هل يكفي إلغاء «جائزة الاغتصاب» في الأردن؟ Posted: 01 Aug 2017 02:30 PM PDT بعد مطالبات منظمات المجتمع المدني وتوصيات المؤسسة الملكية وتقدم الحكومة باقتراح إلغاء المادة 308 من قانون العقوبات ألغى البرلمان الأردني أمس مادة تنص على إعفاء المغتصب من العقوبة في حال زواجه من ضحيته وهي مادة اعتبرتها منظمات حقوق الإنسان وجزء كبير من الرأي العام الأردني جائزة للمغتصب لا تعفيه فحسب من عقوبة الجرم بل تعاقب المرأة التي تم اغتصابها بمعايشتها الإجبارية لشخص اعتدى عليها. كان الدفاع عن المادة القانونية السابقة، وما يزال، يرتكز على الحرج الذي تتعرض له المغتصبة من البيئة الاجتماعية التي قد تحكم عليها بالعار وتحوّلها، فوق الاعتداء الذي ارتكب بحقّها، إلى ضحيّة مستمرّة يتشارك في عزلها وإقصائها من المجال العام المحيط الاجتماعي وقد يعرّضها أيضاً لعنف الأقارب الذين قد يثأر بعضهم منها مما يعتبرونه مسا لحق بشرفهم. من ناحية أخرى فإن أغلب حالات التزويج انتهت بالطلاق بعد العذاب والاستغلال والتحقير والعنف، وعاش الأطفال الناتجون عن الاغتصاب أو الزواج القسريّ في كارثة موقوتة قوامها العلاقة بين أب مغتصب وأم مغلوبة على أمرها. لا يتعلق الجدل الشعبي والرسمي الشديد الذي أثارته المادة باشتباكها مع أعراف وتقاليد صلبة الجذور في المجتمع الأردني، بل كذلك بتداعيات سياسية كامنة فيها، وهذه التداعيات لا تقتصر على المجتمعات العربية والإسلامية ولكنّها أشد ما تكون ظهوراً فيها. أغلب الآراء اعتبرت ما حصل خطوة إيجابية غير مسبوقة تعطي شكلا حضاريا للإدارة والحكم والتشريع في الأردن، وتوازي المنجز الذي رفع قبل ذلك الغطاء عمن يرتكب جريمة باسم الشرف؛ حيث تقول التقارير إن نحو 25 أردنية على الأقل يقتلن سنوياً بداعي الشرف ومن دون تدقيق وأدلة وبناء على الاشتباه فقط. هذا القانون يعتبر خطوة ايجابية لا بد أن تليها خطوات أخرى ضرورية لرفع الظلم عن المرأة، ومن أهم هذه الخطوات قضية حضانة الأطفال، ومشاركة المرأة في الولاية على أطفالها. ومن القضايا الهامة كذلك ضرورة منح زوج وابناء الأردنية الجنسية الأردنية، وانهاء معاناة عشرات العائلات التي يعاني أبناؤها بسبب عدم حصولهم على جنسية أمهم، وخلال الأعوام الأخيرة برزت هذه المشكلة بشكل لافت عندما مُنع الأطفال من أصول فلسطينية وسورية من مرافقة أمهاتهم الاردنيات إلى المملكة هربا من ظروف الحرب القاسية. والاردن لايعتبر سباقا في هذه المسالة، فقد سبقه إلى ذلك المغرب، الذي صادق برلمانه في 9 يناير / 2104 ، على حذف الفقرة الثانية من الفصل 475 من القانون الجنائي التي تقضي بإمكانية تزويج المغتصب بالضحية للإفلات من العقاب. ورغم اهمية إلغاء المادة 308 في رفع بعض الغبن عن المراة الأردنية يبقى ان الأخيرة ضحية منظومة قانونية واجتماعية وثقافية ودينية تتجاوز الأردن لتشمل العالم العربي. لاسيما البلدان التي تشهد اضطرابات أمنية وعسكرية افرزتها الثورات المضادة. ففي حين تأملت المرأة العربية حدوث تغيير في أوضاعها نحو مزيد من التحرر خلال الربيع العربي دفعت ثمنا مضاعفا بسبب اجهاضه وتحويله إلى حروب متناسلة. فبدأت تظهر التقارير التي تشير إلى ارتفاع نسبة الاغتصاب بوصفه أداة للصراع بين الأطراف المتحاربة. وبين الاغتصابين الرائج في الحروب وذاك المحكوم بالاسباب الاجتماعية تظل المرأة العربية ضحية تنتظر بصيص أمل من حركة تغيير من هنا او إلغاء مادة تشريعية من هناك كان من المنطقي ألا تكون موجودة أساسا. هل يكفي إلغاء «جائزة الاغتصاب» في الأردن؟ رأي القدس |
اسئلة انتفاضة القدس والأقصى Posted: 01 Aug 2017 02:30 PM PDT انتهت انتفاضة القدس والأقصى الكبيرة التي دفعت بإسرائيل إلى إعادة حساباتها، ولم تنته أيضا لأن شعلتها يجب أن تظل حية، مخلفة وراءها أسئلة كثيرة تتعلق باستراتيجيات جديدة لمواجهة احتلال شديد الخطورة اختزل كل وسائل الغطرسة التاريخية والفاشية التي لا تعير اهتماما كبيرا للإنسان. فهو يصول ويجول كما يشاء في ظل غياب المقاومة المنظمة. السؤال هو وكيف يمكن اليوم استقطاب ما حصل من انتصار ولو رمزي لأن الاحتلال ما زال قائما وينفذ برامجه كما يشاءها، ووضع إسرائيل في الزاوية الضيقة لصالح القضية الفلسطينية في ظل الترتيبات العربية والدولية الجديدة، والمقترحات الإسرائيلية يعوشيع بن آريه، التي ستحشر فلسطين الجديدة، في المثلث الصحراوي الميت: النقب، وسيناء وغزة، مقابل قطعة تمنحها إسرائيل لمصر في صفقة تبادلية لا تخسر فيها إسرائيل شيئا. التنازل عن الضفة الغربية كليا في شكل فدرالي مع الأردن، وتعويض فلسطينيي 48 مقابل مغادرتهم الأراضي المحتلة والعيش في فلسطين الجديدة، ونسيان فلسطين القديمة، كأرض. كل ما حدث هو سلسلة من الاختبارات الإسرائيلية التي لا أحد يعرف مؤدياتها، لترتيب ما سيأتي في ظل مجتمع إنساني ظالم، وعربي غائب عن مشهد الصراع وكأنه غير معني بما يحدث أمام عينيه، معيدا إلى الواجهة قصة الهنود الحمر الذين انتهوا إلى الذوبان في المجتمع الأمريكي، أو داخل تجمعات تشبه المحتشدات في الغابات والجبال، مراقَبون إلى اليوم ويعيشون حياة مغلقة؟ من الجهة الفلسطينية أشياء كثيرة تغيرت بعد انتفاضة القدس والأقصى. فقد تمت الحركة الشعبية خارج كل ما هو سياسي. انتفاضة جاءت في شكل ردة فعل فاجأت إسرائيل نفسها، بغير استراتيجيات مسبقة للضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها. فهي مربوطة بحدث محدد لتثبت حقها في الأقصى وأن الشعب الفلسطيني ما زال حيا. وقد نجحت في ذلك إذ أجبرت جيش الاحتلال على مغادرة باحات الأقصى والعودة إلى الصلاة. مشكلة كل انتفاضة أنها تحتاج إلى تأطير. من دون ذلك ستموت أو تخفت أو تنتهي تلقائيا عندما ينتفي المبرر الذي تسبب فيها. انسحاب الحزبين الكبيرين من المشهد السياسي له فوائد وأضرار كبيرة. جيد لأنه سمح للحركة الشعبية أن تتحول إلى قوة ضاغطة خارج الحسابات السياسية الضيقة. أضرار هو الخوف من أن يتوقف هذا المد الشعبي بانتهاء المسببات ويعود الفلسطينيون إلى وضع اللاحرب واللا سلم. طبيعي أن تحاول كل جهة أن تسحب نحوها المبادرة التي لم تكن لديها فيها أية مسؤولية تنظيمية مسبقة. يبدو أن الأحزاب عموما منشغلة بالصراعات الصغيرة التي وضعت مواجهة الاحتلال في الزاوية الثانية من الاهتمامات. وإلا كيف نفسر استمرار التمزقات التي لا تفيد في شيء القضية الفلسطينية. ولا يوجد في الأفق أي احتمال لوحدة، الأمر الذي يضعف القضية لدرجة أن تحول المرابطون كأنهم حزب ثالث جعل من الدفاع عن الأقصى رهانه، في ظل التمزق الفلسطيني القاتل، حالة الموت الإكيلنيكي العربي. الانتفاضة في القدس والأقصى، كانت كبيرة لدرجة أن يشعر المرء كأنه يعيش فصلا آخر من الثورة الفلسطينية التي خبا جانبها الاجتماعي منذ اتفاقيات أوسلو. تجمعات شعبية واسعة، اجتماعات متواترة للقادة الدينيين لتحديد ما يجب فعله قبل البوابات الإلكترونية والكاميرات الحرارية المتطورة وبعدها، صراع الباحات والساحات والبوابات، وعدم القبول ومقاومات القنابل الصوتية. وكأن أساليب النضال تغيرت. خيار مؤسسة الرئاسة بتوقيف التنسيق الأمني مع إسرائيل ورفض التحول الى شرطي والانتماء لخيارات الشعب. موقف ثمنه جزء كبير من الشعب الفلسطيني لأنه بالضبط ما يجب أن يكون. وظيفة مؤسسة الرئاسة هي في النهاية خدمة شعبها ورفض الانفصال عن الحركة الاجتماعية التي هي صمام أمان الاستمرار في المقاومة. المشكلة القاتلة في هذه الهبات العفوية، تنتهي بسرعة فور الاستجابة لمطالبها. يجب أن تتحول إلى انتفاضة حقيقية وقوة يحسب حسابها، من خلال تأطيرها وتحويلها إلى قوة فعالة ومنحها هياكل وقيادة رمزية تسمح لها بالاستمرار. نعم، توجد في الميدان قوة دينية تتابعها ولكن القوة الرافضة أكثر من دينية، بل شعبية بامتياز وتحتاج إلى من يمثلها اجتماعيا وليس دينيا فقط. والعمل على وضع إسرائيل في الزاوية الضيقة، وفضح ممارساتها بما في ذلك محاولة تغيير الأمر الواقع في القدس أو في الخليل أو في غيرها الذي تنتهجه وفق استراتيجيات ستتبين لاحقا. للأسف من يتابع الوسائط الاجتماعية التي تجندت لمناصرة القضية الفلسطينية يكتشف بسرعة الاحتقان المتنامي بين حماس وفتح، الذي ما زال يحكم غزة ورام الله مما يبين أن الوحدة المطلوبة غير متوفرة اليوم، متقاطبة بين التخوين والعمالة، والإرهاب والظلامية. مع أن الانتفاضة المقدسية الشعبية القوية التي هزت يقين إسرائيل بعنف، وأدخلت قادتها في صراعات داخلية حسب وكالة الانباء والصحافة الإسرائيلية والعالمية. الوحدة الفلسطينية ليست فقط حاجة ماسة ولكنها ضرورة حيوية لمواجهة العدمية العربية والدولية، بل ومسؤولية تاريخية. في ظل وضع عربي ودولي غير آبه بما يحدث للفلسطينيين من تهجير وتدمير بيوت وقتل. عرب غارقون في معضلات محلية وحروب أهلية مدمرة؟ وصراعات بينية لا تشكل فيها القضية الفلسطينية شيئا. ووضع دولي لم يعد معنيا كثيرا بقضايا التحرر. وتدخلات أمريكية غير متوازنة تميل دوما نحو الاحتلال، فقدت كل منطق وعقل. وهو ما دفع بالانتفاضة إلى أن تتخذ من الطاقة الذاتية وسيلتها في المقاومة، من دون انتظار العواصم العربية أو الجامعة المشلولة التي لم يكن لها أي دور لمواجهة التحديات العربية الكبرى والمصيرية، ومنها إيجاد حلول للحروب الأهلية التي تخترق العالم العربي في حالة منظمة من الانتحار والتدمير الذاتي، ومساندة نضال الشعب الفلسطيني. مع أن الأقصى وسيلة تجميع وليس تفرقة لأنه يهم المسلمين قاطبة والعرب. يجمعهم كلهم نظريا على الأقل، فهو أولى القبلتين وثالث الحرمين. ماذا فعلوا لمنع تهويد القدس المستمر منذ عشرات السنين. لهذا نطرح السؤال، ماذا بعد هذه الانتفاضة القوية؟ كيف يمكن الحفاظ على شعلة المقاومة ومنعها من أن تخبو؟ والا ستظل شعلة منفردة قبل أن تخبو من تلقاء نفسها وتعمق الشقاقات، وهذا ما يرضي الاحتلال. للأسف، في الوقت الذي يتمزق فيه الفلسطينيون بشدة ومن دون أفق للقاء محتمل، يشتغل الاحتلال وفق خطط زمنية محددة، وفي كل فترة يحقق شيئا جديدا، في ظل صمت عربي وعالمي كبير، جعل من الارهاب الذي هو حقيقة موضوعية، رهانا لمواصلة الاحتلال والتمدد، ليتحول الى قوة لحماية المنطقة من التمدد الإرهابي وينسى الجميع إرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل. ولا توجد أية استراتيجية فلسطينية لمواجهة الاحتلال. المستوطنات تبنى وتقضم الأراضي الفلسطينية. تهويد القدس مستمر على قدم وساق ميدانيا، عدم احترام حتى قرارات أوسلو التي وقعت عليها إسرائيل. تدخل إسرائيل إلى كل المدن والمناطق الفلسطينية، وتحاصر وتسجن وتقتل وتخرج براحة. لا غزة قادرة على اقتراح شيء يخرج الفلسطينيين من غبنهم، ولا رام الله في ظل غطرسة إسرائيلية غير مسبوقة. ماذا لو تحولت القدس والأقصى سياسيا إلى اسمنت يوحد ويلحم الفرقاء الفلسطينيين. الرهانات القادمة تحتم ذلك بقوة. يجب أن لا يذهب دم الأقصى في الفراغ. إسرائيل، بعد الاختبار الفاشل، ستعود إلى الأقصى بمختلف الطرق، المعلنة أو السرية. ولن تسلم في ذلك لأن الخيار جزء من استراتيجياتها الاستيطانية والدينية. لهذا لا خيار أمام الفلسطينيين، فإما الوحدة ونسيان الضغائن، وتشكيل قوة مقاومة حية ، أو الاستسلام لغطرسة الاحتلال، والموت البطيء حتى الانطفاء. اسئلة انتفاضة القدس والأقصى واسيني الأعرج |
إصلحوا الإعلام تصلح الدولة: نواب أردنيون بعقلية مصارعين وردح شيرين مثل ردح السياسات العربية Posted: 01 Aug 2017 02:30 PM PDT واقعنا السياسي لا يقل رداءة لا في الأسلوب ولا المنهج، عن تردي الواقع الفني والاقتصادي والاجتماعي، الذي يعكسه إعلام بدوره مترد، وهو ينحدر إلى مستوى الردح الحاراتي كذلك.. على وتيرة الانحدار الفني العربي نفسه. فحين يقوم «نائب» في مجلس نواب أساس عمله تشريعي ضمن الدستور، بالتصريح أنه يتحدى إسرائيليا «ينضح بالعنصرية» بالمباطحة على الجسر، فهذا تسخيف للدولة، وتصوير هزلي لواقعها، يتطلب محاسبة «النائب». الأردن، دولة، لها مؤسساتها الدستورية التي تناط بها وعليها مهمة الرد وبقوة على إسرائيل. القصة ليست فرد عضلات، ولا مباطحة غبية، ولا «فروسية» تذكر في مواقف كتلك! رئيس وزراء إسرائيل عنصري، والأردن لديه ما يكفي من التوثيق الواضح في أدبياته السياسية، التي تفضح عنجهية نتنياهو وكذبه منذ عهد الملك الراحل الحسين، وعلى رأس تلك الأدبيات رسالة الحسين نفسه لنتنياهو ذات محادثات سلام متعثرة. كان لدينا مثلا «مكتب إعلامي» في واشنطن، شهد جذوة ألق حين أسسه مروان المعشر ذات دبلوماسية أردنية على الأقل كانت تعرف أهدافها.. وانتهى المكتب إلى جائزة ترضية يهديها المسؤولون لذوي الحظوة، فمرة يديره مهندس زراعي فشل منذ اللحظة الأولى في فتح أبواب المكتب فتم عزله كي لا يتحول المكتب الإعلامي إلى «مشتل إعلامي» ومرة كان هدية ترضية لفتاة أردنية ثارت ضجة كبيرة وجدل على كفاءتها وانتهت الضجة والكفاءة معا. يمكن أن تجعل من قضيتك حكاية كبيرة تستثمرها لكسب مواقف وتنازلات من الطرف الآخر، وهذا يتطلب حملة علاقات دولية يديرها الخصم «نتنياهو» باقتدار وخسة. الملك – شئت أم أبيت هذا الرأي- تحدث بقوة في العزائين، وإن كان حديثه متأخرا كحالة إسعاف لتقصير الحكومة في إدارة الأزمة، إلا أنه كان ذخيرة حية ومهمة لو توافرت غرفة عمليات تدير العلاقات الدولية بشطارة واقتدار في العالم. محاكمة المجرم الإسرائيلي كقاتل، لو تحققت فهي عدالة وإنصاف للأردن، وترسيخ لقواعد القانون أمام سياسة العصابات التي ينتهجها نتنياهو، وأخيرا هي وقفة مهمة أمام ذاتنا كدولة، بكل أطرافها، ومؤسساتها (بما فيهم الملك) لمراجعة هيكلة الدولة. الملك نفسه أول من يعلم أن الحمل ثقيل، ولا يملك قدرات خارقة لحمل كل شيء وحده، لذا وجدت المؤسسات الدستورية والقوانين. أما أن نبقى رهن نظرة استعلائية من نخبة حكم ترى في نفسها تفوقا ما على الأغلبية العامة، وسلطة «خفية» من وراء الأبواب الدستورية تحكم وتتوغل في الفساد، أو نبقى مهووسين بوهم طقطقة العظام ونواب «صدف جندويلية» بعقلية مخاتير ومصارعين، وإعلام مهزوز مربوط بشبكة خيوط عنكبوتية واهنة مع العقلية الأمنية، فتلك وصفة خطيرة تؤدي إلى هدم الدولة. كثرة سقطات شيرين: هل هي صدفة؟ رغم أن كثيرين في محيطي الشخصي يرون في صوت المغنية المصرية شيرين عبدالوهاب حنانا ورقة، إلا أنني لست من مغرمي صوتها ولا أغانيها، وبالنسبة لشخصها الكريم، فلم أره عن قرب إلا في حضورها الثقيل في برنامج «الصوت» في مواسمه السابقة كعضو لجنة تحكيم إلى جانب الرزين كاظم الساهر، والمبدع صابر الرباعي وأحد أهم ورثة الجبل في لبنان عاصي الحلاني. مؤخرا، رغم كل ما يمكن أن يدفعني للشماتة في شيرين، إلا أنني أشفقت عليها من هذه الهجمة التي تعرضت لها وقد أثارت هي عش الدبابير بسلاطة لسانها حين أعادت فتح صفحة انتقادها السابق من المغنواتي المصري عمرو دياب (لست معجبا به أيضا بالمطلق وهذا تصريح سيكلفني تأنيبا من سيدتي الأولى في المنزل). شيرين عبدالوهاب، وبعقلية سيدات الردح البلكوني في الحارة المصرية، بدأت وصلة ردح تجاه عمرو دياب الملقب بالهضبة (لا أفهم لماذا اللقب، وربطته بصدره المفتوح دوما بكل اتساعه وعضلاته)، وعمرو دياب لم يرد مباشرة، لكن ما شهدته الفضائيات والإذاعات ووسائل التواصل الاجتماعي من مداخلات بدأت بيسرا ولم تنته برجل الأعمال نجيب سويرس لتتناقلها صحف الفن ومواقعه كخبر تهتز له الجماهير. وهنا مربط الفرس.. كان هناك زمن، كانت التلفزيونات بكل برامجها تقدم مادتها في غاية التهذيب، والحوار كان دوما يليق بمشاهد ذلك العصر الأنيق بهندامه وحديثه وتفكيره، أما الفضائحيات فكانت لها مجلات متخصصة، ومثلي كان يشتريها بالخفية، مثل مجلة «الشبكة» و«الصياد» أو «الموعد»، التي انطبع اسم ناشرها «محمد بديع سربية» في ذاكرتنا كمنجم أسرار وفضائح الفنانين. أجرؤ أن أدعي أن أسوأ خبر فضائحي في تلك الأيام من كل ما قرأناه حينها هو أكثر تهذيبا من أفضل خبر فني نشاهده اليوم. ما هي القيمة المضافة في تفاصيل وصلة ردح في عرس لشيرين عبدالوهاب، وضجة الردود التي أعقبتها؟ أذكر أن مجلة «الموعد»، مثلا، وفي أعداد قديمة جدا كانت تتحدث عن خلافات بين عبدالحليم وفريد الطرش مثلا، لكن بقصص طريفة تحمل وعيا أدبيا واحتراما رفيعا. وشاهدنا حوارا رفيعا جدا (بالأبيض والأسود) بين الراحلين الكبيرين عبدالحليم حافظ ونزار قباني، يتحدثان فيه عن تفاصيل إنتاج الرائعة الأسطورية «قارئة الفنجان» وفي الحوار كان نزار غاضبا وعاتبا على حليم والأسباب كانت أدبية ودفاع حليم كان فنيا، وكانت قيمة الحوار عالية جدا. الفن، نتاج واقعنا، وردح شيرين والردح المضاد والقضايا التي نثيرها ونتجادل حولها في فضائنا العربي عموما هي انعكاس واقعنا المتردي أصلا. إعلامي أردني يقيم في بروكسل إصلحوا الإعلام تصلح الدولة: نواب أردنيون بعقلية مصارعين وردح شيرين مثل ردح السياسات العربية مالك العثامنة |
التفاعل الرقمي Posted: 01 Aug 2017 02:29 PM PDT إذا أردنا أن نعطي سمة مميزة للعصر الرقمي والثقافة الرقمية فلن نجد أدق وأشمل من التفاعل والتفاعلية. إن كل الوسائط التي استخدمها الإنسان للتواصل والإبداع والتلقي، قبل العصر الرقمي، كانت في الإطار العام، خطية تتحدد من خلال اتصال خطي يتحدد من المرسل الذي يتوجه بالخطاب إلى المتلقي. وحتى في الحوار، أو الحديث، يظل ثمة مرسل يتحكم في العلاقة التواصلية، بحسب نوع الخطاب الذي يدور بينهما. لكن هذا لا يعني أن التفاعل لم يكن قائما بين مختلف الأطراف. كان يتحقق بدرجة محدودة، تقوم بصورة أساسية على التلقي بأشكاله المختلفة. لكن الوسائط المتفاعلة أعطت للمتلقي إمكانية أكبر، ليحتل موقعا مهما في العملية التواصلية، بحيث صار بإمكانه الانتقال من التلقي إلى الإرسال أيضا. إذا كان المرسل والمتلقي في الحديث اليومي ينتميان إلى فضاءين لغويين، فإن التواصل بينهما يكون محدودا، والتفاعل منعدما، لأن كل واحد منهما لا يمتلك قواعد العلامات التي نجدها عند الآخر. قد يستعملان العلامات الإشارية لكنها تظل عاجزة عن إيصال ما يريده كل منهما بصورة طبيعية، ومعنى ذلك أن العملية التواصلية الملائمة تقضي بوجود اشتراك معرفي بالعلامات الموظفة لدى الطرفين ليحصل التفاعل. يمكن قول الشيء نفسه في تواصل القارئ مع النص المكتوب، فإذا كانت معرفته بالقراءة والكتابة ضرورة لإنجاز عملية القراءة، فإن معرفته بآليات تحليل الخطاب وطرائق تحليله مفيدة جدا للوصول إلى أقصى درجات التفاعل مع النص المكتوب. لا شك في أن ما يحصل في التواصل الشفاهي والكتابي، وما يستدعيه كل منهما من معرفة أولية ومتطورة بالعلامات الموظفة فيهما معا لتحقيق التفاعل، ينطبق في حال استخدام الوسائط المتفاعلة. قد نتعلم بواسطة ما تقدمه لنا هذه الوسائط من وظائف وأيقونات إمكانيات للدخول والخروج، وتحقيق درجة بسيطة للتواصل والتفاعل، غير أنها ليست كافية للارتقاء إلى مستوى التفاعل الحقيقي الذي لا يقف عند حد توظيف أداة التواصل، أو استخدام الوسيط، لأن هذا المستوى من المعرفة لا يتعدى كونه يتيح عملية الاستعمال من أجل الاستهلاك، ولا يسمح بالانتقال إلى مستوى الإنتاج. إن التفاعل الحقيقي المؤسس على ما تقدمه الوسائط المتفاعلة، لا يقف عند حد الاستخدام المحدود للإمكانيات الأولية والبديهية، التي يمكن أن يدركها ويوظفها حتى الطفل الصغير الذي لم يتعلم لغة الكلام بعد. فالوسائط المتفاعلة نتاج صيرورة تاريخية ظل الهاجس الإنساني المركزي فيها هو تحقيق الانتقال من مستوى خطية التواصل إلى التواصل المتعدد الأبعاد، الذي يكاد يتساوى فيه المرسل والمتلقي على مستوى الفعل والتفاعل. ولهذا السبب نعتبر العصر الرقمي تركيبا لمختلف الوسائط وتضمينا وتطويرا لها أيضا. فالوسائط المتفاعلة ليست فقط أدوات أو وسائل للتواصل والتفاعل، إنها أيضا فضاء ولغة وخطاب، ومجال للإبداع. وبدون معرفة خصوصيات هذا الفضاء، وتمثل دقيق للغاته، والإمكانات التي يتيحها على المستوى الخطابي والإبداعي، ستظل معرفتنا به محدودة وقاصرة عن الإحاطة بمختلف إمكاناته التواصلية والتفاعلية. ولذلك نظل في منطقة الاستهلاك الرقمي الذي يقف عند حد تلقي الرسائل، وإعادة توزيعها، ظنا منا أن من نبعثها إليهم لم يتلقوها هم أيضا؟ وفي أحسن الحالات نعلق على تلك الرسائل بما يعبر عن أهوائنا ودرجات قدراتنا التواصلية البسيطة، ومستويات تفاعلنا الأولية والبديهية. لا يمكن أن يحصل التفاعل الحقيقي إلا بتمثل مختلف بنيات ووظائف الوسائط المتفاعلة. ومعنى ذلك أنه لا بد لنا من معرفة حقيقية بعوالمها ولغاتها المختلفة، ويستدعي ذلك تعلم «أبجديتها» الخاصة وبلاغتها المتطورة، تماما كما يحصل في تعلمنا نظام قواعد لغة طبيعية، وتمثل مختلف عوالمها الاستعارية والبلاغية. إذا كانت محاربة الأمية لدى الأحداث ضرورية من خلال تعلم القراءة والكتابة، وتعميق المعرفة بهما للانتقال من مستوى القارئ فقط، إلى إمكان التحول إلى الكاتب، فإن محاربة الأمية الرقمية، لدى الأحداث والكبار معا، ضرورية للانتقال من مستوى التلقي الرقمي (الاستهلاك)، إلى مستوى الإنتاج. ولكي تتحقق هذه «المحاربة» لا بد من تطوير خطط تربوية وتعليمية وثقافية على مستوى مختلف مكونات المجتمع، إذا أردنا فعلا الانتقال إلى/ ودخول العصر الرقمي لتحقيق التفاعل الحقيقي والإيجابي بين مختلف مكونات المجتمع. إذا بقيت هذه المعرفة مقتصرة على المتخصصين في المعلوميات، ولم تنتقل لتصبح شاملة لكل عناصر المجتمع، أو أننا حددنا هذه المعرفة في التلقي الأولي لاستخدام الوسائط الجديدة، سنظل نتحدث عن احتكار هذه المعرفة لدى «الكهنوت الرقمي» الذي يعرف أسرارها، ويطورها بشكل دائم، ونظل نحن فقط مجرد مستهلكين للأدوات والبرمجيات التي ينتجونها. وبذلك سنكون، كما وقع في أوروبا العصر الوسيط، حيث كانت الكنيسة تمتلك معرفة القراءة والكتابة، بينما كل الشعب يعيش في ظلام الأمية والجهل. ليكون التفاعل الرقمي لا بد من الحصول على معرفة رقمية. ليس الاستهلاك الرقمي سوى رد فعل سلبي. فكيف يمكننا أن نتحول من متلقين إلى مرسلين؟ هل يمكننا أن نحقق التفاعل الحقيقي بدون أن نكون فاعلين حقيقيين؟ هذا هو سؤال التفاعل الرقمي للمشاركة في العصر الرقمي. ٭ كاتب مغربي التفاعل الرقمي سعيد يقطين |
حكم مصر غير متاح للجميع وفق الآليات الدستورية والطبقة الحاكمة لا تؤمن بمبدأ الفصل بين السلطات Posted: 01 Aug 2017 02:29 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: مهاجمة الدول العربية لعدم مساندتها أهالي القدس ضد إسرائيل واتهام مصر بتراجع دورها في القضية الفلسطينية، وكثرة المقالات في الصحف وكذلك البرامج التلفزيونية التي تحذر من فشل الدولة، رغم الإشادة بإنجازات النظام وقوته. كانت أهم ما قرأناه في الصحف المصرية الصادرة أمس الثلاثاء 1 أغسطس/آب. أما ما يخص الأسعار وارتفاعاتها ومتابعة تأكيدات الحكومة أنها ستوفر اللحوم والأضاحي والدجاج في عيد الأضحي المبارك بالأسعار الحالية نفسها في المجمعات الاستهلاكية فما زالت تجتذب اهتمام الأغلبية. وهناك من اهتموا بالمعركة الدائرة بين المطربة شيرين عبد الوهاب وعدد من زملائها، ثم توزعت الاهتمامات حسب مصالح كل فئة، فمن يهتمون بالأمن والإرهاب وباستئناف روسيا رحلاتها السياحية إلى مصر، اهتموا بحادثة قطع الكهرباء عن مطار القاهرة الدولي لعدة ساعات، خاصة قرارات النائب العام بإجراء التحقيقات مع المسؤولين وتوجيه النيابة لهم تهم الإضرار بالمال العام والتخريب المتعمد. والخطورة في هذا الحادث لو ثبتت تهم تعمد التخريب، أنها قد تؤدي إلى تراجع روسيا عن إرسال سائحيها لمصر، بعد أن اطمأن آخر وفد أمني روسي لتنفيذ مطالبه كاملة، وكان آخرها وضع جهاز البصمة على الباب الذي يدخل منه العاملون في المطار، لأن القنبلة التي وضعت في الطائرة الروسية تمت بواسطة أشخاص دخلوا المطار من باب العاملين هذا. واهتم رجال الأعمال والاقتصاد باستمرار ظاهرة زيادة الصادرات وتراجع الاستيراد وانخفاض العجز في الميزان التجاري، وكثرت المقالات والتحقيقات في ذكرى وفاة الأديبين توفيق الحكيم ويوسف إدريس واهتم كثيرون بأحداث المسجد الأقصى. وإلى ما عندنا من أخبار متنوعة. غموض قطع الكهرباء ونبدأ من «الأهرام» والكاتب أحمد عبد التواب، الذي قال في عموده « كلمة عابرة» عن حادث انقطاع التيار الكهربائي في المطار: « لا يزال الغموض يكتنف ما دار خلال اليومين السابقين حول جريمة قطع التيار الكهربائي عن مبنى الركاب 3 في مطار القاهرة لمدة ساعتين كاملتين، ولم يفسر الأمر قرار إحالة 5 موظفين إلى النيابة متهمين بتعمد قطع التيار وتخريب المُوَلِّدات الاحتياطية، فالأسئلة لا تزال ملحة، لأن الجريمة نفسها وقعت يوم الأربعاء الأسبق للحادثة، وكأن المتهمين كانوا يجرون بروفة على الحدث الكبير، فهل تصدَّى المسؤولون للجريمة الأولى بالجدية المطلوبة في مثل هذا الحدث الجلل؟ وما هي الإجراءات التي اتخذوها؟ وهل كان يمكن لواقعة الجمعة أن تحدث، إذا كان المتهمون في حادثة الأربعاء الأسبق قد طُبِّقت عليهم الإجراءات القانونية بوقفهم عن العمل وإحالتهم للنيابة؟ ومما يزيد من ضخامة الجريمة، هذه الأخبار التي لم تُكذِّبها وزارة الطيران المدني، عن أن انقطاع التيار كان متزامنا مع زيارة وفد روسي جاء خصيصا لتفقد المطارات المصرية، للتأكد من سلامتها الأمنية والإجرائية، قبل أن تتخذ موسكو قرارا بإعادة تسيير رحلاتها إلى مصر، التي توقفت منذ سقطت الطائرة الروسية فوق سيناء في أكتوبر/تشرين الأول 2015. واضح أن المخربين نجحوا بأكثر مما كان يُظن، في اختراق مواقع حساسة تتيح لهم مجالا أوسع للتخريب، مقارنة بمرحلة كانوا فيها يدمّرون أبراج الكهرباء في الريف. وأي إنكار أو مداراة على هذه الحقيقة لا يفيد إلا المخربين بما يساعدهم على أن يلبدوا في أماكنهم، بدون أن يتشكك فيهم زملاؤهم، إلى أن يحين موعد تنفيذ التكليفات. وقد صارت اليقظة واجبة باستمرار مراقبة كل من يعملون في هذه الوظائف، لأنه أيضا يمكن أن ينجح المخربون في ضم عناصر جديدة، إما بالتجنيد وإما بالرشوة. إن كمية الأسلحة الجهنمية في يد الإرهابيين في سيناء وغيرها، مع وضع اختراقات هؤلاء المخربين لمناصب حساسة في الاعتبار، يطرح بجدية احتمالات أنهم يُسهّلون الأمر. وقد جاء خبر (أمس الأول) عن نجاح القوات المسلحة في إحباط عملية تهريب أسلحة إلى سيناء، ليشير إلى تهاون سابق ربما كان السبب في نجاح المهربين». عبد الناصر والمال العام ولا تزال ثورة 23 يوليو/تموز سنة 1952 رغم مرور وقت على مناسبة ذكراها، موضوعا للخلافات والمعارك، ومنها الرد الذي كتبه الكاتب أسامة غريب في «المصري اليوم» في باب «يوم ويوم» وتحت عنوان «شريف نعم فقير لا» قال فيه: «لو إن أحدا غير حمدي رزق هو الذي كتب لما اهتممت بالرد، لكنني أقدّر حمدي الإنسان والكاتب وأحترمه، لهذا لا بد أن أوضح أن ما وصله من مقالي المعنون «عبدالناصر لم يكن فقيرا» يختلف كثيرا عما قصدته، والحكاية التي أوردها عن القرض الذي طلبه عبدالناصر لتزويج إحدى بناته ليست لها علاقة بموضوع مقالي، وهو أن عبدالناصر لم يكن فقيرا. مقال الصديق حمدي رزق يصلح للرد على كاتب يقول إن عبدالناصر كان حراميا وذا ذمة خربة، وكان يمد يده للمال العام ثم يضع في حسابه، وهذا كله لم أقله ولم يرد على بالي، أنا لم أقل أبدا أن عبدالناصر كان يفعل ما فعله حسني مبارك الذي كان يصرف الملايين هو وأولاده ثم يضرب الفواتير ويقيد المبالغ تحت بند تأمين شبكة الاتصالات الرئاسية. لم أقل عن عبدالناصر شيئا من هذا، ولم أقل أن أولاده قد أثروا في عهده، لقد أوضحت هذه النقطة تماما وقلت إنهم اغتنوا بعد رحيله، ماذا أفعل أكثر من هذا حتى أكون موضوعيا ومنصفا؟ إنني لا أكره عبدالناصر بشكل شخصي ولا أنتمي إلى أي من الاتجاهات السياسية التي عاداها عبد الناصر، وبادلته العداء، فلست إخوانيا ولا وفديا ولا شيوعيا، بل إنني من أبناء الفقراء الذين تعلموا في الجامعة بالمجان، قبل أن يلغي خلفاؤه هذه المجانية، لكن هذا لا يعني أن أفرد السجادة وأصلي له ركعتين ولا يعني أن أمتنع عن الرد على من يقولون إن عبدالناصر كان فقيرا. يمكنك أن تقول إنه كان شريفا وسأقرك على هذا، ويمكنك أن تقول إن المال لم يكن يغريه وسوف أؤمن على كلامك، لكن لا تقل لي إنه كان يعيش حياة الفقراء، ما قلته هو أنه لم يكن فقيرا ولم يعش عيشة الفقراء وحتى بالنسبة للقرض الشخصي الذي اقترضه فهذا دليل على الشرف لا على الفقر، فالفقير لا يستطيع أن يقترض عشرة آلاف جنيه في الستينيات تساوى أكثر من مليون جنيه بمعايير اليوم. والفقير لا يجامله الفنانون في فرح ابنته بما قيمته عشرات الألوف، لو أنهم تقاضوا أجورهم. لم يكن لصا ولم يغترف من المال العام ويضع في حسابه لكن كان لديه كل ما لدى الأغنياء. وأكرر أنني لا أعترض على هذا. أما حكاية أن عبدالحكيم عامر أراد أن يكبش من المال العام ويعطي صديقه ناصر فهي كفيلة بأن تجعل المرء يحزن على رئيس لا يسرق، لكن يترك رجاله بميزانيات مفتوحة ينعمون بمال الفقراء من شعب مصر. لقد اكتفى بأنه لا يسرق لكنه لم يؤسس دولة الشرفاء، كان شريفا ولم يكن فقيرا وأولاده لم يعيشوا حياة الفقراء في وجوده – وهذا طبيعي – ثم اغتنوا جميعا بعد رحيله وأعتقد أن هذا يدينه ولا يزكيه». الرئيس السيسي ومن عبد الناصر إلى الرئيس السيسي الذي قال عنه في «المصري اليوم» محمد علي إبراهيم رئيس تحرير جريدة «الجمهورية» في عهد مبارك مقاله الأسبوعي مشيدا به ومهاجما له في الوقت نفسه: «لن تختلف جمهورية السيسي الثالثة عن سابقتيها في الإنجازات، ولكنها ستختلف ويخلدها التاريخ بالعدل، ما حققه الرئيس شيء وما أطالب به شيء آخر. منظومة الكهرباء التي حدثها في وقت قياسي، ورحمنا من الانقطاعات، رغم ارتفاع تكلفة الفواتير، علاج الالتهاب الكبدي الوبائي «فيروس سي» الذي يصيب فردا من كل 12 مواطنا، شبكة طرق هائلة تكلفت أكثر من 100 مليار جنيه منها ما استخدمه شخصيا من بنها لقويسنا في 25 دقيقة، بعد أن كان 3 ساعات، مساكن لأهل العشوائيات، مدن جديدة في العلمين والمنصورة والإسماعيلية وغيرها، هذا شيء وما أصبو إليه شيء آخر. العدل سيكون المفتاح الذهبي الذي يفتح كافة أزمات مصر، العدل هو إحياء لدور المؤسسات التي كان من المفترض أن تتحول للديمقراطية فأصبحت «مصفقاتية» كالبرلمان والمجالس المحلية والأحزاب السياسية، العدل سيكون أهم إنجاز للسيسي في رأيي. المصريون نسوا الخديوي إسماعيل الذي حفر القناة وشيد المشروعات وبنى الأوبرا والقصور، وزرع مساحات هائلة من القطن «الذهب الأبيض» في عصره، للأسف نذكر هذا ويقترن به كم الديون التي غرقت بها مصر. نريد للرئيس أن يبدأ في فترته الثانية ترسيخ مفهوم «العدالة للجميع» وتقديمه على الطرق والمدن والمساكن. العدل قيمة عظيمة لو تعلمون العدل منظومة تعين الشعب على تحمل إجراءات الإصلاح الاقتصادي، العدل صمام أمان ضد الإرهاب والتطرف والفساد. العدل مطلب جماهيري بإلحاح وهو كفيل بإدخال السلام النفسي لكثير من المعذبين بالقلق والتشاؤم والسلبية». التشكيك في شرعية النظام أما الكاتب وعضو مجلس الشعب الأسبق جمال أسعد عبد الملاك فكان مقاله الأسبوعي في «اليوم السابع» مؤيدا للرئيس السيسي بقوله: «وتطبيقا للجيل الرابع من الحروب، نرى ذلك التشكيك في شرعية النظام رئيسا وحكومة وبرلمانا، ووصفه بالانقلاب، في الوقت الذي توصف فيه يناير/كانون الثاني بالثورة، على الرغم من أن ثورتي 25 – 30 من قام بهما هو الشعب. وشاهدنا ذلك التشكيك في المشروعات القومية، خاصة مشروع قناة السويس، الذي عبر فيه الشعب عن مدى التماسك القوي مع النظام، بحجة أن هذه المشروعات ليس وقتها الآن في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة. نشاهد إثارة الفتنة الطائفية بضرب وتفجير الكنائس بهدف إحداث شرخ في جدار التوحد الوطني، الذي كان وسيظل هو الدرع الحامي في مواجهة كل المخططات. نرى تلك الاجتهادات والتفسيرات في إطار فكر ديني غير صحيح بهدف رفض الآخر الديني وغير الديني للوصول إلى التفتيت والتشرذم». جيهان السادات: أنا متفائلة للغاية بمستقبل مصر أيضا أيدت السيدة جيهان السادات حرم الرئيس الأسبق المرحوم أنور السادات ترشيح الرئيس السيسي لفترة ثانية وأشادت به، في حديث لها في صحيفة «الجمهورية» أجراه معها بالصور محمد السيد العزاوي قالت فيه: «أنا متفائلة للغاية بمستقبل مصر وأدعو الله أن يحمي الرئيس السيسي لمصر، خاصة أنه يبذل أقصى جهده لدفع البلد بأسره للتقدم نحو مستقبل أفضل، ولكن علينا نحن أن نعمل وننتج لكي نساعده في تحقيق ما يحلم به لمصر خلال الفترة المقبلة». إن الشعب المصري شعب أصيل وتُظهر المحن معدنه الحقيقي، ويجب على الجميع الوقوف يدا واحدة تساعد الدولة والرئيس في طريقهما وعلينا جميعا أن ننتج ونعمل بإصرار وجهد لكي نحقق ما نريد ونبني مصر التي نحلم بها جميعا». وقالت السيدة جيهان السادات «أعود وأؤكد علينا جميعا أن نقف مع هذا الرجل الوطني المحب لبلده، ضد كل هذه الحروب والشائعات التي لا أساس لها من الصحة ونبذل كل جهد لدينا للعبور بمصر لمستقبل أكثر إشراقا وتقدما، ولا يمكن أن ننسى لقاءات الرئيس الأخيرة مع الشباب، وكيف كان يتحدث معهم لقد كان مشهدا مفرحا ومؤثرا للغاية» حول وضع المرأة قالت: إن الرئيس السيسي أعطى للمرأة حقوقا كثيرة ويقف دائما إلى جانبها، والدليل على ذلك لدينا 90 نائبة في البرلمان، والآن أصبحت المرأة المصرية أكثر وعيا بحقوقها». لم يتبق إلا القليل من الوقت أما في جريدة «المقال» فقد أثار مصطفى شحاتة عدم ظهور مرشح حتى الآن من جانب الأحزاب والمعارضة لمنافسة السيسي في الانتخابات المقبلة، وأبدى تخوفه من أن يتقدم لمنافسته شخص لا يريدونه وستكون مسخرة وأي مسخرة قال: «كيف لهذه القوى السياسية والاحزاب، وكل من نعتقد أنه مرشح محتمل، أن يصمتوا، ولم يبق على انتخابات الرئاسة إلا 6 أشهر فقط ولم نسمع منهم شيئا؟ خصوصا وهذا الوقت القليل المقبل لا يسمح بمساحة للتحرك أو الحديث أو التجوال أو كتابة برنامج. لا تجري اتفاقات هنا أو هناك حول مرشح ما، ولا نسمع خناقة بين فريقين على مرشحي كل منهما، يريد كل منهما أن يرجح كفة مرشحه في التوافق عليه وفي المنافسة. كل ما جرى ولم يستمر أن حمدين صباحي عقد مؤتمرا لدمج حزب الكرامة مع التيار الشعبي في بداية مايو/أيار الماضي، دعا فيه القوى السياسية والحزبية إلى الإعداد والتفكير في الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2018، وإقامة جبهة وطنية موحدة تضم كل رؤساء وقادة العمل الوطني والحزبي في مصر بهدف اختيار مرشح للدفع به في الانتخابات الرئاسية المقبلة. كل يوم يمر تقترب الانتخابات وتصبح الأمور صعبة على من يريد الترشح للرئاسة، فلا هو كتب برنامجا للترشح ولا عرضه على المواطنين أو الأحزاب والسياسيين. فات يوليو/تموز وانتهى. وليكن أغسطس/آب هو البداية، وتعلن حتى الأحزاب أنها لديها خطة للتوافق أو البحث عن مرشح للرئاسة، سواء أكان ذلك من خلال أكثر من حزب، أم واحد منها ينوي أن يرشح فردا للرئاسة، فحزب «مستقبل وطن» مثلا أعلن الآن دعمه لترشح السيسي لفترة رئاسية ثانية. كونوا مثله وأعلنوا أنتم أيضا مرشحيكم وبرامجهم، وأرغموا من لا يريد لأحد أن يترشح أن يضع نفسه وسط الانتخابات الرئاسية، ولتبدأ الآن بدلا من أن تستيقظوا في مارس/آذار المقبل على رئيس لم تودوا انتخابه، ولم تريدوه رئيسا، كما قال الرئيس السيسي نفسه في إجابته حول إن كان قد قرر الترشح لفترة ثانية أم لا». شفيق لن يكون رقما سهلا في السباق وللخروج من هذا المأزق اقترح في «الوفد» عصام العبيدي في عموده «إشراقات» تقدم الفريق أحمد شفيق للمنافسة ليعطي للانتخابات قدرا من الجدية والحماسة وقال: «قرأت أن الفريق أحمد شفيق قرر خوض سباق الماراثون الرئاسي، الذي سيبدأ العام المقبل، وأنا شخصيا أعتقد أن مصلحة مصر أن يكون هناك أكثر من مرشح قوي للرئاسة، حتى لا يتحول الأمر لمجرد استفتاء على الرئيس! وعندما أقول إن من مصلحة مصر هذا الأمر، فإنني لا أقصد مجرد إرسال رسالة إلى الخارج بأن الانتخابات ستتم في جو ديمقراطي يضمن المنافسة الشريفة لكل المتنافسين، ولكن أقصد الداخل أيضا. فعندما يكون هناك أكثر من مرشح أمام الناخب المصري فإننا نوسع أمامه من دائرة الاختيار ليعطي في النهاية قراره السليم باختيار زيد أو عبيد. المهم شفيق لن يكون رقما سهلا في السباق، وهذا هو ما يهمنا في الأمر، وإن كنت أتمنى أن يتقدم مرشحون أقوياء لخوض السباق من عينة الفريق شفيق بعيدا عن الهلافيت والراغبين في الشهرة». الدولة الفاشلة ومنذ أن تم تخصيص جلسة لمناقشة الدولة الفاشلة وما يجب على مصر اتباعه لعدم الوقوع في هذه المصيدة، في إحدى جلسات الرئيس مع الشباب في المؤتمر الأخير في مكتبه الإسكندرية وحضره ممثلون لمحافظات غرب الدلتا وهي الإسكندرية ومرسي مطروح والبحيرة وكفر الشيخ والغربية، والمقالات عن الدولة الفاشلة والتحذير منها تملأ الصحف وسط عدم اهتمام من الناس بها، واستغراب الكثيرين لهذه الحملة التي قال عنها في «المصري اليوم» محمد أمين في عموده «على فين»: «أتمنى أن ننطلق للمستقبل بكل قوة وساعة الجد سوف ألبس «الأفرول» وسوف أقف خلف الجيش، سأعتبر نفسي في مهمة تجنيد، وأعتقد أنه لا مبرر لهذا الآن إطلاقا ولا مبرر للكلام عن دولة فاشلة، بينما نحن أمام إنجازات كبرى لا مبرر لإشاعة جو من الخوف، فالخوف لا يصنع تنمية الخوف يشل حركة التنمية ويوقف الإبداع، ولم يكن الرئيس يقصد هذا أبدا فكيف «نعزف» لحنا واحدا؟ ليس من مصلحة مصر أن يتحول إعلامها إلى «كورال أطفال» فمن مصلحة مصر أن تكون هناك أصوات مختلفة «تأميم الإعلام» كارثي على مستقبل الوطن، فما هي مصلحتنا في أن تتحول القنوات إلى نسخة طبق الأصل من بعضها؟ وما مصلحة مصر في أن يتحول شعبها إلى الإعلام الهدام؟ إذن هناك حاجة غلط للأسف لا يوجد من يقول غلط وصح لأن الكل «موافق» ولأن الكل يقول: تمام يا فندم! فهل يعقل أن نصل إلى «حالة الخوف» بعد أن استقر الوطن؟ هل يعقل أن نتحدث عن «الدولة الفاشلة» وقد أنجزنا كل هذا الإنجازات التي تضيق عن شرحها مجلدات ضخمة؟ هناك في الأمر شيء تفسيره ليس عندي، جائز لكي لا نركن إلى الراحة، وجائز كانت رسالة للأجهزة حتى لا تشعر بالاسترخاء ولكن كان يمكن أن تكون الرسالة في المجالس الاستشارية أو في مجلس الدفاع الوطني». فوبيا إسقاط الدولة وفي العدد نفسه من «المصري اليوم» أخبرنا رسامها عمرو سليم أنه كان في زيارة قريب له فوجده يحذر طفلته قائلا : «علشان نحافظ على الدولة لازم يبقى عندنا فوبيا من إسقاط الدولة فردت عليه قائلة: لو كانت فريدة عثمان خافت من الميه ما كانتش كسبت مصر الميدالية البرونزية في بطولة العالم للسباحة». تثبيت دعائم الدولة ومن «المصري اليوم» إلى «الشروق» ومقال رئيس تحريرها عماد الدين حسين الذي تناول فيه موضوع الدولة الفاشلة أيضا قال: « «المؤامرة موجودة ومستمرة بين غالبية بلدان العالم، ومصر ليست استثناء، وهناك فرق كبير بين المؤامرة والصراع الطبيعي الموجود بين غالبية المؤسسات والقوى والدول. هناك خلاف على مفهوم الدولة الفاشلة، منذ صدور كتاب نعوم تشومسكي عام 2006 بالاسم نفسه. والبعض يعتبر المصطلح اختراعا أمريكيا لتحقيق أهداف خاصة. أفضل طريقة لمواجهة ذلك هو بتقوية الدولة ودعائمها، ولا يكون ذلك إلا بتحقيق أكبر قدر من التوافق الوطني بين كل أو غالبية مكونات المجتمع، وأقصد بهذه المكونات كل من يؤمن بالقانون والدستور والدولة المدنية، وليس الإرهابيين والمتطرفين والظلاميين غير المؤمنين أصلا بالدولة المدنية. قوة الدولة لن تأتي إلا إذا كانت هناك أصوات وآراء وأفكار مختلفة تحت سقف الدستور، وبالتالي فإن الصوت الواحد لن يثبت دعائم الدولة، بل ربما يكون سببا في تقويضها. الصحافة الحرة الملتزمة بالقانون هي أفضل حامٍ وداعم للدولة وللرئيس وللمجتمع. هي التي تقوم بنشر وقائع الفساد على الملأ، وبالتالي يتمكن الرئيس والحكومة وسائر الأجهزة المختصة من تصحيح هذه الأوضاع. لكن إذا أجبرت هذه الصحف والفضائيات على التوقف عن نشر أي مخالفات لمسؤول أو هيئة أو وزارة، بحجة أن ذلك حماية للدولة فسوف يستيقظ المجتمع ذات يوم على كابوس رهيب، ويومها لن يفيد الندم. استقرار الدولة الحقيقي يتحقق بانحياز الدولة للفئات الأكثر فقرا، وبتحقيق العدالة الاجتماعية وتقوية الطبقة الوسطى. وأن تتحمل كل فئات المجتمع خصوصا الأكثر غنى عبء الارتفاعات المتوالية في الأسعار بعد تعويم الجنيه وزيادة أسعار الوقود. وخطر الإرهاب والتطرف، قليل جدا إذا قورن بخطر إحساس الناس بغياب العدل والعدالة، وبالتالي فإن الناس البسطاء سيقفون في صف الحكومة في اللحظة التى سيصدقونفيها أنها تعمل من أجلهم ومن أجل المجتمع. مرة أخرى فإن العامل الحاسم في هذه القضية هو صلابة المجتمع، وما هي النتيجة الفعلية لسياسات الحكومة على أرض الواقع، وما هي انحيازاتها الاجتماعية.. هل تنحاز للفقراء فقط، أم للأغنياء فقط، أم توازن بين انحيازاتها بين كل الطبقات؟». التحدي الحقيقي «بعد فورة تأسيس الأحزاب والتنافس بينها التي أعقبت ثورة يناير/كانون الثاني، انحسر دور الأحزاب تدريجيا حتى لم يعد لها أثر حقيقي على الساحة، هذا كان رأي زياد بهاء الدين في «الشروق». ولم يعد ينشغل بمتابعة أخبارها والبيانات التي تصدرها سوى أعضائها وبعض المتابعين المتخصصين، بل صار العمل الحزبي لدى قطاعات واسعة من المجتمع مرادفا للبحث عن الأضواء، والسعي وراء الشهرة واحتراف المعارضة والاحتجاج. وهذا وضع مؤسف لأن للأحزاب دور مهم في التعبير عن المصالح المتنازعة في المجتمع، وتنظيم المشاركة السياسية بشكل قانوني، ومراقبة أداء أجهزة الدولة، وحماية القانون والدستور، وفتح مجال المنافسة المشروعة على السلطة. وبغير الأحزاب فإن المجتمع يفقد قدرته على التجديد والتصحيح والاستفادة من التعدد بداخله، ويدفع طاقات الشباب المتحمس نحو اليأس أو البحث عن وطن بديل أو الانخراط في التنظيمات السرية. ولكن لماذا انحسر العمل الحزبي في مصر على هذا النحو؟ الإجابة السهلة هي إلقاء التبعة على المناخ المقيد للحريات، بما في ذلك التضييق على الإعلام المستقل وعلى المجتمع المدني وعلى النشاط السياسي بوجه عام. وهذه كلها اعتبارات حقيقية وقد ساهمت بلا شك في انحسار العمل الحزبي. ولكن الاكتفاء بهذا التفسير وحده ليس كافيا ولا صادقا، لأن العمل الحزبي المرتبط بقضايا الوطن ومشاكل الجماهير لا ينتظر أن يكون المناخ مواتيا والظروف ميسرة، بل يشتبك مع هذه الظروف ويجتهد لتغييرها ويفرض نفسه عليها. وقد عرف العالم عشرات التجارب الحزبية التي غيرت مجرى التاريخ، رغم أنها كانت محاطة بمناخ سياسي شديد التقييد. والقول بأن السبب هو كثرة الأحزاب وعدم اندماج تلك التي تنتمي للتيار نفسه في حزب واحد كبير يصطدم بحقيقة أن هذا التفرق والتشرذم نتيجة لضعف الأحزاب، وقلة عدد أعضائها وعدم اكتراث الجماهير بما تقدمه وليس سببا. ولو كانت الأحزاب قوية ومؤثرة وجاذبة للجماهير لكان طبيعيا أن تندمج وتتحالف أو على الأقل تتعاون بضغط أنصارها ومؤيديها. نحن بحاجة للنظر إلى تجربتنا الحزبية في السنوات الأخيرة بعين ناقدة واستعداد للاعتراف بالأخطاء، كي نتعلم منها الدروس السليمة، وعلى رأسها أن العمل الحزبي إن لم يعبر عن مشاعر الناس ومخاوفهم وطموحاتهم فلابد أن ينحسر ويتراجع. إخفاقنا الحقيقي في السنوات الماضية لم يكن خسارة بعض المقاعد البرلمانية ولا غلق المقار الحزبية، بل العجز عن إقناع الرأي العام بجدوى العمل الحزبي وأهمية الأحزاب. وهذا في تقديرى كان نتيجة عدم الاهتمام بالقيادات السياسية المحلية التي يفترض أن تكون العمود الفقري لأي حزب، وإهمال القضايا الاقتصادية والاجتماعية على حساب الملفات السياسية الساخنة، وعدم الاستعداد للبناء التدريجي والمؤسسي للأحزاب. مصر بحاجة لحياة حزبية نشيطة، بحاجة لحزب حاكم يقدم برامجه وسياساته ويدافع عنها ويتحمل مسؤوليتها، وبحاجة لأحزاب معارضة تقدم بدائل وتساهم في إيجاد الحلول وتدافع عن حقوق الناس وعن دولة القانون والدستور. ولكن كى يتحقق أي من هذا فلابد من إعادة النظر في التجارب السابقة والعمل على إعادة ثقة الناس بأهمية الأحزاب والعمل الحزبي بدلا من التنافس على نصيب كل حزب من كعكة صغرت حتى كادت أن تتلاشى». تصحيح مفهوم طبقة الحكم وإلى فراج إسماعيل ومقاله في «المصريون» الذي عنونه بـ«تصحيح مفهوم طبقة الحكم» ومما جاء فيه: «الديمقراطية هي سلوك أو ممارسة تجعل كرسي الحكم في متناول الجميع، بدون تفرقة عنصرية أو سياسية أو دينية. لا يمكن لأحد ادعاء أن حكم مصر متاح للجميع وفق الآليات الدستورية الموجودة في الدستور، بسبب أن هناك فعلا طبقة حاكمة تحتكر هذا الحق لنفسها ولن تفرط فيه بسهولة. حتى في الشهور القليلة التي ابتعدت خلالها هذه الطبقة عن الحكم المباشر، ظلت موجودة في مكان قريب جدا، تؤثر في الأحداث، ويلجأ إليها المعارضون لتحقيق انتصارات عجزوا عنها بالوسائل الديمقراطية، أي أن الطبقة الحاكمة ظلت تتلقى تحريضات مستمرة للتدخل، ولم تتأخر عن تلبية تلك النداءات لأنها تشعر في أعماق نفسها بأنها المسؤولة أولا وأخيرا عن إدارة الدولة وتسوية الخلافات السياسية، وأنها المرجع الأعلى الذي يقرر ويفصل في مسائل الحكم. إقامة حياة ديمقراطية سليمة كانت في مقدمة أهداف حركة 23 يوليو/تموز 1952، ولم تتحقق هذه الحياة حتى الآن، بينما حققتها ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 لشهور قليلة، عادت بعدها الدولة إلى يد الطبقة الحاكمة النافذة والمنفردة بالحكم. التصحيح لابد أن يبدأ من إلغاء مفهوم غير مكتوب، بأن هناك طبقة واحدة فقط تملك الحق الشرعي في الحكم. من هنا تعود السياسة إلى حراكها الطبيعي وطريقها الأساسي. تنشط الأحزاب وتعمل كلها في اتجاه الوصول إلى السلطة، وسيعمل الكل على إرضاء الشعب وعدم إغضابه بأي قرار أو إجراء. مشكلة طبقة الحكم الواحدة والدائمة أنها لا تؤمن بأي سلطات غيرها. لا تؤمن إطلاقا بمبدأ الفصل بين السلطات. تتدخل فيها بقرارات فوقية. تفصل وتعين وتعزل من تغضب عليه، فيتسابق الجميع لإرضائها. الجسم الديمقراطي السليم يعني أن كل أجزائه تكمل بعضها بعضا، وفق وظائف دقيقة وواضحة لا يسلب منها وظيفة لصالح جزء آخر. القضاء يقف شامخا آمنا قويا يحكم بما يستقر في ضميره من أدلة عادلة وحاسمة، بدون خشية من تغول السلطة التنفيذية، وهكذا البرلمان والإعلام. الشعب هو مصدر السلطات وليس الطبقة الحاكمة. إذا حدث العكس تنقلب السياسة رأسا على عقب وتدخل غرفة الإنعاش، وهو ما نعانيه في مصر. كل شيء يأتي من الطبقة الحاكمة. إصلاح طريق يتم بتوجيهات منها. إذا تدخل وزير التموين لتخليص رغيف الخبز من بعض عيوبه يحرص على القول إنه يقوم بذلك بتوجيهات من السيد الرئيس. الدستور كعقد اجتماعي يشتمل على كل الوسائل التي تعيد السياسة إلى الحياة، لكنه يظل ضعيفا، نسيا منسيا، أمام ثقافة ترى أن الوطن لن يكون آمنا مستقرا عصيا على المؤامرات والانقسامات التي تعاني منها دول مجاورة إلا إذا ظل حكامها ينتمون لخلفية فئة معينة. هذا ليس صحيحا ولا ينبئ عن دولة حقيقية يعيش فيها جميع أبنائها على قدم المساواة في الحقوق والواجبات». حكم مصر غير متاح للجميع وفق الآليات الدستورية والطبقة الحاكمة لا تؤمن بمبدأ الفصل بين السلطات حسنين كروم |
«نيويورك تايمز»: الإمارات غضبت لفتح سفارة «طالبان» في قطر… وعاتبت واشنطن Posted: 01 Aug 2017 02:29 PM PDT لندن – «القدس العربي»: في سياق قضية تسريبات بريد السفير الإماراتي لدى واشنطن، يوسف العتيبة، برزت تقارير جديدة حول رسائل «تفضح» دولة الإمارات وكواليس إدارتها، في قضايا فساد وتضليل وابتزاز، وعن «رشى» تدفعها الإمارات لـ»تلميع» صورتها من خلال السفير، الذي تعمد استخدام «جيوبه» في التأثير على القرار الأمريكي، وتسهيل دخول الإمارات في منظمات تسليح. وكشفت تسريبات جديدة للعتيبة عن أن الإمارات، كانت تسعى لفتح سفارة لحكومة طالبان الأفغانية عام 2013، وأن وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد كان غاضباً من فتح هذه السفارة بالدوحة بدلاً من أبو ظبي. ونشرت مجلة «تايمز» وصحيفة «نيويورك تايمز»، تفاصيل التسريبات التي حصل عليها قراصنة من البريد الإلكتروني الخاص للعتيبة، ففي رسالة تعود إلى أيلول/ سبتمبر 2011 وجّه وزير الخارجية الإماراتي، للسفير عتاباً، بعد أن قررت واشنطن أن تكون سفارة طالبان في الدوحة بعد أن سعت الإمارات لذلك، وأبلغت به مبعوث الأمم المتحدة إلى أفغانستان. وفي رسالة أخرى مؤرخة بـ28 كانون الثاني/يناير 2012 كتب العتيبة إلى مسؤول أمريكي يشرح له أنه تلقى اتصالاً هاتفياً غاضباً، من عبد الله بن زايد بسبب تفضيل واشنطن الدوحة على أبو ظبي في هذا الأمر. وحسب وكالة «أسوشيتد برس»، لم يردّ ممثلو السفارة الإماراتية في واشنطن على طلبات التعليق، بينما أكد ثلاثة مسؤولين أمريكيين سابقين أن قطر وافقت على استضافة سفارة طالبان في إطار جهود أمريكية واسعة لتسهيل محادثات السلام في أفغانستان، وليس دعماً لطالبان أو سياستهم. واتهمت صحيفة «نيويورك تايمز» الإمارات بالازدواجية، وقالت إن أبو ظبي التي تتهم جارتها قطر بدعم الإرهاب هي نفسها التي سعت إلى فتح سفارة لطالبان لديها. وأكدت «نيويورك تايمز»، أنّها حصلت، في نهاية الأسبوع، على رسالة إلكترونية بتاريخ 12 سبتمبر/ أيلول 2011، تساءل فيها دبلوماسي إماراتي عن موقف الولايات المتحدة بشأن مكان وجود سفارة «طالبان». وقال الدبلوماسي محمد محمود الخاجة، في رسالة إلى جيفري فيلتمان، مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، آنذاك، قائلاً: «هناك مقال في صحيفة لندن تايمز يشير إلى أنّ الولايات المتحدة تدعم إقامة سفارة لطالبان في الدوحة». وتابع الخاجة في رسالته إلى فيلتمان: «يقول صاحب السمو إنّنا كنا تحت انطباع أنّ أبوظبي كانت خيارك الأول، وهذا ما تم إبلاغنا به من قبل مبعوث الأمم المتحدة إلى أفغانستان». وفي رسالة منفصلة بتاريخ 28 كانون الثاني/يناير 2012، كتب السفير العتيبة نفسه إلى مسؤول أمريكي آخر بشأن شكاوى مماثلة من بن زايد، مستخدماً هذه المرة اختزال كلمة مختلفة، «ع ب ز»، الأحرف الأولى من اسم عبدالله بن زايد. وفي رسالته إلى المسؤول الأمريكي، الذي لم تكشف «نيويورك تايمز» عن اسمه، قال العتيبة: «تلقيتُ دعوة غاضبة من ع ب ز تقول كيف لم يتم تبليغنا». وتابع «إنّهم يريدون أن يكونوا في وسط كل شيء… هؤلاء الشبان»، مشيراً بذلك إلى القطريين. وحول المفاوضات بشأن تحديد مكان سفارة «طالبان»، أضاف المسؤولون الأمريكيون، للصحيفة، أنّ كلاً من الإمارات وقطر، كانت لديهما النية لتوسيع مكانتهما كجهات فاعلة في الشؤون الدولية، ولم ترد أي واحدة منهما لمنافستها أن تنتهز الفرصة لاستضافة محادثات السلام الأفغانية. ومع اتخاذ القرار لاختيار مكان السفارة في الدوحة، باشر السفير العتيبة بالتذرع بهذا الوجود، وكرر ذكره في قائمة الشكاوى ضد قطر، التي صدّرها بـ»تحالف قطر العلني مع السياسيين الإسلاميين من جماعة الإخوان المسلمين في جميع أنحاء المنطقة»، وفق الصحيفة. وذكّرت الصحيفة، بما ذكره العتيبة في مقابلة مع «شارلي روز»، عندما قال: «لا أعتقد أنّه من قبيل المصادفة أن يكون لديك في الدوحة، قيادة حماس وسفارة طالبان وقيادة الإخوان المسلمين». وأضاف العتيبة: «لماذا يفعلون ذلك… ليس لدينا جواب»، ولكن «يبدو أنّنا على خلاف مع فرق اعتقاد جوهري حول ما نريد أن تكون عليه المنطقة». «لوموند»: مركزان جديدان للمنسيين في «كاليه» بين فرنسا وبريطانيا لتسريع طلبات اللجوء في متابعتها لشؤون اللاجئن في كاليه (شمال فرنسا)، تسلط صحيفة «لوموند» في تقرير لها، الضوء على مستجدات الأزمة التي حولت حياة مئات من المنتظرين في الغابة المنسية إلى جحيم، بعد محاولة العشرات القفز للعبور إلى بريطانيا، وعدم نجاتهم من الموت. ووفق الصحيفة، فإن «وزارة الداخلية حولت بعضاً من مكاتبها لإدارة ملف المهاجرين إلى كاليه؛ حيث تم افتتاح مكتبين وبعض الملاجئ الجديدة لاستقبال المهاجرين. وسيتم درس طلبات اللجوء عبرها، وهذا القرار يلبي أمراً قضائياً مزدوجاً من رئيس الجمهورية ومجلس الدولة. وأعرب إيمانويل ماكرون عن رغبته لإنهاء «بحلول نهاية العام، نوم هؤلاء في العراء» (في اشارة إلى اللاجئين في الغابة). وهذا القرار لم يأت، من الهواء، على ما تقول الصحيفة. بل جاء بعد ان تقدمت 11 جمعية إنسانية، بإجراءات مستعجلة لدى المحكمة الادارية في «ليل». وقال ماكرون: أن الدولة عليها الاعتراف بالاحتياجات الأساسية للمهاجرين، بما يخص النظافة ومياه الشرب»؛ حيث انهم يعانون بشكل واضح من عدم توفر مسلتلزمات اساسية. واكد التقرير، الخاص بالمحكمة، ان على الحكومة الكشف عن المعاملات المهينة واللإنسانية، بحق المهاجرين، بما يؤثر في الحريات والإنسانية». وفي هذين المركزين اللذين تم افتتاحهما، سيتوفر للاجئين اماكن لكسب مهارات جديدة ولاقامة انشطة رياضية وتقديم طلبات لجوء ومتابعتها مع الجهات الناظمة، وايضاً الاستفادة من خدمات متعددة، للأكل والشرب والاستحمام والاقامة ايضاً. وفي مؤتمر صحافي، قال وزير الداخلية جيرار كولومب: أن «وحدات صحية متنقلة ستنشأ في المدينة لخدمة 600 مهاجر حاليا». والقرار الذي أثار غضب رئيسة بلدية كاليه، ناتاتشا بوشارت (من الجمهوريين)؛ حيث قالت ان هذا القرار قد يسمح لهؤلاء بـ «لاستيلاء على الأرض». لكن في المقابل، اعربت عمدة أوروبا «الخضراء»، أنها سعيدة بالقرار، لأن الدولة أخيراً استفاقت على مبدأ أكثر كرامة لـ1500 من المنفيين الذين يعيشون في ظروف تعيسة. وفي كاليه، في المقابل، فإن المكتب الفرنسي للهجرة والاندماج (OFII) سيساعد هؤلاء المهاجرين على التنقل إلى مناطق اخرى، ويطلعهم على كيفية تقديم طلبات اللجوء، والتسجيل المباشر. ويعد هذا الجهاز الحكومي، بـ»متابعة سريعة للطلبات واقرار مصيرها»، وفق الصحيفة. «دايلي تلغراف»: كوريا الشمالية لا تمزح بشأن تهديدها النووي بعد أن اطلقت كوريا الشمالية، صاروخاً باليستياً، الجمعة الماضي، الذي يشكل تطوراً مهماً في سياق التهديدات المتبادلة بين واشنطن وبيونغ يانغ، وهو بمثابة تهديد حقيقي وليس مزحة. وقالت صحيفة: «دايلي تلغراف»، بأنه تلميح لواشنطن ورسالة ضمنية، للقول لادارة ترامب باعادة التفكير قبل النظر في حل عسكري لمشكلة كوريا الشمالية. ويؤكد توم بلانت، الباحث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، أنه سيكون من الأفضل (حتى يثبت العكس)، افتراض وجود رادع نووي لدى كوريا الشمالية، وافتراض أن أنظمتها الرادعة ستستمر في التحسن من حيث النوعية والكمية، كما ينبغي الانتباه بعناية إلى سمعتها الكريهة في مجال الصواريخ والانتشار النووي وافتراض أن هذه المنظومة للبيع لأي مشـترٍ». وهذا يعني أن الطريق الطويل والصعب لحل المشكلة الكورية الشمالية قد أصبح أطول وأصعب بكثير، ولا ينبغي على الغرب أن يتخلى عن نزع سلاحها النووي كهدف من أهداف السياسة العامة، لأنها الدولة الوحيدة التي تحدت معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وطورت أسلحة نووية، وهذا من شأنه أن يشكل مثالا مؤسفا للآخرين ليحذو حذوها. ووفق المقال، فإنه «لا يمكن أبداً ترك بيونغ يانغ تستفيد من برنامجها النووي، ومع ذلك يجب أن نقبل أيضا أن هذا الطموح بعيد المنال جدا، ومن ثم نعالجه باعتباره مبدأً أساسياً لنهجنا، وليس العنوان الرئيس له». وأشار الباحث إلى ثلاثة مجالات يجب التركيز عليها، أولها أن تعمل الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية معا لضمان عدم وجود ثغرات بينها يمكن أن تستغلها بيونغ يانغ كما كان الحال في الماضي. وأن تقوم أمريكا بما يكفي لطمأنة هؤلاء الحلفاء الرئيسيين بأنها ستأتي لمساعدتهم في الأوقات العصيبة، وإزالة أي حالة من انعدام الأمن قد تؤدي إلى تصعيد غير مقصود في أي أزمة». واضاف المقال انه، لا بد من بذل المزيد من العمل لمعالجة تحديات العقوبات، لأن المزيد من العقوبات الاقتصادية القسرية لن يؤدي إلى تغيير سلوك كوريا الشمالية نحو الأفضل، خاصة أنها لا تنفذ بشكل متساو ولا تدعمها الأطراف الرئيسة مثل روسيا والصين، وبدلا من ذلك ينبغي أن يكون الهدف هو منع مبيعات الأسلحة والتكنولوجيات النووية من كوريا الشـمالية. والعامل الثالث والأهم، هناك حاجة إلى النظر بشكل أكثر جدية وتفصيلا في التحديات الأمنية الأساسية التي تحرك حسابات بيونغ يانغ، وهذا يعني على المدى الطويل وضع استراتيجية تركز على تعزيز التغيير الداخلي التدريجي، وعلى المدى القصير يعني ذلك التركيز على الحد من المخاطر النووية والعسكرية. وأوضح المقال ان «الطريق الطويل والصعب في الاحتواء والردع والدبلوماسية قد يكون في الواقع أقصر وأسهل الطرق المتاحة». «غارديان»: الديمقراطية تموت في العالم… لكن من يقلق؟ نشرت صحيفة «غارديان» البريطانية، تقريراً، للكاتب بول ميسون، بعنوان مثير للجدل: الديمقراطية تموت الآن ولا يشعر إلا القليل من الناس بالقلق فلماذا؟». فصل في المقال، المتخصص في شؤون العدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية تأثير الديكتاتوريات في الأنظمة الديمقراطية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية. ويؤكد ميسون في مقاله ان «هناك جهوداً تسعى نحو هدف واحد من كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان والأمريكي دونالد ترامب وكل من لف لفهم بهدف تفريغ النظام الديمقراطي من مضـمونه». موضحاً أن على «المجتمعات البشرية بذل مزيد من الجهد لوقف هذا الأمر»، معتبرا أن «الشهر المنصرم شهد عدة طعنات عميقة لمضمون الأنظمة الديمقراطية خاصة محاكمة الصحافيين المعارضين في جريدة جمهوريت التركية علاوة على قرار بوتين منع شبكة المعلومات الخاصة بالنشطاء والمطالبين بالديمقراطية على الإنترنت علاوة على اضطرار شركة أبل إلى سحب بعض المنتجات من موقع متجرها على الإنترنت في الصين». ويضيف الكاتب أيضاً لكل ذلك الصراع الثلاثي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتهم بالارتباط بروسيا ووزير العدل في إدارته إضافة إلى المحقق الخاص الذي تولى التحقيق في الملف والذي يسـعى ترامب لإقـالـته. ويؤكد ميسون أن النظام الديمقراطي بدأ الموت بالفعل وأبرز الأسباب التي تدفعه لقول ذلك هو أن القليل من الناس فقط هم من يشعرون بالقلق على ما تتعرض له بنية الانظمة الديمقراطية من تآكل. «واشنطن تايمز»: المرأة تفوز بقانون منع تزويجها من المغتصب في الأردن تناولت صحيفة «واشنطن تايمز»، قضية مثيرة في الداخل الأردني، حول تزويج المغتصبات من جلاديهن؛ حيث رفض مجلس النواب الأردني حكماً في قانون العقوبات، يسمح للمغتصب بالهرب من العقاب اذا تزوج من الضحية. وقد أشادت الصحيفة بالتصويت كـ «خطوة رئيسية أمام المرأة في المملكة المحافظة». وقالت سلمى النمس، الأمينة العامة للجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة: «هذا انتصار لحركة المرأة وحركة حقوق الإنسان في الأردن». وعلى الرغم من التوجه السياسي الموالي للغرب والنخب المتحضرة في البلاد، فإن العديد من المناطق في الأردن تبقى محافظة اجتماعياً، مع مفاهيم متأصلة حول «شرف العائلة»، وفق الصحيفة. وهذا يشمل الاعتقاد بأن وجود ضحية اغتصاب في الأسرة مخجل، وأن مثل هذا «العار» يمكن شطبه من خلال الزواج. وفي مناقشات القانون، قال بعض المشرعين ان هناك حاجة إلى نسخة معدلة من المادة 308 لحماية ضحايا الاغتصاب ضد الوصمة الاجتماعية من خلال منحهم خيار الزواج. وفي النهاية صوت المشرعون وفقاً لتوصيات الحكومة ولجنة ملكية حول الاصلاحات القانونية. وقال موسى معايطة، وزير شؤون مجلس النواب: ان «القرار التدريجي» اتسم بخطوات بطيئة مع السنوات للوصول إلى هذا القرار. ولا بد لتمرير هذا القانون، موافقة من قبل مجلس الشيوخ المعين من قبل البرلمان، والملك عبد الله الثاني. وبعد الموافقة النهائية المتوقعة، سوف ينضم الأردن إلى تونس والمغرب ومصر التي ألغت بنـود «تزويـج المغتـصب» على مر السـنين. وقالت منظمة حقوق الإنسان الدولية إن البرلمان اللبناني ينظر أيضاً في إلغاء هذا الحكم. وقالت المنظمة ان هذا الشرط مازال مطروحاً فى الادراج، فى العديد من الدول الأخرى في الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية، وكذلك في الفلبين وطاجيكستان. «نيويورك تايمز»: الإمارات غضبت لفتح سفارة «طالبان» في قطر… وعاتبت واشنطن صهيب أيوب |
الجزائر : سعيد بوتفليقة يخرج شيئا فشيئا من الظل ويخطف الأضواء مع كل ظهور Posted: 01 Aug 2017 02:28 PM PDT الجزائر – «القدس العربي»: بدأ سعيد بوتفليقة شقيق الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة يخرج من الظل شيئا فشيئا، كما أن ظهوره أصبح يخطف الأنظار في كل مرة، سعيد مستشار الرئيس الذي يقدم على أنه الرجل القوي في النظام لم يعد يقف وراء الكاميرات كما تعود، بل أصبح يقف أمامها، سواء كاميرات القنوات التلفزيونية أو كاميرات الهواتف المحمولة لالتقاط صور سلفي مع المواطنين وحتى الصحافيين. كانت جنازة رئيس الحكومة الأسبق رضا مالك محطة تحول بالنسبة إلى سعيد بوتفليقة شقيق الرئيس ومستشاره الخاص، صحيح أنها ليست المرة الأولى التي يظهر فيها شقيق الرئيس، ولا المرة الأولى التي يحضر فيها جنائز المسؤولين، لكنها المرة الأولى التي يظهر فيها في مقدمة نشرة الأخبار في التلفزيون الحكومي، وليس سرا على أحد أن نشرة التلفزيون مراقبة من الرئاسة بالدرجة الأولى، ولا يمكن لأي صورة أن تذاع من دون أن تأخذ الموافقة القبلية، إذن هي المرة الأولى التي يظهر فيها سعيد بهذا الشكل الصريح على رأس مشيعي المجاهد ورئيس الحكومة السابق رضا مالك. اللافت للانتباه هو الاهتمام الذي يحظى به سعيد بوتفليقة عند كل ظهور، الأمر لا يخص المسؤولين، الذين يعرفون من أين تؤكل الكتف، بل بمواطنين عاديين يجدون أنفسهم أحيانا عن قصد أو من دونه أمام شقيق الرئيس الأصغر، فيسارعون إليه من أجل الحديث معه، أو التقاط صور معه، هذه المرة التقط سعيد بوتفليقة الكثير من صور «سيلفي» مع مواطنين وحتى مع صحافيين من دون أي يبدي أي انزعاج، بل كان مبتسما طوال الوقت، ربما أكثر من اللازم، وكان إلى جانب سعيد بوتفليقة الحرس الرئاسي ومدير البروتوكول في الرئاسة، وهذا الأمر لم يكن موجودا من قبل، فالجميع يعلم أن شقيق الرئيس كان دائما يتحرك وحده وفي سيارة صغيرة لا تحمل لوحة ترقيم رسمية، ويكاد لا يلفت إليه الأنظار عندما يتجول في العاصمة، وكذلك الأمر بالنسبة لشقيق الرئيس الآخر عبد الغني بوتفليقة الذي يشغل منصب أمين عام وزارة التكوين، والذي يكاد يكون نسخة طبق الأصل من الرئيس، نظرا للتشابه الكبير بينهما. قبل بضعة أسابيع تفاجأ المشاركون في وقفة احتجاجية لمساندة الكاتب رشيد بوجدرة بعد تعرضه لموقف مهين في مقلب كاميرا خفية، بحضور سعيد بوتفليقة، الذي نزل من سيارة عادية ولم يكن معه سوى سائق، ومشى بضعة أمتار ليصل إلى موقع الاحتجاج، وسط دهشة وذهول من كانوا هناك، واقترب من الكاتب بوجدرة ليقول له إن ما حدث له مشين، ورد الكاتب بكل عفوية:» من أنت»؟، فابتسم شقيق الرئيس واقترب منه أكثر، وهمس له ببضع كلمات، جعلت محدثه يعرف أنه أمام شقيق الرئيس والرجل القوي في النظام، فخاطبه :» يجب أن تتحركوا لفعل شيء». في إشارة إلى القناة التي قامت بمقلب الكاميرا الخفية. وقد استقبل سعيد بوتفليقة خلال تلك الوقفة بكثير من الحفاوة، إذ سارع بعضهم لالتقاط صور له، قبل أن يبدأ بعض النشطاء السياسيين في الصراخ ضد سعيد بوتفليقة، داعين إياه إلى مغادرة المكان، فما كان عليه إلا المغادرة بهدوء، لكن التلفزيون الحكومي في ذلك اليوم لم يبث صور الوقفة ولا صور شقيق الرئيس. خروج شقيق الرئيس من الظل إلى تحت الأضواء الكاشفة، يفسره مراقبون بأن له علاقة بترتيبات مقبلة، فكثير منهم يرون أن هذا الظهور المتكرر، وبهذه الطريقة، قد يكون محاولة من شقيق الرئيس لقياس شعبيته، خاصة وأنه طموح في خلافة شقيقه كان دائما ينسب إليه، وذلك منذ قرابة عشر سنوات، أي قبل الولاية الثالثة للرئيس بوتفليقة التي لم تتم إلا بعد تعديل الدستور وإلغاء المادة التي تمنع الترشح لأكثر من ولايتين. سعيد بوتفليقة يظل ذلك الرجل الغامض، فهو الأستاذ الجامعي والنقابي الذي يشهد له الكثير من زملائه بالاستقامة والنزاهة، وهو بالنسبة لبعضهم شقيق الرئيس الأصغر والأقرب إليه، الذي فرضت عليه ظروف مرض شقيقه الأكبر تسيير بعض الأمور التي تتجاوز صلاحياته كمستشار للرئيس، في حين يراه آخرون «داهية» القصر الذي يسير الجميع وكل شيء، دونما حاجة إلى منصب، خاصة منذ مرض الرئيس، إذ أصبح هو الوسيط الذي ينقل إليه وينقل عليه، وفيما يفشل الكثير من كبار المسؤولين مقابلة الرئيس، يبقى سعيد هو حلقة الوصل. ففي الوقت الذي يتنبأ فيه المراقبون بدور أكبر لسعيد بوتفليقة في المستقبل القريب، خاصة ما تعلق بالخلافة، لكن سيناريو 2014 قد يتكرر مجددا، ففي ظل فشل مكونات النظام في التوافق على بديل، تبقى ولاية خامسة لعبد العزيز بوتفليقة هي الحل الوسط الأنسب، بدليل أن تقريرا لمجلس الشيوخ الفرنسي حول الوضع في الجزائر، ذكر أن ولاية خامسة لبوتفليقة تبقى قائمة، لأنه لا توجد مؤشرات توحي برغبة الشارع الجزائري في إحداث تغيير، وأن الرئيس بوتفليقة الذي جاء بعد سنوات الإرهاب التي عصفت بالبلاد يتمتع بشعبية حقيقية. الجزائر : سعيد بوتفليقة يخرج شيئا فشيئا من الظل ويخطف الأضواء مع كل ظهور ظهر في مقدمة نشرة الأخبار في التلفزيون الحكومي وإلى جانبه الحرس الرئاسي ومدير البروتوكول |
زيارة الصدر إلى السعودية: كسر تبعية القادة الشيعة لإيران Posted: 01 Aug 2017 02:28 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: حظيت زيارة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى السعودية، باهتمام من القوى السياسية والشعبية العراقية، بين ترحيب بفتح صفحة جديدة من التقارب بين السنة والشيعة، وبين متحفظ ومشكك لأسباب سياسية. وحسب مراقبين، زيارة الصدر إلى السعودية، إضافة إلى سياسيين آخرين تنوي السعودية دعوتهم لزيارتها قريباً، تكتسب أهمية في إفشال محاولات إثارة الفتنة الطائفية بين المسلمين في المنطقة التي جرت حروبا وأزمات عنيفة على شعوبها. وعبر هؤلاء المراقبون عن أملهم أن تتلو هذه الزيارات «خطوات جدية لاحقة لوضع أسس التعاون والتفاهم بين العراق والسعودية». كذلك، بينوا أن الزيارة كسرت فكرة تبعية القادة الشيعة للنفوذ الإيراني في كل الامور، مع عدم استبعاد أن تبرز أصوات مناوئة للتقارب بين البلدين. ورحبت القوى السياسية السنية، بزيارة الصدر إلى المملكة، حيث وصفها محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي، بـ»الممتازة»، فيما انتقد المعترضين عليها وقال النجيفي، على صفحته بموقع التواصل الإجتماعي (فيسبوك)، إن «زيارة السيد مقتدى الصدر للمملكة العربية السعودية خطوة ممتازة في اعادة ترتيب الوضع العراقي عربيا وضمان توازن علاقاته في المنطقة».، مؤكدا أن «المعترضين عليها هم الذين يعتاشون على احتكار إيران لعلاقات العراق مع دول الجوار». وأشار المتحدث باسم التيار الصدري في العراق، صلاح العبيدي، في لقاء متلفز، إن مقتدى الصدر أكد لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ضرورة اتخاذ خطوات عملية من أجل التغلب على الخلافات بين البلدين وفتح آفاق للتعاون والتخلص من الخطاب الطائفي للمسلمين. واكد أن الطرفين أقرا خلال اللقاء بوجود «الأخطاء»، في العلاقات بين بلديهما سابقا، وأن الجو العام في العلاقات الثنائية لم يكن إيجابيا، وأبديا نيتهما الجدية للتغلب عليها، وشدد العبيدي أنهما أكدا على أهمية توسيع التفاعل بين العراق والسعودية على ألا يقتصر على المستوى السياسي والدبلوماسي فقط. كما أشاد محمد جميل المياحي، عضو تيار «الحكمة» الوطني الذي يقوده عمار الحكيم، بزيارة الصدر إلى السعودية، داعيا لاستثمارها لتعزيز علاقات العراق الخارجية. كذلك، رحب المتحدث باسم منظمة بدر، النائب كريم النوري، بزيارة الصدر، مبيناً انها تأتي في ظروف معقدة يشهدها الشرق الأوسط والمنطقة من تأزيم وشد واصطفافات إقليمية. وتابع: «يؤكد الصدر بزيارته هذه أن العراق ينأى بنفسه عن سياسة المحاور وعاد منتصراً على أشد القوى تطرفا».. وأشار بيان النوري إلى أن «الزيارة بحد ذاتها تعبر عن موقف شجاع خارج سياق الانفعال الشعبي الذي لا يخلو من تنفس في رئة الطائفية، وبذلك فالصدر يصحح مواقف تبدو منفعلة أعتاش عليها سياسيون داخلياً وخارجياً؛ داخلياً للمزيد من التحشيد والاصطفافات الطائفية للاستقطاب الانتخابي وتعميق ازمة الثقة بين المكونات لأغراض انتخابية، وخارجياً للتلويح بالاصطفاف مع سياسة المحاور لكسب ثقة الجوار». وشدد على أن «زيارة الصدر كسرت الطرق الذي رسمته الحسابات السياسية الخاطئة التي كرستها إرادات إقليمية لكي يبقى العراق تابعاً ومنعزلاً ومهمشاً». وأضاف أن «دعوات الاصلاح السياسي التي يقودها الصدر ستفتح الآفاق أمام الإصلاحات الخارجية وفتح افاق جديدة من التعاون والتفاهم الإقليمي». في المقابل، فقد شكك رئيس ائتلاف «دولة القانون»، نوري المالكي بالنوايا وراء الزيارة، مبدياً أمله أن تكون علاقة السعودية مع العراق بعيدة عن «الطائفية» ومبنية على الاحترام «الحقيقي» لسيادة البلاد، فيما حذر من تحويل العراق إلى «ساحة معركة». وقال المالكي وهو أبرز حلفاء إيران في العراق، في لقاء متلفز، رداً على سؤال حول الانفتاح السعودي على العراق: «لا أعتقد أن هناك تغيرا كبيرا حصل بشكل إرادي بالسياسة التي اعتمدت سعودياً أو قطرياً أو خليجياً، وإنّما الظروف الضاغطة على هذه الدول والاتهامات التي توجه في طبيعة العلاقة مع بعض هذه المنظمات والفشل الذي حصل في أكثر من مجال في الملفّات الإقليمية كانت من مقتضيات الإدارة والسياسة الأمريكية والسياسة السعودية هي إيجاد عملية تغيير في التفاعلات وفي التحالفات». «. وتابع: «أنا لا أشعر بأن التوجّه الحالي الموجود بعيد عن خلفية الصراع الإقليمي والتنافس الإقليمي الدولي على العراق». وعبر المالكي عن «الشعور بالقلق إذا تنافست هذه الدول إقليمياً ودولياً حول العراق، لأن العراق سيكون ساحة معركة، سواءً كانت معركة عسكرية كما حصل في أكثر من مرحلة أو ساحة معركة سياسية ويتأثّر بها المرَكّب العراقي بكل تشكيلاته اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً». زيارة الصدر إلى السعودية: كسر تبعية القادة الشيعة لإيران |
أكاديميان أمريكيان يتساءلان: ماذا بعد وقف تسليح المعارضة السورية؟… هل واشنطن بتلك الخطوة تفسح المجال لموسكو لإنهاء الحرب؟ Posted: 01 Aug 2017 02:28 PM PDT واشنطن – من أثير كاكان: قال أكاديميان أمريكيان إن قرار رئيس بلادهم دونالد ترامب، إلغاء برنامج تسليح المعارضة السورية «المعتدلة»، ربما يحمل مؤشرات تخلي واشنطن عن دعم المعارضة، لتفسح المجال أمام موسكو لإنهاء الحرب. واعتبر الخبيران، في حديث للأناضول، أن قرار وقف تسليح المعارضة، يدلل على أن واشنطن لم تكن جادة منذ البداية في الإطاحة بنظام بشار الأسد. وبهذا الخصوص قال دانييل سيروير، أستاذ الدراسات الدولية بجامعة جونز هوبكنز (خاصة)، خبير شؤون الشرق الأوسط، إن ترامب لم يرَ في برنامج تسليح المعارضة السورية فعالية في خدمة الهدف الأمريكي المتمثل في محاربة تنظيم «الدولة». واعتبر أن تلك الخطوة تمثل «تخلٍ عن المعارضة غير المتطرفة في سوريا لتواجه مصيرها بمفردها»، لكنه حذّر من أن عواقب هذا الأمر ستكون خطيرة على سوريا والمنطقة. وأوضح «سيروير» أن الخطورة تتمثل في أن «واشنطن ببساطة تمنح (الأزمة في) سوريا إلى الروس لحلها، فيما عدا المناطق الحدودية مع إسرائيل والأردن بالإضافة إلى الشمال الشرقي». وأعرب عن اعتقاده بأن هذه الخطوة «ستدفع الكثير من المعارضين السوريين إلى الانضمام إلى قوى تحارب الأسد بمن في ذلك المتطرفون، وربما سيهرب العديد منهم إلى خارج سوريا». واستبعد الأكاديمي الأمريكي احتمالية أن يكون أحد أسباب إلغاء البرنامج هو «تسريب المعارضة السورية للأسلحة التي قدمتها لها الولايات المتحدة إلى جماعات إرهابية». ومضى قائلا «الأسلحة تتداول بشكل كبير داخل مناطق الصراع، وليس هنالك شك أن بعضها قد آل إلى جماعات متطرفة، بيد أن إيقاف البرنامج (تدريب وتسليح المعارضة) بالكامل ليس حلاً لأي مشكلة، إنها فقط محاولة من أجل إخراج الولايات المتحدة من الحرب ضد الأسد». أما عمر العظم، المعارض السوري، أستاذ تاريخ الشرق الأوسط بجامعة «شوني» (حكومية) بولاية أوهايو الأمريكية (شرق)، فيتفق مع ترامب في عدم فاعلية البرنامج منذ تأسيسه في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما. وأشار العظم (أمريكي سوري)، إلى أن الكثير من التعقيدات التي طرأت على الأزمة السورية بدأت مع تقاعس أوباما عن التحرك بفاعلية في القضية السورية بشكل خاص، والشرق الأوسط بشكل عام، ما أتاح لروسيا الدخول كلاعب بديل وتقوية نظام الأسد الذي كان على وشك الانهيار في النصف الثاني من عام 2015. وقال إن الولايات المتحدة لم تكن جادة؛ لا في عهد أوباما أو ترامب في الرغبة بإزالة نظام الأسد، إلا أن ترامب بات الآن وبعد سنوات عدة من عدم فاعلية البرنامج يُفضل أن يترك هذا الأمر لروسيا التي باتت متغلغلة به جراء ضعف أوباما. وفي تقرير بعنوان «التعاون مع روسيا أصبح نقطة أساسية في استراتيجية ترامب إزاء سوريا»، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» قبل أيام، نقلًا عن مسؤولين أمريكيين بارزين (لم تسمهم) أن «إنهاء برنامج تسليح المعارضة السورية مرتبط بجهود ترامب بشأن تحسين العلاقات مع روسيا»، الحليف الأبرز لنظام الأسد. ورد ترامب الإثنين، على الصحيفة بتغريدة على حسابه الرسمي بموقع تويتر، قائلاً إن «واشنطن بوست لفقت وقائع بشأن قراري وضع حد لمدفوعات ضخمة وخطيرة وغير فعالة للمقاتلين السوريين الذين يحاربون (بشار) الأسد». والجمعة الماضي، أعلن قائد القوات الأمريكية الخاصة الجنرال ريموند توماس، إنهاء وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) برنامجها لتدريب وتسليح فصائل المعارضة السورية المعتدلة، الذي بدأته قبل 4 سنوات، ونفى أن يكون القرار قد تم اتخاذه إرضاءً لروسيا. وبدأ برنامج تدريب وتسليح المعارضة السورية المعتدلة، الذي تديره «سي آي إيه»، عام 2013، وقدم أسلحة وأموالًا وتدريبات لفصائل من المعارضة السورية بعد التحقق من أمرها. ولطالما اشتكت فصائل المعارضة السورية من أن الدعم يقل كثيرًا عما يحتاجونه؛ لإحداث فرق حاسم في الحرب ضد نظام الأسد الأفضل تسليحًا، والجماعات الأجنبية الإرهابية الموالية له. «الأناضول» أكاديميان أمريكيان يتساءلان: ماذا بعد وقف تسليح المعارضة السورية؟… هل واشنطن بتلك الخطوة تفسح المجال لموسكو لإنهاء الحرب؟ |
اتفاق عرسال: تعقيدات وترتيبات لوجستية أخّرت رحيل مقاتلي «هيئة تحرير الشام» وآلاف النازحين Posted: 01 Aug 2017 02:27 PM PDT بيروت – «القدس العربي» : تأجل إلى اليوم الاربعاء موعد رحيل المئات من مسلحي هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وآلاف النازحين السوريين من جرود عرسال بسبب تأخر الوقت أمس ووعورة سلوك الطريق ليلاً بين الحدود اللبنانية والسورية. من جهتها نفت مصادر لبنانية مواكبة للاتفاق الذي رعاه المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم وجود عراقيل لبنانية مفتعلة وراء تأخير انطلاق القافلة، وعزت السبب إلى الاعداد الكبيرة غير المتوقعة للنازحين الذين سجّلوا أسماءهم رغبة في مغادرة جرود عرسال ما يعني ان حاجاتهم اللوجستية لتأمين عودتهم الآمنة إلى سوريا من حافلات اضافية وسيارات اسعاف ولوازم حياتية ارتفعت، اضافة إلى إجراءات التفتيش والتدقيق بالهويات التي يتّخذها الجيش اللبناني والامن العام من جهة والجيش السوري من جهة اخرى. في المقابل، ذكرت LBCI أن الاتفاق بين «حزب الله» و»جبهة النصرة» يواجه بعض التعقيدات علماً أن الترتيبات اللوجستية والأمنية باتت جاهزة للبدء بعملية إجلاء المسلحين وعائلاتهم من عرسال. وقالت المحطة «إن أمير جبهة النصرة أبو مالك التلي الذي اضاف صباح الثلاثاء بنداً يتعلّق بالإفراج عن 20 موقوفاً من سجن رومية، عاد وطالب ببند جديد على الاتفاق يتعلق بالسماح للمطلوبين في مخيم عين الحلوة بالمغادرة إلى سوريا مع القوافل التي ستقلّ مسلحي النصرة وعائلاتهم. وفيما ينقل بعضهم عن قيادات فلسطينية أن ترحيل المطلوبين الخطرين من المخيم فيه مصلحة مشتركة للمخيم والجوار اللبناني»، إلا أن السلطات اللبنانية ترفض حتى الآن شمول هؤلاء المطلوبين وخصوصاً اللبنانيين منهم كشادي المولوي وأنصار الشيخ أحمد الأسير ضمن الصفقة. وكان الشيخ اسامة الشهابي الموالي للنصرة في عين الحلوة أطلّ قبل يومين آملاً في السماح بإنتقالهم من المخيم إلى جرود عرسال للالتحاق بالقافلة المغادرة. وتأتي هذه الطلبات الجديدة في وقت حصل كباش حول طريقة تسليم الاسرى الثمانية لحزب الله لدى «هيئة تحرير الشام» حيث افيد بأن هذا الامر سيتم على مرحلتين : الأولى، فور مغادرة الحافلات بلدة عرسال حيث يتم تسليم الاسرى الثلاثة الذين ضلّوا الطريق بعد انتهاء معركة الجرود والذين كان من المفترض ان يتم تسليمهم في بلدة اللبوة الاثنين، والمرحلة الثانية بعد وصول الحافلات من ريف ادلب إلى حلب حيث يتم تسليم الاسرى الخمسة على دفعات، وآخر قافلة من الحافلات لن تدخل حلب قبل ان تسلّم «الجبهة» الاسير الخامس. وكانت التطورات في جرود عرسال وكل من جرود القاع ورأس بعلبك خيّمت على الاحتفال بعيد الجيش اللبناني بذكرى مرور 72 عاماً على تأسيسه. وشارك في الاحتفال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري وعدد كبير من الوزراء والنواب والفاعليات والسفراء. وأكد الرئيس عون أن «لا تراجع أمام الإرهاب بكل وجوهه وتنظيماته، والجيش على جهوزية دائمة لمواجهته، وكذلك مؤسساتنا الأمنية»، وقال «كان لبنان سباقاً في حربه على الإرهاب، فالجيش واجه الإرهابيين في محطات متتالية ونجح في تعزيز الاستقرار السياسي والأمني في البلاد، وتثبيت السلام على حدودنا الجنوبية «. وبصفته قائداً أعلى للقوات المسلحة توجّه رئيس الجمهورية إلى الضباط المتخرجين بالقول «تشاء الظروف أن يتزامن تخرّجكم اليوم مع تحدّيات كبيرة ملقاة على عاتق المؤسسات العسكرية والأمنية لمواجهة أخطار الإرهاب والاعتداءات على لبنان. وقد نجحتم في تفكيك الكثير من الشبكات والخلايا الإرهابية، وتحقيق ضربات استباقية للإرهابيين، واعتقال العشرات منهم. وآخر نصر للبنان، كان تحرير منطقة غالية من الحدود الشرقية من براثن التنظيمات الظلامية، وتثبيت الطمأنينة والأمان فيها. فيما نتطلّع الآن إلى قواتنا المسلحة المتأهّبة لتحقيق نصر جديد، وتحرير ما تبقّى من أراضٍ استباحها الإرهاب لسنوات، وكلّنا أمل في أن تسهم هذه التطورات في تسريع الكشف عن مصير رفاقكم المخطوفين منذ ثلاث سنوات ولا يزال مصيرهم مجهولاً، وفي تبريد قلوب أهلهم ومؤسستهم واللبنانيين أجمعين». اتفاق عرسال: تعقيدات وترتيبات لوجستية أخّرت رحيل مقاتلي «هيئة تحرير الشام» وآلاف النازحين تزامناً مع الاحتفالات بعيد الجيش اللبناني سعد الياس |
هل تصاعد التوتّر بين واشنطن وموسكو مدعاة للسرور؟ Posted: 01 Aug 2017 02:27 PM PDT إن الصراع الحالي بين روسيا والولايات المتحدة صراعٌ بين دولتين إمبرياليتين على شاكلة الصراع الذي أدّى إلى الحربين العالميتين أكثر مما هو استمرار للحرب الباردة التي كان فيها خطاب موسكو معادياً للإمبريالية (بحلّتها الرأسمالية، علماً بأن موسكو كانت تمارس من جهتها اضطهاداً قومياً وهيمنة دولية في فلكها). وكان الاتحاد السوفييتي يدعم حركات التحرّر الوطني خارج دائرة نفوذه الخاص، بما في ذلك منطقتنا من الجزائر إلى فلسطين مروراً باليمن الجنوبي. فكان تصاعد الصراع بين القطبين العالميين في زمن الحرب الباردة يؤدي إلى تصعيد في الدعم السوفييتي لمعظم حركات التحرر. والحال أن الحرب الباردة أدّت إلى انقلاب موسكو على دولة إسرائيل بعد أن أيّدت تأسيسها، وإلى مساندة الاتحاد السوفييتي للأنظمة القومية العربية ضد الأنظمة الرجعية الموالية للغرب. أما اليوم، فالصورة أكثر تعقيداً بكثير بحيث أن أوساط السلطة في الولايات المتحدة ذاتها منقسمة إزاء روسيا بين من ينظر إليها بالدرجة الأولى كمنافس إمبريالي ويرى في تسعير العداء ضدها وسيلة لضمان ولاء أوروبا لواشنطن، وبين الذين يرون في بوتين في المقام الأول حاكماً غارقاً في اليمينية يشاطرون منحاه الرجعي وينظرون إليه كحليف. وتشمل الفئة الأولى غالبية المؤسسة الحاكمة وكافة المصالح الأمريكية المرتكزة إلى مواصلة استراتيجية الحرب الباردة، وهي المصالح التي حدت الرئيس الأمريكي السابق كلينتون إلى الإبقاء على الحلف الأطلسي وتوسيعه شرقاً. أما الفئة الثانية فتضمّ التيار الأيديولوجي اليميني المتشدّد في الولايات المتحدة، الذي تشكّل كراهية الإسلام إحدى سماته البارزة والذي غدا يحتل مركزاً مرموقاً في البيت الأبيض. والمحصّلة أن قضية التحرّر الديمقراطي في منطقتنا العربية ما لها ناقة ولا جمل في هذا الصراع بين قوتين إمبرياليتين تتساويان في لهثهما وراء التعاون مع الأنظمة الرجعية الاستبدادية العربية على اختلافها. وقد تكون المعزّة التي يبديها كل من الرئيسين بوتين وترامب تجاه الرئيس المصري عبد الفتّاح السيسي خير دليل على ما نقول. فجلّ ما يهمنا اليوم في العلاقات بين واشنطن وموسكو هو كيف تنعكس على المعركة الكبرى في سبيل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية التي دشّنها «الربيع العربي». وبما أن سوريا هي الدولة العربية الوحيدة التي كانت ولا تزال تقع في دائرة النفوذ الروسي، والدولة العربية الوحيدة التي تشهد تدخّلاً عسكرياً روسياً واسع النطاق، فمن الطبيعي أن تكون هي الساحة الأكثر تأثراً بمجرى العلاقات الأمريكية/الروسية. فما هي إذاً معطيات الوضع السوري من منظور قضية التحرّر الديمقراطي التي انطلقت الثورة السورية على أساسها سنة 2011، قبل أن تتحوّل إلى نزاع مسلّح بين نظام قمعي مضطهِد وقوى معارضة له لا يختلف معظمها عنه من حيث القمع والاضطهاد. وقد نتج عن ذلك التحوّل أن الاحتمال الديمقراطي في سوريا بات محصوراً بالأمل في التوصّل إلى تسوية بين النظام والمعارضة، تُوقف النزاع المسلّح وتُفسح مجالاً للنضال السياسي أمام مناوئي المعسكرين. بيد أن التوصّل إلى مثل تلك التسوية كان يقضي إضعاف النظام إلى حدّ اضطراره إلى المساومة. وهذا ما حال دونه التدخّل الإيراني الميداني منذ ربيع 2013 ومن ثمّ التدخّل الروسي بدءًا من خريف 2015، بعد أن بلغ الدعم الإيراني حدوده وبات النظام مرة أخرى في وضع عسكري حرج. في ذلك الوقت، لو كانت واشنطن متشدّدة في وجه موسكو لحالت دون التدخّل الروسي بما كان من شأنه أن يفرض المساومة على النظام تداركاً لاندحاره. إلّا أن التخاذل الذي ميّز إدارة أوباما قد شجّع فلاديمير بوتين على التدخّل في سوريا بعد تدخّله في أوكرانيا وضمّه لشبه جزيرة القرم في السنة السابقة. وكانت نتيجة تضافر جهود إيران وروسيا في دعم نظام آل الأسد أن كفة هذا الأخير رجحت في ميزان النزاع السوري، على الأخص بعد معركة حلب في خريف 2016. إثر ذلك استعدّ بوتين للتعاون مع رئيس أمريكي جديد كان يعلن للملأ رغبته تحسين العلاقات بين واشنطن وموسكو. فانقلبت موسكو من طرف في النزاع إلى حكَم بين أطرافه الرئيسية السورية والإقليمية، جامعةً في آستانا النظام والمعارضة وإيران وتركيا. في هذا الإطار، كانت الصيغة الوحيدة التي بوسعها أن تحقق في آن واحد رغبة الدول الغربية جمعاء في إنهاء النزاع السوري وعودة اللاجئين ورغبة إدارة ترامب بوجه خاص في إخراج إيران من سوريا، هي اتفاق دولي يكرّسه مجلس الأمن الدولي وينصّ على انتشار قوات حفظ سلام دولية في سوريا، تشكّل القوات الروسية عمودها الفقري، كما ينصّ على خروج كافة القوى الأجنبية غير المنضوية تحت لواء الأمم المتحدة بما يشمل القوات الإيرانية وحلفائها الإقليميين. ومثل هذه التسوية لو تمّت لشكّلت أفضل ما يمكن توخّيه لسوريا ولقضية الديمقراطية فيها في الأفق المنظور. وهي ترتهن طبعاً بعقد صفقة كبرى بين واشنطن وموسكو، تشمل كافة نقاط التوتّر بينهما. ومن هذه الزاوية فإن التصعيد الراهن للتوتّر بين العاصمتين بنتيجة قرار الكونغرس الأمريكي زيادة العقوبات على روسيا ومنع ترامب من إلغائها بدون الرجوع إليه، هذا التصعيد إنما هو مصيبة علينا. فمن شأنه وأد أفق التسوية في سوريا الذي كان قد بدأ يلوح في الأفق من خلال جملة بوادر، منها الاتفاق الروسي/الأمريكي الأخير على وقف النزاع في الجنوب السوري. ومن شأن ذلك التصعيد توطيد العلاقات بين روسيا وإيران وتعاونهما في الساحة السورية بما ينذر بمواصلة الحلف الثلاثي الروسي/الإيراني/الأسدي حملته من أجل توسيع رقعة سيطرته، ويُبعد بالتالي أفق إنهاء القتل والتدمير. ٭*كاتب وأكاديمي من لبنان هل تصاعد التوتّر بين واشنطن وموسكو مدعاة للسرور؟ جلبير الأشقر |
مقتل رسام يمني حمل ريشته وبندقيته دفاعاً عن مدينته ضد الحوثيين Posted: 01 Aug 2017 02:27 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: مشتاق العماري فنان تشكيلي يمني من مدينة تعز، له لوحات فنية متعددة تحمل محتويات للطبيعة والأشخاص والأشياء. حين غزت مليشيات الحوثيين مدينته (تعز)، في نهاية 2014، اضطر مشتاق لحمل السلاح دفاعاً عن المدينة، وتشرد من منزل أسرته، وظلت أمنيته أن يرى أمه التي تعيش في قرية تسيطر عليها المليشيات التي يمنعه وجودها من العودة لرؤية والدته. أثناء الحرب ظل مشتاق وفياً لريشته، يرسم ملامح المدن والوجوه، يرسم صنعاء تجري من عينيها الأنهار، يرسم اليمن على صورة أنثى باكية ملثمة، ويرسم مناظر طبيعية أخرى. لكن رسماته لوجوه أصدقائه من ضحايا الحوثيين كانت الأكثر تعبيراً وإشراقاً، حيث رسم عدة بورتريهات منها بورتريه للصحافي اليمني أواب الزبيري الذي قضى بنيران المليشيات في تعز أثناء تغطيات ومتابعات إخبارية، وبورتريه آخر لمحمد عزالدين الأديمي، الذي قضى في جبهة تعز الغربية. كان مشتاق يتنقل من معركة إلى أخرى يحمل ريشته وبندقيته التي لم يكن قد حملها من قبل، وكان وهو في «المتراس» يواصل هواية الرسم أثناء فترات الراحة أو الهدنة، وكانت بندقيته إلى جواره وهو ممسك بالريشة. وعلق نشطاء على صورة الفنان في المتراس وهو يمسك بالريشة وإلى جواره «الكلاشينكوف»، حيث كيف اضطر وهو الفنان المرهف إلى حمل السلاح الذي إلى جواره. ورغم انشغال مشتاق بالمعارك إلا أنه لم ينقطع عن مواصلة رسم مشاهد الحرب في وجوه الضحايا وخراب المدينة، حتى قضى برصاص قناص حوثي الأسبوع الماضي. قال وزير الثقافة اليمني الأسبق خالد الرويشان في تعليقه على صورة مشتاق وهو في المتراس إلى جوار بندقيته وريشته في يده: «الرسّام مشتاق العمّاري.. كان يقاتل عن مدينته..ويرسم وجوه الشهداء ودموع الأطفال في متراسه، حتى اغتاله قنّاصٌ مجرم». وتابع مهاجماً ميليشيا الحوثي: «ذبحوا البلاد من الوريد إلى الوريد، لم يَسْلَمْ منهم فنانٌ أو طالب أو تاجر أو حتى طفل. بهذه الخطّة.. سنوات قليلة وستصبح هذه البلاد قاعاً صفصفاً.. لا فن ولا رسْم.. ولا طب ولا هندسة». وتحدث معلقون على مواقع التواصل عن مشتاق الريشةٌ التي اضطرتْ لحمل البندقية، «في بلد لديه القدرة المذهلة على تحويل الفنانين إلى محاربين»، حيث تتبدى صور لمشتاق لا نجدها حتى في الفنتازيا الغرائبية، وهو يرسم في متراسه، ويحول المتراس إلى مرسم! ويزاوج بين فنون الرسم والقتال. وعكست تعليقات الكثير من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي مدى الجرم الذي ألحقته المليشيات باليمن، حيث لا يمكن لليمنيين أن ينسوا جريمة ميليشيات الانقلاب، التي حولت اليمن إلى مقبرة لأبنائه، وحولت الفنانين إلى مقاتلين. بعد مقتله ذكرت مواقع تابعة للحوثيين أن مليشياتهم قتلت عدداً «من مرتزقة العدوان السعودي الأمريكي بينهم واحد من أبرز القيادات العسكرية والميدانية في محافظة تعز». وحسب موقع «الصمود» الحوثي فإن من بين القتلى مشتاق العماري وهو واحد من أبرز القيادات العسكرية والميدانية في جبهة «الشقب» في تعز. وهكذا تحول مشتاق العماري الفنان الذي لم يحمل إلا ريشته قبل دخول الحوثيين تعز إلى قيادي عسكري ميداني، حسب توصيفات الحوثيين، لكن ريشته تظل شاهداً على أن الحوثيين نجحوا في تحويل الفنان إلى مقاتل، وتحويل اليمن إلى مقبرة لأبنائها، حسب نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي. مقتل رسام يمني حمل ريشته وبندقيته دفاعاً عن مدينته ضد الحوثيين محمد جميح |
اليمن: أعضاء مجلس النواب الرافضون للانقلاب الحوثي يسعون لتفعيله وعقد جلساته المكتملة النصاب في عدن قريبا Posted: 01 Aug 2017 02:26 PM PDT تعز ـ «القدس العربي»: أكد مصدر برلماني أن أعضاء مجلس النواب اليمني (البرلمان) الرافضين للانقلاب على السلطة الشرعية يسعون بشكل مكثف إلى استئناف انعقاد جلساته في عدن بنصاب كامل في القريب العاجل، لاتخاذ قرارات مصيرية بشأن الأزمة والحرب الراهنة في اليمن. وقال عضو مجلس النواب اليمني عن احدى دوائر محافظة أبين (جنوبي اليمن) علي حسين عشّال لـ(القدس العربي) إن أعضاء مجلس النواب اليمني الموالين للحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي يبذلون جهودا كبيرة من أجل التئام انعقاد جلسات مجلس النواب في العاصمة المؤقتة عدن، بعد أن تعذّر انعقاد جلساته في العاصمة صنعاء مع سيطرة الانقلابيين الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي صالح على مجريات الأمور هناك واقتحام مجلس النواب من قبل مسلحيهم. وأوضح أنه «بعد العملية الانقلابية من قبل ميليشيا الحوثي وصالح أصبحت صنعاء عاصمة محتلة، مما اضطر أغلب أعضاء مجلس النواب الرافضين للانقلاب إلى مغادرة العاصمة صنعاء والعودة إلى قراهم ودوائرهم الانتخابية أو مغادرة اليمن للخارج، بعد أن تأكد لهم أنه لا يمكن انعقاد أي جلسة لمجلس النواب بصنعاء تحت أسنّة رماح الانقلابيين في ظل سيطرتهم عليها». وأكد أن أعضاء مجلس النواب الموالين للحكومة الشرعية «اضطروا إلى التداعي بينهم لتفعيل دور مجلس النواب من قبلهم وبذل الجهود من أجل استكمال النصاب لعقد جلساته في عدن في القريب العاجل». وفي الوقت الذي ذكر فيه أنه لم يتم تحديد الموعد بشكل نهائي بعد لانعقاد مجلس النواب بعدن، غير أنه أشار إلى أنه من المرجح ان تستأنف جلساته بالانعقاد في عدن ابتداء من الشهر المقبل في حال توفرت الظروف المناسبة والملائمة لذلك. وأضاف عشّال أن أعضاء مجلس النواب من جميع الأطراف كانوا يحاولون النأي بالمجلس النيابي عن الصراع السياسي الراهن في اليمن، غير أنهم تفاجؤوا قبل عدة أشهر ببعض الأعضاء الموالين للانقلابيين بعقد جلسة للمجلس بصنعاء بدون اكتمال النصاب لأعضائه، وبشكل مخالف للدستور ولوائح المجلس وكذا للمبادرة الخليجية وحولوه للأسف إلى أداة سياسية بيد الانقلابيين بصنعاء، فقام بقية أعضاء مجلس النواب الرافضين للانقلاب على السلطة الشرعية بالتداعي والقيام بتحركات وجهود حثيثة وخطوات عملية لإنقاذ مجلس النواب من اختطاف الانقلابيين له، والعمل على استئناف عقد جلساته قريبا في عدن، في محاولة لاستكمال بنية مؤسسات السلطة الشرعية في عدن، من مؤسسة الرئاسة ومؤسسة الحكومة والمؤسسة التشريعية. وكشف أن أكثر من 110 عضوا من أعضاء مجلس النواب الرافضين للانقلاب، أي أكثر من ثلث الأعضاء عقدوا لقاء تشاوريا قبل نحو شهرين بالسعودية والتقوا بالرئيس عبدربه منصور هادي ونائبه علي محسن الأحمر وأطلعوهم على جهودهم وتحركاتهم لاستئناف انعقاد جلسات مجلس النواب في عدن. مؤكدا أن هناك عددا كبيرا من أعضاء مجلس النواب في الداخل كانوا يعتزمون حضور اللقاء التشاوري غير أن الظروف القاهرة حالت دون وصولهم بسبب تعذّر حركتهم من مناطقهم الريفية عبر المناطق التي يسيطر عليها الانقلابيين إلى الأراضي السعودية، ولكنهم أكدوا استعدادهم الكامل لحضور اجتماعات مجلس النواب في عدن. وأوضح أن أعضاء في مجلس النواب من كافة الكتل البرلمانية لحزب المؤتمر وحزب الاصلاح والحزب الاشتراكي والوحدوي الناصري والمستقلين يعتزمون القيام بخطوات عملية لتفعيل دور مجلس النواب، من خلال السعي إلى انتخاب هيئة رئاسة جديدة للمجلس النيابي في أول جلسة مكتملة النصاب بعدن، إثر انحياز رئاسة المجلس الحالية للانقلابيين، وسيتخذ المجلس قرارات جوهرية للمشاركة والاسهام في حل الأزمة اليمنية الراهنة، وأن الترتيبات والجهود متواصلة لتحقيق ذلك عبر انعقاد جلسات المجلس في عدن بعد استكمال الإجراءات الأمنية واللوجستية وتهيئة المناخات لتسهيل ذلك. وقال عشّال ان «الجميع يطمحون إلى أن يكون انعقاد جلسات مجلس النواب في عدن تدشينا لمرحلة حضور كافة مؤسسات الدولة في العاصمة المؤقتة عدن، بدءا بمؤسسة الرئاسة فمجلس الوزراء ومجلس النواب». واعتبر هذه الخطوة في غاية الأهمية لأن «مجلس النواب يظل احدى المؤسسات التي تحظى بالشرعية في البلاد طالما وهي منتخبة من الشعب، رغم انتهاء فترة دورتها الانتخابية». وبرر ذلك بأن المبادرة الخليجية والتوافقات والمرجعيات الدستورية أكدت علي استمرار مجلس النواب في ممارسة مهامه حتى عقد انتخابات نيابية قادمة وأن قراراته في هذه الحالة يفترض أن تتخذ بشكل توافقي. وأكد أن الكتل البرلمانية الرافضة للانقلاب على السلطة الشرعية فعّلت تحركاتها النيابية لاستئناف عقد جلسات المجلس بعد محاولة بعض أعضاء المجلس الذين انحازوا للانقلابيين بصنعاء التحدث باسم المجلس النيابي رغم أنهم لا يمثلون الأغلبية، ولا يملكون الشرعية لذلك، خاصة عندما تحدثوا عن تقديم مجلس النواب مبادرة للحل السياسي في اليمن قبل نحو 10 أيام، في منأى عن أغلبية أعضاء مجلس النواب الرافضين لمضمون ذلك، والتي خرجت تمثل طرفا واحدا في الصراع الراهن في اليمن وهو الطرف الانقلابي وتشرعن لعمليته الانقلابية ولم تشر تلك المبادرة لانهاء المظاهر الانقلابية وفي مقدمتها تسليم الاسلحة والمدن ومؤسسات الدولة وكذا التزام الانقلابيين باستحقاقات قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216. اليمن: أعضاء مجلس النواب الرافضون للانقلاب الحوثي يسعون لتفعيله وعقد جلساته المكتملة النصاب في عدن قريبا خالد الحمادي |
ذاكرة الوطن الفلسطيني: جميل عرفات.. حارس القصة الشفوية وراويها Posted: 01 Aug 2017 02:26 PM PDT الناصرة – «القدس العربي»: يسند علماء التربية والمؤرخون للرواية التاريخية أهمية بالغة وبحق من ناحية صيانة الذاكرة الجمعية والهوية الوطنية خاصة بالنسبة لأقليات أصلية تتعرض ثقافتها للطمس والإبادة. لكن التجربة تدلل على أن الراوي لا يقل أهمية عن الرواية أحيانا كثيرة من ناحية نشرها وتغلغلها لدى جمهور. الهدف كما في الحالة المطروحة هنا، حالة فلسطينيي الداخل ممن تركوا كالأيتام في وطنهم، تبرأ العرب منهم وحاصرتهم إسرائيل وعملت على تدجينهم وأسرلتهم وربما صهينتهم وإبادة تسمياتهم ومصطلحاتهم، وانتماءهم وهويتهم منذ سبعة عقود وبشكل منهجي وبوسائل عدة أهمها جهاز التربية والتعليم المتميز برقابة صارمة بالتعيينات والتفتيش وبمضامين نظيفة من التربية الوطنية وتعج بالتهويد. جميل عرفات (أبو رياض) ابن قرية المشهد قضاء الناصرة داخل أراضي 48 يواصل حمل الرواية وصيانتها برموش العين وروايتها بكل طريقة بهدف نقلها للأجيال. هذا العام يبلغ أبو رياض الثالثة والثمانين من عمره لكنه يستأنف عمله كل صباح بجهد النملة في توثيق التاريخ الفلسطيني وصيانة الذاكرة الوطنية. عرفات باحث في التاريخ وهو من المؤرخين الذين يولون الرواية الشفوية أهمية كمصدر لكتابة التاريخ لجانب الوثائق والأرشيفات خاصة في الحالة الفلسطينية في ظل نهب المكتبات وعمليات التهويد الجارية. بعد إصداره سلسلة كتب في تاريخ قضية فلسطين ينكب أبو رياض على إعداد الجزء الثاني من كتابه، «المشهد في الذاكرة والقلب» وهو تاريخ وطنه الصغير، قريته المشهد. ويعتمد هذه المرة على دفاتر يوميات دونّها أحد أبناء قريته الذي سجّل بخط يده كل ما شهدته القرية يوميا في 50 مفكرة . مكتبة فلسطينية أبو رياض الذي أنهى دراسة التاريخ والجغرافيا في جامعة حيفا يوضح لـ «القدس العربي» أنه يعتاد على القراءة والكتابة يوميا منذ عقود، منوها بأنه يشعر بالفقدان والضيق حينما يمر يوم لا يقرأ ويكتب داخل مكتبته العامرة. ويحرص أبو رياض على إثراء مكتبته بالكتب الفلسطينية فهو دائم الزيارة لمعارض الكتب ويقول إنها تصله من أصدقائه وأقربائه في الدول العربية كـ «موسوعة أعلام فلسطين» الذي بلغه من الأردن قبل أيام. وبقدر القراءة تأتي الكتابة إذ صدر له حتى الآن سبعة عشرة كتابا طبع معظمها على نفقته الخاصة اعتمادا على مرتب تقاعده بعد عمله مربيا طيلة نحو أربعة عقود لعدم توفر مؤسسات ثقافية تعنى بدعم الكتاب والباحثين. بيت كالمتحف ويدلل منزله على هويته واهتماماته فمضافته تبدو متحفا تراثيا تزدان جدرانها بشهادات التقدير والصور التاريخية. لكن عرفات لا يكتفي بتدوين الرواية الشفوية وكتابة التاريخ الفلسطيني فهو يعنى بنقل وتعميم الذاكرة الوطنية من خلال برامج إذاعية وإعلامية محلية. وتتجلى قدرات أبي رياض وتتضح حيوية ذاكرته خلال قيادته مجموعات من الشباب والمهتمين في جولات ميدانية في القرى الفلسطينية المهجّرة منذ 1948 وتلك المحتلة منذ 1967. من ضمن هذه الزيارات صاحبناه في منطقة قضاء غزة حيث أطلع على مرافقيه على تدمير معظم قراه أمثال اسدود، ومجدل وعسقلان وحمامة، والفالوجة وجولس وغيرها وتحول أهلها للاجئين في القطاع. ولا يكتفي بالملامح العامة للقرية بل روى ما قرأه وسمعه عن حياة أهلها قبل النكبة، خلالها وبعدها، مستحضرا اعترافات يهودية بجرائم الصهيونية ويعدد أسماء شهداء كثر وكأنه يغرف من بحر غزة. الجندي المجهول وخلال زيارة أخرى لقرية الكابري المدمرة قضاء عكا استذكر أبو رياض كيف قطع ثوار المنطقة طريق قافلة مقاتلين صهاينة في 27.03.48 كانت تتجه نحو قلعة جدين التاريخية لمد مستوطنة إسرائيلية بالرجال والعتاد وقتلوا نصف رجالها. وفيما يعزو المؤرخ عارف العارف الفضل في نجاح المعركة لجيش الإنقاذ وأهالي الكابري يقول جميل عرفات إن ذلك تم بفضل بسالة ثوار قرية الكويكات القريبة. ويضيف متوددا «حتى لو غارت الكابري فالفضل يعود لشباب الكويكات». وبجوار جدول غزير ومطحنة قمح تاريخية استراحت المجموعة في أفياء شجرة بلوط وارفة فيما كان أبو رياض يروي قصصا تراثية نسجت حول الطاحون التراثي. وهذه مجرد شذرات من معلومات يغرفها من بحر ذاكرته المتقدة. يشدّد أبو رياض على التسميات الفلسطينية للمواقع التي استبدلت بتسميات عبرية والعائلات التي سكنت معظم القرى المهجّرة ويحرص على سرد رواية المكان بكل ما فيه. حب الوطن ويوضح أبو رياض أن حب الوطن لدى الأجيال أشبه بزرع نبتة يحتاج نموها وبقاؤها للرعاية الدائمة وهو حاضر الإجابة فما أن يتذكر قرية حتى يعدد عائلاتها وحمائلها. ويشير لحيوية بناء رابطة وجدانية بين الإنسان وموطنه بوسائل تربوية وتثقيفية عدة منها ربطه بتاريخه وتراثه من خلال زيارات ميدانية وحفظه مسميات بلاده، لافتا لقول الشاعر الراحل محمود درويش « الأرض تورث كاللغة». متسائلا «ما زالت الصهيونية تدأب على تنشئة جيل مرتبط بالبلاد وتعزيز جاهزيته للقتال من أجلها عبر تغذيته بروايات معظمها أساطير فكيف لا نحتفظ نحن بروايتنا الحقيقية؟ شغف كبير عرفات والد لعشرة أبناء يقول إن غصة تصيبه حينما يشهد استبدال أسماء المواقع الفلسطينية بتسميات عبرية غير أنه مطمئن لبقاء الذاكرة الجماعية لدى أصحابها. أما أسرار شغفه الكبير بالذاكرة الجماعية فمتعددة وأقدمها حبه للجغرافيا والتاريخ والطبيعة كما يقول مبتسما وفيما تدلل شهاداته المدرسية من فترة الانتداب البريطاني على تفوقه به. كما يعود اهتمامه بذاكرة الوطن لكونه رياضيا ومسؤولا عن الكشافة وتأليف كراسات عن مساراتها في الطبيعة، إضافة لعلاقات القربى والصداقة مع مهجرين فلسطينيين كعائلة أخواله المهجرين من قرية ندور التي عرفها في صباه وقبل تدميرها عام 1948 يوم كان لوالده قسيمة أرض وبيت ما زال يحتفظ بمفتاحه. ذاكرة الوطن الفلسطيني: جميل عرفات.. حارس القصة الشفوية وراويها وديع عواودة |
« الدولة الإسلامية» يستعيد تكتيك الاغتيالات في مواجهة القوات العراقية في الموصل Posted: 01 Aug 2017 02:25 PM PDT الموصل ـ «القدس العربي» من ووكالات: بعد خسارته مدينة الموصل، عاد تنظيم «الدولة الإسلامية» إلى استخدام أساليبه القديمة في مواجهة القوات العراقية، مستعيداً تكتيك عمليات الاغتيال ضد عناصر الجيش والشرطة. وكشف مصدر عسكري لـ«القدس العربي» عن «مقتل أحد عناصر الشرطة العراقية وجندي عراقي في الجانب الأيمن من مدينة الموصل». وأوضح أن «إرهابيين قاموا بإطلاق النار من مسدساتهم في عملية هي الأولى من نوعها منذ تحرير المدينة». وأضاف: «بعد عجز التنظيم على مواجهة القوات العراقية ميدانياً عاد ليستخدم نفس أساليبه القديمة في مقاتلة القوات العراقية». وحسب المصدر، «المدينة لاتزال تحتوي على كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات التي لم تكتشف بعد، ويجب ألا تقع بأيدي المتطرفين مرة أخرى حتى لا يتم استخدامها ضد القوات العراقية، خصوصاً وأن الإرهابيين منذ ثلاث سنوات وهم يسيطرون على المدينة ويعلمون أماكن وجود الأسلحة التي كان معظمها في سراديب تحت الأرض ويصعب علينا كشفها ما لم يتم الاستعانة بفرق خاصة مزودة بأجهزة حديثة تساعد على كشف الأسلحة والمتفجرات». وبين أن «القوات العراقية ليس باستطاعتها كشف المسلحين بين المدنيين»، مشيراً إلى أن هذا الدور يعود لأجهزة الاستخبارات العراقية في معرفتها بايجاد وتفكيك الخلايا النائمة». وحسب مصادر أمنية، لا تزال المدينة تشهد توترات أمنية في بعض مناطقها الغربية والتي لم تحسم المعارك فيها لحد الآن، ولايزال التنظيم يقوم بإرسال الانتحاريين منها إلى القوات العراقية. وتمكن القوات العراقية من استعادة مدينة الموصل من سيطرة تنظيم «الدولة» بعد معارك عنيفة شهدتها المدينة راح ضحيتها الكثير من المدنيين، فضلاً عن آلاف المهجرين. وأعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، أمس أن نحو 250 ألف نازح عادوا إلى مناطقهم في مدينة الموصل، من أصل نحو مليون نازح فروا منها عقب انطلاق العمليات العسكرية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في أكتوبر/تشرين أول الماضي. وقال الوزير جاسم الجاف، في بيان إن «العدد الإجمالي للعائدين منذ انطلاق عمليات تحرير نينوى (ومركزها الموصل) بلغ 253 ألفا و300 عائد إلى مناطقهم في نينوى»، مبينا أن «شهر تموز (يوليو) المنصرم، شهد عودة 34 ألف و902 نازحا إلى أماكن سكناهم في المحافظة». وأكد أن «الوزارة سجلت خلال تموز حسب بياناتها نزوح 49 ألفا و502 من محافظة نينوى، ليصبح العدد الكلي للنازحين من نينوى 952 ألفا و621 نازحا، فيما بلغت مجمل أعداد النازحين من قضاء الحويجة 42 ألفا و462 نازحا بينما نزح 24 ألفا و593 نازحا من قضاء الشرقاط». وقال سالم محمد عضو البرلمان العراقي عن محافظة نينوى، إن حجم الدمار في الموصل (شمال) سيؤخر عودة النازحين إلى المدينة. وأضاف محمد إن «الجانب الغربي لمدينة الموصل يعاني من دمار شامل في جميع مرافقه، إضافة إلى تواجد المخلفات الحربية والعبوات الناسفة، وهذا يتطلب وقتا أطول لرفع المخلفات وإعادة الخدمات». وتابع «عودة النازحين مرهون بإعادة الخدمات إلى المناطق المحررة، وأمامنا تحد آخر يتعلق بقضاء تلعفر والذي يعد من ناحية المساحة وتعداد السكان لا يقل عن مدينة الموصل، ونتوقع أن يضيف القضاء مشاكل أخرى إلى تعقيدات إعادة الحياة للمناطق المحررة». ويتواجد حاليا نازحو الموصل من الجانبين الشرقي والغربي في مخيمات الخازر، وحسن شام، والجدعة (1،2،3،4) والحاج علي، والمدرج وأغلبها تتواجد في شرق وجنوب مدينة الموصل. وتعاني مدينة الموصل من دمار بنسبة 80 في المئة في بنيتها التحتية والخدمية، إلى جانب تدمير آلاف المنازل جراء المعارك بين القوات الحكومية و»داعش» حسب تصريحات لمسؤولين حكوميين. تجدر الإشارة أن الحكومة العراقية أعلنت في 10 يوليو/تموز المنصرم، تحرير الموصل من «الدولة». في الموازاة، قال مصدران أمنيان عراقيان إن عنصرًا في الشرطة قتل وأصيب آخرون، إثر تفجير عبوة ناسفة في محافظة ديالى (شرق). وأوضح النقيب حبيب الشمري، الضابط في الشرطة إن «عنصرًا في الشرطة قتل وأصيب 4 إثر تفجير عبوة ناسفة استهدف دوريتهم قرب قرية توكل شمال شرق مدينة بعقوبة (عاصمة ديالى)». من جانب آخر، قال النقيب كامران محمود، الضابط في البيشمركه (قوات الإقليم الكردي شمالي العراق)،، إن «3 مسلحين مجهولي الهوية هاجموا مساء أمس قياديًا في تنظيم الدولة داخل سيارته في ناحية الرياض، جنوب غرب محافظة كركوك». ولفت إلى أن «الهجوم أدى إلى مقتل القيادي في تنظيم الدولة، فيما لاذ المهاجمون بالفرار إلى جهة مجهولة». وأشار إلى أن «عناصر التنظيم أغلقوا المنطقة وبدأوا حملة تفتيش عن المهاجمين». ويحكم تنظيم «الدولة» قبضته على جيب كبير جنوب غربي محافظة كركوك ويضم قضاء الحويجة وناحيتي الرياض والزاب، بينما تسيطر قوات البيشمركه على بقية أجزاء المحافظة منذ فرار الجيش العراقي أمام تقدم «التنظيم» قبل نحو ثلاث سنوات. إلى ذلك، قالت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق «يونامي»، إن أعمال العنف والتفجيرات في البلاد تسببت بمقتل 241 شخصًا، وإصابة 277 آخرين، خلال يوليو/تموز المنصرم. وأوضحت البعثة، في تقرير، أن المدنيين شكلوا غالبية الضحايا؛ حيث قُتل 239 مدنيًا، وأُصيب 273 آخرين. ووفقًا للإحصائية، فإن محافظة نينوى (شمال غرب) كانت الأكثر تضررًا، حيث قُتل فيها 121 مدنيًا وأُصيب 112 آخرين، تلتها محافظة بغداد (وسط) التي شهدت مقتل 38 مدنيًا و إصابة 85، ثم محافظة الأنبار (غرب)، التي شهدت مقتل 33 مدنيًا وإصابة 49. وتشير هذه الأرقام إلى تراجع في ضحايا أعمال العنف مقارنة بشهر يونيو/حزيران الماضي، حيث قال تقرير مشابه للأمم المتحدة إنه شهد مقتل 415 مدنياً وإصابة 300 آخرين. ويشكو العراق من أعمال العنف شبه اليومية منذ سنوات طويلة، لكنها تفاقمت بدرجة كبيرة منذ سيطرة تنظيم «الدولة» على مدن ومناطق شمالي وغربي البلاد، قبل نحو عامين، وتحول تلك المناطق لساحات حرب مع القوات الحكومية والتحالف الدولي الداعم لها. « الدولة الإسلامية» يستعيد تكتيك الاغتيالات في مواجهة القوات العراقية في الموصل عمر الجبوري |
القضاء الفرنسي ينظر في نزع وسام جوقة شرف عن الجنرال فرانكو Posted: 01 Aug 2017 02:25 PM PDT مدريد-القدس العربي : تقدم مواطن اسباني بدعوى أمام القضاء الفرنسي لحرمان الدكتاتور الجنرال فرانسيسكو فرانكو من الوسام الفرنسي جوقة الشرف الذي حصل عليه سنة 1930 نتيجة مشاركته في الحرب ضد ثورة محمد بن عبد الكريم الخطابي في منطقة الريف شمال المغرب. وكتبت الجريدة الرقمية «إل دياريو» الاثنين عن مساعي الإسباني خوان أوكانيا لحرمان فرانسيسكو فرانكو من هذا الوسام. ويعتبر أوكانيا ابن أحد المواطنين الإسبان المرحلين الى معسكرات الإبادة في المانيا خلال الحرب العالمية الثانية. وقام الجنرال فرانسيسكو فرانكو الذي كان رئيسا للبلاد وقتها بعد انتصاره في الحرب الأهلية التي شهدتها اسبانيا ما بين 1936-1939 بترحيل بعض الإسبان الى المعسكرات المذكورة خاصة اليساريين الذين كانوا مناهضين لنظامه الدكتاتوري. وعلم هذا المواطن السنة الماضية بحصول الجنرال فرانسيسكو فرانكو على الوسام المذكور، واعتبره إهانة كبيرة لأنه لا يتماشى ومبادئ الجمهورية الفرنسية. وبدأ الاتصالات مع حكومة الرئيس فرانسوا أولاند، وتفاجأ بالتبريرات المقدمة من طرف وزراء الحزب الاشتراكي والتهرب من معالجة الموضوع بحجة أن فرانكو مات منذ أربعين سنة وبحجة أن الملف هو اسباني محض. وأمام المماطلة السياسية، لجأ أوكانيا الى القضاء الفرنسي الذي قبل الدعوى التي رفعها وسيبث فيها مستقبلا. وحصل فرانسيكو فرانكو على الوسام سنة 1930 باقتراح من المارشال بيتان بسبب دوره في القضاء على ثورة محمد عبد الكريم الخطابي في الريف شمال المغرب، وهي الحرب التي استعملت فيها فرنسا واسبانيا سنة 1926 الغازات السامة ضد الثوار الريفيين وضد المدنيين كذلك. وكان الماريشال بيتان قد تولى سنة 1925 رئاسة الجيوش الفرنسية في المغرب بدل المقيم الشهير ليوطي، وشن حربا واسعة بتنسيق مع الإسبان ضد ثورة عبد الكريم الخطابي. وكان فرانسيسكو فرانكو عقيدا وقتها وقام بشن هجوم على الريفيين انطلاقا من الجهة الغربية من تطوان حتى مدينة الحسيمة، هذه الأخيرة التي تشهد حراكا منذ تسعة أشهر. ودون فرانكو مشاركته في الحرب في كتاب من تأليفه بعنوان «يوميات علم». وشاءت الظروف أن يتولى فرانكو رئاسة اسبانيا منذ سنة 1939 الى 1975، كما تحول الماريشال بيتان الى رئيس لفرنسا باقتراح من زعيم النازية أدولفو هتلر حتى إسقاطه من طرف المقاومة التي تزعمها الجنرال دوغول. ويأمل أوكانيا بقيام القضاء الفرنسي على حرمان فرانكو من الوسام، وأكد نشطاء مغاربة من الريف بعد شيوع الخبر احتمال قيامهم بتقديم طلبات لتعزيز هذه الدعوى لأن فرانكو شارك في جرائم ضد الإنسانية مثل مشاركته الكبيرة في الحرب ضد ثورة عبد الكريم الخطابي وما رافقها من استعمال الغازات السامة التي تعاني منها المنطقة حتى الآن. القضاء الفرنسي ينظر في نزع وسام جوقة شرف عن الجنرال فرانكو حسين مجدوبي |
أسر معتقلين في سجن برج العرب في مصر يستغيثون لإنقاذ ذويهم من الإنتهاكات Posted: 01 Aug 2017 02:24 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: أطلقت أسر المعتقلين المصريين في سجن «برج العرب»، غرب الإسكندرية، استغاثة للسلطات المصرية والمنظمات الحقوقية لإنقاذ ذويهم من انتهاكات بالغة يتعرض لها ذووهم في سجن «برج العرب»، حسب رابطة أسر المعتقلين في سجون الإسكندرية. وقالت الرابطة في بيان «يتم منع الزيارة عن المحبوسين منذ وصولهم إلى سجن برج العرب، ومنع دخول الطعام أو الدواء إليهم تعنتا من إدارة السجن بحقهم، فيما تواردت الأنباء بالزيارات الأخيرة باحتجازهم بعنابر مغلقة دون تريض، وإيداع عدد منهم بغرف التأديب». وأعربت أسر المعتقلين عن «تخوفها الكامل على حياة أبنائها وسلامتهم، محذرة من تدهور الحالة الصحية لعدد منهم جراء منع الأدوية عن ذوي الأمراض المزمنة منهم، وتدهور حالتهم جراء الحبس غير الآدمي والانتهاكات المتواصلة بحقهم». ووجهت الأسر استغاثتها لـ»السلطات المختصة ومنظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان بالتدخل الفوري لإنقاذ ذويهم من هذه الانتهاكات»، محملين «وزير الداخلية ومصلحة السجون المصرية ومأمور سجن برج العرب وضابط مباحث سجن برج العرب المسؤولية القانونية الكاملة عن سلامتهم». وأشارت رابطة أسر المعتقلين إلى «تواطؤ متعمد من النيابة العامة وفروعها في الإسكندرية، حيث تقدمت الأسر ببلاغ لرئيس نيابة غرب عن الوضع، فأحال البلاغ إلى نيابة برج العرب، إلا أن النيابة لم تحرك ساكنا في إنقاذ المعتقلين مما يتعرضون إليه ومعاملتهم بشكل طبيعي وأدمي». وكشفت الرابطة عن اعتداء قوات الأمن في سجن وادي النطرون بالضرب والسحل على أحد المعتقلين ويدعى محمد سليمان، عقب اعتداء أحد أمناء الشرطة عليه أثناء وجوده في قاعة الزيارة منذ أيام، ثم تم ايداع المعتقل بسجن التأديب، دون أسباب. وكانت أعلنت وفاة معتقل سياسي بسجن وادي النطرون، الأسبوع الماضي، يدعى «شريف الملواني» من مركز كفر الزيات التابع لمحافظة الغربية بوسط الدلتا، ما تسبب في حالة تمرد داخل السجن وتعالي هتافات زملاء القتيل، وهددتهم إدارة السجن بالعقاب. وتشكو أسر المعتقلين في مصر، خصوصا لأسباب سياسية، دوما من سوء المعاملة وأوضاع الاعتقال داخل السجون، وغياب أدنى معايير السلامة الصحية والنفسية، علاوة على شكاوى تتعالى من حين لآخر من التعرض للتعذيب والمنع من الزيارة والحبس الانفرادي. أسر معتقلين في سجن برج العرب في مصر يستغيثون لإنقاذ ذويهم من الإنتهاكات مؤمن الكامل |
مصر تخسر جولة جديدة في أزمة مياه النيل Posted: 01 Aug 2017 02:24 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: تحد جديد يواجهه النظام المصري بشأن أزمة حصة مصر من مياه النيل، فيما يعد اعترافا أوروبيا باتفاقية «عنتيبي» الذي ترفض مصر التوقيع عليها، لأنها لا تعترف بالحصص التاريخية لدول المصب في مياه النهر. الاعتراف الأوروبي، تمثل في طرح الاتحاد الأوروبي لمشروع لإقامة دراسات حول التعاون مع مبادرة حوض النيل التي أعلنت مصر تجميد نشاطها فيها منذ عام 2010، بتمويل 3 ملايين يورو. وانتقد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، المستشار أحمد أبو زيد، أمس المشروع الذي طرحه الاتحاد الأوروبي لإقامة دراسات حول التعاون مع مبادرة حوض النيل بتمويل 3 ملايين يورو. ووصف أبو زيد، خلال لقاء صحافي عقده أمس، المشروع بـ«المسيس»، مؤكدا أن مصر أوضحت معارضتها قيام الاتحاد الأوروبي بهذا التوجه بسبب ما سيخلقه من خلاف بين دول حوض النيل الذي تحاول مصر رأب الصدع بينها. وأكد أن «مصر ترى أن المشروع مُسيَّس، لأن مبادئ القانون الدولي تُلزم الدول التي تطل على نهر مشترك بالالتزام بالتعاون مع المجتمع الدولي، وألا تكون هناك ازدواجية في المعايير الأوروبية». وتابع المتحدث باسم وزارة الخارجية:»مصر بذلت جهدا كبيرا وحرصت على التوافق بين دول الحوض والتأكيد على مبدأ الإخطار المسبق بأي مشاريع، ومصر باقية في مبادرة حوض النيل ولم تلغ عضويتها أو تنسحب منها وجمدت فقط مشاركتها في الاجتماعات الفنية منذ عام 2010 عقب توقيع اتفاقية عنتيبي من جانب بعض الدول، وهي 6 دول فقط». وأوضح أن «ما حدث أخيرًا أن الاتحاد اﻷوروبي طرح مشروعًا للتعاون بين دول حوض النيل يتكلف 3 ملايين يورو لإقامة دراسات ومشاريع تعود بالنفع على الجميع، وإن مصر تحفظت على التعامل مع دول الحوض وقيام الاتحاد بمثل هذا التوجه الذي ترى أن من شأنه أن يكرس الانقسام ولا يدعم التوافق الذي تسعى إليه، وإن هذا التوجه عبر عنه وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال لقاءاته مع وزراء خارجية أوروبيين والمنسق الأعلى للشؤون السياسية والأمنية فيديركا موغريني». وأضاف: «قلنا إنه إذا كان لدى الاتحاد رغبة للتعاون بمشاريع تنموية فليكن خارج هذا الإطار ونرى أن الإصرار الأوروبي على هذا التوجه ينطوي على قدر من التسييس ولا يراعي المصالح المصرية ولا يعزز التوافق الذي تسعى إليه مصر»، مشيرا لـ«وجود مانحين دوليين يتعاملون مع مبادرة حوض النيل بإطار به عوار وليس جامعا لكل دول حوض النيل». وحسب أبو زيد «مصر لا تعارض إقامة مشاريع فى حوض النيل، موضحا أن مصر سلمت الاتحاد الأوروبي وثيقة تحمل مبادىء راسخة لدى مصر، داعيا لعدم التعامل من قبل الاتحاد الأوروبي بازدواجية مع مبادئ راسخة فى القانون الدولي تلتزم بها دول الاتحاد الأوروبي». وكانت مصر جمدت عضويتها في مبادرة حوض النيل فى أكتوبر/ تشرين الأول2010، كرد فعل بعد توقيع دول منابع النيل على اتفاقية الإطار القانوني والمؤسسي «عنتيبي»، دون حسم الخلاف على 3 بنود في الاتفاقية أهمها بند الأمن المائي مقابل الحصص التاريخية التي أصرت القاهرة على تضمينها في الاتفاقية، وكذلك بند الإخطار المسبق والموافقة بالإجماع وليس الأغلبية على أي مشاريع تقام على النهر، ما تسبب فى عدد من التحديات أمام مبادرة حوض النيل لإقناع الشركاء الأجانب من ضخ مزيد من المنح والمساعدات لبرامج التعاون فى مبادرة حوض النيل. وكان مجلس المشاركة بين مصر والاتحاد الأوروبي، عقد اجتماعاً في بروكسل، الثلاثاء الماضي بعد توقف دام 7 سنوات منذ انعقاد الاجتماع السادس في 2010 وترأس سامح شكري، وزير الخارجية وفد مصر، بينما ترأست الجانب الأوروبي فدريكا موغيريني، نائبة رئيس المفوضية الأوروبية والممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والأمنية. وقال المستشار أحمد أبوزيد، المتحدث باسم الخارجية، إن وزير الخارجية شدد خلال الاجتماع على أن علاقات الشراكة بين الطرفين يجب أن تقوم على الاحترام والتقدير المتبادل، رافضاً ما يوجهه الاتحاد الأوروبي من انتقادات للأوضاع الداخلية في مصر استناداً إلى معايير مغلوطة ومنطق متناقض يفتقر إلى الموضوعية، مشيرا إلى أن أحدا لا يملك الحق في تنصيب نفسه حَكَما على الآخرين. وانتقد شكري، بشدة خلال الاجتماع موقف الاتحاد الأوروبي السلبي بالإصرار على إقرار برنامج التعاون في إدارة الموارد المائية في حوض النيل بالتعاون مع مبادرة حوض النيل، رغم تجميد مصر مشاركتها في المبادرة، وهو الأمر الذي ترى مصر أن من شأنه أن يزيد من حالة الانقسام بين دول الحوض بدلاً من تشجيعها على التوافق ورأب الصدع، في مخالفة صريحة لقواعد القانون الدولي والممارسات التي يلتزم بها الاتحاد الأوروبي نفسه في تناوله لموضوعات التعاون في أحواض الأنهار العابرة للحدود في أوروبا وغيرها من المناطق على مستوى العالم. وأكد على ضرورة مد جسور الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، وتدشين مرحلة جديدة على مسار التعاون والتنسيق من خلال الحوار الصريح والبناء، وفي إطار من الاحترام المتبادل، تحقيقا للمصالح المتبادلة، وإدراكا لأهمية العمل معا من أجل تعزيز الأمن والاستقرار على جانبيّ المتوسط، ودرءا للأخطار المتصاعدة التي تحيق بنا جميعا. وقال شكري إن «الاجتماع شهد زخما سياسيا واقتصاديا مهما، وجاء تتويجا لجهود متواصلة خلال العامين الماضيين بهدف إعادة إحياء البنية المؤسسية لاتفاقية المشاركة بين مصر والاتحاد الأوروبي، وهو ما تمخض عنه التوصل إلى اتفاق في ديسمبر/كانون الأول الماضي حول «وثيقة أولويات المشاركة المصرية الأوروبية». وأضاف أن الوثيقة تحدد المبادئ والأطر التى ستحكم التعاون بين الجانبين خلال فترة الأعوام الثلاثة المقبلة 2017-2020، وتشمل عدداً من المجالات الحيوية، اتساقاً مع أولويات التنمية الاقتصادية والاجتماعية المصرية التي أفردتها «رؤية التنمية المستدامة: مصر 2030». وتابع «الجانبين المصري والأوروبي أكدا عزمهما على البدء الفوري في ترجمة وثيقة أولويات المشاركة إلى برامج تعاون محددة خلال الفترة المقبلة، حيث يتوقع إقرار حزمة من البرامج التنموية بتمويل أوروبي في مجالات دعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة، والطاقة، ودعم المرأة والشباب، ومواجهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية من خلال مقاربة شاملة تراعي الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية وتعالج الأسباب الجذرية لهذه الظاهرة، بما يعزز قدرة مصر على التعامل مع التبعات الاقتصادية والاجتماعية لظاهرة الهجرة». وأصدرت المفوضية الأوروبية لدى القاهرة، بيانا رسميا حول الدورة السابعة لمجلس الشراكة الأوروبي ـ المصري، أكدت فيه أن مجلس الشراكة رحب بإقرار أولويات الشراكة الأوروبية ـ المصرية التي تفاوض عليها الطرفان، والتي تمهد الطريق لشراكة ثنائية وطيدة وذات فائدة للجانبين، ونحو مشاركة استراتيجية أقوى في المجالات ذات الاهتمام المشترك لمعالجة التحديات المشتركة وتعزيز الاهتمامات الثنائية وضمان الاستقرار طويل المدى على جانبي المتوسط. مصر تخسر جولة جديدة في أزمة مياه النيل تامر هنداوي |
اليوم التالي لمحمود عباس Posted: 01 Aug 2017 02:24 PM PDT اعتاد مقربو محمود عباس على القول إنه عندما يقرر الانسحاب فان هذا لن يكون بسبب وضعه الصحي، بل بسبب اليأس من فكرة كونه رئيس دولة فلسطين الاول. فكرة أن يكون الرئيس الفلسطيني الاول الذي سيقوم بقراءة وثيقة الاستقلال الفلسطينية في شرقي القدس هي فكرة لن تتحقق. صحيح أن أبو مازن هو شخص مريض ومستنزف، والاشخاص الذين يشبه وضعهم الصحي وضعه يعيشون منذ زمن على اجهزة التنفس وعلى الكراسي المتحركة. وفي الوقت الحالي يتردد محمود عباس بين الحصول على العلاج في تل ابيب أو في عمان. إن ارهاق عباس ينبع من الضغط النفسي الكبير. وحجم الضغط الذي تعرض له في الاشهر الاخيرة لا يستطيع تحمله من هم أصغر منه. وقد بدأ ذلك بطلب الرئيس ترامب التوقف عن دفع رواتب المخربين في السجون. وهذه الخطوة لا يستطيع أي رئيس فلسطيني القيام بها، سواء في الوقت الحالي أو مستقبلا. فهي تعتبر انتحارا سياسيا. وقد أدار السيسي ظهره لمحمود عباس واهتم بالاتفاق مع حماس. وخصمه محمد دحلان يقول له إنه جاء من اجل السيطرة على غزة بدعم من مصر وقطر. وكانت الذروة بالطبع هي ازمة المسجد الاقصى التي اظهرت أنه لا أحد يهتم بالفلسطينيين. وقد كان هناك تعاط مع كل العرب، لا سيما الاردن ومصر ودول الخليج والأوقاف الإسلامية، لكن لم يتم التعاطي مع السلطة الفلسطينية. ولهذا يبدو أن أبو مازن قرر الاستقالة. يجب على واشنطن والعواصم الغربية والقدس الاستعداد لليوم التالي لمحمود عباس، خاصة لأنه مثل سلفه عرفات، لم يعين وريثا له. والسيناريوهات في هذه الاثناء أكثر مما كانت في السابق. فمحمود عباس هو آخر القادة الذين سيطروا بفضل الشخصية وليس بفضل المكانة، ولا يمكن مقارنته بسلفه الكاريزماتي. ويمكن القول إن الزعيم الفلسطيني القادم سيضطر إلى تبني الطرق الديمقراطية العربية الاخرى، وأن يحيط نفسه بجيش من الحراس والاجهزة الأمنية والاستخبارات في كل زاوية وكل شارع. السؤال الرئيس هو من الذي يمكنه أن يستبدله؟ يبدو أن مروان البرغوثي فقد مؤخرا الكثير من قوته. واضافة إلى ذلك لا أحد في الطرف الاسرائيلي ينوي اطلاق سراحه. ومحمد دحلان لديه الكثير من المال والكثير من الأعداء. ويجب أن لا ننسى أن أبو مازن هو الذي قام بابعاد دحلان وطلب منه مليار دولار بسبب الفساد. القائد الغزي الذي غادر في حزيران 2007 وتسبب بمواجهات وقتلى بين حماس وفتح في القطاع، يمكنه العودة إلى رام الله فقط بمساعدة المال من اجل شراء المؤيدين من النخبة الأمنية والسياسية في السلطة الفلسطينية. واذا كان عباس سيكون على قيد الحياة عند وصول محمد دحلان إلى المقاطعة، فان هذا سيعمل على تقصير حياته. هناك اشخاص في السلطة الفلسطينية يعتبرون أنفسهم ورثة محتملين، لكن تأثيرهم السياسي ضئيل. وكل من يريد السيطرة يجب عليه التمسك بالجنرال ماجد فرج، الذي هو مفتاح كل هذه السيناريوهات، والذي هو رئيس المخابرات العامة، هو الجهة الأمنية القوية في المناطق، سيحمل المفتاح الذي سيحصل عليه من محمود عباس. فرج هو أسير سابق من مخيم الدهيشة للاجئين، ويتمتع بعلاقة ممتازة مع الجهات الأمنية الاسرائيلية، ومحاربته ضد حماس تمنحه علامة مرتفعة. وهو يسأل نفسه لماذا لا أكون أنا؟. هناك سيناريو آخر يجب أن نأخذه في الحسبان وهو قيام حماس بانقلاب. صحيح أنه لدى السلطة الفلسطينية سبع كتائب عسكرية باسم «كتائب دايتون»، لكن قوة حماس أكبر من قوة هذه الكتائب. والسؤال هو إذا كانت حماس مستعدة وتريد الآن مواجهة الجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية. ويبدو أن الوقت الحالي غير مناسب لذلك. والسيناريو الاخير يعبر عن موقف بعض الخبراء بالشؤون الإسلامية الذين يزعمون أنه بعد فشل القيادة الفلسطينية، حان الوقت للعودة إلى القيادة المحلية وانشاء امارات صغيرة مثل امارة جنين ونابلس. وما بقي هو فقط غياب الهدوء. موشيه العاد إسرائيل اليوم ـ 1/8/2017 اليوم التالي لمحمود عباس صحف عبرية |
الرئيس التونسي: حفتر هو جزء من المشكلة في ليبيا Posted: 01 Aug 2017 02:23 PM PDT تونس – «القدس العربي»: قال الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي إن قائد الجيش الجنرال خليفة حفتر هو جزء من من المشكلة في ليبيا، مشيرا إلى أن بلاده لديها علاقات مع مختلف الأطراف السياسية في ليبيا وتسعى إلى التواصل معها لإيجاد حل ينهي الأزمة المستمرة في البلاد. وخلال ندوة لرؤساء البعثات الدبلوماسية في تونس، قال: «أنا كنت صريحا مع حفتر، وقلت له أنت جزء من المُشكل حتى الآن، ونحن نريد أن تكون جزءا من الحل ، ولديك دعوة مفتوحة لزيارة تونس»، مشيرا إلى أن حفتر رحب بالأمر وأعرب عن استعداده للمساهمة في حل الأزمة الليبية. وأضاف قائد السبسي: ”لن نستبعد أي طرف في ليبيا من أجل الوصول الى حل للأزمة الليبية، لأنّ ما يهمنا (في النهاية) هو تونس، باعتبار أنّ استقرار ليبيا من استقرار تونس”، مشيرا إلى أن بلاده تتواصل مع جميع الأطراف السياسية في ليبيا من أجل التوصل إلى حل للأزمة السياسية والأمنية المستمرة فيها منذ عدة سنوات. من جانب آخر، أكد أن «ضوابط السياسة الخارجية التونسية انبنت على الأخذ بمتطلبات التاريخ والجغرافيا وبالتوازنات الإقليمية والعالمية»، مشيرا إلى أن هذه الضوابط جعلت مواقف الخارجية التونسية المعلنة منذ نشأتها «مواقف سليمة جنبت البلاد الأزمات مع الدول الشقيقة والصديقة وآخرها موقف تونس من الأزمة الدائرة في الخليج العربي الذي قبلت به الأطراف كافة». وكانت الدبلوماسية التونسية اتخذت موقفا محايدا من الأزمة المستمرة في الخليج؛ حيث فضلت عدم دعم أي من الطرفين على حساب الآخر، وهو ما قوبل بموجة ارتياح كبيرة لدى أغلب الأطراف السياسية في البلاد. الرئيس التونسي: حفتر هو جزء من المشكلة في ليبيا |
الحمد الله يكشف عن «ضغط سياسي» يمارس على السلطة مقابل الدعم المالي Posted: 01 Aug 2017 02:23 PM PDT غزة – «القدس العربي»: كشف الدكتور رامي الحمد الله، رئيس حكومة التوافق الفلسطينية، عن تعرض القيادة الفلسطينية لـ «ضغط سياسي»، في موضوع الدعم المالي المقدم للخزينة الفلسطينية، وعن إجراء «تعديل وزاري» قريب، وأكد أن محاولات «فصل غزة» لن تنجح، ووجه انتقادات لحركة حماس. وقال في مقابلة مع تلفزيون فلسطيني حين تطرق إلى ملف الدعم المالي «لولا وجود الاحتلال، قد لا نحتاج الدعم الدولي». وأضاف «بعض الدول تمارس علينا ضغطا سياسيا موضوع الدعم المالي»، مشيرا إلى وجود نية لدى الفلسطينيين لإيجاد فرص عمل من خلال المناطق الصناعية في جنين وأريحا وبيت لحم. وقال «نريد عمل منطقة مشابهة بالخليل لإيجاد فرص عمل»، وفهم من تصريحاته أن السلطة تريد التخلص من «الضغط السياسي» الذي يستخدم المال المقدم للفلسطينيين. واتهم الحمد الله إسرائيل بمنع الفلسطينيين من استخراج البترول من أرضهم، وكذلك إعاقة بناء المدن الصناعية. وقال إن العجز المالي الإجمالي سينخفض هذا العام، وأنه في ظل كل هذه الظروف الصعبة استطاعت الحكومة تخفيض الديون أكثر من مليار دولار، لافتا إلى أن الاتحاد الأوروبي «هو الجهة الوحيدة الملتزمة بدعم الحكومة»، موضحا أن الدعم الدولي انخفض بنسبة %70 مما دفع الفلسطينيين لترشيد النفقات، والقيام بـ «إجراءات غير مسبوقة». وتطرق إلى ملف غزة، وقال «لن تكون هناك دولة في غزة، ولا دولة بدون غزة»، مضيفا «هذه مسلمات». وشدد على أن محاولات فصل غزة «لن تنجح، وأن وضع شروط قبل حل اللجنة الإدارية هو إعاقة لملف المصالحة»، وقال «حماس تضع شروطا لتشكيل حكومة وحدة وطنية ومنها استيعاب كل الموظفين الذين عينتهم فورا». وأضاف «لو قبلت حماس مبادرة 2014، لانتهت أزمة الموظفين اليوم». وأكد أن حكومته جاهزة للعمل في قطاع غزة، وقال إنه لا يهمه إقالتها «من أجل أن يحل مكانها حكومة وحدة وطنية، لأن الوطن الأهم في هذه المرحلة»، كاشفا عن وجود نية لإجراء تعديل وزاري محدود «لا يزيد عن خمس وزارات» قريبا. واتهم الحمد الله حماس، بإقامة « حكومة أمر واقع» منذ 2007، تدير القطاع، وقال «للأسف تكون إجراءاتها ذات طابع سياسي، وإنهاء هذه الحكومة هو خطوة في الطريق نحو إنهاء الانقسام، خاصة وأن الرئيس عباس أرسل مبادرة لحماس لكنها لم ترد حتى اللحظة». وأشار إلى أن حماس كانت تشترط استيعاب موظفيها، مضيفا «نحن وافقنا على استيعابهم تدريجيا لكنهم رفضوا، ونحن جاهزون للذهاب لغزة للعمل»، وتابع منتقدا حماس «لكن كيف سنعمل بوجود حكومة أخرى تديرها حماس»، ويقصد اللجنة الإدارية التي شكلت مؤخرا، وأثارت خلافات قوية بين فتح وحماس. ونفى الحمد الله قيام حكومته بفرض «إجراءات عقابية» ضد غزة، لافتا إلى أن ما قامت به كان «إجراءات سياسية»، ودعا في الوقت ذاته حركة حماس لتلبية دعوة الرئيس محمود عباس وتحل اللجنة الإدارية والذهاب لانتخابات رئاسية وتشريعية». وأكد أن خصم علاوة الرواتب من موظفي السلطة في غزة هو «إجراء مؤقت» وأن كل شيء سيعود إلى طبيعته في حال عادت الأمور إلى طبيعتها، نافيا قيام حكومته بتقليص التحويلات الطبية عن قطاع غزة. وكانت الحكومة قد قررت اتخاذ «إجراءات حاسمة» بهدف إجبار حماس على القبول بمقترحات الرئيس عباس لإعادة الوحدة وحل اللجنة الإدارية، من بينها خصم من قيمة رواتب موظفي السلطة، وتقليص كميات الكهرباء الموردة للقطاع. وقال إن إسرائيل بعد أن خفضت الكهرباء عن غزة، تجبي الفاتورة السابقة نفسها، واتهم حماس بجباية أموال الكهرباء من قطاع غزة، وأنها بعثت عرضا بدفع 15 مليون شيكل من فاتورة الكهرباء، وقال «نحن أبلغنا إسرائيل أن قدرتنا هي دفع 25 مليون شيكل فقط»، وكانت السلطة تدفع لإسرائيل ما بين 35 إلى 40 مليون شيكل شهريا ثمن كهرباء غزة. وقال الحمد الله بخصوص ملف إعمار غزة، أن ما يعيق إتمام العملية هو عدم التزام الدول المانحة التي قطعت وعودا في مؤتمر إعمار القاهرة، بما عليها من وعود مالية، وقال إن ما وصل من الأموال التي جرى التعهد بدفعها وتفوق الخمسة مليارات دولار، لم يتجاوز 35% . وتطرق إلى ما يحدث في مدينة القدس، وقال إن ما جرى «أسطورة ومفصل تاريخي ولا بد من استثماره». وتابع القول إن الرئيس أدار معركة القدس بـ «حكمة واقتدار»، وأضاف «إن من كان يراهن على أن القيادة السياسية غير موجودة فشلوا وثبت لهم أن القيادة السياسية هي المسيطرة على الوضع في الأقصى، وأن ما حدث في القدس معركة سيادة، والإسرائيليون فشلوا». وناشد العرب تقديم الدعم المادي لمدينة القدس، وقال «المدينة عربية إسلامية وليست فلسطينية فقط»، لافتا إلى أن ما وصلنا من أصل مليارات وعدنا العرب بها لدعم القدس 39 مليون دولار فقط. وناشد العالم الإطلاع على المناهج الإسرائيلية ليرى «مستوى التحريض» لديهم، وذلك خلال حديثه عن التعليم في فلسطين، وعمل الحكومة على تطوير هذا القطاع. وأوضح أن الحكومة تقوم بـ «خطوات جوهرية وأساسية «لتحسين التعليم في فلسطين»، مضيفا «سيشهد نهضة وإعادة برمجة ودراسة»، لافتا إلى أن الحكومة لن تعطي ترخيصا لأي جامعة لديها تخصصات موجودة في جامعات أخرى، وان التعليم التقني سيكون «مكونا رئيسيا» في التعليم العام. وفيما يتعلق بقانون الجرائم الإلكترونية، قال الحمد الله: إن هدفه الحفاظ على «النسيج المجتمعي»، وان الرأي العام هو من يريد قانون الجرائم الإلكترونية. وأثار هذا القانون حفيظة نقابة الصحافيين ومراكز حقوقية، قالت إنه يفرض قيودا على حرية الرأي والتعبير. وفيما يتعلق بالحالة الأمنية، قال رئيس الوزراء «إن الحالة الأمنية لدينا من أفضل الحالات في المنطقة العربية رغم كل الظروف التي نعيشها». وتطرق إلى قانون التقاعد المبكر، مشددا على أنه لا أغراض سياسية من وراء هذا القانون، وأضاف «أرسلنا 6 آلاف عسكري للتقاعد المبكر من الضفة وغزة لإعادة هيكلة المؤسسة الأمنية، لأن عدد الضباط يفوق عدد الجنود». وحول قطاع الصحة، قال «لم نصل إلى درجة الكمال لكن وضع القطاع أفضل بكثير». الحمد الله يكشف عن «ضغط سياسي» يمارس على السلطة مقابل الدعم المالي أشرف الهور |
إسرائيل تتحدث عن تعيين رئيس المخابرات بديلا له مؤقتا وعريقات يحتاج لعملية زراعة رئتين في انتظار العثور على المتبرع Posted: 01 Aug 2017 02:22 PM PDT رام الله – «القدس العربي»: قالت مصادر إسرائيلية إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عين اللواء ماجد فرج مدير المخابرات العامة الفلسطينية ليحل محل صائب عريقات أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية كمسؤول عن شؤون المفاوضات بشكل مؤقت في حال تعذر على عريقات القيام بمهامه أو تم نقله لإجراء عملية له، بسبب الوضع الصحي لعريقات المتدهور في الفترة الأخيرة. وعريقات مسؤول عن المفاوضات السياسية لأكثر من عشرين عامًا. غير أن مصادر فلسطينية أكدت لـ «القدس العربي» أن الرجلين يعملان معا في ملف المفاوضات وبالتالي فإن أيا منهما ينوب عن الآخر حال غيابه، ولا حاجة لقرار رسمي من الرئيس الفلسطيني حول القضية كما جاء في الرواية الإسرائيلية. ورغم الرواية الإسرائيلية إلا أن عريقات ما زال على رأس عمله والتقى بالقنصل الأمريكي العام في القدس دونالد بلوم، وأكد له أن عدم قيام الإدارة الأمريكية بإلزام الحكومة الإسرائيلية بوقف النشاطات الاستيطانية الاستعمارية الإسرائيلية وقبول مبدأ الدولتين على حدود الرابع من يونيو/ حزيران عام 1967، أصبح يشكل عائقاً أمام إطلاق عملية السلام من جديد. وشدد على أن عدم إعلان الإدارة الأمريكية عن أن الهدف النهائي لعملية السلام يتمثل بتحقيق مبدأ الدولتين على حدود 1967، والتزامها الصمت بخصوص تكثيف النشاطات الاستيطانية الاستعمارية الإسرائيلية بات يفسر من قبل الحكومة الإسرائيلية بإمكانية تدمير خيار الدولتين، واستبداله بما يسمى الدولة بنظامين الأبرتهايد، وهو ما تمليه الحكومة الإسرائيلية على الأرض من خلال سياساتها وممارساتها وقوانينها. ودعا إدارة الرئيس ترامب والمجتمع الدولي إلى القيام بإعلان عالمي من خلال قرار من مجلس الأمن يحدد حدود دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من حزيران/يونيو عام 1967، ووضع آليات تنفيذية إلزامية للقرارات خاصة وأن قرار مجلس الأمن «2334» قد أكد بأن خطوط الرابع من حزيران/يونيو 1967 تشكل حدوداً للدولتين. وحسب المصادر الإسرائيلية فقد أصيب عريقات مؤخرًا بمرض صعب في الرئتين، وينتظر اتصالاً من الجانب الإسرائيلي يخبره بوجود المتبرع المناسب كي تتم زراعة رئتين له. وتم تشخيص مرض التليف الرئوي لديه، قبل عام تقريبًا وهو مرض يتصف بتطوير في أنسجة الرئة، الأمر الذي يصعب عملها. ويتجلى ذلك في ضيق في التنفس والسعال، وهو ما يمكن أن يسبب وضعا حرجا يجعل الرئتين غير قادرتين على نقل الأوكسجين إلى الجسم. وخلال المرحلة الاولى من المرض عولج عريقات بواسطة الأدوية وتحسنت حالته الصحية، لكن الأدوية لم تعد تؤثر مؤخرا، فتدهورت حالته الصحية. وقد أخضع للعلاج في أحد مستشفيات إسرائيل، لكن الأطباء أوضحوا له أن لا مفر من زرع رئتين له. وفي أعقاب ذلك تم إدراج اسمه ضمن قائمة المرضى الذين ينتظرون عمليات الزرع، وسيتم إجراء عملية له عندما يتم العثور على المتبرع الملائم. كما تم إدراج اسمه على قائمة المنتظرين في الولايات المتحدة، ولذلك سيتم إجراء عملية له في المكان الذي سيتم فيه العثور على المتبرع المناسب. وفي كل الأحوال يسود لدى أطبائه الإسرائيليين الأمل بشفائه إذا اجتاز عملية الزرع. وتقول رواية «يديعوت أحرونوت» العبرية إن عريقات قلص من نشاطه الرسمي بشكل كبير، لأنه يضطر إلى استخدام جهاز التنفس الاصطناعي في أوقات متقاربة، كما أنه يجد صعوبة في المشي، ويحتاج إلى مساعدة حتى في الوصول من السيارة إلى المصعد القائم في عمارة دائرة شؤون المفاوضات التي يعمل فيها في رام الله. ويأتي قرار الرئيس عباس وفق المزاعم الإسرائيلية كون ماجد فرج يحافظ على علاقات جيدة مع جهات دبلوماسية غربية وعربية. كما تريد القيادة الفلسطينية مواجهة موجة من الشائعات بشأن الوضع الصحي للرئيس عباس نفسه، وذلك بعد إجراء فحوصات له يوم السبت في رام الله. وقالت مصادر في المقاطعة إنه اجتاز فحوصات روتينية، كان يجتازها عادة في عمان وفضل هذه المرة اجتيازها في رام الله لأنه جمد التنسيق الأمني مع إسرائيل «المطلوب للسفر أيضا» في أعقاب أزمة الحرم الشريف. وادعت مصادر أخرى أنه تم نقله إلى المستشفى في رام الله، لأنه شعر بوعكة صحية. الجدير بالذكر أن عريقات (62 عاما) من سكان اريحا، يعتبر منذ سنوات طويلة شخصية مركزية في السلطة الفلسطينية في كل ما يتعلق بالمفاوضات مع إسرائيل. كما إنه يتحدث اللغة الانكليزية بمستوى لعنة الأم، ومسؤول عن العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، ويحمل منصبا آخر هو أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. إسرائيل تتحدث عن تعيين رئيس المخابرات بديلا له مؤقتا وعريقات يحتاج لعملية زراعة رئتين في انتظار العثور على المتبرع |
نشر صور جديدة لإهانة النازحين السوريين عند الحدود التركية Posted: 01 Aug 2017 02:22 PM PDT غازي عنتاب – «القدس العربي»: عرض ناشطون مزيداً من الصور المسيئة للاجئين السوريين عند الحدود التركية، وتظهر الصور إجبار ثلاثة من السوريين النازحين على ارتداء ملابس داخلية نسائية، مباشرة بعد اعتقالهم عند الحدود التركية السورية خلال محاولتهم العبور للجانب التركي. وكانت رئاسة الاركان التركية قد اعلنت انها اعتقلت جنوداً اتراكاً، قاموا بضرب نازحين سوريين جرى اعتقالهم عند الحدود التركية ، في حادثة تم الكشف عنها من خلال لقطات فيديو نشرت في وقت سابق على وسائل التواصل الاجتماعي. وتحدثت «القدس العربي» إلى ناشطين سوريين في ألمانيا قالوا ان هذه الصور نشرت من خلال اتراك يقيمون في ألمانيا، ولهم اقارب بقوات حرس الحدود التركي اعتادوا على ارسال هكذا لقطات للنازحين السوريين . وتفاقمت ظاهرة قتل وتنكيل الجنود الاتراك بالنازحين السوريين منذ أكثر عامين ، وتعرض المئات من الأطفال والنساء للقتل قنصاً خلال محاولتهم العبور للجانب التركي من الحدود، بينما تتم عادة الاعتداء بالضرب على من يعتقل داخل الحدود وارجاعه لسوريا في مخالفة واضحة لحقوق اللاجئين كما تقول منظمات حقوق الإنسان الدولية. وكانت منظمة هيومان رايتس واتش ومنظمة العفو الدولية قد اصدرتا العام الماضي تقارير تنتقد فيها الحكومة التركية على سياستها التي تمنع دخول اللاجئين السوريين، مستشهدة بشهادات وصور عن حالات القتل والاعتداءات التي تعرض لها النازحون السوريون، ووثقت المنظمات مقتل ما يزيد على 300 من الأطفال والنساء . واتبعت تركيا سياسة متشددة اجراء النازحين السوريين لاراضيها ، بعد ان استقبلت نحو مليوني سوري في بداية الأزمة السورية، ومنحتهم حقوق العلاج والدراسة المجانية، ولكن العامين الاخيرين شهدا تبدلًا كبيرًا بالسياسة التركية تمثل باقفال تام للحدود بوجه النازحين ومنع حركة السفر الا وفق تصريحات خاصة او تجارية. نشر صور جديدة لإهانة النازحين السوريين عند الحدود التركية بعد إقرار حكومة أنقرة بصحة فيديو الاعتداء عليهم |
نشطاء 20 فبراير ينددون بالاعتقالات ويشاركون في مسيرة الدار لبيضاء الأحد المقبل Posted: 01 Aug 2017 02:22 PM PDT الرباط – القدس العربي: رغم الهدوء الذي تعرفه شوارع واحياء مدينة الحسيمة وبقية مناطق الريف، الا ان حراك الريف وناشطيه ما زالا المرجعية التي ترتبط بها مختلف التطورات السياسية والاجتماعية في المغرب. الهدوء السائد منذ اسبوع تقريبا، كان مرتبطا باحتفالات البلاد بعيد العرش، احتراما لهذه المناسبة الوطنية وانتظارا لما سيعلنه العاهل المغربي الملك محمد السادس يوم الاحتفال بعيد جلوسه، الذي القاه يوم السبت الماضي منتقدا وبشدة النخبة والاحزاب السياسية والادارة وعلاقتها بالمواطنين. وقبل الخطاب بساعات اعلنت وزارة العدل عن عفو ملكي شمل عددا من معتقلي الحراك، من دون ان يكون بينهم أي من قادته باستثناء الفنانة سليمة الزياني (سيليا). ناشطو الحراك لم يجدوا ما كانوا يطلبونه وما خرجوا من اجله مع المواطنين الى شوارع الحسيمة ومدن الريف الاخرى، من تحقيق لمطالبهم الاجتماعية والتنموية والاقتصادية ومعها احترام كرامة وحقوق المواطن ثم تبعها اطلاق سراح المعتقلين على خلفية الحراك، بل ان محاكم مدينة الحسيمة تواصل اصدار احكامها ضد ناشطين اعتقلوا في تظاهرات احتجاجية سلمية، فيما يواصل قاضي التحقيق في الدار البيضاء التحقيق التفصيلي مع قادة الحراك مع تأجيل استنطاق قائده ناصر الزفزافي، مع تدهور الحالة الصحية لاحد الناشطين الذي يخوض اضرابا عن الطعام والمصير الغامض لناشط في غرفة الانعاش اصيب في تظاهرة 20 تموز/ يوليو. إدانة 15 ناشطا في المحكمة الابتدائية بالحسيمة، فجر أمس الثلاثاء، مجموعة جديدة وبرأت مجموعة من نشطاء حراك الريف، على خلفية المواجهات التي اندلعت بينهم وبين رجال الأمن يوم عيد الفطر. وقال المحامي رشيد بلعلي، عضو هيئة دفاع المتهمين ان المحكمة ادانت 15 بأحكام مختلفة ومتفاوتة وقضت ضد أربعة من النشطاء بسنة حبسا نافذا، وثلاثة آخرين بثمانية أشهر حبسا نافذا، وثلاثة نشطاء، أيضا، بستة أشهر حبسا نافذا، كما أدانت المحكمة ستة نشطاء بأربعة أشهر حبسا موقوفة التنفيذ لكل واحد منهم. ويرتقب أن يستأنف دفاع المتهمين جميعا هذه الأحكام أمام الغرفة الاستئنافية بالحسيمة في الأيام المقبلة. وفي أول رسالة صوتية لمعتقلي حراك الريف القابعين في سجن عكاشة، بعد العفو الملكي عن بعضهم، اكد معتقل الحراك عبد العالي حود، أن «بعض رفاقهم داخل السجن أرغِموا على توقيع طلب العفو» وقال: «إننا أبَنَّا عن حسن نيتنا ولكن المسؤولين أخلفوا بوعودهم وأرغموا بعض المعتقلين لتوقيع طلب العفو»، وأن «أي بلاغ خرج من المؤسسة على اساس ان المعتقلين على خلاف هو أمر غير صحيح». واكد حود أن المعتقلين "مازالوا لحمة واحدة، وان محاميهم الوحيد هو الشعب»، واكد ان «اي خطوة سنقوم بها لا بد أن نفكر فيها بهدوء لنضرب بقوة. فنحن منتصرون رغم السجن». ومن بين ما قام به المعتقلون في الدار البيضاء للتعبير عن حسن نيتهم، كان وقفهم الاضراب عن الطعام، ويتداولون في العودة اليه فيما واصل الناشط ربيع الابلق، صحفي موقع «بديل» اضرابه الذي وصل الى 36 يوما احتجاجا على اعتقاله متمسكا ببراءته، واعلن مساء اول امس عن نقله على وجه السرعة من مستشفى سجن عكاشة بالدار البيضاء إلى قسم المستعجلات بمستشفى مولاي يوسف بالمدينة نفسها. نقل الأبلق الى العناية المشددة واكد المحامي عبد الصدق البوشتاوي عضو هيئة الدفاع عن معتقلي حراك الريف، أن الناشط الأبلق الذي مضى 36 يوماً على دخوله في اضراب مفتوح عن الطعام، تمّ نقله إلى قسم العناية المركزة بالمستشفى «الصوفي» بالدار البيضاء ،وقال: «ساءت على مداها حالته الصحية بحيث نقص وزنه أزيد من 20 كيلوغراما». وقال عبد اللطيف الأبلق، شقيق ربيع: «اليوم بلغني أن شقيقي قد نُقِل للعناية المركزة بمستشفى مولاي يوسف منذ اكثر من 3 أيام، و»هو في حالة صحية جد متدهورة، والغريب في الأمر أننا لم نُبَلَّغ بهذا، مع أننا كعائلته يحق لنا معرفة حالته الصحية». واضاف: أن «هذا التجاهل الذي أوصلنا اليوم لما نحن عليه.. ومن غرائب الصدف أن الذين كشفوا عن تدهور الحالة الصحية للمعتقل السياسي ربيع الأبلق بعد تجاوزه العشرين يوما من الإضراب عن الطعام هم من كشف نقل ربيع الأبلق للمستشفى بعد أن وصل حالة العجز الناتج عن تجاوزه 36 يوما من الإضراب المفتوح عن الطعام» . دعوات لتنظيم وقفات احتجاجية ودعا عدد من النشطاء للتظاهر للمطالبة بإنقاذ حياة الابلق بتنظيم وقفة احتجاجية مساء امس الثلاثاء أمام المستشفى «من أجل المطالبة بإنقاذ حياته، وإطلاق سراحه بعد أن نُقل إلى المؤسسة الصحية المذكورة في وضعية صحية جد متدهورة». ودعا النشطاء كل المواطنين والهيئات الحقوقية إلى المشاركة المكثفة في هذه الوقفة الاحتجاجية، من أجل إيصال الصوت إلى الجهات المعنية بغية إنقاذ ربيع من الموت المحقق الذي بات يلاحقه. ورفع عدد من النشطاء، في وقت سابق لافتات أمام المستشفى المذكور، مكتوب على بعضها «أنقذوا حياة المعتقل السياسي ربيع الأبلق المضرب عن الطعام..الحرية لمعتقلي الحراك الشعبي». ودعت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان (مستقلة) جميع أعضائها وكل الحقوقيات والحقوقيين وكافة القوى المناضلة لوقفة تضامنية مع المعتقل الأبلق واعلنت الجمعية في «نداء» للرأي العام الحقوقي أنه تم اليوم (اول امس) الاثنين وبعد أزيد من 36 يوما من الإضراب عن الطعام، نقل ربيع الأبلق معتقل حراك الريف من سجن عكاشة إلى مستشفى مولاي يوسف «الصوفي» وذلك بشكل مستعجل بعد أن تدهورت حالته الصحية بشكل خطير. وعبرت الجمعية عن قلقها محملة أجهزة الدولة المغربية المرتبطة بهذا الملف كامل المسؤولية في الحفاظ على السلامة الجسدية لربيع الأبلق وإطلاق سراحه إلى جانب معتقلي حراك الريف كافة. وانتشر بشكل كبير على صفحات التواصل الاجتماعي هاشتاغ «أين عماد؟» في إشارة للسؤال عن مصير الشاب عماد العتابي، الذي كان قد أصيب على مستوى الرأس إبان فض السلطات للتظاهرات في مدينة الحسيمة في مسيرة يوم 20 تموز/ يوليو التي كان قد دعا إليها من طرف نشطاء حراك الريف وفي مقدمتهم ناصر الزفزافي ومحمد جلول قبل اعتقالهم. وقال أحد أشقاء العتابي في وقت سابق أن الأطباء المشرفين على تتبع الحالة الصحية لشقيقه رفضوا منحه الملف الصحي الخاص به، مخبرينه بأنه لا يمكنهم فعل ذلك إلا بإذن من الوكيل العام للملك، وبعد مرور أكثر من عشرة أيام على اصابة العتابي ونقله من الحسيمة للرباط على متن مروحية، وهو في حالة حرجة، لم يصدر أي معطى من جهة رسمية يوضح مدى تماثله للشفاء أو تدهور وضعه الصحي أو ما جرى بالضبط، باستثناء قصاصة نشرت يوما بعد نقله للمستشفى العسكري تؤكد أنه (العتابي) مازال على قيد الحياة. نقل «سيليا» الى مشفى الحسيمة ونقلت الناشطة في حراك الريف، الفنانة سليمة الزياني (سيليا) صباح امس الثلاثاء، على وجه السرعة الى مستشفى في مدينة الحسيمة بعد اصابتها بانهيار عصبي مفاجئ من دون معرفة سبب الإنهيار المفاجئ الذي باغتها. وتعرضت الفنانة الشابة إحدى قادة حراك الريف سيليا والمُفرَج عنها يوم السبت الماضي بموجب عفو ملكي، لحالات انهيار عصبي مباشرة بعد نقلها من مقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية إلى زنزانة انفرادية بسجن عكاشة في الدار البيضاء، وأكدت شقيقتها أن سليمة ما زالت تعاني من تبِعات ما عاشته على مستوى سجن عكاشة قرابة شهرين من الاعتقال. وقالت أن الأطباء يرَون بضرورة خضوع "سيليا" لجلسات متابعة لدى طبيب نفساني، وفق ما تقتضيه حالتها النفسية المتأزمة؛ حيث أن أكثر ما يؤلم الفنانة الشابة، هو عدم إطلاق سراح باقي "مناضلي الحراك" الذين لا يزالون قابعين بسجن عكاشة في الدار البيضاء. وأعلن نشطاء حراك 20 فبراير، الشبابية التي عرفها المغرب في سياق الربيع العربي 2011، عن مشاركتهم في المسيرة الوطنية ليوم الاحد القادم التي تنظم في الدار البيضاء، لمساندة حراك الريف والمطالبة بإطلاق سراح معتقلي الحراك والمعتقلين السياسيين كافة. وأدان النشطاء التدخل العنيف لقوات العمومية لتفريق المسيرة السلمية يوم 20 تموز/ يوليو في الحسيمة و»سياسة الاعتقال التي طالت المتظاهرين». وعبر النشطاء عن تضامنهم مع الصحافي حميد المهداوي و الناشط بحراك الريف ربيع الأبلق المضرب عن الطعام، منددين بالحكم الصادر في حق ناشط حركة 20 فبراير عادل البداحي، وطالبوا بالسراح الفوري لكافة المعتقلين السياسيين في المغرب وعلى رأسهم معتقلي الحراك بالريف. واعنت حركة «تاوادا ن إيمازيغن» عن تنظيم مسيرة وطنية في الدار البيضاء يوم الاحد القادم وذلك «ردا على تمادي المقاربة الأمنية في التعامل مع حراك الريف، وللمطالبة بإطلاق معتقلي الحراك وكل المعتقلين السياسيين كافة». وأعلنت «جبهة الرباط ضد الحكرة»، خروجها للاحتجاج يوم بعد غد الجمعة في وسط العاصمة الرباط تحت شعار «لا تنازل عن الحق في التظاهر والتجمع السلمي»، وأكدت أن هذا الشكل الاحتجاجي، يأتي "على اثر المنع الذي جوبهت به العديد من الأنشطة النضالية من طرف القوات العمومية في الرباط من بينها منع الوقفات الاحتجاجية السلمية، تعنيف المحتجين، مصادرة اللافتات والأغراض الشخصية للمحتجين، والتنكيل بالمتظاهرين السلميين المشاركين في مسيرات ووقفات الحراك الشعبي بالريف وباقي المناطق المغربية مما نجمع عنه إصابات خطيرة واعتقالات أبرزها حالتا الصحافي ربيع الأبلق المضرب عن الطعام وعماد العتابي الذي لاتزال حالته الصحية مجهولة». نشطاء 20 فبراير ينددون بالاعتقالات ويشاركون في مسيرة الدار لبيضاء الأحد المقبل محمود معروف |
حزب النهج الديمقراطي يدعو إلى إخضاع جميع المؤسسات بما فيها المؤسسة الملكية لمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة Posted: 01 Aug 2017 02:21 PM PDT الرباط – القدس العربي: تبوأ مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة في خطاب الملك محمد السادس الذي ارخ للذكرى 18 لتوليه الحكم بالمغرب، حيزا مهما شخص فيه العاهل المغربي مثالب الإدارة المغربية، وتحليل أعطابها التي أثرت وتؤثر سلباً في مسيرة التنمية والتقدم الاقتصادي في البلاد. ودعا حزب النهج الديمقراطي(يسار راديكالي) امس الثلاثاء إلى إخضاع جميع المؤسسات وعلى رأسها المؤسسة الملكية لمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، والى مواصلة دعم الحراك بالريف وتشكيل جبهة موحدة لقيادة النضال الشعبي. وأضاف الحزب في بيان له، أن المؤسسة الملكية هي المسؤول الأساسي بحكم موقعها الهيمني في النظام السياسي القائم عما آلت إليه الأوضاع ببلادنا مشددا على ضرورة أن تخضع بدورها لمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة المنصوص عليه في الفصل الأول من دستور 2011 الذي لا يستثني أحدا. وقال بلاغ للكتابة الوطنية للنهج الديمقراطي بعد دورتها العادية يوم الأحد 30 تموز/ يوليو الجاري، انها تدارست أبرز المستجدات التي تهم البلاد وخاصة ما يتعلق بالحراك الشعبي وآفاقه ومصير المعتقلين وضحايا ما سمته بالحملات القمعية وخطاب العرش لهذه السنة. وأضاف أن هناك «الإمعان في ما سماه بالمقاربة القمعية لاحتجاجات الجماهير الشعبية وإقامة ما يمكن تسميته بالدولة البوليسية عبر تبرير وشرعنة ما قامت به الأجهزة القمعية من أعمال تنكيل وبطش وعنف شديد في حق مواطنين/ات خرجوا في تظاهرات سلمية ومنظمة. وأضاف أن المؤسسة الملكية هي المسؤول الأساسي بحكم موقعها الهيمني في النظام السياسي القائم عما آلت إليه الأوضاع ببلادنا مشددا على ضرورة أن تخضع بدورها لمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة المنصوص عليه في الفصل الأول من دستور 2011 الذي لا يستثني أحدا. وقال محمد الغلوسي، رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام لـ«القدس العربي:» إن « مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، الذي نصت عليه الفقرة الثانية من الفصل الأول للدستور، مع ما يعنيه هذا الترتيب التشريعي المقصود في الوثيقة الدستورية، جاء لوضع حدّ قاطع مع سلوك الريع السياسي والاقتصادي الذي كانت تعرفه البلاد قبل إقرار الدستور الجديد، وللقطع مع كل أشكال الرشوة والفساد الإداري التي كانت تطبع، بشكل أو بآخر، المرحلة السابقة. وأضاف أن ربط المسؤولية بالمحاسبة مقترن بعدم الافلات من العقاب، ويتطلب رفع يد الدولة عبر وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية عن الحقل السياسي والحزبي من أجل أحزاب قوية ديمقراطية تتنافس على برامج واضحة وتنتج نخبا كفؤة ذات مصداقية لها غيرة على المصلحة العليا للوطن. مشيرا في الوقت ذاته، إلى استمرار الفساد والريع والإفلات من العقاب، بوجود أحزاب ضعيفة وغير ذات مصداقية ونخب فاسدة، ولا شك أن الواقع قد أتبث أن هناك من يسعى جاهدا لإضعاف الأحزاب وشلها ووضع عراقيل أمامها كي لا تلعب الأدوار المنوطة بها وحتى لاتتحول إلى قوة حقيقية تقلب موازين القوى لمصلحة المجتمع في التغيير والديمقراطية». وعن شروط وضمانات تحقيق ربط المسؤولية بالمحاسبة، قال الكاتب والمحلل السياسي، حسن كاوز: « لا تكتمل دورة المسؤولية إلا بالمعرفة الجامعة والوضوح المنهجي لتحقيق شرط الأهلية في المحاسبة، ذلك أن التفويض أو التكليف في الإطار المؤسساتي يستلزم مسبقا المعرفة المطلقة أو النسبية بالمحيط الخارجي والداخلي لموضوع المسؤولية، والوعي التام بالإمكانات والمخاطر التي تزيد من نسب نجاح أو فشل واجبات الاستجابة لهذه الالتزامات المكتوبة والضمنية، وكذا الإلمام الدقيق بجوانب القدرة التنظيمية للمؤسسة ومواطن قوتها وضعفها، والاطلاع المفصّل على خريطة مخططها الاستراتيجي، واستيعابه وتمثّله من حيث وصف المهمة أو المهام، وسياقاته في إطار السياسة العامة للدولة، ورهاناته وتوجهاته المستقبلية، وأهدافه ونتائجه المرجوة ومؤشراته المفترضة». حزب النهج الديمقراطي يدعو إلى إخضاع جميع المؤسسات بما فيها المؤسسة الملكية لمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة فاطمة الزهراء كريم الله |
اتفاقية «تيران وصنافير» تسبب صراعات داخل حزب الوفد المصري Posted: 01 Aug 2017 02:21 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: بدأ الصراع داخل حزب الوفد المصري، أعرق الأحزاب الليبرالية في البلاد، على رئاسة الهيئة البرلمانية للحزب، إثر قراره الأخير بعدم الجمع بين رئاسة الهيئة ورئاسة أي لجنة برلمانية، بعد استقالة المستشار بهاء أبوشقة، رئيس اللجنة التشريعية في مجلس النواب من رئاسة الهيئة البرلمانية للحزب. وبدأت الأزمة على خلفية تمرير مجلس النواب اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية التي تنتقل بموجبها السيادة على جزيرتي تيران وصنافير من مصر للمملكة السعودية، إذ وجهت اتهامات عديدة داخل حزب الوفد وخارجه لرئيس اللجنة التشريعية في البرلمان بهاء أبوشقة بمخالفة قرار الحزب بعدم البت في الاتفاقية إلا باستفتاء شعبي، عبر الموافقة على الاتفاقية. وقرر حزب الوفد تعيين النائب صلاح عقيل قائمًا بأعمال رئيس هيئته البرلمانية، لحين إجراء انتخابات داخل المجلس، فى أول دور انعقاد مقبل في مطلع تشرين الأول/أكتوبر من العام الجاري. وأثار استبعاد نواب رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد «أحمد السجيني، وطلعت السويدي، ومحمد عبده»، إضافة إلى النائب هاني أباظة، استياءهم، وبدأ بعضهم حملة ترويجية وعقد صفقات لرئاسة الهيئة البرلمانية لحزب الوفد. وقالت مصادر في تصريحات صحافية إن استبعاد النواب جاء لكونهم رؤساء لجان، وتم استبعاد أباظة أيضًا لعدم وجود توافق بينه وبين رئيس الحزب، وهو الأمر الذى سيلقي بظلاله على العملية الانتخابية لرئاسة الهيئة في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، والتي بدأت ملامحها من تحركات بعض النواب استعدادا لهذه الانتخابات. وقال اللواء صلاح شوقي عقيل، عضو مجلس النواب عن حزب الوفد، إنه سيترشح على منصب رئاسة الهيئة البرلمانية للحزب خلال دور الانعقاد الجديد، مؤكدا أنه يرحب بأي منافسة حقيقية من نواب الحزب على المنصب. وأضاف أنه لن يترشح على رئاسة أي لجان نوعية في البرلمان، مؤكدا أنه لا يمكن الجمع بين رئاسة اللجان ورئاسة الهيئة البرلمانية طبقا لما سيسير عليه حزب الوفد. وبدأ النائب محمد عبده، عضو حزب الوفد عن محافظة الغربية، وأقدم نواب الوفد فى البرلمان، تحركاته بين الأعضاء والنواب الوفديين فى البرلمان للترتيب معهم بشأن اختياره فى رئاسة الهيئة البرلمانية. وكشفت المصادر أن تحركات»عبده» فى التنسيق مع الأعضاء للإطاحة بصلاح عقيل ورئاسة الهيئة في دور الانعقاد الثالث، يواجهها رفض رئيس الحزب السيد البدوي. فيما بدت للنائب محمد الزاهد، عضو مجلس النواب عن دائرة العاشر من رمضان في محافظة الشرقية، رغبة في رئاسة الهيئة البرلمانية للوفد، ليواجه جبهة صلاح عقيل، المدعوم من البدوي، والنائب محمد عبده. ويعاني حزب الوفد أزمات متكررة على مدار التاريخ، وآحدثها توجه المستشار أبو شقة لإدارة شؤون الحزب لحين إجراء انتخابات رئاسته المفترضة في حزيران/يونيو 2018، في الوقت الذي يرغب مؤيدو رئيس الحزب الحالي، البدوي، في الاستمرار في رئاسة الحزب لحين إجراء الانتخابات. وقدم رئيس الهيئة البرلمانية للحزب، المستبعد، بهاء أبوشقة، استقالته من الحزب في رمضان الماضي. وتنص لائحة البرلمان على أن يكون لكل حزب أو ائتلاف في المجلس رئيس هيئة برلمانية يكون ممثلا لها في اجتماعات اللجنة العامة، وممثلا رسميا لها أيضا في المناقشات العامة والخاصة. وكان البدوى، رئيس حزب الوفد، أعلن رفض الحزب استقالة أحد نوابه محمد فؤاد من البرلمان، موضحا أن حزب الوفد رفض استقالته من البرلمان وبالتالي لم يعد أمامه سوى الالتزام بقرار الحزب وإن لم يلتزم سيتعرض للفصل. وقال في بيان سابق إن استقالة «فؤاد» من البرلمان لم تكن بسبب «اتفاقية تيران وصنافير» وإنما بسبب عدم تمكينه من إلقاء كلمته باللجنة الدستورية في البرلمان. وأكد البدوي أنه «مستمر في رئاسته لحزب الوفد حتى يونيو/حزيران المقبل، وحتى أن يحلف الرئيس عبدالفتاح السيسي اليمين كرئيس مصر لولاية ثانية»، مضيفا أن الوفد لن يقدم مرشحا في الانتخابات الرئاسية المقبلة، كما أنه لن يترشح لرئاسة الانتخابات وسيدعم السيسي». اتفاقية «تيران وصنافير» تسبب صراعات داخل حزب الوفد المصري |
بقليل من الطعام وصعوبة النوم وروائح الجثث: عائلة من الموصل عاشت 21 يوماً تحت الأنقاض Posted: 01 Aug 2017 02:21 PM PDT الموصل ـ «القدس العربي»: نجحت جهود الإغاثة في إنقاذ عائلة عراقية علقت بين أنقاض البيوت المهدمة في مدينة الموصل القديمة لمدة 21 يوما. فقد أعلنت مصادر أمنية في الموصل، أن فرق الإنقاذ تمكنت من إخراج عائلة عراقية من تحت الأنقاض في مدينة الموصل القديمة، حيث بقيت محتجزة بين الأنقاض لمدة 21 يوما لتعذر إنقاذها، بسبب ضراوة المعارك الدائرة بين القوات الحكومية وعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية». وذكر رب العائلة، وليد ابراهيم، في تصريحات لوسائل إعلام محلية أن «البيت الذي كانت تسكنه العائلة تعرض للقصف في غارة نفذها التحالف الدولي على منطقته، وظلت الأسرة منذ ذلك الحين عالقة وسط الدمار». واشار إلى أن «الانفجار قذفه بعيدا عن البيت، بينما سقطت الأنقاض فوق عائلته المكونة من ثمانية أفراد، بينهم زوجته وأبناؤه وأصهاره واحفاده». وحاول إبراهيم، وفق ما قال «اقناع فرق الإنقاذ لمساعدته في إخراج جثث افراد عائلته من بين الأنقاض، لاعتقاده بأنهم قتلوا جميعا، الا أن استمرار المعارك آنذاك حال دون ذلك، وانتظر حتى خفت المعارك فجاء إلى بيته معتقدا ان جميع افراد عائلته لقوا حتفهم ،اما بسبب القصف أو من الجوع» وكانت فرحته غامرة، وهو يجد عائلته ما زالت سالمة ليخرجهم واحدا بعد الآخر وسط دموع الفرح. وذكرت الزوجة، إنهم بعد سقوط البيت فوق رؤوسهم لم يصرخوا طلبا للمساعدة، لاعتقادهم أن عناصر تنظيم «الدولة» ما زالوا في المنطقة. ووصفت الزوجة، معاناة أفراد العائلة والظروف الصعبة التي مرت عليهم، وهم تحت الأنقاض، حيث لم يكن لديهم سوى القليل من الطعام والماء، كما لا يوجد حتى مكان للنوم، بينما كانت روائح جثث القتلى تفوح من المكان حولهم، وسط درجات حرارة الصيف التي تصل إلى الخمسين. وقال علي البدراني، من سكان الموصل، في حديث لـ«القدس العربي» «منذ الاعلان عن انتهاء معركة تحرير الموصل، لا زالت فرق الإنقاذ تقوم يوميا بإخراج المزيد من جثث المدنيين من تحت الأنقاض. كما يتم العثور على العديد من الأحياء الذين كانوا محاصرين في سراديب وأنفاق المدينة القديمة طوال هذه الفترة». وأكد أن «طبيعة البيوت في المنطقة القديمة، ووجود الكثير من السراديب العميقة وقيام السكان بتخزين الطعام فيها، أتاحت للكثير من السكان الاحتماء من القصف والتفجيرات، بل إن السكان ما زالوا يسمعون بين الحين والحين صوت تبادل إطلاق النار بين القوات الأمنية وبعض عناصر التنظيم المختبئين في تلك الأنفاق، لصعوبة تمشيطها كلها وسط تراكم أنقاض البيوت المدمرة». وكانت النائبة عن محافظة نينوى محاسن حمدون، قد أكدت وجود مئات العائلات في الموصل تحت الأنقاض مازالوا أحياءً ولم يتم انقاذهم. وطالبت، رئيس الوزراء حيدر العبادي والوزراء المختصين في حكومته بالتدخل لإنقاذ مئات العائلات تحت أنقاض منازلهم، مؤكدة أن على القوات الحكومية تسهيلَ مهمة الفرق للوصول إلى المناطق المنكوبة، ولاسيما المدينة القديمة في الموصل. وأشارت إلى أن هناك مواطنين يرغبون بالمشاركة مع الدفاع المدني لإنقاذ الجرحى وإخراج الجثث، ولكن القوات الحكومية تمنعهم من الوصول. وبينت أن فرق الدفاع المدني في الموصل لا تكفي لسد الكارثة، وتعمل بسيارات وآليات قليلة جدا. وقبل أيام، تمكنت فرق الدفاع المدني من انتشال 23 مدنياً من تحت الأنقاض في المدينة القديمة في الموصل، بعد بقائهم في احد السراديب لمدة 3 اسابيع تحتها. وقام أحد المواطنين بابلاغ فرق الدفاع المدني عن وجود اقرباء له تحت انقاض أحد المنازل، وقاد فريق الإنقاذ إلى موقع المنزل المدمر، ومع بدء العمل تم سماع اصوات من تحت الأنقاض تطلب النجدة والعون، فتسارع العمل وتم العثور على 23 مواطنا اغلبهم اقرباء بضمنهم أطفال ونساء وتم انقاذهم ونقلهم لاحد المستشفيات لاجراء الفحوصات الطبية لهم. في السياق، تبذل جهود لإعادة الحياة إلى بعض جسور الموصل الخمسة التي تعرضت للتدمير خلال معركة تحرير المدينة. وقد بدأت الكوادر الهندسية في وزارة الدفاع، أمس الثلاثاء، بنصب جسر عائم جديد بالقرب من الجسر الحديدي في مدينة الموصل بغية تسهيل حركة القوات الأمنية ونقل المواطنين بين جانبي المدينة الأيمن والأيسر، كما تقوم فرق هندسية حكومية أخرى بمحاولات لإعادة أعمار بعض الجسور المحطمة. وكانت القوات العراقية، نصبت جسرا عائما آخر في شمال المدينة أثناء احتدام المعارك. وحسب مصادر الشرطة الاتحادية، الفرق الهندسية التابعة للشرطة الاتحادية تقوم بتطهير مناطق الموصل القديمة من مخلفات المعركة التي دارت في المدينة لطرد تنظيم «الدولة» منها. جرى العثور على العديد من مقار التنظيم وورش تصنيع الأفخاخ والأحزمة الناسفة في بيوت المدينة. كما أعلنت الشرطة الاتحادية، تنفيذ حملة خدمية بمشاركة الجهات المدنية والحكومية في محافظة نينوى، لإيصال خدمات الماء والكهرباء لجميع أزقة المدينة القديمة وقطاعاتها، إضافة إلى رفع مئات العجلات والآليات وكميات هائلة من الأنقاض، من شوارع وأزقة المدينة، لفتح طرق سالكة لحركة العجلات والمواطنين. يذكر أن قوات من الشرطة الاتحادية والشرطة المحلية وحرس نينوى، ستقوم بمهمة مسك الأرض في المناطق المحررة من الموصل، لضمان عدم عودة التنظيم إليها. بقليل من الطعام وصعوبة النوم وروائح الجثث: عائلة من الموصل عاشت 21 يوماً تحت الأنقاض مصطفى العبيدي |
«ربطة عنق» الغنوشي تثير موجة من الجدل في تونس Posted: 01 Aug 2017 02:20 PM PDT تونس ـ «القدس العربي» من حسن سلمان: أثارت «ربطة عنق» رئيس حركة «النهضة» التونسية الشيخ راشد الغنوشي عاصفة من الجدل والتأويلات في البلاد، فبينما اتهمه البعض بـ«مغازلة» الخصوم السياسيين، اعتبر البعض الآخر أنه حاول تمرير رسائل للتونسيين، تمهيدا للترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، فيما استنكر غيرهم انشغال السياسيين بـ«اللوك الجديد» للغنوشي وتناسي مشاكل البلاد، إلا أن الغنوشي قلل من أهمية الأمر، مؤكدا أنها ليست المرة الأولى التي يرتدي فيها ربطة عنق. وكانت صفحة رئيس حركة «النهضة» على موقع «فيسبوك» نشرت صورا توثق مشاركته في حفل نظمته مؤخرا السفارة المغربية في تونس بمناسبة «عيد العرش»، حيث ارتدى الغنوشــــي لباسا رسميا مع ربطة عنق زرقاء، مخالفا بذلك عادته في ارتداء طقم رسمي بسيط، دون ربطة عنق أو الالتزام باللباس التقليدي (الجبّة) في بعض المناسبات ذات الطابع الديني. صورة الغنوشي بـ«الكرافات» أثارت موجة من الجدل في البلاد، حيث كتب الإعلامي حسن بن عثمان «وصلت الليلة إلى تفسير ربطة عنق الغنوشي، وكانت بسبب (بهدف) طمأنة الملك المغربي عن حالة الإسلامي السياسي التونسي الذي لا يختلف عن حالة الإسلامي السياسي المغربي من جهة ممارسة السياسة ولبس ربطة العنق وتنويع الأزياء وتنويع الأسامي بين الجمهوريات والممالك». واعتبر الناشط معز الحاج منصور أن الغنوشي أراد بعث «رسالة للغرب المسيحي بأنه لا يعارض الثقافة الأوروبية في طرق الملبس والمأكل. وأنه تنازل عن مقولات الهوية التاريخية التي تميز الشرقي عن الغربي»، وأضاف «ربطة العنق هي تسويق لصورة جديدة لرجل سياسة في بلد عربي ضعيف ومنهك ومفلس يبحث عن زعامات مفقودة». وتابع «هل سيكون الغنوشي زعيما في تونس ما بعد السبسي؟ لا اعتقد ذلك لأنه مرفوض لدى جزء هام من التونسيين (…) في تونس نعيش عقما في إنتاج الزعامات ذات الكاريزما»، فيما اتهم ناشط آخر الغنوشي بـ»مغازلة» الحداثيين وخصومه السياسيين في إطار حملة انتخابية مبكرة لتعبيد الطريق نحو قصر قرطاج. وكتب الباحث سامي براهم «حدث وطني… ثلاث وسائل إعلام تسألني وتلحّ في الجواب (…) لم يتعلّق السّؤال بأيّ مسألة حارقة أو راهنة يفترض أن يسأَل عنها أمثالي، بل تعلّق ـ أكرمكم الله ـ بربطة عنق السيّد راشد الغنّوشي، بين قائل بأنّها تمهـــيد للترشّح للانتخابات الرّئاسيّة، وقائــــل ليكيد الرّئيس السّابق عدوّ الكرافات الذي أغلــــظ في انتقاد النهضة شريكه في تجربة الائتلاف الثلاثي، وقائل آخر تنفيذا لتوجيهات المتخصّصين في الايتيكات و مقتضيات البودي لنقويدج، وقائل آخر لتجسيد الانتقال من تيّار الإسلام السياسي إلى تيّار الإسلام الديمقراطي». وأضاف «أنت لا تدري على وجه التحديد لماذا خطر على بال رئيس النهضة فجأة «الآن وهنا» أن يرتدي ربطة عنق زرقاء اللون. ولكن خيالك الذّاتيّ وتجربتك الشخصيّة توحي إليك أنّ زوجتك أو ابنتك قد تختار لك القميص الذي سترتديه وربطة العنق المناسبة (…) هكذا فكّرت بصوت مرتفع مع من سألوني وألحّوا في الجواب، لكن جوابي الافتراضي فتح الباب على أسئلة أخرى خطيرة من قبيل: هل تتوقّع أنّ لزوجة الغنوشي أو بناته تأثيرا على قرارته الشخصيّة!». الغنوشي حسم «الجدل» الذي أثارته طريقته الجديدة في اللباس بقوله «الدنيا تتبدل»، وأضاف خلال لقاء تلفزيوني «هذه ليست المرة الأولى التي ارتدي فيها ربطة عنق. صحيح أن هذا ليس من عاداتي، لكن العادات تتغير»، مؤكدا أن ما يرتديه ليس له أي أساس ديني. وكان الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي رفض مرارا ارتداء ربطة العنق، وحين سُئل عن السبب قال بتهكم «عندما يرتدي الغنوشي ربطة عنق سأفعل ذلك بالتأكيد». «ربطة عنق» الغنوشي تثير موجة من الجدل في تونس بين «مغازلة» الخصوم السياسيين والاستعداد للانتخابات الرئاسية |
قرار ملكي أردني بتعيين 130موظفًا لخدمة الأقصى وأكثر من 700يهودي يقتحمون الأقصى في ذكرى خراب الهيكل المزعوم Posted: 01 Aug 2017 02:19 PM PDT رام الله – «القدس العربي»: استباح اليهود ساحات المسجد الأقصى في البلدة القديمة من القدس المحتلة استجابة لدعوات أطلقتها منظمات الهيكل اليهودية في ذكرى خراب الهيكل المزعوم، وكذلك الطواف حول أبواب القدس القديمة. ودخل إلى المسجد الأقصى مئات المتطرفين تجاوز عددهم السبعمئة على شكل أفواج متتالية بحماية كبيرة من شرطة الاحتلال وقواتها الخاصة. وعلمت «القدس العربي» أن ثلاثة من المستوطنين حاولوا سرقة حجارة وأشجار من داخل المسجد لكن المصلين وحراس المسجد تصدوا لهم ومنعوهم من ذلك وسط مشادات مع شرطة الاحتلال الإسرائيلي. وكان المستوطنون اليهود قد بدأوا بالتوافد على البلدة القديمة من القدس وتعمدوا الصراخ والتخريب لممتلكات الفلسطينيين في الطريق إلى المسجد الأقصى عبر باب المغاربة. كما أغلقت شرطة الاحتلال شوارع عدة في القدس المحتلة لتسهيل وصول المستوطنين إلى البلدة القديمة باتجاه باحة البراق، في الوقت الذي عززت فيه من انتشارها في المدينة، خاصة وسطها وفي البلدة القديمة، وشددت من اجراءاتها ضد المقدسيين في المدينة المقدسة. في غضون ذلك تحدثت أوساط دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس عن صدور قرار ملكي أردني بتعيين 130 موظفا جديدا لخدمة المسجد الاقصى. وتضم هذه التعيينات أئمة وحراسا ووعاظا ومسؤولي إدارة وخدم مساجد. ويأتي هذا التنسيب الجديد لدائرة الأوقاف بعد تحدي إجراءات الاحتلال من قبل المقدسيين وإفشال مخططاته بالاستيلاء على الأقصى وزراعة بوابات الكترونية وكاميرات ذكية. علما بأنه قبل عامين تقريبا تم تعين 150 حارسا للأقصى من بينهم حارسات. من جهته اتهم الشيخ عكرمة صبري المفتي السابق ورئيس هيئة المقدسات الإسلامية في القدس، سلطات الاحتلال بزراعة أجهزة تجسس في المسجد الأقصى وأجهزة الكترونية تحته، خلال فترة إغلاق الحرم. وقال إنه «تم تشكيل لجنة من الأوقاف لفحص الضرر الذي سببته إسرائيل خلال الإغلاق. وقد تم العثور على قطع بلاط تم اقتلاعها وإعادة تركيبها داخل المسجد وفي المكاتب المحيطة به. نحن نعرف ما الذي خبأوه تحت البلاط». ودعا الأمتين الإسلامية والعربية إلى اليقظة والضغط على إسرائيل بكل الوسائل من أجل عدم المس بالمسجد الأقصى. وقال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله إن الرئيس محمود عباس أدار معركة القدس بحكمة واقتدار، وإن من كان يراهن على أن القيادة السياسية غير موجودة فشلوا وثبت لهم أنها هي المسيطرة على الوضع في الأقصى، وأن ما حدث في القدس معركة سيادة، والإسرائيليين فشلوا، حيث راهنت إسرائيل وتراهن أنها فرضت السيادة على القدس لكن المعركة الأخيرة أثبتت أن السيادة للفلسطينيين. وناشد العرب تقديم الدعم المادي لمدينة القدس فالمدينة عربية إسلامية وليست فلسطينية فقط، لافتا إلى أن ما وصلنا من أصل مليارات وعدنا العرب بها لدعم القدس 39 مليون دولار فقط. وأضاف «دفعنا تسعة ملايين شيكل لمساعدة المدارس المتعثرة في القدس، وأن 70٪ من التحويلات الطبية تذهب لمستشفيات القدس لدعم القطاع الصحي فيها. كما أشار إلى أن التركيز في القدس كان على دعم قطاع الإسكان لتثبيت المقدسي في مدينتهم، وتم اتخاذ إجراءات لدعم صمودهم وإن إجراءات الدعم مستمرة ولن يتم التوقف عن خدمة أهلنا في القدس بما نستطيع». وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين استمرار تصعيد سلطات الاحتلال لإجراءاتها القمعية بحق المقدسيين، عقب انتصارهم التاريخي في معركة الدفاع عن المسجد الأقصى، حيث تواصل إغلاقها لعديد المناطق والأحياء في المدينة وتشن حملة اعتقالات واسعة النطاق طالت عشرات الفتية المقدسيين، وكثفت من تواجد قواتها وكأنها تعيد احتلال القدس وبلدتها القديمة ومقدساتها والمسجد الأقصى، ووزعت قرارات إبعاد لعدد من المقدسيين عن المسجد الأقصى. كما أدانت تصعيد الاقتحامات للمسجد، وقيام مئات المستوطنين بمسيرات استفزازية وأعمال عربدة في محيطه وفي باحاته، كما حدث في باحة البراق في ذكرى ما يسمى «خراب الهيكل». وأدانت أعمال التدمير التي مارستها سلطات الاحتلال في مكتبات ومرافق المسجد وقسم المخطوطات في الأيام التي طردت فيها موظفي الأوقاف الإسلامية منه. ورأت أن سلطات الإحتلال ماضية في معاقبة المقدسيين بعقلية «تدفيع الثمن»، على صمودهم ودفاعهم عن الحرم القدسي الشريف، ومستمرة في محاولاتها لشرعنة الاقتحامات للأقصى وبأعداد كبيرة من المستوطنين المتطرفين وقوات الاحتلال وأجهزتها المختلفة، «خاصة بعد الإنجاز الكبير الذي تحقق بصمود أبناء شعبنا في القدس ودفاعهم عنها نيابةً عن الأمتين العربية والإسلامية». وقالت إنه من الواضح أن الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو اختارت كعادتها تصعيد إجراءاتها القمعية والتهويدية في القدس، باحثةً عن مزيد الفرص لتوتير المناخات والأجواء السياسية هروباً من أي جهد دولي يسعى لإحياء عملية السلام، وهو ما يستدعي تدخلاً دولياً عاجلاً للجم الانفلات الإسرائيلي من استحقاقات المفاوضات والاتفاقيات الموقعة، ولإجبار إسرائيل كقوة احتلال على احترام القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وقبل فوات الأوان. قرار ملكي أردني بتعيين 130موظفًا لخدمة الأقصى وأكثر من 700يهودي يقتحمون الأقصى في ذكرى خراب الهيكل المزعوم فادي أبو سعدى |
المتحدثة الرسمية باسم الصليب الأحمر لـ «القدس العربي»: 150 ألف مصاب بـ «الليشمانيا» في سوريا Posted: 01 Aug 2017 02:18 PM PDT حلب – دمشق – «القدس العربي»: أكدت المتحدثة الرسمية باسم الصليب الأحمر لـ»القدس العربي» إصابة 150 ألفاً بمرض الليشمانيا في سوريا وعشرات الآلاف في حماه تحديداً، في وقتٍ يعاني النازحون في مخيم طويحينة في ريف الرقة شمالي سوريا، ظروفاً معيشية وصحية غاية في الصعوبة، أدت لظهور أمراض مختلفة بين قاطني المخيم، خصوصاً الأطفال تحت سن العاشرة. وأشارت المتحدثة الرسمية للجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا «انجي صدقي «الى محاولة الفرق الطبية التي تدعهما اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الوصول إلى المصابين حيث قالت: منذ بداية العام تمت معالجة حوالي 7500 مريض في محافظة حماه عن طريق الفريق الطبي الجوال التابع للجنة الدولية لدى للصليب الأحمر، وتم توزيع 65 الف ناموسية داخل المحافظة للوقاية من ذبابة الرمل المسببة للمرض. وبالنسبة لمراكز العلاج في مناطق النزاع او المناطق التي يصعب الوصول اليها وخاصة في حماه، قالت المتحدثة إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تقوم وبدعم من مراكز الهلال الأحمر محاولة الوصول إلى تلك المناطق ومساعدتها عن طريق تقديم علاج الليشمانيا والوقاية من المرض، وتمت تغطية كل من بلدات أورم وكفر حمرا وياخور وتل رفعت في ريف حلب، ودعم نقطة علاج الليشمانيا في منطقة التلبيسة في ريف حمص، كما يقوم الفريق الطبي الجوال لعلاج الليشمانيا في حماة بتقديم العلاج للمناطق الصعب الوصول اليها، وهو فريق طبي مكون من 20 اخصائياً. ومدينة حماة التي تعد اليوم أكبر بؤرة لانتشار مرض الليشمانيا، تضم مدينة خاضعة لسيطرة النظام السوري وضواحي محيطة تسيطر فصائل المعارضة على معظمها، بيد ان الطرفين عاجزان في ظل انهيار القطاع الصحي من الحد من انتشار المرض وانهاء ملف المعاناة بين المدنيين والأهالي، حيث كشف مصدر طبيي رسمي أن عدد الإصابات بلغ منذ بداية العام الجاري ولغاية الشهر الماضي 4600 إصابة في مدينة حماه وحدها، موضحاً عجز وزارة الصحة في مكافحة المرض المتنامي عازيا الأمر إلى الصرف الصحي المكشوف، وتربية الحيوانات ضمن البيوت السكنية، وعدم ترحيل روثها، وعدم تكليس الحظائر أو تعقيمها، حيث تتركز الإصابات في كل من «مصياف في دير الصليب وكفر عقيد والمحروسة، وفي سلمية المدينة ذاتها وقرية علي كاسون». وقال رئيس «مركز مكافحة الليشمانيا» لدى النظام السوري في مدينة حماة باسل إبراهيم إن «توافد عدد كبير من المواطنين من ريف المحافظة والمحافظات الأخرى إلى مدينة حماة، كان عاملاً إضافياً ساهم في ازدياد الإصابات»، في إشارة إلى النازحين والهاربين من قصف النظام السوري في قرى محافظة حماه بعد تهدم منازلهم ولجوئهم إلى المناطق الأكثر أمناً، بعد تعرض بلداتهم إلى قصف عنيف بالصواريخ والبراميل المتفجرة. وتعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر على دراسة تفعيل خمس نقاط طبية لعلاج الليشمانيا وتجهيزها بالادوية والمعدات اللازمة على الحدود السورية العراقية وخاصة القرى المنشرة في ريف القامشلي والحسكة والتي يعاني الأهالي فيها من مرض الليشمانيا في كل من «ريف تل حميس واليعربية القريبين» هذه النقاط الخمس ستكون في قرى الزباء والزهرة وفسطاط والحرنوبي وناعم، وستغطي أكثر من 200 قرية موبوءة. ونصحت «انجي» الاهالي المتواجدين في المناطق الأكثر عرضة للمرض (مثل حلب وحماه والحسكة) باتباع اساليب الوقاية اللازمة ومنها استخدام الناموسيات الخاصة بذبابة الرمل خلال النوم، الحفاظ على النظافة، الابتعاد عن الانقاض واستخدام المنفرات الحشرية. أما بالنسبة للاشخاص المصابين وعند ظهور حبوب حمراء على الجسم، فعليهم التوجه فوراً إلى اقرب مركز لعلاج الليشمانيا، لان العلاج يكون اصعب اذا تطور المرض، مؤكدة على وجود مراكز تقوم بتقديم العلاج مجاناً في معظم المحافظات في كل من أورم الكبرى، كفر حمرا، عندان، سجو، العزيزية وبستان القصر في محافظة حلب، إضافة إلى وحدة معالجة الليشمانيا المتنقلة في حماة، ومركز معالجة الليشمانيا في حمص المدينة ومركز في مدينة تلبيسة في حمص، ومركز الدانا في ادلب إضافة إلى دمشق وريفها، وطرطوس والحسـكة. وقال الدكتور أحمد العمر من المركز الصحي لمكافحة الليشمانيا في سهل الغاب بريف حماه في تصريح خاص لـ «القدس العربي»، إن لقصف قوات النظام السوري وتدميره القرى وأماكن تجمع المدنيين دوراً في انتشار المرض، مشيراً إلى أن البيئة التي نتشط وتتكاثر فيها «ذبابة الرمل» هي الأماكن المهجورة والمدمرة، كما تعيش هذه الذبابة في المغارات التي آوت خلال سنوات الحرب عشرات العائلات المهجرة ممن فقدوا منازلهم، حيث تعتبر هذه المغارات بيئة مناسبة لتكاثر ذبابة الرمل الحاملة للمرض. وأشار الطبيب إلى وجود قرابة 100 حالة تحت المراقبة وقيد العلاج في مركز قرية «قسطون» في ريف حماه وحدها، مشيراً إلى الإحصائيات التي نشرتها مديرية «صحة» «حماة الحرة» الناشطة في أرياف حماه الشمالية والشرقية والغربية الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية المسلحة، حيث أكدت وجود 1524 حالة مصابة بداء الليشمانيا وتحت العلاج، عدا عن 1016 تم توثيقها في وقت سابق، وتسعمئة مصاب بداء الليشمانيا في مدينة كفرزيتا وحدها، مع غياب الاحصائيات الطبية الدقيقة وإهمال المنظمات العالمية لمناطق انتشار المرض، وخاصة في ريف حماه الخارج عن سيطرة النظام السوري. وتعد محافظة حماه ثاني أكبر بؤرة لتوطن المرض في سوريا، بعد محافظة حلب، حسب إحصائيات «وزارة الصحة» لدى النظام السوري، حيث ينتقل المرض من أنثى ذبابة الرمل، وهي حشرة صغيرة تكاد لا ترى بالعين، ذات لون أصفر وتنتشر بدون صوت. من جهة أخرى وفي مخيم طويحينة الذي يقع شمال غرب مدينة الطبقة، ويحتوي على ما يقارب 5 آلاف شخص من النازحين المدنيين من مناطق متفرقة من الرقة وتدمر ومسكنة فقد ذكر الصحافي السوري وعضو «شبكة الفرات بوست» صهيب جابر: إن أمراضاً عديدة ظهرت في المخيم وخاصة الجلدية منها مثل الليشمانيا وجدري المياه والحصبة وذلك بسبب فقدان المياه الصالحة للشرب واعتماد السكان على مياه بحيرات ملوثة قريبة من المخيم، إضافة لغياب النظافة ووسائلها في المخيم. وأضاف لـ «القدس العربي»، أن موقع المخيم الصحراوي أدى إلى هبوب عواصف غبارية بشكل مستمر مع درجات حرارة مرتفعة، مما أدى إلى ظهور أمراض الحساسية والربو والرمد والأمراض العينية، مما ينذر بفقدان بعض الأطفال لنظرهم جراء تضرر تعرض أعينهم لحالة إغلاق شبه تامة. واشار جابر إلى أن النازحين في المخيم يعانون من ضعف الرعاية الطبية والصحية وغياب شبه تام للمنظمات الدولية والمحلية، كما أن مجلس سوريا الديمقراطية ومجلس الرقة المدني التابع له لم يقدموا أي شيء يذكر لسكان المخيم. وفي سياق متصل شكل مجلس الطبقة المدني التابع لمجلس سوريا الديمقراطية، لجنة السجل المدني، بغية حل مشكلة حاملي الهوية التعريفية، حيث ستكون مهمته منح بطاقات تعريف للمدنيين الذين لا يحملون أوراقاً ثبوتية بسبب فقدان عدد كبير من المدنيين لهوياتهم نتيجة ظروف الحرب. وستمنح بطاقة التعريف للأشخاص الذين ليس لديهم أوراق ثبوتية شخصية كالهوية، شريطة وجود كفيلين من سكان مدينة الطبقة أو ريفها، حيث تبلغ مدة بطاقة التعريف شهراً واحداً. وأكدت الرئيسة المشتركة للجنة السجل المدني في الطبقة، فاطمة محمد العبد الله، أن العمل جار على تطوير عمل اللجنة بما يتناسب مع متطلبات الشعب، وسيتم في المستقبل القريب استبدال بطاقات التعريف ببطاقات شخصية دائمـة. يشار إلى ان المدنيين في ريف محافظة الرقة شمالي سوريا، يعانون صعوبات عديدة في المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الوحدات الكردية الغالبية العظمى، وذلك بسبب عدم امتلاك أوراق ثبوتية. المتحدثة الرسمية باسم الصليب الأحمر لـ «القدس العربي»: 150 ألف مصاب بـ «الليشمانيا» في سوريا انتشار الأوبئة والأمراض يهدد حياة نازحي الرقة في مخيم طويحينة عبد الرزاق النبهان وهبة محمد |
هل يؤثر الحراك الشعبي قرب سياج دمشق في طرد «النصرة»؟ Posted: 01 Aug 2017 02:17 PM PDT دمشق – «القدس العربي»: يستمر حراك أهالي بلدات ومدن الغوطة الشرقية في سبيل منع اجهاض «اتفاق تخفيف التصعيد» الذي من شأنه إيقاف اطلاق النار وفتح المعابر الإنسانية وإدخال المساعدات الغذائية للمنطقة المحاصرة على تخوم العاصمة دمشق، بعد حصار خارجي من قبل النظام السوري وانقسام واقتتال داخلي زاد المعاناة وأرهق كاهل المحاصرين. ولعل أبرز شماعة استخدمتها القوى الفاعلة على الأرض السورية والمساندة للأسد في قصف المدنيين وتدمير مدنهم، هي وجود «النصرة» التي تشكل العمود الفقري لهيئة تحرير الشام، والتي طالما اصطدمت مع كل من المدنيين والفصائل المسحلة التابعة للمعارضة. أهالي مدينة عربين خرجوا في مظاهرات شعبية تحاكي مثيلاتها في كفربطنا وعين ترما وحزة وجسرين وباقي بلدات القطاع الجنوبي والأوسط الذي تنتشر فيه هيئة تحرير الشام، مطالبين الأخيرة بالإنحلال والخروج خارج الغوطة، ومحملين جبهة النصرة خلق الذريعة المعروفة لدى النظام السوري ومن خلفه موسكو لقصف أطفال المدينة وارتكاب المجازر. وقالت مصادر أهلية لـ «القدس العربي» ان المظاهرات عمّت الغوطة الشرقية ونادى الأهالي بخروج «لعنة» حلت على المحاصرين وبهتافات «الغوطة حرة حرة… والنصرة تطلع برا»، فيما نقلت مصادر اعلامية أن «النصرة أطلقت النار على مظاهرة في كفر بطنا خرجت ضدها، وتطالب بحل نفسها أو الخروج من الغوطة الشرقية». فيما نظّم مجموعة من أهالي بلدة عين ترما في الغوطة الشرقية وقفة احتجاجية موجهة إلى المجتمع الدولي أكدوا خلوّ بلدتهم من عناصر النصرة، محتجين على تبريرات النظام في استهداف أماكن تجمع المدنيين والأحياء السكنية في الغوطة الشرقية. الدفاع المدني السوري في ريف دمشق سجل ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الصاروخي على الأحياء السكنية في بلدة عين ترما إلى 4 ضحايا وهم ثلاث نساء وطفل، خلال الـ 48 ساعة الماضية، مؤكدا ان القصف الصاروخي استهدف الأحياء السكنية في المدينة وأطرافها، حيث بلغت الحصيلة 21 صاروخ أرض – أرض، فضلا عن القصف المدفعي بقذائف الهاون الذي استهدف بلدة الأشعري وغيرها من البلدات مما أسفر عن أضرار مادية كبيرة. وكان الدفاع المدني في ريف دمشق قد نشر إحصائية لأكثر من 90 خرقا خلال أسبوع من ابرام اتفاق تنظيم منطقة «تخفيف التصعيد» في الغوطة الشرقية، يضاف اليها غارات جوية من الطيران الحربي استهدفت أطراف حي جوبر الدمشقي اسفرت عن وقوع أضرار مادية، فضلا عن استهداف قوات النظام بالمدفعية الثقيلة أطراف بلدتي جسرين بالتزامن هذا مع تحليق مكثف لطيران الاستطلاع فوق مدن وبلدات الغوطة الشرقية. هل يؤثر الحراك الشعبي قرب سياج دمشق في طرد «النصرة»؟ هبة محمد |
إسرائيل تهدم قرية العراقيب للمرة الـ 116 Posted: 01 Aug 2017 02:17 PM PDT الناصرة – «القدس العربي»:تشكل قرية العراقيب داخل أراضي 48 رمزا وعنوانا للمعركة الشرسة على صحراء النقب التي تمعن إسرائيل في عمليات تطهيرها العرقي. وأقدمت جرافات إسرائيل امس معززة بقوات من الشرطة الإسرائيلية على هدم قرية العراقيب بالنقب للمرة الـ116 وذلك سعيا من المؤسسة الإسرائيلية لتشريد سكانها ومصادرة أراضي القرية مسلوبة الاعتراف. واقتحمت قوات كبيرة من الشرطة والوحدات الخاصة التابعة لوحدة يوآف وممثلو ما يسمى «دائرة أراضي إسرائيل» بساعات الصباح الباكر، قرية العراقيب، وهدمت منازلها المكونة من ألواح الصفيح. وأفاد عزيز صياح الطوري، بأن قوات الهدم اقتحمت قرية العراقيب وقدمت بيوتها، فيما منع أفراد الشرطة السكان والأهالي التصدي للجرافات لمنع وعرقلة الهدم، علما بأن الجرافات الإسرائيلية سبق لها وأن هدمت القرية في مطلع شهر تموز/ يوليو الماضي. وقال أهالي العراقيب إن الآليات والجرافات هدمت المعرشات والخيام التي تؤوي العائلات وشردتهم، بحماية من الشرطة، ولم تراع الطقس الحار الذي تشهده المنطقة’. وتواصل السلطات الإسرائيلية منذ سنوات محاولات تحريش ما تبقى من أراضي العراقيب التي تقدر مساحتها بنحو 1300 دونم في محيط القرية شمال مدينة بئر السبع في صحراء النقب، رغم أن هذه الأراضي تخضع لإجراءات تسجيل الملكية ومسألة ملكيتها لم تُحسم بعد. يذكر أن الحكومة الإسرائيلية لا تعترف بنحو 45 قرية عربية في النقب، وتستهدفها بشكل مستمر بالهدم وتشريد أهلها، بينما تشرع بشكل مستمر ببناء تجمعات استيطانية لصالح اليهود في النقب. إسرائيل تهدم قرية العراقيب للمرة الـ 116 |
حركة «التغيير» ترفض عودة برلمان كردستان لـ«شرعنة» الاستفتاء Posted: 01 Aug 2017 02:16 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: يسعى الحزب «الديمقراطي الكردستاني»؛ بزعامة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني؛ إلى تفعيل برلمان الإقليم «المعطل»، لكسب «شرعية الاستفتاء»، في ظل معارضة شديدة من حركة «التغيير» و»الجماعة الإسلامية» الكردستانية. وتضمن اجتماع رئيس الإقليم، بحضور الأحزاب السياسية والمكونات القومية والدينية الأخرى في مصيف في أربيل، أمس الأول الاثنين، «تكليف بارزاني وكوسرت رسول علي (نائب الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني) بتشكيل وفد كُردي للحوار مع بغداد حول الاستفتاء، إضافة إلى إقرار تفعيل برلمان كُردستان خلال أسبوعين لحل المشاكل ودعم مشروع الاستفتاء»، حسب البيان الختامي للاجتماع. وفي تعليق لرئيس الجمهورية فؤاد معصوم، قال إن «إجراء الاستفتاء لا يعني إعلان الاستقلال؛ الذي يحتاج إلى تفاهمات واتفاقات»، مشدداً على ضرورة «مواصلة وتطوير الحوار بين أربيل وبغداد». وأضاف خلال لقائه مع رؤساء البعثات الدبلوماسية في العراق، أمس الثلاثاء، إن «لا سبيل آخر سوى الحوار لحل المشكلات والعودة إلى الدستور للوصول إلى رؤى مشتركة لمعالجة أسباب الخلافات والمشكلات بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان». ولم تبدأ مباحثات جدية بين طرفي الخلاف في كردستان (الحزب الديمقراطي الكردستاني وحركة التغيير)، على الرغم من وجود بعض المبادرات، لإنهاء الأزمة الدائرة في إقليم كردستان منذ نحو 18 شهراً مضت. ويقول النائب عن الجماعة الإسلامية الكردستانية، زانا سعيد لـ«القدس العربي»، إن «الحزب الديمقراطي الكردستاني تنازل عن مطالبة، ووصل إلى قناعة بأن برلمان إقليم كردستان يجب أن يكون فعالاً، حتى يمكن أن يُنَظم الاستفتاء وفقاً لقانون صادر من البرلمان (…). لكن هذه المبادرة أتت متأخرة». ومن المقرر أن تعقد حركة «التغيير» و»الجماعة الإسلامية» اجتماعاً «هذا الاسبوع» لتقديم إجابة عن مبادرة «الحزب الديمقراطي الكردستاني»، وفق سعيد. ويتابع النائب: «لا يوجد اتفاق بين المكونات الأساسية في إقليم كردستان على إجراء الاستفتاء، في 25 أيلول/ سبتمبر المقبل»، معللاً ذلك في «إن هذا القرار اتخذته الأحزاب القريبة من الحزب الديمقراطي الكردستاني، في حين يعتقد كل من حركة التغيير والجماعة الإسلامية؛ وعدد كبير من المثقفين الكرد، بأن هذه العملية يجب أن تمر من خلال البرلمان الذي يعدّ صاحب السلطة في اتخاذ القرارات المصيرية في إقليم كردستان وليس الأحزاب». في المقابل، يرى الطرف المعارض الآخر (حركة التغيير)، بأن الاستفتاء يجب أن يمر بأربع مراحل، منتقداً في الوقت ذاته «اجتماع أربيل» الأخير. وتقول النائبة عن كتلة التغيير البرلمانية تافكة أحمد لـ«القدس العربي»، إن «الاجتماع تضمن حزبين كردستانيين فقط (الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني)، وليس جميع القوى السياسية الكردستانية». وتوضّح قائلة إن «كتلة التغيير تريد إعادة تفعيل البرلمان لإيجاد حل لمشكلة تأخر رواتب موظفي الإقليم، إضافة إلى تفعيل القوانين التي يحتاجها الشعب الكردستاني، وليس لإعطاء الصلاحية لمسعود بارزاني في إجراء الاستفتاء». وتؤكد حركة التغيير صعوبة إجراء الاستفتاء في الوقت الحاضر، عازية السبب إلى الأزمتين المالية والأمنية التي يمر بها الإقليم، فضلاً عن «أزمة الثقة» بين الأحزاب الكردستانية. ومضت إلى القول إن «إجراء الاستفتاء يحتاج إلى عدة مراحل (…). المرحلة الأولى تتعلق بكسب تأييد الشعب الكردي والقوى السياسية الكردستانية (…). والمرحلة الثانية تشكيل لجنة من الإقليم تتفق مع الحكومة الاتحادية على حل المشكلات التي تتعلق بالالتزامات الدستورية». وختمت بالقول إن «المرحلتين الثالثة والرابعة تتعلقان بالتحرك صوب كسب الموافقة الدولية والإقليمية على الاستفتاء». وتؤكد «التغيير» أن «لا وجود لاتفاق سياسي بين الكتل السياسية الكردية على مسألة إجراء الاستفتاء»، كما لا يوجد «إجماع مجتمعي» داخل شعب الإقليم على الاستفتاء. ويقول النائب عن كتلة التغيير في مجلس النواب العراقي محمود رضا لـ«القدس العربي»، إن «الحديث عن انفراج الأزمة السياسية في إقليم كردستان مجرد تصريحات إعلامية ولا تتضمن أي موقف ملموس، أو إجراء على أرض الواقع». ويوضّح إن «مشروع الاستفتاء، وفقاً للتغير، هو مشروع شخصي وعائلي وحزبي ضيق. إننا نرى بأنه مشروع غير وطني». ويمضي إلى القول: «في حال تم إجراء الاستفتاء في الإقليم، فإن الحال سيسوء أكثر، كما إن الوقت غير مناسب لذلك»، مؤكداً أن «الأحزاب السياسية الكردستانية لم تتوصل إلى اتفاق مشترك بشأن إجراء الاستفتاء». حركة «التغيير» ترفض عودة برلمان كردستان لـ«شرعنة» الاستفتاء مشرق ريسان |
مدير الحج في اللجنة السورية لـ»القدس العربي»: النظام يمنع الحجاج من أداء فريضة الحج بفرضه موافقة أفرع المخابرات Posted: 01 Aug 2017 02:14 PM PDT دمشق – «القدس العربي»: ضمن مساعيه الحثيثة لمنع الحجاج من أداء فريضة الحج، ووضع المعوقات أمامهم، أصدر النظام السوري قراراً بمنع كل سوري تمكن من الحصول على تأشيرة الحج، من السفر إلى السعودية، دون حصوله على موافقة فرع المخابرات العسكرية 235، المعروف باسم «فرع فلسطين» سيئ السمعة. وقال سامر بيرقدار، مدير الحج في لجنة الحج العليا السورية في تصريح خاص لـ»القدس العربي»: ان النظام السوري وفي كل عام يحاول منع الحجاج من السفر لأداء فريضة الحج، من خلال آلته الإعلامية المتحدثة باسمه في دمشق، بيد انه في هذا العام زاد من قبضته الأمنية، وأصدر قراراً يقضي بإلزام جميع من لديهم تأشيرات سعودية على جوازاتهم مراجعة فرع المخابرات العسكرية 235، «فرع فلسطين» وبذلك فإن على جميع الحجاج زيارة فرع فلسطين، وأخذ الموافقة منه على السفر، بحيث يكون قد أغلق باب الحج نهائياً أمام السوريين. وأضاف المتحدث: عندما علمت لجنة الحج وتسرب قرار اللواء «ناجي تركي النمير» قمنا بإيقاف ادخال الجوازات الآتية من دمشق وما حولها ويقدر عددها بـ 4300 جواز، ونشرنا بياناً رسمياً موجهاً إلى المضطرين وفق الظروف الجديدة بالانسحاب، لتسهيل تسوية الأمور المالية وإعادة المبلغ إلى أصحابها. وعن تعويض النقص في أعداد الحاج لهذا العام، قال بيرقدار «فتحنا باب التسجيل، واستقبلنا منذ يوم أمس أسماء حجاج جدد»، مؤكدا على اقبال السوريين من مختلف المناطق ومنها محافظة دمشق، من القادرين على تأمين موافقة «فرع فلسطين». ووجه مدير الحج في لجنة الحج العليا السورية نداء إلى أصحاب القرار والقادرين على مفاوضة النظام لثنيه عن قراره الأخيرة قائلاً: بدأنا بالتسجيل الشرطي الذي سينتهي حتى يوم الاثنين المقبل، ونتوجه إلى أصحاب الفضل ان يقدموا المساعدة للحجاج من العاصمة السورية، ومساعدتهم في ثني النظام عن هذا القرار والسماح لهم بالسفر لاداء فريضة الحج. وحسب المصدر فإن لجنة الحج العليا السورية تقف على مسافة واحدة من الحجاج كافة وتستقطب الحجاج السوريين بغض النظر عن مكان اقامتهم سواء في المناطق المحررة او مناطق النظام، ودون ان تسأل الحاج عن مواقفه وتواجهاته، وتعمل على خدمة الجميع دون تمييز وتقف في خدمة الحاج واضعة كل امكانياتها في موقع التنفيذ تحت تصرف السوريين لان ملف الحج ملف ديني بامتياز. وأكد المصدر ان اللجنة تسعى بكامل طاقتها لان يكون ملف الحج دينيا لا سياسيا، وأضاف : الحج هو مناسبة للقاء المباشر بين السوريين، حيث تجتمع فيه عائلاتهم التي تفرقت في دول الشتات القريبة منها والبعيدة. مدير الحج في اللجنة السورية لـ»القدس العربي»: النظام يمنع الحجاج من أداء فريضة الحج بفرضه موافقة أفرع المخابرات هبة محمد |
نتنياهو وإغلاق مكتب «الجزيرة» Posted: 01 Aug 2017 02:12 PM PDT «إسرائيل بدأت الخطوات العملية لإغلاق مكتب الجزيرة فيها»… هذا ما صرح به مؤخرا وزير الاتصالات في حكومة نتنياهو بعد أيام من إعلان الأخير أنه سبق له أن دعا «عديد المرات» إلى ذلك وأنه «إذا كان الأمر غير ممكن بسبب تفسير القانون، فإنني سأتكفل بالتصديق على القوانين المطلوبة لطرد الجزيرة من إسرائيل». إذن تبدو إسرائيل جادة هذه المرة بعد اتهام نتنياهو المحطة بــ «التحريض على أحداث العنف الأخيرة في القدس» بحيث لم تعد تكتفي بالإعراب عن استيائها أو تبرمها من تغطية المحطة لأحداث معينة، كما سبق أن فعلت مرارا، بل ها هي تتجه إلى تعديل قوانينها التي كانت تفتخر بأنها «ديمقراطية وليبرالية في محيط عربي مستبد وقمعي» لتتماهى في النهاية مع جيرانها، ومن شابه جيرانه فما ظلم!! لماذا يفعل نتنياهو ذلك؟ ولماذا ينتقل هذه المرة سريعا من استنكار ما تفعله المحطة إلى اتخاذ إجراءات الإغلاق؟؟ ببساطة لأن لا ظرف أفضل من الحالي وعدد من الدول العربية تجعل من إغلاق المحطة برمتها، وليس مكتبا لها فقط، مطلبا رسميا معلنا. من سيلومه على ذلك؟! قبل سنتين، وقفت في قلب مدينة يافا أمام الكاميرا في ذكرى نكبة فلسطين عام 1948 لأتحدث عن ضياع وطن وإحلال شعب محل شعب وتسمية على الخارطة محل أخرى، بعدها قلت لوليد العمري: أليس غريبا وطريفا في آن معا أن أقول ما قلت بل وأن نخصص تغطية كاملة لعدة أيام لذكرى تطعن في شرعية دولة نحن نبث من أراضيها؟!! ابتسم وليد وقال، وهو العارف جدا بطبيعة هذه الدولة التي يجيد لغتها ودرس في جامعاتها ويعمل فيها صحافيا منذ ثلاثين عاما: في إسرائيل بإمكانك يا صاحبي أن تقول ما تريد… لن يزعجهم ذلك في شيء، لكن بمجرد أن تتحرك خطوة عملية واحدة تمس الأمن فلن يرحمك أحد. إذن، حتى هذه «الميزة» الإسرائيلية بدأت في التراجع لتقديرات سياسية لم تعد تختلف عن تقديرات دول لا تقيم وزنا لأية حرية تعبير أو صحافة مثل السعودية والإمارات ومصر، وبالتالي فآلية التفكير السياسي لدى القيادة الإسرائيلية هي الآن بصدد الاقتراب من آلية دول كهذه، مع أنها كانت تفاخر بـ «ديمقراطيتها» التي تميزها عن هذه البيئة العربية المتخلفة. أكثر من ذلك، يبدو أن العقيدة الأمنية لإسرائيل، هذه الدولة الأمنية بامتياز، في طريقها إلى التحول من عقيدتها الغربية الليبرالية التي سارت عليها لعقود، في التعامل داخليا مع الإعلام، إلى تلك العقيدة العربية ضيقة الأفق التي ترتعد فرائصها لمقال هنا أو هناك أو تقرير تلفزيوني في هذه المحطة أو تلك. أما تهمة «التحريض» فهي الكلمة المفتاح التي اقتبستها إسرائيل حرفيا من الدول العربية التي تعشق هذه الكلمة كلما جاء الحديث على ذكر اسم القناة إياها، وكأن الناس عديمو الإحساس ولا يشعرون بالظلم الواقع عليهم فيحتاجون لمن يحرضهم على التمرد عليه، أي أن هذا المواطن المقهور لن يخرج إلى الشارع هاتفا أو محتجا أو راميا بحجر إلا بعد أن يشاهد نشرة أخبار أو برنامجا على شاشة هذه القناة… أي سخف هذا؟!! على فكرة، لقد دأب بعض الناس، وليست الحكومات فقط، على اتهام ذات المحطة بالتحريض خلال تغطية الحركات الاحتجاجية في البلاد العربية. هنا لم يعد المشكل هذه الدكتاتورية أو هذا الحاكم الدموي وإنما هذه القناة!!. أكثر من ذلك، ما زال بين ظهرانينا، وهم ليسوا بالجهلة أو الدهماء، من يتهم القناة نفسها بالمسؤولية عما آلت إليه الأوضاع في العراق وسوريا وليبيا واليمن بل ويحمّـلها وزر كل الدماء التي سالت. هؤلاء يرفعون من قدر هذا التلفزيون في معرض الحط منه، إذ من هي وسيلة الإعلام هذه، كائنا ما كانت، التي يمكن لها أن تؤثر في الناس إلى هذا الحد؟؟!! وأي قطيع من الناس هؤلاء الذين يمكن أن تحركهم هذه الوسيلة كما تشاء؟!! لقد أدخل أصحاب هذا الرأي نظرية جديدة في علم الاجتماع السياسي تسمى: التلفزيون كمحرك للتاريخ!! وإذا ما سلمنا أن في تغطية هذه المحطة بعضا مما يمكن وصفه فعلا بالتحريض فإن تقويمه وإصلاحه لن يكون إلا مهنيا، ومن قبل الصحافيين أنفسهم، أما المنع والإغلاق فلن يؤدي إلى ذلك أبدا. بالعكس هذا سيجعل هذه المحطة، بل وأي محطة أخرى مكانها، في حل من أي مراعاة هنا أوهناك حرصا على عدم إغلاق مكتبها وسلامة العاملين فيه، فتنطلق ربما أشرس من السابق لأنه لم يعد لديها ما تخشاه. لا يوجد سوى وصف واحد لكل من يتوهم أنه أمن شر أي وسيلة إعلام لمجرد أنه أغلق مكتبها: الغباء. ٭ كاتب وإعلامي تونسي نتنياهو وإغلاق مكتب «الجزيرة» محمد كريشان |
الأردن و… «المعارضة الموالية» Posted: 01 Aug 2017 02:12 PM PDT هي ظاهرة تلفت النظر بالتأكيد..موظفون او مسؤولون سابقون في الإدارة الأردنية يجلسون على مقاعد «الاحتياط» والترقب السلبي ولا يشتبكون مع الأحداث والمسارات وفي بعض الأحيان «يتفرجون» على «الأزمات»، وفي حالات ما زالت محدودة ـ والحمد لله- بعض هؤلاء يتحولون إلى المناكفة أو المعارضة مستثمرين في أولا المعلومات التي أتيحت لهم من خلال الوظيفة، وثانيا في شبكة العلاقات النخبوية والاجتماعية والإعلامية التي أتاحتها لهم الوظيفة نفسها. بجرأة معهودة وبرسالة واضحة خالية من اللبس والغموض حاول القصر الملكي التأشير على هذه الظاهرة. تشخيص دقيق للمسألة وتأشير حيوي على ظاهرة ازعم بأن الهدف منه اعمق بكثير من توجيه رسالة او تصنيف اشخاص او الإشارة لشخص محدد او مجموعة اشخاص هنا وهناك. حصل التأشير على هامش النقاشات الاستثنائية التي نتجت عن أزمة جريمة السفارة الإسرائيلية. وبرزت الإشارة في إطار «التشخيص الوطني» لأن ابتعاد أو إبعاد او إقصاء او اعتزال أو حياد وصمت نخبة عريضة من المسؤولين والسياسيين السابقين اصبح ظاهرة فعلية لا يمكن إنكارها تنتج الكثير من السلبيات. اللافت في السياق ان الصمت والحياد والرغبة في عدم الاشتباك لا يشمل السابقين فقط بل العديد من المسؤولين الحاليين ايضا، وتتعدد الأسباب ما بين وطنية او بيروقراطية او شخصية؛ حيث يحجم هؤلاء من المسؤولين الحاليين عن توضيح ما يجري حتى في نطاق اختصاصهم لأن ايا منهم لا يريد ان يتحمل نتائج روايته للأحداث، إما بسبب الصراع بين مراكز القوى أو بسبب كلفة الإعلام والخشية من مواجهة ابتزاز النواب وآلية الرقابة البرلمانية، أو لوجود قناعة بان المسؤول الأعلى «لا يوفر الحماية» اللازمة لمن هو تحت امرته في حال حصول مشكلة. لذلك يبدو التأشير الملكي في هذا السياق علامة فارقة، ولا يهم هنا الغرق في التفلسف وتأويل النص الملكي، ولا البحث عن أسماء محددة لأن المرجعيات تقصد ما هو اعمق من ذلك بكثير، فالأسماء هنا «ليست مهمة» والأهم دوما الظاهرة نفسها. وبالتالي فالإشارة الملكية تعتبر للتحفيز وليس للغرق في التأويل والتكهن والبحث عن متهمين محتملين بل للاسترسال في التشخيص الوطني، والدعوة للبحث في هذه الظاهرة السلبية؛ حيث تحرم تصرفات محددة غامضة البلاد ومؤسسات الدولة من آراء وخبرات متراكمة في المتقاعدين او المغادرين للمسؤولية بصرف النظر عن السبب. وحيث ـ وهذا الأهم ـ يراكم المسؤول الذي غادر موقعه مؤخرا للتو الإحباط في صفوف المجتمع عندما يتحول للحياد او المناكفة. بمعنى آخر يتحول اي مسؤول سابق لا يشارك في الدفاع عن البلد في الأزمات إلى ماكينة تبث السلبية في المجتمع المليء اصلا بالاحتقان والسلبية بكل اصنافها وسط محيط إقليمي ملتهب وظروف قاسية وتحديات كبيرة، الأمر الذي ينتج فعلا مشكلة كبيرة في الداخل ويظهر بالنتيجة أهمية وحساسية الإشارة الملكية التي ينبغي ان تقرأ في مضمونها العميق المترفع عن ذكر شخص محدد او حتى مجموعة اشخاص. لابد ان يستمع لرأي وتقدير كبار الساسة والبيروقراطيين في تشكل وتكون ثم مواجهة هذه الظاهرة السلبية. شاهدنا بأم العين متقاعدين للتو من الوظيفة العامة يقودون حراكات مناطقية او عشائرية ضد خيارات الدولة، وشاهدنا غيرهم يتحولون إلى دعاة فتنة وتحريض ويطالبون المجتمع الدولي بالتحدث مع الشعب بدلا من الدولة، وعشنا مع مرشحين لتولي مواقع اساسية نزلوا إلى الشارع ورفعوا اللافتات خلال الربيع العربي لأن الوظيفة لم تصلهم. المستاءون ولأسباب شخصية كثيرون في الطبقة السياسية والبيروقراطية ،وهؤلاء يساهمون فعلا في صناعة السلبية لأنهم تتلمذوا على يدي المدرسة التي تقول بأن الدولة «شجرة..اضربها بالحجارة حتى تمنحك الثمر» ويا ليت الثمر في هذه الحالة له علاقة بالمواقف الوطنية بل معني فقط بالمصالح الشخصية. رصدنا مستوى الانزعاج والحساسية من اي رأي آخر يمكن ان يطرح خصوصا علنا وفي الإعلام، في الوقت الذي تبقى فيه قنوات القرار مفتوحة لتبادل الرأي والمشورة لمن رغب او تجرأ، خصوصا ان المرجعية طالبت الأردنيين جميعا بالنقاش، وعرض رأيهم ومغادرة التردد ما دام الأمر يتعلق بالنقد الإيجابي. لابد وطنيا من التفريق ما بين المعارض او غير الموالي او المناكف الانتهازي، وما بين رموز «المعارضة الموالية» الذين يتحدثون او يلاحظون إنطلاقا من إيمانهم بالدولة وحرصهم على النظام بعيدا عن كل مظاهر الانتهازية والابتزاز. يبدو ان تصرفات وسلوكيات بعض الموظفين الذين تم تخويلهم بإدارة المشهد تتقصد عزل بعض رموز الموالاة من اصحاب الرأي المختلف او المعارض على اساس الولاء والانتماء مما يقدم مساهمة فعالة في تشكيل ظاهرة الحياد والصمت. واجب الجميع بعد التأشير الملكي الهادف والدقيق الغوص في التفاصيل لحماية الدولة والمجتمع من تأثيرات بعض الظواهر السلبية والالتزام بذلك يتطلب فعلا عدم المغالاة في اقصاء او ابعاد او تشويه المعارضة الإيجابية أو الموالية لأن هدف اصحاب الرأي المختلف هنا يجلس بوقار في دائرة النبل والدفاع عن خيارات الدولة والنظام. الإعلام الرسمي يعزل نخبة من أهم الخبراء والسياسيين من دون سبب والحكومات المتعاقبة تشعر بالمنافسة، وتستفرد من دون مشاورات بالقرار وتريد ان تسعى للاستئثار بكل التفاصيل. وبعض الموظفين في مواقع القرار المتنوعة يساهمون في هذا العزل فيما حصلت في حالات معروفة عمليات تشويش لا بل فبركة وتشويه لآراء وتقديرات ورسائل نخبة لا مجال للمزاودة عليها في الولاء والانتماء. ما تقوله المرجعيات بخصوص سلبية بعض المسؤولين السابقين مهم وأساس ولابد من مواجهته. وما يقوله وطنيون مخلصون لديهم رأي مخالف ينبغي ان يسمع خصوصا من المعارضين الموالين حقا لا قولا. ٭ إعلامي أردني من أسرة «القدس العربي» الأردن و… «المعارضة الموالية» بسام البدارين |
لماذا لا يثق التونسيون والجزائريون بحفتر؟ Posted: 01 Aug 2017 02:11 PM PDT سواء كانوا يرونه ثعلبا ماكرا أم بيدقا يحركه المصريون والإماراتيون، وفق إرادتهم، فإن التونسيين والجزائريين الذين لم يرتاحوا في الاصل لعودة العسكري المتقاعد خليفة حفتر للخدمة، باتوا يشعرون بقدر ملحوظ من القلق والانزعاج من طبيعة خططه ونواياه في التعاطي معهم مستقبلا، اذا ما تمكن من تحقيق حلمه في إزاحة كل الخصوم والتربع منفردا على عرش ليبيا. ورغم أنهم لم يكشفوا صراحة عن هواجسهم ومخاوفهم تلك، ولم يقولوا علنا إنه من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، عليهم ان يصلوا للحد الأدنى من التفاهمات معه، وأن تشدده وطموحه الجارف زاد من ترددهم حتى في قبول عروض التعاون الامني والعسكري التي يقدمها لهم، فإنه بات من الواضح، وبالخصوص بعد لقاء باريس الاخير، بأن الهوة بينهم وبينه توسعت وتمددت اكثر من السابق. لقد خرج المشير من ذلك اللقاء منتصرا، بعد ان حصل على مباركة فرنسا ونال اكبر الجوائز التي سعى للفوز بها وهي ان يعترف به كزعيم سياسي لا يمكن تخطيه عند البحث عن اي مخرج أو خلاص محتمل لليبيا. صحيح ان الرئيس الفرنسي ماكرون قال أمامه وأمام غريمه رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية بأنه «توجد شرعية سياسية في ايدي السراج، وتوجد شرعية عسكرية تتمثل في القائد العسكري حفتر، وقد قررا ان يعملا معا»، ولكن حفتر كان يدرك جيدا في قرارة نفسه ان ذلك الحديث الفضاض عن وجود شرعيتين لا معنى له مادام هو الاقوى على الميدا،ن، ومادام خصمه المعترف به دوليا اي السراج لا يستطيع تحريك طائرة أو دبابة أو حتى التنقل بحرية وسهولة داخل العاصمة الليبية نفسها، بدون ارادة الجيش أو الميليشيات وموافقتهما، اي بدون الحاجة لشرعية عسكرية لا يملكها ولا يضمن انحيازها الدائم له. ولاجل ذلك لم يتورع عن القول في مقابلة اجرتها معه قناة فرنسية تعليقا على تصريح سابق للسراج، ذكر فيه أنه من الحماقة التفكير في دخول طرابلس وأن ذلك ليس سوى «عنترة لا تعني شيئا وهو، أي السراج رجل مهندس وعليه ان يتكلم وفق مجاله، وبناء على اختصاصه بعيدا عن العنترة التي لا يملك منها الا الكلام». قبل ان يضيف فيما يشبه التهديد بأنه «متى سمعنا ان هناك خطرا يدق ابواب طرابلس فنحن لها». لقد كان واضحا ان البدلة المدنية الانيقة التي دخل بها العسكري قصر الايليزية لم تغير شيئا من طباعه، ولا من تفكيره، ولم تحوله بين ليلة وضحاها الى دبلوماسي متمرس بأحاديث الصالونات يجيد شد الحبال وجذبها في وقت، ثم سحبها وارخاءها في وقت آخر. فكل ما تعلمه ان العبرة تظل بالنهاية في شيء واحد وهو القوة وان كل الاتفاقات التي وقعها أو سيوقعها مع السراج أو مع غرمائه الاخرين لا تساوي حتى الحبر الذي كتبت به، ما دام الميزان العسكري على الارض ما يزال يميل لصالحه مثلما يتصور. ولعله بات مقتنعا الان واكثر من اي وقت مضى بأن الرياح الاقليمية والدولية صارت تميل بقوة لصالحه، وانه لم يعد ممكنا لأي قوة غربية، ترغب في الحفاظ على مصالحها في ليبيا أن تتخطاه أو تتجاهله، فيما تعده من خطط ومشاريع للاعوام المقبلة. ولا شك بان مثله الاعلى في ذلك، زميله المصري الجنرال السيسي الذي وصل قبل اعوام الى اعلى هرم السلطة في بلده متذرعا بانه قام بعملية إنقاذ وطني لا غير. إنه يستخدم التكتيك والاسلوب نفسه، وما يزال يخفي الى الان كل اوراقه ويرفض الكشف عن اي رغبة أو طموح علني في التربع على عرش ليبيا، بل يقول إن كل أمله وطموحه ان «تكون ليبيا دولة آمنة ومستقرة وتعيش حياتها مثل باقي العالم». كما انه لا يبدي بالمقابل ايضا اي ميل أو قبول بأن يخلع بدلته العسكرية ويشارك في انتخابات عامة وشفافة يحدد فيها الليبيون ما اذا كانوا يقبلون به قائدا أو زعيما لهم ام لا. فهو لا يؤمن اصلا بجدوى الانتخابات، رغم انه قبل، في باريس، من حيث المبدأ بأن تنظم في اقرب وقت في بلاده، كما انه لا يبدو بحاجة لشرعية انتخابية، مادام متأكدا من ان إعلانه الحرب على الارهاب يكفي لمنحه اقوى صكوك الشرعية المحلية والدولية واكثرها حجية ونفاذا. ولكن انغماسه وتحركه المحدود داخل المربع المصري الاماراتي فقط، وتجاهله المتعمد احيانا لما يثيره ذلك من حساسية بالنسبة لجارتيه تونس والجزائر بالتحديد، وحتى من تهديد واضح ومباشر لمصالحهما مع بلد يقولان باستمرار إن أمنه واستقراره من أمنهما واستقرارهما، بات يعد مصدر قلق حقيقي في العاصمتين المغاربيتين، خصوصا مع ارتفاع أسهمه وتسابق القوى الغربية على كسب وده وإشراكه المباشر في كل المحادثات التي تعقد للبحث عن حل سياسي للازمة الليبية. ومن المؤكد ان المسؤولين في البلدين شعروا ببعض الحرج من لقاء باريس، الذي كرس نجومية حفتر، متجاهلا ما بذلوه من مساع على امتداد عدة شهور لتقريب فرقاء الأزمة وجمعهم الى طاولة واحدة. وربما تساءل بعضهم بمرارة عن السبب الذي جعل السراج وحفتر يطيران الى باريس وقبلها الى ابوظبي، ولا يجتمعان مثلما كان مفترضا لا في تونس ولا في الجزائر، رغم ان العاصمتين اقرب لهما جغرافيا على الاقل من اي مكان اخر. والمفارقة هي ان النظام العسكري في الجزائر، الذي من المفترض ان يميل عادة للعسكريين أو لانظمة تقترب أو تشترك معه ولو في الشكل، لا يفضل عسكريا بمثل مواصفات حفتر لحكم ليبيا، بسبب قرب الاخير الزائد من النظام في مصر، مع ما يعنيه ذلك من تبدل متوقع في التوازنات والتحالفات الاقليمية. فليس من مصلحة الجزائر ان يتوسع نفوذ القاهرة ويمتد بعيدا ليقترب من حدودها، وهي لا ترغب بالتالي في أن يفتح حفتر بابا للمس بدورها ونفوذها التقليدي في المغرب، كما انها لا ترى فيه من هذه الزواية بالذات العسكري المناسب لها. أما التونسيون الذين يرفضون من حيث المبدأ اشراك العسكر في السياسة، فلا يتصورون ان الحل لازمة ليبيا، في عودة عسكري اخر على رأس السلطة. فاشباح القذافي ماتزال ماثلة بقوة امامهم، ومازالوا يذكرون تهديداته وتدخلاته ومؤامراته الطويلة ضدهم. وهم يفضلون بدلا من ذلك، وكما قال وزير خارجيتهم لجريدة «لابراس» الحكومية ان «تنظم في أقرب وقت انتخابات حرة وشفافة في ليبيا، وان يحدد الشعب الليبي ويختار قادته»، وهنا قد لا يكون حفتر هو الشخصية المدنية الانسب في نظرهم للقيام بتلك المهمة. بقي هل ان البلدين قادران الان بالفعل على تجاوز حفتر؟ أم انهما سيمدان له ايديهم بالنهاية؟ ما نعلمه ان السياسة تحتمل الكثير من المكر والكثير من تحريك البيادق ونقلها في اي وقت. كاتب وصحافي من تونس لماذا لا يثق التونسيون والجزائريون بحفتر؟ نزار بولحية |
«نيولوك» سياسي Posted: 01 Aug 2017 02:11 PM PDT عندما نسمع كلمة «نيولوك» يتبادر إلى اذهاننا سريعا السليكون والبوتكس وتكبير وتصغير أجزاء من الجسم، لكننا اليوم ازاء «نيولوك» سياسي في العراق، ربما كانت دوافع الطبقة السياسية مشابهة لدوافع المرأة التي تحاول أن تبدو متجددة عبر عمليات التجميل. وبما أننا قريبون من موسم الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في 2018، اذن لابد من «نيولوك» لكسر الملل السياسي ومحاولة وضع الرتوش على وجه الطبقة السياسية، لنتقبلها مرة اخرى. اذن هل نستطيع أن نحدد نوع السليكون والبوتكس، الذي سيجمل حركات وتيارات العملية السياسية؟ وهل نستطيع التعرف على ملامح التيارات السياسية المقبلة بعد الـ»نيولوك»؟ العنصر الاول في تركيبة السليكون السياسي هو (المدنية) التي باتت تدعيها كل تيارات العراق السياسية، ويجب ألا نتعجب من ذلك، لأننا شهدنا مطالبة اعتى رموز الطائفية السياسية، وهي تطرح نفسها رموزا لحركات وتيارات (مدنية) مقبلة. ويمكننا أن نسأل كل من يتشدق بهذا الاسم عن معنى الكلمة، لنتفاجأ بان لا تعريف محددا لـ(المدنية) التي يطالب بها الجميع، فالبعض يقولها هامسا خائفا معتبرا اياها مضادا لـ(الاسلامية) التي صبغت بصبغتها الطائفية الحراك السياسي المنصرم على مدى 14 عاما. والبعض يعتبرها بديلا لكلمة (علمانية) التي يعتبرها البعض سبة أو حالة إلى الكفر وتدني الاخلاق، لذلك يستخدم كلمة (مدنية) بديلا مقبولا وغير واضح المعالم، وربما لا يخطرعلى بال أحد انها عكس (عسكرية) اقول ربما، فقد نجد من ينادي بالـ(المدنية) من وجهة نظر رافضة لديكتاتورية عسكرية تقوم على انقلاب عسكري تتمناه قطاعات متزايدة وسط الشعب الباحث عن خلاص. أما العنصر الآخر في السليكون السياسي فهو (الوطنية) وهي كلمة جميلة تصلح رمزا وهدفا وتحقق التفافا جماهيريا حول المنادي بها، وشعار (الوطنية) حاله حال المدنية، الا انه اقدم استعمالا من حيث التجمل والسليكون السياسي، حيث استعمل منذ بداية التغيير عام 2003، إلا انه سليكون ناجح سياسيا وبضاعة لا تبور، فأعتى التيارات الطائفية والمناطقية سمت نفسها تيارات واحزابا وكتلا (وطنية)، مع العلم أن كل كتلة او تيار او مكون من هذه المكونات كان يفصّل الوطن على مقاس طائفته أو عرقه أو مذهبه، فكيف تتعامل مع تيار طائفي محض يسمي نفسه (وطنيا)؟ هل تصدق التوصيف ام لا؟ هل يمكن تغيير صفة (الوطنية) بأي صفة ثانية ليسهل علينا ابتلاع الطعم وتقبل «النيولوك»؟ ربما كان العنصر الأحدث في عملية الـ»نيولوك» السياسي العراقي هو (الإصلاح) الذي أصبح شعارا وكتلة برلمانية وتيارات سياسية، الكل يحقن (الاصلاح) في جسد العملية السياسية، لكنه يذهب هباء دون أن يرى المراقب اي ملمح حقيقي لهذا (الاصلاح). وهنا يجب أن نتوقف ونسأل ما هي الدوافع او المحركات لهذا الـ»نيولوك»؟ ويجيبنا العارفون في العلوم السياسية أن ما يحصل أمر طبيعي في كل عملية سياسية، فالحالة الطبيعة هي التغيير، لان الثبات يعني الموت، لكننا نسأل هل المؤشرات التي طرحناها بصفتها عناصر مكونة لـ»نيولوك» السياسي مؤشرات تغيير حقيقي؟ أم انها مؤشرات تجميل لن تمس سوى قشرة العملية السياسية فقط؟ ونجيب بناء على قراءة 14 عاما من العملية السياسية لنقول؛ إن ما يحدث هو عبارة عن تجميل فقط، ومحاولة تدوير الوجوه السياسية القديمة. من اوضح وأهم وأخطر التغيرات التي شهدها المشهد السياسي العراقي في الايام القليلة الماضية ضمن حركات الـ»نيولوك» السياسي هي انشقاق السيد عمار الحكيم عن المجلس الاسلامي الاعلى، ليكون حزبا جديدا باسم (تيار الحكمة الوطني) وقد سبق هذا الانشقاق تسريبات عن خلافات بين قيادات المجلس ممن يعتبرون الحرس القديم الذين زاملوا السيد محمد باقر الحكيم والسيد عبد العزيز الحكيم منذ انطلاق عمل المجلس في ثمانينيات القرن الماضي في ايران، باعتباره مظلة جامعة للمعارضة الاسلامية ضد نظام صدام حسين، وكان في حينها باسم (المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق)، ومن ثم دخوله العملية السياسية بعد 2003 بعد أن حذف توصيف ثورة من اسم الكيان السياسي ليصبح المجلس الاسلامي الاعلى ولتخرج من تحت مظلته حركات كانت تمثل الجناح العسكري له، مثل منظمة بدر التي يقودها هادي العامري، ومؤسسة شهيد المحراب التي كان يقودها عمار الحكيم قبل وفاة والده عبد العزيز الحكيم، ليصبح رئيسا للمجلس الاعلى الذي مثل عصا الرحى في التحالف الشيعي الحاكم، الذي ضم حزب الدعوة والتيار الصدري، وبعض الحركات الشيعية الصغيرة بالاضافة للمجلس. اذن بات لدينا اليوم حزب شيعي جديد باسم (تيارالحكمة الوطني) يقوده عمار الحكيم ويطرح نفسه حزبا ذا برنامج سياسي وطني عابر للطوائف والقوميات، بالمقابل بقي الحرس القديم في المجلس الاعلى مثل الشيخ همام حمودي وباقر الزبيدي والشيخ جلال الدين الصغير وعادل عبد المهدي، دون أن يعلم احد مدى صلاحية الحزب القديم او كفاءته في المقبل من العملية السياسية. كذلك تحدثت تسريبات ضمن الـ»نيولوك» عن قرب الاعلان عن انشقاق في حزب الدعوة الحاكم، والامر لايعدوركونه اعلان واقع حال، اذ أكدت التسريبات أن الانتخابات المقبلة ستشهد تنافس كتلتين في هذا الحزب، الاولى ومحورها رئيس الوزراء حيدر العبادي، باسم كتلة التحرير والبناء، التي ستستثمر ما تحقق من انتصارات عسكرية وتحاول أن تجمع القوى التي تريد أن تلتف حولها لتشركها في عملية الاعمار المطروحة كتحد للحكومة المقبلة. اما الكتلة الثانية فهي الكتلة الملتفة حول نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، وهي كتلة دولة القانون التي أكلت الكتل الشيعية الاخرى من جرفها كثيرا نتيجة اتهامها بالانكسارت التي حدثت في نهاية الولاية الثانية للسيد المالكي، عندما احتلت عصابات «داعش» حوالي ثلث العراق، بالاضافة إلى الاتهامات الكثيرة التي وجهت للحكومة بالفساد وتبذير قرابة الترليون دولار من مدخولات النفط عبر ثماني سنوات في ولايتي المالكي دون حصول تحسن ملحوظ في مستوى الخدمات والامن في كل مدن العراق. اما الكتل السنية فانها هي الاخرى تعاني من التفتت وتسعى لاهثة للحصول على «نيولوك» سياسي قبل الانتخابات المقبلة، فالكتلة السنية الاكبر في البرلمان وهي (كتلة تحالف القوى) تعرضت للتفت حيث كشف رئيس الكتلة النائب أحمد المساري، عن تأسيس (تحالف القوى الوطنية العراقية) موضحًا في بيان ألقاه في مؤتمر صحافي عقد في بغداد منتصف شهر يوليو المنصرم أن التحالف مشروع سياسي وطني عابر للطائفية. في المقابل عقد سياسون سنة مؤتمرا موازيا في أربيل عاصمة إقليم كردستان، ضم برلمانيين وسياسيين وزعماء قبائل ينتمون إلى المحافظات الشمالية والغربية ذات الغالبية السنية، كالموصل والأنبار وصلاح الدين وكركوك وديالى، بالاضافة إلى بغداد، وكان ابرز من حضره وزير المالية الاسبق رافع العيساوي، ومحافظ الموصل الاسبق أثيل النجيفي، ووضاح الصديد، وآخرون لم يتمكنوا من الحضور إلى بغداد، بسبب مشاكل قضائية وخلافات مع جهات حكومية عراقية، ومعارضتهم النظام السياسي خلال المرحلة الماضية، واوضح الصديد في تصريح صحافي في ختام المؤتمر قائلا «إن التحالف يمثل مشروعًا سياسيًّا وطنيًّا عابرًا للطائفية، ويمثل المناطق المحررة» ودعا الحكومة العراقية إلى تحمل مسؤولياتها في ما يتعلق بملف إعادة النازحين إلى مناطقهم، وإعمار المدن المحررة من «داعش». ومن تجليات الـ»نيولوك» السياسي ما حصل في الحزب الاسلامي (الاخوان المسلمون في العراق) حيث تعرض لانشقاق قاده رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، فقد صرح النائب أحمد السلماني للصحافة بأن سليم الجبوري خرج من الحزب الإسلامي مع قيادات أخرى وأسس (حزب التجمع المدني للإصلاح). وأضاف «أن الحزب الإسلامي أجرى انتخاباته أمام مفوضية الانتخابات قبل يومين، وبات الآن إياد السامرائي، الأمين العام وبهاء الدين النقشبندي نائباً للأمين العام ورشيد العزاوي نائباً ثانياً». بدورها الكتلة الكردستانية تشهد حراكا وتمزقات في الـ»نيولوك» السياسي العراقي، وان كانت أقل دراماتيكية من الكتل الأخرى نتيجة خصوصية الكتلة الكردستانية، التي تحاول أن تبدو متماسكة في صراعها مع بغداد، لكن على المستوى الداخلي شهدت الايام الماضية حراكا تمثل في انشقاق عدد من أعضاء حزب الاتحاد الكردستاني بقيادة جلال طالباني وانتقالهم إلى الخصم الكلاسيكي، أي الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة مسعود بارزاني، حسبما ذكر القيادي في التحالف الكردستاني حمه أمين، الذي اوضح أنه «سيتم الإعلان عن ذلك رسمياً، بعد انتقال القيادات المنشقة من السليمانية إلى أربيل». اذن هل سيبتلع العراقيون الطعم المغلف بالـ»نيولوك» السياسي للاحزاب القديمة؟ ام سيبحثون عن وجوه جديدة املا في الخروج من مأزق عمره 14 عاما؟ إجابة سننتظرها لحين حلول موسم الانتخابات المقبلة. كاتب عراقي «نيولوك» سياسي صادق الطائي |
الاتفاق النووي وحقيقة «صراع الأجنحة» داخل إيران Posted: 01 Aug 2017 02:11 PM PDT يميل كثير من المحللين عند تقييمهم لتأثير الاتفاق النووي على الداخل الإيراني إلى الحديث عما يسمى «بصراع الأجنحة». المقصود هو اختلاف التوجهات الظاهر بين الاتجاه المنفتح الذي يمثله الرئيس حسن روحاني، والذي يدعم الاتفاق بقوة، والاتجاه الآخر المدعوم من المرشد، الذي أبدى منذ البداية تحفظاً عليه. الحقيقة هي أن هذا الصراع بهذا المعنى لا وجود له. ببساطة، وبغض النظر عن خطاباته الحماسية، فإن المرشد لو كان يعارض هذا الاتفاق بشكل جاد لما كانت إيران قد سعت لتوقيعه وإنجاحه، كما أنه، لو كان لديه أي تحفظ على مشروع روحاني لما كان سمح له بالترشح ناهيك عن الفوز بالرئاسة. لقد فصّلت ذلك في مواقع أخرى تعليقاً على الديمقراطية الإيرانية، وطريقة الانتخاب الفريدة التي تقود لمنح الحق في الترشح والانتخاب لتيار واحد يسانده المرشد، وتراقبه السلطة الدينية. قلت حينها إن ما يظهر من تنافس واشتباكات ليس في كثير من الأحيان إلا مجرد نسخ مختلفة من تيار واحد. يمكننا أن نقول إن الولي الفقيه، رأس النظام الحقيقي، يملك جناحان يتحكم بهما ويستخدمهما بحسب الظرف الزماني والمكاني. جناح الانفتاح والاعتدال الذي يخاطب به الغرب، معلناً عن مد جسور التعاون والتقارب معهم، وجناح التشدد الموجه إلى الجيران في المنطقة، وإلى كل عدو مفترض، والذي يقوم على لغة التهديد وتجهيز الميليشيات وأعمال الإرهاب. المرشد هو الداعم الأهم لتنظيم الحرس الثوري الإيراني، النواة الأقوى للسياسة والدفاع والاقتصاد الإيراني، ولكنه في الوقت ذاته، المحدد الأهم لتوجهات الرئاسة الإيرانية وتحركاتها الخارجية. إذا اتفقنا على كون أن المرجعية التي يحتكم إليها الطرفان واحدة، فربما يكون من الأصح الحديث عن «تنافس» لا صراع الأجنحة، تنافس يأمل فيه كل فريق أن يكسب هذه المرجعية إلى صفه، إلا أن ذلك، أي انحياز المرشد التام لجهة دون أخرى، غير ممكن، حيث يدرك الرجل بخبرته الطويلة خلفيات أصحابه، فلا يستغني عن أحد منهم. على سبيل المثال فإنه حين كان الوقت وقت تشدد وتصعيد مع الغرب، قام بتصدير شخصيات مثل محمود أحمدي نجاد ووزير الخارجية علي أكبر صالحي. أما حين احتاج لإقناع العالم بإيران الجديدة التي تغيّرت، فقد استعان بشخصيات مثل الرئيس روحاني ومحمد جواد ظريف، الذي لم يكن فقط وزير خارجية، ولكنه أيضاً ممثل إيران والمفاوض الأهم في ما يتعلق بالاتفاق النووي، وهو الملف الذي كان يسيطر عليه سلفه الذي اشتهر بتشدده، سعيد جليلي رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي. أكثر من ذلك فإن هذا التقسيم إلى معسكر اعتدال وتشدد، وهو ما يميل إليه أغلب المتناولين للشأن الإيراني، خاصة إبان الانتخابات، هذا التقسيم لا يرضي حتى مرشد الثورة، وهو ما عبر عنه بوضوح في كلمة ألقاها عقب فوز روحاني بالرئاسة، منتقداً نزعة «تقسيم الشعب». كأن علي خامنئي أراد أن يقول إن مسألة المعسكرات هذه كانت مجرد لعبة انتخابية لإضفاء بعض التشويق على عملية الانتخاب والاقتراع، أما محاولة تحويل ذلك لاستقطاب جاد يهدد كيان الدولة، ويبني كياناً معارضاً موازياً، فهو أمر غير مقبول. لم يكتف المرشد بالتلميح، ولكنه قال بشكل صريح أنه لن يسمح بتكرار ما حدث عام 2009 حيث تم «التساهل» مع تيار الإصلاح الذي نما وتقوى لدرجة كادت أن تضيّع الدولة. لقد قطعت كلمات خامنئي الواضحة الطريق على من كانوا يأملون في التستر خلف الرئيس المنفتح الجديد والمقبول من المؤسسة الدينية، من أجل تنفيذ مشروعات إصلاحية أو ليبرالية. كما حملت رسالة واضحة للرئيس روحاني نفسه مفادها تذكيره بضرورة الالتزام بالخط المرسوم الذي يجب ألا يحيد عنه. في الواقع فقد كان روحاني شديد الانتقاد لتدخل مؤسسة الحرس الثوري في الحياة السياسية، حيث اعتبر أن دورها يجب أن يقتصر على تأمين الثورة وحماية البلاد، إلا أن الرسالة التي حرص المرشد وغيره من المقربين، كعلي لاريجاني، على تكرارها، هي أن هذه المؤسسة وغيرها من الأذرع الأمنية كقوات الباسيج هي خطوط حمر لا يجوز المساس بها. ما يمكن أن يوضح الحالة الفريدة التي نحن بصددها، أن الرئيس روحاني وفي انتقاده لمؤسسة الحرس الثوري لجأ للتذكير بإمام الثورة الأول، الخميني، الذي لم يكن يرضى بتحول هذه المؤسسة لذراع سياسية واقتصادية. أما الحرس الثوري فهم أيضاً، وحين يرغبون بكسب نقاط لصالحهم ضد مؤسسة الرئاسة، فإنهم يتهمونها بالتمييع والانحناء والتذلل للغرب، مما يخالف بشكل صريح مبادئ الثورة وخط مرشدها. انتهز خط التشدد الحظ السيئ للرئيس روحاني، فقد كان واضحاً أن الأمور بدأت تخرج عن سيطرته، وأن مخططه الطموح لم يمض بالشكل الذي توقعه على الصعيدين السياسي والاقتصادي، وهو ما جعل منافسيه يطرقون على وتر أن بلادهم قدمت الكثير دون أن تنال شيئاً بحجم تنازلاتها. كان الرئيس روحاني قد قدم إبان ترشحه، مشروع الانفتاح على الغرب، كحل للأزمة الاقتصادية التي كانت تمر بها البلاد. بدا للقيادة ولعامة الشعب الإيراني حينها أن هذا الاتفاق يشكل أرضاً صلبة يمكن الاتكاء عليها، للخروج بالبلاد من الأزمة التي أفرزها الانغلاق السياسي، والعقوبات التي استمرت لما يقارب العقدين من الزمان. بعد تلقي الضوء الأخضر من القيادة الدينية قام روحاني بعد أسابيع قليلة من توليه الرئاسة، بتوقيع اتفاق مبدئي في ما يتعلق بالاتفاق النووي. كان الرجل جاداً فعلاً وكان الانفتاح على الغرب والتطبيع مع مؤسساته يمثل بالنسبة له أولوية قصوى. الأيام الأولى بعد توقيع الاتفاق كانت مثمرة، شعر فيها الجانب الإيراني ببعض الانتعاش، لكن الحال لم يلبث أن تغير مع تولي دونالد ترامب الرئاسة، فبعد أن تم منح النظام الإيراني الكثير من المليارات عبر الشركات، والشراكات مع الكثير من مؤسسات العالم، خاصة الأوروبية منها، في العام الماضي، إذ بالإدارة الجديدة ومنذ بداية هذا العام تقوم بفرض الكثير من العقوبات، وتجميد الكثير من الأموال استناداً إلى السلوك الإيراني غير البناء. كل ذلك شكّل ضغطاً على الرئيس روحاني وفريقه، الذي كان يراهن على مخطط الانفتاح. في الداخل، وعلى صعيد الشارع والاقتصاد الإيراني، لم تخل الصورة من قتامة، فقد تزايدت الشائعات والإحباط، كما زادت نسبة البطالة والتضخم الذي تسبب بدوره في تزايد ارتفاع الأسعار. بالنسبة للأغلبية فإن الحال لم يتغير كثيراً بعد الاتفاق وهو أمر محبط بعد سيل من الوعود والآمال. بالتأكيد فإن أسباب التعثر الاقتصادي لا تعود فقط إلى العقوبات الغربية أو الأمريكية، وإنما تسببت فيها عوامل أخرى، لعل أهمها التدخلات العسكرية الإيرانية الخارجية، وإصرار النظام على إغداق الملايين على أذرعٍ وخلايا مسلحة في أكثر من مكان. ما يمكن أن نخلص إليه هنا هو أن الحديث عن صراع بين أجنحة مختلفة غير دقيق ويستند بشكل كبير إلى المقارنة بما يحدث في دول أخرى. بالمقابل فإن التنافس وتضارب المصالح موجود ولا يمكن إنكاره، على سبيل المثال فإن التطبيع والاستفادة الكاملة من الاتفاق النووي يمر عبر تحجيم دور الحرس الثوري، وهو ما تعرفه جميع الأطراف. رؤية روحاني هي تقليل دور هذه المؤسسة السياسي وتغلغلاتها الاقتصادية الواضحة، من أجل مساعدة البلاد على الانخراط أكثر في الحياة الاقتصادية الدولية. قيادات الحرس التي وقعت عليها عقوبات إضافية هذا العام تنظر بتشكك لهذا الرأي، الذي يبدو لها وكأنه مجرد وسيلة لتجريد إيران من قوتها العسكرية عبر استهداف الحرس وغيره من المؤسسات الأمنية والعسكرية. سواء كان الرئيس روحاني صادقاً في انتقاداته للحرس الثوري، أو كانت آراؤه تلك مجرد مناورة سياسية، فإن خيار تحجيم القبضة السياسية والأمنية للحرس الثوري يبدو مستبعداً، وهو ما أكده بداية هذا الأسبوع أحمد جنتي رئيس «مجلس خبراء القيادة» الذي يمثل الأصولية السياسية الحاكمة. رأى جنتي في محاولات تفكيك هذه المؤسسة مخططاً أمريكياً لإضعاف الدولة، ووصف من يلمحون للتخلي عن الحرس الثوري بأنهم «تيار فتنة» وأنهم بفعلهم هذا إنما يساندون الأعداء. بقي أن نقول إنه لا توجد خطوط واضحة هنا بين التشدد والاعتدال. على سبيل المثال بعد شروع الرئيس ترامب في تنفيذ سلسلة عقوبات قاسية جديدة ضد النظام الإيراني فإن روحاني، المعتدل، سرعان ما نزع رداء دبلوماسيته مهدداً برد إيران على ذلك. أما رموز التشدد فإنهم كذلك يغيّرون خطابهم بحسب واقع الحال، فلا تستغرب إن رأيتهم في بعض المناسبات وهم يتحدثون بدبلوماسية عن أهمية الحوار ومراعاة حقوق الجوار والتعاون الإقليمي. هي لعبة ذات احترافية عالية يصعب على الكثيرين فهمها أو ملاحقتها. كاتب سوداني الاتفاق النووي وحقيقة «صراع الأجنحة» داخل إيران د. مدى الفاتح |
ثالوث الصراع والمؤامرة والانهزام التاريخي Posted: 01 Aug 2017 02:10 PM PDT مثلت الثورة العربية الكبرى عام 1916 بقيادة الشريف حسين، الطموح القومي العربي، بتشكيل دولة عربية واحدة من المحيط إلى الخليج، كانت هذه أحلام العرب التي سرعان ما تبخرت في اتفاقيات سايكس بيكو ومؤتمرات سان ريمو، التي قسمت بلدان المنطقة العربية بناءً على حدود مصطنعة، مثلت الدول التي نعرفها اليوم. ورغم الاختلاف والاتفاق حول ما إذا كان تاريخنا الحديث والمعاصر مبنيا على فرضية المؤامرة، التي أطرت العقلية السياسية العربية طيلة الفترة الماضية، إلا أن الثابت هو أن السياسي العربي طالما وجد في شعوب المنطقة جزءًا من مؤامرة خارجية تحاك ضده، هذا ما تجمع عليه النخب السياسية العربية اليوم، وعلى الجانب الآخر نجد أن شرعية الخيارات السياسية بالنسب لدولة عربية هي خيانة ومؤامرة بالنسبة لدولة عربية أخرى، ولنا في التفاعلات السياسية العربية بعد اتفاقات كامب ديفيد أمثلة كثيرة على ذلك. إن نظرة مبسطة لطبيعة ما نعيشه اليوم تظهر لنا مدى التأزم السياسي والأمني الذي تمر به المنطقة العربية، فإلى جانب دول تواجه تحدي الوجود كالعراق وسوريا وليبيا واليمن، هناك دول تواجه تحديات التنمية الوطنية الشاملة، كمصر والجزائر وتونس، إلى جانب ثالثة تواجه أزمات سياسية كموريتانيا ولبنان والسودان، ورابعة تواجه تحديات خارجية، ولنا في العلاقات الخليجية الخليجية أبرز مثال على ذلك. من كل ما تقدم نقف أمام تساؤل مركزي أين تقف المنطقة العربية اليوم؟ قد تكون الإجابة المختصرة لذلك، هو ضرورة الشروع بإجراءات جديدة تفتح أفقا أوسع لعلاقات عربية عربية تسودها المصلحة المشتركة المحكومة بأساسيات العمل العربي المشترك، مع الأخذ بنظر الاعتبار ضرورة تحديد الأولويات السياسية العربية، ولكن على الجانب المقابل هل تكفي هذه الإجراءات، بكل بساطة لا. لا يختلف أحد على أن المشاكل العربية العربية، ولغرض حلها تحتاج إلى جهود كبيرة تتجاوز الأنظمة السياسية العربية، جهود تبدأ بإعادة تعريف الدور السياسي للمجتمعات العربية، هل هي مجتمعات تعيش على هامش التاريخ؟ أم مجتمعات مساهمة ومبادرة؟ وأيضاً الضرورة بإعادة هيكلة الجامعة العربية من خلال إعطائها قوة دفع اكبر لممارسة أدوار سياسية أكثر فعالية في الأزمات العربية العربية، فهي مغيبة اليوم تماماً في الأزمة السورية أو اليمنية، أو حتى مؤخراً الخليجية، بل إن وقوفها متفرجة يشير من جهة أخرى إلى أنها تعيش حالة من الاحتضار، أمام بروز مشاريع الشرق الأوسط الموسع أو الشرق الأوسط الإسلامي أو غيرها من المشاريع التقسيمية. وفضلاً عما تقدم يمكن القول إن العلاقات العربية البينية حكمتها قواسم الاختلاف أكثر من فرص التقارب، فمن أجل لعب أدواراً محورية في المنطقة العربية، ذهبت بعض دول المنطقة بعيداً عن المظلة العربية، فخلال الحرب الإيرانية العراقية، تحالفت سوريا مع إيران، وقطعت أنبوب النفط العراقي الذي يمر عبر الأراضي السورية، لاختلاف النظام السياسي السوري مع النظام العراقي في ذلك الوقت، وخلال أزمة أغسطس 1990 وجهت دول الخليج نداء استغاثة للولايات المتحدة الأمريكية لإخراج العراق من الكويت، وتكررت الحالة في 2003، وجاءت ثورات الربيع العربي لتكمل ما بشّر به النظام العالمي الجديد، وأصبحنا اليوم أمام سيناريوهات مخيفة في ليبيا واليمن والبحرين والعراق وسوريا. أشارت الأزمة الخليجية الأخيرة إلى مدى الشرخ الحاصل في الخيارات السياسية العربية، بل إن العلاقات السياسية العربية مع دول الجوار وتحديداً إيران، تمثل علامة استفهام كبرى في العلاقات العربية البينية، إلى الدرجة التي يمكننا معها إطلاق مصطلح «فوبيا إيران»، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بدول كالعربية السعودية والإمارات ومصر والأردن، إذ مثلت إيران وعلى مر التاريخ السياسي، التهديد الأكبر لدول مجلس التعاون الخليجي، وليس أدل على ذلك من حالة الصراع المستمر بينهما، ما جعل من مسألة الثقة المتبادلة أزمة بحد ذاتها في العلاقات ما بين الجانبين، وتتمثل الخشية الإيرانية من دول مجلس التعاون، من خلال الروابط الأمنية والسياسية التي تربط دول المجلس بالولايات المتحدة الأمريكية، بل إن الشكوك الإيرانية ذهبت إلى أبعد من ذلك، فحتى عندما شكلت دول مجلس التعاون الخليجي منظومة أمنية، اشتملت على سوريا ومصر ودول الخليج العربية، رفضت إيران ذلك، معللة السبب بكونه تحالفا عربيا ضدها، والحقيقة إن إيران وقفت ضد أي جهد عربي وإقليمي لوضع ترتيبات أمنية في منطقة الخليج خارج إطارها، انطلاقاً من رؤية إيرانية، بأن أمن الخليج هو مسؤولية تضامنية لكل دوله، وليس امتيازاً يمنح لطرف دون آخر. ففي الوقت الحاضر اتخذت التدخلات الإيرانية في شؤون مجلس التعاون الخليجي حالة غير مسبوقة، فاتجهت إلى إيجاد مقتربات جديدة للتعامل مع دول مجلس التعاون الخليجي من خلال التعامل الفردي وليس الجمعي، وبالتالي كشفت لنا التطورات الأخيرة المتعلقة بأزمة قطر وشقيقاتها عمق التأثير الإيراني، كون أحد أسباب الأزمة هو التقارب القطري – الإيراني الأخير، ولاحتواء هذا النفوذ تحولت دول مجلس التعاون الخليجي، وعلى رأسها السعودية، من استراتيجية تجنب الصراع والمواجهة الصلبة مع إيران، إلى استراتيجية ردع واحتواء النفوذ الإيراني في منطقة الخليج، ولعل «عاصفة الحزم» في اليمن شكلت القاعدة لهذه التحولات الجيوأمنية. إن سعي إيران إلى استغلال كل الفرص المتاحة من أجل إعادة بناء العلاقات العربية العربية، مرهون بعمق الخلافات القطرية الخليجية من جهة، ومن جهة أخرى ترتبط بمدى استجابة قطر للضغوط السعودية الأمريكية، فكلما كانت المشاغبة الإيرانية في العراق وسوريا واليمن والبحرين أكثر، مثل ذلك متنفساً لإيران بالمضي أكثر بمشروعها التفتيتي في المنطقة، وحتى التقارب الأخير الذي جمع النقيضين (تركيا وإيران) بخصوص الأزمة مع قطر، ما هو إلا تقارب تكتيكي وليس استراتيجيا، وكمحاولة لكل منهما لاغتنام الفرص والأزمات للانغماس أكثر بشؤون المنطقة، وبالتالي فإن أقرب الطرق للتدخل في شؤون دول الخليج، هو ربط أمن تلك الدولة بأمن الخليج، وهو ما تقوله إيران اليوم. المنطقة العربية اليوم تعيش منعطفا تاريخيا حرجا، منعطفا قد يشكل تساؤلا مركزيا عن مكانة العرب في القرن الواحد والعشرين، ومع إدراكي التام لصعوبة الإجابة على هذا التساؤل، كون الإجابة عليه تتجاوز حدود المنطقة العربية نفسها، إلا أن بإمكاني القول إن المنطقة العربية اليوم أصبحت بمثابة ثقب أسود جَر كل القوى الكبرى والإقليمية للتفاعل معه بالسلب والإيجاب، فبين من يسعى لانتهاز فرصة التقسيم والنفوذ، هناك من يسعى إلى إعادة تشكيل المنطقة من جديد، بينما يبقى العربي محكومى بالقدر الإلهي ونظرية المؤامرة التي سلبت الإرادة السياسية العربية من مقومات نجاحها وفعلها الإستراتيجي الناجع، وكأنما أصبحنا مرغمين على العيش في المستقبل كما يجب وليس كما ينبغي أن يكون. كاتب عراقي ثالوث الصراع والمؤامرة والانهزام التاريخي فراس الياس |
لافروف: أمريكا غيرت قناعتها تجاه تنظيم الأسد Posted: 01 Aug 2017 02:10 PM PDT تمخض الجبل فولد فأرا، باختصار مكثف هذا ما يمكنني التعليق به على الاتفاق الروسي الأمريكي حول وقف اطلاق النار جنوب غرب سوريا، بعنوانه العريض الذي أراد ترامب الترويج له على أنه ثمرة لقائه بالرئيس بوتين على هامش قمة مجموعة الدول الـ 20 في مدينة هامبورغ الألمانية، واراد له ان يكون فاتحة للتعاون الروسي الأمريكي في قابل الايام, قائلاً «أجرينا اجتماعاً مثمراً للغاية». واعتبرت روسيا اعتبرت الاتفاق إنجازا مهما وانتصارا لسياستها وعملت على استغلال الفرصة السانحة، فخرج علينا وزير خارجيتها قائلا لقد غيرت أمريكا قناعتها. البعض وبعد ان استمع لتصريح الوزير لافروف، ظن أن مياها دافئة ستجري في شرايين علاقات موسكو واشنطن وجبل الجليد الذي كرسته إدارة أوباما السابق إلى البيت الأبيض في طريقه للذوبان. حيث شهدت العلاقات الروسية الأمريكية تدهورا كبيرا خلال فترة رئاسة باراك أوباما، بعدما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في العام 2014، بالإضافة إلى التدخل العسكري الروسي في سوريا لدعم تنظيم بشار الأسد. هل حقاً غيرت أمريكا قناعتها، وباتت تمتلك مقاربة أكثر مرونة مع موسكو على خلفية ما تم التوافق عليه بين إدارة بوتين وترامب في هامبورغ الألمانية. يبدو أن مجلس الشيوخ, كان له رأي مختلف، قبل أن يجف حبر التوافق الترامبي البوتيني أفسد عليه فقاعته الإعلامية حيث أقر بأغلبية ساحقة عقوبات على إيران وروسيا، ومن جهتهم أعضاء مجلس النواب أيدوا بأغلبية ساحقة فرض العقوبات على روسيا وإيران وكوريا الشمالية. يمنع القرار، دونالد ترامب، من تخفيف العقوبات ضد روسيا بشكل أحادي. وفي موضوع ذي صلة، عنف السيناتورالجمهوري البارز ليندسي غراهام بشدة وزير الخارجية ريكس تيلرسون بعد تصريحاته التي أشار فيها إلى أن روسيا ربما تملك المقاربة الصحيحة للوضع في سوريا. الأمرالذي وقع كالصاعقة على كرملين موسكو وإدارة بوتين المنتشية بتوافقاتها مع واشنطن حول سوريا كخطوة اولية في الطريق نحو توافقات كبرى ربما تتخطى سوريا إلى أوكرانيا. مشروع القرار» الأمريكي بدد أوهامه الوزير لافروف الذي حاول تدارك الموضوع بالتصعيد والرد عليه بلسان المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، بقولها: «إن عدد موظفي السفارة الأمريكية في موسكو يتجاوز بشكل كبير عدد موظفي سفارتنا في واشنطن»، وتابعت: «أحد السيناريوهات التي تطرح نفسها، إلى جانب ترحيل (دبلوماسيين) أمريكيين بشكل مماثل، هو تحقيق التعادل في عدد الموظفين (في سفارتي البلدين. في معرض تفنيد مزاعم موسكو عن تغيير قناعات واشنطن في الملف «السوري»، لابد لنا التعريج على أمور: سبق وأعلنت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، أمام مجلس الأمن الدولي أن العقوبات ستبقى مفروضة على روسيا «حتى تعيد روسيا سيطرة أوكرانيا على شبه جزيرة القرم وقالت السفيرة, إنها «تأسف» أن تكون أول تصريحاتها أمام مجلس الأمن «لإدانة الأعمال العدائية لروسيا». ما دفع السفير الروسي لدى الأمم المتحدة حينها للتصريح بأن النبرة الأمريكية قد «تغيّرت». على رغم من التوافق الأمريكي الروسي جنوب غرب سوريا، مازالت أمريكا منخرطة بقوة في بناء وتشييد قواعد عسكرية لها في سوريا، وتم الحديث بشكل واضح عن قاعدة عسكرية ضخمة في مطار الطبقة العسكري الذي سيستوعب طائرات شحن عسكرية عملاقة وطائرات ركاب مدنية، حيث وصلت القواعد العسكرية الأمريكية في سوريا إلى ثماني قواعد على حد زعم ناشطين سوريين. لم تزل أمريكا ماضية في خططها تجاه السيطرة على مدينة الرقة بعيدا عن روسيا ولم تزل على الاستراتيجية نفسها دعم الكرد الحليف الذي يلبي ما تريد أمريكا، دعونا نتذكر في هذا السياق أن روسيا سحبت وحدات لها من مناطق عفرين بالتوافق مع تركيا التي تصنف جماعة سوريا الديمقراطية حليفة أمريكا على قوائم الإرهاب. أمريكا لم تزل تعزز قوات حلف الناتو في دول البلطيق. رغم ان ريكس تيلرسون، قال إن ترامب طلب منه تجاهل المشاكل في واشنطن والتواصل مع موسكو لإعادة بناء العلاقات معها في موضوع ذي صلة أقر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، عقوبات جديدة بحق سوريين موالين لنظام الأسد، متهمين بالتورط في الهجوم الكيميائي على خان شيخون أقرت واشنطن في نهاية أبريل/نيسان الماضي، قائمة عقوبات بحق 271 سوريّاً من موظفي مركز للأبحاث العلمية بتهمة تطوير أسلحة كيميائية بطريقة تحاكي ما فعله وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي. بالعودة للموقف الأمريكي وتغيير قناعاته، هل ما زلتم تتذكرون ما قاله الوزير الأمريكي «ريكس» الذي قال للصحافيين على هامش قمة العشرين الأخيرة: «نحن لا نرى أي فترة سياسية طويلة للأسد وعائلته، وقد أوضحنا ذلك للجميع، أوضحنا ذلك خلال المباحثات مع روسيا، لا نعتقد أن سوريا ستحظى باعتراف دولي، حتى ولو عملت بشكل ناجح في إطار العمليات السياسية على الصعيد الدولي» وشدد قائلا: «المجتمع الدولي لن يوافق على سوريا تحت حكم نظام الأسد». عوْدًا على بَدْءٍ، هل حقاً غيرت أمريكا قناعتها، في سياق ما تم ذكره. وفي آخر ما حرر عن ترامب، وخلال مؤتمر صحافي عقده في البيت الأبيض، مع رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، قال: «لست معجباً بالأسد، وما فعله بسوريا والإنسانية فظيع، أنا لست الشخص الذي يقف ويتركه لا يعاقب». وحذر من أن الحزب الذي يقوده حسن نصر الله «يحاول تصوير نفسه على أنه مدافع عن المصالح اللبنانية، لكن من الواضح أن مصالحه الحقيقية (هي) مصالح راعيته إيران». وفي السياق نفسه حذرّت مندوبة واشنطن الدائمة لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، خلال إفادة أمام مجلس الأمن، من مخاطر التهديد الذي يُشكله «حزب الله» للشعب اللبناني. بعد التوافق الروسي الأمريكي على انشاء منطقة وقف اطلاق النار في جنوب غرب درعا، بدأت روسيا تطلق سيلا من التصريحات حول امكانية التوافق الأمريكي الروسي للعمل بشكل افضل في سوريا. وان أمريكا بدأت الآن تتصرف بشكل مسؤوال. في سياق الحديث عن روسيا ومخططاتها علينا أن نعلم أن استراتيجية موسكو واضحة المعالم «تثبيت تنظيم الأسد إلى الابد» والقضاء على الثورة السورية. بناء عليه باتت روسيا رأس الحربة وتخوض المعارك نيابة عن الأسد وهناك العديد من التقارير التي أشارت إلى أن الغارات الروسية كانت تستهدف المعارضة السورية ولم تستهدف تنظيم الدولة. وتدمير حلب وتهجير اهالي حي الوعر في حمص خير شاهد على ذلك. في هذه الأثناء قامت موسكو في استنبات «أستانة» من أجل تفريغ جنيف من مضمونه وخاصة بند «هيئة الحكم الانتقالي» وكانت تعمل بالتوازي على ضرب الفصائل في ما بعضها وتمنح البعض الآخر ملاذات آمنة، على سبيل المثال عدم المطالبة بوضعها على قائمة الإرهاب الأممية. كما انها قامت بوضع مسودة لدستور سوريا المقبل ألغت فيه هوية سوريا العربية والإسلامية. وآخر ما صدر عن موسكو مذ أيام يقول وزير الخارجية الروسي» على المعارضة السورية أن تتخلى عن مطلب اسقاط تنظيم الأسد».من هنا يمكننا القول أن المطلب الروسي الأخير بتشكيل جيش موحد يضم المعارضة المسلحة وتنظيم بشار الأسد، هدفه القضاء على جيوب الثورة تحت عنوان محاربة الإرهاب الذي رفعته موسكو شعاراً لم تلتزم به يوماً. حقيقة هذا طرح وقح لأن العالم كله يعلم انه ما كان لتنظيم الدولة أن يوجد لولا التسهيلات الكبيرة التي قدمها له تنظيم بشار الأسد حين أخرج معظم قيادات التنظيمات الإسلامية من سجونه بمرسوم عفو اصدره في عام 2011 ومن ثم تم الحديث عن هروب جماعي من سجن ابو غريب العراقي برعاية ميليشيا المالكي. كاتب وباحث سوري لافروف: أمريكا غيرت قناعتها تجاه تنظيم الأسد ميسرة بكور |