الرياض وطهران: شتان بين الجربا وسليماني! Posted: 25 Nov 2017 02:20 PM PST في وسع المرء أن يبدأ معادلة التصارع الإقليمي الإيراني ـ السعودي من هذا المشهد المتناظر: احتضان المملكة لملتقى المعارضة السورية الذي عُرف باسم الرياض ـ 2، والذي بدأ في هيئة مسرحية ركيكة الإخراج، وانتهى إلى نتائج أشدّ هزالاً؛ مقابل مشاركة الرئيس الإيراني حسن روحاني في قمة سوتشي الثلاثية، مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس الروسي المضيف فلاديمير بوتين، والتي انتهت إلى تفاهم متقدم حول مستقبل سوريا، الانتفاضة الشعبية والنظام معاً. وليس الأمر أنّ التناظر كان فاضحاً بين فشل الرياض ونجاح سوتشي، فحسب؛ بل حقيقة أنّ الرياض ـ 2 بدا بمثابة تمرين أوّلي قوامه تأهيب هذه «المعارضة» السورية لمؤتمر سوتشي المقبل، الذي تنظمه موسكو أيضاً وتخطط لتحويله إلى منصة هائلة لتطبيق «التسوية السياسية» كما ترى عناصرها، أو كما توافقت عليها مع طهران وأنقرة؛ بعد تعهيد من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، و(كما تقول مؤشرات كثيرة) إيماءة رضا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. في عبارة أخرى، بدل أن يكون الرياض ـ2 ورقة ضغط سعودية في الملف السوري، أسوة بما امتلكت تركيا وإيران من أوراق، لا يلوح أنّ نجاح المملكة في جمع أشتات «هيئة التفاوض» والفصائل و«هيئة التنسيق» والمستقلين والمستقلات ومنصتَي القاهرة وموسكو… يمكن أن يُترجم إلى أيّ مقدار من فرض بعض عناصر الأجندة السعودية في ترتيبات المستقبل القريب ذات الصلة بالملف السوري، في جنيف وأستانة وسوتشي. هذا بالرغم من أنّ زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز إلى موسكو، مطلع تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، كان يُفترض بها أن تقرّب الرياض من المشروع الروسي حول سوريا، خاصة بعد «الانقلاب» الجذري في خيارات المملكة بصدد مصير بشار الأسد، والذي كان قد اتضح قبل شهرين خلال الاجتماع الشهير بين وزير الخارجية السعودي عادل الجبير والمنسق العام لهيئة التفاوض السورية رياض حجاب. واقع الحال أنّ طلب انتساب المملكة إلى النادي الذي تديره روسيا، لم يمنحها عضوية مكافئة لتلك التي تتمتع بها إيران، أو حتى تركيا. وقد يساجل البعض بأنّ السعودية ليست موجودة عسكرياً على الأرض السورية، كما هي حال روسيا وإيران وتركيا؛ وهذا عامل مرجِّح وجدير بالاعتبار، غني عن القول. غير أنّ المملكة، وطيلة ستّ سنوات على الأقلّ من عمر الانتفاضة الشعبية في سوريا، نجحت في تجيير شرائح واسعة من هذه «المعارضة» السورية لصالح أجندتها، وبالتالي صارت الرياض رقماً تفاوضياً كلما توجب أن تشهد المحافل الدولية ومؤتمرات التفاوض حضوراً للمعارضة إلى جانب النظام. وليس ببعيد ذلك الزمن الذي كان فيه أحمد الجربا، رئيس الائتلاف الأسبق، رجل السعودية أكثر مما هو ممثل تلك «المعارضة»؛ وليس إقصاؤه اليوم عن صفّ «المعارضين» السوريين الموالين للمملكة إلا علامة بيّنة على انحسار نفوذ الرياض في هذه الورقة. في المقابل، يمكن ـ مع حفظ الفوارق الكثيرة، بالطبع! ـ استدعاء مثال الجنرال قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس»، وضابط الإيقاع كليّ الحضور في سوريا والعراق، وربما في اليمن أيضاً، في أيّ وقت قريب؛ والذي، لإنصاف حقائق التاريخ، استُقبل في الكرملين بأحسن مما استُقبل به الجربا في البيت الأبيض. صحيح، هنا أيضاً، أنّ سليماني إيراني الجنسية، وضابط في «الحرس الثوري الإيراني»؛ ولكنّ الجربا، في المقابل، قبل وخلال رئاسة الائتلاف، لم يفتقر إلى دعم السعودية الأقصى، سياسياً ودبلوماسياً ومالياً. وهكذا، فضلاً عن مشهد المسرحية الركيكة في الرياض، مقابل النجاح الجلي في قمة سوتشي؛ ثمة عناصر كثيرة ترجح كفة التفوق الإيراني، راهناً بادئ ذي بدء، ثمّ لاحقاً كذلك. فالقادم أعظم… أغلب الظنّ! الرياض وطهران: شتان بين الجربا وسليماني! صبحي حديدي |
قراءة بديلة لرسالة بلفور Posted: 25 Nov 2017 02:19 PM PST والآن لنلقِ نظرة متفحصة على نص الإعلان في حصيلة كل التعديلات والتدقيقات التي أجريت عليه. «وزارة الخارجية في 2 تشرين الثاني (نوفمبر) 1917 اللورد روثتشايلد العزيز، ببالغ السرور أنقل اليك بإسم حكومة صاحب الجلالة الإعلانَ التالي عن التعاطف مع التطلعات اليهودية الصهيونية الذي عرض على الحكومة ووافقتْ عليه. تؤيد حكومة صاحب الجلالة [views with favour] إقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وسوف تسعى وسعها لتسهيل تحقيق هذا الهدف. وليكن مفهوماً بوضوح انه لن يبادَر إلى أي شيء يسيء إلى الحقوق المدنية والدينية للجماعات غير اليهودية في فلسطين، أو إلى الحقوق أو الموقع السياسي التي يتمتع بهما اليهود في أي بلد آخر». سوف أكون ممتناً لو نقلتَ هذا الإعلان إلى الاتحاد الصهيوني. بإخلاص، آرثر جيمس بلفور» غالبا ما قرئ الإعلان من زاوية ضيقة تشدد على الوعد بالدولة اليهودية، على حساب ما بدا حينها الأهم وهو نزع حق الشعب الفلسطيني في الدولة والاستقلال وتقرير المصير على أرضه. بناء عليه يمكن إعادة قراءة مدققة للإعلان ومحاولة التمييز بين الهدف والوسيلة فيه وبين الرئيسي والثانوي. من أجل تثبيت الحق البريطاني في استعمار فلسطين، اقتضى الأمر أن تنصّ الرسالة ابتداءً على حرمان عرب فلسطين من صفة الشعب ومن كونهم يشكلون أمة (أو أنهم ينتمون إلى أمة كالأمة السورية أو الأمة العربية) وحرمانهم بالتالي من الحق في تقرير المصير، أي في إقامة دولة مستقلة خاصة بهم. وقد تمت عملية نزع صفة الشعب عن عرب فلسطين وحرمانهم الحق في تقرير المصير بالاستبدال. فمُنِح اليهود، وعددهم في فلسطين لا يتجاوز الستين ألفاً، صفة الشعب، وما يستتبعه من الحق في إقامة دولة قومية لهم (دولة-أمّة) على الغرار السائد في أوروبا؛ هي بالإضافة لذلك دولة مفتوحة أمام كل من يرغب من يهود العالم في الهجرة إلى فلسطين؛ وحرم، في الآن ذاته، أكثر من 700 ألف عربي من الحق في تقرير المصير وبناء الدولة القومية. ولتأكيد ذلك، كان لا بد من تعريف هوية سكان فلسطين التعريف الديني- الإثني وتوزيعهم بين «الشعب اليهودي» و«الجماعات غير اليهودية». فإذا التعهد بعدم إساءة إنشاء «الوطن القومي اليهودي» إلى الحقوق «المدنية والدينية» للجماعات غير اليهودية يزيد في الطين بلّة. فبدل أن يقدم أي ضمانة للحقوق الفلسطينية العربية، يكرّس اقتصار حقوقهم، بما هم مسلمون ومسيحيون، على الحقوق الدينية والمدنية وحدها، أي انه ـ التعهد – يكرر حرمان عرب فلسطين من الاعتراف بهم كشعب وحرمانهم بالتالي من حقوقهم القومية والسياسية في بناء دولة والاستقلال وتقرير المصير أو إدارة شؤونهم بأنفسهم بل يحرمهم حتى من حقهم في التمثيل السياسي والمشاركة السياسية في حكم البلاد. من هنا فعدم ذكر «دولة يهودية» بدل «الوطن القومي اليهودي» في رسالة اللورد بلفور لم يكن فقط من قبيل التورية لعدم ذكر «دولة»، قدر ما كان للتأكيد بأن فلسطين سوف تكون «دولة بريطانية»، قبل أي شيء آخر، تماماً كما فهم جورج- بيكو عندما حدّثه سايكس بأمر منح اليهود وطن قومي في فلسطين، قبل ذلك بعامين. لم تغب هذه الاعتبارات الرئيسية عن عدد كبير من الذين درسوا إعلان بلفور. نلقاها عند ستاين (1965) وڤارتيتيه (1970) وشنير (2010) وصولا إلى جيمس بار (2011) ويوجين روغان (2015). لم يخلط أي من هؤلاء بين الوسيلة والهدف. يقول جيمس بار: «لاستبعاد احتمال أن تمارس فرنسا الضغط لصالح إدارة دولية لفلسطين عند احتلال هذه الأخيرة، قررت الحكومة البريطانية إعلان دعمها للصهيونية» (بار،56). ويشير ماير ڤيريتي إلى أن الرسالة التي وقّعها بلفور هي من صنع من كانت تحركهم الرغبة في استثناء فرنسا من حكم فلسطين. ويبدأ يوجين روغان، في كتابه «نهاية العثمانيين» (2015) بتعداد الأسباب التقليدية المألوفة لإعلان بلفور، كمن يمارس طقساً إلزامياً ممّلاً: إقناع ولسن بدخول الحرب، إقناع روسيا الثورة بالبقاء في الحرب، ورغبة البريطانيين في تعديل اتفاقية سايكس -بيكو وقد أعطوا فيها للفرنسيين أكثر مما يستحقون، إلخ.. لكنه لا يلبث أن يقلب المحاجة رأسا على عقب ليخلص إلى أنه «في الظاهر، بدا أن اللورد بلفور كان يقّدم فلسطين للحركة الصهيونية، في الحقيقة، كانت حكومة لويد ـ جورج تستخدم الصهاينة من أجل تأمين الحكم البريطاني لفلسطين» (Regan 350). وكم هو معبّر أن تكون منظمة ماتسبن الإسرائيلية، المعادية للصهيونية، قد وصفت إعلان بلفور منذ الستينات بأنه «عقد الزواج الذي به زُفٌّت الصهيونية إلى الاستعمار». إعلان بلفور يطيح سايكس ـ بيكو مع اقتراب نهاية الحرب، بات لويد – جورج يتحدث من موقع الشريك الاستعماري الأقوى. فبريطانيا هي التي قادت عمليا قوى «التحالف» وهي التي قدمت فيها العدد الأكبر من الضحايا. فهي التي هزمت حملة جمال باشا لاحتلال قناة السويس، إضافة إلى أن قواتها باتت تحتّل كامل فلسطين. وخسرت فرنسا مطالبتها بالإدارة المشتركة لفلسطين بانسحاب روسيا من الحرب، قبل أن يقضي الاحتلال العسكري البريطاني عليه. وفوق هذا كله، كان لسان حال لويد ـ جورج أن بريطانيا هزمت السلطنة العثمانية منفردة «فيتوجب عليها أن تنتزع حصة الأسد من الغنائم» (Barr, 64). في شباط/فبراير 1918 رضخت فرنسا للأمر الواقع وأيّدت إعلان بلفور بعد أن كانت القوات البريطانية قد سيطرت عمليا على كامل فلسطين. وبناء على هذا الانقلاب في موازين القوى وبالنظر إلى التفاوت الكبير في المساهمة الحربية للحليفين، أمكن لويد ـ جورج أن ينتزع من كليمنصو فلسطين والموصل معاً في حوار شديد الدلالة جرى في السفارة الفرنسية بلندن عشية مؤتمر السلام في كانون الثاني/يناير 1919: «كليمنصو: حسناَ، ما الذي سوف نناقشه؟ لويد ـ جورج: بلاد ما بين النهرين وفلسطين. ـ قل لي ماذا تريد؟ ـ أريد الموصل. ـ سوف تكون لك… أي شيء آخر؟ ـ نعم. أريد القدس أيضا. سوف تكون لك، قال كليمنصو مجددا (Barr, 71-72). وكان الجيش البريطاني قد احتل بغداد نهاية العام 1917 ودخل كركوك بعد استسلام الجيش التركي في صيف1918. ونصح أمين سر الحكومة موريس هانكي رئيسَه باحتلال الموصل التي أشارت تقارير إلى احتوائها احتياطيا كبيرا من النفط قد يكون الأكبر عالميا. فأمر لويد – جورج باحتلال المدينة في تشرين الأول/أكتوبر 1919 وكانت لا تزال بيد الأتراك فاحتلت القوات البريطانية المدينة في تشرين الثاني/نوفمبر من العام ذاته (Barr, 66-67). رفض الضابط التركي التوقيع على تسليم الموصل للقوات البريطانية، لوجود مطالبة تركية بالمدينة الشمالية استمرت إلى حين قيام الدولة التركية الحديثة ولم يتخلّ كمال اتاتورك عن اللواء العثماني السابق إلا في العام 1926. هكذا افتتح الحديث المقتضب بين زعيمي الحلفاء التعديلات الجذرية التي تجرى على اتفاق سايكس – بيكو والتي سوف يزيد عليها ويستكملها مؤتمر السلام واتفاقات ما بعد الحرب بحيث لم يبقَ منه شيء تقريبا. مراجع Avidan, Natan, Britain, Israel and Anglo-Jewry, 1948-1967, 2004. Barr, J., A Line in the Sand. Britain, France and the Struggle that Shaped the Middle East, London and New York, 2011 John, Bowle, Viscount Samuel, A Biography, 1957. Cloarrec, Vincent, La France et la Qustion de Syrie, 1914-1918, 1998. Fromkin, D., A Peace to end all Peace. Creating the Modern Middle East 1914- 1922, London, 1989 John, Robert, 'Behind the Balfour Declaration. Britain's Great War Pledge to Lord Rothschild', Institute for Historical Research, May 15, 2016. Mansfield, P., A History of the Middle East, Third Edition, London, 2010 Rogan, E., The Fall of the Ottomans, The Great War in the Middle East, London, 2015 Schneer, Jonathan, The Balfour Declaration. The Origins of the Arab-Israeli Conflict, New York, Random House, 2010. Vereté, M., 'The Balfour Delaration and its Makers', Middle Eastern Studies, 6 (1) January 1970 ماهر الشريف، «اتفافية سايكس – بيكو وعلاقاتها بوعد بلفور»، موقع حزب الشعب الفلسطيني الالكتروني، الثلاثاء 10 أيار 2016.) قراءة بديلة لرسالة بلفور إعلان بلفور: وعدٌ أم وسيلة؟ فواز طرابلسي |
دفاعا عن الاستثناء المغربي Posted: 25 Nov 2017 02:19 PM PST كانت 20 (شباط) فبراير حدثا مهما في تاريخ المغرب الحديث، وكانت استجابة الملك للمطالب السياسية للحركة تمثيلا لما اعتبر استثناء مغربيا. لكن هذا الاستثناء المغربي ضارب بجذوره في تاريخ النضال الوطني ـ الديمقراطي. بل إنه ممتد في تاريخ ما قبل الاستعمار الذي استولى فيه العثمانيون على العالم العربي، باستثناء المغرب الذي وقف في وجه توسعهم، ولذلك ظلت الدولة المغربية قائمة. يتأكد هذا الاستثناء مع الحركة الوطنية، وما سبقها من حركات تحريرية في الجنوب مع ماء العينين الذي جاء من الصحراء، وانتهى به المطاف إلى مراكش، وحركة موحا وحمو الزياني في الأطلس المتوسط، وحركة عبد الكريم الخطابي في الريف. تشكلت الأحزاب إبان الاستعمار وسيستمر بعضها إلى الاستقلال. ورغم الصراع غير المتكافئ بينها والدولة فإنها ظلت قائمة، وتطورت في أواسط السبعينيات، وقدمت شهداء ومعتقلين ومنفيين. ولم تفتر وتيرة النضال الوطني والديمقراطي التي كانت تشارك فيها النقابات والجمعيات إلا مع حكومة التناوب التوافقي. لكن حركات المعطلين والمطالب السياسية والاجتماعية لم تتوقف أبدا إلى أن وقع الربيع العربي، فكانت حركة 20 فبراير، وجاء بعدها حراك الريف. يبدو الاستثناء المغربي في موقف الدولة والمجتمع السياسي معا. فالمجتمع السياسي ظل يفرض وجوده حتى في أقسى مراحل القمع (سنوات الرصاص)، والدولة كانت تستجيب للشارع المغربي، وتتيح مساحة للهامش الديمقراطي الذي تميز به المغرب بالمقارنة مع الدول العسكرتارية أو المخابراتية، أو ذات الحزب الوحيد. وما استجابة محمد السادس لمطالب الربيع المغربي، وحراك الريف بربط المسؤولية بالمحاسبة سوى تعبير عن هذا الاستثناء على المستوى العربي، والذي يريده المغاربة قاعدة تتحقق فيها كل مطالب الشعب المغربي، وتتطور فيه الإدارة، ويوضع حد للفساد في مختلف صوره وأشكاله. صار المغرب أنموذجا تحتذي خطواته بعض الدول العربية، وعلى رأسها الجزائر. فكلما أطلق المغرب مبادرة تحسب له، حتى تعمل الجزائر على اقتفاء أثره في اليوم التالي: السباق على التسلح، ترسيم الأمازيغية، بناء مسجد الحسن الثاني، بناء «مسجد الجزائر الأعظم، وما إن سمع إطلاق القمر الصناعي محمد السادس، حتى جاء الحديث عن «الكوم سات 1» الجزائري. إن المنافسة الشريفة مقبولة، ولكنها لا تصبح ذات دلالة إلا حين تكون استجابة للمطالب الشعبية، وليس من باب الكيد. أما التنافس الذي نشهده على المستوى العربي، وخاصة في دول الخليج، فلا يمكن أن يؤدي إلا التفرقة وشق الصفوف، وخوض الصراعات التي لا يمكن أن يستفيد منها سوى أعداء الأمة العربية الإسلامية. ألم يحن الوقت بعد ليتعلم العرب من كل دروس التاريخ الحديث، الذي لم يحققوا فيه أي تقدم حقيقي على أي مستوى، أي منذ تأسيس الدولة الصهيونية إلى الآن، ويعلموا أنهم جميعا جسد واحد، رغم اختلاف ألوان الأعلام، والمطامح السياسية الخاصة؟ وأن ما يمكن أن يوحدهم أكبر من كل ما يفرق بينهم، وأن كل من يعمل على توسيع الشرخ العربي ـ العربي، من الروس إلى الأمريكان، مرورا بأوروبا، هو المستفيد الوحيد، الأول والأخير، إلى جانب إسرائيل، وأن ليس للعرب سوى الخسران المبين؟ وليس الخبر كالعيان: حروب، تقتيل، مجاعات، هجرات، أوبئة، صراعات طائفية وقبلية، تراجع اقتصاديات دول النفط، أزمات اجتماعية وسياسية، عبودية، انقسامات، خدمة أجندات الأعداء التاريخيين… أما شعوب الدول العربية فهي مغلوبة على أمرها، وليس لها سوى دعاء الله ليفرج الغمة عن الأمة. وحين ينجح الفريق المغربي والتونسي تعلن هذه الشعوب فرحتها الغامرة سواء داخل القطر أو في المهجر، تماما كما وقع لما حصل كل من نجيب محفوظ، وأحمد الزويل على جائزة نوبل. وفي الوسائط الاجتماعية عبر الجزائريون عن سعادتهم اللامحدودة بتأهل تونس والمغرب، وقبل أسابيع، من ذلك، كان وزير خارجية الجزائر ينعت المغرب وتونس بأغلظ النعوت وأقبحها؟ فعلى ماذا يدل هذا؟ إلى متى تظل شعوب الوطن العربي في واد، وحكامها في برج؟ أليس من العار أنه بقدر ما تعبر هذه الشعوب عن أصالتها وتعبر عن وحدتها، لا يعمل الحكام العرب إلا على قطع حبل العلاقات وتوليد التناقضات المؤدية إلى القطيعة. وحين يقول الشعب: كفى، ترفع في وجهه كافة أصناف الاتهام، بل ويصل الحد إلى التقتيل والتهجير؟ إن تاريخ الشعوب العربية في العصر الحديث هو تاريخ القهر والقمع. وحين تفتح كوة للتعدد السياسي والانفتاح الديمقراطي، إن فتحت، يتم الإجهاز على أي تحول يرمي إلى تحقيق مطالب الشعب العادلة. وإذا كان الربيع العربي حدثا تاريخيا خرج فيه الشباب للتنديد بالفساد، بدأنا نسمع اليوم أحاديث تنم عن اعتراف هؤلاء الحكام أنفسهم بالفساد، ويتخذون تدابير لمواجهته؟ فمن المسؤول إذن عن هذا الفساد؟ وهل يكفي إقصاء شخصيات معينة لوضع حد للفساد الذي تجذر في التربة العربية، ومس كل جوانب الحياة حتى صار قاعدتها وركيزتها البنيوية؟ لقد تطور العالم مع العصر الرقمي، لكن الحاكم العربي، ومعه المجتمع السياسي في حال توفره، ما يزالان أسيري الرؤية التقليدية لتسيير الدولة وتدبير شؤونها. أهو الاستبداد الشرقي؟ هذه الرؤية هي التي تولد كل المشاكل التي يتخبط فيها الوطن العربي، وتحول دون انخراطه في العصر الحديث. إن تهميش المجتمع السياسي، وتهجين المجتمع الثقافي، بل والعمل على إلغاء هذين المجتمعين معا هو ما يؤدي إلى بروز ظواهر مثل التطرف الديني، وكل أنواع العنف المذهبي والعرقي، وإلى تفشي كل الأمراض الاجتماعية، واستفحال مظاهر الفساد الإداري والمالي. وبكلمة: إدامة إنتاج التخلف والتأخر. وحين تبرز آثار تلك السياسات الخرقاء نلقي باللائمة على الآخر، أيا كانت التسمية، ونتهمه بالتآمر على وحدة الوطن. فإلى متى نظل نعيش بعيدا عن روح العصر، وعن الانخراط الإيجابي في قضاياه التي تمس البشرية جمعاء؟ إن الاستثناء المغربي، وهو يتجلى في التسليم بوجود واقع لم يبق ما يبرر استمراره، رهين بتحديد الأولويات التي تنخر الجسم الاجتماعي والسياسي والثقافي والعمل على مواجهتها بالعقلانية والصرامة والشفافية. ولا يمكن أن يتأتى ذلك، على مستوى الدولة، إلا باعتماد استراتيجية محددة لربط المسؤولية بالمحاسبة بشكل دائم، ومتواصل، وأن يكون ما جرى في الريف مقدمة للمتابعة والحكامة المستمرة، وليس استثناء فرضه شرط خاص. كما أن على المجتمع السياسي أن يتحمل مسؤوليته في تخليق الحياة السياسية والمدنية، بأن لا يبقى همه الأساس هو الحصول على المقاعد. لقد أبانت التجربة السياسية والنقابية المغربية منذ أواخر التسعينيات إلى الآن أن النهج المتبع انتهى إلى الطريق المسدود. لقد هُمش المثقفون، وساهمت العزلة التي طوقوا بها أنفسهم في استشراء قيم الانتهازية والرداءة، وآن لهم استعادة مكانتهم في المجتمع، عن طريق الانخراط الإيجابي في إشاعة ثقافة النقد الإيجابي، وتجاوز الحساسيات المثقفية. كما أن على رجال التعليم والإعلام أن يسهموا بدورهم في تطوير إمكاناتهم وأدائهم التربوي والصحافي والارتقاء به إلى المستوى الذي يسهم في التقدم، وليس في تحصيل مكاسب خاصة. يمكن اعتبار «الاستثناء المغربي» منطلقا لتجديد التصورات وتطويرها لتقديم أنموذج تعلو فيه مصلحة المواطن والوطن على أي مصلحة أخرى. إنها مسؤولية تفرض نفسها على الجميع لتأسيس قاعدة جديدة للتعايش وتحقيق التقدم، وإلا فهو الاستثناء الذي يؤكد القاعدة القديمة. كاتب مغربي دفاعا عن الاستثناء المغربي سعيد يقطين |
ارتدادات قمة سوتشي: توافقات تسعى لحل شامل وتُجبر ترامب على محاولة «استرضاء» أردوغان Posted: 25 Nov 2017 02:19 PM PST إسطنبول ـ «القدس العربي»: أجمع مراقبون ومحللون سياسيون على أن قمة سوتشي التي عقدها زعماء روسيا وتركيا وإيران الأربعاء الماضي في روسيا ستشكل نقطة تحول هامة في مسار الأزمة السورية المتواصلة منذ أكثر من 6 سنوات والتي تحاول الدول الثلاث إنهائها بعد أن أنهكت الحرب جميع الأطراف. وعقب القمة التي شهدت توافقاً على عقد مؤتمر للسلام السوري يجمع النظام والمعارضة في سوتشي، بدأت تظهر مؤشرات على تقارب تركي محتمل مع النظام السوري وربما التسليم مستقبلاً ببقاء رئيسه بشار الأسد في الفترة الانتقالية بالحكم، وسط خلافات مستقبلية متوقعة بين المعارضة السورية وأنقرة الداعم الأكبر لها وخلافات أخرى قد تتصاعد بين أنقرة وموسكو على خلفية اشراك ممثلي الوحدات الكردية في سوريا في المؤتمر المتوقع في سوتشي الروسية. بيد أن الارتداد الأهم حتى الآن لقمة سوتشي تمثل في اتصال هاتفي مفاجئ للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره التركي رجب طيب أردوغان ومحاولة «استرضاءه» من خلال التعهد بوقف إمداد وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا بالأسلحة والتأكيد على عمق «الشراكة الإستراتيجية» بين الولايات المتحدة وتركيا التي تبتعد أكثر فأكثر عن واشنطن وحلف الناتو باتجاه روسيا. تركيا ومصير الأسد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وفي تصريحات أدلى بها لوسائل إعلام تركية خلال عودته من سوتشي لأنقرة، نفى أن تكون هناك أي اتصالات مع النظام السوري «في الوقت الحالي»، لكنه قدم إشارات غير مسبوقة لإمكانية تغير الموقف التركي وفتح قنوات اتصال مع النظام الذي طالبت بإسقاطه منذ بداية الثورة السورية. وفي رده على سؤال حول إمكانية إجراء اتصالات أو إقامة تعاون مع الأسد، قال أردوغان: «الأبواب السياسية دائماً مفتوحة حتى اللحظة الأخيرة»، في أبرز إشارة إلى إمكانية تغير موقف أنقرة التي عززت تعاونها مع روسيا وإيران حلفاء الأسد في مسعى لوقف الحرب في سوريا بصيغة تضمن إحباط مساعي الوحدات الكردية لإقامة كيان مستقل في شمالي سوريا، وهو ما ألمح إليه أردوغان بالقول: «إن الأسد ينظر باستياء إلى وحدات حماية الشعب الكردية ولا يريدها أيضاً أن تجلس على طاولة المفاوضات». تصريحات أردوغان سبقتها بيوم واحد تصريحات مشابهة للناطق باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم ماهر أونال قال خلالها «من السابق لأوانه تحديد ما إذا كان الأسد سيكون جزءا من المرحلة الانتقالية» التي يفترض أن تمهد لإنهاء الحرب في سوريا، مشددا على ضرورة ألا يكون له مستقبل سياسي على المدى الطويل. تحرك أمريكي مفاجئ وفي اتصال هاتفي لم معلن عنه سابقاً، بادر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاتصال بأردوغان، الجمعة، جرى خلاله حسب بيان الرئاسة التركية استعراض نتائج مباحثات سوتشي والتعاون الأمريكي التركي في الحرب على الإرهاب وتحسين العلاقات الثنائية بين البلدين، فيما قال ترامب قبيل الاتصال عبر تويتر إنه سيبحث «سبل إنهاء الفوضى وإعادة السلام للمنطقة». لكن الأبرز في هذه المكالمة التي وصفتها أردوغان بـ»البناءة» التعهد المفاجئ للإدارة الأمريكية لتركيا أنها لن ترسل مستقبلاً أي أسلحة لوحدات حماية الشعب الكردية في شمالي سوريا، وهو ما عارضته أنقرة على الدوام وتسبب في خلافات بين البلدين. وبينما كان البيض أقل وضوحا بالقول إن «ترامب سيراجع سياسات تسليح الوحدات الكردية في شمالي سوريا»، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن ترامب تعهد مرتين وبشكل واضح بوقف تسليح التنظيم، مضيفاً: «ترامب قال إنه أصدر تعليمات واضحة لمؤسسات بلاده بعدم إرسال شحنات إضافية من الأسلحة لتنظيم (ب ي د)». لكن «تطمينات ترامب» لأردوغان جاءت بعد يوم واحد من كشف صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية عن نية إدارة ترامب إنشاء إدارة محلية بالمناطق الكردية شمالي سوريا، وبعد يوم واحد من إعلان مسؤولين أمريكيين، السبت، أن العدد الحقيقي للقوات الأمريكية في شمالي سوريا يتجاوز الألفين وهو ما يثير مخاوف أنقرة من نية الإدارة الأمريكية مواصلة دعم الوحدات الكردية في مسعاها لإقامة كيان منفصل شمالي سوريا. وشكك سياسيون ومحللون أتراك في جدوى القرار الأمريكي سيما وأنه يأتي عقب قرب انتهاء الحرب على تنظيم «الدولة» في سوريا وبعد أن باتت الوحدات الكردية تمتلك فعلياً جيشاً معززاً بأسلحة متطورة، حيث اتهمت أنقرة بالسابق واشنطن بتقديم ما مجمله أكثر من 4 آلاف شاحنة أسلحة لهذه الوحدات. مؤتمر الحوار السوري ومن أبرز العقبات المتوقعة خلال الفترة المقبلة، احتمال رفض المعارضة السورية المشاركة في مؤتمر سوتشي الذي توافقت عليه تركيا مع روسيا وإيران، مناقشة مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد، في حين تسعى أنقرة التي تعتبر أبرز داعمي المعارضة السورية وتستضيفها على أراضيها إلى إنجاح المؤتمر. والمعارضة السورية التي باتت مقربة من السعودية بشكل أكبر لكنها لا تستطيع التخلي عن تركيا المجاورة للأراضي السورية وتستضيفها على أراضيها أكد رئيس هيئتها التفاوضية الموحدة الجديد نصر الحريري أن تركيزها ينصب حالياً على محادثات جنيف التي تنطلق بعد أيام برعاية الأمم المتحدة. واعتبر الحريري أن «اقتراح روسيا عقد مؤتمر للحكومة والمعارضة السورية في سوتشي لا يخدم العملية السياسية»، داعياً المجتمع الدولي وروسيا إلى أن «نركز كل أعمالنا من أجل خدمة العملية السياسية وفقا للمرجعية الدولية في جنيف برعاية الأمم المتحدة حتى نختصر الوقت وحتى نصل للحل المنشود»، وأكدت المعارضة مجدداً خلال مؤتمر الرياض أنها ما زالت تتمسك بـ «لا دور للأسد في الفترة الانتقالية». خلافات متوقعة وعلى الجانب الآخر، وفي حال قبول المعارضة السورية حضور مؤتمر «السلام السوري» في سوتشي، يتوقع أن تبرز خلافات أكبر بين أنقرة وموسكو حول مشاركة ممثلي الوحدات الكردية في المؤتمر، حيث شدد أردوغان في ختام القمة على أنه «لا يتوقع أحد أن تجلس بلاده إلى جانب الإرهابيين»، مضيفاً: «لا يمكن أن نعتبر عصابة إرهابية أياديها ملطخة بالدماء طرفاً شرعياً». وقال جاويش أوغلو: «تركيا عارضت مشاركة (ب ي د) في مؤتمر الحوار السوري في مدينة سوتشي الروسية، وهو ما عارضته إيران أيضا»، مشدداً على ضرورة «عدم مشاركة المنظمات الإرهابية في مؤتمرات الحوارات السورية، وعلى وجه الخصوص تلك التي لا تحترم وحدة التراب الإقليمي السوري». لكن المتحدث باسم الرئاسة الروسية «الكرملين» ديمتري بيسكوف، وعلى الرغم من قوله إن موسكو تعلن أن «شركاءنا الأتراك لديهم تحفظات حيال موضوع بعض القوى التي يعتبرون أنها تشكل تهديدا لأمنهم»، شدد على أن «هذا لا يعني أن العمل لن يجري. يقوم خبراؤنا بعمل مكثف لكي يقرروا ويتفقوا على لوائح (المشاركين)». ارتدادات قمة سوتشي: توافقات تسعى لحل شامل وتُجبر ترامب على محاولة «استرضاء» أردوغان إسماعيل جمال |
أستانة والرياض خيبتان في أقل من عام: هل خسرت الثورة السورية آخر الحلفاء؟ Posted: 25 Nov 2017 02:18 PM PST أسهم التوافق الروسي ـ السعودي الذي بدأت تتكشف ملامحه منذ زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز إلى موسكو، في تشرين الثاني (أكتوبر)، في استدارة سعودية تجاه الملف السوري، شبيهة بتلك التي قامت بها تركيا عقب إسقاط القاذفة الروسية، حيث أثمرت عن السماح لتركيا بإطلاق عملية «درع الفرات» وإجبار الفصائل العسكرية على الموافقة على اتفاق أنقرة الذي نتجت عنه جولات أستانة ومناطق «خفض التصعيد». وتعتبر الدعوة إلى الرياض-2 أولى علائم تلك الاستدارة، حيث قامت الخارجية السعودية بتوجيه الدعوات إلى «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة»، إضافة إلى منصتي القاهرة وموسكو ونحو سبعين مستقلا من الشخصيات العسكرية والسياسية، وقامت الخارجية السعودية باستثناء أغلب أعضاء «الهيئة العليا للمفاوضات» وعلى رأسهم الدكتور رياض حجاب، ما أسفر عن استقالته وتسعة من أعضاء الهيئة العليا، أبرزهم رياض نعسان آغا، واللواء عبد العزيز شلال والشيخ سالم المسلط، إضافة إلى تيار «الصقور» لدى الفصائل والذي يتزعمه الرائد حسن إبراهيم الملقب «أبو أسامة الجولاني». واستُثنيت «هيئة التنسيق» من قائمة المبعدين من أعضاء «الهيئة العليا» ليحضر أعضاؤها بشكل كامل ويحصلون على «كوتــا» لممثــليــهم مع الائتلاف الوطني ومنصة القاهرة ومنصة موسكو، مع «كوتا» للفصائل غير مقنعة لها، الأمر الذي جعلها تهدد بالانسحاب. وبعيدا عن الكتل السياسية التي يبدو أنها أخذت قرارا بقبول «الحل السياسي» على الطريقة الروسية وحسب ما يشتهي المبعوث الأممي ستافان ديمستورا، فان الفصائل العسكرية تقع في حرج كبير مع بقائها ضمن التركيبة الجديدة لـ«الهيئة العليا». فاليوم أصبحت الفصائل العسكرية شريكة مع منصة موسكو صنيعة الروس والاستخبارات السورية، ولا تقبل برحيل بشار الأسد، بل وتستعدي على الثورة صراحة وعلانية، حيث اتهم قدري جميل الثورة السورية بأنها «صنع الصهيونية والإمبريالية الأمريكية». وقال عن مطلب رحيل الأسد إنه «غير واقعي» ويعطل الحل السياسي، واقترح أن تقبل المعارضة بأربعة نواب للأسد يقومون بالإصلاح من الداخل. البيان الختامي يُتهم فريق ديمستورا بصياغته حسب متابعين ومقربين مع جولات المفاوضات في جنيف، ورفض رئيس مركز الخليج للأبحاث عبد العزيز بن صقر، ومدير الجلسات، أي تغيير في فقرات مسودة البيان التي نوقشت على مدار يوم ونصف. والجدير بالإشارة أن إدارة المؤتمر لم تسلم أي نسخة ورقية إلى المؤتمرين وإنما قامت بتغيير بعض العبارات على الشاشة أمام الحاضرين الذين فوجئوا أن المسودة الأساسية ما زالت على حالها ومررت إليهم وهم على طاولات الغداء يوم الخميس ليوقعوا عليها. وهو ما يعتبر فضيحة بحق الخارجية السعودية، ناهيك عن المعارضة السياسية التي اعتادت الفضائح سابقا ومنذ قبولها بمنصتي موسكو والقاهرة في جولة جنيف 4. وبعيدا عن البيان الختامي الفضفاض والهلامي، فإن منتج المؤتمر الواضح حتى كتابة هذه السطور يدل على أن أغلبية الوفد التفاوضي المكون من 11 عضوا أصبحت فيه أغلبية ستوافق على الانخراط في المسار الروسي للحل، وذلك حسب النسب المعطاة لكل فريق من الكتل الأربة إضافة إلى المستقلين. ولن ينفع انسحاب الفصائل لاحقا ولن تنزع شرعيته بعد تسميته. هذا إن افترضنا أن لقادة الفصائل الشجاعة على رفض الضغوط في الرياض، لكن تجربة أستانة أفادت أن «العسكر» لا يقاومون أي ضغط بسبب ارتباطهم بالدول الداعمة، وضعف خبرتهم السياسية. إلى ذلك، أعلن المبعوث الأممي ديمستورا أن صياغة دستور جديد هو على رأس جدول أعمال جنيف المقبلة، والتي ستعقد في 28 الشهر الجاري، ما يعني انقلابا واضحا على بيان جنيف لعام 2012 ويفسر بشكل لا يقبل الشك أن الرياض 2 عقد للإطاحة بالهيئة العليا للمفاوضات بسبب تمسكها بالانتقال السياسي، وهو ما ينفي أي تفسير إيجابي لبيان الرياض 2 يتذرع البعض به. وتصبح القرارات الدولية في المفاوضات المباشرة مرهونة بالتوازنات الدولية والإقليمية وهي بعد الاستدارتين التركية والسعودية أصبحت في صالح النظام بما لا يقبل الشك. في التوازي، فان توطئة مناقشة الدستور في جنيف ستنتقل إلى موتمر سوتشي للحوار الوطني، التي ستعقده روسيا مطلع الشهر المقبل بعد جنيف مباشرة. فروسيا ترى أن الحل السياسي في سوريا قائم على «إصلاح دستوري» و« انتخابات» يحق للأسد المشاركة فيها باشراف دولي. وهو أيضا أحد أفخاخ البيان الختامي: «اتفق المشاركون على أن هدف التسوية السياسية هو تأسيس دولة ديمقراطية تقوم على مبدأ المواطنة المتساوية ما يمكن السوريين من صياغة دستورهم دون تدخل، واختيار قياداتهم عبر انتخابات حرة ونزيهة وشفافة يشارك فيها السوريون داخل وخارج سوريا تحت إشراف الأمم المتحدة». وهو جوهر حديث بوتين في القمة الثلاثية، الروسية ـ التركية ـ الإيرانية، التي عقدت منتصف الأسبوع في منتجع سوتشي الروسي. مخرجات مؤتمر الرياض 2 سترسم تحولا جديدا في القضية السورية تسعى من خلاله روسيا إلى إعادة تأهيل بشار الأسد ونظامه، عبر مطلب تعديل الدستور والقبول بترشحه بضمانة دولية، لكن هذه المرة لم تبق روسيا وحيدة في هذا التوجه، بل أصبحت الدول الصديقة هي اليد الضاربة في عمليات تطويع الرافضين. أستانة والرياض خيبتان في أقل من عام: هل خسرت الثورة السورية آخر الحلفاء؟ منهل باريش |
الجزائر: انتخابات محلية تكرس الخريطة السياسية القائمة في البلاد! Posted: 25 Nov 2017 02:18 PM PST الجزائر ـ «القدس العربي»: أسدل الستار أخيرا على الانتخابات المحلية في الجزائر التي اجريت الخميس الماضي، من دون مفاجئات كثيرة، مثلما توقع الكثير من المراقبين، لأنها جاءت لتكريس الواقع وضمان استمرارية نمط معين في تسيير المجالس المنتخبة، وللإبقاء على الخريطة السياسية نفسها. لم تعد المواعيد الانتخابية منذ سنوات فرصة للتغيير، بقدر ما هي فرصة لإبقاء الوضع على ما هو عليه، فأحزاب الموالاة التي تساند الرئيس عبد العزيز بوتفليقة تبقى تسيطر على المشهد السياسي، والمعارضة ما زالت غير قادرة على إحداث التغيير المطلوب، وما زالت تشتكي من استمرار التزوير والتلاعب بالنتائج وتوجيه إرادة الناخبين. الانتخابات المحلية الأخيرة كرست سيطرة الحزب الحاكم جبهة التحرير الوطني، الذي يبقى في الصدارة رغم الحملة الضعيفة التي قام بها، ورغم «شطحات» و«سقطات» أمينه العام جمال ولد عباس، الذي قام بحملة تصريحات غريبة ومضحكة، فضلا عن الصراعات التي شهدت عملية إعداد قوائم المترشحين، والصراعات التي دارت حولها وداخلها، ورغم أن الخطاب السياسي الذي تبناه على الأقل على مستوى أمينه العام العام، كان بعيدا عن طموحات المواطنين، فبدل الحديث عن مشاكلهم اليومية، راح يحكي عن الماضي وعن أمجاده الشخصية، وأنه درس في الجامعة نفسها مع أنغيلا ميركل المستشارة الألمانية، ثم عاد ليقول إنه الأول على دفعة من ألف طبيب تخرجوا في جامعة لايبزيغ بألمانيا، وراح يقول إنه صاحب اختراع جهاز تصوير بالأشعة في ألمانيا، وفي موضع آخر راح يتحدث عن الانتخابات الرئاسية المقبلة، ويقول إن الرئيس المقبل في رأسه، ثم أكد أن الرئيس لن يخرج إلا من جبهة التحرير، قبل أن يعلن أن الرئيس بوتفليقة لن يقبل أن يكون مرشح الجيش في 2019 وهو اعتراف ضمني أن الرئيس سيترشح لولاية خامسة. من جهته استفاد حزب التجمع الوطني الديمقراطي الذي حل في المركز الثاني من تولي أمينه العام رئاسة الوزراء منذ الصيف الماضي، هذا الحزب الذي حقق أيضا تقدما في الانتخابات البرلمانية، قلص الفارق بينه وبين غريمه حزب جبهة التحرير الوطني. الشيء الملاحظ في نتائج الانتخابات المحلية هذه هو استمرار تراجع الإسلاميين في هذه الانتخابات أيضا، وهو استمرار للتقهقر المسجل في المواعيد الانتخابية السابقة، صحيح أن الإسلاميين يرجعون ذلك إلى التزوير وتلاعب الإدارة بالنتائج، لكن هناك شبه اتفاق لدى المراقبين للشأن السياسي أن هناك أمور تتجاوز الاتهامات بالتزوير، وأن رصيد الإسلاميين، وخاصة أولئك الذين اقتربوا من السلطة في تناقص. ولعل المفاجأة التي سجلتها هذه الانتخابات هي تقدم جبهة المستقبل، التي يقودها عبد العزيز بلعيد، والتي احتلت المركز الثالث بعد جبهة التحرير والتجمع الوطني الديمقراطي، هذا الحزب الفتي الذي كان يصنف ضمن الأحزاب المجهرية، بدأ يسجل مكاسب على الأرض، منذ الانتخابات البرلمانية الأخيرة، التي حصل فيها على 14 مقعدا متساويا مع جبهة القوى الاشتراكية (عميد الأحزاب المعارضة). ويرى المحلل السياسي مروان الوناس في تصريح لـ«القدس العربي» أن الموضوعية تفرض القول إن المعركة لم تكن متكافئة، فأحزاب الموالاة قدمت مرشحين في كل المجالس البلدية والولائية، في حين أن أحزاب المعارضة لم تنجح في ذلك، فأول حزب معارض من حيث عدد الترشيحات لم يقدم قوائم سوى في نصف عدد المجالس المحلية، موضحا أنه بغض النظر عن التزوير والتلاعب بالنتائج الذي تحدثت عنه المعارضة، فإن تدني نسبة المشاركة في الانتخابات يؤثر بالدرجة الأولى على المعارضة العلمانية والإسلامية، لأن الشارع لم يعــد يؤمن بالعــمل الســيـــاسي والحزبي، في حين أن العزوف الانتخابي يخدم أحزاب الموالاة. واعتبر الوناس أن صعود حزب جبهة المستقبل في هذه الانتخابات يشبع تماما صعود الجبهة الوطنية الجزائرية في انتخابات 2002 التي احتلت فيها مراتب متقدمة، قبل أن يأفل نجمها، فضلا عن أن الحزب يتشكل من الذراع الشبابي للحزب الحاكم الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى القيادة بسبب سيطرة الحرس القديم، كما أنه لا يجب أن ننسى أن هذا الحزب ورئيسه عبد العزيز بلعيد ابن المنطقة نفسها علي بن فليس رئيس الحكومة السابق والخصم اللدود للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مشيرا إلى أن وضعه في هذا الترتيب قد يدخل ضمن ترتيبات الانتخابات الرئاسية المقبلة، خاصة وأن جبهة المستقبل أقرب إلى الموالاة منه إلى المعارضة. ويرى المحلل السياسي نجيب بلحيمر أن الانتخابات كرست الوضع القائم، لأن أحزاب السلطة المساندة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة تسيطر على المشهد السياسي، بسبب تواجدها عبر كامل التراب الوطني، وكذا تمرسها في تسيير العمليات الانتخابية، لذا فإنها تبقى تهيمن على المجالس المنتخبة، ما لم يحدث ما يمكن من زعزعة التوازنات السياسية القائمة. واستبعد بلحيمر أن تكون هناك علاقة بين هذه الانتخابات المحلية والرئاسية المقبلة التي من المقرر أن تجرى في ربيع 2019 مشيرا إلى أن التجربة أثبتت أن المجالس المنتخبة المحلية أو حتى الوطنية لا يمكنها أن تؤثر في صناعة الرئيس المقبل. وأرجع بلحيمر خوض زعماء أحزاب الموالاة في موضوع الانتخابات الرئاسية خلال حملة الانتخابات المحلية الأخيرة إلى عجز هؤلاء الساسة عن تناول المواضيع التي لها علاقة بالمجالس المحلية، لأن الجميع يعلم أن هذه المجالس التي تفتقر إلى الصلاحيات وإلى المال، بسبب الأزمة الاقتصادية والمالية التي جعلت السلطات تقلص ميزانياتها، لا يمكنها أن تفعل الشيء الكثير لتغيير واقع المواطنين، لذا تفضل بالهروب في خطابها نحو القضايا السياسية، الأمر الذي جعلها تقحم موضوع الانتخابات الرئاسية في الحملة التي كانت تخص تجديد المجالس المحلية. واعتبر عبد الرحمن سعيدي القيادي في حركة مجتمع السلم ( اخوان) أن الاكثار والمبالغة في الحديث عن التزوير بعد كل انتخابات من أسباب تراجع الاسلاميين، لأنه يؤدي إلى نفور الناس وعزوفهم عن التصويت، ولما تزيد نسبة المقاطعة تتضرر الأحزاب المعارضة، والإسلامية على وجه الخصوص، فما الفائدة من الترشح ومن التصويت، موضحا أنه في وقت سابق كان الحديث عن التزوير يبرر النتائج السلبية، ويجعل الإسلاميين في صورة الضحية، لكن الآن الحديث عن التزوير يجرم أكثر من أن يجعلك الضحية، كما أن الأحزاب الإسلامية التي لم تتمكن من الترشح سوى في 500 أو 600 بلدية من أصل1541 بلدية فمعنى ذلك أن لديك مشكل انتشار، ومشكل تنافسية القوائم، فضلا عن عوامل أخرى مثل المال الذي اقتحم ساحة الانتخابات، بشراء الأصوات والذمم. واعتبر سعيدي أن الخطاب السياسي لكل الأحزاب عموما، وليس فقط الأحزاب الإسلامية، أصبح يتسم بالعموميات، يحيط بالواقع دون أن يلامسه، يعتمد على الانتقاد دون تقديم البدائل، وأن مراجعة الخطاب السياسي للإسلاميين أصبح أكثر من ضروري، مشددا على أن رصيد الأحزاب الإسلامية في الشارع ما زال موجودا، لكن القيادات الحالية لم تنجح في تحويله إلى أصوات في المواعيد الانتخابية. الجزائر: انتخابات محلية تكرس الخريطة السياسية القائمة في البلاد! كمال زايت |
السعودية وإيران: نزاع وجود أم حروب حدود؟ Posted: 25 Nov 2017 02:18 PM PST الخلافات السعودية ـ الإيرانية ليست بنت اليوم، فهي تعود إلى بدايات تأسيس المملكة، واكتسبت مضامين جديدة بعد الثورة الإسلامية في إيران، وهي اليوم تدور على جبهات معلنة وأخرى مستترة، من الأرض السعودية ذاتها إلى اليمن وسوريا ولبنان. وبين نزاع الوجود وحروب الحدود، يتواصل التصارع بين طهران والرياض على مقدرات المنطقة واستقطاب قواها المختلفة. (ملف حدث الأسبوع، ص 6 ـ13) السعودية وإيران: نزاع وجود أم حروب حدود؟ |
التصعيد السعودي الإيراني إلى أين؟ Posted: 25 Nov 2017 02:17 PM PST «إننا نعمل على تصدير ثورتنا إلى مختلف أنحاء العالم»، لم يمر سوى عام واحد على انطلاق الثورة الإيرانية 1979 حتى أدلى الخميني بذلك التصريح الذي أثار توتر دول الجوار، وخاصة السعودية، تفاقَمَ مع اندلاع الحرب العراقية الإيرانية. جاء تأسيس مجلس التعاون الخليجي في1981 كخطوة توافقية تنسيقية على طريق الوحدة الخليجية، حلقة بارزة في تاريخ التصعيد الخليجي السعودي في مواجهة الخطر الإيراني، الذي باتت معالمه واضحة من أنه مشروع قومي مُحمّل على رأس طائفي، يستهدف التوسع في المنطقة عبر جغرافية متصلة، تبدأ من طهران، مرورا ببغداد وسوريا، ثم إلى لبنان، ووصولا إلى السيطرة على اليمن ومضيق باب المندب، إلى أن تجد دول الخليج وعلى رأسها السعودية نفسها وجهًا لوجه أمام الخطر الإيراني. شهدت السنوات الأولى للثورة الإيرانية بقيادة مرشدها الأول الخميني، العديد من مظاهر التوتر والتصعيد ضد السعودية، يأتي على رأسها تفجير الأزمات في مواسم الحج عن طريق الحجاج الإيرانيين، ومن ذلك أحداث 1987 عندما تحول أحد الطقوس الشيعية في الحج المعروف بـ «مظاهرة البراءة من الشرك»، إلى مواجهات دامية ومحاولة لاقتحام الحرم، تمّ خلالها حرْق سيارات ومبانٍ، ما أدى إلى إصابة العديد من الحُجاج. وعقب هذه الأحداث مباشرة، قامت مجموعة كبيرة من الإيرانيين باقتحام مقر السفارة السعودية في طهران، واحتجزوا دبلوماسيين سعوديين داخلها، وتم الاعتداء عليهم، بينهم القنصل السعودي رضا عبد المحسن النزهة، بينما توفي الدبلوماسي السعودي مساعد الغامدي، بعد نقله إلى بلاده متأثرا بإصابته، ترتب على ذلك قطع العلاقات السعودية مع إيران حتى عام 1991. في أعقاب الغزو العراقي للكويت عام 1990، سادت حالة من الهدوء بين البلدين، تزامنت مع وجود علي خامنئي على رأس السلطة كمرشد أعلى، وأكبر هاشمي رفسنجاني كرئيس للجمهورية، حيث شهدت تلك الفترة تحوّلا في المسار الثوري الإيراني من خلال فرض المشروع عبر أجندات ثقافية وتبشيرية واجتماعية واقتصادية بعيدا عن الصِدام. وأخذت العلاقات بين السعودية وإيران في التحسن بشكل عام منذ عام 1997، بعد فوز محمد خاتمي برئاسة الجمهورية الإيرانية، والذي كان يتبنى سياسة نزع التوترات، لم تلبث أن تلبّستْ بمخاوف سعودية عام 2003، بعدما وكلت واشنطن إلى جماعات موالية لإيران إدارة العراق، تحوّلت إلى توتر في العلاقات عقب صعود تيار المحافظين بعد فوز أحمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية 2005. وشهد عام 2007 تدخلات إيرانية صارخة في المشهد العراقي، زادت من تأزم العلاقات بين طهران والرياض، ونشطت التحركات الإيرانية في المنطقة عبر الأقليات والجماعات الموالية لها في دول المنطقة. كان لهذا التدخل الإيراني في شؤون المنطقة أثره في اندلاع مظاهرات بحرينية في 2011، أسفرت عن تدخل سعودي مباشر على رأس قوات درع الجزيرة التي أنشأها مجلس التعاون الخليجي، للسيطرة على الأوضاع في البحرين لصالح النظام الحاكم. «عملية التحالف الأحمر» كان الاسم الذي أطلقه مكتب التحقيقات الفيدرالي بالولايات المتحدة الأمريكية على محاولة إيرانية في أكتوبر2001، لاغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير- يتولى حاليا منصب وزير الخارجية – كانت إحدى صور التصعيد الإيراني ضد السعودية. ازدادت حدة التوتر بين السعودية وإيران بعد اندلاع ثورات الربيع العربي التي أعادت صياغة الاستقطابات الإقليمية، والتي أنتجت محورا عربيا إسلاميا بقيادة السعودية يضم دول التعاون الخليجي ودولا عربية وإسلامية أخرى، ومحورا آخر إيرانيا يضم أذرعا إقليمية مرتبطة بالمركز (إيران) عبر نظرية الولي الفقيه التي صاغها الخميني. وفي الوقت الذي ربحت إيران في ميدان العراق على حساب السعودية التي سعت إلى احتواء النفوذ الإيراني فيه من خلال ورقة الاقتصاد والعلاقات الدبلوماسية، خاض الجانبان جولة أخرى من الصراع في سوريا، حيث دعّمت إيران نظام الأسد الموالي لها، في حين وقفت السعودية إلى جانب بعض القوى الثورية المناوئة للنظام. وشهدت ولاية الرئيس الأمريكي باراك أوباما اتجاها للمواءمة مع إيران بلغت ذروتها في اتفاقية النووي الإيراني مع دول 5+1، والتي جاءت على حساب الأمن الخليجي، ما فجّر مخاوف سعودية من النفوذ الإيراني، وخاصة في اليمن، والتي سبق وأن وجهت المملكة بهذا الصدد اتهامها لطهران عام 2014 بتقديم الدعم الشامل لجماعة الحوثيين في اليمن، والتي قامت بالسيطرة على صنعاء ومقر الحكومة والعديد من المقرات الاستراتيجية، نتج عنه تصعيد سعودي بقيادة عشر دول عربية لخوض العمليات العسكرية المعروفة باسم «عاصفة الحزم» ضد الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في 26 آذار/مارس عام 2015، دعما للشرعية وحفاظا على الأمن القومي الخليجي وفق الرؤية السعودية. في العام نفسه، تصاعد خطاب التهديد الإيراني إلى أعلى مستوياته، بعد مقتل حجاج إيرانيين في حادثة تدافع منى، وقامت إيران بتحميل السعودية المسؤولية عن الحادث، وطالبتها بتقديم اعتذار رسمي لطهران. لم يسبق أن بلغ حد التصعيد والتوتر بين السعودية وإيران كما بلغ هذا العام، جرف في مساره شؤون البيت الخليجي بعد أن حاصرت السعودية والإمارات والبحرين (إلى جانب مصر) دولة قطر بعد رشقها بحزم من الاتهامات من بينها تأييد إيران في مواجهة الخليج، وهو ما تنفيه الدوحة. صاروخ باليستي أطلقه الحوثيون باتجاه مطار الملك خالد بالرياض تصدت له الدفاعات الأرضية السعودية – قيل أنه يحمل توقيعا إيرانيا – أثار موجة عاتية من التصعيد، حيث اعتبرته السعودية عدوانا عسكريا إيرانيا مباشرا، أتبعه إصدار التحالف العربي في اليمن بيانًا توعد فيه بالرد عبْر سلسلة من الإجراءات التي تحمل تهديدا لإيران، قابلته الأخيرة بتصريح من خلال رئيسها يحذر من عواقب أي تصعيد سعودي، داعيا المملكة إلى الحذر من قوة ومكانة إيران. تزامن الحدث مع إعلان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري استقالته من قلب الرياض، اعتبرته إيران تصعيدا سعوديا جديدا يستهدف إعادة تشكيل الأوضاع اللبنانية التي يتصدر المشهد فيها حزب الله اللبناني الموالي لإيران. حزب الله كان ولا يزال متموضعا في الصراع بين السعودية وإيران، حيث تعتبره المملكة ذراعا إيرانيا في لبنان، قام بمساندة النظام السوري في القتال الدائر في سوريا، ودعّم جماعة الحوثيين في اليمن، وعلى إثر ذلك حصلت المملكة على ما يشبه إجماع عربي على اعتبار الحزب منظمة إرهابية وذلك في اجتماع وزراء الخارجية العرب بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة 19 تشرين الثاني/نوفمبر، بناء على طلب السعودية، ضد ما قالوا أنه انتهاكات إيرانية بحق الدول العربية. لا يمكن النظر إلى التصعيد السعودي الحالي ضد إيران بمعزل عن الموقف الأمريكي من الصراع السعودي الإيراني في حقبة سيطرة الجمهوريين برئاسة ترامب، والذي يتجه إلى تقويض العلاقات مع إيران وضرب اتفاقية النووي مع تقارب أكثر باتجاه الخليج، ما شجع المملكة على اقتناص الفرصة والتصعيد ضد طهران. فهل باتت المواجهة بين الجبهتين وشيكة؟ من المستبعد في الوقت الراهن اندلاع مواجهات مباشرة بين السعودية وإيران، فأما السعودية فقد أُرهِقت ماليا في الحرب ضد الحوثيين في اليمن، وهي كما يبدو حرب لا نهاية قريبة تلوح في أفقها، إضافة إلى الشأن الداخلي المُرتبك بعد حُزم القرارات الأمنية والاقتصادية التي اتخذها ولي العهد السعودي، والتي اختُلف في توصيفها ما بين التهور والجرأة. كما أن السعودية تعمل حسابا للقوة الصاروخية الإيرانية، وحسابا آخر لورقة الأقليات والتجمعات الشيعية التي تحركها إيران داخل وخارج المملكة. وأما إيران، فإنها لم تتعافَ بعْدُ من الآثار الاقتصادية الطاحنة لحرب الخليج الأولى، ومن العقوبات الاقتصادية المتعاقبة التي فُرضت عليها منذ عام 2006، وهي كذلك تأخذ في حساباتها على محمَل الجد أنها لن تكون في مواجهة السعودية وحدها، والتي يتوقع أن تساندها العديد من الدول العربية والخليجية، إضافة إلى تخوّف إيران من التسليح السعودي عالي المستوى الذي كلّف المملكة مئات المليارات. أغلب الظن أن مسار التصعيد السعودي ضد إيران، سوف يقف عند حد سعي المملكة لنيل أكبر قدر ممكن من التأييد الدولي والعربي لاحتفاظها بحق الرد على طهران، بما يعني رغبة السعودية في التحرك ضد إيران تحت غطاء قانوني دولي، لخلق دافع دولي في توقيع عقوبات جديدة على إيران يحدّ من نفوذها وتهديداتها، تتمكن من خلاله السعودية وحلفاؤها من تقليم أظافر الأذرع الإيرانية في المنطقة، وهو ما بدأت المملكة بالفعل في الشروع بتنفيذه، متمثلا في سعيها لتقويض قوة حزب الله اللبناني، والذي لا يستبعد أن تقوم السعودية بتوجيه ضربات بالوكالة إلى قواته المتمركزة في لبنان. التصعيد السعودي الإيراني إلى أين؟ احسان الفقيه |
السعودية وإيران: تراشق لفظي عنيف والرسالة وصلت! Posted: 25 Nov 2017 02:17 PM PST لم يفاجئ ولي العهد الأمير السعودي محمد بن سلمان الإيرانيين حين وصف المرشد الأعلى الإيراني بأنه هتلر جديد في منطقة الشرق الأوسط، لأنهم يدركون جيداً كما يظهر في وسائل إعلامهم منذ إقصاء ولي العهد الأسبق مقرن بن عبد العزيز وتعيين محمد بن سلمان ولياً لولي العهد، أن عليهم أن يتحضروا للتعامل مع «صدام» جديد في المنطقة أسموه «صدامك» أي «صديِّم» وهو تصغير لاسم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. ولهذا جاء الرد من وزارة الخارجية على تصريحات ولي العهد السعودي قائلة: «لا أحد في العالم بات يعير أهمية لتصريحات الأمير محمد بن سلمان» وأضافت: «العالم لا يهتم لتصريحات محمد بن سلمان لأنها غير ناضجة وغير مدروسة وسخيفة». لكنْ ما يمكن قوله في ضوء استمرار لهجة التصعيد من جانب السعودية، هو أن الأمير الذي يعمل كما هو واضح على إخراج العلاقات السعودية الإسرائيلية من السر إلى العلن، لم تكن تصريحاته لـ «نيويورك تايمز» وقوله إن خامنئي «هتلر جديد»، إلا رسالة علنية هذه المرة عن طبيعة توجهاته فيما يتعلق بالعلاقة مع إسرائيل إذا اعتلى العرش والإقرار علانية بالتحالف الاستراتيجي الكامل بين بلاده وإسرائيل. وإضافة إلى ما سبق وعودة رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري إلى لبنان، هل يمكن القول إن زمن الحرب بالوكالة بين إيران والسعودية قد انتهى، وأن هذه الحرب الكلامية التي يشنها بن سلمان على أعلى رمز في نظام الجمهورية الإسلامية هي بداية لحرب حقيقية لا تنتهي إلا بتغييرات جذرية تشهدها المنطقة؟ وإذا كان إتهام الحريري في خطاب استقالته الذي جاء من الرياض، طهران بالتدخل في شؤون لبنان واستغلال ذراعها العسكري «حزب الله» في زرع الفتنة في الشرق الأوسط، فشل في تحقيق الجزء الأساسي من الهدف من وراء تلك الاستقالة أي تفجير لبنان من الداخل وجر إيران إلى حرب مباشرة مع السعودية، تتطور بلا شك إلى حرب إقليمية واسعة، فهل نحن اليوم مقبلون على سيناريو جديد لهذه الحرب بين إيران والمملكة؟ خصوصاً وأن إيران وإن كانت «استسخفت» تصريحات بن سلمان، فإنها أطلقت من جانبها تصريحات غير مسبوقة عن اليمن عبر قائد الحرس الثوري اللواء محمد علي جعفري أعرب فيها عن استعداد إيران تقديم الدعم لأنصار الله في حربه الدفاعية ضد السعودية قائلاً «في حال طلب الشعب اليمني الدعم والمساندة منا، فنحن في الحرس الثوري جاهزون». وكان لافتاً أيضاً أن جعفري، حذر بشكل مباشر السعودية من مغبة التورط في أي حرب عدائية ضد ما سماه محور المقاومة قائلاً في إشارة واضحة إلى سوريا وحزب الله واليمن «إننا نتجنب الدخول في حرب مباشرة مع السعودية لأننا نفهم أن حربنا هي مع أمريكا وإسرائيل وليست مع عملائهما في المنطقة. لكنني أوصي السعوديين أن يوقفوا التعاون مع الاستكبار وينخرطوا مع شعوب المنطقة وإلا فإن شظايا جبهة المقاومة ستصيبهم». جعفري كان حريصاً هذه المرة على ربط الصراع الإيراني السعودي، بكل الأزمة الراهنة بين إيران والولايات المتحدة التي يشكل البرنامج النووي الجزء الظاهر من جبل الجليد فيها، مشدداً على رفض أي تفاوض حول صواريخ إيران الباليستية ومشيراً أيضاً إلى أن سلاح حزب الله هو أيضاً غير قابل للتفاوض، بما يمكن النظر إليه كخطوة هجومية مقابل تراجع السعودية أو هزيمـتــها في لبنان حين اضطرت للإفراج عن الحريري الذي أعلن أنه «يتريث» في استقالته. وقال جعفري وهو يعرب عن استعداد إيران رفع مستوى تدخلها في اليمن، وهو الأسلوب الذي اتبعته في سوريا عندما أعلن الحرس الثوري على لسان جعفري نفسه عن تواجده العسكري هناك بشكل تدريجي بدأ بالمعنوي ثم بالاستشاري ومن ثم تطور إلى إرسال متطوعين يقاتلون على الأرض، وهي رسالة إلى السعودية مفادها، إن «دعم إيران لمحور المقاومة يأتي بناء على طلب رسمي من شعوب وحكومات تلك الدول (بالطريقة السعودية نفسها حين شنت الحرب على اليمن لدعم شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي)»، موضحاً أن : «السيادة اليوم في اليمن بيد أنصار الله، والدعم الإيراني إذا طلب منها سيكون استشارياً ومعنوياً لا غير واليمن بحاجة إلى أكثر من ذلك، وأن الجمهورية الإسلامية لن تدخر جهداً في هذا الشأن». انتحار أم رسائل متضاربة؟ في شباط/فبراير العام الماضي هاجم اللواء محمد علي جعفري، المملكة العربية السعودية، بعد إعلانها نية إرسال قوات برية ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم «الدولة» الإسلامية في سوريا. وقال جعفري حينها إن إرسال السعودية لقوات برية إلى سوريا هو بمثابة «انتحار»، معتبراً أن المملكة ليست لديها الشجاعة للإقدام على مثل هذه الخطوة. واصفاً ذلك أنه سيكون بمثابة إطلاق رصاصة الرحمة على الرياض. قبل ذلك بأيام كان المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، وجه رسالة إيجابية إلى السعودية في خطاب قال فيه إن ما حدث في السفارة السعودية كان «سيئا جدا» تسبب في «أضرار لإيران وللإسلام» في وقت برز فيه موقف مغاير تماماً من قائد الحرس الثوري الذي وجه للسعودية اتهامات لاذعة، بينها حماية إسرائيل. فبالرغم من موقف خامنئي المرن جداً آنذاك من السعودية بعد حرق ممثلياتها في طهران ومشهد، وما تبعه من سحب عدة دول سفرائها وتخفيض دول أخرى تمثيلها الدبلوماسي، برز اتهام اللواء جعفري، للسعودية أنها أصبحت «درعا لحماية كيان الاحتلال الصهيوني» على حد قوله معتبرا أن المملكة «باتت العدو الأول» للجمهورية الإسلامية وأنها تحيك المؤامرات ضد النظام من داخل إيران. وصرح في تشرين الأول/أكتوبر من العام الفائت ان طهران لديها معلومات كاملة عن مؤامرة تدبرها السعودية حاليا للتنفيذ داخل إيران بالتعاون مع الكيان الصهيوني. وقال في كلمة ألقاها في مدينة بجنورد في مؤتمر الاحتفاء بشهداء محافظة خراسان الشمالية العام الماضي «إن آل سعود الخونة يحلمون بتدبير مؤامرة في الدول الشيعية ونحن لدينا معلومات كاملة ان آل سعود يسعون لتدبير مؤامرة في بلادنا بالتعاون مع الكيان الصهيوني» مضيفاً «أن الأعداء يتوهمون أنهم يستطيعون زعزعة الأمن في محافظاتنا الشرقية مثل سيستان وبلوشستان». ودائماً ما يذكر الإيرانيون بما يسمونها حرب السعودية عليهم وهي (الحرب العراقية الإيرانية) التي يقولون شنتها السعودية مع دول عدة على إيران (بواسطة النظام العراقي السابق). لكنْ قائد فيلق القدس للحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني كان أكثر وضوحاً حين قال: «ننتظر ان تشن السعودية حربا علينا لكي نبني قبباً من الذهب للأئمة في البقيع»، ترجمه الرئيس الإيراني المحسوب على خط الاعتدال حسن روحاني بقوله وبشكل مباشر للسعوديين: «أنتم تعلمون قوة ومكانة إيران، ومن هم أكبر منكم لم يتمكنوا من فعل شيء ضد الشعب الإيراني»، مضيفاً: «واشنطن وعملاؤها سخّروا كل إمكاناتهم وقوتهم ولم يتمكنوا من فعل شيء ضد إيران». التهديد مقابل التهديد وكما هو واضح في تصريحات الإيرانيين الأخيرة، اختفاء لغة «الاحتواء» التي سادت بُعيد استقالة الحريري، حلت محلها لغة «التصعيد»، وقيل في هذا السياق إن المجلس الأعلى للأمن القومي الذي يترأسه الرئيس روحاني ويضم قائد الحرس الثوري، اتفق على انتهاج هذه السياسة الجديدة مع السعودية وان لا تمر أي خطوة تصعيدية من جانب الرياض دون الرد عليها في طهران. وبرز في هذا السياق أيضاً أن خامنئي قال وبعد ساعات فقط من تصريح اللواء جعفري بشأن الاستعداد لتقديم المزيد من الدعم الاستشاري والمعنوي للحوثيين في اليمن، إن إيران ستقدم الدعم إلى كل مكان في العالم يكون بحاجتها لمواجهة ما سماه بـ»الاستكبار»، مضيفاً أن «إيران وقفت وستقف في وجه مؤامرة الاستكبار الصهيونية الرامية لإثارة الحروب والنزاع بين المسلمين، وستنتصر في هذه المواجهة». وشدد خامنئي الذي كان يرفض التدخل المباشر في البحرين والسعودية لدعم المعارضة في البلدين على القول هذه المرة: «رغم الضغوط الأمريكية، فإن جمهورية إيران الإسلامية حققت تقدماً وتطوراً مذهلاً ووقفت في وجه جبهة الاستكبار بقوة، ونعلنها بصراحة أن إيران ستقوم بدعم أي مكان بحاجتها لمواجهة الاستكبار». ويرى عارفون أن هذا الموقف يأتي ردّاً متأخراً على تهديد من السعودية سابق كانت إيران قدمت بشأنه شكوى رسمية إلى الأمم المتحدة رغم أنها كانت رأت في حينه أنه جاء في إطار الصراع الداخلي بين الأمير محمد بن سلمان وابن عمه الأمير محمد بن نايف الذي أقيل من ولاية العهد لاحقاً. فقد صرّح الأمير محمد بن سلمان في أيار/مايو أنه سيعمل على نقل المعركة إلى إيران. أخيراً، فإن كل ما تقوم به السعودية من تصعيد ضد إيران إذا استمر فإنه يصب بالتأكيد لصالح الإيرانيين الذين يستنزفونها في اليمن. ويبقى التصعيد السعودي ضد إيران زوبعة في فنجان، إذا استمر فالخاسر الأكبر هو بن سلمان! السعودية وإيران: تراشق لفظي عنيف والرسالة وصلت! نجاح محمد علي |
حزب الله أمام تراجع تكتيكي لا استراتيجي والرهان على «لعبة الوقت» Posted: 25 Nov 2017 02:17 PM PST بيروت ـ «القدس العربي»: لم يكن «حزب الله» القوة المتحكمة فعلاً بالقرار اللبناني والذراع العسكرية الأقوى بين الميليشيات الشيعية التابعة لإيران، ليظن يوماً أنه سيخطئ في التنبؤ بحدود فعل وردات الفعل السياسية والأمنية والعسكرية للمملكة العربية السعودية، لكن هذا ما بدا أنه يحصل مع «السعودية الجديدة» في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز وإبنه محمد ولي العهد، الرجل الذي يظهر يوماً بعد يوم أنه «رجل المفاجآت» للحلفاء والخصوم معاً. ورغم اشتداد المواجهة السعودية – الإيرانية، كان «حزب الله» أقرب إلى اليقين أنه قادر على إبقاء لبنان في قبضته الفعلية بغطاء العهد الحالي ورئيس الوزراء سعد الحريري، الزعيم السني الأول في لبنان، عبر ما عُرف بـ» التسوية الرئاسية». لم يكن واثقاً من أن «السعودية الجديدة» ستقلب الطاولة سياسياً، لكنها فعلت. ومهما كانت الظروف التي رافقت استقالة الحريري، فإن النتيجة تكمن في ما قاله محمد بن سلمان أخيراً من «أن الحريري، المسلم السنّي، لن يستمر في تأمين غطاء سياسي لحكومة لبنانية تخضع في شكل أساسي لسيطرة ميليشيا حزب الله الشيعية اللبنانية التي هي تحت سيطرة طهران بصورة أساسية». الأقرب إلى اليقين لدى «حزب الله» اليوم، أن الخصم ليس من «العرب التنابل» وفق توصيف أمينه العام حسن نصرالله يوم انطلقت «عاصفة الحزم» في اليمن والتي كانت بداية المفاجآت الصادمة له وللراعي الإيراني الذي سبق واعتبر، عند سقوط صنعاء في يد الحوثيين، أنه بات يسيطر على رابع عاصمة عربية بعد بغداد ودمشق وبيروت. وألاهم أنه بات مدركاً أن قواعد اللعبة قد تغيّرت، وما عاد قادراً على التنبؤ واحتساب خطوات الخصم مسبقاً. «السعودية الجديدة» في قراءة الكثير من المراقبين هي سعودية «مغامِرة، متسرعة، يافعة في خبراتها»، وهو وصف يصح مقارنة بـ»السعودية القديمة»، التي كان لها نهجها المختلف في مقاربة التحديات. وسيكون الحكم عليها رهن مسار التطورات في المستقبل ونتائحها. لكن ما بات مؤكداً وحاسماً أن سياسة الرياض ماضية في التصعيد والمواجهة المباشرة ضد «حزب الله» الذي بقوته وخبراته أرادت إيران أن تكون اليمن حرب استنزاف للسعودية، ما دامت تشكل خاصرتها الرخوة. ما لم يكن في حسبان الحزب أن اليمن سيكون «الذريعة» أو «المسوغ» لتوجيه ضربة عسكرية ضد مواقعه ومخازنه وتواجده المسلح ليس خارج لبنان فحسب بل داخله أيضاً، تشبه «عاصفة الحزم» في اليمن في أيامها الأولى. فـ»حزب الله» أضحى في قرار الجامعة العربية «تنظيما إرهابيا يرعى الإرهاب ويدعم الجماعات الإرهابية في الدول العربية ويمولها بالأسلحة المتطورة والصواريخ البالستية». الإجماع الذي حصده القرار، آخذاً بالاعتبار أن التحفظ العراقي الخجول مفهومة ظروفه كما التحفظ اللبناني، يحمل رسائل واضحة للحزب سبقتها معلومات وصلته عن جدية المعطيات حول عمل عسكري محتوم بمظلة التحالف الدولي، يقع في خانة حق المملكة في الدفاع عن أمنها القومي ضد الإرهاب الذي يستهدفها ويستهدف أمن الخليج. تلك الحتمية أجبرت بدورها «حزب الله» التراجع خطوات إلى الوراء. صحيح أن الكثير من تفاصيل المفاوضات التي حصلت في الكواليس خلال وجود الحريري في الرياض عقب إعلان بيان استقالته، الطوعية أو الجبرية، لم تُكشف بعد. ولم تكن تلك المفاوضات في عمقها تتعلق بالحريري فحسب بقدر ما كانت تتعلق بمطلبات التسوية التي قادتها فرنسا مع إيران ولعبت مصر دوراً موازياً للحؤول دون الضربة العسكرية المقررة ضد مواقع «حزب الله»، لما لها من آثار كارثية على استقرار لبنان، على أن تؤول التسوية إلى تحقيق الأهداف التي رسمتها الرياض، والمتعلقة أولاً بخروج «حزب الله» من اليمن ووقف دعمه بمختلف الأشكال للحوثيين – النسخة اليمنية عنه. التحديات باتت كبيرة أمام «حزب الله»: فثمة إجراءات مشددة، أولاً تنتظره، مالياً بفعل العقوبات الأمريكية، بما يضيق الخناق المالي أكثرعلى بيئته التي ستستهدفها تداعيات العقوبات أكثر منه، إذ أن ميزانيته من إيران وما يحصل عليه من الأعمال غير المشروعة تصله بالعملة الصعبة ولا تمر عبر أي معاملات بنكية أو تحويلات مالية. وثمة تملل غير معلن ضمن بيئته الحاضنة، ثانياً، وخوف وقلق من الآتي في ظل الاقتناع أن قراراً كبيراً قد أتخذ إقليمياً ودولياً وواضح المعالم أمريكياً، بضرب الذراع العسكرية لـ«حزب الله» في بعدها الخارجي و«فائض قوتها» داخل لبنان، وذلك في إطار استراتيجية تحجيم نفوذ إيران في المنطقة. وثمة اقتناع لديه، ثالثاً، أن التبدّل الذي طرأ سياسياً وعسكرياً على المشهد بفعل المعادلة السعودية الجديدة بات يفرض الكثير من الليونة في التعامل، سواء على مستوى «التعديل في المسلمات» التي يتمسك بها في اليمن، وما يرافقها من إعادة دراسة لواقعه في سوريا والعراق في مرحلة ما بعد «داعش»، أو على مستوى ما تتطلبه التسوية داخلياً من خطوات تنازلية لعدم انهيارها وللحفاظ على الاستقرار وتجنيب لبنان الفوضى. هذا باختصار ما يحمله مفهوم «التريث» التي اتخذه الحريري في استقالته. إنها فترة السماح بضمانة فرنسية – مصرية التي فيها الكثير من احتضان للحزب، لإعادة ترتيب أوراقه في مرحلة التراجع إلى الوراء. وإذا كان تصريح قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري، منذ أيام عن أن «نزع سلاح «حزب الله» غير قابل للتفاوض» يعني شيئاً، فهو يعني أن سقف التفاوض الذي جرى القبول به يتعلق بموقع الحزب العسكري إقليمياً وليس لبنانياً، لكنه كلام يُفهم في الإطار السياسي أيضاً أن سلاح الحزب الداخلي بات هو الآخر على المحك وسيُفتح ملفه عاجلاً أو آجلاً. على أن العارفين بإيران و«حزب الله» يدركون أنهما يجيدان لعبة الحسابات وسياسة المد والجز، وأنهما متمرسان في لعبة الإحتواء وإن تطلب تنازلات قاسية، لكنه أحتواء تكتيكي يخدم المشروع الأساسي لطهران في المنطقة. ومن هنا، يبدو الحذر سيد الموقف لدى اللاعبين الرئيسيين في الإقليم من أن «حزب الله» سيناور ويتراجع مرحلياً ويقوم بخطوات تنفيذية لكنها لن تغيّر في مسار الخطة الاستراتيجية لمحوره. وهو سيراهن على لعبة الوقت لينقض من جديد. هي لعبة يتقنها جيداً وتضع الخصوم أمام تحديات قطع الطريق عليها في المواجهة الإيرانية- السعودية التي باتت تأخذ أشكالاً مختلفة عما كان مألوفاً سابقاً. حزب الله أمام تراجع تكتيكي لا استراتيجي والرهان على «لعبة الوقت» رلى موفّق |
بن سلمان يقود السعودية إلى المجهول وفقدان الاستقرار Posted: 25 Nov 2017 02:16 PM PST الناصرة ـ «القدس العربي»: بالتزامن مع كشف تدريجي في إسرائيل عن علاقات سرية مع الرياض، تحذر دراسة صادرة فيها من أن ولي العهد في السعودية محمد بن سلمان يقودها نحو عدم الاستقرار وتدعو دول المنطقة لتوخي الحذر ومتابعة تبعات الأزمة. جاء ذلك ضمن دراسة لـ «معهد أبحاث الأمن القومي» التابع لجامعة تل أبيب أشارت إلى أنه في خلفية هذه التطورات السؤال الهام حول ما إذا كانت «المملكة موجودة في بداية عهد من انعدام الاستقرار المتواصل». ولذا تقترح الدراسة على «هيئات التقييم ووضع السياسات في الدول المتأثرة من مكانة السعودية، ومن ضمنها إسرائيل، أن تشدد متابعتها للأحداث وإعداد خطط طوارئ في حالة نشوء أزمة». وأنجز الدراسة رئيس المعهد، الجنرال في الاحتياط عاموس يدلين، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق والباحث في المعهد، الدكتور يوئيل غوجانسكي، الذي عمل سابقا في «مجلس الأمن القومي» التابع لمكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية. وتقرأ الدراسة في الأحداث الحاصلة في السعودية، وأبرزها إقدام ولي العهد، محمد بن سلمان، على اعتقال 11 أميرا وأربعة وزراء وعشرات المسؤولين، «وذلك باسم محاربة الفساد». لكن الباحثين أشارا خصوصا إلى الأمراء المعتقلين: الوليد بن طلال ومتعب بن عبد الله ومنصور بن مقرن (الذي قتل بإسقاط طائرته) وعبد العزيز بن فهد، ووصفهم بأنهم كانوا يوجهون الانتقادات الشديدة إلى بن سلمان. لكنهما أشارا إلى أن «التطور الأهم في خطوات بن سلمان مرتبط بسيطرته على مركز قوة أمني آخر بإبعاد متعب بن عبد الله، قائد الحرس الوطني» وهو قوة نخبة عسكرية يعدّ قرابة 100 ألف رجل أمن، وتتواجد قوة من هذا الحرس في البحرين من أجل حماية نظام الحكم فيها. وتعتبر الدراسة الإسرائيلية إن «موجة الاعتقالات غايتها، كما يبدو، إبعاد معارضين، بشكل فعل أو بالقوة، عن طريق محمد بن سلمان نحو العرش». ولفت الباحثان إلى خطورة فتح بن سلمان جبهة داخلية في الوقت الذي تتدخل فيه السعودية في عدد من الجبهات الخارجية في الشرق الأوسط، ضد إيران في اليمن، وضد حزب الله في لبنان وضد قطر. ويعتقدان أن الدمج بين مواجهات خارجية وصراعات داخلية يستوجب متابعة متواصلة للتطورات، التي قد تضرّ باستقرار المملكة، إضافة إلى وضع ردّ على انعدام الاستقرار هذا. ووفقا للباحثين الإسرائيليين، فإن التغييرات في توازن القوى السياسية التي يسعى بن سلمان إلى إجرائها، بدأت بصورة تدريجية منذ العام 2015 عندما عينه والده في منصب ولي ولي العهد، ووزيرا للدفاع ومسؤولا عن مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية. بعد ذلك، أطاح بن سلمان بولي العهد محمد بن نايف، رغم أنه كان مسؤولا عن قوات الأمن الداخلي وتم وضعه في حبس منزله مع أقربائه. ويؤكد الباحثان الإسرائيليان أنه رغم تصوير بن سلمان اعتقال الأمراء على أنها حرب ضد الفساد، إلا أن سلوك ولي العهد نفسه لا يختلف عن سلوك باقي الأمراء من حيث الجوهر. ويدللان على ذلك بالإشارة لاقتناء بن سلمان على سبيل المثال، يختا بمبلغ 500 مليون دولار. وتابعا: «لذلك، فإن بن سلمان عمل بهدف منع انتقادات ضده من جانب خصوم له داخل العائلة ولجم تشكل معارضة لحكمه. بل أن من الجائز أن خطواته تعكس تطلعا إلى نقل العرش إلى يديه بسرعة». وفي أعقاب جمع بن سلمان مراكز قوة بين يديه، فإن أمراء كبارا في المملكة خرجوا بدعوات علنية نادرة مطالبة بالتغيير، من خلال تعبيرهم عن انعدام ثقة به وبوالده، الملك المريض. كذلك يرى الباحثان أنه في أعقاب خفض الدعم للبضائع، ما يؤدي لارتفاع أسعارها، قد تزايد إحباط السعوديين الذين اعتادوا الوفرة التي مصدرها الدخل من النفط، في أعقاب انخفاض الرواتب، تقليص دعم السلع وارتفاع غلاء المعيشة، على خلفية انخفاض أسعار النفط في السنوات الأخيرة. ويمضيان في ترسيم السيناريو «إذا استمرت هذه الاتجاهات، فإن بن سلمان قد يخسر التأييد من جانب الشبان في المملكة. وموجة الاعتقالات والخوف من انعدام استقرار سياسي من شأنه أن يضع صعوبات أمام المملكة في تجنيد رؤوس أموال أجنبية، الضرورية لها من أجل تطبيق الخطط الاقتصادية التي أعلن عنها بن سلمان، وإبعاد الاستثمارات الأجنبية». ورصد الباحثان تعالي دعوات في شبكات التواصل الاجتماعي في السعودية إلى خروج المواطنين إلى الشارع والمشاركة في احتجاجات، «وذلك أيضا على خلفية الغليان بين الأقلية الشيعية في المملكة». ويستذكران أنه في أيلول/سبتمبر اعتقل رجال دين وأكاديميون وصحافيون بسبب انتقاداتهم لسياسة بن سلمان الاقتصادية، وأداء الرياض في الأزمة مع قطر وبسبب الحرب في اليمن، التي شنها بن سلمان وتبدو بعيدة عن الحسم. ويشدد الباحثان على أن «أداء بن سلمان، بعد سنوات تميزت فيها السياسة السعودية بالانضباط والحذر، أثار تخوفا في أوساط أجهزة استخبارات غربية بسبب المخاطر الكامنة في هذا الأداء، وبينها الاستقرار في المملكة». وتخلص الدراسة الصادرة في إسرائيل التي حظيت بتعاون سري وعلني أحيانا من قبل السعودية إلى اعتبار «أن النظام في الرياض تحول إلى حكم رجل واحد، ولم يسجل إنجازات ملموسة بعد، وإنما تركز في تحصين مكانته وقوته». كما ترى أن بن سلمان يعزل نفسه عن «تقاليد صناعة القرار الجماعية، ويدخل في مواجهة مع المؤسسة الدينية والنخب الاجتماعية والاقتصادية، وليس واضحا ما إذا كان هؤلاء سيتقبلونه خانعين». ولذا تعتقد الدراسة أن «بن سلمان يدخل في المجهول وأن نهاية هذه العملية يلفها الضباب». ويوما بعد يوم تنتقل العلاقات السرية بين السعودية وإسرائيل إلى العلن، وقال رئيس حكومة الأخيرة، بنيامين نتنياهو، إن دولته تعتمد بشكل عام على السرية في التعاون والعلاقات مع الدول العربية. نتنياهو ا الذي يكرر كثيرا تباهيه بالعلاقات مع السعودية بالتلميح الغليظ قال خلال مراسيم تذكارية لرئيس الوزراء السابق ديفيد بن غوريون، إن «سكان الدول المجاورة سيتعاونون معنا، وإلا فإن عليهم التعاون مع العبيد الأجانب». وأضاف نتنياهو «تعاوننا المثمر مع الدول العربية مخفي عادةً، ولكن أؤمن أن علاقاتنا مع الدول العربية ستستمر في النضج وأؤمن أنها ستجلب ثمارا من أجل توسيع دائرة السلام. هذا سيحدث في نهاية المطاف إذ أنه يحدث باستمرار وراء الكواليس». ولفت إلى أن العلاقات بين بلاده والأنظمة العربية وطيدة ومتينة، بحيث باتت الدول العربية في جبهة واحدة مع إسرائيل ضد ما يعتبره «الإسلام الراديكالي». وتابع مهددا وموجها سهامه لطهران من دون ذكر اسمها تارة ومع ذكرها تارة أخرى: «من يريد أن يستهدفنا، نضربه. من يسعى إلى تعريضنا لخطر الإبادة، يعرض حياته للخطر. أوضحنا مرات عديدة أننا لن نتسامح مع امتلاك إيران للأسلحة النووية ولن نسمح بتموضع قوات إيرانية قرب حدودنا، على الحدود السورية وفي أي مكان آخر». نتنياهو الذي يحاول بناء جسور لم يكن يتوقعها مع السعودية من خلال تصوير إيران كعدو مشترك لكل المنطقة وعلى مبدأ القول الشعبي «عدو عدوي صديقي». وقبل ذلك قال نتنياهو، إن الزعماء العرب ليسوا العقبة أمام توسع علاقات إسرائيل من خلال السلام، وإنما الرأي العام العربي. جاء ذلك في كلمته في جلسة الكنيست، بمناسبة مرور 40 عاما على زيارة الرئيس المصري أنور السادات إلى إسرائيل. وقال أمام قاعة خالية من نواب البرلمان الإسرائيلي الذين لم يكترثوا بالاحتفالية المقامة بالمناسبة إن «العقبة الكبرى أمام توسيع السلام لا تعود إلى قادة الدول حولنا، وإنما إلى الرأي العام السائد في الشارع العربي». وادعى نتنياهو أن «الشارع العربي تعرض خلال سنوات طويلة لغسل دماغ تمثل بعرض صورة خاطئة ومنحازة لدولة إسرائيل. فحتى بعد مرور العشرات من السنوات وعلى غرار الطبقات الجيولوجية يصعب جدا التحرر من تلك الصورة وعرض إسرائيل على حقيقتها». بن سلمان يقود السعودية إلى المجهول وفقدان الاستقرار معهد دراسات الأمن القومي في إسرائيل وديع عواودة |
هل سيكون العراق ساحة للصراع السعودي – الإيراني؟ Posted: 25 Nov 2017 02:16 PM PST منذ قيام الثورة الإيرانية التي أطاحت نظام الشاه عام 1979 والعراق يمثل برزخا حاجزا يقف في وجه المد الإيراني الذي حاول الإسلاميون تصديره لدول الخليج والجزيرة العربية. لكن الحال تغيرت بعد الاجتياح الأمريكي للعراق عام 2003 حيث أصبح العراق في نظر السعوديين دولة محكومة بحلفاء إيران الذين يحركهم اللاعب الجالس في طهران. وبعد ان اشتعلت نيران الحرب الأهلية السورية وظهر الدور السعودي جليا في دعم فصائل المعارضة المسلحة التي تعمل على إطاحة نظام بشار الأسد، بينما وقفت طهران بكل قوتها ودعمها مع النظام ومنعت انهياره، بات الأمر أقرب إلى المواجهة المباشرة بين اللاعبين الأكبر في الشرق الأوسط، وجاء مؤخرا إطلاق الصاروخ البالستي من قبل جماعة الحوثي على مطار الملك خالد في ضاحية قريبة من الرياض على انه حالة حرب أعلنتها إيران على السعودية نتيجة تزويدها الحوثيين بصواريخ تضرب بها مدن المملكة. فهل ستتحول الحرب الباردة التي امتدت حوالي أربعة عقود إلى حرب مباشرة بين دولة الولي الفقيه الشيعية والدولة السلفية السنية السعودية؟ وفي حال اشتعالها هل ستكون حربا شاملة في أراضي الدولتين المتحاربتين أم سيتم اللجوء إلى لعبة المحاور ومحاولة التحشيد في دول الإقليم كسوريا والعراق ولبنان واليمن ودول مجلس التعاون؟ الأسئلة كثيرة، وربما كان الكثير منها مستبعدا لعدم منطقيته أو ربما بدافع عدم الرغبة في التفكير في النتائج الكارثية التي ستحول عواصم المنطقة من طهران وبغداد ودمشق إلى المنامة والرياض إلى خرائب تشبه خرائب الموصل وحلب. موقف العراق أحزاب التحالف الوطني في العراق باعتبارها شيعية فهي بكل تأكيد قريبة من إيران وتتأثر بتوجهاتها وموقفها السياسي، أو ان التأثير الإيراني يطالها بشكل كبير وواضح، لكن حدثت تغيرات ملحوظة في الموقف العراقي منذ اقتراب اندحار تنظيم «داعش» في الموصل وبقية المدن العراقية، وما رافقها من المتغيرات في الساحة السورية التي تقترب من الحسم، تغيرات الموقف العراقي كانت في عودة الدفء للعلاقات السعودية العراقية بعد فترة توتر وجفوة بين الطرفين، عزاها المراقبون إلى سياسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الرامية إلى استمالة بعض حلفاء إيران ومحاولة كسبهم أو على الأقل تحييدهم في حال تصاعد الصراع السعودي – الإيراني، وكانت البداية مع زيارة السيد مقتدى الصدر في تموز/يوليو الماضي التي قرأت على انها محاولة سعودية لشق التحالف الشيعي المؤيد لإيران عبر استمالة طرف شيعي عروبي التوجه واسع الشعبية في الشارع العراقي هو التيار الصدري. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، حيث وجهت دعوة رسمية لوزير الداخلية العراقي قاسم الاعرجي في آب/اغسطس الماضي لزيارة السعودية، وقال الاعرجي خلال تصريحات إعلامية من طهران التي زارها بعد السعودية مباشرة في 13-8-2017 إن «السعودية طلبت من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي التدخل لتخفيف التوتر بين الرياض وطهران»، مضيفاً أنه «أثناء زيارته السعودية طلب السعوديون منه ذلك أيضاً». لكنه تراجع عن تصريحاته لاحقا في لقاء مع صحيفة سعودية حيث قال أن «المملكة العربية السعودية لم تطلب من العراق أي وساطة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأن المملكة دولة كبيرة ذات سياسة خارجية واضحة وقادرة على بناء علاقاتها وفق استراتيجيتها ومصالح شعبها بالصورة التي تراها مناسبة، وإننا ننفي مرة أخرى طلب المملكة لأي وساطة مع إيران». وبعد تقارب وزيارات متبادلة بين مسؤولين في البلدين شهدتها الأشهر المنصرمة، ولقاء رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي بالملك سلمان في 14 حزيران/يونيو الماضي في جدة، وبعد استئناف رحلات الطيران من السعودية إلى بغداد، حيث حطت أول رحلة في 18 تشرين الأول/أكتوبر في مطار بغداد بعد انقطاع دام 27 سنة، واستمرارا نهج التقارب السعودي العراقي، تمت دعوة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لزيارة الرياض التي وصلها في 21 تشرين الأول/اكتوبر الماضي، لحضور مراسم توقيع اتفاقية مجلس التنسيق السعودي العراقي. لكن الموقف العراقي من النزاع السعودي – الإيراني في حالة وقوعه يبقى غير واضح المعالم، فالتصريحات الرسمية لرئيس الحكومة حيدر العبادي تؤكد على حيادية موقف العراق وعدم رغبة حكومته في الانجرار ليكون العراق طرفا في الصراعات الإقليمية، كما أكد مساعي العراق لنزع فتيل الأزمة الإقليمية ومحاولة تقريب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة. وأكد رئيس الجمهورية فؤاد معصوم خلال زيارته الكويت، في 20 الجاري، أن وجود صراعٍ في منطقة الخليج العربي لا يصب في مصلحة بلاده، نافياً في الوقت ذاته أن يكون العراق مع إيران ضد السعودية أو العكس، وأضاف، في مؤتمر صحافي، أن «العراق مع وحدة الخليج؛ وخصوصاً أننا مررنا بتجارب كثيرة مضت، وليس من مصلحتنا وجود صراعٍ بين دول الخليج». موقف حلفاء إيران في العراق ويبقى موقف «صقور الكتلة الشيعية « مؤثرا في المشهد، حيث تتماهى كتل سياسية مؤثرة لها فصائلها المسلحة مع التوجهات الإيرانية، وأبرزها كتلة بدر التي تمتلك 13 لواء في فصائل الحشد الشعبي وحركة عصائب أهل الحق التي تمتلك ثلاثة ألوية في الحشد الشعبي، وكتائب حزب الله العراقي التي تمتلك لوائين في الحشد الشعبي، وكل هذه القوى تتلقى تسليحا ومعونات ودعما وتعليمات من فيلق القدس الإيراني وقائده الجنرال سليماني مباشرة، رغم ان التوصيف الرسمي للجنرال سليماني هو المستشار العسكري لهيئة الحشد التابعة لرئيس الوزراء، إلا ان الواقع على الأرض يشير إلى غير ذلك. ويرى المراقبون ان هذه القوى وفصائلها المسلحة لن تقف مكتوفة الأيدي في حال نشوب صراع مسلح بين السعودية وإيران، وربما كان أوضح مثال على ذلك هو تحديها مؤخرا لتعليمات وأوامر القائد العام للقوات المسلحة ووعوده التي أطلقها لجهات غربية بخصوص ضبط انتقال مقاتلي الميليشيات الشيعية للقتال في سوريا، ومع ذلك شهد الشهر الماضي انتقال حوالي 400 مقاتل عراقي من لواء ابو الفضل العباس التابع لهيئة الحشد الشعبي إلى مدينة البوكمال السورية للمشاركة في دعم قوات النظام السوري في قتاله ضد تنظيم «داعش». من خلال المؤشرات السابقة لا نستطيع الخروج بقراءة واضحة لموقف عراقي موحد من النزاع، حيث تسعى أطراف ليست قليلة للنأي بالنفس عن هذا الصراع، لكن في الوقت نفسه هناك أطراف تبدو فاعلة في الصراع حتى قبل نشوبه. ويبقى السؤال مفتوحا، هل ستنجح الأطراف التي تسعى لدفع التوتر السعودي – الإيراني إلى إشعال الحرب الفعلية بين البلدين مع كل الكوارث المتوقعة من جرائها؟ أم ستلعب الأطراف الدولية والإقليمية دورها في نزع فتيل الأزمة؟ هل سيكون العراق ساحة للصراع السعودي – الإيراني؟ صادق الطائي |
استراتيجية أمريكا في الشرق الأوسط ستجر المنطقة إلى صراعات طويلة الأمد Posted: 25 Nov 2017 02:15 PM PST واشنطن ـ «القدس العربي»: ينظر المراقبون الأمريكيون إلى الأحداث المتلاحقة في السعودية والتوتر مع إيران كمثال على مشاكل واشنطن الحقيقية في الشرق الأوسط، بما في ذلك مشهد استقالة رئيس وزراء لبنان، سعد الحريري، من الرياض والبقاء هناك لمدة اسبوعين في اليوم نفسه الذي وقع فيه هجوم الصواريخ الحوثية على السعودية من اليمن وما تبع ذلك من حملة «مكافحة الفساد» التي يبدو انها كانت محاولة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للقضاء على المنافسين وكسب المزيد من السيطرة على مصادر الثروة الخاصة في المملكة. والمشكلة هنا، بالنسبة للولايات المتحدة، وفقا لاستنتاجات العديد من المحللين ومراكز الأبحاث، ليست نتيجة لأزمات اليوم، وانما في التآكل المتصاعد في الموقف الأمريكي في معظم دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا، والتقديرات ان نجاح واشنطن في هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية» سيؤدي إلى زيادة التهديدات، وان الولايات المتحدة لا تملك استراتيجية واضحة لأي من المشاكل الدائمة التي تتحدى موقفها في المنطقة. ويقول المحللون الأمريكيون ان جميع الدول العربية في الشرق الأوسط وشمال افريقيا تواجه مشاكل اقتصادية حرجة، بما في ذلك مصر التي اختارت القمع بدلا من التنمية، كما ان فرص الحروب قد زادت في المنطقة بسبب تعزيز إيران نفوذها في سوريا ناهيك عن تنامي حزب الله كقوة عسكرية، والأهم من ذلك، ان نجاح حرب الولايات المتحدة ضد «داعش» في سوريا قابله تدخل ناجح لروسيا، ودور متزايد لإيران واحتكاكات خطرة بين الأكراد والعرب. ووفقا لتقديرات محللين، فان النجاح التكتيكي ضد التنظيمات الإرهابية في سوريا قد جلب سلسلة كبيرة من المشاكل الاستراتيجية الجديدة حيث تحاول إيران شق ممر إلى لبنان عبر سوريا والعراق، وفي الوقت نفسه، وجدت الولايات المتحدة نفسها في أزمة كردية أخرى في العراق ستودي إلى مزيد من التوتر مع تركيا. وبالنسبة لصناع القرار في واشنطن، تمثل إيران بصرف النظر عن نجاح أو فشل الاتفاق النووي، تهديدا متزايدا من خلال قوتها الصاروخية التقليدية، وبناء القدرة على تهديد قوات الملاحة البحرية في الخليج. وبالنسبة للخبراء، فان فشل الولايات المتحدة في التصرف بشكل حاسم في سوريا وعدم القدرة على الحد من النفوذ الإيراني في العراق قد ساعد على زيادة المشاكل وسط توترات بين الدول العربية. التحليلات الأمريكية تصل إلى عدة استنتاجات، من بينها ان مشاكل السعودية بشأن لبنان لا تقارن مع تلك الناتجة عن مقاطعة بعض الدول الخليجية لقطر، وان عمليات شراء الأسلحة لا تخلق قدرة عسكرية عالمية حقيقية لردع إيران أو انشاء تحالف أقوى مع الولايات المتحدة، وعلاوة على ذلك، تتجه التقديرات إلى ان عمان تميل بشكل متزايد إلى قطر في حين تنحى الكويت جانبا. واعترف المحللون الأمريكيون، بمن فيهم انتوني كورسمان بورك من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، انه لا يمكن للولايات المتحدة ان تفصل نفسها عما يبدو بانه تدخل عسكري فاشل من قبل السعودية والإمارات العربية في اليمن، ولا يمكن لها ان تتجاهل ان روسيا زادت من نفوذها في المنطقة بما في ذلك عقد صفقات أسلحة كبيرة. كما لا يمكنها تجاهل تدهور استقرار المنطقة، وبالطبع، لا يمكن تصنيف هذه السلسلة المتلاحقة من المشاكل وكانها أزمات اليوم، بل هي مزيد من المشاكل السياسية والاقتصادية والدينية والانقسامات التي نمت على مدى العقد الماضي، ومن الواضح تماما ان الولايات المتحدة بحاجة إلى استراتيجية للمنطقة والاعتراف ان سوء إدارتها للأزمات زاد منها، وليس هناك ما يدل بالفعل على للولايات المتحدة استراتيجية أو إجابة على تفكك موقفها في الشرق الأوسط. هذه الاستنتاجات قادت إلى حالة من الفهم المتزايد لدى العديد من المحللين الأمريكيين بشأن الشرق الأوسط ولكنها لم تصل إلى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يبدو انه ينتهج سياسة قائمة على زيادة التوتر بين السعودية وإيران قد تودي إلى حرب جديدة أي معالجة الأزمة بخلق أزمات أكثر خطورة. من الواضح ان هناك رغبة جامحة لدونالد ترامب في رؤية حرب جديدة في الشرق الأوسط تضع السعودية وإيران في صراع يمكن ان يهدر امكانيات المنطقة ويسحب واشنطن إلى حرب أخرى ستبدو معها حرب العراق وكأنها مناوشات بسيطة. ووفقا لتقديرات منصات إعلامية من بينها «رولينغ ستون» استهدف ترامب إيران بوضوح ووصفها بالدولة المارقة، كما هدد مرارا بقتل الاتفاق النووي وشجع معظم الإجراءات التي قد تودي إلى إثارة التوترات في المنطقة، بما في ذلك التصعيد السريع للحرب في اليمن واتخاذ مواقف أكثر عدوانية تجاه إيران. لدى ترامب ميول واضحة للطغاة والحكام المستبدين، وهذا بالتأكيد جزء أساسي من تصوراته الخاطئة، وما يزيد الطين بلة، ان الرئيس الأمريكي يتلقى تصائح من شخصيات لا تملك أدنى خبرة في الشؤون العالمية بما في ذلك صهره كوشنر الذي يعتقد ان الارتباط مع السعوديين سيؤدي إلى ضغوط شديدة على النشاطات الإيرانية في العراق وسوريا واليمن وافغانستان، هذه الاستراتيجية محفوفة بالمخاطر رغم الملاحظات الأولية من ان إيران لم تكترث في الواقع بالتهديدات، ولم تغرق في حالة من الارتباك ولكن من المحتمل جدا ان تجد بعض الدول الخليجية نفسها في حرب إقليمية بسرعة كبيرة جدا. تدخلت إدارة ترامب لوضع حد سريع للتوترات التي تشهدها السعودية من أجل ان تعمل الرياض بسهولة أكبر مع واشنطن على تحقيق الأهداف المتبادلة بشأن إيران، وكان هناك اتجاه واضح في البيت الأبيض ان حالة عدم اليقين في السعودية لن تخدم سوى إيران وحزب الله مما قد يعرض المصالح الأمريكية إلى خطر. هناك مخاوف جادة من اندلاع حرب جديدة في منطقة الخليج للمرة الرابعة في أقل من أربعين عاما، ووفقا للعديد من المحللين، فان هناك حقائق جديدة تبدو واضحة، من بينها ان السعودية أعطت كل علامات الاستعداد على مواجهة المنافسين وان الاحتمالات قد تتحول بشكل متزايد بطريقة معاكسة بالنسبة للرياض وواشنطن إذا اندلعت حرب فعلية وهناك مخاوف جادة من انهيار أنظمة في المنطقة. استراتيجية أمريكا في الشرق الأوسط ستجر المنطقة إلى صراعات طويلة الأمد رائد صالحة |
مصر: أحزاب وشخصيات معارضة تنتقد «الجامعة العربية» بسبب اجتماعها الأخير Posted: 25 Nov 2017 02:15 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي»: انتقادات واسعة وجهتها أحزاب وشخصيات معارضة مصرية، لجامعة الدول العربية، بعد اجتماعها الأخير الذي عقد على مستوى وزراء الخارجية العرب، وفقًا لدعوة المملكة العربية السعودية لبحث الخروقات الإيرانية، باعتبارها باتت تلعب دورا لصالح السعودية، وتغض البصر عما وصفوه بجرائم المملكة في اليمن. وقال الدكتور أحمد السيد النجار رئيس مجلس مؤسسة الأهرام الأسبق: «هذه الجامعة صارت عارا على تاريخ العرب، أصابها العمى فلم تر سوى صاروخ قصفت به الرياض، وتعامت عن عشرات آلاف القنابل والصواريخ التي انطلقت منها على صنعاء لتهدم كل شيء فيها، وتعامت عن عشرات آلاف الضحايا ومئات آلاف المرضى وملايين الجوعى في اليمن المُحاصر الذي يتم هدم وقصف كل شيء فيه دون أي روادع لدى آل سعود الذين يأكلون بعضهم كالنار ولن يعز عليهم شعب آخر حتى ولو كان أصل العرب». وقال حزب تيار الكرامة المعارض في بيان، إنه تابع باهتمام بالغ فعاليات اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب في الجامعة العربية، في ظل الأوضاع المتردية التي تضرب العديد من الدول العربية، وتدفع بها إلى مرحلة كارثية، تستحق تعاون الدول الأعضاء بالجامعة لمواجهة التحديات الجسام التي تسرع في إعادة تشكيل المنطقة، بما يحقق الأهداف الصهيونية. وعبر الحزب عن رفضه الشديد للنبرة الطائفية التي سادت مشهد مباحثات ومناقشات الحضور، التي سعت إلى إرساء قواعد تشكيل حلف سياسي جديد تنفيذا لإملاءات صفقة القرن، ومواجهة الدول والأنظمة العربية التي لا تنتمي لهذه المرجعية المذهبية والطائفية، تلك المرجعية التي تخدم المصالح الأمريكية والصهيونية في المنطقة، ولا تسعى للحفاظ على وحدة الشعوب والدول العربية باختلاف طوائفها وتنوعها. وانتقد الحزب، تجاهل الجامعة العربية للأوضاع اليمنية الخطيرة في الوقت الذي تضرب خلاله قوات تحالف الحرب على اليمن والذي تقوده السعودية مئات الصواريخ والقذائف على المدنيين من الشعب اليمني، كما استنكر الحزب عدم إدانة الجامعة للتصرفات السعودية التي ترقى لجرائم ضد الإنسانية والمتمثلة في محاصرتها للشعب اليمني، ومنع الغذاء والأدوية والمواد البترولية عنه، في الوقت الذي حذر خلاله المجتمع الدولي من كارثة يتعرض لها الشعب اليمني بسبب الحرب والحصار. وأكد الحزب، أن السبيل الوحيد لمواجهة المشروع الإيراني المنافس الذي ازداد نفوذه داخل دول المنطقة هو في عودة مصر لدورها الإقليمي الرائد وتبنيها لمبادرات وقف الحرب وإنهاء الحصار والجلوس على مائدة المفاوضات والاعتماد على الحلول السياسية تجاه كل الخلافات المعروضة على الساحة العربية، وتوجيه السلاح موحدا نحو جماعات الظلام والتكفير والإرهاب المدعومة دوليا والممولة إقليميا، إضافة إلى العمل على إعادة إحياء المشروع القومي العربي بمفهومه الجامع، والابتعاد عن المشروعات السياسية التي تعتمد على تأجيج الصراعات المذهبية، والتي تسعى للاستئثار بالسلطة، وتعمل على تغيير عقيدة الشعوب العربية بإثارة الفتنة الطائفية، واختلاق عدو جديد لتخدم طموحات ومشروعات العدو الصهيوني، وتحقق أهدافه بأيد عربية خالصة. وأصدر حزب التحالف الشعبي الاشتراكي بيانًا، تعقيبًا على فعاليات اجتماع وزراء الخارجية العرب، مؤكدًا أنه استقبل ذلك الاجتماع بكثير من الدهشة والامتعاض إزاء المستوى المُزري لتورط النظم العربية عامة في إثارة نعرات وصراعات مذهبية على الأصعدة الإقليمية والعربية والمحلية. وقال التحالف:» لا يمكننا أن نعزل مناقشات الاجتماع وقراراته عن المحاولات المستميتة للولايات المتحدة وإسرائيل وعملائهما لتعويض الخسائر التي لحقت بهم جراء الهزائم المتلاحقة لتنظيم «الدولة» الإسلامية وما يسمى جبهة النصرة (فرع تنظيم القاعدة) وغيرها، بعد إنفاق عشرات المليارات من الدولارات لتخريب وهدم البلدان العربية، دولًا ومجتمعات. ويعيد الاجتماع إلى الذاكرة سابق الاجتماعات المشؤومة التي خوّلت للقوى الإمبريالية والرجعية تدمير العراق وليبيا وسوريا واليمن، وبدا أن المطلوب هو إعادة المجتمعات العربية إلى العصور البدائية، مقابل تمكين نظم وجماعات وميليشيات همجية تسببت في قتل الملايين وتهجير ونزوح عشرات الملايين، وتخريب ونهب الموارد الوطنية وتدمير الصناعات والاقتصادات العربية عامة». وتابع:» إن الشبهات واضحة جدًّا وراء قرارات الاجتماع المشؤوم، خاصة التمهيد لما يسمى صفقة القرن، التي تتطلب فيما يبدو تصفية القضية الفلسطينية، وليس حلّها، وهدم معظم الدول العربية أو إضعافها بحيث لا تبقى في المنطقة سوى قوة إسرائيل التي لا تُقهر ونظم عائلية تشيع التخلف وتتوارث نهب ثروات الشعوب، مع دفع إتاوة هائلة للإمبريالية العالمية، خاصة الأمريكية، مقابل الحماية للحكام». واتهم الحزب، الجامعة العربية بتكريس الطائفية والمذهبية بكل سفور، كما يبدو بشكل خاص أن أزمة توريث الحكم السعودي ومأزقها في اليمن، واندحار الجماعات الإرهابية التي تدعمها في سوريا والعراق، تدفعها إلى خيارات خرقاء، بتشجيع من إدارة ترامب التي لا تمانع في الذهاب بـ«النظام الدولي» إلى سياسة «حافة الهاوية» من أجل إخراج مؤقت للرأسمالية المالية العالمية من أزمتها البنيوية. ودعا الحزب الشعب المصري وقواه السياسية الوطنية للضغط بقوة على الحكومة المصرية كي لا تتمادى في مسايرة المغامرات الخليجية- الأمريكية – الصهيونية، بالتورط في أتون صراعات تبدو في الظاهر طائفية، لكنها في الجوهر صراعات يتم تفجيرها لخدمة الإمبريالية الأمريكية وحلفائها والكيان الصهيوني وإطالة عمر نظم حكم تجاوزها العصر. إن الوضع يستدعي تطوير وتعزيز العلاقات بين القوى الشعبية الوطنية والديمقراطية في المنطقة العربية وبينها وبين الحركات المعادية للصهيونية والامبريالية وللعولمة الرأسمالية في كل أنحاء العالم لبناء جبهة عريضة في مواجهة هذه السياسات ولدعم نضــالات الشعوب ضد الاستعمار والطائفية والهيمنة. مصر: أحزاب وشخصيات معارضة تنتقد «الجامعة العربية» بسبب اجتماعها الأخير تامر هنداوي |
هل تنتقل المواجهة السعودية ـ الإيرانية من حرب باردة إلى ساخنة؟ Posted: 25 Nov 2017 02:14 PM PST رفع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان من وتيرة المواجهة مع إيران، على الأقل الخطابية. ففي مقابلة مع الصحافي المعروف توماس فريدمان هاجم بن سلمان آية الله خامنئي ووصفه «بهتلر الشرق الأوسط» وقال إن أوروبا تعلمت أن «الترضية» ليست كافية والمنطقة ليست بحاجة لهتلر في إيران يكرر السيناريو نفسه. وهي تعبيرات مثيرة من ولي العهد الذي قال في مقابلته مع فريدمان، المعلق في صحيفة «نيويورك تايمز» (23/11/2017) إن دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي يدعم السعودية وحلفاءها لبناء تحالف سني ضد إيران الشيعية. ولكن الكاتب شكك في هذا التحالف في ضوء التنافس والعجز الذي تعيشه الدول العربية والإسلامية ما منح إيران الفرصة لأن تسيطر على أربع عواصم عربية وإن بطريقة غير مباشرة، وهي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء. ولا يمكن فصل التصريحات النارية هذه عن حوادث الأسابيع الماضية وإجبار رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري على الاستقالة. وبن سلمان وإن رفض في المقابلة نفسها الحديث عما جرى لرئيس الوزراء، إلا أنه أكد فيها أن الحريري لن يستمر في منح غطاء لحزب الله المؤثر في الحكومة اللبنانية. ونظر إلى لبنان باعتباره الساحة الجديدة للمواجهة في المنطقة العربية ضمن ما يطلق عليه التنافس والعداء السعودي – الإيراني. وأوردت مجلة «فورين بوليسي»(22/11/2017) أن دونالد ترامب يسعى لإقناع الدبلوماسيين والخبراء في الأمم المتحدة بأن الصاروخ الباليستي مصدره إيران. وفي هذا السياق تدفع باتجاه الإفراج عن معلومات أمنية لكي تجعل القضية مقنعة وبالتالي فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية وتغيير موقف الأوروبيين الذين أقاموا علاقات اقتصادية مع إيران وفق شروط الاتفاقية النووية الموقعة عام 2015. وهنا مفارقة وهي الرجوع إلى المنظمة الدولية كأداة في حرب ترامب على إيران والاتفاقية الموقعة معها مع أنه وصف الامم المتحدة أثناء حملته الانتخابية بدكان ثرثرة. نهاية اللعبة السورية وفي ضوء التطورات الأخيرة على الساحة السورية وقمة سوتشي بين الزعماء الثلاثة المؤثرين في سوريا وهم فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان وحسن روحاني الذين دعوا لعملية سياسية ودستور وانتخابات رئاسية وبرلمانية فقد جمعت السعودية خلال الأيام الماضية عددا من جماعات المعارضة السورية من أجل تشكيل جبهة موحدة في اجتماعات الأسبوع المقبل في جنيف. ويرى المحللون أن الجلبة الدبلوماسية هي تعبير عن نهاية اللعبة في سوريا والتي أعقبت الهزائم المتكررة لتنظيم «الدولة» وإخراجه من معاقله المهمة. وفي كل هذا خرجت إيران منتصرة على السعودية والقوى الوكيلة فيما سلم الرئيس ترامب مفاتيح اللعبة السياسية لفلاديمير بوتين. ولن تخرج أمريكا من الساحة السورية حسب تصريحات وزير الدفاع جيمس ماتيس الذي ربط البقاء والخروج بما سيسفر عنه مؤتمر جنيف المقبل. كارثة اليمن وتعاني السعودية من حملة شجب دولية بسبب الأزمة الإنسانية في اليمن والتي فاقمتها عندما فرضت حصارا على الموانئ البرية والبحرية اليمنية ومرور المساعدات الإنسانية رغم تحذير المنظمات الإنسانية من أن هناك7 ملايين يمني بحاجة للمساعدة العاجلة ولمواجهة وباء الكوليرا الذي تم احتواؤه بشكل أو بآخر. وانتقد الكونغرس الممارسة السعودية حيث صوت في بداية الأسبوع الماضي على قرار وإن كان رمزيا، يتعلق بإعلان الحرب وهو أن الدعم الأمريكي للسعودية في اليمن لا يدخل ضمن الحرب التي تشنها الولايات المتحدة على الإرهاب. ورغم قول ولي العهد السعودي بن سلمان إن الحكومة التابعة لعبد ربه منصور هادي تسيطر على 85٪ من أراضي البلاد إلا أن الصاروخ الباليستي يعني أنه طالما ظل الحوثيون يسيطرون على شمال البلاد والعاصمة صنعاء فالخطر سيظل مستمرا. خطر ويرى معلقون أنه في ضوء الخلافات التاريخية بين البلدين فأي شيء يمكن ان يصعد المشكلة بينهما. ونقلت هولي إليات من محطة «سي أن بي سي» (22/11/2017) عن بات ثاكر، المديرة الإقليمية للشرق الأوسط وشمال افريقيا في وحدة الاستخبارات الاقتصادية أنه لو حدثت حرب فستكون من أخطر الأوقات في الشرق الأوسط «لكن لا السعودية أو إيران ترغبان بالحرب». ووصفت ثاكر النزاع بين البلدين باعتباره صراعا على السلطة الدينية «ستقاتل السعودية بأنيابها وأظافرها من أجل موقعها كزعيمة للإسلام في الشرق الأوسط وقد تطبع العلاقات مع إسرائيل لضرب إيران». مع أن المملكة لا تعتبر الحليف الطبيعي للدولة اليهودية إلا أن كليهما يخشى من صعود إيران. غامضة ومع ذلك تظل الحروب الكلامية ومحاولات المواجهة عبر الحروب بالوكالة سواء في العراق أو اليمن، سوريا أو لبنان جزءا من ملامح الحرب الدائرة بين البلدين منذ سنين، صعودا ونزولا. وعلى ما يبدو فإن انتصارات حلفاء إيران في العواصم الأربع كان وراء التصعيد الجديد بالإضافة إلى أن سياسات السعودية الخارجية في ظل محمد بن سلمان تتسم بالتعجل والتهور حسب المحللين الذي لا يستطيعون فهمها. وفي هذا يقول ماركوس جينفيكس المحلل في شؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا بمجموعة تي أس لامبارد في تصريحات لسي أن بي سي إن سياسات السعودية الخارجية من الصعب فهمها «فعلى الساحة المحلية أفعاله راديكالية ولكن يمكن فهمها، ولكن على الساحة الخارجية فلا معنى لها بالمطلق» و «كان تدخله في اليمن متعجلا ولكننا نعرف ماذا كان يريد، وفي قطر فقد كان متعجلا ومتهورا نوعا ما، ولكن في لبنان فمن الصعب فهم ماذا يريد». ويرى المحللون أن الخطوة في لبنان ربما كانت «ردة فعل» في محاولة لحل الحكومة وزعزعة موقف حزب الله. وأيا كانت فالحرب ليست على الطاولة في الوقت الحالي. ويرى جينفكس إن «الحرب الساخنة» لا تلوح بالأفق لأننا لا نعرف متى اللحظة التي ستتعامل فيها طهران مع الممارسات السعودية ولا يمكنها السكوت عليها. نعرف أن الطرف السعودي لم يعد يتحمل ما تقوم به إيران والحرب لن تندلع طالما لم ترد الأخيرة. وهي ليست بحاجة لدخول حرب مباشرة مع السعودية لأنها تعرف كيف تخوض حروب التأثير بالمنطقة. لعبة الجماعات الوكيلة وفي مقال لجوناثان سباير بمجلة «فورين بوليسي» (21/11/2017) قال فيه إن طهران ربحت الحرب للسيطرة على الشرق الأوسط. وأشار أن لا فرصة لدى السعودية لكي تغير الموجة رغم الخطوات الجريئة التي قام بها الأمير محمد بن سلمان الذي يتحرك على أكثر من جبهة بشكل يذكر بمايكل كوريلوني وتحركه الحازم ضد أعداء عائلته في المشاهد الختامية من فيلم «العراب» ولا نعرف إن كان «العراب» السعودي لديه القدرة على وقف التأثير الإيراني، إلا أن سجل النتائج واضح في العراق ولبنان وسوريا واليمن التي استفادت إيران من كل نزاع فيها. والسبب قدرتها على بناء جماعات وكيلة اعتمدت عليها في عملية التأثير العسكري والسياسي في البلاد. ويرى سباير أن الأدلة قليلة عن تعلم السعوديين من فشلهم السابق، فهم وعلى خلاف الإيرانيين لا يعرف عنهم الدقة والنجاح في بناء جماعات وكيلة لهم في العالم العربي ولم يفعلوا إلا القليل منذ تسلم بن سلمان السلطة. فكل ما فعله هو نزع الستار عن التعددية الطائفية للحكومة اللبنانية وتهديد أعداءه في اليمن. وهي خطوات رمزية مهمة لكنها لا تقدم الكثير من القوة الفعلية للرياض والتي افتقدتها دائما. فوقف التمدد الإيراني مباشرة أو من خلال جماعات وكيلة لا يعتمد في النهاية على السعوديين أو الإمارات، ولكن على مشاركة الولايات المتحدة وربما إسرائيل في حالة لبنان. ورغم أنه لا يعرف مدى التعاون الأمريكي- الإسرائيلي إلا أن تصريحات وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس الأسبوع الماضي عن بقاء القوات الأمريكية في شرق سوريا وتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن استمرار تعزيز أمن إسرائيل في سوريا تقترح أن لهذين الطرفين دورا يمكنهما لعبه وأن الجبهة الحقيقية هي سوريا لا لبنان. ورغم الشك في قدرات السعودية إلا أن المنتصرة إيران تعاني من نقاط ضعف هي الأخرى أو قل «كعب إخيل» ففي كل بلد شهد تنافسا سعوديا – إيرانيا وجدت طهران صعوبة في تطوير تحالفات خارج الطائفة الشيعية أو الأقليات الأخرى. ولا يثق السنة بإيران ولا يريدون العمل معهم. وهناك عناصر داخل الطبقة السياسية الشيعية العراقية لا تريد أن تعيش تحت إصبع إيران. وأي لاعب يتسم بالدهاء يمكنه أن يجد الكثير من اللاعبين المحليين للعمل معهم ولكن السعودية ليست اللاعب المقصود. وفي الوقت الحالي عبر بن سلمان عن مواقفه ونيته لمواجهة إيران والجماعات المرتبطة بها في العالم العربي. واللعبة مفتوحة وتعتمد على استعداد حلفاء الرياض للعمل إلى جانبها كما أن منحنى التعلم كذلك في الأساليب السياسية وحروب الوكالة مفتوح. وكما لاحظ توماس ريكس في مقال نشرته «فورين بوليسي» (11/1/2016) فإن حروب الوكالة بين البلدين ستستمر صعودا ونزولا فقد تنخفض وتيرة حرب في بلد لتبدأ في بلد آخر. وذكر الكاتب بما كتبه عالم المستقبليات ويليام غيبسون «المستقبل موجود هنا لكنه ليس موزعا بطريقة متساوية». هل تنتقل المواجهة السعودية ـ الإيرانية من حرب باردة إلى ساخنة؟ إبراهيم درويش |
خصوم العمل المؤسسي في البرلمان يُكثرون من «شخصنة» النقاش Posted: 25 Nov 2017 02:14 PM PST يبادر ويناور في الاتجاهات كلها، واستثمر بوضوح في التعديل الدستوري الذي منح رئيس مجلس النواب فرصة البقاء في موقعه عامين على الأقل بدلا من دورة برلمانية واحدة كما كان يحصل في الماضي. زار إيران وكان أرفع مسؤول وسياسي وبرلماني أردني يزورها والتقى رئيسها، كما جمعته نقاشات صريحة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتصافح والتقط صورة مع رئيس مجلس الشعب السوري حمودة الصايغ في روسيا، ويتحدث مع لاعبين كبار في برلمانات العرب والعالم. الجدل يُثار دومًا وفي الاتجاهات كلها، أمام وفي وجه ومِنْ خلف رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة، الذي استطاع تكريس حالة خاصة كرقم صعب في المعادلة التشريعية وفي إطار العلاقة بين السلطتين. غالبية من يتولون تسريب التكهنات والإشاعات والأقاويل ضدَّ الطراونة يجاملونه ويبتسمون في وجهه، ولا يتحدثون أمامه بما يقولون خلفه. الرجل وقد ناقشته وجالسته «القدس العربي» عدة مرات يعرف ذلك ويبتسم، وهو يتحدث عن مزايا الطبيعة البشرية، وعن حالة اجتماعية مألوفة في الوسط السياسي تُعلي أحيانا من شأن النميمة. ويقول: لقد اعتدت على ذلك، بكل حال؛ من يتصدى للعمل العام عليه توسيع أبوابه مع صدره. في معيار الطراونة الترفع عن الرد على الترّهات أو الإشارات الملغومة المغرضة، هو الأسلوب الأمثل، لكن عندما يتعلق الأمر بشيء حقيقي ملموس، سواء كان في مستوى الملاحظة أو على صعيد الاتهام بالمخالفة، فالرجل يقول بوضوح شديد: إنه شخصيًا جاهز لأي محاسبة، على أساس الدستور والقانون. من دون ذلك لا يجد الطراونة مبررا للخوض والتعليق في نقاشات غير دسمة لا علاقة لها بالحقائق والوقائع. تناول الطراونة مع «القدس العربي» عدة ملفات، وتحدث بصراحة ووضوح مألوفين، في شخصيته وفي تعبيره اللغوي والسياسي، معتبرا أنه لا يحضن صفة وظيفة الرئاسة، وأنه ناطق باسم مجلس النواب وتخويله الدستوري والقانوني مفهوم ومحدد، ولا مجال للاجتهاد فيه. ○ بدأت «القدس العربي» بالسؤال والاستفسار عن مسوغات ومبررات ما يتحدث به بعضهم اليوم عن مراجعة للنص الدستوري الذي أطال عمر رئيس مجلس النواب عامين، وعن احتمالات العودة للصيغة السابقة، بحيث ينتخب الرئيس في بداية كل دروة برلمانية؟ • كنّا وما زلنا نتحدث عن مأسسة العمل البرلماني، وعن تنظيم العلاقة بين السلطات بموجب الاستحقاق الدستوري، وعلى هذا الأساس ينبغي أن يحاكم النص، سواء قبل أو بعد تعديله. ○ نريد أولًا أن نفهم موقفك بصورة محددة من هذا الموضوع؟ • لدي رأي بطبيعة الحال، فكرته أن من غير المعقول أن إحدى غرفتي التشريع تستقر فيها حالة المؤسسة الرئاسية أربع سنوات على الأقل، وهو ما يحصل في مجلس الأعيان، بينا نعود للحديث عن رئاسة الغرفة الثانية في مجلس النواب لدورة برلمانية واحدة فقط، ولعدة أشهر. إذا كنا نتحدث بجدّية عن الاستقرار التشريعي والمنهجية المؤسسية، علينا أن نلتقط ما هو جوهري هنا، حيث طاقة الإنتاج والعمل ونمط مؤسسي من الأشخاص. ○ لكن الحديث هنا عن شخصك وعن مراجعة تستهدف حرمان عاطف الطراونة نفسه من البقاء عامين في موقعه؟ • التعديل عندما حصل في هذا الإطار، لم يُفصل ثوبًا لكي يرتديه شخص اسمه عاطف الطراونة، فتعديلات الدستور والتشريعات لعاطف وغيره، والحديث عن الأشخاص والأفراد هنا، غير مهم إطلاقًا، فلا يوجد موقع مُفصّل على مقاس الشخص، ولا يوجد شخص مفصل على مقاس موقع بالمطلق، والمسألة بالتأكيد لا علاقة لها بشخصي. ○ لكن من يتحدثون اليوم عن العودة للصيغة القديمة، بمعنى الاكتفاء برئيس نواب دورة واحدة، يتقصدون الحالة التي تُمثّلها اليوم، حيث تسترخي مدة عامين من دون مزاحمة أو معركة انتخابية في موقعك؟ • مرة أخرى يبدو أنكم لا تلتقطون ما هو عميق في رسالتي. نتحدث عن برنامج مؤسسي. إذا كنا جادين في الحديث عن الهيكل المؤسسي في عمل مؤسسة اسمها مجلس النواب، يصبح الأمر لا علاقة له بالأفراد، وكلمة الأفراد هنا تشملني قبل غيري، وهذا مجددًا أحد أنماط النقاش السلبي في مجتمعنا السياسي، وهو صرف النظر عن البعد البرامجي والهيكلي المؤسسي، والتركيز على الأشخاص مرة أخرى، وأقولها بوضوح، أنا وغيري من الأشخاص غير مهمين والأهم هي مؤسسة النواب، خصوصًا أن الرئيس، بصرف النظر عن هُويته يُنتخب في النهاية، ويمكن محاسبته على أدائه وبرنامجه، وفرصة الترشيح متاحة له ولزملائه جميعهم. ○ لِمَ يوحي بعضهم أن حديثكم عن المؤسسية يستهدف استرخاءكم في الموقع فقط؟ • هذا الإيحاء، مرة أخرى، لا علاقة له بشخصي، وعمليًا المسألة مرتبطة بملف الاصلاح المؤسسي وبرامجه، وأكرر: من غير المعقول أننا أمام غرفتَي تشريع في السلطة التشريعية، الأولى يبقى فيها الرئيس أربع سنوات، وفي الثانية كان الرئيس يبقى دورة واحدة والاستقرار هنا مطلوب لأغراض المؤسسية. ○ جوابك يوحي أن الخطاب المؤسسي هو المستهدف نفسه؟ • هذا تصريح، لا إيحاء، فالعمل المؤسسي له خصوم بطبيعة الحال، وبعض هؤلاء الخصوم غالبًا ما يشخصنون المسائل ويتحدثون عن الأشخاص جزءًا من السلبية المعتادة أحيانا. كيف نسأل رئيس البرلمان؟ ○ هل يعني ذلك أن رئيس مجلس النواب ينبغي ان لا يراجع، في رأيك؟ • طبعا لا، وإذا كان القصد من السؤال هو استفزازي للعودة إلى موضوع شخصي، فأنا أقول من جهتي كرئيس مجلس النواب وكمواطن أردني اسمه عاطف الطراونة وعضو في عدة دورات في مجلس النواب جاهز تمامًا لأي محاسبة أو مراجعة، ومستعد لدفع وتحمل كلفة ونتائج أي خطأ أو مخالفة، فنحن في بلد فيه دستور وقانون، ومعايير النصوص هنا تتكفل بأطر المحاسبة عندما يتعلق الأمر بي أو بغيري. جزء كبير من الشغب على الحالة التي يمثلها رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة لها علاقة بدور ونفوذ أفراد في عائلته يعملون في القطاع الخاص وفي الإطار النقابي، حيث يثار الكثير من اللغط هنا. لكن الطراونة يؤكد لـ «القدس العربي» أنه شخصيًا المخوّل الوحيد بالنطق باسمه، وأن أيًا من أفراد عائلته ــ مع الاحترام الشديد لهم ــ لا يمكنه التصرف أو الادعاء بأنه يمثل عاطف الطراونة. يطرح الرجل مقاربة بسيطة في التعامل مع التقوّلات في هذا السياق، قوامها أن أشقاء وأقرباء لهم اشتغلوا وعملوا مبكرا في القطاع الخاص واتخذوا هذا الاتجاه في وقت مبكر، وقبل أن يصبح شقيقهم عضوا في البرلمان أصلا، وتستند المقاربة بعبارة مختصرة يقول فيها الطراونة إن وضعه البرلماني والسياسي والشخصي اليوم لم يَصنع عائلته، وإن بقاءه في موقعه مِن عدمه لا يطيل عمر هذه العائلة، وعملها، ولا يزيد أو ينقص من مصالحها، وإنه لا ذنب له شخصيًا في واقع أن بعض أفراد عائلته اشتغلوا مبكرا في القطاع الخاص ونجحوا فيه، بعيدا عن القطاع العام والعمل السياسي والانتخابي أصلا. في وجه الكنيست ○ هاجمكم الكنيست الإسرائيلي عدة مرات، في إحداها تم التعرض لك شخصيًا مِن قبل رئيسه؟ • قرأت مثلكم تلك التعبيرات اليمينية المتطرفة التي تصدر عن رموز الظلام في إسرائيل، التي تتقدم فيها مؤسسات ضمن عقلية القلعة التي لا علاقة لها بالسلام أو التعايش. تَصوّرنا باختصار أن الإرهاب الممنهج ضد شعبنا الفلسطيني يَضُر بمصالح الأردن الأساسية، ويُنتج الذرائع أمام قوى الظلام والشر، حيث قُلنا من على المنابر جميعها أن المنطقة لا يمكنها الاستقرار والاسترخاء بأمن وتعايش من دون إنصاف شعب عملاق مثل الشعب الفلسطيني الشقيق. على هذا الأساس أعلنت الترفّع عن الرد على المدعو يولي أدلشطاين، رئيس الكنيست الإسرائيلي الذي يهاجم وينتقد الموقف الشعبي الأردني الذي عبّر عنه مجلس النواب إزاء سياسات الكيان في موضوع المسجد الأقصى، كما يهاجم كل منطق السلام أصلًا. ○ لكن؛ يُقال أحيانا أن رئاسة مجلس النواب لا تخوض في مثل هذه الاشتباكات؟ • من جانبي؛ خيار ممثلي الشعب الأردني الذين أنطق باسمهم مواصلة نصرة ودعم القضية الفلسطينية وصمود أهلها، من منطلق العلاقات التاريخية ووحدة المصير، وكذلك من منطلق الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس التي كانت وستبقى فخرًا للأردن؛ حيث ينوب فيها عن العالمين العربي والإسلامي في الدفاع عن أولى القبلتين وثالث الحرمين وهو موقف يعرفه الجميع. يتصور الطراونة أن ما أغاظ اليمين المتطرف في إسرائيل ليس الموقف من ملف القدس والمسجد الأقصى فقط، بل الجهد الذي يقدمه نواب البرلمان الأردني في محافل البرلمانات الاتحادية والدُّولية والعربية جميعها لمصلحة حقوق الشعب الفلسطيني، وتنديدا بالإرهاب الممنهج وممارسات الاحتلال. هنا لا بد من التذكير – يشرح الطراونة – بالحقائق الرقمية المثبتة التي اشتغل عليها وبها مجلس النواب الأردني، حيث شرع عبر مركز الدراسات بالمجلس رصد وتوثيق القوانين العنصرية كلها التي يسنها الكنيست دعمًا للاستيطان والاحتلال، وقد بلغ عددها منذ أيار/مايو 2015 وحتى آذار/مارس من العام الجاري 129 قانونا، بعضها أقر والآخر في قراءته الأولى. ○ هل تعتقد أن هذا الجهد استفز الكنيست؟ • تم الإعلان في وقت سابق أننا بصدد إعداد وثيقة بهذه الممارسات التشريعية العنصرية، نحن في طور تعميمها على برلمانات العالم كلها، ومن الواضح أن هذا الجهد لا يعجب المتطرفين في الكنيست. ○ لِمَ تم التركيز بتقديركم على ملف المسجد الأقصى؟ • الموقف هنا متاح لإعادة تذكير الجميع بأن الأردن وقيادته ركيزة أمن واستقرار للمنطقة؛ إذ طالما حذر جلالته من مغبة وخطورة المس بالمقدسات ومحاولات تغيير الوضع القائم في القدس، مثلما حذر من الكوارث التي تشهدها المنطقة من جراء غياب الحل العادل الشامل للقضية الفلسطينية، وتمترس الإسرائيليين خلف سياسة القلعة. وإمعان الاحتلال بسياساته المتطرفة التي تمثلت بوضع بوابات إلكترونية لمرور المصلين يعد تغييرا مرفوضًا على الوضع القائم، وهنا يجدر بالاحتلال بدلًا من البحث عن نتائج عمليات المقاومة، البحث في الأسباب التي تدفع الشباب الفلسطينيين للتمسك بخيار المقاومة، نتيجة غياب الحل العادل لقضيتهم والانتصار لحق الأجيال بمستقبل أفضل. في الملف السوري ومع الصايغ أثارت صورة التقطت للطراونة مع نظيره رئيس مجلس الشعب السوري حمودة الصايغ في سانت بطرسبيرغ على هامش أحد الاجتماعات جدلًا كبيرًا في الوسط السياسي الأردني، حيث فسرها بعضهم أنها فرصة للتلاقي مع النظام السوري، واعتبرها بعضهم الآخر مجرد مصافحة مجاملة بلا قيمة سياسية. ○ كيف كان حديثكم مع حمودة الصايغ في عمقه السياسي؟ • في جوهر المسألة، ما يحصل من ألم وفوضى في سوريا الشقيقة يُعيد تنشيط ذاكرتنا القريبة بالموقف الذي مثلته من البداية رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني، حيث الدعوة المتكررة لمعالجة الشقاق والنزاع الداخلي السوري عن طريق الحوار، حيث الإيمان بصعوبة حسمه بالخيارات العسكرية. في اللقاء مع حمودة الصايغ تحدثت بأخوية عن موقف بلادي، وكررت سهر الأردن وحرصه الشديد حصريًا على سلامة ووحدة الأرض السورية، وضرورة العمل على مقاربة توصل الأشقاء في هذا البلد المهم الغالي علينا نحن الأردنيين إلى بر الأمان حتى يتطلع المواطن السوري إلى مرحلة الإنتاج والمستقبل بعيدا عن إنهاكات وانتهاكات الصراع والانقسام. وبطبيعة الحال، لا يمكن تجاهل الحرص الأردني على عودة الأخوة اللاجئين السوريين للمشاركة في بناء بلدهم بعد عودة الأمن والسلام الداخلي، وهو حرص لا ينافسه إلّا حرصنا في عمان دوما على تحمل المزيد من الأعباء تجاه استضافة الأشقاء اللاجئين. وننتهز الفرصة لإعادة التذكير بأن المرحلة الحالية التي تدخل في صلب واجبات البرلمانيين في الأردن وسوريا وفي كل قطر عربي هو المساهمة في بناء تصورات فكرية واجتماعية مضادة للإرهاب فكريًا وعمليَا، بعدما عانى الأشقاء في سوريا من هذا الأمر، بمرحلتين في الأولى حصل الصدام بين النظام والمعارضة وفي الثانية تصادم الجميع مع الإرهابيين. هذا ملف يدخل في صلب اهتمام البوصلة الاستراتيجية الأردنية، حيث الوقفة الجذرية للأردنيين شعبًا وقيادةً في المعسكر المقابل لقوى الظلام والصراع والتشدد والإرهاب. ○ لِمَ يصر الأردن على التمسك بالدعوة للحل السياسي فيما يرى المعسكر الآخر أن الحسم العسكري هو الأساس وقد انتهى الصراع؟ • الأردن دعم، كما قلنا من البداية الحل السياسي للأزمة في سوريا الشقيقة، وهو الحل الذي أثبت مع طول أمد الأزمة فاعليته وجدواه على غيره من الحلول، وهي الرؤية التي طرحها باكرا جلالة الملك عبدالله الثاني، وبرهنت للعالم صوابها، وليس سرًا أن يتحدث الجميع عنها الآن، حيث لا يمكن وقف شبح تقسيم سوريا ووقف نزف دم الشعب السوري، إلا من خلال الحوار السوري – السوري بعيدًا عن أي إملاءات أو تدخلات خارجية، فقد عانت سوريا ليس من صدام أبنائها الداخلي فقط، لكن أيضا من أجندات التدخل من عدة دول. ○ هل ناقشتم مع الرئيس التركي الملف السوري عندما قابلتموه في أنقرة؟ • الأردن مع دول أخرى في المنطقة مثل لبنان وسوريا وتركيا يحمل العبء الأكبر من مأساة اللجوء السوري، وقد شكل اللقاء مع الرئيس رجب طيب أردوغان فرصة مواتية للنقاش في هذا الأمر وتمحيص المواقع والمصالح المشتركة. وعندما يتعلق الأمر بالأردن لا بد من التذكير بتقصير المجتمع الدُّولي وتلك التأثيرات العميقة في الاقتصاد الوطني الأردني من جراء اللجوء السوري، حيث تعاملت المملكة مع زيادة قسرية على عدد سكانها من جراء اللجوء السوري، وأن اللاجئين السوريين يشكلون 20 من مئة من سكان المملكة اليوم، يستنزفون نحو 25 من المئة من إجمالي الموازنة المالية. ○ يبدو أن الحديث عن اللجوء السوري يقودنا للحديث عن الأسعار والوضع المالي داخليًا في الأردن؟ • نعم؛ في الواقع يقودنا إلى هنا، فالأوضاع الاقتصادية التي تمر بها المنطقة والمملكة أجبرت الحكومة الأردنية على التعامل مجددا مع توصيات صندوق النقد الدولي، وقد أجبرنا على حصر توجيه الدعم للأردنيين، وتحرير أسعار السلع من الدعم الحكومي لغير الأردنيين المقيمين، حماية للطبقة الوسطى ومحدودي الدخل من شبح رفع الضرائب، وهو الأمر الذي ناقشه البرلمان على أكثر من صعيد، عبر الكتل وتشاور بشأنه مع الحكومة، وسيخضع لتقويم ونقاش تفصيلي على هامش مشروع قانون الموازنة بعدما أرسل لمجلس النواب. خصوم العمل المؤسسي في البرلمان يُكثرون من «شخصنة» النقاش رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة: حاوره: بسام البدارين |
صمت المرأة لن يوقف العنف ضدها Posted: 25 Nov 2017 02:13 PM PST لم تعد المسألة مقتصرة على حرمان المرأة من التعليم وعدم مساواتها بالرجل في الحقوق والواجبات وتوفير الخدمات الصحية لها فحسب، بل تعدتها إلى أساليب تحط من قيمة المرأة إلى عنف أقصى وأمر، فهي في مجتمعاتنا العربية ترهن حياتها بالطاعة للرجل لدرجة قد تصل إلى العبودية والنظرة الدونية بالإضافة إلى القيود القانونية التي حولتها إلى معتمدة بشكل كلي على الرجل في الكثير من مناحي الحياة، أما عندما نتحدث عن التمثيل السياسي للمرأة فهو شبه منعدم في عدد كبير من الدول العربية. تجرى محاولات للفت الأنظار لبشاعة ما يحدث في المناطق التي تعاني من الحروب وعدم الاستقرار السياسي والأمني وخاصة في ما كان يعرف بدول الربيع العربي، دفعت المرأة في تلك الدول ثمنا باهظا ومورست بحقها أبشع الانتهاكات، من التحرش الجسدي والجنسي والاغتصاب إلى تحولها سلعة تباع وتشترى في وضح النهار من دون الاكتراث لإنسانيتها. وأكثر ما يؤلم هو وضع اللاجئات اللواتي تعرضن لكافة أشكال الاستغلال والقهر قبل ان يهربن من أوطانهن وبعد ان رحلن بحثا عن الأمان والحماية ليصبحن عرضة للعنف المضاعف بسبب المظهر والملبس ليدفعن ثمن الإسلاموفوبيا، الظاهرة التي بدأت تزداد في الغرب ضد كل ما يمثل رمزا للإسلام، فيصير العنف مضاعفا على المرأة المسلمة وهي تتألم بصمت خوفا من الفضيحة والعار كما علموها أهلها في الصغر. فإلى متى ستستمر المرأة في صمتها؟ لماذا تظلم القوانين المرأة وتحط من قيمتها؟ كيف نحمي الصغيرات من كافة أشكال التحرش؟ لماذا يستغل أصحاب النفوذ والمال ضيق الحال لعدد كبير من الأرامل اللاجئات اللواتي يجبرن على الطاعة والانصياع؟ ماذا عن الاختفاء القسري للكثيرات بسبب آرائهم السياسية؟ لماذا لم يتطرق الإعلام إلى المعتقلات في السجون العربية وفي دولة الاحتلال؟ تساؤلات تبقى الإجابة عليها صعبة وتقديم الحلول أصعب في عالم لا ينظر إلى المرأة إلا كجسد وإغراء ومتعة لتصبح مجردة من إنسانيتها. «القدس العربي» أجرت بعض اللقاءات مع ناشطات في مجال حقوق المرأة والمجتمع المدني والحراك السياسي. مستقبل اللاجئات السوريات مجهول تقول الناشطة السياسية في الحراك السلمي المدني السوري جود المدلجي من دير الزور مقيمة في تركيا وهي معتقلة سابقة في سوريا بسبب آرائها السياسية تعرضت إلى التهديد والترويع أثناء الاعتقال وكانت ترى حجم إذلال رفيقاتها في المعتقل وكيف عذبن لدرجة الموت فتعود ملابسها إلى الزنزانة من دون جسدها. «معاناة المرأة داخل بلدها مختلفة عن خارجها وكلاجئة فهي مضاعفة، بسبب الظروف التي تمر بها والتي تجبرها على التنازل لحماية أولادها وتأمين لقمة العيش لهم. بعض النساء لم يتربن على ان يكونن قويات، فالمجتمع ذكوري لذلك فإن المرأة ليس لها دور في الرأي ولا حتى في تربية أولادها، وهي تعتمد على والدها وأخيها ومن ثم زوجها، حتى بالنسبة للمرأة العاملة المتزوجة كثيرات منهن يعملن لكنهن لا يستفدن من الراتب لان الزوج هو من يأخذ الراتب وهناك نساء مثقفات أكاديميات لا يعرفن شيئا عن رواتبهن أبدا». وتضيف: «المرأة تخاف ان تطالب بحقها خوفا من ردة فعل الزوج، فقد يضربها ويهينها ويهددها بالانفصال ويأخذ منها فلذة أكبادها وهي تدرك انه بحال طلقت فالمجتمع لن يرحمها كمطلقة وسيعتبرها نشازا. عندما خرجت السورية بسبب الثورة والحرب أصبحت مجبرة على ان تعتمد على نفسها أكثر خاصة الأرامل وزوجات المعتقلين والمختفين أو زوجات الجرحى». وهي ترى بالإضافة إلى التغيير الكامل في مجتمع المهجر فالمرأة اللاجئة فقدت وجود الرجل صاحب القرار الأول والأخير في حياتها. وتروي المدلجي تفاصيل مؤلمة حول مخيمات اللجوء التي تشهد انتهاكات لا حصر لها بحق المرأة: «المخيمات في تركيا والأردن ولبنان فيها أبشع صنوف الاستغلال والعنف ضد القاصرات، هناك تجار يأتون من دول الخليج حصرا يستغلون حاجة اللاجئين خاصة الأسر التي لديها عدد كبير من الأطفال ويشارك الأب هنا في بيع بناته بالحلال، حيث يزوج ابنته البالغة من العمر 14 عاما لرجل مسن مقابل حفنة من المال على ان تكون شروط الصفقة بالزواج لمدة اسبوع واحد فقط وبعد عودة الفتاة إلى أبيها يقوم بتزويجها من رجل آخر وهكذا فقدت الفتاة احساسها وأصبحت سلعة لا تشعر بإنسانيتها. فالأب لا يستطيع العمل وينتظر المساعدات وأطفاله يموتون جوعا وبردا فيصبح عاجزا عن خدمة أولاده فيبيع بناته وهذا أقوى أنواع التعنيف في رأيي». وتعقب على ظروف الأم التي تجبرها ضغوط الحياة ان تتزوج حتى تصرف على أطفالها بالقول: «هناك من يدعون الخير ويساعدون الأم المعيلة المحتاجة فتصبح مجبورة على الزواج أو ان تبيع نفسها باسم الحلال فتتزوج لمدة شهر ومن ثم ترمى. حتى لو رفضت فهؤلاء أشخاص مجرمون وعندهم القوة على إجبار المرأة للانصياع». وتتحدث بحسرة حول منظمات حقوق الإنسان التي من المفترض ان تقوم بدور جدي في حماية الطفولة والنساء داخل مخيمات اللجوء موجهة أصبع الاتهام إليها كونها في الواقع تمارس التعنيف أيضا عندما تهين المرأة ولا تحفظ كرامتها معتبرة ان منظمات حقوق الإنسان لا تحترم عادات وخلفية اللاجئين الدينية فهي تركز على القشور دون ان تقوم بتوعية الفتيات وتعليمهن ليتمكن من الدفاع عن أنفسهن، وان بعض هذه المنظمات تعتبر من ترتدي الحجاب جاهلة. وهي تحذر من حالات الاغتصاب ومن انتشار الحشيش والمخدرات داخل مخيمات اللجوء حيث توزع على الفتيات اللواتي يدمن على تناولها وبذلك تضطر ان تلبي الطلبات الجنسية لمافيات المتاجرة بلحوم البشر. وترى المدلجي ضرورة الالتفات إلى ظاهرة مؤلمة في تركيا حيث تخرج اللاجئات للعمل في السوق لكن يجري استغلال الصغيرات. وتعلق: «العاملة السورية أجرها زهيد ولا تغطى بتأمين صحي. هناك فتيات بأعمار 15 و14 لا يذهبن للمدرسة ويعملن لإعانة الأهل عندما تعطى ربع حقها فهذا في حد ذاته تعنيف، لا توجد حقوق للاجئين والاب لا يستطيع حماية ابنته من الاستغلال الجنسي ويعجز عن تلبية مصاريف المدرسة فيبقى الخيار الوحيد ان يعرض أبنائه إلى الاستغلال بكافة أشكاله». وتنهي حديثها بالقول مستقبل اللاجئات السوريات مجهول ويصعب استيعابه ويجب ان يتحرك العالم لإنهاء هذه المعاناة الصامتة. صمت المرأة الجزائرية سبب تعنيفها وتقول المختصة في علم النفس العيادي دكتورة وسيلة بن لطرش عن حال المرأة الجزائرية: «العنف الممارس ضد المرأة ظاهرة منتشرة بين مختلف دول العالم، سواء تلك المتطورة أو التي تعيش تحت خط الفقر، كما أنها لا ترتبط بالمستوى الثقافي أو العلمي بقدر ما ترتبط بأسباب اجتماعية وثقافية. الجزائر مثل باقي دول العالم ليست استثناء في هذا المجال، وإن كانت لها خصوصيتها التاريخية والثقافية والدينية، أخرت لسنوات عديدة البحث في تبعاتها الصحية والنفسية على المرأة والأسرة بشكل عام». «بدأ الاهتمام بوضع المرأة الجزائرية مباشرة بعد الاستقلال من قبل مجاهدات أصبحن عضوات في أول برلمان وطني، لكن انصب اهتمامهن بالجانب الاقتصادي والاجتماعي من خلال الدفاع عن حق المرأة في التعليم، والصحة والعمل. من المهم أن نذكر هنا، أن المرأة الجزائرية في فترة الاستعمار وجدت اهتماما من قبل جمعية العلماء المسلمين التي عكفت على تعليمها سواء في المدن الكبيرة أو المناطق النائية على اعتبار انها الأم التي تربي النشء والتي تحافظ على الهوية الإسلامية للفرد الجزائري التي حاول الاستعمار الفرنسي طمسها. إلا أن ذلك لم يكن له بالغ التأثير بحكم الطابع التقليدي للمجتمع الذي السلطة المطلقة فيه للرجل بحكم النظام الأبوي». وعن نظرة المجتمع للمرأة تقول بن لطرش: «لو حاولنا حصر أشكال العنف في هذا النظام الأبوي فنجد العنف النفسي من خلال تمييزها وتحقيرها أمام الذكر الذي كان يُستقبل بالزغاريد يوم ميلاده، في حين ميلاد البنت كان يجلب الإهانة للأم، والعنف الاقتصادي من خلال حرمانها من نصيبها في الميراث، وكذا حرمانها من حق اختيار شريك حياتها وحقها في التعبير عن رأيها الذي قد يتحول إلى عنف جسدي في حال تمردت ورفضت الخضوع». أما عن التغييرات التي طرأت بعد الاستقلال فتشير إلى حدوث تغيير كبير أولا في تركيبة الأسرة الجزائرية وثانيا في المستوى التعليمي للمرأة الذي عجل بظهور منظمات نسائية تُطالب بمنح المرأة حقوقا مساوية للرجل، كالحق في الارتقاء في المناصب العليا، وظهرت أصوات منددة بقانون الأسرة المستمد من الشريعة الإسلامية والذي ما زال موضوع جدل بالرغم من التعديلات الذي عرفه على مدار سنوات منها منح المرأة الراشدة الحق في الزواج دون الرجوع إلى وليها ودون موافقة القاضي، أيضا إخضاع الزوج إلى طلب موافقة الزوجة الأولى في حال نية التعدد. أيضا ظهرت قوانين جزائية تُعاقب أي شكل من أشكال العنف ضد المرأة تماشيا مع مختلف المعاهدات والاتفاقيات المناهضة للتمييز والعنف ضد المرأة والتي صادقت عليها الجزائر. وذلك ما كان ليحدث لولا النشاط المكثف للمنظمات والجمعيات النسائية المستقلة التي تُعنى بشؤون المرأة ولعل أهمها ما قامت به الوزارة المنتدبة المكلفة بالأسرة وقضايا المرأة من خلال «الاستراتيجية الوطنية لمحاربة العنف ضد النساء» حيث بدأ التحضير لها سنة 2003 بدعم من صندوق الأمم المتحدة للمرأة وصندوق الأمم المتحدة للسكان وامتد العمل به حتى عام 2011. وترى لطرش أنه كلما كان مستوى المرأة التعليمي مرتفعا قل تعرضها للعنف سواء كانت مقيمة في الريف أو المناطق الحضرية. وتثير مسألة صمت المرأة تجاه العنف الذي تتعرض له قائلة: «التقارير التي نشرتها المنظمات المدافعة عن حقوق المرأة بالجزائر أو مراكز الاستماع والمتابعة الصحية والنفسية تشير إلى إحجام السيدات ضحايا التعنيف عن تقديم شكاوى أمام العدالة بالرغم من التسهيلات والتوجيهات والدعم المادي الذي يجدنه لان الأمر ما زال تحت طائلة العار الذي قد يلحق بالمرأة التي تُقدم على رفع دعوى قضائية في حق زوجها أبو أولادها أو شقيقها. حتى لو حاولنا تفهم دوافعهن وأسبابهن إلا أن من المهم أن يلعب الفاعلون في مجال الدفاع عن حقوق المرأة خاصة المرأة المعنفة دورهم المنوط بهم من خلال نشر الوعي عبر مختلف وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، كل حسب موقعه وتخصصه. وفي هذا الصدد يدق علم النفس ناقوس الخطر حول الآثار النفسية التي يُخلفها العنف الممارس ضد المرأة والذي قد يمتد إلى الأبناء بوصفهم الضحايا من الدرجة الثانية». ولخصت عددا من النقاط في ما يخص إجرام العنف الزوجي الذي يعتبر الأكثر انتشارا حسب دراسات في المجتمع الجزائري وحددها علم النفس في 5 أشكال: • العنف اللفظي: ويظهر من خلال احتقار الزوجة ونعتها بصفات مهينة ومذلة سواء من خلال طريقة التواصل والكلام أو الحديث بصوت مرتفع والصراخ دون مبرر. كما ويظهر من خلال إصدار أوامر في طريقة اللبس، والمنع من التحدث مع الجيران، وزيارة الأقارب والأصدقاء. • العنف النفسي: يُسجل هذا النوع من العنف النسبة الأكثر حدوثا، إلا أنه يصعب التحقق منه أو إثباته أمام العدالة. يظهر خاصة من خلال حالة الرعب والخوف التي يفرضها الزوج على زوجته والتي تُفقدها ثقتها بنفسها وتقديرها لذاتها. من أمثلته التهديد بالطرد إلى الشارع، والقتل، والضرب دون المرور إلى الفعل، كل هذا يخلق جوا غير آمن يجعل الزوجة خاضعة كليا لسلطة الرجل وتستجيب لطلباته دون أن تتمكن من إثبات حجم الأذى المترتب على ذلك. • العنف الجسدي: ويمكن إثباته من خلال فحص طبي ينتهي بإصدار شهادة تفيد بوجود أثار ضرب وكدمات وخدوش، قد تؤدي إلى حدوث عجز تحدد مدته حسب حجم الضرر وتكون لهذه الشهادة الحجة القانونية في حال رفع دعوى قضائية. يستعمل الزوج في هذا النوع من العنف اليدين والرجلين، وقد يعمد إلى استخدام آلات حديدية أو مواد حارقة وحتى سلاح أبيض. • العنف الاقتصادي: ظهر هذا النوع من العنف في الأسرة الجزائرية في السنوات الأخيرة بسبب حصول المرأة على فرص عمل وفي مناصب هامة عكس الرجل. هذا الواقع فرض عنفا جديدا حيث أصبح الزوج يتحكم في الموارد المالية لزوجته سواء تعلق الأمر بالراتب الشهري أو بنشاطها التجاري حيث يُخيرها بين تحرير وكالة بالتصرف أو توقيف نشاطها. أما إذا كانت المرأة ماكثة في البيت فيظهر العنف الاقتصادي من خلال حرمانها من المنحة المخصصة لها من قبل الدولة في راتبه الشهري، أو من اللباس والعلاج والمصروف الخاص بها. • العنف الجنسي: والمقصود به إخضاع الزوجة لعلاقة جنسية باستخدام القوة ودون موافقة، أو إرغامها على سلوك جنسي شاذ وغير مقبول. وتؤكد بن لطرش ان أشكال العنف السالفة الذكر لها بالغ الأثر على الصحة الجسمية والنفسية للمرأة المعنفة وتمتد إلى الأبناء. وتشير الدراسات ان الأطفال الذين يعيشون في وسط أسري تكون فيه الأم ضحية للعنف، سجلت لديهم ظهور حالات التبول اللاإرادي، وصعوبات التعلم، والتسيب المدرسي، والهروب من المسكن العائلي. وأخطرها عند المراهقين ظهور سلوكيات جانحة كالتدخين، وتعاطي المخدرات، قد تصل مستقبلا إلى تقمص شخصية المعتدي. مؤتمر «استمع إليهم ولا تسمع عنهم» وقالت الناشطة السياسية والحقوقية سهى الشيخ من أصول مصرية مقيمة في لندن وهي منظمة مؤتمر «استمع إليهم ولا تسمع عنهم» الذي عقد في لندن في 25 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري: «تواصلنا مع عدد من الجمعيات النسائية من أجل المشاركة في مؤتمرنا، تسع دول وافقت، وكل مشاركة تحدثت لمدة 8 دقائق حول الانتهاكات ضد المرأة في بلدها من منظورها إضافة إلى مناقشة عامة حول التحديات التي تواجه المرأة المسلمة، من الاختفاء القسري إلى الاعتقال السياسي إلى نظرة الازدراء والتمييز ضد حجاب المرأة المسلمة في الغرب. العمل المشترك هو السبيل الوحيد للنهوض بالمرأة في المجتمعات الإسلامية. تواصلنا مع نساء من كشمير والروهينجا والجزائر وفلسطين ومصر واليمن، في هذه المناسبة نلاحظ ان هناك تناقضا في الموقف الغربي من موضوع العنف ضد المرأة، يتحدثن عن العنف الجسدي والنفسي المجتمعي لكن لا يهتمن كثيرا بموضوع العنف ضد المرأة في المعتقلات العربية، يطالبن بالحرية المجتمعية لكنهن لا يطالبن بالحرية السياسية أبدا». وتشير إلى ان هناك تغييبا قسريا لأكثر من 15 امرأة مختفية في مصر منذ ثلاث سنوات وهناك مطالب بمعرفة أماكن وجودهن لكن لا صوت لمن تنادي. المرأة الفلسطينية وعنف المحتل لا يمكن ان يتخيل عقل حجم العنف الذي تتعرض له المرأة الفلسطينية من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين. الطالبة تهان وتتعرض للتحرش وتستهدف بشكل متعمد وتعتقل بدون أي تهمة توجه إليها فقط لأنها فلسطينية، وأبسط التهم انها تشكل خطرا على أمن إسرائيل. الأسيرة المحررة التي تعرف بأم الأسرى والشهداء، رجاء الغول من جنين في الأراضي المحتلة، تحدثت عن العنف ضد المرأة في المعتقل وخارجه وقالت: «اعتقلت أول مرة عندما كان عمري 16 عاما وبعدها في عمر 30 سنة ومن ثم في سن الأربعين، وفي كل مرحلة من الاعتقال يكون خوفهم أكبر من السابق.» وأضافت «نحن أصحاب حق وقضية ندافع عن وطننا، الأسيرة تعاني مرارة الاعتقال وتمارس بحقها انتهاكات خطيرة، وحين تتحرر من الأسر لا تستطيع التنقل أو السفر من أجل العلاج، ويزيد تعنيف المجتمع لها، فبعد ان ذاقت الأمرين في سجون الاحتلال تخرج لتواجه تجاهل وعجز المؤسسات المعنية في توفير الحماية والعلاج لها وهي من دافعت بعمرها وشبابها من أجل حرية وطنها وشعبها. هناك تقصير وقطع رواتب والوضع الاقتصادي صعب خاصة بالنسبة للواتي خرجن من الأسر وأصبن بأمراض نتيجة سوء التغذية والبرد وقساوة المعاملة وانتهاك كرامة المرأة الفلسطينية في السجون. ما يحدث لنا أشد أنواع العنف ضدنا، فالأسيرة معروف انها معتقلة عند الاحتلال وهي تدفع ثمن دفاعها عن شرف وطنها لكن المؤلم ان نكون ضحية للتقصير عند خروجنا إلى أحضان شعبنا». مؤكدة ان الأسيرات المحررات لا يطلبن المستحيلات فقط ان يعشن بكرامة تحفظ إنسانيتهن. أرقام وحقائق أعنف 10 دول عربية ضد المرأة حسب مصدر «مؤسسة طومسون رويترز»: مصر: 99،3 في المئة يتعرضن للتحرش الجنسي و 27،2 في المئة ضحايا تشويه الأعضاء التناسلية. العراق: يسمح القانون بتخفيض عقوبة القتل في ما يسمى «جرائم الشرف. السعودية: الحصول على إذن ولي الأمر للسماح بالسفر أو الزواج وأحيانا الرعاية الصحية. سوريا: أكثر من 4000 حالة اغتصاب وتشويه منها 700 في السجن. وانتشار حالات زواج القاصرات خاصة في مخيمات اللاجئين. اليمن: 98،9 في المئة يتعرضن للتحرش الجنسي. ولا يوجد في القانون حد أدنى لسن الزواج. السودان: 12،1 مليون امرأة تعرضن لتشويه الأعضاء التناسلية. والاعتقال والجلد عقوبة الملبس «غير اللائق». لبنان: إعفاء المغتصب من العقوبة إذا تزوج ضحيته. ولا يحق للمرأة منح الجنسية لزوجها أو لأولادها. المغرب: إيواء المرأة التي تترك زوجها جريمة من وجهة نظر القانون. 78،8 في المئة من شكاوى العنف يكون الجاني المزعوم فيها الزوج. الصومال: 1،700 تعرضن للاغتصاب في مخيمات المشردين. وتحصل المرأة على 50 في المئة فقط من قيمة الدية تعويضا عن الدم. فلسطين: 51 في المئة ضحايا العنف المنزلي في غزة. صمت المرأة لن يوقف العنف ضدها في «اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد المرأة» وجدان الربيعي |
المهاجرون واللاجئون الأجانب في المغرب: عقبات على طريق الاندماج الكامل Posted: 25 Nov 2017 02:13 PM PST الرباط ـ «القدس العربي»: منذ عام 2014 وبعد تزايد عدد المهاجرين واللاجئين الوافدين على أراضيه للاستقرار فيه، انتهجَ المغرب سياسة جديدة في الهجرة واللجوء، وفق تعليمات ملكية، تمثلت في عملية تسوية وضعية المهاجرين، سواء القادمين من دول افريقيا جنوب الصحراء أو اللاجئين السوريّين الذين أجبرتهم ويلات الحرب هناك على مغادرة بلدهم بحثاً عن مأوى آمن. تصاعُد الأخطار التي تهدد سكان العديد من دول العالم، خاصة تلك التي تشهد نزاعات مسلحة أو تلك التي تُحدق بها مخاطر طبيعية، جعلت المغرب يتحول بسرعة من محطة عبور إلى «الفردوس الأوروبي» إلى بلدٍ لاستقبال موجات اللجوء والهجرة واستقرارهم الدائم أو المؤقت فيه، نظراً للظروف المستقرة التي يتمتع بها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً؛ هذا التحولٌ الجذري في موقع المغرب على خريطة الهجرة الدولية استدعى وضع استراتيجية خاصة قصد إدماج أفواج المهاجرين المتدفّقة. سياسة المغرب الجديدة للهجرة وللجوء تأتي في سياق عودة قوية للمغرب إلى حاضنته الافريقية، والتي تمثلت في استعادته لمقعد عضويته داخل منظمة الاتحاد الافريقي (منظمة الوحدة الافريقية سابقاً) فضلا عن الزيارات والجولات الملكية التي جعلت المملكة المغربية ترتبط بالعديد من اتفاقيات الشراكة والتعاون مع عدد من الدول الافريقية، فالقارة السمراء لطالما شكلت «العمق الاستراتيجي» للرباط. معاناة مع العنصرية والتمييز مقابل الإجراءات الإدارية لتسهيل عملية تسوية وضعية المهاجرين الأجانب في المغرب، والذين اختار الكثير منهم الاستقرار فيه، بعد أن كان، لسنوات طويلة، مجرد محطة للعبور نحو القارة العجوز، يبرز إلى الواجهة العديد من المشاكل التي يعاني منها المهاجرون بشكل يومي، ولعل التمييز على أساس اللون أو العرق أو اللغة يظل أبرزها. بمجرد تجوالك في وسط العاصمة الرباط، وغيرَ بعيد عن مبنى البرلمان المغربي، تصادِفُ أفواجاً من المهاجرين خاصة الذين يتحدرون من دول افريقية جنوب الصحراء، الذين يمارسون أنشطة تجارية في أغلبها على قارعة الطريق. مهاجرون من أعمار وجنسيات مختلفة يفترشون الأرض بمجوهرات ومواد للبيع، هو مشهدٌ يتكرر يومياً خاصة في شارع الحسن الثاني، قرب ساحة «باب شالّة» في الرباط. مهاجرٌ من غينيا فضّل عدم ذكر اسمه قال في حديث مع «القدس العربي» إن «الأنشطة التجارية هي مصدر قوته اليومي رغم تضييق السلطات عليهم أحياناً، لكن يظل المشكل الأبرز الذي نعاني منه كمهاجرين هو النظرة العنصرية تجاهَنا بسبب لوننا أو عرقنا» في حين عبّر مهاجر آخَر من مالي يحمل اسم مامادو، عن حنينه إلى وطنه بسبب تلك الممارسات العنصرية التي يعاني منها من بعض المواطنين المغاربة، لكنه سرعان ما استدرك قائلاً: «جئنا إلى المغرب كعابرين فقط، لكننا وجدنا أنفسنا ملزمين بالاستقرار فيه رغم العنصرية والتمييز، فكثيراً ما يتم نعتُنا بأوصاف قدحية كـ(عْوازّا)» في إشارة إلى لون بشرتهم السوداء. العديد من المهاجرين الافارقة المتحدرين من جنوب الصحراء الذين التقتهم «القدس العربي» في العاصمة الرباط، أبدوا ارتياحاً وترحيباً بالإجراءات الإدارية التي بدأها المغرب قبل ثلاث سنوات حسب توجيهات من عاهل البلاد، قصد تسوية وضعيتهم واستصدار بطاقات إقامة خاصة بهم تتيح لهم عددا من الحقوق داخل المغرب، لكنهم مقابل ذلك، لم يُخْفوا امتعاضهم من واقع العنصرية والتمييز تجاههم. إليسيا مهاجرة كاميرونية تبلغ من العمر 35 سنة، وهي أمٌّ لطفلين قدِموا معها إلى المغرب، عانت كثيراً لإيجاد سكن يؤويها مع أبنائها، تروي قصتها لـ«القدس العربي» بأسى شديد قائلة «عانيتُ من إقصاء وتمييز كبيرين، فعندما كنتُ أبحث عن منزل للاستقرار في الرباط، قوبلت برفض من طرف أغلب الأشخاص الذين يملكون محلات سكنية للإيجار»، مضيفة أنها ليست الحالة الوحيدة التي عانت من هذه العنصرية في الاستفادة من الخدمات الاجتماعية التي يعتبر السكن اللائق من أبرزها. «بمجرّد أن يعرفَ مالك المنزل أنني مهاجرة افريقية، وهو ما يبدو جلياً من خلال لون بشرتي، يبدأ في اختلاق مبررات لرفض أن يؤجّر لي مسكنه رغم أنه قد يعجبني وأوافق على شروطه التي يضعها»، تشرح إليسيا التي تمتهن بيع المجوهرات وأدوات التجميل على قارعة شارع الحسن الثاني في العاصمة. تصفية حسابات سياسية على عكس المهاجرين الافارقة الذين وصلوا إلى المغرب، وتمت تسوية وضعية العديد منهم ضمن عمليات متتالية، ما زال معظم اللاجئين السوريين في المغرب، الذين غادروا بلدهم هرباً من بطش الحرب التي اندلعت بعد ثورة آذار/مارس 2011 ضد نظام بشار الأسد، لا يتمتّعون بحقوق كثيرة قد تضمنها لهم بطاقة الإقامة التي تمنحها السلطات المغربية في إطار عملية تسوية الوضعية. واشتهرت قضية اللاجئين السوريين الذين علِقوا لشهور بين الحدود الجزائرية – المغربية، نواحي مدينة فكيك جنوب شرق، قبل أن يقرر المغرب استقبالهم على أراضيه بناء على توجيهات صدرت عن العاهل المغربي الملك محمد السادس. اللاجئون السوريون الذين كانوا عالقين أو شبه محتجَزين على الحدود المغربية الجزائرية شكّلوا ورقة لتصفية حسابات بين الرباط والجزائر، فمعظمهم تم طردهم من هذه الأخيرة ولم يصرّح لهم المغرب بدخول أراضيه إلا بعد تفاقُم أوضاعهم المعيشية. إذ ظل كل من المغرب وجارته الشرقية يتقاذفان المسؤولية بينهما عنهم. لاجئون سوريون آخرون انتشروا في العديد من المدن المغربية بحثاً عن عيش كريم افتقدوه في بلدهم. يقول محمد، وهو لاجئ سوري من درعا وصل إلى المغرب سنة 2015 إن معاناتهم تتمثل في عدم احتضانهم شعبياً من طرف المغاربة، رغم أن السلطات سمحت لهم بالدخول إلى البلاد، لكن «يظل هاجسنا هو البحث عن عمل وإيجاد سكن لائق لنا ولأبنائنا»، مشيراً، في تصريح لـ«القدس العربي»، أن اللاجئين السوريين يأملون في أن تتم تسوية وضعيتهم القانونية، مثل نظرائهم الافارقة، خاصة وأن العديد منهم بدأ يفكر جدّياً في الاستقرار في المغرب في ظل غموض مستقبل بلادهم التي دمّرتها الحرب. إن وضعية اللاجئين السوريين تتسم بالتعقيد، فبعد رحلة الهروب من الأسوأ المتمثل في ويلات الحرب الدائرة في بلادهم، يواجهون بخيبة أمل، فبسبب الصعوبات في ولوج سوق العمل، يجد السوريون أنفسهم في وضع هش للغاية. وعلى الرغم من حصول بعضهم على تصريح إقامة، يظل الحصول على العمل يعتمد على عدد من الشروط التي لا يتوافرون عليها في كثير من الأحيان. وكثيرا ما يتجه الكثير منهم إلى التسول على الطرقات أو المساجد، ملوّحين بجوازات سفرهم كدليل على الهوية، بينما يتعرضون لخطر الاعتقال من قبل الشرطة. «لقد حاولت العثور على عمل، ولكن ليس هناك مجال للسوريين»، يقول علي، مضيفا: «في البداية نحن بحاجة إلى تصريح إقامة، ولكن عندما نحصل عليه بصعوبة، نجد أنفسنا أمام معاناة أخرى، لأن أصحاب العمل يطلبون اللغة الفرنسية التي لا نجيدها». ما الحل إذن؟ إما العمل بائعا متجولا لمنتجات بسيطة، أو بيع مأكولات شرقية في عربات متنقلة أو في محال مؤجَّرة، يجيب العديد من اللاجئين السوريين الذين التقتهم «القدس العربي». شكّل موضوع «الهجرة في المغرب: تحديات الاندماج» موضوع دراسة علمية قُدّمت نتائجها الأسبوع الماضي على هامش ملتقى «الهجرة، اللجوء وحقوق الإنسان»، الذي نظمته على مدى يومين بالرباط، منظمة «هيرنيش بول» الألمانية بشراكة مع «المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين». الدراسة كشفت أنه رغم الجهود التي قام بها المغرب من أجل تسوية وضعية المهاجرين، وضمان اندماجهم في المجتمع، ما زال هناك العديد من التحديات والعراقيل التي تعترض اندماجهم بشكل كامل. وأوضحت الدراسة، التي أعدتها منظمة «هيرنيش بول» الألمانية بشراكة مع «معهد الرباط للدراسات الاجتماعية» بالإضافة إلى فريق من الباحثين من جامعة مولاي إسماعيل في مكناس، أن سياسة الهجرة الجديدة التي سنّها المغرب في السنوات الأخيرة لا تضمن الحماية الكاملة للمهاجرين، كما لا تسمح لهم بالدخول إلى فرص الشغل، والسكن وباقي الخدمات الاجتماعية. «سياسة الهجرة لا تولي أدنى أهمية لتأهيل الرأسمال البشري والثقافي والاقتصادي والاجتماعي للمهاجرين، وضمان اندماجهم، وإسهامهم في الدينامية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للمغرب» هذه كانت أيضاً من أبرز خلاصات الدراسة المذكورة، مشيرة في هذا الصدد إلى أن أهداف السياسة الجديدة للهجرة ما زال يلفّها الغموض، وعدم الوضوح إنْ على المستوى الإداري أو بالنسبة للمهاجرين أنفسهم. دراسة تحديات الاندماج رصدت أيضاً ضمن خلاصاتها ضعفاً في الجانب المتعلق باندماج أطفال المهاجرين داخل المؤسسات التعليمية المغربية، بسبب ما وصفته بـ «بعض الإجراءات الإدارية المعقّدة» علمًا أن الدخول إلى المدرسة يشكل أحد أهم العوامل التي تسهل اندماج المهاجرين داخل المجتمع المغربي. دراسة المنظمة الألمانية نادت بـ«إشراك مختلف فاعلي وكوادر الإدارة الترابية في تنفيذ السياسة الجديدة للهجرة واللجوء، وضمان حكامة جيدة لعملية اندماج المهاجرين»، مع دعوتها إلى أن تولي الدولة أهمية لازمة وكافية للخدمات العمومية المقدمة للمهاجرين. المغرب: 175 مليون دولار سنويًا من تهريب البشر للتنظيمات الإرهابية في الساحل والصحراء قال مدير الهجرة ومراقبة الحدود في وزارة الداخلية المغربية، خالد الزروالي، إن التنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء أصبحت تنشط في مجال تهريب البشر الذي يدر عليها ما يناهز 175 مليون دولار سنويًا. جاء ذلك في كلمة له في أعمال الدورة 35 لمنتدى رؤساء ورئيسات المؤسسات التشريعية في أمريكا الوسطى والكاريبي، التي احتضنها البرلمان المغربي من 14 إلى 16 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري. وأضاف أن التنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء تنشط أيضا في تهريب السجائر والكوكايين وحجز الرهائن في هذه المنطقة. مشددًا على أن هذه المنطقة «أضحت مرتعًا للشبكات الإجرامية التي تتقاطع في أنشطتها مع الشبكات الإرهابية بالمنطقة». وشدد الزروالي، على «أهمية التعاون الدولي في مواجهة التحديات الأمنية المرتبطة بصد شبكات الاتجار وتهريب البشر». وكشف تقرير لوزارة الداخلية المغربية الخميس الماضي، أن المغرب تمكن خلال عام 2017 من تفكيك 80 خلية للاتجار في البشر وإحباط 50 ألف محاولة هجرة غير شرعية. المهاجرون واللاجئون الأجانب في المغرب: عقبات على طريق الاندماج الكامل يوسف يعكوبي |
قرية لفتا الفلسطينية: كنعانية عمرها أربعة آلاف عام والاحتلال يواصل محو آثارها Posted: 25 Nov 2017 02:12 PM PST رام الله ـ «القدس العربي»: تعتبر قرية لفتا الفلسطينية المهجرة بوابة القدس الغربية، وهي قرية كنعانية معروفة منذ أربعة آلاف عام، وكانت واحدة من 534 قرية دمرها الاحتلال الإسرائيلي خلال النكبة التي حلت بفلسطين في العام 1948. وكان يقطنها قبل تهجير أهلها قرابة الثلاثة آلاف نسمة، وفيها أكثر من 550 منزلاً بعضها ما زال قائمًا حتى اليوم. ودمر الاحتلال الاسرائيلي أكثر من نصف البيوت خلال الهجوم على القرية وطرد أهلها منها، ثم تعمد أفراد العصابات الصهيونية بعد ذلك فتح ثغرات في أسقف المنازل كلها، كي تنهار واحداً تلو الآخر بفعل العوامل الطبيعية خاصة وأنها مبنية من الشيد والتراب. وعندما احتلت العصابات الصهيونية قرية لفتا عام 1948 وقامت بطرد سكانها وإسكان مهاجرين يهود في بيوت القرية الفلسطينية التي نجت من الهدم، أقيمت مستعمرة «مي نفتوح» على أراضيها. ويستغل جيش الاحتلال الإسرائيلي منازل قرية لفتا التي تبعد قرابة الخمسة كيلومترات إلى الشمال الغربي من القدس على الجانب الشمالي من طريق القدس يافا الرئيسة، والقرية قريبة من قرى بيت اكسا ودير ياسين وعين كارم وقالونية والقسطل وصوبا والجورة، يستغلها لعمل تدريبات عسكرية بين الحين والآخر على اقتحام قرى فلسطينية لأن نمطها مشابه لغالبية القرى الفلسطينية الأخرى. وترتفع القرية فوق نحو 700 متر عن سطح البحر، وأقيمت على يد الكنعانيين على السفح الغربي لجبل خلة الطرحة وتشرف على وادي الشامي الذي يجري في طرفها الشمالي الغربي، وهو أحد المجاري العليا لوادي الصرار. أما عن شكل بيوت القرية، فإن معظمها اتخذت شكلا دائريا لتتماشى مع منحنيات المنحدر الذي أقيمت عليه القرية. حتى أن شوارعها القديمة هي الأخرى شقت على شكل دائري أو شبه دائري. وقد شهدت القرية نمواً عمرانياً ملحوظاً فأصبحت مساحتها 324 دونماً وامتدت مبانيها في أواخر فترة الانتداب البريطاني نحو الشرق متسلقة سفح جبل حلة الطرحة. كما امتدت مبانيها عند أقدام الجبل في الجهتين الجنوبية والجنوبية الغربية على شكل محاور بمحاذاة طريق القدس ـ يافا. واحتوت لفتا على بعض المحال التجارية ومسجد في وسطها ومدرسة ابتدائية كاملة للبنين. وكانت القرية أشبه بضاحية من ضواحي مدينة القدس، وكانت أسواق القدس هي المزود الرئيسي للقرية بما تحتاج من سلع وخدمات. وكان أهالي لفتا يشربون من مياه عين لفتا الواقعة في وادي الشامي. واستغلت أراضي القرية في زراعة الحبوب والأشجار المثمرة كالزيتون والعنب. وتتركز الزراعة في وادي الشامي وقيعان المنخفضات الممتدة في الجنوب الغربي من القرية وسفوح بعض المرتفعات. وكانت هذه الزراعة تعتمد على مياه الأمطار. وحسب احصائيات من زمن الانتداب البريطاني فقد بلغ عدد سكان القرية علم 1922 ما يقارب ألف وخمسمئة نسمة، ووصل في عام 1931 إلى ما يقارب ألف وتسعمئة نسمة وعام 1945 وفي آخر احصائية أي قبل ثلاثة أعوام من وقوع النكبة، بلغ عدد سكان لفتا 2250 فلسطينيًا. معرضة للخطر وأكدت الوثائق القديمة المتوفرة عن القرية أن شجرة عائلاتها المعدة عام 2005 أظهرت أن أهالي لفتا ينقسمون إلى خمسة أقسام «حمايل» وهي: حمولة سعد وتعد من أكبر حمايل البلدة، حمولة العيدة، حمولة الغبن، حمولة الصفران، حمولة مقبل وأخرجت تلك الحمايل 113 عائلة. وقبل ان تسقط القرية بيد الاحتلال الإسرائيلي وعصاباته الصهيونية، عاش أهاليها بمختلف الحمايل في حارتين مختلفتين الأولى تسمى الحارة الفوقا والتي تقع عليها حاليا العديد من أحياء المستوطنين ومبانيهم، وأطلق عليها هذا الاسم لأنها تقع فوق الشارع الذي يربط القدس بيافا والثانية تسمى الحارة التحتة والتي ما زالت بيوتها وأراضيها صامدة أمام طمع الاحتلال. وترشحت القرية حسب يعقوب عودة رئيس هيئة حماية الموروث الثقافي لقرية لفتا، لادراجها على قائمة مواقع التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «يونيسكو». وقد صنفت في القدس المحتلة كواحدة من 25 موقعًا معرضا للخطر في أنحاء العالم، وهذه القرية المهجورة التي تم تصنيفها من قبل الصندوق العالمي لحماية الآثار ليس لها أي مثيل في الشرق الأوسط وتقع على منحدر بالقرب من القدس. ومنذ 2004 يخوض أهل لفتا المهجرين بالتعاون مع جمعيات حقوق الإنسان معارك قضائية لمنع هدم القرية والحفاظ عليها. وقد نجحوا في 2012 في منع «دائرة أراضي إسرائيل» من بيع القرية بمزاد علني لبناء نحو 212 فيلا فاخرة عليها اضافة إلى مركز تجاري وفندق ومتحف. لكن دائرة الأراضي استأنفت القرار وربحته. ورغم أنها قرية بسيطة من بين القرى الفلسطينية في الضفة الغربية، إلا أنها اشتهرت بالكثير من العالم، ومن أبرزها: جناين لفتا: وهي عبارة عن مساحة كبيرة مزروعة بالأشجار المثمرة من الليمون والزيتون والرمان والترنخ والتوت. عين لفتا: وهي عين ماء باردة تتوسط القرية وتصب في بركتين الأولى كانت للاستحمام والاستخدامات الشخصية للسكان والثانية للغسيل وكانت تستظل بشجرة توت كبيرة. مقام الأمير سيف الدين: وهو مقام ينسب إلى أحد أمراء جند القائد صلاح الدين الأيوبي الذي استقر في لفتا بعد انتصار المماليك على التتار في معركة عين جالوت. المسجد: وكان يسمى بمسجد سيف الدين نسبة للمقام القريب من المسجد، وهو مكون من غرفتين مساحة كل منهما 60 مترا وله محراب. وعرف ان إمام المسجد في عام 1900 كان يدعى الشيخ حسن دقة، وفي عام 1930 عرف إمام المسجد بالشيخ أحمد موسى والشيخ أحمد الحاج. وكان في المسجد زاوية كُتاب لتعليم أبناء البلدة القراءة والكتابة وممن عرف بالتدريس في الكُتاب في ذلك الوقت الشيخ صالح عدوي والشيخ جمال الدجاني. خان الظاهر بيبرس: ويقع في الجزء الشرقي من أراضي الشيخ بدر والذي انشئ عام 662 هجري واستمر في خدمته أكثر من 250 عاما، وكان عبارة عن استراحة محاطة بالبساتين والحدائق. المدرسة الأميرية: وكانت تعرف بمدرسة لفتا الأميرية، تم تأسيسها في عام 1929 بجهود من أهالي البلدة وكانت في بدايتها مكونة من ثلاث غرف يدرس بها حتى الصف الثالث الابتدائي وفي عام 1934 اتسعت وأصبح يدرس فيها حتى الصف السابع، وكان عدد الطلبة فيها حتى عام 1940 حوالي 300 طالب من أبناء القرية والقرى المجاورة. «ست الأهل وساحة الابو»: وكانت عبارة عن آثار تاريخية قريبة من مسجد البلدة وتقع وسط القرية. خربة كيكا وخربة الجفافة وخربة البرج: وكانت هذه عبارة عن آثار يعود بناؤها إلى العصر الروماني القديم، وهي خرب كانت تحيط بالقرية. مقبرة القرية: وتقع مقبرة القرية في السفح الغربي لقرية لفتا، وقد قامت العصابات الصهيونية بتدمير معظم القبور الواقعة فيها بعد احتلال البلدة، وما زالت بعض القبور باقية حتى يومنا هذا. هذا واعتاد أهل البلدة تنظيف مقبرتهم بشكل دوري منذ عدة سنوات. معصرة الزيتون: كانت القرية تضم أربع معاصر للزيتون على الأقل، وتتركز هذه المعاصر في المنطقة المحيطة بالجامع، وأشهرها المعصرة الموجودة مقابل الجامع مباشرة من الجهة الشمالية والتي كانت تعود إلى آل الحاج. الطوابين: والتي اشتهرت بصناعتها الحاجة لبيبة، وكانت من أشهر نساء القرية. وتشترك قرية لفتا على امتداد أراضيها بعدد من الأحياء والمناطق السكنية في مدينة القدس المحتلة ومحيطها، ومن أشهر هذه المناطق. جبل المشارف: ويسمي أهالي لفتا أعاليه بأرض السمار لأن تربتها يغلب عليها اللون الأسمر أكثر من غيره. وجبل المشارف من أهم المواقع الاستراتيجية التي تطل على المباني المقدسة بل ان سبب تسميته بالمشارف بعود إلى أن من يقف عليه يشرف بناظريه على المدينة المقدسة «القدس» ويقع على الطريق الرئيسي المؤدي إلى القدس من مختلف المدن والقرى التي تقع في شمال المدينة المقدسة. ويطلق عليه الفرنجة اسم جبل سكوبس. حي وادي الجوز: ويتصل بالطرف الشرقي الجنوبي المنحدر من حبل المشارف، ويطلق عليه اسم أرض السمار ويمتد حتى بداية جبل الطور. حي الشيخ جراح: يمتد إلى الجنوب من جبل المشارف وتقع عليه العديد من المباني الحكومية التابعة لدولة الاحتلال وعدد من القنصليات الأجنبية. حي باب العمود وباب الساهرة: وهذان البابان واقعان في الجهة الشمالية من مدينة القدس ويشكلان المدخلين الرئيسيين للقادم من شمال المدينة. حي الشيخ بدر: يقع إلى الجهة الغربية الشمالية من بيت المقدس، ويشكل المدخل الرئيسي لقرية لفتا من جهة الشرقية الجنوبية. أما الجديد في تاريخ القرية، فهو أن «سلطة أراضي إسرائيل» منعت قبل عدة أسابيع، إطلاع الجمهور على مسح أثري وذلك بهدف إضعاف المعارضة على إنشاء حي على أنقاض هذه القرية الفلسطينية المهجرة منذ نكبة العام 1948. واعتبر هذا المسح الأثري هو الأشمل لقرية لفتا، لكن «سلطة أراضي إسرائيل» عمدت إلى إلغاء مؤتمر كان مقررا عقده من أجل استعراض المسح الأثري للقرية، وإخفاء تفاصيله عن الجمهور لتمرير مخطط بناء الحي الاستيطاني الجديد، حسبما ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية. وقد تم استعراض نتائج المسح الأثري في مؤتمرات علمية فقط. وأجري هذا المسح الأثري لقرية لفتا على أيدي علماء الآثار الإسرائيليين أفي مشياح ويونتان تساحور ومايا عوفاديا من سلطة الآثار الإسرائيلية، في أعقاب التماس قدمه إلى المحكمة مهجرون من القرية وطالبوا فيه بوقف مخطط بناء حي جديد للأثرياء على أنقاض قريتهم. تجاويف تحت الأرض يذكر أن القرية ما زالت على حالها ومثلما تركها أهلها لدى تهجيرهم منها عام 1948. ويكشف المسح الأثري عن وجود أجزاء قديمة جدا للقرية وتجاويف تحت الأرض لم تكن معروفة من قبل إضافة إلى منظومة طرق ومنشآت زراعية قديمة كثيرة. ومارست «سلطة أراضي إسرائيل» ضغوطا كبيرة على سلطة الآثار من أجل إلغاء المسح الأثري. لكن مصادر في سلطة الآثار قالت خلال مداولات داخلية إن «سلطة أراضي إسرائيل» لا يمكنها منع استعراض المسح الأثري، لأنه عمل علمي، وذلك على الرغم من أن الأخيرة هي التي مولت المسح الأثري. إلا أن سلطة الآثار قررت عدم الدخول في مواجهة مع «سلطة أراضي إسرائيلي» وتقرر إلغاء المؤتمر نهائيا. من جهتهم، أعلن نشطاء الائتلاف لإنقاذ لفتا عن تنظيم مؤتمر بديل حول المسح الأثري للقرية وسيجري عقده في ميدان سفرا في القدس حسب ما نقل موقع «عرب 48». وقال إيلان شتاير، وهو أحد الناشطين، إن «واضح أن هناك موجودات أثرية هامة وتستدعي الحفاظ بشكل كامل على كل الموقع. وكلما انكشف أناس أكثر لهذه المعلومات تزداد المعارضة الشعبية للمخطط الحالي». وهذا ثاني حدث يتم إلغاؤه عن مناطق أثرية في القدس المحتلة. فقد تم الإعلان قبل ذلك عن إلغاء جولة في مقبرة مأمن الله بمحاذاة البلدة القديمة في القدس. وأكدت الصحيفة أن إلغاء هذه الأنشطة جرت بضغط مارسه الوزير الإسرائيلي لشؤون القدس زئيف إلكين، بزعم أن المرشدين في الجولة هم نشطاء في المنظمة اليسارية «عيمق شافيه» وتعني «عمق شبيه». وكانت ذات الصحيفة الإسرائيلية قد كشفت ان هناك مخططا لإقامة حي استيطاني جديد على أنقاض قرية لفتا المهجرة التي دمرها الاحتلال عام ثمانية وأربعين، وأن الدراسات الجيولوجية التي اجريت في المكان وقيمته الأثرية لن تحول دون إقامة الحي الاستيطاني في المكان. ووفق الصحيفة، فإن هناك خمسة وسبعين من منازل القرية ما زالت قائمة حنى اللحظة. وتواصل سلطة أراضي إسرائيل رفضها لتغيير خطة بناء الفيلات الفاخرة بين البيوت القديمة لقرية لفتا، وكتب نير حسون قبل عام في صحيفة «هآرتس» يقول «أن استكشاف واسع لسلطة الآثار تم في قرية لفتا المهجورة على مداخل القدس، كشف عن أدلة جديدة تثبت تميز هذه القرية التاريخي والأثري. ورغم ذلك فان سلطة أراضي إسرائيل لا تنوي إعادة فتح خطة البناء لإقامة منطقة فاخرة للفيلات بين بيوت القرية القديمة، بل الاكتفاء بادخال أوامر الحفاظ على المباني القديمة إلى ملحق البناء فقط». وأضاف ان الاستكشاف يشمل بحثا أثريا وتاريخيا وجغرافيا وإعادة رقمية لكل واحد من مباني القرية. وأوجد البحث اطلالات جديدة حول تاريخ لفتا وتطورها ودور الهندسة فيها. وتم اكتشاف أجزاء تعود إلى الفترة الهيلينية وفراغات تحت الأرض لم يُعرف عن وجودها. لفتا هي القرية الأكثر سلامة من بين القرى التي بقيت من قبل 1948. وقامت «يونيسكو» بادخالها إلى قائمة المواقع التي قد تكون من الإرث الدولي. كما شمل الاستكشاف البيوت التي بقيت والبالغ عددها 75. وقامت الطواقم بوضع تاريخ البناء وأعادت بواسطة الكمبيوتر صورة القرية في مراحل بنائها المختلفة. وتبين أيضا أن في المبنى الأقدم في القرية توجد أجزاء بنيت في الفترة الرومانية أو الهيلينية، قبل حوالي ألفي سنة. وعلى هذا المبنى أقيمت مزرعة صليبية في العصور الوسطى بحيث تحول إلى نواة القرية التي تطورت خلال العهد العثماني على مدى 400 سنة. وتم اكتشاف مغارات كبيرة تحت البيوت استخدمت للسكن والتخزين في فترات مختلفة، بعضها تم بناؤه بشكل جيد. وقد تفاجأ الباحثون عندما اكتشفوا احدى المغارات تحت الدوار المركزي في القرية قرب نبع لفتا الشهير. واضافة إلى ذلك تم توثيق الشوارع والميادين والمواقع الزراعية والتراسات. «هذا هو الاستكشاف الأكبر والأهم والأكثر تعقيدا بالنسبة لسلطة الآثار» قال المهندس آفي مشيح، الذي ترأس طاقم المكتشفين. ويظهر هذا الاستكشاف ومنع سلطة الآثار الإسرائيلية من نشر معلومات جديدة عن القرية عمق الإرث الفلسطيني في القرية التي لم تستطع همجية الاحتلال وآلياته العسكرية من شطبها منذ سبعين عامًا خلت، وقت احتلال فلسطين بالقوة العسكرية. قرية لفتا الفلسطينية: كنعانية عمرها أربعة آلاف عام والاحتلال يواصل محو آثارها فادي أبو سعدى |
أدب الرحلة: من بناء المعرفة إلى بناء المعنى Posted: 25 Nov 2017 02:12 PM PST تمزج الرحلة بين الاكتشاف والبوح، وهي أيضا تغيير للمكان والزمان الجغرافيين بكل حمولتهما المعرفية والثقافية، حيث تعاد صياغة الثقافات تحت تأثير تحركات الأشخاص والأشياء، والصور، والنظريات والمفاهيم؛ ولهذا اعتبر السفر/ الرحلة كمؤشر على التغيير والتعلم. إنها فكرة يشترك في التعبير عنها مجموعة من الرحالة الغربيين ما بين الحربين العالميتين، ومنهم مثلا لا حصرا أندريه جيد الذي يرى أن هناك سببية ما بين الرحلة والتغيير. يرتبط أدب الرحلة بالتغيير من خلال ازدياد حجم المعرفة أو، بتعبير آخر، من خلال اتساع الوعاء المعرفي، والتعلم، وتصحيح المعتقدات القديمة، وتقوية القيم التي خيل لنا أنها ضاعت. وحسب أوديل غانييه فإن نظام تمثل العالم، ما دام مرتبطا بمجتمع محدد، فإن نمط تمثل الرحالة سيكون بشكل إلزامي ما دام هو الوسيط بين حضارتين، بمثابة قوة تصالحية وتكييفية لإحدى الحضارتين في النظام التمثلي للحضارة الأخرى. وفي الواقع، ومن خلال عدة مظاهر، يمكن وصف نوع الكتابة الرحلية بـ«المحافظ» لأنه مرتبط بالأفكار والصور التي ترسخت في ذاكرة الرحالة قبل الشروع في الرحلة من جهة، ومن جهة أخرى لأن كتاب الرحلة يستوحون من النصوص الرحلية السابقة أفكارهم من أجل كتابة نصوصهم. أضف إلى ذلك التأثيرات التي كان يعيشها الرحالة ما بين الحربين الأولى والثانية، تأثيرات خارجية كانت تعج بها باريس من خلال اللغات الأجنبية التي كانت تسمع في شوارعها وأزقتها، وكذا حكايات الأجانب الذين يروون قصص حياتهم قبل المجيء إلى فرنسا. وبالنسبة للرحالة كان دائما يحمل في ذاكرته ما يسمى بـ«ما قبل النص» الذي يحث على السفر/ الرحلة، وهو النص الذي يحيي الخيال ويجدده. حيث أن مقاربة أجواء ما قبل الرحلة تحتم توفر المعرفة / المعارف؛ لأن الرحلة قبل أن تكون حركة، كما يقول الأنثربولوجي إوربان، في اتجاه هدف محدد: مكان، اتجاه معين مسبقا، ومؤطر بشروط مميزة لتحقيقها (الإجراءات واللوجستيك)، هي قبل كل هذا «نظرية» و«فرضية» تمكن من الفهم وفك الشفرات وشرح العالم. إن الرحالة يدرس أولا نظريته، وفرضيته حول المستعمرة التي سيتجه إليها ويصحح بعض المعطيات إذا لزم الأمر، وذلك حسب شروط التلقي لديه؛ فهناك دائما نصوص/ كتابات الرحالة السابقين، التي تسبق الاحتكاك بالمرجع. هذه «المعرفة» تسبق «المعنى»، لأن من غير الممكن السفر إلى مكان ما دون أن تكون للرحالة أي فكرة عن الاتجاه الذي سيأخذه، هناك دائما في ركاب الرحلة فكرة عن «الهناك»، وتمثلات، ومعتقدات، وقراءات يحملها الرحالة معه. كل هذ التراكم، من الأفكار والصور التي تشكلت من خلال المجلات والجرائد والروايات والمرويات وأحاديث السياسيين والمؤرخين والأخبار القادمة من المستعمرات… شكلت حملا ثقيلا على الرحالة وعلى تمثلاته الشعورية، الأمر الذي دفع بالرحالة إلى إعادة النظر أثناء إقامته بالمستعمرات في هذا المتاع/ الأمتعة المعرفية التي حملها معه، إلى جانب أمتعته الخاصة من لباس وغيره، ومحاولة التخلص من بعضها أو جلها. لأن هذه الخلفية المعرفية، المتاع المعرفي، يمنعه من التواصل مع الناس ويعرقل بحثه عن «المعنى» في المستعمرات التي حط الرحال بها. بل إن بعضهم، على سبيل المثال لا الحصر إيلي فور، أعلن عن إحساسه بأنه كان محاصرا وسجينا لمعارفه. ولابد من الإشارة أيضا إلى الدور الكبير الذي لعبه الأدب الكولونيالي في فتح المجال أمام عدد من الرحالة لولوج العالم الآخر / الهناك، أندريه مالرو مثلا تشكلت رغبته في الرحلة إلى آسيا من خلال تأثره بكتاب بيير لوتي Le pèlerin d’Angkor، 1912، وكذلك من خلال المجلات الأركيولوجية حول الموقع. ويمكن هنا فيما يخص المغرب استحضار غي ريجيه الذي جمع عددا مهما من الدراسات المختلفة التوجهات حول المغرب شكلت، في نظرنا، مكتبة مهمة اعتمد عليها الرحالة الفرنسيون قبل مجيئهم إلى المغرب. ومع التوسع الاستعماري وانتشاره على مساحة جغرافية هائلة من أطراف العالم، بدأ المثقف الغربي في البحث عن معنى/ معاني أخرى للحياة بعيدا عن إقليمه ووطنه. وحيثما وجدت راية بلده ما وراء البحار، كان هاجس البحث عن هذا المعنى الجديد للحياة في أراض أخرى يكبر، ويتمدد ليتخذ شكل فلسفة في الحياة، وطريقة لإنتاج أنماط مختلفة لوجوده كإنسان حامل لحضارة معينة محددة، وكمركز إشعاع وتفوق. إن الرحلة والأدب يمكن أن يتجاورا بكل انسجام، يقول جان رودو: «إن الأدب ليس فقط حكي الرحلة، إنه يعمل على استكشاف الإمكانيات السردية، والتفكير في أشكال تقديم الرحلة، والإمساك في ذات الآن بالمكان حيث نتواجد، وكذا نقيضه». كما أن الرحلة ليست فقط عبارة عن وثائقي، وفعل توثيقي، حتى وإن أخذ مظاهر ملحمة جغرافية كما هو الشأن عند جول فيرن؛ بل هي بحث واستكشاف، حيث يتوزع الخيال على أكثر من مجال. والأدب من مجالات هذا الخيال، «ذلك أن كل حضارة، وكل مرحلة تاريخية تمتلك محكياتها الرحلية، من العصور القديمة إلى القرن العشرين، من هيرودوت إلى بوتور…إن كاتب هذه المحكيات الرحلية متعدد، قد يكون شاعرا أو روائيا أو جغرافيا أو جوالا أو مراسلا أو عسكريا أو طبيبا… وينتج عن هذا التعدد أساليب متعددة في الكتابة/ الحكي». وهو يؤشر على تعدد في الثقافات الراصدة لثقافة الآخر. وبالتالي يأخذ المحكي الرحلي عدة أشكال: مراسلة أو مذكرات، وقد يكون رواية كما هو الشأن مع غوستاف فلوبير الذي زار الجزائر وتونس قبل أن يكتب روايته «سلامبو» التي نشرها سنة 1862، حيث شكلت يوميات رحلته من خلال الملاحظات التي سجلها، الحجر الأساس لكتابته الروائية. دون أن ننسى أن مهمة المعمرين، عند كتابتهم عن واقع البلدان المستعمرة، هي إنتاج ما كانوا يسمونه أنفسهم بـ«المعلومات»، وكانت مهمتهم إدماج واقع معين في سلسلة من الأنظمة المعرفية المتشابكة، منها الجمالية والجغرافية والاقتصادية والإثنوغرافية وغيرها. إن الرحالة في حوض البحر المتوسط عندما يكتب رحلته، هو في ذات الآن يهرب من الهنا / الآن، كي يحكي عن الهناك وعن الآخر؛ إنه في ذات الآن استدامة هذا الهروب، والشروع في استرجاع حميميته والتصالح مع الذات. إن محكي الرحلة هو قنطرة فوق الزمن، وفوق المكان، يقول جان ـ جاك آمبير، والأكثر أهمية بعد متعة الرحلة، هو حكي هذه الرحلات؛ لكن متعة الشخص الذي يحكي نادرا ما تجد صداها عند المتلقي، مستمعا كان أو قارئا. لقد ظل الشرق عند الأوروبي الوجهة المفضلة. والشرق حسب بيرشيه: كلمة مغناطيسية، مثل حقل مغناطيسي يوجه الرغبة والخيال، إنه يؤشر على خيال أسطوري، حيث يتمظهر نموذج من الانسجام، والشعور بفوضى الأشياء الممتلئة بالذكريات الروحية مع استحضار عظمة عصر حضارة لا تقارن، حيث كانت جذورنا. إن تجربة الرحلة، لا تتحدد في أغلب الحالات في وصف الأماكن التي يتم اجتيازها، إنها تخبرنا عن الرحالة نفسه. إن مواجهة هذه الأراضي القريبة والبعيدة في ذات الآن تدفع الرحالة إلى التساؤل عن حياته، وتاريخه، وثقافته في عمقها وتطورها. وبالإضافة إلى ذلك فالرحالة يختلف من جنسية إلى أخرى: فرنسي، إسباني، بريطاني، ألماني… وبالتالي اختلاف الرؤى والتصورات في عرض المنتج الرحلي، كما أن الرحالة هو في الغالب رجل، مع بعض الاستثناءات النسائية مثل الكونتيسة كاسباران وأخريات. تحضر في البعد الثقافي/ المعرفي للرحلة، كلمة «نظرة» وكلمة «صورة»؛ متجاورتين ومتلازمتين، لكنهما متباينتان في الدلالة والرمزية. وعندما نتحدث عن الرحلات، فإننا نتحدث ضمنيا عن «لقاء» أو بالأحرى عن «مواجهة»، بالمعنى الموضوعي والسلمي للكلمة، مع الأجنبي كمكان، والأجنبي كأشخاص، أو كحقيقة إثنوغرافية (خالد الأزعر: المغرب في سرديات الرحلة الألمانية). وعندما يتم الحديث في أدب الرحلة عن «الصورة»، فإن الأمر يتعلق بالصورة التي تأخذها جماعة عن أخرى، الأمر الذي يعطي على العموم، ميلاد القوالب الجاهزة، وتنميط وجهات النظر والآراء، دون اهتمام بفحص درجة حقيقتها/ واقعيتها. إن دراسة الصورة وتشكلها ليس بالأمر الهين؛ فمن أجل ترجمة صورة بلد ما إلى كلمات، لا بد من تحليل وتقييم عدد كبير من المصادر، ولا بد من التحري من خلال عدة آليات مرتبطة بالموضوع، كي نستطيع بعدها ملاحظة أن وضعيات أساسية جد محددة تتكرر باطراد، وأن هناك سلسلة من المتلازمات تتشكل، حسب بيتر بورنر. أدب الرحلة: من بناء المعرفة إلى بناء المعنى د. فاطمة كدو |
المؤلف الفنلندي جان سبيليوس وسمفونيته الثامنة Posted: 25 Nov 2017 02:11 PM PST جاءتني بعد دراساتي الموسيقية للدكتوراه في جامعة تكساس في عاصمتها أوستن في خريف 1996 دعوة لحضور مهرجان ليوم واحد يعنى بفن الخطابة. فأخذني صديقي ومضيفي في سيارته الفولفو العتيدة من شقتي إلى فندق وسط المدينة حيث كان الحفل منظماً وممتعاً للغاية، ولمع نجمه فيه لخفة ظله أثناء إلقاء كلمته في الحضور. لكننا تعرضنا عند تقاطع في طريق العودة إلى حادث مرور مروّع كاد أن يودي بالفائدة المرجوة من المهرجان، ناهيك عن حياتينا. ولم يقع اللوم يومها على صديقي بل على سائق السيارة الأخرى الذي كان ـ لا لشيء سوى لأجل المفارقة ـ يقلّ أكياس الدم من «بنك أوستن للبلازما» إلى أحد المستشفيات القريبة، ولم ير أن ضوء المرور بالنسبة له كان أحمر لانعكاس شمس غروب أوستن اللّهّابة في زجاجة الضوء الأخضر، فتراءى له أن الطريق له. وبينما خاض صديقي عمليتين جراحيتين لاستعادة شيء من الحركة في كتفه الأيسر، حالفني الحظ باقتصار عواقب الحادث بالنسبة لي على الرضوض والكدمات، فتوجهت إلى عيادة للعلاج الطبيعي. وشاءت الصدف أن تكون معالجتي فنانة في الرقص الحديث، ما جعل جلسات العلاج شيّقة على غير عادتها لكثرة مواضيع النقاش المشتركة بيننا. وكان أن دعتني هذه الفنانة إلى استعراض للرقص المعاصر في مسرح صغير باسم «هايد بارك» شمال الجامعة لم أكن قد زرته من قبل، ونبّهتني إلى وجوب الحضور قبل الساعة الثالثة عصراً لئلا تفوتني فقرتها في خضم الفقرات المتلاحقة. وهكذا كان، إذ دخلت ردهة الاستقبال للمسرح في الثالثة إلا ربعاً ووجدته خالياً من الناس ما عدا سيدة تجلس على مقعد طويل ليس في الردهة غيره، فحييتها هامساً وقدمت نفسي وجلست إلى جوارها، ولكن حين بادلتني التحية وتفوهت باسمها، أيفا بالوهيمو، كدت ألا أصدق أذنيّ، فبادرتها بالسؤال: «ألم يكن ذلك اسم عائلة صهر جان سبيليوس المغرق في الفنلندية؟» فأجابتني: «سبيليوس خال أمي!» فتملّكني العجب من سلسلة الصدف التي قادتني إلى هذه السيدة. وبعد أن استعدنا القدرة على التكلم، سألتني: «يبدو أنك قد قرأت سيرة حياة سبيليوس بتمعن، فهل أنت موسيقار؟» فأجبتها بأنني قائد أوركسترا مولع بموسيقى شتى البلدان، بما فيها بلدان الشمال، وإنني كنت قد أسست للتو فرقة وتريات باسم «أوركسترا أور» لكنني ما أزال أبحث عن قاعة أحيي فيها حفلاتي، فأجابتني: «أنا مديرة هذا المسرح، ولك أن تحيي حفلاتك على خشبة مسرحي متى تشاء!» عندها أيقنت ألاّ وجود البتة للصّدف في الحياة. لم يكن مسار سبيليوس (1865-1957) في التأليف الموسيقي خطاً بيانياً يرتفع باضطراد وينمو من نجاح إلى آخر، فقد اشتهر عنه إدمانه على الكحول ـ الأمر الذي حوّل حياة عائلته إلى جحيم، وأجبره على الإقامة المتكررة في المستشفيات لتلقي العلاج ـ وعلى التدخين الذي كاد أن يودي بحياته لولا براعة جرّاحيه في برلين في استئصال ورم سرطاني كان قد فتك بحنجرته في 1908. بل لم يخطر له على بال أن يحترف التأليف في سنيّ تعليمه حتى قارب الثلاثين من عمره حين كتب في رسالة: «تمثّلت مأساتي في رغبتي الجامحة بأن أصبح لامعاً في عزف الكمان المنفرد لقاء أي ثمن، إذ كنت أعزف كماني منذ سن الخامسة عشرة صباح مساء. وكنت أكره القلم والحبر ـ وللأسف كنت أفضّل قوس كمان أنيقاً. ودام عشقي للكمان ردحاً طويلاً من الزمن، ما جعل لحظة تصارحي مع نفسي بأنني كنت قد تأخرت كثيراً في اتخاذ مسار العازف المنفرد المحفوف بالتحديات لحظة مؤلمة للغاية». لكن سبيليوس لم ينس حبه الأول، وحالما شعر بتمكّنه من التأليف بما يكفي، تفانى في كتابة كونتشيرتو الكمان (ولم يكتب كونتشيرتواً لأي آلة أخرى) يرقى إلى قمة ما كتب للكمان والأوركسترا على الإطلاق. وثمة عدد كبير من النقاد وقادة الأوركسترا ممن يعتقدون جازمين أن هذا الكونتشيرتو أروع أعماله قاطبة، علماً أن سبيليوس ألّف ثلاث عشرة قصيدة سمفونية وجلّها مستمد من الملحمة الفنلندية «كاليفالا»، والعديد من الأعمال التي تتخلل مسرحيات لمعاصريه لعل أشهرها «الفالس الحزين»، وما ينوف عن مئة أغنية فنية، وقطعاً عديدة لجوقة الغناء، ومئة أخرى من قطع موسيقى الصالة لتشكيلات متنوعة من الآلات، وغيرها. وتجدر الإشارة هنا إلى مدى الإتقان الذي جاءت عليه كل هذه الأعمال جراء عودة المؤلف إليها المرة تلو المرة ـ حتى بعد نشرها ـ وإعادة صياغة هذا المقطع أو ذاك بغية تحسين النسخة اللاحقة، فقد كان سبيليوس ينشد الكمال في كل شيء. ولكن ماذا عن سمفونياته؟ لقد بلغنا من سبيليوس سبع سمفونيات، حاول في كل منها أن يشقّ لنفسه طريقاً خاصاً به، فأفلح في محاولاته المبكرة إلى حد ما وحقق فتوحات ملفتة للنظر في تلك التي تلتها. فقد كان مديناً في الأولى لتشايكوفسكي (1840-1893) على نحو واضح، لكن ثمة لحناً حزيناً وطويلاً يستهل به سمفونيته وتعزفه آلة الكلارينت بمرافقة طبول التيمباني المكتومة، ويفضي إلى مادة اللحن «أ» الذي تعزفه الأوركسترا ككل. ولا يعود لحن الكلارينيت هذا مطلقاً، كما لا يشتق منه مؤلفنا أياً من الألحان الأخرى، رغم أن ثمة أصداء بعيدة له في بعضها. ولم يكن أحد قبل 1898-1899 قد استهل سمفونية على هذا النحو قط، ناهيك عن ترك مادة لحن الاستهلال جانباً والمضي قدماً إلى سائر حركات السمفونية، مبقياً على بناء السوناتة المتوارث عن الأب المؤسس هايدن (1732-1809). ويظهر تأثير ليست (1811-1886) في تطوير خلايا لحنية أصغر فأصغر في سمفونيات سبيليوس اللاحقة، من الثانية حتى السابعة، فيتوصّل في كل سمفونية إلى بناء عضوي أشد تكاملاً واكتنازاً، تاركاً بذلك بناء السوناتة كلياً، وهو بذلك يتمرد على التراث دون أن يمزقه، ففكرة النمو ما تزال سمة الطريقين. كما يبدو تأثير بركنر (1824-1896) ماثلاً في حركات سبيليوس الوسطى شديدة البطء. بيد أنه يفوق نفسه في سمفونيته السابعة فينجح في ربط الحركات الأربع عضوياً في نفس واحد، فيسجل بذلك تجديداً ريادياً. كان ذلك في أوائل 1924، أي بعد حوالي ربع قرن من بدء مسيرته في كتابة السمفونيات. فيكتب بعدئذ قصيدته السمفونية «تابيولا» ثم سلسلة قطع تتخلل مسرحية شيكسبير «العاصفة» بتكليف من المسرح الدنماركي الملكي وبعض القطع الأصغر منهما، ثم لا يلبث حتى يصمت حتى مماته ـ أي ما يزيد عن ثلاثة عقود! صمت أبي الهول، أو صمت ييرفنبا، كما شاع في صحافة تلك الحقبة، نسبة إلى البلدة التي كان قد شيّد فيها منزله العائلي، الذي أسماه «آينولا»، نسبة إلى زوجته آينو ييرنفلت سبيليوس (1871-1969) شمالي هلسنكي، والذي حوّلته الحكومة الفنلندية في 1974 إلى متحف يعنى بتاريخ حياته وأعماله الموسيقية. وقد أشار المؤرخ أريك تافاستستيرنا (1916-1993)، كاتب سيرة حياة سبيليوس وصديقه المخلص، إلى أن سبيليوس كان قد وعد قائد أوركسترا بوستن السمفونية، سيرجي كوسفتسكي (1874-1951) بسمفونيته الثامنة في 1931 ثم عاد فجدد وعده له في 1932. وفي 1933 تم الإعلان عن حفلة تشمل الأداء الأوروبي الأول لسمفونيته الثامنة في لندن في ملصق جداري يحمل اسم قائد الأوركسترا البريطاني بازل كامرن (1884-1975) ورئيس الجمعية الفلهارمونية الملكية آنذاك، بل وذكر الملصق أن تسجيلاً على الاسطوانة سوف يتبع تلك الحفلة المعلنة، لكن شيئاً من كل ذلك لم يتحقق. وكان تافاستستيرنا قد وجد، بعد ممات سبيليوس فاتورة مؤرخة في الرابع من أيلول/سبتمبر 1933 لقاء أتعاب مختص ألماني قام بخطّ النص الموسيقي للحركة الأولى فقط من السمفونية الثامنة كي يكون مقروءاً وجاهزاً للأداء. ثم طالعتنا الصحف في 2011 بأن ثمة ثلاث شذرات مما يعتقد أنه نص السمفونية الثامنة كانت قد اكتشفت على بضعة صفحات (من أصل 800 صفحة!) من مسودات يبدو أنها بخط يد المؤلف، وبأن أوركسترا هلسنكي الفلهارمونية تنوي عزفها للمرة الأولى في تشرين الأول/أكتوبر من ذلك العام. وقد استمعت إلى تسجيل حي لذلك الحدث، لا يزيد عن الدقيقتين والنصف. وفي الشذرات الثلاث ملامح باهتة من أسلوب سبيليوس المتأخر لكن عادته الشهيرة في الحذف والتنقيح والتعديل تجعلني أميل إلى الاعتقاد بأنها مجرد تجارب أولية لا تمثّل بالضرورة مقاطع من متن سمفونيته الثامنة. فماذا حصل للمخطوطة إذاً؟ تجيبنا على هذا التساؤل المشروع عقيلة سبيليوس، آينو، في مقابلة مع تافاستستيرنا: «لقد كانت ثمة محرقة كبرى في آينولا في الأربعينات، إذ قام زوجي بتجميع عدد من مخطوطاته في سلة غسيل كي يحرقها في موقد النار في صالة الطعام. ولم أمتلك القوة آنئذ على البقاء في الصالة، فانسحبت منها. لذا فإني أجهل عناوين المخطوطات التي كان نصيبها النار. لكن زوجي أصبح أكثر هدوءاً وأخذ مزاجه يتحسّن بعد تلك الحادثة». ويؤكد شهادة آينو مؤلفنا نفسه، إذ نقل عنه أصدقاؤه المقربون قوله: «إذا وجدت نفسي غير قادر على تأليف سمفونية أفضل من سمفونيتي السابعة، فستكون تلك خاتمة سمفونياتي!». المؤلف الفنلندي جان سبيليوس وسمفونيته الثامنة حين يجفّ ينبوع الإلهام بشّار عبد الواحد لؤلؤة |
مواقف ترامب الاقصائية دفعتنا للرد بأقلام الشباب المسلم الخلاق Posted: 25 Nov 2017 02:11 PM PST صدر مؤخراً عن «دار الساقي» كتاب مبتكر في شكله ومضمونه وطريقة عرض المقالات الواردة فيه بعنوان: «لا ترتعب فانا إسلامي» حققته وحررته لين كسبار، الناشرة والمديرة العامة لدار الساقي في بريطانيا وخارجها. الكتاب، شمل 34 مقالاً قصيراً ولوحات مصورة واسهامات فنية كتب وأنتج معظمها شبان وشابات من أصل عربي أو إسلامي مقيمون في دول غربية ويعملون في الحقلين الأدبي والفني. أبرز ما فيه ارتباط فحوى المقالات وروح اللوحات الفنية فيه بمفاهيم إنسانية واجتماعية كالغربة وازدواجية الولاء ومواجهة العنصرية في هذه الدول والمجتمعات التي هاجر المساهمون وأهلهم إليها. وتؤكد كسبار ان أبرز دوافع نشرها وتحريرها لهذا الكتاب كون السياسات والمواقف الاقصائية لرئيس أمريكا دونالد ترامب ضد مواطني سبع دول أكثرية سكانها من المسلمين تؤثر سلباً على شباب هذه الدول وعلى انفتاحهم الإنساني والفكري نحو إخوانهم في هذا العالم، وبالتالي، فالذي يضيّق على هذا الانفتاح سيواجه رداً لاذعاً وساخراً بأقلام شباب مبدعين من هذا العالم الإسلامي. والكتاب حسب كسبار، ليس موجهاً ضد سياسات ترامب الاقصائية فحسب، بل ضد كل الأصوات الرجعية المنتشرة في العالم حاليا. كما انه يشكل صوتاً لدحض محاولات قمع الحريات الفردية ولتحقيق الذات ولتجاوز التمييز ضد الآخرين بسبب الانتماءات الدينية، السياسية والجندرية والجنسية. وبما أن من الصعب وفي مراجعة كتاب مبتكر في شكله ومضمونه التركيز على جميع الـ34 مقالا ولوحة فيه والذي لا يتجاوز كل مقال منها بضع صفحات، فقد اخترنا ما كان (في رأينا) أبرز هذه المشاركات أدباً وفناً وبسخرية عميقة. تقول مقدمة المسرح الهزلي الإيرانية ـ الأمريكية يُجين فرزاد في مقالها بعنوان «شعبي لا يحبني كثيراً» (ص 22 ـ 28): «لا يتوجب عليّ شخصياً ان أفسر معنى الإرهاب. هناك أشخاص أذكى منى يفعلون ذلك، ولكن الإيرانيين عموما لا يعتبرون أنفسهم إرهابيين إسلاميين». وتضيف: «الإسلام لا يفسرني، كما ان فطيرة التفاح الأمريكية لا تفسرني». ثم تستدرك: «باستطاعتي انتقاد إيران عندما أشاء، ولكنني أحذركم من انتقاد بلدي… لقد علمني والديّ بعض التقاليد الإيرانية ولكنني لا أطبقها. لست مرتاحة انه بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001 صار الجميع هنا (في أمريكا) يتعاملون مع المسلمين الأمريكيين استناداً إلى هذا الحدث». أما نجمة المسرح الكوميدي اللبنانية ـ البريطانية ايستير مانيتو فتقول (ص 41 ـ 43) ان خطيبها الإنكليزي صُعقَ عندما دخل والدها اللبناني في أصله وعاداته إلى الغرفة التي كان يجلس الخطيب فيها بملابسه الداخلية حاملاً نسخة من صحيفة «الغارديان» البريطانية وهو يصرخ قائلا: «هذا ابن الحرام توني بلير». وتضيف: «ان والدي يتحدث هاتفيا مع شقيقه في لبنان حول الطقس ومواضيع أخرى لفترة طويلة جداً وبصوت عالٍ. والدي يحب أطفالي كثيراً وعندما انزعج طفلي مرة لأن طفلا آخر حاول أخذ لعبته منه، استدار والدي نحوه قائلا: نحن لا نتفاوض مع الإرهابيين، ثم ضحك وحيداً لنكتته هذه!». الاختلاف في الهويات الحضارية الذي ينتقل من جيل إلى آخر، بصرف النظر عما إذا كان الجيل الثاني أو الثالث أقام طوال حياته في المهجر ظهر أيضا في مقال الكاتبة، السودانية الأصل التي عاشت في اسكتلندا، ليلى أبو ليلى في الكتاب عن امرأة بريطانية تطلقت من زوجها الأول وتزوجت شابا سودانيا يدرس في بريطانيا (مطلق أيضاً) تزوجها للحصول على الإقامة في بلد المهجر ولكنه تعامل معها بشكل جيد. السيدة اسكتلندية الأصل غيرت اسمها ليصبح «رقية» واعتنقت الإسلام لترضي زوجها حامد الذي وُلدَ ونشأ على ضفاف نهر النير الأزرق في السودان (المقال بعنوان «ماجد» ورد بين صفحتي 67 و75). مدار البحث وجوهر الموضوع هو نفسه في هذا المقال كما في كثير من مقالات الكتاب الأخرى أي الانتماء إلى المجتمع الإسلامي وقيمه وعاداته مع الانتماء إلى العرب والقيم الغربية في مكان الهجرة وخصوصاً بالنسبة إلى امرأة اسكتلندية مطلقة لها ولدان من زوجها البريطاني الأول وتسعى لإرضاء زوجها السوداني الأصل المسلم الانتماء. الشخصيات في هذا المقال (رقية وحامد) واقعية إلى اقصى الدرجات. فصحيح انه تزوجها من أجل الحصول على حق الإقامة في بريطانيا ولكنه يتصرف معها بإنسانية وحساسية وعطف كزوج لها أو في معاملته لأولادها من زوجها الأول من دون التفرقة بينهما وبين ولديه منها. هذا المقال يشكل صورة مؤثرة لتعامل إنساني وحضاري بين شخصيتين مختلفتين حضارياً إحداها غربية الجذور والأخرى مسلمة شرقية الحضارة بمعناها الإنساني الحقيقي المرتكز على المساواة في معاملة الزوج للزوجة والزوجة المُحبة للزوج، وفي محاولة امرأة غربية شريفة تجاوزت العنصرية في التعامل مع زوج عربي مسلم عطوف أعتنق الهوية الروحية الديمقراطية للحضارة الأوروبية. وهذا ربما أحد أهداف كتاب كسبار وما سعت للتوصل إليه عبر هذه المقالات والنتاجات الأدبية الجميلة في أدبها وإنسانيتها. وعبّرت جنيفر جاجي (الممثلة والكاتبة الفلسطينية ـ الأمريكية) بشكل ساخر وذكي عن خشيتها وقلقها لكونها تحمل الجنسية الفلسطينية ولكون رفاقها في أمريكا لا يعتبرونها «بيضاء البشرة» لأنها تتحدر من أصل فلسطيني. وفي مقالها بين صفحتي (77 و83) تقول ان والدتها تطمئنها دائماً بأنها «بيضاء البشرة»، ولكن أصدقاءها في المدرسة منذ صغرها كانوا ينعتونها بنعوت عنصرية. كما تشير إلى اختبار حدث لها في محطة قطارات فرنسية يؤكد ان العنصرية ما زالت متفشية وزادت في الغرب وذلك عندما تركت حقيبتها للذهاب إلى المرحاض، وطلبت من شخص كان جالساً إلى جانبها الاهتمام بها، ولما عادت اضطرت للخضوع لاستجواب من الشرطة الفرنسية حول ما إذا كانت حقيبتها مليئة بالمتفجرات! ونصحها الشرطي المستجوب بعدم ترك حقيبتها قرب أي كان «نظراً» لأن مظهرها كما هو، علماً ان مظهرها لم يكن يختلف عن الكثيرين مثلها في تلك المحطة. والمعنى انه مهما حاولت فإن الغربيين (من أشخاص عاديين أو أمنيين) سيعتبرونها عربية أجنبية مسلمة قابلة للتحول إلى إرهابية مهما كان لون بشرتها! الأمر نفسه انطبق على حسن عبد الرزاق، الباحث العراقي في جامعة هارفرد الأمريكية (مقاله بين صفحتي 85 و91) الذي كان مهتما بأبحاثه في علم البيولوجيا، ولكن بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 تحول إلى إنسان يشعر ان الشبهة تحوم حوله، واضطر للعودة إلى أهله بعد تعرضه لانهيار عصبي بسبب الأجواء العنصرية التي انتشرت بعد ذلك الهجوم. ويتساءل في هذا المقال عن سخافة الأسئلة التي تطرحها الأجهزة الأمنية الأمريكية على المقيمين من أصل عربي ـ مسلم كلما سافروا جواً أو وصلوا إلى مطار أمريكي. كما تتساءل مقالات أخرى عن مثل هذه الأسئلة الفجة على شاكلة: «لماذا تكرهوننا؟ وما هي علاقتكم بمنظمتي حماس وحزب الله؟ وهل تعرفون شخصاً باسم محمد؟ ومتى آخر مرة أكلتوا الفلافل!!». المقالات في الكتاب بمجملها عميقة ولكنها تعتمد الفكاهة والسخرية في الوقت عينه بنجاح. فجومانا حداد الكاتبة البارزة والمعلقة الباحثة في صحيفة «النهار» اللبنانية تقول في مقالها (ص134 ـ 135) في الكتاب ان أحد نجليها يطلب إليها عدم التحدث بالعربية عندما تزوره في مقر إقامته في أوروبا فيما الآخر يهدد (مازحاً) بأنه سيصرخ عاليا قائلا «الله أكبر» في القطار السريع (المترو) أمام جميع الركاب فيما تضع هي يدها على فمه خوفا من أن يفعل ذلك بالفعل ويستدرج اعتداءات عنصرية من هؤلاء الركاب. وتأسف لما وصلت إليه الأمور في الغرب ولخشية ولديها من التكلم بالعربية في المجتمعات الغربية فيما هي كتبت كتبها ومقالاتها المنددة بالإرهاب الإسلامي المتطرف والتمييز ضد المرأة وضد إقصاء الأقليات باللغة العربية. كما يتساءل حازم صاغية في مقاله الساخر بعنوان «ترامب والقذافي» (المضحك جداً) عن نظرية أبو مصطفى، وهو سائق حافلة في بيروت تحدث حازم إليه وأشار السائق ان ترامب والقذافي شخصان شديدا الذكاء وذلك «لأنهما نجحا في الحياة». وعندما خالفه حازم الرأي خشي (وهو كاتب لبناني قضى فترة طويلة من حياته في لندن) من ان يعتبره أبو مصطفى شخصاً محدود الذكاء لأنه انتقد هذه النظرية! (ص 34 ـ 35). شعرٌ جميل جداً أوردته كسبار في الصفحات (129 إلى 145) كتبته الشاعرة المصرية ـ البريطانية سابرينا محفوظ بعنوان: «بطاقة بريدية من عروس بحر مسلمة». أجمل ما في هذا الشعر المقطع القائل: «انني ضائعة، لا أعرف مَنْ أنا وأين أعيش؟ ولا عن عمق تلون جلد جسدي، وربما هذا ما يُصعّبُ إعطاءي مكاناً في هذا العالم… لقد ولدت على مقربة من الخليج الفارسي وعثرت على طريقي في البحر العربي، وسبحت مع الأسماك حتى البحر الأحمر، ثم مررت في قناة السويس، وشعرت باطمئنان أكبر كعروس بحر وصلت أخيرا إلى البحر المتوسط، ولم أتوقع ان تبدأ الصراعات هناك… أنتم لا تريدوننا… ونحن لسنا بحاجة لكم… سأفتش عن طريقي بطريقتي إلى مكان أملكه بالفعل». صرخة شعرية وجدانية ورائعة من أنثى حرة عربية ترفض التهميش ولا ترضى أن توضع في خانة الآخرين في هذا العالم… ما أجمل ان تأتي هذه الصرخة في قالب شــعري في ختام هذا الكتاب! Lynn Gaspard: «Don't Panic I'm Islamic» Dar al Saqi, London 2017 181 pages. مواقف ترامب الاقصائية دفعتنا للرد بأقلام الشباب المسلم الخلاق لين كسبار في «لا ترتعب فأنا إسلامي»: سمير ناصيف |
حيوات الأرصفة وأيقونات السلطة Posted: 25 Nov 2017 02:11 PM PST يتنوع الخطاب بفعل الزمن، ويبدو أن الكشف عن خطاب (الهامش) هو الوجه الأكثر دِقة لما يمر به شعب من الشعوب من تحولات سياسية واجتماعية واقتصادية، بعيداً عن الخطاب الرسمي، الذي في أغلبه ــ خاصة في الدول القمعية ــ لا يكون سوى خطاب المداراة والالتفاف حول ما يحدث بالفعل. خطاب مُتكلف يجافي الحياة والناس. وربما يحاول الشعب من خلال خطابه هذا أن يمارس انتقامه الهادئ مما يحيطه، أو تصبح هذه الخطابات أكثر حرية ــ في حدود ــ للتعبير عما يرونه بالفعل. الأهم هو صوت الهامش الذي يعلو من خلال هذه الخطابات ولو على استحياء، لكنه يخرج في الأخير إلى العلن، ويُصر على مشاركة الآخر، بتوريطه في أن يكون طرفاً في هذا الخطاب أو ذلك. ولعل العمل الرائد «هتاف الصامتين» للمفكر سيد عويس، والذي أوضح صوت الهامش من خلال العبارات المكتوبة على السيارات، يظل حتى الآن عملاً جديراً بالتأمل، بل والإضافة من خلال العبارات الجديدة التي نراها عبر وسائل المواصلات، وهي تعبير حقيقي عن التحول الذي أصاب الشعب المصري. وعلى نهج مُقارب يأتي كتاب «خطاب الشارع .. تحولات الحياة والموت في مصر»، لمؤلفه محمد شومان، محاولاً رصد هذه التغيرات في الشخصية المصرية من خلال عدة خطابات تتباين مستوياتها، وبالتالي تعكس الرؤى الفكرية والنفسية للحياة، للعديد من فئات الشعب المصري في السنوات الأخيرة. أيقونات السلطة تعد السيارات في مصر عالماً قائماً بذاته، وللمصريين مآرب أخرى غير وظيفة السيارة كأداة من أدوات التنقل. ينصرف الأمر إلى اللوحات والملصقات الإشارية أو الدعائية التي توضع على السيارات، لتبيان حالة صاحبها، ومدى السلطة التي يتمتع بها في مواجهة الآخرين. كملصقات الأطباء والصحافيين والقضاة وأعضاء البرلمان، وهو أحد أشكال التباهي الاجتماعي والانتماء إلى هوية فئوية يريد صاحبها تأكيدها والانتماء إليها في مواجهة المجموع. هناك أيضاً بعض الأشياء الدالة على السلطة، كطاقية عسكري أو جاكيت ضابط، سواء في الشرطة أو الجيش، وفي الأغلب يكون صاحب السيارة لا ينتمي إلى هاتين الفئتين بالفعل، لكنه شكل من أشكال المواجهة والاطمئنان النفسي، ضامناً بذلك بعض المزايا التي يعرف المجتمع المصري أصحابها جيداً. الأمر الآخر هو تأكيد الهويات الدينية، ككلمات أو عبارات توضع على الزجاج الخلفي للسيارات، كشهادة «أن لا إله إلا الله» أو Jesus، بخلاف الصلبان والمصاحف في الداخل. الخطابات والمساواة الزائفة ويشير المؤلف إلى أن في الآونة الأخيرة تم اختلاق شكل من أشكال الخطابات التي لا تعبّر عن صاحبها، بل تمتثل تماماً لفكرة الإعلان الترويجي، وفي الأغلب كرهاً ــ خاصة سائقي التاكسي ــ وهو خطاب إعلاني عن سلع وخدمات شركات وبنوك محلية ودولية. من ناحية أخرى نجد الشارع المصري قادراً على استيعاب الجميع في الطريق، عربات كارو، عربات حديثة، التوك توك، درجات بخارية، هناك لحظات قد تشعر من خلالها بحالة من مساواة، لكنها في الأساس مساواة افتراضية، فهذه الفئات رغم تجاورها، فهي بعيدة كل البعد عن بعضها البعض، بل أن هناك حالة مزمنة من التربص والحذر. يتكلل المشهد في النهاية بالضوضاء المنفلتة، والضجيج الذي أصبح السمة الكبرى للقاهرة. حيوات الأرصفة من المفترض أن الأرصفة هي المكان المُعد للمشاة ــ المكان الآمن ــ لكن القاهرة تختلق هوية أخرى لهذه الأرصفة. فهي في الميادين المكان الأمثل للباعة وبضائعهم، يتم ذلك بالاتفاق مع ممثلي الحكومة ــ إتفاق غير مُعلن ــ بين البائع وأمين الشرطة مثلاً، كدفع مبلغاً لتأجير الرصيف، وهو شكل من أشكال إتاوات الفتوات في الزمن المنقضي، والذي جسده نجيب محفوظ في الكثير من أعماله. فقد تجد ماسخ أحذية أو سمساراً أو بائع ملابس، أو نصبة شاي أمام بعض المصالح الحكومية، إضافة إلى بائعي الفاكهة والأدوات المنزلية الرخيصة. أما عن تدخل الدولة لفرض حالة الانضباط، فكان عن طريق نصب أسواراً حديدية بين الأرصفة التي تفصل بين الطرقات، فما على المواطن إلى السير مسافات طويلة حتى يستطيع عبور الطريق للناحية الأخرى. لكن البعض لا يملك إلا التحايل، فقام بعمل فتحات للعبور في هذه الأسوار، رغم التعرض لخطر السيارات المسرعة، فالسير طويلاً أو صعود كوبري للمشاة أمراً لا يُطاق، مع الدعوة الدائمة في كل خطوة بـ «ربنا يُستر». أسماء المحال والشوارع ويمتد الأمر إلى الأسماء المكتوبة فوق المحال أياً كان نشاطها، والتي تدل على الهوية المفروضة على المارين أو المتعاملين مع هذا المحل أو ذاك. هناك أسماء تنتمي إلى الفترة الملكية، كوادي النيل مثلا، وأخرى ناصرية كالسد العالي، ولا توجد مشكلة في محل «كنتاكي» بجوار محل السد العالي، إضافة إلى الهويات الدينية وحضورها اللافت، التوحيد والنور، وتبارك، ورياض الصالحين، والشيماء. هذا التشوش البصري والدلالي هو سمة المجتمع القاهري، فالأمر لا يغدو تنوعاً أكثر منه عشوائية مفرطة أو شكل من أشكال الهوس الديني عن جهل (أحد الترزيّة ــ الذي يقوم بتفصيل الملابس ــ كتب على لافتة محله أو دكانه البسيط «نحن نقص عليك أحسن القصص» دلالة على مهارته في قص القماش وتفصيله). الأزياء وخطابها المُربك القاهرة تحيا ليل نهار كرنفالها المنصوب، هذه العبارة من الممكن أن تلخص ما يرتديه أهلها، الأمر أحياناً يصل حد الحفلات التنكرية، حيث لا هوية ولا تناسق شكلي ولوني. من الممكن اعتبار الحرية هنا على مداها أو هوى أصحابها. الأمر لا يقتصر على الملابس، بل يمتد ليشمل المجوهرات والأكسسوارات، السجائر، الساعات، سلسلة المفاتيح، نوع الهواتف النقالة، أغطية الرأس. فلا تستغرب من فتاة ترتدي الإيشارب ــ حجاب الموضة ــ وجوب قصير، أو بنطلون ضيق، لتحاول من دون جدوى عقد مقارنة بين الإيشارب الذي يغطي شعرها وبنطلونها. بجوارها آخر يرتدي الجلباب القصير والصندل الجلدي، وهو في الغالب طالق لحيته وحافف شاربه، وهو ما يعطي فكرة عن كيفية أسلمة الملابس والتوافق معها. خطاب الموت والمقصود منه كل ممارسات طقوس الحزن والدفن والنعي، إضافة إلى معمار المدافن وما تدل عليه من فئة اجتماعية، وكذلك الحياة في المقابر. فالحياة بين الأموات ليست جديدة على المصريين، وإن كانت في السابق حياة روحية وتواصل دائم مع الأموات، كالزيارات الموسمية، أيام الآحاد والجُمَع والأعياد، أو أيام الموالد وزيارة أضرحة أولياء الله. فخطاب الموت من مكونات الثقافة المصرية عبر العصور. لذلك فهذا الخطاب يختلط بخطابات الحياة المتعددة، هناك دوماً الترحم على الموتى، وذكر محاسنهم ــ مهما كانت تصرفاتهم في الحياة ــ وإرجاء كل شيء إلى مشيئة الله، والأمل في العيش غداً، وكما في التعبير العامي المصري «يا مين يعيش». محمد شومان: «خطاب الشارع … تحولات الحياة والموت في مصر» دار أخبار اليوم، سلسلة كتاب اليوم ــ القاهرة 2017 135 صفحة. حيوات الأرصفة وأيقونات السلطة محمد شومان في «خطاب الشارع … تحولات الحياة والموت في مصر»: محمد عبد الرحيم |
عليّه الخالدي: قصتي وقصص آخرين تلتقي لتعيد للذاكرة مكانتها وموقفها Posted: 25 Nov 2017 02:10 PM PST بيروت ـ «القدس العربي»: فرجة غير معهودة أتاحتها المخرجة عليّه الخالدي لكل من حجز مقعداً في مسرح غالبنكيان «الجامعة اللبنانية الأمريكية» لمشاهدة عرضها المسرحي «أبو وردة السانتا». دخلت إلى دفاتر الحرب الأهلية اللبنانية وصاغت نصاً متداخلاً جمع اختباراتها الشخصية إلى نصوص كتبها آخرون. عرض بدأ هذا الأسبوع، وولج مباشرة إلى حيوية المسرح التي تشهدها بيروت بازدهار ملحوظ منذ بداية الموسم. ميزة هذا العرض اعتماده المشهديات «11 مشهداً» كل منها بحدود الخمس دقائق. في سيرة عليّه الخالدي المهنية أنها مخرجة، مدربة وممثلة، حائزة على دكتوراه في المسرح العربي من جامعة لندن. في سجلها العديد من المسرحيات التي مثلت لبنان في مهرجانات عربية، وآخرها «عنْبرة». معها كان هذا الحوار: ○ لماذا فتح دفاتر الحرب الأهلية اللبنانية الآن؟ • منذ عودتي إلى الجامعة اللبنانية الأمريكية لتدريس تاريخ المسرح العربي كنت أسأل طلابي ماذا يعرفون عن الحرب اللبنانية، أو حتى عن تاريخ وطنهم؟ صُعقت، عندما لم أجد لديهم أي معلومة حتى عن تاريخ بدء تلك الحرب. تلك الحرب وكنت في عمر 12 سنة، وانتهت وأنا في الـ30، استهلكت مراهقتي وشبابي. إذا نحن جيل تأثر بالحرب الأهلية، وبتصوري لن أكون ما أنا عليه بدونها. من مفاعيل الحرب عليَ أنها أبعدتني عن الطائفية رغم السائد من حولي، وهذا إيجابي، حتى أنها أقصتني عن الدين. شخصياً كونت أفكاري عن الحرب منذ بدئها من خلال أسئلتي لوالدي، ومشاهداتي للوحشية التي تعامل بها من يمثلون الطوائف بحق بعضهم البعض، وللأسف باسم الديانات المختلفة. ○ أن يعرف الطلاب عن الحرب الأهلية هي مسؤولية الأهل أم كتاب التاريخ المفقود؟ • لا شك هي مسؤولية الدولة وكتاب التاريخ. لن يتحقق الاتفاق على كتاب تاريخ موحد من دون تحقيق مجتمع مدني يؤدي بالإنسان للانتماء إلى قانون وليس إلى دين أو مذهب. ○ كأستاذة مسرح لماذا ذهب خيارك في الاختبار لإشراك المتفرج بالفعل المسرحي من خلال ولوجه إلى حيزه المكاني؟ • يحمل هذا النوع من المسرح تعريف المسرح الانغماسي. حضرت مسرحاً مماثلاً في انكلترا وتأثرت به. وجدته نوعاً مناسباً لفكرتي. أردت أن ينغمس الجمهور في الحدث بدل الإستلقاء على كرسي مريح ومتابعته من بعيد. لهذا وكما شاهدت مشى الجمهور، وتنقل بين موقع وآخر داخل مبنى الفنون الجميلة في الجامعة برفقة شخص، وتتبع قصته. ○ لنتعرف إلى قصتك داخل هذا العرض كونك عايشت الحرب ملياً؟ • ليس طبيعياً إلغاء ذاتي. في النص تفاصيل كثيرة عايشتها. فقد تعرّضت للخطف لمدة ساعتين على يد حاجز طيار. كنا في سيارة خمسة أشخاص، وصعد معنا ثلاثة مسلحين واضعين المسدسات في رؤوسنا. لفوا بنا بيروت الغربية، وأدخلونا إلى موقف سيارات. وعندما وجدوا أننا لسنا من الطوائف التي يرغبون بخطفها، وانتهى الأمر بسرقتنا. ندين للصدفة بحمايتنا جميعنا. ○ لماذا شكلت الذاكرة أساساً للعرض المسرحي؟ • نعم أردت للذاكرة أن تحتل مكانها. سألت كل من أعرفهم أن يخبروني ما يذكرونه عن الحرب. سألني أحدهم إن كنت أذكر وصولنا إلى وسط بيروت سنة 1977 أو 1978؟ الأعشاب والشجر حينها كانت تغطي المكان. يومها صورنا الكثير من الأماكن المدمرة، حتى جاء عناصر الفرقة 16 واقتادونا إلى مخفر البسطا. الواسطة أخرجتنا منه، وكتبت حروف اسمائنا الأولى في اليوم التالي في الصحف. لم أكن اذكر هذه الحادثة، ويبدو أن الذاكرة تختار ما ترغبه. هذا ما أسعى للعب حوله. ○ اختيار أن يكون الجمهور جزءاً من العرض فهذا في رأيي ما يهزه كما ظهر؟ • وهذا بالتحديد ما أردته. أي أن يخوض الجمهور رحلة مع الماضي، بحيث يتمكن الممثل الرئيسي من فتح جروحه. في رأيي أن بعض المتفرجين سيشعرون بالضيق ولن يكملوا التجربة لعدم قدرتهم على الإحتمال، أو لعدم رغبة بمعايشة الحرب من جديد لدى من اختبروها. متابعة العرض أو الإمتناع يعود لرغبة كل مشاهد. ○ كأستاذة يفترض أن يكون عملك المسرحي تدريباً للطلاب. كيف تختارين الممثلين؟ • في «أبو وردة السانتا» ممثلون من طلاب الجامعة اللبنانية الأمريكية ومن الخريجين، ومن جامعات أخرى، كما اخترت محترفين وهواة. في تجربة الأداء التي شارك فيها كثيرون الموهبة كانت أساساً. رغبت من جهة أخرى بممثلين من اختصاصات متنوعة في الجامعة ليكون لدينا مجتمع مسرحي متكامل بدل حصره في دائرة الفنون الجميلة والمسرحية. حين كنا طلاباً كان للمسرح مجتمعه من كافة الدوائر، وهذا ما تراجع نسبياً، لكن المجتمع المسرحي الجامعي ضرورة. على سبيل المثال اخترت طلاباً من دائرة تصميم الأزياء لمساعدتي بهذه المهمة. إثنان من طلاب الهندسة المعمارية رسما الديكور. أجمل ما في المسرح أنه يجمع مواهب متعددة في عمل واحد. ○ في السنوات الأخيرة ازدهر عملك على مسارح غير جامعية وآخرها مسرحية «عنْبرة». هل كان تجسيد جدتك الرائدة حلماً؟ • من دون شك. وكان أفضل لو نفذت هذا الحلم في حياتها فقد رحلت سنة 1986. إنما كان تفاعل عائلتها مع العرض جميلاً. فقد حضره أبناؤها وأبناؤهم، وأبناء أخوتها. وبعضهم حضر العرض لأربع مرات، فهو أعادهم إلى أيام المصيطبة، ودارة آل سلام. العائلة تطالب بعروض جديدة. الفكرة واردة إن وجدت الدعم المادي. وأرغب بالتحديد أن يكون العرض للمدارس. فنحن حيال مرحلة من التاريخ السياسي والاجتماعي وتاريخ المرأة تحديداً كونه مهمشا إلى أبعد الحدود. ○ هل تأتي المرأة صدفة في اختياراتك الفنية؟ مثلت في «ايوبة» وفي «وصفولي الصبر» حيث المرأة هي القضية؟ • بصراحة هي الصدفة. لا ينصبّ اهتمامي على تاريخ المرأة ومقاومتها للمجتمع الذكوري الذي نعيشه. قد لا يعتبرون المخرج فناناً. إنما لدى رسم الفنان للوحة فهو يعبر حسب المرحلة التي يمر بها عقلانياً أو روحياً ويجسدها على المسرح. هي حال المخرج بالتمام. المخرج يعبر عن الواقع الذي يعيشه. الذكورية في لبنان رغم كوننا في طليعة البلدان العربية المتحررة، تكاد تخنق النساء. والذكورية ليست بعيدة عن أوروبا ففي انكلترا حيث عشت لسنوات كنت أعرف أن نساء كثيرات يتعرضن للتعنيف على أيدي أزواجهن. الفرق بيننا أن النساء في الغرب لديهن جهة رسمية تحميهن، وهذا ما كنا نفتقده قبل صدور قانون حماية المرأة من العنف الأسري وتزايد عدد الجمعيات التي تعنى بها. نعم قضايا المرأة متقدمة في أجندتي. ○ أين تأثرت بجدتك عنبرة سلام؟ • في تصوري أني تأثرت بتواضعها الكبير. لست أدري إذا كنت أشبهها في تواضعها. لكن تواضع جدتي فتنني. رغم انجازاتها الكثيرة لم تقل يوماً أنا. ○ في تعريفك هل المسرح رسالة أم متعة؟ • يستحيل فصلهما. هما معاً على الدوام. ○ هل خلعت دور الأستاذة بسهولة حين دعاك الطالب الخريج عوض عوض للمثيل في «أيوبة»؟ • أحترم وأقدر كل مبدع حتى وإن كنت استاذة له. عوض واحد من هؤلاء. دخل عوض الجامعة للتخصص في الغرافيك ديزاين، وإذ به يدخل المسرح وكأنه زوبعة. أظنه شارك بمئة مسرحية في سنوات دراسته. في كل عرض كان يتلقى طلباً للمشاركة من زملائه. مواهبه لا تصدق من ماكياج، وشعر، وتصميم ملابس، وتصميم اكسسوارات. ليس بارعاً في التقنيات، لكن يديه لا تعرفان سوى العمل والإبداع. كتب وأخرج عملين مسرحيين، وعندما قدم لي نص «أيوبة» وبعد أن شاهدت أعماله السابقة قررت أن أدعم موهبة هذا الشاب. ○ ألم يحسم قرارك أن «أيوبة» رمز المرأة الفلسطينية، وعوض فلسطيني وأنت من فلسطين؟ • بل شكل هذا الجانب صعوبة. كان لزاماً النطق بلهجة فلسطينية، ولا أتقنها. شرف لي بكل تأكيد دور المرأة الفلسطينية التي تعيش معاناة تفوق تصور أي منا. نعم هو تحد أحببته جداً أولاً النطق بالفلسطينية، وثانياً أن أكون بإدارة مخرج كان من طلابي. هي تجربة غلب عليها الممثل بعد أن تصارع مع المخرج. لكن توازنا جميلا حل بيننا. لم استعمل الاستاذ في داخلي بل تركت عوض على حاله. ودعمته ليصل إلى أفضل ما يريده مني. دور الاستاذ أن يرى ما لدى الطالب من نقاط قوة لتكريسها، لا أن يحد من إبداعه. ○ هل تصورت هذا النجاح لأيوبة؟ • بصراحة لا. أعرف أنها مسرحية جيدة، لكن التجاوب الإيجابي كان كبيراً جداً، وهذا ما أفرحنا. كافة أنواع الجمهور رحب بها، ونحن ما زلنا حيال عرض جديد في مركز معروف سعد الثقافي في صيدا في التاسع من كانون الأول/ديسمبر. ○ أنت ولينا ابيض تتبادلان اللعب في المسرحيات التي توقعانها. هي موجودة حالياً في «ابو وردة السانتا» هل هو تعاون، دعم أم ماذا؟ • التبادل أجمل ما في المسرح. بصراحة تعلمت الكثير من لينا المعطاءة دون حدود كإنسان ومبدعة. تتركني أعمل لوحدي، وفي الوقت عينه تدعمي حيث تراني أحتاج. قبل لينا أبيض كنت أشعر بشخصية قامعة للمخرج حيث لا كلمة تعلو على كلمته، ومعها اكتشفت أن المسرح عملاً جماعياً وليس سلطة. أرغب العمل مع لينا على الدوام. ○ نلاحظ منذ حوالي سنتين حضوراً مميزاً للنساء في حركة المسرح اللبناني. لماذا في رأيك؟ • حين بدأت دراسة الإخراج في كلية بيروت الجامعية للبنات وقبل أن تحمل اسم الجامعة اللبنانية الأمريكية في الثمانينات، كانت أعداد البنات المنتسبات للإخراج هائلة من بيننا سوسن دروزة ومنى كنيعو، كان الاندفاع ميزتنا وجميعنا تابع في هذا التخصص. قسم منا راح صوب التلفزيون حيث كان في بداية نهضته. التوجه للمسرح بهذه الغزارة يعود للثمانينيات وليس جديداً. حينها لم تكن الفتيات مختلفات في الحماس والإبداع عن زملائهن الشباب. شخصياً انقطعت عن المسرح لـ15 سنة بعد زواجي سنة 1995 وسفري. وفي السنة نفسها وصلت لينا ابيض إلى الجامعة ومن حينها وهي تقدم عرضاً مسرحياً كل عام. النهضة ليست طارئة للنساء في المسرح. عليّه الخالدي: قصتي وقصص آخرين تلتقي لتعيد للذاكرة مكانتها وموقفها «أبو وردة السانتا» عرض مسرحي إنغماسي يعيد الجمهور إلى زمن الحرب زهرة مرعي |
بعد 39 سنة مهرجان القاهرة السينمائي يستغني عن الفيلم المصري! Posted: 25 Nov 2017 02:10 PM PST بدأت الدورة التاسعة والثلاثون من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بافتتاح مبهر على المستوى الشكلي. وحسب تصور القائمين على تنظيمه، فان المهرجان الرسمي يمكن أن يستعيد مكانته الدولية بمجرد التجديد في الملامح والمكان، متناسين المشكلة الأساسية وهي الثقة التي فقدها المهرجان طوال الأعوام الثلاثة الماضية بفعل الظروف غير المواتية من ناحية ونتيجة الإهمال من ناحية أخرى، واعتبار الحدث السينمائي الكبير كرنفالاً سنوياً يخصص حفلا الافتتاح والاختتام به لعرض أحدث فساتين السهرة وصيحات الموضة العالمية! من هنا جاءت الأزمة وحدثت المداولات بين الهيئة العليا المكلفة بإدارته وتنظيمه وبين وزارة الثقافة كطرف متضامن يعمل على إنقاذه. وقد حرك مهرجان الجونة الذي عقدت دورته الأولى مؤخراً الماء الراكد بوصفه منافساً خطيراً للمهرجان القديم والعريق، وخوفاً من أن يسحب البساط بنعومة من تحت أقدامه فيبدو الفشل جلياً واضحاً لا لبس فيه، تم التركيز في افتتاح مهرجان القاهرة على الشكل كعنصر مؤثر للإيهام بأنه لا يزال الأهم والأقوى، ولكن مع التسليم بالتغير المفاجئ وحالة الإبهار التي صاحبت عملية الانتقال من دار الأوبرا إلى قصر المنارة في التجمع الخامس، يتبقى العنصر الأهم في تفعيل دور المهرجان كحدث ثقافي وهو الإسهام السينمائي المصري، ذلك العنصر الجوهري الغائب تماماً عن المعادلة، حيث لم يستطع المهرجان الكبير ولا إدارته المخضرمة الحصول على فيلم واحد يمثل مصر، الدولة المنظمة للحدث الثقافي الدولي الأهم في المنطقة العربية والشرق أوسطية ولو من باب ذر الرماد في العيون ورفعاً للحرج. وبينما تتنوع المساهمات والمشاركات لتشمل 15 فيلماً داخل المسابقة الرسمية، فضلاً عن فيلم الافتتاح الأمريكي للمخرج الفلسطيني الكبير هاني أبو أسعد «الجبال بيننا» يختفي عنوان الفيلم المصري من جدول العروض والمسابقات ليمثل غصة في قلب السينمائيين والمثقفين الغيورين على مستقبل السينما الرائدة وهي التي بلغت من العمر مئة عام ويزيد ولم يكن منتظراً أن تصل إلى هذا المستوى من التراجع الكمي والكيفي فتبدو كأنها سينما محلية غير قادرة على المنافسة الدولية ولا تملك مقومات الحضور في مهرجان يقام على أرضها، ويزعم منظموه أنهم عبروا به مرحلة الخطر، في حين أن الواقع يؤكد أنه عبور من مرحلة الخطر إلى المرحلة الأشد خطورة، حيث لا تغني التصريحات الفضفاضة عن الأزمة الراهنة ولا تخفيها. ملمح آخر من ملامح افتتاح الدورة 39 للمهرجان السينمائي الرائد كان أكثر دلالة على أن ما حدث من تطوير لم يتعد الشكل فقط ألا وهو الغياب الجماعي لكبار النجوم باستثناء أسماء بعينها تعد على أصابع اليد الواحدة حضرت بحكم العادة أو بالإلحاح ومن بينهم نبيلة عبيد وسمير صبري وحسين فهمي الذي تعين عليه الوجود كرئيس للجنة التحكيم في المسابقة الرسمية، أما من تم الاعتماد عليهم كواجهة دعائية فهم من نجوم الوسط والشباب وصغار الممثلين، ويعد هذا في حد ذاته رأياً سلبياً في المهرجان أو موقفاً منه بدأ منذ سنوات ولا يزال مستمراً. ولعل الأبرز بين الحضور الكبار أيضاً، سمير غانم الذي تم تكريمه بعد نسيان طويل لم يكن لائقاً به ولا بتاريخه الفني الكوميدي المهم، ولكنه تحقق فأضفى حالة من البهجة على أسرته الفــنـية، فحــرصت زوجته دلال عبد العزيز وابنتاه دنيا وإيمي، على حضور التكريم. وهناك خطوات لا بد من اتخاذها لضمان النجاح والاستمرار لمهرجان القاهرة وتثبيته في قائمة المهرجانات الدولية والعالمية المهمة عضوا في الاتحاد الدولي للمنتجين، أولها توفير الغطاء المالي الدائم لتجنب الهزات المهددة لاستقراره، ثانياً البحث عن شخصية كاريزمية تتمتع بقبول لدى الوسط السينمائي والثقافي وتجيد فن الإدارة لتولي رئاسته، ثالثاً تشكيل مكتب إعلامي مدرب يعمل بلياقة وكفاءة لاستقطاب العناصر الأكثر تأثيراً من الكتاب والنقاد والصحافيين لضمان عملية التقييم بعيداً عن المجاملات والمحسوبيات كما كان يفعل الراحل سعد الدين وهبة، الرئيس الأسبق والأكفأ للمهرجان وهو الأمر الأصعب على ما أتصور. بعد 39 سنة مهرجان القاهرة السينمائي يستغني عن الفيلم المصري! كمال القاضي |
عزيزي غوارديولا… أرجوك لا تحرمنا من قرينك الإيطالي ماوريسيو ساري! Posted: 25 Nov 2017 02:09 PM PST لندن ـ «القدس العربي»: حدث ما كان يتوقعه وينتظره الكثير من المُتيمين بكرة القدم الجميلة، بتجدد أمل أحد أمتع أندية أوروبا في تجاوز دوري مجموعات الأبطال، بعدما كان على أعتاب الخروج المُبكر لولا انتصاره «شبه الحاسم» على ضيفه الأوكراني بثلاثية نظيفة مساء الثلاثاء الماضي في افتتاح مباريات الجولة الخامسة لمرحلة مجموعات صفوة القارة العجوز. البارتينوبي نعم. الحديث عن سفير المدينة الإيطالية الكادحة نابولي، الذي تغير من النقيض إلى النقيض، منذ وصول العبقري ماوريسيو ساري لسدّة الحكم في ملعب الرعب «سان باولو»، خلفا للإسباني رافا بنيتيز، الذي ترك البارتينوبي وهو بالكاد هش ومُهلهل في أعقاب موسم 2014-2015 الكارثي، حيث بدأ رفاق ماريك هامشيك الموسم بخروج مُخز من الدور التمهيدي المؤهل لدور مجموعات أبطال أوروبا، بهزيمة نكراء على يد بلباو بالخسارة في مجموع المباراتين 4-2، والمفارقة أنها كانت نتيجة الخسارة ذاتها أمام لاتســـيو في ختام موسم «السيريا آ»، والتي على إثرهــا تقهقر نابولي إلى المركز الخامس، وحُرم من اللعب في دوري الأبطال للمرة الثانية على التوالي. ماذا تغير؟ كلما شاهدت صور ساري، وبالأخص الصور التي يلتهم فيها محبوبته «السيجارة» بكل شراهة، يتسلل إلى ذهني الضجة الكبيرة التي أثيرت حوله، عندما أعلن المنتج السينمائي الشهير أوريليو دي لورينتيس، تعيين الرجل الذي لم يُمارس مهنة كرة القدم، على رأس القيادة الفنية لفريق مر عليه الأسطورة الخالدة دييغو مارادونا، وهو نفسه الذي شكك في نجاح الخبير الاقتصادي السابق مع نابولي في تصريحه المعروف الذي قال فيه «ساري جيد، لكنني لا أعتقد أنه سيقود نابولي للفوز باستمرار». مارادونا بطل العالم في 1986، أدلى بتصريحه هذا بعد البداية غير الموفقة لساري، والتي أسفرت آنذاك عن خروج الفريق بنقطتين في أول ثلاث جولات لموسم 2015-2016، بواقع هزيمة في الافتتاح أمام ساسوولو وتعادلين 2-2 أمام سامبدوريا وفريقه السابق إمبولي، والطريف أن أغلب الجماهير المحلية أيدت رأي أسطورتهم الأرجنتيني، وهذا فتح المجال للتكهن حول مستقبله، لكن الرئيس تعامل بذكاء، وطلب من الجميع ترك الرجل يعمل في صمت، ليس فقط حفاظا على الاستقرار داخل غرفة خلع الملابس، بل كما قال على سبيل الدعابة لعدم زيادة الضغط على ساري حتى لا يضطر للتدخين أكثر من 60 سيجارة في اليوم الوحد! جنى المنتج الذي انتشل نابولي من براثن الضياع عام 2004، وأعاده إلى دوري الكبار بعد ثلاث سنوات قضاها في الدوريات الأدنى بسبب قضية الإفلاس، ثمار صبره على ساري، بعرض من زمن آخر أمام لاتسيو، في المباراة الشهيرة التي رد خلالها نابولي الصاع صاعين لنسور العاصمة بعد مباراة 4-2، بفوز عريض وتاريخي وصل قوامه خماسية نظيفة على الملعب ذاته الذي شهد رباعية «سان باولو»، ثم هز «سان سيرو» برباعية نكراء في شباك ميلان، لم يتجرأ نابولي على فعلها منذ منتصف خمسينات القرن الماضي، وتحديدا عام 1956. هنا أيقن الجميع في بلاد البيتزا أن هناك خطرا قادما من الجنوب، وهو ما أصبح حقيقة ملموسة على أرض الواقع في الوقت الحالي. من هو العبقري؟ أتتذكرون تصريحات مدرب الإنتر لوتشيانو سباليتي التي أدلى بها قبل مواجهة نابولي في الأسبوع التاسع للدوري الإيطالي هذا الموسم؟ يومها قال: «إذا كان ساري استمر في عمله الحسابي لكان وزير الاقتصاد في الوقت الحالي»، وهو الأمر الذي كانت تحلم به زوجته وأسرته قبل حوالي 20 عاما. الرجل الذي تعهد مرارا وتكرارا بعدم الإقلاع عن التدخين حتى يومه الأخير في عالمنا، من مواليد أعرق مدن جنوب إيطاليا، لكن انتقال رزق والده إلى توسكاني، أجبره في استكمال طفولته وشبابه مع أصدقاء جُدد يتنفسون فيورنتينا وسامبدوريا، أما هو… فقط رضخ لرغبة الوالد والوالدة، وفَضل التعليم وضمان وظيفة بنكية على حساب كرة القدم، التي لم يُمارسها بشكل احترافي أبدا. فقط اكتفى باللعب مع فرق هواة. في سن الـ31 عاما، قرر الجمع بين العمل كمدرب لفرق الهواة وعمله الحكومي في البنك، وظل لمدة 20 عاما يعمل مع فرق مغمورة في الدوريات الأدنى، إلى أن جاءته فرصة العمر بقيادة الفريق التوسكانيني إمبولي، الناشط في تلك الفترة في «السيريا بي». في موسمه الأول أبلى بلاء حسنا وقاد الفريق للوصول للدرجة الأولى، لكنه خسر في المحطة الأخيرة أمام ليفورنو، لتُجدد الإدارة ثقتها فيه، بمنحه فرصة أخرى، وهذه المرة أصاب الهدف باحتلال المركز الثاني، الذي أعاد إمبولي الى جنة كرة القدم. أول من بادر بالاستفاضة في مدح ساري، كان مدرب ميلان الأسطوري أريغو ساكي، الذي قال عنه «مدرب عبقري، كنت دائما أتابع الفريق الشاب الذي بناه مع إمبولي في الدرجة الثانية. لقد قام بعمل أكثر من رائع». وهذه الشهادة لم تأت من فراغ أو من قبيل الصدفة، بل من بصمته على أداء إمبولي والتطبيق المثالي لطريقة 4-2-3-1 بعناصر كانت مغمورة عام 2014 مثل روغاني وتونيلي وهيساي وماريو روي بالإضافة لفالديفيوري والمُخضرم ماكاروني، الذي أعاد اكتشاف نفسه مع ساري، وتجلى ذلك في انتصاره التاريخي على نابولي في الجولة الـ33، الذي ساهم في غياب كتيبة بنيتيز عن دوري الأبطال في موسمه الأخير. ما هي فلسفة ساري؟ على المستوى الشخصي، لا فوارق كثيرة جدا أو مسافات بعيدة بين مدرسة ساري ومدرسة الفيلسوف الكتالوني بيب غوارديولا. كلاهما يُقدم كرة قدم بنكهة مُختلفة المعروفة بـ«تيكي تاكا»، بالاعتماد على اللعب الجماعي المُمتع، يبدأ بضغط هائل من منتصف الملعب، تماما مثل معارك لعبة «الشطرنج» بمحاولة وضع الخصم في مناطقه، بضغط هائل من الخط الأمامي وإحكام مصيدة التسلل على الخصم، والأخطر من ذلك، سرعة نقل الكرة إلى الأمام بتمريرات دقيقة جدا بشكل عمودي على المرمى، مع تحركات بدون كرة للثلاثي الهجومي لفتح ثغرات في الدفاع بحلول متنوعة، تارة من العمق وتارة من على الأطراف أو بالتسديد المباغت من خارج منطقة الجزاء، والرائع أن هذا الأسلوب يُطبقه كلا المدربين في مبارياته التي يخوضها سواء على ملعبه أو خارجه، والدليل على تكرار انتصارات نابولي بثلاثة أهداف أو أكثر خمس مرات في أول 12 جولة لـ«سيريا آ» هذا الموسم، بخلاف انتصاره على روما بهدف نظيف في قلب العاصمة. تواضع من يتابع تصريحات ساري وردود أفعاله منذ ظهوره على الساحة، يعرف جيدا كم هو رجل متواضع بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وواقعته الشهيرة مع الكاميروني صامويل إيتو تتحدث عن نفسها. لنا أن نتخيل أنه كان يعتقد أن الهداف الأفريقي يسخر منه عندما قال له «لي الشرف أن ألعب ضدك»، بعد مباراة إمبولي ضد سامبدوريا التي انتهت 1-1، وبعدما تأكد من صدق إيتو، قال: «ينبغي أن يكون الشرف لي»، حتى عندما حاول أحد الصحفيين إحراجه كونه كان المدرب الأقل أجرا في الدوري الإيطالي مع إمبولي، قال له: «أقل المدربين أجرا؟ يجب أن أعتبر نفسي محظوظا إنهم يعطونني راتبا مقابل عمل قد أقوم به بشكل مجاني». التواضع الذي يتحلى به ساري في حياته الاجتماعية، انعكس عليه في أفكاره داخل المستطيل الأخضر، بتعديل فلسفته وطريقته من 4-2-3-1 إلى 4-3-3 بجانب سحر كروي غير مسبوق في تاريخ نادي مارادونا، تجلى في تحقيق الفريق أكبر عدد انتصارات في موسم واحد (25 انتصار)، وتأكيدا على مقولة أنه الفريق الأكثر رعبا خارج ملعبه في إيطاليا، اذ سجل 46 هدفا أكثر من أي فريق آخر. ما يُثير الدهشة، أن نابولي مع ساري لا يتأثر بأي غيابات، بل ربما العكس تماما، فبعدما ساعد غونزالو هيغواين للوصول لأعلى «فورمة» في مسيرته كمهاجم، وفي الأخير تركه ليرتدي قميص اليوفي، لم يتأثر الهجوم بتفكك ظاهرة «كاييخون وميرتنز وهيغواين»، وعاد باكتشاف للقصير البلجيكي بوضعه كمهاجم وهمي وعلى يساره المزعج إنسيني وكاييخون مهاجم ثان متحرك، ولا ننسى أنه لم يتأثر أيضا بغياب الهداف البولندي ميليك، الذي أصيب مرتين في الرباط الصليبي، ومؤخرا خسر جهود الظهير الأيسر الجزائري فوزي غلام بداعي الإصابة ذاتها، ومع ذلك ما زالت انتصارات وعروض الفريق مُستمرة… والمُدهش أن المستوى يتحسن من مباراة لأخرى، ولعل الانفجار في وجه شاختار بالثلاثية التي كان بطلها إنسيني، مساء الثلاثاء الماضي، خير دليل على ذلك. رسالة إلى غوارديولا بعد انتهاء مباريات المجموعة السادسة لدوري الأبطال، أصبح مصير ساري مُعلقا بنسبة 50٪ على نتيجة مباراة مانشستر سيتي ضد شاختار في ختام المجموعات، فقط يحتاج نابولي للفوز على قاع المجموعة فينورد الذي لم يحصد أي نقطة في المباريات الخمس، وفي الوقت ذاته يفعلها غوارديولا ويعود من بلاد السحر والجمال بالنقاط الثلاث، وإلا ستكون هناك انتكاسة جديدة للكرة الإيطالية بعد كارثة الفشل في التأهل لكأس العالم 2018. وهذا ما أشارت إليه السيدة الجميلة التي قدمت الاستوديو التحليلي بعد الانتصار على الخصم الأوكراني، ومعها الضيوف وساري أيضا الذي أقر بأن الفوز على فينورد في الختام لن يكون له أي قيمة بدون فوز السيتي على شاختار، وكأن الرجل المغلوب على أمره يُطلب من قرينه الكتالوني أن يصدق القول في تصريحه بعد مباراتهما معا عندما قال: «نابولي مع ساري أصعب خصم واجهته كلاعب وكمدرب». والسؤال الآن: هل يستجيب غوارديولا ويلعب للفوز في أوكرانيا رغم أنها مُجرد مباراة تحصيل حاصل للسماوي؟ أم يتعامل بتراخ مع المباراة من منطلق إزاحة وحش كنابولي من الممكن أن يُشكل إزعاجا في المستقبل؟ كلها أسئلة لن تُجيب عليها إلا أقدام اللاعبين في الجولة السادسة. وكأن عشاق اللعبة يقولون لبيب: أرجوك لا تحرمنا من متعة مشاهدة قرينك الإيطالي. عزيزي غوارديولا… أرجوك لا تحرمنا من قرينك الإيطالي ماوريسيو ساري! عادل منصور |
محمد صلاح… حكاية مصرية ألهبت عقول أوروبا Posted: 25 Nov 2017 02:09 PM PST لم يمر على الدوري الانكليزي الممتاز نجم عربي أثار الاهتمام وألهب العقول مثلما فعل النجم المصري محمد صلاح في الأسابيع الأخيرة، التي شهدت قدرات رهيبة للفرعون المصري في «لسع» خصومه وتسجيل الاهداف الحاسمة لليفربول، حتى أصبح هداف المسابقة حتى الآن (قبل المرحلة الحالية) بتسجيله 9 أهداف في 12 مباراة. تألق صلاح قاده الى تسجيل 14 هدفا في كل المسابقات خلال 18 مباراة، وأصبح أبرز الأسلحة الهجومية في كتيبة فريق المدرب الألماني يورغن كلوب، رغم ان الفكرة كانت في البداية ان يكون صلاح احتياطيا للنجوم ماني وفيرمينو وكوتينيو ولالانا، لكن بسبب اصابة الاخيرة الطويلة، أخذ فرصته الكاملة على الجهة اليمنى للخط الهجومي، وخدمه أسلوب لعب الفريق، الذي يعتمد على الهجوم الضاغط والسرعة العالية في التنفيذ، ما يقود الى سقوط الخصوم في أخطاء تسمح للاعبي ليفربول في استغلالها، ولولا الكارثة في الشق الثاني من الفريق، وهو الخط الدفاعي الكارثي، الذي تسبب في اهدار الفريق الكثير من النقاط، آخرها بعدما تقدم بثلاثية نظيفة امام اشبيلية الاسباني في الشوط الاول لدوري الابطال، لينهار الدفاع ويعود الفريق الاسباني بتسجيله ثلاثة أهداف في الشوط الثاني. وكأن الفريق مقسوم الى قسمين، اذ يملك خطا هجوميا رهيبا من 6 لاعبين، بامكانهم الانتصار على أي فريق واحراز الألقاب، والنصف الثاني الخماسي الدفاعي الذي لا يمت الا لفريق يكافح من أجل الهروب من الهبوط. صلاح التقى أمس مع فريقه السابق تشلسي قبل كتابة هذه السطور، ليبرز حجم اخفاقات المدرب «السبيشال وان» جوزيه مورينيو، باظهار أبرز عيوبه، وهي عدم قدرته بالحكم على المواهب وتوقع مستقبلها، فهو الذي سمح لصلاح بالرحيل الى فيورنتينا الايطالي على سبيل الاعارة في 2013، قبل ان يتبعها باعارة أخرى الى روما، وقبل الانتقال الكامل له في 2016، لينضم الى النجمين كيفن دي بروين ورومالو لوكاكو في الرحيل عن تشلسي لان مورينيو لم ير فيهم أي فائدة للفريق، ليكلف خزينة «البلوز» أكثر من 150 مليون جنيه، بعد اعادة بيع النجوم الثلاثة الى الفرق الكبيرة، والذين باتوا لسخرية القدر، يتألقون لأبرز منافسي تشلسي على الالقاب، فدي بروين يعد المايسترو والعقل في كتيبة مانشستر سيتي، ولوكاكو هداف مانشستر يونايتد، بالاضافة الى صلاح. ولو كان مورينيو يعمل في وظيفة غير كرة القدم، لرفعت ضده دعاوى من شركته التي رأت أنه أخفق في الحفاظ على مصالحها، بل كبدها خسائر مهولة، ولما وجد وظيفة أخرى في هذا الحقل كون سيرته الذاتية ستبرز هذه الكارثة. عموما، سارت الأمور كلها لمصلحة صلاح، الذي رأى البعض ان فترته مع تشلسي بعد انتقاله اليه من بازل السويسري، وهو في الـ21 من عمره، لم يكن مكتمل النضوج، بل ساعدته المنافسات الشرسة في الدوري الايطالي في صقل موهبته امام أعتى المدافعين، والاسلوب الايطالي الذي يشتهر بشراسته الدفاعية، ومع ذلك فانه سجل 6 أهداف في 16 مباراة في نصف موسم مع فيورنتينا، قبل ان يسجل 14 هدفا في 34 مباراة و15 هدفا في 31 مباراة مع روما، وهي المواسم الثلاثة التي صنعت صلاح الحالي، الذي يعد من أبرز 10 نجوم حاليا في البريميرليغ، بل يعتبره كثيرون انه أفضل صفقة هذا الموسم. شخصية صلاح الخجولة، والمنزوية بعض الشيء، حيث لا يحبذ التحدث الى الاعلام، ويحاول التهرب من الأضواء، هي أقرب ما يكون الى النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي أصبح اسطورة عصرنا الحالي، وربما أفضل موهبة عرفتها كرة القدم. قد لا يكون صلاح وصل بعد الى هذا المستوى، لكنه بكل تأكيد يلفت الأنظار ويشدق العيون ويثير العقول، وفي بعض الاحيان لا تصطاده الكاميرات لان سرعته الفائقة أرهقت المدافعين أيضاً، فحان الوقت ان نستمتع بموهبة عربية خالصة نجحت في قيادة مصر الى نهائيات كأس العالم للمرة الاولى منذ 1990، وتنجح في التأثير على جيل كبير من محبيه العرب. twitter: @khaldounElcheik محمد صلاح… حكاية مصرية ألهبت عقول أوروبا خلدون الشيخ |
العالم يترقب قرعة مونديال 2018 يوم الجمعة المقبل Posted: 25 Nov 2017 02:08 PM PST لندن ـ «القدس العربي»: بعدما حجز منتخب بيرو المقعد الأخير في كأس العالم 2018، تحول انتباه واهتمام الجميع إلى حفل إجراء القرعة يوم الجمعة أول كانون الأول/ديسمبر. واستؤنفت عملية بيع تذاكر المونديال الروسي مع توقعات بزيادة الطلب عليها في ظل انتظار الجميع لحفل إجراء القرعة. وحجز المنتخب البيروفي المقعد الأخير في النهائيات بالفوز على نظيره النيوزيلندي 2/صفر في إياب الملحق العالمي. وتتجه أنظار الجميع صوب القرعة التي يستضيفها قصر الكرملين في العاصمة الروسية موسكو، فيما تقام النهائيات في 14 حزيران/يونيو إلى 15 تموز/يوليو 2018 .وتفتقد البطولة هذه المرة أسماء كبيرة وبارزة حيث يغيب عنها منتخبات هولندا وتشيلي وإيطاليا. لكن تسعة من المنتخبات المصنفة في المراكز العشرة الأولى بالتصنيف العالمي ستشارك في النهائيات، فيما سيكون تشيلي الوحيد من أصحاب المراكز العشرة الأولى الذي سيغيب. وستكون الإثارة في أعلى درجاتها عندما تجرى القرعة بعد أسبوعين في قصر الكرملين. وقال فيتالي موتكو رئيس اللجنة المنظمة للبطولة نائب رئيس الوزراء الروسي إن القرعة «لحظة جوهرية ومهمة». وأوضح: «المشجعون من كل أنحاء العالم لا يطيقون انتظار البطولة والسفر إلى روسيا، فيما تتلهف المنتخبات المشاركة لمعرفة شكل مجموعاتها والطريق إلى النهائي على استاد لوجنيكي». وقال ميروسلاف كلوزه، الهداف التاريخي للمنتخب الألماني، والذي سيحمل كأس البطولة إلى منصة إجراء القرعة، حيث سيكون أحد النجوم البارزين الحاضرين: «حفل القرعة من أبرز اللحظات لدى عالم كرة القدم». ووزعت المنتخبات الـ32 المشاركة في المونديال على أربعة مستويات بناء على التصنيف الصادر عن الفيفا في تشرين الأول/أكتوبر الماضي. وكان المنتخب الروسي الاستثناء الوحيد، حيث سيوضع ضمن فرق المستوى الأول، كما سيوضع على رأس المجموعة الأولى في الدور الأول بالنهائيات نظرا لكونه المنتخب المضيف. ومع تأهل 13 منتخبا من القارة الأوروبية بخلاف المنتخب الروسي المضيف، ستضم عدة مجموعات أكثر من منتخب أوروبي بشرط ألا يزيد عددها في أي مجموعة عن منتخبين. كما لن تضم أي من المجموعات الثماني منتخبين من اتحاد قاري واحد. وأصبح مصير كل منتخب معلقا الآن بالحظ وما يمكن أن تسفر عنه القرعة، علما أن الفرق المصنفة في المستوى الأول ستتجنب بعضها بعضا. وتجنب المنتخب الألماني حامل اللقب الوقوع في مواجهة منتخبات عملاقة مثل البرازيل والأرجنتين وفرنسا، لكنه قد يقع في مواجهة المنتخب الإسباني العملاق الفائز بلقب 2010، نظرا لوقوع الإسبان ضمن المستوى الثاني. كما قد يجد «المانشافت» نفسه في مواجهة أحد المنتخبات الأفريقية أو الأسيوية القوية مثل السنغال (من المستوى الثالث) وكوريا الجنوبية (من المستوى الرابع). كما قد يصطدم ببعض المنافسين الأقوياء من أمريكا الجنوبية مثل أوروغواي وكولومبيا (من المستوى الثاني) والدنمارك (من المستوى الثالث) ونيجيريا (من المستوى الرابع) .لكن المانشافت قد يستهل حملة الدفاع عن لقبه ضمن مجموعة سهلة تضم بيرو وإيران وبنما. ويأمل المنتخب الروسي في تجنب المصير الذي واجهه أصحاب الأرض في مونديال 2010 عندما فشلت جنوب أفريقيا في اجتياز دور المجموعات. ويعول المنتخب الروسي كثيرا على الدعم الجماهيري ليساعده على تحسين تصنيفه العالمي حيث يقع في المركز 65 . ومن بين منتخبات المستوى الأول، قد يكون المنتخب البولندي الفريق الذي تطمح فرق باقي المستويات، أن تقع في مجموعته رغم مسيرته الرائعة في التصفيات. وسجل المهاجم البولندي روبرت ليفاندوسكي 16 هدفا في التصفيات ليتصدر هدافي التصفيات بفارق هدف أمام البرتغالي كريستيانو رونالدو. ويأمل المانشافت في أن يصبح أول منتخب يفوز باللقب مرتين متتاليتين منذ المنتخب البرازيلي 1958 و1962. وينتظر أن يكون المانشافت أكثر فريق لا ترغب باقي الفرق الوقوع في مجموعته بعدما حقق الفوز في جميع المباريات العشر التي خاضها بالتصفيات وسجل لاعبوه 43 هدفا مقابل أربعة أهداف اهتزت بها شباك الفريق. ومع تعادل المانشافت 2/2 أمام المنتخب الفرنسي وديا، وحافظ على سجله خاليا من الهزائم في 21 مباراة متتالية، كما أنهى عام 2017 بلا أي هزيمة، علما أنه أحرز كأس القارات في منتصف العام، معتمدا على فريق من الوجوه الجديدة والشابة. ورغم هذا، أكد لوف أن جميع النتائج التي حققها الفريق في المباريات الماضية الودية والرسمية وحفاظه على سجله خاليا من الهزائم في 21 مباراة متتالية لا تعني شيئا لمسيرة الفريق المرتقبة في كأس العالم 2018 . العالم يترقب قرعة مونديال 2018 يوم الجمعة المقبل |
دينا كاستيانو… ميسي الكرة الفنزويلية تحلم باعتلاء عرش السيدات! Posted: 25 Nov 2017 02:08 PM PST كاراكاس ـ «القدس العربي»: تعتبر الفنزويلية دينا كاستيانو (18 عاما) أفضل لاعبة كرة قدم في العالم، فقد اختارت ممارسة هذه الرياضة منذ نعومة أظافرها في فنزويلا ورغم ملامحها الجميلة فهي تتحول إلى شيء آخر عندما تطأ قدماها أرض الملعب. وكانت كاستيانوس أبرز النجوم الذين حضروا حفل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قبل نحو اسبوعين وأعلن خلاله عن الأفضل هذا العام في الكرة العالمية. وترشحت كاستيانوس بجانب اللاعبتين الهولندية ليكي مارتينز والأمريكية كارلي لويد لنيل جائزة أفضل لاعبة في العالم، كما تطلعت أيضا للفوز بجائزة «بوشكاش» التي تمنح لصاحب الهدف الأجمل للعام الجاري. وتدرس اللاعبة الفنزويلية تكنولوجيا الاتصالات في إحدى جامعات الولايات المتحدة الأمريكية وتلعب لنادي فلوريدا ستيت سيمينوليس الأمريكي. وانخرطت كاستيانوس في البكاء بعد معرفتها في أيلول/ سبتمبر الماضي بالترشح للفوز بجائزة اللاعبة الأفضل في العالم، وقالت: «كنت أرى عملية تحديد المرشحين عن طريق البث الحي عبر فيسبوك، لقد كنت أبكي تقريبا». واعترفت كاستيانوس من خلال تصريحات نشرها اتحاد فنزويلا لكرة القدم أنها عاشت أفضل أيام حياتها بعد ترشحها لنيل هذه الجائزة الكبيرة. وأضافت اللاعبة الفنزويلية الصاعدة: «أنا سعيدة للغاية بالتواجد بين المرشحين النهائيين وترشحت للحصول على جائزة بوشكاش أيضا هذا يعني لمسيرتي الكثير لأنها خطوة للأمام وحلم تحقق». ورغم أنها تلعب في الولايات المتحدة، فكانت أفضل فترات تألق كاستيانوس عندما ارتدت قميص منتخب بلادها. ورشحت كاستيانوس للفوز بجائزة أفضل هدف في الموسم، بفضل الهدف الذي سجلته في الثالث من تشرين الأول/ اكتوبر 2016 في كأس العالم للسيدات تحت 17 عاما، التي أقيمت في الأردن، حيث سجلت ذلك الهدف من منتصف الملعب. وفازت كاستيانوس هذا العام أيضا بجائزة اللاعبة الأفضل والتي يقدمها اتحاد كرة القدم النسائية في الولايات المتحدة، بعدما سجلت خمسة أهداف وصنعت ثلاثة ليصعد فريقها السابق سانتا كلاريتا لمركز الوصافة في بطولة الدوري المحلي. واستطردت كاستيانوس قائلة: «لقد سعدت كثيرا في العام الماضي بعد ترشح الفنزويلية دانيوسكا (رودريغز) لجائزة بوشكاش، الآن فرحتي لم يسبق لها مثيل بعد أن ترشحت أنا أيضا، كنت أفكر دائما أنا وعائلتي وأصدقائي المقربون بأنه يجب علي أولا أن أذهب لكأس العالم للكبار قبل الترشح للفوز بالجائزة ولكن لم يكن الأمر على هذا النحو، إنه شأن إلهي». وفازت كاستيانوس مع فنزويلا ببطولة أمريكا الجنوبية تحت 17 عاما وحلت معه في المركز الرابع في مونديال الأردن. وسجلت اللاعبة الفنزويلية 17 هدفا في 13 مباراة خاضتها في البطولتين. وولدت اللاعبة المعروفة باسم «ملكة الأهداف» و«ميسي الكرة الفنزويلية»، في نيسان/ أبريل 1999 بمدينة ماراكاي الواقعة في وسط فنزويلا. واختارت كاستيانوس أن تكون ملكة في كرة القدم في دولة تسعى فيها الكثير من الفتيات ليصبحن ملكات جمال. وبدأ شغف كاستيانوس بالساحرة المستديرة في الخامسة من العمر، عندما كانت ترافق شقيقها الفارو في تدريباته. وترعرعت الناشئة الفنزويلية في مدرسة لكرة القدم أنشأها النجم الفنزويلي السابق خوان أرانغو، الذي صنع حقبة مميزة مع المنتخب الفنزويلي بفضل مهارته الكبيرة وقدمه اليسرى الساحرة. وتألقت اللاعبة الصغيرة في اللعب على أطراف الملعب، وهو ما استرعى انتباه مدربوها الذين أقنعوا والديها بالسماح لها بممارسة كرة القدم بشكل احترافي. وفي العام 2016 انضمت كاستيانوس إلى منتخب فنزويلا الأول للسيدات بعد تألقها في مونديال تحت 17 عاما، ليبدأ نجمها في البزوغ منذ ذلك الوقت. وتحمل كاستيانوس كلمة «عائلة» على جسدها كـ«وشم» وضعته اعترافا باعتزازها بوالديها وشقيقها، ولكن يظل أرانغو هو معجبها الأول والذي تطلق عليه لقب «الأب الروحي» و«القدم اليسرى الأفضل في العالم». وأشاد أرانغو أيضا بكاستيانوس، حيث قال في العام الماضي: «لا أتذكر كم كان عمرها عندما رأيتها تلعب لأول مرة، ولكن أتذكر أنها أبهرتني فتاة بمثل هذا العمر وتتمتع بفنيات عالية وبقوة كبيرة في القدمين اليمنى واليسرى على حد السواء، كان شيئا مبهرا بالنسبة للاعب كرة قدم رؤية طفلة بهذا الشكل». وأضاف: «في وقت ليس بالبعيد ستكون اللاعبة الأفضل في العالم، بالنسبة لي ستكون دينا وريثة مارتا أو كارلي لويد، إنها تعمل يوما بيوم من أجل هذا ودللت على هذا في المونديال وأنا أثق بأنها ستحصل على لقب الأفضل». وربما يتحقق هذا التوقع ويصدق حدس أرانغو في هذا الشأن، وإذا لم يحدث فإن كاستيانوس تمتلك فرصا أكبر في المستقبل. وتواجه اللاعبة الفنزويلية تحديها القادم على الأراضي الفرنسية وذلك من خلال كأس العالم تحت 20 عاما في 2018، كما ستخوض كأس العالم مع منتخب فنزويلا الأول في العام التالي. وقالت كاستيانوس في مقابلة مع موقع الفيفا: «فكرتي هي المشاركة في جميع بطولات كأس العالم على جميع المستويات وأن أخوض هذه التجربة، نحن نعمل من خلال المعسكرات للوقوف على شكل الفريق، نصب تركيزنا في فرنسا ولا أفكر فقط في مونديال تحت 20 عاما ولكن في المنتخب الأول أيضا». وتابعت قائلة: «هذا الجيل مهم للغاية وسيمنح فرحة كبيرة للبلاد، خطتي هي إنهاء الدراسة في الجامعة وبعد ذلك الذهاب إلى أوروبا وإلى المونديال». وستكون بطولة كوبا أمريكا المقبلة في تشيلي 2018 هي المؤهلة لمونديال 2019 للسيدات، ولم يسبق لمنتخب فنزويلا النسائي أن شارك في كأس العالم، وهو ما ينطبق بالمثل على منتخب الرجال، ولكن كاستيانوس تثق في أنها قادرة على تغيير التاريخ. دينا كاستيانو… ميسي الكرة الفنزويلية تحلم باعتلاء عرش السيدات! |
سماح شاهين… فلسطينية تقفز فوق حاجز التقاليد بـ«الكاراتيه»! Posted: 25 Nov 2017 02:07 PM PST سلفيت (الضفة الغربية) ـ «القدس العربي»: استطاعت الفلسطينية سماح شاهين (38عاما)، من مدينة سلفيت، وسط الضفة الغربية المحتلة، تخطي حواجز وتقاليد مجتمعية، حتى باتت مدربة لرياضة «الكاراتيه». شاهين، الحاصلة على الحزام الأسود»4 دان»، تدرب نحو 40 فتاة من أعمار متفاوتة، يتعلمن بواسطتها فن الدفاع عن النفس (الكاراتيه). وتستخدم المدربة مع طالبتها مصطلحات متخصصة، تدلل كل منها على حركة ما. وتقول شاهين إنها بدأت تعلم فنون الكاراتيه عندما كانت تبلغ 15 عاما. وتعمل شاهين مدرسة لمادة الفنون الجميلة في وزارة التربية والتعليم، وفي الوقت ذاته، تعمل مدربة كاراتيه منذ خمس سنوات. وشاركت المدربة في العديد من البطولات الفلسطينية والعربية، وحصلت على عدد من الميداليات، كان آخرها العام الماضي، حيث حصلت على الميدالية الفضية في بطولة الجامعات الفلسطينية التي نُظمت في جامعة النجاح الوطنية في نابلس، شمالي الضفة الغربية المحتلة. وتطمح لتكوين ناد للكاراتيه في مدينتها، وتشكيل فريق للفتيات يمثّل فلسطين في البطولات العربية والدولية. والمدربة شاهين، أم لخمسة أبناء، جميعهم يتقنون اللعبة، فإلى جوارها في النادي ابنتها البكر، شيماء (13عاما)، والحاصلة على الحزام الأخضر. وعن فكرة تدريب الفتيات على اللعبة، تقول: «في البداية لم يتقبل المجتمع الفكرة، ولكن يوما بعد يوم كبر العدد، واليوم لدي عدد كبير من الفتيات يتدربن على اللعبة، ويطمحن الاستمرار والحصول على مراكز متقدمة والمشاركة في بطولات دولية». وتعد سلفيت (شمال)، أصغر مدينة فلسطينية بالضفة الغربية، ويبلغ تعداد سكانها نحو 10 آلاف نسمة بحسب جهاز الاحصاء الفلسطيني، ويمتاز مجتمعها بالطابع الريفي المحافظ. وقالت شاهين: «الكاراتيه ليست لعبة مقتصرة على الذكور». وتستعين شاهين بقاعة لمركز نسوي لتدريب الفتيات. وتقول: «ينقصنا الكثير، نقوم بتدريب الفتيات في مركز غير مؤهل لهذه اللعبة، نطمح لتطويره وبناء مركز متخصص». واستطاعت، حسب قولها، بالتوفيق بين عملها مدرسة في سلك التعليم وبين واجباتها الأسرية وتدريبها للعبة، بدعم من عائلتها. وتضيف: «الدعم الأسري هو مفتاح النجاح». وترى أن الكاراتيه، ليست مجرد رياضة للدفاع عن النفس فقط، لكنها تمنح اللاعب الثقة بالنفس، وقوة الشخصية. وبدورها، تعبر شيماء شاهين (13عاما)، ابنة المدربة، عن شغفها بالكاراتيه، وتقول: «أنا سعيدة كون والدتي مدربة كاراتيه، وأنا وأشقائي نسير على الخطى ذاتها». وتضيف: «أطمح في المدى القريب أن أمثّل فلسطين في بطولات عربية ودولية». وقالت: «هناك تشجيع من المحيط، ونظرة احترام من الناس». ومن جانبها، تقول المتدربة، بانا سائد (12عاما) إنها تشعر بالسعادة من خلال تدرب الكاراتيه، على يد مدربتها شاهين. وتضيف، بعد أن أنهت حصة تدريبية: «أشعر بالفخر، أنا قادرة على أن أكون أنا بشخصيتي». أما ملاك ماهر، (14 عاما)، فترى أنها كونت شخصيتها التي أرادتها من خلال تعلم هذه اللعبة. وأَضافت: «أشعر بثقة النفس وعزتها، وبت قادرة على فعل كل شيء بدون مساعدة». ودعت ماهر، الفتيات إلى تعلم هذه الرياضة، لما لها من أهمية في «صقل شخصية الفتاة ولياقتها البدنية والذهنية». سماح شاهين… فلسطينية تقفز فوق حاجز التقاليد بـ«الكاراتيه»! |
طفلة في العاشرة تدغدغ أحلام الكرة النسائية في ليتوانيا! Posted: 25 Nov 2017 02:07 PM PST فيلنيوس ـ «القدس العربي»: لم تتجاوز زمينا ليكافيشيوت العاشرة من عمرها، الا ان الطفلة الليتوانية باتت أصغر هدافة في تاريخ كرة القدم في بلادها، وتدغدغ أحلام تطوير هذه الرياضة في بلد تحظى كرة السلة فيه بالشعبية الأوسع. تدافع الطفلة ذات الشعر الأشقر الطويل عن ألوان فريق كرة القدم للفتيات التابع لأكاديمية زالغيريس الكروية. وفي مباراة ضد فريق سيسوبي دو فيلكافيسكيو، دخلت ليكافيشوت التي تخوض منافسات الفئات العمرية الأكبر منها، في الشوط الثاني، لتسجل هدفا بعد خمس دقائق فقط. ولم تكتف الطفلة النحيلة بهذا الهدف، بل ساهمت أيضا في تمريرة حاسمة لفريقها الذي فاز 10-صفر. ويقول مدير الأكاديمية سفايوناس سترافينسكاس، ان الطفلة «كانت تشارك للمرة الأولى في دوري الدرجة الأولى (الثانية عمليا)، وأصبحت أصغر هدافة في تاريخ ليتوانيا». بدأت الحكاية قبل أربعة أعوام، بحسب ما تقول ليكافيشوت والابتسامة لا تفارق ثغرها: «كنت مع والدي في طريق العودة من حديقة للأطفال، ورأينا ملصقا يدعو الاطفال الى مزاولة كرة القدم». في المدرسة الابتدائية، بدأت ليكافيشوت بالتدرب مع أطفال ذكور. ويقول والدها أفالداس ليكافيشوس (42 عاما): «شجعناها بشكل كبير على اللعب»، مؤكدا انه من عاشقي كرة القدم، لا سيما الفرق الصغيرة في آيسلندا ودول البلقان. ويوضح ان طفلته الصغيرة تتمتع بشخصية قوية على أرض الملعب، اضافة الى تميزها عن زميلاتها بالسرعة. لم تتم الطفلة بعد عامها العاشر، وترتدي قميص الأكاديمية الأخضر الذي يحمل الرقم 3، وهو الرقم نفسه الذي يرتديه والدها عندما يخوض مباريات كرة قدم على سبيل الهواية. وباتت الطفلة، على رغم سنها الصغيرة، أملا لكرة القدم النسائية في ليتوانيا. ولا تختلف مهاراتها عن تلك التي يتمتع بها اللاعبون عادة: تمريرات سريعة، تحرك تكتيكي على أرض الملعب، أو تمرير كرات متقنة. تتدرب ثلاث مرات أسبوعيا منذ عام 2016 على ملعب في مدينة فيلنيوس التي تندر فيها ملاعب الكرة، ومع لاعبات أكبر منها سنا. وتوضح ليكافيشيوت انها تميل الى التركيز على «السرعة والاستحواذ على الكرة». ويقول مدربها أوليغ كركون: «زمينا تلعب كصبي في سنها»، مبديا إعجابه بالهدف الذي سجلته «بعد تهيئة الكرة ببطنها»، مؤكدا ان هذه الحركة، العادية في كرة القدم الاحترافية، غير سهلة بالنسبة لطفل. في غرفتها الخاصة بالأكاديمية، تحتفظ زمينا بكأس و27 ميدالية أحرزتها في مشاركتها بنشاطات أخرى. فكرة القدم ليست اللعبة الوحيدة التي تشغل وقتها، بل تحب أيضا المشي لمسافات طويلة، وتحلم بأن تخوض يوما ما منافسات البياثلون. الا ان نقص الموارد يقلص الى حد كبير امكانات تطوير كرة القدم النسائية في ليتوانيا. فأكاديمية زالغيريس، على سبيل المثال، هي الوحيدة التي تشارك في دوري الدرجة الثانية والدوري الممتاز. ويبدو الفارق في مقدار الاهتمام الذي تناله كرة القدم الرجالية والنسائية، جليا من خلال الدعم المالي الذي تتلقاه فرق كرة القدم: الفريق النسائي للأكاديمية تلقى مساعدات من بلدية المدينة بقيمة ثلاثة آلاف يورو، في مقابل 868 ألفا لفريق الرجال. وتدفع عائلة ليكافيشيوت 45 يورو شهريا لقاء التمارين التي تخوضها، تضاف اليها كلفة التجهيزات والانتقال من المنزل الى الملعب، والتي غالبا تتم عبر حافلة النقل المشترك. وتأمل الطفلة وعائلتها في ان تساهم استضافة ليتوانيا في سنة 2018 لكأس أوروبا لكرة القدم النسائية لما دون 17 عاما، في تسليط الضوء على هذا الجانب الرياضي في البلاد وتطوير واقع الرياضة النسائية. طفلة في العاشرة تدغدغ أحلام الكرة النسائية في ليتوانيا! |
تونس: التحديات الاقتصادية تُربك الانتقال الديمقراطي Posted: 25 Nov 2017 02:06 PM PST تُجابه تونس تحديات اقتصادية جمة ألقت بظلالها على الوضع السياسي، وهي تُعزى في الدرجة الأولى إلى تراجع الاستثمار وتفاقم العجز في الموازنة، الذي وصل إلى 70 في المئة من المنتوج الداخلي الخام، وارتفاع التضخم وزيادة المديونية. على عكس الجارتين الجزائر وليبيا، لا توجد في تونس حقول نفط كبيرة، لاستخدام إيراداتها في امتصاص الخضات الاجتماعية، بل على العكس يُساهم العجز في المحروقات في زيادة الاعتماد على الاستيراد واستنزاف موارد البلد الضئيلة من العملة الأجنبية. ويُغطي المنتوج المحلي من النفط حوالي 40 في المئة من حاجات البلد، إذ يبلغ متوسط الانتاج 44 ألف برميل في اليوم ووصل في هذا الشهر الى 45 ألف برميل، لكنه تراجع في أغسطس (آب) الماضي إلى 20 ألف برميل فقط، بسبب احتجاجات وقطع طرق واحتجاز الشاحنات التي تنقل النفط. وعليه فإن التفاهم مع النقابات كفيلٌ بتأمين استقرار الانتاج والتخفيف النسبي من الأعباء. غير أن تقادم تجهيزات مصفاة بنزرت، وهي المصفاة الوحيدة في البلد، والتي أنشئت في ستينات القرن الماضي، سيُضاعف من الاعتماد على النفط المستورد. وتُكرر المصفاة نفطا مستوردا فيما يُصدر النفط الخام المحلي إلى الخارج لتكريره، لأن المصفاة لا تُكررُ إلا أصنافا محددة من النفط الخام. ويُتوقع تراجع الانتاج الاجمالي من المحروقات في هذه السنة بنسبة 13 في المئة قياسا على السنة الماضية. ولعب الفساد دورا كبيرا في ضرب قطاع الطاقة على أيام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، إذ حقق القضاء مع ثلاثة مديرين عامين للمؤسسة الوطنية للنفط بعد الإطاحة ببن علي اتهموا بالضلوع في عمليات فساد. واستدعى القضاء أول أمس وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة المهندس خالد قدور للرد على تهم تتعلق بفترة إدارته لمؤسسات نفطية عمومية قبل تسميته في منصبه الحالي. ويُرجح أنه سيستقيل من منصبه للمثول أمام القضاء. ويعتبر قدور ثاني وزير يُضطر للاستقالة من الحكومة الحالية للمثول أمام القضاء، بعد وزير المال السابق فاضل عبد الكافي، الذي استقال أيضا من منصبه، إلا أن القضاء برأه تماما من التهم التي وُجهت إليه. استعادة الأسواق ومع أن الفوسفات يُعتبر نفط تونس، إذ كانت تحتل الرتبة الرابعة عالميا بين مُنتجي هذه المادة قبل 2011، أدى تعاقب الحركات الاحتجاجية في منطقة الحوض المنجمي (جنوب غرب) إلى انهيار الإنتاج إلى النصف، بالاضافة لخسارة أسواق تقليدية وإلغاء صفقات، بسبب تأخير وصول الشحنات أو عدم وصولها أصلا. ويُحاول التونسيون استعادة تلك الأسواق تدريجيا، بالرغم من الصعوبات، لكي تعود إيرادات الفوسفات والأسمدة الفوسفاتية مصدرا من مصادر الدخل من العملات. بهذا المعنى يمكن القول إن المشاريع الكبرى التي تُمكن من تحصيل العملة الصعبة هي التي سيتعين على تونس التركيز عليها في الفترة المقبلة. وكانت تونس أقامت مؤتمرا دوليا لاستقطاب المستثمرين من القطاعين العام والخاص العام الماضي تحت شعار «تونس 2020»، وعرضت خلاله عشرة مشاريع استراتيجية، لكن لم يتم الشروع في تنفيذ أي منها حتى الآن، بسبب شح مصادر الاستثمار. ومن تلك المشاريع إنشاء ميناء للمياه العميقة في منطقة النفيضة (وسط) شبيه بالميناء الدولي في طنجة المغربية. وتُضطر السفن التجارية حاليا للانتظار أوقاتا طويلة في عرض البحر أمام ميناء رادس، وهو الميناء الرئيس للعاصمة تونس، والذي لم يعد يستوعب كثافة حركة السفن. كما أن السفن العملاقة لا يمكن أن ترسو في هذا الميناء ولا في الموانئ التجارية الستة الأخرى في البلد. مشروع إقليمي ويُكلف الانتظار نفقات إضافية ما يستوجب وضع حد لها بإقامة ميناء جديد قادر على استقبال سفن تصل حمولتها إلى 80 ألف طن. وبحسب دراسة الجدوى يمكن أن يُؤمن مشروع ميناء المياه العميقة 20 ألف فرصة عمل بشكل مباشر وغير مباشر، بالاضافة لإقامة منطقة صناعية وشبكة مخازن، فضلا عن إمكانات توصيل السلع إلى ليبيا والجزائر أيضا عبر شبكة الطرق التي تربط بين ميناء النفيضة وغرب ليبيا وجنوب الجزائر. وأشارت الدراسة إلى أن الميناء سينشط مطار النفيضة الذي مازال يعمل بطاقته الدنيا ويستقبل عددا ضئيلا من الرحلات السياحية، على الرغم من دخوله حيز العمل منذ 2010. وشكلت انتعاشة القطاع السياحي في السنة الجارية علامة إيجابية، بعد سنوات ضرب خلالها الإرهاب هذا القطاع، فانهارت موارده وأحيل مئات الآلاف من العاملين فيه على البطالة. أما القطاع الزراعي فمازال لا يحظى بالاهتمام الذي يجدر أن يُمنح له في بلد يملك إمكانات زراعية كبيرة، وكان يُعتبر مطمور روما في العصر القديم. ومن نتائج هذا الإهمال أن تونس ستستورد هذا العام 100 ألف طن من القمح و50 ألف طن من الشعير، على الرغم من أن المنتوج الداخلي من القمح سيبلغ مع نهاية السنة 1.6 مليون طن. توافق بين ستة أحزاب ومع التحديات الاقتصادية التي تجابهها حكومة يوسف الشاهد، الذي تسلم رئاسة الحكومة في أغسطس (آب) العام الماضي، بعنوان التوافق بين ستة أحزاب ومنظمتي العمال وأصحاب العمل، يتعرض رئيس الحكومة لضغوط من حزبه «نداء تونس»، الذي يقوده نجل رئيس الجمهورية حافظ قائد السبسي، لإملاء التسميات والقرارات عليه. كما تسممت أخيرا العلاقات بين شريكين في الحكومة هما حزب «النهضة» وحزب «آفاق تونس»، فيما استقال ممثل حزب ثالث هو «الجمهوري» من حزبه، ما أدى إلى انسحاب الحزب، الذي كان من المعارضين البارزين للرئيس المخلوع بن علي، من مقاعد الحكم. وأدت الحملة التي أطلقها الشاهد منذ أشهر على الفساد إلى اتهامه بالتحضير للانتخابات الرئاسية المقررة للعام 2019، مع أن هذا الأمر إن حصل، فهو طبيعي في أي نظام سياسي ديموقراطي. وأتى الاتهام من حزبه «نداء تونس»، كما طالته في الوقت نفسه «نيران صديقة»، عندما طلب منه رئيس حزب «النهضة» راشد الغنوشي، حليف «نداء تونس»، تعهدا علنيا بالامتناع عن ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية المقبلة. وأتى الشاهد ثانيا في استطلاعات الرأي بعد الرئيس قائد السبسي، ما أزعج كثيرا من السياسيين المخضرمين، وخاصة في حزبه الذي تصدع بفعل الصراعات الشخصية بين قياداته، إذ فرخ ثلاثة أحزاب صغيرة منشقة عنه. رهانات اقتصادية من هنا فإن كسب الشاهد رهانه على إصلاح الاقتصاد، الذي يتماشى مع مطالب صندوق النقد الدولي، الدائن الرئيس لتونس، سيضعه على السكة الموصلة لكرسي الرئاسة، إذا لم يستجب الباجي قائد السبسي للطلبات المُلحة من المربع المحيط به، والرامية لإقناعه بمعاودة الترشيح لولاية ثانية، تستمر خمس سنوات. بهذا المعنى يخدم السياسي الاقتصادي، ويصبح النجاح الاقتصادي مطية لتحقيق الأهداف السياسية. والأرجح أن العواصم الدولية المؤثرة في الوضع التونسي، وبخاصة فرنسا والولايات المتحدة، تدعم تشبيب النخبة السياسية وضخ دماء جديدة في شرايينها، بعدما بات الشيوخ يُهيمنون عليها، وتحديدا الثنائي قائد السبسي والغنوشي. وتُلقي الصعوبات السياسية والاقتصادية ظلالا من الاحباط على فئة الشباب، التي تعيش حالا متقدمة من التهميش والإحباط، فهي لا ترى نفسها في الجيل القديم الماسك حاليا بالسلك الكهربائي، وتتطلع إلى مكانة أكبر ودور أكثر فعالية في التجربة الديمقراطية، لكونها لم تتمتع حتى الآن بثمارها. ويدفع الشباب ثمن أزمة النظام التعليمي الذي أدى إلى انفصام بين حاجات سوق العمل ومخرجات المؤسسات التربوية، فيما يتردد كثيرا الحديث عن إصلاح شامل للمدرسة والجامعة من دون الانتقال فعلا إلى الإصلاح. ورُبما يُعزى ذلك التأخير إلى عدم الاستقرار الحكومي، فمنذ الاطاحة بالنظام السابق تعاقبت على البلد سبع حكومات، أي أن متوسط عمر الحكومة لا يزيد عن سنة واحدة، ما أخر البت في ملفات حارقة. هل قُضي على الإرهاب؟ يتداخل هذا الملف الاجتماعي الحارق مع ملف آخر لا يقل عنه سخونة وحساسية، وهو المتعلق بمكافحة الإرهاب، الذي وجه ثلاث ضربات قاسية لاقتصاد البلد في السنة قبل الماضية، ومازال لم يتعاف منها تماما. ومع أن نجاح الأجهزة الأمنية في استئصال الشبكات الإرهابية أعاد الاطمئنان إلى القلوب، والثقة إلى مستثمرين أجانب، فإن المعركة لم تُحسم بعدُ، لاسيما في ظل شبح عودة التونسيين الذين قاتلوا في العراق وسوريا ولم يعد لهم من ملاذ اليوم سوى بلدهم. مع ذلك يمكن القول إن الإرهاب لم يعد الخطر الأول الذي يهدد التجربة الديمقراطية اليافعة في تونس، وإنما هي المصاعب الاقتصادية التي باتت الباب الذي يمكن أن تعصف منه رياح الاحتجاجات الاجتماعية، مع استمرار ارتفاع الأسعار وإفلاس صناديق التأمين، وصولا إلى عجز الحكومة عن صرف رواتب موظفي القطاع العام ولجوئها إلى السحب من أبواب أخرى لتدبير أمورها. وطالما لم يتحرك الاستثمار ولم تستأنف عجلة التصدير دورانها بالوتيرة التي كانت عليها قبل 2011، سيكون من الصعب على الحكومة الحالية أن تُجابه التحديات الكبيرة في المجالين الاجتماعي والسياسي. تونس: التحديات الاقتصادية تُربك الانتقال الديمقراطي رشيد خشانة |
تخفيض حصة الإقليم في ميزانية 2018 يعقد الأزمة بين بغداد وأربيل Posted: 25 Nov 2017 02:06 PM PST بغداد ـ «القدس العربي»: عمق مشروع الميزانية الاتحادية العراقية لعام 2018 من أزمة الخلافات بين حكومتي بغداد وأربيل، جراء تخفيض حصة الإقليم فيها، ما حدا بالقيادة الكردية إلى التهديد بالانسحاب من العملية السياسية ومنع مرور نفط شمال العراق إلى تركيا. وجاء الخلاف حول نسبة الإقليم من ميزانية 2018 ليزيد الطين بلة بعد أيام من قيام القوات العراقية ببسط سيطرتها على مدينة كركوك والمناطق المتنازع عليها شمال العراق، وهي العملية التي شهدت بعض الاشتباكات بين الجيش العراقي والبيشمركه، وكادت أن تفجر نزاعا مسلحا واسعا بين الطرفين لولا تدخل الولايات المتحدة والأمم المتحدة. واندلعت الأزمة الجديدة حول الميزانية بعد تقديم حكومة حيدر العبادي مشروع الميزانية الاتحادية لعام 2018 إلى مجلس النواب الاتحادي، والتي جرى فيها تخفيض حصة محافظات إقليم كردستان من 17٪ إلى 12،6٪ الأمر الذي اعتبرته القيادة الكردية يأتي ضمن سلسلة من إجراءات بغداد العقابية على الشعب الكردي جراء الاستفتاء على الانفصال. وكان العبادي صريحا في تحديد موقف حكومته من حصة الإقليم في الميزانية، عندما أعلن إعادة النظر في نسبة ميزانية الإقليم لتصحيح السياق السابق في احتساب حصة الإقليم ولتكون وفق نسبة السكان أسوة ببقية محافظات العراق، مؤكدا ضخامة وعدم دقة رواتب الموظفين والبيشمركه في الإقليم، كما اشار إلى وجود الفساد في تهريب النفط من الإقليم. وفي المقابل، أكد رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، رفضه النسبة الجديدة في الميزانية عندما ذكر أن «مشروع موازنة 2018 هو الأسوأ على الإطلاق ويسعى لحل الكيان الدستوري لإقليم كردستان». واتهم بارزاني في مؤتمر صحافي، بغداد، انها تعمل على إلغاء الكيان الخاص بالإقليم عبر جملة قرارات وصفها غير دستورية، مشددا على سعي حكومته لحل المشاكل عبر الحوار ووفق الدستور، إلا ان بغداد لا تعطي أي مؤشر لبدء حوار لحل المشاكل. وأعلن ان حكومته «حددت الخروقات الدستورية الواردة في مشروع قانون موازنة 2018 وأرسلتها إلى بغداد، مشددا على التمسك بنسبة 17٪ إلا انها حتى الآن لم تتلق أي رد من بغداد بهذا الشأن». وشددت حكومة الإقليم على رفض أسلوب تعامل بغداد مع محافظات الإقليم كل على حدة، الذي تسعى الكتلة الشيعية لفرضه على العبادي، مصرة على تعامل حكومة بغداد مع حكومة الإقليم وفق الدستور العراقي. كما استجابت أربيل للضغوط وأبدت استعدادها لتسليم إيرادات نفط الشمال المصدر عبر تركيا والمنافذ الحدودية والمطارات إلى الحكومة الاتحادية مقابل الإبقاء على نسبة الإقليم الحالية في الميزانية وقيام بغداد بصرف الرواتب والنفقات. يذكر ان حكومة الإقليم تقدر المستحقات المالية لموظفيها والبالغ عددهم 1،249،481 موظفا ومتقاعدا، بمبلغ (897 مليار و500 مليون دينار) وفق سجلات حكومة الإقليم، إلا ان حكومة العبادي تشكك في هذه الأرقام وقررت تشكيل لجنة مشتركة لتدقيق الرواتب. وتجري حاليا مفاوضات صعبة بين حكومتي بغداد وأربيل وبوساطة الجانب الأمريكي ومكتب الأمم المتحدة بالعراق، لحل المشاكل بين الطرفين ومنها مسألة رواتب الموظفين. وإزاء تعثر المفاوضات بين حكومتي الإقليم وبغداد، هددت القيادة الكردية باتخاذ إجراءات منها الانسحاب من العملية السياسية، حيث عقدت رئاسة برلمان الإقليم اجتماعا بمشاركة رؤساء الكتل السياسية الكردستانية في البرلمانين الكردستاني والعراقي لبحث العلاقات بين الإقليم والحكومة الاتحادية. وأكد المجتمعون، على «ضرورة إجراء الحوار بين بغداد وأربيل حول الحقوق الدستورية والاتحادية لإقليم كردستان»، اضافة إلى بحث وحدة الصف الكردستاني ودعم النواب الكرد في البرلمان العراقي الذين يواجهون خطر الخضوع للمحاكمة بسبب المشاركة في الاستفتاء، مشددين على أنه «في حال عدم استعداد الحكومة الاتحادية إجراء الحوار سيكون انسحاب الكرد من العملية السياسية خيارا مفتوحا». وبدورها حذرت حركة التغيير من فوضى عارمة في الإقليم جراء خفض حصته في الميزانية، داعية رئيس الحكومة حيدر العبادي للتدخل في الأمر. وتعاني حكومة الإقليم، من أزمة نقص موارد مالية حادة بعد قطع بغداد حصته، في الميزانية بسبب الخلافات السياسية اضافة إلى انخفاض أسعار النفط الذي تصدره مباشرة عبر تركيا، ما أدى إلى عجزها عن تسديد رواتب الموظفين والمتقاعدين منذ أكثر من عام كما أعدت نظام إدخار إجباري للموظفين الذي قوبل برفض واسع، ودفع الموظفين إلى الخروج في تظاهرات متواصلة في مدن الإقليم للمطالبة بإعادة صرف مستحقاتهم. وفي شأن ذات صلة، طالبت وزارة النفط العراقية، سلطات إقليم كردستان، السماح لبغداد باستخدام خط أنابيب الإقليم لتصدير خام كركوك الذي توقف بعد تحرك القوات الاتحادية للسيطرة على كركوك ومناطق أخرى حول الإقليم، لكنها لم تتلق ردا من أربيل التي تنتظر نتيجة المفاوضات الجارية بينهما لحل المشاكل. وإزاء إيقاف الإقليم تصدير نفط كركوك عبر تركيا بعد أزمة الاستفتاء الأخيرة، تسعى الحكومة العراقية للبحث عن بدائل لتصدير نفط الشمال ومنها محاولة إصلاح خط أنابيب قديم كان ينقل 600 ألف برميل يوميا من خام كركوك إلى ميناء جيهان في تركيا. وتوقف عن العمل منذ حزيران/يونيو 2014 عقب سيطرة تنظيم «داعش» على مناطق واسعة شمال العراق يمر فيها الأنبوب المذكور. وفي 16 تشرين الأول/أكتوبر بسطت القوات الاتحادية سيطرتها على مدينة كركوك النفطية التي كانت تخضع لسيطرة الأكراد ردا على استفتاء صوت فيه الأكراد لصالح الاستقلال. ويبدو ان الأزمة الجديدة حول حصة الإقليم في الميزانية الاتحادية ستكون عاملا جديدا يضاف إلى مجموعة عوامل أخرى للخلافات المستعصية بين بغداد والإقليم، والتي أسهمت في تأجيجها قوى محلية وإقليمية للضغط على القيادة الكردية للحد من طموحاتها الانفصالية، وشجع ذلك اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية في أيار/مايو 2018 التي ستكون لها بالتأكيد، آثارها على مواقف مختلف الأطراف من العلاقة بين بغداد وأربيل. تخفيض حصة الإقليم في ميزانية 2018 يعقد الأزمة بين بغداد وأربيل مصطفى العبيدي |
صيادو غزة يطالبون برفع الحصار البحري الإسرائيلي Posted: 25 Nov 2017 02:06 PM PST شارك العشرات من صيادي الأسماك الفلسطينيين في قطاع غزة، أمس السبت، في وقفة احتجاجية؛ تطالب إسرائيل برفع الحصار البحري الذي تفرضه على شواطئ القطاع. ورفع المشاركون في الوقفة التي نظمها «تجمّع النقابات المهنيّة الفلسطينية»، داخل ميناء غزة، لافتات كتب على بعضها:» حرية الصيد من حقنا»، و«أين المجتمع الدولي؟». وقال نزار عياش نقيب الصيادين الفلسطينيين، في كلمة ألقاها خلال الوقفة: «إن بحرية الاحتلال الإسرائيلي تمارس التضيق والإجرام بحقنا في بحر غزة». وأضاف:» الصيادون يريدون السماح لهم بالإبحار والصيد، دون أي اعتداءات من قوات البحرية الإسرائيلية». ولفت عياش إلى أن البحرية الإسرائيلية «قتلت منذ بداية العام صياديْن اثنين وأصابت 5 آخرين، واعتقلت 27 صياداً، كما استولت على 37 قارباً للصيد «. وقال إن توسعة مساحة الصيد لـ 9 أميال بحرية والتي أقرتها إسرائيل، في 15 اكتوبر/ تشرين الأول الماضي، «محدودة وغير مجدية ولا تفي باحتياجات الصيادين». وتابع :»منطقة الصيد المسموح بها من وادي غزة (وسط القطاع) حتى الحدود المصرية (جنوب)، فيما تبقى المسافة المتبقية (شمال وأجزاء من الوسط) 6 أميال بحرية». وطالب عياش، الحكومة الفلسطينية، بالضغط على إسرائيل لتوسعة مساحة الصيد لما بعد 20 ميلاً. وتنص اتفاقية أوسلو (معاهدة السلام الموقعة عام 1993) وما تبعها من بروتوكولات اقتصادية، على حق صيادي الأسماك في قطاع غزة، بالإبحار لمسافة 20 ميلاً، في البحر الأبيض المتوسط، بهدف صيد الأسماك، إلا أن ذلك لم ينفذ منذ عقد ونصف العقد. وحسب نقابة الصيادين في قطاع غزة، فإن نحو 4 آلاف صياد في قطاع غزة، يعيلون أكثر من 50 ألف فرد يعملون بشكل شبه يومي على صيد الأسماك. (الأناضول) صيادو غزة يطالبون برفع الحصار البحري الإسرائيلي |
تقييد الإعلانات القضائية يُهدد بانهيار بعض الصحف في الأردن Posted: 25 Nov 2017 02:05 PM PST لندن ـ «القدس العربي»: بات العديد من الصحف اليومية في الأردن مهددا بالانهيار بسبب قانون جديد يقيد نشر الإعلانات القضائية التي تشكل واحداً من المصادر المهمة للدخل والتمويل بالنسبة لأغلبها، إن لم يكن لها جميعاً، فيما اضطرت إحدى الصحف إلى استباق نفاذ القانون الجديد وأعلنت تعليق صدورها تمهيداً للاغلاق بشكل نهائي. وبموجب «قانون التنفيذ القضائي» الجديد في الأردن فلم يعد مسموحا نشر الإعلانات والتبليغات القضائية في أي صحيفة محلية تصدر في المملكة، كما كان عليه الحال طوال السنوات الماضية، حيث بات يتوجب نشر الإعلانات والتبليغات في الصحيفتين الأوسع انتشارا دون غيرهما، وهو ما اعتبره كثير من المراقبين بمثابة استهداف للصحف غير الحكومية أو المعارضة، حيث أن الصحف الأكبر والأوسع انتشاراً هي التي تمتلك الحكومة نسباً فيها أو المقربة من الحكومة في الأردن، وذلك بسبب أن أغلب المؤسسات الحكومية مشتركة فيها. وتسبب القانون الجديد بأزمة في الصحافة المحلية اضطرت نقابة الصحافيين الأردنيين إلى عقد اجتماعات مع ممثلي الصحف اليومية الأردنية للتوصل إلى صيغة مرضية لهم وتحديد ما هي الصحف الأوسع انتشاراً وإبلاغ الحكومة بذلك لغايات تنفيذ القانون. وبدأ سريان قانون التنقيذ القضائي الجديد اعتباراً من مطلع تشرين الثاني/نوفمبر 2017 على أن العديد من الصحف اليومية باتت مهددة بفقدان مصدر دخل مالي وتمويل مهم يتمثل في هذه الإعلانات التي تصدر عن المحاكم ويقوم أطراف الدعاوى القضائية بنشرها بشكل إلزامي في الصحف. وقال مصدر صحافي أردني لـ«القدس العربي» إن إعلانات المحاكم تشكل الدخل المالي الأهم للصحف المطبوعة منذ سنوات، وذلك بسبب أن الإعلانات التجارية والشخصية باتت تتجه نحو الانترنت وتلاشت بشكل شبه كامل من الصحف المطبوعة، مشيراً إلى أن «أطراف الدعاوى القضائية يضطرون لنشر إعلاناتهم في الصحف المطبوعة بسبب أن القانون يلزمهم بذلك، فيما يأتي القانون الجديد ليحصر الأمر في صحيفتين فقط، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى انهيار كل الصحف في الأردن والابقاء على اثنتين فقط» على حد تعبيره. وحسب الإعلامي الأردني فان إعلانات القضاء والوفيات هي التي لا تزال تدر الأموال على الصحف، وانهيار هذا السوق يعني انهيار صحف وتسريح أعداد كبيرة من العاملين فيها. وكشف الصحافي الذي تحدث لـ«القدس العربي» أن صحيفتين على الأقل مهددتان بالاغلاق خلال شهور قليلة إذا توقفت الإعلانات القضائية ولم يعد يأتيها دخل مالي من هذه الإعلانات. وكانت صحيفة «الديار» اليومية أعلنت نهاية الشهر الماضي توقفها عن الطباعة والصدور تمهيداً للاغلاق بشكل كامل، وذلك قبل أيام من دخول القانون الجديد حيز التنفيذ والسريان. وأكد رئيس هيئة المديرين في «الديار» النائب السابق محمود الخرابشة اتخاذ قرار تعليق صدور الصحيفة اعتبارا من يوم الاربعاء الأول من تشرين الثاني/نوفمبر الحالي تمهيدا لإغلاقها بعد القـــرار الصادر عن الحكومة بحصر الإعلانات القضائية بصحيفتين. وقال الخرابشة لمواقع الكترونية محلية إن صحيفة «الديار» كانت تحوز على نسبة جيدة من الإعلانات القضائية، وتشكل 25 في المئة من صفحاتها حــيـث تصــل إلى 5 صفحات يوميا، بينما ينشر العدد في 20 صفحة. وأضاف الخرابشة أن «هذا القرار يعتبر اعداماً للصحف اليومية، والتي هي بحاجة إلى الدعم لتتمكن من استمرارها بالعمل» مشيرا إلى أن الحكومة قررت اعدام الصحف الصغيرة لصالح صحيفتين لأنها مساهمة فيهما. وبين أن هذه القرارات خاطئة بجميع المقاييس وارتجالية، مؤكدا انه تم طرح القرار من قبل على مجلس النواب ورد من قبله. واشار الخرابشة إلى أنه لا تراجع عن قرار اغلاق الصحيفة إلا بتراجع الحكومة عن قرار حصر الإعلانات القضائية بصحيفتين، مؤكدا انه لا يوجد صحف أوسع انتشارا من غيرها ولكل قراؤه. واوضح انه كان الأجدر بالحكومة ان تنظم نشر الإعلانات القضائية بتحديد سعر معين تعمل به جميع الصحف، بدلا من حصرها لصالح صحيفتين، مؤكدا ان القرار عشوائي وغير مدروس ولا يخدم الوطن والمواطن. وأكد انه يجب دعم الصحف الورقية الصغيرة لتنميتها وزيادة سعة الحريات الصحافية المحترمة وليس التضييق عليها واعدامها، مشيرا إلى ان الديار تخسر منذ 3 ســـنوات ولا تزال مستمرة بعملها. وعن تقصد الحكومة لإقصاء بعض الصحف الورقية قال الخرابشة إن الصحف التي لا تساهم بها الحكومة مستقصدة بهذا القرار، أما إذا كانت تعتقد انها ستتمكن من اعدام صحف ذات منهج سياسي بهذه الطريقة فهي مخطئة، لأن الصحيفة المقصودة ذات هدف سياسي ولها تمويلها الخاص ولا تعتمد على الإعلانات في بقائها. تقييد الإعلانات القضائية يُهدد بانهيار بعض الصحف في الأردن |
400 موقع الكتروني محجوب في مصر Posted: 25 Nov 2017 02:05 PM PST لندن ـ «القدس العربي»: أكد «المرصد العربي لحرية الإعلام» أن السلطات المصرية تحجب عن مواطنيها أكثر من 400 موقع الكتروني على الانترنت، وتعتقل في سجونها 94 صحافياً، وهو ما يكشف عن جانب من الانتهاكات التي يتعرض لها الإعلام في مصر. وجاء البيان الصادر عن المرصد والذي حصلت «القدس العربي» على نسخة منه في سياق الرد على تصريحات رئيس «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام» في مصر مكرم محمد أحمد والتي ذكر فيها أنه لا يوجد صحافي واحد معتقل بسبب عمله أو أفكاره ومعتقداته وأن أغلب المواقع المحجوبة تابعة لجماعة «الإخوان المسلمين». وأعرب المرصد عن «أسفه لصدور هذه التصريحات غير الصحيحة من شخص يفترض به الدفاع عن حرية الصحافة والوقوف ضد حبس الصحافيين، وإغلاق الصحف والمواقع والقنوات، لكنه اختار الجانب الخطأ، وهو تبرير قمع السلطة لحرية الصحافة وحبس الصحافيين وحجب المواقع». وأكد المرصد أن «هناك 94 صحافياً ومراسلاً ومصوراً محتجزون حالياً إما بقرارات حبس احتياطي أو بأحكام حبس صادرة من دوائر مدنية أو عسكرية، وهناك العديد من حالات المحبوسين احتياطيا تجاوزوا المدد القانونية للحبس الاحتياطي (أكثر من سنتين) مثل هشام جعفر وحسن القباني ومحمود شوكان ومعتز شاهين ومحمد سويدان». وأكد المرصد أن الصحافيين «لا ينتمون جميعا لجماعة الإخوان كما زعم مكرم محمد أحمد» كما أكد أن غالبية المواقع المحجوبة وعددها حوالي 400 موقع لا تتبع لجماعة الإخوان، بل إن الكثير منها له مواقف معارضة للإخوان، مثل مواقع «البداية» و«البديل» و«مصر العربية» و«المصريون» و«يناير» و«مدى مصر» وهي مواقع كانت تعمل بطريقة رسمية، وتضم أعداداً كبيرة من الصحافيين أعضاء نقابة الصحافيين، على حد تعبير المرصد. وأضاف المرصد: كما أن الحجب شمل مواقع المنظمات الحقوقية، ومنها موقع «المرصد العربي لحرية الإعلام» و«صحافيون ضد التعذيب» و«الشــبكــة العربية لمعلومات حقوق الإنسان» ومنظمات دولية مثل «مراســـلون بلا حدود» و«هيومان رايتس ووتش» و«منظمة العفو الدولية». وجدد «المرصد العربي لحرية الإعلام» مطالبته للسلطات المصرية بالإفراج عن كل الصحافيين السجناء، وخاصة المحبوسين احتياطياً، احتراماً لنصوص الدستور المصري الذي يمنع تماماً حبس الصحافيين في قضايا تخص عملهم وفكرهم. كما طالب برفع الحجب عن حوالي 400 موقع إلكتروني احتراماً للدستور الذي يمنع أيضا وقف أو مصادرة وإغلاق وسائل الإعلام، وطالب أحمد وغيره من المسؤولين عن المجالس والهيئات والنقابات المختصة بالإعلام الالتزام بقوانين إنشاء هذه الهيئات والتي تفرض عليها الدفاع عن حرية الصحافة والصحافيين. 400 موقع الكتروني محجوب في مصر |
زيارة مدون إسرائيلي للمسجد النبوي تثير موجة غضب على الانترنت Posted: 25 Nov 2017 02:04 PM PST لندن ـ «القدس العربي»: تسببت صور لمدون إسرائيلي داخل المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة بموجة من الغضب والانتقادات على شبكات التواصل الاجتماعي، خاصة بعد أن تبين أن الإسرائيلي الذي تسلل إلى الحرم النبوي الشريف كان يزور السعودية للمشاركة في فعالية تنظمها مؤسسة تابعة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وتجدد الجدل في السعودية بخصوص التطبيع مع إسرائيل وما إذا كانت الرياض تُمهد لإقامة علاقات علنية مع إسرائيل، فيما اعتبر كثيرون أن ظهور زائر إسرائيلي في المسجد النبوي الشريف يشكل انتهاكاً هو الأول من نوعه في تاريخ الحرمين الشريفين، حيث لم يسبق لإسرائيليين أن وصلوا إلى هناك خاصة في ظل وجود قوانين تحظر على غير المسلمين دخول مكة المكرمة والمدينة المنورة، ما يعني أنه ليس بمقدور حتى غير الإسرائيليين دخول المدينة المنورة إذا لم يكونوا مسلمين. وكان الصحافي والمدون الإسرائيلي بن تسيون تشدنوفسكي، قد نشر صورا على حسابه بموقع «انستغرام» التقطها من داخل الحرم النبوي في المدينة المنورة وعدد من الأماكن في السعودية. وفي الصورة التي التقطها في الحرم النبوي يحمل بن تسيون، حقيبة عليها كتابات باللغة العبرية وكان يرتدي ثوبا عربيا ويضع على رأسه «الحطة والعقال». وفي صور أخرى ظهر بن تسيون مع فتيات سعوديات خلال مشاركتهن في أحد الملتقيات بالإضافة إلى صورة مع فرقة رقص تراثي يظهر فيها وهو يحمل على كتفه علم السعودية ويحمل بيده سيفا. واختار الناشط الإسرائيلي التقاط إحدى الصور أمام صورة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع فتاتين سعوديتين وكتب تعليقا على منشوره قال فيه: «النساء في السعودية والشرق الأوسط أنيقات وجميلات من الداخل». وفي صورة أخرى يرتدي فيها بن تسيون، حطة رسم عليها نجمة داوود الزرقاء شعار «دولة إسرائيل» مع شخص سعودي يدعى عبد العزيز قال الناشط الإسرائيلي: «أخي العزيز عبد العزيز.. جيلنا يتوجب عليه بناء الجسور بين اليهود والعالم العربي مرة واحدة وإلى الأبد». وأضاف: «السعودية وإسرائيل يجب عليهما الوقوف جنبا إلى جنب لتحقيق هدف السلام المشترك في منطقة الشرق الأوسط الكبرى وبشكل شامل». وأطلق النشطاء العديد من الوسوم على «تويتر» و«فيسبوك» حول الموضوع من بينها (#صهيوني_بالحرم_النبوي) و(#صهيوني_على_منبر_الحرم_النبوي)، حيث علق الآلاف من المغردين على هذه الصورة تحت هذين الوسمين وسجل أغلب النشطاء اعتراضهم وانتقادهم، بينما حاول آخرون تبرير هذه الصور. وكتب عبد الرحمن الشنقيطي على «فيسبوك» معلقاً: «إسرئيلي يتجول في باحات المسجد النبوي وفي السعودية، ولم نرَ ردة فعل من الحكومة السعودية على هذا اﻷمر الخطير بل بالعكس». أما هيثم الحفني فكتب معلقاً: «صهيوني يدنس الحرم المدني في ذكرى المولد النبوي في هذا الشهر الكريم، وآل سعود مشغولون بالسلطة والمال». أما الإعلامي والمذيع في قناة «الشرق» الفضائية معتز مطر فقال في برنامج تلفزيوني إن «الحكومة في السعودية تعلم أن بن تسيون يهودي يحمل الجنسية الإسرائيلية ورغم ذلك ساعدوه على زيارة المدينة المنورة» وبث تسجيل فيديو لهذا المدون الإسرائيلي يؤكد فيه بالصوت والصورة أنه دخل إلى الحرم النبوي الشريف بعلم السعوديين. وكتب الناشط تركي الشلهوب على «تويتر» مغرداً: «خطوات التطبيع: الأولى: إسرائيل أفضل من إيران، الثانية: الفلسطينيون باعوا أرضهم، الثالثة: تطبيع علني مع الصهاينة! التطبيع خيانة وانبطاح». وأضاف في تغريدة ثانية: «لم يبقَ إلا أن نُقدّم إعتذارا عن غزوة خيبر وندفع تعويضات لدولة الإحتلال الصهيوني». أما الناشط عبد الله السعدي فكتب معلقا: «قد دخله الأمريكان من قبل وبملابسهم العسكرية، ورأينا القنصل الأمريكي يشرف على مشاريع الحرمين، والآن هذا الصهيوني بمسجد رسول الله كأنه يقول ها قد عدنا يا محمد وها قدعدنا يا أبناء الأنصار والمهاجرين، فوالله لم يبقَ شيء ما فعلوه لإهانة ديننا». وعلق أحد المغردين عبر حساب يُطلق على نفسه اسم «نحو الحرية»: «الإسلام المعتدل الذي روج له بن سلمان: إقامة حفلات غنائية/ التضييق على دور تحفيظ القرآن/ سجن الدعاة والمصلحين والشرفاء/ إعادة ترميم كنيسة وافتتاحها قريبا/ السماح بتدنيس الصهاينة للحرم النبوي/ والقادم أسوأ». وتساءل مغرد آخر: «هل يحق للدول الإسلامية الآن أن تطالب بتدويل الحرم بعد أن فرط آل سعود بحماية الحرمين» فيما كتب آخر: «العلماء والشرفاء في السجون، والصهاينة في الحرم النبوي. يا للعار!!». وكتب مواطن قطري معلقاً: «في رمضان تم طرد القطريين من مكة المكرمة واليوم الصهاينة يتجولون في المدينة المنورة الله يكون في العون». زيارة مدون إسرائيلي للمسجد النبوي تثير موجة غضب على الانترنت |
السجن يلاحق مروجي الأخبار الكاذبة في تونس Posted: 25 Nov 2017 02:04 PM PST لندن ـ «القدس العربي»: تتجه تونس لتشديد العقوبات على مروجي الشائعات والأخبار الكاذبة على ما يبدو، حيث يواجه شخصان عقوبة السجن بسبب ضلوعهما في ترويج شائعة وفاة الرئيس الباجي قايد السبسي. وأمر قاضي تونسي الأسبوع الماضي بسجن مروجي إشاعة وفاة السبسي ومنتحلي صفة قناة «فرانس 24» على شبكات التواصل الاجتماعي، وهما متهمان قاما بنشر خبر وفاة الرئيس التونسي على شبكات التواصل الاجتماعي ناسبين الخبر إلى قناة «فرانس 24» التي سارعت إلى نفي الخبر والمطالبة بالملاحقة القضائية لمن قام بذلك. وأثار الحكم بسجن الناشطين موجة من الجدل في تونس بسبب أن الكثير من الشائعات تنتشر في تونس بين الحين والآخر، ولم يسبق أن تم سجن أي من الناشطين لهذا السبب، كما أبدى بعض النشطاء في تونس خشيتهم من أن يكون قرار السجن بداية لتشديد العقوبات على مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي بحجة مكافحة الشائعات والأخبار الكاذبة. كما أثار الكشف عن هويات مروجي الاشاعة جدلاً آخر بسبب أنهما معروفان بانتمائهما إلى حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد، وهو الأمر الذي نفاه أمين عام الحزب زياد الأخضر، مؤكداً أن الشخصين المتهمين بنشر إشاعة وفاة الرئيس التونسي انقطعت علاقتهما بالحزب منذ سنة 2011. وهذه ليست المرة الأولى التي تنتشر فيها شائعات عن وفاة السبسي، حيث تتردد بين الحين والآخر هذه الاشاعة في تونس منذ وصل إلى الرئاسة، فيما يبدو أن تقدم السبسي في العمر هو الذي يعزز انتشار الشائعات، كذلك تداول معلومات عن كونه يعاني بعض الأمراض يعزز من الشائعات أيضاً بين الحين والآخر. يشار إلى أن الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي من مواليد سيدي بوسعيد في 1926 وهو إضافة الى كونه رئيس الجمهورية، فهو رئيس حزب نداء تونس. وكان قد تقلّد العديد من المناصب الوزارية في عهد الحبيب بورقيبة، ثم عاد للساحة السياسية بعد الثورة التونسية، حيث ترشح لإنتخابات الرئاسة في 2014 أمام نظيره الرئيس المنتهية ولايته المنصف المرزوقي وانتخب بنسبة 55،68٪ رئيساً سادساً للبلاد، وتسلم مهام منصبة رسمياً في الحادي والثلاثين من كانون الأول/ديسمبر 2014. السجن يلاحق مروجي الأخبار الكاذبة في تونس |
اليمن: الانقلابيون يرفعون أسعار الوقود وخطيب حوثي يطالب بتأميم ممتلكات القطاع الخاص Posted: 25 Nov 2017 02:03 PM PST تعز ـ «القدس العربي»: ذكرت مصادر محلية في العاصمة اليمنية صنعاء أمس أن الانقلابيين الحوثيين بدأوا أمس بتطبيق قرار رفع أسعار الوقود والمشتقات النفطية إلى أكثر من الضعف، فيما طالب خطيب حوثي بارز سلطتهم التنفيذية بتأميم ممتلكات القطاع الخاص، بعد أيام فقط من صدور قرار رسمي من أعلى مسؤول في السلطة الانقلابية تقضي بمصادرة أموال 6 شركات عامة. وقالت لـ»القدس العربي» ان السلطة الانقلابية في العاصمة صنعاء ممثلة بجماعة الحوثي وحزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح أقرت أمس السبت، تطبيق قرار غير معلن يقضي برفع أسعار الوقود إلى أكثر من الضعف في صنعاء، والمحافظات اليمنية الواقعة تحت سيطرة القوات الانقلابية. وأوضحت أن محطات النفط والمشتقات النفطية بدأت منذ صباح أمس السبت بيع مادة البنزين بالسعر الرسمي بمبلغ 415 ريالا للتر الواحد (الدولار يساوي 420 ريالا تقريبا) وهو السعر الموازي لسعر مادة البنزين في السوق السوداء للمشتقات النفطية في اليمن والتي يسيطر عليها المسلحون الحوثيون في صنعاء وبقية المحافظات اليمنية. وذكرت أن قرار رفع سعر مادة البنزين بنسبة 110 في المئة من السعر الشائع لها هي الخطوة الأولى لرفع الأسعار الرسمية لبقية المشتقات النفطية، بنسب تتراوح بين 80 إلى 100 في المئة، وأن السلطة الانقلابية تسعى إلى رفع ايراداتها المالية من المشتقات النفطية والاعتماد عليها بشكل رئيسي في تغطية نفقات العام المقبل، الذي تحاول من الآن وضع ميزانية تقريبية لها. وذكرت مصادر نفطية أن السلطة الحوثية وزعت خلال اليومين الماضيين كميات كبيرة من مادة البنزين على محطات بيع المشتقات النفطية في العاصمة صنعاء، وأجبرت المحطات على بيعه بالسعر الرسمي الجديد الذي تضمن هذه الزيادات الكبيرة. وجاء هذا الإجراء الانقلابي بعد ساعات فقط من إعلان شركة النفط اليمنية التي يسيطر عليها الانقلابيون الحوثيون مساء الجمعة، عن إقرار زيادة سعرية جديدة لمادة البنزين، على خلفية تجميد الحوثيين لحسابات شركة النفط اليمنية في العاصمة صنعاء، منتصف الأسبوع الماضي. وأوضح الناطق الإعلامي لشركة النفط اليمنية أنور العامري إن حكومة (الحوثي/صالح) أقرّت زيادة سعرية جديدة للمشتقات النفطية وفي مقدمتها البنزين، والذي بلغ قيمة اللتر منه 415 ريالا. وقال العامري في صفحته الشخصية في موقع فيسبوك: «ان قرارات تجميد عمل شركة النفط، وجعلها فقط مجرد مخازن لتجار المشتقات النفطية، تعد أبرز أسباب ارتفاع أسعار النفط وفرض جرعة جديدة». وأوضح أن «تجميد حسابات شركة النفط، قضى بشكل كلي على أي دور قد تقوم به الشركة وفقا للدستور من ناحية الرقابة وسحب المشتقات النفطية من التجار». وجاءت الإجراءات الانقلابية برفع أسعار المشتقات النفطية في المناطق التي تسيطر عليها بعد أيام فقط من قرار وزارة المالية التابعة للسلطة الانقلابية يلزم البنك المركزي اليمني الذي يقع تحت سيطرة الانقلابيين في صنعاء بإغلاق الحسابات البنكية لأكبر 6 شركات إيرادية عامة أو مختلطة ونقل أرصدتها المالية لحساب وزارة المالية الانقلابية. وذكرت مذكرة رسمية تلقت «القدس العربي» نسخة منها، موجهة من وزير المالية الانقلابي إلى البنك المركزي بصنعاء تقضي باغلاق حسابات شركة الخطوط الجوية اليمنية وهي الناقل الوطني الوحيد لليمن، وشركة الاتصالات «يمن موبايل» للهاتف المحمول وشركة كمران لصناعة السجائر وشركة ميون للصناعات وشركة مأرب للتأمينات وشركة أساس للتطوير العقاري التابعة للهيئة العامة للتأمينات والمعاشات، وتعد هذه كبرى الشركات العامة والمختلطة في اليمن. وتزامنت هذه الإجراءات مع حملة إعلامية انقلابية للتهيئة لسياسة رفع الأسعار وامتصاص غضب الشارع والتقليل من حدة ردة فعله، جراء ذلك. وقالت مصادر محلية في صنعاء ان الخطيب الحوثي البارز وعضو اللجنة الثورة العليا لجماعة الحوثي الدكتور طه المتوكل طالب في خطبة الجمعة السلطة الانقلابية بتأميم ممتلكات القطاع الخاص من كبريات الشركات العاملة في اليمن، كإجراء اضطراري تفرضة ظروف الحرب. وقال في خطبته «يجب إعلان حالة طوارئ اقتصادية، مثلما حصل في دول وضعها أقل خطرا من وضع الحرب في اليمن». وأوضح أن «حالة الطوارئ الاقتصادية معناها أن الدولة تقبض على القطاع الخاص وكل ممتلكات القطاع الخاص يصبح مؤمما للدولة من أجل تسيير مصالح الشعب». وذكر المتوكل أسماء العديد من كبار رجال المال والأعمال في العاصمة صنعاء، رغم أن العديد منهم كانوا من كبار الداعمين ماليا للتحركات العسكرية لميليشيا جماعة الحوثي خلال الثلاث السنوات الماضية. اليمن: الانقلابيون يرفعون أسعار الوقود وخطيب حوثي يطالب بتأميم ممتلكات القطاع الخاص خالد الحمادي |
«غوغل» تعرف مكانك وتراقب تحركاتك دون علمك Posted: 25 Nov 2017 02:03 PM PST لندن ـ «القدس العربي»: تتكشف المعلومات تدريجا عن عمليات التجسس التي تقوم بها شركات التكنولوجيا العالمية الكبرى، وتحديداً الشركات الأمريكية التي باتت لديها القدرة على مراقبة كل البشر في مختلف أنحاء العالم تقريبا، سواء بتحديد أماكنهم أو بالوصول إلى المعلومات الخاصة بهم، وبالتالي معرفة كل الخصوصيات التي تتعلق بهم. ومنذ ظهور الهواتف المحمولة الذكية في العالم قبل سنوات قليلة وثمة جدل في العالم بشأن الخصوصية التي يتمتع بها مستخدمو هذه الهواتف، وإلى أي درجة يمكن للشركات المزودة بالخدمات أن تقوم بمراقبتهم والوصول إلى البيانات والمعلومات الخاصة بهم والموجودة على أجهزتهم. أما آخر المعلومات التي انكشفت في مجال الخصوصية المنتهكة وعمليات التجسس التي تقوم بها الشركات الكبرى، تلك التي اتضحت مؤخراً عن عمليات تتبع تقوم بها شركة «غوغل» وتحديد المكان بالنسبة لمستخدمي الهواتف المحمولة الذكية والأجهزة العاملة بنظام «آندرويد» وهو نظام التشغيل الأوسع انتشاراً في العالم والمملوك للشركة، والذي يتم استخدامه من قبل ما بين 1.5 مليار إلى ملياري جهاز حول العالم. واعترفت «غوغل» بأنها تقوم بتتبع مليارات المستخدمين في مختلف أنحاء العالم وتحدد مواقعهم من دون موافقتهم أو علمهم، أما المفاجأة الأهم والأكبر فهي ان عملية التتبع تتواصل من قبل «غوغل» حتى لو قام الشخص باختيار «عدم تحديد المكان» في هاتفه المحمول، وحتى لو أزال بطاقة الخط الهاتفي (sim card) من جهازه. وجاءت هذه المعلومات عبر تحقيق صحافي موسع أجراه موقع «كوارتز» المتخصص في أخبار تكنولوجيا المعلومات، واطلعت «القدس العربي» على مضمون التحقيق الصحافي، حيث يقول الموقع إن عملية التتبع تطال كافة هواتف ومستخدمي «آندرويد» في العالم وبدأت منذ مطلع العام الحالي 2017 حيث يتم إرسال هذه البيانات بشكل فوري إلى الخوادم التابعة للشركة في الولايات المتحدة. وحسب التحقيق فإن «غوغل» بات في مقدورها تتبع حتى الهواتف المغلقة أو التي لا يتم تشغيل أي خط هاتفي فيها، إذ بمجرد وجود نظام «آندرويد» على الجهاز فهذا يعني أن موقعه بات محدداً من قبل الشركة المطورة للنظام، وهي «غوغل». وأكد موقع «كوارتز» أن عملية التتبع التي تقوم بها «غوغل» تمثل انتهاكاً لمعايير الخصوصية التي يتوجب أن يتمتع بها مستخدمو الهواتف المحمولة، حيث أن كل تحركاتهم يتم تسجيلها لدى شركة «غوغل» المطورة لنظام التشغيل. وحسب التحقيق الذي أجراه موقع «كوارتز» فان أي جهاز يعمل بنظام «آندرويد» يقوم بارسال العنوان ومكان الاستخدام في حال اتصاله بأي شبكة انترنت (WiFi) وذلك من دون الحاجة لوجود (Sim Card) أو خط هاتفي في داخله، كما أن هذه البيانات يتم ارسالها إلى «غوغل» حتى لو كان تحديد الموقع محظوراً من قبل صاحب الجهاز عبر إعداداته. ونقل موقع «كوارتز» عن شركة «غوغل» اعترافها بهذا الانتهاك، إلا أن متحدثاً باسم الشركة قال للموقع الالكتروني إن «غوغل» تقوم بذلك «بهدف ادخال مزيد من التطوير والتحديثات في الأداء وسرعة إيصال الرسائل». وقالت «غوغل» للموقع الالكتروني ان هذه البيانات التي يتم جمعها منذ بداية العام الحالي سوف يتوقف إرسالها إلى الشركة اعتباراً من نهاية الشهر الحالي. وهذه ليست المرة الأولى التي يجري الحديث فيها عن قدرة الشركات المطورة للهواتف والبرمجيات على التجسس على المستخدمين، لكن الواضح أن الجديد هو اعتراف شركة «غوغل» كما أن هذا الاعتراف يكشف عن أكبر عملية متابعة أو تجسس تستهدف البشر في العالم، ما يعني أن «غوغل» اليوم قادرة على تحديد موقع أي شخص في العالم تقريباً، أو أنها قادرة على تحديد أماكن أغلب الناس في أي لحظة تريدها. وتكتفي «غوغل» بالقول إن الهدف من هذه المتابعة هو تحسين الخدمات المقدمة للناس وتطوير البرمجيات وزيادة سرعة وصول المعلومات والرسائل إلى المستخدمين، إلا أن الكثير من المنتقدين يرون في هذا انتهاكا للخصوصية، ويقولون إن هذا التتبع يمكن أن يتم استخدامه لأغراض أخرى بما في ذلك الأهداف الأمنية، ما يعني أن شركات التكنولوجيا يمكن أن تتحول بشكل أو بآخر إلى أجهزة أمنية تعمل لصالح الولايات المتحدة. لا خصوصية على الانترنت وكان الخبير في أمن المعلومات وحماية الشبكات هارون مير قال لـ«القدس العربي» إنه «لا خصوصية ولا مكان آمنا على الانترنت»، مشيراً إلى أن «الحالة الوحيدة التي يكون فيها جهاز كمبيوترك أو هاتفك المحمول آمناً هي أن يكون غير متصل بالانترنت نهائياً، وهو الأمر الذي أصبح صعب التطبيق في الوقت الراهن». ويقول مير الذي يدير شركة «thinkst» في جنوب افريقيا إن الخبراء يحاولون فقط تقليص فرص التجسس وعمليات الاختراق وسرقة البيانات وذلك من خلال تطبيقات وبرمجيات يتم تحميلها على الأجهزة اضافة إلى تعليمات وسلوكيات يتم تدريب المستخدمين عليها من أجل حماية البيانات وتفويت الفرصة على القراصنة الذين يحاولون تنفيذ عمليات الاختراق. ورداً على سؤال لـ«القدس العربي» حول أي أنواع البريد الالكتروني أفضل وأكثر أمناً اكتفى مير بالإجابة: «كل ما عليك هو أن تختار الجهة التي تسمح لها بالتجسس على بريدك. أما أن تكون محمياً بالكامل فهذا أمر غير وارد» في الوقت الذي يعتقد كثير من المستخدمين أن بريد الـ«جي ميل» التابع لشركة «غوغل» هو الأكثر أمناً ويتمتع بحماية أكبر من غيره. ويؤكد مير أن البريد الالكتروني الموجود على «سيرفرات» خاصة ليس أكثر أمناً وخصوصية من البريد المتوافر على المواقع المجانية مثل «غوغل» و«ياهو» مشيراً إلى أن الثغرات التي يمكن من خلالها النفاد إلى رسائل البريد الالكتروني موجودة لكن في طبيعة الحال ليس بمقدور أي شخص الاستفادة منها. لكن مير يقول ان القنوات التي يتم من خلالها تبادل الرسائل وتداول المعلومات والبيانات عادة ما تكون مشفرة، وهو ما يجعل اختراقها أمراً صعباً وليس سهلاً. 100 برنامج تتجسس عليك ويبدو أن تحديد مكان مستخدمي الهواتف المحمولة لم يعد أمراً صعباً، كما أن الهدف بالنسبة لكثير من المخترقين والمتتبعين وليس فقط بالنسبة لشركة «غوغل» حيث أظهرت دراسة تقنية أجريت مؤخراً على الهواتف الذكية أن أكثر من 100 تطبيق يجري تحميلها وتداولها على الهواتف المحمولة في مختلف أنحاء العالم تتمكن من تحديد أماكن المستخدمين ومن ثم تقوم بتتبعهم. وتمكن باحثون من اكتشاف ورصد أكثر من 100 تطبيق خاص ببطاريات الهواتف الذكية يمكنها أن تسرب معلومات المستخدم إلى جهة ما، كما يمكن من خلال هذه التطبيقات تتبع المستخدم المستهدف وتحديد مكان تواجده بدقة. وبموجب ما انتهت إليه هذه الدراسة فإن تتبع شخص ما أو تحديد مكانه والتجسس عليه لا يحتاج إلى تشغيل الخدمات التقليدية التي يعتقد الناس أنها تحدد مكان الشخص أو مكان الهاتف، مثل خدمات الـ«جي بي أس» أو الارتباط بشبكة «واي فاي» أو الاتصال بالانترنت اللاسلكي الذي يتيح لمزود الخدمة تحديد موقع المستخدم. وبفضل التطبيقات التجسسية التي تتيح تتبع الأفراد والمستخدمين يمكن معرفة مكان الشخص بالتحديد من دون أن يكون متصلاً بشبكة الانترنت ومن دون أن تكون خاصية «جي بي أس» مفعلة على هاتفه المحمول، فضلاً عن أن التطبيقات المشار إليها تتيح للجهة التي تقوم بالتجسس الحصول على العديد من البيانات الموجودة على الهاتف. وحسب الباحثين في جامعة «ستامفورد» في بنغلاديش والذين أجروا الدراسة فان أكثر من 100 تطبيق هاتفي جميعها تستخدم للعمل مع بطاريات الهاتف، لديها القدرة على تجميع حركات الشخص وتحديد تنقلاته وأماكن تواجده، وبالتالي يمكن استخدامها كأدوات تتبع لأي شخص مستهدف. ووجد الباحثون أن المعلومات التي توفرها هذه التطبيقات الهاتفية يمكن بفضلها لأي شخص أن يتمكن من رسم خريطة لتحركات الشخص الذي يتم رصده، وبالتالي تتم بالتحديد معرفة الأماكن التي ذهب إليها والمكان الموجود فيه حالياً. «غوغل» تعرف مكانك وتراقب تحركاتك دون علمك |
تهديد جديد للبشر: «الهاكرز» يمكنهم التحكم بالسيارات والطائرات Posted: 25 Nov 2017 02:02 PM PST لندن ـ «القدس العربي»: تتسارع وتيرة التهديدات التي تواجه البشر مع ثورة التكنولوجيا الحديثة التي يشهدها العالم، فيما يبدو أن آخر هذه التهديدات هي عمليات القرصنة التي يمكن أن تؤدي إلى اختراق برمجيات تشغيل السيارات الحديثة والطائرات والتحكم بها أو ضرب عملها بما يؤدي في النهاية إلى تهديد ركابها وتعريض حياة ملايين البشر للخطر. وحذر الخبراء مؤخراً من امكانية أن يتم اختراق برمجيات تشغيل السيارات والطائرات الحديثة ومن ثم التحكم بها عن بعد أو تهديد ركابها وإحداث كوارث بقتل أعداد كبيرة من البشر بشكل جمعي بسبب عمليات القرصنة. وأطلق خبير أمريكي متخصص في أمن المعلومات صرخة تحذير جديدة، وقال إن من الممكن أن يقوم قراصنة «هاكرز» باختراق أنظمة السيارات الحديثة والتحكم بها واستخدامها كأسلحة بإمكانها قتل الملايين من المدنيين. ودعا الخبير في جامعة نيويورك، جاستن كابوس، شركات صناعة السيارات إلى إصلاح «نقاط الضعف» في التكنولوجيا التي يستخدمونها، والتي تسهل مهام القراصنة، حسب ما نقلت عنه صحيفة «التايمز» البريطانية. وأضاف كابوس أن السيارات، التي صنعت بعد عام 2005 يمكن اختراقها عن طريق القراصنة والتحكم بها عن بعد، كما أن بعض السيارات المصنوعة بعد عام 2000 معرض للخطر ذاته. واعتبر الخبير أن القراصنة ربما يكونون قد تسببوا في حوادث بالفعل، من دون أن يعلم أحد بذلك لأن «لا أحد يبحث عن أدلة» حسب قوله. وأشار إلى أن حماية السيارات من خطر الاختراق «يجب أن تكون أولوية» لدى الحكومات. وتابع: «لو حدث نزاع أو تصعيد مع بلد لديه تقنيات عالية، سأكون خائفا جدا من إمكانية اختراق سيارات هذا البلد. كثير من أعدائنا لديهم قدرات نووية لكن أي دولة لديها قدرات على شن هجمات إلكترونية بإمكانها قتل الملايين عن طريق اختراق السيارات». وأضاف: «بمجرد أن يتمكن القرصان من اختراق السيارة، يمكنه إرسال رسائل إلى المكابح أو تعليق عمل المقود أو إغلاق السيارة على من في داخلها أو فعل أشياء أخرى». ودعا الحكومات إلى إجبار ملاك السيارات الحديثة على تحديث أنظمة سياراتهم لتلافي احتمالات اختراقها. وجاءت تحذيرات كابوس بعد أيام قليلة من تحذيرات أطلقها خبراء طيران من احتمالات أن يتمكن قراصنة انترنت من اختراق برمجيات الطائرات ويقومون باسقاط بعضها، بما يعني تهديدا جماعيا لحياة المسافرين. ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن عدد من الخبراء العالميين في مجال الطيران تأكيدهم أن قراصنة الإنترنت قادرون على اختراق الأنظمة الإلكترونية للطائرات المدنية حتى وهي في الجو. وفي تأكيده على صحة تلك المعلومات، قال روبرت هيكي أحد المسؤولين في وزارة الأمن الداخلي الأمريكية: «لقد أجريت تجارب أظهرت قدرة قراصنة الإنترنت على اختراق الأنظمة الكمبيوترية لطائرة بوينغ 757 أثناء تواجدها على مدارج الهبوط والإقلاع. هناك العديد من الثغرات الأمنية في أنظمة الطائرات المدنية التي يجهلها الطيارون، لكنها تمكن الهاكرز من اختراق أنظمة الطائرة». وأضاف: «لقد صممت نماذج جديدة من طائرات بوينغ 787 وإيرباص A350 المتطورة القادرة على منع حدوث مثل تلك التهديدات السيبرانية، لكن 90 في المئة من النماذج القديمة للطائرات التجارية معرضة لمثل تلك الأخطار». يذكر أن العديد من البلدان بدأت الاهتمام منذ سنوات بالتحكم بأنظمة الطائرات عن بعد، لكن التركيز الأساسي بهذا الموضوع كان يدور حول الطائرات الحربية والطائرات بدون طيار. وتأتي هذه التحذيرات في الوقت الذي أصبح العديد من العمليات الإرهابية يتم بواسطة سيارات أو طائرات من أجل القيام بعمليات قتل جماعي للبشر. وكان العالم قد سجل في السنوات الأخيرة العديد من حوادث الطيران التي لم يتمكن المحققون من إيجاد أي تفسير لها، وكان اللغز الأكبر من بين كل هذه الحوادث اختفاء الطائرة الماليزية العملاقة قبل سنوات من دون العثور على أي حطام أو آثار لها، حيث استخدم العالم منذ ذلك الحين كل الامكانات المتاحة أمامه من دون أن يتمكن أحد من العثور على أي أثر لتلك الطائرة. تهديد جديد للبشر: «الهاكرز» يمكنهم من التحكم بالسيارات والطائرات |
خطوة جديدة ومهمة للبشر نحو كوكب المريخ Posted: 25 Nov 2017 02:02 PM PST لندن ـ «القدس العربي»: حققت البشرية خطوة جديدة في اتجاه الوصول إلى كوكب المريخ الذي يُطلق عليه العلماء اسم «الكوكب الأحمر» والذي يتم التعويل على الوصول إليه خلال السنوات والعقود المقبلة ويتوقع أن يشكل وصول الإنسان إليه طفرة جديدة في علم الفضاء والفلك. أما الخطوة الجديدة التي تم تحقيقها فهو نجاح وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» في الاختبار الذي أجري على مظلة ستستخدم للهبوط على سطح الكوكب الأحمر. وأعلنت «ناسا» عن نجاح الاختبار الذي أجرته، وهو الأول من نوعه، على نظام «المظلة الفضائية – ASPIRE» التي ستنطلق أثناء السير بسرعة فوق صوتية، والتي من المفترض أن تستخدم في إنزال المركبة الفضائية على سطح المريخ عام 2020. وقال المدير الفني للمشروع إن «كل شيء يسير على ما يرام حتى الآن، وأظهر الاختبار قدرتنا على فتح المظلة على الارتفاع الصحيح والسرعة المطلوبة، بالإضافة إلى أننا تمكنا من تصوير الاختبار بالفيديو». ولاختبار عمل المظلة، أطلقت وكالة «ناسا» صاروخ «بلاك برانت» بطول 18 مترا فقط. وكان على متن الصاروخ حمولة إضافة إلى المظلة. وبعد 40 ثانية من الإطلاق، فتحت المظلة على ارتفاع 42 كلم، وهبطت الحمولة بعد 35 دقيقة على بعد 50 كم من منصة الإطلاق الواقعة في ولاية فرجينيا. ومن المقرر أن تجري وكالة «ناسا» اختباراً ثانياً لمظلة (ASPIRE) في شباط/فبراير 2018. ويأتي العمل البشري من أجل الوصول إلى كوكب المريخ وسط تحذيرات من ضرورة إيجاد بديل لكوكب الأرض وإلا فإن البشرية جمعاء ستكون مهددة. وكان عالم الفيزياء البريطاني الأشهر ستيف هوكينغ قال إن أمام البشرية 200 عام فقط للهروب من كوكب الأرض وإيجاد موطئ قدم خارجه قبل أن تواجه الانهيار الحتمي خلال هذه الفترة، وهي مدة قصيرة نسبياً من أجل العثور على موطئ قدم خارج الأرض، لكن غالبية علماء الفلك والدول الكبرى تتحدث عن مشاريع أقل من ذلك بكثير من أجل الوصول إلى أماكن أخرى، وخاصة كوكب المريخ الذي يسود الاعتقاد أن الحياة على سطحه ممكنة. وأضاف: «عندما نصل إلى أزمات متشابهة في تاريخنا فان من الطبيعي أن يكون لدينا مكان آخر لنستعمره»، وتابع: «كريستوفر كولومبوس فعل ذلك في العام 1492 عندما اكتشف العالم الجديد، لكن الآن لا يوجد أي عالم جديد» مشيراً إلى أن البشر «استهلكوا المساحات الشاغرة والأماكن الوحيدة التي يمكن أن تذهب إليها هي عوالم أخرى». ويعتزم البشر تنظيم أول رحلة «ذهاب بلا عودة» إلى كوكب المريخ، حيث تقدم 200 ألف شخص من 140 بلدا في العالم للمشاركة في هذه المهمة التي تقضي بإرسال فريق إلى الكوكب، في رحلة ذهاب فقط، ليقيموا هناك إلى الأبد وينشئوا مستعمرة بشرية، وهو مشروع تقوم عليه شركة «مارس وان» الهولندية. والسبب في كون الرحلة من دون إياب، هو أن التقنيات العلمية المتوافرة حاليا تتيح الهبوط على كوكب المريخ، لكن لا تتيح العودة إلى الأرض لأن جاذبيته كبيرة، بخلاف القمر ذي الجاذبية الصغيرة الذي يمكن الإقلاع منه. وسيمول هذا المشروع من الإعلانات التجارية، إذ أن كل مراحل التدريب والانطلاق والرحلة الفضائية والهبوط على المريخ وإنشاء المستعمرة البشرية والإقامة فيها ستكون منقولة مباشرة. وسيجري اختيار المرشحين بناء على معايير عدة، منها القدرة على اتخاذ القرار وحسن التعامل مع المشاكل، والروح المعنوية، والتركيبة النفسية، والسلوك أثناء الاختبارات وخارجها. ومع انتهاء المرحلة الثالثة من الاختيار سيبقى من المرشحين 24 فقط، يوزعون على ست مجموعات قوام الواحدة أربعة أشخاص. وتعتزم شركة «مارس وان» أن ترسل في مرحلة أولى مركبة غير مأهولة، لاختبار قدرتها على الهبوط على سطح المريخ، وسيكون ذلك في العام 2018. أما الرحلة المأهولة الأولى فتنوي اطلاقها في العام 2026 حاملة الفريق الأول من مستعمري المريخ، ثم يليه الفريق الثاني تباعا بفاصل زمني مدته 26 شهرا بين الرحلة والأخرى. خطوة جديدة ومهمة للبشر نحو كوكب المريخ |
ممر إنساني رابع عبر السودان لنقل المساعدات إلى الجارة الجنوبية Posted: 25 Nov 2017 02:01 PM PST أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها ستفتح ممرا إنسانيا رابعا عبر السودان، نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، لنقل المساعدات الإنسانية إلى المتضررين من الجوع في دولة جنوب السودان. وذكر المكتب الأممي، أنه «تم تحميل 200 طن متري تجريبيا، وسيبدأ تنفيذ نقلها بعد الموافقة النهائية من الحكومة السودانية». وفي فبراير/شباط الماضي، أعلنت حكومة جوبا ووكالات أممية، عن مجاعة في جنوب السودان تهدد نحو 5 مليون شخص من أصل 11 مليون عدد سكان البلاد. وتعاني دولة «الجنوب» التي انفصلت عن السودان عبر استفتاء شعبي في 2011 من حرب أهلية بين القوات الحكومية وقوات المعارضة، اتخذت بُعدًا قبليًّا، وخلّفت مئات القتلى وشردت عشرات الآلاف، ولم يفلح اتفاق سلام أبرم في أغسطس/آب 2015 في إنهائها. ممر إنساني رابع عبر السودان لنقل المساعدات إلى الجارة الجنوبية |
الشاورما اليونانية Posted: 25 Nov 2017 02:00 PM PST المقادير: كيلو صدور دجاج للتتبيلة: علبة زبادي ملعقة كبيرة زعتر ناشف ربع كوب زيت زيتون ربع كوب عصير حامض 4 حصوص ثوم مهروس ملح وفلفل أسود للصوص نحتاج: علبة لبنة صغيرة علبة زبادي 2 خيار نص ملعقة نعناع ناشف نص ملعقة سماق ملعقة كبيرة زيت زيتون عصير حامض ملح وفلفل أسود للسندويشة: بصل مقطع شرائح بندورة مقطعة خس مقطع خبز البيتا طريقة التحضير: نقطع الدجاج شرائح عريضة رفيعة ثم نتبلها بالتتبيلة لمدة ساعة تقريبا أو أكثر. نجهز الصوص ونبشر الخيار ونضع عليه رشة ملح ثم نضع باقي مقادير الصوص في وعاء. نعصر الخيار بيدينا جيدا نخرج منه كل الماء ونضعه على الصوص ونقلبه ونضعه في البراد لحين الاستعمال. نبدأ بشوي الدجاج على الشواية ونقلبها لتتحمر وتنضج ثم نضعها في صحن ونغطيها عشر دقائق قبل تقطيعها. نجهز السندويشات بان نضع خبز البيتا اليوناني ثم نضع ملعقة من الصوص ثم قطع الدجاج ونضع الخس والبندورة والبصل نلفها وقدمها. الشاورما اليونانية طبق الأسبوع |
دواء يعالج الملاريا يحسن فاعلية عقاقير السرطان Posted: 25 Nov 2017 02:00 PM PST أظهرت دراسة دولية حديثة، أن دواءً يستخدم بشكل رئيسي لعلاج مرض الملاريا، يمكن أن يحسن فاعلية علاجات مرض السرطان. الدراسة أجريت ضمن مشروع بحثي دولي لإعادة تنظيم أدوية الأورام، بين صندوق مكافحة السرطان في بلجيكا ومؤسسة «غلوبال كوريس» البحثية الأمريكية، ونشروا نتائجها أمس السبت، في دورية (Ecancermedicalscience) العلمية. واختبر فريق البحث فاعلية، دواء «كلوروكين» الذي يستخدم بشكل رئيسي لمعالجة مرض الملاريا ويحتوي على المادة الفعالة «هيدرُوكسي الكلوروكين». ووجد الباحثون أن هذا الدواء يمكن أن يستخدم كعلاج مساعد للسرطان، حيث أشارت الأدلة إلى أن هذا العلاج يجعل الخلايا السرطانية أكثر حساسية لعلاج المرض. وقالت الدكتورة سيسكا فيربانديرد من صندوق مكافحة السرطان وجامعة لوفان في بلجيكا، وقائد فريق البحث إن الدراسة أثبتت أن دواء «كلوروكين» مثير للاهتمام بشكل كبير، بسبب آليات العمل المتعددة التي يقوم بها. وأضاف أن «الأدوية المضادة للملاريا تعمل على مستوى جميع الخلايا السرطانية وتدخل في آليات عمل الورم السرطاني، من خلال الأوعية الدموية والجهاز المناعي». وأشارت إلى أن فريق البحث يتطلع لنتائج الاختبارات السريرية التي تجرى حاليا، لاستخدام دواء «كلوروكين» في علاج السرطان. وحسب بيانات منظمة الصحة العالمية، فإن مرض السرطان، يعد أحد أكثر مسببات الوفاة حول العالم، بنحو 13 في المئة من مجموع وفيات سكان العالم سنوياً. وتتسبب سرطانات «الرئة والمعدة والكبد والقولون، والثدي وعنق الرحم»، في معظم الوفيات التي تحدث كل عام بسبب السرطان، وفق المنظمة. (الأناضول) دواء يعالج الملاريا يحسن فاعلية عقاقير السرطان |
حاولت تغيير كلمة السر زوجي بعد مشاهدة فيديو تعليمي على إينستاجرام. كان مرهقا، وعندما وصل إلى نقطة، كنت في حيرة بحيث أصبحت محاولتي كلها صفر. ولكن على طول الخط رأيت شهادة في قسم التعليقات من هذا الفيديو عن قراصنة عبقري دعا دولف أندرسون حيث كان شخص ما تشهد على كيفية alliancehacker999@gmail.com ساعدت على توفير بطاقة الصراف الآلي فارغة التي كانت تستخدم لسحب 12،000 $، لذلك اتصلت له على الفور لأنني في أمس الحاجة إلى القراصنة الإختراق زوجي ماذا يكون التطبيق والفيسبوك حساب بأسرع ما يمكن. سأل عن رابط الفيسبوك ورقم ال واتساب "الذي قدمته، وإلى دهشتي العظيمة، فعلت دولف وظيفة بالنسبة لي في غضون 24 ساعة. دفعت 340 $، والتي اعتقدت أنها ليست كافية لأنني تلقيت النتائج المرجوة منه. ومنذ ذلك الحين، لقد أوصيت هذا القراصنة لأصدقائي وأنها قد حصلت أيضا على نتائج جيدة منه أيضا. يمكنك أيضا الاتصال به عبر هاتفه الخلوي رقم: +1 (785) 412-5414.or عبر البريد الإلكتروني alliancehacker999@gmail.com أتمنى لكم حظا سعيدا والنجاح.
ردحذفحاولت تغيير كلمة السر زوجي بعد مشاهدة فيديو تعليمي على إينستاجرام. كان مرهقا، وعندما وصل إلى نقطة، كنت في حيرة بحيث أصبحت محاولتي كلها صفر. ولكن على طول الخط رأيت شهادة في قسم التعليقات من هذا الفيديو عن قراصنة عبقري دعا دولف أندرسون حيث كان شخص ما تشهد على كيفية alliancehacker999@gmail.com ساعدت على توفير بطاقة الصراف الآلي فارغة التي كانت تستخدم لسحب 12،000 $، لذلك اتصلت له على الفور لأنني في أمس الحاجة إلى القراصنة الإختراق زوجي ماذا يكون التطبيق والفيسبوك حساب بأسرع ما يمكن. سأل عن رابط الفيسبوك ورقم ال واتساب "الذي قدمته، وإلى دهشتي العظيمة، فعلت دولف وظيفة بالنسبة لي في غضون 24 ساعة. دفعت 340 $، والتي اعتقدت أنها ليست كافية لأنني تلقيت النتائج المرجوة منه. ومنذ ذلك الحين، لقد أوصيت هذا القراصنة لأصدقائي وأنها قد حصلت أيضا على نتائج جيدة منه أيضا. يمكنك أيضا الاتصال به عبر هاتفه الخلوي رقم: +1 (785) 412-5414.or عبر البريد الإلكتروني alliancehacker999@gmail.com أتمنى لكم حظا سعيدا والنجاح.
ردحذف