الجماعات «التكفيرية» التي ستتصدى لها إيران والجزائر Posted: 30 Mar 2017 02:30 PM PDT خلال زيارة هذا الأسبوع للجزائر التقى وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني رضا صالحي أميري مسؤولين كبارا بينهم رئيس الوزراء الجزائري الأربعاء الماضي، وقبله رئيس البرلمان ووزير الثقافة ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى وتبادل المسؤولون من البلدين المجاملات الدبلوماسية المعهودة لكن بعض التصريحات تثير التساؤل والرغبة في التفحّص عن معانيها الحقيقية، ومن ذلك ما أعلنه المسؤول الإسلامي الجزائري بو عبد الله غلام الله الذي قال إنه اتفق مع أميري على عقد «لقاءات بين علماء البلدين بهدف بحث سبل التصدي للجماعات التكفيرية والمتعصبة»، وكذلك تصريح وزير الثقافة عز الدين ميهوبي الذي قال إن إيران كالجزائر «تصدت للتيارات التكفيرية والمتشددة»، وهي تصريحات وافق عليها المسؤول الإيراني الذي أضاف إن التواصل بين البلدين «سيكون له أثر كبير في المواجهة التي يشهدها العالم الإسلامي ضد الإرهاب». ترتبط الخلفية السياسية لتوافق الجزائر وإيران بقضايا عربية شائكة لا يمكن إدخالها كلها من سمّ الإبرة «التكفيرية» وحدها التي صارت يافطة تثير القرف والاشمئزاز لشدّة تلاعب الأنظمة العربية الغاشمة، وإيران، بمعانيها وتأويلاتها. تقف على رأس هذه القضايا ملفّات سوريا واليمن والعراق، وتقبع في خلفيّتها المضمرة، مشاكل الجزائر وإيران الداخلية القابلة للانفجار، وإضافة إلى محاربة «التكفير» و«التشدد» ترفع الجزائر، حينما تريد، شعار ضرورة «الحل السياسي» في مواقع النزاع العربية ـ الإيرانية المذكورة، وهو شعار شديد الخواء حين تكون الجزائر هي الدولة العربية الوحيدة التي تسمح للأسطول العسكري الروسي بالتزود بالوقود في طريقه لقصف المدنيين في سوريا، وبذلك تصبح ترجمة «الحلّ السياسي» عمليّاً، دعم القصف الروسي، وفي خلفيته التدخّل الإيراني في سوريا وأرجاء المشرق العربي كلّها. من مفارقات الموقف الجزائري أيضاً العمى السياسي عن دعوات الميليشيات الإيرانية والعراقية واللبنانية الشيعية «التكفيرية» لخصومها الطائفيين، و«تشددها» المذهبي و«إرهابها» للمدنيين ولخصومها الدينيين والسياسيين، وعنفها وانتهاكاتها ليس ضد من تعتبرهم خصومها التاريخيين من السنّة فحسب، بل كذلك لخصومها السياسيين من الشيعة الذين يختلفون مع تأويلات إيران المذهبية أو السياسية، أو يتصارعون معها على الغنائم فحسب. في موقعها الجغرافي البعيد عن مواقع الصراع الملتهبة، ومن حيثيات النكاية المعروفة مع الأنظمة الملكية العربية، تشهد الجزائر استنقاع قيادة هرمة تقتات على منظومة أيديولوجية آفلة وصدئة تريد أن تقنع نفسها بأن القيادة الروسية الحالية هي وريثة الاتحاد السوفييتي (رغم أن النخبة الروسية الحاكمة تعبّر بصراحة عن بغضها لكل الثورات، بما فيها الثورة الروسية الكبرى التي غيّرت العالم عام 1917، والأكيد أنها كانت ستكون ضد ثورة الجزائر ضد فرنسا لو حصلت اليوم)، وأن إيران التي تفكّك العالم العربيّ على أسس مذهبية (وتعمل على ذلك في الجزائر نفسها) هي دولة تتصدّى لـ»الامبريالية»، وأن جزّاراً دموياً كبشار الأسد هو رئيس «ممانع»، وأن الحوثيين، الذين هم جماعة سلفيّة متطرّفة مسلحة (وهو ما ينطبق على فرضيتها حول التكفيريين والمتشددين والعصابات الإرهابية) يشكّلون «الشرعيّة السياسية» في اليمن. بعدّة نظريّة وأيديولوجية كهذه لا يشعر المرء بالتفاؤل أبداً لا حول وضع الجزائر الداخليّ (التي تشكو قنواتها الإعلامية من استفحال التشيّع والصراعات بين الأباضيين والسنّة، والأمازيغ والعرب، وعتاولة العلمانية الاستئصالية ومتطرّفي الإسلامية الجهادية الخ…)، ولا وضع البلاد الخارجي، من دعم «البوليساريو» ضد جارته الأقرب إليه المغرب، إلى الاصطفاف السياسي الغريب مع إيران وروسيا ضد «الإمبريالية» التي تجد دولها الكبرى حضناً دافئاً جزائرياً، فتستقبل فرنسا الرئيس المزمن المرض، وتستقبل بنوك سويسرا الأموال الفاسدة المهرّبة، وتنفتح الأبواب على أوسعها للأمريكيين! الجماعات «التكفيرية» التي ستتصدى لها إيران والجزائر رأي القدس |
عنق الزجاجة Posted: 30 Mar 2017 02:29 PM PDT لن تكتمل آدمية المرأة حتى تصبح لها القوة ذاتها وتكون لها السلطة المؤثرة ذاتها في أسرتها. قد تصبح المرأة وزيرة، قد تصبح نائبة، قد تكون سفيرة، وقاضية وشرطية، ولكنها أبداً لن تكون مكتملة الوجود المجتمعي ما لم تتحقق لها سلطة متكافئة «زواجياً» وأسرياً. دع عنك الحديث الإنشائي حول تكريم المرأة وصونها، و»هي الأم والأخت والزوجة»، هذه الجملة التي أصبح لها رائحة المطاط المحروق، فهذه الأم والأخت والزوجة سرعان ما تقع تحت قضبان الشوفينية الذكورية النارية ما أن يرتفع لها رأس أو يعلو لها صوت. اذا ما كانت الأسرة هي النواة المؤسسة للمجتمع، فلا بد لمكونات هذه النواة أن تكون متكافئة متعادلة حتى تستقر ويستقر معها المجتمع بأكمله. وكيف تستقر الأسرة؟ بالتأكيد عندما تتساوى وتتوازى أقطابها فلا يعلو قطب على قطب، فالتكوين أحادي القطبية تكوين أعرج، يمشي «ملووحاً»، حيث يضع طرفٌ حملَه بأكلمه على طرفٍ آخر. لا يمكن للأسرة أن تستقر وقطب يمتلك قنبلة نووية وآخر يرش بمسدس مائي، فالسلطة حين تتكوم في طرف، تُنتِج حالة من الفحش والديكتاتورية تخرب حتى أنقى النفوس وأكثرها عدلاً. هي طبيعة النفس الإنسانية، أعطها قوة ممتدة، تنقلب الى نفس هتلرية، فالقوة اللامحدودة المصحوبة بنظام السمع والطاعة تخلق نظاماً مشوهاً يحكم فيه طرف ويختبئ ويكذب ويتلون فيه طرف آخر، ومتى أنتجت معادلة كهذه مكوناً مستقراً؟ وهكذا يشوه نظام «الملكية» القائم حالياً في قوانين الأحوال الشخصية في معظم الدول العربية والإسلامية الصورة الطبيعية للأسرة، فحتى اذا ما استقرت أحوالها، فإن الشعور الدائم باستقواء طرف على طرف يفقد هذه الأسرة التوازن، نازعاً من المرأة فيها الشعور بالأمان، مشعراً إياها بأنها الطرف الأضعف باستمرار، الطرف المحتاج للحيلة، للف والدوران للوصول الى ما يريد بما أنه الخاسر الأكبر اذا ما حاول التعامل بأي درجة من الندية. لن يصلح هذا الوضع المشوه حتى يكون للمرأة حق الرجل ذاته في الخروج من الزواج أو حتى في إيقاف هذا الخروج، فمثلما (يفترض) يدخل الإثنان للزواج برضاهما، يجب أن يخرجا برضاهما وبقرار مشترك. لا بد لكل قوانين الطلاق الحالية بما فيها الخلع المهين وقانون الطلاق الرجعي الذي يعيد من خلاله الرجل المرأة لعصمته دون رضاها أو حتى معرفتها أن تنتهي تماماً ليحل محلها قوانين واضحة وعادلة لا تفرق بين شريكي الزواج في الحقوق والواجبات قيد أنملة. يجب أن يكون للمرأة حقوق حضانة أشد قوة من الرجل لاعتبارات الروابط البيولوجية والكيميائية بينها وبين أبنائها، يجب أن يكون لأسرة المرأة ذات الحقوق المواطنية التي تعطى للتكوين الأسري الذكوري من مسكن، رعاية صحية، رعاية مادية، وغيرها، حيث يجب تغيير التعريف الإجتماعي والقانوني للأسرة لتصبح المرأة وأبناؤها أسرة مكتملة، لا أن يقتصر التعريف على المكون الاجتماعي الذي يحتوى على الزوج فقط. يجب أن تكون للمرأة القوى المواطنية ذاتها من حيث تجنيسها لأبنائها بل، وأعلم أنه طلب بعيد المنال، القوى الإنسانية ذاتها من حيث تحميل أبنائها اسمها ليكونوا امتداداً لها كما للرجل، يجب أن تتغير كل قوانين الأحوال الشخصية ليصبح للمرأة القوة المجتمعية والأسرية ذاتها، لتصبح قائداً في أسرتها لا فرداً آخر موصى عليه، لتكون قوة متكافئة وقوة زوجها، لا كينونة مستكينة أهم واجباتها الطاعة. يجب أن يتغير القانون لتتغير الأفكار وتتحول المرأة من الأم المسكينة والزوجة المطيعة والرهينة الجسدية التي لا حق لها في الامتناع عن رغبات زوجها متى وحيثما بدت وإلا لعنتها الملائكة، الى إنسانة كاملة متكاملة تمتلك مصيرها، تقرر حياتها، تمسك بزمام أسرتها وأولادها، نداً لزوجها أمام القانون وأمام المجتمع وأمام نفسها. إلى أن تستطيع المرأة كل ذلك ستبقى إنسانة درجة ثانية ومواطنة درجة ثانية، ستبقى «قارورة» الى أن تكسر العنق الذي يكتمها وتتنفس الهواء المتجدد. عنق الزجاجة د. ابتهال الخطيب |
شعب «الفيسبوك» مُعارضا للحكومة «العثمانية»… والرقيب يحذف عناق الملك عبد الله وبن كيران Posted: 30 Mar 2017 02:29 PM PDT عشية الاحتفال باليوم العالمي للمسرح، شهد المغرب انطلاق مسرحية من نوع «الكوميديا السوداء»، مسرحية ما زالت العديد من كاميرات التلفزيون تتابع فصولها المضحكة / المبكية، لأنها لم تنته بعد، بطلها الأحزاب «الكبرى»، التي شرعت تتهيأ لنيل نصيبها من «وليمة المناصب» الوزارية، وكلُّ حزب يفكر بمنطق «قسمة الدجاج»، التي رواها الجاحظ في أحد كتبه. وهكذا، وبعد طول انتظار وشد وجذب، ستُولَد ـ ولادة قيصرية ـ حكومة هجينة وبلا هوية واضحة، تضمّ خلطة لا قِبل لأيّ بلد ديمقراطي بها، قوامُها ستة أحزاب بالتمام والكمال، هي مزيج من الإسلاميين والاشتراكيين والشيوعيين واليمينيين والليبراليين وغيرهم، وذلك بسبب العطب الموجود في النظام الانتخابي المغربي الذي يجعل الحزب المتصدر للانتخابات غير قادر لوحده على تشكيل الحكومة. بهذه الطريقة، أمكن لمُخرِجي اللعبة الديمقراطية أن يتحكموا فيها كما يشاؤون، ويوزّعوا الأدوار كما يحلو لهم، لا سيما بالنظر لهشاشة بنيات جل الأحزاب، وبالنظر أيضا للارتباطات المعلنة أو المُضمَرة بين «قياداتها» وبين مراكز القرار السياسي والاقتصادي. وبهذه الطريقة، جرى كذلك قصّ أجنحة حزب «العدالة والتنمية» الذي تصدّر الانتخابات التشريعية الأخيرة، حيث أُعفي زعيمه عبد الإله بن كيران من رئاسة الحكومة، وهو الذي يقود فئة «الصقور» في الحزب المذكور، بحسب تعبير المحللين المحليين، وعُوِّضَ بقائد «الحمائم»، سعد الدين العثماني، الذي رضخ ـ منذ الوهلة الأولى ـ للشروط المملاة عليه والمختصرة في العبارة المشهورة: «وضع البيض في سلة واحدة». وهو ما حذا ببعض المدوّنين إلى اقتراح إضافة باقي الأحزاب الموجودة حاليًا خارج المفاوضات الحكومية إلى سلّة البيض نفسها، ولاسيما «الأصالة والمعاصرة» و»الاستقلال»، من أجل جبر خاطر الجميع. أما مهمّة المعارضة، فتُترك للشعب الذي سيكون في مواجهة «الحكومة العثمانية» (اشتقاقا من اسم رئيسها الجديد). والواقع أن المواطن، اليوم، لم يعد بحاجة إلى وسائل الإعلام التقليدية، لكي يوصل صوته ورأيه وموقفه، إنه يقوم بذلك من خلال مختلف وسائط التواصل الاجتماعي الافتراضية: يكتب بالطريقة التي تحلو له، ويعبّر بالصوت والصورة، ويتداول الرسوم الكاريكاتورية والصور الفوتوغرافية الساخرة والتعليقات و»الهاشتاغات» بسرعة قياسية. إنه يمارس المعارضة الحقيقية العابرة للحدود والمتخطية لمختلف الحواجز. يبدو أن مُخرجي مسرحية «التشكيلة الحكومية» الرديئة، نجحوا في شيء واحد: إخضاع «العدالة والتنمية» لـ «سرير بروكوست» الشهير في الأسطورة الإغريقية، بعد تنامي شعبية هذا الحزب واتساع دائرة المتعاطفين معه ومع زعيمه عبد الإله بن كيران الذي بدا عصيّا على مسايرة التيار. ولكن أولئك المخرجين ينسون أو يتناسون وجود الحزب الافتراضي الكبير جدا المكون من ملايين المواطنين الذين لا تنجح الوسائل التقليدية في التأثير عليهم وتوجيههم… ولاسيما بعدما أدركوا أن الحلم الديمقراطي تبدد واستحال كابوسا! العناق «الممنوع» تلفزيونيًا! لم يستسغ المقصّ التلفزيوني في المغرب وجود لقطة يبدو فيها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني يعانق بحرارة عبد الإله بن كيران، رئيس حكومة تصريف الأعمال المغربية، فعمد إلى قطع تلك اللقطة التي ظهرت، للمرة الأولى، خلال النقل التلفزيوني المباشر للاستقبال الرسمي، الذي خصص الأسبوع الماضي للعاهل الأردني بمناسبة زيارته الرسمية إلى المغرب. غير أن عددا من رواد «الفيسبوك» كانوا في موقع الرصد والانتباه، حيث استنكروا السلوك الغريب، الذي أقدم عليه مسؤولو الأخبار في القناة الرسمية، الأحد الماضي، أثناء بث تقرير «الأنشطة الملكية في أسبوع»، إذ أقدموا على حذف العناق الحار بين الملك عبد الله وبن كيران، واكتفوا ببث سلام العاهل الأردني على رئيس مجلس النواب وباقي المسؤولين المغاربة. فمن هو هذا الرقيب، الذي أغاظه ذلك العناق الحار، الذي صار عناقا «ممنوعا» على منوال «العشق الممنوع»؟ وهل أمستْ صورة بن كيران مزعجة للبعض إلى هذا الحد، علمًا بأن الرجل ما زال يمارس مهماته رئيسًا لحكومة تصريف الأعمال، وإن أُقصِيَ من مهمة تشكيل الحكومة الجديدة، حينما رفض إملاءات بعض المقربين من دوائر القرار السياسي والاقتصادي؟ «مداولة» واللصوص الكبار! من أجمل التعليقات التي طفت على سطح الشبكة العنكبوتية أخيرا، قول أحدهم: إن برنامج «مداولة» التلفزيوني الذي يستعرض قضايا الجنح والجرائم في قالب تمثيلي، لم يتناول ولو قضية واحدة للصوص المال العام، بل يكتفي فقط بقصص المهلوكين والبائسين من الشعب الذين مرغت المشاكل والهموم وجوههم في الجريمة، فهل القانون للجميع كما يقال؟ وهي ملاحظة وجيهة، لاسيما بالنظر إلى أن المحاكم المغربية شهدت، وما تزال تشهد، منذ أكثر من عشرين سنة العديد من قضايا الفساد الإداري والمالي، أبطالها مسؤولون كانوا على رأس إدارات عمومية وشبه عمومية كبرى. كما أن تقارير المجلس الأعلى للحسابات تحفل برصد معالم سوء التسيير والتدبير واستغلال النفوذ في أكثر من مؤسسة، علاوة على ما يُتداول في الصحف والمواقع الإلكترونية وغيرها من أمثلة حية على فضائح «اللصوص الكبار». كاتب من المغرب. tahartouil@gmail.com شعب «الفيسبوك» مُعارضا للحكومة «العثمانية»… والرقيب يحذف عناق الملك عبد الله وبن كيران الطاهر الطويل |
«القومية البيضاء» في أمريكا: من يوحنا اللاهوتي إلى ترامب الكهنوتي! Posted: 30 Mar 2017 02:29 PM PDT «جبهة العاصفة» Stormfront، المنظمة العنصرية الأمريكية التي تنادي بتفوّق البيض عرقياً وثقافياً، وترفع راية «القومية البيضاء»؛ كانت في طليعة المنظمات التي ناصرت دونالد ترامب، وانخرطت طواعية في حملات انتخابه لرئاسة الولايات المتحدة. طبيعي، إذن، أن تطالب بحصتها في الكعكة، العنصرية بادئ ذي بدء؛ وأن تجأر، أكثر من أيّ وقت مضى، بتفاصيل أوضح (أي: أشدّ عنصرية وكراهية للآخر) حول المسارات الراهنة لمرتكزاتها الإيديولوجية. وهكذا، في المنتدى المخصص لأعضاء المنظمة على الإنترنت، نقرأ تشخيص كرت ديتريش لـ»الحقائق العشر الخالدة للقومية البيضاء». أنّ «القومي الأبيض»، مثلاً، «يضع العرق فوق كلّ اعتبار، ويقدّم كلّ وأي تضحية ضرورية لإعلاء شأن القومية البيضاء»؛ وأنه «يفخر بتاريخ، وثقافات، وقِيَم، وأخلاقيات، وإنجازات شعبه»، و»يعيش وفق الأعراف التي استنها أسلافنا». كذلك فإنه «يقوّي جسده عبر الحياة الصحية، ويشحذ ذهنه عبر اقتفاء المعرفة، ويحصّن روحه بالتصميم الثابت، ساعياً إلى أن يصبح تجسيداً للقومية البيضاء، ووسيلة لتحقيق انتصارها». ولهذا فهو، أيضاً، «يسبغ مغزى خاصاً على مفهوم الشرف»، و»لا يستسلم، أو يتراجع، ويفضّل المنيّة على قبول الهزيمة»… وقبل أن تتكامل مناخات الهذيان القومي والعنصري، على شاكلة أسوأ من هذه، في أثناء حملات ترامب؛ كانت نُذر «جبهة العاصفة» قد تجسدت سنة 2009 على يد المواطن الأمريكي جيمس فون برون: 88 سنة، أبيض البشرة، النقيب السابق في البحرية الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية، الحائز على أربع نجوم تقدير بسبب بسالته في القتال، حامل البكالوريوس في الصحافة، وعضو جمعية Mensa التي تزعم أنها تضمّ الـ 2٪ الأذكى في الولايات المتحدة. هذا الرجل اقتحم متحف الهولوكوست في قلب واشنطن، على مرمى النظر من البيت الأبيض، مدججاً ببندقية، وأطلق النار، فجرح عدداً من حرس المتحف، وأودى بحياة أحدهم، قبل أن يخرّ هو نفسه صريع طلقاتهم. لم يكن فون برون يخفي أفكاره الكارهة لليهود، وهذا ما كان المرء يلمسه دون عناء عند زيارة موقع الرجل الشخصي على الإنترنت، وقراءة بعض كتاباته؛ وبينها مقالة بعنوان «خطأ هتلر الأسوأ: أنه لم يحرق اليهود بالغاز!»، على سبيل المثال الأوضح. لديه، كذلك، كتاب بعنوان Tob Shebbe Goyim Harog، مستمدّ من عبارة شهيرة جاءت في التلمود، وتُنسب إلى الحاخام شمعون بن يوشاي، تقول بالحرف: «أقتلوا حتى الأخيار في صفوف الوثنيين اللايهود». وإذا انتُزعت هذه العبارة من سياقاتها التاريخية والحربية الصرفة، كما يساجل بعض فقهاء التلمود، فإنها سوف تبدو دعوة صريحة إلى الإبادة الجماعية. الجانب الثاني في أفكار فون برون كان يخصّ اليقين ـ الذي تشترك فيه فِرق أمريكية عديدة، بأنّ المصرف المركزي الأمريكي، أو الاحتياطي الفدرالي، ليس سوى مؤامرة يهودية صرفة لإحكام القبضة المالية، وبالتالي السياسية، على مصائر الولايات المتحدة. ولهذا قام فون برون نفسه، في سنة 1981، بمحاولة «وضع الخونة من هيئة حكّام الاحتياطي الفدرالي، قيد الاعتقال القانوني، غير العنيف»، حسب تعبيره؛ فحاكمته «هيئة محلّفين زنجية» و»هيئة ادعاء يهودية/ زنجية»، وحكم عليه «قاض يهودي» بالسجن 11 سنة، كما أنكرت عليه حقّ الاستئناف محكمة «يهودية/بيضاء/سوداء»… وبالطبع، هذه السلسلة من الاتهامات المضادّة التي صدرت عنه، وسواها سيقت ضدّ كارل ماركس والنظام النقدي وقبيلة الخزر والزنوج والتوراة ووسائل الإعلام… لم تكن تدلّ على تضخم واضح في حسّ البارانويا، فحسب؛ بل كانت كاشفاً صريحا على عنصرية فون برون التي لا تكاد توفّر أحداً من غير البيض، الآريين منهم على وجه التحديد. لكنّ الرجل، على نقيض ما حاولت أن توحي به وسائل الإعلام الأمريكية، لم يكن حالة «منعزلة تماماً»، سواء على المستوى الفردي، أو حتى ضمن نطاق منظمته التي يطلق عليها اسم «إمبراطورية الغرب المقدّسة»؛ بل اندرج في تراث أمريكي واسع ضارب الجذور، لعلّ «جبهة العاصفة» هي أوضح تعبيراته اليوم. وهذه المنظمة أطلقها ـ سنة 1994، على شبكة الإنترنت ـ دون بلاك، القيادي السابق في منظمة Ku Klux Klan العنصرية، ثمّ القيادي في «حزب البيض القومي» الذي كان اسمه «الحزب النازي الأمريكي» حتى العام 1967. شعارها هو «الفخار الأبيض على امتداد العالم»، وتقول أحدث الإحصائيات إنّ عدد زائري الموقع ارتفع من 5000 سنة 2000 إلى 52,500 سنة 2005، كما أنّ أعداد المنتسبين الجدد إلى هذه المنظمة تجاوزت الـ 2000 بعد وقت قصير من إعلان فوز باراك أوباما في الانتخابات الرئاسية. بين أبرز أعضائها قتلة بدم بارد، أمثال ويد مايكل بيج، الذي قتل ستة اشخاص في معبد للسيخ، في ميلوكي، قبل أن ينتحر؛ وريشارد بوبلوفسكي، الذي قتل ستة ضباط شرطة في بتسبورغ. «إذا صرف المرء وقتاً أطول في محاولة فهم هؤلاء، فإنه سيستخلص نسقاً يجمعهم»، تقول هايدي بيريش، التي صرفت سنوات في تحليل موقع «جبهة العاصفة». وهي تتابع: «ثمة خرافة تقول إنّ هؤلاء القتلة يختبئون في الظلّ، فالمحققون اكتشفوا بسهولة أنهم يبشرون بعقيدتهم علانية على الموقع»؛ الذي تطلق عليه بيريش تسمية «رأسمال القتل على الإنترنت». لكن الأمر لا يقتصر على التبشير العقائدي، ففي أمريكا اليوم الآلاف من المسلّحين المدرّبين الذين يشكّلون الذراع العسكرية الضاربة لعشرات الميليشيات الدينية والسياسية، التي تحتسب في صفوفها أكثر من خمسة ملايين منتسب. وهذه الجماعات تنتظم في سلسلة تحالفات عريضة، ولكنها تلتقي حول مناهضة الصيغة الفدرالية للحكم في الولايات المتحدة، وتدعو إلى (بل استخدمت وتستخدم) العنف كوسيلة كفاحية لصون الحرّيات الفردية ضدّ ما تسمّيه «الطغيان الفدرالي». استطلاعات الرأي في أمريكا تشير إلى أنّ 15 ـ 18٪ من الناخبين ينتمون إلى كنائس أو حركات على صلة بتلك الجماعات، وقد أشارت إحصائيات إلى أنّ 33٪ من هؤلاء ينتمون إلى الحزب الجمهوري، 62٪ ذكور، 97٪ بيض، 85٪ متزوجون، 23٪ يحملون شهادات جامعية، و47٪ شهادات عليا بعد الجامعة… ولائحة بعض هذه المنظمات هي الكاشف الأوّل على طبيعتها: «التحالف المسيحي»، «الأمم الآرية»، «الوطنيون المسيحيون»، «الهوية المسيحية»، «رابطة البندقية الوطنية»… وأمّا خطوطها الإيديولوجية فيمكن أن تبدأ من افتراض وجود مؤامرة دولية عليا لتقويض الحلم الأمريكي، وقد تمرّ من التنظير التبشيري للقيامة الثانية ومجيء المخلص، ومعظمها ينتهي إلى التغني بالمسيحي الأبيض بوصفه المسيحي المجيد الوحيد. وعلى سبيل المثال لا الحصر، ترى ميليشيا «الدفاع الدستوري»، في ولاية هامبشير، أنّ بين علامات قيام الساعة لجوء السلطات الفدرالية الأمريكية إلى تغيير تصميم ورقة الدولار، وإضافة أرقام إلكترونية غير مرئية؛ وهذه ليست سوى «سمة الوحش الشيطاني» كما حددّها يوحنا اللاهوتي في رؤيته الثالثة عشرة! واليوم، بعد انتخاب ترامب، كان محتماً أن يفسح اللاهوتي مكاناً، ومكانة، للكهنوتي؛ في شخص رئيس تتآمر عليه الصحافة، ويعطّل قراراته القضاة، ويكبّل الكونغرس يديه! «استيقظْ، أيها الأمريكي المسيحي! المسلمون الإرهابيون صاروا بين ظهرانينا لأنّ حكومتنا ذاتها قد خانتك، بهدف تدمير ديننا»، يقول شعار الـ»كو كلوكس كلان»؛ وتصادق عليه «جبهة العاصفة». فإذا استيقظ ذلك الأمريكي المسيحي، وأنس في نفسه بعض تشخيصات كرت ديتريش حول «الحقائق العشر الخالدة للقومية البيضاء»؛ فإنّ انتقاله إلى لاهوت القتل، وبالتالي كهنوت العنصرية، لن يستغرق إلا خطوات معدودات؛ مضرجة بالدم، بعد الكراهية والتعصب الأعمى، غنيّ عن القول! ٭ كاتب وباحث سوري يقيم في باريس «القومية البيضاء» في أمريكا: من يوحنا اللاهوتي إلى ترامب الكهنوتي! صبحي حديدي |
رئيس البرلمان على خطى السيسي في إقصاء المعارضين والمنتقدين والغش سيد المعاملات والتعاملات Posted: 30 Mar 2017 02:28 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي» : لا يمر أسبوع إلا ويرتكب النظام أو وكلاؤه خطأ كبيرا، ومن أبرز أخطاء الأسبوع الراهن، التي يرجح أن تزيد من عزلة مؤسسة الرئاسة وتعزز من المطالب الشعبية بضرورة حل البرلمان، طرح قانون السلطة القضائية، الأمر الذي أحدث غضبا ما زالت أتونه مشتعلة في ربوع مصر، حيث ينظر أعضاء مؤسسة العدالة بعين الشك نحو السلطة التي خدعتهم وتسعى للانقضاض على استقلاليتهم، بعد أن قدموا لها خدمات جليلة، حيث مثلوا حجر الزاوية في الانقلاب على حكم دولة الإخوان المسلمين. وقد اهتمت الصحف المصرية الصادرة أمس الخميس 30 مارس/آذار على نطاق واسع بالأزمة التي تفاقمت بين البرلمان والقضاة، بسبب القانون الذي يقوض من سلطاتهم ويمنح رئيس الجمهوية مزيدا من السلطات، كي يقرب من يشاء ويبعد من يشاء عن سدة المشهد، ومراكز صنع القرار في المؤسسات السيادية. بالأمس أيضا شهدت الجامعة العربية مزيدا من الهجوم من قبل كتاب الكثير منهم يطالبون بضرورة إغلاقها، لأنها باتت تمثل عبئا على الشارع العربي، الذي يرى فيها مجرد قبر لدفن الآمال التاريخية للمسلمين والعرب، وفي القلب منها حلم تحرير فلسطين، وهو الحلم الذي لم يكن يوما ما أبعد منه الآن، إثر حالة الانقسام والتشرذم التي تسيطر على العالم العربي وإلى التفاصيل: مصر تخاصم المستقبل هل تستطيع مصر أن تستمر في سياسة الخصام الوطني مع أبناء الوطن الواحد حتى لو كانوا مخالفين النظام في الرأي؟ يتساءل حسن حنفي في «المصري اليوم»: «ألا تستطيع مصر أن تكوّن ثلاثيا: مصر- تركيا- إيران يملأ الفراغ. ويقضي على عناصر التفتيت فيها، كما كونت في الستينيات ثلاثي عدم الانحياز مع يوغوسلافيا والهند بدلا من أن ترى مجموعة أوروبا الشرقية والهند مصلحتها مع إسرائيل؟ وهل بسبب وجود بعض عناصر المعارضة السياسية في تركيا وإيران نخاصم الدولتين الكبيرتين بسبب بضعة مئات من المهاجرين؟ لقد تحول العدو إلى صديق وهو إسرائيل. وتحول الصديق إلى عدو مثل تركيا وإيران، بل بعض الأشقاء العرب. وأصبح العدو هو الإرهاب، نتوجه إليه ونقاومه بالقوة المسلحة وليس بالتفاهم والحوار. وخلقنا عدوا من داخلنا مثل «داعش» الذي شعر بضعف الدولة الوطنية فانقض عليها. ونسينا فلسطين وزاد الاستيطان، ويزيد كل يوم. ومن أجل الدفاع عن النظام ضحينا بشعوب بأكملها، كما حدث في سوريا واليمن. ومن العرب من يدافع عن نظام الأسد ويضحي بالشعب السوري مثل مصر. ومنهم من يدافع عن الشعب السوري ويضحي بالأسد مهما قيل في ضرورته لحفظ وحدة الشعب السوري، وخوفا من الوقوع في مزيد من التفتيت لا أمل في إيقاف مخطط التفتيت في مصر، وإيقاف نشأتها بين الجوع في الداخل والهجوم عليها من الخارج إلا بالمصالحة الداخلية، وتكوين ائتلاف وطني من كل القوى السياسية، إسلاميين وناصريين وليبراليين وماركسيين. فقوة الداخل قبل قوة الخارج. وهذا ما فعله صلاح الدين في مصر قبل التوجه إلى الشام ضد هجمات الصليبيين». لا داعي للحلم الحديث عن القمة العربية ما زال متواترا وقد نصح فراج إسماعيل في «المصريون» الجماهير بألا تراهن على نتائجها: «هي مجرد قعدة عرب تتكرر سنويا، يتصافح خلالها الحكام ويتبادلون كلمات معدة سلفا، توزع على الصحافيين قبل يومين أو ثلاثة أيام. حتى بيانات القمة توزع قبل أيام من انعقادها، ومع ذلك فقدت القمة نكهة كوميدية برحيل القذافي، كانت الوحيدة التي تجدد نفسها ولا يمكن توقع «الإفيهات» فيها. وقد عانى الرئيس حسني مبارك كثيرا عندما ترأس إحدى القمم في تقديم القذافي لإلقاء خطابه، فالمناصب التي يتبوأها تشبه الطريق الدائري في طولها، بدءا من اسم «الجماهيرية» ونهاية بملك ملوك إفريقيا. منذ القمة الأولى في أنشاص التي ترأسها الملك فاروق ملك مصر والسودان، إلى آخر قمة حضرها القذافي زعيم الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى وملك ملوك إفريقيا، لم نشهد كوميديا «تفطس من الضحك» كعباراته ومداخلاته المفاجئة والصادمة، حتى أنه هو الذي كشف للمتابعين حقيقة بيانات القمة المعدة سلفا، فقد أمسك بالبيان ولوح به خلال فورة حماس الملوك والرؤساء الحاضرين، ليقول إن كل شيء منته. القمة العربية هي المؤسسة الوحيدة التي تجمع القادة العرب، لكنها ستغيب يوما ما كما ستغيب جامعتها، فقد انتهى العالم العربي كقوة إقليمية، وحلت محله فعليا قوى إقليمية أخرى يمكن أن نسميها شرق أوسطية. والمأساة التي يجب أن نقر بها، أنه ليس بينها دولة عربية واحدة. لا مصر الأكبرمن حيث عدد السكان والقوة العسكرية، ولا غيرها… لقد خرج العرب من المعادلة في النهاية، وأصبحوا لقمة سهلة الهضم لسايكس بيكو جديدة، فدخلت إليهم قوى إقليمية غريبة عليهم، من بينها إسرائيل. صرنا ضيوفا على موائدنا وفي مناطقنا الجغرافية، وغيرنا هو من يقرر أمرنا. السؤال الآن.. هل القمة التي تشهدها اليوم العاصمة الأردنية «عمان» ستكون الأخيرة؟ أم ستعقبها قمم في السنوات المقبلة، فقط للاحتفال بتراثنا الخطابي المندثر كسوق عكاظ؟». الكوميديان الذي افتقدناه «رحيل الزعيم الليبي معمر القذافي أفقد القمة العربية حيويتها، فباتت مملة، وفق معتقد أحمد بكير في «الوفد» كل ما فيها تكرار لما سبقها.. ورغم أن قمة الأمس في العاصمة الأردنية كانت تناقش ملفات ساخنة، إلا أن الكثيرين تابعوها ببرود وعدم اهتمام.. ولعل رحيل القذافي كان سببا رئيسيا في عدم متابعة اجتماعات القمة، فالقذافي ـ رحمه الله ـ كان يضفي على اجتماعات الحكام العرب حالة من المرح وجوا من الفكاهة والطرافة، ولعل في ذاكرة من عاصروه مشهده في قمة الجزائر عام 1988، وهو يلبس قفازا أبيض في يده، وسط دهشة الحاضرين، ولما اقترب منه الملك الحسن الثاني أشاح وجهه عنه ورفض مصافحته وقال القذافي له، لن أصافح يدا صافحت يد شيمعون بيريز.. وبعد انتهاء الجلسة خلع القذافي القفاز وصافح ملك المغرب وسط ضحك الحاضرين. وفي قمة شرم الشيخ عام 2003 فوجئ الحاضرون بالقذافي يدخل القاعة ومعه مجموعة من الفتيات الحسناوات، وفشلت محاولات رجال المراسم منعهن، لولا تدخل الرئيس مبارك، الذي وافق على دخول ممرضته الحسناء الأوكرانية (جالينا)، لتجلس خلف القذافي ضمن الوفد الرسمي الليبي، وسط ذهول وضحك الحاضرين. وفي قمة تونس عام 2004 وأثناء كلمة الرئيس زين العابدين بن علي، ظل القذافي يدور بكرسيه يمينا وشمالا وهو ينظر إلى سقف القاعة، متجاهلا الكلمة ومتجاهلا الحاضرين، وفجأة انتفض وغادر القاعة، وسط ضحك الحاضرين واندهاشهم». بيت الداء عن الجامعة العربية ما زلنا نتحدث فحسب أسامة غريب في «مصر العربية»: «هذا الكيان السخيف الذي أنشأته بريطانيا عام 1945 هو السبب في معظم الكوارث التي تعاني منها الشعوب العربية. والحقيقة أنه في كل مرة يبحثون فيها عن أمين جديد يتولى مسؤولية الجثة الهامدة، عندما يخلو المنصب، سواء بعد انتهاء مدة عمرو موسى أو بعد انتهاء مدة نبيل العربي، كنت أضحك متذكرا السيدة فتحية لموناتة صاحبة اللسان البذيء والحنجرة المنفلتة وأرى أنها أحق الناس بهذا المنصب، فلا مصطفى الفقي، الذي كان يحلم بالمنصب، ولا مرشح قطر، ولا أحمد أبو الغيط الذي أخذ تاج الجزيرة، يمكن أن يعبروا عن النظام العربي خير مما كانت فتحية لموناتة ستفعل. السادة الدبلوماسيون استطاعوا دائما إخفاء تعفن النظام العربي خلف اللغة الخشبية والكلام المرصوص الذي يشبه أسيادهم في قصور الحكم. صحيح أن أي شاغل للمنصب لا بد أن يعكس استبداد وبلادة وقسوة الحكام العرب، لكن السادة الدبلوماسيين استطاعوا دائما إخفاء تعفن النظام العربي خلف اللغة الخشبية والكلام المرصوص الذي يشبه أسيادهم في قصور الحكم، لكن فتحية كانت ستتحدث بطريقة حسني مبارك التلقائية المليئة بالفحش عندما ينطلق على سجيته، وبهذا كانت ستكشف ما حاول نبيل العربي وعمرو موسى وأبو الغيط ومن سبقوهم أن يستروه. مصيبة هذا الكيان المسمي جامعة الدول العربية أنه دشّن للقاءات الدورية بين الحكام العرب، وهذا لعمري خطيرٌ». حانت لحظة الثأر لم يُفاجأ جمال سلطان رئيس تحرير «المصريون» بما يحدث الآن مع القضاء فـ: «المسلسل يمضي حسبما هو موضوع له منذ 3 يوليو/تموز 2013، لا فواتير لأحد تستوجب السداد، حيث يتم التخلص تدريجيا من كل شركاء المشهد، أو من يظنون أنهم كانوا شركاء في المشهد، ويتم وضع الجميع تحت السيطرة الكاملة، أو السحق الشامل، البعض تم الفراغ من أمره، كالبرادعي وشباب ثورة يناير/كانون الثاني، والبعض تمت السيطرة عليه بالكامل وتحديد نطاق عمله وسقف حضوره، مثل حزب النور والكنيسة، وبقي الأزهر والقضاء، والمعركة الكبرى التي تدور طوال الأشهر الماضية هي معركة السيطرة على آخر أجزاء مشهد 3 يوليو، الأزهر والقضاء. ويبدو أن المخرج رأى أن أخف الطرق تكلفة سياسية هي اللجوء إلى تعديلات تشريعية من خلال مجلس النواب، الذي تم تخليقه بصورة محكمة بناء على صياغات قانونية «منصورية» جعلت من المستحيل على أي قوة سياسية لا تحملها السلطة التنفيذية وأذرعها أن يكون لها أي ثقل فيه أو دور، وقد شهدنا قبل عدة أشهر محاولات التحرش بالأزهر، من خلال مشروعات قوانين لإعادة صياغة طريقة اختيار شيخ الأزهر تحديدا، وها نحن الآن نرى التحرش بالقضاء للأمر نفسه، وهو إعادة صياغة طريقة اختيار رؤساء الهيئات القضائية .المادة (185) من الدستور المصري تلزم بأخذ رأي القضاة في أي مشروعات قوانين تتعلق بشؤونهم، وهو إلزام يفهم منه الإلزام بداهة، لكن البعض في مجلس النواب يرى أن هذا الإلزام هو من باب الطبطبة وجبران الخاطر و»عزومة المراكبية»». لماذا الثأر الآن؟ «السؤال يطرح نفسه بإلحاح وغضب في تجمعات وبيانات القضاة، كما يؤكد عبد الله السناوي في «الشروق» على خلفية رفض جماعي لقانون «الهيئات القضائية» الذي صدر بطريقة تثير الشكوك في أهدافه وما وراءه، فليس هناك داع ولا تفسير يبرر إصدار قانون يخص شؤونهم بتعجل، بدون اعتبار لما أبدوه في إجماع نادر من اعتراضات، إلا أن تكون الصدور ضاقت بأي قدر من استقلال القضاء، كما أي قدر آخر من حرية الصحافة والعمل الأهلي، وهكذا دخلت مصر أزمة غير مسبوقة بين السلطتين التشريعية والقضائية، تنذر بتداعيات وعواقب لا يحتملها بلد منهك. لم تكن الحكومة من تقدمت بمشروع القانون المثير للاستهجان القضائي، الذي يخول رئيس الجمهورية سلطة حسم اختيار رؤساء الهيئات القضائية، مخالفة للدستور روحا ونصا، وللأعراف الراسخة التي سادت على مدى عقود. مَنْ الجهة الخفية التي أشعلت الأزمة المرشحة للتفاقم؟ بأب منطق؟ ولأي أهداف؟ بسؤال آخر: من يدير البرلمان؟ لا توجد إجابة عن شيء من التماسك، فلا أولويات تشريعية مقنعة ولا ممارسة ملموسة لدوره الدستوري المفترض في الرقابة على السلطة التنفيذية، كما لا أحد يعرف كيف تجري الأمور فيه، ولا من يضبط إيقاعه العام؟ فلا قادة سياسيون ولا برامج معروفة ولا قواعد ملزمة من التي تعرفها البرلمانات الحديثة. عندما تغيب القواعد يصبح التفلت سمة عامة، وقد وصلت مداها في اصطناع أزمة القضاة والوصول بها إلى نقطة الصدام والتفجير. وعبّر السناوي عن دهشته لأن القانون أجازه البرلمان على عجل في ذات يوم إقرار صيغته النهائية في اللجنة التشريعية، هذا وحده مثير للتساؤلات والريب». أمير الانتقام «الحجة التي قدمها البرلمان لتمرير قانون السلطة القضائية حسب مي عزام في «المصري اليوم» أن معيار الكفاءة هو الذي يجب أن يسود عند اختيار رؤساء الهيئات القضائية وليس السن. البرلمان بذلك، يعلن بشكل مباشر أن القضاء لا يفرز مؤهلين، وأن شخصا آخر من السلطة التنفيذية، رئيس الجمهورية، هو الأقدر على اختيار الأكفأ بين المرشحين، وهذا الطعن مردود عليه بأن النظام القضائي في جوهره لا يُصعّد إلا الأكفاء، ولضمان ألا تتدخل الأهواء في الاختيار استقر في القوانين المنظمة للسلطة القضائية، بما في ذلك مجلس القضاء الأعلى، والمجلس الخاص في هيئة القضايا والمجالس المشابهة، أن الأقدمية هي الحاكمة، وقُصد بها ضمان استقلال القضاء عن السلطة التنفيذية. اختيار رئيس الجمهورية لرؤساء هذه الهيئات القضائية سيفتح الباب لدور متزايد للتقارير الأمنية والمواءمات السياسية، وبالتالي لن يتم اختيار الأكثر كفاءة كما يردد، ولكن سيتم اختيار القاضي الذي يتقرب للرئيس ويحاول استرضاءه، وسيتم تعميم سياسة الاسترضاء من أعلى الهرم القضائي حتى سفحه، وبذلك يتم القضاء تدريجيا على استقلال القضاء والكفاءة معا. يُشاع أن هذا القانون صدر لاستبعاد كل من المستشار أنس علي عبدالله عمارة، الذي كان سيترأس محكمة النقض ابتداء من أول يوليو/تموز المقبل، والمستشار يحيى راغب دكروري الذي سيتولى رئاسة مجلس الدولة بهيئاته، بمجرد انتهاء العام القضائي الحالي في 30 يونيو/حزيران المقبل، استبعادهما له أسبابه حسبما يُشاع، ويقترن استبعاد المستشار الدكروري في أذهان العامة بحكمه التاريخي بمصرية تيران وصنافير. السؤال: هل يكسب الرئيس السيسى لو أصبحت كل سلطات الدولة في يده: تنفيذية وتشريعية وقضائية أم يخسر؟ إن ذلك سيجعل من مصر دولة كسيحة فلا يمكن أن ترتكز دولة على ركن واحد (السلطة التنفيذية)». برلمان «حاضر يا افندم» بسبب الأزمة مع القضاة وجد البرلمان نفسه أمام مشكلة معقدة، التفت إليها أشرف البربري في «الشروق»: «طريقة تمرير التعديلات الأخيرة التي تجعل رئيس الجمهورية ينفرد باختيار رؤساء الهيئات القضائية في 3 حالات، تؤكد أننا أمام برلمان لا كلمة له ولا موقف. ففي يوم الأحد 26 مارس/آذار أعلن النائب بهاء الدين أبو شقة رئيس لجنة الشؤون التشريعية والدستورية في مجلس النواب إرجاء مناقشة تعديلات قانون تعيين رؤساء الهيئات القضائية «استجابة لرغبة العديد من النواب الذين رأوا تأجيل المناقشات من باب المواءمة السياسية وحتى لا يتم افتعال أزمات». وبعد نحو 12 ساعة فقط عاد «النائب بهاء الدين أبو شقة رئيس لجنة الشؤون التشريعية والدستورية ذاته» ليعلن يوم الاثنين موافقة اللجنة على تعديلات قانون تعيين رؤساء الهيئات القضائية. وفي ظهيرة اليوم نفسه يوافق مجلس النواب في جلسته العامة على التعديلات! لا تفسير لما حدث إلا أننا أمام مجلس نيابي يعمل بالتعليمات التي لا نعرف من أين تأتي، وإلا كيف يتم تأجيل مناقشة قانون من «باب المواءمة السياسية» وبعد ساعات قليلة يتم تمريره؟ وما يقال هنا يقال على الكثير من القوانين التي يقرها البرلمان بمجرد عرضها عليه، حتى لو اختارت بعد ذلك السلطة التنفيذية وضعها في الثلاجة، كما حدث مع قانون الجمعيات الأهلية، بدون أن نجد نائبا واحدا يجرؤ على السؤال عن مصير القانون الذي أصدره البرلمان، ولماذا لا تصدق عليه الرئاسة وتنشره في الجريدة الرسمية ليدخل حيز التطبيق وتستفيد منه البلاد والعباد، لأن الأصل في عمل البرلمان هو إصدار القوانين لكي يصدق عليها الرئيس فيتم تنفيذها، أو يرفضها فتعاد مناقشتها. أما أن يدخل القانون الثلاجة بهذا الشكل، فهذه إهانة كبيرة للبرلمان». لا وقت للأزمات نبقى مع أزمة القضاة وكرم جبر في «اليوم السابع»: «ليس هذا وقت صناعة الأزمات وكان في وسع مجلس النواب أن يتفادى المواجهة مع القضاة، بفتح قنوات الحوار للتوصل إلى قانون يحقق مطالبهم ولا يُفرض عليهم، ولا يعني ذلك الاعتداء على سلطة البرلمان في التشريع، ولا حرمان أعضائه من حقهم الدستوري، ولكن أن يتم التوافق على قانون يتعلق بالسلطة القضائية ويدعم استقلالها، فالقضاة هم الأعلم بشؤونهم، ولم يحدث من قبل أن فُرض عليهم قانون ضد إرادتهم. كان من الأفضل إرجاء إصدار قانون السلطة القضائية لمزيد من الحوار والتشاور، ولكن مجلس النواب تعجل وتسرع في مناقشة القانون وإصداره في يومين، وترك علامات استفهام كثيرة حول أسباب السرعة، وتعددت الاتهامات بأن السلطة التشريعية أقرت قانونا غير دستوري، ويخالف مبدأ الفصل بين السلطات، بالسماح للسلطة التنفيذية بالتدخل في شؤون القضاء، وإطلاق يدها في اختيار رؤساء الهيئات القضائية، ضاربا عرض الحائط بالأعراف القضائية المتعارف عليها منذ سنوات طويلة .لا ينال من هيبة مجلس النواب إعادة المداولة حول مشروع القانون، وعقد جلسات استماع مع نادي القضاة، ومجلس الدولة والنيابة الإدارية، للتوصل إلى صيغة تحقق الهدف المطلوب، وهو توسيع قاعدة اختيار رؤساء الهيئات القضائية، بعناصر أقل من سن التقاعد وهو 70 عاما، وحل إشكالية الأقدمية التي تمنح رئاسة الهيئات القضائية لمن هم على أبواب السبعين أو أقل قليلا. إدارة الأزمة، حسب الكاتب» يجب أن تكون بعقلانية وهدوء وبعيدا عن الانفعال والغضب، وبدون تسييسها وتأجيجها بشعارات نارية، فما يحدث لا يشبه من قريب أو بعيد مذبحة القضاء أيام الرئيس عبدالناصر». أتركوهم يرجمونه ومن قانون السلطة القضائية إلى قانون العقوبات، الذي ينتقده صلاح منتصر في «الاهرام»: «قرأت أن مواد القانون لم تتضمن الجريمة القذرة التي ارتكبها وحش قرية «دملاش» مركز بلقاس في محافظة الدقهلية مع الطفلة الرضيعة «جنا» البالغة من العمر 18 شهرا. وهو أمر طبيعي ألا يتصور واحد من الذين وضعوا قانون العقوبات أن «إنسانا من بني آدم» يمكن أن تصل به الوحشية إلى هذه الدرجة البالغة من الانحطاط والخسة، وإلى محاولة اغتصاب طفلة «في اللفة» فحتى الشيطان نفسه لو وضع الطفلة بين يديه ونظر إلى وجهها لأخجلته براءتها وانحنى يقبلها في رفق وحنان. جريمة بالفعل غير واردة في الدفاتر والقوانين بالنسبة لسن المجنى عليها، ومع ذلك فقد خافت سلطات الأمن على حياة الوحش الآدمي، ونقلت نظر التحقيق معه إلى نيابة أخرى بعيدا عن أهاليه الذين خرجوا ثائرين، ولا بد أن يثوروا وأن يمزقهم عذاب أن يصل الفحش بواحد منهم ليرتكب ما فعله العامل «إبراهيم محمود الرفاعي» سن 35 سنة. ولو كنت من المسؤولين لتركت الأهالي ينهشونه ويمزقونه، فأي عقوبة ستقررها المحكمة وهي لن تكون الإعدام لن تطفئ نيران الغضب من الجريمة التي ارتكبت، والتي اعترف بها الجاني، ولهذا أقسو عليه وأود لو نزلت فيه ضربا بسن حذاء جندي وهو أمر لم أفعله في حياتي. والواقع أن المجتمع يشهد ظاهرة من التردي الأخلاقي. وحسب تقرير للاتحاد المصري لحقوق الإنسان فهناك 200 ألف جريمة اغتصاب وقعت في السنوات الثلاث الأخيرة». حرب الإعلام ضد مَنْ؟ نتحول للحرب على إعلام السلطة ويتبناه في «الشروق» فهمي هويدي: «هاجم رئيس تحرير «الأهرام» قناة «دويتش فيله» الألمانية لمجرد أن الإعلامي المصري المعروف يسري فودة قدم حلقة عن أوضاع مصر الراهنة في برنامجه الأسبوعي الذي يقدمه على شاشتها. ولأنه كان ناقدا وخرج عن الوضع المألوف في البث التللفزيوني المصري، فقد اعتبرت القناة ضمن «مراكز التحريض»، ووصف البرنامج بأنه «ينضح بالعداء الصارخ لمصر»، وهو تعبير عن الحساسية المفرطة، كما يشير هويدي، من جانب الأجهزة المعنية إزاء أي نقد في الداخل أو الخارج. نشرت «الأهرام» أيضا تقريرا مما تعده الأجهزة المعنية لما ينشر عن مصر في الخارج. كان عنوانه «فصام إعلامي بريطاني تجاه مصر». والتقرير كان محاكمة اتهمت عموم الإعلاميين البريطانيين بأنهم لا يذكرون مصر بخير، ومما أخذه التقرير على وكالة «رويترز» أنها تصر على أن أي حادث يقع في العريش، أو رفح إنما وقع في سيناء، بدون الإشارة إلى أنه في شمال سيناء فقط. وهو ما اعتبر من القرائن الدالة على سوء نية الإعلام البريطاني. لا تخلو الملاحظة من مفارقة، ذلك أن التقرير طالب الوكالة البريطانية بالتدقيق وحصر الإرهاب الحاصل في مدينتي رفح والعريش فقط، وعدم تعميمه على كل سيناء، لأسباب متعلقة بجذب السياح البريطانيين. والمفارقة في الموضوع تتمثل في أنه في حين أن الأسباب السياحية استدعت ذلك، فإن الأسباب السياسية الداخلية فرضت على الإعلام المصري التهويل من حجم الإرهاب، بحيث لا يعمم على سيناء وحده فقط، وإنما يعمم على مصر كلها. وذلك مما يقتضيه الخطاب التعبوي الساعي إلى التخويف من الإرهاب واعتباره خطرا يستهدف إسقاط الدولة وتهديد وجودها. إن المشكلة ستظل قائمة ما لم تصحح النظرة، بحيث يعامل الإعلام في الخارج بأسلوب مغاير عن الذي يعامل به الإعلام المصري». الإخلال بسير الجلسات «أنت تخل بسير ونظام الجلسة»و «أنت تخل بلائحة المجلس».. «أنا بخل باللائحة.. أنا بخل باللائحة.. أنا بخل باللائحة.. أنت تتطاول على رئيس المجلس. ما سبق جزء من سجال دار بين رئيس مجلس النواب علي عبد العال والنائب هيثم الحريري، عضو تكتل 25- 30، أثناء مناقشة مشروع قانون الهيئة الوطنية للانتخابات في جلسة الاثنين 27 مارس/آذار، بعدما رفض عبد العال، كما يشير محمد سعد عبد اللطيف في «البديل» إعطاء الكلمة للحريري، لإبداء رأيه في مواد القانون، واتهمه بالإخلال بنظام الجلسة، فاحتج النائب واتهم رئيس المجلس بالإخلال باللائحة، فما كان من الأخير الإ أن طلب التصويت على إحالة النائب إلى لجنة القيم، «الموافق على إحالة النائب هيثم أبو المجد الحريري إلى لجنة القيم يرفع يده»، أعلنها عبد العال وهو ينظر إلى «اللا شيء»، وقبل أن يرتد إليه طرفه أعلن رجل القانون الذي خرج 40 جيلا من كلية الحقوق، في أقل من ثانية موافقة المجلس الذي لم يرفع العشرات من أعضائه أيديهم على إحالة النائب الشاب إلى لجنة «إرهاب المخالفين» المسماة زورا «القيم». بعد قرار الإحالة المشكوك فيه، حاول نائب حزب النور أحمد خليل، التدخل وطلب من عبدالعال، التنازل عن إحالة الحريري لـ«القيم»، وقال: اعتبرها نرفزة ملعب، فرد رئيس المجلس «الحريري شتمني في الصحافة وشتمني في الإعلام.. أنا قمت بتخريج 40 جيلا من كلية الحقوق في مصر وخارجها، وهيثم يتهمني أني بخالف الدستور واللائحة، وهذا تطاول غير مقبول.. والنائب هيثم الحريري لابد من وقفة معه. هيثم لم يسب رئيس المجلس كما ادعى الأخير، لكنه استخدم حقه الدستوري والقانوني في نقد الطريقة التي يدير بها عبد العال الجلسات، لكن وفقا للكاتب أن رئيس البرلمان يمضي على سنة رئيسه في إقصاء المخالفين والمعارضين». غشاشون للأبد الغش لدى كثير من أبناء هذا المجتمع أسلوب حياة، ورغم أهمية وجود قوانين تردع الغشاشين، فإن القانون وحده، كما يعترف محمود خليل في «الوطن» لا يكفي: «أقول ذلك بمناسبة الجدل المثار حاليا حول مشروع قانون «الغش في الثانوية العامة»، الذي ناقشته اللجنة التشريعية في البرلمان، ووافقت على العقوبات التي ينص عليها. لست بحاجة إلى تذكيرك بأن الغش ليس موضوعا للامتحانات فقط، فهناك أشكال مختلفة للغش تسيطر على واقع المعاملات والتعاملات في مصر، فهناك الغش الاقتصادي والغش التجاري والغش الديني والغش الثقافي والغش السياسي، كل ممارسة في حياتنا عرضة للغش. ولو أن قانون «الثانوية العامة» طبق وحده، بما يلزمه من عدالة وصرامة، فإن كل سجون مصر لن تستطيع استيعاب من ستتم محاكمتهم. هذا في بند واحد من بنود الغش، فما بالك لو طبق القانون على الغشاشين في كافة المجالات، أتخيل أن مصر وقتها ستتحول إلى سجن كبير. لست ممن يقللون من أهمية القوانين ومن قدرتها على الردع، لكنني أجد أنها لا تكفي بمفردها لمواجهة ظاهرة معقدة، مثل ظاهرة الغش. الغش في المدارس له أسبابه الاجتماعية المتنوعة لعل أبرزها تراجع قيمة الاجتهاد أمام قيم الفهلوة والحصد السريع. التلميذ في مصر تربى على ثقافة «ليه تدفع أكتر ما دام ممكن تدفع أقل؟». كيف نطلب من تلميذ يعتمد على «المذاكرة بالوكالة» من خلال درس خصوصي أو مجموعة تقوية أن يرى للجهد أي قيمة؟ لماذا يذاكر أصلا وهو يعلم أن الكلمة العليا داخل لجان الامتحانات لـ«الغش»؟ الغش الذي يرعاه ولي الأمر والتلميذ، والمدرس والفراش، بل أحيانا بعض الموظفين في وزارة التربية والتعليم». الشيخة سما المصري تنهى عن المنكر أكدت الفنانة سما المصري ثقتها في أن برنامجها الجديد سيحقق نسبة مشاهدة عالية، قائلة: «برنامجى هيكسر الدنيا» وحول هدفها من البرنامج، قالت سما المصري لــ»اليوم السابع»: «ليه كذا هدف، منها إننا نجيب ناس نستفيد منهم، وأني أقدم حاجة جديدة، وكمان هدفي أني أعمل فرقعة. وأضافت سما المصري، أنها ستعقد اجتماعا اليوم مع إدارة القناة لتحديد باقي تفاصيل البرنامج، مؤكدة أنها وقعت العقد وستتم إذاعته في قناة مصرية مشهورة، وفي التصنيف الأول، تستضيف خلاله حالات كثيرة، وتناقش قضايا اجتماعية مهمة. وأشارت الفنانة الاستعراضية إلى أنها تتابع باهتمام عددا من البرامج المختلفة، منها برامج عمرو أديب ووائل الإبراشي ومعتز الدمرداش ولميس الحديدي، قائلة، «أنا بحب البرامج اللي حواراتها بتكون سخنة. وكانت الفنانة سما المصري قد أعلنت، عبر صفحتها على فيسسبوك، عن تقديمها برنامجا دينيا في شهر رمضان المقبل، عبر إحدى القنوات الفضائية تحت عنوان عقوق الوالدين» شمس البنا لا تغيب «ما زال أثر حسن البنا عميقا في عقل وقرار الجماعة، رغم ادعاء البعض أن الجماعة تحررت من ميراثه، فقد صاغ كما يؤكد أحمد بان في «البديل» الجماعة فكرا وتنظيما بالشكل الذي جعلها مرتبطة به شخصيا، ما جعله المسيطر الأوحد عليها الممسك الوحيد لأعنتها والموجه لنشاطها، وقد استغل في ذلك عاملين، كما يذهب المستشار طارق البشري، أولهما الغموض المحيط بأهدافها وبطبيعتها وبمناهجها العملية كدعوة سياسية، وثانيهما بناء تنظيم الجماعة بطريقة تجعله صاحب الأمر وحده، وتجعل سائر أجهزة التنظيم ومستوياته ومكاتبه ولجانه مجرد كيانات استشارية، يملك عليها الأمر ويجب عليها السمع والطاعة، وكان ما يحيط فكر الجماعة وأهدافها من إبهام، ما يفيد قيادتها في أن تجذب إليها كتلا من الجماهير والقوى السياسية، متباينة المواقف والمشارب في السياسة والأهداف العملية، وهو مما يفيدها أيضا في القدرة على الحركة الطليقة غير المقيدة بأهداف محددة ولا مناهج مسبقة، ما مكن المرشد العام أن يحتفظ بسلطات الزعامة الشخصية في الجماعة وعلى كوادرها وجماهيرها، باعتباره صاحب الدعوة فلا يملك أحد غيره في أي مواقف عملية أن يوضح ما خفى منها أو يوضح وجهة نظر الجماعة، ولا يعترف الجمع الرابض في الجماعة لأحد غير المرشد بذلك، ولو كانت الأجهزة القيادية فالمرشد هو المبايع على السمع والطاعة. لم تفقد الجماعة بموت البنا منظمها فقط، بل فقدت مفكرها وراسم سياساتها ومحدد أهدافها». رئيس البرلمان على خطى السيسي في إقصاء المعارضين والمنتقدين والغش سيد المعاملات والتعاملات حسام عبد البصير |
إحالة قاضيين للتأديب لمشاركتهما في إعداد قانون مكافحة التعذيب Posted: 30 Mar 2017 02:28 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: أحالت وزارة العدل المصرية قاضيين إلى مجلس التأديب والصلاحية، لمشاركتهما في إعداد وصياغة مشروع قانون مكافحة التعذيب، بالتعاون مع الحقوقي والمحامي نجاد البرعي مدير المجموعة المتحدة للاستشارات القانونية. وحدد المستشار عبد الشافعي عثمان القاضي المنتدب من وزير العدل للتحقيق مع القاضيين عاصم عبد الجبار، وهشام رؤوف، جلسة 24 أبريل/ نيسان المقبل لبدء محاكمتهما في اتهامهما بالاشتراك في عمل سياسي. يذكر أن قرارا بالمنع من السفر صدر بحق البرعي، في إطار التحقيق معه في اتهامات بينها تعطيل مؤسسات الدولة عن أداء مهامها بعد مشاركته عام 2015 في صياغة مشروع قانون لمنع التعذيب. ويتضمن مشروع القانون عدة مواد تنص على العقاب بالسجن المشدد لكل موظف عام أو مكلف بخدمة عامة أمر بتعذيب شخص، أو فعل ذلك بنفسه، أو بإن منه، أو علم بذلك وأمتنع عن إيقافه رغم قدرته على ذلك. وحسب المشروع «في حال كان التعذيب بقصد حمل الشخص على الإدلاء بأقوال أمام سلطات الضبط أو التحقيق أو المحاكمة أو إحدى وسائل الإعلام يعاقب بالسجن المشدد الذي لا يقل عن 5 سنوات» أما إذا كان التعذيب واقعًا على النساء أو الأطفال فتكون العقوبة، وفق مشروع القانون «السجن المؤبد، وإذا مات المجني عليه يحكم بالعقوبة المقررة للقتل عمداً». كما ينص مشروع القانون على الحبس مدة لا تقل عن سنة، وغرامة تتراوح بين 10 آلاف أو 20 ألف جنيه، على من قبض على شخص أو حجزه أو حبسه بغير مسوغ. ونص مشروع القانون: «كل مأمور قسم أو مركز أو سجن أو مدير مكان احتجاز أخل بواجبات وظيفته في لرقابة والإشراف على مكان الاحتجاز، ما أدى إلى ارتكاب جريمة التعذيب فيه على النحو المبين بالمادة الأولى من هذا القانون، يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة شهور والعزل من الوظيفة». إحالة قاضيين للتأديب لمشاركتهما في إعداد قانون مكافحة التعذيب تامر هنداوي |
بعض خفايا النقاش الفلسطيني في القمة: إسرائيل «تخابثت» برسالة أمنية والسيسي «لن ينفرد» بالتفويض مع ترامب وقمة ثلاثية ناقشت التفاصيل قبل محطة البيت الأبيض وأفكار حول «رباعية» Posted: 30 Mar 2017 02:27 PM PDT عمان ـ «القدس العربي»: بدأت في أول موجة تداعيات لما قررته وأنجزته القمة الناجحة في البحر الميت الأردني الأفكار والسيناريوهات التي تتحدث عن كلمة موحدة لثلاثة زعماء عرب بخصوص «حل الدولتين» سيسمعها في غضون شهر على الأقل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. خلافاً لما خطط له الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لم يعد وحيداً المفوض المطلق في التحدث باسم العرب بخصوص القضية الفلسطينية وحتى وإن كان اول من سيقابل ترامب بعد ثلاثة ايام في البيت الأبيض. يرافق السيسي في هذا الإطار زعيمان هما الملك عبدلله الثاني الذي من المقرر ان يلتقي ترامب نهاية شهر نيسان/ابريل متحدثاً هذه المرة بصفته رئيساً للقمة العربية وقبله الرئيس محمود عباس الذي سيلتقي ترامب منتصف الشهر نفسه. وفي كل حال تفويض السيسي ليس شاملاً بالخصوص ومقيد تماماً على أجندة البيان الختامي وإعلان عمان في البحر الميت. عباس بدوره حصل على إسناد قوي للرد على السيناريو الإسرائيلي المعني بإقامة دولة مؤقتة وشرعنة الاستيطان وعلى هذا الأساس بدا فرحاً بزيارة واشنطن بالتتابع بعد السيسي وقبل الملك عبدالله وفي جيبه قرار واضح ومباشر من القمة العربية يجنبه الضغوط البينية التي ضعف أمامها في البداية. بالتقاطع مع انعقاد القمة كان رئيس الوزراء الأردني الأسبق معروف البخيت وأحد الخبراء في الملف الإسرائيلي قد حذر علناً من سيناريوهات على حساب الأردن. وقبله كان المخضرم طاهر المصري يحذر ومرات عدة وأمام «القدس العربي» من ان تغييب حل الدولتين لا يعني حل الدولة الديمقراطية الواحدة بل السعي لتصفية القضية الفلسطينية وتبرير تهجير «ترانسفير» منهجي للإضرار بالأردن. المناخ تغير عندما أقنع الأردن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بأن تتضمن كلمته الارتكاز على المبادرة العربية، الأمر الذي أبعد محاولة أحد الأجنحة في السعودية الاستثمار في هذا الموضوع وعلى اساس ان القبول بغياب حل الدولتين يشكل خطراً على الأردن. في الأثناء بدا واضحاً في كل التفاصيل ان إيقاع البحر الميت يطور آليات المناكفة لليمين الإسرائيلي فقد التقطت عمان تلك الرسالة الإسرائيلية المتخابثة التي وجهت عندما صدر تحذير للإسرائيليين من احتمالية حصول عمليات إرهابية في الأردن ومصر وتركيا خلال وعشية تحضيرات القمة العربية. رسالة التحذير التقطت على أساس انها طراز من الشغب المقصود على قمة البحر الميت. لكن العاهل الأردني الذي كان قد استعان أصلاً بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب وبالاتحاد الأوروبي وبالأمين العام للأمم المتحدة حيث دعا ممثلين لهذه الجهات لحضور القمة أكمل مشواره بنجاح عندما حال دون تمرير عبارة وزير الخارجية المصري سامح شكري بعنوان الإستناد إلى «ما تضمنه لقاء بين السيسي وعباس في القاهرة». بعد انتهاء أعمال القمة رسمياً عقد ملك الأردن لقاءً ثلاثياً مع عباس والسيسي لتنسيق العبارات التي ستقال للرئيس ترامب، بعض الأفكار هنا تتطور وتفترض احتمالية اقتراح قمة رباعية بحضور الزعماء الثلاثة مع الرئيس الأمريكي وهو الاقتراح الذي سمعه ممثل الأخير في القمة جيسون غرينبلات. جيسون الذي كان اللاعب الخفي في القمة وأداة مشروع التأثير في توصيات القمة العربية تبدلت لهجته عندما سمع كلمات موحدة للزعماء العرب بخصوص «حل الدولتين» ونصوصاً تتمسك حصرياً بالمبادرة العربية وبدون «تعديلات» مع موقف شرس من الأردن ضد «الاستيطان». بعض خفايا النقاش الفلسطيني في القمة: إسرائيل «تخابثت» برسالة أمنية والسيسي «لن ينفرد» بالتفويض مع ترامب وقمة ثلاثية ناقشت التفاصيل قبل محطة البيت الأبيض وأفكار حول «رباعية» بسام البدارين |
هكذا ينتقم نظام السيسي من قاض حكم بمصرية «تيران وصنافير» Posted: 30 Mar 2017 02:27 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: احتدمت الأزمة التشريعية بين القضاة المصريين ومجلس النواب، إثر موافقة الأخير على تعديلات قانون السلطة القضائية، التي واجهت رفضاً من جموع القضاة وبعض السياسيين والنشطاء، الذين كشف بعضهم أن هدفها الرئيسي «سياسي» لعدم تمكين أقدم نائب لرئيس مجلس الدولة من التعيين رئيسا له المفترض في يونيو/حزيران المقبل، وذلك عقابا له على إصداره حكما بمصرية «جزيرتي صنافير وتيران». وتعطي التعديلات لرئيس الجمهورية سلطة اختيار جميع رؤساء الهيئات القضائية «محكمة النقض ومجلس الدولة والنيابة الإدارية وقضايا الدولة»، من بين 3 مرشحين تختارهم المجالس العليا لكل جهة من بين أقدم 7 نواب للرئيس، مما يخّل بمبدأ «الأقدمية» المتعارف عليه والسائد منذ قديم الأزل، وكان يقتصر دور رئيس الجمهورية فيها على التصديق على تعيين أقدم نائب لرئيس الهيئة القضائية رئيسا جديدا لها. وأعلن نادي القضاة رفضه للتعديلات وتفويض رئيسه المستشار محمد عبد المحسن، في التواصل مع رئاسة الجمهورية لتحديد موعد لمقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسي باعتباره حكما بين السلطات لإنهاء هذه الأزمة. ودعا النادي، في بيان، عقب اجتماع مع رؤساء أندية الأقاليم، إلى عقد جمعية عمومية طارئة وإرجاء تحديد موعدها حتى نتيجة التواصل مع الرئاسة. وأجمع القضاة أنه في سبيل الزود عن استقلال القضاء والحفاظ على الثوابت والأعراف والتقاليد القضائية، فإن جميع الخيارات مطروحة بما لا يمس استقرار الوطن والذي لا يتحقق إلا باحترام الدستور واستقلال القضاء، مشيرين إلى أن مناط الأزمة ليس لإعلاء سلطة على أخرى وإنما لاحترام الدستور وأحكامه. وقال الكاتب الصحافي المعروف بتأييده الشديد للسلطة ولنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، ورئيس مركز طيبة للدراسات السياسية والاستراتيجية، خالد رفعت صالح، إن سبب الخلاف بين البرلمان والقضاة هو «سلق البرلمان لقانون السلطة القضائية رغم رفض كل القضاة، والبرلمان «ظبط» القانون ليبقى من سلطة رئيس الجمهورية تعيين رؤساء المحاكم بدلا من ان يلتزم بتعيين أقدم نائب رئيس محكمة كما هو متبع فى القانون الحالي، والسبب في ذلك هو المستشار يحيى الدكروري قاضي تيران وصنافير ونائب رئيس مجلس الدولة، الذي من المفترض أن ياتي دوره في التعيين رئيسا لمجلس الدولة خلال شهرين فتم تفصيل هذة المادة لمنعه». وأضاف في منشور عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك»: البرلمان «سلق» القانون ووافق عليه بعد نصف ساعة من موافقة لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية في مجلس النواب، وهو نفس ما فعله برلمان الإخوان حين عدل قانون المحكمة الدستورية العليا لتقليل عدد أعضائها من 19 إلى 11، تنكيلا بالمستشارة تهاني الجبالي التي كان ترتيب عضويتها «12». ووصف وكيل مجلس أمناء حزب المصريين الأحرار، راجي سليمان، تمرير مجلس النواب لتعديلات قانون السلطة القضائية، بأنه «تعد على السلطة القضائية» وتجاوز خطير لمبدأ الفصل بين السلطات ومجّرم وفقًا للدستور. واتفق سليمان مع الرأي القائل إن التعديلات من أهدافها الانتقام من المستشار يحيى الدكروري قاضي «تيران وصنافير». وأوضح في بيان صحافي أن «الدستور المصري صان مبدأ الفصل بين السلطات، حيث نص في المادة (5) منه على أن يقوم النظام السياسي على أسس من أهمها الفصل بين السلطات والتوازن بينها». وأعلنت الهيئة البرلمانية لحزب الوفد المصري رفضها التام لتعديل قانون السلطة القضائية. وقال رئيس الهيئة النائب محمد فؤاد، في بيان، إنه لا يجب للبرلمان أن يرسخ تدخلا من السلطة التنفيذية على أعمال السلطة القضائية، وإنه يتعين العدول عن هذا التعديل، مشدداً على ضرورة استقلال جميع سلطات الدولة ومن بينها السلطة القضائية. وأكد أن هناك رفضا عارما من الهيئات القضائية لتعديلات القانون، مشيرا إلى أن اقتصار التعديلات على مادة بعينها من القانون، يعد أمراً غير مفهوم. وحذر من وقوع صدام بين السلطتين التشريعية والقضائية بسبب تعديل هذا القانون، حيث أن الأقدمية هي من المبادئ الراسخة في القضاء وتعديلها يعد تدخلا غير مبرر في أعمال القضاء. كذلك أكد رئيس المركز العربي لاستقلال القضاء والناشط الحقوقي، ناصر أمين، أن تعديلات قانون السلطة القضائية تمثل تعديا على استقلال القضاء وتؤثر في ضمانة استقلالية الهيئات القضائية العليا، بتغيير طريقة تعيين رؤسائها المعمول بها منذ نشأة القضاء المصري، وبالتالي هي محاولة للمساس بتلك الاستقلالية هي الأولى من نوعها. وأضاف لـ«القدس العربي» أن حل الأزمة في يد جماعة القضاة، إذ أنهم المعنيون بوقف هذا التعدي على استقلالهم، بمشاركة المجتمع المدني، مشيرا إلى أن المركز العربي لاستقلال القضاء يتضامن بشكل كامل مع القضاة ضد هذه التعديلات. هكذا ينتقم نظام السيسي من قاض حكم بمصرية «تيران وصنافير» مؤمن الكامل |
المغرب: القانون الحالي غير كافٍ للحد من استفحال ظاهرة زواج القاصرات Posted: 30 Mar 2017 02:26 PM PDT الرباط ـ «القدس العربي»: جددت جمعيات حقوقية نسائية في المغرب، دعوتها للدولة المغربية، بوقف ارتفاع نسبة زواج القاصرات في البلاد، وبالتدخل العاجل للخروج بقانون صريح وواضح يجرم زواج الفتيات دون سن الرشد. ويأخذ زواج القاصرات في المغرب، وهي ظاهرة عادة ما تنتشر في المناطق النائية في المغرب، طابعاً اجتماعياً واقتصادياً، إذ يلجأ العديد من الآباء المغاربة إلى تزويج بناتهم وهن طفلات، بسبب الفقر وشح موارد العيش، رغم ما يترتب عليه من نتائج سلبية أكثر مما هي إيجابية، أبرزها هدر حقوق الزوجة. وتقول خ. م، وهي تبلغ من العمر 19 سنة، لـAالقدس العربي» إن «ظروف عائلتها الاجتماعية، كان دافعاً رئيسياً في زواجها، في الخامسة عشرة من عمرها، من رجل أربعيني، وذلك نتيجة فقر عائلتها المكونة من تسعة أشخاص. وتضيف «زواجي في هذا السن، دمر العديد من المحطات المهمة في حياتي أهمها دراستي، ونفسيتي يعني أن الزواج في هذه السن، وضع على عاتقي مسؤولية أكبر من حجمي، لم أستطع أن أعيش طفولتي ولا أستطيع حتى التعامل مع أولادي كأم حقيقية، وفي بعض الأحيان أشعر بأنهم عبء ثقيل، وفي الكثير من المرات فكرت بالهرب وترك كل شيء ورائي». من الناحية القانونية، تنص المادة 19 من مدونة الأسرة الصادرة سنة 2004، على أن «أهلية الزواج تكتمل بإتمام الفتى والفتاة بقواهما العقلية 18 سنة شمسية»، وتنص المادة 20 من مدونة الأسرة على أن «لقاضي الأسرة المكلف بالزواج، أن يأذن للفتاة أو الفتى بالزواج دون سن الأهلية وهو 18 سنة، وذلك بإصداره لمقرر يعلل فيه المصلحة والأسباب المبررة لذلك». وتقول المادة 21 من القانون ذاته إن «زواج القاصر متوقف على موافقة نائبه الشرعي، الذي يوقع مع القاصر على طلب الإذن بالزواج ويحضر معه إبرام العقد، وفي حال امتناعه أو عدم موافقته على الزواج يبت القاضي في الموضوع». الإ أن هذه القوانين تعتبر غير كافية في نظر نوفل البوعمري محامي بهيئة تطوان، الذي دعا إلى ضرورة وضع إجراء مراجعة لمدونة الأسرة لملاءمتها مع الدستور ومع الاتفاقيات الدولية التي صادق عليها المغرب، وهو الشرخ التشريعي الذي يجب أن يتم إيقافه، بشجاعة، و جرأة سياسية و قانونية، لمصلحة الطفولة المغربية. وقال البوعمري لـAالقدس العربي» إنه «بالعودة الى مدونة الأسرة في مادتها 20 التي تنص على أنه «يمكن لقاضي الأسرة المكلف بالزواج، أن يأذن بزواج الفتى والفتاة دون سن الأهلية، بمقرر معلل يبين فيه المصلحة والأسباب المبررة لذلك، بعد الاستماع لأبوي القاصر أو نائبه الشرعي والاستعانة بخبرة طبية أو إجراء بحث اجتماعي». واعتبر المحامي المغربي أن «هذه المادة على خلاف المادة 18 التي حددت سن الأهلية للزواج هو 18 سنة، فتحت الباب لزواج القاصرين ما دون السن القانونية، حيث تعد هذه المادة مخالفة صريحة للدستور الذي نص على سمو الاتفاقيات الدولية، على رأسها اتفاقية حقوق الطفل التي نصت كون مرحلة الطفولة تنتهي بوصول الطفل إلى 18 سنة، بمعنى أن هذا الاستثناء تحول إلى قاعدة من حيث المسطرة التي تم اعتمادها للإذن بهذا الزواج، حيث يعد استمرار هذا النص القانوني و الاستثناء، إلى انتصار لعقلية تشريعية محافظة، التي كان يجب أن تنتصر للطفولة، وعن حقهم في التواجد بالمدرسة ليس ببيت الزوجية حيث يفرض على الأطفال تحمل أعباء البيت، خاصة على مستوى المعاشرة الزوجية حيث تتحول في حالات كثير إلى اغتصاب زوجي، وليس إلى معاشرة زوجية طبيعية». ووصلت نسبة زواج القاصرات في المغرب، إلى 37 ألفاً ما بين 2014 و 2015، بالإضافة إلى أن 91 في المائة من هذه الزيجات غير موثقة لدى الجهات الرسمية وعبر الحقوقي المغربي، عن أسفه لكون المدونة رغم الإجراءات التي أعلنت عنها لتقنين هذا الزواج، إلا أنه مازال يسجل أرقاماً مهولة حيث وفقاً لآخر إحصاء سنة 2014 وصل عدد حالات زواج القاصرين إلى 33449 حالة وهي نسبة كبيرة، ومؤشر خطير، على حجم الانتهاك الذي تتعرض له الطفولة المغربية، خاصة إذا ما علمنا أن أغلب هاته الحالات توجد في الفئات الاجتماعية الهشة والمعوزة. تعود أسباب تزايد ظاهرة زواج القاصرات، نتيجة استغلال البعض للزواج من القاصرات في المغرب، بزواج ما يعرف ب «زواج الفاتحة»، ناتج عن قراءة سورة الفاتحة دون عقد قانوني، من خلال «ثغرة قانونية»، عن طريق تطبيق المادة 16 من مدونة الأسرة، بتطبيق مسطرة توثيق الزواج، والتي أطلقتها الدولة المغربية من أجل توثيق حالات الزواج التي جاءت دون عقد زواج رسمي. ولعل أهم المشاكل المترتبة عن هذا النوع من الزواج، هي عدم ضمان الحقوق الأساسية للأسرة، خاصة الأبناء والأم، حيث يترتب عنه عدم إمكانية تسجيل الأطفال في دفاتر الحالة المدنية، الذي يصعب عليهم ولوج التعليم، وكذا حرمانهم من الحصول على بطاقة تعريف وطنية بعد بلوغهم سن الرشد، ويكونون غير معترف بهم من طرف الدولة. ومن بين هذه الحالات، تودة، تبلغ من العمر 20 سنة، تتحدر من منطقة الصحراء «تزوجت عن طريق زواج «الفاتحة» قبل خمس سنوات، لينتهي هذا الزواج بطلاق، لكن دون أن تحظى بحقوقها كزوجة وكأم لطفلين». وأضافت لـ«القدس العربي»، وهي تتحدث بحرقة «بالإضافة إلى أنني حرمت من حقوقي الاقتصادية والاجتماعية، فإنني لم أستطع أن أجبر طليقي على تحمل مسؤولياته تجاه الأبناء، وإثبات نسبهم، فأبنائي اليوم لا يتوفرون على هوية تخول لهم الاستفادة من خدمات الدولة أهمها الصحة والتعليم». وقال نوفل البوعمري إن «مساءلة استمرار الإذن بهذا الزواج، هو مسألة أخلاقية قبل أن تكون قانونية، نظراً لما تشكله من استغلال لوضعية الأسر المعوزة التي تحول هذه الزيجات إلى أشبه بعملية «بيع» لبناتها، واستغلال لهذه الثغرة القانونية». في المقابل، يبقى الإعلام المغربي في معالجة الظاهرة، محدودًا، ولا يقوم بأدواره التوعوية كاملة. الإعلامية المغربية نبيلة كوميمي قالت انها سبق لها أن أنجزت تقريراً حول الموضوع «مع الأسف إعلامنا محدود، لم يستطع أن يؤثر على الرأي العام خاصة في المناطق النائية في المغرب، التي تشهد انتشاراً واسعاً للظاهرة، وتصل نسبة الأمية فيها الى أعلى المستويات. واضافت «ما نفتقر إليه في إعلامنا هو الإقتراب من العوائل، وتحسيسها بخطورة هذا النوع من الزواج، متسائلة في الوقت ذاته، لماذا لا نرى مثلاً وصلات تحسيسية هادفة لى الشاشات، تفضح الخروقات القانونية، وتنبه للعواقب». ودعت كوميمي، في تصريح لـ»القدس العربي» المنابر الإعلامية، إلى لعب دورها التوعوي، وتوضيح الآثار السلبية لزواج القاصرات، وفضح الانتهاكات القانونية التي تتواطأ فيها الأسر والقضاة الذين تقاضوا في بعض الأحيان رشاوى». المغرب: القانون الحالي غير كافٍ للحد من استفحال ظاهرة زواج القاصرات فاطمة الزهراء كريم الله |
اهتمام إسرائيلي بفيديو قصير يتوعد قادة إسرائيل العسكريين والأمنيين رداً على اغتيال «فقهاء» Posted: 30 Mar 2017 02:26 PM PDT غزة ـ «القدس العربي»: تداول نشطاء فيديو مدته أقل من دقيقة واحدة، يتوعد باغتيال قادة إسرائيل العسكريين والأمنيين، في إطار الرد على عملية اغتيال الأسير المحرر والقيادي في حماس مازن فقهاء. ويظهر الفيديو قناصا فلسطينيا متخفيا بلباس عسكري خاص، وقد صوب بندقيته الخاصة صوب هدف، لتظهر على الفور صورة وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، ومن ثم صورة رئيس هيئة الأركان، غادي أزينكوت، ثم صورة رئيس جهاز «الشاباك»، نداف أرغمان، وتلته صورة لرئيس جهاز «الموساد» يوسي كوهين. وشملت قائمة الصور نائب رئيس هيئة الأركان، ووزير الأمن الداخلي غلعاد أردان، وقائدا عسكريا آخر. وظهرت على صور المسؤولين الإسرائيليين علامة التصويب من بندقية القنص. وينتهي الفيديو بجملة باللغتين العربية والعبرية جاء فيها «الجزاء من جنس العمل»، قبل أن تظهر من جديد صورة القناص، وقد أعد بندقيته للإطلاق صوب الهدف. واهتمت وسائل إعلام إسرائيلية كثيرة بهذا التسجيل المصور، ونقلته على أنه رسالة تهديد من حماس للرد على جريمة اغتيال فقهاء. وكان ملصق كبير وضعت فيه صورة لفقهاء وضعت وسط قطاع غزة، وكتب عليها في إطار توعد إسرائيل جملة «الجزاء من جنس العمل». وحملت حركة حماس وجناحها المسلح إسرائيل مسؤولية اغتيال فقهاء، وهو أسير محرر أطلق سراحه ضمن صفقة تبادل الأسرى عام 2011 إلى قطاع غزة، حيث تقطن عائلته مدينة طوباس في الضفة الغربية. وخلال حفل تأبين فقهاء في مدينة غزة، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في كلمة نقلت إلى الاحتفال إن قيادة الحركة قبلت تحدي الاحتلال لها بتغيير قواعد اللعبة والصراع، بعد اغتيال فقهاء. وقال مشعل متحدياً إسرائيل «الجواب ما ترى لا ما تسمع». وفي السياق حذر موقع «المجد الأمني» المقرب من الجناح العسكري لحركة حماس، المواطنين من التعاطي مع بعض المواقع والصفحات التي تطلب منهم إرسال معلومات حول قضية اغتيال الشهيد مازن فقهاء. اهتمام إسرائيلي بفيديو قصير يتوعد قادة إسرائيل العسكريين والأمنيين رداً على اغتيال «فقهاء» |
مدير قوى الأمن يعلن بدء مرحلة أمنية جديدة في غزة ويؤكد: اغتيال «فقهاء» سيكون محطة فاصلة Posted: 30 Mar 2017 02:25 PM PDT غزة ـ «القدس العربي»: في الوقت الذي لا تزال فيه التحقيقات التي تجريها أجهزة الأمن في غزة، للكشف عن ملابسات جريمة اغتيال الأسير المحرر والقيادي في حماس مازن فقهاء، أعلن اللواء توفيق أبو نعيم، وكيل وزارة الداخلية، عن بدء مرحلة أمنية جديدة في القطاع، تتسم بالحفاظ على الأمن والاستقرار، في وقت طالبت الوزارة السكان التعاون مع الحواجز الأمنية التي انتشرت في مناطق عدة بالقطاع. وقال اللواء أبو نعيم، وهو المسؤول عن قوى الأمن في القطاع، خلال تخريج دفعة جديدة من ضابط وعناصر وزارة الداخلية، أن وزارته «ستبقى درعاً قوياً وخادماً وفياً للشعب الفلسطيني الذي يشكِّل الحاضن الدائم»، مؤكداً أن اغتيال فقهاء «سيكون عنواناً ومحطة فاصلة» في عمل الوزارة. وأوضح أن الوزارة مستمرة في مهامها وواجباتها رغم الحصار وشح الإمكانيات، مشددا على أنها «سترفع لواء الحق مهما كلفها من ثمن». هذا وأطلقت وزارة الداخلية على الدورة التي جرى تخريجها أمس اسم «فوج الشهيد مازن فقهاء»، الذي اغتيل الجمعة الماضية في منطقة تل الهوا غرب مدينة غزة، برصاصات من سلاح كاتم صوت. ولا تزال التحقيقات التي تجريها وزارة الداخلية مستمرة، وسط استمرار قرار النائب العام أيضا بحظر النشر حول العملية، التي اتهمت حركة حماس إسرائيل بالوقوف وراءها. وأشار اللواء أبو نعيم إلى أن فقهاء سار على نهج شهداء الوزارة، لافتا إلى أن الوزارة تعرضت خلال الحروب السابقة لضربات قوية وقدمت 1100 شهيد وتعرضت مقراتها للقصف والدمار، مؤكدا أن الوزارة «تخطت العقبات وحافظت على الأمن والنظام العام وحماية الجبهة الداخلية وظهر المقاومة وستبقى الحصن الواقي والدرع الحامي لشعبنا». وقال الدكتور أحمد بحر، النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي، والقيادي في حركة حماس، إن فقهاء «لا يمثل المقاومة الفلسطينية ولا الشعب الفلسطيني فحسب بل يمثل الأمة العربية والإسلامية ولا يمكن أن نفرط بدمائه أو بحبة تراب من أرضنا». وأضاف في كلمته خلال حفل التخريج «الأيام بيننا وبين الاحتلال سجال، وسيعلم العدو أننا منتصرون». وجاء ذلك في وقت أصدرت فيه وزارة الداخلية التي لا تزال مستمرة في تحقيقاتها لكشف ملابسات اغتيال الأسير المحرر مازن فقهاء تعليمات للمواطنين في قطاع غزة للتعامل مع الحواجز الأمنية المنتشرة في الشوارع. ووضعت الوزارة إعلانا على موقعها، طلبت خلاله من المواطنين والسائقين عند مشاهدة الحاجز الأمني، تهدئة سرعة المركبة، وإطفاء الإنارة العالية، وإضاءة السيارة من الداخل، وفتح النوافذ، إضافة إلى التوقف الكامل عند الحاجز، والاستجابة لتعليمات رجال الأمن. وشرعت الوزارة في نشر العديد من الحواجز الأمنية في مناطق مختلفة من قطاع غزة، عقب عملية الاغتيال. إلى ذلك فقد دعت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان «ديوان المظالم» وزارة الداخلية في قطاع غزة، للعدول عن قرارها الذي اتخذته مطلع الأسبوع الجاري، والقاضي بإغلاق معابر غزة أمام حركة المغادرين في إطار التحقيقات التي تجريها في عملية اغتيال الأسير المحرر والقيادي في حماس مازن فقهاء. وقالت الهيئة في بيان لها أنها تنظر بـ «خطورة بالغة» لتداعيات القرار الصادر عن وزارة الداخلية، والذي يقضي بوضع قيود على حرية السفر، من شأنها منع فئات محددة من المواطنين من التنقل عبر حاجز بيت حانون «ايرز». واعتبرت أن القرار «يشكل انتهاكاً مباشراً لهذا الحق الذي كفله القانون الأساسي الفلسطيني». وذكرت أن وزارة الداخلية قررت بتاريخ 26 من الشهر الجاري، إغلاق حاجز بيت حانون شمال قطاع غزة حتى إشعار آخر، ثم تلا القرار السماح بالسفر والتنقل عبر الحاجز لفئات محددة بشكل مؤقت، وهم أهالي الأسرى والمرضى، جميع النساء، والذكور دون سن 15 عاماً ومن سن 45 عاماً فما فوق، والوزراء الثلاثة من غزة في حكومة التوافق. كذلك قالت إن قرار الإغلاق يشمل ساحل البحر، ضمن الإجراءات التي اتخذتها عقب جريمة اغتيال الأسير المحرر مازن فقهاء مساء الجمعة الماضية. وقالت الهيئة إن هذا القرار «يمس بحقوق أساسية للمواطنين، ومن ضمنها الحق في الصحة»، لافتة إلى أنه نتيجة لهذا القرار لم يتمكن 79 مريضاً من السفر لتلقي العلاج، إضافة إلى مساسه بالحقوق الاقتصادية للتجار والصيادين، وقالت إنه يمنع المشاركات الخارجية للوفود الطلابية والثقافية، إضافة إلى حالات أخرى ترغب بالسفر لدول خارجية الأمر الذي يستلزم مرورها عبر حاجز بيت حانون، كون معبر رفح الحدودي مغلقاً. وأكدت الهيئة أنها لا تقلل من أهمية وضرورة الإجراءات الأمنية التي تقوم بها وزارة الداخلية، في أعقاب عملية الاغتيال التي أودت بحياة الشهيد مازن فقهاء، وأنها تقدر التعميمات الصادرة عن مدير عام الشرطة في قطاع غزة اللواء تيسير البطش، المتعلقة باحترام الأجهزة الأمنية لمعايير حقوق الإنسان والحريات، خلال التفتيش على الحواجز، أو أثناء القبض والتفتيش والتحقيق، إلا أنها أكدت على أن أية إجراءات أمنية تتخذ في معرض التحقيق في حادثة الاغتيال «يجب أن لا تمس بالحقوق الأساسية التي كفلها القانون الأساسي الفلسطيني». ودعت الداخلية في غزة للعدول عن قرارها، بمنع المواطنين من السفر عبر حاجز بيت حانون، وتمكين الصيادين من عملهم، والتقيد بمعايير حقوق الإنسان التي يكفلها القانون الأساسي الفلسطيني، والقوانين والمعاهدات الدولية التي انضمت إليها دولة فلسطين. مدير قوى الأمن يعلن بدء مرحلة أمنية جديدة في غزة ويؤكد: اغتيال «فقهاء» سيكون محطة فاصلة مركز حقوقي يطالب الداخلية بإلغاء قرار تقييد السفر عبر حاجز «إيرز» |
مستشار أردوغان يعتبر رفع علم كردستان في كركوك «لعباً بالنار» Posted: 30 Mar 2017 02:25 PM PDT إسطنبول ـ بغداد ـ «القدس العربي»: تواصلت، أمس الخميس، ردود الأفعال الرافضة لقرار مجلس محافظة كركوك شمال العراق، رفع علم كردستان على المباني الحكومية، ففيما جددت أنقرة موقفها المعترض على هذه الخطوة، دعا الرئيس العراقي، فؤاد معصوم، التمسك بالدستور في هذه القضية. واقر أعضاء مجلس محافظة كركوك الثلاثاء الماضي اقتراح رفع العلم الذي تقدم به محافظ المدينة نجم الدين كريم وسط مقاطعة الأعضاء العرب والتركمان، وهو قرار أثار غضب أنقرة بشدة على الرغم من «العلاقات المتينة» التي تربطها بحكومة إقليم شمالي العراق. ويسعى الأكراد إلى ضم منطقة كركوك المتنازع عليها بين بغداد واربيل إلى إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي. ورغم أن محافظة كركوك الغنية بالنفط خارج اقليم كردستان، إلا أن الاتحاد الوطني الكردستاني يسيطر على معظم أراضيها منذ اندحار القوات الاتحادية إثر هجوم تنظيم «الدولة الإسلامية» على المحافظة عام 2014. رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم قال في لقاء تلفزيوني، إن «الحكومة المركزية في بغداد والتركمان والعرب في المنطقة غير راضين عن القرار»، معتبراً أن القرار هو فرض أمر واقع، ويتنافى مع الدستور العراقي». وأضاف: «هذا أمر غير صائب، وقامت وزارة الخارجية التركية بإبداء رد الفعل اللازم عبر الطرق الدبلوماسية، وقد أطلقنا تحذيراتنا، وأظهرنا أن هذا عمل خاطئ»، مشيراً إلى أن «كركوك مدينة ضمن وحدة الأراضي العراقية، وليست تابعة للإقليم الكردي في شمال العراق». وانتقد مستشار الرئيس التركي، يالتشين طوبجو، القرار، معتبراً أن «كركوك هي قضية وطنية لتركيا لا يمكن غض الطرف عنها»، مضيفاً: «كركوك لها وضع خاص لدى تركيا.. للتركمان، والعرب، والأكراد حق في كركوك» وهدد بالقول: «من يتجاهل التركمان في كركوك سنحول حياته إلى جحيم». وبين المسؤول التركي: «من يسعى لفرض الأمر الواقع على كركوك ومن ينصب العداء بتركيا لم يكسب على مدى التاريخ»، ولفت إلى أن القرار «يفتقر إلى أي أسس قانونية». في السياق ذاته، اعتبر رئيس حزب الحركة القومية، دولت باهجيلي، أن «مساعي تغيير الوضع القانوني لمدينة كركوك العراقية يعد لعبا بالنار»، ووصف في تغريدات كتبها على تويتر القرار بـ»الفضيحة». وأكد على أن «كركوك هي مدينة تركمانية»، وشدد على أن «الدفاع عن كركوك يعد بمثابة الدفاع عن تركيا، وأن مصير أنقرة متعلق بمصير كركوك». الرئيس التركي السابق عبدالله غول، علّق أيضاً على القرار الذي رأى أنه «يهدد الوحدة الوطنية، ويهدد الوحدة بين العرب والأكراد والتركمان في المدينة»، وطالب بإعادة النظر في القرار رفع علم كردستان إلى جانب العلم العراقي، معتبرا أن اتخاذ هذا القرار من جانب واحد، يتعارض مع الدستور العراقي. وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قال إن بلاده تعتبر القرار «غير صائبا»، وأكد على أن «تغيير التركيبة الإثنية في المنطقة أو فرضه كأمر واقع لن يكون صائبا، وأن اتخاذ خطوات من طرف واحد لن يكون مفيدا». عراقياً، دعا الرئيس العراقي فؤاد معصوم، كافة الأطراف المعنية في محافظة كركوك(شمال) إلى تغليب لغة الحوار والتمسك بمبادئ الدستور، كما طالب الحكومة الاتحادية البدء بتطبيق المادة 140 منه والقيام بكامل واجباتها في هذا الشأن. وقال في بيان له، إنه «يهيب بكافة الاطراف المعنية في محافظة كركوك بتغليب لغة الحوار والتفاهم الأخوي في ما بينها والذي كان مثار تقدير الجميع على المستويين الوطني والدولي لتعبيره عن الشعور العالي بالمسؤولية على كافة المستويات والحرص على التعايش المجتمعي البناء». ودعا «الأطراف المعنية كافة إلى التمسك بمبادئ الدستور، وضرورة تطبيق المادة 140 منه المتعلقة بمستقبل كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها». وشدد على ضرورة أن «تضطلع القوى السياسية بمسؤولياتها في حماية المصالح الوطنية العليا، ومراعاة أولوية تحرير كافة أراضي البلاد من دنس الإرهاب». واشار معصوم إلى ان «الحكومات الاتحادية السابقة اهملت تطبيق هذه المادة الدستورية منذ سنة 2005، وعلى الحكومة الاتحادية البدء بتطبيق المادة 140 والقيام بكامل واجباتها في هذا الشأن وفق ما جاء في الدستور». وقال حسن سلمان عضو المكون التركماني إن المخاوف من قرار رفع علم الإقليم الكردي بالعراق في كركوك يأتي من الخطوات اللاحقة لهذا القرار. واضاف، «نحن كمكون تركماني نتخوف من الخطوات اللاحقة لقرار رفع علم اقليم شمال العراق في كركوك، فقد يكون الاجراء ورغم ما صدر من تطمينات بهذا الخصوص خطوة اولى نحو ضم كركوك للإقليم». وأوضح أن «ممثلي المكون التركماني في البرلمان العراقي تمكنوا من جمع تواقيع اكثر من 76 عضوا في البرلمان(من أصل 328) رافضين لقرار مجلس محافظة كركوك وسنمضي في الإجراءات القانونية لمنع اتخاذ اي قرارات احادية الجانب تخص كركوك من اي طرف». إلى ذلك، أعتبر النائب عن محافظة كركوك، محمد تميم لـ«القدس العربي» أن «رفع علم كردستان في كركوك هو مخالفة دستورية وتهديد للسلم الاهلي في المحافظة»، مؤكداً أنه «خطوة لمصادرة حقوق المكونات الاخرى التي تعيش في كركوك». وبين أن «عمليات التهجير التي تعرضت لها المكونات الاساسية في كركوك كان مخططاً لها وتحمل اهدافاً ونوايا مبيتة بدأت تترجم على الأرض». واشار ان «التصويت تم بحضور الأعضاء الكرد وحدهم دون مشاركة المكونين العربي والتركمان، واعتبر تميم أن «التصويت باطل ول ايمكن فرض الارادة بهذه السهولة». وتنص المادة 140 من الدستور العراقي على تطبيع الأوضاع في محافظة كركوك (شمال) والمناطق المتنازع عليها في المحافظات الأخرى مثل نينوى (شمال) وديالى (شرق)، وحددت مدة زمنية انتهت في كانون الأول 2007 لتنفيذ كل ما تتضمنه المادة المذكورة من إجراءات. وتسيطر قوات البيشمركه الكردية على كركوك، باستثناء جيب في جنوب غربي المحافظة لا يزال في قبضة تنظيم «الدولة الإسلامية» وذلك منذ فرار الجيش العراقي من المحافظة عقب اجتياح التنظيم شمال وغربي العراق في صيف 2014. مستشار أردوغان يعتبر رفع علم كردستان في كركوك «لعباً بالنار» عمر الجبوري وإسماعيل جمال |
اليمن: توجّهات دولية لتشديد الحصار على الحوثيين والأمم المتحدة تعتزم وقف إدخال المساعدات الإنسانية عبر ميناء الحديدة Posted: 30 Mar 2017 02:24 PM PDT تعز ـ «القدس العربي»: ذكرت مصادر سياسية ان هناك توجهات إقليمية ودولية لإطباق الخناق على الموارد الاقتصادية للانقلابيين الحوثيين في اليمن وحليفهم الرئيس السابق علي صالح، وفي مقدمة ذلك التوقف عن إدخال المساعدات الإنسانية لليمن عبر ميناء الحديدة التي يسيطر عليها الانقلابيون الحوثيون وتحويل ذلك إلى موانئ أخرى تقع تحت سيطرة الحكومة الشرعية في البلاد. وقالت لـ(القدس العربي) «ان هذا الإجراء الدولي اتخذ بعد أن طفى إلى السطح الحجم الكبير من النهب المنظم والممنهج للمساعدات الإنسانية لليمنيين من قبل ميليشيا جماعة الحوثي وصالح في ميناء الحديدة وفي المناطق التي يسيطرون عليها، بتواطؤ من بعض العاملين المحليين مع المنظمات الدولية الذين غضوا الطرف عن المخالفات الحوثية في عملية توزيع المساعدات بغرض تسهيل حضورهم وتيسير أعمالهم في المناطق التي يسيطرعليها الحوثيون». واتهمت الحكومة اليمنية مرارا الانقلابيين بنهب المساعدات الإنسانية الدولية وعدم إيصالها إلى المستحقين من الفقراء والمحتاجين، بدءا من ميناء الحديدة التي تصل عبرها المساعدات الدولية وانتهاء بالسوق السوداء التي ازدهرت خلال السنتين الماضيين عبر التجار الجدد الذين خلقتهم الحركة الحوثية وقياداتها النافذين الذين حققوا ثراء فاحشا خلال الفترة الحرب الراهنة في اليمن جراء نهبهم للمساعدات الإنسانية وتحويلها إلى السوق السوداء في العاصمة صنعاء وبقية المدن الرئيسية التي يسيطرون عليها، والتي خلفت أزمة معيشية واسعة في أوساط اليمنيين. وأوضحت المصادر ان هذه التوجهات الدولية جاءت للحد من النهب الممنهج لمواد المساعدات الإنسانية الدولية ومحاولة إيصالها إلى مستحقيها عبر منافذ جديدة وموانئ أخرى غير ميناء الحديدة الذي استخدمته الميليشيا الحوثية طوال السنتين الماضيين رافدا اقتصاديا هاما لتمويل عملياتها العسكرية في جبهات القتال ضد الدولة تحت مسمى (المجهود الحربي). الى ذلك رحبت وزارة الخارجية اليمنية باعتزام منسقية الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن وضع خطة لاستخدام موانئ بديلة عن ميناء الحديدة ومنها ميناء عدن والحدود والمنافذ البرية مع المملكة العربية السعودية لإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى المتضررين في كافة المحافظات اليمنية. وقالت الخارجية اليمنية في بيان لها أمس ان «ميناء الحديدة لا يزال يستخدم من قبل المليشيا الانقلابية لتهريب السلاح وتهديد الملاحة الدولية ونهب المساعدات الإنسانية». مشيرا إلى «انه بالرغم من تدفق المساعدات الإغاثية خلال الفترة الماضية عبر ميناء الحديدة إلا ان المليشيا الانقلابية واصلت ممارسة الابتزاز وفرض الأتاوات على التجار والمنظمات الإنسانية وفرض توزيع المساعدات وفقا لأجندتها والمتاجرة بها لتمويل آلة القتل والحرب». واوضح أن مينائي عدن والمكلا والمنافذ البرية مع المملكة العربية السعودية بكامل الجاهزية لاستقبال الواردات الإغاثية والتجارية، وتعمل الحكومة بالتعاون مع دول التحالف العربي لإعادة تأهيل ميناء المخا ليتمكن من استقبال المساعدات الاغاثية أيضا. مؤكداً أن الحكومة اليمنية ستعمل بكل جهد لضمان المرور السلس للمساعدات من الموانئ المذكورة إلى المناطق المتضررة. وطالبت الخارجية اليمنية منسقية الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية والمنظمات الاغاثية الدولية بضرورة «اتباع آلية شفافة لأنشطتها وتوزيع المساعدات الإنسانية لضمان وصولها إلى مستحقيها». وأكدت الأمم المتحدة أن تزايد العمليات العسكرية والأزمات الإنسانية في اليمن وتراجع فرص التعافي الاقتصادي أدت إلى تفاقم الوضع في اليمن. وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في جلسة لمجلس الأمن يوم الأربعاء في نيويورك (التوقيت المحلي) إنه على قناعة من أن المزيد من التصعيد العسكري والبؤس الإنساني لن يقرب الأطراف اليمينة من بعضها البعض. وعرض المبعوث الأممي لليمن على الأطراف المتصارعة خطة سلام تتضمن إجراءات من شأنها إنهاء الحرب بينها سرعة وانسحاب القوات وخفض التسلح في المناطق الحاسمة. كما تنص الخطة على تشكيل حكومة انتقالية. غير أن مباحثات السلام التي توسطت فيها الأمم المتحدة بين الفرقاء اليمنيين لم تؤد لنجاح حتى الآن. ويعاني اليمن من حرب أهلية منذ عامين بين الحكومة السنية المعترف بها دوليا ومتمردي جماعة الحوثيين الذين يسيطرون على أجزاء واسعة من مناطق شمال غرب اليمن بما في ذلك العاصمة صنعاء. وتدعم السعودية الحكومة اليمنية عسكريا وتنفذ غارات جوية ضد مواقع للحوثيين. وتعتبر اليمن أفقر دولة في الشرق الأوسط حيث يقل دخل نصف سكانها عن 2 دولار يوميا. اليمن: توجّهات دولية لتشديد الحصار على الحوثيين والأمم المتحدة تعتزم وقف إدخال المساعدات الإنسانية عبر ميناء الحديدة خالد الحمادي |
محمد عبّو: الفساد أصبح سياسة للدولة التونسية ورجال الأعمال يتحكمون في البرلمان Posted: 30 Mar 2017 02:24 PM PDT تونس – «القدس العربي»: قال محمد عبّو مؤسس حزب «التيار الديمقراطي» إن الفساد أصبح «سياسة» للدولة التونسية كما كان عليه الحال قبل الثورة، مؤكداً أن رجال الأعمال الفاسدين يتحكمون في العملية السياسية ويمارسون نفوذاً على السلطتين التنفيذية والتشريعية عبر إصدار قوانين تمنع محاسبتهم أمام القضاء. كما دعا إلى إعادة كتابة التاريخ المعاصر لتونس الذي قال إنه تم التأثير عليه من قبل السلطة السياسية خلال عهدي الرئيسين السابقين الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي، وطالب الحكومة بعدم محاولة «التلاعب» بالقضاء أو التدخل فيه، مذكّراً بأن الدستور التونسي يضمن استقلال القضاء. وكان عبو دعا قبل أيام إلى «العصيان المدني» في حال صادق البرلمان على مشروع قانون «المصالحة» الذي تقدم به الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي قبل عامين. وقال في حوار خاص مع «القدس العربي»: «نحن نتعامل بشكل إيجابي مع جميع الحكومات المتعاقبة بغض النظر عن أخطائها، وسبق أن تم تمرير قوانين نرى أنها لا تخدم البلاد وقمنا بالاحتجاج عليها، واليوم الأمر لا يتعلق بمعارضة قانون بل بخرق واضح للدستور يتعلق بنقطتين تتلخصان في أن الدستور فرض على الدولة الالتزام بمنظومة العدالة الانتقالية في جميع مجالاتها، وأيضاً هو يلزم الدولة بمكافحة الفساد، كما أن توطئة الدستور تتحدث عن الثورة التونسية والكل يعلم انها قامت ضد التهميش، ولكن قامت أساساً ضد الاستبداد والفساد». وأضاف «وفيما يتعلق بالفساد، ثمة نظام كامل أسقط عبر الشوارع بثورة للقضاء على الفساد، لكن نجد اليوم أن الفساد يستشري في البلاد والحكومة ليست بريئة بل بالعكس هي تحمي الفساد، فهي لم تطوّر أجهزة الرقابة لديها، ولم تصدر تعليمات لقوات الأمن الداخلية باتجاه البحث في قضايا الفساد، كما أن من في الحكم اليوم يحمون الفاسدين ولا يطبقون عليهم القانون، وجاء الوقت اليوم كي نعلن أن الفساد أصبح سياسة دولة مثلما كان قبل الثورة، إذا أصبحنا في وضع خطير فيه مساس بالدستور بشكل منهجي ومتكرر، فعندما يستقبل رئيس الجمهورية بعض المفتش عنهم من طرف القضاء والمتهمين بقضايا تعذيب في القصر الجمهوري، ويعطي تعليماته لحمايتهم من أحكام القضاء فهذا يعني أن رئيس الجمهورية أعلن رسمياً أمام الشعب التونسي أنه خارج عن الدستور ولم يعد الرئيس الذي يحمي الدستور أو يسهر على احترامه كما ينص الدستور نفسه، ولذلك أقول إننا أصبحنا في وضع خطير». وتابع عبّو «وبسكوتنا وتعاملنا الإيجابي مع الحكومة سنكون مساهمين في استمرار الأشخاص الذين يحكمون في الخروج عن الدستور وهذا لا يمكن السكوت عليه، فكل ثورات الربيع العربي سقطت وفشلت إلى حد الآن وبقي العالم ينظر إلى الثورة التونسية على أساس أنها سترسي نظاماً ديمقراطياً وتوفر الأسباب لتجعلنا دولة متقدمة على جميع المستويات، لذلك تحدثنا عن النزول إلى الشارع كمرحلة أولى والعصيان المدني كمرحلة ثانية ومن ثم حق مقاومة الطغيان، وكل الطرق لا بد من سلوكها للحفاظ على الثورة التونسية وتحقيق أهدافها، وأهداف الثورة لا تتعلق بالثورجية بل بنظام ديمقراطي حقيقي لا يطغى فيه المال السياسي ولا تؤثر فيه دولة أجنبية عبر التمويل، كما أنه نظام يقضي على الفساد ويقاومه بشكل مناسب، وحاليًا لسنا في هذا الوضع، وإن سكتنا فسنجد أنفسنا عدنا إلى منظومة أسوأ من سابقتها». وكان البرلمان التونسي صادق قبل أيام على مشروع القانون الأساسي المتعلق بتنقيح وإتمام القانون المتعلق بالمجلس الأعلى للقضاء الذي تقدمت به الحكومة في شهر آذار/مارس الجاري، فيما تقدمت المعارضة بعريضة للطعن في دستورية القانون متهمة حزبي «نداء تونس» و»النهضة» بمحاولة السيطرة على القضاء التونسي. وقال عبو «المشكلة تكمن في أنه كان على رئيس الحكومة منذ البداية أن يستجيب للترشيحات التي وصلته من الهيئة المؤقتة للإشراف عل القضاء العدلي، ولكنه بدلاً من أن يمضي على هذه الترشيحات أو يطالب بتغييرها، قرر الهروب بقوة إلى الأمام عبر التدخل الشريعي (اللجوء إلى البرلمان) وهو ما تسبب بتعطيل تشكل المجلس الأعلى للقضاء، ونحن نعرف وضعية الأغلبية (الحاكمة) حالياً وكيف تفكر الحكومة اليوم وأن هناك ألاعيب المقصود بها المحاولة قدر المستطاع التأثير في استقلالية القضاء أو التدخل فيه على الأقل فيما بقي لهم بعد أن ضمن الدستور استقلال القضاء». وحول نعت رجل الأعمال شفيق جراية السياسيين التونسيين بـ«الكلاب»، قال عبو «هذا جزء من المشهد التونسي حالياً، فبعض أصحاب الأموال يلتف حولهم الكثير من السياسيين وعن طريقهم يحاولون السيطرة على المشهد السياسي وتوجيه البلاد في اتجاه معين ويبحثون عن حماية معينة وفعلاً هم يحصلون على هذه الحماية، يعني عندما تنفق على أحزاب سياسية فإنك تضمن حماية من التتبعات (القضائية) وهذه إحدى مشاكل تونس وهي حقيقة يعرفها جُل التونسيين». وأوضح أكثر بقوله «بلا شك، المال الفاسد يتحكم في السياسة التونسية، فهو يمكن أن يمرر قوانين ويمنع من التتبعات ويمكن أن يؤثر في رئاسة الجمهورية وفي الأغلبية البرلمانية لتمرير قانون المصالحة والذي ينص على عدم معاقبة الأشخاص الذين تورطوا في قضايا فساد مالية وحمايتهم من القضاء وهيئة الحقيقة والكرامة». وكانت رئيسة هيئة «الحقيقة والكرامة» سهام بن سدرين دعت مؤخراً المؤرخين إلى اعادة كتابة تاريخ تونس المعاصر، فيما اتهمها البعض بالتوظيف السياسي للهيئة ومحاولة الانتصار للزعيم صالح بن يوسف على حساب بورقيبة. وعلّق عبو على ذلك بقوله «من يعرف سهام بن سدرين يدرك أنها لا تتدخل في مثل هذه الصراعات التاريخية وخاصة الصراع بين بن يوسف وبورقيبة وهو صراع قديم يعود إلى أكثر من 50 عاماً، ما يعني هيئة الحقيقة والكرامة ويعنينا هو إدانة الانتهاكات التي حصلت، أما من هو على حق فهذا أمر يخص المؤرخين، نحن طبعاً ضد نقل أي صراع عمره نصف قرن إلى المجتمع التونسي اليوم (إعادة إحيائه)، ولكننا نسعى على الأقل للوصول إلى فكرة تبني مجتمع سليم يؤمن بالحقوق والحريات فيدين أي طرف ارتكب تجاوزات في حقوق الإنسان سواء في الماضي أو الحاضر، إذ يمكن أن تحصل حرب أهلية أو صراع بين التونسيين في فترة زمنية معينة، ولكن ما يهمنا إدانة هذا الطرف أو ذاك إذا ما ثبت أنه ارتكب انتهاكات أو تجاوزات لحقوق الإنسان». وأضاف «على كل حال أي شخص من واجبه أن يطلق دعوة لإعادة كتابة التاريخ، فالتاريخ التونسي أثرت به السلطة السياسية قبل الثورة أي في عهدي بورقيبة وبن علي، والآن التونسي تحرر والمفروض أن تُراجع الوثائق التاريخية وتُسمع الشهادات ويُكتب جانب مغيب من تاريخنا». محمد عبّو: الفساد أصبح سياسة للدولة التونسية ورجال الأعمال يتحكمون في البرلمان حسن سلمان |
ميليشيات «الحشد» تواصل اعتقال النازحين وسط دعوات لردعها Posted: 30 Mar 2017 02:24 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: واصلت ميليشيات «الحشد الشعبي»، اعتقال نازحين من الموصل، والتحقيق معهم، واحتجازهم في أماكن مجهولة، للاشتباه بكونهم متعاونين مع تنظيم «الدولة الإسلامية»، دون التنسيق مع الأجهزة الحكومية. وذكر قادمون من الموصل إلى مخيمات النازحين في بغداد، لـ«القدس العربي» أن العديد من معارفهم وأقاربهم الذين هربوا من الموصل جراء المعارك الدائرة لتحرير المدينة من تنظيم «الدولة» اعتقلوا من قبل لجان أمنية تعود لفصائل تعمل ضمن الحشد الشعبي، رغم أنهم عبروا بسلام التدقيق الأمني الذي يجريه الجيش والشرطة». وحسب المصادر، فإن «بعض الفصائل المسلحة تقيم حواجز تدقيق أمني على طريق مرور النازحين نحو المخيمات، بعيدا عن مواقع الجيش والشرطة، وتقوم بتدقيق النازحين والتحقيق معهم اعتماداً على قاعدة معلومات خاصة بها أو اعتمادا على المخبر السري الذي يرافقها». الذين يجري اعتقالهم من قبل الفصائل يتم أخذهم إلى جهات مجهولة لا أحد يعرفها، طبقاً للمصادر التي أكدت تعرّفها على «بعض الفصائل التي تقوم بالاعتقالات ومنها كتائب حزب الله والعصائب وغيرها، من خلال الإعلام التي ترفعها على عجلاتها والاشارات التي يضعها أفراد تلك الدوريات على ملابسهم». وأكد بعض النازحين، الذين وصلوا بغداد، أنهم راجعوا عدة جهات في وزارة الدفاع والداخلية للاستفسار عن أقاربهم المعتقلين لدى بعض الفصائل أثناء الخروج من الموصل، ولكن جميع الجهات الأمنية الرسمية نفت وجود المعتقلين لديها. وأكد الشيخ محي الدين المزوري من الموصل لـ«القدس العربي» أن «الميليشيات تعمل بكل حرية في الموصل، وتعتقل الشخصيات الموصلية دون أن تجرؤ القوات الأمنية الحكومية على منعها، لأن قيادات الجيش والشرطة لديها علاقات مع الأحزاب في بغداد، كما أن الميليشيات لديها دعم سياسي من كتلة القانون التي يرأسها نائب الرئيس العراقي، نوري المالكي». وأضاف: «ليس هناك من يدافع عن المعتقلين من أهالي الموصل، فنواب نينوى منقسمون ويتقربون إلى كتلة القانون التي يديرها المالكي، والمحافظ يصمت عن الانتهاكات لأنه يخاف من النواب أن يقيلوه كما حصل مع المحافظ السابق اثيل النجيفي». وكان المتحدث الرسمي باسم مجلس القضاء الأعلى، عبد الستار بيرقدار، أعلن ابرام اتفاق مع وزارة الداخلية من أجل تسريع حسم ملفات المشتبه بهم والموقوفين في عمليات تحرير محافظة نينوى. كذلك، حذرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية، من العواقب الوخيمة التي قد تؤدي إليها مشاركة قوات «الحشد» في فحص الرجال والصبية الفارين من الموصل نظرا لافتقار هذه المجموعات للتدريب على فحص الافراد أمنيا، والطبيعة غير النظامية لإجراءات الفحص والاحتجاز التي يعتمدونها. وأشار تقرير للمنظمة إلى أن رئيس الوزراء حيدر العبادي، تعهد قبل بدء معركة الموصل، بأنه سيُبقي الحشد الشعبي خارج الموصل، وبعيدا عن عملية التدقيق الأمني. لكن في فبراير/شباط 2017 اكتشفنا أن الحشد أخضع المدنيين الهاربين من المدينة لتدقيق أمني غير رسمي». وذكر أن «شهودا ذكروا وجود حواجز أمنية للتدقيق في طريق فرار النازحين من الموصل تديرها ميليشيات كتائب حزب الله وكتائب العباس وكتائب الإمام علي». وحسب التقرير، «ليس للحشد الشعبي سلطة قانونية لاحتجاز أحد في العراق، وعلى العبادي أن يوضح تماماً لهذه القوات وللعامة أن على الحشد الكف عن كل إجراءات الفحص والاحتجاز للنازحين». وفي السياق، حذر النائب عن محافظة بغداد، كامل الغريري، امس الأول الأربعاء، من تدويل قضية السجون السرية لمعرفة مصير آلاف المعتقلين في حال عدم استجابة القائد العام للقوات المسلحة لحسم هذا الملف، فيما لفت إلى وجود بيوت ومعسكرات خاصة يتم احتجاز اؤلئك الابرياء فيها منذ سنين دون محاكمات. وقال إن «هنالك العديد من المناشدات التي تقدمنا بها، اضافة إلى التحرك بشكل مباشر على الأجهزة الأمنية بغية ايجاد حل ومعرفة مصير آلاف الابرياء القابعين في سجون سرية لكن دون جدوى». وكشف أن «هنالك عددا من السجون في بيوت سرية او معسكرات «، داعياً رئيس مجلس الوزراء بصفته القائد العام للقوات المسلحة إلى «التدخل في هذا الملف بشكل شخصي والتحرك لحسم ملف السجون السرية»، مهددا بـ»تدويل هذا القضية في حال عدم الاستجابة لهذه المناشدات». ووفق مراقبين، فإن بعض العناصر والفصائل المنضوية ضمن «الحشد الشعبي»، تعمد إلى ارتكاب انتهاكات منها اعتقالات لبعض النازحين الفارين من مناطق المعارك وتحجزهم في أماكن غير معروفة، وذلك دون العودة إلى الأجهزة الأمنية المختصة، ما يسبب احراجا للحكومة العراقية ومعاناة لاهالي المعتقلين في البحث عن ابناءهم رغم ظروفهم الإنسانية الصعبة. ميليشيات «الحشد» تواصل اعتقال النازحين وسط دعوات لردعها |
العقيد فال: قطع علاقة موريتانيا بإسرائيل كان بطلب من القذافي Posted: 30 Mar 2017 02:23 PM PDT نواكشوط – «القدس العربي»: أكد الرئيس الموريتاني الأسبق العقيد علي ولد محمد فال (حكم من 2005 حتى 2007)، «أن قطع الرئيس ولد عبد العزيز للعلاقات مع إسرائيل عام 2009، كان بطلب من العقيد الراحل معمر القذافي الذي اشترط قطع هذه العلاقات قبل أن يؤدي زيارة لموريتانيا كان نظام ولد عبد العزيز مهتماً بها». وأوضح في ردوده أمس على أسئلة «برنامج في الصميم» الذي تبثه قناة «المرابطون» (محسوبة على الإخوان)، «أن الدليل على أن قطع العلاقات لم يكن قراراً وطنياً وعربياً هو استقبال وزيرة خارجية موريتانيا السابقة لرئيس مجلس اليهود العالمي وعرضها عليه إعادة العلاقات مع إسرائيل إذا ساهم المجلس في تقبل العالم للنظام المنبثق عن انقلاب عام 2008». وأكد ولد فال «أن نظام الرئيس ولد عبد العزيز نظام غير شرعي لأنه منبثق عن تمرد شخصي لفرد واحد»، مبرزاً «أن المؤسسة العسكرية الموريتانية لم تشارك في هذا التمرد المستمر حتى الآن». وقال «إن موريتانيا لم تسلم المواطن ولد صلاحي للحكومة الأمريكية عام 2001 بل سلمته لبلد لا يريد أن يذكره (الأردن)، كان يتولى تحقيقاً دولياً حول الإرهاب».وتحدث الرئيس الموريتاني الأسبق عما سماه «المخاطر التي ستقدم عليها موريتانيا إذا تمكن نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز من تمرير تعديلاته الدستورية عبر الاستفتاء الشعبي المنتظر».يذكر أن العقيد علي ولد محمد فال هو منفذ الانقلاب العسكري الذي أطاح عام 2005 بنظام الرئيس معاوية ولد الطايع؛ وقد تولى قيادة المرحلة الانتقالية التي أفضت عام 2007 لانتخاب سيدي ولد الشيخ عبد الله رئيساً للبلاد. وقد سلم العقيد ولد فال الرئاسة للرئيس المنتخب ولد الشيخ عبد الله الذي أطاح به الجنرال محمد ولد عبد العزيز عام 2008، ومنذ ذلك التاريخ والعقيد فال يعارض النظام الجديد ويعتبره تمرداً عسكرياً على الشرعية. العقيد فال: قطع علاقة موريتانيا بإسرائيل كان بطلب من القذافي عبد الله مولود |
الائتلاف السوري يجرم تهجير مضايا والزبداني ويدعو مجلس الأمن لكبح مخططات طهران وسحب ميليشياتها Posted: 30 Mar 2017 02:23 PM PDT دمشق ـ «القدس العربي»: جدد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في بيان نشره عبر موقعه الرسمي، رفضه لتهجير المدنيين من مدنهم وأرضهم إلى مراكز إيواء وخيم اللاجئين، داعياً المجتمع الدولي إلى قطع أذرع إيران والوقوف في وجه مخططها الفارسي في الهيمنة على الأراضي السورية، برعاية روسية. وأدان البيان أي خطة تستهدف تهجير المدنيين في أي مكان من أنحاء سوريا، مذكراً بأن ذلك مناقض للقانون الدولي الإنساني وقرارات مجلس الأمن، ويمثل جريمة ضد الإنسانية، وأن من واجب المجتمع الدولي التحرك لوقف هذا المخطط والمشروع الذي وصف بالخطير، مشيراً إلى أنه لم يتمكن أحد من إضفاء أي قدر من الشرعية على مخططات التهجير والتغيير الديمغرافي من خلال أي مناورة، سواء جرت برعاية روسية أو بتخطيط إيراني، أو استغلالاً لصمت دولي مخزٍ، أو تحت أي ذريعة أخرى، حسب تعبيره. وشدد على أن أي مخطط للتهجير، بما في ذلك ما يسمى بـ«اتفاق كفريا ــ الفوعة»، هو مشاركة في التغيير الديمغرافي، وخدمة لمخططات النظام الإيراني، من خلال الهيمنة على مناطق مأهولة وتغيير هويتها الاجتماعية والسكانية، ويكشف الإصرار الإيراني على التفاوض مع تنظيم القاعدة حصرياً، عن خطة واهمة ترمي لربط الثورة بالإرهاب. مشروع التغيير الديموغرافي يأتي حسب المصدر تمهيداً لمخططات ترتبط بمخططات موازية تسعى لتقويض الحل السياسي، ومن ثم العمل على ضمان بقاء النظام متسلطاً على مصير سورية وشعبها، وتسديد ثمن ذلك من التراب السوري، مع كل ما يستتبع هذا من صراعات طويلة المدى لحساب أجندات ومصالح دولية. وطالب الائتلاف الوطني، مجلس الأمن الدولي بإصدار قرار، تحت الفصل السابع، يقضي بوقف كل أشكال القتل والحصار والتهجير القسري، وإلزام جميع الأطراف بوقف إطلاق النار، وانسحاب الاحتلال والميليشيات الطائفية الإرهابية من سورية، ويلزم النظام بتنفيذ مقتضيات الحل السياسي. وقال الناشط السياسي المعارض زاهر عبد الوهاب لـ «القدس العربي»: «تشكل عملية إفراغ أو تبادل مدينة الزبداني وبلدة مضايا في ريف دمشق مقابل كفريا والفوعة في ريف إدلب، حدثاً بالغ الخطورة وسيحصد السوريين نتائجه السلبية في الوقت الحاضر، وسيعزز الاقتتال الديني والمذهبي لعقود طويلة مستقبلاً». وأشار إلى أن إيران ستحصد المزيد من نقاط القوة الاستراتيجية، وذلك من خلال نجاح ذراعها العسكري اللبناني «حزب الله» بفرض هيمنته المطلقة على الحدود اللبنانية السورية من الجانبين، ابتداءً من ريف دمشق وصولاً إلى «بابا عمرو والقصير» في محافظة حمص وسط سوريا. وتابع المتحدث «إفراغ المدن والبلدات المحاذية للشريط السوري اللبناني، يعني أن إيران فعلياً كسرت الحدود بين البلدين، ووضعت تحت سيطرتها المطلقة، وكذلك تكون قد ضربت طوقا وسور عسكريا وطائفيا حول العاصمة السورية ـ دمشق، بالإضافة إلى مواصلتها عملية التغيير الديمغرافي للنسيج السكاني في سوريا». المعارضة الإيرانية كانت قد دعت بدورها حكام الدول العربية وقاداتها قبل انعقاد القمة العربية في الأردن إلى «طرد النظام الإيراني وقوات الحرس والميليشيات التابعة له من المنطقة وخاصة سوريا»، باعتبارها أولى الخطوات وأهمها لإنهاء الحرب، مؤكدة «ان حكومة طهران لن تتخلى عن تصدير الإرهاب والتطرف الديني وتأجيج الحروب للبقاء في الحكم»، مشددة على «ضرورة اتخاذ «الدول العربية والإسلامية قرارات ملزمة وخطوات عملية من أجل طرد نظام الملالي من المنطقة وطرد قوات الحرس والميليشيات العملية له، واستنفار جميع الطاقات من أجل ادراج قوات الحرس والجماعات والميليشيات التابعة لها في قوائم الإرهاب التابعة للأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي». الائتلاف السوري يجرم تهجير مضايا والزبداني ويدعو مجلس الأمن لكبح مخططات طهران وسحب ميليشياتها هبة محمد |
اليوم التالي لـ«البريكست» Posted: 30 Mar 2017 02:22 PM PDT خسارة بالذات انه لم يكن احتفال حقيقي لاحياء البيان البريطاني أمس عن تفعيل المادة 50 من ميثاق ليشبونة والانسحاب من الاتحاد الاوروبي. كانت حاجة لان تكون مناسبة كهذه، مع اقتباسات من خطابات «هنري الخامس» بكلمات شكسبير وربما اعادة رفع «يونيون جاك»، وحرق جوازات السفر الاوروبية. كانت حاجة لان يكون مثل هذا الاحتفال، لان المعاني الاساسية لانسحاب بريطانيا من الاتحاد يفترض أن تكون رمزية. نعم، البرلمان البريطاني تخلى عن بعض من صلاحياته وسيادته في صالح الاتحاد ولكن لا، السياسة الخارجية البريطانية لم تصادر، والقرارات المالية بقيت في يد لندن، وهكذا ايضا القرارات النقدية، لان بريطانيا رفضت الانضمام إلى كتلة اليورو. كانت حاجة لان يكون احتفال، لان الاحتفال يخدم حاجتنا جميعنا للرموز، في حدث حسي، وعلى أي حال القرار للانسحاب من الاتحاد هو قرار ليس فيه عقلانية كبيرة. نحن نعرف الان انه لم يكن لمعارضي الاتحاد في بريطانيا، ولا يزال ليس لديهم، خطة كيف ينفذون الانسحاب حقا، ومن المتوقع للمفاوضات ان تكون صعبة وتستغرق سنتين. كما أننا نعرف بأن الانسحاب من الاتحاد يعرض للخطر اتحادا أهم بكثير بالنسبة للبريطانيين: اتحاد المملكة المتحدة. فسكتلندا، كما تعطي الانطباع، ستبذل كل جهد للانسحاب واعادة الارتباط بالاتحاد الاوروبي كدولة مستقلة. واذا كانت الحجة المركزية ضد الاتحاد هي الهجرة، فيجدر بالذكر ان الحكومات البريطانية التي أدخلت مئات الاف المهاجرين في السنة احيانا، فعلت ذلك قبل وقت اطول بكثير من ظهور فكرة الاتحاد وولادته. فهي التي غيرت النسيج الاجتماعي البريطاني بشكل عميق، وعندما حذر السياسي المحافظ أنوخ باول، الذي عارض بشدة الهجرة إلى داخل بلاده من «انهار الدم»، فقد فعل ذلك عندما كانت بروكسل لا تزال عاصمة بلجيكيا فقط ـ وليست المركز البيروقراطي للاتحاد. الامبراطورية البريطانية واحتلالاتها هي التي ادت في نهاية المطاف إلى هز الاستعمار، من الهند وحتى افريقيا، عائدا إلى المتروبول البريطاني. الاتحاد الاوروبي هو المشروع السياسي الاكبر طموحا في التاريخ. مئات ملايين الاشخاص ذوو اللغات المختلفة وتاريخ فظيع من سفك الدماء قرروا بشكل مشترك التخلي عن بعض او معظم علائمهم السيادية. وقد فعلوا ذلك دون إكراه عسكري، لا بسبب نابليون أو هتلر؛ نتيجة الاستطلاعات الشعبية والقرارات الداخلية في الاتحاد المستندة إلى الاجماع. على مدى 60 سنة من اقامته واتساعه، انتقل الاتحاد من ناتج خام بقيمة 2 تريليون يورو إلى 15 تريليون. وهو يجمع اكثر من 500 مليون شخص، وهو (ايضا) الشريك التجاري الاكبر لإسرائيل. ان انسحاب البريطانيين هو ضربة شديدة للاتحاد، وهو ينبع من جملة مركبة من الاسباب ترتبط ـ بتقدير الكثيرين ـ بقدر أكبر بالثقافة وباحساس التهديد من الهجرة مما بالاقتصاد الصرف. بالنفور من السلامة السياسية ومن الاجانب، اكثر مما من الخوف الحقيقي من أن تعطي بروكسل الاوامر لديوان رئيس الوزراء في داوننغ ستريت. ولكن الاتحاد هو في نهاية الامر موضوع قرار مشترك لجبارين، خصمين سابقين وحليفين قريبين في الحاضر: فرنسا وألمانيا. فهما حجر الاساس لاسرة الفحم والفولاذ التي منها تطور الاتحاد نفسه. في وسعهما فقط، ووحدهما تقريبا يمكنهما أن يحافظا على اتحاد اوروبي ما. ولكن مع سقوط احداهما، فإن كل المبنى سينهار. البريطانيون لن يقرروا مصير الاتحاد الاوروبي. بانتظارهم سنوات قاسية من المفاوضات المضنية وعديمة اليقين؛ ولكن لا معنى لاستثمار مفاوضات فيه في هذه اللحظة. إذا ما فازت مارين لوبان في الانتخابات للرئاسة في فرنسا فستكون هذه نهاية الاتحاد الاوروبي أغلب الظن، وعلى أي حال ستكون للبريطانيين وللعالم بأسره مشاكل أكبر. كل شيء منوط بفرنسا وهي التي ستحسم: حسمها أوسع حتى من مصير الكيان السياسي الاوروبي. بحسمهم، يمكن للفرنسيين ان يغيروا المسيرة التاريخية للبريكست والترامبية عائدين إلى الليبرالية والكونية. العالم مرة اخرى يرفع عينيه إلى فرنسا. نداف ايال يديعوت 30/3/2017 اليوم التالي لـ«البريكست» صحف عبرية |
مسؤول في الخارجية الإيراني: الأسد أدار ظهره لنا وعلينا وضع خطة للخروج من «معضلة» سوريا Posted: 30 Mar 2017 02:22 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: صرح رئيس دائرة الشؤون الاستراتيجية والسياسية في وزارة الخارجية الإيراني، مصطفى زهراني، أن الرئيس السوري، بشار الأسد، اتجه إلى موسكو، وأنه بدأ يدير ظهره لطهران، مشدداً على وضع الاسترتيجية اللازمة للخروج من معضلة سوريا. وكتب مصطفى زهراني في موقع «الدبلوماسية الإيرانية» المقرب من وزارة الخارجية الإيرانية، مقالاً عنوانه «معضلة كبيرة…ستراتيجية الخروج من سوريا». وأوضح أن الروس لديهم خطط وسياسة دقيقة لكيفية خروجهم من سوريا بحيث يحافظوا على مصالحهم الاستراتيجية هناك، لكن طهران ليست لديها استراتيجية واضحة لذلك، وأن خروجها من سوريا أصبح معضلة كبيرة دون أفق معين للحفاظ على مصالح إيران الاستراتيجية في سوريا. وقال إن سياسة إيران تعثرت في سوريا، وإنه ليس لديها خطط واستراتيجية مؤثرة للخروج من هناك، مضيفاً أن الروس يبحثون عن مصالحهم في سوريا فقط، وإنهم حققوا ما أرادوه هناك، وأنهم الآن يخططون إلى مساومات مع الولايات المتحدة وإسرائيل في الساحة السورية. وأكد رئيس دائرة الشؤون الاستراتيجية والسياسية في وزارة الخارجية الإيراني أن موسكو تتفق مع واشنطن وتل أبيب لمنع إيران وحزب الله من إنشاء قواعد عسكرية بالقرب من إسرائيل، وأنه في نهاية المطاف، فإن الروس سيصلون إلى توافق مشترك مع الأمريكان والإسرائيليين بهذا الشأن. وصرح «نظام بشار الأسد سیتعامل وسيتعاون مع أي دولة تضمن له استمراريته في الحكم، ورغم أن إيران وفرت أكبر كم من الخدمات اللوجستية على الأرض لدمشق، لكن الأسد يظن أنه بإمكان الروس أن يدعموه أكثر من إيران بسبب قدراتهم العسكرية وتأثيرهم الدولي الكبير». ولفت زهراني النظر إلى أن الأسد بدأ الاستدارة إلى موسكو، وأنه أعطى ظهره إلى طهران، مضيفاً أن إيران تدخلت في الحرب الدائرة في سوريا ظنّاَ منها أن هذه الحرب ستكون قصيرة ودون تداعيات استراتيجية عليها. وأوضح أن طهران وأنقرة ما كان لديهما استراتيجية واضحة لكيفية الخروج من الأزمة السورية، لهذا السبب تورطتا بشكل كبير على الأرض في سوريا، بينما الروس اكتفوا بالهجمات الجوية والعمل المخابراتي فقط. وأكد أن خروج إيران من سوريا أصبحت عملية معقدة وخطيرة للغاية بسبب التطورات والأحداث المتلاحقة إقليمياً ودولياً. وأشار زهراني إلى سياسة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي حول ملف الاتفاق النووي إلى ملفت أمني وحساس من جديد، وقال إن ترامب يعمل على وضع ضغط أمني كبير على إيران، وإن جميع دوائر الإدارة الأمريكية تتسابق على ذلك. وأضاف أن أنقرة والرياض وتل أبيب تستغلان دور طهران في الإقليم وإنجازاتها وتفوقها لخلق أجواء أمنية ضد إيران. مسؤول في الخارجية الإيراني: الأسد أدار ظهره لنا وعلينا وضع خطة للخروج من «معضلة» سوريا محمد المذحجي |
رئيس الوزراء المغربي يضع اللمسات الأخيرة على الحكومة الجديدة Posted: 30 Mar 2017 02:22 PM PDT أكد سعد الدين العثماني رئيس الحكومة المغربية المكلف، أن كل ما يروج في الصحافة من أسماء ولوائح مرشحة للاستوزار في حكومته المنتظرة لا يمت للحقيقة بصلة، وأن نقاش زعماء الأغلبية مازال منصباً حول هيكلة الحكومة المقبلة. وقال بعد اجتماع الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية مساء الأربعاء، بالرباط، إنني لم أطلب بَعدُ من أي حزب أن يمدني بأسماء الحقائب التي يريدها أو أسماء الوزراء، وسنمر إلى هذه المرحلة في القريب العاجل. وأبرز العثماني، أنه أحاط أعضاء الأمانة العامة للحزب، بمختلف المعطيات التي استجدت في موضوع تشكيل الحكومة، ومر النقاش في جو إيجابي جداً، يضيف رئيس الحكومة المكلف. وقال رئيس الحكومة المكلف إنه سيحاول أن تكون حكومته مقلصة ما أمكن، رغم ان الحكومة مكونة من ستة أحزاب، وهو ما يجعل تقليص حقائق الحكومة يعرف بعض الصعوبات، واوضح أن الحكومة ستضم وزراء ووزراء منتدبين وكتاب دولة. وكشف العثماني أنه يُنتظر أن يتم نهاية الأسبوع الجاري الإعلان بشكل رسمي عن هيكلة تشكيل الحكومة، مؤكداً أن ما يتم تداوله بشأن الحقائب وأسماء الوزراء لا أساس له من الصحة، وأنه فقط بصدد وضع اللمسات على هيكلة الحكومة والاتفاق على الهيكلة من شأنه تسهيل عملية تشكيل الحكومة في أسرع وقت. وشدد على أنه لم يتلق من أي حزب طلباً بشأن الحقائب التي يريدها أو الأسماء التي يقترحها، مشيراً أن الهدف في هذه المرحلة هو التسريع بهيكلة الحكومة من أجل المرور إلى المراحل الأخرى التي ستتم فيها مناقشة تفاصيل تشكيل الحكومة. وكلف العاهل المغربي الملك محمد السادس يوم 17 آذار/ مارس الجاري الدكتور سعد الدين العثماني رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، خلفاً لعبد الاله بن كيران الامين العام للحزب الفائز بالمرتبة الاولى بالانتخابات التشريعية التي جرت يوم 7 تشرين الاول/ اكتوبر الماضي وذلك بعد ان حالت ضغوطات مارستها جبهة من احزاب مقربة من المراجع العليا حالت دون تشكيل بن كيران لحكومته. وكان آخر هذه الضغوطات اشراك الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالحكومة وهو ما كان يرفضه بن كيران. واعلن الدكتور العثماني الاسبوع الماضي عن المكونات السياسية لحكومته، ومن بينها الاتحاد الاشتراكي وهو ما أثار غضبًا واسعًا في صفوف حزب «العدالة والتنمية» والاوساط السياسية التي تسعى لتطوير وترسيخ الديمقراطية في البلاد. وانشغلت الأوساط السياسية والأعلامية المغربية خلال الاسبوع الماضي بقوائم الوزراء المحتملين، وذهب بعضها الى نشر التشكيلة الحكومية والحقائب التي يتولاها كل حزب. واكد قيادي في حزب العدالة والتنمية ان حالة من الترقّب خيمت على الاجتماع، بعد رفض عدد من أعضاء من حزب العدالة والتنمية، منهجية اشتغال العثماني في المفاوضات، وتنازله عن «فيتو” بن كيران، الذي كان يرفض مشاركة الاتحاد الاشتراكي للقوات في الحكومة المقبلة، وعرفت وسائط التواصل الاجتماعي مواجهات بين المؤيدين والمنتقدين للعثماني وابداء مخاوف حول مصير الحزب ووحدته ومحاولة اسقاط حالة الاتحاد الاشتراكي الذي قاد البلاد طوال عقود الستينيات والسبعينيات والثمانينيات من خلال المعارضة ومن 1998 – 2002 من خلال قيادة تدبير الشأن العام مع حكومة التناوب، الا انه اصبح اليوم يبحث عن مقعد بالحكومة من خلال الاصطفاف تحت لواء احزاب الادارة. وقال القيادي في حزب العدالة والتنمية ان اجتماع الامانة العامة مرّ في أجواء «إيجابية»، وسيتم قريباً الإعلان عن لائحة الاستوزار الخاصة بالحزب واكد «عدم وصول قيادة الحزب الى مرحلة اختيار الوزراء الذين سيختارهم العثماني في حكومته ونفى أن يكون الحزب المكلف بتشكيل الأغلبية، قد بت في الأسماء واللوائح المرشحة بقوة للاستوزار في الحكومة المقبلة، «ما يروج في الصحافة من أسماء ولوائح لا يمت للحقيقة بصلة». وأوضح عضو في الأمانة العامة للحزب، أن «الاجتماع الذي عقدته الأمانة العامة مساء (اول) أمس الأربعاء، الذي دام لساعات، عرف إجماع كل الأطراف على مساندة سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المكلف، في مهمة تشكيل الأغلبية وإعداد البرنامج الحكومي، وقال إن «عبد الإله بن كيران، الأمين العام للحزب، عبّر بدوره عن تشبثه بالعثماني، داعياً كل أعضاء الأمانة العامة للوقوف إلى جانبه، رغم وجود اختلافات على مستوى بعض الأمور». واضاف أن «بن كيران نوّه في اجتماع الأمانة العامة للحزب، بكل من مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات، ولحسن الداودي، وزير التعليم العالي السابق، اللذين عملا إلى جانب العثماني طوال المفاوضات الحكومية»، مؤكدًا «مواصلة الحزب لمساره الإصلاحي رغم التغييرات الأخيرة التي يجب ألا تؤثر على مسلسل الإصلاح». رئيس الوزراء المغربي يضع اللمسات الأخيرة على الحكومة الجديدة محمود معروف |
إنهاء الحملة التركية «درع الفرات» في سوريا الأسباب والخيارات المستقبلية Posted: 30 Mar 2017 02:21 PM PDT الحسكة ـ «القدس العربي»: مع إعلان تركيا الأربعاء انتهاء حملتها العسكرية في شمالي سوريا بدا واضحاً أن مرحلة توسعها الجغرافي تحت مسمى «درع الفرات» قد انتهى، فلا إمكانية للتوجه نحو مدينة منبج في ظل المعادلة الصعبة التي فرضتها القوى المتصارعة على الأرض، فكان وصول قوات النظام السوري إلى نقاط جغرافية على تماس مع مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، خطوة واضحة لقطع الطريق على «درع الفرات» نحو التوجه إلى منبج، بعدما ما تم إنشاء جدار فصل عسكري يهدف إلى خلق وقائع جغرافية بعزل منبج عن الطموحات التركية. ويقول المحلل السياسي أسامة عمر لـ«القدس العربي»، «ان الإعلان جاء على إنهاء اسم غرفة عمليات عسكرية فقط حيث أن المناطق التي لم يتم تحريرها من خلال العمليات العسكرية ستتم تسوية أوضاعها عبر القنوات السياسية والدبلوماسية وتشمل مدينة منبج والقرى التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية». ويرى «أن تركيا من خلال إنهاء درع الفرات تتجه بذلك لوضع ثقلها في عملية تحرير الرقة ابتداءً من تل ابيض تحت مسمى جديد لغرفة عمليات عسكرية جديدة وهذا نجاح للدور التركي على عكس ما يشاع إعلامياً ولا يخفى على أحد أن هناك صراعاً تخوضه تركيا تتزايد أخطاره على أمنها القومي يوماً بعد يوم خاصة وأن هناك مرحلة جديدة من التنسيق بين الروس والأمريكان في هذه المنطقة بالتحديد ولكل طرف منهما حساباته». وقال الناطق الرسمي باسم المجلس الأعلى للعشائر والقبائل العربية مضر حماد الأسعد، انه «عندما عقد الاجتماع الأول لتشكيل درع الفرات تم تحديد المناطق المراد تحريرها واتفق على الباب وجرابلس والراعي وما حولها لطرد تنظيم «الدولة» والاتحاد الديمقراطي byd منها، وحالياً استكملت تحرير هذه المناطق وبالتالي بعد نجاح العملية فمن الطبيعي إيقافها، وهذا الأمر يعرفه الذين ساهموا في تشكيل قوات درع الفرات». وأكد «لـ«القدس العربي»، «انه يجري حالياً تدريبات عسكرية لأبناء محافظات الرقة ودير الزور والحسكة بدعم تركي وبالتنسيق مع التحالف الدولي في أحد المراكز بهدف دخولهم إلى سوريا وتحرير مناطقهم على غرار عملية درع الفرات». وحسب الأسعد فإن تركيا «تتعرض لضغوط كبيرة جداً بسبب دعها للجيش الحر وبنفس الوقت لفتحها جبهات متعددة ضد تنظيم الدولة ووحدات الحماية byd ونظام الاسد والميليشيات المدعومة من إيران، بينما الوجود العسكري الأمريكي والروسي له تأثير كبير على تواجد الجيش الحر وتركيا الذين يعرفون أن روسيا وأمريكا يستعملون حزب الاتحاد الديمقراطي لتنفيذ مشاريعهم وعندما تنتهي مصلحتهم سيتم التوقف عن دعمهم مثلما توقفت أمريكا عن دعم بعض الفصائل المعارضة». أما الصحافي السوري المختص بالشؤون التركية عبو الحسو «فيرى ان الأسباب التي دفعت تركيا لاعلان انتهاء عملية درع الفرات كان أبرزها قرب الاستفتاء على التعديلات الدستورية في 16 نيسان/أبريل المقبل في محاولة لكسب الأصوات المعارضة لعملية درع الفرات، بالإضافة إلى تحقيق العملية أهدافها المعلنة وهي تطهير الشريط الحدودي من جرابلس حتى اعزاز من خطر تنظيم الدولة، وقطع الطريق على حزب الاتحاد الديمقراطي بتشكيل ممر يربط بين منطقة الجزيرة – روج آفا كما يسمونها – وبين عفرين وصولاً للبحر وتشكيل منطقة آمنة من الإرهاب والقصف وهذا ما تحقق عملياً». وأضاف لـ«القدس العربي»، «ان رئيس الوزراء التركي ترك الباب مفتوحاً أمام كل الخيارات حين قال بأنه إذا ما بدأت تركيا عملية عسكرية أخرى ضد «التنظيم» أو أي تهديد موجه لأمن البلاد ستكون عملية جديدة وتحت اسم آخر وباعتقادي بعد الاستفتاء على الدستور ستكون كل الاحتمالات واردة وقد تكون هناك مواجهة مباشرة بين تركيا والجيش الحر من طرف وبين قوات قسد المدعومة أمريكياً وروسياً». وأشار الحسو إلى أن «الدور التركي يمر في مرحلة جمود مؤقت بحكم قرب الاستفتاء على الدستور وعدم قيامها بأي تصعيد او حركة قد تؤثر على نتائج الاستفتاء سلباً، لكن بعد 16 نيسان/أبريل سيكون الدور التركي أكبر وأكثر فاعلية وقد يعيد النظر في كل حساباتها وتحالفاتها الحالية واتخاذ خطوات أكثر فاعلية وتأثير على مسار الأحداث سياسياً وعسكرياً». يذكر ان تركيا كانت قد شنت في آب/ أغسطس 2016 عملية «درع الفرات» في شمال سوريا من أجل أن تبعد عن حدودها الجنوبية كلاً من تنظيم «الدولة» و»قوات سوريا الديمقراطية» التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية المكون الرئيس فيها، حيث تمكنت فصائل المعارضة السورية المسلحة التي تدعمها تركيا في اطار هذه العملية من طرد تنظيم «الدولة» من مناطق عدة بينها جرابلس والراعي ودابق وأخيراً مدينة الباب. إنهاء الحملة التركية «درع الفرات» في سوريا الأسباب والخيارات المستقبلية عبد الرزاق النبهان |
«سقطة الرئيس» في عيون اللبنانيين بين الاستغلال والتهكم… وتسخيف الأسلوب الرخيص Posted: 30 Mar 2017 02:21 PM PDT بيروت ـ «القدس العربي»: تصدّر مشهد تعثّر رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون في القمة العربية أخبار مواقع التواصل الاجتماعي حيث ندر أن تخلو صفحة من دون تعليق عن « سقطة « الرئيس. وإذا كان البعض من خصوم عون استغل الحادثة للتهكم على شخص الرئيس والسخرية من عمره فإن النسبة الأكبر تفاعلت معه ايجاباً حتى في صفوف من يعارضونه سياسياً ومن بينهم منسّق الامانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد الذي كتب «حمد الله على سلامتك فخامة الرئيس بصدق»، ورئيس حركة التغيير ايلي محفوض الذي قال «إستوقفتني التعليقات على الرئيس ميشال عون والاسلوب الرخيص لبعضهم وعلى ما قال الإمام علي بن ابي طالب: لا تفرح بسقطة غيرك فإنك لا تدري ما تتصرف بك الأيام». ومن بين التعليقات الساخرة التي رصدتها «القدس العربي» على «فيسبوك» كتب عادل سيّور «تعديل في الموازنة شراء عكازة»، واستطرد آخر و«طقم أسنان»، ليضيف شاب آخر «إن شاء الله يستفيق من غفوته هو وجماعته». ورأت سوزي بيك «شكلو مش آخد الحبة …آه لو كانت هالوقعة من نصيب الصهر». وكتبت تغريد حديفة «الله لا يردو». في المقابل، توقف البعض عند تعليق ابنة الرئيس كلودين عون روكز التي كتبت «ما بقى رح انتقد الكرش يللي حماك». ودافع مناصرو التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية عن رئيس الجمهورية ودوّنت مديرة المكتب الاعلامي لرئيس حزب القوات اللبنانية أنطوانيت جعجع على صفحتها «ان كل من يتعرض ويعلّق على سقوط رئيس الجمهورية هو انسان لا يحترم الكرامة الوطنية.. عيب». وجاء في مقدمة نشرة اخبار «الجديد» اشادة برئيس الجمهورية وسخرية من الرؤساء السابقين الذين وجهوا رسالة الى القمة العربية على الشكل الآتي «الرئيس لم يقع لا بل هو ارتفع. الساقطون كثر وبعضهم تركله سفيرة أمريكية بالكعب العالي وتفخر بحزامها الأسود. والساقطون هم من أنزلتهم الجامعة العربية من جدول أعمالها ورمت برسالتهم في أقرب بيت ماء». وأعدّت قناة MTV تقريراً عن تعثّر السياسيين والرؤساء في دول العالم وبينهم حاكم دبي والرئيس باراك اوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون والرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند. وذكرت الاعلامية نانسي السبع «وقوع أي شخص مسألة تثير الضحك عند الكثيرين أما سقوط ميشال عون فبالنسبة إلي خطوة في مسيرة رجل متى تعثّر سيقف مجدداً ويكمل الطريق». وكتب ميشال رشدان «الى كل من علّق وتهكّم على زلة قدم فخامة الرئيس: زلة القدم ليست عيباً إنما العيب في ألسنتكم ومستوى فكركم وانعدام الكرامة الوطنية لديكم فصمتكم أشرف لكم». ولفت الصحافي شوقي عشقوتي الى ما يلي «مع أنه حادث يمكن أن يحصل مع أي كان وفي أي مكان… لا أعرف لماذا عندما تعثر الرئيس عون وسقط أرضاً تأثرت كثيراً وخفت قليلاً… ربما هناك من يخاف منه… نحن نخاف عليه». وسألت الإعلامية ديما صادق « شو اللي مضحك واللي بخللينا نحس بالانتصار السياسي اذا رجل ثمانيني تفركش ووقع؟ الشي الوحيد اللي قادرة شوفو بالفيديو هو التعاطف مع صورة الجد». اما جو معلوف فقال عبر «تويتر»، «تفه على كل واحد عم يشمت بوقعة رئيس الجمهورية!! عندكن شي ضده، انتقدوه بالسياسة! بدي شوف لو بيكن أو جدكن وقع وضحكنا عليه شو بتعملو؟». وقد استفز الفنان راغب علامة موجة السخرية التي صاحبت الأمر فعلّق مستاءً «بعض الناس بيعتبرو أنفسهم مهضومين بتعليقات سخيفة عن سقطة الرئيس عون! والله انهم بلا أخلاق! كل واحد ممكن يتفركش ويقع عالأرض! ما فهمت وين الهضامة؟». وغرّدت النجمة هيفاء وهبي قائلة: «سلامتك فخامة الرئيس الجنرال ميشال عون الله يحميك، كلّ الاحترام»، اما الممثلة ورد الخال فغردت «منضحك ع رئيسنا ونحنا واقعين ع راسنا شك». وكتب الصحافي داني حداد «بعض أقلام «الزملاء» بلغت، للأسف، مستوى الأرض التي سقط عليها الرئيس العماد ميشال عون. مجموعة بلهاء كتبوا ساخرين على مواقع التواصل، كأنّ في سقوط رجل حدثاً استثنائيّاً. كأنّ الواحد منّا، إن سقط والده، مثلاً، لا يقوم لإسعافه بل يمسك هاتفه ليسخر منه على الفايسبوك». واضاف « في مقابل أفواج الساخرين، السخيفين، ثمّة أفواج للمبالغين في تأليه الرئيس. لعلّ قول «الرئيس ارتفع»، على صورة السيّد المسيح بعد القيامة، هو أسوأ ما يمكن أن يقال بعد الحادثة العابرة». تزامناً شكر الرئيس عون في طريق العودة من الأردن الى بيروت «اللبنانيين على العاطفة التي غمروه بها بسبب الحادث الذي تعرّض له في القمة العربية في الأردن». وقال، في دردشة مع الصحافيين «لم يكن للحادث أي أثر جسدي، وأقول لكم: الله يخليلنا ياكن ويخلي كل اللبنانيين». واضاف «عبّرت في كلمتي عن وجدان كل لبناني وليس عن وجداني، وردود الفعل على الكلمة التي ألقيتها جيدة جداً، وآمل ان نبقى نخدم قضية لبنان». وأمل ان «تعود فعالية الجامعة العربية، والوقت لا يزال مبكراً للحديث عن ترجمة للتعاون العربي». «سقطة الرئيس» في عيون اللبنانيين بين الاستغلال والتهكم… وتسخيف الأسلوب الرخيص سعد الياس |
السقوط الأول لترامب…فشله في استبدال قوانين أوباما يزيد من حالة «عدم اليقين» في الولايات المتحدة Posted: 30 Mar 2017 02:20 PM PDT واشنطن ـ «القدس العربي»: يحاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تضميد جراحه بعد مضى اكثر من أسبوع على فشله في تحقيق أول وعد كبير لإصلاح نظام الرعاية الصحية وسط مشاعر متناقضة حيال هذه الهزيمة في الأوساط الشعبية حيث احتفل البعض بسحب مشروع القانون بسبب فشل البيت الأبيض والحزب الجمهوري في توفير الأصوات اللازمة لتمريرالخطة الهادفة إلى الغاء اهم انجازات الرئيس السابق باراك أوباما، ولكن بالنسبة إلى الكثير من الأمريكيين فإن هذه الاجراءات تزيد من شكوكهم في المستقبل. يعاني العديد من الأمريكيين من مخاوف صحية خطيرة، ولكن مخاوفهم ازدادت بسبب الغموض وعدم الاستقرار في التغطية الصحية بعد محاولات استبدال ( أوباما كير ) وغرق خطة ترامب البديلة المعروفة باسم ( ترامبكير)، وفي الواقع، فإن وجود التأمين الصحي باسعار معقولة هو مسألة حياة أو موت بالنسبة للعديد من المواطنين الأمريكيين وخاصة أولئك الذين يحتاجون علاجا باهظا التكاليف مثل العلاج الكيمياوي للمصابين بمرض السرطان، وبدون الحماية القانونية التى يوفرها قانون أوباما فإن غالبية المرضى لن يتمكنوا من دفع ثمن العلاج الذى يصل إلى مليون دولار تحت ادارة ترامب. العائلات الأمريكية وجدت نفسها عالقة وسط معركة حزبية على الرعاية الصحية بعد ان تحولت القضية إلى مسألة سياسية من الجمهوريين والديمقراطيين، ولكن بالنسبة لهذه العائلات فإن القضية شخصية وليست خاضعة لنقاش سياسي، وقد وقع أوباما قانون الرعاية الصحية في عام 2010 في خطوة اشارت إلى تحول جذري في النهج الأمريكي في مجال الرعاية الصحية يتمثل في مرحلة من «التنشئة الاجتماعية للنظام الحكومي» مما ادى إلى توفير التامين الصحي، للمرة الاولى، إلى 20 مليون أمريكي، وسمح للعائلات المنكوبة بالحصول على رعاية صحية مضمونة. وانخفض عدد اولئك الذين لا يتمتعون بتأمين صحي بشكل ملحوظ بعد انتقال السلطة من شركات التامين إلى المستهلك حيث اشترط القانون قبول جميع المتقدمين وتحصيل الرسوم الموحدة ولكن التشريع الذى وقعه أوباما اصبح موضوعا لاعتراض الحزب الجمهوري، وتحول هدف الغاء القانون إلى جزء اساسي من افكار التيار المحافظ ومنصاته، وساعد (أوباما كير) على تأمين تغطية صحية للملايين من الأمريكيين ولكنه لم يساعد الجميع، وفي الواقع، لم يكن القانون المعروف باسم (الرعاية الصحية باسعار معقولة) يقدم الخدمات باسعار معقولة، على الاطلاق، ولهذا السبب، صوت العديد من الأمريكيين لصالح ترامب في محاولة لاستبدال تشريعات أوباما، وهو أمر غير محتمل في المستقبل المنظور. وجلب فشل تمرير قانون ترامب الصحي لاستبدال تشريعات أوباما حالة من عدم اليقين عند الناس، وصعوبات في التكيف مع التكاليف المالية الباهضة والعثور على خطط صحية مناسبة ومعقولة، وقد اقترح ترامب بعد فشله في اقرار القانون ان (أوباما كير) سينفجر من تلقاء نفسه رغم المحاولات الصغيرة لتغيره. هذا هو الفشل الأول الكبير لرئاسة ترامب وسياساته ووعوده، واشارة واضحة إلى ان الكونغرس الذى يسيطر عليه الجمهوريون لن يكون من السهل ادارته كما يفكر ترامب بعد الانتخابات. السقوط الأول لترامب…فشله في استبدال قوانين أوباما يزيد من حالة «عدم اليقين» في الولايات المتحدة رائد صالحة |
الذكرى 41 لـ«يوم الأرض»: إصابة 45 فلسطينيا بالرصاص الحي والمطاطي في اعتداء جيش الاحتلال ومستوطنين لمنع زرع أشجار في نابلس Posted: 30 Mar 2017 02:20 PM PDT غزة ـ لندن ـ»القدس العربي»: أصيب 45 فلسطينياً بالرصاص الحي والمطاطي وبحالات اختناق، خلال مواجهات اندلعت مع الجيش الإسرائيلي، عقب قمعه لفعالية نظمها نشطاء في قرية مادما جنوب مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية. وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، بأن 45 فلسطينياً أصيبوا بالرصاص المطاطي وحالات اختناق، جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع. وحسب مصادر طبية أصيب أحد المشاركين بالرصاص الحي، ونقل لمستشفى رفيديا الحكومي في نابلس لتلقي العلاج. وأطلق الجنود الإسرائيليون الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع تجاه المشاركين بالفعالية، والذين حاولوا زراعة الأشجار في الأراضي المهددة بالمصادرة لصالح الاستيطان في المنطقة الجنوبية من القرية. واعتدى مستوطنون على المشاركين في الفعالية، ومنعوهم من زراعة الأشجار تحت حماية الجيش الإسرائيلي. وأحيا الفلسطينيون يوم أمس الذكرى الـ 41 لـ «يوم الأرض»، بعدة فعاليات جماهيرية وشعبية، أكدت في مجملها على تمسكهم في أراضيهم المحتلة، ورفضهم لكل الأفعال التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، من أجل الاستيلاء على الأرض، وسط دعوات فصائلية بضرورة تنفيذ المصالحة الداخلية لتصبح واقعا على الأرض، ودعم المقاومة بكافة أشكالها. ونظمت القوى والفصائل الفلسطينية وقفة لها، في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، بمناسبة إحياء ذكرى يوم الأرض. ورفع المشاركون خلالها لافتات تؤكد على التمسك بالأرض الفلسطينية المحتلة، ورفض مشاريع التوطين، وأخرى تنتقد الصمت الدولي جراء جرائم الاحتلال. وأكد مسؤولو القوى في كلمات لهم خلال الفعالية على استمرار النضال الفلسطيني حتى تحقيق حلم الشعب بإقامة الدولة المستقلة. وفي سياق إحياء الفعاليات الجماهيرية نظمت الجبهة الديمقراطية مسيرة في منطقة قريبة من الحدود الشرقية لوسط قطاع غزة، حيث توجد على مقربة منها الحدود الفاصلة عن إسرائيل و»المنطقة العازلة» التي تصادرها إسرائيل من أراضي القطاع. كما نظم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ضمن فعاليات إحياء يوم الأرض، معرضاً للصور يظهر مدن وقرى فلسطين المحتلة بأسمائها الأصلية، وذلك في ميدان الجندي المجهول غرب مدينة غزة. وفي هذا السياق أشاد الدكتور صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، بصمود الشعب الفلسطيني، في جميع أماكن وجوده، بذكرى «يوم الأرض»، وقال في تصريح صحافي إن هذا اليوم يعد «عنوان الكرامة والنضال ضد الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي الذي يستهدف القضاء على جميع مقومات الوجود الفلسطيني». وقال إن الشعب الفلسطيني يواجه بشكل أسطوري الحملة المنظمة والمسعورة التي تشنها حكومة الاحتلال المتطرفة لمصادرة الأرض والرواية والذاكرة الجمعية. وأكد بهذه المناسبة تمسك الشعب الفلسطيني وقيادته بحل الدولتين باعتباره «الحل الوحيد القابل للتطبيق»، معلنا رفض منظمة التحرير القطعي لأي حلول انتقالية أو مجتزأة. وفي السياق أكد جمال محيسن، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، على تلاحم الشعب الفلسطيني وتماسكه في مواجهة الاحتلال والاستيطان العنصري الإسرائيلي، في ذكرى يوم الأرض. وقال إن يوم الأرض سيظل خالدا عند الفلسطينيين، ليعبر عن وحدة الشعب الفلسطيني في الداخل والضفة الفلسطينية وقطاع غزة والقدس والشتات. وقال «المعركة مع الاحتلال مستمرة حتى تحقيق الثوابت الوطنية، وقيام دولة فلسطينية بعاصمتها القدس». وأشار إلى أن يوم الأرض وهبة الشعب الفلسطيني في مثل هذا اليوم للدفاع عن أرضه، تمثل «ثقافة مقاومة الاحتلال والحفاظ على الأرض وتوريثها للأجيال القادمة». يشار إلى أن الفلسطينيين يحيون في 30 آذار/ مارس من كل عام، ذكرى يوم الأرض، وهو اليوم الذي خرجت فيه مسيرات جماهيرية حاشدة في المناطق المحتلة عام 1948، ردا على قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي بمصادرة 21 ألف دونم من أراضي الجليل والمثلث والنقب، في عام 1976، حيث أسفرت وقتها المواجهات مع قوات الاحتلال عن استشهاد ستة فلسطينيين، حيث بات هذا اليوم ذكرى لتخليد وتجسيد تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه ووطنه. وأكدت حركة حماس في هذه الذكرى أنه لا طريق لديها لتحرير الأرض والإنسان سوى «طريق المقاومة»، مبينة أنه «لا مستقبل للمساومة ولا بقاء للاحتلال ولا انتصار للعدوان». وقالت في بيان لها «إن من يزرع شوك الاغتيال يحصد غضب الانتقام، والاحتلال سيفهم غداً إن لم يفهم بالأمس أو اليوم بأن شعبنا حر ومقاومته غيورة على الدم لا تنسى ولا تغفر ولا تترك الجاني بلا عقاب». ولفتت إلى أن يوم الأرض هو «نقطة إجماع فلسطيني حاشد بين كل الفصائل والقوى الفلسطينية»، مؤكدة أن استقرار المنطقة بل واستقرار ما حولها «مرتبط باستقرار فلسطين». ودعت حماس إلى جعل ذكرى يوم الأرض «منطلقاً لمصالحة حقيقية تستلهم من دم الشهداء معنى الانتماء والتمسك بالحقوق ورفض التنازل عن أي ذرة تراب وتقديس الفلسطيني وتدنيس المحتل ورفض التعاون أو التنسيق معه مهما كان الثمن». وأشارت الحركة إلى أن قضية فلسطين هي قضية المسجد الأقصى والقدس التي وحدت الأمة في كثير من الأزمان بعد عقود من الفرقة والضعف والتشتت. وكان جهاز الإحصاء أصدر بهذه المناسبة تقريرا، أشار فيه إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يستغل أكثر من 85 % من مساحة فلسطين التاريخية، وأنه لم يتبق للفلسطينيين سوى نحو 15 %، في حين بلغت نسبة الفلسطينيين 48 %، من إجمالي السكان في فلسطين التاريخية. وأكدت حركة الجهاد الإسلامي، في هذه الذكرى على أن معركة الدفاع عن الأرض «لن تتوقف إلا باسترداد كل ذرة من ترابها، وأن الصمود سيبقى عنوان الشعب الفلسطيني في كل جولات الصراع المستمر». وأشارت إلى أن هذه الذكرى تمر هذا العام «ولا يزال الدم الفلسطيني مسفوكا نازفًا، بينما يقف الشعب الفلسطيني مدافعاً عن قداسة أرضه التاريخية، مواجهاً كل محاولات التضليل والتزييف التي شكلت ولا تزال عناوين لسرقة الأرض وتهويدها». وأعلنت أن «يوم الأرض» هو يوم لـ«تصعيد المواجهة مع العدو الغاصب، ورفض التنازل عن أي ذرة من تراب الوطن السليب، وأن مشاريع الاستيطان مهما توسعت فإنها لن تعطي العدو حقاً في أي جزء من أرض فلسطين». وشددت على أنه «لا مكان لأنصاف الحلول»، مضيفة في بيانها «فلسطين أرض واحدة من شمالها حتى جنوبها ومن بحرها إلى نهرها، وطن واحد لا يقبل القسمة ولا التجزئة». وحثت الجبهة الشعبية بهذه المناسبة على «الارتقاء إلى مستوى التحديات الخطيرة التي تواجه قضيتنا الوطنية»، وذلك من خلال استعادة الوحدة الفلسطينية على أسس وطنية وتنظيمية سليمة، كـ «خيار كفيل بإعادة الاعتبار للمشروع الوطني الذي يطابق بين شعب فلسطين وأرضه ومشروعه السياسي». ودعت إلى إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، على أسس ديمقراطية توافقية بصيغة قيادة حركة تحرر وطني وإطار تمثيلي جامع للفلسطينيين، وبإعادة الاعتبار للمقاومة، بكافة أشكالها، بديلًا لـ «خيار المفاوضات العبثية». وطالبت بتوفير مقومات تدعيم الصمود الشعبي الفلسطيني، والتشبث بالأرض والحقوق، وتطوير أشكال الانتفاضة الحالية. وأكد مركز «الميزان لحقوق الإنسان» أن الاحتلال الإسرائيلي ماض في سياسة الاستيلاء على الأراضي والتنكيل بالمدنيين الفلسطينيين، لافتا إلى أن ممارسات الاحتلال فيما يتعلق بالاستيلاء على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 «شكّلت سلوكاً منظماً انتهجته سلطات الاحتلال كسياسة عامة على مدار السنوات الماضية، ولاسيما في تعاملها مع أراضي الضفة الغربية والقدس». ودعا المركز المجتمع الدولي لحماية المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة كـ «خطوة على طريق إنهاء الاحتلال». وفي إسبانيا أحيت السفارة الفلسطينية في مدريد ولفيف من أبناء الجالية الذكرى بالتنسيق مع بلدية الكالا دي انارس، والتي استضافت الفعالية. وتوجه السفير الفلسطيني مع طاقم السفارة إلى المدينة وقام باستقبال سفراء وممثلي الدول العربية والإسلامية وعدد من سفراء الدول الأجنبية الصديقة. بدأ الاحتفال بالتجمع في حديقة كومبلوتوم الواقعة في وسط المدينة، وكان في استقبال الوفود رئيس البلدية خافيير رودريغيث وأعضاء البلدية. ورحب رئيس البلدية بالوفود والسفراء معرباً عن فرحته باستضافة هذا الحدث الذي يرمز إلى دعم الصمود الفلسطيني ونصرة لقضيتهم، معرباً عن أمله بأن تقوم الحكومة الإسبانية بعمل جهد أكبر بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي للوصول إلى اتفاق تام وشامل. وقام بدعوة السفير الفلسطيني كفاح عودة لغرس شجرة زيتون في الحديقة رمزاً للأرض الفلسطينية، وخلاله تمت إزاحة الستار عن نصب تذكاري خطت عليه أبيات شعرية للشاعر الراحل محمود درويش «على هذه الأرض ما يستحق الحياة «. وعبر السفير عودة بكلمة مقتضبة عن امتنانه لبلدية الكالا ولأعضائها لجهودهم في استضافة وإنجاح هذه الفعالية، وأثنى على مشاركة السفراء وحضورهم هذه الفعالية، داعيا رئيس وأعضاء وأبناء مدينة الكالا إلى زيارة فلسطين، مؤكدا على أن فلسطين ستنال حريتها واستقلالها بمساندة ودعم المجتمع الدولي، داعياُ الحضور إلى أخذ صور تذكارية بجانب الشجرة التي تمت زراعتها. وفي نهاية الفعالية توجه السفراء إلى النصب التذكاري للكاتب والروائي الإسباني الشهير ابن مدينة الكالا ميغيل دي ثيربانتس وتم وضع إكليل من الزهور عليه . الذكرى 41 لـ«يوم الأرض»: إصابة 45 فلسطينيا بالرصاص الحي والمطاطي في اعتداء جيش الاحتلال ومستوطنين لمنع زرع أشجار في نابلس أشرف الهور |
نتنياهو يعاقب مؤسسات الأمم المتحدة بسبب قراراتها المؤيدة للفلسطينيين Posted: 30 Mar 2017 02:19 PM PDT الناصرة ـ«القدس العربي»: يرجح مراقبون أن يسجل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مواقف غير مسبوقة في انحيازه لإسرائيل، فيما يشكك آخرون بذلك ويحذرون من كونه غير متوقع. بين هذا وذاك المؤكد أن المحافل الدولية خاصة الأمم المتحدة تشهد الآن انعكاسا لتجند أمريكي لمنع ضغوط تمارس عليها على خلفية انتهاكاتها اليومية لحقوق الفلسطينيين. وانعكس ذلك في تصريحات غير مؤدبة لسفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة بقولها إنها تنتعل الكعب العالي لترفس كل من يدعو لمقاطعة إسرائيل، وبتصريحات لاحقة مؤيدة لها بشكل جارف. كما يتجلى ذلك بإقدام رئيس حكومة الاحتلال ووزير الخارجية بنيامين نتنياهو على إصدار أمر بتقليص مليوني دولار من المدفوعات الإسرائيلية لمؤسسات الأمم المتحدة على خطى تهديدات أمريكية مشابهة للماضي. وقال الناطق بلسان وزارة الخارجية عمانوئيل نحشون إن هذا الأمر جاء على خلفية «القرارات المعادية لإسرائيل التي تبناها مجلس حقوق الإنسان ضد إسرائيل قبل عدة أيام». وجاء في البيان أن «المبلغ الذي سيتم خصمه سيستغل لتعميق وتوسيع المشاريع الاسرائيلية في مجال المساعدة الدولية وسيستثمر في الدول النامية التي تدعم اسرائيل في المؤسسات الدولية». وكان مجلس حقوق الإنسان في جنيف، قد تبنى يوم الجمعة، أربعة قرارات في الموضوع الإسرائيلي الفلسطيني، في مقدمتها قرار يشجب البناء داخل المستوطنات في الضفة الغربية وهضبة الجولان المحتلتين ويدعو الدول والشركات التجارية الى الامتناع عن اي اتصال مباشر او غير مباشر مع المستوطنات. يشار إلى أن القرارات كلها كانت تصريحية، ولا تشمل بنودا عملية. وصوتت لصالح القرار ضد المستوطنات 36 دولة، من بينها ألمانيا وهولندا وبلجيكا والبرتغال وسلوفينيا وسويسرا والصين والهند واليابان وجنوب أفريقيا والبرازيل. وامتنعت تسع دول بينها بريطانيا، كرواتيا، ألبانيا، جورجيا، هنغاريا، بنما، براغواي ورواندا. وصوتت ضد القرار الولايات المتحدة وتوغو فقط. وقال مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الاسرائيلية إن اسرائيل لم تنجح بإحباط القرار، لكنها نجحت بتخفيف أجزاء كبيرة منه، واقناع حوالي نصف دول الاتحاد الاوروبي الأعضاء في المجلس بالامتناع عن التصويت. وتابع «إذا اخذنا هذا الأمر في الاعتبار فقد حققنا انجازا». وبالإضافة إلى القرار المتعلق بالمستوطنات تم اتخاذ ثلاث قرارات أخرى في الموضوع الاسرائيلي – الفلسطيني. الأول هو قرار في موضوع المساءلة بشأن خرق إسرائيل لحقوق الإنسان في الضفة الغربية وقطاع غزة. وحاولت إسرائيل منع هذا القرار بكل قوة، لكن تمت المصادقة عليه بتأييد 30 دولة مقابل امتناع 15 دولة ومعارضة دولتين. أما القرار الثالث فيتعلق بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وتم اتخاذه بالإجماع تقريبا، حيث صوتت عليه 43 دولة، مقابل دولتين ممتنعتين ودولتين معارضتين. ويتعلق القرار الرابع بوضع حقوق الإنسان الفلسطيني في الضفة والقطاع. وقد حظي بتأييد 41 دولة، وامتناع أربع دول ومعارضة دولتين. كما تم اتخاذ قرار آخر يشجب المس الإسرائيلي بحقوق السكان العرب الدروز في هضبة الجولان. يشار أن إسرائيل بعد العقود الأولى من قيامها على أنقاض الشعب الفلسطيني دأبت على مهاجمة الأمم المتحدة والسخرية منها حتى غيرت سياستها في فترة وزير خارجيتها الراحل آبا إيبان الذي اعتبر أنه من الغباء معاداة الأمم المتحدة واعتبار العالم على خطأ وأن إسرائيل وحدها محقة. لكن إسرائيل في ظل التغيرات في المجتمع الدولي وبعد انهيار المعسكر الاشتراكي وانهيارات دول عربية مركزية عادت لمناصبة الأمم المتحدة العداء والسخرية لا عدم الاكتراث فحسب. حملة المقاطعة الدولية واجتمع أمس في قاعة الهيئة العامة للأمم المتحدة آلاف الشبان الذين جندتهم إسرائيل من البلاد والعالم في إطار حملة محاربة مقاطعتها. وهذه هي المرة الثانية التي يقام فيها هذا الحدث بمشاركة طلاب من المدارس الثانوية والجامعات. وقد حصل كل مشترك على حقيبة وقميص وعلم إسرائيل وكراسة معلومات. وأدارت البرنامج ليز كلايمان، من قناة «فوكس نيوز» المنحازة لإسرائيل، والتي قالت للحضور «أنتم هنا لأنكم لا تخافون من التمسك بما تؤمنون به». وقال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون للحضور: «في السنة السابقة كان هنا آلاف وخرجنا معا بتصريح حول مخاطر حركة المقاطعة، واليوم نحن هنا لكي نعلن بأن المعركة مستمرة». وكانت نجمة البرنامج سفيرة الولايات المتحدة، نيكي هايلي، التي تحولت خلال فترتها القصيرة في الأمم المتحدة إلى عزيزة البعثة الإسرائيلية. وكانت هايلي من أوائل حكام الولايات الأمريكية الذين عارضوا نشاط حركة المقاطعة في ولايتها. وقالت في كلمتها أمس الأول: «كم هو مأسوي أنه من بين كل الدول التي يجب شجبها بسبب خرقها لحقوق الإنسان، تختار هذه الأصوات شجب إسرائيل. إيران وسوريا وكوريا الشمالية تحظى بالتجاهل من قبل الأمم المتحدة، زاعمة أنه لا يوجد منطق في هذا أو أي علاقة بالعدالة». وانهت كلمتها قائلة: «اعلموا أن لديكم ظهرا في الولايات المتحدة والآن صديقة محاربة في الأمم المتحدة». من جهة أخرى تعتبر وزارة الخارجية الإسرائيلية أن تعديل نص قرار لـ«اليونسكو» حول القدس المحتلة انجاز كبيرا للوزارة في إحدى الحلبات الصعبة والمعادية لإسرائيل في الأمم المتحدة». وأشارت أنه بعد سلسلة من القرارات التي حاولت شطب الارتباط اليهودي بالأماكن المقدسة في القدس المحتلة من خلال محاولة» أسلمتها « بشكل مطلق قررت الدول العربية التراجع خطوة إلى الوراء، وتم تقليص القرار من ست صفحات إلى صفحتين وتخفيف اللهجة بشكل واضح. رغم ذلك ترى أن الاقتراح ما زال يتضمن مركبات سياسية وكاذبة. وقال سفير اسرائيل كرمل شاما كوهين: «سنلف العالم وسنعمل حول الساعة لكي نشرح حقيقتنا الآنية والتاريخية». نتنياهو يعاقب مؤسسات الأمم المتحدة بسبب قراراتها المؤيدة للفلسطينيين وديع عواودة |
تقرير الأمم المتحدة حول التنمية في العالم يبرز اتساع الشرخ بين دول عربية غنية وفقيرة Posted: 30 Mar 2017 02:18 PM PDT مدريد – «القدس العربي»: كشف التقرير الأخير لمنظمة الأمم المتحدة حول التنمية في العالم الشرخ الواضح الذي بدأ يتفاقم بين الدول العربية خلال العقد الأخير وبلغ ذروته خلال السنة الجارية بين دولة متقدمة في الترتيب العالمي مثل قطر أو السعودية ومجموعة من الدول الأخرى مثل موريتانيا والسودان واليمن وأخرى في وضع حساس مثل المغرب ومصر. وقدمت الأمم المتحدة تقريرها الجديد الأسبوع الماضي حول التقدم في العالم لمعرفة مستوى الفارق بين الدول، حيث يساعد رسم الخريطة العالمية للتنمية في وضع مخططات مساعدة الدول الفقيرة. وتعتمد هذه التقارير على مقاييس علمية أهمها مستوى الصحة أي الخدمات التي تقدم للمواطن ومدى انتشار إلزامية التعليم الأساسي ثم معدل العمر وأخيراً الدخل الفردي. وإذا كان التقرير يؤكد مدى الشرخ بين العالم الأول والمتقدم مثل العالم الغربي والدول الإفريقية، لكن تقرير هذه السنة أكد معطى مقلقاً للغاية وهو ارتفاع الشرخ وسط العالم العربي بين دول فقيرة وأخرى غنية. وفي هذا الصدد، احتلت دول الخليج العربي باستثناء اليمن مواقع متميزة في التقرير، فهي تقع ضمن الخمسين الأوائل، إذ أن ما بين المرتبة الأولى والخمسين تعتبر ضمن الأكثر تقدماً في التنمية البشرية، وهنا توجد قطر في المرتبة 33 والعربية السعودية في المركز 38 والإمارات العربية في المركز 42 والبحرين في المركز 47 والكويت في المركز 51 التي تأثرت كثيراً بتراجع عائدات النفط ثم سلطنة عمان في 52. ولاحقًا توجد دول وسط مثل لبنان في المركز 76 والجزائر في 83 والأردن في 86 وتونس في المركز 97 وهي مراتب متوسطة، بينما هناك فريق ثالث وهو الفقير الذي يقع في المراتب ما بعد المائة يبدأ مع ليبيا في المرتبة 102 ومصر في المركز 111 ثم فلسطين في 114 العراق 121 والمغرب 123 وسوريا 149 ثم موريتانيا 157 واليمن 168 والسودان في 185 وهي من أسوا المراتب في العالم ضمن سلم ترتيب ب 188 دولة. وتفتقد هذه الدول كثيراً لأساسيات العيش مثل التعليم والصحة والدخل الفردي بسبب الصعوبات المالية إما لفقر الموارد أو الفساد أو الاثنين معاً. والمثير أن هذا الفارق والشرخ الحاصل بين الدول العربية لا يحدث في أي تكتل يشترك في خصائص مثل العامل الجغرافي أي القرب والعامل الثقافي بل حتى الديني. وفي حالة أوروبا، لا توجد هذه الفوارق، ما لا توجد فوارق في منطقة مثل أمريكا اللاتينية بين دولة مثل كولومبيا والأرجنتين أو التشيلي أو الباراغواي. من جانب آخر، تحاول بعض التكتلات إصلاح هذا الخلل مثل الاتحاد الأوروبي عبر ما يمكن تسميته بصندوق التماسك الذي يجعل دولاً غنية مثل المانيا تساهم في صندوق ق للرفع من مستوى دول مثل اليونان والبرتغال بل حتى اسبانيا لتحقيق تقارب في العيش والدخل. ومقابل سياسة تماسك أوروبية قوية، توجد في العالم العربي سياسة تقديم مساعدات ظرفية من طرف الدول الغنية الى الفقيرة وأساساً من دول الخليج الملكية الى نظامين ملكيين وهما المغرب والأردن وخاصة بعد الربيع العربي لتفادي تأثر البلدين بالاحتجاجات. تقرير الأمم المتحدة حول التنمية في العالم يبرز اتساع الشرخ بين دول عربية غنية وفقيرة حسين مجدوبي |
سلطة ضبط قطاع السمعي ـ البصري الجزائرية تنفي أن تكون قد استشيرت بخصوص ميثاق تغطية الانتخابات Posted: 30 Mar 2017 02:17 PM PDT الجزائر – «القدس العربي»: نفى زواوي بن حمادي رئيس سلطة ضبط قطاع السمعي ـ البصري في الجزائر أن تكون وزارة الإعلام قد استشيرت الهيئة التي يرأسها بخصوص ميثاق تغطية الانتخابات البرلمانية المقبلة، الذي تضمنه مرسومان أصدرتهما وزارة الإعلام، والذي جاء في شكل محظورات على القنوات التلفزيونية الخاصة الابتعاد عنها. وأضاف بن حمادي في تصريحات صحافية أمس الخميس أن سلطة الضبط التي يرأسها لم تستشر بخصوص ميثاق تغطية الانتخابات الذي أصدرته وزارة الإعلام، وأنها اطلعت على نسخة منه قبل أيام من أجل الإطلاع عليه، ولكن لم يطلب رأيها حول الموضوع. وعلق المسؤول نفسه على الميثاق قائلاً:» لوزارة الإعلام الحرية في إصدار ما تراه مناسباً، وهي تتحمل مسؤولية ذلك»، نافياً أن يكون هناك تضارب بين سلطة الضبط وبين الوزارة، مشددا على أنه من الضروري أن يكون هناك تنسيق وتعاون أكبر في المستقبل بين سلطة الضبط والوزارة. ويأتي موقف سلطة الضبط بعد يومين من صدور مرسومي وزارة الإعلام في شكل ميثاق لتغطية الانتخابات البرلمانية التي من المقرر إجراؤها في الرابع من أيار/مايو المقبل، والذي أثار الكثير من الجدل، لأنه تضمن مجموعة من الشروط التي يجب أن تلتزم بها هذه القنوات خلال الحملة الانتخابية التي ستنطلق مطلع الشهر المقبل. وينص الميثاق على أن القنوات الخاصة المعتمدة كمكاتب لقنوات أجنبية وعددها خمس قنوات، يجب أن تعمل على توعية المواطنين بحقهم في الانتخاب واختيار ممثليهم في المؤسسات المنتخبة، كما يمنع هذه القنوات الخاصة من إعطاء الكلمة إلى الأحزاب والشخصيات التي تدعو إلى مقاطعة الانتخابات، إذ اعتبرت الوزارة أنه يتعين على وسائل الإعلام عدم المساهمة في نزع المصداقية عن الموعد الانتخابي المقبل، وحث المواطنين على عدم المشاركة فيه. ودعا الميثاق وسائل الإعلام في تغطيتها لنشاطات الأحزاب والمترشحين إلى التركيز فقط على الطابع الإخباري، مع دعوتها إلى التعامل بعدل مع الأحزاب والمترشحين مع مراعاة حجم ومكانة كل الحزب عند القيام بالتغطية. وطالبت الوزارة المسؤولة عن قطاع الاعلام من القنوات الخاصة وقف برامج أصوات الشارع، التي لا يمكن اعتبارها عملية سبر آراء تأخذ في الاعتبار المعايير العلمية المعمول بها، لأنها يمكن أن تستغل للتأثير على الرأي العام. وأكد الميثاق أنه يتعين على الفضائيات الخاصة الامتناع عن البث المباشر للنقاشات والتصريحات السياسية، التي يمكنها المساس بأمن الدولة، والتي يمكن أن تشهد انحرافات وانزلاقات منافية لأخلاقيات مهنة الصحافة وللسياسة، كما شددت على منع بث أي سب أو قذف أو إساءة موجهة ضد شخص رئيس الجمهورية أو المؤسسة التي يمثلها. على جانب آخر ستكون القنوات التلفزيونية ممنوعة من بث إعلانات تلفزيونية ذات طابع سياسي لفائدة الأحزاب أو المترشحين في الانتخابات البرلمانية المقبلة، ومنع كذلك تلقي أي مبالغ مالية على شكل رعاية للبرامج التي تبثها هذه القنوات. وقد أثار الإعلان عن هذا الميثاق من طرف وزارة الإعلام جدلاً، خاصة وسط الأحزاب التي قررت المقاطعة، والتي اعتبرت فيه مصادرة لحق دستوري في التعبير عن الرأي، فيما اعتبرها بعض الصحافيين تقييدًا لعملهم الصحافي بقرار إداري، لكن الوزارة حتىص كتابة هذه السطور لم تشرح الخلفيات التي جعلتها تصدر هذا الميثاق الذي جعلته قاصراً على القنوات الخاصة التي تمتلك اعتماداً كمكاتب لقنوات أجنبية، في انتظار تسوية وضعيتها القانونية لتتحول إلى قنوات جزائرية، علماً أن هناك أكثر من 40 قناة غير معتمدة وتعمل خارج القانون، والتي قال وزير الإعلام حميد قرين بشأنها إنه لن يسمح لها بتغطية الانتخابات. سلطة ضبط قطاع السمعي ـ البصري الجزائرية تنفي أن تكون قد استشيرت بخصوص ميثاق تغطية الانتخابات |
انتهاء أزمة جامعة «الأقصى» في غزة بتولي مستشار للرئيس إدارتها Posted: 30 Mar 2017 02:17 PM PDT غزة ـ «القدس العربي»: انتهت يوم أمس أزمة جامعة الأقصى الحكومية في قطاع غزة، بين حكومة التوافق الفلسطينية، ووزارة التعليم في القطاع التي تديرها حركة حماس، بالتوافق على تعيين الدكتور كمال الشرافي، مستشار الرئيس محمود عباس، رئيسا لها. وبموجب التوافق الجديد الذي جاء جراء تدخلات من جهات عدة، تسلم الشرافي الذي يعمل أيضا رئيسا لمجلس أمناء الجامعة، مهامه كرئيس للجامعة، بعد أن ترك الرئيس الذي عينته الوزارة في غزة مكانه. ومن المقرر بموجب الاتفاق الجديد أن يصل وزير التربية والتعليم العالي الدكتور صبري صيدم إلى قطاع غزة الأحد المقبل. وجرى الاتفاق على تسليم الشرافي رئاسة الجامعة خلال لقاء جمع مجلس الأمناء وإدارة الجامعة ووزارة التربية والتعليم في غزة. وجاء الإعلان عن انتهاء الأزمة بعد نحو عام من انفجارها، وذلك بعدما عين وزير التربية والتعليم رئيسا للجامعة، رفضته الوزارة في غزة، وعينت بدلا منه رئيسا آخر. ودفع ذلك الوزير إلى إلغاء الاعتراف بالجامعة وشهادتها، وهو ما دفع الطلبة إلى تنظيم عدة فعاليات رافضة لاستمرار الخلافات بين قطبي الوزارة في رام الله وغزة، خاصة في ظل أزمة عدم الاعتراف بالشهادات. وقال محمد رضوان، رئيس الجامعة السابق الذي سلم أمس مهامه للشرافي، إن الاتفاق الجديد يشمل مصادقة الوزارة على شهادات الطلاب جميعا دون تمييز. يشار إلى أن هناك نحو 27 ألف طالب وطالبة ملتحقين في الجامعة، ويدرسون في تخصصات عدة، فيما يفوق عدد طواقم العمل في الجامعة سواء الأكاديمية أو الإدارية الـ 1000 موظف. انتهاء أزمة جامعة «الأقصى» في غزة بتولي مستشار للرئيس إدارتها |
ماراثون فلسطين الدولي الخامس ينطلق اليوم في بيت لحم تحت شعار «الركض من أجل الحرية» Posted: 30 Mar 2017 02:16 PM PDT رام الله – «القدس العربي»: ينطلق اليوم الجمعة ماراثون فلسطين الدولي في نسخته الخامسة من أمام كنيسة المهد وسط بيت لحم، تحت شعار «الركض من أجل الحرية»، بمشاركة عدائين ونشطاء من 45 دولة في أوروبا وأمريكا وآسيا وإفريقيا وأستراليا، بقرابة الستة آلاف مشارك، وهو الرقم الأكبر منذ انطلاق النسخة الأولى للماراثون في 2013 بمشاركة 700 عداء وناشط. وقال أحمد العلي المنسق الإعلامي للماراثون لـ «القدس العربي» إن شعار المهرجان هو الرسالة الوطنية الفلسطينية للعالم بأسره، لتعريفه بالمعيقات الإسرائيلية التي تمارس بحق الشعب الفلسطيني وتمنعه من الحركة بحرية داخل وطنه في كافة المدن والقرى والمخيمات. كما أن مسار الماراثون يجلب الأنظار أمام عدسات الصحافة الفلسطينية والعربية والدولية التي سجلت بكثافة لتغطية هذا الحدث بعد توزيع أكثر من 280 بطاقة صحافة على الوسائل الإعلامية المختلفة، كونه سينطلق من أمام كنيسة المهد ومسجد عمر مروراً بشارع المهد إلى منطقة قبر رحيل أو «مسجد بلال بن رباح» شمال المدينة حيث يفصل الجدار العنصري مدينة بيت لحم عن القدس المحتلة، دخولاً إلى مخيم عائدة للاجئين الفلسطينيين من أسفل مجسم «مفتاح العودة» ثم مخيم العودة وبلدة الخضر جنوباً قبل العودة إلى نقطة الانطلاق، وهي رمزيات كثيرة عن حرية الحركة وحقوق الفلسطينيين في التنقل والعيش بكرامة. ويشتمل الماراثون على أربعة سباقات رئيسية، الأول لمسافة تصل إلى 42 كيلومترا، والثاني نصف هذه المسافة بواقع 21 كيلومترا، والثالث عشرة كيلومترات، بينما تم استحداث مسار خاص أطلق عليه سباق العائلات لمسافة ثلاثة كيلومترات ونصف، حيث سجل لهذا المسار أكثر من 800 شخص. فيما سيطلق الماراثون سباقاً خاصا لذوي الاحتياجات الخاصة لدعم مشاركتهم في كافة مناحي الحياة الفلسطينية. وستنضم إلى الماراثون مجموعة جيدة من عدائي قطاع غزة، وهو ما سيضيف نكهة خاصة للماراثون. أما اللافت فهو ارتفاع نسبة الإناث لتحقق مناصفة مع الرجال بنسبة وصلت إلى 50 في المئة، وهو ارتفاع ملحوظ عن النسخ السابقة من الماراثون. كما سيشارك فيه قرابة مئة وخمسين طالبا من طلبة المدارس، تم فرزهم بعد مسابقة نظمتها وزارة التربية والتعليم للمشاركة كمنافسين الى جانب العدائين. ولا يقتصر الحدث على الجانب الرياضي أو حتى السياسي، فالماراثون هو فرصة للشركات الوطنية للترويج لنفسها وترويج فكرة دعم المنتج الوطني ومقاطعة منتجات الاحتلال الإسرائيلي ومنتجات مستوطناته. كما أن الماراثون يشهد نشاطاً فندقياً ملحوظا في مدينة بيت لحم ومحيطها وينشط الحركة الاقتصادية بشكل عام قبل وخلال وبعد الماراثون، وهو أمر هام للغاية. وتم توفير خدمة الاتصالات عبر شركة مدى للاتصالات للمشاركين في الماراثون وكراع تقني له، وكذلك وضعت تسع محطات للإغاثة والإنعاش للمشاركة على طول مسار الماراثون، فيما اتخذت الشرطة الفلسطينية ترتيبات خاصة لإغلاق الشوارع والمساعدة في حفظ الأمن طوال فترة السباقات. وشارك محافظ بيت لحم في كافة التفاصيل الخاصة بهذا الحدث. وعلى هامش الماراثون سيتم عرض فيلم حول الماراثون لمخرج أمريكي في مركز خليل السكاكيني في مدينة رام الله تحت عنوان «تألق المقاومة». أما من أبرز الحضور هذا العام فسيكون هناك مرافق من الاتحاد الدولي لألعاب القوى، كما سيشارك عداؤون فائزون في النسخ السابقة منه. وعلى طول مسار الماراثون ستكون هناك لافتات مختلفة سواء حول البيئة أو المخدرات والإدمان أو حتى من نقابات فلسطينية مثل نقاطة أطباء الأسنان، للفت الانتباه حول الكثير من القضايا التي تهم الفلسطينيين والشباب منهم تحديداً لمستقبل أفضل. ويلخص هذا الماراثون قصة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، فهو برغم كافة الظروف يحارب من أجل الحياة ومشاركة العالم في مختلف مناحيها، فيما يعبر مسار الماراثون الذي ينطلق من بين الكنيسة والمسجد ثقافة السلام والتسامح والتعايش التي ينشدها الفلسطينيون. ويلفت الانتباه إلى حياة اللاجئين وقضية العودة للمهجرين، والمستوطنات وسرقة الأراضي الفلسطينية لصالح المستوطنات اليهودية والشوارع الاستيطانية على حساب حرية الحركة للفلسطينيين أصحاب الأرض، وهي رسالة الماراثون وشعاره الذي يطلق من فلسطين إلى العالم. ماراثون فلسطين الدولي الخامس ينطلق اليوم في بيت لحم تحت شعار «الركض من أجل الحرية» بمشاركة 45 دولة وستة آلاف عداء |
مؤسسات إنسانية دولية تحشد الدعم للاجئين السوريين من خلال حفل موسيقي عالمي في الدوحة Posted: 30 Mar 2017 02:15 PM PDT الدوحة – «القدس العربي» : تستعد العاصمة القطرية الدوحة لاحتضان حفل حصري يمزج بين الموسيقى الغربية والعربية من أجل رصد ميزانية لدعم اللاجئين السوريين. وأعلنت مؤسسة «باڤاروتي» أنها ستنظم بالتعاون مع شركة روسو إيتاليانو حفلاً موسيقياً بعنوان «عالم جديد شجاع» لإحياء ذكرى مغني الأوبرا العالمي الراحل «لوتشيانو پاڤاروتي»، يذهب ريعه لجمع التبرعات لمساعدة اللاجئين السوريين. وسيقام الحفل يوم غد في مركز قطر الوطني للمؤتمرات، حيث سيجمع نخبة من أشهر الفنانين الإيطاليين والقطريين والخليجيين والعرب وفنانين عالميين أيضا. وسيتبع الحفل الموسيقي حفل عشاء لاستذكار قيم «المايسترو» وإرثه في جميع أنحاء العالم. وقالت لورا سوما، المدير التنفيذي والشريك المؤسس لروسو إيتاليانو والمنتج التنفيذي لحفل «عالم جديد شجاع» في مؤتمر صحافي عقد في المناسبة «يجلب حفل «عالم جديد شجاع»، الأول من نوعه في الشرق الأوسط، مزيجاً من الموسيقى والثقافة الغربية والإيطالية والعربية، ويجمع بين عالمين بطريقة فريدة جداً. وعبرت سوما، التي تولت قيادة هذا المشروع وحصلت على التزامات من جميع الشركاء في إيطاليا وقطر، عن أملها في إقناع شركاء إضافيين للانضمام إلى هذا العمل. من جانبه، قال عيسى الزيارة، الرئيس التنفيذي لروسو إيتاليانو «إن هذا الحفل، الذي يستذكر لوتشيانو پاڤاروتي، بالاضافة إلى مساعدة الأسر السورية اللاجئة، يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030 وركيزة التنمية البشرية فيها المتعلقة بوضع المعالم الرئيسية في مجال التعليم». وأضاف «أن روسو إيتاليانو تضيف مساهمتها القيمة لتحقيق هذه الرؤية»، معبراً عن أمله في تشجيع المزيد من الشركاء للانضمام للمشروع. ويهدف منظمو الحدث لتوفير الدعم لمساعد العائلات السورية النازحة والأطفال الذين يعيشون حالياً في مخيمات اللاجئين في الأردن. وسيتم استخدام الأموال التي يتم جمعها من خلال هذا المناسبة لدعم نمو واستدامة برامج التربية النفسية والاجتماعية القائمة للأطفال والأسر التي تعيش حالياً في مخيمات اللاجئين في الأردن، تحت مظلة المنظمة الإيطالية غير الحكومية «فينتو دي تيرا». وبالإضافة إلى تقديم الدعم النفسي لمساعدة اللاجئين على التغلب على الصدمات التي تسببت بها الحرب، ستوفر المراكز مجموعة واسعة من الأنشطة التعليمية والإبداعية، حيث يمكن أن يلعب التعليم والهوايات والأنشطة الفنية دوراً رئيسياً لن يقتصر على عملية الشفاء من المرض فقط بل سيتعداه إلى إعادة خلق الإحساس بالكرامة لدى الأسر اللاجئة التي تسعى للحصول على مأوى ومكان للعيش وممارسة بعض مظاهر الحياة العادية مرة أخرى. وقال جويدو دي سانكتس سفير الجمهورية الإيطالية لدى دولة قطر: «إنه لمن دواعي سرورنا أن نرحب بمؤسسة پاڤاروتي هنا في الدوحة وأن نكون جزءًا من هذا المشروع الصعب لمساعدة النازحين السوريين على التعافي من الصراع الجاري. وشدد على إن إيطاليا مدافعة قوية عن التعليم وداعمة نشطة للقضية السورية. كما تساهم الفنون والأوبرا في توحيدنا تجاه قضية نبيلة، إذ يشكل حفل «عالم جديد شجاع» فرصة فريدة لنا جميعاً للقيام بدورنا والوقوف إلى جانب اللاجئين. وأبدت جهات عدة نيتها المساهمة في دعم المبادرة، حيث تبنى المشروع عدد من الفنانين القطريين المشهورين مثل علي عبدالستار وفهد الكبيسي من خلال التزامهم الكامل بالمشاركة فيه. وعلاوة على ذلك، ساهمت المؤلفة القطرية المعروفة دانة الفردان في هذا العمل من خلال كتابة وتأليف أغنية «عالم جديد شجاع»، كثمرة لتعاونها مع مؤسسة پاڤاروتي. في هذا الخصوص، عبرت نيكوليتا مانتوفاني، زوجة المغني الراحل لوتشيانو پاڤاروتي، التي أسست وتترأس مؤسسة لوتشيانو پاڤاروتي، عن امتنانها لدانة الفردان قائلة: «بكلمات صيغت بطريقة استثنائية، عكست دانة الفردان أحاسيس هذه القضية والشجاعة اللازمة لبناء عالم جديد وشجاع. أود أن أعرب عن امتناني الكبير لكرمها وإبداعها والتزامها تجاه هذا الحفل الخيري». كما تعهد مزيد من الفنانين والموسيقيين العالميين بدعم الحفل، حيث سيعلنون عن ذلك في وقت لاحق من هذا العام. وسلطت مانتوفاني الضوء على قيم مؤسسة لوتشيانو پاڤاروتي، وقالت إن المؤسسة تسعى دائماً لتشجيع ودعم الشباب في جميع أنحاء العالم، مضيفةً: «لطالما حافظت حفلات «پاڤاروتي والأصدقاء» على تقليد طويل في الغناء والأداء لقضايا نبيلة. لقد آمن زوجي بقدرة وقوة الفنون والثقافة على تحقيق السلام في العالم وتوحيد الأمم والشعب. يحمل حفل «عالم جديد شجاع» هذه الفكرة من خلال الجمع بين هذا المزيج الرائع من الموسيقى الغربية والعربية». مؤسسات إنسانية دولية تحشد الدعم للاجئين السوريين من خلال حفل موسيقي عالمي في الدوحة سليمان حاج إبراهيم |
الأعلى والأسفل في ألف ليلة وليلة Posted: 30 Mar 2017 02:15 PM PDT كل فعل سرد داخلي يفترض مكانا خطابيا محملا برمزية تراتبية تقام على ثنائية الأعلى والأسفل أو المساوي. وننطلق في معالجة هذا المسألة في «ألف ليلة وليلة» من حكم أرساه ميشال فوكو في كتابه «أركيولوجيا المعرفة»، ومفاده أن المؤرخ يخاطب الممثل الأعلى للسلطة في زمانه قائلا، أنت الأعظم ممن سبقك وزمانك هو الأفضل. أكيد أن شهرزاد ليست مؤرخة ـ ولا هي مماثلة له، لأنها امرأة، والنساء لم يكن مؤتمنات على الماضي أبدا، لكنها تقوم بدور مشابه على مستوى التخييل. ولا بد من أن تراعي- في مهمتها هذه- المكان الخطابي واقتضاءاته الرمزية، وإن كان خطابها ينقل على نحو غير مباشر، ويتصرف فيه من قِبل السارد -المدون. وينبغي معالجة هذا الأمر في ضوء ثلاثة جوانب: أ ـ تحتل شهرزاد وضع من يوجد في الأسفل تجاه مخاطب – مسرود له يوجد في وضع أعلى، ومن ثمة يفترض ألا تكون كلمتها مساوية لكلمته، وينبغي فهم الكلمة هنا، لا بوصفها تعبيرا أيديولوجيا، وإنما بوصفها معرفة محيطة بأخبار الماضي، بما يعنيه هذا من خفي ومجهول. وإذا كانت مهمتها تكمن في سرد شيء لم يسمع من قبل، فإن هذا يستلزم بطريقة غير مباشرة أن من يستمع إليها متعين في وضع من يجهل، بينما هي متعينة في وضع من يعرف. وإذا كان من يستمع إليها يعرف فلابد أن تكون هي أكثر معرفة منه. وهذا غير مقبول في مخاطبة أنثى لمذكر، ومستنكر في مخاطبة ملك. ولهذا لا يمكن لشهريار أن يتعين في وضع خطابي أسفل. ويفترض وضع خطابي من هذا القبيل أن يدار بطريقة يكون سرد الحكاية فيه مراعيا من توجه إليه، الذي هو أعلى رتبة؛ ولحل هذا الإشكال الخطابي سردا تقحم دنيا زاد في محفل الخطاب؛ حيث تصير المسرود له الذي يضاعف وضع شهرزاد الخطابي بوصفها مساوية لها، ويصير شهريار- في أثناء سريان الخطاب- في وضع السيد العارف المثمن الذي يفحص جودة البضاعة المقدمة إليه؛ أي العارف لا بالحكايات، ولكن بما هو أثمن منها، والماثل في طرائق الحكي، والمهارة في السرد. ولا يوجد شيء في السرد ما يدل على وضعه هذا، لكنه يستنتج من استحسانه غير المعلن عنه، الذي يوحي به عدم قتل شهرزاد، وانتظاره إكمال سردها في ما يتلو من الليالي. وموقفه هذا ينم عن كونه يسمع حكيا ثمينا لم يسبق أن سمعه؛ فهو إذن من تؤول إليه في النهاية المكانة العليا الماثلة في الحكم على إجادة شهرزاد أو إخفاقها، وهو بهذا يحافظ على مكانه الخطابي الأعلى. وما كان لشهرزاد أن تقول عند متم بعض الحكايات «سأروي لك ما هو أعجب». فهذا القول يتضمن على نحو غير مباشر الحكم التثميني لشهريار غير المصرح به «هذا عجيب». ب ـ لا يمكِن لشهرزاد أن تكون إلا راوية ماضٍ موغل في القدم، ولا صلة له بحاضر شهريار، أي أنها تؤطر ما تسرده من حكايات في زمان أسبق على وجوده. وحين تفعل هذا فليس لأن القديم ساحر، ولا لأن حكايات الغابرين أمتع وأفيد، ولكن تلافيا لجعل زمانه ناقصا؛ إذ من المفروض أن يكون الأكمل والأفضل. وتعد في صنيعها هذا شبيهة بالمؤرخ في صنيعه تجاه عصره، حيث ينزهه عن المثالب والنقائص؛ فتنزيهه هو تنزيه للحاكم. بيد أن سرد عديد من الحكايات من قِبل شهرزاد يظل- على الرغم من حرصها على تزمينه في الماضي – متصلا بالملوك، أي بمن هم مماثلون لشهريار في الوضع؛ الشيء الذي يحتم عليها أن يكون سردها متصفا بالحذر التام، خوفا من أن يجري قياس نفسه عليهم، وعصره على عصرهم؛ فيظن أنها تلمز في حقه، أو تشير إليه وعصره بطريقة غير مباشرة من طريق التلميح. ولهذا تحل هذه المشكلة بوساطة الإذن الذي يسبق الحكي، وببناء حكايات الملوك وفق تساميهم. فالإذن يخول لها فعل الحكي ويبيحه، ومن ثمة ينبغي فهم «السكوت عن الكلام المباح» في هذا الإطار، لا في إطار أخلاقي يتعلق بالموضوعات التي تدور حولها الحكايات من جنس أو غيره؛ بحيث يمْكِن ترجمة العبارة السابقة بـ»السكوت عن الكلام المأذون لها به». وهذا الإذن يحررها من أي انزلاق ممكِن في مراعاة مبدأ القياس الذي أشرنا إليه من قبل. ويضاف إلى مسألة الإذن كون الحكايات التي تروى عن الملوك تنتهي دوما بالحلم، والعفو، والمجازاة وعقاب الخارجين عن الطاعة. وهذا كافٍ لجلب رضا شهريار. ج- ومما يفرضه المكان الخطابي أيضا تمثيل العالم، أي أن على شهرزاد أن تراعي النسق الثقافي العام الذي يشكل أفقا لتقويم الموضوعات والأشياء والعلاقات الاجتماعية من قِبل الهيمنة الرمزية، خاصة ما يتصل بالمرأة في علاقتها بالرجل، والتراتب الحاصل بينهما؛ فلا يمكن لشهرزاد أن تسرد إلا الحكايات التي تصور المرأة وفق النموذج الذي هو مبني في ذاكرة مجتمع سلطوي يعلي من شأن الذكوري، ويحط من قدر المرأة، عكس المنظور الذي رأى في صوت شهرزاد في «ألف ليلة وليلة» نوعا من انبثاق كلمة الأنثوي، وتمكنه من التعبير عن نفسه؛ فجل الحكايات التي تروى تسنِد إلى المرأة كل الشرور التي تلحق بالعالم: الخيانة، الكيد، السحر، الحيلة، المكر.. الخ. وتستجيب شهرزاد في تمثيلها المرأة على هذا النحو إلى ضرورتين ترتبطان بمراعاة فعل السرد مقتضياتِ محفل الخطاب: أ- ضرورة مراعاة تمثلات المتلقي (شهريار: المجتمع الذكوري) حول المرأة والعالم، بما يعنيه هذا من تقديس للمتعاليات التي تنظم المجتمع، خاصة منها تلك التي تتصل بالتراتب في علاقة الأفراد بالسلطة. ب- ضرورة مراعاة موقف شهريار الخاص من المرأة الذي يبرر بالخيانة (خيانة زوجته له)؛ ويقتضي هذا الأمر تزكيته، فشهرزاد لا تحكي بغاية تنزيه المرأة، ولا بغاية تغيير موقف شهريار منها، بل بغاية التخفيف من الأثر الذي أحدثته الخيانة في نفسه. ولكي تحقق مسعاها هذا تجعل من الخيانة مصابا عاما لم ينج منه عديد من الرجال عبر الأزمان. وإذا ما حكت عن ملوك (ممن يماثلونه) لم يتعرضوا للخيانة فإنها لم تجعلهم يسلمون من كيد الزوجات؛ فهارون الرشيد الذي يعد من أقوى الخلفاء لم يسلم بدوره من كيد زوجته زبيدة التي حاولت قتل أعز جارياته. ٭ أكاديمي وأديب مغربي الأعلى والأسفل في ألف ليلة وليلة عبد الرحيم جيران |
«القاهرة» وعالمها الثقافي… بقايا الزمن الغابر Posted: 30 Mar 2017 02:14 PM PDT … في الظن، أن الجو الجميل الذي تتمتع به مصر على مدار السنة، هو ما يجعلها هدفاً للزائرين من كل بقاع الأرض، فضلاً عن العمق الحضاري والتاريخي، الذي تتسم به مصر والمتجسّد في المواقع التراثية والتاريخية والدينية والسياحية والأثرية، تلك التي تجعلها قِبلة للزيارة في كل المواسم وليس في موسم محدد .إنها هبة إلهية، لبلد اقتصاده في حالة غير مستقرة، في زمن الفاسدين والحاكمين الطامعين الذين نهبوا كل شيء، وورّثوا أبناءهم الحريات اللامحدودة في تجريف المال العام .لكن مصر الجميلة والبهية والمؤنسة، تحاول تخطي الأسوار والخسائر والعوائق، بالتحدي الموجود في أفئدة شبابها الطالع والضاحك والمبتهج لأبسط الأمور الحياتية التي تواجهه، فهو مستعد إلى تحويل السواد إن حلّ الى ومضات من الفرح الدائم، المزاح هو هوية المصري، هوية مؤطرة بالطيبة والحنوّ والتعاضد بين الناس، وهذا ما لمسته لمس اليد، ليس بينهم فقط، بل مع الجميع الذين يكونون على أرضهم . الزمن الباقي في مصر يحس العربي وحتى الأجنبي أنه في أرضه، في مكانه، في الحيز الصحيح، الحيز الذي يجعل القلب يرفرف وهو يخطو في هذه الزحمة العجيبة، ربما الأوربي يُذكِّره هذا الزحام بأجواء «ألف ليلة وليلة». لا غزاة هنا يسلبونها حاضرها وخيراتها، ولا مهيمن من الجيران، يرشدها إلى طرق الظلام والفكر المغالي، الطائفي والمذهبي، ولا يوجد هنا ديكتاتور صغير، يطعن خاصرته كل يوم بالحراب ويتركها جريحة وفريسة للذئاب العابرة، في مصر تحس أنك بين أهلك ومحبيك، وناسك، بين الماضي من الفن الذي لا يُنسى، الماضي الذي ما زلنا نعتاش ونتغذى جمالياً عليه. الزمن الضائع أجد أن المصري، بفطرته المجبولة على التماهي مع الآخر، أياً كانت هُويته وأصوله وجذوره، يسعى الى مساعدتك ان طلبت المساعدة والتسآل، ينبري يوصف لك ويشير ويُدل حتى تجد غايتك، أسير وأسأل أياً كان عن شارع «عماد الدين»، الكل هنا يُدل، أو يعتذر بأدب إنْ لم يكن يعرف، أصل الشارع الذي أبحث عنه، وفي رأسي أحمل تاريخاً رومانطيقياً عنه، فهذا الشارع كان أيام الأربعينيات والخمسينيات والستينيات، هوليوود العرب، المكان السار والبهيج الذي كان يمور بالمسارح ودور السينما والنوادي الليلية وشركات إنتاج المسرحيات والأوبريتات والفرق الموسيقية والمسرحية، آتي لأتتبع خطى العمالقة، من الملحنين والمطربين والممثلين والمخرجين في هذا الشارع، إذ حوله ستجد شوارع صغرى بأسماء زكريا أحمد وسيد درويش ونجيب الريحاني، وإذا ما استمررت فيه إلى آخره ستكون في شارع محمد فريد الذي سيوصلك الى قصر عابدين، هناك سأقضي بعض السهرات، في حانة تقع على السطح، إني محب لنوعية هذه الحانات ولا سيما الجزء البريء منها، وهو السهر مع الأصدقاء في جلسات طويلة لتعاطي الذكريات مخلوطة بالشراب والشعر والأدب، نصغي إلى السيدة أم كلثوم كوكب الشرق، ونصيخ السمع إلى الماضي المتداخل مع حاضرنا وهو يحرك الفواتن من الطرائف والمُلَح الصداقية التي يجيد بعض أصدقائي اصطفاءها وإعدادها بطريقة مذهلة وساخرة وأنا معهم أتبِّل وأملِّح وأجهِّز المائدة الكوميدية الساخرة ظِل الريحاني حين أحاول نبش المسارح القديمة في شارع عماد الدين، مثل مسرح السيدة ملك وجورج أبيض وعلي الكسار وغيرهم، فأني لم أجد سوى مسرح الريحاني، هذا المسرح الذي ظل صامداً حتى اللحظة في عطائه المسرحي وإنْ على قلة وتدهور وتعاضل وعسر واضح، كونه لا يستطيع التواصل مع الماضي وعالم الزمن الجميل الذي طوته الحادثات والأزمنة الجديدة التي اخترقت قلب المدينة، بكل جبروت الميديا الحديثة والمتطورة كل ساعة ويوم . الزمن المنسي أجد «سينما كريم» ما زالت تعرض أفلاماً معينة، وألاحظ الماضي يتركز في بعض البقايا التي بدت آثارها تبين، في طلل ورميم وتتناثر هنا وهناك، متمثلة في معلم آيل، أو في طريقه الى الزوال .في الشارع الخلفي والموازي له، والذي يقع فيه الفندق الذي أنزل فيه، أحد الأصدقاء المصريين الذين يسيرون معي، يشير إلى مبنى موضوع في يد الترميم والعناية والتجديد، وتلوح عليه من خلال نظرة أولى ملامح المجد الغابر، صديقي يقول هذا المكان كان مقهى في مصر الأربعينيات والخمسينيات، وكان في الليل يتحول إلى مسرح كبير، ففيه كان يتم اجتماع الثوار الجزائريين، ومن هنا كانوا يخططون للثورة والتحرير من المستعمر الفرنسي، وحين نصل في سيرنا الى موضع النُزْل الذي أقيم فيه، يشير إلى شقة صغيرة قال لي .. «إنها كانت سكناً للممثلة ماجدة الخطيب»، وحين نتوغل أكثر، نصل إلى وزارة الأوقاف التي قضَّى فيها الروائي العالمي نجيب محفوظ سنين طوالاً وهو مستغرق في وظيفته وعمله اليومي، بين عطن الأوراق الرسمية والروتينية. حتى وصولنا إلى الدائرة التي تقع في منتصف شارع طلعت حرب، وهنا تستطيع أن تتلمس أضواء دور السينما المتلألئة والبراقة في الليل، في عرضها للإعلانات السينمائية، فهنا ستبرز سينما راديو ومترو وميامي وبعض الدور الأخرى مما تبقى من الزمن الضالع في الماضي القريب. إحدى دور العرض تعرض فيلماً مصرياً بعنوان «القرموطي في أرض النار» وثانية تعرض فيلماً أجنبياً يتراءى عليه الزحام. في نهاية الشارع تستطيع أن ترى جزءاً من «ميدان التحرير»، أما البداية فهي ستكون للقضاء العالي، بأعمدته الرخامية العالية، تلك التي وقف تحتها ممثلون عديدون وهم يؤدون بعض اللقطات في الأفلام العربية حينها، كعبد الحليم حافظ والممثلة إيمان ومحمود المليجي في نهاية الفيلم البديع «أيام وليالي». قربه يقع «سوق التوفيقية» ولطالما تسوَّقت منه الكعك الأسمر المنقوط بحبة البركة والجبنة الرومية ذات المذاق الخاص، وفي عطفاته وزواياه المتفرعة منه، ثمّة مقاهٍ بسيطة تقدم الشاي والقهوة والاستراحة المطلوبة، لو كنت مجهداً من المشي والزحام. القاهرة الخديوية وأنا أجول بين هذه الشوارع المترعة بأضواء المحلات الجذابة، وأستعيد في سيري بعض مشاهد الزمن القديم، ينبئني صديق بأن القاهرة تنقسم في طراز معمارها إلى مرحلتين .. طرازالمرحلة الخديوية، والثاني طراز قاهرة المُعز، كنت في السابق لم أعِ هذه الفروق في العمارة القاهرية. من هنا فأني أجول وأسكن وأتحرَّك طوال فترة إقامتي في طراز الخديوي سعيد، ذلك الحاكم الذي عندما شرع المهندسون بشق قناة السويس، وتم موعد مراسيم تدشينها وفتحها، مختصرة بذلك الزمن والعالم والمكان في تحرك الملاحة البحرية، ونشاطها التجاري والإقتصادي، لتكون كما هي عليه اليوم، جاء بمهندسين خبراء وفنانين في العمارة، ليهندسوا القاهرة حسب طراز البناء الإيطالي، لتكون حاضرة حديثة، فيها رقي البناء الايطالي، وتصاميمه الفنية الباذخة والرفيعة، والهاجسة بالبعد الموسيقي، والهارموني المتناغم مع ايقاع موج النيل، وشاطئه الماسي. قاهرة المعز أما طراز «قاهرة المُعز» فهو ذلكم البناء التركي القديم، الأفقي، والذي يعتمد على المساحة ذات الفضاءات الممتدة، لتظهر من بعيد المنائر والقباب للمساجد والجوامع والمقامات الكبيرة للحسين والسيدة زينب وبعض الأئمة الذين توجد أضرحتهم هناك ومنذ زمن بعيد، ومن ضمنها مصر الفاطمية ومسجد الدروز الفسيح والمبني على طبقات الضوء المفتوح على الافق والأرجاء الحاضنة للشموس والظلال . نهر البشر الى هناك ذهبنا راجلين من «العتبة» المكتظة بالعربات وحركة البائعين التي لن تنتهي، حتى وصولنا الى أضواء مقهى الفيشاوي والزحمة الأليفة والمرتضاة لـ» خان الخليلي»، الشوارع المؤدية إليه لا تستطيع فيها السير، من شدة التراص الذي تشقَّه بواسطة الكتف، ولكأنك تسبح في محيط من الناس، وتود الوصول إلى المركز كيفما كان، شوارع تلتف على بعضها، متداخلة في أسواق لا تحصى من الحوائج والمعروضات التي تمتد كشلال طويل، بضاعة تتراكم فوق بعضها، مع بشر يتراكمون أيضاً، ويسدون الآفاق التي تكاد أن توصلك إلى المراد، هي توصلك ولكنْ بشق الأنفس. ميدان التحرير من مقهى في ميدان التحرير، اعتدت على تناول القهوة والشاي فيه، والتمتع برؤية العابرين وهم يمضون الى شأنهم اليومي، ثمة فتيان صغار يبيعون المناديل الورقية، ونساء طاعنات كذلك يحملن العلكة والمناديل، ويدرن دورتهنَّ المعتادة على مقاهي التحرير التي تضم زبائن من مختلف المشارب، شباناً مصريين من كلا الجنسين، سائحين أوروبيين، يشربون الشاي المُنَعْنَع ويتعاطون بدافع الفضول الشيشة المصرية، وهي كلمة تركية، فالشيشة تعني القارورة الزجاجية، والعراقيون يسمون أي قارورة زجاجية بـ «الشيشة» حسب العامية البغدادية . أين الضفتان! من هناك أتجه إلى «غاردن سيتي» بغية الوصول إلى الصديق الشاعر «جرجس شكري»، كانت مناسبة لأرى البرلمان المصري العريق، يقابله من الجهة الأخرى من ساحة الميدان المتحف المصري، وهو صرح بارز، من الآجر الأحمر، ومن بعيد تلوح ملامحه الأرجوانية، ملتحفاً في سدوره كنوزه الإسطورية، ومنطوياً على تاريخ طويل من الحضارة المصرية القديمة، أمر في طريقي بمسرح السلام وببعض المعالم الحديثة التي تشي بطبيعة المكان، حتى أصل إلى «قصور الثقافة». يهديني الصديق كتاب «الثابت والمتحول» لأدونيس الذي طبعته الهيئة المصرية العامة للكتاب، في حجم شعبي بسعر زهيد جداً، وفي إمكان أي قارئ أن يقتني نسخة منه لفرط سعره الزهيد .في الخارج كان الجو جميلاً ودافئاً والشمس البديعة تدعوك إلى زيارة كورنيش النيل، أصل الى الشاطئ، وأقف متأملاً الصيادين الفتيان في زوارقهم، وهم يرمون الشباك في النيل، من مقربة أرى الأسماك تتراقص في شباكها، لامعة كالفضة في شمس النيل، المُعديَّات تعبر النهر إلى جهات أخرى، وأنا واقف أتأمل المنحدر الحجري للنهر، والمئذنة البعيدة المزخرفة والمُخرَّمة بشكلها الاسطواني المصنوع من الصلصال، في الحال أكتب هذا المقطع الشعري» ظمآنَ وقفتُ على النيلِ ضحىً، جزتُ السُّورَ، شربتُ الأفُقَ الخوخيَّ ، ومن ثَمَّ غسلتُ الماء». ٭ شاعر وكاتب عراقي «القاهرة» وعالمها الثقافي… بقايا الزمن الغابر هاشم شفيق |
اللغة السياسية والمدَنِية… لاستكمال الهوية العربية Posted: 30 Mar 2017 02:13 PM PDT اللغة السياسية هي لغة إدارة الشأن العام وتدبير الإختلاف وتسيير نظام الحكم، كما أن اللغة المدنية هي لغة تعكس ثقافة المدينة الحديثة بكل أجوائها وعبقها وروحها، يشعر فيها المواطن بالانتماء إليها انتماء وجودي، تحدد هويته في نهاية المطاف، ولا يمكنه الاستغناء عنها، حتى ولو كان بعيدا عنها. لا ريب أن اللغة، أي لغة في العالم، على صلة متينة بالسياسة كفكر وممارسة، عندما تعني إدارة الحكم من قبل السلطة الشرعية، ونقد الحكم من قبل المعارضة، تفاديا لاحتكار معاني الكلمات ودلالتها في رحم السلطة الحاكمة فقط. فكلَّما كان نظام الحكم/ السلطة/ الدولة العربية على قدر كبير من الفعلية والحَكَامَة (الحكم الراشد)، كلما زادت إمكانية استخدام اللغة العربية في قضايا حقيقية ومصيرية تساعد على تقليص الأمية السياسية واحترام أكثر للمدينة كفضاء عام يستدعي لغة المال العام التي تتحدث بخطاب غير استحواذي ولا احتكاري على اعتبار أن المال العام هو ملك الجميع كما يقال.. لكن ما ينقصنا كعرب في هذا الجانب هو امتلاك ناصية اللغة التي تعكس الوعي بقيمة وأهمية المجال العام والمؤسسة العامة كأفضل سبيل لاستكمال الهوية العربية الناقصة. اللغة العربية تحتاج إلى اللغة السياسية الحديثة إن على صعيد النظرية السياسية أو على صعيد التجربة والممارسة السياسية أيضا لقوة الصلة والعلاقة البينية التي صارت عليها المنظومات الفكرية والعلمية في عالمنا الفائق. وعليه فان التحدي الكبير الذي يواجه العرب ليس ما آلت إليها اللغة العربية كلغة تواصل وقِوَام هوية، بقدر ما يتمثل هذا التحدي الخطير في قلة تبَصُّر النظام السياسي العربي في مسألة اللغة العربية وصلتها بالسياسة عندما تعني أن كل شيء سياسة وأن السياسة هي أيضا كل شيء، بمعنى ما من مجال من مجالات الحياة إلا ويحتاج إلى تدبير سياسي: السياسة الاقتصادية، السياسة الثقافية، السياسة البيئية، السياسة الاجتماعية، السياسة الدولية… فالقصور في تغطية هذه السياسة في مدلولها الواسع هو الذي ينعكس عند التحليل الأخير على اللغة ويحيلها إلى الانكماش والاضمحلال. ومن الأمثلة في التدبير الناجح للغة العربية هي اللغة المتداولة في بعض الفضائيات العربية عندما هيئت اللغة وأعدت برسم التداول العربي القومي ومن أجل كل العرب في سائر أنحاء العالم، فوظفت اللغة ليس لترديد مناقب أنظمة الحكم العربية أو لشرح البيانات والقرارات التي تصدر عنها بلغة متخشبة ومترهلة من فرط تداولها حتى النفاد الأخير. فقد فُتِح المجال للّغة العربية للتداول العام، يخاطب بها الشعب العربي كوحدة قومية تزيد من متانة الهوية العربية التي تفلت من أنظمة الحكم القُطْرية والاحتكارية. ولعّل النجاح البارز في تداول اللغة العربية في الفضائيات هو أنها استدعت سياسة جديدة: زيادة الاهتمام الدولي بالشأن العربي ولو بإحداث قنوات فضائية تتحدث بلغات عالمية أخرى. إن التعامل مع الوضع السياسي والمدني على أساس أنه جزء من الهوية أو أنه يساعد على ذلك، يوفر فرصا أكثر لكافة أفراد الشعب لكي تعبر وتبدع وتخلق وتصنع ليس فقط في مجال الأدب والفكر والفن والرياضة والتجارة، بل تساعد على بلورة وتداول لغة عربية واضحة بين أفراد الشعب العربي في ما بينه، وبينه وبقية العالم، لأن اللغة العربية المتداولة في هذه الحالة تستبطن كافة القضايا العالمية والإنسانية، يظهر فيها العرب قدرة على إبداء وجهات نظرهم. ولعلنا لا نجانب الحقيقة إذا قلنا أن أقوى بلدان العالم هي تلك التي تنتج المصطلح السياسي والمدني لما يوفرها نظامها الحاكم من ديمقراطية وما توفِّره مدنها من فضاءات ومجالات عامة توحي بالراحة والاطمئنان يشعر أفرادها بهويتهم الكاملة. وعلى خلاف ذلك، نجد حالة التسلط والاستبداد وضيق المجال السياسي في العالم العربي أثره البالغ في محاصرة اللغة العربية عن التعبير عن القضايا والتحديات الحقيقية التي تواجه فعلا العربي في وجودهم، كما أن تورم المدن العربية على نحو عشوائي كامتداد لضواحي الصفيح، أفرز حالة من القنوط والعَيَاء والفتور في الانتماء إلى الحياة المدنية العربية الحديثة. فمعروف أن المدن العربية لا توحي كثيرا لأدباء العالم بالقدوم إليها والكتابة من وحي أجوائها وعبيرها، بل على العكس تماما نجد أن المبدع والمفكر والعالم العربي هو الذي يرحل إلى المدن الأوروبية والأمريكية من أجل استكمال الهوية الناقصة لديه، على ما شهدته مدن باريس، لندن، روما، برلين، أمستردام، واشنطن، نيويورك، أوطاوا،ناهيك عن عشرات المدن الأخرى الهادئة والمريحة. وجود العرب معلق على وجود لغتهم. وسياق العولمة والعصر الفائق يتيح أكثر من فرصة للاستثمار في اللغة، ومن ثم امتلاك واستكمال الهوية العربية. ونأخذ على سبيل المثال مدن العربية السعودية، التي يتدفق إليها الملايين من المسلمين في العالم بمناسبة مواسم الحج والعمرة، يرددون أدعية، يؤدون مناسك وشعائر دينية بلغة عربية ولغات أخرى مختلفة تساعد كثيرا على التواصل وإغناء اللغة العربية بتوفير أجواء موحية لمناطقها التاريخية وإعادة تصميم بيئات وبنايات من الوحي العمران الإسلامي الذي لا يتوقف عن الإبداع الفني. واليوم هناك، إمكانية الاستثمار في اللغة العربية في بلدان الخليج العربي، التي شهدت بعض مدنها طفرة نوعية هائلة من التقدم والنماء مثل دبي، أبو ظبي، الرياض، الدوحة.. التي تستقطب المال والأعمال من مختلف القارات في العالم، الأمر الذي يتيح تداول اللغة العربية من قبل السياح، رجال الأعمال والتجارة والمتعاملين الاقتصاديين، والشركات الدولية وفي المؤتمرات السياسية والاقتصادية والفكرية التي تقام فيها بشكل مستمر والتي يجب أن تستمر إلى حد أن تصير ثقافة. ٭ كاتب وباحث جزائري اللغة السياسية والمدَنِية… لاستكمال الهوية العربية نورالدين ثنيو |
العثماني والحكومة الجديدة وشباب الفيسبوك Posted: 30 Mar 2017 02:13 PM PDT رغم إقدام حزب العدالة والتنمية على خطوة التفاعل الإيجابي مع البلاغ الملكي القاضي بتعيين شخصية ثانية من الحزب الذي تصدر الانتخابات، ورغم نجاح الدكتور سعد الدين العثماني الذي عينه الملك محمد السادس مكان عبد الإله بنكيران، في الإعلان عن الأطراف الحزبية المشكلة للحكومة وهي ستة أحزاب (العدالة والتنمية، التجمع الوطني للأحرار، الحركة الشعبية، الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الاتحاد الدستوري، حزب التقدم والاشتراكية)، فإن الرأي العام لازال ينتظر التشكيلة الأخيرة للحكومة، ويطرح الكثير من الأسئلة حول مستقبل الخيار الديمقراطي في المغرب ومآل التجربة السياسية لحزب العدالة والتنمية. الأسئلة التي يطرحها الرأي العام، وصل صداها إلى مواقع التواصل الاجتماعي التي اشتعلت بعد الكشف عن مكونات الحكومة الجديدة بتلك السرعة، وهي التي افتقرت إلى الكثير من المودة في العلاقات فيما بينها طيلة المدة التي قاد فيها عبد الإله بنكيران مشاورات تشكيل الحكومة. ينبغي الإقرار بأن هذا الغضب يجد تفسيره في سببين رئيسين: أولا، عدم استساغة ابتعاد عبد الإله بنكيران عن الساحة السياسية في أوج عطائه، وهو الشخصية الكاريزماتية التي قادت حزبها إلى ثلاثة انتصارات انتخابية في ظروف صعبة (2011، 2015، 2016)، والثاني: عدم استساغة مشاركة حزب الاتحاد الاشتراكي في الحكومة وهو الذي انتزع رئاسة مجلس النواب بواسطة أصوات حاسمة لحزب ينتمي إلى المعارضة، وهو حزب الأصالة والمعاصرة الغريم التقليدي لحزب العدالة والتنمية، في ظروف استثنائية طغت عليها استحقاقات الانخراط في الاتحاد الإفريقي وضرورة هيكلة مجلس النواب للمصادقة على اتفاقية الانضمام من طرف البرلمان، وذلك قبل تشكيل الأغلبية الحكومية. ما يمكن استخلاصه من وراء التساؤلات التي يطرحها الرأي العام، والتي تظل ممزوجة لدى البعض بالشعور بالإحباط والشك في فعالية التصويت كأداة لاختيار مشاريع الإصلاح السياسي.. لقد تلقى مشروع التحول السياسي في المغرب ضربة كبيرة، والمرحلة القادمة ستكون أصعب..أنا أميز بين السياسة والديمقراطية، التحول السياسي هو مرحلة أساسية في مسار البناء الديمقراطي، هو تلك الدينامية المتصاعدة من الوعي بالسياسة وتعقيداتها ورهاناتها، هو المعرفة بحقيقة الفاعلين وإخراجهم إلى دائرة الضوء ليظهروا للناس على حقيقتهم، هو تحسيس الناس بأهمية أصواتهم الانتخابية لتغيير موازين القوى بين قوى الإصلاح وقوى الفساد، هو زرع الثقة والأمل في إمكانية أن نرى مسؤولين حكوميين لا يلوكون لغة الخشب ويتواصلون مع الشعب باللغة التي يفهمها، هو ترسيخ الإيمان بأن السياسة عمل نبيل يمكن أن يمارس بنزاهة ونظافة يد.. حسابات الربح والخسارة ليست مرتبطة بعدد المقاعد الحكومية كما يتوهم البعض، ولكنها مرتبطة بالقتل المادي والمعنوي للسياسة، وهذه هي الضربة الحقيقية. عبد الإله بنكيران رمز وطني كبير نجح في مصالحة جزء من المغاربة مع السياسة، وساهم بأسلوبه الفريد في تقريب السياسة للمواطنين..ومحاولة تغييبه عن الساحة السياسية هي خسارة كبرى للوطن ولمشروع التحول السياسي في البلاد. أما الديمقراطية فلا يمكن بناؤها إلا مع ديمقراطيين حقيقيين، وبواسطة أحزاب سياسية مستقلة في قراراتها، وقد ظهر بما لا يدع مجالا للشك بأن معظم الفرقاء السياسيين يفتقرون إلى ثقافة ديمقراطية حقيقية وليسوا مستعدين للتسليم بنتائج الانتخابات، فما خسره خصوم العدالة والتنمية بالانتخابات ربحوه بالمفاوضات « مفاوضات غير متكافئة» طبعا، بعدما قبل حزب العدالة والتنمية ما كان يرفضه بالأمس، في ظروف وملابسات سيأتي أوان تفصيلها في زمانه ومكانه. ما ينبغي الوعي به هو ضرورة الإنصات للتنبيهات الصادرة عن أعضاء الحزب والمتعاطفين معه والمتتبعين لمساره..وينبغي وضع حد لنظرية المؤامرة التي تفترض أن كل ما يصدر من انتقادات في حق الحزب كلها نابعة من الحقد أو بسوء نية.. كما لا ينبغي الاستهانة بذكاء المناضلين، فهم يميزون بفطرتهم السليمة بين الصدق والكذب والتقية، بين التحليل العقلاني والتحليل العاطفي، بين نظرية المؤامرة والتحليل الملموس للواقع الملموس.. الكثيرون ممن انتقدوا قبول الحزب بشروط لم يكن يقبلها في السابق، دافعهم الأساسي هو الحفاظ على نجاح هذه التجربة من الفشل، لأن فشلها سيكون مكلفا للجميع وهذا ما لا يريد أن يستوعبه البعض..لا مجال لتنزيه الذات عن الوقوع في الأخطاء، وينبغي معالجتها بالسرعة اللازمة، وترميم ما فات استعدادا لما هو آت، وهو الأصعب. لكن من المؤكد أن حزب العدالة والتنمية لا يمكن أن يسمح بمتتالية التنازلات أن تستمر، وأن ينسى الهدف الذي جاء من أجله ألا وهو الإصلاح. ما ينبغي الانتباه إليه أن موضوع تأخر تشكيل الحكومة بعد أزيد من خمسة أشهر على ظهور نتائج انتخابات سابع أكتوبر التشريعية له أسباب سياسية بالدرجة الأولى، مرتبطة بتمرين ديمقراطي جديد له علاقة بمحاولة التطبيق السليم للدستور، فقبل دستور 2011 كانت الحكومات تتشكل انطلاقا من التعيين الملكي للوزير الأول ولباقي الوزراء بغض النظر عن نتائج الانتخابات، فقد جرى تعيين العديد من الوزراء الأولين من التكنوقراط الذين لا انتماء حزبي لهم، كما أن تجربة حكومة 2011 وهي أول تجربة حكومية بعد الدستور الجديد جاءت في سياق سياسي استثنائي محكوم بدينامية « الربيع العربي» مما سهل – نسبيا- مأمورية عبد الإله بنكيران الذي اعتبر جزءا من الحل السياسي لأزمة احتجاجات الشارع آنذاك. الآن أصبحنا أمام تعيين ملكي لرئاسة الحكومة مقيدا بإرادة الناخبين، وتعيين ملكي للوزراء مقيدا بسلطة اقتراح رئيس الحكومة وموافقة الملك. أما التمرين الحالي فقد جاء بعد انتخابات 2016 التي كانت محكومة برغبة واضحة في وقف التقدم الانتخابي لحزب العدالة والتنمية وصلت إلى اعتماد بعض الأساليب التي لا تنتمي إلى الحقل السياسي، غير أن النتائج جاءت معاكسة لتوقعات الذين كانوا يراهنون على إغلاق قوس هذا التقدم الانتخابي بطريقة «ديموقراطية»… السبب الثاني الذي يفسر هذا التعثر، هو ضعف المشهد الحزبي وضعف استقلالية القرار لدى العديد من الأحزاب السياسية، وقد ساهمت هذه الأسباب في جعل الصورة تبدو وكأنها عبارة عن صراع إرادات بين اتجاه يناضل من أجل احترام الاختيار الديمقراطي واتجاه يعرقل هذا التوجه وهو غير قادر على التفاعل بشكل مستقل مع التحولات السياسية والاجتماعية والثقافية السريعة التي يعرفها المجتمع المغربي، خصوصا بعد إقرار دستور 2011.. وهو ما يفسر غضب شرائح واسعة من المواطنين، واشتعال مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات قاسية في حق الدكتور سعد الدين العثماني، وفي حق قيادات العدالة والتنمية التي قبلت إدخال الاتحاد الاشتراكي إلى الحكومة بتلك الطريقة التي لم يتقبلها الشارع المغربي… ٭ كاتب من المغرب العثماني والحكومة الجديدة وشباب الفيسبوك د. عبد العلي حامي الدين |
التائهون Posted: 30 Mar 2017 02:12 PM PDT الكثير من الأفكار التي تتعلق بالعالم العربي بحاجة لمراجعة شاملة، خاصة أن بعضها ارتقى لمرتبة المسلمات التي لا تقبل النقد ولا التشكيك. ومن هذه الأفكار أن المشكلة هي دائماً بين الزعماء العرب ولم تكن مطلقاً بين الشعوب العربية، وربما كانت هذه الفكرة على جانب كبير من الصحة في الستينيات، عندما اختطف جمال عبد الناصر مصر وأوقف النمو الطبيعي تجاه البحث عن هويتها الخاصة ووأد تنوعها، وبعد ذلك استولت شخصية الحبيب بورقيبة على تونس وأصبحت نزواته الشخصية هي التي تشكل شخصية الشعب التونسي، والأمر نفسه في أكثر من بلد عربي، وقتها كانت الأمة العربية تجد نفسها في وهلة البراءة الأولى للحرية وكان الاستقلال، حتى في نسخته الشكلية، يمنحها تصوراً لمستقبل أفضل يقوم على أساس التخلص من أثقال وتبعات مراحل الانحطاط المملوكية والعثمانية التي أضعفت العصبية العربية ودجنتها وشوهتها. الأمر مختلف اليوم، فالزعامات العربية تدرك إلى حد بعيد أنها بحاجة لشرعية العروبة، فمصر الدولة الأكثر قلقاً بخصوص هويتها نظراً لتاريخها القديم الذي يسبق أصلاً ظهور العرب على مسرح التاريخ، ووزنها المؤثر في البحر المتوسط وافريقيا، احتفظت دائماً بصفة العربية مردفة بمصر، وفي مرحلة ليست بالقصيرة احتفظت مصر بتسمية الجمهورية العربية المتحدة، وتغيبت لفظة مصر أمام صفة العروبة، والأمر نفسه في سوريا والعراق. ومنسوب العروبة هو أحد أسس تشكل المعادلة السياسية اللبنانية وضبطها، ولبنان مؤثر ثقافياً وفكرياً، رغم محدودية تأثيره السياسي والاقتصادي في المنظومة العربية، بينما وجد الخليج العربي نفسه، ومع أنه العروبة هي الصفة الطاغية من الناحية العرقية، مضطراً للتمسك بالعروبة، ليس بوصفها صفة أصيلة لتشكل هويته، ولكن بوصفها أحد آليات الدفاع عن وجوده، حول بحر داخلي تتنازعه الدول العربية مع الجارة ايران. وباستعراض وضعية العروبة، بوصفها مكوناً لشرعية السلطة فالأمر ينطبق على دول المغرب التي تجد نفسها في صراع متواصل وممتد منذ قرون بين السلطة النخبوية العربية والفعالية الشعبية الأمازيغية، ولذلك فمنظومة العمل العربي المشترك أصبحت اليوم ملاذاً للدول العربية، دون أن تكون بالضرورة مشروعاَ شعبياً عربياً، فهل فقدت الشعوب التي توصف بالعربية قناعتها بجدوى العروبة وايمانها بمستقبل عربي مشترك. الدولة العربية الحديثة لعبت بورقة العروبة بصورة انتهازية على امتداد عقود من الزمن، فهي تريد أن تبني تقاليد سياسية ذات أبعاد اجتماعية واقتصادية، وليس بوسعها للحصول على هذه الصورة الشرعية سوى أن تقدم العروبة والإسلام، أو النسخة العربية من الإسلام، أو أياً يكن من تفاعلات بين العنصرين، بوصفهما الأساس القائم لشرعية السلطة، ولكن المواطن العربي الذي تغذى طويلاً على ذلك الامتداد الافتراضي لوجوده لم يتمكن من أن يلمس سوى استفحال حالة الرمز الوهمي مقابل الواقع السيئ والرث، الذي يجبره على انتظار الفيزا التي تسمح له بالتنقل بين بلد عربي وآخر، ولإجراءات التفتيش والتدقيق الأمني، ولم تعد المجاملات التقليدية والمكررة والبالية تغري المواطنين العرب لتبني أفكار تجعلهم يتمسكون بمشروع وحدة عربية محتملة أو ضرورية. جولة صغيرة في مواقع التواصل الاجتماعي، وعند أي خلاف يمكن أن يحدث بين دولتين عربيتين، ستجعل المتابع يتشكك أصلاً في قناعة مواطني الدولتين بفكرة العروبة وإقامة أي اعتبار لها، وعلى العكس، فإن شعارات التهدئة تستمد من الموروث الإسلامي أكثر من الواقع العربي، والشعوب العربية الحديثة أخذت ترتد لهوياتها ما قبل العربية، ففي لبنان تصعد الفينيقية واللبننة، ولم تعد مجرد عوارض وأوهام فكرية لنخبة عنصرية، وفي مصر أصبح المصريون يصفون جميع مواطني الدول العربية الأخرى بالعرب بما يشتمل عليه ذلك من نبرة استخفاف، وأحياناً مرارة في حالات حسن نية لإظهار الاستياء، وحتى مقولات الشامي والمغربي اختفت من الثقافة المصرية، لأن مصر أصبحت في كفة والعرب في كفة أخرى، فالشوام هم جزء من منظومة القادمين من الشرق، بينما المغاربة هم الجيران الأفارقة المباشرين للمصريين. وفي المغرب تستفحل المشكلة، وما زالت المملكة المغربية عازفة عن منظومة العمل العربي المشترك، وبعد ما ظهر بأنه نجاح أردني لاستعادة المغرب لمنظومة القمة العربية، عادت المغرب لانكفائها على ذاتها ضمن إعادة ترتيب أوراقها الإفريقية، لبحثها عن عمق جديد، ولوضع قيمتها الافريقية الجديدة بوصفها عاملاً مساعداً للحصول على مزيد من المزايا في أفقها الأوروبي المنشود، والمغاربة في نخبتهم الثقافية محبطون من العروبة، ويعملون على تطوير فكر مستقل، يبدأ من خلال اعتماد لغة خاصة ومتجددة تتباعد مع الوقت عن العربية القياسية، فالمغربي يدرك، وكما وردت مرة في إحدى روايات الطاهر بن جلون، أن المشرقي ينظر إلى المغرب بوصفه المكان الذي يقع غرب الشرق، بمعنى أنهم لا ينظرون للمغرب بما يمتلكه من خصوصية وشخصية مستقلة، ولكن من موضع المهيمن والمسيطر على التابع أو الملحق، ولذلك يبتعد المغاربة وتنغلق بينهم وبين المشارقة إمكانية التواصل والتفاهم، فضلاً عن التكامل والتعاون. إن منظومة العمل العربي المشترك بوضعها الراهن لا تستطيع أن تستوعب وجود مشكلة شعبية اليوم بين العرب، ولا يمكن أن تواجه الارتدادات نحو الهويات الفرعية والخصوصيات المحلية في مواجهة الدعاوى العروبية التي تحمل من النفس الإنشادي أكثر مما تشتمل على إمكانيات واقعية، ولا تستطيع هذه المنظومة أن تقدم بديلاً طالما بقيت تعمل بعقلية الموظفين، وتشكل تقاعداً مريحاً أو محطة في السيرة الذاتية للدبلوماسيين من الدول الأعضاء، فالأمر يحتاج إلى مشروع حقيقي يبدأ بخطوات ملموسة على الأرض يجني ثمارها المواطنون العرب وحدود مفتوحة بين الدول العربية، وإعادة هندسة التفاوت السكاني في بعض الدول العربية، من خلال إزاحات داخل المنطقة العربية وليست خارجها، وهذه الإزاحات كانت مشروعاً عراقياً في السبعينيات، تمثل في العمل على تشجيع هجرة مصرية واسعة تجاه العراق للنهوض بقطاعه الزراعي، ويحدث الأمر نفسه في أوروبا التي تستوعب السكان من الشرق للغرب لتعويض الاختلالات السكانية القائمة وأثرها على الهياكل الاقتصادية في المدى الطويل. بدون خطوات عملية على الأرض تبقى القمة العربية مجرد مناسبة إعلامية إقليمية لا تغير شيئاً على الأرض، ونجاح قمة عمان الأخيرة النسبي والقياسي في الوقت نفسه بين القمم الأخيرة يرجع لدور الأردن الذي ما زال يشكل حالة خاصة بين الدول العربية، فيكفي التجول في شوارعه أثناء البطولات الرياضية التي تشارك فيها الفرق العربية لتجد الأردنيين يشجعون الفريق الجزائري بالحماس نفسه الذي يفعلونه مع الفريق المصري، فالأردن واحد من الدول القليلة، ما زال يعتبر الكينونة العربية أمراً مبدئياً ومتجذراً، ولكن الأمر نفسه ليس وحده على امتداد المنطقة للأسف. كاتب أردني |
القمة العربية على شاطئ البحر الميت – مآذن القدس وأضواء المستوطنات Posted: 30 Mar 2017 02:12 PM PDT انعقدت القمة العربية الثامنة والعشرون في فندق كمبنسكي- عشتارعلى الضفة الشرقية للبحر الميت بالأردن، في أخفض نقطة عن سطح البحر في العالم. وقد حضر القمة 17 من ملوك ورؤساء ورؤساء حكومات الدول العربية، وهو عدد لافت للنظر قياسا للقمم السابقة، وكأن للمكان سحره الخاص فعلى ضفتيه صنع التاريخ المتنازع عليه، وما زال يشهد نزاعا بين الحق والباطل والمظلوم والظالم والتاريخ المزور والتاريخ الحقيقي. ويستطيع من يقف مساء على ضفة البحر الذي يكاد يموت فعلا لا مجازا، يستطيع أن يتبين أضواء مدينة القدس الخافتة، ويسمع مآذن مساجدها الأسيرة، وفي الوقت نفسه يشاهد أنوار المستوطنات الإسرائيلية الساطعة على الضفة الأخرى على مسافة لا تتجاوز ثلاثة كيلومترات عن صالة اجتماعات القمة، وكأن هناك رسالة مبطنة تقول جئنا لنعقد قمتنا في مكان مجاور لكم لإرسال رسالة مودة وسلام.. وأود أن أسهم هنا بمجموعة ملاحظات حول القمة وبنود بيانها الختامي: - كنا نتمنى لو لم يدع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، للتعبير عن غضب الأمة العربية على سحب تقرير الإسكوا، بناء على ضغوط أمريكية وقيامه بتقديم بيان شفوي على لسان منسقه لعملية السلام، نيكولاي ملادينوف، داخل مجلس الأمن حول تنفيذ القرار 2334 بدلا من تقديم تقرير مكتوب وكامل، كما طالب البند رقم 12 من القرار. لماذا لا يحسن العرب الغضب على الخصوم، ولكنهم يعملون السيف في بني جلدتهم؟ قليل من الغضب المنضبط قد يجلب قليلا من الاحترام أيها السادة. - يفيض البيان الختامي بالبنود التي تعلن التضامن بكافة أشكاله مع الشعب الفلسطيني، وإدانة الممارسات الإسرائيلية ونظام «الفصل العنصري» الذي تجسده إسرائيل حاليا، لكن هؤلاء المجتمعين يرفضون أن يدخلوا «كمشة» من الفلسطينيين المشردين من مناطق الصراعات المسلحة فتنتهي بهم المنافي إلى آيسلندا والبرازيل وتشيلي. فمن يتعاطف مع القضية الفلسطينية نظريا عليه أن يترجم ذلك عمليا. - أعلن بيان القمة التمسك بمبادرة السلام العربية التي اعتمدت في قمة بيروت عام 2002، والتي تلقت ردا عليها في حينه من رئيس وزراء الكيان الصهيوني أرييل شارون الذي قال إنها لا تتعدى كونها حبرا على ورق. وبعد التغييرات الشاملة التي ثبتتها إسرائيل على الأرض، هل بقي من المبادرة ما يمكن التمسك به؟ لقد قايضت المبادرة التطبيع الكامل مقابل الانسحاب الكامل، فلماذا استمر التطبيع دون أن يقابله حتى التفكير بالانسحاب؟ - كان في مسودة البيان الختامي بند يشير إلى عدم الاعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية. وهو موقف مبدئي وجيد فعلا إذا تبعه نوع من المصداقية. ففي الوقت الذي سبق القمة بأيام، وربما خلال انعقادها هناك دول ترسل وفودا إعلامية لزيارة إسرائيل، ودول أخرى تجري مناورات عسكرية مع إسرائيل، ودول ثالثة تتبنى الموقف الإسرائيلي في مجلس الأمن وتدعم ترشيح إسرائيل للجنة الفضاء الخارجي واللجنة القانونية، وتتبادل معها العلاقات سرا وعلنا، ودول تفتح لها ممثليات وتستقبل الوفود وترقص معهم، وأخرى تعرض الأفلام الإسرائيلية بحضور مخرجيها، وسلطة تتمسك بالتنسيق الأمني مع إسرائيل وتقمع شعبها في حالة إطلاق احتجاجات سلمية. ألا تثير هذه الممارسات تخوفات من الانزلاق إلى اعتراف بإسرائيل بشروطها هي؟ – من بين حضور القمة الرئيس السوداني عمر البشير. وهو كما يعرف القاصي والداني مدان بجرائم حرب في دارفور ومطلوب للمحكمة الجنائية الدولية. حضوره في رأينا مبرر ولا ضير في ذلك، ولماذا لا يوجد عربي ينتهك القانون الدولي المفصل على مقاس الدول الغربية؟ هذا لا يعني أننا نتغاضى عن جرائمه في دارفور وغيرها ونتمنى أن يدفع كل مجرم حرب الثمن؟ فالجرائم التي ارتكبتها إسرائيل في غزة، والجرائم التي ارتكبتها الولايات المتحدة في العراق، تمر دون مساءلة، بل لا يجرؤ أحد أن يثيرها في مجلس الأمن. وعندما حاول مجلس الأمن بحث جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب في سوريا من كافة أطراف الصراع، استطاع الفيتو الروسي أن يشكل غطاء لحماية المجرمين، وانتفع من هذا الفيتو ليس النظام فحسب، بل ومجرمو الجماعات الإرهابية. لقد أثارت الدول الأفريقية مسألة إنشاء المحكمة المخصصة للقارة الإفريقية، الأمر الذي دفع بعدد من الدول للانسحاب من المحكمة. إذن من حق البشير أن يسخر من محكمة دولية غير منصفة ولا ترى إلا بعين واحدة مسلطة على القارة الإفريقية. - كما دعت القمة إلى متابعة تنفيذ قرار مجلس الأمن 2334. وقد اجتمعت المجموعة العربية في الأمم المتحدة، حيث يمثل أعضاؤها هذه الدول وشكلوا وفدا ثلاثيا من سفراء العراق وعُمان وفلسطين، وقابلوا الأمين العام وتمنوا عليه أن يصدر تقريرا مكتوبا بمدى التزام إسرائيل بالقرار المذكور، إلا أن السيد غوتيريش انصاع مرة أخرى للضغوط الأمريكية، ولم ينفذ هذا المطلب القانوني فلمن توجه التوصية إذن؟ – كما أكدت القمة على أن القضية الفلسطينية ما زالت هي القضية المركزية لكل العالم العربي، وعلى الهوية العربية للقدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين. أوافق على أن معظم الشعوب العربية ما زالت تعتبر القضية الفلسطينية قضيتها الأهم، لكن الحقيقة أنها لم تعد القضية المركزية بالنسبة لمعظم الأنظمة العربية، إن لم يكن كلها. فأولويات كثير من الأنظمة لم تعد فلسطين وتم استبدالها بمجموعة أولويات دفعت بالبعض لأن يعيد حساباته في موضوع التحالفات، ويمد يده لعدو الأمة التاريخي بسبب تلك التغييرات. ومن أراد أن يتأكد مما نقول فليراجع مقالاتنا حول خطابات الوفود العربية أمام الجمعية العامة ليعرف أن الذين يتحدثون بحرارة أكثر عن فلسطين هم ممثلو الأرجنتين والبرازيل وفنزويلا وتشيلي وبوليفيا وماليزيا وتركيا والسنغال وجنوب أفريقيا، وحفنة من دول أخرى بينما خلت كلمات بعض الوفود العربية من أي ذكر لفلسطين، لا من قريب ولا من بعيد. فكيف تريدوننا أن نصدق أن فلسطين قضية مركزية للنظام العربي؟ - طالبت القمة العربية في بيانها الختامي كذلك بعدم انتخاب إسرائيل لعضوية مجلس الأمن عامي 2019-2020. قولوا لي من فضلكم من الذي يستطيع أن يمنع إسرائيل من دخول مجلس الأمن إذا لم يكن هناك موقف عربي واحد موحد صلب، يتضمن تهديدا باستخدام الاقتصاد والتجارة والنفط والمساعدات لمنظمات الأمم المتحدة؟ لقد تمكنت دولة عربية واحدة من استخدام نظام التهديد بقطع المساعدات عن العديد من المنظمات الإنسانية، إذا لم يحذف إسمها من «قائمة العار» المتعلقة بالدول والكيانات المنتهكة لحقوق الأطفال في الصراعات المسلحة، فما رأيكم لو تضافرت كل الجهود العربية لرفض انضمام الدولة المارقة المنتهكة لكل القوانين الدولية للمجلس الذي يفترض أنه يمثل القانون الدولي. - كنا نتمنى لو أن القمة أخذت موقفا موحدا من تاريخين أساسيين لهذا العام: الذكرى المئوية لإصدار وعد بلفور، الذي أطلق شهادة ميلاد مزورة لإنشاء «وطن قومي لليهود في فلسطين»، والذكرى الخمسين لحرب 1967 التي أدت إلى توسع إسرائيل على حساب العرب وأراضيهم. من جهة يطالبون بريطانيا بالاعتذار عن الوعد، ومن جهة أخرى يقسمون على إنهاء الاحتلال. وأنا واثق أن العرب كأمة قادرون على إنهاء الاحتلال فعلا بمجموعة خطوات جادة يلتزم بها الجميع دون استثناء – لكن الخوف كل الخوف أن تهديدات السفيرة الأمريكية نيكي هيلي باستخدام الكعب العالي في حذائها لركل منتقدي إسرائيل قد وصلت إلى مسامعهم. بقي أن نؤكد لكم يا أصحاب الجلالة والسعادة والسيادة أن الشارع العربي لم يعد معنيا بمؤتمرات القمة ولا يعيرها أي أهمية، ولا يتذكر ارقامها ولا يتابع بياناتها الختامية. لقد عزفت الشعوب العربية منذ زمن بعيد عن متابعة اللقاءات والمؤتمرات والقمم والاجتماعات الطارئة لأنها تحكم على الأمور بما تراه على الأرض لا ما تسمعه من خطابات. محاضر في مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة رتغز بنويجرسي القمة العربية على شاطئ البحر الميت – مآذن القدس وأضواء المستوطنات د. عبد الحميد صيام |
القائمة المشتركة: رصيد عامين Posted: 30 Mar 2017 02:11 PM PDT أكملت القائمة المشتركة سنتين من عمرها في الكنيست، ومرّت الذكرى بهدوء لا يلازم، بالعادة، وهج السياسة وضعف المتعاطين فيها أمام المنصات وميلهم الدائم للعبث برذاذ الاحتفالات، خاصة تلك السعيدة عندهم؛ فباستثناء مقالة بعنوان «عامان على المشتركة» كتبها النائب د. يوسف جبارين (عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة) لم تلتفت الأقلام ولا المواقع الإخبارية، أو مراكز الأبحاث والدراسات إلى حلول هذه المناسبة، ولم تجر محاولات لتقييمها بشكل جدي، ولا حتى من قبل مفكري الأحزاب الشريكة في تركيبة القائمة نفسها وقيادييها. معظم من تطرقوا إلى هذه التجربة أشادوا بها، وأكدوا أن عدم تفكّك القائمة يشكّل بيّنة قاطعة على ضرورتها ونجاحها، ودليلهم في ذلك، ما توقعه، قبل عامين، المشككون في نجاعة إقامتها وتمناه «الأعداء» لها من سقوط مدو وفشل حتمي بعد انتهاء المعركة الانتخابية، ولقد أضافوا وأبرزوا، علاوة على صمودها وبقائها مشتركة، حقيقة تحوّلها إلى «ممثل شرعي ووحيد» للمجتمع العربي في البلاد، وفرض ذاتها، بهذه الصفة، على مؤسسات الدولة وداخل أروقة الكنيست ومختلف لجانها، وعلى قطاعات واسعة من المجتمع الدولي. من دون التقليل بأهمية ما ذكروه، يبقى الاقتناع بأن النجاح، على عكس ما توقعه المتشائمون والعاذلون، في المحافظة على مبنى القائمة ونشاط أعضائها البرلماني بدرجة تنسيق متوسطة ومتأرجحة، برأيي، ومن دون حدوث صدامات مكشوفة بينهم وفاضحة، غير كاف ليعد وحده مسطرة حقيقية لقياس وتقييم تسويغات بنائها في الشروط والصيغ المؤسسة، ولا لاستمرار عملها وفقا للآليات والنهج نفسيهما المتبعين حتى أيامنا، فكي تتحول هذه التجربة إلى رصيد ذي قيمة في صناديق صمود الجماهير، ومعلما على الطريق الصحيح الموصل إلى بر الأمان، يجب أن تستعرض أكثر من التشفي على طريقة الشرق، وتعكس ما أنجزته من مكاسب ملموسة لا غبار عليها ولا خلافات. وقبل الحديث في ما على القائمة وما لها، أود التأكيد على ضرورة رفض تهجمات قادة إسرائيل وأحزابها على القائمة المشتركة وأعضائها، فانقضاضاتهم وتحريضهم السافر والدائم يندرج ضمن مساعيهم لنزع الشرعية عن قيادات ونضالات الجماهير العربية، كما يبقى اتهام نواب المشتركة، من قبل تلك الجهات، بأنهم يؤثرون العمل في قضايا وطنية فلسطينية وعربية عامة، ويهملون العمل من أجل مصالح ومشاكل الجماهير العربية، إدعاءً باطلًا ومستفزًا، واجتراره من قبل أبواق عربية محلية لا يحلّيه ولا يضيف عليه «حمرة» لا تعرفها الوقاحة ولا يألفها المتعاونون ولا الشذوذ أو الجحود. في الوقت ذاته، لن يحجب صراخ هذه الحناجر المغرضة صوت الغيورين الذين ينتقدون، وبحق، من حين لآخر مواقف القائمة المشتركة وقراراتها، ولن يلغي محاولة البعض، الجادة والمسؤولة، وضع مجمل التجربة تحت مجهر الفحص والتدقيق، رافضين الاكتفاء، بعد مرور عامين عليها، بما عرض على عجلة بعد رفع نسبة الحسم للنجاح في الانتخابات، كمسلمات «وطنية وقومية» لا تقبل التأويل ولا التفنيد، ومتسائلين أحيانًا، حول صحة بعض الشعارات الملتبسة التي ملأت فضاءاتنا فجأةً، وصارت، مثل شعار «الشعب يريد قائمة مشتركة» كتميمة علينا أن نتقبلها اقتداءً «بالوطنيين» بيننا وإلّا شذذنا عن السراط وانحرفنا عن حكمة السرب، أو خسرنا الأمن المشتهى في مسالك القطيع، فكيف اكتشفت، بين ليلة و»ليبرمانها» الأحزابُ والحركات المتنافسة على مقاعد الكنيست الذهبية إرادة الشعب وإصراره؟ وكأن هذا الشعب لم يكن موجودًا قبل ارتفاع عتبة الكنيست التي صار القفز عنها وتجاوزها أصعب من القفزة عن جبل القرنطل.. على جميع الأحوال مرّ عامان وشهدنا فيهما ما يكفي لوضع عدد من الخلاصات الأوليّة؛ فالقائمة المشتركة حاولت فقط، في أحسن الأحوال، الحد من تدهور الأوضاع، وعلى الغالب كان عدم النجاح حليفها، فهي، لقصورها في وضع رؤىً سياسية واضحة توحّد جميع مركباتها وتمكّنهم من إفراز برامج عمل كفاحية طموحة وواقعية، غدت غير مؤهلة لمواجهة وتغيير سياسات الدولة والتأثير عليها بشكل فعلي وملموس، بل صار اعتمادها على الشعارات وسيلة مستسهلة وشائعةً، وردات فعلها على سياسات الحكومة كانت، في معظم الحالات، خالية من الدسم السياسي الباقي في الأرض والمؤثر لست ضد القائمة المشتركة بديلاً سياسيًا مرغوبًا وكآلية عمل نضالية يستوجبها الحضيض الذي وصلنا إليه وعمق الهوة التي يدفعنا باتجاهها قادة إسرائيل، لكنني مقتنع أنه وإن كانت تلك اللحظة التاريخية كافية لإعلان المشتركة كما أعلنت، فاستمرار وجودها بقوالبها الحالية، سيبقيها مجرد جهاز تنسيقي هزيل وغير كاف، هذا علاوة على الوهم الذي تصدّره بوجود قوة جبارة تضخها الوحدة في عروقنا، بينما الحقيقة ليست كذلك، تمامًا كما في حالة بعض أبطال كمال الأجسام الذين يحقنون بوجبات من المنشطات الكيماوية «الستيرويدات» لنفخ عضلاتهم بشكل خرافي فتبدو أجسامهم مهيبة، في حين يكون مفعول هذه المواد قاتلًا على باقي أعضائهم الداخلية الحيوية، فنحن نشهد، في ظل هذه الوحدة، كيف حُيّدت المؤسسات التنظيمية في معظم الأحزاب والحركات السياسية وأصاب بعضها خدر المرحلة التوافقية وخمرة الوحدة المسكرة، فغابت عن حياتها حمأة المنافسات الحزبية وضجيج صراع السياسات على وعي الجماهير العريضة وأفئدتها. إنني على قناعة بأن كثيرين مثلي يعون النواقص والسلبيات الخطيرة التي رافقت إقامة القائمة المشتركة، وتلك التي لازمت عملها ونتجت عن ممارساتها؛ بعض هذه الجهات والقوى قد يسعى لإقامة أحزاب جديدة وقد تشكل هذه المبادرات تحديًا للقائمة المشتركة ومستقبل وجودها، أو عساها تتحول إلى محفزات تجبرهم على الارتقاء بتجربتهم وتوقفهم عن الاستكانة إلى قِصر «نظر الجماهير»، والاعتماد على «قلة مروة» النخب ومفاعيل التأثير الجماعية المدنية والسياسية القائمة في مجتمعاتنا. أتمنى أن يكون هذا ما قصده النائب جبارين عندما أنهى مقالته مصوبًا سهامه «نحو تعددية أكثر في قائمة موحدة أكثر» مع أنه لم يرشدنا إلى كيفية تحقيق تلك الأمنية، ولا كيف سينجح هو وزملاؤه بتهذيب المحاور الثلاثة، التي أشار إليها وعرّفها كشواغل يجب أن تعالجها وتواجهها القائمة المشتركة قريبًا؛ فكيف يمكن صياغة معادلة تجمع بين القومي والمدني من خلال رؤية عملية مشتركة سيكون سقفها ما تتيحه الكنيست الإسرائيلية؟ وقد ينفع التذكير هنا برفض توقيع القائمة عند تأسيسها على اتفاقية فائض أصوات مع حزب «ميرتس» اليساري الصهيوني، حتى عندما كان ثمن رفضها فوز اليمين بمقعد إضافي، وها هي تجدد اليوم رفضها للتعاون مع «ميرتس» مبدئيًا، في حين يعتبر حزب النائب يوسف جبارين ورفاقه «ميرتس» ومثيلاتها شركاء ضروريين في جبهة العمل ضد قوى اليمين وحلفاء يجب السعي لضمهم من أجل مواجهة زحف العنصريين والفاشيين. إنها مسألة مبدئية وليست مجرد خلاف تكتيكي يمكن التجسير عليه بمط قاسم القائمة المشترك وتفادي الصدام عليه، تمامًا مثلها مثل قضية اختلافهم حول من يكون خيمتنا وسندنا، ونحن في ساحات نضالنا المحلية، فمنهم من يستظل بحراب أردوغان ويعتبرونه حامي الحمى وسلطان الحق الأعظم، ومنهم من يصطحب بشارّا كأسده ومنقذه في هذه الغابة الحمقاء، وآخرون يرون ببوتين حجابًا يدرأ عنهم كل الشرور، وغيرهم يستدفئون بما تدره الصحراء وأمراؤها من نعم وأنعام ومفكرين. لم يُفهمنا أحد كيف ستتصدى القائمة المشتركة لآفة العنف المستشري في قرانا ومدننا وبعضنا يعرف كيف توحش هذا الغول بيننا بعدما أغمضت الدولة عيونها وصمّت آذانها، وعندما غابت الأحزاب عن فضاءاتنا ونكست الكرامة النضالية والسياسة أعلامها، وانحنت أمام الرايات البيضاء وعصيها، وصار الشعب ينتظر رحمة السماء ورضا وكلائها على الأرض وحمايتهم. من سيوقف هذا النزيف وكل يوم يكتب الرصاص آيات نصره في شوارعنا وعلى أجساد النساء وهن يقتلن باسم شرف القبائل والحمائل ذاتها التي يحج إلى دواوينها القادة الذكور طمعًا بالمعونة والعزوة والدعم المسمى مجازًا وطنيًا. في تصوري لن تتحقق نبوءة الوحدة المتكاملة المنتجة لقيم النضال الحقيقي من دون تغيير في مفاهيم التعاقد ومضامينه، ولأسفي أراهما عامين آخرين بلا تغيير يذكر؛ فالوحدة غاية غايات الضعفاء، لكنها لن تسعف جراحهم وتضمدها، إلا إذا حيكت على الأصول، وسيّجت بجدران سياسية متفق عليها وقادرة على تأمين خطوط دفاع كفيلة ليس للبقاء فقط ولردات الفعل العابرة، إنما للتأثير وتغيير مرارة الواقع، فعساكم، إذا فعلتم ذلك، تعيدون أصالة «الضاد» لنضالاتنا وسحر المعاني لشعار الأوّلين: «في الأتحاد قوة» . كاتب فلسطيني القائمة المشتركة: رصيد عامين جواد بولس |
غياب المشروع الفكري والمادي يفتح على أسئلة الحضارة Posted: 30 Mar 2017 02:11 PM PDT لا يمكن لمجتمع تتواصل فيه القطيعة بين السياسي والثقافي أن يُحدث تقدّما ملحوظا فيهدم الجهل ليؤسس للعلم أو يهدم الفوضى ليؤسس للنظام. ما بالك بمجتمعات يحرص فيها السياسي ليل نهار على إبعاد المثقّف عن أن يمثّل وجها من وجوه الحياة الاجتماعية والثقافية، وعلى اقصاء العالم وإحراجه فلا يجد سوى الالتحاق بالعرض الأكثر إغراء خارج حدود أوطانه العربية. تلك مأساة يُنكب بها المجتمع بالحُكم عليه بالإفلاس الفكري والمادي. والمؤسف في كلّ ذلك أنّ النخب الحاكمة في السياقات المعاصرة لم تستلهم شيئا من تراثنا الحضاري، دينا وفكرا وسياسة، ولم تبحث عن النقاط المضيئة لتقتدي بها وفيها ما فيها من إكسير حياة الفكر ومفتاح خزائن الحكمة. فالمدقّق في التراث الفكري الحضاري يرصد ملامح حرص ملحوظ في ترسيم مطالب الدين بالدفاع عن بيانه وحكمته، دون أدنى تعارض مع الحجة العلمية أو البرهان الفلسفي، وهو دليل ساطع على أن الثقافة العربية الإسلامية بشتّى روافدها، كانت حينها نظاما فكريا متكاملا يسعى سعيا دؤوبا إلى التفكير والتماس الحلول بالبحث المسترسل عن الحكم الصائب والعمل الأجدى والأنفع والأصلح ماديا وروحيا تفكيرا وسلوكا في شيء من التسامح، ودون رفض الاجتهاد العقلي، دينا أو علما أو فلسفة أو أدبا. وقد تأصّـل في عهد المأمون سلوك معرفي من نوع خاصّ، اشترك فيه الحاكم في الحياة الفكرية بالحضور والسؤال والمحاورة والمناظرة، وبدعوة أهـل الفكر والنظر إلى مناقشة الأجوبة، وإلى المباحثة في مسائل العلم والمعرفة بشتى فروعها، ولعلّ ذلك الشغف يعود إلى رغبته الشديدة في العلم، بما كان ينتحله، كما يقول ابن خلدون، فانبعث لهذه العلوم حرصا، وأوفد الرسل إلى ملوك الروم في استخراج علوم اليونانيين ونسخها، بالخط العربي وبعث المترجمين لذلك، فأخذ منها واستوعبها، وعكف عليها النظار من أهل الإسلام وحذقوا في فنونها، وانتهت إلى الغاية أنظارهم فيها، وخالفوا كثيرا من آراء المعلم الأول (أرسطو) واختصوه بالرد والقبول لوقوف الشهرة عنده ودوّنوا في ذلك الدواوين وأربو على من تقدّمهم في هذه العلوم. لقد أدّى نقل المعارف إلى ظهور تصوّر مبتكر في البيئة الثقافية العربية الإسلامية، ووجهة في الفهم جديدة فكّر من خلالها الناس في كل شيء وبدا الباعث العملي، وهو حاجة العرب إلى علوم الأوائل في تنظيم شؤون حياتهم، من أوكد الأسباب التي دفعت إلى ترجمة بعض كتب الكيمياء زمن خالد بن يزيد، وكتب الطب في عهد عمر بن عبد العزيز، وتميُّز عهدي جعفر المنصور وهارون الرشيد بنقل بعض كتب الطب والفلك والرياضيات، وبسبب ذلك كلّه شعور العرب وهم يحتكّون بالأجناس المختلفة عنهم، خاصة الروم والفرس، بحاجتهم إلى علم الطب لحفظ أنفسهم، وإلى علم التنجيم لمعرفة حركات الكواكب وتأثير أوضاعها في أحوال البشر في كوكب الأرض. فأوّل الأسباب إذن كان احتكاك العرب بغيرهم من الأمم وإدراكهم أنّ لديها علوما ومعارف يحسن الاستفادة منها، واستثمار فوائدها في تسيير شؤونهم، بما في ذلك سياسة دنياهم وحراسة دينهم. وينضاف إلى ذلك ما ورد في النص القرآني من حثّ على طلب العلم والبحث عن الحكمة، والاتّصاف بها بما فطرهم الله عليه من حب الاطلاع والتوفـيق بين مصالح الدين والدنيا. ولعلّ الفضل في ترجمة كتب الفلسفة، إضافة الى كتب الطب والرياضيات سعة إطلاع المترجمين وموسوعية تكوينهم، فقد كان أغلبهم يحذق الطب والفلسفة معا، ويتجاوز الترجمة إلى التأليف والإنتاج المعرفي. وهناك حاجة ثقافيّـة مُلحّة، وهي حاجة العرب إلى المنطق اليوناني في الدفاع عن عقيدتهم وإلى ثقافة الفرس في توطيد حكمهم، ولعلّ استعانة المعتزلة بالمنطق الأرسطي على ضبط قوانين مناظراتهم، وتحديد قواعد جدلهم خير دليل على المطلب الثقافي، الذي عزّزه تشجيع الخلفاء العباسيين للعلماء للردّ على الملحدين والزنادقة والدهريين. هـذا دون أن نُغيّب الاستعداد الحضاري للارتقاء بالمشروع الثقافي العربي الإسلامي وإثرائه ماديّا وفكريا ودفع الثقافة العربية والإسلامية إلى أن تكون من الثقافات العالمية، وإن عبّر عن ذلك تعبيرا صادقا الخليفة المأمون في عنايته بنقل العلوم العقلية إلى اللغة العربية، رغبة في تحقيق الإبداع من داخل اللغة الأم. وفي هذا السياق الحضاري العام لم يكن العرب منغلقين ثقافيّا أو جاهلين بإنتاج الآخرين المعرفي، بل كانوا متفاعلين مع غيرهم، ولعلّ إرثهم الشعري والنثري يشهد في عباراته وتراكيبه على ذلك الانفتاح والتأثر بالفارسية والبيزنطية والهندية. ما من شأنه أن يُسهم في إبراز قيمة التلاقح الفكري بين روافد الثقافة العربية الإسلامية الذاتية والموضوعية، أو الداخلية والخارجية، وأن يوقفنا على مشاغل أهل العلم والنظر، لأن إنتاج المعرفة يظل مسلكا لاستمرار التواصل بين مراكز العلم المختلفة وعامل ترابط ثقافي بين أهل الفكر والنظر بصرف النظر عن المكان والزمان. وإنّ هذا الفهم الغالب على الأذهان أدّى إلى إنتاج بيئة ثقافية عربية إسلامية تبحث عن غايات العلم ومقاصدها، وعلى أساس ذلك تميّز بين مستويات العلم وتراتب مصادره ومراجعه طلبا للملاءمة بين مطالب العلم ومطالب أخلاق العلم، وبحثا عن الارتقاء بالمجتمع العربي والاسلامي، وهو جهد نستمدّ منه الكثير في حاضرنا بأن نتشبّع بالقيم الناتجة عن استيعاب مضامينه، مستفيدين كذلك من منتجات الحضارة المادية الراهنة دفعا نحو التخلّص من القيم الثقافية السلبية وعملا على بناء منظومة القيم الثقافية والعلمية الايجابية، وترسيخ وعي ثقافي متقدّم ومتطوّر يخدم حركة التاريخ، ويضيف إلى المشترك الانساني العام. كاتب تونسي غياب المشروع الفكري والمادي يفتح على أسئلة الحضارة لطفي العبيدي |
يَوْمُ الأَرْض: يَوْمُ الكُوفيَّة الفِلسطِينيَّة المُرَقّطة وَأَغْصَان الزَّيْتُون! Posted: 30 Mar 2017 02:11 PM PDT خلّد الشعب الفلسطيني الذكرى الواحدة والأربعين ليوم الأرض الذي بدأ الفلسطينيون في إحيائه غداة إستشهاد ستة من المواطنين الفلسطينيين في الثلاثين من آذار/مارس من عام 1976، وعندما تمّ الإعلان عن الإضراب الشامل في هذا اليوم، تفاقمت حدّة المواجهات ممّا أفضى إلى إستقدام، وإستخدام إسرائيل للدبّابات، والمجنزرات لإقتحام القرىَ، والضِّيَع، والأصقاع، والمداشر الفلسطينيّة، وكلما حلّت هذه الذكرى يقوم الفلسطينيّون بفعاليات، وتظاهرات كبرى إحياء لها ،وتحتفل معهم كلّ الشعوب الحرّة المُحبّة للسّلام التي تتفهّم مطالبَهم العادلة،وتؤيد قضيتَهم المشروعة في مختلف أرجاء المعمورة. ويعمل الفلسطينيون في هذه المناسبة على تجديد تشبّثهم، وتأكيد تمسّكهم والإعراب عن تعلّقهم، بأرضهم إخلاصا، وولاء، وذودا، ودفاعا عن هذه البقاع الطاهرة التي رأوا على ثرى أديمها نورَ الحياة . تجديد وتأكيد العهد على جدار العار وقد عبّر الشّعب الفلسطيني منذ ذلك التاريخ لإسرائيل المتعنّتة أنهم لن يتنازلوا عن أراضيهم مهما كان الثمن غاليا، كما عبّروا عن إستعدادهم للتضحية بالنّفس، والنّفيس من أجل هذه الغاية الشريفة. وقد دفعت حالات الهلع والرّعب الكيان الصهيوني إلى رفع جدار العار ليفصلوا بينهم وبين أرضهم، وبهدف تضييق الخناق على المواطنين الفلسطينيين الذين كتبوا، ونقشوا، وحفروا، ونحتوا على واجهات هذا الجدار عبارات، وشعارات، ورسومات التحدّي يجدّدون فيها العهدَ، ويؤكّدون العزمَ على الوفاء لأرضهم الأمّ الرّؤوم لكلّ فلسطيني أينما كان، وما فتئ الفلسطينيّون يغرسون أشجارَ الزيتون في أراضيهم إلى اليوم،ويرفعون أغصانَها الخضراء النديّة عالية في الفضاء،وتحت مختلف قِباب المحافل، والهيئات، والمنظمات الدوليّة تعبيرا منهم عن حبّهم، وتمسّكهم بأرضهم ونزوعهم للسّلام . وما إنفكّت قصاصات الصّحف، ووكالات الأخبار،ووسائل التواصل الإجتماعية على إختلافها تمطرنا،وتعيد إلى أذهاننا في كلّ حين شذرات من الأخبار، والأحداث التي ظلّت راسخة في ذاكرتنا، وتعيدها إلينا في هذا التاريخ الذي يتمّ فيه إحياء كلّ عام ذكرى يوم الأرض الذي كان صرخة إحتجاجية مدوّية صاخبة في وجه سياسات المصادرة والتهويد التي نهجتهما إسرائيل ضدّ السكّان الفلسطينيين الآمنين في العديد من الأراضي، والقرىَ، والمداشر، والعشائر، والأرباض لإقامة المزيد من المُستوطنات في نطاق المُخطط الصّهيوني لتهويدها، وتفريغها من سكانها الشرعيّين. أحداث تاريخية متوالية مؤلمة خبّأها القدر لأبناء فلسطين الذين تمّ إبعاد العديد منهم خارج وطنهم، وأرضهم، وعن ذويهم، وأحبّائهم، وخلاّنهم قهرا وقسرا،وعُنوة، فانتشر منهم الكثير في بلاد الله الواسعة في غياهب المهاجر، ومنازل الإغتراب، من أقصى أصقاع العالم إلى أقصاه، ولكنّهم على الرّغم من نأيهم عن أرضهم، وبُعدهم عن وطنهم، ظلّوا مشدودين إلى جذورهم بالجَلد، والأناة، والتحمّل، والصّبر، والتمرّس، والتمنّع والمواجهة، والمقاومة، والتحدّى، والإصرار، والنضال الذي لا ينطفئ لهيبُه، ولا يخبُو أوارُه. ذكريات أليمة ونستحضر بهذه المناسبة ذكريات أليمة عاشها الشعب الفلسطيني حيث عملت الصّهيونية العالمية منذ إبعادهم وإقتلاعهم، وإقصائهم عن بلدهم عام 1947 بلا كلل،ولا ملل، وبدون هوادة من أجل القضاء ليس فقط على هذا الشّعب وإستئصاله من جذوره، وطمس شخصيّته، وإجتثاث هويّته، ومحو كلّ أثر له، بل إنّهم حاولوا محوَ حتى جغرافيته، وتغيير تضاريسها، وعملوا على تشويه تاريخه، وطمس تراثه في حملات لا تنقطع بإستعمال مختلف ضروب الحِيل، والأكاذيب،الدسائس، والخسائس، والمكر، والمكائد لتحقيق هذه الغايات الدنيئة. ثمّ إنطلقت الثروات ،والإنتفاضات الواحدة تلو الأخرى، حيث طفق هذا الشّعب في كتابة صفحات جديدة من تاريخه النضالي المجيد، حاملا رمزَ كفاحه، وثورته، وتمرّده الكوفية الفلسطينية المُرقّطة، والمنديل الفلسطيني المُميّز، وأغصان أشجار الزيتون،وعمل على صون هويّته، والحفاظ على جذوره، وإستعادة ذاكرته التاريخية، والثقافية، والتراثية الجماعيّة. وما فتئت الآلة الحربية الإسرائيلية تقتّل، وتنكّل بهذا الشعب بدون رحمة، ولا شفقة، وتزجّ بأبنائه وبأحفاده في غياهب وظلمات جحيم السّجون، ليُحْرَمُوا ليس فقط نعمة الحياة الكريمة، وصلة الرّحم مع ذويهم، وأهاليهم، وأقربائهم، بل ليُحْرَمُوا كذلك من قوتهم اليومي لسدّ الرّمق، والعيش الهانئ الرّغيد، وما إنفكّت الأنفس تتنفّس الصّعداء. مسألة بقاء أو لا بقاء المسألة إنّما هي مسألة بقاء أو لا بقاء ليس إلاّ، فمنّا مَنْ ما فتئ يذرف الدّموعَ حرّى ساخنة، وينزوي بنفسه لينظمَ كلماتٍ شعرية مسجوعة، مشحونة بالغضب، والحَنق، والضَنك، والإنتقام.. وتمرّ الأيام، وتنقضي الليالى، وفي رَحِمها، وخضمّها تتولّد، وتنبعث، وتستجدّ الأحداث، وننسى، أو نتناسى ما فات،المآسي ما زالت تترىَ، وتنثال أمام أعيننا، وعلى مرأى ومسمعٍ منّا، فيشاطرنا العالمُ طورا أحزانَنا، وأحيانا يجافينا. ويكتفي بعضُنا بالتفرّج ،والتحديق، والتصفيق، والتهليل،والتعليل، والتحسّر،والتأثّر بلغة باكية، شاكية، كئيبة، حزينة، أمّا الآخرون فإنّهم يتعنّتون، ويتمنّعون، ويتمسّكون بكلّ شبر سطوا عليه، وبكلّ مدينة عَلِقوا بها، يبسطون نفوذَهم، وتأثيرَهم ليس على الأرض وحدها، بل على الأفئدة، والألباب، والعقول، والألسن، وهم ماضون في غطرستهم، مُتمادون في تبجّحهم ،مُمْعِنُون في خيلائهم، وكبريائهم. لوحات الشّرف المُنمّقة ما زالت تملأ حيطانَ دورنا، وتعلو جدرانَ قصورنا، وبيوتاتنا، وما أكثرَ النياشين، والأوسمة التي تتنمّقُ وتتشدّق بها صدورنا، وما أكثرَ ما نعود الزمانَ القهقرى لنعانقَ التاريخَ، ونستلهمَ منه العبرَ، والحِكمَ، والدروسَ، وننقّبَ عن مناقب جديدة لإستئناف مسيرتنا، ولقد علّمتنا الأيام، ولقنتنا الليالي أنّ الآخرين قد زالت الرّحمةُ من قلوبهم، وكأنّها قلوب صيغت من فولاذ صلد، لا يميّزون بين الصّغير والكبير، إنّهم ينكّلون بدون رحمة..وما إنفكّ العالم ينظر، ويتفرّج بدون إكتراث..! لا يسألون أخَاهم حين يندُبهم وما برحنا نستذرّ عطفَ العالم ورضاه، ونستجدي رحمته وعطفه، ونصف له فداحةَ الأهوال، وسوءَ الأحوال، وقساوة الفظائع التي تُرتكب في حقّ شعب لم يعانِ شعب آخر ممّا عاناه، إنّنا قومٌ حالمون، ومُنبهرون، مَشدوهون، منشغلون بإطفاء الأوار المُستعر وسط ساحاتنا، ومياديننا، وحول مرابضنا، وأرباضنا، وداخل بيوتاتنا، وأحيائنا. إخواننا الفلسطينيون ما برحوا يعانون بعض الشّقاق الداخلي، ويواجهون لعنة التشرذم، وفتنة الخلافات، وأمسى التصدّع قابَ قوسين أو أدنى من أن يُصيبَ صرحَ الوحدةَ الوطنية المنشودة، والأمل دائما معقود على التصالح، والتسامح، والتصافح، والتقارب والتصافي، وإقصاء التجافي، والتداني، والتفاني، والتفاهم، ورأب الصّدع، وإلتئام الفصائل ولمّها ،والبحث عن البدائل،وتسخير وتفجير كلّ الطاقات، وإستغلال كلّ الخِبْرات، والنبش في التراب والتراث. وفي الثّرىّ والثريّا إذا إقتضى الحال. تاريخنا حافل أثيل، وماضينا تالد مجيد، وتراثنا زاخر باهر،. إننا قومٌ كُثر، والكثرة قوّة، قالها ذات يومٍ فارسٌ من حيّنا: (لا يسألون أخَاهم حين يندُبهم / في النائبات إذا قال برهانَا…) ! وقال آخر إنّهم دائما: (حُشدٌ على الحقّ عيّافُو الخَنَا أنُفٌ /إذا ألمّت بهم مَكرُوهةٌ صَبرُوا….) ! (وأردف آخر: (وأقسم المجدُ حقّا ألاّ يحالفُهم /حتى يحالفَ بطنَ الرّاحَة الشّعرُ..) ! وأضاف آخر منهم جاهرا: (تُعيّرنا أنّا قليل عديدُنا / فقلت لها إنّ الكرامَ قليل…)! وعلى الرّغم من هذه الذخائر، والأنفة، والشّموخ ،والسّؤدد، والعزّة والمجد، فإنّ أعوادَنا هشّة، ضعيفة، طريّة، واهية، ،ننطلق بلا هوادة، وبلا بَوْصَلة، ولا هادٍ نحو بطولات فردية دونكيشوتية وهمية لا طائل تحتها..! إبتسامة الجيوكاندا إنّنا قوم رحماء بأنفسنا، وبذوينا، وأقربائنا، ،نذوذ عن حوضنا وجيراننا بسلاحنا، مشهود لنا ،ومشهورون بالصّفح والتسامح والإيثار..! رحماء فيما بيننا، نعطف على الصّغير والكبير، والقويّ والضعيف ،معروفون بالجَلد واللين، والبأس والشدّة، والقوّة والرّخاوة، والصّلابة والطراوة.!. ،حتى وإن كانت بنا غِلظة، وحتى وإن كانت بنا أثَرَة. إننا معروفون بهذه الثنائية المُركّبة التي طالما تغنّى بها نبغاؤنا، وشعراؤنا، إننا ما برحنا نردّد في كلّ حين مُنبهرين: (نحنُ قومٌ تذيبنا الأعينُ النّجْلُ /على أنّا نذيبُ الحديدَا…)، (طوعُ أيْدى الغرامِ تقتادنا الغيدُ / ونقتادُ في الطِّعان الأسودَا…) ،(وترانا يومَ الكريهة أحرارا / وفي السِّلمِ للغوانيِ عبيدَا…) ! كلٌّ واحدٍ منّا يحمل صخرته السّيزيفيّة على ظهره ويمضي، كلُّ واحدٍ منّا مرسوم على محيّاه الجانب العبوس المقطّب من وجه «موناليزا أو»الجيوكاندا» للإيطالي النهضوي النّابه ليوناردو دافينتشي، فلا هو بالوجه الحزين، ولا بالمُحيّا الجَذِل بالباسِمِ الضحوك، ولا هو بالوجه الباكي الشاكي، كلٌّ يَحمِلُ هُمومَه، وقلقَه، وهواجسَه،ونكدَه،وضنكَه، وأوهامَه على كاهله ويمضي،ولا أحدَ يبالي به، ولا بآلامه ومعاناته، ولا أحد يكترث بأحزانه ومعاناته ! . ٭ كاتب فلسطيني يَوْمُ الأَرْض: يَوْمُ الكُوفيَّة الفِلسطِينيَّة المُرَقّطة وَأَغْصَان الزَّيْتُون! محمّد محمّد الخطّابي |
تيلرسون أجرى محادثات في تركيا وسط خلافات حول دمشق وأكد أن الشعب السوري يقرر مصير الأسد Posted: 30 Mar 2017 02:01 PM PDT عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: عقد وزير الخارجية الأمريكي سلسلة لقاءات مع كبار المسؤولين الأتراك في العاصمة أنقرة، وذلك بعد يوم واحد من إعلان تركيا المفاجئ عن انتهاء عملية درع الفرات في سوريا وظهور شبهات جديدة حول دعم واشنطن لمحاولة الانقلاب الأخيرة في الخامس عشر من تموز/يوليو الماضي. وأكد وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون امس الخميس أن الشعب السوري سيقرر مستقبل الرئيس بشار الأسد. وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو في أنقرة «أعتقد أن وضع الرئيس الأسد على المدى البعيد سيقرره الشعب السوري». وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو امس الخميس إن بلاده تتوقع تعاوناً أكبر مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن سوريا وأن من المهم إعطاء دفعة جديدة للعلاقات الأمريكية التركية. وفي المؤتمر الصحافي المشترك مع نظيره الأمريكي في أنقرة قال تشاووش أوغلو إن الحكومة الأمريكية توافق على أنه لا يوجد فرق بين وحدات حماية الشعب الكردية السورية وحزب العمال الكردستاني الذي يشن تمرداً ضد تركيا منذ 30 عاماً. وفي 2016 انطلقت محادثات دبلوماسية بإشراف الأمم المتحدة لحل النزاع السوري، لكنها عجزت في جولة تلو الأخرى عن إحراز تقدم بسبب الهوة الواسعة بين طرفي النزاع حول نقطتي الانتقال السياسي ومصير الرئيس السوري بشار الاسد. وحتى الآن لم تصدر عن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤشرات واضحة على انخراطها في الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب التي أسفرت منذ ست سنوات عن مقتل أكثر من 320 ألف شخص وتهجير خمسة ملايين شخص حسب الأمم المتحدة. كما أنها لم تعلن رؤيتها للحل السياسي خصوصاً فيما يتعلق بمصير الرئيس السوري الذي تطالب المعارضة برحيله كما فعلت الادارة الأمريكية السابقة برئاسة باراك أوباما على مدى سنوات. والتقى وزير الخارجية الأمريكية ريكس تيلرسون في تركيا الخميس القادة الاتراك لاجراء محادثات بشأن النزاع السوري الذي يشكل موضوع خلاف بين الحليفين غداة إعلان انقرة انتهاء عمليتها العسكرية في شمال سوريا. والتقى تيلرسون الذي يعد أكبر مسؤول أمريكي يزور تركيا منذ تولي الرئيس دونالد ترامب مهامة في كانون الثاني/يناير، الرئيس رجب طيب اردوغان، لمدة تزيد عن الساعتين بعد أن اجتمع صباحا برئيس الوزراء بن علي يلديريم في انقرة. وذكرت مصادر رئاسية أن اردوغان أبلغ تيلرسون أنه من المهم أن تُشن الحرب على الإرهاب «من قبل الاطراف المناسبين والشرعيين». كما ذكر مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية ان تيلرسون ويلديريم ناقشا «وسائل ترسيخ العلاقات الأساسية بين البلدين، على صعيدي الأمن والاقتصاد». وجاء في بيان اصدره مكتب يلدريم أن الوزيرين ناقشا مسألة سوريا التي تدخل العام السابع من الحرب، وتحدثا عن جهود اخراج تنظيم «الدولة» من العراق وسوريا. وتدعم كل من واشنطن وانقرة مجموعات مختلفة في النزاع السوري. وتأتي زيارة تيلرسون غداة اعلان انقرة الاربعاء انتهاء عملية «درع الفرات» التي باشرتها في سوريا في آب/اغسطس الماضي ضد تنظيم «الدولة» والميليشيات الكردية، من دون ان يتضح ما إذا كانت القوات التركية ستنسحب أيضاً أم لا. وفي إطار هذه العملية، استعاد المقاتلون المدعومون من تركيا، السيطرة على عدد من المدن من ايدي الجهاديين، منها جرابلس والراعي ودابق وأخيرا الباب، حيث تكبد الجيش التركي خسائر فادحة. وكانت هذه المدينة التي تنطوي على أهمية استراتيجية وتبعد 25 كلم جنوب الحدود التركية، آخر معقل للجهاديين في محافظة حلب شمال سوريا، وقد تمت استعادتها بالكامل في شباط/فبراير. واعلن اردوغان ان تركيا كانت تريد العمل مع حلفائها، لكن من دون الميليشيات الكردية، لاستعادة الرقة، عاصمة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. وتدأب تركيا في الواقع على التنديد بالدعم الذي تقدمه واشنطن في سوريا لفصائل كردية مقاتلة، تعتبرها أنقرة «إرهابية»، في سياق التصدي لتنظيم «الدولة». وتدعم انقرة مجموعات مسلحة أخرى من المعارضة السورية. نقاط خلاف والدعم الأمريكي لوحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة تابعة لحزب العمال الكردستاني، كان يشكل موضوع توتر دائم بين انقرة وادارة الرئيس السابق باراك أوباما، يتواصل مع ادارة ترامب على رغم الدعوات المتتالية من المسؤولين الاتراك من اجل وقفه. وفي مقابلة تلفزيونية بثت مساء الاربعاء، أكد يلديريم ان تركيا لم تتبلغ رسمياً من واشنطن ما إذا كانت ستشارك في الهجوم الواسع على الرقة ام لا. وقال ان «التطورات الاخيرة توحي لنا بأن (ادارة ترامب) تتابع الطريق نفسه الذي كانت تسلكه الإدارة السابقة». وتدور نقطة خلاف أخرى حول الداعية فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة. وتطالب أنقرة التي تتهمه بالوقوف وراء الانقلاب الفاشل في 15 تموز/يوليو، بتسليمه منذ اشهر، لكن دون استجابة من واشنطن. وبرز موضوعا توتر محتملان آخران عشية زيارة تيلرسون. فقد أوقف مسؤول في «بنك خلق» (البنك الشعبي) الكبير، في نيويورك، للاشتباه في انه ينتهك العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على إيران. واكد يلديريم الاربعاء ان الموضوع سيناقش وان أنقرة تتابع الملف من كثب. من جهته، وصف وزير العدل التركي في تصريحات لشبكة «الخبر» توقيف هذا المسؤول المصرفي بأنه «عملية سياسية بالكامل». من جهة أخرى، عبرت تركيا عن غضبها بعد الكشف عن اتصال هاتفي اجرته قنصلية الولايات المتحدة في اسطنبول بداعية تتهمه بالتورط في المحاولة الانقلابية التي جرت العام الماضي. لكن السفارة الأمريكية في تركيا قالت ان القنصلية في اسطنبول اتصلت بالداعية عادل اوكسوز لابلاغه بان تأشيرة الدخول الأمريكية التي بحوزته ألغيت. لكن يلديريم قال ان بيان السفارة الأمريكية ليس كافيا و«ننتظر ردا أفضل». قضية تسليم غولن وإلى جانب ذلك، ركزت المباحثات من قبل الجانب التركي على قضية تسليم فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بقيادة محاولة الانقلاب، بالإضافة إلى التشاور حول «كيفية الحد من أنشطة أتباع المنظمة الإرهابية (غولن) في الولايات المتحدة». وقالت مصادر تركية إن يلدريم «طرح خلال اللقاء الخطوات التي ينتظرها من الولايات المتحدة فيما يتعلق بتسليم غولن المقيم إلى تركيا». من جهتها نقلت وسائل إعلام تركية عن قنستانتين كوساشيف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي المجلس الأعلى للبرلمان في روسيا، قوله إن عملية درع الفرات منذ بدايتها لم تكن مشروعة، مضيفاً: «روسيا لم تتعاون مع الجانب التركي في عملية درع الفرات التي بدأتها في سوريا، وذلك لعدم تنسيق تركيا العملية مع النظام السوري… انتهاء درع الفرات أمر صائب». وفي تطور آخر، ذكرت مصادر في مكتب المدعي العام، أن أحد العقول المدبرة التي تقف وراء المحاولة الانقلابية الهارب عادل أوكسوز، قد تلقى اتصالاً هاتفياً من رقم مسجل لجانب القنصلية الأمريكية في إسطنبول عقب 6 أيام من محاولة الانقلاب، حيث وضعت أنقرة «أوكسوز» في «الفئة الحمراء» باعتباره أهم متهم مطلوب بتهمة الإرهاب وقد عرضت مكافأة قدرها 4 ملايين ليرة تركية (حوالي مليون دولار) لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقاله. ورداً على ذلك، قالت السفارة الأمريكية في تركيا إن القنصلية في اسطنبول اتصلت بالداعية عادل اوكسوز لإبلاغه بأن تأشيرة الدخول الأمريكية التي في حوزته ألغيت، وجاء في بيان السفارة: «ألغينا تأشيرة الدخول بموجب القانون الأمريكي وحاولنا الاتصال به لإبلاغه بإلغائها». لكن يلدريم اعتبر أن «بيان السفارة الأمريكية ليس كافياً.. ننتظر رداً أفضل»، فيما أشار أوغلو إلى أن بلاده «تنتظر توضيحات مقنعة بخصوص الموضوع». ومنذ محاولة الانقلاب، تتهم وسائل الإعلام التركية وأطراف غير رسمية الإدارة الأمريكية بدعم محاولة الانقلاب والمشاركة فيها بشكل مباشر، وهو ما نفته واشنطن مراراً. وفي هذا الإطار، حذّرت الولايات المتحدة الأمريكية رعاياها في تركيا من السفر إلى المناطق الجنوبية الشرقية، بحجة ازدياد خطر المجموعات الإرهابية، وذكر البيان الصادر عن الخارجية الأمريكية أنّ بعض التصريحات التركية المعادية لأمريكا قد تشجع على ممارسة العنف ضد المواطنين الأمريكان المتواجدين في تركيا. تيلرسون أجرى محادثات في تركيا وسط خلافات حول دمشق وأكد أن الشعب السوري يقرر مصير الأسد إسماعيل جمال |
ميسي: شتائمي كانت في الهواء وليست موجهة إلى الحكم المساعد Posted: 30 Mar 2017 02:00 PM PDT بوينس أيرس – الأناضول: اعترف الأرجنتيني ليونيل ميسي أنه تلفّظ بسباب بالفعل، لكنه لم يكن موجها إلى الحكم المساعد الذي أدار مباراة فريقه أمام تشيلي بتصفيات كأس العالم. وقال ميسي: «بالفعل تلفظت بسباب لكنه كان في الهواء ولم يكن المقصود منه حكم المباراة المساعد». وأضاف: «أخطرت مسؤولي الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم بذلك، وسيقومون بنقل تصريحاتي إلى الفيفا». وقررت اللجنة التأديبية للفيفا الثلاثاء، إيقاف ميسي أربع مباريات دولية لإهانته مساعد حكم المباراة، مع غرامة مالية 10 آلاف و164 دولار. وبعدها أعلن الاتحاد الأرجنتيني الاستئناف ضد القرار الصادر بشأن إيقاف ميسي، الذي أهان حكم الراية لـ«عدم احتسابه خطأ ارتكب ضده» في الدقائق الأخيرة من اللقاء أمام تشيلي، ما أثار غضب النجم الأرجنتيني ليقوم بـ»شتم الحكم بعد نهاية اللقاء مباشرة» وهو ما أظهرته الكاميرات التليفزيونية. يذكر أن المباراة انتهت بفوز الارجنتين 1/0. ومن جهته، يرى القائد والمدرب السابق للمنتخب الأرجنتيني دييغو مارادونا، أن عقوبة الإيقاف لأربع مباريات على ميسي مبالغ فيها. وقال مارادونا، الذي يعمل منذ شباط/ فبراير الماضي سفيرا للفيفا: «العقوبة المفروضة على ميسي مبالغ فيها، سأتحدث مع انفانتينو (رئيس الفيفا) لأن العقوبة فظيعة». وحرمت العقوية المنتخب الأرجنتيني من أفضل نجومه خلال المباراة، التي خسرها بهدفين نظيفين أمام بوليفيا يوم الثلاثاء في تصفيات المونديال، وهي الهزيمة، التي أعادت «التانغو» إلى المركز الخامس. ولن يتمكن ميسي أيضا من المشاركة مع الأرجنتين أمام أوروغواي وفنزويلا وبيرو. واعترف مارادونا أن غياب ميسي، نجم هجوم برشلونة عن المنتخب سيجعل مشوار الفريق في التصفيات أكثر تعقيدا. وأضاف: «غياب ميسي مشكلة حقيقية، هذا يشبه أن تقوم بنزع كريستيانو رونالدو من البرتغال». وقارن مارادونا بين الإهانات، التي وجهها ميسي للحكم البرازيلي المساعد وبين اعتداء القائد السابق للمنتخب الفرنسي والمدرب الحالي لريال مدريد، زين الدين زيدان، على المدافع الإيطالي ماركو ماتيراتزي في نهائي مونديال 2006. وتابع: «أعتقد أن إهانات ميسي كانت نوعا من رد الفعل، إنها تشبة ضربة زيدان بالرأس لماتيراتزي». وأكد القائد السابق للمنتخب الأرجنتيني الفائز بكأس العالم 1986، على أهمية بقاء المدرب الحالي إدغاردو باوزا، في الوقت الذي تتنامي فيه الشائعات حول اقتراب باوزا من الرحيل. وتابع مارادونا: «من سيصبح المدرب الآن؟ الأرجنتين الآن مثل حديد ساخن، اليوم باوزا هو المسؤول وعليه أن يتحمل هذا، عليه أن يستمر، لا يعتريني أي شك في هذا». وأشار مارادونا إلى أن على الأرجنتين أن تدافع عن هيبتها، التي صنعها المدرب السابق لويس سيزار مينوتي، الذي قاد المنتخب بين 1974 و1982، وفاز بكأس العالم 1978. ميسي: شتائمي كانت في الهواء وليست موجهة إلى الحكم المساعد مارادونا يتعهد بالتوسط له عند الفيفا |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق