هل يمكن حصول حرب بين السعودية وإيران؟ Posted: 26 Jun 2017 02:30 PM PDT نشرت مجلة الأعمال الأمريكية الشهيرة «فوربس» مقالا تحت عنوان «الحرب المقبلة بين السعودية وإيران ستجعل من أصحاب حقول النفط الصخري الأمريكية أغنياء جدا». تقوم فكرة المقالة إذن على الترويج للغنى الفاحش الذي سيحصل عليه رجال أعمال أمريكيون عندما تخرج المعارك بالوكالة بين البلدين الإسلاميين الجارين لتصبح حرباً مباشرة في تكرار لسيناريو الحرب العراقية ـ الإيرانية التي اندلعت عام 1980 وانتهت عام 1988 مخلفة قرابة مليون قتيل وتدمير هائل لاقتصاد البلدين. تقوم المجلة الشهيرة عمليّاً على ركنين متساندين، الأول يوضّح لماذا تتزايد احتمالات حصول «حادث عسكري» بين البلدين، والثاني يزيّد الفوائد التي ستنتج عن حصول هذا «الحادث» ويعتبر حصول ذلك سيناريو «الحلم» للشركات الأمريكية. يزيّن الكاتب للفوائد التي ستهبط على الاقتصاد الأمريكي بالقول إن الأرباح التي سيتم جنيها ستقوم بتمويل العجز التجاري وتكرّس وضع واشنطن كمصدّر أساسي للنفط. «كلما طالت الأزمة المحتملة في الشرق الأوسط كلما زادت حصة الشركات الأمريكية». لا تسوّق المقالة إذن للحرب وتقدم الدعاية التسويقية لنتائجها الإيجابية على الاقتصاد الأمريكي ككل، ولكنّها تقترح «الصدف» المناسبة لحصولها كما أنها تشير بوضوح إلى أن واشنطن وإدارة الرئيس دونالد ترامب يمكن ألا تفعل شيئا لتمنع حصول هذه الحرب بين الخصمين الأيديولوجيين الكبيرين! الأغرب من ذلك أن المقالة تزعم أن هذه الحرب ستفيد المملكة العربية السعودية أيضاً لأن ارتفاع أسعار النفط سيمهد الطريق لخطة جعل أسهم شركة أرامكو السعودية متاحة للبيع وسيعطي حقولها النفطية المستهلكة بكثافة بعض الراحة لكن هناك إشكالية صغيرة يمكن أن تحصل وهي أن هذه الحرب «يمكن أن تحمل مخاطر كبيرة للنظامين خصوصاً إذا كان هناك عدد كبير من الضحايا»! تبدو المقالة موجّهة لحثّ إدارة ترامب في واشنطن (التي تحبّ الجمع بين البزنس والسياسة) وإلى رجال الأعمال الأمريكيين الطامحين لأرباح فاحشة على العمل على تطبيق «سيناريو الحلم» المذكور، ولعلّ ما شجّع هذا التوجّه ما لاحظه السياسيون ورجال الأعمال الأمريكيون من سطوة وأهميّة لترامب لدى السعودية وحلفائها، ومن دعوة شديدة إلى تدخّل الأمريكيين في شؤون دول الخليج السياسية. لا يبدو خافيا أيضاً علاقة هذه الخفّة الأمريكية في النظر إلى شؤون السعودية وأحوالها بالتوتّر المتصاعد في الخليج الذي تزايد مع الأزمة الحاصلة بين السعودية والإمارات والبحرين في قرارها المتهوّر بمحاصرة قطر وهو قرار يضيّق على الدوحة لكنّه يضيّق على محاصريها أيضاً ويفتح الباب لتحرّكات إقليمية وتموضعات إجبارية وإمكانيات غير محسوبة. لا يحتاج هذا «السيناريو» إلى أحلام رجال الأعمال وغطرسة ترامب وشطط بعض دول الخليج بل يحتاج أيضاً إلى مسح كامل لذكريات جيل كامل من العرب عن الحرب العراقية ـ الإيرانية التي وجدت وقتها تشجيعاً كبيراً من دول الخليج، ومرّت بتنكّرهم للجار العراقي الذي ورّطوه في الحرب المهولة ثم استهانوا بأحوال العراقيين الاقتصادية مما دفع قيادتهم لتهوّر تاريخي مشابه عبر احتلال الكويت لتنتهي الملحمة بإجهاز الأمريكيين والإيرانيين على العراق المهيض الجناح وبانفتاح الباب مصائب تتوالى على العرب منذ ذلك الحين. هل يمكن حصول حرب بين السعودية وإيران؟ رأي القدس |
عالم عربي بلا عنوان Posted: 26 Jun 2017 02:30 PM PDT العالم العربي مشغول بصراعات الخليج وخفايا مؤامرات القصور، والهرولة إلى الاحتماء بأمريكا وغيرها من الدول سواء أكانت إقليمية او ذات نفوذ إقليمي، وكأن العالم العربي لم تعد له قضية سوى لعبة الكاز والغاز التي تخفي صراعا على السلطة والنفوذ من جهة، وتغييبا كاملا للمآسي التي تجتاح المشرق العربي، من جهة ثانية. في مؤتمر الرياض الامريكي العربي الاسلامي، غابت فلسطين بشكل كامل. وحين تغيب فلسطين تحضر إسرائيل، فإسرائيل هي التجسيد الفعلي لتغييب فلسطين. أستطيع أن أتفهم ضيق الكثير من العرب بفلسطين في ظل المآسي المرعبة التي يعيشها العالم العربي، من سوريا إلى اليمن مرورا بالعراق. لكنني لا أستطيع أن أفهم كيف صارت قضيتنا الكبرى هي دعم الاقتصاد الأمريكي بمئات مليارات الدولارات، بينما يموت أطفال اليمن بالكوليرا، وتصير سوريا أرضا للخراب. إذا سألنا أين فلسطين في هذه المعادلات الجديدة التي تُرسم يقولون إننا أصحاب فكر قديم، وإن الموضوع الفعلي تخطى فلسطين. أريد أن اوافق مع هذا الرأي على مضض، لكنني اكتشف ان تغييب فلسطين لا يقوم بتظهير القضايا الأخرى، بل يحجبها هي أيضا، ولا يبقى هناك سوى قضية واحدة اسمها صراع السلالات على السلطة، والهوس بالخطر الإيراني. لا شك أن صراعات الخليج جدية جدا بمعنى ان الصراعات على السلطة بين السلالات الحاكمة ليست مسرحيات كاذبة، لكن سؤالي ما هو الموضوع؟ أعود إلى تغييب فلسطين، ليس لأسباب آيديولوجية او بسبب الحنين الى لغة زمن قديم بل لكي أسال عن معنى التخلي المصري عن تيران وصنافير، وكيف يقفز السيد محمد دحلان إلى المشهد الفلسطيني كرفيق جديد لحركة حماس بالتزامن مع قرار بلدية جنين إزالة نصب الشهيد خالد نزال، وقيام السلطة ببداية مسار قطع مخصصات أسر الشهداء والأسرى بصفتهم إرهابيين! وأريد أن اسأل أيضا عن دلالات الموقف الفرنسي الجديد من السفّاح السوري، وعلاقته بالصراع على سوريا والمنطقة. هل يخفي تغييب فلسطين تغييبا لشعوب المنطقة واخراجا لها من السياسة، في زمن تحول المشرق إلى مجرد ساحة لصراعات القوى الاقليمية والدولية؟ ففلسطين هي العنوان العربي الأخير، بعدما أعلن فشل الانتفاضات العربية وغرقها في الخراب والدم، أن عرب المشرق ما عادوا يمتلكون عنوانا، وأن عليهم الرضوخ لواقع أن موتهم صار بلا معنى؟ على عكس الخطاب الذي بدأ يسود، فأنا أعتقد أن الانهيار العربي الشامل لم يكن بسبب الانتفاضات العربية التي خلخلت الواقع السياسي، بل بسبب فشل هذه الانتفاضات. أي أن الكارثة بدأت عندما لم تستطع الحركة الشعبية التي اجتاحت ميادين المدن العربية وساحاتها بلورة أفق عربي جديد، كأن الثورات العربية كانت المحاولة الجدية الأولى للخروج من نفق الاستبداد. في هذا الفشل الذي يحتاج إلى قراءة مستفيضة تكمن المأساة، فمع الفشل ضاع العنوان العربي، وصارت بلاد العرب مجرد ملعب للقوى الخارجية. قلت لم يبق سوى العنوان الفلسطيني، وهذا ليس دقيقا، هذا عنوان مبدئي، لكن صراعات السلطة والغرق في أوهام السلام أضاعت هذا العنوان أيضا، ما يسمح اليوم للزعماء الفلسطينيين بالتصرف بلا ضوابط سياسية وأخلاقية، مغيبا قضية مقاومة الاحتلال والدفاع عن البقاء، ومعلنا نهاية القرار الوطني الفلسطيني المستقل، الذي كان الأساس الذي سمح للحركة الوطنية الفلسطينية باعادة بناء نفسها. في هذا المناخ يصبح الكلام في السياسة المباشرة، أي سياسة صراعات اللاعبين الكبار نافلا. لا أدري كيف لا يزال البعض يجد متسعا للكلام السياسي في زمن موت السياسة. صحيح ان السياسة لا تموت، لكنها تتخذ أشكالا مختلفة، تخرج لاعبين من حلبتها كي تدخل في مكانهم لاعبين جددا. لكن المفارقة تكمن حين تجد الأغلبية الساحقة من المواطنين والمثقفين نفسها خارج الملعب، لأنها لم تعد طرفا في الصراع بل صارت أرضا له. عندها تموت السياسة ويصير الكلام السياسي في حاجة ماسة إلى استنباط أطر جديدة وملاعب جديدة، تسمح له بالتجدد، وتعيد رسم ملامحه. بهذا المعنى فان السياسة العربية، أو لنقل السياسات العربية ماتت، ولم يعد هناك سوى دسائس القصور ومؤامراتها من جهة، وأصوات التابعين للقوى الاقليمية والدولية من جهة ثانية. المسألة التي تغيب عن بالنا في غمرة انشغالنا باليومي، هي ان هناك مرحلة انتهت وتحولت إلى شظايا. فالزمن العربي الذي بدأ بهزيمة الخامس من حزيران/يونيو وترسخ بعد حرب تشرين في حقبة الهيمنة النفطية وبروز المستبدين الصغار الذين حاولوا ان يرثوا ناصر، والتي شهدت بدايات الحروب الأهلية وصعود المقاومة الفلسطينية بصفتها التعبير الأخير عن إرادة البقاء وحمل شعلة الصمود العربي في مواجهة الاستبداد بمحتلف اشكاله، هذا الزمن يطوي صفحته الأخيرة. المرحلة انتهت بكل ما فيها، بسلطاتها ومعارضاتها، ولا نشهد اليوم سوى جرجرة احتضارها على أرض التاريخ، وما الضجيج الذي نسمعه سوى صوت حشرجة هذا الاحتضار الطويل والمؤلم. في نهاية المراحل يصير الكلام في السياسة المباشرة بلا معنى، فالمطلوب إعادة صوغ المعاني، والتأسيس لأفق جديد، انطلاقا من الهوامش المتبقية، بهدف ولادة مبنى ثقافي جذري نابع من تجربة الألم والضياع، وهذه هي مهمة الأدب والثقافة اليوم. ما يبدو خروجا من الكلام السياسي المباشر هو الشرط الضروري لولادة مبنى سياسي جديد، وهذا ما تعلمناه من باسل الأعرج، حين واجه موته وحيدا من أجل تذكيرنا بأننا نستطيع ان نستعيد لغتنا شرط أن نكون مستعدين لدفع الثمن. عالم عربي بلا عنوان الياس خوري |
فيروز في دائرة الاتهام بالعبث والإلحاد… وسعد الحريري في دور خطّابة: مشهد غير رومانسي Posted: 26 Jun 2017 02:29 PM PDT بعد غياب طويل أطلّت فيروز على جمهور المستمعين بأغنية جديدة بعنوان «لمين»، كإعلان لألبوم جديد بعنوان «ببالي». كأيّ أغنية فيزوزية جديدة، أثارت «لمين» جدلاً واسعاً بين من شعروا بالخيبة بعد طول انتظار، وبين من رأى فيها فرصة للانقضاض على فيروز والرحابنة من ورائها، لأسباب فنية أو سياسية، أو متهجمين على ريما الرحباني، ابنة فيروز، بسبب احتكارها و«فلترتها» لكل ظهور لفيروز في السنوات الأخيرة، وبين منادين بحب فيروز أياً كانت الأغنية. الهجوم الأبرز جاء من صحيفة ممانعة، استهجنت أن تكون الأغنية بلا معنى، هي التي تقول «لمين الأرض بتدور/ إلك أو إلي/ أو مش لشي/ مش لشي/ ولا أي شي». كلمات تدفع ناقد الأغنية إلى الاستنتاج أن المغنية اللبنانية تريد أن تقول «لستُ في حاجة إلى حبيب ولا إلى الجار إياه، ولا إلى الأهل، ولا الله ولا الوطن ولا العائلة، ولا لأي شي». الأخطر أن التأويل يضع الكلمات الفيروزية بجوار نص إلحاديّ قديم، قبل أن يختم بكلام متوقع بخصوص الحرية والمقاومة. يريد بعض نقاد فيروز إذاً وضع قواعد وشروط لأغنيتها، لا تكتفي «دولة حزب الله» بالإمساك بملف الرقابة في «بلد الحريات»، بل لا بد لكل منجز إبداعي أن يلتزم بثوابت محددة مسبقاً على طريقة قواعد «الواقعية الاشتراكية». «العبث»، أو «اللا معقول» ممنوع في هذه البلاد، مع أن الأعمال الأدبية والفنية التي أنتجت في إطار «العبث»، الذي جاء إثر الحرب العالمية الثانية ورداً عليها، لا ترمي بالضرورة إلى الدعوة إلى العبث وإنتاج اللا معنى، إنها شكل آخر من القول ليس إلا، شكل آخر من المعنى. لولا الخجل من أنه نمي عن فيروز سابقاً حبها لحسن نصرالله، كما جاء على لسان نجلها زياد الرحباني، أحد أبرز أنصار المقاومة، ولولا هذا الأخير، لربما جاء النقد الممانع على نحو أوضح، ولربما قيل صراحة إن الأغنية تدعو إلى الإلحاد، وترفض الحرية والمقاومة، وما إلى هنالك، وتالياً لا بدّ من المقصلة! فيروز الأسطورة على هامش الجدل المشتعل حول أغنية فيروز الأخيرة جرى بثّ فيديوهات للمغنية هنا وهناك، من بينها فيديو لها في الاستديو أثناء أداء الأغنية، إلى فيديوهات قديمة مختلفة. تلفت تلك الصور إلى رغبة بتقديس المغنية. من يشرف على التقاط الصور، أو السماح ببثّ القليل منها، يبدو أنه يتقصّد هذا الأمر. هناك غموض يحيط بالصورة التي لا يظهر منها سوى نصف الوجه، نصف الجسد، الشعر المخبأ تحت منديل، إضفاء الحركة البطيئة على الفيديو إذا كانت المغنية تمشي في شارع مدينة ما، كل ذلك، بالإضافة إلى شحّ المقابلات المتلفزة، وكذلك غياب الكليب المصور لأغنياتها، يشي برغبة في تحويل المغنية إلى أسطورة. فهل هذا الغموض كفيل بذلك؟ لماذا ترى مغنين في الغرب، وهم في مكانة رفيعة، بل هم أساطير في عالم الغناء والموسيقى، مثل إديت بياف، أو جاك بريل، لا يؤثر على مكانتهم حضور كثيف في كل مكان، بين الجمهور، في الحفلات والساحات والشوارع. أما كان أجدى تقديم أغنية «أسطورية» بدلاً من هذه التي انتظرها الجمهور طويلاً، ثم لاحظوا (وقد أشار صنّاع الأغنية إلى الأصل) أنها تعود إلى لحن وكلمات للمغني الفرنسي جيلبير بيكو وردت في ألبوم نشر العام 1975، هل هذا ما ينتظره الناس من أسطورتهم، أغنية منسوخة لحناً وكلمات! لن تخسر الفيروزة إن ذهبت أكثر إلى الناس، جسداً وأغنية وصورة، ذلك وحده ما يمكن أن يجعل منها أسطورة بحق. الحريري في مشهد رومانسي يصعب أن يعثر المرء على مشهد رومانسي أسوأ من ذاك الذي صمّمه رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري حين لعب دور «الخطّابة» بين عاشقين. حدث ذلك أثناء حفل إفطار رمضاني مصوّر، فبعد أن فرغ الحريري من إلقاء كلمة عن دور «تيار المستقبل» وأحواله، طلب من «آنسة» الصعود إلى المنصة، ثم طلب من أحد أعضاء تيار المستقبل الأمر نفسه، ليلقي الأخير قصيدة تتغزل بالـ« آنسة»، معرجاً بقليل من المديح لسعد الحريري، ثم ليطلب في الخاتمة يد البنت، توافق هذه بدورها، فيجثو الشاب أمامها مقدماً خاتماً وباقة ورد. يكفي أن القصيدة بائسة إلى هذا الحدّ ليفقد المشهد الكثير من رومانسيته، يضاف إليها القراءة الرديئة للعاشق، وفوق كل شيء تدخّلُ «الزعيم» في أمر من الواضح أنه محسوم من قبل بين العاشقين، فلا مفاجأة، ولا دهشة، لا مصاعب، ولا خوف. حلاوة مشاهد العشاق تكمن في عفويتها، إذا كانت محضّرة إلى هذا الحدّ غالباً ما «تشيط»، فما بالك مع دخول زعيم «تيار المستقبل»! إذا دخل الزعماء مشهداً رومانسياً أفسدوه. من كاراكاس مع أطيب التمنيات فيديو من فنزويلا عنوانه «شرطي يقتل متظاهراً من مسافة قريبة، في الصورة متظاهرون يرمون رجال ما يسمى بالحرس الوطني المدججين بالسلاح من وراء سياج، يتقدم شرطي مسلح ليطلق النار من بعد خطوات، المتظاهرون يحملون اثنين من رفاقهم، ومن ثم الإعلان عن أن فالنييلا توفي في المشفى إثر الإصابة. فالنييلا هو الضحية الخامس والسبعين في الاضطرابات التي شهدتها كاراكاس وعموم فنزويلا. وعناصر الفيديو هي نفسها تقريباً التي شهدناها في كل مكان في سوريا. التوحش، وإصرار الناس على مواجهة الموت بالصدور، تاريخ التظاهرة في زاوية الفيديو يتحدى كذب وإنكار النظام،.. إنه الإجرام نفسه وقد تلقى الدرس في غرف المخابرات ذاتها. كاتب من أسرة «القدس العربي» فيروز في دائرة الاتهام بالعبث والإلحاد… وسعد الحريري في دور خطّابة: مشهد غير رومانسي راشد عيسى |
عن القليل الذي تقدمه السلطوية عربيا وخوف الناس من ضياعه Posted: 26 Jun 2017 02:29 PM PDT يكشف المشهد العربي الراهن عن مفارقة هامة تتمثل في محدودية التحديات المجتمعية التي تواجهها السلطوية الحاكمة على الرغم من الضعف البين لأداء نخبها الاجتماعي والاقتصادي وتهافت سجل إنجازاتها التنموية. فعلى سبيل المثال وباستثناء منطقة الخليج، ما تزال معدلات الفقر والبطالة والأمية في عموم العالم العربي مرتفعة للغاية بينما تتدنى إلى مهابط غير مسبوقة مستويات الخدمة العامة المقدمة في قطاعات حيوية كالتعليم المدرسي والجامعي والصحة والضمانات الاجتماعية لإعانة محدودي الدخل والفقراء والعجائز. يستمر كذلك إخفاق السلطوية الحاكمة في مكافحة ظواهر خطيرة مستشرية ومعطلة للتنمية الحقيقية كالفساد والمحسوبية واستغلال المنصب العام والغياب شبه الكامل للشفافية والمحاسبة كمبادئ يتعين أن تحكم عمل المؤسسات العامة والخاصة. نحن هنا أمام سلطوية فاقدة لشرعية الإنجاز بمعناها التنموي ومضامينها المرتبطة بما اصطلح على تسميته الحكم الرشيد وتهيمن نخبها بقبضة حديدية على الدولة والمجتمع والمواطنين، فلا تسمح في المجال السياسي بمنافسة فعلية وتقيد (بدرجات متفاوتة) حريات المواطنين في التعبير عن الرأي والتنظيم والمشاركة في الشأن العام. وعلى الرغم من ذلك، لا تواجه السلطوية الحاكمة تحديات حقيقية أو واسعة النطاق من قبل مجتمعاتها ولا تحتاج إلا إلى توظيف القمع الواسع النطاق وقليل الكلفة للسيطرة عليها. تكمن المفارقة، إذاً، في تواكب عجز نخب الحكم العربية الاجتماعي والاقتصادي وفقدانها لشرعية الإنجاز مع استمرارية مريحة وغير مكلفة للسلطوية. ولشرح وتحليل المفارقة هذه، يمكن استدعاء عدة مقاربات يقدمها علم السياسة وعلم الاجتماع السياسي. يتمثل جوهر المقاربة الأولى في تحليل فعل المؤسسات العسكرية والأمنية والاستخباراتية التي تغولت بصورة واضحة وأضحت مخصصاتها المالية تستحوذ على نصيب يتزايد باطراد في الموازنات العامة. لم تعد أدوار الأمنيين قاصرة على تعقب ومراقبة قوى المعارضة والتوظيف الممنهج للأدوات القمعية إزاء من تراهم نخب الحكم مصدرا لتهديدات آنية أو محتملة قد ترد على سيطرتها، بل تجاوزت ذلك بوضوح. تجاوزته باتجاه تغليب منطق الإدارة الأمنية المباشرة للعديد من الملفات المجتمعية والسياسية الحيوية، بدءا من ملفات كتعيين حدود نشاط منظمات المجتمع المدني والنقابات المهنية والخطوط الحمراء لممارسة الحريات الإعلامية مرورا بهوية وتفاصيل النظم الانتخابية المعمول بها على المستويين الوطني والمحلي وكيفية تقطيع الدوائر الانتخابية وانتهاء بتعديل مواد دستورية وقوانين تنظم مباشرة الحقوق السياسية والمدنية. اليوم، المؤسسات العسكرية والأمنية والاستخباراتية هي صاحبة الكلمة الفصل في تحديد توجهات نخب الحكم ووضعها موضع التنفيذ متقدمة في نفوذها على كل ما عداها من الجهات التنفيذية الأخرى، وزارات كانت أو هيئات متخصصة. كما تضخم تمثيل الأمنيين في بيروقراطية الدولة وأجهزتها خاصة تلك المضطلعة بتسيير شئون الجهات والمحليات بصورة بلورت شبكة شاملة ونافذة للإدارة الأمنية والاستخباراتية «الناعمة» للمجتمع يصعب معها على المواطنين التحرك المنظم لمجابهة السلطوية الجاسمة، ويسهل على نخب الحكم استخدامها لإطالة أمد السلطوية (الجزائر نموذجا) أو لإعادة تأسيسها (مصر ما بعد 2013 مثالا). يتبع تحليل تغول المؤسسات العسكرية والأمنية والاستخباراتية مقاربة ثانية مناط نظرها هو شرح تداعيات نزوع نخب الحكم العربية نحو شخصنة وتركيز السلطة وأدوات ممارستها حول مجموعة صغيرة العدد ذات مصالح متجانسة وتربطها تحالفات عضوية تحد كثيرا من الإمكانية الفعلية لنشوب صراعات داخل النخب، وهذه شكلت في بعض الخبرات العالمية المعاصرة لانهيار أنماط الحكم السلطوي (خاصة في بعض بلدان أمريكا اللاتينية) إما قاطرة التغيير الديمقراطي أو حفزت بداياته. فوراء واجهة تبدو تعددية لبعض نخب الحكم العربية بمكوناتها العسكرية والأمنية والمدنية وبالأجيال المختلفة الممثلة داخلها من كبار السن ومتوسطي العمر وبحساسيتها المتنامية لثنائية النوع التي صعدت في إطارها بعض الوجوه النسائية إلى المستويات العليا للمسؤولية التنفيذية، ثمة استمرارية لافتة لشخوص الممارسين الحقيقيين للسلطة وتدوير مستدام لهم في جنبات الحكم والحياة السياسية وفقا لاستراتيجيات محكمة. ففي مقابل عدد محدود من العوائل النافذة لا يخلو أي تشكيل وزاري أو موقع عسكري وأمني هام من أسماء منتمين لها في الأردن على سبيل المثال، يسيطر على مفاصل ممارسة السلطة في المغرب ومصر شخصيات معروفة منذ زمن ليس بالقصير قد يجدها الباحث في مواقع تشريعية وتنفيذية وحزبية مفصلية لا تغادرها (المغرب) وقد يتتبع أحيانا عبر عقود ومراحل تدويرها من موقع إلى آخر وفقا لقراءة النخب لظروف المرحلة المعنية واستحقاقاتها (مصر). أما المقاربة الثالثة الممكن استدعائها لشرح طول أمد السلطوية في بلاد العرب، فمحورها هو توفر نخب الحكم العربية بالرغم من فقدانها لشرعية الإنجاز وعجزها عن تقديم المنتظر منها مجتمعيا على خطابات رسمية لا تعدم القدرة الإقناعية لدفع مواطنين يعانون من ظروف معيشية قاسية إلى تفضيل بقاء الحكام الفاشلين ورفض مطالب التغيير الديمقراطي. توظف النخب مؤسساتها الدينية والإعلامية، إن المدارة حكوميا دون مواربة أو المسيطر عملا على فعلها وممارساتها اليومية، لإنتاج لحظة إدراكية ممتدة في المخيلة الجمعية يرادف في سياقها بين المطالبة بالتغيير وبين تهديد النظام العام وخطر دفع البلاد إلى حالة من الفوضى العارمة، وهو ما يحول دون ترجمة طاقة الرفض لدى المواطنين الناتجة عن سخطهم الحقيقي على أداء النخب إلى عمل شعبي منظم يتخطى حدود النشاط الاحتجاجي العفوي والجزئي الذي تشهده بعض بلاد العرب. ولا ريب في أن القدرة الإقناعية لخطابات «الإخافة من التغيير» الرسمية ليست بمنقطعة الصلة عن الانهيارات المتكررة للسلم الأهلي والدول الوطنية في سورية وليبيا واليمن والعراق أو عن إخفاق قوى المعارضة التي ترفع شعاري الديمقراطية وحقوق الإنسان في تمثل المضامين الفعلية للشعارين في فكرها وممارساتها، وكذلك عجز تلك القوى عن صياغة تصور برنامجي للتغيير المرتجى واضح المعالم ومطمئن لمواطنين تفرض عليهم قسوة الظروف المعيشية الحذر المستمر وعلمتهم تجارب الماضي المريرة الخوف على القليل المتهافت الذي يتمتعون به اليوم من تداعيات تغيير مستقبلي قد يأتي عليه. ٭ كاتب من مصر عن القليل الذي تقدمه السلطوية عربيا وخوف الناس من ضياعه عمرو حمزاوي |
خمسون عاما على السحر Posted: 26 Jun 2017 02:29 PM PDT بداية شهر يونيو/حزيران هذا، مرت خمسون عاما على نشر رواية «مئة عام من العزلة»، للروائي الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز، التي حصل بسببها على جائزة نوبل في الآداب، في ثمانينيات القرن الماضي، وخرجت بعدها مئات الأعمال التي تحتفي بجوها الأسطوري، وتسعى إلى كمال كتابي مثل كمالها، ودائما ما يقال حين تذكر «مئة عام من العزلة»، إنها الرواية التي غيرت وجه الكتابة. حقيقة كانت الواقعية السحرية موجودة في أمريكا اللاتينية، وموجودة أيضا في إفريقيا وربما آسيا، ولكن بوجه خجول جدا، وفي بعض الكتابات، ولعل رواية «الأشياء تتداعى» لتشينيا تشيبي، احتوت بعض فصولها على جانب سحري، غريب، ذلك حين ظهر الأجداد الميتون، الذين تم استدعاؤهم، من أجل استشارتهم، بواسطة الأحفاد المتورطين في دخول الاستعمار إلى أراضيهم، ومعه الديانة المسيحية، التي تحاول أن تقضي على معتقداتهم، وأظن أن «الأشياء تتداعى» صدرت في وقت أبكر من رواية ماركيز، وفعلت الكثير لكن ليس فعل رواية ماركيز. الموضوع هو أن واقعية «مئة عام من العزلة» السحرية، سيطرت على الرواية كلها تقريبا، بدءا من الغجري ملكيادس، الذي عاد من الموت ليروي أحداثا غريبة، وليجلب الجليد لأول مرة إلى ماكوندو، تلك البلدة الافتراضية، التي اخترعت لتجري فيها الأحداث، ومرورا بأشخاص يطيرون، وآخرون يأتون من لا مكان ويذهبون إلى لا مكان، إلى نسيان الكلمات، إلى هطول المطر لزمن طويل جدا، إلى ربط الجد تحت شجرة، وكثير من الأجواء السحرية التي تحسها وأنت تقرأ في الرواية، حقائق غير قابلة للشك، وفقط حقائق مدهشة. ولأن «مئة عام من العزلة»، رواية غير اعتيادية، وشخصيا لا أوافق على اعتبارها عملا كلاسيكيا الآن، فقد حظيت بما حظيت به من مكانة كبرى لدى النقاد والقراء على حد سواء، وأصبحت أشبه بنشيد الكتابة الرسمي الذي لا بد من معرفته، لكل من يقرأ أو يحاول أن يكتب، ليس بغرض التأثر بها طبعا، وإنما بغرض المتعة والمعرفة، وتعلم توظيف الخيال، الذي قد يحيل الواقع كله، إلى واقع مواز، أو واقع مفترض، من الصعب الحياة فيه، وفي الوقت نفسه، تسهل الحياة فيه داخل النص طبعا. وأذكر أن استفتاء جرى منذ أعوام عدة، عن أكثر الكتب الأدبية تأثيرا في العالم، وحصلت تلك الرواية على أعلى الأصوات بوصفها الأكثر تأثيرا، وكانت ثمة أعمال أخرى لكتاب آخرين، اعتبرت ذات تأثير كبير، منها «الخيميائي»، تلك الرواية، الصغيرة، البسيطة، ذات الملمح الإنساني الصوفي، لباولو كويلهو، و»اسم الوردة» ذلك العمل الضخم، التاريخي، المرتبط بالكنيسة، للروائي أمبرتو إيكو، وأيضا أعمال أخرى من الكلاسيكيات، لهنري ميلر وجون شتاينبك. وفي المذكرات التي كتبها ماركيز بنفسه، وترجمها طلعت شاهين بعنوان عشناها لنرويها، وأيضا تلك التي كتبها الإنكليزي جيرالد مارتن، بعد أن رافق الروائي زمانا، تحدث ماركيز عن كل أعماله تقريبا بكثير من الود، لكنه يشعر بالامتنان لـ»مئة عام من العزلة» التي أخرجته من الفقر إلى الغنى، ومن العتمة إلى النور، ومن دهاليز الصحافة الكئيبة في العالم الثالث، إلى إمكانية أن يعيش في أي مكان ويكتب الروايات، والريبورتاجات الفخمة، بلا أي عائق، وذكر تلك القصة التي رافقت نشر «مئة عام من العزلة»، حين لم يكن من الممكن أن يرسل المخطوط كاملا للناشر، بسبب عدم وجود أجرة البريد، وتوصل مع زوجته إلى إرساله على جزئين، وبالفعل تم ذلك، لكنهما اكتشفا بعد ذلك أن الجزء الذي أرسل، كان الجزء الثاني الذي فيه الخاتمة، وليس جزء البداية. وعلى الرغم من أن ماركيز كتب قبل تلك الرواية أعمالا جيدة مثل، «في ساعة نحس»، التي تتضح فيها موهبته، وتعامله مع اللغة بجلاء، وكتب بعدها معظم أعماله المهمة مثل، «خريف البطريرك» الصعبة والمعقدة، التي تحتاج لذهن صاف من أجل المتعة، وأحداث «موت معلن» التي أعتبرها إدهاشا بلا حدود، حين يكون القارئ عارفا بما حدث، وفي الوقت نفسه يلهث، ولا يدري وراء ماذا يلهث؟، وتأتي «الحب في زمن الكوليرا»، إحدى رواياتي المفضلة، التي تعلمت منها كثيرا من الحيل، خاصة في اللغة والخيال، ولا أعتبرها أفضل من «مئة عام من العزلة»، لكنها لا تقل عنها سبكا وغنى وجمالا، وأعتقد شخصيا بأن الروائي عموما، لديه نص ينتشر أكثر من نصوصه الأخرى، أو يستحوذ على معظم الجدل حول الكاتب، مهما كتب هو من نصوص أخرى مبهرة، وبذلك لم تحدث «الحب في زمن الكوليرا»، ذلك التأثير الكبير الذي أحدثته «مئة عام من العزلة». وعندي في تجربتي المتواضعة نص يثير الجدل أكثر من نصوصي الأخرى، وكذا في تجارب كتاب كثيرين معاصرين، نتذكر لهم نصوصا معينة، حين تذكر أسماؤهم. لكن رغم كل ما طرحته «مئة عام من العزلة»، وما حازته من اهتمام كبير، لفترة طويلة من الزمن، هل رضي عنها كل من قرأها؟ هنا تأتي المفارقات التي لا بد أن تحدث عند قراءة أي كتاب إبداعي، المفارقات التي تعود إما لاختلاف التذوق من شخص لآخر، أو لمجرد الإدلاء برأي من أشخاص لا يعرفون القراءة أصلا، ولا يستمتعون بالمتع التي تحدثها، وبعض هؤلاء في الغالب يقرأون صفحات معدودة من كتاب، ويلقون به بعيدا، أو يبحثون داخل الكتب الأدبية عن أيديولوجيات معينة، أو إسقاطات سياسية، أو تصدمهم بعض المشاهد التي هي أكبر من تخيلهم، فلا يستوعبون. وقد مررت على تعليقات القراء في مواقع القراءة المختلفة، وعثرت على تعليقات باللغة الإنكليزية والعربية، تتفه من شأن تلك الرواية العظيمة، وتعتبر قراءتها مضيعة للوقت، وبعضهم يردد أن الجوائز تمنح هكذا عبثا لأي شخص، والحقيقة لم يصدمني ذلك، وأعتبره شيئا عاديا، ما دام هناك عمل طرح للقراءة، وما دامت هناك مواقع مجانية، تتبنى نشر الآراء مهما كانت ساذجة وسطحية. وماركيز في النهاية كاتب يخضع لتلك المفارقات، وعادي جدا أن تجد كاتب خواطر مراهق، يحصل على تقييم أفضل من التقييم الذي يحصل عليه. في النهاية، تظل الكتابة الإبداعية في تطور مستمر، ويظهر كتاب جديد في كل يوم، يمتعوننا بالجديد، لكن تبقى الأعمالد الخالدة في مكانها لا تتزحزح شبرا، تبقى «اسم الوردة، والأشياء تتداعى، وظل الريح لزافون، واسمي أحمر لأورهان باموق»، وتبقى «مئة عام من العزلة» سيدة الكتابات كلها. ٭ كاتب سوداني خمسون عاما على السحر أمير تاج السر |
لقاء مباشر Posted: 26 Jun 2017 02:28 PM PDT إلى أي مدى يمكن للكتابة أن تعكس شخصية الكاتب؟ حيّرني هذا السؤال كثيرا خلال مشواري التلفزيوني الذي جمعني بكتاب كبار من كل العالم العربي، و منح لي فرصة اللقاء المباشر بهم و معرفة و لو جزء بسيط من شخصياتهم التي تختفي خلف نصوصهم. لقد تبين لي أن الكتابة أحيانا « قناع» يرتديه الكاتب ليعيش، و بهذا القناع يشيّد عالمه الوهمي الذي يستحيل على القارئ أن يخترقه ليعرف كاتبه على حقيقته. فيما كتاب آخرون يعانون من أدبهم الذي ينتجونه بأيديهم و أفكارهم لأنّه يعطي صورة مناقضة تماما عنهم، و هذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على أن « الكتابة» مادّة عازلة تخفي شخصية الكاتب الحقيقية في كل الحالات، و لعلّه من النادر جدا أن يتطابق الإثنان . كيف يحدث ذلك، إن كان الكاتب نفسه لا يمكنه عزل نفسه عن أدبه خلال عملية إنتاجه؟ فالأفكار أفكاره، و الآثار التي تحويها كلماته و شخصياته و فضاءاته الأدبية كلها نابعة من تجربته و رؤيته الخاصة للحياة، فلماذا حين يخرج النص من سلطته و يصبح كائنا خاضعا لسلطة القارئ يتمرّد على صاحبه؟ صحيح أن نظرية « موت الكاتب» نظرية محيرة، و هي صحيحة إلى حدٍّ ما إن حصرنا الكاتب و منتجه في موضع مقارنة ، و هي نظرية تشبه مقولة جبران خليل جبران :» أولادكم ليسوا لكم، أولادكم أولاد الحياة» و الأدب هكذا، إبن الكاتب إلى أن يحلّق بعيدا عنه لكن أين تذهب بصمات الكاتب؟ و هل يمارس الكاتب الكتابة كما يمارس المجرم جريمته مرتديا قفازات، فلا بصمات و لا آثار على أداة جريمته؟ يصعب تحديد الوجه الحقيقي للكاتب من خلال نصّه، فالقارئ مهما كان موضوعيا و ذكيا و حساسا، فإن قرون استشعاره لا تتحسس أقطاب شخصية المؤلف، لأنه و إن كان بارعا في قراءة النص، إلاّ أن المفهوم العام للكاتب يجرف مشاعر القارئ إلى رسم شخصية معينة لا علاقة لها في الغالب بالكاتب المقصود. الكاتب في نظر العامة شخص متزن، و محترم، و نزيه، و هلُمّ جرا من كل الصفات الجميلة التي يفترض أنها لا تنبثق إلا ممن يشتغل في عالم الأدب و الإبداع و الفكر. الصدمة تأتي حين يحدث بين الطرفين، فتنهار تلك الصورة المثالية التي رسمها القارئ لكاتبه. و هو اللقاء الذي يندم عليه القارئ إلى الأبد، إذ قد يكسر علاقته الوطيدة بنتاج أحبه و أدمنه، و قد يستمر لكن بحرارة أخف و حماسة أقل. و قد يحدث العكس حين ينقلب اللقاء إلى عداء يولّده النص تجاه كاتبه أو إلى محبة و إعجاب، و كل هذه المشاعر عشتها كقارئة و محاورة، و لا أعتقد أني الوحيدة التي خبرت تلك التغيرات في الرؤية و طريقة التعاطي مع الكاتب بعد لقائه مباشرة. في مجالسنا الخاصّة نعرّي كتابنا من عباءاتهم البهية، و نكشف تفصيلات خفيت علينا، و لا يمكن أن نتوقف عند مناقشة عمل ما دون أن نعرّج مطوّلا على صفات المؤلّف، و « جانب النّميمة» هذا هو المحبب لدى « لمّات» المقاهي و الصالونات الأدبية. و يبدو أن الثرثرة بشأن الحياة الشخصية للكُتَّاب أكثر متعة من تناول أعمالهم بالنقاش، فالغالب في تلك الأحاديث التي تُشَرِّح الكاتب تشريحا و تتفحص جيناته و امتداده البشري إلى جدّ جدّه و جمع أكبر قدر من المعلومات عنه و عن علاقاته و أموره الشخصية هي معرفة ما يخفيه الأدب عن صاحبه ، لكن هل نبحث عن الكاتب أم عن نصه؟ بروست في روايته « البحث عن الزمن المفقود» يكشف ذلك الإلتباس بين الكاتب و نصّه من خلال شخصية « بيرغوت « حيث تتوالى قراءة شخصه من عدة أطراف قبل أن يخرج السارد بحكمه الخاص عليه بعد الإحتكاك به، و ينتهي إلى أن الكاتب يجب أن يبقى في إطار نصه، و ألا يقرأ بعيدا عنه، و أن التعامل معه خارج نصه يخلخل رؤيتنا للنص حسب شخصية الكاتب. في هذه الرواية الضخمة التي تضم سبعة أجزاء، نعيش حياة بأكملها، تعجُّ بالتجارب و الرؤى الثقافية، و السياسية و المعاني الإنسانية العميقة، رواية خرجت عن المألوف في كل ما تحويه، و أعتقد أن جانب مناقشة علاقة الكاتب بنصه و مدى صدقية هذا النص على عكس شخصية صاحبه فكرة طرحها بروست مبكرا في الجزء الأول من عمله ذاك، و لعلّه أول من شدّ الأكاديميين إلى هذا الموضوع قبل أن يبحروا في تفاصيله بتنظيراتهم. لقد كشف بالضبط كيف أن اللقاء المباشر بكاتب كبير له وهجه يضع الأدب جانبا، و يفتح باب القراءات التأويلية التي تقيّد منتوجه داخل سجن ضيق. في أدبنا العربي الكاتب مثل تحفة معروضة في متحف، جميلة و كاملة و تنتقد المجتمع و الأنظمة بلا هوادة، إذ هطلت سماء الناشرين بأعمال كثيرة، يروي فيها كُتَّابها حكاياتهم مع بعض التحوير، و التمويه، الإضافات، فتقرأ الكتاب و تقع في حيرة من تحديد هويته أهو رواية أم سيرة روائية أم سيرة مع تصحيح لهدف تجميل ماض لا يعجب صاحبه…! تمسك بالنص و تشعر أن السارد هو نفسه الكاتب، خاصة حين تلتقي بمن يعرفه جيدا فيكشف لك أسرار العمل و خلفياته، تشعر بالغثيان و أنت تسمع التفاصيل التي لا تريد سماعها، و تأسف على مخيلة بروست التي أخذها الموت و قد أبدعت قرابة الألفي شخصية في تلك الرواية الضخمة، و أن بعض أسمائنا العظيمة تعجز حتى عن ابتكار عشر شخصيات متخيّلة لعمل لا يتجاوز المئتي صفحة، و الأسوأ حين تلتقي كاتبك المفضل و يتبجح بسرد غرامياته علنا بعد ثاني كأس يحتسيها و يترك لك حرية حبك مزيد من الشائعات حوله لأنها تغذي شهرته. لا عجب أن يكون اللقاء المباشر لقاء حاسما للقارئ تجاه كاتبه، فهو لقاء يترك إنطباعا تقوم عليه استمرارية فعل القراءة، لكن ذلك مرتبط بمكان اللقاء أيضا، و نوع اللقاء، و نوع الحوار الدّائر بينهما. تبقى هيبة الكاتب مكانها إن كان اللقاء في صرح الجامعة مثلا، لكنه يفقد الكثير من تلك الهيبة إن كان في حانة. كما أن ردة فعل كتاب كثيرين تختلف حسب جنس القارئ، فالأنثى لها تأثير و الذكر له تأثير مختلف، و إن غالطني البعض في هذه النقطة فلهم ذلك، لكني أذكر كتابا عرفتهم أستجمعوا كل مخزونهم المعرفي لإبهاري كسيدة تلفزيون، فيما اختلف الأمر بينهم و بين أصدقاء رجال في لقاءات مختلفة، فكثيرا ما اجتمعنا و تحدثنا عما نعرفه عن الكاتب الواحد فتبين أن ردات الفعل مختلفة جدا…و قلّةٌ أولئك الذين يتجاوزون هذه العقدة و يتصرفون بعفوية مع محبيهم دون تصنيفهم. خلاصة القول دون مزيد من اللف و الدوران، إمّا أن نكتفي بقراءة النّص، و نقتنع بفكرة موت الكاتب، أو نتقبل الكاتب كما هو بحسناته و سيئاته و عيوبه و نزواته ، فحين يتمم إنجاز عمله تنتهي وظيفته، و هو في حقيقة الأمر ليس موظفا لدى القارئ حتى يسعى لإرضائه، و من المستحسن أن تبقى علاقته به علاقة فيها الكثير من المسافات، خاصة أمام القارئ العربي الذي لا يكل و لا يمل حتى من محاكمة شخصيات النص، فما بالك بمن ألّفها … أمّا السؤال الذي يبقى عالقا لدي فهو لماذا نسعى لمعرفة الكاتب شخصيا ؟ ٭ شاعرة و إعلامية من البحرين |
تيران وصنافير قنبلتان مرشحتان للانفجار ومطالب الجماهير خارج أجندة النظام Posted: 26 Jun 2017 02:28 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: عيد بطعم الخوف هلّ على الخريطة العربية، فما زالت رائحة الموت تسكن سوريا والعراق واليمن، والظلام يخيم على قطاع غزة، بينما الإحساس ببطش الأشقاء يعلو سماء الدوحة. أما في مصر فالأزمة الاقتصادية لا تزال تراوح مكانها، وتخيم على سلوك المواطنين، الذين حرم أغلبهم من كعك العيد، بعد أن لامس سعر الكيلو غرام الواحد منه مئة جنيه، فيما فقْد جزيرتي تيران وصنافير يودي بالملايين للشعور بالعار على الوعود التي قطعها النظام على نفسه، لكنه رسب في سنة أولى وطنية، كما تلقي الأزمة في الخليج بظلالها على أحاديث المقاهي والبيوت، تلك الأزمة التي تفتح جراحا لا تندمل، ومن أبرز تجلياتها أنها تلقي الضوء بكثافة على حال العرب والطريقة التي يتعاملون بها لحل خلافاتهم، ربما لو تعاملو مع إسرائيل بمثقال ذرة من العداء الذي يحملونه للدوحة لتغير الأمر كثيرا بالنسبه للحق الفلسطيني المغتصب، لكن حالهم هكذا منذ عقود «أسد عليّ وفي الحروب نعامة». 13 شرطا وضعها الأشقاء ليتصالحوا مع قطر، لكنهم لم يضعوا شرطا مقابل الصلح مع إسرائيل، الذي بدأ الحديث عنه يتم في العلن، بعد أن كان في الماضي محاولات سرية تجري في غفلة عن الشعوب المغلوبة على أمرها.. وما يعزز مرارة الشعور بالخوف خلال العيد دخول اتفاقية ترسيم الحدود مع المملكة العربية السعودية قيد التنفيذ. أما اللافت للانتباه فهو ذلك الاهتمام الإعلامي بخبر توقيف المطربة أصالة نصري في مطار بيروت، إثر العثور على كمية من مخدر الكوكايين في حقيبتها، وهو الخبر الذي اهتمت به معظم الصحف والفضائيات، في سياق مسلسل تغييب الجماهير عن القضايا الكبرى واللحظات المصيرية التي تواجه الأمة العربية. وإلى التفاصيل: رائحة بشار في حقيبة أصالة «جاء الخبر الذي تناقلته وسائل الإعلام بشأن توقيف أصالة نصري، في مطار بيروت ليمثل حدثا استثنائيا، لتهرب صحف النظام وأخرى مواليه له من استحقاقات الساعة والقضايا الساخنة في الشارع السياسي، وقد شاركت معظم الصحف في الاهتمام بخبر المطربة. من جانبها أشارت «اليوم السابع» إلى أن أصالة أوقفت بسبب حيازتها كمية من الكوكايين، حيث كانت عائدة إلى مصر برفقة زوجها طارق العريان. وأكدت مصادر أخرى أن التحقيق جار مع المطربة في مطار بيروت، وهو الأمر الذي أثار الجدل والدهشة لدى الكثيري21ن في الأوساط الصحافية ووسائل الإعلام، فضلا عن الآلاف من رواد مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة. وفي السياق ذاته تفاوتت ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل جمهورها، وبعض الصحافيين والإعلاميين في الوطن العربي، حيث شكك البعض بأن يكون ما حصل لها مكيدة، خصوصا أنه سبق وتم توقيفها في مطار بيروت، وتمت تسوية القضية حينها، كما تساءل بعضهم لماذا يتم تفتيش فنانة معروفة وهي مغادرة من المطار، هذا التفتيش الدقيق الذي يصل إلى حد فتح حقيبة ماكياجها، ما لم تكن هناك إخبارية محددة للإيقاع بها، فهو ربما يكون أمرا مبررا، وهي قادمة إلى بيروت أكثر منه مغادرة لها، وهل يعقل أن تقبل فنانة بحجم أصالة على المغامرة باسمها وتاريخها وتتورط في مثل هذا الموقف الساذج، يذكر أن اسم أصالة ارتبط في محطات عدّة بالجدل، لاسيما بسبب مواقفها السياسية من الحرب الدائرة في بلادها، وإعلان تأييدها للمعارضة ضد النظام الحاكم في سوريا. ومن جانبها حصلت «الوطن» على الصور الأولى لأصالة خلال ضبطها، تظهر أصالة في إحدى الصور وهي مرتدية الحجاب لكي لا يتعرف عليها الجمهور، بعد القبض عليها في بيروت. وفي الصورة الثانية رفقة زوجها طارق العريان أثناء جلوسهما في المطار انتظارا لقرار نقلهما لمخفر حبيش للتحقيق معهما». كأنهم يفاوضون عدوا «الأزمة الخطيرة التي تتفاعل في منطقة الخليج هذه الأيام نموذج لبؤس زماننا، الذي غيب فيه الرشد والحكمة والمروءة في آن.. هكذا يصف فهمي هويدي في «الشروق» المأزق، كأن الذي يجري تمهيد للهلاك الذي نستحقه، وفق وصف سابق للأديب نجيب محفوظ، ذلك أننا لسنا بصدد خلاف بين أشقاء، لكننا إزاء لحظة تاريخية فارقة، تشهد انهيارا لكل ما بنيناه وراهنا عليه، بدءا بفكرة الدولة الحديثة وانتهاء بمنظومة مجلس التعاون الخليجي، ومعها قيم العمل العربي المشترك، مرورا بمبادئ العلاقات الدولية، ليس بين الأشقاء أو الجيران، وإنما مع الأعداء أيضا. ذلك هو مقاطعة وحصار دولة جارة ومعاقبة شعبها كله، ثم الإمعان في اخضاعها وإذلالها واشتراط استسلامها وانبطاحها لتبرير التعايش معها. إن قائمة الشروط العشرة التي أعلنها الأشقاء القائمون على الحصار، ليست مشروعا لحل الأزمة، لكنها أقرب ما تكون إلى وثيقة استسلام، فرضها طرف يقاتل عدوا، وأنزل به هزيمة ساحقة، ثم قرر إفناءه بعد التنكيل به. ومن المدهش أن نكتشف أن الأزمة مفتعلة وأسبابها المعلنة بدورها مفتعلة ولا دليل عليها. ويظل مخزيا وداعيا للأسى أن تتهم قطر من قبل خصومها بدعم الإرهاب، ثم يصدر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية بيانا يحذر فيه «الأشقاء» من التمادى في الترويج للاتهامات الزائفة، التي تتهم بها دولة قطر الحليفة للولايات المتحدة. أما الذي لا يقل غرابة أن تقحم مصر في الخصومة الخطرة، ثم أن يزايد بعض الإعلاميين المصريين على الجميع في تعميق الجراح وتأجيج الفتنة. وبدلا من أن تقف الشقيقة الكبرى مع الكبار الذين نأوا بأنفسهم، وتعاملوا مع المشهد بحذر رصين، وجدناها انزلقت في وحل الأزمة، إلى الحد الذي دفع بعض إعلامييها إلى استهداف قطر عسكريا، ومنهم من دعا إلى إحداث «تفجير أو اثنين» في ربوعها. ولا يقولن أحد إنها مجرد مزايدات إعلامية غير مسؤولة؛ لأننا نعلم أن كلاما بهذه الخطورة لا يبث عبر القنوات التلفزيونية، بما فيها المستقلة منها إلا في وجود ضوء أخضر من المراجع الأعلى. يؤيد ذلك أن الذين رددوا تلك الدعوات من المحسوبين على الأجهزة الأمنية. إن رسالة ذلك الأداء الصادم تفهم بحسبانها تلويحا باحتمال القيام بعمل عسكري إزاء قطر. وهي الفكرة التي جرى تسريبها قبل عدة أيام. وتحدثت عن مخطط أعد لتدخل عسكري من بعض الأطراف الخليجية، يحدث انقلابا في الدوحة، لكن تحفظا أمريكيا أوقفه». حصار لحد الإذعان نبقى مع الحصار على قطر حيث يرى عمرو هاشم الربيع في «المصري اليوم»: «أن المطالب الحديثة التي قدمت لقطر تتسم بالقسوة الشديدة، خاصة أن المهلة التي منحت لتنفيذها هي 10 أيام فقط، وهي تحتاج لبضعة أسابيع، إن كانت هناك نية بداية في الاستجابة لها، ما يعني أن التربص بقطر هو سيد الموقف، المطالب السابقة التي تخص منع دعم قطر للمعارضة في البلدان الأربعة، ووقف تمويل الدولة بشكل مباشر وغير مباشر للعمليات الإرهابية، عبر منظمات محددة ومراكز أبحاث، وما يرتبط بقطع علاقات قطر مع حماس وحزب الله، كلها مطالب عادية وغير لافتة، رغم قسوتها على النظام القطري، لكن هناك ثلاثة مطالب يبدو أنها أكثر قسوة من السابقة، وهي غلق القاعدة التركية، والثاني يخص قناة الجزيرة، والثالث خفض التمثيل الدبلوماسي مع إيران. بالنسبة للمطلب الأول، فهو يتسم بالغرابة بسبب علاقات التعاون والصداقة بين تركيا وبلدان الخليج، ما يشير إلى أن هذا المطلب مرجعه لمعلومات مستجدة، يعتقد أنها مصرية وموثقة تخص دعم تركيا للإرهاب، والتورط في أمور محددة لم يعلن عنها المطلب. الثاني يخص الجزيرة، والمعروف أن هذا المطلب سبق أن تراجعت عنه البلدان الأربعة تحت ضغط أمريكي، بدعوى مساسه بحرية الرأي والتعبير، ومن ثم فإن العودة إليه مرة أخرى يبدو أن مرده إدراك تلاعب وعدم مصداقية واشنطن تجاه الأزمة القائمة، بدعوتها لمواجهة الإرهاب والضغط على قطر للحد من أنشطتها في هذا المضمار. المطلب الثالث الخاص بالعلاقة مع إيران تبدو غرابته في كونه يتصل بدولة ثالثة بشكل مباشر، وهو مطلب سعودي وبحريني بامتياز، نظرا لما لمصر والإمارات من علاقات عادية مع إيران، رغم احتلالها أراضي الأخيرة». المشروع الصهيوني وحول القضية ذاتها ذهب محسن محمد صالح في «الشعب» لمزيد من الاحتمالات الخطرة: «لأن الملف الفلسطيني المزمن يملك دائما قدرة سحرية هائلة على تفجير الأوضاع، وتحريض الجماهير وتعبئتها ضد المشروع الصهيوني، وحتى ضد الأنظمة العربية نفسها، بسبب عجزها وتقصيرها؛ فإنه لا يمكن إغلاق هذه الملفات دون أن يتم التعامل مع الملف الفلسطيني، سواء بإغلاقه أو بوضعه تحت التحكم والسيطرة، لذا فلا بدّ من محاولة تطويع حركة حماس وإضعافها وتهميشها في الداخل والخارج؛ وسيكون ذلك أفضل إن أمكن القضاء على حكمها وسيطرتها على قطاع غزة. لذلك فإن السياق المنطقي لهذا المسار يفسر السلوك الذي قامت به الدول المُقاطِعة، بأنه يندرج في محاولة تطويع قطر، بما يتوافق مع سياسات هذه الدول في محاربة «الربيع العربي» وإغلاق ملفاته، ومحاربة تيارات الإسلام السياسي المعتدل، التي برزت في قيادة هذا الربيع، وكذلك سياساتها في الضغط لإسكات صوت شبكة الجزيرة، لما تملكه من رصيد شعبي هائل في العالم العربي، وفي الضغط على حماس التي تمثل خط المقاومة والخط الإسلامي الفلسطيني المعتدل، من أجل فتح الطريق لمحمود عباس وسلطة رام الله ومسار التسوية، أو حتى من أجل التهيئة لقدوم محمد دحلان المدعوم من الإمارات ومصر. هذا السيناريو يتسق مع السلوك السعودي الإماراتي الرسمي تجاه موجة «الربيع العربي» خصوصا في عهد الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز؛ وهو سلوك تراجع سعوديا مع تولي الملك سلمان بن عبد العزيز السلطة، لكن يبدو أن التيار أو الجناح المؤيد لهذه السياسة – في منظومة الحكم السعودية- عاد مؤخرا لاستعادة حيويته وقوته». هي الحرب تدق الأبواب وليس ببعيد عن الأزمة الخليجية ما أشار إليه عبد الناصر سلامة في «المصري اليوم»: «هي الحرب المدمرة المقبلة، لا شك في ذلك، حرب الخليج الأولى كانت عام 1990 تحت اسم تحرير الكويت، مضى بعدها 14 عاما حتى كان قرار الحرب الثانية في عام 2003 تحت اسم الإطاحة بصدام حسين، الآن مضى 14 عاما أخرى بدون حرب على مستوى يستحق. الحرب في سوريا لم تعد كافية، كما المواجهات في العراق أيضا، ولا حتى القصف على اليمن، مصانع سلاح الغرب تعمل بنصف طاقتها طوال السنوات الأربع عشرة الماضية، الاقتصاد الأمريكي هو الآخر مدين بـ19 تريليون دولار، الرئيس الجديد دونالد ترامب تعهد خلال حملته الانتخابية باقتسام الثروة الخليجية مع أصحابها، لا بديل إذن عن الحرب. تحجيم دولة قطر كان جزءا مبكرا من السيناريو، دخول إسرائيل على الخط لحساب المنظومة السُنية أصبح أمرا واضحا، الإعداد للحرب يسير على قدم وساق، العنوان الرئيسي هو تحييد إيران أو الحد من نفوذها في المنطقة، الهدف الغربي النهائي هو إعادة تقسيم دول الخليج، بل المنطقة في نهاية الحرب التي قد تستمر سنوات طويلة، بعد استنزاف الثروة بالفعل. الخرائط الجديدة معلنة منذ سنوات، المخطط ليس سرا، تقسيمات سايكس بيكو عام 1916 نصت على إعادة النظر والتقييم بعد مئة عام، الآن حان موعد التقسيم الجديد، بالتأكيد يحتاج إلى قيادات تناسب المرحلة، تتناسب مع الهدف، حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، يعلم أنه جزء رئيسي من المعركة المقبلة، أي أنها لن تتوقف على شبه الجزيرة العربية، في خطابه الأخير حذّر إسرائيل، كما حذّر السعودية، في الماضي وفي كل أزمات المنطقة، كان البحث طوال الوقت يدور حول الرجل الرشيد، حول الوساطة، حول دور القوى الناعمة، دينية كانت أو ثقافية أو غيرها، الآن لم يعد هناك وجود لمثل ذلك الحديث». حاصروا قطر فربحت إيران «خروج بشار الأسد في رحلة نادرة خارج دمشق لأداء صلاة العيد في مسجد في مدينة حماة، يعد وفقا لرأي فراج إسماعيل في «المصريون» انتصارا لحليفه الإيراني الذي وفر له الغطاء الآمن ليصلي بعيدا عن عرينه، وهزيمة للحلف العربي الأمريكي التركي الداعم للثورة السورية. هذه الصلاة ليست حادثا بسيطا يمر مرور الكرام. رسالة واضحة من الحلف الإيراني بأنه يفرض كلمته ويحقق أحلامه على جثة الخلافات العربية المستعرة، وأنه يتقدم سريعا جدا منذ تفجر الخلاف الخليجي عقب زيارة ترامب المشؤومة، فقد أصبحت سوريا مساحة مفتوحة له في غيبة الآخرين المشغولين بتصفية مشاكلهم. الطريق من سوريا إلى بغداد أصبح تحت سيطرة تحالف بشار وإيران وحزب الله والميليشيات العراقية، وكل ذلك حدث في أعقاب تفجر الأزمة الخليجية. الأرض المتاحة للتحالف الإيراني صارت ممتدة من طهران إلى بغداد إلى دمشق، دون أي قطع أو حواجز، وهو ما سيتيح لنظام الأسد خلال الفترة المقبلة استكمال سيطرته بسهولة على المناطق التي انتزعت منه طيلة السنوات الماضية، الأرباح العسكرية لإيران أقل كثيرا من أرباحها الاقتصادية جراء أزمة الخليج، فقد انتعشت تجارتها خلال الأسبوعين الماضيين بشدة، وأصبحت سلعها بديلا لسلع تصنع في دول الخليج. تنتعش حاليا بشدة سوق الخضروات والألبان والفواكه الإيرانية، وصادرات أخرى تحمل ختم «صنع في إيران». رضا نوراني رئيس نقابة مصدري المحاصيل الزراعية، أعلن استعداد بلاده لتصدير مختلف المحاصيل إلى قطر من موانئ بوشهر وبندر عباس وبندر لنكه والرحلة لا تستغرق أكثر من 12 ساعة. إيران ستملأ الفراغ الناتج عن حصار قطر وبسرعة كبيرة عبر الطريق البحري. بالتوازي تبسط البحرية الإيرانية سيطرتها الكاملة على مضيق هرمز والخليج العربي». هذا ما تريده السعودية نتحول نحو أزمة الجزيرتين ومخاوف يبديها محمد عصمت في «البديل»: «قد يمكن تفسير أسباب إصرار السعودية على امتلاك جزيرتي تيران وصنافير للعديد من الاعتبارات، ربما يأتي في مقدمتها رغبتها في توثيق علاقتها بإسرائيل، تمهيدا لتبادل العلاقات الدبلوماسية بينهما، وهي الخطوة التي ترى المملكة أنها توفر لها حماية أمريكية للعرش السعودي في مواجهة أخطار إقليمية أشعلتها ثورات الربيع العربي المغدورة، وخطط تتبناها دوائرغربية لتفكيك الدول العربية، بالإضافة إلى مشاركة إسرائيل في الحلف السني، الذي تتبناه المملكة لمواجهة الأخطار الإيرانية المزعومة. كما يمكن فهم الأمر أيضا عبر أسباب تتعلق بالخلافات داخل العائلة المالكة السعودية، وطموح ولي العهد محمد بن سلمان لخلافة أبيه في الحكم، على حساب ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف، وهي الخلافات التي تعدت أسوار العائلة الحصينة، وترددت اصداؤها في صحف غربية عديدة، وهو ما تحقق فعلا الأسبوع الماضي، وتقدم محمد بن سلمان خطوة جديدة نحو العرش السعودي. كل هذا وأكثر يمكن من خلاله فهم أسباب هذا التوجه السعودي، لكن ما لا يمكن فهمه أو قبوله في أي وجه من الوجوه، هو رغبة السلطات في مصر في التخلص بأقصى سرعة ممكنة من الجزيرتين، وكأنهما عبء ثقيل أو كرة من النار تحرق أصابعها، وليس باعتبارهما كنزا جغرافيا يعطي لمصر ثقلا إستراتيجيا في المنطقة. ولا باعتبارهما ـ قبل ذلك ـ جزيرتين مصريتين. اللغط الذي أحاط بخطط مصر في التنازل عن الجزيرتين، لا يزال يخفى خلفه العديد من الأسباب التي أصبحت تتعلق بصفقة القرن». سيدفعون الثمن ما زال الغضب مستعرا بسبب الجزيرتين والدور على محمد سعد عبد اللطيف في «مصر العربية»: «خلال حديثه في ما يسمى «حفل إفطار الأسرة المصرية» الثلاثاء الماضي قال الرئيس السيسي، إنه لا يمكن أن يفرط في أي أرض مصرية، وفي الوقت نفسه من حق من يرفض اتفاقية تعيين الحدود أن يعبر عن رفضه لذلك، ولكن الدول لا تقاد بالهوى والمزاج، وإنما بالقوانين، سواء كانت القوانين الداخلية للدولة أو القانون الدولي. وأضاف الرئيس السيسي أن الموضوع انتهى، ولكني أتحدث فيه لأنه ليس هناك ما نخفيه.. ونحن أناس لدينا شرف لا يباع. السيسي الذي أكد في جلسة مماثلة قبل 14 شهرا أنه أخذ «الضربة في صدره»، يعلم أن تسليم الجزيرتين جزء من إعادة ترتيب خريطة المنطقة، وأنه فرط فيهما دعما لولي العهد السعودي الجديد محمد بن سلمان، حتى يتمكن من الصعود إلى أعلى قمة هرم السلطة، خلفا لأبيه بمساندة الولايات المتحدة وإسرائيل التي باركت الاتفاقية، وفقا لمحادثة هاتفية مسربة بين وزير الخارجية المصري سامح شكري وإسحاق مولخو المستشار الخاص لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أذيعت قبل عام ووفق التسجيل، عرض وزير الخارجية المصري، على الدبلوماسي الإسرائيلي، بنود اتفاقية نقل السيادة على جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، ليوافق الأخير عليها بعد تعديلها بناء على طلبه. إذن السيسي وحكومته وبرلمانه يعلمون جميعا أن التفريط في الجزر يصب فقط في مصلحة نظامهم، الذي يسعى حثيثا إلى الحصول على دعم القوى الإقليمية والدولية اقتصاديا وسياسيا، بعد الإخفاقات المتعددة التي تلاحقه. في الداخل لن تنتهي معركة مصرية تيران وصنافير وسيفشل النظام ومؤسساته في التأثير على ذاكرة الأمة، وسيحاسب المفرطون بأثر رجعي على قرار العار الذي مرروه في غفلة». ناعمة أكثر من اللازم «يوم الخميس 22/6/2017، وعشية زيارة الرئيس، لحضور قمة دول حوض النيل في أوغندا، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، المستشار أحمد أبو زيد، إن أمن مصر المائي خط أحمر لا يقبل المساومة، لكن ما حدث في أوغندا، كما يرى محمود سلطان رئيس التحرير التنفيذي لـ«المصريون» كان عكس هذه «العنترية» التي بدت في لغة خطاب الخارجية.. فحسب الزميلة «الشروق» الجمعة 23/6/2017، فإن مصر قدمت مبادرة لحل خلافات اتفاقية «عنتيبي» حول بنود الأمن المائي.. «الشروق» حسب ما وصفته مصادر، شاركت في الاجتماعات التحضيرية، وكانت «ناعمة قوي».. و«قدمت مرونة كبيرة في المفاوضات».. غير أن دول منابع النيل «أبدت مواقف متعنتة»، ورفضت المبادرة المصرية. المدهش أن بعض بنود المبادرة المصرية، كانت مصاغة بالطريقة «الميري» وبعيدة كل البعد عن اللغة الدبلوماسية، ومراعاة «الذوق العام»، مثل أنها تلزم دول الحوض، بإخطار مصر بأي مشاريع على أراضيها، مع حق مصر رفضها! كدا وش!.. فأي دولة تلك يمكن أن تقبل مثل هذه «الوصاية الفجة»، فيما تصدر هذه «الوصاية» من طرف لا يملك من أمره شيئا، وبات أمنه المائي في يد من يطالب بفرض وصايته عليه. المهم ـ وكالعادة.. سافرت الوفود المصرية وعادت.. وحضر الرئيس السيسي اجتماع قمة دول حوض النيل وعاد.. ولا نعرف شيئا عما حدث تفصيلا ولا نتيجة اللقاء، وكل ما نُقل تقريبا، يؤكد أن الوضع «محلك سر»، وأن دول حوض النيل، تعلم جيدا، أن مصر غير قادرة إلا على التعايش مع تلك المأساة». عيد في ضيافة القمع عن العيد الذي هلّ وسط مناخ يعلوه البؤس كتب محمد حماد في «البديل»: «كنا شعبا واحدا في مواجهة سلطة متسلطة انهارت لحظة حضور الناس، وكنا شعبا متحضرا، بل في أعلى درجات التحضر، حين انتشرت جموع الشباب تكنس الميادين وتغسلها بالمياه، وتدهن أرصفتها بالبوية البيضاء والحمراء والسوداء، في تلك الأيام ذهبتُ إلى وحدة المرور لتجديد رخصة السيارة، فوجدت بشرا غير البشر، ومعاملة غير المعاملة، واحتراما فوق كل احترام، مع أن الناس هم أنفسهم، ولكن يد العزة والكرامة مست أرواحهم، فقلبتهم إلى بشر طبيعيين محترمين، لا يقبلون رشوة، ولا يتعاملون بغير ما يليق بكرامة الناس واحترامهم. ومرت الأيام، وجرت مياه كثيرة في النيل، وكأننا لم نمر من هناك أبدا، وكأن هذا العيد الذي أطل علينا من بعد طول الشوق، كان سرابا بقيعة حسبناه ماء، وعادت ريما لعادتها القديمة، ودارت الأيام دورتها بل استدارت إلى دورتها التي اعتدنا عليها طوال العقود الماضية، وملئت السجون بالشباب، واستقبلت السماء أرواح الشهداء، وبقيت في الحلق غصة لا تنمحي، وعاد الفقراء يحلمون برغيف عيش غير مغموس بالذل والمهانة، وصارت الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية بعيدة المنال، وتراجعت صورة مصر التي ارتفعت خلال الثمانية عشر يوما في يناير/كانون الثاني 2011، وصارت أشباه دولة، وصار الشعب الواحد شعوبا وقبائل، وعاد الإعلام إلى الصوت الواحد، صوت السيد الرئيس، وأصبحت انتهاكات حقوق الإنسان أسوأ بكثير، وأصبح الاقتصاد في وضع أسوأ بشكل خطير، وبات التغيير الذي طالبت به الجماهير خارج أجندة النظام. هذا هو عيد الفطر السابع بعد ثورة يناير المغدورة، وهذه الغصة تحتوينا حتى ضيقت علينا الحياة، والذاكرة مملوءة بمشاهد الحزن المقيم، وحالنا يزداد سوءا في كل عام يمضي». العلماء يموتون في السجن «صرح المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، أصدر قرارا جمهوريا ، يوم الجمعة بالعفو عن 502 من المعتقلين السياسيين والمسجونين على ذمة قضايا آخرى. وقال المكتب، إن السيسي وجه داخليته بتنفيذ القرار الذي يشمل 25 سيدة وفتاة قبل إجازة عيد الفطر المبارك. القرار قيل إنه يشمل عددا من الحالات الصحية، ممن قضى ثلاثة أرباع المدة، كما يشمل العفو عن 175 شابا، أقل من 30 عاما، و8 من أساتذة الجامعات، و3 من المحامين و5 من المهندسين، وتهاجم «الشعب» القرار، من الحقائق التي أكدت كذب النظام وتضليله للرأي العام ، أن رجل الأعمال الفاسد هشام طلعت مصطفى، جاء على رأس القائمة من بين المفرج عنهم صحيا، وممن قضوا ثلاثة أرباع المدة، في الوقت الذي ما زال فيه العدد من العلماء والكتاب والأجلاء ممن دافعوا بكل غال وثمين من أجل رفعة الوطن واستقلاله، منهم المجاهد مجدي حسين رئيس تحرير جريدة «الشعب»، ورئيس حزب الاستقلال، الذي يعاني من آلام مبرحة في العمود الفقري نتيجة انزلاق غضروفي مزمن، ويتدهور يوميا مما يسبب الضغط على عصب الرجل ويعيق قدرته على المشي بشكل طبيعي، بالإضافة إلى حصوات في الكلية وأمراض القلب. والمستشار محمود الخضيري نائب رئيس محكمة النقض، رغم فقدانه بصره، وانتشار عدة أمراض في جسده أبرزها «فيروس سي» والسكر». الإمام الأكبر في مهب الرياح ومن أشد معارك العيد الصحافية تلك التي شنتها سحر جعارة في «الوطن»: «أغلقت هيئة كبار العلماء النوافذ بإحكام، وأسدلت الستائر، منعت الضوء والهواء من اختراق المجلس، دفست «صكوك الغفران» في سرداب سحري، علقت المشانق على بوابة الأزهر، ثم أعلنت «مصر» دولة محتلة، خاضعة للوصاية بموجب الأحكام العرفية المسماة زورا وكذبا: مشروع قانون مكافحة الكراهية والعنف باسم الدين وينص على أن الإسلام هو دين الأغلبية، ويحتكر الأزهر أصوله وفروعه وتفسيره وتطبيقاته، وله الحق في تعديل أحكامه، (بالحذف أو الإضافة) وفقا لرؤية الأزهر، لما هو منسوخ من الآيات أو ضعيف من الأحاديث.. ولا يجوز «التمييز» بين المسلمين داخل «كتالوغ الأزهر»، بينما تعد الطوائف الشاذة عن النمط الأزهري «مرتدة»، ويطبق هذا على (الشيعة في اليمن، والعلويين في سوريا)، كما يطبق عليهم حد الردة بما يتفق وضرورات حروب الدولة الوهابية. ويجوز للأزهر دمج ما يراه مناسبا من «أفكار ورؤى» للإسلام بما تقتضى المصلحة، وإضفاء القدسية على مَن تراه مناسبا من «البخاري» إلى الإمام الأكبر. وتؤكد الكاتبة على أن عباءة الإمام الأكبر «أحمد الطيب»، شيخ الأزهر، محصنة ويجوز للمسلمين التبرك بها، وأموال الأزهر تنفق بوحى سماوي ليست خاضعة لأي جهة أو هيئة رقابية، وللإمام الأكبر حرية التصرف في المنح والتبرعات التي ترد إلى الأزهر، بما يحتاجه الإمام والمشيخة من حملات إعلامية تجمّل الصورة وتجعلها متسقة مع شعارات: المواطنة والمساواة أمام القانون، وحرية العقيدة، وحسن النية، وقبول الآخر. معنى الكراهية يستبدل تعريف «ويبستر» للكراهية، وهو التعريف الذي تتبناه غالبية البلدان، على أنها (هي جرائم الاعتداء أو التشويه، التي تُرتكب ضد فرد أو مجموعة بسبب اللون، أو العقيدة، أو الجنس) وينص القانون الجديد على أن لفظ الكراهية يعني: كل قول أو سلوك أو فعل علنى يحرض على «نقد» فتاوى الهيئة والإمام، وإثارة الفتنة المجتمعية بالحديث عن ميزانية مؤسسة الأزهر، أو تغيير الدستور، بما يجعل منصب الإمام بالانتخاب وقابلا للعزل». حرق مصر باسم الثورة ومن المعارك خلال إجازة العيد تلك التي شنها كرم جبر في «اليوم السابع» ضد الإخوان وأحد شباب ثورة يناير/كانون الثاني أحمد دومة: «كان حريق المجمع العلمي نقطة تحول خطيرة في مسار الرأي العام ضد الفوضى والتخريب والسلب والنهب، وصرخ المصريون بحثا عن المنقذ، فلم تدمر زجاجات المولوتوف فقط 200 ألف كتاب، ولم تأت فقط على جميع الوثائق والخرائط النـــادرة، ومذكرات ليــــوناردو دافنشي وكتاب وصف مصر، ولكنها كانت رسائل للعالم بأن مصر ضاعت ودخلت زمام «الربيــــع العربي» من أوسع أبوابه، وأتذكر أن الخارجية الفرنسية ترجمت انزعاجها في بيان غاضب، وصفت ما حدث بأنه كارثة عالمية، تهدد التراث الإنساني. وللذكـــرى التي قد تنفع المؤمنين، فإن الذي تباهى بالاعتراف على الهواء مباشرة، بحرق جزء من قلب مصر، هو أحمد دومة، رافعا شعار «المولوتوف ثورة»، وكانت كلماته الاستفزازية خبطة فوق رأس المخدوعــــين والمغيبــــين والصامتين، فكيف يكون حرق هذا الأثر التاريخي النادر «ثورة»، وفي أعماق المصريين عشق أصيل لبلدهم وكنوزها وحضارتها، ونسي مشعلو الحريق يـــوم خروج الشعب المصري عن بكرة أبيه ليودع الملك رمسيس الثاني من الميدان الذي يحمل اسمه إلى المتحف الجديد، وظلوا يسيرون وراء الموكب بالآلاف، حتى وصل إلى مقره في الفجر، في حمايتهم ورعايتهم وحبهم، وتحول حريق المجمع إلى بركان من الكراهيـــة انفجر في قلوب عشــاق مصر، وثورة غضب مضادة، مهدت الطريق إلى الحدث العظيم 30 يونيو/حزيران». تيران وصنافير قنبلتان مرشحتان للانفجار ومطالب الجماهير خارج أجندة النظام حسام عبد البصير |
صحافيون ومقدمو برامج على مائدة إفطار السفير السعودي في القاهرة Posted: 26 Jun 2017 02:28 PM PDT القاهرة ـ « القدس العربي»: أثار انتشار صور لحضور 45 كاتبا وصحافيا ومقدم برامج، ومالكي صحف، مائدة إفطار في منزل السفير السعودي أحمد بن عبد العزيز قطان، الجمعة الماضي، جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة في ظل أزمة اتفاقية إعادة ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، التي تقضي بتنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير للمملكة. وجدد السفير التأكيد على قوة وصلابة العلاقات بين القيادتين السعودية والمصرية، ومن خلفهما الشعبان الشقيقان، خاصة في ظل الأوضاع الدقيقة التي تمر بها المنطقة العربية والدور القيادي لكلا البلدين الذي تحتمه مسؤوليتهما التاريخية. وقال إن التنسيق بين السعودية ومصر يشهد تنامياً كبيراً، خاصة أن المنطقة تمر بمنعطفات حادة وباتت تموج بالتحديات، مشيراً إلى أن الفترة المقبلة سوف تشهد مزيداً من تعميق وتطوير العلاقات القوية بين البلدين. وتطرق السفير السعودي، في حديثه مع النخبة الإعلامية، إلى بعض الملفات الإقليمية التي فرضت نفسها على الأحداث أخيراً، كما حرص على توضيح رؤية المملكة تجاه التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط. وتمنى القطان مزيدا من التقدم والازدهار لهم وللمؤسسات الصحافية والإعلامية التي يتولون قيادتها بما يخدم مصالح أمتنا العربية والإسلامية. وأظهرت الصور حضور كل من الصحافي والنائب مصطفى بكري المعروف بدفاعه عن اتفاقية ترسيم الحدود، وعماد الدين حسين رئيس تحرير جريدة «الشروق»، وأحمد موسى مقدم برنامج «على مسؤوليتي» والمعروف بقربه من نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتامر أمين مقدم برنامج «الحياة اليوم» على شاشة قناة الحياة، ومصطفى الفقي ومكرم محمد احمد وغيرهم. لم تكن تلك هي المأدبة الأولى التي أولمها السفير السعودي في منزله في القاهرة، حيث أقام القطان مائدة سحور للاعبي النادي الأهلي المصري الأربعاء 14 يونيو/ حزيران الجاري، كما اقام إفطارا تكريما لمصطفى الفقي مستشار الرئيس الأسبق حسني مبارك في 18 يونيو/ حزيران الجاري، كما أقام مائدة إفطار لعدد من الإعلاميين في 19 يونيو / حزيران الجاري، وأخر بحضور 107من شباب الصحافيين في 22 يونيو/ الجاري. وكانت أخر الموائد التي أقامها القطان في شهر رمضان الماضي، بحضور 45 من كبار الصحافيين والإعلاميين في 23 يونيو/ حزيران الجاري. صحافيون ومقدمو برامج على مائدة إفطار السفير السعودي في القاهرة تامر هنداوي |
وثيقة تزعم توافق دحلان وحماس على تشكيل حكومة برئاسته لحل مشاكل غزة… وأبو زايدة يرد: مُزوّرة وغير صحيحة Posted: 26 Jun 2017 02:27 PM PDT غزة ـ «القدس العربي»: تداولت مواقع إعلامية فلسطينية ما وصفتها بـ «وثيقة مسربة» لبنود اتفاق أبرم بين محمد دحلان القيادي المفصول من حركة فتح، وبين وفد قيادة حماس زار مصر أخيرا، والتقى عددا من مساعدي دحلان في القاهرة. وتكشف هذه الوثيقة عن اتفاق يشكل دحلان بموجبه حكومة في المرحلة المقبلة، تحتفظ حركة حماس فيها بحقيبة الداخلية، غير أن أحد المقربين من دحلان، نفى ما جرى الكشف عنه. ونشرت عدة مواقع إعلامية بينها موقعا وكالتي «فلسطين اليوم» التابعة لحركة الجهاد الاسلامي و»معا» بنود الوثيقة، وقالت إنها جاءت نتيجة للحوار الذي دار بين حركة حماس و»جماعة دحلان» في القاهرة قبل أسابيع قليلة. وحسب ما نشر فإن الوثيقة مكونة من 15 بنداً، أبرزها إلى جانب الانتهاء من «ملف المصالحة المجتمعية» بشكل كامل، تشكيل حكومة في غزة يكون دحلان الذي سيعود للقطاع وفقها رئيسا لهذه الحكومة. وحسب ما نشر فإن صياغة الوثيقة جاءت «انطلاقاً من الشعور الوطني بتحمل المسؤولية الوطنية والتاريخية، ونظراً للمخاطر المحدقة بشعبنا، ولتعزيز أولى خطوات الوحدة الوطنية داخلياً ابتداء وخارجياً لاحقاً، ولأجل مصلحة شعبنا ووحدته في الوطن وفي المنافي، ومن أجل إنهاء الانقسام البغيض والمؤثر سلباً على إنجازات ومكتسبات قضيتنا». وتقول الوثيقة إن صياغتها جرت «بعد انسداد أي أفق للمصالحة غير المشروطة، التي تحمل شراكة وطنية حقيقية واقعية مع السلطة والرئيس أبو مازن»، وإنها أي الوثيقة «تحمل الخطوط العريضة للوحدة الوطنية الفلسطينية ابتداء من غزة وانتهاء بلحمة قطاع غزة والضفة الغربية». وجاء فيها أنها جاهزة لـ «التنفيذ الفوري وليس للنقاشات والمداولات»، وأنها واضحة البنود وحددت أساسيات للاتفاق والوفاق دون المساس بـ «ثوابت الوطن والشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية». وورد في البند الأول منها «عقد لقاءات سرية عاجلة في القاهرة وبدعوة ورعاية مصرية كريمة لرئيس حماس في غزة أو من ينوبه والنائب محمد دحلان كطرف ثان، والاتفاق على سرية اللقاء لحين الاتفاق الشامل». واتفق على «التنفيذ الفوري» كخطوة أولى بعد الاتفاق، على إغلاق ملف المصالحة المجتمعية بالكامل خلال شهر من تاريخه، وذلك بين أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. ونص البند الثالث على الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية على أساس برنامج وطني «لا أبعاد سياسية له» يرأسها دحلان وبمشاركة من يرغب من الفصائل بما فيها حماس وفتح، على أن تكون وزارة الداخلية من مسؤولية مرشح حركة حماس في الحكومة بالكامل بما يضمن استقرار حالة الأمن في القطاع، على أن تشكل الحكومة بشراكة وطنية وسياسية من الجميع تعمل على فك الحصار ودعم قطاع غزة وبناء ما دمره الاحتلال وتنميته. ووفق ما جاء فيها فإن الحكومة التي يرأسها دحلان ليست بديلة عن السلطة الفلسطينية، وأنها ستعمل على دمج الموظفين الذين عينتهم حركة حماس بعد عام 2007 مع موظفي السلطة الفلسطينية بنفس وضعهم الحالي ومن يرغب بالعودة من المستنكفين، وتقع مسؤولية رواتبهم دون تمييز على دحلان وفق منصبه الجديد كرئيس للحكومة. وتؤكد بنود الوثيقة على أنها «شأن داخلي فلسطيني» يهدف لخدمة شعبنا المحاصر، ولا يجوز لأي طرف إقحام سياسات خارجية لأي دولة مهما كان موقعها، وشريطة عدم إقحام أي طرف من الطرفين الموقعين بأي شأن خارجي للدول الجارة والداعمة للشعب الفلسطيني بما يؤثر سلباً على روح الاتفاق. وتشمل أيضا إشراف وزارة المالية في الحكومة المنوي تشكيلها المسؤولية عن الإيرادات، التي ستصرف على الموازنات التشغيلية للوزارات والأجهزة الأمنية في قطاع غزة، على أن تكون إدارة المعابر مع إسرائيل موكلة لجهاز أمني عناصره تتبع لدحلان ومرجعيته لوزارة الداخلية في الحكومة، على أن يتعهد دحلان بالعمل مع المصريين على فتح معبر رفح بشكل كامل تدريجياً وتطويره لمعبر ( أفراد وتجاري). وتشمل الوثيقة المنشورة أيضا حق دحلان كرئيس للحكومة، بتعيين طاقم أمنه الخاص ومرافقيه مع ضمانات من قبل حركة حماس وبالتوافق، وأنه بعد التوقيع مباشرة في القاهرة برعاية مصرية تؤسس لجنة مشتركة من الطرفين للتطبيق الفوري مباشرة وفق الاتفاق وتشكيل لجان فنية حسب المهام والمسميات والأشخاص للمتابعة على الأرض. وجاء في البند الـ13 أنه بعد تطبيق بند المصالحة المجتمعية بالكامل، تدعو حركة حماس دحلان لقطاع غزة لتسلم مهامه مع توفير كل الحماية والأمن لشخصه ولطاقمه الأمني. أما البند الأخير منها، فقد أشار إلى انه عند الموافقة من كلا الطرفين على هذه المبادرة، يتم توجيه دعوات مصرية للإشراف والرعاية والتوقيع. وعقب تداول هذه الوثيقة، نفى سفيان أبو زايدة، أحد المقربين من دحلان، صحة ما نشر. ونقلت وكالة «سما» المحلية عنه القول «إن الوثيقة التي يتم تداولها في وسائل الإعلام حول نتائج الحوار مع حماس في القاهرة، هي وثيقة مزورة وغير صحيحة، وهي فبركات إعلامية لا علاقة لها بأي نتائج حقيقية للحوار مع حماس». وأشار إلى أن الفترة الأخيرة «تشهد عمليات تزوير وتزوير كبيرة»، مطالبا وسائل الإعلام بـ «توخي الحيطة والحذر والرجوع إلى المصادر الحقيقية»، وان لا تكون أداة في وجه من يريدون «وقف رفع المعاناة عن غزة وأهلها». يشار إلى أن وفد حركة حماس القيادي الذي زار مصر قبل نحو ثلاثة أسابيع، التقى هناك إلى جانب المسؤولين في جهاز المخابرات المصرية الجهة التي تشرف على إدارة الملف الفلسطيني، عددا من «جماعة دحلان». وبعد عودة وفد حماس، بدأت مصر بضح كميات من الوقود الخاص لتشغيل محطة توليد الكهرباء المتوقفة بسبب الخلافات بين فتح وحماس، وهو أمر ساهم في تخفيف حدة الأزمة، وقالت حماس إن العلاقة مع القاهرة ذاهبة إلى التطور، خاصة وأن هناك معلومات تشير إلى نية مصر إعادة فتح معبر رفح المغلق. وثيقة تزعم توافق دحلان وحماس على تشكيل حكومة برئاسته لحل مشاكل غزة… وأبو زايدة يرد: مُزوّرة وغير صحيحة أشرف الهور: |
مركز القرار الأردني يبدل في شروط «اللعبة» الداخلية: تفعيل بند «التعديلات الوزارية» لكل من يتهم بـ«التقصير» وخلايا «الظل» تنشط مجدداً والبحث عن ضمانات موضوعية «للمسطرة» الجديدة Posted: 26 Jun 2017 02:27 PM PDT عمان ـ «القدس العربي» : سيطرة الإيقاع المرجعي أكثر على التفاصيل والحيثيات حتى داخل حكومة الرئيس هاني الملقي في الأردن هي النقطة التي أثارت نقاشاً حيوياً على هامش عطلة العيد الأخيرة وفي أول يومين بعد شهر رمضان المبارك وفيما يقضي رئيس الوزراء إجازته الخاصة في مصر بعد جدل عنيف إثر التعديل الوزاري الأخير. بصمات العاملين في مكتب الملك عبدالله الثاني ظاهرة للعيان في التعديل الوزاري الأخير وتحديداً في المساحة التي تؤشر على وجود حيوي غير مألوف وغير مسبوق في التفاصيل لمدير المكتب الملكي الدكتور جعفر حسان الذي كان وزيراً للتخطيط في الماضي قبل ان يسطع نجمه ويتدخل تقريباً في كل التفاصيل. ينمو ويتضاعف دور الدكتور حسان بصفته ضابط الإيقاع الأول في تمثيل ونقل وترجمة الرؤية الملكية فيما يتراجع دور رئيس الديوان الملكي المخضرم الدكتور فايز طراونة. لا يحرص الرجل على تقاليد الاحتجاب والحركة النشطة للطاقم الاستشاري الفاعل في جهاز الديوان الاستشاري وبما أنها سريعة ومتزاحمة ينتج عنها بعض الأخطاء أحياناً بسبب غياب الخبرة البيروقراطية والدستورية والرغبة في رصد إنجاز سريع مما ينتج «التسرع» في بعض الأحيان. حصل ذلك على هامش التعديل الوزاري مرتين على الأقل حين تم تعيين وزير جديد للاستثمار بنص يختاره ايضاً وخلافاً للدستور مديراً لدائرة تشجيع الاستثمار. وكذلك حين خرج التعديل الوزاري الأخير بهيئة «القصور» الذي لازم إخراج بعض الوزراء وهو ما يبدو واضحاً ان الأسرة السياسية ترفض التسليم به خصوصاً عندما يتعلق الأمر بوزيري الطاقة والتنمية الاجتماعية الخارجين وجيه عزايزة وإبراهيم سيف. عموماً تصرف سيف وعزايزة كرجلي دولة وإن كان الوسط السياسي ومن خلفه الرأي العام لم يفهم بعد مبررات مغادرتهما مع العلم أن الأوساط المقربة من الدكتور حسان الذي «يضبط» الأمور عملياً ويقود المشهد في الكثير من الأحيان توحي بان سيف تحديداً «لم يغادر» وسيتم «تعويضه» بموقع ما قريباً. قد لا ينفع الرجل أي موقع ما دام الانطباع تكرس بأنه خرج لقصور في الأداء وهو ما يرفضه سيف بكل الأحوال كما فهمت «القدس العربي» من مقربين منه وبالدرجة نفسها لا ينصف العزايزة. على كل حال بصمات المؤسسات المرجعية داخل الحكومة تعمقت ولم يعد من الممكن عدم رصدها خصوصاً بعد تعزيز الطاقم الاقتصادي بوزير الاستثمار الجديد مهند شحاده وبصورة تضمه إلى الدكتور عماد فاخوري وزير التخطيط للسيطرة التامة على كل معطيات ومخرجات الإدارة الإقتصادية. بالنسبة لمركز القرار من المرجح انه وفي الجزء المتعلق بالاستثمار تحديداً تغيرت شروط اللعبة فالفرصة غير متاحة بعد الآن للعبث او التواطؤ او التسويف البيروقراطي… على الأقل هذا حصرياً ما يوحي به التركيز على هوية التعديل الوزاري الأخير بعد اجتماع عاصف نقدياً قالت فيه الأطر المرجعية كلمتها الحاسمة بخصوص استثمار آلية التعديل الوزاري بحيث يغادر فوراً موقعه اي مسؤول او وزير لا يريد العمل أو لا يعمل وفقاً للمسطرة المطلوبة. تحت هذه اللافتة تمت الإطاحة بثلاثة وزراء فيما تدخل الملقي شخصيا لحماية وتامين وزير رابع كان الطاقم النافذ يخطط للإطاحة به هو على الأرجح وزير العمل الحالي. تبدو فكرة مغادرة اي وزير لا يريد العمل او يتباطأ «مغرية» جداً بالنسبة لمشاعر الشارع. كما تبدو الفكرة نفسها «شعبوية» بمعنى انها تخاطب شغف الناس بالإصلاح. لكن، وفي عمق الخبرة المحلية ثمة مشكلتان في السياق تتمثل الأولى في ان فكرة الاقتحام والتعديل وتغيير الحقائب تمارس اليوم مع دور ثانوي لرئيس الوزراء وتحاكي تجارب في الماضي كانت «خلايا الظل» النافذة تدير فيها الأمور على حساب الحكومات ورؤسائها وخلافاً للدستور. والمشكلة الثانية تبرز وهي تؤشر الى ان تدخل السلطات الأخرى في «تصويب» الأداء الحكومي يدفع الحكومة نفسها إما للاسترخاء وعدم العمل على اساس ان المسؤولية يتولاها أفراد عبروا بإسم المرجعية وهنا لاحظ الجميع كيف تمكن رئيس الوزراء من المغادرة في إجازة طويلة نسبياً خلال العيد وتصل لعشرة ايام مطمئناً الى أن الحكومة في عهدة أيدٍ أمينة داخل طاقمه الوزاري وخارجه. الإشكال الأكثر عمقاً يتمثل في معادلة غريبة جداً لا يمكن رصدها إلا في الحالة الإدارية الأردنية حيث لا توجد «ضمانات عميقة» تجعل «البدلاء» الناتجين عن «تصويب» مسيرة الأداء وسد ثغرات القصور في مكانهم المناسب. ولا تتوفر أدلة على ان«مسطرة» التقويم موضوعية هنا أو يمكن الرهان على أنها لا تخضع لمؤشرات الشللية والسبب ببساطة ان الوزير في عمان وبصورة عامة لا يعرف لماذا يصبح وزيراً ولا لماذا يغادر الوزارة كما أن المسطرة نفسها ينبغي ان لا تناقش حفاظاً على هيبة المؤسسات المرجعية مع أنها تبرز عبر أفراد وأدوات ثبت انه يمكنها الخطأ. هذا النمط من الإدارة يفترض به منح حكومة الملقي شعوراً بالاسترخاء مع التسليم في الوقت نفسه بالبقاء لأطول فترة ممكنة على أساس ان الحكومة لو كانت وشيكة الرحيل لما احتاج الأمر لمداخلة «جراحية» على الطاقم الوزاري تثير من التساؤلات الحائرة في الواقع الحجم نفسه من الاطمئنان. مركز القرار الأردني يبدل في شروط «اللعبة» الداخلية: تفعيل بند «التعديلات الوزارية» لكل من يتهم بـ«التقصير» وخلايا «الظل» تنشط مجدداً والبحث عن ضمانات موضوعية «للمسطرة» الجديدة بسام البدارين |
البيت الأبيض ينفي تقارير عن إلغاء تدخله في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي Posted: 26 Jun 2017 02:27 PM PDT رام الله – «القدس العربي»: وصف صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، لقاء الرئيس محمود عباس مع مبعوثي الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات الذي عقد خلال اليومين الماضيين، بالاجتماع المعمق والصريح الذي تم خلاله تبادل وجهات النظر بوضوح كامل. وأضاف في تصريح صحافي أنه «تم الاتفاق بين الجانبين على استكمال اللقاءات قريبا من أجل إجراء مزيد من التشاور والبحث المستمر لتحقيق عملية سياسية ذات جدوى». ويأتي تصريح عريقات في وقت نشرت فيه الصحف الإسرائيلية على لسان مسؤولين أمريكيين في البيت الأبيض نفيهم للتقارير التي تحدثت عن تفكير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف تدخله في الملف الفلسطيني الإسرائيلي ونيته بإطلاق مفاوضات قريبة بين الجانبين، في محاولة للوصول إلى «صفقة» كما يصفها دائمًا أو اتفاق سلام بين الجانبين. وجاء النفي الأمريكي الرسمي بعدما تناقلت وسائل إعلام إسرائيلية وعربية على حد سواء، خبرا مفاده أن ترامب بات يفكر في ترك الملف الفلسطيني الإسرائيلي كون الصراع أكثر تعقيدا وصعوبة مما كان يعتقد. وهذا الأمر نفاه مسؤول كبير في البيت الأبيض الأمريكي، ونفى ما جاء في التقارير التي نشرت حول ذلك. وقالت الصحف الإسرائيلية إن ترامب ينتظر تقارير مفصلة من مبعوثيه غرينبلات وكوشنر بعد زيارتهما لإسرائيل وفلسطين ولقاء المسؤولين في البلدين كي يتخذ القرار النهائي بتدخله في القضية من عدمه، خاصة أن الرئيس ترامب كان يعتقد أن المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين لا تحتاج إلا لأسبوعين على الأكثر للتوصل الى صفقة للسلام، لكن الأمر بدا له أكثر تعقيداً. وتحدثت الصحف عن غضب فلسطيني بعد الشعور العام بتبني الرئيس الأمريكي للمواقف الإسرائيلية، سواء فيما يتعلق بقضية رواتب الأسرى وأسر الشهداء وكذلك ملف الاستيطان برمته. ورغم حديث عريقات عن الاجتماع المعمق مع المبعوثين الأمريكيين إلا أن مصادر إسرائيلية تحدثت عن أجواء من التوتر سادت الاجتماع بين الفلسطينيين والأمريكيين على خلفية الموقف الأمريكي المتشدد تجاه الفلسطينيين والمتبني للموقف الإسرائيلي. البيت الأبيض ينفي تقارير عن إلغاء تدخله في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي عريقات: لقاء الرئيس مع مبعوثي واشنطن كان صريحا |
جدل في إسرائيل حول الطريق لمكافحة ظاهرة «خدمات الجنس» Posted: 26 Jun 2017 02:26 PM PDT الناصرة – «القدس العربي» : يحتدم الجدل في إسرائيل بين جهات معنية مختلفة حول الطريق المجدية لمكافحة انتشار خدمات الدعارة في ظل ازدياد كبير في عدد بائعات الهوى نتيجة الهجرة الروسية للبلاد وازدياد الفوارق الاقتصادية – الاجتماعية وغيره. هذه الظاهرة التي حاربتها إسرائيل غداة موجة هجرة مليون روسي عقب انهيار الاتحاد السوفياتي تستعد اليوم لاتباع وسائل جديدة بعدما استشرت الظاهرة من جديد. وعلى طاولة البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) هناك عدة مشاريع قوانين لمحاربة المهنة الأكثر قدما في العالم من خلال تغريم الزبائن أنفسهم بدلا من بنات الهوى أنفسهن والمسؤولين عنهن. وتأمل السلطات الإسرائيلية أن يؤدي هذا النموذج المطبق بالسويد لمحاصرة الظاهرة وخفض عدد بنات الهوى البالغ اليوم في إسرائيل حوالي 12 ألف و 500 قواد وسط تقييمات أن قيمة مدخولات هذه «التجارة بالرقيق» نحو مليار دولار كل عام في إسرائيل. ولا تكتفي بعض مشاريع القانون التي ستطرح قريبا في الكنيست بالغرامات بل تذهب لحد فرض عقوبة السجن الفعلي على زبائن هذه الخدمات التي تحط من قيمة المرأة. ويستند مشروع القانون في هذا المضمار أيضا على متلازمة العرض والطلب ويرجح أن تراجع عدد الزبائن نتيجة ردعهم يؤدي لانخفاض عدد بنات الهوى. وفيما يعتبر باحثون وسياسيون وناشطون مشاريع القانون المذكورة «ثورة» في مجال مكافحة الزنا فإن باحثين آخرين يشككون في جدواها، ويطرحون عدة تساؤلات حول تبعاتها ومنها ماذا سيكون مصير آلاف النساء اللواتي يتكسبن من خلال هذه «المهنة». كما يخشى هؤلاء من أن تؤدي محاصرة خدمات الدعارة التي تقدم في كابريهات ونواد ليلية في تل أبيب وبقية المدن الإسرائيلية إلى تفاقم جرائم الاغتصاب من جهة أخرى مثلما يخشون من أن تستمر الظاهرة ولكن تحت غطاء سميك من السرية. ويرجح محامي المنظمة لمكافحة التجارة بالنساء والدعارة أفيطال سيري أن ينخفض عدد النساء العاملات في هذه المهنة بشكل كبير نتيجة ملاحقة الزبائن من الرجال. موضحا أن مهمة مشروع القانون المقترح التوجيه والتأثير على وعي الجمهور مشيرا لانخفاض الظاهرة في السويد بـ 80% بعد سن قانون تغريم الزبائن عام 1995. لافتا إلى أن عدد بنات الهوى في السويد قبل القانون بلغ نحو الى 2500 الى 3000 بينهن 650 يعملن في الشوارع. وبعد سن القانون في السويد تم رصد فقط 300 منهن في الشوارع، 300 زانية بواسطة الانترنت و 50 رجلا أيضا. في المقابل هناك من يدعي أن «استهلاك» هذه السلعة لم ينخفض، بل غير وجهه وبات أكثر سرية. من هؤلاء الدكتورأمير شيني من جامعة بن غوريون في بئر السبع الذي يشكك في جدوى القانون المذكور ويدلل على ذلك بالقول إن عدد متعاطي الكحول لم ينخفض في الولايات المتحدة في الماضي بعدما سن قانون حظرها، لافتا لازدهار السوق السوداء في هذا المجال لاحقا. وتتفق معه باحثة إسرائيلية مختصة بهذه الظاهرة في العالم الدكتور رنانا لوياني التي تقول إن تجريم زبائن خدمات الجنس لا يردعهم، محذرة من أن الوضع في إسرائيل سيزداد سوءا لأن شرطتها محدودة الموارد ولا تملك طاقات لتطبيق القانون هذا فعلا وبشكل كاف. وترجح أن هناك مليون «زيارة» لبائعات الهوى في إسرائيل مما يعني وجود 100-200 ألف زبون، متسائلا كيف ستحارب الشرطة هؤلاء وهي مشغولة بمكافحة العنف والجريمة ومخالفات السير وغيره. وتنقل الإذاعة العامة عن ضابط شرطة متقاعد قوله إن الشرطة عاجزة عن تطبيق مثل هذا القانون المقترح إلا إذا ضاعفت قواتها بعشر مرات. كما ينبه أن القانون المقترح سيعود كيدا مرتدا على النساء بشكل عام لأنه سيرفع نسبة عمليات الاغتصاب بشكل كبير. وتستفز أقواله أوساطا كثيرة تتهمه عمليا باستخدام الزانيات في إسرائيل سترة واقية من مخاطر المغتصبين. ويبدو أن المعطيات ذات الصلة من السويد تعزز تحذيراته فحسب الإذاعة العامة فقد ارتفع عدد حالات المخالفات الجنسية بشكل كبير جدا (167%) مثلما تضاعف عدد حالات الاغتصاب بأربعة أضعاف بالفترة بين 2016 – 1997. أما في دول منظمة التنمية والتعاون الدولية فقد تبين أن هناك إمكانية لخفض عدد جرائم الاغتصاب في حال توفرت خدمات الجنس بشكل قانوني. في المقابل تورد الإذاعة التي خصصت برنامجا موسعا عن الموضوع وجهات نظر معاكسة تقول إن خدمات الزنا لا تخفض عدد جرائم الاغتصاب بل تزيدها ومن شأنها الدفع لنوع آخر من الجريمة. موضحة أن دراسة أعدتها كلية الاقتصاد في لندن قد وجدت أنه في الدول لم تتبن نظام تجريم زبائن خدمات الجنس تم تسجيل ارتفاع بحجم ظاهرة المتاجرة بالبشر خاصة النساء. يشار الى أن شركات إسرائيلية تستغل السياحة الوافدة من دول الاتحاد السوفياتي لاستقدام بائعات الهوى من هناك كسائحات أو عاملات بعدما توقفت تقريبا ظاهرة تهريبهن من خلال شبه جزيرة سيناء بعد بناء جدار واق على طول الحدود مع مصر. جدل في إسرائيل حول الطريق لمكافحة ظاهرة «خدمات الجنس» وديع عواودة: |
«قسد» تسيطر على 25 في المئة من الرقة… ونائب قائد قوات التحالف الدولي: لن نسعى إلى محاربة النظام السوري أو القوات الموالية له Posted: 26 Jun 2017 02:26 PM PDT عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»:تمكنت قوات سوريا الديمقراطية «قسد» خلال 20 يوماً من المعارك وبدعم أمريكي من السيطرة على نحو 25 في المئة من مدينة الرقة، معقل تنظيم «الدولة ـ داعش» في سوريا، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وتخوض قوات سوريا الديمقراطية (تحالف فصائل عربية وكردية) منذ السادس من حزيران/يونيو معارك داخل مدينة الرقة، معقل تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، في اطار حملة عسكرية واسعة بدأتها قبل نحو ثمانية اشهر بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن «سيطرت قوات سوريا الديمقراطية منذ بدء الهجوم على المدينة على نحو 25 في المئة منها». وتمكنت قوات سوريا الديمقراطية حتى الآن من السيطرة على اربعة احياء بالكامل هي المشلب والصناعة من الجهة الشرقية والرومانية والسباهية من الجهة الغربية. كما سيطرت على اجزاء من احياء اخرى بينها حطين والقادسية (غرب) والبريد (شمال غرب) وبتاني (شرق). وتركزت اشتباكات الاثنين، وفق المرصد، في حي القادسية. وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية ايضا على معمل السكر واجزاء من قاعدة عسكرية سابقة للجيش السوري يطلق عليها «الفرقة 17» عند اطراف المدينة الشمالية. وتسعى قوات سوريا الديمقراطية، بحسب عبد الرحمن، الى عزل وسط المدينة عن احيائها الشمالية والتضييق على عناصر تنظيم «الدولة» فيها. وتتواجد قوات سوريا الديمقراطية منذ نحو اسبوعين عند الاطراف الشرقية للمدينة القديمة في وسط الرقة حيث يتوقع ان تخوض اشرس المعارك ضد الجهاديين. وتعد احياء وسط المدينة الاكثر كثافة سكانية، ما يعقد العمليات العسكرية لا سيما وأن تنظيم «الدولة» يعمد الى استخدام المدنيين كـ«دروع بشرية»، بحسب شهادات أشخاص فروا من مناطق سيطرته. ويدعم التحالف الدولي قوات سوريا الديمقراطية بالغارات الجوية والتسليح والمستشارين العسكريين على الارض. ومنذ سيطرة تنظيم «الدولة» على مدينة الرقة في العام 2014، يعيش سكانها في خوف دائم من احكام الجهاديين المتشددة. ويغذي هؤلاء الشعور بالرعب من خلال الاعدامات الوحشية والعقوبات من قطع الاطراف والجلد وغيرها التي يطبقونها على كل من يخالف احكامهم او يعارضها. الى ذلك أكد الميجور جنرال روبرت جونز نائب قائد قوات التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة» في سوريا والعراق أن سقوط الرقة السورية، أو عاصمة ما يسمى دولة الخلافة، أصبح مسألة وقت، مشيراً إلى أن قوات سوريا الديمقراطية «قسد» تحرز تقدماً. وأضاف في ايجاز صحافي امس الاثنين أن 274 ألفاً من النازحين تركوا الرقة والمناطق المحيطة بها حتى الان، مشيراً إلى المحنة التي يتعرضون لها، حيث أن الامم المتحدة ليس بوسعها العمل في شمال سوريا بالطريقة التي يمكن أن تعمل بها في العراق. وتسعى المنظمات غير الحكومية جاهدة من أجل تقديم المساعدة للنازحين، غير أن هناك حاجة إلى تقديم المزيد من الدعم. ويبذل مجلس الرقة المدني المؤقت، الذي تم تشكيله حديثاً، قصارى جهده من أجل مساعدة السكان. وقال إن المسؤولين الذين التقى بهم في المجلس يبذلون قصارى جهدهم من أجل تقديم المساعدات للسكان، والاستعداد لإدارة المنطقة، مشيراً إلى أنه يتعين أن يكون هناك استعداد تام للمساعدة من أجل إنقاذ السكان من أيدى احتلال تنظيم «داعش». وأكد جونز أن قوات التحالف لن تسعى إلى محاربة النظام السوري أو القوات الموالية له، بل ينصرف تركيزها فقط على هزيمة «داعش» فى سوريا والعراق، الذي يشكل أكبر تهديد للمنطقة والعالم، مشيراً إلى أن التحالف يواصل مناشدة الاطراف كافة تركيز اهتمامها على تحقيق هذا الهدف. وأشار إلى أن التحالف يتواصل مع الروس بشأن مناطق تخفيف الصراع لضمان تحقيق الأمان البرى والجوي، بينما تواصل طائرات التحالف القيام بعملياتها عبر سوريا، مستهدفة عناصر «داعش» مع توفير الدعم الجوي للقوات البرية من شركاء التحالف. وفيما يتعلق بالوضع في العراق، فقد انطلقت قوات الأمن العراقية الأسبوع الماضي إلى البلدة القديمة في الموصل، مؤكداً أن المراحل النهائية لتحرير المدينة من «داعش» سوف تكون صعبة، حيث أن فلول تنظيم «داعش» ليس لديهم ما يخسرونه، لذا فهم يقاتلون بشراسة. وأوضح أن القوات العراقية كانت على مسافة 50 متراً من مسجد النوري قبل إقدام تنظيم «داعش» على تدميره، مؤكداً أنها تحقق تقدما ممتازًا، وتواصل العمل من أجل حماية المدنيين. وقال إن هناك الكثير من الحديث عن حدوث دمار في غرب الموصل، وللأسف فإن ذلك يعد أحد الجوانب الثانوية لعملية تحرير المدينة. وقال جونز إن هناك بوادر مشجعة ظهرت خلال زيارته لشرق الموصل الاسبوع الماضي، حيث لاحظ أن الأمور تعود إلى طبيعتها يوما بعد يوم، مؤكدا أن حالة الأمن جيدة بالمنطقة، وهو ما يسمح بقيام فرق العمل بعمليات إزالة مخلفات وآثار احتلال تنظيم «داعش». وأوضح أن ما يلفت الانتباه أن الأسواق، التي تمت زيارتها، تشهد حركة تجارية نشطة، حيث تزخر المتاجر بكل أنواع السلع، فضلاً عن شيوع الاحترام المتبادل بين السكان وقوات الأمن. وأضاف أن أكثر من 190 ألفاً من النازحين عادوا إلى منازلهم في الموصل، من خلال جهود الحكومة وبرنامج الأمم المتحدة الانمائي الرامية إلى استعادة الخدمات الأساسية. وأوضح أن 4 من بين 9 محطات معالجة مياه عادت إلى العمل، وأن 17 من بين 24 محطة طاقة تم اصلاحها، حيث تم توفير الطاقة الكهربائية لنسبة 50% من السكان، كما أعيد فتح 320 من بين 400 مدرسة بما يسمح بعودة 350 الف تلميذ إلى الفصول الدراسية. وشدد جونز على أنه سوف تكون هناك بالتأكيد تحديات في الأيام المقبلة، غير أن هذه هي الصورة التي تبدو عليها الحياة بعد عملية التحرير، حيث أصبح بوسع العائلات التمتع بأساسيات الحياة والحرية والكرامة بعد فترة من المعاناة في ظل طغيان «داعش». وفي ختام تصريحاته، قال إن عملية تحرير المنطقة الغربية من الموصل سوف تكون أكثر صعوبة بالطبع، غير أن تجاوب الشعب العراقي أمر استثنائي في هذه الظروف، ويجب أن يفتح مثال الرمادي طاقة الأمل في المستقبل. من جهة أخرى أعلن مصدر عسكري عن استعادة السيطرة على منطقة الضليعيات السورية، الواقعة على مشارف منطقة حميمة، على الحدود الإدارية بين محافظتي حمص ودير الزور. وقال المصدر في تصريح لوكالة الانباء السورية «سانا» نشرته امس الاثنين إن وحدات من الجيش السوري، بالتعاون مع الحلفاء، واصلت عملياتها في عمق البادية، «واستعادت السيطرة على منطقة الضليعيات على مشارف منطقة حميمة الواقعة على الحدود الإدارية بين محافظتي حمص ودير الزور». وأشار إلى أن العمليات أسفرت عن «القضاء على أعداد كبيرة من أفراد تنظيم داعش المدرج على لائحة الإرهاب الدولية وتدمير أسلحتهم وعتادهم»، مبيناً أن وحدات الهندسة في الجيش العربي السوري قامت بإزالة الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها التنظيم التكفيري في المنطقة. من ناحية أخرى، قال مصدر عسكري في تصريح لـ«سانا» إن وحدات من الجيش وجهت ضربات مركزة على مقرات وتحركات تنظيم «داعش» في محيط منطقتي المقابر والبانوراما ومحيط الفوج 137 وحي الرشدية في مدينة دير الزور ومحيطها. ولفت المصدر إلى أن الضربات أدت إلى «مقتل 18 إرهابياً من تنظيم «داعش» وتدمير عربة مدرعة وعربتين مزودتين برشاشين ثقيلين». «قسد» تسيطر على 25 في المئة من الرقة… ونائب قائد قوات التحالف الدولي: لن نسعى إلى محاربة النظام السوري أو القوات الموالية له |
معلمو مصر يشكون أوضاعهم المعيشية للسيسي Posted: 26 Jun 2017 02:26 PM PDT القاهرة ـ « القدس العربي»: ساد الغضب في أوساط المعلمين المصريين، بسبب تدني الرواتب وسوء أحوالهم المعيشية، في الوقت الذي تهتم وزارة التربية والتعليم بصرف مكافآت وحوافز للعاملين في ديوان عام الوزارة وتتجاهل المعلمين ومطالبهم. ويأتي ذلك بعد رفع ميزانية التعليم للعام المالي الجديد «2017/2018» من 80 إلى 100 مليار جنيه. وقال أمين عام نقابة المعلمين المستقلة، حسين إبراهيم، إن إجمالي دخل أي معلم مصري يساوي 10٪ من إجمالي دخل موظف في الديوان له درجته نفسها ومدة خدمته، متحديا أي شخص أن يثبت عكس ذلك بالمستندات. وأضاف في تصريحات صحافية: «أي شخص يقول غير ذلك مهما بلغ منصبه بداية من الوزير أو نائب الوزير وانتهاء بأصغر مسؤول في الوزارة فليعلم أن معلوماته مغلوطة تماما، وأن من يمدونه بالمعلومات هم المنتفعون المتضخمة جيوبهم من سيل المكافآت والمنح والهبات والعطايا، وبالتالي فهم أصحاب مصلحة من توصيل معلومات كاذبة للسيد الوزير والسيد نائبه». وتابع: «إمعانا في المصداقية فأنا كنموذج بعد واحد و عشرين سنة خدمة في التربية والتعليم يصل إجمالي راتبي الشهري 1760 جنيها وصافي مكافأة امتحانات تصرف مرة واحدة في السنة هو مبلغ 4250 جنيها، وسيخصم منها هذا العام 150 جنيها ضرائب، ولا يحصل أي معلم مصري على أي زيادة، فضلا عن تثبيت الرواتب على أساس عام 2014. في المقابل، أكد مؤسس تيار استقلال المعلمين في مصر، محمد زهران، تقديمه مطالب المعلمين في قصر رئاسة الجمهورية في منطقة عابدين في القاهرة، الخميس الماضي، ودعا المعلمين إلى سحب الثقة من لجنة تسيير أعمال النقابة العامة الحالية. وطالب زهران المعلمين بالتطوع لجمع استمارات سحب الثقة من النقابة في الإدارات التعليمية في المحافظات. وقال إن «المعلمين هم الذين طالبوا بتفويضي للتحدث باسمهم أمام الجهات الرسمية لحين إجراء انتخابات يشرف عليها القضاء». وتابع: «أثناء وجودي في قسم عابدين، بعد التعدي عليّ من لجنة تسيير الأعمال في النقابة الأسبوع الماضي، وجد الزملاء المعلمون الذين تواجدوا معي سواء في القسم أو النيابة ضرورة سحب الثقة من لجنة تسيير الأعمال». وبدأ المتطوعون من المعلمين في إعلان أسمائهم وبياناتهم وإداراتهم للتنسيق في تحرير معلمي إداراتهم لسحب الثقة. وتتضمن الاستمارة النص الآتي «نقر نحن الموقعين أدناه بسحب الثقة من النقابة العامة والفرعية واللجان النقابية للمعلمين، حيث أن هذه النقابة تأسست بأموالنا ولا يشرف عليها غيرنا، لذا فقد قررنا نحن الموقعين أدناه سحب الثقة وتفويض محمد زهران لتولي أمور النقابة لحين إجراء انتخابات». يشار إلى أن نقابة المعلمين المصريين تسيّرها لجنة مكلفة من الحكومة بعد الإطاحة بمجلس النقابة في أعقاب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي عام 2013. معلمو مصر يشكون أوضاعهم المعيشية للسيسي مؤمن الكامل |
صفحة المتحدث العسكري ساحة معركة بين المؤيدين والمعارضين Posted: 26 Jun 2017 02:25 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: تسبّبت التعليقات الرافضة لتنازل مصر عن جزيرتي «تيران وصنافير» في البحر الأحمر للمملكة العربية السعودية، في حذف التقييمات في صفحة المتحدث العسكري للجيش المصري عبر موقع «فيسبوك». وشارك المئات من الشبان في تقييمات شملت في الأساس قضية الجزيرتيْن، وتضمّنت رفضا قاطعا لتسليمهما للسعودية، واعتراضا على ما وصفوه بـ»تنكيس العلم المصري مقابل رفع العلم السعودي» عليهما. واتّهم معظم الشبان المشاركين في تقييم الصفحة بـ«التفريط في الأرض بدلا من حمايتها»، فيما دافع آخرون عن جسارة الجيش المصري في مكافحة الإرهاب، والدفاع عن الأرض، وحماية السيادة الوطنية. وبسبب هذه الانتقادات، التي طالت ما وصفته بـ«تدخل الجيش المصري في اقتصاد بلاده، وعدم الدفاع عن سيادة مصر على الجزيرتين»، أغلقت إدارة الصفحة الرسمية لمتحدّث الجيش المصري، العقيد تامر الرفاعي، على موقع «فيسبوك»، مساحة التقييمات. وبدت التعليقات على شكل تقييمات للصفحة الرسمية للمتحدث العسكري، إذ بدأ آلاف المستخدمين الدخول فجأة مساء أول أمس الأحد، على الصفحة وإبداء التقييم المحدد بخمس نجوم كحد أقصى للرضا عن الصفحة وأدائها والمؤسسة المعبرة عنها، مع كتابة تعليق على ذلك التقييم. وفي غضون دقائق تحولت الصفحة الرسمية لساحة حرب إلكترونية بين مؤيدي ومعارضي «اتفاقية تيران وصنافير»، حيث أجمعت تقييمات المعارضين على إعطاء الصفحة والمؤسسة صفرا من 5 نجوم مع التعليقات المختلفة لذلك، وأهمها «الجيش عليه التدخل لوقف بيع الجزيرتين» و«أين ذهب الجيش المصري» و«الجيش غير متفرغ للدفاع عن الوطن»، كما كتب أحدهم «إذا كان هناك تقييم صفر من 5 نجوم لمنحته للجيش بسبب تخاذله في قضية تيران وصنافير». كما وجهت انتقادات للجيش المصري بالتغاضي عن دوره في حماية الأرض والتفرغ للمشاريع الاقتصادية والربح في الدولة. فيما بدأت بعدها التقييمات الإيجابية من المؤيدين بشكل منتظم، حيث دخل آلاف المستخدمين للرد على المعارضين، بوضع علامة التقييم «5 نجوم» لصفحة المتحدث العسكري مع التعبير عن الرضا على المؤسسة العسكرية والثقة فيها وفي عدم تفريطها بالأرض المصرية على مدار التاريخ. وتبادل أصحاب التقييمات من الطرفين الاتهامات بالعمالة والخيانة، مما اضطر المتحدث العسكري المصري لإلغاء ميزة التقييم للصفحة في وقت مبكر من صباح أمس الإثنين، مما ترتب عليه حذف جميع التقييمات والتعليقات السابقة سواء الإيجابية أو السلبية. ولم تنشر على الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري المصري أي بيانات رسمية عن التقييمات التي لفتت أنظار آلاف المستخدمين على «فيسبوك». وقال الناشط والمدون المصري، وائل عباس، لوكالة «الأناضول» إن «الدعوة للتدوين على صفحة المتحدث العسكري في موقع فيسبوك، تلقفها المشاركون عندما نشر البعض معلومة تفيد بإمكانية التعليق والتقييم على الصفحة». وأضاف عباس، وهو أحد المشاركين في تدوين التقييمات على الصفحة، إن إغلاق مجال العمل العام وإجهاض المظاهرات والفعاليات الاحتجاجية في الشارع، أدى إلى اللجوء لمنصات التواصل الاجتماعي لتفريغ طاقة الغضب المتصاعدة. وتابع أن المساحة التي توفرها منصات التواصل على الإنترنت باتت بمثابة «الملعب الكبير» للتعبير عن الرأي ومعارضة السلطات في مصر. واعتبر أنّ إغلاق التقييمات والتعليق على صفحة المتحدث العسكري للجيش يعكس عدم تحمّل السلطة لـ «النقد الصريح». صفحة المتحدث العسكري ساحة معركة بين المؤيدين والمعارضين |
الحكيم يدعو إلى استنساخ تجربة «الحشد الشعبي» Posted: 26 Jun 2017 02:25 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: دعا رئيس التحالف الوطني عمار الحكيم، أمس الإثنين، إلى استنساخ تجربة ميليشيات «الحشد الشعبي» ببناء ستة حشود في العراق، وانتقد ما اعتبرها «سياسة التطاحن» في منطقة الشرق الأوسط، مجدداً دعوته إلى جلوس خمس دول إقليمية من بينها العراق إلى «طاولة إقليمية» للتفاوض ووضع خريطة طريق للعلاقات فيما بينها. وقال في كلمة له خلال خطبة صلاة عيد الفطر، «إننا بحاجة إلى استنساخ تجربة الحشد الناجحة من حشد عسكري للتحرير إلى حشد إنساني لرعاية عوائل الشهداء والجرحى والمضحين والمعوزين والمتضررين، وحشد صحي كأن يخصص كل طبيب ساعات من عمله الأسبوعي للعلاج المجاني للشريحة المعدمة». وشدد على أهمية بناء «حشد خدمي وبه نحول مفهوم الخدمة إلى مفهوم عام يمارسه الجميع كل من موقعه، وحشد اقتصادي يساهم فيه الجميع في إنعاش الاقتصاد وتحريك عجلته لصالح الشعب والوطن، وحشد علمي يقدم فيه العلماء قدراتهم ومواهبهم وإبداعاتهم لتطوير البلد». وحث الحكيم على تشكيل «حشد ثقافي يعمل فيه النخب والمثقفون على نشر الثقافة والقيم الدينية والاجتماعية الصحيحة وهكذا في سائر المجالات الأخرى». في سياق آخر، قال رئيس التحالف الوطني إن «سياسة التطاحن قد أحرقت مئات المليارات من الدولارات وبددت الثروات ودمرت الدول وهجرت الشعوب، ولو تم استثمار كل ما ضاع من اجل بناء الأوطان وتطوير المجتمعات لقدمنا للعالم تجربة مميزة ونحن نعيش في منطقة تمثل قلب العالم وتحتوي على نصف مخزونه من الطاقة». وأضاف: «نكرر دعوتنا مرة أخرى إلى طاولة إقليمية يجلس عليها الإخوة الكبار (مصر وإيران وتركيا والسعودية والعراق) ويضعوا الحكمة والتعقل على رأس أجندتهم التفاوضية ويبدأوا بمناقشة كل مساحات الاشتباك والمصالح المتقاطعة وان تحترم توجهات الدول وسياساتها وسيادتها وان توضع خريطة طريق للعلاقات فيما بينها للعقود المقبلة». وكان الحكيم دعا في أكثر من مناسبة إلى عقد مؤتمر إقليمي للخروج بإستراتيجية أمنية إقليمية. وحول استفتاء الاستقلال الذي سينظم في 25 أيلول/ سبتمبر في كردستان العراق، قال الحكيم، إن الكرد «جزء من روح الوطن»، داعيا إلى ضرورة «ابقاء العراق موحدا وكبرا بأبنائه وقومياته وأديانه وطوائفه». وأكد أن «التسوية الوطنية تنطلق مع الانتصار ونريدها وفق مبدأ الضمانات والتطمينات والتنازلات المتبادلة»، مضيفاً أن «الكرد جزء من روح الوطن وسيبقى العراق كبيرا بأبنائه وقومايته وأديانه وطوائفه، وان وحدة العراق تبقى كحدقات عيوننا ومثلما نتفهم الطموحات الا اننا نؤمن بالوطن الواحد وان الانقسامات ستنتج كيانات غيرمستقرة في عالم مضطرب». كذلك، دعا الحكيم إلى «الاهتمام بالجانب الاستخباري وان تتحمل وزارة الداخلية مسؤولياته بالتنسيق مع باقي الجهات وانهاء ظاهرة عسكرة المجتمع، ولا بد من إخراج المقرات العسكرية خارج المدن»، كما ودعا جميع المحافظين والوزارات إلى «إطلاق برامج خدمات مشتركة للمحافظات والى دعم المنتج المحلي الوطني في الصناعات الخفيفة والمتوسطة». وبين أن «ملف محافظ البصرة امام هيئة النزاهة وسندافع عنه إذا ثبتت براءته ولا احد فوق القانون ولا غطاء سياسي لاي شخص تثبت ادانته». الحكيم يدعو إلى استنساخ تجربة «الحشد الشعبي» |
محط انظار القوى العظمى Posted: 26 Jun 2017 02:24 PM PDT في الجزء الشرقي من سوريا، بعيدا عن حدود إسرائيل، يتم تسابق الزمن. المعسكرات المتخاصمة تتنافس فيما بينها على الغنائم التي تركها داعش بعد انسحابه إلى ما وراء الرقة، عاصمة الخلافة، التي تمت اقامتها قبل ثلاث سنوات فقط. المقاطعة التي تسمى على اسم مدينة دير الزور، وخاصة المعابر الحدودية القريبة باتجاه العراق، يريد النظام السوري السيطرة عليها بمساعدة ايران والمليشيات الشيعية، ومنظمات المتمردين ايضا تريد السيطرة عليها بدعم الولايات المتحدة. دير الزور انتقلت من أيدي داعش إلى أيدي النظام على مدار الحرب الاهلية. وفي يوم الاحد قصفت ايران المنطقة بسبعة صواريخ من طراز «ذو الفقار»، حيث اخطأت خمسة منها هدفها. هذا القصف تم ردا على العملية المزدوجة التي نفذها داعش في طهران في 7 حزيران الحالي. واذا كان اسم دير الزور يقول شيئا للجمهور في إسرائيل، فهذا يرتبط كما يبدو بالقصف الجوي الذي حدث في المنطقة في أيلول 2007. في الاسابيع الاخيرة يعاني السجين اهود اولمرت ـ رئيس الحكومة الذي أمر بقصف المفاعل النووي السوري، مثلما قال الرئيس بوش في مذكراته ـ يعاني من ملاحقة السلطات الاستثنائية والتي لا حاجة اليها على خلفية الخلاف في وصف الاحداث الامنية السرية في مسودة سيرته الذاتية. في الوقت الذي تتقدم فيه القوات الكردية والسنة بدعم أمريكي باتجاه معركة الرقة، أسقطت الولايات المتحدة طائرة لسلاح الجو السوري وطائرتين بدون طيار من صنع ايران، قام بتشغيلها كما يبدو حزب الله. هذه الاحداث الاولى من نوعها تمت عندما اقتربت الطائرات بشكل خطير من مواقع المتمردين، الذين يعملون بمرافقة مستشارين ووحدات خاصة في الجيش الأمريكي. هذا تعامل أمريكي نمطي: توجد الآن مهمة واحدة ـ هزيمة داعش ـ ومن يزعج أو يشوش ذلك سيتلقى الضربة دون التفكير مرتين. اسقاط الطائرات دفع موسكو إلى الاستنكار بغضب. ولم يكلف الروس انفسهم عناء الرد بنفس الطريقة عندما ارسلت ايران صواريخها إلى المنطقة. توجد لطهران طرق اخرى للانتقام من داعش لو أنها ارادت ذلك. في شرق سوريا هناك ما يكفي من القوات التي تعمل بتوجيه منها، والتي يمكنها انزال ضربة مؤلمة بالتنظيم، لكن ايران بحثت عن خطوة مدوية اكثر ـ اطلاق صواريخ متوسطة المدى في المنطقة، منذ انتهاء الحرب الايرانية ـ العراقية قبل ثلاثين سنة كانت الرسالة للولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل واضحة: نحن هنا وخطواتنا مدوية. اللهجة الايرانية القتالية مدعومة ايضا بعمليات برية: حركة المليشيات الشيعية على جانبي الحدود العراقية السورية، والتي حسب الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية تتم كجزء من محاولة ايجاد ما يشبه الممر البري من طهران حتى بيروت. ما زالت الولايات المتحدة مترددة في كيفية الرد على الثقة الايرانية الزائدة. وحسب التقارير الواردة من واشنطن، فان وزير الدفاع ماتياس ومستشار الامن القومي ماكماستر يعتبران ايران المصدر الاساسي لمشكلات المنطقة، ويحاولان اقناع الرئيس ترامب باتباع خط متشدد اكثر، بالافعال وليس فقط بالاقوال. حسب التحليل الإسرائيلي فان ترامب ما زال يركز على الصراع ضد داعش، حيث يعتبره مصدر خطر العمليات في الغرب. ويدرك الرئيس ايضا أن هناك امكانية لتحقيق انجازات عسكرية سريعة في الفترة التي يجد فيها صعوبة في تحقيق انجازات أولية في السياسة الخارجية. ايران تعتبر تحدي أكثر تعقيدا، لا سيما أن التصادم معها قد يسبب توتر آخر مع روسيا. الخط المتشدد الذي تتبعه السعودية في محاولة لكبح تأثير ايران يرتبط بزيادة قوة الامير محمد بن سلمان، الذي تم الاعلان رسميا في هذا الاسبوع بأنه سيكون ولي العهد للمملكة. هذه الخطوة، خلافا لعدة تطورات اخرى في الاشهر الاخيرة، لم تفاجيء الاجهزة الاستخبارية الغربية. والمتضرر الاول من التشدد السعودي هو دولة قطر، حيث أن السعودية تستمر في حصارها وتطلب منها الانفصال عن ايران الشيعية من جهة، وعن حركة الاخوان المسلمين السنية من جهة اخرى. وقد عادت السعودية في هذا الاسبوع وطلبت من قطر التنصل من حماس. وهذه أنباء سيئة لقطاع غزة، الذي يختنق تحت ازمة الكهرباء مع فقدان حماس لمصادر الدعم الاخيرة في العالم العربي. حلم جعفري إسرائيل مثل شريكتها القريبة، الاردن، قلقة من امكانية نشوء افضلية حاسمة بالتدريج لمعسكر الاسد في سوريا. انتصار النظام سيكون انتصارا لايران وحزب الله، ومن شأنه أن يؤدي إلى انتشار المليشيات التابعة لطهران قرب الحدود مع الاردن ومع إسرائيل في هضبة الجولان. رئيس الاركان غادي آيزنكوت قال في خطابه في هرتسليا في هذا الاسبوع إن طموح ايران الايديولوجي هو تطبيق لحلم «عودة الجعفري»، على اسم قائد حرس الثورة الجنرال علي الجعفري ـ خلق نظام اسلامي عالمي. هذا الحلم هو حلم بعيد عن التحقق، لكن خطاب رئيس الاركان جعل ايران مشكلة اقليمية رقم واحد: دولة قوية تسعى إلى توسيع تأثيرها، وتسلح بعد ذلك الخصم الاساسي لإسرائيل، حزب الله. وقد ذكر آيزنكوت الصراع الداخلي الذي يجري في ايران بين المحافظين والمعتدلين، والهزيمة التي تلقاها المحافظون في الانتخابات البلدية الاخيرة. وقال إن العالم يجب أن ينقذ ايران من نفسها. هزيمة داعش مهمة، لكن ابعاد الجعفري ومقاتليه عن سوريا ليس أقل أهمية. ايران هي المشكلة وليست الحل. إن موقف رئيس الاركان من ايران كان سيمر بامتياز حتى لدى المراقب الشكاك في شارع بلفور. ويمكن أنهم كانوا سيوافقون لجنود آيزنكوت الذهاب إلى البيت في يوم السبت. مشاركون اجانب في المؤتمر تساءلوا عن الفجوة بين خطاب آيزنكوت وخطاب سلفه بني غانتس قبل بضع سنوات. كان يبدو في حينه أن غانتس بذل جهدا كبيرا من اجل طرح موقف معتدل أكثر تجاه ايران مقارنة مع التحذيرات المتشددة لرئيس الحكومة نتنياهو. هناك تفسير واضح للتغيير. غانتس تحدث في ذروة الخلاف بين المستوى المهني (الجيش والموساد والاستخبارات العسكرية) وبين نتنياهو حول قصف المنشآت النووية في ايران. وكان مهما بالنسبة له بشكل علني ايضا منع التصعيد في التصريحات امام ايران. في ذلك الجدل وقف آيزنكوت بالضبط في المكان الذي وقف فيه غانتس، لكن الجدال انتهى. اتفاق فيينا الذي أوقف المشروع النووي الايراني للسنوات القادمة، هو حقيقة خالصة. وفعليا، لا نتنياهو ولا ترامب يعملان على تفكيكه. في ظل هذه الظروف هناك موقف واحد للحكومة والاجهزة الامنية. التآمر الايراني الاقليمي هو تهديد مركزي يجب العمل ضده. في الساحة الفلسطينية، دافع آيزنكوت عن قرار الكابنت عدم التدخل في ازمة الكهرباء بين السلطة وحماس في القطاع، وقال إن لإسرائيل مصلحة في أن تحصل غزة على الكهرباء بشكل كامل، لكن لا يمكن حل المفارقة التي يطلب منها فيها تمويل الكهرباء في الوقت الذي تقوم فيه حماس بتخصيص الموارد الاقتصادية لحفر الانفاق الهجومية ضدها. وقال إن على حماس التقرير اذا كانت هي سلطة مسؤولة في غزة أم أنها «منظمة ارهابية تنظر فقط من خلال فتحة النفق». لقد صمم آيزنكوت على موقفه بأن الامتناع عن العقاب الجماعي في الضفة الغربية، ردا على موجة العمليات التي بدأت في تشرين الاول 2015، كان سياسة صحيحة: الميول البافلوفية لفرض الحصار ومنع خروج العمال لم تساعد، قال. ووجه اقواله بشكل غير مباشر للحكومة التي طلب بعض وزرائها اتخاذ خطوات كهذه، ولم تطبق بسبب تحفظ الجيش. الجيش الإسرائيلي واليمين خطاب رئيس الاركان ركز في هذه المرة على المسائل الاستراتيجية وقفز عن موضوع العلاقات بين الجيش الإسرائيلي والمجتمع الإسرائيلي. ولكن آيزنكوت تحدث في الاسبوع الذي برزت فيه ازمة عميقة اخرى بين المستوى السياسي وبين هيئة الاركان. وقيادة المستوطنين، ووزراء البيت اليهودي وبعض وزراء الليكود، الذين هاجموا الخطة الهيكلية لقلقيلية، التي صودق عليها في الكابنت، تمت فيها الموافقة مبدئيا على بناء 6 آلاف وحدة سكنية في المنطقة ج خلال 15 سنة. وكان ادعاءهم أن الخطة التي صودق عليها بخطوطها العامة في ايلول كبادرة حسن نية للسلطة الفلسطينية، توسعت وزاد حجمها دون علمهم. تم توجيه الاتهام لمنسق العمليات في المناطق، الجنرال يوآف مردخاي، الذي وضع مساعدون تفاصيل الخطة بناء على توجيه من الكابنت. لقد اكتفى آيزنكوت بالقول بشكل عام في نهاية اقواله «هذا انتقاد غير جوهري» موجه لموظفي الجيش الإسرائيلي. في الايام التي سبقت الخطاب سادت اجواء صعبة في اوساط الجنرالات. على هذه الخلفية ضغطت هيئة الاركان على المستوى السياسي لاستنكار الهجمات ضد مردخاي. والسياسيون استجابوا تقريبا: نتنياهو ووزير الدفاع ليبرمان ردا بشكل متأخر. ومرة اخرى احتجنا إلى الرئيس رؤوبين ريفلين كي يذكرنا بما هو مفروغ منه. وقال ريفلين ان السياسيين «ينسون كما يبدو أنه لا يتم استبدال الجيش في صناديق الاقتراع كل اربع سنوات. الهجوم على القادة وكأنهم واضعي السياسة يمكن أن يؤدي إلى ازمة ثقة خطيرة مع الجمهور الإسرائيلي». الوزيرين بينيت وشكيد ممثلي البيت اليهودي في الكابنت لم يقوما بالهجوم المباشر على الجيش الإسرائيلي. وزراء من الليكود والوزير اوري اريئيل من البيت اليهودي لم يضعوا قيود كهذه على انفسهم. زعم اريئيل اول امس في مقابلة مع الشبكة ب في الراديو أن سلاح الجو يلقي في غزة سلاح انتهت مدة صلاحيته، فوق مناطق رملية فارغة. وطلب البدء بعملية عسكرية في غزة لاجبار حماس على اعادة جثامين الجنديين هدار غولدن واورون شاؤول. في اعقاب اريئيل يقوم البعض بالهجوم على وسائل الاعلام دون التمييز احيانا بين الانتقاد الجوهري والملاحقة الشخصية. وقد قال شمعون ريكلين في تويتر إن «مردخاي هو دينا زلبر ليهودا والسامرة»، واصاب بذلك عصفورين بتغريدة واحدة. زلبر، مساعدة المستشار القانوني للحكومة، وضعت على المهداف منذ زمن. ويحاولون الآن الصاق صورة مقتلع المستوطنين بمردخاي. عاموس هرئيل هآرتس 23/6/2017 محط انظار القوى العظمى صحف عبرية |
الجبوري حصل على موافقة طهران لعقد مؤتمر للقوى السنية داخل العراق Posted: 26 Jun 2017 02:24 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: أكدت مصادر مطلعة في «اتحاد القوى الوطنية» (السنية) لـ«القدس العربي»، أن سليم الجبوري، رئيس البرلمان العراقي، الذي يرتبط بعلاقات جيدة بطهران، قد حصل على الضوء الأخضر من إيران لعقد مؤتمر للقيادات السنية في بغداد بهدف تنظيم مشاركتهم في العملية السياسية»، علماً بأن معظم المشاركين في المؤتمر المذكور هم منخرطون فعليا في العملية السياسية منذ سنوات، إضافة إلى بعض الوجوه من الشخصيات السنية السياسية والعشائرية والاقتصادية، وذلك بهدف تسويقهم على أنهم ممثلو المكون السني. وحسب المصادر، فإن «نتائج المؤتمر ستكون ضعيفة، ولن تكون ذات تأثير على تغيير الواقع السائد في العراق منذ 2003، وذلك نظراً لغياب قوى المعارضة الحقيقية مثل حزب البعث وهيئة علماء المسلمين والتنظيمات المسلحة وغيرها». وأعتبرت أن «هدف القادة السنة المشاركين في العملية السياسية حالياً من المؤتمر هو ترتيب أوضاعهم للانتخابات القادمة وسط شعورهم بأن الشارع السني محبط منهم ومن أدائهم الفاشل الذي تسبب في تدمير مدنهم وتشريد الملايين منهم». وأثار المؤتمر المزمع عقده خلال شهر تموز/يوليو المقبل في العاصمة العراقية، خلافات وردود أفعال متباينة لدى القوى السياسية، على خلفية الجهات المشاركة فيه. وبعد موجة انتقادات وتهديدات بملاحقة المشاركين في المؤتمر، أكد «اتحاد القوى الوطنية» (السنية)، «عدم وجود مطلوبين للقضاء بين المشاركين في مؤتمر السنة». وذكر النائب عن التحالف الوطني (الشيعي)، عامر الفايز، أن «اتحاد القوى ابلغ قيادات التحالف بعدم مشاركة شخصيات مطلوبة للقضاء العراقي في المؤتمر». وأوضح في تصريح أن «القوائم المتسربة بشأن الأسماء التي ستشارك في المؤتمر غير دقيقة ابدا». وبين أن «القضاء العراقي لن يسمح بمشاركة اي متورط في الإرهاب وجرائم جنائية في بغداد او أي مكان آخر وسينفذ اوامر الاعتقال بحقهم، كاشفا ان بعض الشخصيات من التحالف الوطني، سيحضرون المؤتمر كضيوف. وكان الجبوري، أعلن أن مؤتمرا للقوى السنية سيعقد في بغداد، منتصف تموز/يوليو المقبل، بهدف الوصول للتفاهم حول حلول حقيقية لازمات البلاد، منوهاً إلى أن «مؤتمر تموز قد يسمح للمعارضة وغيرها بالمشاركة استعداداً لدخولها العملية السياسية». وابدت قوى «التحالف الوطني»، ( الشيعي) رفضها القاطع لحضور شخصيات مطلوبة بما اسمته «جرائم إرهابية وجنائية» إلى مؤتمر المصالحة الوطنية. ودعت إلى «ضرورة التأكد من مطلوبية الضيوف للقضاء قبل دعوتهم، كما ابدت اعتراضاً شديداً على اقحام اشخاص متورطين بسفك دماء العراقيين تحت عنوان «المعارضة». وقال النائب عن دولة «القانون»، رسول أبو حسنة إن «ائتلاف دولة القانون يرحب من الناحية المبدئية بعقد أي مؤتمر للمصالحة الوطنية كالذي سوف يحصل قريبا في بغداد»، مضيفاً في الوقت نفسه أن «السعي لاقحام أشخاص مطلوبين للعدالة أمر لن يحصل، أن حضور المطلوبين للمحاكم في هذه المؤتمرات يجب ان يسبقه ذهاب إلى القضاء وتقديم الادلة التي تبرئهم اولاً». وكانت تسريبات لأسماء المشاركين في المؤتمر، أشارت إلى حضور أشخاص متهمين بقضايا جنائية، منهم نائب رئيس الجمهورية السابق، طارق الهاشمي، ووزير المالية السابق، صابر العيساوي، وآخرين، ممن كانوا مشاركين في العملية السياسية وأثيرت ضدهم لاحقاً قضايا جنائية، يقول القادة السنة أنها ملفقة ولها غايات سياسية بهدف إقصاء الشخصيات السنية. وامتدت الخلافات حول المؤتمر إلى داخل المكون السني نفسه، حيث شككت بعض القوى بجدوى عقده، إذ اعتبر رئيس لجنة النزاهة النيابية طلال الزوبعي، أن مؤتمر المصالحة الوطنية مبني على «الفشل وارض هشة». وأكد في حديث صحافي، أن «مؤتمر المصالحة الوطنية مبني على الفشل وعلى ارض هشة، وانه لا يقود البلد إلى الاستقرار»، مبيناً أن «بعض الشخصيات التي تدير هذا الملف عليها علامات استفهام لأنها غير قادرة على نيل الثقة من الآخرين». واوضح أن «الشعب سئم من المؤتمرات ويحتاج إلى قرارات حقيقية يكون التسامح وعفا الله عما سلف من اولوياتها باستثناء الذين تلطخت ايديهم بدماء العراقيين»، مؤكدا أن «مثل هذه المؤتمرات هي اضاعة للوقت وصرف وبذخ المليارات بدون نتائج، لان الجميع غير مقتنع بادارة مثل هذه المؤتمرات». ويذكر أن العديد من المؤتمرات للقادة السنة من الداخل والخارج، عقدت في دول خارجية، منها انقرة وبروكسل، بهدف توحيد مواقف المكون السني في العراق وتعزيز دوره في العملية السياسية ولكنها لم تحقق نتائج ملموسة. وقوبلت هذه المؤتمرات برفض التحالف الشيعي، لعقدها في الخارج، بذريعة أنها ممولة من دول لها مشاريع مشبوهة في العراق، ما دفع رئيس البرلمان سليم الجبوري، إلى طرح فكرة عقد مؤتمر للقيادات السنية داخل العراق. الجبوري حصل على موافقة طهران لعقد مؤتمر للقوى السنية داخل العراق مصطفى العبيدي |
وكالة الأمم المتحدة للهجرة: عقبات عديدة تواجه عودة النازحين العراقيين إلى ديارهم Posted: 26 Jun 2017 02:24 PM PDT نيويورك (الأمم المتحدة) «القدس العربي»: لا يزال هناك ثلاثة مليون عراقي نازح لم يعودوا إلى ديارهم الأصلية في جميع أنحاء البلاد، بالرغم من النجاحات العديدة التي حققتها القوات العسكرية في طرد قوات تنظيم الدولة «داعش» واستصلاح جزء كبير من الأراضي التي استولى عليها التنظيم. جاء ذلك في تقرير أعدته وكالة الأمم المتحدة للهجرة (المنظمة الدولية للهجرة) وصل «القدس العربي» نسخة منه، عن العقبات التي تعترض عودة النازحين إلى مواطن سكناهم الأصلية. وقد أعدت الوكالة هذا االتقرير بصفتها قائدا لفريق عمل إعادة النازحين التابع للأمم المتحدة والذي أنشأه منسق الأمم المتحدة في العراق، يان كوبيش، في العام الماضي. ويركز التقرير على الأسباب التي تشجع النازحين أو تمنعهم من العودة إلى مواطنهم الأصلية في العراق بعد تحريرها من قبضة تنظيم الدولة «داعش». ويشير تقرير المنظمة الدولية إلى أن نحو 1.7 مليون عراقي نازح في جميع أنحاء البلاد عادوا إلى ديارهم حتى نيسان/ أبريل 2017. ووفقا لوزارة الهجرة والمهجرين لحكومة العراق، نزح حوالي 694.231 شخصا من غرب الموصل منذ بدء العمليات العسكرية في 19 شباط/فبراير الماض. ونزح بشكل تراكمي أكثر من 870,000 شخص منذ بدء العمليات العسكرية لإستعادة مدينة الموصل. فمنذ 18 تشرين الأول/أكتوبر 2016 إلى 8 حزيران/يونيو 2017، قامت مصفوفة المنظمة الدولية للهجرة لتتبع النزوح بتتبع وتأكيد مواقع أكثر من600.626 نازح من الموصل. ومن بين هؤلاء لا يزال هناك أكثر من 432.700 شخص (أو 72.121 أسرة) نازحين في الوقت الراهن، كما عاد قُرابة 194.000 نازح. وقد أجرت مصفوفة المنظمة الدولية للهجرة لتتبع النزوح إستطلاعا لأكثر من 1.7 مليون عراقي اختاروا العودة، لمعرفة العوامل التي تحفز أو تعيق عودة العراقيين إلى مناطقهم الأصلية. وجرى جمع البيانات النوعية والكمية في ثماني مناطق تمت استعادتها مؤخرا من خلال إجراء المقابلات مع النازحين. وتظهر البيانات المسترجعة عن هذه الدراسات الاستقصائية أن الأمن في مناطق المنشأ والقرب من خط المواجهة وعدم الاستقرار في مكان المنشأ تصدرت العوامل الأخرى في التأثير على قرار النازحين بالعودة أو البقاء نازحين. كما أن تعزيز مشاعر الثقة تجاه الجهات الفاعلة الأمنية في استرجاع مناطق المنشأ شجع عددا كبيرا من النازحين على العودة، في حين أن الخوف من الجهات الفاعلة الأمنية في مكان المنشأ يعد عائقا كبيرا ويعزز من أسباب عدم العودة والبقاء في منطقة النزوح. ويعتبر الخوف من الانتقام عند العودة مصدر قلق لأكثر من 30بالمئة من النازحين الذين تمت مقابلتهم. غير أن هذا التصور أقل بكثير بين العائدين الذين تمت مقابلتهم (10في المئة). وتشير البيانات إلى أن الأضرار التي لحقت بمناطق السكن لا تشكل عائقا أمام العودة، على الرغم من وجود الجهات الفاعلة في منطقة المنشأ الذين يتحملون المسؤولية عن الأضرار التي لحقت بالمكان. كما أن خیارات سبل كسب العیش وحالة التوظیف السابقة أو الحالیة تلعب أیضا دورا هاما في التأثیر علی قرار العودة. فالنازحون الذين لديهم وظائف في موقع النزوح أقل ميلا للعودة إلى ديارهم. وعلى العكس من ذلك فالنازحوين العاطلون عن العمل أكثر رغبة في العودة للبحث عن فرص جديدة. ويظهر التقرير أن ما يقرب من ربع النازحين الذين تمت مقابلتهم والذين قرروا العودة منعوا من القيام بذلك، ومعظمهم بسبب تأخرهم في تجهيز وثائقهم، أو عن طريق إيقافهم عند نقاط التفتيش في طريق العودة إلى مواطنهم الأصلية. وقال توماس لوثر فايس، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في العراق: «المنظمة الدولية للهجرة في العراق لا تزال ملتزمة بدعم حلول دائمة بصورة آمنة وبكرامة. ويشمل ذلك تقديم المساعدات إلى الأسر العائدة طوعا، الذين قد يواجهون تحديات كبيرة من أجل إعادة بناء منازلهم وسبل كسب عيشهم وإستعادة مستوى معيشتهم. ويشمل أيضا الأسر التي تعتبر التهجير بديلا أفضل ومواصلة المحاولات في إعادة بناء حياتهم بعيدا عن منازلهم ومجتمعاتهم بينما ينتظرون فرصة للعودة. ويشمل أولئك الذين قرروا الاندماج محليا». وكالة الأمم المتحدة للهجرة: عقبات عديدة تواجه عودة النازحين العراقيين إلى ديارهم عبد الحميد صيام |
معارضون مصريون يرفضون تصديق السيسي على «تيران وصنافير» Posted: 26 Jun 2017 02:23 PM PDT القاهرة ـ « القدس العربي»: رفض معارضون مصريون اعتبار تصديق الرئيس عبد الفتاح السيسي، على اتفاقية إعادة ترسيم الحدود بين المملكة السعودية ومصر المعروفة إعلامياَ باتفاقية «تيران وصنافير»، نهاية المطاف بالنسبة لمصير الجزيرتين، مؤكدين مواصلة احتجاجاتهم ونضالهم لاستمرار سيادة مصر عليهما. وقانونيا، لم يتبق أمام معارضي الاتفاقية سوى انتظار 30 يوليو/ تموز، وهو الموعد الذي حددته المحكمة الدستورية، لنظر منازعتي التنفيذ المقامتين من هيئة قضايا الدولة وكيلاً عن الحكومة، الخاصتين بالجزيرتين. وكان السيسي فاجأ المصريين، يوم وقفة عيد الفطر، وقبل ساعتين من موعد أذان المغرب بتصديقه على الاتفاقية، ما اعتبره معارضون وقتا مختارا بعناية لوأد أي احتجاجات قد يقدمون على تنظيمها رفضاً للتصديق الرئاسي. وقال السفير السابق معصوم مرزوق والمرشح المحتمل، ردا على تصديق السيسي على الاتفاقية: «سنعلن المقاومة الشعبية ضد أي وجود أجنبي على الجزيرتين». وأضاف: «أن تصديق الرئيس على اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية، والمعروفة بتيران وصنافير، يعني أن المعركة بدأت الآن، وليست النهاية، والتيار الديمقراطي مستمر في الدعاوى القضائية أمام المحاكم، لاستعادة الجزر مرة أخرى»، معتبرا أن قرار المحكمة الدستورية بوقف تنفيذ الأحكام المتعلقة بالجزيرتين، كان به تحايل على القانون. وقال خالد علي المحامي الحقوقي على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي: «في 2 نوفمبر 1917 وعد آرثر جيمس بلفور الصهاينة بإنشاء وطن قومي لهم في فلسطين، و في 24 يونيه/حزيران 2017 وافق عبد الفتاح السيسي على اتفاقية تتضمن التنازل عن مصرية جزيرتي تيران وصنافير، تذكروا هذه التواريخ جيداً فالموافقة على هذه الاتفاقية اليوم لا تقل أهمية لإسرائيل عن وعد بلفور». وقال النائب هيثم الحريري عضو تكتل «25 ـ 30»: السلطة التنفيذية والتشريعية فرطت فى الأرض رغماً عن إرادة الشعب، والنظام السياسي فقد شرعيته الشعبية والدستورية. وتعرضت الصفحة الخاصة بالفقيه الدستوري نور فرحات للغلق عقب إعلانه تأييد أي مرشح يخوض الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها عام 2018. يذكر أن فرحات من أشد معارضي الاتفاقية، وسبق وأقام دعوى قضائية، بالمشاركة مع المحامي الحقوقي خالد علي، برقم «53562 لسنة 71» تختصم رئيس الجمهورية بصفته، تؤكد أن الاتفاقية باطلة وموافقة البرلمان عليها باطلة، حيث أن هناك حكما قضائيا نهائيا وباتا ولا يجوز الاعتداد بأي إجراء تم فيها. ولم يبق أمام المصريين سوى انتظار 30 يوليو/تموز، وهو الموعد الذي حددته المحكمة الدستورية، لنظر منازعتي التنفيذ المقامتين من هيئة قضايا الدولة وكيلاً عن الحكومة، الخاصتين بجزيرتي تيران وصنافير. وأكدت هيئة المفوضين في تقريرها الذي أعده المستشار طارق شبل، نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا، «غير الملزم للمحكمة» أن الأحكام الصادرة من محكمة القضاء الإداري ببطلان اتفاقية تعيين الحدود بين جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية، وأيدته المحكمة الإدارية العليا، لا يخالف الـ9 أحكام الصادرة من المحكمة الدستورية العليا بأعمال السيادة. وأضافت أن الأحكام التسعة الصادرة من المحكمة الدستورية مختلفة تمامًا عن حكم مصرية تيران وصنافير، لأنها فصلت في نصوص قانونية، وحكم تيران وصنافير لم يتعرض لها نهائيًا، وبالتالي فأحكام مجلس الدولة صحيحة ونافذة وغير متعارضة مع أحكام الدستورية. معارضون مصريون يرفضون تصديق السيسي على «تيران وصنافير» تامر هنداوي |
مفتي تونس حاول حسم الجدل حول الاختلاف في رؤية الهلال فأثار الخلاف Posted: 26 Jun 2017 02:23 PM PDT تونس – «القدس العربي»: أثارت «فتوى» جديدة لمفتي تونس تحسم الاختلاف في رؤية هلال العيد جدلاً في البلاد، حيث رحب بها البعض على اعتبار أنها ستنهي الجدل المستمر حول هذا الأمر، فيما شكك آخرون في ما قاله المفتي وخاصة فيما يتعلق بتأكيد رؤية هلال شوال وهو ما يعني تحديد أيام شهر رمضان بـ29 يوماً فقط. وكان مفتي تونس الشيخ عثمان بطيّخ أكد مساء السبت أن يوم الأحد هو أول أيام عيد الفطر المبارك، مشيرا إلى أن «لجان الرصد الجهويـة في كل ولاية من ولايات الجمهورية التونسية قامت بمهمتها لرصد هلال شهر شوال لهذه السنة. وحيث ثبتت رؤية الهلال، وعملاً بقوله صلى الله عليه وسلم «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته»، وحيث لا عبرة باختلاف المطالع، فإن غداً الأحد 25 جوان (حزيران) 2017 يوافق يوم عيد الفطر وهو أول يوم من شهر شوال لهذا العام الهجري 1438». وفتوى «لا عبرة باختلاف المطالع (الاختلاف حول رؤية الهلال)» ليست جديدة، و«متفق عليها» عموماً لدى بعض رجال الدين، حيث تفيد بأنه اذا ثبتت رؤية الهلال فى أي بلد اسلامي ثبتت في حق جميع المسلمين، على اختلاف اقطارهم، إلا أن إثارته من قبل مفتي تونس تسببت بموجة من الجدل في البلاد. وكتب الباحث سامي براهم، معلّقا على ما قاله بطيخ «لا عبرة باختلاف المطالع. فتوى جديدة يقع التصريح بها لأوّل مرّة من مسؤول ديني رسمي في تونس. كم فتنة في هذا البلد بمناسبة كلّ عيد بسبب الإصرار على اختلاف الرّؤية باختلاف المطلع؟». وأضاف القاضي القاضي احمد الرحموني «بيان سماحة مفتي الجمهورية بشأن ثبوت رؤية هلال شوال لهذا العام، يلفه الغموض على الأقل من جهتين: فمن جهة، هو يقر بأن رؤية الهلال قد ثبتت دون ان يصرح بأن ثبوت تلك الرؤية قد تم في البلاد التونسية وطبق نتائج اللجان المحدثة لهذا الغرض، وهو ما يجعلنا نميل الى ان ذلك ربما كان تقليداً لعدد من البلدان الإسلامية. ومن جهة اخرى، هو يعلن في السياق نفسه انه «لا عبرة باختلاف المطالع» (…) وبالنظر الى اعتماد المفتي على هذه القاعدة يبدو ان اللجان لم تتوصل الى رؤية الهلال ولم يمنع ذلك من اعلان دخول شهر شوال». وعلّق أحد النشطاء بقوله «ليس في الأمر وحدة مطالع ولا هم يحزنون. ولو كانت الحكاية كذلك، فالمنطق أن وحدة المطالع تأتي من الغرب لا من الشرق! وإلا فما وحدة المطالع التي أعلن على ضوئها كهنوت الإفتاء التونسي دخول شوال؟ أهي رؤية السعودية؟»، وأضاف آخر «هذا كذب وافتراء وأتحدى أي أحد يقول: رأيت الهلال في أي بقعة من العالم غير أمريكا. حرام عليكم تُفطرون الناس في يوم من رمضان. والقول باختلاف المطالع هو الشرع بالدليل النصي والعلمي. والقول بعكسه هو جهل مركب». وكانت السعودية وأغلب البلدان العربية أعلنت أن يوم الأحد هو أول أيام عيد الفطر، فيما أعلنت سلطنة عمان والمغرب أن الاثنين هو أول أيام العيد بسبب «تعذر رؤية هلال شوّال» فيها. مفتي تونس حاول حسم الجدل حول الاختلاف في رؤية الهلال فأثار الخلاف |
هولندا تستدعي سفيرها في المغرب للتشاور رداً على إجراء مغربي مماثل Posted: 26 Jun 2017 02:23 PM PDT الرباط – «القدس العربي»: اعلنت السلطات الهولندية رداً على قرار الحكومة المغربية الرباط استدعاء سفيرها في لاهاي للتشاور، أن تعاونها مع المغرب مبني على الأسس القانونية الدولية وسلطة القانون. وقال بيان مقتضب لوزارتي العدل والخارجية الهولانديتين «هولندا ملتزمة مع المغرب بالتعاون الفعال في المستقبل وهذا التعاون القضائي سيكون مبنياً على الأسس القانونية الدولية وسلطة القانون، ما يجعل القرار الأخير للدولة المغربية غير مفهوم وغير ضروري». واعلنت وزارة الخارجية المغربية الاستدعاء الفوري للسفير المغربي في لاهاي، مطالبة بتسليمها أحد مواطنيها المقيم في هولندا والمطلوب بتهم تهريب المخدرات وقال بيان للوزارة إن «هذا المهرب المعروف كان موضوع مذكرتي بحث دوليتين أصدرتها في حقه العدالة المغربية، لتكوينه عصابة إجرامية منذ 2010، والتهريب الدولي للمخدرات منذ سنة 2015» وأنه «تم مد السلطات الهولندية، منذ أشهر عدة، بمعلومات دقيقة تفيد بتورط هذا المهرب في تمويل وتقديم الدعم اللوجستي لبعض الأوساط في شمال المغرب». وتابع البلاغ أن «المغرب يحتفظ بحقه في استخلاص كل التبعات والآثار التي قد تفرض نفسها على مستوى العلاقات الثنائية، واتخاذ الاجراءات، خاصة السياسية والدبلوماسية، الضرورية». وهاجر البرلماني المغربي السابق سعيد شعو، والذي يبلغ من العمر 52 عاماً، هولندا في ثمانينيات القرن الماضي، وله العديد من المشاريع في بلاد الاستقرار، بمفرده وبمعية شركاء ودخل معترك السياسة المغربيّة من خلال «حزب العهد»، وفاز بمقعد في البرلمان عام 2007، قبل أن يثار اسمه في محاضر الضابطة القضائية التي حوكم فيها بارون المخدرات المغربي نجيب الزعيمي، واتهم بنقل المخدرات إلى الشواطئ الإسبانية على متن زوارق سريعة. وغادر شعو المغرب سنة 2010، وأدلى بتصريحات كشف فيها تعرضه للعديد من المضايقات قصد إقصائه سياسياً من المشاركة في تنمية منطقة الريف؛ بينما يقف وراء أنشطة «حركة 18 شتنبر»، الداعية إلى «استقلال جمهورية الريف عن المغرب» وامتلك المغربي ـ الهولندي بمدينة روزندال مقهى «كوفي شوب»، مخصصاً للاستهلاك الترفيهي للمخدرات، قبل أن يتم إغلاقه بسبب بيع جرعات غير قانونية. هولندا تستدعي سفيرها في المغرب للتشاور رداً على إجراء مغربي مماثل |
العفو الملكي المغربي لم يشمل ناشطي حراك الريف … وعائلات المعتقلين ترفض استعطاف الملك Posted: 26 Jun 2017 02:22 PM PDT الرباط – «القدس العربي»:تتواصل الاعتقالات لناشطي حراك الريف المغربي في ظل المقاربة الأمنية التي لم تعرف السلطات حتى الآن، في ظل الحفاظ على هيبتها، تدبير التراجع عن هذه المقاربة التي تؤجج الاحتجاجات المندلعة منذ 8 شهور. وتحدثت تقارير عن انفراجات قريبة بالإفراج عن المعتقلين من قادة الحراك، لكن الافراج لم يتم وقامت السلطات باعتقال الشاب ولِيد حلّوشي في أحد شوارع حي سيدي عابد، في مدينة الحسيمة بعد تسجيل فيديو يدعو فيه للمشاركة وبكثافة من اجل إنجاح مسيرة عيد الفطر كما اعتقلت الناشط خالد البركة، بعد مداهمة بيته في قرية اولاد امغار بمنطقة تمسمان، شرق مدينة الحسيمة. وكانت التوقعات بصدور عفو ملكي عن الناشطين بمناسبة عيد الفطر الذي احتفل به المغرب امس الاثنين، لكن العفو صدر ولم يشمل معتقلي الحراك، مع تقارير تحدثت عن قيام السلطات بتزويع طلبات عفو يوجهها المعتقلون للملك. وكشفت مصادر متطابقة أن ولاية (محافظة) جهة الحسيمة، التابعة لوزارة الداخلية، قدمت بشكل رسمي لعائلات معتقلي الحراك الشعبي في الريف، سواء الموجودين في البيضاء، او المتابعين في الحسيمة، طلب «استعطاف» موجه إلى الملك محمد السادس من أجل التدخل المباشر والعفو عن ذويهم المعتقلين وأن العائلات اجتمعت واصدرت بياناً حول طلبات العفو. وقالت سعاد امبارك، زوجة المعتقل محمد جلول أحد أبرز رموز الحراك الشعبي بالريف، إنها لم تتوصل بأي استمارة طلب عفو ملكي تخص قضية زوجها المعتقل والمتواجد حالياً في سجن عكاشة في الدار البيضاء حيث يتابع بتهم ثقيلة «لماذا نطلب العفو نحن لم نرتكب أي خطأ ولم نرتكب أي جرم، ولا يمكننا على هذا الأساس الاعتذار على أشياء لم نرتكبها وهذا أمر حرام شرعاً وقانوناً». مطالبات بالافراج الفوري عن المعتقلين وطالبت عائلات معتقلي الحراك الشعبي في الريف، بعد اجتماع موسع بالحسيمة، ضم العديد من أفراد عائلات المعتقلين على خلفية أحداث حراك الريف «بالإطلاق الفوري لسراح كل المعتقلين السياسيين على خلفية الحراك السلمي في الريف، وإسقاط التهم التي يتم التحقيق فيها معهم، وإلغاء المتابعات»، وكذلك «التشبث ببراءة المعتقلين السياسيين من التهم الثقيلة التي تلفق لهم، ونستنكر بشدة طريقة اختطافهم وما رافق ذلك من مداهمات للمنازل في جنح الظلام وترويع الآمنين في مراقدهم». وأدان بلاغ عائلات المعتقلين «التحركات التي قامت وتقوم بها السلطات المحلية بتوظيف أجهزتها وإمكاناتها من أجل التأثير على عائلات المعتقلين واستغلال ظروفهم الاجتماعية والنفسية المزرية التي يمرون بها من أجل توقيع رسائل استعطاف بشكل فردي لتوهيمهم بإطلاق سراح أبنائهم». واكد البيان أن العائلات تربطهم «بالمعتقلين صلات قرابة، وهم راشدون عاقلون مسؤولون عن أنفسهم، ولا يحق لنا أخلاقياً ولا قانونياً أن نوقع على أية وثيقة أو رسالة تعنيهم بشكل شخصي ومباشر»، مستنكرين «أجواء الاحتقان التي تذكيها الجهات الأمنية عن طريق استفزاز المواطنين في الشوارع، ونطالب بوقف الاعتقالات العشوائية التي تقوم بها تلك الأجهزة، ورفع كل مظاهر العسكرة وإعادة الهدوء إلى المدينة والطمأنينة إلى سكانها. ونعتبر أن المقاربة الأمنية ليست حلاً بتاتاً ولن تكون كذلك للخروج من هذه الأزمة»، وكذلك «جميع المحاولات التي تبتغي استغلال معاناة المعتقلين وعائلاتهم والمتاجرة بها لتحقيق أهداف سياسية ضيقة». وحملت العائلات «الجهات المسؤولة عن هذه الاعتقالات، مسؤولية تردي الوضع الصحي لأمهات وآباء المعتقلين وكذا أفراد عائلاتهم وما قد يترتب عنه من مآسٍ إنسانية قد تتسبب في حالات الوفاة أو أية أزمة نفسية أو صحية لأحد أفراد العائلة». وذكرت العائلات «الرأي العام الوطني والدولي بالمناشدات التي كان يوجهها نشطاء الحراك قبل اعتقالهم لأعلى سلطة في البلاد من أجل التدخل لإيجاد حد للأزمة والاستجابة للملف المطلبي. وبناءً عليه فإننا نناشد الملك محمد السادس التدخل من أجل إيجاد مخرج للأزمة، عن طريق الإفراج عن المعتقلين وإسقاط كل التهم الثقيلة التي تلفق لهم كمدخل أساسي للخروج من هذا المأزق، مع فتح حوار جاد ومسؤول معهم والجلوس إلى طاولة الحوار لوضع حد لمعاناتنا كعائلات، ووضع حد لمعاناتهم كمعتقلين، من أجل تجاوز حالة الاحتقان التي تعرفها المنطقة». وقفات تضامنية في أوروبا وخرجت في مدينة الحسيمة مساء أمس مسيرة كبرى للتضامن مع المعتقلين والمطالبة باطلاق سراحهم واجتمع نشطاء مغاربة في ألمانيا في وقفة تضامنية في مدينة دورتموند (وسط االبلاد)، يوم السبت 24 حزيران/يونيو، من أجل التضامن مع المطالب الاجتماعية لحراك الريف والمطالبة الفورية بتحرير جميع المعتقلين الذين تجاوز عددهم 120 معتقلاً وتضامنت الجالية المغربية في هولندا مجدداً مع «حراك الريف»، يوم السبت، حيث اجتمع العشرات من النشطاء بمدينة اترخت للتعبير عن استيائهم من التعامل مع مطالب الحراك بقمع المتظاهرين واقتياد المتظاهرين نحو السجون. وقال أحد النشطاء في دورتموند الألمانية، «إنها ليست قضية الريف وحده، وليست قضية منطقة دون أخرى، بل هي قضية مصير شعب بأكمله.. نحن نقف اليوم ضد هذا النظام الفاسد وسياسته الظالمة». وردد النشطاء في كل من ألمانيا وهولندا شعارات تطالب باسقاط العسكرة عن منطقة الحسيمة، «الريف قرر اسقاط العسكرة»، وأخرى مناهضة للفساد والرشوة، «باركة باركة من الرشوة والفساد، راكم شوهتو البلاد». فيما جدد النشطاء التأكيد على سلمية التظاهرات الريف ومطالبها العادلة ودعت لجنة مدريد لدعم الحراك الشعبي في الريف إلى الالتفاف حول المسيرة الشعبية المزمع تنظيمها يوم الاحد المقبل من اجل التعبير عن الرفض التام لسياسة الانتقام الجماعي من الريفيين في الداخل والخارج. ومن اجل إطلاق المعتقلين كافة، فضح تعسف المخزن، والشطط في استعمال السلطة. واعتبر القيادي في حزب الاستقلال، عادل بنحمزة، أنه لم يعد هناك أي مبرر لاستمرار اعتقال نشطاء حراك الريف، بعد ما قاله الملك خلال المجلس الوزاري، الأحد في القصر الملكي في الدار البيضاء. تشكيل لجنة حكومية وأوضح الناطق الرسمي باسم حزب الاستقلال المعارض أن «خلاصات المجلس الوزاري كافية لكي تنزع أي مبرر لوجود نشطاء الحراك الاجتماعي في الحسيمة رهن الاعتقال، فما تم التعبير عنه من قلق حول تأخر تنفيذ المشاريع منذ 2015، هو واحد من الأسباب التي دفعت الشباب وساكنة الحسيمة إلى الإحتجاج». وأضاف أن «تأكيد المجلس الوزاري على تشكيل لجنة من الداخلية والمالية لإعداد تقرير في الموضوع، يؤكد أنه من العبث استمرار النشطاء في السجن في حين المعنيين باحتجاجاتهم سيكونون موضع تحقيق»، متسائلاً بالقول: «فكيف نحاسب النشطاء وفي الوقت نفسه المسؤولين عن المشاريع المتأخرة؟». وقال عمر الشرقاوي، المحلل السياسي والأستاذ الجامعي، إن تدخل الملك محمد السادس «إيجابي جداً ويصب في صالح مطالب أبناء الريف وينبغي استثماره بشكل جيد لإنهاء متاعب المعتقلين وتحقيق مطالبهم»، وأضاف «أن تقر ضمنياً أعلى سلطة في البلد بمسؤولية الحكومة عن تغذية الاحتجاج مع ما يترتب عن ذلك من شرعية المطالب فهذا نصف الطريق أما النصف الآخر فسيكتمل بإطلاق سراح المعتقلين بأي طريقة من طرق إنهاء الاحتجاز». العفو الملكي المغربي لم يشمل ناشطي حراك الريف … وعائلات المعتقلين ترفض استعطاف الملك محمود معروف |
مساع لتشكيل ائتلاف برلماني من معارضي الاتفاقية Posted: 26 Jun 2017 02:21 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: قال النائب المصري، أحمد الطنطاوي، أمس الإثنين، إن هناك مساعي لتشكيل ائتلاف موسع في البرلمان لمواجهة ائتلاف «دعم مصر» الموالي للرئيس عبد الفتاح للسيسي، والحد من هيمنته على المجلس. ونقلت صحيفة «الشروق»، أول أمس الأحد، عن الطنطاوي قوله إن «عددا من النواب المعارضين لاتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، اقترحوا المبادرة ويحاولون في الفترة المقبلة تأسيس ائتلاف موسع تحت القبة من عدد من النواب». وأشار إلى أن «الفكرة التي تبناها بعض النواب المستقلين طرحت بعد وصول عدد النواب الرافضين لاتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية إلى أكثر من 100 نائب». وأوضح أن «نواب تكتل 25/30 الذين لوحوا بالاستقالة في حال تصديق رئيس الجمهورية على الاتفاقية، لم يتخذوا قرار الاستقالة حتى الآن، وما زالوا يبحثون الأمر خاصة بعد ظهور اقتراح تأسيس ائتلاف موسع». وبين أن « قرار الاستقالة من مجلس النواب الذى لوح به أعضاء التكتل لن يكون فرديا، ولا بد أن يكون قرارا جماعيا». وكشف عن أن «نواب التكتل الـ16 قاموا بتسليم استقالاتهم مكتوبة لأحد أعضاء التكتل» الذي تحفظ على ذكر اسمه. وقال: «كتبنا الاستقالات وسلمناها إلى زميل نثق فيه قبل بدء مناقشة الاتفاقية». وأوضح أنه في حال الاتفاق على تقديم الاستقالة فستقدم الاستقالات الست عشرة جميعها إلى الأمانة العامة. وأشار الطنطاوي إلى أنه سيحضر جلسة التحقيق التي دعته إليها لجنة القيم، والمحدد لها الخميس المقبل، حيث أحالته هيئة مكتب مجلس النواب إلى لجنة القيم للتحقيق معه بعد تغيبه عن التحقيق الذي دعت إليه هيئة مكتب المجلس مرتين، وذلك على خلفية واقعة إلقاء الميكروفون خلال اجتماع اللجنة التشريعية الذي ناقش اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية. وحول ذلك قال النائب: «في المرة الأولى أبلغني موظف في المجلس بموعد التحقيق بعد مرور الوقت المحدد لذلك، وفي المرة الثانية كنا في تكتل «25/30» نسعى للحصول على نموذج جمع التوقيعات على الطلب الذي نرغب في تقديمه لرئيس المجلس للتصويت على الاتفاقية نداء بالاسم». وأبدى استعداده لـ«التحقيق في لجنة القيم وسأدافع عن موقفي وأنا متهم بإتلاف ميكروفون تبين أنه يعمل واستخدم مرة ثانية خلال الاجتماع». وقال: «اتخذت موقفا مستعدا لدفع ثمنه دفاعا عن الأرض»، وتساءل: «هل مواجهتي لرئيس الجمعية الجغرافية تستحق المساءلة والتحقيق لأني شككت في ما يقوله وما زلت أشكك في ما قاله وما تقوله الحكومة؟». وأوضح أن نواب تكتل «25/30» الآخرين لم يتم استدعاؤهم للتحقيق رغم أن وكيل المجلس السيد الشريف، كان قد أعلن إحالتهم لهيئة المكتب في الجلسة التي سبقت التصويت على الاتفاقية. مساع لتشكيل ائتلاف برلماني من معارضي الاتفاقية |
12 قتيلاً من «الدولة» بانفجار خلال حفل توديع أحد الانتحاريين Posted: 26 Jun 2017 02:21 PM PDT بغداد ـ « القدس العربي»: أكد قائد شرطة ديالى، اللواء الركن جاسم السعدي، أمس الاثنين، مقتل 12 من تنظيم «الدولة الإسلامية» بإنفجار حزام ناسف في بساتين المخيسة، شمال شرق بعقوبة. وقال لإحدى القنوات المحلية، إن «تنظيم الدولة كان يقيم حفلا توديع لاحد الانتحاريين وهو يرتدي حزاما ناسفا في احدى مضافاته في بساتين المخيسة الا ان الحزام انفجر وقتل 12 من الإرهابيين في الحال». واضاف، ان «حفلات توديع انتحاريي الدولة والتي تسمى بحفلات الدم هي سياسة غسل الأدمغة التي يتبناها التنظيم من اجل تحويل البشر إلى ادوات لقتل الأبرياء»، مؤكدا أن «التنظيم في ديالى شارف على النهاية بجهود كل القوى الأمنية ودعم الأهالي». إلى ذلك، ذكر مصدر في الشرطة العراقية، إن شرطيا ومدنيا قتلا، أمس، خلال صد القوات الأمنية هجومين انتحاريين في محافظة بابل، وسط البلاد. وقال الضابط برتبة ملازم أول في شرطة بابل، حميد سالم، إن «شرطيا يدعى علاء عبد الحسين عباس اعترض طريق دراجة نارية ذات 3 إطارات، كان يستقلّها انتحاري يرتدي حزاما ناسفا في مدخل قضاء المسيب الواقع شمالي بابل». وأضاف أن «الانتحاري فجّر حزامه الناسف، قبل الوصول إلى حاجز الأمن بمدخل القضاء الواقع على بعد 100 كيلومتر جنوب العاصمة بغداد، ما أدى إلى مقتل الشرطي ومدني فضلا عن الانتحاري، وإصابة شرطي آخر بجروح». ولفت إلى أن «قوات الشرطة التي كانت تحرس الحاجز الأمني حاصرت انتحاريا آخر في المكان نفسه، كان يرتدي حزاما ناسفا ويستقل دراجة نارية، ما اضطره لتفجير نفسه دون وقوع خسائر بشرية في صفوف الشرطة والمدنيين». 12 قتيلاً من «الدولة» بانفجار خلال حفل توديع أحد الانتحاريين |
خريشة لـ «القدس العربي»: قانون الجرائم الإلكترونية نسخة متخلفة وتضييق على الحريات Posted: 26 Jun 2017 02:21 PM PDT رام الله – «القدس العربي»: صادق الرئيس الفلسطيني محمود عباس على قانون الجرائم الإلكترونية. وقال حسن العوري مستشار الرئيس للشؤون القانونية، إن القانون سيعمل على تنظيم المعاملات الإلكترونية، وعمل المواقع الإلكترونية الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي. وأضاف «قانون العقوبات لم يكن يشمل القطاع الإلكتروني باعتباره قطاعا مستجدا، لذلك جاء هذا القانون ليعمل على تنظيم هذا القطاع الهام، من حيث فرض عقوبات على من يخل بالسلوك العام، أو التحريض من خلال هذه المواقع». لكن هذه النظرة الرسمية الفلسطينية للقانون بعد إقراره من الرئيس الفلسطيني، لا يراها المواطن العادي والكثير من الصحافيين الفلسطينيين كذلك، وإنما يرون أن «إقرار قانون الجرائم الإلكترونية سيغرق مضمون الإنترنت ووسائل التواصل بالرمزية». ورأى نبهان خريشة عضو الأمانة العامة لنقابة الصحافيين الفلسطينيين أن القانون أدى بالفعل بعد إقراره إلى التضييق على الحريات العامة وحرية التعبير للمواطن العادي كذلك الحال. ولم يعد هناك مجالاً للنقد العادي ولا حتى النقد البناء خوفًا من العقوبات. وأكد في تصريح لـ «القدس العربي» أن القانون بعد الاطلاع عليه ليس سوى «نسخة متخلفة» ستدفع الفلسطينيين إلى الابتعاد عن توجيه النقد البناء للنظام السياسي الفلسطيني، رغم أن النقد هو أساس أي حكم رشيد، وإن كان من سيتجرأ على توجيه النقد للنظام السياسي فإنه بكل تأكيد سيقوم بذلك بشكل رمزي أو باستخدام التشبيه أو عن طريق قصة من التراث الفلسطيني للإشارة للقضية التي يريد توجيه النقد لها. ويعتقد خريشة صراحة أن القانون تم إقراره بشكل رئيسي لمواجهة حركة المقاومة الإسلامية حماس، وكذلك القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان، لكن قانونا كهذا لن تقف حدوده عندهما فقط وإنما سيمتد تأثيره ليطال المواطن العادي وجميع شرائح الشعب الفلسطيني والمواقع الإعلامية. كما أبدى عدد من الصحافيين والعاملين في المواقع الإلكترونية الإخبارية في الضفة الغربية مخاوفهم من الملاحقات القضائية في المحاكم الفلسطينية بعد إقرار القانون في حال توجيه النقد لسياسات الحكومة الفلسطينية أو حتى الخط السياسي للقيادة الفلسطينية وهو ما قد يحد من فعالية «السلطة الرابعة» في الأراضي الفلسطينية. خريشة لـ «القدس العربي»: قانون الجرائم الإلكترونية نسخة متخلفة وتضييق على الحريات فادي ابو سعدى |
ملك المغرب مستاء من الحكومة بسبب تأخير تنفيذ البرنامج التنموي في الحسيمة Posted: 26 Jun 2017 02:20 PM PDT الرباط – «القدس العربي»: ترأس العاهل المغربي الملك محمد السادس اول امس الأحد بالقصر الملكي بالدار البيضاء مجلساً وزارياً، عبر فيه للحكومة عن استيائه من عدم تنفيذ مشاريع برنامج الحسيمة منارة المتوسط. وقال بلاغ للناطق الرسمي باسم القصر الملكي عبد الحق المريني، إن الملك عبر للحكومة، وللوزراء المعنيين ببرنامج الحسيمة منارة المتوسط، بصفة خاصة، عن استيائه وانزعاجه وقلقه، بخصوص عدم تنفيذ المشاريع التي يتضمنها هذا البرنامج التنموي الكبير، الذي تم توقيعه تحت رئاسته الفعلية، في تطوان في تشرين الاول/ أكتوبر 2015، في الآجال المحددة لها. واضاف ان الملك اصدر تعليماته، لوزيري الداخلية والمالية، للقيام بالأبحاث والتحريات اللازمة بشأن عدم تنفيذ المشاريع المبرمجة، وتحديد المسؤوليات، ورفع تقرير بهذا الشأن، في أقرب الآجال، كما قرر عدم الترخيص للوزراء المعنيين بالاستفادة من العطلة السنوية، والانكباب على متابعة سير أعمال المشاريع المذكورة. وذكر الملك، مرة أخرى، بتعليماته التي سبق أن أعطاها للمسؤولين وللحكومات السابقة، بأن لا يتم تقديم أمام الملك، إلا المشاريع والاتفاقيات التي تستوفي جميع شروط الإنجاز، سواء في ما يتعلق بتصفية وضعية العقار، أو توفير التمويل، أو القيام بالدراسات، على أن تعطى الانطلاقة الفعلية للأشغال في أجل معقول، مؤكداً على ضرورة تجنب تسييس المشاريع الاجتماعية والتنموية التي يتم إنجازها، أو استغلالها لأغراض ضيقة. ملك المغرب مستاء من الحكومة بسبب تأخير تنفيذ البرنامج التنموي في الحسيمة |
وزير الداخلية المغربي يطلب من الحكومة حرمان الجمعية المغربية لحقوق الإنسان من صفة المنفعة العامة Posted: 26 Jun 2017 02:20 PM PDT الرباط ـ «القدس العربي»: أفادت مواقع إخبارية وجرائد ورقية مغربية بتقدم وزير الداخلية المغربي بطلب إلى رئيس الحكومة يطلب منح حرمان الجمعية المغربية لحقوق الإنسان من صفة المنفعة العامة، وهو الأمر الذي أثار جدلاً كبيراً على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وأيضاً في الصحافة الالكترونية، بالإضافة إلى إثارته نقاشاً كبيراً بين نشطاء حقوق الإنسان في المغرب. وكانت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان قد حصلت على صفة المنفعة العامة في سنة 1998 في عهد حكومة عبدالرحمان اليوسفي. واعتبر لارغو بوبكر رئيس المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، محاولة حرمان الجمعية من صفة المنفعة العامة أنه «إذا كان هناك مشكل مع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان هناك القضاء، الذي هو الجهة الوحيدة المعنية بالبث في مثل هذه الأمور وليس اتخاذ مثل هذه القرارات». وعبر لارغو عن «رفضه المطلق لسحب صفة المنفعة العامة عن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان»، مؤكداً في السياق ذاته على أن «صفة المنفعة العامة هي معنوية، فحتى الجمعيات التي تستفيد منها مثل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تعاني من التضييق، في علاقة بالاستفادة من القاعات العمومية ومنع أنشطتها». وحول ما إذا كان الأمر له علاقة بحراك الريف، قال لارغو إن «الجمعية غير متواجدة نهائيا في الحراك والدليل هو أن نشطاء الحراك لا يقبلون لا الجمعيات ولا الأحزاب، وبالتالي فالحديث عن أن الجمعية متواجدة في الحراك هو غير صحيح، كما أن التقارير الحقوقية حول الحراك شاهدنا أن ذلك جرى في إطار الإئتلاف المغربي للهيئات الحقوقية، ولم تقم به الجمعية وحدها لكي يكون ما جاء فيه سبباً لمحاولة سحب صفة المنفعة العامة، إن صح هذا الخبر بالفعل». وقال محمد حجار الأمين العام للمنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف، «إن الطلب الذي تقدم به وزير الداخلية لرئيس الحكومة بسحب المنفعة العامة عن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان هو تضييق على الجمعية، وتتمة لخطاب وزارة الداخلية التي كانت قد اتهمت في وقت سابق الجمعيات الحقوقية والمدنية بتهم باطلة من دون أن تقدم دليلاً مادياً». ونقل موقع الاول عن حجار «هذا الطلب تضييق على الجمعية، وتتمة للخطاب الذي اتهم فيه الجمعيات سابقاً، وهو تراجع على السياسة الحقوقية بعد دستور 2011، مع العلم ان الجمعية المغربية لحقوق الإنسان لم تستفد من الامتيازات التي تحققها هذه الصفة والدليل على ذلك منعها من القاعات العمومية والتضييق على أنشطتها، وبالتالي فإن الجمعية تعتبر أن المنفعة العامة تتمثل في شعبيتها ونضالها الحقوقي المعروف من أجل حقوق الإنسان وترسيخها والتربية عليها، وفضح كل الخروقات المتعلقة بها». وقال عبد الرزاق بوغنبور رئيس العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان «في البداية لا يمكن لي الا أن أدين مشروع القرار هذا، الذي كنا نتوقعه باعتبار أن الحركة الحقوقية عامة والجمعية المغربية لحقوق الانسان خاصة، تقض مضجع الفساد وتزعج المفسدين في المغرب، وبعد محاولات متعددة من أجل «فرملة» عملها عبر التضييق على الحق في التنظيم (رفض تسلم ملفات التأسيس والتجديد ـ منع الانشطة الجمعوية الحقوقية – الاعتداء على المدافعات والمدافعين على حقوق الإنسان ـ التشكيك في عملها عبر وسائل الإعلام العمومية الرسمية والصحافة المأجورة التابعة للأجهزة المخزنية)، بالإضافة الى الاعتداء على الحق في التظاهر السلمي المكفول قانونياً، رغم كل هذا وغيره لم تنجح هذه الاجهزة في الحد من فعالية الحركة الحقوقية وخاصة الجمعية المغربية لحقوق الانسان، وبالتالي اتجهت الدولة الى المرحلة الثانية وهي سحب صفة المنفعة العامة عن الجمعية المغربية لحقوق الانسان، والأكيد أن الخطوة الموالية هي حل الجمعية». وأكد «لنكن صرحاء فاليوم الجمعية وغداً العصبة واللائحة مفتوحة، لان الدولة لم تعد ترغب في تواجد جمعيات حقوقية ممانعة تشتغل وفق أجندة حقوقية واضحة وبمرجعية كونية». وقال نويهي محمد عن المرصد المغربي لحقوق الإنسان انه لا يمكن إلا أن ندين مشروع القرار لأنه من حيث المبدأ هذه الصفة نعتبرها صفة تمييزية، فإذا كان يجب إلغاؤها عنها، فيجب أن تلغى على كل الجمعيات باعتبار عموم الجمعيات لها دور داخل المجتمع بشكل متساوٍ فيما بينها. واضاف نويهي أن هذا القرار انتقامي، في حين أنه كان على وزير الداخلية عوض اللجوء إليه، أن يلجأ إلى القضاء أو إلى تحريك المساطير الجاري بها العمل لإثبات أو نفي ما جاء في التقرير. واعتبر رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أحمد الهايج أن أحد الأسباب التي جعلت لفتيت يستأنف مخططه تجاه الجمعية، والذي كان قد بدأه عندما كان والياً للعاصمة الرباط، هو المواقف المشرفة التي اتخذتها الجمعية تجاه «حراك الريف»، وفضح الانتهاكات التي تقوم بها الدولة اتجاه الحراك والنشطاء في منطقة الريف. واعتبر أن «وزارة الداخلية تحاول تبرير قرارها بسحب صفة المنفعة العامة عن الجمعية، بسبب مؤازرتها لمعتقلي اكديم ازيك، وهنا نتساءل كيف تعتبر السلطات المغربية أنهم انفصاليون ولهم مواقف سياسية، في حين تتم متابعتهم بكونهم ارتكبوا أفعالاً جرمية». وقال الحقوقي عبد العزيز النويضي ان هذه المبادرة البئيسة تنم عن استخفاف كبير بالمصالح الحقيقية للدولة المغربية كونها استمراراً لسياسة بدأت مند سنوات وأضاف أن منح صفة المنفعة العمومية للجمعية والمنظمة كان قراراً صائباً وتم التنويه به دولياً وحسب في رصيد المغرب. واضاف ان الجمعية لحقوق الإنسان بصفة خاصة تعرضت في السنوات الأخيرة لعدوان متكرر ومخالف للقانون بدون رادع رغم بعض الأحكام القضائية التي أنصفتها دون أن تعرف طريقها للتنفيذ. هذه الجمعية التي منحت تكريماً عالمياً أي جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في شخص رئيستها السابقة السيدة خديجة الرياضي ما فتئت تتعرض للهجومات الغاشمة: فقد تم رفض منح وصل التصريح لعدد من فروعها ومنعت العشرات من انشطتها ، وتم اقتحام مقرها بالعنف والاعتداء بالضرب على مناضلاتها ومناضليها فصمدت وبقيت ملاذاً للمضطهدين. وزير الداخلية المغربي يطلب من الحكومة حرمان الجمعية المغربية لحقوق الإنسان من صفة المنفعة العامة |
محطات الاتفاقية: من التوقيع إلى تحديد موعد التسليم في أول تموز Posted: 26 Jun 2017 02:19 PM PDT القاهرة ـ « القدس العربي»: تردد، أمس الإثنين، في مصر، أن إجراءات تسليم جزيرتي «تيران وصنافير» ستجرى في 1 يوليو/ تموز المقبل. ونقلت صحف محلية عن مصادر حكومية قولها إن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع المملكة العربية السعودية، التي انتقلت بمقتضاها تبعية الجزيرتين إلى السعودية، دخلت حيز التنفيذ فور التصديق عليها من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعد موافقة مجلس النواب عليها فى 14 يونيو/ حزيران الجاري. ومن المنتظر نشر الاتفاقية، في الجريدة الرسمية لتعامل معاملة القانون ونفاذها على الفور، ومنحها حماية من خلال عدم إجازة الطعن عليها، وبالتالي تدخل بذلك مرحلة التنفيذ، مشيرة إلى أن نقل السيادة على الجزيرتين للمملكة أصبح محل تنفيذ. واستبعدت المصادر، طلبت عدم نشر أسمائها، تنظيم أي مراسم لتسليم الجزيرتين من مصر إلى السعودية، والتي يجري خلالها رفع علم المملكة، نافية وجود إجراءات جديدة بين البلدين فيما يتعلق بذهاب المصريين إلى الجزيرتين، ولن يتطلب الأمر استصدار تأشيرات دخول. وكانت اتفاقية الجزيرتين مرت بعدة محطات هامة منذ توقيعها في 8 إبريل/ نيسان 2016 خلال زيارة للعاهل السعودي الملك سلمان إلى القاهرة. ففي 10 أبريل/ نيسان من العام الماضي، أقام المحامي خالد علي، أول دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإداري، تحمل الرقم 43866 لسنه 70 ق، لإلغاء اتفاقية تعيين الحدود، والمطالبة بمصرية الجزيرتين وخضوعهما للسيادة المصرية. وفى 25 أبريل / نيسان من العام الماضي خرج المئات، في وسط القاهرة في مظاهرة للاحتجاج على توقيع اتفاقية تعيين الحدود بين مصر والمملكة العربية السعودية، التي عرفت باسم «جمعة الأرض» و»تظاهرة الأرض». في يونيو/ حزيران 2016، أصدرت الدائرة الأولى بمحكمة القضاء الإداري برئاسة المستشار يحيى دكروري، حكمًا ببطلان الاتفاقية، وبعد صدور الحكم، قدم المستشار، رفيق عمر الشريف نائب رئيس هيئة قضايا الدولة، بصفته وكيلا عن رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس الوزراء، ورئيس مجلس النواب، ووزير الدفاع، ووزير الخارجية، والداخلية، بصفتهم، بطعن أمام المحكمة الإدارية العليا، يطالب بإلغاء الحكم الصادر ببطلان اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، والقضاء مجددا بعدم اختصاص المحكمة ولائيا واحتياطيا برفض الطعن. وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2016، قضت محكمة الأمور المستعجلة بوقف تنفيذ حكم القضاء الإداري، واعتباره توغلا في اختصاصات السلطة التنفيذية، وأن الاتفاقيات الدولية تقع ضمن الأعمال السيادة التي تنأى عن الرقابة، فتقدم الرافضون للاتفاقية بطعن على حكم الأمور المستعجلة، إلا أن المحكمة رفضت طعنهم وأيدت الاتفاقية. وفي 8 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، قضت محكمة القضاء الإداري في مجلس الدولة، برفض استشكال هيئة قضايا الدولة والاستمرار في تنفيذ الحكم، وتغريم الحكومة مبلغ 800 جنيه. وفي 29 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، قضت محكمة الأمور المستعجلة المصرية ببطلان حكم محكمة القضاء الإداري، ودخل طعن الحكومة على مصرية تيران وصنافير في عدد من التأجيلات، حتى تم الاطلاع عليها وحجزت القضية للحكم في 16 يناير الماضي. وفي 16 يناير/ كانون الثاني، أصدرت الدائرة الأولى في المحكمة الإدارية العليا حكمها برفض الطعن المقام من هيئة قضايا الدولة، ممثلة عن رئاسة الجمهورية والحكومة، وتأييد الحكم الصادر من محكمة أول درجة «القضاء الإداري» ببطلان اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والمملكة العربية السعودية. كذلك، قضت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة، المنعقدة في عابدين، في أبريل/ نيسان الماضي، بانعدام حكم «الإدارية العليا» وأسبابه القاضي بـ»مصرية تيران وصنافير»، واستمرار تنفيذ حكم سريان اتفاقية ترسيم الحدود. وحجزت هيئة مفوضي الدولة بمحكمة القضاء الإداري، في 8 يونيو / حزيران الماضي، 11 دعوى قضائية تطالب بوقف وإلغاء قرار مجلس الوزراء بإحالة اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، والتي سيترتب عليها التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للمملكة، لمجلس النواب، لكتابة التقرير بالرأي القانوني فيها. ووافق مجلس النواب على الاتفاقية، بعد 4 جلسات شهدت اشتباكات لفظية بين نواب تكتل «25 ـ 30»، من جهة ونواب ائتلاف «دعم مصر» الذين يمثلون الأغلبية من جهة أخرى. وفي 20 يونيو/حزيران الجاري، تُصدر الدائرة الأولى بمحكمة القضاء الإداري في مجلس الدولة، حكمها في الدعوى المقامة من خالد علي المحامي، المطالبة بعدم الاعتداد بكل أحكام الأمور المستعجلة بشأن نزاع جزيرتي تيران وصنافير، واعتبارها كأنها لم تكن. وكانت آخر الأحكام القضائية، أن أصدر المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، رئيس المحكمة الدستورية العليا، الأربعاء الماضي، أمرا وقتيا في الطلب العاجل بالدعوى رقم 12 لسنة 39 قضائية «تنازع» بوقف تنفيذ كل الأحكام الصادرة في موضوع الجزيرتين، ما منح السيسي الوقت للتصديق على الاتفاقية دون اتهامه بارتكاب مخالفة أحكام قضائية. محطات الاتفاقية: من التوقيع إلى تحديد موعد التسليم في أول تموز |
موريتانيا: سخونة سياسية منتظرة بعد عيد الفطر قد تقود لتطورات أكبر Posted: 26 Jun 2017 02:18 PM PDT نواكشوط – «القدس العربي»: سخونة سياسية كبرى تلك التي يتوقعها مراقبو الساحة السياسية الموريتانية خلال مرحلة ما بعد عيد الفطر التي تبدأ اليوم الثلاثاء. ورغم أن خطاب الرئيس محمد ولد عبد العزيز في عيد الفطر نحا للتهدئة بتأكيده على «تعزيز الوحدة الوطنية وتدعيم مكاسب الأمن والاستقرار»، فإن المشهد السياسي المحلي مشحون لدرجة لا يمكن معها إبطال مفعولات انفجاره، حسب ما يؤكده المراقبون. فقد تجمعت عناصر عديدة لهذه السخونة المنتظرة منها عدم تراجع الرئيس الموريتاني عن تنظيم الاستفتاء الشعبي المثير حول تعديلات الدستور رغم إلحاح المعارضة وطلبات مجلس الشيوخ، ومنها استعداد معارضي أجندة الرئيس في مجلس الشيوخ للتشويش على الاستفتاء والتحضير لإسقاط نتائجه بعد تنظيمه اعتماداً على نص الدستور. ومن عوامل السخونة ما أكده محمد جميل منصور الرئيس الدوري للمعارضة في منبر «يسألونك» لصحيفة «تقدمي» حيث أوضح «أن فعاليات المعارضة الموريتانية ستشهد بعد عيد الفطر تطوراً كبيراً». وقال «موقف المنتدى وربما معه في ذلك قوى معارضة وازنة أخرى سيعلن عنه قريباً وسيشفع بخطة عمل لا شك سيكون ليوم الاستفتاء، إن كان، مكان بارز فيها». وأكد ولد منصور «أن المعارضة تنظر لثورة الشيوخ باعتبارها عملاً وطنياً جليلاً». وقال «مواقفنا في شأن ثورة الشيوخ واضحة والتواصل قائم فمنهم كتلة تنتمي لأحزاب المعارضة وفيهم شخصيات قيادية من المنتدى». وتحدث ولد منصور في «يسألونك»، عن انتخابات 2019 الرئاسية، فأوضح «ان منتدى المعارضة يفكر من خلال لجنة مختصة في موضوع التناوب 2019 والنقاشات جارية في هذه اللجنة لتحديد الاستراتيجية الأفضل في التعامل مع هذا الاستحقاق المهم «. وأضاف «شخصياً أرى ان تتوجه المعارضة الديمقراطية نحو رؤية ومرشح موحدين لها في تحول 2019 ذلك الأفضل وغيره ممكن ولكنه مفضول، والتفكير في رأيي ينبغي أن يتوجه نحو مشروع ومرشح جامعين لقوى التغيير الديمقراطي وربما لا تكون العناوين الحزبية هي الأنسب لذلك». ولعل النشاط المنتظر الذي سيقوم به مجلس الشيوخ الموريتاني هو الأكثر إحراجًا للحكومة كونه يعتمد على ترتيبات في الدستور. وتبدأ مرحلة ما بعد عيد الفطر متزامنة مع مقاطعة مجلس الشيوخ الموريتاني للحكومة ووقفه لجلسات الأعمال التشريعية. وأكدت لجنة الأزمة في مجلس الشيوخ «أن مقاطعة المجلس للحكومة وتعليق العمل التشريعي سيتواصل إلى حين محاسبة وزير التعليم سيدي ولد سالم على الإساءات في حق المشرعين الموريتانيين ممثلين في أعضاء مجلس الشيوخ، وامتثال جهاز الدرك الوطني للقرار الصادر عن مجلس الشيوخ بالإيقاف التام للمتابعة في حق الشيخ محمد ولد غده، وذلك عبر إعادة كل المحجوزات التي لا زال الدرك يرفض تسليمها للشيخ الموقر، بما في ذلك السيارة والهاتف، في خرقٍ وتحدٍ سافرٍ لقرار مجلس الشيوخ في هذا الخصوص». وأعلن المجلس عن «بدئه إجراءات الطعن لدى المجلس الدستوري، في القانون الاستفتائي الذي ستقدمه الحكومة للاستفاء الشعبي المقرر في الخامس من آب/أغسطس المقبل وذلك قبل نهاية الدورة البرلمانية الحالية». وكشف المجلس في بيانه عن « فتح تحقيق في إنفاق ما يسمى اللجنة المستقلة للانتخابات ما يناهز الملياري أوقية من أموال الشعب رغم انتهاء صلاحيتها واستحالة التجديد لها، فضلاً عن كون المسار الانتخابي المتعلق بالاستفتاء لاغياً دستوريا وغير مبرر سياسياً ولا يخدم السلم والاستقرار ولا تعزيز الديمقراطية»، حسب تعبير المجلس. وتؤكد هذه المؤشرات كلها أن موريتانيا مقبلة على سخونة سياسية غير مسبوقة قد تقود لتطورات أكبر. موريتانيا: سخونة سياسية منتظرة بعد عيد الفطر قد تقود لتطورات أكبر |
قبلان: أيها الملوك والأمراء تعانقوا مع طهران التي كانت وستبقى عضداً لكم ولبنان: خطب عيد الفطر ركّزت على حفظ الاستقرار السياسي وضبط السلاح المتفلّت Posted: 26 Jun 2017 02:18 PM PDT بيروت ـ «القدس العربي» : غابت الحركة السياسية في عيد الفطر وتركّز الاهتمام على متابع خطب العيد التي ركّزت في معظمها على ضرورة حفظ الاستقرار السياسي والامني في لبنان والتنديد بمحاولة استهداف المسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف في المدينة المنوّرة. واعتبر مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، في خطبة عيد الفطر من جامع محمد الامين في وسط بيروت أن «هناك أموراً إيجابية حصلت في لبنان منها إقرار قانون جديد للانتخاب والأهم أنه حصل في أجواء توافق وطني كبير وهناك شكاوى من غموض القانون وصعوبة في تطبيقه لكننا متفائلون لأنه كما جرى التوافق على الاقرار يمكن التوصل إلى توافق على طرق التطبيق». وقال «لقد طال انتظار اللبنانيين للانتحابات والتي قد يكون إجراؤها في اهمية القانون نفسه»، مشدداً على أنّه «لا صدقية في أي نظام سياسي من دون انتخابات حرة ومنظمة». وتطرّق دريان إلى قضيّة السلاح المتفلّت، مشيراً إلى «ضرورة ضبط ظاهرة السلاح المتفلت على مختلف الاراضي اللبنانية»، مؤكداً أنه «على الدولة أن تضرب بيد من حديد لضبط هذه الظاهرة الخطيرة». وحول إحباط الهجوم الإرهابي الذي كان يستهدف الحرم المكّي، شدّد المفتي دريان على أنّ «أمن المسجد الحرام في مكة المكرمة وأمن المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة هو خط أحمر لا نرضى أبداً أن يتخطاه احد أو أن يزعزع امنهما واستقرارهما أحد»، معتبراً أن «ما جرى في مكة المكرمة من محاولة فاشلة لاستهداف الحرم المكي الشريف هو جريمة نكراء وغير عادية بل هي أم الجرائم ومن قام بهذه الجريمة وبهذا العمل الشنيع أو حرض عليه ارتكب أكبر المحرمات والتعرض للقبلة تعرض لكل مسلم بعينه». ونوّه المفتي دريان بـ«الجهود التي قام بها المسؤولون في السعودية ويقومون بها وعلى رأسهم الملك السلمان وولي العهد لكشف هؤلاء الارهابيين والضرب على ايديهم ليكونوا عبرة لكل من يحاول المس بأمن السعودية واستقرارها»، مؤكداً ان «المسلمين في لبنان مع السعودية في السراء والضراء والعسر واليسر ويهمهم أمنها كما يهمهم أمنهم فنحن جسد واحد». وأدى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان صلاة عيد الفطر لهذا العام في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، وألقى خطبة العيد التي جاء فيها «ما يجري في مناطقنا ودولنا ليدمي القلب، ويدعونا إلى أن نرفع الصوت باتجاه كل من يسمع ويعي، محذرين من مخاطر ما يجري، وإلى ما قد يستجره على أمتنا وشعوبنا من ويلات وخراب ودمار. فأي إسلام هذا! وأي دين ندين حتى نتنازع ونتخاصم ونسقط في شباك الفتن! ألم يحذرنا رسول الله (ص) من الفتنة! ألم ينهانا عن قتل بعضنا بعضا! ألم يدعونا إلى الوحدة والتآخي! ألم يأمرنا الله سبحانه وتعالى بأن نكون في سبيله صفا كالبنيان المرصوص؟ أين هي هذه الوحدة؟ وأين هو هذا البنيان المرصوص؟ ونحن على هذا النحو من التشرذم والفوضى والحروب التي تدمر دولنا، وتقتل شعوبنا، وتهجر أبناءنا، وتتيح لمن يريد الكيد لنا بأن يفعل ما يشاء، وينهب ما يشاء، ويقسم ما يشاء، ويبني مصالحه على حساب خرابنا ودمارنا وفقرنا وجوعنا». واضاف قبلان «أين أصحاب العقل؟ أين أصحاب الرأي والحكمة؟ ألا يوجد في هذه الأمة من ينادي بالحوار ويقول: تعالوا إلى الصلح، تعالوا إلى شبك الأيدي ووقف الخصام، تعالوا إلى قوله تعالى (إنَ هَذه أمَتكم أمَة وَاحدَة وَأَنَا رَبكم فَاعبدون). ما هذه المدارس التي صنعتموها، وهذا الإرهاب الذي دفعتم الأموال طائلة لصناعته! فها هو ينقلب عليكم، ويهدّد عروشكم، ويستهدف دوركم، فهل من يقظة وانتفاضة على كل ما دبرتم وخططتم؟ هل من توبة نصوحة ولو بعد خراب العراق وسوريا واليمن، تنطلقون بعدها إلى وحدة تجمعكم، وشراكة تضمكم، ومودة تؤاخي بينكم، ومسيرة تظهر حقيقة الإسلام الذي شوهتموه بأموالكم، وحولتموه إلى خلايا إرهابية لا ترى الله إلا محباً للقتل وسفك الدماء، فخدمتم إسرائيل، وحرّضتم على كل من يقول لا إله إلا الله.اتقوا الله أيها القادة والزعماء في هذا اليوم المبارك، اتقوا الله أيها الملوك والأمراء والرؤساء، وانزعوا من قلوبكم كل غل، ومن عقولكم كل رهان وارتهان، وتصافحوا وتناصحوا وتكاتفوا، فأنتم وشعوبكم وخيراتكم وثرواتكم في خانة الاستهداف والابتزاز، فلا تنخدعوا، ولا تتواكلوا، ولا تظنوا يوماً بأن المال يحميكم ويدفع عنكم، بل محبة الناس تبقى هي المعتمد وهي الأساس، فاستيقظوا وكونوا في مستوى هذه المرحلة العصيبة، واعملوا على تجاوزها بإقفال مدارس الإرهاب، والقضاء على بؤره، بالتعاون والتعاضد في ما بينكم، وبإظهار الإسلام الحقيقي الذي هو دين السماح والانفتاح، والكلمة الطيبة، وتعانقوا مع طهران التي كانت وستبقى عضداً لكم، وسنداً إلى جانبكم في مواجهة أعداء هذه الأمة. فأوبوا إلى الله واذكروا ميثاقه فيكم، بألا تسفكوا دماءكم، ولا تخرجوا أنفسكم من دياركم، فأنتم أمام خيارين لا ثالث لهما: فإما المزيد من الحرب والتهجير والتكفير، وهذا يعني أن المنطقة باتت قاب قوسين أو أدنى من الانتحار العام، وإما الدخول في تسوية تحفظ ما تبقى، وتؤسس لشراكة إقليمية تحول دون الانهيار التام». وحول الوضع في لبنان قال المفتي قبلان «سنستمر في مطالباتنا ومناشداتنا للجميع، بأن ينصرفوا بعد إقرار قانون الانتخاب إلى إدارة شؤون الدولة، وبناء مؤسساتها، وتطبيق ما تم الاتفاق عليه في اللقاء التشاوري الذي عقد في القصر الجمهوري، واعتماد الشفافية في التنفيذ، ومتابعة القضايا التي تهم الناس، وتعالج مشاكلهم الحياتية والاجتماعية، وفق برامج تنموية، ورؤى اقتصادية، تؤمن فرص العمل، وتزيد الناتج القومي، وتخفف من الدين العام، وتشعر الناس بشيء من الاستقرار المجتمعي، والاطمئنان النفسي الذي يلجم الجريمة، ويضع حداً لهذا التفلت، ولهذه الفوضى التي باتت تشكل خطراً على السلم الأهلي في ظل هذا الضيق المعيشي، وهذا الازدحام السكاني، الذي سببه النزوح السوري، حيث باتت معالجته أمراً ملحاً، بما يؤمن عودة الإخوة السوريين إلى بلدهم آمنين، وذلك بالتواصل والتنسيق مع الحكومة السورية، التي ينبغي أن تكون جاهزة ومتجاوبة في هذا الشأن». كذلك، أمّ شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن المصلين في مقام الامير عبدالله التنوخي في عبيه، بمشاركة جمع من الفاعليات والهيئات الروحية والاجتماعية والاهلية.وقال «شعبنا يتطلع إلى الخروج من نفق التجاذبات. فلا بد من ايجاد الحلول الناجعة لملفات الطاقة والمياه وإنهاء مشكلة النفايات ومكافحة تفلت الجرائم والمخدرات وغيرها. إن المعالجات الجادة والفعالة لهذه الأمور تسهم في ما نريده لوطننا من صمود في وجه العواصف والأخطار المحدقة التي يعرفها الجميع. إننا نحيي أصحاب الجهود المخلصة الدافعة في هذا الاتجاه. وقناعتنا هي أن الاستقرار السياسي، وانتظام المؤسسات الدستورية في عملها وحسن أداء مهماتها التي انوجدت من أجلها، هي الأساس المتين للدعم المطلوب للجيش اللبناني وسائر القوى الأمنية الذين يؤديان أدق المهمات وأخطرها دفاعاً عن لبنان وشعبه، وسيادته وحريته، وصوناً للأمن الوطني». أضاف «اننا في هذه المناسبة المباركة، ندعو الى تكريس مبدأ المواطنة فعلاً لا قولاً عبر المناهج التربوية الخاصة والعامة والاحترام التام لآداب الاختلاف. وندعو الى وحدة إسلامية حقيقية تكون بمستوى التحديات الخطيرة التي تواجهها الأمة في مختلف أصقاع العالم، حيث التطرف يشوه صورة الإسلام، وقد كانت محاولة التفجير المدانة والمستنكرة قرب الحرم المكي المكرم خير دليل على حجم هذه التهديدات السافرة التي تشكل تهديدا لكل العالم الإسلامي، في الوقت الذي تنتقل فيه مشاهد إراقة الدماء بين دول المنطقة واحدة تلو الاخرى، فيما محاولات الحلول لا تزال قاصرة عن أي علاج جدي، وفلسطين بأرضها وشعبها ومقدساتها تواصل درب الجلجلة في ما تقاسيه من احتلال وعدوان غاشم». قبلان: أيها الملوك والأمراء تعانقوا مع طهران التي كانت وستبقى عضداً لكم ولبنان: خطب عيد الفطر ركّزت على حفظ الاستقرار السياسي وضبط السلاح المتفلّت سعد الياس |
حماس تدعو السعودية لتكون «عنوانا لوحدة الأمة» وإنهاء الخلاف العربي القائم والتوحد في وجه الاحتلال Posted: 26 Jun 2017 02:17 PM PDT غزة ـ «القدس العربي»: قالت حركة حماس إن العرب والمسلمين يريدون أن تكون المملكة العربية السعودية «عنوانا لوحدة الأمة»، ودعت لإنهاء الخلاف العربي القائم، بعد قيام بعض الدول العربية بمقاطعة دولة قطر واتخاذ قرار بحصارها. وكتب القيادي في الحركة سامي أبو زهري تغريدة على صفحته على موقع «تويتر» جاء فيها «هذا العيد عيون العرب والمسلمين معلقة بالعربية السعودية هذه الدولة الكبيرة والغالية التي يريدها الجميع عنوانا لوحدة الأمة وحاضناً لها». وكان خليل الحية عضو المكتب السياسي لحماس، قد تمنى للأمة العربية ودولها وشعوبها الاستقرار، وأن ينتهي كل خلاف بين الأشقاء العرب «على قاعدة الأخوة والتوحد في مواجهة الاحتلال». وقال في خطبة صلاة العيد أول من أمس، حين تطرق للخلافات العربية القائمة «لا تفرحوا الأعداء في شتاتكم وتمزق وحدتكم، يجب أن نتفق ونتوحد على طرد الاحتلال من فلسطين». ولا تزال الخلافات العربية التي بدأت مع قيام كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر بقطع علاقاتها مع دولة قطر قائمة، بعدما قدمت هذه الدول جملة شروط للدوحة لإنهاء الخلافات، ورفضتها الأخيرة. وفي المناطق الفلسطينية سواء في الضفة الغربية أو في قطاع غزة، لم تعلن القيادة الفلسطينية والرئيس محمود عباس، ولا حركة حماس، مساندتها لأي موقف عربي على حساب الآخر، وفي مرات سابقة دعا الرئيس عباس وقيادة حماس الدول العربية لإنهاء الخلافات، وتمنوا تمكن الوساطة الكويتية والعمانية في رأب الصدع العربي. وفي هذا السياق كان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، قد هنأ الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة بمناسبة حلول عيد الفطر السعيد. وبعث هنية برسالة إلى الشيخ تميم، متقدماً له «وللأسرة الكريمة والحكومة والشعب القطري بعاطر التهاني وأجمل التبريكات بمناسبة العيد». ودعا في رسالته الى أن ينعم الله على قطر وأميرها وشعبها بـ «الخير واليمن والبركات والأمن والسلام». كما بعث هنية برسالة أخرى للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، قدم خلالها أيضا التهاني بالعيد، إضافة إلى رسالة أخرى بعث بها للأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود هنأه فيها باختياره وليا لعهد المملكة العربية السعودية. وأشار في رسالته إلى العلاقات التاريخية والرباط المقدس بين مدينتي مكة والقدس. وكان الحية قد أكد سعي حركته لمواجهة الحصار على القطاع وكسره، وقال «إن استمرار سياسة الحصار هي محاولة لكسر إرادة شعبنا». وأوضح أن حركته طرقت كل الأبواب لكسر الحصار عن غزة. وقال «طرقنا أبواب أشقائنا في مصر فوجدنا بوابة مفتوحة». وقدم شكره لمصر، وقال «شكراً مصر، وغزة فرحة مسرورة بالبوابات التي ستفتح»، مشيراً إلى اطمئنان الحركة لوعود مصر بـ»ألا يبقى الحصار على غزة مستمراً». وكانت مصر التي استضافت أخيرا وفدا قياديا لحركة حماس، قد سمحت قبل حلول العيد بضخ كميات من الوثود الخاص لتشغيل محطة توليد الكهرباء في غزة، وكذلك مدت القطاع بالوقود الخاص بالعربات، ضمن إجراءات تسهيل، يتردد أنه سيكون من ضمنها فتح معبر رفح المغلق أمام حركة المسافرين. وقدم الحية الشكر للدول العربية التي قدمت المساعدة لغزة، وقال «شكرا لقطر التي ما زالت تمد شعبنا في كل مناحي الحياة في القطاع، وشكراً لكل الدول العربية والإسلامية وكل من دعم وقدم للشعب الفلسطيني». وأضاف «هذا الشكر لأننا أوفياء لأمتنا ونمد أيدينا للجميع». وأكد أن حماس تريد إنهاء الخلافات القائمة في الساحة الفلسطينية، ورفض وسم المقاومة الفلسطينية بـ»التطرف»، وقال «التطرف الذي يستغله أعداؤنا لتشويه الإسلام لا يستقيم مع المقاومة وتحرير الأوطان». وأضاف «لا تخلطوا بين الإسلام وبين الغلو والتطرف، والمقاومة ليست إرهابا و لا عنفا ولا تطرفاً، بل هي حق مشروع في كل الشرائع والقوانين». وفي ملف الأسرى وصفقة التبادل المرتقبة، قال القيادي في حماس «إن ما بين يدي المقاومة قادر أن يحرر الأسرى من سجون الاحتلال الإسرائيلي». وتوجه بالتحية إلى أهل القدس والضفة الغربية والداخل والفلسطينيين في كل مكان. حماس تدعو السعودية لتكون «عنوانا لوحدة الأمة» وإنهاء الخلاف العربي القائم والتوحد في وجه الاحتلال قدمت في العيد الشكر لقطر ومصر لمساعدتهما غزة |
نائب عن الأنبار: إجراءات المساءلة والعدالة مجرد شعارات Posted: 26 Jun 2017 02:17 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: قال النائب عن محافظة الانبار، عادل خميس المحلاوي، أمس الإثنين، إن «اجراءات المساءلة والعدالة مجرد شعارات ترفع لغياب الارادة السياسية وإيهام الرأي العام المحلي والدولي لكسب تأييدهم»، حسب تعبيره. وأكد، في بيان صحافي ان «اجراءات المساءلة والعدالة هي اجراءات قاسية بحق مئات الموظفين والتي تؤكد غياب الإرادة السياسية بمشروع المصالحة الوطنية»، مشيراً إلى أن تلك «الاجراءات تعكس فقط ازدواجية المسؤول، وأصبحت تزداد قسوة بحق موظفي الدولة وبشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة». واضاف: «ليس من الانصاف ان موظفا يخدم البلد طوال 14 عاما وبكفاءة ومهنية عالية يتم الاستغناء عن خدماته، في حين ان البعض منهم قاتل الإرهاب وجرح والبعض الآخر استشهد في عمليات التحرير الجارية ضد عصابات داعش الإرهابية، وخاصة اولئك الذين يعملون في القوات المسلحة، اذ اثبتوا شجاعتهم ووطنيتهم للبلد وبشهادة المسؤولين المباشرين لهم». وطالب المحلاوي «رئيس الوزراء حيدر العبادي بابداء موقفه ازاء اجراءات المساءلة والعدالة والتي يتم اتخاذها بحق موظفي الدولة وخاصة الذين خدموا البلد في الاجهزة الحكومية لسنوات طويلة واثبتوا ولاءهم للوطن وحسن سيرتهم الوظيفية وابعاد هذا الملف عن التأثيرات السياسية والطائفية». نائب عن الأنبار: إجراءات المساءلة والعدالة مجرد شعارات |
مناورة عسكرية إسرائيلية جديدة على حدود غزة وليبرمان ينفي وجود نية لحرب جديدة Posted: 26 Jun 2017 02:16 PM PDT غزة ـ «القدس العربي»: ذكرت مصادر عسكرية إسرائيلية أن قوات الجيش شرعت، ظهر أمس الاثنين، في مناورة عسكرية، استمرت عدة ساعات في مناطق الحدود القريبة من قطاع غزة، في الوقت الذي نفى فيه وزير الجيش أفيغدور ليبرمان، وجود أي مخطط لدى حكومته بشن حرب سواء على الجبهة الشمالية مع سوريا أو لبنان، أو الجنوبية مع غزة. وشاركت في المناورة العسكرية الجديدة، عدة قطاعات من الجيش، وتخللها تعطيل حركة المرور في عدة مناطق. وحسب ما كشف في إسرائيل، فإن قوات من قيادة المنطقة الجنوبية التي تشرف على غزة، اشتركت في المناورة، لافتة إلى أنها كانت مدرجة في جدول مناورات الجيش لعام 2017 ومعدة للحفاظ على الجاهزية تحسبا لأي طارئ. وكالعادة شهدت فترة المناورة العسكرية حركة نشطة للمركبات التي شاركت في التدريب. وهذه هي المناورة الثالثة التي يعلن عنها جيش الاحتلال خلال الشهر الحالي، إذ قام قبل أسبوعين بإجراء مناورة عسكرية في قبرص، شاركت فيها القوات الخاصة، تلتها بعد أيام مناورة أخرى لقوات الجيش في مناطق الشمال. وعملت قوات جيش الاحتلال على إجراء الكثير من المناورات الحربية في مناطق غلاف قطاع غزة، بعد انتهاء الحرب الأخيرة صيف عام 2014، ضمن ما أسمتها عمليات «استخلاص العبر». وجرى تدريب جيش الاحتلال على مواجهة عمليات تسلل عبر «أنفاق المقاومة» التي شيدتها الفصائل المسلحة، من أجل تنفيذ هجمات حال اندلعت مواجهة عسكرية جديدة. وتأتي عمليات التدريبات التي يقوم بها جيش الاحتلال، لمواجهة أي أمر طارئ. يشار إلى أن هناك تهدئة لا تزال قائمة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، منذ انتهاء الحرب الأخيرة برعاية مصرية، وتنص على وقف الهجمات المتبادلة. وفي السياق نقل عن وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، قوله إن بلاده لا تفكر بشن أي حرب سواء على الجبهة الشمالية «سوريا ولبنان»، أو الجبهة الجنوبية «غزة». وقال «هناك كثيرون يتنبؤون بوقوع حرب في الشمال ومع قطاع غزة ولكن لا توجد لدينا أي نية لنقوم بعمل عسكري». وكان ليبرمان يتحدث أمام الاجتماع الافتتاحي للجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست، تعقيبا على تكرار حوادث تسرب القذائف من سوريا إلى مرتفعات الجولان. وقال في وقت سابق، إنه لا توجد رغبة لدى إسرائيل في استعادة السيطرة على قطاع غزة، وغير معقول الدخول في مواجهة عسكرية كل سنتين، غير أنه توعد بتدمر البنى التحتية العسكرية في غزة، إذا فرضت الحرب. مناورة عسكرية إسرائيلية جديدة على حدود غزة وليبرمان ينفي وجود نية لحرب جديدة |
ناشطون يغمزون من قناة معارضة أصالة لبيت الأسد وغض النظر عن جورج وسوف Posted: 26 Jun 2017 02:16 PM PDT بيروت – «القدس العربي» : في غياب أي نشاط سياسي في عطلة عيد الفطر التي تمتد الى يوم الثلاثاء، إنشغل اللبنانيون بخبر توقيف الفنانة السورية أصالة في مطار بيروت، حيث لم تكن تعلم أن مجيئها من القاهرة الى بيروت لتلبية دعوة شركة «إيغل فيلمز» لصاحبها جمال سنان الى إفطار في أحد فنادق العاصمة سيسبّب لها المشاكل لدى مغادرتها بذريعة حيازتها وتعاطيها المخدرات. فقد أوقفت في مطار بيروت أثناء مغادرتها مع زوجها المخرج المصري طارق العريان في عيد الفطر بعد العثور في نقطة التفتيش على غرامين من مادة الكوكايين في علبة بلاستيكية صغيرة قيل إنها علبة الماكياج الخاصة بها، وعلى الفور تم تحويلها الى الجهات المختصة، ومن ثم إلى مدعي عام جبل لبنان الذي حوّلها بدوره إلى القضاء المختص للبت بالقضية. وأفيد أنه لدى خضوع أصالة لنتائج فحص المخدرات جاءت النتيجة ايجابية، وتباينت المعلومات حول ما أدلت به أصالة فبعضهم قال إنها أنكرت حيازتها الكوكايين وأنها إتهمت أحد الاشخاص بدسّ هذه المادة لها بهدف الايقاع بها فيما ذكر آخرون أنها إعترفت بحيازتها الكوكايين للاستعمال الشخصي وليس للاتجار. وبعد ساعات على التوقيف أصدر القاضي في جبل لبنان كلود كرم قراراً بتخلية أصالة بسند إقامة على أن تخضع بعد فترة لفحص تعاطي المخدرات. وتعد أصالة 48 عاماً من أشهر فنانات الوطن العربي ولها جماهيرية واسعة، وهي ابنة الفنان السوري الراحل مصطفى نصري. واشتهرت منذ بداية الاحتجاجات في سوريا بمواقفها المعارضة للرئيس السوري بشار الأسد وغادرت البلاد على إثرها. واللافت أن البعض على مواقع التواصل الاجتماعي غمز من قناة توقيف اصالة بسبب معارضتها للنظام السوري وغض النظر عن آخرين، وكتب الصحافي انطوان مراد المنتمي الى فريق 14 آذار «أوقفوا أصالة المعارضة للنظام السوري لأنهم ضبطوا معها 5 غرامات من الكوكايين.أما التهريب بالاطنان عبر المعابر الشرعية للمخدرات ولسائر أنواع البضائع امام أعين الأجهزة الأمنية التي تنظر ولا ترى فهو تصدّ للعدو الصهيوني ورسالة انسانية كونية». وكتب رياض نجم القريب من الحزب الشيوعي «توقيف المعارضة السورية أصالة في مطار بيروت على أساس أن في حوزتها مخدرات.أما أبو وديع (جورج وسوف) حزّك مزّك عبر مطار بيروت وما بيتعاطى إلا بالتقيل… ما سمعنا حدا وقّفه.. قصة أصالة معارضة لبيت الأسد». وعلّق محمد قازان المنتمي الى حزب الله على خبر الافراج عن أصالة قائلاً «أصلاً هول مش كوكايين مع أصالة…هول حليب بودرة كانوا باقيين مع عقاب (ويقصد النائب عقاب صقر). وكان ناشطون على موقع «تويتر» حمّلوا حزب الله والنظام السوري مسؤولية توقيف أصالة بحسب التعليقات التي رصدتها « القدس العربي» كالآتي: -»الفنانة أصالة نصري تدفع ثمن موقفها المشرّف من الثورة السورية ومن قضية شعبها. حقاً إن الحياة وقفة عز.. تحية للفنانة أصالة الدمشقية. - د. علي محمد العامري: بتهمة المخدرات أمن مطار بيروت يوقف #أصالة_نصري، معروف عنها معارضتها لنظام #بشار_الأسد ومعروف أيضاً أن مطار لبنان تحت سيطرة #حزب_الله … فهمتم. - حسين_مرتضى سخر قائلاً «قال هيدا دوا للأوتار الصوتية ما فيها تسحب الأوووف بدون شمة». - محمود أبو علي: حزب الله هدّد أولادها سابقاً… والآن حقق تهديده بها، بح سياحة بلبنان .. العزلة للبنان قادمة». -هنادي «هلق عرفنا ليش أصالة نصري خايفة أنها تجي على لبنان، شو يا بطة لقطوكي معك مخدرات في مطار بيروت». – د. خميني الاخوان: تم وضع كمين من حكومة بشار بمطار بيروت للفنانة أصاله نصري وتم القبض عليها واحالتها للمخابرات اللبنانية السورية!». - الإعلامية نضال الأحمدية وقبل الافراج عن أصالة نشرت عبر حسابها على «تويتر» مقطعاً مصّوراً لها أعلنت فيه أنه «تم إلقاء القبض على أصالة نصري في مطار بيروت الدولي وبحيازتها كمية من الكوكايين، ولمّا سألها الضابط هل تتعاطين الكوكايين فقالت ابداً، تمّ فحصها وتبيّن أن في دمها كوكايين. وتمّ اعتقالها في مخفر حبيش، حيث المدمنات والداعرات، للأسف لو كنت أعرف أن اصالة نصري (بتكوكن) كنت بحياتي ما رديّت عليها بتمنالها الخلاص من كل قلبي وحسبي الله ونعم الوكيل، والشعب السوري كله يقول حسبي الله ونعم الوكيل». - الدكتور هاوس: «المفروض #أصالة_نصري تتحاسب لسببين، أولاً لأنها عم تهرّب كوكايين وثانياً لأنها عم تتعدى على اختصاص حسن نصرالله بهذه الأعمال، عيب». ناشطون يغمزون من قناة معارضة أصالة لبيت الأسد وغض النظر عن جورج وسوف ناديا الياس |
عن حصار قطر و«الجزيرة» واعتقال الدوريات الأكاديمية Posted: 26 Jun 2017 02:15 PM PDT لديكم عشرة أيام لتنفيذ المطالب المذكورة والا… هذا الانذار العاجل ليس موجها من شركة كهرباء أو غاز إلى زبون تجاوز الفترة الاولى المحددة لدفع فاتورة الحساب ومدتها 4 أسابيع، عادة. انه انذار موجه من اربع دول هي المملكة العربية السعودية والامارات والبحرين ومصر، ضد دولة قطر التي كانت، حتى الأمس القريب، دولة « شقيقة» وعضو في إتحاد يضم « أشقاء». تضمن الانذار 13 مطلبا، حاولت الدول الاربع بساستها وخبراء القانون لديها، صياغتها، بعد اسبوعين من اعلانها « مقاطعة» قطر، الدولة المارقة بمنظور الدول الاربع، وما احاط ذلك من تخبط اعلامي، بغية توضيح الأسباب للرأي العام في البلدان الخمسة والمنطقة والعالم. فجاءت المطالب لتزيد الغموض غموضا، والمحاججة هلامية رخوة مثل بطن حلزون، خاصة، فيما يتعلق بتهمة مساندة الإرهاب والمطالبة بإغلاق شبكة «الجزيرة» الإعلامية والقنوات التابعة لها، بالاضافة إلى المطالبة باغلاق عدد من الصحف والمراكز الفكرية. جاء تسلسل الاحداث غريبا. بدأ بتنفيذ المقاطعة ثم الاعلان، بعد أسبوعين، عن المطالب، أي الاسباب الداعية إلى تنفيذ المقاطعة، يماثل التسلسل أصدار حكم الاعدام على شخص وتنفيذ الحكم به، ثم توجيه انذار اليه يطالبه باعلان التوبة. هذه هي صورة المنطق اللامنطقي التي يراد من الشعوب العربية المنهكة، أساسا، جراء نزاعات الحكام وخصوماتهم وتبعيتهم، الاقتناع بها ومسايرتها. لننظر إلى تهمة الإرهاب. الملاحظ ان حزمة المطالب ملفوفة، بأناقة، بمصطلح « الإرهاب»، باعتبار دولة قطر داعمة له، و الدول الاربع الأخرى محاربة له. وهو تقسيم كونكريتي صلب، أسسته ادارة المحافظين الجدد الامريكية، وأطلقه الرئيس الامريكي جورج بوش بعد الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001، ليتم تقسيم الدول وحكوماتها إلى معسكرين لا غير : « اما معنا او ضدنا « تحت راية «محاربة الإرهاب». هذه الايديولوجيا، المفروضة، قسرا، من الخارج على شعوب المنطقة، هضمها الحكام العرب، مثل وجبة طعام سريعة، ثم اجتروها وتجشأوها على الشعوب، سياسيا واعلاميا، باعتبارها من بنات أفكارهم وسياستهم المناوئة للتطرف. من هذا المنطلق، تأتي تعليبة مطالب الدول الاربع، متماشية مع قالب «محاربة الإرهاب»، على الرغم من تآكله لكثرة استخدامه، تبريرا، وابتزازا، وشرعنة للقمع والقتل من قبل أشخاص ومنظمات ودول، حسب الحاجة والطلب. والويل الويل لمن لا ينضم إلى تحالفات القصف الجوي، والطائرات بلا طيار، واغتيالات العمليات الخاصة والفرق القذرة وتفجيراتها، واستخدام أسلحة اليورانيوم والفسفور الابيض، ناهيك عن القتل اليومي، المباشر، وغير المباشر، للفلسطينيين، بقيادة الولايات المتحدة الامريكية، وتحالف الكيان الصهيوني، ومباركة الحكومات المحلية في العراق وسوريا واليمن ودول الخليج. الملاحظ، ايضا، اصرار الدول الاربع على استخدام مصطلح « مقاطعة « توصيفا لاجراءاتها ضد قطر التي اعتبرتها « حصارا وعقوبات اقتصادية شديدة»، وهو اجراء أقرب إلى العقوبة الجماعية اذا ما روجعت التفاصيل. مايسترعي الانتباه هو استخدام هيئة الاذاعة البريطانية ( البي بي سي)، تعبير الحصار والعقوبات الاقتصادية في تغطيتها للحدث، مما يدفع إلى التساؤل عما يمنع الدول الاربع من ارسال انذار إلى الحكومة البريطانية للمطالبة باغلاق البي بي سي وقنواتها، كما الجزيرة، خلال عشرة ايام والا… لا يمكنني الا عقد المقارنات البعيدة والقريبة التي تمس جرحا لم يندمل بعد عراقيا. ولأن العراق عاش اطول فترة حصار في التاريخ المعاصر، وصفه دنيس هاليداي، مندوب الامين العام للامم المتحدة بالعراق ( 1997-1998)، المستقيل احتجاجا، بانه « جريمة ابادة ضد الشعب العراقي»، ولأنني كنت من المناهضين بقوة لسياسة الحصار على الشعب مع معارضتي، في الوقت ذاته، لسياسة النظام العراقي السابق، يعيدني فرض الحصار على قطر، وترويجه، اعلاميا، وابتزاز وانزال العقاب بكل من يرفع صوته احتجاجا او معارضة، حسب قاعدة « أما مع أو ضد»، إلى كيفية تسويق امريكا حصارها الجائر ضد الشعب العراقي، بمساهمة دول عربية « شقيقة»، على مدى 13 عاما باعتباره « عقوبات اقتصادية»، حتى وهي تبرر قتل نصف مليون طفل جراء الحصار، باعتبار انه « ثمن يستحق الدفع»، بلسان وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت. كل ذلك الخراب البشري والمادي، تم بناؤه على أساس كاذب هو امتلاك العراق أسلحة دمار شامل تهدد العالم خلال 45 دقيقة! أليس هذا النموذج، الواضح، في التلفيق، والتضليل، ونتائجه الكارثية على الشعب العراقي وانعكاساته على بقية الدول العربية والعالم، درسا يدفع إلى تمحيص الخطاب الرسمي للقوى العظمى والدول المحكومة بالقطيعة مع شعوبها والتبعية لمن يزودها بالسلاح ضده، وهي سمات كافة الدول العربية بلا استثناء؟ الا تستحضر أجواء اتهام قطر بالإرهاب، اليوم، ذلك العراق الذي حكم عليه بالاعدام متهما بامتلاك اسلحة الدمار الشامل كذبا وزورا؟ تأخذنا ذات الاجواء المسربلة بالتهديد والابتزاز، إلى المطالبة باغلاق قناة الجزيرة وغيرها. فبالاضافة إلى كون حرية الرأي والتعبير من اساسيات حقوق الانسان، كيف يمكن تمحيص الخطاب الرسمي لأية دولة، وتقديم الحقائق، وتوسيع فسحة المعلومات بعيدا عن الخطاب السائد، واغناء وجهات النظر، بدون تعددية اجهزة الأعلام، ومراكز البحوث والدراسات، لتنمية الوعي النقدي ؟ الا يؤدي التخندق العقلي إلى جعل الشعوب أسيرة الخطاب الرسمي / الحزبي/ الايديولوجي، الواحد، المكرس لمسخ الآخر باعتباره عدوا يستحق التطهير؟ ترى ما الذي فكر به سياسيو الدول الاربع وهم يشترطون اغلاق قناة تلفزيونية قد لا يتفق معها الكثيرون، لكنها ضرورية ضرورة تعدد الاصوات والآراء؟ واذا كانت الانظمة العربية تعمل، عادة، على منع اجهزة الاعلام ومراكز الدراسات، بشكل شبه مستور، فأن تحويل اغلاق قناة الجزيرة والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات إلى مطلب، علني، أساسي لرفع الحصار عن قطر، يشكل نقلة نوعية في تعامل الانظمة مع شعوبها لاسكات الاصوات المغايرة، مهما أختلفنا معها. وهل ستكون الخطوة التالية في كسر المستور الأعتراف الرسمي بالعلاقة مع الكيان الصهيوني العنصري وتحقيق أمنية مجرم الحرب نتنياهو بزيارة مكة المكرمة؟ ولأننا نعيش في عصر المفارقات المضحكة المبكية، اجدني غير قادرة على التخلص من غواية التساؤل عن مغزى الخبر التالي: صادرت السلطات المصرية، يوم الأربعاء الماضي، العدد 20 من دورية «عمران» للعلوم الاجتماعية، وهي دورية أكاديمية، صادرة عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. ترى كيف سيحمي منع الدراسات الاجتماعية، التي نحن من اضعف امم الأرض فيها، الشعب المصري والعربي، عموما، من خطر الإرهاب؟ ٭ كاتبة من العراق عن حصار قطر و«الجزيرة» واعتقال الدوريات الأكاديمية هيفاء زنكنة |
ستؤكلون يوم تؤكَل قطر أيها العرب Posted: 26 Jun 2017 02:15 PM PDT أتمنى ألاَّ يحدث هذا، لكن إذا حدث ـ لا قدّر الله ـ وردت الحكومة القطرية بالموافقة على الطلبات الثلاثة عشر (أو بعضها) التي تقدمت بها حكومتا السعودية والإمارات، فاقرأوا الفاتحة على المنطقة العربية جمعاء، وهللوا لزمن سعودي جديد مدته طويلة وثمنه باهظ. إذا خضعت قطر، فالذين يجب أن يلطموا خدودهم ويفتحوا بيوت العزاء لمستقبلهم واستقلال قرارهم، هم العرب الآخرون، من الرباط إلى مسقط. ليس لأن قطر تصمد الآن نيابة عن الأمة جمعاء وتذود عن شرفها. القضية أبعد بكثير عن هذا الكلام الكبير. ما هنالك أن إخضاع دولة صغرى على يد أخرى «كبرى»، أيًّا كان اسم الدولتين، بهذا الأسلوب، يجب أن يُرفَض لأنه: سيشكل سابقة خطيرة ومشؤومة في العجرفة السياسية، وسيفتح شهية الظالم إلى مزيد من الظلم، وسيزرع في «الصغار» الخوف ويقتل فيهم أي رغبة في التميز. بغض النظر عن السياسات القطرية، الداخلية والخارجية، وهي مشاكسة ومثيرة للجدل، اتفقنا معها أم اختلفنا، أُعجبنا بها أم رفضناها، الأمر هنا يتجاوز سياسات ومواقف منها إلى سيادة واستقلال. أن تختلف معي أو لا أُعجبك، لا يمنحك حق أن تتنمر عليّ وتملي عليّ رؤيتك في الحياة، حتى لو كنت أنت «شقيقي» الأكبر. إننا أمام نموذج دولة «كبرى» تريد أن تطبِق على أخرى صغرى لمجرد أنها تحاول التميز وإثبات ذاتها. حتى لو كان المرء أشد الناس عداوة لقطر، لا يجب أن يقبل بهذه القائمة وتلك الطريقة التي قُدمت بها والشروط المرافقة لها، لأن القضية قضية مبدأ وتصح فيها مقولة «ستؤكلون يوم تؤكل قطر أيها العرب». ناهيك عن أن المطالب الثلاثة عشر تفتقد للعقل والمنطق والقبول، هناك مأساوية الطريقة التي قٌدّمت بها والتي تنضح غرورا وتهورا وعلوا وغلوا ولامسؤولية. عندما تتقدم حكومتا السعودية والإمارات (أتعمد تجاهل البحرين لأنها بالكاد تمسك بذيل القرار السعودي، ومصر لأنها أمست بلا كرامة وموقف) بهذه القائمة المهينة من المطالب، ثم تمهلان «العدو» عشرة أيام لتنفيذها، فهما تكشفان عن رغبة في التصعيد وتبييت النية لتوتر أكبر وأخطر. أيّ حكمة وما الهدف من مهلة عشرة أيام عن مطالب يحتاج بعضها سنين للتحقق؟ (إذا افترضنا أن بها بعض الوجاهة والطرف الآخر لا يمانع من مناقشتها). الذين صاغوا قائمة المطالب ثم تفتقت قريحتهم بمهلة الأيام العشرة، فعلوا كذلك بهدف تعجيز الطرف الآخر ورصِّه في الزاوية، ثم الانتقال إلى المرحلة الأخرى من المواجهة. لكنهم في الحقيقة كشفوا أنهم مجرد هواة سياسة أساؤوا لأنفسهم وبلدانهم. قد يقول قائل إن الأمر يتعلق برفع سقف المطالب إلى الحد الأقصى حتى يتحقق منها أفضل الممكن أثناء التفاوض. كان هذا الكلام سيبدو منطقيا شيئا ما لو أنه سيق في نهاية حرب أو مفاوضات استسلام بين طرفين تقاتلا حتى خارت قواهما. الواقع أننا أمام أزمة مفتعلة وفي بدايتها لا نهايتها، والذين اخترعوها تلاميذ مبتدئون لا هم واثقون من اتجاهها ولا مدركون لشكل نهايتها (تكفي تصريحات الوزير الإماراتي أنور قرقاش وكلها خبط وتناقضات). إذا خضعت قطر واستجابت ولو لجزء يسير من تلك المطالب، تحت أيّ ظرف من الظروف، فالثمن سيكون بلاءً على المنطقة أكثر مما سيكون عليها وحدها. وسيكون ذلك مقدمة لعقود من الهيمنة السعودية ـ الإمارتية التي لا شيء يدعو للتفاؤل بها. كان الأمر ربما سيكون مقبولا لو أن السعودية نموذج إيجابي يُحسد. بيد أن بيتها من زجاج وهي ليست في وضع يخوّلها حق إعطاء الآخرين دروسا في أي مجال من المجالات. فالسعودية لا تملك ما تفيد به مَن تريد أن تقودهم.. لا هي قوة اقتصادية واجتماعية تقف على أرضية صلبة، ولا قوة حضارية، ولا نموذج ديمقراطي مشرق، ولا مدرسة في الحكمة والحكامة. يكفي أنها، منذ عقود، المنتِج الأصلي والراعي الحصري للتطرف الديني الذي أصبح إرهابا. وليست الإمارات أفضل حالا. عدا تلك الأبراج المغروسة في الصحراء، سيتعب المرء في البحث عمّا من شأنه أن يشكل عزاءً مقابل الهيمنة. (تذكروا تجربة البلدين في اليمن: بعد سنتين ونصف من «الحزم» و«الأمل»، فرّ رئيسه وانفصل جنوبه ومات نصف شعبه بالجوع ونصفه الآخر بالكوليرا). ستكون قطر بداية مسلسل طويل من «الفتوَّة» تمارسها السعودية مستغلة وضعها المعنوي والروحي بين العرب والمسلمين، ودولة أصبحت مارقة اسمها الإمارات العربية المتحدة، مستفيدة من ثرواتها المادية ومدفوعة بعُقد بعض حكامها تجاه شعوب مغلوبة على أمرها تجرأت يوما على الحلم بالتغيير. انتصار السعودية والإمارات على قطر في هذه الأزمة، سيفتح لهما الأبواب مشرّعة لتفعلا بأي دولة عربية لا تعجبهما أو تتمرد على هيمنتهما ما فعله الجيش السوري بلبنان بين 1976 و2005. لديهما الأموال، والجرأة، والتهور كذلك. والأهم ستكونان مسلحتين بسابقة تاريخية وسياسية اسمها… قطر. ٭ كاتب صحافي جزائري ستؤكلون يوم تؤكَل قطر أيها العرب توفيق رباحي |
دروع بشرية في الأزمة الخليجية Posted: 26 Jun 2017 02:14 PM PDT ليست المنظمات المصنفة إرهابيا وحدها هي من تستخدم السكان دروعا بشرية، بل هنالك دول باتت تستخدم هذا الأسلوب أيضا لتحقيق أهدافها السياسية في صراعاتها مع دول أخرى. لكن الأكثر غرابة في هذا الموضوع هو أن يتم تطبيق هذا الاسلوب ضد شقيق، كما هو حاصل اليوم ضد شعبنا العربي في قطر. صحيح هي ليست المرة الأولى التي تحصل، فقد سبق ذلك حصار ضد العراقيين، كان فيه الاشقاء الأكثر قسوة في تطبيقه، لكن هذه المرة الوضع مختلف مع قطر. فحصار العراق كان الاشقاء يبررونه بأنه التزام بقرارات الشرعية الدولية، لكن ما هو التبرير لحصار قطر اليوم؟ وما معنى أن يقفز صانع القرار السياسي في دول الحصار من فوق كل الاجراءات الممكنة الاخرى، كالطرق الدبلوماسية والأعراف القبلية والصلات العائلية، التي منذ أكثر من 36 عاما كان مجلس التعاون الخليجي يتغنى بها، ليصل إلى ذروة الاجحاف والظلم بحق الشقيق القطري؟ هنا لابد من القول بصراحة متناهية، بأن دول الحصار اتجهت اتجاها لاأخلاقيا في تطبيق سياساتها، حينما وضعت شعبنا في قطر والسعودية والامارات والبحرين، وقودا لماكنتها السياسية، في سبيل تحقيق أهدافها ضد قطر. بمعنى أنها وضعت هذه الكتلة البشرية دروعا أمامية تضغط بها تجاه النظام السياسي في الدوحة، كي تجبره على الركوع والاستسلام وتغيير سياساته، وهو الفعل نفسه توصيفا وحقيقة، ذلك الذي تستخدمه المنظمات المصنفة إرهابيا، حين تريد الدفاع عن نفسها في حالة شن الحرب عليها. بمعنى آخر، أن صناع القرار في مجموعة دول 3+1، وضعوا معاناة أهلنا في الخليج وسيلة لإنجاح قرارهم السياسي. فأية قراءة سريعة لاجراءات دول الحصار ضد قطر، وأية نظرة إلى الصورة التي نتجت عن هذه القرارات، تأخذنا إلى تشتت غير مسبوق لعائلات لا ناقة لها ولا جمل في كل ما حصل. فطفل رضيع يحمل الجنسية الإمارتية يتم فصله عن أمه لانها من دولة قطر، ويطلب من أرملة تقيم مع أولادها بالعودة إلى بلدها وتركهم، لأنهم يحملون الجنسية القطرية، وكثير من الطلبة تركوا مقاعد دراستهم في الفصل الأخير من السنة الدراسية، فقط لان اشتباكا سياسيا حصل بين الاشقاء. ومئات العوائل ضربها زلزال التشتت لان أفرادها كانوا يحملون جنسيات خليجية مختلفة، كما انتهكت أبسط حقوق الإنسان في حرية التنقل والإقامة، في وقت كان فيه المسؤولون أنفسهم يباركون دائما هذه الحريات، التي تم تشريعها داخل منظومة مجلس التعاون الخليجي. إن أستهداف المدنيين بشكل مقصود وسافر لتحقيق هدف سياسي ضد دولة أخرى، يعني ممارسة الإرهاب بشكل واضح وجلي. فليس اختباء العناصر المسلحة والميليشيات داخل الاحياء وبيوت المواطنين، وإجبارهم على البقاء في بيوتهم وعدم تركها، تجنبا للقصف الذي يطال عناصر هذه الجماعات وحده إرهابا، بل صنع قرارات سياسية، حشوتها الدافعة مأساة المواطن، والإخلال بعلاقاته الاسرية والاجتماعية يسمى إرهابا أيضا. فرئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر، يشير إلى أن الاجراءات التي قامت بها دول الحصار تؤدي إلى (تشتت الاسر وتترك الكثير من الآثار السلبية على العلاقات الاجتماعية). وأن التقرير الصادر عن هذه اللجنة في 13 يونيو الجاري يحدد بأن 11387 مواطنا من دول الحصار كانوا يقيمون في قطر، دفعوا ثمن هذا الإرهاب السياسي، حين اضطروا لترك منازلهم ووظائفهم ومدارسهم، وعادوا مجبرين إلى دولهم، لان عدم العودة تعني أنهم يخالفون أمر الله وولي الأمر. كما تسببت قرارات الحصار في إجبار الكثير من أصحاب المشاريع التجارية الصغيرة لغلقها والعودة إلى بلادهم، وبذلك نكون أمام عملية قطع للارزاق ومحاربة الناس في مصادر كسبهم وعيشهم. على صعيد آخر فإن الاجراءات المتخذة ضد قطر لم تسلم من انتقادات منظمات حقوقية دولية أيضا. فقد نددت منظمة العفو الدولية بالحصار، ووصفته بأنه تلاعب بحياة الاف من المواطنين الخليجيين، لانه دمر سبل عيشهم وفرق شمل عوائلهم. كما أشار مفوض الامم المتحدة السامي لحقوق الإنسان رعد بن زيد، إلى التأثير المحتمل للحصار قائلا «إن التدابير المتخذة بشكل مفرط ضد قطر، تعرقل بشكل خطير حياة الالاف من النساء والاطفال والرجال»، وإن الإجراءات التخفيفية التي أعلنتها السعودية والامارات والبحرين، لمعالجة الاحتياجات الانسانية للعائلات المختلطة الجنسية غير فعالة. في حين نبهت منظمات حقوقية عالمية عديدة، إلى أن توجيه الاتهامات إلى قطر، دون تحقيق قضائي مستقل، يعني احتكار هذه الدول الحقيقة لنفسها فقط . كما تساءلت عن قانونية مقاطعة وحصار مؤسسات خيرية مهنية، كانت تعالج أزمات إنسانية في مختلف بقاع الارض بالمشاركة مع منظمات دولية. لقد غيبت الكراهية والضغينة عن ذهن صانع القرار السياسي لدول حصار قطر، بأن هذا الاجراء، صحيح أنه أداة فعالة في الحاق الضرر بالدولة المُحاصرة من الناحية النظرية، لكن في المنظور العملي لن تتحقق به أية مكاسب سياسية. فالتراث السياسي العالمي يشير إلى أن تجارب فرض الحصار على الدول لم تأت ثمارها، بل أخفقت حتى في تحقيق الحد الادنى من الأهداف المرجوة من وراء فرض الحصار. وكلما مر الوقت فإنه يتآكل ويتفكك، بل يساعد الدولة المفروض عليها بأن تجد الكثير من البدائل والمنافذ والطرق التي تساعدها للتخلص منه، وهو ما سلكه صانع القرار السياسي القطري. كما أن الحصار يكون في حكم الفاشل حين يكون اقتصاد الدولة المستهدفة أقوى من اقتصاديات الدول التي حاصرتها، وتتمثل هذه الحقيقة في الاقتصاد القطري القوي، المرتبط بالاقتصاد العالمي، إضافة إلى أن الضرر الذي يلحقه يصبح ذا مردود سلبي على الدول التي فرضته، حينما تتأثر بسببه دول أخرى. مثال ذلك الحصار الذي كان مفروضا على العراق والذي اضر بدول كثيرة، مما دفعها للتهرب منه سرا وعلنا، واضطر الولايات المتحدة والامم المتحدة لدفع تعويضات لتلك الدول. لقد ثبت بالدليل القاطع أن الحصار الاقتصادي، وغلق الطرق البرية والبحرية والاجواء، أداة فاشلة في تغيير سلوك وسياسات الدول المُستهدفة. كما أن تأثيراته تبقى بعيدة عن المساس بالحياة اليومية للسلطات الحاكمة، لكن تأثيره الأبرز هو في حياة الشعوب والفرد البسيط، الذي تمسه تلك الاجراءات بشكل قاس. فهل من صدى في نفوس القطريين لتغريدة وزير الخارجية البحريني في حسابه على تويتر وهو يقول «أهل قطر منا وفينا» متجاهلا كل هذه المأساة الانسانية، وحجم الكارثة التي يزرعونها داخل أسرنا ومجتمعاتنا، وذاكرتنا وتاريخنا وتقاليدنا وأعرافنا؟ وكأني بهم يقولون له ولصانع القرار السياسي الاماراتي والسعودي، ماذا أبقيتم لنا بعد حتى تقولوا بأنا منكم وفيكم، وقد جرّمتم حتى الذي يتعاطف معنا بكلمة أو تغريدة، فعقوبته تصل إلى السجن لمدة 15 عاما، وغرامة مالية كبيرة؟ كنا نتمنى على الوزير أن يسأل العراقيين إن كانت الذاكرة قد خانتهم فنسوا حصار أشقائهم عليهم في سنوات الحصار الذي فرض على العراق آنذاك. كما نأمل أن نعرف أن قد تم تطبيق عُشر هذه الاجراءات التي طبقت ضد قطر، قد تم تطبيقها ضد الكيان الصهيوني أو إيران. يقينا سيجهد صانع القرار السياسي القطري نفسه في تخفيف الحصار عن شعبه، ما يعني تمسكا شعبيا أكبر من ذي قبل به، وستذهب كل أهداف دول الحصار سدى. باحث سياسي عراقي دروع بشرية في الأزمة الخليجية د. مثنى عبدالله |
عيدية السيسي وزيارة أخرى لروح العيد المفتقدة Posted: 26 Jun 2017 02:14 PM PDT يردد البعض كثيراً الجزء الشهير من قصيدة أبو الطيب المتنبي، الذي يحمل عنوانها أيضا، وهو: «عيد بأية حال عدت يا عيد»، بوصفه نوعا من التحسر أو التعبير المختصر المعبر عن التناقض بين ما يفترض أن تحمله اللحظة أو المناسبة محل الحديث، من سعادة وما يشهده الواقع من حزن. العبارة، اسم القصيدة، التي تحولت في الخطاب المصري إلى ما يشبه الأمثال أو المقولات المفتاحية، التي تعبر بعمق عن مشاعر الشخص المختلفة عما يفترض أن يكون عليه من سعادة وابتهاج، تحضر بقوة وسط أجواء يفترض أنها رسميا أعياد، وفعليا أبعد ما تكون عن العيد أو أسباب الاحتفال، إن تعاملنا معها بالمعنى القومي أو الوطني للحظة. يظل الاحتفال الفردي محتملا، وربما يكون مطلوبا بوصفه جزءا من صناعة الأمل، سواء كان لدى الفرد أسباب كبرى أو صغرى للاحتفال، أو أسباب لعدم الحزن إن انفصل عن الإطار العام للأحداث، واعتبر مثل المملوك جابر في رائعة «مغامرة رأس المملوك جابر» للكاتب سعد الله ونوس، انه غير معني بما يحدث، رغم أنه ظل يحمل رسالة موته علي رأسه طوال رحلته، فكان عدم اهتمامه سبب هلاكه، تماما كما يحاول البعض التعليق على بعض الأحداث، مثل التنازل عن الجزر بوصفها هامشا على حياتهم العادية لا يتعلق بهم ولا يؤثر عليهم. رؤية يعمقها خطاب السلطة والإعلام، وهي تكثيف الاهتمام بكوارث أخرى، أو حتى قضايا يفترض أن تكون هامشية، وتحول الشاشات والصحف لمجال لعبدة الشيطان والإبراج، ناهيك عن المعاناة الحاضرة، والتهديد بمعاناة أخرى مقبلة دوما، سواء بخفض الدعم أو زيادة الأسعار أو غيرها من ضغوط الحياة. في مصر يبدو الوضع مربكا ومركبا، ومن الصعب أن تنفي أهمية التعليقات الساخرة لما تعبر عنه من عمق ورؤية احيانا، وإدراك لصعوبات الواقع وتحدياته، وما يعد إنجازا في وسط تلك التحديات أحيانا أخرى، إلى جانب ما تكشف عنه من إدراك المواطن للواقع وللسلطة في الكثير من الأحيان. وكما اعتبر بعض المصريين أن أكبر إنجاز تحقق في نهاية عام 2016 وبداية عام 2017 هو القدرة على الصمود والبقاء على قيد الحياة، فإن الاحتفال بالعيد يظل ممكنا للبعض في إطار المقارنة، وإن كان النظام يرى أن إنجازه الأكبر – بالإضافة إلى تخليص مصر من حكم الإخوان، وللمفارقة مخاطر التنازل عن أراضى مصرية – هو أن مصر لم تتحول لواقع بعض دول الجوار، فمن شأن بعض المواطنين إيجاد مسببات للاحتفال لأسباب مشابهة لفكرة غياب الأسوأ، مثل عدم الاختفاء قسريا، أو النجاة من براثن التعذيب، أو السير داخل الحائط لتجنب التحول إلى رقم في قائمة المستهدفين، أو القدرة على التعايش، رغم الأزمة الاقتصادية وتوابعها، أو القدرة علي الحياة والنجاة من الموت قهرا. بدوره يحتاج النجاة من الموت قهرا، إلى الكثير من الجهود في واقع يتحدث فيه النظام الحاكم بسعادة عن تنازله عن جزر مصرية، وكأنه حقق نصرا عسكريا ما، أو استرد أراضي محتلة، مقدما مثالا للتاريخ والعلاقات الدولية عن دور السلطوية ومن يدعمها ويروج لها بعبارات براقة بشكل جمعي، يشارك فيها الرئيس ومن حوله من جماعات مصالح وإعلام، في إعادة رسم حدود الدولة وسيادتها، بشكل ينتقص منها ولا يضيف إليها. وكيف تقدم الدولة صاحبة الأرض والسيطرة، ما يثبت عدم ملكيتها لها وملكية غيرها، وكيف تحارب السلطة الحاكمة، والمفروض أن تحمي وتصون حدود الدولة واستقلالها وسيادتها – وفقا للدستور والمتصور من أدوار للسلطة السياسية – من يؤكد ملكية الدولة للأرض، لدرجة أن بعض إعلام الدولة المستفيدة من هذا التنازل – السعودية- تتناقل المصادر المصرية لتأكيد سعودية الجزر، وتؤكد على قرار النظام المصري التنازل عن الجزر، بوصف الوجود المصري عليها كان سيطرة عابرة، وربما لا يستبعد إن ساءت الأحوال، أن نشهد الحديث عن احتلال مصري لأرض دفعت فيها دماء وأثمان مصرية، ولم يطالب بها أحد، عندما كانت معركة الدفاع مطلوبة، وفتحت عندما صارت اللحظة مفتاحية لتشكيل المنطقة عبر العلاقة مع إسرائيل، ومن خلفها الحليف الأمريكي قائد الصفقة التي تعد في الخفاء على طريقة المال والأعمال، التي يعرفها الرئيس دونالد ترامب ونخسر فيها دوما. تلك اللحظة المخجله والمشينة في تاريخ مصر، التي تستحق الدراسة في سياق تاريخي منصف، لا نعرفه حاليا بالطبع، تتوج بتصديق الرئيس عبد الفتاح السيسي على ما يعرف باتفاقية ترسيم الحدود مع السعودية، والمعروفة باتفاقية التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير ليلة عيد الفطر، قبل أن يوجه التهنئة بالعيد عبر صفحته على الفيسبوك للشعب المصرى «العظيم» الذي لم يهتم أحد به في حسابات التنازل عن الجزر، مشيرا فيها لأهمية التضحيات التي بذلت من أجل الوطن، وهو يوجه «تحية خاصة إلى أسر شهداء مصر الأبرار، الذين قدموا أغلى التضحيات من أجل أن تظل كلمة الوطن هي العليا». ولكن يبدو أن تضحيات المصريين في ومن أجل تيران وصنافير خارج المقرر الرئاسي، وأن التهنئة التي تم تناقلتها تنقصها الإشارة إلى شهداء الجيش والشرطة، الذين ضحوا في مواجهة الإرهاب بعد 30 يونيو، أو بعد أحداث يناير باعتبار أن مصر، وفقا للسيسي، مجرد دولة حديثة أو «شبه دولة». أما اختيار ليلة العيد ومع تناقضها مع أغنيه أم كلثوم الشهيرة، التي تمثل جزءا من الوجدان المصري في ما يتعلق باللحظة، التي تقول فيها من كلمات الشاعر الرائع أحمد رامي: «يا ليلة العيد آنستينا وجددت الأمل فينا»، فربما ترتبط بذكريات سلبية لعيد بطعم مرير، وليلة تدشن أشياء كثيرة عن الوطن والحكم، وتهميش كل الأشياء مقابل الحاكم بكل ما تحمله من مخاطر للمقبل. اختار الرئيس أن تكون هدية العيد «العيدية» غير مسبوقة، كونها لا تقدم للشعب المصري، ولكن تضيف كيلومترات وامتيازات جيواستراتيجية للنظام السعودي، الذي يشهد بدوره تعديلات وتغييرات، من شأن خطوة مثل تلك أن تضيف له وتعزز من قيمة سياساته، بما فيها الأموال التي دفعت لنظام السيسي والرهان علي التحالف معه. كما تمثل بوابة للعلاقات مع إسرائيل وإعادة رسم التحالفات في المنطقة، وفقا لإعادة رسم القوى الإقليمية. في الوقت نفسه يؤكد التوقيت على استمرار النظام في اتباع أسس كتاب الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك في الحكم، حيث الكوارث وزيادات الأسعار تتم في ليل، مع إجازة أو مساء يوم الخميس، حتى يكون التغيير واقعا، وعلى الجميع التعامل معه بداية الأسبوع، كما حدث مع قرار تعويم الجنيه ورفع الأسعار، وهو ما يؤكد إدراك خطأ ما يحدث، ومحاولة تقليل ردود الفعل أو عدم إتاحة الفرصة لهذا «الشعب العظيم» في التعبير عن مواقفه الحقيقية، من سياسات وقرارات النظام. وكما يتصور أن يحدث مع أخبار رفع العلم السعودي على الجزر، أو بالأصح إزالة العلم المصري، إن كان ما زال قائما، لدى نظام حريص على سرعة التنازل عن الجزر وغلق الملف. كل هذا على الرغم من استمرار معارضة الاتفاقية في القضاء المصري. بالمقابل يسخر صديق من بعض التغطيات الإعلامية التي تتحدث في عناوين عريضة عن انحياز الرئيس للفقراء على هامش زيادة المخصصات التموينية بمقدار يقترب من 30 جنيهاً مصريا، وهو ما اعتبره إضافة لخلق الزعيم وتصوير أموال الشعب، وكأنها منحة من الحاكم، ولكن بإضافة هذا للتنازل عن الجزر تبدو المفارقة ضخمة، بين التنازل عن جزر وسيادة ومكانة استراتيجية مادية ومعنوية، هي ارض الوطن والشعب، والاحتفاء بمقدار 30 جنيها للمواطن! اي سخرية يمكن أن تعبر عن الألم بما يستحقه، السؤال يظل مطروحا وعابرا للحظة. اعتبرت قي حديث سابق عن العيد أن زمزمية الأمل التي تحدث عنها شاعر العامية الجميل صلاح جاهين مهمة من أجل الاستمرار، وأن الروح المصرية مازالت قائمة في العمق رغم التشوهات. ورغم أن العيد لا يحمل ملامح العيد للوطن ولنا جميعا، بوصفنا أفراد هذا الوطن، الذي ترتبط حياتنا به بشكل حقيقي، يرتب وجود مصلحة حقيقية في سلامته وأمنه ووحدة أراضيه وسيادته، إلا أن رفض الأسود واليأس ضرورة لا تقبل التنازل، ولا نملك رفاهية الخضوع لها في معركه تأكل من الوطن بصور متعددة، مرة بالتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير، ومرة بتمليك أراضي سيناء بقرارات من الرئيس والسلطة التنفيذية، ومرة ببيع الجنسية باسم زيادة إيرادات الدولة، ويضاف لها مخاطر ما يحدث خلف الأبواب المغلقة، وفي اللقاءات السرية والشرق الأوسط ما بعد الجديد، الذي تتم فيه صناعة عدو جديد، بعد أن كان صديقا من أجل تحويل عدو كان إلى صديق، بمخاوف ليس لها حدود، ونظام يصر على إدارة الدولة بأسلوب خلص الكلام، والأوامر العسكرية. يظل الأمل قائما في أن الأسود لا يدوم والظلم لا يستمر، منتصرا بالمطلق، وروح العيد المفتقدة في اللحظة من شأنها أن تزورنا يوما وأن تزدهر جذور الروح المصرية وتشرق فجرا. كاتبة مصرية عيدية السيسي وزيارة أخرى لروح العيد المفتقدة عبير ياسين |
قبل أن تمتد نيران نزاع الريف إلى باقي المغرب Posted: 26 Jun 2017 02:13 PM PDT الحراك الشعبي في الريف يستمر، وينتهي شهر رمضان على إيقاع تظاهرات يومية، ويستقبل الريفيون في الخارج والداخل عيد الفطر الاثنين من الأسبوع الجاري (المغرب احتفل أمس)، وكل المؤشرات تشير إلى مزيد من الاحتقان والتدهور، وهذا يتطلب ما يلي: هل حان وقت المصالحة وتغليب العقلاء الحكمة، لاسيما بعدما اعترف الملك محمد السادس بتأخر المشاريع التي دشنها في الريف ومنها الحسيمة. وكما هو معروف، لقد انطلق الحراك الشعبي بعد الوفاة المأساوية لتاجر السمك فكري مطحونا في شاحنة للقمامة، خلال أكتوبر الماضي في مدينة الحسيمة، طريقة وفاة فكري واللامبالاة التي تعاملت بها السلطات، في البدء مع هذا الحادث، فجر غضبا كبيرا متراكما، ناتجا عن شعور باليأس وعدم الانصاف، منذ استقلال البلاد سنة 1956، ولاسيما أحداث الريف في نهاية الخمسينيات، التي خلفت العديد من القتلى والمفقودين. والآن يدخل الحراك شهره الثامن، وهناك تساؤل عريض، هل سيقترب من سنته الأولى لأن كل المؤشرات مقلقة للغاية خاصة في هذا الصيف، فهناك تصميم على تحويل 20 يوليو، المقبل تاريخ معركة أنوال، التي انتصر فيها الريفيون بقيادة محمد بن عبد الكريم الخطابي، الى يوم تاريخي للاحتجاج على الإدارة المركزية في المغرب. في الوقت ذاته، هناك تصميم من طرف عشرات الآلاف من الشباب المهاجر، الذي سيدخل الى الريف المغربي مع بداية العطلة الصيفية لمؤازرة ذويهم وعائلاتهم، وفق ما يسطرونه في شبكات التواصل الاجتماعي. إن أبرز ما في الحراك الشعبي في الريف، هو اقترابه من مرحلة خطيرة تتجلى في صراع العناد بين الدولة وسكان الريف. التيار الأمني وسط الدولة يرى في استمرار الاحتجاج ضربا لهيبة الدولة، ما قد ينعكس سلبا عليها مستقبلا، في معالجة كل انتفاضة أو مظاهرة، خاصة أن المغرب يغلي حاليا، وهذا التيار تنقصه الليونة والرؤية السياسية، والفهم العميق للتطورات التي يشهدها المجتمع المغربي. أما سكان الريف، خاصةالحسيمة، لم يعودوا يؤمنون بالوعود، ويرون في الضغط في الشارع الوسيلة الوحيدة التي ستجبر السلطات على تلبية مطالبهم الحقة. قصور فهم الدولة المغربية لتطورات المجتمع المغربي، جعلها ترتكب أخطاء فادحة بكل ما تحمله الكلمة أو حمولة المصطلح من معنى، فهي تتوفر على ربيرتوار أو لائحة جاهزة من الاتهامات المنتمية الى الماضي، بل توظفها الأنظمة غير الديمقراطية، ويتعلق الأمر بتهمة الانفصال والخيانة، وبهذا، فأكبر منزلق كان اتهام الريفيين بالانفصال، لتبخيس المطالب الاجتماعية الحقة والمشروعة. وانخرطت هيئات سياسية بعضها صنيعة الإدارة، وبعضها له تاريخ عريق من التضحيات والشهداء مثل، الاتحاد الاشتراكي في ترويج هذه الأطروحة، ولكنها وعت خطورتها لاحقا، بعد تفجير الأوضاع، وغيرت من خطابها. هذا الاتهام يخلف انعكاسات نفسية سلبية وسط ساكنة، شكلوا عبر التاريخ الدرع الواقي من الغزو الأوروبي، ولنستحضر معركتي مارغايو وأنوال في القرنين التاسع عشر والعشرين لمعرفة تضحيات الريفيين. المجتمع المغربي الغني بالأحزاب السياسية من كل لون وفج والمليء بالجمعيات الحقوقية، والدولة التي تلعب الوساطة في النزاعات الدولية، مثل ليبيا وقطر مع جيرانها وفي بعض مناطق إفريقيا، فشل في إيجاد آليات مقنعة وصلبة لإرساء حوار وحل النزاع. والنتيجة هي استمرار الاحتجاجات في الداخل، ومنها في عيد الفطر، رغم أن الاعتقالات تجاوزت 125 شخصا، كما أن عواصم وكبريات المدن الأوروبية الكبرى، أصبحت مسرحا للاحتجاجات الضخمة للجالية المغربية، خاصة الريفية. ويحضر المغرب في مختلف وسائل الإعلام الدولية وكأنه يعيش حالة استثناء، سياسيا واجتماعيا، بمعنى عدم الاستقرار، ومختلفة عن حالة الاستثناء الكلاسيكية التي تعني الاستقرار، ومعه يتساءل الكثيرون: هل يعيش المغرب ربيعا عربيا جديدا؟ كان هناك أمل في إصدار الملك محمد السادس عفوا عن المعتقلين، لكن أهالي المعتقلين يطالبون الملك بالإفراج الفوري عن المعتقلين، لأنهم أبرياء، لا يرغبون في العفو، بل تصحيح ما يعتبرونه خروقات، ومنها وصفهم الاعتقالات بالاختطافات، وتصنيف المعتقلين بالسياسيين. لقد اعترف الملك نفسه منذ أيام بتقصير الدولة في الريف، خاصة الحسيمة، عندما لم تلتزم الدولة بتنفيذ المشاريع في الوقت المناسب، لكن رغم بعض المؤشرات الإيجابية، وهي ضعيفة، فلن تحل الوضع، بل هناك تخوف حقيقي من انفجار سياسي في الريف، الأمر يتعلق بثمانية أشهر من الاحتجاجات التي لا تهدأ ومرشحة للمزيد. وعلى ضوء خطورة الأوضاع، منطقة الريف تتطلب لجنة حكماء من سياسيين ومثقفين ورجال أعمال، لهم مصداقية لدى الريفيين، ومكونة من مغاربة الداخل والخارج، للتمهيد للبحث عن الحل. ومن أهم هذه الشروط التي يتحدث عنها محللون وسياسيون ووسائل إعلام ما لخصته «ألف بوست» في: ـ احترام كرامة المواطن التي من شروطها حاليا الإفراج عن جميع المعتقلين، وعلى الدولة إيجاد الآلية الدستورية المناسبة، وهي لا تفتقد لهذه الآليات. - استراتيجية حقيقية لوضع حد للفساد بشتى تلاوينه، بعدما لم يعد الشعب يتحمل مظاهر الاختلاس وفشل القانون في محاربة الظاهرة، بل بدأ هذا الفساد يساهم في تحول المغرب إلى دولة فاشلة اجتماعيا، بعد الوضع المريع والمرعب للتعليم والصحة والبطالة. - وارتباطا بالنقطة الأخيرة، إعادة الدولة النظر في تسييرها للمرافق العمومية، خاصة المرتبطة بالصحة والتعليم والشغل، وتكون البداية من تلبية المطالب الاجتماعية لساكنة إقليم الحسيمة، والانتقال الى باقي المناطق. لقد حان وقت حل نزاع الريف بعيدا عن الرؤية الأمنية، حتى لا تمتد نيرانه إلى باقي المغرب. كاتب مغربي من أسرة «القدس العربي» قبل أن تمتد نيران نزاع الريف إلى باقي المغرب د. حسين مجدوبي |
الجيل والسياسة من السعودية الى الجزائر Posted: 26 Jun 2017 02:13 PM PDT عند تعيين محمد بن نايف وليا للعهد في السعودية، منذ سنتين، كتبت أتساءل، متى يظهر محمد بن نايف «انتاعنا» في الجزائر، لقناعتي بأن هناك تشابها كبيرا بين النظامين السعودي والجزائري، رغم ما قد يوحي بعكس ذلك، لأول وهلة. فالنظامان زيادة على طابعهما الريعي اقتصاديا والمغلق سياسيا، يعيشان في السنوات الأخيرة إشكالا سياسيا فعليا، يتعلق بعملية تسيير انتقال السلطة من الجيل المؤسس، الذي حكم البلدين، لمدة أكثر من نصف قرن، نحو جيل صغير في السن، لا يملك الشرعية التاريخية التي تمتع بها الجيل المؤسس وبنى عليها سلطته، بما يفرض عليه تجديدا على مستوى الشرعيات والعقائد والتحالفات الداخلية، وتلك المرتبطة بالدولية، بكل التوازنات التي يتطلب إيجادها داخليا وخارجيا. قضايا كبيرة، يجب حلها مع هذا الانتقال الجيلي للسلطة، يعيش خلالها الحكم الجديد هشاشة أكيدة، إذا لم يتم التحكم فيها كمرحلة انتقال متميزة بظروفها وشروط تسييرها، ما قد يؤدي الى انزلاقات خطيرة، قد تبدأ بانقلابات القصور، وصولا الى اضطرابات جدية، تمس باستقرار المجتمع والنظام السياسي ككل، في عقائده وطرق تسييره وتوازناته، وحتى ما تعلق بالوحدة الترابية للبلاد، في وضع دولي واقليمي أكثر من مضطرب. تجربة كان الاتحاد السوفييتي قد دفع ثمنها وهو يعيش مثل هذه الحالة، عندما انتقلت السلطة من الجيل السوفييتي المؤسس، إلى جيل ثان مثله غورباتشوف ويلتسين بعده، قبل العودة الى الاستقرار عقودا بعد ذلك، مع بوتين، بعد ان فقد الاتحاد السوفييتي جزءا كبيرا من ترابه ومصالحه وهيبته الدولية، يعمل على استعادتها بصعوبة. اعترف بأنني كنت ساذجا، أو على الأقل مفرط التفاؤل، عندما حسبت أن إشكال الجيل والسياسة، قد حل بهذه السلاسة في السعودية، بعد أن انتقلت السلطة، من جيل الأبناء إلى جيل الأحفاد، الذين تحولوا مع الوقت الى قوة ديموغرافية، ليس من السهل تسييرها، كما كان حاصلا مع الجيل الأول، الذي كان أكثر قبولا بالقوالب الأيديولوجية ودور العائلة وكبارها من الذكور، كمؤسسة سياسية مركزية في اتخاذ القرار، رغم الهزات التي عاشها هذا الجيل المؤسس، مع إبعاد الملك سعود واغتيال الملك فيصل. فتسيير الجيل الجديد بكل خصائصه الديموغرافية المرتبطة بالتعليم الجامعي والتحول في العقليات والمصالح، ليس أمرا هينا ومضمونا بالضرورة، ما يعني ان انقلاب القصر الذي عاشته السعودية في الأسبوع الماضي، بإبعاد محمد بن نايف، ليس إلا بداية لمرحلة جديدة، قد تكون اكثر اضطرابا في هذا الجو الإقليمي والدولي المشحون، فقرار إبعاد ابن الأخ نايف، من قبل عمه الملك سلمان، ما زال لم يفصح عن كل تداعياته، في الداخل السعودي والإقليم المضطرب، ناهيك عن المتغير الدولي الذي لم يعد يقبل بنظام سياسي بهذه المواصفات الفكرية والعقدية، المطلوب التخلي عنها أو على الأقل تغييرها جديا وليس شكليا، كما يفعل النظام السعودي حتى الآن، وهو يقوم بإنتاج مسلسل أو حصة تلفزيونية «نقدية «، يعتقد أنها كفيلة بمنح صورة مغايرة عنه للخارج. أعترف كذلك بأنني «غرت» في حينه، من هذا «النجاح السعودي» في الانتقال الجيلي، كما بدا لي ولغيري، بكل تأكيد، منذ سنتين، بعد تعيين محمد بن نايف وأنا أنظر إلى بلدي الذي ما زال يحكمه جيل كبير في السن، وما زال يتحكم في القرار السياسي، منذ مرحلة ما قبل الاستقلال. جيل حكم البلد بشرعية الثورة، وما أنجزته الدولة الوطنية بعد الاستقلال. جيل تحول إلى أقلية ديموغرافية، نراه يموت أمامنا كل يوم، كما هو حال جيل الأبناء في السعودية، الذي أصبح يتوفى فيها ولي العهد قبل ملكه. جيل يرفض مغادرة مركز السلطة السياسية، في مجتمع شاب أصبح ينظر اليه نظرة في غاية السلبية، وصلت للتشكيك حتى في إنجازاته التاريخية التي حققها كثورة التحرير والاستقلال وبناء الدولة الوطنية. ما هو خطير في الحالة الجزائرية ليس فشلا في تسيير مرحلة الانتقال الجيلي، بل رفضا لها من الأصل، وعدم طرحها كتحد يجب ان يرفع قبل فوات الأوان. فالجيل الحاكم، رغم أنه ينقرض بيولوجيا يوميا، كما كان يحصل للقيادات السياسية العليا خلال السنوات الأخيرة، من عمر التجربة السوفييتية، يرفض تنظيم هذه العملية الانتقالية، التي يمكن أن تجنب البلاد الكثير من الويلات، إذا تمت بنوع من التوافق ومن داخل المؤسسات السياسية الرسمية للدولة، كما يتمنى ذلك اغلبية من الجزائريين، أحزابا ومواطنين، المتخوفين من الابتزاز الأجنبي للجزائر، وهي تراوح مكانها في حالة الركود والشلل هذه، كما حصل لدولة عظمى، مثل الاتحاد السوفييتي، وكما هو حاصل للسعودية في المدة الأخيرة، كما ظهر بعد زيارة ترامب الأخيرة. فالدور الذي قامت به المؤسسة العائلية في الحالة السعودية، بتنظيم بداية العملية الانتقالية هذه، بكل عيوبها، يبدو ان الجيش الذي قام مقام العائلة الكبرى في هذا النظام الأبوي في الجزائر، لم يعد يقوم به أو يرفض القيام به، بعد التحولات التي عاشتها قيادته في العقدين الأخيرين، بعد تنحي وابتعاد/ إبعاد القيادات الكارزمية، التي كانت على رأس مؤسساته المركزية، كالمخابرات وقيادة الأركان، من الوجوه العسكرية التي شاركت بمستويات مختلفة في حرب التحرير. حصل هذا الابتعاد عن الشأن السياسي من قبل العسكريين، بعد وصول قيادات محترفة من الجيل الجديد، لم تعد تطالب بالقيام بأدوار سياسية، لم تتكون أصلا على القيام بها، وربما لا تريد القيام بها وتراها خارجة عن مجال «اختصاصها المهني» الذي اقتنعت به كتنشئة عسكرية، بعد الاستقلال. الشيء نفسه بالنسبة لمؤسسات الدولة الأخرى، كالبرلمان والحكومة والأحزاب السياسية، التي حصلت نخبها على تنشئة غير سياسية في الأصل، خصصتها في مهام يغلب عليها منطق التسيير الإداري ومشاركة شكلية بعدية، لا تؤهلها للبت في قضايا سياسية، كالإشراف على عملية انتقال جيلي معقدة، بأبعاد ديموغرافية، كما هو مطلوب إنجازه في الجزائر وليس عملية انتقال سياسي فقط، بين وجوه سياسية بين أبناء الجيل نفسه. النتيجة أننا امام فراغ مؤسساتي، لا يساعد للإشراف على العملية الانتقالية في الجزائر، التي ستتكفل بحسمها البيولوجيا، بكل التبعات المتوقعة لهذا الفراغ المؤسساتي، فهل ستعود الجزائر الى العائلة وعلاقات القرابة والجهة ومؤسسات الماقبل وطنية، للحسم في هذه العملية المصيرية. كاتب جزائري الجيل والسياسة من السعودية الى الجزائر ناصر جابي |
من أجل إقامة معسكر ديمقراطي… لزيادة فعاليتنا وتأثيرنا لصالح قضايانا الفلسطينية Posted: 26 Jun 2017 02:12 PM PDT يمكن القول بحذر إن بنيامين نتنياهو على الرغم من عدم قيامه بخطوات تاريخية حادة، كرؤساء حكومة مثل ديفيد بن غوريون أو مناحيم بيغن أو حتى أرئيل شارون، هو قائد تاريخي من حيث منهجيته لتحقيق انعطافات تاريخية في أربع قضايا حاسمة: العمل المنهجي للقضاء على إمكانية إقامة دولة فلسطينية. وإقامة علاقات وتنسيق فعلي مع الغالبية الساحقة من أنظمة الدول العربية، والسعي لجعل التطبيع علنيًا ورسميًا، بحيث تصبح الأولوية للصراعات الإقليمية وليس للقضية الفلسطينية. التحريض ضد المواطنين العرب بمنهجية لم يسبقه إليها أي رئيس حكومة. وتكثيف التشريعات ضدهم. التضييق المنهجي للهامش الديمقراطي، من خلال ملاحقة منظمات حقوق الإنسان، زعزعة مكانة المحكمة العليا، ومحاولات السيطرة على وسائل الإعلام والأكاديميا، أو بث جو من التخويف في الحد الأدنى. تعميق السياسة الاقتصادية النيوليبرالية التي تحطم كافة شبكات الحماية الاجتماعية للمواطنين من الطبقات الفقيرة في الأساس حتى الوسطى. العداء ضد المواطنين العرب لا نبالغ إذا قلنا إن المواطنين العرب أصبحوا أقلية مُلاحَقة من قبل رئيس الحكومة شخصيًا! يحرّض نتنياهو ضد المواطنين العرب لأسباب عنصرية بنيوية، وذلك كجزء من أيديولوجية الفكر التنقيحي الذي حاول مؤسسه زئيف جابوتنسكي تغليفه بقشرة ليبرالية، تساقطت في الدورات الأخيرة لليكود خصوصًا. ومع افتقاد نتنياهو لورقة التلويح بـ«الخطر الإيراني» قبل سنتين، بسبب الاتفاق العالمي معها، وجد ضالته بإعادة إنتاج «عدو جديد» وهذه المرة من داخل الدولة، وهو المواطنين العرب! انسجم توجه نتنياهو العنصري مع إدراكه العميق للقوة السياسة للمواطنين العرب الذين منعوه من تشكيل الحكومة أبان حكومة رابين (1992- 1995) وكادوا يحسمون بمنع وصوله إلى رئاسة الحكومة سنة 1996 حيث كان الفرق بينه وبين شمعون بيرس 30 ألف صوت فقط، وفي انتخابات العام 1999 حال المواطنون العرب دون مواصلته رئاسة الحكومة، حيث حصل نتنياهو على أغلبية يهودية، ولكن القوة الانتخابية للمواطنين العرب حسمت خسارته (النتيجة النهائية: 44% لنتنياهو مقابل 56% لبراك). هذه الوقائع الثلاث جعلت نتنياهو السياسي الأكثر مساندة لاستخدام القوة السياسية للمواطنين العرب، بل أصبحت الهاجس الأكبر لديه، وهو المُغرم بموقعه شخصيًا وأيديولوجيًا. وهذا ما حدا به إلى وضع الاستراتيجية الأكثر مثابرة لديه: إخراج المواطنين العرب خارج الشرعية السياسية. خطران: استراتيجي ومرحلي يشير واقعنا إلى خطريْن: الأول، استراتيجي ودائم منذ العام 1897 وهو مجمل الأيديولوجيا الصهيونية التي أرادت أن يكون وطنُنا بيتًا قوميًا لليهود. الثاني مرحليّ، حكومة اليمين المتطرف بقيادة نتنياهو التي تسعى إلى شطب الملفات المركزية: الاحتلال، قضايا المواطنين العرب، الهامش الديمقراطي والسياسة الاقتصادية. إن منهجية تعامل الحكومة ورئيسها مع هذه الملفات تجاوزت السياسات، إلى ما يعرف بالحوكمة governance، والسيطرة على مقاليد الدولة العميقة. والهدف: حتى عند هزيمة اليمين انتخابيًا، تبقى سياسة اليمين العميقة هي المسيطرة وتنازع كل محاولة لتغييرها. هذان الخطران: الاستراتيجي والمرحلي يتطلبان هما أيضًا، من الجماهير العربية الفلسطينية في إسرائيل، جوابيْن: استراتيجي ومرحلي. يكمن الجواب الاستراتيجي في تحقيق الانجاز التاريخي بإقامة القائمة المشتركة والعمل الصادق على تعزيز وحدتها وتأثيرها. فقد عبّرت عن الوحدة الوطنية للمواطنين العرب الفلسطينيين والقوى اليهودية الديمقراطية، وعن طرح البديل الأيديولوجي والقيمي لمجمل الأيديولوجيا العنصرية ولمجمل الخريطة السياسية الإسرائيلية. لهذا فالقائمة المشتركة هي الأساس الصلب والاستراتيجي. إن القائمة المشتركة التي حققت إنجازات غير مسبوقة من حيث التحالف والتمثيل، وتحقيقها إنجازات عينية ملموسة لصالح المواطنين العرب وأبرزها التعاون مع الرؤساء السلطات المحلية العربية لانتزاع جزء من حقوقها ضمن الخطة الاقتصادية 922. تقنعنا، للمفارقة الجدلية، أنه بالذات مع تحقيق التحالف الأكبر وتحصيل عدد المقاعد الأكبر منذ الكنيست الأولى، ظلّت هذه الانجازات غير المسبوقة عاجزة، لوحدها، عن صدّ المخاطر المصيرية التي تقودنا نحوها حكومة نتنياهو. لذا يتطلب الأمر، إلى جانب الحفاظ على القائمة المشتركة، أن نبني تحالفًا ديمقراطيًا أوسع يجتمع على النقاط الأربع أعلاه: ضد الاحتلال، وضد التحريض على المواطنين العرب ومكانتهم ومكتسباتهم، وضد السياسة الاقتصادية النيوليبرالية، وضد التضييق على الهامش الديمقراطي، ولتجذير قيم السلام والمساواة والعدل الاجتماعي بين الجمهور الواسع. وهذا التحالف ليس إطارًا برلمانيًا أو انتخابيا، وإنما هو حركة شعبية واسعة تسعى لتحريك مئات الآلاف من العرب واليهود ضد حكومة نتنياهو. هناك من يريد أن نضع خطًا واحدًا قاطعًا بين القائمة المشتركة من جهة وبين كل الأحزاب السياسية والجمعيات من جهة أخرى، وبهذا نساهم في عزل أنفسنا. وهناك من يريدنا فقط احتياطًا لليسار الصهيوني في مواجهة اليمين؛ احتياطًا ومخزونًا للأصوات لا رأي ولا تأثير له، وبهذا نقوم بإلغاء أنفسنا. واقتراحي هنا هو تجاوز عقلية الخط الواحد، وعدم الانغلاق في ثنائية قاطعة، علينا أن نضع خطين رابطين سياسيين: الأوّل هو الخط الرابط بين القائمة المشتركة ببديلها السياسي والاجتماعي لكل الأحزاب الفاعلة من جهة، ووضع خط رابط آخر يساهم مع كل من يسعى لتغيير الحكم، ويساهم في أن نكون جزءًا أساسيًا ونديًا في المعسكر القلق من سياسة نتنياهو ويسعى بفاعلية إلى تغييره. أنا أتحدث بما لا يقبل التأويلات عن معادلة مبنية على الندية تمامًا، حيث علينا، نحن المواطنين العرب، أن نفهم أننا لوحدنا لا نستطيع إحداث التغيير كوننا عشرين بالمئة فقط، ولكن على شركائنا (المختلفين والمتفاوتين، يجدر القول) في المعسكر الديمقراطي أن يفهموا جيدًا أنه لا يمكن بدوننا! لا يمكن صنع البديل بدون الوزن السياسي الكمي والنوعي للمواطنين العرب. بهذا الوزن الحاسم وبهذه الندية نبني هذا المعسكر الديمقراطي. السؤال الأهمّ لهذه المرحلة في مواجهة حكومة نتنياهو هو: مَن يعزل مَن؟ هل ستعزل الفاشيةُ المواطنين العرب أم المواطنون العرب سيجدون التحالف المناسب لعزل الفاشية؟! يكتب أبرز منظري التحالفات جورجي ديمتروف: «الفاشية تتسلل وسط الجماهير بدماغوجية بارعة، متظاهرة بمعاداة الرأسمالية، مستغلة كراهية الشغيلة العميقة للبرجوازية، رافعة أمام الجماهير أكثر الشعارات جاذبية باللحظة المناسبة». عمليًا، هذا تمامًا ما تقوم به حكومة اليمين في إسرائيل حيث تستغل سياسيين مثل موشيه كحلون للتظاهر بمعاداة المنظومة الاقتصادية وأصحاب الامتيازات والثروات، وتستخدم الوزراء ذوي الأصول الشرقية مثل ميري ريغف لتحريض الفقراء الشرقيين ضد «اليسار الأشكنازي الليبرالي»، وتمرر قوانين الدولة اليهودية من خلال للتحريض على المواطنين العرب. لقد وصل ديمتروف في حينه إلى الخُلاصة المصيرية: لو قامت جبهة مشتركة في الوقت الصحيح لهُزمت الفاشية بالمهد. منعًا للالتباس البريء أولا وصدًا لبعض التربّص المحتمل وتفادي التشويهات سواء المتعمد منها وغير المتعمد ثانيًا، من الضروري التأكيد على انه عندما ندعو لإقامة هذا المعسكر الديمقراطي الواسع لتحقيق الأهداف المشتركة، لا نقصد اقامة بديل للقائمة المشتركة لا جماهيريًا ولا برلمانيًا. هذا غير مطروح، نقطة. ولا نقصد التغاضي عن موقفنا من الأيديولوجيا الصهيونية السائدة، لأن هذا مستحيل أصلا. ولا توجد عندنا أوهام بخصوص ذبذبة ما يسمى باليسار الصهيوني، فتجربتنا مريرة وطويلة معه ولا نأتي لتبجيله بل لنطالبه بدوره. لا نأتي من موقع دونيّ بل بذروة التكافؤ. نريد معسكرًا ديمقراطيًا واسعاً لإسقاط حكومة نتنياهو وحلفائه، دون أن نتنازل قيد أنملة عن مواقفنا الفكرية والسياسية. وطالما أن المنطلق والهدف واضحان، وحدود التعاون محددة دون لف ودوران، فإن خلافاتنا الأيديولوجية والسياسية مع مواقف وسط ويسار الأحزاب الصهيونية، لا يُفترض أن تمنعنا من إقامة المعسكر المنشود لدحر اليمين الذي بات يحمل أبعادًا فاشية خطيرة. كاتب فلسطيني من أجل إقامة معسكر ديمقراطي… لزيادة فعاليتنا وتأثيرنا لصالح قضايانا الفلسطينية أيمن عودة |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق