هل تنجح دبلوماسية ماكرون في تحقيق تسوية ليبية؟ Posted: 27 Jul 2017 02:29 PM PDT حققت دبلوماسية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تقدما غير مسبوق باتجاه حل الأزمة الليبية، فهو قد نجح، عملياً، فيما فشلت فيه الأمم المتحدة، وكذلك دول أخرى مؤثرة على الساحة الليبية وذات حظوة على أحد طرفي الأزمة، كمصر والإمارات، وكذلك دول كالمغرب التي خرج منها اتفاق الصخيرات الشهير، والجزائر التي تلعب دورا مهما في كل الوساطات. وتمثل نجاح ماكرون الأول في جمع الخصمين الكبيرين، الجنرال خليفة حفتر، الذي سيطر مؤخرا على عاصمة الشرق الليبي، بنغازي وأعاد سيطرته سابقا على أهم الموانئ النفطية، ورئيس الوزراء المعترف به أمميا، فايز السراج، الذي تسيطر قواته على العاصمة الليبية طرابلس وعلى غرب البلاد، والذي حققت قواته انتصارا على تنظيم «الدولة الإسلامية» في مدينة سرت كلفها مئات القتلى والجرحى، واستطاع، إضافة إلى ذلك، الصمود أمام الضغوط الكبيرة لبعض الفصائل العسكرية المناهضة له والتي يؤيد بعضها حكومة ليبيا التي كانت تحكم طرابلس سابقا. نجاح ماكرون الثاني كان في إقرار قضيتين فاصلتين في التسوية الليبية المرتقبة: وقف إطلاق النار بين قوات الطرفين، واتفاقهما على إجراء انتخابات في ربيع العام المقبل، وهما أمران كان حفتر يتمنع دائما عن الموافقة عليهما. استند نجاح ماكرون إلى دور فرنسا المعروف في تقديم الدعم العسكري لحفتر، وهو موقف شديد الأهمية بالنسبة للجنرال الذي يجمع إلى قوته العسكرية دعم محور إقليمي عربي يؤمن حدوده والحركة اللوجستية مع مصر ويوفر التمويل والتسليح والغطاء الجوي، وفوق ذلك علاقة قوية مع روسيا الطامحة إلى موقع قدم لها في ليبيا. الدعم الفرنسي، بهذا المعنى، كان نافذة الجنرال لاختراق المحور الأممي – الغربي ولتصديع الشرعية السياسية التي قدمتها الأمم المتحدة لخصمه السراج. الواضح أن ماكرون، المدعوم فرنسيا بشرعية رئاسية وبرلمانية كبيرة، أدخل حيوية خاصة على لعبة الأمم لكنها حيوية لا تخلو من انتهازية وقفز على شركائه الكبار، كما حصل في تقديمه حبل الانقاذ لترامب بعد التجاهل الذي قوبل به من الاتحاد الأوروبي، وكذلك في إعادة تأسيسه لعلاقة الغرام والخصام التاريخية بين موسكو وباريس، والتي كان اجتياح نابليون بونابرت لروسيا عام 1812 ذروته العاصفة، والذي رغم هزيمته الشنيعة فقد ترك شغفا روسيا كبيرا بكل ما يتعلق بفرنسا. غير أن نجاح ماكرون في جمع السراج وحفتر ودفعهما للاتفاق على انتخابات مقبلة ووقف للنار لا يعني أن هذا الاتفاق قابل للحياة وأن حفتر (على عادة الجنرالات) سيتنازل عن حلمه بأن يكون قذافي ليبيا الجديد (أو سيسي ليبيا؟) الذي يحظى بسلطات مطلقة على «رعاياه»، كما أن الصيغة التي قدمها ماكرون على أن السراج يمتلك شرعية سياسية وحفتر شرعية عسكرية أمر صعب التصور إلا إن كان المقصود منه تسليم السراج سلطات شكلية على أن تكون أعنة السلطة بيد حفتر. يجب الاعتراف، مع ذلك، أن نزول حفتر عن فكرة الاستيلاء العسكري على البلاد هي نقلة مهمة، وهي لا تعود إلى مهارات ماكرون فحسب بل إلى حقيقة لا يمكن التغافل عنها في الموضوع الليبي هي أن حفتر لا يستطيع الاستيلاء على غرب البلاد لأسباب كثيرة يعرفها الليبيون وتدركها المنظومة الدولية، وأن الانتخابات المقبلة، اذا حصلت، فيفترض أن تكرس، على الأغلب، صراع السلطة الحالي وموازين القوى بين الشرق والغرب. تصريحات حفتر الأخيرة حول قبول «الإخوان المعتدلين» مؤشر آخر على إدراك حفتر لوزنه الحقيقي، لا في ليبيا وحدها، بل كذلك على الساحة الدولية، ولكن الأقوال وحدها، في الحالة العربية، لا تكفي، والدبلوماسية الفرنسية وحقائق الجغرافيا والسياسة أيضا لن تمنع الجنرال الطموح من المحاولة المستمرة لتطويع خصومه وتحقيق حلمه بالرئاسة. هل تنجح دبلوماسية ماكرون في تحقيق تسوية ليبية؟ رأي القدس |
مئة عام Posted: 27 Jul 2017 02:29 PM PDT لا أعرف ما أكتب هذا الأسبوع والعدو المجرم يرش الملح على جراح عمرها مئة عام وتزيد، لا أعرف ما أكتب وقد حملت الآه تحت وطأة ألم لم يعد محتملاً، ألم جرح سبر غور النفس فسمّم كرامتها وانتهك وجودها وأنهى كل معنى لاستمرارها. ليس لدي ما أقول سوى تلك الكلمة التي ألقيتها في تجمع نظمته رابطة «شباب لأجل القدس» في الكويت، والذي جمع أطيافاً مختلفة من الشعب الكويتي ومن ضيوفه من الفلسطينيين والجاليات الأخرى المختلفة، أجلسنا الألم والحزن والغضب جميعاً متجاورين بعد أن فرقتنا الأفكار والسياسات والتوجهات. هو قدرنا وقدر قضيتنا الفلسطينية، أن نجتمع عند ألمها وأن تبقى تجمعنا وتذكرنا بقصورنا وتقصيرنا. وقد قلت: هو تهكم القدر وسخرية المنطق وعبثية الأحوال أن نخرج إعتصاماً ضد واحتجاجاً على عنصرية كيان قام على العنصرية، ضد طغيان حالة قامت على الطغيان، ضد تطرف وجود قام على التطرف واستمرأ قمع الآخر وإذلاله بل وقتله وهو على أرضه، وجود صنع «آخر» من صاحب الحق القادم من عمق التاريخ، المزروع جذوراً في عمق الأرض. صعب جداً أن نحتج على أداء الكيان الصهيوني اليوم وكأن أفعاله غير متوقعة، موجع أن نلوم عليه منع متعبدين الوصول إلى دار عبادتهم أو فرض إجراءات أمنية متعسفة تسرق لحظة روحانيتهم وكأن قمعه للآخر مفاجئ مستغرب، ففي احتجاجنا ولومنا إستغراب من كينونة بُذرت في تربة التطرف الديني اليميني، خُلقت في رحم التحالفات الفاسدة والسياسات الخربة ليأتي هذا الكيان المشوّه، ينهش في من حوله كل يوم، يسرق الأراضي ويقيم المستوطنات ويبني الجدران العازلة ويؤسس نقاط التفتيش المهينة. هذا هو التطور الطبيعي للفساد والأحقاد، للظلم والطغيان، لسرقة تمت في وضح النهار وعلى مرأى ومسمع البشرية جمعاء، اليوم نحصدها قمعاً وتعذيباً وبطشاً وقتلاً، اليوم نستلم مكافأة سكوت مئة عام، مئة عام من العزلة (مع الإعتذار لغابرييل غارسيا ماركيز) عزلة عن الأخلاق والمبادئ بل وأبسط نزعات الغريزة الإنسانية في حماية نوعنا والصد عن غيرنا من البشر. هكذا هي حال أي كينونة تقوم على مفهومها الخاص للحق الإلهي المطلق، كينونة تدّعي حقاً دينياً في أرض حرة، سرقة بمعية الكلمة المقدسة المحفوفة بالسياسات الفاسدة. لا بد اليوم أن نتذكر أن الكلمة المقدسة هي كلمة الإنسان، وأن حرمة حياته وحرية تعبده وحقه في دور عبادته لا مساومة عليها جميعاً. ليست القضية اليوم هي قضية إغلاق الأقصى في وجه المتعبدين القاصدين وجه الله، هي قضية إغلاق باب حق إنساني خالص، قضية سرقة تاريخ كامل، قضية تعسف وقتل وقهر إشترى حقوق ملكيتها الكيان الصهيوني بمعية العلاقات والمصالح المشتركة التي لا ترى إنساناً ولا تعترف بحق، لا تفرق بين كبير وصغير، لا تشتم رائحة الأرض في الأجساد الفلسطينية المعلقة مفاتيح بيوتها على صدورها منذ مئة عام وتزيد. كيف نقف هنا ننعى حق الصلاة المسلوب، وحق الحياة كله مسلوب، حق البقاء على أرض أجداد الأجداد مسلوب، حق الوصول الآمن للمدرسة مسلوب، حق الوصول للجار في مدينة مجاورة مسلوب، حق الفلاحة في حقول ملكها أجداد الأجداد مسلوب، حق التنقل بكرامة وسلامة مسلوب، حق النظر للضفة الأخرى، للجانب الآخر من الأسلاك الشائكة تفصل مدناً كانت واحدة، تعزل أناساً كانوا أهلاً، تفرق قلوباً كانت متصلة متوادة مسلوب؟ اليوم لا ننعى، اليوم لا نشتكي أو نبكي أو حتى ندّعي على الظالمين، اليوم يجب أن يكون أبسط، اليوم يجب أن يكون أعمق وأبعد، اليوم يوم الإنسانية ببساطة وجودها وحبها للحياة وبتعقيد روحانيتها ومفاهيمها ومعتقداتها، أن تقف في وجه الكيان الصهيوني فتقول له كفى، سرقت كل شيء، لكن والله لا، لن تستطيع أن تسرقه من قلوب الناس ولن تستطيع منع الناس من الوصول إليه، اليوم نستدعي الإنسانية جمعاء إن كان بنا ولنا، كبشر طبيعيين يحبون الحياة ويحترمون إنسانيتهم، أي أمل. مئة عام د. ابتهال الخطيب |
عن أسطورة «ماجنتسكي» التي أطلقت الحرب الباردة الجديدة… وتغييب الحقائق في صراع ذئاب الأيديولوجيات Posted: 27 Jul 2017 02:29 PM PDT قبل عامين تقريباً كان أندريه نيكراسوف، منتج الأفلام الوثائقيّة الروسيّ والمعارض السياسي المعروف لحكم بوتين يبحث عن قصّة لتقديمها كفيلم تلفزيوني وثائقي جديد آخر عن فساد منظومة الحكم هناك. لم يجد حينها أفضل من تعريف الجمهور بقضيّة ماجنتسكي. وفعلا انطلق المشروع، لكن تصوير الوثائقي اتخذ مساراً غير متوقع، إذ بدلاً من الغاية الأساسيّة، التي كانت تستهدف فضح ممارسات السلطات الفاسدة في روسيا، تحوّل الفيلم إلى ما يشبه إدانة تامة لتلفيق أمريكي مقصود بشأن ماجنتسكي، تم توظيفه لأغراض «بروبوغاندا» محضة. فمن هو هذا الرجل الذي عادت قضيته لتكون موضع جدل وقلبت قصة فيلم نيكراسوف رأساً على عقب؟ سيرة أمريكيّة عن بطل شهيد! ربما لم يسمع الكثيرون بماجنتسكي. لكن المعنيين بالتأريخ للعلاقات بين الشرق والغرب اعتبروا أن مقتل سيرجي ماجنتسكي في سجن روسي عام 2009 تسبب في تصويت الكونغرس الأمريكي عام 2012 على قانون (سمي باسم ماجنتسكي) مستهدفاً معاقبة القائمين على تجاوزات حقوق الإنسان في روسيا، وهو الأمر الذي كان بمثابة رصاصة أولى للجولة المستجدّة من الحرب الباردة بين الغرب وروسيا. الرّواية الأمريكيّة الرّسميّة لمقتل الرجل، والتي كان وراءها البليونير وتاجر المشتقات الماليّة الأمريكي المعروف وليم براودر تقول إن بعض الشركات والمصالح الماليّة، التي يمتلكها الأخير – ظاهريّاً على الأقل – في روسيا تعرضت لمصاعب مع السلطات هناك بشأن عمليات احتيال مالي وتهرب من الضرائب قدّرت حينها بحوالي 250 مليون دولار. وللدفاع عن نفسه ادعى براودر أنّه أرسل محاميه في روسيا – سيرجي ماجنتسكي – للتحقيق بالأمر، ليعلمه الأخير بأن عناصر فاسدة في النظام الروسي خطفت شركاته وقامت بعمليات الاحتيال تلك، من دون معرفة المالك الرسمي للشركات بما حدث. لم تكن تلك الرّواية صعبة التصديق وقتها، إذ أن سلطة محاسيب بوتين على تسيير الأعمال في البلاد أمر أشبه بالسر الشائع. لكن الأحداث أخذت منعطفاً خطيراً عندما اعتقلت السلطات الروسيّة ماجنتسكي، وألقت به في السجن ليلقى حتفه هناك بسبب أزمة قلبيّة قال الأمريكيون وقتها إن التعذيب الشديد قد تسبب بها، وإن الفاسدين في السلطة الروسيّة الذين تورطوا بالمخالفات الماليّة هم وراء اعتقاله ومقتله. وعلى الرّغم من نكران الروس رسميّاً للرواية الأمريكيّة جملة وتفصيلاً، وأن سمعة براودر وروايته لما حدث لا توحيان بكبير ثقة، إلا أن مقتل ماجتنسكي داخل السجن حوّل تلك القصّة إلى ما يشبه حكايات المشاهير في الغرب، واكتسبت مكانة الحقيقة التي لا غبار عليها. استخدم براودر ثروته الطائلة ونفوذه الواسع في واشنطن لدفع الكونغرس الأمريكي – وبناء على تلك القصّة بالذات – إلى تبني قانون يستهدف بالعقوبات المسؤولين الروس الذين يتورطون بتجاوزات لحقوق الإنسان، وهو ما اعتبره نظام بوتين بمثابة شن حرب غير مبررة على روسيا لن يكون بعدها إلا مزيد من التصعيد، وهو رد فوريّاً بإلغاء قانون يسمح بتبني أمريكيين لأطفال روس. قصة تستحق فيلماً جذبت تلك القصة أندريه نيكراسوف لعمل فيلم درامي وثائقي يقّدم فيه للجمهور في الغرب والعالم الرواية كاملة عن ماجنتسكي وقضيته بغرض إدانة (المافيا) التي تحكم روسيا. وبالطبع تشجع البليونير براودر للمشروع وتطوع للظهور شخصيّاً في الفيلم لإكسابه مزيداً من المصداقيّة. وبالفعل انطلق التصوير بشكل مقابلات وتقصّيات مصورة – بطريقة مايكل مور – بدءاً بالطبع برواية براودر للأحداث. لكن التحقيقات شرعت تأخذ اتجاهاً آخر تماماً، إذ بدأت تناقضات أساسيّة تظهر بشأن حقيقة الأحداث التي لم تنته بموت ماجنتسكي في السجن فحسب وإنما أطلقت كذلك بداية حرب باردة جديدة. فقد تبيّن لنيكراسوف أثناء تصويره لفيلمه بأن موضوع التجاوزات الماليّة في شركات براودر الروسيّة كشفت عنه موظفة لدى براودر قبل كشف السلطات الروسيّة له، لكن براودر لم يقم بأي شيء لتصحيح الأوضاع – مما يدفع للشك بمعرفتة المسبقة، إن لم يكن اشتراكه مع الفاسدين -. كما وَجد من خلال تحقيقاته المكثفة أن (البطل الشهيد) ماجنتسكي لم يكن محاميّ السيّد براودر على الإطلاق، بل هو محاسبه في روسيا، وأنه كان شخصياً متورطاً لأذنيه بالتجاوزات الماليّة موضوع الخلاف. وهكذا صار سياق السّرد متجهاً نحو تعرية دوافع قانون ماجنتسكي وفضح فساد براودر – وضمنياً تآمر أعضاء في الكونغرس معه على إشعال أزمة كبرى مع روسيا خدمة لمصالح ماليّة وسياسيّة مشبوهة -. وثائقي انتهى إلى حيث لا يرغب أحد وكما مهني محترف ذي ضمير، استمر نيكراسوف في تحقيقاته دون أن يحاول ليَّ عنق الحقائق لتناسب الرواية السائدة، وهو واجه براودر من جديد – على الكاميرا مباشرة – بتلك التناقضات، ليتحول الأخير من صديق متعاون – كما كان أداؤه في بداية الفيلم – إلى عدو شرس يحاول تهديد نيكراسوف للتوقف عن انتاج فيلمه. لم تفلح تهديدات براودر في ثني نيكراسوف عن الاستمرار بتصوير الوثائقي الذي اكتمل بالفعل بعنوان: «قانون ماجنتسكي: وراء الكواليس»، وتم الترتيب لتقديم العرض الافتتاحي له أمام البرلمان الأوروبي في بروكسل خلال جلساته في ابريل 2016. لكن براودر بنفوذه وبجيش محاميه نجح بدفع البرلمان إلى إلغاء ذلك العرض باللحظة الأخيرة. وتكرر الأمر في الولايات المتحدة كذلك، إذ أُفشلت كل المحاولات لعرض الفيلم على أعضاء الكونغرس، ومنع عرضه على الشاشات الأمريكيّة جميعاً، ولم تقبل شركة أمازون بتوفيره على موقعها الإليكتروني، كما لم يمكن عرضه على يوتيوب. وكانت المرة الوحيدة اليتيمة التي عرض فيها الفيلم على العموم في الولايات المتحدة لاحقاً لجمهور محدود داخل قاعة مستأجرة بمتحف – تعرض لحرب شعواء من جماعة براودر – وقدّمه للحاضرين الصحافي الأمريكي المعروف سيمور هيرش. امتد حصار الفيلم إلى القنوات التلفزيونيّة في فرنسا وألمانيا وبريطانيا التي رفضت عرضه بدورها بحجة تجنب الجدل الذي قد يتسبب به طاقم براودر القانوني. حتى الصحف الأمريكيّة الكبرى تجاهلت وثائقي نيكراسوف على أهميته، بينما انفردت الواشنطن بوست بمراجعة منحازة شديدة السلبيّة للفيلم وتوقعت أن لا يشاهده أحد فعليّاً، فبدت وكأنها تشترك مع المتآمرين لحجب الرواية النقيضة للأحداث خوفاً على حساسيّة المواطنين الأمريكيين. هذا في الوقت الذي تدّعي فيه الواشنطن بوست ومؤسسات الإعلام الجماهيري الأمريكي أنها تشن حرباً شعواء على (الأخبار الملفقة) وتتداعى لتأسيس تحالف إعلامي – يشبه وزارة للحقيقة على حد تعبير صحافي أمريكي مشهور – للكشف عن البروباغندا الروسيّة والأخبار الكاذبة. هل سيعود ماجتنسكي لقلب الجدل؟ فجأة عاد وثائقي (الكواليس الخلفيّة) إلى الأضواء من جديد، إذ يقول صحافيون إن المحاميّة الروسيّة نتالي فيسيلنيتسكايا التي التقت ابن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل الانتخابات الأخيرة تبين أنها طرحت موضوع الوثائقي في الاجتماع ساعية للتوسط لدى ترامب للسماح بعرضه عند فوزه بالرئاسة. وهكذا وجد أعداء الرئيس الأمريكي الجديد في ماجتنسكي سلاحاً آخر يضاف إلى ترسانتهم، لاسيما أن قانون 2012 كان صدر في عهد الرئيس الديمقراطي أوباما. يبدو أن توقعات الواشنطن بوست لماجنتسكي – الفيلم الوثائقي الدرامي – ستتحقق في ظل الحصار الغربي المحكم، وحقيقة أن منتجه معارض أصلاً لحكم الرئيس بوتين تحرمه من فرصة العرض على الجانب الآخر، وحتى إن عرض فإن ذلك سيضرب مصداقيّة معارضة نيكراسوف للنظام ويفقد الفيلم قيمته النظريّة بعدم الانحياز لأي من الطرفين. ربما سيكون عزاء نيكراسوف الوحيد على مصير شريطه أن (الكواليس الخلفيّة) سيتحول إلى نموذج تاريخي يدرّس في مدارس الوثائقيات للتدليل على مصير الحقيقة في حروب الأيديولوجيّات والتي هي دوما أولى الضحايا، وسيتعين على المنتجين التيقن من دفع تحقيقات أفلامهم الوثائقية باتجاه ما يوافق هوى المنظومة، أو هم يخاطرون بأن ينتهي الشريط وحيداً في جيب مخرجه بعيداً عن الشاشات التي تلونها الأدلجة – جميعها دون استثناء. إعلامية لبنانية تقيم في لندن عن أسطورة «ماجنتسكي» التي أطلقت الحرب الباردة الجديدة… وتغييب الحقائق في صراع ذئاب الأيديولوجيات ندى حطيط |
عرسال نصر الله: ذرّ الرماد الدامي Posted: 27 Jul 2017 02:28 PM PDT كما بات معتاداً في كلّ «خطبة نصر» يلقيها حسن نصر الله، الأمين العام لـ»حزب الله»، طفحت البلاغة اللفظية التي تزعم التجرّد من المذهب الضيّق، وتتوجه إلى «كل المسيحيين بكل طوائفهم ومذاهبهم وكل المسلمين بطوائفهم ومذاهبهم»؛ وتنأى، في اللفظ وحده، عن مصالح الحزب ومَن يمثّل وبمَنْ يأتمر، لكي تغازل «جميع اللبنانيين وكل شعوب المنطقة التي تعاني من الإرهاب التكفيري»، وتهديهم «النصر» الأخير في عرسال. وبالطبع، كما في كلّ خطاب أيضاً، كانت فلسطين حاضرة (لأنها روح الحزب وجوهر نضالاته، غنيّ عن القولّ)، فتوجّه نصر الله بالتحية إلى «المرابطين في القدس». وإلى «أهل الضفة، وكلّ الفلسطينيين». هذا ما طفا على السطح، أولاً، لكي يُخلي العمق سريعاً لخطاب آخر؛ مذهبيّ صريح، حزبيّ تعبوي ضيّق، لا تأتأة فيه ولا غمغمة: «أوجّه التحية إلى كلّ المضحين، إلى الشهداء والجرحى المجاهدين وعوائلهم، وأقول إنّ فيكم الحسين والعباس وزينب»، هكذا هتف نصر الله، و»غصّ بدموعه» حسب توصيف صحيفة «الأخبار» اللبنانية. كذلك أهدى نصر الله «نصر» حزبه إلى «ورثة أهل البيت، بكم أخرجَنا الله من ذلّ الاحتلال والهوان والضعف والخوف والهزيمة». وليس ذكر الجيش اللبناني، في خانة فريدة حقاً، هي «شريك وعمدة المعادلة الذهبية»؛ إلا من قبيل ذرّ الرماد في العيون، وإشراك جيش خانع أمام سلاح «حزب الله»، ذليل وتابع وذيلي، لم يعد يملك استقواءً إلا على النازح السوري في مخيماته. والحال أنّ نبرة نصر الله تعيدنا إلى خطاب سابق، قبل ثلاث سنوات، كان أشدّ وضوحاً في تحديد الانتماء المذهبي الإقليمي والعالمي للحزب، وليس هويته المحلية وحدها؛ حين هتف نصر الله: «نحن شيعة علي بن أبي طالب في العالم»؛ و»نحن الحزب الإسلامي الشيعي الإمامي الإثنا عشري». وبالطبع، كان ذلك الإعلان لا يأتي بجديد لا يعرفه العباد، ولا يعيد تعريف الحزب المعرّف جيداً لتوّه؛ بقدر ما يدخل في خصومة مذهبية علنية مع الآخرين، لجهة التشديد على الركنَيْن، «الإماميّ» و»الإثنا عشري»، تحديداً. وكان القصد، يومها كما في كلّ لجوء إلى هذا التشخيص المذهبي، هو التعبئة العقائدية والتحشيد الشعبي من جهة أولى؛ ثمّ التشديد، أكثر وأوضح، على أنّ الانتماء الإمامي والإثنا عشري لا يقتصر على الدين والمذهب، بل يشمل الدنيا والسياسة، وينتهي إلى طهران، حيث الوليّ الفقيه. جديرة بالاستعادة، أيضاً، تلك الروحية التي امتاز بها نصر الله الشاب، قبيل صعوده السريع في سلّم قيادة الحزب؛ وحين كان الشحن المذهبي، دائماً وأوّلاً، ركيزة تنظيمة كبرى، قبل أن يكون خياراً في العقيدة. يُسأل الأمين العام عن شكل نظام الحكم الذي يريده الحزب في لبنان، فيقول (وننقل بالحرف): «بالنسبة لنا، ألخّص: في الوقت الحاضر ليس لدينا مشروع نظام في لبنان. نحن نعتقد بأنّ علينا أن نزيل الحالة الاستعمارية والإسرائيلية، وحينئذ يمكن أن يُنفّذ مشروع، ومشروعنا الذي لا خيار لنا أن نتبنى غيره، كوننا مؤمنين عقائديين، هو مشروع الدولة الإسلامية وحكم الإسلام، وأن يكون لبنان ليس جمهورية إسلامية واحدة، وإنما جزء من الجمهورية الإسلامية الكبرى التي يحكمها صاحب الزمان، ونائبه بالحقّ الوليّ الفقيه الإمام الخميني». ثمّ يُسأل عن علاقة الحزب بإيران، فيقول: «هذه العلاقة، أيها الأخوة، بالنسبة لنا أنا واحد من هؤلاء الناس الذين يعملون في مسيرة ‘حزب الله’، وفي أجهزته العاملة، لا أبقى لحظة واحدة في أجهزته لو لم يكن لديّ يقين وقطع في أنّ هذه الأجهزة تتصل، عبر مراتب، إلى الولي الفقيه القائد المبرئ للذمة الملزم قراره. بالنسبة لنا هذا أمر مقطوع ومُطْمَأن به (…) وهذه المسيرة إنما ننتمي إليها ونضحي فيها ونعرّض أنفسنا للخطر لأننا واثقون ومطمئنون بأنّ هذا الدم يجري في مجرى ولاية الفقيه». ورغم أنه يعتب، خلال الجلسة ذاتها، على تصريح آية الله كروبي بأنّ الحزب «هنن جماعتنا في لبنان»؛ فإنّ نصر الله لا يجد عيباً في التصريح إلا من حيث المستوى الإعلامي: «هيدا مش صحيح، إعلامياً مش صحيح»! ثالثاً، يسألونه مَن أعلم بالحالة السياسية ومتطلباتها في لبنان»، فيجيب نصر الله (نبرة جازمة وعصبية، بعد أن يلقي بورقة السائل على الطاولة أمامه، كما يُظهر الفيديو): «الأعلم هو الإمام الخميني! لماذا؟ لأنني سابقاً ذكرت بأنّ الحالة السياسية في لبنان ليست حالة معزولة عن حالة المنطقة. هي جزء من حالة الصراع في الأمّة، هي جزء من وضع الأمّة، فكما أنّ إمام الأمّة يعرف هذا الجزء، يعرف هذا الجزء (…) الإمام الذي يخطط، هو يخطط للأمّة. المجتهدون تأتي أدوارهم في كلّ بلد، مكمّل [كذا] لخطّ الإمام، ولمشروع الأمّة الإسلامية الواحد. فلا يجوز أن نجزئ صراع الأمّة مع أعدائها، ما دام الأعداء يخوضون صراعاً واحداً مع الأمّة، فيجب أن يكون [كذا] إدارة الأمّة في صراعها واحدة، وهي من خلال الإمام». الأرجح أنّ أحداً، في أجهزة الحزب ومؤسساته الإعلامية تحديداً، لن يجد جسارة كافية للزعم بأنّ هذه الاطروحات لصيقة بسياقات محددة، وبالتالي لا يجوز إخراجها منها، ولا قراءة مواقف نصر الله وسياسات حزبه على ضوئها. ثمة استمرارية عضوية، أقرب إلى مبادئ كبرى ناظمة، حكمت علاقة الحزب بالمشهد اللبناني الداخلي ثمّ الجوار الفلسطيني والسوري والعراقي، واليمني لاحقاً (للتذكير فقط: في خطبته الأخيرة توجه نصر الله بالتحية إلى «السيد عبد الملك الحوثي، الذي أعلن بوضوح وقوفه مع اليمنيين إلى جانب لبنان في أي معركة مع العدو الإسرائيلي، وهذا تأكيد لمعادلة القوة التي تريد أمتنا أن تكرّسها»؛ رغم أنّ «نصر» نصر الله كان في جرود عرسال وليس في مواجهة أية «إسرائيل»، فعلية كانت أم متخيَّلة). وفي هذا كلّه، ثمة «الإمام الذي يخطط»، وهو الذي «يخطط للأمّة». وفي كلّ حال، ليس للغطاء المذهبي العقائدي أن يحجب حقائق حروب «حزب الله» في عرسال، هذه وسواها التي سبقتها؛ وأنها، في أوّل المطاف وآخره، امتداد طبيعي لحروب الحزب إلى جانب نظام بشار الأسد، وضدّ الشعب السوري؛ قبل أن تكون ضدّ «النصرة» أو «داعش»… قبلها، وأقدم منها كثيراً في الواقع. ثمة، في البدء، ستراتيجية ركيكة للإيحاء بأنّ حروب الحزب في عرسال (حتى بذرائع أشدّ ركاكة، تتصل بحروب الجيش اللبناني العتيد) تبرر تدخل الحزب العسكري في دمشق ودرعا وحمص وحلب وحماة ودير الزور. وثمة، بالتوازي التامّ، تعمية خبيثة على جرائم الأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية ضدّ النزوح السوري، وعقاب لأهل عرسال اللبنانيين على تعاطفهم المبكر مع الانتفاضة السورية. وتبقى خلاصة ثالثة، تخصّ التهويل العاطفي الذي تُغطى به مقولة «الالتفاف الوطني» حول الجيش اللبناني، وأنه «خطّ أحمر»… حين يتصل الأمر بالنزوح السوري، حصرياً. أمّا أنّ هذا الجيش منتهَك الكرامة، عسكرياً ومعنوياً، أما سلاح «حزب الله» أوّلاً، والميليشيات كافة ثانياً؛ وأنّ الجوهر الأقصى لوظائفه بات منحصراً في ترقية قائد إلى رتبة رئيس الجمهورية، حيث يسود الوئام الوطني ساعة، وتهيمن الانشطارات الطائفية والمذهبية والطبقية كلّ ساعة… فهذه اعتبارات لا يُسكَت عنها، فحسب؛ بل يُكمّ كلّ فم يتجاسر على تظهير حقائقها الساطعة. وهكذا فإنّ «نصر» عرسال اليوم، مثل جميع «انتصارات» حزب الله» منذ تدخله العسكري في سوريا: ذرّ لرماد دامٍ في العيون، وهزيمة نكراء لبلد كان يسمى لبنان، وصار محض «جزء من الجمهورية الإسلامية الكبرى»! ٭ كاتب وباحث سوري يقيم في باريس عرسال نصر الله: ذرّ الرماد الدامي صبحي حديدي |
أحلام الرئيس تعانق السماء والفقراء يبحثون عن حقوق تجاوزتها البشرية منذ عقود Posted: 27 Jul 2017 02:27 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي» : بين طموح الرئيس السيسي الذي يفوق الحدود والواقع المؤلم الذي تعيشه مصر بون شاسع. ومؤخراً بدا السيسي أكثر حماساً من أي وقت مضى بالحديث عن أحلام لا تنتهي، ومنها إنشاء مدن سياحية في الساحل الشمالي لا مثيل لها في العالم، ورغبته في إقامة مكتبة في العلمين، تضاهي مكتبة الإسكندرية، ومشاريع أخرى عملاقة، والوصول بالاحتياطي النقدي الأجنبي لحاجز 350 مليار دولار، اي عشرة أضعاف الرقم الحالي. كما تحدث عن إنجازات يؤكد أنها تحققت، وإن كان قدر منها لا يمكن الحديث عنه في العلن، وفقاً لتصريحاته أمام مؤتمر الشباب في الإسكندرية، مكتفياً بكلام سبق وردده في أكثر من مناسبة عن إنجازات أخرى في مجالات الكهرباء وشبكة الطرق، وهو الأمر الذي ليس بوسع أحد إنكاره، واعتبره كثيرون دليلاً على عزمه التقدم لخوض انتخابات رئاسية جديدة، وهو ما يناقض مطالب النخبة، التي يزداد ثقلها يوماً بعد يوم، والتي يرفض أفرادها منح تفويض جديد للسيسي. فيما تبدو الأغلبية الفقيرة التي لا يراوح البؤس محيطها، تبحث عن حقوق تجاوزتها البشرية منذ عقود، فيما تشن الحكومة ضدها حرب إبادة للقضاء على مكتسبات اقتنصتها الأغلبية على مدار العقود الستة الماضية، قبل ان تفقدها تباعاً. وأمس الخميس 27 يوليو/تموز ازدادت وتيرة المعارك الصحافية بين مؤيدي الرئيس وخصومه على خلفية «آثام» ارتكبتها السلطة القائمة التي تعهدت بتلبية شعار ثورة الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني (عيش حرية عدالة اجتماعية) لكنها انتهجت على أرض الواقع عدة إجراءات لم يجرؤ أي نظام سابق على الإقدام عليها، خاصة بالنسبة لمآلات قضية جزيرتي تيران وصنافير، ثم ملاحقة أهالي جزيرة الوراق، بهدف تحويل الجزيرة لمشاريع سياحية. وبين الحدثين ارتكبت الحكومة عدة خطوات زادت من معاناة الجماهير وإلى التفاصيل: دولة الظلم ساعة مهمة القاضي أن يحكم بالعدل ويرفع الظلم عن المظلومين، فماذا يكون الحال إذا طلب من رئيس الدولة رفع الظلم عنه؟ من الآخر والكلام لفراج إسماعيل في «المصريون»: «صرنا أكثر شبها بالجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى. ليس أدل على ذلك من غياب المؤسسات الديمقراطية أو تغييب دورها الفعلي كالبرلمان والمجالس المحلية والأحزاب السياسية واستبدالها بالمؤتمرات الشبابية التي لا يزيد مفعولها عن جلسات السمر. كانت مؤتمرات القذافي الجماهيرية صورة طبق الأصل، وكان يعتقد أنه بذلك حول ليبيا إلى جماهيرية عظمى. لقد تخيل أن «النهر الصناعي العظيم» أكبر من كل أنهار العالم، وعندما ثارت عليه بنغازي بعد أن نفد صبرها من موت السياسة وتغييب العدالة، قال معاتبا في خطبه الأخيرة «كيف تفعلون ذلك معي، وأنا بنيت لكم مدينتكم طوبة طوبة». بناء المدن وتشييد الطرق ليس هو الغاية الوحيدة التي تجعل الحاكم يتميز بها ويفاخر بها شعبه، بل يجب أن تكون نتيجة للحكم الرشيد، وإلا لكان الخديوي إسماعيل أعظم من حكم مصر في تاريخها، فقد حفر قناة السويس وشيد من المشروعات والمدن والقصور واستصلح الأراضي واستزرع المساحات الهائلة من الذهب الأبيض في عصره وهو القطن، ما لا يتاح لأي حاكم أتى أو سيأتي من بعده، لكنه افتقد الحكم الرشيد، رغم اجتهاده في بناء مؤسسات برلمانية ودستورية وقضائية، ومن ثم لا يذكره التاريخ سوى بالديون التي أغرق فيها مصر. التظلم الذي أرسله المستشار يحيي دكروري النائب الأول لرئيس مجلس الدولة إلى الرئيس السيسي، من تخطيه في تعيين رئيس مجلس الدولة الجديد، يقدم لنا صورة جلية عن «الدولة المريضة» التي لا تراعي «السياسة» في قراراتها، ولا تحترم أبجديات الحكم الرشيد». ناشطون ومستبدون نتحول نحو الحرب على ناشطي الثورة، الذين ينتقدهم محمد الدسوقي رشدي بقوة في «اليوم السابع»: «الناشطون الذين طالما سخروا من البرلمان وخناقات النواب، واستخدام بعض النواب لألفاظ خارجة، هم أنفسهم فعلوا أكثر من ذلك مع أول خلاف. الناشطون الذين طالما حاولوا الإيحاء بأن الرئيس والمسؤولين لا يتحملون الاختلاف في الفكر ولا يعرفون معنى الحوار الديمقراطي، سقطوا في الاختبار ولم يتحملوا اختلافهم وتبادلوا الشتائم، في الوقت الذي كان الرئيس السيسي يسمع وجهات نظر شباب مؤتمر الإسكندرية المختلفة والناقدة بصدر رحب، يحاروهم ويرد على استفساراتهم، بدون تخوين أو ملل. تلك مقارنة واجبة، تستدعى مراجعة نقدية عادلة نهدم بها كل المصطلحات والمسميات التي تم تقديسها على مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة، ترد الاعتبار لمعنى فكرة تمكين الشباب، تخلصنا من هؤلاء الذين احتكروا المجال العام عبر حفلات التخوين والاتهامات والشتائم على الفيسبوك، وطغوا بأصواتهم العالية وشعاراتهم المزيفة على شباب حقيقي يعمل ويجتهد ويبدع ويفكر على قدر ما يستطيع، ويحترم القيم الحقيقية للاختلاف والحوار، عكس هؤلاء الذين تسللوا إلى صدارة صورة مجتمعنا باستخدام تلك الشعارات، وحينما اختبرهم الواقع كشفوا لنا عن وجوه قمعية لا تؤمن إلا بمصلحتها وأفكارها، وترى كل مختلف معها عدوا وخصما يستحق التشويه والاغتيال المعنوي. بدون شك أصبح مؤتمر الشباب بجلساته وأفكاره متنفسا حقيقيا، وساحة للمشاركة، تمنح المحبطين أملا، وتدفع المرتبكين لمراجعة الكثير من الأفكار، ونافذة يطل منها على الوطن وجوه تستحق التمكين وتسليط الضوء عليها، وربما تكون هذه الفكرة بلا مبالغة واحدة من أعظم الأفكار التي تحققت في سنوات ما بعد الثورة». لا ناصر خائنا ولا نجيب ملاكا بهذه المسلمة حول رمزي ثورة يوليو/تموز جمال عبد الناصر ومحمد نجيب يدخل عبد الله السناوي في الجدل المتنامي مؤكداً في «الشروق»: «لم يكن عبدالناصر متآمرا ولا كان نجيب ملاكا. وقد ورد في التحقيقات، التي أجريت مع المتورطين من جماعة الإخوان المسلمين في محاولة اغتيال عبدالناصر عام 1954، أن الرئيس نجيب كان على علم مسبق بما خطط له، لكنه طلب عدم ذكر اسمه إذا لم تنجح المحاولة خشية ردات الفعل. كان ذلك السبب المباشر في إطاحته، لم تجر أي محاكمة له تقديرا لدوره في تصدر مشاهد الثورة الأولى، ولا شُهر به على صفحات الجرائد. طويت صفحته وغاب ذكره وأودع تحت الإقامة الجبرية في قصر في المرج تملكه السيدة زينب الوكيل حرم رئيس حزب الوفد مصطفى النحاس. غير أنه بنظرة أخرى فقد كان يستحق بعد مضي عدد من السنين نوعا من العفو، ودرجة من التسامح، خاصة بعد اكتساب عبدالناصر شعبية هائلة لا مثيل لها في التاريخ الحديث، وتثبيت أركان حكمه إثر النتائج السياسية لتأميم قناة السويس (1956) وخروج مصر دولة كبرى في إقليمها وقارتها وعالمها بعد فشل العدوان الثلاثى عليها. هنا يتبدى سؤال افتراضي، ما الذي كان يمكن أن يفعله اللواء نجيب في مجلس قيادة الثورة، إذا ما قدر له حسم السلطة بدعم من الإخوان المسلمين؟ التاريخ لا يعرف الأسئلة الافتراضية وصراعات السلطة لا تعرف الرحمة. الإجابة الوحيدة: التنكيل المفرط. ثم يتبدى سؤال افتراضي آخر: هل كان يمكن أن تكون هناك ديمقراطية مع الأفكار الشائعة للجماعة التي تناهض فكرة التعددية إذا ما قدر لنجيب أن ينتصر في صراع السلطة؟ أي إجابة سهلة معبر إلى مجهول معتم. والثالثة ــ أن دور نجيب كواجهة ليوليو يتوقف عند تحمل مسؤولية الحركة في لحظة الانقلاب. في أي تعريف كلاسيكي، يوليو/تموز الانقلاب الوحيد في التاريخ المصري الحديث. وفي أي تعريف كلاسيكي يوليو الثورة الوحيدة حيث حكمت وغيرت التركيبة الاجتماعية والبيئة الإقليمية على نحو جذري، وهو ما لا يتوافر لأي انتفاضة أخرى. بهذا المعنى فإن يوليو هي عبدالناصر، ولا أحد آخر يضاهيه أو ينازعه». ضحاياه تحولوا لقتلة أزمة أهالي الوراق تتصاعد ويرى أشرف البربري في «الشروق» أنهم أبرياء: «مساحة جزيرة الوراق تبلغ نحو 1860 فدانا، منها 1800 مملوكة لأهاليها بعقود مسجلة تعود إلى ما قبل بداية النصف الثاني من القرن العشرين و30 فدانا مملوكة للأوقاف ومؤجرة بأوراق رسمية وموثقة للأهالي، و30 فدانا مملوكة لوزارة الزراعة وتحت حيازة الأهالي بأوراق وعقود موثقة أيضا، حسب السجلات الرسمية التي نشرها الزميل مجدي أبو الفتوح في جريدة «الشروق». معنى هذا الكلام أنه لم تكن هناك تعديات على «أملاك الدولة وحق الشعب»، ولم يكن هناك عدوان على «هيبة الدولة» يستوجب هذه التجريدة المسلحة التي داهمت الجزيرة، كما قال الكثير من الإعلاميين، الذين سارعوا إلى تبرير مداهمة الجزيرة بالجرافات وقوات الأمن لإزالة البيوت التي زعمت السلطة أنها مقامة على أملاك الدولة، التي لا وجود لها في الأوراق. إذن ما حدث كان مجرد جس نبض لمعرفة مدى تمسك سكان جزيرة الوارق، الذين يقدر عددهم بنحو 90 ألف نسمة يعملون في الزراعة والصيد في أرضهم عندما تحين لحظة طردهم منها، بدعوى تطويرها وتحويلها إلى «مانهاتن الشرق» على غرار حي مانهاتن الشهير في أمريكا. فهل من يتحدثون عن «مانهاتن في قلب النيل» درسوا هذا الكلام الذي يقولونه؟ وهل يتذكر من يقول هذا الكلام ويسعى إلى تنفيذه بالقوة أن هناك «حي مال وأعمال» على مستوى عالمي يجرى بناؤه في العاصمة الإدارية الجديدة؟ أم أننا سنجد أنفسنا بعد شهور قليلة أمام نسخة مكررة من تجربة العاصمة الإدارية الجديدة، التي قالوا كلاما كثيرا عن حماس المستثمرين الإماراتيين والصينيين لها، ثم ظهرت الحقيقة وهي أنه يتم بناؤها بأموال الحكومة المصرية بعد ان تراجع عنها المستثمرون؟». سلام بدون ثمن «أرفض زيارة القدس والمسجد الأقصى في الوقت الراهن، وأدعو المسلمين لعدم زيارتها من خلال التأشيرات الإسرائيلية، لأن ذلك يعنى تكريس الاحتلال الإسرائيلي والاعتراف بمشروعيته». موقف صلب لشيخ الأزهر يحمل في طياته، كما يشير محمود خليل في «الوطن» إدانة واضحة للانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى، ورفض جهود الدولة العبرية في تهويد القدس، ورفضاً قاطعاً لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، فلا معنى لزيارة الأزهر عبر تأشيرة إسرائيلية، سوى نوع من التطبيع مع دولة لا تحترم مقدسات الغير. هناك من يتبنى نظرة براغماتية إلى هذه المسألة ويظن أن التسليم بالأمر الواقع مع إسرائيل قد يؤدي إلى المزيد من المكاسب. وأجد أن هذا الظن في غير محله، فالسياسة الإسرائيلية تعتمد على نظام «الأخذ دون عطاء»، وبالتالي إقدام شيخ الأزهر على زيارة المسجد المنتهك لن يؤدي إلى إيقاف الممارسات الإسرائيلية، بل على العكس سيفيد إسرائيل كثيراً، نظراً لما يتمتع به شيخ الجامع الأزهر من رمزية على مستوى العالم الإسلامي. أثناء المؤتمر الصحافي الذي جمع كلاً من نتنياهو وترامب في تل أبيب عقب انتهاء ما أطلق عليه القمة الأمريكية العربية الإسلامية في مدينة الرياض، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن حلمه بالسفر إلى المملكة العربية السعودية في رحلة طيران مباشرة من تل أبيب إلى الرياض. إسرائيل تريد من العرب سلاماً لا يقابله ثمن، تريد منهم سلاماً يفتح أبواب العواصم العربية لأبناء الدولة العبرية، يمارسون نشاطاً اقتصادياً وثقافياً، ويحلبون الأرباح، بدون أن يدفعوا شيئاً. نتنياهو لا يقل طمعاً عن ترامب في حافظة الدولارات الخليجية. كان من الممكن أن تصبح فكرة التحرك نحو المسجد الأقصى بالزيارة أكثر وجاهة لو كانت إسرائيل تدفع مقابلاً لهذه الخطوات». لهذا السبب تراجعت إسرائيل «لماذا أقدمت إسرائيل على خطوة إزالة البوابات الإلكترونية من المسجد الأقصى؟ تتولى جيهان فوزي الإجابة في «الوطن» مؤكدة أن إسرائيل ظنت أنها أقدمت على تنازل كبير من جانبها سيسهم في عودة الهدوء واستقرار الأوضاع، إلا أن الإصرار على التصعيد من قبل المرجعيات الدينية المقدسية خصوصاً، والفلسطينيين عموماً يبدو مستمراً، حتى يعود الوضع لما كان عليه قبل الرابع عشر من الشهر الحالى، فاستبدال إسرائيل البوابات الإلكترونية بالكاميرات الذكية هو مجرد التفاف وتحايل على الموقف، خاصة في ضوء قرار المجلس الوزاري المصغر بتنصيب بوابات حديدية تستند إلى تكنولوجيا متقدمة، كبديل للبوابات الإلكترونية الكاشفة للمعادن في المستقبل القريب، وخصص لها ميزانية ضخمة، ظناً منه بأنه قد ينجح في تهدئة النفوس في المنطقة بأسرها، إلا أن هذه البدائل ليست لها أهمية ما دامت تعارضها دائرة الأوقاف الإسلامية، وترفضها الجماهير الفلسطينية والمرابطون في الأقصى، الذين يصرون على التصعيد، لقناعتهم بأن إسرائيل ما زالت تصر على موقفها، وتقوم بالدور الذي أرادته لنفسها وهو فرض السيادة الكاملة على المسجد الأقصى. يصر المرابطون على استمرار وجودهم في المسجد الأقصى ومحيطه، والتصعيد إلى أن تتم إزالة كل أثر وضعه الاحتلال، لأنه يصادر حرية المصلين ويرسخ لسيادة دولة الاحتلال على القدس الشرقية، التي طالما سعت للوصول إليها، لقد أثبت المرابطون في الأقصى أنهم الحصن الشامخ العصي على الانكسار، يقف سداً منيعاً في وجه القمع الإسرائيلي حتى تحقيق أهدافهم وتنفيذ مطالبهم بتطهير الأقصى وساحاته من دنس الاحتلال». البلد لمن يشتري «كل شيء مخالف للقانون أصبح محل تجارة.. بهذه الحقيقة المؤلمة يعري حسن حنفي في «المصري اليوم» الكثير من صور الفساد، كما تضع الدولة ضريبة القيمة المضافة والمواطن لا يجد ما يأكل، حتى تضاف إليه هذه الضريبة، بل إن المواطنين أصبحوا تجارة مثل أبراجهم، تجارة الأعضاء، وتجارة الأطفال، بل إن أراضي الوطن أصبحت أيضا موضوعا للتجارة، لمن يدفع أكثر. وقد بنيت الأبراج تجارة وليس حلا لقضية الإسكان. ولا فرق بين القصور الأثرية والأبراج. فتهدم القصور التاريخية لأن ثمن الأرض التي بنيت عليها هذه القصور أغلى من ثمن القصور نفسها. وفي الوقت نفسه الذي يُباهي فيه بالقاهرة الفاطمية أو القاهرة الخديوية تبنى الأبراج في الأراضي الخالية بدلا من الحدائق، لأنها أكسب وأغلى من القصر القديم. فلا مكان لتاريخ مصر. أصبحت الحياة لا قيمة لها. ويمكن قتل الأولاد والآباء والأمهات والأقرباء والأصدقاء والجيران على أتفه الأسباب ثم الانتحار. وفي الأغاني الشعبية يغني الحبيب لمحبوبته «ابني لك قصر عالي»، وأيضا في التمنيات «ربنا يعلي مراتبك». ولسيد درويش أغنية مشهورة «عشان ما تعلى وتعلى وتعلى، لازم تطأطئ تطأطئ تطاطئ». فشرط المعلوم هو طأطأة الرأس لصاحب الرشوة وآليات الفساد. وبناء الأبراج ناتج عن تصور شعوري للحداثة، أو لاشعوري للمباهاة والفخر. فقد شاهد المهندسون أبراج دبي في الخليج التي تريد تقليد ناطحات السحاب في مانهاتن. فلماذا تكون دبي أقل من نيويورك. وقد اضطرت مانهاتن لبناء الأبراج لضيق الأرض وكثرة المطالب البنكية والإدارية عليها. أما عندنا وفي الخليج فالأراضي متسعة، صحراء جرداء. تحتاج إلى من يعمرها. أبراج مانهاتن تصعد طولا إلى السماء، أما أبراجنا فتترك الأرض السمراء عرضا وتصعد طولا». فوق الكل ربنا الرئيس قال في مؤتمر الشباب، إنه «جالس فوق وشايف كل حاجة». وهو الأمر الذي أثار اهتمام محمود سلطان في «المصريون»: «يقصد أن رؤيته هي الأفضل، لأنه بحكم موقعه كرئيس للجمهورية، يعرف كل صغيرة وكبيرة عن البلد، ولكنها عبارة كاشفة ومخيفة في آن، لأنها تتضمن نزعة مطمورة لقمع أي رغبة في مناقشة أو نقد سياسات الرئيس. فإذا لم نقتنع بما يقول، فلا خيار آخر إلا التسليم به، لأنه «جالس فوق وشايف كل حاجة أفضل مننا». العبارة التي وردت على لسان الرئيس، تستبطن مقولات التراث الشعبي: «أنت ها تعرف أكثر من الحكومة؟» وهي عبارة تستخدم عادة لقمع تساؤلات الطرف الآخر، ولا تقال إلا عند «الزنقة» والرغبة في إنهاء الحوار والتهرب من الإجابة على الأسئلة. عبارة الرئيس، تبريرية فلا أحد يسأله مثلا ـ والحال كذلك ـ عن أسباب تجاهله لحكم أعلى سلطة قضائية، بمصرية تيران وصنافير، وإحالتها للبرلمان للتصديق عليها.. ولا استبعاد المستشار يحيى دكروري من توليه منصب رئاسة مجلس الدولة، وغيرها من قرارات كبيرة وخطيرة صدرت من الاتحادية منفردة. علينا أن نسلم بأنها عين الحق وما دونها هو الباطل، لأنه ـ أي الرئيس ـ جالس فوق وشايف كل حاجة أفضل مننا». في السياق، قال الرئيس إنه توجد «إنجازات» أخرى، لا يريد الكشف عنها الآن لأسباب معينة، ولا نعرف ما هي تلك الأسباب التي اعتبرها ـ مرحليا ومؤقتا ـ سرية، فيما نشرت كل الصحف المقربة منه، أسرارًا عسكرية دقيقة، بشأن قاعدة محمد نجيب العسكرية، التي افتتحها الرئيس، منذ أيام قليلة. الإنجازات «السرية» تلك.. تعتبر أيضًا كاشفة، لمركزية الرئيس ومنزلته العلوية، التي تجعله وحيدًا يقرر بدون الرجوع إلى المؤسسات» إحلم براحتك الحديث عن مؤتمر الشباب الذي عقد في الإسكندرية ما زال مصدر اهتمام الصحف، ويرى دندراوي الهواري في «اليوم السابع»: «لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي، للإجابة على أسئلة المواطنين التي أرسلوها، عبر موقع مؤتمر الشباب، وبلغت 300 ألف رسالة. سيطرت على إجابات وردود الرئيس حالة من البهجة والتفاؤل، وتصدير الأمل من خلال رصد أرقام الإنجازات الضخمة التي تحققت على الأرض، والتي سيعلن عن تفاصيلها بالكامل في نهاية يناير/كانون الثاني 2018، ما انعكس أيضا على تصدير طاقة إيجابية للشارع. الرئيس تحدث عن الاحتياطى النقدي الذي اقترب من رقم 35 مليار دولار، ما يعني أنه اقترب كثيرا من أعلى رقم وصل له الاحتياطي النقدي لمصر عبر تاريخها، وهو 37 مليارا في عهد مبارك، الذي استمر 30 سنة كاملة في الحكم. الرقم الذي وصل له الاحتياطي النقدي له دلالات بالغة الأهمية، منها أن مصر، ورغم ما واجهته من إعصار تخريبي ومؤمرات تحاك في الخارج والداخل، وتواجه حربا ضروسا ضد الإرهاب الهادف لإسقاطها، ووسط انهيار للقطاع السياحي، فإنها تمكنت من العبور وتجاوز المحنة، وتقترب من الوصول إلى رقم 37 مليار دولار الذي وصلت إليه قبل ثورة يناير. السيسى الذي سيطرت عليه روح البهجة، وحالة الاطمئنان وروح الدعابة والتفاؤل في إجاباته على أسئلة المواطنين، أعطى صورة حقيقية عن مصر المستقبل، التي تسير بخطى سريعة نحو التقدم والازدهار، وأنه لن يرتضي أن يكون حجم الاحتياطي النقدي لمصر 37 مليار دولار، وإنما 350 مليار دولار، مثلما أكد في جلسة الصراحة مع الشباب وكبار رجال الدولة». أسئلة مشروعة ومن بين المنتقدين لمؤتمر الشباب النائب هيثم الحريري الذي انتابته الصدمة لعدم توجيه الدعوه له للمشاركة في الفعاليات وفقاً لـ«مصر العربية»: «حيث أني لم أتلق دعوة لحضور مؤتمر الشباب الذي سيعقد في الإسكندرية.. فإني أوجه مجموعه من الأسئلة لرئيس الجمهورية. لقد أعلنت من قبل سعادتي بتواصل مؤسسة الرئاسة المباشر مع الشباب، وما نتج عن هذا من قرار بالعفو عن بعض المسجونين من الشباب. بداية لا أحد يعلم ما هو معيار الإفراج عن الشباب؟ ولكـــــن الأهم والأخطر ان عشرات الشباب تم القبض عليهم وتلفيق الاتهامات لهم، ومنهم عشرات من شباب الإسكندرية الذين شاركوا في ثورة يناير/كانون الثاني، يونيو/حزيران، ولكنهم أعلنوا رفضهم التفريط بتيران وصنافير، مصرية على وسائل التواصل الاجتماعي. هل هذا يستحق حبسهم لسنوات وتغريمهم عشرات الألوف من الجنيهات؟ مؤسسة الرئاسة مطالبة بتنفيذ قرار العفو عن كل الأبرياء في السجون بسبب آرائهم ومواقفهم السياسية السلمية». عيب يا لؤي لؤي شاب طرح أمام الرئيس سؤالاً عن إنجازاته التي حققها، كي يتم انتخابه مجدداً، وهو الأمر الذي أثار غضب الكثيرين من بينهم صبري غنيم في «المصري اليوم»: «والله عيب.. عيب أن يخرج شاب من المفترض أنه مثقف جدا ولذلك اختير ضمن مجموعة الشباب المنتقاة للحوار مع الرئيس، ثم يطرح سؤالا على الرئيس وهو يعلم أنه سؤال مستفز لأن إجابته لا تحتاج إلى الرئيس، كون أن يتجاهل هذا الشاب الإنجازات العملاقة ويسأل الرئيس قائلا «انت وعدتنا بتحسن الأمور بعد 6 شهور والوضع ثابت.. ثم قلت ادوني سنتين ومفيش تحسن برضه.. امتى الوضع هيتحسن». السؤال في حد ذاته لا يطرحه عاقل، إلا إذا كان مغيبا عن الإنجازات التي تحدث على أرض مصر.. أقول هذا ليس دفاعا عن الرئيس لأنني اكتشفت بعد حوارات الرئيس مع الشباب في مؤتمرهم الوطني، أن هذا الرجل خسارة فينا نحن المصريين. الذى أثلج صدري أن الرئيس استقبل السؤال بنوبة من الضحك، وهو يقول للشاب صاحب هذا السؤال «يعني ما شفتش حاجة خالص».. وأخذ الرئيس يتكلم ويؤكد أنه لم يكن هناك بديل عن إجراءات الإصلاح الاقتصادي، والحق معه يوم أن قال إن أي مسؤول يتردد في اتخاذ القرار الصح من أجل الإصلاح الاقتصادي، يعد خائنا للوطن. وسكت الرئيس قليلا ثم فجّر عدة قنابل ليذكر كل من في داخله هذا السؤال بالإنجازات التي تحققت في عصره.. الأولى كانت عن منظومة الكهرباء وكيف كنّا نعيش في أزمات قبل ثلاث سنوات في انقطاع التيار الكهربائي عن البيوت والمصانع والمستشفيات، وكم من أطفال ماتوا في الحاضنات بسبب انقطاع الكهرباء.. مقاومة الالتهاب الكبدي الوبائي «فيروس سي» الذي كان منتشرا وشبكة الطرق، التي أقيمت في عهده». إن بعد العسر يسرا ومن بين أبرز المتفائلين بالمستقبل محمد بركات في «الأخبار»: «دون مبالغة لا حاجة لنا بها، نستطيع التأكيد على الأهمية الكبيرة للمشهد الذي جرى في الإسكندرية خلال اليومين الماضيين، وتابعناه جميعا منطلقا من مكتبة الإسكندرية، ذلك الصرح الحضاري والثقافي والتنويري الضخم، حيث انعقدت جلسات المؤتمر الوطني الرابع للشباب تحت رعاية وبحضور الرئيس ووجود الوزراء وكبار المسؤولين في الدولة، وبمشاركة فاعلة وإيجابية لأكثر من ألف وخمسمئة شاب يمثلون الشرائح والقطاعات الشابة في الأحزاب والبرلمان والجامعات وهيئات المجتمع المدني في محافظات غرب الدلتا. وما وتابعناه على الهواء مباشرة يؤكد حقيقة أن المؤتمر أصبح بالفعل مساحة لمناقشات واعية وجادة لكل القضايا والموضوعات التي تشغل الداخل المصري، هي بالفعل موضع اهتمام الجميع نظرا لاتصالها المباشر بحياة الناس وواقع ومستقبل الوطن. وما يبعث على الثقة والتفاؤل أيضا ما لمسناه من الحرص البالغ لدى الجميع على المصارحة والمكاشفة والجدية في العرض، وإبداء الرأي وشرح حقيقة الواقع، بدون تزيّد أو محاولة للتجميل، أو إعطاء صورة مغايرة من جانب الوزراء والمسؤولين، وذلك توجه جاد وإيجابي يستحق التنويه والإشادة، كما انه يبعث على الثقة ويدفع بالشباب للمشاركة الفاعلة في تغييرالواقع وتقديم الرؤى في صناعة المستقبل. وفي هذا السياق بات واضحاً أن المؤتمر أصبح بالفعل ملتقى جادا للحوار الصريح والأمين وجسراً للتواصل بين الشباب والمسؤولين في الدولة، من خلال جلساته التي شهدت نقاشا وحوارا إيجابيا حول كل القضايا والموضوعات المهمة المدرجة على أجندة الوطن، التي تشغل فكر وعقل عموم المواطنين، وقد نجح المؤتمر في أن يصبح بالفعل جسراً للتواصل الصريح والإيجابي والفاعل بين الشباب والدولة يضعهم في مقدمة المسيرة الوطنية للبناء والتنمية وقيام مصر الحديثة القوية بإذن الله». أمل كاذب الحرب على نظام التعليم تتزايد ومن بين المشاركين أحمد عبد التواب في «الأهرام»: «لا جديدَ في وعد وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي عن استهداف القضاء على كارثة الدروس الخصوصية، فقد قالها كلّ من تولى المسؤولية قبله، ولكنه أصاب حقاً عندما أعلن عن التزامه بعدم اتخاذ أي قرار إلا بعد دراسة وحوار مجتمعي. والحقيقة أننا في أمسّ الحاجة إلى تعزيز قاعدة إجراء حوار مجتمعي حول الكثير من القضايا قبل البتّ فيها بقرار. هذا الكلام هذه المرة يُبشِّر بأمل في إمكانية التوصل إلى بداية سليمة لإمساك طرف خيط قضية تعاظمت تبعاتها بعد أن مسَّت ملايين التلاميذ وأسرهم، ومعهم جيش هائل من المعلمين، تصل أعدادهم في بعض الإحصائيات إلى نحو مليون ونصف المليون معلم، ولم يعد هنالك من يجادل في أن الأغلبية منهم تعطي دروساً خصوصية، رغم أنها مُجرَّمة قانوناً. ومن تعقيدات القضية، أن الظاهرة سادت واستقرَّت عبرَ عقود حكم مبارك، وبات جميع الأطراف يتعاملون معها وكأنها من طبائع الأشياء، بعد زمن كان التلاميذ فيه يعايرون زميلهم إذا لجأ إليها، وكان المعلم يداريها كتهمة مشينة، ثم جاء عهد مبارك ليتفرج المسؤولون الكبار على انهيار العملية التعليمية، ولتصير المدرسة، عملياً، مصيدة للزبائن من التلاميذ يأتون بأنفسهم بدلاً من أن يبذل المعلم جهداً في البحث عنهم وسط زحام السكان. ثم نأتي لنقطة شديدة الأهمية، وهي أن هنالك مكاسب موضوعية قد تحققت للمعلمين عبر عقود، وليس من المتوقع من هؤلاء أن يستجيبوا بسهولة لسياسة جديدة تنتقص من مكاسبهم، في ظرف لم تعد الرواتب الرسمية توفر الحد الأدنى، ومن المؤكد أن اللجوء للعقوبات لن يجدي». ماذا لو راجعت أمريكا موقفها؟ كثيرا ما سأل صلاح منتصر نفسه كلما هلت ذكرى ثورة يوليو/تموز: «ماذا لو أن واشنطن لم تركب رأسها ولم تقف الموقف المتعنت الذي وقفته ضد عبد الناصر متعمدة إهانته بالطريقة التي فعلتها؟ ويتابع الكاتب في «الأهرام»: ألم يكن الممكن أن يتغير التاريخ؟ ولأن « لو» حرف استحالة فالذي حدث أن مصر كلها أصبحت على نار في انتظار ما سيفعله عبد الناصر ردا على صفعة أمريكا. ولهذا عندما أعلن عبد الناصر قرار تأميم قناة السويس يوم 26 يوليو 56 لم نحسب يومها مكاسب وخسائر عملية التأميم، وأننا سنسترد القناة بعد 12 سنة، وإنما كان الحساب على أساس أنها معركة كرامة تهون في سبيلها أي تضحيات. ومن ثاني يوم بعد إعلان قرار التأميم، أصبحت مقيما بين الإسماعيلية وبورسعيد، ممثلا لمجلة «آخر ساعة» في تغطية الحدث الكبير، الذي توافد بسببه ممثلو إعلام العالم، بعد أن أصبح الرهان على أن مصر ستفشل في إدارة القناة. وأكتب عن سبق حققته فقد تصادقت مع مصور صحافي سويدي اسمه أندرسون وعن طريقه حضرت اجتماعا للمرشدين الفرنسيين والإنكليز عقد في ناديهم في بورسعيد، وعلى مائدة للعبة «البنغ بونغ» وقعوا استقالاتهم. وأبلغت الإدارة المصرية التي استعدت للمفاجأة واستدعت مجموعة من ضباط البحرية المصرية لتحل مكان المرشدين المستقيلين.. ولم يكن متصورا أن يصل الأمر ببريطانيا وفرنسا بعد نجاح مصر، أن تدبرا غزوا تبدؤه إسرائيل باحتلال سيناء، تتظاهر فيه إنكلترا وفرنسا بقلقها لوصول إسرائيل إلى قناة السويس، فتوجه إنذارا لمصر وإسرائيل تطلب منهما الانسحاب إلى عشرة أميال شرق وغرب القناة. وترفض مصر الإنذار وتسقط إنكلترا وفرنسا قواتهما في القناة وتعيش بورسعيد أمجد أيامها» أحلام الرئيس تعانق السماء والفقراء يبحثون عن حقوق تجاوزتها البشرية منذ عقود حسام عبد البصير |
بطل إسرائيل Posted: 27 Jul 2017 02:27 PM PDT بطل إسرائيل الجديد يرتدي بنطال جينز ممزق ويعيش في منطقة للمتدينين في الجنوب ولديه صديقة وهو يقوم بقتل العرب. أبطال إسرائيل قتلوا دائما العرب، لكنهم كانوا يفعلون ذلك احيانا بشكل جريء وهم الآن يفعلون ذلك بخوف مهين. فهم يخافون من فتى في يده مفك. بطل إسرائيل يقتل العرب بدون تمييز، أبرياء لا يستحقون الموت. بطل إسرائيل هو شاب له قيم واستمد هذه القيم من خلال خدمته في المناطق المحتلة. لقد تعلم اللاإنسانية في جفعاتي. وتعلم كيفية قتل المواطنين في الجرف الصامد. وتعلم أن العمل الأول أمام العربي هو إطلاق النار من اجل القتل. وبعد ذلك يمكن التفكير في البدائل. بطل إسرائيل تعلم أن قتل العربي هو أمر جيد، بل بطولة، بغض النظر عن السبب. واستكمل تعليمه في المناطق وطبق هذا التعليم في الأردن ـ لأنه ليس هناك فرق، فالعرب هم نفس العرب والضفة الشرقية مثل الضفة الغربية. ويقول اصدقاؤه إنه رجل حقيقي. وقد مر بظروف صعبة مثل هذا الظرف أمام فتى يحمل المفك، وهو شخص هاديء المزاج. تخيلوا ما الذي كان سيحدث لولا كل ذلك؟ هل كان سيقتل خمسة أشخاص أو عشرة. بطل إسرائيل يقتل المواطنين: قتل طبيب بدون سبب، وفتى يقوم بتركيب الأثاث بعد أن هدده بسلاح يوم القيامة، المفك، اثناء جدال وليس عملية قتالية. بطل إسرائيل لم يتردد. بطل إسرائيل لا يقوم بالعد حتى عشرة، استل سلاحه وأطلق النار. قتيلين. بطلنا الجديد يدعى زيف، ومحظور أن نرى وجهه الحقيقي. وجهه المغطى اثناء عناق رئيس الحكومة له يضيف الهالة له. وهو يستبدل سلفه في المنصب، اليئور ازاريا، الذي قتل شخصا وهو يحتضر، والجديد قتل مواطنين. لا تقوموا باتهامه. فهذا ما علموه فعله في الظروف الصعبة في المناطق: إطلاق النار والقتل. وهذا ما دربوه عليه: أن يكون ماكينة إطلاق عمياء. الدليل على أنه بطل هو عدم مطالبة أي أحد بأن يتم التحقيق معه بشكل جدي، باستثناء العملية الرسمية التي وعد الأردن بها والتي قيل عنها مسبقا بأنها لن تؤدي إلى أي شيء. يمكن أنه قتل، ويمكن أنه قتل بالإهمال، ويمكن أنه تصرف خلافا لأوامر إطلاق النار. كيف لنا أن نعرف. نحن لن نعرف، لأننا لا نريد أن نعرف. وبدل ذلك حصلنا على مكالمة هاتفية غير مفاجئة من رئيس الحكومة، «هل تم ترتيب موعد لك؟»، سأل نتنياهو بأبوية محفوظة للأبطال. وبعد ذلك كان العناق الشجاع في المكتب. انظر، يا أردن، انظر، ها هم ابطال إسرائيل التي هي أختك في السلام، ها هم يقتلون مواطنيك. ويتم اتهام الفلسطينيين بتبجيل المخربين. عندما قام شخص من الاردن في العام 1997 بقتل سبع فتيات إسرائيليات في نهرايم، قطع ملك الأردن زيارته في اسبانيا وجاء على عجل إلى بيت شيمش من اجل النزول على ركبتيه أمام العائلات الثكلى وطلب السماح. وقام ايضا بزيارة المصابين، والمملكة قامت بدفع التعويضات. ولكن عندما يقوم رجل أمن إسرائيلي رسمي بقتل مواطنين اردنيين، أحدهما على الأقل بريء أو كليهما، فإن رئيس حكومة إسرائيل لا يخطر بباله حتى تقديم الاعتذار. فقط محمود عباس مطالب بالتنديد. وفيما يتعلق بزيارة العزاء وتقديم التعويضات يمكننا فقط الهذيان. لماذا؟ من الذي مات؟ في نهاية المطاف مات عربيان. عربيان قتلى وبطل إسرائيل عاد إلى البيت بسلام، وهو يتغلب على إصابته. البطل زيف سيحكي روايته وبعد ذلك سيعود إلى الخدمة. الكثير من الشباب في إسرائيل يحلمون بأن يكونوا زيف، ويحلمون في الخدمة في جيش الاحتلال في المناطق والاعتداء على العرب وقتلهم، والسفر إلى الهند وغواتيمالا، وبعد ذلك يصبحون حراسا في السفارة. واذا حالفهم الحظ يمكنهم هناك ايضا قتل فتى مع مفك وطبيب تزامن وجوده في المكان مثلما في الأيام الجميلة في قلندية. قوموا بتأدية التحية لأبطال إسرائيل. فهم أفضل أبنائنا. جدعون ليفي هآرتس 27/7/2017 |
مصادر لـ«القدس العربي»: القيادة الفلسطينية رفضت التهديدات بعقوبات قاسية Posted: 27 Jul 2017 02:26 PM PDT غزة ـ «القدس العربي» : كشفت مصادر سياسية فلسطينية لـ «القدس العربي»، أن القيادة الفلسطينية تلقت خلال الأيام الماضية عدة تهديدات إسرائيلية، عبر أطراف دولية، بسبب موقفها المتشددة من أحداث القدس، شملت تلويح إسرائيل بسحب التصاريح الممنوحة للشخصيات القيادية في حركة فتح والمنظمة والحكومة، لتضييق حرية تنقلهم، وفرض قيود اقتصادية على غرار مرات سابقة، غير أن ذلك الأمر لم يغير من الموقف الفلسطيني الرسمي، الذي نجح في نهاية المطاف في معركة «عض الأصابع». وحسب المصادر فإن أطرافا دولية عديدة نقلت إلى القيادة الفلسطينية «التهديدات الإسرائيلية»، بعد أن فشلت حكومة بنيامين نتنياهو في الضغط على السلطة عبر رسائل مباشرة نقلتها مع بداية الأحداث. وعلمت «القدس العربي» أن التخوفات الإسرائيلية، التي زادت من وتيرة الاتصالات الدولية مع السلطة جاءت في أعقاب خطابي الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأخيرين، خاصة وأنه أعلن في الأول وقف جميع الاتصالات مع إسرائيل، وأعطى تعليمات مباشرة وزعت عبر مكتبه على قادة الأمن، بوقف أي تعاون أو اتصال أمني مع إسرائيل، إضافة إلى الاتصالات السياسية، وفي الثاني الذي ألمح فيه إلى وجود نية لدى الفلسطينيين للتصدي للمداهمات الإسرائيلية للمناطق الفلسطينية في الضفة الغربية. وأبلغت الجهات الوسيطة رسائل إسرائيل للقيادة الفلسطينية، التي لوحت فيها بعقوبات قديمة معروفة، تمثلت بسحب بطاقات الـ «VIP» من كبار المسؤولين خاصة المقربين من دائرة القرار ومؤسسة الرئاسة الفلسطينية، إضافة إلى عقوبات اقتصادية، في مسعى لثني القيادة الفلسطينية عن الاستمرار في خطتها، التي اعتمدت فيها على «المقاومة الشعبية» للتصدي لمخططات إسرائيل في القدس والمسجد الأقصى. ولم تأبه القيادة الفلسطينية لهذه التهديدات، وقالت المصادر إن ذلك جاء في خطاب الرئيس عباس أمام مؤتمر العلماء، الذي أكد خلاله، أنه ليس من حق إسرائيل وضع «البوابات الإلكترونية» أمام مداخل المسجد الأقصى، مشيرا إلى أنه اتخذ «موقفا حاسماً وحازماً»، خاصة فيما يتعلق بالتنسيق الأمني، وأكد أن «الأمور ستكون صعبة جدا»، غير أنه أشار وقتها وهو يبعث برسائل مبطنة أن قرارات القيادة «محسوبة». وأكد أيضا أن الفلسطينيين يريدون أن يوقفوا هذه الإجراءات في القدس، وكذلك الاقتحامات التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية في كل مدن الضفة الغربية. يشار إلى أن جيسون غرينبلات المبعوث الأمريكي لعملية السلام التقى ضمن مهمته في المنطقة التي بدأها من أجل تهدئة الأمور مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين، وطالب خلال لقائه بأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الدكتور صائب عريقات، ومدير المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، بعودة القيادة الفلسطينية عن قرارتها الأخيرة، دون أن يحمل أي موقف أمريكي جديد ضد إجراءات إسرائيل، وهو أمر قوبل برفض فلسطيني. وأصر الجانب الفلسطيني على التزام سلطة الاحتلال، بالحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي للمسجد الأقصى المبارك، وإعادة الأوضاع بشكل تام في الحرم القدسي الشريف إلى ما قبل يوم 14 يوليو/ تموز الحالي، وهو ما يشير إلى عدم رضا الجانب الفلسطيني على مواقف الإدارة الأمريكية، حيث تبع الأمر بعقد قيادات فتحاوية وازنة اجتماعات مع الفصائل، انتهت بالاتفاق على إبقاء التصعيد ضد الاحتلال. ويذكر في هذا السياق أن الرئيس حسب تقارير اسرائيلية رفض استقبال غرينبلات. ونقل المبعوث الأمريكي الموقف الفلسطيني المتشدد إلى الإسرائيليين، حيث عقد لقاء آخر أول من أمس معهم، وعلى الأرجح كان لهذا الموقف الأثر الأكبر في قرار إسرائيل إعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل يوم 14 تموز في مدينة القدس، حسب الطلب الفلسطيني السابق. وسجلت القيادة الفلسطينية بذلك انتصارا سياسيا على إسرائيل، حيث نجت في نهاية المطاف في تحدي «عض الأصابع»، خاصة وإن الحكومة الإسرائيلية لم تحتمل عواقب التحدي، في ظل الهبة الشعبية في مدينة القدس وباقي المناطق الفلسطينية، التي هددت باندلاع انتفاضة جديدة. يذكر أن الرئيس عباس أعلن وقوفه إلى جانب أهل مدينة القدس، وأكد دعمه لكل ما يقومون به في مواجهة الحملة الإسرائيلية، وقال «ما لم تعد الأمور إلى ما كانت عليه قبل 14 تموز في القدس لن تكون هناك أية تغييرات»، ويقصد وقف الاتصالات كافة مع إسرائيل. ودفع ذلك إسرائيل لاتهامه بـ»التحريض» والدعوة لـ»القتال»، واتهم من مصادر أمنية أيضا بأنه يقف وراء المواجهات، ويحاول إشعال الشارع. مصادر لـ«القدس العربي»: القيادة الفلسطينية رفضت التهديدات بعقوبات قاسية أشرف الهور |
أم الفحم تشيّع جثامين شهدائها الثلاثة منفذي عملية الأقصى Posted: 27 Jul 2017 02:26 PM PDT الناصرة – «القدس العربي» : شيّعت جماهير غفيرة في مدينة أم الفحم داخل الخط الأخضر، أبناءها الثلاثة شهداء عملية الأقصى، بعدما ألزمت المحكمة الاسرائيلية العليا شرطة الاحتلال بتسريح جثامينهم بعد احتجاز دام نحو أسبوعين، فيما دعت القيادة العليا لفلسطينيي الداخل للتدفق على الحرم القدسي الشريف. ووصلت جثامين الشهداء الثلاثة إلى منازلهم في مدينة أمّ الفحم، في الثانية من فجر يوم الخميس، حيث أطلق الآلاف هتافات مثل «بالروح بالدم نفديك يا شهيد» و»عالقدس رايحين… شهداء بالملايين»، وسط رفع الأعلام الفلسطينيّة وإطلاق المفرقعات. وخرجت الجنازة الأولى، والتحمت مع الجنازة الثانية ثمّ الجنازة الثالثة، لتخرج في النهاية جنازة واحدة للشهداء الثلاثة إلى مسجد الملساء، للصلاة عليهم، ومواراتهم الثرى في المقبرة بجوار المسجد. وكان الأهالي، قد استلموا الجثامين، من محطة شرطة عيرون، حيث تواردت أنباء عن أنّ الشرطة وضعت شروطًا بخصوص عدد المشيّعين حددته بـ 480 شخصًا. وحيت لجنة المتابعة الهيئة التمثيلية الأعلى لفلسطينيي 48 الفلسطينيين خاصة أهالي القدس المحتلة، في وقفتهم ضد إجراءات الاحتلال الاستبدادية، في المسجد الأقصى المبارك، وفي البلدة القديمة للقدس. وأكدت في بيان لها دعمها لقرار الإجماع الوطني الفلسطيني، الشعبي والسياسي والديني، باستئناف التدفق إلى رحاب المسجد الأقصى المبارك. وأضافت أن «جماهير شعبنا، في القدس أولا، وفي الداخل والضفة والقطاع، هبّوا دفاعا عن القدس المحاصرة، وعن المسجد الأقصى المبارك، بزخم جماهيري فاجأ حكومة الاحتلال، وأجبرها على إعادة حساباتها، ورضخت بإلغائها الإجراءات الاستبدادية التي فرضتها على المسجد الأقصى ومحيطه، وعلى البلدة القديمة ككل، في الأسبوعين الأخيرين». وأكدت المتابعة دعمها «قرار الإجماع الوطني الفلسطيني، الشعبي والسياسي والديني، بالتدفق إلى رحاب المسجد الأقصى المبارك، وإقامة الصلوات فيه، بعد أن قامت اللجان الفنية بفحص الوضع في محيط الأقصى وداخله، والتأكد من زوال الإجراءات التي فرضها الاحتلال في الأسبوعين الأخيرين». وأشارت إلى أن «معركتنا ضد الاحتلال ككل، ودفاعا على القدس المحاصرة، وعن المسجد الأقصى المبارك، متواصلة حتى زوال الاحتلال، الذي يشن هجوما واسعا على المدينة، من خلال تشريعات احتلالية، كالقانون الذي سيمنع أي انسحاب من المدينة، ومشروع القانون الذي طلب بنيامين نتنياهو، الأربعاء، إدخاله إلى مسار التشريع، ويقضي بفصل ضواح مقدسية ضخمة عن المدينة، مقابل ضم مستوطنات ضخمة إلى منطقة نفوذ القدس، وهي إجراءات مصطنعة، لن تنجح في تغيير هوية المدينة، الوطنية والــدينية». الى ذلك طالب وزراء إسرائيليون باعتقال رئيس الحركة الإسلامية – الجناح الشمالي، الشيخ رائد صلاح، ووضعه في الاعتقال الإداري. وذكر موقع معاريف الإلكتروني، أمس أن ثلاثة وزراء إسرائيليين، هم أفيغدور ليبرمان ويسرائيل كاتس ويوءاف غالانت، طالبوا خلال أحد اجتماعات المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، التي عُقدت هذا الأسبوع، بوضع الشيخ صلاح في الاعتقال الإداري. وطالب هؤلاء الوزراء بأن يتم اعتقال قياديين آخرين في الحركة سوية مع الشيخ صلاح. لكن مندوبين من مكتب المستشار القضائي للحكومة، الذين شاركوا في اجتماعات المجلس الوزاري المصغر هذه، عارضوا طلب الوزراء الثلاثة، وقالوا إنه لا توجد ذريعة لفرض الاعتقال الإداري على الشيخ صلاح وأنه «لا يحرض على العنف». واعتقلت السلطات الإسرائيلية الشيخ صلاح عدة مرات في السنوات الماضية، كانت آخرها العام الماضي وأفرج عنه في كانون الثاني/ يناير الماضي بعد أن قضى تسعة أشهر في السجن الإسرائيلي، كما قبع الشيخ صلاح في السجن في عام 2007. أم الفحم تشيّع جثامين شهدائها الثلاثة منفذي عملية الأقصى وديع عواودة |
نتنياهو يتبنى مشروع قانون لضم مستوطنات للقدس وآخر لتسليم كل بلداتها إلى السلطة الفلسطينية Posted: 27 Jul 2017 02:25 PM PDT رام الله – «القدس العربي» : أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنه ينوي دعم مشروع قانون يسمح بتوسيع منطقة نفوذ مدينة القدس ليشمل مستوطنات معاليه ادوميم وبيتار عيليت وغيفعات زئيف وافرات ومستوطنات غوش عتصيون. وتهدف هذه الخطوة الى زيادة الغالبية اليهودية في المدينة. وحسب تفسيره للقانون فإنه «سيعيد للقدس مكانتها كرمز» على حد وصفه. بدوره قال يوآف كيش من الليكود، وهو المبادر الى مشروع القانون، إن النص لا يطبق السيادة الاسرائيلية على المستوطنات وستواصل العمل تحت الحكم العسكري. لكنه ليس من الواضح ما إذا كان المجتمع الدولي سيعتبر فرض صلاحيات بلدية القدس على المناطق المحتلة كسيادة فعلية. وفي الاقتراح الذي طرح على طاولة الكنيست توجد أوجه قصور قانونية مختلفة، ومن المشكوك فيه انه يمكن تمريره بصيغته الحالية. ويعني تطبيق هذا الاقتراح انه حتى إذا قرر سكان القدس الشرقية المشاركة في انتخابات البلدية التي يقاطعونها حاليا، فإنه ستكون هناك غالبية يهودية بفضل مشاركة سكان المستوطنات المجاورة. لكن قصة ضم المستوطنات إلى حدود بلدية الاحتلال في القدس ليس سوى نصف الخطة، فخلال الانشغال الفلسطيني بأحداث المسجد الأقصى، صادق الكنيست «البرلمان الإسرائيلي» في القراءة الأولى على تعديل قانون أساس القدس، الذي سمح بإقامة سلطة اقليمية جديدة لمخيم اللاجئين الفلسطينيين شعفاط وكفر عقب، تحت سيادة اسرائيلية. ويتبع مخيم شعفاط وكفر عقب حاليا لمنطقة نفوذ القدس، لكنهما يقعان وراء الجدار الفاصل. وتكهن مصدر في الائتلاف الحكومي أن فرص فصل البلدات الفلسطينية عن القدس أعلى بكثير من فرص توسيع منطقة نفوذ البلدية. وبدا ذلك بوضوح عندما أمر نتنياهو النائب كيش بالعمل على دفع القانون فور انتهاء العطلة الصيفية بعد حوالى شهرين. واعلن رئيس حزب البيت اليهودي نفتالي بينت في الكنيست، ان حزبه يدعم دفع هذا القانون. وقال»أطالب رئيس الحكومة بطرح مشروع القانون لكي نقوم بتمريره بأسرع ما يمكن. أدعو نواب «يوجد مستقبل» بشكل خاص الى دعم هذا القانون». والى جانب توسيع منطقة النفوذ، يستكمل قانون القدس و»بناتها» خطوة ديمغرافية أخرى يدفعها الائتلاف من أجل فصل البلدات العربية الواقعة وراء الجدار الفاصل عن بلدية الاحتلال في القدس وإقامة مجلس إقليمي جديد يديرها. ويحدد مشروع القانون ان مخيم اللاجئين شعفاط، وكفر عقب وعناتا، ستتحول الى بلدات ذات مكانة مستقلة تابعة لبلدية القدس، وذلك بشكل يشبه مشروع القانون الذي صادقت عليه الكنيست ويسمح بفصل كفر عقب ومخيم شعفاط عن القدس وضمهما الى سلطة اقليمية جديدة. وليس من الواضح ما هو العدد الصحيح لسكان البلدتين، لكنه يتراوح بين 120 و140 ألف نسمة. وحسب مصادر مطلعة على الخطة، فإن حوالى 70 ألفا من سكانهما يحملون بطاقات إقامة او مواطنة اسرائيلية ويستطيعون التصويت لبلدية القدس. يشار الى ان النقاش الذي جرى حول بنود قانون أساس: القدس، الذي يمنع المصادقة على اتفاقيات سياسية تشمل التخلي عن مناطق من القدس إلا بموافقة 80 نائبا، كان نقاشا مــــتوترا. وقالت النائبة شولي معلم، التي قدمت مشروع القانون» يسمح بإجراء تغييرات بلدية في أنحاء المدينة شريطة ان تخضع السلطة المحلية للسيادة الاسرائيلية الكاملة. وبعبارة أخرى، فإن هذا القانون يمنع إمكانية تقديم تنازلات في القدس في إطار اتفاقيات سياسية». ولاستكمال الخطة الإسرائيلية في القدس ومحيطها، بادر النائب يوئيل حسون من المعسكر الصهيوني المعارض، الى طرح مشروع قانون يدعو الى إخراج كل البلدات العربية التي تم ضمها الى القدس بعد حرب الأيام الستة، من منطقة نفوذ القدس، ونقلها الى مسؤولية السلطة الفلسطينية. ويقترح مشروع القانون الذي يحمل اسم قانون «إنقاذ القدس كمدينة عاصمة يهودية وديمقراطية» نقل بلدات شعفاط والعيسوية وجبل المكبر وبيت حنينا وصور باهر وغيرها، التي يعيش فيها أكثر من 300 ألف فلسطيني الى سيادة السلطة». وفي تفسير مشروع القانون، جاء أن نسبة الجمهور الفلسطيني في القدس تتزايد بشكل متواصل. في 1967، شكلت نسبة 26% من سكان المدينة، واليوم تشكل حوالى 40%. وحسب أقواله فإن ضم هذه البلدات الى القدس يسبب تعقيدات أمنية نابعة من القدرة على خلق فاصل بين الجمهور المعادي في منطقة عمرانية مكتظة. وحسب مشروع القانون سيطلب من الحكومة عرض مخطط عملي لإنقاذ طابع القدس كمدينة يهودية وديمقراطية خلال نصف سنة. وبعد ذلك سيكون على الحكومة عرض المخطط للمصادقة عليه في الكنيست كمشروع قانون حكومي. وقال حسون إن هذه الخطوة ستسمح لإسرائيل بضمان السيطرة الأمنية الكاملة على هذه المناطق، والتحرر من المسؤولية المدنية عن حياة 300 ألف فلسطيني، وإلغاء مكان الإقامة الدائمة لهؤلاء الفلسطينيين ومنعهم من التصويت في الانتخابات البلدية. كما سيسمح المخطط بإعادة تعريف الحدود البلدية للقدس بشكل يضمن غالبية يهودية راسخة وسيادة اسرائيلية كاملة. نتنياهو يتبنى مشروع قانون لضم مستوطنات للقدس وآخر لتسليم كل بلداتها إلى السلطة الفلسطينية |
أمير قطر يبعث برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة Posted: 27 Jul 2017 02:25 PM PDT الدوحة ـ «القدس العربي»: بعث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، برسالة خطية إلى الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، حسب ما ذكر بيان لوكالة الأنباء القطرية. وقام بتسليم الرسالة الدكتور علي بن فطيس المري النائب العام خلال اجتماعه مع سعادة أمين عام الأمم المتحدة. وتناول الاجتماع عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك. وتأتي رسالة أمير قطر إلى الأمين العام للمتحدة، بالتوازي مع التحركات الدبلوماسية التي تقوم بها الدوحة للتنديد بالحصار المفروض عليها من الدول الأربعة (المملكة العربية السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر)، في ظل تزايد الضغوطات الدولية للدول والمنظمات الحكومية المنددة بالانتهاكات الإنسانية التي تسبّبت فيها دول الحصار. وفي هذا الإطار، زار عبد المجيد مراري مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة «إفدي» الدولية، مقر مركز الدوحة لحرية الإعلام، حيث التقى بموظفي المركز وتعرف على أقسامه وبرامجه في مجالات الرصد والمناصرة والعلاقات الدولية والموقع الإلكتروني. وقدمت لممثل المنظمة شروحات وافية عن عمل مركز الدوحة وجهوده الدولية في مناصرة الصحافيين ودعم حرية الإعلام التعبير. وعبر مراري عن عميق اعتزازه بزيارة مركز الدوحة والوقوف عند رسالته والأنشطة والأدوار التي يلعبها في مجال دعم حرية الرأي وحرية الصحافيين عربيا ودوليا، مبديا اهتمام منظمة «إفدي» بإرساء تعاون بناء وشراكة في مجال دعم حرية التعبير ومناصرة حقوق الصحافيين، وتبادل الخبرات والتجارب في هذا المجال. وتأتي زيارة مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في إطار زيارة بعثة منظمة «إفدي» لدولة قطر، من أجل الاطلاع على الانتهاكات التي سببها الحصار على قطر، ومقابلة الضحايا ورصد التقارير التي أعدتها اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان منذ بدء الأزمة الخليجية. ويضم وفد البعثة مختصين في جميع أنواع الانتهاكات التي خلقها الحصار على قطر، بينهم محامون وكتاب وأطباء وحقوقيون صحافيون. وقال مراري إن الانتهاكات التي لحقت بحرية الإعلام والصحافيين، ستكون جزءا مهما ضمن التقرير التي سترفعه المنظمة إلى المؤسسات الأوروبية والأممية، والآليات الدولية المختصة في مجال انتهاكات حقوق الإنسان. وعبر موظفو مركز الدوحة لحرية الإعلام عن تثمينهم للزيارة التي قام بها ممثل وفد المنظمة إلى المركز، وتقديرهم للجهود التي بذلتها منظمة «إفدي» خلال الأزمة الخليجية، وأهمية تقارير الرصد والزيارة الميدانية التي أجراها وفد البعثة، والتوصيات التي أعلن عنها. وكانت قطر أعلنت على لسان عدد من مسؤوليها عزمها التقدم بشكاوى لدى الهيئات القضائية الدولية، واتباع كافة الآليات والإجراءت الممكنة للمطالبة بمحاكمة المتورطين في «قرصنة» موقع وكالة الأنباء القطرية، وفي الوقت ذاته المطالبة بتعويضات عن الأضرار التي تسبب فيها دول الحصار جراء انتهاكات إنسانية مست آلاف المواطنين القطريين وغير القطريين. وشهدت الدوحة منذ بدء الحصار عليها بتاريخ 5 حزيران/يونيو الماضي زيارات متتالية لهيئات ومنظمات دولية حكومية وغير حكومية في مجال حقوق الإنسان، وجهات قضائية دولية، وقفت على حالات لمتضررين رفعوا شكاوى موثقة، للمطالبة بتعويضات ومحاسبة دول الحصار على الانتهاكات التي تورطوا فيها. وتلقى الدوحة دعما دوليات لافتا لمطالبها برفع الحصار من قبل دول العالم، والمنظمات الإنسانية، في وقت تعهدت منظمات دولية برفع تقارير إلى الهيئات الأممية بشأن الانتهاكات التي وقفوا عليها خلال زيارتهم للدوحة. أمير قطر يبعث برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل طلاي |
سفير الإمارات في أمريكا دفع 250 ألف دولار للشاهد في جلسة استماع حول العلاقات الأمريكية القطرية في الكونغرس Posted: 27 Jul 2017 02:25 PM PDT الدوحة «القدس العربي» من إسماعيل طلاي: أفادت وثائق مسربة بأن سفير الإمارات العربية المتحدة في واشنطن، يوسف العتيبة قد دفع مئات الآلاف من الدولارات لشاهد في جلسة استماع حول العلاقات الأمريكية ـ القطرية، في مجلس الشيوخ الأمريكي «الكونغرس» الأربعاء، ممّا يثير الشكوك حول مصداقيته. وذكرت الوثائق المسربة أن إيلان غولدنبرغ ـ مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الأمن الأمريكي الجديد أحد مراكز الأبحاث في واشنطن ـ والذي شهد أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، قد حصل على ما لا يقل عن 250 ألف دولار من سفارة الإمارات العربية المتحدة. وكانت جلسة تقييم العلاقات الأمريكية ـ القطرية قد عقدت أمس الأربعاء بطلب من نائبة الكونغرس إيليانا روس ليتينن، رئيسة اللجنة الفرعية للشؤون الخارجية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وكان «مركز الأمن الأمريكي الجديد»، قد تلقى أجرا لإجراء دراسة حول تكنولوجيا الصواريخ الإماراتية في آب/أغسطس 2016، وفقا للتحقيق الذي أجراه «معهد شؤون الخليج»، وهو مركز أبحاث آخر في واشنطن، الذي نشر وثيقة الفاتورة على الإنترنت. وتظهر رسائل البريد الإلكتروني المسربة وجود تواصل مكثف عبر الهاتف والبريد الإلكتروني بين غولدنبرج وسفير الإمارات يوسف العتيبة منذ الصيف الماضي بهدف تمويل أنشطة المركز ورحلة للسيد غولدنبرج وزملائه إلى الإمارات العربية المتحدة. كما تظهر رسائل البريد الإلكتروني أن غولدنبرج كان يضغط من أجل توقيع عقود تجارية لشركة لوكوهيد مارتن، في حين أن الرئيس التنفيذي لمركز الأمن الأمريكي الجديد ميشيل فلورنوي كان يضغط على العتيبة من أجل حصول شركة بولاريس على عقد حكومي إماراتي. وحوت رسالة وقعها ميشيل فلورنوي في أغسطس/آب 2016 طلبا من السفير يوسف العتيبة لتمويل دراسة حول نظام مراقبة تكنولوجيا الصواريخ في دولة الإمارات العربية المتحدة. وتم تسليم الدراسة إلى العتيبة في شباط/فبراير 2017 ووزعت على قيادات البلاد وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد. أما الشاهدان الآخران فهما جوناثان شانزر، نائب الرئيس في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وماثيو ليفيت من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، والمنظمتان ترتبطان بعلاقات مالية مع دولة الإمارات أيضا. وتظهر التقارير السابقة حول هذا الموضوع أن سفير الإمارات تبادل رسائل البريد الإلكتروني مع مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات فيما يتعلق بمؤتمر لمدة يوم واحد نظمته في شهر أيار/مايو. وفي حين أن تمويل الحكومات الاستبدادية لمراكز الأبحاث الأمريكية هو أمر شائع فإن هذه القضية على وجه الخصوص تثير مسائل قانونية وأخلاقية للجان الكونغرس التي تعتمد على الشهود المحتمل تأثرهم بالتمويل الأجنبي، كما أنها تسلط الضوء على كيفية تأثير النقد الأجنبي على قادة السياسة الخارجية في الفروع التنفيذية والتشريعية. وهناك صلة مباشرة بين المدفوعات الأجنبية التي تلقتها مراكز الأبحاث الأمريكية، وبين تحليلاتها واستنتاجاتها، حيث قال ماكس أبراهامز، أستاذ مساعد العلوم السياسية في جامعة نورث إيسترن: «إنهم مستعدون لتغيير ولاءاتهم». وكانت لجنة الكونغرس الفرعية لشؤون الشرق الاوسط وشمال إفريقيا قد دعت إلى الجلسة لمناقشة مدى موضوعية مطالب دول الحصار ودور الولايات المتحدة خلال الأزمة الخليجية والخيارات المحتملة لحلها، وفقا لما ذكرته ايليانا روس ليتينن، رئيسة اللجنة. سفير الإمارات في أمريكا دفع 250 ألف دولار للشاهد في جلسة استماع حول العلاقات الأمريكية القطرية في الكونغرس |
الرد الأردني بدأ على «صفعات نتنياهو»: الأمن الإسرائيلي يتخلى عن «الشريك» ومخاوف من توسع ظاهرة اجتماعات الحويطات Posted: 27 Jul 2017 02:24 PM PDT عمان ـ «القدس العربي»: تصريح الدكتور فايز الطراونة رئيس الديوان الملكي الأردني أن ما حصل في مقر السفارة الإسرائيلية «جريمة» ثم إعلانه في ديوان عشائر الدوايمة «حقوقكم محفوظة… ودم إبنكم محمد جواودة في رقبتنا» يعكسان حجم الغضب من الموقف الإسرائيلي الاستعراضي مع عودة حارس الأمن في سفارة تل أبيب في عمان. الطراونة يتحدث هنا بإسم المؤسسة الملكية، بالتوازي مع الموقف الأردني الرسمي الذي تسرب لمحطة «سكاي نيوز» مباشرة بعد استضافتها وزير الخارجية أيمن الصفدي في حديث خاص وهو موقف يعرض الرسالة الجديدة لحكومة بنيامين نتنياهو: «طاقم سفارتكم لن يعود قبل محاكمة الحارس القـاتل». قبل ذلك بساعات فقط، كان الصفدي يطل على الشاشات ويتحدث عن «العار الإسرائيلي» ليعلن «تم التعامل مع القاتل وكأنه أسير محرر» ليضيف: هذه ليست دبلوماسية. في الأثناء يتخذ مجلس الوزراء الأردني سلسلة قرارات في جلسة متأخرة جداً، بعد حالة إحباط وسخط شعبية غير مسبوقة، تهدف لمحاصرة القاتل الإسرائيلي الذي احتفل به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والمطالبة بمحاكمة «جنائية» داخلية وبحضور نخبة من أبرز المستشارين الدوليين في الخارج مع تكليف وزير العدل ولجنة وزارية ثلاثية بالمتابعة. ثمة رسائل في غاية الأهمية بمجمل هذا التحرك الرسمي الأردني المفاجيء والغاضب والذي جاء رداً على سلسلة «صفعات» وجهّها بنيامين نتنياهو للأردن عند استقبال الحارس الإسرائيلي الذي سمح له بالمغادرة بناء على تدخل مباشر من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. الرسالة الأكثر أهمية وردت في مضامين الموقف الذي أعلنه ممثل المؤسسة الملكية الأردنية وبصورة تعكس «غضب القصر» الدكتور طراونة في مقر ديوان عزاء الدوايمة. هنا يمكن بناء الاستنتاج الجديد بعنوان استدراك ملكي يقلب الرواية التي قدمها المستوى الأمني للرأي العام وهو يتحدث عن «مشاجرة» وعن هجوم بـ»مفك الأثاث» تطلب دفاع القاتل الإسرائيلي عن نفسه. الأمن قرر ذلك لتبرير السماح بالمغادرة السريعة للحارس القاتل وكان يمكن للأمر ان يعبر لو لم يستقبل نتنياهو القاتل ويشاغب ويناكف الأردنيين. لكن الطراونة يقدم عملياً «الرواية البديلة» وهو يتحدث عن «جريمة» وليس مشاجرة، والحكومة تعلن فجأة بعدما نهشها الرأي العام وطالب بإسقاطها، بأن الملف سيحال لمحكمة الجنايات الكبرى قبل أن يتخذ القرار السياسي الأهم، بعنوان عدم السماح بعودة الطاقم الإسرائيلي لعمله في سفارة عمان قبل محاكمة القاتل. داخل مجلس الوزراء قدر وزير الخارجية ومعه وزير الدولة للشؤون القانونية الدكتور بشر الخصاونة، أن النص الوارد في إتفاقية فيينا الذي استندت إليه الحكومة في السماح بمغادرة الدبلوماسي الإسرائيلي القاتل هو نفسه النص الذي يمكن الإعتماد عليه في إلزام إسرائيل بمحاكمته بموجب القضاء الإسرائيلي بدلا من التعامل المخجل معه كبطل. الشخصيات التي تحركت للضغط على إسرائيل، بعدما أخفقت الحكومة بإدارة الأزمة، مثل رئيس الديوان الملكي ووزير الخارجية المحسوب أصلاً على مؤسسة القصر الملكي، تعكس عمق الرسائل الجديدة، ودرجة الغضب من الإساءات الإسرائيلية. وهنا يمكن ملاحظة المستجدات الحساسة، فقد قدر مستوى القرار المركزي بأن حجم الاحتقان الذي أثارته حكومة نتنياهو في الشارع الأردني عبر صور الاحتفال بالقاتل الحارس كان ينطوي على مجازفة كبيرة لمضايقة الدولة الأردنية. ولم يقف الأمر حسب معلومات «القدس العربي» عند هذا الحد، بل اصبحت الدولة الأردنية على قناعة تامة بأن علاقتها بما يسمّى بالمؤسسات الأمنية والعسكرية في إسرائيل لم تقدم أي مساهمة جوهرية في الحد من تلك الإحراجات التي سعى نتنياهو لإنتاجها في وجه الأردنيين. لذلك استوجب الرد والتصرف خصوصا بعدما لفت خبير أمني إستراتيجي النظر إلى أن نص ترجمة المكالمة الهاتفية مع القاتل بعد دقيقتين من عبوره الجسر الأردني للغة العربية وتوزيعه على الإعلام فوراً، لا يمكن إلا ان يكون عملاً إستخباراتياً إسرائيلياً منظماً ليس ضد الشعب الأردني بل ضد مؤسسة النظام في عمان. دلالة ذلك بسيطة، فمؤسسات الأمن الإسرائيلي التي يتعاون معها الأردن في سوريا والعراق، وبقضايا الإرهاب تخلت عن المؤسسة الأردنية في لحظة حرجة ولم تفعل شيئا يقابل الخطوة التي أتخذت بالسماح للقاتل بالمغادرة، بعد بيان أمني رسمي يدين عملياً الضحية وهو يتحدث عن «مشاجرة». لا بل لم تعترض مؤسسات الأمن الإسرائيلي على حكومة نتنياهو وهي تحرض الشارع على الحكومة بالأردن وتتسبب بسيل من الإحراج بدأ مع إعلان نتنياهو عدم وجود صفقة مع عمان، ثم تأكيده ان رفع البوابات الإلكترونية لا علاقة له بملف جريمة السفارة، إلى استقباله القاتل وسط اضواء الكاميرات وتسريب مضمون منسوخ بالعربية لإتصاله الهاتفي معه عند الجسر دون ادنى إحترام للجار الأردني المتعاون قبل توزيع صورالقاتل وهو يحتفل مع عشيقته بأمر علني من نتنياهو. في الأثناء كانت «تقارير الميدان» المحلية تقول بلغة يفهمها صنّاع القرار معطيات في غاية الحساسية أهمها: وزراء ومسؤولون كبار لا يستطيعون الاختلاط بالناس.. فالإحباط الشعبي شديد ووصل لمستويات غير مسبوقة، تصاعد الهتاف بالشارع ضد حكومة هاني الملقي، والمؤسسات كلها مرتبكة وسقف الكلام في الشارع وصل لمناطق محرمة، وثمة أدلة وقرائن على ان الاستخبارات الإسرائيلية ساعدت في إنتاج صفعات نتنياهو. المعطيات نفسها قالت ايضا ان الشعور يتنامى وسط المواطنين بأن الدولة الأردنية لا توفر لهم الحماية، والأمريكيون حققوا بضغطهم إنجازاً يقدم لنتنياهو سُلّماً للنزول عن الشجرة فيما يصعد بحكومة الأردن إلى شجرة موازية. والأهم محلياً تفاعلت التقديرات التي تقول بأن حجم ومستوى تمثيل الإجتماع المقبل لقبيلة الحويطات على خلفية قصة الجندي الأردني معارك أبو تايه قد يتصاعد لدرجة تقلق الدولة. لكل تلك الأسباب كان لا بد من الرد بلهجة شرسة بدءاً بوصف الطراونة لما حصل بأنه «جريمة» وليس مشاجرة كما قالت مديرية الأمن العام سابقا، ثم تعهده بأن دم الشهيد في رقبة الدولة، وتواصلت شراسة الرد ووصلت لحد حديث الصفدي عن «العار الإسرائيلي»، ثم الفيتو على عودة طاقم السفارة إلى ان يحاكم القاتل عملاً بإتفاقية فيينا نفسها، في رسالة مرجعية تقول ضمناً للإسرائيليين بأن عمان مستعدة مقابل «إهانات نتنياهو» للذهاب إلى اقصى مدى. الرد الأردني بدأ على «صفعات نتنياهو»: الأمن الإسرائيلي يتخلى عن «الشريك» ومخاوف من توسع ظاهرة اجتماعات الحويطات طاقم سفارة تل أبيب لن يعود قبل محاكمة الحارس القاتل ورواية «بديلة» بتوقيع الطراونة بعد «خطأ» المطبخ الأمني الحكومي بسام البدارين |
قتل المعتقلين وزعم انتمائهم لـ«حسم» أسلوب نظام السيسي في التخلص من معارضيه Posted: 27 Jul 2017 02:24 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: تواصل وزارة الداخلية المصرية بين يوم وآخر إصدار بيانات تعلن فيها مقتل أشخاص تؤكد أنهم تابعون لحركة «حسم»، التي تزعم السلطات ارتباطها بحركة «الإخوان المسلمين»، وهو ما تنفيه الأخيرة. وتتشابه البيانات في التفاصيل، من هجوم على أوكار تابعة للحركة وتبادل لإطلاق النيران، وصولاً إلى تصفية العناصر. وأعلنت الداخلية منذ بداية العام الجاري، في بيانات متلاحقة، مقتل 77 من حركة «حسم» خلال مواجهات في أنحاء البلاد. آخر هذه الإعلانات كان أول أمس، إذ قالت الداخلية إن 4 أشخاص ينتمون لحركة حسم قتلوا في مدينة 6 أكتوبر المصرية، واتهمتهم بالتورط في تنفيذ هجوم مدينة البدرشين الذي أسفر عن مقتل 5 شرطيين. وأضافت الداخلية في بيانها: «كشفت معلومات قطاع الأمن الوطني النقاب عن تورط حسن محمد أبوسريع عطا الله، شهرته حسن وزة، مطلوب ضبطه في القضية رقم 268/2015 جنايات عسكرية، الخاصة بحادث الهجوم على حراسة سفارة النيجر في الجيزة، في تنفيذ هجوم البدرشين». وحسب البيان «استهدفت عناصر الأمن الوكر الذي يختبىء فيه المتهم، في مدينة السادس من أكتوبر في محافظة الجيزة، وبادرت عناصر الوكر بإطلاق النيران على القوات، مما أضطرها لمبادلتهم التعامل وأسفر ذلك عن مصرع 4 عناصر هم حسن محمد أبوسريع عطا الله، وعماد صلاح عبد العزيز محمد جمعة، وأحمد ربيع أحمد عبد الجواد، وعبد الرحمن محمد عبد الجليل محمد الصاوي». هذا البيان لم يختلف الأمر فيه كثيرا عن بيان وزارة الداخلية الذي صدر الأحد الماضي، وأعلنت فيه مقتل 8 من حركة «حسم»، في تبادل لإطلاق النار في معسكر تدريبي في إحدى المناطق الصحراوية في الفيوم، وألقت أجهزة الأمن القبض على 5 آخرين في بؤرتين في نطاق محافظتي الجيزة والإسماعيلية. وقالت الداخلية في بيانها: «بعد رصد موقع لتدريب عناصر حركة حسم، في نطاق الظهير الصحراوي لمركز شرطة سنورس/ محافظة الفيوم، وحال اقتراب القوات فوجئت بإطلاق أعيرة نارية تجاهها ما دفعها للتعامل مع مصدر النيران، وأسفر ذلك عن مصرع عدد 8 عناصر هم، نادر أحمد عزت عبد الغفار إبراهيم، ومحمد عواد محمد حنفي الشلقاني، ومحمد جمال عدلي رضوان، وإسلام أحمد سليمان محمد، وأحمد عبد الفتاح أحمد جمعة، وعبد الرحمن عبد المعطي مصطفى محمد، وعمر عادل محمد عبد الباقي، ومحمد راضي إسماعيل محمد». وكذب المحامون رواية وزارة الداخلية بشأن مقتل الشبان، التي قالت فيها إن معلومات مؤكدة توفرت لقطاع الأمن الوطني تفيد بوجود عناصر شبابية تخضع لدورات تدريبية مكثفة في إحدى المناطق الصحراوية في نطاق محافظة الفيوم، تمهيداً للقيام بسلسلة من العمليات الإرهابية، وإن قوات الأمن فوجئت بإطلاق أعيرة نارية تجاهها فور اقترابها من موقع هذه العناصر ما دفعهم للتعامل مع مصدر النيران ما أسفر عن مقتل 8 من عناصر حركة «حسم». وفي 21 يوليو/ تموز الجاري، أعلنت الداخلية كذلك، مقتل 2 من كوادر حركة «حسم» في محافظة الفيوم في تبادل لإطلاق رصاص مع الشرطة، هما محمد سعيد عبد الباسط محمود من مواليد 01فبراير/ شباط 1987 حاصل على معهد فني تجاري، وأحمد إيهاب عبد العزيز محمد، طالب من مواليد 19يوليو / تموز 1997. وأيضاً، في 18 في يوليو/ تموز الجاري، أعلنت الداخلية، مقتل عنصرين من حركة «حسم»، في تبادل لإطلاق نار مع قوات الأمن، فس مدينة الأندلس في القاهرة الجديدة، هما أحمد عبد الناصر عبدالله محمد البهنساوي، طالب يقيم في قرية الأسدية في محافظة الشرقية، وعماد الدين سامي فهيم الفار، طالب يقيم في قرية البصارطة في محافظة دمياط. وفي 15 يوليو/ تموز الجاري، أكدت مقتل 6 أشخاص اتهمتهم بالانتماء لحركة «حسم»، وقبلها بثلاثة أيام، أشارت إلى مقتل قيادي في حركة حسم في تبادل إطلاق نار مع قوات الأمن في منطقة المرج في القاهرة، هو أحمد محمد عمر سويلم. و في 8 من الشهر ذاته، قالت الداخلية إنها قُتلت 16 عنصرا منهم 14 في محافظة الإسماعيلية، و2 من مدينة 6 أكتوبر. وحسب بيانات الداخلية، قتل في يوم 20 يونيو/ حزيران الماضي، 3 أشخاص تابعين لحركة «حسم» في الإسكندرية، هم عبد الظاهر سعيد ياسين مطاوع، وصبري محمد سعيد صباح خليل، وأحمد محمد أبو راشد، واتهمتهم الداخلية بأنهم مسؤولون عن توفير الدعم اللوجستي لعناصر الحركة. وفي يوم 22 من الشهر ذاته، قالت «الداخلية» إن 7 عناصر مسلحة، لقوا مصرعهم خلال تبادل لإطلاق النار مع الشرطة في الظهير الصحراوي الغربي لمحافظات الجيزة والوجه القبلي، وفي اليوم التالي، أعلنت «الداخلية» عن مقتل محمد عبد المنعم زكي أبو طبيخ، وقالت إنه أحد عناصر تنظيم «حسم» في تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن بـ6 أكتوبر. وفي 8 مايو/ أيار الماضي، أعلنت الداخلية مقتل 8 عناصر مسلحة، خلال اشتباكهم مع الشرطة، في طريق سفاجا سوهاج، وعثرت بحيازتهم على أسلحة وذخيرة ومتفجرات. وفي 8 أبريل/ نيسان، أعلنت مقتل 2، وضبطت 15 آخرين، بينهم متهمون في تفجيرات «كنيسة طنطا»، خلال مداهمة أمنية لمزرعة في «البستان» بالدلنجات، وعثرت قوات الأمن على مصنع لتصنيع المتفجرات، وكمية كبيرة من الأسلحة الثقيلة والجرينوف والهاون. وفي العاشر من الشهر ذاته، أوضحت الوزارة أن قواتها قتلت 7 مسلحين في الظهير الصحراوي لأسيوط. وفي 12 فبراير /شباط الماضي، لفتت إلى مقتل مسلحين في مدينة بدر خلال اشتباكات مع الشرطة. وتكذب مراكز حقوقية بيانات وزارة الداخلية، وتتهمها باعتقال الشباب وإخفائهم قسريا وقتلهم، والزعم بأنهم قاوموا السلطات ولقوا حتفهم في مواجهات وتبادل لإطلاق النار مع الشرطة، فـ«التنسيقية المصرية للحقوق والحريات» شددت في بيان ،على أن «نهج تصفية الأمن المصري للملاحقين أمنياً يبين مدى الاستخفاف بالحق في الحياة، فهناك من يتعرض للتعذيب حتى الموت، وهناك من يترك ليموت موتا بطيئا بسبب الإهمال الطبي، وهناك من يطلق الرصاص عليه مباشرة بعد اعتقاله، فمصير آلاف المصريين المُلاحقين أمنيا بجانب المعتقلين المعرضين للقتل في أي وقت دون أي فرصة للتمتع بحقوقهم الأساسية وفي مقدمتها الحق في الحياة». وكانت التنسيقية رصدت في بياناتها، اختفاء العديد من الأشخاص قبل إعلان الداخلية مقتلهم بأيام. وأشهر هذه الحالات، عمر عادل الذي قالت التنسيقية أنه اعتقل 13 يوليو/ تموز الجاري، وتقدمت أسرته ببلاغات باختطافه واختفائه قسريا، وفوجئت بخبر تصفيته على صفحه وزارة الداخلية على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك. كذلك اتهم المرشح الرئاسي السابق عبد المنعم أبو الفتوح، وزارة الداخلية بتصفية المختفين قسريا، وقال في تغريدة عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إن «التصفية الجسدية للشباب المختفين قسريا أو أثناء القبض عليهم بحجة حدوث اشتباكات، يخدم الإرهاب ويعرض الوطن لمزيد من الخسائر». وقال المحامي شوكت عز الدين، إن تصفية قوات الأمن لعدد من الشباب هي جرائم تنفذها حكومات وتسمى جريمة التصفية بالقتل خارج القانون. وتابع أن «هذه الجرائم لها شقان؛ الأول سياسي يتعلق بمشروعية بقاء الحكومات التي أصبحت معدومة طبقًا لممارساتها، والثانية جنائية تتعلق بمحاكمة المسؤولين عن تنفيذ تلك الجرائم بأشخاصهم سواء كانوا في مناصبهم أو بعد خروجهم منها». واختتم المحامي حديثه قائلاً: «هنا يأتي دور البرلمان الذي يقتسم السلطة دستوريًا مع الرئيس، ويمتلك حق مساءلة الوزراء والحكومة واستجوابهم ومراقبة أعمالهم، وإعادة النظر في القوانين التي تحميهم، حيث أن الحقوق تحتاج للنضال لانتزاعها طالما كانت المؤسسات الدستورية لا تستجيب». قتل المعتقلين وزعم انتمائهم لـ«حسم» أسلوب نظام السيسي في التخلص من معارضيه تامر هنداوي |
أحكام عسكرية مشددة على 70 من جماعة «الإخوان» المصرية Posted: 27 Jul 2017 02:23 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: قضت المحكمة العسكرية في أسيوط، جنوب مصر، أمس الخميس، بمعاقبة 58 متهما حضوريا، بالسجن المؤبد 25 عاما، و5 متهمين بالسجن المشدد 15 عاما، و5 آخرين بالسجن المشدد 10 سنوات، ومتهمين اثنين بالسجن المشدد 7 سنوات، فى قضية إعادة إجراءات محاكمتهم بتهمة اقتحام قسم شرطة مغاغة شمال المنيا. ووقعت أحداث القضية، خلال أحداث فض اعتصامي الإخوان ومؤيديهم في ميداني رابعة العدوية والنهضة، في 2013 وتعد الأحكام التي أصدرتها المحكمة أولية قابلة للطعن عقب التصديق عليها. وكانت أجهزة الأمن، ألقت القبض على المتهمين المنتمين إلى جماعة «الإخوان» على فترات متفاوتة، بعد صدور أحكام غيابية عليهم، لتعاد إجراءات محاكمتهم في التهم المنسوبه إليهم، وأبرزها «إثارة العنف والشغب والفوضى، والدعوة للتظاهر وقطع الطرق وتعطيل حركة المواصلات، والتحريض على اقتحام منشآت عامة وحكومية وشرطية، ومنها قسم شرطة مركز مغاغة، وتكدير الأمن والسلم العام، والانتماء إلى جماعة تأسست على خلاف أحكام القانون». على جانب آخر، أحالت نيابة غرب الاسكندرية الكلية 241 متها في أحداث الشغب التي اندلعت عقب مباراة كرة قدم بين فريقي الزمالك المصري وأهلي طرابلس الليبي، إلى القضاء العسكري، باعتباره الجهة المختصة بالأحداث التي وقعت في محيط ستاد الجيش في برج العرب. وكانت تحقيقات النيابة العسكرية، قد وجهت للمحالين تهم «الانضمام لجماعة مؤسسة على خلاف أحكام القانون (ألتراس زملكاوي)، واستخدام الإرهاب كوسيلة لتحقيق غرض الجماعة، وتولي قيادة جماعة ألتراس زملكاوي، وهو الاتهام الخاص بالمحرضين، والترويج لأفكار تلك الجماعة، ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة عملها، وحيازة واستعمال مفرقعات، من شأنها تهديد حياة الأشخاص وتعريضهم للخطر، والجهر بالصياح لإثارة الفتن، والتعدي على رجال الشرطة بالضرب، ومقاومتهم في أثناء وبسبب عملهم، واستعراض قوة وبلطجة، وإهانة رجال الشرطة بالقول في أثناء وبسبب وظيفتهم، والإتلاف والتخريب العمدي للأموال الثابتة والمنقولة في الملعب. وشكلت النيابة، لجنة فنية لمعاينة التلفيات وفحصها، ومعرفة قيمتها، بعدما كشفت التحريات والمعلومات الأولية عن قيام المشجعين بتحطيم 400 مقعد داخل الملعب، إضافة إلى تلفيات في 4 بوابات خارجية، بينما أنكر المتهمون كل الاتهامات الموجهة لهم في أثناء التحقيق، بحضور 10 محامين، مؤكدين أنهم لم يكونوا يقصدون التخريب، وأن التلفيات حدثت وقت الزحام ومحاولات الخروج من المباراة. أحكام عسكرية مشددة على 70 من جماعة «الإخوان» المصرية مؤمن الكامل |
عباس يشيد بالمقدسيين مسلمين ومسيحيين وقائد شرطة الاحتلال يحذر المصلين من تصعيد الجمعة Posted: 27 Jul 2017 02:23 PM PDT رام الله – «القدس العربي» : أدى آلاف المقدسيين، أمس، صلاة العصر في رحاب المسجد الأقصى في البلدة القديمة من القدس المحتلة بعد تحقيق مطالبهم وعودة الأمور الى ما كانت عليه قبل14 يوليو/ تموز الحالي. وكان الدخول إلى المسجد قد أعلن عنه بشكل رسمي في تصريح للرئيس محمود عباس، وكذلك في مؤتمر صحافي للمرجعيات الدينية في القدس المحتلة بعد إزالة سلطات الاحتلال كل ما تم وضعه سابقًا بعد عملية المسجد الأقصى. وتجمع الفلسطينيون على كافة بوابات المسجد وتحديدًا «باب حطة» لتفويت الفرصة على سلطات الاحتلال بإبقائه مغلقًا. ودخل الفلسطينيون إلى الأقصى للمرة الأولى منذ وضع البوابات الإلكترونية وجسور الحديد والكاميرات الخاصة بالمراقبة في14 تموز، وكان الدخول بالتكبير والتهليل فرحًا بالانتصار على سلطات الاحتلال وإجبارها على إزالة كل شيء يعيق الدخول إلى المسجد الأقصى. وكان الرئيس عباس قد أعلن عقب اجتماع عاجل للقيادة الفلسطينية، صبيحة أمس الخميس، ان المصلين سيدخلون إلى المسجد الأقصى للصلاة. وأشاد بصمود المقدسيين مسلمين ومسيحيين في وجه إجراءات الاحتلال بحق المسجد الأقصى، وأن وقفتهم كانت من أجل أن يحق الحق ويزهق الباطل. وأضاف ان الجميع كانوا على موقف رجل واحد لم يرجف لهم جفن ولم تفت لهم عزيمة، وكلهم أعلنوا أن الصلاة في الأقصى تتم إذا ما عادت الأمور إلى ما قبل 14 تموز. كما أعلن ان القرارات التي اتخذتها الحكومة الفلسطينية سيتم تنفيذها كاملة «وما يهمنا استمرار دعم أهلنا وصمودهم في أرضهم في بيتهم في وطنهم في القدس الشريف». وأكد انه «وعلى ضوء ما يجري في القدس نواصل نقاشنا، نواصل بحثنا، نواصل ما هي رؤيتنا للمستقبل، بمعنى لم ينته كل شيء». واعتبرت المرجعيات الدينية إزالة الاحتلال للجسور والممرات الحديدية الأرضية وقواعد الكاميرات التي ثبتت مؤخرا على أبواب المسجد الأقصى، وذلك بعد يومين من إزالة البوابات الإلكترونية، نصرا عظيما مشرفا لأبناء الشعب الفلسطيني ويعكس تراجع الاحتلال عن إجراءاته الباطلة الظالمة بحق المسجد الأقصى أمام ثبات وصمود الشعب. ورأت ان الصمود التاريخي والوحدة والإجماع حول قضية الأقصى أرغم الاحتلال على التراجع عن قراراته الأخيرة الباطلة والظالمة بحق المسجد، متمنية أن تبقى الهمة عالية لأن الطريق لا تزال طويلة وتحفها الأشواك والمكاره. وأكدت المرجعيات الدينية أن دائرة الأوقاف والشؤون الإسلامية والمقدسات الإسلامية في القدس هي المسؤول المباشر عن شؤون الأقصى وصاحبة الكلمة الأولى والأخيرة، ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن يتدخل الاحتلال في أي شيء من مهامه، وثمنت الوقفة المشرفة للدائرة وصمود إدارتها وموظفيها وحراس الأقصى وسدنته ودائرة الإعمار فيه لنعاهدهم على أن نبقى السند والعون لهم في مواقفهم المشرفة. لكن إسرائيل التي انكسرت أمام المقدسيين على وجه الخصوص لم ترق لها احتفالاتهم بدخول المسجد الأقصى منتصرين، فتوعد قائد شرطة الاحتلال الاسرائيلي يورام هليفي، المصلين المسلمين في المسجد الأقصى، محذرا إياهم مما سماه «الإخلال بالنظام» قبل وخلال أو بعد صلاة الجمعة. وأضاف «عادت الشرطة للعمل كما كانت سابقا وستقوم بتفتيش من تشتبه به، ومن الواضح لنا ان مثل هؤلاء سيتواجدون وسيحاولون استغلال الوضع لإظهار وكأن سيادة جديدة حلت على المكان، بالنسبة لنا السيادة اسرائيلية وسنواصل الحفاظ على هذا المكان، ولا تحاولوا اختبارنا». وأعلنت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية أن وكيل الوزارة الخارجية تيسير جرادات سلم شيكا بقيمة 100 ألف دولار لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية كمساعدة عاجلة من صندوق التضامن الإسلامي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي، وذلك للقيام ببعض الترميمات الخاصة بالمسجد الأقصى. على الجانب السياسي اعتبر المتحدث الرسمي باسم حكومة الوفاق الوطني يوسف المحمود «أن دخول المسجد الأقصى هي لحظة تاريخية عظيمة تمهد للتحرير، وتبشر بقرب زوال الاحتلال الإسرائيلي لا محالة وتذكر بانتصارات أمتنا المجيدة التي كان لأهلنا في القدس، وأبناء شعبنا الفلسطيني دائما الدور الرئيسي فيها على مر التاريخ. وأضاف أن حكومة الوفاق الوطني ترفع أعلى آيات التحية والإجلال والإكبار إلى أرواح شهداء شعبنا الأبطال، والتهنئة إلى قيادتنا الشجاعة، وإلى أصحاب السماحة والفضيلة المرجعيات الدينية، وإلى أصحاب النيافة والقداسة رجال الدين المسيحيين، وإلى عموم أبناء شعبنا العظيم وأبناء أمتنا، وفي مقدمتهم أهلنا الأبطال في مدينة القدس الذين دافعوا دفاعا مجيدا عن المسجد الأقصى، وعن عروبة مدينة القدس نيابة عن الأمتين العربية والإسلامية». وقال «إن شعبنا العربي الفلسطيني البطل أثبت أنه قادر على تحقيق الانتصار من خلال تلاحمه، ورص صفوفه ووحدته وصلابة موقفه، وأثبت أهلنا في القدس أنهم أبطال الأمة وأنهم حماة القدس والمقدسات، وقد تجلى ذلك في روح التسامح والتلاحم التي لا نظير لها التي سادت وتعالت من خلال وقفة أبناء شعبنا، مسلمين ومسيحيين، تجمعهم عروبة الهوية وفلسطينية الانتماء». وأكد ان الحكومة مستمرة «في جهود دعم صمود أهلنا الأبطال في مدينة القدس، وماضية في تنفيذ قراراتها التي اتخذتها خلال جلستها الأسبوعية الأخيرة»، داعيا «الدول العربية الشقيقة والدول الإسلامية الى الإيفاء بالتزاماتها والقيام بواجباتها القومية والأخوية تجاه دعم صمود مدينة القدس العربية المحتلة». بدوره قال مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، إن المقدسيين البواسل والشعب الفلسطيني انتصروا على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقرارات حكومته، وأجبروه بنضالهم ومقاومتهم الشعبية على إزالة البوابات الإلكترونية والكاميرات والممرات عن أبواب المسجد الأقصى التي يجب الإصرار على أن تفتح جميعها. وأضاف ان تضحيات الشهداء الذين قدموا حياتهم وأكثر من ألف جريح فلسطيني لم ولن تذهب هدرا، وأن الشعب الفلسطيني قدم في القدس نموذجا رائعا لقوة وفاعلية المقاومة الشعبية وأعاد إحياء نمط وكفاح الانتفاضة الشعبية الأولى. واكد أن نضال الشعب الفلسطيني ومقاومته الشعبية ستستمر وتتصاعد حتى تتحرر القدس وسائر الأرض الفلسطينية من الاحتلال بالكامل وحتى تتحقق حرية الشعب الفلسطيني وينتهي نظام «الابارتهايد» والتمييز العنصري الإسرائيلي. عباس يشيد بالمقدسيين مسلمين ومسيحيين وقائد شرطة الاحتلال يحذر المصلين من تصعيد الجمعة فادي أبو سعدى |
المطران عطا الله حنا يدعو كنائس العالم لنصرة الأقصى Posted: 27 Jul 2017 02:23 PM PDT الناصرة – «القدس العربي»: وجه المطران الفلسطيني عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، نداء عاجلا لكافة رؤساء الكنائس المسيحية في العالم حول الاوضاع في مدينة القدس، أكد فيها ان من يهددون الأقصى هم ذاتهم الذين يهددون المقدسات والأوقاف المسيحية. وجاء نداؤه وفقا لبيان صادر عن مكتبه أكد فيه أن السياسات الاحتلالية في المدينة المقدسة لم تتوقف منذ ان تم احتلالها لكن السنوات الاخيرة تشهد إمعانا في هذه السياسات التي تستهدف كل أبناء الشعب الفلسطيني المسيحيين والمسلمين على السواء. ولفت الى أن هنالك استهدافا «لكل ما هو فلسطيني في مدينتنا المقدسة وهنالك محاولات مستمرة ومتواصلة لتغيير ملامحها وتزوير تاريخها، مشيرا في مذكرته لمهرجانات وفعاليات تقام تحت عناوين ثقافية او فنية بإشراف من سلطات الاحتلال ولكن هدفها الأساسي هو مضايقة الفلسطينيين المقدسيين والعمل على طمس معالم القدس وجعل الفلسطينيين فيها يشعرون وكأنهم غرباء في مدينتهم، في حين انهم أبناء القدس المنتمون اليها والمتشبثون بهويتها وتراثها وتاريخها والمدافعون عن مقدساتها. وتابع «وصلت هذه الإجراءات الاحتلالية ذروتها بما يحدث في المسجد الأقصى من محاولات هادفة لتغيير الوضع القائم في مكان مقدس للمسلمين فقط. وشدد على أن أولئك الذين يخططون لاستهداف الأقصى وتقسيمه زمانيا ومكانيا «انما هم ذاتهم الذين يستولون على أوقافنا وعقاراتنا المسيحية خدمة لأطماعهم وسياساتهم وبرامجهم الاحتلالية في المدينة المقدسة». وقال حنا إن المسيحيين الفلسطينيين ليسوا صامتين او مكتوفي الأيدي أمام ما يحدث في مدينتهم لأنهم يعتقدون بأن ما يحدث انما يستهدف الفلسطينيين جميعا. وأوضح أن الأقصى قضية تهم الشعب الفلسطيني، بل هي قضية كافة أحرار العالم المدافعين عن حقوق الأنسان الذين يرفضون المظالم والقمع والاضطهاد. ويضيف «اننا نوجه نداءنا من رحاب مدينتنا المقدسة بضرورة ان تتحرك الكنائس المسيحية في عالمنا نصرة للقدس ومقدساتها وشعبها ، وأنتم تعلمون مكانة القدس في المسيحية حيث القبر المقدس الذي يعتبر بالنسبة إلينا قبلتنا الأولى والوحيدة». وأكد للكنائس أن دفاعها عن القدس هو دفاع عن المسيحية في مهدها، وهو دفاع عن أقدس مدينة موجودة في العالم. ويتابع «أقول لأولئك الذين يحدثوننا عن القسطنطينية وعن روما بأن القدس هي المركز الروحي المسيحي الأول والأعرق والأقدم في عالمنا. إن خسارة القدس وضياعها وابتلاعها وتشويه طابعها وتاريخها وتهميش الحضور الفلسطيني فيها إنما هي ممارسات يجب ان تحرك كافة أصحاب الضمائر الحية في عالمنا نصرة للقدس ومقدساتها وشعبها. العدوان على الأقصى اليوم يستهدف كنيسة القيامة غدا». ودعا حنا الكنائس في العالم «لإرسال وفود لمدينة القدس خلال الأيام لا بل الساعات القادمة لكي يشاهدوا بأم العين ما يحدث فيها. وأكد أن القدس أمانة في أعناق الجميع ويجب الحفاظ عليها، كونها حاضنة أهم مقدساتنا وتراثنا الروحي والإنساني والحضاري فلا تتركوها وحيدة تقارع جلاديها». وقال « أوجه ندائي باسم القدس باسم أولئك المرابطين الذين يدافعون بصدورهم العارية عن مقدساتنا، أناشدكم باسم المسيحيين والمسلمين وباسم المقدسيين بأن يكونوا الى جانبهم ونحن نمر بهذه المحنة وبهذه الظروف الاستثنائية». وخلص الى القول «كما قيل في الكتاب المقدس «تعال وانظر»، هكذا نحن نقول لكم» تعالوا وانظروا وعاينوا ما يحدث في مدينتنا»، ان نزيف شعبنا وآلامه ومعاناته يجب ان تحرك الضمائر الحية في كل مكان وأنتم ضمير حي للمسيحية في عالمنا فالتفتوا إلينا إلى كنائسنا ومساجدنا والى المسيحيين والمسلمين في هذه الديار، فلا كرامة لنا بدون القدس ولا حرية لنا من دون مدينتنا المقدسة». المطران عطا الله حنا يدعو كنائس العالم لنصرة الأقصى |
الفصائل الفلسطينية تشيد بـ «انتصار القدس» وتحذر من مخططات إسرائيلية وتؤكد: المعركة لم تنته Posted: 27 Jul 2017 02:22 PM PDT غزة ـ «القدس العربي»: أشادت الفصائل الفلسطينية بصمود أهالي مدينة القدس، وانتصارهم الذي تحقق على سلطات الاحتلال الإسرائيلية، التي رضخت في نهاية المطاف، وأزالت «البوابات الإلكترونية» وكاميرات المراقبة من محيط المسجد الأقصى، وأعادت الأمور إلى ما كانت عليه قبل تاريخ 14 من الشهر الجاري، لكنها حذرت في الوقت ذاته من مخططات مقبلة للاحتلال قد يلجأ خلالها لـ»تكثيف» الاستيطان وعزل القدس، وأكدت أن «المعركة لم تنته». وباركت حركة فتح «الانتصار» الذي حققه الشعب الفلسطيني وقيادته السياسية، وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، في القدس ومحيط المسجد الأقصى، من خلال الإصرار على عودة الأمور إلى ما كانت عليه. وقال المتحدث باسم فتح وعضو المجلس الثوري أسامة القواسمي «إن التلاحم الشعبي والرسمي، كان له الدور في الانتصار في معركة المسجد الأقصى». ووصف القواسمي ما حدث بـ «الإنجاز التاريخي». وأضاف «لقد تحقق الانتصار هذا بفعل الإرادة والصمود الشعبي والقرارات السياسية التي اتخذتها القيادة، وموقف حركة فتح الواضح والثابت والملتصق مع جماهير شعبنا، التي كانت في الخندق الأول، وجنبا إلى جنب مع شعبنا للدفاع عن قدسنا ومقدساتنا». وأكد أن «طبيعة الصراع والعلاقة مع إسرائيل ستبنى على الواقع الجديد»، من خلال أخذ خطوات شاملة، ترتكز على التجربة التي بدأت في الرابع عشر من الشهر الجاري. ورجح لجوء سلطات الاحتلال إلى «تكثيف الاستيطان والتهويد»، ومحاولة عزل القدس، لـ «التغطية على انتصار شعبنا في معركة الأقصى». وأكد استعداد الشعب الدائم للدفاع عن حقوقه، وعن أرضه، ومقدساته. وقال «لن نقبل أي إملاءات إسرائيلية، أو أي شروط، أو محاولات لعزل القدس عن محيطها الفلسطيني، وهويتها الوطنية الفلسطينية»، مؤكدا في الوقت ذاته على أن «المعركة لم تنته وأن الانتصار الكبير والحقيقي يكمن في جلاء الاحتلال». وشدد على أن المطلوب هو إنجاز الوحدة الوطنية. من جهته قال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إن أهل القدس «أجبروا الاحتلال الصهيوني على الخضوع للإرادة الفلسطينية والعربية والإسلامية، ما جعله يجر أذيال الهزيمة». وأثنى في بيان صحافي على صمود أهل المدينة في وجه الاحتلال، مؤكدا أن ما جرى يمثل «صفحة مشرقة من صفحات الانتصار، وبداية اندحار الاحتلال عن القدس والأقصى». وأكد أن العمل الوطني المشترك من فصائل الشعب الفلسطيني وشرائحه المتنوعة «هو أحد أهم أسباب نجاحنا في هذه المعركة» ، داعيًا لاجتماع الإطار القيادي المؤقت لوضع مسار العمل الفلسطيني بعد هذا الانتصار. وأشادت حركة حماس بالإنجاز الذي حققه الشعب الفلسطيني وأهل مدينة القدس خاصة، بإزالة «البوابات الإلكترونية» والكاميرات التي وضعتها سلطات الاحتلال على بوابات المسجد الأقصى قبل نحو أسبوعين. ودعت الحركة جماهير الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس والداخل المحتل لـ «شد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك للحفاظ على ما تم تحقيقه من إنجاز»، مشددةً أن المعركة من أجل الأقصى «لم تنته بعد». وأثنت في تصريح صحافي على صمود المقدسيين الذين قدموا الشهداء، ورابطوا على بوابات الأقصى دون تركه لحظة واحدة، في مشهد يدل على عظم التضحية والصمود. وأوضحت أن الإنجاز الذي تحقق «يمثل دليلاً على كسر إرادة العدو الصهيوني الغاشم بالسيطرة على المسجد الأقصى، كما يدلل على ضعف الكيان أمام إرادة شعبنا الذي يرنو للحرية». ووصف الدكتور محمد الهندي عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، ما جري في القدس بـ «انتصار» للمقدسيين على الاحتلال الإسرائيلي. وقال إنه يمثل «درساً للسياسيين بأن الشعب إذا توحد على هدف واحد يتحقق له ما يريد». وقال في تصريحات لإذاعة «القدس المحلية» إن هناك رسالة لحركة فتح، بأنها عندما تبدأ في الضفة المحتلة بالتحرك في لمّ صفوفها، وتدافع عن جماهير الشعب الفلسطيني «يمكن أن تحقق مع قوى الفصائل وقوة الشعب الفلسطيني إنجازات»، داعياً حركة فتح لأن «تعيد حساباتها». وأثنى على ما تحقق من إنجاز في مدينة القدس، وقال إنه ما كان يمكن أن يتحقق «دون وحدة الشعب الفلسطيني ومرجعيته الدينية، ودون تضحيات الشعب خاصةً الشهداء الذين آلموا العدو وأكدوا أن القدس لا يمكن أن تمر دون هبة جماهيرية، وهو درس تعلمه العدو». وأشار إلى أن هذا الانتصار يؤكد على أن الشعب الفلسطيني «شعب واحد موحد يدافع عن المسجد الأقصى ومستعد للتضحية، ولا يمكن أن تنطلي عليه الحلول التي تبدو وكأنها تحقق إنجازاً»، مشيرا إلى أن الكاميرات الذكية التي كان الاحتلال يخطط لوضعها بدل البوابات، تعد «أكثر خطورة». من جهته اعتبر كايد الغول عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إزالة البوابات والجسور والمسارب الحديدية من عند «باب الأسباط» «نتاج الهبة الجماهيرية التي تقدّمها أهالي القدس البواسل، الذين أدركوا الأبعاد السياسية لإجراءات دولة العدو». وحذر من «المناورات» التي قد تقدم عليها إسرائيل لـ «الالتفاف على الانتصار الذي تحقق، سواء من خلال وعودات زائفة، أو من خلال وساطات خارجية أو إجراءات ووسائل بديلة، تحقق لها الأهداف ذاتها التي أرادتها من وراء إقامة البوابات والجسور ونصب الكاميرات الذكية». ودعا إلى البناء على ما تحقق لـ «مواصلة الهبة وتطويرها إلى انتفاضة شاملة ضد الاحتلال بكل سياساته ومكوناته في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة»، وإلى توفير القيادة الوطنية الموحدة لها، بما يتطلبه ذلك من مستلزمات يأتي في مقدمتها إنهاء حالة الانقسام سريعا. وأشاد الغول بصمود أهالي مدينة القدس، وقال إنهم «تصدوا بصدورهم لرصاص الاحتلال». الفصائل الفلسطينية تشيد بـ «انتصار القدس» وتحذر من مخططات إسرائيلية وتؤكد: المعركة لم تنته |
مدنيو الرقة ضحايا قصف «التحالف الدولي» ومضايقات «سوريا الديمقراطية» Posted: 27 Jul 2017 02:22 PM PDT حلب – « القدس العربي»: تواصل «قوات سوريا الديمقراطية» التي تشكل الوحدات الكردية الغالبية العظمى فيها، تقدمها في محافظة الرقة شمالي سوريا، حيث سيطرت أمس الخميس على جامع المصطفى في حي نزلة شحادة، جنوبي غرب الرقة، كما حققت تقدماً على أطراف حي اليرموك الشرقية، عقب معارك عنيفة مع تنظيم «الدولة الإسلامية» في ظل أوضاع مأساوية يعيشها المدنيون بسبب قصف مقاتلات «التحالف الدولي» الذي خلف عشرات الضحايا، فضلاً عن مضايقات قوات «قسد» للنازحين. وقال الصحافي الكردي مصطفى عبدي لـ «القدس العربي» إن «قوات سوريا الديمقراطية تمكنت خلال الساعات الماضية من بسط سيطرتها على محيط جامع المصطفى بالكامل الواقع وسط حي نزلة شحادة جنوب مدينة الرقة، عقب إفشال هجوم لتنظيم الدولة بعربات مفخخة على الحي، ما أدى إلى مقتل 14 من مسلحي التنظيم، وكذلك حققت تقدما على أطراف حي اليرموك الشرقية». وأضاف أن «قوات سوريا الديمقراطية تواصل تقدمها نحو مركز مدينة الرقة من الأطراف الأربعة، خاصة من الشرق والغرب، اللتين يفصل قوات «قسد» للربط بينهما نحو 2 كم فقط، حيث تتركز الاشتباكات في حي هشام بن عبدالملك ومنطقة جامع المنى». وأشار عبدي إلى أن «حي البريد الواقع في غرب المدينة يشهد اشتباكات في محيط الادخار، وكذلك محيط الجامع العتيق في حي الرقة القديم الواقعة في الجهة الشرقية يشهد اشتباكات قوية. كما تجري الاشتباكات في حي الدرعية جنوبي المدينة». وفي سياق متصل، أكد الناشط السياسي هديب شحاذة لـ «القدس العربي» تعرض جميع أهالي ريف الرقة الذين نزحوا إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية لانتهاكات ومضايقات. وأضاف أن «العديد من الأهالي أرسلوا لهم عبر تطبيق «واتسآب» شكاوى عن الممارسات التي ينفذها عناصر قوات سوريا الديمقراطية بحقهم من تشليح أموال واتهامهم بالانتماء لتنظيم الدولة، بعد أن نزحوا خوفا من القصف الجوي». في المقابل أشار إلى أن «جميع قرى ريف الرقة تشهد قصفاً عنيفاً من قبل طيران النظام والروسي، وكذلك التحالف الدولي الذي يستهدف المدنيين بشكل واضح وصريح ويتسبب يوميا بوقوع عشرات الضحايا، حيث تم توثيق ما يزيد مئة وخمسين قتيلاً فضلاً عن مئات الجرحى خلال اليوميين الماضيين حتى الآن، نتيجة هذا القصف الذي تتعرض له أحياء المدينة وريفها». ولفت شحاذة إلى «ارتكاب الطائرات الروسية مجزرة من خلال قصفها منذ يومين مخيماً لنازحي بلدة السبخة قبل أيام وراح ضحيتها 15 قتيلاً عرف منهم 5 من أبناء حسن الكرمو و5 من أبناء خليل الكرمو، إضافة لعدد من الاصابات الذين تم اسعافهم إلى مشافي محافظة دير الزور». يذكر أن قوات سوريا الديموقراطية المكونة أساساً من وحدات الحماية الكردية كانت قد سيطرت على نحو 50 % من مدينة الرقة، منذ بدء العملية العسكرية التي أعلنت عنها في شهر حزيران / يونيو الماضي. مدنيو الرقة ضحايا قصف «التحالف الدولي» ومضايقات «سوريا الديمقراطية» قوات «قسد» سيطرت على مناطق جديدة في المدينة عبد الرزاق النبهان |
جيش النظام السوري يقترب من بلدة السخنة شرق تدمر Posted: 27 Jul 2017 02:22 PM PDT دمشق ـ «القدس العربي»: لم يصل جيش النظام السوري حتى الآن إلى بلدة السخنة الصحراوية الاستراتيجية التي تتوسط البادية السورية وتبعد 70 كم شرق مدينة تدمر التاريخية، لكنه بدأ يطرق أبوابها نارياً. مصدر عسكري سوري، قال إن «جيش النظام وحلفاؤه «يواصلون عملياتهم في عمقِ البادية السورية على محور حقل الهيل – السخنة، ويحكمون سيطرتهم على عددٍ من النقاطِ الحاكمة ليصبحوا على مشارفِ «جبل الربيعات» الذي يبعد 11كم عن مدينة السخنة من الجهة الجنوبية الغربية شمال شرق تدمر بريف حمص الشرقي. وأضاف أن جيش النظام «كان قد وصلَ إلى مسافة أقلَّ من 9 كم عن مدينة السخنة من جهة الشرقية لحقل الهيل النفطي». السيطرة على بلدة السخنة من قبل قوات النظام، ستكون بوابة حاسمة للتوجه نحو مدينة دير الزور التي تحاصرها عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» منذ فترة طويلة. وكانت صفحات موالية على فيسبوك قد تحدثت عن دخول قوات النظام لبلدة السخنة، لكن مصدراً عسكرياً سورياً نفى لـ «القدس العربي» ذلك. وأكد أن السيطرة طاولت فقط نقاطاً وتلالاً محيطة بالبلدة. لكن المصدر ذاته رجح أن لا تكون السيطرة على السخنة قريبة جداً، وأنها تحتاج لوقت يعتمد على التقاء القوات العاملة في البادية من عدة محاور، مضيفاً أن القوات المتحركة نحو السخنة لا تزال بعيدة إلى حد ما. المصدر أكد لـ القدس العربي» «تكثيف الطيران الروسي لغاراته الجوية خلال الساعات الماضية على المواقع الدفاعية المتقدمة لتنظيم الدولة المحيطة ببلدة السخنة». جيش النظام السوري يقترب من بلدة السخنة شرق تدمر كامل صقر |
غضب شعبي ومواجهات بين الأهالي والوحدات الكردية بسبب التجنيد الإجباري في الحسكة Posted: 27 Jul 2017 02:21 PM PDT حلب – « القدس العربي»- من عبد الرزاق النبهان: ذكر ناشطون في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، إن موجة من الغضب الشعبي اجتاحت عدداً من مناطق المحافظة بسبب الحملة الأمنية التي تنفذها قوات «الآسايش» (الأمن) الكردية من أجل التجنيد الإجباري ضمن صفوفها. وقال عضو شبكة الخابور فاضل الخضر لـ «القدس العربي»: إن «الشرطة العسكرية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، شنت حملة دهم واعتقالات طاولت فئة الشباب في مناطق محافظة الحسكة، بهدف التجنيد القسري، مما أثار موجة غضب شعبية وصلت إلى حد المواجهات بين الأهالي وعناصر الشرطة العسكرية» وأضاف: «أن المواجهات امتدت لتشمل عدداً من البلدات والمناطق والقرى، حيث قام أهالي قرية تل حضار التابعة لمدينة رأس العين بضرب عناصر دورية تابعة لميليشيا (ب ي د) الكردية بالحجارة والعصي، وأفشلوا محاولاتها باقتحام القرية من أجل سوق الشباب قسريا للمشاركة في معارك الرقة، فيما تصدت النساء في قرية تل أرقم لدورية شرطة عسكرية مماثلة، وأفشلت محاولتها باعتقال أحد شبان القرية». وأشار إلى أن «أحد عناصر قوات الآسايش في قرية تل تشرين، قام بضرب إحدى النساء التي منعتهم من التفتيش، والبحث عن الشباب، مما أدى إلى اندلاع مواجهات بين عناصر الدورية وأهل القرية، استخدم فيها الأهالي العصي والحجارة لطرد الدورية خارج القرية» . وأكد أن «مليشيا الوحدات الكردية داهمت قرية تل أحمد حرب جنوب القاملشي وحاولت اعتقال عدد من شبان القرية لسوقهم للتجنيد الاجباري الأمر الذي أغضب أهالي القرية فحصل عراك بالايدي فردت قوات «ب ي د» مستخدمة الرصاص لتفريق أهالي القرية مما أدى إلى مقتل الطفل معن لقمان العابد (16 عاما) واصابته بطلقة في الرأس مما أثار موجة غضب شعبية رافضة لانتهاكات مليشيا ب ي د» . وأضاف، ان «المليشيا استقدمت تعزيزات وحاصرت القرية ومنعت الدخول والخروج منها خوفاً من انتقال الاحتجاجات إلى قرى مجاورة». وفي السياق، قال عضو الهيئة السياسية للتجمّع الوطني لقوى الثورة والمعارضة في الحسكة محمود الماضي: «رغم كلّ الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان التي ارتكبتها ميليشيا ما يسمّى بوحدات حماية الشعب الكردية بحقّ المدنيين في الحسكة وريف الرقة وحلب، والتي وثّقتها وأقرّتها منظمة العفو الدولية في منتصف عام 2015 ومنظّمة «هيومن رايتس ووتش» وكثير من التقارير الصحافية التي تناقلتها وسائل الإعلام، ما زالت ميليشيا الوحدات الكردية هذه تحظى بمباركة الولايات المتّحدة الأمريكية وتتلقّى منها كافّة وسائل الدعم بذريعة محاربة الإرهاب». وأضاف لـ «القدس العربي»: أن «أفظع هذه الانتهاكات المستمرّة من قبل هذه الميليشيا قيامها بحملات التجنيد الإجباري وفق القانون الذي أصدرته والذي يشمل كافّة المناطق التي تسيطر عليها، والتي قد ازدادت وتيرتها في الآونة الأخيرة حتى اخترقت قانونها الذي أقرّته حيث شملت حملات التجنيد الطلاب المؤجّلين دراسيا والذين تعدّوا السنّ المحدّد وبعض القاصرين». وأشار الماضي إلى أن «هذه الحملات كانت تقتصر في السابق على الأسواق والحواجز ومفارق الطرق، بينما حاليا أخذت تشنّها على القرى وتحاصرها ومن ثمّ تقوم بتفتيش المنازل واعتقال الشباب من غرف نومهم ومداهمة بيوت العزاء والمساجد من دون مراعاة لحرمة العقائد والأعراف والتقاليد وتزجّهم في معركتها التي تبتغي منها تنفيذ مشروعها في المنطقة». وكان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في سوريا، قد طالب أول من أمس الأربعاء، بإدارج حزب «الاتحاد الديمقراطي»، على قوائم الإرهاب الدولية، باعتباره فرع حزب «العمال الكردستاني»، في حين رفض المجلس الوطني الكردي المنضوي ضمن الائتلاف هذا الطلب. ووجهت اللجنة القانونية في الائتلاف، رسالة إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، طالبت فيها بتشكيل لجنة تحقيق خاصة للكشف عن الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها حزب الاتحاد الديمقراطي ومليشياته وأذرعه المسلحة، ووقف عمليات التهجير الممنهج والمجازر التي يرتكبها بحق السكان العرب وباقي المكونات السورية الأخرى في المناطق التي تقع تحت سيطرة الحزب وقواته. كما طالب الائتلاف بـ»تصنيف حزب الاتحاد الديمقراطي، وميليشياته كتنظيم إرهابي كونه فرعاً لحزب العمال الكردستاني الإرهابي في سوريا في ظل ما يقوم به من ممارسات انفصالية وانتهاكات ممنهجة ترقى إلى جرائم حرب ضد الإنسانية ووقف الدعم الدولي له، والاعتماد في محاربة الإرهاب على أبناء المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة». ودعا إلى «فرض قيود على تجنيد الحزب لمقاتلين من كافة دول العالم ، وخاصة الدول الأوربية للقتال في سوريا، وفرض إجراءات قانونية مشددة على مواطني الدول الذين ينضمون لهذه الميليشيات لقتال الشعب السوري ضمن صفوفه، وبخاصة بعد ثبوت العلاقة العضوية بين الحزب ونظام الأسد المارق والعلاقة بينه وبين تنظيم الدولة المتمثل في بيع النفط والغاز وتسهيلات نقله وتوزيعه بينهما.» وفي المقابل، أعلن المجلس الوطني الكردي عن رفضه لرسالة الائتلاف، لافتاً إلى أنه «ليس لديه علم بها ولا يتفق مع ما جاء فيها»، وفق ما أعلنه مسؤولون في الحزب. ورأى رئيس التجمع الوطني لقوى الثورة والمعارضة في الحسكة، هشام المصطفى أن «الخطوة التي أقدمت عليها اللجنة القانونية في الائتلاف الوطني السوري جيدة إلا أنها جاءت متأخرة كثيراً، حيث كان يجب على كافة القوى السياسية ومن ضمنها الائتلاف العمل على هذا الامر قبل سنوات من الآن». وأضاف لـ «القدس العربي»: إن «الجميع اكتشف خبث هذه الميليشيات وعدائها السافر للثورة السوريه وتبعيتها المطلقة لحزب العمال الكردستاني الإرهابي». واشار إلى أن «التجمع الوطني لقوى الثورة والمعارضة في الحسكة وغيره من أبناء الحسكة طالب الائتلاف الوطني منذ بداية الثورة بإدراج حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وجناحه العسكري كمنظمة إرهابية لا تقل خطراً عن «داعش» أو أي ميليشيا إرهابية أخرى جاءت من خارج الحدود مثل الميليشيات العراقية و القاعدة وغيرهما، حيث استشعرنا منذ البداية خطرها وكنا على يقين بتبعيتها لحزب العمال». واستغرب المصطفى موقف المجلس الوطني الكردي، خاصة أن الأخير قد أصدر في وقت سابق بياناً انتقد فيه تصرفات وتجاوزات حزب الاتحاد الديمقراطي. غضب شعبي ومواجهات بين الأهالي والوحدات الكردية بسبب التجنيد الإجباري في الحسكة |
نواب وسياسيون تونسيون يدعون للتحقيق في تصريحات مثيرة للجدل للمرزوقي Posted: 27 Jul 2017 02:21 PM PDT تونس – «القدس العربي»: طـالـب عـدد من النـواب والسـياسـيين التونسين بالتحقيق في تصريحات مثيرة للجـدل للرئـيس التونسـي السـابق منصف المرزوقي أكد فيها أن الأمن الرئاسي سـاهم بمنع حدوث إنزال لقوات المارينز إثر الهـجوم الذي اسـتهدف الـسفارة الأمريكـية، متـهماً الجيـش التونسـي برفـض حمــاية الســـفارة. وكان المرزوقي أكد خلال لقاء مع قناة «الجزيرة» القطرية أن قائد الجيش الجنرال رشيد عمار رفض تنفيذ أوامره المتعلقة بحماية السفارة الأمريكية خلال تعرضها لهجوم من قبل متشددين عام 2012. وأضاف: «قادة الأمن الكبار أغلقوا هواتفهم ورفضوا الرد على مكالماتي فاتخذت قراراً بالاستعانة بالأمن الرئاسي الذي تمكن من تهدئة الأوضاع». وتابع: «لولا تدخل الأمن الرئاسي في الوقت المناسب وإنقاذ السفير والموظفين لقامت أمريكا بإنزال عسكري على أرضنا ولحدثت الكارثة». تصريحات المرزوقي أثارت عاصفة من الجدل في البلاد، حيث اتهمه الجنرال السابق رشيد عمار المرزوقي بـ»قلب الحقائق»، مشيراً إلى أن المرزوقي هو من طالب بقدوم جنود المارينز إلى تونس إثر الهجوم على السفارة، وأكد أنه أبلغ وزير الدّفاع آنذاك عبد الكريم الزبيدي أنه في حال اتّخاذ قرار استقدام الماريـنز إلى تونـس سـيأمر بـإطلاق الـنار على كل طـائرة تـقوم بـإنـزال جـنود أمريـكيين على الأراضـي التونسـية. فيما وصف الزبيدي تصريحات المرزوقي بأنها «مزيفة وتتضمن مغالطات»، مشيراً إلى أن الجيش التونسي «أدى دوراً كبيراً لإرجاع الأمور إلى نصابها والسيطرة على الوضع خلال أحداث السفارة الأمريكية». وأكد الزبيدي، في تصريحات صحافية، أن مدير ديوان رئيس الجمهورية آنذاك عماد الدايمي اتصل به وأخبره بأن مسؤولين أمريكيين منهم وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون و»البنتاغون» طالبوا بإلحاح كبير بإنزال عسكري أمريكي بالأراضي التونسية، مشيراً إلى أنه أكد للدايمي رفضه للأمر لأن قوات الأمن والجيش التونسي سيطرت على الأمر ووزارة الدفاع التونسية لا تقبل مثل هذا التدخل. وزير الداخلية السابق والقيادي في حركة النهضة علي العريض أكد أيضا أن تصريحات المرزوقي غير دقيقة، مشيراً إلى أن «قيادات وزارة الداخلية كانت تتابـع العـملية عن كثـب، وتضـافر جهود كافة الأسـلاك الأمـنية الـتي أرسـلت للمـكان هو الـذي حسـم المعـركة». من جانب آخر، فنّد النائب عماد الدائمي (مدير الديوان الرئاسي السابق) تصريحات الزبيدي، مشيراً إلى أن الزبيدي «تهرّب من التعليق على الحقائق التي ذكرها الرئيس المرزوقي بخصوص التأخر المريب لتدخل الجنرال عمار لحماية السفارة وتطويق الاحداث رغم المكالمات العديدة التي قام بها الرئيس معهما وكنت شاهداً عليها. وهو ما يؤكد رواية المرزوقي الذي قرر بعد الساعة الرابعة تكليف الامن الرئاسي بتأمين السفارة واخـراج السفير وكل موظفي السـفارة بسـلام. وقد حضرت الاجتماع الذي عقده مع سامي سيك سالم وبقيت معه في متابعة متواصلة للاحداث إلى حين انتهائها». وأضاف على صفحته في موقع «فيسبوك»: «كنت مع الرئيس المرزوقي عندما اتصلت به هيلاري كلينتون في حدود السادسة وكانت في حالة كبيرة من الارتباك وطمأنها بأن الامن الرئاسي بصدد التدخل وان الأمور ستتجه إلى الحل. وطلبت منه ارسال فيلق للتدخل ورفض ذلك، مؤكداً أن الامن الرئاسي سيؤمن السفارة والسفير ولا حاجة لأي دعم خارجي». فيما أكد طارق الكحلاوي المدير السابق للمعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية رواية الدائمي، مضيفاً: « شهدت بشكل مباشر حادثة السفارة من زاوية نظر الرئاسة. سأكتب عن ذلك بشكل تفصيلي ليـس بعـين الشـاهد فقط با ايضا المـؤرخ. سـأكتفي الآن بأمر واضح وليس حوله أي لبس. عـلى مدى ساعات (وليس دقائق) لم تتحرك اي قوات من ثكنة العوينة العسكرية القريبة جدا من السفارة. رغم ان هناك أكثر من أمر شفوي وهناك أمر كتابي من الرئيس لقائد الاركان بالتحرك. وهذا موثق وفي الارشيف». وأصدرت حركة «مشروع تونس» بياناً أكدت فيه «خطورة تصريحات الرئيس السابق على سيادة الدولة وأمنها القومي»، مطالبة وزارة العدل بفتح تحقيق في هذا الموضوع لإظهار الحقيقة للشعب. كما طالب القيادي في حركة «النهضة» عبد اللطيف المكي (رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان) بفتح تحقيق حول تصريحات المرزوقي لتحديد مسؤولية جميع الأطراف حول ما حدث خلال الهجوم على السفارة الأمريكية، مشيراً إلى أن «اداء القوات الأمنية وقتها كان مثيراً للاستغراب»، لكنه اعتبر أيضا أنه «كان من الأفضل عدم التطرق إلى مثل هذه الملفات الدقيقة إطلاقا»، في انتقاد غير مباشر لتصريحات المرزوقي. وكان مئات المتظاهرين، أغلبهم من المتشديين، اقتحموا السفارة الأمريكية في تونس عام 2012 احتجاجا على الفيلم الأمريكي «براءة المسلمين» المسيء للإسلام، حيث سقط عدد من القتلى والجرحى خلال مواجهات مع قوات الأمن، كما قام المتظاهرون بإضرام النار في المدرسة الأمريكية المجاورة، فضلاً عن إحراق عدد من السيارات أمام مبنى السفارة. نواب وسياسيون تونسيون يدعون للتحقيق في تصريحات مثيرة للجدل للمرزوقي إتهم فيها الجيش برفض حماية السفارة الأمريكية إثر تعرضها لهجوم عام 2012 حسن سلمان |
الجزائر: رئيس الوزراء يلتقي علي حداد الأحد المقبل Posted: 27 Jul 2017 02:20 PM PDT الجزائر – «القدس العربي»: يلتقي عبد المجيد تبون رئيس الوزراء الجزائري الأحد المقبل مع رجل الأعمال علي حداد رئيس منتدى رؤساء المؤسسات، والأمين العام للمركزية النقابية عبد المجيد سيدي السعيد بمقر رئاسة الوزراء، بغرض التحضير لاجتماع الثلاثية المقرر عقده شهر سبتمبر/ أيلول المقبل، ويأتي هذا اللقاء بين رئيس الوزراء ورئيس منتدى رؤساء المؤسسات بعد أسابيع من مواجهة غير معلنة عبر تصريحات وبيانات أعطيت لها ألف قراءة وقراءة. وكان بيان صدر عن رئاسة الوزراء قد ذكر أن عبد المجيد تبون وجّه الدعوة إلى كل من علي حداد رئيس منتدى رؤساء المؤسسات وعبد المجيد سيدي السعيد الأمين العام للمركزية النقابية، بغرض النقاش حول اجتماع الثلاثية المقبل، والتحضير للملفات المتعلقة به، خاصة وأن البلاد على أبواب دخول اجتماعي سيكون ساخناً، في ظل الملفات المتفجرة، والتي تسعى السلطات إلى إخمادها، من دون أن تمتلك في يدها الكثير من الحلول، في ظل استمرار الأزمة المالية التي تتخبط فيها البلاد بسبب بقاء أسعار النفط في مستويات متدينة. وبعيداً عن موضوع اجتماع الثلاثية، فإنه من الصعب فصل اللقاء الذي من المتوقع عقده بين رئيس الوزراء وعلي حداد عن الصراع القائم بين الرجلين منذ بضعة أسابيع، أي منذ حادثة مدرسة الضمان الاجتماعي، عندما طلب من علي حداد مغادرة القاعة، لأن رئيس الوزراء الذي كان سيحضر إلى المدرسة لا يريد لقاءه، في حين أن صحفاً جزائرية نقلت عن لسان رجال أعمال التقوا برئيس الوزراء قوله إنه لم يطلب طرد علي حداد، بل فقط طلب ألا يكون في الصفوف الأولى، وألا يكون في مقدم من سيستقبلونه عند الوصول. وبصرف النظر عما جرى، فإن هذه الحادثة أشعلت حرباً صامتة، وضعت لها وسائل الإعلام على وجه الخصوص عنوان حرب على الفساد أو على رجال المال الذين اغتنوا بالمال العام، وقام أطراف الصراع بتغذيتها من خلال تصريحات وتصرفات، فقد سارع حداد إلى الاجتماع بأمين عام المركزية النقابية ومنظمات أرباب عمل للتنديد بتصرف رئيس الوزراء، والتهديد ( غير المباشر) بإشعال الجبهة الاجتماعية، من خلال إشهار ورقة العقد الاجتماعي الذي تم التوقيع عليه بين الحكومة وأرباب العمل والنقابة، وردت الحكومة لتضع الصراع في مستوى آخر، ولتؤكد في بيان لها أنها عازمة على المضي قدماً في سياسة فصل المال عن السياسة، وأن هذا القرار موجود ضمن برنامج الحكومة الذي صادق عليه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والبرلمان بغرفتيه، وزيادة على ذلك تلقت شركة علي حداد للأشغال العامة عدة إعذارات بسبب المشاريع الموكلة إليها، والتي لم يتم الانتهاء من انجازها، لترد الشركة بعدها بأيام برسالة طويلة، تقول فيها بشكل غير مباشر، إن معلومات الحكومة خاطئة وكاذبة أيضا. وفي هذا الجو المشحون تأتي إذن دعوة رئيس الوزراء إلى الاجتماع برجل الأعمال علي حداد، والتي فهم منها أن الحكم صفر نهاية المباراة، وأن الذين توقعوا نهاية رجل الأعمال الذي صنعته السلطة بيد السلطة نفسها، كانوا متفائلين أكثر من اللازم، وهو الأمر الذي سبق أن أشرنا إليه كأكثر الاحتمالات قوة بخصوص نهاية هذه القبضة الحديدية ( الحقيقية أو المفتعلة) فالإعلان عن اللقاء جعل المتشائمين منذ بداية القصة يؤكدون مرة أخرى الأمر لم يكن بالصورة التي أرادت الكثير من وسائل الإعلام رسمها، وأن رئيس الوزراء ما هو إلا موظف عند السلطة، لا يستطيع أن يتجاوز الدور الذي رسم له، وهؤلاء مقتنعون أن الحرب على الفساد ما هي إلا مسرحية صيف ستمر سريعاً، لتبقى دار لقمان على حالها، في انتظار ما سيـسفر عنه قادم الأيـام. الجزائر: رئيس الوزراء يلتقي علي حداد الأحد المقبل بعد أسابيع من التراشق بالتصريحات والبيانات |
المغرب: معتقلو حراك الريف يخوضون معركة الأمعاء الخاوية للإحتجاج على الظلم الذي لحق بهم Posted: 27 Jul 2017 02:20 PM PDT الرباط – «القدس العربي» : يخوض معتقلون مغاربة على خلفية حراك الريف معركة «الأمعاء الخاوية» للاحتجاج على ما يعتقدونه ظلماً لحق بهم في اعتقالهم أو محاكماتهم أو الأحكام الصادرة ضدهم، ليصل إضرابهم عن الطعام الى تهديد حياتهم، وهو ما أثار قلق مختلف الاوساط المعنية بالحراك وتداعياته. وإذا كان قادة الحراك المعتقلون بسجن عكاشة في الدار البيضاء، قد اوقفوا الاسبوع الماضي اضرابهم عن الطعام، كمبادرة حسن نية، على حد تعبير ناصر الزفزافي قائد الحراك بانتظار مبادرة مماثلة من الدولة، فإن آخرين واصلوا إضرابهم أو أعلنوا بدء إضرابهم. وقالت عائلة الناشط ربيع الأبلق، أحد قادة الحراك ومراسل موقع «بديل. انفو» بالحسيمة، انه تم ادخاله مصحة السجن الاربعاء، بعد إثر تدهور حالته الصحية بسبب إضرابه عن الطعام الذي دخل 31 يوما وتوقيف زيارة ربيع من قبل هيئة الدفاع مؤقتا، بسبب وضعه الصحي، بحيث أصبحت زيارته صعبة، بحكم صعوبة تنقله من زنزانته إلى المكان المخصص للتخابر بين المعتقلين والمحامين. ودخل ربيع الأبلق في إضراب عن الطعام منذ وصوله إلى مقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية في الدار البيضاء بعد اعتقاله، وظل مصراً على الاستمرار في إضرابه رغم توقف رفاقه في السجن عن الإضراب الذي دخلوا فيه يوم 17 تموز/ يوليو الماضي، ورغم أن هيئة الدفاع حاولت إقناعه بذلك أكثر من مرة وأكدت اسرته أنه رفض حضورها وزيارتها له، وسيتسمر في إضرابه عن الطعام إلى حين الإفراج عنه أو تسجيل اسمه كأول شهيد للحراك. وقال عبد اللطيف، شقيق ربيع الأبلق «أخطر شيء أسمعه اليوم، في كل محادثة معه أُلِحُّ عليه بضرورة المواظبة على شرب الماء وتناول السكر … كما أشار به علي أحد زملائه الأطباء فطمْأنني أنه يفعل ذلك، ولكن ها هو يكشف لزائريه يوم أمس بأنه يكتفي بشرب ما مقداره 3 أغطية قنينة الماء..». وكتب في تدوينة له على الفيسبوك: «أتلقى اتصالاً من أحد المواطنين الكازاويين (سكان الدار البيضاء) يخبرني بأن شقيقي تم نقله للمستشفى، هذه هي نتيجة ترحيلهم من الحسيمة للدار البيضاء..». وأوفد المجلس الوطني لحقوق الإنسان (رسمي) طبيباً خاصاً إلى السجن لمعاينة الوضع الصحي للمعتقل ربيع الأبلق وقام الطبيب عمر بطاس بمعاينة وضعه الصحي وتبين له أنه في وضع لا يحسد عليه حيث أن وضعيته «متدهورة جداً، واستمراره في الإضراب عن الطعام سيؤدي إلى انهياره في الأيام المقبلة». وأكد عبد الصادق البوشتاوي، عضو هيئة الدفاع عن المعتقلين، أنه قام بزيارة إلى المعتقل الأبلق، وتبين له أن حالته جد متدهورة، إذ إنه «لا يقوى على الحركة والوقوف، ويستعين بحارسين بالسجن»، مشيراً إلى أنه «يعاني من انخفاض الضغط الحاد، والغثيان وأعراض أخرى». وأضاف أن مفاوضات تمت مع ربيع الأبلق من أجل ثنيه عن الإضراب الذي يخوضه، إلا أنه يرفض ذلك متشبثا «بالحرية أو الاستشهاد»، حسب تعبيره، مشيرا إلى أنه «وجب فتح تحقيق مع الجهة التي عرضته للتعذيب والاعتقال حتى يكون ذلك حافزا لإيقاف إضرابه عن الطعام». وطالبت الجمعية المغربية لحقوق الانسان كل من وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان ووزير العدل ورئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان بالتدخل العاجل من أجل إنقاذ حياة المعتقل ربيع الابلق وقالت في رسالة مفتوحة للمسؤولين المغاربة: «نتابع ببالغ القلق والانشغال، الإضراب المفتوح عن الطعام، الذي يخوضه المعتقل السياسي ربيع الابلق، مراسل موقع بديل أنفو، منذ 26 حزيران/ يونيو 2017، احتجاجا على اعتقاله التعسفي، وللمطالبة بالإفراج عنه». وفي الاطار كشف إلياس أفاسي، شقيق المعتقل رضوان أفاسي، أحد المعتقلين على خلفية الاحتجاجات التي يعرفها الريف، والموجود حاليا بسجن الحسيمة، أن العائلة توصلت من مدير السجن برسالة تبلغهم بدخول رضوان في إضراب عن الطعام منذ 20 تموز/ يوليو الجاري. أحكام جديدة بالسجن وقضت محكمة الإستئناف في حق أفاسي، بالحبس 3 سنوات نافذة، بعدما تابعته النيابة العامة بتهم، «محاولة إضرام النار عمداً في ناقلة، وتخريب منقولات، والعنف والإيذاء ضد رجال القوة العمومية، أثناء قيامهم بوظائفهم ترتب عنه مرض مع سبق الاصرار والترصد، وتعييب وكسر أشياء مخصصة للمنفعة العامة والتظاهر بدون تصريح في الطريق العمومية». وأعلن مدير ورئيس تحرير موقع «بديل.أنفو» حميد المهداوي، المعتقل في السجن المحلي في الحسيمة، دخوله في إضراب عن الطعام ابتداء من يوم امس الخميس احتجاجاً على «اعتقاله التعسفي وظروف التحقيق معه ووضعيته السيئة إلى جانب باقي السجناء من داخل السجن المحلي في الحسيمة، إضافة إلى الحكم عليه وإدانته بالسجن النافذ رغم عدم وجود أي دليل على التهم المنسوبة إليه». وأضاف المهداوي في رسالة موجهة للرأي العام الدولي والمغربي: «عدم تحريك المسطرة وفتح تحقيق مع أحد الضباط الذي اعتدى عليه أثناء التحقيق معه رغم تبليغه النيابة العامة وهيئة المحكمة بذلك، مع العلم أن هذا الضابط هو نفسه الذي سبق أن اعتدى عليه في قضية سابقة بمكناس لصالح والي أمن، وأدين فيها بديل.أنفو كذلك». وقال: «في المقابل، لم تتم محاسبة ومعاقبة مسؤولين متورطين في قضايا اختلاس للملايير ونصب على المواطنين باسم الملك ولا يمكن استقرار البلاد بالرهان فقط على مجهودات الملك والمخابرات». واستنكرت النقابة المغربية للصحافة، إدانة الصحافي حميد المهداوي بثلاثة أشهر حبساً نافذاً، معتبرة الحكم «انتهاكاً لحرية التعبير، و تجاوزاً لمقتضيات مدونة الصحافة" وقالت إن "التأويل القانوني الذي تم في ملف الزميل "حميد المهداوي" يعتبر قراءة متعسفة للقوانين المنظمة لمهنة الصحافة" وأن "الحكم الصادر ضد المهداوي يعتبر حكماً قاسياً، ولا يتناسب والأخطاء المُفترضة التي يمكن أن يكون الزميل قد ارتكبها». انتكاسة حقوقية واعتبرت النقابة في بلاغ ارسل لـ«القدس العربي» هذا الحكم، تراجعاً وانتكاسة حقوقية، وضرباً لحرية الصحافة والرأي. وأكدت أن «ما أُدين بسببه الزميل المهداوي، لا يعتبر انتهاكاً لمقتضيات الأمن العام، بل هو تعبيرعن وجهة نظر، تحتمل الخطأ و الصواب، ولا ترقى إلى مرتبة الأفعال الإجرامية». وطالبت «الجهات القضائية، مراجعة الحكم الصادر، في ما تبقى من المراحل المقبلة، صوناُ لصورة المغرب في العالم، وتقديراً للتكلفة المرتفعة التي يؤديها بلدنا، جراء هذا النوع من الانتهاكات». واعتبرت العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، التي «تابعت باستياء بالغ أطوار المحاكمة الجائرة للزميل حميد المهدوي، رئيس تحرير ومدير موقع «بديل»: ان الاعتقال والمحاكمة تشكل أحد أسوأ فصول توظيف القضاء في مصادرة الأفكار الحرة والآراء التي لا تجاري توجهات من يمسكون زمام السلطة ويوجهون دفتها. وعبرت العصبة عن إدانتها لـ»الحكم الجائر الناتج عن هذه المحاكمة» معتبرة إياه «مسماراً من بين مسامير أخرى تدق في نعش حرية التعبير عن الآراء التي يكفلها الدستور والمواثيق الدولية، والتي تغنى بها واضعو القوانين الجديدة للصحافة والنشر، كما حصل ويحصل في عدة قضايا رأي لعل ابرزها محاكمة مدير نشر جريدة العلم الأستاذ عبد الله البقالي باعتبار رمزية منصبه كنقيب للصحفيين المغاربة». وذكر بيان العصبة، أن «الحكم بالحبس النافذ في حق الاستاذ حميد مهداوي استنادا إلى نصوص القانون الجنائي، بعد أن عمد بلاغ الوكيل العام للملك (النائب العام) إلى نزع صفة العمل الصحفي عن المهمة التي كان المهدوي يقوم بها أثناء تغطيته للمسيرة التي دعى إليها مناضلو حراك الحسيمة ودعمتها وعبأت لها فعاليات حقوقية وسياسية ونقابية، يثير عدة ملاحظات قانونية وحقوقية». وقالت: «أن اقتصار بلاغ الوكيل العام للملك الذي تأسست عليه متابعة المهداوي في تعريفه للعمل الصحافي على ما نصت عليه الفقرة الأولى من المادة الثانية من قانون الصحافة والنشر، يعتبر اجتزاء غير مبرر وقراءة قانونية قاصرة لمفهوم العمل الصحافي ولمفهوم المنشور الصحافي والذي يشمل بحسب الفقرة الثانية من نفس المادة كلاً من الأخبار والأفكار والآراء». استهداف شخصي للمهداوي وقالت المنظمة الحقوقية ان «أن الاقتصار على متابعة المهداوي واتهامه بـ»التحريض على الخروج للتظاهر رغم قرار منع المسيرة» من دون غيره من القادة السياسيين والنشطاء الحقوقيين والفاعلين النقابيين الذين دعوا إلى الخروج للتظاهر يوم 20 تمموز/ يوليو، يعتبر تمييزاً واستهدافاً شخصياً للمهداوي مما يتيح القول باعتبار هذه المتابعة تصفية لحسابات ضده». وحملت «الدولة المغربية مسؤولية قرارات أجهزتها التي أضحت فاقدة للبوصلة، وتؤثر على تصنيف المغرب في المؤشرات العالمية لاسيما منها مؤشر سيادة القانون». وقالت: «أن تزامن محاكمة المهداوي المؤسسة على بلاغ للوكيل العام للملك، ومناقشة مشروع القانون المتعلق باختصاصات رئاسة النيابة العامة، مؤشر سلبي جديد يسائل حقيقة استقلال السلطة القضائية واستقلال النيابة العامة مع الابقاء على جهاز الشرطة القضائية برأسين. كما يسائل حقيقة وجود سياسة جنائية ومن يضعها وينفذها في حال وجودها». المغرب: معتقلو حراك الريف يخوضون معركة الأمعاء الخاوية للإحتجاج على الظلم الذي لحق بهم محمود معروف |
دحلان يحضر «بصورته وصوته» جلسة نواب حماس في غزة للمرة الأولى منذ 10 سنوات.. والشعبية تنتقد الخطوة Posted: 27 Jul 2017 02:20 PM PDT غزة «القدس العربي»: في إطار التفاهمات التي عقدت مؤخرا بين حركة حماس، ومحمد دحلان المفصول من حركة فتح، عقد نواب حماس والنواب المحسوبون عليه، اجتماعا في مقر المجلس التشريعي في مدينة غزة، شارك فيها دحلان بكلمة عبر تقنية «الفيديو كونفرنس» للمرة الأولى، منذ أحداث الانقسام السياسي الفلسطيني عام 2007، وسط مقاطعة من الكتل البرلمانية الأخرى. وهذه هي المرة الثانية التي تشهد مثل هذه الاجتماعات، التي يعقدها نواب حماس، مشاركة نواب محسوبين على دحلان، لكنها الأولى التي تعقد عقب التفاهمات التي أبرمت بين الطرفين قبل شهرين في القاهرة. وسبق أن شارك النواب المحسوبين على دحلان في جلسة في مقر المجلس التشريعي في غزة، الذي تديره حركة حماس، عقب قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس، رفع الحصانة البرلمانية عن دحلان وعدد من النواب المؤيدين له، مستندا إلى قرار المحكمة الدستورية العليا، الذي أعطاه هذا الحق في ظل تعطل المجلس التشريعي. وخصصت جلسة الأمس في مقر المجلس التشريعي، لمناقشة ملف القدس والمسجد الأقصى، غير أنها استغلت أيضا من الحاضرين لفتح الملف السياسي، وتوجيه انتقادات للقيادة الفلسطينية. وفي كلمته قال دحلان المقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة، إن الجلسة تعقد من أجل القدس، واتهم خلالها المستوى السياسي الرسمي الفلسطيني بـ»التقصير»، وقال إنه «لا يجوز اختزال هبة شعبنا في القدس بإنهاء الإجراءات الإسرائيلية والاكتفاء بإعادة الأمور إلى ما كانت عليها قبل 14 يوليو تموز» الحالي. وأشار إلى التفاهمات التي أبرمها مع حركة حماس، وقال إنه يستند إلى «قواسم ووثائق وطنية مشتركة، وصولا لتفاهمات تمكننا من إعادة الأمل إلى أهلنا الأبطال في قطاع غزة». وأضاف أن تلك التفاهمات بدأت تعطي ثمارها، لكنه أشار إلى أنها لا تزال «في بداية الطريق». ودعا دحلان إلى عقد اجتماع قيادي موسع في القاهرة يحضره قادة كل فصائل العمل الوطني والإسلامي والشخصيات الوطنية الفاعلة ، لـ «اتخاذ ما يلزم من قرارات لحماية و دعم القدس ولإنهاء الانقسام فورا». كما دعا إلى الضغط لـ «عقد جلسة عادية كاملة» بحضور الجميع للمجلس التشريعي، والبقاء في حالة انعقاد دائم لمتابعة كافة التطورات، و للتواصل مع برلمانات العالم أجمع. يشار إلى أن الفترة التي تلت الانقسام السياسي شهدت خلافات كبيرة بين كل من دحلان وحماس، وتبادل الطرفان الاتهامات حول الطرف الذي يتحمل المسؤولية عن فشل حكومة الوحدة التي كانت قائمة في عام 2007، قبل أن ينتهي المشهد من خلال التفاهمات الأخيرة. وأشاد الدكتور أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي بانتصار أهالي القدس. ودعا في كلمة له خلال الجلسة لتصعيد «انتفاضة القدس» حتى التحرير. والمعروف أن أعمال المجلس التشريعي عطلت منذ سيطرة حماس على غزة صيف عام 2007، حيث لا تشارك أي من الكتل ولا القوائم البرلمانية في جلسات المجلس التي تعقد في غزة، بمشاركة نواب حماس فقط. وأعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن قائمتها البرلمانية تلقت دعوة للمشاركة في الجلسة، وأنها نصحت القائمين عليها بعدم عقد جلسة رسمية للمجلس التشريعي «تكون مثار اختلاف وتنازع للشرعيات» بما لذلك من آثار سلبية يمكن أن تحرف الاهتمام عن المعركة الرئيسية ضد الاحتلال وسياساته ومخططاته تجاه القدس وكامل قضيتنا الوطنية. وأوضحت أنها دعت للاستعاضة عن «الجلسة الرسمية» بفعالية يقيمها المجلس التشريعي ومتابعة نشاطاتنا واتصالاتنا على مختلف الصعد وفق الصيغ والآليات التي اتبعناها في مثل هذه المناسبات. وعبرت عن عدم رضاها عن عقد الجلسة لنواب حماس والنواب المحسوبين على دحلان، وقالت في بيان لها تلقت «القدس العربي» نسخة منه «لا نعتقد أن مثل اجتماع اليوم (أمس) يساعد على إنجاح هذه المساعي التوحيدية». وأكدت الشعبية أن استحضار الخلافات أو تسعيرها ومأسستها في هذه اللحظة التي تستوجب توحيد كل قوى وفصائل الشعب الفلسطيني السياسية والاجتماعية خلف أبطال القدس الصابرين المناضلين «هو في أفضل الأحوال يأتي في الوقت والوجهة الخاطئة».وأعلنت عقب موقفها الرافض للمشاركة في المجلس، استمرار تواصلها مع الجميع «من أجل إنهاء الانقسام الكارثي، وبما يحقق للمجلس التشريعي الانعقاد في ظل التوافق الوحدوي المنشود، بعيداً عن أشكال ومظاهر ومكونات هذا التجاذب السلبي الذي نكتوي جميعاً بناره». دحلان يحضر «بصورته وصوته» جلسة نواب حماس في غزة للمرة الأولى منذ 10 سنوات.. والشعبية تنتقد الخطوة |
موريتانيا: الوضع يتجه نحو التصعيد بعد تفريق تظاهرتين غير مرخصتين للمعارضة Posted: 27 Jul 2017 02:19 PM PDT نواكشوط – «القدس العربي»: تتجه الأوضاع السياسية في موريتانيا نحو التصعيد أسبوعا قبل الاستفتاء المقرر في الخامس من أغسطس/ آب المقبل حول تعديلات الدستور، وذلك حسب استقراءات لأحداث اليومين الأخيرين. فقد فرقت الشرطة الموريتانية بعنف كبير تظاهرتين غير مرخصتين نظمتهما تنسيقية المعارضة بمقاطعتي السبخه وعرفات جنوب العاصمة مستخدمة القنابل المسيلة لدموع والهراوات، وأسفر هذا التفريق عن إصابة قادة المعارضة محمد جميل منصور رئيس حزب التجمع، والسيناتور محمد ولد غده، ومحمد محمود لمات نائب رئيس حزب التكتل بجروح ورضوض واختناقات. ودعا تيار «موريتانيا الغد» (شبابي معارض غير مرخص)، أمس «جميع مناصريه وكافة أحرار موريتانيا إلى عصيان مدني شامل، متواصل حتى يوم الخامس أغسطس». وأكد التيار في بيان له أمس «أن هذا العصيان ردة فعل على استخفاف النظام بعقول الموريتانيين وهدر أموال طائلة قد تصل إلى قرابة 20 ملياراً من الأوقية خصصت لتنظيم استفتاء عبثي سيقوض في النهاية جميع مكتسبات الموريتانيين الديموقراطية في وقت يعاني فيه المواطنون من الفقر والعطش وغلاء الأسعار». وقوبلت عمليات التفريق العنيف لتظاهرات المعارضة بموجة تنديد وإدانة واسعة من مدوني المعارضة ومن مؤسسة المعارضة الديموقراطية التي أدانت في بيان وزعته أمس «ما تعرض له ائتلاف قوى المعارضة من قمع ومضايقة ومنع من الترخيص والتظاهر». وأكد البيان «أن إجراءات المنع والمصادرة ولى زمنها وأن الشعب الموريتاني وقواه الحية لن تسمح بالعودة بالبلد لعهد الدكتاتورية وحكم الفرد». وشددت المؤسسة على «قناعتها بأن هذا المسار الأحادي الذي يسعى النظام لفرضه في ظل غياب الاجماع والتوافق الوطني لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأزمة السياسية وزيادة التجاذب الداخلي». وأضافت «يأبى النظام إلا أن يؤكد يوما بعد يوم ضيقه بالرأي المخالف ومصادرته لكافة أشكال التعبير السلمي، فقد منع قبل أيام تنسيقية قوى المعارضة من تنظيم تجمع في فندق الخاطر للتعبير عن موقفها من الاستفتاء، كما تم منع الترخيص لمسيرتي عرفات والسبخة رغم تقديم الإشعار للجهات المعنية وفي الآجال المحددة، ليصر قادة المعارضة عن ممارسة حقهم في التظاهر السلمي وهو ما جوبه بقمع وحشي تمثل في الضرب بالهراوات والاعتقال وإطلاق مسيلات الدموع في مواجهة قادة الرأي وممثلي الشعب الذين جاؤوا للتظاهر بشكل سلمي». وأدن المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة في بيان وزعه أمس ما سماه «القمع الوحشي والتضييق على الحريات الذي أصبح النظام يتخذه أسلوبا ممنهجا لإسكات خصومه وفرض إرادته». وأعلن عن «إرادته الراسخة في التصدي بقوة، للسياسة القمعية التي ينتهجها النظام ومواجهتها بحزم وثبات»، داعيا «كافة الموريتانيين الشرفاء وكافة القوى الوطنية الرافضة لطغيان الحكم الفردي واستمراره الى مقاومة الاستبداد، وإنقاذ البلاد من الهاوية التي يقودها النظام نحوها». وأضاف البيان: «أن موريتانيا تشهد حاليا وضعية خطيرة لم يسبق أن شهدت مثلها في أي حقبة من تاريخها: رئيس الدولة يجوب البلاد في حملة قوامها التهديد والهجوم على الخصوم السياسيين والتأكيد على بقاء حكمه، والولاة والحكام الذين يفترض حيادهم في مثل هذه الاستحقاقات يلعبون دور رؤساء الحملات الانتخابية وأخذوا يعبئون للمسيرات القبلية ويشجعون التنافس القبلي بصورة مكشوفة، ومخصصات رؤساء الحملات تم صرفها مباشرة من ميزانية الدولة، كما تم تجنيد كافة الموظفين وعمال الدولة ووضعت آليات لمراقبة تسجيلهم وتصويتهم، ووسائل الإعلام العمومية محتكرة لتغطية التظاهرات والمهرجانات الجهوية والقبلية وتمجيد الفرد، وأصبح الجنرالات يتنافسون في تنظيم التجمعات القبلية والسياسية العلنية ويقحمون الجيش في السياسة في خرق سافر للقانون، كما تم شل الإدارة وتعطيل جميع مصالح المواطنين». وقال: «في هذا الوقت بالذات تعمل السلطة على إسكات كل صوت معارض وتواجه التجمعات والمسيرات السلمية التي تنظمها أحزاب سياسية شرعية بالقمع الوحشي والقنابل المسيلة للدموع والضرب وشتى أنواع العنف، وهكذا تعرضت مسيرات سلمية نظمتها مساء الأربعاء المعارضة الديمقراطية الرافضة للاستفتاء في بعض مقاطعات العاصمة لقمع وحشي أسفر عن جرح عدد من قادة المعارضة والمناضلين واختناقهم ونقلهم الى الحالات المستعجلة». وزاد البيان «إن هذا التصرف الهستيري، يشكل تعبيراً حياًعن فشل النظام وعزلته وعجزه عن تمرير تعديلاته بدون الإكراه وقمع الخصوم، إنه تعبير حي عن الفشل السياسي الذي مني به الاستفتاء حتى قبل أن تظهر نتائجه، فإمعان السلطة في خرق كل القوانين والنظم والأخلاق من أجل الاستغلال الفج لسلطة الدولة ووسائلها ومن أجل قمع المعارضة الديمقراطية والحركات الشبابية وكل الأصوات الرافضة، قد أدخل البلاد منعطفا خطيرا كشف عن الطرق والوسائل التي يصر النظام على استخدامها، والمتمثلة في العنف والقمع، ليس فقط من أجل تمرير تعديلاته الحالية، بل من أجل تمرير التعديلات الدستورية التي وعد بها والمتمثلة في ضمان بقائه وبقاء البلاد رهينة لديه، مما سيقود البلاد الى هاوية القلاقل وعدم الاستقرار التي تردت فيها بلدان بفعل تعنت قادتها وإصرارهم على البقاء في السلطة مهما كلف الثمن». وحدث كل هذا بينما الرئيس محمد ولد عبد العزيز يجوب الولايات الداخلية قائداً للحملة السياسية والإعلامية الممهدة للاستفتاء وشارحا لمضامين التعديلات المقترحة. وأكد الرئيس الموريتاني في خطاب أمس ألقاه في مدينة العيون (شرق البلاد)»أن نظامه باق مهما كانت الوضعية»، مضيفا قوله: «سنواصل هذه المسيرة، هذا هو تصميمنا وهذه هي عزيمتنا وتلك هي إرادتنا بحول الله». وهاجم معارضي التعديلات الدستورية وقال: «الذين يقفون ضد تعديل العلم لا يحملون تطلعات الشعب الموريتاني ولا يريدون له الخير ويشككون في كل شيء حتى في المدن العصرية التي أنشأناها خدمة للمواطن وتأمينا له وتقريبا للخدمات منه ووصفوها بأنها مدن أشباح وذلك ضمن أجندة التشكيك والإرجاف والأكاذيب التي دأبوا على تبنيها». وقال «منذ الاستقلال تمت مركزة جميع القطاعات في العاصمة نواكشوط، مما سبب خللا بنيويا في هذه المدينة وضغطا غير مسبوق على منشآتها وأفرغ المدن الداخلية من ساكنتها وأصبحت العاصمة قبلة للجميع»، مؤكدا «أن من شأن المجالس الجهوية (سيعوض بها عن مجلس الشيوخ الملغى)، أن تصحح ذلك الخلل وأن تعزز اللامركزية وتضمن توفير الأمن في كل ولاية». وأعلن الرئيس الموريتاني عن تراجعه عن عرض إلغاء محكمة العدل السامية على الاستفتاء، نافيا «الإشاعات بشأن محكمة العدل السامية»، وموضحا «أن ما كان مقترحا في هذا الصدد هو إناطة مهامها بالمحكمة العليا حفاظا على فصل السلطات إلا أنه بعدما أشيع في هذا الشأن تم صرف النظر عن ذلك التعديل». وفند الرئيس الموريتاني «الإشاعات التي يطلقها بعض أطياف المعارضة حول تفشي الرشوة والفساد»، معتبرا «أن ذلك كله يدخل في إطار كذبها المعهود الذي لم يعد ينطلي على أحد». موريتانيا: الوضع يتجه نحو التصعيد بعد تفريق تظاهرتين غير مرخصتين للمعارضة |
اعتقال ستة ناشطين على خلفية مشاركتهم في مسيرة الحسيمة التي حظرتها السلطات Posted: 27 Jul 2017 02:19 PM PDT الرباط – «القدس العربي»: أوقفت الشرطة القضائية، في مدينة الحسيمة، أمس الخميس ستة من نشطاء حراك الريف على خلفية مشاركتهم في مسيرة يوم 20 تموز/ يوليو المنظمة بالحسيمة والتي منعتها السلطات. وقال رشيد بلعلي عضو هيئة دفاع معتقلي «حراك الريف» «إن المعتقلين الستة يتواجدون حاليا رهن الحراسة النظرية»، متوقعا أن يتم تقديمهم أمام وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية يوم بعد غد السبت 29 يوليو/ تموز الجاري. واضاف أن النيابة العامة عملت على تأجيل محاكمة بعض المعتقلين في السجن المحلي للحسيمة إلى فاتح آب/ أغسطس المقبل وأن الأسبوع المقبل سيكون حافلا بجلسات المحاكمة في حق النشطاء. وقررت المحكمة الابتدائية في الحسيمة يوم الثلاثاء الماضي تأخير البت إلى 31 يوليو الجاري، في ملف 18 شخصا من المتابعين بالمشاركة في مسيرة 20 يوليو في الحسيمة. وقال عبد الصادق البوشتاوي عضو هيئة معتقلي الحراك أن قرار التأخير جاء بعد تقدم الدفاع بطلب للاطلاع على حيثيات القضية. وقضت المحكمة الإبتدائية في الحسيمة في ملف معتقلي ايت هشام وازغار على خلفية أحداث «حراك الريف»، بإدانة النشطاء: وليد قوقوش، نجيب البضموسي، عبد الوافي ازكاغ بشهر سجناً نافذاً، وعبد الوافي قوقوش بشهرين سجناً نافذاً. وقال المحامي ياسين الفاسي: «ان المحكمة قررت عدم مؤاخذة جميع المتهمين من أجل جنحة «إهانة القوات العمومية أثناء قيامهم بمهامهم» وحكمت ببراءتهم منها، وعدم مؤاخذة المتهمين الثلاثة وليد قوقوش، نجيب البضموسي، عبد الوافي قوقوش وتبرئتهم من أجل «جنحة المساهمة في تنظيم مظاهرة غير مصرح بها». وحكمت ابتدائية الحسيمة أيضا ببراءة عبد الوافي ازكاغ من «جنحة التظاهر بدون تصريح في الطرق العمومية» وقال المحامي الفاسي أن هذا الحكم الابتدائي مطعون فيه بالاستئناف، مشيراً إلى أنه يعد الأخف منذ بداية محاكمات معتقلي الحراك. اعتقال ستة ناشطين على خلفية مشاركتهم في مسيرة الحسيمة التي حظرتها السلطات |
اعتقال 9 عناصر من «الدولة الإسلامية» بينهم قياديون في الموصل Posted: 27 Jul 2017 02:18 PM PDT الموصل ـ «القدس العربي» ـ وكالات: اعتقلت القوات العراقية، أمس الخميس، 9 من عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية»، بينهم قادة وأمراء حرب، في مدينة الموصل، وقال الرائد سعد أحمد، مسؤول الوحدة الاستخباراتية بالفرقة 16 في الجيش، إن «الفوج 12 لشرطة طوارئ نينوى، والفرقة 16، نفذوا عملية استباقية، بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة من مصادر خاصة، طالت مواقع في أحياء الزهراء (صدام سابقًا)، والتحرير، والنهضة، في الجانب الشرقي للموصل، وأحياء المأمون، والشهداء الأولى، وتل الرمان، في الجانب الغربي للمدينة». وأضاف أن العملية في الجانب الشرقي أسفرت عن اعتقال 4 من عناصر «الدولة»، بينهم المدعو سفيان غانم عبد الوهاب الأعفري؛ مسؤول ما يسمى «أشبال الخلافة». كما أسفرت عملية الجانب الغربي عن اعتقال 3 من أمراء التنظيم، يحمل أحدهم الجنسية المصرية، واسمه بركات ملا عثمان. ولفت المصدر نفسه أن عثمان كان يشغل منصب قاضٍ في التنظيم، حسب اعترافه. وقال أحمد الجبوري، العقيد في قيادة عمليات نينوى في الجيش، إن القوات الأمنية ألقت القبض على اثنين من عناصر التنظيم، كانا مختبئين في منزل شرقي الموصل. وأوضح أن «الإرهابيين فرا من أحياء المنطقة القديمة، غربي الموصل، عبر النهر (دجلة) وتسللا بين أحياء شرقي الموصل وصولا إلى حي الضباط، إلا أن صاحب المنزل الذي اختبآ فيه أبلغ عنهما للقوات الأمنية، وتم اعتقالهما». وأضاف: «يجري نقل جميع المعتقلين إلى وحدة أمنية خاصة، للتحقيق معهم وتدوين إفادتهم، ليتم بعدها إحالتهم للقضاء». وفي 10 يوليو/تموز الجاري، أعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي، عن تحرير مدينة الموصل بالكامل من سيطرة «الدولة»، بعد نحو 9 أشهر من المعارك مع التنظيم، الذي كان يسيطر على المدينة منذ 10 يونيو/حزيران 2014. وتستعد القوات العراقية، لشن عمليات لتحرير بقية المناطق التي لا تزال تحت سيطرة التنظيم. وقال العقيد ياسر جبار في الجيش، أمس، إن الطيران الحربي العراقي قام بإلقاء ملايين المنشورات على أقضية ومناطق غربي العراق كعانه وراوة والقائم، أقصى غرب العراق المحاذية للحدود مع الأردن وسوريا غربا والتي يسيطر عليها تنظيم «الدولة». وأضاف أن «المنشورات تدعو سكان تلك المناطق بعدم السماح للإرهابيين باستمالة أبنائهم، وأن يكونوا تحت صفوف التنظيم لمحاربة الجيش العراقي، فضلا عن قرب طرد تنظيم الدولة، وأخذ الثأر منه جراء قيامه بقتل آلاف المدنيين الأبرياء». وبين أن «المنشورات دعت أيضا إلى عدم الاقتراب من مواقع الدولة بعد زيادة عدد الغارات الجوية ». وتشهد أقضية ومناطق غرب العراق سيطرة واسعة لتنظيم «الدولة» منذ منتصف عام 2014، عقب انسحاب القوات العسكرية من تلك المناطق في عهد حكومة نوري المالكي. في الموازاة، قتل شرطي، وأصيب مدير مركز شرطة عامرية الفلوجة، جراء تفجير انتحاري، غربي العراق، حسب مسؤول أمني. وقال النقيب أحمد الدليمي، الضابط بشرطة محافظة الأنبار(غرب)، إن «انتحاريين اثنين يرتديان حزامين ناسفين هاجما مركز شرطة عامرية الفلوجة في قضاء عامرية الصمود(23 كم جنوب مدينة الفلوجة التابعة للأنبار)». وأضاف أن «الانتحاريين كانا يحملان قنابل يدوية وأسلحة خفيفة، وتم قتل أحدهما، قبل أن يفجر الثاني نفسه بالقرب من قوات الشرطة». وأوضح أن «التفجير أسفر عن مقتل أحد عناصر الشرطة، وإصابة مدير مركز شرطة عامرية الفلوجة المقدم عارف الجنابي بجروح». وتابع الدليمي أن «الوضع الأمني في قضاء عامرية الصمود، تحت سيطرة القوات الأمنية والعشائر، وتقوم تلك القوات بعمليات تفتيش وبحث عن انتحاريين آخرين ربما يكونون مختبئين في القضاء». يذكر أن قضاء عامرية الصمود تسيطر عليه القوات الأمنية والعشائر، فيما لم يستطع تنظيم «الدولة» الدخول إلى القضاء بسبب مقاومة تلك القوات لعناصره. ويشهد القضاء بين الحين والآخر تفجيرات تستهدف المدنيين والأجهزة الأمنية غالباً ما توقع خسائر بينهم. كذلك، قتل مسلحو تنظيم «الدولة»، 8 مدنيين، بينهم نساء في محافظة كركوك شمالي العراق، حسب مصدر أمني. وقال النقيب في قوات البيشمركه (قوات الإقليم الكردي شمالي البلاد)، كامران محمود،، إن «مجموعة من مسلحي الدولة تسللت أمس إلى قرية سيد حسين التابعة لقضاء داقوق جنوبي محافظة كركوك والخاضع لسيطرة قوات البيشمركه». وأضاف أن «مسلحي التنظيم قتلوا 8 مدنيين، بينهم نساء، ثم لاذوا بالفرار إلى جهة مجهولة». ويحكم تنظيم «الدولة» قبضته على جيب كبير جنوب غربي محافظة كركوك، ويضم قضاء الحويجة وناحيتي الرياض والزاب، بينما تسيطر قوات البيشمركه على بقية أجزاء المحافظة منذ فرار الجيش العراقي أمام تقدم «الدولة» قبل نحو 3 سنوات. اعتقال 9 عناصر من «الدولة الإسلامية» بينهم قياديون في الموصل |
مساعٍ لتأجيل الانتخابات البرلمانية في العراق وتشكيل «حكومة تصريف أعمال» Posted: 27 Jul 2017 02:18 PM PDT بغداد ــ «القدس العربي»: كشفت مصادر سياسية مطلعة، أمس الخميس، عن أبرز «العقبات» التي تعترض طريق إجراء الانتخابات المحلية والبرلمانية في موعدها المقرر، مرجحة خيار تشكيل «حكومة تصريف أعمال» كحل «الأزمة» السياسية العراقية. وينظر مجلس النواب العراقي في مشروعي قانون، أحدهما يتعلق بالانتخابات التشريعية، المقررة في 20 أبريل/ نيسان 2018، والآخر يخص انتخابات مجالس المحافظات والأقضية، المقررة في 17 ديسمبر/ كانون الثاني 2017. اعتراض الكتل الكردستانية على الفقرة (37) من مشروع قانون انتخابات مجالس المحافظات، حال دون تمريره في جلسة مجلس النواب الأخيرة التي عقدت في 20 يوليو/ تموز 2017، ما دفع رئاسة مجلس النواب إلى تحديد مطلع آب/ أغسطس المقبل موعداً لعرض مشروع القانون على التصويت. في هذا الشأن، يقول النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني شاخوان عبد الله لـ«القدس العربي»، إن «الكتل الكردستانية تشدد على ضرورة عدم الاستمرار في حرمان أهالي كركوك من حقهم في المشاركة بالانتخابات- سواء كانت محلية أم تشريعية». ويضيف: «المادة 37 من قانون انتخابات مجالس المحافظات والأقضية؛ التي وردت إلى البرلمان من الحكومة؛ تتضمن تشريع قانون خاص بالانتخابات في كركوك»، مشيراً إلى أن الكتل الكردستانية قدمت في وقت سابق «مقترحاً لتعديل المادة المذكورة، بعد التوافق مع الكتل التركمانية والعربية، لكننا تفاجئنا بإصرار رئيس البرلمان والنائب عن المكون التركماني محمد تميم على المضي في تشريع القانون (الانتخابات المحلية) وفقا للنسخة الحكومية». ويوضح النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني، أن «قرار تأجيل عرض مشروع القانون للتصويت مطلع الشهر المقبل، جاء لإتاحة الفرصة أمام الكتل السياسية للتوافق». أما التحالف الوطني، الكتلة السياسية الأكبر في البرلمان، فقد رجح «تأجيل» انتخابات مجالس المحافظات و»دمجها» مع الانتخابات البرلمانية. ويقول النائب عن تيار الإصلاح، المنضوي في التحالف الوطني، زاهر العبادي لـ«القدس العربي»، إن «الكتل السياسية لم تتفق حتى الآن (وقت إعداد التقرير) على مجلس المفوضين الجديد، ولم تحدد أعضائه وتصوت عليهم في مجلس النواب». ويتابع: «المرحلة تتطلب تأجيل انتخابات مجالس المحافظات ودمجها مع الانتخابات التشريعية»، كاشفاً في الوقت عينه عن «معلومات تفيد بوجود مساعٍ سياسية لعدم إجراء الانتخابات في موعدها». «التشكيك في إمكانية إجراء الانتخابات المحلية والبرلمانية في موعدها المحدد، لم يقتصر على التحالف الوطني، بل امتد ليصل إلى «اتحاد القوى»- الكتلة السياسية الممثلة للمكون السني في العراق. وفي هذا الشأن يقول القيادي في «الاتحاد» النائب فارس الفارس لـ«القدس العربي»، إن «عملية إجراء الانتخابات مشكوك فيها. كل المعطيات تشير إلى عدم وجود إمكانية إجرائها في موعدها المقرر». ويتابع :»أحد المشاريع المطروحة هو تشكيل حكومة تصريف أعمال، وحل البرلمان بعد انتهاء مدته القانونية»، لافتاً إلى «تأييد هذا التوجه من قبل سياسيين ومحللين، بكونه الحل الأمثل للأزمة العراقية، ومن شأنه إعداد عملية سياسية أكثر انضباطاً». على حد قوله. وفي الطرف المقابل، حدد حزب الاتحاد الوطني الكردستاني «شرطين» أساسيين يسبقان إجراء الانتخابات، هما «حصر السلاح بيد الدولة، وتنظيم أمور الثكنات العسكرية- للأحزاب والحكومة- داخل المدن». ويقول النائب عن الحزب عبد العزيز حسن لـ«القدس العربي»، إن «جميع المحافظات العراقية مقسمة على قوات تابعة للأحزاب والكتل السياسية. هناك نحو 65 فصيلاً مسلحاً في العراق»، مشيراً إلى إنه «من غير الممكن الدخول في العملية الانتخابية والسلاح في متناول جميع أبناء الشعب». وأعرب حسن عن «خشيته من أن تتخلل الحملة الانتخابية حرباً أهلية، فضلاً عن مخاوفنا من نزاهة الانتخابات بسبب تأثير تلك المقرات». ونوه إلى إن من بين الأسباب الأخرى التي تدفع باتجاه تأجيل الانتخابات هي «عدم إقرار قانون الانتخابات البرلمانية حتى الآن، إضافة إلى عدم اختيار مجلس مفوضين جديد». يذكر أن عمل مفوضية الانتخابات الحالية ينتهي في 12 سبتمبر/ أيلول 2017، فيما يسعى البرلمان العراقي إلى اختيار «مفوضية جديدة» عبر لجنة صوت على تشكيلها في 7 فبراير/ شباط 2016. مساعٍ لتأجيل الانتخابات البرلمانية في العراق وتشكيل «حكومة تصريف أعمال» مشرق ريسان |
في تناسخ النصوص: من أبي تمّام إلى أدونيس Posted: 27 Jul 2017 02:18 PM PDT هل من حقّ الشاعر أو الكاتب أن يتستّر على مصادر نصّه أو بعضها؟ بل أهو ملزم بأن يكشف للقارئ عنها؟ كانت هذه بعض الأسئلة التي أثرتها في رسالة جامعيّة لي عن تجربة أدونيس، أشرف عليها أستاذنا الراحل توفيق بكار، وناقشتها منذ ثلاثين سنة، وقد نالني بسببها ما نالني من أدونيس، في رسالة طويلة قد أنشرها ذات يوم. وممّا جاء فيها: «تندرج هذه الأطروحة في إطار «النقد» الأكاديمي الجامعي. وهو ما أسمّيه بنقد «المطاردة»: «الناقد» صيّاد يطارد «المنقود» بغاية «قتله»؛ وهو يقوم على الاتهام أساسا» باريس 23/4/1989. وأثمرت هذه الأطروحة كتاب الباحث والكاتب العراقي كاظم جهاد «أدونيس منتحلا»، وقد خصّني فيه بفصل وسمه بـ»كشوفات ». لا أحبّ في هذا المقال أن أعود إلى بحثي، ولا إلى ما حفّ به، وبيني وبينه حجب من الزمان، وربّما المكان، وإنّما إلى هذه القضيّة الشائكة «تناسخ النصوص»، في ثقافة مثل ثقافة العرب برحت مداراتها المألوفة منذ الثلث الأوّل من القرن الماضي أو قبله بقليل، وانخرطت بجرأة حينا، وبتردّد وارتباك حينا آخر؛ في الوافد عليها من آداب الأمم الغربيّة. لأعد إلى السؤال الذي افتتحت به، ولأبادر بالقول إنّ الشعراء كما كان يقول الفرزدق «أسرق من الصاغة». وفي التجارب الشعريّة الكبرى أو الاستثنائيّة، تتزاحم النصوص وتتعاقد وتتدافع وتتجاذب، ويكون لبعضها سلطان؛ فـ»يستقلّ» بنفسه ويكتسب خصوصيّته، أو يجعله يقوم مقام خلفيّة له. وليست الصعوبة في الاهتداء إلى أثر السابق فحسب، فهذه قد يذلّلها الحس الشعري المدرّب والثقافة الواسعة، إنّما الصعوبة في الكشف عما يشتمل عليه النص المتناسخ من مذخور المعاني ومخزون اللطائف والأسرار. يتّخذ حلول نصّ في نصّ هيئات مختلفة قد يكون أيسرها النقل أو التقليد والمحاكاة. وفي هذه الحال يتستّر الناقل أو المقلّد وراء الآخر (الغائب) أو يتكلّم بلسانه أو يتقمّص شخصيّته؛ ويتيّسر للقارئ أن يتميّز خصائص النصّ الأسلوبيّة، وأن ينفذ إلى النوع الأدبي الذي ينتمي إليه، وينتقل من ثمة إلى جَنِيسِه؛ دون أن يهتدي بالضرورة إلى صاحبه. وكثير من القصائد القديمة متّهمة الأصل مجهولة النسب، أو هي تُنسب إلى هذا الشاعر أو ذاك، وكثير من النصوص الصوفيّة أيضا، يمكن أن تنسب إلى شيخ هذه الطريقة أو تلك . وقد يتّخذ الحلول هيئة أكثر خفاء، كما هو الشأن عند أبي تمّام أو أدونيس وغيرهما. وقد يحسّها القارئ إحساسا غامضا. وقد يصدق إحساسه، لكنّ الذاكرة تخذله، فلا تهتدي إلى النصوص الخفيّة ولا إلى مؤلّفيها. وأقتصر لضيق المجال، على أمثلة قليلة. من ذلك قول أبي تمّام في الخمرة: صعبتْ وراضَ الماءُ سيّءَ خَلقها فتعلّمتْ مـن حسن خلْق الماءِ وضعيفةٌ فإذا أصابتْ قــــدرةً قتلــتْ كذلك قدرةُ الضّــــــــعفاءِ فهذه الاستعارات اللطيفة تقع في الفجوات ما بيت القديم والمحدث، وتتردّد في جنباتها أصداء من هذا ومن ذاك، تسمها وتعلّم لها علاماتها. وقد حمل القدماء البيت الأوّل على بيت أبي نواس: ألا دارِها بالماء حتى تلينَها فلن تُكرمَ الصّهباءَ حتّى تهينَها وحملوا البيت الثاني على بيت جرير في الغزل، تارة، من قصيدة مأثورة في هجاء الأخطل، قدّم لها بالنسيب (ويروى «إنسانا» مكان «أركانا»): يصرعنَ ذا اللّبّ حتّى لا حراك بهِ وهنّ أضعفُ خلْق الله أركانَا وعلى بيت عمارة بن عقيل في الغزل، طورا : ضعائفُ يقتلن الرّجال بلا دمٍ فيا عجبا للقاتلات الضّعائفِ وقالوا إنّ الخمر على شدّتها ضعيفة ليس لها بطش، فإذا أكثر منها قتلت، وإنّ الشاعر ألمّ بقول هذين في النّساء فصيّره في الخمرة. وهذه قراءة تكاد لا ترى في أيّ بيت من هذه الأبيات المتناسخة، ميزته التي يتميّز بها أو سمته التي يتّسم بها؛ وإن كنّا لا نعدم فيها إشارات خاطفة إلى «المختلف» فيها، أو هذا «التناسخ النّصّي». إنّما هي قراءة «خطّية» تكاد تنحصر في إنتاج المعنى؛ أو هي قراءة «عاكسة» تردّ محدثا على محدث تارة (بيت أبي تمّام/ بيت أبي نواس وعلى قديم طورا (بيت أبي تمّام/ بيت جرير) وكأنّها تردّ فرعا على أصل وآخر على أوّل؛ وتجعل من الصّورة مسطّحا عاكسا يقع عليه ما يقع من شعر الآخرين، وقد غيّر الشّاعر وجهته ونقله من غرض إلى آخر. من ذلك أيضا قول أبي تمّام في وصف الحِلم (العقل واللبّ والصفح عند المقدرة): رقيق حواشي الحلم لو أنّ حِلمه بكفّيكَ ما ماريتَ في أنّه برْدُ فقد تنبّه ابن المستوفي الأربلي إلى أنّه منقول من أبيات لأحد الأعراب: رقيق حواشي الحِلم حين تثوره يريك الهوينى والأمور تطيرُ وذكر أنّه من أبيات ثلاثة في كتاب «الخطّ والقلم» لابن قتيبة. يدير الخطاب إذن أشكالا شتّى من التّورية والإيهام والمشاكلة والتّجريد والتّلميح والإشارة. وهي أشكال يعبُر منها المتكلّم إلى دليل لغويّ آخر، إمّا لاجتناب التّصريح أو للإخفاء والمواربة، وإمّا لقول شيء لا يمكن قوله بطريقة أخرى. والتناسخ في الحال الأولى مقصود، أملى على الذّات أن تخفي وتواري وتحجب. ومن الطبيعيّ أن يخفي شاعر مثل أبي تمّام مصادره الشّعريّة، خاصّة ما لم يكن منها معروفا متداولا، بما لا يمسك عليه؛ كأن يأتي على سبيل الإيهام أو ما يسمّيه بلاغيّو العرب «التّوجيه»، بكلام يحتمل معنيين متضادّين: رقّة الحِلم من جهة، وصفاقة البرد ومتانته من جهة أخرى. وفي حيّزها صمت ما أو «مسكوت عنه». وهو أنمّ على الأخذ أو النّقل، من العبارة الأصليّة المنقولة حرفيّا. والجهد في إخفاء الأثر ومحوه أو إسكات الأصل وإفحامه، جهد باطل عقيم، لأنّ الصورة التي تنشأ متنكّرة متقنّعة يمكن أن تظهر أكثر ممّا تخفي. نقول من الطّبيعيّ أن يخفي الشّاعر مصادره، استئناسا بما نعرفه من فخره، ومن مباهاته بشعره، واحتفائه في غير موضع بأبكار قصائده ومعانيه. وعليه لا نتوقّع منه، في سياق فخريّ كهذا، أن ينوّه بمصادره أو يدلّ عليها؛ على نحو ما يفعل أدونيس وغيره. فقول أدونيس: «وأنت افهمني، أيّها الضائع، أيّتها الشجرة المنكوسة يا شبيهي». في «مفرد بصيغة الجمع» خطاب يزاوج بين صورتين استجلبهما الشاعر من سياقين مختلفين: صورة القارئ ـ الشبي « البودليرية (نسبة إلى بودلير)، وصورة «الانسان ـ الشجرة المنكوسة» الأفلاطونية. وقوله: «هكذا عرفت الأنثى نفسها، عرف الذكر يجتمعان بشهوة اللحم والعظم لإيداع الماء في بيته يندفع الماء ـــ يكون له سمع يمتلئ بتعويجات الصوت أظافر تَهدي إلى مواضع الحكّ رئة مروحة لحرارة القلب…» صورة من صور التناسخ الشعري الفلسفي. يقول أفلاطون في « تيماوس» إنّ الآلهة ختمت على الروح بجسد فانٍ، ثم أودعتْ هذا الجسد روحا من نوع آخر هي النفس الفانية بغرائزها وشهواتها وعواطفها وميولها، ووضعت الروح في الرأس والنفس في الصدر، وفصلت بينهما ببرزخ الرقبة. ولأن الجزء من النفس الفانية أفضل من الآخر فقد سكنت الآلهة الأفضل بين العنق والعضلة التي تفصل التجويف الصدري والبطن، قريبا من الرأس، حتى يتسنّى لها أن تسمع الحكمة وتكبح الشهوات والنوازع الجامحة المتمردة على العقل. إنّ القلب وهو مستودع الأوردة ومنبع الدم فقائم كحارس خاصّ أو رقيب ينقل إلى الأعضاء أوامر العقل وإيعازاته؛ وفوقه غرزت الآلهة الرئة مروحة تنعشه وتهدّئُ من دقاتّه. والحقّ أنّ أدونيس حاول في مقاطع من قصيدة «تكوين» أن ينقل صورة الجسد الأفلاطونيّة من سياق الفلسفة إلى سياق الشعر، ومن لغة المفاهيم إلى لغة الإشارات، لكنّ الصورة تأبى أن تنسلخ عن سياقها الأوّل، فتقف القصيدة حائرة مراوغة بين مساحة الفلسفة ومساحة الشعر، على الرغم من الجهد الواضح الذي بذله الشاعر في خرق النص الأوّل؛ ثم في رتقه بالتشبيه والاستعارة والإشارات واللمحات الموجزة المقتضبة، ومنع النص المتولّد أو المتناسخ، من الانسياح والتشتت في فضاء الآخر وثقافته. في هذا النوع من تناسخ النصوص، تنطوي اللغة على نفسها، وتتحوّل من أداة للمعرفة إلى موضوع للمعرفة، وينشأ ضرب من الكتابة «الهجينة» بالمعنى النبيل للكلمة. وعلى هذا الأساس تقوم الصلة بين النصوص المتناسخة، فتّتسع آفاق القراءة وتترامى، ويحمل القارئ حملا على تبيّن السابق وتمييز رواسبه في اللاحق، وعلى تبيّن اللاحق وتميّز إضافاته في السابق. ٭ شاعر تونسي في تناسخ النصوص: من أبي تمّام إلى أدونيس منصف الوهايبي |
شيخ عشيرة عربية مقرب من حكومة كردستان يرحب بزيارة ناشطة إيزيدية إلى إسرائيل Posted: 27 Jul 2017 02:18 PM PDT أربيل ـ «القدس العربي»: في مبادرة نادرة الحصول في العراق، أبدى شيخ عشائري في نينوى، ترحيبه بزيارة الإيزيدية نادية مراد إلى إسرائيل، مع إبدائه رغبته في بناء علاقة طيبة مع إسرائيل. وقال مزاحم الحويت، الذي يسمي نفسه بالمتحدث باسم العشائر العربية في نينوى، على صفحته في شبكة التواصل الإجتماعي: «نحن كعشائر عربية في نينوى نرحب بزيارة الناجية الايزيدية نادية مراد إلى إسرائيل». وأضاف: «نحب أن نسال النائبة حنان الفتلاوي هل زيارة إسرائيل علينا وعلى جميع الديانات حرام، أما زيارة إيران حلال؟ رغم أن إيران كان لها دور كبير في دمار العراق وإشعال الفتنة الطائفية منذ عام 2003 وإلى حد الآن، وكان لها دور كبير بتسليم الموصل والمحافظات السنية بإشراف نوري المالكي الذي سلم الموصل للدواعش وراح ضحية ذلك الآلاف من جميع الديانات والمكونات والمذاهب وخاص الكرد الإيزيديين». وكانت الفتلاوي، نشرت تغريدة أول أمس، انتقدت خلالها زيارة مراد إلى إسرائيل، متسائلة عن سبب بحثها عن حقوق الإنسان هناك. وانتقد الحويت، الفتلاوي قائلا: «نرى كثيرا من أمثال الفتلاوي من الذين ربما لهم علاقات سرية مع هذه الدولة او تلك، و اليوم تظهر في تصريحاتها الطائفية ضد زيارة نادية مراد التي تطالب بحقوق الاخوة الايزيديين و دياناتهم و نحن ليس لدينا اي خصومة مع إسرائيل، بالعكس نحن نشيد بزيارة نادية مراد إلى إسرائيل». واضاف الحويت، المقيم في اربيل، «نحب أن نذكر الفتلاوي والسياسيين الطائفيين بالرجل الذي منع الزيارات إلى إسرائيل وهو صدام حسين، نحن نحب أن تكون لنا علاقات طيبة مع إسرائيل وليس من مصلحتنا معاداتها!» وفجرت زيارة الايزيدية نادية مراد إلى إسرائيل موجة اعتراضات واستغراب لدى العراقيين الذين صدموا بالخبر، رغم تعاطفهم مع نكبة الإيزيديين التي تسبب بها تنظيم «الدولة». وكان نواب وسياسيين موصليون، ذكروا لـ«القدس العربي»، أن شيخ الحويت، معروف بقربه من حكومة اقليم كردستان، وترفض العشائر الموصلية أن يتحدث باسمها، وهو يقوم بجمع الشباب العربي في سهل نينوى وتجنيدهم للعمل في فوج عسكري ضمن وزارة «البيشمركه، ولذا فهو يقلد سياسة الأحزاب الكردية في بناء علاقات جيدة مع إسرائيل». شيخ عشيرة عربية مقرب من حكومة كردستان يرحب بزيارة ناشطة إيزيدية إلى إسرائيل |
مستشار أحمدي نجاد: الشعب الإيراني لم يضح بدمائه حتى يحكم الفاسدون البلاد وهؤلاء سيسقطون قريباً Posted: 27 Jul 2017 02:17 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: صرح كبير مستشاري الرئيس الإيراني السابق، حميد بقائي، أن الشعب الإيراني لم يضح بدمائه حتى يحكم الفاسدون البلاد، وأكد أن هؤلاء الفاسدين سيسقطون قريباً. وأفاد موقع «راديو فردا» التابع للحكومة الأمريكية أن حميد بقائي بعد خروجه من الاحتجاز المؤقت، اتهم السلطة القضائية الإيرانية بالفساد الواسع، وكشف أنه تعرف على اسم أحد السجناء الذي يقبع في الزنزانة الإنفرادية منذ أكثر من 13 شهراً دون أن يعلم عنه أحد شيئاً. ووصف بقائي المتحدث باسم السلطة القضائية الإيراني، غلام حسين محسني إيجئي، بأنه كذاب ومزور للحقائق، وأضاف أن محسني إيجئي لديه سوابق كثيرة في الكذب والتزوير، وأنه حينما كان إيجئي يشغل منصب وزير المخابرات، كان يكذب ويزور الحقائق، وأنه في منصبه الحالي (المتحدث باسم السلطة القضائية) يواصل أسلوبه في نشر الأكاذيب وتحريف الحقائق. وأعرب عن أمله أن يأتي يوم لا نشهد ظلماً في الجمهورية الإسلامية الإيرانية بحق المواطنين، وقال إن الشعب الإيراني لم يضح بدمائه من أجل أن يحكم البلاد هؤلاء الفاسدون، وقال إن حكم الفاسدين في إيران سيسقط قريباً. وأوضح أن حالة السجون الإيرانية مأساوية للغاية، وأنه تُنتهك حقوق السجناء وكرامتهم بشكل واسع في سجون الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وسبق أن كشف الرئيس الإيراني السابق، محمود أحمدي نجاد، أن الأجهزة الاستخباراتية وبالإشارة من المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، زوّرت الانتخابات الرئاسية في عام 2009، وأنها أضافت 8 مليون صوت على أصواته ليفوز في تلك الانتخابات. وتجدر الإشارة إلى أن انتفاضة الحركة الخضراء اندلعت بعد تزوير انتخابات عام 2009، وأنها دامت أكثر من 10 أشهر في مختلف أنحاء إيران وخاصة المدن الكبرى. وفيما يتعلق بمحاولات الرئيس الأمريكي لفرض المزيد من الضغوط على إيران، كشفت وكالة أسوشيتد برس للأنباء الأمريكية بأن إدارة دونالد ترامب تتجه إلى وضع خطط لإرغام طهران للقبول بتفتيش المواقع والمراكز العسكرية في إيران. وأضافت أن خبراء البيت الأبيض يرون ضرورة تفتيش المواقع العسكرية الإيرانية للتأكد من مدى التزامها بالاتفاق النووي، وعدم توظيف طهران هذا الاتفاق لشراء الوقت وصُنع القنبلة الذرية. وأوضحت الوكالة الأمريكية أن إدارة ترامب بدأت سلسلة من المباحثات مع بعض الدول الأوروبية لتدشين مرحلة جديدة من المفاوضات مع طهران بهدف منع الأخيرة من حيازة السلاح النووي. مستشار أحمدي نجاد: الشعب الإيراني لم يضح بدمائه حتى يحكم الفاسدون البلاد وهؤلاء سيسقطون قريباً محمد المذحجي |
محاولات ترامب للقضاء على تشريعات أوباما تتحول إلى دراما في واشنطن Posted: 27 Jul 2017 02:17 PM PDT واشنطن ـ «القدس العربي»: يخطط مجلس الشيوخ الأمريكي لإجراء تغييرات جذرية في قانون الرعاية الصحية خلال الأيام القليلة المقبلة في خطوة، وصفها العديد من المراقبين، بأنها مربكة ولا يمكن التاكد من نهايتها. وقد بدأت «دراما» قانون الرعاية الصحية في 4 ايار/ مايو الماضي عندما مرر مجلس النواب قانون الرعاية الصحية الأمريكية في محاولة لاستبدال والغاء قانون «اوباما كير»، وتناول مجلس النواب مشروع القانون باستخدام عملية تسوية الموازنة، مما سمح لمجلس الشيوخ سن تشريعات بأغلبية واضحة تتجنب أى محاولة اعتراض من الديمقراطيين، والمقايضة كانت هنا وفقا لقواعد المصالحة التى يمكن ان تحد من ما يمكن تمريره أو لا يمكن. وحاول مجلس الشيوخ مرارا التوصل إلى مشروع قانون خاص به، وفي النهاية، اتخذ المجلس خطوة، يوم الثلاثاء الماضي، يحتاج اليها لإجراء تشريع يسمح بالتصويت الناجح عند مناقشة اقتراحات مجلس النواب، ومن المهم معرفة ان التصويت يكون لدعم أى سياسة محددة ولكن إذا فشل التصويت فإنه من المحتمل ان يقضى على جهود الحزب الجمهوري لإلغاء واستبدال « اوباما كير». وصوت مجلس الشيوخ على شئ اكثر موضوعية في هذا المشروع حيث تم تبنى طبعة جديدة من قانون التوفيق للرعاية الصحية، وهو مشروع يفضله قادة مجلس الشيوخ، بما في ذلك السناتور تيد كروز الذى مرر تعديلات تسمح لشركات التامين ببيع خطط غير منظمة من شانها ان تضيف 100 مليار دولار للمساعدة في خفض التكاليف للعملاء. وصوت الكونغرس،الاربعاء الماضي، على مشروعين، احدهما يتعلق بقانون المصالحة في الغاء (أوباما كير) وهو البند الذى يلغى الضرائب المتعلقة بتشريعات اوباما الصحية. وقال مكتب الميزانية في الكونغرس ان 32 مليونا من المواطنيين لن ينضموا إلى برنامج (أوباما كير) خلال عقد من الزمن بسبب رفع شركات التأمين للأقساط أو انسحابها من الأسواق. ومن المرجح ان يظهر المشهد الدرامي للمناقشات في الكونغرس حول قانون الرعاية الصحية على شكل تصويتات متتالية خلال الأيام المقبلة تتضمن تقديم عدد غير محدود من التعديلات، وستكون هذه فرصة للجمهوريين لتقديم مشاريع قانون لاستبدال قوانين اوباما في حين يمكن للديمقراطيين استخدام هذه الفترة لتقديم اجراءات يمكن ان توفر الوقود اللازم لمهاجمة أى تدابير جديدة لا تعجبهم. وأدت المناقشات والتعديلات إلى اضطراب خطير في سوق التامين، وشعر الكثير من المشرعين بالقلق من الأفكار المطروحة بما في ذلك تشريعات تلغى متطلبات (أوباما كير) بضرورة توفير ارباب العمل للافراد لرعاية صحية ضمن القانون. محاولات ترامب للقضاء على تشريعات أوباما تتحول إلى دراما في واشنطن رائد صالحة |
لماذا نحكي؟ Posted: 27 Jul 2017 02:16 PM PDT سؤال يفتح أفقا آخر لفهم الحاجة إلى الحكي بالنسبة إلى الأفراد والجماعات. أكيد أن هناك ضرورات وجودية وأنثروبولوجية وراء فعل الحكي وصناعة الحكاية. لكن تبقى هناك أسئلة مؤرقة تتصل بالسحر الذي يمارسه فعل الحكي على الإنسان، في كل العصور والمجتمعات على اختلاف حظها من الحضارة: هل لأن مرض الزمان غير قابل للشفاء، كما تذهب إلى ذلك حنا أرندت، حين حديثها عن انصرام الحياة؟ هل يتعلق الأمر بوظيفة من وظائف الذاكرة الإنسانية، كما يتصورها برغسون، والتي تتمثل في حماية الذات- سواء أكانت فردية أم جماعية- من الأخطار المحدقة بها ومن الاندثار أيضا؛ ومن ثمة ينشئ حكي الغياب، ووضع الحكاية في زمان ماضٍ، نوعا من مواصلة هذه الذات حياتها عبر مد حكايتها في حياة الذين يأتون من بعد زوالها (الذات)؟ ألا نحكي لأننا ندرك أن الحياة هي حزمة من الإمكانات نختار منها أحدها (لايبنتز)، وتبقى الإمكانات الأخرى كامنة في الروح والعقل، ولا نستطيع تحريرها، والتحرر من ثقلها، إلا بفعل الحكاية التي تظل شاهدا على حماقاتنا في عدم إتقان الاختيار؟ هل لأن الحياة تجربة مجزأة ومجموع من التوترات بين ما نطمح إليه وما نحققه، فتتدخل لتلحم بوساطة الحبكة أجزاء هذه التجربة وتجعلها مفهومة لنا (بول ريكور)؟ كل هذه الأسئلة مسوغة ما دام الفرد لا يمتلك القدرة على تطويع الحياة لتكون مساوية للخلو من الهم الذي كان التجربة الأولى في الوجود؛ حيث كانت الذات نعم بالاكتفاء التامة؛ أي حيث كان كل شيء متوفرا لها وجاهزا، ومن دون جهد، ومن دون طلب أو انتظار، ومن دون زمان كوسمولوجي أو أنطولوجي، ومن دون ذات أو موضوع؛ والمقصود بهذا العالم عالم الرحم الذي يحل عندنا محل عالم اللبيدو الفرويدي؛ ففي هذا العالم الأول يكمن المعنى الأساس للحياة في سرها السامي (الكمال). وهو عالم يتعرض لمرض الذاكرة ما أن تحدث الولادة، لأن الذاكرة هي استيقاظ للخوف من الموت، وظهور نزوع الجسد إلى تسجيل كل ما يحيط به حتى يتذكر ما يهدد الحياة من مخاطر. ويتولد الحكي- هنا فقط وفقط- بوصفه حاجة ملحة؛ إذ يصير تعبيرا عن مرض الذاكرة الذي يصيب الإنسان ما أن يغادر عالم الرحم بوصفه عالم الاكتفاء والحماية المطلقين. ولم يخطِئ العرب حين وصفوا الرحم بمنبت الولد (لسان العرب)؛ ففيه كان العالم شبيها بعالم النبات الذي يتمتع بالاستغناء عن الجهد والفعل كي يستمر في البقاء. نفترض- إذن- شرطيْن إنسانيين لتولد الحاجة إلى الحكي هما: شرط الحماية من الاندثار (غريزة البقاء)، ونقص العالم. وتترتب على هذين الشرطيْن مبادئ سردية محددة. ولنبدأ بمعالجة هذين الشرطين. يرتبط الشرط الأول (شرط الحماية) بوجود الإنسان في عالم صراعي مطلوب منه فيه بذل الجهد للاستمرار في الحياة، ورسم الأهداف لتحقيق ذلك واتخاذ الوسائل اللازمة لهذا التحقيق. وفي هذا يقع التوتر بين محدودية الإرادة والجسد ولا محدودية إمكانات المخاطر وعدم تكهنها، وتكهن زمانها ومكانها؛ فيأتي الحكي ليقوم بعمل شبيه بفن الإنسان البدائي، الذي كان يرسم ما يخاف منه (ويريد السيطرة عليه لصالح بقائه) على جدران الكهوف؛ أي أنه فن قولي مذكر (ذاكرة) يستهدف السيطرة على المرعب وترويضه لصالح بقائه (الحجر والبركة). أن يتوفق في هذه السيطرة أو يخفق فموضوع آخر، لكن ما يهم ذاكرة وتذكيرا هو مغالبة تهديد الاندثار (الموت). ويتصل الشرط الثاني بالإحساس بنقص العالم الذي يتمثل في كونه لا يوفر للذات الإنسانية شرط الكمال، الذي هو المعنى الأساس من الوجود المفتقد؛ لكن ينبغي النظر إلى هذا النقص من زاويتين: أ- زاوية كون الإنسان يحمل في جسده عدم اكتمال قدرته على فعل كل شيء، بما في هذا مجاوزة شرطه البيولوجي (الجنس- الطعام) ومجاوزة الإمكانات المتاحة له على مستوى الفعل والفكر. ب- زاوية كون العالم لا يوفر للذات كل الحاجات التي يسعى إلى تحقيقها، والموضوعات التي يطمح إلى تملكها من دون جهد، ومن دون عناء، بل يضع أمامه عددا محدودا من هذه الحاجات المشروطة. وتستطيع الحكاية أن توفر تخييل إمكان هذه المجاوزة المزدوجة، بما يجعل الذات الإنسانية قادرة على التغلب على المحدود الجسدي (القدرة)، والمحدود البراغماتي (الموضوعات). ويعد هذا الشرط الثاني مشروطا بالشرط الأول وبعالم الرحم؛ فمجاوزة محدودية قدرة الذات ومحدودية المتاح من الموضوعات أمام لا نهائية الرغبات مرتبطان بحماية الذات من الاندثار والمخاطر المهددة (الموت)، كما أنهما مرتبطان بالحنين الغامض إلى عالم منسي بفعل مرض الذاكرة، هو عالم الاكتفاء التام الذي كانت الرحِم مجاله الأسمى. ويتصل الشرطان المذكوران سابقا بمبادئ سردية نذكر منها- هنا- اثنين فقط، نظرا لضيق الحيز، وهما: علاقة التصور (التطلع) بالتحقق، وعلاقة الوسيلة بالغاية (علبة السرد). وهذان المبدآن يتصلان بالإرادة الإنسانية التي تجد أساسها في تحسين العيش داخل وجود مؤثث بتعارض المصالح، وبتقنين التعبير عن هذه الإرادة وممارستها على مستوى الفعل والخطاب معا. إننا لا نحكي إلا في اللحظة التي يصير فيها ما نطمح إلى تحقيقه من أفكار ورغبات (التصور) معرضا لمعاندة العالم له؛ ومن ثمة لا تكون الحكاية إلا تعبيرا عن التوتر بين التطلعات وتحققها في الواقع. وهذا التوتر يتخذ أشكالا مختلفة وفق السياقات التاريخية والاجتماعية التي يحدث فيها. ويختزن هذا التوتر في بنيته التعارض بين الرغبة التي لا تعقل إلا حريتها ومحدودية ما يقدمه العالم من متاح أمامها. وقد تحدث مجاوزة هذا التوتر من طريق تخييل وضع أنطولوجي فوق- بشري للذات (الحكاية الشعبية) أو وضع أنطولوجي يوتوبي يذهب بالشرط الإنساني نحو استنفاد الطاقة إلى درجة رفض العالم ومعانقة لا نهائية الموت (الرواية). لكن هذا المبدأ (علاقة التصور بالتحقق) غير منفصل عن المبدأ الثاني (علاقة الوسيلة بالغاية). فالحكي يقام دوما على عدم تناسب الوسيلة المعتمدة في الفعل والغاية التي يصبو إليها هذا الفعل. والوسيلة ترتبط بالجسد (القوة) والمعرفة (الخبرة- الذكاء- الحيل- التوقع- التأويل…الخ) والأداة (المال- الآلة- الكلام- الرموز…الخ). ولا يتولد الحكي إلا لكي يخيل تجاوز عدم التناسب بين الوسيلة والغاية التي توظف من أجل تحقيقها (الحكي العريق)، أو لكي يخيل وسائل مغايرة للتي يوفرها المجتمع للفرد، على الرغم من عدم التأكد من جدواها وتناسبها مع الغايات (الرواية). وعلى العموم لا تخرج العلاقة بين الوسيلة والغاية عن ترجمة التعارض الأساس بين الإرادة المحدودة وعالم الرغبات غير المحدود. ٭ أكاديمي وأديب مغربي لماذا نحكي؟ عبد الرحيم جيران |
قصة الأفلام الإباحية Posted: 27 Jul 2017 02:16 PM PDT السينما هي فن حديث نسبياً مقارنة بفنون عريقة كالرسم أو النحت أو الموسيقى أو المسرح. هي أم الفنون التي استفادت من كل الأجناس ومزجتها بأنواع أخرى كالأدب، خاصة الرواية، التي أصبحت السينما بمثابة تطور يضفي بعداً جديداً عليها وعلى غيرها من الأعمال الدرامية المكتوبة، أو التي كانت تقدم على الساحات والمسارح. يمكن القول إن السينما هي أحد المنتجات الفنية التي أفرزها التطور التقني والصناعي الذي ميّز القرن العشرين. تلك الخصوصية جعلتها، وعلى عكس غيرها من الفنون، لا تأخذ وقتاً طويلاً في سبيل التدرج والاكتمال، فقد قامت مستندة إلى رصيد كبير من أعمال الفن والأدب، لذلك لم يكن من المستغرب أن تخرج للجمهور في وقت متزامن تقريباً جميع أنوع الأفلام من عاطفية ووثائقية وكوميدية، وحتى أفلام الخيال العلمي وكل ذلك في ظرف بضع سنوات. إلا أن ما يطلق عليه اليوم أفلاماً إباحية لم يكن من ضمن الباقة التي عرضت على جمهور السينما آنذاك، بسبب أن المجتمعات الغربية نفسها كانت حتى ذلك الحين مجتمعات محافظة، يمثل عرض مثل هذه الأفلام عليها إهانة كبرى.علينا للتدليل على مدى المحافظة التي كانت عليها المجتمعات الأوروبية أن نذكر، على سبيل المثال، أن رواية تعتبر اليوم كلاسيكية ومهمة لدارسي الأدب الإنكليزي كرواية «عشيق الليدي تشاترلي» للكاتب د. هـ. لورنس ظلت حتى أواسط القرن العشرين ممنوعة من التداول لأسباب أخلاقية، بسبب احتوائها على ما اعتبرت حينها عبارات وأوصاف خادشة للحياء ومحرضة على الفجور، وهو ما سيبدو اليوم بالنسبة للجيل الجديد من الشباب الأوروبي، الذين تتاح أمامهم فرص قراءة روايات محورها الوحيد هو الجنس، مضحكاً. إلا أن عدداً من العاملين في السينما بدوا عازمين على تحقيق حلمهم في تكريس فيلم يكون موضوعه «التشويق الجنسي». شجعهم على ذلك الاتجاه المتسارع للمجتمعات الغربية نحو الليبرالية والحداثة، وهو اتجاه كان من المؤكد أنه قادر على جعل ما كان محظوراً بالأمس مباحاً اليوم. تنوعت دوافع أولئك ومحفزاتهم للوصول إلى ذلك الهدف الذي بدا بعيد المنال في البداية. سوف أتجاهل هنا وجهة النظر التي تصور مجموعة شريرة كامنة خلف كل الشرور ومسيطرة على العالم وراغبة في إفساده، وذلك لأنني ببساطة لا أملك دليلاً على وجود هذه المجموعة. بتنحية هذه الفرضية تبقى لدينا حقيقتان يمكن الاتفاق حولهما وهما، أولاً: أن من تلك الدوافع الرغبة الشخصية الخاصة ببعض المخرجين أو السينمائيين الذين أرادوا ولوج هذا العالم الغامض، أو الذين كانت هذه الفكرة تشعرهم بالحماس والإثارة. وثانياً: أنه كان من الواضح أن مثل هذه الأفلام سوف تكون مربحة للغاية وذات فائدة تجارية عالية وهو ما تحقق فعلاً ليس فقط في ذلك الوقت البعيد، حين كان كل شيء ممنوعاً وصعباً، ولكن حتى في وقتنا الحالي. الاسم الأكثر شهرة لما نقصده بالأفلام الإباحية هو «البورنو» وهي الكلمة الأكثر استخداماً في الأوساط الثقافية، ومنها نشأت تسمية هذا المجال بالبورنوغرافيا، في حين يمكن للمتتبع أن يجد أحياناً إشارة لمثل هذه الأفلام عبر استخدام حرف X أو عبر وصفها بأنها «أفلام الكبار» أو باستخدام كلمة «هارد». التعريف العلمي لهذه الأفلام هو أنها الأفلام التي تمثل العلاقة الجنسية الكاملة والظاهرة بجميع تفصيلاتها موضوعها الرئيس، ولذلك للتفريق بينها وبين أفلام «الإيروتيك» التي قد تهدف لتناول الجنس كموضوع للإثارة دون الاستغراق في التصوير التفصيلي للأعضاء والأوضاع الجنسية. مثل غيرها من مفاسد الحياة الغربية في مرحلة ما بعد الثورة الصناعية، فإن هذا النوع من الأفلام مر بمسار طويل قبل أن يصل إلى مرحلتنا الحالية والتي تتمثل فيها الإباحية بأعلى درجاتها. فمن المرحلة الأولى التي كانت فيها تلك الأفلام خاصة وسرية التداول ضمن ملتقيات ونوادٍ مغلقة، وجد المجتمع الغربي نفسه ينتقل ليس فقط إلى مرحلة إباحة هذه الأفلام كنوع فني جديد، بل إلى مرحلة يصبح فيها ممثلو الإباحية «نجوماً» كغيرهم من المشاهير. ربما يكون الأمر قد بدأ يخرج عن السيطرة، مع دخول الفيديو والتلفزيون المنزل، حيث لم يعد الراغبون مضطرين للذهاب إلى تلك الأماكن الخاصة من أجل مشاهدة هذه الأفلام. ثم، ومع تزايد الجمهور الراغب في مثل هذا النوع من الأفلام، وبدعوى الحرية والحق في الاختيار، الذي يجب أن يمنح للجميع، بدأت بعض القنوات الغربية في التخصص في أفلام وبرامج الكبار. إلا أن الانفجار الأكبر كان بلا شك عقب ثورة المعلومات والإنترنت التي أتاحت كل ذلك للجميع وفي كل الأوقات. صحبت هذه الثورة مشكلتان رئيسيتان ما تزالان مطروحتان دون علاج، وهما أن هذه الأفلام لم تعد تقتصر على مجرد العلاقة الجنسية، وإنما صارت تبحث عن كل ما هو غير تقليدي من أجل أن توصل المشاهد إلى الإثارة المنشودة، حيث يتم التركيز على الفانتازيا، وهي ذلك النوع من الخيال الذي يفترض القائمون على هذه الأعمال أنه يخاطب ذهن الجميع من قبيل علاقات المحارم أو الجنس الجماعي أو الشاذ، أو ذلك الذي يصاحبه عنف كبير، أو تعذيب سادي أو غيرها من الأفكار التي تتوالد كل يوم والتي باتت من كثرة الطرق عليها مقبولة لدى ذلك الجيل من المراهقين، الذي اعتاد عليها بحيث أنها صارت تؤثر على تصوراته وحياته الجنسية. لا سقف للحرية ومن حق الناس أن تختار ما تريد. هذه هي القاعدة التي يعمل تحتها منتجو هذه الأفلام. الشرط الوحيد هو أن يكون العاملون في هذا المجال والمتلقون لهذه المنتجات من البالغين، أما كل ما يتجاوز ذلك فمسموح به، ولعل الفكرة الوحيدة التي وجدت اعتراضاً من المشرعين الأوروبين هو التطرق لموضوع ممارسة الجنس مع الموتى، أو مع الأطفال، أما ما عدا ذلك من قبيل العنف أو الاغتصاب أو الممارسة مع حيوان أو غيرها، فكلها تدخل في نطاق الخيارات المفتوحة للمشاهد. إذا كانت المشكلة الأولى لهذه الأفلام والمشاهد هي العطب الذي يصيب تصورات المراهقين وفهمهم للمسألة الجنسية، وهو موضوع مثار بقوة في أكثر من بلد، فإن المشكلة الثانية هي أن هذه الصناعة التي تسربت إلى الأسواق تحت غطاء الحرية والليبرالية، سرعان ما خرقت ذلك الغطاء، حيث أصبح اليوم من الصعب الحيلولة بشكل تام دون وصول هذه المشاهد لأيدي غير البالغين أو غير الراغبين. ورغم اجتهاد الكثير من الدول في التحكم في مسارات البحث على الإنترنت إلا أن أبناء الجيل الجديد من التكنولوجيا كانوا كثيراً ما يجدون طريقة تساعدهم على النفاذ إلى المواقع الممنوعة أو المحجوبة رغم تحصينات الأمان العامة أو تلك التي يمكن للأفراد أن يزودوا بها هواتفهم. قد يجادل البعض هنا بأن هذه المشكلة قد تكون خاصة بالغرب، أو بأولئك الذين يعيشون في الغرب، أما مجتمعاتنا المحافظة فهي ما تزال محمية ومحصنة. الإجابة على ذلك تحتاج عودة تفصيلية يختلط فيها السياسي بالاجتماعي. من أجل التحفيز والعصف الذهني يمكن على سبيل المثال طرح هذا السؤال: هل يمكن أن تكون عشرات القنوات العارية المفروضة على كل بيت في مشرقنا المحافظ، التي يملك معظمها قادة سياسيون أو رجال أعمال مقربون منهم، هل يمكن أن تكون تمهيداً لمرحلة مقبلة تزال فيها ورقة التوت الصغيرة هذه سامحة بالولوج العلني لعالم الإباحية؟ ٭ كاتب سوداني قصة الأفلام الإباحية مدى الفاتح |
جامعات وكليات قطرية تسابق الزمن لاستيعاب الطلاب المتضررين في دول الحصار Posted: 27 Jul 2017 02:15 PM PDT الدوحة – «القدس العربي» : تسابق المؤسسات التعليمية الزمن لاستيعاب مئات الطلاب القطريين، الذين كانوا ضحية الحصار، الذي فرضته الدول الثلاث (السعودية، والإمارات، والبحرين)، حيث تلقوا أوامر فورية بمغادرة الدول الثلاث، التي كانوا يدرسون بها، ومنعوا من استكمال الامتحانات، أو حتى الحصول على الشواهد الدراسية لهم. وأمام الشكاوى العديدة، التي تلقتها لجنة التعويضات، بادرت جامعات وكليات قطرية إلى إعلان استعدادها الفوري لاستيعاب هؤلاء الضحايا، لانقاد مسارهم الدراسي. وفي هذا الصدد، تعكف جامعة قطر حاليا على إعداد آلية لاستيعاب الطلبة القطريين المتضررين من دول الحصار (المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، والبحرين). وأوضح الدكتور خالد الخنجي، نائب رئيس جامعة قطر لشؤون الطلاب أن قطاع شؤون الطلاب يقوم حالياً بدراسة حالات الطلبة المتضررين من دول الحصار بالتعاون مع الشؤون الأكاديمية في الجامعة وبالتنسيق مع وزارة التعليم والتعليم العالي، لإيجاد حلول تتماشى مع المصلحة العامة للجامعة والطلبة. وأضاف: «تم وضع خطة مبدئية لقبول الطلبة القطريين المتضررين خلال فصلي الصيف والخريف إلى أن يتم دراسة وتحديد الحل الأمثل على المدى البعيد». وأعلنت كلية شمال الأطلنطي في قطر عن استعدادها لاستقبال الطلاب القطريين الذين تأثرت دراستهم بالحصار في البلدان المجاورة. وأوضحت الكلية أن الطلاب الذين كانوا يحضرون البرامج في المؤسسات التي تأثرت بالحصار، ويرغبون في مواصلة برامج الدبلوم في سبتمبر/أيلول 2017، فإن بإمكانهم الالتحاق بالكلية. وأضافت أن التقييم سوف يعتمد على الخبرة الأكاديمية السابقة لكل طالب، لتلبية معايير القبول، وسوف يتم توجيهه إلى البرنامج والدورات المناسبة، وسوف يحصل الطلاب على مكانة متقدمة للدورات التي تم الالتحاق بها في الخارج، حيثما كان ذلك متاحاً. كما أعلن الدكتور إبراهيم النعيمي، رئيس كلية المجتمع في دولة قطر استعدادها لاستقطاب الطلبة القطريين المتضررين من الحصار لإكمال دراستهم في الكلية، وذلك من خلال برنامج يؤهلهم للالتحاق بالجامعات والكليات، وذلك في إطار التيسير على أبنائنا الطلاب المتضررين من دول الحصار، والذين كانوا يدرسون بهذه الدول. وكانت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في دولة قطر أعلنت في وقت سابق أنها أحصت أكثر من 4600 طالب يدرسون في في قطر من الدول الخليجية الثلاث التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة، كما تم إبعاد طلاب قطريين من الدول الثلاث فورا بعد صدور قرارا قطع العلاقات ومنعوا من اتمام اختباراتهم الدراسية. ونوّهت اللجنة إلى أن «بعض الشكاوى تتعلق بإجبار الطلاب القطريين على المغادرة مباشرة وعدم السماح لهم باستكمال امتحانات الفصل الأخير من السنة الدراسية. وكانت دول الحصار (السعودية، الإمارات، والبحرين) قد أجبرت الطلبة القطريين على المغادرة مباشرة، ولم يسمح لهم باستكمال امتحانات الفصل الأخير من السنة الدراسية، واستكمال مقرراتهم الدراسية مما حال دون إكمالهم لتعليمهم الجامعي. جامعات وكليات قطرية تسابق الزمن لاستيعاب الطلاب المتضررين في دول الحصار إسماعيل طلاي |
الأقصى: عن أحداث الاسبوعين الماضيين Posted: 27 Jul 2017 02:14 PM PDT دروس وعبر كثيرة يمكن تعلمها من احداث الاسبوعين الماضيين، ابتداءً من العملية العسكرية عند باب الاسباط على مدخل المسجد الاقصى في القدس، وفي باحاته ايضا، صباح يوم الجمعة في الرابع عشر من هذا الشهر؛ وانتهاءً بالتراجع الكامل لحكومة بنيامين نتنياهو اليمينية العنصرية، فجر يوم امس الخميس السابع والعشرين من تموز/يوليو الحالي، عن كل ما اتخذته من اجراءات تخل بما كان عليه الوضع في المسجد الاقصى ومجمل الحرم القدسي، وخاصة في ما يخص قضايا السيادة على الحرم، منذ احتلال اسرائيل للقدس في حرب حزيران قبل خمسين سنة؛ ومرورا بكل ما شهدته ايام هذين الاسبوعين من مواجهات ادت الى سقوط اربعة شهداء (واحد منهم ما زال في المستشفى في حالة موت سريري)، واصابة ما يقارب الألف متظاهر فلسطيني في القدس وعدد من مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية، وعملية مستعمرة حلاميش التي قُتل فيها ثلاثة مستعمرين/مستوطنين، واصيب فيها الشاب الفلسطيني المهاجم بجراح متوسطة، ثم جاءت عملية قتل حارس السفارة الاسرائيلية في عمان لمواطنين اردنيين، لتزيد الوضع المعقد تعقيدا. اربعة عشر يوما مشبعة بالدروس والعِبَر، كشفت حقائق جديدة، وبينت زيف ادعاءات، تسابق كثيرون في محاولة ترسيخها في عقول الفلسطينيين، لاحباطهم وتيئيسهم، وصولا الى دفعهم للركون والاستسلام للواقع الذي تسعى اسرائيل الى تأبيده. ويمكن، في هذه المحطة التي وصلها قطار احداث الاسبوعين الماضيين، تسجيل الأهم بين تلك الدروس والعبر والحقائق الثابتة والمستجدة على النحو التالي: ـ قضية فلسطين ما زالت، كما كانت عليه منذ بدئها، قضية دولية بامتياز، تحتل درجة عالية جدا في سُلّم الاهتمامات العالمية، ولأي حدث فيها، (سلبيا كان ام ايجابيا، هزيمة او انتصارا)، اصداء عالمية عالية، تتسبب في اعادة الحسابات، واعادة التفكير في كل ما تم وضعه لها من مخططات وبرامج و»خرائط طريق». ـ تماسك الفلسطينيين، والتكامل بين اساليب النضال الفلسطيني، بما يتناسب مع كل موقع وساحة نضال، واستكمال ذلك بموقف سياسي عملي علني واضح، تقره القيادة الشرعية الفلسطينية، يتماشى مع قدرات الشارع الفلسطيني وطموحاته، هو المفتاح الذهبي لتحقيق انجازات فلسطينية عملية ملموسة. ـ التنسيق الكامل مع الدول العربية في المشرق العربي والمغرب العربي، بعيدا عن الخلافات والصراعات العربية- العربية، وتعزيز ذلك بالتنسيق مع ما امكن من دول العالم الاسلامي، هو عنصر اساسي في أي عمل فلسطيني جدي يتطلع الى تحقيق انجازات ومكاسب تحمي المصالح الفلسطينية العليا. ـ التواصل مع العالم ومؤسساته الدولية وقواه ودوله الفاعلة، والتحدث بلغة العصر، ووضع المطالب الفلسطينية المشروعة القابلة للتحقيق، على الاجندة الدولية، يشكل مدماكا اساسيا في البيت الفلسطيني الذي نسعى لاعادة بنائه وترميمه. اما على الصعيد الاسرائيلي، فان احداث الاسبوعين الماضيين، قد افادتنا دروسا يجدر بنا الوقوف بجدية لاستخلاص العِبَر منها، ولعل الابرز بينها: ـ اسرائيل قابلة للهزيمة، ليست «الدولة التي لا تُقهر»، وليس الجيش الاسرائيلي «جيشا لا يُقهر»، وليس الموساد الاسرائيلي «المؤسسة الامنية التي لا تقهر». ثبت ذلك، بخصوص الجيش الاسرائيلي في معركة الكرامة ، (21.3.1968)، وفي حرب الإستنزاف، وفي حرب تشرين/اكتوبر 1973، وفي الانسحاب الذليل من جنوب لبنان عام 2000، وانهزمت اسرائيل كدولة في الانتفاضة الاولى، وانهزمت كدولة ايضا في مواجهة الانتفاضة الفلسطينية الثالثة الحالية، (من قال ان اهمية الانتفاضة تقتصر فقط على عنصر مداها الزمني، فانتفاضة عاقلة مبادرة عمرها اسبوعان فقط، تمكنت من تركيع اسرائيل وخنوعها وانسحابها وذيلها بين رجليها). ـ ليس كل ما تقوله اسرائيل، وما يؤكد عليه ساستها وقادتها هو ما سيكون، وهو القرار الذي لا رجعة فيه: ابتداء من بن غوريون وتباهيه بعد العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956 واحتلال قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء، بأن «مملكة اسرائيل تعود الى الواقع»؛ ومرورا بموشي ديان و»شرم الشيخ بدون سلام خير من سلام بدون شرم الشيخ»؛ ووصولا الى قانون ضم الجولان لاسرائيل بقانون في الكنيست، ثم، (دون الغاء القانون)، استئناف المفاوضات بشأن اعادته الى السيادة السورية مرات ومرات، بلغ حجم الاختلاف في بعضها ليصبح قضية خط الشاطئ الشرقي لبحيرة طبريا ام خمسين مترا فقط الى الشرق من خط شاطئ البحيرة؛ وانتهاء بما نشهده اليوم من تراجع اسرائيلي واضح بخصوص الاجراءات والسيادة في الحرم القدسي وبواباته. ـ نتنياهو قابل للكسر والاندحار. عندما هدد الزعيم الفلسطيني الخالد، ابو عمار، بالخروج من فلسطين واللجوء الى مصر، عام 1997، جرّاء تعنت حكومة نتنياهو في الانسحاب من مدينة الخليل، غادر الملك الاردني السابق، الحسين بن طلال، مستشفاه في امريكا، ثم انتقل من عمان الى تل ابيب وبعدها الى غزة، والتقى رئيس الحكومة الاسرائيلية في حينه، بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، .. وانسحبت اسرائيل، ليس من ثلاثة ارباع الخليل فقط، بل انسحبت، اضافة الى ذلك، من 13% من الاراضي غير المأهولة في الضفة الغربية. ـ هذا لا يعني ان ننام على فراش من حرير وريش نعام. اسرائيل نتنياهو وحكومته اكثر عنصرية واكثر خُبثا من ان يسمح لنا عقل وادراك سليم ان نثق بها او بما تُقسم انها ملتزمة به. هي الأكثر سوءً بين حكومات اسرائيل منذ النكبة عام 1948 وحتى الآن. إذ حتى في اثناء انشغال الفلسطينيين والاسرائيليين والعرب والمسلمين وعواصم الدول الفاعلة في العالم، اضافة الى الهيئات والمؤسسات الدولية، في الخروقات التي انتهزت اسرائيل الفرصة لارتكابها، في ظل أزمة الاقصى والحرم، قام نحو مئة وعشرين مستوطنا عنصريا بالاستيلاء على مبنى في البلدة القديمة في الخليل بحجة شرائه من اصحابه بموجب وثائق تحقق الاجهزة القضائية الاسرائيلية في مسألة تزويرها من عدمه، امر نتنياهو الجيش الاسرائيلي بعدم التعرض لهم وطردهم، فاستغل جيش الاستعمار الاسرائيلي ذلك ليفرض طوقا عسكريا على المنطقة، معلنا ان المنطقة بكاملها منطقة عسكرية مغلقة، الامر الذي يعني منع المصلّين المسلمين من الوصول والصلاة في الحرم الابراهيمي. اضافة الى ذلك، وبتشجيع من نتنياهو بدأ الكنيست (البرلمان الاسرائيلي)، في سن قانونين عنصريين جديدين، اولهما قانون يشترط غالبة الثلثين لاجراء أي «تنازل» عن أي اجزاء من «القدس الموحَّدة» تحت السيطرة الاسرائيلية، وثانيهما قانون «القومية» الذي يشرّع ان اسرائيل «دولة يهودية ديمقراطية»، الامر الذي يعني تقدم «اليهودية» على «الديمقراطية»، واذا تصادم المعنيان فالاولوية لليهودية. قانون عنصري بامتياز. في ظل ما هو حاصل في اسرائيل، من تكاثر وتتابع ملفات فساد تطال نتنياهو وعائلته واكثر الناس قربا له عائليا ومهنيا، يظهر ان نتنياهو يحاول التهرب مما هو قائم ومتورط فيه من قضايا فساد وسوء ائتمان، بافتعال معارك جانبية، تشغل الرأي العام الاسرائيلي، وتحرف تركيزه على قضايا فساده، الى قضايا فرعية ثانوية. ـ في اول استطلاع رأي في اسرائيل، فان 77 في المئة من الإسرائيليين المستطلعة آراؤهم، يعتبرون ان حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية العنصرية، قد خسرت في المواجهة الفلسطينية العربية اثر وبسبب «عملية الأقصى» يوم 14.7.2017، في حين ان 17 في المئة يعتبرون ان تراجع حكومة نتنياهو عن قضيتي البوابات الإلكترونية وتفكيكها، وتفكيك نظام كاميرات المراقبة عند مداخل المسجد الأقصى ليست هزيمة، ولم يستطع 6 في المئة تحديد رأيهم. ما زال امامنا طريق طويل لنقطعه. وما زال في تجربة واحداث الاسبوعين دروسا وعِبَرا كثيرة لتعلمها. ولهذا الكلام تابع في مقالات ومعالجات لاحقة. ٭ كاتب فلسطيني الأقصى: عن أحداث الاسبوعين الماضيين عماد شقور |
في مخارج الصراع العربي ـ العربي Posted: 27 Jul 2017 02:14 PM PDT منذ أكثر من خمسين سنة والعالم العربي يعيش حالة من الانقسام الممتد، بدأت صورتها الأولى في المحاور الثلاثة الذي ظلت تحكم المشهد العربي لأكثر من عقدين من الزمن: محور دول الصمود والممانعة ومحور دول الاعتدال، ومحور الخط الثالث الذي كان يتأرجح هنا وهناك ويبقي على بعض المسافة للعب دور في اتجاه تقريب وجهات نظر والخروج بالحد الأدنى العربي المشترك. ثم ظهرت الصورة الثانية، وإن لم تأخذ مدى زمنيا كافيا من التبلور والتشكل. فمع اندلاع الربيع العربي برزت ثلاثة محاور تمايزت على أرضية الموقف من الحراك الديمقراطي والموقف من دور الإسلاميين في مربع السلطة: محور داعم للتحولات الديمقراطية ولتجربة إدماج الإسلاميين في الحكم، ومحور ممانع يقدم الاستقرار على كل شيء، ولو كان الثمن الاستثمار في تنمية اقتصادية واجتماعية معزولة عن مؤشرات التنمية السياسة، ومحور ثالث لم تتبلور بعد أطروحته، تتردد بعض مكوناته بين عودة وانتشار السلطوية وبين استيعاب ذكي للإسلاميين، ويتجه البعض الآخر لاستعادة دور الوساطة، فيما اختارت مكوناته الأخرى الترقب والحياد ريثما تكتمل الصورة بشكل واضح. لكن، في العقود الستة السابقة، ورغم ظهور هاتين الصورتين من الانقسام والتشظي، لم تكن دول الخليج معنية كطرف من أطراف الصراع والاصطفاف، فقد ظلت دائما تمثل الطريق الثالث، الذي منه تصدر المبادرات أحيانا، والوساطات أحيانا أخرى، وفي سياقات حرجة كانت تتدخل بعض دول الخليج لإيجاد حلول لأزمات معضلة مثل ما حدث في اتفاق الطائف لتسوية مشكلة الصراع السياسي والحرب الطائفية في لبنان، والمبادرة الخليجية لتسوية مشكلة الصراع السياسي في اليمن بعد اندلاع الثورة، هذا فضلا عن تدخل السعودية لعقد المصالحة بين حماس وفتح وما بات يعرف باتفاق مكة نعم حدثت وقائع مؤلمة أدت إلى نشوب صراعات حدية بين بعض دول الخليج والدول عربية أخرى، لكن مثل هذه الأزمات العابرة سرعان ما كان يتم احتواؤها وتعود دول الخليج إلى مربعها الطبيعي ضمن الخط الثالث. هذه المرة، أخذ الانقسام العربي أبعادا أخرى غير مسبوقة، أبرز معالمها أن صارت دول الخليج، ليس فقط جزءا من مكونات الصراع العربي، بل أصبح الصراع العربي-العربي في مجموعة من صوره أحد تجليات الصراع الخليجي-الخليجي. فقد بلغ الاصطفاف أشده بين الدول العربية بعد الأزمة الخليجية بين الدول الأربع وبين قطر، وبلغت حرب الاستقطابات مستويات غير مسبوقة، وزاد من تغذيتها الخلاف في التقدير الاستراتيجي لعدد من الملفات الإقليمية التي انخرطت فيها بعض دول الخليج سواء لاعتبارات حيوية لها علاقة بالجغرافية السياسية، أو لاعتبارات استراتيجية لا تدخل الجغرافية السياسية ضمن محدداتها. ففي المثال الأول كان للحرب في اليمن ومحاولة السعودية بشراكة مع عدد من الدول العربية إيقاف الامتداد الإيراني وإعادة الشرعية في هذا البلد دور كبير في تعميق الانقسام العربي. وفي المثال الثاني، كان للدور الإماراتي في مصر وليبيا دور كبير في تغذية عناصر الصراع مع أن تحولات السياسة بالبلدين قد تكون مؤثرة استراتيجيا، لكنها لا تعني للإمارات الشيء الكثير بمعيار الجغرافية السياسية. نعم هناك على الأقل ثلاثة تحديات أساسية تبرر هذا الاصطفاف، أولها الموقف من التمدد الإيراني واختراقه للمنطقة العربية، وثانيها الخوف على مستقبل الملكيات في المنطقة العربية، وثالثها الخشية من تغول الإسلاميين وإرباكهم لخارطة التوازنات الاستراتيجية في المنطقة. لكن المعضلة أن الجواب عن التحديات الثلاثة لا ينتج نفس الوضع من الانقسام، فالإسلاميون مثلا في أغلب من مكوناتهم يتقاسمون الرؤية الخليجية التي تتخوف من التمدد الإيراني في المنطقة، والقوى الديمقراطية في العالم العربي أغلبها ينتج أجوبة حادة في التعاطي مع تعاظم الدور الإيراني في المنطقة، ثم إن عددا من الاجتهادات التي قدمها الإسلاميون والقوى الديمقراطية ترفض أن تجعل من سقوف التحول الديمقراطي المس بالأنظمة الملكية. مؤدى ذلك، أن بعض الدول الخليجية تقدم اليوم أجوبة غير منسجمة عن هذه التحديات الثلاثة، بل أحيانا تربك هذه الأجوبة حتى توازناتها الاستراتيجية، إذ ساعد إضعاف الإسلاميين في اليمن وفي الكويت والبحرين وعدم تقديم دعم للإسلاميين السنة في لبنان بشكل كبير في تغول الدور الإيراني في هذه المناطق، كما أن إضعاف الإسلاميين في مصر دفع حكام مصر في بعض السياقات لإنتاج أجوبة ملتبسة ممارسة غير قليل من الابتزاز السياسي لدول الخليج عبر اللعب الورقة الإيرانية. نعم، الإشكال ليس بسيطا، خاصة وأن أجندات السياسة الخارجية الأمريكية بدأت تضع الخليج على البوصلة لاعتبارات استراتيجية واضحة، إلى الدرجة التي جعلت ملك المغرب في خطابه في القمة المغربية الخليجية ـ وعلى غير مألوفه السياسي- يتحدث عن أجندة سياسية أمريكية تستهدف استقرار الملكيات، وتحدث عن حرية بلده في التحرك بحرية في كل المحاور، يرمز بذلك إلى قراره الاستراتيجية تحريك البوصلة نحو روسيا. خلاصة التوصيف، أن الانقسام العربي في صورته الثالثة الذي دخلت فيه دول الخليج إلى مربع الأطراف المصارعة، سيساعد بنحو غير مسبوق في تسريع الأجندة الدولية في زعزعة استقرار المنطقة والاكتساب من الطرفين مع إيجاد سانحة لتنفيذ أجندات مرتبطة بتوسيع دائرة الأمن الإسرائيلي في المنطقة، وسيضعف أي مسعى لتشكيل مكونات المقاربة التصالحية التي تقوم في العادة بدور الوساطة بسبب اضطراب الأجوبة بشأن التحديات الثلاثة السابقة مخرج الأزمة يمر عبر التفكير بعمق في خيط جامع يقدم جوابا واحدا منسجما بشأن التحديات الثلاثة، جواب يؤسس لتوافق حول سقف حد أدنى للتحول الديمقراطي في المنطقة العربية، وضمان إدماج إسلامي مقدر في المشهد السياسي، واستراتيجية عربية موحدة للحوار الجدي مع إيران على قاعدة التعاون المشترك ومواجهة أي استراتيجية لامتدادها في العالم العربي تحدي الجواب على الأزمة يقتضي مراجعات عميقة تقوم بها كل الأطراف، عنوانها توافق وشراكة جدية ذات مصداقية لتأمين مستقبل الملكيات في المنطقة العربية، وإرساء دعائم الاستقرار السياسي، والتوجه خطوة أخرى متقدمة نحو التحول الديمقراطي، وتسقيف تطلعات القوى الديمقراطية بسقوف لا تبعث على التوجس السياسي. ٭ كاتب وباحث مغربي في مخارج الصراع العربي ـ العربي بلال التليدي |
حديث الأقصى والسفارة وحبل المشنقة حول عنق قلقيلية Posted: 27 Jul 2017 02:14 PM PDT لا حديث للناس هنا إلا الحرم الشريف والصلاة في المسجد الأقصى وتصميم الجماهير المقدسية، مدعومة بجماهير فلسطين التاريخية والشعب الفلسطيني بكامله، على إفشال مخطط التقسيمين المكاني والزماني لمنطقة الحرم، كما حدث في الحرم الإبراهيمي في الخليل. شابات وشباب ظلوا مرابطين على مدار الساعة، واعتبروا أنفسهم وهم فعلا كذلك، على خط المجابهة الأول، يدافعون عن شرف أمة أوردتها قياداتها الرخوة أو المتآمرة إلى حياض الهوان ودروب الردى والخنوع. خمسة شهداء وأكثر من ألف جريح ونحو 150 معتقلا، ما وهنوا وما كلت عزائمهم منذ الهبة التي بدأت يوم الجمعة في الرابع عشر من الشهر الحالي. بدأت تنتشر المواجهات وتتسع قرب الحواجز والمستوطنات ونقاط التماس، وانطلقت حركة تضامن عربية وعالمية على مستوى الشعوب، بدأت تتدحرج ككرة الثلج. لقد بدأ الشباب من أبناء القدس المنتمين للدين المسيحي، يوزعون المياه الباردة على المعتصمين ويشاركونهم صلاتهم واعتصاماتهم وهتافاتهم، وبعض تجار القدس تعهدوا بتقديم الطعام والماء للمرابطين، حتى لو وصل عددهم مليونا. كنائس بيت لحم طلبت من رعاياها التوجه للمساجد للتضامن. بدأت القيادات الصهيونية تشعر بأن الأمور تفلت من يديها تماما، فإما أن ترتكب المجازر ضد المدنيين، وإما أن تتراجع وتستسلم وهو أمر ليس بالهين. وكتبت إحدى الصحف «الأوضاع تتدحرج نحو الانفجار. الأوضاع في القدس والضفة الغربية قد تخرج عن السيطرة». مفتي القدس، الشيخ محمد حسين، أكد أن الصلوات خارج أبواب القدس وفي الشوارع المحيطة ستستمر إلى أن تزال البوابات. إذن كان لا بد من البحث عن طريقة للنزول عن الشجرة التي وجد الثلاثي نتنياهو، ليبرمان، بينيت أنفسهم فوقها. فكان قرار تفكيك البوابات، التي لو ثبتت على مداخل الأقصى لتكرست السيادة المطلقة لإسرائيل على الحرم الشريف، وبدأ بالفعل التقسيم المكاني يليه التقسيم الزماني، وهو ما كانت تسعى إسرائيل له ردا على قرار اليونسكو بتاريخ 3 أكتوبر 2016 حسم مسألة مرجعية الحرم الشريف بلا مواربة، بأنه تراث إسلامي خالص ليس لإسرائيل علاقة به. لقد انتصر المقدسيون الشجعان ومعهم ومن خلفهم كافة شرائح الشعب الفلسطيني المناضل. ولا حاجة لنا أن نردد بعض المواقف المشينة لبعض رموز السلطة، التي لا علاقة لها بالحركة الجماهيرية المناضلة في القدس والوطن. لقد كنت شاهد عيان والشرطة الفلسطينية تقيم حاجزا قرب حاجز بيتين (بيت إيل) والشباب يحاولون أن يقتحموا المكان، إلا أن قوات الأمن الفلسطينية شكلت سدا كي لا تتحول المواجهة مع الموقع لدموية. فالجنود أصابعهم على الزناد والرعب في عيونهم والحل الأسهل عندهم «أقتل ثم حقق». أما مسيرة التضامن حول دوار المنارة في رام الله يوم الأربعاء، فكانت متواضعة جدا لا يكاد العدد يصل إلى 200 مشارك، حيث غابت عنها فتح وحماس كل لأسبابه. لقد أقرت الصحافة الإسرائيلية بالهزيمة، بعد قرار تفكيك البوابات. فحسب صحيفة «معاريف» فإن 67% من الإسرائيليين يرون أن أداء نتنياهو غير جيد وأن 77% يقرون أن حكومة نتنياهو قدمت تنازلات في أزمة الأقصى. إنه انتصار نظيف. إنه مؤشر على المخزون النضالي العالي لهذا الشعب العيي على الكسر، الذي ما فتئ يذهل العالم بصموده وتضحياته وتضامنه مع بعضه بعضا في ساعات الشدة. الشيء الأكيد الذي كشفته هذه الأزمة، ولم يكن مفاجئا ولا جديدا، هو مدى التخاذل العربي، بل تواطؤ بعض الدول العربية مع الكيان الصهيوني حول قضية من المفروض أن تكون فوق الخلافات وفوق المنافسات وفوق المماحكات. جريمة السفارة الإسرائيلية في عمّان لا أحد هنا لم يشعر بالقهر والمذلة على إعدام الشهيدين الأردنيين، محمد الجواودة (16عاما) والطبيب بشار الحمارنة، مساء الأحد الماضي على يد حارس السفارة زئيف بدم بارد، ثم ترتيب خروج القاتل بعد ارتكاب جريمته دون حتى التحقيق معه. حاولت بعض وسائل الإعلام أن تشير إلى أن هناك مقايضة بإطلاق سراح القاتل، مقابل تفكيك البوابات على الأقصى، وقد ثبت أن هذا الخبر عار من الصحة تماما. كما نود أن نؤكد أن الشهيد الجواودة لم يعتد على موظف الأمن الإسرائيلي، وأنه لم يحاول طعنه بالمفك، كما أكدت صحيفة «هآرتس» حيث قالت بالحرف «إن رجل الأمن أصيب عندما قفز إلى الخلف مبتعدا عن الأردني وهو مشهر سلاحه في يده». أما موضوع الحصانة الدبلوماسية واتفاقية فيينا فهي كلمة حق أريد بها باطل. فعندما يرتكب الدبلوماسي جريمة في البلد المعتمد فيه، يسمح للبلد المضيف أن يحقق معه ويحتجزه ويوجه له التهم، ثم يتم تقييده ونقله إلى بلده وهو مقيد، ثم تنزع الحصانه عنه وتتم محاكمته في بلده بوجود مراقب أو محام من البلد الذي ارتكبت فيه الجريمة، لضمان نزاهة المحاكمة، وبعد ذلك يصدر القصاص المناسب بحق المجرم. أما أن يعامل كبطل قومي ويقوم رئيس وزراء الدولة بمحادثته هاتفيا بعد دقيقتين من اجتياز الحدود وتهنئته بالخروج سالما، كما وعده، ثم يستقبله صباح الثلاثاء في مكتبه بصحبة السفيرة الإسرائيلية في الأردن، عينات شلاين، للقيام بواجبات الشكر والتهنئة على السلامة، فلا هذا من الأعراف الدبلوماسية ولا علاقة لهذا باتفاقية فيينا، التي لا تحمي القتلة والمجرمين ولا تعاملهم كأبطال. إنها العربدة والاستهتار بالدم العربي المسفوح. ولكم أن تتصوروا لو حدث العكس فكيف سيكون رد فعل السلطات الإسرائيلية؟ من هنا جاء القهر على مستوى الشارع الفلسطيني، وانتشرت نظرية المؤامرة كالعادة، التي تقول إن الحادثة مدبرة كي يتمكن نتنياهو من الخروج بماء الوجه، من أزمة الأقصى وتحويل أنظار الإسرائيليين إلى حادثة يبدو فيها بطلا خارقا. قلقيلية والجدار الخانق زيارة مدينة قلقيلية في الشمال الفلسطيني تثير كثيرا من المواجع والشجن على ما جرى لسلة الفواكه لفلسطين والأردن في ما مضى من غابر الأيام. المدينة بينها وبين الكيان الإسرائيلي ثارات قديمة، إذ إنه عجز عن احتلالها عام 1948 رغم المحاولات العديدة والمتواصلة لقربها من الساحل الفلسطيني، الذي لا يبعد أكثر من 11 كيلومترا برا. إنها نقطة الضعف الأخطر في الخاصرة الصهيونية. لكن خط الهدنة لعام 1949 ابتلع الجزء الأكبر من أراضيها. فمن 49.5 كيلومتر مربع لم يبق من أراضيها إلا نحو 18.5. أما الآن فلم يبق من أراضي البلدة إلا أقل من أربعة كيلومترات مربعة يسكنها نحو 55000 نسمة، كما أخبرني رئيس البلدية، الدكتور هاشم المصري. وروى لي كيف تم هدم المدينة بكاملها حجرا على حجر عام 1967 لإبادتها من الوجود لتوسيع عمق مدن الساحل. قرر أبناء البلدة آنذاك أن ينصبوا خيما فوق أنقاض بلدتهم ويبقوا فيها ولا يرحلون. ثم أثاروا الرأي العام العالمي والمنظمات غير الحكومية والصحافة ومنظمات الأمم المتحدة، إلى أن تم إلغاء القرار الإسرائيلي بضم قلقيلية لكن حقدهم زاد على المدينة بعد فشلهم هذا، تحولت خططهم إلى عملية خنق متواصل للمدينة الغنية بالماء، حيث تجلس على أكبر تجمع للمياه الجوفية في فلسطين، فاعتمدوا أسلوبين خطيرين: تكثيف المستوطنات حول المدينة بداية من عام 1977. وبناء الجدار العازل حول المدينة من كل الاتجاهات إلا مخرجا صغيرا واحدا أقيم فيه معبر رسمي وبرج مراقبة وبوابة يمكن إغلاقها في أي وقت. فالمدينة في الحقيقة سجن كبير مطوق من كل الاتجاهات، ورغم هذا فالمدينة تعمل على النهوض في كل المجالات ففيها الجامعة الإسلامية وحديقة حيوانات هي الوحيدة في البلاد وزراعة الفواكه والخضروات ما زالت عصب اقتصاد المدينة. زرت مقاطع عديدة من الجدار الملتف حول المدينة كأنه حبل المشنقة. أبراج المراقبة منتشرة على طول الجدار. وعندما اقتربت من أحد الأبراج لالتقاط بعض الصور أشار جندي بيده نحوي أن أنصرف. قال مرافقي محمد ونحن نعود للسيارة لننتقل إلى مكان آخر «لو لم نغادر المكان فورا لأفرغ بندقيته نحونا وسنكون من المحظوظين إذا كانت طلقة التحذير الأولى رصاصة مطاطية». محاضر في مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة رتغرز بنيو جرسي حديث الأقصى والسفارة وحبل المشنقة حول عنق قلقيلية د. عبد الحميد صيام |
حين يصير الفحم في القدس حبرًا Posted: 27 Jul 2017 02:13 PM PDT سأكتب ما يشبه الخربشات على صفحة تموز الفلسطيني، وأعلم أن بحر الشرق هائج وقيظ الصحارى حولنا حارق، والغيب لم يزل كما كان مكارًا وقاهرًا. لكنها هواجس أو مجرد ومضات في دروب سموها في بلادي دومًا دروب الوجع. في القدس لقد تبين أن عملية إزالة البوابات الكهربائية من باحات المسجد الأقصى لم تعد الهدوء الذي توقعه حكام إسرائيل إلى أزقة وشوارع القدس المزنرة بحجارة التاريخ والغضب، فقضية قتل المواطنين الأردنيين بنيران حارس سفارة إسرائيل في العاصمة عمان ساهمت، من دون شك، بمساعدة نتنياهو وحكومته للنزول عن تلك الشجرة الحمقاء التي تعمشقوا عليها، لكن نتائجها بالمقابل، لم تستقبل من قبل آلاف المعتصمين منذ أيام في حضن أحلامهم والملتحفين بردَ أمنياتهم، بردة فعل ايجابية وراضية، فهذه الجموع كانت على قناعة وثقة أن إسرائيل ستضطر، في مواجهة صمودهم، على التراجع عن قراراتها وستعيد وضع المسجد إلى ما كان عليه قبل الرابع عشر من تموز/يوليو الجاري، ولذلك كان حريًا بالأردن، وفقًا لتوقعات الناس، أن يقايض على بديل أكبر وصفقة أدسم من إزالة تلك البوابات، خاصة إذا ما انتبهنا إلى تشاوف القيادة الإسرائيلية المستفز، واستعراضها ليقينها وثبات وعودها باستعادة ذلك الحارس، الذي ترك وراءه ضحيتين، بسرعة الطلقتين. لقد شعر»الشعب» بنغزة في خاصرته، وبضياع فرصة انتظرها كي تسعف رئتي مدينة أضناهما الغبار وغطرسة المدمنين على دخان الحرائق. سيكون عصيًا على من يتابع الأحداث في القدس وباسمها، التكهن بما سينبئ غيمها وما ستطرح ميادينها، فيوم المدينة كأمسها، وإغواؤها لم يزل كما جاء في الحكايات والكتب؛ أوَلم تكن فتّاحة للشهوات وقهارة الطامعين والغزاة؟ وعندما كانت سماواتها تغضب، لا التمائم كانت تكفيها ولا الأحراز ولم تشبع نزواتها الأناشيد أو الصلاة، وحتى إذا تدافعوا على بوابتها سماسرةً أو جنودًا أو دواهي لم تلن ملامسها ولم تداهن، وإن عشقوا ضفائرها وهرولوا حراسًا لأثدائها، ما خانت تموزها ولم تبع عتباتها وبقيت سيدة النار والنور، أخت بابل، ولادة للسنابل وصاحبة المجدليات وجرن القيامة وأم المعادن. من الجائز، إن لم يكن عهرًا وعربدةً، أن يكون الرهان الإسرائيلي في التحرش الأخير بها، ومحاولة الحكومة فرض وقائع جديدة في باحات أقصاها، مدفوعًا بقراءة خاطئة لذلك الهدوء الفلسطيني الشعبي القائم بثبات لافت منذ سنوات طويلة، فرغم موبقات الإحتلال وقضمه لأراضيها وتقطيع أوصالها المذل وقمع أهلها وإخوانهم الفلسطينيين الممنوعين من زيارتها لم تثر القدس على قدر اذلالها، ورغم ما تواجهه مؤسساتها والوافدون إليها من صلف عسكري باد في جميع جنباتها وشوارعها ومضايقات كريهة ومستفزة يقترفها المستوطنون بشكل سافر وسافل في أغلب حاراتها لم تنتفض القدس شعبيًا ودفاعًا عن حرماتها، فطمعت نتنياهو ووزراؤه بها وخططوا لضربتهم القاصمة وهو الذي كان يشعر بغياب قيادة وطنية مقدسية بارزة ومؤثرة ويعرف مدى توغل المؤسسات الإسرائيلية في شرايين وأنفاس سكانها الفلسطينيين. القضية إذن كانت أكبر من مجرد نصب بوابات فحص أمنية استدعتها نتائج عملية دموية تراجيدية، إنها تجربة خطيرة وخبيثة لجس نبض المدينة ومحاولة هادئة للدوس على هامتها والانتهاء من سحق قفصها الصدري بنعال فولاذية مقمطة بحرير، وخطوة أخيرة باتجاه تعريتها من حزام أمنها وأمانها، بعد أن بدت لحكومة اليمين إنها غارقة في بحر من الضياع والعجز؛ لكنها فاجأتهم وانبعثت كالدهشة، فجاءت ردة فعل الناس مكايل مضاعفة لوزنات المعتدين وردودًا خالية من الغموض أو التردد حتى حلا المشهد وعلا صوت الحق صارمًا ومرددًا من الأعماق: إن تراودوها عروسًا نحن أهلها الفرسان ندافع عن كرامة الشهد في أحشائها والندى، وإن تريدونها هيكلًا نحن الساهرين من أجل عيونها سدنة وحراسًا ولأنبيائها الصدى، وإن تسرقوها نجمة نحن رياحينها لها حصونًا وأبناءها رياحًا وأمطارًا وحنظلا… ولكن. على أهمية المشهد المقدسي في هذه الأيام ومحاولات جهات عديدة بأخذ نصيبها أو مكانتها فيما يجري من تداعيات وتطورات، تبقى الهواجس مقلقة والاحتمالات كثيرة، فعلى الرغم من بروز المرجعيات الدينية المقدسية الرسمية كعناوين وحيدة ذات قدرة وإصرار على قيادة الميدان وجموع المحتشدين بنجاح ملحوظ، تبقى المخاطر من عدم وجود قيادات وطنية علمانية شعبية مجربة، إلى جانب تلك المرجعيات الدينية، واردة وإمكانيات ظهور عناصر غير محسوبة محتملة. من الضروري مراجعة أحداث الأيام الأخيرة واستخلاص العبر منها والحكم، فإسرائيل حتمًا ستفعل ذلك كي تحسن وسائل قمعها المستقبلية ونجاعتها، وإذا لم تجر جميع المرجعيات والقوى السياسية والمؤسسات المدنية حساباتها إزاء ما يجري وما يجب أن يجري لحماية المدينة فسيستحيل استمرار هذه الوقفة المبهرة، لغاية الآن، على حالها. فهل ستستعيد «بهية المدائن» مكانتها كمقلع العواصف وبوابة الفرح والحزن الفلسطينيين؟ أم الفحم لقد بدأت هذه الأحداث بعملية بادر إليها ثلاثة مواطنين من مدينة أم الفحم قتلوا فيها شرطيين إسرائيليين، وقتلوا هم بنيران قوات الأمن الإسرائيلي تاركين في الفضاءات ضجة عارمة وكثيرًا من الأسئلة والتساؤلات. لن نجد في داخل إسرائيل جهة أو مؤسسة عربية سياسية أشادت جهارة بعملية الشباب الفحماويين العسكرية التي نفذوها في الأقصى. معظم تلك القوى والحركات الوطنية والإسلامية دانت العملية أو تحفظت منها، وجميعهم أجمعوا على أنها خربشة خارجة عن الإجماع العربي الذي يستثني مسألة الكفاح المسلح من وسائل النضال المقبولة عند الجماهير العربية في إسرائيل، التي يجب أن تقتصر فقط على أساليب النضال المدني والشعبي. كل من اتخذ موقفًا من تلك الحادثة ربطه عضويًا بتجريم الاحتلال الإسرائيلي واتهامه بكونه السبب الذي يدفع بمثل هؤلاء الشباب للقيام بما قاموا به. إن الاكتفاء بمعالجة هذه المسألة بالطريقة التي تمت هو شأن مقلق وعملية الربط الأتوماتيكية الشعاراتية (وإن كانت بجوهرها وبأحد أبعادها صحيحة) عكست قدرًا من التبسيط غير المريح ودللت على لجوء القيادات إلى أهون البدائل وأسلمها، مبتعدين في الواقع عن مواجهة الظاهرة بشكل صريح، وكما يمليه واجبهم ومسؤوليتهم الطبيعية تجاه أبناء مجتمعاتهم وحياتهم، لاسيما الفئات المستضعفة منهم. فالاحتلال هو أصل كل الشرور وهو الجريمة الكبرى من غير نقاش وهذه بديهية متفق عليها. ومن الطبيعي، كذلك، الإقرار بأن تراكم أفعال الاحتلال وجرائمه تعمل كمولدات لمشاعر الرفض والكبت والقهر والاندفاع في نفوس كل من يشاهد تلك الممارسات أو يقع ضحية لها، لكن يقيني يقودني إلى قناعة بأن تلك الخمائر الاحتلالية لوحدها غير كافية لإنضاج نفوس جاهزة للموت والإماتة، كما حصل مع الشبان الفحماويين الثلاثة. فمن الطبيعي والانساني أن يمتلئ كل من يتعرض لمشاهد قمع المحتلين وعناصرهم غضبًا وتحفزًا للعمل ضد المحتل وقمعه، لكنه ليس من الطبيعي والمفهوم ضمنًا أن يصل هذا الفرد، مهما امتلأ مرارةً، إلى تلك المرحلة النفسية والاستعداد الفعلي لقتل نفسه والآخرين، فإلى ما يسببه الاحتلال وجنوده تنضاف عوامل مجتمعية داخلية هي التي تدفع في النهاية تلك الشباب إلى الإقدام على «عملياتهم». على القيادات أن تتوقف عند هذه النقطة بالذات، وتحاول سبر مكنوناتها وتفكيك بناها في مسعى منها لمواجهة الظاهرة الآخذة بالانتشار السريع في مجتمعاتنا، ولا أتصور أنهم سيستصعبون اكتشاف مجسات التأثير على تلك العناصر وعوامل التخمير الفعالة، خاصة بعد أن وضع هؤلاء القادة أطراف أصابعهم على جزء من تلك المؤثرات، حين عدوا بينها الفقر والبطالة والجهل، وما يجري من على بعض منابر التجييش الدينية، التي تحترف نشر خطابات متزمتة مكرورة، همها الدعوة للاقتصاص من الكفرة والتصدي للصليبيين والثأر للدين ورموزه المقدسة، وفي طليعتها المسجد الأقصى على سبيل المثال. يجب أن نعترف بأن أعداد المستعدين للاستشهاد كبيرة جدًا، وعلى القيادات أن تواجه الظاهرة وذلك من أجل سلامة مجتمعاتنا وصونًا لحيوات الشباب الذين سيسقطون ضحايا للاحتلال ولكن ليس للاحتلال وحده. فليل القدس طويل وأهلها في هذه الأيام يكتبون أناشيدهم بمداد من فحم وهمّ وكرامة، وأم الفحم تواجه الصدمة بوجع وحيرة، وأحوال قرانا ومدننا في الداخل أصعب مما يتصوره ثائر رومانسي أو صانع شعارات وأدعية، والسؤال الأهم سيبقى ما العمل؟ يتبع كاتب فلسطيني حين يصير الفحم في القدس حبرًا جواد بولس |
أرض الصهيونية الجديدة Posted: 27 Jul 2017 02:13 PM PDT من غير المتيسر ترجمة مصطلح «Clean Break» ولكن للتقريب فالأمر يتعلق بنظام تنظيف المخلفات بشكل أو بآخر، فالكلمة توحي بالقضاء على حالة من القذارة أو تطهير مكان متسخ، ولذلك كان من المستغرب أن تحمل ورقة سياسية بحثية صادرة عن معهد الدراسات السياسية والاستراتيجية المتقدمة بواشنطن هذه التسمية، ولكن أن يكون أحد الباحثين في هذه الورقة هو رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، فذلك يكفي لتبرير إقحام المصطلح في عالم السياسة، ويبدو أن فوز نتنياهو برئاسة الوزراء في السنة التي صدرت فيها الورقة، يجعلها ذات أهمية كبيرة في تفهم طريقة تفكيره. حقق نتنياهو قفزة أوسع مما كان يطمح به في ذلك الوقت، فالعراق وسوريا اللتان كانتا تشكلان مصدراً أساسياً لمخاوفه، غارقتان في مشكلات جوهرية وبنيوية تعيق أي دور محتمل لهما في المدى المنظور وحتى المتوسط، كما أن رغبته في عدم الخضوع لصفقة سلام عربية واحدة وشاملة، وتفضيله التعامل مع كل دولة على حدة لم يعد فقط أمراً ممكناً، بل أصبحت مغازلة إسرائيل أحد أوجه التنافس بين الدول العربية، ولذلك فإن نتنياهو اليوم في وضع ممتاز بجميع المقاييس، ولا يبدو أن منافساً محتملاً يمكن أن يزيحه عن موقعه في قيادة اسرائيل، كما أنه استطاع أن يضمن موقعاً مؤثراً في التاريخ الاسرائيلي القصير، يجعله يتجاوز غولدا مائير ومناحم بيغن في مجمل الخدمات التي قدمها لمستقبل اسرائيل. تتبقى في الورقة مجموعة أكثر خطورة من النوايا التي تجد أمامها أرضاً ممهدة، لتتحول إلى وقائع تؤثر في المنطقة ككل، فإحياء الصهيونية أو إعادة بنائها أو تجديد شبابها كانت ذات حضور في الورقة، وعلى الرغم من الاختلافات الهشة في المعنى بين العبارات، الثالثة المتعلقة ببعث جديد للصهيونية، إلا أن حضورها من جديد أمر من شأنه أن يثير الانتباه للمرحلة المقبلة من المخططات الاسرائيلية في المنطقة. يربط نتنياهو بين تجديد الصهيونية من جهة والإصلاح الاقتصادي من جهة أخرى، وأخذاً في الاعتبار المواصفات الحالية للاقتصاد الاسرائيلي فإن تطويره يحتاج إلى مزيد من التوسع، وإلى اطمئنان كامل تجاه أمن اسرائيل يخفف من حدة نفقاتها العسكرية، وهما أمران يرتبطان جوهرياً بالدول العربية في محيط اسرائيل، وما وراءه، فالتوسع في مناطق تمتلك الثروات الطبيعية والعنصر البشري أمر ضروري من أجل طرح اسرائيل بوصفها الغول الاقتصادي في منطقة المتوسط، وتقاطع القارات الثلاث التي تشكل العالم القديم، وذلك يتطلب نمطاً جديداً من السلوك الاستعماري، يعتمد على حلفاء داخليين لإسرائيل في الأنظمة العربية، كما أن تخفيض الانفاق العسكري يستلزم الإبقاء على الدول العربية في حالة التمزق الطائفي وتفكيك هويتها في تفاصيل فسيفساء الطوائف والمذاهب الدينية والسياسية، وهو ما بدأت معالمه تظهر في الأفق بوضوح. نتنياهو لا يؤمن بإسرائيل في حدودها الراهنة، لا يريدها مجرد غيتو أو قلعة، ولا يحتاج لمزيد من الشعارات التي أنتجتها تعاونيات الكيبوتز الاشتراكية الطابع، كما أنه يحتقر بكل تأكيد النزعة البطولية الغريبة عن الشخصية اليهودية التقليدية، التي حاولت دولة (اسرائيل) انتاجها مع بن غوريون، الذي لا يراه من يقفون في اليمين الاسرائيلي سوى صعلوك من الماضي، يتوجب التخلص من إرثه بعد أن أدى دوره لمصلحة الصهيونية باستقطاب الرعاع وزرعهم في التجربة الاستيطانية الاسرائيلية، كل ذلك لا يعبر عن نتنياهو الذي يرى اسرائيل غير مضطرة لأن تخسر جندياً واحداً، ولذلك لم يسجل على نتنياهو خوضه لأي مغامرة عسكرية بالطريقة المجانية التي أقدم عليها شمعون بيريز في عملية «عناقيد الغضب» 1996، أو الحرب على غزة سنة 2008 التي وجدها ايهود باراك فرصة مناسبة لإعادة انتاج نفسه، فحروب نتنياهو كانت تخدم أهدافه السياسية وترتبط بها بصورة وثيقة، كما أنها كانت تلقى في ملابساتها الغامضة وتداخل معطياتها فرصة له من أجل أن يؤدي دور الضحية أمام الغرب. الصهيونية على طريقة نتنياهو تتبنى القيم الغربية، ويقدم نفسه لا بوصفه مجرد وكيل للغرب الاستعماري يحتجز حيزاً جغرافياً عميقاً استراتيجياً في قلب المنطقة المركزية للعالم القديم، ولكنه يطرح نفسه شريكاً لترويج ورعاية وصيانة القيم الغربية في المنطقة، ويريد لإسرائيل أن تمثل السوق الأساسية للاقتصاد والثقافة معاً على الطريقة الأمريكية التقليدية، بحيث يستطيع أن يسيطر على روايات التاريخ والمستقبل معاً، ولذلك أخذ يعمل على تضخيم المخاطر الايرانية لتصبح عاملاً يمكنه أن يوحد المنطقة في مواجهة عدو مشترك من شأنه أن يجعلها تتناسى خلافاتها، كما يفترض الأمريكيون أن العالم سيقف جميعه معهم عندما تواجه الأرض غزواً من كائنات فضائية. بنهاية فيلم» يوم الاستقلال الأمريكي» بانتصار الأرض على الغزاة الفضائيين كانت قاعات السينما تضج بالتصفيق، بما يعبر عن نجاح صناع الفيلم بأن المشاهدين صدقوا، ولو لجزء صغير من الثانية وجود هؤلاء الغزاة فعلاً، ومع ذلك يجب أن يتعلم مخرج الفيلم رولان إيميريش من نتنياهو، الذي تمكن من تثبيت فكرة الخطر الايراني ووجود المصلحة الحيوية مع الدول العربية لسنوات حتى الآن، بالمناسبة عرض الفيلم أيضاً سنة 1996 وبعد أيام من وصول نتنياهو لسدة الحكم. أن تشكل ايران بوضعها الراهن خطراً على العرب بمعنى الإزاحة أو الإفناء، أمر مستبعد مثل وجود غزو الكائنات الفضائية، ولكن ما تقترفه اسرائيل من بلطجة وإلغاء يتحول إلى واقع يومي ما يفتأ يلقي ببصماته على مسار الأحداث في المنطقة، وحتى لو دخلت الدول العربية حرباً مع ايران فإنها ستنتهي في غضون فترة لا تتجاوز عامين، لتفضي لوضعية اللاغالب واللامغلوب بعد مئات الآلاف من الخسائر البشرية، أما الحرب مع اسرائيل فإنها مستمرة بصمت وخسائرها فادحة للغاية ولا تتوقف اطلاقاً على خسائر بشرية محدودة مهما كانت أعدادها كبيرة، فالصهيونية بنسخة نتنياهو تسعى لأن توقع العرب في فخاخ الأسر الكامل لتحولهم إلى وقود من أجل اسرائيل المهيمنة التي ستقفز مع صهيونيتها الجديدة من الدور الوظيفي إلى الموقع القيادي، الذي يجعلها تستقطب العالم لسوقها الرئيسي والأزقة المتفرعة عنه على امتداد ما يسمى بالمجال الحيوي للعالم العربي. العلاقة مع اسرائيل تمضي إلى مصائر مرعبة بالنسبة للعرب، ونتنياهو يرى نفسه الرجل الذي يمكن أن يزاحم بقوته سادة الكرملين والبيت الأبيض، فالجميع يحاول استرضاءه من مرشحي الرئاسة الأمريكية، الذين يتسابقون لتحظى هداياهم بقبوله، إلى بوتين المرعب الذي شاهده العالم وهو يواجه مقابلة مهينة من (بيبي) في منزل الأخير الذي لم يتعطف بمجرد الوقوف للسلام على القيصر الروسي الجديد. كاتب أردني أرض الصهيونية الجديدة سامح المحاريق |
الاِستخفاف بالدّول وزعزعة الاِستقرار العالمي Posted: 27 Jul 2017 02:12 PM PDT لم تكن لدى بوش الابن سياسة، بل كان يقوده تصرّف مرحلي لا غير تمثّل في الاستخفاف بالدول الصغيرة وغزوها، الأمر الذي أدّى إلى زعزعة الاستقرار العالمي، والصورة أكثر اتّضاحا في الشرق الأوسط الأقلّ استقرارا في كل أماكن العالم، فهو الرقعة الجغرافية التي نفّذ فيها سيناتور ولاية تكساس عديم التجربة السياسية مغامراته المجنونة. وآل الأمر بالولايات المتحدة إلى تخرّيب دول ولم توجد البديل الذي يحفظ الاستقرار. وهي التي تعمل من خلال الناتو للهيمنة على أوروبا وتمزيق نسيجها القومي، الأمر الذي ينسحب أيضا على تخريب الاتّحاد الأوروبي، ولا ننسى الضّرر الذي ألحقه الفيتو الأمريكي بمصداقية مجلس الأمن وكافة المنظمات الدولية. ألم تدرك الولايات المتحدة بعد أنّ لقوّتها المادية حدودا؟ وهل ستتعلّم الدرس ممّا جرى للإمبراطوريات الاستعمارية التي سبقتها؟ أم أنّها تتعنّت في التشبّث بموقع عالمي آخذ في الزوال، عبر اعتمادها على قوّة عسكرية سياسية، ومثل هذه القوّة العسكرية السياسية لا تنشر على الاطلاق نظاما عالميّا يدعم السلام ولكن اضطرابات، ولا أمانا عالميا ولكن نزاعات وإدارة أزمات لصالحها طبعا ولحلفائها، ولا تقدّما للحضارة الإنسانية ولكن بربرية. هي أسئلة لم يبخل في طرحها بشكل مشابه هاملتون وكذلك ايريك هوبزباوم المؤرّخ البريطاني. ولعلّ مردّ هذه التساؤلات يعود إلى أنّ مثل هذه الامبراطورية الخبيثة ساهمت في صنع ما تشهده حقبتنا من عودة إلى البربرية اتّضحت ملامحها بداية الألفية الثالثة مع ما سمّي «الحرب على الإرهاب». استفادت الولايات المتحدة استفادة عظيمة بعد سنة 1945، وذلك من الناحية الاقتصادية والسياسية والثقافية والايديولوجية، الأمر الذي مكّنها من تجاوز مخلّفات الحرب الباردة والبروز كقوّة مهيمنة على جميع دول العالم إلى وقت ما، وقد بدا واضحا جنون العظمة في حرب الخليج الأولى والثانية، وإثر أحداث 11 سبتمبر، يدعم ذلك ما استنتجه إيريك هوبزباوم من أنّ جنون العظمة الذي أصيبت به سياسة الولايات المتّحدة بعد أحداث 11 سبتمبر الذي أظهر قوّة مركزها ما بعد الاتّحاد السوفييتي، هو الذي كان له الأثر الأكبر في تدمير الأسس السياسية والأيديولوجية لتأثيرها السّابق الذي كان مبنيّا على الهيمنة، وأوصد أمامها أبواب تقوية تراث حقبة الحرب الباردة، ولم يُخلّف لها سوى قوّة عسكرية مخيفة لا تُنكر، وإن لم يكن لها أساس منطقي. فالولايات المتحدة التي تعيش شبه عزلة دولية باتت ربّما للمرّة الأولى في تاريخها موضع بغض معظم الحكومات والشعوب على السواء. هكذا «سقط الصرح برُمّته حطاما» بعبارة ميكايل غلنون الباحث في القانون الدولي، عندما تتجاهل الولايات المتحدة المواثيق الدولية وتتجاهل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ومن ثمّة تُدمّر العراق البلد الحضاري العظيم غير عابئة بأية قوانين، وغير متقيّدة بأية أحكام في سبيل الحفاظ على تفوّقها المزعوم الذي ارتبط باستخدام القوّة في كلّ زمان ومكان. وهي جرأة امتلكها المحافظون الجدد واستغلّوا غياب التّوازن الدولي في العشريّة الأخيرة، ليفسدوا في الأرض وفق حماسة امبريالية لا مثيل لها، بحثا عن المصالح والمطامع اللامحدودة، وبالطّبع وجد هؤلاء أرضية مواتية للانقسام والتشتّت المذهبي والطائفي في المنطقة العربية، زادوه تأجيجا وتفرقة وتشرذما، وعمّقوا بؤس الحال وفشل الطبقة المثقّفة التي جعلوا جزءا لا يستهان منها وكلاء وحوّلوهم إلى أقلام مأجورة، تدفع باتّجاه مصالح الغرب الاستعماري وتنفّذ الأجندات، وهكذا تمّ تعطيل قدرات الناس التحليلية، وخُدّرت الجماهير وعملت النخب الحاكمة على تصحير ثقافة الشعوب، وتصدير أفق اهتمامها نحو المتاهات وتغييبها عن مكاشفة قضاياها الحقيقية ورهاناتها المصيرية. وقد دأبت الولايات المتحدة على عدم تبرير سياساتها أو توضيح أجنداتها، فهي تخدم مصالحها الخاصّة غير عابئة بهموم الشعوب وحقّها في الحياة الكريمة أو تقرير المصير. واليوم لا أحد ينخدع بمقولات الولايات المتحدة حول الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الشعوب والقانون الدولي إلّا من بلغ درجة عظيمة من الغباء، فحقيقة زيف القيم الديمقراطية التي تدّعيها أمريكا أصبحت مكشوفة أمام العالم، وما المأساة التي تعانيها الشعوب العربية إلّا نتيجة لدعم أمريكا لحكّام المنطقة ضدّ تطلّعات شعوبهم، وما تصفيق الكونغرس للثورة التونسية إلّا ضحك على الذّقون، فالأنظمة الديكتاتورية العربية تلقّت الدّعم التام من قبل أمريكا وهم وُكلاء للغرب وتلامذة نُجباء، وفّروا تكلفة الاستعمار المباشر وخدموا أسيادهم بتفانٍ وإتقان. لقد انتهى عصر الامبراطوريات بصرف النظر عن مبلغ قوّتها العسكرية ويتعيّن على الجميع ايجاد سبل أخرى لتنظيم العالم والحدّ من النزاعات والدّمار الذي يلحق بالشعوب، وإن كانت السياسة الدولية تفتقد وسيطا دوليا يتّسم بالحياد والقدرة على تجاوز المحن والتعقيدات والنجاح في إدارة الأزمات والعمل على حلّها. كاتب تونسي الاِستخفاف بالدّول وزعزعة الاِستقرار العالمي لطفي العبيدي |
الأمر الملكي السعودي غير كافٍ… ونطالب بمحاكمة علنية للأمير السعودي الذي يعذب الناس Posted: 27 Jul 2017 02:12 PM PDT شعرنا بأسفٍ شديد ورغبة شديدة بالبكاء، والتضرع إلى الله للانتقام لكل مظلوم، ولهذا اليمني المغلوب على أمره، ونحن نتابع مقطع فيديو تداوله نشطاء كثر بالآلاف على مواقع التواصل الاجتماعية فيسبوك وتويتر، وكذلك يوتيوب لأمير سعودي قاصر أو لم يتجاوز العشرين عاما بعد، يدعى سعود بن عبد العزيز بن مساعد بن سعود بن عبد العزيز آل سعود، وهو يعتدي بالضرب على المقيم اليمني حتى أدماه وضرجه بدمائه وشج أنفه، وتلفظ كذلك بألفاظ نابية تجاه المقيم اليمني جمال سنان. الاعتداء حسب ما كان واضحا من مقطع الفيديو جاء بسبب إيقاف الشاب اليمني سيارته في حي الفلاح مخرج سبعة في مدينة الرياض بالقرب من القصر الملكي للأمير سعود، كما زعم الأخير. لا يمكن بأي حال من الأحوال وبأي قانون وضعي انساني تبرير هذه الجريمة البشعة، حتى لو صدرت من مواطن سعودي عادي، مهما كان الفعل الذي بدر من المقيم اليمني او سائق السيارة جمال سنان، ناهيك من أن تأتي هذه الجريمة من فرد أو أمير من الأسرة الحاكمة في مملكة الثراء النفطية السعودية.ولهذا فإن الأمر الملكي الصادر من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، رغم جرأته ونصه بإيداع الأمير سعود وكل معاونيه بالسجن وتحويلهم إلى المحاكمة، ورأينا فيديو مصورا للشرطة السعودية تلقي القبض ليلا على الأمير سعود في داخل قصره واقتادته باتجاه خارج القصر، هذا المرسوم من وجهة نظرنا وقطاع عريض من الشعب اليمني في الداخل والشتات غير كافٍ، وذلك يعد أقل القليل واضعف الايمان نتيجة هذا الفعل وهذه الجريمة البشعة التي ارتكبت وتسيء للسعودية حكومة وشعباً، ونطالب القيادة السعودية بمحاكمة الأمير السعودي المسمى سعود بن عبد العزيز آل سعود وكافة شركائه ومعاونيه في جريمة الاعتداء على هذا اليمني، وكذلك الاعتداء على نساء أخريات ظهرن معه في الفيديو يعتقد أنهن خادمات يعملن معه في القصر. نعم يجب محاكمته محاكمة علنية؛ يجب أن يحاسب هذا الأمير علناً وأمام شاشات التلفزة العالمية، ليكون عبرةً لغيره من أمراء الأسرة الحاكمة السعودية، ولكل من تسول نفسه من الشعب السعودي ورجال الأعمال الذين لا يحترمون أنفسهم و يحسبون الناس عبيداً وقد ولدتهم امهاتهم أحرارا. إن قطرة دم يمنية غالية جداً ولا توازيها كنوز الدنيا، ونصيحتنا للقيادة السعودية محاكمته محاكمة سريعة وعلنية، وليست سرية لأن التستر عليه أو تمييع القضية ودفنها بعد الأمر الملكي لا يخدم سمعة المملكة العربية السعودية.. وهذا يعني أن الأمر الملكي لامتصاص الرأي العام العالمي وتهدئة الجالية اليمنية المقيمة في السعودية.. والتي يتجاوز عددها ثلاثة ملايين مغترب يمني مقيمين إقامة شرعية. وربما يشجع على تكريس ثقافة العداء والكراهية من قبل اليمنيين المقيمين في السعودية تجاه نظرائهم من أبناء الشعب السعودي. نعم نكرر يجب أن لا يذهب ملف الاعتداء على جمال سنان أدراج النسيان ! كما حدث مع جرائم مماثلة خلال الأعوام الماضية. سجل حقوق الإنسان في السعودية ليس وردياً على الإطلاق وصفحاته قاتمة السواد، ولا يمر عام واحد دون أن يكون حافلاً بانتهاكات حقوق الإنسان الوافد في السعودية، في بلد يدعي احترام حقوق الإنسان وتوفير بيئة إنسانية للعمالة الوافدة إلى أراضيه، وفي أعتقادنا أن استمرار سياسة ضخ المال السعودي لمنظمات إنسانية دولية لإسكاتها ربما لم يعد يؤتي اُكله على المدى الطويل. ونجد لزاماً علينا كصحافيين يمنيين ننتصر للمظلومين أينما كانوا أن نذكر بقضية النساء اليمنيات السجينات اللاتي يتجاوز عددهن 1500 سجينة، يقبعن في سجن جدة المركزي، معظم التهم الموجهة إليهن عدم الحصول على تأشيرات دخول للسعودية وعدم حصولهن على إقامات شرعية في الأراضي السعودية، ويتعرضن لأبشع أصناف الامتهان والإذلال والاستغلال الجنسي، من قبل أفراد امن السجن، كما روت احدى السجينات لمصادر خاصة من سجن جدة. ضحايا جرائم حقوق الإنسان في السعودية ليسوا فقط اليمنيين، رغم كبر تعدادهم بل هم أيضا الآسيويون والأفارقة من بنغلادش وكينيا ونيجيريا والصومال، وأيضا الفلبين والقائمة تطول.. ولو قام أحدنا بجولة على اليوتيوب او على موقع البحث غوغل لوجد عشرات إن لم تكن مئات الانتهاكات والجرائم، لأمراء ومواطنين سعوديين بحق العمالة الآسيوية والافريقية، وأبرز تلك الضحايا هي شريحة النساء الخادمات. وربما يفيد التذكير أيضا باعتداء الأمير ماجد بن عبد العزيز آل سعود على خادمة افريقية، هذه الحادثة تجاوز حدود المملكة العربية السعودية، لتصل أيضا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تم الاعتداء عليها في قصره، في ولاية لوس انجلوس الأمريكية، حيث يسكن الأثرياء، ألقت الشرطة الأمريكية القبض عليه، ومحاكمته قبل عام من الآن، ولم يعرف مصيره او جزاؤه القضائي للأسف، لكنه وقف على الأقل في محكمة أمريكية بتهمة الاعتداء الجنسي، ومحاولة القتل لخادمته. جريمة الاعتداء على المقيم اليمني في السعودية السيد جمال سنان ربما تفتح أبواب جهنم على القيادة السعودية وقد تشعل ربيعاً عمالياً وشعبيا داخل المملكة.. خاصة بعد تمريرها أو إعلانها قبل نحو شهر من الآن بمرسوم ملكي يقضي بفرض رسوم مالية إضافية على الوافدين والمقيمين في الأراضي السعودية، ومنهم الوافدون اليمنيون وفرض رسوم لأقارب وضيوف كل وافد في المملكة العربية السعودية، تضيف أعباء كثيرة على كاهل المغترب والوافدين ككل في الأراضي السعودية، وربما يفيد التذكير أيضا بما حدث قبل عامين حيث اقدم أمير سعودي لم يتم الإفصاح عن اسمه، على الاعتداء على خادمة هندية تدعى السيدة كاشتوري موني راثيوم خمسة وخمسون عاما، وقطع يدها اثناء ما كانت تحاول الهروب من الأمير المعتدي عليها في 29 أيلول/سبتمبر عام 2015. هذه الحوادث تحدث العشرات منها في مملكة النفط السعودية، ولكن لا يجرؤ ضحاياها على فتح أفواههم خوفا من الموت او الملاحقة الأمنية، وجريمة الاعتداء على الشاب اليمني جمال سنان سلطت الاضواء علئ بشاعة نظام الكفيل المهين في السعودية، بصورة فجة لا نجدها الا في تاريخ العصور الوسطى، ونجزم أنها لن تكون الأخيرة، طالما مرت هذه الجرائم وأمثالها مرور الكرام ودون محاسبة وشفافية من القضاء السعودي. لا نبالغ إذا ما قلنا أننا كصحافيين يمنيين سمعنا عن دعوات للترافع عن المعتدى عليه اليمني جمال سنان، وتلقينا العديد من الاتصالات من محامين عرب في كل من بريطانيا والولايات المتحدة، هؤلاء المحامين يعملون في شركات محاماة دولية في أمريكا ( مكتب الشركة الدولية للمحاماة والاستشارات القانونية )، إما في بريطانيا ( مكتب المحامين العرب ).. وأبدوا استعدادهم للترافع ورفع دعاوى قضائية دولية، ضد الأمير سعود بن عبد العزيز آل سعود والدفاع عن موكلهم الشاب اليمني جمال سنان، فيما اعلن مئات اليمنيين من الجالية اليمنية في أمريكا عن استعدادهم دفع اتعاب الترافع القضائية مهما بلغت.. واسهب البعض من اليمنيين الأمريكيين بالقول» لو بتنا بلا أكل ونوفر مئات الدولارات من متاجرنا ورواتبنا في نيويورك، وولايات أمريكية أخرى حتى نقتص من الأمير سعود، ونعيد كرامة الإنسان اليمني. ختاماً كان مخجلاً موقف الحكومة الشرعية الصامت حيال هذه القضية وهذه الجريمة، التي هزت كافة الضمائر العربية والإنسانية حول العالم، وليس فقط الضمير اليمني التي يقيم معظم أعضاء الحكومة ووزرائها في العاصمة السعودية الرياض. صحافي يمني يقيم في نيويورك الأمر الملكي السعودي غير كافٍ… ونطالب بمحاكمة علنية للأمير السعودي الذي يعذب الناس محمد رشاد عبيد |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق