أين التقى ولي عهد السعودية بقائد المخابرات الإسرائيلية ولماذا؟ Posted: 30 Mar 2018 02:27 PM PDT قرّرت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، فجأة، كشف سرّ لقاء وليّ عهد السعودية محمد بن سلمان برئيس «مجلس الأمن القومي» في إسرائيل، مئير بن شبات، وجاء الإعلان على لسان قائد جيش الاحتلال غادي آيزنكوت شخصياً في مقابلات مع عدة صحف يومية إسرائيلية. غير أن الحقيقة التي يجب أن تقال إن الأمر لا يشكل مفاجأة كبيرة، فكلا الطرفين، إسرائيل والسعودية، قاما بتجهيز الجمهور المعنيّ بهذا الموضوع، على دفعات تدريجية، وكان إعلان زيارة «مسؤول سعودي كبير» إلى إسرائيل، واحداً من حلقاتها، وقد راجت التكهنات وقتها بأن «المسؤول الكبير» ليس إلا الأمير محمد بن سلمان نفسه، والواضح أن الوقت لم ينضج بعد لكشف اسم ذلك المسؤول. آخر حلقات هذه السلسلة كانت الموافقة على استخدام شركة طيران الهند «إير إنديا» للأجواء السعودية في طريقها إلى إسرائيل، وهو أمر اعتبره رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو «حدثا تاريخيا» مليئا «بالمعاني السياحية والاقتصادية والتكنولوجية والسياسية من الدرجة الأولى»، ما يعني أن الحدث ليس مهمّا بحد ذاته بل بما يعنيه وبما يحمله عمليّاً في قادم الأيام. إعلان اللقاء هذه المرّة نقل لعبة المعاني المعقدة للعلاقات المستجدة بين السعودية، ممثلة بولي عهدها، وإسرائيل، إلى ذروة جديدة، لكنّه أبقى مكان اللقاء سرّاً، فما الذي يجعل الجغرافيا أكثر سرّية أو خطورة من الخبر نفسه؟ فلو كان اللقاء جرى في الولايات المتحدة الأمريكية، أي في أرض «محايدة»، لما كان صعباً على قائد جيش الاحتلال إضافة هذه المعلومة «المفيدة»، وهذا يترك خيار أن اللقاء جرى في واحد من مكانين: إما السعودية نفسها، وإما إسرائيل. ولو أن اللقاء حصل في إسرائيل نفسها، فهذا يعني طبعاً أن ولي العهد السعودي زار الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهذه الزيارة، حتى لو كانت سراً، ستعتبر اعترافاً ضمنياً بإسرائيل، كما أنها تفترض، أن بن سلمان لم يلتق مئير بن شبات فقط بل التقى مسؤولين آخرين، وأن علينا أن ننتظر مزيداً من الإعلانات من قبل إسرائيل لنتأكد من الأمر. الإمكانية الأخرى، والأكثر احتمالا، أن رئيس «مجلس الأمن القومي» الإسرائيلي زار السعودية بنفسه بقصد لقاء بن سلمان، وأن هذا اللقاء دشّن تعاونا أمنيا واستخباريا بين البلدين، وحضور بن شبات بشخصه يعني، على الأغلب، اتفاقات موقعة أو شفهية بين رجل السعودية القوي والاستخبارات الإسرائيلية. اختار آيزنكوت إعلان الخبر المذكور في يوم الأرض الفلسطينية الذي شهد أمس إطلاق جنود جيشه النار على مئات من المشاركين الفلسطينيين في مسيرات «العودة الكبرى»، وهي نشاطات سلميّة خالصة. التوقيت مقصود لأنه يضع مجابهة رمزيّة بين اجتماع ممثل المخابرات الإسرائيلية بحاكم بلد عربيّ شديد الأهميّة والتأثير إسلاميا وعربياً، من جهة، وقتل الفلسطينيين واستهداف نضالهم واقتلاع أرضهم واجتثاث هويتهم، من جهة أخرى. أما كيف يكون قتل الفلسطينيين واستهداف قضيتهم المقدسة تعبيرا عن مصالح المملكة العربية السعودية، التي تمثّل جغرافيتها وتاريخها الرمز الأكبر للعروبة والإسلام، فهذا سؤال يصعب الإجابة عنه. أين التقى ولي عهد السعودية بقائد المخابرات الإسرائيلية ولماذا؟ رأي القدس |
بين صورة المرأة المسيحية والمسلمة… في الإعلام الغربي Posted: 30 Mar 2018 02:27 PM PDT أعترف أنني أرى المسلسل التلفزيوني الفرنسي الممتع «الراهبة تيريز» للمرة الثانية إذ يعاد عرضه. الراهبة يمكن الاتصال بها (في المسلسل) على الانترنت. (أي تزاوج التراث الديني والعصر). البرنامج يُقرّب من قلوبنا مجموعة من الراهبات في دير باريسي ولكل منهن شخصيتها ومزاجها ونقاط ضعفها. الراهبة تيريز كانت محققة ناجحة بوليسية ومتزوجة من جيرار، زميلها في (البوليس) ثم تخلت عن حياتها الزوجية وعملها للانتماء إلى الدير بعيدا عن شهوات الجسد. ولأنها محققة إستثنائية يطاردها مطلقها فقط لتساعده في الكشف عن مرتكبي الجرائم لأنها ماهرة في حقلها. ثم أنها صديقة حميمة للزوجة الحالية لزوجها السابق «لوسي» وتقوم بدور حمامة السلام بينهما وتصالحهما كلما تشاجرا، منحازة إلى لوسي زوجته الحالية كدليل على زهدها في علاقتها الزوجية السابقة وتدينها. صورة إنسانية للمسيحية في التلفزيون يرسم المسلسل التلفزيوني صورة محببـــة حقا لعالم الدير خاصــــة والمرأة المسيحية المتدينة عامــــة. فهو لا ينزهـــها عن الشهوات البشرية أي أن المتدينة من لحــــم ودم وذلك يقربها منا.. هنالك مثلا تلك الراهبة الشابة التي يخفق قلبها بالحب العذري لزميل جيرار في التحقيق البوليسي، ويبادلها ذلك بالنظرات فقط من دون اللمسات(!) وهنالك رئيسة الدير الباريسي عاشقة الروايات البوليسية بل وكاتبة سرية في حقلها، وهنالك مناخ إنساني جميل يسيل حبا حين تلجأ إلى الدير إحداهن هاربة من (البوليس) لأنها بريئة من تهمة القتل هذا ريثما تكشف الأخت تيريز براءتها.. وهنالك ذلك الحنو على الأطفال الذين يتم سجن أهلهم ـ والأم غالبا – على ذمة التحقيق وتعرف تيريز انهم أبرياء وتقوم بإثبات براءتهن بالدليل القاطع.. وباختصار يرسم المسلسل التلفزيوني صورة محببة جدا إنسانية للدير، وللمرأة المسيحية عامة. صورة المسيحية في السينما الهوليوودية لعل أجمل صورة كوميدية للمرأة المسيحية في السينما نجدها أيضا في الدير ويقدمها الفيلم الأمريكي «مسرح الراهبة» بطولة الممثلة الشهيرة الزنجية ووبي غولدبرغ، وهي في الفيلم المغنية في «لاس فيغاس» وعشيقة صاحب (الكاباريه). تضبطه متلبسا بقتل شرطي مخبر، وتخاف، وتهرب، ورجاله يحاولون قتلها بأمر منه وتنجو وتلجأ إلى (البوليس) الذي يجعلها تقوم بالتنكر في زي راهبة والاختفاء في دير ريثما تدلي بشهادتها في المحكمة ضد عشيقها السابق صاحب (الكاباريه) وأحد كبار زعماء مافيا بيع المخدرات الذين لم يتمكن (البوليس) قبلها من إثبات جرمه، وبالتالي فشهادتها غاية في الأهمية لإدانة المجرم وتستحق حماية رجال الشرطة المحققين. وهنا نعايش حياة تلك الغانية في الدير وهي ترتدي زي الراهبات، وهربها ذات ليلة إلى الحانة/البار مقابل الدير ولكن راهبتين لحقتا بها ورقصتا ببراءة على أنغام موسيقى آلة «الجوك بوكس» في لمسة إنسانية لا تنتزع عن الراهبات وقارهن ودونما إسفاف مما يقربهن من قلوبنا.. كما أن سيدة الدير التي كانت تكره حضور الغانية (ووبي) تبدي الكرم والتسامح المسيحي وتنقذها من مختطفها زعيم (المافيا).. ثم أن قداسة البابا يأتي شخصيا للاستماع إلى غناء كورس ذلك الدير الذي حوّلته (الغانية) إلى مكان عصري يجتذب كورسه الجيل الجديد أي أهمية ترويج روح العصر مع التراث الديني وأبناء الحي صاروا يدخلون إلى الكنيسة افواجا حتى صار شهيرا وكل ما فعلته (ووبي) هو تحويل أغنيتها عن عشيقها إلى أغنية عن الحب الإلهي!! فيلم كوميدي ممتع لم يرتفع أي صوت متزمت يطالب بمنع هذا الفيلم الأمريكي، ومن المشاهد التي تكرس التسامح المسيحي العصري في الفيلم مشهد الكاهن في خطبة الأحد مذكرا بالغفران لمريم المجدلية الخاطئة التي تابت «ومن كان بلا خطيئة فليرمها بحجر».. صورة المسلمة في الإعلام الغربي إنها غالبا الضحية مستلبة الإرادة التي يقرر مصيرها ذكور الأسرة، الإنسانة المحرومة من معظم الحقوق حتى المدنية وعليها تنفيذ أوامر «الذكور».. حيث يتم رسم «الدين الإسلامي» أداة قهر وإذلال للمرأة العصرية.. وهي بالتالي إما ضحية تثير الإشفاق أو (داعشية) تساهم في الإجرام. يرسمها الإعلام في بعض الأفلام شريكة في الجرم تحت راية الإسلام الحنيف البريء من تلك الفظاعات كلها.. كما في فيلم: ـ «ليس من دون ابنتي» عن رواية من تأليف الأمريكية/الإيرانية بيتي المحمودي وبطلتها الأمريكية تزوجت من طبيب إيراني كان يعمل في بلدها U.S.A وكانا سعيدين ولهما طفلة جميلة، ورضيت بمرافقته إلى بلده في إجازة، وهناك عاد إلى أصوله (الإسلامية) كجزء من قبيلة أسرته وتحول إلى (وحش) بشري كما ترسمه الرواية والفيلم المشتق عنها ويصير بلا عواطف يضرب زوجته ويقمعها كأن ديننا الإسلامي الحنيف يقوم بتحويل الإنسان العصري المتكيف مع الحضارات إلى (بدائي) يحتقر المرأة ولا يتواصل معها إنسانيا.. وفي مغامرة بوليسية مشوقة تهرب بطلة الرواية مصطحبة ابنتها من الجحيم (الإسلاموي) للمرأة هاربة من حبيبها/زوجها الذي انقلب عليها كما د. جيكل ومستر هايد وحين تصل اخيرا إلى إسطنبول وتشاهد العلم الأمريكي مرفوعا على سفارة بلدها وتنجو تتخلى عن الحجاب الإرغامي وعن المخاوف وتتهلل أساريرها للنجاة من «هول الإسلام»!!!.. وتضم إليها إبنتها التي كان زوجها لا يريد لها الحياة مع أمها إذا غادرت إيران. وقد أُعيد عرض الفيلم مرات وشاهدته أيضا مؤخرا مرة ثانية فهو فيلم مغامرات جذابة. وباختصار، نجد في الرواية/الفيلم صورة بشعة حقا للمسلمة، لأن عمّات وخالات ووالدة الطبيب الإيراني كن خانعات بل ومنفذات لعقوبة الأذى ومحاولة الترويض للزوجة الأمريكية (المظلومة) غير المسلمة. أين الصورة المشرقة للمرأة المسلمة؟ وسط ذلك الخضم من الصور الإعلامية الجميلة خفيفــة الظل المشوقة للمرأة المسيحية نفتقــــد فيلما واحدا أو مسلسلا عربيا أو غربيا يقدم صورة محببة إنسانية للمرأة المسلمة.. صورة إيجابية عصرية. كأن الكل يتحاشى الموضوع كمن يتحاشى لغما. ترى أليست لدينا كمسلمين قدرة على مواكبة العصر إعلاميا؟ ومن قال أن ديننا الحنيف عاجز عن أن يكون عصريا محببا لا داعشيا بالضرورة، وثمة مئات آلاف النساء المسلمات الناجحات في العالم وفي أوطانهن؟ ومتى نشاهد مسلسلات لا تنتحب فيها المسلمة وتُهان وتُضرب وتختبئ؟ ومن هي/هو الرائد الذي سيقدم مسلسلا أو فيلما ناجحا على الصعيد الفني العالمي وعلى صعيد رسم صورة حقيقية محببة للمرأة المسلمة؟ بين صورة المرأة المسيحية والمسلمة… في الإعلام الغربي غادة السمان |
مولد «سيدي عبد الفتاح السيسي»! Posted: 30 Mar 2018 02:26 PM PDT أرادوها «زفة»، فكانت فضيحة مكتملة الأركان، كما كانت المعنى لشرح مفهوم الفضيحة التي يتغني بها الركبان، إذ تم خلالها تدشين بداية للاستخدام السياسي الرقص في الفضاء السياسي كأداة من أدوات التأييد، عندما يصبح «هز الكروش»، من أدوات التعبير، وهي مرحلة جديدة في حكم العسكر، وتمثل فتحاً في علم «النظرية السياسية»، فالانقلاب العسكري سابق في هذا المجال، بما دفع بأستاذ العلوم السياسية الدكتور سيف الدين عبد الفتاح لأن يطلق على ما نشاهده بـ «العلوم السيسية»، تمييزاً لها عن «العلوم السياسية». وأرى أنه آن الآوان لأن يدمج هذا بذاك، خدمة للبشرية المعذبة! في الأيام الأولى للانقلاب العسكري، كنت ضيفاً على قناة «الحرة» مع آخرين، وقد حرص أحدهم قبل بدء الحلقة على أن يكون تعريفه بـ «الفقيه الدستوري»، وبهذه الصفة أعلن بشموخ العالم الفقيه، أن الفقه الدستوري يعرف «شرعية الحشود»، وكان هذا رداً على ما قلته من أن الشرعية للصندوق، وأن من جاء به لا يغادر إلا من خلاله. وكانت «شرعية الحشود» هذه نظرية جديدة وفتحاً في تاريخ الأمم! «الفقيه الدستوري» شاهدته يوم الأحد الماضي ضيفاً على برنامج «المسافة صفر» على قناة «الجزيرة»، وتم تقديمه بأنه أستاذ القانون الدولي، وكان الموضوع هو سد النهضة، وقد انسحب احتجاجاً على وصف «سلام هنداوي» مذيعة البرنامج ما جرى في مصر بـ «الانقلاب العسكري»، والذي بدا لي أنه وصف مقحم بدون ضرورة، والهدف منه هو استفزاز الضيف، الذي وقف مع الانقلاب بالباع والذراع ثم خرج من «المولد بلا حمص»، وربما رأى أنه بانسحابه قد يلفت أنظار القوم إليه. وكان عليه أن يصف ما جرى بأنه ليس انقلاباً ثم يدلف إلى القضية موضوع الحلقة، لكنه رأى أن الانسحاب هو الأكثر اثارة، وقد فاته أنه جاء ليبيع الماء في «حارة السقايين»، فهناك من أرادوا أن يضربوا أكثر من عصفور بحجر واحد، فيظهروا على قناة «الجزيرة» ثم يكسبوا في الوقت ذاته ود النظام، الذي لم يكترث بهم، فلم يكن موقفهم المدافع عن الانقلاب مبرراً لأن يكون لهم موقع في الخريطة الجديدة، فهم لا يدعون ضيوفا في القنوات التلفزيونية المصرية إلا من كانوا ضيوفاً عليها قبل ظهورهم على «الجزيرة»، فالانقلاب هو ضد الظهور على «الجزيرة» بغض النظر عما تقول! شرعية الزفة ما علينا، فقد انتقلنا من «شرعية الحشود» إلى «شرعية الزفة»، فكان الرقص هو أداة التأييد السياسي، وهو أمر كان مطلوباً ويمثل لغة المرحلة، ففي حواره المتلفز مع «ساندرا نشأت»، والذي أذاعته القنوات التلفزيونية في عموم القطر المصري، قال عبد الفتاح السيسي إن على الجميع أن ينزلوا للانتخابات حتى الذين ليس لهم حق التصويت، وقد يندهش المرء لهذا المطلب الغريب، فما هى قيمة من ينزلون في الانتخابات، دون أن يذهبوا للجان للإدلاء بأصواتهم؟ ولم يكن الناس يدركون أننا دخلنا في مرحلة الشرعية بـ «الزفة»، وأنه مولد «سيدي عبد الفتاح السيسي»، الذي قال أكثر من مرة أنزل لتصوت بـ «نعم» أو «لا»، فالمهم أن تنزل، وهو الأمر الذي كرره أكثر من مرة، ولم ينتبه إلى أنه يقول كلاما غريباً، فالانتخابات ليس فيها «نعم» و»لا» فهذا خاص بالاستفتاء، فهل خشي أن يقول انتخبوني أنا أو غيري فيمثل قوله دعاية لمنافسه القوي «موسى الخ الخ»؟! التوجيه الإعلامي الذي نفذته الألة الإعلامية الضخمة، كان يدور حول «انزل»، ولو أبطلت صوتك. وعلى أساس أن المطلوب هو «الزفة»، وهم سيتولون الباقي، فالزفة ستمكنهم من تزويرهم لنسب الحضور ونسب من انتخبوا السيسي، فالزفة هي رأس الأمر وعموده، فكانت الفضيحة التي سيتغنى بها الركبان إلى أن يُنفخ في الصور النفخة الأولى! وقد كنا أمام أداء جماعة من الهواة، كانوا سبباً في نقل الفضيحة بهذه الارتجالية وهذا الأداء البائس إلى العالم أجمع ليشهد عليها الشجر والحجر، ولأنهم هواة وقدموا من الأزمان السحيقة، فلم ينتبهوا إلى أننا نعيش زمن السوشيال ميديا، حيث انتقل ما يمكن تصنيفه بالجرائم الانتخابية إلى الكون كله، يبدو أن الأمر لا علاقة له بافتقادهم الاحتراف في التمثيل ولكن لأن قليل الحظ كما يقول المثل الدارج يجد العظم في «الكرشة»! يقف مسؤول في وزارة التربية والتعليم مهدداً ومتوعداً الذين لا يدلون بأصواتهم، ويقدم الدليل على ذلك بأصبعه الملون بالحبر الانتخابي، فإذا به على الهواء مباشرة! وتخرج مسؤولة في إحدى الادارات التعليمية، وهي تهتف في الشوارع وقد أخرجت جسدها من السيارة، كما صغار السن، بعد أن ظفرت بالامساك بيد السيسي في اللجنة، فإذا بنا نعلم منذ قليل أنها تخضع للتحقيق في مخالفات وظيفية وقد أوصت النيابة الادارية باحالتها للنيابة العامة، لأن من بين أفعالها ما يتجاوز المخالفات الادارية، وترك السيسي لها يده، دون أن يوجد من حوله من ينبهه، وبعد دقائق من هذه الواقعة يكون التعريف بها وبوضعها القانوني على الشيوع! وفد الكونغرس ويستقبلون في محافظة المنوفية من قالوا إنه وفد الكونغرس الأمريكي القادم للاشراف على الانتخابات، وتسهر القنوات التلفزيونية حتى الصباح وهي تنقل كيف أن أبناء المحافظة نجحوا في تضليل أعضاء الوفد، الذين انشغلوا عن مراقبة الانتخابات، وجلسوا يأكلون «الفطير المشلتت» ويحبسون بالشيشة، وفي اليوم التالي يتحول الأمر إلى فضيحة، فالوفد لا يضم أعضاء بالكونغرس، فهما اثنان مغامران، أحدهما موسيقي والثاني سمسار! ولا بد من وقفة هنا، فالوفد الأمريكي ليس اثنين فقط، لكنه مجموعة كبيرة، واثنان منه هما من ذهبا إلى المنوفية وقيل إن رئيس برلمان السيسي «عبد العال علي» أو «علي عبد العال» هو من وزع الوفد على نوابه، فهل كان أهل الحكم يعلمون أنه وفد من المحتالين وقام بالنصب عليهم، أم أن استدعاءهم كان لتمثيل دور على المسرح الهابط المنصوب في مصر، وللتأكيد على أنهم نجحوا في السيطرة على الكونغرس، وها هم نجحوا في نقل ثقافتهم للعالم الغربي، فإذا باعضاء الوفد يشاركون في «الزفة المنصوبة»، ويرقصون على أنغام «الطبل البلدي»، وربما يطالبوا بنقل الرقص إلى الإنتخابات الأمريكية. المشاهد الجريمة التي نجح الإعلام الحديث في نقلها للعالم لا تعد ولا تحصى، فحتى الرشاوى الانتخابية نقلت بالصوت والصورة، فلم تكن «الزفة» هي رغبة مصرية، ولكنه كان على قواعد التأجير، التي يقوم بها نواب برلمان السيسي لأثبات وجودهم ولاستمرارهم في مقاعدهم، فعدنا بهم إلى زمن العوالم والابتذال، غاية ما في الأمر أن «العوالم» كن في القيام بدورهن الوظيفي «ممارسة ومناسبة» يتعاملن وفق تقاليد معروفة، لكن «زفة السيسي» لم تخرج فقط على القانون، ولكنها انتهكت التقاليد والأعراف، فلا رقص في السياسة ولا سياسة في الرقص، كما أن الرقص كان في الشوارع، مما يمثل فعلاً فاضحاً في الطريق العام! اللافت هو الإسراف في التمثيل بالجثث، ومن خلال استدعاء كبار السن للتصويت، وتحول الأمر إلى مباراة حتى وصل الحال باستدعاء معمرة تبلغ من العمر (120) عاماً ويجري تلقينها أمام الكاميرات بأنها جاءت لانتخاب السيسي! الأكثر غرابة هو ابتذال فكرة انتخاب المعاقين والمرضي، ففي كل انتخابات يتم الاكتفاء بصورة واحدة، لتأكيد جديتها بحرص هذا المعاق على المشاركة فيها، لكنهم في هذه المرة تم الإسراف فيها، وتم تكرارها بشكل مبالغ فيه، ولأن الزمن لم يعد هو الزمن، فقد كان من الطبيعي أن تكشف الكاميرات أن هذا لم يكن أكثر من عرض تمثيلي، وشاهدنا صوراً لمن يمشون على أقدامهم وفي اللقطات الأخرى وهم يأتون لهم بالكراسي المتحركة ويجلسونهم عليها، ثم يعودون إلى سيرتهم الأولى بعد القيام بالدور! يا سبحان الله وحتى لا نظلم الإعلام التقليدي فقد كان له دوره غير المقصود في فضح ذلك، فيثاب المرء رغم أنفه، فاحدى القنوات نقلت على الهواء مباشرة مراسلها وهو يدير حواراً مع قعيدة تجلس على كرسي متحرك، والتي قالت إنها جاءت لتحمي مصر وتنتخب السيسي، رغم حالتها وظروفها، وقد انتهى المراسل من المهمة وعاد مرة أخرى إلى الاستوديو، فبعد قليل عادوا إليه ليكون ما تنقله الكاميرا يكشف عن المأساة، فالسيدة (يا سبحان الله) وقفت على قدميها والكرسي يتم دفعه إلى داخل اللجنة (مدد يا سيدي عبد الفتاح)! حالة الهستيريا لا بد وأن تكشف المأساة، وتسأل عن السبب وراء هذه الحرص على الحشد بقوة السلاح، وهذا الصخب؟ فيقال حتى يعلم الغرب أن السيسي له شعبية، فهل الغرب لا يعرف الحقيقة، وهل يعنيه أن تكون للسيسي شعبية؟! وهل الحاكم المنتخب انتخاباً حقيقياً يؤدي للغرب ما يريد كما يفعل السيسي؟! لقد تم اختطاف رئيس الحكومة السابق (الفريق) أحمد شفيق، ووضعه تحت الاقامة الجبرية، وأخذت بناته رهائن في الإمارات، لأنه أعلن الترشح، كما تم سجن رئيس أركان الجيش المصري (الفريق) سامي عنان ووضعه في السجن الحربي، لذات السبب، ولم يصدر من أي مؤسسة غربية، أو من البيت الأبيض، أو من الكونغرس بيان يندد بهذه الجريمة، لأن السيسي يقوم بدور وكيل الاستعمار في المنطقة، فلا تثريب عليه إن سجن منافسيه، او اعتقل عموم الشعب المصري! فما هو الغرض من «الزفة» إذن، التي تحولت إلى فضيحة نقلها الإعلام للخارج، بل إن الاعلام الغربي كان يدرك حقيقة ما يجري ونقله للدنيا كلها؟! فهل «الزفة» لم تكن تستهدف اللحظة وإنما كانت معنية لما بعدها، وقد جاء ما بعدها سريعاً وقبل أن يجف حبر الانتخابات المهزلة، خرج «مصطفى الفقي» عبر قناة «أم بي سي مصر» لينشن على الهدف: إن 8 سنوات رئاسة لا تكفي، وأنها فترة قصيرة جدا. وفي ذات اللحظة أعلن «عماد أديب» على شاشة أخرى هي «تن»: «الدستور ليس مقدساً»! الموضوع إذن هو تعديل الدستور، بما يسمح بإلغاء الحصانة الخاصة لمنصب وزير الدفاع ثم إن المطلوب تمديد الدورة الرئاسية لست سنوات وأن تفتح لتكون مدداً لا مدتين، وتم الحشد لهذا من قبل لكن التحرك أحبط بأمر أمريكي، وستبدأ النغمة الآن بحتمية التعديل، فليس أمام السيسي وقت وهو في الدورة الجديدة، وقد كانت «الزفة» هي لتقديم السيسي على أنه مطلوب من شعبه إذن فليستمر، والهدف ليس تضليل ترامب فهو يعرف الحقيقة ولكن لتبرير موافقته أمام المواطن الأمريكي! ومهما يكن، فالفضيحة شاهدها العالم أجمع، صوتا وصورة، وقد كانت أياماً للتسلية مفيدة فالقلوب تمل! صحافي من مصر مولد «سيدي عبد الفتاح السيسي»! سليم عزوز |
هل حلت روسيا محل الاتحاد السوفياتي كعدو جديد للغرب؟ Posted: 30 Mar 2018 02:26 PM PDT العدو الخارجي ضرورة استراتيجية أقرّها ماكيافيلي في كتابه الشهير «الأمير»، وقد نصح فيه أحد الحكام الإيطاليين المحليين وقتها بأن يصنع عدواً خارجياً، إذا لم يكن لديه عدو، لأنه لا يمكن توحيد الشعب إلا في ظل وجود خطر خارجي. ومنذ ذلك الحين، والدول تصنع أعداءها أو سعيدة بخصومها، إما كي تعمل على توحيد شعوبها داخلياً، أو كي تبتز الشعوب التي تحكمها وتوجه أنظارها إلى الخارج، خاصة عندما تكون تلك الأنظمة الحاكمة تعاني من مشاكل وأزمات داخلية تهدد حكمها. وكلنا يتذكر العبارة العربية الشهيرة التي أطلقها نظام الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر: «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة». وكان يقصد طبعاً المعركة مع إسرائيل. وبموجب ذلك الشعار القذر، تمت مصادرة الحريات وترسيخ حكم الاستخبارات والمكتب الثاني، وتركيع الشعب بحجة أن البلد يواجه حرباً وعدواً خارجياً لا بد من تسخير كل شيء لمواجهته. وقد استخدم الكثير من الأنظمة العربية ذلك الشعار، فيما بعد للأهداف نفسها، فقد فرض النظام السوري قوانين الطوارئ منذ ستينيات القرن الماضي بحجة وجود عدو خارجي يتطلب تعطيل كل القوانين العادية والحكم بموجب قوانين استثنائية. وقد سخر الشاعر المصري الراحل أحمد فؤاد نجم من شعار «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة» لكثرة ما استخدمته الأنظمة العسكرية زوراً وبهتاناً عندما قال: «ألو ألو يا همبكة، لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، هرشت مخي، هيّا فين المعركة». طبعاً لا أحد هنا ينكر أن إسرائيل كانت ومازالت تشكل خطراً على جيرانها العرب، ولا بد من تذكير الشعوب بذلك العدو، لكن الأنظمة العربية الديكتاتورية بالغت في استغلال العدو الخارجي لأغراض لا علاقة لها أبداً بالعدو. ولا يمكن أن ننسى أن الأنظمة الغربية ممثلة بأمريكا وأوروبا أيضاً استغلت الخطر السوفياتي الشيوعي لعقود وعقود على مدى سنوات الحرب الباردة التي استمرت حتى سقوط الكتلة الشيوعية في بداية ثمانينيات القرن الماضي. ونجح الإعلام الغربي الأسطوري في شيطنة الشيوعية وتصويرها على أنها عدو يجب على كل الشعوب الغربية أن تقف صفاً واحداً ضده. وفعلاً ظلت الشعوب الغربية متحدة في وجه الاتحاد السوفياتي والخطر الأحمر حتى انهار الاتحاد. ماذا تفعل الأنظمة الغربية عندما انهار الاتحاد السوفياتي وزال الخطر الشيوعي الذي كان بمثابة بعبع بالنسبة للبلدان الغربية على مدى عقود وعقود؟ وجدتها، وجدتها، بدأ الإعلام الغربي يضخّم الخطر الأخضر، ألا وهو الخطر الإسلامي، وشاهدنا كيف أصبح تنظيم القاعدة الشغل الشاغل للإعلام الغربي على مدى أكثر من عقدين من الزمن. وصارت الشعوب الغربية تنظر إلى الإسلاميين على أنهم الخطر الجديد الذي حل محل الخطر الشيوعي. وعلى الرغم من ظهور داعش واستغلاله كبعبع جديد لفترة من الزمن، إلا أن الخطر الداعشي بدأ يتلاشى من الإعلام الغربي شيئاً فشيئاً، إلا إذا احتاجوه لاحقاً وأحيوه لتمرير بعض المخططات الجديدة. ماذا يفعل الغرب بعد أن أصبح الخطر الإسلامي ضعيفاً، لا بد من تصنيع أو إيجاد عدو خارجي جديد على الطريقة الماكيافيلية. وبما أن روسيا بقيادة بوتين بدأت تظهر على الساحة الدولية وتنافس الغرب في أكثر من ساحة، فقد وجدت المؤسسات الحاكمة في روسيا الجديدة خطراً قد يرقى إلى عدو خارجي يجب تحشيد الشعوب ضده من جديد. بالأمس كان الاتحاد السوفياتي، واليوم الاتحاد الروسي، ولا تتفاجأوا إذا ما بدأت شيطنة الصين لاحقاً بعد أن أصبحت تنافس أمريكا ذاتها في إجمالي الناتج المحلي. لا أحد ينكر أن روسيا الجديدة أقرب إلى الدولة المارقة منها إلى الاتحاد السوفياتي السابق الذي كان فعلاً يشكل تهديداً وجودياً للغرب، إلا أن قوتها بدأت دون أدنى شك تتصاعد شيئاً فشيئاً، ولا بد من الاحتراس منها مبكراً، لهذا بدأ الغرب يعمل على شيطنتها وتخويف الشعوب من خطرها. ولا ننسى أن مؤسسة الأمن القومي القريبة جداً من الدولة العميقة في أمريكا ما زالت تنظر إلى روسيا نفس النظرة التي كانت تنظرها إلى الاتحاد السوفياتي السابق رغم انهيار الاتحاد وزوال خطره. ولو سألت كبار المستشارين والمسؤولين في الأمن القومي الأمريكي لقالوا لك إن روسيا البوتينية نسخة شيطانية جديدة عن الاتحاد السوفياتي، ولا بد من مواجهتها، بينما نرى أن البيت الأبيض يرى أن العدو الجديد لأمريكا الذي يجب البدء بالتركيز عليه هي الصين. وبغض النظر من هو العدو الأكثر خطورة على أمريكا، فإن الخلاف بين البيت الأبيض والأمن القومي على ماهية ذلك العدو يؤكد على أن أمريكا لا تستطيع العيش بدون عدو خارجي حتى لو صنعته بنفسها كما فعلت مع الجماعات الإسلامية. ولا ننسى أيضاً أن الروس أنفسهم عادوا للعزف على الاسطوانة القديمة ذاتها في عقيدتهم العسكرية الجديدة التي وقعها بوتين قبل سنتين، فقد اعتبرت الوثيقة الجديدة أن العدو الرئيسي لروسيا هي أمريكا. بعبارة أخرى، فإن روسيا بدورها بدأت تشيطن العدو الغربي من جديد لتوحيد الروس داخلياً ضد عدو خارجي. هل يمكن إذاً أن نعتبر هذا العقاب الأمريكي الأوروبي الجماعي لروسيا وطرد أكثر من مائة وأربعين دبلوماسياً روسياً من أكثر من ستة عشر بلداً تأديباً لروسيا على محاولتها تسميم جاسوس روسي في بريطانيا، هل يمكن أن نعتبره صافرة البداية لإعلان روسيا عدواً جديداً للغرب؟ الروس أنفسهم يخشون من عودة الحرب الباردة بثوب آخر. هل تكون روسيا العدو الجديد للغرب لعقود قادمة؟ لننتظر ونر. كاتب واعلامي سوري falkasim@gmail.com هل حلت روسيا محل الاتحاد السوفياتي كعدو جديد للغرب؟ د. فيصل القاسم |
من سيملأ الفراغ إذا انسحب الأمريكيون من شمال سوريا؟ Posted: 30 Mar 2018 02:26 PM PDT لا شك أن الأكراد هم أكثر الأطراف قلقا وتحسبا لما يمكن أن يقدم عليه الأمريكييون من خطوات قد تفضي لانسحاب قواتهم من المناطق الكردية شمال سوريا، فهم في هذه الحالة سيصبحون مضطرين للتنازل عن قدر كبير من استقلالية حكمهم الذاتي وطموحهم الانفصالي، لصالح الطرف الإقليمي الأقوى الذي سيستفيد من الغياب الأمريكي. البعض يتحدث عن أن هذا الانسحاب الأمريكي، إن تم، سيكون لمصلحة تركيا، البعض الآخر يقول إنه هدف لروسيا وإيران. وإذا أردنا استعراض فرص وحظوظ الطرفين فعلينا بداية أن نستعيد الحالة الأكثر مماثلة في تقاسم النفوذ بين أطراف الصراع في الجغرافيا الأقرب، العراق، فالعراق شهد انسحابا للقوات الأمريكية منذ نحو ستة أعوام، وبلا شك أن القوى التي ظلت تهيمن على السلطة هناك، هي القوى الشيعية الموالية لإيران في المناطق العربية، والقوى الكردية القومية في كردستان العراق، وظل التأثير الإيراني هو الأقوى في العراق بعد الانسحاب الأمريكي، دون أن ينافسها أحد من الدول العربية المجاورة والإقليمية، وإذا وصلنا للحالة الأكثر تشابها والأقرب زمنيا، وهي النزاع الذي احتدم حول كركوك قبل أشهر، فإنها تماثل إلى حد كبير الوضع في شمال سوريا، فالأطراف المتنازعة حول كركوك هي نفسها، قوى كردية، قوات شيعية وحكومية موالية لإيران في بغداد، وجود تركي خجول في معسكر بعشيقة، وقوات أمريكية محدودة، وتنظيم «الدولة» الذي أبعد وهمش في جيوب صحراوية بأطراف كركوك وجبال حمرين، وعرب سنة في كركوك وجارتها الحويجة تتقاذفهم الأطراف كلها. أما النتيجة فكانت لصالح قوات الحكومة والمندوب السامي لإيران في العراق، قاسم سليماني. ولاحظنا التواطؤ والتعاون بين إيران وحكومة بغداد من جهة، وبين الطرف الكردي الذي سحبته طهران لجانبها وهو حزب الطالباني. صحيح أن الأمريكيين لم يكن تواجدهم في كردستان بالثقل العسكري ذاته كما هو عليه الحال في شمال سوريا، لكنهم أيضا انسحبوا سياسيا من أزمة كركرك بدون القدرة على التأثير فيها، وهو مشهد مماثل لما يمكن أن يؤول إليه التأثير الأمريكي شمال سوريا في اللحظة التي سينسحبون فيها عسكريا من المناطق الكردية. إذا أتينا للوضع في شمال سوريا فقد يكون الحزب الكردي الجديد الذي أثيرت أنباء عن تشكيله في شمال سوريا والذي يقال إنه يحض على التعاون مع العراق دون توضيحات بالقصد من ذلك، ما هو إلا خطوة تمهيدية أمريكية، لإرساء وضع ما في شمال سوريا، بعيدا عن النظام السوري، وهي محاولة لا يبدو أنها تقف على قدمين، تذكرنا بمحاولات واشنطن تدعيم سلطة حليفيها اياد علاوي وأحمد الجلبي في العراق مقابل نظرائهم الشيعة الموالين لإيران، قبل أن تبعدهم إيران إلى الهامش، فالنظام السوري، ما زال يحتفظ حتى الآن بمربع أمني في عاصمة الأكراد القامشلي، وإيران وكذلك النظام، لديهم علاقات قديمة بعدة أجنحة كردية شمال سوريا، كالمقربة من طالباني خصوصا. ولا ننسى أن زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله اوجلان لجأ لنظام الأسد قبل أن يضطر الأخير لإبعاده خوفا من تهديدات أنقرة. لذلك فإن النظام وإيران قد يكررون ما فعلوه في كركوك، باجتذاب تلك الأطراف الكردية لجانبهم، وعقد تسوية تقضي ببسط سيطرة دمشق على المناطق الكردية شمال سوريا، وقبلها بالطبع انسحاب كردي لصالح النظام من دير الزور والرقة العربيتين. ولا تبدو وحدات حماية الشعب الكردية ومن ورائها الـ «بي كي كي» تمانع بشدة هذا المصير إذا اضطرت له وخيرت بشأنه، بين سيطرة دمشق أو سيطرة من أنقرة! وهذا الموقف هو ما صرحت به وحدات حماية الشعب الكردية أكثر من مره، خصوصا عندما يجدون أنهم بين نارين، دمشق أو أنقرة، فيصرحون بأنهم جزء من «الدولة السورية» ويدعون قوات النظام للدخول. كل هذه الحسابات المحلية والإقليمية التي ذكرناها، تتسق مع سياسة القطب الدولي روسيا، التي ترغب أولا بإبعاد الأمريكيين، وثانيا بأن يكون البديل هو النظام السوري، وهو الطرف الأقرب لها بلا شك من تركيا. ومن هنا فإن حظوظ تركيا تبدو ضعيفة في الاستفادة من الخروج الأمريكي، إن تم قريبا، فلا ننسى أن تركيا تدخلت في شمال سوريا مرتين، واحدة بتوافق أمريكي في درع الفرات ووفرت أمريكا حينها غطاء جويا لهذه العملية، وثانية في عفرين بغطاء روسي. وإذا انسحب الأمريكيون فمن المستبعد أن يمهدوا الطريق لتركيا محلهم لأن هذا ببساطة ضد رغبة حلفائهم الأكراد، وتبدو منبج التي تتحدث انقرة عن ضرورة استعادتها منذ عامين، المثال الأبسط على الرفض الأمريكي لدخول تركي في مناطق تهيمن عليها القوى الكردية. صحيح أن الأتراك سيديرون ظهورهم للأمريكيين ويستغلون انسحابهم ويقبلون على التنسيق مع موسكو على اعتبار أنها قد تؤمن مصالحهم بإبعاد الأكراد وهذا صحيح، ولكنها قد لا تمنحهم موطىء قدم في الفراغ الأمريكي شمال سوريا، فقد يصدمون مجددا، بأن الروس سيفضلون دمشق عليهم، وقد لا تعارض أنقرة هذا الخيار لأنه يحقق مصلحتها أيضا في تهميش السلطة الكردية وتهشيم الطموح الانفصالي الكردي على الحدود التركية الجنوبية. كاتب فلسطيني من أسرة «القدس العربي» من سيملأ الفراغ إذا انسحب الأمريكيون من شمال سوريا؟ وائل عصام |
سقوط 14شهيدا وأكثر من 1400بالقذائف الصاروخية والرصاص الحي والصحة تطالب بأدوية عاجلة Posted: 30 Mar 2018 02:26 PM PDT غزة – «القدس العربي» :تحدى عشرات الآلاف من سكان قطاع غزة بينهم شيوخ كبار ونساء وأطفال علاوة عن الشباب، التهديدات الإسرائيلية، التي نفذت مباشرة عبر إطلاق قذاف صاروخية ونار حي وقنابل غاز مسيل للدموع، أدت إلى استشهاد 14 فلسطينيا، وإصابة أكثر من الف نصفهم بالرصاص الحي، في اليوم الاول لـ «مسيرة العودة الكبرى». واحتشد المشاركون في خمس مناطق حدودية، قريبة من السياج الفاصل، تمهيدا لاختراقها في مرحلة لاحقة. وبدأت الحشود تصل لتلك المناطق قبل ظهر الجمعة، على متن حافلات نقلت المشاركين من وسط المدن والمخيمات والقرى، إلى المناطق الحدودية الخمس، اثنتان منها شرق حدود مدينتي رفح وخانيونس جنوب القطاع، وواحدة تقع على الحدود الشرقية لوسط القطاع، وأخرى شرق مدينة غزة، واخرها على الحدود الشمالية. ورغم مقابلة قوات الاحتلال المتظاهرين السلميين بالقذائف الصاروخية والرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع، عبر قوات خاصة انتشرت لهذه المهمة بكثرة على طول الشريط الحدودي، إلا أن ذلك لم يخف المتظاهرين، الذين ازدادت أعدادهم في تلك المناطق، بعد ساعات الظهر. وأسفر قصف مدفعي لمنطقة حدودية تقع شرق مدينة خانيونس عن استشهاد المزارع وحيد أبو سمور، حيث كان يعمل في حقل زراعي، وتلاه استشهاد كل من محمد النجار «وأمين أبو معمر، وأحمد عودة وجهاد فرينة ومحمود رحمي، ومحمد أبو عمرو وعبد الفتاح عبد النبي وإبراهيم أبو شعر، وعبد القادر الحواجري خلال مواجهات اندلعت في عدة مناطق حدودية شرق وشمال غزة. وتخلل المواجهات استهداف مباشر من قبل قوات الاحتلال لطواقم الإسعاف التي حضرت إلى أماكن المسيرات، لتقديم خدمات الإسعاف الأولية، ، كما قصفت المدفعية الإسرائيلية الكثير من نقاط رصد تابعة للمقاومة قريبة من الحدود. الرصاص لم يرهب المتظاهرين وقالت وزارة الصحة إن المواجهات أدت إلى إصابة أكثر من 1400 شخص حالات بعضهم خطرة، جراء استهدافهم من قبل قناصة إسرائيليين بنيران حية، فيما أصيب أخرون كثر بينهم نساء وأطفال وشيوخ بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، الذي أطلقته قوات الاحتلال بكثافة صوب «مسيرات العودة»، وبسبب ارتقاع الإصابات، دعت وزارة الصحة بغزة الجهات المانحة لتوفير الأدوية والمستهلكات الطبية بـ «شكل عاجل». لكن عمليات إطلاق النار والقصف المدفعي ، التي هدفت لإرهاب وإخافة السكان، لم تردع الغزيين من التوافد بأعداد كبيرة تلبية لدعوات «مسرة العودة الكبرى»، وشوهد هناك عوائل فلسطينية كاملة. وتمكن المئات من الفلسطينيين، في أول تجربة عملية على اجتياز الحدود، من إزاحة السياج الامني الاسرائيلي الواقع إلى الشرق من مخيم البريج وسط القطاع، ودخلوا للمنطقة الحدودية، فيما رد جنود الاحتلال بإطلاق النار صوبهم. وأكدت الهيئة التنسيقة للمسيرة أن اقدام قوات الاحتلال على قمع المشاركين بـ «القوة الجبرية» واستخدام الرصاص الحي يمثل «جريمة ضد الإنسانية وجريمة وعدوان تستوجب محاكمة قادة الاحتلال الصهيوني أمام المحكمة الجنائية الدولية»، مشددة على أن هذه الإجراءات «لن تخيفنا ولن ترهب جموع شعبنا الذين اتخذوا قرار العودة». وأشارت إلى ان مسيرات أمس الجمعة «ليست سوى البداية»، وأن «مسيرة العودة الكبرى ستستمر في التصاعد حتى تحقيق حق العودة»، وطالبت منظمة التحرير والسلطة للقيام بمهامها الفورية على الجانب الدبلوماسي والسياسي والقانوني الدولي لوقف هذه الانتهاكات الجسيمة. وبدا من حديث الكثير من المشاركين، إصرارهم على المواصلة، وعدم الخشية من التهديدات الإسرائيلية، وقالت سيدة تدعى أم محمد (55 عاما) تواجدت شرق مدينة غزة برفقة عدد من أفراد أسرتها، أنها ستمضي حتى ساعات المساء في المكان، وستحرص على العودة من جديد للمشاركة في الفعالية، وقالت لـ «القدس العربي» إنها ونحو 20 شخصا من عائلتها وجيرانها قدموا في ساعات الصباح. وأقيمت حول الخيام المخصصة للسكان ومبيتهم، التي تبعد مسافة 700 متر عن السياح الحدودي الفاصل، تلال رملية بهدف حمايتها من عمليات إطلاق النار الإسرائيلية. وكان خطباء مساجد قطاع غزة، قد ركزوا في خطبة صلاة الجمعة أمس على الحديث عن «مسيرة العودة الكبرى»، وطالبوا المصلين بالمشاركة من أجل فلسطين. وعلمت «القدس العربي»، أن تلك الأماكن ستشهد خلال الأيام المقبلة الكثير من الفعاليات المحلية، كعقد اجتماعات لهيئات رسمية وشعبية، بدلا من المكاتب المخصصة لذلك، في إطار دعم الفعالية. هنية: المسيرة بداية للعودة وأدى المشاركون صلاة الجمعة، التي كانت أولى فعاليات برنامج «مسيرة العودة الكبرى»، حيث غطت الحشود المشاركة في الفعاليات تلك المناطق الحدودية المخصصة لتجمع مسيرات العودة، التي كانت في الأيام الماضية بفعل الإجراءات الإسرائيلية تعتبر «مناطق أمنية عازلة» يمنع الاقتراب أو الوصول إليها. ورفعت في تلك الأماكن أعلاما فلسطينية، ولافتات كبيرة تؤكد على حق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها قسرا عام 1948، وأخرى تنادي بتدخل دولي لحماية الفعاليات، ولافتات تحمل اسم القرى التي هجرت منها عام 1948، وتنوي العودة إليها. وقال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الذي تواجد في الفعالية، المقامة شرق مدينة غزة «إن مسيرة العودة هي البداية للعودة لكل أرض فلسطين»، مضيفا «كل المؤامرات ستتحطم على صخرة هذا الشعب»، وأكد أن الخروج بهذا العدد الكبير، يعتبر «أبلغ رد من الشعب على تهديدات الاحتلال، التي لا تخيف الصغير ولا الكبير». وقال إن هذه المسيرة «هي البداية للعودة إلى كل أرض فلسطين»، وإنها تمثل برهان حقيقي لرفض الفلسطينيين لصفقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام. وشارك في الفعاليات التي عطت كافة مناطق قطاع غزة أيضا قيادات الفصائل الفلسطينية، وشخصيات وطنية ومجتمعية والوجهاء. شارك رئيس حركة حماس في غزة يحيي السنوار في المسيرة التي انطلقت نحو شرق خانيونس. أيزنكوت يشرف على صد المسيرات وبما يشير إلى حالة الخوف الشديد في الجانب الإسرائيلي من هذه الفعالية، كشف النقاب عن تولي رئيس هيئة الأركان الجنرال غادي ايزنكوت، مهمة الإشراف شخصيا على الفرق العسكرية التي دفعت فيها إسرائيل، لصد وقمع المسيرات. وكان ايزنكوت قد هدد باستخدام الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين الفلسطينيين، إذا ما حاولوا اجتياز السياج الإلكتروني في محيط قطاع غزة، أو إلحاق الضرر بالبنى التحتية العسكرية في المنطقة. وفي إسرائيل وقبل انطلاق المسيرة أعلن عن استكمال قوات جيش الاحتلال كافة استعداداتها لمواجهة فعاليات المسيرات، حيث نشر الجيش آلاف الجنود من عدة ألوية عسكرية منها ألوية «المدرعات» و«جولاني» و«هناحال» و«غفعاتي»، إضافة إلى جنود من وحدات جمع المعلومات الاستخبارية الميدانية، وكذلك وحدات تابعة لسلاح الجو، والواحدات الخاصة، والقناصة، اضافة الى نصب اسلاك شائكة على السياج الحدودي، كما جرى إمداد تلك القوات بطائرات بدون طيار لمتابعة مواقع التماس وتشخيص مسارات تقدم المتظاهرين، ومن بينها طائرات تطلق قنابل الغاز المسيل للدموع. اخترق حسابات مسؤولي الفعالية وفي هذا السياق هدد وزير الجيش أفيغدور ليبرمان المشاركين في مسيرات العودة، وقال في رسالة إلى سكان غزة نشرها على صفحته على موقع «تويتر» «إن قيادة حركة حماس تغامر بحياتهم»، متوعدا إياهم في حال الوصول إلى الشريط الحدودي، ودعاهم إلى عدم المشاركة في المسيرات. وبسبب الخشية من تطورات المسيرة الميدانية على الأرض، أعلن جيش الاحتلال أمس عن وقف العمل في بناء الجدار الأسمنتي على طول الحدود مع غزة، والمخصص لصد «الإنفاق الهجومية», كما قامت المخابرات الإسرائيلية باختراق حسابات نشطاء «مسيرة العودة» ونشرت اعلانات مضللة، وأرسلت من خلالها رسائل غير صحيحة. وكانت الهيئة العليا للمسيرة قد أكدت أنها «سلمية شعبية مليونية» ستنطلق باتجاه الاراضي التي تم تهجير الفلسطينيين منها عام 1948، وأن هدفها «تنفيذ وتطبيق حق العودة للشعب الفلسطيني الى ارضه التي طرد منها». واستبقت الفصائل الفلسطينية انطلاق الفعالية، ودعت للمشاركة الفاعلة فيها من أجل إعلاء الصوت الفلسطيني المنادي بـ»حق العودة»، وكذلك من أجل «فرض قواعد اشتباك جديدة»، وكان لافتا للانتباه وجود توافق وإجماع من كافة الفصائل الفلسطينية على فعالية «مسيرة العودة»، حيث شاركت كل الفصائل في التحضيرات التي سبقت انطلاق الفعالية. ويريد الفلسطينيون من وراء ذلك «انتزاع» أحد الحقوق التي شرعتها الأمم المتحدة وهي «حق العودة» وعلى رأسها القرار 194، الذي أكد على وجوب السماح بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم. خطط للتمترس بعد الحدود وكان أحد المشرفين على الفعالية، قد قال إنه في حال اجتياز الحدود، سيعمل المشاركون فورا على التمترس في تلك المناطق، والبقاء هناك تحت أي ظرف كان، وعدم العودة لغزة لتكريس واقع «حق العودة» بشكل عملي. وكانت الهيئة التنسيقة العليا للمسرة دعت لأن يكون يوم الجمعة «انطلاقة مباركة لاعتصام سلمي وشعبي مفتوح لا ينتهي إلا بالعودة»، لافتا إلى أن انطلاق الفعالية جاء بعد أشهر من العمل الإعلامي والجماهيري الدؤوب. وأكدت أن انطلاق المسيرة أمس الجمعة «ليس سوى البداية»، ودعت المؤسسات المجتمعية لتوجيه أنشطتهم الثقافية والاجتماعية والرياضية إلى «ميادين الاعتصام»، لتشكيل «حالة إزعاج متواصل للاحتلال» وآلية للضغط على المجتمع الدولي لـ «خلق مناخ سياسي دولي للضغط من أجل تنفيذ حقنا الضائع منذ سبعة عقود». كما دعت البلديات لنقل الأسواق الى «ميادين الاعتصام»، وبتنفيذ معارض للأعمال اليدوية لتعزيز التفاعل الاجتماعي وإبقاء جذوة الاعتصام متقدةً، كما دعت سكان الضفة الغربية والداخل ودول الطوق بـ «سرعة الالتحام بمسيرة العودة الكبرى لنثبت للعالم أن ارادة الشعب الفلسطيني إذا نهضت فإنها قادرة على إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية بأسرها». سقوط 14شهيدا وأكثر من 1400بالقذائف الصاروخية والرصاص الحي والصحة تطالب بأدوية عاجلة عشرات الآلاف تحدوا تهديدات إسرائيل وأموا مخيمات العودة الخمس أشرف الهور |
الأردن أخفق في «تأجيل» تنفيذ قرار ترامب و«نقل السفارة» رسمياً تم تحديده قصداً قبل «قمة الرياض» Posted: 30 Mar 2018 02:25 PM PDT عمان- «القدس العربي»: قليلون في الحراك الأردني الناشط ضد إسرائيل تحديداً تذكروا يوم الأرض الفلسطيني. وخلافاً للعادة لم تشهد الجامعات الأردنية نشاطات لها علاقة بذكرى يوم الأرض إلا في الإطار الرمزي وتحت عنوان معارض صور . الأهم في التواقيت اليوم وتحديداً في الأجندة الأمنية هو اليوم الموعود لنقل السفارة الأمريكية إلى مقرها الجديد في القدس بعد نحو ستة أسابيع وهو يوم تقول السلطات الأمنية الأردنية انها ينبغي ان تستعد له جيداً وسط توقعات بان لا يزيد الزخم الشعبي في الشارع الأردني عن الاسبوع الأول من اعلان ترامب الشهير. الأردنيون والأمريكيون رسمياً هضموا حراك الشارع المضاد لقرار ترامب قبل اشهر بسهولة حيث اقامت القوى الشعبية خيمة للاعتصام المفتوح امام مقر السفارة الأمريكية في عمان العاصمة وبقي المعتصمون يخف عددهم تدريجياً على مدى 18 يوماً إلى ان تلاشت الجهود. لوحظ على مستوى الشارع الأردني وقتها بان جماعة الإخوان المسلمين الأكثر تنظيماً في الشارع الأردني تقصدت عدم المشاركة بفعالية في تنظيمات الشارع وذلك على الارجح في إطار تكتيكها بعنوان الكمون وتجنب اي حالة صدامية مع السلطة والحكومة وهو ما فهمته اصلا مبكرا القدس العربي من الرجل الثاني والقوي في الجماعة الشيخ زكي بني ارشيد. قد يختلف معيار الحركة الإسلامية عندما يتعلق الامر بيوم النقل الفعلي لسفارة واشنطن إلى القدس حيث تكريس وتثبيت لوضع جديد تماماً تصبح فيه المطالبة بالقدس أكثر صعوبة عمليًا. صمت تكتيكي التوقعات الأولية ان الحركة الإسلامية يوم نقل السفارة ستشارك في فعاليات الشارع ليس لأنها بصدد انهاء حالة الكمون التكتيكي فقط. ولكن لأن «صمتها» التكتيكي طوال العامين الماضيين لم ينتهِ إلى أي مكافآت سياسية حيث تجري محاولة لنفض الغبار عن سلسلة التنظيمات المنشقة عن الجماعة الاخوانية على امل تصعيدها مجدداً للواجهة وهي عملية بدأت فعلاً بتنحية المراقب العام لجمعية الانشقاق المرخص الشيخ عبد المجيد الذنيبات. في كل الأحوال يبدو ان السفارة الأمريكية مهتمة بوضعية الشارع الأردني عند نقل السفارة أكثر من الحكومة الأردنية حيث نقلت مواقع اعلامية اماراتية عن مصادر امنية ورسمية أردنية القول بان الوضع الامني مستقر تماماً في الأردن. مسؤول أمني أبلغ «القدس العربي» بعدم الحاجة لتلك الاشارات التحذيرية المسيسة التي تصدر عن السفارة الأمريكية في عمان بين الحين والاخر معتبرا ان هذه التحذيرات لا تعكس الواقع ولها أغراض سياسية ودبلوماسية في بعض الأحيان. وبكل حال تقديرات المراجع الأردنية ان يعترض الشارع الأردني بقوة على تنفيذ نقل سفارة واشنطن وان تشهد الحالة المحلية سلسلة من النشاطات لكن بطريقة قد لا تتجاوز السقف الذي عبرت منه وبه قرارات ترامب نفسها يوم وعده المشؤوم. وبكل حال الجاهزية كاملة للتعاطي مع النتائج وما تخشاه المؤسسات الأردنية ليس الوضع الداخلي بقدر ما هو تسبب تنفيذ نقل السفارة بجرأة وبصفاقة سياسية باحتمالية اندلاع «انتفاضة ثالثة»، الأمر الذي يشغل مؤسسات القرار الأردنية. تخشى دوائر المسؤولية من وضع غير مستقر في الأرض المحتلة سرعان ما تنتقل عدواه إلى الضفة الشرقية والشارع العربي ومع حالة الفوضى الإقليمية وإمكانية تفريخ مجموعات إرهابية يمكن ان تشهد المنطقة حالة فوضى على شكل تعبير عن إنتفاضة ثالثة يمكن ان تبدأ لكن من الصعب ان تخمد. «فقدت سحرها» خلف الستارة ابلغ الأردنيون مخاوفهم للجانب الأمريكي لكن التطمينات وردت من الاتجاه المعاكس مع تأكيد الانطباع المسبق بأن الأمر قد لا يزيد عن مستويات الاعتراض التي رافقت قرار ترامب نفسه يوم توقيع نقل السفارة. اعترضت عمان بداية بحماس وحاولت تذكير ادارة الرئيس ترامب بانها وعدت بأن لا ينفذ قرار نقل السفارة فعلا قبل عامين على الأقل لكن نتائج الاعتراض لم تغير الواقع فعمان لا تزال تشعر بانها فقدت «سحرها وتأثيرها» القديم على المؤسسات الأمريكية ولعل ذلك من أكثر مؤشرات القلق داخل الحكومة الأردنية لأنه يحرم عمان من ميزة «التحدث مع الجميع» ونقل الرسائل بين المتناقضين. حاولت عمان ايضاً بالتوازي إقناع الادارة الأمريكية بتأجيل تنفيذ قرار نقل السفارة بالحد الادنى على ان يرافق حملة لإعادة عملية التفاوض. لكن المحاولة أخفقت سياسياً هنا لأن البيت الأبيض قرر الحسم والتسريع لمنع الاسترسال في الكلام والتقييم وقرر تحديد يوم تنفيذ نقل السفارة الأمريكية في القدس فعلياً عشية تحضيرات القمة العربية التي تنعقد في الرياض في الـ15 من شهر نيسان/ابريل. ثمة من يعتقد في عمان بأن مثل هذا التحديد غير ممكن بدون ضوء أخضر سعودي ومصري لأن محاولة الطاقم المتشدد الجديد في البيت الأبيض واضحة في حسم ملف القدس نهائياً ومنع أي حالة نقاش في مضمون قرار نقل السفارة قبل جلوس الزعماء العرب في القمة المؤجلة برعاية العباءة السعودية. هنا يجد صانع القرار الأردني نفسه مضطراً للانشغال في التفاعل مع التداعيات المحلية أمنياً وشعبياً لتنفيذ قرار نقل السفارة وفي التوقيت نفسه الذي عادت فيه سفارة الكيان الإسرائيلي للعمل في عمان. وهو التفاعل نفسه الذي يتسبب بجدال مع الأمريكيين حول منسوب الاعتراض الشعبي حول نهر الأردن حيث تصر واشنطن على ان المسألة ستمر بالحد الادنى وتصر عمان على التحذير من انتفاضة ثالثة غير منضبطة ويمكن ان يستثمر فيها التشدد الديني. الأردن أخفق في «تأجيل» تنفيذ قرار ترامب و«نقل السفارة» رسمياً تم تحديده قصداً قبل «قمة الرياض» مخاوف من «انتفاضة ثالثة» غير منضبطة في الضفتين بسام البدارين |
انتخابات العراق: رشاوى خدمية واتهامات للسعودية بدعم شخصيات سنّية معارضة Posted: 30 Mar 2018 02:25 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: يستغل بعض المرشحين للانتخابات النيابية العراقية، المقررة في 12 أيار/ مايو المقبل، نقص الخدمات في المناطق الفقيرة، كدعاية انتخابية، ناهيك عن مغريات أخرى، قد تصل إلى شراء الأصوات. النائب عن محافظة البصرة، محمد الطائي، قال لـ»القدس العربي»، قال إن «بعض المرشحين يحاولون كسب ود الناخب في المناطق الفقيرة من خلال تزفيت شوارع، و توزيع سلال غذائية». وأضاف: «في محافظة البصرة التي تصدر ثلاثة ملايين ونصف المليون برميل نفط يومياً، يعيش 30% من سكانها تحت خط الفقر، أي بواقع دولار واحد يومياً (…) هؤلاء يمكن استغلالهم من قبل بعض المرشحين». ودعا، المواطنين إلى «عدم بيع أصواتهم لأي شخص، لأنهم سيشتركون معه في الفساد، في هذه الحالية لا يمكن للمواطن أن يطالب مستقبلا بالخدمات، وينتقد الأداء الحكومي، بكونه باع صوته مقابل 50 – 100 دولار». أما النائب المستقل، كاظم الصيادي، فقد وصف هؤلاء المرشحين والنواب والسياسيين، بأنهم «كانوا في فترة سبات وخرجوا للمواطنين في هذا الوقت». وقال لـ»القدس العربي»، إن «الكتل السياسية سرقت الوطن والمواطن طول ثلاث سنوات وعشرة أشهر مضت، وفي الشهرين الأخيرين، بدأت هذه الكتل بممارسة الخديعة على المواطنين لغرض شراء الأصوات والذمم». كذلك، أعتبر النائب عن «اتحاد القوى»، فارس الفارس لـ»القدس العربي»، إن «الكثير ممن يتواصلون مع الفقراء اليوم، هم سلبوا حقوق المواطنين وعملوا بالمال الفاسد خلال الفترة الماضية»، موضّحاً إن «هؤلاء سرقوا من المواطنين في مجال توفير الخدمات، التي كان من المفترض تقديمها طوال الفترة الماضية». وحسب الفارس «لو تم توفير هذه الخدمات في تلك الفترة لما أحتاج المواطن المسؤول في هذا الظرف حتى يقدمها له كمنّة». «اصطفاف طائفي» في الموازاة، كشف قيادي في ائتلاف دولة القانون، بزعامة نائب رئيس الجمهورية، نوري المالكي، عن مخطط «سعودي ـ أمريكي» لخلق اصطفاف «طائفي» في المرحلة المقبلة، ودعم شخصيات سياسية سنّية طالما اشتهرت في مواقفها المعادية للعملية السياسية في الفترة الماضية. وقال زيد الأسدي لـ«القدس العربي»، إن «مخطط خلق اصطفاف طائفي في العراق، يأتي بتوجيه أمريكي، وبدعم مالي سعودي»، مبيناً إن «القوى السياسية السنّية خسرت قواعدها الجماهيرية في محافظات نينوى، وصلاح الدين، والأنبار». وطبقاً للمصدر، فإن الجمهور السنّي في تلك المناطق ينقسم إلى قسمين، الأول نازح ومهجّر، والجزء الآخر بقي في مناطقه وقاتل التنظيم- كما هو الحال في البغدادي وحديثة بالأنبار. وتابع: «كلا القسمين، لا يؤمن بالقوى السنّية المتصدرة للمشهد السياسي الحالي، بكونهم لم يقفوا معه في أزمة النزوح، كما لم يدعموا العشائر المتصدية للإرهاب، بعكس الحكومة والقوى السياسية الشيعة التي أمّنت لهم السلاح، ونظمتهم رسمياً ضمن صفوف الحشد الشعبي، بعد أن كانوا يعرفون بالحشد العشائري». وأقرّ أن السعودية لم تسمح بدعم «الحشد العشائري»- عبر القادة السياسيين السنّة، لمقاتلة التنظيم، عازياً السبب في ذلك إلى «تورط السعودية بدعم التنظيم مالياً وفكرياً ولوجستياً» آنذاك (2014-2017). وواصل: «الجمهور السني بات أقرب إلى الحكومة والقوى السياسية الشيعيّة التي دعمته لتحرير أرضه، وشاركته في قتال التنظيم، وقدمت عدداً كبيراً من الشهداء والجرحى في سبيل تحقيق هذا الهدف». وبعد الانتهاء من العمليات العسكرية، وإعلان العبادي تحرير جميع الأراضي العراقية من سيطرة التنظيم، ظهرت شخصيات سياسية سنّية جديدة، ممن كان لها دور في محاربة الإرهاب، خصوصاً في المناطق الغربية، طبقاً للأسدي، الذي أكد إن هذه الشخصيات «أقرب إلى التحالف مع القوى السياسية الشيعية المؤثرة، وليس للسنّة». وعلى ما يبدو فإن السعودية أدركت خطر ذلك، وبدأت بالتوجه صوب دعم شخصيات سياسية، طالما اشتهرت بمواقفها المناهضة للعملية السياسية في العراق، طوال الفترة الماضية، على حدّ قول المصدر الذي أضاف: «قبل نحو ستة أشهر، حصلنا على تسريبات تفيد بعقد تلك الشخصيات السياسية (لم يسمها) لقاءات في تركيا، بتوجيه أمريكي وبدعم مالي سعودي، بُغية إيجاد اصطفاف طائفي، وإسناد قيادات سياسية سنية محددة، دون أخرى، لتكون قوة سياسية حليفة ومساوية للقوى الشيعية». تزوير واستمالة الناخبين ووفق الأسدي، فإن هناك جهات خارجية تسعى إلى التدخل في الملف العراقي، مبيناً إن ذلك التدخل «بدأ يزداد كلما اقتربنا من الانتخابات». وأضاف: «الجهات السياسية التي تسعى لتزوير الانتخابات، هي ذاتها التي ترتبط بأجندات خارجية لها مصلحة في ذلك»، ورغم إشادته بإجراءات المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في الحد من عمليات التزوير، أكد أهمية «متابعة المفوضية لهذا الملف بشكل مكثف». وتابع: «الكشف الدقيق عن حالات التزوير يأتي في يوم الانتخابات، لكن توجد بوادر على ذلك، فضلاً عن المال السياسي والارتباطات خارجية»، موضّحاً إن عمليات التزوير تكون عبر طريقين، الأول، شراء الأصوات، فيما يكون الطريق الثاني عبر التحايل على الشعب». ورأى إن أبرز الإجراءات التي تحدّ من عمليات التزوير المحتملة، «هي تفعيل المراقبين الدوليين، ومراقبي الكيانات السياسية في مراكز الاقتراع، فضلاً عن تواجد الإعلاميين ومنظمات المجتمع المدني». إجراءات عقابية الحديث عن عمليات التزوير المحتملة، دفع المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، إلى إصدار بيان أوضحت فيه الإجراءات المتخذة بحق من يثبت تورطه بالتزوير. وقالت إنها أصدّرت عدّة قرارات تأتي «بغية الحفاظ على سلامة ونزاهة الانتخابات، ولأن بطاقة الناخب هي من المرتكزات الأساسية وعنصر مهم في عملية التصويت للاستحقاقات الانتخابية، ولضمان وصول البطاقة إلى الناخب الحقيقي والمحافظة عليها واستخدامها بالشكل الأمثل من قبل صاحبها». ومن بين قرارات المفوضية، وفقا للبيان، «سحب المصادقة من أي مرشح أو حزب أو تحالف سياسي يثبت رسميا وبالأدلة القاطعة حصوله على بطاقات الناخبين بطريقة غير شرعية وملتوية، وسيتم إحالته إلى القضاء لاتخاذ الاجراءات القانونية بحقه». كما تضمنت أيضاً «معاقبة أي موظف من موظفي المفوضية ومن ضمنهم موظفو مراكز التسجيل ومراكز الاقتراع والمحطات بالفصل من وظيفته، في حال ثبوته رسميا تعاونه مع أي جهة كانت في الحصول على بطاقات الناخبين بصورة غير شرعية وقانونية، وإحالته إلى القضاء لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقه». وقررت المفوضية «إحالة الناخبين الذين يثبت تورطهم ببيع البطاقات الإلكترونية الانتخابية الخاصة بهم إلى القضاء العراقي، لغرض اتخاذ الاجراءات الكفيلة بمعاقبتهم قضائياً»، مضلاً عن «تسليم أي شخص يثبت حمله بطاقة الكترونية غير بطاقته الانتخابية الخاصة به في يوم الاقتراع إلى الجهات الامنية، لإحالته إلى القضاء لغرض اتخاذ الاجراءات القانونية بحقه». وأشار البيان إلى أن «المفوضية ستعمل بكل قوة ووفق الأنظمة والاجراءات المتخذة من قبلها في المحافظة، على سير العملية الانتخابية، ومعاقبة المتلاعبين الذين يحاولون التشويش على إرادة الناخب النزيه وإرادة الشعب في اختيار ممثليه». وأكدت المفوضية، العمل «بكل حيادية ومهنية وهي تأمل من جميع شركائها الوقوف معها والمساهمة في انجاح الانتخابات البرلمانية المقبلة». ضوابط أما أمانة العاصمة بغداد، فقد نشرت ضوابط الدعاية الانتخابية التي أعدتها بالتنسيق مع مفوضية الانتخابات، وحذرت الكيانات السياسية من مخالفتها. وقالت في بيان، إن «ضوابط تنظيم الحملات الإعلانية الخاصة بالانتخابات المزمع إجراؤها في أيار/ مايو المقبل، أشد صرامة؛ لمنع تشويه جمالية المدينة، وخاصة الأماكن التاريخية والتراثية، والدينية». وحسب البيان، فإن الأمانة منعت لصق الدعاية وصور المرشحين على الأبنية التاريخية والدينية، والجسور، والمجسرات، وواجهات المباني الحكومية، والمدارس، إضافة إلى المستشفيات. وحذرت، الأحزاب والكيانات السياسية من مخالفة الضوابط – التي أعدتها بالتعاون مع مفوضية الانتخابات – خلال الحملات الدعائية لمرشحي انتخابات مجلس النواب. ونوهت إلى أنها ستصدر بيانات أسبوعية يبلّغ من خلالها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بالأشخاص والجهات والكيانات السياسية التي تخالف الضوابط باستعمالها الملصقات بصورة عشوائية وغير منظمة لتحميلهم كلف إزالتها. وبينت أن بإمكان المرشحين استعمال وسائل دعاية بديلة كلافتات القماش ولوحات الفليكس، التي يمكن إزالتها بسهولة، والإعلان في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة. وأعربت عن أملها بأن تكون الأحزاب والكيانات السياسية المشاركة في الانتخابات على وعي عال بالمسؤولية وحرص شديد للمحافظة على جمالية مدينة بغداد. في الأثناء، قررت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات تأجيل الموعد المقرر لانطلاق الدعاية الانتخابية مدة أربعة أيام إضافية. ومن المقرر أن تطلق الحملة الدعائية في 10 نيسان/ أبريل المقبل، قبل أن تقرر المفوضية تأجيلها إلى 14 من الشهر ذاته، لتزامن الموعد السابق مع مناسبة دينية. انتخابات العراق: رشاوى خدمية واتهامات للسعودية بدعم شخصيات سنّية معارضة مشرق ريسان |
المعارضة التونسية تطالب بعزل رئيس البرلمان والحزب الحاكم يؤكد بقاءه في منصبه Posted: 30 Mar 2018 02:25 PM PDT تونس – «القدس العربي»: تقدمت المعارضة التونسية بطلب رسمي لعزل رئيس البرلمان محمد الناصر بعد اتهامه بالفساد وخرق الدستور، ورد الحزب الحاكم بوصفها بـ»المعارضة الكرتونية» مشيراً إلى أن الناصر مستمر في مواصلة مهامه، فيما قررت إحدى الشركات المتعاقدة مع هيئة «الحقيقة والكرامة» مقاضاة نائب قال إنها جزء من شركة إسرائيلية مختصة بـ»الدعاية الصهيونية» في العالم. وتقدم عدد من نواب المعارضة بطلب إلى مكتب البرلمان يتضمن سحب الثقة من رئيس البرلمان محمد الناصر وفقاً لما يقتضيه الفصل 51 من النظام الداخلي للمجلس. ويتهم النواب المشاركون في العريضة المقدمة للبرلمان، محمد الناصر بارتكاب عدة خروقات من بينها «خرق الدستور الذي يفرض في فصله 148 أن الدولة «تلتزم بتطبيق منظومة العدالة الانتقالية في جميع مجالاتها والمدة الزمنية المحددة بالتشريع المتعلق بها». والاعتداء على الفصل 18 من القانون الاساسي المتعلق بإرساء العدالة اللانتقالية والذي يحدد مدة عمل الهيئة بأربع سنوات تملك وحدها حق تمديدها مرة واحدة لمدة سنة بقرار معلل من الهيئة يرفع الى المجلس المكلف بالتشريع قبل ثلاثة أشهر من نهاية مدة عملها. وتجاوز السلطة المقررة له قانونا حيث عقد مكتبا لمجلس نواب الشعب لفرض تحويل الجلسة العامة لمجلس نواب الشعب الى جلسة «مصادقة على قرار الهيئة». كما تتهم العريضة الناصر بـ«التدليس المعنوي لمداولات مكتب البرلمان (…) وعدم احترام النظام الداخلي للبرلمان وتعطل جلسات الحوار مع الحكومة وإخفاء وثائق تتعلق بمراسلات موجهة الى النواب (…) وسوء التصرف الاداري والمالي بتعيين مجموعة من المستشارين على حساب ميزانية المجلس وقبول مستشارين بعدد مضخم بما لا يحتاجه المجلس وبصورة لا تخدم المجلس. وسوء التصرف في ادارة الأكادمية البرلمانية بصرف أموال الدعم من المنظمات الدولية في اوجه تعكس التبذير والمحاباة والزبونية. وانتداب اشخاص مشبوهين يتجولوت داخل أروقة المجلس للتجسس على النواب وعلى الاطار الاداري و الاعلاميين وضيوف المجلس». وقلّل منجي الحرباوي الناطق باسم حزب «نداء تونس» الحاكم (حزب محمد الناصر) من أهمية العريضة المذكورة ، مشيراً إلى أنها «تمثل تفاهات معارضة كرتونية (…) وكان بودنا أن تلعب المعارضة دوراً بناء». وأشار إلى أن محمد الناصر «منتخب وبغالبية مريحة من طرف مجلس نواب الشعب، وهو ليس في حاجة لمثل هذه المعارضة ليثبت جدارته بهذا المنصب. و(هو) أكبر من هذه الوجوه وتاريخه في الداخل والخارج يشهد له. ولنا الثقة على أن محمد الناصر الوحيد القادر على إدارة هذا التنوع والاختلاف في المجلس». ويبقى الطلب المقدم لعزل الناصر مجرد خطوة «رمزية» أو طريقة للتعبير عن موقف معارض لأسلوب رئيس البرلمان في الإدارة، على اعتبار أن الفصل المذكور يتطلب تقديم «طلب كتابي معلل يقدم لمكتب المجلس من ثلث الأعضاء على الأقل»، كما يحتاج هذا الطلب لموافقة الغالبية المطلقة (109 نواب) حتى تتم المصادقة على سحب الثقة من رئيس البرلمان، وبعملية حسابية بسيطة يمكن القول إن هذا الأمر شبه مستحيل في الوقت الحالي، على اعتبار أن عدد نواب المعارضة لا يتجاوز الثلاثين، وسيواجهون صعوبة كبيرة في إقناع بقية الكتل في الانضمام لهم لتحقيق هذه الغاية. من جانب آخر، قررت شركة «بانوراما» المتعاقدة مع هيئة «الحقيقة والكرامة» مقاضاة النائب عن حركة «مشروع تونس» حسونة الناصفي بعدما قال إنها جزء من شركة إسرائيلية مختصة بـ«الدعاية الصهيونية» في العالم. وأصدرت بياناً أكدت فيه أنها تتعرض لحملة «تشويه ومغالطة»، مشيرة إلى أنها شركة تونسية مسجلة في البلاد منذ 14عاما تعاملت خلالها مع أهم الوزارات والمؤسسات العامة والخاصة في تونس، وأكدت أنها «منخرطة في علامة Y&R العالمية للاتصال والإشهار كأي علامة تجارية عالمية ممثلة في تونس، وأحدثت هذه الشركة العالمية سنة 1923 ( قبل قيام الدولة الإسرائيلية ) ومقرها الرسمي في «نيويورك» ولها 192 فرعاً في مختلف دول العالم وليست لنا كشركة تونسية أي شراكة معها بل مجرد انخراط في شبكتها باعتبار انها مصنفة من أكبر شركات الإشهار العالمية». وكان الناصفي أكد أن هيئة «الحقيقة والكرامة» متعاقدة مع شركة بانوراما و«هي فرع لشركة يملكها ديفيد سابل عرّاب الجيش الإسرائيلي، الذي دفعت له الهيئة 650 ألف دينار (260 ألف دولار)»، فيما تحدث النائب ياسين العياري العام الماضي عن «وثائق» تؤكد أن «شركة «بانوراما» ووكيلها لوكا لوكاتيني، هي فرع من شركة «يونغ آند ريببليكان» والتي لها مكتب في تل أبيب، وهي المكلفة بالدعاية للصهاينة في العالم». وعلّقت الشركة على ذلك بقولها «ان ما ذكره السيد النائب نقلاً عن تدوينة لياسين العياري على صفحته الرئيسية على شبكة التواصل الاجتماعي سنة 2017 لا تمت للحقيقة بصلة وتستنكر كل حملات الثلب والتشويه المترتبة عن ذلك»، مشيرة إلى أن مديرها هو مستثمر إيطالي يُقيم في تونس منذ سنة 1994 ولديه جنسية تونسية و»لا علاقة له بالجيش الاسرائيلي ولم يزر اسرائيل يوما»، مشيرة إلى احتمال لجوئها للقضاء وملاحقة من يحاول تشويه صورتها وسمعة مديرها في السوق. المعارضة التونسية تطالب بعزل رئيس البرلمان والحزب الحاكم يؤكد بقاءه في منصبه حسن سلمان: |
مصر في عهدة السيسي مجددا واتهامات لمنظمات حقوقية بتشويه العملية الانتخابية بإصدار بيانات كاذبة Posted: 30 Mar 2018 02:24 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: فاز عبد الفتاح السيسي بمقعد الرئاسة مجددا بينما ظل منافسه موسى مصطفى موسى يشكر السماء لأن الناخبين أعرضوا عن منح أصواتهم له، فهو يدرك عن يقين أن دوره انتهى قبل أن يبدأ في واحدة من أغرب الانتخابات الرئاسية التي عرفتها مصر والتي هيمنت على كل مرافق الحياة فيها، واهتمت بها وسائل الإعلام كافة، وتفرغت لأجلها معظم الصحف، وباتت لافتات دعم الرئيس التي سدت الأفق تعيق الناس حتى عن الحركة. أنصاره يعتبرون ما جرى حبا إلهيا للسيسي فيما يرى خصوم السلطة أن عقارب الساعة ستحمل مفاجآت مدوية للسلطة خلال المرحلة المقبلة. وفي صحف أمس الجمعة سادت انتفاضة من الفرح والسرور بمؤشرات الفوز التاريخي للرئيس الذي اقتربت نسبته 97٪. دعاية سياسية هشة ففي «المصري اليوم» كتب رئيس تحريرها الأسبق أنور الهواري يقول: إن الحاكم لديه هاجس الدولة، والحفاظ على الدولة، وتثبيت الدولة، رغم أنه لم يحدث أن فكر مصري واحد في المساس بالدولة أو الإساءة إليها أبدا، سواء أكان ممن يؤمنون بالتغيير المتدرج أو ممن يؤمنون بالثورة. المصريون يريدون إصلاح الدولة وتحديثها وتجديدها، حتى تكون أكثر قوة وتقدما وعدلا واستقرارا، يبنيها مجتمع أكثر فهما ووعيا وفكرا، مجتمع يستمتع بفرص أفضل للتعلم والعمل والعلاج والسكن والانتقال. هذا هو كل الموضوع. القول بأن من المصريين من يضمر السوء للدولة هذا كلام دعاية سياسية هشه، طبعا باستثناء الاٍرهاب الذي لا نختلف على إدانته ورفضه بكل السبل. وهناك مؤشرات تقول إن عدد من أبطلوا أصواتهم من الناخبين قد يصل لثلاثة ملايين مواطن، وهذا الرقم يعتبره جمال سلطان في «المصريون» مثيرا جدا. هذه الأصوات هي أصوات غضب انتخابي، ملايين المصريين تم الزج بهم من قبل شركات أو رجال أعمال إلى اللجان تحت الضغط، كما انتشرت فيديوهات كثيرة توضح جانبا آخر من هذه الصفحة المظلمة، حيث تعرض مدرسون بل وأساتذة جامعات، أي النخبة التعليمية المصرية، لتهديدات صريحة بعواقب سلبية إداريا إذا لم يذهبوا للتصويت ويأتوا بعلامة الحبر الفوسفوري على أيديهم. وهناك مئات الآلاف من الموظفين في إدارات مختلفة كذلك، ومئات الآلاف من العمال والموظفين الذين يعملون في شركات ومصانع لرجال أعمال تم إلزامهم بذلك تحت الضغط. وبطبيعة الحال، فإن هذه الملايين كانت عازفة عن التصويت. وربما قامت بتصويت عقابي بإبطال أصواتها على ورقة التصويت لضمان النجاة من العقوبة، ولمعاقبة من أكرهوهم على ما لا يريدون، ولذلك ذهبت بعض الشركات إلى المطالبة بتصوير ورقة التصويت مع الحبر الفسفوري على الأصبع. هذه الطريقة في الخلاص من الملاحقة أو الضغوط يقوم بها عادة المتعلمون وأبناء الطبقة الوسطى، لأن وعيهم السياسي والتعليمي يسمح لهم بالمراوغة هنا. ولكن المؤكد أن هناك ملايين من الأميين والبسطاء الذين خافوا من التهديد في أعمالهم أو من التهديدات المتتالية التي حاصرهم بها إعلام الحكومة بتوقيع غرامة فورية تبلغ خمسمئة جنيه إذا لم يذهبوا وأحيانا التهديد بإلغاء البطاقة التموينية كما حدث في نداءات صدرت في بعض مدن الدلتا، فهؤلاء جميعا ممن أرعبهم هذا التهديد في قوت أولادهم ذهبوا للخلاص والإفلات من حرب تجويع منتظرة. مقياس الوطنية ثلاثة أيام متواصلة بالقرب من منزل آلاء الكسباني حالت بينها وبين النوم بسبب أغاني الانتخابات التي صدحت في كل الأحياء من مكبرات صوت ضخمه فصرخت في «مصر العربية»: تقف الأغانى لفترة وجيزة، أظن إنها «جبرت كده»، أبدأ بمتابعة يومي بشكل إنساني بدون ضوضاء مرهقة وغير منطقية بالمرة، وحين أتصفح الفيسبوك، أجد إن الأمر ظاهرة وطنية جدا لدى الكثيرين، بل منهم من نزل خصيصا ليتراقص على أنغام الموسيقى العذبة التي لم أقدرها طبعا أمام اللجان الانتخابية! فيديوهات وصور لا أول لها ولا آخر تعصف بمواقع التواصل الاجتماعي عصفا، ترى فيها كل الطبقات، لكن من أعمار محددة جدا، تتراقص على أنغام اللجان الانتخابية رقصا ولا كأنه «كتب كتاب أمك هو يا حسين»، تضعني فى حالة صدمة، ليس لعدم اقتناعى بأنه ليس ثمة مؤيدين، حاشا لله، بل كانت دهشتي لذهابهم من الأساس، لأفاجأ بأن ثمة مرشحا آخر بورقة التصويت يجب التعليم على اسمه بعلامة خطأ ليجوز اعتبار الصوت صحيحا! فجأة، وبدون سابق إنذار، تعود الأغاني لتُشعِل حماسة الشارع من جديد، لأعود للأزمة الإنسانية نفسها، وتصبح الأغاني مع الوقت قيدا تكاد تختنق به لأبعد حد، خصوصا وأنت تتذكر مع كل هذه الضوضاء أحلامك التي اُضطرِرت لتوديعها مرارا، لتشعر إن هذا ليس مكانك، ولتعود الأسئلة الوجودية تتقافز إلى ذهنك، غير واع كليا بالهذيان المحموم الذي يضطرم به عقلك، سائلا مرارا: ماذا أفعل هنا يا جماعة؟! يصبح الرقص مع الوقت هو المقياس الأساسي للوطنية كل عام، فتقرر أن تنفض عنك مبادئ الوطنية التي كنت تعتقد في صحتها، أن تكف عن الأسى لحالك، أو عن تذكُرك الدائم لأحلامك التى راحت سدى. لهذا هرولوا للصناديق ما معنى زيادة نسبة الأصوات الباطلة في الانتخابات الرئاسية التي انتهت بفوز الرئيس عبد الفتاح السيسي لفترة ثانية؟ التفسير الأقرب للمنطق الذي يتبناه عماد الدين حسين في «الشروق» هو أن التلويح بفرض غرامة الخمسمئة جنيه على غير المصوتين لعب دورا مهما فى هذا التحشيد. هؤلاء ذهبوا للتصويت بدءا من منتصف الأربعاء حتى العاشرة ليلا، فى ظروف طقس ومناخ عاصف وممطر ومترب، ورؤية تكاد تكون منعدمة، وطرق وجسور تم إغلاقها خصوصا في الصعيد، في حين أنهم ظلوا في بيوتهم ليومين كاملين، وكان الطقس لطيفا للغاية! التلويح بالغرامة ليس جديدا في معظم الانتخابات. أعرف أحد الذين ذهبوا خوفا من الغرامة، ولسان حاله، كان يقول: «هو المرتب فيه كام 500 جنيه»؟ وإلى أن نحصل على الأرقام التفصيلية الكاملة فإنه من المرجح أن غالبية الذين صوتوا خوفا من الغرامة، هم الذين أبطلوا أصواتهم أو أعطوها لموسى مصطفى موسى. وبهذا المنطق فإن الذين ذهبوا في اليومين الأولين: كانوا في غالبيتهم الأكثر تأييدا للسيسي، حسب قراءة الباحث فى شؤون الانتخابات أكرم ألفي. وارتباطا بهذا الأمر فإن نسبة الأصوات الباطلة ترتفع أكثر في المدن مقارنة بالريف المعروف عنه التصويت بكثافة. نسبة المشاركة غير الرسمية، تقل قليلا عن 40 ٪، وهي نسبة كبيرة جدا إذا وضعنا في الاعتبار انعدام التنافس، والأزمة الاقتصادية وتراجع الحريات بصفة عامة. لكنها من جانب آخر نسبة قليلة جدا، إذا وضعنا في الاعتبار كل عمليات الحشد والتعبئة التي قامت بها الحملة الحملات الانتخابية، وبعض المؤسسات الحكومية لحض الناخبين على التصويت. سيقول البعض إنها نسبة تتكرر كثيرا في بعض البلدان، لكن السؤال: ألا توجد طرق أو سياسات لجذب جزء كبير من المقاطعين أو العازفين أو المحبطين إلى صناديق الانتخابات؟! غابت عنه الدعاية ليس كل الذين أحجموا عن التصويت معارضين للسيسي. هذه النتيجة توصل إليها فراج إسماعيل في «المصريون»: من يقاطع سياسيا لا يستسلم للتهديد بعقوبات مادية، خصوصا أن التهديد بفرض غرامة ليس جديدا، فقد سمعه الناس في استحقاقات سابقة ولم يحدث. من الصعب أن تغرم 30 أو 40 مليونا، إضافة إلى أن تطبيق ذلك عمليا بالغ الصعوبة. أي غرامة من هذا القبيل لابد لها من قضية، ولا يعقل أن تشهد المحاكم مثلا 30 مليون قضية بحساب عدد الذين لم ينتخبوا وفق المؤشرات الصادرة حتى الآن. بالطبع هناك من قاطع كاحتجاج سياسي وهذه النوعية ليست هينة. لكن هناك من ارتأى عدم الذهاب – وهم كثر- لأن الدولة حسمت النتيجة مسبقا لصالح مرشح واحد، وبين هؤلاء مؤيدون للسيسي. تحجيم المرشحين المنافسين والتصدي للاعبين أكثر مهارة وشعبية وسمعة وخبرة أفرغت الساحة وقتلت الحماس الانتخابي. ولم يفلح ترشح موسى مصطفى موسى في الساعة الأخيرة في بعث أي نوع من الأمل في منافسة قوية، لأنه غير معروف، وكان حتى اللحظة الأخيرة داعما لترشح السيسي. ثم جاءت الحملة الانتخابية لتقتل أي بقية من حماس عند الناخبين، فقد شهدت الشوارع والمحلات مظاهرات صاخبة من اللافتات الكبيرة والصغيرة الداعمة للسيسي. صوره تقابلك في الطرق وعلى الكباري وأينما تولي وجهك كأنه استفتاء وليس انتخابا، بينما غاب المرشح المنافس ولم يحصل ولو على جزء يسير من الكعكة، لعلها تفلح في إشعار الناخبين بأنها انتخابات فعلية. وفي النهاية حصل موسى على أصوات تعتبر مفاجأة بكل المقاييس لأن الدعاية غابت عنه تماما. لماذا يكرهونه لم يكن غريبا على مصر أن تواجه حملة صحافية ممنهجة ضدها، خلال فترة الانتخابات الرئاسية، خصوصا من صحف مثل «نيويورك تايمز» و«الغارديان»، ولم تكن مفاجأة كما تؤكد سحر جعارة في «المصري اليوم» أن تحاول بعض المنظمات الحقوقية تشويه العملية الانتخابية ببيانات كاذبة، وعلى رأسها «هيومان رايتس ووتش»، ومركز «ابن خلدون» الذى يديره الدكتور «سعد الدين إبراهيم». والأخير رفضت الهيئة الوطنية للانتخابات منحه الحق في متابعة الانتخابات، وبالتالي فليس من حقه متابعة أو إصدار أي تقارير عن سير العملية الانتخابية! لكن المقال الذي شد انتباه الجميع وأدانه معظم الإعلاميين كان مقال الكاتب البريطانى روبرت فيسك، المتخصص فى شؤون الشرق الأوسط، (وهو ليس بمنأى عن شبهات العمالة لقطر)، وقد هاجم فيسك في مقاله الرئيس عبدالفتاح السيسي، وزعم أنه سيربح الانتخابات بسبب أقباط مصر، وهو تصنيف عنصرى يعزل الأقباط عن الكتلة الجماهيرية التي تحركت لتعطي للانتخابات الزخم السياسي والمصداقية. الغريب أن فيسك ركز انتقاداته للرئيس السيسي على أنه يمنح التراخيص التي تسمح بتجديد الكنائس، والدفاع عن الأقباط وحضور احتفالاتهم، بالإضافة إلى تجديد السيسي لأكثر من 86 كنيسة، وكأنها «خطيئة سياسية» في حق الأقباط، رغم أنه حقهم على الوطن! مقال فيسك مجرد دليل على أن إعلامنا لم ينجح – حتى الآن – في الوصول للرأي العام الدولي، رغم الجهد المتميز للهيئة العامة للاستعلامات، في ظل رئاسة ضـــ ياء رشوان، لكننا لانزال «نحدث بعضنا البعض»، ونصم آذاننا عما يتردد في وسائل الإعلام الغربية، والتي تسيطر جماعة الإخوان الإرهابية على بعضها. بولتون محللا سياسيا الكلام عن ترامب ومبارك والكاتب سليمان جوده في «المصري اليوم»: ما يقال عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هذه الأيام، قيل من قبل عن الرئيس الأسبق حسني مبارك، خلال سنواته الأخيرة فى الحكم! فالرئيس ترامب اختار جون بولتون مستشارا له لشؤون الأمن القومي. وهناك أسباب كثيرة ترجح اختيار بولتون بالذات لهذا المنصب الخطير، منها، مثلا، أنه من أصدقاء إسرائيل المخلصين للغاية، ومنها أنه من أنصار الحزم الأمريكي الكامل ضد السياسة الإيرانية في المنطقة، وهو الأمر الذي يتفق مع مزاج ترامب المعلن في هذا الاتجاه، ومنها أنه من الصقور في السياسة الأمريكية الخارجية تجاه طهران وغير طهران! ومنها كذلك أن الرئيس الأمريكي معجب بأدائه منذ أن كان مندوبا دائما لإدارة بوش الابن، في منظمة الأمم المتحدة في نيويورك! ومنها… ومنها… إلى آخر القائمة! غير أن أهم الأسباب التي تتردد أن ترامب شاهده أكثر من مرة متحدثا على قناة فوكس نيوز الأمريكية، التي يظهر بولتون عليها كثيرا باعتباره محللا سياسيا! وكذلك الحال مع لاري كادلاو، الذي صدر قرار بتعيينه كبيرا لمستشاري الرئيس الأمريكي الاقتصاديين. فأول مؤهلاته التي جاءت به إلى المنصب، أنه يظهر على قناة سي أن بي سي، ويحلل للمشاهدين الكثير من شؤون الاقتصاد. وقد تصادف أن كان ترامب من مشاهديه أكثر من مرة أيضا، فأعجبه كلامه، وقرر اختياره كبيرا للمستشارين إلى جواره في البيت الأبيض! والمعنى أنه يختار المسؤولين من بين ضيوف التلفزيون! فهل هذا هو سبب التبديل المستمر في الأسماء التي يختارها؟! ربما لسنا جاهزين بعد ليس صحيحا في اعتقاد عبد العظيم حماد في «الشروق» أن أيا من الفريق أحمد شفيق، أو الفريق سامي عنان كان يمثل فرصة حقيقية للمنافسة على الرئاسة، بالمعنى المتعارف عليه، أي المنافسة بين تيارات أو تنظيمات أو رؤى شاملة، بل إن أفضل ما كان يمكن أن يمثله كل منهما هو المنافسة بين رؤى فردية من داخل تيار واحد فقط، هو تيار الدولة العميقة. أما أسوأ ما كان يمكن أن يمثله شفيق وعنان فهو التناحر داخل التيار نفسه، مدفوعا بالطموحات، والمرارات الشخصية، وصراعات الأجيال. وأما الأكثر دقة فهو أن الرجلين كانا يمثلان مزيجا فيه الكثير من «الشخصي»، والقليل من «الموضوعي» من المنبع نفسه، إلا أنهما في حقيقة الأمر لم يكونا يملكان أي مصادر يعتد بها للقوة السياسية من داخل ذلك التيار، أو من مؤسسة الدولة، بينما المرشحون الذين كانوا محتملين من خارج الدولة العميقة فلم يكونوا يملكون فرصة معقولة للترشح، فضلا عن المنافسة، والقول بغير ذلك هو خداع للنفس، وتفكير بالتمني، أو بالاستقطاب والمكايدة. نلمس في استخدام الرئيس السيسي لمصطلح «عدم الجاهزية بعد للمنافسة» تقدما نسبيا في نظرة الدولة العميقة لقضية جدارة الشعب المصري بالحكم الديمقراطي، مقارنة بالرسالة الموجهة دائما من المتحدثين باسم هذه الدولة لترسيخ عقيدة أن هذا الشعب لا يصلح للديمقراطية، وأن الديمقراطية لا تصلح له، أو هذا ما نأمله. الفارق واضح بين الرأيين، ففي حالة عدم الجاهزية بعد تكون الأسباب ظرفية، ومن ثم مؤقتة، أي تزول بزوال مسبباتها، وبتوافر شروط التحول الديمقراطي. أما في حالة عدم الصلاحية من الأصل فإن الأسباب كما يؤكد الكاتب تكون أبدية، أو بمعنى آخر حتمية تاريخية لا فكاك منها. بدون استغراق في التنظير، وبدون انسياق أعمى وراء تبريرات تجدد الميول السلطوية في عديد من الدول العريقة في تقاليد الديمقراطية. وحدي في البيت استعدت الإعلامية سوزان حرفي للتوجه للجنة الانتخابية مع فتح باب التصويت لكنها قررت التراجع في اللحظة الأخيرة كما اعترفت في «البديل»: ارتديت ملابسي، وكان قراري إبطال صوتي، انتظرت وصول مَّن تساعدني في أعمال المنزل؛ سألتها عن حال اللجان أبلغتني أن أمناء شرطة القسم في منطقتها يطرقون أبواب المنازل ويسألون الناس النزول للجان. صدمتني إجابتها، ففي مثل هذه المناطق يكفي ظهور البدلة «الميري» لتحدث الاستجابة فورا راضيا أو مكرها، بعدها حضرت أختي وكان مقررا أن نذهب سوية للجنة، حكت لي بدورها عن سيدة فقيرة اشتكت أنها ستذهب مرغمة، بعد تهديدها بغرامة عند استخراج أي من الأوراق الرسمية. وقصت لي وهي تضحك عن موظفي المحليات، وأوامرهم لأصحاب المحال بطبع دعاية تأييد للرئيس، وإلا أصابهم ما لا يطيقون من مخالفات واجبة الدفع! وأخذت تعدد ما رأته وسمعته وهي في طريقها، لم تكن تعلم أنها بذلك تبعدني خطوات عن الذهاب. المشاهد أخذت تتوالى، صديق يرسل صورا لخصومات 50٪ في ملاه وأسواق كبرى، شرط إثبات النزول والتصويت، وأخر يبعث فيديوهات لمسؤولين بوزارات ومصالح حكومية يأمرون الموظفين بالمشاركة والعودة بما يؤكدها! تراجعت عما نويت، وبقيت بالمنزل أتابع ما ينقله الإعلام. ماذا بعد؟ انتهينا من ماراثون الانتخابات الرئاسية في الداخل والخارج في ظل ظروف وتحديات داخلية وإقليمية ودولية يصفها محمد سمير في «اليوم السابع» بأنها في غاية التعقيد والصعوبة، ويعلمها القاصي والداني، أرجو من الله جل وعلا أن ينير بصيرتنا جميعا لإدراك أهمية العمل المطلوب من كل منا «حكومة ومواطنين» خلال الفترة الرئاسية المقبلة، لأن حجم التحديات والمخاطر الحالية والمستقبلية التي تحيط ببلادنا الغالية على كل المستويات لن يتواءم معها على الإطلاق إلا العمل بفكر مهني خلاق، ويعطي كل ذي حق حقه، مع الإصرار على توفير بيئة عمل تتميز بالعدل الشديد والانضباط الصارم، لكي نستطيع تحقيق قفزات تنموية واسعة، ومعدلات إنتاجية فائقة نعوض بها ما فاتنا لسنوات طويلة لأسباب لا تخفى على أحد. وفي هذا الصدد، أرجو أن نحول جميعا شعارنا الأشهر «تحيا مصر» إلى منظومة عمل متكاملة قوامها روح الجد والإتقان والتحلي بالمثل والقيم والخلق الرفيع، لأن مصر لن تحقق أبدا كل ما نتمناه لأنفسنا ولأبنائنا ولأحفادنا إلا إذا حولنا الشعارات الكثيرة التي تجري على ألسنتنا طول الوقت، إلى عمل دؤوب يماثل قرينه في الدول المتقدمة بل ويتفوق عليه. ليس وهما لم تعد صفقة القرن وهما أو خيالا، ولا أماني أو أحلاما، ولا هي كما يردد مصطفى يوسف اللداوي في «الشعب» هرطقات عجوز أو حسابات تاجر هرم، كما لم تعد مجرد أفكار ومجموعة تصورات، ولا مبادرات ومساعي حلول، بل غدت خططا ومشاريع، وخرائط ورسومات، وحدودا وحكومات، ووقائع وحقائق، وعما قريب سيتم الإعلان عنها رسميا، والكشف عن بنودها فعليا، ولن تعود غامضة أو سرية، بل ستكون علنية وصريحة، وسينشغل العالم بها وستخضع المنطقة كلها لها، وسيعمل حكام المنطقة عبيدا فيها وخدما لسيدها، وسيعبدون الطريق أمامها وسيذللون العقبات من طريقها، ولن يقوَ أحدٌ منهم على الوقوف ضدها، بل سيخضعون الرافضين لها وسيعاقبون المناوئين لها، وسيضيقون على المعارضين لها حتي يقبلوا بها، أو ينسحبوا من الميدان ويتركوا الساحة السياسية لغيرهم ممن ينسجم معهم ويقبل، ويخضع لهم ويخنع، ويسلم بتصوراتهم ويتبع. انتهى الوقت الممنوح لمختلف الأطراف عدا الفلسطينيين الرافضين لها بالمطلق، والمعارضين لها بمختلف توجهاتهم السياسية وانتماءاتهم الحزبية والتنظيمية، للتعديل عليها، أو لتبديل بعض بنودها، أو لإبداء الرأي في مختلف جوانبها، ولم يبق إلا الإعلان عنها رسميا، والمباشرة في فرض تنفيذها عمليا، وإكراه الأطراف على القبول بها، ويبدو أن دول المنطقة كلها باتت تترقب خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي سيخصص لها، وفيه سيتم الإعلان الرسمي عنها. وقد كان من المقرر أن يعلن عنها يوم الثاني عشر من شهر مارس/آذار، ولكن الإعلان أرجئ ولم يلغَ، وتأخر ولم ينسَ، وتنتظره بعد الخطاب مرحلتان مهمتان لهما دور كبير في خطته، الأولى القمة العربية التي ستبارك الصفقة، والثانية زيارته للكيان الإسرائيلي في ذكرى النكبة لافتتاح سفارة بلاده في مدينة القدس المحتلة. البديل الفناء نبقى مع مصطفى يوسف اللداوي في «الشعب» حيث يرى أن المعروض على الفلسطينيين اليوم أمران لا ثالث لهما، ولا خيار أمامهم في غيرهما، فإما القبول بهذه الصفقة المبهمة الغامضة الغريبة العجيبة المجحفة الظالمة، مقابل رغد العيش ورفاهية الحياة، واتساع الأرض، وحرية العمل والتجارة، وانتعاش الحياة الاجتماعية ودوران عجلة الاقتصاد المحلية، وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم من كهرباء دائمة ومياه شرب نقية، وبنى تحتية جيدة، وخدماتٍ مدنية على مدى الساعة، وحرية سفر وانتقال، وجواز سفر مقدر، واعتراف دولي بكيانهم الجديد ودولتهم العتيدة، وعلاقات حسنة مع الجوار العربي المحيط ودولة الكيان، ومع الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا مجتمعة، ومعها سلة أخرى من تقديمات حسن النوايا الإسرائيلية، كالإفراج عن الأسرى والمعتقلين، وإعادة جثت الشهداء وكشف اللثام عن المفقودين وتسليم رفاتهم، والسماح بالعمالة الفلسطينية بالعمل في سوق العمل الإسرائيلي في مختلف قطاعات البناء والزراعة والمعامل والمصانع وغيرها. أما الخيار البديل للقبول والموافقة، والسير في طريق تصفية القضية الفلسطينية وإنهائها، ووضع حل نهائي وأبدي لها، بما يرضي «الشعب اليهودي» كله، وبما يحقق الأمن المطلق والدائم للإسرائيليين داخل حدود كيانهم الجديد، فإنه السحق الكامل والحصار الدائم والتجويع المطلق، والشطب الكلي من على الخارطة السياسية. أوهام إماراتية يوم الثلاثاء الماضي، فاض كأس الصبر في الصومال حيال ما اعتبرته انتهاكات إماراتية متكررة لسيادة البلاد والقرارات الأممية المتعلقة بها، فلم يعد بد من أن ترفع مقديشو شكواها عبر مندوبها في الأمم المتحدة، إلى المجموعة الدولية طالبة التدخل لإيقافها. وتتضمن الانتهاكات الإماراتية في الصومال حسب خالد عبد المنعم في «مصر العربية» عقد اتفاقات اقتصادية وإقامة شراكات عسكرية مع جهات يعتبرها الصومال فاقدة للشرعية، وقال المندوب الصومالي في الأمم المتحدة، أبوكار عثمان، إن ما تفعله أبو ظبي يضرب بالقرارات الأممية عرض الحائط، ويصب مزيدا من الزيت الحارق على أوضاع أمنية وسياسية مضطربة في بلد منهك أصلا بالنزاعات الداخلية، مستنكرا الانتهاكات الإماراتية لقرارات مجلس الأمن الخاصة بالصومال التي وثقها تقرير لجنة العقوبات الخاصة ببلاده، وأضاف إن ما تتعرض له بلاده «احتلال» إماراتي. وأوضح المندوب أنه «قبل عامين وقعت دولة الإمارات العربية المتحدة اتفاقية مع السلطات الإقليمية لأرض الصومال لإنشاء قاعدة عسكرية إماراتية في بربرة دون موافقة الحكومة الاتحادية الصومالية. وأكد فريق الخبراء التابع للجنة العقوبات الخاصة بالصومال وإريتريا في تقريره السنوي الأخير، أن بناء المرافق الجديدة مستمر، وأن إنشاء القاعدة بما يعنيه ذلك من نقل مواد عسكرية إلى الإقليم سيشكل انتهاكا لحظر الأسلحة المفروض على الصومال». ومقابل التواجد الإماراتي في القاعدة الصومالية «صوماليلاند»، ستدرب أبو ظبي الجيش والشرطة في الإقليم الانفصالي، الصفقة كشف عنها رئيس الإقليم، موسى بيحي عبدي، وتوقع إكمال الاتفاق بين الطرفين خلال شهرين، أي في شهر مايو/ايار المقبل. الصفقة الإماراتية مع الإقليم الانفصالي في الصومال، تنتهك مبدأ السيادية الصومالية، المخطط الإماراتي في الصومال لا يختلف عن اليمن؛ فآلية التقسيم المتبعة في الصومال تجاوزت الخطوط الحمراء. البحث عن أغنية يشعر فاروق جويدة بكثير من الأسى لغياب الأغاني الوطنية، وأكد في «الأهرام»: حين نراجع الأحداث الكبرى التي عاشها المصريون سوف نجد «بلادي بلادي» وقد تحولت إلى النشيد الوطني، وسوف نجد سلسلة أغنيات أم كلثوم وعبد الوهاب عن مصر «وقف الخلق»، و«مصر نادتنا فلبينا نداها»، وأغنيات أخرى «للنيل أنا»، و«حبيبى يا نيل نلنا أمانينا»، و«النهر الخالد»، وأغنيات الثورة في مرحلتها الأولى مثل «بالأحضان»، و«صوره» وكل هذه الإبداعات الرفيعة. أنظر الآن للساحة وتمر الأحداث الكبرى دون أن تبقى في وجدان المصريين كلمة أو لحن أو أداء جميل يذكرنا بهذه المناسبات العزيزة علينا. إنها إنتاج معلب سريع لا جهد فيه ولا إحساس وحين تتدفق هذه الأغنيات على الشاشات مع صور مزعجة في أحيان كثيرة فهي لا تترك أثرا أمام الصخب والضجيج وسطحية المشاعر وهشاشة الكلمات وعبثية الألحان. لم تشهد الأحداث الكبرى في مصر خلال السنوات الماضية إبداعا يتناسب مع أهمية هذه الأحداث حتى تلك اللحظات التي خرجت فيها الجماهير لم يخرج منها إبداع يتناسب مع قدسية الدماء التي سالت والأرواح التي ضحت. إن هناك أسبابا كثيرة وراء ذلك كله. أول هذه الأسباب هي المشاركات الفنية التي دفعتها مصالح ولم تكن بدافع وطني صادق. إنها صفقات سريعة يكتبها المؤلف في لحظات ويلحنها الموسيقي في دقائق ويقرأها المطرب وهو يسجلها في الأستوديو بدون أن يحفظ كلماتها. إنها إنتاج سريع شبه الأشياء المعلبة وسندوتشات التيك أواي، ولهذا يبقى تأثيرها محدودا للغاية. ولنا أن نتصور كلمات كان يكتبها شوقي أو حافظ إبراهيم أو محمود حسن إسماعيل ويلحنها السنباطي أو عبد الوهاب وينطلق بها صوت كوكب الشرق. مصر في عهدة السيسي مجددا واتهامات لمنظمات حقوقية بتشويه العملية الانتخابية بإصدار بيانات كاذبة حسام عبد البصير |
تضارب الأنباء حول مصير «جيش الإسلام» في دوما في الغوطة واستمرار رحلات عذاب المهجرين إلى الشمال Posted: 30 Mar 2018 02:24 PM PDT دمشق – «القدس العربي» : نفى المتحدث باسم اركان جيش الإسلام «حمزة بيرقدار صحة أي اتفاق يقضي بإخراج جيش الإسلام من مدينة دوما، وقال «لا زال موقفنا واضحاً وثابتاً وهو رفض التهجير القسري والتغيير الديموغرافي لما تبقى من الغوطة الشرقية» وذلك رداً على نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف الذي قال ان الاتصالات مع مسلحي «جيش الإسلام» متواصلة من خلال الرسائل، والهاتف، وكذلك اللقاءات، وقد أحرزنا تقدماً حقيقياً في مسألة خروجهم من الغوطة الشرقية» مضيفاً انه من المقرر أن يتم التطرق خلال قمة أنقرة إلى تفاصيل مناطق خفض التصعيد وسيكون الهدف هو القضاء على «داعش» وجبهة «النصرة»، وكيف سيساعد ذلك في حل المواضيع الأخرى بما في ذلك الإنسانية. رئيس دائرة العمليات العامة بهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية سيرغي رودسكوي، قال امس الجمعة انه» تم الاتفاق مع قادة التشكيلات المسلحة غير الشرعية حول انسحاب المسلحين مع أفراد عائلاتهم من مدينة دوما في وقت قريب، علماً أن 28.4 ألف من المدنيين خرجوا من دوما عبر الممر الإنساني في مخيم الوافدين منذ بدء تشغيل الهدنة الإنسانية في الغوطة الشرقية، كما أنه من المقرر إتمام انسحاب التشكيلات المسلحة غير الشرعية من منطقتي عربين وجوبر طيلة يومي الجمعة والسبت، وقد غادر هذه المنطقة حتى الآن 31 ألفاً و915 شخـصاً». كما نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن هيئة الأركان العامة للجيش الروسي القول إنها توصلت لاتفاق مع المعارضة في دوما يقضي بانسحابهم دون أن تحدد الوجهة، وذكر التلفزيون الرسمي للنظام السوري «أن هناك معلومات أولية عن قرب التوصل لاتفاق يقضي بخروج جيش الإسلام من دوما إلى محافظة إدلب في شمال غرب البلاد». لا تتنافى المحلل السياسي محمد العطار من دمشق رأى في لقاء مع «القدس العربي» ان التصريحات الروسية لا تتنافى بشكلها العام مع تصريحات القيادي لدى جيش الإسلام محمد علوش، الذي أكد عدم فشل المفاوضات مع الجانب الروسي، خلال تصريحات صحافية له أمس، ونفى فشلها، مشيراً إلى التوصل إلى اتفاق اولي وسط استمرارها برعاية أممية، وبرز ذلك في قوله «المفاوضات لا تزال قائمة ولا تتضمن بأي حال فكرة خروج الجيش بشكل كامل من دوما…. المفاوضات قائمة من اجل البقاء أو الخروج بحل وسط» وهذا يعني التطرق إلى خروج جزء من جيش الإسلام من مدينة دوما. وبيّن استنادا إلى مصادر خاصة من داخل التشكيل المعارض، ان جيش الإسلام يرفض تهجير كامل أهالي المدينة وكامل عناصره مع عائلاتهم وتطبيق سيناريو القطاع الأوسط ومدينة حرستا، كما انه مجبر في النهاية على تقديم التنازلات والتي قد تقضي بخروج قيادات الصف الأول والثاني لدى التشكيل المعارض مع عائلاتهم إلى القلمون او درعا او مناطق سيطرة قوات «درع الفرات» التي تدعمها انقرة، مع المحافظة على أهالي المدينة دون اجبارهم على الاجلاء وسط عقد صفقة تسوية عامة، مقابل ما يملك جيش السلام من أوراق قوة تتمثل بالاسرى والأسلحة الثقيلة. القافلة السادسة وبخصوص تهجير مدنيي الغوطة الشرقية فقد ناهز تعداد مهجريها نحو 30 ألف شخص بينهم أكثر من 15 ألف مدني معظمهم نساء وأطفال، فيما كانت قد وصلت امس الجمعة القافلة السادسة من مهجري الغوطة إلى مدينة قلعة المضيق بريف حماة الشمالي، وضمت في دفعتها الأولى من 65 حافلة أقلت نحو 3390 شخصاً. فيما وصل مساء الجمعة نحو 3600 شخص ضمن 62 حافلة أخرى في الدفعة الثانية، وتعتبر القافلة السادسة اكبر قافلة لمهجري الغوطة من حيث العدد، وضمت نحو 7000 شخص. وبدأ الاتفاق الأخير بتهجير مدنيي وعسكريي الغوطة الشرقية بعد الهدنة المبرمة في التاسع عشر من شهر شباط /فبراير/ الفائت بين موسكو والمعارضة، في اعقاب حملة عسكرية هي الأعنف من نوعها، وضعت لها وسيا ترسانة عسكرية ضخمة، مستخدمة قوات النظام وميليشيات إيران في الحملة البرية، بينما غطت مقاتلاتها الحربية المعارك من الجو. وحسب مصادر عسكرية مطلعة من الغوطة الشرقية فإن إيران حشدت الكثير من ميليشياتها الطائفية لمساندة قوات النظام وميليشياته المحلية في حملة، التي انتهت الحملة بإجبار المعارضة المسلحة على تسليم بلداتها مقابل وقف اطلاق النار، والسماح لمقاتليها بالخروج مع عائلاتهم المدنيين من رافضي مصالحة النظام إلى الشمال السوري. تضارب الأنباء حول مصير «جيش الإسلام» في دوما في الغوطة واستمرار رحلات عذاب المهجرين إلى الشمال بينما رأى محلل سياسي لـ «القدس العربي» تقارباً بين تصريحات موسكو وعلوش هبة محمد |
مظاهرات في ألمانيا من أجل تصدير السلاح ودعوات مسيحية إلى التآخي مع المسلمين في عيد الفصح Posted: 30 Mar 2018 02:23 PM PDT برلين ـ «القدس العربي» : بدأ نشطاء السلام في ألمانيا أمس الجمعة مظاهرات عيد القيامة التقليدية، حيث قام أكثر من 200 شخص بمسيرة عبر مدينة كيمنتس الواقعة شرقي البلاد. وقال رئيس مكتب السلام الدولي، راينر براون، خلال مظاهرة عند مبنى البلدية في المدينة: «ندعو إلى نزع السلاح من أجل الحياة والمستقبل والمناخ والبيئة». ومن المقرر تنظيم أكثر من 100 مظاهرة ومسيرة ووقفة احتجاجية ومحاضرة في إطار فعاليات مسيرات عيد القيامة يوم الاثنين المقبل. وفي خضم جدل أثاره وزير الداخلية الألماني، هورست زيهوفر، بعد تصريحات قال فيها إن «الإسلام لا ينتمي لألمانيا»، ما أثار انتقادات كبيرة دفعت المستشارة أنغيلا ميركل، للتأكيد في أكثر من مناسبة على عكس ذلك. دعا الكاردينال «راينهارد ماركس»، الممثل الأعلى للكنيسة الكاثوليكية في ألمانيا، المسيحيين إلى التواصل مع المسلمين في عصر «يشهد تسلحًا لفظيًا وعسكريًا وسياسيًا». وفي «عظة جمعة الآلام» في مدينة ميونخ، جنوبي ألمانيا، الجمعة، قال ماركس، الذي يشغل منصب رئيس مؤتمر الأساقفة الألمان (غير حكومي ويضم كافة الأساقفة الكاثوليكيين في ألمانيا)، إنه «يجب على المسيحيين أن يقولوا لا للعنف». وأضاف: «يجب أن يدينوا الهجمات على الكنائس أو المعابد أو المساجد»، وذلك حسب ما نقلت مجلة «دير شبيغل» الألمانية (خاصة)، على موقعها الإلكتروني. وتابع ماركس: «على المنتمين للعقيدة المسيحية السير في طريق نبذ العنف، والتعامل بحب مع المنتمين لديانات أخرى أو أولئك الذين لا ينتمون لأي دين». وقال أيضًا: «يجب التواصل مع المسلمين». وأنه «بدون صداقة وتقارب وتآخي وانفتاح على الآخرين، لن يكون هناك فهم مشترك أو تصالح أو مجتمع، بل سيكون هناك سوء فهم وخوف وعنف». وقال في هذا الاطار: «يبدو لي أننا الآن في عصر التسلح اللفظي والسياسي والعسكري (..) الناس يريدون صنع السلام عبر الحصول على مزيد ومزيد من السلاح». وتساءل: «إلى أين سيقودنا هذا الفكر؟.. لا أستطيع فهم هذا المنطق». وكان مكتب استعلامات مسيرات عيد الفصح، أن الفعاليات الأولى شهدت اتجاها تصاعديا طفيفا، ربما كرد فعل على صادرات الأسلحة الألمانية إلى تركيا والعملية العسكرية التركية ضد الأكراد في شمال سوريا. ولا يزال عدد المشاركين هذا العام أقل بكثير من المشاركات التي بلغت ذروتها في أوائل ثمانينات القرن الماضي. وفي سياق متصل اعتقلت السلطات الألمانية أربعة سوريين للاشتباه بتورطهم في محاولة قتل وتخريب وهجوم بالقنابل ألحارقة على مصلى يؤمه مسلمون اتراك، وفقا لما ذكرته الشرطة الالمانية وأدى الحادث الذي وقع في مدينة اولم جنوب البلاد في 19 اذار/ مارس إلى اضرار مادية فقط، ولم يصب الأشخاص الثمانية الذين كانوا داخل المصلى وقت الهجوم بأذى، حسبما افادت الشرطة المحلية في بيان مشترك مع النيابة العامة في شتوتغارت. واعتقلت الشرطة المشتبه بهم وتتراوح اعمارهم بين 18 و27 عاماً. واعترف أحد الرجال بمشاركته في الحادثة، حسب البيان. وتعرضت العديد من المصليات والمراكز الثقافية والمتاجر التي يرتادها الأتراك الذين يعيشون في المانيا، إلى سلسلة هجمات في الأسابيع الأخيرة وسط توتر بشأن هجوم انقرة ضد المقاتلين الأكراد في عفرين. وفي وقت سابق من الشهر الحالي، دانت الجالية التركية في المانيا تلك الهجمات والدعوات على مواقع التواصل الاجتماعي للشباب الأكراد بارتكاب «أعمال عنف ضد المؤسسات التركية». مظاهرات في ألمانيا من أجل تصدير السلاح ودعوات مسيحية إلى التآخي مع المسلمين في عيد الفصح علاء جمعة |
آيزنكوت: كل شيء يستخدمه «حزب الله» في لبنان سيُدمّر ولا حصانة لمدنييه Posted: 30 Mar 2018 02:23 PM PDT بيروت – «القدس العربي»: أشار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي آيزنكوت إلى ان «الجيش الإسرائيلي سينجح في تجنيد وحداته الاحتياطية بسرعة وبفعالية في الحرب المقبلة على لبنان و«حزب الله»»، مضيفاً «لا يمكن مقارنة شيء من قدرات الجيش الإسرائيلي بما كان في 2006، في مهاجمة الأهداف، في الدفاع ضد الصواريخ، في الاستخبارات». وأشار إلى أنّ «الجمع بين القدرات المتطورة جوياً واستخبارياً وتكنولوجياً في البر والبحر سيمكّن الجيش الاسرائيلي من الانتصار في سيناريو حرب مع «حزب الله» التي يمكن أن تنزلق من لبنان إلى الجبهة السورية أيضاً»، وفي لقاءات عدة مع صحف إسرائيلية لفت آيزنكوت إلى أنّ «لدى الجيش الإسرائيلي بنك أهداف يقدّر بالآلاف» موضحاً أنّ «القدرة الهجومية له باتت سبعة أضعاف ما كانت عليه في عدوان تموز 2006»، معتبرا ان «الإسرائيليين لا يفهمون عمق وخطورة تهديد الصواريخ من الشمال خلال الحرب». وأضاف ان «إسرائيل مضطرة لمواجهة حالة طوارئ على مدى أسابيع معدودة وأنّ الواقع في الجبهة الداخلية سيكون أصعب مما كان عليه في حرب لبنان الثانية وأنّ «عدو إسرائيل» شخّص نقطة ضعفها في الجبهة الداخلية وستكون هدفاً له». واضاف «من الصحيح أن نطلب من لبنان تحمل المسؤولية كدولة عما يجري في أراضيها وأنا أؤيد الرأي القائل بأنه إذا اقتضى الأمر، سنهاجم أعداءنا في لبنان»، لافتاً إلى ان «هناك ضربة فتاكة ل«حزب الله» في كل لبنان، وفي بيروت على وجه الخصوص. من خط الزهراني إلى الجنوب منه هناك 240 مدينة وبلدة وقرية شيعية فيها مواقع ل«حزب الله». سيكون هناك الكثير من الدمار في هذه المناطق. كل شيء يستخدمه «حزب الله» في لبنان سيُدمّر. سندمّر عشرات الأبراج في بيروت يقيم فيها عناصر «حزب الله»، وهذه ستكون صورة الدمار التي لن ينساها أحد في المنطقة. إذا كانت هناك حرب أخرى في لبنان، سنضرب أهداف «حزب الله»، ولن نمنح الحصانة للمحيط المدني». وعلق على حادثة إسقاط الدفاعات الجوية السورية لطائرة F16 الإسرائيلية معتبرا ان «التصميم السوري الجديد ينبع من التفوق الذي حققه الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب في سوريا ومن الجهد الإيراني لتعميق الوجود العسكري في سوريا كجزء من رؤيتهم البعيدة المدى».وتطرّق آيزنكوت إلى دعم إيران ل«حزب الله» وقال إن طهران تحاول الدفع قدماً بتعزيز قدراته الصاروخية وتحسين الدفاعات الجوية للحزب، مهدداً بأن إسرائيل «لن تسمح» لـ «حزب الله» بالحصول على «أسلحة متطورة» وتعمل بصورة مكثفة لمنع نقل هذه القدرات إلى لبنان وأهم تهديد عسكري على دولة إسرائيل يأتي من الجبهة الشمالية، مثلث إيران – سوريا – لبنان». آيزنكوت: كل شيء يستخدمه «حزب الله» في لبنان سيُدمّر ولا حصانة لمدنييه |
خطة السلام ما زالت سارية المفعول Posted: 30 Mar 2018 02:22 PM PDT بعد أربعة أشهر على خطاب الرئيس الأمريكي ترامب حول القدس وقبل شهر ونصف من احتفال نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، فإن شخصيات رفيعة في الادارة الامريكية تصر على أن خطة السلام لادارة ترامب ما زالت ذات صلة رغم أن الفلسطينيين يقاطعونها. في البيت الابيض يقولون إن الأزمة التي نشأت بين إدارة ترامب والفلسطينيين في أعقاب خطاب الرئيس في شهر كانون الأول/ديسمبر لم تفاجئهم. في الفترة التي سبقت الخطاب أجرى صهر الرئيس، جارد كوشنر، ومبعوثه الخاص في المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية جيسون غرينبلاط، عدداً من المحادثات مع دبلوماسيين رفيعي المستوى وصحافيين وخبراء في السياسة الخارجية في واشنطن، وقالوا إن الغضب الفلسطيني على الخطاب سينسى مع مرور الوقت والمفاوضات ستتجدد بنجاح. «لقد شرحوا بالضبط كيف يسير ذلك»، قال للصحيفة مصدر تلقى مكالمة هاتفية من البيت الابيض قبل يوم من خطاب ترامب وطلب عدم الكشف عن إسمه بسبب حساسية المسألة. «لقد كانت لديهم خطة. وشرحوا أنه في المدى القريب سيخلق الخطاب صعوبات، لكن على المدى البعيد سيسهل ذلك عليهم استئناف المفاوضات». مصدر آخر تلقى في حينه مكالمة توجيهية من البيت الابيض قال للصحيفة إن «هم لم يقولوا ذلك بصورة واضحة، لكن كان يمكن الفهم من بين السطور أنه حسب رأيهم فإن الاعتراف بالقدس يزيد احتمال تقديم تنازلات مستقبلية من جانب اسرائيل. أعتقد أنهم حقاً اعتقدوا أن هذا الخطاب سيتبين أنه أمر إيجابي للعملية السلمية». عمليا، بعد أربعة أشهر على خطاب ترامب كانت هناك فترة جمود سياسي. الفلسطينيون الذين عبروا عن التفاؤل الحذر بخصوص استئناف العملية السلمية، استبدلوا هذه المقاربة بمقاطعة غاضبة للادارة. شخصيات رفيعة اسرائيلية وفلسطينية ممن تحدثوا مع هآرتس وصفوا خطاب ترامب بحدث ابتلع الانظار وجعل الرئيس الفلسطيني محمود عباس يفقد الثقة بالادارة. على وشك الانتهاء في البيت الابيض يصرون على أن المقاطعة الفلسطينية والشك المتزايد في الاوساط الدبلوماسية في العالم بخصوص احتمال نجاح مبادرة السلام الامريكية، لا تؤثر على عمل «طاقم السلام» برئاسة كوشنر وغرينبلاط. في الاسبوع الماضي كرّس كوشنر أمسيتين لمحادثات مطولة في الموضوع مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. قبل أسبوع من ذلك عقد كوشنر وغرينبلاط مؤتمراً دولياً في البيت الابيض حول قطاع غزة، شارك فيه ممثلون من إسرائيل ومن 19 دولة أخرى منها دول عربية كثيرة. الفلسطينيون تمت دعوتهم لكنهم اختاروا عدم المشاركة. «نحن منطقيون. لم نقل في أي يوم إن هذا سيكون سهل التحقق»، قال للصحيفة مصدر كبير في البيت الابيض. وحسب اقواله، ما زالوا في الادارة يعملون على خطة السلام. وفي الاسابيع الاخيرة جاءت تقارير تفيد بأنها على وشك الاستكمال. لا يوجد للادارة بعد جدول زمني للاعلان عن الخطة. من بين الاعتبارات التي ستؤثر على موعد النشر: الوضع السياسي في اسرائيل والوضع الامني في غزة والضفة الغربية وردود العالم العربي على قرار ترامب المتوقع بالانسحاب من الاتفاق النووي مع ايران. وما زالوا في الادارة يأملون بإقناع الفلسطينيين بالعودة الى العملية السلمية، لكنهم لا يستبعدون احتمال نشرها أيضاً بدون تدخل فلسطيني مباشر. الفلسطينيون يقولون منذ شهرين إن الامريكيين يتبنون بصورة كاملة موقف نتنياهو بخصوص الصراع، وسيعلنون عن خطة تناسب تماما كل طلباته وتكون غير مقبولة على أي زعيم فلسطيني يريد البقاء. المصدر الكبير في البيت الابيض قال إن هذه الادعاءات غير دقيقة: «لقد قلنا منذ بداية الطريق بأننا لا نريد فرض الاتفاق على أي طرف، نحن نبحث عن برنامج منطقي يمكن تسويقه للجمهور في الطرفين. اذا كان البرنامج قابل للتسويق فقط لطرف واحد فما الفائدة من كل هذه الجهود؟». وأضاف المصدر بأن الطرفين سيكون مطلوبا منهما تقديم تنازلات صعبة، وأنهم في الادارة يعتقدون أنه «مطلوب اتفاق يستطيع الطرفان أن يقولا بشأنه «أنا لا أحب كل ما هو وجود فيه، لكن هذه خطة منطقية» «. مصدر آخر في الادارة يشارك في وضع الخطة قال للصحيفة «لو لم نكن جديين بخصوص التوصل الى خطة تعتبر منطقية من قبل الطرفين لما استثمرنا فيها كل هذا الوقت والجهد الذي استثمرناه حتى الآن. لا يوجد سبب لاستثمار كل هذه الجهود الكبيرة في أمر اذا كان احتمال نجاحه معدوما». شخصيات اسرائيلية رفيعة لها علاقات متواصلة مع الطاقم الامريكي وصفت أمرين مركزيين سيصعبان على الفلسطينيين الموافقة على الخطة التي تبلورها الادارة. الأول هو ما سيبدو كانعدام ثقة أساسي من الجانب الامريكي بامكانية إخلاء المستوطنات في المستقبل المنظور، والميل الى الاكتفاء بخطة أساسها الامتناع عن توسيع المستوطنات. مقاربة كهذه عبر عنها السفير الامريكي في اسرائيل ديفيد فريدمان في محادثة مع زعماء يهود – أمريكيين في الشهر الماضي. الثاني هو السيطرة الامنية في الضفة. في اسرائيل يقدرون أن الامريكيين وافقوا بشكل كامل على افتراض نتنياهو الاساسي بأنه لا توجد سبل أخرى للحفاظ على المصالح الامنية بعيدة المدى لاسرائيل بدون سيطرة عسكرية اسرائيلية على كل المنطقة التي تقع في غرب نهر الاردن. بالنسبة للفلسطينيين فإن سياسة كهذه معناها استمرار الاحتلال، حتى لو تم بذل الجهود لتقليص الصورة اليومية له. تجدر الاشارة الى أنه لا توجد مصادقة رسمية من الجانب الامريكي على أن هذه الافكار ستكون مشمولة في الخطة. في البيت الابيض نفوا في الاشهر الاخيرة جزءاً كبيراً مما نشر حول مركبات الخطة. ولكن اذا نشرت الادارة خطة لا يوجد فيها اخلاء للمستوطنات، وفي المقابل يوجد فيها استمرار للوجود العسكري الاسرائيلي في كل مناطق الضفة، فإن الفلسطينيين سيعتبرون ذلك استمراراً للوضع القائم، وبالتأكيد سيرفضونه تماما. مصادر اسرائيلية رفيعة المستوى مطلعة على المحادثات مع الطاقم الامريكي، قالت إن الخطة ستتضمن ايضا عناصر لا يرغب نتنياهو في الموافقة عليها مثل الاعلان عن أبوديس كعاصمة لفلسطين، أو خطة معينة بشأن تجميد البناء خارج الكتل الاستيطانية. في الادارة نفوا في السابق بعض ما نشر بشأن أبوديس كعاصمة لفلسطين. ولكن الشخصيات الاسرائيلية رفيعة المستوى قالت للصحيفة إن الفكرة بحثت حقا. في الادارة يصفون كل المواضيع التي تم التطرق اليها مؤخراً بشأن عناصر الخطة من قبل شخصيات رفيعة في اسرائيل وفي السلطة الفلسطينية على أنها تخمينات وتوقعات ولا تصفها تماما. في الادارة يقولون إن عدداً قليلاً من الاشخاص خارج البيت الابيض، مطلعون على الخطة. وفي ما يتعلق بالمستوطنات فإنهم في الادارة يتمسكون منذ أكثر من سنة بالخط الذي يقول إن «البناء غير المنضبط» في المستوطنات «لا يفيد العملية السلمية»، لكنهم نفوا كل ادعاء بشأن سياسة واضحة ومفصلة أكثر حول هذا الامر. المصادر الاسرائيلية تقدر أنه اذا تضمنت الخطة حقاً عناصر غير مريحة لنتنياهو فهو سيفضل تأجيل وتأخير الرد عليها، على أمل أن يرفضها الفلسطينيون ويوفرون عليه مواجهة محتملة مع المصوتين لحزبه وشركائه في الائتلاف. في الطرف الفلسطيني فإن خطاب ترامب والاعلان بأنه «رفع القدس عن طاولة المفاوضات»، أدت الى إعادة الاهتمام بالفكرة التي طرحت عدة مرات في السابق وهي تشكيل جسم دولي يحل محل الامريكيين كوسيط في النزاع. الفلسطينيون لم يعودوا يعتبرون ادارة ترامب وسيطاً نزيهاً، لكنهم يرسلون اشارات بأنهم سيكونون مستعدين لقبول الولايات المتحدة كعضو في الجسم الدولي الذي يضم دولاً أخرى أيضاً. في هذه الاثناء، من يقوم باحباط احتمال كهذا هم كما يبدو الامريكيون الذين يريدون أن يعرضوا خطتهم قبل فحص انزال شركاء آخرين الى الملعب. ذخر في العالم العربي في الادارة الامريكية كانوا راضين في الشهر الماضي عن أن عبد الله ملك الاردن قال إنه رغم انتقاده لترامب بشأن القدس، إلا أنه يعتقد أنه لا يوجد بديل للقيادة الامريكية في العملية السلمية. شخصيات رفيعة المستوى في اسرائيل وفي السلطة الفلسطينية قالت إن الاعتراف بالقدس أضر باستعداد الدول العربية، بما فيها السعودية، قيادة وتحقيق خطة السلام. لكنهم في البيت الابيض يرفضون هذه الادعاءات ويقولون إن علاقة ترامب مع زعماء الدول العربية هي ذخر لطاقم السلام في الادارة الامريكية. «هناك شبكة علاقات ممتازة للرئيس مع اللاعبين الاساسيين في العالم العربي»، قال مصدر رفيع المستوى في البيت الابيض. «العرب لم يحبوا إدارة أوباما. وفي ما يتعلق بالادارة الحالية، ربما لم يحبوا خطوة مثل الاعتراف بالقدس، لكنهم يعتبرون أن الرئيس هو شخص له كلمة. نحن نعرف أن دعمهم ماديا ومعنويا هو أمر ضروري لنجاح أي تسوية مستقبلية». مع ذلك، في الادارة لا يتوقعون من الدول العربية أن يقوموا بلي ذراع الفلسطينيين، ويدركون حدود تأثير العالم العربي في الموضوع الفلسطيني. حسين آيبيش، شخصية كبيرة في معهد ابحاث دول الخليج في واشنطن، قال للصحيفة في الاسبوع الماضي إنه يوجد دافع مهم لدول الخليج للتقارب مع اسرائيل، أساساً بسبب ايران. ولكن هذا لا يعني أنه يمكنها أن تفرض خطة سلام على الفلسطينيين». في هذا السياق قال مصدر كبير في الادارة للصحيفة إن الامور التي قالها السفير فريدمان في مقابلة مع الصحيفة الاسبوعية «اليوم السابع»، بخصوص امكانية أنه اذا لم يتعاون عباس مع الامريكيين فإن «شخصاً ما آخر سيقوم بذلك» تم اخراجها عن السياق. وحسب اقواله، فريدمان لم يقصد القول إن الادارة تفحص امكانية استبدال عباس أو تجاوز الفلسطينيين عن طريق العالم العربي. «لقد قصد أنه اذا عباس لم يرغب في العمل على اتفاق السلام، فانه في نهاية المطاف ستكون للفلسطينيين قيادة تريد حقا القيام بذلك»، قال المصدر. المشكلة هي أنه كي يوافق أي زعيم فلسطيني على العمل مع ادارة ترامب، فان خطة السلام للادارة يجب حقا أن تفاجىء وتكون وثيقة يمكن تسويقها للجمهور الفلسطيني. دبلوماسي غربي تم اطلاعه مؤخراً من قبل الادارة على جهود السلام قال إن «السؤال الحقيقي هو كيف يُعرفون «اتفاق يمكن تسويقه»، هل يفهمون حقا ما هو الضروري في هذه المرحلة من أجل أن يتمكن أي زعيم فلسطيني من العودة الى المفاوضات مع ترامب بعد كل ما حدث في الاشهر الاربعة الاخيرة؟». نتنياهو من ناحيته، قال مؤخراً في محادثات مغلقة إنه لم يشاهد بعد الخطة الامريكية أو الجدول الزمني لنشرها. مع ذلك قدر أن خطة سلام ما ستطرح في نهاية المطاف. «هؤلاء ليسوا الوسطاء العاديين»، شرح في إحدى المحادثات، «هؤلاء هم رجال أعمال لديهم أفكار إبداعية». في الجانب الفلسطيني أيضاً يعتقدون أن الوسطاء ليسوا «عاديين». حسب أقوال شخصية رفيعة في السلطة فان هذا ربما يكون لب المشكلة. أمير تيفون هآرتس 30/3/2018 خطة السلام ما زالت سارية المفعول تعتقد الإدارة الأمريكية أنه بعد الأزمة مع الفلسطينيين سيكون هناك تقدم نحو الحل صحف عبرية |
اردوغان يلوّح مجدداً بدخول سنجار… وواشنطن تشدد على التنسيق مع بغداد Posted: 30 Mar 2018 02:22 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أمس الجمعة، بدء الاستعدادات اللازمة من أجل شن عملية عسكرية في مناطق شمال سوريا وصولاً إلى الحدود مع العراق، فيما رجح دخول قواته إلى سنجار في أي وقت. وقال، في كلمة في مقر حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في العاصمة أنقرة، إن «بلاده بدأت الاستعدادات اللازمة من أجل تطهير عين العرب، وتل أبيض، ورأس العين، والحسكة، صوب الحدود العراقية من الإرهاب». وحول وجود حزب «العمال الكردستاني» في العراق، قال إن «سنجار مثلها مثل قنديل بالنسبة لنا، وسيستمر هذا حتى تطهيرها من حزب العمال والتنظيمات الإرهابية، ومن أجل ذلك يمكننا أن نذهب إلى هناك على حين غرة». وأضاف أن «إنهاء أنشطة منظمة (بي كا كا) الإرهابية في العراق وظيفة مشتركة لنا ولحكومة بغداد، ونحن منفتحون على العمل سوياً في هذا الموضوع». أما الولايات المتحدة الأمريكية، فجددت تأكيدها بأهمية أن تكون العملية المرتقبة في سنجار، بالتنسيق مع الحكومة العراقية الاتحادية. المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، هيذر نويرت، قالت في حديث للصحافيين إن بلادها «تتفهم القلق التركي من تواجد عناصر حزب العمال الكردستاني في إقليم كردستان والعراق». إلا إنها أكدت أن «أي عملية عسكرية تركية في سنجار يجب ان تكون بموافقة العراق وبالتنسيق مع الحكومة العراقية»، لافتة إلى أن «بلادها مطلعة على عدة تقارير بشأن وجود حزب العمال الكردستاني في سنجار». ميدانياً، كشف قائممقام سنجار محما خليل لـ«القدس العربي»، عن بدء حزب العمال الكردستاني بالانسحاب فعلياً من مدينة سنجار، معتبراً في الوقت ذاته «التهديدات» التركية بدخول المدينة بأنها «لا تخدم أحداً». وقال إن «هناك نوعا من الاستقرار في قضاء سنجار، بعد مجيء القوات الاتحادية إلى المنطقة»، لكنه أشار في الوقت عيّنه إلى وجود «خوف وترقب في المدينة». وأضاف: «حزب العمال الكردستاني أعلن انسحابه في وقت سابق، وبدأ بالفعل بالانسحاب من بعض المقار والنقاط والسيطرات التي كان يتواجد فيها بقضاء سنجار، لكن لا نعرف الجهة التي انسحب إليها»، مؤكداً الحاجة لـ»توقيتات محددة لانسحاب عناصر الحزب». وطبقاً للمسؤول المحلي، فإن «القوات الاتحادية من الجيش والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي، شغلت المواقع التي انسحب منها عناصر الحزب»، لافتاً إلى أن «الزيارة الأخيرة التي نفذها رئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول ركن عثمان الغانمي إلى سنجار، أعطت رسائل إيجابية». وعن التصريحات التركية المستمرة بشأن عزم الجيش التركي تنفيذ عملية عسكرية في سنجار، لضرب عناصر «الكردستاني»- التي تصفهم أنقرة بـ«إرهابيين»، تابع قائلاً: «لغة التهديد لا تخدم أحدا، كما لا تخدم تركيا نفسها». ونوه بأن «الدكتاتورية، ولغة الاستعلاء والاستكبار التي يتحدث بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لا يمكنها إخافة الشعب العراقي، بكوننا نمتلك علاقات جيدة مع دول العالم، التي وقفت معنا في قتالنا الإرهاب نيابة عن العالم». واعتبر أن «تهديد تركيا بالدخول إلى سنجار- المدينة المنكوبة، سينعكس سلباً على تركيا»، عازياً السبب في ذلك إلى أن «الأمريكان والدول العربية والحكومة الاتحادية والشعب العراقي وأهالي سنجار، لا يسمحون لتركيا بالقيام بهذا الفعل». وخاطب، أردوغان قائلاً: «نذكرك بأن العديد من الإرهابيين وعناصر تنظيم داعش كانوا ينطلقون من تركيا لتنفيذ عمليات في سنجار»، مبيناً إن «عناصر حزب العمال الكردستاني كانت لديهم عمليات جيدة، من خلال حماية الايزيديين في سنجار، وبعد انتهاء مخاطر التنظيم على المدينة، قرروا الانسحاب والخروج من سنجار، وهذا الأمر نراه إيجابياً». وختم خليل حديثه بالتأكيد على إنه «لا يوجد جندي تركي واحد في جغرافية سنجار، ولا على الشريط الحدودي العراقي». وسبق لوسائل إعلان محلية أن نقلت أنباءً عن مصادر وصفتها بـ«المطلعة»، أفادت باتفاق بين الحكومة الاتحادية والجانب التركي يلزم إقليم كردستان بضرب الكردستاني من قبل قوات البيشمركه، غير إن المسؤول الإيزيدي نفى علمه بهذه الأنباء أو امتلاكه معلومات بهذا الصدد. ووفقا لموقع «المعلومة»، فإن «أنقرة اتفقت مع بغداد لإبلاغ حكومة إقليم كردستان بضرب حزب العمال الكردستاني المتواجد على أراضي دهوك وسنجار خلال هذه الأيام»، لافتة إلى انه «في حال رفض الإقليم ضرب حزب العمال الكردستاني سيكون هنالك اتفاق بين أنقرة وبغداد حول دخول قواتها إلى سنجار لتنفيذ عمليات عسكرية». وطبقاً للمصدر فإن «الحكومة ستبلغ الإقليم بشأن ضرب حزب العمال الكردستاني المتواجد في الحدود مع تركيا والمناطق الأخرى كدهوك وقضاء سنجار خلال الأيام المقبلة»، مبينا إن «تركيا ستنفذ عمليات عسكرية في حال رفض الإقليم ضرب حزب العمال بموافقة الحكومة الاتحادية في بغداد». اردوغان يلوّح مجدداً بدخول سنجار… وواشنطن تشدد على التنسيق مع بغداد |
ترامب: سنسحب قواتنا من سوريا «قريباً جداً» والخارجية الأمريكية تنفي Posted: 30 Mar 2018 02:21 PM PDT ريتشفيلد (أمريكا) – أ ف ب: أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ان القوات الأمريكية ستنسحب من سوريا «قريباً جداً»، وعبر عن اسفه لما اعتبره تبديد واشنطن سبعة تريليونات دولار في حروب الشرق الأوسط. وفي خطاب شعبوي امام عمال صناعيين في أوهايو، قال وسط تصفيق حار ان قوات بلاده باتت قريبة من تأمين كل الاراضي التي سيطر عليها في الماضي تنظيم «الدولة». بينما أكدت قوات سوريا الديمقراطية «قسد» التي تدعمها الولايات المتحدة أمس إنها لم تُبلغ بأي خطة للانسحاب. واضاف «سنخرج من سوريا في وقت قريب جدا. فلندع الآخرين يتولون الاهتمام بها الآن». ولم يحدد ترامب مَن يقصد بـ «الآخرين» الذين يمكن ان يتولوا امر سوريا، لكن لروسيا وايران قوات كبيرة في سوريا دعما نظام بشار الاسد. وكرر ترامب القول «قريبا ً جداً، سنخرج من هناك قريباً جداً. سنسيطر على مئة بالمئة من الخلافة كما يسمونها – في بعض الاحيان يقولون انها «أرض» – سنأخذها كلها بسرعة». واضاف «لكننا سنخرج من هناك قريبا. سنعود إلى بلدنا الذي ننـتمي اليـه ونريـد ان نـكون فـيه». ورداً على سؤال طرحه صحافي في وقت لاحق عما إذا كانت على علم بأي قرار بانسحاب من سوريا، قالت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية هيذر نويرت «لا لا علم لي. لا». وتنشر الولايات المتحدة أكثر من الفي جندي في شرق سوريا حيث يساندون تحالفا عربيا كرديا لدحر تنظيم الدولة الإسلامية، بدون التورط بشكل مباشر في النزاع في هذا البلد. وقال ترامب «أنفقنا سبعة تريليونات دولار في الشرق الأوسط. هل تعلمون ما الذي حصلنا عليه لقاء ذلك؟ لا شيء»، متعهداً بتـركيز الانفاق الأمريكي في المستقبل علـى خلق وظائف وبناء بنية تحتية في بلده. وتتعـارض رغبـة ترامـب بالانسـحاب من الأزمة، مع ما اعلنه في كانون الثاني/يناير الماضي وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون. حيث اعتبر تيلرسون انذاك ان القوات الأمريكية يجب ان تبقى في سوريا من أجل منع تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة من العودة، ولحرمان إيران من فرصة «تعزيز موقعها في سوريا». بينما أكدت قوات سوريا الديمقراطية «قسد» التي تدعمها الولايات المتحدة أمس إنها لم تُبلغ بأي خطة لانسحاب القوات الأمريكية التي تعمل في سوريا ضمن التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وأشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الخميس إلى أن الولايات المتحدة ستسحب قواتها من سوريا «قريبا جدا». وقوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية هي الشريك الرئيسي للتحالف بقيادة واشنطن في سوريا حيث يشارك نحو ألفي جندي أمريكي في المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية كينو جابرييل لرويترز في رسالة مكتوبة «لا يزال عملنا وتنسيقنا مستمراً في إطار برنامج الدعم والعمليات المشتركة في جميع المناطق». ووصف تصريح ترامب بأنه «ليس واضحا والتصريحات التي أتت من مسؤولين أمريكيين آخرين في الإدارة الأمريكية لم تؤكد ذلك أو تنفه». وعندما سئلت إن كانت الولايات المتحدة ستسحب قواتها من سوريا قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر ناورت إنها ليست على علم بأي خطة من هذا النوع. وسئل المتحدث باسم التحالف اليوم الجمعة إن كانت القوات الأمريكية تلقت إخطارا بقرار للانسحاب أو تستعد لتنفيذ ذلك فأجاب بأنه لن يعقب على أي عمليات مستقبلية. وقال الكولونيل رايان ديلون في رسالة بالبريد الإلكتروني لرويترز إن تنظيم الدولة لا يزال يسيطر على أراض في منطقتين بسوريا قرب هجين على نهر الفرات وفي دشيشة قرب الحدود مع العراق. وذكر أنه جرى تقليص عمليات التحالف الهجومية بسبب الأحداث في شمال غرب سوريا حيث تتصدى قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب لتوغل تركي يستهدف الوحدات في منطقة عفرين. وقال «التحالف وقوات سوريا الديمقراطية يواصلان البحث عن فرص لاستغلال نقاط داعش وتنفيذ ضربات ضد من تبقوا من الإرهابيين». ترامب: سنسحب قواتنا من سوريا «قريباً جداً» والخارجية الأمريكية تنفي «قسد»: لم يتم إبلاغنا بأي خطة من واشنطن |
تواصل الهجوم على «المصري اليوم» لإتهامها الدولة بـ«حشد الناخبين»… والجريدة تتراجع Posted: 30 Mar 2018 02:21 PM PDT القاهرة – «القدس العربي»: واصل نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تضييقه على الإعلام، حيث قرر النائب العام المستشار نبيل صادق، إحالة البلاغ المقدم من المحامي سمير صبري، المعروف بكثافة بلاغاته ضد المعارضين، ضد جريدة «المصري اليوم»، التي اتهمها فيه بـ«إهانة الشعب المصري ومؤسسات وأجهزة الدولة، على خلفية تغطية الجريدة للانتخابات الرئاسية»، إلى نيابة أمن الدولة العليا لمباشرة التحقيق فيه. وكان صبري تقدم الخميس الماضي ببلاغه إلى النائب العام، مختصمًا فيه الجريدة ورئيس تحريرها، في ضوء ما نشرته على صدر صفحتها الأولى بعددها الصادر الأربعاء الماضي، من تغطية للانتخابات الرئاسية، مطالبا بالتحقيق فيما نشرته، معتبراً أنه «يشكل العديد من الجرائم الجنائية والصحافية التي تنطوي على إساءة وإهانة للمصريين ومؤسسات الدولة، يعاقب عليها القانون وتستوجب التحقيق». وكانت جريدة «المصري اليوم» هي الوحيدة التي غردت خارج سرب الصحف القومية والخاصة في تناولها لمشهد الانتخابات الرئاسية، وتصدر تغطيتها عنوان «الدولة تحشد الناخبين في ثالث أيام الانتخابات». وبعد الهجوم الذي طال الجريدة بسبب تغطيتها للانتخابات الرئاسية، عادت وتراجعت عن موقفها، وكتبت في افتتاحيتها أمس: «ما أصعب أن تمارس مهنة الصحافة في جريدة يومية، تجذبك الفكرة والعبارات، المانشيت أحيانًا يكتب نفسه بنفسه، هكذا نقول نحن أرباب المهنة». وبررت كلمة «الحشد» التي استخدمتها بأنها «تكررت في بيانات رسمية وإعلامية في الصحف والمواقع والفضائيات لعشرات المرات طوال أيام الانتخابات». وأضافت: «عندما جعلنا منها أمس مادة لمانشيت الصحيفة الدولة تحشد، انقلبت الدنيا علينا، وهوجمنا من الزملاء لساعات ممتدة على الفضائيات والمواقع. مقالات وتقارير سُطرت بسرعة معظمها لزملاء لم يقرأوا ما كتبناه». وتابعت «الدولة الرسمية أذكى بمراحل من هؤلاء، لم يصدر عنها ما يسيء إلينا، تركت عدد الجريدة يظهر للنور، ما قاله بعض الزملاء على الهواء وفي المواقع هو الذي أعطى تفسيراً سلبياً لمانشيت الصحيفة». وزادت:«هنا نؤكد أننا قصدنا الحشد الإيجابي بمعناه لزيادة نسبة المشاركة. الدول الكبرى تمارس السياسة نفسها لحشد شبابها للجان الانتخابية وحث مواطنيها على المشاركة الفاعلة». واختتمت:«مانشيت الصفحة الأولى يقول إن جميع أجهزة الدولة حرصت على زيادة نسبة المشاركة وهو أمر محمود، والمعلومات الواردة في المانشيت متاحة على كل المواقع والفضائيات». تواصل الهجوم على «المصري اليوم» لإتهامها الدولة بـ«حشد الناخبين»… والجريدة تتراجع |
مؤسسة «الكرامة» تناشد الأمم المتحدة التدخل للإفراج عن أسرة الرضيعة المصرية Posted: 30 Mar 2018 02:20 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: ناشدت مؤسسة الكرامة، وهي مؤسسة سويسرية مستقلة للدفاع عن حقوق الإنسان، مقرها جنيف، الأمم المتحدة، لمطالبة السلطات المصرية بالكشف الفوري عن مكان احتجاز، والإفراج عن عبد الله محمد مضر موسى وزوجته فاطمة محمد ضياء الدين موسى والرضيعة عالية، وشقيق الزوجة عمر محمد ضياء الدين موسى. وهؤلاء جميعاً لا تزال قوات الأمن في الجيزة، تُخفيهم قسراً لليوم السادس على التوالي منذ اعتقالهم مساء السبت 24 مارس/ آذار من محطة قطار الجيزة أثناء عودتهم إلى أسيوط في قطار رقم 872. وحسب شهود عيان داهمت قوات الأمن منزلهم في مدينة 6 أكتوبر في الجيزة، فجر الأحد 25 مارس/ آذار ، بالرغم من عدم وجودهم فيه. وأشار ذووهم إلى انقطاع التواصل معهم منذ الثامنة من مساء السبت 24 مارس / آذار، ولم يتمكنوا من التواصل معهم حتى الآن، ومن جانبها أرسلت أسرتهم بلاغاً للنائب العام للإفصاح عن مقر احتجازهم، ولكن دون جدوى حتى الآن. وأعلنت مؤسسة «الكرامة» أنها أحالت قضية الأسرة المختفية قسرًا إلى الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي في الأمم المتحدة، في 27 مارس آذار/ الجاري، بعدما اعتقلهم قوات الأمن مساء 24 من الشهر نفسه من محطة قطار الجيزة أثناء عودتهم إلى أسيوط في القطار رقم 872. وقالت خديجة نمار، المسؤولة القانونية عن منطقة النيل وشمال أفريقيا في المؤسسة، إن ممارسة الاختفاء القسري في مصر ارتفعت حدتها في السنوات الأخيرة بشكل خطير، إذ تم الإبلاغ عن آلاف الحالات في جميع أنحاء البلاد منذ عام 2013. وأضافت أن اختطاف «فاطمة وعبد الله وعمر وعالية، يظهر مدى انتشار ممارسة الاختفاء القسري في مصر، ويجب تذكير السلطات المصرية بأن هذه الممارسة قد ترقى إلى جريمة ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي، ويترتب عليها المسؤولية الجنائية الفردية للجناة ورؤسائهم». مؤسسة «الكرامة» تناشد الأمم المتحدة التدخل للإفراج عن أسرة الرضيعة المصرية |
نسبة فوز السيسي ترتفع إلى 96%… وصحيفة أمريكية تعتبر الانتخابات موتاً لثورة يناير Posted: 30 Mar 2018 02:20 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي» ـ وكالات: حصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على 96,9 % من نسبة الأصوات الصالحة للفوز بولاية رئاسية ثانية، حسب ما أفادت، أمس الجمعة، تقارير للإعلام الرسمي رفعت التقديرات السابقة لنسبة المقترعين. كذلك رفعت صحيفة «الاهرام» الحكومية تقديراتها للمشاركة في الاقتراع الذي جرى بين 26 و28 آذار/مارس الجاري إلى 42,08 %، مشيرة إلى أن 25 مليونا من أصل 60 مليون ناخب مسجل أدلوا بأصواتهم. وكانت الصحيفة أعلنت الثلاثاء أن السيسي أعيد انتخابه بنسبة 92 % وأن نسبة المشاركة تخطت 40 %. ولم توضح الأسباب التي دفعتها إلى مراجعة نسبتي الاقتراع للسيسي والمشاركة في الانتخابات. وكان السيسي (63 عاماً) انتخب لولاية أولى في عام 2014 بأغلبية 96,9% من أصوات المقترعين، بعدما أزاح الرئيس الإسلامي محمد مرسي في وقت كان القائد الأعلى لقوات المسلحة إثر احتجاجات شعبية عام 2013. في المقابل، حصل منافسه الوحيد موسى مصطفى موسى على 3,1 % فقط من الأصوات، حسب صحيفة «الأهرام». وموسى سياسي غير معروف هو نفسه مؤيد للسيسي، سجل ترشحه قبيل إقفال باب الترشيح من أجل إضفاء طابع ديمقراطي على الانتخابات. وستعلن الهيئة الوطنية للانتخابات النتائج النهائية والرسمية في 2 نيسان/إبريل. وشهدت الانتخابات انسحابات وإقصاءات لعدد من المرشحين البارزين. ودعت أطياف في المعارضة إلى مقاطعتها واصفة إياها بـ»مهزلة». وحتى وإن بلغت نسبة المشاركة 42 % فهي تبقى أدنى من نسبة 47 % المسجلة في 2014 على الرغم من دعوة رئيس الوزراء شريف إسماعيل الناخبين لإداء واجبهم. لا طعون في السياق، أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات، برئاسة المستشار لاشين إبراهيم، إغلاق باب تلقي الطعون من مرشحي الرئاسة على قرارات ونتائج اللجان العامة في الانتخابات. وقال المستشار محمود حلمي الشريف، نائب رئيس الهيئة والمتحدث باسمها، إن «الهيئة لم تتلق أي طعون على نتائج اللجان العامة خلال الفترة الرسمية للطعن، وإنها كانت قد حددت السبت والأحد، لنظر الطعون حال وجودها، ومن المقرر أن تعلن النتائج النهائية بشكل رسمي الاثنين المقبل، في مؤتمر صحافي عالمي». وأضاف أن «نتائج المحافظات وصلت لمقر الهيئة، باستثناء الوادي الجديد، نظرا لبُعد المسافة وسوء الأحوال الجوية». وتابع: «الهيئة انتهت من تجميع باقي النتائج ومراجعتها بشكل دقيق، بعد إضافة نتائج تصويت المصريين في الخارج، ومن المقرر أن تعلن النتائج والإحصائيات الرسمية خلال المؤتمر الصحافي الإثنين». انشقاقات وأحدثت الانتخابات انشقاقات كبيرة في المجتمع، وفقاً لصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية حيث «صوت كبار السن بكثافة، في حين غاب الشباب تماماً عن المشهد الانتخابي، وانتشر الرقص أمام اللجان، فمن يراقب المشهد ببساطة يرى أن الثورة ماتت، والديكتاتورية مسيطرة». وأضافت: «في الماضي كان ميدان التحرير يجمع مئات الآلاف من المصريين لأجل الديمقراطية، وحالياً غطت لوحات الدعاية الانتخابية للسيسي الميدان، ويلوّح أنصاره بالأعلام الوطنية ويرقصون على الموسيقى الوطنية، وبالنسبة لأي شخص يراقب المشهد لقد ماتت الثورة، والسلطوية هي المسيطرة». ونقلت الصحيفة، عن شمس الدين، مهندس يبلغ من العمر 28 عاماً قوله:« ظننت أنني سأكون متحمسًا لهذه الانتخابات بعد سبع سنوات من ثورة يناير، لكنني بالتأكيد لست كذلك». شباب متمرد النائب حمدي بخيت أعتبر أن نسبة مشاركة الشباب في الانتخابات كانت ضعيفة للغاية، مضيفاً أن المقاهي كانت ممتلئة بالشباب لمشاهدة مباراة المنتخب، بينما بخلوا على وطنهم بساعة واحدة. أما النائب مدحت الشريف، فبين أن عزوف بعض الشباب عن المشاركة بقوة في الانتخابات يرجع إلى اهتزاز ثقة الشباب في الحكومة. وتابع، في تصريحات صحافية، أن «معرفة الشباب بأن النتيجة محسومة بجانب إفراط وسائل الإعلام في التطبيل جعلهم يقررون مقاطعة الانتخابات». ولفت إلى أن «مصر بها حوالى 50 مليون شاب لكن أغلبهم لديه قلق من المستقبل ويرى أن الفساد ما زال منتشرا» . كذلك،هاجمت النائبة آمنة نصير الشباب الممتنعين عن المشاركة في الانتخابات قائلة إنه شاب متمرد بلا معنى، مؤكدة أن الشباب يعد الثروة الحقيقية للدولة، لكن يجب أن تكون هذه الثروة خالية من الأمراض النفسية. وفي أطرف تفسير لعزوف الشباب عن المشاركة في الانتخابات تعليق النائب البدري أحمد ضيف، حيث أكد أن اقتراب موعد الامتحانات كان السبب وراء المشاركة الضعيفة للشباب في التصويت، مؤكدا أنه مشاركتهم لم تتجاوز 20%.بينما أكد نائب رئيس حزب الوفد «حسام الخولي» أن ضعف إقبال الشباب على الانتخابات الرئاسية سببه إصابة الشباب بـ «قمصة سياسية»، مضيفا خلال حواره مع قناة «النهار» أن الشباب ليس لديه مساحة رمادية، ولا شك كان هناك تقصير بحقهم، ويجب إعادتهم مرة أخرى في المنظومة السياسية. «ستظل فاقدا للشرعية» دعا «التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب « لتظاهرات بعنوان (ستظل فاقدا للشرعية). وأكد في بيان أن الشعب المصري، «قال كلمته في صمت دون ضجيج، ودون توجيه من أحد، فلم يكن بحاجة إلى مثل هذا التوجيه، وهو الذي يحترق يوميا بسياسات وقرارات السيسي ونظامه، ولذا فإنه لم يستجب لوعود السيسي ووعيده، وقاطع في غالبه مسرحيته الانتخابية الهزلية». وأضاف: «يدرك الشعب هزلية الأرقام حول الفوز الكاسح للسيسي بالنسب ذاتها التي تظهر في انتخابات العسكر دوما، ويدرك الشعب أن كل المظاهر الكاذبة أمام اللجان هي مظاهر مصطنعة، وأن القلة التي شاركت في الانتخابات فعلت ذلك تحت التهديد والإغراءات التي لم تستجب لها الأغلبية التي مارست حالة من حالات العصيان المدني الهادئ». وحسب التحالف «بهذه المقاطعة الشعبية الواسعة لم يستطع السيسي أن يحصل على شرعية لطالما حلم بها، ولم يجدها، فخرج يجوب العواصم الكبرى عارضا عليها صفقات بمليارات الدولارات، طلبا دعمها السياسي بديلا من تلك الشرعية المفقودة». وتابع «إذا كانت أذرع السيسي قد حاولت صناعة صورة مزيفة عن حشود انتخابية لتصديرها للعالم الخارجي فقد ارتد ذلك إليها، حيث نقلت وسائل الإعلام الأجنبية الحالة الحقيقية للجان، وأفسدت بذلك كل محاولات أذرع السيسي وداعميه». وزاد: «بهذه المناسبة يتوجه التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب بالتحية للشعب المصري، ويجدد له العهد باستمرار المعركة ضد هذا الحكم الانقلابي حتى إسقاطه، لينعم المصريون بالحياة الكريمة وبالحرية والكرامة. وغدا تتخلص مصر من هذا الكابوس وتنعم بالحرية والكرامة». «مهرجان مبايعة» إلى ذلك، جدد حزب تيار الكرامة المصري، تأكيده على معارضة سياسات السيسي. وقال في بيان أعقب اجتماع هيئته العليا أمس الجمعة، إن «الحملة التي انطلقت ضد الحركة المدنية الديمقراطية التي تضم 7 أحزاب وتمثل صوت المعارضة المصرية والبلاغات المقدمة ضدها هي موجة ضمن طوفان التهديد والترويع والتخوين تستهدف طمس الحريات العامة في مصر». وأعتبر أن «التهمة التي حملتها البلاغات التي استهدفت الحركة المدنية، هي الدعوة لمقاطعة الانتخابات الرئاسية التي أكدت الأحداث صحة وأمانة رؤية الحركة الديمقراطية التي توقعت أن تتحول العملية الانتخابية إلى مهرجان مبايعة الرئيس الحاكم الذي تصنعه مؤسسات الدولة والمؤسسات الدينية والإعلام». وأضاف «السلطة في مصر اتبعت سياسة الرجل الواحد والصوت الواحد وأغلقت منافذ الحوار وحرية التعبير، وحجبت مئات من المواقع والصفحات لوسائل إعلام مصرية وعربية ودولية». واتهم، نظام السيسي، بـ»استغلال سلطات الاشتباه والقبض والحبس الاحتياطي أسوأ استغلال، بل تم تجاوز ودهس أحكام القانون ومواد الدستور، وحصار مادي ومعنوي للأحزاب باستهداف شطب السياسة من الحياة العامة». وجدد رفضه «فرض حالة الطوارىء في البلاد». وبين أن النظام السياسي في مصر «يلتف على أحكام الدستور ويعمد إلى تمديد العمل بها». وطبقاً للحزب «ما زالت السلطات الحاكمة تصر على مواجهة الإرهاب بالسلاح فقط رغم أنه لن يمكن القضاء على الإرهاب إلا بمنظومة متكاملة تشمل العدالة الاجتماعية والعدل والتعليم والثقافة والوعى والحفاظ على الحقوق الأساسية للمواطن إلى جانب القوة، لأن الإرهاب ينتشر كالسرطان فى بيئة القهر والخوف والظلم والحرمان». وشدد أيضاً على «استمرار معارضته سياسات النظام الحاكم بالإذعان لتعليمات وسياسات صندوق النقد الدولي التي ترفع الدعم عن الفقراء وتسببت في إهدار قيمة العملة الوطنية وتعاسة ملايين المصريين، وتحميل أعباء سياسات النظام الاقتصادية على الطبقات الفقيرة والمتوسطة». ورفض «استمرار نظام السيسي، في بيع القطاع العام بنوكاً وشركات ومصانع». وبين أن «التساهل والتهاون وعدم التعامل بحرفية فنية وسياسية مع ملف سد النهضة الإثيوبي تسبب في مخاطر مروعة على حقوق مصر التاريخية الحيوية فى مياه النيل». نسبة فوز السيسي ترتفع إلى 96%… وصحيفة أمريكية تعتبر الانتخابات موتاً لثورة يناير |
يساريون يؤسسون ائتلافاً لدعم «الحراك» ويحذرون من انفجار الوضع في المغرب Posted: 30 Mar 2018 02:19 PM PDT المغرب – «القدس العربي»: أعلنت الهيئات الديمقراطية المساندة والداعمة لحراك جرادة (يسار معارض)، إطلاق مجموعة من المبادرات من أجل دعم الحراك الاجتماعي في جرادة ومختلف الاحتجاجات التي يشهدها المغرب. وأكدت الهيئات المكونة من (أحزاب فدرالية اليسار الديمقراطي، حزب النهج الديمقراطي، نقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، نقابة الجامعة الوطنية للتعليم (التوجه الديمقراطي)، وجمعية أطاك المغرب)، أنها ستنظم وقفة احتجاجية في وجدة وستحضر محاكمة المعتقلين، كما أنها ستنظم يوما احتجاجيا وطنيا عبر القيام بوقفات، في كافة التراب الوطني احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. كما تستعد هذه الهيئات وفق موقع «لكم» لتنظيم مسيرة وطنية للتضامن مع الحراك الشعبي في كل مناطق المغرب، إضافة إلى عقدها لندوة وطنية حول وضعية الحقوق والحريات في المغرب بمشاركة أكاديميين وسياسيين ومنظمات حقوقية ودولية. وأشارت الهيئات الداعمة لحراك جرادة أن الوضع في المغرب يقتضي تعبئة كل الإمكانيات النضالية لخلق جبهة اجتماعية قادرة على تعديل ميزان القوى لفائدة الكادحين والمهمشين وكل الفئات الاجتماعية ضحية الاستغلال. وأكدت ان المغرب يعيش على وقع حالة احتقان اجتماعي حاد وغير مسبوق، ينذر بالانفجار في أي لحظة، نتيجة سياسات اقتصادية تفقيرية وتبعية خاضعة لقوى الرأسمال ومؤسساته المالية. وأوضحت الهيئات في ندوة صحافية عقدتها أمس الجمعة، في مقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في الرباط، ان الوضع في المغرب في كل أبعاده السياسية والاقتصادية والاجتماعية يعرف حالة من الانحباس الشامل، وهو ما يفسر تعدد وتواتر الحركات الاحتجاجية التي تشهدها مجموعة من مناطق المغرب العميق، رافقها الاستعمال المفرط للقوة، وممارسة التعذيب، إضافة الى الاعتقالات والمحاكمات التي مازالت مستمرة لغاية اللحظة. وشددت الهيئات الداعمة لحراك جرادة، أن ما وقع في جرادة يوم 14 آذار / مارس وفي غيرها من المناطق التي تعرف حراكا اجتماعيا شعبيا، بيّن بالملموس أن الوضع الاجتماعي في المغرب يتجه نحو المزيد من الاحتقان، وان الدولة عاجزة عن تقديم أجوبة على مطالب المواطنين والمواطنات، ولا تملك إلا الجواب الأمني القمعي. وأشارت الى اعتقال أكثر من 500 شخص على خلفية مختلف الحركات الاحتجاجية التي يشهدها المغرب، بالإضافة الى استمرار المحاكمات والمتابعات والأحكام القاسية، ومحاصرة الأنشطة ومنعها، ورفض تسليم وصولات الإيداع لمجموعة من التنظيمات، مما يعكس مظاهر الاستبداد والسلطوية، وعودة ممارسات سنوات الرصاص، مشددة على أن المغرب يعرف ردة حقوقية خطيرة ووضعا اجتماعيا صعبا، في ظل اعتراف رسمي بفشل النموذج التنموي. وأوضحت الهيئات انها منفتحة على جميع الهيئات الحقوقية والجمعوية والسياسية ما عدا القوى المتحالفة مع الجهات التي تمارس القمع والاستبداد، وفق تعبيرها. وقال عبد الإله بنعبد السلام عضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إن « الهيئات الداعمة للحراك، قررت تنظيم وقفات ومسيرات بمجموعة من مدن، سيتم تحديد تاريخها لاحقاً، للتضامن مع حراك جرادة، والاحتجاجات في المغرب. واعتبر بنعبد السلام، خلال الندوة أن المغرب يعيش على وقع ما سمّاه «حالة الاحتقان الاجتماعي جراء ارتفاع الفقر والبطالة والفوارق الطبقية». ودعا الناشط الحقوقي إلى ضرورة «اعتماد التنمية العادلة والديمقراطية، من أجل تمكين شرائح أوسع من المجتمع من العيش بكرامة». وطالب بنعبد السلام، بضرورة استجابة الحكومة لمطالب حراك جرادة. كما دعا إلى إطلاق الموقوفين على خلفية الاحتجاجات سواء في جرادة أو مدينة الحسيمة. واعتبرت نبيلة منيب الأمينة العامة للحزب «الاشتراكي الموحد»، تشكيل ائتلاف لدعم ومساندة حراك جرادة، جوابا سياسيا، للتطورات التي يشهدها المغرب. وأضافت منيب خلال الندوة الصحافية للهيئات الديمقراطية الداعمة لحراك جرادة، أمس الجمعة في الرباط، أن بعض الجهات في الدولة تروج أنه من الممكن تحقيق التنمية بدون ديمقراطية على شاكلة الصين، مشددة على ضرورة الانتباه لخطورة هذه الآراء. وأكدت منيب أن العديد من اللوبيات يعيث فساداً في مدينة جرادة، مشيرة إلى ان نفس اللوبيات، خرج الناس للاحتجاج ضدها في الريف. وأوضحت منيب أن الدولة تحمي هذه اللوبيات، وعادت إلى أساليبها القديمة. وأكدت أنه خلال التحضير لزيارة عمر بلافريج إلى مدينة جرادة، اتصل بعض الجهات من وزارة الداخلية (لم تسمها) لمنع هذه الزيارة، لكن جواب الحزب كان واضحا وصريحا « نحن لسنا حزب التعليمات». وأوضحت منيب أنه من صميم عمل الأحزاب دعم وتأطير الحركات الاحتجاجية، ودورنا ليس « إشعال العافية في البلاد» كما يروح البعض، بل التضامن مع المطالب العادلة للمواطنين حتى يتحقق المشروع الاقتصادي والاجتماعي الذي يأخذ بعين الاعتبار الطبقات الاجتماعية المسحوقة والمهمشة. وأضافت منيب: «أنها عندما ترى الوعي في صفوف المحتجين والشعب المغربي تتأكد أن روح حركة 20 فبراير/شباط ما زالت مستمرة». وأكدت منيب أن سياسة التخويف لن تنجح وان الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بالمغرب قابلة للانفجار في أية لحظة. وتابعت منيب كلامها قائلة: « نحن نحمّل النظام مسؤولية ما يجري في المغرب، ومشروعنا النضالي سيستمر من أجل إرساء البناء الديمقراطي وتحقيق العدالة الاجتماعية». يساريون يؤسسون ائتلافاً لدعم «الحراك» ويحذرون من انفجار الوضع في المغرب |
اليمن: عدن بلا خطباء إثر مغادرة أكثر من 120 لها تفاديا للاغتيال والعدوى تنتقل إلى تعز Posted: 30 Mar 2018 02:19 PM PDT تعز-«القدس العربي» : كشف مصدر رسمي أمس عن مغادرة أكثر من 120 امام وخطيب مسجد من محافظة عدن إلى خارج اليمن بعد تصاعد عمليات الاغتيال للأئمة والخطباء خلال الفترة الماضية وذهب ضحيتها أكثر من 20 إماما وخطيبا، دون أن تحرك الأجهزة الأمنية ساكنا إزاء ذلك. وذكر مصدر رسمي في مكتب الأوقاف والإرشاد في محافظة عدن، جنوبي اليمن، ان 123 إماما وخطيب مسجد غادروا محافظة عدن إلى خارج اليمن، بحثا عن الأمان، بعد أن طالت عمليات الاغتيال الكثير منهم خلال الشهور الماضية. وأوضح أن أن اغلب الخطباء اضطروا إلى ترك مدينتهم نحو مصر والسعودية ودول عربية اخرى بعد أن أصبحوا هدفا دائما للعابثين بالأمن ولعمليات الاغتيال التي تستهدفتهم بشكل مستمر. وكانت العديد من الأصوات الرسمية والدينية أوصت مؤخرا بإلغاء خطبة الجمعة وصلاة الفجر جماعة في المساجد، للتخفيف من عمليات الاغتيالات التي تطال الخطباء وأئمة المساجد في مدينة التي تقع تحت سيطرة القوات الأمنية غير النظامية التابعة لدولة الإمارات والمعروفة باسم (قوات الحزام الأمني) والتي تعد من القوات الخارجة على سلطة الدولة وتعمل لتقويض السلطات الحكومية لتحل محلها، ضمن مشروع انفصال الجنوب الذي تطالب به. في غضون ذلك نجا إمام وخطيب جامع العيسائي في مدينة تعز، المجاورة لمدينة عدن، أمس من محاولة إغتيال تعرض لها عقب خروجه من أداء صلاة الجمعة، وسط المدينة. وذكر شهود عيان لـ(القدس العربي) أن إمام وخطيب جامع العيسائي، بمدينة تعز، الشيخ عمر دوكم، نجا من محاولة اغتيال بعد ظهر أمس، بينما توفي أحد المارة في الحال، من محاولة الاغتيال لدوكم التي تعد الأولى من نوعها التي يتعرض لها خطيب في مدينة تعز. وأوضحوا أن دوكم تعرض لاصابات خطيرة في منطقتي الكتف والبطن برصاص مسلحين مجهولين، بينما توفي أحد المارة كان بجواره أثناء الحادثة، يدعى رفيق الأكحلي، وذلك أثناء خروجهما من صلاة الجمعة، من جامع العيسائي في حي الأجينات، وسط مدينة تعز. وكانت مدينة تعز شهدت خلال الفترة الماضية حالات اغتيالات عديدة لسياسيين وعسكريين، غير أن هذه الحادثة تعد الحالة الأولى التي تستهدف خطيب مسجد، وهي الظاهرة التي انتشرت في محافظة عدن، بشكل ملفت للنظر وأصبحت أحد أبرز القضايا الأمنية التي تقلق السكينة فيها. وعبرت مصادر محلية عن قلقها من حادثة أمس في مدينة تعز، خشية أن تكون (عدوى) انتقلت من مدينة عدن ضمن خطة ممنهجة لاستهداف أئمة وخطباء المساجد في المناطق التي يتواجد فيها نفوذ للقوات الإماراتية في المحافظات الواقعة تحت سلطة الحكومة. وقالت «لم نلحظ مرقفا واضحا للحكومة الشرعية ولا لقوات التحالف إزاء ما حدث في مدينة عدن من تجريف للخطباء وأئمة المساجد، بل إن أصابع الاتهام تتجه نحو دولة الإمارات بالوقوف وراء عمليات الاغتيال هناك والداعم لها». وأضافت «ونتيجة لصمت الحكومة الشرعية قرر العابثون فتح فرع لمشروع الاغتيالات في مدينة تعز المجاورة لعدن، تجلت بوادره بمحاولة الاغتيال التي طالت الشيخ دوكم، حيث يراد لمدينة تعز ان تتحول إلى عدن أخرى من خلال استنساخ الفوضى الأمنية فيها». وكان محتجون نظموا مظاهرة بعد صلاة الجمعة أمس في حي كريتر بمدينة عدن يطالبون بالافراج عن امام وخطيب جامع الذهيبي الشيخ نضال باحويرث الذي اختطفته قوات أمنية موالية للامارات أمام مرآى ومسمع المارة، الأسبوع الماضي قبيل دخوله الجامع لإمامة المصلين، واحتجزته في احد معتقلات أمن محافظة عدن وفقا لمصدر في عائلة باحويرث. واختطف مسلحون يرتدون ملابس وأقنعة سوداء شبيهة بزي «قوات مكافحة الإرهاب»، الأربعاء، إمام مسجد «الذهيبي»، الشيخ نضال باحويرث، من أمام مسجده الواقع بحي الهريش، في مدينة كريتر، في عدن. ورفع المشاركون في الوقفة، لافتات كتب عليها شعارات منها «إلى السلطات الأمنية، أطلقوا سراح إمام المسجد وخطيبه الشيخ نضال باحويرث»، و»لا للاعتقالات التعسفية»، و«اختطاف الشيخ باحويرث عمل جبان ولا أخلاقي». وحسب مراسلين، استنكر المحتجون الاغتيالات والاعتقالات التي تطال أئمة المساجد في عدن، وطالبوا الأجهزة الأمنية بالقيام بدورها في حمايتهم. واعتبر المحتجون اختطاف «باحويرث»، سلوكا مشينا وخارجا عن النظام والقانون، محملين أمن عدن كامل المسؤولية عن سلامته. ويعد باحويرث، واحداً من أبرز الشخصيات الاجتماعية بمديرية كريتر، خاصة ومدينة عدن، العاصمة المؤقتة، بشكل عام. يشار إلى أن باحويرث، تقلد منصب أمين عام المجلس المحلي في كريتر، وسبق وشغل منصب الأمين العام لجمعية الإصلاح الاجتماعية الخيرية (غير حكومية). وتشهد العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، منذ تموز/ يوليو 2015، عمليات تفجير استهدفت مقاراً أمنية وحكومية، واغتيالات وعمليات اختطاف لخطباء وأئمة مساجد وضباط في الأمن والجيش والمقاومة الشعبية ورجال قضاء. اليمن: عدن بلا خطباء إثر مغادرة أكثر من 120 لها تفاديا للاغتيال والعدوى تنتقل إلى تعز خالد الحمادي |
مسيرات العودة: خيام منصوبة وآمال معقودة .. و«جيل النكبة» يأمل في احتضان «تراب الوطن» Posted: 30 Mar 2018 02:19 PM PDT غزة – «القدس العربي»: بالرغم من أن الخيام التي نصبها النشطاء المشاركون في الفعالية الفلسطينية الأولى من نوعها «مسيرة العودة الكبرى»، أعادت الكهل الغزي أبو محمود إلى ذكريات اللجوء المريرة الأولى، لتشابهها مع تلك الخيام التي نصبت للاجئين الفلسطينيين الذين هجروا في عام 1948 قسرا عن أراضيهم، إلا أنه كغيره من الغزيين يرى في «الخيام الجديدة» طاقة أمل تفتح أمامه لـ «احتضان» ثرى بلدته التي هجر منها وهو طفل لم يتجاوز الـ 13 عاما. ويقول هذا الكهل الذي يقطن مخيم النصيرات أحد المخيمات التي جهزتها الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين في وسط قطاع غزة، عام 48، بعد مشاهدته الاستعدادات التي تقيمها الجهات المشرفة على المسيرة على شاشات التلفزة، والخيام التي نصبت لإقامة المشاركين على مدار الأيام المقبلة، استعدادا لمرحلة «اجتياز الحدود» الفاصلة، إن مشهد الخيام يعيده كغيره من اللاجئين الكبار، إلى سبعين عاما مضت، حين حدثت «الهجرة» وبدأت معها مأساة اللجوء والشتات. لكن هذا الكهل الذي استمع منه مراسل «القدس العربي» للكثير من القصص والأحداث التي عايشها قبل وبعد «النكبة»، قال إن الخيام الحالية جددت له الأمل في العودة إلى بلدته التي هجر منها، وهي قرية صغيرة إسمها المغار قرب مدينة الرملة. ولم يغفل هذا الرجل المسن وقد تجاوز الثمانين عاما، وبات يتحرك بصعوبة بفعل الزمن وما عايشته أسرته من أوقات عصيبة دفعته للعمل الشاق، أن يسرد بالتفصيل حكايات اللجوء المريرة، وكيف وصلت عائلته التي مات معظم أفرادها خلال السنوات الماضية، إلى هذا المخيم، قبل أن ينزح نصفهم في عام 1967، إلى دول عربية بعد حلول «النكسة»، وتحدث بحسرة عن وفاة أشقائه في مخيمات المنافي بعيدا عن «أرض الوطن» كما يقول. وكغيره من كبار السن، يؤكد هذا الكهل أنه سينتهز الفرصة للذهاب بنفسه إلى مكان «التخييم» القريب من مكان سكناه، للمشاركة في فعاليات «مسيرة العودة الكبرى»، بعد أن يتحسن وضعه الصحي قليلا، حيث يعاني حاليا من وعكة ألزمته الفراش، لكنه قال أيضا إنه سيحرص على متابعة فعاليات المسيرة عبر المذياع الذي اعتاد على سماع الأخبار من خلاله منذ سنوات اللجوء. وقد توافدت على أماكن مسيرات العودة في أول أيامها أمس، حشود كبيرة من الفلسطينيين، ولفت الانتباه مشاركة الكثير من المسنين الذين ولدوا قبل «النكبة» أو عايشوا أحداث «النكسة». وحرصت أم علاء قدوم التي تقطن مدينة غزة، وهي سيدة في العقد السادس من العمر على أن تشارك في الخيمة المقامة شرق المدينة، وعلى مقربة جدا من الحدود، برفقة نجلها وهو شاب في الثلاثينيات من العمر. وقالت هذه السيدة لـ «القدس العربي»، إنها كغيرها من اللاجئين «متمسكة بحق العودة»، وإن أملها بالعودة إلى الأرض والديار التي هجرت منها أسرتها لم ينقطع أبدا. ولم تتوقع هذه السيدة التي تصل إلى هذه المنطقة الحدودية للمرة الأولى، أن تشاهد عن قرب السياج الفاصل الذي يفصل حدود قطاع غزة، عن تلك الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 48، وظلت تؤشر بيديها صوب المنطقة التي ظهر فيها جنود إسرائيليون بجانب آليات عسكرية حضرت في إطار الاستعدادات لصد المتظاهرين، وكأنها تحصي شيئا ما بعيدا ، وقالت إن الأرض «غالية». وفي ذلك المكان نصبت خيام كثيرة، قال القائمون على المسيرة إنها ستخصص لـ»مبيت المشاركين»، ضمن المرحلة الأولى من المسيرة، التي ستنتهي بقرار يتخذ لاجتياز الحدود الفاصلة. وعلى مقربة من الخيام جهزت خيمة كبيرة لاستقبال الضيوف، ولإقامة الفعاليات المختلفة وإلقاء كلمات الجهات المشاركة، وعلى جانب المخيم جرى تجهيز مكان وضعت فيه خزانات مياه، ومكان آخر خصص لدورات المياه. وأعلنت اللجنة المنظمة للفعالية، في وقت سابق وخلال لقاء مع الصحافيين في مدينة غزة، حضره مراسل «القدس العربي»، أن وجبات طعام ستقدم للمشاركين في «التخييم»، إضافة إلى وجود برنامج كامل على مدار اليوم، يشمل فقرات فنية وثقافية فلكلورية. ويقول إبراهيم النجار وهو رجل في بداية الخمسينيات، وشارك أمس الجمعة في أول أيام الفعالية شرق مدينة غزة، إنه سيعود برفقه أبنائه بينهم شاب وآخرون صغار، إضافة إلى والدته المسنة، للمشاركة من جديد. ورغم أن هذا الرجل لم يشهد «النكبة»، ولا حتى «النكسة» إلا أنه قال إنه وأطفاله سمعوا قصصا كثيرة عن بلدتهم «هوج» التي دمرت هي الأخرى على أيدي العصابات الصهيونية من والده قبل وفاته، وإنه يأمل أن يحقق «حلم العودة» الذي لم يشهده والده طوال السنوات الماضية التي عاشها في مخيمات اللجوء قبل وفاته، وأن يعود لقريته ويسكن ولو في خيمة بدلا من منزل المخيم. وفي سياق المشاركة عبر مواقع التواصل الاجتماعي في فعاليات «مسيرة العودة»، قام الآلاف من مرتادي تلك المواقع بنشر صور تشمل خريطة فلسطين بجانبها كتب «أنا عائد» ووضع اسم البلدة التي هجر منها والداه، في الوقت الذي كتبت فيه تدوينات أخرى تحت وسم # مسيرة العودة الكبرى. يشار إلى أن أحداث «النكبة» تسببت باحتلال العصابات الصهيونية معظم أراضي فلسطين، بعد طرد ما يزيد على 750 ألف فلسطيني وتحويلهم إلى لاجئين، بعد ارتكاب تلك العصابات عشرات المجازر، نجم عنها هدم أكثر من 500 قرية وتدمير الكثير من المدن الفلسطينية الرئيسية وتحويلها إلى مدن يهودية. مسيرات العودة: خيام منصوبة وآمال معقودة .. و«جيل النكبة» يأمل في احتضان «تراب الوطن» |
مسيرات الفلسطينيين تستمر في «جمعة الغضب الـ 17» و«يوم الأرض» Posted: 30 Mar 2018 02:18 PM PDT رام الله ـ «القدس العربي»:اندلعت مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال والشبان الفلسطينيين في الضفة الغربية الذين خرجوا لإحياء «جمعة الغضب الـ 17» رفضا لقرارات الرئيس الأمريكي ضد القدس، التي تزامنت مع «يوم الأرض»، أسفرت عن وقوع عشرات الإصابات، فيما توجه الآلاف من سكان المدينة المقدسة ومناطق الـ 48 للمسجد الأقصى، لحمايته من اعتداءات اليهود المتطرفين، رغم تحويل سلطات الاحتلال المدينة إلى ثكنة عسكرية. واندلعت مواجهات حامية بين الشبان الغاضبين وجنود الاحتلال، عند الكثير من مناطق التماس في الضفة الغربية، وهاجمت قوات الاحتلال مسيرة توجهت الى اراضي قرية قصرة جنوب شرق نابلس المهددة بالاستيلاء عليها لزراعة الأشجار، أسفرت عن إصابة 30 شخصا بالرصاص المطاطي وحالات اختناق من الغاز المسيل للدموع من قبل قوات الاحتلال. جاء ذلك بعد أن أدى أهالي القرية صلاة الجمعة بحضور نائب رئيس حركة فتح محمود العالول، وممثلي الفصائل وعدد من الشخصيات في أراضي القرية المهددة بالاستيلاء إحياء للذكرى الـ 42 لـ «يوم الأرض». وقال العالول في كلمة له خلال الفعالية إن اختيار قرية قصرة لإحياء ذكرى «يوم الأرض» جاء لأهمية هذه القرية «التي خاض أهلها معارك طويلة مع الاحتلال والمستوطنين، وتصدوا بكل قوة لمحاولات الاستيلاء على المزيد من الأراضي». كذلك اندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال عند المدخل الجنوبي لمدينة أريحا، كما شهد مدخل مدينة البيرة الشمالي مواجهات مماثلة، عند حاجز «بيت ايل» شمال رام الله، كما شهدت قرية المزرعة الغربية مواجهات مماثلة، في إطار مسيرة رافضة لمصادرة المزيد من أراضي القرية، لصالح تجمع استيطاني كبير. وأسفرت المواجهات عن إصابة العشرات من المواطنين بالرصاص المطاط، وبحالات اختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع. وفي مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية اندلعت مواجهات مماثلة، حيث اعتقلت قوات الاحتلال عددا من المواطنين في المدينة، بعد أن شددت من إجراءاتها الأمنية في البلدة القديمة ومحيط الحرم الإبراهيمي الشريف، وذلك بعد توقيفهم على أحد الحاجز العسكرية. وضمن فعاليات إحياء «يوم الأرض» شارك سكان مدينة بيت لحم ونشطاء مقاومة الجدار والاستيطان، في مسيرة سلمية خرجت في قرية الولجة غرب المدينة، إلى منطقة جبل «رويسات» المهددة بالاستيلاء عليها لأغراض استيطانية، ورفع المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية واليافطات التي كتبت عليها عبارات تؤكد التمسك بالأرض. وتمكن سكان قرية ترمسعيا التابعة لمدينة رام الله، من إفشال محاولة عشرات المستوطنين الاستيلاء على المزيد من أراضيهم المحاذية لمستوطنتي «عاد عادي» و»شيلو» المقامتين على أراضي البلدة. وتخلل العملية قيام قوات الاحتلال بإطلاق النار الحي والمطاطي، وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع صوب المواطنين. وكان وزير الصحة جواد عواد، قد أعلن صباح أمس أن كافة المستشفيات الحكومية على أتم الجاهزية استعدادا لأي طارئ، بالتزامن مع إحياء فعاليات «يوم الأرض» الذي صادف أمس الجمعة. في الوقت ذاته حولت قوات الاحتلال مدينة القدس إلى «ثكنة عسكرية»، ونشرت المزيد من التعزيزات العسكرية، وذلك في سياق مخططات لـ «جماعات يهودية متطرفة» تنوي تنفيذ اقتحامات للمسجد الأقصى، وإقامة مراسم لـ «ذبح قرابين الفصح اليهودي» وإقامة «صلوات تلمودية» على أعتاب المسجد. وأكد شهود عيان من المدينة أن قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات إضافية من عناصر الوحدات الخاصة، ومن قوات «حرس الحدود»، إلى وسط المدينة، إضافة إلى فرض «حزام أمني» شمل أحياء الشيخ جراح ووادي الجوز، والصوانة، وبلدتي الطور وجبل الزيتون، وسلوان، وحي راس العامود. وفي إطار الدعوات الفلسطينية لحماية المسجد الأقصى من هذه الاقتحامات، و»شدّ الرحال» إليه، توافد عشرات الآلاف من سكان المدينة المقدسة وأراضي الـ48، إلى المسجد الأقصى، منذ ساعات الفجر الأولى. وأدى عشرات الآلاف صلاة الجمعة في رحاب المسجد الأقصى ، رغم الإجراءات والتدابير الأمنية المشددة التي انتهجتها سطات الاحتلال في مدينة القدس. وجاء الزحف من قبل سكان القدس ومناطق الـ 48 رغم تعرضهم لعمليات تفتيش جسدي دقيق، نفذتها قوات الاحتلال، التي دققت في بطاقاتهم الشخصية على أبواب القدس القديمة والمسجد الأقصى، واحتجزت بطاقات المئات منهم على الأبواب خلال دخولهم للصلاة. وفي إطار التصدي لمخططات «الجمعات اليهودية المتطرفة» كانت القوى الفلسطينية في مدينة القدس، قد قررت إغلاق مساجد أحياء المدينة، وطالبت السكان بالتوجه إلى المسجد الأقصى لحمايته، بعد أن أعلنت حالة «النفير العام». وتشهد الأوضاع في المدينة المقدسة سخونة كبيرة، بعد حصول المستوطنين المتطرفين على قرار من محكمة إسرائيلية، وإذن من الشرطة، لـ»ذبح القرابين» وإقامة «صلوات تلمودية» عند أسوار المسجد الأقصى، في سابقة خطيرة وتعد الأولى من نوعها. وكانت «جماعات الهيكل المزعوم» قد ألصقت منشورات على أبواب المسجد الأقصى، طالبت فيه سكان القدس بإفراغ المسجد أمس الجمعة لإحياء فعاليات خاصة بما يسمى «يوم الابكار التوراتي» الذي يسبق «عبد الفصح». وأكد المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى الشيخ محمد حسين، أن استفزازات الاحتلال ومستوطنيه في المسجد الأقصى «تزيد من نار الكراهية والحقد في المنطقة وتؤججها، وتنذر بحرب دينية لا يمكن تخيل عواقبها». مسيرات الفلسطينيين تستمر في «جمعة الغضب الـ 17» و«يوم الأرض» سقوط عشرات الإصابات جراء قمع قوات الاحتلال |
تحذيرات إسرائيلية: غزة باتت طنجرة ضغط ستنفجر في وجه إسرائيل Posted: 30 Mar 2018 02:18 PM PDT الناصرة – «القدس العربي»: تزامنا مع مسيرة العودة توافق عدد من المراقبين الإسرائيليين على عدم وجود حل عسكري للتهديدات التي تشكلها غزة بالنسبة لاسرائيل. وقال المحلل للشؤون الاستخباراتية في صحيفة «يدبعوت احرونوت» رونين بيرغمان إن انفجار الأوضاع في غزة المحاصرة في وجه اسرائيل مسألة وقت فقط. لافتا الى وجود أوضاع اقتصادية اجتماعية كارثية، محذرا من استمرار سياسة اسرائيل بفصل القطاع عن الضفة طمعا بتكريس الانقسام. وأكد المحلل السياسي في القناة العاشرة رفيف دروكر ان نجاح إسرائيل هذه المرة باستيعاب الاحتحاجات الفلسطينية على الحدود لا يعني النجاح مستقبلا بمنع انفجار خطير في غزة، خاصة انها محاصرة من قبل اسرائيل ومصر وبدعم غير مباشر من دول عربية. وأكدت باحثة جامعية من جامعة حيفا خبيرة بشؤون القطاع ان غزة تحولت لطنجرة ضغط انفجارها حتمي، داعية إسرائيل للكف عن الزعم بأن احتلالها للقطاع قد انتهى. كما حذرت من اتباع حماس استراتيجية نضال مدنية بدلا من عسكرة وأسلمة الصراع. وتابعت «هذه استراتيجية ذكية ستدفع العالم للانتباه لمأساة غزة وإخراج إسرائيل». واستذكرت القناة الثانية تاريخ تحول غزة منذ 1948 الى مخيم لاجئين عملاق واستذكرت اعترافات وزير الأمن السابق موشيه ديان عما فعلته الصهيونية تاريخيا بأهالي غزة. واستذكرت انه في 1948 قام كيبوتس ناحل عوز على أنقاض خربة الوحيدي القرية الفلسطينية المهجرة. وفي 1956 قتل فدائيون جنديا من سكان الكيبوتس يدعى روعي روتبيرغ، كان شابا وسيما وأبا لطفل (بوعز) في الثالثة والعشرين من عمره ومات والد روعي بعد انكسار قلبه حزنا على مقتل ولده وماتت زوجته مريضة دون أن تتزوج ثانية. واستذكرت القناة في تقرير تزامنا مع مسيرة العودة في غزة ان الابن بوعز( 64 عاما) ترك إسرائيل قبل سنوات ويعترف أنه هرب لتايلند بحثا عن السكينة وللإفلات من ثمن يسدده دون نهاية. يشار الى ان بوعز ذاته روى لصحيفة «يديعوت أحرونوت» (27.08.14) أن صدمة مقتل والده لم تفارقه، مبررا عدم زواجه. ويروي انه تعب من روايته الشخصية ولم يأخذ معه ما يذكره به حتى صورة والده تركها وراءه كي يخلص من الكوابيس. وقتها تابع من تايلند حرب الجرف الصامد على غزة وقال إن مقتل الطفل دانئيل ابن كيبوتس ناحل عوز في نفس مكان مقتل والده (روعي) قد صدمه، لكنه يتمنى لو أن سكانه هربوا بعد مقتل والده لأنهم كانوا ربما سينجون من الموت. مؤكدا ان الحرب مع الفلسطينيين لن تنتهي وان سكان غزة ليسوا من السويد، وما زال يكن لهم الكراهية منذ طفولته. وأضاف ساخرا «سبق وقلت لسكان ناحل عوز قبل هجرتي لتايلند: إذا قررتم الهرب يوما بوسعكم نقل ضريح والدي معكم حيثما شئتم سوية مع الأسطورة التي نسجتم حوله». كما أوردت الصحيفة كلمة الرثاء التي قدمها قائد جيش الاحتلال الإسرائيلي وقتها موشيه ديان التي اشتهرت باعتراف نادر. وتستحق كلمته الإشارة مجددا اليوم لأنها تحتوي على حقيقة غزة التي حولتها إسرائيل من مدينة ساحلية جميلة لـ «غيتو فلسطيني».. لأكبر مخيم لاجئين مزدحم في العالم بعد تدمير عشرات القرى الوادعة في المنطقة بين غزة وبين يافا، واللد والرملة عام 1948: « بالأمس قتل روعي. سكينة الصباح الربيعي بهرت عينيه فلم ير المتربصين بروحه على حد التلم في الحقل. فلا نكيلن التهم اليوم للقتلة. كيف لنا أن نشكو كراهيتهم الشديدة لنا؟ ثماني سنوات وهم يقيمون داخل مخيمات اللاجئين داخل قطاع غزة وقبالة عيونهم نحوّل أراضيهم وبلداتهم التي سكنوها وأجدادهم إلى مزارع لنا. علينا أن نطالب بدم روعي من أنفسنا لا من العرب في غزة. كيف أغمضنا عيوننا ولم نحدق مباشرة بمصيرنا لنرى وعد زماننا بكل قسوته؟ هل ننسى أن مجموعة الشباب هنا في كيبوتس « ناحل عوز « تحمل على أكتافها بوابات غزة الثقيلة، بوابات تزدحم خلفها مئات آلاف العيون والأيدي المبتهلة من أجل ضعفنا، كي يتمكنوا من الظفر بنا ويمزقونا إربا إربا.. هل نسينا؟ روعي الفتى الذي غادر تل أبيب ليشيد له منزلا على أبواب غزة ويكون سورا لنا، خبا الضوء في فؤاده وعينيه فلم ير بريق السكين. الشوق للسلام صمّ أذنيه فلم يسمع صوت القتل المترصد له. لم تتسع كتفاه لأبواب غزة الثقيلة فصرعته». تحذيرات إسرائيلية: غزة باتت طنجرة ضغط ستنفجر في وجه إسرائيل |
مدنيون يحبطون هجوما لـ«الدولة» شرقي العراق… والبيشمركه تتوعد بالعودة إلى كركوك Posted: 30 Mar 2018 02:17 PM PDT كركوك – «القدس العربي» – وكالات: أفاد مصدر أمني عراقي، أمس الجمعة، أن عددا من المدنيين أحبطوا هجوماً شنه تنظيم «الدولة الإسلامية»، استهدف قرية في محافظة ديالى شرقي البلاد. وأوضح النقيب حبيب الشمري، أن «عددا من عناصر تنظيم الدولة هاجموا في ساعة مبكرة من اليوم (أمس) قرية البو مرعي في ناحية العظيم ذات الغالبية السُنية (60 كلم شمال بعقوبة)». وقال إن «منفذي الهجوم استخدموا أسلحة رشاشة وقذائف صاروخية مضادة للدروع». وأشار إلى «عدم وجود قوات عراقية في القرية، ما دفع سكانها للتصدي للهجوم ومنع المهاجمين من اقتحامها، لحين وصول تعزيزات عسكرية من الجيش». ولفت إلى أن «أضرارا مادية لحقت بممتلكات أهالي القرية، جراء القصف بالصواريخ المضادة للدروع»، مؤكداً «عدم وقوع إصابات، في حين لاذ المهاجمون بالفرار». وتزايدت حدة الهجمات التي يشنها في الغالب مسلحون مرتبطون بتنظيم «الدولة» ضد القوات العراقية والمقاتلين الموالين للحكومة والمدنيين في الأسابيع القليلة الماضية، بمناطق شمالي محافظة ديالى. وفي بغداد، أفاد مصدر أمني أن عددا من المدنيين أصيبوا بجروح بانفجار استهدف سوقا شعبيا جنوبي العاصمة. وقال النقيب أحمد خلف، إن «4 مدنيين أصيبوا بجروح إحداها خطرة، جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت سوقا شعبيا في منطقة الدورة جنوبي بغداد». وأوضح أن «الانفجار تسبب أيضا بإلحاق أضرار مادية ببعض المحال التجارية». وفي كانون الأول/ديسمبر الماضي، خسر «الدولة» كل الاراضي التي كان سيطر عليها في 2014، والتي كانت تقدر بثلث مساحة العراق، إثر حملات عسكرية متواصلة منذ ثلاث سنوات بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. لكن التنظيم لا يزال بإمكانه شن هجمات عنيفة عبر الهجمات الخاطفة على طريقة حرب العصابات التي كان يعتمدها قبل اجتياحه شمال وغرب البلاد في 2014. وفي كركوك، تحدث شهود عيان لـ«القدس العربي» عن قيام مواطنين أكراد بانزال العراقي ورفع علم كردستان، مرددين شعارات وهتافات تدعو لضم المدينة إلى كردستان». وذكر الشهود أن «الحادثة أدت إلى تدخل القوات الأمنية العراقية بعد حدوث مشادات بين عرب المدينة وكردها». وحسب الشهود، هذه الحالات في المدينة باتت أمرا اعتيادياً منذ سيطرة القوات العراقية على كركوك، وانسحاب قوات البيشمركه منها. وتحدثوا عن تظاهرات كردية، في مناطق مختلفة من المدينة تطالب بعودة البيشمركه، ولكن سرعان ما تقوم القوات العراقية بتفريقها، وإجبار المتظاهرين على الانسحاب. المدينة تعيش، وفق المصادر، هدوءاً حذراً منذ دخول القوات العراقية ونزوح آلاف العائلات الكردية، لاسيما عوائل المنتمين لقوات الأسايش (الأمن الكردي) والبيشمركه خوفا من عمليات انتقامية قد تطالهم وعائلاتهم في حال تواجدوا في المدينة. ووفق ضباط وجنود في البيشمركه الكردية، «وضع مدينة كركوك غير مطمئن بسبب ماتتعرض له من اضطرابات أمنية وتنامي نشاط التنظيم فيها، وشنه لعمليات عسكرية ضد القوات العراقية، وسيطرته على مناطق عدة. قوات البيشمركه، وفق المصادر «ستقوم التحرك في حال استمر التدهور الأمني في المدينة مع سيطرة القوات الأمنية وفصائل الحشد عليها». أحمد سليفاني، والذي يعمل ضابطاً في البيشمركه قال: إن «المدينة عندما كانت تحت سيطرة قوات الأمن الكردية لم تكن تشكو من تدهور الأوضاع الأمنية بل كانت تعيش أفضل من باقي المحافظات الخاضعة لسيطرة حكومة بغداد». وبين أن «تعدد الفصائل المسلحة وعدم مهنيتها في العمل، هو السبب الأساسي لاضطراب الأوضاع الأمنية، وما قامت به فصائل الحشد الشعبي من عمليات نهب وسلب لمنازل المواطنين، دليل على ذلك». وذكر أن «البيشمركه على أتم الاستعداد والجاهزية للدفاع عن المدينة كونها جزءا من كردستان». وأضاف: «لن نسمح لتنظيم الدولة بزعزعة أمن واستقرار كركوك، ولدينا الخبرة الكافية في مكافحة الجماعات الارهابية التي سبق وقاتلناها في الموصل وغيرها من المدن والمحافظات القريبة من الإقليم». وحسب المصدر «القوات العراقية تفتقر إلى المهنية، وأغلب قادتها يتبعون لأحزاب وتيارات طائفية، الأمر الذي يجعل المنظومة الأمنية العراقية تعاني كثيراً من عدم الاستقرار وضعف الكفاءة». وكركوك، تشهد اضطرابات أمنية وسياسية بعد سيطرة القوات العراقية عليها، وانسحاب البيشمركه منها ، فضلاً عن تزايد نشاط تنظيم «الدولة «في الأيام والأسابيع الماضية. مدنيون يحبطون هجوما لـ«الدولة» شرقي العراق… والبيشمركه تتوعد بالعودة إلى كركوك |
عودة 425 نازحاً من تركيا إلى الموصل Posted: 30 Mar 2018 02:17 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين، أمس الجمعة، عن عودة نحو 425 نازحاً عراقياً من تركيا إلى مناطق سكناهم في مدينة الموصل. وقالت مسؤول قسم محافظات إقليم كردستان في الوزارة، جوان محمود، في بيان، إن «الوزارة مستمرة بتنفيذ برنامجها (العودة الطوعية المجانية) للنازحين العراقيين المتواجدين في دول الجوار»، مبينة أن «الوزارة نقلت 425 نازحا عراقيا من تركيا برا عبر منفذ إبراهيم الخليل التابع إلى قضاء زاخو بمحافظة دهوك وبالتعاون مع وزارة النقل لإيصالهم إلى مناطق سكناهم الأصلية في جانبي الموصل الأيسر والأيمن. وأضافت أن «النازحين كانوا متواجدين في مخيم أكدة التابع إلى الجمهورية التركية»، لافتة إلى أن «الوزارة وزعت بينهم وجبات غذائية سريعة وماء بارد بالتنسيق مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إلى جانب توزيع السلات الغذائية كمتاع للطريق». وسبق لوزارة الهجرة والمهجرين، أن أعلنت في وقت سابق، إعادة أكثر من أربعة آلاف نازح من تركيا إلى العراق خلال بداية هذا العام، وأكدت استمرارها بعملها لإعادة كافة الأسر الراغبة بالعودة. من جانب آخر، أعلنت الوزارة، أن اللجنة العليا لإغاثة وإيواء النازحين كلفت وزارة النقل بإعادة النازحين العراقيين في تركيا إلى البلاد. وقالت، في بيان لها، إن «اللجنة العليا للنازحين صادقت على تكليف وزارة النقل الشركة العامة لنقل المسافرين والوفود بنقل العائلات العراقية النازحة في مخيمات الإيواء في تركيا والراغبة بالعودة إلى مناطق سكناهم الأصلية بالتنسيق مع وزارة الهجرة والمهجرين والجهات المعنية»، مبينة أن ذلك «جاء على خلفية انعقاد الاجتماع الدوري للجنة العليا لإغاثة وايواء النازحين برئاسة وزير الهجرة جاسم محمد الجاف في مقر الوزارة بحضور أعضاء اللجنة». وأشارت إلى أن الاجتماع أعلاه «تم فيه بحث دعم ملف النازحين المتبقين في مخيمات الإيواء ودعم ملف الاستقرار للمناطق المحررة لضمان اعادة الأسر النازحة اليها». ونقل البيان عن الوزير القول، إن «عمل الوزارة واللجنة العليا لإغاثة وايواء النازحين مستمر بتقديم كافة الخدمات والمستلزمات الضرورية للنازحين في مخيمات الإيواء والعائدين للمناطق المحررة»، مشيراً إلى أن «الوزارة بالتنسيق مع القطعات الامنية والعسكرية والحكومات المحلية والوزارات الخدمية «تعمل على إعادة الحياة الطبيعة للمناطق المحررة وتشجيع النازحين بالعودة لتلك المناطق». عودة 425 نازحاً من تركيا إلى الموصل |
الأجهزة الأمنية المغربية تعتقل شريكاً لخلية إرهابية تم تفكيكها Posted: 30 Mar 2018 02:17 PM PDT الرباط – «القدس العربي»: قالت وزارة الداخلية المغربية ان البحث الجاري من طرف الأجهزة الأمنية حول الخلية الإرهابية التي تم تفكيكها الخميس مكّن من اعتقال شريك آخر لأفراد الخلية. وقالتة في بلاغ أُرسل لـ«القدس العربي» مساء أمس الجمعة ان المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، وفي إطار البحث في ملف الخلية الإرهابية التي تم تفكيكها بتاريخ 29/03/2018، في مدينتي واد زم وطنجة والتي تتكون من 8 عناصر، تمكن أمس الجمعة من إيقاف شريك آخر بمدينة واد زم، يشتبه في تورطه في المخططات الإرهابية لهذه الخلية بالمغرب. واضافت الوزارة انه حسب معطيات البحث، فإن المشتبه فيه الذي اكتسب مؤهلات في مجال صناعة المتفجرات والأحزمة الناسفة، كان بصدد التوصل من طرف شركائه الموقوفين بالتمويل اللازم لاقتناء المواد التي تدخل في إعداد العبوات الناسفة. وإن أعضاء الخلية وتفعيلاً لمشروعهم الإجرامي، خططوا لاستغلال ضيعة مهجورة تعود ملكيتها لأحد الموقوفين كملجأ آمن ومكان لصناعة المتفجرات، تمهيداً لتنفيذ سلسلة من الهجمات الإرهابية ضد أهداف حيوية وحساسة في المملكة. وأسفرت عملية التفتيش عن لدى المعني بالأمر على عدة معدات الكترونية وأجهزة كهربائية إضافة إلى بطاريات وأشرطة لاصقة يشتبه استعمالها في إعداد أنظمة تفجير العبوات الناسفة. هذه المعدات المحجوزة سيتم إخضاعها للخبرة العلمية من طرف المصالح المختصة. الأجهزة الأمنية المغربية تعتقل شريكاً لخلية إرهابية تم تفكيكها |
منظمة التحرير والحكومة تدينان العدوان على غزة وتطالبان بتدخل دولي عاجل Posted: 30 Mar 2018 02:16 PM PDT رام الله – غزة – «القدس العربي»: حملت منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة التوافق، إسرائيل «المسؤولية الكاملة» عن الاعتداءات التي اقترفتها قوات الاحتلال بحق الفلسطينيين في كافة المناطق الفلسطينية، خاصة في قطاع غزة، فيما أكدت حركة حماس أن «مسيرات العودة» شيعت «صفقة القرن» الأمريكية إلى مثواها الأخير. وطالب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، المجتمع الدولي بـ «الخروج عن صمته وإداناته اللفظية، والتدخل العاجل في اتخاذ الاجراءات الفورية لردع جرائم إسرائيل ووقف مجازرها بحق أبناء شعبنا ومحاسبتها عملاً بأحكام القانون والشرعية الدولية». وأكد في بيان صحافي أن خروج عشرات الآلاف من الجماهير الفلسطينية في «يوم الأرض» يحمل «رسالة سياسية قوية» من الشعب الفلسطيني بكل فئاته ومكوناته إلى سلطة الاحتلال وجميع دول العالم، تؤكد «رفض الحلول والإملاءات الأمريكية والإسرائيلية». وأدان عريقات «العدوان الإسرائيلي المدروس» و»عمليات الإعدام الميداني»، من خلال استهداف المتظاهرين السلميين بالرصاص الحي وقنابل الغاز والصوت، بما في ذلك استهداف الطواقم الطبية. ونعى الشهداء الذين سقطوا في قطاع غزة، خلال المواجهات مع جيش الاحتلال، وأشاد بالفلسطينيين في كافة مناطق وجودهم. إلى ذلك طالب المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود بـ «تدخل دولي فوري وعاجل، لوقف اراقة دماء أبناء شعبنا العربي الفلسطيني على أيدي قوات الاحتلال الاسرائيلي». وأكد ان على مؤسسات المجتمع الدولي أن تتحمل مسؤولياتها إزاء الشعب الفلسطيني الأعزل الذي يحيي ذكرى «يوم الارض»، بمسيرات سلمية، قوبلت من الاحتلال بـ «آلة البطش». كما أكد المتحدث الرسمي في هذه المناسبة على تمسك الحكومة بتحقيق المصالحة الوطنية، والمحافظة على وحدة أبناء الشعب الفلسطيني، واستمرار السعي وبذل كافة الجهود من أجل إنهاء الانقسام و»الوقوف صفا واحدا في مواجهة التحديات الخطيرة التي تواجه شعبنا وقيادته». في السياق أشادت حركة حماس بالجماهير الفلسطينية التي أثبت القدرة الهائلة على «فرض حدود المعادلة وقواعد الصراع مع العدو الصهيوني». وأكدت أن الفلسطينيين أرسلوا «رسالة قوية لكل من يتعامى عن حقوقه الثابتة»، مشيرة إلى أن هذه الرسالة تؤكد أن مأساة الشعب الفلسطيني «ليست مأساة إنسانية فحسب، ولكنها قضية سياسية بامتياز، تآمرت فيها قوى الغدر والعدوان لاقتلاع شعبنا من دياره وأرضه». وشددت على أن العودة «حق مقدس نمارسه اليوم بكل ما أوتينا من إرادة وقوة، ولن نتراجع عن ممارسته مهما بلغت التضحيات»، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني «شيع صفقة القرن إلى مثواها الأخير». وجاء في بيان أصدرته الحركة «نقول للجميع، إن الشعب هو الرقم الأصعب الذي لا يمكن تجاهله أو تجاوزه أو المرور على إرادته، وهو شعب يستحق الحرية والاستقلال على كامل ترابه الوطني، فهذا قدر الله ووعد السماء». وأشادت بشهداء أمس، الذين قالت إنهم «قدموا أرواحهم مهرا للعودة ووقودا للثورة الكبرى في أماكن الوجود الفلسطيني واللجوء في الضفة وفلسطينيي الشتات والـ48»، وتمنت الشفاء للجرحى. منظمة التحرير والحكومة تدينان العدوان على غزة وتطالبان بتدخل دولي عاجل |
الحكومة المغربية تقرر تعديل قانون التعيين في المناصب العليا Posted: 30 Mar 2018 02:16 PM PDT الرباط – «القدس العربي» : قررت الحكومة المغربية تعديل مشروع قانون بتغيير وتتميم القانون التنظيمي المتعلق بالتعيين في المناصب العليا تطبيقاً لأحكام الفصلين 49 و92 من الدستور، في أفق عرضه على المجلس الوزاري، والذي تقدم به محمد بنعبد القادر، الوزير المكلف بإصلاح الإدارة وبالوظيفة العمومية، وذلك من أجل التنازل عن جزء من المؤسسات التي منحها القانون التنظيمي حق التعيين فيها، لصالح المؤسسة الملكية. ويهدف هذا القانون التنظيمي، إلى تغيير وتتميم الملحق رقم1 المتعلق بالمؤسسات والمقاولات العمومية الاستراتيجية، والملحق رقم 2 المتعلق بالمناصب العليا المرفقين بالقانون التنظيمي رقم 12-02 المتعلق بالتعيين في المناصب العليا وذلك بإضافة ثلاث مؤسسات إلى لائحة المؤسسات والمقاولات العمومية الاستراتيجية التي يتم التداول في شأن تعيين مسؤوليها في المجلس الوزاري وهي: الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، ووكالة التنمية الرقمية، وصندوق التضامن ضد الوقائع الكارثية، وكذا إضافة مؤسستين إلى لائحة المؤسسات التي يتم التداول في شأن تعيين مسؤوليها في مجلس الحكومة، وهما: الوكالة المغربية لمكافحة المنشطات، والوكالة الوطنية للسلامة الطرقية. كما يهدف أيضاً إلى حذف ثلاث مؤسسات من لائحة المؤسسات التي يتم التداول في شأن تعيين مسؤوليها في مجلس الحكومة وهي: الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات، والمركز المغربي لإنعاش الصادرات، ومكتب الأسواق والمعارض في الدار البيضاء. كما ينص على استبدال تسمية «مؤسسة المستقلة لمراقبة وتنسيق أعمال التصدير» الواردة ضمن المؤسسات التي يتم التداول في شأن تعيين مسؤوليها في مجلس الحكومة بتسمية «المؤسسة المستقلة لمراقبة وتنسيق الصادرات». وفي مقابل إعلان الحكومة التنازل عن الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات ووكالة التنمية الرقمية وصندوق التضامن ضد الوقائع الكارثية، أعلنت عن إضافة مؤسستين إلى لائحة المؤسسات التي يتم التداول في شأن تعيين مسؤوليها في مجلس الحكومة، وهما الوكالة المغربية لمكافحة المنشطات والوكالة الوطنية للسلامة الطرقية. و يخوّل الدستور المغربي في فصله 49، للمجلس الوزاري الذي يرأسه الملك، حق التعيين باقتراح من رئيس الحكومة، وبمبادرة من الوزير المعني، في الوظائف المدنية لوالي (محافظ) بنك المغرب، والسفراء والولاة والعمال، والمسؤولين عن الإدارات المكلفة بالأمن الداخلي، والمسؤولين عن المؤسسات والمقاولات العمومية الاستراتيجية. وتحدد بقانون تنظيمي لائحة هذه المؤسسات والمقاولات الاستراتيجية. وأعدت الحكومة المغربية السابقة قانونا تنظيميا وضعت من خلاله 37 مؤسسة ومقاولة عمومية استراتيجية بين يدي الملك. وبهذا القانون أصبح بإمكان الحكومة المساهمة في تعيين مدراء مؤسسات ومقاولات عمومية استراتيجية فضلاً عن السفراء والولاة والعمال من خلال اقتراحهم. إذ لا يمكن للملك أن يعيّن داخل المجلس الوزاري في هذه المناصب من خارج لائحة الأسماء التي يقترحها عليه رئيس الحكومة بمباردة من الوزير المعني. في حين يملك رئيس الحكومة حق تعيين مدراء باقي المؤسسات العمومية، داخل المجلس الحكومي. هذا الأخير يتميز عن المجلس الوزاري بكونه يُعقد تحت رئاسة رئيس الحكومة، بينما يرأس الملك المجلس الوزاري. ويبقى مشروع قانون خاص بتعيين كبار مسؤولي المؤسسات العامة، محط جدل بالمغرب، اذ تعتبر الحكومة القانون تطوراً هاماً باتجاه الشراكة بين الملك والحكومة، في حين ترى المعارضة أنه تأويلاً غير ديمقراطي للدستور. الحكومة المغربية تقرر تعديل قانون التعيين في المناصب العليا فاطمة الزهراء كريم الله |
الجزائر: إمتحانات البكالوريا يوم 20 حزيران المقبل وتَخوّفات من تكرار سيناريو تسريب الأسئلة Posted: 30 Mar 2018 02:15 PM PDT الجزائر – «القدس العربي»: أعلنت وزيرة التعليم الجزائرية نورية بن غبريط أن امتحانات شهادة البكالوريا لسنة 2018 ستجرى في الفترة الممتدة ما بين الـ 20 و الـ 25 حزيران/يونيو المقبل، مشيرة إلى أن الوزارة ستعمل على مواجهة الإضرابات التي تتكرر باستمرار من أجل ضمان استكمال العام الدراسي، حتى يكون المرشحون جاهزين لاجتياز امتحانات البكالوريا التي تعتبر الأهم. وأضافت أن امتحانات شهادة نهاية التعليم الابتدائي ستجرى يوم الـ 23 أيار/مايو المقبل، فيما ستتم إجراءات امتحانات شهادة التعليم المتوسط ما بين الـ 28 والـ 30 أيار/مايو، في حين تم تأجيل امتحانات البكالوريا إلى 20 من حزيران /يونيو ، بعد الاستفتاء الذي قامت به الوزارة بشأن موعد إجراء هذه الامتحانات، والذي شارك فيه الأساتذة ومدراء المدارس والمفتشون والمرشحون لاجتياز البكالوريا، وجاء رأي الغالبية مع تأجيل الامتحانات إلى ما بعد شهر رمضان. وفي ما يتعلق بالإضرابات، قالت بن غبريط إن وزارتها أصبحت تتعامل مع الاضرابات المتكررة التي يعرفها قطاع التعليم، بصفة عادية، وأنها اتخذت كل الاجراءات لمواجهتها»، مشددة على أن الأولوية هي تمكين التلاميذ من مواصلة دراستهم بشكل عادي، ومن دون أي انقطاع من شأنه أن يؤثرعلى نتائجهم. ودعت الوزيرة الاساتذة والعاملين في قطاع التعليم الى تجنب اللجوء الى الإضراب، لأنه ليس في مصلحة التلاميذ، لكنها أكدت في المقابل أن القطاع الذي تشرف عليه أصبح يمتلك خبرة في تسيير الإضرابات والتأخير الناتج عنها، الأمر الذي يجعل من الممكن استدراك التأخير في الدروس الناتج عن الإضرابات المتكررة. في المقابل لم تتحدث الوزيرة عن الإجراءات التي ستتخذها من أجل ضمان عدم تسريب أسئلة امتحانات البكالوريا، علما أنها سبق أن وعدت باتخاذ إجراءات عقب فضيحة تسريب الأسئلة ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي في بكالوريا 2016، وهي الفضيحة التي اضطرت رئيس الوزراء الأسبق عبد المالك سلال إلى التدخل من أجل الاعلان عن دورة ثانية بالنسبة للمواد التي تم تسريب أسئلة امتحاناتها، مؤكداً أن الأمر يتعلق بمؤامرة تهدف إلى ضرب استقرار البلاد، ونشر الفتنة والبلبلة، ورغم توقيف عدد من المسؤولين والموظفين العاملين في ديوان الامتحانات والمسابقات على خلفية هذه الفضيحة، إلا أن الرأي العام مازال ينتظر حتى الآن ما يعزز فرضية المؤامرة التي تحدث عنها رئيس الوزراء الأسبق،أما الوزيرة بن غبريط فكانت قد وعدت بإصلاح نظام امتحانات البكالوريا عقب هذه الفضيحة، لكن لا شيء حدث حتى الآن، ولم يتم اتخاذ أي إجراءات لوضع حد للغش وتسريب الأسئلة، وكل ما تم القيام به هو قطع الانترنت عن عموم الجزائريين خلال خمسة أيام، الأمر الذي تحول إلى مصدر قلق وانزعاج لملايين الجزائريين الذين تتعطل مصالحهم بسبب عدم قدرة الوزارة على إيجاد حل. الجزائر: إمتحانات البكالوريا يوم 20 حزيران المقبل وتَخوّفات من تكرار سيناريو تسريب الأسئلة |
المعارض الموريتاني بوعماتو يحصل على الجنسية الاسبانية Posted: 30 Mar 2018 02:15 PM PDT نواكشوط – «القدس العربي»: حصل رجل الأعمال الموريتاني المعارض محمد ولد بوعماتو أمس على الجنسية الإسبانية بموجب مرسوم ملكي إسباني صدر بناء على مقترح لمجلس الوزراء الإسباني في جلسته المنعقدة يوم الثالث من حزيران / يونيو 2011. وأكدت مقدمة المرسوم الملكي «أن منح الجنسية لرجل الأعمال الموريتاني ولد بوعماتو تقرر بناء على اقتراح من وزير العدل الإسباني، واعتباراً للظروف الاستثنائية التي يمر بها بوعماتو». وتزامن اقتراح منحه الجنسية الاسبانية مع مغادرته لموريتانيا عام 2011 بعد تصاعد الخلاف مع الرئيس محمد ولد عبد العزيز، وهو الخلاف الذي ما زال على حاله. وأصدر القضاء الموريتاني في أيلول/ سبتمبر الماضي مذكرة اعتقال دولية في حق رجل الأعمال محمد ولد بو عماتو ضمن ملف قضائي يتهم فيه بتقديم رشاوى من خارج الحدود لأعضاء في مجلس الشيوخ الموريتاني لإسقاط مقترح بتعديلات دستورية. وانتقل بوعماتو من الإقامة في المملكة المغربية للإقامة في بلجيكا بعد أن تأثرت علاقات موريتانيا والمغرب بإقامته في مراكش. ويتوقع أن تشكل الجنسية الإسبانية جدار حماية لرجل الأعمال المعارض ووسيلة لتسهيل تحركاته، لكنها قد تؤثر على العلاقات السياسية بين موريتانيا وإسبانيا. المعارض الموريتاني بوعماتو يحصل على الجنسية الاسبانية |
فلسطينيو الداخل يحييون ذكرى يوم الأرض بزيارة أضرحة شهدائه Posted: 30 Mar 2018 02:15 PM PDT الناصرة ـ «القدس العربي» : أحيا فلسطينيو الداخل الذكرى السنوية الثانية والأربعين ليوم الأرض بزيارة أضرحة الشهداء، والمشاركة في مسيرات شعبية توجت بمسيرة مركزية في مدينة عرابة البطوف، انتهت بمهرجان سياسي- ثقافي. وتأتي الذكرى الـ42 ليوم الأرض إحياء لذكرى الشهداء الستة الذين ارتقوا برصاص الشرطة الإسرائيلية خلال مواجهات يوم الأرض الأول وهم: خير ياسين من عرابة، الذي كان أول من سقط من شهداء يوم الأرض، عشية الإضراب، أي في التاسع والعشرين من آذار/ مارس 1976، وخضر خلايلة وخديجة شواهنة ورجا أبو ريا، من سخنين، ومحسن طه من قرية كفر كنا، ورأفت زهيري من مخيم نور شمس الذي استشهد في المظاهرة التي شارك فيها يومها في الطيبة في المثلث. وطاف المشاركون في المسيرة شوارع مدينتي سخنين وعرابة المتجاورتين رافعين الرايات الفلسطينية وصور الشهداء وهم يهتفون الأغاني الوطنية، منها «جليلنا مالك مثيل وترابك أغلى من الذهب». وفي كلمته خلال المهرجان الخطابي قال رئيس لجنة المتابعة العليا في مناطق 48، محمد بركة: «إننا صنعنا التاريخ في مارس/ آذار الأرض، ونتذكر فيه دماء الشهداء. اليوم يجب أن نتذكر ما يوحدنا، والأنظار تتجه إلى دماء الشهداء في غزة في مسيرة العودة التي تدعو إلى إنهاء جريمة التهجير ونكبة شعبنا. تتجه أنظارنا إلى إنهاء الانقسام المعيب، وأنظارنا تتجه إلى القدس المستهدفة من محتفلي الفصح». وتابع «ونقول للقدس المحاصرة، التي يُمنع سكان الضفة والشتات من الوصول إليها، نحن وأنتم أبناء القدس مكلفون بحماية القدس، ونقول إن القدس ستبقى عاصمة فلسطين الأبدية شاء من شاء وأبى من أبى». وأكد على أن هذا هو يوم النضال الفلسطيني، ضد الهدم في النقب حيث بلغ عدد المباني التي هدمتها إسرائيل خلال العام الماضي 2200 مبنى. وتابع «اليوم هو يوم الدفاع عن الروحة وعن المدن الفلسطينية التي تتعرض للتهجير.. هو يوم التصدي للقوانين العنصرية، خاصة قانون القومية ورفض تهويد هذه الأرض التي تتكلم العربية»، مُضيفا: «اليوم نناضل ضد قمع الحريات، ونقول إن نظام الأبرتهايد سيسقط في إسرائيل كما سقط في جنوب أفريقيا.أما الكلمة الأخيرة، فكانت نيابة عن عائلات الشهداء، والأسرى، وألقاها منير منصور الذي قال: «إن شعبا لا يحترم المناضلين، والأسرى والشهداء، لا يستحق الحياة، وهذا اليوم الذي صنعه شعبنا كيوم وحدوي ولن يكسرنا أحد». وقال رئيس بلدية عرابة، علي عاصلة في كلمته إن «آذار الأرض الذي قلنا فيه، أردناها بيضاء سلمية وأرادوها بحر دماء، وها هي تتكرر في غزة اليوم، التي تُحاصر وتُقتل، وهذا القمع يتواصل ضد شعبنا في الداخل وفي الشتات، بما فيها حظر الحركة الإسلامية واعتقال الشيخ رائد وملاحقة التجمع الوطني، وقوانين الائتلاف الحكومي اليميني المتطرف التي تستهدف وجودنا». وأوضح إن السلطات الإسرائيلية لن توفر جهدا في سبيل نهب المزيد من الأرض وعلينا داعيا لاستئصال السماسرة على أنواعهم لنصون وطننا في ظل ما يتسرب عن صفقة القرن التي يُحاوَل من خلالها تصفية القضية الفلسطينية وشطب حق العودة وحقنا المقدس في العودة والقدس». وأكد عاصلة على أهمية الوحدة «لإحباط هذه المخططات وصون الأرض». وشهدت مناطق أخرى داخل أراضي 48 فعاليات لإحياء الذكرى خاصة في النقب حيث يواجه أهاليه العرب مشاريع ترحيل وتهويد لا تتوقف. وشهد مهرجان عرابة البطوف الختامي بعض المشادات بعدما رفع بعض الناشطين علم سوريا تعبيرا عن تأييدهم للنظام، مما دفع ناشطين آخرين لرفع علم الثورة السورية، وبخلاف تعليمات لجنة المتابعة العليا التي دعت لرفع الرايات الفلسطينية فقط. فلسطينيو الداخل يحييون ذكرى يوم الأرض بزيارة أضرحة شهدائه وديع عواودة: |
مصادر مغربية تتوقع إنسحاب الرباط من التحالف العربي Posted: 30 Mar 2018 02:14 PM PDT الرباط – «القدس العربي»: أفادت عدة مصادر أن المغرب يستعد للإنسحاب من التحالف العربي الذي تقوده السعودية، حيث يشارك المغرب في العمليات العسكرية في الحرب الذي يشنه التحالف على اليمن. ونقل موقع الايام24 المغربي عن هذه المصادر ان قرار الانسحاب من التحالف الذي يتم ترديده في الآونة الأخيرة سببه وجود حرب باردة بين المغرب والسعودية منذ أواخر العام 2016 طفت على السطح بعد التصريحات الأخيرة لرئيس هيئة الرياضة السعودية تركي آل الشيخ، الذي لمّح في تدوينة له إلى أن بلاده لن تصوّت لصالح المغرب لاحتضان نهائيات كأس العالم 2026، بسبب الموقف المحايد للمغرب من الأزمة الخليجية. وانضم المغرب للتحالف في بداية العام 2015، وفي 12 أيار/ مايو 2015 تم إسقاط إحدى الطائرات الحربية المغربية من طرف قوات الحوثيين في محافظة صعدة الواقعة شمال اليمن، مما أدى إلى مقتل طيار مغربي وحاولت السعودية عرقلت اتصالات مغربية – يمنية لاستلام جثمان الطيار، وهو ما أدى الى عدم ارتياح مغربي. إلا أن العلاقات بين الرباط والرياض تعرف فتوراً منذ حزيران/ يونيو 2017 بعد ان نأى المغرب بنفسه عن قرار الرياض بتشكيل تحالف لمحاصرة دولة قطر وتمسك بعلاقات جيدة مع الدوحة. مصادر مغربية تتوقع إنسحاب الرباط من التحالف العربي |
دببة تحرس السُّبات! Posted: 30 Mar 2018 02:13 PM PDT لو تنبهت جداتنا وامهاتنا إلى الأسلوب التربوي الذي كانت تمارسه والدة الشاعر الألماني جيته وهو ما تسميه الحكايات الناقصة التي كانت ترويها لابنها الطفل قبل أن ينام لربما استعدنا المحذوف من حكاياتنا الشعبية، ومنها تلك الحكاية عن الدب الذي كان يحرس صاحبه وهو نائم، وما أن اقتربت منه ذبابة وحامت حول أنفه حتى رماها بحجر شجّ رأس سيده، وانتهت الحكاية كما كنا نسمعها إلى حكمة تقول إن العدو العاقل خير من الصديق الجاهل. والمحذوف من حكاية الدب هو ان صاحبه غرق في دمه لكن الذبابة نجت وفرت بعد ان أخطأها الحجر وذهبت لتحوم وربما تبيض على أنف سيد آخر ! كانت والدة الشاعر جيته تصمت حين تصل الحكاية ذروتها، لتثير فضول الطفل بحيث يتاح له أن يكمل بخياله الحكاية. والحكاية الثانية التي عانت من الحذف هي عن الفأر الذي نجح في تعليق جرس في عنق القط، بحيث ما ان تسمع بقية الفئران الرنين حتى تعود لتختبىء في جحورها، والحقيقة ان ما حدث هو ان فأرا واحدا شجاعا علق جرسا واحدا في عنق قط واحد، اما آلاف وربما ملايين القطط فقد بقيت تتربص بضحاياها بحذروصمت ولكن ما علاقة هذه الحكايات الناقصة بالإعلام العربي وإلى حد ما بالثقافة الداجنة ! دببة الإعلام تسيء إلى سادتها بقدر ما تخدم أعداءهم، لهذا تشج رؤوسهم بالحجارة وهم مستغرقون في سباتهم، بينما يفر أعداؤهم وينجون بفضل حماقة الصديق الجاهل، ويتجلى ذلك في فقه جديد هو فقه التبرير والتسويغ للاخطاء، بحيث تتفاقم وتصبح خطايا، وبالرغم من أن سادة الدببة شاهدوا بأنفسهم مصائر أسلافهم وأمثالهم على أيدي الدببة الا انهم يلدغون من الجحر ذاته مرارا، وهم على الأغلب لا يقرأون التاريخ ظنا منهم انهم مُتفرغون لصناعته، لهذا لا يتلقحون ضد تكرار الإصابة أو اللدغ من الجحر ذاته. والدب الاحمق قد تشفع له نيته الطيبة في الدفاع عن سيده الذي يعلفه ويوفر له المأوى، لكن الدب البشري بخلاف ذلك، فهو يدرك أنه يحرس سيده ويدافع عنه مقابل أجر، لهذا فهو ليس معنيا بمن يحرس نومه، انه يشبه من سماهم باتريك سيل بنادق للإيجار، بحيث يكون للجريمة ثمن بمعزل عن الضحية، وما كان للأخطاء التي اقترفتها نظم سياسية وأحزاب تحولت إلى قبائل مسلحة ان تتفاقم لو ان الدببة تقاعدت أو استقالت مبكرا من مهنتها الخرقاء، لكن فقه التبرير الذي غالبا ما ينتهي إلى التزوير يمتلك من الخيمياء ما يحوّل العضة إلى قبلة، والضارة إلى نافعة تماما كما يحول الحواة من مدعي خيمياء المعادن القصدير إلى ذهب وفضة، وهذا ما يذكرنا بحكاية ثالثة نصفها محذوف، هي أسطورة ميداس الأغريقي الذي كان يلامس التراب فيحوله إلى ذهب، ومن ترجموا تلك الأسطورة فاتهم ان يضيفوا بأن ميداس العربي في هذا الزمن قلب الأسطورة رأسا على عقب وكانت تلك معجزته، لأنه استطاع أن يحول الذهب إلى تراب أو حديد يعلوه الصدأ في مخازن السلاح ! ولأن نظم الاستبداد والاستعباد لا تثق بغير ما تفرزه وتسعى إلى تصنيعه أو استيلاده بأنابيبها فهي لا تطيق أي نقد، فهي معصومة وملهمة وما على الآخرين إلا التسبيح بحمدها وعليهم أن يقدموا الشكر والعرفان لأنها أتاحت لهم مديحها. دببة الإعلام أصابت أنوف سادتها وأخطأت الذباب، ورسخت بمرور الوقت وتكرار هذه الكوميديا الرمادية تقاليد تتفوق على القوانين من حيث نفوذها والاحتكام اليها عندما تأزف لحظة السؤال الذي لا يتحول إلى مساءلة، والأسئلة حتى لو كانت استنكارية تبقى في نطاق الثقافة الداجنة ما لم تتحول إلى مساءلات سواء كانت أخلاقية أو سياسية. والمحذوف أيضا من حكاية الدب هو مصيره بعد أن أخطأ الهدف، وبعد نجاة سيده من الحجر، فهل يبقى في زريبة السيد ويرفل في نعيمه أم يعاقب ! ما حدث حتى الآن على الأقل هو ان الدببة تكافأ، وتتوارثها النظم ونادرا ما تفرط بها، لأنها وفية لمن يدفع الأجر، وحماقتها مطلوبة رغم ما تلحقه من أضرار، لأنها لا تفكر ولا تتخيل، وبالتالي هي الخادم الأمين الذي لا يعرف النقد ولا وعي لديه باستثناء ما سيناله من أجر على ما يقترف من حماقات. ورصد ما أنتجته دببة الإعلام والثقافة في عالمنا العربي لا يحتاج إلى كمبيوترات ذكية، لأن المشهد يطفو على السطح، تماما كما تطفو الفطريات على سطح مستنقع، والواقع الاجتماعي حين يفتقد إلى الحراك، يصبح آسنا كالماء غير الجاري، وعندئذ يتاح لكل ما هو عديم الجذور وبخفة الريشة أن يطفو، والمفارقة هي ان هناك دببة شجّت رؤوس أصحابها وأخطأت خصومهم، لكنها لم تغادر مواقعها! ٭ كاتب أردني دببة تحرس السُّبات! خيري منصور |
لماذا نجحت الأفلام المكسيكية في هوليوود وأخفقت العربية رغم تنوعها وكثرتها؟ Posted: 30 Mar 2018 02:13 PM PDT لوس أنجليس – «القدس العربي»: جائزة الأوسكار لأفضل مخرج التي حققها غييرمو ديلتورو هذا العام عن فيلم «شكل الماء» كانت الرابعة لمخرج مكسيكي خلال الخمسة أعوام السابقة إذ فاز بها زميلاه الفونسو كوارون عام الفين وثلاثة عشر عن فيلم «الجاذبية» وانيريتو اليخاندور غونزاليس عام الفين وأربعة عشر عن فيلم «الرجل الطائر» وعام الفين وخمسة عشر عن فيلم «العائد». ولكن لم ينجح كلا الفيلمين العربيين الذين رشحا للجائزة القيمة وهما اللبناني «الإهانة» والسوري «آخر الرجال في حلب» في اقتناصها لتبقى السينما العربية محرومة منها. اذاً كيف وصلَ السينمائيون المكسيكيون قمةَ هوليوود وحصدوا أهم جوائزها السينمائية، بينما ما زالَ المخرجونَ العربُ يطرقونَ على أبوابِها؟ السينما المكسيكية كانت السينما المكسيكيةُ مبنيةً على أفلامِ الغرامِ والمسلسلاتِ التلفزيونيةِ الشعبيةِ حتى ظهورِ ثلاثةِ مخرجينَ في بدايةِ التسعينيات وهم ديلتورو وكوارون، ووغرنزاليس، المعروفونَ بـ «الاميغوس الثلاثة»، أو الأصحاب الثلاثة، الذين انعشوها من خلالِ تطويرِ ادواتِ واساليبِ السينما وكل واحد منهم أبتكر لغة سينمائية خاصة به سخرها لطرحِ قضايا إنسانيةٍ واجتماعيةٍ وسياسيةٍ مهمة في المكسيك، ذاتِ صدىً عالمي. المخرج غييرومو ديل تورو رفع ديل تورو من مستوى سينما الرعب والفانتازيا من خلال مزجها باحداث واقعية إن كانت تاريخية أو معاصرة. ففي عامِ الفينِ وواحد استخدم هذا المزيج من انواع السينما في «ديفيل باك بون»، ليسلطَ الضوءَ على بشاعةِ الحربِ الأهليةِ في اسبانيا في ثلاثينياتِ القرنِ العشرين من منظورِ طفلٍ يتيم. واستخدمَ تلكَ الأدواتِ مرةً أخرى في الفينِ وستة لمعالجةِ الموضوعِ نفسه من منظورِ طفلةٍ في «متاهة بان»، الذي رُشحَ لجائزتي أوسكار. ثم انخرطَ في هوليوود ليصنعَ أفلاماً ضخمة على غرار «هيلبوي» و»باسيفيك ريم»، حتى حقق «شكل الماء»، الذي مزج فيه عدة انواع من السينما. «الفنتازيا بشكل عام كأفلام الرعب الخيالية نشأت إلى جانب السينما مع ميليير»، يقول ديلتورو: «وأعتقد أنها مرآة سوداء للمجتمع، وقد أنتجب بعض أعظم وأكثر المشاهد الأسطورية في تاريخ السينما. وأراها منافسا شرعيا وجميلا وقويا وقيما وضخما في مجال السينما وأتعامل معها وفق ذلك. أنا حاكي خرافات يأخذ شكل وألوان وشخصيات سينما الرعب ويستخدمها لطرح خرافات خيالية، لهذا أفلامي مزيج من الأشياء. فعلى سبيل المثال «شكل الماء» هو فيلم موسيقي، وميلودرامي، وجاسوسي ورومانسي وهذا ينطبق على فيلم رعب، ولكن طريقة طرح قصته هي سياسية جدا. كل فعل وكل قرار في فيلم الرعب هو سياسي». اليخاندور انيريتو غونزاليس في فيلمِ الاثارةِ «اموريس بيوريس»، استخدمَ غونزاليس أسلوبَ السردِ اللاخطي لطرحِ ِ قصَصِ ثلاثِ شخصيات لا تربطها إلا حادثةُ طريق انتقدَ من خلالِها الفسادَ الاجتماعى في المكسيك. وكانَ اولَ مخرجٍ مكسيكي يُرشحُ للأوسكار عامَ الفينِ وواحد، مما فتحَ له أبوابَ هوليوود، حيثُ استمرَ في ابتكارِ أساليبَ سينمائيةٍ وتطويرها. ففي عامِ الفينِ وأربعةَ عشر طرح «الرجل الطائر» بأكملِه في لقطةٍ واحدة ليحققَ له ثلاثَ جوائزِ أوسكار وهي أفضل مخرج وأفضل سيناريو وأفضل إنتاج فيلم، وفي عامِ الفينِ وخمسةَ عشر صوّرَ «العائد» بترتيبٍ زمني وباستخدامِ الضوءِ الطبيعي ليحصدَ اوسكار أفضلِ مخرجٍ للمرةِ الثانيةِ على التوالي. «أعتقد أن شكل الفيلم ومضمونه مرتبطان بقوة ببعضهما البعض»، يعلق اليخاندرو. «فعندما يكون لديك ما تقوله، طريقة تركيبك له هي الشكل وطريقة تعبيرك عنه تبوح بالكثير عما تقوله. أعتقد أن المفردات والكلمات والادوات الاخرى متاحة للجميع لاستخدامها، لكن من يستخدم الكلمات بشكل صحيح أو أدق يعبر عن موقفه بشكل أكثر تأثيرا. أعتقد أن أدوات السينما متاحة أمام الجميع. عليك فقط أن تختار لغتك السينمائية وأن تستخدم هذه الأدوات وقواعد اللغة السينمائية لتروي قصتك بأفضل طريقة. الفونسو كوارون في عامِ الفينِ وواحد، أخرجَ كوارون الفيلمَ الكوميدي المثيرَ للجدلِ «وأمك أبصا»، الذي استخدمَ فيه أسلوبَ التصويِر الوثائقي ليطرحَ قضايا اجتماعيةً وسياسيةً مكسيكية. وحققَ ترشيحا للأوسكار، مما مهّدَ له الطريقَ لصنعِ أفلامٍ هوليوودية ضخمة على غرار «هاري بوتر: سجين ازكابان»، و«أطفال الرجال»، حتى صنعَ فيلمَ «الجاذبية»، الذي ابتكرَ فيه أسلوباً سينمائياً جديدًا من خلالِ استخدامِ تكنولوجيا حديثةٍ لتصويرِ شخصياتِ الفيلم في فراغٍ فضائي. وكُرّمَ بجائزتي أوسكار لأفضلِ اخراجٍ وأفضلِ توليف. «عندما كنت أصنع «أطفال الرجال»، قالوا لي إن تصوير لقطة معينة كانت مستحيلا، فقمنا بتطوير أداة سينمائية من أجل تحقيقها»، يقول كوارون: «أما في «الجاذبية» فلم أشرع بتصويره حتى تم تطوير تكنولوجيا مكّنتي من تحقيقه حسب رؤيتي. أنا دائما أسعى لتجربة أدوات سينمائية مختلفة والتكنولوجيا ساعدتني في تطوير اداة سينمائية جديدة». السينما العربية حتى بداية القرن الحادي والعشرين، كانت الأفلامُ المصريةُ المصدر الرئيسي للسينما العربية، وما زالت تجذب الجماهير في كلِ أقطارِ العالمِ العربي، ولكن معظمَها كانت تجاريةً ذاتَ طابع محلي، وقلما تجدُ قبولاً خارجَ العالمِ العربي او تُكرّمُ بجوائزَ سينمائيةٍ عالمية. «عندما أشاهد أفلاما عربية تصيبني خيبة أمل، بسبب مستوى الاداءات والحوارات»، يقول المخرج اللبناني زياد دويري. ورغم ضخامةِ الانتاجِ السينمائي في مصر، إلا أن الفيلمَ المصريَ الوحيد الذي رُشح للأوسكار كان وثائقياً للمخرجة الأمريكية من أصولٍ مصرية جيهان نجيم وهو «الميدان»، الذي تابعَ أحداث الثورةِ المصريةِ من عامِ الفينِ وأحدَ عشر حتى عام الفينِ وثلاثةَ عشر. «أعتقد أن الفيلم نجح في التطرق إلى موضوعه في وقت ملائم جدا»، تقول نجيم. «في وقت متصل فيه العالم مع بعضه البعض. كثيرون يتابعون حدث يقع في الجانب الآخر من كوكب الأرض بشكل لم يسبق له مثيل ربما. الفيلم أيضا عالمي جدا. فالشصخيات فيه تناضل لتحسين حياتها وتغيير بلادها. وتصارع في سبيل أمر أكبر بكثير من حجمها الحقيقي، وتشعر أن الصرع في سبيل الحرية يمس في الواقع. الأفلامُ الوثائقيةُ العربيةُ وجدت اهتماماً عالمياً بعد اشتعالِ ثوراتِ الربيعِ العربي مثلَ فيلمِ اليمنيةِ سارة اسحاق «ليس للكرامة جدران» ، الذي رُشح لأوسكار أفضلِ فيلمٍ وثائقيٍ قصيرٍ عامَ الفينِ واربعةَ عشر، وفيلمِ الفلسطيني عماد برناط «خمس كاميرات مكسورة»، الذي رُشح في الفئةِ نفسها عامَ الفينِ وثلاثةَ عشر وفيلمِ السوري فراس فياض «آخر الرجال في حلب»، الذي رُشح هذا العام في فئةِ أفضلِ فيلمٍ وثائقيٍ طويل. «المآسي والحروب تطور رؤية الناس ونظرتهم للإنسانية»، يقول فياض: «لو نظرنا إلى الفنون التي انتجت بعد الحرب العالمية الثانية لشاهدنا كيف تطورت وأفرزت مدارس كبيرة ومهمة وغيرت نظرتنا إلى الفن ونظرتنا إلى الحروب ونظرتنا إلى السياسة. وهذا أيضا بشكل عام ما يمكن أن نراه في الحرب في سوريا. بالتأكيد الأفلام لها بعد سياسي وبعد انساني. الأفلام الوثائقية سوف تكون مقدمة للأفلام السردية». بما أن الأفلامَ المتنافسةَ على أوسكار أفضلِ فيلمٍ سرديٍ بلغةٍ أجنبيةٍ تمثلُ الدولَ المنتجةَ وليس مخرجيها، يُفترض أن عشرة أفلامٍ عربيةٍ رُشحت لها وواحدا منها فازَ بها عام الف وتسعمائة وتسعة وستين وهو الجزائري «زد» ولكنه كان من اخراج يوناني وهو كوستا غارفاس وباللغة الفرنسية. كما أن أكاديميةَ فنونِ وعلومِ الصورِ المتحركة لم تعتبر أربعةَ أفلامٍ جزائريةٍ اخرى عربيةً وهي لأنها لم تكن باللغةِ العربية. لهذا كان عددُ الأفلامِ العربيةِ التي رُشحت للأوسكار خمسة وهي «الجنة الآن» و»عمر» من فلسطينَ، و»ذيب» من الأردن، و»تبمكتو» من موريتانيا و»الإهانة» من لبنان. المخرجِ الفلسطيني هاني أبو أسعد لهذا كان «الجنة الآن» للمخرجِ الفلسطيني هاني أبو أسعد أولَ فيلمٍ باللغةِ العربية يُرشحُ للأوسكار عامَ الفينِ وخمسة. كما فازَ بجائزةِ «الغولدن غلوب» ليصبحَ الفيلمَ العربيَ الوحيدَ الذي حقق ذلك. وفي عامِ الفينِ وثلاثةَ عشر رُشح أبو اسعد للأوسكار مرةً أخرى عن «عمر»، وهو الفيلمُ العربيُ الوحيدُ الذي رُشح للأوسكار وأُنتج محلياً من دون مساهمةٍ أجنبية. «أنا دائما عندي الهوية هي الهوية الإنسانية لنا كلنا»، يقول أبو أسعد. «ولهذا دائما أضع شخصيات عادية في ظروف غير عادية. العالم صغير. هناك قوة مهيمنة على العالم وهي القوة الأمريكية بالعسكر وبالثقافة وفي هوليوود. فعندك خياران: أو أن تتعامل مع هذه القوة وتتعلم منها لتعيد نظرتك عن نفسك وعن غيرك أو أنك تخرج خارج هذا الإطار». هذا ربما ما جذبَ مصوتي الأوسكار لترشيح فيلمِ «ذيب» عام الفين وخمسة عشر، الذي استخدمَ فيه مخرجُه الأردنيُ ناجي أبو نوار اسلوبَ الوسترن الهوليوودي لطرحِ قصةٍ من التاريخِ والتراثِ العربي. كما تناول عبد الرحمن سيساكو عنف الجماعات الإسلامية المتطرفة ضد السكان المحليين عندما احتلوا العاصمة الموريتانية في «تمبكتو»، الذي تزامن طرحه مع تسلط داعش على مناطق عراقية وسورية. الترشيحاتُ لجوائزِ الأوسكار لا تقل أهمية عن الفوز بها، إذا أنها فتحت أبوابَ هوليوود لأبو أسعد، كما فتحتها للمخرجينَ المكسيكيين وأصبحَ العامَ الماضي أولَ عربيٍ يخرجُ فيلماً هوليووديا وهو «الجبل بيننا» من بطولة النجمين كيت وينسلت وإدريس البا. «في رأيي أنه بعد أن صنعت فيلمين رُشحا للأوسكار وواحد منهما فاز بـ»الغولدن غلوب»، هذا أهلني بأن تكون لي مكانة في العالم السينمائي ككل وليس فقط في هوليوود». هناكَ بلا شك عواملُ عدةُ تُساهمُ في تطويرِ سينما محلية مثل الاستثمارِ في تأهيلِ المواهبِ ودعمِها وتوفيرِ الميزانياتِ لصناعةِ الأفلامِ والترويجِ لها. ولكن يبدو أن سبرَ القضايا المحليةِ ذاتِ المعاني الإنسانيةِ العالمية بأدواتٍ واساليبَ سينمائيةٍ راقية هو السبيلُ للوصولِ إلى جوائزِ الأوسكار والفوزِ بها. لماذا نجحت الأفلام المكسيكية في هوليوود وأخفقت العربية رغم تنوعها وكثرتها؟ حسام عاصي |
العقدتان اللتان حكمتا الاستفتاء الرئاسي في مصر Posted: 30 Mar 2018 02:12 PM PDT نجاح «المشير» إذا ما تأكدت النتائج رسميا كان متوقعا، ولا يثير شهية الصحافة والإعلام، فمن جانبه كان إصراره واضحا على البقاء وحده بلا منافس، وأغلق الفرص أمام أي منافس محتمل، ووصل حد توجيه إنذار شديد اللهجة لكل من تسول له نفسه ويتجرأ على إعلان نيته في الترشح، وأنه لن يسمح لأحد الاقتراب من كرسي الرئاسة ما بقي حيا.. ودخل في منافسة مع نفسه، وعلينا أن نبحث فيما بعد الإعلان الرسمي للنتيجة؛ بعد أن تذهب السكرة وتأتي الفكرة، ومن المتوقع أن يكون طعم هذا النجاح أكثر مرارة من الخسارة، بعد إنتهاء أثر الدعاية، التي خرجت على كل مألوف من قِبَل المشرفين عليها والمشاركين فيها. ولنستكشف ما وراء ذلك المشهد «الانتخابي» العجيب من عقد.. منطلقين من حصيلة جولة شبه ميدانية من داخل مصر على مدى أسابيع؛ بدأت في منتصف شباط/فبراير وانتهت الأربعاء الماضي (آخر أيام الاستفتاء)؛ تأملنا عن قرب مشاهد قد تساعد على تفسير «الضجيج الدعائي»، الذي عم المدن والقرى، وشغل أهل الحضر والريف وسكان العشوائيات، ووصل إلى الأعماق والأطراف؛ في الوادي والدلتا والصحارى، وأحياء الطبقات (الراقية) الجديدة، التي يقطنها جنرالات التطبيع؛ من ضباط القوات المسلحة والشرطة السابقين، وفي معيتهم جنرالات من نوع آخر؛ مدنيين من المحامين العاملين لحساب «المشير» والقضاة ورجال النيابة المتقاعدين، وجنرالات الفن وإعلام المكايدة، وتم ضبط حركة هؤلاء على بوصلة أباطرة السياسة والمال وحيتان الأعمال والمضاربين والسماسرة «وأثرياء النهب». وحكمت الحملة عقدتان رئيسيتان؛ العقدة الأولى هي عقدة الجماعات المذهبية المسلحة، المُهْدِرين لدماء مخالفيهم من المدنيين والأبرياء، والتعامل معها يقتضي الاهتمام بالعمل السياسي؛ إلا أنه مُجَرّم ومُحَرّم، وتُرك لـ«المشير» فانفرد به، ومد أذرعته إلى الدعاية والإعلام، وأسنده لـ«خبراء استراتيجيين»، ومحللين مُلَقّنين ومُوَجّهين وشتامين، ومن ورائهم خزائن أموال «قارونية» طائلة؛ وفرها أباطرة المال وحيتان الاحتكارات؛ الداخلية والخارجية، وجيش جرار يتكسب من الخدمة في بلاط هذه الطبقات، والإغداق عليه بالأجور العالية والإكراميات الزائدة.. وغير إعلام المكايدة من طبيعة المعركة، فصار أشبه بطواحين الهواء، تسمع فيها جعجعة ولا ترى منها طحنا، ويبدو أن ضجيجها غطى على كامل المشهد، فأصم الأذان وأعشى الأبصار، وأدى إلى تسويق المرشح الأوحد بين قطاعات من الناخبين، وكان ذلك أقصى ما يمكن تحقيقه وانجازه، في حملة مفرغة من أي مضمون، وغاب عنها الرقيب والضمير والقانون. مع علتها الواضحة في العزائم الرخوة والعقول الفارغة والأوزان الخفيفة والخبرات المتواضعة.. وإذا ما أعدنا التذكرة بنهج «المشير» المعتمد في التعامل مع الشعب؛ بـ«التأديب والانتقام والتضييق»، فكان من الطبيعي ابتعاد الحملة عن أي دعوة أو إشارة للتغيير أو التطوير والإصلاح، وكان رجالها مجرد ظواهر صوتية تسير على خطى «المشير» في التخاطب مع شباب «البرنامج الرئاسي» بظهورهم وخلفيتهم، دون التخاطب معهم وجها لوجه. وصار التحريض والتحقير هدفا في ذاته يعلو الأهداف الأخرى، واعتمد تطبيق مبدأ «فرق تسد»، ونجح في غياب برنامج سياسي معلن لـ«المشير»، لإدارة فترة رئاسته الأولى، وتعمد ذلك من وجهة نظري، والاحتمال الأرجح هو وجود «برنامج باطني» سيستمر معه في فترة الرئاسة الثانية.. وقد يتصور «المشير» أن عدم الإعلان يعفيه من المسؤولية عن انتشار خطاب الفتنة وإعلاء منطق الفُرقة في عصره، وعلينا التدقيق في بدعة «مجلس القبائل العربية»، وفيها تزكية للاتجاهات الانفصالية والعنصرية في أول بلد عرف التوحيد الجغرافي والسياسي في التاريخ؛ منذ عهد الملك مينا، وأول شعب توصل للتوحيد الديني فب عصر إخناتون.. وهؤلاء يتعيشون على شيطنة أي جهد لرأب الصدع ويعيد التماسك الوطني الغائب. والعقدة الثانية هي عقدة الشرعية وكلما تم السعي لحلها تأتي بنتائج كارثية.. فقد تصور «المشير» أن شرعيته تتحقق بالحشد ورفع الصور والغناء والرقص، ولم يجد من ينبه إلى خطورة ذلك على ضرب قاعدة الاختيار الحر في مقتل، ويعني التخلي عن الاقتراع السري، وهو أهم ضامن لسلامة التصويت واستقامته، لكن المشكلة في أن شخصية «المشير» يهمها الدعاية ولا يعنيها التنفيذ، واكتفت بالإعلان عن إصلاح 4 ملايين فدان، ولم تستطع إصلاح أكثر من ربع المساحة الموعودة، وما تم استصلاحه لم يصل لنصف مليون فدان، لم تغط ما ضاع بفعل الاضطرابات التي أعقبت يناير 2011 ويونيو 2013، التي دفعت عشرات الآلاف للبناء على الأرض الزراعية بعيدا عن رقابة الدولة الغائبة. وترتبط الشرعية بأسس بناء الدولة الوطنية الحديثة، وهي القانون والمواطنة والحكم الرشيد والمثل العليا، وضرب «المشير» بكل هذا ضرب عرض الحائط، ولا أمل في تداركه في الفترة الرئاسية الثانية.. ومن الضروري – في مرحلة ما قبل الإعلان الرسمي لنتائج الاستفتاء – التدقيق في حجم الأموال التي تكلفتها الحملة الرئاسية، ومن مولها بعد تسليم مفاتيح خزائن مصر إلى صندوق النقد الدولي، الضامن لاستمرار الثروة العالمية تحت الهيمنة الصهيو غربية، وهو أهم مؤسسات الإفقار وإشعال الحروب والصراعات خارج نطاق الدول الغربية. وهل كان من الضروري كل ذلك التبذير والسفه وما الجدوى منه؟، والمطلوب أن يقدم «المشير» كشف حساب بالأموال التي تدفقت على حملته؛ من أين جاءت وفيما صُرفت؟. ولم يكتف «المشير» بالتبذير، وانطلق في تشويه كل موقف، وشيطنة أي رأي لا يروقه، وسمح بمساحة حركة لا تتسع إلا له.. وألزم نفسه بقَسَم يمنع سواه من الاقتراب من كرسي الرئاسة ما بقي حيا؛ بانفعال وحدة وغضب، وإصرار غريب وتهديد مباشر؛ تجاوز كل الحدود، وجاء ذلك كاشفا إلى أن سيناريو البقاء أعد مسبقا بالطريقة الباطنية؛ المفضلة لدى «المشير»، ويبدو أنه أحاط نفسه بعناصر وقوى تعتمد على الغموض والباطنية في البقاء والاستمرار.. وهذا ما مكنه من التصرف بعيدا عن رقابة الجهات المسؤولة، والقضاء على استقلال الهيئات والمؤسسات القضائية والرقابية، في مخالفة دستورية سافرة، وفرض مبدأ «حتدفعوا يعني حتدفعوا» أي الدفع بالعافية وخارج القانون وبعيدا عن الرقابة!! والمشير لا يقيم وزنا لأي ضوابط دستورية وقانونية تلزمه بإعلان ذمته المالية، ومن المتوقع أن يطَالَب بالكشف عن أوجه البذخ الذي طَبَع حملة الاستفتاء وغيرها في مجالات أخرى، وهو الذي اعتاد اتهام خصومه ومخالفيه؛ من أصحاب الرأي والناشطين بالحصول أموال خارجية، وذلك مدان، والواجب أن يعامل بالمثل ويُسأل هو ومن معه عن تمويل الحملة، وأوجه الصرف، ولا تنفع هنا حجة أنه لم يدفع شيئا من ميزانية الدولة، فإذا رجال الأعمال والمحليات هم من مولوا فهم ينتظرون المقابل، ويبدو أن المقابل هو موجة الغلاء ورفع ما تبقى من دعم في تموز/يوليو القادم، أم أن هناك التزاما بالسداد، بالأسلوب الذي اعتاد عليه «المشير» بالتنازلات «وتشليح» الدولة مما تحت يدها من أصول ورهن وبيع المواقع الحيوية والاستراتيجية؟.. أم أن أصحاب «صفقة القرن» المرفوضة مصريا وفلسطينيا هم من ساهموا في التمويل؛ بشكل مباشر أو غير مباشر.. لتمكين «المشير» من إتمام «الصفقة»، وتصفية القضية الفلسطينية، واعتماد الحل الصهيوني لها، واقتطاع مئات الكيلومترات المربعة من سيناء لتنفيذ مشروع غزة الكبرى؛ بالتخلي عن خيار الدولتين، في فترة الرئاسة الثانية. كاتب من مصر العقدتان اللتان حكمتا الاستفتاء الرئاسي في مصر محمد عبد الحكم دياب |
اترك لهم الديمقراطية وخذ معك الانتخابات! Posted: 30 Mar 2018 02:12 PM PDT «لا داعي للنهوض فجرا من أجل ديمبلبي المصري». بهذا علق مذيع راديو بي بي سي 4 آدي ماير على الحدث العظيم في مصر. سخرية انكليزية من «المسخرة الانتخابية» المصرية، كما سمتها المبعوثة الصحافية الفرنسية إلى القاهرة سارة دانيال. سخرية بجملة واحدة رشيقة إلى حد الإيلام. والقصة هي أن اسم مذيع بي بي سي الشهير ديفيد ديمبلبي قد اقترن في بريطانيا بالانتخابات. فقد جرت العادة، منذ أكثر من أربعة عقود، بأن يتولى هو قيادة الفريق التلفزيوني الذي يغطي نتائج فرز الأصوات من جميع مراكز الاقتراع في البلاد. يجلس ديمبلبي، بحضوره المميز وبيانه الموزون، في الاستوديو بينما يعمل فريق المراسلين على موافاته بنتائج الفرز أولا بأول. أي أن كل انتخابات تعقد في بريطانيا إنما تتضمن موعدا مع ليلة كاملة حافلة بالعزف الصحافي بقيادة المايسترو ديمبلبي. ولهذا فقد قال زميله جريمي باكسمان إنه يبدو أن لآل ديمبلبي مكانة دستورية في بريطانيا تضاهي مكانة العائلة المالكة. وهذا بالطبع تعليق لا يتسم بالحياد. وإنما الأصح أن الاقتران بين ديفيد ديمبلبي والانتخابات هو مما يلفت النظر في الثقافة السياسية البريطانية المعاصرة. كما أن لآل ديمبلبي مكانة مرموقة في الصحافة البريطانية، حيث أن جوناثان (شقيق ديفيد) هو من ألمع المذيعين والصحافيين في البلاد. أما الأب الراحل، ريتشارد، فقد كان من أوائل مذيعي راديو بي بي سي مطلع الثلاثينيات. وقد اشتهر بالتقرير الذي بعثه، يوم 15 ابريل/نيسان 1945 من معسكر برغن-بلسن الذي قتل فيه 23 ألفا من الضحايا والذي كان أول معسكر إبادة نازي يقع في أيدي القوات البريطانية. وبما أن عموم المواطنين، مهما كانت درجة شغفهم السياسي واهتمامهم الانتخابي، لا يستطيعون السهر طوال الليل، فإن ما يفعلونه عادة هو أن يناموا ثم ينهضوا فجرا أو صبحا «من أجل ديفيد ديمبلبي»، حيث يكون آنذاك قد صار عنده الخبر اليقين: اسم الحزب الذي سيشكل الحكومة الجديدة بفضل فوزه بأغلبية الأصوات. ولا معنى لهذا كله، بطبيعة الحال، إلا لأن الاحتمالات شتى والنتيجة مجهولة. لا معنى لهذا كله إلا لأن الانتخابات نزيهة والمنافسة حقيقية. أما عندما تكون النتيجة محسومة سلفا، ويكون فوز فخامة الرئيس مجددا مجرد تحصيل حاصل، فلا داعي للسهر ولا للنهوض فجرا، بل ولا داعي لمشاهدة التلفزيون أصلا. مع أن الفنان المسرحي فاضل الجزيري قد أصاب، منتصف السبعينيات، عندما قال في مسرحية «غسالة النوادر»، تعليقا على هوان شأن الإعلام في تونس ومثيلاتها من البلدان المحرومة من الحرية آنذاك، إن «أخبار الناس عند الناس وأخبار الحاكم في التلفزة». ولو توخى مذيع راديو 4 مزيدا من الدقة لقال: «لا داعي للنهوض فجرا من أجل ديمبلبي العربي». ذلك أن «المسخرة الانتخابية» ليست استثناء مصريا، وإنما هي حالة عامة يتجلى فيها مدى التضامن الفعلي (لا مجرد التحالف الموضوعي) بين أنظمة الحكم المضحكة المبكية في الدول العربية. وقد سبق للباحث الفرنسي جان بيار-فيليو أن قال: لقد أمضيت أكثر من ثلاثين سنة أجوب العالم العربي وأدرس الحياة السياسية العربية، وأظن أنني فهمت كل ما بحثته واستقصيته، إلا مسألة وحيدة أعياني إلى اليوم فهمها واستغلقت علي حكمتها، وهي: لماذا يكلف الحكام العرب أنفسهم عناء تنظيم انتخابات؟ فيم كل هذا التمرين العقيم من الأساس؟ أما المؤلف المسرحي توفيق الجبالي، فقد طرح القضية بكامل سماجتها وعبثيتها في مسرحية «كلام الليل». كان ذلك منتصف التسعينيات، عندما كان نظام بن علي يعدّ على الناس الأنفاس. قال الجبالي: «حالما تتاح لي الفرصة سأفاتحه في الموضوع. سأقول له: أتوسل إليك بحياة أعز الناس عندك أن تعفينا من هدرة (حكاية) الانتخابات هذه!إنها بلا طعم. لا تناسبنا. لا تليق بنا. «ما هيش متاعنا». كم هو حجم بلادنا؟ نحن عائلة واحدة، ويكفي أن يوقّر الصغير الكبير. ثم من الذي أتاك وخاطبك في موضوع الانتخابات أصلا؟ هل طلب منك أحد التعجيل، خوفا من فوات أوان الانتخابات؟ وفيم كل هذه المصاريف على الحملات والملصقات والغيرة والصناديق وساندويتشات الموظفين والمنتدبين في مراكز الاقتراع؟…يا أخي إن كان لا بد من درء تدخلات الأجانب ومماحكاتهم، إن كان لا بد، إذن فلتترك لهم الديمقراطية ولتأخذ معك الانتخابات!». كاتب تونسي اترك لهم الديمقراطية وخذ معك الانتخابات! مالك التريكي |
لهم الأفعال الأمريكية ولنا الأقوال الأوروبية Posted: 30 Mar 2018 02:11 PM PDT * ترامب يميط اللثام بالكامل عن موقف الولايات المتحدة الحقيقي إزاء القضية الفلسطينية ودون مكياج خلافا لغيره من الرؤساء الأمريكيين، ويعترف بالقدس عاصمة لاسرائيل وينقل السفارة إليها في 14 مايو/ايار، أي في الذكرى السبعين لقيام الكيان الصهيوني. * ترامب يسقط ملف القدس عن طاولة المفاوضات وهو أحد الملفات الستة التي تركت لمفاوضات الحل النهائي… بقية الملفات هي الحدود، والمستوطنات، والمياه، واللاجئون، وحق العودة، والدولة. * ترامب يدعو الدول الأخرى أن تحذو حذو إدارته. * ترامب يتخذ خطوات عملية لإسقاط ملف اللاجئين وذلك من خلال تقليص المساهمات الأمريكية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، كخطوة أولى نحو إلغاء هذه الوكالة توطئة لإزالة ملف اللاجئين عن طاولة المفاوضات أيضا. * ترامب يسقط أيضا ملف الاستيطان وذلك بغض الطرف عن البناء الاستيطاني الذي لم يسبق له مثيل، فحتى من باب المجاملة لم يصدر عن إدارته إدانة أو حتى انتقاد من بعيد يعطي لنفسه المصداقية كوسيط، ولكنه في غنى عن هذه المصداقية وليس بحاجة إليها أمام وهن الوضع العربي الذي ترك الفلسطيني مكشوف الظهر… ليس هذا فحسب بل إن بعضهم يشارك في محاصرته ودفعه نحو الاستسلام والموت الزؤام. * ترامب وإمعانا في التحدي، يعين سفيرا يهوديا لبلاده في إسرائيل ولا نعترض على ذلك فهو ليس الأول ولن يكون الأخير… لكن هذا السفير ليس سفيرا عاديا بل سفير مستوطن… هل سمعتم عن سفير مستوطن؟ إنه ديفيد ليبرمان الذي يحاول حتى أن يغطي على ولائه للمستوطنين ويستخدم مصطلح «أرض محتلة مزعومة» في وصفه للضفة الغربية ويصف البناء على الأرض الفلسطينية، بناء على أرض الآباء والأجداد. * ترامب وفي إطار الضغط على السلطة يصادق على ما يسمى قانون «تيلور فوريس» بعد إقراره من الكونغرس وهو القانون الذي يجمد المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية وقدرها 300 مليون دولار، إلى أن توقف دفع مخصصات لعائلات الشهداء والأسرى. وأطلق على هذا القانون اسم «تيلور فوريس» نسبة إلى جندي أمريكي خدم في العراق وافغانستان وقتل بعملية طعن نفذها فدائي في تل أبيب في أغسطس/آب2017 . * ترامب وعبر سفيره، الذي عمل محاميا لدى شركاته في قضايا الإفلاس، تصل الوقاحة بهما إلى تهديد الرئيس أبو مازن علانية «إن لم تقبل بالعودة إلى المفاوضات مع إسرائيل وأوجدت فراغا فيها فسنبحث عن بديل ملائم غيرك يملأ هذا الفراغ»… وهل يلام أبو مازن بوصفه للسفير بـ «ابن الكلب». * مبعوث ترامب للشرق الأوسط جيسون غرينبلات وهو أيضا من طينة فريدمان، يهاجم في تغريدة على «تويتر» حماس ويتهمها بتشجع مسيرة عدائية على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة واصفا المسيرات السلمية بالتحريض على العنف ضد إسرائيل مما سيفاقم المصاعب ويضعف احتمالات التوصل إلى اتفاق سلام مزعوم، حسب قوله. هذه هي السياسة الأمريكية إزاء القضية الفلسطينية منذ وصول ترامب إلى البيت الأبيض، وهذه هي الخدمات التي يقدمها صديق لصديقه… إنها أفعال لا أقوال. في المقابل ما الذي يقدمه الأصدقاء والأشقاء للفلسطينيي؟ إنهم يقدمون لهم أجمل الكلام وأعذبه وما يحب أن يسمعه… كلام يطرب الاذان ويساعد على «الرخيان» كما يساعد على النسيان، نسيان الورطة الحقيقية التي يعيشها الفلسطينيون. دول العالم ترفض قرارات ترامب بشأن القدس. دول العالم تطالب ترامب بالتراجع عن قراره. دول العالم بأغلبيتها (حوالي 130 دولة) بما فيها الدول الأوروبية الرئيسية، صوتت في الجمعية العامة لصالح قرار يرفض إجراءات ترامب في جلسة عقدت تحت بند «متحدون من أجل السلام» وهو البند الذي لجأت إليه واشنطن بعدما فشلت في مجلس الأمن بسبب الفيتو الروسي في قضية الكوريتين عام 1953 ونفذت الولايات المتحدة القرار، ورفضت الالتزام به فلسطينيا وغيرها لم يحرك ساكنا. دول العالم تدين الاستيطان باقسى الكلمات والعبارات. دول العالم تستبقل أبو مازن استقبال كبار الزعماء. دول العالم مقتنعة بحل الدولتين كما هي مقتنعة بأنه لا حلا بديلا لها وبأن إسرائيل هي العائق أمام تحقيق هذا الحل. لكن هذه الدول نفسها ترفض الاعتراف بدولة فلسطين رغم قرار الجمعية العامة الذي صوت لصالحه أكثر من 138 دولة في عام 2012 ويعترف بدولة فلسطين في حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. هذه الدول ترفض اتخاذ خطوات عملية لمعاقبة دولة الاحتلال. هذه الدول نفسها، أو لنقل المانيا وفرنسا، ترفضان بمعزل عن واشنطن قيادة «ائتلاف سلام دولي» دعا إليه أبو مازن في خطاب أمام مجلس الأمن الدولي في شهر فبراير/شباط يرفض فيه أي مفاوضات ترعاها واشنطن باعتبارها وسيطا غير نزيه. وأقصى ما وعدتا به أبو مازن عبر وزيري خارجيتهما، محاولة إقناع واشنطن بتأجيل طرح «صفقة القرن « وإجراء تعديلات جوهرية عليها تلبي المطالب الفلسطينية… صفقة وفق ما سرب منها مرفوضة فلسطينيا رفضا قاطعا رغم الضغوط والتهديدات التي تمارسها واشنطن ودول عربية على أبو مازن لقبولها. فماذا يستخلص من كل هذا؟ أولا إن الدول الغربية، لا سيما دول الاتحاد الأوروبي الرئيسية، لن تخرج من دائرة واشنطن في قضية واحدة فقط… قضية فلسطين. ثانيا إن هذه الدول عاجزة عن اتخاذ خطوات عملية ضد دولة الاحتلال. ثالثا إن هذه الدول تلعب دور المسكن للفلسطينيين عبر الوعود الفارغة وبعض المساعدات المالية التي تقدم للسلطة بالقطارة كما يقال. وهذه الدول تريد الإبقاء على الوضع القائم. رابعا إن الاوروبيين، خاصة بريطانيا، المسؤولين مسؤولية مباشرة عن الجريمة التي حلت بالفلسطينيين، بوعودهم الفارغة يحاولون منع أي انفجار محتمل للمشكلة… انفجار تصل تداعياته إلى خارج الحدود الفلسطينية ويخرج عن إطار السيطرة. والدليل على ذلك ما كتبه موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحماس، على حسابه في «تويتر» «اتصل بي أكثر من مسؤول غربي ناصحا بوقف مسيرة العودة لعدم زيادة التوتر والتصعيد على حدود قطاع غزة». وتأتي في هذا السياق أيضا زيارة وزيرا خارجية المانيا هايكو ماس وفرنسا جان إيف لودريا لرام الله. وحسب ما قالت مصادر فلسطينية فإن السبب الحقيقي للزيارة هو «تخفيف الاحتقان» القائم بين القيادة الفلسطينية والإدارة الأمريكية، ومنع أي تصاعد للخلاف، قد يؤدي إلى تعقيد الموقف في المرحلة المقبلة. ووسط كل هذه المعمعة ما هو المطلوب فلسطينيا؟ لا بد للفلسطينيين أن يعتمدوا استراتيجية هجومية حسب ما قاله الدكتور علي الجرباوي، استراتيجية تستند على غياب تسوية سياسية. خلط الأوراق في المنطقة من زاوية علي وعلى أعدائي ولا تنقص الفلسطينيين الخبرة، ولا تزال أوراق كثيرة بين أيديهم ستأتي بنتائج إيجابية إذا ما أحسن استخدامها. ترتيب البيت الفلسطيني… في مقدمتها إحياء المصالحة وإنهاء الانقسام والقفز على الخلافات وحتى على محاولة اغتيال رئيس الوزراء ومدير المخابرات في غزة… عقد المجلس الوطني باجماع وطني ما أمكن. تصعيد المقاومة بكل أشكالها الشعبية السلمية وغيرها. تشكيل اللجان الشعبية لحماية القرى من اعتداءات المستوطنين على القرى وممتلكاتها. تنفيذ قرارات المجلس المركزي الفلسطيني التي أصبحت كما يبدو نسيا منسيا… وفي مقدمتها وقف التنسيق وتعليق الاعتراف وتحديد مستقبل السلطة إلى آخره من القرارات وهي كثيرة ومؤثرة إذا ما طبقت. وهذا، إذا ما تم، سيعيد بناء الثقة بين الشارع الفلسطيني وقيادته وإطلاق العنان للشعب الفلسطيني. التوجه بقوة للمؤسسات الدولية مثل محكمة الجنايات الدولية. الإمساك بزمام الأمور كما كان الوضع في الماضي ليس البعيد. وأخيرا الجميع يدرك أن جميع الإجراءات الأمريكية خارجة عن القانون الدولي ولن تخلق حقاً ولن تنشئ التزاماً من الناحية النظرية ولكن كل القرارات الدولية تظل في غياب آليات التنفيذ حبرا على ورق ومجرد كلمات يتغنى بها الضعيف. وأختم بالقول إنه مما تقدم فإن إسرائيل تحصل على الأفعال الأمريكية الداعمة والمرسخة لعدوانها واحتلالها واستيطانها وعنصريتها، أما الفلسطينيون فلهم الأقوال من الدول الأوروبية «الصديقة» وبعض الفتات الذي لا يسد حتى الرمق ولا يغطي تكاليف الاحتلال… ولكن هذا الوضع لن يبقى ولا يمكن أن يبقى وسينتفض الفلسطيني كما عودنا دوما على مدى قرن من الزمان في اللحظات الحرجة ولن يقبل بهذا الحال المايل. وأول الغيث قطرة في مسيرات العودة في قطاع غزة. كاتب فلسطيني من أسرة «القدس العربي» لهم الأفعال الأمريكية ولنا الأقوال الأوروبية علي الصالح |
الاستفتاء المقنع: الانتخابات المصرية وجولة جديدة من العبث البائس Posted: 30 Mar 2018 02:11 PM PDT للضحك أنواع متعددة، فهناك الضحك الرائق الصافي لمداعبة بريئة، ذاك الذي يصدر في لحظات نادرة من التصالح مع الذات والانسجام مع المحيط، وهونوع، أشهد الله، أنني لم أعد أذكر متى وأين تصادف أن كانت آخر مرة عرفته فيها. وهناك الضحك المجلجل لدى موقف أومفارقة تحفل بما يضحك من التناقضات والعبثية، أولدى تعليق أومزحة…غير أن الضحك لا يعبر بالضرورة عن مشاعر إيجابية فهناك ضحك عصبي يعكس التوتر والإحراج…وهناك ضحكٌ يعبر عن النقد حين يكون مستهزئاً ساخراً…ولا ننسى في هذاالسياق الضحك الممرور، ذلك الذي يفيض حنقاً وغيظاً… كما أننا في مآزق واستعصاءات تاريخية معينة، حين يسد الأفق مشهدٌ كئيب بليد قد لا نجد مفراً من الموت كمداً سوى التعامل معه بالسخرية والضحك. وقد اندهشت حين أدركت أنه بالإضافة إلى فرويد الذي تناول الضحك بالتحليل منطلقاً من اهتماماته العلمية النفسية فإن فلاسفةً كباراً كنيتشه وشوبنهاور قد تناولوا الضحك بالتعليق والتعمق بدرجة ما. وفي سياق ما نشهد الآن فإن بواعث الضحك أكثر من أن تحصى وإنه لمن التقصير أن نهمل الضحك من فرط العبثية، وغياب العقل وانزواء المنطق أحياناً. ثلاثة أيام شكلت فترة الانتخابات الرئاسية في مصر بين السيسي ومرشحٍ مغمور كان حتى عشية الانتخابات داعماً للسيسي ثم جيء به في اللحظة الأخيرة لتكملة «ديكور» المشهد الانتخابي، إلا أن الرجل لم يقصر إذ ظل وفياً فأدلى بصوته للسيسي! قمة الهزل ونموذج آخر لما يثير الضحك، بل يفجره. وربما لزم تنشيط الذاكرة هنا باستدعاء سيرة بعض المرشحين أُبعدوا عن الساحة إما حبساً أوترويعاً وقد كانوا جديرين بتكوين نواة تلتف حولها أعدادٌ قد تتراوح بين الرمزية وأن يعتد بها تعبر عن الرفض. إلا أننا الآن لن نعلم حجمها الحقيقي. كانت هناك حاجة لمرشحٍ رئاسي منافس إلا أنه ليس «منافس قوي يعني»! وقد التقطت للرجل بضع صور وربما زاد ذلك الفصل الهزلي البائس من وجاهته الاجتماعية ومن يدري ربما أضاف ذلك لبطاقة تعارفه لتصبح فلان الفلاني: مرشح رئاسي سابق. لذا تجد البعض يتحذلق معلقاً بأنها «انتخابات بنكهة الاستفتاء»، ولا أعلم من الذي أدخل حديث النكهات في القاموس الدارج إلا أنها تستدعي الميوعة والمواربة في التعبير ولا تحيل إلا إلى معاني الزيف كالتبغ بنكهة التفاح أوالبطاطا المقرمشة بنكهة الكباب، فلا الأول صار تفاحاً ولا الثاني لحماً، ولا تعدو جميعهاً ان تكون تعابير باهتة عن مشهد عبثي وغبي تماماً، ناهيك عن كونه محيراً. ثمة ملاحظاتٌ فارقة في ذلك المشهد، فليست بالمرة الأولى التي «تُهندس» فيها الانتخابات في مصر، إلا أن أساليب أكثر فجاجةً وفظاظةً قد اتبعت هذه المرة. والشاهد أن هناك حرصاً مسعوراً لكي يبدوالإقبال مرتفعاً، خاصةً في ظل عزوف الشباب الذين يشكلون ما يقارب الستين في المئة من الشعب المصري الآن، أولئك الذين كانوا وقود الثورة ولم يجنوا شيئاً سوى المزيد من التضخم وارتفاع الأسعار والبطالة إذا كانوا محظوظين بعيدين عن السياسة والحبس أو احتمالاته لدى قربهم منها. وقد اعتمد النظام على الإعلام بكل أبواقه في حملة شحن مبالغٍ فيها حد النفور والغثيان لحفز الناس على النزول واستنفارهم بالضرب على وتر الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب، تلك الكلمات السحرية التي أثبتت وزنها ولا مهرب من الاعتراف بأنها أسهمت (بالتضافر مع ضعف فرص نجاح أي عملٍ احتجاجي جراء اليد الأمنية الثقيلة) في ترجيح كفته إزاء إجراءات عديدة كانت في حد ذاتها كفيلة بإفقاده الشعبية؛ إلا أن النظام لم يكتف بمجرد الشحن بل عمد إلى الشحن إذ سيق عمال الشركات والمصانع في سياراتٍ معدة خصيصاً للتصويت كما استغل بعض أعضاء مجلس الشعب في مناطق بعينها عصبياتهم لزيادة الأعداد. من الواجب هنا الاعتراف أيضاً بأن بين مؤيدي السيسي من تضيرهم سياساته بشكل مباشر، أيضاً بدعوى الأمن والخوف من مصير كسوريا والعراق، تلك الصيغة التي ابتذلت من كثرة تردادها. لعل الخلاصة التي وصلت إليها عن نفسي أن هذه الجولة من الانتخابات لتؤكد الإعياء التام للناس …والخوف…خوفٌ عميقٌ مزلزل…عن نفسي لم اشعر بالاستياء، ولم أتعجب من مشاهد الرقص أمام اللجان فهو في نهاية المطاف تنفيس عن الضغوط اليومية واحتياج، فالحياة خانقة، وكل يوم محنة، والفرص شحيحة، والمستقبل مظلم ولم يبق للناس سوى أن يتشبثوا بالأمل منتهزين فرصة بهجة عابرة. كما أثبتت الانتخابات أن البلد معقد للغاية وأننا لا ينبغي أن نستهين بمعرفة قرون استشعار النظام بالناس وفهمهم. لا شك أنهم أخطأوا في 25 يناير/كانون الثاني إلا أن ذك لا يعني أنهم، على غبائهم وفظاظتهم، لا يعملون ولا يجمعون معلومات وبالتالي يمارسون شتى أنواع الضغط. لكن السؤال الأهم يظل: ما هو سر هذا الاهتمام بعدد من أدلوا بأصواتهم، ذلك الهوس الذي حدا بالسلطات لإشاعة جو من الخوف من تطبيق غرامة تصل إلى خمسمئة جنيه على المتخلفين (وهوما قد أحدث أثره بالفعل) وما تسبب به انخفاض الإقبال بالتالي من قنوط دفع بعض المسؤولين إلى الإدلاء بتصريحات موبخة معنفة للجمهور لم تثر سوى الضحك هي الأخرى؟ في يقيني أن الإجابة تكمن في نوايا النظام المستقبلية وخططه الأوسع. ليس سراً أن حزمة من الإجراءات الاقتصادية القاسية مزمع تنفيذها مع حلول الصيف، وأنها ستشكل ضربة موجعة لقطاعات عديدة قد أفقرها النظام بالفعل بسياساته الاقتصادية وعلى رأسها التعويم وما نتج عنه من تضخم. بالإضافة إلى ذلك وعلى صعيد خارجي إقليمي فإن إعادة ترتيب أوراق المنطقة ورسم تحالفاتها (أوإخراج بعضها إلى العلن إذا شئنا الدقة) وإن كانت قد تعثرت إلا أن أطرافاً إقليمية على رأسها إسرائيل والسعودية ومصر تدفع في ذلك الاتجاه، وبالتالي فإن النظام في حاجة إلى ما يثبت شعبيته في صورة نسبة إقبال عالية على التمديد للرئيس، بالقدر نفسه الذي يحتاجها ليسكت أي احتجاجٍ قد يرتفع من الغرب وأمريكا بالتحديد على ملف الحريات وحقوق الإنسان، أو داخلياً وخارجياً على أي تعديلٍ دستوري. ليست هذه بانتخابات ولم يكن ذلك الغرض منها من الأصل، وإنما هي خطوة لاستيفاء الشكل وتجديد التفويض على المضي في امتداد الطريق سواء على مستوى الانحياز الاجتماعي- الاقتصادي أوالسياسي وكلاهما منسجمان، واستكمال العصف بثورة 25 يناير/كانون الثاني حتى على مستوى الشكل في صورة الدستور بعدما تم الالتفاف عليها في الممارسة الفعلية عن طريق القمع وكبت الحريات والتنكيل بكل من تصدرها ومازال ثابتاً على مبدئه. مجرد جولة أخرى من العبث الممل، ليس إلا. نوعٌ آخر من الضحك فاتني أن أذكره على قدمه…التفت له المتنبي حين كان في مصر ورأى الناس (وهوعلى رأسهم) يتفننون في التغني بالعبد المخصي كافور ويقدمون له فروض الولاء والطاعة، «ضحكٌ كالبكا». كاتب مصري الاستفتاء المقنع: الانتخابات المصرية وجولة جديدة من العبث البائس يحيى مصطفى كامل |
مسؤولية إصلاح علاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبي Posted: 30 Mar 2018 02:10 PM PDT شهدت السنوات القليلة الماضية توترات شديدة بين أنقرة وعدد من العواصم الأوروبية، وفي الأغلب كانت ذات أسباب أوروبية، أي من داخل العقلية الأوروبية في التعامل مع تركيا وشعبها وحكومتها، ومنها محاولات مشبوهة ومكشوفة من تلك العواصم الأوروبية للتدخل في الشؤون الداخلية في تركيا، ليس ضد مواقف الحكومة التركية في السياسة الداخلية والخارجية حسب، وإنما ضد توجهات الشعب التركي نفسه. فعدم تنديد العواصم الأوروبية بالانقلاب العسكري الفاشل في تركيا بتاريخ 15تموز/يوليو 2016 لم يكن موقفاً أوروبياً صحيحاً، فقد بدا على أنه وقوف إلى جانب الانقلابيين، ضد الحكومة والشعب التركي أيضاً، فالشعب التركي الذي أفشل الانقلاب وقدم مئات الشهداء وآلاف الجرحى، كان يتوقع التضامن من العواصم والشعوب الأوروبية، ولكنه صدم بأن تلك العواصم تطالب الحكومة التركية وهي تضمد جراح شعبها بحماية الانقلابيين وعدم التعرض لهم، في وقت كان الشعب التركي لا يزال صامداً في الشوارع والميادين دفاعاً عن وطنه ودولته واقتصاده وجيشه وأمنه، قبل أن يكون مدافعاً عن حكومته أو حزبه الحاكم، أو رئيسه، الذين وصلوا إلى السلطة السياسية بإرادة شعبية وانتخابات ديمقراطية، فكان ذلك خطأً أوروبياً كبيرا في نظر الشعب التركي. كما أن موقف بعض العواصم الأوروبية ضد استفتاء التعديلات الدستورية في أبريل/ نيسان 2017، ومنع عدد من الوزراء والمسؤولين الأتراك من مخاطبة أبناء قوميتهم في مهرجانات تقام في بعض العواصم الأوروبية، كان ضربة لتطلعات الشعب التركي في صداقة الشعوب الأوروبية، فهذه أخطاء ليست ضد مسؤولين سياسيين ودبلوماسيين فقط، وإنما هي أخطاء سياسية ودبلوماسية ضد الشعب التركي. ولا يقل خطورة وخطأ عما سبق ظهور عناصر الأحزاب الإرهابية من أتباع حزب العمال الكردستاني في مهرجانات شعبية علنية في بعض العواصم الأوروبية وهي ترفع شعارات ضد تركيا وحكومتها وشعبها، فهذه أخطاء إضافية ضد الشعب التركي أيضاً، وأخيرا وليس آخراً رفض بعض العواصم الأوروبية تسليم موظفين عسكريين أتراك كانوا يعملون في مكاتب حلف الناتو العسكرية في أوروبا إلى القضاء التركي بعد توجيه التهم إليهم بالمشاركة في المحاولة الإنقلابية الأخيرة، فكان الأحرى بتلك الحكومات الأوروبية تسليم هؤلاء العسكريين إلى حكومتهم ومتابعة محاكمتهم أمام القضاء التركي وضمان العدالة لهم، وإلا فإن من حق الشعب التركي توجيه التهم لتلك العواصم الأوروبية بالتعاون مع أولئك العسكريين في الانقلاب الفاشل المذكور. ورغم كل ذلك لم تسع الحكومة التركية إلى توتير علاقاتها مع تلك العواصم الأوروبية، وإن نددت بمواقفها السلبية نحو تركيا ورفضتها، ولكنها طالبت الحكومات الأوروبية بالتزام المواقف القانونية والدبلوماسية الصحيحة في متابعة القضايا التي تخص تركيا، وعدم التعامل معها بمعايير مزدوجة، فلو أن تلك الأخطاء وقعت ضد حكومة أوروبية أخرى غير الحكومة التركية لما قبلت المعاملة نفسها، ولعل قصة مقتل الجاسوس الروسي المزدوج في لندن وتوجيه التهم البريطانية لروسيا، وتأييد العواصم الأوروبية للندن دليل على ذلك، فجميع العواصم الأوروبية التي أيدت المواقف البريطانية اعتبرت أن العدوان الروسي ـ غير المعترف به من روسيا ـ هو عدوان على السيادة الأوروبية، وليس على السيادة البريطانية فقط، فكان الأحرى بتلك العواصم الأوروبية اعتبار الانقلاب الفاشل والدموي في تركيا عدوانا على الحياة الديمقراطية في كل أوروبا. وكان الأحرى بتلك العواصم الأوروبية الوقوف إلى جانب الشعب التركي والتضامن معه، وتعزيته بالضحايا ضد الانقلابيين، وعدم مساعدة القتلة في العواصم الأوروبية، سواء أكانوا مدنيين أو عسكريين، فهذه الأخطاء الأوروبية غير مقبولة في تركيا. لقد جاءت القمة التركية الأوروبية الأخيرة في مدينة فارنا البلغارية بتاريخ 26 مارس/آذار 2018 مؤشرا على مصداقية التوجهات التركية نحو الاتحاد الأوروبي، حيث قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، «نأمل أننا تجاوزنا مرحلة صعبة في العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي»، حيث التقى أردوغان رئيسي مجلس الاتحاد الأوروبي دونالد تاسك، والمفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، فضلا عن رئيس وزراء بلغاريا بويكو بوريسوف. وقد صرح أردوغان بعد المؤتمر: «أعربنا عن تطلعاتنا بشأن الشروع في العمل على تحديث الاتحاد الجمركي، ينبغي عدم تسييس هذا النوع من الملفات التقنية». وقال:» أتمنى أن نكون قد اتخذنا اليوم أول خطوة لبناء الثقة مجددا بيننا وبين الاتحاد الأوروبي، ولكن القول إننا اتخذنا هذه الخطوة ليس كافيا، وإنما يجب أن تكون هناك إجراءات ملموسة». أساس هذه العلاقات أن تنشىء أوروبا علاقاتها مع تركيا بصورة ندية، وعدم التعامل بتعال مع تركيا أولاً، وأن تعلم أوروبا أنها بحاجة إلى تركيا أكثر من حاجة تركيا إلى أوروبا ثانياً، وأن أمن أوروبا من أمن تركيا والعكس صحيح أيضاً ثالثاً، وأن الاقتصاد التركي جزء من الاقتصاد الأوروبي، والعلاقة بينهما طردية وليست عكسية رابعاً، فنجاح الاقتصاد التركي هو نجاح للاقتصاد الأوروبي أيضاً، والعكس صحيح، فتركيا بحاجة إلى أوروبا قوية وإلى اتحاد أوروبي قوي اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً وغيره، فالموقع الاستراتيجي لتركيا يتأثر بالأوضاع الأوروبية كثيرا، في بره وبحره وممراته المائية في البوسفور وفي التنافس الدولي على البحر الأسود، وحرية السياحة العالمية إلى تركيا من أوروبا الغربية. وغني عن التذكير أهمية الجوانب الأمنية وبالأخص ما تتعرض له أوروبا من هجرات خارجية قد تكون الأراضي التركية أحد منافذها الرئيسية، مما دفع الاتحاد الأوروبي إلى توقيع اتفاق حول هذه الهجرات مع تركيا قبل عامين في أزمة اللجوء الأخيرة إلى أوروبا. فقد شهدت أوروبا مخاوف عديدة في السنوات الماضية من تحركات عشوائية للمهاجرين من شتى أنحاء العالم نحو أوروبا من البوابة التركية، إضافة إلى إشكالية عودة عدد من الأوروبيين الذين كانوا في صفوف تنظيم «الدولة» (داعش) في العراق وسوريا إلى بلادهم، فتركيا حريصة على الأمن الأوروبي أولاً، وحريصة على أن لا تقع أعمال إرهابية على الأراضي الأوروبية أيضاً، حتى لا يتم استغلالها إعلامياً في أوروبا ضد الإسلام والمسلمين، فتركيا ضد حملات الإسلاموفوبيا في أوروبا، والتي يقودها أحزاب اليمين المتطرف في أوروبا، كما لا تقبل تركيا أن يوجه إليها أصابع الاتهام بدعم هذه التنظيمات الإرهابية باتخاذها الإراضي التركية ممرا لها إلى أوروبا، فإذا لم تتعاون العواصم الأوروبية مع تركيا في ذلك، فإن أصابع الاتهام سوف توجه إلى الأجهزة الأوروبية التي تسهل تحرك هؤلاء الإرهابيين على الأراضي الأوروبية والقيام بإعمال إرهابية فيها. إن عدم تعاون الاتحاد الأوروبي مع تركيا في هذا المجال، وعدم إشراك تركيا في السياسات الأوروبية الإيجابية للاستقرار الأمني في أوروبا، سيكون خطأ فادحاً من وجهة نظر تركية، كما أن القيود التي تضعها المفوضية الأوروبية على الشعب التركي لدخول أوروبا هي قيود لا مبرر لها، حيث أن تركيا قد أكملت كل ما عليها من طرفها، وبقي أن يفي الاتحاد الأوروبي من جانبه بما يتوجب عليه نحو الشعب التركي، وعدم تسييس هذه القضية، ولا إدخالها في الحواجز العنصرية ولا الأيديولوجية، لأن ذلك يزعزع ثقة المواطنين الأتراك حيال الاتحاد الأوروبي، وهو ما حصل فعلاً بعد تلك المواقف الأوروبية المؤسفة السابق ذكرها. لقد أوفت تركيا بكل مسؤولياتها تجاه الاتحاد الأوروبي، ضمن القوانين والشروط الأوروبية المتفق عليها بين تركيا والاتحاد الأوروبي، ولذا فإن المسؤولية في تحسين هذه العلاقات تقع على الاتحاد الأوروبي، فإما أن تصادق الأفعال الأوروبية مقولات زعمائها بأهمية التعاون مع تركيا، أو أن تقر بأنها غير صادقة في عملية انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، أو أن تعترف أن لديها أسباباً لا تستطيع الإقرار بها علنياً، مثل أن الاتحاد الأوروبي بيت مسيحي خالص للشعوب الأوروبية، ولا مكان للشعب التركي في هذا البيت، كما صرح بذلك بابا الفاتيكان الأسبق بولس الثاني عشر عام 2005. فإذا كان ذلك كذلك فإن على قادة الاتحاد الأوروبي أن يعلنوه لشعوبهم سياسيا أيضاً، وعندها على الاتحاد الأوروبي أن يعلن عن تخليه عن قيمه ومبادئه وقوانينه العصرية، فتركيا تنظر إلى الاتحاد الأوروبي كبيت سياسي علماني، حسب فلسفة وجوده ومبادئه وقيمه وقوانينه وسياساته المعلنة منذ تأسيسه وحتى اليوم، وإلا لما تقدمت الحكومة التركية بطلب الانضمام إليه منذ أكثر من ستين عاما. أما عدم طرد تركيا للدبلوماسيين الروس أسوة بباقي الدول الأوروبية وأمريكا وكندا فهذا أمر يتعلق بموقف روسيا من الانقلاب الفاشل في تركيا أولاً، ويتعلق بالموقف الأوروبي وحلف الناتو من الخلاف الطارىء السابق بين تركيا وروسيا إبان إسقاط تركيا طائرة السوخوي الروسية في تشرين الأوبل/نوفمبر 2015 ، وما ترتب عليها من خسائر كبيرة للدولتين، وعدم وقوف أوروبا إلى جانب تركيا في ذلك الوقت، وهي في أشد ازمة معاصرة مع روسيا، فلو انفردت روسيا بخلاف مع تركيا مرة أخرى فلن تقف أوروبا إلى جانبها أيضاً، وهذا يلزم تركيا أن تكون أكثر حذرا في التعامل مع الحرب الباردة الجديدة بين الشرق والغرب، فتركيا لن تفتح صفحة عداء مع روسيا قبل أن تمحو أوروبا وأمريكا مواقفها العدائية لتركيا. كاتب تركي مسؤولية إصلاح علاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبي محمد زاهد غول |
ما بعد مذبحه الغوطة… إسرائيل تستعد للحرب Posted: 30 Mar 2018 02:10 PM PDT هل ستخرج العلاقة الإيرانية الإسرائيلية خلال الأيام أو الأسابيع عن حدود الاشتباك اللفظي إلى مواجه عسكرية في سوريا؟ تقول إسرائيل إن لديها معلومات مؤكدة عن إنشاء إيران قاعدة جديدة شمالي العاصمة دمشق، وإنها نقلت أسلحة نوعية إلى حزب الله في لبنان، إضافة إلى استمرارها ببناء منشآت لتصنيع الصواريخ والذخائر في سوريا، واللافت أيضا توقيت اعتراف إسرائيل قبل أيام بتدمير ما يشتبه أنه مفاعل نووي في موقع «الكبر» في محافظة دير الزور السورية في أيلول/سبتمبر عام 2007، وإشارتها إلى أن الضربة الجوية كانت «رسالة» إلى آخرين. فهل هذا الإعلان إضافة إلى ما تروجه إسرائيل من أخبار بشأن الأنشطة الإيرانية في سوريا يهيئ الرأي العام الإسرائيلي لمواجهة وشيكة وضربات جوية وصاروخية إسرائيلية غير مسبوقة ضد أهداف إيرانية في سوريا وربما في لبنان؟ في الصورة الخلفية للمشهد المقبل على الأراضي السورية، لابد من التوقف عند قيادة روسيا عملية اجتياح الغوطة الشرقية، التي اسُتبعدت منها إيران عن قصد، هذه العملية بدأت بعد أيام من إسقاط إسرائيل لطائرة إيرانية مسيرة عن بعد، تبعها إسقاط الطائرة الإسرائيلية خلال مشاركتها في هجمات جوية على مواقع لإيران ونظام الأسد في سوريا، حينها توترت الأوضاع بشكل خطير، وتدخلت روسيا والولايات المتحدة لدى طهران وتل أبيب لمنع التصعيد، وبدأت إسرائيل تدرك أن إيران تجاوزت الحد المسكوت عنه في سوريا. وفي البحث عن السبل الممكنة لتحجيم النفوذ الإيراني في سوريا دون الانزلاق إلى هاوية الصراع الدولي المباشرة، برزت عملية الغوطة الشرقية التي من شأنها تعزيز الوجود الروسي على الأراضي السورية على حساب إيران، بعد النقد الأمريكي – الإسرائيلي لحقيقة النفوذ الروسي في سوريا وأن دور موسكو فيها وصل إلى حائط مسدود وباتت عاجزة أمام النفوذ الايراني المتصاعد في هذا البلد، نقد وصل إلى حد اتهام موسكو بالتواطؤ مع طهران على حساب المصالح الإسرائيلية. استعجلت القيادة الروسية عملية السيطرة على الغوطة الشرقية، وانخرط جنرالاتها بشكل مباشر بقيادة العمليات العسكرية على الأرض لأسباب كثيرة، من بينها عامل الانتخابات الرئاسية الروسية، وحاجة بوتين للملمة جراحه في سوريا منذ بداية العام خاصة جرّاء ما تعرضت له قاعدة حميميم والضربة الأمريكية للجنود والمرتزقة الروس خلال محاولتهم العبور إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات، لكن العامل الأهم هو القيمة الاستراتيجية لهذه المنطقة المتصلة بالعاصمة دمشق من الغرب والممتدة شرقا عبر القلمون الشرقي إلى البادية السورية وصولا إلى قاعدة «التنف» الأمريكية على الحدود السورية العراقية الأردنية، هذا الإقليم الواسع بإشرافه على طرق الإمداد البرية الإيرانية من العراق عبر البادية إلى القلمون الغربي والحدود اللبنانية، لكل هذه الأسباب مجتمعه اسُتبعدت الميليشيات الإيرانية، وانفردت روسيا بقيادة معركة السيطرة على الغوطة الشرقية لتقوي موقعها في اتفاقاتها المستقبلية مع الولايات المتحدة على تقاسم مناطق النفوذ في سوريا، على حساب إيران، ودون الصدام معها، أيضا تساعد روسيا بهذه العملية حليفها بشار الأسد للتخفف من الضغوطات الإيرانية، وهذا كله تراه إسرائيل مهما ويخدم مصالحها، خاصة وأن بشار الأسد كان قد عرض على إسرائيل في تشرين الثاني/نوفمبر 2017 إقامة منطقة منزوعة السلاح على بعد 40 كم من الحدود الإسرائيلية في مرتفعات الجولان، وذلك في إطار اتفاق شامل بين الطرفين، مقابل ضمان إسرائيل أنها لن تحاول إزالة نظام الأسد من السلطة. هكذا تُرك المدنيون المحاصرون لسنوات في الغوطة يواجهون مصيرهم وحدهم، فلا مجلس الأمن نجح في فرض هدنه الثلاثين يوما أو أدخل مواد إغاثية،ولا فصائل حوران العسكرية الأقرب جغرافيا إلى الغوطة استطاعت فتح معارك ممكن أن تخفف من المذبحة التي تشهدها الغوطة بسبب ضغط الولايات المتحدة عليهم. لقد تهيأت كل الظروف لتستمر روسيا وقوات الأسد وميليشياته بالتقدم في المعارك مهما كانت الخسائر البشرية والدمار الذي يتسبب به القصف الجوي والبري غير المسبوق والذي وصفته الأمم المتحدة أنه «الجحيم على الأرض «. تمكنت القوات المهاجمة من تمزيق الغوطة الشرقية إلى قطاعات و عزلت فصائلها المسلحة عن بعضها، الأمر الذي مهد لبدء عملية التهجير القسري كما حدث لأهالي مدينة حرستا وعناصر فصيل أحرار الشام، ومازالت روسيا وقوات الأسد تسابق الزمن من أجل استكمال السيطرة على الغوطة، وتشير مصادر من مدينة دوما معقل «جيش الإسلام» إلى أن روسيا تحاول تحييد هذا الفصيل الذي سبق لقيادته أن وقعت مع روسيا اتفاق هدنة في القاهرة الصيف الماضي، وتشير بعض المصادر إلى تفاهم روسي مع قيادة جيش الإسلام على وضع خاص لمدينة دوما وإلى بقائه عناصر هذا الفصيل في مواقع وتحصينات مازال يعززها في جبال القلمون الشرقي، علما أن حزب الله يسيطر على أجزاء واسعة من هذه الجبال، أما مقاتلو فيلق الرحمن فمن الممكن الإبقاء عليهم محاصرين في منطقتهم الضيقة لوقت طويل، فروسيا ليست متعجلة باستسلامهم وترحيلهم. رغم استبعاد روسيا لإيران من شرق العاصمة دمشق إلا أنها لن تمضي بالابتعاد عن حليفتها إيران أكثر من ذلك، ولا تريد أكثر مما تحقق، فإيران مازالت تحكم سيطرتها على أحياء عدة في دمشق ومناطق واسعة من ريفها، القلمون الغربي والأحياء الجنوبية للعاصمة بامتدادها إلى السيدة زينب، بل وتصل قطعان ميليشياتها جنوبا حتى مدينة إزرع في حوران القريبة من الحدود الأردنية وخط الهدنه مع إسرائيل، و إلى السفوح الشرقية لجبل الشيخ في الجنوب الغربي، وهذا ما يقلق الأردن وخاصه إسرائيل التي تدرس بنك الأهداف الإيرانية على الأراضي السورية بدقة، مواقع تخزين الأسلحة الإيرانية ومنشآت تصنيع الصواريخ والقذائف في سلسلة جبال لبنان الشرقية،أي في القلمون الغربي قرب الحدود اللبنانية وفي محيط دمشق أيضا، وبهذا فهي تهدف إلى ضرب ظهر القوة الإيرانية قبل ذيلها في الجنوب السوري الذي مازال هادئا وفقا للاتفاق الخاص الروسي – الأمريكي، وهذا ما يفسر الضغط الأمريكي على فصائل الجنوب من أجل الالتزام بالهدنة، رغم خروقات قوات الأسد لها عشرات المرات، ومحاولتها استدراج فصائل الجبهة الجنوبية للقتال، لكنها بقيت ملتزمة بالاتفاق الروسي – الأمريكي الذي مازال صامدا حتى الآن. بالتزامن مع ما يجري تعزز الولايات المتحدة قواتها في قاعدة التنف وتدعم مواقع حلفائها من فصائل الجيش الحر في البادية، دون أن يوحي ذلك بضربات أمريكية وشيكه لمواقع قوات الأسد أو إيران خلافا لما تروجه قاعدة حميميم الروسية، وبعض المواقع والصحف.. في أيلول/سبتمبر من العام الماضي وفي ذكرى الهجوم على موقع «الكبر» قصفت الطائرات الإسرائيلية موقع قرب مدينة مصياف في محافظة حماة السورية، حينها علق عاموس يادلين»، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي، على الهجوم الجوي قائلا: «لقد استهدفت الغارة مركزا عسكريا علميا لتطوير وتصنيع صواريخ دقيقة والتي سيكون لها دور هام في الجولة المقبلة من الصراع». إيران أيضا يبدو أنها تستعد للمواجه حسب نائب قائد «الحرس الثوري» الإيراني، الجنرال حسين سلامي حين كشف مطلع شباط/فبراير الماضي : إن «الحرس يستعد لحرب» في المنطقة. بغض النظر عن هذه التصريحات،لاشك أن مرحلة ما بعد السيطرة على الغوطة تختلف عما قبلها، ولن تقف إسرائيل إلى النهاية عند دور اللاعب غير المباشر في الصراع الخطير للسيطرة على سوريا، مفتاح الشرق الأوسط، سوريا التي بات يصعب على أكثر السياسيين خيالا أن يتمكن من تصور شكل خريطتها أو خرائطها المعقدة والموجعة للغاية. كاتب من سوريا ما بعد مذبحه الغوطة… إسرائيل تستعد للحرب عماد السعدي |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق