Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الأحد، 23 أبريل 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


مصر: من الاستبداد إلى التوحّش؟

Posted: 23 Apr 2017 02:28 PM PDT

أكد تقريران لمنظمتين دوليتين كبيرتين هما «العفو الدولية» و«هيومن رايتس ووتش»، صحة شريط فيديو مسرّب يظهر تصفية عناصر من الجيش المصري لمدنيين عزّل وإعادة ترتيب المشهد ووضع أسلحة قرب جثث القتلى ثم تصويرهم وعرض الصور على أنهم متطرفون و«تكفيريون» و«إرهابيون» بحيث تصبح العملية عنواناً لبطولات القوات المسلحة المصرية.
وضّح نشطاء ومنظمات حقوق إنسان أخرى تفاصيل للحادثة الموثقة وهي تكشف عناصر خطيرة، منها أن العمليّة تدلّ على «خبرة» الفصيلة المشرفة على القتل الميداني في هذا النوع من العمل غير القانوني، وتقصّد له لتحقيق أهداف سياسية أكثر منها أمنيّة.
تتضح خطورة المسألة أكثر حين نعرف المعلومات التي كشفتها «منظمة سيناء لحقوق الإنسان» عن أن الضحايا كانوا قد اعتقلوا في 18 تموز/يوليو 2016 عند حاجز «الحرّية» العسكري (لاحظوا المفارقة السوداء في تسمية حاجز اعتقال عسكري بـ«الحرية»)، وأن بين الضحايا الثمانية كان هناك قاصران شقيقان من عائلة واحدة، داود وعبد الهادي صبري، 16 و19 عاماً، وأن مصير هؤلاء جميعاً أخفي عن ذويهم الذين لم يعرفوا بمقتلهم إلى أن بثّ الشريط المسرّب، وهو يشبه، بطريقة أو أخرى، مصير 107 مدنيين آخرين اختطفتهم السلطات خلال أقل من ثلاثة شهور من بداية السنة الماضيةالضحايا المختطفون لم يكونوا، بالتأكيد، إرهابيين، فإضافة إلى الطالبين الأخوين تضم مجموعة القتلى كهربائياً وعاملا وتاجرا ونجارا ومزارعين، أما القتلة، فاتضح أنهم «مقاولو قتل» يستخدمهم الجيش المصري تحت مسمّى «المجموعة 103» «لمساعدته في عمليات سيناء»، وهو ما يعني، بصريح العبارة، أن القوات المسلّحة المصرية تعطي رخصة بممارسة القتل والإجرام ضد المواطنين الذين يفترض أنها تحميهم.
وإذا افترضنا، من باب السجال المنطقيّ، أن الضحايا كانوا، بشكل من الأشكال، متورّطين في عمل سياسيّ أو مناهض للنظام، فلماذا تم إخفاء اعتقالهم عن ذويهم، ولماذا لم يحوّلوا إلى محاكم قانونية مختصّة، وكيف تمّ تسليمهم إلى هذه المجموعة الإجرامية، ولماذا استخدم الجيش الصور للادعاء بأنهم إرهابيون مسلّحون تم القضاء عليهم؟
لا جواب على هذه الأسئلة ممكن من دون ربط هذه العمليات بتصريحات رئيس الدولة عبد الفتاح السيسي التي تعتبر «يد العدالة الناجزة مغلولة بالقوانين»، وتتعهد بمحاكمات وإعدامات سريعة «لتنفيذ العقوبات بشكل أسرع في قضايا الإرهاب» (كما جرى بعد اغتيال النائب العام المصري في تموز/يوليو 2015) وهي دعوات تحوّلت، كما هو واضح، إلى سياسة معتمدة لدى القوات المسلحة المصرية.
تثبّت هذه الممارسات اتجاهاً لدى النظام المصريّ تتحوّل فيه أجهزة الدولة العسكرية والأمنية من ممارسة الاستبداد المقنّن الذي تحرص خلاله على الالتزام بتعليمات القوات المسلحة ونظمها وقوانينها إلى ممارسة التوحش الذي لا يخضع لقانون، وهو اتجاه كنا نظنّ أن النظام السوري هو بطله الأوحد على مدار السنوات السابقة، وكنّا نظنّ أن جيشاً كان يتمتع باحترام مواطنيه المصريين غير قادر على النزول في حمأة التوحش التي ميّزت النظام السوري.
المنظمات الدوليّة أشارت إلى الدول الغربية التي تقدّم الأسلحة والعتاد والتدريب للجيش المصري مطالبة بتجميد مساعداتها، كما طالبت بتفعيل القوانين الدولية لمحاكمة المسؤولين عن أعمال القتل هذه ومحاسبتهم، وهو ما يحيل، عمليّاً، إلى فكرة أن النظام المصري يشعر حاليّاً، وخصوصاً بعد مقابلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولقاء العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز أمس، أنّه مغطّى عالميّاً وعربيّا، وهو بالتالي، كما «مجموعات القتل» المستأجرة من قواته المسلحة، يملك رخصة للقتل المنظم خارج المساءلة القانونية والمحاسبة الدولية.
فهل الأمر كذلك؟

مصر: من الاستبداد إلى التوحّش؟

رأي القدس

فكتور خارا: أشغال التاريخ

Posted: 23 Apr 2017 02:27 PM PDT

قبل أيام رحل مايكل بيكام (1939 ـ 2017)، الصحافي البريطاني الذي لُقّب ذات يوم بـ«شارلز دكنز التلفزيون»، اتكاء على منجز حافل تجاوز أكثر من 80 شريطاً وثائقياً وبرنامجاً إخبارياً، ذاع صيتها ولا تزال حاضرة في مكتبة الصحافة التسجيلية العالمية. ولعلّ برنامجه الشهير World in Action، الذي اعتادت أن تبثه قناة غرانادا، وتعاقبت حلقاته خلال الفترة بين مطلع الستينيات وأواخر التسعينيات، كان الوحيد الذي هزم «بانوراما» البي بي سي من حيث معدلات الإقبال الجماهيري: 13 مليون مشاهد، مقابل 9 ملايين.
ولا يُذكر بيكام إلا وتُستذكر أشرطته الوثائقية حول حرب فييتنام، وجرائم النازية، ثمّ تغطية الانقلاب العسكري في تشيلي، في11/9 (نعم!) سنة 1973 . يومها انقضت الطغمة العسكرية التشيلية على التجربة الديمقراطية الفتية في ذلك البلد، وأجهضتها، واغتالت الرئيس الشرعي المنتخَب سلفادور ألليندي، الاشتراكي وزعيم تحالف «الوحدة الشعبية»، بدعم مباشر من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وبموافقة الرئيس الأمريكي ريشارد نكسون، وتنظير جيو ـ سياسي وفلسفي من أحد أشهر وزراء خارجية الولايات المتحدة: هنري كيسنجر.
قبل ذلك اليوم المشؤوم، كانت تشيلي الديمقراطية الأكثر استقراراً في عموم أمريكا اللاتينية، إذْ أنجزت انتخابات رئاسية، وانتخابات برلمانية بمجلسَيْن، وأتاحت ازدهار صحافة حرّة وحيوية. بعد 11/9، إثر الانقلاب العسكري الذي قاده الجنرال أوغستو بينوشيه، تمّ حلّ البرلمان، وتأسيس جهاز أمن سرّي سارع إلى شنّ حملات اعتقال واسعة النطاق، وتعيين حكّام عسكريين لإدارة الجامعات، وحظر الأحزاب السياسية والنقابات العمالية، و… حظر الاستماع إلى أسطوانات المغنّي والموسيقيّ والشاعر والأستاذ الجامعي فكتور خارا.
وكان خارا قد اعتُقل صبيحة اليوم الثاني للانقلاب، في حرم جامعة سانتياغو، واقتيد مع آلاف من الطلاب إلى ستاد رياضي، حيث شرع الجلادون في تكسير أصابعه، رمز غيتاره وموسيقاه الشعبية الملتزمة، باستخدام الهراوات وأعقاب البنادق. وفي اختتام ثلاثة أيام من الإذلال والتجويع والتعذيب الوحشي، استشهد خارا رمـــــياً بالرصاص، وكان في الواحدة والأربعين من عمره، ليس قبل أن يفلح في كتابة قصيدة أخيرة، متشبثة بأمل مديد، أخفاها في حذاء أحد السجناء، واختتمها هكذا: «ولسوف تزهر اللحظة! سوف تزهر اللحظة!». وضمن تغطياته الوثائقية للانقلاب ذاك، كان بيكام آخر صحافي يلتقي بالشاعر/ المغنّي الشهيد، ويجري معه حواراً فريداً رسخ في ذاكرة تشيلي، كما في أفضل إنجازات التلفزة الوثائقية.
وفي صيف 2008، وجّه القاضي التشيلي خوان إدواردو فوينتيس تهمة القتل العمد إلى العقيد ماريو مانريكيز، الضابط المسؤول عن السجن الذي شهد اغتيال خارا، وطلب الإبقاء على العقيد قيد الاعتقال حتى استكمال أسماء المتورطين معه في تلك الجريمة. لاحقاً، سنة بعد سنة، أخذت أسماء القتلة تتكشف، وافتُضح مجرمو الحرب الذين وأدوا ربيع تشيلي الديمقراطي، وظنّوا أنّ المخابرات المركزية الأمريكية كفيلة بمنحهم حصانة أبدية. وبالطبع، أشهر هؤلاء كان الجنرال بينوشيه نفسه، كبيرهم الذي علّمهم السحر وأباح لهم الاعتقال الجماعي والإعدام الصوري، حين تمّ توقيفه في لندن، خريف 1998، بناء على مذكّرة وقّعها القاضي الإسباني الشهير بالتازار غارثون، وتضمنت اتهام الجنرال المتقاعد بارتكاب المذابح الجماعية والإرهاب الدولي والتعذيب والخطف.
أخيراً، وقبل أشهر، توصلت هيئة محلفين في أورلاندو، ولاية فلوريدا الأمريكية، إلى قرار بإدانة الضابط السابق في الجيش التشيلي، بيدرو بابلو بارينتوس نونييز، بتهمة اغتيال خارا، الأمر الذي سيفتح الباب أمام ترحيله من أمريكا، حيث يقيم، إلى تشيلي، لمحاكمته في بلده الأمّ.
والحال أنّ هؤلاء القتلة كانوا أدوات منفّذة، صمّاء عمياء غاشمة، لم تبلغ أبداً شأو الدماغ الأعلى المخطّط، في واشنطن، ولهذا يتوجب أن تتحوّل مثل هذه القضايا إلى منبر عريض لمحاكمة حقبة السبعينيات في السياسة الخارجية الأمريكية، وفضح دسائس تخريب الديمقراطيات الوليدة هنا وهناك في العالم، مقابل صناعة الدكتاتوريات وحماية أنظمة الاستبداد والفساد. رجال تلك الحقبة يواصلون التمتّع بحصانة مطلقة، تغسل أيديهم تماماً من أدوار قذرة شتى لعبوها وراء هذا الجنرال أو ذاك الدكتاتور. رجل مثل كيسنجر لم يصبه من قضية انقلاب تشيلي أيّ أذى، هو القائل، بلسان بارد كالصقيع، إن الولايات المتحدة في موقفها من الانقلاب كانت «مخيّرة بين الديمقراطية والاقتصاد، وكان طبيعياً أن تنحاز إلى الاقتصاد»!
لكنّ مفارقات اليوم، وهي كذلك بعض أشغال التاريخ ودروسه، أنّ تشيلي ديمقراطية مستقرّة، وقضاءها يعمل بحرّية، مثل صحافتها وأحزابها ونقاباتها وفنونها، وأنّ المغنّي الأمريكي الشهير بيتر سيغرز، أحد كبار أساتذة موسيقى الـ»فولك»، كان أوّل مَن أدّى قصيدة خارا الأخيرة باللغة الإنكليزية، والمكان، الذي شهد إعدام الشاعر المغنّي، صار اسمه الرسمي «ستاد فكتور خارا».
وثمة ما يعزّي، أيضاً، في حقيقة أنّ بيكام صاحب أعمال وثائقية مبهرة حول الكومبيوتر الأول في التاريخ (أو «جهاز أنتيكيثيرا» الإغريقي الذي يعود إلى 2000 سنة خلت، ويعتبر أول ساعة فلكية معقدة)، وغابات الأمازون وأدغال كينيا، وفضائح المخابرات المركزية… كان، كذلك، هو الصحافي الذي تنبّه مبكراً إلى موقع خارا في الوجدان الوطني التشيلي، في الموسيقى كما في السياسة، وفي وجه بينوشيه كما ضدّ… كيسنجر!

فكتور خارا: أشغال التاريخ

صبحي حديدي

الشعب السوري «خف عدده» وأصبح أكثر رشاقة… وبشار الأسد يحتاج لطبيب عيون «أردني»

Posted: 23 Apr 2017 02:27 PM PDT

لماذا قرر «السيد الرئيس» في رأيك الآن التحدث عن هجوم عسكري وشيك من جهة الأردن على سوريا؟ يسأل المذيع في محطة «الميادين» ضيفه فيجيب بما يلي: تعلمون بأن هذا البلد الصغير «عميل للأمريكيين».
ينبغي أن نندهش ونصاب بالإغماء، نحن الأردنيين عندما نسمع الخبر إياه… ضحكت حتى تسطحت شدوقي لأني تذكرت مقولة شعبية في بلادي على هيئة جملة استنكارية تقول..»كأن النظام السوري عميل لبنك الإسكان مثلا».
ضيف «الميادين» كان يعلق على ما نقلته محطة التلفزيون السوري عن الرئيس بشار وهو ينفي عن الأردن صفة «الدولة»، على أساس أن صاحبنا قاصف الأطفال ببراميل الغاز يقود دولة وليست «عصابة» يسرح ويمرح فيها البسطار الروسي.
على الأقل في الأردن دولة لا تقتلع الحناجر ولا تصف نفسها بكذبة الممانعة ولا يحرس قصرها الحرس الثوري الإيراني ولا فيها مرتزقة من بنغلادش والهند حضروا لتحرير «قبر السيدة زينب».
على الأقل في الأردن دولة نختلف معها لا عليها، وعندما يحصل ذلك لا يحتاج الأمر لبراميل متفجرة ولا لجنرالات روس يسرحون ويمرحون وسط العاصمة ويسهرون وحدهم على سواحل وشواطىء سوريا… أصلا في الأردن والحمدلله لا توجد شواطىء ولا رئيس وزراء «ينتحر فجأة» أو مدير مخابرات تصيبه رصاصة قناص، وهو يجلس على بركة أو مسؤول أمني يقضي بحادث سير أو تتشرد عائلته في دول الخليج.
لا أدافع عن الموقف الرسمي الأردني، فهذا ليس من شأني، وثمة قطط سمان ينبغي أن تقوم بواجبها في السياق.
لكن الرئيس، الذي يتحدث عن «إستقلالية دول الجوار»، عليه أن يتواضع قليلا وينظر حوله ليرى الحقيقة، التي طلب منه وزير أردني أن ينظر لها، فهو يقود نظاما لا يسيطر على ثلثي الأراضي السورية وشعبا خف وزنه وعدده إلى النصف وأصبح رشيقا بسبب المذابح، التي يتعرض لها بما بين شهيد وقتيل وأسير وغريق وجريح ومهجر… هو في الأحوال كلها «ريجيم» على طريقة النظام.
طبيب العيون، الذي يحكم سوريا مسه الضر وأصيب بداء الخطأ البصري، ويحتاج لطبيب عيون حقيقي يفحصه… أقترح هنا صديق ونطاسي أردني بارز في عمان في المجال ومحب للأسد ونظامه… وسنتكفل بالعلاج المجاني وترتيب الموعد.

مناورات الفساد في الأردن

سعدت جدا بالمناورات والمنازلات الإستهلاكية الإستعراضية، التي نفذها مجلس النواب الأردني في تغطية تلفزيونية متواصلة.
وسعدت أكثر بشاشة التلفزيون الرسمي وهي تعيد التذكير بموقف دولة رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي..»سنلاحق الفساد بلا هواده».
صديق مطلع أبلغني ببعض صولات وجولات النواب في السياق.. في إحدى المرات شكل المجلس لجنة للتحقيق بقضية فساد لعطاء بقيمة تقترب من 50 ألف دولار… اللجنة تحركت لمدينة العقبة وكلفت الخزينة وهي تحقق على الشاطئ، وفي الفنادق 90 ألف دولار، عدا ونقدا.
شخص أعرفه في موقع وظيفي صغير جدا خضع للتحقيق لسبب وجيه.. الشاب أعاد للخزينة مبلغا ماليا كان ينبغي عليه أن يصرفه فحاربه القوم وأحالوه للتحقيق بتهمة الفساد، خوفا من أن تصبح فكرة «إعادة المال للخزينة» عادة عند الموظفين.
عموما هي في الأحوال كلها «سواليف حصيدة»، كما يقول المثل الشعبي الأردني، لكنها تؤثر على سمعة البلاد، بدليل أن سياسيا كبيرا حذرني باللغة الدارجة بمثل شعبي آخر… «دير بالك من مقاعد المقايل»… الترجمة الحرفية تعني … «انتبه لما يُقال عند القيلولة، حيث يجلس العواجيز على الرصيف ويبدأون بحياكة القصص والأساطير».

الحبيب والزبيب

على سيرة «القيلولة» ورطني رجل محترم باستعمال هذه المفردة ونقلها عندما ثارت ثائرة رفاقي في التيار الإسلامي بعدما تحدثت عن قيلولة وخمول كتلة الإصلاح الناطقة بإسم التيار في البرلمان.
حتى قناة تلفزيون «اليرموك» لم تتصل بي هذا الأسبوع خلافا للعادة… الحمد لله على نعمة الإسلام أصبحت رمزا في قائمة سوداء مزدوجة وعلى شاشتين تلفزيون الحكومة وشاشة الإخوان المسلمين… أي ضلال أو تضليل تعمقت فيه، على حد تعبير الشيخ زكي بني إرشيد؟
وضع قد لا يحتمل وغير معقول أن أستقر في القائمة السوداء عند الحكومة والمعارضة معا… هذا دليل في ما يبدو على ثمن وكلفة الرواية المستقلة للأحداث.
ومن اليوم في منطقتنا يحتاج لرواية مستقلة للأحداث؟ سؤال انتهازي بامتياز، حيث لا السلطة ولا المعارضة بصدد قبول روايات مستقلة وبعض الأخوان- جزاهم الله خيرا – منحوني مجددا الفرصة لأقول رأيي مع رفضي المبدئي لاستهداف تيار معتدل وراشد مثل الإخوان المسلمين.
بعض تعبيرات الإخوان لا تختلف عن أي سلطة تعسفية عندما ترفض الرأي الآخر وتعتبر التعددية ألية وظيفية فقط لخدمة أجندتها وموقفها… لا يحتمل الأخوة النقد ولا حتى رواية مستقلة، وبالنسبة لهؤلاء مع الأسف، ورغم أنهم ضحايا مثلنا نحن البسطاء مستعدون لقصف من يخالفهم الرأي بكل أنواع معلبات التهم.
عموما ضرب الحبيب زبيب أحيانا!

مدير مكتب «القدس العربي» في عمان

الشعب السوري «خف عدده» وأصبح أكثر رشاقة… وبشار الأسد يحتاج لطبيب عيون «أردني»

بسام البدارين

اعتذار متأخر من رئيس الجامعة الأمريكية عن «التخلي عنه»: عودة صادق جلال العظم إلى بيروت… وباحثون ناقشوا مشروعه الفكري

Posted: 23 Apr 2017 02:27 PM PDT

بيروت- من يوسف بزي: في العام 1968 كان صادق جلال العظم أستاذاً في الجامعة الأمريكية ببيروت، حين نشبت أزمة كتابه الشهير «نقد الفكر الديني» وإحالته إلى المحاكمة. صحيح أن بيروت دافعت عنه، عندما ردّت محكمة المطبوعات الدعوى المقامة ضدّ الكتاب وضدّ المؤلّف وضدّ ناشر الكتاب (دار الطليعة)، إلا أن الجامعة الأمريكية نفسها تقاعست في الدفاع عن العظم، ما جعله يغادرها سريعاً.
مع انطلاق الثورة السورية عام 2011، وتعاظم الخطر الأمني عليه، لجأ إلى بيروت وإلى مسكنه بجوار الجامعة الأمريكية، متحركاً ذهاباً وإياباً إلى جامعات هولندا وألمانيا، قبل أن يشعر بأن العاصمة اللبنانية باتت أيضاً غير آمنة، ليستقر في برلين حتى وفاته قبل أشهر.
هكذا، كان ثمة جرح خفي وطعم مرارة في علاقة العظم مع بيروت وجامعتها الأمريكية. فعلى الرغم من أن هذه المدينة وفرت له فضاء الحرية والتعبير، وفيها ومنها نشر أهم كتبه ونتاجه الفكري، إلا أنها امتنعت عن حمايته وحرمته من الشعور بالحصانة والاحتضان.

اعتذار متأخر

صباح يوم الجمعة الماضي (21 نيسان الحالي)، داخل قاعة «الكولدج هول»، وقف رئيس الجامعة الأمريكية في بيروت، فضلو خوري ليعلن اعتذاره عن «عدم دفاع الجامعة الأمريكية في بيروت عن المفكر صادق جلال العظم في الماضي كعضو في هيئة التدريس فيها، حينما اضطهد بسبب شجاعته الفكرية»، منوهاً بشخص صادق جلال العظم وفكره «المؤثر والشجاع والصادق»، مشيراً إلى مبادئ الجامعة القائمة على «أهمية الحوار والنقاش الحر»، قائلاً: «نريد أن نستضيف نقاشا مفتوحا من دون اللجوء إلى العنف أو التهديد بالعنف، ومن دون التسبب في شعور البعض بالاضطهاد أو القمع. ولكن الأفكار يجب أن يتم اختبارها، إثباتها، اعتمادها أو رفضها، استناداً إلى صلاحيتها. نريد خلق هذا المجال الجريء للطلاب لاستكشاف حدود معرفتهم وحدود شخصياتهم. ونريد لهم أن يتشاركوا ذلك المجال مع زملائهم الذين قد يكونون قد جاؤوا من الجانب الآخر من العالم..».
بدورها، عميدة كلية الآداب والعلوم في الجامعة ناديا الشيخ، أكدت أنّ «الميزة التي يسودها تقريباً هذا الحدث هي شهادة على القيم التي تؤيدها الجامعة الأمريكية في بيروت. في حين أننا لسنا معصومين، فإن التزامات الجامعة الأمريكية في بيروت الراسخة بعمق ستنتصر دائماً».
كان هذا الاعتذار البليغ بحضور نخبة بيروت الثقافية والأكاديمية، التي اجتمعت على امتداد نهار كامل (من التاسعة صباحاً وحتى الثامنة مساء) لإحياء مؤتمر تكريم صادق جلال العظم في أفكاره وإرثه. وكان وجود الإبن، عمرو العظم، منح هذا اللقاء بعداً عاطفياً وحميماً، ليعلن نية مؤسسة صادق جلال العظم، ووفقاً لرغبة الراحل، بالتبرع بمجموعة من الأوراق ومقتطفات الصحف والوثائق الأصلية التي كان لها علاقة في كتابة «نقد الفكر الديني» والقضية المرتبطة بذلك، بالإضافة إلى المحاضرات والأنشطة الثقافية ومراجعات الكتب وكل ما كتب عن هذا الموضوع، لمكتبة الجامعة الأمريكية في بيروت، وكذلك عن عزمها على إرسال عدد من الكتب والمجلات التي كانت جزءا من مكتبته الخاصة في دمشق إلى مكتبة الجامعة».
هذا المؤتمر التكريمي والرصين، نظمه قسم الفلسفة في الجامعة، بالتعاون مع أقسام العلوم الاجتماعية وعلم الإنسان، الدراسات الإعلامية، مركز الفنون والإنسانيات، مركز الدراسات العربية والشرق أوسطية. وشارك فيه 23 باحثاً.

تراثه الفلسفي والنقدي

كان من الواضح أن المناسبة أبعد من مجرد «تكريم»، نظراً إلى احتشاد عدد الأوراق والمساهمات الفكرية والنقدية المقدمة للمؤتمر، المكثف في مضمونه وبرنامجه الزمني، والذي تمحور على أربعة جلسات، عدا الجلسة الافتتاحية. الجلسة الأولى كانت بعنوان «تراث صادق جلال العظم الفلسفي» التي أدارها ريمون براسيه، وتحدث فيها ناصيف نصار، مثمّناً اختيار العظم للغة العربية رغم اتقانه للإنكليزية في كتابة أعماله الفلسفية، مع ما يعني ذلك من صعوبات هائلة تواجهها الكتابة الفلسفية بالعربية. ومدح نصار لغة العظم «المطواعة والمرنة والمتدفقة بحيوية». وأشار إلى أن العظم، رغم التنوع الشديد في اهتماماته وأعماله وأبحاثه فقد كان انحيازه صريحاً ودائماً إلى «الحداثة وحركة الحداثة.. وبالتحديد الحداثة الأوروبية. لم يكن انحيازاً أعمى، لأنه اعتقد أن الحضارة الأوروبية الحديثة هي السائدة وبالتالي كل تفكير هو موقف منها».
وينبّه ناصيف إلى أن السمة الأساسية للعظم أنه «مفكر نقدي بامتياز.. إسهامه النقدي عميق وبمراجع نظرية واضحة. وفي إطار الماركسية، اعتمد مفهوماً خاصاً للنقد ووظيفته. ليس نقداً كانطياً ولا ماركسياً ولا هو نقد أدبي، ومفتوح على الاحتمالات، ما يمكن تسميته: النقد المحترف».
أستاذة الفلسفة المرموقة إليزابيت سوزان كساب قدمت ورقة بعنوان «صادق جلال العظم والنقلة النقدية في الفكر العربي المعاصر: هل كانت هذه النقلة فلسفية؟». برأي كساب أن سؤال «ما هي القيمة المضافة التي تستطيع الفلسفة تقديمه إلى الفكر النقدي» يبقى بلا إجابة واضحة. لكنها تقول: «شخصية العظم تناسب السؤال. فهو لديه تكوين فلسفي قوي وكتابات فلسفية. فهل نجد في أدائه رابطاً بين تكوينه الفلسفي وممارسته للفكر النقدي؟ تستطرد قائلة أن السردية السائدة أن لحظة الهزيمة عام 1967 هي لحظة الانعطاف النقدي، لكن برأيها أن هذا الفكر ابتدأ قبل الهزيمة واستمر بعدها. وتشير إلى شبه أو نمط واحد ساد في كل من أفريقيا وأمريكا اللاتينية والعالم العربي، في الفكر النقدي «ما بعد الاستقلال» لا «ما بعد الكولونيالية». ففي تاريخية هذا الفكر كانت الفترة الأولى سهلة وواضحة طالما أنها ترفع شعار التحرر أو الاستقلال أو السعي إلى «فكر ذاتي»، لكن بعد الاستقلال وممارسة السيادة اتضح أن هذا المسعى اصطدم بصعوبة المواءمة بين هذه المفاهيم والواقع.
فمثلاً ما هي الهوية؟ ما الأفريقي أو العربي؟ نجد أنفسنا أمام فكرة غير واضحة. ما معنى التحرر من الاستعمار وما معنى «الفكر الذاتي»؟ وتستنتج قائلة: «في هذا المسار يأتي دور الفلسفة والنظرة إلى الفلسفة. كانت المعضلة في أمريكا اللاتينية هي التخلص من النقل والتقليد عن الفلسفة الأوروبية. كيف يمكن الفكاك مما تكتبه باريس؟ أما في أفريقيا فكان التحدي «إثبات المقدرة على التفكير» طالما أن الأفارقة ليس لديهم تراثاً فلسفياً. أما العرب الذين لديهم تراث فلسفي واضح فكانت المشكلة لديهم «أن نفكر اليوم». وعلى هذا كان السؤال: ما معنى فلسفة عربية معاصرة؟ وما معنى الاستقلال الفلسفي؟». باختصار، تشير كساب إلى أن القيمة الفلسفية لا تتعلق بمسعى إنتاج فلسفة ذاتية بل بـ»النضوج الحضاري»، وأن صادق جلال العظم لعب دوراً نقدياً بالغ الأهمية والتقدير، لكنه لم يتورط في «التنظير الفلسفي للنقد».

مواجهة الاستبداد

صالح جعفر آغا، قدم ورقة بحثية بعنوان «العظم حول كانط والزمن» محللاً وقارئاً أول كتاب أصدره صادق العظم عن الفيلسوف الألماني ونظريته في الزمن، وكيف اقترح العظم تطوير وتجاوز مقولات كانط حول علاقتنا بالزمان والمكان، وكيفية حل التناقض الظاهر في تلك المقولات اتصالاً بأرسطو. ويتساءل آغا عن صمت العظم وابتعاده عن كانط فيما بعد، متحدثاً عن أسباب تحولاته كمفكر اتجه باهتماماته نحو تداخل السياسة والمسائل الثقافية.
الجلسة الثانية كانت بعنوان «الجدل حول العلمانية» أدارتها سونيا ميشار- أتاسي. تحدث فيها أولاً الكاتب حازم صاغية عن «العلمانية والاستبداد»، شارحاً المحطات التاريخية لفكرة العلمانية بوصفها تيارين أساسيين، الأول ينطلق من مسعى توسيع نطاق الحرية، «حرية الضمير». والثاني يحاول إحلال «دين مدني» محل الدين بما يعني توسيع سلطة الدولة (ولأهمية هذه الورقة وإشكاليتها الراهنة، ننشر على حدة معظم ما جاء فيها).
جاءت ورقة أستاذ الفلسفة في الجامعة الأمريكية ببيروت، وضاح نصر «حول تساؤل صادق العظم عن إمكانية علمنة الإسلام»، في قراءة أكاديمية دقيقة للنص الديني الإسلامي من جهة ولأفكار العظم في كتابه «نقد الفكر الديني» خصوصاً، متمعناً في مسألة علاقة الإسلام بالدولة والحياة الدنيوية ومجالات التدخل ودور التفكير العقلاني.

تفكيك الاسطورة

وعلى نحو بالغ الحماسة والشجاعة، قرأت أستاذة الفلسفة في الجامعة اللبنانية نائلة أبي نادر، ورقة بعنوان «في تفكيك الأسطورة عند صادق جلال العظم»، قائلة: «يمكن أن نتلمّس من خلال قراءة ما أنتجه العظم أن النقد هو المسيّر الأساس لفكره، وهو النهج الذي بنى عليه طروحاته. في سياق درسه للفكر الديني، نجده يتجرّأ على مقاربة الأسطورة كظاهرة راسخة تبلورت في مختلف الخطابات الدينية العابقة أصلاً بالرموز. هذا ما كان درسه مفكرون كثر إن في مجال علم اللاهوت وعلم التفسير، أو في الهرمينوطيقا، أو الأنتروبولوجيا الدينية، أو في سياق تفكيك العقل الديني ودراسة كيفية اشتغاله من زاوية نقدية. لكن ما يلفت الانتباه هو أن العظم كان من القلائل الذين تطرقوا الى هذه المسألة بالعربية منذ أوائل السبعينيات من القرن الماضي. من هنا يمكن أن نطرح الأسئلة الآتية:
ما الذي دفع العظم الى مثل هذا النقد؟ لماذا الأسطورة على وجه الخصوص؟
هل إن ما نشره العظم في هذا الخصوص أصاب الهدف وتمّ تلقّيه بموضوعية؟
وهل يمكن أن نعتبر أن ما قام به مقدمة علمية حديثة لتأسيس نهجٍ نقديٍّ للفكر الديني؟
هل من فرصة لمتابعة المسير بعد ما نشهده اليوم من عودة العنف باسم الدين، وتكفير الآخر المختلف، واستباحة حرية الفكر والضمير؟
وبما أن الدين في أحد معانيه، حسب العظم، هو «قوة هائلة تدخل في صميم حياتنا وتؤثّر في جوهر بنياننا الفكري والنفسي وتحدّد طرق تفكيرنا وردود فعلنا نحو العالم الذي نعيش فيه وتشكّل جزءاً لا يتجزّأ من سلوكنا وعاداتنا التي نشأنا عليها»، من هنا ضرورة النظر فيه من وجهة نقدية. ما يهمنا هنا يقتصر على ما أشار اليه العظم من أن الدين يحتوي على مجموعة من «القصص والأساطير والروايات» التي تتناول موضوع البدايات والنهايات في ما يخصّ الانسان والكون. لذا نجد العظم سيعمل على نقد هذا المضمون لمعنى الدين.
انطلاقاً من هذه الخلفية، تحلل أبي نادر بجرأة بالغة مقاربة العظم لتراجيديا إبليس في كتابه «نقد الفكر الديني» بالمقارنة مع أصول التراجيديا اليونانية والتراث الاسطوري والأدبي. وتنتهي إلى خلاصة مفادها: «إن نقد العظم للفكر الديني يلتقي مع ما ذكره هو عن أدب سلمان رشدي. إنه يبغي الذهاب الى أبعد، وطرح الأسئلة الأعمق، وإعادة النظر في الكثير من المفاهيم الثابتة، والتفسيرات الجامدة. أراد فعلاً أن يوقظ التساؤل في ذهن الانسان العربي. عمل من خلال إعادة النظر في صورة ابليس على تحرير النص الرمزي من القراءة الأحادية التي تُسقِط معنى محدداً على النص فتحصره فيه. هذا ما اشتغل عليه محمد أركون ونصر حامد أبو زيد أيضاً، كل وفق منهجه النقدي».
أما الكاتب والباحث السعودي نواف القديمي، في ورقته «العظم: بين فهم العلمانية وفهم الإسلامية» فقد انتقد مواقف المفكر الراحل من «الحالة الإسلامية» مبرهناً من خلال حواراته الصحافية ومقالاته كيف أن العظم لم يبذل جهداً حقيقياً في معرفة التنوع الكبير الذي يتسم به الإسلام السياسي المعاصر، كما لم ينتبه إلى الجهود الفكرية المتقدمة التي قامت بها الحركات الإسلامية المختلفة. وكيف أن العظم كأغلبية المثقفين العلمانيين يختزلون الإسلام السياسي إما في تنظيم «التكفير والهجرة» سابقاً أو في «داعش» حالياً.

الاستشراق معكوسا

بعد استراحة غداء قصيرة، جاءت الجلسة الثالثة بعنوان «الإستشراق معكوساً» بإدارة ابرهارد كنليه، تحدث فيها عبر «السكايب» الكاتب والمفكر السوري ياسين الحاج صالح، متناولاً الإشكالية السجالية التي نشبت بين العظم وإدوارد سعيد، في ورقة بعنوان «الاستشراق، الاستشراق المعكوس وسياسة المثقف». وأهم ما جاء فيها: «يحرك نقد صادق جلال العظم لكتاب الاستشراق لإدوارد سعيد حرص على الكونية، على صلاحية عابرة للثقافات لمقولات الفكر المادي والعقلاني الحديث. يخشى صادق أن من شأن نقد الاستشراق أن يُسوغ «الشرق»، الشرق الأبدي الذي لا يتغير ولا يكف عن مماثلة ذاته، وبخاصة نزعات «الاستشراق المعكوس» التي وجدها منتعشة بين قوميين وإسلاميين، ومثقفين حديثي التكوين مثل أدونيس وآخرين. الاستشراق، يقول صادق موافقاً سعيد والعروي، ينزع إلى إضفاء صبغة جوهرية غير تاريخية على الشرق، لكن الاستشراق المعكوس يفعل الشيء ذاته، وإن اختلف الحكم. هذا يُفقِد المثقف أدوات نظرية مهمة يتعقل عبرها واقع مجتمعه المعاصر، تطورت في المجتمعات الأكثر تقدماً، وأكثر من ذلك يحول بينه وبين تطوير السياسات الأنسب لتقدم هذا المجتمع».
يضيف ياسين الحاج صالح: «هناك مشكلة. المصادرة على ولاية كونية لمفاهيم المادية والتاريخ والتفكير العلمي والتقدم تلغي تاريخ المجتمعات غير الغربية، أعني تجارب الإنسان وصراعاته المعاصرة، وليس مورايثه الأقدم فقط. لا ينبغي أن يكون المرء مستشرقاً معكوساً حتى يُقِرّ بذلك. في الوقت نفسه لا يكفي الكلام المرسل على الإبداع على طريقة أدونيس، أو ما يسميه صادق ميتافيزيقا الإبداع، حتى نستطيع تنظيم إدارك واقعنا وصراعاتنا وتوجيه العمل التغييري فيها على نحو مثمر. هناك حاجة إلى ثورة في الأدوات النظرية، في الإنسانيات والاجتماعيات من أجل معرفة أفضل بواقعنا وواقع العالم اليوم. هذه الحاجة عامة. لدينا وفي الغرب.
صادق لم يتناول هذه القضية ولم يخصص له جانباً من تفكيره. غاية ما يمكن أن نجده عنده كلام يحيل على وحدة العالم التي تحققت على يد الامبريالية في القرن التاسع عشر والعشرين. لكن هذه الوحدة صراعية تكوينياً، تكتنفها توترات وعنف وحروب وأحقاد وتمييز، يتعذر أن لا تترك آثاراً متنوعة على عالم المقولات والمعقولات والأفكار. يحصل أن يقول إننا أخذنا من الغرب مدركات الجمهورية والاستفتاء وكرة القدم وعقدة أوديب ومحو الأمية والتعليم الإلزامي والخطة الخمسية والنساء والارتقاء… إلخ. لكن هذا لأن تفكيره كان يترك في حقل لا يقابل هذا الأخذ من الغرب غير دعوة الأصالة والاستشراق المعكوس، وتغيب عنه بالمقابل الحاجة إلى نقد عالم اليوم وتغييره ومشاركتنا فيهما من مواقع تحررية لا يرضيها حال العالم اليوم وحالنا في العالم اليوم.
نحن في العالم ومن العالم والعالم منا وفينا، ومنهج صادق الذي يعتنق نسقاً تاريخياً للمعقولات مرتبطاً بأفكار المادية والتقدم يبقينا في موقع خاص، منفصل عن العالم، بدل أن يدرجنا فيه ويزجنا في صراعاته، وفي عملية صنع المستقبلات المشتركة البديلة. هذا المنهج يبدو مناسبا من أجل التعبئة، لكن التعبئة تفترض مثالاً ناجزاً منتهياً، نهاية للتاريخ أو محطة توقف، نغذ السير نحوها. هذه المحطة غير موجودة، والمنهج يحرمنا من العالم ومن التاريخ. هذا بالمناسبة ليس الحال في الغرب ذاته، لم يتوقف التاريخ هناك عن أفكار التنوير وحداثة القرن التاسع عشر. التراجع خطوة إلى الوراء نحو أسس الفكر والمجتمع والدولة الحديثة، الليبرالية والديمقراطية والفردانية والعقلانية، ليس حلاً. فكما أن الانهيار العملي للشيوعية يحكم على من يثابرون على مقولاتها النظرية بأن يكرروا التجربة نفسها، أي يلغوا تاريخهم الذاتي وتاريخ بلدانهم، فإن الأمر ذاته صحيح بخصوص المثابرة على ما اعتبرها صادق مقولات الفكر والاجتماع الحديث. بدل التراجع، وإن يكن تكتيكياً، يلزم التقدم نحو تفكير جديد يدمج تجربة الانهيار السياسي للشيوعية التي اعتنق صادق أسسها النظرية، وأكثر منها الانفتاح على أشكال السيطرة والاستغلال والتضليل، والصراع، الجديدة. وفي مثل أوضاعنا اليوم، تفكير يستوعب تجارب السوريين الرهيبة: الاعتقال والتعذيب والقتل والحصار والتجويع والتهجير، واللجوء، والموت العنيف، والعنف الديني والهيئات الشرعية والتغييب القسري…، والثورة والحرب، والطائفية والعنصرية، مما يتعذر الكلام على ثقافة وسياسة في سورية ومحيط أوسع دون تناولها والتفكير المتعمق فيها». ويختم: «انحاز صادق إلى نضال السوريين من دون نظرية. هذا وضع مفتوح على اتجاهين. فإما أن نتخلى عن الانحياز إلى الثورة لنصون المعقولات القديمة، أو نرفد الانحياز إلى الثورة بثورة في النظرية وأدوات التفكير. الثورة والحرب محفزان على التفجر الثقافي والفكري، والبعد العالمي للثورة السورية محفز على التفكير في شؤون العالم. لا التوقف في موقع بعينه ينفع، ولا التراجع المؤقت. السير إلى الإمام وحده ما يمكن أن يكون سياسة لمثقف جديد».

مابعد الكولونيالية والاستبداد

أستاذ العلوم الاجتماعية في الجامعة الأمريكية، الباحث ساري حنفي، كانت لديه ورقة متقنة بعنوان «تحولات اتجاه ما بعد الكولونيالية في العالم العربي: نحو مقاربة ما بعد الاستبدادية»، فيبدأ بالقول مثنياً «على شريحة هامة من مثقفي اليسار (أكاديميين وكتّاب وصحافيين) الذين لعبوا، وما يزالون، دوراً محورياً في توجيه الرأي العام العربي في صيرورة مابعد الانتفاضات العربية وعقلنة المسار التغييري طويل الأمد الناتج عنها. طبعا جغرافيا يختلف الوضع من دولة لأخرى: فهوامش التفكير المتاحة تاريخيا ًفي بلدان مثل تونس والمغرب ولبنان اتاحت هذه المرافقة أكثر من دول أخرى. إذاً، أنا ضد النوح على حائط المبكى وجلد الذات بأن هذه الانتفاضات كانت بدون مثقفين ثوريين مرافقين لها. وأنا أيضاً ضد التعميم المفرط والسوداوي عن وضع المثقفين الذي نجده في الأدبيات والاعلام خاصة في السنوات الخمسة الأخيرة. أنا مع تحليل دقيق يعتمد على تصنيف المثقفين الى فئات: منهم من استطاع أن يلعب أدواراً نقدية هامة، وآخرون فشلوا كليا أو جزئيا في هذه المهمة». وينتقد حنفي شريحة كبيرة من اليسار العربي الذي اختزل قراءة الواقع العربي باستخدام المقاربة بعد الكولونيالية، مضيفاً: «.. ولن أتجرأ أن أعرّف اليسار فيما إذا كان موجودا حسيا أم رمزيا وتاريخيا».
تتركز مساهمة حنفي على «فهم الآليات المعرفية والابستمولوجية المستخدمة من قبل شريحة واسعة من اليسار العربي والعالمي»، مقترحاً «إضافة مقاربة أخرى سأسميها المقاربة بعد-الاستبدادية. وبتكامل هاتين المقاربتين يمكن أن يكون هناك أمل في خلق أرضية مشتركة بين المثقفين العرب يسارا ويمينا ومتدينين للعمل سويا لدفع القضايا الملحة العربية في الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية». الورقة غنية في سردها الكاشف لآليات التفكير الثقافي العربي وتحولاته ومسؤوليات المثقفين العرب في أحوال الاستبداد.
الباحث خالد حروب، سرد بالتفصيل وناقش معظم حيثيات السجال الفكري الذي صاحب «الجدل حول الإستشراق بين صادق وسعيد»، بدقة وأمانة، طارحاً الأرضية المشتركة والخلاصات النقدية لهذا السجال. وهو أيضاً ما فعله أيضاً الباحث السوري عدي الزعبي بورقته «دفاعاً عن القيم المشتركة: قراءة في الإستشراق والاستشراق المعكوس»، متكئاً أيضاً على أفكار نعوم تشومسكي.

النقد الذاتي بعد الهزيمة

الجلسة الرابعة الختامية التي أدارها أستاذ التاريخ عبد الرحيم أبو حسين، كانت منتظرة بفضول من معظم الحاضرين، كون المساهميْن فيها هما الباحث اللبناني ربيع بركات والباحث السوري ثائر ديب، كما أن هذه الجلسة كانت مفتوحة على النقاش بإدارة أستاذ الفلسفة بشار حيدر.
يمكن القول أن ربيع بركات في ورقته «الأزمة السورية: التناقض بين الفرضيات والاستنتاجات» يحاول فيها إثبات فشل العظم، ومعه المثقفين الذين انحازوا للثورة، في المواءمة بين توقعاتهم وبين المآل الذي انتهت إليه الثورة. بالطبع بدت الورقة مكتوبة بـ»دم بارد» طالما أن الباحث لم يشأ أصلاً وصف ما حدث بـ»الثورة» وتكلم عن أنها ربما حرب أهلية لأن الخسائر البشرية برأيه متساوية بين الطرفين. فلم يقل «الحرب السورية» ولا «المأساة السورية» أو «النكبة السورية» أو «الكارثة» بل فضّل كلمة «أزمة». وعليه يمكننا أن نستشف الموقف الأخلاقي (أو اللاأخلاقي) للباحث في ورقته الفقيرة التي تعيب على صادق العظم ربما أنه لم يكن «عرّافاً» جيداً. وقد رد عليه بشار حيدر بما معناه أن توقعنا لتحرير فلسطين وإن فشل فهذا لا يلغي صوابية الموقف الأخلاقي من حق الفلسطينيين بتحرير وطنهم! أما الطامة الكبرى في ورقة بركات فإنه إذ يعيب على العظم مقولة ضرورة التدخل الخارجي للنجاح في إسقاط النظام، ويسكت تماماً عن طلب النظام نفسه للتدخل الخارجي.
المفاجأة كانت في ورقة ثائر ديب، فقد أتت على غير المتوقع من تاريخ مواقفه وآرائه ومقالاته تجاه صادق العظم. كانت ورقته «النقد الثقافوي للسياسة والمجتمع: النقد الذاتي بعد الهزيمة نموذجاً» غاية في الذكاء والتوازن. تناول ما أسماه «خصلةً سائدة في الفكر والثقافة السوريين عموماً، لا سيما النوع الناقد والمعارض منهما، تتمثّل في إقامتهما النقد والمعارضة على أساس ثقافويّ يردّ الظواهر إلى تقاليد وصفات ثقافية معينة ويركزها إليها». ويتخذ من كتاب «النقد الذاتي بعد الهزيمة»، وهو كتاب يعود إلى النصف الثاني من ستينيات القرن العشرين، نموذجاً لهذه الخصلة أو الظاهرة: «أنّ هذه الخاصية في حال من الاستمرار والدوام في آخر نتاجات العظم، لم يقو عليها ما تمتّع به الراحل من حسّ نقدي رفيع ومن إعلاء لشأن النقد الطليق في إنتاج المعرفة». بدا نقد ديب لـ»النقد الثقافوي» قريب على نحو مباغت من أفكار ياسين الحاج صالح وبعيد إلى حد التناقض مع أفكار أدونيس مثلاً. كانت هذه الورقة «مفاجأة ثقافية» إذا جاز التعبير.
على كل حال، مع هذا المؤتمر، وقبله كان تكريم سعدالله ونوس وقسطنطين زريق، إضافة إلى مؤتمرات أدبية وفلسفية والكثير من البرامج الثقافية التي تقوم بها الجامعة الأمريكية، وخصوصاً كليات وأقسام العلوم الإنسانية فيها، بما يتجاوز تأثيرها أسوارها الأكاديمية، تبدو هذه الجامعة اليوم وقد عاد إليها صادق جلال العظم، عادت لتلعب دورها التاريخي في بيروت والمنطقة.

 

اعتذار متأخر من رئيس الجامعة الأمريكية عن «التخلي عنه»: عودة صادق جلال العظم إلى بيروت… وباحثون ناقشوا مشروعه الفكري

تصدّع الأحزاب الفرنسية… تصدّع الجمهورية الخامسة

Posted: 23 Apr 2017 02:27 PM PDT

ما كان متوقعاً، بالقياس على المسار الدستوري والسياسي الذي سبقها، أن تستمرّ «الجمهورية الخامسة» في فرنسا كلّ هذه العقود. في أوساط المعارضتين اليسارية واليمينية لشارل ديغول في الستينيات كانت تبدو هذه الجمهورية مرتبطة بشخص الجنرال شارل ديغول، وتنقضي ما أن يترك الحكم، ذلك أنّ مقام رئاسة الجمهورية فيها، بدا بالنسبة للمشككين بإستمرارها، غير جمهوريّ كفاية، وشبيه بالملك الحكم بين المؤسسات الدستورية في المرحلة الأورليانية (1830-1848)، ومنهم من ذهب حدّ اعتبار هذه الرئاسة المنتخبة بالاقتراع العام منذ عام 1962، ولسبعة أعوام مع امكانية تبوؤ الشخص الواحد للسدّة لولايتين متعاقبتين، استعادة للنموذج البونابرتي، «المفوّض» من الشعب، أي نموذج لوي بونابرت الذي فاز بالإنتخابات عام 1848، ليلغي الجمهورية وهو على رأسها عام 1851، فيتلقّب بنابليون الثالث، ويعلن الإمبراطورية الثانية.
لكن الجمهورية الخامسة الفرنسية عمّرت بالنتيجة، وبعد فترة المطاعن والإنتظارات السريعة بقرب انهيارها، أو بربط انتهائها برحيل ديغول، دخل الفرنسيون في «نوبة ثانية»، تركّز على عناصر قوة والإستدامة في هذه الجمهورية، بخلاف انهيار النظام البرلماني الخالص قبلها، مرة يوم هزمت الجمهورية الثالثة أمام ألمانيا، وأعلن الماريشال فيليب بيتان الغاء الجمهورية واقامة «الدولة الفرنسية» على أساس سلطوي محافظ، ومرة حين انهارت جمهورية ما بعد التحرير، «الرابعة»، جراء تخبّط مؤسساتها، وتعثّرها في معالجة قضايا انهيار الإمبراطورية الإستعمارية الفرنسية، خاصة في الجزائر.
والجمهورية الخامسة إذا عمّرت، فبفضل ما لم يكن متوقعاً في الستينيات. في الستينيات اعتبر ديغول ان ثنائية «يمين ويسار» صارت وراءنا، وصنّف نفسه وخطّه بأنّه جامع بين اليمين واليسار، بل رفض النواب الديغوليون أن يخصص لهم ركن اليمين في الجمعية الوطنية، وآثروا أن يجلسوا في مختلف الأمكنة. الديغولية أخذت على محمل الجد كونها وسطية، وكونها بوسطيتها هذه تتجاوز تاريخاً من الإنقسام الفرنسي، بين رجعيين وتقدميين، وجمهوريين وملكيين، ويساريين ويمينيين، ومؤيدين للعمل الإستعماري ومندّدين، ومؤيدين للنظام البرلماني أو للنظام الرئاسي، للرأسمالية أو للإشتراكية. حسب الديغوليون مطولاً أنّه بامكانهم ايجاد كلمة سواء لتسوية كل واحدة من هذه الإنقسامات، بشكل تجميعي، تأليفي، ينسجم مع اعطاء هالة لمؤسسة الرئاسة، في نظام دستوري يختلف الفقهاء في أمر تنسيبه، بين من يعتبره رئاسياً أولاً، كون الرئيس منتخبا من الشعب، وقادرا على حل الجمعية الوطنية، وترتبط به الحقيبتان الدفاعية والخارجية في الحكومة، بشكل مستقل إلى حد كبير عن الأوزان البرلمانية، أو من يعتبره نظاماً برلمانياً في نهاية التحليل، كون البرلمان بمقدوره أن يطرح الثقة بالحكومة ويقيلها، في حين ليس بامكان الرئيس أن يقيل وزيره الأول والحكومة.
في فترة ديغول، كانت المعارضة الإشتراكية، كما اليمينيون المعارضون للرئيس، «متواطئين» أغلب الأحيان، بحيث يصعب الحديث عن ثنائية يمين ويسار. هذه الثنائية فرضت نفسها على الحياة السياسية بعد ذلك، حين لم يعد ممكناً للديغوليين أن يحافظوا على وسطيتهم، وصاروا التيار الأكبر في اليمين، وصاروا شيعاً مختلفة، منها ما هو أقرب لالتزامات الدولة الاجتماعية، ومنها ما هو أقرب لليبرالية الاقتصادية.
وحين تمكّن اليسار من ايصال فرنسوا ميتران إلى الإليزيه عام 1981، وكانت هذه هي اللحظة الأكثر انتصارية في تاريخ اليسار الفرنسي بعد لحظة انتصار «الجبهة الشعبية» وترؤس ليون بلوم للحكومة عام 1936. قبل العام 1981، لم تكن ثنائية يمين ويسار قابضة على مجمل الحياة السياسية الفرنسية. بعد هذا العام، ستعرف هذه الثنائية مسارات عدّة، منها عدم تمكن الحكومة الاشتراكية من الالتزام بوعود التغيير الجذري لنمط عيش الفرنسيين مطلع الثمانينيات، ثم تجربة المساكنات بين حكومة يمينية ورئيس يساري (ثم العكس). لكن بالمجمل، ما بين العام 1981 و2002، يمكن القول ان «ثنائية يسار ويمين» حكمت المشهد الفرنسي أكثر مما قبل هذه الفترة أو بعدها. تصدّع هذا الأمر عام 2002، باخراج رئيس الوزراء الأسبق ليونيل جوسبان من السباق، وحصر الدورة الثانية بين اليمين وأقصى اليمين.
عودة اليسار إلى الرئاسة، مع فرنسوا أولاند، عام 2012، لم يكن فيها ما يذكر بالأجواء الاحتفالية التي تلت فوز ميتران عام 1981. عام 1981، كان ثمّة طبقة عاملة سعيدة بالنتائج، تأمل خيراً في الوعود المقدّمة. أما عام 2012، فقد الوصل هذا اليسار من دون «جميلة» الطبقة العاملة، التي أخذت منذ منتصف التسعينيات، تعطي أكثر من ثلث أصواتها لليمين القومي، أي تعطي «الجبهة الوطنية» بقيادة آل لوبان، ما كان يعطي لـ»الحزب الشيوعي» في القرن الماضي.
مع الانتخابات الرئاسية الحالية، تصل ثنائية يمين ويسار على الطريقة الفرنسية إلى نوع آخر من المساءلة حول راهنيتها ودلالتها. اولا لأن اليمين واليسار «المؤسساتيين» اعتمدا «الوصفة الأمريكية» في اجراء انتخابات تمهيدية لاختيار مرشحيهما، فكانت النتيجة ضمن اليسار، عدم احترام الخاسر في التمهيديات (مانويل فالس) للنتائج (فوز بونوا أمون)، وعدم احتكام ايمانويل ماكرون وجان لوك ميلانشون أساساً لصنادق التمهيديات، بحيث أننا أمام مرشح كسب التمهيديات، لكنه اليوم مصنف خامس من حيث حظوظه الانتخابية، قبل ظهور النتائج. كل هذا، والانتخابات التشريعية على الأبواب، مباشرة بعد الرئاسية، فهذه كانت فحوى تعديل 2000 الدستوري الذي خفض ولاية الرئيس إلى خمس سنوات، لمرتين اذا استطاع، مع ربطها بانتخابات تشريعية تعقبها. المفارقة اليوم، ان المرشحين الأبرز في اليسار، ماكرون ثم ميلانشون، لا يملكون ماكينات حزبية يمكن التعويل عليها في الانتخابات التشريعية بعد شهر، في حين الظاهرتين من شأنهما دفع تركيبة الحزب الإشتراكي إلى منتهى التصدّع، بنتيجة تهميش نتائج تمهيدياته والمرشح الفائز في هذه التمهيديات. في مكان ما، نجح اليسار في الافلات من تحويل هذه الانتخابات إلى استفتاء محاسبة لفترة أولاند (أقله من حيث عناوين الحملات والسجالات، ولم تقفل الصناديق بعد حين كتابة هذه السطور). لكنه نجاح له جانبه العكسي أيضاً: انتفاخة ظاهرة ماكرون تأتي على ما بقي من حزب اشتراكي، وانتفاخة ظاهرة ميلانشون تسحب مبرر الاستمرار بالنسبة إلى الحزب الشيوعي الذي بات من جملة من يتشكل النسيج الداعم لميلانشون منهم.
فإذا وضعنا بعين الحسبان، أنّ الحزب اليميني الجامع، الذي يبدّل اسمه كل سنتين، والذي عمّده نيكولا ساركوزي باسم «الجمهوريون»، لم يفلح هو الآخر في تجديد التجربة الحزبية لليمين والوسط، فإنّ جانباً مما هو حاصل اليوم هو تخلّع تجربة الأحزاب الفرنسية. أرادت هذه الأحزاب أن تكون انتخابية، تضبط ساعتها على ايقاع انتخابات عديدة، تشريعية، رئاسية، بلدية، مناطقية، اوروبية، واستفتاءات، فكانت النتيجة، ان هذا الايقاع فرط عقدها كأحزاب، وليست هذه حال الأحزاب الإنتخابية في الولايات المتحدة، فالحزب الجمهوري نجح بالنتيجة في «تحمل» ثم «تبني» ظاهرة دونالد ترامب، وليست هي حال الأحزاب البريطانية، التي يستوعبها النظام البرلماني إلى حد كبير، ولا ظاهرة الأحزاب الألمانية، التي تتشكل كل واحدة منها على قاعدة جهاز مؤسساتي واسع.
المفارقة، أنّه وفي وقت يشار اليه إلى مارين لوبان على انها ظاهرة «شعبوية»، فإنّه يجري اغفال «شعبوية الآخرين». بمعنى أن المرشحين الآخرين يشكلون ظواهر لم تعد مرتبطة بقنوات حزبية، بل إمّا وضعت هذه القنوات في جيبها، وإما قفزت فوقها. على الأقل، لوبان توازن بين «حزبيتها» و»شعبويتها».
ما كان الجمهورية الخامسة تربط نفسها أيام ديغول بنظام الأحزاب، بقدر ما كانت تربط نفسها بموقع الرئيس الحكم بين المؤسسات، على رأس السلطة التنفيذية، والمتمتع بالتفويض الشعبي.
وما كان للجمهورية الخامسة أن تستمر بعد ديغول الا باستيعابها لنوع من نظام أحزاب، شكلت ثنائية يمين ويسار لولبه لعقود من الزمن.
اليوم، يتصدّع نظام الأحزاب الفرنسية هذا. من دون أن يكون واضحاً كيف للجمهورية الخامسة أن تعوضه ببدائل أخرى؟ ومن دون أن يكون واضحاً كذلك الأمر، كيف يمكن لدعوات تجاوز النظام الحالي (الى رئاسي في حالة لوبان، والى برلماني في حالتي أمون وميلانشون، بتضمينات مختلفة) أن تكون مؤثرة على المسار، والأهم من دون أن يكون واضحاً كيف يمكن للانتخابات الرئاسية الحالية أن تتكامل مع التشريعية التي تعقبها، فلا يكون الناخبون عملياً قد انتخبوا رئيساً، ثم أعاقوا عمله مباشرة بعد أسابيع قليلة.

٭ كاتب لبناني

تصدّع الأحزاب الفرنسية… تصدّع الجمهورية الخامسة

وسام سعادة

أدب المنقبات

Posted: 23 Apr 2017 02:27 PM PDT

منذ مطلع التسعينيات برز مصطلح جديد في المشهد الأدبي العربي هو «الأدب الإسلامي» نسب أو نسبت إليه أعمال قيل إنها «أدبية» كتبها متدينون معتدلون أو متشددون، أو ما شابه، كطرح بديل لما يكتبه كتاب «الطغمة الحاكمة»، أو «كتاب الفسق والفجور» أو «المقلدون للغرب» كما وصفوا من قبل المنجرفين دينيا في تلك التيارات السياسية المخبأة تحت عباءة الدين.
عشرات النصوص إن لم تكن مئات، صنّفها أصحابها «أدبا إسلاميا» منها القصة والرواية والقصيدة وحتى المسرحية، نشرت واكتسحت الأسواق تماما، مثل الكتب الدينية التي اكتسحت المكتبات والأرصفة خلال موجة التدين وبروز الأحزاب الإسلامية. ملأت هذه القصص الأسواق ونضبت وأعيد نشرها مرات ومرات، ونضبت ولم يبق من صداها شيء، لا أسماء أصحابها ولا عناوينها ولا محتوياتها.
وحتى أكون منصفة فقد تميز نجيب الكيلاني عن غيره ـ على الأقل قرأناه ونحن أطفال – ولا أذكر اسما آخر جذبنا بهذا النوع من الأدب سواه، ربما تكرر اسم عبد الرحمن رأفت الباشا كناقد دعا نحو مذهب إسلامي في النقد والأدب على مسامعي وفي مقالات قرأتها، لكنني مضيت في خط معاكس لهذا الخط. إذ لم أجدني في تلك النصوص الباهتة التي قام أصحابها بديباجتها بالاستعارات والتشبيهات والمقابلات والمواعظ والإرشادات الدينية وملئها بالخرافات والأفكار المغلوطة لجعل القارئ يرتعب من عذاب القبور ويقضي حياته في ترديد أدعية الصباح والمساء وأدعية دخول الحمام والخروج منه وتعاويذ قطع الشارع ودق الأبواب وطلب الأرزاق وما إلى ذلك. كل شيء كان مبالغا فيه، مع أفق لغوي محدود،، كأن تلك النصوص كائنات غير منسجمة بأثوابها الموغلة في القدم.
كان الأمر شبيها بمن دخل سباقا متأخرا ويريد أن يفوز بالمرتبة الأولى، بدون أن تكون له دراية بحلبة السباق وقواعده. فانتهى باللهاث والاستسلام كما انتهت معه «حفلة الأدب الإسلامي» تلك كما ينتهي كرنفال فاشل اقتحمته ولم يتم التحضير له جيدا.
وانطفأ هذا النوع من المحاولات لكتابة أدب يناسب طموحات المتأسلمين سياسيا بفشل ذريع وقّعه «ذكور» تلك المؤسسة السياسية، إلى أن عاد بواجهة جديدة أكثر لفتا للنظر، بتوقيع «إناث» المؤسسة نفسها، التي منحت رخصة لهن للكتابة شرط التزامهن بقواعد الأدب الإسلامي ولباسهن الشرعي، ويقال في ما يقال إن عددهن تخطى العشر كاتبات، أمّا أدبهن فيبدو أنه مُقيَّم سلفا من خلال لباسهن، ثم من خلال إيديولوجيتهن، أو أنه مُرَوَّجٌ له بالنقاب للفت الأنظار إليه. وفي مقال لفايز سامح نشر مؤخرا في جريدة «الحياة» نقرأ عن كاتبة تدعى دعاء عبد الرحمن، نفدت طبعات روايتها «وقالت لي» الخمس والعشرين في سنة واحدة، وهذا رقم لم تبلغه حتى الروائية أحلام مستغانمي على مدى سنوات بروايتها «ذاكرة الجسد» الشهيرة.
دعم أدب المنقبات ولو من باب تغطية الضعف الثقافي في المؤسسات الإسلامية، لن يخرج عن دائرة الدعم الحزبي لنتاج لم يعرف ماذا يأخذ من الأدب وماذا يترك، وهل يمكنه منافسة كتاب الرواية المتمرسين، خاصة أن الرواية العربية مقارنة مع النتاج الروائي العالمي لا تزال محتشمة، ومبيعاتها أقل من المقبول بين جمهور القراء العرب.
هل يمكن «للنّقاب» كلباس نسائي يحيل لمعتقد أيديولوجي أكثر منه دينيا، أن يجذب جمهورا من القراء قامت مؤسساته الدينية والأيديولوجية على تربيته سابقا على نبذ الأدب ورفض الشعر، والاكتفاء بالقصص القرآني والسيرة النبوية «ذخيرة وسقفا» لكل ما يجب أن يُحكى شفهيا وكتابيا؟ أما المحاولات التي أدرجت منذ حقبة سيد قطب إلى اليوم فلم تخرج عن النّمط القصصي ذي المادة الميتة التي تمنع المخيلة تماما من اللهو ببعض بنودها. وتعود إلى ذاكرتي اليوم نقاشات حادة وسجالات مشتعلة حول مفهوم الأدب الإسلامي عشتها أيام الجامعة في القاهرة، وعشت معها فورة اتهام الكتاب والشعراء بالإلحاد والتطاول على الذات الإلهية وأشياء من هذا القبيل، كانت بمثابة القيود التي أعاقت البعض على الانطلاق، فيما أعتبرها البعض الآخر قضبان سجن جديد، سيّجت المبدعين جملة وتفصيلا، وقلّصت فرص تطور حركة الأدب وازدهاره وتألقه.
وقد طرح السؤال يومها: «هل يمكن للأدب أن يعيش وينتعش في بيئة مغلقة؟ هل يمكنه أن يولد في بيئة خالية من نفحات الحرية وآفاقها الشاسعة؟» الجواب جاء مكتوبا على شكل نصوص لم تستطع أن تواجه نصوص نجيب محفوظ، ويوسف إدريس، وبهاء طاهر، وإدوارد الخراط وغيرهم من كتاب مصر، ومع أن أيديولوجيا سيد قطب وأفكار حسن البنا انتشرت في العالم الإسلامي كله، وبلغت معاقل المهاجرين المسلمين في كل أصقاع العالم، إلاّ أنها بقيت على هامش الفضاء الثقافي، متخذة ثقافة موازية لم تصمد أمام موجة العولمة وتقارب العالم فكريا وتشابك مصالحه وتداخل إثنياته وعقائده.
وربما هذه الحقبة شبيهة بتلك الفترة التي خرج فيها المسلمون الأوائل في حروبهم «الفاتحة» وما لبثوا أن اصطدموا بثقافات أكثر عراقة، وصلابة وعلوم شتى ذهبت أبعد مما ذهبت إليه مفاهيمهم الدينية الجديدة، ما شكّل لهم العائق الأكبر لتجاوزها، فحدث ما لم يكن في الحسبان، إعلان حرب إقصاء للآخر سواء توفر البديل أم لا. وأعتقد أن هذا بالضبط ما يحدث اليوم، على خريطة امتدت مثل المد العثماني ذات يوم، ثم تقاسمتها أفواه الثعالب الجائعة. فماذا بإمكان أدب المنقبات أن يفعل لإنقاذ الجناح الثقافي لأيديولوجية تهشمت بأسلحتها؟
وهل يجوز نقديا أن نتعاطى مع نص ينسب لمنقبة؟ إن كنا فعلا نحترم الأدب أو أي نتاج لغوي مبني على تشابك الوعي والموهبة والنوايا الصادقة، فإن هذا لا يجوز بتاتا. حتى وإن كانت الظاهرة جديدة في بعض المجتمعات، فإنها عادية في المجتمعات الخليجية على سبيل المثال، وبعيدة كل البعد عن أي تمييع سياسي أو ديني لفكرة الكتابة حسب مقاييس معينة.
فقد كانت العباءة السوداء مع غطاء الرأس لباسا تقليديا، لم يتعارض مع أي نوع من أنواع الإبداع. لهذا يبدو الأمر غريبا جدا حين يعمد البعض إلى تسليط الضوء على بقعة لا أهمية لها وسط مشهدية مركبة لظاهرة بلغت منتهاها.
لقد صنف الأدب حسب السلم الزمني والجغرافي واللغوي، وقُسّم حسب مدارس نشأت لظروف معينة، وكان ذلك مقبولا عند النقاد حسب مدارسهم أيضا، لكنه أبدا لم يصنف حسب لباس الكاتب، وإن صُنِّف اليوم فإننا فعلا بلغنا قاع عصر الانحطاط وقعر الهزائم، وإن مضت كاتبات هذا الصنف بالذات في مهمتهن لإنتاج أدب بديل فإن الأمر أخطر، لأنهن في الحقيقة يلوحـــن بلباسهن قبل امتلاك ملكة الأدب، وإن حققن نجاحهن وسط جمهور «النقاب» فإن الأمر سيبقى عالقا بلباسهن وبكل القشور التي بنيت عليها فكرة الأدب الإسلامي المؤدلج. أقول ذلك لأنني لمست في كل ما كــتب حول الموضوع أن «المنقبة» حين كتبت رواية نظر إليها ذلك الجمهور نظرة تعظيم وتضخيم للذات. نعم هم أنفسهم لم يصدقوا أن يخرج من بين جيش المنقبات عشر كاتبات رواية.

٭ شاعرة وإعلامية من البحرين

أدب المنقبات

بروين حبيب

في حكومة يوسف الشاهد: أدبنا المرح

Posted: 23 Apr 2017 02:26 PM PDT

بدءًا أقول إنّه لا علاقة لهذا العنوان برئيس الحكومة التونسيّة السيّد يوسف الشاهد. وقد جاء في مقاييس ابن فارس أنّ الحاء والميم والكاف أصل واحد، هو المنع، ومنه «الحكومة» و«الأحكومة» وهي كلمة اضمحلّت شأنها شأن كلمات كثيرة هي أشبه بشواهد القبور، تثوي في مقبرة لسان العرب.
ومنه أيضا حكم الدابّة بالحَكَمَة، أي منعها من الجهل، والجهل هو السير على الهوى. وإنّما هو عنوان تخيّرته قاصدا متقصّدا لحاجة في نفس يعقوب، وأنا أداخل قصّة يوسف المعروفة في الكتب المقدّسة؛ من أبواب متفرّقة، أو هكذا أحاول؛ على أنّ حاجتي هنا ليست شفقة ولا هي من باب الخوف من العين والحسد، كما جاء في مدوّنة التفسير. وأساس هذه المداخلة أمران: أوّلهما أنّ هذه القصّة تنضوي إلى ما يمكن أن نسمّيه «الأدب المرح» في مدوّنة الأدب العربي القديم؛ وهو أشبه بطقس من طقوس الكتابة الاحتفائيّة بالحبّ والحياة الحرّة فلا قيد عليها ولا حدّ، أو الكتابة المكشوفة وما تعقده من أواصر بين ما هو احتفائيّ وما هو لعبيّ؛ في عمليّة هي أقرب ما يكون إلى مناظرات لعبيّة تستكمل ما أُثِر عن أكثر أسلافنا عامّة من أنّهم كانوا ينظرون إلى المرأة من حيث هي «لعبة» الرّجل. على أنّ الرجل، في السياق الذي نحن فيه هو «لعبة» المرأة.
وثاني الأمرين أنّ صورة يوسف، وليس سورته، تقلّبت في هذا الأدب على نحو مثير؛ فقد أنزلته بعض كتب التفسير سهلَ الأباطح، بعد أن رفعه القرآن إلى أعلى عليّين؛ كما هو الشأن أيضا في نماذج غير قليلة من الشعر العربي في العصر العبّاسي. والحقّ أنّ قناع يوسف أو رمزه شاع أكثر في العصور الإسلاميّة، وإن لم يخلُ الشعر الجاهلي منه تماما، فقد تمثّل به بشر بن أبي خازم والسموأل، ثمّ الأمويّان الفرزدق والأخطل، فالعبّاسيّون أمثال العبّاس بن الأحنف وأبو تمّام والبحتري والمتنبّي. ولكنّ أبا تمّام نقض القاعدة، ونقل يوسف من «شاهد عفّة» إلى «شاهد حُسْن»، كما في قوله:
إِذا غاظَ وَصفُ الناسِ بِالحُسْنِ أَهلَهُ / فَلِمْ لَمْ يُخَرِّق ثَوبَهُ يوسُفُ الحُسنِ
قَرينُ الصِبا في وَجنَتَيهِ مَلاحَةٌ / ذَكَرتُ بِها أَيّامَ يوسُفَ في الحُسنِ
ما استُجمِعَت فِرَقُ الحُسْنِ الَّتي اِفتَرَقَت / عَن يوسُفِ الحُسْنِ حَتّى اِستُجمِعَت فيهِ
وجاء في تفسيرالطبري:
«وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ.»
أنّ راعيل[زليخة] أخذت تذكر ليوسف محاسنه وتشوّقه إلى نفسها.
قالت له: يا يوسف ما أحسن شعرك
قال: هو أول ما ينتثر من جسدي
قالت: يا يوسف ما أحسن وجهك
قال: هو للتراب يأكله.
فلم تزل به حتى أثارته، وفي رواية الطبري»أطمعته» ونزعت نفسه إليها شهوة لها. فهمّت به وهمّ بها فدخلا البيت وغلّقت الأبواب وذهب ليحلّ سراويله؛ فإذا هو بصورة يعقوب قائما في البيت قد عضّ على أصبعه يقول: يا يوسف تواقعها؟
فإنما مثلك ما لم تواقعها مثل الطير في جوّ السماء لا يُطاق. ومثلك إذا واقعتها مثله إذا مات ووقع على الأرض؛ لا يستطيع أن يدْفع عن نفسه. ومثلك ما لم تواقعها مثل الثور الصعب الذي لا يُعمل عليه. ومثلك إن واقعتها مثل الثور حين يموت فيدخل النمل في أصل قرنيه لا يستطيع أن يدْفع عن نفسه. فربط يوسف سراويله واندفع ليخرج فأدركته راعيل فأخذت بمؤخّر قميصه من خلفه، فخرقته حتى أخرجته منه وسقط وطرحه يوسف وجرى نحو الباب.
وقد انزوى أسلافنا في التفاصيل والشوارد؛ وكأنّهم من الكتاب المتلصّصين؛ فقال ابن عبّاس إنّ يوسف جلس من راعيل مجلس الخاتن.
وأخرج آخرون أنّها تزيّنت له ثم استلقت على فراشها، وهمّ بها، وقعد بين شُعبها[اليدان والرجلان]؛ فنودي من السماء: يا ابن يعقوب لا تكن كطائر نُتف ريشه فبقي لا ريش له. فلمْ يتعظ على النداء شيئاً حتى رأى برهان ربّه إذ تمثّل له جبريل في صورة يعقوب عاضّا على أصبعه، ففزع فخرجت شهوته من أنامله. والعبارة لهم.
حتى ليتهيّأ للقارئ؛ كما لو أنّ الطبري كان يراقب المشهد من كوّة في بيت عزيز مصر. وجاء في «مصارع العشّاق» أنّ يوسف «مالَ جناح بعوضة»، وكاد يباشر»زليخة» أو «راعيل»، لولا أن سمع الآية «إنّ اللهَ كان عليهم رقيبًا»، ولكنّه لم يَرْعَوِ، فإذا الصوت يقرع أذنه ثانية:» ولا تقربوا الفواحشَ ما ظهرَ منهَا وما بطَنَ»؛ ثمّ إذا جبريل يهبط، ويضرب صدره ضربة؛ أخرجت الشهوة منه. على أنّ هذه القِصص، خلصت إلى زواج يوسف وامرأة العزيزة، حتى لا تضع «فحولة» يوسف ـ على ما يبدو ـ موضع شك، فالأمر يتعلّق بـ« شاهد العصمة» وليس بـ«شاهد العنّة» [العجز الجنسي]. غير أنّ هناك فروقا ينبغي عدم إغفالها، فالمرأة في القصّة القرآنيّة هي «الراغبة الطالبة»، والرجل هو «المرغوب فيه»؛ وليس الأمر كذلك في الأدب العذري أو البدوي مثلا، حيث المرأة هي الكائن «المرغوب فيه».
على أنّ ما يعنيني في السياق الذي أنا فيه، أنّ هذا النصّ السردي الذي تمثّلت به، المحكم بنية وحوارا؛ صدى أو تنويع «مرح» على النصّ القرآني، حيث الصوت السردي ليس بالذي نسمعه دائما، بل ربّما نحن نستمع إليه مخالسة؛ وكأنّنا نسترق السمع، فهو متكتّم صامت وكأنّه يطوي سرّا، أو كأنّ شأنه شأن الحرف الذي لا يلفظ، أو هو صوت أخرس ومهما يكن من أمره فهو لا يتلاشى تماما، بل هو صوت يرتدّ على هيئة صدى؛ أشبه ما يكون بحرف اللين أو المدّ الذي يـُمدّ به الصوت. والصدى لا يُرجع سوى هذه الأصوات. وهذا يستدعي من جملة ما يستدعي إعادة تصنيف أدبنا أو تجنيسه في ضوئه، وفي ضوء ما استجدّ من المباحث ومناهج التحليل.
يذكر الطبري بإسناد، أنّ سورة يوسف نزلت على الرسول لمسألة أصحابه إيّاه أن يقصّ عليهم، وينقل عن ابن عباس، قال: قالوا: يا رسول الله، لو قصصتَ علينا؟ قال: فنزلت: نحنُ نقصُّ عليكَ أحسن القـَصَصِ». ونقل أيضا: قالوا يا رسول الله حدثنا ! فأنزل الله: «اللهُ نزّل أحسنَ الحديث» (الزمر: 23 ) ثمّ قالوا: يا رسول الله حدثنا فوق الحديث ودون القرآن! يعنون القصص، فأنزل الله: «نحن نقص عليك أحسن القصص»، فأرادوا الحديث فدلّهم على أحسن الحديث، وأرادوا القصص فدلّهم على أحسن القصص».
ومن حقّنا أن نستخلص من هذه الرواية أنّ النصّ القرآني نصّ جامع يتوزّع على ثلاثة «أجناس» أو «أنواع» تتراتب تفاضليّا: القرآن فالقصص فالحديث. وتنهض لذلك قرينتان في قول الطبري هما: «فوق» وهي ظرف مكان وظرف زمان يدلّ على الزيادة والفضل «هذا فوق ذاك أي أفضل منه» و»دون» وهي نقيض فوق.
إنّ حضور السارد يمكن أن يُكتنهَ من أكثر من زاوية في الملفوظ. من ذلك أنّ الواقعة أو الحادثة ترد في صيغة الماضي. وهي من ثمّة سابقة على فعل القول الذي ينتجها، ويتميّز عنها بذلك، في الآن ذاته؛ إذ يفترض ـ استئناسا بأسباب نزول السورة ـ أنّ كلام السارد المتلفظ لاحق على كلام الشخصيّات المتحاورة. وهذا ممّا يعزّز من وجاهة رأينا في إعادة تصنيف أدبنا القديم، وإعادة ترتيب علاقتنا بالنصّ القرآني؛ دونما تهيّب، إلاّ من العلم. ولو كان في هذا المقال فسحة، لقارنّا بين «القصّة» القرآنيّة، و»القصّة» كما ساقها الطبري، وبيّنّا، أنّ بعض طرائق التلفظ مثل السجع [ الفاصلة القرآنيّة] والاستفهام والتعجّب والنعوت التي يتعذّر إلحاقها بشخصيّة من الشخصيّات، ليست إلاّ إحالات مضمرة على ذاتيّة السارد.
وكذلك الشأن في سمات النصّ الأدائيّة مثل «نغميّته الوجدانيّة» الراجعة إلى المعرفة الحدسيّة في رؤيا يوسف؛ وقد انتظمت في سلسلة من استعارات شعريّة تنتظمها حِجاجيّة سرديّة قد تفيدنا عن قول يوسف ورؤياه أو نبوءته، وربّما عن بنيات دلاليّة في عربيّة القرن السادس والسابع للميلاد. والغاية من ذلك إنّما هي احتواء المخاطـَب احتواء تامّا، فقد لا تكون الرؤيا سوى أداة من أدوات السيطرة عليه، عبر استطلاع الغيب أو التنبؤ بالمستقبل.
فهذه وغيرها أمارات على ذاتيّة السارد، وعلى أنّنا إزاء متلفظ واحد، حتى إن أوهمنا ظاهر النصّ بغير ذلك؛ إذ لا يوسف كان يتكلّم العربيّة ولا يعقوب، ولا كلّ هؤلاء الذين يظهرون على مسرح القصّة، وإنّما هذا من عمل «الذات المتلفّظة» العالمة بلطائف العربيّة، أو القاصّ المتحكّم في «الخطاب المنقول» باصطلاحات اليوم، و»الإخبار عن القول» و»حكاية القول» باصطلاحات القدماء.

٭ كاتب تونسي

في حكومة يوسف الشاهد: أدبنا المرح

منصف الوهايبي

دفاع عن الشيخ الطيب لرفضه تكفير الدواعش… مطالبة السيسي بتقليد عبد الناصر والذهاب للصلاة في جامع الأزهر مع شيخه

Posted: 23 Apr 2017 02:26 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي» : لا يزال الوضع على حاله في مصر حيث لا اهتمام من جانب الأغلبية الساحقة بالقضايا السياسية ولا الخلافات والمعارك العنيفة التي تمتلئ بها صفحات كل الصحف ويتخيل من هم خارج مصر أنها الشغل الشاغل للمصريين بينما هم في واد آخر تماماً فالمعارك والخصومات حول الأزهر وشيخه دفاعاً عنه وهجوماً ضده لا تشغل بالهم ولا تثير اهتمامهم رغم أنهم شعب متدين باستثناء أشقائنا المسيحيين الذين يحرصون على متابعة ما ينشر عن الزيارة المقبلة لبابا الفاتيكان لمصر يومي الثامن والتاسع والعشرين من الشهر الحالي ولقائه مع شيخ الأزهر والبابا تواضروس الثاني بابا الأقباط الأرثوذكس وهم الأغلبية الساحقة من المسيحيين المصريين كما يهتم بها أصحاب شركات السياحة والعاملون فيها خاصة مع تزايد حركة السياحة التي بلغت عشرة في المائة واجتماع وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار مع كبار مساعديه لبحث الحالة الأمنية في البلاد وسرعة القبض على الانتحاريين الهاربين.
رغم أن زميلتنا الرسامة الجميلة في مجلة روز اليوسف ياسمين اكتشفت زوجة إرهابية جارة لها قالت إنها نظرت من شباكها إلى غرفة نومها فرأتها في السرير مع زوجها وهي تقول له: هئ هئ… خليك على الموضة… اعملي إرهاب الأول!
وتركزت اهتمامات الأغلبية كالعادة دون أي تغيير في الصراخ من ارتفاع الأسعار وانتظار وعود الحكومة بتوفير كل السلع بأسعار مناسبة في شهر رمضان ورفع الأسر حالة الطوارئ بسبب قرب امتحانات نهاية السنة.. أما الحدث السياسي الذي اهتمت به الأغلبية فهو الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس الأحد للسعودية والزيارة التي سيقوم بها الملك سلمان للقاهرة ردا عليها كما تم الاتفاق بينهما في القمة العربية بالأردن أما زيارة وزير الدفاع الأمريكي فلم تلق أي اهتمام بسبب كراهية المصريين لأمريكا بسبب انحيازها المطلق لإسرائيل ضد أشقائهم الفلسطينيين ولم يهتم بها إلا النظام بسبب ضمان استمرار الإمداد بالأسلحة خاصة طائرات الأباتشي والإف 16. وإلى ما عندنا:

الأزهر:
الهجوم مصيدة للثراء

ونبدأ بالمعركة التي يبدو ان لا نهاية لها ومستمرة في الاشتعال بسبب الأزهر دفاعاً عنه وهجوماً ضده وقيام شيخه الدكتور أحمد الطيب بشن هجوم عنيف على منتقديه في حديثه الأسبوعي كل جمعة على القناة الفضائية المصرية بتوجيه الاتهامات إلى مهاجميه بقوله:
«ما يحدث الآن من تناول الأزهر يومياً يهدف إلى جذب المشاهدين وزيادة عددهم وإثراء مجموعة قليلة تفهم جيداً أن هذا الكلام ليس حقيقياً لكن هو مصيدة للثراء على حساب المشاهد البسيط الفقير وهذا إن جاز في الحضارة الغربية التي تحكمها الجوانب المادية البحتة لا يجوز في الشرق لان الحضارة الشرقية يحكمها الخلق والدين».

«الأهرام»:
إشادة برفض تكفير الدواعش

والصفحة الثالثة عشرة من أهرام السبت نشرت مقالاً للدكتور حازم الرفاعي أشاد فيه برفض شيخ الأزهر تكفير الدواعش وأشاد بما كان موجوداً من تسامح في عهد عبد الناصر قال:
«يحتد ويغضب الكثيرون من تباطؤ شيخ الأزهر في إعلان أن الدواعش كفار والحقيقة هي أن في تردده وبطئه حكمة فلعل مصلحة الوطن كله أن نتباعد جميعاً عن عصر الفتاوى فإطلاقها ضرر بل والأهم أنها يجب ألا تفرق كثيراً فالمجتمع المصري كان وسيظل مجتمعاً متعدداً وسيزداد تعدده وسيكون بداخل كل قطاعاته قناعات وإيمان وممارسات متباينة يجدر احترامها الأمر هو كيف يتم تنظيم حياة الجميع بالقانون – إن لم يكن الدستور؟ وهنا مربط الفرس؛ فالقانون في مصر لا يمكن تفعيل بعض مواده لأن به مواد دستورية تعلن أن الإسلام هو «المصدر الأساسي للتشريع» ولعلنا لم ننس كيف أنه في أعوام مضت كان هناك من يتحدى رجال القضاء ويعلن أن أحكامهم غير قانونية لأنها تتناقض مع المادة الثانية من الدستور والتى تنص على أن المصدر الأساسي للتشريع هو الإسلام هذا النص تم وضعه كجزء من صفقة في حكم السادات وكان ما سبقه في عصر عبد الناصر أكثر رحابة ولعلنا نعود إليه وهو أن «الإسلام أحد المصادر الأساسية للتشريع» هذا الفارق البسيط يعطي المجتمع الفرصة للحراك مع قوانين تبتزها قوى سياسية مسلحة بعينها كالإخوان المسلمين».

«البوابة»:
سخرية من بيان علماء الأزهر

ونتجه إلى الصفحة الثامنة من جريدة البوابة السبت وزميلنا أحمد الحصري الذي أورد نص بيان هيئة كبار العلماء في الأزهر ردًا على الحملات التي يتعرض لها وجاء فيه:
«وتُؤكِّدُ الهيئة أنَّ مناهجَ التعليمِ في الأزهرِ الشريفِ في القَدِيمِ والحديثِ هي – وحدَها– الكفيلةُ بتعليمِ الفكرِ الإسلامي الصحيح الذي يَنشُرُ السلامَ والاستقرارَ بينَ المسلمين أنفسهم وبين المسلمين وغيرهم تَشهَدُ على ذلك الملايين التي تخرَّجت في الأزهر من مصرَ والعالم وكانوا -ولا يزالون- دُعاةَ سلامٍ وأمنٍ وحُسن جوار ومن التدليس الفاضح وتزييف وعي الناس وخيانة الموروث تشويه مناهج الأزهر واتهامها بأنها تفرخ الإرهابيين والحقيقة التي يَتنكَّرُ لها أعداء الأزهر بل أعداء الإسلام هي أن مناهج الأزهر اليوم هي نفسها مناهج الأمس التي خرَّجت رواد النهضة المصرية ونهضة العالم الإسلامي بدءًا من حسن العطار ومرورًا بمحمد عبده والمراغى والشعراوي والغزالي ووصولًا إلى رجال الأزهر الشرفاء الأوفياء لدينهم وعلمهم وأزهرهم والقائمين على رسالته في هذا الزمان وليَعلَمْ هؤلاء أنَّ العَبَثَ بالأزهر عَبَثٌ بحاضر مصر وتاريخها وريادتها وخيانةً لضمير شعبها وضمير الأمة كلها إلى آخر البيان الذى طالعناه جميعًا».

سجود الشيخ
وشماتته بهزيمة 1967

وقال الحصري معلقاً بسخرية على البيان: «يتمسح البيان في الشيخ حسن العطار والمراغي والإمام محمد عبده الذي عزلوه وجردوه من شهادة العالمية الأزهرية أما الاقتداء بالشيخ الشعراوي والشيخ الغزالي أظن أننا لم ننس بعد كيف تحدث الأول بفخر عن سجوده لله شكراً على هزيمة مصر من إسرائيل في حرب يونيو/حزيران 1967 ولم ننس بعد فتاوى الثاني التي اغتالت الشهيد فرج على أيدي السباكين المتلقين للفتوى وكانت كارثة المناهج الأزهرية محل اهتمام شيخ الأزهر السابق محمد سيد طنطاوي فقام بإلغاء المناهج التاريخية واستبدل بها الكتاب الذي ألفه وسماه «المُيّسر» ليقوم الشيخ أحمد الطيب من بعده بإلغاء الكتاب بناء على طلب جبهة علماء الأزهر وعودة المناهج القديمة مرة أخرى.
وسجود الشيخ محمد متولي الشعراوي بعد هزيمة الجيوش المصرية والسورية والأردنية أمام إسرائيل في حرب يونيو سنة 1967 حقيقة أعلنها بنفسه فيما لا يقل عن عشرة أحاديث صحافية متفاخراً أنه عندما سمع أنباء الهزيمة أسرع وصلى لله ركعتي شكر وليس ذلك فحسب وإنما ارتكب ما هو أشنع عندما كان وزيرًا للأوقاف في وزارة المرحوم ممدوح سالم عام 1976 وكانت النيابة العامة قد أمرت بمنع توفيق عويضة رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية من السفر ووافق الشعراوي على القرار ولكن فوجئ الجميع بسفره بقرار من الرئيس السادات ولما أثار المرحوم الشيخ عاشور محمد نصر عضو مجلس الشعب عن حزب الوفد في الاسكندرية الموضوع وطلب رداً من الشعراوي فوجئ الجميع به يقول عن السادات بالنص: «والله لو كان الأمر بيدي لرفعت هذا الرجل إلى مرتبة ألا يسأل عما يفعل» واهتزت القاعة بالتصفيق الحاد تأييداً من أغلبية أعضاء الحزب الحاكم وقتها حزب مصر العربي الاشتراكي الوسط وهنا تصدى له الشيخ عاشور قائلاً: «لا… الذي لا يسأل عما يفعل هو الله وهو الذي قال عن نفسه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون وهم البشر بمن فيهم سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم» وقاطعه الأعضاء محتجين ورد الشعراوي «أنا أعلم بالإسلام منك» وانتهى الأمر بإسقاط عضوية الشيخ عاشور محمد نصر.
وفي الصفحة نفسها من البوابة علق زميلنا محمد حسني في بابه «تويتة» على بيان هيئة كبار علماء الأزهر قائلاً:
… هل الأزهر أصبح دولة مثل الفاتيكان؟

بيان علماء الأزهر الأخير حمل تصريحًا خطيرًا بقوله إن أعداء الأزهر هم أعداء الإسلام لذا أسألهم: هل إسلام المرء لا يكتمل إلا بطاعته لكل ما يدرس ويخرج من الأزهر؟ هل الأزهر أصبح دولة مثل الفاتيكان؟ هل لا يحق لمسلم أن يختلف ويرفض الأزهر؟ هل المسلم الموجود في الخارج ولا يعرف الأزهر إسلامه ناقص؟ ثم استعرض البيان فضل بعض علماء الأزهر الراحلين لكن نسى البيان أن يذكرنا بإمام الأزهر في السبعينيات الذي خصصت له الدولة سيارة مرسيدس سعة 200 أس ورفض مولانا وقتها السيارة وقال إن سيد مرعي رئيس مجلس الشعب قريته مجاورة لقرية مولانا وسيد مرعي خصصت له مرسيدس 250 أس وهذا يضعف موقف مولانا أمام أهل قريته والقرى المجاورة وقد وافقه السادات على طلبه بعد أن لزم الإمام منزله… يا علماء الأزهر لم يقل أحد إن كل الأزهر سيئ لكن ليس كل الأزهر «طيب».

«أخبار اليوم»:
لحوم العلماء مسمومة

وإلى «أخبار اليوم» السبت ومقال في صفحتها السادسة عشرة كتبه الدكتور عبد الفتاح العواري عميد كلية أصول الدين في جامعة الأزهر عنوانه «شيخ الأزهر المفترى عليه» مقلداً بذلك عنوان كتابي «عبد الناصر المفترى عليه» قال فيه مهاجماً من ينتقدون الأزهر وشيخه:
في الآونة الأخيرة دأبت فئة ممن ليس لديهم نصيب من خلق ولا حظ لهم من أدب بالتطاول على مقام شيخ الأزهر وأنه إمام المسلمين وشيخ الإسلام بلا منازع إن مهاترات هؤلاء السفهاء وصياحهم لا يزيدهم في نظر العقلاء إلا صغاراً واحتقاراً فكيف إذا كانت المهاترات تتعلق بقامة وقيمة اتفقت الدنيا كلها حكاماً ومحكومين على تقديره وإجلاله واحترامه بل أجمعت جميع الأوساط الدينية والعلمية بل والدوائر السياسية على ذلك إن أردت دليلاً على ذلك فإن إجماع علماء المسلمين في العالم على اختياره رئيساً لمجلس حكماء علماء المسلمين خير دليل أقول لهؤلاء اتقوا الله في مصر وخافوا ربكم في الوطن إن كنتم تملكون ذرة من الوطنية واحذروا عقاب الله وشدة انتقامه فإن لحوم العلماء مسمومة وأرض الله مصونة.

… هل الأزهر
مسؤول عن الفقر؟

وفي الصفحة الخامسة عشرة من العدد نفسه كان المقال الأسبوعي للدكتور الشوادفي منصور الأستاذ بجامعة المنوفية عنوانه «عبد الناصر ومنبر الأزهر» اقترح فيه على الرئيس السيسي أن يقلد عبد الناصر عندما ذهب للأزهر وخطب فيه أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 بعد تأميمه شركة قناة السويس وأن يكون شيخ الأزهر بصحبة السيسي وقال:
«فما كان لعبد الناصر من ملجأ الا الشعب المصري والعربي والاسلامي فلجأ للأزهر الشريف وبصحبة شيخه الكريم أدى صلاة الجمعة وصعد منبر الازهر ليخاطب الأمة ويشحذ همتها لمقاومة الاعتداء الغاشم على مصر ومنذ ذلك اليوم فرض زعامته على الجميع وتحولت الأمة العربية والإسلامية إلى بركان هادر على الأعداء في كل مكان من متطوعين للقتال بجانب المصريين.
وسؤالي لهؤلاء المرضى الذين يهاجمون الأزهر وشيخه هل الأزهر مسؤول عن الفقر والجهل المرض الذي يحيق بالمصريين خلال الأربعين عاماً الماضية أليست حكومات مصر هي ما أخرجت القمقم من السجون وفتحت له الأبواب للعمل السياسي والاجتماعي وسمحت له ببناء المساجد والمدارس والمعاهد والجمعيات المشبوهة ليصنع اسلاماً موازياً ونداً للأزهر بأفكاره الشيطانية حتى وصل إلى حكم مصر؟ رسالتي لسيادة الرئيس السيسي المحترم المؤمن وثقتي به لم تتزعزع أن يذهب إلى الجامع الأزهر ويؤدي صلاة الجمعة يده بيد فضيلة إمامه الطيب وستكون فاتحة خير بإذن الله ألا قد بلغت اللهم فاشهد.

«الشروق»: أوقفوا «شيطنة الأزهر»

وهكذا يظل عبد الناصر حتى الآن هو الحاضر الغائب في كل شيء في مصر بما فيه المعركة حول الأزهر التي قال عنها في اليوم نفسه زميلنا في «الشروق» خالد سيد أحمد في مقاله بالصفحة الخامسة:
تثير الحملة الإعلامية الحالية التي تستهدف مؤسسة الأزهر الشريف وشيخه الدكتور أحمد الطيب الكثير من التساؤلات حول الدوافع الحقيقية التي تقف وراءها خصوصاً انها تتجاوز يوماً بعد يوم «الخطوط الحمراء» عبر السعي لـ«شيطنة الأزهر» واتهامه بأنه «مفرخة الإرهابيين» والمحاولات المستمرة لاغتيال شخصية «الإمام الأكبر» بزعم أنه لم يقم بواجبه تجاه دعوة الرئيس السيسي له بـ«تجديد الخطاب الديني» هنا ينبغي التوقف والتأكيد على بعض الأمور قبل ان تتسع رقعة هذه الحرب الإعلامية المتبادلة أولها ان هذه الحملات التي تستهدف تشويه الأزهر لن تفيد غير جماعات الإرهاب والتطرف والتشدد التي ستسغل فرصة تعرض أكبر مؤسسة سنية في العالم الإسلامي للانتقادات والهجمات الإعلامية للتوسع والانتشار واكتساب أرضية أكثر على حسابها بين أوساط الشباب الحائر الذي يبحث عن يقين. أخيراً يجب على وسائل الإعلام المختلفة التوقف عن محاولة «ذبح الإمام الأكبر» لأن هذا الأمر له تداعيات كبيرة وخطيرة على الأمن القومي لمصر ولمن لا يعي هذا الأمر أو يتصور ابعاده عليه ان ينظر بتركيز إلى فقرة واحدة من بيان هيئة العلماء الأخير وهي تلك الفقرة التى جاء فيها نصاً: «ليعلم هؤلاء أن العبث بالأزهر عبث بحاضر مصر وتاريخها وريادتها وخيانة لضمير شعبها وضمير الأمة كلها» .

المصالحة مع الإخوان المسلمين

وإلى واحدة من القضايا الشائكة أثارها يوم السبت زميلنا فهمي هويدي في مقاله اليومي بالصفحة الاخيرة من الشروق فقال إن الرئيس السيسي عندما استقبل السيد عمار الحكيم رئيس البيت الشيعي في العراق بحث معه موضوع المصالحة هناك واتخذ هويدي ذلك مدخلاً لدعوة الرئيس لتحقيق المصالحات في مصر خاصة مع الإخوان المسلمين ومما قاله:
فهمي هويدي في «الشروق»:
المصالحة الوطنية ملف منسي

«لست أخفي أن حديث الرئيس السيسى عن المصالحة الوطنية في العراق هو ما أثار لدي السؤال عن مصيرها في مصر ذلك أنها أصبحت ملفاً منسياً من جانب عامة الناس أو مستهجناً من جانب بعض عناصر النخبة حدث ذلك في حين أن خارطة الطريق التي أعلنها الفريق «آنذاك» عبدالفتاح السيسي في الثالث من تموز/يوليو عام 2013 نصت على: «تشكيل لجنة عليا للمصالحة الوطنية من شخصيات تتمتع بمصداقية وقبول لدى النخب الوطنية وتمثل مختلف الاتجاهات» وهي الدعوة التي لم يعد يأتي على ذكرها أحد حتى يبدو وكأنها سقطت من الذاكرة المصرية في حين أنها باتت الآن أكثر إلحاحاً عما كانت عليه الأوضاع في عام 2013 إزاء ذلك فإن مفهوم المصالحة الوطنية لم يعد مقصوراً على التصالح مع الإخوان ولكن المصالحة صارت مطلوبة مع الشريحة الأوسع من القوى الوطنية في مصر.
وليس خافياً على أحد أن تلك الشريحة الأخيرة يزداد حجمها حيناً بعد حين خصوصا ً بعدما أثيرت قضية مصرية جزيرتي تيران وصنافير إلى جانب موقف السلطة من الجمعيات الأهلية وانتهاكات حقوق الإنسان فضلاً عن الاعتداء على استقلال القضاء وشكل تعويم الجنيه والغلاء الفاحش الذي قصم ظهور الجميع طفرة مهمة في مؤشرات السخط والغضب الشعبى هذه الخلفية بمؤشراتها وتداعياتها المؤرقة تدق الأجراس بقوة منبهة إلى ضرورة فتح ملف المصالحة الوطنية ويظل مدهشاً ومستغرباً ألا تسمع تلك الأجراس رغم الدوي الذي تحدثه بحيث لا تخطئه عين مفتوحة ولا يفوت سماعه على أذن مفتوحة وهو ما يوجب ليس فقط التنويه والتذكير وإنما التحذير أيضاً.
لكن الرد على هويدي جاء في العدد نفسه من وزير الأوقاف فقد نشرت الشروق في أسفل صفحتها العاشرة تصريحات للوزير نقلها عنه زميلنا محمد عنتر جاء فيها:
قال وزير الأوقاف محمد مختار جمعة إن جماعة الإخوان تحاول زرع عيونها وجواسيسها في جميع مؤسسات الدولة ووحداتها الإدارية والمفصلية وبالمصالح والقطاعات الحيوية. وأضاف جمعة في تصريحاته أن الغاية لدى عناصر الإخوان تبرر الوسيلة أي وسيلة سواء كانت قتلاً أو تخريباً أو تكفيرًا أو تفجيرًا وبثًا للشائعات فقد نشأوا على الكذب والتقية وهم أشبه ما يكونون بخفافيش الظلام التي لا يمكن أن تحيا في النور أبداً وأن سبيلهم الخيانة والعمالة والمكر والخداع .

معارك وردود

وإلى المعارك والردود والتي بدأها يوم السبت زميلنا في «الأهرام» محمد أمين المصري في عموده «كلمات» بالصفحة السادسة بالهجوم على مقدمي بعض برامج «التوك شو» في الفضائيات واشعالهم الموقف حول الارهاب واستهداف المسيحيين وقال:

«الأهرام»: إشعال نار الفتنة

«ثم يقع الضيوف في فخ مقدم البرنامج الذي لا يريد حلاً لأزمة الإرهاب بقدر شهيته المفتوحة لإشعال نار الفتنة والتحريض على المزيد من الأعمال ويتطرق الحوار الى أمور سطحية واتهامات متبادلة بأن الشيخ الفلاني كفر المسيحيين ليرد الضيف المسيحي بأن لديه أدلة وبراهين على احتواء كتب التراث الكثير من المغالطات عن الدين المسيحي وتحمل إهانة للإنجيل ككتاب سماوي وآخر يحمل كتاباً مزورًا ويدعي أنه يحمل آراء سلبية ضد المسيح والمسيحيين ويتضح أن الكتاب المرفق مزيف ويضم مثلاً ألف صفحة في حين أن الكتاب الأصلي صغير الحجم من حوالي مائتي صفحة فقط فيبطل الدليل بإظهار الكتاب الحقيقي الذي يتم تدريسه في الأزهر ولا يسأل المذيع الضيف المسيحي الذي يريد إشعال الموقف ضد الأزهر من أين جاء بكتابه المزور ولا حتى يرد غيبة الأزهر وبراءته من مثل هذه الأباطيل».

«الوطن»:
مصداقية منظومة العدالة

وثاني المعارك ستكون من نصيب الجميلة والناشطة نهاد أبو القمضان ومقالها في الصفحة الحادية عشرة من «الوطن» عن قضية المصرية ـ الامريكية آية حجازي وزوجها والمشكلة التي تسببت فيها الحكومة مع أمريكا وانتهت بتعرضها إلى ضغوط شديدة من أمريكا اضطرتها للافراج عنها وقالت: «شغلت قضية آية حجازي الرأي العام محلياً ودولياً وكبدت مصر خسائر كان من الضروري تفاديها ولكن الأخطر أنها طرحت وما زالت تطرح السؤال حول مصداقية منظومة العدالة وأعني هنا كافة مؤسسات إنفاذ القانون الشرطة والنيابة والقضاء كيف يمكن القبض على مواطنة بتهمة العمل التطوعي ويتم زجها في السجن هي وزوجها لمدة تزيد على عامين بالمخالفة للقانون ثم يتم الحكم بالبراءة. من يعوض آية عن سنوات السجن والظلم أي أدلة كانت تحت يد النيابة لتحتجزها كل هذه المدة ضاربة بالقانون عرض الحائط ثم تأتي المحكمة لتكتشف أنها أدلة مهترئة لا تصلح للحكم بيوم واحد في السجن؟ أين ذهبت ضمانات العدالة؟ وماذا كانت مبررات الحبس الاحتياطي التي أولها أن نخشى من إطلاق سراح المتهم أن يؤثر على الأدلة إن كانت موجودة؟ ألم يكن كافياً المنع من السفر وإطلاق سراحها؟ ولماذا تظل قضية في التداول لأكثر من عامين؟
… ثمار أشجار التعصب

ومن قضية آية حجازي إلى الصفحة الحادية عشرة من «الوطن» أمس وزميلنا وعضو مجلس النواب القبطي الدكتور ماجد جاد واتهامه الدولة بانها لم تعد واحدة إنما دول عدة أجمعت على اضطهاد المسيحيين وقال في عموده اليومي «درة الشرق»: «مصر في طريقها لأن تصبح «أمصار» بمعنى دول عدة داخل الدولة كل دولة لها مواطنوها وقانونها الخاص بعيداً عن دستور البلاد لم تصل مصر إلى هذه المرحلة من التدهور الشامل من قبل حتى في أكثر سنوات الرئيس المؤمن ظلماً وتشدداً كانت قبضة الدولة قوية أما الضعف الذي كان يبدو على مؤسسات الدولة في التعامل مع المتشددين والمتطرفين فقد كان ضعفاً إرادياً بمعنى أن مشهد الضعف كان قراراً سياسياً لتحقيق أهداف محددة بدقة من قمة هرم النظام أما اليوم فالوضع مختلف فقد انتشرت الأفكار السلفية والوهابية في غالبية مؤسسات الدولة اذهب إلى مكتب أى مسؤول كبير سياسياً كان أو أمنياً ستجد مظاهر الدروشة بادية بوضوح تعاني مصر اليوم من ثمار «السادات» المرة ثمار أشجار التعصب والتطرف التي تطرح تعصباً وتطرفاً وسياسات تمييزية بحق المواطنين المصريين المسيحيين ومن تواصل التمييز والتضييق تراكم الضيق والغضب عدم سماع أصوات الأنين حولها إلى صراخ ربما يسمع من بيدهم الأمر أن هناك غلياناً داخل صفوف الأقباط وأن هناك أحاديث هامسة عن الخيارات المتاحة أمامهم لمواجهة سياسات التمييز والتعصب التي تمارسها أجهزة الدولة ومؤسساتها بحقهم. ما هي البدائل الممكنة والمتاحة للحفاظ على هويتهم؟ ما هي سبل إنهاء مآسي التمييز والتعصب التي تخطف منهم بناتهم في سن صغيرة وتحرمهم من بناء دور عبادة للصلاة إلى الخالق التي تسد في وجوههم أبواب الالتحاق بمؤسسات وأجهزة في بلدهم والتي تغلق أمامهم فرص الترقى في العمل؟ يا سادة يا من بيدكم الأمر لا تتعاملوا مع المشاكل على طريقة «القرود الصينية» أي: لا أرى لا أسمع لا أتكلم تخلصوا من هذه الآفة واسمعوا أنين جزء أصيل من الشعب قبل فوات الأوان.

«الوفد»: من ورط «الداخلية»

وإلى معركة أخرى ستكون من نصيب زميلنا في «الوفد» علاء عريبي الذي هاجم أسلوب الشرطة في عموده اليومي «رؤى» بالصفحة الخامسة بقوله: «الذي تابع التحركات الشرطية خلال الفترة الماضية يضع يده بسهولة على بعض الثغرات الجسيمة عندما تفكر فيها تندهش لكيفية وقوعها وعدم توقف قيادات وزارة الداخلية عندها على سبيل المثال الإعلان الذي تم توزيعه على وسائل الإعلام عقب حادث كنيستي طنطا والإسكندرية يتضمن صور وأسماء وبيانات بعض الإرهابيين قيل إنهم شاركوا في العمليتين الإرهابيتين وعمليات أخرى وأعلنت وزارة الداخلية عن مكافأة مالية لمن يرشد عنهم أو يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليهم. في ظني أنه يجب محاكمة من أوعز لوزير الداخلية بنشر هذا الإعلان لماذا؟ لأنه ورط الوزارة في أخطاء فنية وقانونية جسيمة يمكن ان نختزلها في بعض النقاط التالية الأولى: إن بعض الأسماء تبين أنها ليست لها علاقة بالإرهاب فقد تضمنت أحد الأشخاص اتضح انه مصاب منذ شهور بجلطة في القلب ومصاب بشلل نصفي وتضمنت أيضاً أحد الشباب لم يخرج من قريته وفوجئ بالإعلان وهو وسط أهله وجيرانه وتضمن كذلك أحد الأشخاص قيل إنه ليس له علاقة من قريب أو بعيد بالتطرف وأكد أهله أنه غير مواظب على الصلاة .
النقطة الثانية: إن وزارة الداخلية لم تقم بالبحث عن هذه الشخصيات من أساسه وقامت بجمع الصور والبيانات والدفع بها إلى وسائل الإعلام ولو كانت الوزارة ممثلة في الأجهزة المعنية قد قامت أولًا بحملة على بيوت هذه الشخصيات لضبطت أغلبهم لكن المضحك أن الوزارة أصدرت البيان وناشدت المواطنين الإبلاغ عنهم والأشخاص المطلوبين يعيشون حياتهم اليومية بين أسرهم وجيرانهم وأهالي بلدتهم والغريب أن الوزارة لم تفكر حتى لأيام في التحرك إلى بيوت هؤلاء الأشخاص للبحث عنهم حتى أن بعض الأشخاص قاموا بتسليم أنفسهم للنيابة المختصة على مدار أيام متفاوتة وقام أهلهم وجيرانهم بمرافقتهم إلى مكتب النائب العام» .

«البوابة»: وجوه إعلامية سطحية ومنفرة

اما آخر المعارك فستكون من نصيب زميلنا محمد عبد اللطيف احد مديري تحرير جريدة «البوابة» في مقاله في الصفحة الثامنة حيث استدار إلى الإعلام وقال مهاجماً له :
«الحقيقة وهذه وجهة نظر الغالبية أنه إعلام سطحي ما يثير الغثيان أن الإعلاميين والكتاب ومن يطلق عليهم النخبة أصبحوا بقدرة قادر خبراء في كل شيء في الدين والسياسة والاقتصاد والزراعة والصناعة والعلوم الاستراتيجية وما تحويه الأخيرة من تفاصيل متصلة بالأمن القومي بتنوع تعقيداته الأقليمية والدولية هؤلاء جميعاً يدخلون في سباق الفتاوى العشوائية المهم أن الجميع يتحدث ويطلق سهامه ذات اليمين وذات اليسار فصار كل شيء من حولنا عبثياً الجميع يفعل ما يريد متصورين على غير الحقيقة أنهم يخاطبون جمهورًا مهموماً أو مهتماً بما يقولون أو لديه قناعة بما يسمع من صراخ أجوف لمذيعين يقدمون برامجهم على طريقة الهتيفة فالجمهور المستهدف من وسائل الإعلام وأعني الشباب انصرف عنهم ولم يعد مهتما بالتصورات المطروحة في برامج «التوك شو» فقدوا الثقة في وجوه إعلامية منفرة لم تعد مريحة جراء سطحيتها وهشاشة رؤيتها في تناول القضايا الشائكة واتجهوا الى الشباب نحو عالمهم الافتراضى «مواقع التواصل الاجتماعي» راحوا يتفاعلون معه ويصبحون جزءاً لا يتجزأ من مكوناته العبثية فصاروا فريسة سهلة ووجبة دسمة لتنظيمات إرهابية خرجت من رحم الإخوان وإن تنوعت مسميات تلك التنظيمات فهذا هو الواقع وهذه هي الطامة الكبرى.

دفاع عن الشيخ الطيب لرفضه تكفير الدواعش… مطالبة السيسي بتقليد عبد الناصر والذهاب للصلاة في جامع الأزهر مع شيخه

حسنين كروم

قائد ميليشيا «أسد الله الغالب في العراق والشام» يهاجم «القدس العربي» ويتبرأ من إيران وحرسها الثوري

Posted: 23 Apr 2017 02:26 PM PDT

دمشق – «القدس العربي»: بالرغم من الانتهاكات والجرائم التي ترافق مسيرة فصائل الحشد الشعبي، والتي تم توثيقها من منظمات دولية وحقوقية، تطلق ميليشياتها على لسان قادتها في كل مناسبة، تصريحات تتغنى بالإنسانية وحماية المدنيين والدفاع عن المقابر، التي لم تهاجم أصلاً في سوريا قبل الثورة ولا إبانها، ولا حاجة لحمايتها.
قائد ميليشيا «أسد الله الغالب في العراق والشام» عبد الله الشباني ، صرّح عبر إعلامه الحربي حول سبب تواجد قواته «العراقية الشيعية» على الأراضي السورية، مبررا ذلك بالدفاع عن مرقد السيدة زينب فقط، نافيا تبعية فصيله لإيران، ومستبعدا الاتهامات حول قتل المدنيين وتخريب المدن السورية.
ونقل المكتب الإعلامي لقوات أسد الله الغالب تصريح الشباني يقول فيه: «تناقلت وسائل إعلام مدفوعة الثمن تابعة إلى مجموعة الدول الصانعة الإرهاب في العراق (قطر والسعودية) أنباء وتصريحات كاذبة على لسان سماحة الأمين العام لقوات أسد الله الغالب في العراق وسوريا حول سبب وجود القوات في سوريا وادعت انها ميليشيات تقوم بقتل المدنيين والتخريب وتابعة إلى الحرس الثوري الإيراني في سوريا ولكن قوات أسد الله الغالب سبب تواجدها في سوريا هو الدفاع عن السيدة زينب ، منذ بداية دخول جرذان داعش إلى سوريا حيث كان لهذه القوات شهداء وموقف بطولية يشهد بها الشعب السوري، حسب تعبيره.
وصرح الشباني لقناة الفرات الفضائية «ان الشعبة القانونية للقوات قامت برفع دعوة قضائية على صحيفة «القدس العربي» وصحيفة «العرب» وبعض القنوات المعروفة بسياسات الطائفية والمضادة للحشد الشعبي المقدس» مؤكدا، «ان قوات أسد الله الغالب غير تابعة للحرس الثوري الإيراني، انها تشكلت في عام2011 على أيدي عراقية وشاركت في أكثر المعارك في العراق وسوريا»، من دون أن يذكر الجهة التي ترافع لديها، والدعوى التي قدمها للقضاء.
المحلل العسكري جودت إبراهيم، وهو أحد الضباط المنشقين عن النظام السوري في ريف دمشق، تساءل في تصريح لـ «القدس العربي» حول تبروء عبد الله الشباني من تبعية فصيله لقوات الحرس الثوري الإيراني، فيما تؤكد الوقائع ارتباطه الوثيق بحكومة طهران وقواتها، والتنسيق العالي المستوى بين هيئة الحشد الشعبي وحكومة طهران، حيث تتولى الأخيرة كامل الدعم العسكري واللوجستي للميليشيات الشيعية، سيما قوات أسد الله الغالب، التي لا يفتئ قائدها العام في السفر إلى طهران لتلقي الأوامر والدعم، ويحملها إلى سوريا لتطبيقها على الأرض التي شهدت ذبح المدنيين بالسواطير، واحراق البيوت والمساجد وازهاق أرواح مئات الأطفال، وتشريد أهليهم.
ويمكن ربط هذا التصريح على لسان الشباني، ان كان له وزن فعلي لدى هيئة الحشد الشعبي، برأي المتحدث بالظروف السياسية الجديدة، وخاصة بعد تدخل ترامب في سوريا، فيبدو أن فصائل الحشد الشعبي، أدركت أن ارتباطها بإيران قد يجرّ لها عواقب وخيمة، وقد تشرع بالفترة المقبلة بالتنصل من أسيادها في طهران، في رسالة فحواها «لا علاقة لنا بإيران إذا أرادت الإدارة الأمريكية الجديدة الضغط عليها»، مشيراً إلى تلميح الإدارة الأمريكية بإخراج الفصائل الشيعية التابعة لإيران من سوريا، فالشباني يحاول فك الارتباط بإيران، والهروب من التبعية لها، كي لا يحسب عليها، في حال تم اخراج هذه الميليشيات لاحقا.
فيما أبدى الناشط سلمان عقرب، استغرابه في محاولة تنصل قوات الحشد الشعبي من الحرس الثوري، «بعد أن بات للحشد الكلمة العليا أينما حل، وتتحاشاه كل القوى على الأرض، لأن الاصطدام به، يمثل الاصطدام بطهران بشكل مباشر»، مضيفا: «لا يخفى على أحد الدعم الإيراني للميليشيات التي تدربت على أيدي قادة النخبة للحرس الثوري، والتي خصصت لها حكومة طهران معسكرات خاصة لتدريبها على القتال في سوريا بشكل خاص».

قائد ميليشيا «أسد الله الغالب في العراق والشام» يهاجم «القدس العربي» ويتبرأ من إيران وحرسها الثوري
الحشد الشعبي ينفي تبعية الفصائل العراقية لإيران ويبرر تواجدها في سوريا للدفاع عن قبر السيدة زينب
هبة محمد

الجزائر: خلاف بشأن المترشحات اللواتي أخفين وجوههن في الملصقات الانتخابية! 

Posted: 23 Apr 2017 02:25 PM PDT

الجزائر – «القدس العربي»: تباينت مواقف وزارة الداخلية الجزائرية والهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات بخصوص قضية المترشحات اللواتي أخفين وجوههن في الملصقات الانتخابية، وهو الأمر الذي أثار حفيظة وزارة الداخلية، واستهجان عدد كبير من الجزائريين، في حين اعتبرها رئيس هيئة مراقبة الانتخابات عادية.
ويثير موضوع النساء المحجبات، اللواتي اخترن إخفاء وجوههن في الملصقات الانتخابية، الكثير من الجدل، علماً أن الملصقات تخص بعض المدن الداخلية، المعروفة نوعا بطابعها المحافظ، والذي يصطدم مع قانون منح حصة للمرأة في المجالس المنتخبة بنسبة 30 في المئة، ما يلزم الأحزاب بتقديم 30 في المئة من النساء في القوائم الانتخابية، غير أن الأمر ليس دائماً سهلاً، خاصة بالنسبة للأحزاب الصغيرة في المدن الداخلية، لكن الصور التي أخفيت فيها وجوه المترشحات، أثارت غضب وزير الداخلية نور الدين بدوي الذي طالب الأحزاب بتغييرها، لان الامر غير قانوني، وهدد بإلغاء القوائم التي تتضمن نساء من دون وجوه، وهو نفس ما ذهب اليه مسؤول الهيئة الولائية لمراقبة الانتخابات على مستوى ولاية برج بوعريريج ( 240 كيلومتراً شرق العاصمة)، والتي شهدت تكرار هذه الظاهرة في قوائم الكثير من الأحزاب، وأعطى مهلة 48 ساعة لمسؤولي الأحزاب والقوائم بتغيير الملصقات والكشف عن وجوه المترشحات اللواتي ظهر منهن الخمار فقط! 
وبعد مرور 48 ساعة لم تعلن السلطات عما جرى في هذه القضية، وما اذا كانت الأحزاب قد غيرت الملصقات أم لا، وما اذا كانت السلطات قد لجأت الى إلغاء القوائم المعنية أم لا، وما زاد في حالة الضبابية هو موقف رئيس الهيئة العليا لمراقبة الانتخابات عبد الوهاب دربال الذي اعتبر أن الامر عادي، وبالتالي ناقض موقف وزير الداخلية، وحتى ممثل الهيئة على مستوى ولاية برج بوعريريج.
وقالت المحامية فاطمة الزهراء بن براهم في تصريح لـ»القدس العربي» إنه يمكن النظر الى موضوع النساء اللواتي أخفين وجوههن من زاويتين: الاولى هي أن المترشحات تحدين التعقيدات والعراقيل التي يضعها الزوج أو الأب أو الأخ والمجتمع بشكل عام أمامهن وقررن خوض المجال السياسي، وهذا شيء إيجابي، أما الزاوية الثانية فهي سلبية، لأن المترشحة التي لا تستطيع الكشف عن وجهها كيف يمكنها غداً اذا انتخبت أن تذهب الى البرلمان، وتدافع عن مصالح الشعب وتقف في وجه الحكومة، كيف للتي لم تتمكن من الكشف عن وجهها ان تحمل آمال وآلام الجزائريين.
وأوضحت بن براهم أنه من الناحية القانونية أيضا الامر لا يجوز، لانه لا يمكن الانتخاب على شخص لا نعرف شكله، ونعرف منه الاسم فقط، موضحة أنه لا احد طلب من المترشحات خلع خمارهن، ولكن من الضروري ان تكون صورهن معروفة، حتى يعرف الناخب لمن سيمنح صوته، وهذا حقه القانوني والشرعي، واذا كان المشكل يتمثل في أن أزواج أو آباء أو أخوة المترشحات منعوهن من الكشف عن وجوههن فالانسحاب من هذه الانتخابات ضروري، حتى يأتي وقت وتستطيع المترشحات المعنيات بالموضوع التغلب على واقعهن وتغييره.
جدير بالذكر أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قرر سنة 2011 توسيع مشاركة المرأة في العمل السياسي، ومنحها نسبة 30 في المئة من مقاعد المجالس المنتخبة في إطار ما يعرف بـ «الكوتة»، وتم تكريس هذا الحق عند تعديل الدستور في فبراير/شباط 2016، ورغم تجربة أولى في برلمان 2012، الا أن مشاركة المرأة ما زالت تطرح إشكالاً في المجتمع الجزائري، والذي لم يستطع في مجموعه «هضم» هذه النسبة الممنوحة إلى النساء.

الجزائر: خلاف بشأن المترشحات اللواتي أخفين وجوههن في الملصقات الانتخابية! 

«الجهاد ضد الجهاديين» فلسفة جديدة في الأردن و«فلترة أمنية» للمعتمرين والحجاج… وحراك في الشارع ضد وزير الأوقاف «النشيط»

Posted: 23 Apr 2017 02:25 PM PDT

عمان- «القدس العربي»: أدخل وزير الأوقاف الأردني بإصرار وعناد واضحين نفسه والحكومة في بؤرة الجدل السياسي والشعبي، عندما اتخذ قرارا إداريا يحيل عمليا الشركات والمكاتب السياحية العاملة في مجال الحج والعمرة إلى التقاعد.
الوزير وائل عربيات بدأ يثير الضجيج في أكثر من اتجاه، فأمس الأحد، تجمع المئات من المواطنين في مشهد حراكي يستهدفه شخصيا ويهتف ضده .
التجمع الأول من أصحاب مكاتب سياحة الحج والعمرة احتجاجا على قرار الوزارة، ولأول مرة تأسيس شركة حكومية تتولى المنافسة في السوق على زبائن الحج والعمرة ، وهو أمر يعني تلقائيا خروج عشرات المكاتب التي تختص بالموضوع من السوق وبقرار إداري واضح وبسيط حيث لا مجال لمنافسة الحكومة.
يبدو أن بعض خلفيات القرار سياسية وأمنية وبالترتيب مع الجانب السعودي على أساس «فلترة» المعتمرين والحجاج بصورة مركزية أكثر عبر وزارة الاوقاف.
وفي مدينة الكرك خرج العشرات من المواطنين احتجاجا على مسألة لها علاقة بعقارات الأوقاف الإسلامية.
قبل ذلك اشتبك الوزير نفسه، وعلى أكثر من صعيد وعدة مرات، مع الحركة الإسلامية بإصراره على استبعاد رموزها من الخطابة في المساجد ونظام الوعظ والارشاد.
ودخل الرجل بقوة عبر «تكنيك» الخطوة الموحدة لجميع مساجد المملكة في صلاة الجمعة إلى إطار الاشتباك الشرعي والأصولي ضمن الفقه الإسلامي مع فتاوى التنظيمات المتطرفة مثل «داعش» وجبهة النصرة .
وتمكن الوزير الشاب، الذي استلم الوزارة لأول مرة عمليا، من نحت مفهوم الجهاد ضد الجهاديين على اعتبار أن مواجهة التنظيمات التي يصفها بالإرهاب أصبح بحد ذاته نمطا جهاديا اليوم، وبالتالي انشغلت منابر المساجد الأردنية لعدة أسابيع في التنديد في الميدان وعلى الأرض بالتنظيمات المتشددة مع تركيز في الجرعة التي تستهدف «داعش» تحديدا بعد شريط الفيديو الشهير للتنظيم، والذي يحرض العشائر الأردنية ضد النظام .
وبصرف النظر عن الموقف السياسي والإداري لخطاب وأداء وزير الأوقاف، إلا أنه يبدو ناشطا في صناعة صورة نمطية لوزارته الجديدة تستند إلى إعلان حرب شرعية على التنظيمات، التي تنتحل صفة الجهاد وبنفس الوقت الاستمرار في منهجية مضايقة الاخوان المسلمين رغم وجودهم الشرعي تحت قبة البرلمان .
وزارة الأوقاف الأردنية تبدو ناشطة مع شخصيات دينية أيضا، في محاولة لمنافسة الخطاب الديني الأصولي المتشدد بخطاب يناقضه ويرد عليه تحت عنوان الجهاد ايضا.
وهي فلسفة لم يسبق للأردن ان استعملها فعلا بالمستوى التنفيذي، وضمن نظام الوعظ والإرشاد، لكنها بكل حال تنسجم مع التركيز الملكي على استخدام تعبير « الخوارج « في وصف «داعش» وشقيقاتها، وهو تطور لافت بعدما كان الملك عبد الله الثاني قد أكد وعدة مرات علناً بان التصدي للإرهابين والمجرمين المتاجرين باسم الإسلام والمسلمين من الواجبات الاساسية للدول الإسلامية والعربية قبل غيرها .
وتبدو هنا وزارة الأوقاف مهيئة لـ «الانقضاض» بلغة فقهية ، وهو ما يحصل اليوم، بعدما اعتبر خمسة من الأردنيين من قادة داعش ظهروا في شريط فيديو شهير واستفزازي بأن إعلان العشائر الحرب ضد النظام الأردني جزء من الجهاد .
ولا يبتعد قرار تأسيس شركة تتعهد بمواسم الحج والعمرة باسم وزارة الاوقاف عن سياقات «الفلترة» في المسار الفقهي الأمني الجديد، بالرغم من وجود مخالفات كثيرة على مكاتب السياحة التي تتلاعب بشروط وبصورة أدت إلى حوادث سير كثيرة ووفيات متعددة .
عمليا ما زال الأخوان المسلمون أيضا خارج المنابر والمساجد، التي يقال إن عددها في الأردن يقترب من ستة آلاف. وهو رقم كبير، لكن الوزير عربيات يتحدث عن قدرته على السيطرة على ايقاع ما يحصل في المساجد مستثمراً تقنية الخطبة الموحدة المعلنة، مسبقا قبل يوم الجمعة وبصورة تدفع المواطن نفسه للتحول إلى مقارنة ما بين نص الخطبة التي قرأها وما قيل له داخل المسجد، الأمر الذي يسمح لوزير الأوقاف في النتيجة بمعاقبة الأئمة والوعاظ الذين يخالفون التعليمات .

«الجهاد ضد الجهاديين» فلسفة جديدة في الأردن و«فلترة أمنية» للمعتمرين والحجاج… وحراك في الشارع ضد وزير الأوقاف «النشيط»
المساجد موحدة ضد «داعش وشقيقاتها» بعد فيديو «العشائر»
بسام البدارين

كشف هوية ضحايا «تسريب سيناء» ومنظمات دولية تدعو لتجميد المساعدات للجيش المصري

Posted: 23 Apr 2017 02:24 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: تمكن نشطاء من سيناء المصرية، من توثيق أسماء وأعمار وصور الـ 8 ضحايا، الذين أظهر تسريب مصور بثته قناة «مكملين» إعدام الجيش لهم.
وقالت صفحة «سيناء 24»، إن التسريب يعود إلى 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، في جنوب الشيخ زويد.
ونشرت الصفحة أمس، صور وبيانات الضحايا، وقالت إن الشاب الذي أظهر التسريب إجراء تحقيق معه قبل إطلاق النيران عليه، هو عبد الهادي صبري العوابدة، طالب في الصف الثاني الثانوي كان يبلغ من العمر 16 عاما وقت تصفيته، من مدينة رفح.
كما ذكرت الصفحة أن شقيقه، دواد صبري العوابدة كان ضمن الضحايا الذي تضمنهم التسريب ويبلغ من العمر 19 عاما حاصل على شهادة الثانوية العامة.
وتابعت: «أحد الضحايا يدعى، محمود سالم البعيرة، كان يعمل كهربائيا ويبلغ من العمر وقت تصفيته 24 عاما من مدينة القنيطرة في الإسماعيلية، إضافة إلى إسماعيل سليمان بريض عامل كان يبلغ من العمر 40 سنة من مدينة رفح، وحسن موسى غنام كان يبلغ من العمر 54 عاما، تاجر من مدينة العريش، ومحمد عبد الحميد معوض، نجار كان يبلغ من العمر 29 عاما وقت تصفيته من مدينة دكرنس في محافظة الدقهلية، ومنصور سالم سليمان، مزارع كان يبلغ من العمر 32 عاما من المزرعة جنوب العريش، ونايف عبد الكريم العوابدة، مزارع من مدينة رفح كان يبلغ من العمر 35 عاما وقت تصفيته».
في السياق، قالت منظمة «سيناء لحقوق الإنسان» إن مرات عدة تم فيها رصد قيام عناصر من القوات المسلحة المصرية بتصفية مدنيين عُزل في سيناء، ثم اتهامهم بأنهم إرهابيون، لكن لم يكن من الممكن توثيق ذلك بتصوير فيديو، إذ أن سياسة الإفلات من العقاب والتعتيم الإعلامي الممارس في سيناء يجعل عملية الرصد والتوثيق الفيديوي أمراً بالغ الصعوبة. وأضافت المنظمة في بيان إنها أطلعت على مقطع فيديو ومعلومات توثق قيام عناصر من القوات المسلحة بعملية قتل خارج نطاق القانون لـ8 أشخاص من بينهم أطفال، وذلك بعد اقتيادهم معصوبي الأعين ومقيدي الأيدي، ثم توزيعهم في أحد الأماكن بسيناء، ليتم إعدامهم بإطلاق النار عليهم من مسافة قريبة وبدم بارد.
وأشارت المنظمة إلى أنها أجرت حوارات مع مواطنين وأعيان من قبائل سيناوية، أكدوا أن المنطقة التي وقع فيها الحادث هي قرية التومة، جنوبي الشيخ زويد، ونزح جميع ساكنيها قسرا بسبب العمليات العسكرية، وأن عملية التصفية جرت في 2 تشرين الثاني/نوفمبر 2016، ونشر حساب وزارة الدفاع المصرية على موقع «يوتيوب» حينها مقطعاً يظهر فيه الضحايا.
وأوضحت أن نشر مقاطع الفيديو المسربة يُظهر على نحو واضح وحشية الانتهاكات الممارسة ضد السكان المحليّين، والتي تحدث بشكل يومي، مما يفيد باتباع سياسة العقاب الجماعي وممارسة الانتهاكات على نطاق واسع بزعم «الحفاظ على الأمن».
يأتي ذلك في وقت أكد تقريران لمنظمتي «العفو الدولية» و«هيومن رايتس ووتش» صحة الفيديو المسرب.
وقالت «هيومن رايتس واتش» في تقرير إن قوات عسكرية في سيناء شمالي مصر نفذت عمليات إعدام ميدانية لاثنين على الأقل من 8 معتقلين غير مسلحين وتسترت على عمليات القتل تلك بالإيهام بأن الضحايا كانوا مسلحين «إرهابيين» قتلا رميا بالرصاص في اشتباكات.
وتابعت المنظمة في تقريرها: «تعرف مصدران من سيناء على القاتل وهو عنصر معروف في ميليشيات محلية تعمل بناء على طلب من الجيش المصري».
وأضافت أنها لم تتمكن فورا من التأكد من موقع أو تاريخ أعمال القتل، لكنها أكدت أن «الفيديو صحيحا».
وطالبت المنظمة، الدول التي تقدم الأسلحة والعتاد والتدريب للجيش المصري أن تجمد هذه المساعدات طالما القوات المسلحة المصرية مستمرة في تحمل مسؤولية انتهاكات متفشية وجسيمة لحقوق الإنسان.
وبين أن «القانون الدولي يُلزم مصر بالقبض على المسؤولين عن أعمال القتل هذه ومحاسبتهم».
وقال جو ستورك، نائب مدير قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس واتش: «هذه مجزرة رهيبة تؤكد أن حملة مصر في محاربة الإرهاب في سيناء هي خارج نطاق السيطرة، وأن حلفاء مصر لا يمكن أن يزعموا جهلهم بهذه التجاوزات القاتلة». من جهتها، أكدت منظمة العفو الدولية، صحة التسريب، وقالت نجية بونيم نائب المدير الإقليمي لحملات المنظمة في شمال أفريقيا إن السهولة التي شارك بها أفراد القوات العسكرية المصرية في قتل الرجال العزل بدم بارد يظهر أنهم لا يخشون أي رقابة أو مساءلة عن أفعالهم.
وأضافت: «ترقى عمليات القتل هذه إلى عمليات إعدام خارج نطاق القضاء، وهي جرائم يستلزم معها أن تقوم مصر بموجب القانون الدولي بالتحقيق والمقاضاة والمعاقبة».
وكانت العفو الدولية طالبت السلطات المصرية، في يناير/كانون الثاني الماضي بالتحقيق في حادثة مقتل 10 مواطنين على يد قوات الأمن، في محافظة شمال سيناء، مشيرة إلى 6 على الأقل من القتلى كانوا معتقلين لدى وزارة الداخلية، قبل أسابيع من قتلهم. وأشارت المنظمة إلى أن تسريب سيناء يظهر مدرعات «الهامفي» الأمريكية، حيث تعد الولايات المتحدة المزود الرئيسي بالمعدات العسكرية لمصر.
وحسب معهد استكهولوم للسلام الدولي فإن الولايات المتحدة أمدت مصر بألف مدرعة منذ 2003 بينها 100 من «الهامفي».
وبثت قناة مكملين المعارضة للنظام المصري، مقطع فيديو مسرب يظهر إعدام الجيش المصري لعدد من أبناء سيناء وتصويرهم لإعلان تصفيتهم كمتطرفين فيما بعد.
ويظهر في مقطع الفيديو قيام عناصر من الجيش المصري بوضع أسلحة قرب جثث المدنيين، بعد إعدامهم، من أجل تزوير وقائع ما جرى، إذ نشر في حينها، المتحدث الرسمي باسم الجيش المصري صوراً لهؤلاء الضحايا زاعماً أنها تعود لـ«إرهابيين».

كشف هوية ضحايا «تسريب سيناء» ومنظمات دولية تدعو لتجميد المساعدات للجيش المصري

المغرب يعلن إعادة العلاقات الدبلوماسية مع كوبا في ظل تواصل التراشق الإعلامي مع فنزويلا

Posted: 23 Apr 2017 02:24 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: تواصل التراشق بين المغرب وفنزويلا، بواسطة البلاغات والحملات الاعلامية الرسمية، بعد طلب ممثل فنزويلا في الأمم المتحدة باعتبار الصحراء الغربية منطقة محتلة، وإصدار المغرب بيانا رسميا يعبر فيه عن قلقه للأوضاع الداخلية في فنزويلا ويتهم سلطاتها بـ»انتهاك الحقوق السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية» للشعب الفنزويلي.
ويأتي هذا التطور في العلاقات المغربية الفنزويلية في وقت أعلن المغرب إعادة علاقاته الدبلوماسية مع كوبا بعد قطيعة دامت 37 عاما على خلفية دعم هافانا للجبهة البوليساريو.
وردت وزارة الخارجية الفنزويلية ووصفت المغرب بـ»الدولة الاستبدادية» التي تحتل أدنى مراتب سلم «التنمية البشرية». وقالت أن «المملكة التي تحتل إقليما يخضع لعملية إنهاء الاستعمار من طرف الأمم المتحدة، تقع فيها ممارسات شديدة القمع ضد المواطنين الصحراويين».
وأضاف بلاغ الخارجية الفنزويلية أنه من «غير المقبول أنّ تقوم هذه الدولة الاستبدادية المصنفة من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في أدنى مستويات التنمية البشرية في العالم، بالتدخل في الشؤون الداخلية لفنزويلا والمزايدة عليها»، وأدان البلاغ «تدخل المملكة المغربية ضد سيادة القانون في فنزويلا والنظام الدستوري للجمهورية».
وقال البلاغ أن «جمهورية فنزويلا البوليفارية تكرر رفضها للاتهامات التي لا أساس لها والصادرة عن المغرب». واكد أن «فنزويلا، تعيش على وقع التقدم والتطور، على الرغم من الحصار الاقتصادي والمالي والعدوان الدولي، وتتمتع باعتراف مختلف المنظمات، مثل: منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وصندوق منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، والتقرير الأخير لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة» وان «نموذجها في التعليم والصحة والثقافة والإسكان والحد من الفقر، من بين أمور أخرى، تشكل دعامات وقائية قوية ومعيشية جيدة للمواطنين في فنزويلا».
وناشدت وزارة خارجية فنزويلا المغرب «عدم الانضمام إلى المؤامرة الدولية التي تسعى لزعزعة الاستقرار وخرق السلام في بلادنا، وانتهاك مبادئ الاحترام لسيادة الدول، وحق شعب فنزويلا في تقرير المصير»، وذكرت بالعلاقات التاريخية التي «ربطتنا أيضا في وقت مبكر داخل حركة عدم الانحياز، على اعتبار أن البلدين عضوان كاملا العضوية في الحركة».
وقال بلاغ لوزارة الخارجية المغربية إنها تتابع «ببالغ القلق» الوضع الداخلي بجمهورية فنزويلا البوليفارية، وأن «المملكة المغربية تأسف لكون التظاهرات السلمية التي شهدتها فنزويلا هذا الأسبوع، خلفت العديد من الضحايا بما في ذلك تسجيل وفيات وسط الشباب الذين شاركوا في هذه المظاهرات.»
وقالت الوزارة في بلاغ لها يوم الخميس الماضي أن «التظاهرات الشعبية الواسعة التي تشهدها فنزويلا هي نتيجة للتدهور العميق للوضعية السياسية، والاقتصادية والاجتماعية في البلاد، وأن هذه الوضعية لا تتناسب مع الموارد المهمة من المحروقات التي يزخر بها البلد، والتي تظل، للأسف، تحت سيطرة أقلية أوليغارشية في ويجدون أنفسهم محرومين من أبسط حقوقهم الإنسانية، مثل التطبيب، والتغذية، والولوج إلى الماء الشروب والخدمات الاجتماعية الأساسية».
وخلص البلاغ إلى أن «المملكة المغربية إذ تندد بشدة بانتهاك الحقوق السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية في هذا البلد، تدعو الحكومة الفنزويلية إلى التدبير السلمي لهذه الأزمة واحترام التزاماتها الدولية».
وتعرف العلاقات بين الرباط وكاراكاس توترات منذ بداية ثمانينيات القرن الماضي بعد اعتراف فنزويلا بالجمهورية الصحراوية التي تعلنها جبهة البوليساريو من جانب واحد منذ 1976 وأدى الى اغلاق المغرب لسفارته في كراكاس 2009 بعد تقديم سفير فنزويلا في الجزائر أوراق اعتماده كسفير لبلاده لدى الجمهورية الصحراوية، الا ان التصعيد الاخير جاء بعد تدخل راميريز كارينيو، سفير فنزويلا لدى الأمم المتحدة، في اجتماعات لجنة الرابعة والعشرين والمفوضية الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء 18 نيسان/ ابريل الجاري، قال فيه «أن الصحراء الغربية آخر مستعمرة بإفريقيا»، وان «المغرب يحتل الصحراء ويستغل ثرواتها الطبيعية»، ويمارس «الانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان بالصحراء».
ودعا كارينيو إلى «ضرورة احترام الحلول الأممية، والتذكير بآخرها المتعلق بتحرير الأراضي السبع عشرة المستعمرة ومن بينها الصحراء الغربية»، طالب بتحقيق أهداف التنمية البشرية آخذاً بعين الاعتبار الأراضي المحتلة، كفلسطين والصحراء». ورد السفير المغربي في الامم المتحدة متسائلا عما إذا كان ممثل فنزويلا قد أخطأ الاجتماع أو الأجندة في إشارته إلى الصحراء وقال أن المغرب لم ينتظر المصادقة على أهداف التنمية المستدامة لإطلاق نموذج للتنمية المستدامة في الصحراء بغلاف مالي قدره 7 ملايين دولار، مضيفا أن معدل الاستثمارات بهذه المنطقة يضمن تحقيق تنمية مستدامة بانخراط ومشاركة كافة مكونات ساكنتها. وأكد أن «الحال ليست كذلك بالنسبة لفنزويلا، آخر ديكتاتورية في أمريكا اللاتينية». وسجل عمر هلال أنه في الصحراء المغربية، يتوافر الرجال والنساء والأطفال على كل ما يحتاجون إليه، ولا يعبرون الحدود للحصول على المواد الغذائية، كما هي الحال في فنزويلا حاليا. وقال «لكن الأكثر مأسوية، هو أن الأطفال الفنزويليين يبحثون عن طعامهم في قمامات الأزبال»، معبراً عن الأسف لكون سكان أغنى بلد في المنطقة، بالنظر إلى نفطه وغازه، يعانون من الفقر والبؤس جراء استيلاء الأوليغارشية الديكتاتورية التشافيزية على ثروات البلاد. وأعرب هلال عن استغرابه إزاء الدعوة التي أطلقها اليوم الرئيس مادورو للحصول على مساعدة إنسانية من الأمم المتحدة، والتي يقر من خلالها بالفشل الذريع لنظامه، في وقت تتوافر البلاد على النفط والغاز. ووصف الدبلوماسي المغربي هذا الطلب بالدليل على إفلاس حكومته، وخصوصا دبلوماسيته.
وتابع أنه «في الوقت الذي لا يجد يه شعبه الأدوية للتداوي، ولا الأطعمة للغذاء، ولا الحليب لإطعام الرضع، زد على ذلك إقدام الحكومة على إغلاق المدارس لتوفير الكهرباء، يسمح سفيرها في نيويورك لنفسه بالتجول في طائرتيه الخاصتين بالولايات المتحدة وبلدان الكاريبي».
وشدد السفير المغربي على أنه لا يمكن الحديث عن تنمية مستدامة في غياب الديمقراطية، ومن دون احترام حقوق الإنسان، ودولة الحق والقانون، مؤكداً أن الديكتاتورية والمجاعة تلحقان العار بهذا البلد الكبير بأمريكا اللاتينية، وأنه لا يمكن تحقيق أي تنمية مستدامة في ظل الديكتاتورية التشافيزية الحالية. وطالب السفير هلال زميله الفنزويلي بشكل مباشر بالتحلي بالتواضع، لأنه لا يمكنه أن يعطي دروسا للمغرب في وقت يقوم نظامه بتجويع شعبه، وإطلاق النار يوميا على المتظاهرين السلميين، الذين يتطلعون فقط للديمقراطية والكرامة، والغذاء للبقاء على قيد الحياة.

المغرب يعلن إعادة العلاقات الدبلوماسية مع كوبا في ظل تواصل التراشق الإعلامي مع فنزويلا

محمود معروف

مئة قتيل غالبيتهم نساء وأطفال بقصف على غرب الموصل

Posted: 23 Apr 2017 02:24 PM PDT

الموصل ـ «القدس العربي»: قال شهود عيان إن المدينة القديمة وسط الموصل تعرضت لعمليات قصف جوي عنيفة، خلال الأيام الماضية، ما أدى إلى مقتل أكثر من مئة مدني، غالبيتهم نساء وأطفال.
وأوضح مهند، أحد الناجين، والذي تمكن من الفرار إلى المناطق التي تسيطر عليها القوات الأمنية، لـ«القدس العربي» أن «المدينة شهدت عمليات قصف مكثفة بعد معارك عنيفة راح ضحيتها عشرات العائلات، غالبيتهم من النساء والأطفال».
وأضاف: «هناك الكثير من العوائل لاتزال عالقة تحت الانقاض بعد انهيار المنازل عليهم».
وبين أن «سكان المدينة يتعرضون للموت سواء من قبل عمليات تبادل إطلاق النار أو الجوع الشديد». ناجٍ آخر، تحدث لـ«القدس العربي»، قائلاً: إن «حي الثورة تعرض إلى دمار، وهناك منازل سقطت على رؤوس أصحابها، وهم بين قتيل وجريح ولم يتم اسعافهم كون المنطقة تشهد معارك عنيفة».
ودعا إلى «وقف عمليات القصف العشوائي على المدينة»، مضيفاً أن «التنظيم يتخذ من منازل المدنيين ملاذات له ويقوم باطلاق النار من فوق المباني، ما يعرض تلك المنازل إلى النيران من قبل الطائرات والراجمات الصاروخية».
وحسب المصدر، «الكثير من البيوت في الموصل العريقة والتي تمثل تاريخ وتراث المدينة تم تسويتها مع الأرض على رؤوس أهلها».
تلك المنازل قديمة، وقد انهارت بشكل كبير وبمساحات واسعة، وفق المصدر ذاته، الذي أشار إلى أن «رائحة الجثث القابعة تحت الأنقاض باتت تملأ كافة أرجاء المدينة، الأمر الذي قد يجعل المدينة تتعرض للأوبئة والجراثيم التي قد تفتك بالمدنيين».
وكان مصدر أمني عراقي، قد أكد أول أمس السبت، إن 90 مدنياً على الأقل، بينهم نساء وأطفال، قتلوا خلال المعارك العنيفة بين القوات العراقية ومسلحي تنظيم «الدولة» في أحد أحياء الجانب الغربي لمدينة الموصل (شمال).
وأوضح المصدر، وهو نقيب في قوات جهاز الرد السريع (تابعة لوزارة الداخلية)، أن «المدنيين سقطوا بنيران تنظيم «الدولة» أو قصف طيران التحالف الدولي، أو نيران قوات جهاز مكافحة الإرهاب خلال معارك تحرير حي الثورة».
والخميس الماضي، انتزعت قوات مكافحة الإرهاب، وهي قوات نخبة في الجيش العراقي، حي الثورة من قبضة «الدولة»، بعد 4 أيام من اقتحامه.
وتابع المصدر أن «عشرات من جثث المدنيين لا تزال تحت أنقاض المنازل المهدمة، وملقاة في شوارع الحي، فضلاً عن عشرات الجرحى والمحاصرين المدنيين تحت الأنقاض في سراديب المنازل التي انهارت على رؤوس ساكنيها».
واتهم المصدر القوات العراقية بأنها «لا تكترث لأمر المدنيين، وتصر على مواصلة تقدمها نحو المناطق الأخرى، لاسيما بعد أن تكبدت هي الأخرى خسائر في الأرواح والمعدات في المواجهات المسلحة المباشرة وغير المباشرة ضد تنظيم الدولة».
وأشار إلى «دمار كامل لحق بأكثر من 30 منزلاً في حي الثورة، ومنها منازل تعود لوجهاء المنطقة».
وفي سياق الأوضاع الأمنية، قالت مصادر أمنية إن هجوما انتحاريا جنوبي مدينة الموصل بشمال العراق أسفر عن مقتل ثلاثة من رجال الشرطة.
وقال ضابط شرطة إن حوالي عشرة مهاجمين بينهم أربعة انتحاريين حاولوا التسلل إلى قاعدة الطائرات الهليكوبتر التابعة للشرطة الاتحادية في العريج.
وأضاف أن ثلاثة من رجال الشرطة وثلاثة من المهاجمين لقوا مصرعهم في الهجوم. ولاحقت الشرطة باقي المهاجمين لكنهم تمكنوا من الفرار.
وقالت وكالة «أعماق» للأنباء التابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية» إن اثنين من أعضاء التنظيم فجرا سترتيهما الناسفتين بعد نفاد ما كان بحوزتهما من ذخيرة.
كذلك، استطاعت قوات جهاز مكافحة الإرهاب أن تحرر 250 مختطفا بينهم نساء واطفال ومسنين من ايدي تنظيم «الدولة» في منطقة الصناعة القديمة غربي الموصل.
وقال مصدر أمني في تصريح نقلت عنه الوكالة الوطنية العراقية للأنباء، أن «قوات مكافحة الإرهاب انقذت 250 مواطنا كانوا قد اختطفوا من قبل الدولة في المنطقة الصناعية القديمة غربي الموصل».
وأوضح أن «التنظيم كان يريد استخدام هؤلاء المواطنين كدروع بشرية في مواجهة القوات الأمنية».
وأشار إلى أن «مكافحة الإرهاب استولت على أكداس من الاسلحة والمتفجرات واليات عسكرية تعود لداعش في المنطقة».
إلى ذلك، أعلنت قيادة عمليات الجزيرة (أحد تشكيلات الجيش العراقي)، في محافظة الأنبار (غرب)، عن مقتل 21 عنصراً من تنظيم «الدولة» قتلوا بقصف جوي استهدفهم غربي المحافظة.
وأوضح اللواء الركن قاسم المحمدي، قائد عمليات الجزيرة، أن «طيران التحالف الدولي وبالتنسيق مع عمليات الجزيرة، والفرقة السابعة في الجيش تمكن من قصف ثلاث مضافات للدولة الإسلامية في مدينة راوه (320 كلم غرب الرمادي)».
وأشار، إلى أن «القصف كان مركزا وأسفر عن تدمير جميع المضافات، وقتل 21 إرهابيا من تنظيم الدولة في داخلها؛ بينهم قياديون عراقيون بالتنظيم».
وبيّن أن «القصف جاء تمهيداً لعمليات عسكرية».
وأضاف أن القوات العراقية والعشائر بإسناد من التحالف الدولي أكملت استعداداتها لتحرير مدن عانه وراوه والقائم من التنظيم قريبا».
وانطلقت، الخميس الماضي، عملية عسكرية لتحرير مناطق غربي الأنبار من سيطرة «الدولة» بدعم من التحالف الدولي.
يذكر أن «الدولة» احتل راوه، بعد منتصف 2014، عندما انسحبت القوات العراقية منها دون قتال آنذاك، فيما يحاصر التنظيم الآلاف من المدنيين كدروع بشرية فيها.

مئة قتيل غالبيتهم نساء وأطفال بقصف على غرب الموصل

عمر الجبوري

دعوى قضائية لإسقاط الجنسية عن آية حجازي ووقف أخرى ضد القرضاوي ومنصور

Posted: 23 Apr 2017 02:23 PM PDT

القاهرة ـ « القدس العربي»: أقام محام مصري، أمس الأحد، دعوى أمام محكمة القضاء الإداري تطالب بإسقاط الجنسية عن الناشطة الحقوقية آية حجازي التي تحمل الجنسية الأمريكية.
واتهم المحامي طارق محمود، في الدعوى التي حملت رقم 44354 لسنة 71 قضائية، آية حجازي بأنها تهدد الأمن القومي المصري.
وتضمن نص الدعوى أن «آية حجازي، حصلت على الجنسية الأمريكية دون الحصول على أذن من الحكومة المصرية وفق المادة العاشرة من القانون رقم 26 لسنة 1975، التي اشترطت على كل من يريد أن يحصل على جنسية أجنبية مع الاحتفاظ بالجنسية المصرية أن يتقدم بطلب للحكومة يطلب فيه الإذن والسماح له بالتجنس بجنسية أجنبية إلى جانب احتفاظه بالجنسية المصرية، ما لم تتبعه آية حجازي، حيث تجنست بالجنسية الأمريكية دون الحصول على إذن بذلك من الجهات الرسمية المصرية، وهو ما يؤدي إلى إسقاط الجنسية المصرية عنها».
وأضاف: «بعد أن أصدرت محكمة جنايات عابدين حكمًا ببراءتها وشركائها في اتهامات الاستغلال الجنسي لأطفال الشوارع واستخدامهم في جمع أموال بطريقة غير مشروعة ودفعهم للخروج في تظاهرات ضد الدولة التي عرفت إعلاميا بقضية مؤسسة بلادي، توجهت آية بعد ساعات من الإفراج عنها وبطائرة مدنية خاصة وبصحبة أحد كبار موظفي البيت الأبيض للقاء الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض، ما يؤكد أنها شخص مهم للغاية للإدارة الأمريكية، وأنها قدمت خدمات جليلة للولايات المتحدة الأمريكية التي تحمل جنسيتها، التي أقسمت لاكتساب الجنسية الأمريكية على أن يكون ولاؤها الوحيد لأمريكا وليس لمصر ما يؤكد ضرورة إسقاط الجنسية المصرية عنها».
وطالب محمود، في دعواه بإصدار حكم مستعجل بإسقاط الجنسية المصرية عن آية حجازي، باعتبار حصولها على جنسية أجنبية دون الحصول على إذن وكانت محكمة قضت ببراءة آية حجازي و7 آخرين، من اتهامهم في القضية، الأحد الماضي، وأُفرِج عنها يوم الثلاثاء.
وعادت الناشطة آية حجازي إلى واشنطن بعد 3 سنوات قضتها في السجن، بتهمة الاتجار بالبشر والاستغلال الجنسي للأطفال، في القضية المعروفة إعلاميًا بـ«مؤسسة بلادي»، وكان قد أُلقي القبض على آية حجازي التي تحمل الجنسية الأمريكية، وزوجها محمد حسنين، و6 من المتطوّعين في مقر الجمعية في الأول من أيار/ مايو 2016.
وقضت محكمة مصرية ببراءتها و7 آخرين، من اتهامهم في القضية، وأُفرِج عنها الثلاثاء الماضي، وسافرت إلى واشنطن على متن طائرة أمريكية خاصة، واستقبلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، وتحدثت وسائل إعلام أمريكية عن تدخل ترامب للإفراج عنها.
إلى ذلك، قضت الدائرة الثانية في محكمة القضاء الإداري، في مجلس الدولة المصري، بوقف الدعوى القضائية المطالبة بإسقاط الجنسية المصرية عن الداعية الدكتور يوسف القرضاوي، والإعلامي أحمد منصور والصحافي وائل قنديل وعدد ممن قيادات الإخوان الهاربين إلى الخارج، وهم إبراهيم هلال وعبد الفتاح فايد، وأيمن جاب الله، وسالم المحروقي.
وكان سمير صبري المحامي أقام دعوى قضائية، حملت رقم 64021 لسنة 69 ق، اختصم فيها وزير الداخلية بصفته، طالبت بإسقاط الجنسية المصرية عن المدعى عليهم لتحريضهم على مصر وتعريض الأمن القومى للخطر وبث الفتنة بين الشعب والاستعداء ضد الجيش.
كما قضت المحكمة بوقف نظر الدعوى المطالبة بإسقاط الجنسية عن آيات العرابي.
وقالت الدعوى إن آيات العرابي دأبت على التحريض ضد مصر من خلال برامجها التى تبث من تركيا، لإحداث الفتنة والانفلات الأمني للبلاد.
قررت الدائرة الثانية في محكمة القضاء الإداري، في مجلس الدولة، تأجيل نظر دعوى أقامها المحامي نفسه تطالب بإسقاط الجنسية عن الفنان هشام عبد الله، لاتهامه بالخيانة، لجلسة 4 يوليو/ تموز المقبل.
وقال المحامي في الدعوى إن هشام عبد الله ظهر عبر البرنامج الذي يقدمه، وتطاول على النظام المصري وعلى الشعب المصري، موجهاً أقذر عبارات السباب والألفاظ الخارجة، إرضاءً لملاك هذه القناة، ولتنفيذ أجندة العمالة، والخيانة الإخوانية التى يديرها من خلال هذه القناة، حتى يتقاضى الدولارات، ليبيع مصر الغالية بأبخس الأسعار، مرتكباً في حق وطنه العديد من الجرائم وعلى رأسها جريمة الخيانة العظمى» على حسب ما قال مقيم الدعوي.
كما قررت محكمة القضاء الإداري تأجيل نظر الدعوى التي تطالب بإسقاط الجنسية عن يحيى السيد إبراهيم موسى ومحمد مصطفى حامد المتحدث باسم وزارة الصحة في عهد الرئيس الأسبق محمد مرسي لاتهامهم بالتخطيط لعملية اغتيال النائب العام هشام بركات، لجلسة 4 يوليو/تموز المقبل.

دعوى قضائية لإسقاط الجنسية عن آية حجازي ووقف أخرى ضد القرضاوي ومنصور

تامر هنداوي

لبنان: طرح انتخابي مختلط للحزب التقدمي الاشتراكي يستبق التهويل بالتمديد والفراغ وموقف مفاجىء لبطريرك الموارنة

Posted: 23 Apr 2017 02:23 PM PDT

بيروت – « القدس العربي »: دخل الحزب التقدمي الاشتراكي على خط المبادرات فطرح صيغة لقانون مختلط يعتمد انتخاب 64 نائباً على أساس الأكثرية في 26 دائرة و64 نائباً على أساس النسبية في 11 دائرة، مع التأكيد على المناصفة في التوزيع الطائفي والمذهبي. وفي وقت تريثت القوى السياسية في إبداء رأيها فيه ذكر خبراء أن هذا الطرح الذي يعتمد معياراً واحداً لا يؤمن للمسيحيين أكثر من 42 نائباً بأصواتهم من أصل 64 .
وعن الأسباب الموجبة والمعايير قال معد الاقتراح هشام ناصر الدين: «يحمل هذا الإقتراح صيغة وسطية بين النظام الأكثري بالكامل والنسبي بالكامل، ويراعي توازن في التوزيع العام للمقاعد بحيث لحظ 64 مقعداً على النظام الأكثري و64 مقعداً على النظام النسبي .كما يراعي التوازن في توزع مقاعد المذاهب والطوائف مناصفة بين الأكثري والنسبي .وفي الدوائر جعل الاقتراح المقاعد مناصفة بين النظامين الأكثري والنسبي.
ولأن العدالة المطلقة مستحيلة التحقيق جرى تصحيح بعض الخلل على حساب الأقضية ذات اللون الطائفي والمذهبي الواحد للمحافظة على التوازن المقصود في المناطق والدوائر المختلطة ، وعلى سبيل المثال لا الحصر نقل مقعد الأرمن الكاثوليك في بيروت الأولى من النظام النسبي إلى النظام الأكثري.
ويحافظ هذا الإقتراح على مستوى معقول من النقاش الإيجابي بين المذاهب في الدائرة الواحدة، والشعور بحاجة أي فريق إلى التواصل والحوار مع الفريق الآخر، بعيداً عن حسابات الربح والخسارة والتصنيف المذهبي من خلال الإنتماء السياسي. ومن ناحية ثانية يضمن هذا الإقتراح لما يسمّى بالأقليات المذهبية أو الطائفية التأثير الإنتخابي من خلال الإقتراع النسبي والصوت الأفضلي. وفي المحصلة فإن أي إنتخابات لا تقوم على تحالفات سياسية ووطنية لا تعبر عن التمسك بالعيش المشترك والوحدة الوطنية. وبالتالي لا تقدم أي ضمانة لإستقرار الصيغة اللبنانية المميزة».
وأكد الوزير غازي العريضي « إننا لا نريد التمديد ولا نريد الفراغ وهذا الموقف ليس جديداً، وفي الوقت ذاته لا نريد ولا نقبل ان يكون البلد تحت أي شكل من اشكال التمديد او التهويل او التخويف، ليس ثمة مصلحة لأحد في البلد في هذا الامر لا أحد بالمطلق على مستوى المواطنين وعلى مستوى القوى السياسية وعلى مستوى المؤسسات الدستورية، الرئاسة، المجلس النيابي والحكومة، كلنا جميعاً لذلك لاننا لا نريد وقلت في البداية لا تمديد ولا فراغ ولا تضييع وقت ولاننا لا نريد لا التمديد ولا الفراغ ولا تضييع الوقت».
وأضاف « يجب أن نستفيد من كل لحظة، نحن جميعا ورشة عمل مفتوحة، تشاور مفتوح، حركة دائمة مفتوحة، مكثفة أكثر من اي وقت سابق حتى نصل إلى اتفاق قبل 15 أيار / مايو وثانياً نحن في تواصل مع كل القوى السياسية «. وسأل « ماذا نفعل هل نترك البلد ينتظر مشاريع اخرى ايضا لا نتفق عليها ثم نصل إلى الحائط المسدود ونعود إلى اجواء التشنجات او إلى الشارع، كل ذلك لا مصلحة للبلد فيه بالعكس قلنا لم نتفق فلنذهب إلى مبادرة جديدة وثانية وثالثة».
وتابع العريضي « نعلن باسم الحزب الاشتراكي لاعلاقة لنا بالستين ولو كان الأمر غير ذلك ولكنا بكل شجاعة وجرأة قلنا نتمسك بالستين لان معروف ان البعض يريد الستين لكن لا يعني ذلك ومعروف ان البعض لا يريد الستين بالمطلق. يعني في الحالتين لا يمكن ان يكون قاعدة للتوافق بين القوى السياسية استبعدنا بكل واقعية عن هذا الموضوع وبكل مقارباتنا ومواقفنا ثم هذا هو المشروع الذي يقدم اليكم وهو يناقض قانون الستين لكن اذا لم نصل إلى اتفاق في 15 أيار ماذا نفعل؟ والخيارات التي سمعنا عنها التمديد نحن لا نريد التمديد، الخيار الثاني الفراغ كنا اول من قال ان اخطر ما يمكن ان يطرح هو الفراغ «.
وبعد إعلان اقتراح الاشتراكي لوحظ أن القوى السياسية تريثت في الحكم على هذا الطرح. وغرّد رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل بالقول «بمجرد أن يبادر الحزب التقدمي الاشتراكي في قانون الانتخاب ويقدم اقتراحا او افكاراً، بمعزل عن رأينا فيها، فهذا شيء إيجابي ويشكل خطوة إلى الامام».
وأفيد أن «حزب الله» الذي يطالب بالنسبية الكاملة كلّف جهات مختصة في الحزب بدرس الصيغة.
تزامناً ، وخلافاً لرأي القادة الموارنة اعتبر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أنه «ليس عيباً الاقرار بالفشل اذا لم يتم التوصل إلى اقرار قانون جديد للانتخابات والذهاب إلى الانتخابات وفق القانون الساري». وأضاف الراعي في عظة أمس الأحد: «نعوّل على حكمة الرئيس ومسؤوليته لتجنيب البلد أي أزمة سياسية او اقتصادية مرتبطة بقانون الانتخاب». ولقي موقف الراعي انتقادات واسعة في صفوف بعض الناشطين المسيحيين على مواقع التواصل الاجتماعي.
أما مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان فقال: «كنا نشكو من تعطيل الرئاسة فلا نريد أن نشكو من جديد من تعطيل مجلس النواب والحكومة اذ ليس من أي حق فريق أن يعطل مؤسسة دستورية».

لبنان: طرح انتخابي مختلط للحزب التقدمي الاشتراكي يستبق التهويل بالتمديد والفراغ وموقف مفاجىء لبطريرك الموارنة

سعد الياس

القطريون يحتفون بانتهاء «المحنة» وعودة أهاليهم بعد 16 شهراً من الترقب والقلق

Posted: 23 Apr 2017 02:22 PM PDT

الدوحة ـ «القدس العربي»: تشهد العاصمة القطرية الدوحة وضواحيها احتفالات بهيجة للأسر والقبائل، احتفاء بعودة المواطنين الـ 26 الذين اختطفوا بالعراق، سالمين إلى وطنهم. وتحولت المناسبة إلى «عيد وطني»، تداعت له كل المؤسسات والجمعيات لنشر التهاني.
وتصدر الحدث تصريحات المسؤولين الأجانب، حيث لم تفوت الرئيسة الكرواتية ووزير الدفاع الأمريكي الفرصة لتهنئة قطر، قيادة وحكومة وشعباً على عودة أبنائها، وانتهاء محنة امتدت 16 شهراً كاملاً. وفي أجواء تشبه الاحتفالات بالعيد الوطني لقطر المصادق ليوم الـ 18 كانون أول/ديسمبر من كل عام، زيّنت الأعلام الوطنية واجهات المنازل، والسيارات، وأقامت العديد من العائلات والقبائل «العرضة»، احتفالات بعودة أبنائهم سالمين، وانتهاء 16 شهراً من «الترقب» و»القلق» و»الخوف» على مصير المختطفين.
وأفردت الصحف المحلية القطرية صفحات بالجملة، احتفاء بعودة المواطنين القطريين سالمين إلى وطنهم، وتسابقت القبائل وعديد المؤسسات الحكومية والخاصة، وحتى الشركات الأجنبية لنشر صفحات دعائية عبر مختلف الصحف المحلية، ووسائل
الإعلام المرئية لتهنئة أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بعودة القطريين سالمين إلى وطنهم. كما لم يفوت عديد السفراء المناسبة لتوجيه تهائنهيم باسم دولهم لدولة قطر قيادة وحكومة وشعبا.
وأجمعت الصحف المحلية على وصف الحدث بأنه «انتصار جديد للدبلوماسية القطرية» التي نجحت في استعادة مواطينها سالمين، معتبرة أن عودة المختطفين إلى أرض الوطن سالمين، يعكس حرص أمير قطر على مواطنيه، وتحقيق نجاح دبلوماسي آخر، يضاف إلى النجاحات التي حققها بفضل نظرته الثاقبة ومواقفه الواضحة والثابتة تجاه الأزمات المختلفة.
وبدا واضحاً أن عودة القطريين إلى وطنهم سالمين قد فرض نفسه على أجندة لقاء أمير قطر بضيوفه الأجانب، حيث لم يفوت كل من وزير الدفاع الأمريكي ورئيسة كرواتيا ووزير خارجية كازاخستان المناسبة، ليقدموا التهاني للأمير وشعب قطر.
وقد عقد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمس جلسة مباحثات رسمية مع كوليندا جرابر كيتاروفيتش رئيسة جمهورية كرواتيا بالديوان الأميري. ونقلت وكالة الأنباء القطرية أنه في بداية الجلسة، أعربت الرئيسة الكرواتية عن تهانيها لأمير قطر على عودة المواطنين القطريين الذين كانوا قد اختطفوا في
العراق سالمين إلى الوطن، وثمنت العلاقات الوطيدة بين البلدين وأكدت الرغبة في تعزيز وتطوير تلك العلاقات إلى آفاق أرحب. كما وجهت الرئيسة كوليندا جرابر كيتاروفيتش الدعوة للأمير لزيارة كرواتيا وقد رحب أمير قطر بالرئيسة والوفد
المرافق لها وأعرب عن قبوله الدعوة لزيارة كرواتيا وعن ثقته بأن زيارة الرئيسة الكرواتية لبلاده، تعد خطوة هامة ستسهم في دعم وتطوير التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.
كما تم خلال الجلسة بحث سبل تعزيز علاقات التعاون والصداقة، بين البلدين، لا سيما في المجالات السياسية، والاقتصادية، والاستثمارية، والبيئية، كما تناولت المباحثات أبرز القضايا على الساحتين الإقليمية والدولية ومواقف البلدين
تجاهها.
وفي ختام المباحثات قامت الرئيسة الكرواتية بتقليد أمير قطر الوسام الكبير للملك توميسلاف مع الوشاح والنجمة الكبرى، وهو أعلى وسام في جمهورية كرواتيا. وشهد أمير قطر والرئيسة الكرواتية التوقيع على اتفاقية بين حكومتي البلدين للتعاون في مجال حماية البيئة والطبيعة، ومذكرة تفاهم بين غرفة قطر والغرفة الاقتصادية الكرواتية. على الجانب الآخر، تسلم أمير قطر رسالة خطية من الرئيس نور سلطان نزارباييف رئيس جمهورية كازاخستان، تتضمن دعوة أمير قطر لحضور القمة الأولى للعلوم
والتكنولوجيا لمنظمة التعاون الإسلامي التي ستعقد في مدينة استانا، سلمها إياه خيرات عبدالرحمنوف وزير الخارجية الكازاخستاني.

القطريون يحتفون بانتهاء «المحنة» وعودة أهاليهم بعد 16 شهراً من الترقب والقلق

يُقتلون مرتين

Posted: 23 Apr 2017 02:21 PM PDT

بعد الفلسطينيين يوجد لإسرائيل ضحايا آخرون وهم القتلى اليهود الذين قتلهم النازيون. هم ضحايا القيادة وسوء الاستغلال والتجنيد القسري والابتزاز، وكل ذلك من اجل تبرير طرد الشعب الفلسطيني من وطنه. وبسبب أن الطرد لم ينجح كليا، يجب تبرير تركيزهم القسري في كانتونات منفصلة عن بعضها، والقصف المتواصل للمعسكر المغلق غزة، وقصف لبنان وقتل الآلاف، قتلانا لا يمكنهم الاعتراض. الناجون (الذين ما زالوا على قيد الحياة) والكثير من أقرباء القتلى يؤمنون بأن إسرائيل تحترم ذكرى موتاهم. والاغلبية الحاسمة تصمت على ما تفعله إسرائيل. أما والداي اللذان لم يسكتا فقد توفيا قبل 16 و20 سنة.
إن الاستغلال عنيف ومستمر للضحايا، الفلسطينيون ومؤيدوهم ينفون حدوث الكارثة أو يُقللون من عدد ضحايا النازية. وقد قال لي صديق فلسطيني ذات مرة: لأن إسرائيل كذبت كثيرا بخصوص النكبة وحياة الفلسطينيين في البلاد قبل كارثتهم، فإن الاستنتاج الطبيعي هو أنها اختلقت قتل الشعب اليهودي. كذبت واستغلت الكذب من اجل تبرير طرد الشعب الفلسطيني. أو على الأقل بالغت في الأمر. الفلسطينيون على يقين بأن مئة ألف قد قُتلوا، وعلى الأكثر مليون شخص، وبالتأكيد ليس ستة ملايين، وهكذا يتم محو الضحايا اليهود.
بسبب اتجار إسرائيل بسيرة الشعب اليهودي، فإن من يعارضون إسرائيل وسياستها، ايضا رجال يسار إسرائيليون وفي خارج البلاد، يميلون إلى انكار العدد الكبير للقتل والقمع اثناء فترة الرايخ الثالث القصيرة، 12 سنة فقط، والتي سادت فيها أنماط قتل واحتلال وتفوق، ودول قومية، ومكاسب رأسمالية والدوافع غير العقلانية والايديولوجيات الطاهرة التي طورتها اوروبا على مدى مئات السنين من التوسع الرأسمالي.
عندها يتم توبيخ الضحايا بسبب نسيان ملايين ضحايا العبودية والكولونيالية، ويقولون إن الفلسطينيين ليسوا هم المسؤولين عن موتهم. هذا رد طبيعي على النجاح المشكوك فيه لإسرائيل في السيطرة على قتل الشعب اليهودي باعتباره الأمر الاكثر فظاعة في تاريخ البشرية.
هذا طبيعي، لكنه ليس عادلا، لأن الرد المناسب على الاحابيل والخداع هو الاستمرار في رؤية جميع المستويات. إن من يعارضون إسرائيل يتنافسون على هرم الضحايا الذي انشأته. الكارثة الاولى التي قامت بها المانيا كانت ضد شعوب الههرو والناما في افريقيا، وستالين قام بقتل عدد لا يقل عن ذلك من شعوب الامبراطورية السوفييتية. ويجب علينا أن لا ننسى ليوفولد الثاني من بلجيكا والملايين العشرة الذين قتلهم في الكونغو، والعبيد الافارقة في أمريكا، والمثليين.
كل شيء صحيح وقبيح إلى درجة اليأس، لكن كل ذلك لا يلغي حقيقة أن جميع يهود العالم كانوا هدفا لخطة قتل مدروسة ومفصلة. وجزء من هذا الهدف «تحقق» بطرق لا يمكن تخيلها.
إن هذه حقيقة تاريخية، وليست اقوال تطالب بالتضامن بأثر رجعي، أو الشفقة وتبرير النكبة. الرايخ الالماني الثالث وعمليات القتل التي قام بها هي جزء من الخلفية والسياق التاريخي من اجل اقامة دولة إسرائيل. ليس فقط سايكس بيكو ووعد بلفور والامبريالية الصهيونية. ففي السياق التاريخي يوجد ايضا رفض أمم العالم استيعاب اللاجئين اليهود في حدودها، حيث كان لا يزال بامكانهم الهرب.
صحيح أن الحركة الصهيونية، كحركة استيطان، استمدت الالهام من الكولونيالية الاوروبية، بما في ذلك الاستخفاف بالشعوب الأصلية غير البيض، نشأت قبل الرايخ الثالث. ولكن إلى حين قتل الشعب اليهودي فإن أقلية من اليهود اختاروها كحل لمشكلة اللاسامية والمطاردة في اوروبا. أو بالطريقة التي قدمت بها نفسها، حركة تحرر وطني. وكانت لهم حلول اخرى في الشتات الذي اختاروا البقاء فيه. رغم الصلة الدينية والتقليدية مع البلاد المقدسة: الهجرة، الانفصال، الحكم الذاتي الثقافي، النضال الاشتراكي والشيوعي.
هل كان باستطاعة إسرائيل أن تنشأ بدون اللاجئين اليهود بعد العام 1945، والذين لم يكن لهم مكان يلجؤون اليه، هل كان يمكن لإسرائيل أن تقوم بدون تصويت الأمم المتحدة وبدون الاموال الطائلة التي حصلت عليها من المانيا؟.
الصهاينة العقائديون والفلسطينيون العقائديون المناهضون للصهيونية يلتقون في نقطة واحدة وهي أنهم يعتقدون أن إسرائيل هي نتاج تلقائي للصهيونية، تجسيدا للايديولوجيا. فهؤلاء يقولون إن هذه مؤامرة وحشية، وأن السياسة الحالية هي استمرار مباشر للتطهير العرقي في العام 1948، الذي تم التخطيط له قبل ذلك بكثير. واولئك يعتقدون أن الصهيونية هي حركة محقة وعادلة وأن قتل الشعب اليهودي هو برهان آخر على عدالتها، لكن ليس سبب اقامة الدولة.
حسب رأيي لم يكن باستطاعة إسرائيل القيام بدون اعمال القتل النازية. عمتي سرافينا وزوجها وابنها تم أخذهم من منزلهم في سراييفو، وقتلهم هناك. جدي يعقوب ميخائيل مات وحيدا في مخبأ في سراييفو. وجدتي رفقه ايتاس وخالتي روزا تم أخذهما من بيتهن في بلغراد. وقد اعتقدت دائما أنه تم قتلهما في اوشفيتس. وسمعت قبل بضع سنوات بأن النازيين قاموا بوضعهم في شاحنات مع وجود العادم في الداخل، حيث سافرت الشاحنات ذهابا وايابا قرب مطار بلغراد.
لقد تم قتلهما وقتل جميع اليهود لكونهم يهودا فقط، وليس من اجل قيام الدولة التي تثبت كل يوم أن ما قاله ويقوله المناهضون للصهيونية، صحيح.

عميره هاس
هآرتس 23/4/2017

يُقتلون مرتين

صحف عبرية

القضاء الإداري يرفض عودة «الجزيرة مباشر مصر» للعمل

Posted: 23 Apr 2017 02:21 PM PDT

القاهرة ـ « القدس العربي»: قضت محكمة القضاء الإداري، في مصر أمس الأحد، بعدم قبول الدعوى المقامة من محمد عبد الستار، الممثل القانوني لقناة «الجزيرة مباشر مصر» القطرية، لاستعادة ترخيصها، بعد أن سحبته الهيئة العامة للاستثمار. واختصمت القناة في دعواها التي حملت رقم 33539 لسنة 68 قضائية، الهيئة العامة للاستثمار، ورئيس المنطقة الحرة، ومدير مكتب السجل التجاري في القاهرة.
وقال محمد عبد الستار الممثل القانوني للقناة في الدعوى، إن رئيس المنطقة الحرة للاستثمار ألغى الترخيص الصادر لبث قناة «الجزيرة مباشر مصر» من داخل جمهورية مصر العربية بالمخالفة للقانون، وأن رئيس الهيئة أخطر القناة بتقنين أوضاعها مع الاشتراطات المطلوبة لعمليات البث، ما نفذته إدارة القناة، إلا أن جهة الإدارة تعسفت وقررت إلغاء الترخيص.

القضاء الإداري يرفض عودة «الجزيرة مباشر مصر» للعمل

تامر هنداوي

إنزال أمريكي قرب البوكمال يفشل في تحقيق هدفه

Posted: 23 Apr 2017 02:20 PM PDT

غازي عنتاب – «القدس العربي» : أفادت مصادر خاصة إن القوات الأمريكية نفذت، الثلاثاء الماضي، انزالاً جوياً قرب مدينة البو كمال على الحدود السورية – العراقية بأربع مروحيات لاعتقال قيادات في تنظيم الدولة.
وقالت إن المروحيات الأربع كانت مغطاة بحماية مكثفة من عدة طائرات مقاتلة «من بينها طائرة من طراز A-10 التي تتسلح برشاش آلي في مقدمها لمعالجة الأهداف القريبة المتحركة» واصفة الانزال بأنه «صغير في حجم قوته قياسا إلى الانزالات الأخرى».
وكشفت المصادر «ان الشخصية المستهدفة ليست من القيادات الأمنية أو العسكرية في التنظيم حسب المعلومات التي توافرت للقوة التي نفذت الانزال انما كانت لمسؤول ادراي محلي يعمل في المجال الإعلامي تواجد في منطقة الانزال برفقة عدد من المسلحين المكلفين حمايته».
وأضافت إن اشتباكا «خفيفا» حصل بين قوات الانزال وحرس المسؤول الإداري الذين «نفذ أحدهم تفجيراً بسترته الناسفة»، لكن المصادر قالت ان المعلومات المتوافرة «لم تحدد ما اذا كانت هناك خسائر في صفوف قوة الانزال».
وكان الإنزال قد تم باعتراض «موكب» الشخصية الإدارية الذي «كان ساعتها في اجتماع بعيد عن موقع الانزال إلى حد ما».
وعلى ما يبدو فان القوات الأمريكية «اخطأت في تقدير أهمية هذه الشخصية، أو أنّها تلقت معلومات غير دقيقة»، كما أنه ليس من المعروف أن القوات الأمريكية «تطارد شخصيات قيادية من غير قيادات التنظيم الأمنية والشرعية والعسكرية والتي لها صلة بجوانب الموارد المالية للتنظيم».
يذكر أن مواقع التواصل الاجتماعي تناقلت معلومات عن قيام القوات الأمريكية بتنفيذ عملية برية قرب مدينة الميادين في محافظة دير الزور قتل فيها «أحد مقاتلي التنظيم بعد محاولة اعتقاله، وهو من أوزبكستان يشتبه بعلاقته بهجوم ليلة رأس السنة في إسطنبول»، لكن المصدر الخاص نفى صحة هذه المعلومات، وقال إن القوات الأمريكية لم تنفذ أي هجوم قرب مدينة المياديـن.
من جهة أخرى تحدث المصدر عن «سلسلة من الانزالات التي نفذتها قوات أمريكية منذ شهرين تركزت في معظمها قرب المناطق الحدودية المشتركة مع العراق والأردن في منطقة التنف في صحراء محافظة حمص جنوب مدينة البو كمال التابعة لمحافظة دير الزور».
وقال ان مناطق الانزالات تشير إلى بحث القوات الأمريكية عن «معسكرات أو مواقع تابعة لتنظيم الدولة في إطار التمهيد لعملية عسكرية واسعة على مناطق التنظيم في البادية الشرقية».

إنزال أمريكي قرب البوكمال يفشل في تحقيق هدفه

عبدالله العمري

الحمد الله يستقبل عالم الذرة الفلسطيني منير نايفة ويشيد بإسهاماته

Posted: 23 Apr 2017 02:20 PM PDT

رام الله – «القدس العربي»: استقبل رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، أمس في مكتبه برام الله، عالم الذرة الفلسطيني البروفيسور منير نايفة، وأشاد بالأعمال والاختراعات العديدة التي عمل عليها البروفيسور نايفة وإسهامها في خدمة البشرية، مؤكدا اعتزاز شعبنا به وبجميع العلماء والمبدعين الفلسطينيين الذين يشكلون نموذجا للعطاء والمقدرة على الإنجاز، ورفع اسم فلسطين عاليا رغم تحديات الاحتلال. ويعتبر البروفيسور منير نايفة من العلماء المرموقين في مجال تكنولوجيا النانو، مسجلا العشرات من الاختراعات في الولايات المتحدة الأمريكية. وكان الرئيس محمود عباس قد كرم مساء يوم الخميس الماضي في مقر الرئاسة برام الله البروفسبور نايفة وسام نجمة الاستحقاق لدولة فلسطين، بحضور عائلته، وأمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم، ونائب رئيس الوزراء زياد أبو عمرو، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الإبداع والتميز عدنان سماره، ومستشار الرئيس الدبلوماسي مجدي الخالدي.
ومنح البروفيسور نايفة، نجمة الاستحقاق، تقديراً لإسهاماته في خدمة البشرية ومكانته العلمية الرفيعة، وتثميناً لأعماله التي رفعت اسم فلسطين عالياً، مما شكل نموذجاً لأبناء شعبه الذي يستحق أن تكون له دولة تليق بنضاله وعطائه.
ومنير نايفة من قرية شويكة في محافظة طولكرم شمال الضفة الغربية، وهو ينتمي إلى أسرة من العلماء ومنهم شقيقه البروفيسور علي نايفة الذي وافته المنية أواخر مارس/ آذار الماضي عن عمر يناهز 83 عاما في العاصمة الأردنية عمان، وشقيقه الكتور عدنان نايفة، وعدد من ذريتهم.

الحمد الله يستقبل عالم الذرة الفلسطيني منير نايفة ويشيد بإسهاماته
بعدما قلده الرئيس نجمة الاستحقاق لدولة فلسطين

اليمن: هادي يلتقي محافظي المحافظات المحيطة بالعاصمة صنعاء لترتيب وضعها من أجل تضييق الخناق على الانقلابيين قبل معركة الحسم

Posted: 23 Apr 2017 02:20 PM PDT

تعز ـ «القدس العربي»: عقد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس اجتماعا مطولا مع محافظي المحافظات الرئيسية المسيطرة على مداخل العاصمة صنعاء من الجهات الأربع، لترتيب وضعها من أجل تضييق الخناق على الانقلابيين الحوثيين وقوات صالح الذين يتخذون من العاصمة صنعاء مقرا لهم.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) الحكومية ان هادي اجتمع أمس بمحافظي محافظات مأرب سلطان العراده وحجه عبدالكريم السنيني وذمار علي القوسي وريمة محمد علي الحوري و إب عبدالوهاب الوائلي وصعده هادي طرشان والتي تقع جميعها في مناطق محيطة بالعاصمة صنعاء من جهات الشمال والشرق والغرب والجنوب. واستعرض الرئيس هادي أمام المحافظين صورة التطورات العسكرية الميدانية المختلفة التي تشهدها الجبهات في مختلف المحافظات والمكاسب العسكرية التي تحققها القوات الحكومية المسنودة بقوات المقاومة الشعبية وبدعم واسناد من قوات دول التحالف العربي.
وحث هادي المحافظين على بذل قصارى الجهود المضاعفة في اطار العمل الميداني والالتحام بالمقاومة والشعب لتلمس اوضاعهم وشد من ازرهم. وشدد هادي على ضرورة «توحيد الامكانات والجهود لتحقيق الهدف الاسمى وهو تحرير كافة محافظات الوطن من براثن القوى الانقلابية الغاشمة التابعة للحوثي وصالح والمدعومة من إيران».
ووجّه هادي بتقديم كافة التسهيلات وحل العديد من القضايا والملفات العالقة التي يمكن انجازها بشكل عاجل لتحقيق العديد من المهام و«النجاحات والانتصارات المأمولة في مختلف الميادين والجبهات العسكرية والقضايا المجتمعية والتنموية والمعيشية لخدمة المواطن والمجتمع».
وطالب هادي الجميع ببذل الجهود المضاعفة «للارتقاء إلى مستوى التحديات التي تتربص بشعبنا لتحقيق التطلعات التي اجمع عليها شعبنا في اطار يمن اتحادي عادل ومستقر».
وعلمت (القدس العربي) من مصدر سياسي مقرب من صناعة القرار في اليمن ان لقاء هادي أمس بمحافظي المحافظا يأتي في إطار ترتيب البيت الداخلي للفترة المقبلة وبالذات فترة ما بعد المعركة الحاسمة التي تستعد الحكومة لتحقيقها خلال هذا العام.
وقال «ان الحكومة تعتبر العام الحالي هو عام الحسم وأن كل الأطراف المحلية والإقليمية والدولية وفي مقدمتها الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة مصرة على إنهاء الحرب في اليمن خلال العام الحالي ولذا اتخذت الحكومة اليمنية خطوات متسارعة في هذا الاتجاه وخططا شاملة لحسم الأمور خلال الشهور المقبلة».
ورجّح أن يكون الحسم عسكريا لصالح القوات الحكومية، وأن التحركات العسكرية الراهنة التي تجري على الأرض ما هي إلا خطوات عملية لتحقيق هذه الأهداف والخطط التي رسمت سلفا ويتم تنفيذيا بشكل متسارع للسباق مع الزمن».
وأوضح ان اجتماع هادي يوم أمس مع محافظي المحافظات ما هو الا خطوة لتأهيل هذه المحافظات لوجستيا وعسكريا واقتصاديا، لإطباق الحصار على العاصمة صنعاء التي يتمركز فيها الانقلابيون الحوثيون وصالح، مع اقتراب موعد الحسم الذي تتجه الحكومة لإنجازه في القريب العاجل.
وأشار إلى ان التحركات العسكرية المتسارعة التي تقوم بها القوات الحكومية وبدعم من قوات المقاومة الشعبية ومساندة قوات التحالف العربي في جبهات الشريط الساحلي الغربي لليمن، بدءا من محيط مدينة المخا، وانتهاء بمنطقة ميدي وكذا سيطرة القوات الحكومية على أغلب الجزر في البحر الأحمر، ما عدا جزيرة كمران التي لا زالت بيد الانقلابين الحوثيين وقوات صالح.
وأكد أن كل هذه التحركات العسكرية ما هي الا «مقدمات وإرهاصات لمعركة الحسم» المقبلة التي تثبت الأيام انها أصبحت قاب قوسين، وأن الشهور المقبلة كفيلة بتحقيق الكثير من الانجازات على الصعيد العسكري لصالح القوات الحكومية، واستبعد أي توجه مقبل للحلول السياسية في ظل المعطيات الراهنة بعد أن أضاع الانقلابيون الحوثيون وصالح العديد من الفرص «التي قدمت لهم على طبق من ذهب» عبر المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ، ولكنهم لم يستغلوها وطمعوا في تحقيق المزيد حتى أضاعوا الفرص التي أتيحت لهم، على حد تعبيره.

اليمن: هادي يلتقي محافظي المحافظات المحيطة بالعاصمة صنعاء لترتيب وضعها من أجل تضييق الخناق على الانقلابيين قبل معركة الحسم

خالد الحمادي

«هيومان رايتس ووتش»: المغرب يضيّق الخناق على المنظمات غير الحكومية

Posted: 23 Apr 2017 02:19 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: قالت منظمة حقوقية دولية إن المغرب يوسع آليات حقوق الإنسان الخاصة به لكنه يضيق الخناق على المنظمات غير الحكومية.
وأوضحت منظمة «هيومان رايتس ووتش» في تقرير تحت عنوان «مهزلة إحياء وزارة حقوق الإنسان» أن الحكومة المغربية الجديدة تضمنت وزارة حقوق الإنسان، التي ألغيت فى عام 2002 بعد أن تم العمل بها لمدة 100 سنة. وتنضاف هذه الوزارة إلى مجموعة من الهيآت الحكومية لحقوق الإنسان التي تضم «المندوبية الوزارية المكلفة بحقوق الإنسان» و«المجلس الوطني لحقوق الإنسان» و«مؤسسة وسيط».
وأشارت المنظمة إلى أنه «في الوقت نفسه، دأب المغرب على خنق أنشطة منظمات غير حكومية مستقلة تدافع عن حقوق الإنسان». وأوضحت أنه منذ 2015، منعت السلطات عشرات الأنشطة التي نظمتها «الجمعية المغربية لحقوق الإنسان»، أكبر جمعية حقوقية في البلاد وأكثرها انتقاداً. وتعرّضت أنشطة بعض المنظمات الأخرى، مثل «التنسيقية المغاربية لمنظمات حقوق الإنسان»، للعرقلة بسبب رفض الإدارة تسلم الوثائق التي يُطلب منها تقديمها.
وقال التقرير انه في 2015، طردت السلطات باحثيْن من «منظمة العفو الدولية»، ورفضت منذ ذلك الحين السماح للمنظمة بدخول البلاد من دون قيود لإجراء أبحاث، رغم أنه كان لها ذلك في السابق، كما طلبت منها السلطات المغربية تعليق أنشطتها في البلاد، متهمة إياها بالتحيز وعدم تقدير التقدم الذي حققه البلد في مجال حقوق الإنسان. وأكدت المنظمة الحقوقية الامريكية أنه ليس هناك أي اعتراض على وزارة حقوق الإنسان، أو أي هيئة رسمية أخرى لحقوق الإنسان. لقد بذل المجلس الوطني لحقوق الإنسان في المغرب، على وجه الخصوص، الكثير من أجل رفع الوعي الشعبي والرسمي بالمشاكل وتخفيفها في بعض الحالات، لا سيما في ما يتعلق بمحنة المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء. لكن إحياء وزارة حقوق الإنسان، في الوقت الذي تعيق الحكومة هيئات مراقبة حقوقية مستقلة، يعيد إلى الأذهان رواية «1984» لـجورج أورويل، خاصة وزارتي الحقيقة والسلام.
وافترضت «هيومن رايتس ووتش» أنه في حالة ما إذا كان المغرب جادا في تبني القيم الدولية لحقوق الإنسان، عليه أن يرحب بتدقيق جمعيات حقوق الإنسان الدولية والمحلية. وخصص رئيس الحكومة المغربية الدكتور سعد الدين العثماني، حقيبة لحقوق الانسان في حكومته التي عينت يوم 12 نيسان/ ابريل الجاري يحملها مصطفى الرميد وزير الدولة (مساعد رئيس الحكومة) والذي كان يتولى سابقا حقيبة العدل هذه الوزارة، تنضاف إلى مجموعة من الهيئات الحكومية لحقوق الإنسان التي تضم «المندوبية الوزارية المكلفة بحقوق الإنسان» و»المجلس الوطني لحقوق الإنسان» و»مؤسسة وسيط».
واعتبر نوفل البوعمري الناشط الحقوقي المهتم بملف قضية الصحراء لـ»القدس للعربي»، أن «هيومن رايتس ووتش»، في مختلف تقاريرها المتعلقة بالصحراء، تحاول توفير تغطية «حقوقية» لمطلب توسيع مهام بعثة المينورسو ليشمل مراقبة حقوق الإنسان، و رغم اعترافها المحتشم بتطور الوضع الحقوقي في المنطقة وبما يقوم به المجلس الوطني لحقوق الإنسان باعتباره آلية وطنية للحماية والنهوض بحقوق الإنسان، إلا أنها تعتبر نفسها معنية بشكل مباشر بتوسيع مهمة المينورسو، حيث أن تركيزها في التقرير و مختلف التقارير على الأقاليم الصحراوية، مغاير لطريقة تناولها لوضعية حقوق الإنسان في مخيمات تندوف، التي تفتقر لكل المقومات البسيطة التي تضمن العيش الكريم لسكانها، بل «هيومن رايتس» منعت كما منعت منظمة العفو الدولية (امنستي) من دخولها، على عكس المغرب الذي يرحب بها و بأنشطتها. وقال «لكل هذه الاعتبارات، يظل تقريرها للأسف غير محايد و غير جدي و مفتقداً للمهنية، و تريد من خلاله المنظمة لعب دور سياسي في المنطقة أكثر منه حقوقي».

«هيومان رايتس ووتش»: المغرب يضيّق الخناق على المنظمات غير الحكومية

فاطمة الزهراء كريم الله

نتنياهو يحرض على الأسرى وعضو كنيست تحذر السلطة الفلسطينية من ضغوط أمريكية

Posted: 23 Apr 2017 02:19 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»: في لقاء مع الصحافي المحافظ شون هانيتي من شبكة فوكس نيوز دعا رئيس حكومة  الاحتلال بنيامين نتنياهو السلطة الفلسطينية لإثبات التزامها بالسلام من خلال وقف تحويل المخصصات للأسرى الفلسطينيين ولعائلاتهم لاعتبارهم «مخربين» فيما حذرت عضو كنيست عربية السلطة الفلسطينية من ضغوط أمريكية وإسرائيلية.
ولم يوضح نتنياهو ما إذا كان وقف تحويل المدفوعات للأسرى يعتبر شرطا مسبقا لاستئناف المفاوضات. نتنياهو الذي يواصل التحريض على الأسرى قال إن اعتبار مروان البرغوثي مناضل حرية مثله مثل القول إن بشار الأسد طبيب أطفال. وأضاف في اللقاء إنه «يجب على الفلسطينيين اجتياز اختبار السلام»، ويجب على السلطة محاربة الإرهاب ووقف دفع مقابل «الإرهاب» ووقف الدفع للأسرى». وتابع: «يجب عليهم عدم محاولة التلاعب بالأرقام. ما يفعلونه هو إنهم يقولون – حسنا، لن ندفع مباشرة وإنما سندفع لجهة أخرى وهي تدفع للإرهابيين بطريقة التفافية. يجب على الفلسطينيين الاعتراف ووقف دفع المال للمخربين».
وادعى نتنياهو أن هناك فرية في المجتمع الدولي تقول إنه لا يريد السلام، وإسرائيل لا تريد السلام زاعما أن العكس هو الصحيح، وقال إن على المجتمع الدولي تركيز الضغط على الفلسطينيين ومطالبتهم بتحمل مسؤولية أعمالهم. وأضاف «إذا حدث هذا يمكننا القول إننا وصلنا إلى نقطة تحول».
وفي ردّها على تصريحات نتنياهو أكدت النائبة عايدة توما- سليمان (القائمة المشتركة) أن من يعمل على تغذية العنف والكراهية هو وحده رئيس حكومة إسرائيل بدعمه المستمر وغير المحدود للمستوطنات. وأضافت في بيانها» المطالب التي أطلقها نتنياهو في مقابلته المذكورة هي مجرد محاولة أخرى لوضع العقبات أمام أي إمكانيّة لإنهاء الاحتلال والوصول إلى سلام عادل وشامل في المنطقة، وإنه على أرض الواقع، يناضل الشعب الفلسطيني وقيادته الوطنيّة من أجل أسمى الحقوق من حريّة واستقلال وإقامة الدولة المستقلّة وفي المقابل رئيس حكومة الاحتلال وائتلافه الحاكم يشكّل أكبر عقبة أمام إنهاء الاحتلال. وشددت توما – سليمان على أن نتنياهو يدعم ويغذّي العنف والكراهيّة بدعمه غير المحدود لقطعان المستوطنين والمستوطنات ومحاولاته الداعية لسلب وضمّ أراضي الضفّة الغربية».
يشار إلى أن هذه التصريحات تأتي في ظلّ المحاولات الأمريكيّة لسنّ قانون يشترط تقديم المعونات للفلسطينيين بوقف دعم عائلات الأسرى والشهداء. وحول اقتراح القانون الأمريكي أكدت توما – سليمان أن الولايات المتحدة تمارس إرهابها على الشعب الفلسطيني. وأضافت «الولايات المتحدة بإداراتها المتعاقبة لم تكن يومًا طرفًا محايدًا في تاريخ نضال شعبنا الفلسطيني، فإداراتها المتعاقبة اختارت دومًا الاصطفاف إلى جانب حكومات إسرائيل العدوانيّة ضدّ الشعب الفلسطيني وطموحه للحريّة والاستقلال». وحذرت من أنّ ضغوط الإدارة الأمريكيّة على السلطة الفلسطينيّة والتلويح بقطع المعونات هي محاولة مرفوضة للتأثير على استقلاليّة القرار الفلسطيني وتمييعه بما يخدم مصالح الحكومة الإسرائيليّة ومن يقف على رأسها». وخلصت للتأكيد على ضرورة الحفاظ على استقلاليّة القرار الفلسطيني ورهنه بمصالح الشعب الفلسطيني فقط لا غير، وعدم الانصياع إلى الضغوط التي تمارسها الإدارة الأمريكية أو اتباعها في المنطقة بحجج المعونات أو إعادة الإعمار.
وتتواصل داخل أراضي 48 فعاليات تكافل مع الأسرى ويسعى ناشطون لتصعيدها وجعلها أكثر اتساعا مما هي عليه اليوم. واختتمت الحركة الإسلامية داخل أراضي 48 أعمال معسكر الرباط السابع بعمل تطوعي في المقبرة الإسلامية في مدينة  بئر السبع. وتمحورت أعمال المعسكر على بناء وترميم بيوت للعائلات المستورة بالإضافة لمد شبكات كهرباء ومياه للعديد من المنازل في النقب وتعبيد لبعض الشوارع في القرى غير المعترف بها وترميم وصيانة لبعض المساجد ومرافقها.
وأشاد النائب طلب أبو عرار بالعمل وبدوره بتعزيز صمود الفلسطينيين في النقب وارتباطهم  بأرضهم وديارهم وكذلك وبالمحافظة على مقدساتهم. وتابع «لن نترك أهلنا وحدهم يواجهون مخططات التهجير التي تنفذها السلطات الإسرائيلية فكما وقفنا إلى جانبهم في الماضي ها نحن اليوم نقوم بأعمال كبيرة من خلال معسكر الرباط وسنكمل مسيرة العمل والعمران في المستقبل».
وهذا ما أكده زميله النائب عبد الحكيم حاج يحيى الذي قال: «كنا هنا في العالم الماضي وها نحن اليوم نعيد الكرة مؤكدين ومحافظين على هوية هذه الأرض الإسلامية والعربية، وداعمين لأسرنا البواسل في نضالهم ومعركتهم مع السجان بأمعائهم الخاوية.
وتتويجا لمعسكر الرباط قام أبناء الحركة الإسلامية وقادتها بوقفة احتجاجية تضامنية مع أسرى الحرية المضربين عن الطعام في معركة الأمعاء الخاوية مطالبين بالحرية والحقوق الأساسية، حيث رفع المشاركون شعارات تعبر عن دعمهم ومؤازرتهم لمطالب الأسرى العادلة. وقال الشيخ حماد أبو دعابس رئيس الحركة الإسلامية لـ «القدس العربي» إنه من أرض النقب الصامد ومن جانب مقبرة بئر السبع التاريخية من أرض الرباط المستمر من أجل البقاء في النقب، نبعث برقية إجلال وإكبار للإخوة الأسرى المضربين عن الطعام. داعيا الشعب الفلسطيني بكل أماكن تواجده للتكافل مع الأسرى، مشيرا لتضحيتهم بزهرة أعمارهم من أجل وطنهم وكرامة شعبهم وتابع « إنكم بأمعائكم الخاوية تضربون سجانكم الضربة الموجعة، فأنتم بثباتكم تثبتون أن إنسانيتكم وصدقكم أقوى من وسائل قمعهم».

نتنياهو يحرض على الأسرى وعضو كنيست تحذر السلطة الفلسطينية من ضغوط أمريكية

وديع عواودة

مطالبات بتدخل الحكومة العراقية لتحرير 2900 مختطف لدى الميليشيات

Posted: 23 Apr 2017 02:19 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: أثارت قضية إطلاق سراح الصيادين القطريين من خاطفيهم، مطالبة القوى السياسية السنية في العراق، للحكومة بالعمل على إطلاق سراح عراقيين موجودين لدى ميليشيات معروفة يعتقد بأنها هي نفسها التي خطفت القطريين.
فقد طالب النائب عن تحالف «القوى الوطنية»، أحمد السلماني، رئيس الوزراء حيدر العبادي بالتفاوض مع الجهة الخاطفة لعدد من المواطنين في منطقة الرزازة، مؤكداً أن «أهالي المختطفين على استعداد لدفع الفدية بالتعاون مع المنظمات الإنسانية والدولية».
وذكر في بيان صحافي، أن «الوقت بات مهيئاً لإطلاق سراح أكثر من 2900 مختطف من أبناء محافظات الأنبار وصلاح الدين وديالى وشمال بابل ومناطق حزام بغداد، تم اختطافهم في الرزازة ومناطق أخرى أثناء وبعد تحرير هذه المدن من تنظيم داعش الإرهابي، ومضى على اختطافهم ما يقارب ثلاث سنوات».
وأضاف: «نعتقد بأن الجهة التي خطفت وساومت على إطلاق سراح الصيادين القطريين هي ذاتها التي خطفت أبناء مدننا، ورئيس الوزراء على علم بهذا الأمر حسب ما أفاد به شهود أفرج عنهم، حيث كشفوا، بأنهم كانوا مختطفين لدى فصيل مسلح مرتبط بالحكومة». وطالب السلماني، رئيس الوزراء «بلعب دور الوسيط للتفاوض مع الجهة الخاطفة لإطلاق سراح 2900 مختطف عراقي من أبناء مدننا، وإن أهالي المختطفين وبالتعاون مع المنظمات الإنسانية والدولية على استعداد لدفع الفدية التي يتم الإتفاق عليها بين رئيس الوزراء والجهة الخاطفة، فإذا كان القطريون قد اختطفوا اثناء صيدهم، فإن هؤلاء عراقيون قد اختطفوا أثناء هربهم من بطش تنظيم داعش الإرهابي الذي احتل مُدنهم».
واعتبر رئيس لجنة المهجرين النيابية، النائب عن تحالف القوى العراقية، رعد الدهلكي، مشاركة حكومة حيدر العبادي في جهود إطلاق سراح المختطفين القطريين دليل على معرفتها بالجماعات التي تقوم بعمليات الخطف في العراق.
ودعا، في حديث متلفز، الحكومة إلى «ضرورة استغلال علاقاتها وصلاتها والتحرك بشكل مماثل لقضية المختطفين القطريين، بشأن آلاف المختطفين العراقيين من الرزازة وبزيبز ويثرب وغيرها»، مبدياً الاستعداد لدفع الفدية إلى الخاطفين مقابل اطلاق سراح المختطفين.
وطالب الدهلكي، الحكومة ورئيس الوزراء، بالتحرك فوراً وفتح قنوات حوار مع الجماعات التي تخطف الابرياء والتفاوض معهم لاطلاق سراحهم بالطريقة نفسها التي تحركت من خلالها للتفاوض بشأن القطريين.
وكان العديد من النازحين في مخيمات بغداد، أكدوا لـ«القدس العربي» أن «ميليشيات معروفة قامت بخطف المئات من أبنائهم اثناء فرارهم من المناطق الخاضعة لتنظيم الدولة، وخاصة من الانبار غربي العراق، وذلك لدى وصولهم إلى السيطرات الأمنية التي تديرها القوات الأمنية وبعض الميليشيات ضمن الحشد الشعبي». وأشار النازحون إلى أن المعلومات التي حصلوا عليها من بعض النازحين المخطوفين الذين تم إطلاق سراحهم لاحقاً بعد دفع فدية مالية، ذكرت أنهم كانوا محتجزين لدى كتائب «حزب الله» في سجون سرية غير حكومية.
ووفق المعلومات، «القوات الحكومية ليس لها سلطة على تلك الميليشيات التي تقيم سيطرات أمنية خاصة بها وتعتقل من تشاء دون رادع».
وضمن السياق، قال عضو لجنة الامن والدفاع البرلمانية، النائب محمد الكربولي، أن «مناسبة اطلاق سراح المختطفين القطريين شجعتنا إلى تأكيد مطالباتنا للحكومة العراقية بتحمل مسؤولياتها القانونية والاخلاقية والشرعية للتدخل لاطلاق سراح مواطنيها الـ 2900 المختطفين من ابناء محافظات الانبار وصلاح الدين و شمال بابل وديالى وبغداد، أثناء وبعد عمليات تحرير المدن من تنظيم الدولة، والذين نعتقد بانهم لازالوا لدى الجهة التي اختطفت القطريين».
وطالب رئيس الجبهة التركمانية العراقية، أرشد الصالحي، الأجهزة الأمنية في بغداد، بفتح تحقيق بما وصفه بـ»الخروق الأمنية» التي تجري في كركوك.
ودعا في بيان، الأجهزة الأمنية في بغداد إلى «متابعة حوادث الخطف والاعتداءات التي تطال المكون التركماني بكركوك وفتح تحقيق حول هذه الجرائم»، محملاً اللجنة الأمنية في كركوك «مسؤولية ما يجري من أوضاع أمنية متوترة بالمدينة نتيجة تعرض منازل المواطنين التركمان وأماكن عملهم للسطو المسلح وباستمرار دون إجراءات من قبل اللجنة الأمنية التي بقت عاجزة وخاصة بعد أزمة رفع علم كردستان في المحافظة».
ويعتقد مراقبون أن القوة التي خطفت الصيادين القطريين في العراق منذ أكثر من عام، تابعة لكتائب «حزب الله» الشيعية، وكانت مكونة من أكثر من 100 سيارة يقودها رجال مسلحون.

مطالبات بتدخل الحكومة العراقية لتحرير 2900 مختطف لدى الميليشيات

كتالونيا تتخذ قرار استفتاء تقرير المصير وبلد الباسك يطالب اسبانيا بالسيادة المشتركة

Posted: 23 Apr 2017 02:18 PM PDT

مدريد – «القدس العربي» :  تستمر كل من القومية الباسكية والكتالانية في تحدي الحكومة المركزية، وتطرح الأولى نموذجا للسيادة شبيها بما تطالب به اسبانيا حكومة لندن في صخرة جبل طارق أي السيادة المشتركة بينما تؤكد الثانية على استفتاء تقرير المصير من دون الاستشارة مع الحكومة المركزية. وعلاقة بالملف الثاني، أعلنت منذ أيام الحكومة الكتالانية والتي تتمتع بالحكم الذاتي  نيتها تنظيم استفتاء تقرير المصير ابتداء من شهر ايلول / سبتمبر المقبل. وفي هذا الصدد، وقّع أعضاء الحكومة الكتالانية ومعظم الموظفين الساميين على اتفاق ينص على ضرورة تنظيم استفتاء تقرير المصير والتعهد بتطبيق نتائجه، وذلك في تحد للموقف المعارض للحكومة المركزية في مدريد برئاسة ماريانو راخوي وضد قرار المحكمة الدستورية الذي اعتبر كل استفتاء من هذا النوع مخالفاً للدستور. وصرح رئيس حكومة كتالونيا تشارل بويغدمونت أن الاستفتاء سيكون على شاكلة ما تنظمه الديمقراطيات المتقدمة، مشيرا في الوقت ذاته الى عدم الاكثرات بالتهديدات السياسية والقانونية الصادرة عن الحكومة المركزية. وهذه أول مرة تقدم فيها حكومة كتالونيا التوقيع على وثيقة لكل أعضاء هذه الحكومة وموظفين ساميين يتعهدون بتنظيم استفتاء تقرير المصير، وذلك بعدما كان البرلمان قد صوت بغالبية مطلقة على قرار ينص على ضرورة تنظيم الاستفتاء للبقاء ضمن اسبانيا أو الاستقلال.
ويعتبر هذا أكبر تحد سياسي حتى الآن من كتالونيا لمدريد لأنه يتضمن خطوات عملية وتحمل المسؤوليات الناتجة عنها. وفي ملف قومي آخر، يطرح الحزب القومي الباسكي الحاكم في إقليم بلد الباسك شمال البلاد والمتاخم لفرنسا تحدياً جديداً، إذ يقترح سيادة مشتركة بين حكومة باسكية والحكومة الإســـبانية.
واستوحى هذا المقترح الذي تقدم به مؤخراً من المقترح نفسه الذي تقدمت به اسبانيا الى بريطانيا لحل مشكل السيادة على جبل طارق. وعملياً يعتبر مقترح الحزب القومي الباسكي مقترحا معتدلا لأن هذا الحزب في الماضي كان يطالب بالاستقلال التام، وكانت منظمة إيتا تقوم بعمليات إرهابية لإجبار الحكومة المركزية في مدريد على فتح مفاوضات تقرير المصير.
وتستغل الحركات القومية في كتالونيا وبلد الباسك عدداً من العوامل في تحديها للحكومة المركزية للانتقال نحو الاستقلال في حالة الأولى والسيادة المشتركة في حالة الثانية. ومن ضمن هذه العوامل، ضعف الحكومة المركزية بسبب ملفات الفساد السياسي الذي يهز الحزب الشعبي الحاكم، ومن ضمن آخر العناوين اعتقال رئيس الحكم الذاتي في إقليم مدريد إغناسيو غونثالس بتهمة الاختلاس واحتمال التحقيق مع وزراء سابقين ثم استدعاء رئيس الحكومة نفسه ماريانو راخوي لتقديم شهادته في ملف يتعلق بفساد حزبه الحاكم. كما يوجد عامل آخر قوي وهو قرار اسكوتلندا المطالبة بتنظيم استفتاء جديد لتقرير المصير للبقاء أو الانفصال عن بريطانيا، ويتساءل الكتالان لماذا لا تكون اسبانيا دولة ديمقراطية تحترم تقرير المصير مثل البريطانيين، ويعتبرون
أنه من حقهم الاستقلال إذا رفضت اسبانيا الاستفتاء.
q

كتالونيا تتخذ قرار استفتاء تقرير المصير وبلد الباسك يطالب اسبانيا بالسيادة المشتركة

حسين مجدوبي

تدريبات بحرية مصرية ـ أمريكية في البحر الأحمر

Posted: 23 Apr 2017 02:18 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: أعلن الجيش المصري، أمس الأحد، انطلاق فعاليات التدريب البحري «المصري الأمريكي» المشترك باسم «تحية النسر 2017»، بمشاركة القوات البحرية للبلدين. وقال المتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية، العقيد أركان حرب تامر الرفاعي، في بيان إن التدريب المشترك يستمر أياما عدة في نطاق المياه الإقليمية في البحر الأحمر، مشيرا إلى أن السعودية والإمارات والبحرين وباكستان والكويت وإيطاليا تشارك بصفة مراقب.
وأوضح أن التدريب يأتي استمرارا لخطة التدريبات المشتركة التي تنفذها القوات المسلحة مع «الدول الصديقة والشقيقة» لتعزيز آفاق التعاون العسكري وتبادل الخبرات التدريبية وفقاً لأحدث النظم القتالية.
وأشار إلى أن التدريب يشتمل على تنظيم العديد من الأنشطة، منها قيام الجانبين بتخطيط وإدارة أعمال قتال مشتركة نهارا وليلا بالتعاون مع القوات الجوية لتأمين منطقة بحرية ضد التهديدات المختلفة، والتدريب على أعمال المعاونة في البحث والإنقاذ في البحر، وتنفيذ حق الزيارة والتفتيش واقتحام السفن المشتبه بها بمشاركة عدد من الوحدات والقطع البحرية وعناصر من القوات الخاصة البحرية من الجانبين.
وتابع: يأتي التدريب في إطار دعم ركائز التعاون المشترك بين القوات المسلحة المصرية والأمريكية، والتعرف على أحدث النظم وأساليب القتال البحري وتعظيم الاستفادة المشتركة للقوات المشاركة في التدريب، الذي يعكس عمق علاقات الشراكة والتعاون الاستراتيجي لكلا البلدين الصديقين في العديد من المجالات.

تدريبات بحرية مصرية ـ أمريكية في البحر الأحمر

مؤمن الكامل

السلطات المصرية تمنع صحافيا سودانيا من دخول أراضيها

Posted: 23 Apr 2017 02:18 PM PDT

الخرطوم ـ «القدس العربي»: احتجزت السلطات المصرية، أمس الأحد، الصحافي السوداني، الطاهر ساتي، في مطار القاهرة لساعات، ومنعته من دخول أراضيها، قبل أن تبعده إلى الخرطوم عبر أديس أبابا تحت الحراسة، وذلك رغم حصوله المسبق على تأشيرة الدخول.
وندّد الاتحاد العام للصحافيّين السودانيين، بهذا الموقف ووصفه بـ«الخطوة التصعيدية».
واعتبر في بيان أن «منع ساتي من دخول القاهرة حرمه من وقوفه إلى جانب زوجته التي سبقته إلى القاهرة بغرض العلاج، ما وضع أسرته في موقف إنساني بالغ الحرج، لا يليق بدولة جارة وشقيقة».
وأدان الاتحاد ما وصفه بـ«الإجراءات التعسفية التي اتخذتها سلطات مصر ضد ساتي. والمعاملة غير اللائقة التي وجدها أثناء فترة الاحتجاز غير المبرر».
وأوضح أن «ذلك حدث ذلك قبل أن تجف أوراق اجتماعات اللجنة السياسية المشتركة بين وزيري خارجية البلدين».
وبين أن هذه الخطوة «ضربت مساعي التوافق على ميثاق شرف أخلاقي يحتكم إليه الإعلام المصري والسوداني، وهو ما يكشف عن عدم الرغبة والجدية لدى القاهرة في الالتزام بالعهد الذي قطعه وزير خارجيتها لتهدئة الأجواء».
وأضاف: «مثل هذه الإجراءات تدفع إلى نقل العلاقات في اتجاه معاكس للمواقف المعلنة من قيادة البلدين».
ودعا الاتحاد، الحكومة السودانية لـ«القيام بواجبها والنهوض بمسؤولياتها في حماية مواطنيها إزاء محاولات السلطات المصرية استخدامهم في تصفية حساباتها المدّعاة مع الخرطوم».
وطالب الحكومة بـ«اتخاذ ما يلزم من إجراءات ومواقف تتناسب مع ما يتعرض له الصحافيون السودانيون من استفزازات مصرية غير مبررة».
وحسب الاتحاد فإن «استهداف السلطات المصرية للصحافيين السودانيين بوضع أسمائهم على قائمة سوداء، مستخدمة حريتهم في السفر والتنقل، سلاحاً للتخويف والتهديد وكبح الرأي، لن يفضي إلى توفير مناخ يساعد على التوجه الرسمي المعلن لتحسين العلاقات».
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي أمس جدلا كثيفا حول الحادثة ، وتضامن الكثيرون مع ساتي. وانطلقت حملة تحت عنوان (مصر لا أخت بلادي ولا شقيقة). واعتبر آخرون أن موقف مصر طبيعي جداً في حق صحافي ظل يهاجمها على الدوام.
كذلك، طالبت شبكة الصحافيين السودانيين، السلطات المصرية بمراجعة سياستها تجاه الصحافيين والإعلاميين السودانيين، مشيرة إلى أن «سياسة العسف والتشدد لن تزيد الأوضاع المحتقنة إلا احتقانا».
وقالت إن «تلك الأوضاع الاستثنائية ليست من مصلحة البلدين في شيء».
وأضافت: «لقد ظللنا نراقب تطورات الموقف عن كثب من لحظة علمنا بنبأ منع السلطات المصرية الزميل الطاهر ساتي، الكاتب والصحافي في جريدة «الانتباهة»، الدخول لأراضيها، والتي انتهت بإعادته قسرا إلى البلاد قبل ظهر أمس».
وعبّرت، عن رفضها وإدانتها، لما حدث وطالبت السلطات المصرية أن تفرق بين الأنظمة والشعوب، لأن الأخيرة الأبقى والأنظمة إلى زوال على حد تعبيرها ودعتها لمراجعة موقفها إزاء التعامل مع الصحافيين السودانيين.
واتفقت وزارتا الخارجية السودانية والمصرية، الخميس الماضي في الخرطوم على كتابة ميثاق شرف يضبط الانفلات الذي حدث في وسائل الإعلام في البلدين خلال الفترة الماضية.
وشدد البيان المشترك، الذي صدر في ختام المشاورات السودانية ـ المصرية، على ضرورة دعم المصالح المشتركة بين البلدين، وتوخي الدقة والحذر في تناول القضايا والملفات المشتركة.

السلطات المصرية تمنع صحافيا سودانيا من دخول أراضيها

صلاح الدين مصطفى

أكثر من ألف عسكري أمريكي ومغربي وأوربي وافريقي يشاركون في مناورة عسكرية جنوب البلاد

Posted: 23 Apr 2017 02:17 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: يشارك أكثر من ألف عسكري أميريكي ومغربي وأوروبي وإفريقي حتى 28 نيسان/ أبريل الحالي في تدريب عسكري مشترك كبير في جنوب المغرب، اطلق عليه «الاسد الافريقي 2017».
وقالت السفارة الاميركية في الرباط إن هذه المناورات وهي موعد سنوي تقليدي، تمثل مناسبة «لتنظيم تدريبات مشتركة مع شركائنا المغاربة» تهدف الى «تحسين القدرات العملانية» للجيش الاميركي. وبدأت هذه المناورات التي يشرف عليها مشاة البحرية الامريكية (مارينز) وتمولها القيادة الاميركية في افريقيا (افريكوم)، في 19 الاربعاء نيسان/ أبريل في محيط مدينتي أغادير وتفنيت بمشاركة قوات برية وجوية وبحرية. ويشارك في المناورات ما مجموعه 1300 عسكري معظمهم من الامريكيين والمغاربة، وتشهد مشاركة عسكريين من تونس وموريتانيا ومالي والسنغال ومن فرنسا والمانيا واسبانيا وبريطانيا. ويعد الجيش المغربي نحو 200 ألف عسكري و150 ألفاً من جنود الاحتياط ويملك 1215 دبابة و282 طائرة و121 بارجة، وتبلغ ميزانيته 3,4 مليار دولار، بحسب موقع غلوبال فايرباور المتخصص. وهو سابع جيش إفريقي.
والمغرب شريك مهم للخارج في مجال شراء الاسلحة ويحتل المرتبة 17 عالميا في هذا الميدان حسب المعهد الدولي لبحوث السلام بستوكهولم. ويتزود بالسلاح خصوصا من فرنسا والولايات المتحدة. ونقل موقع «Dvids» الامريكي المتخصص في مجال الدفاع، عن الضابط في المارينز ليونارد ليني الذي يشارك في النسخة السنوية لهذه المناورات، «إن تدريبات (الأسد الإفريقي) تمنحنا القدرة على تعزيز قدراتنا في بيئة غير مألوفة، ولكنها غير متقبلة، ونحن متحمسون لاجتياز هذا التدريب بمعية شركائنا المغاربة».
ويسعى المشرفون على المناورات إلى تدريب القوات العسكرية على تضاريس متنوعة بما فيها الصحراء والهضاب والوديان والمنبسطات ومناطق قريبة من البحر، التي تعكس تضاريس منطقة الصحراء الكبرى وغالبية الدول العربية.
q

أكثر من ألف عسكري أمريكي ومغربي وأوربي وافريقي يشاركون في مناورة عسكرية جنوب البلاد

موريتانيا: جهات حقوقية تدين محاكمة متظاهري قومية الزنوج

Posted: 23 Apr 2017 02:17 PM PDT

نواكشوط – «القدس العربي»: مع أن الأحكام التي قضت بها المحكمة الجنائية في ولاية نواكشوط الغربية كانت مخففة إذ برأت غالبية شباب قومية الزنوج المتهمين بالتظاهر غير المرخص، فقد تواصلت أمس ردود فعل من شخصيات وهيئات حقوقية محلية ودولية تدين اعتقال ومحاكمة هذه المجموعة.
وشملت الأحكام التي صدرت بحق المجموعة، إدانة الناشطة الشبابية أمو كان بالسجن ثلاثة أشهر مع وقف التنفيذ، بينما قضت بتبرئة باقي المجموعة الشبابية وعددها عشرة أفراد، والتي اعتقلت على خلفية المشاركة في تظاهرات غير مرخصة الأحد قبل الماضي.
وكان المتظاهرون قد رددوا في تظاهرتهم التي أكدوا أنهم قدموا طلبا لترخيصها ولم ترخصها لهم السلطات كما لم ترفضها، شعارات تطالب الحكومة بتشغيلهم، وبتسهيل حصول المتحدرين من قومية الزنوج على أوراقهم المدنية، وبالحصول على حقوقهم في الصحة والتعليم. وأدانت منظمة «آمنستي أنترناشنال»، الحكم الصادر بحق الناشطة أمو كان رئيسة منظمة الثقافة المتعددة من أجل غد أفضل، واعتبرت الحكم الصادر بحقها «نوعا من التخويف». ودعت المنظمة في بيان وزعته أمس «السلطات الموريتانية لاحترام الحريات وبخاصة حرية التجمع التي تكفلها المادة (10) من الدستور الموريتاني، كما تكفلها المادة (11) من الميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان، والمعاهدة الدولية للحقوق المدنية والسياسية وهي المواثيق التي وقعت عليها موريتانيا».
وطالبت منظمة «آمنستي» السلطات الموريتانية «بفتح تحقيق عاجل حول استخدام الشرطة للقوة في تفريقها لتظاهرة الأحد قبل الماضي، وحول الاعتقالات التي تلت ذلك». وألزمت المنظمة سلطات نواكشوط «بتقديم المتورطين في عمليات التعذيب والاعتقال لمحاكمة عادلة».
وفي بيان آخر، أكد حزب التحالف من أجل العدالة والديمقراطية / حركة التجديد (محسوب على متطرفي الزنوج)، «أن حادث اعتقال متظاهرين شباب من طرف السلطات الأمنية يظهر أن النظام على وشك الانفجار بعد أن وصل إلى نقطة اللاعودة في ممارسته للظلم». وانتقد الحزب في بيان أصدره أمس، ما سمّاه «قمع السلطات الأمنية الموريتانية لتظاهرة سلمية لشباب موريتانيين كانوا يرفعون مطالب مشروعة»، مؤكدا «أن ذلك أمر غير مقبول فقد كان اللازم الاستماع لهذه المطالب وتلبيتها بدلا من الرد عليها بعنف الشرطة». وأضاف الحزب «أن الشباب يستحقون معاملة أفضل»، مطالبا السلطات «بالتوقف الفوري عن جميع أشكال الحرمان من حرية التجمع والتظاهر التي يكفلها الدستور».
وندّد أحمد سالم بوحبيني النقيب السابق للمحامين الموريتانيين بمحاكمة الشباب ووصف المحاكمة بأنها «محاكمة حق الشباب في التعبير وحقهم في أن يكونوا عامل تغيير في المجتمع». وقال في تدوينة حول الموضوع: «لقد أكد اعتقال مجموعة الشباب ومحاكمتها أن الشباب سيكون لهم دور كبير في التحولات التي ستشهدها موريتانيا قريبا».
وتؤكد السلطات الأمنية الموريتانية «أن المتظاهرين الشباب نظموا تجمعاً وتظاهراً غير مرخص وهو ما أدى لاعتقالهم طبقاً للقانون وإحالتهم للعدالة». ونفت السلطات ما اتهمها به المتظاهرون ومحاموهم من استخدام للقوة لتفريق تظاهرة الأحد.

موريتانيا: جهات حقوقية تدين محاكمة متظاهري قومية الزنوج

نائب يطالب القادة الأكراد بالاعتذار لعمار الحكيم

Posted: 23 Apr 2017 02:17 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: رد القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي، فادي الشمري، على تصريحات النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني شاخوان عبد الله، التي اتهم فيه رئيس التحالف الوطني عمار الحكيم، بتقديم «دعاية مجانية» لإسرائيل، بعد كلامه أن الأخيرة وحدها ستعترف بالدولة الكردية في حال إعلانه.
و أوضح، في بيان لمكتبه، أمس الأحد، أن «التصريحات التي أدلى بها شاخوان عبد الله تقترب من لغة الشارع أكثر منها إلى لغة السياسة»، مستنكرا «ادعاءات النائب المذكور على رئيس التحالف الوطني بخصوص رأي تقدم به حول معارضته انفصال كردستان».
وطالب الشمري، القادة الكرد بـ»تقديم اعتذار رسمي لتجاوزات هذا النائب التي تعدى فيها على زعيم اكبر تحالف سياسي وقائد تأريخي له مواقفه في حفظ وحدة العراق والدفاع عن مظلومية الكرد إبان النظام السابق»، حسب تعبيره.
وتابع: «كان الأجدر بالنائب شاخوان أن يراجع نص المقابلة التلفزيونية التي دافع الحكيم فيها عن وحدة العراق وضرورة حفظ مكوناته وتماسكها».
وكان عبد الله، انتقد، الجمعة، كلام الحكيم، الذي قال فيه إن إسرائيل هي الدولة الوحيدة غب العالم التي ستعترف بالدولة الكردية حين إعلانها، متهما الأخير بتقديم «دعاية مجانية» لإسرائيل، فيما أعرب عن أمنياته بأن تكون تلك التصريحات مجرد «دعاية انتخابية مبكرة» ولا تعبر عن نواياه الحقيقية.
والحكيم، قال في مقابلة تلفزيونية مع إحدى المحطات المصرية خلال زيارته للقاهرة، «لا يعرف غير إسرائيل دولة تعترف باستقلال الكرد»، مبيناً أن «الدول العربية ترفض إقامة دولة كردية في المنطقة».
كما أكد أن الظروف الحالية غير مناسبة لإعلان الاستقلال وإقامة دولة كردية.

نائب يطالب القادة الأكراد بالاعتذار لعمار الحكيم

مستوطنون يهاجمون بلدات فلسطينية بمساندة جيش الاحتلال واعتقالات من داخل الأقصى واقتحامات يهودية جديدة لأركانه

Posted: 23 Apr 2017 02:16 PM PDT

رام الله – «القدس العربي»: هاجم عشرات المستوطنين بيوت قرية عوريف جنوب نابلس شمال الضفة الغربية وتسببوا بأضرار مادية. وقال غسان دغلس مسؤول ملف المستوطنات في شمال الضفة إن حوالي 100 مستوطن من مستوطنة يتسهار رشقوا الحجارة على البيوت الواقعة في الجانب الشرقي للقرية، ودخلوا في مواجهات مع الفلسطينيين.
وأضاف أن قوات كبيرة من الجيش وصلت إلى المكان ودخلت في مواجهة مع الفلسطينيين ورشقتهم بالغاز المسيل للدموع والعيارات المطاطية بدلا من طرد المستوطنين. وأصيب جراء ذلك أربعة فلسطينيين بعيارات مطاط، ونقلوا لتلقي العلاج في نابلس.
وقال جيش الاحتلال إن فلسطينيين أصيبا لكنه لا يعرف إن كان ذلك جراء رشق الحجارة أو بسبب رصاص الجيش، الذي ادعى أنه لا يعرف من الذي بادر إلى المواجهة، لكنه قام بتفريق الطرفين بعد تراشق الحجارة المتبادل.
في المقابل أبلغ فلسطينيون عن اعتداء المستوطنين على بيوت في قرية حوارة وإصابة امرأة وشاب. وقال سكان من القرية إن عشرات المستوطنين رشقوا البيوت بالحجارة ودخلوا في مواجهة مع السكان بحضور قوات الجيش. وفي أعقاب المواجهات دخلت قوات الشرطة الإسرائيلية إلى مستوطنة يتسهار لكنه لم يتم التبليغ عن اعتقال أحد.
وكان نشطاء من حركة «تعايش» قد تعرضوا إلى اعتداء على أيدي مستوطنين بالقرب من بؤرة «هبلاديم» في منطقة مستوطنة «كوخاب هشاحر» في الضفة. وقال نشطاء من الحركة إنهم رافقوا رعاة المواشي الفلسطينيين بالقرب من البؤرة حين هاجمهم عشرات المستوطنين ورشقوهم بالحجارة واعتدوا عليهم بالهراوات.
وحسب تقرير وصل إلى الشرطة فقد أصيب أربعة من نشطاء تعايش بجراح طفيفة. ويظهر عدد من النشطاء في الصور التي وصلت من المكان وهم ينزفون، فيما ظهرت مجموعة من المستوطنين الملثمين وهي تهرب من المكان.
وقال أيال راز أحد النشطاء الذين تعرضوا للهجوم إنه ورفاقه من تعايش رافقوا رعاة المواشي إلى المنطقة الواقعة بين قرية العوجا في مخافظة اريحا شرق الضفة ومستوطنة كوخاب هشاحر، عندما شاهدوا المعتدين يقتربون. وأضاف أن رفاقه أعدوا الكاميرات للتصوير وقاموا بإبلاغ قوات الاحتلال مسبقا حول نيتهم الوصول إلى المكان. وانتقد راز سلوك الشرطة الإسرائيلية وقال إن حقيقة عدم اعتقال أي من المعتدين تدل على أن الشرطة عملت ببطء شديد. وتابع: «كلهم كانوا ملثمين وكان يمكن ضبطهم لو كانت الشرطة قد تحركت فورا».
وفي القدس المحتلة اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي طالبين من داخل المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب الناظر المعروف أيضًا باسم المجلس واقتادتهما إلى مركز توقيف وتحقيق في القدس القديمة.
وكان المستوطنون قد استأنفوا أمس اقتحاماتهم للمسجد الأقصى من جهة باب المغاربة تحت حراسة شرطة الاحتلال وأذارعها العسكرية المختلفة. ونفذوا جولات في المسجد واستمعوا إلى شرح حول ما يسمى «أسطورة الهيكل» المزعوم، وتكفل المصلون بالتصدي للاقتحامات والجولات بهتافات التكبير الاحتجاجية.

مستوطنون يهاجمون بلدات فلسطينية بمساندة جيش الاحتلال واعتقالات من داخل الأقصى واقتحامات يهودية جديدة لأركانه

مبادرة لحل أزمة سيناء بـ«الحوار والمصالحة»

Posted: 23 Apr 2017 02:14 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: طرح حزب «البناء والتنمية»، ذراع الجماعة الإسلامية السياسي في مصر، مبادرة لحل الأزمة المتفاقمة في سيناء، عبر الحوار ووقف المداهمات الأمنية مقابل إعلان ما وصفها بالحركات المسلحة وقف عملياتها اعتبارا من 25 أبريل/ نيسان.
وأعلنت الجماعة الإسلامية في منتصف 2015 انسحابها من «تحالف دعم الشرعية» الذي شكلته جماعة الإخوان المسلمين في أعقاب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي من السلطة وفض اعتصامي ميداني رابعة العدوية والنهضة.
وقال الحزب في بيان مساء أمس الأول، إنه يتقدم بهذه المبادرة من أجل إنقاذ سيناء في ذكرى تحريرها وعودتها إلى أحضان الوطن، وانطلاقا من الحرص على حاضر الوطن ومستقبله وإدراكا للمخاطر الجسيمة التي يمكن أن تتخلف من وراء هذا الصراع.
واعتبر الحزب أن تفكيك الأزمة ينبغي أن يمر بأربع مراحل، الأولى «وقف التدهور واحتواء الأزمة وتهيئة الأجواء لحلها»، والثانية «الحوار من أجل تحديد المشكلات وطرح الحلول»، والثالثة «وضع خطة شاملة تتضمن توقيتات لحل المشكلات»، فيما تتضمن مبادرة الحزب المرحلة الرابعة وهي «المصالحة الوطنية».
وأوضح أن المرحلة الأولى يجب أن تشمل إعلان المجموعات المسلحة في سيناء عن وقف العمليات اعتباراً من 25 أبريل/نيسان الجاري، ووقف الحكومة المصرية المداهمات والملاحقات اعتباراً من التاريخ ذاته، والدعوة والإعداد إلى مؤتمر وطني جامع يضم القبائل السيناوية وكل الأطراف المؤثرة للدخول في حوار مفتوح، بجانب إيقاف الحملات الإعلامية التي تؤجج الفتنة أو تشكك في وطنية أهل سيناء ومحاسبة من يتجاوز بهذا الشأن.
ودعت المبادرة لرفع حالة الطوارئ وتخفيف الإجراءات الأمنية المشددة مع تماسك حالة وقف العمليات المسلحة، وتخفيف الاحتقان من خلال الإفراج عن غير المتورطين أو الذين ألقي القبض عليهم بطريقة عشوائية وكذلك الحالات الصحية والإنسانية، وإعادة المهجّرين من أهل سيناء «مسلمين ومسحيين» إلى ديارهم.
وطالبت كذلك بإتمام عملية المصالحة الوطنية وطيّ صفحة الماضي من خلال إصدار عفو شامل، ووضع الضمانات المستقبلية لاستقرار الأوضاع في سيناء واستمرار عملية الدمج والتنمية.

مبادرة لحل أزمة سيناء بـ«الحوار والمصالحة»

مؤمن الكامل

«درع الشرقية»: جيش جديد للمعارضة لمحاربة تنظيم «الدولة» ونظام الأسد و«الديمقراطي الكردي» في شمال شرقي سوريا

Posted: 23 Apr 2017 02:14 PM PDT

الحسكة – «القدس العربي» : أعلنت فصائل عسكرية عدة تابعة للمعارضة السورية المسلحة، السبت الماضي، عن تشكيل عسكري جديد تحت مسمّى «جيش درع الشرقية»، وذلك بهدف تطهير المنطقة الشرقية في شمال شرقي سوريا من تنظيم الدولة ونظام الأسد وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.
وجاء في بيان مصور تم نشره على «يوتيوب»: «أنه نظراً للظروف الراهنة الدولية، والداخلية التي تمر بها ثورتنا المباركة، والظلم الذي وقع على أهلنا في المنطقة الشرقية، ورغبة منا بالعمل العسكري الموحد، نحن مجموعة من الفصائل العاملة في ريف حلب الشمالي من أبناء المنطقة الشرقية، نعلن عن تشكيل جيش درع الشرقية».
وأكد البيان، أن تشكيل جيش درع الشرقية جاء بهدف تطهير المنطقة الشرقية من النظام وحلفائه، وتنظيم الدولة والميليشيات الانفصالية وفق وصف البيان.
ودعا البيان كافة الضباط والعسكريين وأبناء العشائر والفصائل وكل حر يريد المشاركة في تطهير المنطقة الشرقية، الانضمام إلى جيش درع الشرقية، موجها رسالة إلى أهالي المنطقة الشرقية مفادها بأن أرواحهم ودماءهم ستبذل من أجل رفع الظلم عنهم ولن يحكم المنطقة إلا أبناؤها الأحرار.
وقال القيادي في جيش درع الشرقية أسامة أبو الباز: إن توقيت الإعلان عن تشكيل جيش درع الشرقية جاء بعد شتات أبناء المنطقة الشرقية، والظلم الذي لحق بأبنائها من تنظيم الدولة وأطماع النظام السوري والأحزاب الانفصالية بالمنطقة في إشارة واضحة إلى حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي»
وأضاف لـ «القدس العربي»: ان جمع أبناء وأفراد المنطقة الشرقية تحت جسم عسكري موحد سيكون هدفه الأساسي تحرير المنطقة الشرقية من تنظيم الدولة والوقوف بوجه أطماع نظام الأسد والأحزاب الانفصالية في المنطقة وفق كلامه».
وأشار أبو الباز إلى أن جيش درع الشرقية يتواجد حالياً في ريف حلب الشمالي وكذلك محافظة إدلب، حيث أنهم يستعدون للخطوة المقبلة التي ستكلل خلال الفترة المقبلة بعمل عسكري باتجاه شرق الفرات، لافتا إلى أنهم تلقوا عروضاً عدة من دول إقليمية من أجل حصولهم على الدعم العسكري، إلا أنهم لن يقبلوا بالدعم المشروط ولن يكونوا أجندة بيد اي دولة كما قال، مؤكدا في الوقت ذاته أن تركيا تقدم لهم الدعم اللوجستي فقط.
ويرى المسؤول العام للحركة الوطنية لأبناء الجزيرة نواف الركاد: «إن صراع المصالح الإقليمية حول سوريا أدى بلا شك إلى تشكيل المزيد من الأذرع المسلحة بحكم طبيعة الصراع العسكرية منذ تحول الثورة السلمية إلى ثورة مسـلحة بفعل الحـل العسـكري الدموي الذي انتهجه نظـام الأسـد منذ بـواكير سلـمية الانـتفاضة الشـعبية».
وأضاف: إن مسألة انبثاق جيش درع الشرقية لا يخرج عن الترتيبات الإقليمية و الدولية لدحر الإرهاب و ترسيخ قواعد جديدة للعبة، بينما أبناء الجزيرة بحاجة ماسة إلى قوات مدعومة دوليا و ضمن استراتيجية جديدة للتحالف الدولي لطرد تنظيم الدولة أو ملء الفراغ بعدها برجال هم من أبناء المنطقة.
وحسب الركاد فإن الحراك السياسي و العسكري جاء بسبب تحري الخلاص واستغلال مجيء إدارة أمريكية جديدة يؤمل منها مقاربة سياسية مختلفة عن الإدارة الراحلة، وكذلك من جهة أخرى ازدياد الوعي السياسي بضرورة التنظيم وتوحيد الكلمة استعدادا لاستحقاقات المرحلة المقبلة، التي نجاحها سيبقى مرهوناً بتوافر الشروط الموضوعية والذاتية للنجاح .
يشار إلى أن فصائل عسكرية عدة في المعارضة السورية المسلحة بريف حلب الشمالي في شمالي سوريا كانت قد أعلنت في 20 آذار / مارس الماضي، تشكيل المجلس العسكري الموحد لدير الزور، وذلك بهدف السيطرة على محافظة دير الزور وريفها، فيما يتقاسم نظام الأسد وتنظيم الدولة وقوات سوريا الديمقراطية المكونة أساسا من وحدات الحماية الكردية السيطرة على محافظات دير الزور والرقة والحسكة.

«درع الشرقية»: جيش جديد للمعارضة لمحاربة تنظيم «الدولة» ونظام الأسد و«الديمقراطي الكردي» في شمال شرقي سوريا

عبد الرزاق النبهان

«الاتحاد الوطني» و«التغيير» يشددان على حق استقلال كردستان

Posted: 23 Apr 2017 02:13 PM PDT

السليمانية ـ «القدس العربي»: أكد حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» وحركة «التغيير»، أن إعلان استقلال إقليم كردستان، حق للشعب الكردستاني»، فيما يجتمع قيادات حزبي الاتحاد «الوطني» و»الديمقراطي» لبحث الاستعدادات اللازمة لإجراء عملية الاستفتاء بشأن استقلال الإقليم.
وأصدر «الكردستاني» وحركة «التغيير» بيان عقب اجتماع لقيادتهما في السليمانية، أكدا فيها إن «على أن مسألة تقرير المصير وإعلان الاستقلال حق للشعب الكردستاني، ويجب إتخاذ كافة الاستعدادات اللازمة لإجراء عملية الاستفتاء».
وشددا على «ضرورة حسم هذا الموضوع في البرلمان الكردستاني وفق المصالح العليا للشعب الكردستاني».
وأكد على «ضرورة إجراء الاستفتاء في المناطق الكردستانية الواقعة خارج الحدود الإدارية لإقليم كردستان».
وأشارا إلى أنهما «اتفقا على استمرار التنسيق والتعاون بين الجانبين».
وضمن الحراك نحو الاستفتاء ايضاً، اجتمع المكتبان السياسيان للحزب «الديمقراطي الكردستاني» و»الاتحاد الوطني الكردستاني»، بحضور رئيس اقليم كردستان، مسعود البارزاني، في مصيف صلاح الدين، في اربيل.
وذلك لمواصلة مناقشة موضوع الاستفتاء في إقليم كردستان وتحديد موعد معين لاجرائه، مع بحث نتائج زيارات الوفد المشترك بين الحزبين إلى الأحزاب الكردية الأخرى.
وحسب رئيس ديوان رئاسة اقليم كوردستان، فؤاد حسين، فإن «جميع الأحزاب أعلنت تأييدها لاجراء الاستفتاء، لكن لدى بعضها شروطا»، في إشارة إلى إصرار حركة «التغيير» على تفعيل البرلمان قبل إجراء الاستفتاء.
وكان «الوطني الكردستاني» وحركة «التغيير»، وقعا في 14 أيار/مايو 2016، على اتفاقية سياسية بين الطرفين مؤلفة من 25 نقطة تركز على شكل الحكم في كردستان.
ومن أهم البنود الرئيسية في مسودة الاتفاق المصادق عليها، أن «نظام الحكم في اقليم كردستان برلماني، ويتم انتخاب رئيس اقليم كردستان من قبل البرلمان». وتؤكد الاتفاقية على تفعيل البرلمان المجمد، وتوحيد قوات البيشمركه، والقوات المحلية.
لكن الاتفاقية لم تفعل حيث عقد الاتحاد الوطني اتفاقا مع الحزب الديمقراطي حول اجراء الاستفتاء على تقرير مصير الاقليم دون التطرق إلى تفعيل البرلمان المعطل، وهي النقطة الخلافية التي تصر عليها حركة «التغيير» لمنح الاستفتاء الشرعية القانونية.

«الاتحاد الوطني» و«التغيير» يشددان على حق استقلال كردستان

مصطفى العبيدي

 من هو الصديق ومن هو العدو؟

Posted: 23 Apr 2017 02:12 PM PDT

في عالم محكوم بالظلم والقوة المادية المفرطة تفقد الاخلاق والقيم والقانون الدور الذي يساهم في اقامة العدل بين البشر. هذه ليست ظاهرة جديدة، بل سادت خلال التاريخ البشري. الجديد في الامر ترويج مقولات «التحضر» و «التمدن» من جهة، بالاضافة لما يقال عن وجود آليات دولية لمنع حدوث الحرب الا بموافقة المجتمع الدولي ممثلا بالامم المتحدة ومجلس الامن الدولي. فاذا حدثت الحرب فيفترض ان هناك من المواثيق والقوانين التي شرعتها الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، ما يمنع حدوث التجاوزات. بل ان هذه القوانين تنص على اعتبار جرائم الحرب اعتداء على الإنسانية.
وعلى غرار محاكمات «نورومبرغ» التي اقيمت بعد الحرب العالمية الثانية لمحاكمة القادة الالمان بارتكاب جرائم حرب، اقيمت محاكم اخرى مثل «محكمة الحرب اليوغسلافية»، و «محكمة الحرب لرواندا» وسواهما. ظاهر هذه المحاكم معاقبة مرتكبي جرائم الحرب ومنها استهداف المدنيين والاطفال والنساء وتدمير المنشآت المدنية واستخدام الاسلحة المحرمة مثل الاسلحة الكيماوية والجرثومية. ولكن هل تطورت مجريات الحروب حقا؟ ام ان العالم اصبح تحت رحمة القوى العظمى التي كثيرا ما كانت هي القاضي والخصم في الوقت نفسه؟ ومع «تطور» العالم» وضع المزيد من آليات المحاسبة والرقابة، وآخرها المحكمة الجنائية الدولية التي يفترض امتلاكها صلاحية النظر في قضايا جرائم الحرب والابادة الجماعية. هذه «الانجازات» تضاف إلى سلسلة اخرى مماثلة من الاجراءات، ومنها منظومة حقوق الانسان ومواثيق جنيف لتنظيم الحروب. ونشأت منظمات بصلاحيات محدودة مثل الصليب الاحمر ومنظمات المجتمع المدني الاخرى المعنية بحقوق الانسان.
هل تطورت الاوضاع حقا؟ هل ان الحروب التي نشأت على مدى السبعين عاما الاخيرة كانت نظيفة ومنسجمة مع القوانين الدولية؟ هل استمدت تلك الحروب شرعية من المجتمع الدولي؟ وهل كان لمجلس الامن دور سواء في انطلاقها ام وقفها؟ وهنا لا بد من الاشارة إلى ان الحرب العالمية الثانية لم تنته الا بعد استخدام القنبلة النووية التي حولت مدينتي هيروشيما وناغاساكي إلى ركام نووي ما تزال آثاره ملحوظة حتى اليوم. وما تزال مدينة «درزدن» الالمانية تشهد على ما تعرضت له من قصف بريطاني ادى لقتل اكثر من 100000 انسان في ليلة واحدة. وبعد تلك الحرب المدمرة كانت الحرب الكورية في مطلع الخمسينيات من النزاعات المسلحة الاولى بعد الحرب العالمية الثانية، وقد ارتكب فيها الكثير من جرائم الحرب منها قيام وحدة برية وطائرات عسكرية أمريكية بقتل ما بين 300 إلى 400 مدني في الأيام ما بين 26 إلى 29 تموز/يوليو 1950. أغلبهم نساء وأطفال وشيوخ في قرية نوجن-ري بكوريا الجنوبية. ولم يتم التعرف على أغلب القتلى والمفقودين حتى اليوم.. وتختزن ذاكرة الكثيرين من المتقدمين في العمر مشاهد الحرب الأمريكية في فيتنام، وتستحضر مشاهد ضحايا قنابل النابالم والتدمير الكاسح وتوالت الحروب تباعا بدون ان يكون للمؤسسات الدولية الكبرى مثل مجلس الامن والامم المتحدة دور في ادارتها او تنظيمها او وقفها. فالحروب الاسرائيلية على العرب كانت بشعة، وقتل الاسرى المصريين لدى الاسرائيليين بعد انتهاء عدوان 1967 ليس الا واحدة من جرائم الحرب التي ارتكبت بدون ان يكون هناك من تعرض للمساءلة او المحاكمة. وتعايش «العالم الحر» مع الحرب العراقية ـ الإيرانية ثمانية اعوام متواصلة، ولم تتم مساءلة احد عن استخدام الاسلحة الكيماوية واستهداف المدن وقتل المدنيين. اما الحرب الانكلو ـ أمريكية على القوات العراقية في الكويت فسجلت جرائم بشعة لم يعاقب احد بسببها. فقد حصدت طائرات «أباتشي» الأمريكية ارواح آلاف الجنود العراقيين بمنطقة المطلاع وهم ينسحبون من الكويت إلى العراق، في واحدة من ابشع جرائم الحرب التي لم يتوقف «العالم المتحضر» عندها، ولم يحاسب احد عنها. ساهم ذلك التجاهل في تشجيع الأمريكيين على الاستمرار في ارتكاب جرائم الحرب في الحرب الانكلو ـ أمريكية على العراق في 2003، وهي حرب لم تكون مدعومة بقرار دولي. وشهدت تلك الحرب تدميرا واسعا وجرائم لا تحصى. وما استهداف ملجأ «العامرية» في بغداد وحصد ارواح المئات من اللاجئين فيه الا واحدة من جرائم الحرب التي ارتكبت آنذاك.
الامر الذي يبعث على الاحباط واليأس من جدوى ما يقال عن «التطور المدني» على الصعيد الدولي عدم وجود مواقف دولية لمحاسبة مرتكبي جرائم الحرب الا اذا كانوا من الطرف الآخر غير المتحالف مع الولايات المتحدة. ولذلك حين يتحدث المسؤولون الأمريكيون عن جرائم الحرب ويبالغون في اثارة الابعاد الاخلاقية والقيمية والقانونية، فانهم يمارسون ابشع اشكال النفاق. لماذا يرفضون الانضمام للمحكمة الجنائية الدولية والتصديق على بروتوكولات روما؟ لماذا يرفضون مساءلة جنودهم ومسؤوليهم امام القضاء الدولي؟ لماذا يستخدمون الفيتو ضد اي قرار دولي يهدف لمحاسبة الاسرائيليين عن الجرائم التي يرتكبونها بشكل متواصل بحق الفلسطينيين واللبنانيين ( كما حدث في قانا)؟
وزير الدفاع الأمريكي، جيم ماتيس، زار السعودية الاسبوع الماضي. لماذا؟ لانه يريد تسويق المزيد من الاسلحة لدول الخليج. ولذلك تتواصل الحرب في اليمن والازمات في سوريا والعراق وليبيا لان هدوء اوضاع المنطقة يضعف تجارة السلاح. الأمريكيون ليسوا اصدقاء للعرب والمسلمين، بل يؤسسون سياساتهم وفق المصالح التجارية والعسكرية. فحين يزورون السعودية لا بد ان يستهدفوا إيران ويبالغوا في خطرها العسكري على المنطقة، الهدف توفير ظروف عقد صفقات السلاح وتهيئة المناخ لتوترات داخلية بين دول المسلمين، تؤدي إلى الحرب وسفك الدماء. وحين طرح عدد من اعضاء الكونغرس من الحزب الديمقراطي انزعاجهم من ترويج تجارة السلاح الذي يعتبر وقودا للحرب في اليمن، اعلن ماتيس انه سيضغط من اجل تقليص اصابة الاهداف المدنية. ويتجلى النفاق بشكل اوضح حين يقول ان حرب اليمن يجب ان تحل بحوار سياسي وليس بالحرب قائلا: ان هدفنا هو ان يتم تسليم هذه الأزمة إلى فريق من المفاوضين تحت رعاية الأمم المتحدة لايجاد حل سياسي في اقرب وقت ممكن". ولكنه في الوقت نفسه يتعهد بتقديم الدعم العسكري والاستخباراتي لاحد طرفي النزاع. فهل هذا هو الطريق للحل السياسي؟ وتشير المعلومات المتوفرة إلى ان الولايات المتحدة الأمريكية ستقوم بقصف الاهداف الجوية من البحر وان الطيران الحربي سيوقف غاراته لتصبح المهمة بيد البوارج الحربية الأمريكية.
الامر المؤكد ان كلا من واشنطن ولندن تنظران لمنطقة الشرق الاوسط من زوايا عديدة، وتسعيان لهندسة سياستيهما بما يترك الباب مفتوحا لتدخلاتهما اما مباشرة او من خلال بيع السلاح. ويوما بعد آخر تتحول المنطقة إلى بؤرة صراع على المصالح بين كل من أمريكا (ومعها بريطانيا) وروسيا، ومع ان ذلك ليس جديدا ولكن الجديد ان هذا التنافس اصبح يتخذ اشكالا خطيرة في مقدمتها افتعال الحروب التي تستعصي على التوقف وتستخدم للتدخلات العسكرية المباشرة بوتائر غير مسبوقة. وهذا يعني منع العودة إلى الحياة المدنية الطبيعية المحكومة بالاستقرار والتننمية. الامر المؤكد ان شعوب المنطقة تعيش حالة من التوتر والاحباط. وهذا واضح من استعداد شبابها للاستجابة لدعوات التطرف والانخراط في مسلسلات الموت والتدمير. وبدلا من التعاطي مع هذه الظواهر من منطلقات الحب والدين والدوافع الإنسانية، اصبحت المنطقات مصلحية او فئوية او جاهلية. وبدلا من احتواء هذه الظواهر ازدادت توسعا وخطرا. ومن اهم نتائج ذلك تراجع دور العقل والمنطق في هذه الصراعات المفتعلة، وتغول مشاعر الرغبة في الغلبة والتخندق الفئوي والديني والمذهبي، وتهميش اسباب الاخوة واواصر الحب والاحترام المتبادل والحرص على التعايش السلمي.

٭ كاتب بحريني

 من هو الصديق ومن هو العدو؟

د. سعيد الشهابي

الحوار الوطني ومسلسل الفشل في السودان

Posted: 23 Apr 2017 02:12 PM PDT

الحرب الأهلية في السودان، سعير جاثم وساع لإكتساب صفة الإستدامة، مادامت الحلقة الشريرة ممسكة بتلابيب الوطن، وما دمنا، نحن السودانيين، لم نتمكن حتى الآن من كسر هذه الحلقة. فالحرب الأهلية ظلت مشتعلة بين المركز وجنوب السوان طيلة نصف قرن (1955 – 2005)، لم تتوقف سوى فترات هدنة قصيرة، أطولها التي تلت توقيع إتفاقية أديس أبابا (1972-1982). وما أن توقفت حرب المركز والجنوب في 2005، حتى تجددت وإندلعت في جنوب جديد، جنوب سياسي، يتطابق، حتى الآن على الأقل، مع الجنوب الجغرافي في منطقتي جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق. أما الحرب الأهلية في إقليم دارفور، والتي أيضا يشكل المركز أحد أطرافها، فلا تزال مشتعلة منذ العام 2002، دون أن تلوح في الأفق بوادر إخماد نيرانها، على الرغم من أن الفترة الأخيرة شهدت تفوقا عسكريا لقوات الحكومة والميليشيات التابعة لها.
فأسباب الحرب لاتزال قائمة، والحركات الدارفورية المعارضة لازالت موجودة، وفي ذات الوقت يشهد الإقليم صراعات دامية بين العديد من القبائل التي تقطنه. وعلى الرغم من صمت قعقعة الرصاص في صراعات المركز وشرق السودان، والتي تَلَهَّبَت حربا ممتدة من 1996 إلى 2005، إلا أن التوتر في الإقليم لا يزال سيد الموقف. وهكذا، تتجلى الحلقة الشريرة في السودان اليوم، حربا أهلية تمتد في هلال دام من الحدود مع إثيوبيا شرقا، حتى الحدود مع تشاد غربا.
إنها ذات الحرب الأهلية، إلتقطت وإستجمعت أنفاسها الحارقة لبرهة في هدنة مؤقتة وجُزْئِيَّة، لتواصل أوارها من جديد، ويزداد وقودها بحرب القبائل على الأرض ومواردها، منذرة بتمزيق ما تبقى من النسيج الإجتماعي في البلاد. العشرات من عقلاء الوطن لم يكتفوا بالتحذير والتنبيه من الخطر المحدق، بل إقترحوا أكثر من مدخل لنزع فتيل الحرب، خاصة وأن المنطق البسيط يقول بأن الاحتقان السياسي المتفاقم في كل البلاد، والتي خرجت لتوها من أتون الحرب الأهلية في الجنوب، كان كفيلاً بتحفيز أي مسؤول عاقل وسوي على حث الحكومة لاتخاذ التدابير المناسبة للوقف الفوري لتلك الحرب. ولكنا في السودان، أصبحنا في زمن لا يسمع فيه العاقل سوى رجع صدى صوته!.
لقد تعدت صراعات المركز والأطراف مرحلة المطالبة بالحقوق أو التطلعات القومية أو التظلمات بسبب التهميش، إلى مرحلة الحرب الأهلية الشاملة التي تدمر كل شيء، الإنسان والطبيعة. ورغم أن مسببات الحرب الأهلية في السودان ذات جذور تاريخية في نظام الحكم الاستعماري ورثها الحكم الوطني وفشل في علاج أسبابها، لكن أضيف العامل الديني بعد إعلان نميري للقوانين الإسلامية عام 1983، وتفاقم الوضع بعد سعي نظام الإنقاذ، منذ عام 1989، لتكريس سلطة الاستعلاء الديني والعرقي في البلاد تحت شعار «الجهاد، ونصرة الإسلام»، ثم إفتعاله لتقسيمات إدارية جديدة بهدف كسب الولاءات حتى يبسط سيطرته ويحكم قبضته على ثروات البلاد، مما عمق الخلافات القبلية، خاصة في غرب السودان. وزاد الوضع إشتعالا نكوص نظام الإنقاذ عن تنفيذ الاتفاقات الموقعة مع الحركات المسلحة.
وهكذا، ومنذ عدة عقود، والشعب السوداني في أطراف البلاد، يستقبل ليله متوسدا هدير المدافع ومحتضنا القلق. وفي الصباح، يركض الأحياء منهم دون إتجاه، لاهثا وسط رائحة الدم واللحم البشري المحترق، باحثا عن «الضنى» وعن الحياة. وذات الحالة، ظل يعايشها جنود وضباط القوات المسلحة السودانية والقوات النظامية الأخرى، وهم يخوضون قتالا، ليس ضد الكيان الصهيوني أو أي عدو أجنبي، وإنما تنفيذا لأوامر القيادة السياسية، لتلتقي أعينهم بأعين مواطنيهم، في وداع شاذ وحزين في نفس الوقت، قبل أن يفتك كل منهم بالآخر.
هكذا إستدام حال الإثنين، ولا يزال، لأكثر من نصف قرن إلا من فترات معدودات. وعندما توقفت الحرب في إحدى محطاتها، بعد إتفاقية السلام الشامل، كان طبيعيا وموضوعيا أن تعم البهجة، ولو مؤقتا، إذ لاحت في الأفق ملامح سلام من نوع جديد لا يقف عند وقف القتال فقط، وإنما يمتد ليرتبط بتحقيق العديد من الأمنيات والطموحات التي ظلت حلما بالنسبة إلى شعبنا. فمن من الناس العاديين، سواء في المركز أو الهامش، وسواء منتظم في الخدمة العسكرية أو في الخدمة المدنية، لا يريد توقف الحرب وقتل الإنسان السوداني بيد أخيه السوداني؟
ومن منهم يمكن أن ينسى لحظات الرعب المتمكن منه وهو يجاهد في إخفاء فلذات الأكباد تحت الأسرة أو في خزانات الملابس هلعا من إنتزاعهم بواسطة العسس ليرسلوا إلى المحرقة؟… لكن للأسف، لم تكن إتفاقية السلام الشامل إسما على مسمى، إذ لم تتحول إلى سلام شامل حقيقي، كما لم تخرس كل أصوات الحرب في كل بقاع السودان. وللأسف أيضا، تلك الحقيقة كانت متوقعة ومعروفة وتم التحذير والتنبيه بها منذ اللحظات الأولى للتفاوض، ولكن، وللأسف ثالثا، لم يُسمع سوى رجع صدى ذاك التحذير وذاك التنبيه!
في مقال سابق، تشككنا إن كان الحوار الوطني في السودان، والذي أطلقه الرئيس السوداني في يناير/كانون الثاني 2014 وأعلنت نتائجه مؤخرا، سينجح في تغيير واقع البلاد وتحقيق الأمن والسلام والإستقرار. وجاء تشككنا من واقع التجربة مع ممارسات النظام، ومن واقع إصراره على تنظيم عملية الحوار لتأتي نتائجه كما يريدها.
واليوم تأكدت شكوكنا، إذ عندما جاءت بعض توصيات الحوار بعكس ما يشتهي النظام، إنقض على تلك التوصيات بعرضها على البرلمان المكون سلفا من عضوية الحزب الحاكم، ليشبعها تجريحا وتعديلا، ضاربا عرض الحائط بكل ما ظل يطبل ويزمر له بأن الحوار سيرسي لبنات التغيير. يؤس، دافعا القوى المشاركة في الحوار إلى نفض يدها عنه.
وللأسف، يبدو أن عزوف القوى المشاركة يتعلق بقسمة «كيكة» السلطة!، ومنذ البداية قلنا لاخير في حوار هدفه الأساس إقتسام كراسي السلطة. ويستمر مسلسل الفشل.

٭ كاتب سوداني

الحوار الوطني ومسلسل الفشل في السودان

د. الشفيع خضر سعيد

عن الإرهاب والأزهر والسياسة

Posted: 23 Apr 2017 02:12 PM PDT

لن ننتصر على الإرهاب بالتلطيش في خلق الله المسالمين، ولا بالهجوم الغوغائي على شيخ الأزهر، وكأن الشيخ «الطيب» هو الذي يصنع الإرهاب، وكأن مناهج الأزهر وحدها، هي التي تغذي نزعة التكفير فالتفجير، بينما يجري التغاضي عمداً عن أدوار مناهج السياسة والاقتصاد والأمن، وعن امبراطورية الفساد التي تتفشى وتتمطى، وعن تحالف مماليك الفساد مع مليارديرات المال الحرام، وعن الإطاحة بأحلام المصريين في ثورتين، وتسويد «عيشة» الغالبية العظمى من الفقراء والطبقات الوسطى المتآكلة، وبما يجعل طلب الموت أدنى من الرغبة في مواصلة الحياة.
وليس عندي أدنى شك بهزيمة الإرهاب المحتومة في النهاية، لكن هزيمة الإرهاب شيء آخر غير استثمار الإرهاب، وجعله شماعة لتأجيل حسم القضايا الكبرى المعلقة، والاكتفاء بفرض أحوال الطوارئ، وتشديد الإجراءات الأمنية فوق تشددها الحاصل، وتغليظ العقوبات فوق غلظتها المقررة، وقتل الوقت بدوام الثرثرة حول ما يسمى تجديد الخطاب الديني، مع أن ما يجري لا يؤدي إلى التجديد، بل إلى التبديد، فليس ممكناً أن يجري التجديد، في أي خطاب ديني أو غير ديني، ولا كسب معركة العقول والقلوب، دون تجديد في الحياة نفسها، ودون تجديد في خطاب السياسة والاقتصاد، ودون ثورة حقيقية على أحوال الركود في حياتنا، تنهي مآسي الفقر والبطالة والمرض والتعاسة، ودون استقلال وطني نصنع به قرارنا، ودون تصنيع شامل نوسع به نطاق الطبقة الوسطى المنتجة العارفة، وبدون عدالة اجتماعية معروفة سبلها، تفكك احتكار طبقة الواحد في المئة لنصف ثروة المجتمع المصري، وتعيد الأمل للناس في حياة أفضل، وتخرج مصر من نفق انحطاطها التاريخي الطويل، لا أن نعيد ما كان عبر أربعين سنة مضت، ونعالج الداء بالتي كانت هي الداء، ونعود إلى دوائر الضياع المفزعة، والدوران في الحلقة المفرغة، وإعادة تجريب المجرب المخرب، باستعادة السياسات نفسها التي صنعت المحنة، ونزلت بنا من حالق إلى الفالق، ومن مكانة المنافسة مع كوريا الجنوبية إلى ما بعد حرب أكتوبر 1973، وإلى أن بدأ الانهيار العظيم، بانفتاح «السداح مداح» و»خلي بالك من اسكندرية يا حاج رشاد»، وشفط السلطة والثروة، وتمليك مصر لعائلات الحيتان والقطط السمان، وتحطيم انتاجية الاقتصاد، والتحول إلى «اقتصاد الريع» والتسول، والوقوع في فخ الاقتراض إلى ما لا نهاية، وإغراق البلد في الديون، وخلع ركائزها الصناعية الكبرى، وإغلاق المجال السياسي العام، ودفع المصريين إلى موجات هجرة جماعية هرباً من المأساة، وتحويل المجتمع إلى ذرات غبار بشري تائه، وخلق البيئة المواتية لانتفاخ تيارات اليمين الديني.
فالمجتمعات التي لا تحلم بمستقبل، يجرفها تيار الحنين إلى ماضٍ بعيد لا يعود، والمجتمعات التي تفتقد العدل وتكافؤ الفرص في الدنيا، لا يعود بوسعها سوى البحث عن البديل في الآخرة، ويعز عليها طلب التجديد أو الاستماع لخطاب، فليس من إمكانية لنجاح تجديد في بيئة التبديد، وكل تجديد ديني حقيقي في حياتنا، ارتبط بأشواق التغيير أو تحققه، وليس من فراغ، ولا هي مصادفة بلا مغزى، أننا نتذكر جيلاً فجيلاً رموزاً دينية من نوع الإمام محمد عبده والإمام محمود شلتوت، فقد ظهر تجديد الإمام عبده في زمن الثورة العرابية، وقد كان الإمام نفسه طرفاً مباشراً فيها، وكان عضواً في حزبها المطالب بالاستقلال والعدالة والجمهورية الديمقراطية، وحين أخفقت الثورة، وجرى نفي الإمام محمد عبده إلى بيروت، عاد بعد المنفي كافراً بالأمل في التغيير، واختنق صوته التجديدي، وانتهى إلى عزلة قاسية، وإلى خلفاء رجعيين من نوع رشيد رضا وجماعة الإخوان، وكان حظ الإمام محمود شلتوت أفضل بعد عقود طويلة من كفاح المصريين، فقد ولي الإمام مشيخة الأزهر زمن ثورة عبد الناصر، وفي وقت تغييرات سياسية واقتصادية واجتماعية هائلة، سحبت البساط من تحت أقدام تيار اليمين الديني، وأقامت نسقاً جديداً من فتاوى الفقه الديني الوطني الاجتماعي، سمحت بتجاوز احترابات المسلمين عبر 13 قرناً منذ الفتنة الكبرى، وأقرت ـ بفتوى للإمام شلتوت ـ جواز التعبد الإسلامي على مذهب الشيعة الجعفرية، فلم يكن الدين وقتها في عزلة عن الحياة المتجددة، وعن عملية خلق مجتمع جديد من قلب المجتمع القديم، أي أن التجديد كان له سياقه المنتج المؤثر، وليس خطاباً معزولاً على طريقة ما يجري الآن، فلا فرصة لانتصار الإسلام الحقيقي على التزييف «الإرهابي» للإسلام، ولا فرصة للتجديد دون إدراك القيم الجوهرية للإسلام الحقيقي، وأظهرها قيمة العدل والمساواة، فالإسلام في كلمة هو «العدل»، قبل وبعد أي شيء آخر، وإذا أردتم التجديد فاقضوا على الظلم، واكنسوا امبراطورية الفساد أولا، فالفساد أخطر بمراحل من الإرهاب، وهو الذي يغذيه ويمد في عمره، وهو الذي نخر بدن الدولة، وحولها إلى «شبه دولة» أو ركام دولة، وقتل روح الأمة، وجعل اليأس يستبد بنفوس المصريين.
ليس التجديد ـ إذن ـ بالهجوم على شيخ الأزهر، وأنا اختلف مع الرجل سياسياً إلى آخر الدنيا، فقد كان عضواً في المكتب السياسى لحزب المخلوع مبارك، قبل أن يتولى منصبه الديني، لكن الرجل الآن في مقام شيخ الأزهر واجب الاحترام، وليس للأزهر سلطة دينية، بل الأزهر جامعة دينية، هي الأبرز بامتياز في عموم العالم الإسلامي، والذي يضم قرابة المليار و600 مليون نسمة الآن، ويمتاز الأزهر عن غيره بتدريس المذاهب كافة، وقد أصاب الأزهر ما أصاب التعليم في بلادنا بصفة عامة، وإحياء دوره مرتبط بإحياء المجتمع، وبالتصحيح الجوهري الشامل لاختيارات السياسة والاقتصاد والأمن والدين، وبضمان استقلال الأزهر المالي والإداري الكامل، وبالتمويل الذاتي لكلياته الدينية واللغوية بالذات، وبضم الأوقاف الإسلامية إلى حوزته دون منازع، وبإلغاء «خصخصة» الدعوة الدينية على طريقة جماعات ومشايخ اليمين الديني، وجعل الأزهر وحده مدرسة تخريج الدعاة، ومعاملة الدعاة كالقضاة، وحظر اشتغالهم بالسياسة وأحزابها، وكما لا يصح الاتجار بالدين خدمة لمصالح الأفراد والجماعات في نيل كراسي السلطة، فلا يصح ـ أيضاً ـ توظيف الأزهر في خدمة نظام سياسي بعينه، وبما ينزع عن علماء الدين مهابتهم المفترضة، ويسيء إلى جلال الفتاوى والآراء، ومدى استقلاليتها عن المطامع الدنيوية، ويضع علماء الأزهر في موقف لا يحسدون عليه، ويصورهم كفقهاء سلاطين، تستهين بهم وبدورهم فتاوى الجهالة والإرهاب، فالمطلوب ـ باختصار ـ هو تصحيح وضع الأزهر، وإعادة النظر العلمية في مناهجه، وليس الهجوم على الأزهر وشيخه «عمال على بطال»، والرغبة في تحويله إلى مؤسسة أمنية لا دينية.
وليس ممكناً، أن نختصر الوقت اللازم للانتصار على شرور الإرهاب، دون إدراك روابط قضية الحرب على الإرهاب مع قضايا السياسة والاقتصاد، إن فعلنا، وعزلنا وفصلنا، فقد ننزلق إلى الخطأ فالخطيئة، وعلى نحو ما تردينا إليه في أربعين سنة مضت، اعتبرنا فيها الإرهاب محض مشكلة أمنية، وبدا أحياناً أن الإرهاب يذوى، وأن الاحتقان الطائفي يتراجع، بينما كانت النار دائما تحت الرماد، تعود مجدداً لتظلم حياتنا، وتصبغ دنيانا بلون الدم، وبصورة أشرس، لا تجدي معها حالات الطوارئ الأمنية، والتي ظلت مفروضة لثلاثين سنة متصلة، كان حصادها المؤكد هو البؤس العام، وسيطرة تيارات اليمين الديني على عقل وقلب المجتمع، والانتعاش الدوري لعمليات الإرهاب، وهو ما يصح أن يدفعنا للتوقف والتبين، والوعي بالدروس والعبر والعظات، فمن لا يفهم ماضيه يكتب عليه أن يعيش في خطاياه إلى الأبد، وقد لا تكون من فرصة لانتصار نهائي للإرهاب، ولا لتهديد وحدة وسلامة الكيان المصري جغرافياً، وعلى نحو ما جرى في أقطار عربية من حولنا، وهذه ميزة يجب البناء عليها، وليس الاقتصار عليها، فسوف تظل مصر دائما قبضة يد متحدة، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وسوف تظل مصر «محروسة» بالطابع الفريد الاستثنائي لتجانس شعبها، وبقوة جيشها المبني على أساس التجنيد الوطني العام، فالمشكلة ـ إذن ـ ليست في مخاوف على وحدة الكيان المصري، بل المشكلة في مكان آخر، أبعد كثيراً من الاهتمام الأمنى الضيق، ومن دعوات تجديد ديني لا تجد صداها، فنزعات التكفير فالتفجير هي العرض لا المرض، وهزيمتها في لحظة، قد لا تعني الهزيمة إلى النهاية، والمطلوب اقتلاع جذور الإرهاب لا تخفيف عوارضه، وترك أصل المرض كامنا في تربة خطايا السياسة والاقتصاد، فليس المطلوب ـ فقط ـ إعلان طوارئ أمنية، بل لا بديل عن إعلان طوارئ سياسية واقتصادية واجتماعية شاملة، تستعيد مصر إلى أهلها، وتعدم الفساد الذي يصنع الإرهاب، وتنهي مظالم السياسة بحق عشرات الآلاف من المحتجزين السلميين، وتوقف مظالم الاقتصاد بحق تسعين بالمئة من أبناء وبنات الشعب المصري، وتكون فصل الختام في حروب الإرهاب وسنينه السوداء.
كاتب مصري

عن الإرهاب والأزهر والسياسة

عبد الحليم قنديل

لا «إلياذة» لنا… ولا «أوديسا»!

Posted: 23 Apr 2017 02:12 PM PDT

تفاحة ذهبية مكتوب عليها «للأجمل» ألقتها «إريس» إلهة النزاع، بين المدعويين في عرس «ثيتس» إلهة البحار، لتثير النزاع بينهم، لأنها لم تُدع إلى ذلك العرس، وبالفعل نشب النزاع بين الإلهة «هيرا و»أثينا» و»أفروديت» أيهن أحق بالتفاحة الذهبية، وحسم الإله «زيوس» الأمر، فلجأ إلى تحكيم أجمل البشر من الرجال «باريس بن بريام» ملك طروادة.
هو جزء من مضمون الملحمة الأسطورية المعروفة باسم «الإلياذة» للشاعر هوميروس المشكوك أصلاً في وجوده، شأنها شأن سائر قصص الخيال التي اكتظ بها الأدب الغربي، منذ العصور الغابرة وحتى اليوم، وأصبحت السمة الغالبة والعلامة المميزة له، ثم لهث وراءها المسلمون العرب في العهود المتأخرة، بتأثير داء التقليد الأعمى.
كانت ولا تزال الأسطورة والقصة الخيالية عماد الأدب الغربي، وغالباً ما ترتكز على المعتقدات الوثنية، وتفسر الظواهر الكونية على ضوئها، وتنسبها إلى آلهة تتصارع فيما بينها، بل وتدخل في علاقة نزاع وصدام مع البشر.
ومن الإلياذة والأوديسا، إلى الكونت دراكولا القاتل السفاح الذي تحول في الأدب الغربي إلى مصاص للدماء، إلى روايات الرعب القوطي وصرير الأبواب، مروراً بقصص الخالدين الذين لا يموتون إلا بقطع الرؤوس، وحكايات المصابيح التي يخرج منها الجن…. وتضاهيها في القيمة أساطير الشرق الساحر، جلجاميش في العراق القديم، وإيزيس وأوزوريس في عهد فراعنة المصريين، وجارودا في الهند، وأسطورة آديري في ماليزيا…
تراث يُروى ويُنمَّى بالأدب المعاصر، يحشد ألواناً من الخرافات المتعلقة بالنجوم وأسرار الأرقام، وتعاويذ طرد الأرواح الشريرة، والقوى البشرية الخارقة المتصلة بالألهة بالأنساب، ربما جعل الكثيرين في أمتنا يتساءلون: أين نحن من هذا اللون من القصص، لماذا نأت حضارتنا الإسلامية عن مثله؟
الإجابة الوحيدة من قِبل عشاق التبعية: أن خلو التراث الإسلامي من قصص الخيال والأساطير علامة تخلف ورجعية وجمود. وكان الأحرى أن يتساءل هؤلاء: لماذا أعرض المسلمون عن ترجمة هذه الأساطير في العصور الزاهية إبان نهضة الترجمة؟
إن هذه الأساطير والقصص الخيالية انعكاس لمحاولات سد الفراغ النفسي لدى أصحابها تجاه القضايا التي يخشونها ولا يعلمون مصدرها، والتي نشأت بسبب انعدام تصور واضح ومقنع لعلاقة الإنسان بالكون، وصلة الأرض بالسماء. لقد تسللت نزعة الإنسان الغربي في الارتباط بالأسطورة إلى الباحثين في علوم النفس، فترى «فرويد» يقيم نظريته على أسطورة أوديب، ويقتبس منها رموز نظرياته في الغريزة الجنسية والعقل الباطن. أما في ظل الحضارة الإسلامية، فلم يُعِر العرب تلك الأساطير اهتماماً يذكر، لإعراضهم عما اعتبروه لغواً لا ينفع، إضافة إلى الرغبة في الحفاظ على سياج المعتقدات الإسلامية من لوث الأفكار والتصورات الوافدة من الشرق والغرب.
كان السبب هو تَشبُّع العقلية الإسلامية بتصورات واضحة عن علاقة الإنسان بهذا الكون، وتفسير الظواهر الكونية تفسيراً يقبله العقل السليم، فلم يقع المسلمون في شِبَاك الحيرة تجاه الغيبيات، ولم يكونوا أسارى الفراغ النفسي الذي يدفع صاحبه إلى التعلّق بالخيال.
رغم أن المنهج الإسلامي يعتمد جوهره على الإيمان بالغيب، إلا أنه حَمَى العقل البشري من الزلل أمام الميتافيزيقا (ما وراء الطبيعة)، فكشف حقيقة الملائكة والجن التي حارت فيها الأفهام، ووضع تصوراً شافياً لطبيعة النجوم والكواكب وعلاقتها بالإنسان، فلا هي تملك النفع والضر، ولا هي ترتبط بالمقادير.
وقضى على الأساطير المتعلقة بأسباب المرض والعلاج منه، فبطلت الطقوس الكهنوتية القديمة التي تزعم طرد الأرواح الشريرة التي هي دائماً عندهم سبب الأمراض، ووضع الإسلام مبدأ أن: لكل داء دواء إلا الموت.
ويوم أن مات «إبراهيم» ابن النبي محمد، وانكسفت الشمس، وقع في أنفسهم شيء من ميراث الجاهلية، وهي ارتباط كسوفها بموت عظيم، فقال النبي: (إن أهل الجاهلية كانوا يقولون إن الشمس والقمر لا ينخسفان إلا لموت عظيم، وإنهما آيتان من آيات الله، لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكن يخوّف الله به عباده). فقد حمل الإسلام إلى الناس توجيهات النظر في خلق الله والتأمل في عظمته، فهداهم بذلك إلى بناء المنهج العلمي التجريبي الذي نشأت عليه الحضارة الحديثة.
امتازت القصة في الأدب الإسلامي في العصور الزاهرة بالواقعية، وكانت بمثابة أحداث منقولة، واشتهرت تلك الحكايات في كثير من الأحيان بالاهتمام بالعنعنة (فلان عن فلان ….). وحتى القصص الوهمية التي وردت في كتب التراث التي تُجسِّد حوارات بين الحيوانات على غرار كتاب الأذكياء لابن الجوزي، فإنما تُساق للعظة والتقريب، وتنقل المنطق البشري بصورة لا تُلَبّس على الناس تصوراتهم، فمن يقرأ يعلم يقيناً أن الحيوانات لا تتحدث، ويلتقط الغاية والعِبْرة. الأساطير قد أعرضت عنها طبيعة العرب المسلمين، التي تستمد مقوماتها من قيم الشهامة والكرامة والفروسية والكرم والمروءة ونجدة الملهوف، فلم يكن المسلمون كغيرهم ممن يعالجون الواقع المر بالتعلق بالأساطير والخيال، وإنما كانوا يعرفون وجهتهم، ويدركون ما يمكن فعله وما لا يمكن فعله.
ففي العزم والتصميم على بلوغ الهدف يقول شاعرهم:
إذا همَّ ألقى بين عينيه عزمه ونكب عن ذكر العواقب جانبا
وفي تجاوز ما تحقق أنه من المستحيلات إلى التركيز على الممكن، يقول آخر:
إذا لم تستطع شيئاً فدعه وجاوزه إلى ما تستطيع
في حقيقة الأمر، يعد خلو التراث الإسلامي من قصص الخرافات محمدة لا منقصة، ولم تتجه العقلية الإسلامية إلى محاكاة الحضارات الأخرى في هذا الجانب إلا بعد أن دب الضعف، وفقدت الشخصية العربية المسلمة بوصلتها، وأصابها الفراغ النفسي، ومن ثم صارت تنشد ضالتها في نسج الأساطير. وحتى روائع التراث الشعبي التي توارثتها الأجيال في الشعوب العربية، كالسيرة الهلالية، كانت عبارة عن ملحمة أسطورية في حقبة الدولة الفاطمية العبيدية التي كانت سيطرتها مظهراً من مظاهر الضعف في الأمة. افتُتِنت الأجيال بالأساطير والخرافات، وصارت قصص الخيال تتصدر المبيعات في العالم الإسلامي العربي، وأصبحت الشخصيات الأسطورية الخارقة (سبايدر مان، بات مان، سوبر مان…) هي الأكثر قرباً من الطفل العربي بما لها من مخاطر وسلبيات غير خافية في المجال التربوي.
التاريخ الإسلامي يزخر بالشخصيات والأحداث الواقعية الثابتة، وقصص البطولات العظيمة، لكنها تحتاج إلى القالب الروائي القصصي البعيد عن السرد التاريخي المجرد، كما تحتاج المكتبة الأدبية إلى القصص الوهمية التي تعكس قيماً واقعية، وتقدم للقارئ والمشاهد شيئاً هادفاً يتفق مع هويته ومنظومته الأخلاقية.
إننا بحاجة إلى أدب يدفع للبناء، لا أن يكون مهرباً من الواقع، ولا أن يكون تغييباً للعقول في متاهات الخيال والأساطير والخرافات.
كاتبة أردنية

لا «إلياذة» لنا… ولا «أوديسا»!

إحسان الفقيه

أمريكا تندد بـ«داعش» وتصوّب على سوريا

Posted: 23 Apr 2017 02:11 PM PDT

في مقابلة تلفزيونية يوم الاربعاء الماضي، أكّدت بثينة شعبان، مستشارة الرئيس السوري، بعد عودتها من موسكو أن الولايات المتحدة لن تستهدف سوريا بضربة مشابهة لتلك التي وجهتها لقاعدتها الجوية في الشعيرات قبل نحو اسبوعين.
مراقبون سياسيون في بيروت أكدوا بدورهم ان شعبان ما كانت لتقول ما قالته لولا ان المسؤولين الروس استنتجوا ذلك. غير ان محللاً استراتيجياً قريباً من القيادة السورية اكّد لي ان ما قالته شعبان يستند الى قاعدة معلومات بالغة الاهمية وليس الى مجرد استنتاجات.
بحسب هذه المعلومات، صارح مسؤولون سياسيون وعسكريون روس وزير الخارجية الأمريكي ركس تيلرسون خلال زيارته الاخيرة لموسكو بأن روسيا لن تترك سوريا عرضةً لهجمات أمريكية مقبلة، وانها قامت بغية حمايتها بتسليمها صواريخ متطورة للدفاع الجوي من طراز «إس 300» وصواريخ اخرى للغرض نفسه من طراز اسكندر، وانها جادة في دعمها سياسياً وعسكرياً في جهودها الرامية الى الدفاع عن سيادتها وتحرير اراضيها الواقعة تحت سيطرة تنظيمات ارهابية كـ «داعش» و»النصرة» في سياق استعادة وحدتها الجغرافية والسياسية. لعله في هذا الإطار جرى ايضاً نقل عدد من المقاتلات والقاذفات السورية الى مطار حميميم العسكري حيث تتواجد قوات روسية برية وجوية مزودة بأسلحة نوعية متطورة لتكون عملياً تحت حماية روسيا.
من السهل الاستنتاج، في ضوء هذه المعلومات، ان يكون وزير الخارجية الأمريكي قد اسرّ لنظيره الروسي بأن واشنطن ليست في وارد توجيه ضربة جوية جديدة لسوريا، وان يكون المسؤولون الروس قد سرّبوا هذا التوّجه الأمريكي الى شعبان.
غير ان متابعةً حثيثة لأقوال المسؤولين الأمريكيين وافعالهم تشي بحقيقة مغايرة. ففي نيويورك، شنت مندوبة الولايات المتحدة في الامم المتحدة نيكي هايلي حملةً شديدةً على سوريا كما على جمهورية ايران الإسلامية وطالبت مجلس الامن الدولي بالتركيز عليهما لأنهما «يتآمران معاً لزعزعة الشرق الوسط ويرتكبان اعمالاً ارهابية». بل هي لم تتورع عن القول إن «المجرم الكبير ايران وشريكها حزب الله» ضليعان في قتل الآلاف من المدنيين مع قوات الرئيس بشار الأسد وفي التدريب المميت للميليشيات في العراق وفي تسليح ميليشيات الحوثيين في اليمن. ولم توفر هايلي مقاتلي حزب الله فقالت بالحرف: «في لبنان ، يستخدم حزب الله ، وهو منظمة ارهابية ، القرى درعاً لترسانة من عشرات الآلاف من الصواريخ ، كما يسيطر حزب الله في سوريا على مناطق عدّة». بعدها اعلن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس خلال زيارته للسعودية ان ايران تلعب دوراً يزعزع الاستقرار في الشرق الاوسط، وانه ينبغي دحر نفوذها لإنهاء الصراع في اليمن.
قبل هذه الحملة الواسعة على ايران وفي اثنائها، عَكَس الفشل في تنظيم لقاء ثلاثي يجمع ممثلي روسيا والولايات المتحدة مع المبعوث الدولي الى سوريا ستيفان دي مستورا إتساعَ هوة الخلاف بين موسكو وواشنطن ما عطّل وضع آليات للحوار وتقريب وجهات النظر لإنجاح محادثات آستانة المقبلة. ذلك ان واشنطن حافظت على مواقفها المتباعدة من موسكو منذ زيارة وزير خارجيتها الاخيرة للعاصمة الروسية. بينما حذّر ديبلوماسيون روس من تأثيرات السجالات حول الملف الكيميائي على جهود استئناف العملية السياسية ولاسيما بعد قيام «اسرائيل» بشن حملة سياسية واعلامية على سوريا وحزب الله في موازاة حملة دول اطلسية عليهما تتهمهما باستعمال السلاح الكيميائي.
ضابط اسرائيلي رفيع ادلى بتصريح الى مراسلي الشؤون العسكرية في وسائل الاعلام الاسرائيلية («يديعوت احرنوت» 2017/4/20) مفاده ان التقديرات الموجودة لدى قيادة الجيش الاسرائيلي تشير الى ان كمية الاسلحة الكيميائية التي تملكها القوات السورية تصل الى 3 اطنان. تلقّف السفير الإسرائيلي في واشنطن داني دانون هذه الإتهامات ليطالب مجلس الامن الدولي بإدراج حزب الله وحركة «حماس» على قائمة المنظمات الإرهابية ، معلناً ان ايران وحزب الله شريكان في «الجرائم التي ترتكب في سوريا» . وما لبث وزير الدفاع الأمريكي ماتيس أن كرر اتهام سوريا بالإحتفاظ بكمية من الأسلحة الكيميائية!
كل هذه الوقائع والشواهد تشير الى ان الولايات المتحدة و»اسرائيل» منخرطتان في حرب باردة متصاعدة مع روسيا وايران ، وان محور الحرب وميدانها هما سوريا، فهل تتطور الحرب الباردة الى حرب ساخنة؟ وهل تنتهز «اسرائيل» فرصة التوتر المتزايد واتساع نطاق المواجهات العسكرية في شمال سوريا وشرقها كما في جنوبها المواجه لـ»اسرائيل» لشن هجوم صاعق في منطقتي القنيطرة ودرعا بغية توسيع رقعة الجيب الحدودي الذي تسيطر عليه «داعش» و «النصرة» وحلفاؤهما؟ وهل تنتقل الولايات المتحدة من التنديد الإعلامي بـِ «داعش» والدعم العسكري لـِ»قوات سوريا الديمقراطية» الكردية الى إنزال المزيد من قواتها في محافظة الرقة والمشاركة تالياً في عملية إقامة «مناطق استقرار» (وهو المصطلح الذي تطلقه على «المناطق الامنة») وذلك في اطار تحويل هذه المناطق إلى كيانات منفصلة عن الحكومة المركزية في دمشق ؟
ألا يجد موقف أمريكا المتحفّظ من اجتماعات آستانة الرامية الى استعادة الوحدة والسلام لسوريا ترجمته العملانية في هذه التحركات الأمريكية والإسرائيلية المريبة والساعية الى تقسيم سوريا بدعوى انها تحتضن تنظيمات ارهابية معادية لها، وانها تقوم باستعمال اسلحة كيميائية ضد خصومها وتتسبّب بقتل مدنيين؟
اسئلة كثيرة تبحث عن اجوبة في مرحلة ملتبسة شديدة الغموض والخطورة في آن.
كاتب لبناني

أمريكا تندد بـ«داعش» وتصوّب على سوريا

د. عصام نعمان

ترقبوا فظائع كبرى للأسد

Posted: 23 Apr 2017 02:11 PM PDT

لم يوارب وزير الخارجية الأمريكي ركس تيلرسون للحظة في حديثه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف عن مصير الأسد، بدا الموقف واضحاً، واختصره في أن ذلك الحكم الأوليغارشي لعائلة الأسد قد انتهى عصره، أما لافروف فقد ترك الباب موارباً لذلك الإصرار الأمريكي قال «إن بلاده لا تراهن على الأسد او غيره» ثم مضى إلى ما هو أبعد من ذلك حين قال إن «إزالة الحاكم الديكتاتور من الحكم لم تكن يوماً أمراً سهلاً». وضرب الأمثلة بسلوبودان ميلوسوفيتش وصدام حسين ثم سأل الصحافيين: دلوني على ديكتاتور خرج من الحكم بسهولة؟
بلغة أخرى بدا أن لافروف يقر بأن الأسد ديكتاتور مصيره إلى الزوال، ولكن المسألة مسألة الوقت اللازم لتلك المهمة الصعبة. وحتى في أوكرانيا وجهت رسالة جادة للرئيس الأمريكي خشية التنازل في ملف أوكرانيا في مقابل الموقف الروسي الموافق على الإطاحة بالأسد.
لا شك أن نظام الأسد قرأ كل ذلك بوضوح وفهم أن الإصرار الأمريكي على نهاية حكمه قد ينتهي إلى تنازل روسي وقع أو سيقع قريباً.
يجد الأسد نفسه اليوم في ملعب السياسة وحيداً وأمامه مهمة صعبة هي إقناع ترمب، وليس روسيا، بتغيير موقفه تجاه بقائه. ومن المهم أن نعلم هنا أن الأسد ونظامه يتقنان لعبة البقاء تلك جيداً، يعرفون تماماً متى تقدم التنازلات كالانسحاب من لبنان أو تسليم عبد الله أوجلان أو التخلي عن المطالبة بلواء اسكندرون. ويعرفون تماماً كيف تلعب الأوراق في المنطقة وما هو الأهم منها.
منذ الحادي عشر من أيلول/سبتمبر عام 2001 يوم نقلت القاعدة حربها إلى الغرب، أدرك الأسد أهمية أوراقه في ملاحقة الإسلاميين في الغرب، وبنك المعلومات عنهم لديه، وذلك من خبرة طويلة لنظامه في حربهم واغتيالهم على مدار عقود، ولعب عليها مع عدد من أجهزة المخابرات الغربية.
كذلك كان دوره محورياً في تسهيل دخول المقاتلين الأجانب إلى العراق إبان الغزو الأمريكي ومن ثم تسليم معلوماتهم للولايات المتحدة، يوم بدا أن جورج بوش عازم على إكمال طريقه إلى سوريا بعد العراق عقب اغتيال الحريري، كانت ورقة المجاهدين الإسلاميين هناك ناجحة كما توقع الأسد ولعب، والأمر ليس قراءة أو تحليلاً فثمة تصريحات علنية لفاروق الشرع حول هذا التعاون مع الولايات المتحدة آنذاك.
مرة أخرى كان الأسد في مأزق جديد ومع دخول الربيع العربي إلى سوريا وعد الناس بإصلاحات فاستبقى السياسيين والصحافيين في سجونه بل وملأها بالمزيد منهم وأطلق سراح أولئك المقاتلين الإسلاميين ضمن إصلاحاته المزعومة مراهناً على قدرتهم في تحويل وجه الثورة من السلمية إلى العسكرة ونجح رهانه دون شك.
خلال تغطياتي الصحافية في سوريا التقيت بكثير من قادة الفصائل الإسلامية وكان معظمهم في سجون الأسد قبل الثورة بل إن أحد أهم الفصائل الإسلامية كان يشترط لقادة المناطق والمجموعات فيه أن يكونوا من «خريجي جامعة سيدنا يوسف» في إشارة إلى السجن الذي دخله النبي يوسف بمعنى ان جميع أولئك القادة كانوا يومًا ما في سجون الأسد قبل أن يشملهم عفوه!!
من الطبيعي أن ينظر الغرب إلى الصراع في المنطقة من زاوية مصالحه فالأسد لم يوجه سهامه نحوهم يوماً خلافاً لأولئك الإسلاميين من منتجات القاعدة أو من ذوي اللحى المخيفة الذين يتقبلون القاعدة ويقاتلون بجانبها على الأقل.. والأخيرة كما تعلمون لم يكن لديها يوماً حرج في استهداف الغرب وقتل مدنييه بأبشع الصور والطرق.
وتحول الصراع هناك في تلفازات الغرب من ديكتاتور جزار يبيد شعبه بكل الوسائل المتاحة إلى حرب على الإرهاب الإسلامي، وكثير من الغربيين احتفلوا بسقوط حلب على أنها نصر على الإرهاب كما نقل لهم إعلامهم المحلي، وليس التهجير والقتل للملايين، أما أصدقهم لهجة وأكثرهم إنصافاً فقد رأى انه صراع الأشرار الذي يجب على الغرب تحاشيه كما كانت سياسة الرئيس أوباما!
6 سنوات لعب فيها الأسد على ورقة الإرهاب بنجاح، حيث كانت الضامن الحقيقي لبقائه وإقناع الغرب بحربه عليهم وهو الآن أمام منعطف جديد لن يتوانى فيه عن لعب تلك الورقة الناجحة مرة أخرى.
انفجار بمهجري كفريا والفوعة يصور لترمب المتأثر بصور أطفال خان شيخون بأن الأسد ليس قاتل الأطفال الوحيد في المنطقة، وحديث عن قصف أمريكي لمستودعات كيميائية يملكها داعش في دير الزور وعن هجوم كيميائي متوقع على العاصمة.. ثمة مجرمون في تنظيم «الدولة « لن تثنيهم حماقتهم عن تقديم ما أمكن من مساعدات لرواية الأسد وأوراقه بعملية دهس هنا أو إطلاق نار هناك، وربما ثم مزيد من الفظائع المحتمل وقوعها لإقناع الغرب بضرورة بقاء الأسد محارباً ضد الإرهاب الأكثر شراً، فالنظام هنا كحيوان جريح يقاوم أنفاس النزع الأخير لبقائه.
كاتب سوري

ترقبوا فظائع كبرى للأسد

محمود الزيبق

صراع العقل الأسطوري وعقل الأنوار في العالم العربي

Posted: 23 Apr 2017 02:11 PM PDT

« مات العقل الأنواري بعدما تصرفت به الأحوال، وتم نبذه، وتهميشه، لكنه متجدد في الولادة» .
عندما نهاجم العقل الأسطوري بأسلحة عقل الأنوار، ألا نكون قد استنبتنا أسلحة قلقة في أرض تعودت على الإجابات الجاهزة؟ ألا نكون قد فتحنا الأبواب المنغلقة أمام الفكر الفلسفي التنويري؟
وهل بنية السياسة المقدسة ستمسح بهذا الاقتحام الذي يهددها بالهدم، نسق الماهية؟، بل أكثر من هذا، ألا يكون هذا العلم البرهاني قد فقد شرعيته حين توجهت إليه آراء أهل المدينة الجاهلة وحكمت عليه بالإعدام؟.
لا يمكن لهذه الأسئلة إلا أن تكون نابعة من أصالة الروح التي ستحقق نفسها في العصر الذي تعيش فيه، ولذلك فإنها ستقاتل بشراسة من أجل الوجود، بيد أن هذا الوجود الثمين، يتطلب القدرة على مواجهة الروح التراثية التي تؤسس الإنسان على قياس الشاهد على الغائب، وبعبارة معاصرة إنها تتصرف في العلوم التقنية لا إعادة الروح إلى القرون الوسطى مستغلة اشتعال الوجودان وتمزق الروح في التيولوجية، متأثرة بالقهر والشقاء، ومن الصعب بناء روح العصر، بهذه الأرواح التيولوجية المحطمة في الزمان، والتعيسة في المكان.
وإذا كانت الحكمة تقتضي أن نعترف بأن الفيلسوف عندما يتحدث أمام الجمهور، فلا أحد يسمعه، وبالأحرى أن يعيره اهتماما، فمن المدهش أيضا أن حديثه يحرج السلطة القمعية، لأنه يستطيع بالبرهان على تمزيق حجاب الأوهام على وجه الحقيقة، وإرغامها على العودة مع شروق شمس الأنوار، ولهذا السبب يكون مذنبا عند الطغاة، الذين يحرضون العوام عليه، ويضطهدون، والحكم عليه بأركيولوجيا الصمت، والتأمل في الفراغ، فبأي حق يتم مصادرة الحق في الأسئلة؟، هل لأن أعداء الفكر الفلسفي من الخطباء والسفسطائيين لهم قدرة مبهرة على اختراق الأرواح المحطمة؟.
إنه لعصر تعيس، تعيش فيه الأرواح بآراء وسطوية مزقها التاريخ بجدليته مع العلمي المعاصر الذي انطلق من أرضية عقل الأنوار، وأصبح يتحكم في الوجود الإنساني، باستغلاله للعلم والتقنية، إذ تمكن من احتجاز الشعوب الوسطوية، ومنحها الوجه السلبي للتقنية من أجل القضاء على نفسها بنفسها، ولعل هذا بالذات ما نشاهده في عصرنا هذا، المصاب بمرض عضال، لا يمكن الشفاء منه، مادام الترياق يظل محتجزا في الاحتجاز، وكأنه الجذام الذي جعل الخطاب الرسمي يعتبره مذنبا، لأنه يسعى إلى إيقاظ العقل من سباته الدوغمائي، بيد أنه من الصمت أن نمنحه شهادة ميلاد جديدة، مكتوب عليها اسم محبة الحكمة، ذلك أن إقامته طالت في العدمية، ونالت منه وأضحى قريبا من الحصول على شهادة الوفاء، فكيف يستطيع هذا العقل أن ينجو من هذه القطيعة المفجعة والمتسارعة في التطور، والثابتة في زمن النكبة؟، وبصيغة أكثر عنفا، كيف يمكن لعقل شيعت جنازته أن يولد مع جديد؟، وهل يسمح الذين اغتالوه بهذه الولادة؟.
في إمكاننا أن نقول أن هذا العقل الذي ولد، وكبر في الصراعات الإيديولوجية، منذ عصر علماء الكلام، والفقهاء، والحركات المتطرفة في التفسير للنص الديني، من الصعب أن يقبل الحقيقة العلمية، والفكر الفلسفي البرهاني، ولذلك فإنه اكتسب مناعة قوية مكنته من عدم اختراق التنوير، ومقاومة جدليته، وظل يقاوم إلى أن مات، معزولا عن جدلية التاريخ، معتقدا في الصواب الموروث، الذي منحه الجهل المركب، والتأهيل المهني للقمع، والحال أن: «المشكل ليس هو تغيير وعي الناس أو ما يوجد في ذهنهم، بل تغيير النظام السياسي والمعرفي والاقتصادي والذين يتحكمون في إنتاج الحقيقة، وترويجها».
والشاهد على ذلك أنه كلما كان الوعي مغلوطا، كلما كانت الحقيقة زائفة، ولذلك فإن الفكر يهرب من هذا الواقع، الذي يحرمه من الحرية، بل إنه يتحكم في مشيئته، ومن غير بناء مصنع الفكر، يتعذر على هذه الأمة التي أصبحت تتفاءل على التأويل الصحيح للعقيدة، أن ترى النور في بلد الحقيقة، وتتخلص من نزعتها العدمية، لأن إخضاع العلوم إلى مناهج التفسير الدينية قد عجل بنهايتها.
لقد كان ابن سينا رائعا، حين قال بأن هذه الأمة لا تحتاج إلى طلب الأجسام، بقدر ما أنها في أمس الحاجة إلى طب الأرواح المريضة بنزعتها العدمية، ولعل هذا الطب الأعظم هو العلم: «فالعلم واحد لا يختلف من مكان إلى آخر، أداته القراءة والاجتهاد». في العلوم الرياضية والفيزيائية والفلكية، ولكن داخل مملكة الفلسفة. والحاصل أن الأمة التي لا تقرأ الكتب،ولا تشجع الأحداث على قراءتها، فإنها لن تشفى من مرض العدمية، بل ستترك مجالا لدعاة العدمية بنشر أفكارهم المتطرفة، من خلال الاستقطاب، وتخدير الإدراك، لأنهم وجدوا في ترياق الموت شفاء للأرواح الممزقة بالشقاء الاجتماعي، والاستبداد السياسي. لكن متى تعود المعرفة إلى نفسها وتتعرف على حقيقتها؟، وهل تساهم في اكتشاف العقل لنوره الفطري؟، وأين يوجد دهاء العقل؟.
هناك فقرة شهيرة لهيغل في فلسفة التاريخ يتحدث فيها عن دهاء العقل: «من الممكن أن نطلق اسم دهاء العقل على تلك الصفة التي يشعل بها العقل الانفعالات لكي تعمل من أجله، على حين أن ذلك الذي ينمي حياة العقل بفعل تلك القوة الدافعة يدفع العقوبة ويعاني الخسارة، ذلك لأن الأمر يتعلق بالوجود الظاهري الذي يكون جانب منها بلا قيمة، والجانب الآخر إيجابي وحقيقي، والجزئي في معظم الأحيان ليست له قيمة تذكر إذ ما قورن بالمطلق، فالأفراد يضحى بهم، وينبذون والفكرة تدفع عقوبة الوجود والفناء، لا من ذاتها بل انفعالات الأفراد». هكذا يكون العقل هو الذي يحكم العالم، من خلال نشاطه المعرفي، لأنه بدون هذا النشاط يحترف بفعل الانفعالات الوجدانية، ويتحول إلى رماد يؤدي إلى ضياع الإنسان في عتمات العدمية.

كاتب من المغرب

صراع العقل الأسطوري وعقل الأنوار في العالم العربي

د. عزيز الحدادي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق