| محمد بن سلمان و«تأديب» العائلة المالكة! Posted: 01 Mar 2018 02:31 PM PST  تسمح مقابلات الزعماء العرب مع وسائل الإعلام الغربية بالتعرّف على جوانب في سياساتهم وشخصياتهم لا يمكن أن نعرفها من خلال خطاباتهم الرسمية المعقمة التي يكتبها موظّفون بيروقراطيون، أو المقابلات الصحافية المبرمجة التي تعرف أن جلّ مهمتها التسبيح بحمد الحاكم وتعداد إنجازاته وتسويق أفعاله وتبرير هزائمه وانكساراته وتحويلها إلى انتصارات. مقابلة ديفيد أغناطيوس، من صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، مع وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان هي إحدى هذه المقابلات التي تحاول وضع خطّ وسط بين الترويج المطلوب الذي يفترضه الشخص المحاور، والمهنية الصحافية التي تريد أن تقدّم بعض المعلومات الجديدة عبر أسئلة جدّية لا يجرؤ الصحافيون المحلّيون، إطلاقاً، على طرحها. تناقش مقابلة «واشنطن بوست» مع بن سلمان «الإصلاحات» السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية التي يقوم بها، والمخاطر التي تتعرض بلاده لها، وتقدّم دفاعه عن تلك السياسات، مع اهتمام مفهوم بمسائل كالسماح للنساء بسياقة السيارات، ودخول الملاعب الرياضية، وبتعيين امرأة نائبة لوزير، وهي خطوات متأخرة في بلد متخلّف في هذه المجالات بعقود عن نظرائه في بلدان الخليج (وهي من نسيج اجتماعي واقتصادي مقارب لمملكة آل سعود)، ومدد أطول بكثير مقارنة بالبلدان العربية والإسلامية، التي تجاوزت هذه القضايا منذ وقت بعيد، وكان فيها نساء في سدّة السلطة العليا (باكستان وبنغلادش مثلا) وليس وراء مقود السيارة فحسب. غير أن المقابلة تكشف أيضاً، ومن دون حاجة لتأويل كثير، أن صغر سنّ وليّ العهد (32 عاما) وصورته بوجهه المبتسم، وحماسه للتغيير السياسي والاجتماعي والاقتصادي، ولمواجهة أعداء المملكة، هي عناصر لا تستطيع أن تخفي وجهاً آخر يصعب الدفاع عنه، وهو يظهر في قضايا عديدة، منها مثلاً رأيه في وقف انتهاكات حقوق الإنسان في المملكة، حيث يواجه هذه المسألة بالقول: «ما يعمل لا ضرورة لتغييره!»، والمقصود طبعا أنه ما دامت تلك الانتهاكات تؤدي المطلوب منها، كإسكات النقد، وقمع أي شكل من أشكال المعارضة والاختلاف، وتجاوز القوانين الدولية والمحلية، فما الداعي لتغييرها؟ المشكلة في أن هذا المنطق ممكن التطبيق على كل ما يجري في السعودية قبل استلام بن سلمان أركان السلطة، فلماذا يصحّ البدء بتشجيع بعض الحريات النسائية، وهي من حقوقهن المتعارف عليها عالميا، فيما يجري التنكّر لحقوق الإنسان الأخرى، ومنها مبادئ حرية التعبير والتظاهر والسفر؟ ولماذا لا يتم احترام القوانين؟ ولماذا لا يجري تحديث سياسي، ولو كان متواضعا، تحترم فيه مبادئ الديمقراطية الحديثة، كي لا يبدو الأمر وكأنه مجرد تثبيت لسلطة فرد واحد، وتركيز السلطات كلها في يده، وقمع كل من يعارضه تحت شعارات التغيير؟ يشير الأمير في حواره مع الصحيفة إلى أن الأوضاع في المملكة وصلت إلى حال تقتضي فيه «العلاج بالصدمة»، مصوّرا ما يفعله بالعلاج الكيميائي للسرطان، وكلّ هذه التشبيهات والاستعارات هي طرق لتبرير العنف الكبير الذي يجري ضد معارضي ولي العهد في المجتمع السعودي، بما في ذلك غير المتحمسين لخططه ضمن العائلة الحاكمة نفسها، التي يقول في الحوار إنه «أخضعها» أو «استخدم العنف لتأديبها» chastened، وهو أمر، أقلّ ما يمكن أن يوصف به، أنه يثير الجدل. فالإخضاع، والعلاج بالصدمة، والتأديب، استهدف النخب السياسية والاقتصادية والدينية للمملكة، كما استهدف كل من اعترض على سياسات الأمير، وطرق تطبيقها، من عموم الشعب؛ وخلال عملية الإخضاع و«التأديب» هذه، لم تقدّم ضمانات قانونية أو سياسية للمعترضين، وهذه وصفة ليس لها تعريف آخر غير الاستبداد، وهو أمر لا يحمل، بالنتيجة، التغيير الذي يطمح إليه الشعب السعودي، وشعوب المنطقة. محمد بن سلمان و«تأديب» العائلة المالكة! رأي القدس  |
| أوراق رسمية Posted: 01 Mar 2018 02:31 PM PST  كتب عمرو عزت في شهر أغسطس/آب الماضي مقالا بعنوان «ثغرة تونس والمحتجزون داخل الإسلام»» يطرح فيه سؤالين غاية في الأهمية. يقول عزت: سؤال: التغيير القانوني الذي دعا له الرئيس التونسي، والذي يلغي حظر زواج التونسية المسلمة من أجنبي غير مسلم إلا بعد إشهار إسلامه، والذي يندد به الكثير من المسلمين والمؤسسات الدينية وعلماء الدين لأنه غير موافق لتعاليم الشريعة، هل سيجبر أي مسلم أو مسلمة على فعل شيء مخالف لما يعتقدون أنه الإسلام الصحيح؟ الإجابة هي: بالطبع لا. سؤال آخر: ما هو أثر ذلك التغيير القانوني المتوقع؟ الإجابة: هي أن التونسيات اللاتي يرغبن في مخالفة تعاليم الإسلام، كما تراه غالبية المسلمين، ستكون لهن الحرية في ذلك، ولن يعدن مكرهات على الالتزام بهذه التعاليم أو على الكذب والتحايل للالتفاف عليها. من هنا يستنتج الكاتب أن أهم مخرجات الجدل الدائر هو «تعبيره عن تشبث عنيف بالإكراه والكذب الذي يعيش في ظله معظم المسلمين المعاصرين وحكوماتهم ومؤسساتهم الدينية.» الوضع السائد في دولنا العربية الإسلامية تحديدا،ً هو أن كل إنسان يولد لأبوين مسلمين، يسجل على أنه مسلم في شهادة الميلاد، وهذا التسجيل المصيري الذي ينحت قدر صاحبه بلا إرادة منه منذ لحظة ولادته يبقى ملازماً له مدى حياته دون أي فرصة حقيقية لتغيير الديانة في الأوراق أو المعاملات الحكومية، حيث يصبح الفرد عرضة لحد الردة عن دين لم يختره هو أصلاً بإرادته. حالة سيريالية غريبة لمحاكمة إنسان على إختيار هو ليس بإختياره وعلى إرادة هي ليست بإرادته وعلى تركه لحالة إيمانية روحانية هو لا يستشعرها. النتيجة هي أننا نعيش جميعاً في دولنا العربية الإسلامية تحديداً في حالة نفاق مستمر، المعظم فيها يمثل والبقية تعلم أن المعظم يمثل، حيث لا وجود حقيقي للاختيار والذي لا يتجلى الا في حال توافر أكثر من «مختار» ولا يتحقق فعلياً إلا بتحقق الأمن وضمان السلامة في حال اختيار الفرد لأي من هذه «المختارات.» يشير عمرو عزت الى أن المجموعات الجهادية كداعش مثلاً هم «أكثر نزاهة ولا يريدون الحياة في ظل الكذب والتجاهل أو إكراه الآخرين على الحياة داخل الإسلام وهم لا يرتضونه، ولكنهم يدعمون قتل وقتال هؤلاء «الكفار» الخارجين عن الإسلام. هو في النهاية موقف بشع لكنه يظل أكثر صدقا ونزاهة من إنكار وجودهم أو تجاهله». وعليه، فإن الحقيقة هي أننا لا نعرف فعلياً العدد الحقيقي للمسلمين في العالم، فهذا الإنتماء يُفرض قسراً على الأطفال منذ لحظة ولادتهم دون توفير أي خط رجعة أو فرصة اختيار حقيقية لهم حين بلوغهم السن القانونية. هذا بخلاف نقطة أن تثبيت ديانة لطفل أو حتى لبالغ في أوراقه الرسمية هي نقطة استشكالية ذات أبعاد تمييزية لربما تستحق نقاشاً َمنفرداً بحد ذاتها. لذا، فإن الحديث عن دول إسلامية ذات أغلبية مسلمة تختار الحياة المحافظة أو تختار تطبيق الشريعة الإسلامية، وهو الاختيار الذي طالما يتحدث عنه ويتفاخر به الإسلاميون، هو غير حقيقي فعلياً، فالأغلبية المسلمة هي كذلك على الورق فقط، حيث لا مجال للتراجع عن المثبت في الأوراق الرسمية، كما وأن الأصوات المطالبة بدولة الشريعة الإسلامية أو المتجنبة لرفض هذه المطالبة هي ليس كلها أصوات حرة الإرادة، فالبعض ولربما الكثير من هذه الأصوات إما مقسرة على هذه المطالبة لتحقيق الانتماء ولضمان السلامة أو لتحقيق مصلحة ما أو هي صامتة تجاهها لأن أي مقاومة لهذه المطالبة تضع المتحدث ضدها في خانة مخيفة ولربما مهددة لأمنه وسلامته هو وعائلته. لن يكون هناك مجتمع مسلم حقيقي وصادق الا حين تتوافر حرية الاختيار الخالصة المصحوبة بالأمن الخالص والمنعزلة عن كل وأي عقوبة أو عاقبة لهذا الاختيار، والسؤال هو: إلى أن يتحقق ذلك كيف لنا أن نصدق بعضنا بعضا في أي وكل شيء نقوله أو نفعله؟ أوراق رسمية د. ابتهال الخطيب  |
| «إسقاط الطائرات» على الطريقة المغربية… وناشط إسلامي جزائري يتغزل في تركيا! Posted: 01 Mar 2018 02:30 PM PST  في زمن العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني، كان ثمة إعلاميٌّ يتولى مهمة تلميع الصورة الرسمية للبلاد عبر الإذاعة والتلفزيون، وقد لقّبته صحافة المعارضة آنذاك بـ»مسقط الطائرات»، مستعيرة هذا اللقب من نكتة معروفة، تقول إن تلميذا كان مولعا بوصف الحديقة، فكلما طلب منه الأستاذ تعبيرا كتابيا إلا وتحايل على الموضوع المقترح، ليعود إلى وصف الأشجار والأزهار والطيور. فكّر الأستاذ في طريقة لإبعاد التلميذ عن عادته هذه، فاهتدى إلى اقتراح موضوع يتعلق بوصف طائرة، اعتقادا منه أن مجال الفضاء البعيد عن الأرض لن يسمح للتلميذ بوصف الحديقة. ولكنّ هذا الأخير كان أذكى وأدهى، فكتب في نصه التعبيري: «ما إن أقلعت الطائرة، حتى سقطت فوق حديقة…» ثم راح يتفنن بأسلوبه المفضل في وصف الحديقة. لُقّب التلميذ بـ «مسقط الطائرات»، وانتقل اللقب إلى الصحافي المغربي الشهير، لكونه كان يُقحم التعبيرات المتعلقة بمدح الملك في كل موضوع. اليوم، غاب الإعلاميّ الملمح إليه من على شاشة التلفزيون، ولم تعد عبارات المديح المبالغ فيها مطلوبة ولا مستساغة، فضلاً عن كونها تتعارض مع العمل الإعلامي السليم، مثلما غابت أغاني المناسبات الوطنية والملاحم الفنية وقصائد المديح التي كانت تملأ الإذاعة والتلفزيون خلال الأعياد الوطنية المغربية. ولكن يبدو أن مهمة «إسقاط الطائرات» انتقلت إلى وزير مغربي يروقه تجميل عمل الحكومة وتعداد حسناتها (إنْ كانت لها من حسنات)، حتّى يخيل للمستمع لكلامه أنه على المغاربة أن يحمدوا الله آناء الليل وأطراف النهار، لأنهم يتوفرون على مثل هذه الحكومة المكونة من 40 وزيرا، بمعدل وزير لأقل من مليون نسمة، (إذا علمنا أن سكان المغـرب ينـاهز 36 مليـون فـردا، حسب آخر إحصـاء رسـمي). عشية أمس الأول، كان الوزير الناطق الرسمي باسم الحكومة، يتحدث عن المشاريع التي تَعِدُ بها «الحكومة العثمانية» (نسبة إلى رئيسها سعد الدين العثماني) أهالي منطقة جرادة القريبة من الحدود المغربية ـ الجزائرية. ومن كثرة استرسال الوزير مصطفى الخلفي في تعداد تلك المشاريع، بقي له فقط أن يقول إن جرادة ستصير جنة على الأرض، تنافس كل المدن العالمية ذات الجاذبية الاقتصادية والسياحية! لم يتوقف الوزير عن الكلام إلا بعد جهد جهيد، ولم يستطع مقدم النشرة المسكين أن يقاطعه، كما لو أن مصطفى الخلفي جاء ليدلي بتصريح صحافي مطوّل، وليس من أجل حوار يتيح للصحافي أن يطرح أسئلته الدقيقة وأن يقاطع المستجوَب متى بدا له الأمر ضروريًا، وفق الشروط المهنية المعروفة. ولكن السؤال الجوهري الذي لم يطرحه مقدم النشرة هو: أين كانت الحكومة، بل الحكومات المتعاقبة، كل هذه العقود، تاركة منطقة جرادة تعاني الفقر والتهميش والإهمال وغياب البنيات التحية والاقتصادية وشروط العيش الكريم؟ لماذا تكتفي السلطات عادة بردّ الفعل دون أن تقوم بالفعل المطلوب، ذلك أن الحكومة لا تتحرك في الغالب إلا حين ينفد صبر السكان، ويهبون للصراخ بملء حناجرهم، مطالبين بالعدالة الاجتماعية والمجالية؟ رأينا ذلك في الحسيمة، بعد انطلاق الحراك، ثم رأيناه في جرادة حيث أدى البحث عن لقمة العيش المرّة إلى إزهاق روحين اختناقا في منجم عشوائي للفحم الحجري. ويأتي الوزير الناطق باسم الحكومة ليطلق الوعود الوردية، مُعزّزا بالإعلام الرسمي الذي يلعب دور «النكافة» المحددة مهمتها في تجميل العروس والإشادة بمحاسنها، حتى وإن كانت خالية من أيّ حُسن، كما هو حال «الحكومة العثمانية» التي نهز أكفنا نحو السماء، لعلّ رحيلها يكون قريبا! الجزائر… بين تركيا وفرنسا! وننتقل إلى الجزائر، حيث النقاش محتدم هذه الأيام حول زيارة الرئيس التركي طيب رجب إردوغان إلى بلد المليون شهيد، ما بين مرحب بها باعتبارها تفتح آفاقا جديدة للتعاون الاقتصادي وبين معترض عليها، من منطلق كونها إعادة لتاريخ التوسع العثماني في هذا البلد. هذا السجال وجد صداه ـ منذ يومين ـ في قناة «فرانس 24» التي استضافت كلا من مريم السعيداني (عن برنامج جيل جديد) وحسين بن قدواد (عن حركة مجتمع السلم). وإذا كانت المتدخلة الأولى قد طالبت بأن تكون العلاقة بين البلدين على قدم المساواة، وليس من منطلق استفادة تركيا لوحدها من الاتفاقيات الاقتصادية بين البلدين، فإن المتدخل الثاني (المنتمي إلى تيار الإسلام السياسي) كان أكثر حماسا وتهليلا لتلك العلاقة، لدرجة أن مريم السعيداني قالت متهكمة: «أنت تقول شعرا في تركيا، والأجدر بك أن تقوله في بلدك الجزائر!» ولاحظت أن المؤسسات في الجزائر منهارة، مؤكدة أن القيادة الجزائرية لا تقوم حاليًا بتبادل الزيارات نحو البلدان التي تعقد مـعها شـراكات واتفاقـيات. وكما هو الشأن في القناة الفرنسية المذكورة، فإن موضوع الذاكرة والتاريخ والماضي الاستعماري طغى على أحد برامج قناة «البلاد الجزائرية»، وذلك على خلفية زيارة الرئيس التركي إلى الجزائر، ووجد متحاوران نفسيهما يقفان على طرفي نقيض من هذه الزيارة، إذ رحب بها علي لخضاري الإعلامي والباحث في العلاقات الدولية، فيما عارضتها مسعودة شبالة القيادية في «الحركة الديمقراطية الاجتماعية». واحتدم النقاش حول مقال للكاتب كمال داود اعتبر فيه أن إردوغان غير مرحب به في الجزائر، حيث ذكرت مسعودة أن الكاتب حر في التعبير عن آرائه ومواقفه الشخصية، فيما أثار لخضاري مسألة سكوت البعض عن الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الجزائر، وقال ساخرا: «يبدو أن السياسة الفرنسية توزع الورود في المنطقة». وعلى سبيل الختم، يلاحظ أنه في معظم البرامج الحوارية العربية، يحرص كل طرف على الانتصار لرأيه ومحاولة إلغاء الآخر. ويبقى المُغيَّب الأكبر هو المُشاهد/ المواطن العربي! كاتب من المغرب «إسقاط الطائرات» على الطريقة المغربية… وناشط إسلامي جزائري يتغزل في تركيا! الطاهر الطويل  |
| حروب إسرائيل: «علمانيون» و«متدينون» تحت سقف الكنيس! Posted: 01 Mar 2018 02:30 PM PST  لا تبالغ روث إغلاش، مراسلة الـ»واشنطن بوست» في القدس المحتلة، حين تتحدث عن حرب طاحنة عمرها 70 سنة بين «العلمانيين» و«المتدينين» في دولة الاحتلال الإسرائيلي؛ ليس حول أقدار الصهيونية المعاصرة، وما بعد الصهيونية كما يُقال، أو التعليم الديني، أو قوانين التمييز العنصري… معركة الـ70 سنة هذه تدور حول فتح المحالّ والمتاجر والمقاهي ودور السينما والترفيه أيام السبوت، طبقاً لفتوى من المحكمة العليا الإسرائيلية أباحت هذا الإجراء في تل أبيب؛ أم إغلاقها، طبقاً للأعراف اليهودية الدينية أولاً، وكذلك استناداً إلى القانون الذي سنّه الكنيست الشهر الماضي. هذه حرب تخصّ «شخصية إسرائيل»، تستنتج إغلاش وهي تصغي إلى آراء الفريقين، «العلمانيين» و«المتدينين»، في بلدة أشدود، سادسة مدن إسرائيل؛ التي تضمّ خليطاً واسعاً من المهاجرين، وخليطاً أوسع من عادات العيش والمأكل والمشرب. الروس، الذين هاجروا إلى هنا منذ 20 سنة بعد تفكك الاتحاد السوفييتي، يواصلون الافتخار بانتمائهم الديني اليهودي؛ ولكنهم يواصلون، أيضاً، ذائقتهم العريقة في أكل لحم الخنزير والمحار. ليس هذا رأي مهاجر حريدي، متمسك كلّ التمسك بالشرائع الدينية اليهودية: «إذا لم نحارب نحن لحماية الرموز الإسرائيلية، فلا أحد سيخوض الحرب»؛ خاصة على أعتاب انتخابات محلية سوف تلعب فيها اعتبارات كهذه دوراً محورياً. وفي موازاة النصوص التوراتية، أو تأويلاتها طبقاً لهذا الفريق المتدين أو ذاك، يلجأ «العلمانيون» إلى دافيد بن غوريون، أوّل رئيس وزراء إسرائيلي، ورسالته الشهيرة إلى مجمع الحاخامات في سنة 1947، أي قبل التأسيس الرسمي لدولة الاحتلال. «ليس لدينا نيّة لإقامة دولة ثيوقراطية»، كتب بن غوريون؛ الذي، مع ذلك، أقرّ يوم السبت كنهار عطلة وراحة، وبالتالي جعل الإغلاق فيه بمثابة أمر واقع، وهذا ما يتناساه «العلمانيون» ويذكّر به «المتدينون». وأمّا فتوى القاضي ميريام ناعور، التي أباحت افتتاح المتاجر في تل أبيب أيام السبوت، فقد سارت بعض حيثياتها هكذا: «بينما يحافظ أيّ فرد على شخصية السبت، يتوجب عليه أن يصوغ سبته طبقاً لطريقته وقناعاته الخاصة، ويملأه بالمحتوى الملائم له». أهذا سجال عقيم، قد يسأل سائل؟ كلا، تقول الوقائع المتعاقبة خلال حرب طاحنة بالفعل تدور حول شخصية دولة الاحتلال، وليست مضامينها شكلية البتة، بل هي محطّ استقطاب قوى اجتماعية واقتصادية وسياسية وفكرية، فضلاً عن تلك الدينية والفقهية. وهذه حرب مفتوحة تربط الراهن بالماضي، وعلى أسس مثل هذه التي تفرزها سجالات أشدود ترتد الأعوام على أعقابها نحو العقود الأولى من القرن. على سبيل المثال، في تلك العقود، مع وصول الحاخام أفراهام إسحق كوك من ليتوانيا؛ كانت التيارات الدينية المتشددة تبدي الكثير من الاحتقار لهؤلاء العرب البداة الذين يحتلون أرض الميعاد، التي خصّ بها الربّ إسرائيل وحدها من دون الأمم. ولكنها كانت تُبدى احتقاراً، ربما بالقدر ذاته، لأولئك الصهاينة «العلمانيين»، الذين يأكلون لحم الخنزير، ويستبدلون التوراة برطانة عقائدية «ليبرالية» أو «اشتراكية»؛ ليست، ولن تكون، أقلّ من هرطقة صريحة ضدّ التوراة وضدّ الربّ، كما ساجل أنصار كوك. وعلى يد ذلك الحاخام، ومن بعده ابنه الحاخام تزفي يهودا، تمّ جسر الهوّة بين «أنبياء الربّ» و«أنبياء الكيبوتزات»، واتفق الجميع على قبول مبدأ إقامة دولة لليهود كـ»حجر أساس لقيام عرش الربّ على الأرض». لكنّ النار بقيت مشتعلة تحت الهشيم، وفي محاضرة لاهبة ألقاها عشية انتصار دولة الاحتلال في حرب الأيام الستة، 1967، قال الحاخام الابن إنه لم يكن في أيّ يوم سعيداً بقرار التقسيم الذي أصدرته الأمم المتحدة وقامت بموجبه الدولة العبرية: «أين الخليل التي تخصّنا نحن؟ أين أريحا التي لنا؟ هل سننسى أريحا؟ وماذا عن الضفة الأخرى من الأردن؟ إنها ملك إسرائيل في كلّ شبر منها، فمَنْ ذا الذي يملك الحقّ في التنازل عن ملليمتر واحد منها»؟ وفي احتفالات اليوبيل الفضي لإقامة الدولة، شدّد أبناء الحاخام كوك وأحفاده على أنّ قداسة إسرائيل لا علاقة لها ببني البشر، وبالتالي لا صلة تجمعها بالسياسات والحسابات والمعادلات والشرائع، محلية كانت أم دولية. قداسة أرض إسرائيل هي كيفية روحية وفيزيائية وضعها الربّ وفرضها على بني إسرائيل، وعلى أرض إسرائيل. ولقد هتف الحاخام بأعلى صوته: «الربّ هو الذي قرّر أننا الشعب المختار مرّة وإلى الأبد، وهذه حقيقة واقعة تخصّ الأرواح كما الأبدان، وهي حقيقة واقعة حول الأرض المقدسة التي اختارها الربّ لتكون صهيون إسرائيل. إسرائيل الكبرى هي الأرض المقدسة شاملة تامة، وهي الشعب المختار شاملاً تامّاً». وكان باحث يهودي مرموق من طراز نورمان فنكلشتاين هو الذي كشف، في كتابه «الصورة والحقيقة في نزاع اسرائيل ـ فلسطين»، أنّ الجذور الأولي للصهيونية (التي يتفاخر «العلمانيون» بأنها مرجعيتهم)، اتخذت في الأصل شكلاً رومانتيكياً من النزعة القومية التي تفترض ـ مسبقاً، وفي الجوهر ـ أنّ إفلاس الديمقراطية الليبرالية يُخلي الساحة تماماً لمزيج عنصري ـ ديمقراطي ـ أسطوري، في آن معاً. وهذا، على وجه الدقّة، ما تعيشه الدولة العبرية اليوم، في مساقات انحطاطها الحثيث نحو فاشية من نوع جديد، وعنصرية من طراز لا يليق إلا بالفكر اليميني المتطرّف الذي ينتشر اليوم كالفطر السامّ في أرجاء أوروبا المعاصرة. وعلى الصعيد الإيديولوجي توقف فنكلشتاين عند تلك العلاقة الاستقطابية المحمومة التي نجمت عن هيمنة الديانة (في شكلها المتشدّد تحديداً) على السياسة العامة أو السياسات اليومية في إسرائيل؛ وما خلقته، على الدوام، من احتقان حادّ بين راديكالية دينية متشددة ومعادية للصهيونية (بوصفها حركة «قومية» و«علمانية» بهذا الشكل أو ذاك)، وبين التيارات الصهيونية وما بعد ـ الصهيونية على اختلاف خطوطها وألوانها. أين الأقلية وأين الأغلبية؟ أين علاقات القوّة في هذا المشهد، وهل يتحرك أم يتجمد؟ وأين المجتمع من هذين الانقسامين؟ وهل الحرب، حول إغلاق المحالّ أو فتحها أيام السبوت، ثقافية أم دينية، سياسية أم اقتصادية؟ «دينية» أم «علمانية»؟ وأيّ تهديد تنطوي عليه مساراتها منذ 70 سنة؟ أليس هذا التهديد هو حجر الأساس في العقيدة الكاهانية التي دعت إلى مجابهة شاملة لا تُبقي ولا تذر مع «اليهود الهيللينيين»، أي أولئك الذين نقلوا الثقافة الغربية إلى التوراة، وجلبوا أوبئة الليبرالية والاشتراكية والرأسمالية؟ ألم تكن أفكار الحاخام هذا بمثابة الصيغة القصوى لذلك الانصهار الإعجازي بين الكفاحية اليهودية القومية الصرفة، وبين النزوعات القيامية الخلاصية؛ حين شاءت المعجزة أن تلتقي العلمانية الصهيونية المتشددة، بالنزعة الدينية المتشددة؟ وفي كتابه الأشهر «أربعون عاماً»، ألم يكتب كاهانا بالحرف: «هذه بلاد تنغل بالهيللينية، وبالغوييم الذين لا يجمعهم بالدين سوي النطق بالعبرية، والذين تتضخم عندهم نزعة الأنا إلى حدّ الدوس على الهيكل ونسف الديانة. الهيللينيون يسرحون ويمرحون في أرض الربّ، وحين انفصلت اليهودية عن الصهيونية باتت هذه الأخيرة مجرد شكل من النزعة القومية الكريهة. اليهودي ضدّ الهيلليني، هذه هي المعركة الحقيقية الوحيدة»؟ جدير بطرفَيْ النزاع في أشدود أن يتذكروا، إذن، أنّ سقف الكنيس اليهودي هو القاسم المشترك، كما رسمه صهيوني مؤسس مثل تيودور هرتزل؛ الذي قال بضرورة أن يكون الحاخامات على مرمي حجر من الساسة… دائماً وأبداً، وكتب، بصراحة بليغة: «في الدولة اليهودية القادمة، لا بدّ من بقاء الكنيس ماثلاً أمام البصر. ينبغي أن يظل مرئياً دائماً». وهو كذلك، بالفعل؛ كان ويظلّ! ٭ كاتب وباحث سوري يقيم في باريس حروب إسرائيل: «علمانيون» و«متدينون» تحت سقف الكنيس! صبحي حديدي  |
| لا تظلموا الذئاب! Posted: 01 Mar 2018 02:29 PM PST  من حقك أن تصف المستبدين والقضاة الظلمة والمغتصبين والقتلة وعديمي الضمائر بما شئت، لكن من فضلك لا تستسهل وصفهم بالذئاب، فقد أثبت العلم أن الذئاب تمارس العدالة ما بينها، وتنأى عن ظلم بعضها بعضا. في كتابهما الممتع «العدالة في عالم الحيوان» يدرس عالم سلوك الحيوان مارك بيكوف وجيسيكا بيرس الحياة الأخلاقية للحيوانات، ويشيران إلى دعوة العالم روبرت سولمون إلى أهمية إطالة النظر في حياة الذئاب، التي تعيش في جماعات، والتي يعتبرها نموذجاً للسلوكيات التعاونية المنظمة، مؤكداً أن قليلاً من الذئاب من يفتقر إلى صفة العدالة، وأن الذئاب تتمتع بحرص شديد على الشكل الذي يجب أن تكون عليه الأمور في ما بينها. لا يعني مفهوم العدالة هنا شيئاً نظرياً أو مثالياً، بل يعني الحس بما يجب أن تكون عليه الأمور، ولذلك حين ندرس المواقف اليومية التي يجد أعضاء قطيع الذئاب أنفسهم في مواجهتها، سنجد أن الذئاب يراعي بعضها احتياجات بعض، بل واحتياجات الجماعة عامة، بل سيدهشنا قيامها بالموازنة بين اعتبارات الحاجة إلى الطعام، واحترام أفراد القطيع لممتلكات بعضهم بعضا، ما يدفع سولومون للتأكيد على أهمية تعلم المزيد بشأن عدالة الذئاب وأصول عقودها الاجتماعية. لإعطاء نظرة مركبة للمسألة، يشير علماء حيوان آخرون إلى أن ما يعتبر سلوكا قويما بين قطيع من الذئاب، قد لا يكون كذلك في قطيع آخر، لأن هناك سمات تميز الشخصية الفردية وشبكات العلاقات الاجتماعية التي تنشأ بين أعضاء القطيع، فلا يوجد هناك، كما نفترض «طبيعة واحدة للذئاب»، بل هناك «طبائع للذئاب»، وهو ما يجعل عالم الأحياء الشهير بول إيرليخ يذكرنا بأنه لا توجد طبيعة واحدة للبشر، بل هناك عدة طبائع، لذلك ستجد منظومة أخلاقية أكثر تنوعاً وانسجاماً في قطعان الذئاب المتآلفة، مقارنة بمجموعات ذئاب البراري (القيوط) والذئاب الحمراء الأقل اجتماعية. في الوقت نفسه تكشف الأبحاث الطويلة التي أجراها ديفيد مِك أن ما ينظم أحجام قطعان الذئاب، ليس له علاقة بتعاونها في اصطياد فرائس ضخمة، بل له عوامل اجتماعية، مثل عامل المنافسة، حيث تنهار قطعان الذئاب وشريعتها الأخلاقية إذا ما زاد عدد الأفراد في القطيع الواحد عن اللازم. يفتتح الباحثان كتابهما بمقولة مقتبسة من كتاب «عقول وأخلاقيات الحيوانات البرية» لوليم هورانداي يقول نصها: «من المحتمل أن يكون هناك عدد من الأشخاص النابهين الذين لا يدركون أن للحيوانات شريعة أخلاقية، وأنهم يعيشون بموجبها ويتقيّدون عادة بها أفضل من تقيّد البشر بشريعتهم». وبعد ذكر أمثلة تثبت أن للحيوانات شريعتها الأخلاقية، وأن لديها القدرة على إبداء التعاطف والإيثار والعدل والإنصاف، يشير الكاتبان إلى تأكيد عدد من الباحثين على أن القرن الواحد والعشرين سيكون قرن الكشف الحيواني، في ما يتعلق بأبحاث الذكاء والمشاعر الحيوانية والحياة العاطفية للحيوانات، حيث تتوالى بشكل يومي الكشوفات المذهلة التي تهدم الفرضيات المسبقة لدى البشر عن الحيوانات، فيثبت أن تعاطف الثدييات لا يقتصر فقط على أقرانها من الجماعة نفسها، بل يمكن أن يشمل الجيران والغرباء الذين يمكن أن تبدي نحوهم مشاعر أقل ما يقال عنها إنها مشاعر تعاطف وتقمص وجداني، خذ عندك مثلاً ما تم كشفه عن قيام الخفافيش مصاصة الدماء بمشاركة وجبتها التي تستخلصها من الماشية مع نظرائها الذين يفشلون في تأمين طعامهم، خصوصاً إذا كانت هذه الخفافيش قد شاركتها في الطعام من قبل، وقيام الجرذان بمعاونة الجرذان الغريبة عنها في العثور على طعامها، لا سيما إذا ساعدها جرذ غريب عنها من قبل. يعرض الكتاب لاستنتاجات العلماء المختلفة حول علاقة الحيوانات بالقسوة والعدالة والإنصاف، وفي أحد فصوله الممتعة يعرض لممارسات الإنصاف في المعاملة خلال اللعب عند الكلاب وذئاب البراري، حيث تتطلب الآليات الاجتماعية للعب أن يوافق اللاعبون عليه أولاً، وألا يقدم أحدهم على التهام الآخر أو قتله أو التزاوج معه، وعند خرق هذه التوقعات لا يستجيب الآخرون إلى هذا الإجحاف، فيتم إنهاء اللعب ويتم تجنب الأقران الذين طلبوا اللعب ولم يحترموا القواعد، وهو ما تمت ملاحظته أيضاً عند دراسة اللعب لدى حيوانات الكنجارو، التي ثبت أنها تعدل لعبها حسب سن رفاقها، فمتى كان رفيق اللعب أصغر سناً، يعتمد الحيوان الأكبر وضعية دفاعية مسطحة، وتحل المناوشات الخفيفة محل القتال العنيف، وهو ما يشبه إلى حد كبير تتابعات اللعب عند الجرذان، التي ثبت أنها تعلي من أهمية الإنصاف والثقة خلال تفاعلات اللعب، حيث يحاول الجرذان اللذان يلعبان الحفاظ على علاقة تماثلية كي لا يؤذي أحدهما الآخر، ويميل الجرذ الأقل حجماً إلى القيام خلال اللعب بتصرفات عبثية للتأكيد على أن الهدف هو اللعب وليس الشجار. لا يقدم الكتاب توصيفاً مثالياً لعالم الحيوان الذي يذكرنا وليم هورانداي بأنه «يحفل بنصيبه الوافي من الأبطال، كما أنه لا يخلو من الأشرار والمتنمرين والجبناء والقتلة». كما يدرك مؤلفا الكتاب عدم ارتياح عدد كبير من الناس إلى فكرة خلع صفات أخلاقية على الحيوانات، لأنهم يرون في ذلك تهديداً للتفرد الذي يتمتع به البشر، ولذلك يفردان قسماً من الكتاب لمناقشة ما يطرح من إشكاليات حول عدالة الحيوانات ومسؤوليتها الأخلاقية، ويحرصان على التأكيد على أن الحيوانات كائنات مسؤولة أخلاقياً في السياق المحدود لمجتمعاتها، فأخلاق الذئاب تعكس ميثاق الشرف الذي يوجه سلوك الذئاب داخل مجتمعها، فتصبح الذئاب كائنات مسؤولة أخلاقياً في هذا السياق فقط، لذلك لا تشعر بمسؤولية أخلاقية تجاه الأيل حين تقوم بافتراسها. لكن ذلك لا يمنع وجود اختيارات أخلاقية تقوم بها فصائل من الحيوانات كالثدييات مثلاً، وهو ما يجعل مجموعة من الفيلة تنقذ مجموعة من الظبيان الأسيرة، وأنثى خفاش فاكهة تساعد أنثى أخرى لا ترتبط بها بأي صلة في أثناء الولادة، وقطة تساعد صديقها الكلب العجوز الأصم الكفيف على تخطي العقبات في الطريق إلى طعامها، ومجموعة من قردة الشمبانزي تضرب القردة التي تأخرت على العشاء عقاباً لها، لأنه من غير المسموح لأي قرد أن يشرع في الأكل قبل حضور الجميع، وتجعل طائر الغداف الذي ينتمي إلى فصيلة الغربان يتضامن مع أقرانه من أجل الوصول إلى صينية طعام لا يستطيع طائر بمفرده الوصول إليها، والضباع المرقطة تتعاون مع بعضها في الأسر للحصول على الطعام بدون أي تدريب، وتقوم الذئاب بتوزيع الطعام بحيث يسد أفراد الجماعة كلها حاجتهم، وكل هذه أمثلة لسلوكيات أخلاقية، رصدتها دراسات عديدة جعلت العلماء على يقين بأن الحياة العاطفية للحيوانات لا تقل ثراءً عن حياة الإنسان، وهو ما تواصل الدراسات اكتشافه المستمر، لتزيد من معرفتنا بعالم الحيوان، ولعلها تنجح في إنقاص غرورنا ورغبتنا في نفي الظلم والعدوانية عن أنفسنا كبشر، بنسبتها إلى الذئاب وغيرها من الحيوانات الضارية، التي لا نحتاج إلى أن نكون علماء متخصصين، لنؤكد أنها لم ترتكب جرائم مروعة كالتي ارتكبناها نحن البشر في حق بعضنا بعضا، ولا نزال، وسنظل. … ـ «العدالة في عالم الحيوان» ـ مارك بيكوف وجيسيكا بيرس ـ ترجمة فاطمة غنيم ـ هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث (كلمة) ٭ كاتب مصري لا تظلموا الذئاب! بلال فضل  |
| السيسي: لن أدفع من جيبي لتحسين سكك الحديد Posted: 01 Mar 2018 02:29 PM PST  القاهرة ـ « القدس العربي»: كالعادة أثار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي جدلا واسعا بتصريحاته التي أطلقها، أمس الخميس، خلال افتتاح مدينة العلمين الجديدة، وعدد من المشروعات، منها متحف آثار مطروح. وتناول في كلمته مسألة تكرار حوادث القطارات في مصر التي كان آخرها حادث تصادم قطارين في محافظة البحيرة، أمس الأول، أسفر عن مقتل وإصابة العشرات، موضحاً أن «تطوير السكة الحديد يحتاج إلى 250 مليار جنيه». وأضاف: «لن أدفع شيئا من جيبي، الذي سيستخدم القطارات يدفع»، في إشارة إلى ضرورة تحمل مستخدمي القطارات تكلفة التطوير. في الوقت نفسه، كلف السيسي، المهندس ابراهيم محلب، رئيس الوزراء السابق، برئاسة اللجنة لمراجعة شبكة السكك الحديدية والجرارات المستخدمة والخروج بتوصيات تعلن للشعب. وشدد على «أمانة اتخاذ القرار بوقف الخطوط غير الصالحة»، لافتا إلى أن «حادثة قطاري البحيرة يجب التوقف قدامها من خلال لجنة تقول حقائق بشأن كيفية حصول هذه الحادثة». وقال الرئيس المصري أيضاً: «أريد أن أقول للإعلام الموجود معنا الآن، الجيش والشرطة الذين يمثلون المصريين يسقط منهم شهداء أو مصابون منذ أربع سنوات أو أكثر ولا يليق أن تسمحوا بالإساءة إليهم». وأضاف: «ليس هذا دور الإعلام فقط، بل دور كل أجهزة الدولة، لا تسمحوا بالإساءة»، إلى الجيش والشرطة. وتابع «أي شخص يسيء إلى الجيش أو الشرطة فإنه يسيء إلى كل المصريين وليست هذه حرية رأي». وشدد على أنه لا يمكن أن «يسيء أحد للجيش والشرطة وأنا موجود هنا»، على رأس الدولة. وواصل موجها حديثه إلى المسؤولين «دعوا الإعلام يذهب أكثر إلى الجبهة ويدخل عند العمليات ليروا كيف يموت الناس» هناك. وأكد أن «الإساءة للجيش والشرطة تساوي عندي الخيانة العظمى». ويقوم الجيش منذ التاسع من شباط/ فبراير الماضي بعملية واسعة في سيناء تستهدف تطهير شبه الجزيرة من عناصر الفرع المصري لتنظيم «الدولة الإسلامية». وفرضت قيود على ذهاب الصحافيين إلى مناطق العمليات. وأعلن الجيش قتل عشرات المتطرفين خلال هذه العملية، وكذلك عن مقتل عدد من جنوده. ولم يشر السيسي إلى أي وسيلة إعلام في تصريحاته، ولكنها تأتي بعد أن أكدت منظمة العفو الدولية أن الجيش المصري يستخدم قنابل عنقودية. كما تأتي بعد فيلم وثائقي لقناة «بي بي سي» البريطانية تناول التغييب القسري والتعذيب في السجون في مصر. كذلك طالب السيسي بـ«مساعدة شعبية لمواجهة تدفق السلاح والمقاتلين عبر حدود بلاده الغربية المتاخمة لليبيا». ووجه حديثه لأهالي محافظة مطروح، غربي مصر: «وعدتوني (تعهدتم) من 4 سنوات أن تكونوا حراس الحدود الغربية في ظل الظروف الصعبة، وتمنعوا تدقق السلاح والذخائر والمقاتلين عبر الحدود، بفكّركم (أذكركم) بوعدكم». وتابع: «خلّوا بالكم (احذروا) أن من يدخل عبر الحدود سيقتل أهلكم ويدمّر بلدكم، محتاجين مساعدتكم وأنتم أدرى بكل شيء». دون تفاصيل أكثر. وأعلن الجيش المصري مرارًا خلال السنوات الأربع الماضية إحباط محاولات تهريب أسلحة وذخائر عبر الحدود الغربية المتاخمة مع ليبيا، فضلًا عن توقيف آلاف الأشخاص أثناء محاولتهم التسلل والهجرة غير الشرعية. واعتاد الرئيس المصري طلب تأييد شعبي لقراراته، لا سيما المتعلق منها بـ«مواجهة الإرهاب» في بلاد السيسي: الإساءة للجيش والشرطة خيانة عظمى… ولن أدفع من جيبي لتحسين سكك الحديد طالب بـ«مساعدة شعبية لمواجهة تدفق السلاح والمقاتلين عبر الحدود الغربية»  |
| اليمن: أدوات الإمارات في الجنوب تشن حملة للقمع وتكميم الأفواه ومصادرة حرية الرأي والتعبير Posted: 01 Mar 2018 02:29 PM PST  تعز ـ «القدس العربي»: كشفت العديد من حالات التصعيد ضد حرية الرأي والتعبير والحملة التي تقوم بها القوات غير النظامية التابعة لدولة الإمارات في الجنوب أن هناك حملة منظمة ضد حرية الصحافة والرأي والتعبير بغرض تكميم الأفواه وقمع الأصوات المعارضة للسياسات الإماراتية التي تعبث بالجنوب في اليمن. وتوالت الأحداث خلال الأيام الماضية بشكل متسارع في اتجاه قمع الحريات العامة في المحافظات الجنوبية اليمنية، التي تقع نظريا تحت سلطة الحكومة الشرعية وتهيمن عليها عمليا القوات المحلية غير النظامية التابعة أو المواية لدولة الإمارات، تحت مسميات (الحزام الامني) في عدن و(النخبة الحضرمية) في حضرموت و(النخبة الشبوانية) في محافظة شبوه، والتي وجهت جميعها نشاطها المسلح خلال الفترة القصيرة الماضية نحو قمع حرية الرأي والتعبير. وذكرت مصادر محلية أمس أن عربات أمنية لقوات مسلحة غير نظامية، موالية لدولة الإمارات، اقتحمت مقر مؤسسة الشموع للصحافة والنشر، التي تصدر عنها صحيفتا (أخبار اليوم، والشموع)، في حي دار سعد، في محافظة عدن، وقامت بإحراق مقر دار النشر وإضرام النار في المطبعة التابعة للدار، وهي المطبعة الوحيدة التي لا زالت تعمل لدار نشر صحافي خاصة في اليمن. وعن وقوع العديد من الضحايا، جرحى، من الصحافيين والموظفين في دار النشر، الذين كانوا متواجدين أثناء احراق مقر دار النشر، والذين تركوا هناك لساعات يواجهون وضعا صعبا قبل أن يتمكنوا من إسعافهم. وأوضحت أن هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض مؤسسة الشموع وصحيفتها اليومية (أخبار اليوم) والأسبوعية (الشموع) للاعتداء والهجوم ولكنها كانت الأكثر دمارا وإتلافا للمحتويات وللأدوات، من قبل القوات الموالية للإمارات. وأرجعت المصادر أسباب هذه الاعتداءات إلى قضايا نشر ناقدة لأدوات الإمارات في عدن، والمحافظات الجنوبية. وعلمت (القدس العربي) من مصادر نقابية ان حياة مالك ورئيس مؤسسة دار الشموع للصحافة والنشر سيف الحاضري وأيضا رئيس تحرير صحيفة (أخبار اليوم) ابراهيم مجاهد أصبحت في خطر، وأنهما أصبحا هدفا للميليشيا وأدوات القمع التابعة للقوات الإماراتية في عدن. وذكرت أن عملية الاقتحام والإحراق جاءت بعد يوم واحد من إصدار دار النشر بيانا تضامنيا مع الصحافي عوض كشميم، رئيس مجلس إدارة مؤسسة باكثير للصحافة والطباعة في حضرموت، الذي اعتقلته قوات أمنية موالية للإمارات في 21 الشهر الماضي في حضرموت وتعرض للتعذيب ولازال مصيره مجهولا، ومع الصحافي فتحي بن لزرق، رئيس تحرير مؤسسة (عدن الغد) للصحافة والنشر، في محافظة عدن، الذي تعرض لحملة قمعية وتهديدات بالتصفية الجسدية من قبل القوات الأمنية الموالية للإمارات في عدن. وذكر بن لزرق أنه اكتشف أن هناك مخططا لاغتياله، يقف وراءه مسؤول أمني كبير في عدن من الموالين للإماراتيين، يتم تنفيذه عبر مجموعة من المسلحين المكلفين بعمليات الاغتيالات في بعدن، وانه اكتشف ذلك قبل أيام فقط من تنفيذ المخطط بعد وشاية من أحد الأطراف الأمنية. واشارت إلى أن بن لزرق اضطر إلى كشف المخطط لاغتياله بعد تلقيه أمر استدعاء من جهاز البحث الجنائي في إدارة الأمن في محافظة عدن على خلفية منشور له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك). وتواكبت هذه الأحداث مع تفجير مسلحين مجهولين لبرج البث التابع بإذعة (بندر عدن) الشبابية، بواسطة قذيفة (آر بي جي) في حي مدينة إنماء السكنية، في محافظة عدن، أمس الأول الأربعاء. وأطلق مسلحون مجهولون أيضا النار على مقر صحيفة (اليوم الثامن) ومركز عدن للأبحاث في 20 شباط (فبراير) الماضي، والذي حدث للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع. وكانت محافظة عدن شهدت وقوع أكثر من 20 حالة اغتيال للخطباء المؤثرين من غير الموالين للإمارات، منذ سيطرة القوات الإماراتية على محافظة عدن عبر القوات المحلية التي شكلتها عقب تحرير المحافظة من الميليشيا الحوثية منتصف تموز(يوليو) 2015. وقال بن لزرق في منشور له أمس «قلت فيما سبق ان القصة ليست متصلة بفتحي بن لزرق.. القصة ومافيها انه يراد لعدن ان تكون محصورة على صوت واحد، سيتم اغلاق كل الصحف المعارضة وسيتم طرد وقتل كل الصحافيين الذين يقولون الحقيقة للناس وسيتم الإبقاء على كل صحافي يبيع الوهم والكذب للناس». وقال مصدر سياسي لـ(القدس العربي) «ان عدن والمحافظات الجنوبية أصبحت تتعرض لأكبر عمليات قمع للحريات الصحافية ولحرية الرأي والتعبير، بشكل غير مسبوق منذ سيطرة النظام الاشتراكي على الجنوب في السبعينات». وأوضح أن «عدن تواجه أزمة كبيرة في مجال الحريات الاعلامية، لا تقل خطورة عن الوضع في العاصمة صنعاء الذي تعبث به الميليشيا الحوثية، حيث أصبحت حياة الصحافيين وكتاب الرأي في مرمى نيران المسلحين المأجورين لتصفية حياة غير المرغوب بأصواتهم النشاز، أي غير الموالين للنافذين والمهيمنين على الوضع الأمني من أدوات الإمارات في عدن». اليمن: أدوات الإمارات في الجنوب تشن حملة للقمع وتكميم الأفواه ومصادرة حرية الرأي والتعبير اعتقالات وتهديد وحرق مقرات صحافية خالد الحمادي  |
| من عجائب الاستثمار الأردني: الملك يقصد «الهند» بينما يعتدي مواطنان على ممثل «للصين»… والبرلمان «يصمت» بعد افتعال أزمة «البليط» Posted: 01 Mar 2018 02:29 PM PST  عمان- «القدس العربي»: بعض رموز المؤسسات والكثير من المواطنين في المحافظات.. «خارج التغطية» تماما عندما يتعلق الأمر بعودة مفارقة أردنية بامتياز. يواصل الملك عبدالله الثاني لثلاثة أيام متتالية جهدا مضنيا أملاً في الحصول على أي «حصة» من تطلعات الاستثمار»الهندي» في المنطقة، فيوجه «أهل عمان» رسالتان في غاية السلبية ضد الاستثمار من حيث المبنى والمعنى. خلال إشراف الملك شخصيا مع وفد عريض على فعاليات منتدى الأعمال الهندي الأردني الذي انشغل فيه العشرات خلف الستارة طوال عامين وجّه عضو برلمان «مقرب من السلطات» وليس سرًا أنه محسوب عليها عند «أي تصويت» رسالته السلبية المثيرة للجدل عندما «افتعل» أزمة وطنية تدحرجت بقوة باسم «البليط والابتزاز». طوال الأيام الثلاثة الماضية صمت عضو مجلس النواب خالد الفناطسة، بعدما فجّر قنبلته قبلها تحت قبة البرلمان في بند ما يستجد من أعمال متحدثا عن «مستثمر في مجال السيراميك والبلاط» يمارس «الابتزاز» عبر تصوير شخصيات نافذة وفي مواقع حساسة بحفلات ماجنة ثم يتهرب من الضريبة ويبتز العديد من المسثتمرين. تلك صورة «بشعة» قد تكون آخر ما يخطر في ذهن وفد ملِكي رفيع المستوى يجلس منذ أيام في نيودلهي بحثا عن مستثمرين هنود تعيد إنتاج صورة الساحة الأردنية على أساس الانفلات وإمكانية تحرش البرلمان بقطاع الاستثمار ومن دون وجه قانوني. إرهاق الدولة الفناطسة دخل بتصريحاته المثيرة في باب النجومية وأرهق الدولة ومؤسساتها وتلقف تعليقاته المثيرة الرأي العام الذي يبحث بدوره عن اي وسيلة لتكريس صورة «فساد رموز في المؤسسات». لم يكن من اللائق إطلاقاً الحديث برلمانياً هذه المرة وبوساطة «حليف للدولة» في مجلس النواب عن علاقات مشبوهة يقيمها مستثمر غير قانوني مع شخصيات في «مواقع حساسة» حيث تقدم فناطسة بهذه الإفادة وخلط الأوراق بصورة تأزيمية للوضع الداخلي ثم دخل في دائرة الصمت قبل أن يضطر المستثمر نفسه المقصود في الهجمة للكشف عن هُويته والدفاع عن نفسه متحديا إثبات «فبركات الفناطسة» وطارحا السؤال الأخطر والأهم: السادة في مجلس النواب.. هل تحافظون على الاستثمار بهذه الطريقة؟. المثير جداً في المسألة أن الفناطسة قام بسلوك «مدمر» لبنية الاستثمار وهو يحاول «مناكفة» رجل أعمال محلي لأسباب غامضة في الوقت نفسه الذي كان فيه الملك شخصيا يقود المحاولة الاستثمارية الذكية مع دولة بحجم الهند. حسب الخبراء لو كانت نوايا فناطسة طيبة ووطنية لاستعمل الدروب القانونية والدستورية التي تتيح له تقديم ما لديه من معلومات عن حفلات الابتزاز الماجنة لأجهزة التحقيق القضائية او لقرر الاتجاه إلى صلاحياته الدستورية الواسعة التي تتيح له توجيه سؤال او طرح استجواب او مناقشة الحكومة. بدلاً من ذلك لجأ للإثارة، فأنتج ضجيجا لا يمكن احتواؤه ببساطة، قبل أن يتوارى عن الأنظار، بعدما تحداه المستثمر المعني بالبلاط شخصيا وهو رجل الأعمال صلاح شحادة بإثبات المزاعم. لافت جدا في السياق ان مجلس النواب لم يحقق ولم يدقق وأن الرواية الرسمية والأمنية بدأت تلمح لأن الحديث اصلا عن «فساد المستثمر» ينطوي على شبهة ابتزاز مقابل. تلك مسألة ستكشف عنها الأيام المقبلة، لكن الشارع اليوم يطالب مجلس النواب بخيارين لا ثلاث لهما: فتح تحقيق شامل بمزاعم النائب الفناطسة، لأن الاتهامات كانت واسعة وكبيرة وجرمية أو التحقيق مع النائب نفسه. رئيس مجلس النواب ولجنة السلوك في المجلس تتغاظيان حتى مساء الخميس عن هذه المطالب الشرعية والقانونية فيما ضاعت الحقيقة وأظهر نواب برلمان محسوبون على السلطة قدرتهم الفذة على جعل طريق الاستثمار «شاقة ومعقدة». الاعتداء على مدير حصل ذلك قبل أن يوجه مواطنان في إحدى قرى محافظة الزرقاء أحدهما من أصحاب السوابق وكلاهما من أبناء إحدى عشائر المنطقة الرسالة الموازية الثانية ضد الرؤية الاستثمارية الرسمية والملكية بالتوازي. أوقف الشخصان مديراً يعمل مع شركة استثمارية صينية تملكها حكومة الصين وحطما سيارته وضرباه بشدة وأدخلاه المستشفى وتبين أن ما حصل هو الاعتداء الثاني من قبل الأشخاص أنفسهم على «مسؤول الاستثمار الصيني» في إطار تفاعلات «بلطجة مناطقية» ظهرت في أكثر من مكان ضد مستثمرين أجانب ولأسباب تتعلق بصفقات «خردة» يصر الأردني على إجبار الصيني على التعامل معه فيها. تلك كانت رسالة ثانية خشنة ضد الاستثمار والمستثمرين تكرس مجددا نفس المفارقة الأردنية خصوصا وأن مستثمرا في مدينة مادبا ضُرِب الشهر الماضي من قبل موظف مطرود قبل ان تلجأ شركته لأسلوب «عشائري» خارج القانون للمصالحة مع أقارب المعتدي في حادثة قال رئيس الوزراء هاني الملقي إن حكومته ستعالجه جذرياً. الأمن العام الأردني قرر تأسيس وحدة خاصة لحماية المستثمرين وتلقي شكاوى التعرض لهم وابتزازهم. لكن هل يكفي ذلك ؟…لا يوجد في الأردن من يتجرأ على الإشارة لجواب يحتمل مفردة»نعم» لأن العداء مستوطن في ذهنية شرائح كبيرة من الأردنيين ضد الاستثمار والأثرياء، ولأن السلطة أيام الربيع العربي صرفت النظر عن حوادث محددة بهذا المجال لاعتبارات أمنية يدفع الجميع ثمنها اليوم. في كل حال تزامن الحدثين مع رحلة استثمارية مثيرة ومهمة لوفد ملِكي رفيع إلى الهند قد يشكل ضغطا بإرادة سياسية على تلك الحلقات التي تخيف الاستثمار وتربكه في الأردن حيث قرارات لا بد منها فيما يبدو عليه المشهد اليوم وحيث «انزعاجات» من الحجم العملاق قد تتبعها قرارات في الإطار المرجعي قريبًا. من عجائب الاستثمار الأردني: الملك يقصد «الهند» بينما يعتدي مواطنان على ممثل «للصين»… والبرلمان «يصمت» بعد افتعال أزمة «البليط» مؤسسات بأكملها خارج التغطية وفي الاتجاه المعاكس للقصر بسام البدارين  |
| مواقع التواصل الاجتماعي تشهد مواجهات ساخنة حول ملف الصحافي المغربي توفيق بو عشرين Posted: 01 Mar 2018 02:28 PM PST  الرباط – «القدس العربي» : تشهد مواقع التواصل الاجتماعي مواجهات ساخنة بين المعنيين في ملف الصحافي المغربي توفيق بوعشرين مدير صحيفة« أخبار اليوم »وموقع اليوم 24، الذي اعتقل الأسبوع الماضي على خلفية شكايات باعتداءات جنسية، بعد أن اشتم من تدوينات وتصريحات المشتكيات، أبعادا بعيدة عن الاتهامات الرسمية، وربطوا بين هذه الاتهامات ومواقف الصحافي ومقالاته التي تحمل انتقادات للسلطة ومدبري الشأن العام. وشكك رواد التواصل الاجتماعي بما أعلنت عنه نعيمة لحرري وخلود الجابري اللتين تقدمتا بشكايات ضد بوعشرين، وبين هؤلاء الرواد في تعليقات على تدويناتهن، تناقضات واضحة، الا أن ما يجمع التدوينتان، أنهما تعرضتا للتحرش من بوعشرين وأنه لم يتم اغتصاب أي منهما. ووجهت النيابة العامة لتوفيق بوعشرين اتهامات بالتحرش والاغتصاب والاتجار بالبشر والبغاء الا أن هيئة الدفاع عن بوعشرين تقول إن ملف الاتهامات لا يتضمن الا شكايتي الجابري ولحروري وان شكاية مجهولة سحبت من الملف بعدما تبين ان ما ذكرته عن تاريخ محاولة اغتصاب، كان المعني بالأمر خارج المغرب. وأبدت خلود الجابري الصحافية السابقة في موقع اليوم 24 استعدادها للعرض على أي طبيب للتأكد من أنها لا زالت عذراء ولم يتم اغتصابها، وقالت نعيمة لحروري المستشارة في ديوان وزير السياحة حاليا، والمرشحة سابقا في الانتخابات التشريعية والصحافية في جريدة «أخبار اليوم »قبل 2014، أنها أول من تقدم بشكاية ضد بوعشرين وذلك قبل أسبوع من اعتقاله، أي بعد 4 سنوات من تركها للعمل بالصحيفة. مشتكية تؤكد تعرضها لاعتداء جنسي وقالت لحروري الأربعاء «قدمت شكوى لأني تعرضت للاعتداء من توفيق بوعشرين.. اعتداء مرفوق بالغصب والإكراه والتعنيف.. ومتبوع بالتهديد والابتزاز..» وأضافت «قدمت شكوى ضد توفيق بوعشرين بعد أن استجمعت كل قوتي وكل شجاعتي واستحضرت فقط أن في ديننا ليس على المكره حرج وإن الحرج كل الحرج أن أسكت وأصمت وأن لا أثأر لكرامتي.. وأن الحرج كل الحرج أن أرضخ لابتزازات بوعشرين وأسمح له باستباحتي..». وعلق محمد البكاوي على تدوينة لحروري «أنا لا أحب السيد بوعشرين ولا أحب خطه التحرري ولكن اغتصاب امرأة يفوق سنها الثلاثين؟؟ هنا نطرح سؤالا ما هو الاغتصاب؟ وهل الاغتصاب يسقط بالتقادم؟ وهل الفتاة التي سكتت على واقعة الاغتصاب تعتبر شريكة في عملية الاغتصاب؟ أم أن عملية الاغتصاب سكين نذبح به من نريد من أجل تصفية حسابات لو كانت أختي أو أمي أو زوجتي وسكتت على عملية الاغتصاب طول هذه المدة هي التي تستحق السجن واللوم». وقال فهد تازي، المصور وزميل الصحفية خلود الجابري التي تتهم توفيق بوعشرين بمحاولة اغتصابها، والذي كان يرافقها في تصوير حلقات برنامجها السابق «الوجه الآخر» الذي كان يعرض على موقع «اليوم 24» الذي يديره بوعشرين، «هاديك السيدة لي قالت إن بوعشرين وقف ليها البرنامج من أجل الخضوع له.. البرنامج واقف من زمن «فين كنتي انتي ديك الساعة». وأضاف في تدوينة على حسابه على موقع الفيسبوك، «أنا بصفتي مصور صحفي رافقتها في تصوير بعض حلقات البرنامج، أشهد أن سبب التوقيف هو الصراعات اللي تخلقها مع أي واحد من فريق عمل البرنامج» وأضاف إنه شخصيا أساءت له كثيرا وإنه طلب عدم العمل معها وكل من اشتغل معها يؤكد ذلك «مالقاوش اللي يصبر ليها لتصرفاتها واستفزازها ومعاملتها الخانزة» (لم يجدوا من يصبر على تصرفاتها واستفزازتها ومعاملتها السيئة). وقال إن هذه السيدة لم تترك أحدا في موقع اليوم 24 لم تتعارك معه «الله يهدي ما خلق، وهادي ليها نيشان: سمعتك معروفة وكل واحد بلاكتو (لوحته) على ظهرو.. أنا مكنجي من تا واحد انا لست مع احد) أنا قلت أش عشت وشفت فقط».وقالت حنان باكور رئيسة تحرير موقع «اليوم24»، التي استدعتها الشرطة للاستماع اليها إنها لم ترغب أن تتحدث عن تفاصيل استدعائها مادام الأمر بين يدي القضاء وأوضحت «بعد استدعائي، قدمت إفادتي، والتي دونتها محاضر الشرطة بأمانة (أتحمل مسؤولية تصريحاتي فقط)، كما اطلعت عليها يوم الثلاثاء مساء، حتى أن الوكيل العام، لحظة مثول توفيق أمامه، يوم الاثنين الماضي، قال له بالحرف «السي توفيق تشكك في المحاضر، ها هو تصريح حنان مأخوذ بأمانة ومتطابق مع ما قلته أنت الآن». «لا ولن أطلب شهادة حسن سلوك من أي كان.. ولن أبرر لأي كان، وأشدد على أي كان، مقابل شهادة «حسن سلوك» أنا ملك لنفسي ولأمي ولكل من عرفني وعاشرني وآمن بي حد السخرية من الهرطقات والتفاهات.. سأقولها بصوت عال: لم تكن لي أي علاقة جنسية ولا غرامية مع صديق المهنة والعمر توفيق.. كانت علاقتي به إنسانية حميمية والكل يعرف ذلك، ولم أكن بالنسبة لتوفيق أي أحد، ولا كان هو كذلك». وأكدت «لم تتضمن محاضر الشرطة أي اعترافات بوجود علاقة جنسية نهائيا، وتصريحي أمام الفرقة تم تدوينه بأمانة، تماما كما اطلعت عليه بعد خروج المحاضر، وكل من كتب غير هذا سيتحمل عواقب مواجهة معي أمام القضاء. واستدعت «الفرقة الوطنية للشرطة القضائية» في الدار البيضاء، الأربعاء المشتكيتين الجاري ولحروري والشهود في الملف من جديد أجل تسليم استدعاءات الحضور لأول جلسة محاكمة، المقررة يوم الـ 8 آذار/ مارس المقبل. وقالت لجنة حماية الصحافيين الدولية، إنها قامت بمراسلة مصطفى الخلفي الوزير المغربي المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، الناطق الرسمي باسم الحكومة، بخصوص قضية الصحافي توفيق بوعشرين، لكنها لم تتلق أي جواب أو توضيحات حول الموضوع. رفض دفاع بو عشرين ورفض الوكيل العام للملك (النائب العام) لدى محكمة الاستئناف في الدار البيضاء، الطلب الذي تقدم به دفاع الصحافي توفيق بوعشرين للسماح بإدخال مجموعة من الوثائق الإدارية له للتوقيع عليها في زنزانته في سجن عين البرجة، وقد برر الوكيل العام للملك رفضه بكونه ليس الجهة صاحبة الاختصاص للبث في مثل هذه الطلبات. وقال عبد الصمد الإدريسي أحد أعضاء هيئة دفاع بوعشرين «لقد رفض الوكيل العام طلبنا الذي تقدمنا به، بمبرر أنه ليس الجهة المعنية بالبث في هذه الطلبات مادام توفيق بوعشرين قد تقرر إحالته على غرفة الجنايات في محكمة الاستئناف في الدار البيضاء وبالتالي فهي المعنية بالبت في هذا الطلب». مشادات بين هيئة الدفاع ومندوبية السجون وأثارت وضعية بوعشرين في سجن عين برجة في الدار البيضاء مشادات عبر وسائط الإعلام بين هيئة الدفاع ومندوبية السجون وتلقى بوعشرين صباح الأربعاء اتصالا من محمد الصبار الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان يخبره فيه أنه سيتمتع بكامل حقوقه ابتداء من اليوم (أول أمس) الأربعاء، وطلب منه أن يؤكد له الوضعية الحالية بعد زيارته» . وقال عبد المولى المروري، عضو لجنة الدفاع، إنه في إطار مؤازرته لتوفيق بوعشرين مدير جريدة «أخبار اليوم»، قام الأربعاء بزيارته قصد التخابر معه، وبعد مناقشة القضية وبعض تفاصيلها، صرح له بوعشرين «أنه أنزل في غرفة منفردة وفي جناح منفرد بعيد عن كل النزلاء، وأن نافذتي غرفته المتقابلتين غير صالحتين مما يسمح للتيارات الهوائية من الدخول وهذا يهدد حالته الصحية، وأنه يعاني بسبب ذلك من البرد طول اليوم». وأضاف مساء أول أمس أنه في حدود زيارته له لم يمكن إلا بكتاب واحد من مجموع كتبه الخاصة التي أحضرتها أسرته، كما أنه لم يتمكن إلا من غطاء واحد من أصل اثنين أحضرتها له أسرته، مما جعله يعاني من البرد خلال الليل وأنه عندما استفسر مدير السجن حول الموضوع أكد له أن الغطاء الذي تم منعه مكون من مادة «اللواط» القابلة للاشتعال هو سبب المنع وأكد المروري، أن موكله مصاب بداء السكري الأمر الذي يستدعي نظاما غدائيا خاصا وهو غير متوفر لدى المؤسسة السجنية، الشيء دفعه للاتصال على الفور بإدارة السجن وإبلاغها بذلك. وأوضح المروري، أن توفيق بوعشرين يتمتع بمعنويات عالية وثقة تامة في براءته آملا أن يحظى في محاكمة عادلة، ويدعو الضمائر الحية إلى التحلي باليقظة أمام كل المؤامرات التي تستهدف الجسم الصحافي وإسكات الأصوات الحرة. وقال عبد الصمد الإدريسي محامي توفيق بوعشرين ردا على بلاغ المندوبية العامة لإدارة السجون بخصوص وضعية اعتقال بوعشرين «ردت إدارة المؤسسة السجنية عين برجة على ما ورد في تصريحات هيئة الدفاع أمس بكونها ادعاءات كاذبة..» وأضاف «تصريحاتي شخصيا كانت جد دقيقة مبنية على إفادات مباشرة من توفيق بوعشرين إلى حدود الساعة 16.30 وبحضور باقي الزملاء المحامين، كما أخبرنا بها الشخص الذي قدم لنا نفسه على أنه مدير المؤسسة في حينها» وأن «أخ بوعشرين قد تلقى وفق إفادته أيضا اتصالا هذا الصباح من محمد الصبار الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان يخبره فيه أنه سيتمتع بكامل حقوقه ابتداء من اليوم وطلب منه أن يؤكد له الوضعية الحالية بعد زيارته». ضمانات محاكمة عادلة وتابع محامي بوعشرين «ربما الأمر سيحتاج إلى زيارة مباشرة من موفد عن المجلس الوطني لحقوق الإنسان للتأكد من تمتع توفيق بوعشرين بحقوقه كاملة، ذلك أن أقصى ما يطالب به وفق ما أخبرنا به هو المقتضيات المنصوص عليها في القانون 23.98 المنظم للمؤسسات السجنية..». وأوضح الإدريسي، «المفروض أن كل جهة تقوم بدورها والمهام المنوطة بها وفق مقتضيات القانون وفي إطار المسؤولية والضمير والنزاهة، سواء كانت جهة رسمية أو جهة مدنية، بغية الوصول إلى كامل الحقيقة» و»نحن اليوم أمام شكايتين وعشر مصرحات، و»صك متابعة سطرته النيابة العامة وفي المقابل أمام شخصية عمومية وصحافي معروف يكفل له الدستور والقانون والمواثيق الدولية قرينة البراءة، وكل ذلك سيعرض أمام القضاء لينظر فيه على قدم المساواة بين دفوعات النيابة العامة ودفوعات دفاع بوعشرين الذي سجل إلى حدود يومه خروقات مسطرية عديدة في المسطرة، ومن واجب الجميع توفير شروط وضمانات المحاكمة العادلة وفق معاييرها المعروفة وإلى ذلك الحين فهو يبقى بريئا أمام القضاء وأمام وسائل الإعلام العمومية والخاصة التي من المفروض أن تتوقف عن التشهير به وبغيره من المصرحات». مواقع التواصل الاجتماعي تشهد مواجهات ساخنة حول ملف الصحافي المغربي توفيق بو عشرين محمود معروف  |
| صور القاعدة العسكرية في محيط دمشق وبطاقة صفراء من إسرائيل لإيران في تسريبات إسرائيلية Posted: 01 Mar 2018 02:28 PM PST  الناصرة – «القدس العربي»: يبدو أن إسرائيل تخطط لتجديد اعتداءاتها على أهداف إيرانية في سوريا، ولذا فهي اختارت محاولة ردع حزب الله ومنعه من التفكير بأي رد فعل من خلال تهديد أمينه العام حسن نصر الله شخصيا، في إطار إستراتيجية لحسم حرب مقبلة محتملة وفق تسريبات إسرائيلية. ونقلت صحف إسرائيلية عن مسؤول كبير في جيش الاحتلال قوله، أمس، إن التوصل لحسم في معركة مستقبلية في «الجبهة الشمالية» سيكون عن طريق الاشتباك المباشر مع حزب الله اللبناني في معقله، وإن الحسم سيكون برأيه عبر قتل الأمين العام للحزب، حسن نصر الله. رأس حسن نصر الله وتطرق المسؤول العسكري لـ «تهديدات مختلفة تواجهها إسرائيل»، بما في ذلك «التسلل إلى البلدات والمستوطنات والتجمعات السكنية في الجليل. كما نقلت «يديعوت أحرونوت» و «معاريف» عنه أقوالا متطابقة حول قدرة قوات حزب الله على الانتشار في منطقة واسعة، لتختفي عن الأنظار، والخبرة التي اكتسبها مقاتلوه في سوريا، منها القدرة على القتال على أكثر من جبهة على نحو مواز، واستخدام الأسلحة البيولوجية والكيميائية. وتشير تقديرات الجيش الإسرائيلي، التي عبّر عنها الضابط خلال حديثه مع صحافة إسرائيلية، إلى أن حزب الله بات يتمتع بقدر أعلى من المهنية والخبرة بفضل التدريبات الإيرانية ونشاطه في الأراضي السورية، وأنه بات أكثر خطورة في السنوات الأخيرة. مرجحا أنه خلال مواجهات مستقبلية على الجبهة الشمالية، فإنه سيكون هناك قتال على الأقل في جبهتين على الحدود السورية وعلى الحدود اللبنانية، فضلا عن إمكانية اشتعال الجبهة الجنوبية، مع حماس في قطاع غزة. وحسب تصريحات الضابط الإسرائيلي، فإن السيناريو الذي «سيؤدي إلى الحسم في الحرب المقبلة على الجبهة الشمالية»، سيبدأ بمناورة واجتياح بري واسع النطاق، ينتهي باغتيال الأمين العام لحزب الله. وعن ذلك قال الضابط رفيع المستوى «إذا نجحنا في الحرب المقبلة بقتل نصر الله، في رأيي هذا هو الحسم». وهذا ما يتطابق مع تصريحات المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، حيث قال إن «نصر الله سيكون هدفا في الحرب المقبلة». اشتعال الجبهة الشمالية كما اعتبر أن حزب الله عمل باستراتيجية حماس في غزة، وقام بحفر أنفاق في المناطق اللبنانية الحدودية، إلا أن أنفاق حزب الله «غير معدة للتسلل لإسرائيل» وإنما لتخزين الأسلحة والمقاتلين خلال أي هجوم بري إسرائيلي. ويستدل من هذه التسريبات أن إسرائيل تستعد لمواجهة على الجبهة الشمالية على مستويات عدة، بما في ذلك شراء المعدات، وإعداد طرق قتالية ومقاتلات تعمل بصورة مختلفة عن حرب لبنان الثانية. وضمن استعداداته هذه يعمل الجيش الإسرائيلي على زيادة كبيرة في عدد المجندين، ويدرس في هذه المرحلة تمديد مدة الخدمة في الوحدات الخاصة إلى سنة إضافية. كما قال الضابط الكبير إنه يؤيد شراء الطائرة المروحية التي تصنعها شركة «بوينغ»، من طراز «شينوك»، رغم ميل القوات الجوية الإسرائيلية لشراء طائرة «لوكهيد مارتن» وذلك لقدرتها على نقل العتاد والجنود. وارتفعت حدة التوترات بين لبنان وإسرائيل أخيرًا، مما كشف عن تصريحات إسرائيلية تشي بتخوفات من اشتعال «الجبهة الشمالية»، في أعقاب شروع إسرائيل ببناء جدار فاصل على الخط الأزرق على الحدود اللبنانية، الذي تعتبره لبنان «لا يتطابق مع خط الحدود الدولية». وتجلى التوتر الجديد بقيام الجيش الإسرائيلي أيضا بتدريبات واسعة في شمال البلاد تحاكي حربا مع حزب الله. واعتبرت صحيفة «يسرائيل»هيوم» المقربة من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أن نشر الصور بخصوص القاعدة العسكرية الإيرانية بالقرب من دمشق من شأنه أن يكون مقدمة لقصف الطيران الحربي الإسرائيلي للقاعدة. وحسب الصحيفة، فإن نشر الصور بمثابة إشهار بطاقة صفراء، وفي حال لم يتغير أي شيء، فمن المحتمل أن ترفع البطاقة الحمراء قريبا على شكل قصف للقاعدة العسكرية الإيرانية. وذكرت الصحيفة، أنه حدث سيناريو مماثل في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، حيث أفاد تلفزيون «بي بي سي» البريطاني في ذلك الوقت أن إيران تبني قواعد «للميليشيات الشيعية» بالقرب من دمشق. لم تفهم طهران التلميح في ذلك الوقت أو اختارت تجاهله، وبعد ذلك بقليل دمرت القاعدة. وقتها لم تعترف إسرائيل بقصف القاعدة العسكرية، ولكن تصريحات بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن أفيغدور ليبرمان، تشي باستخدام كل الوسائل في محاولة لعرقلة الجهود لتعزيز النفوذ الإيراني في سوريا ولبنان. ورجحت الصحيفة أن الرسالة هذه المرة موجهة في المقام الأول إلى إيران، ولكن ليس فقط لها. وتقدر الصحيفة أنه رغم أن السلاح الحربي الإسرائيلي فقد طائرة مقاتلة، فإن نظام الدفاع الجوي السوري أصيب بأضرار بالغة. واعتبرت «يسرائيل هيوم» أن نشر صور القاعدة العسكرية موجه أيضا إلى سوريا وروسيا، حيث تعتقد الصحيفة أن الأخيرة مهتمة بهدوء في الأولى للاستفادة من ثمار إعادة تأهيلها اقتصاديا. وترجح الصحيفة أنه من غير المتوقع من روسيا أن تحرك ساكنا أو القيام بأي عملية عسكرية ردا على القصف المستقبلي للقاعدة العسكرية الإيرانية. كذلك برأي الصحيفة الإسرائيلية التي تعتبر بوقا للحكومة ورئيسها، أن الهدف الأخير والأهم من نشر صور القاعدة العسكرية، هو واشنطن، ويفترض أن المعلومات أعطيت لمحطة «فوكس نيوز» المقربة جدا من الرئيس دونالد ترامب. وقد امتنعت الولايات المتحدة حتى الآن من العمل ضد التوسع الإيراني في سوريا، وصممت الصور الجديدة لإثبات التصميم والخطر الإيراني. كما تتوقع الصحيفة ألا تساعد الولايات المتحدة إسرائيل في هذه القضية بل ستبقى لوحدها، لكنها ترى جوانب إيجابية في هذا الصدد. وتعلل ذلك بالقول إن إسرائيل ستكون محررة من أي قيود، ويمكن أن تتصرف بأي «جنون» كما تريد، وفي الوقت نفسه تتمتع بالتفوق الجوي والاستخباراتي، وهو ما ينعكس في جميع الهجمات والمنشورات المنسوبة إليها. صورة الانتصار لكنها تشير أيضا الى جوانب سلبية بالقول إن هناك عددا قليلا جدا من العوامل المقيدة على الجبهة الشمالية، في تلميح لمخاطر اندلاع حرب مع حزب الله أيضا، مما يدفع إيران لمواصلة أنشطتها في سوريا ولبنان. وبلهجة تهديد مباشر تخلص الصحيفة الإسرائيلية للقول إنه إذا لم يكن هناك تطور مفاجئ «فقاعدة الصواريخ التي كشف عنها أول من أمس الأربعاء سوف تختفي قريبا». وتتابع «تظهر التجربة السابقة، أن هذا أيضا لن يوقف عزم إيران وشهيتها على مواصلة أنشطتها وتعزيز نفوذها، مع تجاهلها للرسائل المرسلة إليها، سواء تلك اللفظية والدبلوماسية والحركية، ما يثير الشكوك في أن التغيير الإستراتيجي المنشود لن يحدث دون ضجة كبيرة. في الوقت الراهن، كل الأطراف تريد تجنب مثل هذا الانفجار، وهو ما يعني الحرب». محذرة من أن رفع المخاطر من قبل جميع الأطراف يزيد من فرص التصعيد، وهو بالضبط السيناريو الذي حذرت إدارة الاستخبارات الاسرائيلية من توقعاته لـ 2018. ووفقا للصحيفة، فمن المتوقع أن يشمل هذا التصعيد حزب الله، وهو السيناريو الرئيسي للجيش الإسرائيلي، الذي يعرف أن الجمهور الإسرائيلي يطالب بأن الحرب المقبلة لا تنتهي دون حسم مع التأكيد على صورة الانتصار. صور القاعدة العسكرية في محيط دمشق وبطاقة صفراء من إسرائيل لإيران في تسريبات إسرائيلية وديع عواودة:  |
| لماذا تراجعت «تحرير الشام» في مناطق شاسعة لصالح «جبهة تحرير سوريا»؟ Posted: 01 Mar 2018 02:28 PM PST  إنطاكيا – «القدس العربي» : استعادت هيئة تحرير الشام مناطق عدة كانت قد فقدتها على مدى الايام الماضية، جراء المعارك مع فصيلي «الزنكي» و»احرار الشام» المنضويين بتشكيل جديد اطلق عليه «جبهة تحرير سوريا»، فقد تمكنت «الهيئة» من السيطرة على بلدات معرة مصرين، ترمنين، ودير حسان وتقترب من دارة عزة. وقال ناشطون لـ «القدس العربي»، بأن تحرير الشام تجهز «ارتالاً كبيرة» لاستئصال فصيل الزنكي من معاقله في ريف حلب الغربي، وتشير الأنباء إلى أن «الحزب الإسلامي التركستاني» آزر تحرير الشام في معرة مصرين. إلا أن تراجـع تـحرير الشام السريع في الايام الماضية، اثار تساؤلات كثـيرة عن اسـباب هـذا التـراجع، حيث ذهـب كثير من المحللين إلى أن تراجع تحرير الشام امام تلـك الفصائل يضع علامات استفهام حول مستقبل هذا الفصـيل الجـهادي الأكبر، في المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل. يرجع الباحث في شؤون الجماعات الجهادية أحمد أبو فرحة، أسباب الانكفاء الذي حصل مع تحرير الشام، إلى عوامل عدة: «العامل الاول هو التآمر المخفي والمعلن منذ ايام النصرة، على اي مشروع مستقل يغرد خارج السرب الدولي والاقليمي، لكن مرونة تحرير الشام في التعامل اقليميًا (مع الاتراك) جنّبها صداماً كان محتملاً ومتوقعاً بينها وبين تركيا. السبب الثاني، كما يرى ابو فرحة، متعلق بهيئة تحرير الشام نفسها، فيقول «كان يمكن للجولاني ان يتصرف بجماعية أكثر مع كثير مع حلفائه السابقين، فالتفرد عند الجولاني تسبب له بخسارة كثير من حلفائه السابقين من الشخصيات صاحبة النفوذ بالثورة». وبخصوص العلاقة مع تركيا، يعتقد ابو فرحة، أن تركيا من مصلحتها أن تحل الفصائل المتحالفة معها، محل تحرير الشام » فتركيا و ان تحالفت مع هيئة تحرير الشام «قسرا» فانها تفضل التعامل مع فصائل تأتمر بأمرها وتنفذ مصالحها بعيدا عن الثورة السورية، ودرع الفرات خير مثال حيث ترك «الثوار» المناطق التي يقاتل فيها النظام ارضهم وذهبوا ليقاتلوا مع الاتراك في معركة تخص الاتراك قبل ان تخص الثورة السورية». المقداد: قرار دولي لمحاصرتها ويرى الكاتب خليل المقداد، أن تحرير الشام لم تتراجع، لكنها في حالة انشغال كونها مستهدفة من كل الاطراف، كما أن «دخول تركيا أضعفها، هناك قرار دولي لمحاصرتها». وقال لـ «القدس العربي»، «ليس هناك اتفاق بين الفصائل وتركيا على انهاء تحرير الشام، فتركيا يهمها وجود فصيل «خارج القانون» لكي ترسل من خلاله رسائل لبعض الدول والجهات فهي قدمت كثيراً من التنازلات للتماهي مع الواقع الدولي والاقليمي، اما قوات «درع الفرات» فلن يكون لها تأثير الا اذا ارادت تركيا ذلك، فالفصائل كلها لا يمكنها هزيمة تحرير الشام دون دعم تركي أو دولي» حسب المقداد الذي يستبعد انهيار تحرير الشام على المدى المنظور، بسبب وجود انصار لها، «كما انها قدمت نفسها على انها صاحبة فكر جهادي معتدل يمكن ان يقبل الآخر»، محذراً من انه «اذا انهارت تحرير الشام فقد انهارت الثورة، كون الأخيرة الفصيل الجهادي الأخير المتبقي». الحمصي: نقص الأعداد اما القيادي الميداني في هيئة تحرير الشام أبو ماهر الحمصي، بأن الهيئة تراجعت بسبب نقص الأعداد وتخلي «جماعة القاعدة» عن مناصرة الهيئة، اضافة إلى أن الهيئة هي من يرابط على جبهات النظام، فالرباط في الشمال المحرر كله للهيئة فقط، وهناك بعض النقاط لجيش العزة، وقد تخلت تحرير الشام عن بعض القرى والبلدات، بالاتفاق مع المدنيين بحيث لا توجد قرية خرجت منها الهيئة الا باتفاق مع وجهاء تلك القرية أو البلدة». ويقول الحمصي، القيادي في تحرير الشام، في حديث لـ «القدس العربي»، ان «الزنكي قبض 5 ملايين دولار لكي يقاتل الهيئة، ويخرجها من مناطق قريبة من درع الفرات بعد سيطرته على الشريط الحدودي»، ويضيف «هناك خطط لدى الهيئة لاسترجاع المناطق التي خرجت منها… نحن الآن رتبنا صفوفنا ونظمنا الترتيبات لاستعادة ما فقدناه خلال الايام الماضية، وما جعلنا نتـراجع ايـضا هـو الخـوف على أرواح المدنيـين». الشامي: استنزاف الهيئة القيادي العسكري الملقب بأبي الحارث الشامي يفسر أسباب تراجع تحرير الشام ميدانياً لصالح الفصائل إلى جملة عوامل «أهمها استنزاف الهيئة الشديد في معارك شرقي السكة ومعارك أبو ظهور، حيث تحملت العبء الأكبر، فقدت أكثر من 1200 قتيل وضعفيهم من الجرحى في صد تقدم الجيش السوري وميليشياته، وسط حضور خجول لباقي الفصائل المتقاتلة معها، حيث كانت مؤازراتها لا تتعدى 200 عنصر، بالإضافة للشرخ والنزاع الحاصل بين الهيئة والتشكيلات الجهادية المبايعة للقاعدة» كـ «جند الملاحم» و«جيش البادية» و«جيش الساحل» الذين انشقوا عن الهيئة واعلنوا تبعيتهم للقاعدة وعدم مشاركتهم للهيئة في معاركها ضد الفصائل، وذلك بسبب الظلم والغبن الذي تعرضوا له من قيادة الهيئة فساهم ذلك بتحييدهم عن هذا القتال، بالإضافة إلى تدهور الوضع الأمني والمعيشي ونقمة شريحة كبيرة من السكان على تصرفات الهيئة وتسلطها على السكان، كما ان لتركيا دوراً في تراجع الهيئة من خلال حجم العتاد والسلاح الذي ظهر للعلن على ساحات القتال وخاصة للفصائل المدعومة تركيا، فالهيئة لا يمكن تطويعها كلياً كما تم تطويع الكثير من الفصائل مع السياسة العامة لتركيا واتفاقياتها مع الروس، ولعل مؤازرة الحزب التركستاني ولو بشكله البسيط للهيئة اعطى رسالة للفصائل، التي تسعى بكل قواها لتحييد المهاجرين والحزب التركستاني، لما لهم من بأس بالقتال وتأثير كبير». لماذا تراجعت «تحرير الشام» في مناطق شاسعة لصالح «جبهة تحرير سوريا»؟ تكتيك عسكري أم بداية انهيار قبل ان تستعيد قوتها مجدداً؟ وائل عصام  |
| مخاوف السلطة من مقاطعة الجماهير للانتخابات تتزايد ومنافس السيسي حولّها لمسرحية هزلية Posted: 01 Mar 2018 02:27 PM PST  القاهرة ـ «القدس العربي»: أصدر النائب العام، المستشار نبيل صادق، أمس قرارًا رسميًا، عزز من مخاوف المعارضين حول أيام حالكة السواد مستقبلاً حيث أمر بمراقبة الصحف والفضائيات والمواقع الإلكترونية الإخبارية، بزعم الوقوف على الأخبار التي وصفها بالكاذبة، والتي من شأنها تكدير السلم والأمن العام، والتحريض على الدولة والنظام. وقد استقبل جمال الجمل القرار مندهشاً ورد قائلاً: بخصوص بيان النائب العام بشأن مراقبة السوشيال والإعلام: «لو صدقنا بيانك يا معالي المستشار، هتقدر تراقب فوق وتحت؟». فيما بلغ الغضب والسخرية بأنور الهواري رئيس تحرير «المصري اليوم» الأسبق مبلغهما حيث استدعاه سلوك النظام لأن يتذكر الكاتب المسرحي الإسباني ميغيل دي سرفانتس (1547 ـ 1616 ) مؤكداً أنه أبدع في رسم شخصية دونكيشوت، الذي انفصل عن الواقع وتوهم أعداء من الخيال، كما توهم بطولات من الخيال، عاش يمسك بيده سلاحا قديما، ويركب فرسا هزيلا، ويحارب طواحين الهواء، لأنه كان يعتقد أن تلك الطواحين ليست أكثر من شياطين ضخمة ذات أذرع طويلة، وأنها ـ أي الطواحين ـ مصدر الشر في هذه الدنيا. وحول مأساة أم زبيده التي اعتقلت فجر أمس إثر اتهامها السلطات الأمنية بتعذيب ابنتها، قال جمال الجمل الكاتب في «البديل»: «اللي زعلان من كلام أم زبيدة.. وبيعتبره افتراء على الشرطة الطاهرة «أم نزيهة» اعتبرها «أم ريجيني» يا أخي». واحتفت الصحف المصرية الصادرة أمس الخميس 1 مارس/آذار بعدة موضوعات، أبرزها حادث تصادم قطارين راح ضحيته 19 راكباً، وبلغ عدد المصابين 40 شخصاً، غير أن الحادث لم يحل بين الصحف ومواصلة الترويج للرئيس السيسي، والدعوة لترشحه مجدداً. وكشف الاهتمام البالغ بإغراق الشوارع بصور السيسي، وكذلك الصحف والفضائيات مخاوف السلطة من مقاطعة الجماهير للانتخابات الرئاسية، التي تجري في غضون الأيام المقبلة، وهي الانتخابات التي باتت مثار انتقاد القوى المعارضة للسلطة، بسبب غياب أي مرشحين لهم ثقل في مواجهة السيسي، وقد أطلق مرشحه المنافس له موسى مصطفى موسى تصريحا جلب عليه وعلى منافسه المزيد من الهجوم، حينما اعترف بأنه ما زال يؤيد عبد الفتاح السيسي رئيساً! وإلى التفاصيل: لا بديل عن هذا نصائح مهمة يقدمها عمرو الشوبكي في «المصري اليوم» حول الحرب على الإرهاب: «إن معركة مصر ضد الإرهاب تستلزم تركيزا شديدا على العدو الحقيقي للبلاد، وتجفيف المنابع التي تغذيه وتدعمه، وقطع كل الشرايين المجتمعية التي يمكن أن تشكل بيئة حاضنة للإرهاب. أما الانشغال في معارك مع المعارضة وشبابها، وننسى أن توسيع دائرة الخصومة والملاحقات الأمنية لتشمل دوائر سياسية، حتى لو وصفها البعض بالمعارضة المخطئة والمتجاوزة (ولكن ليس لهم علاقة بالإرهاب ولا التحريض عليه) سيعمق من مشاكلنا وسيزيد من حدة الانقسام المجتمعي، وسيعطي نقاطا مجانية للإرهاب وجماعات التطرف. إرهاب الهواة والانتقام والتهميش شاهدناه في عشرات الحوادث الإرهابية، فبداية من القنابل الهيكلية البدائية، التي خلفت عشرات الضحايا وانتشرت طوال الفترة من 2014 وحتى 2016، ونحمد الله على تراجعها من هذه الظاهرة، كما شهدنا أيضا ظاهرة الإرهابيين الهواة الذين أطلقوا النار العام الماضي على أحد فنادق الغردقة، واكتشفنا أن أحدهم «ألتراس» زملكاوي، وهل نسينا أن الإرهابي الذي اقتحم أحد فنادق العريش في العام الأسبق وقتل قضاة وموظفين لم يكن له أيضا أي ماضٍ تكفيري، وتردد أنه ينتمي للتيارات المدنية الثورية. هل نريد أن نحول شبابا معارضا إلى شباب إرهابي أو متواطئ مع الإرهاب، بسبب المعارك الغلط، وبسبب الضغوط والملاحقة الأمنية؟ معركتنا ضد الإرهاب لن تنجح، إلا إذا أوقفنا الضغط على هؤلاء الشباب وواجهناهم أو احتويناهم بالسياسة، وميزنا في الوقت نفسه بين الجماعات التكفيرية الإرهابية التي ترفع السلاح في وجه الشعب والدولة، وتروع الأبرياء بناء على تفسيرات منحرفة للنصوص الدينية، وبين آخرين يمارسون إرهابا، بناء على رواية مظلومية وانتقام أو تهميش اجتماعي، ويلتحف لحظة قيامه بالعمل الإرهابى بشعارات دينية، لا بقبوله وتدليله (مواجهته ستكون بالقوة أيضا طالما حمل السلاح) إنما بمواجهة البيئة التي أفرزته لوقف انتقال مزيد من الناس نحو العنف». الفرح الإسرائيلي ما زالت أصداء صفقة الغاز تجذب اهتمام الكثيرين من بينهم محمد سيف الدولة في «الشعب»: «أرحب بهذه الاتفاقية التاريخية التي تم الإعلان عنها للتو، والتي تقضي بتصدير غاز طبيعي إسرائيلي إلى مصر. هذه الاتفاقية ستدخل المليارات إلى خزينة الدولة، وستصرف هذه الأموال لاحقا على التعليم والخدمات الصحية والرفاهية لمصلحة المواطنين الإسرائيليين». وأضاف، «لم يؤمن الكثيرون بمخطط الغاز، وقد قمنا باعتماده لأننا علمنا بأنه سيعزز أمننا واقتصادنا وعلاقاتنا الإقليمية، لكن فوق كل شيء آخر، إنه يعزز المواطنين الإسرائيليين. هذا هو يوم عيد». نشرت وكالات الانباء خبرا نقلا عن شركة «ديليك» للحفر، أن الشركاء في حقلي الغاز الطبيعي الإسرائيليين «تمار ولوثيان»، وقعوا اتفاقات مدتها 10 سنوات لتصدير غاز طبيعي بقيمة 15 مليار دولار إلى شركة دولفينوس المصرية المملوكة لمجموعة عرفة لصاحبها علاء عرفة أحد أهم مصدرى اتفاقيات الكويز. وهو ما احتفى به نتنياهو احتفاءا كبيرا واصفا الاتفاقية بالتاريخية، ومعددا فوائدها الجمة لاسرائيل، ومعتبرا، على غرار أغنية شادية الشهيرة، أن «إسرائيل اليوم في عيد». مصر الرسمية تستورد الغاز من العدو الصهيوني بعد أسابيع قليلة من اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، كتمهيد لتصفية القضية الفلسطينية، المشهورة بصفقة القرن. وبعد أيام قليلة من مؤتمر حاشد وخطبة عصماء للسيسي في افتتاح حقل «ظهر»، الذي تصور المصريين أنه سيحقق لنا الاكتفاء الذاتي، ويغنينا عن استيراد الغاز، وبعد ساعات قليلة من حُكم دولي بالزام مصر بدفع تعويضات 1.03 مليار دولار لشركة غاز الشرق المتوسط، التي يمتلك رجل أعمال إسرائيلي حصة فيها، عقابا لها على إلغاء تعاقدها معها». فوز بطعم الهزيمة أصداء «الجون» الذي أحرزته مصر وفقاً لشهادة السيسي تتوالى وها هو سليمان الحكيم في «مصر العربية» يفرّغ شحنته: «يمكن أن تكون إسرائيل في عيد، لأن السيسي نجح في إحراز هدف في مرماها؟ أم أنها في عيد لأنها نجحت في إحراز هدف في مرمى مصر بأقدام السيسي؟ فور التوقيع على اتفاقية تصدير الغاز الإسرائيلي لمصر وقف نتنياهو خطيبا ليزف الخبر إلى الشعب الإسرائيلي، واصفا نجاحه في عقد الصفقة بأنها «عيد لإسرائيل». وحتى يتبرأ السيسي من الصفقة تجنبا لغضبة شعبية سارع بالتصريح قائلا إنها بمثابة «جون» أحرزته مصر في هذا الملف، ذلك بعد أن فشل في التنصل من هذه الصفقة، قائلا بأنها لم تكن بين الحكومة المصرية وإسرائيل، بل كانت بين إحدى شركات القطاع الخاص المصرية وشركة إسرائيلية، أي أنها لم تكن بين حكومتين ولكنها كانت بين شركتين في مصر وإسرائيل، وهو ما يثير عددا من الأسئلة المنطقية. أول هذه الأسئلة: هل كان يمكن أن تقوم شركة مصرية حتى إن كانت شركة خاصة بعقد مثل هذه الصفقة، في ظل علاقة عدائية وغياب علاقات طبيعية أو ما يعرف بتطبيع العلاقات بين الحكومتين المصرية والإسرائيلية كما نصت عليها اتفاقية كامب ديفيد بين الحكومتين؟ وهل كان يمكن عقد هذه الصفقة ما لم تحظ بمباركة وتسهيل من البرلمان المصري، الذي أقر قبلها قانونا يسمح للشركات المصرية بالتجارة في الغاز الحكومي استيرادا أو تصديرا، بعد إعداده للتصدير في معامل مملوكة للحكومة المصرية في دمياط وأدكو، وعبر أنابيب مملوكة أيضا للحكومة المصرية؟ لقد حاول حسين سالم قبل ذلك أن يبرئ نفسه من جريمة تصدير الغاز لإسرائيل فقال أثناء محاكمته، بأنه لم يقم بذلك مشددا على أن المخابرات هي التي ضغطت عليه». لا دين في السياسة «يتناقض بعض الإعلاميين مع أنفسهم، في غمرة حماسهم على حثّ المواطنين على المشارَكة في الانتخابات، فيستضيفون كما لاحظ أحمد عبد التواب في «الأهرام» رجال دين ويستنطقونهم فتاوى شرعية ضد من يتخلف عن التصويت. في الوقت الذي يُشِيع فيه هؤلاء الإعلاميون أنفسهم على أنهم ليبراليون أو علمانيون أو يساريون، وأنهم دعاة الدولة الحديثة والحكم المدني، ويطالبون كثيراً بفصل الدين عن الدولة، وبوجوب منع الأحزاب السياسية التي تقوم على أساس ديني، ويقولون إنهم ضد الإخوان وحلفائهم، لأنهم يخلطون الدين بالمسائل السياسية العملية التي تحتمل الاختلاف، بل يجب أن تقبل الاختلاف، إلخ! هذا مؤشر خطير على تغلغل هذا المنطق لدي قطاعات يُفتَرَض فيها أنها صاحبة منطق مغاير مقاوِم! فهل عجز هؤلاء عن إقناع الجماهير بطرق أخرى؟ وإذا قيل إنهم يخاطبون الناس بالوسيلة المنجزة، أليست هذه هي التهمة التي يوجهونها إلي الإخوان وحلفائهم أنهم يستخدمون هذه الدروشة للسيطرة على عاطفة الناس، من باب الدجل السياسي؟ النظرة المتفحصة تري بُعداً آخر لا يقل أهمية، وهو اللغة التي يستخدمها البعض في مواجهة الإرهاب، بظن أنها تساعد العمل الحقيقي البطولي للقوات المسلحة والشرطة في العملية الشاملة التي بدأت قبل أسابيع، حيث يخطئ البعض بدعمه منطق التكفير بتكفيره التكفيريين، الذين يمثلون الخط الإرهابي الذي ابتدع تكفير المجتمع، وكل من يختلف معهم! فتصير المجادلة مع الإرهابيين بمصطلحاتهم المرفوضة لخطورتها على المجتمع! في حين أن أهم أسباب مواجهة الإرهابيين أنهم يرفعون السلاح ضد القانون، وأنهم يغمطون بالقوة حق المواطنين في أن يمارسوا حرية الاعتقاد». من فنكوش لفنكوش ومن المعارك العنيفة ضد الحكومة ما جادت به قريحة أشرف البربري في «البديل»: «يبدو أن الحرب الشاملة التي تقول الحكومة إنها تشنها على الفساد ليست سوى «فنكوش» جديد لا يراه العالم ولا يعترف به، فرغم الضجيج الذي صدّعت به الحكومة رأس الشعب طوال السنوات الأربع الأخيرة، عن محاربة الفساد ومواجهة الفاسدين في كل مكان من أرض المحروسة، جاء تقرير منظمة الشفافية الدولية الصادر يوم 21 فبراير/شباط الماضي، لكي يلقي على رأس هذه الحكومة «جردل مية ساقعة»، حيث كشف التقرير عن ارتفاع منسوب الفساد في مصر خلال العام الماضي، مقارنة بالسنة السابقة، سواء من حيث ترتيب مصر على مؤشر الفساد، أو من حيث التقدير الذي حصلت عليه مصر بالنسبة لمستوى الشفافية ومكافحة الفساد. فقد أظهر تقرير المنظمة الدولية المعنية بمكافحة الفساد في العالم، والموجود مقرها في العاصمة الفرنسية باريس، تراجع ترتيب مصر على قائمة الدول الأقل فسادا من المركز 108 في 2016 إلى المركز 117 مكرر في 2017. كما تراجع تقييم مصر من 34 نقطة في 2016 إلى 32 نقطة في 2017». بيكرهوك يا زبيدة «الحكومة فشلت في تحفيز الناس وتوجيههم تجاه سياسات معينة، رغم امتلاكها كل وسائل التحفيز، هذا ما تراه مي عزام في «المصري اليوم»، وقصة زبيدة دليل جديد على ذلك، قصتها التي عُرضت في الإعلام المصري تختلف عما جاء في تقرير «بي بي سي» إنكليزي. أيهما يصدق الشعب؟ أقول عن ثقة إن هناك انشقاقا كبيرا في الشارع المصري حول ذلك، وأكيد أن هناك فئات غير الإخوان المسلمين والمتعاطفين معهم يجدون أن «بي بي سي» أكثر مصداقية، ورغم شكوكي الشخصية في الموضوع، لكن ذلك لا يمنعني من طرح سؤال: لماذا لا يثق قطاع كبير من المصريين في الإعلام التابع للدولة؟ وهل يمكن لهذا الإعلام المتدني من حيث المستوى المهني والأخلاقي أحيانا أن يشكل وعي هذه الأمة ويكون حافزا للمواطنين على مبادرات العطاء التي يطلبها الرئيس من الشعب؟ حب مصر والانتماء إليها لا يكون بترديد «تحيا مصر» ثلاثا، ولكن بتحفيز الشعب بالقدوة الحسنة واقتلاع جذور الفساد واستعادة الثقة المفقودة بين الشعب والحكومة. فلتكن هذه مهمة الرئيس وحكومته في السنوات الأربع المقبلة.. إن نجح فيها سيكون قد أصاب الهدف وعلى الله التوفيق». بين زبيدة وأمها ما زالت اصداء ظهور أم زبيدة التي هاجمت النظام واتهمت الأجهزة الأمنية بتعذيب ابنتها، تتوالى، وبدوره أكد محمد سعد عبد الحفيظ في «:البديل» قائلا: «الحلقة المفقودة بين رواية أم زبيدة في الوثائقي، وبيان الهيئة أن الأبنة اختفت بالفعل من بيت أهلها، وأن والدتها كانت على يقين بأن ابنتها كانت في عهدة أجهزة الأمن. ولأن الأبنة لم تتواصل مع أهلها ولم تخبرهم إنها أخلي سبيلها وتزوجت، فظنت الأم أن زبيدة ما زالت في عهدة الشرطة، ونقلت ظنونها تلك إلى «بي بي سي»، التي بدورها لم تتحر باقي الأطراف. كان أولى بمنتجي الفيلم تحري الدقة، ومواجهة الجهات الأمنية بما لديهم من معلومات وراويات للرد عليها، بنفيها أو توضيحها، قبل الوقوع في تلك الخطيئة المهنية. بعد ظهور زبيدة فتحت المؤسسات الإعلامية المصرية، مطبوعة ومسموعة ومرئية وفضائية، نيرانها على المنصة الإعلامية البريطانية، ووسمت بأنها «وسيلة إخوانية صهيونية لها أجندة تهدف إلى نشر الفوضى في ربوع المحروسة»، وكأنهم جميعا بلا خطايا. كم الجرائم التي ترتكب في الإعلام المصري بشكل يومي، لا تعد ولا تحصى، ولو طبق النائب العام ما جاء في قراره، بمتابعة وضبط وسائل الإعلام التي تبث الأكاذيب والأخبار غير الحقيقية، واتخاذ الإجراءات القانونية والجنائية ضد وسائل الإعلام، التي تبث أخبارا وبيانات وشائعات كاذبة، لأحيل معظم رؤساء تحرير غرف الأخبار في المؤسسات الإعلامية إلى التحقيق. لن أعدد ما يقوم به الزملاء الفضائيون من خطايا تستوجب وقفهم عن العمل وإحالتهم إلى التحقيق، فجرائم النشر في إعلامنا أكبر من أن تحصى. يا سادة من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر». بينما العرب مشغولون بالفراغ «خلف الغيوم شيء ما رصده عبد الله السناوي في «الشروق»، يطبخ باسم «مشروع سلام جديد» تتبناه الإدارة الأمريكية بدون أن تشير إلى أي مرجعيات دولية، أو أطر زمنية. كانت تلك إشارة أولى من واشنطن. وكانت الإشارة الثانية من بروكسل، حيث مقر الاتحاد الأوروبي. بحسب ما توصل إليه اجتماع مشترك لوزراء الخارجية العرب، المكلفين بإدارة الملف المأزوم مع نظرائهم الأوروبيين، فإن «الولايات المتحدة شريك لا غنى عنه في استعادة مسيرة السلام، وفقا لمرجعيات ومقررات الشرعية الدولية» ـ كما قال وزير الخارجية المصري سامح شكري. الكلام الدبلوماسي المشترك يعني كل شيء ولا يعني أي شيء في الوقت نفسه. الخيارات شبه مغلقة، والأوضاع شبه معتمة، والتساؤلات الجوهرية معلقة في الفضاء بلا إجابات عليها تقنع بأن هناك ما يردع الإدارة الأمريكية عن المضي قدما في إنهاء القضية الفلسطينية، باسم نوع من السلام يحصد فيه الإسرائيليون كل شيء، ويخسر فيه الفلسطينيون كل شيء. كان إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل من ضمن استراتيجية معلنة، أطلق عليها «السلام بالقوة»، أي مراجعة لما جرى منذ ذلك الإعلان فإننا بصدد تطوير له رغم كل الاحتجاجات والاعتراضات والقرارات العربية والإسلامية والدولية. كانت قرارات الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب في القاهرة، كما قرارات القمة الإسلامية الطارئة أيضا في إسطنبول، تحت السقوف المنخفضة. سجلت اعتراضاتها على قرار ترامب، بدون اتخاذ أي إجراءات لها صفة الجدية، مثل سحب السفراء من واشنطن، أو خفض مستوى التمثيل الدبلوماسي، أو التلويح بإعادة النظر في طبيعة العلاقات معها. كان ذلك داعيا للاستهتار الأمريكي بما صدر من قرارات. أفضل ما جرى ـ تحت الشعور بالصدمة والخطر معا ـ المدى الذي وصلت إليه تظاهرات الغضب داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، خاصة القدس، وفي كثير من العواصم العربية والأوروبية وأمام البيت الأبيض نفسه». الأحمد يثير المشاكل مصطفى يوسف اللداوي في «الشعب» وجد نفسه مضطراً للكتابة بغضبٍ وأسى عن: «حماقات عزام الأحمد وخزعبلاته، وعن تصريحاته الشوهاء وتعليقاته الخرقاء، وعن كلماته المسيئة وأوصافه البذيئة، وعن سفاهته وقلة عقله، وضحالة تجربته وقلة وعيه، وعن عدائه لشعبه ومحاصرته لأهله، وعن الأهداف التي يرجوها من تصريحاته ومواقفه والغاية التي يتطلع إليها، مستغرباً تنطعه الدائم أمام وسائل الإعلام، وتصدره المقصود للتصريحات المستفزة، والمواقف المثيرة للسخط والغضب، التي تستنزل عليه من شعبه وأهله اللعنات، وتنصب بسببها عليه الشتائم والمسبات، وتجعل منه مادةً للتندر حيناً وللنقمة والغضب أحياناً كثيرة. ولولا منصبه في حركة فتح، والموقع الذي بوأه إياه الرئيس محمود عباس، ليكون ممثلاً له في الحوارات الجارية مع حركة حماس والقوى الفلسطينية الأخرى، ما كنت لأجهدَ نفسي في الكتابة عنه، ولا لأشغل قلمي في بيان أوصافه وتعداد عيوبه وكشف مخازيه، وتسليط الضوء على إساءاته، ولكن الصفة التي منحها إياه الرئيس، والمهمة الحساسة التي يتولى أمرها، دفعتني وغيرها للتعليق على تصريحاته من جديد، والكتابة عنها مرةً أخرى، علماً أن هذه التصريحات تختلف عن سابقتها، فهي أسوأ منها وأكثر قسوة، وفيها من دناءة النفس وسوء الأخلاق الكثير، ولولا حبي لأهلي في قطاع غزة ما كنت لأعيره اهتماماً، ولا لأكتب عنه حرفاً، إذ لا يستحق ذكراً ولا يستأهل وقتاً، ولكنهم أهلي الكرام وشعبي العزيز، الذي أتشرف بأنه أكون أحد أبنائه، فتراني أدافع عنهم، وأذود عن حياضهم، وأقذف بالحجارة كل سفيهٍ يتسلق أسوارهم، ويحاول المساس بكرامتهم». كيف نسيناها «نحن في غاية السرور لقيامنا بهذا التقدّم التاريخيّ، وننتظر بفارغ الصبر الافتتاح في مايو/أيار».هذه العبارة جاءت كما تذكر طه خليفه في المصريون في بيان المُتحدّثة باسم وزارة الخارجيّة الأمريكيّة هيذر ناورت بشأن إعلان القرار الرسميّ بافتتاح السفارة الأمريكيّة في القدس المُحتلّة 14 مايو المًقبل. الإدارة الأمريكيّة على قلب رجل واحد من مسألة الاعتراف بالقدس عاصمةً أبديّةً وموحّدةً لإسرائيل، ومن يُتابع البيانات والتصريحات الرسميّة لهم جميعاً لن يجد أحداً منهم يشذّ عن هذا الموقف، واعتبار هذا القرار تاريخياً، وواقعياً ونهائياً، وتزيد ناورت عليهم عبارة أنهم «ينتظرون بفارغ الصبر الافتتاح». هذه الخُطوة لديهم هي تنفيذٌ للوعد الانتخابيّ لترامب الذي ينتقل من حالة القول إلى حالة الفعل، ولهذا تباهى عندما وقّع القرار يوم 6/12/2017 قائلاً إنه يفي بوعدٍ فشل أسلافه في الوفاء به، ويقصد قرار الكونغرس لعام 1995 بالاعتراف بالقدس عاصمةً أبديّةً موحّدةً لإسرائيل، ونقل السفارة إليها، وكان الرؤساء السابقون من كلينتون إلى بوش الابن وانتهاءً بأوباما يصدرون كل 6 أشهر قراراً بإرجاء تنفيذ قرار الكونغرس، كان ذلك مخرجاً سياسياً بانتظار مفاوضات سلام تحسم وضع القدس، فهي إحدى قضايا الحل النهائي وأعقدها، والرهان كان على المفاوضات والتوصّل لاتفاق يرضى به الطرفان الفلسطينيّ والإسرائيليّ، ولا يصطدم بقيمة ومكانة ورمزيّة المدينة المُقدّسة عند العرب والمُسلمين، وبذلك يكون قد تمّ الإفلات من ضغط وقيد قرار المُشرّعين الأمريكيين الذين يسيرون على طريق بريطانيا العُظمى قديماً بمنح من لا يملك ما لا يستحق». المخلص بخير من المعارك ضد النظام للمعارك في صفه ويتصدرها محمود مسلم في «الوطن»: «لم تستعد المعارضة للانتخابات بشرف ووطنية، بحيث ينظمون صفوفهم ويعدّون الكوادر ويتواصلون مع الناس في المدن والقرى والنجوع، لشرح أخطاء النظام، كما يرونها، ويقدمون برامج بديلة، بل عمدوا إلى الحل الذي اعتقدوا أنه الأسهل، وهو إحراج النظام أمام العالم، من خلال إظهار الانتخابات الرئاسية وكأنها استفتاء، وإعلان المقاطعة لها، بل تجرأ البعض بإصدار تصريحات عدائية، وراهنوا على أن النظام سيكون في فترة ضعف، وأن العالم سينتفض للدفاع عنهم، على أساس أن موسم الانتخابات قد بدأ، لكن رهانهم فشل كالعادة، وظهرت الدولة أقوى، لأن النظام ليس على «رأسه بطحة» حتى يخشى عديمي الشعبية، أو تلك الدول التي تبحث فقط عن مصالحها ببيان أو إدانة أو غيرهما من وسائل الضغط، لتحقيق مصالح الدول الأخرى، وليس منفعة الشعب المصري. الرهان على الخارج من الإخوان أو الأمريكان أو غيرهما يثبت فشله، وأعتقد أن ما حدث في الأسابيع الأخيرة درس لمن راهنوا على إحراج النظام أمام العالم، ويثبت بما لا يدع مجالاً للشك، أن النظام يقف على أرضية صلبة، وليس كما يتوهّم البعض، وأن الرهان على الشعب المصري أشرف وأفضل وأكثر وطنية من الرهان على الخارج، فالشعب الذي انتفض ضد الإخوان وعملائهم يستطيع الفرز بين المخلص «أهم سمات السيسي» والخبيث.. ولا عزاء لمن فقدوا البوصلة، وما زالوا يسيرون على خُطى الإخوان ويراهنون على التدخل أو الإحراج الخارجي الذي لم ولن يأتي!». بين بهي الدين وليليان نتوجه نحو هجوم ضد حقوقي بارز وإعلامية شهيرة، يوجه أسلحته ضدهما أحمد رفعت في «الوطن»: «ليترك لها الاستوديو! ينبغي الآن أن نترك بهي الدين حسن قليلاً، وسنعود له لنتوقف عند ليليان نفسها.. لتكتشف أن ابنة الـ«بي بي سي» لغز كبير لهواة الألغاز، لكنها كتاب مفتوح عند أصحاب البصيرة الوطنية، على الرغم من عمليات تمريرها للمواطن المصري. فهذه صحيفة مثلاً تحرر موضوعاً عنوانه «36 معلومة عن ليليان داوود» ستجد منها أنها تقرأ صحف الصباح! وأنها تشاهد فضائية كذا بانتظام! وأن نجمتها المفضلة هى فلانة الفلانية! وأنها تستخدم الإنترنت يومياً! وأنها تشاهد التلفزيون لوقت قصير! ومعلومات تستخف بالطبع بعقول الناس، إنما كان الهدف تنجيمها في بلادنا بأي طريقة حتى أن البرادعي يرسل لها عبر «تويتر» ويقول «لكِ يا سيدتي الشكر والاحترام على المهنية والمصداقية والشجاعة. يوماً ما ستكون لدينا الثقة بالنفس لنفهم قيمة الاختلاف في الرأي». ثم نفتش عن المهنية وقيم الاختلاف لنجد أن ليليان نفسها وطبقاً لصحيفة أخرى تصفها بأنها اعترضت على دستور 2014، لأنه ينص على محاكمة المدنيين عسكرياً، كما عارضت طريقة فض اعتصام رابعة العدوية! ونتساءل: هل جاءت إلى مصر لممارسة الإعلام أم الاشتغال بالسياسة؟ هل تدير برامجها بحياد وبمهنية، كما وصفها البرادعى أم أن لها موقفاً من كل قضية في مصر؟ وبالطبع سيقول لك المدافعون عنها قولهم المأثور عن الكثيرين إنها عارضت مرسي واحتفلت على الهواء برحيله! ونقول إن ذلك كان تحصيل حاصل مع تيار شعبي جارف من المستحيل الوقوف أمامه.. كما أن الاعتراض عليه سيحرق صاحبه». الممكن والمستحيل «لا يعلم جمال أسعد في «اليوم السابع» هل صالح الوطن مع نظام مبارك ومع نظام الإخوان ومع نظام يونيو/حزيران؟ فأين البرنامج السياسي المميز، والرؤية السياسية المختلفة.. نعم هناك ظروف استثنائية يعيشها الوطن منذ 25 يناير/كانون الثاني 2011 كادت أن تضيع الوطن.. نعم هناك مواجهة مصيرية مع الإرهاب في عملية «سيناء 2018».. نعم هناك مهمة مستديمة على كل المستويات للقضاء على الفكر الإرهابي، ولكن حب الوطن، وحب مصر يعني أن تسير كل الأمور بالتوازي أملًا في الوصول إلى مصر أم الدنيا. نعم طبيعي أن نسعى للذاتية تحت مسمى الوطنية، ولكن الوطن هو الأبقى، كما أن حب السيسي والاقتناع بدوره منذ 30 يونيو وإلى الآن، وإلى انتهاء دورته الثانية، وتقديرا لدوره الوطني وما يريده ويتمناه لرفعة مصر، هذا يجعلنا نوضح أن الوطنية الحقيقية والتمهيد الصحيح لإرساء مبدأ تداول السلطة هو الدعوة للسيسي على أرضية سياسية موضوعية حوارية إقناعية، بعيدًا عن الشعارات أو خلط الأوراق بين المعارضة المطلوبة والمشروعة والدستورية، ومن يريدون هدم الوطن وإسقاط الدولة. السيسي هو رئيس مصر حتى عام 2022، وعلى كل من يدعي حبه للوطن والخوف على مصر أن يعمل من الآن وليس غدًا على إحياء الحياة السياسية والحزبية، وعلى ممارسة الخلاف على أرضية الرأي والرأي الآخر لصالح أي نظام، والأهم لصالح مصر. تداول السلطة حق مشروع، والأهم هو تمهيد الطريق وتهيئة المناخ، لأن يكون هذا التداول في الإطار الدستوري، والالتزام بالقانون، حتى تسلم مصر من الدسائس والمؤامرات المحيطة بها من كل جانب، وحتى تصبح مصر بالفعل ملكًا لكل المصريين المحبين والخائفين عليها والعاملين لمصلحتها لا لمصالحهم الشخصية». مايوه آلاء غير شرعي نتحول نحو أزمة غير تقليديه عانت منها آلاء الكسباني مؤخراً بسبب كتابها الجديد وكشفت عنها في «مصر العربية»: «أين التهنئات والسلامات والطيبون، يخرج أحد الجالسين من أقاربي بالجمع العائلي المتوتر جدًا الذي أرغمتني أمي على حضوره، والذي تصادف مع ميعاد صدور كتابي الجديد «ميني جيب» في معرض الكتاب الماضي، بل تصادف أيضًا مع «إنترفيو» للناشر مع إحدى القنوات الفضائية المشهورة جدًا في يوم التجمع العائلي إياه، ليقول لي ضاحكًا بسماجة وفكاهة مصطنعة «ميني جيب! عقبال المايوه بقى! من إمتى بتكتبي في السفالة دي؟ ماعرفتيش تربي يا أمل»، وبأمل يقصد أمي طبعًا، لأنظر إليها، فتنظر إليّ مستعطفةً بنظرة «زق معايا اليوم يا سامح» لأمتنع عن الرد وأكتفي بقولي إنه قد وصل الطبعة الثالثة، فلربما أصبح كل هؤلاء الناس يحبون السفالة الآن. ليست هذه المرة الأولى التي ينتقد فيها أحدهم كتاباتي من الأقرباء أو الغرباء، ليس نقدًا هادفًا بنّاء طبعًا، لا سمح الله، وإنما باعتبارها كتابات في منتهى قلة الحياء لا تصلح لأن تصدر من بنت، بل ليست هذه المرة الأولى التي ينتقد فيها الناس فكرة أن تكون الكتابة عن الحق والرغبة والمشاعر والحياة من امرأة، لأنه ليس من الطبيعي أن تكون هذه الكتابات صادرة من أنثى طبعًا، خصوصًا أنها عن النساء، عن مشاعرهن ورغباتهن وأجسادهن وحياتهن وطموحهن، من المنطقي جدًا أن يكتبها رجل، كلام بديهي يعني! من الطبيعي جدًا أن يناقش وضع المرأة في المجتمع، خصوصًا في ما يتعلق بتابوهات الخطوط الحمر من الجنس والعلاقات والختان والدورة الشهرية والطموح والألم هو رجل». وداعاً للأخلاق العلاقة بين الطلاب والمعلمين باتت لا تبشر بخير وهو الأمر الذي يحذر منه عبد الناصر سلامة في «المصري اليوم»: «طالب مدرسة الزراعة في منوف، محافظة المنوفية، صفع وكيل المدرسة على وجهه، المدرسون حاولوا الانحياز للوكيل، إلا أن عدداً من الطلاب تجمهروا عليهم تضامناً مع المعتدي، تم إبلاغ الشرطة التي ألقت القبض على الطالب، إلا أنه تم التصالح داخل قسم الشرطة، وكيل المديرية قال إنه تم الاعتذار للوكيل والمشكلة انتهت بالتصالح عقب تدخل «الحكماء».. تباً لك وللحكماء أيها الوكيل، وتباً للتربية، وتباً للتعليم، وتباً لمن يوافق على استمرارك في موقعك، وتباً لهذه الفوضى التي لا يريد أحد وضع نهاية لها. لسنا أمام حادث أو مشكلة طارئة، هي في حقيقة الأمر ظاهرة خطيرة، الأخطر منها هو الانتهاء بالتصالح، أو حتى بما هو أقرب للتصالح، وقف الطالب عن الدراسة أياماً أو أسابيع أو أي شيء من هذا القبيل بفعل الحكماء، كما أطلق عليهم السيد الوكيل، بالتأكيد هم ليسوا حكماء أبداً، هم مجموعة بلطجية كالطالب سواء بسواء، هم في كل الأحوال من أهله وعشيرته، قد يتصالح الوكيل أو المدرس أو حتى الناظر خوفاً وضغطاً، وقد يتصالح لأنه لم يجد من ينصره أو يناصره، إلا أن الإدارة التعليمية أو المديرية يجب ألا توافق أو تبارك هذا النوع من التصالح أبداً. بالفعل، تباً لك وللحكماء أيها الوكيل، وكيل المدرسة ووكيل المديرية على حد سواء، لقد أهدرتم القيم والأخلاق واللوائح والقوانين، لقد أسأتم إلى العملية التعليمية ككل من أقصى البلاد إلى أقصاها، لو طبقتم قاعدة (قم للمعلم وفِّه التبجيلا) لما فعلتم ذلك». مخاوف السلطة من مقاطعة الجماهير للانتخابات تتزايد ومنافس السيسي حولّها لمسرحية هزلية حسام عبد البصير  |
| الرجوب يوجّه انتقادات حادة لمدير المخابرات المصري السابق ويتهمه بإدارة ملف المصالحة بـ «معايير شخصية» وتبني «فقاعات سلبية» Posted: 01 Mar 2018 02:27 PM PST  غزة ـ «القدس العربي»: في سابقة وجه اللواء جبريل الرجوب، أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، انتقادات شديدة لرئيس جهاز المخابرات العامة المصرية السابق، اللواء خالد فوزي، وقال إنه أدار ملف المصالحة بـ «شكل شخصي لا يليق بمصر»، وأقر بوجود أطراف إقليمية إلى جانب إسرائيل تريد استمرار الانقسام الفلسطيني، لكنه قال «في فمي ماء»، لرفضه الإجابة المباشرة عن تسمية تلك الأطراف. وعبر «فضائية النهار» الجزائرية حيث يوجد برفقة المنتخب الفلسطيني لكرة القدم الذي فاز على المنتخب الجزائري بواحد/ صفر في مباراة ودية، وجه انتقادات شديدة للواء فوزي الذي كان يشرف على إدارة الملف. وأضاف «أنا أعتقد والكثيرون أيضا أن فوزي أدار الملف الفلسطيني بشكل خاطىء»، مشيرا إلى أن إدارته لملف المصالحة كانت «تتعارض مع مصلحة مصر والأمن القومي المصري والمفهوم المصري للتعاطي مع فلسطين». وعبر الرجوب عن رفضه لإدارة الملف الفلسطيني في ذلك الوقت بـ «معايير شخصية محدودة وضمن أشخاص»، ومن خلال «تبني بعض الفقاعات والظواهر السلبية في الساحة الفلسطينية»، وقال إن هذا الأمر «لا يليق بمصر». وهو على الأرجح كان يشير إلى العلاقة التي تربط اللواء فوزي بمحمد دحلان، المفصول من حركة فتح والمطلوب قضائيا لأسباب تتعلق بالفساد. وخلال تولي فوزي لإدارة جهاز المخابرات ظهرت جليا علاقاته بدحلان، واتخذ الجهاز قرارا قبل عام تقريبا، منع فيه اللواء الرجوب من دخول مصر، حين وصل المطار بدعوة رسمية من الجامعة العربية لحضور أحد المؤتمرات، وبسبب العلاقات بين الجانبين المصري والفلسطيني، لم يجر تفجير الأزمة وقتها، خاصة وأن الرجوب يشغل منصب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، وهو منصب بمثابة وزير الشباب. وأقال الرئيس عبد الفتاح السيسي اللواء فوزي قبل شهرين من منصبه، وعين بدلا منه مدير مكتبه اللواء عباس كامل، وشهدت فترة تولي فوزي للجهاز قيامه بزيارة إلى قطاع غزة، بعد توقيع اتفاق لتطبيق المصالحة بين فتح وحماس يوم 12 أكتوبر الماضي. وبالعودة إلى تصريحات الرجوب، فقد عبر عن أمله في أن يقوم الرئيس السيسي، الذي قال عنه إنه «أنقذ الإقليم من حركة الإخوان» بإجراء مراجعة، من خلال «التعامل مع القضية الفلسطينية وملف غزة وملف الوحدة بمنظور ينسجم مع الأمن القومي المصري». وأضاف في سياق حديثه عن العلاقات القائمة بين مصر والسلطة «مصر تبقى مصر بالتاريخ والجغرافيا وبدورها». وتحدث عن ملف المصالحة القائم حاليا مع حركة حماس، وأشار إلى أن اللجنة المركزية لحركة فتح اتخذت قرارا استراتيجيا، مفاده أن هناك ضرورة ومصلحة للجميع بإنهاء الانقسام. وأرجع أمين سر مركزية فتح سبب تأخير المصالحة حتى الآن، إلى وجود «أطراف إقليمية» إلى جانب إسرائيل، قال إنها «عطلت ولا تزال تعطل» اتمام عملية المصالحة، لكنه حين سئل عن تلك الأطراف قال «في فمي ماء». وأشار إلى أن مركزية فتح وجهت رسالة بـ «السر والعلن» لحماس، تؤكد جاهزية الذهاب إلى غزة، للإعلان من هناك عن إنهاء الانقسام وبداية مسيرة لـ «بناء شراكة وطنية»، يكون الهدف الأول لها هو إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة وفق القرارات الدولية، وتعمل على تطوير «مفهوم واحد للمقاومة»، والعمل على «بناء نظام سياسي بنظام واحد وسلاح واحد». وأوضح أن حركة فتح لا تزال تنتظر ردا من حماس على هذا الأمر. وشدد على أن استمرار الانقسام وحالة الانقلاب القائمة «يخدم إسرائيل». ولم يخلُ حديث اللواء الرجوب من توجيه انتقادات أخرى لموقف قيادة حركة حماس الحالي، لافتا إلى أنها حين سيطرت على غزة، بررت ذلك بخلافاتها في ذلك الوقت مع دحلان. وأضاف «قالوا منقلبين علشان دحلان، وهيمهم قاعدين (الآن يجلسون) مع دحلان»، وكان بذلك يشير إلى اجتماع قيادة حماس قبل أيام في العاصمة المصرية القاهرة، مع مقربين من دحلان، حيث ركز اللقاء على بحث التعاون بين الطرفين، وهو الاجتماع الثاني الذي تشهده القاهرة خلال الفترة الماضية. واتهم الرجوب حماس بأنها نفذت «عملية الانقلاب» في غزة لـ «صالح مشروع الإخوان المسلمين»، لافتا إلى أن ذلك المشروع يعد «مشروع تدمير للفكر الوطني والقضية الفلسطينية»، مشيرا إلى إعلان حماس قبل أقل من عام أنها لم تعد جزءا من الإخوان المسلمين، معتبرا أن الأمر «شيء جميل» لتخلي حماس عن هذا الفكر. وبخصوص ما يثار حول موضوع «سلاح المقاومة» قال إن هذا السلاح «سيناقش على طاولة الحوار»، وإن فتح لن تسمح بـ «سوء استخدام السلاح تحت بند المقاومة»، مضيفا «لن تمس سلاح المقاومة إن كان للمقاومة، لكن إن كان لميليشيا أساءت استخدامه يجب التفاهم عليه»، مؤكدا على ضرورة الاتفاق على مفهوم المقاومة بـ «شكل جماعي»، وتحديد إن كان السلاح تحت إشراف وطني أو تحت إشراف حماس. وأكد الرجوب أن السلاح الذي يخيف إسرائيل يكون من خلال «وحدة وطنية تقبل بالشرعية الدولية وتعرض مفهوما لدور الدولة في النظام الإقليمي والعالمي»، مشددا كذلك على ضرورة أن تكون فلسطين قضية مركزية «وليست طرفا في التناقضات أو التجاذبات مع أي طرف عربي أو غير عربي». وجدد التأكيد على أنه لن تكون هناك دولة فلسطينية في غزة، كما لن تكون هناك دولة بدون غزة، وقال معقبا على ما يتردد حول تمرير أمريكي لمخطط «صفقة العصر» إنه «لا وطن لنا إلا فلسطين»، ووصف قرار الرئيس الأمريكي الأخير تجاه القدس بـ»الغبي». وأضاف وهو يتحدث عما يتردد حول إعطاء أراضي للفلسطينيين في منطقة سيناء المصرية بدلا من أراضيهم المسلوبة «والله ما بنشتري فلسطين بقطعة من الجنة، مش برمل سيناء»، وتابع «كمان المصريين لا اعتقد أن يقبلوا بذلك». الرجوب يوجّه انتقادات حادة لمدير المخابرات المصري السابق ويتهمه بإدارة ملف المصالحة بـ «معايير شخصية» وتبني «فقاعات سلبية» عبّر عن أمله في أن تراجع القاهرة طريقة التعامل مع قضية فلسطين وملف غزة  |
| هل تشهد تركيا تشكيل تحالف «كردي علماني» لمواجهة تحالف «أردوغان والقوميين» في الانتخابات المقبلة؟ Posted: 01 Mar 2018 02:27 PM PST  إسطنبول ـ «القدس العربي»: عقب الإعلان رسمياً عن التحالف الانتخابي الجديد بين حزبي العدالة والتنمية الحاكم والحركة القومية المعارض تحت اسم «تحالف الشعب»، تتجه جميع الأنظار نحو حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة التركية وإمكانية لجوئه إلى بحث تشكيل تحالف انتخابي مع حزب الشعوب الديمقراطي الكردي لتعزيز فرصه في منافسة تحالف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يسعى لحسم فرصه باكتساح الانتخابات البرلمانية والرئاسية المصيرية نهاية عام 2019. وعقب تقارب متواصل منذ عدة سنوات، قدم حزبا العدالة والتنمية والحركة القومية مسودة تعديل دستوري إلى البرلمان التركي، الشهر الماضي، يتيح خوض الانتخابات من خلال تحالفات، وهو ما اعتبر بمثابة تغيير في قواعد المنافسة الانتخابية في البلاد ونقلها إلى مرحلة جديدة مختلفة عن السابق. هذا التعديل الدستوري المتوقع أن يتم تمريره بسهولة في البرلمان وذلك بأغلبية الأصوات التي يتمتع بها الحزبان «العدالة والتنمية والحركة القومية»، جاء بعد تلاقي أهداف الحركة القومية في ضمان تخطي الحاجز الانتخابي ـ حاجز الحصول على 10٪ من أصوات الناخبين ـ ودخول البرلمان التركي المقبل، وأهداف العدالة والتنمية في تعزيز فرص فوز الحزب في الانتخابات البرلمانية وأردوغان في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وفي إطار الحقبة السياسية التي دخلت بها البلاد، يجد حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة التركية نفسه مضطراً على بحث جميع الخيارات من أجل مجاراة التطورات الأخيرة وذلك لخدمة هدفه الأساسي في وضع حد لتفرد العدالة والتنمية وأردوغان في حكم البلاد والمتواصل منذ أكثر من 15 عاماً. ومنذ عام 2003، فشل الشعب الجمهوري بزعامة كمال كليتشدار أوغلو في الفوز بأي انتخابات محلية أو برلمانية أو رئاسية أمام منافسه الرئيسي «العدالة والتنمية»، لكن آماله تعززت لإحداث اختراق في الانتخابات المقبلة استناداً على نتائج الاستفتاء على التعديلات الدستورية والنظام الرئاسي الذي جرى في نيسان/أبريل الماضي عندما تمكن من تقليص الفارق مع الحزب الحاكم إلى أقل من 1٪، حيث حسم أردوغان الاستفتاء بفارق ضئيل جداً. لكن هذا التقليص الكبير في الفارق وتشكيل تهديد حقيقي لاستمرار أردوغان في الحكم لم يكن ليحدث لولا تلاقي قرار حزبي الشعب الجمهوري والشعوب الديمقراطي أكبر حزب ممثل للأكراد في البلاد في التصويت بـ«لا» في الاستفتاء السابق، مقابل تلاقي قرار العدالة والتنمية والحركة القومية بالتصويت بـ«نعم». التطورات السابقة أرست معادلة جديدة باتت واضحة لجميع الأحزاب، خلاصتها أن الشعب الجمهوري لم يصل بعد إلى المرحلة التي يشكل فيها تهديداً لوحده على استمرار أردوغان في الحكم، وأن الطريق لذلك هو تحالف قوي بين الشعب الجمهوري والشعوب والديمقراطي وبعض الأحزاب العلمانية والكردية الصغيرة. وفي هذا السياق، تنصب جميع التساؤلات والتوقعات في الساحة السياسية التركية حالياً حول إمكانية عقد تحالف انتخابي بين «الشعب الجمهوري والشعوب والديمقراطي» على طريقة تحالف «الحركة القومية والعدالة والتنمية» وهو ما يمكن أن يطلق عليه «تحالف المبادئ» حسب ما قالت مصادر في المعارضة التركية. لكن، وحسب محللين أتراك، فإن هذا التحالف لن يكون سهلاً، ويحمل الكثير من المخاطر لحزب الشعب الجمهوري، لا سيما وأن «الشعوب الديمقراطي» يواجه اتهامات بأنه الواجهة السياسية لحزب العمال الكردستاني الإرهابي وجرى اعتقال وإسقاط العضوية البرلمانية عن الكثير من نوابه خلال الأشهر الماضية، كما أن هذه الانتخابات تأتي في ظل تصاعد النزعة القومية في البلاد والحرب ضد التنظيمات الكردية في تركيا وسوريا والعراق وهو ما يمكن أن يؤثر سلباً على الشعب الجمهوري الذي سيتهمه أردوغان بالتحالف مع الإرهابيين ضد البلاد. هذه المخاوف والحسابات يتم بحثها بقوة داخل أروقة الشعب الجمهوري والشعوب الديمقراطي على أن يتم اتخاذ قرار حاسم حولها في الأسابيع المقبلة كحد أدنى لبدء المرحلة المقبلة من الاستعدادات للانتخابات المقبلة التي أكد، الخميس، الناطق باسم الحكومة التركية بكير بوزداغ أنه لن يجري تقديمها وستجري في موعدها المقرر نهاية عام 2019. هل تشهد تركيا تشكيل تحالف «كردي علماني» لمواجهة تحالف «أردوغان والقوميين» في الانتخابات المقبلة؟ إسماعيل جمال  |
| الانتخابات البلدية في تونس: تمهيد لعودة الاستقطاب السياسي ومقدّمة لاندثار «الأحزاب الصوتية» Posted: 01 Mar 2018 02:26 PM PST  تونس – «القدس العربي»: قدّمت الإحصائيات المبدئية التي أعلنت عنها هيئة الانتخابات التونسية قبل أيام حول القائمات المترشحة للانتخابات البلدية المُقبلة، صورة حقيقية لحجم تمثيل الأحزاب السياسية في البلاد. ورغم أن الإحصائيات المذكورة لم تأتٍ بمفاجآت كثيرة، سواء فيما يتعلق باستمرار سيطرة أكبر حزبين في البلاد (نداء تونس وحركة النهضة) على المشهد الانتخابي، إلا أنها كشفت بالمقابل عن تنامي ظاهرة «الأحزاب الصوتية» الحاضرة دوما في وسائل الإعلام، لكن دون أي أثر فعلي على أرض الواقع، فضلا عن «فشل» مبدئي للائتلافات والتكتلات الحزبية التي قدمت عددا هزيلا من القائمات الانتخابية، فضلا عن ضعف تمثيل أغلب أحزاب المعارضة، وفشل الأحزاب المنشقة عن «نداء تونس» في منافسة الحزب الأم، رغم الحديث عن حصول بعضها عى دعم «خارجي» كبير. وفي نظرة سريعة على الإحصائيات التي نشرتها هيئة الانتخابات مؤخرا، نجد كلا من «نداء تونس» و»النهضة» حاضرين في جميع الدائر الانتخابية بواقع 350 قائمة انتخابية، في حين لم تستطع الجبهة الشعبية (أكبر تكتل يساري) أن تمثل إلا نصف الدوائر الانتخابية أو أكثر بقليل (132 قائمة)، كما أن حركة «مشروع تونس» أطرف الأبرز المنشق عن النداء لم تجمع سوى 84 قائمة (أقل من ربع الدوائر الانتخابية)، في حين لم يتمكن بقية «المنشقين» عن النداء من جمع أكثر من بضع قوائم، فضلا عن فشل التكتلات الانتخابية كالاتحاد المدني (11 حزبا) في تحقيق تمثيل انتخابي يتماهى مع حجمها (43 قائمة). لكن المفاجئ في الإحصائيات المنشورة هو تمكن بعض أحزاب المعارضة الحديثة من تمثيل عدد لا بأس به من الدوائر الانتخابية قياسا بحجمها الصغير نوعا ما، ويمكن الإشارة هنا إلى أحزاب مثل «التيار الديمقراطي» (72 قائمة) وحركة «الشعب» (40) و»البناء الوطني» (20 قائمة). حزبين قويين ويقول المؤرّخ والباحث السياسي د. عبد اللطيف الحنّاشي في تصريح خاص لـ«القدس العربي»: «هذه النتيجة بيّنت مرة أخرى وجود حزبين قويين أكثر انتشارا وتمددا جغرافيا في البلاد هما نداء تونس والنهضة، في حين أن بقية الأحزاب تبدو ضعيفة بشكل كبير، فالجبهة الشعبية التي تضم 10 أحزاب لم تتمكن من الوصول سوى إلى هذا الرقم الهزيل (132 قائمة)، كما أنه من اللافت أن بعض الائتلافات الحزبية كالاتحاد المدني الذي يضم أحد عشر حزبا نجد لديها عددا متواضعا جدا من القائمات الانتخابية، وكذلك حزب مشروع تونس الذي كان مؤسسه يُبشّر بأنه سيغطّي أغلب البلديات، وحتى حزب تونس الإرادة أيضا يبدو تمثيله محدودا، بالمقابل هناك بعض الأحزاب الحديثة والصغيرة كالتيار الديمقراطي نجدها في موقع متقدم في كثير من الدوائر الانتخابية، عموما ثمة فارق كبير بين الحزبين الكبيرين وبين الائتلافات والأحزاب من حيث نسبة التمثيل في الانتخابات البلدية». ويرى بعض المراقبين أن إحصائيات هيئة الانتخابات تؤكد حتى الآن أن المشهد السياسي لم يتغير كثيرا في تونس، وهو يتشابه إلى حد كبير مع المشهد البرلماني الذي نتج عن انتخابات 2014 (مع مراعاة الانقسامات التي حصلت في نداء تونس)، فحتى الآن ما زال حزبا «النداء» و»النهضة» يتنافسان على الصدارة في حين تأتي «الجبهة الشعبية» في المركز الثالث تليها حركة «مشروع تونس» التي يبدو أنها فشلت حتى الآن في استمالة جمهور «نداء تونس»، على أن المشهد الانتخابي الجديد قد لا يتناسب مع الحضور الإعلامي المكثّف لبعض الأطراف السياسية كـ»المشروع» و»الجبهة» التي أكدت مرارا أنها جاهزة لحكم البلاد بمفردها! القيمة الحقيقية وكتب الإعلامي زياد الهاني على صفحته في موقع «فيسبوك»: «القيمة الحقيقية لتمثيلية الأحزاب ستظهر حسب عدد المستشارين البلديين الذين سيتم انتخابهم لفائدة كل حزب. لكن في كل الحالات تعتبر هذه المرحلة فرزا يبيّن تقريبيا حجم كل الأحزاب، وخطوة متقدمة على طريق انتقاء طبيعي سيذهب بالفقاقيع والكيانات الحزبية المصطنعة ويرشّد العمل السياسي في بلادنا». وأضاف «أعتقد أن «الاتحاد المدني» ولد ميتا ولا أرى له مستقبلا بعد الانتخابات، أما الجبهة الشعبية المكونة من 11 حزبا ومستقلين، تقدمت بـ132 قائمة، أي بمعدل 12 قائمة بالنسبة لكل حزب، فوزنها النسبي بالتالي لا يتجاوز وزن الحزب الاشتراكي الموجود في المرتبة 12 من ترتيب الأحزاب السياسية. (في حين أن ) نداء تونس نجح، رغم أزماته وسوء إدارته، في تغطية كافة الدوائر الانتخابية. طبعا هذا لا يعطيه أية أفضلية بالنسبة للنتائج لأن العديد من قائماته هزيلة». في المقابل، يمكن الحديث عن تطور جديد يتجلى بعدد القائمات المستقلة والتي يتجاوز 40 في المئة ( 897 من أصل 2177)، فضلا عن تجاوز نسبة الشباب 50 في المئة في القائمات الانتخابية، وهو يعود ربما بسبب الشروط الواردة في القانون الانتخابي والمتعلقة بالتناصف الأفقي والعمودي (المساواة بين النساء والرجال) فضلا عن الالتزام بنسبة محددة للشباب ولذوي الاحتياجات الخاصة في القائمات الانتخابية. رغم أن بعض المراقبين يتحدثون عن وجود «مناورة» لدى بعض الأحزاب السياسية، سواء فيما يتعلق بضم مستقلين لقائماتهم الحزبية أو تشكيل قائمات مستقلة في الظاهر لكنها تتبع في الحقيقة لهذه الأحزاب، وهي طريقة «مخادعة» لكسب فئة أخرى من الناخبين الذين فقدوا الثقة بالأحزاب السياسية. إلا أن الدكتور عبد اللطيف الحناشي يستبعد الفكرة الأخيرة والتي يرى أنها مرتبطة فقط بعدد محدود جدا من القائمات التي يفترض أنها مستقلة، مضيفا «هناك بعض الأحزاب التي عملت قائمات شبه مستقلة، أي أدمجت بعض عناصرها في قائمات مستقلة، كما أنها لم تترك مجالا واسعا للمستقلين حتى أنها أدخلت بعضهم لقائماتها لكنها منحتهم دورا هامشيا في هذه القائمات التي عادة ما ترأسها شخصية حزبية، ولكنني أعتقد أن أغلب القائمات المستقلة تضم أشخاصا مستقلين فعليا عن الأحزاب السياسية، فهؤلاء المستقلون الأغلبية هم رافضون لسلوك الأحزاب وطريقة تشكيلها للقائمات الحزبية أيضا». وحول التمثيل الجيد للشباب في القائمات الانتخابية، يقول الحناشي «هذه ظاهرة إيجابية جدا خالفت كل التوقعات التي كانت موجودة في السابق، وبيّنت أن هناك رغبة لدى الشباب بالمشاركة في الحياة السياسية، بغض النظر عن الحسابات الذاتية التي قد تكون وراء هذه المشاركة، وعموما هذه المشاركة – بحد ذاتها- تُعتبر إيجابية بل إنها تعطي مؤشرا على مستقبل جيد للمرحلة اللاحقة لأنها تؤكد أن الشباب أصبح مدركا لضرورة المشاركة وافتكاك موقعه في الحياة السياسية، كما أن القانون الانتخابي يدفع باتجاه مشاركة الشباب، وهذا بطبيعة الحال يُحسب للثورة وللانتقال الديمقراطي». وبغض النظر عن الإحصائيات النهائية للقائمات المقبولة، والتي ستعلن عنها الهيئة في نيسان/أبريل المُقبل، فإن الانتخابات البلدية المُقبلة ستساهم بشكل كبير في إعادة تشكيل المشهد السياسي وتحديد هوية الأطراف المؤثرة فيه والتي قد تتصدر الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة، رغم أن النبوءات لا تصح دوما في عالم السياسية المتغير والمتأثر بالأوضاع الاجتماعية والأمنية في البلاد. الانتخابات البلدية في تونس: تمهيد لعودة الاستقطاب السياسي ومقدّمة لاندثار «الأحزاب الصوتية» حسن سلمان:  |
| مسؤولون من إسرائيل ودول أخرى استغلوا عدم خبرة كوشنر وتلاعبوا به Posted: 01 Mar 2018 02:26 PM PST  الناصرة – «القدس العربي»: أكدت الإذاعة الإسرائيلية العامة، أمس، ما نشرته قبلها صحيفة «واشنطن بوست» بأن مسؤولين من إسرائيل وثلاث دول أخرى، ناقشوا سبل التلاعب بصهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكبير مستشاريه جاريد كوشنر، من خلال استغلال عمله وصعوباته الاقتصادية وانعدام خبرته السياسية. وناقشت إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والصين والمكسيك سبل التأثير على كوشنر، بيد أنه لم يعرف بعد ما إذا تم تنفيذ هذه الخطط. ونفى محامي كوشنر ما جاء في هذا النشر، فيما امتنعت السفارة الإسرائيلية في واشنطن عن التعقيب. وذكرت الإذاعة أن مستشار الأمن القومي الأمريكي، هربرت ماكماستر، كشف أن كوشنر تحدث مع مسؤولين أجانب دون أن يبلغ مجلس الأمن القومي الأمريكي بذلك. وحسب ما رشح فقد أعرب مسؤولون في البيت البيض عن تخوفهم من تعرض كوشنر إلى «الخداع» في محادثاته مع كبار المسؤولين، الذين رفض بعضهم التحدث مع أشخاص ذوي خبرة أكثر منه. وذكرت مصادر في الإدارة الأمريكية أن جلسات الإحاطة الاستخباراتية اليومية التي نظمها ماكماستر، ناقشت نقاط ضعف كوشنر، كما ينظر إليها في الدول الأجنبية. وأشارت أنه تم في الآونة الأخيرة تخفيض تصنيف كوشنر الأمني، وأنه لا يسمح له الآن بقراءة الوثائق ذات التصنيف السري، وتم منع دخوله إلى اجتماعات الإحاطة اليومية مع الرئيس دونالد ترامب، ومع ذلك فهو ما زال مقربا جدا منه بطبيعة الحال. ولم يكن كوشنر هو المستشار الوحيد الذي تم تخفيض تصنيفه الأمني، وفقا لتقارير اعلامية امريكية التي أشارت أيضا إلى أنه رغم خفض التصنيف، فإن ترامب قد يشارك كوشنر في أية معلومات يراها مناسبة. يشار الى أن كوشنر بدأ مزاولة عمله في البيت الأبيض، مع بداية ولاية ترامب في العام الماضي، دون أن تكون لديه أي خلفية سياسية أو أمنية، وتعامل فورا مع السياسة الخارجية. وقاد جهود إدارة ترامب من أجل السلام في الشرق الأوسط، وعمل في منطقة الخليج والصين وأمريكا الوسطى. وحسب صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية فقد ذكرت مصادر في الإدارة انه منذ بداية عمله في البيت الأبيض رأى الكثيرون في افتقاره للخبرة وفي أعماله ورقة مساومة وتلاعب في أيدي بعض الحكومات الأجنبية. منوهة أن المعلومات هذه قد نشرت بعد ساعات قليلة من قرار رئيس الطاقم في البيت الأبيض، جون كيلي، منع كوشنر من الوصول إلى معلومات استخباراتية حساسة، بسبب عدم حصوله على تصنيف أمني مرموق من أجهزة الاستخبارات الأمريكية. ووفقا لواشنطن بوست، كانت اتصالات كوشنر مع بعض الدول الأجنبية أحد أسباب فشله في الحصول على نوع التصنيف الذي احتاج إليه، وربما أدت إلى قرار كيلي. وحتى الآن، كان كوشنر يتمتع بحرية الوصول إلى المعلومات الاستخبارية، رغم عدم وجود تصنيف لديه. ولم تنشر صحيفة «واشنطن بوست» ولا وسيلتا الإعلام الاسرائيليتين المذكورتان أمثلة عن الطرق التي خططت بها إسرائيل والدول الثلاث الأخرى للتأثير على كوشنر، مثلما لم يكشف النقاب عن هوية الدول الثلاث هذه. ومع ذلك، أفيد أن مسؤولين في دولة الإمارات العربية المتحدة شخصوا سهولة مناورة المستشار والتلاعب معه منذ أبريل/ نيسان الماضي، عندما كانت عائلته تبحث عن مستثمرين لشركتها العقارية. مسؤولون من إسرائيل ودول أخرى استغلوا عدم خبرة كوشنر وتلاعبوا به تسريبات إعلامية أمريكية وإسرائيلية  |
| وزير الداخلية المصري الأسبق: مرسي قال لي «30 يونيو لن تنجح وسأحاسبكم جميعاً» Posted: 01 Mar 2018 02:26 PM PST  القاهرة ـ «القدس العربي»: واصلت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة في معهد أمناء الشرطة في منطقة طرة، أمس الخميس، جلسات محاكمة مرشد جماعة «الإخوان المسلمين»، محمد بديع، وآخرين، في القضية المعروفة بـ«أحداث مكتب الإرشاد». وعقدت الجلسة برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي، وعضوية المستشارين عادل السيوي، وحسن السايس، وبدأت بإثبات حضور المتهمين، إضافة لإثبات حضور هيئة دفاعهم. كما أثبتت المحكمة حضور اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية السابق، في عهد الإخوان، والذي قال إن «جماعة الإخوان يربطها نظام الطاعة العمياء، وإن وجود أشخاص مسلحين داخل مكتب الإرشاد ناتج عن موافقة قيادات الجماعة». وأضاف: «في بداية عام 2013 سادت الشارع المصري حالة من الغضب نتيجة تردي الأحوال الاجتماعية والاقتصادية، وتردي الخدمات المقدمة للمواطنين، من بينها انقطاع التيار الكهربائي، وفي التوقيت ذاته ظهرت حركة تمرد التي لاقت إقبالا شديدا من جميع فئات الشعب المصري، وفي الوقت ذاته ظهرت حركة منبثقة من التيارات الإسلامية تدعى حركة تجرد، وهذه الحركة لم تلق إقبالا إلا من المنتمين لهذه التيارات»، حسب كلامه. وتابع: «عقد اجتماع في قصر الاتحادية الرئاسي في حي مصر الجديدة، لدراسة الموقف الأمني والأوضاع في البلاد». وبين أنه «خلال وجوده في الاجتماع طلب من قيادات الرئاسة اتخاذ ما يلزم لامتصاص غضب الناس، واقترح إجراء استفتاء على استكمال الرئيس محمد مرسي لفترته الرئاسية»، مشيرا إلى أن هذا الاقتراح تم رفضه. وأضاف: «عقد اجتماع مع قيادات الوزارة، لوضع خطة التأمين، وركزت الخطة على التأمين الجيد للتجمعات في الشارع، سواء بالنسبة للمؤيدين وللمعارضين، ومنع اختلاطهما، ومن بين بنود الخطة الاهتمام بالمنشآت الإستراتيجية والأقسام». وأوضح « في يوم 30 يونيو 2013، تجمعت مجموعة من الصبية أمام مكتب إرشاد جماعة الإخوان وظلوا يرددون الهتافات من بينها (يسقط حكم المرشد.. يسقط حكم مرسي)، وكانوا يلقون بعض الحجارة على المبنى ردا على إطلاق الموجودين في الداخل النيران عليهم». وأشار إلى أن «أفراد أمن مقر مكتب الارشاد، المعينين من قبل قيادات الإخوان، كانوا يأخذون تعليماتهم من أعضاء مكتب الإرشاد، وأي تصرف منهم كان ناتجا عن مبدأ أمرهم شورى بينهم». وزاد: «أعضاء جماعة الإخوان كان بينهم نظام الطاعة العمياء، ومن المستحيل أن يدخل أشخاص مسلحون إلى مقرهم دون موافقة قيادات الإخوان». ولفت إلى «ضبط مجموعة خارج مقر الإرشاد، يتم الدفع بهم بسيارات سلاح، وتم عمل محضر بهذا الشأن». وتابع: «تلقيت اتصالا هاتفيا من الرئيس الأسبق محمد مرسي فجر يوم 1 يوليو 2013، وقال لي أخبار مكتب الإرشاد أيه؟» فأخبرته أن الأمور متأزمة وصعبة أمام المكتب، وأن هناك عناصر داخل المقر تطلق الأعيرة النارية بكثافة مما أدى إلى سقوط عشرات من القتلى والجرحى وإصابة ضابط بفرد خرطوش، وطلبت منه إصدار قرار بوقف إطلاق النيران على المتظاهرين، وتسبب هذا الطلب بغضب مرسي، ورد قائلا «امنع القناصة إلى بيضربوا الباب الحديدي لاقتحام المقر، وأوعى تفتكر إن 30 يونيو هتنجح وأنا بنفسي هحسابكم واحد واحد». وأضاف «من بين المهازل التي وقعت من مرسي اتصاله بمستشاره الأمني أيمن هدهد أثناء وجوده في مكتبه وإعطاؤه تعليمات يكلف بها وزير الداخلية دون الرجوع للوزير». وزير الداخلية المصري الأسبق: مرسي قال لي «30 يونيو لن تنجح وسأحاسبكم جميعاً»  |
| قائد الجيش اللبناني يؤكد الجهوزية لمواجهة أي عدوان عسكري إسرائيلي على الحدود Posted: 01 Mar 2018 02:25 PM PST  بيروت- «القدس العربي» : بقيت زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى المملكة العربية السعودية في دائرة الضوء ، ولوحظ أن صحيفة «المستقبل» التابعة للرئيس الحريري ركّزت على أن «زيارة الرياض خيّبت آمال الواهمين المراهنين على ضرب العلاقات المتجذرة بين البلدين والشعبين، ورسخّت الثقة واليقين بعمق هذه العلاقات وارتكازها إلى ثوابت أخوية تاريخية ودعائم عروبية عصيّة على الانكسار والانحسار مهما اشتدت العواصف وتقلّبت الظروف». ولفتت الصحيفة إلى أن استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للرئيس الحريري تمّ «وسط حفاوة ملكية ملحوظة، على أن يستكمل رئيس الحكومة محادثاته في الرياض بلقاء يعقده مع وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي كان قد نوّه عشية زيارة الحريري بأنه بات «في وضع أفضل الآن» في لبنان في اشارة إلى تصريح بن سلمان إلى صحيفة « واشنطن بوست « جاء فيه إنه «تعرّض لانتقادات غير منصفة على خلفية الضغط على رئيس الحكومة سعد الحريري للاستقالة في تشرين الثاني الفائت»، مشدداً على أنّ الحريري «هو الآن في وضع أفضل» في لبنان مقارنةً بميليشيا حزب الله المدعومة من إيران». ورأى البعض أن الحفاوة التي ابداها الجانب السعودي، والارتياح الذي بدا خلال المحادثات، عكس حجم الاهتمام السعودي بالتوازنات اللبنانية، كما يعكس تجدد الاحتضان العربي للاستقرار في لبنان، وعدم تركه فريسة للتدخلات الأجنبية وسلب قراره الوطني بما يسبّب خللاً في ميزان القوى الداخلي في لبنان ويمهّد لتغيير صورة لبنان وواقعه على نحو خطير. وكان الحريري غرّد على صفحته عبر موقع «تويتر» ناشراً صورة اجتماعه «مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في الرياض»، فيما لفتت بالتوازي ثلاث تغريدات للوزير المفوَض في الديوان الملكي وليد البخاري، الأولى نشر فيها صورة استقبال الملك سلمان لرئيس الوزراء اللبناني، وأتبعها بأخرى أعاد فيها تغريدة الحريري عن لقاء قصر اليمامة، قبل أن يدوّن البخاري في تغريدته الثالثة عبارة بالغة الدلالة قائلاً: «لبنانُ.. مهمَا يطل بُعدُنا فالجمعُ يَشْتَمِلُ». على خط آخر، جدّد قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون «تأكيد جهوزية الجيش على الحدود الجنوبية، لمواجهة أيّ عدوان عسكري إسرائيلي، أو أيّ محاولة من قبله لقضم جزء من الحدود البرية والبحرية» ، مشدّداً على « أنّ الجيش لديه كامل الإرادة للدفاع عن الحقوق اللبنانية بكلّ وسائله وإمكاناته المتاحة، ومهما تصاعدت تهديدات العدو واستفزازاته». وقال قائد الجيش خلال تفقّده قبل ظهر امس قيادة فوج التدخل الثالث وحضوره مناورة قتالية نفّذتها مجموعة من المتدربين «إن هذه الجهوزية تتلازم مع مواصلة قوى الجيش رصد الخلايا الإرهابية وتفكيكها، وترسيخ الاستقرار في الداخل، ومكافحة الجرائم المنظمة، خصوصاً جرائم القتل والسرقة والمخدرات، بالإضافة إلى تكثيف التدريب النوعي لرفع مستوى الكفاءة القتالية للوحدات، وإجراء التحضيرات اللازمة لمواكبة الاستحقاق النيابي المقبل بأفضل الشروط الأمنية المطلوبة». ولفت العماد عون إلى «أنّ الجيش هو على مسافة واحدة من الجميع في هذا الإستحقاق، وسيؤدّي واجبه بعيداً من السياسة وبروح التجرّد والمناقبية والانضباط «، وختم مؤكّداً « أنّ الجيش سيكون على قدر ثقة المواطن، وسيتحمّل مسؤولياته من دون تردّد، للدفاع عن الوطن والحفاظ على مسيرة أمنه واستقراره «. إلى ذلك، يبدأ اهالي الموقوفين الاسلاميين تحركات احتجاجية اعتباراً من اليوم لاقرار العفو العام عن ابنائهم قبل الانتخابات النيابية. وتشمل التحركات إقفال طرق رئيسية وحرق اطارات بالتزامن مع تنفيذ الموقوفين في رومية اضراباً عن الطعام كي يشملهم العفو. وتأتي هذه التحركات فيما أكد رئيس الجمهورية ميشال عون لوفد من عائلات شهداء الجيش اللبناني زاره في بعبدا، «عدم شمول قانون العفو العام الذي يتم العمل على اقراره في مجلس النواب قبل انتهاء ولاية المجلس الحالي، اولئك الذين ارتكبوا جرائم قتل بحق العسكريين». وأكد لهم انه «يتابع هذا الموضوع انطلاقاً من حرصه على الوفاء لشهادة العسكريين الذين استشهدوا في سبيل الحفاظ على الاستقلال والسيادة والكرامة الوطنية، وانه لن يوقّع اي قانون عفو عمن ادين او سيُدان بقتل عسكريين». قائد الجيش اللبناني يؤكد الجهوزية لمواجهة أي عدوان عسكري إسرائيلي على الحدود «المستقبل» تتحدث عن خيبة آمال المراهنين على ضرب علاقات لبنان والسعودية سعد الياس  |
| بعد هجمات لتنظيم «الدولة»… فصائل «الحشد الشعبي» تنسحب من مواقع في كركوك Posted: 01 Mar 2018 02:24 PM PST  كركوك ـ «القدس العربي»: تعرضت ميليشيات «الحشد الشعبي» في كركوك، لهجمات شنها تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) خلال الأيام الماضية، ما اضطرها إلى إخلاء بعض مواقعها التي كانت تشغلها، وفق ما أفاد مصدر أمني في قوات البيشمركه الكردية لـ«القدس العربي». وبين أن «الانسحابات تلك جاءت بسبب الهجمات الشديدة التي شنها مسلحو تنظيم الدولة، وأدت إلى سقوط عشرات القتلى والمصابين في صفوف الميليشيات، قرب قضاء الحويجة». وأضاف أن «الأوضاع الأمنية في كركوك غير مستقرة، وقد تنهار في أي لحظة بعد النشاطات المسلحة والهجمات التي يشنها مسلحو التنظيم». وأوضح أن «عملية تحرير الحويجة كانت فاشلة حيث انسحب عناصر التنظيم إلى خارج القضاء، واستقروا في مناطق محيطة فأصبحت الميليشيات معرضة للهجمات من قبل عناصر الدولة». وحسب المصدر فإن «الهجمات على القوات العراقية لم تتوقف منذ دخولها قضاء الحويجة، بل ارتفعت وتيرتها خلال الأيام الماضية». وأعرب عن تخوفه من «عودة تنظيم الدولة، ومسكه زمام المبادرة مجدداً، في حال بقيت المدينة تحت سلطة فصائل الحشد التي لا تملك خبرة كافية في مكافحة هذه الجماعات». كركوك، وفق المصدر، «تعيش حالة من الفوضى وعدم الاستقرار على عكس ما كانت عليه سابقاً، وذلك بسبب انتشار ميليشيات الحشد وسيطرتها على المدينة، وانسحاب قوات البيشمركه خلال المعارك التي حدثت بينهما». وعزا أسباب تدهور الأوضاع الأمنية إلى «انشغال الميليشيات بعمليات النهب والسلب في المدينة، ماجعل التنظيم يستغل هذه الأوضاع، ليعود مجدداً ويشن هجماته». وعن تواجد التنظيم في كركوك، قال إن له خلايا نائمة، وهو الآن بطور إعادة ترتيب صفوفه. وبين أن المدينة «تحتاج إلى عملية عسكرية كبيرة تشارك فيها قوات مدربة بشكل جيد للقضاء والحد من تواجد العناصر الإرهابية التي باتت تشكل مصدر خطر كبير على أمن وحدود إقليم كردستان». ولفت إلى أن «البيشمركه مستعدة لشن عملية عسكرية بمفردها إذا ما شعرت بخطر التنظيم الذي بات يظهر نشاطه بشكل علني خلال الفترة الماضية مع عجز القوات العراقية عن مكافحته، والاكتفاء فقط في مسك بعض المناطق في المدينة». بعد هجمات لتنظيم «الدولة»… فصائل «الحشد الشعبي» تنسحب من مواقع في كركوك  |
| هل تبدو صور الأقمار الصناعية مقدمة لهجوم؟ Posted: 01 Mar 2018 02:24 PM PST  إذا حكمنا حسب السوابق في الماضي فإن الإعلان اليوم في شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية بشأن قاعدة إيرانية جديدة يتم أقامتها في سوريا تشبه شد الزمبرك. يمكن الافتراض أن هذا إنذار سيأتي في أعقابه القصف. فهكذا حدث في كانون الأول/ديسمبر الماضي، بعد بضعة أسابيع من التقرير الذي نشرته الـ «بي.بي.سي» والذي جاء نقلا عما سمي مصادر استخبارية غربية، تحدث عن وجود قاعدة كان هدفها خدمة المليشيات الشيعية المؤيدة لإيران في سوريا. هذه القاعدة تم قصفها جوا. وسائل الإعلام الأجنبية نسبت الهجوم لإسرائيل رغم أن الأخيرة رفضت التعقيب. في الأسبوع الأخير تجددت التقارير عن تمركز إيران في سوريا ـ نشر مليشيات شيعية، وجود مستشارين عسكريين ورجال من حرس الثورة الإيراني وبرامج لإقامة قواعد ومصانع للسلاح. في البداية نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» خارطة مفصلة أولى عن زيادة التواجد الإيراني، والآن جاء تقرير «فوكس نيوز» الذي يقول إن القاعدة الجديدة قرب دمشق تضم مخازن كبيرة يمكن أن تخزن فيها صواريخ بإمكانها قصف أي منطقة في إسرائيل. «فوكس نيوز» مثل «بي.بي.سي» قبلها نشرت صور أقمار صناعية مفصلة للموقع المشبوه، لكنها لم تقدم تفاصيل عن مستوى تورط إيران في تشغيل هذه القاعدة وقدرتها التنفيذية. في هذه الحالة تقتبس الشبكة الأمريكية المحافظة نفس مصادر الاستخبارات الغربية المجهولة. يمكن الافتراض أن هذا هو التعبير اللين نسبيا، وهو لا يخطئ الحقيقة إذا كان القصد هو مصادر توجد في غرب إيران. بدون علاقة بهوية تلك المصادر الدقيقة، من المعقول أنه في طهران ودمشق يأخذون هذه الأقوال على محمل الجد، ويفرضون أن الأمر يتعلق بإشارة مباشرة أو غير مباشرة من إسرائيل. هذا النشر يأتي بعد سلسلة من التطورات الأخرى: خطاب استثنائي لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في الأسبوع الماضي في المؤتمر الأمني في ميونيخ والذي هدد فيه للمرة الأولى بقصف مباشر لإيران وبعملية عسكرية ضد نظام الأسد. اللقاء المرتقب لنتنياهو مع الرئيس ترامب في واشنطن في بداية الشهر القادم وعودة وفد السناتورات الأمريكيين من زيارة لهم في إسرائيل، الذين أعلنوا عند عودتهم بأن التهديدات الجديدة من جانب إيران تقتضي من الإدارة الأمريكية أن تفحص إعطاء إضافة خاصة للمساعدة الأمنية لإسرائيل. وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان قال في هذا الصباح في مقابلة مع «صوت إسرائيل» إن إسرائيل لن توافق على السماح بتمركز إيران في سوريا، وبالتأكيد وضع صواريخ بعيدة المدى هناك. ليبرمان كرر الأقوال التي تقول إن إسرائيل غير معنية بحرب في الشمال. معظم نظام الصواريخ بعيدة المدى ومتوسطة المدى لسوريا استخدم أو دمر في السنوات السبعة للحرب الأهلية في الدولة. محاولات إيران تركزت حتى الآن في الأساس في تسليح حزب الله، ومؤخرا تركزت في جهود تحسين دقة الصواريخ التي توجد لدى حزب الله. على فرض أن إيران تخطط لاحتمال حرب مستقبلية بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، فإن هناك مناطق من ناحيتها في إعداد جبهة أخرى في عمق أراضي سوريا. خطوة كهذه ستقتضي من سلاح الجو أن يمد قدرته الهجومية على مساحة أوسع، ويمكن إيران وحلفاءها من إطلاق الصواريخ على إسرائيل من بعد كبير نسبيا، حتى لو أن الجيش الإسرائيلي قام بعملية برية واسعة في لبنان. التهديد الجديد ضد إيران سجل بعد حوالي أسبوعين ونصف من المعركة الإسرائيلية ـ السورية ـ الإيرانية في الشمال في 10 شباط. في تلك الحادثة أسقط سلاح الجو طائرة إيرانية بدون طيار، في الوقت الذي اخترقت فيه سماء إسرائيل في غور بيسان، إسرائيل هاجمت ردا على ذلك مقر قيادة إيراني قرب تدمر في وسط سوريا ونجح نظام الدفاع الجوي السوري في إسقاط طائرة إسرائيلية. رغم الثمن الذي دفعته الأطراف (من بينهم سوريا التي دمر لها سلاح الجو الإسرائيلي ردا على ذلك بطاريات مضادة للطائرات)، يبدو أن التقرير الأخير يدل على تصميم كل الأطراف المشاركة على مواصلة خططها الأصلية. إيران تستمر في زيادة ممتلكاتها في سوريا وإسرائيل من شأنها أن تعود وتضربها. منذ 10 شباط لم تنشر وسائل الإعلام الأجنبية أي تقارير عن هجمات إسرائيلية أخرى في سوريا. ولكن شخصيات كبيرة في إسرائيل حذرت من أن سياسة الإفشال في الشمال ستستمر. بكلمات أخرى، وإزاء ما نشر في «فوكس نيوز»، يمكن التقدير أنه قد بدأ العد التنازلي لمواجهة أخرى في سماء سوريا، ورغم إعلان الطرفين عن عدم الرغبة في الحرب، فإنه مطلوب قدرة ملاحة عالية من اجل منع خروج هذه الأمور عن السيطرة. عاموس هرئيل هآرتس 1/3/2018 هل تبدو صور الأقمار الصناعية مقدمة لهجوم؟ معظم نظام الصواريخ بعيدة المدى والمتوسطة لسوريا استخدم أو دمر في الحرب الأهلية صحف عبرية  |
| الشرطة المغربية تستدعي مسؤولا عن شركة تصدر صحيفتين لحزب التقدم والاشتراكية بتهمة التحرش الجنسي Posted: 01 Mar 2018 02:23 PM PST  الرباط – القدس العربي: استدعت الشرطة المغربية في الدار البيضاء مسؤولا في شركة البيان التابعة لحزب التقدم والاشتراكية (الحزب الشيوعي المغربي سابقا والمشارك في الحكومة)، والتي تصدر جريدتي «البيان» و»بيان اليوم»، للاستماع إليه بخصوص شكاية تقدمت بها مستخدمة بذات المؤسسة، متزوجة، تتهمه فيها بالتحرش الجنسي. وتتهم الموظفة المسؤول المالي الذي يدعى «م.ب» بـ»محاولة الإغواء بها بشكل يومي وبكل الطرق»، وكانت تكتفي بـ»صدّه، وتجاهله لكن دون جدوى» وأشارت المصادر أن «الموظفة التي اشتغلت بالمؤسسة لأكثر من 5 سنوات، ليست وحدها من ادعت تعرضها للتحرش الجنسي بذات المؤسسة، بل هناك أخرى كانت تشتغل بالمؤسسة وغادرتها، هي أيضا كانت لديها مشكلة مماثلة مع ذات المسؤول، ومن شأن الشكاية التي تقدمت بها المستخدمة الأولى أن تفتح الباب أمام ضحايا محتملات أخريات غير معروفات في ذات المؤسسة». وأفاد مصدر نقابي من داخل مؤسسة «البيان»، أن هذه الشكاية من المحتمل أن تكون كيدية، لأن الرجل المعني بالشكاية مشهود له بالأخلاق الرفيعة، كما ان المشتكية سبق لها وقدمت شهادة ضد النقابيين المطرودين من «بيان اليوم» لصالح الإدارة، مما ينزع عنها مبدأ النزاهة. وأصدر مجلس إدارة صحيفتي «البيان» و»بيان اليوم» بيانا توضيحيا، مساء الأربعاء، يعبر فيه عن استغرابه من إقدام مستخدمة لا زالت تعمل بالشركة، على وضع شكاية ضد المدير الإداري والمالي للشركة، وعضو مجلس تسييرها، متهمة إياه بالتحرش. واعتبرت الإدارة، أن هذه الشكاية التي قدمت في حق مديرها، فاجأت الجميع «وتجسد سلوكا ربما تود مقترفته استغلال سياق ما أو تداول موضوع معين يسيطر هذه الأيام على حقلنا الصحافي والقانوني الوطني.» وأضافت الإدارة أن هذه الادعاءات، تلحق إساءة كبيرة ليس فقط في حق المشتكى عليه، وإنما في حق المؤسسة والهيئة السياسية التي تقف وراءها، وهي حزب التقدم والاشتراكية، وأن «هذا ما لن نقبل به أو نسكت عنه». وواجهت إدارة الجريدة ادعاءات التحرش بانتقاد شديد، معتبرة أنها ليست لعبا أو مناورة يمكن السكوت عنها، وإنما الأمر «يتعلق بضرب لهذه المؤسسة التقدمية العريقة في أعم مرتكزات فكرها الجماعي وعقيدتها الحقوقية وقيمها، بالإضافة الى أن المؤامرة قد تخفي استهدافا ربما لم تتضح بعد تفاصيله وخيوطه». وأوضحت إدارة الصحيفة أنها لن تسكت على ما وصفته بالاستهداف في حق أحد مسيريها، داعية كل من يلوح باتهامات التحرش أن يقدم الدليل، لا أن يتحول الاتهام بالتحرش إلى موضة، فقط لاستغلال الظرفية وافتعال وقائع غير موجــودة. الشرطة المغربية تستدعي مسؤولا عن شركة تصدر صحيفتين لحزب التقدم والاشتراكية بتهمة التحرش الجنسي  |
| برلمان العراق يطلب من الحكومة تحديد جدول زمني لانسحاب القوات الأجنبية Posted: 01 Mar 2018 02:22 PM PST  بغداد ـ «القدس العربي»: صوت مجلس النواب العراقي، الخميس، على صيغة قرار يدعو الحكومة إلى وضع جدول زمني لمغادرة القوات الأجنبية من الأراضي العراقية. وقال النائب عن التحالف الوطني محمد الصيهود، الذي تشغل كتلته غالبية مقاعد البرلمان بـ(180 مقعدا)، إن «مجلس النواب العراقي صوت هذا اليوم (أمس) على صيغة قرار دعا فيه الحكومة إلى وضع جدول زمني لمغادرة القوات الأجنبية من الأراضي العراقية لاسيما بعد إحراز النصر على إرهابيي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وأشار إلى أن «مجلس النواب العراقي قدم شكره للدول التي ساعدت العراق في حربه ضد داعش الإرهابي». النائب هشام السهيل بيّن أن «البرلمان صوت على قرار ينص على تقديم الشكر للدول الصديقة لتقديمهم الدعم في هزيمة الدولة الإسلامية وفي الوقت نفسه يطلب القرار من الحكومة تحديد جدول زمني لانسحاب القوات الأجنبية». وأضاف «الأمر عائد للحكومة لتقرر كم الوقت اللازم الذي نحتاجهم فيه للبقاء، سنة واحدة أو سنتين». ويتواجد المئات من قوات التحالف الدولي على أرض العراق لتقديم المشورة للقوات العراقية وتدريبها بعد أن خاضت حربا ضد تنظيم «الدولة» استمرت ثلاث سنوات، كما يتواجد خبراء إيرانيون. كذلك أخفق المجلس في تمرير مشروع قانون الموازنة الاتحادية للدولة العراقية لعام 2018، نتيجة اختلال النصاب القانوني للجلسة، إثر انسحاب النواب الأكراد. وعلمت «القدس العربي» من مصدر في الدائرة الإعلامية لمجلس النواب العراقي أن البرلمان عقد جلسته برئاسة سليم الجبوري وحضور 170 نائباً، مضيفاً أن المجلس شرع بقراءة مشروع قانون الموازنة. انسحاب 6 نواب وطبقاً للمصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، فإن البرلمان تمكن من تمرير 12 فقرة من مشروع القانون من أصل 48 فقرة، قبل أن ينسحب 6 نواب من الجلسة ويتسببوا بإخلال النصاب القانوني، الأمر الذي دفع هيئة الرئاسة إلى رفع الجلسة للسبت المقبل. ومن المقرر أن تعقد الرئاسات الثلاث اجتماعاً لبحث مشروع قانون موازنة 2018، والنقاط الخلافية عليه، حسب المصدر، الذي أكد إن نحو 60٪ من مشروع القانون لم يتم التصويت عليه. وأقرّت اللجنة المالية النيابية أنها تلقت ملاحظات حول الموازنة المالية للعام الحالي من باقي الأطراف البرلمانية بغياب الكتل الكردستانية، مشيرة إلى أن نقاط الخلاف كانت رواتب الموظفين ولفظة محافظات الإقليم، ورواتب قوات البيشمركه، وفقاً لبيان صحافي. وبالتزامن مع قرار هيئة رئاسة البرلمان رفع الجلسة إلى يوم السبت المقبل، عقدت الكتل السياسية الكردستانية مؤتمراً صحافياً تحت قبة البرلمان، أعربت فيه عن استغرابها من إدراج الموازنة في جلسة أمس الخميس، وشددت على ضرورة وقف «التهميش» لمكونٍ أساسي في العراق. وقال النائب الثاني لرئيس مجلس النواب، آرام الشيخ محمد، خلال المؤتمر، إن «هنالك عدة خلافات دستورية في قانون الموازنة حيث كان من المقرر أن يعقد اجتماع للرئاسات الثلاث من أجل وضع الحلول بشأن موازنة 2018». وأضاف الشيخ محمد، وهو نائب عن كتلة التغيير الكردستانية، «فوجئنا بإدراج الموازنة في جدول الأعمال»، لافتاً إلى أن «هذا الأمر يستوجب الوقوف بشأنه». وطالب في الوقت ذاته المجتمع الدولي بـ«وقف التهميش الذي حصل لمكون أساسي في العراق». في إشارة إلى الأكراد. وحسب المصدر فإن من بين المواد المصوّت عليها في جلسة أمس الخميس، هي المادة (9) التي تحدد حصة إقليم كردستان من الموازنة بنسبة 12.6٪ وفقاً للنسبة السكانية. تصعيد كردي وفي تصعيد جديد، تدرس القوى السياسية الكردستانية مقاطعة العملية السياسية في بغداد، إضافة إلى «الانفصال» واعتماد نتائج الاستفتاء، في حال أصرت الحكومة على تقليل حصة الإقليم في موازنة 2018. النائب عن الحزب الإسلامي الكردستاني، جمال كوجر، قال لـ«القدس العربي»، «كان من المفترض أن ينتظر مجلس النواب مخرجات اجتماع الرئاسات الثلاث بشأن الموازنة، قبل طرح القانون على التصويت»، مبيناً أن مجلس النواب «ضرب عرض الحائط مطالب ممثلي الشعب، وهذا مسار خطير تم تبنيه اليوم (أمس)». وكشف عن «توجه برلماني على اتخاذ القرارات وفقا للأغلبية السياسية، في حين أن الدولة العراقية بعد التغيير (2003) بنيت على أساس التوافق». وأضاف: «جميع الكتل السياسية الكردستانية خاطبت قياداتها وحكومة الإقليم، في حال توجهت الحكومة بالتصويت على الموازنة بدون موافقة الأكراد والاستجابة لمطالبهم»، مشيراً إلى أن المواقف المرتقبة للأكراد تتمثل بـ«مقاطعة العملية السياسية في بغداد بالكامل وعدم خوض الانتخابات، وقد تصل إلى التفكير بتبني الاستفتاء، في حال استمرت الحكومة بتبني هذه الممارسات والمواقف». أما النائب أردلان نور الدين، عن الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، فقال لـ«القدس العربي»: «من المفترض أي يكون القانون (الموازنة) يمثل حقوق جميع أطياف الشعب العراقي، لكن الموازنة التي صوت على بعض فقراتها اليوم (أمس) خالية من حقوق الكتل الكردستانية والشعب الكردي». واعتبر السياسي الكردستاني موازنة 2018 «عقوبة جديدة مضافة إلى قائمة العقوبات التي فرضتها الحكومة الاتحادية على حكومة إقليم كردستان»، مطالباً رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بـ«الإصغاء لمطالب الكتل الكردستانية». وانتقد نور الدين، مجلس النواب العراقي، لعدم «احترام قراره السابق المتمثل بضرورة عقد اجتماع ثلاثي للرئاسات الثلاث قبل إدراج قانون الموازنة في جلسة اليوم (أمس)». وتابع: «مشروع قانون موازنة 2018 لا يمثلنا، ولا نحترم أي قانون يصدر بهذا الخصوص أو يمس الشعب الكردي، الذي نسبته 17٪ من الموازنة ولن نتنازل عن هذه النسبة»، ملمحاً إلى أن «أي تقليل لهذه النسبة سيؤثر على العلاقات الأخوية ووحدة العراق». موجة الاعتراضات لم تتوقف على النواب الأكراد، بل امتدت إلى نواب محافظة نينوى، والمحافظات الأخرى التي شهدت عمليات عسكرية، الذين طالبوا بالأخذ بملاحظاتهم (إعادة رجال الشرطة المفصولين، وصرف رواتب الموظفين، وتضمين التعيينات) في مشروع القانون، قبل استكمال التصويت على بقية فقرات الموازنة، السبت المقبل، وفقاً لمصدر. وأجرت الحكومة الاتحادية تعديلات على مشروع قانون موازنة 2018، وأعادت إرساله إلى مجلس النواب في 8 شباط/ فبراير الماضي. وقالت عضو اللجنة المالية البرلمانية النائبة، ماجدة التميمي لـ«القدس العربي»، إن «التعديلات شملت فقرات عدّة، أبرزها، زيادة الإيرادات المتأتية من الموارد غير النفطية»، إضافة إلى «تقليل نسبة العجز، وزيادة الموازنة الاستثمارية، وإضافة مبلغ 2 تريليون دينار على مخصصات الطوارئ، للصرف على حساب تعويضات الموظفين، والنفقات الاستثمارية، وشبكة الحماية الاجتماعية». من بين التعديلات أيضاً، حسب التميمي، «إضافة 10 ٪ ضريبة مبيعات على مراكز التسوق والمولات التجارية الكبيرة، فضلاً عن مراكز التجميل، بكونها أمورا كمالية». وأشارت في الوقت ذاته إلى أن «البرلمان مصمم على إلغاء استقطاع رواتب الموظفين (3.8٪ لدعم النازحين والحشد) في مشروع القانون». وتقدّر إيرادات الموازنة العامة بأكثر من (91) تريليون دينار، حيث تم احتساب الإيرادات المخمنة من تصدير النفط الخام على أساس معدل سعر 46 دولاراً للبرميل الواحد، وبمعدل تصدير قدره 3.8 مليون برميل يومياً، بضمنها 250 ألف برميل يوميا من إقليم كردستان، فيما بلغ إجمالي العجز المخطط للموازنة أكثر من (12) تريليون دينار. وصوّت مجلس النواب، خلال الجلسة، على اعتبار قضاء البعاج (في نينوى) والقرى التابعة له، وناحية تل عبطة والقرى التابعة لها منطقة منكوبة، إضافة إلى اعتبار منطقة العياضية في تلعفر منطقة منكوبة، واعتبار الأقضية التابعة لمحافظة الإنبار (القائم، وعنه، وراوه ) مناطق منكوبة أيضاً. برلمان العراق يطلب من الحكومة تحديد جدول زمني لانسحاب القوات الأجنبية صوّت على بعض فقرات موازنة 2018… من بينها تحديد حصة إقليم كردستان بـ12٪ مشرق ريسان  |
| عام 2017 في مصر… اتساع أعمال القمع وإغلاق المناخ العام والتنكيل بمرشحي الرئاسة Posted: 01 Mar 2018 02:22 PM PST  القاهرة ـ «القدس العربي» : شهد العام الماضي في مصر، مزيداً من الاتساع في دوائر القمع والإغلاق في المناخ العام، إذ أن المهتمين بالشأن العام أصبحواً هدفاً للهوس الأمني، والأمر لم يتوقف عند الصحافيين والنشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان، بل أمتد ليشمل مرشحي الرئاسة، وفق تقرير أصدرته مبادرة «محامون من أجل الديمقراطية»، أمس الخميس، تحت عنوان» شديد الانحسار- المسار الديمقراطي في مصر 2017». المبادرة سبق أن أطلقتها «الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان» في عام 2014، وتضم شبكة من المحامين في عدد من محافظات ومدن مصر المختلفة. وتناول التقرير حالات التنكيل بمرشحي الرئاسة، واستهداف القوى السياسية، وإقرار قوانين تؤثر على حالة الديمقراطية والحريات، وممارسة انتهاكات ضد المدافعين عن حقوق الإنسان. وحسب الشبكة «عام 2017 شهد تنكيلا منهجيا من قبل السلطات المصرية ضد كل مرشحي الرئاسة المحتملين، وهو الأمر الذي أوضح بشكل كبير وجود رغبة وإرادة من السلطات لإزاحة أي منافس محتمل للرئيس عبد الفتاح السيسي في الانتخابات التي من المقرر أن تقام في آذار / مارس عام 2018». خالد علي وطبقاً للتقرير :»في يوم الثلاثاء 23 مايو/ أيار الماضي، مثل المحامي الحقوقي والمرشح السابق لمنصب رئيس الجمهورية خالد علي للتحقيق أمام النيابة العامة على خلفية بلاغ قدمه أحد المحتسبين يتهمه فيه بخدش الحياء العام، على خلفية احتفاله بالحكم الذي حصل من محكمة القضاء الإداري الذي قضى ببطلان اتفاقية التنازل عن تيران وصنافير». وقررت «النيابة العامة احتجاز علي للعرض عليها في اليوم التالي مع تحريات الأمن وتقرير المعمل الجنائي، وفي اليوم التالي قررت إخلاء سبيله بكفالة مالية قدرها ألف جنيه مصري، مع إحالته لمحاكمة عاجلة في جلسة 29 من الشهر نفسه، وهي الخطوة التي اعتبرت أنها تستهدف قطع الطريق على خالد علي، ومنعه من الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة». وبين التقرير أن «القضية ظلت متداولة في الجلسات حتى صدر حكم في سبتمبر/ أيلول الماضي، يقضي بحبس خالد علي 3 أشهر مع كفالة مالية لحين نظر الاستئناف، وتقدم علي باستئناف على الحكم، وما زالت القضية متداولة أمام القضاء». أحمد شفيق وتبعاً للشبكة «في يوم 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 أعلن رئيس الوزراء الأسبق أحمد شفيق عن نيته الترشح في الانتخابات الرئاسية داخل جمهورية مصر العربية، خلال بيان ألقاه من دولة الإمارات، إلا أنه بعد ساعات قليلة عاد من خلال فيديو بثته قناة الجزيرة الإخبارية أكد فيه على أنه فوجئ بمنعه من السفر من قبل السلطات الإماراتية لأسباب غير معلومة، وبعد ذلك وفي مطلع شهر ديسمبر/كانون الأول 2017 قامت السلطات الإماراتية بترحيله إلى القاهرة وتم اقتياده إلى جهة غير معلومة، وهو الأمر الذي أكدته محاميته وأسرته، لكنه ظهر بعد ذلك في مداخلة هاتفية أكد فيها على أنه يتمتع بكامل حريته، وأنه غير مقيد الحرية، وأعلن من خلال المداخلة أيضا أنه لم يتخذ قرارا نهائيا بالترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة». أحمد قنصوة تقرير الشبكة تتطرق كذلك إلى العقيد أحمد عبد الغفار حسن قنصوة، الذي أعلن في «يوم 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، من خلال مقطع فيديو بثه على مواقع التواصل الاجتماعي عن ترشحه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، إلا أنه وبعد ساعات قليلة من بث المقطع، استدعي من مكتب المدعي العام للتحقيق معه أمام النيابة العسكرية، ثم نشرت تصريحات صحافية منسوبة لمحاميه أن النيابة العسكرية قررت حبسه احتياطيا لمدة 15 يوما على ذمة التحقيقات، وتم إيداعه في أحد السجون الحربية، ثم تمت إحالته لمحاكمة عاجلة، وصدر ضده حكم بالسجن لمدة 6 سنوات». محمد أنور السادات وتابع التقرير أنه «في شهر ديسمبر/ كانون الأول 2017 أرسل البرلماني السابق والمرشح المحتمل للرئاسة محمد أنور السادات، خطابا لرئيس لجنة الانتخابات قال فيه إنه يحاول منذ شهرين حجز قاعة في فندق لمدة ساعتين لعمل مؤتمر صحافي لإعلان موقف حزبه وموقفه من الترشح للرئاسة، ولكنه فضل الانسحاب بسبب رفض الفنادق استضافته بسبب تعليمات من قبل جهاز الأمن، وكان ذلك في الوقت الذي نشاهد ونتابع فيه مؤتمرات وتجمعات تابعة لحملة (علشان تبنيها..إحنا معاك) وغيرها في جميع فنادق مصر والمحافظات وبدعم من مسؤولي الدولة، على حد وصف الخطاب». وبشأن تنظيم الاحتجاجات الاجتماعية، قالت الشبكة إن «عام 2017 شهد إصرارا واضحا من السلطات المصرية علي إغلاق المناخ العام تماماً وإصرارا على منع أي تظاهرة تنظمها القوى السياسية المختلفة مهما كانت الأسباب التي دعتها لتنظيم التظاهرة، وأياً كانت القوى التي تنظمها، وكأن هناك خشية ما من ترك مساحة للعودة لميدان التحرير». وأضافت أن «عام 2017 شهد تنظيم القوى السياسية المختلفة لـ 779 تظاهرة مختلفة، على الرغم من الإجراءات التي تتخذها السلطات في مواجهة تلك الاحتجاجات والسعي الدائم الذي تصاعد لمنعها، سواء بموجب قانون التظاهر الصادر في عهد الرئيس السابق عدلي منصور، او بموجب إجراءات أمنية أخرى». وفي شأن التظاهرات، ذكر أن «عام 2017 هو ثاني أقل الأعوام التي شهدت تظاهرات من حيث عددها، بعد سنوات من الاستهداف الممنهج للتظاهرات سواء عن طريق التشريع المتمثل في قانون التظاهر أو من خلال الممارسات الأمنية، والقاء القبض على المتظاهرين وسجنهم». وأضاف أن عام «2017 شهد 779 فاعلية، فيما كان عام 2014 الذي شهد بداية حكم الرئيس السيسي هو الأكثر من حيث أعداد التظاهرات حيث شهد تنظيم 1515 فعالية مختلفة». وفي شأن الأحكام القضائية التي صدرت بحق القوى السياسية، رصد التقرير صدور 132 حكماً قضائياً بالإدانة ضد القوى السياسية المختلفة كان من بينهم 14 حكماً من القضاء العسكري ضد المدنيين، وصدور 43 حكماً بالإعدام ضد 358 مواطناً، مقارنة بـ 15 حكما ضد 85 متهما خلال عام 2016. وعن الانتهاكات ضد المدافعين عن حقوق الإنسان، قال التقرير، إن «الأمر لم يقتصر على الحبس الاحتياطي والتحقيقات والمنع من السفر، بل وصل إلى حد صدور أحكام قضائية، إضافة إلى لجوء السلطات لمنهجية حجب المواقع بشكل عام التي استهدفت بدورها، مواقع المنظمات الحقوقية». وأشار إلى «لجوء السلطات إلى فرض حالة الطوراىء في شهر مارس/ آذار 2017 عقب الاعتداءات الإرهابية الغاشمة ضد كنيستي مار مرقس في الإسكندرية، ومار جرجس في طنطا. منذ ذلك التاريخ وحتى نهاية عام 2017 تم تمديد العمل بقانون الطوارئ فترات متتالية، ولا تزال حالة الطوارئ معلنة». عام 2017 في مصر… اتساع أعمال القمع وإغلاق المناخ العام والتنكيل بمرشحي الرئاسة تقرير حقوقي يكشف عن انتهاكات ضد المدافعين عن حقوق الانسان ومنع تظاهرات سياسية  |
| عريقات يردّ على نتنياهو: لا أحد أساء للوجود المسيحي والإسلامي مثل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة Posted: 01 Mar 2018 02:21 PM PST  رام الله ـ «القدس العربي»: اتهم صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إسرائيل بـ»الإساءة» للوجود المسيحي والإسلامي، وأكد أن الصراع الحالي مع الاحتلال «ليس دينيا». ورفض في مؤتمر صحافي عقده عقب لقاء الرئيس محمود عباس مع 15 من السفراء والقناصل العرب والأجانب، في مقر الرئاسة، ادعاءات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي قال فيها إنه «لا أحد خدم الوجود المسيحي مثل إسرائيل». وقال المسؤول الفلسطيني معقبا على ذلك «لا أحد أساء للوجود المسيحي والإسلامي مثلما فعلت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة». وكان الرئيس عباس قد عقد اجتماعا مع الدبلوماسيين في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية، حملهم فيها رسالة استنكارية حول فرض الاحتلال الإسرائيلي ضرائب على ممتلكات الكنائس، وإغلاق «كنسية القيامة» احتجاجا على ذلك. وكانت الكنيسة قد فتحت الأربعاء أبوابها من جديد، بعد إغلاق دام لثلاثة أيام احتجاجا على الضرائب الإسرائيلية الجديدة، التي تهدف في خطوة لاحقة لمصادرة أملاك كنائس القدس، وجاءت عملية الفتح بعد اتخاذ نتنياهو قرارا بـ»تجميد» الضرائب وليس بإلغائها بشكل كامل. وحضر اللقاء 15 سفيرا، من الأردن، وروسيا الاتحادية، والاتحاد الأوروبي، وقبرص، واليونان، والارجنتين، والاتحاد الأفريقي، وتركيا، وتشيلي، وإيطاليا، وحملهم الرئيس عباس «رسالة خطية» لدولهم، إضافة إلى تحميل «القاصد الرسولي» رسالة لبابا الفاتيكان فرنسيس، وأنبا الأقباط تواضروس، تتعلق بما تحاول سلطات الاحتلال فرضه من ضرائب خاصة كضريبة الأملاك. وقال عريقات إن الرئيس تطرق إلى محاولات إسرائيل فرض ضريبة أملاك على الكنائس، الذي يعتبر «أمرا غير مقبول، وتحديا للشرعية الدولية والوضع القائم». وأشار إلى أن الرئيس أطلع السفراء على تقوم به إسرائيل من محاولات للاستيلاء على أراضي الكريمزان، وتشريد 58 عائلة في بيت لحم، ومصادرة آلاف الدونمات من المسيحيين في الزبابدة، وجفنا، لافتا إلى أن المسيحيين لا يتمكنون من الصلاة إلا بالحصول على تصريح. وأشار إلى قيام إسرائيل بسحب الهويات من المسيحيين لـ «تصفية الوجود المسيحي في القدس». وأوضح أن الرئيس عباس تحدث عن أهمية القدس للديانات الثلاث، وأشاد بالوصاية الأردنية على المقدسات خاصة في القدس. وقال إن الرئيس عباس أكد كذلك للقناصل أن الفلسطينيين يسعون لحل القضية «سلميا على أساس حل الدولتين على حدود 1967 وعاصمتنا القدس الشرقية». وشدد على ضرورة وقف الممارسات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، وبحق القدس والمقدسات، مؤكدا أن الرئيس تحدث عن ان «الصراع مع إسرائيل ليس صراعا دينيا». عريقات يردّ على نتنياهو: لا أحد أساء للوجود المسيحي والإسلامي مثل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة عقب استقبال الرئيس سفراء وقناصل 15 دولة عربية وأجنبية  |
| الجيش المصري يعلن مقتل ضابطين في سيناء… وأنباء عن وفاة مواطن أثناء التدافع على السلع الغذائية Posted: 01 Mar 2018 02:20 PM PST  سيناء ـ «القدس العربي»: تزامناً مع استمرار العملية الشاملة التي أطلقها الجيش المصري في سيناء منذ التاسع من شباط/ فبراير الجاري، وقعت إصابات بين مواطني العريش مركز محافظة شمال سيناء، مساء أول أمس الأربعاء، إثر التدافع بين آلاف المواطنين على السلع الغذائية التي توزع بمعرفة القوات المسلحة، فيما أعلن الجيش مقتل ضابطين وإصابة آخر وضابط صف أثناء الاشتباك مع «العناصر الإرهابية» في مناطق العمليات. وذكرت إحدى الصفحات المعنية بأخبار سيناء على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أن «أحد المواطنين لقييي مصرعه وأصيب عشرات الأشخاص جراء التزاحم والتدافع بين المواطنين الذين ينتظرون حصتهم من الأغذية». ولم تعلن المؤسسات الرسمية في مصر تأكيدا أو نفيا للخبر، ولم يتسن لـ«القدس العربي» الحصول على رد رسمي من الجهات الأمنية. وعبر أهالي سيناء عن غضبهم إثر تفاقم أزمة الغذاء في المحافظة جراء ما وصفوه بـ«حصار الأسواق وحركة التجارة»، وحصر الحصول على السلع الغذائية والأساسية بسيارات تابعة للجيش المصري، وفي أوقات معينة يوميا. وتداول ناشطون ومواطنون من سيناء صوراً ومقاطع فيديو لطوابير من آلاف السكان الذين يعيشون في سيناء، أثناء انتظار دورهم في الحصول على السلع الغذائية. وسخر الآلاف من صورة محتويات الحصة المخصصة لكل أسرة التي تشمل «كمية قليلة للغاية من الخضراوات»، لا تستحق وقوع إصابات بين المواطنين بسببها. وفي المقابل، أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية بيانها الثالث عشر، أمس الخميس، متضمنا نتائج العملية «سيناء 2018». وأوضح البيان أن «العمليات أسفرت عن تدمير9 أهداف خاصة بالعناصر الإرهابية من قبل القوات الجوية، بعد توافر معلومات تفيد استخدامها في إيواء هذه العناصر، وكذلك تدمير سيارتين مفخختين كانتا مجهزتين لاستهداف القوات في مناطق العمليات، بحسب البيان، الذي أعلن كذلك القضاء على 13 فردا من العناصر التكفيرية المسلحة خلال تبادل لإطلاق النيران مع القوات في مناطق المداهمات في سيناء، وضبط بحوزتهم عدد من الأسلحة والذخائر وأجهزة اتصال بالقمر الصناعي». وأكد «اكتشاف وتدمير 100 ملجأ ومخزن، من بينها عدد من الحفر والخنادق المجهزة هندسيا بالمدقات والمناطق الجبلية، وعثر بداخلها على كميات من الذخائر ونظارات ميدانية وتليسكوب وملابس عسكرية مشابهة لزى القوات المسلحة، وكميات كبيرة من الوقود وقطع غيار السيارات والدراجات النارية ومواد الإعاشة خاصة بالعناصر الإرهابية». وكشف عن «قيام عناصر المهندسين العسكريين بتفجير 10 عبوات ناسفة تمت زراعتها لاستهداف القوات على محاور التحرك المختلفة». اعتقالات وحسب البيان « ألقي القبض على 86 فردا من العناصر الإرهابية شديدة الخطورة والمطلوبين جنائياً والمشتبه بهم، وجار اتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم». كما «تم ضبط وتدمير والتحفظ على 9 سيارات و18 دراجة نارية لا تحمل لوحات معدنية تعريفية، علاوة على اكتشاف وتدمير 6 مزارع لنباتي البانغو والخشخاش المخدرين، وضبط أكثر من 5 آلاف كيلو غرام من المواد المخدرة المُعدة للتداول». وكذلك «في إطار الجهود المكثفة التي تبذلها قوات حرس الحدود بالتعاون مع الأفرع الرئيسية لتأمين الحدود على كافة الاتجاهات الاستراتيجية، تم ضبط 11 سيارة من دون لوحات معدنية تحمل كميات من البضائع المهربة غير خالصة الرسوم الجمركية، وهاتفين متصلين بالقمر الصناعي، وتدمير سيارة دفع رباعي ودراجة نارية ومخزن جبلي يحتوي على 15 ألف عبوة سجائر مهربة». وأشار البيان إلى اعتقال «تشكيل من العناصر الإجرامية بحوزتهم سيارتان من دون لوحات تعريفية وعدد من أجهزة الكشف عن المعادن خلال محاولة للتنقيب عن خام الذهب في الاتجاه الجنوبي، إضافة إلى القبض على 42 متسللا من جنسيات مختلفة خلال محاولة للهجرة غير الشرعية». تأمين الأهداف الحيوية وأشار إلى أن «تشكيلات القوات البحرية تقوم بتأمين وحماية المصالح الاقتصادية والأهداف الحيوية في البحرين المتوسط والأحمر، وفرض السيطرة الكاملة على امتداد الساحل بمحاذاة مناطق العمليات لقطع خطوط الإمداد والإخلاء للعناصر الإرهابية». كما «استمرت المجموعات القتالية المشتركة من التشكيلات التعبوية والشرطة في تأمين وحماية الممتلكات العامة والخاصة وتنظيم 602 كمين ودورية أمنية على الطرق والمحاور الرئيسية وتمشيط مناطق الظهير الصحراوي في محافظات الجمهورية، إضافة إلى تأمين الاتجاهين الاستراتيجيين الغربى والجنوبي»، وفق بيان الجيش. الجيش المصري يعلن مقتل ضابطين في سيناء… وأنباء عن وفاة مواطن أثناء التدافع على السلع الغذائية  |
| السلطة الفلسطينية دعت البرازيل لتكون طرفا لرعاية المفاوضات Posted: 01 Mar 2018 02:20 PM PST  رام الله ـ «القدس العربي»: جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس مطالبته بضرورة تشكيل آلية دولية متعددة الأطراف، تنبثق عن مؤتمر دولي للسلام، تعمل على إحياء العملية السياسية وفق قرارات الشرعية الدولية، من أجل تحقيق «السلام العادل والشامل» في المنطقة، في الوقت الذي دعت فيه الخارجية الفلسطينية البرازيل لأن تكون أحد الأطراف الأساسية في «الرعاية المتعددة» للمفاوضات. وأكد الرئيس خلال استقباله وزير الخارجية البرازيلي، ألويسيو نونيز،على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967. وأشاد بمواقف البرازيل الداعمة للشعب الفلسطيني في مختلف المحافل الدولية، مؤكدا حرص فلسطين على تعزيز العلاقات الثنائية المميزة. وأكد الوزير البرازيلي على دعم بلاده للعملية السياسية القائمة على مبدأ حل الدولتين، لإقامة الدولة الفلسطينية. وشدد على أن البرازيل ستستمر في تقديم الدعم للشعب الفلسطيني في مختلف المجالات، وتبادل الخبرات «من أجل تقوية العلاقات الثنائية بين الشعبين والبلدين». وفي مؤتمر صحافي عقد قبل لقاء الرئيس الفلسطيني بالوزير البرازيلي، دعا وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، نظيره البرازيلي لأن تكون بلاده دولة أساسية في «الرعاية المتعددة الأطراف» للمفاوضات وعملية السلام في الشرق الأوسط. جاء ذلك بعدما ناقش الوزيران العلاقات الثنائية بين البلدين ومستقبل عملية السلام المتعثرة، والسبيل الأفضل التي يمكن سلوكها لاستئناف المفاوضات، بغية الوصول لحل الدولتين، كما جرى تبادل وجهات النظر حول عملية السلام وآخر التطورات على الساحة الفلسطينية والدولية ذات العلاقة، خاصة بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل. وأكد الوزير البرازيلي جاهزية بلاده للمشاركة في أي جهد دولي يقود إلى حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، الذي قال إنه «طال أمده»، مشدداً على ضرورة التقيد بقواعد القانون الدولي والالتزام به. وبيّن أن بلاده تعترف بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، لافتا إلى أن هذا الأمر ينسجم مع قرارات الشرعية الدولية. وطالب في ذات الوقت بدعم موازنة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» لسد الفراغ الذي تركه القرار الأمريكي حول تخفيض مساهماتها في الدعم. السلطة الفلسطينية دعت البرازيل لتكون طرفا لرعاية المفاوضات  |
| وفد عسكري وبرلماني فرنسي يبحث تطوير التعاون مع قطر Posted: 01 Mar 2018 02:19 PM PST  الدوحة ـ «القدس العربي»: اجتمع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري الدكتور خالد بن محمد العطية، أمس الخميس مع الفريق برنار كوريج فوستو قائد مركز الدراسات العليا للدفاع الوطني الفرنسي وعدد من البرلمانيين الفرنسيين. وقالت وكالة الأنباء القطرية إنه «جرى خلال الاجتماع مناقشة المواضيع ذات الاهتمام المشترك بين دولة قطر والجمهورية الفرنسية». كما زار الفريق برنار كوريج فوستو قائد مركز الدراسات العليا للدفاع الوطني الفرنسي والوفد المرافق له، مركز المشبهات التابع لمعهد العمليات والتدريب للقوات البرية الأميرية القطرية. وكان في استقبال الوفد الفرنسي اللواء الركن محمد بن علي الغانم قائد القوات البرية الأميرية القطرية، واللواء الركن محمد راشد الهاجري نائب قائد القوات البرية الأميرية، ومجموعة من ضباط القوات البرية. وخلال الزيارة، قام الفريق فوستو والوفد المرافق له، بجولة تعريفية لمركز المشبهات وأهم الأقسام التي يحتويها، حيث اطلع على أحدث المعدات الحربية التي تمتلكها القوات البرية الأميرية القطرية. وقال الفريق برنار كوريج فوستو قائد مركز الدراسات العليا للدفاع الوطني الفرنسي، «نحن سعداء بهذه الزيارة وهذه الدعوة من أصدقائنا القطريين، ولنا الشرف باستقبال الضباط القطريين في كليات فرنسا بجميع المراحل»، مبديا إعجابه بما لمسه خلال الزيارة من الجاهزية المحترفة التي تمتلكها القوات البرية الأميرية القطرية. وفي تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، زار نائب رئيس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري خالد العطية باريس في زيارة رسمية، اجتمع خلالها مع نظيرته فلورانس بارلي وزيرة الجيوش الفرنسية، وبحثا العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات الدفاعية والعسكرية وسبل تعريزها وتطويرها، بالإضافة إلى الوقوف على آخر ما تم التوصل إليه فيما يتعلق بمشاريع القوات المسلحة القطرية. وفد عسكري وبرلماني فرنسي يبحث تطوير التعاون مع قطر قائد مركز الدراسات العليا للدفاع في باريس يثني على جاهزية القوات الأميرية إسماعيل طلاي  |
| موريتانيا وتركيا تفتحان الأبواب أمام تعاون موسع في عدة مجالات Posted: 01 Mar 2018 02:19 PM PST  نواكشوط –« القدس العربي»: لم تستمر زيارة أردوغان لنواكشوط التي هي أول زيارة لرئيس تركي لموريتانيا، سوى ساعات قليلة، لكنها تمخضت عن إعلان لإرادة سياسية قوية بتعزيز الشراكة في مجالات الاستثمار وفي مجال الشراكة الاقتصادية والمساعدة الفنية. وأدرج البيان المشترك الذي صدر فجر أمس، زيارة الرئيس أردوغان ضمن «تعزيز روابط الصداقة والتعاون بين الجمهورية الإسلامية الموريتانية والجمهورية التركية، تلك الروابط التي، أكد البيان، أنها تستمد قوتها من التاريخ المشترك والتي تطورت خلال السنوات الأخيرة بعد زيارة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز لتركيا عام 2010 التي أعطت دينامية جديدة للعلاقات الثنائية، ومكنت من تحديد أولويات الشراكة الموريتانية التركية، خصوصا في مجالات الاستثمار والمساعدة الفنية والمبادلات الاقتصادية». «وعبر الرئيسان، وفقا للبيان المشترك، عن ارتياحهما لمستوى التطور في العلاقات بين البلدين الذي تجسد في توقيع العديد من الاتفاقات في مختلف المجالات، وفي إرساء آلية للتشاور الدبلوماسي المنتظم، وفي مستوى تبادل الزيارات». كما عبرا عن «إرادتهما في تعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين عبر آليات التحفيز في الاستثمار وفي مجالات الزراعة والبنى التحتية والسياحة والطاقات المتجددة والمعادن والمحروقات وسياسة الهجرة والتجارة.» وفي هذا السياق قرر الرئيسان إنشاء لجنة مشتركة تكلف بمتابعة تنفيذ الاتفاقات الموقعة بين البلدين. وعبر الرئيسان «عن ارتياحهما لتنظيم المنتدى الاقتصادي الثنائي الموريتاني التركي المنظم في نواكشوط وقررا اتخاذ الإجراءات الملائمة لتحفيز القطاعين الخصوصيين والعموميين الوطنيين من أجل ترقية شراكة تخدم مصالح الطرفين بهدف استغلال الإمكانات الاقتصادية الهامة في البلدين». ووقع الجانبان الموريتاني والتركي خلال هذه الزيارة مجموعة من اتفاقيات ومذكرات التعاون في عدة مجالات، بينها اتفاقية حماية وتعزيز الاستثمارات بين حكومة الجمهورية الإسلامية الموريتانية والحكومة التركية، ومذكرة تفاهم في مجال الهيدروكربون والمعادن، واتفاقية للتعاون في مجال الصيد والاقتصاد البحري. ووقعت الحكومتان التركية والموريتانية كذلك اتفاقية في مجال السياحة، كما وقعتا مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الزراعة، ومذكرة تفاهم أخرى للتعاون الثنائي في مجال إقامة ونشاط الجاليات. وشهدت زيارة الرئيس التركي لموريتانيا كذلك توقيع اتفاقية وقف المعارف التركية بين حكومة الجمهورية الإسلامية الموريتانية وحكومة الجمهورية التركية، كما تم التوقيع على بروتوكول للتعاون في مجال منح الدراسة المخصصة لطلاب التعليم العالي بين الحكومتين الموريتانية والتركية. وخصص للرئيس التركي استقبال شعبي ورسمي كبير شارك فيه بشكل موسع مناضلو ومناضلات وأنصار حزب التجمع الوطني للإصلاح المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين. وعبأ حزب التجمع على صفحات التواصل مناضليه لاستقبال الرئيس التركي. موريتانيا وتركيا تفتحان الأبواب أمام تعاون موسع في عدة مجالات عبد الله مولود  |
| مسؤول في فتح لـ «القدس العربي»: نجاح جهود القاهرة لإنهاء الانقسام مرتبط بتنفيذ حماس اتفاق 12اكتوبر Posted: 01 Mar 2018 02:18 PM PST  غزة ـ «القدس العربي»: أكد الدكتور فايز أبو عيطة، نائب أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح لـ «القدس العربي»، أن نجاح الجهود المصرية مرتبط بتنفيذ حماس لبنود الاتفاق الموقع يوم 12 اكتوبر/ تشرين الأول الماضي، في الوقت الذي بحث فيه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، مع الوفد الأمني المصري الموجود في غزة، للإشراف على تطبيق إنهاء الانقسام، تطورات المباحثات التي جرت خلال الأيام الماضية. وأكد أبو عيطة أن نجاح مهمة الوفد الأمني المصري الموجود في غزة «مرتبط باستجابة حركة حماس للجهود المصرية، وتمكين حكومة التوافق من عملها كاملا في غزة، وتطبيق اتفاق اكتوبر الماضي». واعترف بوجود بعض العقبات التي تعترض طريق اتمام المصالحة، لكنه في الوقت ذاته أشار إلى أن وجود الوفد الأمني المصري في القطاع «يعطي أملا في إمكانية التقدم في ملف المصالحة». وأشار أبو عيطة، وهو من أعضاء وفد حركة فتح المشارك في حوارات المصالحة، إلى وجود قرار لدى حركته يقضي بإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني، وتعزيز الوحدة الوطنية. وينص اتفاق 12 اكتوبر على تواريخ محددة لإنهاء المرحلة الأولى التي تشمل «تمكين « الحكومة، غير أنه بسبب استمرار الخلاف، جرى تجاوز هذه التواريخ. وفي السياق التقى هنية بعد يوم من عودته من مصر في مكتبه في مدينة غزة، بوفد القاهرة الأمني برئاسة اللواء سامح نبيل، وعضوية القنصل العام المصري خالد سامي، والعميد عبد الهادي فرج. وركز اللقاء على بحث آليات تحقيق المصالحة الفلسطينية، خاصة وأن الوفد قدم من أجل إنجاز مرحلة المصالحة الأولى المتمثلة في «تمكين» حكومة التوافق، والوصول إلى حل لمشكلة موظفي غزة الذين عينتهم حركة حماس بعد سيطرتها على القطاع عام 2017 . وقدم مسؤول الوفد المصري شرحاً عن جهوده الرامية لإتمام المصالحة، مؤكدا أنهم يبذلون أقصى الجهود لإنهاء الانقسام الفلسطيني، مؤكدا كذلك أن مصر تولي اهتماماً بالغاً بالقضية الفلسطينية، وأنها مصرة على تجاوز كل العقبات والانتصار على كل التحديات حتى الوصول للمصالحة. وضم وفد حماس الذي التقى الوفد المصري إلى جانب هنية، خليل الحية وفتحي حماد، عضوي المكتب السياسي، والقيادي في الحركة إسماعيل رضوان. وكان هنية قد عاد عصر أول من أمس الأربعاء من القاهرة، التي مكث فيها نحو ثلاثة أسابيع، وقالت حماس إن الزيارة كانت «ناجحة»، وإنه شارك فيها عدد من قادة حماس في الخارج، وشملت لقاءات بالمسؤولين المصريين. وأوضحت أن الزيارة شملت مناقشة التطورات السياسية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، والأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، وملف المصالحة، وكذلك العلاقة الثنائية على المستوى السياسي والأمني. وكانت مصر قد وافقت خلال زيارة هنية على رأس وفد حماس، على إدخال عشرات الشاحنات المحملة بالوقود ومواد البناء والسلع الى غزة للتخفيف من حدة الأزمة بناء على وعد رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل. من جهتها أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، عن سلسلة فعاليات جماهيرية ستبدأ بتنفيذها في مارس/ آذار الحالي، في مناطق متفرقة من قطاع غزة، لمواجهة ما اسمتها «مشاريع التصفية» التي تستهدف القضية الفلسطينية، ومن أجل إنجاز وتحقيق المصالحة والحقوق المدنية والحياتية، وتصويب أوضاع النظام السياسي ومؤسساته التي انقسمت على ذاتها. وقالت في بيان لها إن تلك الملفات «أذاقت أبناء شعبنا خاصة الشباب مرارة اليأس والبطالة والحصار والتجويع». ودعت الجماهير الفلسطينية لإعلاء صوتها في هذه التحركات الجماهيرية «من أجل إيصال صوت الجماهير الهادر في القطاع والدفاع عن حقوق العامل والمزارع والشاب والخريج والمرأة والمرضى والأطفال والفقراء والموظفين وكل متضرر من هذا الواقع». يشار إلى أن الانقسام الفلسطيني إضافة إلى الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، أدى إلى تدهور مجمل الأوضاع الاقتصادية والإنسانية. مسؤول في فتح لـ «القدس العربي»: نجاح جهود القاهرة لإنهاء الانقسام مرتبط بتنفيذ حماس اتفاق 12اكتوبر أشرف الهور:  |
| والد قائد حراك الريف المغربي يطالب البرلمان الأوروبي بإيفاد لجنة لتقصي أوضاع المعتقلين Posted: 01 Mar 2018 02:18 PM PST  الرباط – «القدس العربي»: دعا أحمد الزفزافي، والد ناصر الزفزافي، قائد حَراك الريف، البرلمان الأوروبي إلى إيفاد لجنة خاصّة إلى المغرب، من أجل زيارة الريف، وزيارة معتقلي الحراك في مختلف السجون المغربية. وقال في اجتماع في مقرّ البرلمان الأوروبي في العاصمة البلجيكية، بروكسل، خُصّص لمناقشة حراك الريف «نطالب البرلمان الأوروبي بإيفاد لجنة لزيارة المعتقلين للوقوف على حالهم، وزيارة الحسيمة لاستجلاء الحقائق كما هي على أرض الواقع». واكد الزفزافي (الاب) أنَّ الدعوة التي وجهها إلى البرلمان الأوروبي بإيفاد لجنة إلى الريف «ليست من باب لَيِّ ذراع جهة ما، بل للتدخل من باب الإنسانية لنحظى بالأمن والأمان في الريف، والتعامل مع أبنائها بالمسؤولية اللازمة» و»نريد من البرلمان الأوروبي إيجاد حل لمعضلة الريف». وقال موقع هسبرس ان أحمد الزفزافي شبه منطقة الريف بعد القمع الذي وُوجهتْ به الاحتجاجات التي خاضها سكانها طيلة السنة الماضية بالعاصمة التشيلية سنتياغو، في عهد الجنرال بينوشي، وقال إنّ معتقلي الحَراك وعائلاتهم «يتعرضون لانتقام شديد». وناشدت هدى السكاكي زوجة المعتقل الحبيب الحنودي والناشطة من الريف أعضاء البرلمان الأوروبي «أن يفعّل الاتحاد الاوروبي أوَّل بند في الاتفاق الذي يجمعه بالمغرب، وهو احترام حقوق الإنسان؛ وذلك بدفعه إلى احترام حقوق الإنسان على أرضه». ودعا عبد الصادق البوشتاوي، أحد أعضاء هيئة دفاع معتقلي الريف، الاتحاد الأوروبي إلى «إدراج قضية الريف ضمن العلاقات المغربية الأوروبية»، منتقدا «صمت الاتحاد وعدم تطرقه إلى هذا الموضوع». وخرج مئات المتظاهرين من الجالية المغربية المقيمة بأروبا، قبيل بدء الندوة، في وقفة احتجاجية قرب مقر الإتحاد الأروبي في بروكسل، تطالب بإطلاق سراح المعتقلين على خلفية "الحراك الشعبي" الذي عرفته منطقة الريف رافعين صور المعتقلين ولافتات تطالب بالتعجيل الفوري بإطلاق النشطاء المعتقلين على خلفية الحراك الشعبي، ومستنكرين في الوقت نفسه الإعتقالات التي طالت النشطاء ومحامي الحراك وشارك الوقفة الإحتجاجية شخصيات حقوقية وفعاليات من ألمانيا وهولاندا وإسبانيا وفرنسا. والد قائد حراك الريف المغربي يطالب البرلمان الأوروبي بإيفاد لجنة لتقصي أوضاع المعتقلين  |
| القتال في جبهة سيناء المصرية يطال جنوب غزة Posted: 01 Mar 2018 02:17 PM PST  غزة – «القدس العربي»: لم تسلم مدينة رفح الفلسطينية الواقعة على الحدود مع مصر، من نيران المعارك الدائرة على الجهة المقابلة من الحدود، حيث يقوم الجيش المصري بحملة عسكرية كبيرة منذ أسابيع ضد التنظيمات الإرهابية. وجراء القتال الدائر في مناطق سيناء، خاصة تلك المناطق القريبة من حدود قطاع غزة الجنوبية، اجتازت يوم أمس قذيفتين منطقة السياج والجدار الفاصل، وسقطت أحدهما على منزل فلسطيني، وأحدثت إصابات وخرابا ماديا، فيما سقطت الثانية قرب نقطة عسكرية. وقالت مصادر من مدينة رفح أن مواطنا أصيب بجراح طفيفة جراء سقوط أحد القذائف على منزله. لكن القذيفة أحدثت خرابا ودمارا في المنزل الذي يقع هذا المنزل في منطقة قريبة من الحدود، بعد أن اخترقت واجهته وداخلت إلى أحد الغرف. وسقطت القذيفة الثانية على مقربة من نقطة أمنية فلسطينية، على الحدود الفاصلة مع مصر، لكنها لم تسفر عن وقوع إصابات. وفي أوقات سابقة سقطت قذائف مماثلة داخل حدود غزة، فيما أصابت طلقات نارية مصدرها الجانب المصري منازل فلسطينية، وأصابت أحدها فتاة قبل أشهر بجراح خطرة. يشار إلى أن الجيش المصري شرع في حملة عسكرية واسعة منذ أسابيع، تستهدف العناصر المتطرفة في منطقة شبة جزيرة سيناء. القتال في جبهة سيناء المصرية يطال جنوب غزة  |
| هيئة «الحقيقة والكرامة» تكشف عن تهديدات تلقاها صهر بن علي في السجن Posted: 01 Mar 2018 02:17 PM PST  تونس – «القدس العربي»: دعت هيئة الحقيقة من الكرامة حماية صهر الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، مشيرة إلى أن حياته في السجن باتت في خطر. وقال خالد الكريشي رئيس لجنة التحكيم والمصالحة في الهيئة إن حياة عماد الطرابلسي (صهر بن علي) في خطر داخل السجن، وأضاف «تدخلنا لحماية حياته بعد تصريحاته وشهادته حول الفساد في الديوانة (الجمارك) زمن بن علي»، مشيرا إلى أن الطرابلسي كشف للهيئة عن تعرضه لمتاعب نفسية وضغوط داخل السجن من أطراف لم يحددها، وقا إن الهيئة أبلغت وزارة العدل كي تؤمن له الحماية. وكان أكد خلال جلسة استماع أمام هيئة الحقيقة والكرامة (تم بثها العام الماضي) أن منظومة الفساد التي كانت سائدة خلال حكم بن علي مازلت تعمل حتى الآن بالطريقة نفسها، مشيرًا إلى أن المنظومة يشرف عليها رجال أعمال معروفون «ويتم تمريرهم إلى اليوم في القنوات التلفزية وينشطون في كرة القدم». كما أورد بعض الأمثلة عن الفساد تتعلق بقيام مؤسسات اقتصادية كبرى «كانت ومازالت تورّد المكيفات والمصاعد دون التصريح بذلك للديوانة (الجمارك)»، مشيراً إلى أن «الفساد والمحسوبية في الديوانة مكنا هذه الشركات الكبرى من فتح مخازن لا تخضع للرقابة، كما أن رجال الأعمال فتحوا مخازن ببطاقات تعريف (هويات شخصية) لأشخاص ميتين حتى يتهربوا من أداء معاليم الجباية والديوانة». هيئة «الحقيقة والكرامة» تكشف عن تهديدات تلقاها صهر بن علي في السجن  |
| أردوغان: للقدس مكانة خاصة وقرار ترامب المتعلق بها لا يلزمنا Posted: 01 Mar 2018 02:16 PM PST  نواكشوط-«القدس العربي»: أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان «أن مدينة القدس تكتسي أهمية خاصة بالنسبة إلى المسلمين، كما أن لها أهمية خاصة بالنسبة للعالم المسيحي، ولذا فإعلان الولايات المتحدة أن القدس عاصمة لإسرائيل لا يلزم المسلمين». وأضاف في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الموريتاني ختمت به أمس زيارته لموريتانيا «نحن نود أن نسير جنبا إلى جنب مع أفريقيا في خضم تأسيس نظام عالمي جديد، وكانت الخطوة التي قمنا بها بصفتنا رئيس الدورة الأخيرة لقمة التعاون الإسلامي، هي عقد قمة حول القدس في 13 كانون الأول / ديسمبر الماضي، وكانت هذه الخطوة الأولى في هذا الاتجاه، وكما تعلمون فإن مدينة القدس تكتسي أهمية خاصة بالنسبة إلينا كما أن لها أهمية بالنسبة للعالم المسيحي، ولذا فإعلان الولايات المتحدة أن القدس عاصمة لإسرائيل لا يلزمنا». وقال «سنؤسس مع موريتانيا وحدة تقوم على أساس الربح المتبادل كما أننا نشجع القطاع الاستثماري الخاص في تركيا من أجل الاستثمار في موريتانيا، ونحن نعلم أهمية التعاون بين البلدين خصوصا في مجال الصيد البحري حيث تعمل أكثر من 40 سفينة صيد تركية في مجال الصيد البحري في موريتانيا كما نعلم أن لموريتانيا طاقات كبيرة في مجال التعدين ونحن في تركيا لدينا تجارب مهمة في هذا المجال.» «نحن نود، يضيف الرئيس أردوغان، أن نسخر كافة هذه التجارب في خدمة إخوتنا الموريتانيين وسنعقد الاجتماع الأول للجنة الاقتصادية المشتركة خلال المرحلة القادمة، وقمنا اليوم بإبرام العديد من الاتفاقيات والبروتوكولات بين البلدين في مجالات الزراعة والسياحة والتعليم وغيرها، ولا شك أن هذه الاتفاقيات من شأنها أن تعطي دفعا جديدا لعلاقاتنا الثنائية». «ومما يبرز حيوية علاقاتنا، يضيف الرئيس أردوغان، الرحلات المتكررة للخطوط التركية إلى نواكشوط ونحن سعداء جدا لاستقبال إخوتنا الموريتانيين في تركيا كما أننا نود خاصة أن نتقاسم تجاربنا في مجال الصناعات الدفاعية مع إخوتنا في موريتانيا وتعلمون أن تركيا قد حققت تقدما كبيرا في هذا المجال.» وأكد الرئيس أردوغان «أن تركيا من أكثر الدول التي تفهم المخاطر التي تواجهها دول الساحل الخمس جراء الإرهاب، وقد تعهدنا خلال اجتماع بروكسيل الأخير، بتقديم خمسة ملايين دولار لدعم القوة المشتركة لمجموعة الخمس في الساحل التي بادر السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز، بتأسيسها.» وأكد الرئيس التركي «أن حكومته قدمت فرص تعليم لـ 135 من الطلاب الموريتانيين من خلال منح دراسية، كما أن عديد المنظمات الأهلية مثل الأوقاف والجمعيات والمؤسسات المتطوعة تحتضن عددا من الطلاب الموريتانيين.» وأكد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في المؤتمر الصحافي المشترك مع الرئيس التركي «ارتياحه للنتائج الإيجابية التي تمخضت عنها زيارة لموريتانيا». أردوغان: للقدس مكانة خاصة وقرار ترامب المتعلق بها لا يلزمنا  |
| واشنطن تسعى لتحديد أولوياتها في سوريا مع استمرار آلات القتل وحصار الغوطة Posted: 01 Mar 2018 02:16 PM PST  واشنطن – «القدس العربي» : الأسابيع القليلة الماضية كانت مميتة بالنسبة إلى المدنيين في سوريا حيث تواصل قوات النظام المدعومة من روسيا تخريب منطقة الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها الجماعات المعارضة، وفشل وقف إطلاق النار الذي أمر به الرئيس الروسي فلادميير بوتين لمدة خمس ساعات كما فشلت مشاريع قرارات اطلاق النار التي أمر بها مجلس الأمن الدولي طوال الشهر الماضي. ووضع الروس طريقاً لمساعدة المدنيين على الفرار من الغوطة الشرقية بمساعدة من القوات الموالية للنظام ولكن لم يتمكن عدد مقبول من السكان المحاصرين الذين يتجاوز عددهم 400 ألف من المغادرة بعد حيث لا تظهر في صور نقاط التفتيش الحكومية أي علامات على عبور المدنيين في حين قالت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة إنه لم يتم تشكيل الممرات للسماح بمرور المساعدات او السماح للسكان باجلاء المنطقة المحاصرة. الولايات المتحدة بدورها لم تتحرك امام هذا المشهد القاتم بطريقة تليق بحجمها الدولي او بطريقة تستجيب لمصالحها المستقبلية او مزاعمها في الدفاع عن حقوق الانسان واقتصر دورها حتى الان على مواكبة المساعي الدولية للتقليل إلى حد أدنى من وفيات المدنيين التي تتصاعد في وتيرة مرعبة منذ بداية النزاع منذ ما يقارب السبع سنوات. السياسة الأمريكية تبدو مضطربة ومشوشة في سوريا، وأحياناً غير مفهومة وهي تثير تساؤلات أكثر من الحصول على إجابات، وقد تحدثت مارا كارلين، الاستاذة المساعدة في مدرسة الدراسات الدولية الاستراتيجية في جامعة جونز هوبكنز والمساعدة السابقة لوزير الدفاع لشؤون الاستراتيجية وتطوير القوة في شهادتها أمام اللجنة الفرعية للشؤون الخارجية عن هذا الأمر بوضوح. وطرحت كارلين اسئلة ملحة أمام الكونغرس وادارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الموضوع السوري، وهي أسئلة هامة يريد الكثير من الباحثين والسياسين والعسكرين الحصول على أجوبة عليها لتوضيح الرؤية الأمريكية في النزاع السوري، ومنها ان المسؤولين الأمريكيين وكبار الضباط في الجيش يواصلون وصف مهمة الجيش الأمريكي في سوريا بأنها تواجد يركز على تحقيق الاستقرار، وهي مصطلحات غامضة بشكل خطير، هل التركيز ينحصر في قتال تنظيم «الدولة الإسلامية»؟ وهل ستلاحق القوات الأمريكية التنظيمات الاخرى مثل القاعدة إلى محافظة ادلب؟ والى أي مدى ستحاول واشنطن دفع إيران خارج سوريا؟ هل ستواصل الولايات المتحدة دعم المحاولات لمحاربة الاسد؟ وماذا عن الروس؟ هناك حاجة إلى التوضيح ومدى الرغبة في الاستعداد للقتال. ولفهم الاستراتيجية الأمريكية في سوريا، اشار نيكلوس هيراس من مركز الأمن الأمريكي الجديد إلى خطاب وزير الخارجية ريكس تيلرسون في جامعة ستانفورد الذي ركز على استقرار سوريا وتغيير النظام وتخفيض دور إيران في سوريا كاهداف رئيسية للولايات المتحدة في سوريا، ووفقاً لتحليل هيراس فإن كل الخطابات تعني ان فريق ترامب لا يثق في الاسد او روسيا او ايران، وما فعله تيلرسون هو ربط الوجود الأمريكي بحضور الاسد، وهذا يعني طالما ان الاسد في السلطة فالقوات الأمريكية ستبقى هناك، وهذا يعني، ايضاً، ان القوات الأمريكية ستسيطر إلى أجل غير معلوم على الأراضي التي استعادتها من التنظيم. وقال هاريس ان ما تريده الولايات المتحدة في سوريا «أمر مهم للغاية» في لعبة عالية المخاطر وعالية في المكافآت في حين تلعب روسيا وإيران وتركيا ادواراً عسكرية كبيرة في البلاد، واشار هاريس إلى ان منطقة النفوذ الأمريكي في سوريا تتجاوز ثلث مساحة البلاد، وهي منطقة تضم معظم المنشآت النفطية وأفضل الأراضي الزراعية، واستنتج هاريس ان الولايات المتحدة يمكن ان تتوصل إلى اتفاق مع الروس بشأن الاسد وسط تغييرات في العلاقة بين النظام والحلفاء فالرئيس الروسي بوتين في النهاية لا يستطيع تحمل الاعباء المالية والدموع الناتجة عن ارتطام الطائرات الروسية في الارض وليس لديه ما يكفي من الرجال للتعامل مع موجات القتل، وفي اتجاه آخر حسابات ترامب تؤكد ان الميليشيات الشيعية عبارة عن نمر من ورق وان قدرات قوات الاسد محدودة، ولكن هذه الاستنتاجات لا تعني الكثير بالنسبة إلى المدنيين في سوريا، والولايات المتحدة بعيداً عن النظريات تبدو بدون استرتيجية واضحة للخروج من البلاد. ماذا سيحدث؟ خيارات الولايات المتحدة محدودة قبل ان يفقد الاسد مكاسبه وسيتعين على واشنطن وفقاً لاقوال العديد من المحللين الأمريكين العثور على وسيلة لتخفيف النفوذ الإيراني مع اهمية خاصة للحفاظ على الأكراد السوريين كحـلفاء والحفـاظ على تـركيا كحليف في النـاتو. واشنطن تسعى لتحديد أولوياتها في سوريا مع استمرار آلات القتل وحصار الغوطة تربط وجودها العسكري هناك ببقاء الأسد رائد صالحة  |
| صعوبات جمة ستواجه تجديد اتفاقية الصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي بسبب الصحراء Posted: 01 Mar 2018 02:15 PM PST  مدريد-«القدس العربي»: أعلن المغرب والاتحاد الأوروبي نيتهما تجديد اتفاقية الصيد البحري التي ستنتهي في نهاية آب / أغسطس المقبل والتي اعتبرها حكم قضائي أوروبي مسبقا غير قانونية لضمها مياه الصحراء الغربية. وستكون المفاوضات صعبة للغاية ويوجد تيار وسط المفوضية الأوروبية يريد إنهاء الاتفاقية تفاديا للمشاكل السياسية مع شريك هام مثل المغرب. وقررت المحكمة الأوروبية الثلاثاء الماضي اعتبار اتفاقية الصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي قانونية في حدود تطبيقها في مياه المغرب المسجلة قانونيا لدى الأمم المتحدة وضرورة استثناء مياه الصحراء الغربية التي يستمر حولها جدل كبير. وستنتهي الاتفاقية في نهاية أغسطس/آب المقبل، ومعها سيتم إستئناف المفاوضات بشأن تجديد الاتفاقية. وتشير كل المعطيات الى استحالة تجديدها على الأقل في صيغتها الحالية بعد صدور حكم المحكمة الأوروبية بعدم قانونيتها فيما يخص مياه الصحراء الغربية. وكانت هذه الاتفاقية متقدمة مقارنة مع مثيلاتها السابقة لأنها ميزت مياه الصحراء نسبيا عن باقي مياه المغرب من خلال سماح الرباط لمبعوثي الاتحاد الأوروبي الإشراف على كيفية توزيع جزء من التعويض المالي على ساكنة الاقليم المتنازع عليه بينه وبين جبهة البوليساريو. وكشت مصادر تابعة للمفوضية الأوروبية لجريدة «القدس العربي» أن «الاتفاقية من الناحية الاقتصادية ليست بالشيء الكثير، فهي هامشية في التعامل المالي بين المغرب والاتحاد الأوروبي، وقد تحولت الى مصدر قلق سياسي لنا وللمغرب بسبب الحملة التي يشنها البوليساريو»، ويضيف المصدر «ستكون صعوبات حقيقية بشأن تجديدها، وسيتطلب الأمر تنازلات قوية من الطرفين، وهذا ليس مضمون». وكان قد جرى تجديد الاتفاقية خلال 2013 بعدما قبل المغرب ببعض الشروط، وجاء التجديد بعدما كان البرلمان الأوروبي قد ألغى الاتفاقية بسبب مياه الصحراء، وصوت البرلمان نفسه خلال أكتوبر/ تشرين أول 2013 بمصادقة 310 من النواب ومعارضة 204 وتحفظ 49. ومن الصعوبات التي سيواجهها المغرب هو برلمان أوروبي جديد مختلف عن برلمان 2013 فيه أحزاب يسارية ويمينية قومية تعارض الاتفاقية، كما يتواجد فيه أنصار البوليساريو بقوة. وسيتسلح هذه المرة أنصار البولساريو بقرار المحكمة الأوروبية لمعارضة تجديد الاتفاقية. في الوقت ذاته، توجد عدد من الدول التي تتحفظ على تجديد اتفاقية الصيد البحري مثل الدنمرك والسويد وهولندا. وعلاوة على كل هذا، بعدما حققت تقدما قانونيا بإبطال قانونية اتفاقية الصيد البحري، تعتزم البولساريو ملاحقة المفوضية الأوروبية مطالبة إياها بالتعويض عن استغلال هذه الثروة السمكية من جهة، ومن جهة أخرى تقديم نفسها كمحاور فيما يخص مياه الصحراء. و بدأ تيار وسط المفوضية الأوروبية يحبذ إغلاق ملف الصيد البحري مع المغرب لأنه هامشي ويقتصر فقط على 117 سفينة صيد بينما أسطول الاتحاد الأوروبي يتجاوز 80 ألف سفينة. وكان المغرب قد قرر سنة 2001 عدم تجديد الاتفاقية، لكنه عاد سنة 2006 ووقع على اتفاقية جديدة بطلب منه. ويرى هذا التيار أن مجال التعاون مع المغرب اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وأمنيا أهم بكثير من اتفاقية محدودة التأثير المالي ولكنها مصدر توتر دبلوماسي. صعوبات جمة ستواجه تجديد اتفاقية الصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي بسبب الصحراء حسين مجدوبي  |
| هزّان القفة أو قفة التملّق Posted: 01 Mar 2018 02:14 PM PST  قبل أنْ أبدأ حديثي عن المثل ـ إنْ صح ذلك ـ من وجهة نظر عرفانية أرى من الضروري أن أهيئ القارئ حتى يدخل المقال وهو على دراية ببعض ما سيُكتب، أقول هذا لأنّ المثل الذي نشتغلُ عنه يكاد يكون محليّا، أي ينتمي إلى خُطاطة معرفيّة تخصّ ـ في حدود ما نعلم، وفي حدود ما تقصيناه عند بعض الأصدقاء من خارج تونس ـ مجموعة بشريّة أو اجتماعا بشريا مجاله البلاد التونسيّة. هذا المثل هو»هزّان القفة» أو»يهزّ القفة»، ويعني هذا في العرف التّونسي أو في المخيال الشعبي، أنّ يحمل شخصاً ما أخباراً أو ما شابه ذلك من أجل كسْب شيء ما، ويمكن أن نفهمه في فصيح الكلام على كونه «التملّق». ويُطلق على من يمتهن هذا العمل بـ«القفاف»، وهي صيغة مبالغة تعبيراً عن كثرة صنيعه، أما المعطى الثاني الذي يجب تفكيكه قبل مباشرة الحديث هو فعل «هزّ» حيث يدلّ في المثل ـ وعندنا في تونس ـ على حمل الشيء خلافاً لدلالته الأصلية في اللّغة، كونه تحريك الشيء فالعرب تقول: «هزَّه وهزَّ به إذا حرّكهُ» (لسان العرب، مادة هزز). وحين عقدتُ العزم على تفكيك هذا المثل عرفانيا وجدتني مُجبراً على أنْ أعيد النّظر فيه من ناحية مغزاه وعمقه الدّلالي حتى تتسنى لي معاينته معاينة تفي بالغرض، وتقف عند الأنساق المعرفيّة التي تسيّره أو تقف خلفه أرضية معرفيّة، فرُحتُ أسأل عن أبعاده، وكنت أظنّ أنّ معناه ما هو متداول عند الكثير اليوم باعتباره علامة على الشخص الذي يحمل الأخبار لسيده أو جهة ما من أجل كسْب مال أو منصب أو مصلحة معيّنة، وهذا ما حصل فعلاً، حيث كانت جميع الإجابات تصبُّ في هذا الإطار، أي ما يعرف بـ«الـمُخبر». استأنفت النّظر مع شريحة مجتمعية أخرى في مجتمعنا التّونسي، هي أقدم سناً ولها دراية أكبر بتاريخ البلاد، ومعرفة أدق بأمثالها وخطاباتها المتداولة، فوجدت أنّ هذا المثل «يهزّ القفة» له مرجعية تاريخية ارتبطت بالأساس بفترة زمنية كان يوجد فيها الأعيان والأشراف، حيث يترفعون عن حمل القفف عند التسوّق، فكان أنْ جندوا لها بعض الأفراد يحملون لهم القفف حتى باب الدار، ومنها تحوّل هذا الصنيع إلى مهنة يتخذها البعض من أجل الظفر بعشاء ليلة من هؤلاء الأعيان، أو بعض المال لسدّ حاجاتهم. أمام هذين المعطيين الكبيرين، المعطي الاستعمالي للمثل اليوم والمعطي التّاريخي، تقف القفة موضع اتهام ودليلاً على كونها سفير شؤم محمّلة بكامل السمات السلبيّة، هذا خلافاً إلى أنّ دلالة المثل تسافر بنا من فهم بسيط ـ وإن كان سلبيا ـ إلى فهم واسع يجعل من «حمل القفة» أو «هزّان القفة» مجالاً واسعا للتصرف يُطلق على كلّ إنسان متملّق يسعى لشيء ما من أجل مصلحته الذاتية، فيضحي بكل ما عنده ولو كان ذلك على حساب العزّة والكرامة. «هزّان القفة» استعارة إذا ما نظرنا إليها بمنظار العرفانيين اليوم، قائمة في الأساس على إسقاط صورة ذهنيّة على صورة أخرى، وهي «مختلفة عن الاستعارة القائمة على الإسقاط ما بين مجالين مفهومين من حيث الإجمال والتفصيل» على حدّ قول الأزهر الزنّاد، فنحن نستعير صورة ذهنية تعبّر عن حمل الخادم لسيده القفة من أجل الحصول على عشاء ليلة أو بعض المليمات ونسقطها اليوم على كل فعل يسعى فيه صاحبه إلى أن يتملّق من شخص ما من أجل بلوغ مبتغاه. ولعلّ ما يتميّز به هذا الإسقاط أنّه لا يشترط مشابهة فعلية بأنْ نرى اليوم أحدهم يحمل قفة حقيقيّة، فيكفي أن يحمل شخص أخبارا حتى نطلق عليه «يهزّ قفة»، وهذا ما يجعل الاستعارة بمفهوم العرفاني متجاوزة للتصور التقليدي، الذي يجعل المشابهة أساسا لقيام الاستعارة. الطّريف في هذا المثل أنّه بقي حاضرا ولكن الصنيع قد يتغيّر، فمن الممكن أنْ نوصّف شخصاً ما مثلاً وهو يقدّم هدية لرئيسه في العمل من أجل ترقية على كونه «هزان قفة»، ولكن لا شيء في الممارسة يقول لنا إنّ القفة موجودة فعلا، وبالتالي فالمتكلم يقوم بإسقاط الفعل في مرجعيته التاريخية وحمولته اللفظية ليعبّر عن فعل في الواقع اليومي، وفي كلّ هذا تبقى دلالة التملّق تحكم التناسب بين المجالين، وهذا ما نجد له عند العرفانيين تفسيرا مقنعاً باعتبار أن الإسقاط يتم بشرط الحفاظ على الأبعاد الأساسية في مجال «الصورة المصدر». وهذا في اعتقادنا ما يجعل القفة تبقى حاضرة لفظيا، وهو السبب نفسه الذي يجعل التملق شرط التناسب في التوصيف بين الماضي والحاضر. إنّ دلالة حمل القفة على التملّق توصيف مُطلق يمكن استعماله اليوم في سياقات متعددة، فنحن مثلا لا نعثر على شبه بين نقل الشخص لرئيسه أخبارا والخادم الحامل للقفة الحقيقة لسيده، غير أننا نعثر عن التناسب العام، وهو جامع «التملق»، ويتأكد لنا ذلك من الواقع اليومي، حيث نوصّف اليوم حامل الأخبار أنّه «قفاف»، لأنّ التناسب حاصل في مضمون الفعل. ويحلو لنا أن نشير إلى أنّ إسقاط صورة التملق القديمة على نماذج جديدة ـ وإن حافظت على معطى العام ـ فإنّها أحيانا تسافر بالشكل والمضمون معاً، تفسير هذا أنّنا نعاين اليوم التملّق بحمل القفة الحقيقية، فكم من شخص اليوم يحمل قفته محمّلة بهدايا من أجل الظفر بمنصب أو عمل أو ما شابه ذلك. وإذا ما عدنا للمثل في بنيته نجده يصاغ على عدّة أوجه نتيجة فعل الاشتقاق فيه حيث تجده يُردّد من أفواه الناس بـ«يهزّ القفة» أو «رجل هزاز قفف» أو «قفّاف»، وقد يتقاطع مع مصطلحات أخرى من قبيل «يقوّد» أو «القوادة» لما في هذا الكلمة من شحنة سلبية عند أهلنا في المشرق، وقد تتقاطع مع الأولى في فعل الوساطة. هذا التناسل في التسمية يجعل قراءة المثل تتداخل فيها الاستعارة مع الكناية عرفانيا، لاسيما وأنّ الكناية قد اُعتبرت «جزءا من الطريقة العادية التي نمارس بها تفكيرنا وسلوكنا وكلامنا» وهذا ما صرّح به كلّ من لايكوف وجونسون في كتابهما الاستعارات التي نحيا بها، ومن هذا المنطلق احتلت الكناية القيمة نفسها التي احتلتها الاستعارة لتتحوّل من مجرّد أداة بلاغية إلى طريقة من طرق بناء خطابنا اليومي، «فالقفاف» في الأخير هو كناية عن الشخص الذي يتملّق، حيث تسمح لنا هذه الصورة الكنائية بتصوّر شيء من خلال ارتباطه بشيء آخر. في نهاية هذه السطور وبضرب من المجازفة أقول: قد لا يكون هزّان القفة هذا أو ما يقاربه في البلدان العربية الأخرى تحت مسميات عديدة، فعلاً دخيلاً وإنّما نجد له جذورا في كثير من الممارسات عند العرب القدامى، وهو جزء من الذاكرة الجماعية، فنشير على سبيل الذكر الشعر التكسبي، فإذا ما عدنا إلى أقاصيص التاريخ وتمسّح الشعراء في بلاط الأمراء، سنجد أنّ هذا الفعل شبيه بما نتحدّث عنه اليوم، فإن كان الشعر «هزّان قفة» بالكلام فهذا «هزّان قفة» بالفعل، مع أنّ الأوّل في اعتقادي ـ وإنْ كان مرفوضاً عند بعض من نقاد الشعر ـ يظلّ فعلاً إبداعيا خلدته أقلام تريد أنْ تحيا بالشعر، أما هذا فليس إلاّ ضربا من الكسب بالذّل تأباه النفوس وعزّتها، وهذا ما جعلها تستنجد به اليوم في خطابها اليومي من أجل توصيف فعل التملق، حيث يغزو هذا الخطاب الحياة اليومية في السياسة والاجتماع والثقافة أضف حضوره ضمن مواقع التّواصل الاجتماعي وصل إلى حدّ إنشاء صفحات بعنوانين من قبيل «القفافة». ٭ أكاديمي وأديب مغربي هزّان القفة أو قفة التملّق يوسف رحايمي  |
| عن الواقع العربي والإمكانيات المستقبلية Posted: 01 Mar 2018 02:13 PM PST  نظرة سريعة إلى العالم العربي بمجمله، تكشف صورة قاتمة للواقع في هذه الأيام، وتنذر بمستقبل غير مطمئن على الإطلاق. لكن نظرة متعمقة لمن يعرف تاريخ المنطقة وما مرّت به من تجارب بالغة القسوة، وبرغم أنها تؤكد قتامة صورة الواقع الذي نعيشه ونعانيه، فإنها تكشف عن باب واسع لصورة مستقبل مختلف. لفهم هذا الدرس واستيعابه لا بد من تأكيد ضرورة التمييز بين ما هو طارئ، (بالمعنى التاريخي)، حتى وإن عمّر عقودا، أو حتى بضع قرون، وبين ما هو ثابت وقائم ودائم لقرون كثيرة ولألفيات من السنين أيضا. كل الدول العربية القائمة الآن، باستثناء تام لمصر، وباسثناء بسيط للعراق واليمن، هي «دول قُطرية» حديثة النشوء والتكون. ورحم الله المفكر العربي اللبناني، مُنَح الصلح، الذي سمعته مرّات لا تحصى، وهو يكرر القول: «مصر.. وبقية القبائل العربية»، بما يعني أن تعبير «الدولة»، بما يكتنزه من معانٍ، ينطبق على مصر وحدها، من بين ما نطلق عليه جزافا، نحن وغيرنا، تعبير «الدول العربية». لقد مضت منذ عقود تلك الأيام التي كنا نحلم ونطمح ونتظاهر فيها، مطالبين بإلغاء حدود ووجود الدولة القُطرية العربية، لصالح إقامة دولة «الوحدة العربية»، ولضمان تثبيت أقدام الأمة العربية، كشريك مؤثر في النظام العالمي، وقادر بقواه الذاتية على حماية المصالح العربية ومستقبلها، وعلى المساهمة الفعالة في صنع وتطور الحضارة البشرية، علميا وثقافيا واجتماعيا. هذا وقت مضى، ولا أقول «اندثر». ففي العقود القليلة الماضية التي عشناها، ترسخ، إلى حدود التعصّب، واقع وجود «الدولة القُطرية» العربية، المتحالفة مع أحد المعسكرين، أيام «الحرب الباردة» التي انتهت بسقوط الاتحاد السوفياتي، في مطلع العقد الأخير من القرن الماضي، (وها هي ملامح عودتها تلوح في الأفق هذه الأيام). في تلك المرحلة، وفي العقدين التاليين لها، أصبحت فيها خريطة العالم العربي أشبه ما يكون برقعة الشطرنج: المغرب، كدولة قُطرية، أقرب إلى المعسكر الغربي، وأما جارتها الجزائر، كدولة قُطرية أيضا، فأقرب إلى المعسكر الشرقي، ذلك في حين أن البلاد التالية في المغرب العربي، وهي تونس، فإنها أقرب إلى المعسكر الغربي، عكس جارتها، ليبيا. وتتكرر صورة مشهد رقعة الشطرنج، بين المربع الأبيض، وجاره ونقيضه المربع الأسود، في المشرق العربي أيضا. هكذا هو الحال بين العراق وسوريا، وبين سوريا ولبنان، وكذلك بين سوريا والعراق من جهة، والأردن من جهة أخرى. وقد لا تشذ عن هذه القاعدة، جزئيا، إلا الأوضاع في الجزيرة العربية، حيث تمكن الشيخ زايد (ومن معه من شيوخ المشيخات المجاورة) من تشكيل «دولة الإمارات العربية»، وتمكن الرئيس اليمني الراحل من إعادة توحيد اليمن باستعادة «دولة» عدن اليمنية، وكذلك تشكّل مجلس التعاون الخليجي. دون أن ننسى هنا أيضا تاريخ العلاقات الملتبسة بين «الدولة القُطرية»، اليمن، وجارتها السعودية، وكذلك ما نشهده منذ حزيران/يونيو الماضي بين «الدولة القُطرية»، قَطَر، وكل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر أيضا. المؤلم، بل ربما المضحك المبكي في هذا الوضع، أن من تنطّح ويتنطح هذه الأيام، لإلغاء الحدود والكيانات القُطرية العربية، هو حركات دموية وإجرامية ومتخلفة، تتخذ من الإسلام غطاء، وتُحوّل الأكثر حماسا لدولة «الوحدة العربية»، ليصبح الأكثر حماسا للدولة القطرية العربية و«سلامة ووحدة أراضيها». هذا الوضع العربي السائد، يوصلنا إلى محطة ضرورة الإجابة عن سؤالين أساسيين: ـ هل هناك دولة قطرية عربية واحدة، قادرة على حماية نفسها وضمان مصالحها ومستقبل شعبها، حتى على المدى القريب، بل والمدى الملموس أيضا؟. ـ ما هي البدائل المتوفرة، والممكن توفرها؟. جوابي على السؤال الأول هو النفي القاطع. بل حتى أنه بين جميع دول العالم الـ193، ليس هناك إلا بضع دول تعد على أصابع اليد (مثل الولايات/الدول المتحدة الأمريكية، وروسيا والصين)، قادرة بمفردها على حماية وجودها ومصالحها ومستقبلها. هذه الحقيقة الأكيدة، تجعل من موضوع التحالفات، وبما ينسجم مع النظام العالمي السائد، في كل مرحلة ومرحلة/ الضامن الثابت للدولة ومصالح شعبها. من هنا نصل إلى السؤال الثاني الخاص بالبدائل المتوفرة لـ«الدولة القُطرية» العربية. ونبدأ بتحديد المخاطر وكذلك التحديات التي تواجه كل هذه الدول القُطرية، وكل واحدة منها على انفراد. ـ بديهي أن نقول إن الجسم الغريب في المنطقة العربية، إسرائيل، هو العدو الحقيقي الأخطر، الذي لا يهدد المستقبل العربي فقط، بل هو دمّر، ويدمّر ما استطاع، الحاضر العربي، بدءاً بفلسطين التي يحتلها ويستعمرها، مرورا بالجولان السوري الذي يستعمره ويستوطن فيه، وانتهاء بتسميمه للعلاقات العربية العربية، والعربية الإقليمية، وأكثر من ذلك، تسميم العلاقات العربية الدولية، مستعينين ومستفيدين من أجل ذلك، بجرائم لتنظيمات إسلامية عربية، ساهمت إسرائيل أساسا في نشوئها ودعمت انحرافاتها. ـ ثم بعد ذلك دول استعمارية عظمى وغير عظمى، وأولها أمريكا، الحليف لإسرائيل والحامي لها. ـ يلي ذلك دول جوار قوية، طامعة بالهيمنة على محيطها، والسيطرة على موارد دول هذا المحيط، وخاصة البترول والغاز، إضافة لفرض بضائعها على أسواق تلك الدول، وهي بذلك تدخل حلبة الصراع مع دول وقوى عظمى عالمية، تهيمن على مقدّرات «الدول القُطرية» العربية حاليا ومنذ عقود عديدة. وبهذا يكون صراع دول الجوار، وتحديدا إيران وتركيا، مع الدول المعادية والمهيمنة حاليا على دول عالمنا العربي، وخاصة دول المشرق العربي، صراعا لا لدعمنا وحماية مصالحنا ومواردنا، بل تأمينا لمصالحهم الوطنية والقومية. وبكلمات أكثر وضوحا: إنهم يتقاتلون علينا. إنهم لا يتقاتلون من أجلنا. إذن، والحال كذلك، ما العمل؟ إذا كانت جميع الدول القُطرية العربية، مهددة في وجودها كما هي عليه اليوم، ولا توجد إمكانية لأي واحدة منها، منفردة، ضمان حاضرها ومستقبلها، يصبح الحل الأمثل على الإطلاق، كما كان ماضيا، وكما هو في الحاضر في المستقبل، هو التكاتف والالتفاف حول الدولة العربية الأساسية الأولى، مصر. منافع وفوائد الالتفاف حول مصر، والتكامل معها، لا تخلِّص مصر وأهلها من متاعبها الاقتصادية فقط، بل تحولها فعلا إلى رافعة عربية تحمي مجمل مصالح الدول القُطرية العربية والمستقبل العربي بمجمله، وتشكل رادعا حقيقيا يمنع الإضرار بهذه المصالح، بل ويمنع، بالتأكيد، تفكير وتخطيط دول إقليمية ودولية، للإقدام على مثل تلك الخطوة. فهو يخلق تكاملا لا ينتصر في حرب قد تنشب، بل يردع ويمنع نشوب حرب أساسا. لا حاجة، ولا فائدة أيضا، من البكاء على حليب عربي اندلق وضاع. لكن دعونا نعترف أن أقل من عشرين مليار دولار، من السعودية والإمارات، مكّنت مصر من الثبات والصمود في وجه محاولات أمريكية (وغير أمريكية)، مكشوفة ومستورة. فماذا لو تم مضاعفة هذا المبلغ عشرين ضعفا، ليصبح أربعمئة مليار دولار، تدار بالشراكة والتعاون مع السعودية والإمارات ودول خليجية أخرى قادرة على الدعم والمساندة. لا شك أن تقديم «السمكة» (من السعودية والإمارات إلى مصر)، أمر بالغ الإيجابية، وجدير بالتقدير، لكن تقديم «الصنارة» هو المطلوب، وهو العمل الذي يعود بمنفعة وفوائد حقيقية وكافية، لضمان أمن وسلامة ومصالح ومستقبل مجموع الدول القُطرية العربية، وليس مصر وحدها. وذلك طبعا من أجل تكامل بين مجموع الدول القُطرية العربية، وليس من أجل خلق محور عربي يواجه محورا عربيا آخر. وكل ذلك تأمينا للمصالح العربية المشتركة الآن، وفي المستقبل المنظور، دون إغلاق الباب أمام طموحات وآمال للمستقبل المتوسط والبعيد. لن يحمي حاضر ومستقبل أي دولة قُطرية عربية، لا التقرب من إسرائيل، ولا التحالف مع أمريكا، حليفة وحامية إسرائيل. ٭ كاتب فلسطيني عن الواقع العربي والإمكانيات المستقبلية عماد شقور  |
| اعتقال توفيق بوعشرين: المغرب تحت الصدمة Posted: 01 Mar 2018 02:13 PM PST  نشرت إحدى أجمل الأقلام الأدبية في المغرب وهي فاطمة الافريقي مقالا مؤثرا عقب اعتقال الصحافي علي أنوزلا منذ سنوات. العجيب في الأمر أن شبكات التواصل الاجتماعي أعادت نشره بغزارة بعد اعتقال مدير جريدة «أخبار اليوم» توفيق بوعشرين الجمعة الماضية. عنونت السيدة فاطمة مقالها بثلاث كلمات تلخص استراتيجية النظام في التنكيل بمعارضيه من الصحافيين والحقوقيين: «التهمة تليق بك». ومن بين ما جادت به يراعتها : «لا تدري نَفْسٌ متى تُعتقلُ غداً، ولا بأي تُهمةٍ تُحاكَم (…) نحن متأكدون فقط، من نزول القضاء ونسألهم اللطف فيه. فقدرُنا مسطَّرٌ سلفا، ورقمُ زنزانتنا معروف». ثم أضافت «الكتيبة التي ستتكلف بالإشادة بالقبض علينا أخذت مستحقاتها مسبقا، والبلاغ الذي ستنشره وكالاتُ الأنباء شبهُ جاهز، ينقص فقط، نوعُ التهمة لينزل القضاء المقدر الذي ينعدم فيه اللطف (…) إعداد التهمة المناسبة لمقاسك ولونِ عينيك ونبضِ قلمك، هو الإشكالُ الوحيد (…) التهمة تحتاج ترتيبا دقيقا، وتفكيرا عميقا، وتخطيطا مسبقا، وسيناريو مشوقا ومتماسكا في حبكته الدرامية». وفعلا فإن «نبوءة» الكاتبة في ما يخص حبكة الإخراج والسيناريو قد أصبحت حقيقة في قضايا الاعتقال السياسي التي حدثت منذئذ. فصكوك الاتهام تبدأ هينة حتى لا يُصدم الرأي العام، لتصبح خطيرة في تدرج وتصاعد مع مرور الأيام والأسابيع. فالصحافي هشام المنصوري تم اعتقاله بشبهة المشاركة في الخيانة الزوجية وإعداد وكر للدعارة سنة 2015، ثم تضخم ملفه القضائي ليُتابع وهو في السجن بتهديد السلامة الداخلية للدولة. حميد المهدوي كذلك اعتقل بشبهة الدعوة للمشاركة في مظاهرة ممنوعة ليدان ابتدائيا بثلاثة أشهر سجنا نافذا ولترفع العقوبة في الاستئناف إلى سنة كاملة، بل والأنكى من هذا أنه سيتهم وهو في السجن بعدم الإخبار بخطر محدق بالدولة حيث إن أحد الأشخاص الذي لا يعرفه، حسب صك الاتهام، اتصل به من هولاندا بالهاتف وأخبره بأنه اشترى دبابات من روسيا وأنه سيدخلها للمغرب لإحداث ثورة (ياسلام !). الشيء نفسه حدث مع العديد من معتقلي الحراك الريفي وهو ما يحدث الآن كذلك في قضية الصحافي توفيق بوعشرين. فالبلاغ الرسمي الأول الذي أخبر الرأي العام باعتقال بوعشرين قد هدف للتخفيف من هول الصدمة حتى أن الحس «المهني» وصل بمحرريه إلى درجة التأكيد على أن قرينة براءة المعتقل وسمعته وسرية البحث أوجبت عدم الدخول في الجزئيات والحيثيات. إلا أن البلاغات العديدة التالية تناست شيئا فشيئا هاته المهنية وإرادة حفظ عرض الناس لتتصاعد حدة الاتهامات. فالبلاغ الرابع والأخير والمؤرخ بـ 26 فبراير/شباط يقول بالحرف إنه تقرر إصدار أمر بإحالة بوعشرين على غرفة «الجنايات في حالة اعتقال لمحاكمته من أجل الاشتباه في ارتكابه لجنايات الإتجار بالبشر باستغلال الحاجة (…) وهتك العرض بالعنف والاغتصاب ومحاولة الاغتصاب (…) وجلب واستدراج أشخاص للبغاء …الخ». كما يقول المغاربة «حجرة الخواف كبيرة» أي أنه يجب أن تخشى بأس الجبان في العراك لأنه يحاول أن يفتك تماما بخصمه باختيار سلاح لا تتطلبه غاية الصراع وذلك حتى يطمئن على نفسه. كل من يعرف هذا الصحافي اللامع يعرف أن عمله هو إدارة جريدة يومية قوية الشكيمة وليس إدارة ماخور. يبدو أن البعض ممن يحكموننا قد جُن جنونهم أو ابتغوا من وراء هاته القضية إعطاء عبرة لمن يعتبر وحتى لمن لا يعتبر. ولكن علينا أن نتساءل الآن ما سر كل هذا الحقد الرسمي على المواطن بوعشرين. إن افتتاحيات مدير «أخبار اليوم» أصبحت مرجعا يوميا لكل الملاحظين في المغرب. كما أن أسلوبه السلس ولغته السهلة الممتنعة جعلت من نصوصه السياسية موضوع نقاش دائم في مقاهي الحواضر الكبرى. أما تحاليله التي تغالب جرأتها اعتدال مواقفه المعروف، فإنها تتتبع بقلم دؤوب كل عورات النظام من فساد وتلاعب بطبقة السياسيين والمؤسسات. إن بوعشرين كمواطن جعل من فضح طبائع السلطوية، في صيغتها المغربية، مهمة شخصية شبه مقدسة. بوعشرين، طبعا، كان يعرف أنه مهدد وأنه تحت المراقبة ولكن لوعته بتفكيك الواقع السياسي المغربي كانت تجعل من الكتابة رغبة لا تقاوم لديه. كان يعتقد أن المغرب، مهما كان، محكوم عليه بأن يسير آجلا أم عاجلا في اتجاه الديمقراطية. كان لا يتحاشى، كما يفعل الكثير من المنتقدين للسلطة، ذكر أسماء الأقوياء وتشريح تكتيكاتهم السابقة ومشاريعهم اللاحقة للمشاركة في الاستحواذ على الدولة أو للبقاء في مواقع السلطة والمال. كان لا يترك أحدا ولا مؤسسة بما في ذلك القصر. إن الحقد وصل بخصومه إلى أن يختاروا يوم الُثامن من مارس/آذار، رغم أن الملف غير جاهز حسب دفاعه، كأول موعد لمحاكمته وذلك لتسييد الرأي أن العدالة لا تتساهل مع من يهين كرامة النساء في محاولة لاستمالة جزء من الحركة النسائية ذات الحساسية الكبيرة والمشروعة اتجاه قضايا الاغتصاب. وفي الأخير لا بد من القول إن هاته المحاكمة سيكون لها تاريخ وأنها لن تردع حراك المغرب وأحراره عن قول كلمة الحق. ٭ كاتب من المغرب اعتقال توفيق بوعشرين: المغرب تحت الصدمة المعطي منجب  |
| رسائل مشفرة من وإلى تونس Posted: 01 Mar 2018 02:12 PM PST  كلما حططت الرحال بتونس استعجلت لقاء الأصدقاء والخبراء في الأوضاع الداخلية، للاطمئنان على تونس دولة وشعبا وتجربة رائدة. فأنا لا أريد أن أشفى من حب تونس مثل سيد الكلمة درويش، فكلما سنحت الفرصة هرعت للزيارة حتى لو كانت أياما معدودة. فتونس تغريني دائما بالكتابة عن النموذج الذي لا أريد له أن يتهاوى، كما تهاوت النماذج الأخرى تحت وطأة برميل النفط حينا، أو بالدم والمؤامرة وبسطار العسكر أحيانا أخرى. فأنا مثل الملايين من الحالمين بوطن عربي معافى من داء الطغيان والانصياع للأجنبي، وجماعة تسديد الطلقة للأخ والجار بدل العدو والخائن. أريد أن أطمئن على هذا البلد العربي الذي تجاوز محنة الطغيان، ودلف إلى مرحلة الديمقراطية، حتى إن كانت غير مستقرة بعد. وأود أن أشارك القراء في بعض الملاحظات الهادفة. إعادة الاعتبار للشهيد فرحات حشاد كانت وفاة السيدة الفاضلة المرحومة آمنة أم الخير حشاد، أرملة المناضل فرحات حشاد، يوم الأربعاء 21 فبراير فرصة لتعبر البلاد عن حبها لمؤسس الاتحاد العام التونسي للشغل، وأحد رموز مقاومة الاستعمار الفرنسي. لقد كانت جنازة مهيبة، حيث دفنت أم الخير في جزيرة قرقنة من أعمال صفاقس مسقط رأسها ورأس زوجها عن عمر يناهز الـ88 عاما. فقد اغتيل زوجها وعمرها 22 سنة وكرّست عمرها كله لتربية الأولاد ورفع اسم فرحات حشاد عاليا في كل مناسبة. تم اغتيال حشاد يوم 5 ديسمبر 1952 في ظروف غامضة، أمام استهجان الشعب التونسي بكامله. وما زالت هناك أصوات تطالب بفتح تحقيق كامل في الجريمة، مع العلم أن التهمة استقرت على جماعة من المستوطنين الفرنسيين يطلقون على أنفسهم اسم «اليد الحمراء» المكلفين بقتل الرموز المناضلة التي تطالب بالاستقلال الناجز، وطرد الاستعمار الفرنسي وعدم القبول بأنصاف الحلول معه. عندما أعلن نبأ اغتياله على الراديو اجتاحت المظاهرات كافة أرجاء تونس وبيروت ودمشق والقاهرة وستوكهولم وبروكسل وميلانو وجاكرتا وكراتشي والدار البيضاء، التي شهدت أكبر مظاهرة بعد تونس، تحولت إلى مواجهات مع قوات الاحتلال الفرنسي سقط على إثرها 40 شهيدا. لقد أعيد الاعتبار لشهيد الحركة العمالية حشاد على كل المستويات، فقد أقيم احتفال مهيب في الذكرى الخامسة والستين لاستشهاده، بحضور رئيس الجمهورية وزعماء الأحزاب والنقابات. كما وضعت صورته مؤخرا على ورقة نقدية من فئة العشرين دينارا الجديدة، لتكون في متناول الجماهير الشعبية التي تعاني من تراجع قيمة الدينار التونسي، وتقلص فرص الشغل وضنك العيش. كما أطلق اسمه على جامعه في مدينة سوسة، وعلى مستشفي تعليمي في تونس العاصمة، بالإضافة إلى شوارع رئيسية في كافة المدن والبلدات التونسية. وفي عام 2005 تم بناء مدرسة في مدينة جنين في فلسطين المحتلة، على نفقة نقابة العمال التونسية باسم ذكور الشهيد فرحات حشاد الثانوية. وقد لحقت فرنسا بالركب حيث أطلقت عام 2013 اسم حشاد على إحدى الساحات العامة في باريس مطبقة المثل: «تقتل القتيل وتمشي في جنازته». الانتخابات البلدية ومرشح حزب النهضة المثير للجدل أقفلت يوم الخميس 22 فبراير الماضي صناديق الترشح للانتخابات البلدية في كافة أنحاء الجمهورية. وكان الإقبال على الترشح غير معهود، حيث وصل عدد المتنافسين 50000 في 350 بلدية. وهذا يعكس ثقة الشرائح الشعبية التونسية في العملية الديمقراطية، خاصة في إطارها المحلي. كانت شوارع تونس مزينة بالأعلام الوطنية واليافطات الحزبية، التي تدعو لانتخاب مرشحي هذا الحزب أو ذاك يوم 6 مايو المقبل. فقد تلقت الهيئة الوطنية للانتخابات وفروعها ما يزيد عن 2137 قائمة مترشحة، منها حوالي 1100 قائمة حزبية و177 ائتلافية و897 مستقلة. والحزبان الوحيدان اللذان وضعا قوائم مترشحين في الـ350 بلدية هما النداء والنهضة، وهذا ما اعتبره بعض المحللين التونسيين انتصارا قبل أن تحصل الانتخابات. أما الجبهة الشعبية، أكبر الأحزاب المعارضة، فلم تستطع أن ترشح قوائم انتخابية باسمها، إلا في 130 بلدية، وهذا مؤشر إلى أن فصائل المعارضة لم تدخل عميقا في نسيج المجتمع التونسي. لكن أكثر ما أثار الجدل في الساحة التونسية هو وجود أحد المرشحين التونسيين من أبناء الطائفة اليهودية الصغيرة في البلاد، في منطقة المونستير على قوائم الحزب. لقد جاء هذا الترشيح مفاجأة للساحة السياسية التونسية، وخلق جدلاً حول المغزى من إشراك يهودي ضمن قوائم حزب إسلامي، وتساؤلات إن كان القرار مبنياً على حسابات سياسية، أم من باب الدعاية للنهضة؟ وفي رأي بعض الصحافيين الذين التقيتهم، أن هذه الخطوة عبارة عن رسالة مشفرة للخارج ليروا أن حزب النهضة ليس حزبا إسلاميا راديكاليا، بل هو حزب تونسي ليبرالي منفتح، خرج من عباءة الإخوان المسلمين ليصبح حزبا سياسيا تونسيا مستقلا. ويرى أحد السياسيين المخضرمين أن هذه الخطوة تضاف إلى الخطاب المنفتح جدا الذي يمثله عبد الفتاح مورو، نائب رئيس الحزب، لجذب أفواج من الشباب الذين يبحثون عن خطاب الاعتدال، وفي الوقت نفسه التقيد بالهوية العربية الإسلامية كمرجعية ثقافية وحضارية وحاضنة لمنظومة القيم التي تتفق عليها الغالبية الساحقة من أبناء الشعب التونسي. جرائم بشعة هجينة على الشعب التونسي أمر غريب أن تنتشر الجريمة في تونس، فالذي نعرفه عن علم وخبرة ومتابعة، أن الشعب التونسي شعب مسالم حضاري هادئ، يحاور ولا يناطح وقد يصرخ ولا يستعمل يده، ويؤثر السلامة على المغامرة. لقد كانت الجرائم الجنائية قليلة نسبيا قبل الثورة، وتندرج ضمن إطار المعقول. لكن هذه الايام لا يمر يوم بدون أن تسمع عن جريمة قتل مروعة. جريمة بشعة حصلت في سيدي بوزيد هزت المجتمع التونسي، حيث قامت مجموعة إرهابية باقتحام بيت أحد من تتهمهم بالعمل مع الأجهزة الأمنية فعذبوه عذابا شديدا وقلعوا أظافر رجلية ثم طعنوه حتى الموت. اغتصاب جماعي لمسنة واغتصاب لطفلة ثم قتلها، وقيام سيدات بارتكاب جرائم مروعة، وقيام جماعة مسلحة بقطع رأس راعي أغنام وإرساله لأهله، واختطاف رقيب في الجيش لطفل في الرابعة والاعتداء عليه جنسيا وذبحه في الغابة وإمام مسجد جندوبة، يدعو علنا إلى قتل عناصر الشرطة خلال صلاة الجمعة والقائمة تطول. وعلى رأي أحد الأصدقاء أن الجرائم كانت دائما موجودة، إلا أنها كانت تظل سرا لكن في عصر المعلوماتية كل شيء مكشوف، ويتم تداول أخبار الجريمة بسرعة. لكن المؤكد أن بعض الأفكار الهجينة دخلت البلاد مشفرة باسم الإسلام، وأسندت إلى بعض الجماعات الأقل وعيا وأكثر يأسا وفقرا، وأغريت بتمويل سخي من الخارج، من أجل تخريب المجتمع التونسي بحجة أن البلاد تعيش حالة من الفوضى والانفلات الأمني، بسبب ما يسمى «الديمقراطية». إذ أن مخطط التآمر على الثورات العربية لم يتوقف عند بلد بعينه، بل أراد أن يطيح بكل الثورات حتى لا يكون هناك نموذج يتبع. ورواية تروى عن الغدر بثورات الشباب العفوية التي كانت تبحث عن الكرامة والحرية والأمل في مستقبل أفضل بعيدا عن نير الطغاة. الاقتصاد الموازي وتغيير العملة كل من تتحدث معه في تونس يشكو من تردي الأوضاع الاقتصادية، وارتفاع نسبة البطالة لتصل إلى نحو 18% ، وارتفاع الأسعار الخيالي وانخفاض قيمة الدينار. ومع هذا أينما وليت وجهك ترى العمارات تشيد والأبراج ترتفع والأسواق التجارية مكتظة، والمقاهي الجميلة في منطقة البحيرة تتنافس في الجمال والديكور والخدمات. فمن أين كل هذه الأموال. صديقتي الصحافية المخضرمة صوفيا تؤكد أن تونس تحولت إلى مركز كبير لتبييض الأموال، وانتشار العصابات المنظمة، وهذه الظاهرة لها علاقة بالأوضاع الليبية من جهة، ومن جهة أخرى هناك تونسيون أثرياء بشكل فاحش بدأوا يغسلون الآن أموالهم. «في الماضي كنا نتعامل مع حرامي واحد هو وعائلته، أما اليوم فهناك مئات الحرامية لا نعرف أكثرهم»، على حد قولها. إنه الاقتصاد الموازي الذي يخلق سوقا في الظل منافسا للسوق الرسمية، كما جاء في دراسة حديثة، صدرت عن مكتب «منظمة العمل الدولية» في تونس تقول فيها إن 75% من الشبان التونسيين، الذين تراوح أعمارهم بين 15 و29 عاماً، يعملون في التجارة الموازية. «الحل يكمن في تغيير العملة بسرعة، ليضطر هولاء إعادة الأموال إلى البنوك الرسمية لاستبدالها بعملة جديدة، وإلا فسيخسرون ما كدسوه من ثروات»، كما قال لي الصديق سيف الدين الخبير بالأوضاع الداخلية. «على الأقل ستعود هذه الأموال للصالح العام، بدل أن تتحول إلى مبان وأسواق ومصالح تجارية على حساب الطبقات الكادحة». محاضر في مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة رتغرز بولاية نيوجرسي رسائل مشفرة من وإلى تونس عبد الحميد صيام  |
| هواجس نكبة – حين يكون «اللوز» مراً Posted: 01 Mar 2018 02:12 PM PST  عندما كنا صغارًا علّمنا «الكبار» أننا نُكبنا بسبب تآمر ثلاثة عوامل علينا، نحن الفلسطينيين؛ فالاستعمار العالمي والقيادات الرجعية العربية والحركة الصهيونية تضافروا ضدنا حتى «راحت» منا فلسطين، التي كانت أشهى من زهر اللوز في آذار وولادة قصيدة وتفتق عطر البيارات. وعندما كبرنا قليلًا فهمنا أن المؤامرة كانت فظيعة، لكنّ بساطة الناس وجهلهم كانا أفظع، فطيبة القلوب وخلوّ الجيوب جعلتا مآرب «الخواجات» تبدو، بأعين أهل البلاد، أحلامًا مستحيلة، والثقة الساذجة بأن «السماء» معنا، مهّدت الطرقات لقوافل الرحيل صوب «مدائن القماش» والتيه في «هاءات» الهجيج وعيون الوجع. واليوم، بعدما كبرنا كثيراً وشاخت لوزات حواكيرنا، وصارت بيارات يافا وبيسان مجرد صور في متاحف الذاكرة والتراث، مازلنا ننام، كأولئك البسطاء، في الأوكار ونصحو وكأنّ ما يلدغنا ليس إلا ظلال أمراس حريرية وجدائل فجر مأمول. على أبوابنا، نحن أحفاد الخسارة، «تدق الأكف ويعلو الضجيج» وتتلى، بالسر وبالعلن، أناشيد الموت على مسامعنا، والذبائح تُعدّ لأيام «غفران» وشيكة، بينما، في المقابل، ما زالت سماء الشرق غافية، وأصوات الضياع والعجز تهمس في آذاننا وتُطمئن بألا نخاف، لأن ما نسمعه هو أصداء عنادلنا البعيدة، وتهاليل اخوتنا الذين ما زالوا هناك وراء كثبان الصحارى، وكأنهم يتأهبون «كفوارس الإنقاذ» بهتافهم الصارم «شرِّقوا» ولا تتلكأوا، فميعادكم عودة و»غربكم» سيبقى قريبًا. «التجارب مسنّات» لكنها ليست كذلك عندنا. يجيء آذار ويروح آذار ونحن، أحفاد الهزائم الصامدين على أرضنا، مازلنا نواجه أحفاد المغانم. وفي شرقنا بقيت المفارقات رايات تثير حيرة «اللوز» الذي له عند أبناء «سام» أسماء كثيرة، فهو كمال الغنج في السحر، وهو ابتسام القلب في حضن الحبيب، لكنه يدعى عندهم «شكيد» ويطير على قرون «أييلت» وهي «الغزالة» ابنة «أيل»؛ فهل تعرفون، يا عرب، كيف يكون فرح الأيائل في صهيون وكيدهم المر؟ منذ تولي اييلت شكيد لحقيبة وزارة القضاء في حكومة نتنياهو، لم تخفِ حقيقة مساعيها لإحراز عدة تغييرات «ثورية» في جميع البنى القضائية والقانونية السائدة في الدولة. فأعلنت، بدون تأتأة أو مواربة، أنها مصممة على تغيير طواقم القضاة في المحاكم، خاصة في «المحكمة العليا الإسرائيلية»، التي يجب أن تصبح محكمة «محافظة»؛ في تعبير واضح منها يرمي إلى ضمان إسكانها بقضاة يمثلون بآرائهم ويتماشون مع سياسة الحكومة اليمينية، لاسيما مع سياسة حزب «البيت اليهودي» وهو حزب الوزيرين، بينت وشكيد. كذلك قادت الوزيرة شاكيد وحزبها حملة تشريع لرزمة قوانين، أهمها ربما «قانون القومية»، وتقدمت في عملية صاخبة وصدامية، استهدفت وتستهدف اقتلاع الهياكل والمفاهيم القائمة، واستبدالها بقوام قانوني مستحدث ومتكامل، ينظم ويقنن قواعد الفصل العنصري بين المواطنين اليهود والمواطنين العرب، ويخلق واقعًا «قانونيًا» جديدًا يستأثر فيه جميع المواطنين اليهود، وبضمنهم على حد سواء مجموعات المستوطنين، بمواطنة ملوكية عليا، بينما يحشر المواطنين العرب في إسرائيل في «زرائب» بائسة، وهوامش ضيقة ليعيشوا على ذرى الريح وقريبًا من روائح الغبار. لا يخفي قادة اليمين أهدافهم، بل يعلنونها قبل وبعد كل خطوة؛ وما نستشعره في هذه الأيام ينذر بالأسوأ، ومع هذا نعيش نحن حالة عجز مجتمعي خطيرة، واستخفاف مقلق بما تقوم به الحكومة، وما يُخطط لمستقبل المواطنين العرب في إسرائيل بالتوازي مع مستقبل المواطنين الفلسطينيين، الذين يعيشون في المناطق المحتلة منذ عام 1967. فوفقًا لمواقف جميع أحزاب اليمين الحاكمة، هنالك نية بالاستيلاء الكامل على مناطق (ب ، ج) المحتلة، التي تسكنها عمليًا أكثرية المستوطنين، وفي المقابل إبقاء مناطق (أ) تحت نوع من الحكم الفلسطيني المنقوص، بما يكفل القضاء على مشروع حل الدولتين. تمشيًا مع هذا المخطط، وتوافقًا مع مفهوم هذه الأحزاب لمكانة أرض اسرائيل، بادرت الحكومة خلال السنوات الماضية إلى إصدار عدد من القوانين، التي تعاملت مع مكانة المستوطنين القانونية كمجموعة سكانية إسرائيلية طبيعية متساوية الحقوق والواجبات، وبذلك كشفت، إضافة إلى ما اتخذته من قرارات سياسية أخرى، عن عزمها ضمّ الضفة الغربية المحتلة، ضمًا زاحفًا وبطيئًا وهادئًا وشاملًا . يستمد قادة التيارات اليمينية المتطرفة قوة مما يجري في البلاد العربية والإسلامية، ومن دعم الإدارة «الترامبية» المنفلتة؛ وهم، باستشعارهم لوجود فرصة ذهبية لتطبيق مشاريعهم الاستعمارية والعنصرية، لا ينامون قبل أن يضمنوا تقدمهم خطوات نحو أهدافهم المعلنة. فبما يتكامل مع تلك المخططات قامت الوزيرة شكيد مؤخراً، بإطلاق مبادرة لإصدار قانون، تؤخذ بموجبه من المحكمة العليا صلاحيات امتلكتها منذ عام 1967. كانت قضايا التنازع بين السكان الفلسطينيين والمستوطنين حول ملكيات الأراضي في المناطق المحتلة من أهم هذه المسائل التي نظرت فيها المحكمة العليا، ومعها عدة قضايا إدارية أخرى – لن يسمح فيها، بعد صدور هذا القانون، للمواطن الفلسطيني التوجه إلى المحكمة العليا، بل عليه أن يتوجه، كمواطن عادي في إسرائيل، إلى محكمة إدارية عادية. يعامل هذا القانون المواطنين الفلسطينيين ليس كسكان وقعوا تحت احتلال دولة غريبة، سمح لهم الاحتلال بخبث «الاستفادة» من «عدل» محكمة أُكسبت صلاحيتها في خطوة وقرار ملتبسين منذ البداية، ومع هذا لم تلتفت إليه قيادات الشعب الفلسطيني، إلا بعد خطوة شكيد الأخيرة. فبعد الإعلان عن التعديل المنويّ إقراره، قرأنا تصريحًا صادرًا عن وزارة «الخارجية والمغتربين» في السلطة الفلسطينية، أدانت بموجبه الوزارة «مصادقة اللجنة الوزارية لشؤون التشريعات في إسرائيل مشروع قانون صاغته وزيرة القضاء الإسرائيلية المتطرفة أييلت شكيد، الذي بموجبه سيُحرم الفلسطينيون من التوجه إلى المحكمة الإسرائيلية العليا، خاصة في قضايا حقوقهم في أرضهم». يثير هذا التصريح إشكاليات كبيرة لاسيما أنه تغاضى عن تاريخ ودور هذه «المحكمة الإسرائيلية العليا» على مستويين مهمين: فإعطاء الصلاحية للمحكمة العليا الإسرائيلية للبت في تظلمات المواطنين الفلسطينيين المحتلين، كان نتاج قرار مدروس من قبل أجهزة الحكم وقبل اندلاع حرب حزيران 1967. من نصح قادة إسرائيل في حينه بالموافقة على تحويل المحكمة العليا الإسرائيلية إلى عنوان لتظلمات الفلسطينيين، علّل نصيحته بضرورة «تثليم» غضب الشعب الواقع تحت الاحتلال، وامتصاص نقمته المتوقعة في «ربوع المحكمة العليا» ومصارفها، كيلا يبقى ذلك الغضب «سيّالا» في شوارع فلسطين، أو في ميادين الأمم وهيئات العالم ومؤسساته الدولية، علاوة على إبقاء تلك التظلمات مسقوفة بـ»قبة القانون الإسرائيلي وعدله»! وإفساح «كوة» لإسرائيل المحتلة من خلالها تستعرض «إنسانيتها وكرمها» بفتح أبواب أهم مؤسسة قضائية عندها أمام «أعدائها» الذين خرجوا لمحاربتها. سبعون عامًا مضت واستفادت إسرائيل كما كان مخططًا ومتوقعًا، والفلسطينيون فرحوا بما ملكت أيمانهم! أما على المستوى الفعلي، واذا ما راجعنا دور هذه المحكمة في معظم القضايا المبدئية المهمة والفردية، لوجدنا انحياز قضاتها، على تعاقبهم، الدائم والمنهجي لصالح قرارات الدولة والمؤسسة العسكرية. كان من واجب قيادات فلسطين اتخاذ موقف واضح ضد التوجه إلى «محكمة الاحتلال العليا»، أو وضع محاذير وطنية صارمة لمن وكيف ومتى يتوجهون، لكنهم أعرضوا عن التعاطي مع هذه المسألة ومرّت السنوات عجافًا «فطبّع» المواطنون المحتلون علاقتهم مع دولة الاحتلال، حين طالبوا بإنصاف المغتصَب من فوّهة بندقية الغاصبين؛ والمصيبة إنهم فعلوا ذلك بقرار طوعي وبقناعة أن «حق الفلسطيني» بالتوجه إلى «محكمة الاحتلال العليا» يُعدّ حقًا طبيعيًا ومكسبًا، حتى صار في يومنا قرار الوزيرة شكيد الأخير بمثابة إلغاء لحقّ، وضرب للمصلحة الفلسطينية. إنها مفارقة آذارية مغضبة ومستفزة. لم يقتصر الموقف الفلسطيني على بيان إدانة وزارة «الخارجية والمغتربين»، فقد قرأنا قبل أيام تصريحًا صادرًا عن دائرة «الثقافة والإعلام» في منظمة التحرير الفلسطينية، وعلى لسان عضو اللجنة التنفيذية الدكتورة حنان عشراوي، أكدت فيه «على أن مشروع قانون إبعاد الفلسطينيين عن المحكمة العليا الإسرائيلية الذي صادقت عليه ما يسمى باللجنة الوزارية للتشريع، يستكمل السلة «القانونية» للاحتلال بتشريع النهب والسيطرة على الأرض الفلسطينية استكمالًا لمشروع قانون ضم الضفة الغربية». من الواضح أن هنالك فرقًا بين النصّين؛ مع ذلك يصف بيانُ المنظمة، ولو بلُغة حذرة، قرار اللجنة الاسرائيلية «بالإبعاد» في إشارة إلى خطوة اسرائيلية مجحفة تحرمه من ممارسة حقه، وبلغة خالية من التطرق إلى دور المحكمة العليا وموقف المنظمة من توجه الفلسطينيين إليها. لقد دعوت مرارا إلى ضرورة إعادة النظر في التوجه إلى «محكمة الاحتلال العليا» ولا أعرف متى سيتمّ ذلك؟ أو ربما لن يتمّ، فالوزيرة شكيد وحكومتها سيقومون بمهمة كنس الفلسطينيين وظلال حقوقهم من أروقة تلك المحاكم، وحصرها بين نعال الجنود وبطاقات «التفرقة العنصرية». حكومة إسرائيل ستبقى كتلك «الهيدرا « التي في الأساطير، تضربنا وتضربهم، وعلى الرغم من ذلك أخالني أننا، المواطنين العرب في إسرائيل، ما زلنا كأجدادنا «طيبين وحالمين فلم نر الغدَ يسرق الماضي- طريدته ويرحلُ». أما حان الوقت أن تفيقوا وتصدّقوا حدسكم؟ كاتب فلسطيني هواجس نكبة – حين يكون «اللوز» مراً جواد بولس  |
| الوله الهندي والصلف العربي Posted: 01 Mar 2018 02:12 PM PST  تتغيب سيارات السوزوكي عن المنافسة في أسواق دول كثيرة، والشركة اليابانية ما عادت تمتلك الشهية في المنافسة في قطاعات مستجدة على سوق السيارات العالمي، مثل السيارات الهجينة والكهربائية، ومع ذلك، تجنبت سوزوكي الوقوع في أزمة مالية، كالتي التهمت أكثر من شركة يابانية أخرى، وما زالت الشركة تحقق أرباحاً مرضية، وللإجابة عن لغز السوزوكي تكفي جولة صغيرة في شوارع الهند، التي تشهد تتويجاً لهذه السيارة الاقتصادية في مرتبة الخيار المفضل لدى الهنود. لم تعد الهند بلاداً تركب الأفيال، و»التوك توك» أو «الراكشا» التي قدمتها الهند إلى دول مختلفة بعيدة جداً عن الأفيال في حجمها وأدائها، وإن كانت تفي بالغرض في معظم الأحوال، وتحظى بالاعتراف الذي يجعلها تدخل وراء أسوار المنتجعات الفخمة، وهذه الميزة التي لم تتحصل عليها مركبة «التوك توك» في مصر، حيث ما زالت تعمل في مناطق محدودة، ويقف دون سيطرتها على الواجهات السياحية والراقية للمدن، الكثير من الخطوط الحمر، ومع ذلك، فالتوك توك رسالة هندية إلى العالم تحمل في داخلها كثيراً من أسرار الفرص الضائعة على هذه القارة المتنوعة والمعقدة. الهنود يبدون واثقين من المستقبل، ويستمدون جانباً معتبراً من هذه الثقة اعتماداً على كتلتهم السكانية المخيفة، التي جعلتهم في التسعينيات يفرضون نجمهم المحبوب اميتاب باتشان كأفضل ممثل في القرن العشرين، متقدماً على جميع نجوم هوليوود، وكان ذلك قبل شيوع الاتصال على الإنترنت على النحو الراهن، ويتميز الهنود عن الصينيين بتقدمهم في الإنتاج الذاتي، بمعنى قدرتهم على الابتكار وتقديم حلولهم الخاصة، بغض النظر عن فعاليتها في أي مكان آخر غير الهند، بينما تميل الصناعة الصينية إلى التقليد والاستنساخ، كما أن الهنود يمتلكون اليوم تأثيراً اقتصادياً وثقافياً واسعاً في العالم الغربي، يجعلهم يمتلكون تأثيراً أبعد من الوزن الاقتصادي الصيني، وأعمق كذلك. الهند تبدو راضية بموقعها الخجول على خريطة السياسة العالمية، وتتعطل لدى الهنود غريزة المزاحمة، فهي عالم مكتمل على ذاته ومنغلق على مشكلاته، ولا يتقبل الآخرين على أرضه إلا بكثير من الحذر، الذي يمكن أن يتغافل عنه الزائر في الأدب الذي يبديه الهنود في تعاملاتهم، وتختفي تحته أظافر وحشية، مستعدة لأن تندفع في عمق لحم الطرف الآخر في حالة الدخول على خط اللعبة الخطرة، بالضغط على مفاتيح كرامتهم التي تعتبر هي الأخرى شأناً معقداً من الصعب فهمه. لن يطول الأمر حتى تستيقظ الهند، وهذه اليقظة ستجد امتدادها شرقاً في مجتمعات الشتات الهندي الكبرى في الخليج العربي، وستتنازل الهند عن مطالبتها بالحصول على الإعجاب بثقافتها المفرطة والباذخة بصرياً، لتطالب العالم بما يليق بها من الاحترام والخشية والخوف على وقع صوت مرتفع ستفرضه مدافعها وطائراتها، وفوق ذلك، شعوب معبأة وطنياً لدرجة الشوفينية. اعتادت الهند على مشاهدة العالم يمضي من حولها، وغادرت موقع البقرة المقدسة التي تناوب على ضرعها المغول والبرتغاليون والإنكليز، ولكن لا شيء يضمن ألا تستفز الشهية الهندية تجاه طريق الحرير البحري من الصين إلى أوروبا وحرب الموانئ التي تجري على تخومه وأطرافه، خاصة فصليه الأخيرين بدخول باكستان، لتقدم موانئها للمنافسة على ذلك الطريق، والدخول الصاخب لتركيا في سواكن السودانية، وفي حالة دخول الهند على الطريق فإن العالم سيشهد جولة جديدة مرهقة ستلقي جانباً بلاعبين رئيسيين إلى الهامش. تتراجع وتيرة المخاوف الهندية من باكستان، والجيل الجديد من الاستراتيجيين الهنود تفهموا أنه من الممكن والمتيسر، أن يراقصوا الصين بالطريقة نفسها، فأي دعم صيني لباكستان سيقابله شغب هندي على امتداد خريطة محيطها، وحتى الجنة الإفريقية التي يعيد آدم الصين اكتشاف ذاته في أدغالها ومناجمها، فإن الهند تمتلك مفاتيح ثقافية عميقة من العلاقات مع ساحلها الشرقي على الأقل، والهنود ليسوا طارئين على ذلك الساحل، الذي كان حديقة خلفية لسلطنة عمان في ذروة امتدادها، فالوجود الهندي متجذر وليس طارئاً كما هي الحال مع الصين. ومع ثالث عدد للمسلمين على مستوى دولة واحدة بعد اندونيسيا وباكستان، تمتلك الهند مدخلاُ إضافياً للعالم الإسلامي، بأقلية ضخمة تقارب المئتي مليون نسمة تشكل قطاعاً عريضاً من الطبقة الوسطى في الهند، ويتواجد بين جنباتها السنة والشيعة غير المتأثرين بسخونة الصراع المذهبي، كما أن الإسلام الهندي يتصف بالتسامح، لتشربه بالعلمانية الهندية، حتى لو كانت مجرد أحد المظاهر الذي تتبناه الدولة وتدحضه يومياً ممارسات أتباع الديانات الهندية المختلفة. كل هذه المعطيات التي تصب في مصلحة الهند، ووجود عمق مشترك ومصالح مشتركة بين الهنود والدول العربية، وصفحة خالية من الثارات القديمة التي تحمل تاريخ الصراعات مع ايران وتركيا، تجعل من الضروري أن تلتفت الدبلوماسية العربية للهند، وأن تعتبر دلهي محطة رئيسية في حراكها الدولي المكوكي والفارغ المعنى، لأنه لا يلقى صداه لدى دول تمارس النفاق السياسي، وتبيع مشاعر مستعملة ومستهلكة للوفود العربية، التي تلقى استقبالاً معقولاً، بل مشجعاً أحياناً، وتضيف صوراً كثيرة للأرشيف بدون أن تحصل على أي نتائج، وربما يعتبر الخروج صفر اليدين إنجازاً، لأنه في كثير من المواقف تكون المحصلة سلبية، ويذكر مثلاً أن بوتين الذي اعتاد تسويق شخصيته القوية أمام ضيوفه، يتحول إلى شخص وديع أمام رئيس الوزراء نتنياهو، الذي يترك زوجته تستقبله ولا يكلف نفسه عناء الوقوف للترحيب بالقيصر. يحتاج العرب لأن يدخلوا في تحالفات تتلاءم معهم، وأن يوقظوا الفتنة الهندية من نومها الطويل، وهذه النقطة كانت في وعي جمال عبد الناصر في تجربته لاستمالة جواهر لال نهرو لحركة عدم الانحياز، بينما لم تدرك مثلاً دول الخليج التي تمتلك نقاط التقاء ومصالح كثيرة مع الهند، وانساقت في الرهان على باكستان الغارقة في مشكلاتها، بدون أن تمتلك أي أفق للبحث عن موقع في المستقبل، ومع ذلك لا يبدو أن الوقت أصبح متأخراً لصفقات واسعة مع الهند، وأن المجال ما زال قائماَ لترجمة بعض من اللغات المسيطرة في الهند، وهذه الصفقة لو تأخرت فإن المشرق العربي، خاصة الخليج سيصبح جزءاً من الصفقة، وسيوضع على الطاولة لتضييعه الوقت بدون التقدم للجلوس في أحد المواقع الشاغرة حول الطاولة. صحيح أن سوزوكي لن تستطيع أن تتصدر المنافسة في سوق السيارات، ولكن ما حققته من رصيد في قدرتها على ترجمة الواقع والمخيلة في الهند، سيجنبها المصير المؤسف الذي آلت له شركات عملاقة أخرى. كاتب أردني الوله الهندي والصلف العربي سامح المحاريق  |
| المناخ الانتخابي في تونس وأخلاقيات العمل السياسي Posted: 01 Mar 2018 02:11 PM PST  الاستقواء بالدولة لكسب المعركة الانتخابية، عنوان المرحلة السياسية للأحزاب الحاكمة في تونس، إذ يُعتبر تكليف حزب نداء تونس 12 وزيرا في الحكومة بقيادة الحملة الانتخابية البلدية، تعبيرا صادقا عن مراهقة سياسية مكشوفة، تُستغلُّ ضمنها المناصب الحكومية ويُستقوى فيها بأجهزة الدّولة، بغرض كسب الرهان الانتخابي المقبل، ناهيك عن حركة الولّاة والمعتمدين التي تُحوّر وفق أجندات انتخابية، ويتمّ تعيين أكثر من 40 معتمدا جديدا سيشرفون بشكل مباشر على التنافس الانتخابي البلدي. وبهذا تُجاهر الأحزاب الحاكمة بعدم حيادية الإدارة، وبنيّة التأثير على الانتخابات، وهو شكل من أشكال الاستبداد غير المسبوق رأت فيه المعارضة تداخلا مفضوحا بين الدولة والأحزاب الحاكمة، خاصّة حزب نداء تونس، الذي يتولّى رئاسة الجمهورية، ويستغلّ إمكانيات الحكومة وموارد الدولة لتعزيز حضوره بقوّة في الإدارة والمؤسّسات، ومع ذلك يُردّدُ بعض القياديين في هذا الحزب شعارات المغالطة والتّمويه، مُعتبرين أنّ نقد تصرّفات النداء ما هو إلّا تعويض عن عجز بعض الأحزاب خوض الانتخابات البلدية وهروبها إلى الأمام، عبر تشويه الحزب الحاكم، والتشكيك في نزاهة خطواته ضمن «النظام الديمقراطي» الذي يفترض الفصل بين العمل الحزبي والعمل الحكومي، ويضمن عدم تداخل الحزب بالإدارة. هكذا إذن على التونسيين أن يُميّزوا بين ما تضعهُ الدولة من إمكانيات لفائدة الوزراء والمستشارين للتحرّك ضمن مهام التزامهم الحكومي خدمة للدولة والمواطنين، وما يضعه الحزب على ذمّتهم من إمكانيات للتحرّك ضمن أنشطتهم الحزبية ومهامّهم السياسية، وهي معادلة تُثير السّخرية فعلا، تأتي على لسان حافظ قائد السبسي المدير التنفيذي لحزب نداء تونس، ومثلُها يُطيل أمد المرحلة الانتقالية التي لا يقترب فيها المشهد العام في تونس إلى الآن من الاستقرار الحزبي أو السياسي، رغم الخطوات المهمّة لتثبيت المؤسسات الدستورية. وإن كانت الانتخابات البلدية تمرُّ من الآن بمطبّات، سببها التوتّر الحزبي وتفاقم الخلاف السياسي، وخشية أحزاب المعارضة من غياب النزاهة الانتخابية، بالنظر إلى سلوك حزبي النداء والنهضة، فكيف ستكون المعركة الانتخابية التشريعية والرئاسية سنة 2019؟ أخذا في الاعتبار أنّ المال السياسي والإمكانات الماديّة الضّخمة لأحزاب معيّنة من شأنها أن تُؤثّر في المسار الانتخابي كما كان الأمر سنة 2014، ينضاف إلى ذلك دور المؤسّسات الإعلامية المتحزّبة في توجيه الرأي العام، والأهمّ من تلك الآليتين، استغلال مؤسّسات الدولة وتفعيلها للمصلحة الحزبية. ومع ذلك يبقى هامش الإرادة الانتخابية للمواطن التّونسي فوق كلّ الحسابات، إذ يُمكن أن يُغيّر النّاخب كلّ التوقّعات الماقبلية، بما فيها استطلاعات الرأي التي تُطمئنُ بعض الأحزاب وتستكين إليها في نوع من الحسم الافتراضي. يبدو أنّ حكومة الشاهد همّها الوحيد الوصول إلى الاستحقاق الانتخابي المقبل، مع عدم انكار الطموحات الشخصية والحزبية، وهذا الهدف حَيّدَ بشكل ما الإصلاح الاقتصادي والعمل التنموي، إضافة إلى استكمال بناء المؤسّسات الدستورية. وأمام الوضع الاقتصادي غير المستقر عكست الاجراءات التي أقدمت عليها الحكومة، بما فيها الزيادات المجحفة في الأسعار، تمشّيا غير منهجي لحكومة تفتقر البرنامج الواضح وتغيب عنها الخطوط العريضة، ضمن استراتيجية عمل واضحة ومدروسة، بما أفضى إلى احتجاجات شعبية في أوّل يناير من هذا العام أربكت الأحزاب الحاكمة، التي عوّلت على المنظّمة النقابية الأكبر في البلاد في تهدئة المناخ الاجتماعي المتوتّر بطبعه منذ سنوات، ورأى كثيرون في ذلك مساندة من اتّحاد الشغل للحكومة، وتفاعلا مشبوها لا يشفعه كلام أمينه العام نور الدين الطبوبي عن مساندة الاتّحاد «للاستقرار السياسي ومن له القدرة على التقدّم بتونس والسير بها نحو الأفضل». ومثل هذه الحكومة الفاشلة التي تفتقد البرنامج انتهى بها الأمر إلى الانقياد وراء إملاءات البنك الدولي، والإبقاء على النمط الليبرالي الذي يحفظ رأس المال المتوحش لدى أقلية لا تُعير شأنا لأغلبية تئنّ تحت وطأة الفقر وضيق الحال وعسر المعيش اليومي. وقد وجدت مثل هذه الحكومة في الاتّحاد كما في بعض الأحزاب حزاما نقابيا وسياسيا يؤمّن بقاءها في السلطة، رغم تفاقم الجباية على الكادحين وتأزّم قدرتهم الشرائية، فالتضحيات التي تفوّه بها رئيس الحكومة لا تهمّ النخبة الحاكمة، ولا الفئات الغنية ورجال الأعمال بقدر ما وُجّهت كالمعتاد للطبقات الفقيرة، وضعيفة الدخل وهو أمر غير مقبول أمام غياب استراتيجية عمل لتنمية الجهات المحرومة، وتوفير مواطن شغل لآلاف المعطّلين. ومؤسف أن ينتهي الأمر إلى مشهد تغيب فيه أدنى شروط العدالة الاجتماعية بين أقلية تحتكر الدولة لمصالحها الذاتية المطلقة، وأكثرية ترى حقوقها مُستلبة بفعل وسائط السلطة المادية والسياسية، والنتيجة تزايد الاستيلاب الفكري والمادي والشعور بالضّيم والإحباط المعنوي أمام إطار جامع نظريا مفرّق عمليا اسمه «الدولة» . كاتب تونسي المناخ الانتخابي في تونس وأخلاقيات العمل السياسي لطفي العبيدي  |
| الأيوبي بين الوعي الأوروبي والوعي العربي Posted: 01 Mar 2018 02:11 PM PST  صلاح الدين الأيوبي قائد عسكري أسس الدولة الأيوبية التي وحدت مصر والشام والحجاز وتهامة واليمن في ظل الراية العباسية، بعد أن قضى على الدولة الفاطمية التي استمرت 262 سنة. قاد صلاح الدين حملات ومعارك عدّة ضد الفرنجة وغيرهم من الصليبيين الأوروبيين في سبيل استعادة الأراضي المقدسة التي كان الصليبيون قد استولوا عليها أواخر القرن الحادي عشر، وقد تمكن في نهاية المطاف من استعادة معظم أراضي فلسطين ولبنان بما فيها مدينة القدس، بعد أن هزم جيش بيت المقدس هزيمة منكرة في معركة حطين. كان صلاح الدين يقول بمذهب أهل السنة والجماعة. في الوعي العربي نجد عُقاب صلاح الدين الذي اكتشف في قلعة القاهرة، والذي اقتُبس ليُصبح شعارًا لدول عربية وإسلامية، بالرغم من أن الدولة التي أسسها صلاح الدين لم تدم طويلاً من بعده إلا أن صلاح الدين يُعَدُّ في الوعي العربي الإسلامي محرر القدس. ومع تصاعد مشاعر القومية العربية في القرن العشرين، ولا سيما في وجود الصراع العربي الإسرائيلي، اكتسبت بطولة صلاح الدين وقيادته أهمية جديدة، فقد كان في تحريره للقدس من الصليبيين مصدر إلهام لمعارضة العرب في العصر الحديث للصهيونية. كما استُلهمت شخصيته في الملاحم والأشعار وحتى مناهج التربية الوطنية في الدول العربية، كما أُلّفَت عشرات الكتب عن سيرته، وتناولتها المسرحيات والتمثيليات والأعمال الدرامية. لا يزال صلاح الدين يُضرب به المثل كقائد مسلم مثالي واجه أعداءه بحسم ليحرر أراضي المسلمين، دون تفريط في الشهامة والأخلاق الرفيعة. علاوة على ذلك، كان يُنظر إلى وحدة العالم العربي تحت راية صلاح الدين رمزًا مثاليًا للوحدة الجديدة التي سعى إليها القوميون العرب، بقيادة جمال عبد الناصر. لهذا السبب، أصبح نسر صلاح الدين رمزًا لدولة ما بعد الملكية في مصر، واعتمد لاحقًا كشعار لعدد من الدول العربية الأخرى مثل العراق وفلسطين واليمن وسوريا. بل إن هناك محافظة في العراق سُمّيت على اسمه، إضافة إلى جامعة صلاح الدين في أربيل أكبر مدن كردستان العراق. يوجد عدد قليل من المباني منذ عهد صلاح الدين ما زالت باقية في المدن الحديثة. فقد كان أول من حصّن قلعة القاهرة (1175-1183) مدخلاً ذلك الطراز المعماري العسكري إلى مصر الذي لم تعرف قبله سوى القصبات الشمال أفريقية، ونموذجا آخر عليه وإن كان أصغر قلعة الجندي في سيناء، والتي تشرف على طريق القوافل الذي يربط مصر بالشرق الأدنى. في تلك القلعة، عثر فريق آثار فرنسي عام 1909م، على عدد من الغرف المقببة الكبيرة المنحوتة في الصخر، فيها بقايا متاجر وصهاريج مياه. كذلك يُطلق بعض المسلمين على أولادهم الذكور اسم «صلاح الدين» تيمنًا بهذا القائد، على الرغم من أن هذا الاسم كان لقبًا للسلطان الأيوبي خُلع عليه بعد إسقاطه الدولة الفاطمية وقتاله الصليبيين. في الوعي الأوروبي بالرغم من كون صلاح الدين خصمًا للأوروبيين، فإنه ظل لديهم نموذجًا للفارس الشهم الذي تتجسد فيه أخلاق الفروسية بالمفهوم الأوروبي، حتى أنه توجد ملحمة شعبية شعرية من القرن الرابع عشر تصف أعماله البطولية. فعلى الرغم من المذبحة التي قام بها الصليبيون عندما احتلوا القدس في عام 1099م، فقد عفا صلاح الدين وسمح للمسيحيين الغربيين بالمغادرة مع بقايا الجيش المسيحي المنهزم، طالما أنهم كانوا قادرين على دفع الفدية التي فرضها عليهم. كما عومل الأرثوذكس (ومنهم مسيحيون عرب) معاملة أفضل لأنهم عادة ما كانوا يعارضون الغزو الأوروبي الصليبي. بالرغم من الاختلاف في العقيدة فإن القُواد المسيحيين امتدحوا صلاح الدين، خصوصًا ريتشارد قلب الأسد، الذي يُروى أنه قال عنه إنه أمير عظيم وإنه بلا شك أعظم وأقوى قائد في العالم الإسلامي؛ كما يُروى أن صلاح الدين ردَّ بأنه لم يكن هناك قائد مسيحي أشرف من ريتشارد. بعد معاهدة الرملة، تبادل صلاح الدين وريتشارد الهدايا كرمز للاحترام المتبادل، ولكنهما لم يلتقيا قط وجهًا لوجه. رسم أوروبي من القرن الثالث عشر يُظهر ريتشارد الأول «قلب الأسد» وصلاح الدين في مبارزة. قال عنه المؤرخون الأوروبيون أنه «من الحق أن كرمه وورعه وبعده عن التعصب؛ تلك الليبرالية والنزاهة التي كانت النموذج الذي ألهم مؤرخينا القدماء؛ هي ما أكسبه احترامًا في سوريا الإفرنجية لا يقل عن الذي له في أرض الإسلام». الواقع أن هناك الكثير من الشهادات الأوروبية الناصعة المشيدة بصلاح الدين، ومن ذلك ما ذكره المؤرخ الصليبي أرنول المعاصر لصلاح الدين، كما نجد أن المؤرخ البيزنطي نيكتاس خونياتس الذي شاهد بأم عينيه سقوط القسطنطينية في يد الصليبيين عام 1204م وما فعلوه بهذه المدينة العريقة من سلب ونهب وهتك أعراض نسائها، حتى راهبات الأديرة لم يسلمن من هذا الفعل الفظيع، هذا المؤرخ حين يتحدث عن صلاح الدين ودخوله على رأس المسلمين القدس، تختلف نبرته وتعتدل لهجته.هذه الشهادة الغربية تؤكد ما ذكرناه من نبالة وطهارة مقصد المسلمين حين دخلوا القدس بقيادة صلاح الدين، لا همَّ لهم إلا استعادة مقدساتهم من دون الاعتداء على المحتلين، ولو فعلوا ما لامهم أحد، فلا تنسى صفحات التاريخ حمامات الدم التي امتلأت بدماء المسلمين حين اقتحم الصليبيون القدس عام 1099. نعم لقد شكَّلَ فعلُ صلاح الدين حين استعاد المدينة صدمة نفسية عميقة للأوربيين جميعًا، وهو ما جعل مؤرخ سقوط الإمبراطورية الرومانية إدوارد جيبون، يشيد بصلاح الدين ويمتدح تواضعه وتقشفه. وهذه الشهادة تشير إلى جانب رائع في حياة صلاح الدين، وهو تقديم مصالح الأمة على مصالحه الشخصية، فعلى رغم تدينه وتقواه إلا أن مصلحة الأمة تغلب على مصلحته الشخصية، فلم يتمكن من أداء فريضة الحج بسبب خوفه على ما حقق من إنجازات، منها توحيد مصر والشام في دولة واحدة أثمرت استعادة القدس ومعظم المناطق التي احتلها الصليبيون في فلسطين. عن مكانة صلاح الدين الأسطورية في أوروبا، يقول المؤرخ الروسي ميخائيل زابوروف إن «الرقة النسبية التي أبداها القائد العسكري صلاح الدين الأيوبي بعد الاستيلاء على القدس كانت، في ما كانت، سبباً لتزيين تاريخ صلاح الدين في الغرب في ما بعد بشتى الأساطير التي تطري شهامته غير العادية، أما في الواقع، فإن اعتدال صلاح أملته الاعتبارات السياسية، ذلك أنه كان عليه أن يضم أراضي دول الصليبيين إلى قوام الدولة المصرية، ولم يكن من شأن شراسة الظافر إلا أن تسيء إلى هذه القضية». يبقى إعجاب المؤرخ البريطاني هاملتون جب بصلاح الدين أيما إعجاب، إذ يرى في عهده نقطة فارقة في تاريخ العلاقات بين الشرق والغرب، حين يقول: «يشكل عهد صلاح الدين أكثر من مجرد حادثة عابرة في تاريخ الحروب الصليبية، فهو يمثل إحدى تلك اللحظات النادرة والمثيرة في التاريخ البشري… استطاع صلاح الدين أن يتغلب على جميع العقبات لكي يخلق وحدة معنوية برهنت أن لها من القوة ما يكفي القول للوقوف بوجه التحدي من الغرب». على النقيض، ووفقًا لبعض المصادر، فخلال الحرب العالمية الأولى، أعلن القائد البريطاني إدموند ألنبي بفخر أن «اليوم انتهت الحروب الصليبية» رافعًا سيفه نحو تمثال لصلاح الدين الأيوبي بعد الاستيلاء على دمشق، وهي العبارة التي لازمت ألنبي طوال حياته، وهو ما احتج عليه بشدة ضد من يصفون غزوه لفلسطين عام 1917م بالحملة الصليبية. وفي عام 1933م، ذكر ألنبي أن أهمية القدس تكمن في أهميتها الاستراتيجية، ولم يكن هناك دوافع دينية لتلك الحملة. كما احتفلت الصحافة البريطانية أيضًا باحتلال الشام برسم هزلي لريتشارد قلب الأسد وهو ينظر إلى القدس وكتب تحتها عبارة «أخيرًا، تحقق حلمي». وبعد أن دخل الفريق أول الفرنسي هنري غورو المدينة في شهر يوليو/ تموز1920م، ركل قبر صلاح الدين الأيوبي وهو يصيح «استيقظ يا صلاح الدين، لقد عدنا.. وجودي هنا يكرس انتصار الصليب على الهلال». كانت المواجهة مع الملك ريتشارد ومعاهدة الرملة آخر أعمال صلاح الدين، إذ أنه بعد وقت قصير من رحيل ريتشارد، مرض صلاح الدين بالحمى الصفراوية يوم السبت في 20 فبراير/ شباط 1193م، الموافق فيه 16 صفر سنة 589 هـ، وأصابه أرق فلم ينم الليل إلا قليلاً، وأخذ المرض يشتد ويزيد، حتى قال طبيبه الخاص، أن أجل السلطان أصبح قاب قوسين أو أدنى، واستمر المرض يشتد حتى انتهى إلى غاية الضعف، وتوفي صلاح الدين فجر يوم الأربعاء في 4 مارس/ آزار 1193م، الموافق فيه 27 صفر سنة 589هـ، فأفجع موته المسلمين عمومًا والدمشقيين خصوصًا، وبكاه الكثيرون عند تشييعه، وغشي الناس ما شغلهم عن الصلاة عليه، وتأسف الناس عليه حتى الفرنج لما كان من صدق وفائه، ودُفن بعد صلاة عصر ذلك اليوم في المدرسة العزيزية قرب المسجد الأموي في دمشق، إلى جوار الملك نور الدين زنكي، وعندما فُتحت خزانته الشخصية لم يكن فيها ما يكفي من المال لجنازته، فلم يكن فيها سوى سبعة وأربعين درهمًا ناصريًا ودينارًا واحدًا ذهبًا، ولم يخلف ملكًا ولا دارًا، إذ كان قد أنفق معظم ماله في الصدقات. كاتب وباحث في تاريخ العلاقات الدولية الأيوبي بين الوعي الأوروبي والوعي العربي د. محمد عبدالرحمن عريف  |