار الأسد محطة بإسم «فنزويلا» لكي يحدث شعبها عن ما يجري في إقليم الشرق الأوسط. وعليه تعجبني إختيارات الرئيس بشار الأسد عندما يتعلق الأمر بالشاشات الفضائية فآخر إطلالة بهية للديكتاتور كانت على فضائية فنزويلا بحكم أنه وفنزويلا يمثلان معسكر الممانعة الشرس. قبل ذلك تحدث الرجل لتلفزيون إسباني ومرة لفرنسي وإيطالي… ما هي الرسالة التي يشعر صاحبنا بأنه ينبغي أن تصل للشعب الفنزويلي الشقيق. يتحفنا الرئيس بخياراته ويهدد ويتوعد كالعادة عبر فنزويلا كل من «ساهم بتخريب سوريا بأن لا يقضم أي لقمة من كعكة إعادة الإعمار». غريب فعلا أمر هذا الرجل يريد أن يعيد إعمار ما دمرته الحرب التي شنها على شعبه… الثورة قامت بسبب رامي مخلوف وأشباهه من أسرة الرئيس والأخير سيتولى إعادة الإعمار على أساس أن البسطار الروسي أو الخوذة الأمريكية ستسمحان في الحلقة الأخيرة لرامي مخلوف بالحصول على أكثر من عقد باطني… على فرض. مدير مكتب «القدس العربي» في عمان مؤامرة «خليجية» على «البندورة» الأردنية… وبشار الأسد يختار فنزويلا للتهديد بكعكة «إعادة الإعمار» بسام البدارين |
الديمقراطية والفاشية ومارين لوبان: التراكم المعرفي والإسقاطات العشوائية Posted: 30 Apr 2017 02:29 PM PDT ثمّة اغراءات كثيرة للإحالة إلى زمن ما بين الحربين العالميتين في عالمنا اليوم. فالتخبّط الذي تعيشه فكرة الديمقراطية التمثيلية في عالم اليوم يتخطّى بأشواط كل ما عاشته هذه الفكرة من أزمات تطور وأزمات توسّع في العقود الماضية، وهي أزمة كونية بامتياز رغم الإختلاف الكبير في أنماط حضورها من مجتمع إلى آخر. تواجه الديمقراطية التمثيلية اليوم من على يسارها ويمينها. تواجه، من على يمينها، بفكرة أن إعطاء التفويض الشعبي، من خلال صناديق الإقتراع، لشخص أو لنخبة أكثر قدرة على التفاعل المباشر مع الشعب وتجسيد إرادته، هو أفضل من هدر الإرادة الشعبية في دوامة الفصل بين السلطات، أو أقلّه هو «تقويم» للخلل، أو للتردّد في صنع القرار أو للتلكؤ في تحمّل المسؤوليات الذي يتسبب به الفصل بين سلطات تحدّ الواحدة منها الأخرى. وتواجه من على يسارها، بمحاولات معاودة البحث عن ديموقراطية مباشرة لا وكالة فيها لمنتخب من قبل ناخب، تقف نداً للديموقراطية التمثيلية القائمة على الوكالة المؤقتة من طرف الناخبين للمنتخبين. يستعيد أهل الديمقراطية المباشرة، أو «التشاركية»، بعضاً من انتظارات وابتهالات ثوار القرن الماضي، بصدد «سلطة المجالس»، وصولاً إلى اقتراح الفيلسوف الفرنسي جاك رانسيير العودة إلى مفهوم القرعة، الذي كان غالباً على الديمقراطية الأثينية قديماً، وبالتالي اختيار جزء من المجالس، محلية أو تشريعية، بالقرعة، من بين عموم المواطنين. تواجه الديمقراطية التمثيلية من على يسارها ويمينها اليوم، في وقت واحد، وكثيراً ما تختلط مواجهة من على يسارها، بمواجهتها من على يمينها، أو «ينقل الطرفان» عن بعضهما البعض، كمثل اشتراك مرشح اليمين القومي الفرنسية مارين لوبان مع مرشحي اليسار في المطالبة بزيادة الاستفتاءات وتسهيل آلياتها. وهذا من جملة ما ينتقده الباحث آلان غاريغو الذي يعتبر أنّه قد تكون المشكلة في الديمقراطية الفرنسية هي كثرة الإنتخابات والإستفتاءات، (انتخاب بمعدل كل سنة، بين رئاسيات وتشريعيات وبلديات واقليميات وأوروبيات، هذا غير الاستفتاءات)، وأنّه بقدر ما يتزايد عدد الإحتكام إلى الصناديق بقدر ما يتزايد العزوف عن الإقتراع من قبل الناخبين، وأنّ تصنيم «الإنتخاب» ورفعه إلى منزلة أرفع فوق الفصل بين السلطات، والعدالة القضائية، من شأنه أن يحوّل القوى السياسية إلى «متعهّدة انتخابات»، ومن شأنه أن يغلّب منطق الترويج والتواصل على اجتراح السياسات. ليست الإنتخابات، ولا حتى نزاهتها بحد ذاتها، هي ما يميّز ديمقراطية حقيقية عن ديمقراطية مبتورة عند غاريغو، بل الإعتدال في الإنتخاب، بعدم جعله مبدأ أسمى مرفوعاً فوق منطق دولة الحق، وتداول السلطة، وبالأخص إستقلالية السلطة القضائية، وفوق حقوق الإنسان وحرية التعبير. انكماشة التوسّع الديمقراطي على الصعيد العالمي منذ مطلع الألفية، وتردّي الأوضاع في أكثر من مجتمع أعتبر قبل ذلك في طور الإنتقال إلى الديمقراطية نحو أوضاع أقل ما يقال حولها أنّها تسلّطية وقمعية، لا يبرّر مع ذلك التعامل مع زمننا الراهن كما لو أننا نعيش فعلاً فترة ما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية، التي أتسمت بصعود الحركات الفاشية والشمولية. فقد يكون مفهوم «الانتر رغنوم» أي «فترة خلو العرش» الذي طوّره انطونيو غرامشي مفتاحياً للمقارنة بين تلك الحقبة وعالمنا اليوم، من حيث أنّها فترة يكون قد انتهى فيها القديم ولم يظهر فيه الجديد بعد، لكن اسقاط أجواء فترة ما بين الحربين العالميتين، فترة صعود الفاشية، على عالمنا، بدءاً من ملاحقة التطورات الإنتخابية والاستفتائية في الغرب، هو اسقاط ليس فقط في غير محلّه، بل يعيق أسباب الرؤية، ويوتّر الأعصاب في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى شيء من الروية والسكينة لكي نرى بوضوح الحيويات التي تعتمل في المجتمعات المشغولة بفكرة الديمقراطية ومآلاتها. فإذا استسهل قسم من الفرنسيين التعبئة الانتخابية ضد «الجبهة الوطنية» اليمينية القصوية، بإعتبارها حركة فاشيستية، وإذا استسهل قسم آخر من الفرنسيين، بمن فيهم أنصار هذه الجبهة، وصف الحركات الإسلامية، جهادية كانت أو غير جهادية، بأنّها «فاشية إسلامية»، فالأفضل التروي قليلاً، بل كثيراً، قبل اعادة استخدام مصطلح الفاشية ـ هذا إذا تغافلنا عن عشوائية استخدامه والتراشق به داخلياً، في كل واحدة من البلدان العربية، وفي أحيان كثيرة كما لو أنّه يرادف «الشيطانية» لا أكثر ولا أقل. يزداد استخدام المصطلح عربياً، بقدر ما نكصت المكتبة العربية عن ترجمة معظم الأعمال التي أسست لمذاهب دراسية مخلفة. فإذا افترضنا قارئاً يعتمد على اللغة العربية بشكل أساسيّ، فهو لن يجد في المكتبة العربية ما ترجم حول الفاشية إلا نصوص من التراث الماركسي لفترة ما بين الحربين العالميتين (نصوص ديميتروف وغرامشي وتولياتي وتروتسكي) أو الفصول التي تناولت فيها حنة أرنت الفاشية في «أصول التوتاليتارية». ولا يكاد قد نقل إلى العربية شيء من نقد فرنسوا فورييه لتراث «معاداة الفاشية» عند الماركسيين، ودوره في معاداة الديمقراطية. ولا شيء من الدراسات التاريخية والسياسية التي وضعت مقاربة أرنت للفاشية في ميزان المتابعة أو النقد. ميّزت حنّة أرنت بين حركة ذات توجه توتاليتاري، وبين نظام توتاليتاري بالفعل يهندس مجتمعه على نحو شمولي، وأعتبرت أنّ المانيا لم تتحول إلى نظام توتاليتاري تماماً الا مع الحرب العالمية الثانية، في حين «حرمت» أرنت النظام الذي أقامه موسيوليني في من رتبة «التوتاليتارية» هذه. ذهب بعض المؤرخين أبعد منها. فرنزو دي فيليشيه (توفي عام 1966)، يؤرخ للحركة الفاشية الإيطالية على أنّها بقيت ذات طبيعة تعددية داخلها، وأيمكن تمييز اتجاهين أساسيين فيها، أحدهما «يساروي» يحلم بالتنظيم النقابوي الكامل للمجتمع، واعلان الجمهورية وضرب الكنيسة، وعنده مشكلة عميقة مع مفهوم الدولة، وثان «تطبيعي» يريد لجم الميليشيات الحزبية، ويعطي الأولوية للدولة على الحزب، ويهتمّ باعطاء الحركة الفاشية اطاراً دستورياً ما أمكن. تعاملت أعمال دي فيليشيه مع بنيتو موسيوليني كحركة وصل وترجيح متأرجحة بين هذين الإتجاهين، إلى الوقت الذي مال فيه «الدوتشيه» إلى الجناح المتشدّد أكثر نهاية الثلاثينيات، أي بعد عقدين في السلطة، مع أنّه ميل سيطاح به من داخل الحركة الفاشية التي انقلب «يمينها» على موسيوليني في تموز 1943، بشكل قارنه دي فيليشيه بمآل روبسبيير، سوى أنه كتب لروبسبيير الفاشية حياة جديدة مع تحرير الكومندوس الألماني له من الأسر، وترئيسه على «الجمهورية الإجتماعية» في الشمال الإيطالي، التي أبتغت العودة إلى البدايات الفوارة والثورية للحركة. أعمال رنزو دي فيليتشه طوّرت إذاً ما بدأته أرنت، اذ اعتبر أنّ الفاشية ـ الحركة ظلت تعيش حياة غربة عن الفاشية ـ النظام، وأن بعضاً من الفاشية ـ النظام ظلّ يتعامل مع الفاشية نفسها على أنّها شيء مؤقت، وبعده تعود الدولة الدستورية إلى حالة «طبيعية أكثر». وفي مقابل أعمال دي فيليتشه، تطوّرت مدرسة مناقضة تماماً له ولأرنت، تميل إلى اعتبار النظام الفاشي الإيطالي أكثر نسقية وتصميماً على هندسة شمولية وعدوانية للمجتمع، بشكل تراكمي متواصل، ومنها مثلاً أعمال المؤرخ ايميليو جنتيليه. فأين دو فيليتشي وأين جنتيلي من المكتبة العربية، طالما يحب الكتاب والصحافيون العرب الاسترسال حول «الفاشية» من دون الإحالة على عقود من الدراسة والبحث والتأليف والجدال حول أصلها وفصلها؟ وهل ثمّة أثر في العربية أساساً، وفي البال فرنسا، لكل الأخذ والردّ بين المؤرخين، حول مكانة مفكرين فرنسيين، مصنفين يساراً متطرفاً، كجورج سوريل، أو يميناً متطرفاً، كشارل موراس، في التأسيس للفاشية، وحول منسوب الفاشية من عدمه في تجربة «الدولة الفرنسية» التي أقامها الماريشال فيليب بيتان في سني الحرب؟ هل يمكن تجاوز كل هذه المكتبة الغربية المتخصصة في موضوع الفاشية، واستخدام المصطلح في الوقت نفسه، بشكل سجالي أو عشوائي، سواء للتراشق الداخلي في كل بلد عربي، أو للتعليق على رواج الشعبويات في الغرب اليوم؟ أزمة الديمقراطيات التمثيلية اليوم عميقة، وهناك بلا شك عناصر مقارنة جدية بين الشعبيات اليوم والحركات الفاشية فيما مضى، الا أنّ الافراط في تحويل عناصر الشبه هذه إلى عناصر تماثل مكتملة، هو خطأ نظري قدر ما هو خطأ سياسي. فبعد كل شيء، أكبر تردّي لديمقراطية تمثيلية في بلدان الاتحاد الأوروبي اليوم، لا تمثله مارين لوبان، الآتية من بيت يميني متطرف، إنما تمثله حالة رئيس الوزراء المجري فيكتور اوربان، فهذا النائب السابق لرئيس الدولية الليبرالية مطلع التسعينيات، يؤسس لتجربة تسلطية، يسميها «الديمقراطية غير الليبرالية»، ضرباً للإعلام المستقل في بلاده، واخلالا بالفصل بين السلطات، واضعافاً للمحكمة الدستورية، وتضييقاً على الأقليات، وتسييجاً للحدود بوجه المهاجرين، وحالته امتدت إلى بولونيا وبلدان الشرق الأوروبي الأخرى. ٭ كاتب لبناني الديمقراطية والفاشية ومارين لوبان: التراكم المعرفي والإسقاطات العشوائية وسام سعادة |
سؤال الإبداع والحياة Posted: 30 Apr 2017 02:28 PM PDT ماذا نعرف عن الحياة؟ وما الذي يربطها بالمسألة الإبداعية؟ كان هذا من الأسئلة التي طرحت للنقاش في معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الحالية، وأظن السؤال ليس سهلا وفي الوقت نفسه ليس صعبا جدا. هو من الأسئلة التي قد تحس بإجاباتها حاضرة في ذهنك، ولا تستطيع أن تجدها حاضرة على اللسان. شخصيا أعتقد أن الإبداع، والفن، وأي حرفة أخرى يمتهنها الإنسان، ويقدم فيها جهدا ما، هي نهر صغير، يتغذى من أمطار الحياة الدائمة، ولطالما كان تعريف الكائن الحي في حد ذاته، وبلا إبداع، أه من أنهار الحياة، ويأتي الإبداع عند البعض، ليكتمل بزوغهم. لو تحدثنا عن الكتابة الأدبية، أو الكتابة الإبداعية وتجاوزنا عن مسألة أنها ينبغي أن تكون وليدة خيال الكاتب، يستطيع أن يتناول عبرها أي شيء يريده، بوصفها منجزه الخاص، نجد أنها لن تكون جيدة، وتقرأ بسلاسة لو لم تأخذ من الحياة وتعطيها، بمعنى أن الخيال موجود وصناعة الكتابة منه ستحدث بكل تأكيد، وتسير وفق ما يخطط الكاتب، ولكن أين ستدور الأحداث المفترض أنها ستجري؟ وهل هناك شخصيات في النص أم لا؟ وهل ثمة مجتمع ولغة وأشياء حضارية وتاريخية، وأشياء يومية معيشة؟ كل ذلك سيوجد بلا شك، وهذا إذن نص ذهني أو خيالي ولكن أخذ سماته من الحياة، أيضا، وشكلت مادته حياة أخرى بديلة، أو موازية للحياة الأصلية، أخذت منها معطيات رئيسة، ومنحتها بعض الذرات الأخرى التي ولدها الخيال الصرف. كل نص يكتب في رأيي هو حياة كاملة وطبيعية، ترتدي ثوب حياة أخرى موازية. الحوادث اليومية مثلا، تلك التي تصادف المبدع في تنقله العادي في الحياة، من الممكن جدا وبشيء بسيط من التحوير أن تصبح أداة الحياة الأخرى الموازية التي يكتبها، التاريخ، مادة فعالة من مواد الحياة الحقيقية وأيضا من مواد الحياة المتخيلة حين نجعله يأخذ من المجتمعات القديمة سماتها الضرورية لصناعة نص، ونكتب ما نريد بعد ذلك بإضافاتنا الأخرى، ودائما ما أرى الشخصيات التي تستوحى خصائصها أو كل ما فيها من التاريخ، من دون أن تكون ثمة وثائق معينة ضمنت في النص، تصبح غنية جدا، وحتى الشخصيات الحقيقية هناك من يكتب لها سيرة متخيلة، بناء على معطيات يستخلصها، ومثال ذلك رواية «موت صغير» للكاتب محمد حسن علوان الحاصلة على جائرة البوكر منذ أيام، وكانت قد صنعت تلك السيرة المتخيلة للمتصوف محي الدين بن عربي، من دون أن تتجنى على السيرة الحقيقية لشخصية معروفة، ولها تاريخ موثق، وأيضا مثلما فعلت التركية إليف شافاق، في «قواعد العشق الأربعون»، بكتابتها لسيرة رائعة عن جلال الدين الرومي، وشمس التبريزي، وأيضا الباكستاني: طارق علي في كتابه: كتاب صلاح الدين، الذي صدر منذ عامين تقريبا عن الكتب خان في مصر، وبترجمة مذهلة للراحل طلعت الشايب، حين سجل أو اخترع سيرة لصلاح الدين الأيوبي، الشخصية التاريخية المعروفة، وإن كان ثمة أحداث كثيرة متخيلة، تبدو نشازا في سيرة بطل عريق كهذا، في التاريخ الإسلامي والعربي. التجارب الأخرى التي يمر بها الكاتب، وأعني التي تبدو نادرة إلى حد ما، أو تلك التي تحس بها احتكت بالكاتب خصيصا ليصنع منها نصوصا، معظمها موجود عادة في محيط العمل، وعند الأصدقاء، وربما في بعض القراءات الانتقائية للكاتب، وتعتبر مهن كالتدريس والقضاء والطب، والمحاماة، من المهن الغنية بالتجارب الموحية، ويمكن أن تعثر أثناء ممارستها على كل الشخصيات الضرورية لصناعة نص، بالرغم من أن بعض تلك الشخصيات تأبى بشدة، أن تجود بحكاياتها، ليس من عيب فيها، بلا شك، فهي مكتملة الإشعاع كما قلت، ولكن من حس آخر، موجود في مخيلة الكاتب، ينتقي شخصيات ويترك أخرى، وقد يستفيد كاتب آخر من الشخصيات المرفوضة هنا ويوظفها بسهولة، وهكذا. وكنت دائما أتحدث عن "م"، ذلك الآسيوي المسن، الذي كان يبلغ سن الثمانين أو أكثر، ويمشي في اليوم على قدميه عشرات الكيلومترات، ولا يركب وسيلة نقل قط، ويأتي إلى المستشفى، صارخا، يشكو قدمه اليسرى، يردد: قدمي مكسورة ولا أستطيع المشي. ويخرج ليمشي ويمشي، بلا أي رغبة في التوقف. وكانت معه إضافات أخرى، مثل حقيبة جلدية قديمة خالية، يمسك بها ككنز، ومسجل لا يعمل، وبطارية كهربائية، بلا حجارة، وساعة جيب هي في الحقيقة مجرد إطار مربوط إلى الجيب بسلسل ولا شيء آخر. كتبت على صفحة خالية، عنوانا كبيرا: قدم مكسورة تمشي وجلست سنوات أحاول ملأه بالأسطوري والغريب، والتاريخي واليومي، وحتى رحل المسن المعني، ولم أكتب شيئا ذا جدوى، لأوقن في النهاية، بأن صاحب القدم المشاءة هزمني ولن يكتب. وعلى هذا القياس تأتي شخصيات أخرى، وضعتها الحياة في سكة كتابتي ولم تكتب، وأخرى وضعت منها شيئا بسيطا، ربما نظرة، أو لمحة من وجه، أو عطر أو مشية مميزة، وكتبت بجنون. وأجزم أن تلك معضلة يمر بها كل من كتب وليست خاصة بكاتب معين، وأعني ماذا سيكتب وماذا سيظل مطمورا في الذهن، ربما لن يكتب أبدا. سؤال الحياة الآخر: ماذا ستمنح الحياة ككاتب؟ وهذا سؤال تقليدي ولكن ما زال هناك من يسأله كلما واجه كاتبا متشنجا في ندوة، ولأنه سؤال متباين الإجابات، وهناك كثيرون حتى من الكتاب لا يعرفون إجابة قاطعة له، يظل هكذا مطروحا. أعتقد أنني أجبت على شيء منه حين تحدثت عن النص الموازي الذي يكتب الحياة نفسها بطريقة أخرى، لكن السؤال المطروح لا يقصد ذلك، هو يريد أن يقول: ماذا ستستفيد الحياة من الكتابة؟ وماذا سيحدث لو توقفت الكتابة؟ وهذا شيء آخر، قد يأتي يوم وأتعرض له. كاتب سوداني سؤال الإبداع والحياة أمير تاج السر |
زيارة «سياسية» للبابا أشاد فيها بثورة يناير وشعاراتها الثلاثة وتمنى العودة لمبادئ عبد الناصر Posted: 30 Apr 2017 02:28 PM PDT القاهرة – «القدس العربي» – من حسنين كروم: اعادت زيارة البابا فرنسيس اهتمام المصريين بالسياسة وهم في حالة انبهار وعدم تصديق المشاهد التي يرونها علي شاشات التلفزيون والفضائيات المصرية والأجنبية والتي دعمت وحدتهم الوطنية التي تعرضت إلى شروخ عدة سابقة بدءاً من تهجير المسيحيين من العريش بعد قتل سبعة منهم علي يد التكفيريين وتفجير الكنيسة البطرسية الواقعة داخل مقر الكاتدرائية البطرسية في حي العباسية في عملية انتحارية ثم وقوع عمليتين انتحاريتين الأولى في كنيسة مارجرجس في مدينة طنطا في محافظة الغربية وسط الدلتا ونجحت وقتل فيها العشرات والثانية أمام الكنيسة المرقسية في الاسكندرية وكانت تستهدف قتل البابا تواضروس الثاني بطريرك الأقباط الأرثوذكس ولكنها فشلت قبل أن يدخل الانتحاري من البوابة الالكترونية. ولكن جاءت الاحتفالات التي نظمت للبابا وكأنها إعادة للوحدة الوطنية سواء في الاستقبالات الحافلة له من الرئيس وشيخ الأزهر واقامته الصلوات وإقامة القداس الالهي في استاد الدفاع الجوي بحضور ما لا يقل عن خمسة وعشرين ألف مواطن كاثوليكي. صحيح أنه في أعياد الميلاد المجيد في السابع من شهر كانون الثاني/يناير من كل عام تنقل شاشات التلفزيون احتفالات الكنيسة الأرثوذكسية ويتوجه الرئيس عبد الفتاح السيسي إلي مقر الكاتدرائية ويهنئ البابا والحاضرين لكن احتفالات البابا الدينية كان لها طعم آخر فلم تثر أي حساسية دينية لدى المسلمين إنما عمّت فرحة وترحيب وشكر لمجيء الرجل رغم كل التحذيرات له بتأجيل الزيارة خوفاً من أي عمليات إرهابية وأدركوا انها لصالح بلادهم لدرجة أن شركات السياحة في شرم الشيخ نشرت إعلانات في الأهرام والمصري اليوم بالعربية والانكليزية والإيطالية تطلب الدعاء للسياحة في مدينة السلام شرم الشيخ من أجل مليون عامل في هذا القطاع والزيارة كانت تلبية لدعوة من الرئيس ومن شيخ الأزهر لحضور مؤتمر الازهر العالمي للسلام وكذلك بمناسبة مرور سبعين عاماً على إنشاء سفارة للفاتيكان في مصر عام 1947 وهي تقع بجوار مقر السفارة العراقية في شارع حسن صبري في الزمالك. وكان هناك انبهار كذلك من المصريين بدقة التنظيم والأمن فقبل القداس الإلهي في استاد الدفاع الجوي تلقي الأمن طلبات الراغبين في الحضور وفوجئوا بتوزيع كابات بيضاء وعليها شارة سوداء خلفها علي كل شخص بعد التأكد من اسمه وبطاقته حتي لا يتمكن أي مندس من الدخول طبعا مع وجود أفراد أمن بينهم ورغم هذا الاهتمام الشعبي الكاسح فقد استمر الاهتمام بالامتحانات واستعدادات الحكومة لشهر رمضان وتخصيص وزارة التموين خطوط هاتفية للاتصال بها للإبلاغ عن أسماء محتكري السكر والأرز وأماكن تخزينها وفي حالة صحة المعلومة يتم صرف مكافأة مالية للمواطن الصالح الذي أبلغ . وإلى ما عندنا: «الدستور»: زيارة البابا سياسية ونبدأ بأبرز ردود الأفعال على زيارة البابا فرنسيس فـ»الدستور» قالت يوم السبت في بابها «اشتباك» على الصفحة الاخيرة: «يخطئ من يتعامل مع زيارة البابا فرنسيس إلى القاهرة على أنها زيارة دينية قد يكون لها جانب ديني بالطبع لكنها بالنسبة لنا زيارة سياسية في الأساس ولا يجب أن نُفلت الفرصة من بين أيدينا ونضيع على أنفسنا فرصة الحديث عما لدينا وما نستطيع تقديمه إلى العالم يقولون إن الله يساعد الذين يساعدون أنفسهم وليس مطلوبًا منا إلا أن نعمل فقط من أجل حماية هذا البلد. لقد أحسنت مصر استقبال بابا الفاتيكان ولا تنسوا أن تشكروه قبل أن يغادر ليس لأنه رفض التحذيرات وأتمَّ الزيارة لكن لأنه أعطى درسًا للمتقاعسين والكسالى الذين لا يدركون أهمية البلد الذي يعيشون فيه. «الأهرام»: البابا التقدمي وإلى أهرام السبت وزميلنا وصديقنا الدكتور وحيد عبد المجيد وعموده اليومي بالصفحة الثانية عشرة «اجتهادات» الذي تحدث فيه عن البابا واختار له عنواناً هو «حين يكون البابا تقدمياً» قال فيه : لم يتردد البابا التقدمي في اتخاذ المواقف المدافعة عن العدالة والإنسانية في العالم منذ توليه قيادة الفاتيكان وكان آخر هذه المواقف رده على تشدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه المهاجرين وسعيه لبناء سور على الحدود مع المكسيك فقد انتقده دون مواربة واستنكر تشييد الجدران للفصل بين البشر بدلاً من مد الجسور وتدعيمها ومن أكثر النصائح التي يكررها بصيغات مختلفة نصيحة لمن يتباهون بقوتهم ويفرطون في استخدامها ومن أقواله الملهمة في هذا المجال: «كلما زادت قوتكم تضاعفت المسؤولية الملقاة على عاتقكم لكي تتصرفوا بتواضع إن لم تتواضعوا وتتسامحوا ستُحطَّمون قومكم وستُدمَّرون غيركم» ولذلك نقول للبابا فرنسيس الذي يُشرفنا بزيارته: طوبى لكل من يستوعب رسائلك ويتأمل دلالاتها ويراجع مواقفه في ضوئها». والإشارة التي لمحها وحيد بأن هذا البابا له ميول سياسية تقدمية أي اشتراكية في جوهرها وحقيقتها صحيحة وقد حرصت على متابعة لقاءاته وكلماته بعناية شديدة وأكثر من مرة ولمست فيها ميلاً خاصاً نحو مصر لأسباب سياسية وبالاضافة طبعاً إلى انها كانت الأرض التي حدث فيها الله سبحانه وتعالى سيدنا موسى عليه السلام وأنزل عليه الوصايا العشر ولأنها التي كانت الملاذ الذي حمى العائلة المقدسة هرباً من الاضطهاد إلى أن عادت مرة أخرى إلى مقرها وهو لم يخف هذه الأسباب مرتين الأولى في تأييده غير المباشر لثورة يناير ضد نظام مبارك عندما قال بالنص في كلمته يوم الجمعة وبحضور الرئيس السيسي: «أن مصير مصر هذا وواجبها هما اللذان قد دفعا الشعب لأن يلتمس بلداً لا ينقص فيه الخبز والحرية والعدالة الاجتماعية… إن هذه الغاية ستكون بكل تأكيد واقعاً ملموساً إذا وحد الجميع ارادتهم على قلب رجل واحد في تحويل الكلمات إلى أفعال والرغبات المشروعة إلى التزام والقوانين المكتوبة إلى قوانين مطبقة مستغلين في ذلك العبقرية الفطرية لهذا الشعب». والمعروف ان شعارات ثورة يناير / كانون الثاني 2011 في البداية كانت «عيش حرية عدالة اجتماعية» قبل أن تتحول للاطاحة بنظام مبارك ولم يكن ممكناً أن يذكر صراحة اسم ثورة يناير بحكم منصبه إلا أنه كان حريصاً كل الحرص على إظهار تحيزه لثورة يوليو / تموز 1952 وذكرها بالاسم ولولا منصبه لأشار صراحة لاسم عبد الناصر ومع ذلك أشاد بالثورة وتمنى عودة نظامه إذ قال بالنص: «إن مصر التي في الوقت ذاته بيد تبني السلام وبالأخرى تحارب الإرهاب مدعوة لاثبات أن الدين لله والوطن للجميع كما كان شعار ثورة يوليو 1952 مؤكدة على أنه يمكن للشخص أن يؤمن وأن يعيش في وئام مع الآخرين….». ولم ينسى البابا أن يعيد التأكيد على تعاطفه مع مصر فردد بالعربية عبارة الرئيس السيسي تحيا مصر. «الأخبار»: العبقرية الفطرية للشعب وإلى الصفحة الاخيرة من جريدة «الأخبار» أمس وزميلنا وصديقنا جلال عارف نقيب الصحافيين الأسبق «ناصري» وقوله: «وهو يتحدث عن مصر ومحبته لها وتقديره لتاريخها وحضارتها التي احتضنت كل الرسالات السماوية استوقفني تعبيره الجميل عن «العبقرية الفطرية لشعب مصر» هذه العبقرية هي التي حفظت مصر عبر التاريخ وعبرت بها كل الأزمات وهي التي وحدت المصريين جميعاً وراء الشعار الخالد الذي تذكره البابا فرنسيس «الدين لله والوطن للجميع» وهي التي تجعل من مصر قادرة على تحقيق ما التمسه الشعب من وطن لا ينقص فيه الخبز أو الحرية أو العدالة الاجتماعية وقادر على تمكين مصر من أداء دورها الفريد في إنقاذ المنطقة وتعزيز السلام فيها برغم ما أصابها من جراح الإرهاب هذه الثقة بمصر لا تأتي من فراغ إنها «العبقرية الفطرية» لشعب مصر كما قال البابا فرنسيس وهو يردد علي أرض الحضارة ومهد الديانات: «مبارك شعب مصر» . شيخ الأزهر ومن زيارة البابا وأبرز ردود الأفعال عليها إلى الأزهر وكلمة شيخه الدكتور أحمد الطيب في استقبال البابا وتميزت بالقوة وحضور البابا مؤتمر الأزهر للسلام الذي ينظمه وكان متفقاً عليه أثناء زيارة الطيب للفاتيكان العام الماضي فقد تعززت مكانة الطيب والمشيخة وأصبح مستحيلاً الآن تمرير أي مشروعات قوانين في مجلس النواب تنال منه. وهو ما أثار غضب وحنق جريدة «الدستور» اليومية المستقلة القريبة من النظام التي كانت تروج لعزل الشيخ الطيب وتعيين الدكتور الشيخ أسامة الأزهري المستشار الديني للرئيس بدلاً منه وهو ما عرضنا له من قبل وقالت أمس في بابها «اشتباك» في الصفحة الأخيرة: «الدستور»: صمتٌ عن التهمة «كان شيخ الأزهر ذكيًا بالطبع عندما أشار إلى أن هناك منحرفين عن الأديان جميعًا ارتكبوا أعمال عنف باسم الدين في محاولة منه لتبرئة الأديان من الحض على العنف وهو ما يحتاج إلى بعض التأمل والتفكير فلا أحد عاقلاً يمكن أن يقر بأن الأديان الحقيقية يمكن أن تشكل خطرًا على البشرية. نعرف أن هناك من انحرفوا عن نصوصها وذهبوا لتأويلها على مزاجهم الخاص بما يخدم مصالحهم. ما صمت عنه الدكتور الطيب هو دور رجال الدين وعلمائه ماذا فعلوا وهم يرون أمامهم من ينحرفون بالأديان عن مقاصدها الأساسية؟ لقد اهتم برد التهمة عن الدين رغم أن الدين ليس متهمًا وصمت عن التهمة التي تلصق بثوب من يعملون بالدين وهذه هي المشكلة». «الأخبار»: صرحٌ وقلعة إسلامية ولكن الدستور تلقت ردين عنيفين في التو واللحظة من صحيفتين حكوميتين ففي عموده اليومي في الاخبار «خواطر» بالصفحة الخامسة قال رئيس تحريرها الأسبق وزميلنا وصديقنا جلال دويدار: «هذا الصرح الإسلامي العتيق كان رائداً بمساهمته المتواصلة في دعم ومساندة مكانة ونفوذ مصر في العالم الإسلامي كانت الاستقلالية والاحترام والتقدير والتبجيل لقياداته سنده في تبوئه للإمامة وشياخة الاسلام على مستوى العالم الإسلامي إن الأزهر الشريف وغالبية قياداته لم يبخلوا عن القيام بهذه المسؤولية رغم ما كانوا يتعرضون له من ظروف وأوقات صعبة مكانته الشعبية وما يرتبط بها من تأثير جارف جعلت منه هدفاً للتآمر من عناصر وتنظيمات لا يمكن أن تضمر أي خير للإسلام أو لهذا الوطن جاوبا مع هذه الحقيقة وهذا الواقع فإنه يجب أن يكون معلوما أن الهجمة الصعبة والمعقدة التي وراءها ما وراءها من أحداث كان هدفها الدين الإسلامي وبالتالي العمل على تعطيل ما هو مطلوب من الأزهر الشريف مواجهته. ما حدث ليس مبرراً أبداً لمحاولات البعض المريبة للنيل من هذه المؤسسة والمساس بمكانتها واستقلاليتها لا بد أن يفهم ويدرك الجميع أننا مطالبون خاصة في هذا الوقت العصيب بالوقوف إلى جانب الازهر وتقديم كل ما يمكن لمساعدته في التصدي لهذه الإساءات وتوفير الامكانات اللازمة لتفعيل مسؤولياته وإصلاح مساره وتنقيته من أي سلبيات تعظيماً لدوره هذا لا يمكن بأي حال أن يسمح بالمساس بكرامته أو الحد من مكانة قيادته وعظمتها بالصورة التي تنعكس سلباً على ما تتحمله هذه القلعة الإسلامية من مسؤوليات وواجبات جسيمة يجب ألا يكون الهدف إصابة كل أنشطتها بالشلل نتيجة الحط من القيمة وفقدان الثقة بدلاً من التصويب القائم على المرونة والفهم والتفاهم». «الجمهورية»: داعية سلام وفي الصفحة العاشرة من «الجمهورية» قال زميلنا فريد إبراهيم: «إذن فالعالم يدرك جهود الأزهر ويدرك تحركات إمامه ويعرف رجال الدين الكبار في العالم أن الأزهر داعية سلام وليس كما يهاجمه أبناء بلدته ويهاجمه شيخه بأنه داعية إرهاب وعنف ذلك لأن رجال الدين الغربيين يعرفون أثر الأزهر ويلمسونه في زيارات الإمام وبعثات علمائه ويقارنون بين الأزهر ومؤسسات أخرى لا تعرف الوسطية ولا تؤمن إلا بالرأي الواحد بل وتتخذ الدين مطية سياسية شديدة السوء لما بها من خداع كذلك تعرف الحرب التي تواجهها الأديان خاصة الإسلام من خلال صناعة إرهاب ممول ومجهز فكرياً ومسلح عسكرياً يتم إعداده في الغرب لذا يدركون هذه الجهود الباحثة عن السلام». السيسي والقضاة وإلى الرئيس السيسي وتوقيعه السريع على مشروع قانون تعديل السلطة القضائية الذي أصدره مجلس النواب رغم اعتراضات القضاة عليه ونشره في الجريدة الرسمية ليصبح ساري المفعول وكان أبرز ما أثار اعتراضات القضاة هو نص المادة الثالثة وهو: يستبدل بنص الفقرة الثانية من المادة 44 من قانون السلطة القضائية بأن يعين رئيس محكمة النقض بقرار من رئيس الجمهورية من بين 3 من نوابه يرشحهم مجلس القضاء الأعلى من بين أقدم سبعة من نواب رئيس المحكمة وذلك لمدة 4 سنوات أو المدة الباقية حتى بلوغه سن التقاعد أيهما أقرب ولمرة واحدة طوال مدة عمله ويجب إبلاغ رئيس الجمهورية بأسماء المرشحين قبل نهاية مدة رئيس المحكمة بستين يوماً على الأٌقل وفي حالة عدم تسمية المرشحين قبل انتهاء الأجل المذكور في الفقرة السابقة أو ترشيح عدد يقل عن ثلاثة أو ترشح من لا تنطبق عليه الضوابط المذكورة في الفقرة الثانية. «المصري اليوم»: أين روح الحوار؟ لكن في الصفحة الخامسة من «المصري اليوم» السبت أبدى زميلنا وصديقنا سليمان جودة وهو من مؤيدي الرئيس دهشته من سرعة موافقة الرئيس وقال في عموده اليومي «خط أحمر»: «السؤال هو: لماذا تخلى الرئيس في موضوع قانون القضاة عما هو معروف عنه من تغليب الحوار على ما عداه في كل الملفات ذات الطابع المهم؟!إن أحداً لا يفهم ولا حتى يستوعب كيف يجري تمرير القانون في البرلمان في طلعة نهار دون مناقشته ثم كيف يصدق الرئيس عليه في اليوم التالي مباشرة ويتم نشره على الفور في الجريدة الرسمية ليصبح قانوناً سارياً وأمراً واقعاً! لا أحد يفهم ولا يستوعب! وربما سوف يدخل هذا القانون موسوعة غينيس الشهيرة باعتباره أسرع القوانين التي مرت كالبرق من البرلمان إلى مكتب الرئيس إلى الجريدة الرسمية وكأنه صاروخ لا قانون! وكان الرئيس في غنى تماماً عن أن يحمل وزر القانون أمام القضاة وكان البرلمان في حاجة إلى أن يناقش المسألة معهم وأن يخرج من النقاش بحلول وسط وكان البلد كله في غنى حقيقي عن أن يضيف إلى أزماته أزمة جديدة بهذا الحجم الذي يمكن أن يكون مثل كرة الثلج!». وفي العدد نفسه قال زميلنا وصديقنا حمدي رزق وهو من مؤيدي الرئيس مندهشاً في عموده اليومي «فصل الخطاب» في الصفحة الثالثة عشرة: … ولماذا العجلة «وصدّق الرئيس على قانون اختيار رؤساء الهيئات القضائية لماذا تعجل الرئيس التصديق؟ أخشى تعجل الرئيس في التصديق!القضاة باحترام بالغ رشحوه حكماً فيما شجر بينهم وبين البرلمان فعاجلهم بالتصديق لماذا لم يذهب الرئيس أولاً لاحتواء غضبة القضاة وتفهم موقفهم ومراجعة البرلمان لماذا العجلة وقد علم أن القضاة رافضون لهذا القانون؟!هنا يستوجب استجلاء وبيان أمر هذا القانون ولماذا قُدِّمَ أساساً وما الحاجة لقانون يحك أنف القضاة ومَن وراء الدفع به قبل تشريعات أهم وأخطر وأكثر إلحاحاً؟ هذا القانون يحمل إجحافاً باستقلال القضاء دون الإجابة عن هذه التساؤلات بشفافية ووضوح وبردود معنونة على العنوان الصحيح هذا قانون يحمل مساساً باستقلال السلطة القضائية دون تخفٍ أو صياغات دبلوماسية. القضاة لم يحجروا على البرلمان كونه يمارس حقاً أصيلاً في التشريع ولكن توقيت طرح القانون وطريقة إخراجه إلى الوجود وسرعة الموافقة عليه والعجلة اللافتة في التصديق عليه رئاسياً ليصبح نافذاً من ساعته وتاريخه – تشي بأن هذا القانون ما خرج إلا لهدف واضح ولتوقي أمر معلوم إن القوانين تشابهت علينا!. «اليوم السابع»: أين ثورة القضاة؟ لكن إذا توجهنا إلى الصفحة الحادية عشرة من «اليوم السابع» سنجد زميلنا دندراوي الهواري ينصح القضاة بعدم التصعيد مع الدولة لأن معركنهم خاسرة والشعب لا يتعاطف معهم لأسباب عديد قال: «وأهمس في أذن القضاة ناصحاً أميناً على أرضية الاحترام والتوقير الشديد أن أسباب المعركة ليست في صالحكم فالتعديلات التي نالت من قانون الهيئات القضائية عادية وليست جوهرية ولا تنال من هيبتكم مع ضرورة الوضع في الاعتبار حركة الشارع وردود أفعاله فالشعب يضج ألماً من إجراءات التقاضي الطويلة وأن القضية الواحدة تستغرق عقوداً وأن القتلة والإرهابيين الذين حصدوا أرواح الأبرياء لم تنل منهم يد العدالة منذ 4 سنوات كاملة ومازالت إجراءات التقاضي مستمرة ولا يعلم أحد هل يستغرق الأمر سنوات أخرى ثم يخرج هؤلاء حاملين صكوك البراءة؟ الشارع يرى أن السادة القضاة انتفضوا من أجل مزايا خاصة ولم ينتفضوا من أجل ثورة تشريعية حقيقية مواكبة لتطورات الجرائم المذهلة وتساهم في إجراءات تقاضٍ سريعة وأحكام ناجزة ورادعة وتضمن للمظلوم أن يحصل على حقوقه العادلة كاملة وغير منقوصة وبكرامة. نعم نعلم أن الأمر ليس في أيدي القضاء ولكن الأمر متعلق بالتشريعات البالية التي تغل من يد العدالة الناجزة ولكن المواطن يسأل ولماذا لم يثر القضاة على هذه التشريعات ويقدمون التشريعات الحديثة والمتطورة والضغط على البرلمان لإقرارها؟ ولماذا التحرك وإعلان الغضب فقط عند انتقاص جزء من المنافع والمزايا؟ «المصري اليوم»: جسد القضاء بخير هذا وقد اعترف زميلنا عمرو الشوبكي بهذه الحالة ولكنه توقع أن المستقبل سيحمل تغييراً في الوضع لصالح السلطة القضائية بقوله أمس في عموده اليومي في الصفحة الرابعة من «المصري اليوم» في عموده «معا»: «لا أعتقد أن السلطة القضائية في ظل ظروفها الحالية قادرة على أن تعدل هذا القانون أو تلغيه إلا بالطعن عليه أمام المحكمة الدستورية العليا كما أن الانقسام الذي حدث بين قطاع واسع من التيار المدني والسلطة القضائية جعل كثيرين من شباب هذا التيار يعتبرون المعركة لا تخص الشعب إنما هي معركة بين سلطات تحكم وأسهبوا في الحديث على مواقع التواصل الاجتماعي عن مظالم كثيرة حدثت وأحكام اعتبروها ظالمة وهو ما أضعف من قدرة السلطة القضائية على مقاومة القانون مستندة على ظهير مدني وشعبي مثلما حدث في فترات سابقة. ورغم أني لا أتفق مع هذه الرؤية فإنني أعتبر أن جسد السلطة القضائية العريقة في مصر لا يزال بخير وأنه قادر في يوم من الأيام «قريب» على تغيير القانون من أجل بناء دولة القانون واستعادة استقلال السلطة القضائية». وأراد زميلنا وصديقنا الرسام الموهوب عمرو سليم «ناصري» المشاركة برأيه في «المصري اليوم» أمس فقال إنه ذهب لزيارة قريب له فوجده يقرأ مانشيت جريدة بقول الرئيس يصدق على قانون السلطة القضائية وكان ابنه يشاهد مباراة كرة قدم وصاح قائلاً له: «الأهرام»: السيسي والانتخابات والشباب ومن الرئيس والقضاة إلى السيسي ومعركة انتخابات الرئاسة الثانية له في العام المقبل وقول زميلنا في «الأهرام» أحمد عبد التواب الذي علق يوم السبت في عموده اليومي «كلمة عابرة» عن رد الرئيس عبد الفتاح السيسي على سؤال لاحد الشباب عن ماذا يكون رد فعله لو لم ينتخبه الشعب العام القادم في انتخابات رئاسة الجمهورية وتأكيد الرئيس بأنه لن يبقى دقيقة واحدة في الحكم أو يتمسك به وقال ليه علشان إيه ما دام دي إرادة الناس. فطالب عبد التواب الرئيس بالعمل على أن تكون أجهزة الدولة محايدة في هذه المعركة وقال: أما المطلوب الآن فهو المزيد من المناقشات والسعي بكل الوسائل القانونية بالضغط من أجل توفير الشروط وفق المعايير الدولية بضبط الإجراءات التي تضمن نزاهة العملية والتي منها ضمان الحيدة من أجهزة الدولة خاصة من الشرطة والمحليات ووسائل الإعلام ذات الملكية العامة من صحف وتلفزيون وكفالة تكافؤ الفرص بين المرشحين وفرض الرقابة الداخلية والخارجية إلى آخر المطالب التى صارت محفوظة عن ظهر قلب قبل أن تعلو الأصوات التي تتساهل برفع شعارات المقاطعة واستخدام كل وسائل الابتزاز من أجل فرضها على الآخرين على حساب الفرص التي ناضل المصريون عبر عقود من أجل إتاحتها والحقيقة أن أمام الرئيس السيسى فرصة تاريخية لأن يكون ضمن إنجازات رئاسته إقامة انتخابات رئاسية تتوافر فيها كل الشروط المتعارَف عليها والمنادَى بها والتي كان يحلم بتوفيرها أجيال بعد أجيال من المصريين حيث تتحقق على الأرض إجراءات سياسية لمضمون كلامه الإيجابي فى الإسماعيلية وسوف يكون الإنجاز مضاعَفاً إذا قرر السيسي أن يخوض المعركة مجدداً في ظل هذه الأجواء المأمولة. «الشروق»: أسئلة صريحة وبالعودة للقاء الرئيس السيسي مع الشباب أشاد زميلنا وصديقنا عماد الدين حسين رئيس تحرير جريدة «الشروق» يوم السبت في عموده اليومي «علامة تعجب» بالصفحة الثانية بالحوارات التي دارت وقال عنها: «شخصياً لم أتخيل أن تكون الأسئلة بهذا الوضوح والصراحة خصوصاً فيما يتعلق باتفاقية تيران وصنافير وحقوق الإنسان ودور الشرطة فى ترخيص المنشآت والمعاهد وعربات بيع الطعام في الشوارع. كان جيدًا ومفاجئًا أن تتم تلاوة سؤال الحقوقي المعروف جمال عيد الخاص بقيام الأجهزة الأمنية بإغلاق فروع مكتبات كرامة التابعة للشبكة العربية لحقوق الإنسان. صحيح أن إجابة الرئىيس كانت شديدة العمومية وتتعلق بضرورة اللجوء للقضاء وتنفيذ أحكامه لكن مجرد السماح بتلاوة السؤال كان تطوراً مهماً لأنه أتاح لكثيرين أن يعرفوا أن هناك حدثاً وقع بالفعل وهو إغلاق المكتبات ان جيدا أيضا وجديدا أن يوجه الرئيس لومًا إلى جهاز الشرطة فيما يتعلق بالتعامل مع المواطنين وتحديداً بشأن تراخيص المقاهي والكافيتيريات وعربات بيع الأغذية والأطعمة. ويرتبط بما سبق أن كشف رئيس الجمهورية عن أحد الأسباب الرئيسية لتأخر ظهور مشروع المليون ونصف المليون فدان وهي عدم التنسيق بين وزارتي الري والزراعة وهو لوم صريح نتمنى أن نجد له حلولاً عملية في الفترة المقبلة ومحاسبة من تسبب في هذا التأخير الذي كلف الاقتصاد المصري خسائر كثيرة وأشاع روحاً من الإحباط بين الشباب وأظهر الحكومة بأنها تعطي وعوداً ومواعيد زائفة أو غير قادرة على الالتزام بهذه المواعيد. زيارة «سياسية» للبابا أشاد فيها بثورة يناير وشعاراتها الثلاثة وتمنى العودة لمبادئ عبد الناصر غضب من تألق شيخ الأزهر وتواصل الدفاع عنه والهجوم عليه |
هل تحصل تركيا على «إذن أمريكي» قبل القيام بعملياتها الجوية والبرية في سوريا والعراق؟ Posted: 30 Apr 2017 02:27 PM PDT إسطنبول ـ «القدس العربي»: بينما يُسخن الجيش التركي بشكل متسارع جبهة جديدة على الحدود مع سوريا تحضيراً لما يتوقعه البعض أنها عملية عسكرية برية واسعة سينفذها ضد الوحدات الكردية في مدينة تل أبيض السورية، نشر الجيش الأمريكي قواته في هذه المنطقة في خطوة على ما يبدو لمنع العملية التركية ضد حلفائها في وحدات حماية الشعب الكردية هناك. هذه الخطوة التي جاءت بعد يومين فقط من الحملة الجوية الكبيرة التي قام بها الطيران التركي ضد مواقع للوحدات الكردية في شمالي شرق سوريا وما تبعها من إدانات أمريكية، فتحت الباب واسعاً أمام التساؤلات عما إذا كانت أنقرة مُجبرة على الحصول على إذن أمريكي مباشر قبيل القيام بعملياتها الجوية والبرية في سوريا والعراق، أم أن الأمر يتعلق بمجرد «تنسيق ميداني وإبلاغ»، أم أنه «قرار تركي مستقل»؟ من المعروف تقليداً أن تركيا لا يمكنها القيام بتحرك عسكري خارج حدودها وخاصة في سوريا والعراق من دون تنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية وفي سوريا تحديداً من دون تنسيق مع روسيا التي تسيطر بشكل أكبر على الأجواء السورية عبر منظومة الصواريخ التي قالت قبل يوم واحد من الغارات التركية إنها باتت تغطي كافة الأراضي السورية. وبينما يعتبر البعض هذا النوع من الاتصال عبارة عن «تنسيق عسكري» فقط لمنع الاشتباك أو حصول خطأ، يعتبره آخرون بمثابة «الحصول على إذن»، معتبرين أن الجيش التركي لا يمكنه القيام بأي عمل عسكري أو تحليق لطائرات في العراق وسوريا من دون الحصول على ضوء أخضر أمريكي بالحد الأدنى، وضوء أخضر أمريكي روسي في سوريا. هذه المعادلة ظهرت بشكل أوضح، عندما أطلق الجيش التركي عملية «درع الفرات» في مدينة جرابلس شمالي سوريا وصولاً إلى مدينة الباب على عمق قرابة 30 كيلو متراً داخل الأراضي السورية، حيث حاولت أنقرة في البداية إظهار العملية على أنها تحدٍ لجميع القوات على الأرض وأن قراراها مستقل، لكن سرعان ما تبين أن العملية لم يكن لها أن تنطلق من دون موافقة أمريكية وروسية وبشروط محددة سرعان ما تبينت خطوطها الحمر. وبهامش مناورة محدود جداً، تحرك الجيش التركي في المنطقة لكنه تعرض في كل مرة حاول فيها تجاوز الشروط الأمريكية والروسية إلى إنذارات كانت دموية في بعض الأحيان، فأمريكا أوقفت الغطاء الجوي الذي كان يوفره التحالف الدولي لقواته في شمالي سوريا ورفضت نجدة الجيش التركي عندما تعرض لكمائن تنظيم «الدولة ـ داعش» وخسر عدداً كبيراً من قواته وذلك بسبب اشتباك الجيش التركي من الوحدات الكردية في سوريا، وكذلك روسيا التي قصفت القوات التركية بـ»الخطأ» عندما حاولت التقدم إلى مناطق سيطرة النظام السوري. ولاحقاً، حاولت أنقرة التمرد على الخطوط الأمريكية والروسية الحمر في سوريا، ووضعت كل ثقلها الدبلوماسي والعسكري في محاولة للحصول على صيغة سياسية وعسكرية تمكنها من مهاجمة الوحدات الكردية في مدينة منبج السورية، وبعد أن بدا أن أنقرة حاولت عملياً تجاوز الحظر الروسي الأمريكي سياسياً، ونقلت هامش المناورة إلى الميدان، زجت أمريكا وروسيا بقوات عسكرية مدرعة إلى حدود المدينة ومنعت تقدم القوات التركية نحوها. وبعد أن خفتت التهديدات التركية بشن عملية عسكرية في منبج، عاد أردوغان يتوعد بعمليات عسكرية جديدة للجيش التركي في سوريا والعراق، وسط تكهنات بتحضيرات لعملية ضد تنظيم العمال الكردستاني في مدينة سنجار العراقية، ووحدات حماية الشعب الكردية في مناطق حدودية مع سوريا. وبالفعل نفذت القوات الجوية التركية غارات واسعة ومتزامنة شملت جبل سنجار في العراق، والوحدات الكردية في مناطق جديدة في شمالي شرق سوريا أدت إلى مقتل 89 من المسلحين الأكراد في المنطقتين حسب آخر إحصائية نشرها الجيش التركي، السبت. هذه العملية التي أدانتها واشنطن وموسكو، كشفت مزيداً من التفاصيل عن طبيعة التنسيق بين الأطراف الثلاثة، وأظهرت حسب التصريحات التي تبادلتها الأطراف الثلاثة خلال الأيام الماضية أن أنقرة عملت على «إشعار» روسيا وأمريكا بعمليتها قبيل أقل من ساعتين من العملية فقط، ولم تطلب الإذن المسبق لتنفيذ العملية. وبينما انتقدت الخارجية الروسية الغارات بشدة، أدانتها الخارجية الأمريكية، وقال التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن إن أنقرة لم تبلغهم «قبيل وقت كاف» عن الغارات، في حين ردت أنقرة أنها أبلغت واشنطن وموسكو وحكومة شمال العراق بالغارات قبيل ساعتين من تنفيذها، وأكدت إصرارها على مواصلة العملية ضد «التنظيمات الإرهابية التي تشكل تهديداً لأمنها واستقرارها». ومنذ يومين، تجري مناوشات عسكرية متصاعدة بين الجيش التركي ووحدات حماية الشعب الكردية في مناطق حدودية مع سوريا تسيطر عليها الوحدات المدعومة أمريكياً. وقال الجيش التركي، الجمعة، إنه قتل 11 من الوحدات الكردية رداً على مهاجمتها لعدد من المخافر الحدودية التركية، لكن هذه المناوشات تزامنت مع زج الجيش التركي تعزيزات عسكرية كبيرة للمنطقة وسط أنباء عن إزالته للسياج الحدودي في بعض المناطق المقابلة لمدينة تل أبيض السورية في ظل مؤشرات متصاعدة على سعي الجيش التركي للتوغل في المدينة لطرد الوحدات الكردية منها. وعلى الفور أكدت مصادر متطابقة أن الجيش الأمريكي نشر قوات له في المنطقة، في مسعى على ما يبدو لمنع تقدم القوات التركية، وهو ما يؤشر مرة أخرى إلى وجود محاولات تركية لتنفيذ عمليات عسكرية من دون تنسيق كامل مع واشنطن، لكن خشية أنقرة من أي اشتباك أو تدهور كبير في العلاقات مع إدارة ترامب الجديدة يبدو أنه سيؤدي إلى إلغاء العملية في تل أبيض كما حدث سابقاً في منبج. أردوغان الذي أكد، السبت، أن بلاده قادرة مع أمريكا على تحويل الرقة إلى «مقبرة لداعش»، عاد للتلويح بمهاجمة منبج، وقال: «أترون كيف يهاجموننا بقذائف الهاون من هناك (شمال سوريا) وتحت غطاء مَن؟ ولكننا نحوّل تلك المناطق إلى مقابر لهم، ولن نتوقف»، في إشارة إلى الاشتباكات بين الجيش التركي والوحدات الكردية قرب تل أبيض. ويرى مراقبون أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيمتنع عن اللجوء إلى أي تحركات يمكن أن تشكل تصعيداً مع واشنطن وذلك إلى حين اللقاء المنتظر الذي سيجمعه بنظيره الأمريكي دونالد ترامب لأول مرة في واشنطن منتصف الشهر المقبل، وهو اللقاء الذي تعوّل عليه أنقرة كثيراً ويأمل أردوغان أن يكون بداية لفتح «صفحة جديدة» في العلاقات مع أمريكا. وبينما شدّد أردوغان، الجمعة، على أن بلاده لن تسمح «أبداً» بأن يحقق الأكراد مساعيهم إلى إقامة دولة في شمالي سوريا، قال إنه ينتظر من إدارة ترامب توسيع نطاق مكافحة الإرهاب وعدم التركيز على تنظيم الدولة فقط، للحيلولة دون تقوية التنظيمات الأخرى، في إشارة إلى الوحدات الكردية في سوريا. من جهته، قال الناطق باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، إن بلاده قدمت للولايات المتحدة اقتراحات ملموسة وواضحة في ما يتعلق بمكافحة تنظيم «الدولة ـ داعش»، وتنتظر منها تغييراً في سياستها الداعمة لتنظيم «ب ي د» شمالي سوريا»، مضيفاً «نأمل أن نحقق تقدمّاً في هذا الإطار مع الجانب الأمريكي، خلال الزيارة المرتقبة للرئيس رجب طيب أردوغان إلى العاصمة واشنطن». هل تحصل تركيا على «إذن أمريكي» قبل القيام بعملياتها الجوية والبرية في سوريا والعراق؟ إسماعيل جمال |
المستشارة الألمانية تسعى لتحريك الملف اليمني المتعثر… والحراك الجنوبي يدخل منعطفا خطيرا Posted: 30 Apr 2017 02:27 PM PDT تعز ـ «القدس العربي»: أعربت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل عن تأييدها لوقف الغارات الجوية السعودية في اليمن. وقالت أمس في جدة:» نحن نعول على عملية تقودها الأمم المتحدة من أجل الوصول إلى حل دبلوماسي، ولا نعتقد بإمكانية وجود حل عسكري لهذا الصراع». وأضافت المستشارة الألمانية أنه يجب الحيلولة دون تعرض المزيد من الأشخاص في اليمن الفقير للعيش « في وضع إنساني سيئ للغاية»، ولفتت إلى أن السعودية ليست اللاعب الوحيد المضطر لقبول حلول توافقية. وبدأت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل أمس جولة رسمية للملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، في مهمة تشمل العديد من القضايا الساخنة في المنطقة وتحريك الملفات الجامدة وفي مقدمتها القضية اليمنية، التي باتت عالقة بين الرياض وأبوظبي إثر اختلاف الأجندات بينهما حيال رؤيتهم للحل فيها. وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) الرسمية ان الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز عقد أمس بجدة جلسة مباحثات رسمية مع ميركل. وقالت إنه «جرى خلال الجلسة، استعراض العلاقات الثنائية وآفاق التعاون بين المملكة وألمانيا في مختلف المجالات، إضافة إلى بحث تطورات الأحداث الإقليمية والدولية»، غير أنها لم تعط تفاصيل أكثر عن الملفات والقضايا التي تم مناقشتها خلال جلسة المباحثات التي تعتبر من الأهمية بمكان في الوقت الراهن على مختلف الصعد. إلى ذلك قال السفير الألماني لدى اليمن اندرياس كيندل «ان المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تزور جدة وأبوظي لبحث الحل السياسي لأزمة اليمن»، مؤكداً أن تحريك هذا الملف على رأس أجندة زيارتها للمنطقة. وكان قال قبلها بيومين في تغريدة له عبر صفحته الرسمية على «تويتر»: «إن العيون على عدن» وذلك عقب إعلان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إقالة محافظة عدن عيدروس الزبيدي وتعيين عبدالعزيز المفلحي خلفا له بشكل مفاجئ وهو ما قرأه العديد من المراقبين تعبير عن الاهتمام الألماني المتزايد بالقضية اليمنية، والتي أصبحت تلعب دورا فيها بعيداً عن المصالح السياسية كما هو حال الولايات المتحدة وبريطانيا. وجاءت هذه الجولة الألمانية للخليج العربي في الوقت الذي تعيش فيه قضية اليمن مرحلة حرجة، بين انسداد الحل السياسي وتوقف جهود الأمم المتحدة حيال ذلك وتبعات ذلك من تدهور الوضع الانساني لأغلب اليمنيين، والتصعيد العسكري من قبل طرفي الصراع وهما الجانب الانقلابي المتمثل في الميليشيا الحوثية والرئيس السابق علي صالح وبين الحكومة الشرعية المتمثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي. وفي حين تشهد الجبهات العسكرية تصعيدا عسكريا كبيرا بين الجانبين، تشهد محافظة عدن التي اتخذتها الحكومة الشرعية عاصمة مؤقتة لها «أزمة صامتة»، إثر الرفض «غير المعلن» الذي أبداه محافظ محافظة عدن المقال عيدروس الزبيدي لتسليم قيادة المحافظة لخلفه المعين قبل أيام عبدالعزيزالمفلحي وتحريك أنصاره وأتباعه لالتقاط المبادرة لتعكير صفو الأجواء السياسية والأمنية في عدن. وتزداد تداعيات هذا القرار الرئاسي سخونة مع تأخر إعلان موقف المحافظ المقال عيدروس الزبيدي. ويعتبر مراقبون أن القضية الجنوبية التي يتزعمها قد تدخل مرحلة حرجة في حال أعلن الزبيدي تمرده عن السلطة الشرعية في الجنوب والتي تقع تحت سلطتها، حيث ستجر البلد إلى أتون أزمة خانقة ولن تكون نتائجها لصالح القضية الجنوبية كما ستؤثر على استقرار الوضع السياسي في الجنوب عموما، خاصة وأن الزبيدي يحظى بدعم الفصيل المسلح في الحراك الجنوبي الذي يطالب باستقلال الجنوب. وفي تجاهل رسمي لهذا الرفض المحدود من قبل أتباع الزبيدي لقرار هادي، ذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) الحكومية أن المفلحي أدى اليمين الدستورية أمس، أمام الرئيس هادي في العاصمة السعودية الرياض بمناسبة تعيينه محافظا لعدن. وعقب أداء اليمين وجّه هادي المحافظ المعيّن بما يلزم القيام به في إطار مهامه المقبلة وبما «يملك من مكانة وتجربة وخبرة في مختلف الجوانب ومنها الجوانب التنموية والاقتصادية والإدارية، التي يجب أن يسخرها وجهوده مع مختلف المخلصين لخدمة عدن وأبنائها لتجاوز واقعها وتحدياتها والانطلاق صوب المستقبل الافضل لعدن والوطن عامة». وأعلن المفلحي «أنه سيبذل قصارى جهوده للاضطلاع بمهامه وواجباته لخدمة عدن وابنائها وهذا ما سيكون من اولويات مهامنا وفقا وتوجيهات فخامة الرئيس». ويعتبر المفلحي أيضا من قيادات الحراك الجنوبي السلمي وأحد الكوادر الاقتصادية البارزة في اليمن، وأحد المقربين من الرئيس هادي. المستشارة الألمانية تسعى لتحريك الملف اليمني المتعثر… والحراك الجنوبي يدخل منعطفا خطيرا خالد الحمادي |
محسن مرزوق: أعترض على مفهوم الثورة التونسية «التضليلي»… فهي لم تكن ثورة ولم تكن لها قيادة Posted: 30 Apr 2017 02:27 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: هل سيكون هذا السياسي التونسي الذي يتكلم بطلاقة وحماس وينفعل أحيانا فيرتفع صوته وتتحرك ذراعاه يمينا ويسارا لتجسيد ما يقول.. هل سيكون الرئيس القادم لبلاده؟ انه يتحدث بثقة وحرارة ويتزعم حزبا جديدا شكّله منذ عدة شهور يقول أنه حزب وسطي ويعتبره الثالث بعد»النهضة» و»نداء تونس» وسماه «حركة مشروع تونس» ليجد مكانا بين أكثر من 200 حزب تعرفها الحياة السياسية في البلد الذي أطلق أولى ثورات الربيع العربي. هذا الرجل هو محسن مرزوق، وقد عرفته الحياة السياسية في بلده منذ كان زعيما طلابيا .. ثم قياديا يؤسس ويشارك في منظمات مدنية للدفاع عن الديمقراطية وحقوق الانسان ثم يشارك في تأسيس الحزب الذي قام بعد ثورة 17 يناير/ كانون الثاني، حزب «نداء تونس» وكأمين عام، يقود الحملة الانتخابية البرلمانية والرئاسية التي أوصلت الحزب للحكم وزعيمه الباجي قائد السبسي، لكرسي الرئاسة، وتولى هو منصب وزير رئاسة الجمهورية.. فهل ستكون رئاسة الجمهورية هدفه الذي يطمح إليه خلال العامين المقبلين..هل سيكون الرئيس القادم؟ هذا السؤال يفرض نفسه عليك عندما تلتقيه، وخلال الحوار الصاخب معه، وحتى بعد انتهاء اللقاء، يبقى السؤال قائما.. وقبل أن نلتقيه تجمع لدينا قدر من المعلومات عنه وعن تاريخه الشخصي والسياسي والفكري وجهوده في مجالات السياسة والعمل الأكاديمي إلى منظمات المجتمع المدني ثم أخيرا إلى تأسيس الأحزاب السياسية والإنشقاق عليها.. وعلمنا أنه بدأ شابا يساري المنحى الأيديولوجي، ثم انتقل إلى العلمانية والليبرالية وهو الآن من دعاة الوسطية والدولة المدنية والمصالحة مع فلول نظام «بن على» الذي قضت عليه الثورة! كما أنه يسعى لتشكيل «جبهة إنقاذ» من الأحزاب لإعادة التوازن السياسي ومكافحة الفساد والإرهاب. مارس محسن مرزوق نشاطات مثيرة للجدل حيث كان العربي الوحيد الذي عمل ممثلا لـ» فريدوم هاوس» وهي منظمة سياسية دولية تحوم حولها شبهات ترى أنها تابعة للمخابرات الأمريكية التي تمولها وتحركها. والحقيقة أن حوارنا معه كان بحثا عن إجابات لأسئلتنا وعلامات التعجب التي تثار حوله.. فهناك من يقول أن محسن مرزوق لم يشارك في الثورة بل أنه أعلن أن سقوط الديكتاتور زين العابدين بن علي يعني سقوط البلاد في الفوضى. وقبل أن نلتقيه كنا نستغرب هذا الإنشقاق على الحزب الذي كان أحد مؤسسيه وأمينه العام، حزب «نداء تونس» الذي يحكم البلاد الآن مع «النهضة»؟ ■ سألناه: أنت قدت الحملة التي نجحت في وصول الباجي قائد السبسي لمنصب الرئاسة، فهل أنت معارض له الآن؟ ■ لا.. لست معارضا للرئيس.. نحن حزب معارض للحكومة ■ لكنك قدت حركة انشقاق عليه وعلى حزب «نداء تونس» الذي يتزعمه وهو عينك مستشارا له بدرجة وزير. ■ تذكرني كلمة «إنشقاق» هذه بالوصف الذي أطلقه الزعيم المجاهد الحبيب بورقيبة في الثلاثينيات من القرن الماضي على انشقاقه من «الحزب الدستوري» وأسس «الحزب الدستوري الحر» بأنه «إنشقاق مبارك».. وهكذا يمكن وصف ماقمنا به إنه انشقاق مبارك ضد الفساد والاستسلام لإرادة من يسمون أنفسهم بتيار الإسلام السياسي. وحزبنا يعمل من أجل الفوز في الانتخابات المقبلة عام 2019 ■ إذن ماهي أهداف حزبكم الوليد؟ ■ نحن ندرك أن تونس في حال انتقال سياسي ونرى أن هناك قوى تحاول أن تفرض مفاهيم متخلفة على المسيرة حتى تحقق لنفسها النفوذ وتسيطر على مفاصل الدولة وهذه القوى متطرفة فمنها الإخوان التي هي حركة «النهضة» ومنها التيارات السلفية الأخرى التي تريد أن تفرض الدين على السياسة، ونحن نرفض ذلك ونرى أنه لابد من الفصل بين الدين والسياسة، فمن يريد أن يحكم باسم الله والخلافة يريد قيام ديكتاتورية من نوع لم يعد يليق بتونس الدولة العصرية.. دولة المستقبل. هذا رجوع إلى الماضي السحيق، ويمثله حزب التحرير وغيره، وهناك على الطرف المقابل أحزاب وتجمعات أسميها «إقصائية» يمثلها الرئيس السابق المنصف المرزوقي وغيره، من أحزاب يسارية فوضوية. نحن حزب وسطي، نتطلع إلى قيام ودعم دولة القانون، دولة المؤسسات الديمقراطية، وحزبنا يتبني رؤية مستقبلية تعتمد قيم الحداثة والعدالة والحرية والعلم والعلمانية واللامركزية. ■ الثورة التي فجّرها الشعب التونسي وكانت باكورة ما سماه الغرب وإعلامه «الربيع العربي» ـ تشبها بـ«ربيع براغ»ـ لماذا لم تتحقق أهدافها بعد ست سنوات على قيامها؟ ■ اسمح لى أن أعترض على مفهوم الثورة.. فهذا مفهوم تضليلي..فهي لم تكن ثورة ولم تكن لها قيادة، الذي يحدث الآن هو ما يمكن اعتباره مفهوم الإنتقال الديمقراطي أكثر من كونه مفهوم الثورة الذي يؤدي إلى الخطأ.. والهوس، نحن ننتقل من حال الاستبداد إلى الديمقراطية ونتطلع إلى إنضاج التجربة، فانتفاضة الشعب التونسي استفادت منها قوى ظلامية كانت هي الوحيدة المنظمة، لإنعدام وجود حياة سياسية لزمن طويل. والأمر سوف يستغرق وقتا طويلا، فتونس الآن تتحدث بلغة الإنتقال.. ومانتطلع إليه هو التخطيط الحقيقي، وإحداث إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية، نحن نواجه مشكل اقتصادي عصيب ولابد من إيجاد حلول فورية وطويلة المدى. في السنوات الأولى سيطر الهوس الثوري وخلالها تم إفراغ الداخلية من خيرة كوادرها التي نفتقد وجودها وجهودها الآن ونحن نواجه جرائم الإرهاب التي دمرت اقتصاد البلاد وخلخلت الأوضاع.. نحن الآن ندعو إلى قيام مصالحة مع الكوادر والشخصيات والقيادات التي كانت تعمل في العهد السابق حتى نستفيد من خبراتها في إدارة دولاب الدولة. لانريد أن نعيش في حال المحاسبة والصراع الدائم مع النظام السابق، فهذا يعرق مسيرة وتقدمها.. هناك مئات من هؤلاء موجودون في كل مجالات عمل الدولة لكنهم مرعوبون خوفا من الإتهامات الثورية التي توجه لهم وتعيق حركتهم، نريد أن نزيل مشاعر الخوف لدى كل هؤلاء حتى تعود الحيوية لجهاز الدولة. ■ هناك من يرى أن الدعوة التي تتبنونها للمصالحة مع قيادات وعناصر نظام «بن علي» هي نوع من الماكياج، لتجميل هذا النظام وإعادته إلى الحكم.. ■ لا.. ليس تجميلا وأعادة انتاج النظام السابق غير متوفرة ولاممكنة الآن.. لدينا دستور سنة 2014 هو الذي يحكمنا وينظم حياتنا السياسية فكل شئ يسير بالدستور والقانون ومن سرق أموال الشعب عليه أن يردها ويدفع فائضا فوقها ليعود للحياة العامة من جديد. ■ وهل عقوبة السارق هي مجرد رد المال المسروق؟.. وماذا عن الجرائم غير المالية التي أهدرت الحقوق ودمرت البلاد وأشاعت الفساد؟ ■ رد المال المنهوب مهم لموارد الدولة نحن في وضع اقتصادي عصيب.. ومن سرق مالا يعيده، وإلا فالعقاب البدني في انتظاره، المهم أن تستعيد الدولة الثروات المنهوبة، لكن هناك من كانوا يطبقون تعليمات الحاكم ويشاركون في انتهاكات حقوق الانسان، هؤلاء ليس عليهم عتب فهم مأمورون. وهناك الآن مشروع قانون في البرلمان للمصالحة حتى يخرج الحكومة والإدارة من حال العجز الناشئ عن خوف هؤلاء من العقاب. ■ بالمناسبة ماهو رأيك في ماتقدم به الرئيس المخلوع «بن علي» من خلال محاميه من طلبات ودعاوى قضائية لاسترداد أمواله وممتلكاته؟ ■ هذه أمور قانونية وقضائية تقررها المحاكم المعنية وفقا للقانون والدستور ومن حق كل انسان أن يطالب بحقه.. وليس لنا كسياسيين أن نتدخل في أمور يتولاها القضاء. ■ نعود إلى حزبكم الجديد، حدثنا عن أهدافه ومكوناته ورؤيته المستقبلية. ■ نحن حزب يدعو للفصل بين السياسة والدين وإعمال القانون والدستور ويرفض التطرف بكل أشكاله ويسعى للمساواة والعدل في المجتمع وخلال فترة قصيرة أصبح لدينا 45 ألف عضو ويمثلنا في البرلمان 21 عضو وبهذا أصبحنا الحزب الثالث في البرلمان بعد «النهضة» و»نداء تونس».. ونحن حزب المعارضة الأكبر الآن ونعمل على تشكيل جبهة انقاذ وطني من عشرة أحزاب وتضم شخصيات عامة وتيارات تنتمي لفكر الليبرالية والعلمانية والديمقراطية وتحديث الدولة وتحرير المرأة.. واستكمال بناء المؤسسات الدستورية وزيادة اللامركزية ومكافحة الفساد ونسعى لتقييم النظام السياسي الحالي دون العودة إلى الماضي والإهتمام بالمستقبل وقد أنشأنا في الحزب معهدا لدراسة السياسات العامة، فنحن حزب سياسي ومركز بحثي يضع رؤية للمستقبل بعنوان «تونس 2050»وهو عمل مهم جدا نقوم به الآن. ■ ومن هم أعداء «مشروع تونس»؟ ■ ليسوا أعداء.. هم فقط منافسون سياسيون وكلنا نتطلع للحكم، وعدونا هو الفساد في المجتمع والدولة وحتى في الأحزاب. ■ لم ترد إشارة عن العروبة بينما تحدثتم كثيرا في بيانات الحزب عن أن تونس تنتمي إلى المتوسط وعن قربها من أوروبا وعن عمقها الافريقي. ■ نحن لانجد حاجة إلى التذكير بعروبة تونس وإسلامها لكن قضايانا الداخلية حساسة وتحتاج لكل جهودنا وفكرنا. ■ من القضايا الحساسة في تونس الآن قضية العائدين من سوريا.. كيف ينظر حزبكم للمسألة؟ ■ هناك أربعة آلاف تونسي يقاتلون اليوم في سوريا، والتونسيون يتساءلون ماذا سيفعل هؤلاء إذا ربحوا هناك؟ لقد شاهدتهم يلعبون كرة القدم برؤوس مقطوعة.. هل سيحدث لنا ماحدث في الجزائرالتي عاشت عقدا كاملا من الدم بعد عودة الأفغان؟.. ويجب ألا ننسى أن حزب التحرير و حركة النهضة أي «إخوان تونس» هم وغيرهم من دفع هؤلاء للجهاد في سوريا. محسن مرزوق: أعترض على مفهوم الثورة التونسية «التضليلي»… فهي لم تكن ثورة ولم تكن لها قيادة «القدس العربي» تحاور زعيم الحزب الثالث أمين عام حزب الرئيس التونسي الذي انشق عليه وأسس حزبا معارضا |
حظر برامج الزواج التلفزيونية في تركيا بعد سنوات من الجدل الديني والاجتماعي Posted: 30 Apr 2017 02:26 PM PDT إسطنبول ـ «القدس العربي»: بعد سنوات من الجدل الديني والاجتماعي في البلاد حولها، تسلحت الحكومة التركية بحالة وقانون الطوارئ المطبق في البلاد منذ محاولة الانقلاب العام الماضي وأصدرت قراراً قطعياً بحظر برامج الزواج والمواعدة التلفزيونية التي تعتبر الأوسع مشاهدة في البلاد. هذه الخطوة لم تكن مفاجئة كونها جاءت بعد فترة طويلة من الجدل حول هذه البرامج ما جعل أخبارها تتصدر الصحافة التركية في ظل انتقادات اجتماعية متزايدة من قبل شريحة واسعة من المجتمع باتت ترى فيها إضرارا بالمجتمع وتركيبته ومنظومته الأخلاقية وتتسبب بآثار سلبية على الأسرة التركية. ونشرت الصحيفة الرسمية مرسوماً بموجب حالة الطوارئ جاء فيه: «في خدمات البث الإذاعي والتلفزيوني، إن البرامج التي تتيح تعارف الأفراد كي يجدوا صديقا (…) لا يمكن إجازتها»، وبموجب القرار الجديد سيتم حظر بث عدد من برامج الزواج والمواعدة التي تبثها عدد من كبرى الفضائيات التركية. وجاء هذا القرار بالتزامن مع حظر إمكانية الوصول لموقع المعلومات العالمي «ويكيبيديا» في تركيا بسبب عدم تجاوب إدارة الموقع مع طلب تركي بحظر مواد تقول أنقرة إنها «تربط بينهما وبين تنظيم الدولة». والبرامج التي سيشملها قرار الحظر تقوم على فكرة تسهيل التعارف والزواج بين شبان وفتيات من كافة الأعمار ويمرون باختبارات وفقرات متنوعة تنتهي بالفشل أو الزواج، وعلى الرغم من تعرض هذه البرامج لانتقادات واسعة جداً إلا أنها تحظى بأكبر نسبة مشاهدة بين جميع البرامج التلفزيونية، وتتقاضى مقدمة أشهر هذه البرامج أعلى راتب بين جميع الإعلاميين في تركيا. ويتخلل هذه البرامج ما يعتبره البعض «تجاوزات أخلاقية ودينية»، كما يتخللها مشاكل وشتائم بين المتنافسين، وجرت بعض حوادث الضرب وإطلاق النار والانتقامات من قبل المشاركين خارج إطار البرنامج. وتبث الصحافة التركية بشكل دائم تسريبات وفضائح عن العلاقات الجنسية «غير الشرعية» التي تنشأ بين المشاركين. وقبل أسابيع، أعلن نعمان كورتلموش نائب رئيس الوزراء التركي في تصريحات صحافية أن السلطات التركية تعتزم حظر هذه البرامج، وقال: «هناك عدد من البرامج الغريبة التى تهدم مؤسسة العائلة وتقوض نبلها وقدسيتها»، مضيفاً: «بإذن الله في المستقبل القريب سنعالج هذه المسألة، وعلى الأرجح سنصلح هذا الوضع من خلال مرسوم طارئ تلبيةً لمطالب المجتمع»، على حد تعبيره. وشدد كورتلموش على أن هذه البرامج «تتعارض مع التقاليد والأعراف والمعتقدات وتركيبة العائلة التركية وثقافة أرض الأناضول»، ورداً على سؤال يتعلق بكونها من أعلى البرامج مشاهدة في البلاد، قال: «وماذا يعنى أن نسبة المشاهدة عالية جدا وعائدات الإعلانات مرتفعة؟ يمكننا الاستغناء عن مثل هذه العائدات»، لافتاً إلى وجود 120 ألف شكوى ضد هذه البرامج. وتشير الأرقام التي تحدث بها كورتلموش إلى ارتفاع كبير في عدد الشكاوى، لا سيما وأن هيئة السمعيات والمرئيات التركية قالت العام الماضي إنها تلقت تعليقات من 10691 مواطنا حول هذه البرامج، معظمها شكاوى. كما انتقدت رئاسة الشؤون الدينية التركية هذه البرامج واعتبرت أنها «تسيء إلى قيم العائلة وتدوس على مؤسسة العائلة بالأقدام». حظر برامج الزواج التلفزيونية في تركيا بعد سنوات من الجدل الديني والاجتماعي إسماعيل جمال |
غضب في الإسكندرية بعد أنباء عن بيع مطارها لمستثمر اماراتي Posted: 30 Apr 2017 02:26 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: ساد الغضب بين مواطني محافظة الإسكندرية، شمال مصر، بعدما ترددت أنباء عن بيع منطقة مطار النزهة «القديم» لمستثمر إماراتي، خصوصاً بعد تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي عن عدم تشغيله، ما تسبب في صدمة بين المواطنين الذين يعتبرون المطار من معالم الإسكندرية الرئيسية، كونه من أقدم مطارات مصر. وقال السيسي، في مؤتمر الشباب بالإسماعيلية، الذي عقد الأسبوع الماضي، «بمننتهى الصراحة لن نستطيع استخدام هذا المطار لأسباب، اعفوني من ذكرها»، موجهاً حديثه لعدد من المسؤولين على رأسهم وزير الإسكان، قائلا: من فضلكم اتخذوا القرار للأراضي التي ستخصص، وبتخطيط جيد لتجنب بناء عشوائيات، لنستفيد من منطقة المطار القديم في إنشاء امتداد جديد لمدينة الإسكندرية، التي تشغل 50 مليون متر». وتأكيداً لتصريحات السيسي، قال وزير الطيران شريف فتحي في تصريحات، أمس، إن «جهات سيادية تعكف على التأكد من سلامة إجراءات تأمين مطار النزهة الجديد قبل افتتاحه رسميا للركاب».. وتوقع خروج تقرير رسمي من الجهات السيادية خلال أسبوعين في ظل وجود مناطق سكنية عشوائية بجوار مطار النزهة قد تهدد أمن وسلامة الركاب. وذكر أن وزارة الطيران ضخت 300 مليون جنيه بعمليات تطوير مطار النزهة الجديدة التى تضمنت تجديد ممرات المطار والمباني بهدف التمكن من استيعاب الزيادة المتوقعة بحركة الركاب. الباحثة في السياسات الإعلامية في محافظة الإسكندرية، ريهام عبدالحافظ، قالت لـ«القدس العربي»، إن «مطار النزهة يقع على الطريق الدولي، وكان المطار الرئيسي حتى السنوات الماضية، واضطر المسافرون للجوء إلى مطار برج العرب الجديد بسبب إهمال الحكومة لمطار النزهة». وأضاف: «مطار النزهة مميز، وكان عليه إقبال كبير من المواطنين، وتدهورت حالته بعد إهمال الدولة، التي من المفترض أن تهتم به لموقعه المتميز». وأشار إلى أن «المنطقة المحيطة بالمطار أصبحت استثمارية تجاور أسواقا ومولات تجارية وتعج بالنوادي الترفيهية، إذ أن المطار يربط شرق الاسكندرية وغربها، في أول الطريق الدولي، وإذا كانت هناك نية لبيعه بعد انتظار افتتاحه وتطويره سيكون ذلك حلقة أخرى من مسلسل الفساد». وقال كريم طارق، أحد مواطني محافظة الإسكندرية: «مطار النزهة أنُفق على تطويره نحو 500 مليون دولار، والسيسي سيبيعه لمستثمرين ليحولوه إلى منطقة سكنية جديدة «كمباوند»، ورأى أن مساحة المطار لن تكفي، لذلك قد يزيل مجموعة من المساكن». أما عزت أمين، مواطن آخر، فأكد أن «أرض مطار النزهة أمانة في عنق الدولة، أنقذوها من الحيتان». واستغرقت عملية تطوير المطار نحو 4 سنوات بتكاليف عالية للغاية، ويصفه مراقبون بتحوله إلى تحفة معمارية وفنية وفق أحدث النظم في مطارات العالم. ويأتي ذلك وسط معلومات وشائعات انتشرت بين مواطني محافظة الإسكندرية، الساحلية، عن توجه حكومي لبيع منطقة مطار النزهة القديم لمستثمر إماراتي لهدمه وبناء مولات وتجمعات سكنية على أرضه التي تبلغ مساحتها نحو 650 فدانا، متسائلين عن العمولة والمزايا التي ستعود على مسؤولين بالدولة جراء هذه الصفقة المشبوهة. وحسب مواطنين فإن أسباب بيع منطقة المطار وإلغائه تعود لأسباب أمنية، إذ يقع المطار في وسط منطقة سكنية يصعب تأمينها كمطار دولي، ما طرح تساؤلا عن جدوى تطويره بتكلفة باهظة. وأنشئ مطار «النزهة» عام 1947 ويعد أول وأقدم مطار في الإسكندرية، ويستوعب 600 راكب/ ساعة، ويبعد نحو 6 كيلو مترات عن وسط مدينة الإسكندرية حيث يقع في ملتقى طريقي «الإسكندرية ـ القاهرة» الزراعي والصحراوي. وتبلغ مساحة المطار 650 فدانا، ويتكون من مبنى للركاب يحتوي على صالتين للسفر للوصول، إضافة إلى مكاتب شركات الطيران والعديد من الخدمات الأخرى مثل البنوك والمقاهي، وصالة للشحن الجوي، ومبنى للسوق الحرة، ونادي الإسكندرية للطيران الشراعي. وفي كانون الثاني/يناير 2012 أغلقت وزارة الطيران المدني المطار أمام حركة الطيران ونقلت رحلاتها إلى مطار برج العرب الذي يبعد عن الإسكندرية 49 كيلومترا، تمهيدا لتطويره مع الحفاظ على المبنى التاريخي للمطار. وأعلنت الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية أن مشروع تطوير المطار الذي تنفذه يتضمن رفع الطاقة الاستيعابية للمطار من 300 ألف إلى مليوني راكب سنويا بتكلفة 300 مليون جنيه. وأسندت وزارة الطيران مشروع تطوير المطار إلى شركة «بن لادن» السعودية بعد عملية طرح مناقصة المشروع على عدد من الشركات. وكان من المقرر افتتاحه خلال الربع الأول من العام الجاري، لكن وزير الطيران شريف فتحي قال: «المسؤول الذي اتخذ قرار تطوير مطار النزهة كان غير موفق، مطار النزهة محتاج نزهة»، مشيراً إلى أن الاستثمار فيه كان غير موفق. وكان وزير الطيران الأسبق، الفريق أحمد شفيق، كشف عن وجود نية لهدمه نظرا للزحف العمراني وارتفاعات العقارات الملاصقة له، ما أدى لفقد أكثر من ممر ملاحي فوق المطار بما لا يسمح باستقبال الطائرات الكبيرة. غضب في الإسكندرية بعد أنباء عن بيع مطارها لمستثمر اماراتي مؤمن الكامل |
لماذا نشرت واشنطن قواتها على الحدود التركية في شمالي سوريا؟ Posted: 30 Apr 2017 02:26 PM PDT الحسكة ـ «القدس العربي»: نشرت عدة مواقع إعلامية كردية السبت مقاطع فيديو تؤكد من خلالها إرسال واشنطن مدرعات عسكرية وجنوداً أمريكيين بهدف نشرها على الحدود السورية – التركية في شمالي سوريا للمساهمة وفق ما يراه مراقبون لتهدئة التوتر الحاصل بين الجيش التركي ووحدات الحماية الكردية بعدما ما شهدت الأيام الماضية اشتباكات بين الجانبين على طرفي الحدود، حيث من المتوقع إن يقتصر دور هذه القوات على المراقبة. ويقول المحلل السياسي السوري حسن النيفي: «إن الهدف من نشر الدوريات الأمريكية على الحدود السورية – التركية لمنع حدوث أي احتكاك بري مباشر بين وحدات الحماية الكردية وتركيا لكن دون الإعلان عن ذلك». وأضاف لـ «القدس العربي»: «إن عدم وجود تفاهم دقيق حتى الآن بين الجانبين التركي والأمريكي حول تواجد قوات «قسد» في مناطق غرب الفرات وخصوصاً في منبج، في الوقت الذي تسعى تركيا عبر عملية درع الفرات إلى تجريف قوات الحماية من غرب الفرات فإن الولايات المتحدة تتمسك بحليفها التقليدي (الأكراد) وتعتبره الحليف الأفضل لمقاتلة التنظيم». ويعتقد النيفي أن «اللقاء المنتظر بين ترامب وأردوغان في الرابع عشر من شهر أيار/مايو سيكون محوره البحث في وجود «قسد» غرب الفرات وسيحاول اردوغان اقناع الادارة الأمريكية بضرورة انسحاب «قسد» من منبج، حيث ترى إدارة ترامب اليوم نفسها في حرج شديد إذ إنها تريد الحفاظ على تحالفها بقسد من جهة، كما أنها تريد إرضاء حليفها التركي من جهة أخرى». ويرى الخبير العسكري أحمد الحجازي: «إن الولايات المتحدة الأمريكية من خلال نشر قواتها على الحدود السورية – التركية مصممة على أن تكون حاجزاً بين الأتراك وحلفائها الأكراد حتى لا يقاتلوا بعضهم بعضاً بدلاً من مقاتلة تنظيم الدولة». وأشار لـ«القدس العربي» أن «مواصلة واشنطن دعمها لقوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الوحدات الكردية الغالبية العظمى فيها، رسالة واضحة من واشنطن لتركيا باستحالة الاستغناء عن هذه الوحدات التي وجدت فيها حليفا موثوقا لا يكلفها الكثير لمحاربة تنظيم الدولة، ما سيؤدي في نهاية المطاف إلى خلق أزمة بين تركيا وأميركا سينتج عنها عدم الاستقرار وتأجيل التغلب على تنظيم الدولة في الرقة». وأكد الحجازي أنه «يستحيل أن تقبل تركيا بالوضع الحالي بما هو عليه الآن مع وجود وحدات الحماية الكردية في معركة الرقة وهيمنتها على غرب الفرات، لافتاً إلى أن تركيا لن تتنازل عن دخول مدينة تل أبيض والتوجه إلى معركة الرقة بجانب فصائل المعارضة السورية». يشار إلى أن أنقرة تعتبر وحدات الحماية الشعبية الكردية وهي الذراع العسكرية لحزب الاتحاد الديمقراطي منظمة إرهابية وامتداداً لحزب العمال الكردستاني، بينما تعد هذه الوحدات أقوى حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية في قتال تنظيم «الدولة» بسوريا. لماذا نشرت واشنطن قواتها على الحدود التركية في شمالي سوريا؟ عبد الرزاق النبهان |
مطاعم غزة ترفع غداً قائمة الطعام الرئيسية وتستبدلها بـ «مي وملح» و«التحلاية كرامة» مساندة للأسرى المضربين Posted: 30 Apr 2017 02:25 PM PDT غزة – «القدس العربي»: في خطوة مساندة من نوع جديد للأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال، من المقرر أن تشرع عشرات المطاعم في قطاع غزة برفع «قائمة الطعام» المقدمة للزبائن يوم غد الثلاثاء، واستبدالها بقائمة بديلة تشمل فقط «مي وملح»، وهو المشروب الوحيد الذي يتناوله الأسرى المضربون عن الطعام للأسبوع الثالث على التولي، في الوقت الذي استمرت فيه الفعاليات التضامنية المساندة للإضراب في غزة. ومن المقرر أن يشرع 50 مطعما معروفا في قطاع غزة، بعضها يعود لفنادق شهيرة، وأخرى معروفة بتقديم الوجبات السريعة، في رفع قائمة الطعام الموجودة لديها، التي تضم أصنافا كثيرة من المأكولات البحرية وأخرى عربية وغربية، واستبدالها بقائمة طعام موحدة مكتوب عليها «مي وملح»، والحلويات بلفظها بالعامية «تحلاية» هي «كرامة»، في خطوة إسنادية لإضراب الأسرى المستمر. وقال صلاح أبو حصيرة رئيس الهيئة الفلسطينية للمطاعم والفنادق والخدمات السياحية في غزة، إن الهيئة اتخذت قرارا بالقيام بـ»خطوة غير تقليدية» لدعم الأسرى المضربين عن الطعام. وأوضح خلال حديثه لـ «القدس العربي»، يوم غد، سيتوقف 50 مطعما معروفا ومشهورا في قطاع غزة، عن تقديم أي نوع من الأطعمة، والاكتفاء فقط بتقديم قائمة طعام موحدة ستوزع على الجميع تحمل صنفا واحدا وهو «مي وملح»، والتحلاية «كرامة»، قاصدا بها العمل بكل الطرق للحفاظ على كرامة الأسرى الفلسطينيين. وحسب أبو حصيرة، فإن موظفي المطاعم سيلتزمون بارتداء قمصان موحدة مكتوب عليها أيضا عبارة «مي وملح»، إضافة إلى أن الهيئة ستوزع لافتات ومنشورات على المطاعم المشاركة، تدعم إضراب الأسرى. وأشار إلى أن الخطوة جاءت في إطار العمل لإبراز معاناة الأسرى، من خلال «تضامن غير تقليدي»، تمثل بدخول القطاع السياحي. ومن المقرر أن تطلق الهيئة هذه الفعالية بشكل جديد بدءا من صباح الغد حيث ستستمر المطاعم في تقديم صنف الطعام الموحد «مي وملح» من الساعة التاسعة صباحا حتى الثالثة عصرا. وقال أبو حصيرة إنه جرى اعتماد يوم الثلاثاء، من قبل الهيئة الفلسطينية للمطاعم والفنادق والخدمات السياحية «يوما تضامنيا» مع الأسرى. وسيتخلل الفعالية السياحية الداعمة للأسرى التغريد على مواقع التواصل الاجتماعي أيضا، من قبل العاملين في قطاعات السياحة. إلى ذلك، واصل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بينهم شخصيات شبابية معروفة، عمليات التضامن مع الأسرى المضربين من خلال «تحدي مي وملح»، الذي يقوم على شرب المشارك من خلال بث لحظات مصورة، كميات من الماء والملح، مع توجيه كلمات دعم وإسناد للأسرى المضربين، في الوقت الذي امتد فيه هذا التحدي إلى خارج فلسطين، وشاركت فيه شخصيات عربية مشهورة. وشارك في التحدي الفنان محمد عساف، وهو ابن قطاع غزة، ووجه رسالة للجميع دون أن يخص أحدا للمشاركة في هذا التحدي. كما شارك في التحدي ذاته الفنان يعقوب شاهين، ابن مدينة بيت لحم، الذي دعا للوقوف إلى جانب الأسرى المضربين في سبيل تحقيق مطالبهم. وشارك أيضا كل من علي الجابر، والفنان المصري أحمد حلمي، خلال مشاركتهما في تحكيم برنامج «عرب غوت تالنت». ونقل مقطع مصور قيام طفل صغير بقبول التحدي، بقوله «علشان (لأجل) الأسرى بدي (أريد) أشرب مي وملح». وظهر الطفل وعمره لا يتعدى الخمس سنوات بوضع كمية من الملح في كوب ماء قبل أن يبادر إلى شربه. والمعروف أن الأسرى المضربين عن الطعام، لا يتناولون طوال أيام الإضراب الذي قد يصل لأكثر من شهر، سوى الماء والملح، ويمتنعون عن تناول أي أطعمة أخرى، رغم الإعياء الشديد الذي يعتلى أجسادهم. ويتم شرب كميات من الماء والملح على مدار ساعات اليوم، للحفاظ على المعدة والأمعاء من التعفن. يأتي ذلك في الوقت الذي بدأت فيه عمليات الإعياء الشديد تظهر على عدد كبير من المضربين، في ظل توقعات بتراجع وضعهم الصحي، خاصة وأن مسؤولين مختصين في مجال الدفاع عن الأسرى، حذروا من حالات وفاة قد تحدث في أي لحظة في صفوف المضربين، بسبب سياسات الاحتلال العنيفة بحقهم، والمتمثلة في عزلهم ونقلهم إلى سجون أخرى.. وتفيد الجهات المتابعة بأن أعداد المضربين ارتفعت، في ظل انضمام أسرى جدد للإضراب الذي يقوده مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح. وفي غزة تواصلت عمليات الإسناد للأسرى المضربين، من خلال توافد العديد من الجهات الرسمية والشعبية على خيمة الاعتصام الرئيسة المقاومة في ساحة السرايا، وسط مدينة غزة. وزار نواب من المجلس التشريعي خيمة الاعتصام، ضمن خطوات الدعم لإضراب الأسرى المستمر. وأكد الدكتور أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس، خلال زيارة خيمة الاعتصام، «اقتراب موعد النصر وتحرير الأسرى من سجون الاحتلال». كذلك نظمت مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى مسيرة دعم للأسرى المضربين عن الطعام، انطلقت من أمام مقر المؤسسة القريب من مقر الصليب الأحمر، غرب مدينة غزة، حتى وصلت إلى خيمة الاعتصام الرئيسية. ووصلت إلى خيمة الاعتصام أيضا مسيرة تضامنية للأطفال اللاجئين، تقدمها عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور زكريا الأغا، الذي شدد على ضرورة قيام إسرائيل بتحقيق المطالب العادلة للأسرى، ومعاملتهم وفق القوانين والأنظمة الدولية تكفل لهم هذه حقوقهم المشروعة، كونهم «أسرى حرب». مطاعم غزة ترفع غداً قائمة الطعام الرئيسية وتستبدلها بـ «مي وملح» و«التحلاية كرامة» مساندة للأسرى المضربين أشرف الهور |
مخرجة في التلفزيون الحكومي تؤكد تعرضها لضغوط بعد بث مقاطع فيديو «غير لائقة» لنواب تونسيين Posted: 30 Apr 2017 02:25 PM PDT تونس – «القدس العربي»: كشفت مخرجة تونسية أن أغلب نواب البرلمان ينشغلون خلال الجلسات العامة بممارسة الألعاب الإلكترونية على هواتفهم المحمولة، مشيرة إلى أنها تعرضت لضغوط من عدد من النواب بعد بث مقاطع فيديو «غير لائقة» لهم في البرلمان. وخلال استضافتها في برنامج «كلام الناس» على قناة «الحوار التونسي» أكدت آمال علوان (مخرجة البث المخصص لجلسات البرلمان في التلفزيون الحكومي) أنها تلجأ دوماً لحذف مقاطع فيديو تُظهر عدداً من النواب المنشغلين بإرسال رسائل قصيرة ومحادثات «التشات» أو ممارسة ألعاب الكترونية على غرار «كاندي كراش» و«الداما»، مشيرة إلى أن عدداً من النواب «مهووسون» بالتقاط الصور الشخصية «السيلفي» أو تشغيل ميزة «البث المباشر» لمداخلاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وبررت علوان حذفها لهذه المقاطع بأنها لا ترغب في الدخول في المهاترات الزائدة أو إصابة التونسيين بـ«الإحباط» وهم يتابعون نوابهم المنتخبين. وكان النائب حسين الجزيري انتقد بشدة فريق التلفزيون الحكومي بعدما تم نشر مقطع فيديو له (تم تداوله بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي) وهو يلوك «علكة» داخل البرلمان، معتبرا أن هذا الأمر يمس من صورته كنائب عن الشعب التونسي. واعتبرت علوان أن سلوك النائب غير ديمقراطي ويتضمن إساءة لهيبة البرلمان، مشيرة إلى أن فريق التصوير المخصص لمتابعة جلسات البرلمان يتعرض أحياناً للتهديد والضغوط من قبل بعض النواب في حال بث لقطات «غير لائقة» لهم داخل البرلمان. وكانت نقابة سلك الإخراج في التلفزيون الحكومي أصدرت مؤخراً بياناً أكدت فيه أن العاملين فيها «لا يتحملون أي مسؤولية في المظهر الذي يختاره النوٌاب لأنفسهم تحت قبٌة مجلس نوٌاب الشٌعب»، معتبرة ممارسات الجزيري «تدخلاً سافراً في عمل الفريق التلفزيوني بما يتنافى مع أبجديات حرية الصحافة واستقلالية الإعلام». مخرجة في التلفزيون الحكومي تؤكد تعرضها لضغوط بعد بث مقاطع فيديو «غير لائقة» لنواب تونسيين حسن سلمان |
الأردن: رسالة «تمرد وعصيان» مقلقة سياسياً وأمنياً: دوريات تحرس «محطات الرادار» بعد إعطاب أو تحطيم العديد منها ورسالة خشنة من السلطة لـ«المخربين» بالتحويل لأمن الدولة Posted: 30 Apr 2017 02:25 PM PDT عمان ـ «القدس العربي»: تحيل السلطات الأردنية إلى محكمة أمن الدولة «محطم كاميرات رادار» بعد تلبسه بتهمة الإعتداء على الملكيات العامة والتخريب في رسالة غليظة وواضحة المعالم تتحدى بسلطة القانون والأمن موجة وظاهرة «تحطيم الرادارات». يتردد ان الخسائرالمادية كبيرة في البلديات الأردنية بعد إنتشار ظاهرة تحطيم الكاميرات المزروعة في الشوارع والتي تلتقط مخالفات المرور والسرعة. ولم تعلن السلطات كلفة الكاميرات التي تم تحطميها لكن دوائر في الرأي العام بدأت تضج بالظاهرة خصوصا وان الأجهزة الرادارية المستهدفة مستوردة حديثا وباهظة الكلفة وعصرية جداً ومتطورة في تقنية ضبط مخالفات الشارع خصوصا في مجال السرعة وإستعمال الهاتف اثناء قيادة سيارة. طبعاً تركيب كاميرات رصد متطورة في الشارع وسيلة جديدة للمساهمة في رصد الأمن بصورة عامة بتقنية يفترض ان يرحب بها المواطن الأردني لأنها تسيطر أكثر على الإنحرافات الجنائية وتساعد في التحقيقات. تكاثرت الظاهرة الجرمية النادرة بشكل مقلق مؤخراً.. بدأت في اربد شمالا بإزالة الكاميرا التي يقال ان سعرها يقترب من نصف مليون دولار وسرعان ما أمطر أشقياء كاميرا مماثلة بالقرب من السلط غربي العاصمة عمان بالرصاص لإعطابها. في مناطق أقل عنفا تمت تغطية الكاميرا بغطاء كرتوني حتى لا تعمل وفي أحد الأحياء طليت بلون غامق أو رشت بمواد تعيق عملها. «القدس العربي» شاهدت بأم العين على طول الطريق بين عمان ومدينة الكرك جنوبي البلاد كيف تصطف «دوريات أمنية» مختصة بأمن الشوارع إلى جانب كاميرات الرادار لحمياتها وبدا ذلك مقصوداً بأن تحرص السلطات الأمنية على قرب دوريات الطريق من الكاميرات لحمايتها. المشكلة ان وجود دورية عن بعد يعطل عمل الكاميرا بصورة اخرى حيث يمتنع السائقون عن السرعة وبالتالي يخفف حراس الرادارات من عوائد المخالفات التي تعتبر من مصادر الدخل الأساسية بالنسبة لمجالس البلديات. عموما يمكن القول بأن سعي مواطنين مشاغبين لإزالة او تعطيل كاميرات الرادار الحكومية عنصر جديد ومفاجيء تماماً في ما يتعلق بمناكفة السلطة او حتى مؤشرات «التمرد» في الشارع والعصيان الإداري خصوصا وان المزاج الشعبي ينظر لهذه الكاميرات بإعتبارها أداة دخل للسلطة تستهدف جيب المواطن أصلاً في ظل أزمة إقتصادية خانقة. قد تبدو المسألة في غاية البساطة بالنسبة للمراقبين لكن العودة لإستهداف «كاميرات الحكومة» التي يدفع ثمنها أصلاً المواطنون أنفسهم وبصورة جماعية سيكون تطوراً حاداً في أزمة الثقة مع المؤسسات وهو بكل حال رسالة ضد «سلطة الإدارة والقانون» إستوجبت توجيه رسالة التحويل لأمن الدولة بالمقابل. طبعاً لا يمكن الإستنتاج بتسرع بأن المواطن الأردني يحطم كاميرات الرادار فقط لإنه يريد «التهرب من دفع المخالفة المالية» أو يسعى لمخالفة القانون بإسترخاء. لكن يمكن القول ان تحطيم الكاميرات وإعطابها شكل من أشكال الرد الذي يستغله البعض في إطار جريمة لا يمكنها ان تكون إلا «جنائية» ضد مظاهر السلطة، هذه الجزئية هي الأكثر اثارة للقلق سياسيا إذا ما توسعت ظاهرة الإعتداء على الملكيات الحكومية التي أصلاً تمول وتعمل بأموال الناس. أو تلك التي ستعود للعمل أو تتطلب الحماية أو يعاد بناؤها على حساب الخزينة وبالتالي على حساب المواطنين. «إيذاء النفس» لتوجيه رسالة سياسية للحكومة على شكل تحطيم أو إعطاب مرفق عام خطوة لا يمكنها ان تكون حكيمة أو ذكية حسب رئيس وزراء سابق تحدث لـ «القدس العربي» والتمرد على القانون قد يدفع المواطن المشاغب لمواجهة مواطنين غيره لا يوافقون على أي إنحرافات. لكن في المقابل يبحث بعض النشطاء عن «كفاءة وإدارة مهنية» محترفة عند المؤسسات الرسمية كتلك التي رافقت إستيراد وتفعيل وتشغيل رادارات الكاميرات حيث الدقة متناهية هنا خلافاً لما يلمسه المواطن من «ميوعة وترهل» في الحالة الإدارية بالكثير من المناطق. الأردن: رسالة «تمرد وعصيان» مقلقة سياسياً وأمنياً: دوريات تحرس «محطات الرادار» بعد إعطاب أو تحطيم العديد منها ورسالة خشنة من السلطة لـ«المخربين» بالتحويل لأمن الدولة إطلاق رصاص أو طلاء أو تغليف كاميرات حتى لا تعمل بسام البدارين |
كوريا الشمالية تهدد إسرائيل بـ «عقاب لا يرحم» Posted: 30 Apr 2017 02:24 PM PDT الناصرة – «القدس العربي»: حمل وزراء إسرائيليون بارزون على زميلهم وزير الأمن، أفيغدور ليبرمان عقب مهاجمته رئيس كوريا الشمالية كيم غونغ أون ونعته بالمجنون مما دفعها إلى رد قاس ومهدد. وكان ليبرمان قد اعتبر في مقابلة لتلفزيون موقع «واللا» الالكتروني، يوم الخميس الماضي، إن المواجهة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية من شأنها التأثير مباشرة على إسرائيل. وقال عن الزعيم الكوري الشمالي، كيم غونغ أون، إن «هذا المجنون الكوري الشمالي هو الحليف الأقرب للأسد وللإيرانيين أيضا». وتابع «يوجد هنا محور شر، من كوريا الشمالية عبر إيران إلى سوريا وحزب الله. هؤلاء الأشخاص، هدفهم محاولة تقويض الاستقرار في العالم كله. هذه مجموعة من المتطرفين والمجانين». وردت وزارة الخارجية الكورية الشمالية باستنكار على أقوال ليبرمان، وقالت في بيان إن «هذه أقوال منحطة، شريرة وتشكل تحديا مؤسفا لكوريا الشمالية». وأكدت أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي بحوزتها سلاح نووي بصورة غير قانونية تحت رعاية ووصاية الولايات المتحدة». كما أوضحت أن إسرائيل تتهرب من التنديد العالمي لعرقلتها عملية السلام في الشرق الأوسط، وتقوم على أراض عربية وشريكة في جرائم ضد البشرية. وخلصت كوريا الشمالية إلى القول في بيانها إن من الأفضل أن تفكر إسرائيل مرتين حول عواقب انجرارها إلى حملة شريرة ضد كوريا الشمالية وهددتها «بعقاب لا يرحم «. وتطرق وزير الأمن الإسرائيلي السابق، موشيه يعالون للموضوع وقال ساخرا من ليبرمان الذي لا يطبق تهديداته المتكررة: بعد أن قصف سد أسوان، أسقط حكم حماس، واغتال إسماعيل هنية خلال 48 ساعة، يتفوه «وزير الثرثرة» بشأن كوريا الشمالية بكلام عديم المسؤولية. وتابع يعلون منتقدا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقلة حيلته «لا يوجد رئيس حكومة يدعو وزراءه الثرثارين والمنفلتين إلى الانضباط». وقال للإذاعة العبرية العامة أمس إنه لو كان رئيسا للحكومة لمنع الوزراء من الثرثرة الفارغة والمضرة وأمرهم خلال اجتماعها بإغلاق أفواههم وعدم التدخل بما لا يعنيهم. يعلون الذي أقيل من منصبه بطريقة غير مباشرة قبل شهور وحل ليبرمان محله علل رؤيته هذه بالقول ناقدا ساخرا «صار كل واحد من أعضاء الحكومة، وزيرا للأمن- من وزير التعليم لووزير المواصلات لوزير الإسكان.. كلهم صاروا وزراء للأمن ويتناولون مواضيع أمنية. وبعد أيام من اعتراف وزير المواصلات والمخابرات يسرائيل كاتس، شبه الواضح بمهاجمة سوريا، في حديث لإذاعة الجيش دعا رئيس الحكومة لمهاتفة وزير الأمن وتوبيخه على تصريحات ضد كوريا الشمالية. وواصل يعلون انتقاداته «منذ شهور وأنا أحذر من استشراء ظاهرة الثرثرة من قبل وزراء وبشكل غير مسؤول. مرة نعترف بمهاجمة سوريا ومرة أخرى نهاجم كوريا الشمالية . لنفترض أن كوريا الشمالية عضو في محور الشر فهل ينقصنا أعداء ؟.. ولماذا نحتاج القفز على رؤوسنا؟.. وأدلى أحد الوزراء، بقي محجوب الهوية بما هو مشابه، وقال إن «ثرثرة ليبرمان بشأن كوريا الشمالية تشكل خطرا على أمن إسرائيل معتبرا أن الأفضل وقف هذه الثرثرة ويعود إلى التركيز على أمن إسرائيل». ووصف وزير إسرائيلي آخر أقوال ليبرمان بأنها «تفوهات مجنونة.. تدخل إسرائيل في أجندة ومدى صواريخ كوريا الشمالية». لافتا إلى أنه ليس لإسرائيل علاقة بكوريا الشمالية متسائلا ما الذي قفز إلى رأسه.. أليس لدينا ما يكفي من الأعداء؟.. هل اغتال إسماعيل هنية؟ الأفضل أن يتوقف عن ثرثرته غير المتوقفة». وكان ليبرمان دعا في الماضي إلى اغتيال القيادي في حماس، إسماعيل هنية، وإسقاط حكم الحركة في قطاع غزة، وتدمير السد العالي في أسوان في مصر. وانضمت عضو الكنيست شيلي يحيموفيتش، من كتلة «المعسكر الصهيوني» المعارضة للانتقادات التي لم يعقب عليها ليبرمان بقولها: «سيدي وزير الأمن، لدينا ما يكفي من الأعداء حولنا، دعنا نركز عليهم». بينما قال زميلها عضو الكنيست أريئيل مرغليت إن «وزراء اليمين لم يتعلموا الدرس من الضرر الذي تسببوا به جراء الثرثرة حول الهجوم في سوريا؟ وهذا وزير الأمن الذي يتحدث الآن. هذا انعدام مسؤولية». كوريا الشمالية تهدد إسرائيل بـ «عقاب لا يرحم» بعدما نعت ليبرمان أون بـ «المجنون» |
نتنياهو… مبادر أو متآمر Posted: 30 Apr 2017 02:24 PM PDT الحرب القادمة لن تأتي. لأنها أتت. هي هنا واسمها الرسمي «المعركة بين الحروب». تلك التي بعد التي سبقتها وقبل الاخرى. ليست حرب كبيرة مثل التي كانت في العام 1973، بل حرب للصيانة، حرب مؤقتة، حرب على مراحل، بيت قومي بقرض سكني. من أثار الحرب هو بنيامين نتنياهو من خلال افعاله واخفاقاته. رئيس الحكومة المؤقتة برعاية المستشار القانوني افيحاي مندلبليت والنيابة العامة الذين وقتهم في أيديهم برعاية عليا، متواصلة، لملفات التحقيق ضد نتنياهو وزوجته. الهدف المزدوج لنتنياهو هو الحفاظ على كرسيه وعلى سلامة البيت، سلامة بلفور. بديل الانسحاب والخروج بسن ولكن ليس بعين من نفق الشبهات الجنائية، هو الاستقالة القسرية، لكن دون وصمة سوداء. هكذا يستطيع أن يقول لنفسه ولها أن لديهما فرصة الانتخاب للرئاسة بعد ثلاث سنوات عند انتهاء ولاية رؤوبين ريفلين، وعندها سيكون هناك في موقع التحدث والتأثير ـ على الولايات المتحدة ـ وبعد مرور عقد من امتناع ايران عن انتاج السلاح النووي ومع تجدد حلم القصف، لأن السايبر قد يكون ناجع ويمنع القتل المتبادل، لكن بدون مجد فيه. إن ما تحتاجه اسرائيل الآن مثلما كان طوال سنواتها هو قائد له رؤيا وشجاع يستطيع ملاحظة الفرص وترتيب الأولويات، شخصية تعرف كيف تميز بين الفرصة العامة وبين الخطر الخاص. فلكل رئيس حكومة توجد رصاصة واحدة في المسدس السياسي. واذا كان خلافا للروليت الروسية لم يستخدم هذه الرصاصة من اجل التقدم في السلام ـ مع مصر أو الاردن، مع سوريا أو مع الفلسطينيين ـ فانه سيضيع ولايته ويُخل بثقة الاجيال التي لم تولد بعد. في مركز الصراع هناك الرفض العربي للتسليم بوجود دولة اسرائيل. وحتى حرب الايام الستة كان هذا رفض مبدئي ومطلق في أي منطقة أو حدود ـ لكن منذ يوبيل من السنين هذا الرفض معروض للبيع، والمسألة هي مسألة ثمن. الرفض المقابل لاسرائيل لدفع الثمن تسبب بكارثة حرب يوم الغفران. اضافة إلى جميع الملابسات التي يتم تذكرها دائما كمقدمة للحرب، فان تحول سياسة السعودية في صيف 1973 كان تحولا هاما. فحينها وافق الملك فيصل لاول مرة انطلاقا من رؤيته لحل القدس، وهو المكان الثالث في قدسيته بعد مكة والمدينة، على تمويل حرب أنور السادات وحافظ الاسد والاستعداد لفرض حصار للنفط على الغرب. هذا الأمر لم يمنع السعودية، قبل ذلك وفيما بعد ايضا، من العمل إلى جانب اسرائيل ضد أعداء الاستقرار في الخليج. ولكن لم يكن هناك اتفاق اقليمي دون صيغة للسيادة المشتركة في القدس وحرية العبادة للمسلمين في المسجد الاقصى. في بحث مفصل لـ «سي.آي.ايه» حول القدس، الذي أعطي لهنري كيسنجر في 1971 ـ استئناف محادثات الوسيط غونار يارينغ، دعم اقوال السلام للسادات ـ وبتعديل بسيط يمكن تقديم ذلك لدونالد ترامب، حيث وصف تاريخ المدينة قبل قيام الدولة، وفي السنوات التي سبقت حرب الايام الستة وفي فترة ما بعد الحرب. وقد ذُكر أن الحركة الصهيونية لم تصمم على ضم القدس في النصف العبري في خطة التقسيم. «مسألة بدون فرص»، قالوا في حينه في الاستخبارات الامريكية ومجلس الامن القومي. العنوان لم يتقادم. سيطرة المسلمين على الحائط الغربي لم تزعج اسرائيل مدة 19 سنة، ولم تكن في نظرها سببا للحرب. فالوصول اليه كان نتيجة عرضية للازمة مع مصر وفتح الاردن للنار. المفدال دخل إلى أيار 1967 بالقطب الحمائمي في السياسة الاسرائيلية وخرج بعد شهر بالقطب الصقوري. في نسخته الحالية، البيت اليهودي، هو الذي يفرض على نتنياهو التوجه والسرعة. في الجمود النازف الذي يفرضه نتنياهو هناك احتمالان فقط، المبادرة أو المؤامرة. «لا شيء»، ليس هدفا، بل وصفة للحرب الأبدية. أمير أورن هآرتس – 30/4/2017 نتنياهو… مبادر أو متآمر صحف عبرية |
احتفاء شعبي بشيخ الأزهر في عيد العمال والسيسي يتجاهل «المنحة» Posted: 30 Apr 2017 02:23 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: يبدو أن الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، خرج منتصرا بعدما تعرض لحملة هجوم ضارية، شنها إعلاميون مقربون من نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، استمرت قرابة الشهر ووصلت لحد المطالبة بإقالته. مشهد الانتصار تجلى في استقباله في مؤتمر عيد العمال الذي حضره، السيسي، وعدد من المسؤولين، بينهم رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل. فقد خطف شيخ الأزهر الأضواء، بمجرد دخوله قاعة المؤتمر، الذي عقد في أحد الفنادق التابعة للقوات المسلحة في منطقة مصر الجديدة. واستقبل الحضور من العمال، الشيخ فور دخوله القاعة بالتصفيق، ورددوا هتافات باسمه، في مشهد لافت ومغاير عن التحية التي وجهت للشخصيات الأخرى الحاضرة للاحتفالية، فيما رد شيخ الأزهر بابتسامة ملوحا بيده للحضور. وكان الطيب حاز إعجاب الجميع بعد كلمته في مؤتمر الأزهر للسلام بحضور البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، إذ احتفت مواقع التواصل الاجتماعي بكلمة شيخ الأزهر، واعتبر عدد كبير من مستخدميها أن الطيب عبر عن الإسلام الوسطي دون تنازل، ودافع عن الإسلام وهاجم شركات الأسلحة العالمية، وهي المرة الأولى التي يوجه فيها مسؤول ديني عربي اتهامات لشركات الأسلحة بالوقوف خلف التطرف والإرهاب. وفي مؤشر آخر على انتصار شيخ الأزهر في معركته ضد النظام، رفضت محكمة القضاء الإداري في مجلس الدولة، أمس الأول الدعوى التي أقامها عبد الوهاب توفيق التي حملت رقم 2843 لسنة 66 قضائية، والمطالبة بإصدار حكم قضائي بإلزام رئيس الوزراء بإعفاء شيخ الأزهر من منصبه. وقالت المحكمة إن المادة 7 من الدستور نصت على أن شيخ الأزهر مستقل غير قابل للعزل وينظم القانون طريقة اختياره من بين أعضاء هيئة كبار العلماء، هذا يعني أن الدستور ضمن استقلال منصب الأزهر وعدم قابليته للعزل باعتبار الأزهر هو الهيئة العلمية الإسلامية الكبرى التي تقوم على حفظ التراث الإسلامي ودراسته وجعلته المرجع النهائي في كل ما يتعلق بشؤون الإسلام وعلومه وتراثه واجتهاداته كما أن القانون رقم 103 لسنة 1961 بشأن إعادة تنظيم الأزهر والهيئات التي يشملها لم يتضمن أي نص يلزم الجهة الإدارية بإصدار قرار بإقالة شيخ الأزهر من منصبه ومن ثم لا يجوز إصدار قرار بإقالة شيخ الأزهر، ولهذا فإن المحكمة تصدر حكمها بعدم قبول هذه الدعوى لانتفاء القرار الإداري. وفي سياق الصراع بين الأزهر ووزارة الأوقاف قالت الأخيرة في بيان، إن الشيخ عبد الله رشدي، إمام وخطيب مسجد السيدة نفيسة، سيخضع للتحقيق داخل الوزارة. وقالت وسائل مقربة من الشيخ عبد الله إن التحقيق معه بسبب حديثه في برنامج «على مسؤوليتي»، الذي يقدمه الإعلامي أحمد موسى، ورفضه تكفير أعضاء تنظيم «الدولة الإسلامية»، حيث قال رشدي: «أنا لا أستطيع فتح باب التكفير يمكن أن أقول إن الإرهابيين مجرمون ولهم جزاؤهم لكني لا أستطيع تكفيرهم». وظهر، منذ أسبوع في برنامج «على مسؤوليتي»، المُذاع على قناة صدى البلد، وظهر بشكل مدافع عن مؤسسة الأزهر، فيما هاجم لواء أمن، شارك في الحلقة المؤسسة الدينية. وردت وزارة الأوقاف في بيان آخر، قالت فيه، إن «إحالة الشيخ عبد الله رشدي إلى التحقيق لا علاقة لها على الإطلاق بتعبيره عن رأيه أو ظهوره الإعلامي، إنما تتعلق بإخلاله بمهامه الوظيفية المكلف بأدائها بناء على مذكرة الشيخ خالد خضر وكيل الوزارة بأوقاف القاهرة التي تضمنت مخالفات إدارية، تخل بأداء عمله كإمام لمسجد هام كالسيدة نفيسة، منها على سبيل المثال لا الحصر قيامه بالتوقيع في دفتر الحضور والانصراف في وقت لم يكن موجودًا فيه بالمسجد، وشأنه في ذلك شأن أي إمام أو موظف يخل بمهام وظيفته مهنيًا». إلى ذلك، تجاهل السيسي، مطالب العمال بالحصول على منحة في عيد العمال، كما تعودوا في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك. وقد خرج أحد العمال موجها حديثه للرئيس المصري هاتفا «المنحة ياريس»، الأمر الذي قابله السيسي بالضحك، ورد قائلاً : «حاضر»، لكنه وبعد أن ألقى كلمته المكتوبة، التي استغرقت عشر دقائق، لم يذكر أي شيء عن المنحة، مشيراً إلى أنه قرر دعم «صندوق الطوارئ»، المخصص لكفالة الحالات الطارئة بين العمال، بمئة مليون جنيه، من صندوق «تحيا مصر». وقال: «تحدثنا السنة الماضية عن صندوق الطوارئ ونحتاج دعمه هذا العام بمبلغ 100 مليون جنيه من صندوق تحيا مصر». ووجه السيسي في كلمته مناشدة لأصحاب الأعمال، قائلا: «أناشد أصحابَ الأعمال الشرفاء الاستمرار في حل المشكلات التي تواجه عمالهم وصونَ حقوقهم والاضطلاع بمسؤولياتهم الاجتماعية تجاه الوطن، وليتذكر كل منا أننا شركاء في هذا الوطن، وأن مصيره في يدنا نكتبه جميعًا باجتهادنا وعملنا وتكاتفنا». كما تحدث عن المواجهة التي تخوضها مصر ضد الإرهاب موضحاً: «لقد عانت مصر خلال السنوات الماضية، شأنها في ذلك شأن غالبية دول المنطقة، من تحدياتٍ خطيرة، ذات أبعاد اقتصادية واجتماعية وسياسية، ولعلكم تعلمون جسامة تلك التحديات، وتعلمون أنه لا سبيل للخروج منها إلى بر الأمان سوى بالعمل الجاد والمستمر». وأعلن السيسي توجيهه بالانتهاء من حزمة التشريعات العمالية المنظمة لقضايا العمل والعمال والاستثمار، لتوفير مناخ من الاستقرار والطمأنينة في العلاقة بين طرفي العملية الإنتاجية. وقال: «أتطلع إلى انتهاء البرلمان في أقرب وقت ممكن من إصدار هذه التشريعات، لنبدأ خطوات التطوير ونجتاز معاً تلك المرحلة بنجاح.. ونُرسي دعائمَ النمو والتقدم والتنمية الشاملة». احتفاء شعبي بشيخ الأزهر في عيد العمال والسيسي يتجاهل «المنحة» تامر هنداوي |
إسرائيل تتهم ألمانيا بترتيب «صفقة» مع العرب وأوروبا حول قرار جديد لليونسكو بشأن القدس Posted: 30 Apr 2017 02:23 PM PDT رام الله – «القدس العربي»:ازداد التوتر بين إسرائيل والمانيا حول سياسة حكومة الاحتلال في الموضوع الفلسطيني إذ يدعي مسؤولون كبار في وزارة الخارجية الإسرائيلية أن المانيا لم تساعد على إحباط قرار معاد لإسرائيل في اللجنة الإدارية لليونسكو حول القدس ومقدساتها يتوقع أن يتخذ غدا الثلاثاء، بل دفعت بكل قوة من أجل التوصل إلى تسوية مع الدول العربية، تسمح لدول الاتحاد الأوروبي بعدم التصويت ضد القرار. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الإسرائيلية إن النائب السياسي لمدير عام وزارة الخارجية الون اوشفيز، أجرى في الاسبوع الماضي محادثة صعبة مع السفير الالماني لدى إسرائيل كالمانس فون غيتسا، احتج خلالها بشدة على سلوك المانيا في موضوع القرار المعادي لإسرائيل في اليونسكو. وجرت المحادثة بعد يومين من الأزمة التي أحدثها قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلغاء اللقاء مع وزير الخارجية الالماني زيغمار غابرييل. ونوقشت خلال المحادثة مسألة إلغاء اللقاء أيضا، فوصل الجدال إلى مستويات عالية وإلى تبادل اتهامات. ورفض الناطق بلسان الخارجية عمانوئيل نحشون التطرق إلى الموضوع فيما لم تعقب سفارة المانيا. يشار إلى أن اليونسكو ستجري تصويتا على مشروع قرار في موضوع القدس غدا الثلاثاء. وخلافا للقرارات السابقة التي تجاهلت بشكل مطلق الرابط بين اليهود والحرم القدسي، بل التشكيك بعلاقة اليهود بالحائط الغربي، يعتبر القرار الجديد أكثر تعقيدا. والسبب في تخفيف حدة القرار يكمن في الاتفاق الذي توصل إليه سفير الاتحاد الأوروبي في اليونسكو مع الفلسطينيين والدول العربية، بدعم الماني. وتزعم المصادر الإسرائيلية أنه وفي إطار «الصفقة» وافق الفلسطينيون والعرب على تقديم تنازلات ملموسة، في مقدمتها شطب أي ذكر أو تطرق إلى المسجد الأقصى أو الحرم الشريف، من نص القرار. والأجزاء التي تم شطبها هي تلك التي أغضبت إسرائيل وجعلتها تجمد تعاونها مع اليونسكو. كما أضيفت إلى نص القرار عبارة تقول إن القدس مهمة للديانات السماوية الثلاث: اليهودية، المسيحية والإسلامية. ورغم التخفيف الملموس في نص القرار، إلا أن إسرائيل لم ترض عن «الصفقة» بين الأوروبيين والعرب. والسبب الأول لذلك هو أن القرار بقي سياسيا ولا يزال ينتقد إسرائيل. كما أن القرار لا يزال يعتبر إسرائيل «قوة محتلة» في كل ما يتعلق بالقدس، ولا يعترف بضم القدس الشرقية إلى إسرائيل وينتقد بشدة الحفريات التي تنفذها إسرائيل في القدس الشرقية وفي محيط البلدة القديمة، كما ينتقدها بسبب الأوضاع في غزة وسلوكها في الحرم الابراهيمي وفي قبر راحيل في بيت لحم. والسبب الثاني، وربما الأهم الذي سبب الغضب لإسرائيل هو أن «الصفقة» شملت مقابلا أوروبيا وهو موقف موحد لكل دول الاتحاد الأوروبي (11 دولة) الأعضاء في إدارة اليونسكو، ينص على الامتناع أو دعم القرار خلال التصويت الذي سيجري يوم الثلاثاء. في مثل هذه الحالة سيتقلص بشكل دراماتيكي عدد الدول التي ستصوت ضد القرار، وبالتالي سيحظى بالشرعية. وقال مسؤولون كبار في وزارة الخارجية ان إسرائيل اعتقدت أن ألمانيا، وكما فعلت في كل القرارات السابقة، ستعارض أي قرار معاد لإسرائيل مهما كان نصه، بل ستساعدها على تجنيد دول أوروبية أخرى لكي تعارض. لكن الالمان قرروا الدفع نحو التسوية مع العرب وصياغة إجماع أوروبي، الأمر الذي قلص مجال المناورة الإسرائيلي بشكل دراماتيكي. وخلال المحادثة بين اوشفيز والسفير الالماني، والمحادثات التي جرت بين دبلوماسيين إسرائيليين والمان، ادعى الالمان أن الخطوة التي قادوها ساعدت إسرائيل لأنه تم تخفيف مشروع القرار بشكل كبير. وقال مسؤول إسرائيلي إن الرد على ذلك أن حقيقة كون القرار أقل سوءا مما كان عليه في السابق لا تثير العزاء. وقال مسؤول إسرائيلي رفيع آخر إن الرد الذي تم نقله إلى الالمان يقول إنه «إذا لم يكن هناك مكان للسياسة في اليونسكو، فهذا يعني أنه لا مكان للسياسة. لماذا تتعاونون مع قرار سياسي ولماذا تساعدون على تجنيد إجماع أوروبي حول هذا القرار؟». وقال دبلوماسيون من إسرائيل إن الخطوة الالمانية جاءت قبل الأزمة التي رافقت زيارة وزير الخارجية إلى إسرائيل. ومع ذلك، أضافوا، أن المواجهة بين نتنياهو وغابرييل في موضوع اللقاء مع نشطاء يكسرون الصمت، زادت من صعوبة إقناع الالمان بالتوقف عن السعي للتسوية مع العرب. وقال دبلوماسي إسرائيلي: «لقد فهمنا في الأيام الأخيرة أن قدرتنا على استخدام المانيا لكي تساعدنا سياسيا ليست واردة». إسرائيل تتهم ألمانيا بترتيب «صفقة» مع العرب وأوروبا حول قرار جديد لليونسكو بشأن القدس تفاقم الأزمة بين تل ابيب وبون |
الاقتتال الفصائلي يعمق جذور الخلافات في غوطة دمشق ويعبد الطريق أمام النظام السوري لمزيد من التقدم Posted: 30 Apr 2017 02:23 PM PDT دمشق ـ «القدس العربي»: بينما تواصل قوات النظام قصفها المدفعي والجوي للمناطق الخارجة عن سيطرتها في دمشق وغوطتها الشرقية، في إطار محاولاتها التقدم والاستحواذ على مناطق جديدة، وأهمها حي القابون، تنشغل فصائل المعارضة السورية في المناطق الأكثر حساسية، ضمن طول العاصمة، بمعارك السلطة وسيادة القطب الواحد. وفي هذا الصدد أصدرت «هيئة تحرير الشام» بياناً تتهم فيه «جيش الإسلام» بالغدر والاعتداء، وتصفية المعتقلين وقصف المدنيين، حيث جاء في بيانها الذي نشرته عبر وسائل التواصل الاجتماعي «بعد سلسلة طويلة من التحريض الممنهج، والتجهيز الأمني، والتحرك المتتابع، لاستقطاب شباب الغوطة وزجهم في معارك جانبية، تصب في صالح النظام النصيري وحلفائه، قام فصيل جيش الإسلام بجولة جديدة من الغدر والاعتداء على المجاهدين، وطلبة العلم في غوطة دمشق، بدأ تحركهم عند ابلاغ حاجز فيلق الرحمن على مدخل مسرابا، أنهم يريدون أن يمروا برتل يؤازر المجاهدين في القابون، وعندما مر الرتل ودخل عربين، بدأوا بشكل مباغت بمحاصرة مقراتنا الحيوية، ويترافق ذلك مع تحرك خلاياهم، ودخول المدرعات من محاور «الاشعري – بيت سوا – مديرة» وبعد محاصرة مقراتنا بدأوا بالتصفيات الميدانية للأسرى، وقنص وقتل المارة من عوام الناس، يأتي هذا الفعل الآثم من قبل فصيل جيش الإسلام في ظل انشغال المجاهدين وقواهم على جبهات القابون وجوبر وهم يصدون تقدم النظام». فيما خاطب جيش الإسلام «فيلق الرحمن» ببيان رسمي، بأنهم «عازمون على حل «فتح الشام» في الغوطة، وتقديم متزعميه للقضاء وانهاء الفكر الدخيل الذي جرّ على الثورة الويلات، وجاء في البيان «مهما بلغت الخلافات بين جيش الإسلام وفيلق الرحمن، ستبقى جانبية وثانوية» مطالباً بأن يكون الفيلق عوناً لهم في القضاء على هيئة تحرير الشام، أو اتخاذ موقف الحياد، جاء ذلك بعد بيان جيش الإسلام الذي اتهم فيه «هيئة تحرير الشام» بالبغي والاعتداء، جاء فيه «ان فصيل هيئة تحرير الشام، أبى إلا الاستمرار في بغيه علينا، بشكل متكرر، وتصعيد دائم، من قطعه للطريق، واعتدائه على المؤازرات المتوجهة للجبهات، وعرقلة واضحة للمجاهدين، واهانتهم على حواجزهم أثناء توجههم لأداء مهامهم في صد هجمات عصابات الأسد. ولم تنفع كل الجلسات والواسطات في لجم هذه الممارسات ولا التخفيف منها، بل زادت وتيرتها في المرحلة الأخيرة، تزامنا مع المعارك الطاحنة التي يخوضها جيش الإسلام، على جميع جبهاته الشرقية والغربية في أحياء دمشق العاصمة وكان آخر هذه الاعتداءات اعتقال مؤازرة كاملة الليلة الماضية كانت متوجهة نحو جبهة القابون المشتعلة، وأحياء دمشق الشرقية، مما استدعى قوات جيش الإسلام للتعامل مع هذا الاعتداء ورد هذا البغي بحزم ومسؤولية لاطلاق سراح هذه المؤازرة التي تم اختطافها من قبل مسلحي هيئة تحرير الشام وإيقاف هذه الممارسات الغاشمة اللامسؤولة من قبلهم». بدوره اعتبر «فيلق الرحمن» في بيان له، ان جيش الإسلام قد أعد وحشد لأسابيع «للاعتداء على فيلق الرحمن في بلدات الغوطة الشرقية، وحضّر لذلك الذرائع والرواية الإعلامية، التي يسوق بها لفعلته وغدره». مصادر ميدانية تحدثت لـ «القدس العربي» بأن ما تقوم به الفصائل التي تعتبر أصحاب القضية السورية وأصدقاءها، خرّب جهود الأعوام السابقة، ونكث وخان الثورة ودماء الشهداء، بمعارك أسبابها الحقيقية تعود لحب السطلة والنفوذ، وفرض السيادة والخلافات الفكرية، مضيفاً «جيش الإسلام وسّع من نطاق عملياته ليشمل فيلق الرحمن، فيما دخلت فعاليات أهلية في الوساطة بين الفصائل المتناحرة ضمن مساعيها لإيقاف نزيف الدماء، حيث أدت المعارك المندلعة منذ أيام إلى مقتل حوالي 50 مقاتلاً على الأقل، واستخدام الدبابات والأسلحة الثقيلة في ما بينهم». وأكدت المصادر «التي فضّلت حجب اسمها» لـ «القدس العربي»: نجاح جيش الإسلام في التغلغل داخل بلدات الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها بقية الفصائل وعلى رأسها جبهة «فتح الشام» بعد أشهر طويلة جعلت جيش الإسلام متقوقعاً داخل معقله الرئيسي في مدينة «دوما» أكبر بلدات الغوطة الشرقية. وحسب المصادر فإن «جيش الإسلام» تمكن بقوته النارية والبشرية من القضاء على أكثر من 70% من قوة جبهة فتح الشام، والسيطرة على مقار عسكرية وأسلحة مختلفة خلال حملته العسكرية المستمرة، بعد ان زج فيها بأعداد ضخمة، مشيرة إلى إن جيش الإسلام على ما يبدو لا رغبة لديه بالتهدئة والرجوع قبل انهاء جبهة «فتح الشام» من كامل الغوطة. فيما اعتبر ناشطون موالون لجيش الإسلام في الغوطة الشرقية بأن «استئصال القاعدة من الغوطة الشرقية واجب وطني وضرورة ثورية»، معتبرين ان «جبهة فتح الشام» هي العدو الحقيقي للثورة السورية»، حسب وصفهم. الاقتتال الفصائلي يعمق جذور الخلافات في غوطة دمشق ويعبد الطريق أمام النظام السوري لمزيد من التقدم هبة محمد |
فرنسا: تصاعد حملة قطع الطريق أمام مرشحة اليمين المتطرف Posted: 30 Apr 2017 02:22 PM PDT باريس ـ «القدس العربي»: تتزايد التحذيرات من وصول مارين لوبان مرشحة اليمين المتطرف، للحكم، بالدعوة للتصويت لصالح مرشح حركة إلى الأمام، إيمانويل ماكرون، في جولة الإعادة التي ستجرى الأحد المقبل. وأطلقت 61 جمعية ومنظمة غير حكومية فرنسية عريضة يوم أمس الأحد نشرت في جريدة لوجورنال دوديمانش، حذرت فيها من فوز مارين لوبان، وحملت عنوان «يجب ألا نبقى متفرجين»، ومن بين الموقعين، منظمة أتاك، وأطباء العالم وأوكسفام فرنسا، ورابطة حقوق الإنسان، وغرين بيس فرنسا وفرنسا أرض اللجوء ومنظمة الإغاثة الإسلامية ومنظمة شيربا، ومنظمة الشبيبة المسيحية. وجاء في العريضة «بعد أيام سنختار رئيسا لبلادنا لخمس سنوات، قد تكون للأفضل وقد تكون للأسوأ، وأمام الرهانات التي تمثلها، أردنا كمجتمع مدني أن ندق ناقوس الخطر من أجل الدفاع عن قيم بلدنا التي تتمثل في المساواة والحرية والعدالة الاجتماعية». وأضاف الموقعون «علينا أن ننهض جميعا للوقوف ضد الذين ينادون برفض الآخر والانطواء على الذات، ويهدودن قيمنا، ويريدون التمييز بين المواطنين» في إشارة إلى اليمين المتطرف. كما اعتبرت العريضة، أنه إذا كان «المستقبل الأفضل غير مضمون» مع المرشح ماكرون، فإن «الأسوأ بات ممكنا مع مارين لوبان». كما انبرت عدة شخصيات سياسية وفنية ورياضية ونقابية للتحذير من لوبان ودعت للتصويت صراحة لإيمانويل ماكرون. ومن أهم السياسيين المعروفين الذي دعوا للتصويت لماكرون خلال اليومين الأخيرين، الوزير السابق ومؤسس حزب «اتحاد الديمقراطيين المستقلين» جان لوي بورلو،، الذي اعتزل السياسة منذ عدة سنوات وكرّس جل وقته لمساعدة إفريقيا على النهوض خصوصا في ما يخص توفير الكهرباء لساكنتها. وفي حوار مع صحيفة لوجورنال دو ديمانش، أبدى بورولو عزمه «تقديم المساعدة لماكرون»، ودعا إلى «تحالف التقدميين من أجل قطع الطريق أمام اليمين المتطرف». وأضاف بورلو: «أراهن على ماكرون لأنه يمثل الحداثة والجرأة والرغبة في تحديث الحياة السياسية في بلادنا. ماكرون يرغب بتوحيد القوى الحية من أجل تطوير المشروع الأوروبي أما لوبان فتريد تقسيم المجتمع الفرنسي وتقسيم أوروبا، والخروج من منطقة اليورو». وأكد أنه يريد مساعدة ماكرون بكل ما أوتي من قوة للفوز»ليست لديّ أطماع أو نوايا. إذا ما احتاج لي فأنا مستعد وسأشمر على ساعدي لأقدم له كل المساعدة ولن أدخر أي جهد في ذلك». كما حذر دانييل كورديي، السكرتير السابق لجان مولان، العسكري والمقاوم الفرنسي المعروف ضد النازية، من فوز اليمين المتطرف، ودعا للتصويت لماكرون. واعتبر كورديي أن استخدام مارين لوبان للمرجعية الدوغولية «خديعة كبرى»، ووصف فرضية فوزها بالأمر «الفظيع». وقال:»لوبان تمثل الرجعية وكل الأمور التي وقفنا ضدها أيام المقاومة، وعودة تلك الأفكار، أعتبره أمرا مرعبا». ودعا، روبير بادنتر، وزير العدل الاشتراكي الأسبق، للتصويت لصالح مرشح حركة إلى الأمام، وأكد أن «الانتخابات الرئاسية لم تحسم بعد، وأن فوز مارين لوبان بات ممكنا». وحذر القيادي الاشتراكي من أن «الامتناع عن التصويت» في جولة الإعادة سياعد مارين لوبان للوصول للحكم. وقال أن برنامج لوبان «خطير ويهدد قيم العيش المشترك في بلادنا، لأنه مبني على الإقصاء والتمييز والعنصرية». وانتقد بادنتير موقف جان لوك ميلانشون زعيم الحزب الراديكالي اليساري، الذي امتنع عن إعطاء توجيه لأنصاره، وقال: «إذا كان موقفا تكتيكيا، فهو خطأ سياسي، أما إذا كان قناعة سياسية، فالأمر أكثر خطورة». وبمناسبة عيد العمال، اليوم الاثنين، والذي سيعرف تظاهرات حاشدة في فرنسا للنقابات العمالية، دعا فيليب مارتينيز الأمين العام لنقابة «سي جي تي» اليسارية، يوم أمس الأحد، إلى التصويت بكثافة ضد اليمين المتطرف، لكنه امتنع عن الدعوة للتصويت صراحة لإيمانويل ماكرون. في المقابل دعت نقابة «سي إف دي تي» بشكل صريح للتصويت لصالح إيمانويل ماكرون. ودعا مارتينيز إلى «الوقوف سدا منيعا في وجه الجبهة الوطنية» وأضاف «يتعين ألا تحصل لوبان ولو على صوت واحد من أصواتنا». يشار إلى أن أكبر نقابة للشرطة الفرنسية دعت بدورها إلى «التصويت بكثافة لصالح ماكرون وقطع الطريق أمام اليمين المتطرف»، رغم كل محاولات مارين لوبان اللعب على وتر التهديدات الإرهابية وتعهدها بتوفير آلاف الوظائف في صفوف قوات الأمن في حال فوزها. في الميدان الرياضي، دخل النجم السابق للمنتخب الفرنسي ومدرب نادي ريال مدريد، زين الدين زيدان على خط الانتخابات الرئاسية، بعدما دعا الفرنسيين إلى «تجنب التصويت لمارين لوبان». وسبق لزيدان أن اتخذ موقفا مشابها خلال الانتخابات الرئاسية عام 2002 حين وصل والد مارين لوبان، جان ماري لوبان للدور الثاني أمام جاك شيراك. وردت لوبان على دعوة زيدان بشكل ساخر « زيدان خائف على ثرواته التي راكمها، لهذا يدعو للتصويت لماكرون الذي يحمي الأغنياء من أداء الضرائب». فرنسا: تصاعد حملة قطع الطريق أمام مرشحة اليمين المتطرف هشام حصحاص |
الأسير القائد عثمان يونس مضرب رغم مرض سرطاني Posted: 30 Apr 2017 02:22 PM PDT ولد الأسير عثمان إبراهيم أسعد يونس، في قرية سنيريا في محافظة قلقيلية شمال غرب الضفة الغربية. وهو يقضي أربعة أحكام مؤبدة قضى منها حتى الآن أربعة عشر عاماً. والأسير من مواليد 14 مارس/ آذار 1974، واعتقل في 26 اغسطس/ آب 2003. قرر الأسير عثمان الانضمام إلى الإضراب عن الطعام وهو يعاني من ورم في حنجرته، وكان قد تعرّض لمحاولة اغتيال قبل اعتقاله وأصيب على إثرها بأربع وعشرين رصاصة، أدّت هذه الرصاصات إلى استئصال أجزاء من البنكرياس والطحال، وأربعة أمتار من الأمعاء، وربع المعدة، كما أصيب في إحدى عينيه وإحدى كفيه، ويمارس حياته بيد واحدة. ورغم كل ذلك قرر عثمان يونس، وهو الذي يعيش أصلاً على الحليب، أن يدخل الإضراب مع رفاقه الأسرى. الأسير القائد عثمان يونس مضرب رغم مرض سرطاني من قادة الإضراب في سجون الاحتلال |
كتالوغ توزع السوريين في تركيا…لاجئون يستنسخون مدنهم في تركيا Posted: 30 Apr 2017 02:21 PM PDT غازي عنتاب ـ «القدس العربي»: منذ ست سنوات وحتى الآن، وصل السوريون إلى تركيا بأعداد كبيرة حتى بلغ عددهم حالياً حوالي 3 ملايين لاجئ تتمركز غالبيتهم وحسب مؤسسة الإحصاء التركية في مدينة اسطنبول التي حققت أعلى نسبة تواجد، تليها مدينة غازي عينتاب ومن ثم أنقرة وأخيراً هاتاي. ويضاف إلى المدن السابقة الذكر مرسين وكيليس وديار بكر وإزمير وأضنة وقونيا. وكان التفكير المبدئي لدى السوريين بأن هذه الإقامة ستكون مؤقتة، ولكن رحلة الهروب المؤقت من الحرب والموت تحولت إلى حياة دائمة في بلد لا يشعر معظمهم أنهم مختلفون عن بلدهم على اختلاف أسباب كل شخص، ففي المدن التركية المكتظة بالسوريين، قد يمر أسبوع كامل لدى البعض من دون أن يضطر للإحتكاك بالمواطنين الأتراك، ومع طول مدة الإقامة اختار البعض من أهالي كل مدينة سورية الإستقرار في ولاية معينة في تركيا وسنستعرض في هذا التقرير أماكن تمركز السوريين في تركيا بشكل تقريبي، ولا يُراد أن يُفهم من هذا التقريرأنه يقدم دراسة احصائية عن توزع اللاجئين لكنه يقدّم نماذج وأمثلة مبنية على مشاهدات وآراء. غازي عنتاب توأمة حلب حالة (التوأمة) التي جمعت حلب بغازي عنتاب ليست بجديدة رغم أنها قد تبلورت أكثر بعد إنطلاق الثورة فمنذ عام 2008 يُقام في مدينة حلب كل عام (مهرجان غازي عنتاب الثقافي) ضمن إتفاقية التوأمة الموقعة بين المدينتين للتعريف بالمخزون الثقافي والحضاري الذي تتمتعان به لذلك لم يكن غريباً أن يستقر معظم الحلبيين في غازي عنتاب، تلك المدينة التي ترشدك معظم طرقاتها إلى حلب، ويتشارك سكان المدينتين بعض العادات والتقاليد بل وحتى المأكولات كـ (اللحم بعجين العنتبلي) كما يحلو للحلبيين تسميته . يضاف إلى ذلك الإرتباط التاريخي الذي تتداخل معه العائلات وبعض الحِرَف والصناعات والتشابه العمراني بين قلعتي المدينتين والأسواق التجارية والشوارع، حتى أن الكثير من الحلبيين أطلقوا أسماء أسواق وشوارع في حلب على مثيلاتها في غازي عنتاب، كنوع من التأكيد على الإرتباط الوثيق بين التوأمتين. وبسبب القصف الدائم التي تعرضت له حلب من قبل النظام وحلفائه، هربت رؤوس الأموال من المدينة، واستقرت نسبة كبيرة من هذه الأموال في مدينة غازي عنتاب التركية. واستطاع الحلبيون خلال فترة وجيزة إطلاق العديد من المشاريع الاستثمارية، مثل تصنيع الزيوت والصابون والنسيج، ويعمل فيها العديد من السوريين والأتراك. جهاد، اللاجئ الحلبي يعتبر أن وجوده في عنتاب يُشعره بقربه من وطنه ومدينته، يقول لـ»القدس العربي»: «رغم أن البعض يقول إن العيش في المدن التركية الكبرى أفضل لتوافر فرص عمل أكثر، لكنني أفضل العيش في غازي عنتاب، فأنا أستنشق هواء حلب فيها وسيكون من السهل أن أعود لوطني عندما تتحسن الأحوال بسبب قرب المسافة». دمشق اسطنبول الصغرى لطالما ردد السوريون الذين استقروا في اسطنبول، أن دمشق هي اسطنبول الصغرى ورغم أن هذا الكلام غير دقيق بالمعنى الحرفي، لكن ما يبرره هو حالة الإرتباط والألفة التي شعر بها «الشوام» في اسطنبول لاسيما القادمون من الأحياء الشامية القديمة والأثرية هؤلاء وجدوا في منطقة (الفاتح) تحديداً والتي تقع في القسم الأوروبي من المدينة وتجمع بين قارتين، ملاذاً أمناً يخفف عنهم غصة الابتعاد عن الوطن والحنين له. عبد الحي لاجئ سوري كان يسكن في حي الميدان الدمشقي، اختار اسطنبول ومنطقة الفاتح تحديداً ليسكن فيها، لقربها من طبيعة وأجواء دمشق القديمة والملامح المتشابهة مثل الأسواق والشوارع ذات الأرضية الحجرية. يقول عبد الحي: «يرغب معظم السوريين وتحديداً الشوام السكن بمنطقة الفاتح التي تشبه إلى حد كبير في طبيعتها وأهمية موقعها منطقة الجسر الأبيض في دمشق حيث أن الوصول إلى مناطق كتقسيم وأكسراي وتوب كابي وغيرها لا يحتاج لركوب المواصلات». وساهم انتشار العديد من المطاعم في أحياء الفاتح وأكسراي ويوسف باشا، والتي كان يعرفها الدمشقيون في مدينتهم سابقاً، بتعميق حالة الإرتباط والألفة بينهم وبين مدينتهم الجديدة كمطعم ليالي شامية وباب الحارة والطربوش وشاورما أنس وغيرها الكثير، والتي تقدم المأكولات الشامية التقليدية في أجواء وديكورات تُشعر الزائر وكأنه في دمشق. ولمسجد الفاتح الذي بُني عام 1463 بأمر من السلطان محمد الفاتح، أهمية كبيرة لأهالي دمشق نظراً لأهميته التاريخية فهو لا يُعد فقط مكاناً دينياً بل هو مركز إجتماعي أيضاً حيث يضم، مدارس، ومكتبة، ومستشفى، ومكاناً لمبيت المسافرين، ومن يتجوّل في ساحة المسجد سيجد الكثير من العائلات الدمشقية المجتمعة هناك في محاولة لإعاد إنتاج أجواء المسجد الأموي. يجلسون هناك ويتبادلون الأحاديث عن وطنهم وهم يتمتمون بدعوات تعجّل بعودتهم لمدينة الياسمين. عاصي أنطاكيا وعاصي جسر الشغور يعدّ إقليم هاتاي جنوب تركيا الوجهة الأساسية للسوريين الذين أتوا من محافظة ادلب، ويعود ذلك لعدّة أسباب، منها هو أن سكان هذا الإقليم من الأتراك يتحدثون اللغة العربية بطلاقة لأن معظمهم يتحدر من أصول عربية، وذلك حسب الشاب محمد شحادة أحد أبناء مدينة جسر الشغور في إدلب. أما السبب الثاني فهو بسبب قرب إقليم هاتاي من الحدود السورية، الأمر الذي يشكّل بارقة أمل للسوريين الذين عادة ما يقولون «لمّا تستقر الأمور بسوريا، بساعة أو ساعتين منوصل لبيوتنا». يقول محمد أن لأهالي جسر الشغور حكاية مع مدينة أنطاكيا « عاصمة إقليم هاتاي»، حيث يعتبر أغلب هؤلاء أنطاكيا بمثابة تؤأم مدينتهم التركي، فبالإضافة إلى المسافة التي لا تتجاوز المئتي كم بين المدينتين والتشابه الكبير بالمناخ والطبيعة الجغرافية، تتشاطر المدينتان قاسماً مشتركاً أكبر وهو نهر العاصي. ويضيف محمد: «كثيراً ما يرى المتجوّل في شوارع أنطاكيا، رجالاً ونساءً من أهالي جسر الشغور يلتقطون صوراً لأنفسهم بالقرب من عاصي أنطاكيا يقارنون فيها صورهم القديمة على عاصي الجسر، ودائماً تكون الغلبة في الجمال والنقاوة لعاصي الجسر من وجهة نظرهم». حارة (اللوادْءَة) في مرسين يعرف أغلب السوريين المتواجدين في مدينة مرسين الساحلية حارة (اللوادءة) نسبة لمدينة اللاذقية على الساحل السوري وهو شارع كبير وسط سوق المدينة، سكان هذا الحي ليسوا جميعاً لاجئين فالكثير منهم مستقر في مرسين منذ سنوات طويلة، حتى أن الجيل الجديد منهم بالكاد يتحدث اللغة العربية. تعتبر مدينة مرسين عموماً وجهة لكل سوري قادم من مدن الساحل لتشابه المناخ والجو العام وانتشر العديد من المطاعم ومحلات الحلويات التي تقدم حلوى (الجَزَريّة) التي تشتهر بها مدينة اللاذقية تحديداً. الطابع السياحي لمرسين جعلها نقطة جذب لأصحاب رؤوس الأموال من تجار حلب ودمشق إضافة لأهالي المدن السياحية ويعمد هؤلاء لافتتاح مشاريع صغيرة تتعلق بالسياحة والنقل والعقارات والمطاعم. ويحاول كل سوري أن يخلق بيئة شبيهة لتلك التي تربى وعاش بها في سوريا، ولكن في قلب كل سوري حنين (لأول منزلِ). كتالوغ توزع السوريين في تركيا…لاجئون يستنسخون مدنهم في تركيا نسرين أنابلي |
الأميرة سمية بنت الحسن تشارك في جلسة حول العلم من أجل السلام للتحضير للمنتدى العالمي للعلوم في الأردن Posted: 30 Apr 2017 02:21 PM PDT نيويورك (الأمم المتحدة) – «القدس العربي»: أكدت الأميرة سمية بنت الحسن، رئيسة الجمعية العلمية الملكية الأردنية ورئيسة المنتدى العالمي للعلوم لعام 2017، على أهمية إبراز دور الشباب والمرأة العلمي من أجل السلام في العالم. جاء هذا التصريح في بيان ألقته الأميرة سمية في جلسة رفيعة المستوى عقدت بمقر الأمم المتحدة بنيويورك وذلك تحضيراً للمنتدى العالمي للعلوم الذي سيعقد في تشرين الثاني/نوفمبر في الأردن. والمنتدى العلمي العالمي هو اجتماع يعقد كل عامين كانت قد بدأته أكاديمية العلوم الهنغارية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بدعم من حكومة هنغاريا. ويعد هذا المنتدى من أهم تجمعات المجال العلمي، ويعقد هذا العام في العاصمة الأردنية، عمان. وأعربت الأميرة سمية عن سعادتها لاستضافة المنتدى في بلد عربي ولأول مرة في الشرق الأوسط، وقالت: «تحت عنوان العلم من أجل السلم، سنتحدث عن جميع المواضيع مثل الفقر والبطالة والمجاعة وطبعاً عن التمدن والطاقة والمياه. وكل هذه المواضيع نعتبرها فوق قطرية وآن الأوان لأن نتحدث عنها جميعا، وذلك من أجل الإنسانية». والمنتدى سيكون منصة انطلاق للتعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار على مستوى العالم، وسيُقدم للأردن فرصاً غير مسبوقة في قطاع العلوم لإبراز المواهب العربية وتسليط الضوء على التحديات التي تحتاج إلى حلول علمية بحتة. ويضم المنتدى مجموعة فريدة من أبرز العلماء والقادة السياسيين وصانعي القرار ومستثمري البحوث والتنمية وقادة وسائل الإعلام والمجتمع المدني من أكثر من مئة بلد حول العالم. وستتناول الجلسات العامة الإدارة الذكية للموارد من أجل الاستدامة والإنصاف في إطار العلاقة بين الطاقة والمياه، وأوجه الترابط بين العلم والأمن الغذائي في ما يتعلق بتغذية العالم على نحو مستدام ومنصف، وتعزيز الإدماج من خلال العلم والتعليم، وفرص وتحديات التحول الرقمي، وبناء القدرة على الصمود في عالم مترابط. والأميرة سمية هي البنت الثانية للأمير الحسن بن طلال وترأس مجلس أمناء جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا، وتعمل بنشاط في الشؤون الداخلية للجامعة لتصبح مركزاً لتكنولوجيا المعلومات في المنطقة. الأميرة سمية بنت الحسن تشارك في جلسة حول العلم من أجل السلام للتحضير للمنتدى العالمي للعلوم في الأردن عبد الحميد صيام |
لبنان: «حزب الله» محرج بين حليفيه عون وبري… ونصرالله يحدّد غداً الموقف من قانون الانتخاب Posted: 30 Apr 2017 02:20 PM PDT بيروت ـ «القدس العربي»: يشهد هذا الأسبوع محطتين بارزتين: الأولى يوم غد مع إطلالة الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله والتي يُحدد خلالها موقف الحزب من مستجدات الاستحقاق الانتخابي في ضوء سعي الحزب إلى توافق على قانون انتخاب يجنّب أي خلاف بين حلفائه وخصوصاً بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والتيار الوطني الحر من جهة ورئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يقف في جبهة واحدة مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط والذي بات يعتبر بري الحليف الأمين بعد الخلاف بين جنبلاط ورئيس الحكومة سعد الحريري حول صيغة التأهيلي لقانون الانتخاب والذي وصفه النائب غازي العريضي بالخلاف الجوهري ، مذكّراً بأن وزراء الحزب التقدمي الاشتراكي تحفّظوا في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي على اعتماد النسبية التي كان يرفضها تيار المستقبل غـير المـمثل في الحكومة آنـذاك. المحطة الثانية هي جلسة مجلس الوزراء يوم الخميس حيث سيكون قانون الانتخاب أول بند على جدول الأعمال مع خشية لدى الرئيس بري والنائب جنبلاط من حسم الخلاف حول قانون الانتخاب باللجوء إلى التصويت بعيداً عن خيار التوافق وهو ما ردّ عليه النائب ابراهيم كنعان بالقول: « كنتم ذاهبون إلى خيار التمديد بالتصويت وليس بالتوافق». وكانت آخر الاجتماعات حول قانون الانتخاب عُقدت في وزارة الخارجية في غياب ممثل الرئيس بري الوزير علي حسن خليل بقرار من الرئيس بري، بعد ان وصل إلى مكتب الوزير خليل فاكس من الوزير باسيل يبلغه فيه عدم السير بمشروع بري وأساسه النسبية الكاملة على الدوائر الست بعد انشاء محافظة جديدة تضم قضاءي عاليه والشوف ارضاء للنائب وليد جنبلاط وانشاء مجلس شيوخ. وحضر اجتماع الخارجية للمرة الأولى النائب غازي العريضي عن الحزب الاشتراكي، والنائب جورج عدوان عن القوات اللبنانية وحضر عن التيار الوطني النائبان ابراهيم كنعان وألان عون والمعاون السياسي للأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله الحاج حسين خليل، ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري. وحظي اقتراح باسيل حول التأهيل الطائفي على موافقة تيار المستقبل وحزب الله فيما القوات اللبنانية طرحت ملاحظات تعديلات لجهة عدد الدوائر، ونقل المقعد المسيحي من طرابلس والمقعد المسيحي من الباشورة والمقعد الماروني من بعلبك الهرمل. وترافق هذا الاجتماع مع انتقاد ضمني من الوزير باسيل للرئيس بري من دون تسميته متهماً البعض بـ»الزهايمر»، وقال: «يعملون على تشويه الحقائق لأن كل القوانين التي طرحناها تراعي معايير العدالة وهم يطلبون التعديل بها وبعدها يهاجمون التعديل الذي طلبوه». وأضاف: «نحن اللبنانيين ونحن المشرقيين لا نستطيع العيش بسلام وطمأنينة إذا شعرنا أن هناك يداً تمتد علينا، وهذا الموضوع هو قصة حياة أو موت بالنسبة الينا حيث لا تعد قصة الطريق أو المياه مهمة بالنسبة لنا، لأن الكرامة وحماية وجودنا، وجودنا الحر هو الأهم ونحن نفضل الموت على العيش بالذل بدون كرامة كاملة». وتابع: « في قانون الانتخاب لا تنازل، ورفضنا التام للتمديد يؤكد عزمنا على إنجاز قانون انتخابي لأن وجود فكرة التمديد تعني عدم وجود قانون وعندها مهما قدمنا من اقتراحات لن نتمكن من اقرار قانون جديد طالما هناك من لديه الأكثرية ويحاول مد يده على الغير، وطالما لا مجال للتمديد يعني ان هناك قانونا جديدا. المعادلة بسيطة وعندما نبقى مصرين على موقفنا برفض التمديد نستطيع ان نطمئن ان هناك قانون انتخاب لذلك نشكر كل من يسعى لمنع التمديد ونثمن موقف دولة الرئيس سعد الحريري المشكور من كل اللبنانيين الرافضين للتمديد، وهذا الموقف يسجل ليس من قبل فريق سياسي معين بل من جميع اللبنانيين الذين يرفضون وضع اليد على قرارهم وعلى صوتهم». ونفى باسيل «كل الكلام الوهمي الذي يطلقه البعض عن محاولات إلغاء من هنا او هناك لمنع انجاز قانون انتخابي، هو كلام يهدف إما إلى التخويف وإما إلى اختلاق خوف لتبرير عدم انجاز قانون. وليعلم الجميع ان لا مجال لإلغاء أحد في هذا البلد وكل من يعتقد انه قادر على إلغاء أي كان هو مخطىء، وأي كلام عن إلغاء أو عزل هو غير موجود في قاموسنا إن كان على مستوى قانون الانتخاب أو في موضوع السلاح». كما أكد «عدم طرح فكرة تعديل الدستور وانتزاع صلاحيات من هنا أو هناك وكل ما نطالب به هو صحة التمثيل أي تأمين حقوق المواطنين حسب الدستور الذي ينص على المناصفة وأي قانون جديد سيكون قانوناً يحترم معايير العدالة وصحة التمثيل التي لا تعني فقط فريقاً واحداً من اللبنانيين، مسيحياً كان أو مسلماً، بل تعني كل اللبنانيين ومن يحاول تحوير الكلام باتجاهات أخرى ومن يمارس الطائفية التي تعودنا عليها على مدى تاريخه قلنا له: إن كنتم تريدون دولة مواطنة وعلمنة نحن جاهزون، وان كنتم تريدون قانوناً انتخابياً على اساس الطوائف ويمثل كل الطوائف نحن أيضا جاهزون لكن لا مجال للانتقائية». وأكد النائب العريضي أمس أن اجتماع وزارة الخارجية تخلله طرح تعديل الدستور لتجاوز المادة التي تشير إلى إلغاء الطائفية السياسية والوصول مباشرة إلى مجلس الشيوخ. ونوّه العريضي بموقف عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب نواف الموسوي الذي استغرب فيه «فتح باب التعديل الدستوري في هذه المرحلة الدقيقة»، متسائلاً: «نحن نعلم أن من المحظور أن يتطرق أحد إلى إجراء تعديلات دستورية فما الذي تغير وما هو السبب؟». واضاف: «ليس من الطبيعي الاستفراد ببند معيّن من دون حزمة تعديلات دستورية، وليس الوقت هو المناسب لطرح التعديلات الدستورية». لبنان: «حزب الله» محرج بين حليفيه عون وبري… ونصرالله يحدّد غداً الموقف من قانون الانتخاب جنبلاط غاضب من الحريري ويحذّر من التصويت… وباسيل ينفي طلب تعديل الدستور سعد الياس |
جزء ثان من تقييمات «تيار التغيير»: 8 أخطاء للإخوان بعد الإطاحة بمرسي Posted: 30 Apr 2017 02:20 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: تحت عنوان «وقفات هامة بعد الانقلاب»، أصدر المكتب العام لجماعة الإخوان المسلمين، مكتب الإرشاد المؤقت، المعبّر عما يُعرف إعلاميا بـ«تيار التغيير» أو «القيادة الشبابية»، أمس الجزء الثاني من التقييمات لأداء الجماعة خلال السنوات الست الماضية (من كانون الثاني/ يناير 2011 إلى كانون الثاني/ يناير 2017)، التي حملت في مجملها عنوان (إطلالة على الماضي ـ ملفات ما قبل الرؤية). وجاء الجزء الثاني من التقييمات، متضمناً 8 أخطاء وقعت فيها الجماعة والقيادات التاريخية بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي، إضافة إلى 3 أزمات تنظيمية. وقال المنسق الإعلامي لملف التقييمات في جماعة «الإخوان المسلمين»، عباس قباري: «جهدٌ، نرجو من الله أن يتقبله وأن ييسر لنا أمر البناء عليه، وأن يعود بالنفع على جماعتنا ووطننا وأمتنا»، لافتا إلى أن «هذا الجزء يتناول مقدمة عامة وملفين الأول: الإطار التنظيمي الداخلي، والثاني: وقفات هامة.. ما بعد الانقلاب». وأضاف، في تصريح صحافي: «نؤكد أن الجماعة ستظل دائما حريصة على السماع والنقاش للوصول للصواب، ورائدنا في ذلك الحكمة، ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا». وأشار إلى أن «الجماعة ستصدر ملف التوصيات النهائية للتقييمات بعد إتاحة مساحة للحديث حول هذين الملفين والنصائح والملاحظات المنتظر وصولها إليهم من نقاشات أصحاب الفكر والرأي والباحثين والعلماء، ومن ثم تضمينها في ملف التوصيات». وتابع: «لا يجب أن يُنظر إلى هذا الجهد على أنه تصفية حسابات على أرضية خلاف أو ما شابه، كما أنه من جانب آخر ليس نقدا شخصيا لأحد أيا كان، فمن اجتهد في السابق فأصاب فله أجران ومَن أخطأ فله أجر، بلا إفراط في نَسْف جميع المواقف، ولا تفريط في جانب الاعتبار والنظر والتقييم». ويضم الجزء الثاني، ملاحظات على الهيكل التنظيمي للجماعة، تمثلت في عدم التجانس الداخلي بسبب وجود مجموعات متمايزة (فكرا وسنا وأداء وظروفَ تنشئة) داخل التنظيم نفسه، زاد من عدم تجانسها غياب الرغبة في حسم العديد من التناقضات الفكرية والتنظيمية بينهم، إما خوفا من تفجير التنظيم أو تعطيله عن الحركة الفعّالة في أوقات حرجة، مع عدم تطوير الماكينة الفكرية والشرعية، أو توجيه الأولوية إلى الانتشار وتنمية جسم التنظيم. فكانت بنية التنظيم تتكوّن من فريقين أساسين غير متجانسين إلى حدٍ بعيد، يتَّسم أحدهما بالمرونة السياسية مع قابلية للتعايش مع بنية النظام (كمعارضة) تعمل تحت سقف النظام وفق الأدوات الدستورية الطبيعية ولا تسعى لتعلية هذا السقف. وحسب التقييمات، الفريق الآخر أكثر تشدّدا من الناحية التنظيمية، يتوجّس طوال الوقت من أصحاب التوجهات (غير الإسلامية)، وبالرغم من كونه أكثر تشدّداً في الموقف المبدئي من النظام، إلا أنه أقلّ رغبة في معارضته، ويجنح دوماً إلى الرغبة في تأجيل المعارك. وكانت الجماعة طوال الوقت، وفق التقييمات، في سجال (تنظيمي وليس فكريا بين هذين الفريقين)، وبَدَا هذا واضحاً في أزمة حزب «الوسط» في التسعينيات عندما أراد الفريق الأول (الذي كان ينتمي لجيل السبعينيات تأسيس الحزب فرفض الفريق الآخر (الذي يصطلح البعض على تسميته بالقيادة التاريخية أو جيل 65)؛ وكان لذلك أسباب يسوقها فريق الرفض ولا يرغب في مناقشتها، وقد حوّلها بالفعل إلى تدابير وقرارات حاسمة حينها. وعلى المنوال نفسه تباينت ردود الأفعال وقت الثورة وما بعدها من تفاعلات بعدما لحق بهذين الفريقين فريق ثالث وهو جيل أواسط التسعينيات وما بعدها، والذين عاشوا عصر الانفتاح المعرفي والإنترنت، وكوّنوا بنية فكرية ثقافية بعيدة إلى حدٍّ كبير عن مسارات التنظيم التقليدية، طبقاً لتقييمات تيار التغيير. وكان واجب الجماعة الأبرز هنا هو صناعة أُطر فكرية جامعة تصهر الجميع في بوتقة واحدة، وتكسر جميع القيود التي تمنع من سير التنظيم وفق تلك الأطر الفكرية المتجانسة. وقدمت التقييمات، بعض الملاحظات على عملية الشورى داخل الجماعة، التي انعكست بشكل سلبي على قرارات الجماعة التي اتُّخذت على أساسها، منها، عدم الفصل بين الشُّوري والتنفيذي، فظلَّ الرئيس التنفيذي هو نفسه رئيس الشورى في لوائح الجماعة، بدءا من أعلى سلطة وهي مكتب الإرشاد إلى أصغر وحدة (الشعبة)، وبهذا اهتزَّ الدور الرقابي والمحاسبي داخل الجماعة. وتابع تيار التغيير في تقييمه: «وفق نظرية الضرورة انتقلت كل صلاحيات مجلس الشورى العام للجماعة إلى مكتب الإرشاد، بما فيها اختيار أعضاء المكتب، وأبرز فترات ذلك بين عامي 1995 و2010، فلم ينعقد مجلس الشورى العام ولو حتى بشكل جزئي طوال هذه الفترة، برغم اعتبارها من أهم مراحل الجماعة، ما أدَّى هذا إلى انحصار دور مجلس الشورى، في اختيار أعضاء مكتب الإرشاد ليقوم بعدها مكتب الإرشاد بجميع الوظائف». وأشارت التقييمات، إلى «ضعف البنية المؤسسية داخل الجماعة، وغياب الدور الرقابي والمُحاسبي وضعفه كلما اتجهنا إلى الهياكل الأعلى في التنظيم، إضافة إلى القصور في معالجة تمثيل بعض الفئات داخل الجماعة، وعدم التمثيل العادل للاخوات، والشباب ما ادى إلى غياب التمثيل الذي يضمن (تشبيب) الجماعة وزيادة حيويتها، وعدم تضمين اللائحة لنظام التقاضي والتظلّم من بعض القرارات التنظيمية والإدارية في حق الأفراد، والاكتفاء بشكل أولي مبدئي يقتصر على طريقة إجراء التحقيق وتشكيل اللجان التي تقوم عليه، بلا تنظيم متكامل لدرجات التقاضي وفق المتعارف عليه في النظم القضائية». وتناولت التقييمات 8 أخطاء وقعت فيها الجماعة بعد « 30 يونيو/ حزيران 2013»، هي طول مرحلة الصدمة وعدم الخروج منها لاستجماع القوى وتصحيح الأوضاع، واستخدام مصطلحات عزَّزت الأزمة مثل (فقه المحنة ـ فقه الفتنة) والاستسلام لمثل هذه المصطلحات، وعدم استثمار النجاح في ترسيخ وصف الانقلاب على إجراءات ما بعد تموز/ يوليو، وعدم استغلال الحشود والاكتفاء بالاعتصام في أماكن محددة، والاستسلام لوضعية (ثنائية العسكر والإخوان)، وعدم إعلان مشروع سياسي جديد، يجمع ولا يُفرّق، ويُعيد شرائح معارضة انزوتْ إلى الأركان إلى المشهد مرة أخرى؛ سعياً لتكثير الكتلة الصلبة المضادة للانقلاب والتأثير على شعبية النظام، وضعف القدرة على المناورة السياسية، وعدم تطوير الكيانات السياسية. جزء ثان من تقييمات «تيار التغيير»: 8 أخطاء للإخوان بعد الإطاحة بمرسي |
المغرب والجزائر والبوليساريو يرحبون بقرار مجلس الأمن حول النزاع الصحراوي Posted: 30 Apr 2017 02:20 PM PDT الرباط – «القدس العربي» : مرة أخرى يجد كل طرف من أطراف النزاع الصحراوي، في قرار لمجلس الامن الدولي، ما يفيد بانتصاره على الطرف الآخر ويحتفل بالمكاسب التي حققها في هذا القرار. والقرار 2351، أحدث القرارات ذات الصلة بالنزاع الصحراوي، الذي أصدره مجلس الأمن الدولي بعد التصويت عليه بالاجماع، يوم الجمعة الماضي، لا يختلف من زاوية رؤيا الاطراف، عن القرارات السابقة المماثلة، ورحبت كل من المغرب وجبهة البوليساريو والجزائر، بالقرار واعتبره كل منهم انتصاراً دبلوماسياً له، اخذ من القرار الفقرات التي تدعم هذه الرؤية وقدم كل منهم تأويلا مختلفا لبعض الفقرات المختلف عليها. وسجلت وزارة الخارجية المغربية بارتياح مصادقة مجلس الأمن بـ»الإجماع على القرار 2351 (2017) المتعلق بقضية الصحراء المغربية». وأوضح البلاغ للوزارة أن هذا القرار يمدد لسنة واحدة مهمة بعثة المينورسو في النطاق المحدد لأنشطتها الحالية، ويتناول عدة نقاط، تنسجم وتقييمات وتوصيات الأمين العام للأمم المتحدة التي تضمنها تقريره الأخير لمجلس الأمن. وأضاف أن مجلس الأمن يؤكد مجدداً وبوضوح معايير العملية السياسية كما هي محددة منذ 2007، موضحاً أن هذا المسار السياسي يتعين أن تطبعه «الواقعية وروح التوافق»، وأن يأخذ في الاعتبار الجهود التي يبذلها المغرب منذ 2006، وأولوية المبادرة المغربية للحكم الذاتي التي أشاد المجلس مرة أخرى بالجهود الجادة وذات الصدقية التي تمت على أساسها صياغة هذه المبادرة. وترى وزارة الخارجية المغربية ان القرار «يؤكد كذلك على البعد الإقليمي للنزاع المفتعل حول مغربية الصحراء ويبرز مسؤولية دول الجوار وخاصة الجزائر»، وأن مجلس الأمن يضم صوته لنداء الأمين العام للأمم المتحدة من خلال التأكيد على أن «الجزائر وموريتانيا بإمكانهما، بل يتعين عليهما، تقديم دعم مهم لهذا المسار». العودة للمفاوضات يتطلب خلق الظروف الملائمة وقال ناصر بوريطة، وزير الخارجية المغربي في ندوة صحافية بعد صدور القرار أن العودة إلى المفاوضات يجب أن يسبقها «خلق الظروف الملائمة»، والتي حصرها في ثلاث نقاط أساسية هي قضية الكركرات، وأيضا قرار مجلس الأمن، وتقرير الأمين العام للأمم المتحدة. وان «المغرب يختار التعامل مع ملف الصحراء خطوة بخطوة، وبشكل بناء والمغرب هو الطرف المساند لمسلسل التفاوض، وهو الذي خلقه عبر مقترح الحكم الذاتي وهو الإطار الوحيد لطرح مسلسل التفاوض ولا يريد المغرب أن يتم خلق مسلسل التفاوض بأي ثمن كان». وأضاف أن «جبهة البوليساريو خرجت مطأطأة الرأس من الكركرات في وقت كانت تروج لأسطورة الأراضي المحررة» كما أن قرار مجلس الأمن بشأن الصحراء تضمن عدداً من النقاط التي تحسب لصالح المغرب، وتؤكد ضرورة التفاوض بناء على اقتراح الحكم الذاتي. وعبّر بوريطة عن ارتياح المغرب لقرار مجلس الأمن 2351، كونه أول قرار يتخذ في ظل وجود أمين عام جديد للأمم المتحدة وإدارة أمريكية جديدة، وأيضاً في ظل أحداث مسلسل الكركرات، والفرصة الأولى التي تحدثت فيها الإدارة الأمريكية عن الملف، وكان لها الموقف نفسه الذي اتخذته سواء في عهد جورج بوش أو باراك أوباما، ألا وهو دعم قرار الحكم الذاتي. وارتياح المغرب للقرار يعود كذلك، كون الأمين العام للأمم المتحدة يقول في تقريره إن مجلس الأمن اتخذ قرارات منذ 2007، لهذا فالمسلسل السياسي لا بد من أن تنطلق محدداته منذ هذا التاريخ، وإن جميع المقترحات التي كانت في ما قبل هي متجاوزة، وبالتالي: «المكتسبات التي كانت لدى المغرب تم الحفاظ عليها، وكون الأمين العام للأمم المتحدة شدد على ضرورة بناء مسلسل سياسي مبني على الواقعية وروح التوافق كمحددين أساسيين»، ناهيك عن التأكيد على دور الجزائر في القضية، «لم يبق الحديث عن مساهمة اختيارية للجزائر بل أصبح الأمر بمثابة واجب، محملا إياها المسؤولية..دور الجزائر في البحث عن حل هو اليوم في مستوى مسؤوليتها عن نشوب النزاع». ويؤكد الوزير المغربي أن القرار يضع الأطراف في المستوى نفسه من حيث التعامل في ما بينها وعلى المستوى السياسي نفسه، مشيداً بما تضمنه القرار من تأكيد على دور الممثل الشخصي الذي يجب أن يعتمد على مساهمة الأطراف ودول الجوار، خاصة الجزائر، ناهيك عن حذف القرار كل الفقرات المتعلقة ببعثة المينورسو، ولم يتم الحديث عن تمديد مهمتها سواء في ما يتعلق بمراقبة أوضاع حقوق الإنسان أو في الشق المتعلق بالثروات الطبيعية، قائلاً إن «ما قام به المغرب من خطوات جعل الملف يغلق ولا يفتح من جديد». ورحبت جبهة البوليساريو وذكرت بضرورة استكمال تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، استتباباً للسلم والاستقرار في العالم، وأشاد المكتب الدائم للأمانة الوطنية للجبهة بروح المسؤولية التي تحلى به مجلس الأمن الدولي، من خلال التشبث بميثاق وقرارات الأمم المتحدة، وتأكيده على الاضطلاع بمسؤولياته تجاه قضية الصحراء الغربية، بتمكين الصحراويين من التمتع بحقهم في تقرير المصير والاستقلال. ونوّه المكتب بالتعاطي الموضوعي والمسؤول لمجلس الأمن «مع المغالطات التي حاولت من خلالها أطراف معروفة القفز على الطبيعة القانونية للنزاع وتحريف الوقائع، والتي تجاهلت بشكل مقصود الخرق المغربي السافر لاتفاق وقف إطلاق النار وللاتفاقية العسكرية رقم 1 في منطقة الكركرات ، من خلال فتح معبر خارج الجدار العسكري، وتعبيد طريق بري في المنطقة العازلة، تنهب به الثروات الطبيعية للإقليم، وتصدر المخدرات، ويتم عبره إمداد المجموعات الإرهابية الناشطة في الساحل وغرب إفريقيا بما تحتاج لمواصلة ارتكاب جرائمها وتهديدها لأمن واستقرار أجزاء هامة من القارة». وعبّرت الجزائر عن ارتياحها لقرار مجلس الأمن الدولي تمديد مهمة بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية «مينورسو» لعام آخر، وأكد بيان للخارجية الجزائرية أن «الجزائر تعرب عن ارتياحها لكون مجلس الأمن جدد تأكيده للتمسك بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وفي الاستفتاء الذي يمكنه من أن يختار بحرية الوضع النهائي لأراضيه». وأوضحت أن «عودة الإجماع على مستوى مجلس الأمن، رسالة واضحة من المجموعة الدولية لصالح جهود أمين عام منظمة الأمم المتحدة للإسراع ببعث مسار سياسي ناجع لطالما تمسكت به الجزائر، وما فتئت تدعو إليه عبر مفاوضات بين طرفي النزاع : المملكة المغربية والبوليساريو». وقال وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة ان القرار «نجاح دبلوماسي للقضية الصحراوية وسيسمح بعودة المفاوضات إلى مسارها الصحيح، وان العملية السياسية (المفاوضات) ستستأنف بروح جديدة وفي اطار ديناميكية جديدة والأمر يتعلق بالشروع في مفاوضات جديدة مباشرة بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو». وشكلت قضية تواجد قوات جبهة البوليساريو في منطقة الكركرات على الحدود المغربية – الموريتانية، النقطة الاساسية في المفاوضات على القرار 2351، مما تسبب في تأخير صدوره، حيث كانت تتضمن مسودة مشروع القرار على إمهال جبهة البوليساريو شهراً لسحب هذه القوات. وقامت الجبهة بسحب قواتها صباح يوم الجمعة وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك: «نرحب بانسحاب جميع عناصر جبهة البوليساريو من منطقة الكركرات وان هذا الإجراء يجب أن يعزز احتمالات خلق بيئة لاستئناف عملية التفاوض بدينامية جديدة وروح جديدتين». وقال دوجاريك ان المراقبين العسكريين للأمم المتحدة أكدوا أن قوات البوليساريو نفذت عملية الانسحاب من منطقة الكركرات قرب الحدود الموريتانية يومي الخميس والجمعة. الا ان الندوة الصحافية التي عقدها الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، كشفت استمرار أزمة الكركرات رغم صدور قرار مجلس الأمن الدولي بالاجماع، وخلوه من أي إدانة للبوليساريو أو دعوة للانسحاب. وقال هلال ان بعثة المينورسو وادارة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، أكدتا لمجلس الأمن قبل ساعة من اجتماعه انسحاب البوليساريو من الكركرات، بينما كانت شاحنة تابعة للجبهة لا تزال موجودة في المعبر الحدودي وان الشاحنة التي أثارت حفيظة المغرب، قالت الأمم المتحدة، إنها أصيبت بعطب حال دون خروجها من المنطقة، وهو أمر «غريب». وأكد إن المغرب قبل بقرار مجلس الأمن من منطلق الثقة التي يحملها تجاه الأمم المتحدة وبعثة المينورسو، لكنه عاد ليقول إن المملكة تمهل المنظمة الأممية يومي نهاية الأسبوع، لتأكيد خلو منطقة الكركرات من أي أثر للبوليسايو، مضيفا أنه وبعد انتهاء هذا الأجل، لن تكون هناك أي اتصالات سياسية مع أي كان، بمن فيه منظمة الأمم المتحدة، من جانب المغرب. واعتمد مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار رقم 2351 المتعلق بالصحراء، الذي قدمت مشروعه الولايات المتحدة الأمريكية. وبمقتضى القرار الجديد، تم تمديد ولاية «مينورسو» حتى عام 2018. الكركرات موضع جدل وكانت فقرات الديباجة المتعلقة بالحالة في «كركرات» مثار جدل كبير. ففي نص الديباجة، رحب مشروع القرار الأولي المقدم من الولايات المتحدة إلى المجموعة بالقرار الذي اتخذه المغرب بسحب عناصر جيشه من الشريط العازل استجابة لطلب الأمين العام للأمم المتحدة، حيث أعرب هذا الأخير عن «قلقه الشديد» من استمرار تواجد عناصر من قوات «البوليساريو» في المنطقة. وورد في النص عبارة «إدانة قوية» في أشارة إلى استمرار تواجد «البوليساريو»، وحض الجبهة على سحب قواتها من المنطقة، فيما طلب من الأمين العام أن يقدم تقريرا في غضون 15 يوما، حول ما إذا كانت البوليساريو قد انسحبت. قضية أخرى كانت موضع خلاف خلال المشاورات، بشأن إذا ما كانت وظيفة بعثة «مينورسو» قد تعرضت للتشكيك، خلال معظم شهور السنة الماضية، بعد طرد المغرب لموظفين مدنيين في البعثة. ويشير تقرير الأمين العام إلى أن الرباط وافقت على استقبال 17 موظفاً كانوا ينتظرون استئناف عملهم ضمن البعثة في مطلع نيسان/ أبريل. وأعربت أوروغواي عن أسفها لقرار المغرب الانفرادي القاضي بطرد الموظفين، مشددة على أهمية ضمان الوظيفة الكاملة للبعثة، وطالبت الأمين العام بتقديم إحاطة إعلامية في غضون 90 يوماً حول ما إذا كانت البعثة تقوم بوظيفتها الكاملة. وأكدت الولايات المتحدة أنه في حالة طرح مسألة الوظيفة الكاملة للبعثة، وإذا ما تم الترحيب بها، ستكون قضية صعبة وبالتالي ستحتاج إلى معالجة. وعلى ما يبدو أن العديد من الأعضاء من بينهم مصر وإيطاليا وكازاخستان والسنغال والسويد اتفقوا جميعا، ولم يتم تضمين الوظيفة الكاملة للبعثة في مسودة القرار الذي وضع باللون الأزرق يوم الخميس. وفي ما يتعلق بالقضايا الإنسانية، يشمل مشروع القرار صيغة الديباجة التي اقترحتها السنغال، حيث عبرت عن قلقها الشديد بشأن استمرار معاناة «اللاجئين الصحراويين» واعتمادهم على المساعدات الإنسانية الخارجية. وهناك اقتراح سنغالي آخر لم يتم إدراجه، حيث يتضمن قلق مجلس الأمن إزاء التقارير المتعلقة باختلاس المساعدات الإنسانية الموجهة لمخيمات تندوف، في إشارة إلى تقرير المكتب الأوروبي لمكافحة الغش الذي تمت صياغته في 2007 ونشر في عام 2015. المغرب والجزائر والبوليساريو يرحبون بقرار مجلس الأمن حول النزاع الصحراوي محمود معروف |
هنية: يدنا ممدودة لإنهاء الانقسام وبناء إستراتيجية موحدة… ومحاولات تركيع غزة مستحيلة Posted: 30 Apr 2017 02:19 PM PDT غزة – «القدس العربي»: في وقت تواصلت فيه الخلافات بين حركتي فتح وحماس، بعد أن فشلا في التوافق على حلول تفضي لبسط حكومة التوافق سيطرتها على قطاع غزة، أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، أن محاولات تركيع غزة مستحيلة. وقال خلال احتفال نظمته وزارة الأوقاف في غزة، إن حركته اتخذت جملة من القرارات خلال الفترة الماضية من أجل استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، متهما فتح بأنها قابلت هذه القرارات بـ «قرارات ترسخ الانقسام»، من بينها عدم تطبيق مخرجات اجتماع اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني التي عقدت في بيروت، إضافة إلى إجراء انتخابات الحكم المحلي في الضفة الغربية دون قطاع غزة. وأضاف «ثم جاءت قضية خصم الرواتب ومحاولات التلاعب في قوت الناس وظروفهم الحياتية، وإلى جانب هذه القرارات جاءت الموجة الأخيرة المتعلقة بعقاب غزة». وقال «إذا كان الهدف من هذه العقوبات هو أن يذهب المفاوض الفلسطيني قويا في لقاء (دونالد) ترامب ويقول نحن ضد الإرهاب، فنحن نقول إن مَن يفعل ذلك إنما يضعف نفسه، ومن لا يتسلح بمراكز القوى في شعبه هو ضعيف والأعداء لا يحترمون الضعفاء»، لافتا إلى أن ما وصفها بـ «محاولات تركيع غزة» ستكون مستحيلة. وأشار هنية إلى أن حركة حماس تمد يدها لـ «الوحدة الوطنية والشراكة السياسية»، داعياً إلى بناء إستراتيجية موحدة وبناء مرجعية لـ «التوافق على برنامج وطني للتفرغ لحماية القدس، والتصدي للحصار وللمؤامرات على قضيتنا الفلسطينية». ولفت الى أن حماس مقبلة خلال الأيام التالية على خطوتين مهمتين تتمثلان في إعلان الوثيقة السياسية للحركة واستحقاق اكتمال العملية الانتخابية داخل الحركة بانتخاب رئيس المكتب السياسي. وشدد على أن الوثيقة «تربط بين الأصالة وبين هذا التطور الذي تتميز به الحركات الفاعلة، مؤكداً أن الوثيقة لا تمس الثوابت الوطنية». وجاءت تصريحات هنية هذه، في إطار ردود حركة حماس على «الخطوات غير المسبوقة» التي تعهد الرئيس محمود عباس باتخاذها، من أجل إنهاء الانقسام السياسي الحاصل، التي ترى حماس أنها تمثل «عقوبات جديدة» تجاه غزة، وترى أن أزمة الكهرباء والرواتب، وأزمات أخرى، ستكون من ضمن هذه الخطوات. وكانت حماس قد نظمت مسيرة ضد سياسة الحصار الإسرائيلي، ورفضا للإجراءات التي اتخذتها السلطة الفلسطينية مؤخرا، هاجم خلالها عضو المكتب السياسي للحركة محمود الزهار، الرئيس عباس وقال إنه «لم يعد رئيساً للشعب الفلسطيني على أرض الواقع». واتهمه بالعمل ضد المصالحة الفلسطينية، والـ»تنكر للاتفاقات الموقعة مع حركة حماس». ووصف الزهار «الإجراءات العقابية» التي اتخذها الرئيس عباس ضد قطاع غزة من قطع للكهرباء ورواتب الموظفين وأسر الشهداء بـ «الجرائم ضد الإنسانية». ودعا مصر للإسراع في فتح معبر رفح، وإنشاء منطقة تجارية مع قطاع غزة «من أجل مصلحة الشعبين»، وطالب الأمتين العربية والإسلامية بـ «نبذ الفرقة والاقتتال، وإنشاء صندوق لدعم المحاصرين في قطاع غزة والمقاومة الفلسطينية». ودعا أحرار العالم إلى كسر حصار غزة عبر تسيير قوافل برية وبحرية بأعداد كبيرة ومتواصلة لإغاثة المرضى والمسنين الذين يتهددهم الهلاك بفعل الحصار. جاء ذلك في الوقت الذي لم يعد فيه أي أمل قريب بوقف التراشق بين الحركتين المتخاصمتين، في مسعى لإنهاء الخلافات القائمة بينهما حاليا، وأساسها تمكين حكومة التوافق من إدارة قطاع غزة، وحل اللجنة الحكومية التي شكلتها حركة حماس. وكانت الحركتان قد تبادلتا الاتهامات حول عدم الردود على مبادرة إنهاء الانقسام، حيث أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الدكتور موسى أبو مرزوق، أن حماس ردت على أسئلة فتح التي تقدم بها وفد الحركة الذي التقى قيادة الحركة في غزة. وأوضح في تصريح، نقله موقع حماس، أن القياديين بحركة فتح روحي فتوح وأحمد حلس «حملا أجوبة عن الأسئلة التي طرحوها» خلال اللقاء الذي جرى مع حركة حماس يوم 18 أبريل/ نيسان الماضي. وأضاف «أن حركة حماس حملت وفد حركة فتح أسئلة للإجابة عنها، وهي في انتظار ذلك بشكل رسمي وليس عبر وسائل الإعلام». وسبق ذلك أن أعلنت فتح عقب اجتماع للجنتها المركزية برئاسة الرئيس عباس، أنها لم تتلق من حماس إجابات حول موقفها من المبادرة التي طرحها الرئيس لإنهاء الإنقسام، وتقوم على حل اللجنة الحكومية، وتمكين حكومة التوافق من العمل بغزة. وحمل عضو الجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، حماس مسؤولية استمرار الانقسام، وقال «الانقسام له طرف واحد وهو حماس، وإما أن تنهي الانقسام وتسلم الحكم للحكومة، ونذهب بعدها لصناديق الاقتراع لتحكم بيننا، أو تتحمل مسؤولية الحكم، فلا يعقل أن نمول حكم حزب يختطف قطاع غزة». ويتردد أن الطرفين فتح وحماس، يختلفان على طريقة تسلم حكومة التوافق مسؤولية العمل في قطاع غزة، خاصة وأن حماس لم تمانع تسلم الحكومة كامل مهامها، وحل اللجنة الحكومية التي شكلتها مؤخرا، حسب طلب حركة فتح. هنية: يدنا ممدودة لإنهاء الانقسام وبناء إستراتيجية موحدة… ومحاولات تركيع غزة مستحيلة مع استمرار الخلافات بين حركتي فتح وحماس |
تونس: المعارضة تصعّد احتجاجاتها ضد قانون «المصالحة» وسط تباين مواقف أحزاب الائتلاف الحاكم Posted: 30 Apr 2017 02:18 PM PDT تونس – «القدس العربي»: صعّدت المعارضة التونسية وتيرة احتجاجاتها ضد مشروع قانون «المصالحة الاقتصادية»، حيث تم تشكيل جبهة حزبية للتصدي للمشروع، كما نظم عدد من الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني سلسلة احتجاجات واسعة في العاصمة، فضلاً عن حملات الكترونية كبيرة تطالب بإسقاط المشروع، فيما تباينت مواقف أحزاب الائتلاف الحاكم من المشروع، حيث اعتبره نواب حزب «نداء تونس» مدخلاً للتصالح بين التونسيين، فيما طالبت حركة النهضة بتعديله، مشيرة إلى أنها لن توافق على أي مشروع غير دستوري. وأعلنت خمسة أطراف سياسية هي «الجبهة الشعبية» وحركة «الشعب» وأحزاب «الجمهوري» و«التيار الديمقراطي» و«التكتل»، السبت، تشكيل جبهة حزبية للتصدي لقانون المصالحة، تهدف لوضع برامج تتعلق بتنسيق الجهود حول كيفية التصدي للقانون بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني. وشاركت الجبهة مع عدد من أحزاب المعارضة وعدد من منظمات المجتمع المدني بتظاهرات احتجاجية في العاصمة رفعت شعار «الشعب يريد إسقاط الفساد»، فيما أعلنت حملة «مانيش مسامح» (لن أسامح) التي شاركت في التظاهرات حالة «الطوارئ الشعبية» ضد مشروع القانون، داعية جميع التونسيين إلى النزول للشوارع لإسقاط هذا القانون. وأصدرت الحملة بياناً عبر صفحتها على موقع «فيسبوك» أكدت فيه أن «التعنت في محاولة تمرير مشروع هذا القانون اللادستوري، الذي يطبّع مع الفساد ويكرّس الإفلات من العقاب وينسف مسار العدالة الانتقالية، يجعل نزول المحتجّين إلى الشارع ضرورة، وفاءً لتضحيات أجيال من التونسيّين والتونسيّات ولأرواح من استشهدوا حتى لا يتحوّل التونسيون إلى مواطنين من درجة ثانية أمام الفاسدين الذين تحميهم أجهزة الدولة». وأكد الرئيس السابق منصف المرزوقي خلال افتتاحه المؤتمر الانتخابي الأول لحزبه «حراك تونس الإرادة» انه في حال إصرار منظومة الحكم الحالية على تمرير مشروع قانون المصالحة الاقتصادية فانه سيدعو الشعب التونسي للتظاهر السلمي والنزول إلى الشوارع في يوم غضب وطني. وأَضاف: «من المأساة الوطنية أن تقوم الثورة لمحاربة الفساد والمنظومة الحالية ترغب باسم الديمقراطية في تبنى الفساد»، مشيراً إلى أن «تونس لم تعرف مثل هذا الانحطاط في استشراء الفساد حتى في عهد الاستبداد». وفي خطوة لافتة، قام عدد من قيادات ونواب المعارضة بتعديل صورهم الشخصية على موقع «فيسبوك»، مستخدمين شعارات ضد قانون «المصالحة» من قبيل «الروندا (الجولة) الثالة ما يتعداش (لن يمر)» و«الرخ_لا» (لا للرجوع)، ورد نواب حزب «نداء تونس» بشعار مضاد بعنوان «بالديمقراطية سيمر.. تونس تتصالح». وكتب القيادي في حزب «التيار الديمقراطي» هشام العجبوني: « أوّل طريق الإصلاح هو إسقاط قانون المصالح (المصالحة)». وأضاف: « لن نسامح من نهب المال العام ودمّر اقتصاد البلاد»، فيما تساءل الباحث ساهم براهم «كيف لقانون قسّم أفراد الشّعب وخلق فتنة بينهم أن يكون مدخلا للمصالحة؟». وعلّقت النائبة عن «نداء تونس» ابتسام الجبابلي على شعارات المعارضة «يريدون أن تصبح حياة التونسي فوضى وصراع ومواجهات». وأضافت: «المجتمع التونسي قادر على التصالح. وبلادنا اليوم في حاجة إلى وحدة مجتمعية كي نستطيع التقدم والاستمرار». وكتب القيادي في حزب برهان بسيّس « للذين يتساءلون عن أي ديمقراطية سيمر بها قانون المصالحة، أجيبهم: ديمقراطية الربيع العربي.. أفلا تفقهون؟». فيما تباينت مواقف بقية مكونات الائتلاف الحاكم، حيث قال النائب عن حزب «آفاق تونس» كريم الهالي: «نحن ندعم المصالحة الوطنية، على ان تكون هدفاً يجمع التونسيين ولا يفرقهم ويحافظ على مسار العدالة الانتقالية». وكتبت النائبة عن حركة «النهضة» يمينة الزغلامي «قانون المصالحة الاقتصادية بصيغته الحالية غير دستوري ويمس بمسار العدالة الانتقالية ولن تصوت عليه النهضة إلا بعد تعديله». وأضافت لاحقاً: «لا أحد يستطيع المزايدة على حركة النهضة التي لن تمرر قانونا يمس بالعدالة الانتقالية ويخالف الدستور ويبيض الفساد». فيما اعتبر النائب عبد اللطيف المكي أنه «من السليم سياسيا وأخلاقيا أن تُمنح الأحزاب حق التصويت الحر حول ما يسمّى بقانون المصالحة الاقتصادية». يذكر أن لجنة «التشريع العام» داخل البرلمان بدأت مؤخراً بمناقشة نسخة معدلة من مشروع قانون المصالح، تقدمت بها الرئاسة التونسية، على أن يتم لاحقا تخصيص جلسة عامة لمناقشة المشروع والتصويت عليها من قبل أعضاء البرلمان. تونس: المعارضة تصعّد احتجاجاتها ضد قانون «المصالحة» وسط تباين مواقف أحزاب الائتلاف الحاكم تشكيل جبهة حزبية للتصدي للمشروع ومنظمات مدنية تطالب بإسقاطه |
كردستان: عودة الجدل بين الأحزاب حول إعادة تفعيل البرلمان Posted: 30 Apr 2017 02:17 PM PDT السليمانية ـ «القدس العربي»: تمر العلاقة بين حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» وحركة «التغيير»، بمخاض عسير لحسم الموقف من الاستفتاء على تقرير المصير وفق الآليات التي حددها الحزب الديمقراطي، برئاسة مسعود البارزاني. ورغم أن الأحزاب الكردية متفقة على إجراء الاستفتاء في الإقليم لتقرير مصيره والاستقلال عن العراق، لكن خلافا قويا يدور بينها على خلفية مساعي حزب البارزاني لإجراء الاستفتاء دون الرجوع إلى البرلمان المجمد، بينما تصر أحزاب أخرى على مرور العملية عبر البرلمان لمنحه الغطاء القانوني والشرعي. وأشارت النائبة عن «التغيير»، سروة عبد الواحد لـ«القدس العربي» إلى أن «اللجنة الثنائية التي شكلها الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني، اللذان يربطهما اتفاق استراتيجي، تعبر عن الحزبين فقط، ونحن لا شأن لنا بها وغير ملزمين بتنفيذ ما يسفر عنها من اتفاقات في اجتماع اللجنة». وأكدت أن «حركة التغيير لن ترسل أي ممثل عنها في لجنة الاستفتاء». وكانت اللجنة، دعت الأحزاب الكردية إلى إرسال ممثلين عنها لبحث آليات إعداد استفتاء تقرير مصير كردستان. وعن الاتفاق بين «الاتحاد الوطني» و»التغيير»، عبرت النائبة عن أسفها لعدم تنفيذ أي بند منه، منوهة إلى أن «الاتحاد الوطني موقفه ينسجم مع مصلحته، ومصلحته الآن هو أن يبقى الوضع في الإقليم على ما هو عليه، وهو يساند الحزب الديمقراطي في أربيل في مواقفه». وفي السياق، ذكرت مصادر كردية في السليمانية، أن المجلس القيادي للاتحاد الوطني الكردستاني بصدد عقد اجتماع لحسم موقفه من مبادرة الحزب الديمقراطي باجراء الاستفتاء في آب/أغسطس أو أيلول/سبتمبر المقبل دون الحاجة إلى برلمان الإقليم، أو تأييد حركة التغيير (حليف الاتحاد الوطني) التي تصر على ربط إجراء الاستفتاء باعادة تفعيل البرلمان المعطل بقرار حزبي، منذ قرابة العامين. وحسب المصادر، أكثرية أعضاء المجلس القيادي للاتحاد الوطني الذي يتزعمه جلال الطالباني، يدعمون طلب حركة التغيير بإحياء البرلمان كخيار لا بد منه لمنح الاستفتاء الشرعية. كما يفضلون إجراء الاستفتاء بالاتفاق مع حكومة بغداد لتجنب أي مشاكل لا مبرر لها، ولمنحه غطاء ضد اعتراضات دول الجوار وخاصة تركيا وإيران. كما بينت المصادر أيضاً أن «غالبية اعضاء القيادة يعتقدون أن الحزب الديمقراطي يسعى لكسب الشارع الكردي من خلال طرح الاستفتاء على الاستقلال، وذلك قبل ترتيب البيت الكردي وحل المشاكل الكثيرة في العلاقة بين الأحزاب الكردية، وخاصة ما يتعلق بشكل ونوع النظام السياسي في الاقليم (سياسي ام برلماني) وآليات حل المشاكل الاقتصادية والسياسية». وقضية إعادة تفعيل برلمان كردستان المجمد بقرار من الحزب الديمقراطي منذ أكثر من عام، تعتبر من أبرز النقاط الخلافية الحساسة بين الديمقراطي وحركة «التغيير»، التي لديها اتفاقية مع «الاتحاد الوطني». وضمن مساعي الترويج دوليا لمشروع استقلال إقليم كردستان، يواصل القيادي في الحزب الديمقراطي، ورئيس لجنة الاستفتاء، هوشيار زيباري، لقاءاته بممثلي البعثات الدبلوماسية الاجنبية في كردستان لبحث مسألة الاستفتاء، حيث ألتقى بنائب السفير البريطاني لدى بغداد، والقنصل العام البريطاني في أربيل. وذكر على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أنه «استقبل في منزله كلاً من كلاريس باستور، مسؤول مكتب الاتحاد الاوروبي في اربيل، وجانيت البيردا القنصل العام الهولندي في اقليم كردستان، والسفير النمساوي في كل من العراق». يذكر أن قادة في الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني توقعوا أن يجري الاستفتاء في الربع الاخير من العام الحالي، وسط خلافات داخلية في الاقليم إضافة إلى رفض حكومة بغداد للانفراد في قرار الاستفتاء على الانفصال. كردستان: عودة الجدل بين الأحزاب حول إعادة تفعيل البرلمان |
منظمة الهجرة: الأفارقة يتدفقون إلى ليبيا عبر الجزائر بدلاً من النيجر Posted: 30 Apr 2017 02:17 PM PDT لندن – «القدس العربي»: كشفت المنظمة الدولية للهجرة أن المهاجرين الأفارقة القادمين من دول نيجيريا وبوركينافاسو والسنغال أصبحوا يتدفقون إلى ليبيا باستخدام معابر جزائرية، بدلاً من اتخاذ طريق النيجر منذ بداية العام الجاري إلى أواخر شهر آذار / مارس. وأشارت استقصاءات رصد التدفق طبقاً لتقرير المنظمة الدولية إلى أن المهاجرين المغادرين من السنغال وبوركينافاسو ونيجيريا يزيدون من استخدام الطرق عبر الجزائر، بدلاً من النيجر للوصول إلى ليبيا مقارنة بالعام 2016. واستدلت المنظمة في تقريرها الصادر أواخر الأسبوع الماضي باحصاءات تؤكد استخدام 21 في المئة من المهاجرين الذين غادروا السنغال عن طريق الجزائر وصولاً إلى ليبيا، مقارنة بالعام 2016 عندما أبلغ 85 في المئة من المغادرين من السنغال عن استخدام معابر النيجر، ويغطي التقرير الفترة التي جمعت فيها البيانات بين ديسمبر 2016 ومارس من العام الجاري 2017. وخلال الفترة ذاتها بلغت أعداد المهاجرين في ليبيا 381 ألفاً و463 مهاجراً، يشملون 38 جنسية مختلفة، في حين المناطق التي تستضيف أكبر الأعداد من بين هؤلاء هي مصراتة 66 ألفاً و660 مهاجراً، ثم طرابلس 53 ألفاً و755 مهاجراً وسبها 44 ألفاً و750 مهاجراً. منظمة الهجرة: الأفارقة يتدفقون إلى ليبيا عبر الجزائر بدلاً من النيجر |
جمعية حقوقية تجدد مطالبتها السلطات المغربية السماح للاجئين السوريين بالدخول إلى البلاد Posted: 30 Apr 2017 02:16 PM PDT الرباط – «القدس العربي»: جددت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان (مستقلة) مطالبتها السلطات المغربية بـ «السماح للاجئين السوريين المحاصرين في منطقة فكيك بالدخول إلى المغرب، وتوفير الحماية لهم ومنحهم كل الحقوق المكفولة لهم دولياً»، داعية إلى «توفير الدعم النفسي والطبي لهم». وسجلت الجمعية الحقوقية في بلاغ لها، «تواتر انتهاكات حقوق اللاجئين السوريين الموجودين في المنطقة الحدودية بفكيك، عندما يضطرون للمرور عبر هذه الحدود المليئة طلباً للجوء والحماية، قبل أن تدعو الدولتين إلى فتح الحدود والسماح للاجئيين العالقين بالدخول إلى المغرب». وقالت: «أنها ليست المرة الأولى التي تسجل فيها هذه الانتهاكات الجسيمة، داعية السلطات إلى معالجة ملف الهجرة وفقاً لالتزامات الدولة المغربية وللمقاربة الحقوقية والإنسانية المعلنة في التصريحات الرسمية”. وذكّرت الجمعية الدولتين الجزائرية والمغربية بـ «التزاماتهما الدولية في حماية اللاجئين بموجب اتفاقية جنيف، الذين لا يمكن بأي حال من الأحوال ترحيلهم أو مساءلتهم حول طريقة الدخول إلى التراب الوطني». وقالت الجمعية المغربية إنها تتابع بقلق واستنكار بالغين الوضعية المأسوية التي توجد عليها مجموعة من اللاجئين السوريين بالمنطقة الحدودية تاغلة بفكيك، يتجاوز عددهم الستين، بينهم أطفال ونساء، تم ترحيلهم إليها مباشرة بعد دخولهم إلى المغرب قادمين من الجزائر، حيث قامت السلطات المغربية بمحاصرتهم منذ أكثر من أسبوع، في منطقة صحراوية خلاء تنعدم فيها شروط العيش في مستوياته الدنيا. واستدعى كل من المغرب والجزائر سفيري كل منهما لدى الدولة الأخرى وتبادلا الاتهامات بعد أن اتهمت الرباط السلطات الجزائرية بالسماح للاجئين السوريين بدخول المغرب «بشكل غير شرعي» لإثارة توترات على الحدود المشتركة بينهما. جمعية حقوقية تجدد مطالبتها السلطات المغربية السماح للاجئين السوريين بالدخول إلى البلاد |
الصادق المهدي: الموقف من الإخوان تسبب في تخريب العلاقات بين مصر والسودان Posted: 30 Apr 2017 02:16 PM PDT الخرطوم: «القدس العربي»: اعتبر الصادق المهدي، رئيس حزب الأمة المعارض في السودان، أن سوء العلاقات بين الخرطوم والقاهرة، سببه الموقف من الأخوان المسلمين. وأوضح، خلال ورشة عمل أقيمت أمس في الخرطوم عن العلاقات السودانية ـ المصرية، أن «النظام السوداني بتكوينه المعروف وتحالفاته لا سيما مع تركيا وقطر، صديق للإخوان المسلمين الذين تعتبرهم مصر إرهابيين». وأشار إلى أن «درجة التقارب أو التطابق بين النظام السوداني والأخوانية تعد مؤشرا للتباعد بين الحكومتين». وطالب بـ«إقامة علاقة استراتيجية بين السودان ومصر تحدد المصالح المشتركة الموجبة لتعاون مؤسس، وتدرك مواضع الخلافات المشروعة، وتضع آلات لتعامل معها». ودعا لمؤتمر شعبي قومي لوضع استراتيجية للعلاقات السودانية المصرية. واقترح عقد مؤتمر شعبي بين الدولتين، على ضوء توصيات المؤتمر الشعبي القومي، للاتفاق على ميثاق يحدد الثوابت التي ينبغي الالتزام بها، والمتغيرات التي تتعلق بالمسائل المختلف عليها. كما اقترح في ورشة عمل بعنوان: «العلاقات السودانية المصرية ما بين التجاذبات الإعلامية والدبلوماسية والمتغيرات الإقليمية والدولية» عقد مؤتمر شعبي لبلاد حوض النيل، عقب المؤتمر الشعبي لدولتي وادي النيل. وقال «هذه القضايا لا يمكن التعامل الارتجالي معها، ولا بد من تناولها بنهج التخطيط لأن فيها مصالح الدول وحياة الشعوب». وأضاف، «هناك مستحيلان في العلاقة بين البلدين وهما: «استحالة قيامها على التبعية، واستحالة قيامها على العداء والاستغناء عن بعضنا بعضاً». وشهدت الفترة الماضية توتراً في العلاقات بين مصر والسودان، ومشاحنات في وسائل الإعلام، على خلفية عدة قضايا خلافية؛ منها النزاع على مثلث حلايب الحدودي، وموقف الخرطوم الداعم لسد النهضة الإثيوبي الذي تعارضه القاهرة، مخافة تأثيره على حصتها من مياه نهر النيل. وحول سد النهضة الإثيوبي قال المهدي، «بالنسبة للسودان ومصر هناك خطر أن يؤدي حجم المياه المخزنة في بحيرة سد النهضة إلى زلزال يدمر السد كسد مأرب، وما يعقب ذلك من فيضان مدمر». وأوضح المهدي «أن الخيار العسكري بالنسبة لمصر بشأن سد النهضة وارد كتهديد، ولكنه عملياً سوف يأتي بنتائج عكسية إذا وقع فعلاً». ونصح المهدي بالخيار الوفاقي وعلى رأسه، «الاتفاق على فترة لملء بحيرة السد مناسبة الطول، والاتفاق على آلية تشاور حول إدارة السد، ومراعاة حاجة مصر والسودان للمياه». فضلاً عن «إبرام اتفاق حوض النيل الإطاري، مع ضبط أية تغييرات بعدم إحداث أذى جسيماً لدول المجرى والمصب» وتصاعدت حدة التوتر بين مصر والسودان، الأسبوع الماضي، في أعقاب طرد السلطات المصرية لاثنين من الصحافيين السودانيين من مطار القاهرة، وهما الطاهر ساتي الكاتب في صحيفة «الانتباهة»، وإيمان كمال الدين، الصحافية في صحيفة «السوداني». الصادق المهدي: الموقف من الإخوان تسبب في تخريب العلاقات بين مصر والسودان صلاح الدين مصطفى |
النجم العالمي ريتشارد غير: الإسرائيليون يدركون أن احتلالهم ظلم فظيع ويقتلهم من الداخل كما يقتل الآخرين Posted: 30 Apr 2017 02:15 PM PDT لوس أنجليس – «القدس العربي»: قبل شهرين ظهر النجم الهوليوودي الشهير ريتشارد غير على شاشة القناة الثانية الإسرائيلية يتجول في شوارع مدينة الخليل الفلسطينية وملامح الصدمة على وجهه برفقة ناشطي حركات السلام الإسرائيلية وانتقد الاحتلال الإسرائيلي بشدة، مقارنا الفصل العنصري ومنع أهل البلد الفلسطينيين من الوصول إلى محلاتهم في مناطق قريبة من المستوطنين بالعنصرية ضد السود في جنوب الولايات المتحدة في القرون الماضية. وفي حديث أجريته معه قبل أسبوعين في هوليوود قال لي: «هم يدركون أن هذا الاحتلال ظلم فظيع. إنه يقتلهم من الداخل كما يقتل الآخرين». هذه ليست المرة الأولى، التي يعبر فيها الممثل وناشط السلام عن استنكاره للاحتلال الإسرائيلي، إذ أنه فعل ذلك في زياراته السابقة إلى الديار المقدسة. إذاً لماذا سافر إلى إسرائيل، رغم مناشدة أعضاء حركة المقاطعة له بالامتناع من ذلك؟ «زملائي الفلسطينيين حثوني على عدم الذهاب، بسبب المقاطعة وزملائي الإسرائيلين قالوا لي إن ذهابي إلى هناك والحديث عن الاحتلال سوف يضر أكثر ما يفيد لأن الوضع كان سيئا جدا»، يكشف غير، الذي يعترف بأن قرار الذهاب لم يكن سهلا له. ولكن سفره لإسرائيل لم يكن خيارا وإنما التزاما بعقد شغله في فيلمه الأخير «نورمان»، الذي يقوم ببطولته. «أنا لم أكن أدرك أن «نورمان» كان ممولا من قبل الحكومة الإسرائيلية من خلال صندوق القدس للفن. وأحد شروط الدعم كان تقديم عرض الفيلم الأول في القدس تحت رعاية ذاك الصندوق،» يوضح غير. فيلم «نورمان»، من اخراج الإسرائيلي جوسيف سيدار، يؤدي فيه غير دور نورمان، يهودي أمريكي غريب الأطوار يشتري حذاء فاخرا من متجر راق في نيويورك لنائب وزير إسرائيلي يساري، الذي يصبح رئيس الوزراء بعد عامين ويُتهم بقبول رشوة منه. قصة الفيلم تستحضر ما حدث لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، ايهود اولمرت، الذي يقبع حاليا بالسجن بسبب قبول رشوة من رجل أعمال نيويوركي. «أنا شاهدت أولمرت برفقة فلسطينيين وأعتقد أنه كان بامكانه أن يحقق صفقة سلام»، يقول غير. والفيلم يلمح إلى أن اتهام الرشوة اصطنع لكي يمنع رئيس الوزراء من توقيع اتفاقية سلام مع الفلسطينيين. قبل ثلاثة أعوام عبر لي غير عن تفاؤله في تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ولكن يبدو أن زيارته الأخيرة قلبت تفاؤله إلى تشاؤم: «أنا لم أدرك مدى تدهور الوضع إلى الأسوأ. لا يمكن لأحد هناك أن يتكلم عن مصالحة وسلام. المعارضة باتت مخاطرة وعرضة للاتهام بالخيانة من كلا الجهتين»، يقول غير، الذي قضى وقته هناك يجري مقابلات مع مجموعات وحركات سلام مثل «مقاتلين من أجل السلام»، المكونة من جنود إسرائيليين رفضوا أداء الخدمة العسكرية في المناطق الفلسطينية وفلسطينيين قضوا معظم حياتهم على وجه الأرض في سجون الاحتلال، ومجموعة «كسر الصمت» المكونة من جنود إسرائيليين خدموا في المناطق الفلسطينية وقرروا الكشف عن جرائم جيشهم ضد الفلسطينيين، ومجموعة «النساء من أجل السلام» ومجموعة «يا الله» التي تضم أطفالا يهودا وعربا. وبينما كان الممثل المخضرم منهمكا في سبر الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، كان نقاد السينما في الولايات المتحدة يثنون المدح على أدائه في «نورمان»، واصفينه بأنه أفضل أداء قام به منذ بداية سيرته المهنية. من المفارقات أن النجم العالمي لم يشعر أن الدور كان ملائما له عندما عرضه عليه منتج الفيلم الإسرائيلي، اورين موفيرمان: «أنا طلبت من اورين أن يجد لي دورا في فيلم يتعلق بالشرق الأوسط. وبعد 10 أيام بعث لي سيناريو «نورمان». ولكن أصبت بالدهشة عندما قرأته. وقلت لموفيرمان: هذا غير منطقي. لو أنا كنت مخرجا لما عرضت هذا الدور على نفسي. أنا لست يهوديا وهناك كثير من الممثلين اليهود في نيويورك كان بامكانهم تقديم أفضل تجسيد لهذا الدور. لماذا تريدني أن أقوم به؟» يضحك غير. ورد عليه المنتج بأنه فعلا أراد ممثلا غير متوقع يمنح الدور عمومية بدلا من أن يكون محدودا بيهوديته. ومن أجل فهم وتقمص شخصية نورمان، كرس غير تسعة أشهر من وقته لدراستها وتطويرها برفقة موفيرمان قبل الشروع بالتصوير: «كنا نمضي ساعات طويلة في غرفة بدون نوافذ ونناقش كل شيء عن الشخصية والفيلم، ولكن أحيانا كنا نناقش ماذا سنطلب للغداء». يمزح غير. الغريب هو أننا لا نعرف شيئا عن خلفية نورمان. هل هو أعزب؟ أم مثلي؟ أم مطلق؟ من هم أهله؟ ما هو مصدر رزقه؟ هل يقول الحقيقة أم هو وهمي؟ ولكن التجارب المذلة والمحرجة والطريفة، التي يمر فيها مع شخصيات الفيلم تشعل فضولنا به وتثير تعاطفنا وتماهينا معه وكل ذلك بفضل أداء غير، الذي يذوب تماما في هذا الدور ويمنحه حساسية وهشاشة إنسانية: «نورمان شخص مميز»، يقول الممثل: «أنا لم أقابل شخصا مثله من قبل وعلى الأرجح أن لا أقابله في المستقبل». ولكن شخصية عضو الكونغرس الأمريكي ستان لومان، التي يجسدها في فيلم «العشاء»، الذي أخرجه موفيرمان وسينطلق الأسبوع المقبل، هي مألوفة جدا له: «أنا قضيت كثيرا من الوقت في واشنطن ومع سياسيين من أنحاء العالم، لهذا أنا أعرف الناس الذين يقومون بهذا العمل. هم دائما على التلفون ودائما هناك شخص يريد أن يتكلم معهم ودائما هناك مشروع قانون يعملون على سنّه. كلما شاركت سياسيا على وجبة عشاء كان دائما يقوم بخمسين مهمة في الوقت نفسه، وكان دائما هناك مساعد يوشوش في اذنه. وهذا ما جلبته لشخصية لومان،» يقول غير. «العشاء» مستوحى من رواية المؤلف الهولندي هيرمان كوخ، ولكن خلافا للرواية، أحداث الفيلم تدور في الولايات المتحدة وليس في هولندا. أخوان وزوجتاهما يجتمعون حول مائدة عشاء لمناقشة حل لجريمة ارتكبها ولديهما المراهقين. وتدريجيا تتفاقم الأمور ويتحول النقاش إلى جدل صاخب بين الأخوين حول خلافاتهما الشخصية». هذا الفيلم وجد صدى عندي لأن ابني في الـ 17 من العمر وعندما تقوم بفيلم مثل هذا، تتساءل: ماذا ستفعل لو أن ذلك حدث لابنك؟ كيف ستتعامل مع ذلك؟ وهذه قضية عالمية»، يعلق غير، الذي أنجب طفلا واحدا من زوجته الثانية، عارضة الأزياء كاري لوويل. في الثمانينيات والتسعينيات، كان غير واحد من أبرز نجوم هوليوود وأكثرهم جاذبية، وكانت أفلامه على غرار «اميركان جيغولو»، «ضابط ورجل نبيل»، «إمرأة جميلة» و»شيكاغو» تدر الأرباح الضخمة في شباك التذاكر، وكانت استوديوهات هوليوود تتصارع لمنحة أدوار بطولة في أفلامها، فالسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لم نشاهده في أفلام هوليوودية منذ عام 2008، عندما قام ببطولة الفيلم الرومانسي «ليالي في رودانتي»؟ السبب ليس له علاقة بكفاءته الفنية وإنما نبع من مناهضته للصين واستنكاره لسياسة القمع، التي تمارسها تجاه أهل التبت. بداية، تم حرمانه من تقديم الجوائز في حفلات الأوسكار بعد أن ندد بالصين في حفل توزيع جوائز أوسكار عام 1993. وتلقى الضربة القاضية عندما نادى بمقاطعة ألعاب بكين الأولمبية عام 2008 من أجل الضغط على الصين لمنح التبت الاستقلال، مما دفع الصين إلى اصدار امر بمنعه من دخولها إلى الأبد. كما أنها هددت بمقاطعة الاستوديوهات التي تشغله في أفلامها. وبما أن الصين هي ثاني أكبر سوق شباك تذاكر عالمي، لم يكن لهوليوود خيار إلا الرضوخ لمطالب سلطاتها ونبذ نجمها من أفلامها: «هذا هو رياء هوليوود»، يعلق غير: «هم ينتقدون ترامب من على منصات حفلات توزيع الجوائز، ولكن لا يجرؤون على انتقاد حكم استبدادي في الصين». رغم حرمانه من أدوار في أفلام هوليوودية إلا أن الممثل المخضرم استمر العمل في أفلام مستقلة ذات مضامين مهمة: «كما تعلم أنا لم أصنع ابدا فيلما بميزانية 100 مليون، حتى في الماضي، ميزانيات أفلامي كانت لا تزيد عن 10 مليون دولار. أنا ما زلت أصنع هذه الأفلام، ولكنها مستقلة بدلا من أن تكون تحت مظلة استوديو. لهذا فعملية اتخاذ قرار قبول دور لم تتغير. أنا لا أعتقد أنني قبلت يوما ما دورا بسبب الأجر العالي أو من أجل ارضاء استوديو. كنت دائما العب أدوارا تجد صدى عندي وكنت مقتنعا بأنه كان بامكاني استئصال شيء إيجابي منها يحس به الناس. أنا لست بحاجة للعمل. أنا أحب العمل ولكن لا جدوى منه إذا لم يكن مميزا»، يوضح النجم، الذي تعادل ثروته 250 مليون دولار. انخراط غير في سلك التمثيل كان عفويا. فبينما كان يدرس الفلسفة في جامعة ماساشوستس عام 1971 قدم طلبا للعمل في مسرح «بروفينس تاون» العريق في نيويورك خلال عطلة الصيف وتم قبوله. ولكن بعد نهاية الصيف، اتصل به مسرح آخر من سياتل وهو «سياتل ريبورتوار» وعرض عليه العمل هناك. فترك دراسته في الجامعة وقرر العمل كممثل حتى ان وصل إلى لوس انجليس وحصل على أدوار هامشية في أفلام هوليوودية. وحالفه الحظ مرة أخرى عندما اتصل به المخرج تيري مالك، وطلب منه أن يقوم ببطولة فيلمه «أيام الجنة»: «ذلك كان فيلمي الأول، وفي تلك اللحظة أدركت أن مصيري في الحياة هو صنع الأفلام. ولكني لم أكن أدرك أنني سوف استمر بصنع الأفلام حتى هذا الجيل. أفلام أنا فخور بها وتنورني وتثريني»، يقول الممثل ابن الـ 67 عاما. ولكن غير لم يكن مشهورا كممثل وحسب وإنما كرمز جنسي هوس النساء بجاذبيته وخاصة بعد أداء دور رجل مومس في فيلم «أميركان جيغولو» عام 1980: «لم أعر ابدا أي اهتمام بذلك»، يقول غير بصرامة: «وانا كنت واعيا أن ليست لي أي علاقة بذلك. ولكن هذا واقع حياتك، أنت تخرج إلى الشارع والناس يتخيلونك بصورة معينة وكان علي أن أجد منفذا للخروج من ذلك. وتعلمت كثيرا من تلك التجربة. أنا لا أجد شيئا ايجابيا في الشهرة، ولكن هناك ايجابيات كثيرة من النجاح. لأن النجاح يؤدي إلى نجاح آخر وبالتالي إلى شعور الثقة بالنفس الذي يؤدي إلى الثقافة التي تؤدي إلى النمو». فعلا، فبينما كان الاعلام مشغولا في مراقبة حياته الغرامية كان غير دائما غارقا في عالم الروحانيات. ففي بداية العشرينيات من عمره درس البوذية لمدة ستة أعوام واعتنقها. وفي عام 1978، سافر إلى النيبال لمقابلة رهبان من التبت، ثم التقى بالدالاي لاما في الهند وصار ناشطا من مناصريه. وما زال حتى اليوم يزور بانتظام مقر حكومة التبت في منفاها في الهند. كما أنه أسس عدة جمعيات خيرية لدعم قضية التبت والدفاع عن حقوق شعبها. «لا يمكنك التركيز على تطوير مهنتك وحسب، بل عليك أن تعمل على تطوير ذهنك يوميا من خلال ممارسة التأمل. فالعقل السليم يؤدي إلى علاقات سليمة. العالم يواجه تحديات خطيرة. قيادات دولنا تشدنا إلى الجحور وهذا عكس النمو والتعاطف والرحمة والمحبة والمسؤولية تجاه بعضنا البعض. فعلينا أن نتحد ونصرّح علنا أن هذا ليس العالم الذي نريده. نحن نريد عالما يربطنا ببعضنا البعض. نريد أن ندخل غرفة نجد فيها الشخص الأبيض والأسود والأصفر مبتسما. تنوعنا يجب أن يكون الدافع لسعادتنا لأن في نهاية الأمر هذا هو ما نبغاه جميعا». يختتم النجم الهوليودي. النجم العالمي ريتشارد غير: الإسرائيليون يدركون أن احتلالهم ظلم فظيع ويقتلهم من الداخل كما يقتل الآخرين الصين منعته من زيارتها مدى الحياة لتعاطفه مع قضية التبت حسام عاصي |
التاريخ والجغرافيا والدين ضمانات لحفظ الأمة Posted: 30 Apr 2017 02:14 PM PDT في خضم الصراعات السياسية والعسكرية والتوترات الأمنية في عالمينا العربي والإسلامي، تبدو للكثيرين صورة مخالفة للواقع. هذه الصورة تظهر فيها حالة التناحر والتفكك والصراع التي قد توحي باستحالة اعادة لم الشمل. غير ان الواقع يختلف كثيرا عن ذلك. وهنا يتضح الدور الكبير لوسائل الإعلام التي تبالغ في بث الفتنة والاختلاف، وتخفي ما يوحي بالوحدة الحقيقية بين الشعوب العربية والإسلامية. فالصراعات التي تعج بها بلداننا انما هي سياسية في المقام الاول وليست فكرية او دينية او مذهبية، وان كان ذلك كله يستخدم لتأجيج الصراع. المشكلة ان مثيري الصراع والفتنة، وهم قلة ضئيلة جدا إذا قورنت بحجم الامة الذي يتجاوز عدد افرادها مليارا ونصفا، مدعومون من قبل انظمة وجهات اقليمية ودولية. وثمة اهداف لبث هذه الصورة السلبية المحبطة. اولها: كسر ارادة الامة وتعميق روح اليأس من امكان التغيير الضروري لاصلاح اوضاعها. ثانيا: الحفاظ على الوضع السياسي القائم الذي فتح المجال لهيمنة القوى الاجنبية على بلدان العالم الإسلامي. ثالثها: منع تعمق روح التنمية البشرية والعلمية والتكنولوجية التي تقتضي وجود اوضاع مستقرة ومشاعر تتطلع لبناء مستقبل في اوضاع من الاستقلال والحرية والتحكم في تقرير المصير. رابعها: كسر ارادة الاحتفاظ بما تبقى من كيانات سياسية، برغم صغرها، لتكون بديلا عن «الدولة الاممية» التي طالما حلم العلماء والمصلحون الكبار بها منذ عقود. خامسها: البدء بتفعيل «سايكس بيكو 2» بعد مرور مائة عام على النسخة الاولى من الاتفاق المشؤوم لتوزيع النفوذ على العالمين العربي والإسلامي. تلك النسخة استطاعت القضاء على بقايا الدولة العثمانية ورمزيتها الدينية والتاريخية للمسلمين تحويل الامة إلى كيانات صغيرة وأدت إلى قيام الدولة القطرية التي فقدت القدرة على التطور او حتى الاحتفاظ بالاستقلال، وقد ساهم ذلك في في استعمار بلدان العرب والمسلمين، والهيمنة على الثروة النفطية التي بدأ اكتشافها على نطاق واسع، وتوفير الظروف لاقامة الكيان الاسرائيلي. اما النسخة الثانية فقد بدأت في تفعيل نفسها بدون التوقيع الرسمي على نصوص معلنة لها. وشجع القائمين عليها الصمت العربي والإسلامي على اول تجربة للتقسيم، عندما مزق السودان إلى دولتين. ولم يعد حديث التقسيم سريا، بل ان شبحه يخيم على سوريا والعراق وليبيا واليمن، ولن تكون مصر او تركيا او حتى إيران وباكستان بمنأى عنه. القصة بدأت عشية حلول القرن الحادي والعشرين بعد تفكك الاتحاد السوفياتي والشعور الغربي بالهيمنة المطلقة على شؤون العالم. فقبل ذلك كانت أمريكا اسيرة لتجاربها الفاشلة بعد الحرب العالمية الثانية، خصوصا في جنوب شرق آسيا (الحرب الكورية في مطلع الخمسينات، والحرب الفيتنامية التي انتهت في منتصف السبعينيات). فترددت كثيرا قبل ان تتدخل بهدف معلن يخفي اهدافا مخفية، سمي وقتها «تحرير الكويت». ذلك «التحرير» كان بداية التدخل الأمريكي بنمطه الحالي في شؤون المنطقة، عسكريا وسياسيا. فمن لم يقبل بالوجود العراقي في الكويت اصبح مجبرا على القبول بالهيمنة الأمريكية على اغلب مناطق العالم الإسلامي. والاخطر من ذلك تبخر روح المقاومة من نفوس الشعوب لتلك الهيمنة. فاين الاحتجاجات التي عمت العالمين العربي والإسلامي ضد التدخل الاجنبي في الكويت مما يحدث الآن من سعي متواصل لاستجداء الغربيين للتدخل وبناء القواعد لهم على نفقات حكومات المنطقة؟ يومها رفض التدخل حتى الانظمة الرسمية ومنها الاردن واليمن والسودان. وها هو دونالد ترامب يبدأ بتنفيذ ما تحدث عنه في حملته الانتخابية عن عزمه اجبار دول كالسعودية على دفع المزيد في مقابل حمايتها. ويمثل انتقاد ترامب للرياض عودة لتصريحات أدلى بها خلال حملته الانتخابية في 2016 حين اتهم المملكة بأنها لا تتحمل نصيبا عادلا من تكلفة مظلة الحماية الأمنية الأمريكية. وقال ترامب في مؤتمر انتخابي في ويسكونسن قبل عام «لن يعبث أحد مع السعودية لأننا نرعاها… إنها لا تدفع لنا ثمنا عادلا. نخسر الكثير من المال». هذا التدخل الغربي سوف يزداد في السنوات المقبلة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي وتحالفها مع ادارة ترامب. هذا هو المتوقع، ولكن قد تحدث تطورات اخرى تؤثر على مدى اولوية الشرق الاوسط في سياسة هذا التحالف. ومع تصاعد التوتر في بحر الصين وشرق آسيا، وتصاعد احتمالات المواجهة مع كوريا الشمالية، فكل الاحتمالات مفتوحة. ويمكن القول ان التدخل الروسي بشكله الحالي في اوضاع المنطقة لم يكن متوقعا بالشكل الذي حدث. هذا التدخل ليس نهائيا بل يخضع لاعتبارات اخرى خصوصا علاقة ترامب ومواقفه مع روسيا. ومن السابق لاوانه التبنؤ بما إذا كان التدخل الروسي سيؤدي لحرب باردة جديدة. ولكن المؤكد انه لن يؤدي إلى تصاعد الصراع مع أمريكا، وفي الوقت نفسه سيكرس الواقع السياسي للامة، وسيترك الابواب مفتوحة لاحتقانات اضافية. وستكون سياسات كل من تركيا ومصر من العوامل التي ستحدد طبيعة الاقتسام الأمريكي ـ الروسي على النفوذ. الفرق هذه المرة عما حدث خلال الحرب الباردة ان خطوط التمايز الايديولوجي بين انظمة الحكم العربية ليست واضحة كما كانت عليه سابقا. فالسعودية التي تعترض على الدعم الروسي لسوريا تسعى لتقوية علاقاتها مع الروس وتخصص استثمارات ضخمة في شكل صفقات سلاح وفي مجالات اخرى من التعاون الاقتصادي. والعراق المحسوب ضمن التحالف الروسي ـ الإيراني ـ السوري هو الآخر يخضع لنفوذ أمريكي يتصاعد. كما ان تركيا ومصر اللتين تشهد علاقاتهما توترا بسبب الموقف من جماعة الاخوان المسلمين، فتسعيان لتطوير علاقاتهما مع روسيا مع الاحتفاظ بصداقة أمريكا. اما اليمن، فهي الاخرى لم تتحول إلى قضية استقطاب حاد بين الفرقاء. فروسيا ليست طرفا في الحرب، ولا تدعم الجناح المدعوم من قبل إيران. كما ان أمريكا وبريطانيا تتدخلان بدوافع مصلحية وليست مبدئية. فهما تتعرضان لضغوط من منظمات حقوقية واغاثية لوقف ارسال الاسلحة إلى اطراف النزاع، بينما تنظر أمريكا إلى استمرار الازمة انه خطر على امنها القومي بسبب انتشار تنظيم القاعدة وتغوله في المناطق الواقعة تحت نفوذ التحالف الذي تقوده السعودية. كما ان الامارات لها سياسة واهداف خاصة بها وتسعى لتوسيع نفوذها في منطقة باب المندب، والهيمنة على ميناء عدن لمنع تأثيره على ميناء جبل علي في دبي. هذه الحسابات السياسية بين الحكومات من بين اسباب التوتر الذي يسود المنطقة لأنها هي التي تحدد مواقف هذه الدول وسياساتها الاقليمية. انها حسابات انطلقت في إثر ظاهرة «الربيع العربي» التي لا يمكن تجاوزها تماما او منع تكررها. ومن يراقب الاوضاع بقدر من الحياد يكتشف ان قمع تلك الظاهرة قبل ستة اعوام انما ساهم في تأجيلها ولم يلغها. فالصراع من اجل التغيير لا يمكن ان ينتهي الا بحصول ذلك التغيير. اما الرهان على تخدير الشعوب العربية او إلهائها بقضايا مفتعلة كالتطرف الفكري والديني او الإرهاب او الطائفية، فهي ظواهر ظرفية لا يمكن ان تشكل مسارات للمجتمعات التي تعاني من غياب الحرية والعدالة. وبرغم المبالغة في اذكاء التوتر المذهبي، فان لدى هذه الامة مجسات تساعدها على العودة إلى طريق الصواب إذا ما ابتعدت عنه. فليس من اولويات الامة السعي لاجتثاث الطرف الآخر المختلف فكريا او دينيا او مذهبيا مع الاغلبية السكانية. والزيارة الاخيرة التي قام بها البابا لمصر تؤكد الشعور العام بضرورة التقارب بين الاديان والمذاهب والاحترام المتبادل في ما بينها، والتخلي عن عقلية الاقصاء والاستئصال، ورفض ايديولوجيات التكفير والتطهير العرقي والعنصري. وبموازاة ذلك مطلوب من علماء الدين المسلمين تأكيد العلاقات الإنسانية والإسلامية بين سكان العالمين العربي والإسلامي، وابعاد الاختلافات الفقهية عن دوائر الخلاف السياسي. ٭ كاتب بحريني التاريخ والجغرافيا والدين ضمانات لحفظ الأمة د. سعيد الشهابي |
الشهداء لا يؤرقهم الجدار الفاصل بين الحياة والموت Posted: 30 Apr 2017 02:13 PM PDT القيم الخالدة، والأفكار الإنسانية العظيمة تدين بوجودها واستمرارها لمكافحين أوصلوا القيم والفكر إلى حالة قضية، ظلوا يعملون على انتصارها ولو كلفهم ذلك تقديم أرواحهم فداء لها. ولولا ثبات وعزيمة أولئك المناضلين واستعدادهم للتضحية بالنفس، حتى تتحقق الحرية ويسود الحق وتعم القيم الجميلة والحياة الأفضل للآخرين، ومن أجل مستقبل قادم لم يشترطوا أن يعيشوه، لما انتصرت ثورات الشعوب. ولما وصلت الإنسانية إلى وضعها الحالي. وهكذا دائما، مادام هناك أشخاص مستعدون للموت والتضحية بذاتهم في سبيل قضية أو فكرة، أو كتعبير عن الغضب والرفض لما يعيشونه من أوضاع مزرية، فلن تستطيع أي قوة، مهما استطال الزمن، سد الطريق أمام انتصار تلك القضية أو نشر ذلك الفكر. ولعل النقطة التي يصمم عندها المرء على رفض الحياة المنافية للإنسانية والمفروضة عليه فرضا، هي نقطة التقاطه لمعنى التضحية والفداء، غض النظر عن درجة وعيه وعمق إدراكه لهذا المعنى. وفي اعتقادي، فإن الشهداء هم أناس أقرب إلى الكمال، إذ يقدمون على التضحية بأنفسهم باعتبارها مهمة مقدسة، وقيمة سيسجلها التاريخ. فهم يشخصون العواطف الإنسانية ويرسخونها في ذواتهم، ويرفضون الحياة ذات المقاييس المفروضة فرضا، بينما يعرفون معنى الحياة ذات القيمة، ومعنى تطوير الفكر في الذات، وبمستويات عالية، لا يستطيع أي فرد منا بلوغها. وهم بقدر حبهم للحياة، بقدر استعدادهم للذهاب إلى الموت من أجل تجلي تلك الحياة في الآخر. لذلك، الشهداء لا يؤرقهم كثيرا الجدار الفاصل بين الحياة والموت، وهم دائما وأبدا أبطال ذاكرة الماضي ورؤية المستقبل، ونحن مدينون لهم بأعناقنا وحياتنا الراهنة، وبمستقبل أبنائنا…. مرت هذه الخاطرة بذهني، وأنا أسترجع تاريخ 17 كانون الأول/ديسمبر من العام 2010، والذي كان يمكن أن يمر كغيره من الأيام، لا يستوقف انتباها، حتى بعد أن شهدت صباحاته إضرام الشاب محمد البوعزيزى النار فى جسده إحتجاجا على عسف السلطات، لولا أن الشاب الشهيد ضحى بحياته في ذلك اليوم، ليس في مواجهة الظلم فقط، وإنما ليشعل نار الغضب، التي تحولت لهيبا التهمت نيرانه الاستبداد الحاكم في تونس، ودفعت بالطاغية إلى الهروب تحت جنح الظلام، فارا من غضب الشعب بعد 23 عاما قضاها متحكما في رقاب أهل تلك البقعة الخضراء. من منا، في تونس أو في كل بلدان العالم الأخرى، كان يتوقع أن يكون ذلك اليوم هو بداية نهاية بن علي الحاكم في تونس؟… أعتقد لا أحد…!. ويا ترى، ما الذي دفع البوعزيزي، شاب العشرينات اليافع، لذلك التصرف الرهيب؟ هل كان مدركا وواعيا أنه بذلك يقدح الزناد في وقود الثورة المتراكم؟ لست متأكدا، ولكني أعتقد أن الإجابة هي لا..! لكن المؤكد أن الشهيد البوعزيزي كتب بمداد شرايينه رسالة رافضة للحياة اللاإنسانية المفروضة عليه وعلى جيله وعلى سائر ابناء الشعب التونسي. وأعتقد أن حالة الإدراك هذه عند الشهيد البوعزيزي، ربما تختلف عنها عند المناضل والصديق السوداني س. س، الذي خاطبني برسالة نصية عبر الهاتف الجوال تقول: «أنا على استعداد أن أقدم نفسي قربانا بحرقها في أكثر ميادين الخرطوم ازدحاما لإشعال نار التغيير من أجل حياة افضل لشعبنا». وانا على يقين تام من أن المناضل س. س يعي تماما أن التضحية بتقديم النفس قربانا لا يعني بالضرورة، وأوتوماتيكيا، اندلاع شرارة التغيير، وأن الواقع في تونس يختلف عنه في السودان، مثلما يختلف عنه في مصر أو ليبيا أو سوريا. لذلك كتب لي في رسالة لاحقة: «أنا أنظر إلى ثورة تونس كدرس للذين يشيعون اليأس ويشككون في قدرات الحركة الجماهيرية، ليعلموا أن التغيير قانون وليس مجرد رغبة ذاتية». وأجبته بنعم…، وزدته بأن من حق الجميع أن يحلموا، وأن ينادوا مشرع الحلم الفسيح، مثلما ناداه الشاعر السوداني أزهري محمد علي، وردد المناداة صوت وجدان الشعب، المغني الراحل مصطفى سيد أحمد:»يا مشرع الحلم الفسيح….، علمنا دائماً كلما نبذر على أرضك شهيد…..، يطلع شمس…، يبهر بأنواره السماء». ولعل القاسم المشترك الأعظم عند كليهما، البوعزيزي التونسي و س. س السوداني، بإدراك واع أو بدونه، هو استعدادهما للتضحية لأجل التخلص من الحياة المفروضة، لأجل انتصار حياة إنسانية حقة. يقال، أن سبارتاكوس سئل ذات مرة إن كان يخاف الموت، فأجاب: «ليس كما خوفي من وقت ولادتي الذي لا يعطي وعد حياة إنسانية للعبيد، وإنما يعطي حياة العبيد للإنسان». ورغم أن أكثر ما نعرفه وندركه عن أقدارنا ومصائرنا هو الموت، لكن تلك المعرفة وذلك الإدراك لم يجعلاه أبدا حدثا عاديا. فهو الموجع الدائم الذي نعمل طيلة حياتنا على تفاديه. ولكنا نسلم به حين يأتي قضاء وقدرا، بينما نرفض جريمة القتل كأبشع صورة لتجلياته. ولكن أبشع جرائم القتل على الإطلاق هي تلك التي بسبب الفكر أو الرأي أو الخصومة السياسية، ويستوي في ذلك قتل المفكرين والزعامات السياسية، وقتل المحتجين بسبب المطالب الحياتية، المتظاهرين ضد الجوع والغلاء، مثلا. وإذا كانت روح الشهيد، لا تعبأ بأن تنجح الثورة بعد عام أو شهر أو ساعة، لأنها تحررت من حساب الزمن، فالباقون على الأرض معنيون تماما بالحفاظ على الأرواح والعيش الكريم وتحقيق أحلام الشهداء، وكل ذلك يستوجب عملا ملموسا للحد من الطغيان والاستبداد. نحن في السودان، ومنذ فجر الاستقلال وحتى اليوم، ظللنا نعيش متلازمة الموت السياسي، سواء في المركز أو الأطراف، وسواء كان الموت قتلا مباشرا، في الحرب الأهلية أو تحت مقصلة اختلاف الرأي، أو كان غير مباشر بسبب الجوع والمرض والتهميش. ومستقبل الوطن يصرخ: لقد آن اوان هزيمة الموت وانتصار الحياة والسلام، ولا سبيل لذلك إلا بهزيمة تحالف الفساد والطغيان والاستبداد، وبوضع مطالب الشعب في موضع الحقائق المجسدة الملموسة. ٭ كاتب سوداني الشهداء لا يؤرقهم الجدار الفاصل بين الحياة والموت د. الشفيع خضر سعيد |
الحرب ضد الإرهاب… ليست أهلية Posted: 30 Apr 2017 02:13 PM PDT رد الرئيس السيسي بصورة ضمنية على فيديو تلويث سمعة الجيش المصري، وأعلن ـ في مؤتمر الشباب بالإسماعيلية ـ تحفظه على فكرة تشكيل «لجان شعبية» لمساندة الجيش في الحرب ضد الإرهاب، وهذا موقف صحيح تماماً، فالجيش المصري لا يحتاج إلى معونة أحد في منطقة عملياته الجارية بحيز محدود أقصى شمال شرق سيناء، ثم أن أحداً لا يضمن انضباط السلوك الحربي للأهالي، خاصة في بيئة بدوية بطبيعتها، فيها الكثير من السلاح، ومن خشونة التصرفات، ومن حزازات قبلية لا تصح استثارتها، وقد تقود إلى عمليات انتقام وهمجية بدائية، تخل بمعنى الأمن العام الذي تسأل عنه الدولة وحدها. نعم، لا يصح لأحد أن يصور ما يجري هناك كحرب أهلية، ولا حتى أن يفرح بصدامات قبائل مسلحة مع جماعات الإرهاب، فتلك ليست مهمة القبائل، بل لا وجود للقبائل أصلاً في معنى النظام العام، والكل مواطنون تسأل عنهم الدولة، ولا فارق موضوعياً بين جرائم خرق النظام العام بالتهريب وتجارة المخدرات وغيرها، وبين جرائم الجماعات الإرهابية، ومرتكبوها غالباً من أبناء قبائل، وإجرامهم شخصي لا قبلي، وأوزارهم في رؤوسهم، وفي يد الذين يمولونهم ويدعمونهم بالسلاح وأعمال المخابرات الوضيعة، بهدف تفكيك وحدة مصر، أو اقتطاع شبر من أرض سيناء، وهو ما لن يحدث أبداً بإذن الله، بوجود شعب عظيم التجانس، وجيش فائق الانضباط، حتى لو وقعت أخطاء أو خطايا ممارسة، يحسن تصحيحها والمساءلة الفورية عنها، وقطع دابر أي انفلات في السلوك، يسيء لشهداء الحرب المقدسة ضد الإرهاب، ويخصم من جهد المعركة الأهم لكسب عقول وقلوب الأهالي على تواضع أعدادهم نسبياً في المنطقة المحصورة المضطربة نسبياً، ويسرع بمعدلات كسب الحرب والاجتثاث النهائي للإرهاب وصناعه ومخططيه. وربما لا يكون أحد في احتياج لتكرار السؤال، ولا البحث عن صاحب المصلحة في مد أجل حروب جماعات الإرهاب في سيناء بالذات، وشغل الجيش المصري، وربما السعي لإنهاكه سنين في حروب صغيرة مرهقة بطبيعتها، فقد وفّرت علينا إسرائيل نفسها عناء السؤال، والإلحاح على تكراره، وقدم الجنرال موشيه يعالون البرهان ساطعاً، حين أعلن اعتذار «داعش» عن إطلاق نار بالخطأ باتجاه الجيش الإسرائيلى في الجولان العربي السوري المحتل، وبالطبع لم يصب أي إسرائيلي في الحادث، بل وجدتها إسرائيل فرصة للرد بقصف موقع للجيش السوري، وهو ما يكشف هوية صاحب المصلحة، وبغير حاجة إلى كثير أو قليل من التأويل والاستنتاج، فلم يحدث أبداً في سيرة جماعات الإرهاب شرق سيناء أن قتلت جندياً إسرائيلياً واحداً، وإن لجأت أحياناً، وعلى سبيل التعمية، إلى قذف صواريخ أشبه بلعب الأطفال، لم تقتل مرة سوى مواطن عربي على الجانب الآخر، وهذه نقطة اتفاق حاسمة بين الإسرائيليين والداعشيين، فليس بين الطرفين عداوة، بل هناك تفاهم وتحالف وثيق، يجر إليه جماعات اليمين الديني الإسلامي الهاربة إلى كهوف السلاح والتفخيخ، وليست مصادفة أبداً، أن إسرائيل كانت هي الطرف الذي يعلم مسبقاً ويقيناً بالحوادث الإرهابية الكبرى في مصر، وأنها أطلقت ما تسميه «تحذيرات» لمواطنيها قبل عملية إسقاط الطائرة الروسية المدنية فوق سيناء، وقبل كل عملية كبرى ضد الجيش المصري، وصولاً إلى تحذيراتها العلنية قبل وقوع عملية تفجير كنيستي طنطا والإسكندرية، وأغلقت حدودها قبل أيام من حدوث العملية الخسيسة، وبما دفع إلى تطورات جديدة من نوع إعلان حالة الطوارئ، وتكثيف اللجوء إلى الجيش المصري في حفظ الأمن الداخلي، وقد يقال لك أن المخابرات الإسرائيلية أنشط وأذكى، وتعرف أكثر من غيرها، وتطلق التحذيرات مسبقاً، لأنها تعلم ما لا يعلم الآخرون، وهو تفسير لا بأس به، لكن السبب كامن في «تفسير التفسير» إن جاز التعبير، وهو لا يخرج عن كونه واحداً من اثنين، فإما أن تكون المخابرات الإسرائيلية قد اخترقت جماعات الإرهاب ـ المدعية للإسلام، وإما أن تكون بعض هذه الجماعات نفسها من صناعة المخابرات الإسرائيلية رأساً، وفي الحالين، يتوافر العلم المسبق الدقيق، ثم الاتفاق الظاهر على عدم المساس لا بالكيان الإسرائيلي ولا بجيشه. وقد يبدو هناك تناقض صوري في القصة، أو في تفسيرها، فبين مصر وإسرائيل معاهدة سلام رسمية هي الأقدم عربياً، ولا يخلو السطح الدبلوماسي من تصريحات ومجاملات ودية، ومن أحاديث متواترة عن التطبيع والسلام والقمم السرية في «العقبة» وغيرها، وكلها مما قد يوحي بدفء ما في علاقات القاهرة مع تل أبيب، وما قد يستدعي تعاوناً من إسرائيل في حفظ أمن مصر لا التآمر عليها، وهو ما لا يحدث فعلياً، بل ما يجرى في خلاصته هو العكس بالضبط، وما يدور تحت السطح الخادع مختلف تماماً، فقد سُحب السفير الإسرائيلى مع طاقمه من القاهرة لشهور طويلة، وبدا اختناق المسالك الأمنية ظاهرًا بين الطرفين، فقد أدركت إسرائيل متأخرة ـ على ما يبدو ـ طبيعة الخدعة التي تعرضت لها من المصريين، والتي انتهت إلى وضع عسكري غير مسبوق في سيناء، منذ ما قبل هزيمة 1967، فقد صارت قوات الجيش المصري، وبكامل هيئتها القتالية، ولأول مرة منذ خمسين سنة، على حافة الحدود التاريخية بين مصر وفلسطين المحتلة، وهو الكابوس الذي لم تتصور إسرائيل أنه سيعود يوماً، فهي تتخوف من عقيدة الجيش المصري الراسخة في العداء لإسرائيل، وقد احتلت إسرائيل سيناء لمرتين في 1956 و 1967، وسعت لتجنب كابوس الجيش المصري، ودفعه بعيداً إلى الخلف، وأصرت على نزع سلاح معظم سيناء، وتفريغها من وجود الجيش في الملاحق الأمنية لما يسمى معاهدة السلام المصرية – الإسرائيلية، والتي عقدت برعاية وضمانات أمريكية لإسرائيل، وتضمنت وجود الجيش المصري حصراً غرب خط المضايق الحاكم استراتيجياً في سيناء، وبالدقة في المنطقة (أ) طبقاً لنصوص المعاهدة، الممتدة بعمق 59 كيلو متراً فقط شرق قناة السويس، والتي تقرر تقليص وجود الجيش المصري فيها إلى فرقة مشاة ميكانيكية واحدة، فيما لم يسمح في المنطقة (ب)، والممتدة بعرض 109 كليومترات في وسط سيناء، سوى بأربع كتائب حرس حدود، والحظر التام لأي وجود للجيش المصرى في المنطقة (ج)، الممتدة بعرض 33 كيلومتراً إلى خط الحدود المصرية الفلسطينية، وضمنها منطقة المتاعب المتصلة إلى الآن، إضافة لحظر الطيران الحربي المصري والموانئ الحربية البحرية في سيناء كلها، وهو ما يعني وضع سيناء بالكامل تحت رحمة إسرائيل، وتسهيل غزوها بلا عوائق في أي وقت تختاره مجدداً. كان ذلك أسوأ قيد وضعته المعاهدة المشؤومة على الإرادة المصرية، وهو ما سعت الإدارة المصرية إلى التخلص منه في السنوات الأخيرة، وبذكاء وطني براغماتي لافت، وباستثمار ظاهر لورقة الحرب ضد الإرهاب، وبطلب استثناءات من إسرائيل الطرف الآخر في المعاهدة، سمحت بوجود متدرج للجيش المصري في شرق سيناء، وبتزايد الوجود العسكري وتنويعه، وإلى أن صارت نصوص المعاهدة الأمنية حبراً يجف فوق الورق، ومع تصميم مصري متزايد على جعل وجود الجيش دائماً لا موقتاً، وطلب «تعديل» المعاهدة على نحو يعترف نهائياً ورسمياً بحقائق الأمر الواقع الجديدة، ولا تريد إسرائيل الموافقة على التعديل بالطبع، ولا تريد إنهاء مكاسبها الاستراتيجية بدفع الجيش المصري بعيداً إلى الخلف، وهو ما لن يحدث ثانية أبداً، ولن يسمح به الشعب المصري، وهو ما يفسر التحولات العملية العدوانية لإسرائيل ضد الجيش المصري، وسعيها بكل طريقة، لإشغاله وإنهاكه، والتماس التحالف والتنسيق الظاهر والباطن مع جماعات الإرهاب، التي تسعى مثل إسرائيل وراء هدف فصل سيناء عن مصر، أو على الأقل اقتطاع جزء من شرق سيناء، ليخدم خطط إسرائيل المعلنة في ضمه إلى غزة ككيان فلسطيني بديل، يسهل ويبرر مهمة ضم القدس والضفة الغربية نهائياً لكيان الاغتصاب الإسرائيلي، وبرغم التوافق الفلسطيني المصري على رفض خطط إسرائيل، إلا أن القوة الحاسمة في القصة كلها هي وجود الجيش المصري على كامل أرضه، وقيادته لحرب تحرير وتطهير سيناء من الإرهابيين «حصان طروادة الإسرائيلي»، وهو ما يؤكد طبيعة الحرب الجارية ضد الإرهاب بصفتها حرباً وطنية، وليست نزاعاً أهلياً ولا حرباً أهلية كما تريد إسرائيل وغيرها تصويرها، وهو ما يستدعي اليقظة التامة، وردع أي تصرفات ظالمة بحق أهلنا في سيناء، وكسب معركة العقول والقلوب، فانفصال الوجدان أخطر من انفصال الجغرافيا المستحيل في سيناء. كاتب مصري الحرب ضد الإرهاب… ليست أهلية عبد الحليم قنديل |
أوهام قريحة علماني Posted: 30 Apr 2017 02:12 PM PDT ما عاد الربيع أجمل فصول السنة عند الجميع، فبعض القوم يرون أنّ أجمل فصولها: فصل الدين عن الدولة. صاحبنا نموذج لعلماني ينتظم في العلمانية الجزئية بحسب تقسيم العالم الموسوعي عبد الوهاب المسيري، الذي ذهب إلى أن هناك علمانية جزئية يتبناها أغلب العلمانيين العرب، وتعني فصل الدين عن الدولة، وعلمانية شاملة لا تفصل الدين عن الدولة فحسب، وإنما هي رؤية شاملة للكون بكل مستوياته ومجالاته، تفصِل كل القيم والمفاهيم الدينية عن حياة الإنسان، وهي رؤية تُرادف الداروينية. لكن المستقرِئ لواقع ذلك (النصف) النموذج، يُصدم عندما يرصد مغادرته موقع العلمانية الجزئية، ليقترب من العلمانية الشاملة، فهو مغرمٌ بالتطاول على الثوابت، وصلت إلى حد الادعاء بأن القرآن كائن مخلوق نتاج دعم قُوى خارجية لمحمد، يستطيع من خلالها إقناع أتباعه بثورته للحصول على الملك والغنائم. وهكذا صارت الرسالة ثورة على أوضاع معيشية وطبقية، هدفها تحقيق مصالح مادية بحتة. ويُمعن صاحبنا في الانتصار لعلمانيته المتطرفة، بإنكار أية قوانين تُجرّم سب الذات الإلهية والنبي صلى الله عليه وسلم. يصارع طواحين الهواء، ويسير على خطى أسلافه في معارك نظرية تنظيرية، فيتحدث عن نبذ فكرة أن الإسلام دين ودولة، وعن الدولة المدنية، وعن أزمته مع فكرة الخلافة، وتجاهل أن ما يصارعه لم يعد له وجود، فالخلافة سقطت منذ قرن، ومعظم بلدان الوطن العربي تحكمها دساتير وضعية، أفضلها حالاً ما تضمّن النصَّ على مصدرية الدين الإسلامي للتشريع، فيما يعكس الواقع فجوة كبيرة بين القوانين وتطبيقها، فأي معركة يخوضها ذلك المسكين؟ هذا النموذج المُعبِّر عن شريحة واسعة، خاض في لُجّة الوهم، وشرع يحاسب الإسلام بأوهامه تلك. صاحبنا توهّم أن طريق الخلاص في نبذ المرجعية الدينية، ليس في نظام الحكم فحسب، إنما يطمع أن تنسلِخ كل التصورات والمفاهيم والقيم من تلك المرجعية. لو أنْصَف لقال إنه ما من مجتمع إلا ويتحرك في إطار مرجعية نهائية، وفكرة جوهرية تُشكل الأسس لجميع التصورات والأفكار، وإطار جامع تُقام عليه الأنظمة العامة، تلك الفكرة مستمدة من نَسَق حضاري وقِيمي، سابقة على الإدراك والتقييم، وليست نِتَاج تجربة وتحليل، تلك المرجعية التي تجيب عن أسئلة ذات طابع معرفيّ تتعلق بتصورات الإنسان وعلاقته بالكون، وتوجّهات مجتمعِه وما يصِحُّ فيه وما لا يصِحّ. بدون هذه المرجعية لن يكون للمجتمع معايير يحكم بها على الأحداث والظواهر، ولن يستقر له تحديد الحَسَن والقبيح، تلك المرجعية بلا شك تُستمد من مصدر خارجي، وهو الدين، لأنه إن قفز على المنهج السماوي إلى ما يرتضيه المجتمع، فإنه سيقع أسيراً للنسبية التي وقع في أسرها الغرب، فأمريكا مرجعيتها النهائية هي الملكية الرأسمالية والفرد المطلق، لكنها قد طغت عليها النسبية، فالعدل وحقوق الإنسان – وغيرها من المصطلحات- تدور في فلك المصلحة. إن كان صاحبنا العلماني يرى أن مطلق الحرية الفردية هو مرتكز الإطار الأخلاقي، فكيف سنحسِم مثلاً قضية الإباحية التي يقبَل بها أقوام ويرفضها آخرون؟! توهّمَ أن الدين قرين التخلّف، وأن أوروبا لم تتقدم إلا بعد أن ثارت على الدين، ومن ثمّ فلن نأخذ نصيبنا من ذلك التقدم إلا بعد أن نسير على خُطى الغرب في ثورته على الدين. وهو بذلك قد جزم بأن ما حدث في أوروبا حالة تاريخية عامة، متجاهلاً تلك الحِقب التاريخية لأمم وحضارات بلغت من التفوق والتطور مبلغاً عظيماً مع كونها ترتكز على فكرة الدين في حياتها العامة. الحضارة الفرعونية التي صبَغَتها الاعتقادات الدينية أذهلت العالم بإنجازاتها التي لا تزال العقول فيها حائرة. إمبراطوريات الصين تمحورت حول الكونفوشية وفاقت الغرب في تطوره بالعصور الوسطى. الحضارة اليونانية والرومانية في العصور القديمة ارتكزت على الفكرة الدينية والإيمان بتعدد الآلهة وعلاقات النسب بينها وبين البشر، وإدارتها للصراع البشري، وكانت حضارات قوية تركت آثاراً لا تُنسى. وأخيراً الحضارة الإسلامية التي صارت مُكوناتها ومفرداتها مَرْجِعاً لغيرها ومنطلقاتٍ لعلومهم الحديثة، ألم تتمحور حول الرسالة المحمدية؟! إذن، فالدين ليس قرين التخلف، وما حدث في أوروبا كان بسبب سيطرة الحكم الثيوقراطي واستبداد السلطة الكهنوتية التي ادَّعت الحق الإلهي، وتعاملت مع الشعوب على أنها إلهُ الأرض، واحتكرت الفكرة والرأي والمال، والتفَّتْ على فطرة الإنسان الأوروبي، وحالت بينه وبين العلم والاكتشاف والبحث والتنظير. وهذا وَهمٌ آخر يقع فيه صاحبنا النموذج، إذ ألصق بالدين الإسلامي تهمة السلطة الكهنوتية والحكم الثيوقراطي، إن الدولة في الإسلام إنما هي دولة مدنية بمرجعية إسلامية، وضع لها الإسلام إطاراً عقائدياً يريح ذهنيتهم وتصوراتهم، وإطاراً قيمياً مرتبطاً بهذه العقائد وثمرة لها، يقوم على الثبات في تطبيقه على الجميع دون تفرقة، وعلى المرونة في بعض الأحوال – إذ أباح مثلاً الكذب لإصلاح ذات البين وهو مقصد في ذاته- وعلى صفات الأمانة والقوة بما يضمن انتظام الأمة في سلك الفاعلية والإنتاجية. كما وضع المنهج الرباني خطوطاً عريضة وأسساً عامة تقوم عليها الدولة ونظامها، فمثلاً جعل الشورى أساساً في النظام، وترك شكلها لاجتهادات الناس، قد يتمثل في برلمان أو مجلس شورى ونحو ذلك. وترك معظم الأمور الحياتية لتقدير الناس وتخصصاتهم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في قصة تأبير النخل (وما أمرتكم بشيء من أمور دنياكم، فأنتم أعلم بأمور دنياكم). وأما مهمة العلماء فهي التبليغ والاجتهاد في المستجدات وفق آليات وضوابط الاجتهاد، فيما لم يأت به نص قطعي الثبوت والدلالة، وهو من شأنه إضفاء الحيوية على البحث العلمي، وليست مهمتهم أن يحكموا على الاختراعات والاكتشافات العلمية، وليس مطلوباً من كل عالم أن يُشرف على المفاعلات النووية أو الأنظمة الإدارية لمؤسسات الدولة. توهم صاحبنا أن أبشع الجرائم تُرتكب باسم الدين، مُصرّحاً غير مُعرّض بالإسلام. فهل تمت إبادة الهنود الحمر باسم الدين؟ هل ذبح ستالين وموسيليني وهتلر الملايين باسم الدين؟ هل نُفذت مأساة هيروشيما ونجازاكي باسم الدين؟ هل قُتل أكثر من خمسين مليوناً من البشر في الحرب العالمية الثانية باسم الدين؟ وإذا أراد صاحبنا أن ينسب شطحات داعش والجماعات التكفيرية إلى الإسلام، فهو عار أن يقول بهذا وقد صرّحت وزيرة داخلية بريطانيا منذ أكثر من عامين بأن دولة داعش المزعومة لا علاقة لها بالإسلام وليست هي الإسلام، وأن معظم المسلمين يرفضون سلوكيات هذا التنظيم. الأوهام التي جادت بها قريحة صاحبنا النموذج لم تنْتَه… والبيان أيضا ـ بعون الله – لا ينتهي. كاتبة أردنية أوهام قريحة علماني إحسان الفقيه |
سايكس بيكو وحروب المائة عام الجديدة Posted: 30 Apr 2017 02:12 PM PDT عندما أعطى الشريف حسين ثقته للسير هنري مكماهون المندوب السامي للتاج البريطاني في مصر (في تبادل رسائل عشر بينهما في الفترة الواقعة بين 14 تموز/ يوليو 1915 و 30 كانون الثاني / يناير 1916 والتي بموجبها وعدت بريطانيا بإنشاء الخلافة الاسلامية بعد نهاية الحرب وإسقاط الامبراطورية العثمانية مقابل مساعدة الحلفاء في الحرب ضدها، وبحسب هذا الوعد «الخلبي» قام الشريف حسين بإعلان الثورة العربية الكبرى). لكن حسابات الحقل للشريف حسين لم تطابق حسابات بيدر مكماهون، إذ لم يكن يعلم أن الحلفاء كانوا يبيتون شيئاً آخر سيغير منطقة الشرق الاوسط، ويجر ويلات وحروباً لا تنتهي، فمكماهون تخلى عن وعوده مع أول منعطف، بل أن محادثات سرية بين فرنسا وبريطانيا وروسيا كانت تعقد لاقتسام تركة الرجل المريض في المدة الزمنية نفسها التي كانت تتم فيها مبادلة رسائل الحسين – مكماهون، حتى ان هذا الأخير كتب لنائب الملك لورد هاردينغ يقول: «لم يكن لي رغبة في إعطاء العرب ما وعدتهم به». اكتشف العرب مفجوعين في 26 تشرين الثاني/ نوفمبر 1917عن طريق مقال في صحيفتي ازفيتزيا وبرافدا أن بريطانيا وفرنسا وقعتا اتفاق ما يعرف باتفاقية سايكس- بيكو لتقسيم تركة الرجل المريض في الهلال الخصيب (سوريا الكبرى) في 16 أيار/ مايو 1916 (تقسيم وإنشاء اربع دول: سوريا حالياً، لبنان، الأردن، فلسطين وجر وراءه وعد بلفور في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر 1917 أي منذ قرن من الآن في التمام والكمال) كأول بلقنة للمنطقة، وإنشاء دولة اسرائيل التي جرت وراءها حروباً ونزاعات أدمت وخربت وأفلست شعوب وبلدان المنطقة بأكملها. (ثورات ضد الفرنسيين والإنكليز والمستعمر الصهيوني، ثم حروب معه في 48، و56، و67،و73، و82، و2006، وحرب لبنان، وحرب العراق – ايران، ثم حرب العراق – امريكا، وحروب أهلية في العراق وسوريا). هذه الدول الوليدة لم تنجح، وخاصة في سوريا والعراق لأسباب مختلفة في بناء دول بمقومات اقتصادية واجتماعية وسياسية تكفل لها الانتقال من دول متخلفة إلى دول ناشئة ذات نمو يكفل لشعوبها عيشاً كريماً، ونظاماً سياسياً ديمقراطياً تعددياً مؤسساتياً يضمن استقرار واستمرار الدولة دون هزات الانقلابات العسكرية المتتالية بوتيرة متسارعة، وسيطرة الحزب الواحد، وعبادة الفرد القائد الملهم إلى الأبد. في ظل اندلاع الحريق العربي – بعد أن كان ربيعاً- وأملاً للشعوب بالتحرر من ربقة الأنظمة الديكتاتورية التسلطية بدأت مرحلة حروب مئة عام جديدة، ليست حروباً خارج حدودها (مع ايران، تركيا، اسرائيل) بل داخل الحدود التي رسمتها سايكس بيكو اللعينة، إذ وحسب مخططات حديثة خبيثة هناك رسم حدود جديدة لدول أخرى ستلد بعد المخاض المرير العسير الذي ادمى الشعبين العراقي والسوري، أي بلقنة جديدة داخل البلقنة القديمة تنشأ من خلالها دول على اساس عرقي وطائفي، أي أن هناك عودة لسيناريو قديم لم يتحقق عندما حاولت فرنسا تقسيم سوريا إلى أربع دول سنية وعلوية ودرزية (دولة دمشق، دولة حلب، دولة جبال العلويين، دولة جبل الدروز) مع إغفال حق الأكراد ببناء دولة لاعتبارات غربية تركية ايرانية. لكن اليوم يعتبر الأكراد المكون الأساسي في بناء دول جديدة في العراق وسوريا على اقل تقدير، منذ أن دعت مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية الامريكية السابقة زعيمي الحزبين الكرديين المتصارعين في العراق، مسعود البارزاني وجلال الطالباني إلى واشنطن قبيل الهجمة الأمريكية على العراق وطلبت منهما التصالح لصالح الشعب الكردي والدولة الوليدة بعد حين. وتقسيم العراق بين شيعة وسنة وكرد. أما في سوريا فتلعب كل من واشنطن وموسكو وطهران وأنقرة سيناريو مشابهاً لتقسيم سوريا إلى دويلات أقلها ثلاث: كردية، وسنية، وعلوية، فواشنطن تدعم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني الكردي بزعامة صالح مسلم، وتزود قوات «قسد» التابعة له بالأسلحة بحجة محاربة داعش والتمدد جغرافياً في الاراضي السورية لرسم حدودها في منطقة الجزيرة، وموسكو وطهران تدعمان نظام الأسد «العلوي» وحزب الله وميليشيات العراق وتوابعها لفرض كيان جديد يعبر الحدود السورية اللبنانية عبر التهجير الديمغرافي ليكون هناك امتداد جغرافي واحد لمناطق نفوذ الحزب من البقاع اللبناني إلى القصير والزبداني ومضايا وبقين في الأراضي السورية، ويبقى للدولة العلوية الشريط المفيد من المدن السورية من حلب إلى دمشق، وتترك منطقة إدلب والصحراء مع بعض مدن الجنوب للسنة برعاية انقرة بعد القضاء على داعش. هذا التقسيم الجديد المحتمل والذي ربما لن يعلن إلا بعد إفشال كل محاولات الانتقال السياسي بين المعارضة السورية ونظام بشار الأسد، واستمرار الاقتتال والتدمير بين الفصائل المسلحة والجيوش والميليشيات المختلطة لتصل الأزمة السورية إلى طريق مسدود وفرض الأمر الواقع على الأرض، وتقديم سيناريو التقسيم كأفضل حل، وفي افضل الأحوال الفيدرالية التي تعني ايضاً تقسيماً مقنعاً. هذه البلقنة الجديدة لا تعني بالضرورة استقرار منطقة الشرق الأوسط بأكملها وليس سوريا والعراق فحسب، بل هي بذور حروب جديدة وصراعات لا تنتهي ربما لقرن مقبل. وستصبح اسرائيل الدولة العظمى في المنطقة لا أحد يتجرأ على المساس بها أو حتى انتقادها، تفعل ما تشاء وتعربد كما تشاء، كما تفعل اليوم في الأجواء السورية وقصفها للموقع الذي تختاره وتعتبر انه يشكل عليها خطراً، بل ربما تتحالف مع بعض هذه الدويلات المنشأة بجرة قلم ضد البعض الآخر، لنعود خمسة قرون إلى الوراء لنتذكر ملوك الطوائف، وألفونسو وفيرناندو وايزابيل القشتالية ونتحسر على سوريا والعراق ولبنان وفلسطين كما نتحسر على قرطبة، وغرناطة، واشبيليا. كاتب سوري سايكس بيكو وحروب المائة عام الجديدة رياض معسعس |
السم المخاتل: لعبة الشركات الكبرى ودورها في الأمراض الخطيرة Posted: 30 Apr 2017 02:12 PM PDT قد لا يستطيع أي شديد عتيد مغرق في رباطة الجأش الصمود أمام طوفان الألم الحارق الذي يجتاح قلب كل إنسان طبيعي عندما يلتقي بطفل أو شاب مصاب بمرض التوحد، إذ يبدو له تناقض عصي على التمثل منطقياً بين كينونة الهيكل الصحيح لجسم من أمامه، وحقيقة غياب الوعي والإدراك العقلي المنسجم مع ذلك الأخير. ومرض التوحد هو مرض متوارٍ عن الأنظار في طبيعته الاجتماعية حيث أن معظم المصابين به حبيسو المنزل، دون أن يغير ذلك من أنّ نسبته العالمية أصبحت حوالي 1 من كل 68 طفلاً بحسب آخر إحصائية عالمية، وهو في ازدياد مطرد الحدوث بنسبة تزيد كل سنة بمعدل 6-15% عن السنة السابقة لها. وهو مرض مجهول السبب أساساً، يفصح عن نفسه بأنه أحد أشكال قصور تطور الأداء الفيزيولوجي للنسيج الدماغي ضمن طيف من الأمراض تشمل عسر التطور الإدراكي عند الأطفال، وعسر الانتباه، واضطرابات الذاكرة، وقصور الذكاء وصولاً إلى مرض التوحد نفسه. لقد أمضى العلماء سنين طويلة في محاولة تقصي الأسباب الكامنة وراء ازدياد وقوعات داء التوحد، فوجدوا أنّ أول المبيدات الحشرية المسجلة في الولايات المتحدة (Chlorpyrifos) منذ العام 1965، والأكثر استخداماً على مستوى الولايات المتحدة، متهم بكونه المسبب الأول لازدياد وقوعات داء التوحد وطيفه المرضي المرافق له من خلال تعرض الأطفال له باستهلاك المحاصيل المعدة لاستهلاك البشر والتي تمّ رشّها به، والتي لا يمكن شطفها بالماء أو غيره من طرائق الغسيل لاستدماجها في نسيج خلايا المحصول نفسه وليس على سطحها الخارجي فقط من خلال مياه السقاية المشبعة به خلال عملية مرورها على أجزاء النبات الخارجية التي تم رشها سلفاً ببلورات المبيد الحشري، ليستشربها المحصول حينئذ خلال سيرورة نضجه، أو عن طريق استهلاك حليب الماشية التي تمّ رش علفها به سابقاً، أو عن طريق استهلاك أي من مشتقات ذلك الحليب، أو حتى من خلال شرب المياه الجوفية التي تحملت بجرعات كبيرة من جزيئات المبيد الحشري جراء تسربها مع الماء الراشح من سقاية تلك المحاصيل التي تمّ إغراقها به. وهو المبيد الحشري نفسه الذي لا زالت السلطات الأمريكية تجادل بعدم إمكانية حظر تصنيعه حفاظاً على «مصالح الشركات الأمريكية في داخل الولايات المتحدة وعالمياً»، وهي الآلية الإمراضية نفسها التي يسبب بها ذلك المبيد الحشري مرض التوحد، قد تمّ توثيقها وربطها إحصائياً ومخبرياً بعدد من المبيدات الحشرية الأخرى بكونها مسؤولة بشكل مباشر عن زيادات وقوعات سرطانات الأطفال وخاصة سرطانات الدم عند الأطفال، بالإضافة لإثبات العلاقة النوعية بين التعرض لمبيد DDT وسرطان الثدي عند من يتعرض له من الذكور أو الإناث، وأي من ذريته التي سوف ينجبها بعد ذلك التعرض، خاصة مع التذكير بأنّ تأثير هذه المواد المسرطنة تراكمي يصعب على الجسم البشري التخلص منه، وعند تجاوزه عتبة معينة تتعلق بالجرعة وتكرارها يصبح التأثير السرطاني حتمياً لا فكاك منه. وتقوم لعبة الشركات الكبرى العابرة للقارات المسيطرة على إنتاج المبيدات الحشرية عالمياً مثل شركة داو المنتجة للمبيد الحشري السالف الذكر أو شركتي باير الألمانية وشركة مونسانتو الأمريكية اللتين اندمجتا مؤخراً بصفقة تجاوزت قيمتها السوقية 66 مليار دولار بما يعكس حجم سيطرتها على سوق المبيدات الحشرية عالمياً على مرتكزين أساسيين: الأول منها يقوم على زيادة معدل تصنيع بذور المحاصيل المعدلة وراثياً، وجعلها ذات صفات «مورثية قاهرة» لا تحتاج سوى لنحلة طيارة لتنقل تلك الصفات مع غبار الطلع من الحقول المزروعة ببذورها إلى حقول ليست كذلك، حتى تصبح تلك الأخيرة معدلة وراثياً وفق الشيفرة السرية التي تعرفها الشركة المطورة فقط؛ وهو ما سوف يقتضي علمياً بأنها الوحيدة العارفة بنوعية وتراكيز الأسمدة الكيميائية التي تحتاجها تلك المحاصيل الناتجة عن بذورها المعدلة وراثياً، وهو ما تبيعه تلك الشركة حصرياً للمزارعين الذين لا حول لهم ولا قوة إلا بالقبول بذلك كما هي حالة فول الصويا الذي انتهت أجناسه الطبيعية على المستوى الكوني، ولم يبقَ منها سوى المعدل وراثياً والتي تسيطر على سوق أسمدتها ومبيداتها شركة مونسانتو الآنفة الذكر بشكل شبه مطلق على المستوى الكوني، وكذلك الأمر بالنسبة لمحاصيل القمح في الولايات المتحدة الذي أصبح أكثر من 90 % منه معدلاً وراثياً تحت سيطرة الشركة الأخيرة نفسها. والمرتكز الثاني لتلك الشركات يقوم على توطيد وعي علمي زائف من خلال ماكينة الآلة الدعائية والإعلامية المستأجرة من تلك الشركات يقول بأن المبيدات الحشرية التي تصنعها ضرورة لا بدّ منها لزيادة الإنتاج الزراعي لإطعام البشر الجائعين في أرجاء المعمورة. وهي كذبة من نموذج «للتضليل والتلفيق» لا تستند إلى أساس علمي حسب توصيف تقرير صادر عن الأمم المتحدة منذ أيام قليلة، وهو الذي يؤكد أنّ استخدام المبيدات الحشرية لم يسهم بزيادة الإنتاج الزراعي على المستوى العالمي، وأنّ التحسينات في طرائق الزراعة التقليدية هو الذي أسهم فعلياً في ذلك، وأنّ المبيدات الحشرية لم تكن سوى مسؤولة عن طوفان من الأذيات للبشر أقلّها «وفيات 200000 شخص سنوياً جراء التعرض الحاد والمباشر لها، والتي تحدث معظمها في الدول النامية» بحسب التقرير الأممي الأخير. ويحزّ في نفس كلّ عربي أدمن التفجع على حال أهله، أننا نحن أمة العرب التي اخترع أهلوها في بلاد الرافدين فكرة الزراعة، وأول محصول قمح، وكان نتاج زُرَّاعِها في وادي النيل خزان قمح العالم بكل المقاييس، تجوع في أرضنا مجتمعات عربية إن لم تتعطف عليها بلاد العم سام بقمحها وأرزها الملوثين بطوفان من المبيدات الحشرية والبذور المعدلة وراثياً التي تنتظر أوان اجتياحها لكل ما تبقى من نتاج زراعي متهالك عربياً، لإرغامها على الارتهان لإرادة مصطنعي تلك البذور المعدلة وراثياً والأسمدة الكيميائية الوحيدة الكفيلة بإبقاء المحاصيل الناتجة عنها على قيد الحياة، تمهيداً لتحويل مستهلكيها في أرض العرب إلى جيش من مرضى التوحد وأشقياء مرض السرطان. ألا يحق لعاقل عربي مفترض أن يناشد أخوة الدم في التفكر في إلحاحية التوقف عن ترك أوطاننا مشرعة الأبواب لكل من يريد استعباد أبنائها، وتشكيل مستقبل أطفالها الصحي، والعقلي، والغذائي؛ والكل منشغل في الإيغال في تراجيديا إدمان قابيل على التغذي بنسغ كبد أخيه وقتيله هابيل، ونسيان فلذات كبده التي لا يبدو أن لها حقاً في التساؤل عن ذلك الذي سوف يطعمها ويقيها شرّ التوحد وأقانيمه الشيطانية السرطانية. كاتب من سوريا يقيم في لندن السم المخاتل: لعبة الشركات الكبرى ودورها في الأمراض الخطيرة د. مصعب قاسم عزاوي |
لماذا ترفض الأنظمة الاستبدادية المعرفة وتدافع عن الخرافة؟ Posted: 30 Apr 2017 02:11 PM PDT ولاتقاء شر اغتصاب الحرية باعتبارها إرادة يقظة، يقترح ديكارت التخلي عن كل الآراء القديمة، ولتحقيق ذلك يكفي هدم الأسس ليتم هدم البناء برمته، وأول أساس هش للمعرفة، ظاهر بشكل طبيعي هو الحواس، لأن الحواس تخدع، ولذلك يجب إخضاعها للشك: «كل ما تلقيته إلى حد الآن، يكتب ديكارت، تعلمته من الحواس، وبما أن هذه الحواس خادعة، لا ينبغي أن نثق فيها».ومن الحكمة أن لا نثق في من خدعنا ولو مرة واحدة. بل إن ديكارت ينتفض في وجهنا قائلا: «اللهم إذا ما كنت مثل هؤلاء المجانين الذين يؤدي بهم دماغهم المضطرب بفعل البخار الأسود للصفراء إلى الإقرار بأنهم ملوك وهم فقراء». ومهما يكن فهم مجانين، لأنهم فقدوا أثمن ما في وجودهم الحرية والفكر. ولذلك فإنهم يفضلون النوم على اليقظة، والحواس على العقل، العبودية على السيادة ومن عادة الفيلسوف أن يدق ناقوس الخطر، لكن لمن تقرع هذه الأجراس؛ هل لهؤلاء الذين تم تخدير إدراكهم بواسطة الآراء الخادعة؟، وكيف يمكنهم إنكار العقل، وعدم إنكار اليدين، والعينين والرجلين وغيرها من الحواس؟، وكيف يمكنهم إنكار الحرية وإيمانهم المتطرف بالاستبداد؟. لا يريد ديكارت أن يصبح شبيها بهؤلاء المجانين: «فأنت تعتقد بأنني سأعتبر مجنونا إذا ما شككت في كوني جالسا قرب موقد النار. وأنني سأكون غريب الأطوار إذا ما سرت على منوال هؤلاء المجانين» ربما يكون هذا العمق الأنطولوجي للجنون هو ما يجعله في تقابل مع الكوجيطو «الفلسفة»، ذلك أن كل ما هو خارج هذه الأنا أفكر يعتبره ديكارت جنونا، لأن الجنون ليس سوى خطأ الحواس، يتربص بكل إنسان يقظ، ذلك أن الأخطاء التي نرتكبها في الحلم يتم تصحيحها في حالة اليقظة، حيث العقل يقوم بدوره للتمييز بين الخطأ والصواب، فمتى يرتكب الإنسان الخطأ؟ ومتى ينعم بالصواب؟، ألا يكون قد حدد معيارا صارما للتمييز بين الخطأ والصواب؟، وما هو هذا المعيار؟. أسئلة هادئة من أجل إشكالية شرسة تسعى إلى نسف الحس المشترك الذي يقضي أكثر من نصف الحياة بثياب النوم، والنصف الآخر بالالتهام للذات الحسية، ولذلك فإن ديكارت ليضع حدا لهذه المهزلة، لأنه كان بطلا استطاع أن يعيد للفلسفة حريتها، ويعيد إليها تلك الأرض التي اغتصبت منها، وهي أرض الكوجيطو، بعدما قام بتدمير كل السلاسل التي كانت تكبل العقل من خرافة واعتقادات أسطورية، بل وأيقظه من سباته الوسطوي؛ إذ أننا نجده يقول باعتزاز كبير: «وأنا لا يمكنني أن أكون مجنونا مادمت أفكر وما دمت أتوفر على أفكار واضحة وجلية». ما أعظم هذه الأنا التي تعرفت على نفسها في أرض الكوجيطو وأصبحت تحمي نفسها من الجنون، بواسطة العقل الذي يخترق الحواس بالبداهة والتمييز، ولا تترك أمام الفكر سوى تلك الأفكار الواضحة التي لا يلمسها الشك، فهل هناك أعظم فكرة من أن يكون الإنسان موجودا بفكره، وليس فقط بجسمه؟، بل كيف يمكن التعرف على الوجود بدون التعرف على الفكر؟، وبعبارة أخرى، هل يسعى ديكارت إلى تحميل كل الذين لا يفكرون على سفينة الحمقى وجعلهم يتيهون في بحر مضطرب؟، بل أكثر من ذلك؛ ما علاقة الكوجيطو بالجنون؟، ألا يعني ذلك أن كل الذين ظلوا في مرحلة الحس المشترك مجانين؟. من الطبيعي أن التحرر من الجهل هو الأساس الذي يقوم عليه الكوجيطو، ومن خلاله يصل الإنسان إلى التحرر من العبودية، وينسف الاستبداد ليبلغ مقام الحق في المساواة السياسية، ويصبح إنسانا بالمعنى الفلسفي لمفهوم الإنسان. هكذا سيكون هو الأداة في نشر التنوير، واستيطيقا الحياة، حيث تصبح الروح هي الغاية، والجسد ليس سوى وسيلة لإسعاد الروح، بواسطة الاعتدال في اللذة، وقهر الشره الذي يرمي بالإنسان في جحيم الجنون: «وهذا يعني ببساطة أنه يتعين عليه أن يضع الوعي الذاتي في هوية مع ذاته». لابد للوعي الذاتي أن يسافر عبر رحلة طويلة شاقة، ويشق طريقه نحو ذاته ولعل هذا بالذات: «هو مدخل الوعي غير العلمي إلى العلم». إذ يصبح يمشي على رجليه، بعدما كان يمشي على رأسه. لأن الوعي كلما اخترق مجال الأنوار، يكبر فيه الشغف إلى المعرفة وبذلك يتحول إلى فكر شغوف بالحرية. فالحرية شقيقة الفكر، بدونه تموت، وتترك الأمة تتمتع بإقامتها الشقية في العدمية. فهل حان الوقت لنشر هذه الدعوة الهادفة إلى تشييد الحرية على العلم والمعرفة؟، هل بإمكان هذه الأمة المضطهدة أن تؤسس المجتمع العلمي الذي سيحرر الإنسان من العبودية؟، ولماذا ترفض الأنظمة الاستبدادية المعرفة والعلم وتدافع عن العقيدة والخرافة؟. لقد امتزج الأمل بالانتظار، وتحول الشغف بالحرية إلى حطام تتقاذفه أمواج الزمان. هكذا لم نعد نشعر بالأمان في أي مكان، وانهارت كل الجسور المؤدية إلى الوجود، وأصبحنا نعد الأيام بنفس الشوق الذي يكتوي بناره السجناء، حين ينعمون بساعة واحدة أمام الشمس، أو عندما تصلهم رائحة خبز الفجر، ذلك أن هذا السجن الذي يمتد من المحيط إلى الخليج، ويحرسه حراس العدمية الذين ماتت فيهم الحياة، لا أعتقد بأننا سنتحرر منه بدون ثورة حقيقية تدمر الطغاة والفقهاء في نفس الآن. وتقوم ببناء الذات الفاعلة، التي لا تجعل من الموت غايتها، بل من الحرية والمعرفة مصدر وجودها وهدفها، لأن للإنسان غاية أفضل من الحرية والمعرفة والسعادة؟، وهل من الضروري الحديث مع الناس بلغة الموت؟، وما معنى أن تذكرهم بالشقاء في السماء، وهم أشقياء في الأرض؟، ألا تكون سفينة هذه الإيديولوجية قد تحطمت؟. كاتب من المغرب لماذا ترفض الأنظمة الاستبدادية المعرفة وتدافع عن الخرافة؟ عزيز الحدادي |