من المسؤول عن استهداف الأقباط؟ Posted: 26 Feb 2017 02:31 PM PST ما يقارب من 118 أسرة تم تهجيرها قسراً من مدينة العريش في شمال سيناء بعد هجمات استهدفتهم هناك وأدت إلى مقتل ثمانية منهم، في مشهد جديد لتصعيد مستمر شهدنا مثيلاً له العام الماضي مع الهجوم على الكنيسة البطرسية في القاهرة الذي قتل فيه 25 شخصا وأصيب 31 آخرون، وهي أحداث تكرّر سياقاً قديما تتعدّد أطرافه وتتداخل لكنّها تشير أيضاً إلى خلل سياسيّ عميق يضرب أركان الدولة والمجتمع المصريين. وإذا كانت ظاهرة العداء للأقباط ذات جذور قديمة في عالم كانت فيه النظرة الدينية هي السائدة للعلاقات بين البشر، فإن استمرار هذه الظاهرة وانفلات مؤشراتها دليل على ارتباطها بالأزمات الاجتماعية والسياسية المصرية للدولة الوطنية الحديثة وفشلها الخطير في حل إشكاليات الديمقراطية والتنمية والعدالة، وهو فشل يتمّ تصريفه على حساب الوحدة السياسية والاجتماعية للمصريين، ويدفع الأقباط الفقراء منهم ثمنه بأشكال التحقير والازدراء والاضطهاد والتمييز الممنهج والعشوائي ليس من أجهزة الدولة والتنظيمات السلفيّة المتطرّفة بل كذلك من بعض نظرائهم المسلمين، الذين يتشاركون معهم وطأة التهميش والاستبداد والقمع! في صفحة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» نجد ترتيبا لأحداث اضطهاد الأقباط يبدأ بحادثين فقط في عهد الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر تليه سبعة حوادث في عهد أنور السادات ثم يصعد المؤشّر بقوّة إلى أكثر من مئة حادث في عهد حسني مبارك. وتكشف هذه الإحصائيات (ذات الطابع الشعبي والفرديّ) عن أن المسألة القبطية ازدادت استفحالاً وتأججاً مع الانحطاط الذي شهدته الدولة العسكرية في مصر والذي أدّى عام 2011 إلى ثورة كان من المفروض أن تنقل مصر من عهد الاستبداد إلى مسار عهد الديمقراطية والحكم المدنيّ. أدّت الانتخابات، كما هو معلوم، لتسلّم محمد مرسي، المحسوب على جماعة «الإخوان المسلمين» الرئاسة، وهو مسار تمّ قطعه فجأة باستيلاء العسكر مجدداً على السلطة. معلوم أيضاً أن الانقلاب حصل على تأييد الكنيسة القبطية (وكذلك الأزهر طبعاً)، وشاركت في تأييده جماعات سياسية عديدة، لكن بعض الاتجاهات السياسية الإسلامية اعتبرت ما حصل من رفض الكنيسة، وعموم الأقباط، لحكم «الإخوان» وتأييدهم لانقلاب العسكر على الديمقراطية موقفاً طائفيّاً مما رفع مستوى الاحتقان السياسي والاجتماعي إلى ذرى جديدة. يحيل بيان وقعته 490 شخصية عامة مصرية أدانت استهداف الأقباط الأخير في سيناء واعتبرت الهجوم عليهم وهجرتهم القسرية نتيجة حرب بين التنظيمات الطائفية المسلحة وقوات الجيش والشرطة، مشيرة إلى أنهم وقعوا فريسة لانتهاكات الطرفين، ووجهوا اللوم إلى الدولة التي لا تحميهم بل تستخدم القضية القبطية لتأكيد شرعية النظام وانتزاع القبول الدولي، من دون أن تقوم عمليّا بأي تعديلات للتشريعات التي تؤيد التمييز وتقوض المواطنة، وأن التنظيمات المتطرفة تستمد قوتها من انتهاكات الدولة. إحدى النقاط الخطيرة التي التفتت إليها الشخصيات السياسية المصرية في البيان ما سمته «المساعي الرامية لجعل شمال سيناء ساحة للصراع الإقليمي على غرار الموصل والرقة» وهو ما أشارت إليه إحدى النساء اللاجئات بقولها «الناس بيقولوا مصر أحسن من سوريا والعراق. ييجوا يشوفوا حياتنا ويشوفوا الموت بيطاردنا وإزاي بقينا لاجئين في بلدنا». وكعادته، فإن الوعي الشعبي المرتكز إلى وقائع محسوسة يضع إصبعه على الجرح المفتوح ويسخر من بيانات السلطات السياسية والدينية معاً فإحدى اللاجئات تقول «فين السيسي اللي انتخبناه ووقفنا معاه؟»، كما تقول «فين البابا منا؟ والأنبا قزمان أسقفنا اللي قفل باب الكاتدرائية في وجهنا وقال لنا مفيش مكان»، فيما يقول آخر «اللي إحنا فيه مش فتنة طائفية لأن الذي ساعدني أهرب كان جيراني المسلمين. البابا ميعرفش عنا حاجة»! ما يحصل ذو جذور طائفية قديمة لكنّه، في عمقه، وكما قال اللاجئون الهاربون بطرق عفوية متعددة، صراع سياسيّ جذره الاستبداد السياسي والديني بجميع أشكاله. من المسؤول عن استهداف الأقباط؟ رأي القدس |
جين أوستن: احتفاء واغتصاب! Posted: 26 Feb 2017 02:31 PM PST في بريطانيا، وأصقاع أخرى من عوالم القراءة الأنغلوفونية، انطلقت هذه السنة احتفالات شتى بالذكرى الـ200 لرحيل الروائية الإنكليزية الشهيرة جين أوستن (1775 ـ 1817)؛ لعلّ أبرزها، ثقافيا، المعرض الذي تحتضنه «المكتبة البريطانية» في لندن، ويستعيد عشرات الوثائق، والمخطوطات، والمقتنيات الشخصية؛ وفي طليعتها، على صعيد الحياة العملية، إصدار ورقة نقدية بقيمة 10 باوندات، وقطعة نقدية بقيمة جنيهَيْن، تحملان صورتها. والأرجح، كما للمرء أن ينتظر، أنّ السينما والتلفزيون والمسارح والمكتبات، فضلا عن أروقة الجامعات والمعاهد ومراكز البحث، سوف تشهد عشرات الأنشطة حول سيدة عُدّت، على نطاقات واسعة ومتشعبة، «أيقونة» الرواية الإنكليزية الحديثة. من جانبي أتوقف، في هذه المناسبة، عند وجهتَيْ نظر حول أدب أوستن؛ الأولى قال بها إدوارد سعيد، والثانية جاءت من الروائي الترنيدادي ف. س. نايبول؛ دون أن أعني، بذلك، أيّ مستوى من المقارنة، بصدد الكفاءة أو النزاهة الفكرية أو الأخلاقية، بين الرجلين. الأمر، في مستوياته الأهمّ والأبسط، يخدم في استكشاف ذلك التعقيد (غير المنتظَر لدى غالبية لا بأس بها من محبّي أوستن) الذي اكتنف أدبها في مختلف قراءاته اللاحقة، وخاصة على ضوء مناهج التحليل والتأويل في النظرية النقدية المعاصرة. ففي «الإمبريالية والثقافة»، 1993، في قسم بعنوان «جين أوستن والإمبراطورية»؛ يسعى سعيد إلى استكشاف الروابط ـ غير المباشرة للوهلة الأولى، والمباشرة أيضا في نماذج كثيرة ـ بين أدب أوستن والمشروع الاستعماري والإمبراطوري البريطاني، وتحديدا في رواية «روضة مانسفيلد»، 1814؛ كما يتجلى ذلك في نظرة الراوية فاني برايس (أوستن نفسها، في الواقع) تجاه مزارع قصب السكر التي يمتلكها السير توماس بيرترام ما وراء البحار، وكذلك مبدأ العبودية وتشغيل العبيد. ومن خلال اتكاء على كتاب رايموند وليامز «الريف والمدينة»، وأفكار جون ستيوات مل حول «الواجبات المقدسة التي تقع على عاتق الأمم المتحضرة «تجاه الشعوب المستعمَرة أو المستعبَدة؛ يستخلص سعيد أنّ الإيديولوجيا الاستعمارية، التي أتاحت للقيم الإنسانوية البريطانية أن تترعرع جنبا إلى جنب مع تبخيس الثقافات المستعمَرة، واضحة أو حتى مركزية في الروايات ما قبل الإمبريالية، والتي لا تُصنّف عموما في خانة الأعمال ذات الموضوعات الاستعمارية الصريحة. يومها قامت الدنيا ولم تقعد في أوساط بعض النقاد البريطانيين، وبينهم عدد من أبناء الثقافة الأنغلو ـ ساكسونية، وذهب البعض إلى درجة الحديث عن «اغتصاب» أوستن! هؤلاء، بالطبع لم يكونوا على عدائهم القديم لـ«الاستشراق»، كتاب سعيد الإشكالي الذي كان قد صدر قبل 15 سنة، فحسب؛ بل كذلك لأنّ أوستن رمز للمبدأ الاستعماري القديم حول «عبء الرجل الأبيض»، وأيقونة آداب التاج. ولقد أوضح سعيد، في ذلك النصّ ذاته، كما في تعقيبات لاحقة، أنه ليس من السخف العقلي بحيث «ينتظر من جين أوستن أن تعامل العبيد على أيّ نحو يشبه تعاطف أحد أنصار تحريم العبودية، أو أحد العبيد المحررين»، من جهة أولى؛ أو انه يرى الروائية البريطانية في صورة «امرأة بيضاء، فاقدة للحسّ، متواطئة» مع الاستعمار والنظام العبودي، من جهة ثانية. في المقابل، اعتبر عمل أوستن «غنيا»، و»تعقيده الجمالي والفكري» يقتضي تحليلا أعمق وأكثر تمهلا. نايبول، حامل نوبل الآداب للعام 2001 وخلال لقاء مفتوح في «الجمعية الجغرافية الملكية» ـ وليس في أي مكان آخر! ـ سُئل إنْ كان يرى أي امرأة كاتبة تعادل أدبه، فقال، دون أدنى تردد: «لا أظنّ ذلك»! وماذا عن أوستن؟ أجاب نايبول: «لا أستطيع أن أتقبّل طموحاتها العاطفية، وحسّها العاطفي بالعالم»؛ خاصة أنّ المرأة، عموما، «مختلفة تماما». كيف؟ «أقرأ قطعة من كتابة ما، وخلال فقرة أو اثنتين أعرف إنْ كانت لامرأة أم لرجل. ولهذا فإنّ أوستن ليست مكافئة لي». ثمّ، أبعد من هذا وذاك، المرأة إجمالا تعاني من «المزاج العاطفي، والنظرة الضيقة إلى العالم. وما دامت، بالضرورة، ليست سيّد بيت ما، فإنّ هذا الإحساس يجتاحها في الكتابة أيضا». والحال أنّ هذا الموقف من المرأة يستكمل سلسلة مواقف نايبول العنصرية والاستعمارية، رغم أنه سليل إحدى المستعمرات؛ الأمر الذي دفع سعيد، نفسه، إلى وصفه هكذا: كراهيته للشعوب، وللإسلام خاصة، «دفعته إلى الكفّ حتى عن التفكير، بمعنى ما، فأصبح عوضا عن ذلك حالة انتحار ذهني تجبره على تكرار الصيغة ذاتها مرّة بعد أخرى، وهذا ما أسمّيه مصيبة فكرية من الدرجة الأولى». وضمن سطور مراجعة لعمل نايبول الشهير «في أوساط المؤمنين: رحلة إسلامية»، 1981، أوضح سعيد أنّ هذا الرحالة يأتي إلى بلدان الشرق محمّلا بانحيازين مسبقَيْن: الأوّل ضدّ ثقافة أهل البلد، والثاني ضدّ تحرّر البلد ذاته من الاستعمار الغربي! وبين احتفاء رسمي، يصنعه المتحف والورقة النقدية؛ ومقاربة فكرية وتحليلية فارقة، من طراز ما اقترحه سعيد؛ وإفقار نرجسي مريض، على شاكلة نايبول… تظلّ روايات أوستن مدعاة جاذبية عريضة لدى شرائح قراءة مختلفة، في أربع رياح الأرض، ولغاتها؛ كما تظلّ الأبعاد الرومانتيكية، والعاطفية تحديدا، في طليعة الخصال الأثيرة، صانعة الاحتفاء الأعظم والأبقى. جين أوستن: احتفاء واغتصاب! صبحي حديدي |
فانتازيا «فلسطينية»: «جحافل»جبريل تهدد بدخول الأردن ورايات «الشتات» تخفق في إسطنبول وقبلة لأحلام على رأس «الشرعية» Posted: 26 Feb 2017 02:31 PM PST لا أحد يعرف من وماذا ضغط على العصب الحيوي للرفيق أحمد جبريل، وهو يستيقظ فجأة ويقرر أنه سيدخل الأردن قسرا لـ «تحرير فلسطين»، دون أن يحدد ما إذا كان يريد تحريرها من البحر إلى النهر أو حتى حدود إتفاقية أوسلو! طبعا تعمل موجة محطة «الميادين» أو «الطائر الميمون»، كما تلقب في عمان، التي استضافت خطاب التحرير الجديد على التوقيت والتقويم الإيراني وأغلب الظن أن الرجل – نقصد الرفيق إياه – قرر إهداء شيوخ العمائم السوداء خطابا جديدا بمناسبة مؤتمر الإنتفاضة، حيث كانت الكاميرا والمايكروفون في قلب طهران. المفارقة بدت لطيفة.. تلفزيون الحكومة الأردنية ينقل بحماس استقبال الرئيس حسن روحاني لرئيس مجلس النواب الأردني عاطف طراونة ومطالبة الأول للثاني بأن ينقل تحيات الجمهورية الإسلامية للملك عبدالله الثاني. هات وخذ.. تقسيمة أو وصلة بالنكهة الإيرانية.. روحاني يوجه التحية لملك الأردن وأحمد جبريل يقول له بالحرف أنه سيدخل بلاده بجحافله العسكرية أراد الملك أم رفض. عمليا لا توجد جحافل عند الرفيق تكفل له احتلال الأردن عسكريا، لكي يقوم بالمهمة المستعجلة والبسيطة في تحرير فلسطين لأن قوات الرفيق جبريل «حصل بالمناسبة على عفو ملكي عن عقوبة الإعدام»، إما مشغولة في مهام حراسة ميليشيات إيران ولبنان وبنغلادش الشيعية، التي تحاصر مخيم اليرموك في صحن دمشق أو بالغفارات بالقرب من هضبة الجولان. واضح تماما أن رسالة جبريل إيرانية أو على الأقل تخص مخابرات النظام السوري إلا إذا كان قصده امتطاء صهوة الحرس الثوري واقتحام الأردن للقيام بالمهمة المقدسة ما دام رفاق طهـران يقـيمون سـنويا مهرجـانهم اللفـظي للتـنديد بالعدو الصهيـوني والتحـدث بالمايكروفـون فقـط عن تحـرير الأقصـى. توجد حلول أسهل عسكريا عند الرفيق جبريل لتنفيذ المهمة بدلا من مواجهة «النشامى» الأردنيين والفلسطينيين معا حتى لا يحرج نفسه فحلفاؤه في الجولان على خط النار وغيرهم في جنوب لبنان على الخط نفسه. مطلع وصديق لجبريل وخبير به نصحني بنقل الرسالة التالية لعمان: الرجل لا ينطق عن هوى وهي رسالة من دمشق وطهران وعليكم في الأردن البحث عن خلفيتها وسببها. رايات تخفق في اسطنبول طبعا رايات التحرير الإحتفالي الاستعراضي يمكن رصدها في الاحتفال المهيب الذي تحدثت عنه محطة «الجزيرة» وأقيم في اسطنبول تحت عنوان «مؤتمر الشتات الفلسطيني». وهو لقاء نجح في تشتيت مؤسسة حركة فتح، التي اضطرت لإصدار ثلاثة بيانات على الأقل دفعة واحدة تنديدا بالمؤتمر والمؤتمرين. استمعت بالصدفة لمضمون حوار هاتفي بين مراسل لمحطة «العربية» ومركز الإدارة في دبي، حيث يحاول المراسل إقناع رؤسائه بأن النشاط يستحق تغطية اخبارية موسعة. يبدو أن الطرف الآخر كان متأثرا ببيانات الرئاسة الفلسطينية وبدعوات المقاطعة، التي صدرت في عمان، فيما كان المراسل يقنعه بالطريقة التالية وبانفعال: ماذا تقول.. لأول مرة خمسة آلاف فلسطيني بدون فصائل ومن الشتات يتجمعون لأول مرة ومن القارات الخمس ويطالبون بحصتهم في تقرير مستقبل قضيتهم ليس موضوعا مهما؟! استمعت شخصيا لعجوز بدوي فلسطيني سويدي الجنسية حضر مع أفراد عائلته ودفعوا مبلغا كبيرا على نفقتهم الشخصية لأنهم يبحثون عن أي مناسبة للتعبير عن فلسطينيتهم. أشارك عشرات الأصدقاء والسياسين بالأمنية التالية: كنت أتأمل أن يعقد مثل هذا النشاط في أقرب نقطة ممكنة إلى فلسطين مثل القاهرة أو دمشق أو بغداد أو في عمان بدلا من أن «يهجم» عليها أحمد جبريل ويخطط لاجتياحها. لكن لو تم التنظيم في أي من العواصم المشار إليها لسجن ربع المشاركين وعلق نصفهم بالمطارات وعلى الحدود وطلب من ربعهم الأخير مراجعة دوائر الأمن والمخابرات… على رأي أمي رحمها ألله .. «راية الله بيضاء» وفعلتها إسطنبول. وعباس مع «آراب أيدول» أما بيروت ففعلت شيئا آخر وهي تودع موسمها الجديد من «آراب أيدول» باستقبال الرئيس محمود عباس في مقر اقامته في بيروت المتنافسين على اللقب، وبحضور أربعة من جنرالات السلطة لاستوديوهات «أم بي سي» تشجيعا للمواهب الفلسطينية وبصورة تثبت أن الرئيس «غير مهتم» أو «مطنش» لما يحصل في اسطنبول ولفكرة جبريل الجديدة. طبعا نؤيد أي محاولة من أي رئيس لمساندة الفرح والطرب والفن وإن كانت يد الرئيس قد أغضبت كثيرين وهي تختار التشابك مع يد النجمة أحلام بدلا من نانسي عجرم. أحلام سارعت بدورها لإعادة نشر صورتها وهي تطبع قبلة فنية على رأس الشرعية الفلسطينية. عموما «آراب أيدول» جميل ومدهش، بالرغم من كل الجدل المثار حوله، ونبارك لنجم المسابقة الشاب يعقوب شاهين الذي دافع عن «فلسطينية» اللقـب وحظـي بإسـناد جماهيـري. مدير مكتب «القدس العربي» في عمان فانتازيا «فلسطينية»: «جحافل»جبريل تهدد بدخول الأردن ورايات «الشتات» تخفق في إسطنبول وقبلة لأحلام على رأس «الشرعية» بسام البدارين |
النواة العقلانية لليمين المتطرّف الانتخابي Posted: 26 Feb 2017 02:30 PM PST لم يحتفظ أغلب اليمين المتطرّف الانتخابي في الغرب إلا بالنزر القليل من إرث الفاشستية. وصمه بها طوال الوقت لا ينفع سبيلاً لا لفهم ما يخبره لنا هذا اليمين المتطرّف، حول سمة المجتمعات التي يزدهر فيها، أو هو مرشّح فيها للانتشاء، ولا للتنبه لما يطرحه هذا اليمين المتطرّف من تحديات تطاول معاني السياسة ومعاشها ومؤسساتها. من الهزل مقاربة الأحزاب اليمينية المتطرّفة التي تشارك في العمليات الانتخابية في البلدان الغربية، انطلاقاً من نموذج تشكيلات «حليقي الرؤوس» من النازيين الجدد. طبعاً، يختلف الأمر تصاعدياً كلّما اتجهنا نحو الشرق الأوروبي، إلى الجمهوريات السوفياتية السابقة، حيث يستند اليمين المتطرف إلى إرث نضالي مسلّح حافل، مثل منظمة القوميين الأوكران بقيادة ستيبان بانديرا التي ظلت تخوض حرب أنصار ضد القوات السوفياتية حتى مطلع الستينيات، ومثل الحرس الحديدي في رومانيا، الذي جهد زعيمه هوريا سيما بعد الحرب وقيام النظام الشيوعي في بلده، لأن يجسّر الهوة بين مدرسته في الفاشية وبين نضال الديموقراطيات الغربية ضد الشيوعية. في حالتي بانديرا وسيما نحن أمام شخصيتين تاريخيتين من القرن الماضي ينقسم الموقف منهما بشدة في المجتمعين اللذين ينتميان لهما، وهذا بخلاف قياديي القومية الاشتراكية في المانيا، والفاشية في ايطاليا، حيث لا يدافع عنهما أو يبرّر لهما غير الهامشيين في هذين البلدين. بل إن «الاحترامية» التي يحظى بها بانديرا في اوكرانيا، أو هوريا سيما في رومانيا، لا تقارن بصعوبة أن يستشهد يميني متطرف فرنسي بشارل موراس مثلاً، دون أن تقوم عليه القيامة. اليمين المتطرّف في الشرق الأوروبي لم يعش قطيعة «هزيمة الفاشية» التي نشأ كنتيجة لها، اليمين المتطرف في أوروبا الغربية. وبما إن كل من بانديرا وسيما تعاملا مع الاحتلال الهتلري للشرق الأوروبي وتصديا له في الوقت نفسه، ودخلا في المعتقلات النازية ولو في زنازين «خمسة نجوم»، فقد تحوّلا إلى نموذجين ملحميين للتصدي لكل من التوتاليتارية الشيوعية والتوتاليتارية النازية، من دون أن يتوجب عليها، وعلى الذين ينتسبون إليهم تقديم أدنى كشف حساب عن الجانب الفاشي غير القليل أبداً عندهما، إن كان من باب تمجيد العنف، أو من باب الشوفينية القومية، والتصور العضوي للمجتمع التراتبي المتكاتف النابذ لكل من الفردانية وصراع الطبقات. في الغرب الأوروبي هذا غير ممكن. جرى التخلي عن مبدأ المزاوجة بين الأساليب القانونية وتلك غير القانونية للنضال، هذا المبدأ المشترك بين الأحزاب الشيوعية والفاشية في وقت من الأوقات. ليس لدى «الجبهة الوطنية» الفرنسية تشكيلات قتالية أو منظمات تعبوية مثل تلك التي يمتلكها اليمين المتطرف الأوكراني. منذ عقدين كان أنصار الجبهة لا يزالون يمارسون أعمال عنف ضد المهاجرين، أو يتواجهون بشكل دام مع قوات الشرطة. توارى هذا المشهد اليوم. صحيح أن ما تطرحه هذه الجبهة في مواجهة المهاجرين هو رجعي وعنصري وأما هو للاستهلاك التعبوي أو أنه يشترط ضرب العقد الاجتماعي الفرنسي نفسه قبل تنفيذ هذه الشعارات. إلا أن هذا اليمين المتطرف انتخابي بامتياز: يعيش كما اليمين واليسار في فرنسا، في زمن انتظاري للاستحقاقات الانتخابية على الدوام. ليس عنده عالم خارج عالم الانتخابات هذا. خارج المسرح الانتخابي. الجبهة الوطنية الفرنسية هي نجمة العام، كون مارين لوبان تتجه لأن تتأهل ليس فقط للدور الثاني من الرئاسيات، بل لأن تتفوق في ما سوف تناله من أصوات في الدور الأول على سائر المرشحين، ما يجعل اتحادهم ضدها في الدور الثاني أمرا هزيلاً سياسيا بصرف النظر عن نتيجته. وهذه الجبهة تعادي الأجانب نعم، وتبرر لأسوأ الأنظمة الدموية في العالم الثالث، مثل النظام السوري، لكن ما تقبلته بالنتيجة في الداخل الفرنسي من الصعب أن يتقبله يميني قومي اوكراني أو روماني. الجبهة الوطنية ليست منظمة العمل الفرنسي التي قادها المفكر والأديب شارل موراس، موراس الذي كان في عداد الذين حوكموا وسجنوا لتعاونهم مع الاحتلال الالماني. الجبهة الوطنية لم تعد تهمها الإحيائية الملكية عند موراس، وليس لديها مشكلة مع نشيد المارسييز أو مع العلم ثلاثي الألوان، علم الثورة. بالعكس: «سرقتهما»، وصارت تؤاخذ الغير على عدم الالتزام بهما كرمزين، كرمزين ناضلت أجيال عديدة من أعداء الثورة من أجل التفلت منهما. بخلاف اليمين المتطرف الاوكراني الذي يعتبر المعركة ضد فلاديمير بوتين معركته، يغري فلاديمير بوتين اليمين المتطرف الانتخابي. لكن هذا الإغراء له دوافعه الطريفة أيضاً. منها أنه يصدر عن لسان حال لا يؤمن بالوحدة الأوروبية. ويعتبر أن بعث الأمم الأوروبية على أنقاض هذه الوحدة الهزيلة هو الأنفع لها وللعالم. ومنها إن اليمين المتطرف الأوروبي تشوبه نزعة معادية ثقافيا لأمريكا، هذا بخلاف اليمين المتطرف في اوكرانيا ورومانيا، حيث كان التواصل مع الاستخبارات المركزية الأمريكية والتعاون معها، مع بداية الحرب الباردة. هذا الإغراء الذي يمارسه بوتين لا يقتصر أساسا على اليمين المتطرف، هو يشمل تنويعات من اليمين التقليدي نفسه، فرنسوا فيون مثالا، وقسم لا يستهان به من اليسار. هذا مع التنبيه إلى أن ما يتسم به اليمين المتطرف الانتخابي في الغرب، وما به يتصل بماضي الفاشية قبل الحرب العالمية الثانية، هو أنه يطرح نفسه كـ»لا يمين ولا يسار». وبوتين بهذا المعنى هو الذروة: لا هو يمين ولا هو يسار، ويغري من اليمين كما يغري من اليسار. أما الحدود بين اليمين المتطرف وبين اليمين «التقليدي» أو «العادي» أو «المؤسساتي» فلم تعد مطلقة. هي حدود متأرجحة، وأحيانا مندثرة. من جهة، جهد اليمين المتطرف من أجل تقديم نظرة أقل انفعالية له، ومن جهة، فرض اليمين المتطرف بأجندته ضد المهاجرين نفسه، بحيث صار اليمين التقليدي يحاكيه في هذه الأجندة، ويندفع كامل المشهد السياسي نحو اليمين. أيضاً من جهة اليسار، ورثت الجبهة الوطنية الفرنسية ناخبي «الحزام الأحمر» من المعاقل الشيوعية حول باريس. عزل الجبهة كان دائما مطلبا يساريا لليمين العادي: بأنه ينبغي الإجماع على تهميش اليمين المتطرف. لكن بالنتيجة أجبر فرنسوا هولاند على التطبيع مع لوبان ودعوتها إلى الاليزيه للتحادث معها بعد اعتداءات باريس، والأهم: تقتبس لوبان المطالب الاجتماعية اياها، ليس لليسار، بل لليسار الجذري أيضاً، ولا يمر خطاب إلا وتدين فيه الرأسمالية المتوحشة. تمنعنا تركة المثقفين اليساريين والليبراليين في الثقافة السياسية العربية من التعامل مع اليمين المتطرف بالجدية الفكرية والسياسية اللازمة. اليمين عند هؤلاء شرّ في ذاته، شيء غير عقلاني، «رجعي»، كما لو كانت الرجعية سبّة، أما اليمين المتطرف فهو الغلو في السوء والجنون. أما الإسلاميون، فإن نزعة كره الأجانب عند اليمين المتطرف الأوروبي، وما تختلط به من «رهاب الإسلام»، تجعلهم يحجمون عن التفاعل مع أفكار ومقاربات فيها الكثير مما هو مشترك مع رواد الحركة الإسلامية. هناك في المكتبة العربية الكثير من الترجمات والكتابات حول اليسار والاشتراكية وأزمة الماركسية وما بعدها، والليبرالية وأخواتها، لكن ماذا عن اليمين، ماذا عن يمين اليمين، ماذا عن نتاج شارل موراس، ماذا عن أطروحة «الثورة المحافظة» لأرمين مولر، ماذا عن كتابات هوريا سيما؟ وقبل كل هؤلاء دو ميستر ودو بونالد وآباء الثورة المضادة في فرنسا؟ استبعاد كل هذا التراث اليميني عن التسرّب إلى الثقافة السياسية العربية هو إلى حد كبير مؤشر لارتياح هذه الثقافة إلى الركود. فرغم كل سيئاته، فضل «يمين اليمين» أنه كان على مدى القرنين الماضيين الأكثر خلطاً للأوراق بعضها ببعض. هذا اليمين الذي لم يؤمن، منذ دوميستر وبيورك، بحقوق الإنسان المجردة، أوجد تراثاً حيوياً وخطيراً في نقد مفهوم حقوق الإنسان، نقد التجريد الذي يقوم عليه هذا المفهوم، نقد فكرة نقل التأسيس من عدم من صلاحية الاله إلى صلاحية الإنسان، نقد فكرة القطيعة مع الزمن البطيء، مع ما راكمته التقاليد. في هذا اليمين المتطرف «نواة عقلانية» أيضاً. في الوقت نفسه تقبل اليمين المتطرف الأوروبي الغربي بالنتيجة فكرة تداول السلطة، والفصل بين السلطات، وليس هناك ممسك جدي ضده من هذه الزاوية. ما هو غير عقلاني هو الاعتقاد بأن هذا اليمين المتطرف سوف يتراجع تحت وطأة التشهير بفاشيته الفضفاضة طول الوقت. ركود اليمين واليسار التقليديين هما المشكلة، وليس حيوية يمين اليمين. ٭ كاتب لبناني النواة العقلانية لليمين المتطرّف الانتخابي وسام سعادة |
صمت Posted: 26 Feb 2017 02:30 PM PST ليست المرة الأولى التي تُوقِف فيها مارينا أبراموفيتش جمهورا من المفكرين والفلاسفة والأطباء والمشتغلين في مجالات الفن والحساسين تجاه تجاربها، المرأة المخبولة صدمت المجتمع بأكمله، قبل أن يكتشف المتأملون في حركاتها المجنونة تلك، مفاتيح لمخبوءات النفس البشرية وما تحويه من أسرار مرعبة. أكثر فيديو أثار دهشة الناس وأيقظ خلايا الوعي فيهم هو ذلك الفيديو الذي وقفت فيه أمام الجمهور ووضعت سكاكين وزجاجات ماء وكبريتا ومسدسا، وأشياء أخرى أمامهم ووقفت صامتة منتظرة ردّات فعلهم، والنتيجة كانت من أكثر الأمور إرعابا لكشف مخبوءات هذه النفس، في البداية لم يهتم أحد بها، ثم بدأت تلفت أنظار البعض، وبين إثارة دهشتهم وفضولهم تجرّأ البعض بسكب الماء على جسدها، ثم مزّق البعض ثيابها، ثم تمادى البعض لخدشها وجرحها وحاول البعض إحراقها، ونكلُوا بها أيما تنكيل حتى بلغ بأحدهم أن حمل المسدس وصوبه نحو رأسها، ولكنّها ظلّت صامتة محافظة على هدوئها، حتّى همّ الشخص بالكبس على الزناد فأنقذها المصورون وبعض الحضور. النتيجة كانت أكثر إدهاشا من أي تجربة أخرى وهي أن الإنسان، سواء كان سويا أو غير سوي، في مجتمعات متطورة أو غير متطورة، بإمكانه أن يتوحشن إن منح فرصة لذلك. الفيديو الثاني الذي هزّ مشاعر الناس أنجز في جلسة أمام الجمهور يقوم على مواجهة بينها وبين أي شخص بصمت، العيون تتأمل العيون، والصمت يخاطب الصمت، وفي لحظة غير متوقعة يخرج حبيبها القديم ويأخذ مكانه أمامها، فإذا بالصمت يأخذ معنى آخر، إنّه يكتسح الداخل، ويزمجر في كل الأشياء القديمة، والذكريات التي عاشاها معا، ومسار تجاربهما المجنونة التي افتتن بها الرجل ورافقها خلالها على مدى سنوات. ثلاثون ثانية كانت كافية لعرض شريطٍ حياتيٍّ طويل كان مخزّنا في أعماق الذاكرة بأفراحه وأتراحه، أما الثلاثون الباقية فقد انهمرت دموعا، وشوقا، وحبا لم ينطفئ أبدا. أمّا الدهشة التي انتابت الجمهور فلا يمكن وصفها، أمام عظمة الصمت وعظمة تأثيره. عظمة لم نختبرها في ثقافتنا، نحن الذين ننتمي لعادات العويل والبكاء والثرثرة وإخراج أثقال الداخل خلال احتفالاتنا وجنائزنا، بل تكاد ثقافتنا تكون «ثقافة صراخ» بامتياز. انفصلت مارينا غريبة الأطوار عن حبيبها ذات تجربة فوق سور الصين العظيم، قطعا معا بشكل متعاكس مسافة ألفين وأربعمائة كيلومتر لتنتهي علاقتهما هنا، لأنّ درجة الشغف فيها لم تعد كافية لاستمرارها، وقد لن تستوعب عقولنا الفكرة، لأننا مقيدون إلى أقفال لا تفتح. قراءتي للفيديو انبعث من تفاصيلها سؤال عميق: «من الرّجل الذي بإمكانه أن يبكيني في دقيقة صمت؟» وفكّرت لو أني استرجعت اللحظات السعيدة مع شريك راحل لن تبلغ جزءا من الثانية، لأني أصبحت مدركة أن اللحظات السّعيدة هي اللحظات الصادقة من عمرنا وهي التي تبكينا حين نفتقدها وتطفو فجأة على سطح الذاكرة. لحظات مارينا أبراموفيتش هي ذلك الخيط الرّفيع بين الانهيار وعمر مبنيّ من الفرح. وقد كان ممكنا أن يكون ذلك الفرح منبثقا من أشخاص آخرين وأماكن مختلفة، ولكنه اجتمع في شخص حبيبها الحقيقي والفعلي، ولم تحتج لبذل أي جهد للبحث عما يذكرها أو يذكره، فقد كانت ملامحه الصامتة أمامه تقول كل شيء وتختصر لحظة لقاء فريدة بعد انفصال فريد من نوعه. الإنسان في كثير من محطات حياته يقع ضحية لعجزه عن التعبير، تخونه اللغة ويخونه عقله وتخذله عواطفه، لكن هل قرأ نفسه في لحظة غضب أو حنين أو غيرها على الأقل لمدة ستين ثانية؟ أشك أن يكون اللجوء للصمت فكرة تخطر على البال لدى الأغلبية، لكنني خلال حياتي عرفت صمت أمي حين تخمد غضبها وتجمع مكونات حكمتها وشتات أفكارها. وعرفت صمت الطبيعة حين تعيد تأثيث نفسها، وعرفت الفن الصامت حين زرت اليابان، وهذه تجربة أحتاج لكثير من الوقت لسردها لأنها الأكثر إدهاشا فيما عشته. غير ذلك تعلّمت الكثير من صمت تشارلي شابلن، أشهر الصامتين في العالم، أحببته كثيرا وأنا طفلة، وأشعر بأسف لأن الأجيال الجديدة لا تعرفه، ولا تعرف السينما الصامتة وقدرتها على التوغل في عقولنا وقلوبنا. حين زرت نيويورك أول مرة لم أحضر مجموعة أفلامه كلها، وركضت إلى مسارح برودواي متأثرة بكل ما كانت تكتبه غادة السّمان آنذاك عن رحلاتها خارج الجدران العربية بعقلها وجسدها، وتحديدا عن مسارح العالم التي زارتها. كنت جد محظوظة بالحصول على تذاكر من السُّوق السوداء لدخول مسرحية موسيقية عن حياة تشارلي تشابلن، يومها أبهرني الطفل ذي الخمس سنوات الذي قفز إلى خشبة المسرح لإنقاذ أمه من سخط الجمهور. وقف وقفته تلك أمام جمهور شرس، وحانق ببراءة الطفولة وجمالها وصدقها، وقام بما يجب فعله، مُجرّدا تماما من كل خدع الكبار. كانت تلك لحظة حاسمة في حياته، ليعتلي الرّكح بعدها ويلقّن الناس دروسا في الفرح، هو الذي أعطته الحياة دروسا مبكرة في الحزن والفقر والفقدان. وإن استلطفه الناس منذ نعومة أظافره، واستغلّه صناع السينما الأوائل فقد تعلّم سريعا وتفوّق على الجميع في أحلك فترة تاريخية مرت بها المسارح والسينما إبان الحرب العالمية إذْ لعلّه الوحيد الذي أضحك الناس خلالها حين غرق العالم في برك الدماء والدموع ، لكنهم ظلُّوا يبتسمون لتشارلي. السّير تشارلز سبنسر شابلن، ملك السينما الصامتة، وسيد التعبير الجسدي رحل عنّا في أواخر السبعينيات، ولم ننظر إلى تجربته في بلوغ قلوب الناس بصمته التعبيري. لم نهتم لأننا شعوبا عانت من القمع والحرمان من حرية التّعبير، لكن هل خرج منّا من عبّر بصمته عن كل هذه الدهور المتراكمة من القمع؟ لم نعرف قيمة الصمت نحن الذين قلنا «وداوني بالتي كانت هي الداء» ولم نستعمله سوى خوف، ولم نلجأ إليه إلا كدرع يحمينا من عواقب الكلام. «لسانك حصانك، إن صنته صانك وإن خنته خانك». نتّبع في علاقاتنا أنماطا معينة من الكلام، يشوبها الكثير من الحذر والحيطة، وكأن هذه العلاقات مربوطة بخيط رفيع قد ينقطع بزلة لسان، وربما هذه هي الحقيقة بكل مرارتها. اليوم حين أتاقطع مع مارينا أبراموفيتش وهي تخرج ما في جوف الإنسان من مخزون هائل من المشاعر المتناقضة، أشعر بالأسف لأنني لم أكتشفها مبكرا، ولأني مثل غيري في العالم العربي الفسيح مضطرة لإعادة إقلاعي في سباق الحياة من مطلع السبعينيات بصمت أكثر.. فقد كانت كثرة الكلام خلال الرّكض من أهم أسباب الخسارة، وكانت محطّات الصمت التي حظيت بها في غير محلّها في الغالب.. متى نحكي ومتى نصمت؟ شخصيا أحتاج لمزيد من التعمق في الموضوع لأعرف الجواب الذي يريحني، فقد بدأت مقالتي بمارينا أبراموفيتش ثم عرّجت على تشارلي تشابلن ظنا مني أني سأحوي أطرافه، لكني بلغت مفترق طرق كبير، وها أنا مشدوهة أمام مئات الكتب في علم النفس والطب والفلسفة كلها تدور حول «الصمت» الشبيه بالبللورة السحرية التي تكشف أعظم أسرار النفس البشرية. ٭ شاعرة وإعلامية من البحرين |
في الشعر والعلم Posted: 26 Feb 2017 02:30 PM PST كان الشعر ـ وأقدر أنه اللغة الأم ـ بسبب من حفاوة العرب به، وتأثرهم به، وحسن اعتقادهم فيه، يؤسس المعرفة بالقدر ذاته الذي تؤسس به المعرفة الشعر. وكان عندهم منذ أن وعته ذاكرة الرواة والنقَلة، أشبه بمدونة تاريخية. وبه كانوا يقيدون مآثرهم ومفاخرهم، ويؤرخون أخبارهم وحوادثهم، وما يعرض من شؤونهم، وما يتداولون من أحوالهم، بل كانوا يقيدون به مساخر الممسوخين، كلما اضطربت قيمهم ومثلهم، ولا يترددون في استجلاب المضحك والغريب، وكل ما هو متنافر في تجسيد شخصية مهجويهم، فينزعون إلى الكلام الشفهي (النثري) والطرفة الشائعة، ويستدعون «المبتذل» و»السوقي» كلما لزم. ومثلما قدموا لنا عالما مثاليا أو هو ينزع إلى الكمال، قدموا عالما مشوها هجينا، فتحذلقوا في لغتهم وتظرفوا في كلامهم، حتى كانت القصيدة عندهم أحيانا، أمس بالنثر والخطبة منها بالشعر. وربما لا مسوغ لذلك، سوى أن حفظ الشعر من غواشي العصر وغِيَرِهِ العابرة، كان عندهم من حفظ الذات، على تعدد هذا الحفظ وتنوع طرقه، وأن تخليده في رحب آفاقه وبعيد آماده، هو من تخليد النوع، على اختلاف سبله وألوانه. وقد لا يكون هذا بالمستغرب في ثقافة «شفهية» كثقافة العرب في طورها الجاهلي، أو ما «قبل الكتابي»، كان فيها التاريخ قصصا للحروب والغزوات، ومعرضا لحوادث الماضي هذا الغامض الذي لا ينضب غموضه، وليس تاريخ وعي يتخير موضوعاته، ويشحذ أدواتها الكتابية، ولا هو كان «علما» يشتمل على تصورات كلية يستطيع بها أن يتحكم في الخاص التاريخي أو هو يعيد تفسيره وتأويله. فكانت القصيدة ذات بنية سردية استطرادية، تقوم على صيغ ورواسم مكرورة، من شأنها أن تحفظ المعرفة، وتخزنها في الذاكرة، وتؤمن ذيوعها وتداولها. بل إن هذا الشعر، على شفويته، ولم تكن شفوية خالصة، يحتفظ بنمطية كتابية، وينقلنا من ذاكرة إلى صورة مكتوبة، حتى وهي تصاغ في هيئة تجعلها قابلة للحفظ والاستظهار والاستعادة، وهو الذي نهض بالعربية، على قدر ما نهضت به. وفيه وبه تشكلت لغة فنية مخصوصة، أتاحت للمفردة أن تنتقل من محدود اللهجة إلى نظام اللغة المكتوبة الأرحب، عندما أظل التدوين، وشمل اللغة في ما شمل من علوم العرب وفنونهم وآدابهم. ولا نظن أن هناك من ينكر أن الفصحى تدين للشعر بالكثير من قواعدها وقوانينها وسننها ولطائفها، مثلما تدين له الثقافة بالكثير من أنظمتها الرمزية. حتى إذا سلمته الذاكرة إلى زمان الكتابة، وانتسخت صورة الشاعر من ظل لقوى أسطورية مرهوبة تسيطر على الوجود، وتتحكم فيه، إلى صورة المنشئ أو الصانع الماهر، وتدرج المجتمع من ثقافة شفهية في الأعم الأغلب، إلى ثقافة كتابية ـ وقد مرت على ذلك أجيال متطاولة ـ حد العرب الشعر بحدود الصناعة التي ينضوي إليها، ولم يجعلوه غريما للشرع، بل كان عندهم شاهدا لفصاحة القرآن وبلاغته، ومسوغا لغريبه ومجازه و»إعجازه» وشتى قراءاته، حتى أن أبا الحسن الماوردي يُخرج مبالغات الشعراء من تلبيس الكذب، ويردها إلى خصائص الشعر والاقتدار على صنعته، لأن ما استحسن في الصنعة، لا يُستقبح ضرورة في العقل أو الشرع، بل إن الإمام الغزالي يعد اللذة العقلية كلذة العلم والحكمة أشرف اللذات وأكملها. وكان الشعر عند العرب علما وحكمة، منذ أن أدار النص القرآني فعل «علم» في أكثر من آية وسورة، لينفي شبهة الشعر عن النبي، من جهة، وليقيم حدا فاصلا بين الكلام «المعجز» والكلام الشعري الذي يُكتسب بالعلم والدربة والمِراس، من جهة أخرى. إن العلاقة بين الشعر والعلم، قديمة في تراثنا، على الرغم من أن كلمة «علم» محفوفة في هذا التراث بغموض غير يسير، فقد تعني اليقين ومعرفة الدين، وعدم اتباع الظن، والسيرَ على الهوى، وقد تعني المعرفة بإطلاق القول، أو استخراج المعاني من المحسوسات وتجريدها في الذهن أمورا كلية عامة، أو البحث في خواص الأشياء وطبائعها، أي تلك التي يتقرر اليقين بها من الحس والعقل والمشاهدة والتواتر، وقد تعني الخطاب التعليلي المرتهن بمقدماته وحسن استدلاله، أو ما نسميه المعرفة البرهانية، إذ ظلت فكرة العلة عند القدماء ـ على ما يبدو ـ صنوا ملازما لفكرة العلم، وظل العلم صنوا للعقل، من حيث هو حساب وضبط وقياس وتوازن وتناسب… فلم يكن المقصود بالعلم الاصطلاح الحديث المرتكز على وعي العلم بذاته، من حيث هو مجموع المعارف والدراسات القيمية التي تتأسس على القواعد، وتنبذ الأحادية والإطلاقية، وتخرج «الحقيقة» من نسقيتها، لتجعلها تابعة للنسق. لنقل إذن إنها علاقة قديمة، وإن اعتراها الغموض واللبس. وعلى أُس منها تحررت المقالة المأثورة «الشعر ديوان العرب وعلمهم الذي ليس لهم علم أصح منه». والحق أن كلمة شعر نفسها لم تسلم هي أيضا من الغموض ولا برئت منه. وقد كان الشعر يُقرن بأجواء الغيب والإلهام والوحي والتوقيف، مثلما كان يُقرن بمفهوم الخلق والصنعة والنظم والمحاكاة وضوابط الوزن والقافية والمعنى واللفظ، وما إلى ذلك مما هو ذائع مبذول في المدونتين النقدية والفلسفية، بل في مصنفات الإعجاز كما هو الشأن عند الباقلاني وعبد القاهر الجرجاني. نقول هذا لأننا ندعو إلى إعادة الاعتبار إلى هذه العلاقة بين الشعر والعلم، والمسوغ لذلك عصرنا الذي نعيشه ونعيش فيه. وليس أوضح من صفات عصرنا، ولا أظهر من خصائصه كالنزعة العلمية، وشدة الإقبال على العلم بشتى كشوفه واختراعاته الحديثة. وقد استشعر الشعراء والكتاب والفنانون، شأنهم شأن العلماء هذا التغيير، وربما أبدى بعضهم ضروبا من التحفظ والإشفاق على مصير الفن عامة والشعر خاصة. وربما ذهب في ظنهم أن مصيرهما إلى تلاش وزوال. والخوف على الفن أو الخوف منه، قديم في الثقافة الإنسانية، وقد أثار منذ سالف العصور غير قليل من الشك، وغير قليل من القلق، منذ أو وضع أرسطو أساس فلسفة الجمال وأصول النقد. وكان أفلاطون ارتاب قبله في قيمة التجربة الجمالية، وطَعَنَ على الشعر التمثيلي، لأسباب تتصل بالمسألة التي استغرقته في «الجمهورية»، وهي كيفية إعداد القادة في المدينة الفاضلة. وربما لأسباب أخرى، فلعل أفلاطون أخرج الشعراء من جمهوريته، لأنه وجد نفسه في عالم كتابي جديد ـ وإن لم يكن يعيه الوعي كله ـ كما يقول المعاصرون، في حين أن شعر هوميروس وغيره كان يأخذ برواسم وصيغ شفهية، هي في منظور أفلاطون من القديم الضار، على الرغم من أنه يسوق في «فيدروس» و»الرسالة السابعة»، على لسان سقراط، تحفظات مثيرة، على الكتابة من حيث هي طريقة آلية في حفظ المعرفة، ونص صامت وتغريب لوضع طبيعي، إذ تُضعف الذاكرة، وتؤسس خارج العقل ما لا يمكن إلا أن ينشأ داخله. على أن خوف أفلاطون من صنف من الشعر، مهما تكنْ دوافعه وأسبابه، قد لا يعادله من جادة أخرى مقابلة، إلا خوف أحد نقادنا الأفذاذ على الشعر. فالأندلسي التونسي حازم القرطاجني إنما وضع مصنفه «منهاج البلغاء وسراج الأدباء»، وقد راعه حال الشعر وأفوله في عصره. يقول حازم: «الاستعداد الذي يكون بأن يُعتقد فضلُ قول الشاعر وصَدْعُهُ بالحكمة… معدومٌ بالجملة في هذا الزمان، بل كثير من أنذال العالم… يعتقد أن الشعر نقص وسفاهة… فانظر إلى تفاوت ما بين الحالين: حال كان يُنزل الشاعر فيها منزلة أشرف العالم وأفضلهم، وحال صار يُنزل فيها منزلة أخس العالم وأنقصهم.» وفي القرن الماضي كان البعض يتساءل ما إذا كانت كلمة المذياع المسموعة ستغني عن الكلمة المطبوعة، وما إذا كان تقدم السينما سينال من الإقبال على قراءة الأدب، فإذا الأدب يُغنِي الإذاعة، وإذا السينما تنهل منه موضوعاتها وقضاياها. ولم يكن الاعتراض على الشعر في عصر العلم، إلا صورة من اعتراضات أخرى، أبداها الناس كلما استشعروا انقلابا في نمط حياتهم، وخروجا عن مألوف مداراتها. فقد اعترضوا على الكتابة، ثم على الطباعة أول حُدْثانها، ثم اليوم على الثقافة الإلكترونية القائمة على الكتابة والطباعة معا.. بل ربما اعترضوا على العلم والتكنولوجيا نفسيْهما. ولقد ذهب هذا كله، وطواه النسيان، فالعالم في حركة دائبة، من دون أن يستتبع ذلك فتورُ رغبة في الفنون بما فيها الشعر، حتى إن تجافى بعضها عن الحياة، وأمعن في الإغراب والتجريب. ذلك أن الخوف على الشعر يضمر حرصا على هذا الفن النبيل، وهو في ثقافتنا ملتقى الحق الفني والحق التاريخي، وصلته بالحياة أوثق وأغنى من أن يتهددها العلم، أو ينال منها. وهو الذي نما حيث استمكنت الحضارة والثقافة، مثلما نما في أزمنة الثورات والانقلابات العاصفة. وحسبنا بعصرنا الذي احتشد فيه من كبار الشعراء الفنانين والعلماء، ما لم يحتشد في عصر سابق. ٭ كاتب تونسي في الشعر والعلم منصف الوهايبي |
الحكومة استسلمت وعجزت تماما وتركت المواطن يصارع وحش الغلاء… و«البغددة» للوزراء Posted: 26 Feb 2017 02:29 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي» : الصدمة والكآبة سيطرتا على المصريين بسبب فاجعة تهجير الأقباط من مدينة العريش، بعد قتل الإرهابيين لعدد منهم من وحرق منازلهم في تحد غير مسبوق للدولة وهيبتها وأجهزتها كلها. لدرجة أن الرسام أنور أخبرنا أمس في «المصري اليوم» أنه شاهد مواطنا مسيحيا يسير في الشارع حاملا الصليب فوق ظهره وهو مشهد مؤلم. وأعلن الجيش والأمن أن قواتهما تقوم بعملية مطاردة للإرهابيين الذين قاموا بهذه العمليات وستتمكن من قتلهم أو إلقاء القبض عليهم، وسارع الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى عقد اجتماع ضم عددا من الوزراء والمسؤولين عن الأجهزة الأمنية، ومحافظ البنك المركزي لبحث تداعيات المشكلة وآثارها. وفي الوقت نفسه عكست التطورات متانة الوضع الدولي للنظام فقد استقبل الرئيس وزير الخارجية البريطاني وبحث معه زيادة التعاون بين البلدين. وستصل المستشارة الوزراء الألمانية يوم الخميس إلى القاهرة في زيارة تستمر يومين لبحث العلاقات بين البلدين وزيادة التعاون الاقتصادي بينهما. ومن المعروف أن شركة سيمنس الألمانية هي التي تتولى إنشاء معظم محطات الكهرباء في مصر، كما أن ألمانيا رفعت الحظر الذي كان مفروضا على توريد أسلحة متقدمة للشرطة المصرية، خاصة لقوات مكافحة الإرهاب. كما تم الإعلان عن وصول كل من وزير الدفاع والخارجية الفرنسيين إلى مصر أول الشهر المقبل، لبحث تنسيق المواقف السياسية، وكذلك بحث إمداد مصر بصفقات أسلحة تتضمن طائرات هليكوبتر للحاملات الفرنسية ميسترال، وطائرات متقدمة جدا من نوع ميغ، بالإضافة إلى الانتهاء من الاتفاق على إقامة المفاعل النووي في منطقة الضبعة. ورغم ذلك كله فلا يزال الاهتمام مسيطرا على الأغلبية ودهشتها مما ينشر عن استمرار تراجع الدولار أمام الجنيه، واستمرار ارتفاع أسعار السلع، حتى التي لا يتم استيرادها من الخارج. وتواصل الاهتمام أيضا باستمرار حملات الشرطة في جميع المحافظات لإعادة الانضباط للشارع وإزالة التعديات على الأرصفة وأملاك الدولة، واستمرار إلقاء القبض على البلطجية ومن صدرت ضدهم أحكام قضائية وهربوا من تنفيذها ومتابعة مباريات كرة القدم. وإلى بعض مما لدينا.. قتل المسيحيين نبدأ تقرير اليوم بالحادث الأبشع والأخطر الذي أطل برأسه ليهدد وحدتنا الوطنية، وينشر الرعب في صفوف أشقائنا المسيحيين، ويثير أكثر من سؤال عن مدى السيطرة على تحركات وجرائم الإرهابيين، ألا وهو ذبح ستة من المسيحيين في العريش، ما أدى إلى تركهم المدينة والهجرة منها إلى الإسماعيلية، وكأننا في مدن الموصل والرقة وغيرها، ولا نعرف ما الإجراء الذي سيرد به النظام على هذا العمل الوحشي. في ليبيا حدث أن قام متطرفون بذبح عشرين مصريا مسيحيا، ولم تمر ساعات إلا وشنت الطائرات المصرية هجوما انتقاميا ضدهم، ولكن العريش مدينة مصرية فماذا سيفعل النظام في هذه الحادثة؟ التي قال عنها أحمد سامر يوم السبت في «المقال»: «ما يحدث في العريش كارثة تمس الوطن، لا تمس النظام السياسي أو الحكومة أو حتى الدولة وحسب، ولا أدري لماذا وأنا أتابع الأخبار تذكرت العديد من المقولات المأثورة وما أكثرها لرئيس الجمهورية صاحب اليد العليا في هذه الدولة، طبقا للدستور، الرئيس طمأن دول الخليج قبل ثلاث سنوات بعبارة مسافة السكة، مع أن السكة إلى العريش عشر مسافة السكة إلى الخليج. الرئيس قال سابقا إن الجيش يستطيع أن يغطي مصر انتشارا في ست ساعات، والأقباط يذبحون على مدار الساعة. الرئيس أقسم بالله أن من سيمس مصر هيشيله من على وش الأرض، وما زال الإسلاميون ينتهكون مصر وحرمتها في كل يوم، أين إذن الأفعال التي تعبر عن تلك الأقوال؟ وأقباط مصر يستباحون أمام العالم كله. كنا نقول إننا أحسن من سوريا والعراق وليبيا، ولكن فيم تختلف العريش عن الموصل والرقة؟ فيم تختلف العامرية والمنيا وسمالوط عن ليبيا، والأقباط هناك ينتهكون وتنتهك كنائسهم. إلى متى نظل واضعين رأسنا في الرمال، وننكر حقيقة الأوضاع التي يتعرض لها المصريون من غير المسلميين لا نقول الأقباط فحسب؟ ماذا فعلت الدولة تجاه الأقباط المهجرين والمعتدى عليهم؟ ماذا فعلت الدولة وأسماء شهداء الوطن تنزع من على لافتات المدارس نتيجة هجمة الغوغاء والهمج المشبعين بأفكار الأصولية الإسلامية السلفية، الرافضين وجود اسم مسيحي على مدرسة أبنائهم، حتى ولو كان شهيدا للوطن مدافعا عنهم وعن أبنائهم؟ ماذا فعلت الدولة لوقف التحريض على الشيعة المصريين؟ ماذا فعلت الدولة تجاه حرق بيوت البهائهيين قبل سنوات؟ ماذا فعلت الدولة تجاه التهديدات التي يتعرض لها الملحدون واللادينيون؟ سنوات وسنوات مرت ولم يأت حتى اليوم حق ضحايا الكشح أتتذكرون الكشح؟ أم أن كثرة الانتهاكات والتعديات على أقباط مصر جعلتكم تتوهون في متاهة حصر الاعتداءات؟ لا يحدثنا أحد عن الوحدة الوطنية وحصرها في تهنئة الأقباط في عيدهم أو قبلة متبادلة بين شيخ وقس أو تعيين وزير للبيئة يدعى جورج أو بطرس». عملية تهجير مقصودة ونتحول إلى «المصري اليوم» لنكون مع أحمد الصاوي وهو يعلق على هذه الكارثة شارحا أهدافها بالقول: «ما يجري مع أقباط شمال سيناء منذ تطور الممارسات الإرهابية في محاولة للسيطرة على الإقليم وتوسع العمليات العسكرية المصرية ضد التنظيم الإرهابي- هو عملية تهجير تبدو منظمة وممنهجة ومقصودة. في حالة الحرب عموما يكون النزوح من السكان ـ أيا كان انتماؤهم الديني ـ رد فعل مبررا، لكن الحوادث وأهمها 7 قتلى على الأقل خلال الأسبوع الماضي فقط، مع المنشورات التي وزعها التنظيم الإرهابي لمطالبة الأقباط بالمغادرة مع مزيد من التوعد والتهديد- تجعل التهجير مقصودا لأسباب أيديولوجية، مع تنظيم إرهابي معاد من الأساس للتنوع الديني، ولأسباب سياسية يتصدرها إحراج الدولة وإظهارها بمظهر العاجز عن حماية مواطنيها، خصوصا الأقباط منهم. تفاصيل الحوادث المفزعة وآخرها ما شاهدته امرأة قبطية من قتل لنجلها وزوجها ثم حرق المنزل بالجثتين وما سبقها- لا تعني سوى أن التنظيم وتحت وطأة الضغط العسكري عليه يحاول النفاذ من الحلقة التي تبدو أضعف وأكثر إيلاما، عبر استهداف الأقباط تحديدا. والمؤسف أن الأمر يكاد يتكرر بعد تهجير حقيقي تحت ضغط الخوف والتهديد للأقباط من مناطق لأخرى في شمال سيناء، من بينها رفح والشيخ زويد خلال العامين الماضيين، وتتسارع وتيرته الآن في العريش مع تزايد التهديدات والحوادث المؤلمة وصعوبة فرض تأمين خاص للأقباط تحديدا، في وقت تحولت المنطقة كلها لمسرح عمليات جميع من فيه من جنود وضباط ومواطنين محل استهداف. المأساة الحقيقية أن التهجير بات تحت ضغط هذه الظروف هدفا مزدوجا، التنظيم الإرهابي لأسباب تتعلق بترويج منطقه الراغب في تنقية سيناء دينيا، وإيلام الأقباط عموما وإحراج الدولة، والدولة ذاتها التي باتت تدعم هذا النزوح لمن يرغب من باب حماية الأرواح قدر الإمكان عبر تسهيل عمليات نقل المواطنين الأقباط إلى محافظات أخرى، باستجابة الأجهزة الإدارية لطلبات النقل، أو حتى منح الموظفين الأقباط إجازات طويلة تسمح لهم بمغادرة المنطقة ولو مؤقتا. لا أعرف إن كان اجتماع الرئيس السيسي بقيادات القوات المسلحة والشرطة تطرق بشكل واضح ومعمق لما يتعرض له الأقباط في شمال سيناء؟ أعرف أن الوضع في سيناء عموما كان أحد المحاور الأساسية للاجتماع، لكن فداحة ما يجري، خاصة خلال الأسبوع الماضي يستحق اهتماما وتحركا سريعا، رسائله واضحة وإجراءاته محددة بالقدر الذي يسمح بطمأنة أولئك الذين يعيشون في قلب النار والاستهداف». حوار الأزهر والفاتيكان وجاء في تعليق «الأهرام» تحت عنوان «حوار الأزهر والفاتيكان» مثيرا للغيظ لتجاهله ما حدث والتركيز على ما يناقضه قالت: «تأتي الندوة التي عقدها الأزهر الشريف والفاتيكان، التي استمرت جلساتها على مدى يومين في القاهرة تحت عنوان «دور الأزهر والفاتيكان في مواجهة ظواهر التعصب والتطرف والعنف» خطوة مهمة على طريق إذابة جبال الجليد بين أتباع الأديان السماوية، التى صنعها المتعصبون والمتطرفون من كل جانب، بعد أن غابت عنهم الحكمة الإلهية من خلق البشر، التي تتجسد بأسمى معانيها في الآية الكريمة في قول الله تعالى «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير». وتتجسد أهمية مثل هذه اللقاءات والندوات في تقريب وجهات النظر ومد جسور التعاون والتواصل بين أتباع الأديان السماوية، وإرساء أسس الحوار الحقيقي والمستمر والبناء بين معتنقيها، من أجل الالتقاء على كلمة سواء بين الجميع على طريق تفعيل القيم الإنسانية المشتركة والوصول إلى أنجح السبل لمواجهة ظواهر التعصب والتطرف والعنف، وتكريس قيم احترام الاختلاف في الرأي والمعتقد والتعددية الدينية والمذهبية والفكرية. كما أنها تمثل فرصة كبيرة لدراسة أسباب هذه الظواهر وسبل علاجها التي تتمثل في انتشار الفقر والأمية والجهل وتوظيف الدين لأغراض سياسية، بالإضافة إلى عدم فهم النصوص الدينية على وجهها الصحيح، لذلك اهتمت الندوة في توصياتها بتأكيد ضرورة الاهتمام بقضايا الشباب وفتح قنوات الحوار بينهم، من أجل بيان المفاهيم والمقاصد الصحيحة التي جاءت بها الأديان السماوية والاهتمام بتربية الشباب على السلوك القويم البعيد عن الغلو والتطرف ومحاولة فهم الآخر واحترام عقائده». فشل المنظومة الأمنية وأمس الأحد خرجت «المقال» في صفحتها الأولى بالعناوين الآتية: «ارتحتم أهي سينا بقت زي سوريا والعراق. عار تهجير الأقباط من سيناء. الإسماعيلية تستضيف اللاجئين المصريين المسيحيين. هيبة الدولة في العريش وليست في كلية الشرطة. ثلاثون شهرا في العريش لم تمنع الإرهابيين من اقتحام بيوت الأقباط وقتلهم وحرقهم». وقالت رنا ممدوح: «أوعوا تقولوا إن اللي حصل ده نتيجة خلل أمني، دي ضربة إحباط أنتم ما تعرفوش حجم النجاح اللي حققناه في مواجهه الإرهاب في سيناء. نجاح كبير جدا هكذا حلل الرئيس السيسي قبل أربعة أشهر دخول الإرهابيين إلى الكنيسة البطرسية في وسط القاهرة وزرع متفجراتهم، بل تفجيرها في وضح النهار، لم يجد الرئيس السيسي في الأمر أي تقاعس من الأجهزة الأمنية المسؤولة عن حماية مؤسسات الدولة، وانما مدعاة للفخر بسبب كيد وغيظ الإرهابيين، وها هو الرئيس السيسي يؤكد الرسالة نفسها من جديد، فبالتزامن مع تهجير أقباط العريش وفرارهم من الذبح في بيوتهم، يمارس الرئيس هوايته في ركوب العجل مع طلبة كلية الشرطة تارة، وثانية مع طلبة الكلية الحربية، وثالثة مع طلبة أكاديمية الشرطة، وكأن ما حدث ويحدث في سيناء لا يستحق من الرئيس وقفة مع النفس ومراجعة المنظومة الأمنية التي تتبعها الدولة، إن وجدت أصلا. بينما يجد الرئيس السيسي من الرفاهية ما يجعله يكرر حديثه عن استعادة الدولة المصرية هيبتها، وهو ما نريد من الرئيس أن يحدثنا عنه أكثر ويخبرنا عن أي هيبة لدولة يقتل فيها مواطنوها وتحرق بيوتهم ويهجرون من منازلهم، دون أي اعتراض أو ممانعة من سلطاتها؟ هل يدرك الرئيس السيسي فشل منظومته الأمنية وكيف يعرف أن تدليله أجهزته الأمنية بات خطرا على مصر؟». رحيل جماعي ومن «المقال» إلى «الأخبار» أمس الأحد أيضا وعمر الطاهر الذي أكد أن الموضوع ليس مفاجئا وإنما تم التنبية إليه من قبل دون أن يلتفت إليه أحد، قال: «ما يحدث في سيناء تجاه الأقباط على يد الجماعات الإرهابية يفتح أبوابا عديدة للامتعاض منها، الصمت شبه الرسمي وغياب التعليق على ما يحدث أو الاهتمام به ومعالجته بالتجاهل، واعتبار أن الأمر يدخل ضمن نطاق الحرب التي نخوضها هناك، والحقيقة أنه ينقل الحرب إلى جبهة أخرى لا رصاص فيها، ولكنه تفتيت للجبهة الداخلية المفتتة أصلا. المفاجأة أن الموضوع ليس وليد اليوم فقد بدأت نغمة أقباط سيناء قبل خمسة أعوام، وحسب تقرير الزميل مصطفى سنجر في جريدة «الشروق»، «وفي رفح كتب مجهولون بيانا باليد في شهر سبتمبر/أيلول 2012 يطالب الأقباط بترك المدينة، وإثر ذلك تعرض المواطن ممدوح نصيف لإطلاق نار أمام محله التجاري، وبعد أسبوعين تم إطلاق النار على منزل قبطي آخر يدعى مجدي نيروز، وهو موظف دون أن يصاب بمكروه، لتهرع الأسر في المدينة إلى الرحيل الجماعي من العريش» ومن وقتها وحتى يومنا هذا تتوالى الحوادث ضد الأقباط، ما بين قتل واختطاف وطلب فدية وإطلاق للنار. كانت الحكومة ترى أن ذلك لا يختلف عن قتل عناصر الشرطة والجنود هناك، لكن هذه النظرة ثبت خطؤها إذ تدهورت الأمور وخرجت إلى النور مطالبات الجماعات الإرهابية للأقباط بالرحيل عن المكان، محاطة بجرائم اغتيال للأقباط انتهت بأن قامت الشرطة هناك بتجميع العمال الاقباط في القسم تمهيدا لترحيلهم إلى بلادهم الأصلية، في إذعان مخجل لطلبات الجماعات الإرهابية». هيبة الدولة هناك في العريش وننتقل من «الأخبار» إلى «المصري اليوم» أمس الأحد لنكون مع محمد أمين ونقرأ له في عموده اليومي «على فين» مطالبته الرئيس عبد الفتاح السيسي ارتداء البدلة العسكرية وقيادة المعركة ضد الإرهاب بنفسه قال: «لا أنا ولا أنت كانت تملؤنا الثورة والحسرة، بسبب نزوح الأقباط فقط، ولكن أيضا بسبب ما تردد عن فتح حساب بنكي لرعاية الأقباط النازحين من العريش، فلم يغضب الأقباط وحدهم ولكن غضب المسلمون قبلهم، غضب المصريون جميعا من المشهد. نزوح الأقباط قد يكون بداية ثم يتلوه النزوح الكبير لسكان العريش، فأين هيبة الدولة التي تحدث عنها الرئيس منذ يومين مع طلاب كلية الشرطة؟ فلو صح أن مطرانية الإسماعيلية قد قررت فتح حساب بنكي لدعم الأقباط فهذا هو العار بعينه، عار أن ينزح الأقباط، وعار أكبر أن نفتح لهم حسابا في البنك، أين الدولة؟ كيف نزحوا أولا؟ وكيف تسامحت أجهزة الدولة الأمنية والمحلية مع خبر من هذا النوع؟ كيف استقبل الرئيس خبر النزوح وخبر فتح باب التبرع؟ هل لديه خطة؟ هل قال الإسماعيلية أكثر أمنا؟ هل قرر أن يخوض الحرب بنفسه؟ الحقيقة أن كثيرا من الغاضبين تخيلوا أن الرئيس سيذهب شخصيا إلى الإسماعيلية ليدير المعركة من قيادة الجيش الثاني، إن لم يكن من العريش نفسها، هذه هي اللحظة التي تتجلى فيها هيبة الدولة. هيبة الدولة ليست هنا في القاهرة الكبرى، هيبة الدولة هناك في العريش، فما معنى نزوح الأقباط؟ هل هي عملية تطهير عرقي مثلا؟ هذا هو أكبر إسفين في الوحدة الوطنية وما أدراك ما الوحدة الوطنية؟ هذه هي اللحظة التي يرتدي فيها المشير السيسي «أفروله» العسكري هذه لحظة يقود فيها القوات بالبدلة العسكرية، هذا هو محل التفويض الذي فوضناه له، هل تتذكر يا ريس يوم فوضناك لمكافحة الإرهاب؟ لم يكن لنطارد الإرهابيين في الجحور فقط، ولكن لكي يأمن المصريون على أنفسهم من مكر الإرهاب، والفصل العنصري والتطهير العرقي، جريمة كبرى أن نسكت على ما حدث ما حدث مدلوله خطير». لغز سيناء وآخر محطة في هذه القضية ستكون في الصفحة الأخيرة من «الشروق» حيث المقال اليومي لفهمي هويدي وتساؤلاته الكثيرة التي قال فيها: «لغز سيناء يزداد غموضا واستعصاء، ذلك أننا انتقلنا من مشهد مهاجمة كمائن الجيش والشرطة إلى مهاجمة الأقباط، وبين الاثنين تابعنا مسلسل تصفية من وصفوا بعملاء الأجهزة الأمنية من الأهالي. لم نفهم شيئا من تلك الحلقات المتتابعة لأنه أريد لنا أن نظل في موقف المتلقي الذي ظل دوره مقصورا على استقبال الأخبار والتقارير والإشادة بكفاءة أداء السلطة، التي باتت المصدر الوحيد لمعلوماتنا عما يجري هناك. ما حيرنا وأدهشنا أن الوعود التي أطلقت لم يتم الوفاء بها، وأن القصف المتواصل لمعاقل الإرهابيين لم يؤدِ إلى وقف عملياتهم، بل بدا أنهم يتحركون بحرية في المنطقة، لدرجة أن يعلنوا بيانات مسجلة تلفزيونيا قبل ثلاثة أسابيع عن استهداف الأقباط، ثم يتاح لهم أن ينفذوا ما وعدوا به، في حين تصورنا أن ذلك الإعلان سيكون حافزا للأجهزة الأمنية لكي تفتح أعينها جيدا وتوفر للأقباط الحماية اللازمة، لكن ذلك لم يحدث لأسباب غير مفهومة. إزاء ذلك وفي غيبة المعلومات التي تمكننا من فهم ما يجري، فإننا لا نستطيع أن نحجب أسئلة باتت تلح علينا طوال الوقت أحدها يتعلق بموازين القوة في سيناء التي لم تسمح بحسم الصراع حتى الآن، ذلك أننا ينبغي أن نعترف بأن استمرار الإرهابيين والعمليات التي يقومون بها هناك دليل على أحد أمرين، إما أنهم يتمتعون بعناصر من القوة لا يستهان بها، أو أن مواجهتهم تتخللها عوامل ضعف ينبغي أن تعالج. وإذا كانت البلاغات الرسمية تحدثنا عن مقتل أعداد منهم كل حين (رغم أننا لا نعرف ما إذا كان المقتولون كلهم إرهابيين؟ أم أن بعضهم يستحقون عقابا غير القتل) إلا أننا ينبغي أن ننتبه إلى أن الإنجاز الحقيقي لا يتحقق بزيادة أعداد القتلى، لكنه يكون بالقضاء على الإرهاب واستئصال شأفته، وغاية ما يمكن أن يقال عن حملات القتل إنها مجرد وسائل قد تكون فعالة، في حين أن تحقيق الهدف يظل هو الأهم. وفي هذه الحالة فإن المواجهة العسكرية تشبه المباريات الرياضية في أن الفوز فيها لا يتحقق بمجرد شرف المحاولة، لأن ذلك لا يحسب إذا اقترن بتسديد الأهداف». معارك وردود وإلى المعارك والردود المتنوعة وسنبدأها اليوم مع محمد إمبابي في «أخبار اليوم» وهجومه العنيف في بابه «طلقات» على حكومة كهذه خيبت آماله وآمال الملايين حتى بعد تعديلها وقال: «من الواضح أن الحكومة استسلمت ورفعت الراية البيضاء بعد أن عجزت تماما عن مواجهة الارتفاع الجنوني للأسعار، وتركت المواطن يصارع وحش الغلاء الذي لا يهدأ ويزداد سعارا، حتى بعد انخفاض قيمة الدولار، ما يؤكد أن هذا الارتفاع الفاحش للأسعار والذي يزداد يوما بعد يوم وساعة بعد ساعة ليس له ما يبرره وإنما هو ارتفاع عشوائي صنعه الطمع وجشع التجار ومحترفو الاحتكار وخلق الأزمات والمتلاعبين بقوت الملايين. وعندما تم الإعلان عن التعديل الوزاري انتظر الناس أكثر من شهرين على أمل أن تكون لهذا التغيير أهمية لمواجهة تحديات تلك المرحلة الصعبة وتوفير معيشة أفضل للمواطن المطحون، الذي تحاصره أزمات الغلاء والدواء، خاصة بعد أن تفاقمت الأزمات التموينية إلى حدود لا يقبلها العقل أو المنطق، ولكن للأسف جاء التغيير الوزاري باهتا ولم يسفر عن رؤية واضحة أو استراتيجية تحمل تطلعات تضيف جديدا لحل الأزمات المتفاقمة، وتنتشل المواطن الغلبان من الاحتراق في أفران الجشع والاحتكار ومصاصي الدماء، وللأسف كانت النتيجة مخيبة للآمال، ولا أحد يعرف أي معيار للاختيار، وحتى اللحظات الأخيرة كان البرلمان مجاملا للحكومة فقد كان من حق المجلس أن يجري حوارات ومناقشات حول الرؤى والأفكار والسياسات ولكن هذا لم يتم نظرا لضيق الوقت». تحصين معاشي ومالي ونظل مع الحكومة في «أخبار اليوم» ومع محمد آخر هو محمد عمر الذي قال في عموده «كده وكده»: «من قراءة بسيطة لقانون (حتموت عليه الحكومة) بزيادة رواتب ومعاشات رئيس الوزراء والوزراء تدرك (وأنت مغمض) أن الحكومة بمن فيها لا تريد أن تعيش زي باقي الـ95 مليون مواطن، فحينما تطلب الحكومة «تمييزا» لوزرائها «بعيشة هنية» ومعاشا (غير مسبوق) يضمن استمرار «البغددة» لهم ولمن بعدهم، فهذا اعتراف منها بأنها تخشى أن ترد إليها بضاعتها وما فعلته في المواطنين بإجراءاتها الاقتصادية وضرائبها وجماركها وتعويمها، ولذا أرادت «تمييزا» يقي وزرائها «شر» العيشة ومذلتها زي بقية المواطنين. وفات على الحكومة «أم الذكاوة» أنها وهي بتطلب «تحصينا» معيشيا وماليا لوزرائها بقانون، فكأنها بتأكد (كدب) ما بشرتنا به من تحسن في أحوالنا وانتعاش اقتصادنا وجيوبنا، وتدهور أسعار دولارنا فلو كان ما قالته لنا «صحيح» والأشية حتبقى معدن فما الداعي لزيادة مرتبات الوزراء، ولا هي طفاسة، لكن لأنها حكومة فاقدة البوصلة وليس لديها كياسة ولا سياسة ولا أحساس، فلم تجد أياما أفضل من الأيام «الحلوة» اللي إحنا (بنوأوأ) فيها من الأسعار للمطالبة (بزيادة مرتبات ومعاشات وزرائها) وكأنها تعترف أنها (مايهمهاش كلام الناس عنها) لأن أي بني آدم طبيعي حيسمع الكلام ده حيلعن سنسفيل البلد اللي بتقول لمواطنيها أصبروا واستحملوا «واشربوا المر» علشان نعدي، وفي الوقت نفسه بتزود الوزراء مرتباتهم ومعاشاتهم عيني عينكو. عموما الكرة الآن في ملعب مجلس النواب ولجانه «فالقانون عندهم» ولو مر كما تريده الحكومة أو بأي شكل فسيكون البرلمان قد قضى على البقية الباقية من صورته «المهببة» أمام الناس لأنه سيؤكد أنه مجرد «تابع» لا أكثر». مغارة «علي بابا» وإذا انتقلنا إلى «الوطن» سنجد ماجدة الجندي في بابها «اجتهاد» تجامل وزير الزراعة الجديد عبد المنعم البنا وتقول عنه بعين الحسد: «انتظر الجميع، أو على الأقل من تابعوا بدقة ما طرح على الشاشات بشأن الاتهامات الموجهة إلى السيد وزير الزراعة، التي تم عرضها بمستندات موثقة في أكثر من برنامج، كان الأبرز منها أكثر من حلقة للزميل وائل الإبراشي «العاشرة مساء». أقول انتظر الناس أن تملك الحكومة «شجاعة المراجعة» أو على الأقل «التريث» وهي تضع على رأس وزارة الزراعة رجلا تلاحقه اتهامات «موثقة» بالاستيلاء على 25 فدانا من أراضي مشروع الخريجين طبعا، ومعه آخرون. اشترى الفدان بخمسين جنيها وباعه بثروة. اشترى خمسة وعشرين فدانا مستصلحة وجاهزة للزراعة ومصروفا عليها من فلوس الغلابة، وهو مسؤول في وزارة الزراعة بـ1250 جنيها وهناك قرار جمهوري يجرم تعامل الموظف العام بيعا أو شراء مع جهة عمله. الرجل يجيد «تستيف الورق» بامتياز ومع ذلك فاتت أو وقعت منه بعضها، ما مكّن رجل تفتيش وزارة المالية من إثبات الحالات، وقام بالفعل بإبلاغ رؤسائه والوزيرين (المالية والزراعة) فهدّدوه ورجاله ونفّذوا وعيدهم. كان ما عرضه زميلنا وائل الإبراشي فوق أي تصور، ما دفع بسيدة في مداخلة للبرنامج أن تقول والنبى قولوا إن ما نراه غير حقيقي وإن ده برنامج الكاميرا الخفية. وكان معها كل الحق وهي ترى الدكتور سعيد خليل المسؤول في وزارة الزراعة حتى اليوم وقد حمل «هرما» من المستندات عن ألاعيب وتحايلات الرجل، الذي اختاره رئيس الوزراء ليكون على رأس واحدة من أخطر الوزارات وليدخلنا بأسانيده ومستنداته «مغارة» من مغارات «علي بابا» وليؤكد كلامه أو «بلاغاته» الدكتور سمير خطاب مفتش وزارة المالية الذي أطاحوا به لأنه تجرّأ وأدى دوره. كان الكلام «الموثق» من الرجلين فوق كل احتمال والأرقام بالمليارات مليارات وليس ملايين». مشاكل وانتقادات وإلى المشاكل والانتقادات وأولها ستكون لرجل الأعمال الشهير المهندس حسين صبور، ولم تخل من طرافة إذ نشرت له «اليوم السابع» يوم السبت على صفحتها التاسعة حوار على كل الصفحة أجراه معه تامر إسماعيل اخترنا منه الآتي: «تحدثت عن أنك رجل مقاولات في المقام الأول هل ستتمكن الدولة من حل أزمة الإسكان؟ ـ لا مش هتقدر والأزمة مش هتتحل وده رأي صادم لكن دي الحقيقة وللأسف جمال عبدالناصر هو السبب في الأزمة، بسبب تدخلاته الخاطئة في سوق العقارات في مصر طوال فترة حكمه. *أليس تحاملا على عبدالناصر أن نحمله أزمة نعيشها بعد وفاته بأكثر من 40 عاما؟ ـ لا مش تحامل وأحكيلك موقف بسيط جدا تخيل أن عبدالناصر سنة 1954 أحضر اثنين مهندسين وقالهم أنا عاوز أوقف بناء العقارات تماما واحد رفض راح سجنه، والتاني قاله هايل يافندم بقى رئيس وزراء اسمه عزيز صدقي. *بالعودة إلى الوقت الحالي هل تفضل خصخصة شركات الحديد الحكومية؟ ـ خصخصة إيه إحنا في مصر مش بنعرف نعمل خصخصة. مبارك كان بيطلع في التلفزيون يقول للناس «لا بيع للقطاع العام» وهو مكلفني سرا أنا ومجموعة رجال أعمال بوضع تصور لبيع الشركات. *هو حضرتك اللي كنت مُكلف بالخصخصة؟ ـ أنا ومجموعة رباعية من رجال الأعمال، لكن مش هقدر أقول أسماءهم عشان محرجش حد، لكن الحقيقة أن مبارك لم يطبق ولا توصية مما قلنا وبالتالي حدث ما حدث من فساد في الخصخصة. *هل توافق الرأي القائل إن مصر دولة فقيرة؟ ـ مصر فقيرة لأن أهلها كسلانين، مصر ممكن تبقى غنية جدا لكن الناس عايزة تقعد على القهوة وتلعب طاولة ويطلعوا عمرة على حساب الحكومة، وياكلوا ويشربوا على حساب الحكومة؟». معارك الاسلاميين وإلى الإسلاميين ومعاركهم ومحاولة مكرم محمد أحمد في «الأهرام» الرد على الهجمات التي يتعرض لها شيخ الأزهر وهيئة كبار العلماء، التي تتهمهم بمعاكسة الرئيس عبد الفتاح السيسي في رفضهم طلبه أن يتم توثيق الطلاق الشفهي وإصدارهم بيانا بأن الطلاق الشفهي يقع، فقال مكرم في مقال بعنوان «حقيقة الخلاف بين الأزهر ومؤسسة الرئاسة»: «لأن جميع النصوص بما في ذلك القرآن والسنة ومذاهب الفقه الإسلامي على تعددها، التي تتعلق بقضية الطلاق الشفوي، وتم جمعها في مجلدين، درستها اللجان المتخصصة في بحث قضية الطلاق الشفوي على امتداد عدة أسابيع، تجمع على أن الطلاق الشفوي واقع لا محالة دون حاجة إلى توثيق أو إشهاد، اجتهدت هيئة كبار العلماء في أن تعطي لولي الأمر الحق في إلزام المطلق بتوثيق طلاقه دون تراخ، استنادا إلى ضرورة رفع الظلم عن المرأة وأولادها، بما يؤكد إمكانية التوفيق بين النقل والعقل، لأن الشريعة تقبل اجتهادات العقل الإنساني إذا لم تتصادم على نحو مباشر مع النص الديني، وربما لهذا السبب وحده كان الواجب شكر هيئة كبار العلماء على اجتهادها وليس تقريعها في مزايدات بغير معنى، جرت على معظم شاشات الفضائيات المصرية، لأن بيان هيئة كبار العلماء لم يرفض بالاجماع دعوة السيسي إلى تنظيم الطلاق الشفوي، وإنما صاغ دعوة الرئيس في اجتهاد شرعي عندما أسند لولي الأمر الحق في فرض عقوبة رادعة على من يتراخى في توثيق طلاقه». الطلاق الشفوي وفي الصفحة السادسة من «المصري اليوم» نشرت حديثا مع الدكتورة آمنة نصير عضو مجلس النواب وأستاذة العقيدة في جامعة الأزهر، أجرته معها نورهان أشرف قالت فيه عن أزمة الطلاق الشفهي بعد بيان الأزهر وهيئة كبار العلماء وعما إذا كان تحديا للرئيس: «أرى أن الموضوع أخذ أبعادا كثيرة وتم تغليفه بحالة من البطولة لا معنى لها، عندما أشار رئيس الدولة إلى الموضوع كان من منطلق مسؤوليته. ونلاحظ مثل الكثيرين أن الطلاق الشفوي يستخدمه المُطلق دون وعي، بأن الله سبحانه وتعالى، سماه الميثاق الغليظ حتى يحترمه الإنسان، وهذا أمر غير قابل للتلاعب وتترتب عليه أبعاد نفسية على الأسرة كلها. البيت الذي يحيد عن دوره في تربية الأبناء يصاب بحالة من الاهتزاز، لذلك كانت هذه التسمية التي كنت أود أن تأخذ الاعتبار اللائق الأسرة المسلمة، للأسف أجد فيها كثيرا من الاهتزازات والتهميش من قِبل بعض الناس. وهناك بعض من الوعاظ أو المشايخ أو حتى أن رأى المُطلّق إنسانا بلحية أو عباءة يستفتيه في هذا الأمر، ما جعل هناك حالة من الانفلات في ضبط الأسرة تحت الميثاق الغليظ، ومن هنا جاءت هذه الإشارة من قبل رئيس الجمهورية». الحكومة استسلمت وعجزت تماما وتركت المواطن يصارع وحش الغلاء… و«البغددة» للوزراء حسنين كروم |
القرا يقول إن تل ابيب ستستخدم «روبوت» للاغتيال: وزير إسرائيلي يتورط في كذبة كبيرة تحوله لنكتة وموضوع للتندر Posted: 26 Feb 2017 02:29 PM PST الناصرة – «القدس العربي»: سخرت أوساط سياسية وإعلامية في إسرائيل من تصريحات لأحد وزرائها، نمت على ما يبدو من خيال واسع جدا قال فيها إنها ستملك رجلا آليا «روبوت» يستطيع أن يدخل لبنان وغزة ويقتل «المخربين» وقادة حزب الله وحماس، والعودة سالما. وسخرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس بتساؤل هل كشف الوزير بلا حقيبة أيوب القرا (ليكود) أحد أهم أسرار إسرائيل أم أنه ببساطة شاهد زيادة عن اللزوم أفلاما خيالية؟. وفي ندوة شهدتها مدينة بئر السبع قال القرا وهو سياسي عربي متصهين من دالية الكرمل، إن إسرائيل ستمتلك خلال سنوات «روبوت» سيكون قادرا على تشخيص الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وقادة حركة المقاومة الإسلامية «حماس» وهم مختبئون في باطن الأرض وتصفيتهم. وعلى خلفية الخوف المتزايد في إسرائيل في السنوات الأخيرة من فقدان الجنود في المواجهات العسكرية قال القرا إن «الروبوت» سيحول دون اضطرار إسرائيل للقيام باجتياحات برية في غزة ولبنان. وحينما سأل عريف الندوة من أين لك هذه المعلومات قال القرا : لا تسألني عن مصادر معلوماتي ولا تورطني».وتابع «نحن نتحدث عن روبوت يتم تشغيله خلف الحدود من خلال جهاز تحكم من بعد ويقوم بالتعرف على أشخاص مطلوبين بعد تزويده بالمعلومات عنه، ولا يمكن تدميره ويستطيع أن يدخل أنفاقا وملاحقة «الفئران» واغتيالهم ولا يعود قبل إنجازه المهمة». وقال عضو الكنيست عن «المعسكر الصهيوني» إيتان كابل الذي شارك في الندوة، في تويتر لاحقا: «أيوب القرا يواصل إطلاق النار بكل الاتجاهات ببندقيته الرشاشة وهذا مشروع رجل واحد فقط». لكن القرا لم يرتدع من موجات السخرية التي اجتاحت منتديات التواصل الاجتماعي باللغتين العبرية والعربية فكشف مصادره، وقال إن رئيس إسرائيل الراحل شيمون بيريز هو من أخبره بالسر الكبير. وزعم القرا في رده على سؤال «يديعوت أحرونوت» أمس أن بيريز استدعاه قبل شهرين من رحيله وشكره على نجاحه بتحريك مشروع قناة البحرين التي تربط بين البحر الميت والبيت الأحمر ومشروع المناطق الصناعية على حدود الخط الأخضر بالتعاون مع الجانب الفلسطيني». وتابع القول «سألت بيريز كيف سنتدبر أمرنا في غزة ولبنان، فقال إن علينا الاهتمام بعدم إرسال جنود الى هناك واستبدالهم بالرجل الآلي فأخذتني الصدمة. وفي البداية خلت أنه يتحدث عن علم خيالي. لكن بيريز ذكر أسماء شركات أمريكية خاصة تنكب على تطوير أجهزة كهذه قادرة على القيام بحرب عصابات ومكافحة «الإرهاب». وينقل القرا عن بيريز قوله إنه زار إحدى هذه الشركات وشاهد «روبوت» بحجم ذبابة تنفجر بجانب وجه الشخص المطلوب وهناك روبوت بحجم إنسان وهناك أجهزة أكبر يتم تشغيلها عن بعد». وسخرت الصحيفة من قول القرا إن تصريحاته ستردع «الإرهابيين». وقالت إنه كان أجدر به أن يتعامل مع الأدب لا مع السياسة. من جهته استخف به معلق الإذاعة العبرية العامة حنان كريستال بقوله «يبدو أن هناك روبوت على الطريق قادرا على تصفية الازدحامات المرورية ونأمل أن يستحضر لنا القرا روبوت يقضي على السمنة أيضا». ورد القرا على موجات الاستهزاء به بالقول إن أحدا لم يصدق قبل سنوات إمكانية اختراع طائرة بلا طيار. القرا يقول إن تل ابيب ستستخدم «روبوت» للاغتيال وزير إسرائيلي يتورط في كذبة كبيرة تحوله لنكتة وموضوع للتندر |
مرسي لرئيس محكمة: أنا رئيس الجمهورية Posted: 26 Feb 2017 02:29 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي»: وجه الرئيس المصري المعزول، محمد مرسي حديثه لرئيس محكمة جنايات القاهرة أمس، قائلاً: «مع كامل احترامي للمحكمة فهي غير مختصة ولائياً بنظر القضية، فأنا رئيس الجمهورية». وكانت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة في أكاديمية الشرطة، عقدت أمس، أولى جلسات إعادة محاكمة مرسي، و26 آخرين في القضية المعروفة إعلاميا بـ«اقتحام السجون»، برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي، وعضوية المستشارين عصام أبوالعلا، ورأفت زكي، ومختار العشماوي، وعادل السيوي، وأمانة سر حمدي الشناوي، بإثبات حضور المتهمين، إضافة إلى حضور هيئة دفاعهم. وواجهت المحكمة المتهمين بالاتهامات الواردة في أمر الإحالة بعد أن تلاها ممثل نيابة أمن الدولة، الذي حضر الجلسة. وطلب المتهم صبحي صالح، من المحكمة مقابلة فريق دفاعه، إضافة إلى الاطلاع على أوراق القضية، ومحضر الجلسة بجانب الملف الوارد من محكمة النقض بإلغاء الحكم الصادر ضده، بينما رفض المتهم يسري نوفل حضور محام عنه. وطالب دفاع المتهمين، من محكمة جنايات القاهرة ضم شهادة رئيس المخابرات العامة المصرية إبان ثورة 25 يناير، الراحل اللواء عمر سليمان، بخصوص الأحداث، وسماع قائد الجيش الثاني وقت الثورة، بشأن المعلومات المتوافرة لديه عن الواقعة، ومناقشة وزير الخارجية إبان الأحداث، وكذلك مدير إدارة الأسلحة والذخيرة بقطاع مصلحة السجون. وطالب أيضاً، بسماع شهادة رئيس تجرير جريدة «الأهرام العربي»، وسماع أقوال قائد سلاح حرس الحدود أثناء الأحداث، واستخراج شهادة من سفارة فلسطين، بشأن وفاة المتهم تيسير أبو سمير. وسبق أن عرضت القضية على المستشار شعبان الشامي، وأصدر حكمه في 16 يونيو/حزيران 2015، بمعاقبة مرسي، ومحمد بديع المرشد العام لجماعة «الإخوان»، ونائبه رشاد البيومي، ومحيي حامد، ومحمد سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب السابق، والقيادي في الجماعة عصام العريان، بالإعدام شنقا، كما عاقبت 20 متهما حضوريا بالسجن المؤبد. وألغت محكمة النقض، الحكم في 15 ديسمبر/كانون الأول 2016 الماضي، وتضم القضية 129 متهما، بينهم 93 هاربا من عناصر «حماس» و»حزب الله»، والجماعات التكفيرية وجماعة «الإخوان». وأدان الحكم الملغى المتهمين بالوقوف وراء ارتكاب جرائم قتل 32 من قوات تأمين السجن ومن المسجونين بسجن أبو زعبل، و14 من سجناء سجن وادي النطرون، وأحد سجناء سجن المرج، وتهريب نحو 20 ألف سجين خلال ثورة 25 يناير.فيما أقام وزير التموين الأسبق في عهد حكومة هشام قنديل، باسم عودة، والقيادي في الإخوان، عصام العريان، طعنين أمام المحكمة الإدارية العليا في مجلس الدولة، على الحكم الصادر بعدم اختصاص المحكمة ولائياً بنظر دعوى بطلان قرار محكمة الاستئناف بتوزيع القضية المعروفة إعلامياً بـ»غرفة عمليات رابعة» على الدائرة 28 برئاسة المستشار حسن فريد. وذكرت الدعوى أن القضية وزعت على الدائرة 28 برئاسة المستشار حسن فريد، بغير دور انعقادها طبقاً للجمعية العمومية بمحكمة الاستئناف، وأنه طبقًا لدور انعقاد الجلسات تختص بها دائرة أخرى. في الموازاة، قضت محكمة جنايات شمال القاهرة، أمس، بالسجن سنة مع الشغل لـ15 متهما حضوريا، والسجن 10 سنوات لـ212 متهما بقضية «أحداث الذكرى الثالثة لثورة يناير»، التي شهدت مقتل عضو بحركة 6 إبريل. تعود وقائع القضية إلى أحداث العنف التي وقعت العام قبل الماضي في محيط نقابة الصحافيين في الذكرى الثالثة لثورة يناير، ما أسفر عن إصابة 25 شخصًا ومقتل 6 آخرين. وكانت النيابة أسندت للمتهمين عددًا من الاتهامات من بينها: القتل والشروع في القتل والتجمهر واستعراض القوة والتلويح بالعنف والإتلاف العمدي للممتلكات العامة إلى جانب تكدير السلم العام على نحو يخالف القانون. مرسي لرئيس محكمة: أنا رئيس الجمهورية |
بيت لحم تحتفل حتى الصباح بفوز ابنها يعقوب باللقب ليصبح ثاني فلسطيني يحصل عليه بعد عساف Posted: 26 Feb 2017 02:29 PM PST رام الله – «القدس العربي» : حصد الشاب الفلسطيني يعقوب شاهين لقب برنامج «آراب أيدول» أو محبوب العرب في موسمه الرابع وهو البرنامج الذي تبثه قناة «أم بي سي» من استوديوهاتها في بيروت. وتأهل شاهين إلى النهائيات مع كل من الفلسطيني أمير دندن من بلدة مجد الكروم في الجليل الفلسطيني المحتل عام 1948، واليمني عمار محمد. وحسم اللقب لكثافة التصويت لصالحه، حتى أن مقدم البرنامج أحمد فهمي قال في حلقة إعلان النتائج التي حضرها وفد فلسطيني رفيع من بينهم ياسر عباس ابن الرئيس الفلسطيني واحمد عساف مدير التلفزيون والمليونير منيب المصري والحائز على اللقب الفنان محمد عساف وفيرا بابون رئيس بلدية بيت لحم، إن نسبة التصويت بلغت مستوى هو الأعلى منذ انطلاق البرنامج قبل 4 سنوات. ويكون شاهين هو الفلسطيني الثاني الذي يفوز باللقب بعد محمد عساف. واحتشد الآلاف من محبي ومشجعي شاهين في بيت لحم، في ساحة المهد حيث تم نصب شاشة عرض كبيرة لتشجيع ودعم النجم شاهين وسط أجواء من البهجة والفرح. وكان اللافت أن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء جبريل الرجوب توسط والدي شاهين في ساحة المهد ورافقه اللواء جبرين البكري محافظ بيت لحم والعديد من الشخصيات الرسمية والشعبية. ولفت شاهين وعلى مدار حلقات البرنامج الأنظار لصوته وموهبته بشهادة لجنة التحكيم وتفاعل الجمهور معه في كل إطلالة له. لكن الأهم هو أخلاقه وتواضعه الذي رفعه عاليًا وجلب له المزيد من التصويت خلال البرنامج. وكان شاهين قد شارك بعمر 17 عاما في برنامج محلي لاكتشاف المواهب ونال اللقب، وهو خريج تخصص هندسة الديكور. وكان الرئيس محمود عباس قد استقبل خلال زيارته الأخيرة للبنان في مقر إقامته المتسابقين الثلاثة دندن وشاهين واليمني عمار محمد، حيث أثنى على أدائهم وأكد دعمه لهم ولكافة المواهب الشبابية، مؤكدا أهمية الثقافة والفن والإبداع في إيصال رسالة الشعب الفلسطيني، متمنيا لهم مستقبلا زاهرا في مشوارهم الفني. ويعيش شاهين في حي الكركفة في بيت لحم مع عائلته المكونة من شقيقتين ووالديه، وينحدر من عائلة متواضعة، ويعمل والده في حرفة التحفيات الشرقية كغالبية سكان المدينة المقدسة لارتباطها بالسياحة الدينية. وبعد حصد اللقب انهالت التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، التي كانت متناقضة في غالبيتها حال تناقض الفلسطينيين في حياتهم اليومية سواء في السياسة أو في أي جانب آخر من جوانب الحياة. وكتب أحد المعلقين على صفحته في فيسبوك يقول «يعقوب شاهين تحول لظاهرة بكل ما يعنيه المصطلح من معنى فأصبح طوق نجاة وأيدول (نموذج) لأقليات المشرق التي وجدت فيه من يعبر عنها ومن يعلن عن وجودها المستباح ومن يعيد لجذورها المقتلعة ترابها».فيما كتب الصحافي علي عبيدات من القدس يقول «صورة فلسطين الجميلة من ام الرشراش الى الناقورة بمسلميها ومسيحييها بعساف وأمير ويعقوب هي من صنعت لنا مساء جميلا لا تشوبه شائبة»، وواصل بالعامية «بخصوص الشباب اللي زعلانة وبتقلك صورة فلسطين مقاومة، طول عمر الثقافة والفن خندق مهم في اي صراع تحرري رغم انحدار الحالة الفلسطينية على كل المستويات». أما فنان الكاريكاتير طارق سلسع من بيت لحم فكتب «بغض النظر عن كل الألم الممنهج الممارس من الاحتلال وأشباه الاحتلال، وبرغم الانتقادات بانحراف البوصلة عن الهوية والقضية، وبين ضياع توجهاتنا بهذه المرحلة بين سلام مغتصب ومقاومة محدودة وكل ذلك على مزاج مصالح التيار الداعم، وبالرغم من كثرة راكبي السرب ومستغلي الإنجازات، وما بين مؤيد بعنف ومعارض بقسوة هنالك مكان للفرح». وأضاف «قدرة فنان خلوق وملتزم نال حب الناس على إيصال قضيته وإنسانيتها في محافل العالم أفضل بكثير من سياسي يجوب الأرض بثمن دفعه الشهداء والأسرى وأشباه الشعب الحي مخلفاً بصمة عز له ولنا في العالم، بالرغم من كل هذا وذاك ألف مبروك للعالم، سفير فلسطين للفن والثقافة والمحبة الجديد يعقوب شاهين». وحضر حلقة إعلان النتائج في برنامج محبوب العرب وفد فلسطيني رسمي رفيع ضم ياسر عباس نجل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وكذلك أحمد عساف رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطيني ورجل الأعمال منيب المصري. وحاولت إسرائيل بشتى الطرق التدخل في البرنامج حيث كتب الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي تغريدة على حسابه في تويتر قبل الحلقة النهائية يقول: في انتظار آراب أيدول لمشاهدة «ابن البلد» أمير دندن وقصد أنه يحمل الهوية الإسرائيلية، و«الجار» يعقوب شاهين، وكذلك عمار محمد من اليمن. وهو ما لاقى انتقادات واسعة بين جمهور شبكات التواصل الاجتماعي بعد نشره هذه التغريدة. بيت لحم تحتفل حتى الصباح بفوز ابنها يعقوب باللقب ليصبح ثاني فلسطيني يحصل عليه بعد عساف فادي أبو سعدى |
الأردن: مشاريع استثمارية في مجال الطاقة تنتظر الختم الملكي السعودي: رهان مبكر على «مفاجآت» إيجابية قد يحضرها الملك سلمان معه Posted: 26 Feb 2017 02:28 PM PST عمان ـ «القدس العربي»: احتفت وسائل الإعلام الأردنية بالخبر السعودي الرسمي الصادر حول بدء جولة آسيوية للملك سلمان بن عبد العزيز تنتهي بمشاركته شخصياً في القمة العربية التي تستضيفها عمان الشهر المقبل. الملك سلمان يزور وفقاً لما أعلنه بيان رسمي مجموعة من الدول الآسيوية قبل التوقف في محطته الأخيرة للمشاركة في القمة العربية بعمان. هذا الاحتفاء له ما يبرره فكل البلاغات التي وصلت عمان مبكراً تقول بأن الملك سلمان سيصل إلى الأردن في زيارة رسمية خاصة قبل يوم واحد من انعقاد القمة، الأمر الذي يراهن عليه كثيرون في إطلاق جديد للعلاقات الأردنية السعودية والأهم هو تدشين ملف الاستثمارات السعودية التي وعدت الرياض بها في إطار شراكة استراتـيجية مع الأردن. يعتقد في السياق وعلى نطاق واسع أن زيارة الملك سلمان المتأخرة والمرتقبة والتي انتظرها الأردنيون بفارغ الصبر قد تتزامن مع إطلاق سلسلة مشاريع للاستثمار السعودي اعلنت سابقاً وبقيت مجمدة وأثارت الكثير من الجدل. الحديث هنا عن تفعيل خطط المشاريع المشتركة للاستثمار تحديداً في مجال الطاقة البديلة وفي جنوب الأردن، الأمر الذي سينتج فرص عمل ويؤدي لتوسيع قاعدة الصناعات والواردات الأردنية وبصورة تسهم بالتنمية الإقتصادية للأردن. طبعاً لا توجد أدلة مباشرة على ان هذه المشاريع ستنطلق فعلاً وبصورة قطعية وحاسمة في وقت قريب. لكن الانطباع يتراكم بأن المؤسسة السياسية السعودية اتخذت القرار واتجهت نحو دعم وإسناد الأردنيين باستثمارات مبرمجة وعلى اساس الشراكة والفوائد المشتركة. وزير الاتصال الأردني الناطق الرسمي الدكتور محمد مومني يصر على ان العلاقات السعودية مع بلاده ليست أخوية فقط بل استراتيجية وعميقة ويقول امام «القدس العربي» بعدم وجود ما يمكنه ان يبدل ويغير في هذا الأساس المتين الصلب. حجم التقاطع بطبيعة الحال بين الأردن والسعودية كبير جداً فمجمل الاتصالات التي أجرتها عمان مؤخراً مع واشنطن وموسكو وحتى مع طهران بالدرجة الخفيفة برمجت بالتنسيق مع الحليف السعودي. وفي الوقت الذي يشتكي فيه الأردن من الضائقة الاقتصادية وتسمع مؤسسة القرار لآراء واجتهادات تدعو لوقف الرهان على المساعدة السعودية و«التنويع» في العلاقات السياسية والاستثمارية والتوقف عن مقاطعة إيران والارتياب بتركيا والتواصل أكثر مع روسيا…في هذا الوقت قد يحضر الملك سلمان معه عندما يتوقف في محطة عمان عشية القمة العربية أوراقاً ومفاجآت سارة على صعيد إطلاق مشاريع الاستثمار المشترك. على الأقل هذا ما توحي به المصادر والأوساط السعودية نفسها خصوصاً وأن زيارة الملك قد تتضمن ايضاً الإعلان عن تجديد «المنحة النفطية» ولم تعد بعد إعلان الديوان الملكي الأخير مجرد زيارة محتملة بل اصبحت علنية ورسمية ودخلت البرنامج الرسمي للملك كما تقرأ الأوساط الأردنية. مفاجآت السعودية المتاخرة عن الأردن ويحضرها معه الملك سلمان قد تمنح المجلس التعاوني الثنائي المؤسس مؤخراً قدراً من المصداقية خصوصاً أن رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي زار الرياض برئاسة وفد عريض وتقدم بكل الملفات التي تثبت جاهزية أردنية مباشرة لاستقبال واحتضان مشاريع شراكة استثمارية سعودية حيث اقر البرلمان مشروع قانون الصندوق الاستثماري بين البلدين. يحصل ذلك ويدعو للاحتفال لأن التشكيك يتراكم منذ اشهر بالنوايا السعودية تجاه الأردن ومساعدته فيما قد تشكل قمة عمان العربية غطاءً فعالاً لتمرير الوجبة الخاصة بعناوين الشراكة الاستثمارية مع السعودية بعد تدبر أمور الشراكة الأمنية والسياسية التي لا تعاني من أي مشكلة من أي نوع. الأردن: مشاريع استثمارية في مجال الطاقة تنتظر الختم الملكي السعودي: رهان مبكر على «مفاجآت» إيجابية قد يحضرها الملك سلمان معه بسام البدارين |
تهريب البضائع لغزة يصطدم بملاحقات الجيش المصري ومالكو الأنفاق يلجأون لاحتياطات خشية تكرار حوادث الوفاة Posted: 26 Feb 2017 02:28 PM PST غزة ـ «القدس العربي»: لا تزال مدينة رفح وعوائل ثلاثة شبان فلسطينيين قضوا السبت اختناقا بغاز سام في أحد أنفاق تهريب البضائع، تعيش في صدمة كبيرة بعد أن فقدت أبناءها في لحظات، في حادثة تكررت مرارا خلال الأشهر القليلة الماضية، وشهدت فيها عمليات تهريب البضائع حركة تحسن طفيف، بعد انقطاع دام لأكثر من ثلاث سنوات. ويؤكد سكان مدينة رفح جنوب القطاع، أن وفاة ثلاثة شبان داخل نفق، شكلت صدمة كبيرة للمدينة الحدودية، وسط مخاوف من ارتفاع العدد، مع وجود زملاء آخرين كانوا في النفق. وتوترت الأجواء العامة في المدينة خاصة في منطقة الحدود، التي تنشط فيها حركة العمل في عدد قليل من الأنفاق بعد وفاة الشبان الثلاثة، خوفا من تكرار الحادثة لتطال عمالا آخرين عاملين في التهريب خلال الأيام المقبلة. وانعكست حالة الخوف خلال انطلاق موكب تشييع الشبان الثلاثة من بينهم شاب لم يمض على زفافه سوى أشهر قليلة، من أمام مشفى أبو يوسف النجار في المدينة إلى منازلهم، ومن هناك إلى مثواهم الأخير. وكان الشبان الثلاثة قد قضوا أول من أمس، داخل نفق تجاري، إثر اختناقهم بغاز سام. والشبان الثلاثة هم عبدالله وليد النامولي (23 عاما)، وسلامة سليمان أبو شوشة (24 عاماً)، وعبيد محمد الصوفي (25 عاما) وتمكنت الطواقم الطبية من انتشال جثامينهم من داخل أحد الأنفاق، إضافة إلى تمكنها من إنقاذ خمسة آخرين. وأدت الحادثة أيضا إلى إصابة عدد من المنقذين الذين هرعوا على الفور لانتشال الجثث والمصابين من داخل النفق. ووقعت الحادثة داخل نفق تعرض قبل أيام لعملية تفجير من قبل الجيش المصري، ضمن الحملة الأمنية التي شرع بها منذ أكثر من ثلاث سنوات، وهدفها تدمير الأنفاق. ويقول أبو ناصر، وهو من سكان مدينة رفح لـ «القدس العربي»، إن الذي يدفع هؤلاء الشبان من المدينة ومن خارجها للعمل في الأنفاق، هو حاجتهم للحصول على فرص عمل، حتى لو كانت خطرة، من أجل توفير الطعام والأموال لأسرهم التي تعاني الفقر. وأكد أبو ناصر وهو في العقد الخامس ويعمل مدرسا، أن تلك الأعمال رغم خطورتها إلا أنها باتت الملاذ أمام عدد كبير من الشبان لتوفير لقمة العيش. ويقول أيضا أن هناك شبانا آخرين يقدمون من كافة مناطق القطاع، ويعملون في الأنفاق بالتهريب، بعد أن ضاقت بهم الدنيا. ودعا كباقي سكان المدينة، لأن تسهل السلطات المصرية العمل في منطقة الحدود، ويقصد تهريب البضائع، على غرار الفترة التي ظلت سائدة منذ عام 2009 إلى عام 2013، وهي الفترة التي شهد فيها العمل في تهريب البضائع رواجا كبيرا، خاصة في ظل عدم مواجهتها في تلك الفترة من قبل السلطات المصرية الحاكمة. وتقدر نسب البطالة في قطاع غزة بنحو 44% من عدد السكان، في حين يعتمد نحو 80% من السكان على المساعدات الخارجية لتدبير أمور حياتهم، حيث يصنف 65% من السكان على أنهم فقراء. وارتفعت هذه النسب بسبب إجراءات الحصار الإسرائيلي المشدد المفروض منذ أكثر من عشر سنوات، الذي تحول إسرائيل بموجبه دون دخول الكثير من السلع الأساسية والمواد الخام. وزادت حدة الحصار وكذلك نسب الفقر والبطالة بعد أن لجأت السلطات المصرية الحالية منذ أكثر من ثلاث سنوات، إلى تنفيذ حملة أمنية مشددة ضد أنفاق المقاومة، حيث دمرتها بالكامل، من خلال التفجير أو إغراقها بالمياه. ويقول مطلعون إن عمليات التفجير تترك أثار غازات سامة داخل الأنفاق، ينجم عنها وفاة من يستنشقها. ومؤخرا شرع عدد من مالكي الأنفاق لترميم عدد قليل منها، من أجل استقدام بعض البضائع من الجانب المصري. وشيد سكان غزة هذه الأنفاق عندما فرضت إسرائيل حصارا محكما على القطاع قبل أكثر من عشر سنوات، وادخلوا عبرها العديد من السلع والأصناف التي تمنع إسرائيل إدخالها، وأهمها المواد الخام ومواد البناء. وتمكن سكان غزة وقتها من التغلب قليلا على آثار الحصار، غير أن التشديد المصري الأخير أعاد الأمور إلى ما كانت عليه، حيث ارتفعت بسبب توقف إدخال البضائع المهربة نسب الفقر والبطالة، في ظل توقف الكثير من الورش والمصانع عن العمل. يشار إلى أنه بعد تكرار عمليات الملاحقة والتدمير للأنفاق من قبل السلطات المصرية، يتخذ العمال ومالكو الأنفاق في هذه الأوقات احتياطات إضافية خشية من عودة السلطات المصرية، لرش كميات من الغاز داخل تلك الأنفاق التجارية، وهو ما سينجم عنه بالتأكيد وقوع خسائر بشرية أخرى. وكانت حادثة أخرى مشابهة وقعت الأسبوع الماضي، حيث تمكنت فرق الدفاع المدني من انتشال جثمان فلسطيني داخل نفق تعرض للإغراق بالمياه من قبل الجيش المصري، وذلك بعد أسبوع على فقدان أثره. واستنكرت حركة حماس الحادثة. وقالت في بيان لها إنه لا يوجد أي مبرر لاستمرار مصر باستخدام «أساليب خطيرة» في التعامل مع سكان قطاع غزة المحاصرين. ودعت في بيان لها تلقت «القدس العربي» نسخة منه السلطات المصرية إلى فتح معبر رفح بشكل دائم لإنهاء معاناة غزة وأهلها، مؤكدة حق الشعب الفلسطيني في العيش بحرية وكرامة كباقي شعوب العالم. ودعت المجتمع الدولي للتدخل لإنهاء الحصار الظالم المفروض على القطاع. كذلك نعى الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين العمال الذين قضوا داخل النفق، وذكر في بيان له أن معاناة عمال الأنفاق تزداد يوما بعد يوم من قصف للاحتلال ومحاولة السلطات المصرية إغراق هذه الأنفاق بالمياه. وذكر أن الأنفاق هي «مسألة وقت ولا بد أن تنتهي برفع الحصار الظالم الذي استمر أكثر من عشر سنوات على قطاع غزة». يشار إلى أن عشرات الشبان قضوا خلال ازدهار عمليات التهريب، في حوادث انهيارات أرضية، لعدم وجود مقومات الحماية المطلوبة، غير أن القلق الحالي لدى العمال والسكان يكمن في عودة الجانب المصري لاستخدام القوة في تدمير هذه الأنفاق. تهريب البضائع لغزة يصطدم بملاحقات الجيش المصري ومالكو الأنفاق يلجأون لاحتياطات خشية تكرار حوادث الوفاة أشرف الهور |
وزير خارجية تركيا في تصعيد غير مسبوق يصف نظيره اليوناني بـ«الطفل المدلل» ويهدد بالقوة Posted: 26 Feb 2017 02:27 PM PST إسطنبول ـ «القدس العربي»: وصف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس الأحد، نظيره اليوناني، نيكوس كوتزياس بـ«الطفل المدلل»، وهدد لليوم الثاني على التوالي بقوة جيش بلاده في «حماية أراضيها والرد على الاستفزازات»، وذلك رداً على تصريحات الأخير التي هاجم فيها أنقرة وأكد سيادة بلاده على جزر متنازع عليها بين البلدين أدت إلى تصاعد كبير في الخلافات والتوتر بين البلدين خلال الأسابيع الأخيرة. وقال الوزير التركي في بيان له: «شعبنا يسافر إلى اليونان وجزرها، وكذلك الشعب اليوناني يزور تركيا، وهناك أوجه شبه عديدة بين البلدين لكن على أثينا أن لا تسمح لطفل وقح (نظيره اليوناني) أن يُفسد كل هذه الأمور»، مضيفاً: «نحن لا ندخل في سباقات معينة مع هذه العقلية، وليس هناك داعٍ لاستعرض القوة لهم، وهم أكثر من يعلم ما قد يفعله الجنود الأتراك عندما يقتضي الأمر، حكومتهم هي أكثر من يعلم، وعليها شرح هذا الأمر جيدًا لذلك الطفل المدلل.. فليتجنبوا اختبار صبرنا». وكان وزير الخارجية اليوناني قال إن «رئيس الأركان التركي ليس بمقدوره الذهاب إلى قارداق حتى ولو أراد ذلك»، وهي الجزيرة التي تجدد الخلاف بين البلدين حولها عقب زيارة رئيس أركان الجيش التركي وقادة القوات البحرية والبرية والجوية إلى محيطها نهاية الشهر الماضي وما نجم عنها من احتكاكات عسكرية وتصريحات متبادلة. والسبت أيضاً، قال جاويش أوغلو: «لو كانت مهمته (رئيس الأركان) الذهاب إليها (منطقة قارداق) لذهب، يجب ألا ينسى (الوزير اليوناني) أننا ذهبنا إلى الأماكن التي كان ينبغي علينا الذهاب إليها، موقفنا حيال قارداق واضح». مطالباً إياه بألا «يتدخل بالأمور التي لا تخصه». وبدأ تصاعد الخلافات الشهر الماضي، على خلفية رفض اليونان تسليم أنقرة 8 ضباط بحجة عدم ضمان نزاهة القضاء التركي، في خطوة أثارت غضب أنقرة التي وصفت القرار بـ«السياسي»، ووعدت بـ»تقييم شامل للعلاقات مع اليونان»، كما هددت الحكومة التركية بنسف اتفاق إعادة قبول اللاجئين الموقع بين تركيا والاتحاد الأوروبي حيث تعتبر اليونان أكثر الدول المستفيدة من الاتفاق الذي منع وصول مئات آلاف اللاجئين الجدد إلى أراضيها. وتقع جزيرة إيميا المعروفة باللغة التركية باسم كارداك على بعد سبعة كيلومترات فقط من الساحل التركي وتتنازع اليونان وتركيا ـ وكلاهما عضو في حلف شمال الأطلسي ـ السيادة على هذه الجزر، وكادت الأمور تصل بين البلدين عام 1996 إلى حد اندلاع حرب لولا ضغط هائل من الإدارة الأمريكية وذلك بعدما أسقطت تركيا مروحية يونانية وقتلت 3 ضباط كانوا على متنها فوق الجزيرة. وقبل عامين كادت أن تتجدد المواجهات العسكرية بين البلدين حول الجزر مع تحليق طائرات يونانية وملاحقتها من قبل طائرات حربية تركية فوق الجزر، كل ذلك في إطار خلافات واسعة بين البلدين حول السيادة على بحر ايجه والمجال البحري والجوي والسيادة واستخدام الموارد في جزيرة قبرص التي يتقاسم حلفاء البلدين السيطرة عليها. وفي استمرار لأزمة الجنود الفارين، قال مسؤولون في مكتب اللجوء اليوناني، السبت، إنهم يعتزمون دراسة وتقييم طلبي لجوء تقدم بهما، في وقت سابق الشهر الحالي، جنديان تركيان ممن شاركوا في محاولة الانقلاب الفاشلة منتصف يوليو/تموز الماضي. كما تجدد الاحتكاك بين خفر السواحل التركي واليوناني، الأربعاء، بعد أن اعترضت وحدات تابعة لخفر السواحل التركية، قارباً للقوات اليونانية «حاول انتهاك المياه الإقليمية»، عقب توجهه بسرعة فائقة، نحو جزيرة «قارداق» الصخرية املتنازع عليها في بحر ايجه. وزير خارجية تركيا في تصعيد غير مسبوق يصف نظيره اليوناني بـ«الطفل المدلل» ويهدد بالقوة إسماعيل جمال |
ارتفاع عدد الأقباط النازحين من سيناء واتهامات للكنيسة بالرضوح لابتزاز النظام Posted: 26 Feb 2017 02:27 PM PST القاهرة ـ « القدس العربي»: في وقت وصل فيه عدد العائلات القبطية التي نزحت من سيناء إلى محافظات أخرى، خوفاً من هجمات تنظيم «الدولة الإسلامية»، اقتصرت التحركات الرسمية على توفير تعويضات ووحدات إسكان، وفرص عمل، فيما اتهمت شخصيات وأحزاب سياسية الكنيسة وقال وزير شؤون مجلس النواب المصري، عمر مروان، :تم حتى أمس الأحد، تسكين 118 أسرة مسيحية مصرية متنقلة» من شمال سيناء إلى 4 محافظات نتيجة الأعمال الإرهابية. ونقل الموقع الرسمي للتلفزيون الحكومي المصري عن مروان إيضاحه في بيان أن محافظة الإسماعيلية استقبلت 96 أسرة، ومحافظة القليوبية 8 أسر، ومحافظة أسيوط 12 أسرة، ومحافظة القاهرة أسرتين. وأضاف البيان أن وزارة التضامن الاجتماعي ستتولى مصروفات التحاق الطُلاب بالمدارس، وكذلك القيمة الإيجارية لمحل الإقامة الجديد. وحسب مروان، «سيتم تزويد كل أسرة منتقلة بمبلغ 1000 جنيه (نحو 60 دولارا أمريكيا) كإعانة عاجلة، مع توفير وجبات غذائية لها» من جانبه، قال اللواء مجدي عبد الغفّار، وزير الداخلية، إن الأجهزة الأمنية لم تطلب من أي من المواطنين المقيمين بشمال سيناء، منذ بدء الأحداث، مغادرة منازلهم والتوجه إلى محافظات أخرى. وأضاف خلال اجتماع مع القيادات الأمنية، أن الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة تضطلع بدورها الوطني في مكافحة الإرهاب وفلوله، وتوفير الأمن لجموع المواطنين بالمحافظة ومنازلهم. وأشار إلى أن الإرهاب يستهدف الجميع، ويجب مراعاة عدم منحه الفرصة للتجاوب مع مستهدفاته المشبوهة لشق الصف، حيث أن مؤامراته لن تنجح بفضل الوعي الوطني المستنير لجموع المواطنين، بالإضافة إلى التصدي الفاعل والحاسم من جانب قوات إنفاذ القانون. وكانت عشرات الأسر المسيحية اضطرت الرحيل عن سيناء، بعد قتل تنظيم ولاية سيناء لـ8 مسيحيين، والتوجه إلى مدينة الاسماعيلية حيث استقبلتهم الكنيسة الانجيلية. وفتحت مطرانية الإسماعيلية في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية حسابًا لتلقي التبرعات لصالح أسر النازحين من شمال سيناء «أقباط العريش». في السياق، أعلن وزير القوى العاملة محمد سعفان، توفير فرص عمل للأقباط الوافدين من شمال سيناء إلى الإسماعيلية. وطالب في تصريحات تلفزيونية، الوافدين من العريش، بالتوجه إلى مديرية القوى العاملة في الإسماعيلية وتسجيل البيانات، مؤكدا أن فرص العمل ستتوفر لهم خلال أيام قليلة. وأكد أن الشعب المصري قادر على محاربة ودحر الإرهاب، مقدما الدعوة لكل الوافدين من سيناء بالتوجه لمديرية الإسماعيلية لتوفير فرص عمل لهم، وشدد على أن الإرهاب مهما فعل لن يتمكن من إرادة المصريين، الذين هم أقوى من أي أعمال إرهابية. ووجه سعفان، مدير مديرية القوى العاملة في الإسماعيلية بتشكيل 3 لجان والتوجه بها إلى أماكن إقامة أسر الأقباط المنتقلين من شمال سيناء، وإجراء حصر شامل لكل الراغبين منهم في العمل، وتوفير فرص عمل مناسبة لهم بالقطاع الخاص، كل حسب مهنته. كذلك، توجه وزير الصحة، أحمد عماد الدين راضي، برفقة قافلة طبية كبيرة إلى محافظة الإسماعيلية، لمساندة أسر الأقباط، والاطمئنان على حالتهم الصحية وتقديم الخدمة الطبية لهم، فيما أعلن وزير الإسكان مصطفى مدبولي، توفير وحدات سكنية بمشروع المستقبل في الإسماعيلية للإسكان الاجتماعي، تحت تصرف محافظ الإسماعيلية، لأقباط سيناء المهددين بالعمليات الإرهابية. ووصف رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس النواب اللواء كمال عامر، استهداف الجماعات الإرهابية للمصريين الأقباط في شمال سيناء، بالمحاولة الفاشلة. وقال في تصريحات صحافية إن الإرهاب يلفظ أنفاسه الأخيرة، ومن ثم يعمل على تشويه صورة مصر في الخارج، وإنهاك قواها المختلفة، والتأثير علي الوحدة الوطنية».فيما أدان بيت العائلة المصرية، المستحدث الذي يضم الأزهر والكنيسة في مصر، الإرهاب في شمال سيناء واستهداف بعض المسيحيين من المواطنين، واستنكر ما وصفها بـ«الوحشية والهمجية التي تعرض لها بعض المصريين». ودعا رئيس مجلس النواب، علي عبد العال، إلى تعويض الأسر القبطية الراحلة من شمال سيناء إلى محافظة الإسماعيلية، وتعويض أسر جميع الشهداء الذين قتلوا على يد الإرهاب. وقال رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الانسان، نجيب جبرائيل، لـ«القدس العربي»، إن «التحركات الحكومية تجاه الأزمة ليست مُرضية، خصوصا فيما يتعلق بتوفير أماكن الإعاشة، إذ وصل الأمر إلى سكن أسرة كاملة في غرفة واحدة بـ»نزل الشباب» في الإسماعيلية. وأضاف أن «رحيل أقباط العريش للإسماعيلية أمر مؤسف هدفه تفتيت مصر، ولكن الأقباط لا يمكن أن يقدموا للإرهاب ملعقة من ذهب، فعناصر داعش يستهدفون المسيحيين لإحراج الدولة أمامهم، وهذه التنظيمات لا تختلف عما هو موجود في العراق وسوريا». وتابع: «ما يحدث من داعش منظومة فكرية متطرفة ليس في العريش فقط ولكن في مناطق كثيرة من مصر، ولكن تحركات الحكومة غير مُرضية، لأن هناك كثيرا من الشباب يدرسون في جامعة سيناء ومدارس العريش ولم توفق أوضاعهم بعد الأحداث الأخيرة». إلى ذلك، أصدرت 490 شخصية عامة مصرية بياناً، أدنوا فيه الحوادث الإرهابية التي استهدفت الأقباط في سيناء، واتهموا الكنيسة بالرضوخ لابتزاز النظام، من خلال إعلان دعمها الكامل غير المشروط له، والسعي للجم أي أصوات معارضة داخل الأوساط المسيحية، ليتحول المواطنون المسيحيون إلى كبش فداء لانتقام التنظيمات المسلحة، وللجمهور الذي رأى في المسيحيين الداعم الرئيسي لقمع النظام. ووقع على البيان عدد من الأحزاب، والحركات السياسية، منها حزب مصر القوية، والتيار الشعبي تحت التاسيس، والعيش والحرية تحت التأسيس، وحركة الاشتراكيين الثوريين، وحركة 6 إبريل. وقال الموقعون في البيان: «يعكس مشهد الهجرة القسرية الأخير الذي تعيشه عشرات الأسر المصرية المسيحية من سكان شمال سيناء، الحالة التي يعيشها أهالي المنطقة منذ أن تحولت إلى ساحة حرب مفتوحة بين التنظيمات الطائفية المسلحة وقوات الجيش والشرطة، وهي حرب لا يدفع ثمنها سوى أهالي سيناء بعد وقوعهم فريسة لانتهاكات الطرفين، التي تشكل أيضًا مستوى جديدا من الاستهداف الموجه للمسيحيين منذ سنوات، بدءًا من الهجوم على الكنائس عقب الفض الدموي لاعتصام رابعة العدوية، والهجوم على الكنيسة البطرسية، حتى وصلنا اليوم لهذا المشهد». وتابع البيان: «كتأكيد من قبل تنظيم ولاية سيناء، المجرم على استهدافه للمسيحيين، عقب نشره الفيديو الأخير الذي أكد فيه مسؤوليته عن الهجوم الإرهابي على الكنيسة البطرسية، قتل عناصر التنظيم 8 من المواطنين المسيحيين في العريش، في ظل غياب تام لأي إجراءات تأمينية من قبل الدولة في مشهد يصل إلى حد التواطؤ». وبينوا أن «النظام لا يتوانى عن استخدام القضية القبطية لتأكيد شرعيته وانتزاع القبول الدولي، بينما لم يقدم لهم الحماية المطلوبة، ولم يستجب لأي مطالب تتعلق بتعديلات التشريعات والأعراف التي تؤيد التمييز وتقوض المواطنة». وشددوا على أن «الهجرة القسرية للأسر المسيحية هو نجاح جديد للتنظيمات الإرهابية، والتي تستمد قوتها من انتهاكات الدولة، والإنهاك الذي يعاني منه المجتمع السيناوي على إثر المساعي الرامية لجعل شمال سيناء ساحة للصراع الإقليمي على غرار الموصل والرقة». وأعلن الموقعون على البيان، بدء حملة شعبية للتضامن مع المواطنين المسيحيين في شمال سيناء. وأكدوا رفضهم لكل أشكال الابتزاز السياسي الممارس على المسيحيين في مصر، وعلى أن احترام قيم المواطنة والحق في الاعتقاد واحترام حقوق الإنسان، هي السبيل الوحيد لإنقاذ كافة المواطنين من نفوذ التنظيمات المسلحة وقمع أجهزة الدولة، وأيضا لمواجهة الدعاية المضللة التي تحرض وتدعي كذبا بأن هؤلاء المواطنين هم الداعم الرئيسي للممارسات القمعية والظالمة وسياسات الإفقار للنظام الحالي، التي يعاني منها الجميع على حد السواء. ارتفاع عدد الأقباط النازحين من سيناء واتهامات للكنيسة بالرضوح لابتزاز النظام تامر هنداوي ومؤمن الكامل |
مؤسسة خيرية ترعاها الشيخة موزا تستحدث بالشراكة مع مايكروسوفت بوابة لتشغيل الفلسطينيين Posted: 26 Feb 2017 02:26 PM PST الدوحة ـ «القدس العربي»: أطلقت مؤسسة «صلتك» القطرية لدعم واستحداث فرص العمل وتوسيع الفرص الاقتصادية للشباب في سائر أرجاء العالم العربي، وشركة مايكروسوفت رسميا بوابة «فلسطين تعمل»، بالتعاون مع وزارة العمل الفلسطينية ومنتدى «شارك» الشبابي. وتأتي الخطوة في إطار جهود المؤسسة التي ترعاها الشيخة موزا بنت ناصر وترأس مجلس أمنائها لتمكين الشباب خصوصا في المناطق والدول المحتاجة لمبادرات تساهم في إطلاق قدرات هذه الفئة. ووقع منتدى شارك الشبابي، شريك صلتك ومنفذ البرنامج في فلسطين، مذكرات تفاهم مع وزارة التربية والتعليم العالي وممثلي 11 جامعة محلية بهدف تمكين الطلبة من الاستفادة من خدمات البوابة. وقالت صباح الهيدوس، الرئيس التنفيذي لصلتك أن المؤسسة تعمل من خلال البوابة الجديدة على تأهيل الشباب لدخول سوق العمل وربطهم بالوظائف، الأمر الذي يمكّنهم من المشاركة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمجتمعاتهم. وأضافت أن صلتك تؤمن بالقدرات والطاقات الكامنة لدى الشباب الفلسطيني ويسرها العمل بالتعاون مع الشركاء سعياً لإطلاق هذه الطاقات وتنميتها وذلك تماشياً مع رؤية المؤسسة واهتمامها بالشباب الفلسطيني. واعتبر الدكتور صبري صيدم وزير التربية والتعليم العالي الفلسطيني بوابة «فلسطين تعمل» فرصة لترويج التوجه الحكومي لإحداث التغيير في التفكير تجاه التعليم التقني والتدريب المهني، لا سيما أن رفع راية هذا النوع من التعليم والتدريب يحتاج إلى جرأة. وأعرب عن أمله أن تضع «فلسطين تعمل» النقاط على الحروف لصالح تغيير التخصصات الأكاديمية التي باتت تسهم في ارتفاع معدلات البطالة بين أوساط الخريجين، واستبدالها بالتوجه نحو التعليم التقني والتدريب المهني. وعبر عن فخره بهذه المنصة وبعلاقة وزارته بمؤسسة صلتك، متمنيا أن يكون هذا المشروع بعثا جديدا للحياة في الوسط الشبابي الفلسطيني. وتأتي الخطوة لتستكمل جهود صلتك التي حققت العديد من الإنجازات البارزة مع نهاية عام 2016، والتي شملت 16 دولة عربية تعمل بها المنظمة. واستفاد منها أزيد من 300 ألف شاب عربي تم ربطه بفرص عمل بكلفة وصلت نحو ربع مليار دولار تم حشدها من خلال التمويل المشترك مع 150 شريك دولي وإقليمي ومحلي بما في ذلك منظمات لخدمة الشباب. وتؤكد صلتك على أهمية العمل على تنمية المجتمعات العربية وتحسين الظروف المعيشية لشرائحها من خلال الحد من مشكلة البطالة عند الشباب حيث تحشد الطاقات والموارد اللازمة لربط هذه الفئة بفرص عمل حقيقية لتنمية مستقبلهم وتحييدهم عن الطرق الخاطئة وذلك عن طريق إطلاق واستمرار مبادرات وبرامج مبتكرة. مؤسسة خيرية ترعاها الشيخة موزا تستحدث بالشراكة مع مايكروسوفت بوابة لتشغيل الفلسطينيين سليمان حاج إبراهيم |
«فتح الشام» تأمر بإيقاف برنامج إذاعي كان يبث على راديو محلي فينصاع للقرار بعد تعرضه لتهديداتها Posted: 26 Feb 2017 02:26 PM PST غازي عنتاب ـ «القدس العربي»: قررت إدارة راديو «فريش» إيقاف البرنامج الأسبوعي «نقاش» الذي يقدمه الإعلامي هزاع الهزاع من داخل مدينة كفرنبل التابعة لمحافظة إدلب شمال سوريا بعد أن تعرضوا للتهديد من قبل :»هيئة تحرير الشام»، (النصرة سابقاً) حسب بيان نشر على صفحتهم الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك. وقال البيان: نعتذر من مستمعي ومتابعي برنامج «نقاش» الذي يديره الزميل هزاع الهزاع بأن البرنامج سيتوقف وبشكل دائم وذلك بناء على طلب هيئة فتح الشام وقد تضمن الطلب بعض التهديدات. التهديدات جاءت بعد بث حلقة تحدثت عن دور الغرب في دعم مراكز الأطفال في مدينة كفرنبل وما حولها وعن تأثير ذلك على أخلاق الطفل السوري الذي يتلقى التعليم في تلك المراكز، حيث تساءل معد ومقدم البرنامج هزاع الهزاع في بداية برنامجه بعد أن استضاف عبد الرحمن إسماعيل مدير مراكز الأطفال في مدينة كفرنبل والشيخ حازم حلاق: هل هي حقاً تلك المراكز تسعى للترفيه عن الطفل أم لإبعادهم عن المساجد؟ وهل جاء هؤلاء الأطفال لتعلم القراءة والكتابة ام الرقص والغناء؟ وأضاف هزاع أنه من غير الممكن ان يتخرج من تلك المراكز سوى معجبي نانسي وهيفا وكيم كارداشيان. وقال الصحافي هادي العبد الله أحد مؤسسي راديو «فريش» في محافظة إدلب خلال اتصال هاتفي مع «القدس العربي»: إن جهاز الحسبة التابع لجبهة النصرة في السابق لم يتوقف عن تهديد ومداهمة مقر الراديو في مدينة كفرنبل، وملاحقة كوادرها الاعلامية لأسباب كثيرة أهمها: أن الراديو يبث الاغاني ويسمح للمرأة بالمشاركة في برامجه، وهذا ما جعلنا نلغي بث جميع الاغاني واستبداله بأصوات من الطبيعة. وأضاف أن تهديد «فتح الشام» الأخير جاء بسبب جرأة برنامج «نقاش» في طرح مواضع شائكة عدة، أهم تلك الحلقات كانت هل يريد الشعب السوري دولة دينية أم ديمقراطية، وأخرى ناقشت الدستور وغيرها من الحلقات التي ربما لم تعجب جهاز الحسبة في المدينة. واستغرب الناشط محمد الإدلبي قرار جبهة فتح الشام الذي أجبر إدارة راديو فريش على إيقاف برنامج نقاش حيث قال إن «عنوان الحلقة ومضمونها كان يخدم فكر السلفية الجهادية في سوريا وعلى رأسها تنظيم فتح الشام (النصرة سابقاً)، حيث عمد معد ومقدم البرنامج على شيطنة تلك المراكز التي تخدم بشكل رئيسي الطفل السوري في تلك المناطق من محافظة إدلب، عبر تسويقه واتهامه للمراكز بأن لديها برامج ترفيهية تهدف لنزع تربية الأطفال وأنها تعلمهم قلة الأدب وتبعدهم عن الدين بدل القراءة والكتـابة وحـفظ القـرآن وهو غيـر صحـيح إطـلاقاً». وكان راديو «فريش» قد تعرض لمداهمة وسرقة محتويات الراديو من قبل عناصر كانت تتبع لـ»جبهة النصرة» في شهر كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي، وفي مداهمة أخرى أقدم خمسة عناصر من «جبهة النصرة» في العام ذاته بمداهمة مقر راديو «ألوان» في قرية دارة عزة بريف حلب وتوعدوا حينها بمحاربة جميع «العلمانيين» ومموليهم. «فتح الشام» تأمر بإيقاف برنامج إذاعي كان يبث على راديو محلي فينصاع للقرار بعد تعرضه لتهديداتها حازم داكل |
القمة السرية في العقبة: «عزيزي نتنياهو لماذا هربت؟» Posted: 26 Feb 2017 02:25 PM PST مع عشرات شركاء السر ممن كانوا مشاركين في القمة التي عقدت قبل سنة في العقبة، كان واضحا أن الموضوع لن يبقى بين حيطان الفيللا الملكية البيضاء. فمن الصعب كتم حدث بمثل هذا الحجم، فما بالك انه تشارك فيه الكثير جدا من المصالح، الحسابات، النوازع والاحباطات الكبيرة في الطرف العربي. وكان السبق الصحافي الاكبر من نصيب براك رابيد من «هآرتس». ولم يدخل الباحثون عن الطرف الذي سرب إلى لعبة التخمينات حين اشاروا إلى وزير الخارجية الأمريكي المنصرف جون كيري. فهو الذي ذهب إلى بيته مع بطن مليئة من كل الاتجاهات. فلم يكن لنتنياهو مصلحة في الكشف عن هربه من الجهود لاعادة الاطراف إلى المفاوضات أو مناوراته مع بوجي هيرتسوغ. والملك الأردني يواجه رأيا عاما معاديا لإسرائيل، وبالتالي فقد اخرج من دائرة الشبهات، ناهيك عن ان التجربة تفيد بان الاردنيين لا يسربون إلا ما يهدف إلى خدمتهم. والرئيس المصري هو الاخر ليس في القائمة. اذ يكفي قراءة الرد المتعلثم للقصر في القاهرة، وجدنا أنه لا يؤكد ولا ينفي. ورويدا رويدا تنكشف المزيد من التفاصيل، فحسب تقرير جديد من العالم العربي، فإن مندوبا سعوديا كبيرا جدا حضر اللقاء السري في العقبة. وحسب تقرير آخر قرر كيري عن قصد إلا يدعو ابو مازن، ولكن في الصباح ما قبل القمة التقاه في عمان ووعد باطلاعه. الاكاديمي، المصري، يحيى مصطفى كامل، نشر أمس كتابا علنيا موجها إلى «عزيزي نتنياهو»، يطرح فيه السؤال الذي يعتمل في عظام الطرف العربي: لماذا هربت؟ فاذا كنت قد جئت إلى اللقاء السري، واذا كنت دعوت اليك رئيس معارضتك واشركته في سر الخطوة الرامية إلى تحريك المفاوضات، واذا كنت شجعت هيرتسوغ على الاعلان بانه «يدرس بجدية» و «يستعد» و «يفكر» بالدخول إلى حكومتك اليمينية في اعقابها، واذا لم تعرب عن معارضة جارفة للافكار التي طرحت في اثناء القمة ولم تحدد خطوطا حمراء ـ فما الذي حصل لك إذن، «يا عزيزي نتنياهو»؟ حسب رواية د. كامل، فإن كيري لم يطرح فقط في العقبة خريطة طريق مفصلة تجلس نتنياهو أمام ابو مازن، بل ورتب ايضا توزيع الأدوار: السيسي، بفضل علاقاته المتوثقة مع نتنياهو، يتجند للضغط عليه؛ الملك عبدالله، بسبب مصالح الاردن، يفعل ذات الشيء مع ابو مازن. واذا كان هناك مندوب سعودي (وقد اقسمت الاطراف بالسرية الكاملة امام قصر الملك سلمان)، فقد تعهدت الرياض بالاسناد على أي حال. هذه الاضافة تخلق نظرية مؤامرة جديدة في الطرف العربي: نتنياهو (حسب ادعاء مقربه، ايوب قارا) يتآمر لاقامة دولة فلسطينية بديلة بين غزة وسيناء، واستغل اللقاء في واشنطن كي يجند الرئيس ترامب للضغط على السيسي، المتطلع إلى المساعدات الأمريكية، للتخلي عن اراض في سيناء. مصر، من جهتها، حسب تلك النظرية، تواصل الاصرار على اعادة جزيرتي تيران وصنافير إلى السيادة السعودية، لتجنيد السعوديين لتأييد الخطة. وفي نهاية الاسبوع قفز إلى القاهرة د. صائب عريقات، مندوب الفلسطينيين إلى المفاوضات، كي يتلقى مصادقة رسمية من وزير الخارجية المصري على ما سبق ـ لا أحلام ولا خطط ولا مؤامرة للاعلان عن دولة فلسطينية من خلف ظهر أبو مازن. بعد أن انتهوا من الهزء بساتر السرية، كان المحللون العرب مستعدين للاعتراف بأنه لو وقعت هذه المعلومات في أيديهم ما كان بوسعهم أن يسمحوا لانفسهم بنشرها في عمان، في القاهرة او في رام الله. وينهي د. كامل رسالته بالقول: «عزيزي نتنياهو، لعله انتهى عصر اللقاءات السرية؟ أشركنا ـ إشرح لنا لماذا تتحدث عن حل الدولتين وعن سلام شامل، وفي اللحظة التي يتعين فيها اتخاذ القرار، تخدع الجميع؟». سمدار بيري يديعوت 26/2/2017 القمة السرية في العقبة: «عزيزي نتنياهو لماذا هربت؟» صحف عبرية |
سالم المسلط لـ «القدس العربي»: لن نكون سبباً في فشل «جنيف 4»… وإيران دولة احتلال في سوريا Posted: 26 Feb 2017 02:24 PM PST جنيف «القدس العربي»: قال سالم المسلط المتحدث الرسمي باسم وفد الهيئة العليا للمفاوضات إن وفد النظام السوري برئاسة بشار الجعفري لم يأت إلى جنيف لبحث اي حل سياسي، واتهم المسلط وفد النظام بانه يعمل لإفشال المفاوضات. واضاف المسلط في حوار اجرته معه «القدس العربي» ان «من يصنع الارهاب هو النظام فكيف يتحدث عن محاربته». وقال المسلط ان من لا يقبل بالثوابت السورية مع احترامه لمنصتي موسكو والقاهرة فمن الافضل ان يجلس على طاولة مندوب النظام السوري بشار الجعفري، وفيما يلي نص الحوار: ■ ما هي توقعاتكم لجنيف 4 عقب تصريحات الموفد الدولي إلى سوريا ستيفان ديمستورا والتي ايضاً قالها وفد النظام عقب لقائهم الموفد الدولي عن طريق فيصل مقداد ورفضهم للقرارات الدولية والاتفاقات السابقة جنيف1؟ □ لم نستغرب من النظام هذا الرد فهم لم يأتوا إلى جنيف لبحث حل سياسي فهم دائما يؤمنون بالحل العسكري، نحن جئنا نريد ان ننجز شيئاً ولم تكن هناك جدية لرفع المعاناة عن الشعب السوري سواء من المجتمع الدولي او الأمم المتحدة نتمنى ان نرى شيئاً يحدث هنا في «جنيف «4 ولا نريد ان يتكرر لكن امام هذه العقلية التي لا تؤمن سوى بالقتل والحل العسكري نريد ان يكون للمجتمع الدولي والامم المتحدة دور اكبر وحقيقي يضغط على هذا النظام لأنه آن الاوان ان نرفع هذه المعاناة عن الشعب السوري الشعب قدم الكثير لكن للأسف الشعب لا يواجه فقط النظام وانما دولاً منها إيران وميليشياتها الطائفية التي تحتل سوريا، نرغب ان يتمخض جنيف عن حل يرفع هذه المعاناة لكن نقول نرغب لكننا لا نتوقع نتيجة ايجابية من هذه الجولة لأنه اذا كان النظام منذ بداية الجولة يتحدث بخطاب كهذا فهو غير جاد للمضي قدماً للوصول إلى حل فهو لم يأت بإرادته لمناقشة انتقال سياسي لذلك يجب على روسيا ان كانت جادة كما فعلت في آستانة لوقف اطلاق ووقف النار فهي قـادرة ان تضـغط على النظام في اتجاه ايجاد حل سياسي في جنـيف. أقول روسيا لان روسيا هي من انقذت النظام عقب ان أوشك ان ينتهي لولا تدخلها في سوريا كما انها هي من حسمت معركة حلب لصالحه ومناطق أخرى وهو ما جعل النظام يتمادى أكثر لكن نتمنى ان تكون الأطراف جادة هنا في جنيف، الأمر ليس سهلاً وهو معقد، بدأت المفاوضات والنظام لا يريد ان يتحدث الا عما يسميه الحرب على الارهاب لكن لا يمكن لمن يصنع الارهاب ان يحارب الارهاب سيتطلب الاختراق جهداً شاقاً من المبعوث الدولي ونتوقع مفاوضات شاقة لكن سنكون طرفاً يسعي دائماً لرفع المعاناة عن الشعب السوري. ■ الا تعتقدون ان دي مستورا يلعب دوراً لتقويض الانتقال السياسي الذي تطالبون به خاصة بتفسيرات بالقرارات الدولية والتي يحاول المبعوث الدولي بطريقة وانتم بطريقة اخرى والنظام بطريقة خاصة فيما يتعلق بقرار 2254 وقضية الحكومة او الحكم بصلاحيات كاملة؟ □ ليست لنا مشكلة مع السيد ديمستورا فمشكلتنا مع النظام الذي انتهج الاجرام تجاه الشعب السوري، ديمستورا مبعوث مكلف من الأمين العام للأمم المتحدة ويتعرض لضغوط دولية خاصة من روسيا وبالنهاية لا بد ان يرضي الأطراف كلها ليس لنا مأخذ على دي مستورا ولا توجد لنا تفسيرات اخرى للقرارات الدولية جئنا إلى هنا نستند إلى بيان جنيف 2012 كأساس للعملية التفاوضية، وهناك القرار 2254 لا يوجد لدينا تفسير مختلف لذلك لكن عندما تحدث دي مستروا عن شكل الحكم على انه حكم ذو مصداقية ودستور وانتخابات، بينما نحن نتحدث عن هيئة حم انتقالي ويجري بحث الدستور والانتخابات في فترة لاحقة لكن الخطوة الاولى التي يجب ان تبدأ والتي من الممكن ان تجعل من هذه المفاوضات ناجحة بمناقشة هيئة الحكم الانتقالي لا يوجد اي تفسير اخر وانتقال سياسي كامل. ■ البعض يقول ان سقف التوقعات عند المعارضة عالٍ جداً وان النظام لن يتخلى عن الحكم بسهولة وانكم حالمون او غير واقعيين كيف تعلقون؟ □ هناك ثوابت ثمنها نصف مليون شهيد لا يمكن تجاوز ذلك وليست احلاماً فقدنا الاحلام منذ ان فقدنا تلك الارواح، نريد ان يتحقق شيء للشعب السوري مهما كلف الامر نعلم ما يواجهنا ونعلم العراقيل في طريق انجاز اي حل وهذا يتطلب الصبر، لسنا حالمين كي نطمع بحل يكسبنا مناصب او اموراً اخرى ومكسبنا الذي نطمح اليه ان تتغير سوريا من دولة استبداد إلى دولة ديمقراطية مدنية تحفظ للشعب كرامته، الحقيقة ان هناك شعباً في سوريا وسنحقق له ما يريد، هذ الثمن الذي قدمه الشعب السوري لا يمكن لاحد ان يتجاوزه في نهاية المطاف هذا النظام سيزول ومن يبقى هو الشعب ان سماها الاخرون حلماً لكنها بالنسبة لنا غاية وهدف. ■ كيف تفسرون اللقاءات التي حدثت بينكم وبين منصة القاهرة ولماذا لا تقومون بالتواصل مع منصة موسكو وهل سيتم تشكيل وفد موحد؟ □ مؤتمر الرياض عندما عقد ضم أكثر من 27 عضواً ممن شاركوا في منصتي موسكو والقاهرة والان في الهيئة العليا للمفاوضات هناك 9 اعضاء من منصتي موسكو والقاهرة والان روسيا تريد ان تفرض هذه المنصات، هم يتهمون المعارضة انها مشتتة لكنهم يريدون تقسيمها الان إلى 3 منصات، والجميع زملاء اعزاء علينا في هذه المنصات وجرت لقاءات بين الهيئة العليا للمفاوضات واخوة لنا من منصة القاهرة وكان اللقاء ودياً وجرى تبادل الآراء، وغير صحيح اننا لم نتواصل بمنصة موسكو حيث ان السيد صفوان عكاش عضو الهيئة العليا للمفاوضات كلف بالتواصل مع منصة موسكو وكانت اتصالاته مباشرة مع السيد قدري جميل لكن لم يأتِ رد من منصة موسكو في السابق كان هناك رفض. يريدون أن يكونوا طرفاً منفصلاً الآن ربما الموضوع اختلف مع منصة القاهرة والامور الآن يجري بحثها بين اعضاء الهيئة العليا للمفاوضات، واعود لمنصة موسكو فلم يجر التواصل هنا في جنيف لكن تواصلنا سابقاً كما أوضحت، لكن نرحب بأي طرف طالما نستند إلى ثوابت الثورة وبيان الرياض وجميع المجتمعين من موسكو والقاهرة والذين شاركوا معنا في صياغة هذا البيان. فمن يتفق معنا على الخلاص من هذا النظام مرحب به لكن من كان لا يقبل بهذه الثوابت مع احترامي للمنصتين فمن الافضل ان يجلسوا على طاولة بشار الجعفري. ■ التقيتم هنا في جنيف بمجموعة دول من اصدقاء سوريا، ما هي مخرجات هذا اللقاء وما هو الموقف الامريكي خاصة تجاه المعارضة السورية؟ ـ اللقاء كان للاطلاع ودائماً ما نلتقي سواء هنا في جنيف او في الرياض ولهذه الدول مواقف مع الشعب السوري ولا بد ان نعرف المواقف الحقيقة لهذه الدول لذلك نلتقي ولا بد ان تعرف مواقف الادارة الامريكية الجديدة، لا زالت الامور غير واضحة بالنسبة للإدارة الامريكية لكننا ننتطر. ■ هناك تحول على ما يبدو في الموقف الامريكي بشكل ايجابي؟ □ نتوقع ان تكون مواقف ادارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب مختلفة عن الادارة السابقة، وواضح ان الرسائل الامريكية خاصة إلى إيران والتي نعتبرها دولة احتلال والنظام الايراني نظام حاقد وشارك في الاجرام بحق الشعب السوري وهي رسائل نرحب بها وهي رسائل مختلفة عن الادارة السابقة والأسلوب يختلف عن أسلوب إدارة الرئيس السابق اوباما، بالنسبة لسوريا تحدثوا عن مناطق آمنة ومحاربة الارهاب في سوريا وتحدثوا ايضاً عن ضرورة رحيل الميليشيات الايرانية وخاصة مليشيا حزب الله ومغادرة سوريا هذه بوادر جيدة نرحب بها لكن الامور لا زالت غير واضحة بشكل عام عن السياسة الأمريكية الجديدة تجاه سوريا والسوريين. ■ ما هي خياراتكم في حال فشل جنيف 4 ؟ □ سنذهب إلى ابعد الحدود لرفع المعاناة عن شعبنا لكن لن نكون السبب في فشل اي مفاوضات والجميع يعلم من هو الطرف الذي يسعى إلى افشال المفاوضات، وتأكدوا تماماً ان الطرف الذي يسعى دائما لإفشال كل الجهود هو النظام. سالم المسلط لـ «القدس العربي»: لن نكون سبباً في فشل «جنيف 4»… وإيران دولة احتلال في سوريا طالب روسيا بالضغط على النظام للقبول بالعملية السياسية… ودعا لخروج الميليشيات الطائفية احمد المصري |
الأمم المتحدة تطلق حملة إغاثة لليمن بعد شهرين وهادي يتهم الانقلابيين بالعبث بمقدرات الدولة Posted: 26 Feb 2017 02:24 PM PST تعز ـ «القدس العربي»: أعلن وكيل الأمين العام للأمم المتحده للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين ان الأمم المتحدة ستطلق حملة إغاثية لليمن في 25 نيسان (إبريل) المقبل، فيما طالبه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بسرعة تحرك وكالات الأمم المتحدة في اليمن ونزولها الميداني إلى المناطق الواقعة تحت إدارة السلطة الشرعية. وقال أوبراين خلال استقبال الرئيس اليمني له في العاصمة المؤقتة عدن أمس «ان حملة انسانية لدعم اليمن وتقديم مزيد من المساعدات الاغاثية ستطلق في 25 نيسان/ابريل القادم لتأمين الاحتياجات الاساسية من الغذاء والماء والدواء للمحتاجين». وأوضح ان «عدن اليوم ليست عدن الامس التي زرتها عقب التحرير مباشرة حيث تطبعت الحياة فيها ودبت الحركة والتطور ارجاءها فضلا عن جوانبها الأمنية المتميزة». وقال «اننا نتطلع ايضا لزيارة قادمة لتعز للوقوف على اوضاعها واحتياجاتها الإنسانية انطلاقاً من مسؤلياتنا في تلبية الاحتياجات الإنسانية في مختلف المواقع والظروف». واشاد المسؤول الأممي بجهود الحكومة التي تبذلها في خدمة وطنها وشعبها انطلاقا من مسؤلياتها تجاههم. مؤكداً تقديم الدعم التام لذلك، كما حيّا دعم المبادئ الإنسانية في هذا الاطار. وقام اوبراين بزيارة ميدانية للعديد من المرافق الخدمية والحيوية في محافظة عدن، جنوبي اليمن، للإطلاع على ما تقدمه من خدمات للمواطنين اليمنيين، في ظل هذا الوضع الإستثنائي في البلاد. وكان هادي طالب خلال لقائه المسؤول الأممي وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية بالنزول الميداني إلى المدن والمناطق اليمنية الواقعة تحت إدارة السلطات الحكومية لتلمّس التسهيلات التي تقوم بها السلطات في مختلف المناطق والمنافذ والتي تتم في عملية انسيابية من خلال تدفق البضائع والمساعدات الإنسانية إلى كل مناطق اليمن. وقال الرئيس اليمني»ان معاناة شعبنا تتضاعف مآسيها وخصوصاً في المناطق التي تقع تحت سيطرة الانقلابيين من خلال الممارسات اللاانسانية لسلوك العصابات التي زجّت في غياهب السجون والمعتقلات الاف الابرياء الذين يرفضون ممارساتهم فضلاً عن السجناء السياسيين والإعلاميين والاساتذة والاطباء وغيرهم من شرائح المجتمع التي ترفض الطائفية والطغيان التي تمارسها تلك المليشيا الانقلابية ومن يمولها». واتهم «الانقلابيين بالعبث باقتصاد الدولة ومقدرات اليمن وافراغهم خزينة البنك المركزي لمصلحة مجهودهم الحربي وحرمان الشعب اليمني من قوته والموظفين من مرتباتهم». وأوضح ماعانته المحافظات اليمنية المحررة من ميليشيا الانقلابيين وعدم استلام مستحقاتهم طوال سيطرة الانقلابيين على البنك المركزي حتى تم افراغه وافلاسه «واليوم وبعد قرار الحكومة نقل البنك المركزي إلى العاصمة المؤقتة عدن فإننا نوصل مرتبات الموظفين إلى كل محافظات الوطن بما فيها معقل الانقلابيين صعده لأننا دولة ولسنا عصابة ويعنينا مواطنينا اينما كانوا رغم جباية الانقلابيين للموارد الضريبية والجمركية وغيرها لمصلحتهم دون توريدها إلى البنك لمصلحة الدولة». واشار هادي إلى عملية التوافق والتحوّل التي شهدها اليمن عبر المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية المزمّنة وما تلاها من «خطوات هامة للتوجه نحو بناء يمن اتحادي عادل وجديد يتساوى فيه الجميع بالحقوق والواجبات من خلال المشاركة العادلة في السلطة والثروة الامر الذي ارتد عنه الانقلابيون (الحوثي وصالح) في تحدي سافر للاجماع الوطني والدعم الاقليمي والدولي لليمن وشرعيتها الدستورية». الأمم المتحدة تطلق حملة إغاثة لليمن بعد شهرين وهادي يتهم الانقلابيين بالعبث بمقدرات الدولة خالد الحمادي |
إحصائيات ألمانية تفيد بارتفاع عدد الهجمات ضد اللاجئين وتوقعات باستمرار تدفق مئات الآلاف منهم Posted: 26 Feb 2017 02:23 PM PST برلين ـ «القدس العربي»: ذكر تقرير صحافي أن عدد الهجمات على لاجئين ونزلهم في ألمانيا بلغ 3533 هجوما في عام 2016، تسببت في إصابة 560 شخصا، من بينهم 43 طفلا. ووصف حزب اليسار الألماني ذلك بأنه «عنف عنصري يومي» ضد لاجئين بألمانيا. وأوضحت مجموعة «فونكه» الألمانية الإعلامية في عددها الصادر أمس الأحد تم رصد 2545 هجوما على لاجئين خارج مقرات إقامتهم، وبلغ عدد الهجمات على نزل اللاجئين 988 هجوما. يشار إلى أن هذا العدد يقل بشكل طفيف فقط على ما تم رصده في عام 2015 من الهجمات على نزل لاجئين، والتي بلغت 1031 هجوما. وأضافت مجموعة «فونكه» أنه تم أيضا تسجيل 217 هجوما ضد منظمات إغاثة أو مساعدين متطوعين للاجئين خلال عام.2016 وتستند المجموعة إلى رد صادر من وزارة الداخلية الاتحادية على استجواب برلماني من الكتلة البرلمانية لحزب اليسار الألماني المعارض. وحسب هذا الرد تعد هذه الأعداد أولية ويمكن تغييرها. وأدان حزب اليسار الألماني المعارض هذه الهجمات، ووصفتها خبيرة الشؤون الداخلية بالحزب أوله يلبكه بأنها عنف عنصري ضد اللاجئين، وقالت: «إذا تم جمع هذه الأعداد التي تصف العنف العنصري اليومي ضد لاجئين، سوف تتجاوز 3500 هجوم وتعدي في إطار التعامل مع اللاجئين- أي بمعدل عشرة هجمات يوميا». وتساءلت اليسارية الألمانية البارزة قائلة: «هل يستلزم الأمر وقوع ضحايا أولا قبل تصنيف الهجمات اليمينية كمشكلة محورية للأمن الداخلي ومنحها موقع الصدارة على أجندة السياسة الداخلية؟». ودعت يلبكه الحكومة الاتحادية «لوقف إصدار انطباع بأن اللاجئين يمثلون تهديدا من خلال الاستمرار في تشديد قوانين خاصة باللجوء». وأكدت السياسية الألمانية أن اللاجئين هم من يتعرضون لتهديد، وقالت: «إن هناك نازيين يهددون لاجئين، ومن ثم يهددون ديمقراطيتنا». وأدانت الحكومة الاتحادية في ردها على اليسار العنف ضد اللاجئين بشدة، وجاء في الوثيقة الصادرة من الحكومة: «إن الأشخاص الذين فروا من مواطنهم ويبحثون عن حماية في ألمانيا، يمكنهم حقا توقع الإقامة بأمان». إلى ذلك ذكر تقرير صحافي أن المكتب الاتحادي للإحصاء في ألمانيا يتوقع استمرار ارتفاع أعداد المهاجرين إلى البلاد. وذكرت صحيفة «فيلت أَم زونتاج» الألمانية، في عددها أمس الأحد استنادا إلى أرقام جديدة عن التطور الديموغرافي في ألمانيا، أن وجهة نظر الخبراء تفيد بأن صافي عدد المهاجرين القادمين إلى ألمانيا سيصل على المدى البعيد إلى 200 ألف شخص سنويا. ويعتزم المكتب الاتحادي للإحصاء طرح توقعاته في هذا الشأن يوم الثلاثاء المقبل. وكانت آخر مرة طرح فيها المكتب الاتحادي توقعات خاصة بعدد سكان ألمانيا في نيسان/ أبريل 2015، وقد أشارت التوقعات آنذاك إلى أن عدد الوافدين إلى ألمانيا خلال عامي 2014 و2015 تجاوز المليون شخص. ولفتت التوقعات إلى حدوث تراجع مطرد في العدد السنوي للمهاجرين إلى البلاد خلال الأعوام من 2016 حتى 2020، وأشارت إلى أنه بدءا من عام 2021، ستتراوح أعداد المهاجرين بين 100 ألف شخص إلى 200 ألف شخص سنويا. وفي أعقاب التدفق القوي للاجئين في عامي 2015 و2016، أصبحت هذه التوقعات في حكم المتقادمة، وكان المكتب الاتحادي أعلن في نهاية كانون الثاني/ يناير 2017 عن تقدير جديد لعدد سكان ألمانيا بحلول نهاية 2016، حيث كشف عن وصول عدد سكان البلاد إلى نحو 82.8 مليون نسمة وهو مستوى قياسي لم يحدث من قبل. ويرجع السبب في هذا الارتفاع مجددا إلى الهجرة، وتوقع المكتب أن يكون عدد المهاجرين إلى ألمانيا في العام الماضي زاد عن عدد من غادروها بمقدار لا يقل عن 750 ألف شخص، فيما وصل هذا الفارق في عام 2015 إلى 1.1 مليون شخص، وذكر المكتب أنه لولا الهجرة من مناطق بها حروب ومن دول الاتحاد الأوروبي لتقلص عدد سكان ألمانيا. من جهة أخرى أعرب سياسي بارز بحزب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عن دهشته إزاء الجلبة التي أحدثتها المعارضة بعد نشر تقرير صحافي عن مراقبة الاستخبارات الخارجية الاتحادية (بي إن دي) لصحافيين أجانب. وقال كلمنس بينيجنر خبير الشؤون الاستخباراتية بحزب المستشارة المسيحي الديمقراطي إن اللجنة البرلمانية المعنية بالرقابة على الأجهزة الاستخباراتية عرضت في منتصف عام 2016 في تقرير عام «أن وسائل إعلام خضعت أيضا في الماضي لعمليات استخبارات اتصالات استراتيجية». وتابع أن هذه الممارسة الماضية للاستخبارات الخارجية الاتحادية تم انتقادها بشدة سابقا، ولكنه أكد أن الأوساط السياسية اتخذت بعد ذلك إجراءات حاسمة نتيجة هذه الممارسة. وأوضح السياسي الألماني البارز أنه كان هناك «سلسلة من التحسينات التي أسهمت بشكل واضح في تحسين حماية الألمان ومواطني الاتحاد الأوروبي» في قانون الاستخبارات الخارجية الجديد الذي تم المصادقة عليه في نهاية عام.2016 وأضاف «إن المراقبة المقصودة لمواطني الاتحاد الأوروبي ليست مقبولة بموجب هذا القانون». يذكر أن تقريرا صحافيا نشرته مجلة «شبيغل» الألمانية أوضح أن الاستخبارات الخارجية الاتحادية راقبت صحافيين أجانب في أفغانستان وباكستان ونيجيريا. وحسب وثائق، استطاعت المجلة الألمانية الاطلاع عليها، أدرجت الاستخبارات الخارجية الألمانية على الأقل 50 رقم هاتف وفاكس أو عناوين بريد إلكتروني لصحافيين أو إدارات تحرير في قائمة المراقبة الخاصة بها. إحصائيات ألمانية تفيد بارتفاع عدد الهجمات ضد اللاجئين وتوقعات باستمرار تدفق مئات الآلاف منهم علاء جمعة |
أمير دندن بعد انتهاء «آراب أيدول»: لا أحد يباعدنا.. ولا دين يفرقنا.. ولسان الضاد يجمعنا.. تحيا عروبتنا جميعا وألف مبروك ليعقوب Posted: 26 Feb 2017 02:23 PM PST الناصرة – «القدس العربي»: بعد إعلان نتيجتها تجاوزت المنافسة على لقب «الآراب أيدول» داخل أراضي 48 حدودها الفنية نحو الأبعاد الاجتماعية والسياسية وأشعلت ضجة ولغطا واسعين غير مسبوقين في منتديات التواصل الاجتماعي. وفيما اعتبر كثير من الفلسطينيين في الداخل أن أمير دندن هو صاحب الصوت الأجمل فقد باركوا لمنافسه يعقوب شاهين من بيت لحم الفائز بلقب «مليح العرب» ، مشددين على كونه رمزا لكل فلسطين. ردود الفعل في صفحات التواصل الاجتماعي التي اجتذبت القادة السياسيين أيضا لإبداء آرائهم شملت أوساطا واسعة، شددت على أن أمير دندن ويعقوب شاهين شقا البرتقالة الفلسطينية الواحدة رغم أن كثيرين منهم شكك بنزاهة المنافسة وذهب بعضهم لاتهام السلطة الفلسطينية بالتدخل لصالح شاهين لأنه من بيت لحم وينسجم مع رؤية الدولتين، كما قال الصحافي سليمان أبو رشيد من التجمع الوطني الديمقراطي. من جهته عمم أمير دندن من مجد الكروم داخل أراضي 48 رسالة شكر فيها شعبه من البحر إلى النهر وقال فيها «اهلي واحبتي وشعبي وأبناء وطني … أحبكم لو تعرفون كم. أشكركم جميعًا من الأعماق على الدعم والمؤازرة فلولاكم، ولولا دعمكم ومحبتكم ما كنت وصلت الى ما انا عليه اليوم. كانت مشاركتي بالبرنامج خطوة مهمة، حتمًا ستشكل تغيرًا جوهريًا في مسيرتي المهنية والفنية، أردت ان تكون رسالتي فنية عروبية أصيلة. جاءت مشاركتي للتآكيد على الهوية الوطنية الفلسطينية رغم ظروف الاحتلال وعلى عمقنا الوطني العروبي. اؤمن ان الثقافة امتداد والعالم العربي امتدادنا الطبيعي وعمقنا الوطني والثقافي والحضاري. وقال «لا يستطيع أي كان ان يغير هذة الحقيقة.. فلا أحد يباعدنا ولا دين يفرقنا.. ولسان الضاد يجمعنا» تحيا عروبتنا جميعًا من المحيط الى الخليج. أعزائي، أحبائي أعدكم كما كنت دائمًا ان اكون عند حسن ظنكم وان أواصل الإبداع والتميز فاليوم ابتدأت مسيرتي حقًّا. أودّ ان أشكر كل من أتاح لي هذة الفرصة .اشكر السلطة الفلسطينية متمثلة بالرئيس محمود عباس (ابو مازن) وأشكر قناة ام بي سي وأشكر لجنة التحكيم التي لها مكان وحيز كبير في قلبي (احلام وحسن ووائل، ونانسي) ، كما اشكر طاقم العاملين بدون استثناء. اشكر حملتي وكل من ساهم في ان أصل إليكم وان الامس قلوبكم ، شكرًا من الأعماق ، شكرًا من القلب الى القلب. الف مبروك لأخي وصديقي يعقوب شاهين ، اتمنى لك مسيرة مليئة بالنجاحات. محبتي، أمير». ليلة فلسطينية بامتياز واعتبر النائب أحمد الطيبي ليل السبت أنها كانت ليلة فلسطينية بامتياز «قد يختلف البعضُ ويتفق البعضُ الأخر حول برنامج آراب أيدول وهذا شرعي ولكن ما من شك ان هذه الليلة شهدت حضورًا فلسطينيا مميزًا عابرًا للقارات عبر الأغنية والإبداع». وتابع الطيبي «هناك من يخترع وهناك من يطبب، وهناك من يكتب نثرًا او شعرًا وهناك من يبدع كلٌ في مجاله، والليلة وقف اثنان من ابنائنا الفلسطينيين الأعزاء: أمير دندن ويعقوب شاهين شقّا البرتقالة على هذا المسرح وحصدا إعجاب العالم العربي لأنهما أبدعا». وقال إن «ابننا يعقوب ابن مدينة السلام بيت لحم الصامدة فاز بغالبية الأصوات وفاز ابننا امير ابن بلدة مجد الكروم الجليلية، بل كروم المجد، بمحبتنا وتقديرنا وأصبح نجماً عربيا ساطعاً». وشدد على البعد الوطني الجامع «وقف الى جانبهم ابننا الثالث محمد عسّاف النجم والظاهرة لتكتمل أضلاع المثلث الفلسطيني: بيت لحم الضفة الغربية، وخان يونس قطاع غزة ومجد الكروم الجليل، المغترب في الخارج. نفخر بكتابنا واطبائنا وعلمائنا وفنانينا وشعرائنا وفلاحينا وكادحينا ومعلمينا وكل شرائح مجتمعنا». واكد الطيبي على أن الفلسطينيين شعبٌ يبدع رغم الحصار والقمع والاحتلال ويفرح رغم ليلِ الاحزان الطويل. وتابع «لكن الحرية هي محطتنا الأخيرة. نحب الحياة اذا ما استطعنا اليها سبيلا». وبشأن المتنافس الثالث «كلمة من القلب لابننا عمار محمد ابن اليمن الحبيب الذي ما زال وطنه ينزف، فلتكن هذه الليلة بداية سلام على اليمن ليعود كما كان سعيدا. تحية لليمنيين كلهم الذين يجمعون على عمار ليبدأ بهم طريقاً واحدة هي طريق السلام والمحبة. مبروك يعقوب. مبروك لبيت لحم من اختها مجد الكروم»» وقال زميله النائب جمال زحالقة الذي يتذوق الغناء إن أمير يستحق اللقب بجدارة لكن فلسطين هي التي فازت مبروك ليعقوب الرائع وتابع «مبروك بيت لحم». وعلى المستوى الشعبي قالت ناشطة اجتماعية من قرية المشهد تدعى جانيت حسن» إن أمير دندن هو من يستحق اللقب وبجدارة ولكن للأسف اللعبة سياسية». ويبدي مأمون فاعور من قرية شعب اسفه لقيام بعض الأوساط داخل أراضي 48 بالانحياز لهذا أو ذاك من المتسابقين لاعتبارات غير فنية، جهوية وطائفية، داعيا للكف عن كيل التهم والاهتمام بما يوحد الفلسطينيين كشعب مهددا بشطب أي تعليق طائفي على صفحته. واعتبرت بعض الأوساط أن عدم فوز دندن ومن قبله ابن بلده هيثم خلايلة في مسابقة العام الماضي يدلل على «يتم» فلسطينيي الداخل كما قالت المربية دعاء زعبي شاطية من عدم وجود «ظهر» لهم. واتهم بعضهم القيادة الفلسطينية الرسمية بالتنازل عنهم. وقالت ناشطة اجتماعية من مدينة طمرة تدعى انشراح دياب أن النتيجة تؤكد أن عرب الـ48 سيظلون كمن ترقص على السلم … لا العرب يعترفون بفلسطينيتهم ولا إسرائيل تعترف بمواطنتهم. وتابعت «أمير دندن استحق اللقب بصوته وأدائه اكثر من غيره لكن لكون يعقوب فلسطينيا من بيت لحم وفقط لهذا السبب حصل على اللقب». البعد القومي والتفتت المربية راوية بربارة من مدينة الناصرة للبعد القومي للبرنامج «مبارك ليعقوب ولأمير ولعمّار، شعوب قامت من تحت الدمار، لتثبت للجميع أنّ الفرحةَ تولَدُ من رحم الأحزان…وأنّ أصدق دمعة هي التي تشقّ طريقها وسط الأشجان. مبارك لنا جميعًا هذا الوجود العربيّ الفلسطينيّ الذي جمع أقطاب مجتمعنا جغرافيًّا وتاريخيًّا، من غزّة لبيت لحم لمجد الكروم، لمنبت العرب؛ اليمن. ما لم يفعله كلّ الزعماء مجتمعين». يحيى يخلف وبارك الأديب يحيى يخلف من رام الله ليعقوب شاهين ولأمير وقال إن الإبداع الفلسطيني يعلو ولا يعلى عليه ومبروك لابن اليمن عمار، لافتا ان الإبداع انتصر وانتصرت الروح الرياضية والفنية وانتصر الخلق العظيم وانتصرت المحبة بين هذا الثلاثي الرائع. كم كنت رائعا يعقوب الفائز باللقب وانت تغني مع محد عساف وأمير دندن أغاني حب لفلسطين وللأمة العربية. فخور بما وصلت اليه الآداب والفنون في فلسطين حيث الإبداع ينمو في جو التحدي. مبروك ..وكم كنا نحتاج لقليل من الفرح ..ولكنكم منحتمونا أعلى درجات الفرح ..فلسطين ولادة وتتعاقب الأجيال». يشار الى أن السلطة الفلسطينية كانت قد يسرت استصدار الوثائق المطلوبة لزيارة أهل دندن بيروت والمشاركة في مشاهدة المسابقة فيها. أمير دندن بعد انتهاء «آراب أيدول»: لا أحد يباعدنا.. ولا دين يفرقنا.. ولسان الضاد يجمعنا.. تحيا عروبتنا جميعا وألف مبروك ليعقوب وديع عواودة |
الجزائر: انطلاق محاكمة المتهم باغتيال مدير الأمن العام السابق Posted: 26 Feb 2017 02:23 PM PST الجزائر – «القدس العربي»: انطلقت أمس في العاصمة الجزائرية محاكمة العقيد المتقاعد شعيب ولطاش المتهم بقتل مدير الأمن العام السابق العقيد علي تونسي سنة 2010، اذ تراجع المتهم منذ بداية المحاكمة عن اقواله التي ادلى بها في التحقيق، مؤكداً أنه لم يقتل العقيد تونسي، وإنما اطلق رصاصات تجاه يديه دفاعاً عن نفسه. وكانت المحاكمة قد افتتحت بنفي المعلومات التي سبق أن تم تداولها بشأن استدعاء مسؤولين سابقين كانوا في مواقع المسؤولية عند وقوع عملية الاغتيال، حيث ذكر موقع اخباري قبل أيام أن هيئة المحكمة ستستدعي الفريق محمد مدين المعروف باسم الجنرال توفيق القائد السابق لجهاز الاستخبارات للإدلاء بشهادته في القضية، لكن هيئة المحكمة تمسكت بما تضمنه قرار الإحالة. ونفى ولطاش تهمة القتل العمدي، مؤكداً أنه لما ذهب الى مكتب العقيد علي تونسي لم يكن في نيته ارتكاب جريمة، وأنه لم يقدم على ذلك بسبب ملف عصرنة قطاع الأمن، وأنه ذهب بصفته مدير الوحدة الجوية التابعة لقطاع الأمن ليطلب من العقيد تونسي تأجيل الاجتماع المتعلق بعملية عصرنة قطاع الأمن، لكنه فوجئ بالعقيد تونسي يستقبله بوجه شاحب، وانه وصفه بالخائن لأنه منح صفقة عصرنة قطاع الأمن الى صهره، وأن العقيد تونسي تهجَّم عليه بآلة فتح الاظرفة، الامر الذي جعله يدافع عن نفسه، بإشهار سلاحه وإطلاق عيارات نارية تجاه يدي الضحية. وينتظر أن تتواصل المحاكمة لأيام عدة، خاصة أن التحقيق فيها استغرق سنوات طويلة، دون أن يتم فك خيوط هذه الجريمة الغامضة، فمن غير الطبيعي أن يتعرض مدير الأمن العام لعملية اغتيال في مكتبه بمقر مديرية الأمن العام، وعلى يد مدير الوحدة الجوية للشرطة. وكان ولطاش قد أدلى بتصريحات مثيرة خلال التحقيق، عندما أكد أنه ليس هو من أطلق النار على العقيد تونسي، وأنه لما أصيب بطلقات نارية وكان في حالة شبه إغماء سمع صوتاً يقول يجب القضاء عليهما معاً، كما أن أحد محاميي العقيد ولطاش قال إن وزير الداخلية الأسبق نور الدين يزيد زرهوني كان أول من وصل الى مكتب العقيد تونسي مباشرة بعد الاغتيال، وأنه أخذ ملفاً مهماً وغادر، حتى قبل وصول فرقة الشرطة العلمية لرفع البصمات وتحديد مصدر الطلقات والعيارات. وكانت عملية الاغتيال قد وقعت يوم 25 شباط/فبراير 2010، في وقت كانت فيه الصحافة تتحدث عن وجود خلافات بين العقيد تونسي وبين وزير الداخلية نور الدين يزيد زرهوني، وصلت حد أن الرجلين كانا يتفاديان الالتقاء في المناسبات التي كان يفترض أن يلتقيا فيها، الأمر الذي زاد في إشاعة الغموض حول عملية الاغتيال، خاصة أن الجاني هو عقيد متقاعد من الجيش وهو صديق للضحية، وعلي تونسي وهو ايضًا عسكري سابق هو من جلبه الى جهاز الشرطة وعينه على رأس الوحدة الجوية للشرطة. ورغم أن المحاكمة هذه طال انتظارها، الا انه من المستبعد أن يتم كشف أشياء كثيرة، خاصة في ظل عدم توجيه الدعوة الى كبار المسؤولين الذين كانوا في مواقع المسؤولية عند وقوع الجريمة، كما أن الظرف الحالي لا يحتمل تفجير مزيد من القضايا المثيرة للجدل، وغالباً سيتم غلق الملف ويبقى عدد من التساؤلات قائما بخصوص واحدة من اغرب عمليات الاغتيال التي عرفتها الجزائر المستقلة. الجزائر: انطلاق محاكمة المتهم باغتيال مدير الأمن العام السابق |
مرشح الخضر ينسحب من السباق الرئاسي الفرنسي ويتحالف مع الحزب الاشتراكي Posted: 26 Feb 2017 02:21 PM PST باريس ـ «القدس العربي»: بعد أسبوعين من المفاوضات الماراثونية، أعلن مرشح حزب الخضر، يانيك جادو، انسحابه من السباق للانتخابات الرئاسية المقبلة، وانضمامه للمرشح الاشتراكي بونوا آمون. وأعلن حزب الخضر يوم أمس الأحد، أن أعضاءه البالغ عددهم 17 ألفا، صوتوا لصالح هذا التحالف، بنسبة كبيرة، بلغت 80 في المئة، بينما عارضه 15 في المئة، إثر «استفتاء داخلي». ومقابل هذا التحالف، وافق بونوا آمون على مجموعة من الشروط، التي طالب بها مرشح الخضر، وكان أبرزها إلغاء مشروع مطار دولي، في منطقة فلاحية، غرب البلاد، وكان هذا المشروع قد تحول إلى قضية رأي عام، بعدما لقي معارضة شديدة من طرف المدافعين عن البيئة بينما كانت حكومة مانويل فالس السابقة، قد دافعت عنه بشدة. كما تم الاتفاق على الخروج بشكل نهائي من استخدام الطاقة النووية في غضون 25 سنة كأقصى تقدير. إضافة إلى الموافقة على مشروع يقضي بمنع استخدام المبيدات الحشرية في الزراعة. في الجانب السياسي، وافق المرشح الاشتراكي على إدخال نظام اللوائح النسبية في الانتخابات التشريعية المقبلة، إضافة إلى السماح لحزب الخضر بتشكيل فريق برلماني موحد، داخل الأغلبية اليسارية في حال فوزها في الانتخابات المقبلة، إضافة إلى إجراء استفتاء من أجل السماح للأجانب بالتصويت في الانتخابات البلدية. وعقب الاعلان عن هذا الاتفاق، قال يانيك جادو» إنه اتفاق رائع ومليء بالامال» وأضاف» هدفي جعل ملف البيئة في قلب أولويات، الرئيس المقبل. مسؤوليتي أيضا تقتضي تجاوز الحسابات الشخصية الضيقة، وهو ما دفعني لسحب ترشحي لصالح آمون». كما ناشد جادو، مرشح اليسار الراديكالي، جان لوك ميلونشون، وطالبه بأن يحذو حذوه من أجل قطع الطريق على «مارين لوبان، وباقي المرشحين الذين يدعون للجمود السياسي». وخاطبه قائلا «جان لوك، يمكننا الفوز بهذه الانتخابات، في حال تمكنا من خلق دينامية، وزرعنا الآمال ووحدنا صفوفنا». من جانبه، رحب بشدة بونوا آمون بالاتفاق المبرم مع الخضر، قائلا :»أشيد بالقرار الاستثنائي الذي اتخذه يانيك جادو. من الان فصاعدا أصبحت مرشح البيئة أيضا». ويأتي هذا التحالف بين معسكري «الاشتراكي» و»الخضر» بعد ثلاثة أيام من تحالف مماثل، أعلن عنه رئيس حزب الوسط اليميني، فرانسوا بايرو مع المرشح المستقل، وصاحب حركة «إلى الأمام» إمانويل ماكرون. ويرى مراقبون أن الأمل الوحيد، لبقاء اليسار في الحكم، لن يتحقق إلا بالتحالف مع اليسار الراديكالي الشيوعي، الذي تشير آخر استطلاعات الرأي بأنه سيحصل على 10 في المئة، وهي نسبة ستقلب موازين القوى رأسا على عقب في حال تحالف زعيم الحزب جان لوك ميلونشون مع بونوا آمون. لكن الأمور ما تزال مستعصية بسبب رفض ميلونشون الانسحاب من السباق الرئاسي. وقال يوم أمس في حوار تلفزيوني،»لا أغلق أي باب في وجه آمون» وأضاف «أنا مستعد للقائه، لكن بشرط أن نتفق على برنامج انتخابي حقيقي يمثل تطلعات الفرنسيين الذين أمثلهم». ويبدو أن شروطه تبقى تعجيزية بسبب برنامجه الانتخابي الذي يتبنى ايديولوجية شيوعية، بحيث يرى الاشتراكيون أنه غير قابل للتطبيق بسبب كلفته الباهظة، وبسبب رغبته أيضا في الخروج من الاتحاد الأوروبي، وفرض الحمائية الاقتصادية. يشار إلى أن انسحاب حزب الخضر من السباق الرئاسي لصالح الحزب الاشتراكي، يعتبر سابقة من نوعها، منذ 1974. ومنذ ذلك الوقت، كان لحزب البيئة الفرنسي، حضور في الانتخابات الرئاسية، رغم أنه لم يكن يحقق نتائج كبيرة، وكان المرشح نويل مامير، في 2002، قد حصل على 5 في المئة من أصوات الناخبين، وهي أعلى نتيجة يحققها حزب الخضر منذ تأسيسه. لكن في السنوات الأخيرة بدأ هذا الحزب يحظى باهتمام كبير من طرف الناخبين، بسبب الحضور القوي لملف البيئة على الساحة السياسية الفرنسية والدولية، بعدما دقت المنظمات الدولية ناقوس الخطر في ما يخص التهديدات التي يواجهها كوكب الأرض، مثل الانحباس الحراري، وتداعياته على الطبيعة وعلى الانسان حول العالم. مرشح الخضر ينسحب من السباق الرئاسي الفرنسي ويتحالف مع الحزب الاشتراكي هشام حصحاص |
تنظيم «الدولة» ينتقل إلى حرب العصابات في صحراء الأنبار Posted: 26 Feb 2017 02:21 PM PST الأنبار ـ «القدس العربي»: عبّرت مصادر في القيادات الأمنية والعسكرية وفي حكومة الأنبار، عن مخاوفها من تنامي نشاط «الدولة الإسلامية» (داعش) وازدياد عملياته العسكرية مؤخراً في مناطق المحافظة، تزامنا مع معركة تحرير الموصل، ووسط توقعات بفرار عناصر التنظيم إلى صحراء الأنبار، مما يعيق خطط الحكومة لإعادة فتح منفذ طريبيل أمام حركة التجارة بين العراق والأردن. وأكدت مصادر أمنية في محافظة الأنبار، وقوع اشتباكات عنيفة بين قوات حرس الحدود من جهة وعناصر تابعين إلى تنظيم «الدولة» من جهة أخرى، غربي المحافظة. وبينت أن «عناصر التنظيم هاجموا إحدى نقاط حرس الحدود بين منفذي طريبل وعرعر غربي الأنبار»، مشيرة إلى أن «الاشتباكات استمرت بين الجانبين حتى ظهر أمس في محاولة لصد الهجوم من قبل عناصر حرس الحدود». وتصاعدت المخاوف من هذا التطور، خصوصاً أن هذه العملية تأتي بعد هجوم مشابه قبل أيام تمكن خلاله التنظيم من السيطرة على مقر عسكري قرب منفذ طريبيل الحدودي مع الاردن، وأعدم 15 من الضباط والجنود في الموقع، قبل أن ينحسب. كما قام التنظيم في الفترة نفسها بخطف 17 من سائقي شاحنات مع عرباتهم، في منطقة الرحالية، ما زال مصيرهم مجهولاً حتى الآن. وكان «الدولة» شن في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، هجوماً على مدينة الرطبة غرب الأنبار، واحتل مواقع عسكرية وإدارية لساعات قتل خلالها 20 شخصاً، ودمر منشآت حكومية، وعاد إلى الصحراء قبل وصول قوات حكومية من مناطق قريبة. وحول أسباب الخروق الأمنية التي وقعت مؤخرا في الأنبار، قال حكيم فهد الغريري، أحد قادة الحشد العشائري في مدينة حديثة غرب المحافظة، لـ«القدس العربي» إن «التنظيم وبعد هزيمته في الموصل أخذ يلجأ إلى إسلوب حرب العصابات الخاطفة»، منتقداً دور الحكومة في عدم توفير قوة حكومية كافية لمسك الحدود أو تشكيل قوة محلية لمواجهة التنظيم. وأوضح الغريري، وهو ضابط سابق في الجيش العراقي، أن «صحراء الأنبار كبيرة جدا وشاسعة، وفيها الكثير من الوديان والهضاب التي يسهل الاختفاء فيها، لذا لجأ التنظيم وخاصة بعد خسارته مواقعه في الموصل، لإيجاد مواقع بديلة في الأنبار ولكنها غير ثابتة بل تتنقل من مكان إلى آخر مثل سد حديثة ومناطق القائم والكرابلة وغيرها، ومستفيدا من عمقه الاستراتيجي في سوريا». وبين أن «التنظيم غيّر أسلوب عمله، حيث انتقل من القتال النظامي المعتاد للجيوش كالهجوم والدفاع، إلى أسلوب حرب العصابات ومشاغلة القطعات الأمنية بهجوم هنا وهناك بين آونة وأخرى». ونوه إلى أن «الدولة يستغل قلة أعداد القوات المتواجدة في المناطق الغربية الشاسعة من الرمادي ووجود حدود مفتوحة أمامه بين العراق وسوريا، لشن الهجمات الخاطفة عليها، وملقيا اللوم على الحكومة لعدم توفير قوات كافية لحماية الحدود ولعدم تشكيل قوات محلية من أهل المناطق لحمايتها، لذا أخذت بعض المناطق مثل مدينة حديثة تعتمد على نفسها لإعداد قوة تدافع عنها ضد هجمات التنظيم». واستبعد الغريري إمكانية إعادة فتح الطريق السريع بين العراق والأردن في الوقت الحاضر قبل تحرير المحافظة بأكملها»، واصفا هذه المحاولة بـ»الخطيرة»، وذلك لأن «المسافة من الرمادي إلى نقطة طريبيل مع الأردن تبلغ 300 كلم ويصعب تأمينها بشكل كامل، حيث يستطيع التنظيم زرع العبوات على الطريق أو وضع كمائن أو حواجز أمنية وهمية لخطف وقتل المسافرين وسائقي الشاحنات». وفي محاولة لاحتواء تلك التطورات والخروق الأمنية في الأنبار، وجه وزير الداخلية قاسم الأعرجي، بتشكيل لجنة تحقيق عليا لكشف أسباب الخرق الأمني في لواء مغاوير حرس الحدود غربي الأنبار. كما قررت لجنة الأمن والدفاع النيابية، استدعاء قائد حرس الحدود على خلفية الخرق الأمني في منفذ طريبيل الحدودي. وحملت اللجنة البرلمانية، قيادة حرس الحدود مسؤولية «التقصير» في الحادث، وانتقدت الحكومة لعدم تجهيز قوات الحدود بلوازم المعركة الكافية، كما دعت وزارة الداخلية إلى تحمل مسؤولياتها في هذه المسألة. وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي، أقر في مؤتمره الصحافي الأسبوعي الأخير، بصعوبة السيطرة على الصحراء الواسعة غرب الأنبار، متعهدا بإعداد قوات إضافية والاستعانة بالطائرات المسيرة لمتابعة التحركات في أرجاء الصحراء. يذكر أن موضوع فتح المنفذ الحدودي طريبيل، كان من أبرز النقاط التي بحثها رئيس الوزراء الأردني هاني الملقى، خلال زيارته الأخيرة إلى بغداد، كإجراء لإعادة النشاط التجاري بين البلدين. كما أعلنت سفيرة العراق في الأردن، صفية السهيل، مؤخرا وصول الاستعدادات إلى مراحل متقدمة لفتح الطريق الذي أغلق بعد سيطر تنظيم «الدولة» عليه بعد منتصف عام 2014. وحذر مجلس محافظة الأنبار من أن تنظيم «الدولة» يعيد تنظيم صفوفه فـي صحراء المحافظة من جديد. وأكد راجع بركات العيساوي، رئيس اللجنة الأمنية في الأنبار، لوكالة (المدى)، امتلاكه معلومات حول إعادة تنظيم « الدولة» بناء قدراته في الصحراء، مشدداً على أن المساحة الواسعة للصحراء، تحتاج إلى «عملية كبيرة لتمشيط المنطقة». وتكررت مؤخرا الخروق الأمنية من قبل تنظيم «الدولة» في الصحراء الغربية في العراق المترامية الأطراف التي تمتد في خمس محافظات (نينوى، صلاح الدين، كربلاء، النجف، والأنبار) وتتصل بثلاث دولة مجاورة هي (سوريا، الأردن، السعودية)، مما يجعلها ملاذا مناسبا للتنظيم المتطرف والجماعات المسلحة، مستغلين انشغال القوات الحكومية بمعركة الموصل. تنظيم «الدولة» ينتقل إلى حرب العصابات في صحراء الأنبار مصطفى العبيدي |
المغرب: استمرار الجدل حول سيناريوهات تجاوز مأزق مفاوضات تشكيل الحكومة Posted: 26 Feb 2017 02:20 PM PST الرباط ـ «القدس العربي» : عاد الجدل حول السيناريوهات الممكنة للخروج من المأزق السياسي الحالي في المغرب، بسبب وصول مفاوضات عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة المعين، مع مسؤولي الأحزاب إلى الباب المسدود، بعد مرور أربعة شهور على الانتخابات التشريعية. وبهذا الصدد، أفادت صحيفة «الأيام» بأن لقاءً وشيكًا سيجمع العاهل المغربي محمد السادس بعبد الإله بن كيران، معتبرة هذا اللقاء المرتقب «هو الذي سيجنب المغرب مخاطر ما يحدق بعملية المفاوضات، خصوصاً إذا شعر المغاربة بأن الانتخابات في وادٍ وما تريده الأحزاب الأخرى في وادٍ آخر، وهذا من شأنه أن يؤثر على صورة المغرب بالخارج. فالملك هو القادر على التدخل المؤسساتي بطريقة غير مباشرة عند باقي الأحزاب لتسهيل مأمورية بن كيران. وأضافت الصحيفة «أن ما يحدث الآن هو تحصيل حاصل، ومن ثم إذا ما ذهبنا إلى «التحكيم الشعبي»، أي إعادة الانتخابات كما يحدث في كل الدول، فإنه لن يتم استدراك هذا البياض الدستوري، ومن المتوقع دوما أن نصل إلى المأزق الحالي نفسه». وتساءل الموقع الإلكتروني «أخبارنا» عما إذا كان الملك سيعلن عن «حالة الاستثناء» من أجل حل المأزق الحكومي، ونقل الموقع نفسه عن بن يونس المرزوقي، أستاذ القانون الدستوري قوله: «يمكن أن يعلن الملك حالة الاستثناء، لأن هناك خللا في سير المؤسسات»، رغم أنه يرجح الحل السياسي المتمثل في تليين مواقف الأطراف الحزبية. وأجاب سعيد السعدي، وزير سابق عن التقدم والاشتراكية، عن السؤال المذكور بالقول إنه «يمكن للملك أن يقوم بالتحكيم إذا التجأ إليه رئيس الحكومة». وأفاد طارق أتلاتي، رئيس المركز المغربي للأبحاث والدراسات الإستراتيجية، بكون الملك الذي عين بن كيران رئيساً للحكومة هو الوحيد المخول له صلاحية سحب هذا التعيين. وقال محمد ضريف، الأمين العام لحزب الديمقراطيين الجديد، إن تفعيل الفصل 42 في حالة فشل رئيس الحكومة المعين لا يطال الصلاحيات التحكيمية، وإنما له صلة بالصلاحيات الضمانية، إذ إن الملك هو المؤتمن على ضمان حسن سير المؤسسات. أما إسماعيل العلوي، رئيس مجلس الرئاسة لحزب التقدم والاشتراكية، فيرى أن السيناريو الأرجح هو أن يرجع كل الفرقاء إلى منطق مصلحة الوطن، ويرجعوا عن غيّهم، على حد تصريحه لموقع «أخبارنا». أما صحيفة «أخبار اليوم» فكتبت أن «الدولة تستعد لكل السيناريوهات، وتهيئ لاحتمال أن تضطر إلى إعادة الانتخابات التشريعية هذه السنة بعدما خرجت نتائج الاقتراع مخالفة لتوقعاتها، وهذا ما يفسر السرعة التي يتحرك بها أخنوش (رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار) لإعادة ترميم الحزب المنهك، واستقطاب الأعيان ورجال الأعمال الذين يستطيعون ربح الأصوات بدون برنامج ولا سياسة ولا اختيارات ولا إقناع، والغرض هو امتصاص التصويت السياسي الذي استفاد منه حزب العدالة و التنمية، وذلك عن طريق مسلكين: - الأول هو إطالة أمد «البلوكاج» (المأزق) حتى تيأس الطبقة المتوسطة من المشاركة السياسية، ومن قدرة صندوق الاقتراع على فرز حكومة تباشر الإصلاحات. - والمسلك الثاني هو تهيئة آلة انتخابية جديدة تضاف إلى الآلة الانتخابية لحزب الأصالة والمعاصرة، تستفيد من تدمير حزب الاستقلال، ومن تراجع نسبة المشاركة، وبذلك يتم تخطي عقبة بن كيران بـ«وسائل ذكية». وحسب موقع «لكم2»، فقد استهجن محمد الساسي، القيادي البارز في الحزب الاشتراكي الموحد، فكرة ضرورة التعامل مع الأحزاب التي يتوفر أعضاؤها على الخبرة، موردا أن النخب السياسية كانت تتحدث في الماضي عن الأحزاب التكنوقراطية، واليوم أصبحنا نسمع عن ضرورة التعامل مع الأحزاب حسب خبرات كوادرها، وليس على أساس ما تفرزه الاستحقاقات الانتخابية. وأضاف الأستاذ في كلية الحقوق في الرباط، أن هناك أحزاباً لم تحصل لم تحصل على مقاعد كثيرة، ومع ذلك تلح على دخول الحكومة بشرعية أخرى، عنوانها «الخبرة»، مبرزا أن «الخبرة وحدها غير كافية وتحتاج إلى التزكية الانتخابية لكي تصبح فكرة قابلة للتصريف انتخابياً»، وفق تعبير الساسي الذي كان يتحدث خلال ندوة حول السياسة العمومية، المنظمة نهاية الأسبوع الجاري بـطنجة. وأكد الساسي، خلال اللقاء نفسه، أن «هذه الشعارات تندرج ضمن التقنيات التي يروج لها، لإدامة الوضع السياسي على ما هو عليه، أي احتكار السياسات العمومية، واستمرار السلطوية والتحكم» وأعتبر المتحدث نفسه أن خلق أحزاب مصطنعة أفظع شيء قامت به الدولة، مشيراً إلى «ترويج شعارات غير موجودة في الدستور من قبيل، الملك الاستراتيجي، أي أن السياسات العمومية تقرر بالنسبة للسنوات المحدودة، ولكن كلما تعلق الأمر بأفق استراتيجي، فإن الملك هو من يتكلف بذلك»، مؤكداً أن هذه الأفكار تهدف إلى تقزيم دور المنتخبين، ودور الانتخابات والسياسة بصفة عامة، بحسب موقع «لكم2». المغرب: استمرار الجدل حول سيناريوهات تجاوز مأزق مفاوضات تشكيل الحكومة الطاهر الطويل |
مجلس الأمن يناقش مشروع قرار لفرض عقوبات على سوريين بسبب استخدام الأسلحة الكيميائية Posted: 26 Feb 2017 02:20 PM PST نيويورك (الأمم المتحدة) – «القدس العربي» : عقد مجلس الامن الدولي الجمعة جلسة مغلقة للبحث في مشروع قرار يفرض سلة من العقوبات على بعض الأفراد والكيانات السورية المتهمة باستخدام الأسلحة الكيميائية عامي 2013 و2014، وفقاً لقرار مجلس الأمن 2235 الصادر عام 2015. وقدم مشروع القرار مندوبو الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والذي يطالب الأمم المتحدة بفرض عقوبات على مرتكبي الهجمات الكيميائية لمجلس الأمن. وقالت المندوبة الأمريكية في الامم المتحدة، نيكي هيلي، إنه يتوجب في نهاية المطاف طرح مشروع قرار بشأن العقوبات بعد أشهر من مناقشته في المجلس. وقالت إن بلادها عملت مع بريطانيا وفرنسا ل»طرح مشروع القرار على المناقشة وسنرى أي دول تتغاضى عن استخدام الأسلحة الكيماوية وأيها يرى الأمر مشكلة». وتهدف مسودة القرار إلى إدراج 11 مسؤولا وقائدا عسكريا سوريا و10 كيانات حكومية مرتبطة بتطوير وإنتاج الأسلحة الكيماوية في قائمة سوداء. وكانت آلية التحقيق المشتركة المكونة من خبراء من منظمة حظر الاسلحة الكيميائية والأمم المتحدة، كانت قد أكدت في تقرير لها أمام المجلس أن مروحيات سورية أغارت على 3 مواقع في أماكن وتواريخ متفرقة في سوريا. وقالت الآلية في تقريرها إن الحكومة السورية رفضت لغاية الآن تسليمها أسماء الضباط المسؤولين عن تلك الافعال، وأماكن عملهم في قواعد جوية. وحسب ما جاء في تقرير قدمته رئيسة الآلية المشتركة، فرجينا غامبا، فان فريق القيادة، قرر أن القوات المسلحة العربية السورية شاركت في استخدام المواد الكيميائية كأسلحة وأن طائرات الهليكوبتر التابعة لها قد استخدمت لإلقاء براميل متفجرة في تلك الحالات الثلاث. وحدد الفريق أيضا أن القاعدتين الجويتين في حماة وحميميم، اللتين تسيطر عليهما الحكومة، هما القاعدتان الجويتان اللتان بدأت طائرات الهليكوبتر رحلاتها منها. وفيما يتعلق بالحادث الذي وقع في مارع، قرر فريق القيادة أن تنظيم «الدولة داعش» هو الذي قام به واستخدم فيه قذائف مدفعية عدة مملوءة بالخردل الكبريتي، الذي هو سلاح كيميائي. وقالت مصادر مطلعة في الأمم المتحدة أن المندوب البروسي في مجلس الأمن هدد باستخدام الفيتو إن لزم الأمر ليكون الفيتو السابع خلال الأزمة السورية. مجلس الأمن يناقش مشروع قرار لفرض عقوبات على سوريين بسبب استخدام الأسلحة الكيميائية عبد الحميد صيام |
تونس: تعديل وزاري جديد قد يتسبب في صدام بين الحكومة واتحاد الشغل Posted: 26 Feb 2017 02:19 PM PST تونس – «القدس العربي»: أجرى رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد تعديلاً وزارياً محدوداً شمل أربع حقائب، لكنه أثار جدلاً واسعاً في البلاد، في وقت توقع فيه بعض المراقبين عودة «الصدام» بين الحكومة واتحاد الشغل الذي سارع إلى اتهام الحكومة بالانقلاب على وثيقة قرطاج، فيما اعتبر بعض السياسيين أن التعديل الأخير مخالف للدستور. وأصدرت رئاسة الحكومة بياناً أكدت بموجبه تعيين أحمد عظّوم وزيراً للشؤون الدينية (المنصب كان شاغراً منذ أشهر) وخليل الغرياني (عضو المكتب التنفيذي لمنظمة الأعراف) وزيراً للوظيفة العمومية والحوكمة خلفاً لعبيد البريكي وعبد اللطيف حمام وزير دولة للتجارة خلفاً لفيصل الحفيان الذي تم تعيينه أيضاً مستشاراً لرئيس الحكومة. اللافت أن التعديل الجديد جاء بعد تصريحين مثيرين للجدل لعضوين في الحكومة يتعلق الأول بتأكيد عبيد البريكي نيته تقديم الاستقالة من منصبه إلى رئيس الحكومة دون توضيح أسباب ذلك، ويتعلق التصريح الثاني بحديث فيصل الحفيان عن ضرورة مراجعة الاتفاقية التجارية مع تركيا، منتقداً زيادة الواردات من تركيا، حيث اعتبر بعض المراقبين أن تصريحي البريكي والحفيان كانا السبب الرئيسي وراء إقالتهما. وقال البريكي (الناطق السابق باسم اتحاد الشغل) إن إقالته بهذه الطريقة تشكل «إهانة» بالنسبة له وأضافت في تصريحات صحافية «لقد تصارعت من النقابات وذهبت الى المناطق الساخنة من اجل الحكومة ولكنهم ردوا بإهانتي»، مهدداً بالكشف عن عدد من الملفات التي تتعلق بالعمل الحكومي. واعتبر اتحاد الشغل أن التعديل الوزاري الجديد هو عبارة عن إعلان «موت» وثيقة قرطاج المبنية على التوافق والتي شُكلت الحكومة على أساسها، وكتب الأمين العام المساعد سامي الطاهري على صفحته في موقع فيسبوك مخاطباً النقابيين في تونس «رصوّا الصفوف.. استعدوا.. فالرسالة واضحة»، وأضاف «كاتب الدولة للتجارة يُقال لنقده اختلال الميزان التجاري بين تركيا وتونس، رب عمل يعين وزيراً للوظيفة العمومية ولَم يعرف الادارة في حياته، وزارات باركة (معطّلة) لا يتم التحوير فيها لانها ضمن الغنيمة، وزير يهدد بالاستقالة فيقال تنفيذاً لعقيدة ديكتاتورية: لا وزير يستقيل في حكومة الباي (حاكم تونس خلال الحقبة العثمانية)»، مشيراً إلى أن الاتحاد سيعقد اجتماعاً عاجلاً لمناقشة التعديل الوزاري الجديد. وتوقّع مراقبون بدء مرحلة جديدة من الصراع بين اتحاد الشغل والحكومة، وخاصة بعد رفض رئيس الحكومة إقالة وزير التربية ناجي جلّول الذي يخوض صراعاً مستمراً منذ أشهر مع نقابات التعليم في البلاد التي تطالب باستقالته، وهو ما دعا الأمين العام لاتحاد الشغل نور الدين الطبوبي للخروج عن صمته والمطالبة صراحة بإقالة جلول، والذي اتهمه بمحاولة كسب نقاط سياسية على حساب التونسيين، فضلاً عن إقالة البريكي النقابي المعروف والذي شغل مناصب قيادية عدة في اتحاد الشغل في وقت سابق. وكتب الباحث عبد اللطيف الحنّاشي «التحوير الوزاري الذي قام به السيد يوسف الشاهد لا يعبّر عن حكمة الرجل ولا خبرته السياسية و(ينم عن) جهل بتاريخ تونس المعاصر. ليس لابعاد السيد عبيد البريكي النقابي الوازن في الداخل والخارج ولا لدوره الفاعل في حكومة الشاهد، بل ايضاً للاختيار غير الموفق للوزراء وخاصة السيد خليل الغرياني المعروف بتوتر علاقاته بالاتحاد العام التونسي للشغل (القطاع الخاص) الامر الذي سيضاعف من التوتر بين هذه الحكومة والاتحاد». من جانب آخر، اعتبر عدد من السياسيين أن رئيس الحكومة «خالف الدستور» في تعديله الوزاري الأخير، حيث كتب النائب عن حركة «النهضة» الحبيب خضر «من صلاحيات رئيس الحكومة إعفاء عضو في الحكومة ومن صلاحيته ان يعين مستشاراً وأما بالنسبة لأعضاء حكومة جدد فرئيس الحكومة لا يعين وزيراً بل يختار الشخص ويقدمه لمجلس نواب الشعب فإن نال الثقة فيتولى رئيس الجمهورية تسميته وتلقي يمينه. عبارات البلاغ الصادر عن رئاسة الحكومة تحتاج مراجعة». فيما وصف حزب «التيار الديمقراطي» التعديل الوزاري الأخير بأنه «خطوة جديدة للمجموعة الحاكمة نحو الانتهاك الممنهج للدستور»، مشيراً إلى أن الدستور والنظام الداخلي للبرلمان ينصان على أن البرلمان هو من يعين أعضاء الحكومة ويراقبهم، و«إذا تقرر إدخال تحوير على الحكومة التي نالت ثقة المجلس إما بضم عضو جديد أو أكثر أو بتكليف عضو بغير المهمة التي نال الثقة بخصوصها فإن ذلك يتطلب عرض الموضوع على المجلس لطلب الثقة». وفي حين اعتبر حزب «الاتحاد الوطني الحر» أن التعديل الوزاري الأخير «تم بطريقة ارتجالية ودون تشريك الاطراف الممضية على وثيقة قرطاج» محذراً من تبعاته على الوضع السياسي والاجتماعي في البلاد، عبر عدد من نواب نداء تونس عن مساندتهم لرئيس الحكومة وأعضاء حكومته وخاصة وزير التربية ناجي جلول الذي اعتبروا أنه يتعرض لهجمة تدخل في إطار «محاولات ارباك المؤسسات التربوية خدمة لأجندة سياسية»، فيما فضل حزب «آفاق تونس» (ائتلاف حاكم) التزام موقف محايد، لكنه عبر عن قلقه من توتر العلاقة بين الحكومة واتحاد الشغل إثر إقالة البريكي. من جانب آخر، رحب عدد من السياسيين بتعيين أحمد عظوم وزيراً للشؤون الدينية بعد أكثر من أربعة أشهر على شغور المنصب إثر إقالة الوزير السابق عبد الجليل بن سالم، حيث اعتبر رئيس الكتلة البرلمانية لحركة «النهضة» نور الدين البحيري في تصريحات صحافية أن عظوم «غني عن كل تعريف باعتباره كان قاضياً ووزيراً كما تقلد عديد المسؤوليات القضائية وغيرها، وهو الرجل المناسب في المكان المناسب باعتباره شخصية معروفة ومعتدلة وله خبرة وهو قادر على ادارة وزارة الشؤون الدينية التي تعتبر من الوزارات الهامة في الوضع الحالي الذي نحارب خلاله الارهاب». يُذكر أن الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي اعتبر قبل أيام أن حكومة يوسف الشاهد قدمت بداية ناجحة بالنظر إلى الظروف التي مرت بها البلاد في الفترة الأخيرة، مشيراً إلى أنه لا يمكن تقييم عمل هذه الحكومة إلا بعد مرور عام على تشكيلها. تونس: تعديل وزاري جديد قد يتسبب في صدام بين الحكومة واتحاد الشغل حسن سلمان |
إنشاء دار للعجزة لأول مرة في المناطق المحررة في سوريا Posted: 26 Feb 2017 02:19 PM PST إدلب ـ «القدس العربي»: في خطوة هي الأولى من نوعها بعد سيطرة المعارضة على مدينة ادلب وريفها، افتتحت يوم الخميس بالقرب من الحدود السورية التركية بريف ادلب الشمالي «دار الوعلان» لرعاية الحالات الخاصة من العجزة وكبار السن والمعاقين من الفئات العمرية كافة ، الذين فقدوا أهلهم وذويهم جراء الصراع الدائر في سوريا منذ ستة أعوام ولم يتبق لهم أي معيل يساعدهم على متطلبات الحياة. وكانت في مدينة ادلب دار تهتم بهذه الفئة عندما كانت تسيطر عليها قوات النظام، إلا أنه وبعد سيطرة المعارضة على المدينة منذ قرابة عامين ونيف هرب القائمون على الدار وقتها إلى مناطق سيطرة النظام، وتم نقل الدار إلى إحدى البلدات القريبة من الحدود السورية التركية، واستمرت بالعمل ضمن إمكانياته، وبسبب الحاجة إلى تشكيل دار جديدة كان لابد من دار أخرى لتستوعب العدد الكبير من هذه الفئة علها تكون مأوى لهم، وتخفف من معاناتهم. صالح الحمد أبو عامر، مؤسس الدار الجديدة من هذا النوع منذ اندلاع الثورة، جاءت إليه فكرة إنشاء الدار بعد الإصابة التي تعرض لها وتسببت له بإعاقة دائمة بمفصل يده الأيمن جراء طلق ناري من قوات النظام، وخده الأيسر نتيجة شظية قذيفة هاون سقطت من قبل قوات النظام على حي الخالدية في حمص سنة 2012، ونقل وقتها إلى الأردن لتلقي العلاج فتم وضعه في احدى الدور التي تهتم بهذه الحالات. وعن تأسيس هذه الدار، يقول في تصريح خاص لـ «القدس العربي»، «نتيجة لانعدام هذا النوع من الدور التي تهتم بالعجزة والمعاقين، وبعد أن تلقيت علاجي في الأردن وشاهدت نموذجاً هناك مشابهاً للدار التي سعيت إلى إيجادها بدأت عند عودتي إلى سوريا بالتواصل مع جهات لمساعدتنا في إيواء العجزة والمعاقين، وكل من تقطعت بهم السبل جراء الحرب الدائرة في سوريا في دار تتوفر فيها مقومات الحياة». ويضيف، عندها توصلت إلى أشخاص داعمين من دولة الكويت، ورحبوا بالفكرة بشكل كبير، وأكدوا أنهم جاهزين لتقديم الدعم اللازم، وبدأنا العمل على افتتاح هذه الدار حيث قمنا باستئجار مبنى مؤلف من ثلاثة طوابق كل طابق يحتوي على أربع شقق تحتوي كل شقة ثلاث غرف بحيث تضم كل غرفة ثلاثة أشخاص. واستطرد قائلاً: عملنا على تجهيز الغرف بالأسرة وسبل الرعاية الصحية والنفسية، كما تم تجهيز غرفة كبيرة تشبه الصالة مزودة بشاشة كبيرة وتدفئة وكراسٍ للترويح عن أنفسهم، بالإضافة لتجهيز مطابخ جماعية، مع طاولات لكل من لايستطيع المشي يتم تقديم الطعام له إلى السرير، حيث تحتوي كل غرفة مجهزة بحمام ودورات مياه تساعد المعاقين، لتصبح جاهزة للافتتاح اليوم الخميس 23-2-2017، بعد أن قمنا على وسائل التواصل الاجتماعي بالإعلان عن التسجيل لاستقبال الحالات التي تم انشاء الدار لأجلها، وكان هناك إقبال على التسجيل، وتم استقبال عدد منهم اثناء التجهيز، وهم الآن بغرفهم بانتظار استقبال المزيد. وعن الفئة المستهدفة التي تستقبلها الدار، أجاب أبو عامر أن الدار مفتوحة لكل العجزة والمسنين والمعاقين، وحتى الأيتام حتى لو كانوا شباباً وفقدوا ذويهم وأهلهم ولم يعد لديهم معيل وهم بحاجة للرعاية وتقديم الدعم النفسي لهم وتوفير بيئة جيدة لهم بعيداً عن أجواء الحرب والدماء والدمار. ورداً لجميل الداعمين الذين ساهموا بتقديم الاحتياجات اللازمة لانشاء هذه الدار، قال أبو عامر: إن الدار تمت تسميتها بـ»دار الوعلان» نسبة لعائلة محمد الوعلان من الكويت، الذين قدموا كل متطلبات الدار ومستلزماتها، مؤكداً أنه لا علاقة للمنظمات بإنشاء هذه الدار، وإنما تمت بجهود فردية ودعم أشخاص، مطالباً الأهالي في ريف ادلب بكل من لديه أو يعرف حالة تتوفر فيه الشروط المطلوبة إرسالها إلى الدار ليتم استقباله، وتوفير الاحتياجات اللازمة له حسب وصفه. إنشاء دار للعجزة لأول مرة في المناطق المحررة في سوريا عبدالله جدعان |
قادة الجماعات العنصرية وحركة «اليمين البديل» يحاولون السيطرة على التيار المحافظ في الولايات المتحدة Posted: 26 Feb 2017 02:18 PM PST واشنطن ـ «القدس العربي»: حاول ريتشارد سبنسر مؤسس حركة «اليمين البديل» العنصرية الدخول إلى قاعة مؤتمر المحافظين للعمل السياسي في خطوة قد تكون علامة على ان الحركة التى اصبحت تقود الجماعات العنصرية التى تؤمن بتفوق الجنس الأبيض في الولايات المتحدة تسعى للاندماج مع التيار المحافظ ولكن قادة المؤتمر سارعوا على الفور إلى طرده. التيار المحافظ لم يعثر حتى الان على طريقة واضحة للتعامل مع صعود حركة «التيار البديل» مما قد يفسرطرد سبنسر من مؤتمر حزبي واحتضانهم في نفس الوقت لقادة من هذه الحركة في البيت الابيض ومنحهم مناصب في غاية الأهمية، وقد وصلت هذه العلاقة المشوشة إلى حد وجود العديد من التفسيرات لمعنى الحركة وما يعنيه هذا المصطلح. واشترك قادة «التيار المحافظ» وزعماء «اليمين البديل» في مهمة واحدة هي تحدى «المؤسسة الحزبية الجمهورية»، مع اصرار من المحافظين على انه لا ينبغى مقارنتهم مع «اليمين البديل»، وهو مصطلح جامع للحركة القومية البيضاء المتهمة بالعنصرية. وخصص المؤتمر يوما كاملا من أعماله تحت شعار «اليمين البديل الصحيح هو ليس صحيحا على الاطلاق». ولكي ندرك مدى غموض موقف التيار المحافظ من «اليمين البديل» يكفى ان نعلم بأن كبير الاستراتيجين في البيت الأبيض ستيفن بأنون صاحب أشهر موقع اخباري لليمين البديل كان مشاركا في المؤتمر بصفة رسمية في نفس اليوم الذى علت فيه الشعارات المناهضة للحركة، ومن الواضح، ان هناك مدرسة في التيار المحافظ لا تمانع في احتواء « اليمين البديل «، بدعوى ضرورة ان تكون الحركة المحافظة اكثر شمولا، وهناك مدرسة اخرى ترفض بإصرار محاولات تسلل عناصر الجماعات العرقية العنصرية إلى التيار المحافظ حيث قال دان شنايدر المدير التنفيذي للمؤتمر أن هناك منظمة شريرة تحاول مثل الدودة شق طريقها في صفوف التيار مشيرا إلى انه يجب عدم التعرض للخداع والتضليل بشأن هذا التيار. واضاف شنايدر أنه تم اختطاف مصطلح «اليمين البديل» من قبل مجموعة فاشية يسارية، مليئة بالكراهية وتحت قيادة شخص تسبب في ضجة بسبب خطابه العنصري القومي واستخدامه لتحية النازية، ويتفق هذا التصريح مع استنتاجات للعديد من المراقبين بأن حركة «البديل» تحاول خداع وسائل الإعلام وخداع الناس والمؤسسات الحزبية لكي يتمكنوا من التطبيع مع الجميع، والخطورة هنا بأنه لا يمكن السماح لهذا التيار بأن يكون طبيعيا لانه ليس جزءا من المجتمع الطبيعي. ولم يسكت قادة «البديل» عن هذه الاتهامات وخاصة تلك التى اطلقها شنايدر حيث شجب سبنسر السلطة التنفيذية للمؤتمر بسبب اللجوء إلى تنابز الالقاب وعدم معرفتها الجيدة بأفكار الحركة، وبعد ذلك بدأ هو الآخر في شتم الطرف الآخر قائلا بأن شنايدر لديه عقل صغير ومغلق. خطاب الحزب الجمهوري والتيار المحافظ المعادي للمهاجرين والمسلمين والنساء والاقليات وحماية البيئة وغير ذلك ساهم بالتاكيد في تصاعد التيارات العنصرية بما في ذلك «اليمين البديل» كما ساهم بقصد او غير قصد عن فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية، وبلا شك، اعلان قادة الحزب الجمهوري والتيار المحافظ عن قلقهم من تمدد هذا التيار هو أمر في غاية الخطورة، فالمتطرف هنا يحذر من اخر اكثر تطرفا فما بالك بالضحايا. قادة الجماعات العنصرية وحركة «اليمين البديل» يحاولون السيطرة على التيار المحافظ في الولايات المتحدة رائد صالحة |
دعوات فلسطينية لمقاطعة المحاكم الإسرائيلية Posted: 26 Feb 2017 02:17 PM PST رام الله ـ «القدس العربي»:طالب مسؤولون فلسطينيون أمس بمقاطعة المحاكم الإسرائيلية بعد إعادة محاكمة فلسطيني وإدانته بالسجن مدى الحياة، رغم إطلاق سراحه ضمن صفقة تبادل بين حماس وإسرائيل عام 2011. وقال عيسى قراقع، رئيس هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين في مؤتمر صحافي عقد أمس في مدينة رام الله، «يجب ان نتخذ قرارا صعبا في التمرد والعصيان ومقاطعة المحاكم الإسرائيلية». وقال عيسى قراقع رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين ورئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، «إن المحاكم الاحتلال العسكرية وصلت إلى قمة التطرف والعنصرية حيال الأسرى الفلسطينيين ويستدعي بلورة استراتيجية وطنية لمواجهتها، والتوجه بقضايا محددة للمحكمة الجنائية الدولية.» جاء ذلك، خلال مؤتمر صحافي عقد في مركز الإعلام الحكومي في محافظة رام الله، بحضور زوجة الأسير نائل البرغوثي ووالد الشهيد عبد الفتاح الشريف، للحديث حول عنصرية المحاكم العسكرية الإسرائيلية التي أعادت الحكم السابق للأسير نائل البرغوثي وهو المؤبد و18 عاماً، في الوقت الذي حكمت على الجندي الإسرائيلي الذي قتل الشهيد عبد الفتاح الشريف بعام ونصف فقط. وقال قراقع خلال المؤتمر «إن المحكمة التي أصدرت الحُكم على الجندي قاتل الشهيد الشريف هي ذات المحكمة التي حكمت بإعادة المؤبد للأسير نائل البرغوثي، وهذه الأحكام هي مسرحية ومهزلة واستهتار بشعبنا الفلسطيني وهي تعبير عن قمة الفاشية والعنصرية للمحاكم العسكرية للاحتلال.» وطالب بالكف عن التباكي على جور المحاكم العسكرية للاحتلال، واتخاذ قرار بمقاطعة المحاكم حتى تصدر أحكاماً غيابية. وأضاف «إذا لم تشعر إسرائيل بالقلق من هذه المحاكمات ستستمر فيها دون أي اكتراث بالاختراقات التي تطال اتفاقيات حقوق الإنسان». وقال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، «إن هناك ثلاث مسائل أساسية يجب التوقف عندها في قضية الأسرى، أولها أن يتم بلورة استراتيجية وطنية فلسطينية واضحة لتعامل معها وقد أطلقنا مبادرة وسنستمر في تردادها إلى أن نسمع لو تنظيماً واحداً استجاب لها، والتي تتمثل بضرورة عقد جلسة طارئة لمناقشة تفاصيل وأبعاد قضية الأسرى، والأمر الثاني وهو دعوتنا مجدداً للجنة الوطنية لمتابعة ملف محكمة الجنايات الدولية وأن لا يكتفوا بالمذكرة الأولية التي جرى تقديمها للمدعية العامة لمحكمة الجنايات الدولية، بل أن يتوجهوا بقضايا محددة وواضحة، وما أكثرها، أما الأمر الثالث وهو فيما يتعلق في المحاكم العسكرية للاحتلال، والتقاضي فيها، فلقد استمعنا للعديد من الخبراء الدوليين، الذين أكدوا أنه ليس من الجائز الاستمرار في التقاضي لدى محاكم الاحتلال في المقابل، والتوجه مرة أخرى بنفس القضايا للمحاكم الدولية. وشدد فارس على ضرورة، أن تتخذ التدابير اللازمة في حال تم تنفيذ عملية تبادل قادمة، ومنها أن يصدر عفو كامل بحق كل أسير يتم الإفراج عنه. وحسب ايمان نافع، زوجة البرغوثي فإن التهمة الجديدة هي مشاركته في ندوة سياسية في جامعة بيرزيت وأنه كان مرشحا لمنصب وزير الأسرى في حكومة التوافق الوطني. وتزوجت ايمان التي أمضت عشر سنوات في السجون الإسرائيلية من البرغوثي عقب إطلاق سراحه مباشرة. وقالت «زوجي أمضى أكثر من 32 عاما في السجن، وبقيت معه 31 شهرا، وما تفعله اسرائيل بحق زوجي يؤكد ان الاحتلال لا يريدنا ان نعيش بشكل طبيعي». أما والد الشهيد الشريف، فقال إن الحكم الذي صدر على الجندي «أزاريا» قاتل نجله، هو مهزلة، كما أن المحكمة كانت مسرحية. دعوات فلسطينية لمقاطعة المحاكم الإسرائيلية بعد إعادة حكم سابق على أسير محرر وقرار السجن المخفف للجندي قاتل جريح الخليل |
السادات بعد إسقاط عضويته: سببها معارضة رئيس البرلمان Posted: 26 Feb 2017 02:17 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي»: وافقت لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية في مجلس النواب المصري أمس، برئاسة المستشار بهاء أبو شقة، على التوصية الصادرة من لجنة القيم بالمجلس، بإسقاط عضوية النائب محمد أنور السادات، بأغلبية 38 نائبا، ومعارضة 4، وامتناع نائبين آخرين عن التصويت. السادات متهم في مجلس النواب، بتزوير توقيعات نواب على مشروعات قانوني الجمعيات الأهلية، والإجراءات القانونية، إضافة إلى اتهامه بإرساله رسائل ومخاطبات للاتحاد البرلماني الدولي، متهماً المجلس وكاشفا عن أمور تخص آليات عمله، ومحرضا المؤسسة الدولية على البرلمان المصري. وقال النائب السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، لـ«القدس العربي»، إن هناك نية مبيتة لإسقاط عضويته البرلمانية، نتيجة مواقفه ومناقشته لرئيس المجلس الدكتور علي عبدالعال في أمور وصفها بالمرفوضة داخل المجلس. وأضاف: «رئيس الاتحاد البرلماني الدولي أرسل خطابا لمجلس النواب يؤكد حديثي للمجلس، وأنا لدي قواعد بيانات خاصة بجهات عديدة أخاطبها في أمور سياسية وحقوقية، ولا غبار على ذلك». وتابع: «اتهامي بتزوير توقيعات برلمانية ليس له أي أساس من الصحة، ونفيت ذلك بكل الأسانيد، ولكن النية المبيتة كانت المفصل الرئيسي في إسقاط عضويتي، وأنتظر قرار الجلسة العامة». كما اعتبر السادات في بيان أن قرار اللجنة التشريعية كان متوقعا في ظل حالة التربص التي يبديها أعضاء في البرلمان اتجاهه. ونفى بعض الشائعات التي ربطت بين رغبة بعض النواب في اسقاط عضويته بالمجلس وبين ما تردد في بعض الأوساط السياسية عن نوايا ترشحه لمنصب رئاسة الجمهورية بانتخابات 2018 والتي ستبدأ إجراءاتها خلال شهور قليلة. وأوضح أنه «لا دخل مطلقا للرئيس السيسي بما يدور في البرلمان»، مؤكدا أن «هناك بعض أعضاء بالمجلس ربما يبالغون في اظهار الولاء لمن ساعدوهم في دخول البرلمان من بعض المسؤولين بالأجهزة الأمنية ويحاولون تشويه أي شخصية وطنية تقوم بدورها النيابي لخدمة الشعب المصري الذي انتخبهم وعقد عليهم امال التغيير نحو غد أفضل». وبين إنه «غير متفاجئ من هذه الحملة الظالمة الموجهة ضده والتي تهدف لإخراس أي صوت يتحدث عن الفساد والاهدار وحقوق المواطنين في حياة أفضل، فهذه ضريبة ندفعها عن طيب خاطر لصالح وطننا وشعبه الكادح». ومن المنتظر أن يحدد مجلس النواب المصري جلسة عامة للتصويت على اسقاط عضوية السادات وتقدم أمس، السادات للنائب العام ببلاغ ضد خالد صلاح رئيس تحرير جريدة اليوم السابع ورئيس مجلس إدارة موقع برلماني ومحمود سعد الدين رئيس تحرير موقع برلماني وحازم حسين الصحافي في اليوم السابع ومحمد عطية الصحافي في موقع برلماني، بسب وقذف وتشهير وازدراء في حق موكله واسرته. واستنكر رئيس حزب «السادات الديمقراطي»، عفت السادات، شقيق النائب الذي أسقطت عضويته، الهجوم الضاري على أسرة الرئيس الراحل أنور السادات، والاتهامات الموجهة لها. وقال في بيان صحافي مؤخرا، إن ما نشر في بعض وسائل الإعلام من هجوم ضاري على أسرة السادات، والباعث على الاستياء من كم الأكاذيب والمهاترات وقلب الحقائق وكمية المغالطات التي انتشرت مؤخرا، لا تهدف إلا لتشويه أسرة السادات، فحتي لو كان هناك خروجا عن النص من أحد أفراد الأسرة فلا يجب التعميم والإساءة للأسرة بأكملها بهذا الشكل الفج. وأضاف إن «ما قامت به بعض وسائل الإعلام من تحويل خصومة سياسية وخلافات في وجهات النظر بينهم وبين شقيقي النائب محمد أنور عصمت السادات، إلى حملة شنعاء من التشويه واختلاق وقائع وقصص لا أساس لها من الصحة، بل إلى محاولة اغتيال معنوي لكل أفراد الأسرة بما فيهم شقيقي الراحل طلعت السادات، واستغلال منابرهم الإعلامية في تلك الحملة وبهذا الشكل، والذي ينبئ بأزمة خطيرة تهدد الحياة السياسية في ربوع مصر كلها، وتقف حائلا وسدا منيعا أمام من يتصدر للعمل العام سواء كان العمل سياسيا أو اجتماعيا». واستطرد: إن «مواقفنا وتوجهاتنا الداعمة للدولة المصرية ومؤسساتها الوطنية والمعارك التي خوضنها في هذا الإطار معلنة وغير خافية على الجميع ولا يستطيع إي من كان المزايدة علينا، سواء كأسرة أو كحزب كنا وسنظل أحد الداعمين للقيادة السياسية الحالية وللرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية منذ اللحظة الأولي، إيمانا منا به وبفكره وتوجهاته الوطنية». واختتم قائلا: «أقول لوسائل الإعلام إننا نربأ بأي صرح إعلامي أن يتحول إلى منبر للسب والقذف، وأن يتم تحريكه وإستغلاله للإساءة إلى الشخصيات التي تمارس العمل العام، وتبذل ما في جهدها بالأفعال وليس بالكلمات من أجل صالح الوطن». السادات بعد إسقاط عضويته: سببها معارضة رئيس البرلمان |
انتخاب الزهار رئيسا لكتلة حماس البرلمانية Posted: 26 Feb 2017 02:17 PM PST غزة ـ «القدس العربي»: أعلنت كتلة التغيير والإصلاح، وهي كتلة حركة حماس البرلمانية في المجلس التشريعي، عن انتخاب هيئة قيادية جديدة تضم الدكتور محمود الزهار رئيسا، والدكتور مروان أبو راس نائبا للرئيس، والنائب محمد فرج الغول أمينا للسر. ووفق بيان للكتلة فقد جرى انتخاب النائب مشير المصري متحدثا باسم الكتلة، والنائب جمال نصار أمينا للصندوق. وقال النائب المصري في تصريح صحافي إن القيادة الجديدة للكتلة البرلمانية لحماس «ستسعى لاستنهاض الحالة البرلمانية بتعزيز التواصل مع الكتل والقوائم البرلمانية الأخرى وصولاً لتفعيل المجلس التشريعي في الضفة أسوة بغزة، باعتباره الشرعية الدستورية والشعبية الذي يجب أن يبقى مظلة للكل الوطني الفلسطيني». وأضاف أن هذه الانتخابات تأتي «تكريساً للعمل الديمقراطي وإيماناً من الكتلة بالتداول القيادي بين نوابها». وثمن عمل هيئة الكتلة السابقة في خدمة أهدافها واجتهادها في تطبيق برنامجها الانتخابي في شتى المجالات البرلمانية والتشريعية، وكذلك في خدمة المجتمع والمواطن الفلسطيني. وأشار إلى أن هذه المرة التاسعة التي تجري فيها الانتخابات بشكلها الدوري لاختيار قيادتها البرلمانية. يذكر أن المجلس التشريعي معطل منذ أن وقع الانقسام السياسي بين فتح وحماس عام 2007، غير أن نواب حركة حماس يعقدون في قطاع غزة اجتماعات لهم، وعملوا في أوقات سابقة على سن قوانين تطبق في القطاع. والزهار هو أول رئيس لكتلة حماس البرلمانية، عندما فازت الحركة في الانتخابات التي أجريت عام 2006. وهو من قادة حماس، ويشغل منصب عضو في المكتب السياسي للحركة، وسبق وأن شغل منصب وزير الخارجية في أول حكومة شكلتها حماس عقب فوزها في الانتخابات. وجاءت العملية بعد أن أنهت حركة حماس انتخاباتها الداخلية في قطاع غزة، ضمن العملية الشاملة التي تجري في الضفة الغربية والخارج، من أجل انتخاب مكتب سياسي ورئيس جديد للحركة. وأسفرت الانتخابات في قطاع غزة عن اختيار يحيى السنوار، وهو أسير محرر قضى أكثر من 22 عاما في سجون الاحتلال، قائدا جديدا للحركة القطاع. انتخاب الزهار رئيسا لكتلة حماس البرلمانية |
حماس تعتبر مؤتمر فلسطينيي الخارج خطوة استراتيجية تعيد الزخم للقضية Posted: 26 Feb 2017 02:16 PM PST رام الله – «القدس العربي»: واصلت حركة حماس الإشادة بمؤتمر اسطنبول لفلسطينيي الخارج الذي بدأ اعماله في اسطنبول التركية وسط رفض وتأييد قلسطيني. وقال أيمن دراغمة النائب في المجلس التشريعي عن حماس «إن الآلاف المجتمعة من شعبنا في إسطنبول للمشاركة في مؤتمر فلسطينيي الخارج من كل قارات العالم ما كان لهم أن يجتمعوا لو كانت قيادة منظمة التحرير الحالية تمثلهم وتهتم بقضاياهم وهمومهم وتحمل أحلامهم. وأكد في تصريح صحافي أن اتهام هؤلاء الفلسطينيين بأي شكل من قبل البعض هو نوع من الاستهبال السياسي، مشيرا إلى أنهم اجتمعوا على هدف وهمّ واحد. وتابع «إذا كانت منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني فلماذا تنزعج من مؤتمر الشتات الفلسطيني؟ بل لماذا لا تكون راعية لهذا المؤتمر؟». وطالب النائب في التشريعي بتوحيد الصف على أساس اتفاقيات القاهرة 2005 والعودة للشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده. بدوره أشاد الناطق باسم حماس حسام بدران بالمؤتمر الذي انطلقت فعالياته في مدينة إسطنبول التركية أمس، مؤكدًا أنه خطوة استراتيجية ستعيد الزخم للقضية الفلسطينية. وقال في تصريح صحافي، إن مطلب المجتمعين في المؤتمر بتفعيل دور فلسطينيي الخارج في المشهد السياسي الفلسطيني مطلب محق في ظل ما يعانيه فلسطينيو الشتات من التهميش، رغم حضورهم المتميز وطنيًا وتمسكهم بحقهم في العودة إلى ديارهم. ونوه إلى أن المؤتمر الشعبي بمثابة بيعة جديدة من فلسطينيي الخارج بتمسكهم بحقهم في العودة إلى أرضهم وإلى وحدتهم مع أبناء شعبهم في الداخل في مواجهة الاحتلال والعمل موحدين على تحرير الأرض والمقدسات والأسرى. وشكر القيادي في حماس القائمين على المؤتمر الشعبي لما لهم من دور في التأكيد على وحدة ولحمة الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات، فيما حيا الجماهير الفلسطينية المشاركة والتي أبهرت العالم وأغاظت المحتل بجمعها الحاشد. ورأى الكاتب الصحافي محمد دراغمة الذي حضر المؤتمر في اسطنبول أن هذا الاجتماع الحاشد خرج بعدة أخبار وأفكار، كان أهمها أن الخبر الأول في مؤتمر اسطنبول هو نجاحه في جمع فلسطينيين من 50 دولة حول العالم، غالبيتهم كفاءات لافته في بلدانهم حملوا معهم أسئلة كبرى عن مصير المؤسسة السياسية، وعن دورهم وعن تمثيلهم السياسي. والسؤال المركزي والجذاب لكل فلسطيني في الموتمر: أين منظمة التحرير وأين المجلس الوطني، ومتى سيتمكن الفلسطيني من انتخاب قياداته السياسية؟ أما الخبر الثاني فإن الحضور قرروا تحويل الموتمر الى مؤسسة، البعض يريدها شبيهة بالوكالة اليهودية من حيث دورها في تجميع جهود الشتات وتوجيهها نحو الوطن، فيما يريدها البعض الآخر أداة ضغط على الرئيس محمود عباس لإجراء انتخابات حرة للمجلس الوطني حيثما كان ذلك ممكنا. والخبر الثالث في الموتمر أن الحركة الوطنية لم تعد ناشطة في الشتات بعد عودة منظمة التحرير الى الوطن، وذوبانها في السلطة الفلسطينية، وتحول كوادرها الى موظفين وبقاء الساحة مفتوحة أمام الحركة الإسلامية وهي حركة سياسية شابة، لديها عشرات آلاف الأعضاء المستعدين للعمل الطوعي الذي يخدم برنامج حركتهم. والخبر الرابع أن فكرة الموتمر جاءت من شخصيات مستقلة مثل انيس القاسم وسلمان ابو ستة وغيرهما، وأن تمويله جاء أيضا من شخصيات مستقلة مثل عبد المحسن القطان وغيره. لكن القوة المنظمة للمؤتمر كانت حركة «حماس» ما يسهل الطعن في المؤتمر وأهدافه. لكن دراغمة يقول إنه حتى مع الطعن في الموتمر وأهدافه فإنه طرح أسئلة صعبة أمام القيادة السياسية، مثل أين دوركم في الشتات؟ وهل ما زالت منظمة التحرير قادرة على تمثيل فلسطينيي الشتات دون أن تتواجد بينهم، ودون أن يتاح لهم انتخاب ممثليهم في المجلس الوطني وتاليا اللجنة التنفيذية. وكان المؤتمر موضع خلاف كبير بين «فتح» و»حماس»، لكنه طرح أسئلة وتحديات أمام القيادة السياسية ستخسر كثيرا من شرعيتها إذا لم تواجهها وتجيب عليها بما يلبي احتاياجات الشارع الفلسطيني في الشتات وفِي الوطن أيضا، وفي مقدمتها التغيير والانتخابات. حماس تعتبر مؤتمر فلسطينيي الخارج خطوة استراتيجية تعيد الزخم للقضية |
روحاني يحذر من تدخل الحرس الثوري في الانتخابات الرئاسية Posted: 26 Feb 2017 02:16 PM PST لندن ـ «القدس العربي»: حذر الرئيس الإيراني، حسن روحاني، من المحاولات الرامية إلى هندسة نتائج الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها 19 أيار/ مايو المقبل في إيران، من قبل الحرس الثوري ومنظمة الإذاعة والتلفزيون الرسمية التي يتم تعيين رئيسها من قبل المرشد الأعلى، علي خامنئي. وحسب جريدة «إيران» الرسمية التابعة للحكومة الإيرانية، صرح حسن روحاني في اجتماع الهيئات التنفيذية للانتخابات الرئاسية المقبلة أنه يجب الوقوف ضد بعض القوى العسكرية التي قد تحاول أن تتدخل في الانتخابات وتنتهك القانون بهذا الشأن، بالإشارة إلى الحرس الثوري وميليشيات «الباسيج» التابعة له. وحذر المؤسسات العامة في البلاد، وخاصة منظمة الإذاعة والتلفزيون الرسمية وبعض الصحف والجرائد التي يتم تمويلها من الميزانية العامة، من توظيف إمكاناتها للدعاية الانتخابية وهندسة نتائج الانتخابات. وشدد على أن وزارة الداخلية هي المسؤول الرئيسي عن منع وتفادي انتهاك قانون الانتخابات في البلاد، وقال «لا أقبل أن يعلن أحد أن مجلس صيانة الدستور هو المسؤول الوحيد لفرض الرقابة على العملية الانتخابية، وإذا تدخلت بعض القوى العسكرية والأمنية في الانتخابات، يجب علينا جميعاً أن نصرخ ونتصدى لذلك ونحتج بقوة على الانتهاكات الخطيرة من هذا النوع». وانتقد بشدة منظمة الإذاعة والتلفزيون لأنها توظف الأموال العامة وأنها تعمل دعاية لأحد أجنحة النظام الإيراني، بالإشارة إلى المحافظين. وتعتبر التصريحات الأخيرة للرئيس الإيراني بأنها الأقوى، والأكثر شفافية من نوعها عن تتدخل الحرس الثوري والمؤسسات التابعة للمرشد الأعلى الإيراني في الانتخابات، وأنها تؤكد ما تداولته بعض وسائل الإعلام الإيرانية حول محاولات الجناح المحافظ والحرس الثوري لإفشال حملة حسن روحاني الانتخابية ومنعه من الفوز بالولاية الثانية. ويرى المراقبون أن المحافظين يحالون تفادي فوز حسن روحاني في المرحلة الأولى وبأغلبية كبيرة في أدنى تقدير ولإرغامها على إعطائه مناصب وزارية أخرى لهم في ولايته الثانية، إذا لم ينجحوا في منعه من الفوز. وفيما يتعلق باللهجة المتصاعدة للإدارة الأمريكية ضد نشاط الحرس الثوري المزعزع للأمن والاستقرار، قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف إن الحرس الثوري يدعم دول الجوار أمام الإرهاب أكثر من الآخرين. وحسب وكالة إسنا للأنباء الطلابية التابعة لوزارة العلوم والأبحاث الإيرانية، أكد وزير الخارجية أن مساعي الولايات المتحدة الأمريكية في مجال إدراج اسم قوات الحرس الثوري علي لائحة الإرهاب لن تجلب لهم أية مصلحة. وتابع في تصريحاته للصحافيين علي هامش مراسم تكريم القتلى من بين موظفي وزارة الخارجية خلال فترة الحرب الـ8 سنوات مع العراق، في إشارة إلي مساعي أمريكا لإدراج الحرس الثوري علي لائحة المنظمات الإرهابية بأن هذه الممارسات لن تجلب لهم أية مصلحة. وأضاف «الجميع في العالم يقر بأن إخواننا في قوات الحرس الثوري يدعمون دول الجوار أمام الإرهابيين أكثر من الآخرين»، مشيراً إلي التصريحات الأخيرة للسطات التركية ضد إيران، مؤكداً أنهم يحتاجون إلي التعاون في المنطقة لمواجهة الإرهاب والتشدد. وصرح وزير الخارجية الإيراني أن الصراعات الموجودة في المنطقة تضر بشعوبها، وأنها لن تخلف أي نتيجة، مشيراً إلي التعاون الثلاثي بين إيران وروسيا وتركيا في الملف السوري وخبراتها في مجال وقف إطلاق النار في البلاد. روحاني يحذر من تدخل الحرس الثوري في الانتخابات الرئاسية محمد المذحجي |
مواجهة جديدة بين المغرب وجبهة البوليساريو في الكونغرس الأمريكي Posted: 26 Feb 2017 02:15 PM PST مدريد – «القدس العربي» :يبدأ وفد من الكونغرس الأمريكي بمجلسيه الشيوخ والنواب زيارة الى مخيمات تندوف هذا الأسبوع، تتزامن مع التوتر القائم في منطقة الكركرات، كما يؤكد كيف تحول الكونغرس الأمريكي الى واجهة للمواجهة الدبلوماسية بين المغرب والبوليساريو بدعم من الجزائر. ويتكون الوفد من ممثلين عن بعض اللجان ومنها لجنة توم لانتوس الخاصة بحقوق الإنسان علاوة على عدد من المستشارين في القضايا الدولية وحضور عضو من هذه اللجنة يبرز مدى استمرار رهان جبهة البوليساريو في الولايات المتحدة على خطاب حقوق الإنسان، وهو الخطاب الذي اعتمدته خلال العقد الأخير لتحقيق تقدم على حساب المغرب. وتعتبر هذه أول مرة تقوم فيها لجنة بهذا الحجم عددياً من الكونغرس بزيارة مخيمات تندوف، وكانت هناك زيارات سابقة ومنها زيارتان السنة الماضية ولكن كانتا محدودتين. ولعبت سفيرة الولايات المتحدة في الجزائر دوراً مهماً في هذه الزيارات علاوة على اللوبيات التي تعمل لصالح البوليساريو في واشنطن. وتحول الكونغرس الأمريكي الى ساحة للمواجهة الدبلوماسية بين المغرب وجبهة البوليساريو بدعم من الجزائر. وشهد الكونغرس لجان صداقة تؤيد الحكم الذاتي كحل لنزاع الصحراء، كما يسجل لجان دعم استفتاء تقرير المصير. ويأتي رهان البوليساريو على الكونغرس الأمريكي بعدما نجحت في حشد تأييد في البرلمان الأوروبي الذي من عناوينه الإشكال القانوني الشائك حول إدماج الصحراء الغربية في الاتفاقيات الدولية بين المغرب والاتحاد الأوروبي. وحتى الأمس القريب، كان الكونغرس يؤيد فقط المغرب خاصة خلال حقبة الحرب الباردة عندما كان المغرب حليفاً لواشنطن. من جانب آخر، تأتي هذه الزيارة لتطرح تساؤلات عميقة حول نوعية خطاب الدبلوماسية المغربية في الولايات المتحدة وكذلك مساعي اللوبيات التي تعمل لصالح المغرب، خاصة بعدما تشكلت في الكونغرس الأمريكي لجنة تدعم استفتاء تقرير المصير. واعتماداً على معطيات الواقع ومنها وزيارة من هذا النوع أو لجنة الكونغرس لدعم الاستفتاء تبرز عدم تحقيق خطاب الدبلوماسية المغربية واللوبيات التي تعمل لها حتى الآن نتائج كبيرة. ويعتمد المغرب على خطاب اتهام البوليساريو بالإرهاب والإجرام المنظم. في الوقت ذاته، تكشف هذه الزيارة أن قضية الصحراء في عهد الرئيس الجديد دونالد ترامب قد لا تسجل تقدماً لمصالح المغرب، فهذا الملف ثانوي للغاية في أجندة البيت الأبيض إذ لم يكن منعدماً عكس ما كان عليه حتى أواسط التسعينيات.وكانت مقالات سابقة في «القدس العربي» قد أشارت، اعتماداً على خبراء في العلاقات، الى أن إدارة ترامب قد تعمل على تسليح المغرب ولكن تأييدها له في ملف الصحراء سيكون محدوداً. مواجهة جديدة بين المغرب وجبهة البوليساريو في الكونغرس الأمريكي حسين مجدوبي |
الغرب يتشدق بالديمقراطية ولا يمارسها Posted: 26 Feb 2017 02:14 PM PST نُشرت في الفترة الأخيرة مقالات كثيرة حول مستقبل «الغرب» كأطروحة سياسية وأخلاقية، يجمعها التشاؤم والتشكيك في مدى قدرة هذا «الغرب» على الاحتفاظ بالصدارة على صعيد العالم. وربما أهم ما يميز محرري تلك المقالات الفكرية تخليهم عن الإحساس بـ «نشوة» التفوق والنصر التي دفعت بعض مفكريهم سابقا للتحدث بنبرة تحتوي ذلك. ويبدو أن مرحلة سقوط جدار برلين وتفكك الاتحاد السوفياتي وتدخل التحالف الأنجلو ـ أمريكي عسكريا في الشرق الأوسط، كانت ذروة ما بلغه المشروع الغربي من «تفوق» في المنظومة السياسية التي حكمته خلال نصف القرن السابق، أي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. وكانت تلك المنظومة مفيدة جدا خلال الحرب الباردة لأنها أحدثت تقاربا بين دول الغرب ووفرت بديلا عمليا للمشروع الشيوعي. ومع حلول التسعينات كانت نشوة الانتصار السياسي والفكري طاغية على مشاعر المفكرين والكتاب. وحين حرر فرانسيس فوكوياما كتابه الشهير «نهاية التاريخ» إنما انطلق في أفكاره من الشعور بأن المعركة الفكرية والسياسية التي هيمنت على العالم خلال الحرب الباردة قد حسمت لصالح النظام الغربي الذي تميز بالليبرالية والديمقراطية، بالإضافة لمنظومة الحقوق التي، هي الأخرى، بلغت ذروتها آنذاك بعقد أول قمة حقوقية في العاصمة النمساوية في 1993. كان التحالف الأنجلو أمريكي يتصدر المشروع الغربي بعد أن خرج «منتصرا» في حربين كبريين: عسكرية وسياسية. الأولى تمثلت بحرب الكويت التي قامت بهدف معلن هو إخراج القوات العراقية من ذلك البلد. ولم تكن نشوة النصر محصورة بالإنجازات العسكرية التي كانت فصولها تبث لحظة بلحظة في عصر التفوق التكنولوجي الذي مثلت قناة «سي ان ان» ذروته يومذاك، بل كانت نتيجة الحرب مرتبطة كذلك بالشعور بكسر عنفوان الظاهرة الثورية التي جسدتها الثورة الإسلامية في إيران وما نجم عنها من «صحوة إسلامية» عمت أغلب بلدان المنطقة. كانت الخشية من تلك الظواهر بروز ظاهرة الإسلام السياسي كبديل أخلاقي سياسي ينافس المشروع الغربي. وبموازاة ما أطلق عليه فوكوياما «هيمنة الديمقراطية الليبرالية» على العالم كونها، في نظره، ذروة ما بلغه الفكر البشري في مجال الحكم، طرح صمويل هانتغتون فرضية «صراع الحضارات» كخط دفاع آخر لمواجهة المشروع الإسلامي أو ما قد يصدر عن الشرق من أطروحات سياسية على غرار الشيوعية. تلك الحقبة التي ميزت الغرب بشعوره العميق بنصرة الغلبة والنصر، بدأت بالتلاشي تدريجيا. فقد نجم عن الحرب المذكورة ظهور ظاهرة الإرهاب والتطرف، الأمر الذي كان تحديا أخلاقيا وسياسيا للغرب «المنتصر». فحدثت التدخلات وتم تفريخ المصطلحات واستهداف الظاهرة الإسلامية ليس في فروعها المرتبطة بالتطرف والإرهاب فحسب بل في بعدها الديني والحضاري، الأمر الذي أدى إلى توسع الشرخ بشكل تدريجي. الغرب كانت أمامه فرصة لإحياء تراثه الفكري والثقافي الذي تأسس مشروعه عليه قبل قرون: يقول الكاتب بريت ستيفنس في مقال بعنوان: هل ما زلنا نريد الغرب؟ نشره في 22 فبراير/شباط في صحيفة «وول ستريت جورنال»: «إن أرضيته (الغرب) الأخلاقية وضعت أسسها في القدس (أي الدين المسيحي)، والفلسفية في اثينا والقانونية في روما، وكان يحترم مفاهيم العقل والوحي، والحرية والمسؤولية، وسعى مع الوقت لاحتواء التناقضات في ما بين هذه المفاهيم». ويضيف الكاتب إن الغرب كان فخورا بكل ذلك، يعلمها الطلاب في المدارس وفي وسائل الإعلام وعلى مستوى العلاقات بين الدول وكذلك في ميادين الحروب. ولكن ذلك تغير، فظهرت أجيال لا تؤمن بشيء من ذلك، ولكنها تصاب بالذهول حين تطرح سياسات معادية للغرب. وينتهي إلى القول: «إذا أردنا أن يتعلم الأطفال قيم الحضارة التي تحميهم من أمثال ترامب ولوبان ولافروف فلا بد من البدء بإعادة تعليمها». هذا المقال وغيره يعكس حالة الشعور بالإحباط لدى جيل من المثقفين والمفكرين الغربيين الذين شاهدوا الانحدار الذي يعاني الغرب منه، ويسعون لوقف التداعي الأخلاقي والقيمي الذي من شأنه أن يؤدي لسقوط حضارته. من المؤكد أن بروز الظواهر الحالية في العالم السياسي مؤشر سلبي للمسار الغربي، وهو أمر يقلق من كان يتباهى بالنظام السياسي الديمقراطي، الليبرالي في العالم الرأسمالي. بدأ الشعور بالأزمة الوجودية قبل عقد واحد، عندما حدثت الأزمة الاقتصادية في أمريكا ووصلت إلى أوروبا. ارتبطت تلك الأزمة بتداعي أداء النظام المصرفي في 2008 الذي يعتبر الدعامة الأساس للنظام الرأسمالي. تلك الأزمة لم تؤد إلى إعادة قراءة جادة لذلك النظام، بل اكتفت الحكومات بالالتفاف على الأزمة والتعاطي مع ظواهرها فحسب. فتم ضخ المزيد من الأموال العامة لشراء المصارف الفاشلة، وكان ذلك أحد مظاهر الفساد السياسي والاقتصادي. فلماذا تنفق الأموال العامة لتمويل فشل النخب في أدائها؟ كان ذلك فشلا ليس في النظرية الرأسمالية فحسب بل في النظام الإداري المؤسس على نظرية الديمقراطية الليبرالية. فقد تمت التضحية بأموال الشعوب من أجل إنقاذ النخب. وتواصل هذا التداعي في الأداء السياسي. وانفقت الأموال العامة على الحروب اللاحقة، تارة باسم محاربة الإرهاب، وأخرى تحت غطاء تسليح الحلفاء في تلك الحرب، وثالثة لتوسيع النفوذ الغربي، ورابعة لإنقاذ التحالفات السياسية والاقتصادية كالناتو والاتحاد الأوروبي. وكانت القيم والأخلاق والمبادئ التي بني النظام الغربي عليها هي الضحية الأساس لتلك السياسات، حتى بلغ التداعي ذروته العام الماضي. بدأت الأزمة الحالية بالتعاطي السلبي مع ظاهرة اللاجئين الذين تدفقوا على أوروبا نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية والمعيشية في بلدانهم. ويمكن تسجيل موقف تاريخي للرئيس الأمريكي السابق، باراك اوباما، الذي اتهم حكومة ديفيد كاميرون، بالنتائج السلبية في ليبيا جراء التدخل البريطاني لإسقاط نظام القذافي، بدون وضع خطط بديلة لما بعد التغيير. هذا التصريح لم يحظ باهتمام كبير لأنه لا ينسجم مع التوجهات العامة للمؤسسة الحاكمة البريطانية. ظاهرة اللاجئين استغلت في ضوء التداعي القيمي الذي أشار إليه الكاتب بريت ستيفن، فحدثت تفاعلات وسجالات ساهم الإعلام في توجيهها بعيدا عن تلك القيم، فبدأت النتائج السلبية تتراكم. وحدثت تطورات ثلاثة، كل منها لا يقل خطرا عن الآخر. أولها ترشح دونالد ترامب للرئاسة الأمريكية. وفي البداية استقبل الخبر بازدراء عام وتهكم من رؤساء الحكومات أنفسهم. فالرحل لا يملك شيئا من المقومات التي تتطلبها رئاسة البلد الأكبر في العالم، ولديه سجل حافل بالتداعي الأخلاقي والقيمي. ثانيها: الاستفتاء الذي أدى للانسحاب البريطاني من الاتحاد الأوروبي. وهذا تطور آخر لم يكن في الحسبان. ولم يكن ديفيد كاميرون الذي اتخذ القرار يتوقع النتيجة التي جاء بها الاستفتاء. أما الثالث: فهو صعود اليمين المتطرف في بلدان أوروبية شتى، وهي ظاهرة لم تكن هي الأخرى متوقعة على نطاق واسع، ولكنها أصبحت الآن مقلقة للعالم. ففي فرنسا ارتفعت حظوظ ماري لوبان في الانتخابات الرئاسية، وفي هولندا يحظى جيرت ويلدرز بموقع متقدم في الانتخابات البرلمانية. هذه الظواهر انعكاس لاوضاع فكرية ونفسية تنتشر بسرعة في الغرب لتعكس مساره «الديمقراطي» وتحوله إلى مصدر خطر للأمن والسلم الدوليين. فالتطرف، أيا كان مصدره أو شكله، لا يمكن أن يؤدي إلى الأمن والاستقرار لأنه يتأسس على التعصب ونبذ الآخر وتغول الذات وغياب الاحترام وتهميش المبادئ والأخلاق والقيم الدينية التي تساوي بين البشر. فوجود تطرف لدى بعض المجموعات التي تتكلم باسم الإسلام لا يبرر ظهور توجهات معاكسة تماما في الغرب لأن ذلك يؤدي إلى «صراع الحضارات» برغم عدم دقة ذلك المصطلح. فالحضارات الحقيقية لا يمكن أن تتصارع إلا إذا كانت مؤسسة على الجهل والعصبية وليس على العلم والمبادئ. إن التشاؤم من تلاشي الظاهرة الديمقراطية في الغرب أصبح سمة للكثير من الكتاب. يقول الكاتب جيدون راخمر، في مقال نشرته صحيفة «فايننشال تايمز» في 22 فبراير/شباط: «لقد امتدت موجة من التسلط التي نشأت خارج الديمقراطيات الراسخة في الغرب، إلى الولايات المتحدة وأوروبا». وقال إن فوز ترامب واحد من مصاديق ذلك، برغم أنه يعتبر الإعلام «عدوا» ولا يكن احتراما للقضاء المستقل. وأشار مقال مهم نشر العام الماضي لأكاديمييْن أمريكيين: روبرتو فوا وياتشا مونك كتباه قبل فوز ترامب، إلى صعود المشاعر المضادة للديمقراطية في الولايات المتحدة وأوروبا. وجاء في المقال إن واحدا من كل ستة أمريكيين يعتقدون أن من الأفضل أن يحكم الجيش، مقارنة بما نسبته واحد من كل 16 في 1995. وبينما يعتقد أكثر من 70 في المئة من الأمريكيين الذين ولدوا في ثلاثينيات القرن الماضي أن من الأفضل العيش في ظل حكم ديمقراطي، فإن 30 في المئة فقط من الذين ولدوا في ثمانينيات القرن الماضي يوافقون على ذلك وهناك نسب مشابهة في أوروبا لهبوط الإيمان في المؤسسات الديمقراطية في أوروبا. وانتهت الدراسة إلى أنه «خلال العقود الثلاثة الماضية فإن الثقة بالمؤسسات السياسية كالبرلمان والمحاكم تراجعت في الديمقراطيات الراسخة في أمريكا وأوروبا». وهناك سجالات قوية حول هذه القضية. فمع وجود الكثيرين ممن يؤمن بالحرية فإن القليل منهم مستعد للسجن من أجل المطالبة بالحريات العامة ومنها حرية التعبير. هذا الوضع الغربي ليس أمرا إيجابيا للمشروع الديمقراطي أو الإصلاح السياسي في العالم العربي. فبعد سقوط الاتحاد السوفياتي اعتقدت شعوبه وقومياته التي انفصلت عنه أنها ستتحول إلى واحات من الديمقراطية، ولكن ربع قرن من الزمن أظهر واقعا مختلفا، وكشف توجه الغرب للتخلي عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والقبول بالاستبداد وتجاهل حكم القانون. هذه بعض مؤشرات سقوط الحضارات، والغربيون يعرفون أن حضارتهم لن تسلم من السقوط إذا تجلت في مساراتها تلك المؤشرات. ٭ كاتب بحريني الغرب يتشدق بالديمقراطية ولا يمارسها د. سعيد الشهابي |
وعي التغيير Posted: 26 Feb 2017 02:14 PM PST احتياجات الإنسان لا تنحصر في الأكل والشرب وتلبية الغرائز المختلفة فقط، فهذه نشترك فيها مع الحيوان. احتياجاتنا ستظل منقوصة إذا لم تكتمل بتلبية كل ماهو متعلق بالوجدان والمشاعر والوعي وحرية الضمير، وبأن كل الناس يرغبون في التصرف كأسياد، لهم موقف حريص حيال كل ما يجري حولهم. ولذلك، فالنظام الذي يحتكر السلطة والثروة، ويتجاهل متطلبات المواطن المادية والروحية، سيواجه دائما بمقاومة لا تنبني على رفض الاستبداد وحسب، وإنما ترتكز أيضا على تطلعات المقاومين إلى النموذج الأفضل. والوعي بضرورة التغيير ليس وليد الصدفة، وإنما هو نتاج عملية تطور تراكمي متواصل، يتولد من خلال المعاناة والشعور بالغبن وضرورة إزالته، كما يتغذى باستلهام دروس المقاومة والاستنهاض، سواء من حقل التاريخ الوطني للبلد المعين، أو حقل تاريخ وتجارب الشعوب الأخرى. وهو يأخذ شكله المنظم والمرتب في اتجاه صيرورته في فعل ملموس، من خلال جهود النشطاء السياسيين، ونشطاء المجتمع المدني. وهي جهود ربما لا ترى نتائجها المباشرة الملموسة إلا لحظة الانفجار، عندما يتخذ خط سير المقاومة مسارين متقاطعين يؤثر كل منهما على الآخر: مسار في اتجاه دحر النظام المستبد القائم، ومسار في اتجاه نمو وتطور النظام البديل بمشاركة كل القوى التي أطاحت بالنظام القديم. لذلك، لم تكن صدفة أن توحدت مختلف الرؤى والمنطلقات الأيديولوجية والفكرية والدينية للملايين الثائرة في ميدان التحرير في القاهرة في يناير/كانون الثاني 2011، في شعارين أساسيين، هما: شعار «الشعب يريد إسقاط النظام»، والذي سرعان ما انتشر بنفس قوة إندفاع رياح التغيير ليصبح ملكية عامة لكل شعوب المنطقة. والشعار الثاني هو: «الدين لله والوطن للجميع»، الذي وحد المصريين، مسيحيين ومسلمين وعلمانيين، ورضي به دعاة الإسلام السياسي، ولو إلى حين. ومن الواضح أن شعارات ومفاهيم التغيير، لا تترسخ فقط بسبب كونها تظل حاضرة بمرور الزمن، وإنما كنتيجة مباشرة لحراك النشطاء والمقاومين، كل في مجاله. فمفهوم «الدين لله والوطن للجميع» مثلا، لم يصبح جزءا من المكون الثقافي والفكري للحركة المطالبة بتسييد مفاهيم المجتمع المدني الديمقراطي، إلا كنتاج لحراك متصل يمكنك أن تتابع جذوره منذ عصر التنوير وما تلاه من مقاومات لاحقة رافضة لسيطرة الكهنوت ورجال الدين. ولن يغير من هذه الحقيقة إن اتفقت مع القائلين بأن أول من هتف بالشعار هو القائد سعد زغلول داعيا لوحدة الشعب المصري في ثورة 1919، أو اختلفت معهم لتتفق مع من يقول بأن أول من هتف بالشعار في الوطن العربي هو القس بطرس البستاني (1819م/ 1883م)، الذي اتخذ المقولة شعارًا لمجلتة «الجنان». وهو كان ينادي بالفصل بين الدين والدولة، كما كان له دور كبير في الدفاع عن تعليم المرأة، وفي نهضة اللغة والثقافة العربية، وفي ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة العربية. وهو أول من ألف موسوعة عربية «دائرة المعارف»، كما أعد أول قاموس عصري في اللغة العربية «معجم المحيط». من زاوية أخرى، فإن النقلة الهائلة في عالم تكنولوجيا الاتصالات، أشاعت وعولمت المعلومة، قافزة بالوعي البشري قفزات هائلة، لدرجة أن الأميين اليوم قادرون على امتلاك قدر محترم من الثقافة الشفاهية، سماعا ورؤية. وفي هذا السياق، أعتقد أن هذه القفزة في الوعي ساهمت في إعلان ميلاد ثورات أبناء المناطق المهمشة ضد المركز في السودان، والتي أخذت اشكالا متعددة، تبعا للاختلاف الثقافي والتنوع الإثني، ووفقا لتفاوت مستويات التطور الاقتصادي والاجتماعي وكل تفاصيل الجغرافيا السياسية، وكذلك حسب سطوة وقبضة السلطة المركزية على مناطق الهامش هذه، وأخيرا حسب القدرات والإمكانات الذاتية لهؤلاء الثوار. وما كل الاتفاقات التي وقعها نظام الإنقاذ في السودان مع حركات الهامش، إلا دليل على طبيعة هذه الثورات ونجاحها بدرجة أو أخرى. والمنحى الإثني والقومي للثورة في السودان، لم يأت من فراغ، فهو رد فعل طبيعي لهيمنة الثقافة العربية الإسلامية في المركز منذ الاستقلال، والتي اكتسبت بين يدي سلطة الإنقاذ طابعا استعلائيا تجاه الثقافات والقوميات الأخرى، مما دفع الأخيرة للرفض والمقاومة والثورة. ومعروف أن استبداد وطغيان الإنقاذ المترجم إلى عنف، أدى إلى تغيير جغرافيا البلاد بانفصال الجنوب، وقد يؤدي إلى المزيد من التغيرات الجغرافية في البلاد لاحقا. البعض هنا يحث الشباب السوداني لرمي الأحزاب السياسية وراء ظهره باعتبارها أصبحت موضة قديمة! لكن، الأحزاب السياسية نشأت كضرورة موضوعية لا يمكن نفيها بسهولة. صحيح يمكن أن يتغير شكلها أو خطابها، لكن مشروعية بقائها تظل موضوعية مادام هناك صراع اجتماعي. بل إن المنظمات المدنية ذات الطابع المطلبي أو الإصلاحي البحت، تقترب من التنظيم الحزبي كلما اقترب نشاطها من أو تقاطع مع قضايا السياسة. فمن دروس التاريخ القريب رأينا كيف أن حركة الخضر في أوروبا اصطدمت بالسياسة في بلدانها ووجدت نفسها في خضم الفعل السياسي، فخاضت الانتخابات تحت لافتة حزب الخضر، بل وأصبحت جزءا من الائتلافات الحاكمة في أكثر من بلد. وحركة احتجاجات عمال حوض السفن في مدينة غدانسك البولندية التي بدأت كحركة احتجاج نقابي ضد النقابات الرسمية في بولندا، ودخلت في إضراب عام حتى انتصرت في أغسطس/آب 1980 لتكون نقابات التضامن المستقلة، اقتربت أكثر من السياسة لتلعب دورا رئيسيا في التغيير الذي اجتاح بولندا في العام 1989، وأطاح بالنظام الذي كان يحكم باسم الطبقة العاملة!، ثم خاضت الانتخابات تحت اسم نقابات التضامن، لتدخل البرلمان وليصبح مؤسسها رئيسا للجمهورية. أما حركة الشباب، الثائرة أو الكامنة، في بلدان عربية عدة، فتطرح بشدة قضايا إصلاح السياسة والمجتمع فتتبلور عندها شعارات الحرية والكرامة والتغيير، مجددة بثورية خلاقة وعي الأحزاب القائمة، وفي الوقت نفسه مكتسبة وعي الحكمة من هذه الأحزاب، دافعة إما إلى تجدد هذه الأحزاب أو تخلق أحزابا جديدة. ٭ كاتب سوداني وعي التغيير د. الشفيع خضر سعيد |
أحزان عراقية Posted: 26 Feb 2017 02:13 PM PST في سياق آخر، كانت معركة تحرير «الموصل» ستكون مختلفة، وكان بوسعها تخليق وطنية عراقية جديدة، هي أشد ما يحتاجه العراق المنكوب منذ الغزو والاحتلال الأمريكي. ولا أحد يختلف على عظمة التضحيات التي قدمها العراقيون، وعلى بسالتهم النادرة في الحرب الصعبة مع أشرس تنظيم إرهابي، حتى لو كانت المعركة ليست من صنعهم وحدهم، ويشارك فيها آلاف من الجنود الأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين في الخطوط الخلفية، وبدعم من غارات مركزة يقوم بها ما يسمى «التحالف الدولي»، فهذه كلها عناصر مساعدة، لكن العبء الرئيسي يظل على عاتق القوات العراقية بتشكيلاتها المتنوعة، وتقدم وحدها آلاف الشهداء في قوافل متتابعة إلى يوم التخلص من «داعش». كل هذا صحيح ومقدر، لكنه لا يجلب الفرح الذي هو من طبع الانتصارات، فالمدن المستعادة لا تعود أبدا كما كانت، بل تعود كأطلال، وركام من الحجر يخلو من البشر، وكما جرى في «الرمادي» و»الفلوجة» و»بيجي» و»صلاح الدين» من قبل، تعود «الموصل» فارغة من ناسها، وقد تحتاج إلى وقت طويل ليعود إليها نبض الحياة الطبيعية، أو شبه الطبيعية، وتستلزم توفير عشرات المليارات من الدولارات لإعادة إعمارها، في وقت تبدو فيه الخزانة العراقية خاوية، وبغير تعويض من حماس دولي وعربي مفتقد لأداء المهمة الثقيلة. وليت الأمر يتوقف عند الخراب وضرائبه العاجلة والآجلة، وعند تهجير مئات الآلاف الذين قد يعودون، فالموصل «المحررة» متنازع على مصيرها، وكل فئة حملت السلاح تريد اقتطاع نصيبها، فالقوات العراقية الرسمية يغلب عليها النفوذ الطائفي الشيعي، و»الحشد الشعبي» المساند شيعي في عمومه، أضف إليه القوات الكردية التي شاركت في معارك «سهل نينوى»، والكل يستعد لالتهام ما يستطيع من المدينة وجوارها بطابعه السنى العروبي الغالب، وبامتدادها إلى الغرب العراقي في «تلعفر» التي لم تبدأ معاركها الجدية بعد، وهي مدينة مختلطة من التركمان والعرب، ومن السنة والشيعة، ومن نفوذ تركى قديم، ونفوذ إيراني متجدد، وكلها عناصر صدام دموي وارد، قد يطمس معنى الفرح القليل بزوال حكم «داعش»، وقد تحل محله كومة هائلة من الأحزان، لا تجعل الناس يحسون بفارق في طعم المرارة، بين ما كان من طغيان دولة «داعش» وهمجيتها ووحشيتها، وبين طغيان تسلط طائفي مقبل، لا يفوز فيه سوى الكيان الكردي المنفصل، بقضم المزيد من الأراضي العراقية، بما يجعل عروبة العراق التكوينية في خبر كان واختلف. وباختصار، فقد نكون بصدد تفكيك إضافي مرعب يعقب معركة تحرير الموصل، يضيف إلى أحزان العراقيين مآتم وقبورا جديدة، وجغرافيا عراقية قابلة لدورات جديدة من التمزق، واشتعال حروب الطوائف والأعراق، وربما خلق البيئة المناسبة لتكوين «داعش» جديد، قد يحمل اسما آخر، وقد يكون أكثر همجية، فمع كل معركة جديدة في العراق، تتخلق روح انتقام جديدة، ومن الطبيعة الطائفية الصرفة نفسها، وإن كانت مضادة في الاتجاه وشهوة القتل، فقد كان «داعش» صنيعة لشقاق طائفي، تزيد شروخه في التربة العراقية، ويكتسح ما تبقى من معنى الوطنية العراقية الجامعة، ويدمر عروبة العراق التي كانت النواة الصلبة في تكوينه، ودون أمل قريب في تغيير المعادلة و»المحاصصة» الطائفية المدمرة، التي توزع لحم العراق، كما توزع كراسي الحكم على الطائفيين، ومن وراء قناع أحزاب وجماعات دينية، ليس فيها من الدين شيء، ويدعى أصحابها أنهم يخافون الله، بينما هم يخافون من كل شيء إلا الله، ويطمعون في كل شيء إلا الطمع في رحمة الله ومغفرته، فقد حولوا الدين إلى سكين تذبح، وإلى عباءة تكالب و»تكويش» على مغانم السلطة وثروات العراق المنزوحة. ولا حل في العراق بغير كنس ما أسمي بالعملية السياسية، وهي ملوثة منذ ولدت، ووضع أسسها بول بريمر حاكم الغزو العراقي، وبدستور مشوه، يلغي عراقية العراق، ويلغي عروبته من قبل عراقيته، ويحوله إلى شركة فيدرالية مساهمة، سرعان ما تنافرت الأجزاء فيها، وسعت إلى حروب إعادة القسمة، وتدبير مجازر الفرز والتهجير والتطهير السكاني، وخلق أحوزة طائفية وعرقية مسلحة، ودفع السنة العرب إلى الهامش وصحراء «الأنبار»، وإلى حد لا يجدون فيه نصيرا سوى جماعات التكفير والإرهاب، وهذه صيغة قاتلة، تقتات على ما تبقى من دم العراقيين، وعلى ما تبقى من أرضهم صالحا للعيش الآمن الكريم فيه، وتجعل اسم العراق تعبيرا رمزيا عن مآسي لا تنتهي، وليس عنوانا لدولة بالمعنى المفهوم. الداء «الصدري» : ما يجري في بغداد متواترا ليس ثورة، والسيد ـ بالوراثة ـ مقتدى الصدر ليس قائد ثورة، وقتلى التيار الصدري في المظاهرات هم ضحايا «بابوات» الدم، والشعارات لا بأس بها، فهي احتجاج في محله على الخراب والفساد وتوزيع تركة السلطة، وقد أرادت مظاهرات مماثلة قبل عام إلغاء «المحاصصة» في الحكومة، بينما المظاهرات هذه المرة تريد إلغاء «المحاصصة» في تكوين مفوضية الانتخابات، وكما لم يتحقق شيء في المرة التي سبقت، فلا يتوقع أحد أن يجرى تغيير جوهري على مفوضية الانتخابات، التي تتشكل من عشرات آلاف الموظفين، يتقاضى الواحد منهم راتب وكيل وزارة، ويتأخرون عادة في إعلان نتائج الانتخابات لثلاثة أسابيع، وبحسب قانون انتخابات يعطي الأولوية والفوز لمن يدفع. وقد لا تكون القصة الأهم في مفوضية الانتخابات وعوارها، وفي سيطرة الأحزاب الطائفية عليها، فالانتخابات في العراق عمل صوري تماما، ونتائجها في كل مرة تشبه التي سبقتها، وتوازنات البرلمان الطائفية تبقى كما هي، والحكومات التي تتشكل متقاربة في جوهرها، من حكومات نورى المالكي زعيم حزب الدعوة الموالي لإيران، إلى حكومات حيدر العبادي القيادي في حزب المالكي، ولا شيء يتغير ويتطور في العراق سوى معدلات الفساد، التي جعلت العراق مع الصومال في مرتبة أكثر بقاع الدنيا فسادا، وسرقات لصوص بغداد مختلفة عن غيرها، فهي تجري جهارا نهارا، وبتريليونات الدولارات، وبغير رادع من نظام، فالبرلمان تتواطأ أقطابه، والنظام القضائي منهار تماما، و»هيئة النزاهة» وكر للفساد، و»مفوضية الانتخابات» لا دور لها غير التزوير المنتظم، وبحسب قانون القوة، الذي تمليه مافيات وميليشيات السلاح، التي تقتسم العوائد مع أمراء النهب والشفط، ولا يبقى من أمارات الدولة سوى بقايا جيش ومؤسسات أمنية، قامت بدورها على أساس «ميليشياوي» طائفي بحت. محنة العراق أنه صار بلدا بلا دولة، منذ سقطت دولة صدام حسين بالغزو والاحتلال الأمريكي، وتم حل الجيش العراقي الذي كان مؤسسا على مبادئ التجنيد الوطني العام، ولم تقم بعدها دولة في العراق، ولا جرت عملية إعادة بناء دولة، بل أقيم هيكل من «الكارتون» المتسخ الممزق، وأقيم نظام صوري لا يعمل، إلا على طريقة إيفيه «إيه رأيك في النظام» في إحدى مسرحيات الفنان محمد صبحى، فلم تثبت أبدا فاعليته في السياسة ولا في الاقتصاد ولا في حروب السلاح، فقد سقط ثلث العراق خلال ساعات بأيدي «داعش» أيام المالكي، ولم يعد من هم لحكومات العبادي سوى استعادة الثلث المفقود، وعلى صورة خرائب خالية من ناسها، وبمجازر دموية تفوق الخيال، وتتنافس فيها وحشية الحشود الشيعية مع وحشية «داعش»، وبرايات سوداء وحمراء وخضراء، تدعي وصلا بالنبي أو بالإمام علي أو بسيدنا الحسين، وتستحل ارتكاب كل المنكرات والموبقات والفظائع وقطع الرؤوس باسم الإسلام، تماما كما يفعل بارونات الفساد ولصوصه في العاصمة بغداد، يؤلفون الأحزاب الدينية الطائفية، ويجعلون منها بطاقات اعتماد وتمثيل في أوكازيونات النهب العام، ويكنزون الثروات الحرام، ويشكلون عصابات مسلحة تحميهم، ويتظاهرون بأداء العمل البرلماني أو العمل الحكومي، يفتتح الواحد منهم حديثه بالبسملة والصلاة على النبي وآل بيته، وتكاد تحسبه يخر ساجدا من فرط التقوى والورع، ثم لا تجد غير الذئاب التي ترتدي ثياب الحملان، والذقون الخفيفة المهذبة التي تتقاطر كأنها خارجة لتوها من مسجد، لا فرق في ذلك بين حبات المسبحة الشيعية وحبات المسبحة السنية، ولا بين حزب الدعوة الشيعى وحزب الإخوان المسلمين، ولا بين رئيس الوزراء الشيعي و»رئيس البرلمان» سليم الجبوري الذي هو أحد قادة الإخوان. وفي أجواء العفن والتحلل، وتمزق العراق الذي كان عظيما وموحدا، والذي استحال حطاما وفقرا ودما وهوانا ببركة فساد الأحزاب الدينية الطائفية، فقد يصح فهم معنى ومغزى مظاهرات التيار الصدري الصاخبة المتكررة، فهي تعبر عن احتجاج مستحق على المصير الذي انتهى إليه العراق وأهله، لكن الاحتجاج الصدري يبقى أسيرا في هوامشه، وليس بوسعه أن يحول الاحتجاج إلى حركة تغيير، فقد يكون بوسع مقتدى الصدر أن يعبئ ويحشد، وأن يقذف إلى شوارع بغداد بعشرات الآلاف من الناس المحبطين، والعودة إلى بيوتهم بإشارة أصبع من القائد السيد الديني، ودون أن يتحقق شيء مما وعدوا به، فانصار مقتدى الصدر هم أيضا أسرى لجماعة دينية، وحزبه «كتلة الأحرار» حزب ديني، وهؤلاء لا يقدمون حلا، بل هم عرض للمرض ذاته، ولا تداوى جراح العراق بالتي كانت هي الداء الديني الطائفي. كاتب مصري أحزان عراقية عبد الحليم قنديل |
عن العروبة المزدحمة.. الربيع الفائت و«قنبلة باب الخلق» Posted: 26 Feb 2017 02:13 PM PST كتبت إحدى الناشطات البلوشيات التغريدة التالية: «إن الذي يعترف بعروبة جيبوتي والصومال وجزر القمر وإريتريا يجب أن لا يجد غضاضة في الاعتراف بعروبة البلوش وبحقوقهم في أرضهم وبغض النظر عن أن قولاً كهذا يعبر عن مزاج شعبي، أو أنه يعكس حالات فردية، فإن مثله سيثير الفضول لدى القارئ العربي، ليتعرف بشكل مفصل على تلك الأقاليم ومحتواها الديموغرافي وتاريخها، باعتبارها امتدادات حيوية وفقاً لثقافة المصالح الاستراتيجية في العصر الحديث. ستجد عزيزي القارئ هلالاً أرضياً ضخماً يمتد من كردستان ويمر بالأحواز (عربستان) ثم ينعطف شرقاً نحو بلوشستان بأجزائها، حيث تمثل ألـ»ستانتان» الأخيرتان سقفاً قاريّاً لمياه الخليج العربي وبحر العرب، وتنفتح من الناحية الشمالية والشمالية الشرقية على دول كبيرة ومركزية. ولهما تاريخ طويل وتداخل حضاري عميق مع الشعوب العربية، خاصة في الجزيرة العربية والعراق، وما تزال شعوبها تبحث عن جذور هويتها وامتداداتها الحضارية، بل إن شعب الأحواز الذي يعتبر جزءا أصيلا من الشعب العربي يشهد حراكا نضاليا قويا لاستعادة عروبته ولنيل حريته من التبعية لإيران، التي ضمت إقليمه إلى أراضيها منذ الربع الأول من القرن الماضي. لكن الذي ستحركه مثل تلك التغريدة/الصرخة في فضاء الميديا لن يلبث طويلاً في التفكير حتى يرتد إلى نفسه مكبوحاً وحسيراً، خاصة حين يفترسه السؤال الأكبر: وماذا فعلت العروبة لفلسطين، حتى تفكر بما هو خارج حدودها الرسمية المتحركة؟ عروبة القرن الواحد والعشرين لا تحتمل من الناحية العملية، أي إضافات جديدة لأنها مزدحمة بماضيها وبمآلاتها، فهي لم تعد تمثل سوى بقايا من وقود معنوي حرك الهمم بصورة خاصة أثناء مرحلة الهيمنة الكولونيالية المباشرة، ثم استقرت، مع قيام الدولة الوطنية، في الوعي كحالة أيديولوجية مرتبطة بالمكون العربي من الخليج إلى المحيط وكانت حاملة لطموحات قومية وحدوية مستمدة مشروعيتها من جذوره التاريخية والثقافية واللغوية. لكنها في ظل غياب عوامل كثيرة سرعان ما تحولت إلى مادة ووسيلة للبروباغندا الداخلية، بعد أن انكفأت الدولة الوطنية على داخلها واستنفدت طاقاتها في بناء وتعظيم الأنظمة الديكتاتورية. والآن بعد أن شاخت تلك الأنظمة وأنتجت هذا الوضع الكارثي الذي يعيشه العرب حالياً، فقد أصبحت عروبة العرب معها مجرد موروث نظري يدخل في أدبيات بعض التيارات القومية، ويشهد على نماذج حزبية حاكمة قادت شعوبها إلى كوارث ما تزال سماوات المنطقة تختنق بدخانها. ولهذا فإن أي تفكير في إيجاد علاقة متميزة وقوية مع شعوب تفخر بانتماءاتها العرقية والثقافية والدينية للحضارة العربية الإسلامية، كالأحواز والبلوش مثلاً، أمر يظل حيويا، لكنه في الوقت الحاضر ومن ناحية عملية لا يتعدى كونه فائضا عن الحاجة الإستراتيجية التي تراجعت حتى أصبحت تعبر عن حالة دفاعية تتوج سلسلة من الإخفاقات والتراجعات الخطيرة التي أصابت النظام العربي منذ عقود. ومع ذلك يجب ألا يتوقف الأمر عند هذه النقطة، لأن الضرورة تقتضي أن تكون هناك مراكز إقليمية وعربية متخصصة لدراسة ومتابعة الحراك الشعبي التواق للحرية، في أقاليم الأحواز وبلوشستان (الإيرانية خاصة) وانعكاساتها الداخلية والخارجية، لأنها ربما تأتي لحظة تاريخية تبادر فيها تلك الشعوب إلى استنهاض إراداتها الداخلية بصورة لا توفر أي خيار أمام الدول العربية عدا مد الجسور الحقيقية والقوية معها. لقد مثل «الربيع العربي» محطة للتعبير عن حاجة العرب في تجديد حياتهم بصورة شمولية، تدفع كل شيء نحو التغيير، من التفكير الفردي إلى جوهر الأنظمة. ولأول مرة عبرت الجماهير العربية عن حالة واحدة ومتطابقة، انعكست في تلاقح المسارات بصورة عفوية.. وامتدت كالحرائق ثورات الغضب، وفاجأت العالم، بل كادت أن تمنحه ديناميكية جديدة للتغيير حتى في بلدان قطعت اشواطاً كبيرة في النماء والاستقرار. لكن الربيع أصبح بمقاييس الفصول «فائتا» بسبب تداعياته المؤسفة. ولا يستطيع أحد أن يفترض بأن تلك الثورات العربية تتقمص فكرة «العَود الأبدي» في الفرضية النيتشوية، وتتكرر بطرق ما، فالمشهد يحتاج إلى علماء في السياسة والاجتماع والتاريخ وإلى فلاسفة، لكي يقيموا ماذا حصل وما يمكن أن يفرزه في الحاضر والمستقبل القريب والبعيد. ومع أن هناك إضاءات واجتهادات لا حصر لها في تفسير تداعيات الربيع العربي، لكن منطق التفاعلات المتسلسلة والارتدادات الطبيعية للأحداث الكبيرة يبرر الحاجة للانتظار حتى يأخذ كل شيء مداه الطبيعي. الواقع العربي وصل إلى درجة عالية من التعقيد، احتشدت بداخله كل ألوان الصراعات القديمة والحديثة، وكأن الأرض أخرجت إلى السطح أثقالها المخبوءة دفعة واحدة.. مضافا إليها التدخلات الخارجية بأطماعها وثاراتها المختلفة. حتى أن مواطن الشرق الأوسط، المتوسط الثقافة، وفي لحظة ضياع، يكاد أن يتماهى مع مقاربة بطل الدراما الاجتماعية المصرية «مسلسل باب الخلق» وهو يصدّر فكرة «نسف كل شيء وإعادة البناء من الأول». وكانت «القنبلة» التي اقترحها في ذروة سرديته المتلفزة مفاجأة صادمة، ربما أخذت طابعا مجازيا، لكنها حملت دلالات مباشرة لحالة اليأس من الواقع والنظام معاً. كما كانت في الوقت ذاته تعبيرا مكثفا وجارحا أوصل الفكرة المدوية إلى وعي السامعين، كدالّة لشكل النهاية التي لا نهاية بعدها، وهي أن المجتمع لم يعد يحتمل واقع المرئيات الحالية وما وراءها، ولم يعد مؤهلا لأن يواصل الحياة بمفاهيمها الحضارية داخل هذه البيئة الفاسدة. إذن على الناشطة البلوشية ومعها نظيراتها من عربستان ومناطق أخرى، ألا تنتظر حتى ترسو السفن العربية الأصيلة على مياه الخليج وبحر العرب والمتوسط وتصبح شريكة كاملة في السيادة على البحار المحيطة بجغرافيتها الطبيعية، بل عليها أن تواصل مع الشعوب القابعة عند طرف الهضبة الإيرانية العمل، من أجل حريتها دون أن تنتظر أحدا، فما تزال الشعوب العربية أيضاً تبحث عن مستقبل حقيقي تلتقي عنده طموحات الجميع في المنطقة وتفخر حينها كل الشعوب بروابطها وأصالتها وبحاضرها ومستقبلها وتعود الحقوق لأصحابها والفروع لأصولها. كاتب يمني عن العروبة المزدحمة.. الربيع الفائت و«قنبلة باب الخلق» أحمد عبد اللاه |
سوريا باعتبارها استثمارا إيرانيا Posted: 26 Feb 2017 02:13 PM PST يصعب هضم سوريا خلال السنوات الأخيرة، والسيرك الدولي يقيم على أراضيها وينجز عروضاً يوميّة، تبدأ من الطلعات الجويّة الروسيّة في مناطق الشمال، ثم تنتقل إلى معارك حزب الله والمليشيات الشيعيّة العراقيّة ضد الكتائب الإسلاميّة المعارضة والمموّلة من السعودية وتركيا، في وسط البلاد، مروراً بتجارب جبهة النصرة في الحكم الذاتي لمناطق من ريف حلب وإدلب، وصولاً إلى أحجيات تنظيم «داعش» وخلافته الإسلامية في الرقّة. تلك العروض تحضرها وتديرها دولٌ من خلال وكلائها، ثم تخرج لتبحث عن غنائمها في آخر النهار، والسوريون يصعب عليهم هضم ذلك، الباقون في البلاد مثلُ الخارجين منها، كلاهما عاجزٌ عن الفاعليّة وقد فقدوا تدريجياً موقعهم الاجتماعي داخل عقل الدولة السياسي، يراقبون فقط فعاليّات السيرك الدولي على أرضهم، ويتابعون باهتمام عروضه المستمرّة، ثم يعلنون عنها بحماسة في إعلامهم الموالي، والمعارض على السواء. الجذر الإيراني واحتمالات البقاء تدخل إيران إلى سوريا وتقيم فيها، وكانت قد دخلتها سابقاً متمهّلة الخطى منذ انتصار الثورة الإسلامية عام 1979، وخلال حربها الطويلة مع النظام العراقي السابق (1980 -1988) بحيث صارت المقامات الشيعيّة في دمشق هي القبلة الأولى للحجاج الإيرانيين، وازدهرت معها تجارةُ خدماتٍ موسمية قبض أرباحها عدد من أصحاب الفنادق في ساحة المرجة من الذين صارت فنادقهم مع مرور الوقت متخصصة باستقبال الحجاج الإيرانيين، كما انتعشت صنوفٌ من تجارة التجزئة في حي العمارة المحيط بمقام السيّدة رقيّة، وتدريجيّاً اصطبغت منطقة السيّدة زينب في ريف دمشق بالصبغة الشيعيّة، وبنمطٍ من التجارة والخدمات أخذ بالنمو على إيقاع الطقوس الكربلائيّة المقامة سنويّاً هناك، وعرفت تلك المنطقة نشاطاً لافتاً في تجارة وبيع العقارات والسيّارا،ت رغم إهمالها خدمياً بحكم انتمائها الإداري إلى ريف العاصمة، ومع ذلك فإنّها تملك مستشفى «الخُميني» أهم مستشفيات ريف دمشق وأكبرها على الإطلاق، بسعته البالغة ثمانين سريراً، غير أنّ هذا كلّه لم يكن كافياً لأن يزكّي الحضور الإيراني لدى المجتمع السنيّ، أو لدى مجتمع الأقليات، حول ما يسمى بالتشيّع أو الدعوة إلى اعتناق المذهب الشيعيّ، فلم تظهر أيّ دراسة بهذا الخصوص إلا في عام 2006. وبقي النظام السوري خلال الثمانينيات والتسعينيات يلعب جيداً بالتوازنات الاستراتيجية، يقدّم بيد، ويأخذ باليد الأخرى، مجسداً مثالاً براغماتيّاً مهماً عن الأنظمة الشمولية الطموحة في العالم الثالث، دعم إيران سياسياً في حربها ضد العراق، وقبض دفعةً من ثمن دعمه مارس عام 1982 حين أبرم اتفاقاً في طهران على استيراد 9 ملايين طن من النفط الخام الإيراني سنوياً مقابل تصدير 300 ألف طن من الفوسفات الخام، كانت إحدى المقايضات الرابحة للسوريين، بعد حساب الفارق الكبير بين سعر النفط الخام والفوسفات حينها، ولم تكن الاتفاقيّة الاقتصاديّة الأولى على أيّ حال، إذ أنّ أول اتفاقٍ للتعاون الاقتصادي بين البلدين يعود إلى زمن الشاه الإيراني محمد رضا بهلوي وبالتحديد إلى عام 1974، وبموجبه حصلت سوريا على قروضٍ فاقت قيمتها 350 مليون دولار جاءت لتمويل مشاريع في قطاعي الصناعة والزراعة. استثمارات إيران بعد عام 2006 ظلّت القراءة السياسية والاجتماعية للحضور الإيراني في سوريا متريّثة في استنباطِ معانٍ غير واقعيّة، أو ذات طابع تهويميّ حتى عام 2006 حين تبلور موقف سياسي غير رسمي معارض لتوسّع الدور الإيراني في المنطقة، تبنّاه وقتذاك عدد من السياسيين السوريين المعارضين، وعدد من الكتاب والمثقفين وناشطي المجتمع المدني، من الذين وقّعوا على إعلان بيروت دمشق الشهير، حينها كانت إيران ثالث دولة تمتلك أكبر حجم للاستثمارات داخل سوريا بعد تركيا والسعوديّة، إذ زادت قيمة استثماراتها عن 400 مليون دولار، وفي عام 2010 كان حجم الاستثمار الإيراني داخل سوريا قد تجاوز عتبة 1.5 مليار دولار، من بينها مصنع لإنتاج السيّارات في مدينة عدرا الصناعيّة بقيمة 60 مليون دولار، ومصنع لإنتاج الإسمنت في مدينة حماه بقيمة 200 مليون دولار. حصل التمدد اللافت في الاستثمارات الإيرانيّة فيما يعيد النظام السوري صياغة اقتصاده بعد عام 2005 على أسس ليبراليّة فجّة لم تراعِ الخريطة الديموغرافيّة، ولا مصير الطبقة الوسطى والفقيرة بعد تسليم مفاتيح البلاد إلى ساسة السوق المفتوح، أبناء الطبقة الجديدة من أثرياء السلطة، التوّاقين إلى تعظيم ثرواتهم. الحرب دفاعاً عن الاستثمار وضعت إيران كل أوراقها على طاولة الحرب في سوريا، الخبرة القتاليّة لحزب الله اللبناني، خلال صراعه العسكري الطويل مع إسرائيل، والخلاصة التقنيّة لتدريبات ضباط الحرس الثوري الإيراني، لا تريد أن تخسر امتدادها الجيوسياسي في سوريا ولا استثماراتها المهمة هناك، إن سقط النظام القائم، حتى أنها بدأت تؤسس لتواجدها جديّاً داخل النسيج الاجتماعي، لدى الأقليات في تقوقعاتها المناطقيّة، فأسست في اللاذقية مجمع الرسول الأعظم بأهدافه التكافليّة المعلنة، وأنشأت في السويداء مستشفى الوعد الصادق، وفتحت الباب لانخراط أبناء الأقليات في تشكيلات مقاتلة رديفة لحزب الله، وصارت رغباتها الاستثمارية أكثر وضوحاً بعد عام 2012، حيث أبرمت اتفاقيّة للتجارة الحرة مع السلطة السوريّة في شهر أبريل من ذاك العام، ثم سعت إيران بصورة غير مباشرة إلى تمويل عجز النظام السوري مالياً اعتباراً من عام 2013 عبر منحه سلسلة من القروض جاءت تحت مسمّيات «خطوط ائتمانيّة»، وكان أولها بقيمة مليار دولار وذلك في شهر يناير، وجاء القرض الثاني في شهر أغسطس بقيمة 3.6 مليار دولار. إيران تريد استثمارات واسعة في قطاعات حيويّة مثل قطاع الطاقة، خاصةً توليد الطاقة الكهربائية، كما تريد إطلاق يدها في قطاع النفط، وفي قطاع البناء أيضاً، ولعل الاتفاق الذي أبرمته مع الحكومة السوريّة في منتصف شهر مارس عام 2015 يشهد على ذلك، حينها قال وزير المالية السوري: «سيكون لإيران دور أساسي في عملية إعادة الإعمار»، وقال يومها وزير الاقتصاد والمالية الإيراني: «هذا الاتفاق يؤسس لمرحلة جديدة من التعاون بين البلدين»، وفي أواخر شهر مايو من العام الماضي صرّح مدير عام هيئة الاستثمار السورية بأن مستلزمات إعادة الإعمار قد جذبت اهتمام الجانب الإيراني خلال لقاءٍ جمعهم مع السفير الإيراني بدمشق. الغنائم الأخيرة خمسة استثمارات تتحدث المعارضة السورية منذ سنوات عن تنامي ظاهرة التشيّع في سوريا، أكثر مما تتحدث عن مكاسب إيران الاستثمارية، لديها تصورّات كاملة عن عمليات نقلٍ لملكية عقارات وأراضٍ كثيرة في دمشق وريفها وفي حمص وريفها، وكذلك في حلب وريفها من أصحابها الأصليين إلى أشخاصٍ إيرانيين، وفي مرّاتٍ كثيرة استنتجت مقدار التوسّع الأفقي للمال الشيعي وهو يشتري الأراضي في المناطق الآمنة، وهذه هواجس تلمس حدود الخوف أكثر من كونها تتودد من اليقين، فكلما أمسك الباحث طرف خيط ولاحق عملية بيع لعقار مبالغ في قيمته السوقيّة، وجد أن الشاري هو مواطن محليّ، وبحسب متخصصين في تعقيب المعاملات العقاريّة فإنه يصعب إثبات حدوث عمليات انتقال واسعة لملكيات بيوت أو عقارات من مواطنين سوريين إلى مواطنين أجانب على الأقل في بيانات الصحيفة العقارية الخاصة بكل عقار، ويبدو أن إيران لا تحتاج إلى غطاء من السريّة والكتمان، إن رغبت بتملك أو استثمار العقارات والأراضي داخل سوريا، وهذا ما يتضح بعدما أمسكت إيران بيدها مطلع العام الحالي خمسة استثمارات مهمة جداً، رغم شراسة المنافسة الروسية على بازار الغنائم التي يعرضها النظام الحالي على حلفائه، وبحسب وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية السوري، فإن إيران ستستثمر أراضي زراعية في محافظة اللاذقية، بالإضافة إلى استثمارها لمنجم فوسفات، واستثمارات أخرى بقيمة 500 مليون دولار، كما حصلت إيران أيضاً على رخصة للمشغل الخليوي الثالث في سوريا بقيمة 350 مليون دولار. ينظر السوريون إلى بلادهم بعيونٍ مستلبة، وكأنهم فائضٌ لا قيمة له في حسابات صراع ٍ ضرير جعلهم يتفقدون جثثهم الصباحيّة ويرشّون فوقها الملح، كي لا تفسُد خلال ساعات تقنين الكهرباء، التي باتت تتجاوز العشرين ساعة، وفي محنة برد فبراير حيث لا وقود للتدفئة، وحيث الأمل لا يصلح لأن يكون وقوداً على الإطلاق. كاتب من سوريا سوريا باعتبارها استثمارا إيرانيا أيمن الشوفي |
فتح «الباب» على مزيد من الصراعات الإقليمية Posted: 26 Feb 2017 02:12 PM PST تستمر الحرب في سوريا وعليها بنجاح ملحوظ على مسارح عمليات ميدانية واسعة، تتخلّلها مسرحيات دموية لتغطية مخططات سياسية. آخر المسرحيات الفاضحة جرى تمثيلها في مدينة الباب بشمال سوريا. كانت مسرحية قديمة سبق تمثيلها في مدينة جرابلس القريبة من الحدود السورية – التركية. يومها قام «داعش» بتسليم المدينة للجيش التركي من دون قتال، مقابل أن تغضّ انقرة النظر عن تدفق مزيد من الرجال والسلاح والعتاد على «داعش» عبر الحدود التركية لمقاتلة الجيش السوري. المسرحية نفسها جرى تمثيلها في الباب أخيراً حيث سلّم «داعش» المدينة إلى تنظيم «درع الفرات» المطعّم بقوات تركية ووحدات مما تبقّى من «الجيش الحر». المحزن أن الفصل الأخير من مسرحية التسليم والتسلّم جرت تغطيته بمجزرة دموية رهيبة نفذها «داعش» في جوار الباب، وكان ضحيتها عشرات المدنيين السوريين الأبرياء. ما الغاية ؟ حَملُ السوريين، مدنيين وعسكريين، على مغادرة مناطق الشمال السوري لتمكين حكومة أنقرة من إقامة «منطقة آمنة» في شمال البلاد لمنع الأكراد السوريين من الربط الجغرافي بين محافظتي الحسكة والرقة في شمال سوريا الشرقي، وبين منطقة عفرين في شمالها الغربي، حيث يبتغي المتطرفون الكرد إقامة منطقة حكم ذاتي بمعزل عن الحكومة المركزية في دمشق. ليس الاتراك والاكراد و»داعش» وحدهم «أبطال» المسرحيات الدموية الدائرة في سوريا للتغطية على مخططاتهم السياسية والاستراتيجية. ثمة لاعب قوي ناشط يقوم بأدوار مفتاحية بعيدة المدى وبعيدة عن الأضواء في سوريا والعراق. إنه الولايات المتحدة التي اقامت، إبان ولاية الرئيس السابق باراك أوباما، مواقع وقواعد في محافظة الحسكة وشمال محافظة الرقة، كما لها مواقع وقوات داخل العراق بمعرفة حكومة بغداد وموافقتها. الى ذلك ، يقوم سلاح الجو الامريكي، في إطار ما يسمّى التحالف الدولي، بعمليات وغارات ضد «داعش» في العراق، كما ضد الجيش السوري في منطقة دير الزور، كان أبرزها عملية قصف واسعة استهدفت مواقعه في التلال المحيطة بمطار دير الزور العسكري، تمهيداً لقيام «داعش» باحتلالها، ومن ثم محاولة احتلال المطار أيضاً لكن دونما طائل. يرى قادة سياسيون وعسكريون سوريون وعراقيون، أن العمليات الجوية الأمريكية تتمّ في إطار مخطط يرمي، مداورةً أو مباشرةً، إلى تفكيك كلٍّ من سوريا والعراق على نحوٍ يؤدي، بالتعاون مع قوى محلية، إلى إقامة كيان مذهبي بحكم ذاتي في شمال شرق سوريا (الحسكة) وربما دويلة لأهل السنّة على طول الحدود السورية – العراقية تضمّ المحافظات الغربية في العراق والمحافظات الشرقية في سوريا لتصبح أشبه بإسفين يفصل سوريا عن العراق وبالتالي عن ايران. هذا المخطط كان معمولاً به إبان ولاية أوباما، وقد جرى تبريره بأنه تدبير وقائي أراد الرئيس الامريكي السابق من ورائه امتصاص معارضة «اسرائيل» الشرسة للاتفاق النووي والإسهام في تحصينها، وذلك بتفكيك جوارها العربي إلى كيانات طائفية وقبلية وإثنية عاجزة عن الاتحاد لتشكيل قوة سياسية واقتصادية وعسكرية تهدد أمنها القومي. لا يمكن الجزم، في الوقت الحاضر، بأن إدارة ترامب قد تبنّت هذا المخطط، إذ ما زالت تدرس ملفات المنطقة لبلورة مواقف سياسية واستراتيجية بشأنها. لكن لوحظ ان ادارة ترامب أجازت تسليم قوات كردية متحالفة مع واشنطن دبابات ومدافع ثقيلة بعد نحو اسبوع من انتهاء ولاية اوباما، فهل الغاية من ذلك تعزيز القوات الكردية الحليفة لدعم وضمان مشاركتها في معركة الرقة؟ ثم، ماذا بعد الرقة؟ فريق من القادة العراقيين يعتقد أن لتسليح الاكراد السوريين وإشراكهم في معركة الرقة أغراضاً شريرة ويرجّحون ان الامريكيين يرمون من ورائها الى دفع المقاتلين الداعشيين الهاربين من الموصل حالياً، ومن الرقة في قابل الأيام الى منطقة دير الزور السورية والأنبار العراقية، من أجل ان يشكّلوا نواةً صلبة للدويلة السنّية المراد اقامتها على جانبي الحدود السورية – العراقية. القادة السوريون يشاطرون القادة العراقيين هواجسهم وتخوفاتهم، لذلك نظموا مباحثات بعيدة عن الأضواء بين القيادتين السورية والعراقية، أدت إلى التوصل لتفاهم ثنائي عززته مخاطر وصول وحدات من «داعش» إلى منطقة طريبيل القريبة من الحدود العراقية –الأردنية وقيامها بمهاجمة قوات حرس الحدود العراقية المتمركزة فيها. الهجمة على طريبيل عززت شكوك فريق آخر من القياديين العراقيين بأن الغاية الأساس من سيطرة «داعش» على محافظة الأنبار، هي تفكيك العراق وضمّ المناطق الواقعة تحت سيطرته على جانبي الحدود السورية –العراقية الى المملكة الهاشمية الاردنية. في ضوء هذه الهواجس والتطورات حزمت القيادتان العراقية والسورية أمرهما بالتفاهم على ضرورة إجهاض المخطط التقسيمي الخبيث حفاظاً على الوحدة السياسية والجغرافية لِكلا البلدين. هكذا قام سلاح الجو العراقي، بالتنسيق مع نظيره السوري، بشن غارات مدمرة على مواقع «داعش» في الأنبار، كما في بلدة حصيبة ومدينة البوكمال السوريتين الحدوديتين. الواقع ان الأمريكيين الممسكين بخيوط التحركات السياسية والعسكرية في الإقليم عجّلوا، بعد نجاح موسكو في عقد مؤتمر استانا، بعقد مؤتمر جنيف- 4 لمشاغلة دمشق بمسرحية سياسية متمادية وتوسيع الاشتباكات الناشطة بين الأطراف السورية المتنازعة، بقصد إثارة المزيد من عواصف الغبار لحجب ما يجري في المشهد المشرقي، من عمليات عسكرية تهدف إلى تفعيل مخطط تفكيك كلٍّ من سوريا والعراق. أليس لافتاً إصرار وفد الرياض (السوري) على أن تكون هيئة الحكم الانتقالي وإبعاد الرئيس بشار الأسد عنها، القضيةَ الأولى الواجب بحثها وبتّها في مؤتمر جنيف- 4؟ وهل أبلغ من تفجيرات حمص الستة الرهيبة دليل على قرار رعاة الحرب بتخريب مفاوضات جنيف لتمديد الحرب على سوريا؟ في هذا السياق ، يمكن اعتبار أن ما أراده الأتراك (والامريكيون) مؤخراً هو فتح «الباب» على مزيد من الصراعات في سوريا وتمديدها إلى العراق، بغية تسعير صراعات أخرى ناشطة في داخله، كما على حدوده مع الأردن. ولعل مسارعة دمشق وبغداد الى التفاهم والتنسيق لمجابهة مخططات الولايات المتحدة وتركيا، تفتح صفحة جديدة في إدارة الصراعات الأقليمية ترمي إلى انتزاع العرب زمَام المبادرة ليكونوا هم، لا غيرهم من دول كبرى واخرى اقليمية، ضباطَ إيقاع الردّ على هجمات «داعش» وحماة راسمي مستقبل العرب في وطنهم الكبير. كاتب لبناني فتح «الباب» على مزيد من الصراعات الإقليمية د. عصام نعمان |
سعيد يقطين والأدب الرقمي Posted: 26 Feb 2017 02:12 PM PST مر الأدب العربي بمراحل مختلفة منذ عصر الجاهلية إلى اليوم، بدءا من المراحل الأولى الغنائية للشعر، والروائية حيث كان لخلف الأحمر وحماد الراوية ومن على شاكلتهما الفضل الكبير في نقل الشعر- باعتباره الأدب العربي الأصيل – وتوارثه من جيل لآخر ومرورا بعصر التدوين، حيث ازدهرت المخطوطات على اختلاف أنماطها باختلاف العلوم، خاصة في العصر العباسي الثاني وصولا إلى عصر النهضة، حيث ظهرت الآلات الطابعة وازدهرت صناعة الكتاب. إلا أن الملاحظ في هذه المراحل كلها هو تقبل النخبة من الناس، بل المتلقي ككل للتغيرات الثقافية التي رافقت هذه المراحل، حيث ظلت العلاقة بين المخطوط والكتاب علاقة تدارس ومكاشفة. خلافا لما ستكون عليه الحالة الثقافية عند انتشار الصحافة، وظهور الأدب الصحافي الذي نظر إليه بتعال من لدن مختلف المؤسسات الثقافية كيفما كان نوعها. الأمر نفسه سيعود للظهور بظهور الأدب الرقمي الذي ينظر إليه اليوم بازدراء. فكيف ينظر النقد المعاصر إلى الإبدالات المعرفية المعاصرة؟ وماذا يستطيع الأدب أن يقدمه اليوم؟ الشاعر المصـري صـلاح عبد الصبور في كتابه «قراءة جديدة لشعرنا القديم» تسـاءل فـي أحد الفصول عن جدوى الشعر؟ وقال: عم نبحث في شعرنا العربي؟ واستطرد قائلا «وليس هذا السؤال دليلا على السذاجة، وإلا لما أطلقه كثير من الناس في شتى العصور، فمنهم الفلاسفة والمفكرون والقادة، بل والشعراء». ولا بأس أن ننطلق من هذا السؤال ونستفيد منه قبل الإجابة عنه، عندما نسقطه على نوع من الأدب وهو النقد، فكما تساءل صلاح عبد الصبور، يمكننا التساؤل عن جدوى النقد وفائدته إن لم يكن يباشر قضايا العصر ويكتفي بإسقاط تجارب الأمس على مستجدات اليوم. وإذا كانت إجابة صلاح عبد الصبور عن إشكاله تشير إلى أن الجواب القديم هو إن الشعر لا جدوى منه عند أفلاطون، ولذلك أخرج الشعراء من مدينته الفاضلة، وبعدها يشير إلى قول البعض إلى أن الشعر هو سر الحياة. أما عبد الصبور نفسه فيرى أن مسعى الشعر هو اكتشاف الجانب الجمالي والوجداني من الحياة والتعبير عنه بالكلمات المموسقة، فبدون الشعر، قصائد الحب والغزل لم تكن لتستطيع أن ترتفع بالجنس إلى أفق الحب. وبالعودة إلى نوع النقد الأدبي باعتباره الساهر على دراسة الإبداع ومقاربته، يمكننا التساؤل مرة أخرى فنقول: هل الناقد أصبح اليوم يسعى إلى اجترار خلاصات النقاد القدامى والمحدثين أم أنه يشق له سبيلا خاصا وفريدا؟ وإن كان يمتح من التجارب الأخرى ويستفيد منها. فهل بذلك يكون قادرا على تجديد الدرس النقدي من خلال مواكبة مستجدات الثقافة ووسائل تحصيلها؟ كثير من النقاد نرى أسماءهم على عتبات المجلات والجرائد الأدبية ورقية كانت أو إلكترونية، كما الكتب، إلا أن القليل منهم من يسعى إلى مواكبة التغيرات الثقافية ومعاصرة الواقع الثقافي كيفما كان. ومن النقاد المعاصرين الذين يمكن أن نشير إلى بروزهم في الساحة النقدية العربية المواكبة للإبدالات المعرفية الناقد المغربي سعيد يقطين بمختلف كتاباته التي تسلط الضوء على الأدب الصحافي الرقمي، الذي ينظر إليه بتعال بوصفه لا يرقى إلى مرتبة الأدب الخاضع للمنهج الأكاديمي المتمرس. إذ يقول «كيف يمكننا التعاطي مع الثقافة الرقمية باعتبارها إبدالا معرفيا يجب التعامل معه بوعي جديد يقطع مع قرن من التفاعل السلبي مع الثقافة الحديثة»، وهذا ليس بجديد على يقطين وإنما المتتبع لمسار الباحث النقدي يرى أنه كان مواكبا منذ بدايات الطفرة الإعلامية في الوسط العربي، خاصة مع ظهور القنوات الفضائية بداية التسعينيات من القرن 20، حيث كان يستقرئ في أحد فصول كتابه «الأدب والمؤسسة» علاقة الأدب بالصحافة الأدبية، إذ يتساءل: هل هناك فعلا صحافة أدبية؟ وما دور هذا الإعلام على الكتاب؟ وهل يخدم تطور الأدب أم أنه يحاربه؟ ويضيف: «أول ملاحظة يمكن تسجيلها على الوعي المؤسساتي الإعلامي للأدب بوجه عام تكمن في الازدراء، ويبرر هذا بجلاء في عملية التهميش التي يتعرض لها العمل الأدبي الذي يعتبر ثانويا في العمل الصحافي «. مع العلم أن هذا الكتاب «الأدب والمؤسسة» أصدرته مجلة «منشورات الزمن» سنة 2000. وكما تحدث « سعيد يقطين» عن الأدب الصحافي باعتباره إبدالا معرفيا في مراحل متقدمة من القرن 20، حاول مقاربة الثقافة الرقمية باعتبارها إبدالا معرفيا معاصرا في كثير من مقالاته في جريدة «القدس العربي» مثلا ومنها: الثقافة الرقمية – سؤال الثقافة العربية، حيث يدعو إلى توفر الناقد على رؤية نقدية، لتكوين مشروعه الأدبي فهو لا يتأتى من خلال الانسلاخ عن الواقع الثقافي ومستجدات تحصيل المعارف ونشرها، وإنما بالاستفادة من التجارب القديمة وجعلها مفيدة في القدرة على مواكبة العصر عن طريق امتلاك رؤية معاصرة تجعل النقد الأدبي يسم فرادته وتميزه من عصر لآخر. وهكذا بعد أن تعرضنا لأهمية النقد الأدبي عندما يقارب المستجدات الثقافية وما يعتريها من إبدالات معرفية تسعى إلى تحصيل المعارف، فإننا مدعوون لتشجيع القراءة بكل الوسائل، بما في ذلك الوسائل التي ينظر إليها النقد بتعال (كما قال تودوروف منذ زمن)، ومن بينها وسائل التواصل الاجتماعي، فكم من قصيدة يمكن أن تكون نواة لديوان يجسد تجربة ذاتية تحلم أن تعانق المتلقي وتتماهى معه في كشف الواقع، وكم من شذرة تنوء باستعارتها، منتظرة من يأخذ بيدها لتحاور الوجود. لذا نقول إن إعادة النظر في الأدب الرقمي ومحاولة مقاربته تفرض نفسها على الناقد المعاصر، بل حتى المتلقي ككل، بعيدا عن التعالي والازدراء والتهميش، خاصة الأدب الذي ينم عن حذاقة المبدع وقدرته على الإبداع الخلاق. كاتب من المغرب سعيد يقطين والأدب الرقمي مصطفى مزوغ |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق