صيام غوتيريش وحجاب غير المسلمات في رمضان Posted: 30 May 2018 02:36 PM PDT قام الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء الماضي بعمل رمزيّ محترم بصيامه يوماً مع عناصر قوات حفظ السلام الأممية في مالي الأفريقية، وفي الوقت نفسه التضامن مع المسلمين هناك في شهر رمضان. وفي استجابة لدعوة من منظمة «يوم الحجاب العالمي»، التي تديرها ناظمة خان، تقوم الآلاف من النساء في العالم، بالتضامن مع المسلمات المحجبات اللاتي يعانين تمييزا عنصريا نتيجة ارتدائهن غطاء الرأس المعروف بـ«الحجاب»، بارتداء اللباس نفسه ثلاثين يوما، مدة الشهر الكريم، كما أن كثيرات منهن يتضامنّ ايضاً عبر ممارسة الصيام واختبار آثاره النفسية والصحية عليهن. إحدى هاته النساء، إيلي لويد، وهي مسيحية بريطانية، لخّصت موقفها من المسألة بالقول إن الحجاب هو مجرد قطعة من القماش لكنه يحمل، بالنسبة للمسلمات اللاتي يضعنه، «أعمق المعاني الروحية». عبر قراءتها المتفحصة لما يسمى «أسباب النزول»، رأت المفكرة المغربية الراحلة فاطمة المرنيسي (وكتاب كثيرون آخرون) أن الحجاب اختص بزوجات الرسول (ص)، وأن الآيات الأخرى التي أشارت لعموم المسلمات بارتدائه ربطته بوضع معين في المدينة المنورة اضطر نساء المسلمين لوضعه «ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين» من قبل المنافقين، وبالتالي، في تلك الوضعية التاريخية المحددة فإن وضعه كان اتقاء لأذى وضرر، ويُفترض، بزوال الأذى، مع سيادة الإسلام وتغلبه، أن تزول الضرورة، لكن ذلك لم يحصل لأن ثقافة محافظة ومناهضة للنساء بدأت تسود، ولأن الفاتحين المسلمين تأثروا بثقافات البلدان التي فتحوها، والتي كانت النساء يتحجبن فيها، كبلاد فارس والعراق. صار الحال الآن، في كثير من البلدان الأجنبية (وحتى بعض البلدان العربية) معكوساً، فارتداء الحجاب صار سببا للأذى والاضطهاد والتمييز الديني، فما الذي يدفع نساء المسلمين للتمسك بالحجاب. يمكن اعتبار الحجاب تعبيراً كفاحيا عن الهوية الثقافية الدينية، ولكنّه، في الوقت نفسه، أصبح عنوانا للمظلومية الإسلامية المستفحلة العواقب في أنحاء العالم، فأمريكا، التي كانت عند نشوئها، ملجأ للأقليات الدينية المضطهدة، صارت اليوم، بفضل رئيسها دونالد ترامب، وتصاعد الاتجاهات اليمينية المتطرفة فيها، ممنوعة على مواطني ستّ أمم مسلمة، وبريطانيا، التي هي أقدم ديمقراطية غربية، صار فيها يوم عنصريّ لمعاقبة المسلمين، وفي فرنسا تطالب 300 شخصية بحذف آيات لا تعجبها من القرآن، وفي بلدان أوروبية أخرى، كهنغاريا، التي يحكمها فيكتور أوربان، وهو عنصريّ صريح، فتصدر قوانين تجعل مساعدة اللاجئين جرما يقود للسجن، ولا داعي طبعا لمدّ السلسلة نحو الصين وميانمار وروسيا بل وبعض الدول العربية ـ الإسلامية نفسها! في كتابه «جاذبية الإسلام»، شرح المستشرق الفرنسي مكسيم رودنسون، كيف تحول الإسلام بالنسبة لأوروبا، عبر قرون طويلة، من خصم أيديولوجي خطير وعدوّ جغرافي مهدد، إلى معضلة، ومن ثم إلى فتنة وسطوة، وفي أيامنا هذه، وبفعل آلات الدعاية والإعلام الكبرى في العالم، والأحداث الخطيرة التي تجري في بلادنا، أعيد الاعتبار لفكرة الإسلام باعتباره عدوّا خطيرا. تتجاهل الدعاية تلك جرائم الاحتلال الاستيطاني في إسرائيل، وفظائع أنظمة الاستبداد والفساد العربية، وتلخص، ببساطة، كل ما يجري في العالم بخطر واحد أوحد، فُرضت تسميته بـ«التطرف الإسلامي»، وهي دعاية من الكثافة والاستمرارية جعلت كثيرين من المسلمين أنفسهم يصدّقون أن العلّة في دينهم وفي جيناتهم وثقافتهم وحضارتهم، وليس في اتحاد طغم الفساد والطغيان والاحتلال ضدهم. من الطبيعي، مع تصلّب وصعود العنصريّات في العالم، واستفحال أفعال الإبادة والتهجير والإخضاع للشعوب الإسلامية، أن يتصلّب الكثير من المسلمين وأن ينجروا لأشكال من التطرّف، كما أن من الطبيعي، أن تزدهر أحوال المسلمين، مع توفّر نظم سياسية عادلة تؤكد انتماءهم للمنظومة البشرية وقوانينها الناظمة الحديثة، وللديمقراطية والتمدّن والأخذ بأسباب الحضارة. صيام غوتيريش وحجاب غير المسلمات في رمضان رأي القدس |
الحصار الثقافي على فلسطين والفلسطينيين! Posted: 30 May 2018 02:35 PM PDT سمعت أكثر من مرة، من شعراء وأدباء فلسطينيين، الطريقة التي كانوا يحصلون فيها على الكتب، في فلسطيننا البحرية، أي ذلك الجزء الغربي الذي احتُلَّ عام 1948، وكيف كانوا مضطرين لنسخ كل ديوان شعر يصلهم بأيديهم، وعلى دفاترهم، في زمن كان وصول ديوان لأحد الشعراء العرب، إلى هناك، يحتاج إلى معجزة، باعتبار القصيدة خطراً على الاحتلال ومساساً عميقاً بأمنه. كان ذلك في نهاية الخمسينيات ومطلع الستينيات من القرن الماضي. في الحقيقة من هذه النقطة بالذات، يمكن أن نتصور المعجزة الكبرى التي حقّقها الكتّاب الفلسطينيون هناك، وكيف استطاعوا من دفاتر المدرسة تلك، أن يؤسسوا لواحد من أهم تيارات الأدب والحداثة في حياتنا الثقافية والإنسانية والوطنية العربية. ذلك الحصار الحديدي للكلمة، (وخوف الطغاة من الأغنيات) حسب تعبير محمود درويش، لم يزل مستمراً، حتى بعد أن اجتاحوا فلسطين كلها، واجتاحوا مدناً وعواصم وحالفوا أنظمة الهشاشة والملح، تحت الطاولات وفوقها، وبعد أن استطاعوا رفع أعلامهم في غير عاصمة عربية. ما زال الأعداء يخافون الكلمات. وعليهم أن يخافوها. في زيارة لعدد من جرحى مسيرة العودة، ممن وصلوا إلى عمّان لتلقّي العلاج، التقينا بعدد منهم، ولم يكن صعباً علينا أن نعرف كيف أن شباباً ممتلئين بالبطولة، والقدرة على الضحك رغم إصاباتهم الخطيرة، كانوا يتحدثون عن روايات بعينها وقصائد، ويستعيدون جملاً ومقاطع شعرية، لكتّاب عرب وعالميين، بحيوية نادرة وروح خصبة. رغم كل الحصار الذي تعاني منه غزة، الحصار الذي لا مثيل له، ما زال هؤلاء يثبتون أن مسيرة عودتهم مسيرة بشر يحبون الكلمة والفن ويتشبثون بجمال العالم، في طريقهم للقاء أعظم قيمة على هذه الأرض: حريتهم، وأجمل مكان على هذا الكوكب: بيوتهم التي يحتلها الأعداء. كان الأب المرافق لابنه المصاب يقول لنا: ثلاثة من أبنائي أصيبوا، واحد استشهد، ورفع طرف بنطاله مشيراً إلى رصاصتين اخترقتا قدمه، والتفت إلى ابنه المصاب، وأضاف: منذ أن أصيب أقول له عليك أن تشفى بسرعة، لتعود إلى مسيرة العودة. لكن عيني الأب كانتا دامعتين، ولم يخجل من دموعه التي انسابت، مسحها وواصل: نحن أكثر الناس محبة للحياة، ولذا نحن على استعداد دائماً أن ندفع الثمن الأعلى من أجل هذه الحياة وحريتنا، حين يرى آخرون أن ما يملكونه أغلى من حريتهم. لم يكن ذلك الأب يلقي خطاباً وينتظر تصفيقاً، كان يتنفس، فَمَن يلقون الخطب الأعلى صوتاً لا يمكن أن نلمح الدمع في أعينهم. هذه ثقافة مقاومة أصيلة في حديث هذا الأب، تجد جذورها في حديث شابين جريحين، بجوار سرير الابن، يختلفان على تعلّق كل منهما بكاتب، أو تعلق أحدهما بالرواية، وآخر بالشعر. هذا خلاف شعب يواصل صعوده إلى حريته، وهذا خلاف لا يمتُّ إلى انشقاقٍ شَرَخَ الروح الفلسطينية وأدماها، هذا خلاف يوحّدها في الجمال أكثر وأكثر ويسمو بها إلى المعنى الحضاري لنضال الفلسطيني الذي يحتضن قضيته. .. العدو الصهيوني يفهم ذلك، يفهم أثر الثقافة. ليست مصادفة أن تُصادر الكتب وتُتلف، وليست مصادفة أن يُمنع مائة وخمسون كاتباً وناشراً من الاشتراك في معرض الكتاب الذي أقيم مطلع أيار/مايو في رام الله. هذا الحصار الثقافي على الشعب الفلسطيني يجب أن يكون عنواناً كبيراً من عناوين نضال هذا الشعب وكل أحرار العالم، ضد هذا الكيان الصهيوني. ويجب أن يكون هناك تحرك كبير في الجامعات والأوساط الثقافية العالمية، والعربية أيضاً، والمنظمات الدولية المعنية بالثقافة لمنع ذلك، ومن يعتقد أن الدفاع عن حق الفلسطينيين في الثقافة أقل مستوى من دفاعه عن حقهم في رغيف الخبز، فإنه لم يفهم بعد كيف تنتصر الشعوب، ولم يفهم، بعدُ، كيف أن الشعب المحاصر من قريبه وبعيده، لم يزل، بعدُ، على قيد عزَّته وصموده وحريته ومستقبله. من أجمل وأروع ما حققته فلسطين، رغم كل ما أصابها، ذلك المنجز الأدبي الفني الحضاري، بعد أن كانت الصهيونية غولدا مائير تدّعي (لو كان الفلسطينيون شعباً لكان لهم أدب!) مع أنها بجملتها العنصرية تلك كانت تحاول محو ثقافة ممتدة رسخّها شعراء وكتّاب ومترجمون وفنانون ما قبل النكبة وبعدها. بدأت الرقابة قبل أكثر من ألفي عام بحرق الكتب لا بمنعها، وشهد التاريخ البشري منذ عصر القيصر طيباريوس سلسلة من الاحتفالات السوداء هذه، التي لم يكن آخرها ذلك الذي وقع عام 1933 على يد النازية التي أوقدت النار بالكتب أمام جامعة برلين! ولكن الفاشية الصهيونية تواصل العمل حاملة المشعل، المشعل الذي يلقى على الكتب، والبندقية التي تحرس لصوص المكتبات الفلسطينية التي نهبت. منذ فترة كنت مع عدد من الأصدقاء الناشرين، وكان الحديث منصبّاً حول مشكلات قيام الصهاينة بمنع دخول أي كتاب مطبوع في بيروت، مثلاً، إلى الشعب الفلسطيني! وهذا أمر يتجاوز مسألة الرقابة، لأن كل الكتب ممنوعة أياً كانت مواضيعها، وذلك يعني منع وصول المعرفة لشعب كامل يرزح تحت الاحتلال. أحد المؤرخين الفلسطينيين قال: أنتم تستغربون ذلك، ولكن هل تعلمون أن سلطات الاحتلال تمنع دخول الكتب السماوية، أيضاً، إذا كانت مطبوعة في بيروت؟! وبعد: أهمية الكتاب نعرفها حين نعرف كم له من أعداء، ونعرف أهميته أكثر حين تناصبه الفاشية الجديدة كل هذا العداء! الحصار الثقافي على فلسطين والفلسطينيين! إبراهيم نصر الله |
محمد صلاح ليس فرعونا! عربي لا يشبه العرب… فلاح مسلم وفقير يغير صورة أبطال الملاعب! Posted: 30 May 2018 02:34 PM PDT أما وقد أصبحت «أم راموس» أكثر حضورا من محمد صلاح في مقاهي مصر عشية نهائي دوري أبطال أوروبا، فإن المشهد أصبح أكثر اتساعا من الملاعب، والمباريات، وتجاوز الفضائيات والانترنت حتى وصل إلى قرن الفلفل: أفيخاي أدرعي، القنفذ الإعلامي، الذي يجيد التكوّر الشوكي في اللحظة الحاسمة، وهو يضع صورة لراموس لاعب مدريد على صفحته الشخصية في تويتر منذ العام الماضي، يحمل طفل جندي الاحتلال – وقد سماه باسمه – «هايل ستاوي» الذي قضى في عملية شبان الأقصى صيف 2017، في ذات الوقت الذي وضع صورة محمد صلاح مرفقة برمز تشجيعي، ليلعب مع الجمهور العربي على الحبلين: الاستفزاز والتشويه، فإلى أي حد نجح العرب بامتصاص الضربتين؟ وإلى أي مدى أخفق «الملائكة الساقطون» بسرقة البطولة من معبد الفرعون؟ ولماذا ينتصر صلاح على عروبته قبل أن يهزم خصمه؟ وهل كانت المباراة معركة استيراتيجية لأهداف حرب غير معلنة في الساحات الخضراء؟ ثم من هو سيرجيو راموس؟ ومن هو محمد صلاح؟ ما الفرق بين أبطالنا وأبطال أعدائنا؟ وهل تكفي حرب الصورة لإدانة الجريمة أم أن الجريمة لا تكفي لإدانة الإعلام! أحمر شفاه كل من حاول الاختباء من الكاميرا، سرق الأضواء، فالناشطون الإنكليز تهافتوا لنشر لقطات لفرحة زيدان الماكرة، وحرصه على إخفاء فمه أمام الكاميرات، خلال تعليقه على المجريات، متجنبا مترجمي الشفاه، مع تداول فيديوهات بتقنية التصوير البطيء لمحاولات متكررة من مدافعي الريال لعرقلة صلاح، بالإضافة إلى تعليقات تحليلية دقيقة ومحترفة، وأصوات حقوقية وإعلامية في إنكلترا، تطالب ليفربول بمحاكمة راموس، في الوقت ذاته، الذي سارعت فيه بعض المنابر العربية لتلقف الأخبار الزائفة: «صلاح هو من ابتدأ بالعنف المتبادل»! يا للهول! المفارقة أن قناة «الجزيرة» الرياضية، أعربت عن مخاوفها من إصابة محتملة لمحمد صلاح، قبل أيام من المباراة، في لقاء مباشر معه من روما، أما عصام الشوالي فقد استحضر من الذاكرة حوادث شبيهة في كأس العالم، أدت إلى حسم المباراة لصالح الجريمة، ورغم أننا في شهر رمضان، إلا أن السُّباب والدعاء على خصم صلاح وسلالته بالسوء، لم يتوقف، بل اتخذ طابعا تنافسيا لإبداع المزيد من أدب الشتيمة، فهل تلوم العرب، أم تقول لأعدائهم: خَرْجْكُمْ! القهر يتحول إلى نصر، فسرقة حلم صلاح والعرب بكأس العالم، وحلم الإنجليز بالدوري، انقلب على السارق، الذي لم ينل من كل التعاطف الالكتروني حول العالم، سوى « نكوشة أدرعي «! ولأن السوقية تلغي الذكاء، فلن تستغرب أن تنشر الصحافة الإسبانية خبرا عن محام مصري يطالب الاتحاد الدولي بتعويض قيمته مليار يورو، تذهب لصالح صندوق تحيا مصر، متهمة إياه بمحاولة لفت الأنظار، لأنها تدرك تماما أنه يُلقي طُعْما بحجم نخلة ضخمة، ليصطاد بلحة! حسنا إذن، هي أبواق يتقاطر منها دم الجريمة، التي برع الانتهازيون باختطافها، لمكيجة تصريحاتهم، وكلها لا ترقى لعظمة المصريين وكبريائهم.. لأنها أحمر شفاه، يحول هؤلاء إلى مخنثين إعلاميين، أو متسولين فضائيين، يلمّون «النقطة» من المشاهدين، ليضعوها في بنك مصاصي الدماء! استغلال مزدوج أنت أمام نمطين متضادين من الاستغلال، فبعض العرب الفوضويين، يسعون لانتهاز بطولة محمد صلاح من أجل مصالحهم الشخصية، ويستغلون شهرته لملء جيوبهم الفاغرة وأشداقهم النهمة، مما يفاقم من انهيار القيم الوطنية ويشوه المشاعر القومية والعربية، ويخلخل أواصر الانتماء للنموذج، أو انتماء النموذج نفسه للجذور، علما بأن محمد صلاح ينتمي لفقره أكثر من شهرته، وهذا تحديدا ما ضاعف من ألقه، لأن أخلاقه دائما سبقت أهدافه، بحيث يُغَيّر تماما صورة بطل الملاعب المُرَفّه، والمدلل، والباذخ، مكتفيا بأساليب متواضعة، مقارنة بالسائد في عالم تحكمه لغة المال وإبهار الدولار، ومجددا الانتماء إلى نضاله في قريته الصغيرة (نجريج)، عبر مشاريعه الإنسانية، ولهذا تحديدا صدّق الإنكليز صلواته، وهتفوا له، بل إن هتافات جماهير ليفربول انتصرت على التعتيم الإعلامي، وأوصلت صلاح قبل أبناء جلدته – إلى مملكة الشمس، وهي ترى فيه بطلا شعبيا، لا بطلا معلبا في برج عاجي، أو قصر مدجج بالحراس والعسس، فكيف نجح صلاح بما فشل فيه الساسة ورجال الدين والجيوش والإعلام والفن والأدب، في وطن متوحش يأكل أبناءه، أو يطعمهم للغزاة؟! هل كنا نحتاج إلى كل تلك الهزائم المريرة، كي نحظى ببطل استثنائي، لا يحمل سيفا ولا صاروخا، ولا حزاما ناسفا، ولا يرتدي عمة ولا عمامة، ولا يجر وراءه كتيبة مثنى وثلاث ورباع – أحدثكم بكامل ذكورتي – ولا يتملق خليفة أو سلطان، ولا يسيل لعابه لشقراوات الجنات المحرمة أو الغلمان؟! لا يسهل أمر استفزازه، ولا يستفز الآخرين سوى بإنجازه، ذكي بصمته، مقتصد بصوته، سخي بعطائه، عنيد بإصراره، لا تعرف كيف يصبح هذا البطل المثالي، الممثل الوحيد لمن لا يشبههم ولا يشبهونه سوى في عروبة اللسان! أما النمط الاستغلالي الآخر، هو النمط التكتيكي، و خبيث، فبينما يصنع الصهاينة أبطالهم، لتحسين صورة الجريمة، أو تجميلها مما يعلي من شأن احتلالهم ويشرعنه، يعززون انتماءهم للصورة المزيفة التي يروجونها كحقيقة وحيدة لهم، فهل نجحوا أم أن فشلهم هو الصورة الأكثر صدقا لكذبهم! أثبتت مباراة الريال وليفربول، أن الحرب هي حرب سلوك، فراموس إشبيلي كاثوليكي عبراني، كما تدل وشومه على يده اليسرى التي تحمل صورة العذراء ونجمة إسرائيل، معبرة عن حركة «جوئتا» الإسبانية، التي تضم يهودا متحولين إلى الكنيسة الكاثوليكية، مع الإبقاء على روح ثقافتهم اليهودية وعاداتهم،،ضمن المذهب الكاثوليكي، فهل أضر به أدرعي عندما وضع صورته على صفحته في تويتر، لأنه برهن للعالم أن راموس يطور أدوات عنفه، بما يليق ويعبر تماما عن ثقافته الإسرائيلية؟ لا بد أن هذا المدريدي كان سينجح لو كان خصمه بطلا غير محمد صلاح، ولذلك تعاطف العالم مع دموع المصري المسلم، ولم تحظ دموع لاعبين آخرين في نفس الماتش بأية أهمية! «فرعون إيه بس يا جدعان»! لا تقل بطالمة ولا هكسوس ولا كهنة آمون، ولا ما يحزنون، الفرعون فرعون يا عم، ولكن الغريب في الأمر، أن الإنكليز يطلقون على صلاح الملك، بينما يصر المسلمون العرب على الفرعون، فهل هنالك جهل ما، أم أنها التناحة الدعائية؟ الفرعون، لقب ورد في التوراة ليعبر عن كل حاكم يحكم مصر، بينما هو اسم علم في القرآن الكريم، موجود في متحف اللوفر، فرجة وعبرة للسائحين، وأما الفرعونية فهي حضارة تعبر عن العبودية، أو البطش والطاغوت والسحر الأسود، فما علاقة محمد صلاح بالفراعنة؟ كيف نشوه أبطالنا من حيث ندري ولا ندري؟ ألا يغدو الذكاء فعلا، هو الحاسة الأجمل لتذوق الأفكار! والغباء هو القبح الفكري، الذي يصيب البعض بالخبل، والطرمنة، أم أننا في زمن تتبدل فيه القيم، والأشياء، والصور، والتاريخ، فما يدعو للخجل يصبح رمزا لا يستحقه سوى البطل؟ ويلاه يا أمة ضحكتْ! لطالما تمنيت أن أكون معلقا رياضيا، لكن هذا الحلم كان مستحيلا، لأن المعارك الخضراء لم تكن بعد قد ضمت بطلا عربيا من الطراز الرفيع، مثل محمد صلاح حامد غالي طه، الاسم الذي يطلقه الآن الإنكليز على مواليدهم، أما اليوم فلست في حاجة لحلم لا يتحقق، ما دامت البطولة تجاوزت درج المخيلة ووسائد الصبا، لتحط رحالها في جنة الغزاة… ويا إلهي ما أجمل الغزاة! كاتبة فلسطينية تقيم في لندن 7gaz محمد صلاح ليس فرعونا! عربي لا يشبه العرب… فلاح مسلم وفقير يغير صورة أبطال الملاعب! لينا أبو بكر |
هوامش لبلد غير نافع Posted: 30 May 2018 02:33 PM PDT ـ في كتابه عن الشاعر والكاتب والصحافي جورج حنين أحد رواد الحركة السيريالية في مصر، يصف الكاتب العراقي الأصل ساران ألكسندريان، الفترة التي عاشها حنين في ظل الحكم الناصري، بأنها كانت فترة أصبح فيها مناخ القاهرة ضاغطاً بالنسبة لحنين، الذي لم يكن أكثر رضاً عن الناصرية منه عن النظام القديم، ولذلك كتب يقول إنه يعتبر أن النزعات العرقية، والوشاية والكذب، والتجهيل الأيديولوجي، والاكتفاء الذاتي الثقافي المنغلق عن العالم، أصبحت تشكل في الجزء من الشرق الذي يعيش فيه «أسس المواطنة الجديدة»، ولذلك شعر جورج حنين بالنفي الداخلي الذي أصبح ظاهرة عالمية في العصر الحديث، حيث يسود الإنسان الشعور بأنه غريب في بلده، لأنه لا يفكر كالآخرين، فيجد نفسه مجبراً على الصمت، لكي لا يتعرض للفقر أو العزل والتضييق في رزقه، خاصة بعد أن أصبحت مغادرة الأراضي المصرية «بصعوبة الفرار من سجن الكاتراز وبإنهاكه»، كما كتب حنين مشيراً إلى أشهر السجون الأمريكية الذي صورت أفلام كثيرة عن المحاولات الفاشلة للفرار منه. كما يقول ألكسندريان الذي عرف حنين عن قرب، كان أكثر ما يغيظ جورج هو أن يرى نفسه محاطاً بجو الديكتاتورية، «ننحدر مع طلوع كل شمس أكثر فأكثر في الجمود السلطوي للأمير ذي الأنف الشبيه بعمود الإشارات.. الأنف الشبيه برئيس تشريفات في قصر مقفر»، كما كتب واصفاً عبد الناصر، الذي كان أغلب الكتاب والفنانين وقتها يتغزلون في مزاياه ومحاسنه، ويطالبونه بمزيد من الجمود والتسلط ليجعل البلد «أعظم»، في حين كان جورج حنين يكتب في «ملاحظات لبلد غير نافع» متنبئاً بأن ذكاء الديكتاتور الذي يصغي في الليل خلسة إلى هذيان عبدة السلطة السريين سوف يخونه. ومع أن جورج حنين لم يكن يعارض في العلن، بعد تأميم المعارضة واعتمادها خيانة عظمى، واكتفى بممارسة عمله الإداري في صمت، لكن السلطة الناصرية شعرت بأن أداءه الصامت ليس مريحاً لها، فوجد ذات صباح وهو يدخل إلى مكتبه في (جناكليس) عقيداً يجلس على المكتب ويخبره بأنه مفصول من عمله، ليهاجر إلى أثينا، ويقضي طيلة عام 1960 في انتظار زوجته التي كانت تتم في القاهرة الشكليات الأخيرة للهجرة، فيكتب حينها: «أنا حزين إلى أبعد الحدود، ثمة حاجة لطاقة لم تعد متوفرة لي لإعطاء معنى للعالم، لكن من جهة أخرى، إنه لمنهك أن يعيش المرء إلى لا انتهاء في انعدام المعنى، نحن الرهائن السيئون لقضية لم يعد لها اسم». لتعيش مصر منذ ذلك الوقت عدة هزائم، واحدة منها فقط بعد حرب عسكرية، وتواصل حكوماتها الفتك بمن يرفضون تأميم المواطنة، وتستمر في نفيهم داخلها وخارجها، ومع أن ذلك كله أكسب كلمات جورج حنين بعض المعنى، لكن ذلك لن يخفف معاناة كافة الرهائن، خصوصاً الذين لم تعد لديهم طاقة لإعطاء معنى للعالم في بلد غير نافع. ـ لماذا تكتفي بانتقاد نظام الانتخاب بالاقتراع، وتسهب في عرض عيوبه التي تفرز ديمقراطية شكلية يستغلها الأثرياء وأًصحاب النفوذ، إذا كنت تستطيع اقتراح بديل لذلك النظام؟ هذا ما فعله أحد أبطال رواية «يوميات عام سيئ» للروائي ج. م. كوتزي الحاصل على نوبل للآداب، التي ترجمها أحمد هلال ياسين وصدرت عن سلسلة الجوائز في الهيئة المصرية العامة للكتاب، بادئاً فكرته «الجديدة رغم قدمها الساحق» بالإشارة إلى أن الملوك كانوا يقولون لرعاياهم قديماً: لقد كنت أحد رعايا الملك أ الذي مات، والآن أصبحت أحد رعايا الملك ب، ثم جاءت الديمقراطية فخيّروا الرعايا بين اختيارين لأول مرة: أتريد أن يحكمك المواطن أ أم المواطن ب. ليتحول الناس من رعايا إلى مواطنين يحظون بحق الاختيار، لكن مشكلة هذا الاختيار أنه محدد بصياغة لا تقبل تعدد الاختيارات، فلا نرى في بطاقة الانتخاب السؤال التالي: أتريد أن تنتخب أ أو ب أم لا تريد أحدا على الإطلاق، وحين يرفض المواطن استدراجه لانتخاب واحد من بين اثنين، ويفصح عن استيائه، بالامتناع عن التصويت، إو إفساد صوته الانتخابي، يلقون بطاقته في سلة المهملات. للأسف يشعر الكثيرون بالاستياء عند تخييرهم بين أ و ب، فيختارون أحدهما وهم يلعنونه في أعماقهم، لكن هذا الإحساس بالخيبة لا تأبه له الدولة، لأن الميول والرغبات ليس موضع اهتمامها، فكل ما تهتم به اصطناع الديمقراطية منهجاً للحكم يقوم على الاختيار، مع أن الشخص العادي ربما يسرح قليلاً ثم يقول: إنني أميل أحياناً إلى اختيار أ وتعابثني في أيام أخرى رغبة صادقة في منح صوتي إلى ب، ولكنني في معظم الأحيان أجد نحوهما نفوراً ثابتاً يوشك أن يكون كراهية، أو يقول: ثمة جوانب في شخصية كل منهما تستميلني أحياناً، بيد أنهما يثيران في نفسي الكراهية في أحيان أخرى، وأتمنى لو سنحت فرصة لاختيار شخص ثالث، لكن الدولة تهز رأسها تجاه هذه الأفكار هزة الإباء والرفض، وتقول للمواطن: لا تصدع رأسي بهذه الثرثرة الهاذية. يذكرنا بطل رواية كوتزي بأنه كما كان من السذاجة إبان عهود الملكية أن يعتقد المرء أن الابن البكر للملك سيكون الأصلح للقبض على زمام الحكم، فإنه من السذاجة في عصرنا الحالي أن نعتقد أن الحاكم المنتخب القادم من صناديق الاقتراع سيكون الأصلح، صحيح أن التسليم بنتائجه يمكن أن يقي البلاد من نيران الحرب الأهلية، لكن عد الأصوات الانتخابية هو في النهاية وسيلة لفرز من يحظى بأعلى الأصوات نبرة وأشدها غلظة وجهارة صوت، لذلك ربما كان الحل أن نحتكم للقرعة، باستخدام عملة معدنية لنختار من بين عدد من المرشحين، من واقعته القرعة منهم كان هو الحاكم، وهو أسلوب يرى بطل الرواية أنه يمكن أن يعتبر مثالاً على حكم القدر، الذي يجب ألا يستثير الجدل. صحيح أن إجراء القرعة كما يقول يقترن في الأذهان بالقمار وما يثيره في النفس من كراهية واشمئزاز، لكنه يتساءل عمن يجرؤ على أن يدعي أن العالم لو تم تطبيق الانتخاب بالقرعة سيكون في وضع أسوأ مما هو عليه في ظل الحكم الوراثي والانتخاب بالاقتراع، ولا أظنك مهما رفضت تلك الفكرة تختلف معه في هذه النقطة بالذات. ـ في رواية «البيت الصامت» للكاتب التركي أورهان باموق الحائز نوبل للآداب أيضاً، التي ترجمها عبد القادر عبد اللي، وصدرت لها طبعات عن دار المدى العراقية والشروق المصرية، يتساءل بطل الرواية عن ماهية التأريخ، الذي يجب أن يكون في رأيه أمراً غير كتابة المقالات التاريخية، أو تحويل بعض الأحداث إلى قصص، فيقرر بعد تفكير أن التأريخ ربما كان على النحو التالي: «نبحث عن أسباب عدد من الحوادث ثم تشرح هذه الحوادث حوادث أخرى، وعمرنا لا يكفي لأن تشرح تلك الحوادث حوادث أخرى، ونضطر لترك هذا العمل في مكان ما، ويأتي آخرون لمتابعة العمل من حيث انتهينا، ولكنهم عندما يبدؤون العمل يرون أننا شرحنا حوادث بحوادث خاطئة». ولا أظنني قرأت شرحاً وافياً كافياً لفكرة التأريخ ومهنة المؤرخين أفضل مما سبق، وإن كنت تعتقد العكس فاخطف رجلك إلى حيث تستقر كتب التاريخ التي يدرسها أولادك، وتذكر ما درسته قبلهم، وستتفق مع هذه الفكرة مسلماً أمرك لله ولحركة التاريخ. ٭ كاتب مصري هوامش لبلد غير نافع بلال فضل |
دوري الريال وليس دوري الابطال! Posted: 30 May 2018 02:31 PM PDT مخطئ من لا يزال يعتقد أن الحظ فقط أو التوفيق لوحده من صنع التتويجات الثلاثة الماضية لريال مدريد بدوري الأبطال، خاصة بعد تذبذب أدائه في الدوري واحتلاله المركز الثالث وخروجه من ربع نهائي كأس الملك هذا الموسم. صحيح أن تحقيق النجاح في الكرة يقتضي بالأساس توافر الحظ والتوفيق، لكن البراعة الفردية والمهارة الجماعية، والخبرة والثقة والاستعداد النفسي الجيد والفني اللائق لها جانب كبير في تحقيق المراد خاصة في مباراة نهائية تزداد فيها الضغوطات النفسية والجماهيرية والإعلامية وهي المباراة التي عرف كيف يتحكم فيها ريال مدريد عند مواجهته ليفربول. تتويج الريال للمرة الثالثة على التوالي لم يكن فقط بسبب الحظ والتوفيق كم يعتقد البعض، ولم يكن بسبب قوة الريال الفردية والجماعية ومهارات لاعبيه وذكاء مدربه، بل يعود أيضا وبنسبة كبيرة لتلك الظروف التي أحاطت بالمباراة واستثمر فيها الريال جيدا، خاصة اثر إصابة محمد صلاح التي كانت منعرجا هاما في المباراة، لأنه من جهة اثرت على معنويات الريدز واضطر يورغن كلوب لتغيير منهجية اللعب، ومن جهة أخرى سمحت للريال بالعودة في المباراة والاستحواذ على الكرة وتهديد مرمى الألماني لوريس كاريوس الذي كان بدوره واحدا من الظروف والعوامل التي خدمت الريال بسبب أخطائه الفادحة. ليفربول كان جيدا على مدى نصف الساعة الأول الى غاية خروج محمد صلاح مصابا، وليفربول عاد في الشوط الثاني ليعدل النتيجة بفضل السنغالي ساديو ماني رابع افريقي يسجل في نهائي دوري الأبطال بعد ماجر وايتو ودروغبا، لكن كرسي الاحتياط كان أيضا واحدا من العوامل التي ساهمت في تراجع وخسارة ليفربول لعدم وجود بدائل في الهجوم ووسط الميدان، خاصة مع غياب ايمري جان عن المنافسة منذ أشهر بسبب الإصابة، مقابل توفر الريال على بدائل كثيرة في وجود لوكاس فاسكيز وأسينسيو وكوفاسيتش وغاريث بيل الذي صنع الفارق عند دخوله. كل هذا لا يعني بأن تتويج الريال يعود فقط للصعوبات التي عانى منها ليفربول بعد خروج صلاح وبسبب عدم توافره على بدائل، لأن في ذلك تقليل من قيمة الإنجاز الذي حققه الريال الذي عرف كيف يستثمر في نقائص ليفربول وظروف المباراة، وعرف كيف يوظف خبرة لاعبيه وتجربتهم ويستحوذ على وسط الميدان ويحرم ليفربول من الكرة، ويغلق على فيرمينو وساديو ماني، ثم الأهم من كل هذا استغلال سذاجة الحارس كاريوس، خاصة عند الهدفين الأول والثالث والتسجيل في الأوقات اللازمة بعدما السيطرة على مجريات الشوط الثاني. أردت أن أركز بهذا الشكل على الحظ والتوفيق، لأن الكثير يعتقد أيضا أن مدرب الريال زيدان كان من جهته محظوظا وموفقا فقط في مشواره مع الريال، وتتويجه بسبع ألقاب في أقل من 3 سنوات هو محض الصدفة! صحيح أن التوفيق من عند الله والحظ يرافقك مرة أو مرات وليس دائما، وزيدان طيلة مشواره رافقه الحظ والتوفيق لحداثة عهده مع التدريب، لكن ظروفا أخرى خدمته وأخرى استثمر فيها وساهمت في نجاحه وتألقه منذ أن أتيحت له فرصة اللعب في يوفنتوس بعد بوردو، ثم الانضمام الى الريال وقيادة منتخب فرنسا نحو التتويج بكأس العالم وكأس أمم أوروبا، ثم بعدها استثمر في انضمامه الى الطاقمين الإداري والفني للريال قبل أن يصبح المدرب الرئيس منذ يناير/ كانون الثاني 2016. من يعتقد أن كل هذا المشوار والرصيد لزيدان والريال تحقق بفعل الحظ والتوفيق فقط فهو مخطأ، وفيه تقليل من قيمة زيدان والريال وتقليل من قيمة الجهد والعمل والمهارة والبراعة، كما أن الحظ هو جزء من الكرة، بل جزء مهم جدا في حياة الانسان في كل المجالات. حتى تسمية البعض لدوري الأبطال «بدوري الريال» لم تسلم من الانتقاد من طرف بعض الذين راحوا يطلقون عليه تسميته «دوري الحكام» في اشارة لاستفادة الريال من أخطاء تحكيمية في عدد من المباريات، خاصة في ربع النهائي أمام يوفنتوس، وفي ذلك أيضا انتقاص من قيمة الإنجاز، لأن التحكيم جزء من اللعبة، فالأخطاء التحكيمية تدخل في خانة الحظ والتوفيق والظروف التي تميز مباريات الكرة ولا يمكن لأي فريق أن يفوز في كل مبارياته بفضل التحكيم. دوري الأبطال أو دوري الريال أو دوري الحكام، لا يهم التسمية بقدر ما يهم الآن معرفة متى وكيف تنتهي سيطرة الريال على دوري الكبار؟ وهل يجب اقصاء الريال من المشاركة فيه لكسر الاحتكار؟ أم يجب توزيع الحظ والتوفيق بالتساوي بين المدربين واللاعبين والنوادي، قال قائل هل الحظ يأتي ثلاث عشرة مرة ثلاث منها تواليا؟ إعلامي جزائري دوري الريال وليس دوري الابطال! حفيظ دراجي |
«حبس أنفاس» لخمس ساعات في الأردن بعد رسم «لوحة الإضراب العام» مع «تواطؤ بيروقراطي» وبدون «إخوان مسلمين» Posted: 30 May 2018 02:31 PM PDT عمان- «القدس العربي»: اقتنص ناشطون شباب في المجال الحيوي للتواصل والعمل النقابي ما هو جوهري وبدهاء شديد في المشهد الذي رسم عبر لوحة الإضراب العام أمس الأربعاء عندما أعادوا وبكثافة نشر صيغة تصريح متلفز للملك عبد الله الثاني طالب فيه الشباب برفع صوتهم وبالضغط على السياسيين لإنجاز الإصلاح. الفرصة هنا مواتية لكي يتطلع هؤلاء النشطاء مجدداً إلى مركز القرار والقيادة في رسالة ضمنية تؤكد أن الإضراب العام الذي نجح تماماً أمس ضد الحكومة وقانون الضريبة تعبير سلمي وحضاري عن الرغبة في الانسجام مع الرسالة الملكية نفسها. ما يقوله هذا الالتقاط بصيغة جوهرية يتضمن التماس العذر من المرجعيات وعدم الموافقة على تصنيف مؤسساتي يدفع باتجاه اعتبار الشغب على قانون الضريبة وحكومة الرئيس هاني الملقي مناكفة للدولة والنظام بقدر ما هو تصعيد مدروس وسلمي يحاول تكريس اللجوء للنظام والدولة ملاذاً ضد «وحشية» إجراءات الحكومة الاقتصادية. رؤية شمولية سياسياً يمكن القول ان تلك الرسالة الذكية بكل حال يخاطب فيها المعتدلون في الشارع الشعبي والنقابي واقعهم ضمن رؤية شمولية أكثر عمقاً في مسألة الإضراب العام الذي يفتح تماماً بعد نجاحه في السياق الاجرائي والتنظيمي ودون أي مخالفة للقانون المجال امام عشرات الاسئلة المفتوحة واهمها تلك المتعلقة بمساحة يمكن ان تكون مشتركة اليوم بين بوصلة المواطن واتجاهات الدولة المركزية مرة ضد إملاءات صندوق النقد الدولي ومرة ضد الامتثال المبالغ فيه لطاقم الحكومة الحالية لهذه الاملاءات. قوة الإضراب العام التي برزت أمس لا تتعلق في انه يعيد فقط إلى المعادلة السياسية الوطنية قوة المجتمع المدني والنقابات ولا تتعلق أيضاً في تأثير الإضراب الفعلي على مستقبل قانون الضريبة المثير للجدل. بل تتعلق بجزئية مهمة جداً تتمثل في ان الانفلات الفردي في التعبير والاعتراض قد يصبح قريباً من الماضي اذا ما تصدرت مؤسسات نقابية ومدنية مثقفة ومعتدلة مشاهد الاعتراض بدلاً من فوضى صفحات التواصل الاجتماعي وانحرافات الافراد او المجموعات الصغيرة في الشارع. تلك تحديداً قيمة اساسية في مشهد الأردن أمس يمكن ان تشمل نقطة متلاقية خدمها الظرف الموضوعي بين الدولة العميقة ومركز القرار وبين الشارع الأردني الذي رسم لوحة اسمها الإضراب العام بأناقة ونعومة وبدون افراط او تشدد في العبارة والحراك، الامر الذي قد يفسر اللغز الذي رصده المراقبون مبكرًا بعنوان ملاحظة وجود الحكومة وحدها تقريباً في مضمار التصدي للإضراب قبل نجاحه فيما لم تبذل جهود رسمية عميقة لاحتواء موجة الإضراب. الاعتقاد سائد هنا بأن بعض الشخصيات في مجلس اللامركزية وفي بعض النقابات والجمعيات في القطاع الصناعي تحديداً وفي قطاع الأعمال لم يكن من الممكن ان تشرب «حليب السباع» وتذهب باتجاه التصعيد الإضرابي لولا بعض الاضواء الخضراء التي تجمع في التحليل ما بين نظرية تنفيس الاحتقان والرغبة الملحة في توجيه رسالة عبر الشارع اليوم لصندوق النقد الدولي في مواجهة سياسية مرسومة وتنطوي على انتهازية شرعية. مؤشرات مبكرة وفي كل الأحوال رصدت مؤشرات مبكرة قبل تنفيذ الإضراب أمس تثير الاستغراب عندما انضمت اليه او شاركت به مؤسسات اهلية ومدنية معروفة بالامتثال للتعليمات الرسمية. وبكل حال لم تعد هذه المؤشرات مهمة اليوم لأن المجتمع المدني يتحرك والشعب يعود كما قال عضو البرلمان السابق جميل النمري ولأن نشطاء في الشارع ابلغوا القصر الملكي بأنهم بدأوا الضغط من «تحت» أي من القاعدة الجماهيرية وبانتظار الضغط من «فوق» اي من القرار السياسي وفقاً لما تم تداوله على نطاق واسع. في المقابل وفي الوقت الذي اقترب فيه الإضراب العام من الوصول إلى ذروته بدت الحكومة مرتبكة فالمعني بديوان التشريع فيها الوزير نوفان عجارمه حذر من مخالفة القانون في حال المشاركة في الإضراب. ووزير الإعلام أطلق عبارة ملغزة اثارت الجدل بعنوان «احصائية تتحدث عن ان 49% من تعليقات وسائط التواصل السلبية مصدرها سوريا وهو اتهام مباشر للنظام السوري من المرجح أنه ينطوي على إشارة سياسية من الوزير محمد المومني تبلغ دمشق بأن عمان تعرف ما الذي يجري وتأمل ان يتوقف الشغب الالكتروني السوري عليها. قريباً من مثل هذا التصريح أخفق وزير الصحة محمود الشياب تماماً في تهديد وضبط اعضاء النقابات العاملين في وزارته فقد شاركوا وبكثافة ونشاط خصوصاً من قطاعي الاطباء والممرضين بالإضراب الذي استمر لخمس ساعات. وهي خمس ساعات حبست فيها الحكومة أنفاسها وتغيرت فيها فجأة معادلات متكاملة وبرزت مستجدات تحتاج فعلاً للتأمل والتدبر والتفسير حسب ما طرحه امام «القدس العربي» في لحظة عصف ذهني القيادي البارز في الحركة الإسلامية الشيخ مراد العضايلة. رسائل ثمة رسائل استثنائية في غاية الأهمية يمكن استنتاجها بعدما رسم الأردنيون لوحة الإضراب العام لخمس ساعات اهمها نجاح هذه الفعالية المفصلية والتاريخية بدون الإخوان المسلمين. وهي مسألة قد تثير شهية مسؤولين متعددين في واجهات القرار لأنها تغري ببعض التواطؤ البيروقراطي لكسر تفرد الإخوان في الشارع حتى وان كان الثمن قانون الضريبة والحكومة معاً. بين الرسائل أيضاً العميقة تلك التي تقول للجميع بأن الروح بصدد العودة لمرجعية نقابية ومدنية في الأردن تتولى المناورة والمبادرة والتفاوض مع الحكومة. وهو ما سيحصل فعلاً لأن رئيس مجلس النقباء الدكتور علي العبوس اعلن بعد نجاح الإضراب عن تشكيل لجنة مشتركة لجميع المؤسسات المشاركة في الإضراب تتولى ترسيم الخطوة التصعيدية التالية ذلك ايضاً يمكن ان يجذب بعض الدوائر المسؤولة وان كان على حساب هيبة مجلس النواب. حتى وإن كان المشهد منفعلاً بعد الإضراب حيث تجمع عشرات الآلاف من الأردنيين في احتشاد سلمي وهادئ ضد القانون والحكومة وبصورة حضارية لا يمكن لومها أو اتهامها ولأول مرة في التاريخ السياسي الحديث للمملكة. «حبس أنفاس» لخمس ساعات في الأردن بعد رسم «لوحة الإضراب العام» مع «تواطؤ بيروقراطي» وبدون «إخوان مسلمين» شغب إلكتروني مصدره دمشق وتداعيات بالجملة بسام البدارين |
البحث عن الظهور الثاني للمسيح المنتظر وعن نبوءة يأجوج ومأجوج خلف الدعم الأعمى «للمتجددين» الأمريكيين لإسرائيل Posted: 30 May 2018 02:30 PM PDT الناصرة ـ «القدس العربي»: هل ستغير الولايات المتحدة دعمها الجارف الأعمى لإسرائيل مستقبلا؟ يبدو مجرد التساؤل غير واقعي لكن أوساطا إسرائيلية تحذر مما يشبه الانقلاب في السياسة الأمريكية، محملة حكومة نتنياهو مسؤولية المساس بالعلاقة بالحزب الديمقراطي. هذا ما تؤكده دراسة صادرة عن المركز الفلسطيني للشؤون الإسرائيلية (مدار) بعنوان « تعميق نتنياهو الانقسام مع الديمقراطيين سيلحق ضررا فادحا بإسرائيل. وتنوه دراسة « مدار « أنه مع اقتراب الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة بعد شهور تتزايد في إسرائيل الأصوات المحذرة من مغبة قيام رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بتعميق الانقسام مع الحزب الديمقراطي، وأساساً من طريق تعزيز تحالفه مع عتاة المسيحيين المتجددين(الإفنجيليين) من قادة وأنصار الحزب الجمهوريّ، والذين يعتبرهم مؤيدين متحمسين لإسرائيل وسياستها الإقليمية لا سيما حيال المسألة الفلسطينية وسبيل تسويتها. وترى بعض هذه الأصوات أن الإفنجيليين كانوا مؤيدين للحركة الصهيونية على الدوام، لكن في السنوات الأخيرة تحول هذا التأييد إلى مكوّن أساس في معتقداتهم. وفي الواقع بدأت حكومات إسرائيل بتطوير العلاقات بهم بعد حرب حزيران 1967، غير أن ما يمكن ملاحظته في السنوات الأخيرة أنه كلما اتجهت إسرائيل نحو اليمين، ازداد تأثير الإفنجيليين في العلاقات بين الدولتين. وأدّى انتخاب دونالد ترامب إلى وصول هذا التأثير إلى الذروة، وذلك كما ثبت من خلال الجمهور الذي حضر الاحتفال غير المسبوق بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس يوم 14 أيار/مايو 2018. كما تشير إلى أن السفير الإسرائيلي في واشنطن رون دريمر، يسعى لأن يكون التأييد الأمريكي لإسرائيل معتمداً حصرياً على الإفنجيليين، الداعمين للسياسة الصقرية والرافضة لإسرائيل إزاء الفلسطينيين. وبرأي تلك الأصوات، فإن هذا التضافر يتسبب بتآكل إضافي في مكانة إسرائيل وسط مراكز قواها التقليدية، وفي طليعتها يهود الولايات المتحدة، الذين يعتبرون الإفنجيليين خطراً حقيقياً على قيمهم. وبهذا الشأن قال السفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، في حديث أدلى به إلى صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، مؤخراً، إن الحضور البارز لمؤيدي إسرائيل من المسيحيين الإفنجيليين في مراسم افتتاح السفارة الأمريكية في القدس، يؤكد أن هؤلاء يدعمون إسرائيل بحماسة وإخلاص أكبر من الكثيرين في الجالية اليهودية الأمريكية. وأقر فريدمان بأنه وجه دعوة شخصية إلى جون هيغي، الذي ألقى كلمة ختامية خلال ذلك الحدث، وإلى القس روبرت جيفريس، الذي ألقى كلمة افتتاحية، ووصفهما بأنهما من أبرز قادة الإفنجيليين. خطة الرب يشار أن جيفريس هو من أشد أنصار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكان عضوا في مجلسه الاستشاري الأفنجيلي، وحذر مرة من أن الشعب اليهودي سيذهب إلى الجحيم، وقال إن «هتلر هو جزء من خطة الرب لعودة اليهود إلى إسرائيل». وكان من أبرز المنتقدين لاختياره للتحدث في المراسم المرشح الرئاسي السابق ميت رومني، الذي وصف جيفريس بأنه متعصب ديني. وردّد السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة رون دريمر بتصريحات مماثلة لتصريحات نظيره الأمريكي، مشيداً بالمجتمع المسيحي الإفنجيلي. وقال للصحيفة إن المسيحيين المتدينين أصبحوا العمود الفقري في دعم الولايات المتحدة لإسرائيل. وأضاف دريمر أن الحديث يدور حول ربع ثابت من السكان، وقد يكون ذلك أكبر بـ10 أو 20 أو 30 مرة من عدد السكان اليهود. وتتنبه دراسة « مدار « لتحذيرات عضو الكنيست يائير لبيد، رئيس حزب «يوجد مستقبل» المعارض، من أن نتنياهو يقوم على نحو خطر بربط حكومته بفصائل محافظة وإفنجيلية في الحزب الجمهوري، ويزيد من الانقسام مع الديمقراطيين. واعتبر لبيد كون الحكومة الإسرائيلية الحالية تتفق تماماً مع الفصيل المحافظ والإفنجيلي في الحزب الجمهوري خطيرة. وأضاف أنه إذا ما تم انتخاب رئيس وكونغرس ديمقراطيين في عام 2020، سيشكل ذلك مشكلة خطرة لإسرائيل في حال استمرار بقاء نتنياهو في السلطة. حلف غير مقدس وجاء في تقرير «نيويورك تايمز» المذكور والذي نُشر تحت عنوان «إسرائيل والإفنجيليون : السفارة الأمريكية الجديدة هي مؤشر على التحالف المتنامي»، إن افتتاح السفارة هو بمثابة أكبر اعتراف علني حتى الآن بالأهمية المتزايدة التي توليها حكومة نتنياهو في الوقت الحالي لحلفائها المسيحيين المحافظين، حتى لو اتُهم البعض منهم بالإدلاء بتصريحات معادية للسامية. وترى الصحيفة أن ذلك يمثل تحولا تاريخيا واستراتيجيا، قوامه الاعتماد على قاعدة أكبر من المسيحيين الإفنجيليين، حتى لو كان ذلك عبر المجازفة بإبعاد اليهود الأميركيين الذين قد يكونون يشعرون بالانزعاج من تشويه بعض الإفنجيليين لدينهم. ونتيجة للروابط الوثيقة بشكل متزايد بين اليمين الإسرائيلي واليمين المسيحي فإن الاستقطاب يشهد تسارعا مُحولا الدعم لإسرائيل إلى مسألة حزبية في الولايات المتحدة. من ناحية أخرى رأت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية في مقال افتتاحي نشرته مؤخراً تحت عنوان «الحلف غير المقدس بين إسرائيل والإفنجيليين الأمريكيين»، أن قرار الرئيس الأمريكي ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس يهدف، أولاً وقبل أي كل شيء، إلى مكافأة الإفنجيليين على تأييدهم الحماسي لانتخابه ولولايته. ونوهت « هآرتس « أيضا إلى أن الحركة الإفنجيلية في الولايات المتحدة تعد عشرات الملايين من الناس، الجزء الأكبر منهم يؤمن بأن إسرائيل تقرّب الظهور الثاني للمسيح المنتظر، وبأن إقامة مملكة إسرائيل وبناء الهيكل هما شرطان مسبقان لتحقيق نبوءتهم: حرب يأجوج ومأجوج يعقبها تدمير اليهود بصورة جماعية وتحولهم إلى الديانة المسيحية. وتقودهم معتقداتهم إلى التمسك بأكثر العناصر هذياناً في السياسة الإسرائيلية، وإلى تشجيع إسرائيل على انتهاج سياسات متطرفة تعمل على تقريب أهدافهم. وجزمت الصحيفة بأن ما يجري هو رهان خطر ومزدوج: فمن جهة، تتنكر إسرائيل لمؤيدين لها يمكن أن تحتاج إليهم بعد انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، إذا ما سيطر الديمقراطيون على أحد مجلسي الكونغرس. ومن ناحية أُخرى، تثبت استطلاعات الرأي أن الإفنجيليين من الشباب يعارضون التأييد الأعمى لإسرائيل. وتستذكر الدراسة أن التقارب الجدي، أو ما يمكن اعتباره علاقة صداقة مباشرة، بين النخب السياسية الإسرائيلية، من جهة، وجماعة المسيحيين الإفنجيليين من جهة أخرى، بدأت منذ أكثر من عقدين من الزمن، وذلك من خلال اتصالات ولقاءات مباشرة أجراها، نتنياهو، في فترة ولايته الأولى في رئاسة الحكومة الإسرائيلية(1996/1999). ومنذ ذلك الحين، يواصل نتنياهو التقرب من هؤلاء الإفنجيليين وزعمائهم وتوثيق العلاقات معهم، ليس على الصعيد الشخصي فحسب، بل أيضاً على الصعيد الرسمي، الحكومي والبرلماني، من خلال ضم مسؤولين سياسيين إسرائيليين آخرين إلى هذه الدائرة باستمرار. وقد صرح نتنياهو، أكثر من مرة، بأن «المسيحيين الإفنجيليين هم أصدقاء إسرائيل الأكثر إخلاصا ووفاء». الجمهوريون لن يبقوا في السلطة إلى الأبد وتنبه الدراسة إلى أن تحذيرات لبيد ليست يتيمة، وتشير لتحذيرات أخرى من أبرزها ليئور فاينتروب، الموظف السابق في وزارة الخارجية الإسرائيلية، وظهر في صحيفة «مكور ريشون» اليمينية، وقال فيه إن التسليم بابتعاد الحزب الديمقراطي عن إسرائيل سيكون مدعاة للندم الشديد. وعن المخاطر قال « قد يبدو غريباً الحديث عن ذلك في ذروة شهر عسل علاقاتنا بالولايات المتحدة، وفي الوقت الذي نستفيد فيه من ثمار العلاقة الحميمة غير المسبوقة بين إدارة ترامب وحكومة نتنياهو، ويشهد العالم كله الرأي الموحد المطلق إزاء كل الموضوعات الملتهبة في المنطقة، لكن الآن تحديداً يجب أن نتذكر أن الرئيس أوباما لم يكن المصدر الوحيد للسياسة التي أثارت كثيرين من الإسرائيليين ضده، واعتُبرت كضعف وسذاجة، وفي أحيان أيضاً معادية لإسرائيل. منوها ان أوباما كان ممثلاً حقيقياً لمزاج وقيَم ورغبة نصف الأمريكيين ممن لا يتفقون مع إسرائيل بشأن علاقتها بالفلسطينيين والاتفاق النووي مع ايران. ويعتقد أن الاتفاق النووي هو الأمر الوحيد الذي يقف بين أمريكا وبين حرب أُخرى في الشرق الأوسط، ويربط بغير حق بين أزمة العمال المهاجرين في إسرائيل وبين الجدل المتشنج بشأن الهجرة إلى الولايات المتحدة، ويشمئز من مبادرات تشريع في إسرائيل يعتبرها تتعارض مع قيم الديمقراطية. يضاف إلى ذلك موقف اليهود الأمريكيين من قضايا الدين والدولة، ووقوفهم ضد كل من يتماهى مع إدارة ترامب، وطبعاً، ضد تصاعد العداء للسامية، ونحن نعرف أن الديمقراطيين ليسوا شركاء في الابتهاج بشهر العسل هذا. البحث عن الظهور الثاني للمسيح المنتظر وعن نبوءة يأجوج ومأجوج خلف الدعم الأعمى «للمتجددين» الأمريكيين لإسرائيل تحذيرات إسرائيلية من انقلاب علاقات إسرائيل بالحزب الديمقراطي الأمريكي وديع عواودة: |
تهدئة جديدة في غزة تنهي موجة قتال عنيف Posted: 30 May 2018 02:30 PM PDT غزة ـ «القدس العربي»: لم تمض الساعات الأربع والعشرون، على بدء موجة القتال الأعنف بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل منذ أربع سنوات في غزة، حتى جرى التوصل بـ»وساطات عديدة»، لاتفاق يقضي بالعودة إلى حالة التهدئة السابقة التي أقرت عام 2014، ووقف الهجمات المتبادلة، بعد فشل عملية التنفيذ مرتين سابقتين ليل الإثنين وفجر الثلاثاء، عند الوصول إلى «نقطة الصفر»، عملت خلالها المقاومة على تغيير قواعد العمل العسكري الإسرائيلي ضد غزة. وعلمت «القدس العربي» أن مفاوضات تثبيت وقف إطلاق النار، والعودة إلى اتفاق التهدئة السابق، ظلت متواصلة منذ ظهر يوم الثلاثاء، حتى فجر الأربعاء، وأن الوسطاء ظلوا على تواصل مع الطرفين (حركة حماس وإسرائيل) حتى ساعات الصباح، للتأكد من نفاذ قرار الهدوء، بعد فشل عمليات التنفيذ مرتين سابقين خلال الـ 24 ساعة الماضية. وحسب المعلومات فإن جهاز المخابرات المصرية لعب الدور الرئيس، إلى جانب وسطاء آخرين، تردد أن الأمم المتحدة كانت من بينهم، تدخلت لإنهاء التوتر والتصعيد العسكري الكبير، خشبة من انجراف الأمور إلى «حرب رابعة». وقال داوود شهاب المسؤول الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي، إن وزير المخابرات المصرية عباس كامل، تدخل لإعادة الهدوء، والالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الموقع عام 2014. وأشار في تصريحات لـ «القدس العربي»، إلى أن إسرائيل المعروفة بـ «خرق الاتفاقيات وارتكاب المجازر» من الممكن أن تعود مجددا لسياسات القصف، وأنه لا ضامن لها في هذه المسألة. وأضاف «لذلك الضامن الوحيد للمقاومة هو سلاحها، حال خرقت إسرائيل الاتفاق، وستكون كل الخيارات مفتوحة وقتها». وساد الهدوء مع ساعات الصباح الأولى أجواء قطاع غزة، والمناطق الإسرائيلية القريبة من الحدود، وتوقفت بشكل كامل الهجمات المتبادلة، فيما غادر الطيران الحربي الإسرائيلي الأجواء. وبسبب تبادل القصف بين الطرفين، وعدم تسليم كل طرف بمن ينهي عمليات الهجوم أولا، أفشلت عملية الدخول في تطبيق الاتفاق في المرة الأولى التي حددت عند الساعة الـ 12 من ليل الثلاثاء، والمرة الثانية عند الساعة الثانية من فجر الأربعاء. وقد وضع الوسطاء المصريون هذين الموعدين ليكونا «ساعة الصفر» لبدء عملية التنفيذ، غير أن الطيران الحربي الإسرائيلي شن بعد الموعد الأول بدقائق سلسلة غارات جوية على أهداف للمقاومة، ما دفع فصائل المقاومة بعد ذلك بوقت قصير لإطلاق رشقة صواريخ، تكررت مرتين ثانية وثالثة فجر الأربعاء، في رسالة واضحة لإسرائيل بإجبارها على تغيير «قواعد الميدان». وشمل موقف الفصائل المسلحة «حماس والجهاد الإسلامي» التشبث خلال اتصالات عودة الهدوء من جديد إلى غزة والمناطق الإسرائيلية المحيطة، بموقفهم الرافض للطريقة السابقة التي تعاملت فيها إسرائيل مع الميدان، باستباحة قطاع غزة ومواقع المقاومة وقتما تشاء لتنفيذ عمليات قصف مدفعي، أسفر خلال اليومين السابقين عن استشهاد أربعة نشطاء في عمليتين متتاليتين، فجرتا غضب الفصيلين، وقررا الرد بإطلاق عشرات الصواريخ على مناطق «غلاف غزة». ساعة صفر ثالثة وعقب تكثيف اتصالات الوسطاء لإعادة الهدوء من جديد، وتحديد ساعة صفر ثالثة عند الساعة الرابعة من فجر أمس، أعلن عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية، التوصل إلى توافق بالعودة إلى تفاهمات وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وقال في تصريح صحافي «بعد أن نجحت المقاومة بصد العدوان ومنع تغيير قواعد الاشتباك تدخل العديد من الوساطات خلال الساعات الماضية»، مضيفا «تم التوصل إلى توافق بالعودة إلى تفاهمات وقف إطلاق النار في قطاع غزة». وشدد الحية على أن فصائل المقاومة «ستلتزم بالتفاهمات ما التزم الاحتلال بها»، وهي رسالة جديدة لإسرائيل تأتي في إطار الشرط الذي أبلغته قادة المقاومة للوسطاء، بضرورة التزام إسرائيل بالاتفاق، وعدم خرقه من خلال تغيير «قواعد اللعب» في الميدان. غير أن عددا من قادة إسرائيل أعلنوا عدم التوصل إلى اتفاق تهدئة جديد، وكان من بينهم الوزير نفتالي بينيت، وكذلك وزير الاستخبارات اسرائيل كاتس، لكن هذا الأمر اعتيد عليه سابقا، لعدم الظهور بموقف الاستجابة لطلبات حماس. وقد سبق ذلك أن أعلنت كل من كتائب القسام الجناح المسلح لحماس، وسرايا القدس الجناح المسلح للجهاد، عن تبنيهما المشترك لسلسلة الهجمات الصاروخية، وقالتا إن المقاومة «لن تسمح للعدو أن يفرض معادلات جديدة باستباحة دماء أبناء شعبنا»، وأكدتا أن كافة الخيارات ستكون مفتوحة لدى المقاومة، وأضافتا «القصف بالقصف والدم بالدم وسنتمسك بهذه المعادلة مهما كلف ذلك من ثمن». يشار إلى أن عمليات القصف المتبادلة بين الطرفين ظلت قائمة حتى قبل الدخول في «ساعة الصفر» بدقائق معدودة، بقيام الطيران الحربي الإسرائيلي بقصف مواقع جديدة للمقاومة، وردت الفصائل المسلحة بإطلاق رشقة صواريخ على عدة بلدات حدودية. وأمضى سكان قطاع غزة يوم الثلاثاء وطوال ساعات الليل وحتى فجر أمس، في حالة ترقب كبيرة، خشية من اتساع العملية العسكرية لتصل إلى حد «حرب رابعة»، خاصة وأن أجواء القصف المتبادل، وصوت الغارات الجوية الإسرائيلية واستمرار تحليق الطيران الحربي بشكل كثيف أعاد للأذهان الأجواء التي كانت قائمة في الحرب الأخيرة. 150 قذيفة صاروخية وشهدت عملية التصعيد قيام المقاومة الفلسطينية بإطلاق أكثر من 150 قذيفة صاروخية، تبنى معظمها نشطاء الجناحين المسلحين لحركة حماس والجهاد الإسلامي في بيان مشترك، في رسالة لإسرائيل أكدت على وجود تنسيق كامل في «الرد الميداني»، وذلك قبل التحاق فصائل فلسطينية أخرى وتبنيها عمليات إطلاق صواريخ قصيرة المدى، طالت كل بلدات إسرائيل الحدودية الواقعة في «غلاف غزة»، من شماله إلى جنوبه. في المقابل أعلنت إسرائيل عن استهداف أكثر من 65 موقعا عسكريا للمقاومة الفلسطينية، وزعمت أن من بينها نفقا جنوب القطاع، يستخدم في تهريب الأسلحة، إضافة إلى قصف مخازن صواريخ، ومكان يحوي طائرات مسيرة لحركة حماس بدون طيار. وكما عاش سكان غزة خاصة الأطفال في حالة ترقب، جراء استمرار عمليات القصف، عاش الأمر ذاته الإسرائيليون القاطنون في مناطق الحدود، بسبب استمرار تساقط الصواريخ، وعدم انقطاع دوي «صافرات الإنذار». وطلبت الجبهة الداخلية في إسرائيل من سكان الغلاف الوجود على مقربة من الملاجئ والغرف المحصنة، في ظل استمرار القصف من جهة غزة، قبل أن تعلن عودة الأمور إلى ما كانت عليه صباح أمس، من خلال انتظام الدراسة في تلك البلدات. وكان ستة إسرائيليين بينهم ثلاثة جنود أصيبوا في هجمات المقاومة بالصواريخ خلال الساعات الماضية، فيما أحدث القصف الإسرائيلي خسائر مادية في قطاع غزة. تهدئة جديدة في غزة تنهي موجة قتال عنيف مسؤول في الجهاد الإسلامي لـ«القدس العربي»: سلاح المقاومة هو الضامن الوحيد حال قامت إسرائيل بخرقها أشرف الهور: |
حفتر «يحجب» السبسي ويثير جدلاً في تونس! Posted: 30 May 2018 02:29 PM PDT تونس – «القدس العربي»: أثارت صورة للرئيس التونسي الباجي قائد السبسي «خلف» الجنرال الليبي خليفة حفتر موجة من الجدل والتهكم في البلاد، حيث اعتبر البعض أنها تسيء لهيبة الدولة، مستغربين قبول قائد السبسي بالوقوف خلف قائد عسكري متهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. ونشر الإعلامي الساخر صابر الوسلاتي على صفحته في موقع «فيسبوك» صورة يبدو فيها الجنرال خليفة حفتر قائد القوات التابعة لبرلمان طبرق وهو «يحجب» الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، مرفقة بتعليق «إختبار ذهني: من يجد الباجي في الصورة، يربح وثيقة قرطاج «يعلّقها» عنده في بيت الجلوس!». وتداول مئات المستخدمين الصورة المثيرة للجدل، حيث علّق عماد الدائمي النائب عن حزب «حراك تونس الإرادة» بقوله: «في الصورة نرى الجزء الظاهر من هيبة الدولة!»، واستغرب البعض قبول قائد السبسي بالوقوف خلف حفتر، حيث كتب مستخدم يُدعى كمال «الباجي لم يذهب لقمة فلسطين في إسطنبول، وذهب مهرولاً لقمة حفتر! وضع القدس في درج مكتبه، فإذا بحفتر يضعه خارج الصورة. إنها لعنة القدس. كيف تقف وراء سفاح يقتل الليبين بدون محاكمة ولا محاسبة ولا حتى إتهام!». وعادة ما تثير بعض صور قائد السبسي الجدل لدى التونسيين، حيث تداول نشطاء في وقت سابق صورة له مع جثمان ميّة الجريبي الأمينة العامة السابقة للحزب الجمهوري، حيث اعتبر البعض أن الصورة تسيء للراحلة و»تنتهك» حرمة الميت، وتدخل في باب «الدعاية السياسية». حفتر «يحجب» السبسي ويثير جدلاً في تونس! |
العراق: الشكاوى تُلغي نتائج أكثر من ألف مركز انتخابي… ومشروع قانون برلماني لإعادة العد والفرز Posted: 30 May 2018 02:29 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: استأنف مجلس النواب العراقي جلسته، أمس الأربعاء، بإنهاء القراءة الأولى لتعديل المادة 32 من قانون الانتخابات، والتي «تُلتزم» المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، بإعادة العد والفرز لكل المراكز الانتخابية في عموم العراق. وعملت «القدس العربي» من مصدر في الدائرة الإعلامية لمجلس النواب، إن جلسة أمس، عقدت برئاسة رئيس البرلمان سليم الجبوري، مضيفاً إن الأخير، والنائب الأول له زعيم المجلس الأعلى الإسلامي، همام حمودي، من أبرز المؤيدين لتوجه إعادة العد والفرز اليدوي للانتخابات، أو إلغاء نتائجها ودمجها مع انتخابات المجالس المحلية المقررة أواخر العام 2018الحالي. وطبقاً للمصدر، فإن البرلمان أبقى جلسته مفتوحة، وقرر استئنافها السبت المقبل، مرجّحاً إتمام القراءة الثانية لمقترح التعديل في جلسة السبت، تمهيداً للتصويت على التعديل يوم الإثنين المقبل. وبعد نجاح هيئة رئاسة البرلمان في تحقيق النصاب القانوني لجلسة الثلاثاء الماضي، قررت الإبقاء على الجلسة مفتوحة، نظراً لصعوبة إقناع النواب بحضور الجلسة، حسب المصدر، الذي أكد أن التصويت على تعديل القانون يحتاج إلى نصابٍ مكتمل (165 نائباً من أصل 328 نائباً). وكشفت تسريبات من داخل مجلس النواب، عن اتفاق اللجنة القانونية البرلمانية على انتداب قضاة للعد والفرز اليدوي بدل المفوضين. وطبقاً للمصادر، فإن اللجنة القانونية اتفقت، خلال اجتماع عقدته أمس الأربعاء، بشأن تعديل قانون الانتخابات، على انتداب قضاة للاشراف على إجراء العد والفرز اليدوي بدل من المفوضين في مفوضية الانتخابات، على أن يتم إضافة ذلك في تعديل قانون الانتخابات، المقرر عرضه للقراءة الثانية السبت المقبل. «بدون قانون» أول المعترضين على «التعديل» كان حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني»، الذي أعلن عزمه الطعن لدى المحكمة الاتحادية العليا بالقرار النيابي، داعياً رئيس الجمهورية، فؤاد معصوم إلى أن يكون له موقف تجاه ذلك الأمر. وقال رئيس الكتلة، ريبوار طه، في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع أعضاء في الكتلة داخل مجلس النواب في بغداد، إن «البرلمان استند إلى قانون لا وجود له أصلا في إصدر القرار النيابي في الجلسة التي عقدها»، مردفا بالقول: «سنطعن لدى المحكمة الاتحادية بتلك الجلسة والقرارات التي صدرت عنها». وأضاف: «تلك الجلسة التي عقدت وصدر عنها القرار مشكوك بها، إذ لم تكن كاملة النصاب وغير قانونية»، داعياً، رئيس الجمهورية فؤاد معصوم إلى سحب يده عن تلك القرارات، وأن يتدخل في إيقاف أي إجراء يتعلق بها. وشدد على أن الاتحاد الوطني الكردستاني لن «يتنازل عن أصواته الانتخابية في محافظة كركوك». «العبث بالصناديق» يأتي ذلك في وقت، اتهم الاتحاد الوطني الكردستاني في كركوك، جهات سياسية و«ميليشيات» باقتحام المخازن والعبث بصناديق الاقتراع، مطالباً، المفوضية العليا المستقلة للانتخابات باتخاذ كافة الإجراءات القانونية بحق معاون مدير مفوضية كركوك. وقال بيان للحزب إن «بعض الجهات السياسية تلاعبت بصناديق الاقتراع وقامت بتغيیر أوراق الاقتراع الموجودة فيه». وبين أن «بعض الجهات السياسية وبمساعدة بعض الميليشيات المسلحة قاموا باقتحام مخازن كركوك الذي يتواجد فيها صناديق الاقتراع خاص بانتخابات محافظة كركوك وقاموا بالعبث بهذه الصناديق وقاموا بتبديل الأوراق الاقتراع الموجودة فیها». في المقابل، أعلن ائتلاف الوطنية، بزعامة إياد علاوي، دعمه لقرار مجلس النواب، الخاص بالانتخابات التشريعية التي جرت في 12 أيار/ مايو الجاري. وقال بيان لمكتبه الإعلامي إن «ائتلاف الوطنية يعرب عن دعمه الكامل للقرار الذي اتخذه مجلس النواب العراقي الموقر، والذي يدعو كافة الجهات المعنية، وكل ضمن اختصاصه، لاتخاذ الوسائل المناسبة بإعادة الثقة إلى العملية الانتخابية، ويعتبر أن هذا القرار من صلب اختصاص المجلس القائم». ودعا البيان «الجهات المعنية إلى التنفيذ الفوري لقرار المجلس ذي الصلة وبما يضع حقوق المتنافسين من مرشحين وكيانات سياسية في نصابها الصحيح، ومنح العملية الانتخابية ومجمل العملية السياسية شرعيتهما أمام المواطن العراقي والمجتمع الدولي بعد ورود طعون وشكاوى عديدة ترتبط بخروقات وانتهاكات وأخطاء فاضحة وموثقة». وناشد، «كافة القوى السياسية بعدم وضع العراقيل إزاء سرعة تنفيذ هذا القرار وتسهيل مهمة لجنة تقصي الحقائق المشكلة من قبل مجلس الوزراء بناء على توصيات من جهات رسمية متخصصة». المفوضية تمتص الحملة ضدها ويبدو أن مفوضية الانتخابات تسعى إلى امتصاص الحملة ضدها، فقررت إلغاء نتائج أكثر من ألف مركز انتخابية في داخل وخارج العراق، بسبب الشكاوى. بيان صادر عن مجلس المفوضين أعلن «تشكيل لجان فنيه وقانونية من موظفي المفوضية بهذا الصدد (…) وتم إلغاء 1021 محطة في عشر محافظات شملت بعض محطات من التصويت العام مع الخاص مع التصويت المشروط للنازحين والحركة السكانية، وبشكل مختلف والتي وردت شكاوى حمراء من قبل وكلاء الاحزاب في يوم الاقتراع». الشكاوى توزعت، حسب البيان، بـ«واقع 7 في أربيل، و51 في الأنبار، و17 في جانب الكرخ من العاصمة بغداد، و11 في صلاح الدين، و16 في نينوى». ووفق البيان «لم تكتف المفوضية بشكاوى الأحزاب فقط، بل أرسلت لجانا فنية متخصصة لغرض تدقيق المحطات التي يعتقد أنه تم التلاعب بها، حيث الغت تلك اللجان الفنية 852 مركزا من أصل 2000 تم تدقيقها من قبل تلك اللجان في المكتب الوطني في بغداد». أما ما يتعلق بنتائح المحطات الملغاة في انتخابات الخارج، فقد بلغ مجموعها 67 موزعة بواقع، 10 في ألمانيا، 22 في الأردن، 31 في أمريكا، 2 في السويد، 1 في بريطانيا و1 في تركيا. وبذلك يكون اجمالي العدد النهائي للمحطات الملغاة يساوي 1021 مركزا في داخل العراق وخارجه في انتخابات 2018. وأكدت المفوضية، «تشكيل لجان تحقيقية لمحاسبة المقصرين»، لافتاً إلى أن «المفوضية تؤكد سلامة إجراءاتها في لجهزة العد والفرز الإلكتروني، وهي منفتحة على جميع اللأحزاب والقوائم الانتخابية وتعمل على دراسة جدية بكل ما يتعلق بالاعتراضات الخاصة بالأحزاب والمرشحين، ومستمرة باستلام الطعون ولن تتردد في معالجة أي خروقات واتخاذ الإجراءات القانونية بحق المقصرين». العراق: الشكاوى تُلغي نتائج أكثر من ألف مركز انتخابي… ومشروع قانون برلماني لإعادة العد والفرز علاوي يرحب… وحزب طالباني يعتزم الطعن ويطالب معصوم بالتدخل مشرق ريسان |
هل تُوصِّل خريطة الطريق الأمريكية الجيش التركي إلى منبج أم تفسدها «المساومات»؟ Posted: 30 May 2018 02:28 PM PDT إسطنبول – «القدس العربي»: تتزايد المؤشرات على حصول تقدم لافت في المباحثات التركية الأمريكية حول مستقبل مدينة منبج السورية، إلا أن المؤشرات على احتمال لجوء الإدارة الأمريكية إلى مساومات تركيا بملفات أخرى ولدت خشية كبيرة من احتمال تفجر الخلافات من جديد ووصول خريطة الطريق التي جرى رسمها بالخطوط العريضة إلى طريق مسدود. وفي وقت لاحق، كشفت وسائل إعلام تركية عما قالت إنها تفاصيل خارطية الطريق الأولية التي جرى التوصل إليها وسيتم عرضها على وزراء الخارجية للتوافق عليها بشكل نهائي. أول مرة وحسب الخطة المنشورة، فإن خريطة الطريق تتكون من ثلاث مراحل، أبرزها المرحلة الأولى التي سوف تشمل اتمام انسحاب جميع عناصر تنظيم وحدات حماية الشعب الكردية من المدينة وذلك خلال مدة 30 يوماً من تاريخ التوقيع على خريطة الطريق والمتوقع في اجتماع وزيري خارجية البلدين بعد أيام. وفي المرحلة الثانية سوف تنتشر وحدات عسكرية واستخبارية من الجانبين التركي والأمريكي في المدينة خلال 45 يوماً، على أن يتم تشكيل مجالس وهيئات محلية من سكان المدينة لإداراتها خلال 60 يوماً من تاريخ التوقيع على خريطة الطريق. ولأول مرة منذ بدء المفاوضات بين الجانبين التركي والأمريكي حول مستقبل منبج، أعطى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو وقتاً زمنياً مفترضاً لانسحاب وحدات حماية الشعب الكردية من المدينة، لافتاً إلى أن هذا الموعد سيكون «مع نهاية الصيف الجاري». الوزير التركي الذي تحدث، الأربعاء، لفضائية محلية جدد التأكيد على أن خريطة الطريق التي جرى التوافق المبدئي عليها مع واشنطن حول سوريا، تتضمن انسحاباً كاملاً للوحدات الكردية من منبج، لافتاً إلى أنها أيضاً ليست محدودة بمنبج. وقال: «تنظيم ب ي د الإرهابي سوف ينسحب من منبج، ليس موضوعنا الآن إلى أين سوف ينسحب»، مضيفاً: «عندما ينسحب سوف يدير المدينة أهلها، تنظيم «ب ي د» سوف ينسحب من منبج مع نهاية الصيف، وفي الفترة الانتقالية سوف يتم تشكيل إدارة المدينة من قبل تركيا والولايات المتحدة الأمريكية»، مشيراً إلى وجود جدول زمني للتنفيذ. وعقب اجتماع أول جرى في واشنطن قبل نحو شهرين ولم تعلن نتائجه،اجتمعت اللجنة الأمريكية التركية المختصة بالملف السوري قبل أيام بالعاصمة التركية أنقرة حيث تركزت المباحثات على رسم خريطة طريق للتوافق على مستقبل منبج. وعقب اجتماع أنقرة، أعلنت الولايات المتحدة وتركيا انهما اتفقتا على «خريطة طريق» للتعاون من أجل ضمان الأمن والاستقرار في منبج، وقالت وزارة الخارجية التركية والسفارة الأمريكية في أنقرة في بيان مشترك إن «الطرفين حددا الخطوط العريضة لخريطة طريق لتعاونهما من أجل ضمان الامن والاستقرار في منبج». وكان وزير الخارجية التركي اتفق مع نظيره الأمريكي السابق ريكس تيلرسون على تشكيل 3 لجان لحل الخلافات التركية الأمريكية، أبرزها لجنة سوريا التي بدأت عملها عقب استلام الوزير الأمريكي الجديد مايك بومبيو مهامه. وفي ظل الحديث عن «توافقات» وليس «اتفاقيات نهائية رسمية»، تأمل انقرة أن يتم التوافق بشكل نهائي على خريطة الطريق والتوافقات السابقة لتحويلها إلى «اتفاقيات رسمية بجدول زمني»، وذلك في اللقاء المقرر في الرابع من الشهر المقبل بين جاويش أوغلو وبومبيو. وقال جاويش أوغلو إن الملف السوري سيشغل الحيز الأكبر من جدول الأعمال خلال اجتماعه المقبل مع وزير الخارجية الأمريكي. ولم تظهر حتى الآن أي مؤشرات حقيقية على الأرض تدعم احتمال لجوء الإدارة الأمريكية إلى سحب الوحدات الكردية من منبج والسماح للجيش التركي بدخول المدينة وإدارتها إلى جانب القوات الأمريكية، لا سيما في ظل تصاعد الخلافات بين البلدين في الكثير من الملفات، كما أن واشنطن ما زالت وبنفس القوة تواصل دعمها السياسي والعسكري للوحدات الكردية في شمالي سوريا. ضغوط كبيرة واستمراراً لمسلسل التناقض في التصريحات التركية والأمريكية حول مباحثات منبج، وعلى الرغم من تأكيدها التوصل لـ»خارطة طريق»، نفت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، هيذر ناورت، الثلاثاء، التوصل لاتفاق مع تركيا حول منبج، ولفتت إلى أن «المباحثات لا زالت مستمرة». وفي السياق نفسه، ظهرت الكثير من المؤشرات على احتمال أن يمارس الوزير الأمريكي ضغوطاً كبيرة على نظيره التركي في اللقاء المقبل مقابل الموافقة على «خارطة الطريق حول منبج»، ورجهت الكثير من المصادر أن اللقاء «لن يكون سهلاً». ويتوقع أن تتحول هذه الضغوط إلى ما يشبه «المساومات» حيث من المتوقع ان يربط الوزير الأمريكي بين ملف منبج والتعاون التركي مع روسيا وإيران في سوريا، حيث تعارض واشنطن التقارب التركي مع هذه الدول. كما يتوقع أن يعيد الوزير الأمريكي الطلب من تركيا التخلي عن صفقة شراء منظومة صواريخ إس 400 من روسيا، مقابل تقديم عروض لبيع أنقرة منظومة الباتريوت، وهو ما شددت أنقرة على رفضه بشكل مطلق في أكثر من مناسبة، لافتاً إلى أنها مستعدة لشراء منظومة باتريوت دون المس باتفاقية شراء إس 400 من روسيا. وتهدد وواشنطن بتعطيل اتفاقية تسليم تركيا الدفعة الأولى من صفقة طائرات إف 35 بسبب التقارب التركي مع روسيا، لكن جاويش أوغلو ورغم تأكيده أن التسليم سيتم بالموعد المحدد ألمح إلى أن المنسحب من الاتفاقية سيواجه عقبات قانونية وأن انقرة «غير منعدمة الخيارات ويمكن أن تحصل على طائرات متقدمة من روسيا أو دول أخرى بحلف الناتو». هل تُوصِّل خريطة الطريق الأمريكية الجيش التركي إلى منبج أم تفسدها «المساومات»؟ لقاء هام بين أوغلو وبومبيو بعد أيام لحسم ملفات مهمة إسماعيل جمال |
الإسرائيليان أفيحاي أدرعي وجندلمان يلتحفان عباءة الدين ويبتهلان بالدعاء والآيات القرآنية لتبرير قصف غزة Posted: 30 May 2018 02:28 PM PDT غزة ـ «القدس العربي»: لم تمنع حالة التصعيد العسكري التي كانت قائمة في قطاع غزة خلال اليومين الماضيين، السكان من التندر على التدوينات الأخيرة لاثنين من أشهر الناطقين باسم المؤسسات العسكرية والحكومية الإسرائيلية، وهما أفيحاي أدرعي المتحدث باسم الجيش، وأفير جندلمان، الناطق باسم رئيس الوزراء، بعدما استخدما آيات قرآنية وأدعية إسلامية، في الحديث عن حالة التوتر والتصعيد والقصف الصاروخي الذي استهدف غزة. في البداية كانت التدوينة الغريبة لجنلدمان، الشخص المشهور في تصريحاته المتشددة ضد الفلسطينيين كتب على صفحته على موقع «تويتر» حين ابتهل بالدعاء مستخدما آيات من القرآن، لتوصيف الهجمات الجوية الإسرائيلية ضد قطاع غزة. وكتب جندلمان «اللهم سدد ضرباتك إلى أوكار الإرهابيين في قطاع غزة، الذين اعتدوا اليوم على مواطنينا وأراضينا». وختم المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي للإعلام العربي التدويته بالاستشهاد بالقرآن قال فيها «وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى». وعلى الطريق نفسه كتب أفيحاي أدرعي على حسابه على موقع «فيس بوك»، يستنجد بـ «حرمة شهر رمضان»، لوقف الهجمات القادمة من غزة. وقال موجها حديثه لحماس «اتقوا الله في رمضان على الأقلّ»، وتابع «احترموا شهر رمضان المبارك، حافظوا على حرمته، ولا تستبيحوا المحرّمات فيه». وقد كتب أيضا معلقا على ما جرى أول أمس «حماس والجهاد الاسلامي حولوا شهر الرحمة لإرهاب وكفر كما تريد إيران». وقوبلت هذه التدوينات كالعادة بحملة تندر وسخرية بين الفلسطينيين، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد أعاد بعضهم وصف الناطق العسكري الإسرائيلي بـ»الشيخ أدرعي». وتأتي هذه التدوينة الجديدة لأدرعي التي استخدم فيها «الخطاب الديني الإسلامي» لتضاف إلى سلسلة تدوينات سابقة، كتل بعض منها على غرار المسلمين تحت وسم «#جمعة مباركة»، و «#رمضان كريم»، والكتابة لمصلي رمضان في المسجد الأقصى «تقبل الله صلواتكم وقيامكم». وكان أدرعي كتب في بداية شهر رمضان على حسابه على «فيسبوك» بعد نشر صور مصلين في المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل يقول «اللهم ألف بين القلوب، وازرع المحبّة بين الشعوب»، وذلك إضافة إلى بدايته شهر رمضان، بتقديم «نصائح دينية»، للصائمين مأخوذة من كتب السيرة النبوية، ونقل حديث الرسول «إن الله وملائكته يصلون على المستغفرين والمتسحرين بالأسحار، فليتسحر أحدكم ولو بشربة من ماء، وأفضل السحور السويق والتمر»، وذلك بعدما خرج مع بداية مسيرات العودة، يتحدث بخطاب ديني لتحريمها، باعتبارها أنها «ليست من عمل المسلمين». الإسرائيليان أفيحاي أدرعي وجندلمان يلتحفان عباءة الدين ويبتهلان بالدعاء والآيات القرآنية لتبرير قصف غزة |
تدهور مستوى البحث العلمي واتهام من شتموا لاعب ريال مدريد بعد إصابته محمد صلاح بأنهم لا يفهمون الإسلام Posted: 30 May 2018 02:28 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: الحدث الأبرز في الصحف المصرية الصادرة أمس الأربعاء 30 مايو/أيار، كان الضربة التي وجهها جهاز الرقابة الإدارية لقيادات عليا في هيئة السلع التموينية التابعة لوزارة التموين، ودلالات نشر الأسماء في بعض الصحف وتجاهلها في صحف أخرى. كما واصلت الصحف أيضا إعادة نشر البيان الخاص بالخسائر التي تتكبدها الدولة، بسبب دعم المحروقات بنزين وسولار وبوتاجاز، خاصة بعد زيادة أسعار خام برنت، وتصل الخسائر إلى مئة وخمسة وعشرين مليار جنيه، أي أن هذه الخسارة أو الجانب الأكبر منها سوف يتم تحميله على أسعار الوقود، وبالتالي أسعار كل السلع والخدمات تلقائيا، لأنه يتم نقلها وتوزيعها بواسطة وسائل تستخدم الوقود. وإذا كانت الحكومة قد طمأنت موظفيها والعاملين فيها وعددهم حوالي سبعة ملايين، يصل عددهم مع أفراد أسرهم إلى حوالي ثلاثين مليونا أو يتجاوزه، بأنها سوف تزيد من مرتباتهم وترفع معاشات من سبقهم في الخدمة، فماذا عن عشرات الملايين الذين يعملون في القطاع الخاص؟ وهل سيقبل أصحاب الأعمال الذين سيعانون من ارتفاعات الأسعار بخفض الطلب على منتجاتهم، مع زيادة تكاليف نقلها بزيادة مرتبات العاملين لديهم، مع العلم أن بعضهم تصرف لهم مرتبات أعلى من الحد الأدنى، الذي فرضته الدولة. واهتمت الصحف أيضا بالتجهيزات التي تتم داخل قاعة مبنى مجلس النواب لاستقبال الرئيس السيسي يوم السبت المقبل لحلف اليمين الدستورية، وإلقاء كلمة له يترقبها الناس. ومن الأخبار الأخرى التي أوردتها الصحف أمس استقبال الرئيس وزير الخارجية السوداني الجديد الدكتور الدرديري محمد أحمد، الذي يقوم بجولة خارجية، بدأها إلى مصر، في إشارة مؤكدة على متانة العلاقات بين البلدين، بعد أزمة مسلسل «أبو عمر المصري» حيث احتجت السودان على بعض ما فيه من مشاهد تظهر أن السودان مرتع للإرهاب، استنادا إلى أنها وقعت في ولايتي كردفان والدمازين وأرقام السيارات التي ظهرت أكدت ذلك. وسارع مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى للإعلام إلى إعطاء التعليمات بحذف هذه المشاهد، وهو ما حدث فعلا لعدم الإساءة للعلاقات بين البلدين والشعبين، ما أثار ارتياحا كبيرا في السودان. كما أصدر الجيش البيان رقم 23 عن عمليات الأسبوع الماضي في شمال ووسط سيناء، وأدت إلى قتل ثمانية إرهابيين واستشهاد جنديين. أما الموضوعات التي كانت أكثر اجتذابا لاهتمامات الأغلبية فكانت امتحانات الثانوية العامة التي ستبدأ يوم الأحد المقبل وحالات الطوارئ في المنازل، وما سيتبع ذلك من هموم القبول في الجامعات وعمل مكاتب التنسيق. ومتابعة وتحليل المسلسلات والاستعداد من الآن لإجازة عيد الفطر المبارك. وإعلان هيئة السكك الحديد توفير التذاكر والقطارات، وكذلك استعدادت المدن والمنتجعات الساحلية لاستقبال القادمين إليها. ووفاة الفنانة مديحة يسري الشهيرة بسمراء الشاشة المصرية عن سبعة وتسعين عاما. وإلى كل ما عندنا.. شياطين الأنس ونبدأ بشياطين الأنس حيث كانوا هذه المرة من ذوي المناصب الحالية بعكس زملائهم من الناس العاديين حيث نشرت الصحف البيان التالي: «ألقت الهيئة القبض على كل من رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للصناعات الغذائية ومدير مكتبه ومستشار وزير التموين للإعلام والمتحدث الرسمي للوزارة ومستشار الوزير للاتصال السياسي في مجلس النواب، بتهمة تقاضيهم رشاوى مالية تجاوزت مليوني جنيه، من كبرى شركات توريد السلع الغذائية مقابل إسناد أوامر توريد السلع إليها، وتسهيل صرف مستحقاتها. واتخذت الرقابة الإدارية الإجراءات القانونية لعرض المتهمين على النيابة على نحو عاجل». هكذا بدون أسماء أشارت إلى ذلك الصحف الحكومية والخاصة، وهو ما خالفته «الوفد» الناطقة باسم حزب الوفد، و«البوابة» مستقلة و«المساء» التي نشرت صورة رئيس هيئة السلع التموينية، وأشارت إلى أنه لواء سابقفي الجيش. «البوابة» قالت في تغطية لعلي عبد المعتمد وداليا عبد القادر: «أكدت الهيئة أنه جار اتخاذ الإجراءات لعرض المتهمين على النيابة، وكان وزير التموين ناقض في اجتماع صباح أمس مع رئيس الشركة القابضة ومستشاريه وإيهاب الليثي رئيس مجلس إدارة مجمعات الأهرام الاستهلاكية، وعدد من المسؤولين نظام الباركود على السلع، وعقب الاجتماع تمت عملية القبض على المتهمين في ما توقعت مصادر أن تؤثر قضية الفساد الجديدة على بقاء مسؤولين كبار في مناصبهم بمن فيهم وزراء ذو صلة بهذه القطاعات». حكومة ووزراء وإلى الحكومة التي تتباهى من مدة ليست بالقصيرة بالإنجازات التي حققتها في مجال الإصلاح الاقتصادي، وقال عنها الدكتور حسين عيسى رئيس لجنة الخطة والموازنة في مجلس النواب في حديث أجراه معه في «الأهرام» سامح لاشين: «هذه الموازنة فريدة من نوعها لأنها تعرض على البرلمان في إطار برنامج إصلاح اقتصادي بدأ في نوفمبر/تشرين الثاني 2016 ويطبق منذ 20 شهرا تقريبا، وأسفر هذا البرنامج عن بعض النتائج الإيجابية، منها انخفاض معدل التضخم، السياحة وتحويلات المصريين في الخارج والصادرات، حيث إنها بدأت ترتفع أمام انخفاض الواردات وكل هذه مؤشرات إيجابية، وتعكس أن الموازنة الثالثة، التي سوف يعتمدها البرلمان تحمل انعكاسات إيجابية لمشروع الإصلاح الاقتصادي، وهذا التقييم ليس حكوميا أو برلمانيا، وإنما تقارير أجنبية تشهد بذلك، فصندوق النقد والاتحاد الأوروبي وعدد من المؤسسات العالمية تشيد ببرنامج الإصلاح الاقتصادي والنتائج الإيجابية التي تحققت، والتقدم الذي حدث. أي برنامج للإصلاح الاقتصادي له مشكلات وصعاب، وتترتب عليه أعباء، وهذا في العالم كله وليس في مصر فقط، ومعظم هذه الأعباء يتحملها محدودو الدخل ومتوسطو الدخل، ونحن دخلنا سكة الإصلاح ولا سبيل للتراجع ولا يمكن تحمل تكلفة التراجع، ويجب أن نتحمل مشوار الإصلاح الاقتصادي للنهاية، ولا توجد دولة تظل في إصلاح اقتصادي مدى الحياة، أو لنهاية العمر، فالإصلاح له فترة زمنية معينة وهدفه أن ننتقل من وضع اقتصادي سيئ إلى وضع متوازن وإلى وضع أفضل ثم إلى وضع انطلاق». العبور الاقتصادي والتفاؤل نفسه أبداه حمدي رزق رئيس تحرير «المصري اليوم» بقوله تحت عنوان «العبور الاقتصادي»: «يقيني أن العبور الاقتصادي يحتاج إلى تضحيات جسام، واقتصاد حرب واقتصاديات الحروب المجربة عالميا عانت من تبعاتها شعوب وثقت وصبرت، فنالت حصاداً وفيراً خلاصته فات الكثير ولم يتبق إلا القليل. وبعض من الاحتمال صار مطلوباً والجَلَد صار من الموجبات ولو كان في المكنة ما يقيم أود دولة كبيرة كمصر ما كانت هناك حاجة لمزيد من الألم، ولكن كما يقولون «إيه اللي رماك على المرّ يقيناً اللي أمرّ منه»، والأمَرُّ منه قاسٍ على النفوس الأبيّـة التي هي عنوان عريض لشعب ضحّى ويضحّي ومستعد للتضحية بالمال والنفس. شعب يهب مصر كل صباح شهداء أبراراً فلا تعزّ عليه اللقمة تطلع من فمه ليقي بلاده وعثاء الطريق». التهرب من دفع الضريبة أما سليمان جودة في «المصري اليوم» فيتحدث عن جريمة مخلة بالشرف: «في اتصال ثم رسالة من الأستاذ هشام عكاشة، رئيس البنك الأهلي، فهمت أن البنك لا يمكن أن يتخلف عن دفع ضرائبه المستحقة عن أرباحه، وأن الأرباح ومعها الضرائب مُسجلة ومرصودة عاماً بعد عام. ومن رسالة الرجل نعرف أن الضرائب التي سددها البنك الأهلي في يونيو/حزيران 2009، كانت 837 مليون جنيه، وأن الرقم ظل يتصاعد منذ ذلك العام، إلى أن وصل في يونيو 2017 إلى تسعة مليارات وتسعين مليوناً. وكنت قد تساءلت في هذا المكان، صباح الأحد، عما إذا كانت بنوك الدولة الثلاثة قد سددت ضرائبها، وعن حجم المبالغ التي جرى سدادها.. ولكن رئيس البنك الأهلي فهم مما كتبته أنني توجهت بالسؤال إلى البنوك الثلاثة دون غيرها، وأن ذلك قد يصورها أمام المواطنين في صورة غير صورتها الحقيقية، بما قد يسيء إليها في النهاية.. وأحب أن أُطمئنه بأن ذلك لم يخطر على بالي، بدليل أنني تساءلت.. فقط.. ولم أذهب إلى ما هو أبعد من التساؤل. وإذا كان كل بنك ينشر ميزانيته السنوية في الصحف، وإذا كانت الميزانية تشير دائماً إلى إجمالي أرباحه وحجم ضرائبه التي سددها، ثم إلى صافي أرباحه بعد السداد.. وإذا كان هذا يحدث سنوياً على مستوى البنوك الكبيرة من نوع البنك الأهلي، وعلى مستوى الشركات الكبيرة أيضاً.. فجميعنا يعرف أن الميزانيات المنشورة لا تستهوي أحداً لقراءتها، لأنها مادة جافة بطبيعتها، ولذلك فالأمر يظل في حاجة إلى جهد من وزارة المالية، باعتبارها الوزارة المسؤولة عن تحصيل كل جنيه مُستحق للدولة لدى كل الأفراد والجهات، والإعلان عن ذلك على الملأ. يقولون في دولة مثل أمريكا أن شيئين لا يستطيع أي أمريكي الهرب منهما، بمَنْ في ذلك الرئيس الأمريكي نفسه.. إنهما الضرائب والموت.. والتهرب من الضريبة هناك جريمة مخلة بالشرف.. وأرجو ألا يخرج أحد من بيننا ليقول إننا لا يمكن أن نقارن حالنا بحال أمريكا.. أرجو ذلك، لأن المقارنة في مثل هذا الملف ممكنة، ولابد منها. فلوس الضرائب هي المورد الأكبر لخزانة الدولة، أي دولة ومنها تنفق الحكومة على الصحة، وعلى التعليم، وعلى الخدمات العامة كلها.. وبدون ضرائب عادلة ومنظمة، لا صحة، ولا تعليم، ولا خدمات عامة آدمية، ولا بلد من الأساس». الأحزاب السياسية وبالنسبة لأبرز ما نشر أمس الأربعاء عن الأحزاب السياسية وظاهرة الانتقادات من حزب لآخر تتم الاستعدادات ليكون الظهير السياسي للنظام، وهو «مستقبل وطــــــن» فقد قــــال عنها رئيس مجلس إدارة جريدة «الأهالي» وعضو المكتب السياسي لحزب التجمع تحت عنوان «هل يتمتع مجلس النواب بالثقـــة والاعتبار؟»: «ألا تعني حركة التنقلات أن هناك عدداً غير قليل من النواب لا يعبــــرون مطلقاً عن الأحزاب السياسية التي كانوا ينتمون إليها؟ وأن القضية بالنسبة لهم ليست برامج ومبادئ حزبية وإنما مجرد ضمان ما يكفل حماية مصالحهم، وتأمين استمرار مقاعدهم، ثم ألا يكشف ذلك كله عن خلل خطير في نظام الانتخابات البرلمانية السابقة ومدى صلاحيته لتمثيل الناخبين تمثيلا صحيحاً؟». الأوضاع غير الديمقراطية أما زميله عضو المكتب السياسي لحزب «التجمع» حسين عبد الرازق فقال: «لن تنتهي هذه الأوضاع غير الديمقراطية وتتأكد المادة «5» من الدستور، التي نصت على قيام النظام السياسي على أساس التعددية السياسية والحزبية، والتداول السلمي للسلطة والفصل بين السلطات والتوازن بينها، ما لم يتم إلغاء قانون انتخابات مجلس النواب الحالي، الذي يجمع بين القائمة المطلقة «لا توجد في أي بلد ديمقراطي» والمقاعد الفردية وإصدار قانون انتخابات جديد يعتمد نظام القائمة النسبية وإصدار قانون جديد للأحزاب يلغي القيود المفروضة عليها، خاصة منع تواجد الأحزاب ونشاطها في مناطق التجمع الجماهيري الطبيعية «المصانع الشركات الجامعات المصالح الحكومية الخ» وقبل ذلك فأي حديث عن الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان فهو مجرد لغو بلا معنى». كاركتير لا لا حسين يظلم الحكومة عندما يلمح إلى عدم وجود ديمقراطية وحريات وقد كذبه في ذلك ما أخبرنا به الرسام عمرو سليم في «المصري اليوم» أنه كان في زيارة لقريب له فوجده ممسكا بورقة امتحان ابنه في التعبير وحصوله على عشرة على عشرة وصاح في جيرانه: يا ناس يا جاحدة ياللي بتقولوا مافيش حرية رأي وتعبير الواد أهه جايب الدرجة النهائية في التعبير. محمد صلاح وإلى أبرز ما نشر عن إصابة محمد صلاح وسنكتفي بواحدة هي الأهم والأكثر تميزا وكانت في جريدة صوت «الأزهر» في تحقيق لمصطفى هنداوي عن حملات السباب التي تعرض لها راموس لاعب ريال مدريد جاء فيه: «أوضح الدكتور عبد الغني الغريب أستاذ العقيدة والفلسفة في جامعة الأزهر أن ما حدث مع اللاعب الخلوق محمد صلاح وردود الفعل العنيفة التي أظن أن محمد صلاح نفسه لا يرضاها، أعطانا مؤشرا على أن الأخلاق قد فسدت وأن النفوس قد تنافرت. مضيفا أن من أعظم آفات اللسان خطرا وأبلغها أثرا وأفتكها ضررا هي زلة اللسان. وجدنا الكبير والصغير يسب ويشتم حتى أصبح ذلك تحية الكثير ممن ساءت أخلاقهم. من جانبه أكد الدكتور الحسيني حماد عضو لجنة التاريخ التابعة لهيئة كبار العلماء أنه لا يخفي ما يحظى به اللاعب محمد صلاح من حب جارف، ولكن أصبحنا نعاني من مشكلة سوء الأخلاق، وأصبحنا نسمع من الألفاظ أفحشها ومن الكلمات أغربها ومن المصطلحات أعجبها، ونحن أولى الناس بالحديث عن مشاكلنا، لأن عقلاء الناس ونبلاء الشعوب هم الذين يراجعون مواقفهم وهم الذين يصوبون أخطاءهم وهم الذين ينظرون في مشاكلهم، والواجب على كل عاقل أن يضبط لسانه دائما ولا يعوده السب واللعن مع الصغير والكبير، مع الإنسان والحيوان مع المسلم وغير المسلم، فما وصلنا إليه إلا بتعويد اللسان على الفحش وسيئ الألفاظ». ونبقى مع الرياضة ومقال حسن المستكاوي في «الشروق» عن فرعون ليفربول والسياسة المصرية يقول: «في تقرير على موقع «دويتشه فيله» الألماني عن محمد صلاح بعنوان: «فرعون ليفربول والسياسة المصرية.. ضغوط أم اهتمام؟» جاء في مقدمته ما يلي: بأدائه اللافت مع فريقه ليفربول أصبح النجم المصري محمد صلاح وجها دوليا لامعا، ما جعله محط أنظار حكومة بلاده للاستفادة من نجوميته. فهل احتفاء الحكومة المصرية بصلاح طبيعي كما يبدو؟ أم أن هناك محاولات لـ«تسييس» الفرعون؟ كنت أحد الذين تحدثوا في هذا التقرير، ضمن مجموعة من الشخصيات، ومنهم مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس باسكال بونيفاس، الذي شكك في مدى نجاح محاولات الاستفادة سياسيا من صلاح على الصعيد الدولي، فهي، برأيه، محاولة «مكشوفة للغاية» وشبيهة بوسائل الدعاية القديمة التي عفى عنها الزمن.. بالفعل هذا أسلوب قديم.. فاستخدام أبطال الرياضة والأحداث الرياضية للدعاية السياسية خطة شديدة السذاجة. وقد كان تعليقي مباشرة هو «أن الحكومة المصرية لا تستميل صلاح لكي تستفيد منه، وقلت بالنص للمحرر: إن الدول الغربية تحاول دائما تفسير تقدير الحكومة المصرية لأبطال مصر على أنه محاولة للاستمالة، بينما هي تقوم بالتقدير نفسه لأبطالها». وأضفت أن حكومات ورؤساء دول قاموا بتكريم أبطال الرياضة، وأن ذلك حدث على أعلى المستويات في بريطانيا من جانب الملكة إليزابيث في استقبال وتكريم ديفيد بيكهام، وفي احتفاء رئيس فرنسا جاك شيراك بمنتخب بلاده يوم الفوز بكأس العالم. وأن أنغيلا ميركل كادت ترقص فرحا في المقصورة تقديرا لمنتخب ألمانيا، وهو ما فعله قبلها رئيس إيطاليا، وناهيك عن رئيس أمريكا وكل رئيس لأمريكا، حين يستقبل أبطال الرياضة، وقد وجدت في أسئلة المحرر وجهة نظر غربية لما يجري في مصر، وعلى الرغم من التزامه بنصوص إجاباتي، إلا أن بعض الغرب نظرته لنا فيها شك أو يبني هو وجهة نظر ويعمل على تصديرها لنا. إن تبرع محمد صلاح لصندوق «تحيا مصر» كان بدافع إنساني ووطني. ولم يفعل صلاح ذلك مدفوعا بالسياسة لأنه لا يحتاجها، ومشاركته في حملة «أنت أقوى من المخدرات» كانت تبرعا، وإيمانا منه بدوره الاجتماعي، كنموذج وقدوة وبطل في أعين الشباب. ويدهشني أن يشكك الغرب في استعانة وزارة التضامن الاجتماعي ببطل رياضي في حملة توعية تحارب المخدرات، ويراها مسألة سياسية، ولا يرى هذا الغرب مشاركة أبطاله في الرياضة ومشاركة نجوم فن في حملات مماثلة ببلادهم نشاطا سياسيا أيضا. في مقدمة التقرير الذي استطلع رأي شخصيات مختلفة كتب أيضا محرر «دويتشه فيله» ما يلي: «في خضم الأوضاع المعيشية الصعبة في مصر والانتقادات المستمرة لحكومتها بانتهاك حقوق الإنسان، برز اسم ابن مصر محمد صلاح ليصبح على ما يبدو الشخصية النادرة التي تحظى بإجماع مصري، في بلد شهد اضطرابات سياسية واقتصادية منذ ثورة يناير/كانون الثاني عام 2011». وتلك رؤية قاصرة، وناقصة، فمنذ 2014 لم يشهد البلد اضطرابات سياسية واقتصادية والحمد لله، واتحاد واتفاق أغلبية المصريين على صلاح يرجع لنجاحه وتميزه ومهاراته وأخلاقه وتواضعه وروحه المرحة والعالية، ولأنه قدوة ونموذج للشباب ولأحلامهم. ولا علاقة إطلاقا لذلك بالسياسة، لأن صلاح بمنتهى البساطة ليس في حاجة إلى السياسة.. ولأن ملايين المصريين الذين أحبوا صلاح وأحبوا نجاحه لم يعطوا هذا الحب بتأثير السياسة.. فلماذا يفتش الغرب دائما عن سبب سياسي لكل ما يجري في أرضنا حتى لو كان الأمر مهارة وبراعة وتفوق وبطولة لاعب مصري في البريمييرليج؟». معارك وردود وإلى المعارك والردود وقيام محمود عابدين في «الدستور» بالتقدم باقتراح للأثرياء في مصر بأن يتبرع كل منهم بنصف ثروته للدولة، أو ينتظروا مصيرا كمصير المماليك عندما ذبحهم محمد علي باشا في القلعة وقال مبررا طلبه: «جميعنا يعرف أن ظروف تكوين الثروات في مصر خلال 4 عقود مضت لم تكن موضوعية أبدًا، ولولا القوانين سيئة السمعة ومشرعوها الأسوأ ما كانت مصر قد وصلت إلى هذا المنعطف الاقتصادي الخطير. الزعيم الراحل جمال عبدالناصر رحمه الله بعد أن تولى الحكم بوقت بسيط تفاهم مع أصحاب الشركات الكبرى مثل، عثمان أحمد عثمان والعبدباشا وحسن علام ومختار إبراهيم وغيرهم ليتنازلوا عن شركاتهم للدولة طواعية مقابل امتيازات خاصة ما زالت سارية حتى اليوم، كتحديد نسبة من هامش الربح وحق الإدارة إلخ، في ما عرف بعد ذلك بقانون «التأميم» وهنا يجب أن أسأل مليارديرية مصر مثل نصيف ساويرس وغيره: ما الفرق بينكم كرجال أعمال مصريين وبين بيل غيتس رجل الأعمال الأمريكي، صاحب ومؤسس شركة ميكروسوفت الذي تبرع بمبلغ 40 مليار دولار هي نصف ثروته لوطنه، بدون أن يطلب منه أحد ذلك، حسب ما نشره الإعلام الأمريكي والعالمي؟ أليست مصر يا مليارديرية مصر تستحق منكم أن تقفوا بجوارها في هذه الظروف العصيبة؟ هذا أولًا. ثانيًا أناشد فناني ورياضيي ومطربي مصر وبقية أثريائها أيضًا أن يتبرعوا ولو بربع ثرواتهم لوطنهم، حتى نخرج جميعا من أزمتنا الخانقة مرفوعي الرأس بعد أن نسدد جميع ديوننا الخارجية ونتفرغ لبناء مصر الحديثة التي ننشدها جميعا، فما أشبه اليوم بالبارحة والبارحة هي الظروف ذاتها التي استنهض فيها الجندى الألباني محمد علي باشا قوته وضرب ضربته بالقضاء على كل أعداء مصر حتى يتفرغ لبنائها، من خلال الصناعة والزراعة الحديثة، بالإضافة إلى الجيش القوى الذي يحمي ولا يعتدي». وثاني المعارك ستكون في «الوفد» للكاتب مجدي سرحان ضد من سماهم معتوهين وقال عنهم: «هل وصلنا إلى هذا الحد الخطير من تغييب العقل والمنطق والانقياد الأعمى وراء «زياط» و«هرتلة» جهلة «السوشيال ميديا» والتشكيك في كل شيء وأي شيء حتى القدرات والإمكانيات والحقائق العلمية نفسها، التي لا تحتمل أي جدل أو سفسطة أو تجديف؟ وهل يمكن تصور أننا مازال بيننا الآن عقل يمكن أن يقتنع فعلا بأننا قد نكون أخطأنا في تحديد بداية الشهر العربي، وأننا صمنا رمضان متأخرين لمدة يومين كاملين؟ للأسف هذا ما حدث فعلا خلال اليومين الماضيين، ويمكنك أن ترصد بنفسك حالة الذعر والهلع والغضب أيضا التي تجتاح أعدادا ليست قليلة من «أصنام السوشيال ميديا»، حيث يملأون «الفضاء الافتراضي» الذي يعيشون أسرى في داخله صراخا ولطما للخدود واتهاما لدولتهم بأنها تسببت في إفطارهم يومين في رمضان بخطئها في رؤية الهلال، وذلك لمجرد أن شخصا معتوها رأى القمر في السماء في ليلة الثاني عشر من رمضان فأفتى بأن هذا بدر مكتمل، ما يعنى أن نصف الشهر قد حل وأن هناك خطأ في تحديد رؤية الشهر، وقام هذا التافه بتصوير القمر ونشر صورته وفتواه، وما هي إلا دقائق واشتعلت كل حسابات مواقع التواصل الاجتماعي بهذا الكلام الأهبل والعبيط، هكذا بدون أن يعطي أحدهم لنفسه فرصة في التفكير وإدراك أن ما يتحدثون عنه هذا هو من رابع المستحيلات. كيف يمكن حدوث ذلك أيها السفهاء البلهاء ولدينا رؤية شرعية تجريها فرق استطلاع تابعة لجهات علمية رسمية ثبتت لديها هذه الرؤية وتطابقت بالفعل مع الحسابات الفلكية التي حددت اليوم نفسه كبداية للشهر؟». التقويم الهجري أما خالد منتصر في الوطن» فيتمنى بصفته: «مواطناً مصرياً أن أعرف وأنا في شهر محرم متى سأحصل على إجازتي عيد الفطر والأضحى؟، نفسي أجاوب على موظف شركة الطيران وأنا أحجز تذكرتي مثلاً لمؤتمر طبي تصادف ميعاده مع عيد الفطر، أو لرحلة إجازة عيد الأضحى إلخ. نفسي أجاوبه عندما يقول لي حدد بالضبط ميعاد العيد لكي أحجز لك بناء عليها، نفسي أقول كلمة غير كلمة ماعرفش، نفسي في سنة 1440 هجرية المقبلة يعرف الناس رمضان 1450 مثل باقى تقاويم الدنيا، كان نفسي ألا نتعرض مثلما حدث في هذا الشهر لتلك البلبلة، حين شاهد الناس بدراً في تمام اكتماله ليلة 12 وشكوا في صحة صيامهم، يا سادة البنوك والبورصة في العالم تتعامل بالتقويم الميلادي، المؤتمرات الطبية والعلمية والاقتصادية المنتظمة على كل بقاع كوكب الأرض محددة بالشهر واليوم والساعة، قبلها بسنين طبقاً للتقويم الميلادي، ولا يمكن تحديدها قبلها حتى بشهر طبقاً للهجري المشابه لمواعيدنا المصرية المضروبة (أقابلك بعد المغرب وأفوت عليك والشمس طالعة، إلخ). لا أفهم سر تمسك البلاد الإسلامية بالتقويم الهجري ورؤية الهلال وكأنها الفريضة السادسة في الإسلام، مع أن الرؤية من الممكن أن تكون إدراكاً بمعنى أوسع من مجرد النظر المباشر، إن التقويم الهجري ابن زمانه وبيئته، ومثل أي تجربة إذا ثبت فشلها نغيرها ونبدلها ونستغني عنها في هدوء، بدون أن يتم تكفيرنا أو اتهامنا بإنكار المعلوم من الدين بالضرورة. كنت أتمنى في يوم من الأيام أن تكــــون لديّ أجندة هجــــرية مثـــل الأجنـــدة الميلاديــة، فيها كل مواعيد الشهور الهجرية بالضبط وبالتمام والكمال بدلاً من تركنا للتخمينات والاستطلاعات، والسعودية قالت كذا، لأ ليبيا صامت النهارده، لأ إيران حتصوم بكرة، إلى آخر هذه التخبطات التي يحسمها الحساب الفلكي بكل بساطة، ويجعلنا نعرف رمضان بعد قرن من الزمان، ميعاده بالتحديد وظهور هلاله بالتأكيد، ويجعلنا نعرف العيد وميعاد الحج وبداية السنة الهجرية بعد ألف سنة، وفي أي بلد مهما قرب أو بعد. نحن الآن يا سادة نعتمد على مواقيت الصلاة بالحسابات الرياضية والفلكية، ولم نعد نرى مثلاً شخصاً يعتمد في صلاة العصر على أن يرى ظل كل شيء مثله، أو يراقب مغيب الشفق الأحمر حتى يصلي المغرب كل مسلم الآن يحدد وقت الصلاة بالساعة أو بالموبايل أو بمشاهدة نتيجة الحائط، لا أعرف اشمعنى بدايات ونهايات الشهور هي التي ما زلنا نتمسك بهلالها وقمرها وبدرها. من يستطيع أن يحدد إجازته بعد شهر ويحجز تذكرته بناءً على الشهر الميلادي هو إنسان محدد التفكير، لكن من يقول لك أنا لا أستطيع حجز التذكرة، لأنني لا أعرف ميعاد العيد هو إنسان محدود التفكير، لن يستطيع الانطلاق إلى حدود الحلم وشواطئ التقدم، مواعيد طائرات وحجز فيزا وتذاكر مباريات ومسارح ومواعيد إجازات.. إلى آخر كل هذه الأنشطة يعرفها المواطنون في بلاد الدنيا قبلها بسنة وبالدقيقة والثانية، لكن يعرفها طبقاً لنتيجة الحائط المعتمدة على التقويم الجريجوري وليس التقويم الهجري، البعض غاضب لأننا نحن المسلمين لا نستخدم التقويم الهجري ويتهموننا بإهدار الهوية وفقدانها، ولكن أيها الغاضبون، قفوا مع أنفسكم لمجرد دقائق واعترفوا بأن تقويمكم الهجري بهذه الطريقة العشوائية لا يمكن الاعتماد عليه في أي نشاط اقتصادي أو اجتماعي أو إنساني عادي، لا بد أن تسألوا أنفسكم هل هو تاريخ هجري أم هجرة من التاريخ؟ عندما تقررون الهجرة من التاريخ والحضارة سيلفظكم التاريخ وتخاصمكم الحضارة». «الغضب الديني المقدس» «غضب الأقباط، وقطاع عريض من الكتاب والمثقفين، مما ورد في كتاب أحد أساتذة القانون في كلية الحقوق جامعة عين شمس، من إساءة للمسيحية. وقد أصدرت الجامعة بيانا أظهرت فيه اهتماما بالمسألة، وأوقفت تدريس الكتاب، وشكّلت لجنة من خارج الجامعة لفحص محتواه. وهناك محام قدم بلاغا للنائب العام بشأن هذه القضية. وهذا كلام جيد، في رأي سامح فوزي في «الشروق» والغضب مشروع، ولكن ما توقفت أمامه، وشكّل علامات إضافية للانزعاج هو تدهور مستوى البحث العلمي إلى حد مريع. فقد اطلعت على الفقرات التي وردت في الكتاب، وحركت مشاعر الغضب، الذي اتخذ شكل «الغضب الديني المقدس»، ولكنني في الواقع أرى أن جانبا من الغضب ينبغي أن يتخذ منحى اكاديميا في صورة «الغضب الأكاديمي المقدس». فقد أورد المؤلف عبارات عامة، وأحكاما قيمية مطلقة، لا علاقة لها بالبحث العلمي. خذ مثالا على ذلك. يقول المؤلف «وأصبح المسيحيون اليوم ينظرون إلى المال بوصفه العنصر المهم والأساسي في حياتهم الفردية والاجتماعية، يجب الحصول عليه بكل الوسائل حتى لو ذلك على حساب الآخرين أو على حساب حياتهم أو عن طريق إشعال الحروب وزرع الفتن بين الأفراد والدول المختلفة». ويقول في موضع آخر «التاريخ المسيحي زاخر بما كانت تمارسه الكنيسة، وما تمارسه حتى اليوم من مفاسد ومزاعم ومظالم وشعوذة». كلام صادم، استثار لدى البعض عاطفة دينية، وهو غضب مقدر ومفهوم، ولكن الغضب الحقيقي في رأيـــي «أكاديمـــي»، لأن الكلام المذكور ينطوى على عبارات لا تمت بصلة للبحث العلمي. من هم المسيحيون اليوم؟ وهل التصنيف فقط ديني؟ وهل جميعــهم على الإطلاق بدون تفرقة يعتبرون المال عنصرا أساسيا في حياتهم، وهل هم وراء إشعال الحروب؟ هل ينظر إلى أسباب وبواعث الحروب من منظور ديني؟ وهل الكنيسة تمارس الشعوذة إلى اليوم؟ كلام يصدم مشاعر أي شخص متدين، لكنه يصدم بالأحرى مشاعر كل أكاديمي، يرى عبارات شعبوية، مطلقة تسجل، بلا بينة أو دليل، بلا تحليل أو تصنيف، ترمي تاريخا في مجمله بالنقائص، وترمي أصحاب ديانة، بدون تفرقة أو تمييز، بصفات سلبية.. الجدل الدائر حاليا حول ما كتبه الأستاذ الجامعي المشار إليه يكشف مرة أخرى أن نظام التعليم الجامعي يحتاج إلى مراجعة، ينبغي ألا تكون هناك وظائف أبدية فيه، بل يخضع من يتصدى للتدريس في الجامعة إلى مراجعة دورية حسب إنتاجه العلمي، وقدرته على تطوير نفسه». تدهور مستوى البحث العلمي واتهام من شتموا لاعب ريال مدريد بعد إصابته محمد صلاح بأنهم لا يفهمون الإسلام حسنين كروم |
هل تنسحب الولايات المتحدة من قاعدة التنف وفقاً لتفاهمات الجنوب السوري؟ Posted: 30 May 2018 02:27 PM PDT أنطاكيا – «القدس العربي» : قالت مصادر مطلعة من فصائل المعارضة في درعا لـ «القدس العربي»، ان تفاهمات الجنوب السوري القاضية بانسحاب ميليشيات النجباء و«فاطميون» الشيعية المرتبطة بايران، ستتضمن في مرحلة قادمة انسحاباً أمريكياً من قاعدة التنف الحدودية بين سوريا والعراق والأردن. الروس لعبوا الدور الأهم في الضغط على الأمريكيين للانسحاب من قاعدة التنف، مقابل ضمان ابتعاد ميليشيات إيرانية عن حدود درعا مع إسرائيل ودخول قوات الجيش السوري لنقطتي الحدود في التنف ودرعا، ولعل تصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأخير، عن دعوته الأمريكيين الانسحاب من قاعدة التنف، يأتي في ضوء هذه التفاهمات، اذ صرح لافروف بان هذه المنطقة أنشئت بشكل مصطنع لأسباب غير مبررة، من الناحية العسكرية، «نريد لفت انتباه الزملاء الأمريكيين إلى هذه النقطة من خلال اتصالاتنا العسكرية، ونأمل ان يتم تنفيذ ذلك». وأضاف ان اتفاقية خفض التصعيد تعني خروج القوات غير السورية كافة من البلاد، وهو تصريح روسي لطالما تكرر في الايام الأخيرة، وبدا أنه يستهدف خروج الميليشيات المرتبطة مباشرة بإيران، لكن لافروف تحدث في تصريحاته هنا عن خروج أمريكي من قاعدة التنف جنوبي سوريا، اضافة للميليشيات الإيرانية. وتقول مصادر إعلامية روسية، وخبراء عسكريون روس في تصريحات نشرتها صحف روسية، ان الولايات المتحدة أنشأت قاعدة عسكرية في الجانب العراقي من الحدود، قريبة من نقطة حدود التنف، لتكون بديلاً عن الأخيرة، حيث رصدت صور الاقمار الصناعية الروسية وجود مدرجات للمقاتلات الحربية وطائرات بدون طيار، وقد تكون هذه القاعدة مهيأة لهدف أساسي مستقبلاً، وهو رصد التحركات الإيرانية عبر الحدود العراقية السورية. وتواجدت في قاعدة التنف الحدودية، فصائل عدة للمعارضة السورية تلقت دعماً من وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون، وعملت تلك القاعدة في بداية تأسيسها للوصول بقوات المعارضة السورية واهمها «مغاوير الثورة» إلى ريف دير الزور الشرقي، للسيطرة على الحدود السورية العراقية، لكن تلك الخطة الأمريكية باءت بالفشل مرتين، اولاهما عندما تصدى تنظيم الدولة لهجوم مدعوم امريكياً من تلك القوات، قرب بلدة القائم «البوكمال» الحدودية. وثانياً عندما تمكنت الميليشيات الموالية لإيران من الوصول للحدود السورية العراقية من البادية السورية شمال التنف وجنوبها، لتصبح قاعدة التنف اشبه بالجيب المعزول في الأراضي السورية، مما افقدها قيمتها العسكرية وتأثيرها على العمليات الجارية في الأراضي السورية، وهو عامل قد يعزز ميل الادارة الأمريكية للتخلص من هذه القاعدة بعد تراجع اهميتها، وسبق لـ «القدس العربي» ان نقلت عن مصادر غربية مطلعة وجود خطة تقضي بوصول قوات المعارضة السورية في قاعدة التنف، لبلدة الميادين، ولكن الجانب الأمريكي اكتفى بالنهاية بدعم القوات الكردية شمالاً، بعد مزاحمة قوات النظام والميليشيات الإيرانية في البادية السورية. وتتشدد إسرائيل في إبقاء منطقة الحدود الإسرائيلية السورية خالية من أي تواجد لميليشيات مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، وتشير اغلب التصريحات إلى ان إسرائيل طلبت من روسيا ضمان مسافة امان تبلغ 25 كيلومتراً، وفي بعض المصادر 60 كيلومتراً، تكون خاضعة لاشراف روسي مباشر. وأجرى ممثلون عن الأطراف كافة في درعا، مباحثات في العاصمة الأردنية عمان لإتمام هذه التسوية التي ستؤول لإبعاد مقاتلي المعارضة السورية من درعا إلى شمال سوريا، وعلى مدى أسابيع، تناقش ممثلو الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل في كيفية وضع خطة نهائية لإعادة النظام السوري إلى مواقعه الحدودية مع الأردن، وفي المقابل ضمان روسي لتنفيذ مطالب إسرائيل بابعاد الميليشيات الإيرانية من جنوب سوريا، وابـرزها النجـباء وفاطمـيون. وميليشيا النجباء هي قوات شيعية عراقية مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني ويقودها اكرم الكعبي وهو مساعد سابق لمقتدى الصدر وقيادي سابق في «عصائب الحق» التي يتزعمها قيس الخزعلي، بينما تتشكل «فاطميون» من عناصر أفغانية شيعية أسسها علي رضا توسلي عام 2014 لقتال المعارضة السورية. هل تنسحب الولايات المتحدة من قاعدة التنف وفقاً لتفاهمات الجنوب السوري؟ صحف روسية: واشنطن أنشأت أخرى مقابلها في الجانب العراقي وائل عصام |
تطبيل وتزمير وتزيين… استعداداً لأداء السيسي اليمين الدستورية في البرلمان Posted: 30 May 2018 02:27 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: قرر علي عبد العال، رئيس مجلس النواب المصري، أمس الأربعاء، دعوة أعضاء المجلس للانعقاد في جلسة خاصة السبت المقبل، لأداء الرئيس عبد الفتاح السيسي اليمين الدستورية، ليبدأ ولايته الثانية، بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية التي جرت في شهر آذار/ مارس الماضي بنسبة 97٪. وشهد مبنى مجلس النواب، خلال الأيام الماضية، عملاً متواصلا لورش فنية، بهدف التزيين وإجراء بعض التعديلات. وحسب وسائل إعلام مصرية فقد «حضر اللون الأبيض بقوة على الشكل النهائي للتشطيبات لمجلس النواب بدلا من اللون الأصفر، كما حدث بعض التعديلات والإضافات في أبواب المجلس الرئيسية من الخارج». وفي القاعة الرئيسية لمجلس النواب» تم تبديل لون شعار النسر الموجود خلف مقعد رئيس مجلس النواب إلى اللون الذهبي، بدلا من اللون النحاسي مع إزالة ألوان علم مصر من داخل النسر». وقال النائب صلاح حسب الله، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، إن البرلمان انتهى من الإجراءات التنظيمية بشأن استقبال السيسي، مطلع الأسبوع المقبل، لأداء اليمين الدستورية. وأضاف، خلال مؤتمر صحافي في مقر مجلس النواب، إن «أعضاء البرلمان في انتظار بكل سعادة وابتهاج تشريف الرئيس عبد الفتاح السيسي للبرلمان لأداء اليمين في جلسة تاريخية، خصوصاً وأن الولاية الأولى للرئيس قام بأداء اليمين أمام المحكمة الدستورية العليا». وأشار إلى مشاركة جميع النواب فى هذه الجلسة، فضلاً عن حضور عدد من كبار رجال الدولة وشيخ الأزهر والبابا تواضروس، ووزير الدفاع، مبيناً أن «مراسم هذا اليوم تتولاها مؤسسة الرئاسة». النائب محمود سعد، أمين سر لجنة المشروعات الصغيرة والمتوسطة في مجلس النواب، دعا السيسي في ولايته الثانية إلى «التركيز على المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، حتى تكون هناك فرصة لتوفير مصدر دخل لكثير من الشباب المصريين». وأضاف أن «المشروعات الصغيرة هي أمل مصر في تحقيق نهضة اقتصادية كبيرة، هذا إلى جانب ما بدأه الرئيس من مشروعات قومية كبيرة نجحت في إحداث نهضة اقتصادية كبيرة ستجني مصر ثمارها قريبا». وطالبه بـ«إصدار توجيهات مباشرة للمسؤولين بتسهيل إجراءات الحصول على القروض الخاصة بالشباب ليتمكنوا من تنفيذ المشروعات الصغيرة والمتوسطة». أما النائب أحمد إسماعيل، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس النواب، فاعتبر أن «استكمال ملف الأمن ومواجهة الإرهاب يجب أن يكون ضمن أولويات السيسي في ولايته الثانية». وبين أن «الرئيس في ولايته الأولى حقق نجاحات كبيرة في مواجهة الإرهاب واقتلاع جذوره حتى تم تطهير سيناء». وأوضح عضو لجنة الدفاع في البرلمان، أن «تحقيق الأمن والاستقرار في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمثابة انطلاقة قوية نحو النجاح الاقتصادي وما يترتب عليه من تحسين أوضاع المواطنين». كذلك، طالب اللواء أحمد سليمان، عضو مجلس النواب، السيسي، بـ«استمرار الجهود في مساندة ودعم الشباب، وتأهيلهم للمناصب القيادية في مصر خلال الفترة المقبلة»، مشددا على «أهمية أن يصدر الرئيس توجيهاته بأن يتم انتخاب المجالس المحلية، حتى يحسب للرئيس استكمال كافة مؤسسات الدولة خلال فترة رئاسته لمصر». وأوضح أن «مصر ستشهد طفرة اقتصادية كبيرة تساهم بشكل كبير في تحسين أوضاع المصريين، ورفع المعاناة التي تعرضوا لها في الفترة الماضية». في السياق، دعا النائب أشرف رحيم، السيسي لـ«استكمال ما بدأه من نهضة اقتصادية كبيرة»، مشيرا إلى أن «الولاية الثانية للرئيس ستكون لجني ما تم من مشروعات عملاقة في ولايته الأولى». وأكد على «ضرورة العمل على توفير مزيد من فرص العمل للشباب من خلال تلك المشروعات»، مشيرا إلى أن «التوظيف في المشروعات القومية يعمل على رفع المعاناة عن كثير من المصريين». ولفت إلى أن «الفترة المقبلة ستشهد مزيدا من الإنجازات لمصر في عهد السيسي»، مطالبا الجميع بأن «يقفوا خلف الرئيس لاستكمال النهضة الاقتصادية». تطبيل وتزمير وتزيين… استعداداً لأداء السيسي اليمين الدستورية في البرلمان نواب طالبوه بالتركيز على المشروعات الصغيرة ومكافحة الإرهاب |
المخابرات الأمريكية تقول إن كوريا الشمالية لن تتخلى عن الأسلحة النووية Posted: 30 May 2018 02:26 PM PDT واشنطن ـ «القدس العربي»: ما يجرى في ليبيا في الوقت الحاضر يكفى لتوضيح لماذا لا يجب على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التحدث عن النموذج الليبي في المحادثات المحتملة مع بيونغيانغ ولكن التعليقات الصادرة من مسؤولي الإدارة ما زالت تشير إلى ان البيت الابيض يتبنى بالفعل هذا النموذج في نزع السلاح النووي على الرغم من انها كادت ان تؤدى إلى الغاء المحادثات. وقد طرح مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون في الشهر الماضي فكرة ان على كوريا الشمالية تتبع النموذج الليبي في نزع الأسلحة النووية مما دفع بيونغيانغ إلى التشكيك في مستقبل المحادثات المزمعة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية. وتراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن هذا الأمر ولكن نائبه مايك بينس قال بطريقة غريبة للغاية في الاسبوع الماضي ان الأمور في كوريا الشمالية ستنتهى فقط كما انتهى النموذج الليبي إذا لم يبرم كيم جونغ أون الاتفاق. وقال وزير الخارجية مايك بومبيو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب أنه لا يريد التمييز بين النموذج الليبي لنزع السلاح النووي وبين الاشياء التدريجية الدقيقة. وحذر خبراء أمريكيون من تكرار النموذج الليبي، وقالوا ان إدارة ترامب ترامب تواصل الحديث عن هذا النموذج على الرغم من علم الجميع بأن ليبيا ما زالت غير مستقرة بعد حوالي 15 سنة من موافقة قيادتها على التخلى عن برنامج الأسلحة النووية. واكد مراقبون ان التطورات في ليبيا لا تحمل الكثير من الاخبار الجيدة اذ فشلت القوى المحلية المتصارعة في جلب الاستقرار إلى البلاد كما ان اقتصاد البلاد الغنية بالنفط يعانى من التدهور، والنظام المصرفي في حاجة ماسة إلى الإصلاح كما ان أنظمة التعليم والرعاية الصحية في حالة من الفوضى، وواصل بعض الخبراء ترديد مزاعم تقول ان ليبيا ما زالت مركزا للاتجار بالبشر وقاعدة للتنظيمات المتطرفة. وقال ريتشارد نبيو الذى كان ضمن فريق التفاوض على الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران انه من الأفضل تجنب ذكر ليبيا لأن ذلك يؤدى فقط إلى إغضاب كوريا الشمالية كما ان المقارنة ليست ذات صلة. إلى ذلك، وجد تقرير للمخابرات الأمريكية المركزية ان كوريا الشمالية لا تخطط للتخلى عن أسلحتها النووية في المستقبل القريب، وهو امر يتناقض مع تصريحات ترامب بأن البلاد ستفعل ذلك. وقال مسؤولون أمريكيون ان التقرير تم تعميمه في وقت سابق من هذا الشهر، قبل قرار ترامب في الأسبوع الماضي بإلغاء قمته المقبلة مع الزعيم الكوري كيم جونغ أون، ومع ذلك، قال ترامب ثانية ان القمة يمكن ان تحدث، وسافر وفد أمريكي إلى كوريا الشمالية خلال عطلة نهاية الأسبوع لمناقشة الاجتماع المحتمل. واقترح تحليل المخابرات الأمريكية ان الولايات المتحدة قد تكون اكثر نجاحا في دفع كيم ليعكس تقدم البلاد الأخير في برنامجها النودي بدلا من من جعل البلاد خالية تماما من الأسلحة النووية. وكشف مسؤولون في المخابرات الأمريكية ان زعيم كوريا الشمالية قد يكون مستعدا للسماح بافتتاح متاجر تبيع البرغر الأمريكي في العاصمة بيونغيانغ كايماءة حسن نية تجاه ترامب المعروف عنه تفضيله لمطاعم الوجبات السريعة مثل ماكدونالدز. المخابرات الأمريكية تقول إن كوريا الشمالية لن تتخلى عن الأسلحة النووية مسؤولو إدارة ترامب يواصلون التحدث عن تكرار النموذج الليبي في بيونغيانغ رائد صالحة |
جمعية حقوقية مغربية تطالب بإقالة وزير الداخلية وإحالته إلى القضاء لضلوعه في قمع حركات احتجاجية Posted: 30 May 2018 02:25 PM PDT الرباط – «القدس العربي»: طالبت العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان المقربة من حزب الاستقلال (معارضة) بإقالة وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت لضلوعه في «قمع الحركات الاحتجاجية»، وطالبت بإحالته على القضاء عملاً بمبدأ عدم الافلات من العقاب وربط المسؤولية بالمحاسبة، واحترام سيادة القانون. وقالت في تقريرها السنوي حول وضعية حقوق الإنسان بالمغرب خلال سنة 2017، أن مصطلح تراجعات لم يعد كافياً لوصف تدهور حالة حقوق الانسان بالمغرب، لأن المغاربة عاشوا «تراجيديا حقوقية» خلال السنة الماضية وأن الدولة المغربية تملصت من التزاماتها الدولية في مجال حقوق الانسان، وانتهكت القانون الأسمى في البلاد بعدم احترامها لمقتضيات الدستور والتراجع عن مجموعة من المبادئ التي نصّ عليها، ومنها حرية الصحافة، الحق في الحياة وفي المعلومة والديمقراطية التشاركية. وأشار التقرير إلى «توظيف القضاء في تصفية الحسابات والزج بمجموعة من المواطنين والمدافعين عن حقوق الإنسان والصحافيين في السجون، ونهج سياسية اللامبالاة بخصوص الإضرابات المفتوحة عن الطعام التي يخوضها عدد من المعتقلين السياسيين، من أبرزهم نشطاء حراك الريف. وأضاف أن المغرب يتنبى خطابا مزدوجا، فمقابل التوقيع والتصديق على عدد من الاتفاقيات كانضمامه إلى البروتوكولين لاتفاقية مناهضة التعذيب وعلى اتفاقية القضاء على كل أشكال التمييز ضد المرأة، لكن على مستوى الواقع هناك انتهاكات واضحة حدثت في حراك الريف وجرادة وقلعة سراغنة. وسجل التقرير استمرار القانون المغربي في الاعتماد على عقوبة الاعدام في العديد من الجرائم السياسية والجنائية، حيث مازالت المحاكم المغربية تصدر أحكاما بالإعدام، وتتشبث السلطات المغربية بهذه العقوبة، ويتجلى ذلك من خلال تصريحات مصطفى الرميد في مجلس حقوق الإنسان في جنيف، عندما أعلن عن رفض المغرب توصية الانضمام إلى نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، وعن رفض المغرب الإلغاء التام لعقوبة الإعدام مع الحفاظ على وقف تنفيذها. وأكد أن السلطات العمومية قامت باستعمال القوة المفرطة خلال الاحتجاجات التي نظمت في العديد من المناطق في البلاد، حيث قامت قوات الأمن بمهاجمة المحتجين في العديد من المناسبات، مما أدى إلى حالات من الوفيات، وهي خروقات تمس الحق في الحياة وتتحمل الدولة فيها المسؤولية بشكل مباشر أو غير مباشر. وتطرق التقرير إلى وفاة العديد من المواطنين بسبب العنف الممارس أو الإهمال سواء في مراكز الشرطة أو في الأماكن العمومية أو في السجون بمجرد التوقيف من طرف دوريات الأمن، إضافة إلى لجوء العديد من المواطنين إلى إحراق أجسادهم أو ركوب قوارب الموت للهجرة نحو أوروبا، واستمرار ممارسة التعذيب أثناء الاعتقال والاستنطاق في مراكز الشرطة والدرك، وهو ما يمكن الوقوف عليه من خلال شهادات معتقلي حراك الريف. وسجل استمرار السلطات في التضييق على حرية الرأي والتعبير وعلى المدافعين عن حقوق الإنسان، واستمرار المحاكمات السياسية سواء لنشطاء حراك الريف، ونشطاء حركة 20 فبراير/شباط، ومناضلي حركات المعطلين، ومعتقلي السلفية الجهادية، والناشطين الصحراويين، والمواطنين الذين شاركوا في الاحتجاجات السلمية التي عرفتها العديد من مناطق المغرب خلال سنة 2017. وأشار التقرير إلى أن وضعية الصحافة تعيش ظروفا صعبة بسبب مواصلة التضييق على الصحافيين ومتابعتهم قضائيا، كما حصل مع الصحافي «حميد المهداوي»، ومتابعة الصحافيين بالقانون الجنائي بدل قانون الصحافة، والتضييق على المواطنين في التظاهر والاحتجاج السلمي. واعتبر أن أوضاع المرأة المغربية تستمر في التردي، حيث أنها لا تتمتع بكافة حقوقها، واستمرار التمييز والعنف ضد النساء، وضعف معدل تشغليهن، حيث لا يتجاوز 22% في مقابل 66% عند الرجال، وهو رقم بعيد عن المستوى العالمي الذي يصل إلى 48%. وألحت العصبة في تقريرها بالتعجيل بإخراج اللجنة الوطنية للوقاية من التعذيب إلى حيز الوجود، مؤكدة على ضرورة ان تكون هذه اللجنة مستقلة وذات مصداقية في تشكيلتها وفي عملها، وأن تضم في عضويتها شخصيات حقوقية وازنة وملتزمة. ودعت الجمعية الحقوقية السلطات العمومية بالكف عن ممارسة كل أشكال التعذيب والأساليب الحاطة بالكرامة الإنسانية من أجل انتزاع الاعترافات، كما حصل مع ناصر الزفزافي، قائد حراك الريف، من خلال نشر فيديو يصوره في وضعيات لاإنسانية. وطالبت بإطلاق سراح جميع الصحافيين الذين اعتقلوا وهم يمارسون عملهم، وإسقاط التهم والمتابعات في حقهم، والإفراج الفوري عن كافة معتقلي حراك الريف، وفتح تحقيق حر ونزيه في ما تعرضوا له من تعذيب وسوء معاملة. وحمّلت الجمعية الحقوقية، مصطفى الرميد الوزيرالمكلف بحقوق الإنسان كامل المسؤولية في السهر على احترام المغرب لالتزاماته الدولية في مجال حقوق الإنسان ومنها اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب. جمعية حقوقية مغربية تطالب بإقالة وزير الداخلية وإحالته إلى القضاء لضلوعه في قمع حركات احتجاجية |
على حافة الحرب Posted: 30 May 2018 02:25 PM PDT بعد أسابيع منضبطة نسبياً فتح رد الجهاد الإسلامي هذا الصباح نافذة صغيرة للتصعيد الشديد: قنابل القاذفات وصواريخ الكاتيوشا من غزة من جهة والقصف الواسع للجيش الإسرائيلي من الجهة الأخرى. ولكن في هذا الوقت إسرائيل ما زالت غير معنية بحرب، ولا بالثمن الذي يجب عليها دفعه. خلال الأشهر الأخيرة تبلورت في حدود قطاع غزة قواعد لعب واضحة لم تشذ عنها إسرائيل وحماس تقريبا. في كل يوم جمعة وأحياناً أيضاً في منتصف الاسبوع أرسلت حماس الجمهور للتظاهر على طول جدار الحدود مع إسرائيل. رغم أكثر من 100 قتيل وآلاف الجرحى الفلسطينيين من إطلاق نار جيش الدفاع الإسرائيلي، فضلت حماس بقاء المواجهة في منطقة الجدار. ليس فقط أن حماس امتنعت عن إطلاق الصواريخ على المنطقة الإسرائيلية، إلا أنها منعت أيضاً الفصائل الفلسطينية الأخرى في القطاع من تنفيذ عمليات انتقامية. حماس اعتادت أيضاً لاعتبارات واضحة: عدم المس بتسويق رواية النضال الشعبي الفلسطيني أمام القناصة الإسرائيليين، رغم أنه تحت رعاية المظاهرات تم وضع عبوات ناسفة ورجال الذراع العسكرية لـ «حماس» قاموا خلال المظاهرات بمحاولات اختراق جماهيري للجدار. في نظرة إلى الخلف يبدو أن حماس بدأت في تغيير مقاربتها بعد أحداث يوم النكبة في وسط أيار/مايو، التي قتل فيها 60 فلسطينياً. عدد القتلى الكبير أثار اهتماماً دولياً كبيراً، ولكن حماس لم تخترق الحدود الإسرائيلية، كما أنها لم تخترق الحصار المفروض على القطاع (باستثناء تسهيلات مؤقتة سمحت بها مصر بفتح معبر رفح). في الاسبوعين الاخيرين سجلت أحداث أكثر على طول الحدود. خلايا أُرسلت إلى الحدود وقامت بتخريب معدات الجيش الإسرائيلي والمواقع على طول الجدار التي تنشئها وزارة الدفاع ضد الانفاق، وقامت بوضع العبوات. في جزء من الاحداث كان هؤلاء نشطاء مرتبطين بحماس. وفي حالات أخرى كانوا رجال تنظيمات أخرى. الجيش الإسرائيلي قال إن كل هذه الخطوات تمت بموافقة حماس وأحياناً بمبادرة منها. إن ازدياد هذه الاحداث على طول الجدار أدى إلى حدة الرد الإسرائيلي، في يوم الاحد الماضي بعد حادث وضعت فيه عبوة ناسفة على الجدار أطلقت دبابة إسرائيلية النار وقتل ثلاثة نشطاء من الجهاد الإسلامي كانوا في موقع مراقبة قريب. أمس في حادث آخر قتل أحد نشطاء الذراع العسكرية لحماس. في السابق اعتاد الجهاد الإسلامي على التمسك بالرد عندما كانت إسرائيل تمس برجاله. وهكذا هدد بالعمل أيضاً هذه المرة. في هذا الصباح نفذ هذا التهديد. في الساعة السابعة صباحا تقريبا أطلق الجهاد من حدود القطاع عشرات القذائف التي تم اعتراض الكثير منها بواسطة القبة الحديدية. هذه شهادة أخرى على تطوير مدى الرد للنظام، التي في الاصل لم يتم تطويرها مطلقا من أجل مواجهة تهديدات من بعد كيلومترات معدودة، بل فقط للتعامل مع صواريخ مثل القسام والكاتيوشا وغراد. في إطلاق النار في هذا الصباح لم يكن هناك مصابون. لكن إحدى القذائف سقطت في ساحة روضة أطفال. ليس من الصعب تخمين ماذا كان يمكن أن يحدث وكيف كانت إسرائيل سترد لو أن القذيفة سقطت هناك بعد ساعة من ذلك، الساعة التي يكون فيها الأهالي قد أحضروا أولادهم إلى الروضة. إسرائيل ردت في الظهيرة بعملية أشد من المعتاد في السنوات الاخيرة، لكنها ما زالت محدودة. سلاح الجو قصف حوالي 30 موقعاً لحماس والجهاد الإسلامي، داخل 7 مواقع عسكرية، في الجيش أكدوا على عدد الاهداف المرتفع وعلى حقيقة أنها قصفت خلال النهار. ولكن حقيقة أن أحداً لم يصب في القطاع من القصف تدل على أن الجيش الإسرائيلي ما زال حذراً ويرغب في الامتناع عن القتل الذي يمكن أن يؤدي إلى تصعيد آخر. خلال القصف دمر الجيش الإسرائيلي نفقاً آخر هو العاشر في الانفاق التي تم تدميرها خلال نصف ساعة. هذه المرة كان نفق حفرته حماس نحو الاراضي المصرية في جنوب رفح، ومن هناك يتجه نحو الاراضي الإسرائيلية. عمق الاختراق في الاراضي الإسرائيلية غير مسبوق، كما يبدو حوالي 900 متر خلف الحدود. هذه المعطيات كما يبدو أشغلت بصورة قليلة التنظيمات الفلسطينية. في ساعات بعد الظهر أُطلقت صلية أخرى من القذائف والصواريخ بقطر 107 ملم بمدى قصير. هذه المرة كانت إصابات في الجانب الإسرائيلي، أربعة جرحى بجروح طفيفة ومتوسطة بسبب الشظايا، منهم ثلاثة جنود. هذه هي أكثر الاصابات التي سجلت في غلاف غزة منذ انتهاء عملية الجرف الصامد في آب/أغسطس 2014، وبالطريقة التي تجري فيها الامور بين إسرائيل والقطاع يمكن التقدير بأنه في ما بعد سيأتي رد إسرائيلي على الرد الفلسطيني. الذراع الإيرانية خلال السنوات الاربع الاخيرة التي سجل فيها عدد من فترات التصعيد، قالت الاستخبارات الإسرائيلية إنه لا توجد لـ «حماس» سيطرة كاملة على ما يجري في القطاع، وأنه في الحالات التي تم فيها إطلاق القذائف صعب على حماس تطبيق سيطرتها على الفصائل الفلسطينية الاصغر منها. الآن الظروف مختلفة، حماس اثبتت سيطرتها بقبضة قوية في الاشهر الاخيرة ووجهت كما تريد المظاهرات التي بدأت كمبادرة مستقلة لنشطاء من القطاع. ارتفاع اللهب تغيّر وفقاً لاملاءات من أعلى، حيث أنه بعد يوم من المواجهات المصحوبة بعشرات القتلى، جاءت أيام لم يكن فيها تقريبا أي عنف. لأن الجيش الإسرائيلي توقع مسبقاً رداً من الجهاد وحذر منه أول أمس، من المعقول أيضاً أنهم في حماس فهموا ذلك، من هنا فإن قيادة المنظمة سمحت على الاقل بغض النظر عن إطلاق القذائف. ازاء تبادل اللكمات في اليوم الاخير فإن قواعد اللعب التي فرضتها حماس خلال شهري المظاهرات تختل ـ والمنظمة ستجد صعوبة في عرض النضال الفلسطيني على أنه نضال شعبي فقط. في الوقت الذي يكون فيه الجهاد الإسلامي في الصورة، ليس من الغريب أنه اطلقت قذائف وصواريخ ـ حيث أن هذه المنظمة ممولة من إيران التي لها مصلحة خاصة في الحفاظ على التصعيد في الجنوب بعد أن اضطرت للانضباط في خطواتها أمام إسرائيل في المواجهة في سوريا. المصادمات العسكرية ستؤثر أيضاً على ما يجري في المظاهرات نفسها التي يتوقع أن تحدث في نهاية الاسبوع. لقد سبق لـ «حماس» وأعلنت أن في نيتها تركيز جهودها على الجدار في 5 حزيران/يونيو، وهو الذكرى السنوية لحرب الايام الستة. «رحلة العودة» التي نظمتها حماس اليوم كإعلان عن معارضتها للحصار البحري المفروض على القطاع، انتهت في الوقت الحالي باستجابة ضعيفة. تبادل إطلاق النار اليوم وضع في الظل الجهود للتوصل إلى اتفاق من شأنه وقف النار المطول (الهدنة)، مقابل التسهيلات المدنية والاقتصادية للقطاع. الآن سيركز الوسطاء وعلى رأسهم مصر في محاولة لوقف الهجمات المتبادلة قبل أن ينزلق الطرفان إلى حرب. صور اليوم لسكان غلاف غزة، وهي تختلف تماما عن السنوات السابقة، لكن يبدو أنه لم يتم حدوث حتى الآن عملية نهايتها بالتأكيد حرب. السبب الرئيسي لذلك هو أن القيادة الإسرائيلية لا ترى في الحرب في القطاع هدفاً قابلاً للتحقق، مع الأخذ في الحسبان الثمن الذي عليها أن تدفعه. باستثناء عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش من البيت اليهودي، يبدو أن أحداً غير متحمس حقاً من إعادة احتلال القطاع وإعادة إحياء المستوطنات في غوش قطيف. رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ما زال قلقاً من الازمة في الشمال في حين أن الجيش كان يفضل استكمال بناء الجدار ضد الانفاق الذي يتواصل حتى الآن، قبل الدخول في مواجهة عسكرية. الحكومة لا تعترف علنا، لكن حماس خلال معظم فترات التوتر، هي خصم سهل جداً من ناحيتها. البديل الاساسي، فوضى تعيد المليونين من سكان قطاع غزة ثانية إلى مسؤولية إسرائيل، يبدو حتى اكثر خطورة. وبخصوص الافكار حول حكم جديد في القطاع فقد بقي هذا حاليا على الورق فقط. رئيس السلطة محمود عباس ربما يستطيع، لكنه لا يريد. وخصمه محمد دحلان، ربما يريد لكنه لا يستطيع. الامور ما زالت حتى الآن يمكنها الخروج تماما عن السيطرة والانزلاق إلى حرب غير مرغوب فيها وغير مخطط لها، بالضبط مثلما حدث في 2014، لكن حتى بعد أحداث اليوم يبدو أنه ما زال هناك للطرفين طرق خروج ممكنة قبل الصعود على مسار التصادم. عاموس هرئيل هآرتس 30/5/2018 على حافة الحرب تبادل اللكمات في غزة أمر استثنائي وما زال بالإمكان منع اندلاع جولة أخرى صحف عبرية |
الهلال الأحمر القطري توزع سلالا غذائية لـ2400 أسرة في اليمن Posted: 30 May 2018 02:25 PM PDT صنعاء ـ «القدس العربي»: تعمل بعثة جمعية الهلال الأحمر القطري في اليمن على تنفيذ مشروع إفطار الصائم لصالح الأسر اليمنية الفقيرة وأسر الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، حيث بلغ عدد الأسر المستفيدة حتى الآن 2400 أسرة تضم 16800 شخص في محافظتي تعز وأمانة العاصمة صنعاء ضمن حملة رمضان لعام 1439 هـ. ففي محافظة تعز، تم الانتهاء من العمل على توزيع 400 سلة في مناطق ذباب / صبر، و 400 سلة في منطقة جبل حبشي، و 300 سلة في مناطق مقبنة، و 100 سلة في مناطق المواسط، واستفاد من هذه المساعدات 8400 شخص. بالنسبة لمحافظة أمانة العاصمة، لا يزال العمل جارياً لإيصال 50 سلة في جمعية التحدي للأشخاص ذوي الإعاقات الحركية، و 50 سلة في دار المكفوفين، و 100 سلة في دار الأمان لرعاية الكفيفات، 200 سلة في دار رعاية وتأهيل الأيتام، و 50 سلة في دار الأيتام في دار التكافل، و 50 سلة في دار اللواء للأيتام، و 50 سلة من مركز دار اللواء للنساء المعنفات و200 سلة في حي فج عطان / السبعين و150 سلة في منطقة الحصبة والزراعة 300 سلة في منطقة مسيك وسعوان، ويقدر عدد المستفيدين من هذه السلال 8400 شخص من الايتام والنساء الضعيفات وذوي الإعاقة. وحسب بيان للهلال الأحمر القطري نشره موقع (رايلف ويب) التابع للأمم المتحدة( الأربعاء) فان الغرض من هذا المشروع هو تخفيف معاناة الأسر المحرومة من الخدمات، والأيتام، والنساء غير المحميات، وذوي الاحتياجات الخاصة خلال شهر رمضان. وهدفه النهائي هو مشاركة المجتمع المحلي في مناسباته وتعزيز التضامن الإنساني والدعم الاجتماعي للمحتاجين خلال الشهر الكريم. وأشار البيان إلى أن المشروع هو جزء من حملة رمضان للهلال الأحمر القطري لعام 1439 هـ، والتي تشمل 84 مليون ريال قطري من المشاريع الإنسانية والتنموية. ويشمل ذلك المشاريع الدولية في 20 دولة بتكلفة إجمالية قدرها 62 مليون ريال قطري، بالإضافة إلى مشاريع صحية واجتماعية وتأهيلية وتطويرية في قطر بقيمة تتجاوز 10 ملايين ريال قطري. كما يجري حالياً تنفيذ مشاريع رمضان في قطر و 15 دولة أخرى ،بميزانية تبلغ 12.360.000 ريال قطري. وتشمل هذه الإفطار الرمضاني، ملابس العيد، وزكاة الفطر. إلى ذلك عملت المنظمة الدولية للهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة على مساعدة 100 مهاجر إثيوبي في العودة إلى وطنهم من اليمن. وحسب بيان للمنظمة (الأربعاء) فقد ساعدت المنظمة (الثلاثاء) حوالي 101 مهاجر اثيوبي على مغادرة اليمن عبر ميناء الحديدة مع اقتراب الاشتباكات من المنطقة. ووفق البيان فيسافر المهاجرون حالياً عبر خليج عدن إلى جيبوتي، وسيمرون في طريقهم إلى وطنهم إلى إثيوبيا. وتقدم المنظمة الدولية للهجرة المساعدة في النقل في جميع مراحل الرحلة بالتعاون مع شركائها الحكوميين. وتضم المجموعة التي تضن حوالي 51 امرأة و 33 طفلاً، ممن تقطعت بهم السبل في البلاد. وهي الحالات الأكثر ضعفاً من مجموعة أكبر من حوالي 300 مهاجر في المجموع، والذين ستساعدهم المنظمة الدولية للهجرة على مغادرة اليمن في الأيام المقبلة بشرط أن تكون الأحوال الجوية مواتية للسفر البحري وأن الوضع الأمني يسمح بالحركة حسب البيان. وكان غالبية المهاجرين البالغ عددهم 300 مهاجر في مرفق احتجاز صنعاء الذي تديره السلطات هناك، والذي زاره محمد عبديكر، مدير العمليات والطوارئ في المنظمة، في بداية هذا الشهر. وكان آخرون يقيمون مع عائلات مضيفة. وتعمل المنظمة مع العائلات لاستضافة الحالات الضعيفة بينما تنتظر المساعدة الإنسانية الطوعية. وﺗﻘدم اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟوﺟﺑﺎت واﻟﻣواد اﻟﻣﻌوﻧﺔ واﻟدﻋم اﻟﻧﻔﺳﻲ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟﻣﺳﺎﻋدة الصحية للمهاجرين المقيمين ﻣﻊ هذه اﻟﻌﺎﺋﻼت المضيفة. وحسب البيان ففي عام 2017، دخل 100.000 مهاجر إلى اليمن، غالبيتهم من الإثيوبيين والبعض منهم مهاجرون صوماليون. وكانوا يتوجهون عادة إلى المملكة العربية السعودية بحثاً عن عمل وظروف معيشية أفضل. وخلال الفترة من 6 إلى 12 أيار / مايو من هذا العام، ساعدت فرق البحث والإنقاذ الساحلية التابعة للمنظمة 313 وافدًا جديدا (80 فتى و 233 رجلا) في محافظة لحج / الجنوب، بالمعلومات، والطعام، والمياه، ومواد المعونة الطارئة، والمساعدة الطبية الضرورية. وأشار البيان إلى أنه أثناء السفر إلى اليمن وفي اليمن، يتعرض المهاجرون للمضايقات من قبل المهربين وغيرهم من المجرمين، بما في ذلك الاعتداء الجسدي والجنسي، والتعذيب من أجل الفدية، والاحتجاز التعسفي لفترات طويلة من الزمن، والعمل القسري حتى الموت، حتى أن بعض المهاجرين ينشغلون في النزاع، ويتكبدون إصابات أو يموتون من القصف، ويؤخذ بعضهم إلى مراكز الاحتجاز، الرسمية وغير الرسمية. وقال المنظمة إنها ﻓﻲ ﻋﺎم 2017، ﺳﺎﻋدت ﺣواﻟﻲ 2900 ﻣن المهاجرين واﻟﻼﺟﺋين، على اﻟﻌودة ﻣن اليمن: 73 ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻣﻧهم ﺻوﻣﺎﻟيون، 25 ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻣن اﻹﺛيوﺑيين و 2 ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻣن الجنسيات اﻷﺧرى. كما ساعدت المنظمة 298 من الإثيوبيين و 1064 من المهاجرين واللاجئين الصوماليين على العودة إلى ديارهم طواعية حتى الآن (30/05) في عام 2018. وحسب البيان يتم تمويل حركة العودة هذه من اليمن من قبل مكتب وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون السكان واللاجئين والهجرة (PRM) وحكومة ألمانيا وصندوق المملكة العربية السعودية. الهلال الأحمر القطري توزع سلالا غذائية لـ2400 أسرة في اليمن المنظمة الدولية للهجرة تساعد مئة مهاجر اثيوبي على مغادرة البلاد أحمد الأغبري |
عباس يستهل عودته لـ«المقاطعة» بكشف مخطط انتقال الحكم.. ويركز على «دور المؤسسة» القيادي بدلا من «ثقافة الفرد» Posted: 30 May 2018 02:24 PM PDT غزة ـ «القدس العربي»: لا يمكن المرور على تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في اليوم الأول لعودته لممارسة عمله بعد رحلة العلاج في مقر «المقاطعة»، وتركيزه على استخدام مصطلح «المؤسسة» أكثر من مرة، مرور الكرام، خاصة إذا ما ربط الأمر بنقاش اللجنة المركزية التي يتزعمها، ملف «الإشاعات الإسرائيلية»، التي انتشرت بشكل كبير خلال الأسبوعين الماضيين، حول صحة الرئيس وموضوع «خلافته». الرئيس الفلسطيني الذي خرج قبل يومين فقط من المشفى بعد تسعة أيام من العلاج، أراد من اجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح، أن يرسل عدة رسائل خارجية وداخلية، لها علاقة بالدرجة الاولى بـ»ملف الحكم وقيادة الشعب الفلسطيني»، بعد كشفه للمرة الأولى لكن دون تفسير إضافي في هذه الفترة، طريقة انتقال السلطات. واختار في كلمته التي افتتح بها الجلسة، التركيز على مصطلح «المؤسسة»، لإدارة مقاليد الحكم الفلسطينية، بدلا من «ثقافة الفرد»، والتي عبر عنها صراحة، في إشارة فهمت أن هناك خطة سياسية، تضمن انتقال الحكم في المؤسسة الفلسطينية بشكل سلس، من خلال أطر منظمة التحرير الفلسطينية، التي ركز عباس على ذكرها كثيرا، بعيدا عن مؤسسة «السلطة الفلسطينية»، باعتبار الثانية وليدة الأولى، وإحدى أدواتها. وفي تحليل لما ورد في كلمة الرئيس، فقد اختار في البداية الحديث عن نجاح عقد جلسة المجلس الوطني السابقة، التي انتهت مطلع الشهر الجاري، وجرى خلالها اختيار قيادة جديدة لمنظمة التحرير، والإشارة إلى العمل الجاري لعقد جلسة قريبة للمجلس المركزي، لاستكمال، حسب توصيف الرئيس «كل مؤسسات المنظمة»، باعتبار الأمر «في منتهى الأهمية». اجتماع المجلس المركزي وحول عقد المجلس المركزي الشهر المقبل، والذي سيقوم بإقرار خطط تطبيق قرارات المجلس الوطني، التي لها علاقة بوقف العمل بالاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل وقرارات داخلية أخرى، يقول أبو مازن «لن يعود أحد يستطيع اختراقنا، أو يلعب هنا أو هناك»، باعتبار المنظمة ومؤسساتها متكاملة وقادرة على أن تعمل بشكل جاد. وفتحت تصريحات الرئيس حول «المؤسسة القيادية الفلسطينية» الباب أمام جملة تكهنات، في مقدمتها إصدار المجلس المركزي المقرر عقده بعد انتهاء شهر رمضان، جملة تشريعات، تضمن انتقال حكم قيادة المنظمة ودولة فلسطين، من خلال استحداث منصب «نائب للرئيس»، أو من خلال تشريع جديد يحدد الإطار الرئيس الناظم لهذه العملية. وقد سبق أن أكد مصدر سياسي مطلع لـ«القدس العربي»، أنه يمكن إقرار تشريع من المجلس المركزي باستحداث منصب «نائب الرئيس»، إذا ما قرر الرئيس ذلك. وقد عبر عباس بشكل مباشر أيضا عن رغبته بعد أن عاد وذكر مصطلح «المؤسسة» من جديد، بأن لا تبقى «ثقافة الفرد» قائمة في الحكم، وذهابها إلى «ثقافة المؤسسة». وأضاف مادحا مؤسسات المنظمة وفتح في الفترة الحالية بقوله «لاحظنا ان منظمة التحرير وحركة فتح وغيرهما تعمل كماكينة سلسة قوية، وهو ما يطمئن بأن الأمور تسير بخير». وتابع وهو يشيد بهذه المؤسسات «نحن نعمل كمؤسسة وهي التي تقود وليس الأفراد، وحين دخلت المستشفى 11 يوما بقيت المؤسسة تعمل، ولم تخرب البلد، ولم تتضرر البلد لأننا استطعنا بناء ثقافة المؤسسة وليست ثقافة الفرد (..) بالرغم من كل الأصوات التي حاولت التفرقة». ويمكن هنا أيضا الفهم من تصريحات الرئيس واختياره الحديث أولا أمام اللجنة المركزية لحركة فتح، أن التوجه المقبل لقيادة المنظمة والسلطة سيكون من بين قيادات الحركة، وهو ما يستثني جملة من الأسماء التي تكرر ذكرها أخيرا من عدة وسائل إعلام في مقدمتها الإسرائيلية. الإشاعات خاصة الإسرائيلية وقد ألمح الرئيس الفلسطيني في حديثه إلى الإشاعات، خاصة الإسرائيلية، التي رافقته طوال فترة علاجه في المشفى، بقوله «لا ننساق مع الكلام غير المسؤول، ولدينا القدرة على أن نقود 13 دولة»، مضيفا «من العيب أن نقول إن المؤسسة دولة واقفة على شخص، وستبقى البلد عامرة برجالها». وبالرجوع إلى «الإشاعات الإسرائيلية» حول صحة الرئيس، والتي وصفها أبو مازن في كلمته بـ «الكلام غير المسؤول» واستخدامه أيضا مصطلح «اللعب هنا وهناك»، فقد أخضعت هذه الإشاعات، لما تحمله من مخططات إسرائيلية لها علاقة بتوتير الساحة الفلسطينية، إلى نقاش موسع في اجتماع اللجنة المركزية. وهنا أكد عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، في تصريحات لإذاعة صوت فلسطين، أن ما وصفها بـ «الحرب النفسية» التي أراد الاحتلال عبرها «بث القلق والفوضى» في الساحة الفلسطينية خلال الأسبوعين الماضيين، والتي توجت بالعدوان على قطاع غزة، كانت البند الأول الذي جرى مناقشته خلال اجتماع المركزية، باعتبارها أدوات إسرائيلية لتوتير الساحة الفلسطينية، حيث لا تزال الخشية لدى حركة فتح من استمرار محاولات إسرائيل التوتيرية قائمة. وتتوقع المستويات القيادية العليا في الحركة، أن تعاود وسائل الإعلام الإسرائيلية طرح «الإشاعات» بصور وأشكال جديدة، خاصة بعد خروج الرئيس عباس من رحلة العلاج، وهو أمر جرى التأكيد على التصدي له فتحاويا من خلال اللجنة المركزية. واستعدادا لتطبيق قرارات المجلس الوطني الأخير، خاصة تلك التي تتحدث عن العلاقة مع إسرائيل وقطعها ووقف التعامل بالاتفاق الأمني والاقتصادي، توجه أمس، حسب ما أعلن، إلى العاصمة الأردنية عمان، للقاء رئيس المجلس الوطني سليم الزعنون هناك للتنسيق معه، لوضع اللمسات والتحضيرات النهائية لانعقاد المجلس المركزي الذي تقرر الشهر المقبل. وقال إن جلسة المجلس المركزي المقبلة تكتسب أهمية خاصة بهدف استكمال تعزيز دور وعمل مؤسسات منظمة التحرير، وكيفية تنفيذ قرارات المجلس الوطني بما يعزز الوضع الفلسطيني. وفي ملف الوحدة الوطنية، قال الأحمد إن الاتصالات بهذا الشأن «محدودة»، لكنه قال إن «الأبواب لا تزال مشرعة أمام حماس لتنفيذ كل الاتفاقات الموقعة والالتزام بكل بنودها، بدءا من تمكين الحكومة بالكامل في قطاع غزة»، وقد عبر عن أمله بأن تترك حماس التفكير «أحادي الجانب» الذي لا يخدم المصلحة الوطنية. عباس يستهل عودته لـ«المقاطعة» بكشف مخطط انتقال الحكم.. ويركز على «دور المؤسسة» القيادي بدلا من «ثقافة الفرد» |
المغرب: إدارة سجن «عكاشة» تضع معتقلي حراك الريف في زنازين انفرادية وعدد المتابعين يبلغ 798 شخصا Posted: 30 May 2018 02:24 PM PDT الرباط ـ «القدس العربي»: أفاد مصدر إعلامي مغربي أن إدارة سجن «عكاشة» في مدينة الدار البيضاء قامت بتجميع معتقلي حراك الريف المضربين عن الطعام في جناح واحد، قبل أن تقوم بتوزيعهم على زنازين انفرادية داخل نفس الجناح، فيما تم الاحتفاظ بنبيل أحمجيق في جناح آخر مع وضعه في زنزانة انفرادية هو ايضًا. ومن جهة أخرى، أوردت صحيفة «أنوال بريس» الإلكترونية أن مجموع المتابعين الذين تابعتهم وتتابعهم سواء المحكمتان الابتدائية والاستئنافية في الحسيمة والناظور أو المحكمة الابتدائية في تطوان ومحكمة الاستئناف في الدار البيضاء ومحكمة سلا، يبلغ عددهم 798 متابعا. وأوضح المحامي رشيد بنعلي للصحيفة المذكورة أن العدد المذكور يشمل المتابعين في حالة اعتقال والمتابعين في حالة سراح أمام جميع المحاكم، ومنهم الذين قضوا ممدهم السجنية، مبينا أن العدد شمل حالات كل المتابعين، وقدم تفاصيل أوفى بالقول إن 502 متابعا يوجد في حالة اعتقال، بينهم 385 راشدا و41 من الاحداث في حالة ايداع و23 معتقلا ينتمون إلى اقليم الناظور، و50 معتقلا توبعوا من طرف محكمة الاستئناف في الدار البيضاء، ومعتقل واحد توبع من طرف المحكمة الابتدائية في تطوان وهو المعتقل أحمد الخطابي المعروف بـ«عيزي احمد»، ثم المعتقل المرتضى أعمارشن المتابع امام محكمة سلا، ومعتقل آخر من مدينة قلعة سراغنة كان يعيش في أمزورن تم اعتقاله مؤخراً، وتم الحكم عليه بـ 3 سنوات سجنا. أما عدد الذين توبعوا في حالة سراح فمجموعهم هو 296، منهم 179 من الراشدين متابعين في حالة سراح من بينهم خمس نساء، و117 من الاحداث تمت متابعتهم في حالة سراح. وبالنسبة للمعتقلين الراشدين الذين هم لحد الان رهن الاعتقال سواء في انتظار إصدار الاحكام عليهم أو الذين يقضون مدد السجن المحكومين بهم، والموزعين على 10 سجون في المغرب على الشكل الاتي: سجن الحسيمة 65 معتقلاً، سجن زايو 34 معتقلاً، سجن تازة 47 معتقلاً، سجن عين عيشة بتاونات 42 معتقلاً، سجن راس الما بفاس 21 معتقلاً، سجن يوركايز بفاس 3 معتقلين، سجن عكاشة 49 معتقلاً، سجن العريجات في سلا معتقل واحد، سجن تاوريرت 19 معتقلاً، سجن جرسيف 30 معتقلاً. أي ما مجموعه 311 معتقلاً راشداً مازالوا لحد الان رهن الاعتقال. على صعيد آخر، نقل الصحافي محمد المساوي عن المعتقل المرتضى اعمراشن قوله إنه بالرغم من المحن والمعاناة فهو مقتنع ببراءته، وسيظل يدافع عن براءته وأفكاره وقناعاته ما حيي، وأكد أنه يُتابع بتهمة غريبة لا يصدقها عاقل، فحواها: استغلال صفحته الفيسبوكية للاشادة بالعمليات الارهابية وللتحريض على الارهاب. وأفاد المساوي أن المرتضى أبلغه، في اتصال هاتفي، أنه وضع في زنزانة انفرادية منذ اعتقاله قبل 6 أشهر ومازال رهين تلك الزنزانة إلى حدود اليوم. وينتظر المرتضى جلسة 20 حزيران/ يونيو المقبل، ويحدوه أمل في إثبات براءته أمام المحكمة، رغم أن براءته يشهد بها العالم، مثلما قال، معربا عن أمله في أن تنتهي «هذا المأساة» ويطلق سراح جميع المعتقلين في الـقريب العاجل. المغرب: إدارة سجن «عكاشة» تضع معتقلي حراك الريف في زنازين انفرادية وعدد المتابعين يبلغ 798 شخصا |
مكتب حقوق الإنسان الأممي يطالب بالإفراج عن المعتقلين من المدافعين عن حقوق المرأة في السعودية Posted: 30 May 2018 02:23 PM PDT نيويورك (الأمم المتحدة) ـ «القدس العربي»: أعرب مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن انزعاجه إزاء اعتقال عدد من النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان، الذين يعملون في قضايا تتعلق بحقوق المرأة، في المملكة العربية السعودية خلال الأسبوعين الماضيين. ويبدو أن ما لا يقل عن 13 ناشطا، معظمهم من النساء، قد اعتقلوا منذ 15 أيار/مايو، فيما أفرج عن أربع من النساء لاحقا، كما قالت المتحدثة باسم المكتب، ليز ثروسيل، في مؤتمر صحافي بجنيف وصل «القدس العربي» المحضر الحرفي للمؤتمر. و أشارت ثروسيل إلى أن الأمر محير فعلا، «ففي الوقت الذي تقوم الدولة بالتخفيف الكبير لبعض القيود المفروضة على أنشطة المرأة في المملكة العربية السعودية في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك رفع الحظر المنتظر على قيادة المرأة، إلى أنه من المحير استهداف السلطات للرجال والنساء الذين يقومون بحملات من أجل هذه التطورات الإيجابية». وأضافت المتحدثة الرسمية: «نحث السلطات السعودية على الكشف عن مواقعهم، وضمان حقوقهم وفق الإجراءات القانونية الواجبة. ويشمل ذلك الحق في التمثيل القانوني والحق في معرفة سبب الاعتقال وطبيعة التهم الموجهة إليهم والحق في الوصول إلى أسرهم والحق في الطعن في قانونية احتجازهم أمام محكمة مختصة ومستقلة ومحايدة، والحق في المثول أمام المحكمة في غضون فترة زمنية معقولة، إذا ما اتهموا بارتكاب جريمة». وقالت ثروسيل إنه إذا كان احتجازهم، كما يبدو، مرتبطا فقط بعملهم كمدافعين وناشطين في مجال حقوق الإنسان بشأن قضايا المرأة، ينبغي الإفراج عنهم فورا. وقد أعربت عن القلق إزاء عمليات الاحتجاز والاختفاء التعسفية لأشخاص آخرين، دون تفسير أو مراعاة الأصول القانونية الواضحة. ومن أمثلة ذلك، نواف طلال رشيد، أمير أسرة آل رشيد، وابن الشاعر الراحل نواف طلال بن عبد العزيز الراشد. وهو مواطن مزدوج الجنسية (قطري وسعودي) يزعم أنه رحل من الكويت في 12 أيار/مايو ولم يسمع عنه منذ ذلك الحين. من جهة أخرى أصدرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» بيانا، وصل «القدس العربي» نسخة منه، أعلنت فيه أن السلطات السعودية قامت باعتقال ناشطين في مجال الدفاع عن حقوق المرأة من بينهم نساء بعد أن تلقوا تحذيراً من الديوان الملكي بشأن الادلاء بتصريحات إعلامية في يوم سريان قرار السماح للنساء بقيادة السيارات بعد أسابيع. وجاء في البيان أن هذه الاعتقالات، التي لم تتضح بعد، قد تمت قبل بضعة أسابيع من موعد تنفيذ قرار رفع الحظر على قيادة المرأة للسيارة في المملكة. ونقلت الوكالة السعودية الرسمية عن متحدث أمني قوله، إن المعتقلين قاموا "بعمل منظم لتجاوز الثوابت الدينية والوطنية، التواصل المشبوه مع جهات خارجية فيما يدعم أنشطتهم». واتهم المتحدث المعتقلين "بتجنيد أشخاص يعملون بمواقع حكومية حساسة وتقديم الدعم المالي للعناصر المعادية في الخارج بهدف النيل من أمن واستقرار المملكة وسلمها الاجتماعي». وذكرت الوكالة السعودية أسماء ثلاث نساء بين المعتقلين: لجين الهذلول وعزيزة يوسف وإيمان النفجان، وهن من اللواتي عارضن علنياً منع المرأة من قيادة السيارة فضلاً عن قوانين فرض وصاية الرجال على النساء. كما ذكرت أسماء ثلاثة رجال وهم: إبراهيم عبد الرحمن المديميغ ومحمد فهد الربيعة وعبد العزيز المشعل. مكتب حقوق الإنسان الأممي يطالب بالإفراج عن المعتقلين من المدافعين عن حقوق المرأة في السعودية اعتقالهم مرتبط بعملهم كناشطين في مجال حقوق الإنسان عبد الحميد صيام |
برلين تدين «الهجمات على إسرائيل».. وصحيفة تؤكد عزم ألمانيا على استئجار طائرات منها Posted: 30 May 2018 02:23 PM PDT برلين ـ «القدس العربي»: نددت ألمانيا بشدة أمس الأربعاء بالهجمات على إسرائيل عند حدود غزة، وذلك قبل أن تلتقي المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الإثنين المقبل. وقال متحدث باسم الخارجية «الحكومة الألمانية تدين بشدة قصف الأراضي الإسرائيلية من قطاع غزة. الهجمات واسعة النطاق على إسرائيل غير مقبولة بالمرة». وأضاف «إسرائيل لها الحق في الدفاع عن أمنها وحدودها وفي الرد بالشكل المناسب على الهجمات». وتعتبر هذه التصريحات نادرة بالرغم من الدعوات الألمانية الحكومية التي تدعو إلى التهدئة. وكانت ميركل صرحت قبل أكثر من عامين وغداة الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة، أن ألمانيا تقف إلى جانب إسرائيل في الدفاع عن نفسها. وفي السياق ذاته نشرت صحيفة «زود دويتشه» الألمانية أن وزارة الدفاع الألمانية تعتزم استئجار طائرات مسيرة إسرائيلية من طراز «هيرون تي بي» للجيش الألماني لمدة تسع سنوات مقابل 895 مليون يورو. جاء ذلك وفقا لورقة مقدمة للجنة الموازنة في البرلمان الألماني، وذكرت وسائل إعلام ألمانية أنه في حال وافقت اللجنة على هذه الخطوة، فإن سلاح الجو الألماني سيحصل للمرة الأولى على طائرة مسيرة كبيرة بقدر كاف لحمل أسلحة أيضا. وتابعت أنه من المنتظر أن يتم البت بشكل منفصل في مسألة تسليح هذه الطائرات بعد «تقييم مفصل وفقا لمعايير تتعلق بالقانون الدولي ومعايير دستورية وأخلاقية». يذكر أن الجيش الألماني يستخدم منذ ثمانية أعوام طائرات استطلاع مستأجرة مسيرة من طراز «هيرون 1»، وشهدت البلاد منذ سنوات جدلا حول شراء طائرات قتالية مسيرة ، وكان الحزب الاشتراكي الديمقراطي قد عرقل نهاية الدورة التشريعية السابقة شراء مثل هذه الطائرات. وكانت وزيرة الدفاع الألمانية قررت في مطلع 2016، الحصول على طائرة (هيرون تي بي) المسيرة من إنتاج شركة صناعات الطيران والفضاء الإسرائيلية. ويبلغ طول هذه الطائرة 14 مترا وتبلغ المسافة بين الجناحين 26 مترا، وتتسم بمدى طيران أكبر، ويمكن تزويدها بصواريخ. ومن المنتظر ألا يشمل عقد الاستئجار تكاليف تشغيل الطائرة. ونصت الورقة على أن « ممارسة هذا الخيار مرتبطة بتكاليف إضافية بقيمة نحو 100 مليون يورو». وجاء في الورقة أيضا أنه تم الاتفاق على تكاليف إضافية بقيمة 210 ملايين يورو في حال استخدام هذه الطائرات في منطقة ثانية، ما يعني أن تكاليف التشغيل والاستخدام لهذه الطائرات يمكن أن تتجاوز حاجز المليار يوروِ. وأعرب توبياز ليندنر، خبير الموازنة في حزب الخضر عن اعتقاده بأنه بهذه الورقة فإنه قد تم اتخاذ « خطوات واضحة نحو تسليح» الطائرة غير المأهولة»، وقال إن «النقاش الموعود حول الجوانب القانونية والأخلاقية للطائرات المسيرة المسلحة، تحول إلى ورقة توت (للتغطية على تسليح هذه الطائرات). ورأى أنه حتى في حال الموافقة على القدرة التسليحية لهذه الطائرات، فإن التكاليف الكبيرة لها يجب أن تجعل المرء متشككا. ومن المنتظر أن تمثل الهيرون حلا انتقاليا لحين تطوير طائرة مسيرة أوروبية بالحجم نفسه، والتي يجري السعي إلى إنتاجها بحلول 2025. ويطالب سلاح الجو الألماني منذ سنوات عديدة بالحصول على طائرات مسيرة مقاتلة لحماية جنوده في مناطق مهماته، فيما يرى منتقدون لهذه الخطوة أن مثل هذه الطائرات تقلل من وازع التريث في استخدام السلاح لأنه لا يوجد طيارون على متن هذه الطائرات يمكن أن يتعرضوا للخطر. وتثار حالة كبيرة من الجدل على مستوى القانون الدولي حيال استخدام الولايات المتحدة للطائرات غير المأهولة في تنفيذ عمليات اغتيال موجهة ضد مشتبه بصلتهم بالإرهاب في كل من باكستان وأفغانستان والصومال واليمن. يذكر أن الحكومة الألمانية قررت تمديد مهام للجيش الألماني في كوسوفو وقبالة السواحل اللبنانية والليبية في البحر المتوسط. ومن المقرر مواصلة المهام الثلاث التي يشارك فيها 650 جنديا دون تغيير في تفاصيلها. ويتعين موافقة البرلمان الألماني على التمديد حتى يصبح ساري المفعول. وتعتبر مهمة كوسوفو، التي يقودها حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أطول مهمة حالية للجيش الألماني، حيث يشارك فيها منذ 18 عاما. وتتعلق المهمة بضمان تطبيق اتفاقية السلام في الإقليم الصربي السابق. وفي إطار مهمة الأمم المتحدة (يونيفيل) يدعم الجيش الألماني البحرية اللبنانية في مراقبة السواحل وحظر تهريب الأسلحة. كما يشارك الجيش الألماني في مهمة الاتحاد الأوروبي لمكافحة تهريب الأسلحة وعصابات تهريب البشر قبالة السواحل الليبية. برلين تدين «الهجمات على إسرائيل».. وصحيفة تؤكد عزم ألمانيا على استئجار طائرات منها علاء جمعة: |
النظـام السوري يمنع انتشال الجثث من مخيم اليرموك و70 % من مبانيه مدمرة بالكامل Posted: 30 May 2018 02:22 PM PDT دمشق – «القدس العربي»: أفاد عدد من أهالي مخيم اليرموك ممن دخلوا مخيم اليرموك – جنوبي العاصمة السورية دمشق، بعد سيطرة النظام عليه، بأن 70% منه ومن حي الحجر الأسود، دمرت بشكل كامل. وأشار المتحدثون، إلى أنهم لم يتمكنوا من التعرف بسهولة على أماكن تموضع أحيائهم السكنية، بسبب الدمار الهائل الذي أصاب المنطقة، بعد العملية العسكرية التي نفذها النظام السوري في 19 نيسان/أبريل المنصرم، والتي انتهت بإخراج مقاتلي تنظيم الدولة من المخيم، وإلحاق دمار كبير بالمنطقة ذات الغالبية الفلسطينية، وتهجير أعداد كبيرة منهم، بعد دفن العشرات منهم تحت أروقة منازلهم المدمرة. وحسب وصف محمد «اسم مستعار»، وهو أحد سكان المخيم، فإن حجم «مذهل»، منوهاً، وفق ما نقلته مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا، إلى أن ما جرى للمخيم هو تدمير ممنهج ومدروس من قبل النظام، لتدمير المخيم وتدمير ما يعنيه من رمزية للفلسطينيين، مضيفاً أن «ما يدلل على هذه الحقيقة هو السماح لعناصره وعلى عينك يا تاجر بسرقة منازل المدنيين في المخيم دون أن يحاسبهم أو يحاول منعهم من تعفيش البيوت». فيما قال يوسف: عندما وصلت إلى منزلي كان عناصر النظام ومعهم «جرافة كبيرة» يجرفون الأرض من أجل إخراج كابلات الكهرباء الرئيسية بهدف حرقها وبيعها، كما شاهدت اثنين من عناصر النظام يتشاجرون على براد كل عنصر يريد أن يستولي عليه. إلى ذلك نشر أحد عناصر الفصائل الفلسطينية الموالية للنظام فيديو يعبر فيه عن غضبه من المعفشين قائلاً «إن جزءاً كبيراً من منزلي مدمر ولم يبق فيه سوى بعض المقتنيات لذلك سأقوم بتكسيرها وإتلافها كي لا يسرقها هؤلاء اللصوص العفيشة». ناشطون في مخيم اليرموك ومصادر محلية، أكدت أن النظام السوري يمنع الأهالي والكوادر الطبية من انتشال جثامين الضحايا المدنيين الفلسطينيين من تحت أنقاض منازلهم، مشيرين إلى أن الكوادر الطبية في مخيم اليرموك غير مصرح لها بانتشال أي جثث للمدنيين في المخيم حتى وإن كان ممكناً الوصول إليها، وذلك بحجة عدم وجود أي جهة عائلية أو رسمية تتبنى الضحايا ليتم انتشالهم ودفنهم، وعدم توفر مشاف تقبل تسلم جثثهم. ونقلت مجموعة العمل لأجل فلسطينيي سوريا، عن شهود عيان من أبناء المخيم الذين دخلوا لتفقد منزلهم، قولهم إن رائحة كريهة وقوية تنبعث من قبو مركز دعم الشباب التابع للأونروا في شارع المدارس، حيث توجد جثث لعدد من المدنيين، كما في امتداد شارع الثلاثين بالقرب من مشفى فلسطين حيث توجد جثة لرجل متقدم بالعمر واضحة للعيان. بدورهم طالب الناشطون منظمة التحرير الفلسطينية بالعمل على مستوى سياسي لتبني انتشال جثث الشهداء المجهولين حفاظاً على كرامتهم وكرامة الشعب الذي يفترض انهم يمثلونه حسب قولهم، والفصائل الفلسطينية الموالية للنظام السوري باستخدام علاقاتها للحصول على موافقات انتشال الضحايا ودفنهم. النظـام السوري يمنع انتشال الجثث من مخيم اليرموك و70 % من مبانيه مدمرة بالكامل |
نائب برلماني مغربي حضر محاكمة معتقلي الحراك: «هؤلاء من يجب أن يمثلوا مستقبلاً ساكن الريف في البرلمان» Posted: 30 May 2018 02:22 PM PDT الرباط – «القدس العربي»: لم يثن الوعيد الذي أطلقته سابقا «الودادية الحسنية للقضاة» في حق زعيمة الحزب الاشتراكي الموحد ، نبيلة منيب ، هذه الأخيرة عن الحضور مرة أخرى لمتابعة أطوار محاكمة حراك الريف، برفقة البرلماني عمر بلافريج وقياديين بالمكتب السياسي للحزب، وهو الأمر الذي أثنى عليه المعتقلون واعتبروه دعما معنويا لهم ، حسب ما أفاد به والد ناصر الزفزافي ، قائد حراك الريف ، بعد زيارته لابنه أمس الأربعاء حيث قال: «رغم أن ناصر غير منتم إيديولوجيا لأي جهة إلا أن حضور المكتب السياسي أفرح ناصر وباقي المعتقلين الموجودين في القفص الزجاجي ، إنه دعم معنوي وحضور مشرف». ونقلت نبيلة منيب في اتصال هاتفي مع عائلة ناصر مناشدة هذا الأخير والدته بأن توقف إضرابها عن الطعام . « قولي لوالدتي إذا لم توقف إضرابها عن الطعام فسأضرب عن الماء كذلك « يقول ناصر لمنيب طالبا منها أن تقنع والدته المريضة والحديثة العهد بعملية جراحية بسبب السرطان الذي ألم بها، أن تعدل عن فكرة الإضراب وهو ما حاولت منيب القيام به . عمر بلافريج ، اعتبر الإضراب عن الطعام الذي باشره ناصر منذ ثمانية أيام و تبعه أحد عشر معتقلا منذ الجمعة المنصرم ، هو بـ»مثابة صرخة ضد الظلم وشروط المحاكمة غير المنصفة»، قائلاً لـ«القدس العربي»: «بعد متابعته أول مرة محاكمة معتقلي الريف من داخل قاعة محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء لا يشرف أن ترى منظومة العدالة في المغرب ، إنها تذكرني كجيل ازداد في منتصف السبعينيات بالحكايات التي كنا نسمعها عن محاكمات الستينيات و السبعينيات خلال سنوات الجمر و الرصاص « ، مضيفا « نحن ندعم هؤلاء المعتقلين مائة بالمائة وأسعدتنا ابتسامتهم التي علت وجوههم بعد رؤية أعضاء المكتب السياسي للحزب حاضرين لدعمهم « . ورغم ما حمله حديثه من استياء من ظروف المحاكمة و من منظومة العدالة في المغرب إجمالا، إلا أن بلافريج يرى بارقة أمل قادم في عيون الشباب الماثلين في المحكمة قائلاً: « الجانب الإيجابي في كل هذا ، هو أن هناك شرفاء في هذا الوطن يغارون عليه، وهم هؤلاء الشباب المعتقلون و هيئة دفاعهم « ، معتبراً أن ما يجب القيام به في أقرب وقت هو إطلاق سراحهم ، فكل ما عاشه المغرب من أزمات سياسية واجتماعية خلال هذه السنة ، يقول أن هؤلاء المعتقلين كانوا هم أول من دق ناقوس الخطر القادم عبر الاحتجاجات التي عرفتها منطقة الريف . «هؤلاء الشباب يجب أن يطلق سراحهم ومستقبلا هم من يجب أن يمثلوا ساكنة الريف محليا ووطنيا في البرلمان» ، هكذا يرى بلافريج وهو يثني على «شجاعة و جرأة وصدق المعتقلين»، قائلاً : «بلادنا تحتاج هذا النوع من المواطنين والمسؤولين الصادقين والذين لهم غيرة على مصلحة البلاد، هؤلاء الشباب يحبون بلدهم و إذا عاهدوا وفوا «، خاتماً كلامه «مع هؤلاء يمكن البناء ، ولا يمكن أن نبني مستقبلا مع المنافقين» . وشهدت جلسة أول أمس الثلاثاء، إضافة لسياسيي «فدرالية اليسار الديمقراطي «، حضوراً كثيفاً لمراقبين وحقوقيين يتابعون محاكمة معتقلي الريف التي استكملت حولاً كاملاً وما زالت أمامها فصول، كما عرفت حضوراً كبيراً لهيئة الدفاع التي تؤازر المعتقلين. «علامات الإضراب عن الطعام بدأت آثارها تعلو ملامح ناصر. اصفرار و تعب. حالته تدهورت نسبيا لكنه بعزيمة قوية « يقول والد الزفزافي لـ«القدس العربي» بعد زيارته لابنه وهو يتمنى أن يلقى الإضراب آذانا صاغية لمطالب بسيطة تحفظ الحد الأدنى من الشروط الإنسانية للمحاكمة و ظروف الاعتقال . وكان ممثل النيابة العامة، حكيم الوردي ، قد ناشد المعتقلين المضربين في جلسة المحاكمة أن يفكوا إضرابهم عن الطعام قائلا أنه لا يجد حرجا في القول أن «بينهم حكماء» . نائب برلماني مغربي حضر محاكمة معتقلي الحراك: «هؤلاء من يجب أن يمثلوا مستقبلاً ساكن الريف في البرلمان» سعيدة الكامل |
«المصريون الأحرار» يهدد بإسقاط عضوية نوابه المستقيلين Posted: 30 May 2018 02:21 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: تشهد صراعات الأحزاب الموالية للنظام المصري، على تصدر المشهد وتبوء مكانة الذراع السياسية للرئيس عبد الفتاح السيسي، مرحلة جديدة، تمثلت في تهديد حزب «المصريين الأحرار» باللجوء لمجلس النواب لإسقاط عضوية نوابه الذين قدموا استقالتهم، وانضموا لحزب» مستقبل وطن»، استنادلاً للمادة 110 من الدستور التي تحظر على النائب تغيير صفته التي ترشح على أساسها. رئيس «المصريين الأحرار» عصام خليل، أبدى عزمه على مخاطبة مجلس النواب مع بداية الجلسات العامة الأسبوع المقبل، للتعامل مع النواب المستقيلين من الحزب وتغيير صفتهم، مؤكداً استقالة 3 نواب فقط من الهيئة البرلمانية للحزب، أبرزهم علاء عابد، الذى تولى رئاسة الكتلة البرلمانية نحو 3 سنوات. وأضاف، في تصريحات صحافية، أن «المادة 110 من الدستور ونص المادة السادسة من قانون مجلس النواب تلزمانه بإخطار البرلمان بتغيير صفة النواب»، واستدرك: لكن أي قرار يترتب على تغيير الصفة الحزبية يخص مجلس النواب وحده». وقلل من حجم المشكلة التي تواجه الحزب، وانتقال عدد كبير من نوابه إلى حزب «مستقبل وطن»، قائلاً: «ليست لدي مشكلة في الهيئة البرلمانية للحزب لأن الموضوع بسيط جدا، والعمل السياسي تطوعي، ومن يريد أن يذهب لحزب آخر فليذهب، لكن عليه إبلاغنا قبلها». وتابع: «دائماً تتحدثون عن أن الحزب في أزمة، لكننا أقوياء وباقون، لأن لدينا مبادئ نقف عندها». وبين أن «الحديث عن استعدادات الحزب وتحالفاته في انتخابات المجالس المحلية المنتظرة سابق لأوانه، لأن مصر في حاجة لتحالف الجميع لمساندة القيادة السياسية». وأعتبر أنه «لا يوجد حزب قادر على خوض المحليات منفردا والحصول على أغلبية، لأن مصر بلد كبير جدا، والوصول لذلك يحتاج إلى سنوات لتكوين قواعد شعبية عريضة مؤمنة بالحزب وأيديولوجيته». وأبدى تفاؤله بمستقبل الحياة السياسية في مصر، قائلاً: «اطمئنوا على مصر سياسيا في المرحلة المقبلة، سنجد حياة مختلفة تماما والفجر آت، فمصر تولد من جديد وتولد فيها سياسة مختلفة». النائب محمد المسعود، عضو مجلس النواب عن «المصريين الأحرار» السابق، وأحد المنضمين لحزب «مستقبل وطن»، كان قد كشف أن «عددا كبيرا من نواب المصريين الأحرار، ما يوازي نصف الهيئة البرلمانية وأكثر، ما يقترب من 45 نائبا استقالوا من الحزب وانضموا لحزب «مستقبل وطن». وبرر ذلك بالقول إن «المصريين الأحرار، لم يؤد الأداء الجيد خلال الفترة السابقة». في الأثناء، أكد الأمين العام لحزب «مستقبل وطن»، حسام الخولي، أن «تعديل المادة السادسة من قانون مجلس النواب لم يتم حسمه، وهي المادة التي تجيز إسقاط عضوية النواب الذين يغيرون صفتهم الحزبية التي انتخبوا بموجبها بعد موافقة ثلثي الأعضاء»، مشيرا إلى «تقدم النائب عماد جاد باستقالته من حزب المصريين الأحرار في بداية عمل المجلس، ورغم ذلك لم تتم مناقشة إسقاط عضويته حتى الآن». ورفض الإفصاح عن عدد النواب المنضمين لحزب «مستقبل وطن»، قائلا: «ما يهمنا هو العمل على الأرض وبناء قواعد في المحافظات». ويبدو أن حزب «مستقبل وطن»، الذي تأسس عام 2015، قبل إجراء الانتخابات البرلمانية الأخيرة تمكن من تحقيق خطوات في اتجاه أن يصبح الظهير الجماهيري للسيسي، والتفوق على منافسيه سواء الأحزاب الموجودة بالفعل، كـ»الوفد» أو «المصريين الأحرار»، أو الكتل التي تسعى لتشكيل حزب جديد كائتلاف «دعم مصر» الذي يمثل الغالبية داخل البرلمان. «المصريون الأحرار» يهدد بإسقاط عضوية نوابه المستقيلين صراع الكيانات السياسية على حزب السيسي يصل البرلمان |
بوتفليقة يعقد اجتماعا لمجلس الوزراء اليوم للبت في قانون الميزانية المثير للجدل! Posted: 30 May 2018 02:21 PM PDT الجزائر – «القدس العربي»: يعقد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة اجتماعا لمجلس الوزراء اليوم الخميس في العاصمة الجزائرية، وهو الاجتماع الذي كان من المقرر عقده قبل أكثر من أسبوعين لكنه تأجل بسبب رفض الرئيس النسخة التي قدمتها الحكومة لمشروع قانون الميزانية التكميلي، والذي تضمن عدة إجراءات مثيرة للجدل. وينتظر أن يبت الرئيس في مشروع قانون الميزانية التكميلي، خاصة موضوع الزيادات في الوثائق البيومترية، والتي أثارت جدلا واسعا، اضطر الحكومة للخروج عن صمتها ببيان ثم بتصريحات لوزير الداخلية لتبرير تلك الزيادات، لكن الأعذار المقدمة كانت أقبح من ذنب الزيادات، لأن الحكومة قدمت مقارنات غير صحيحة مع دول أخرى، أظهرتها إما في صورة من يروّج لمعلومات كاذبة للخروج من ورطة، أو من لا يمتلك معلومات صحيحة ودقيقة. ورغم أن وزير الداخلية حاول التخفيف من حدة الجدل بالقول إن الموضوع مازال قيد الدراسة، فإن من الوارد أن يقدم الرئيس إما على تخفيض الزيادات أو إلغائها، فالمتعارف عليه في الجزائر، أنه حتى لما تقدم الحكومة على خطأ أو تكون هناك أزمة، فالحل لا يأتي إلا من خلال الرئيس، لذا فإن الحكومة التي تكون ربما غامرت بهذه الزيادات من دون أن تتوقع ردة فعل مماثلة لم تستطع التراجع عنها، والذي يراجع ويصحح هو الرئيس، لذا تتجه الأنظار لما سيحدث في مجلس الوزراء، لمعرفة إن كانت الحكومة والرئيس سيتمسكان بالمشروع كما هو، وبزيادت أثارت حفيظة الكثير من الجزائريين، خاصة وأن رئاسة الوزراء لما بدأت تتحدث عن تكلفة كل وثيقة بدا وكأنها في سوق وأن على الجزائريين دفع مبلغ وقدره من أجل الحصول على الوثائق التي تثبت أنهم جزائريين!! وإذا قام الرئيس بإلغاء تلك الزيادات، فإنه سيزيد في إحراج رئيس الوزراء أحمد أويحيى، الذي ينظر إليه الكثير من الجزائريين أنه هو المسؤول الأول عن تلك الزيادات، فتاريخ الرجل «يشهد» له بأنه كان دائما صاحب المهام القذرة، باعترافه هو، فأغلب القرارات الصعبة وغير الشعبية التي اتخذت منذ أكثر من عشرين سنة كان أحمد أويحيى وراءها، بداية من قرار غلق شركات القطاع العام وتسريح عمالها في تسعينيات القرن الماضي، وكذا سجن كوادر الشركات المهمة من دون تهمة حقيقية تحت عنوان حملة الأيادي البيضاء، قبل أن يتم الإفراج عنهم بعد أن دمرت حياتهم وبعضهم قضى نحبه وراء القضبان، وكان وراء قرار الاقتطاع من رواتب العمل في تسعينيات القرن الماضي، ووراء قرار فرض ضريبة على السيارات تدفع سنويا، قيل آنذاك أنها مؤقتة وأن سبب فرضها هو الأزمة المالية والاقتصادية التي كانت تمر بها البلاد، ولكن تم الإبقاء على تلك الضريبة حتى بعد أن أصبحت الأموال مكدسة في الخزائن، والحكومات المتعاقبة تلقي بجزء منها من النافذة. كما أن أويحيى كان يعترف دائما أنه يعلم بأنه غير محبوب شعبيا، ولكنه خادم للدولة، وأن ذلك هو الأهم، ورغم ذلك فقد كان ومازال يطمح لتولي الرئاسة، حتى وإن كان يعلم أن عموم الشعب لا يهمه، فهو يدرك أن الرئاسة ليست قضية إرادة شعب، بل هي لقاء رجل مع قدره كما قال ذات يوم، وجماعة الرئاسة كانوا ومازالوا يتوجسون منه بسبب «طموحه» الذي يعتبرونه تطاولا، وأمامهم الآن فرصة لزيادة تحجيمه وكسب نقاط على حسابه، إذا ما تم إلغاء الزيادات في الوثائق البيومترية، علماً أن الرئاسة سبق أن طلبت منه إلغاء قرار تضمنته النسخة الأولى من قانون الميزانية التكميلي، والذي يتعلق بالتنازل عن الأراضي الفلاحية للأجانب، قبل أن يأتي فيتو الرئاسة، الذي ألغى المواد التي تتعلق بهذا القرار نهائيا. بوتفليقة يعقد اجتماعا لمجلس الوزراء اليوم للبت في قانون الميزانية المثير للجدل! |
رئيس تعاونية مغربية: يشترون منا الحليب بدرهمين للتر ويبيعونه بسبعة بسبب «المقاطعة» Posted: 30 May 2018 02:20 PM PDT الرباط ـ «القدس العربي»: وقال رئيس تعاونية في إقليم سيدي قاسم إن الشركة أخبرته بأنها لن تشتري الحليب من تعاونيته مجدداً. وأكد المتحدث نفسه، في تصريح لصحيفة «اليوم24»، أن الخبر شمل تعاونيات أخرى من مختلف المناطق المغربية، مشيراً إلى أن التعاونيات في حالة استنفار، لأن الظرفية غير مواتية لمثل هذا القرار. وأوضح رئيس تعاونية «بوكدور» الشريف كرعة أنه «يجب على المستهلك المغربي أن يعلم، أننا كتعاونيات صغرى لن نذرف الدموع من جراء هذا القرار، بل دموعنا سالت على مر سنوات عديدة، عندما كانت شركة «سنطرال» تأخذ رزقنا بدرهمين فقط، ولا تتردد في بيعه للمستهلك بـ7 دراهم». وأضاف: «نحن كتعاونيات نبيع الحليب للشركة بدرهمين، المبلغ زهيد ولا يغطي مصاريف العلف، وهم يزيلون منه الزبدة والبروتينات، ويبيعونه للشعب المغربي بـ7 دراهم». وأشار كرعة إلى أن موضوع الحليب، وشركة «سنطرال» معقد، وقال: «نحن هنا في عين دفالي، في إقليم سيدي قاسم، كنا نحاول أن نتواصل مع شركات أخرى لأجل بيع الحليب لها، أنها كانت ترفض، لأن موضوع الحليب كان في ما مضى يشبه تابوهات، والشركات تخاف من غضب سنطرال». وشدد رئيس تعاونية «بوكدور» على أن «هدف شركة سنطرال ليس تشجيع التعاونيات كما تدعي، بل إغلاقها، وهذا واضح من الأجر الزهيد، الذي تمنحها إياه مقابل الحليب»، مضيفا: «يعطوننا درهمين لكي نغلق تعاونياتنا ولكي يقولوا هناك نقص، ولكي يلجأوا إلى حليب البودرة». رئيس تعاونية مغربية: يشترون منا الحليب بدرهمين للتر ويبيعونه بسبعة بسبب «المقاطعة» |
سلطات الاحتلال تبقي على ربان سفينة «الحرية» لكسر الحصار وتطلق سراح باقي ركابها إلى غزة Posted: 30 May 2018 02:20 PM PDT غزة ـ «القدس العربي»: لا تزال سلطات الاحتلال تعتقل ربان سفينة كسر الحصار «الحرية» التي انطلقت من قطاع غزة أول أمس، وعلى متنها طلبة ومرضى صوب أحد الموانئ القبرصية، بعد أن أخلت سبيل باقي الركاب وصادرت المركب. وأطلقت سلطات الاحتلال ليل الثلاثاء وفجر الأربعاء على دفعات، المشاركين على متن قارب «الحرية»، الذي خرج في أول رحلة بحرية من قطاع غزة إلى العالم، بهدف كسر الحصار المفروض منذ أكثر من 11 عاما. وأخرت سلطات الاحتلال إطلاق سراح أحد المصابين الفلسطينيين، وهو شاب مقعد، شارك في الرحلة البحرية هو ومرضى آخرون بينهم مصابون بمرض السرطان، بغرض الحصول على العلاج. وجرى استقبال ركاب السفينة بشكل كبير عند وصولهم إلى الجانب الفلسطيني من معبر بيت حانون «إيرز»، قبل نقلهم إلى داخل قطاع غزة، وذلك بعد خضوعهم لعملية استجواب من قبل سلطات الاحتلال. وكانت البحرية الإسرائيلية هاجمت المركب الذي يقل المشاركين من غزة وعددهم 17 شخصا، على بعد 14 ميلا بحريا، وقامت قطع عسكرية بقطر هذا القارب إلى ميناء إسرائيلي قريب، وهناك تم أنزال ركابه وأخضعوا للتحقيق عصر أول أمس، قبل أن يطلق سراحهم بعد عدة ساعات. وشابهت عملية الهجوم الإسرائيلي على المركب الفلسطيني، تلك الهجمات التي اعتادت إسرائيل على تنفيذها ضد سفن كسر الحصار من موانئ أوروبية صوب غزة، وأشهرها رحلة «أسطول الحرية الأول» الذي وصل على مشارف القطاع في مثل هذه الأيام، قبل أن يتعرض لهجوم إسرائيلي عنيف أدى لاستشهاد 10 متضامنين أتراك كانوا على متن سفينة «مافي مرمرة». ولا يعرف بعد السبب الذي دفع سلطات الاحتلال لعدم إطلاق ربان سفينة كسر الحصار، غير أن الترجيحات تشير إلى إنه يمكن أن يكون نوعا من العقاب، ولمنع أي ربان آخر قيادة رحلات مماثلة، حاصة وأنها أبقت على احتجاز المركب. وكانت هذه السفينة التي استقلها المشاركون في الرحلة انطلقت من مرفأ مدينة غزة، وسط وداع جماهيري كبير، نظمته اللجنة العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار. وسفينة «الحرية» هي أحدى السفن المستخدمة في عمليات الصيد، الذي تفرض سلطات الاحتلال عليه قيودا مشددة، وذلك بعد أن قام الطيران الإسرائيلي باستهداف المركب الذي كان مخصصا لانطلاق الرحلة. يشار إلى أن من بين من خرجوا على متن السفينة شبان خريجون، ولم يتمكنوا من الحصول على فرص عمل بسبب اتساع دائرة الفقر والبطالة التي خلقها الحصار الإسرائيلي. وقضى الهجوم الإسرائيلي على آمال الشبان الطلبة والساعين للبحث عن فرصة عمل في الخارج، كما قضى على أمل المرضى في العلاج. وأدانت عدة مؤسسات حقوقية وأهلية في قطاع غزة عملية «القرصنة» الإسرائيلية على سفينة «كسر الحصار». وأكد مركز الميزان لحقوق الإنسان أن حصار قطاع غزة وما تفرضه قوات الاحتلال من سياسات وإجراءات بحق المدنيين الفلسطينيين المحميين بموجب قواعد القانون الدولي «تسببت في تدهور الأوضاع الإنسانية وأوضاع حقوق الإنسان، وشكلت ولم تزل عقوبات جماعية قد ترتقي لمستوى جرائم الحرب». وطالب المجتمع الدولي ولا سيما الأطراف الموقعة على اتفاقية جنيف بضرورة «التحرك العاجل» والضغط على قوات الاحتلال، ومساءلة الاحتلال عما ارتكبه من جرائم. سلطات الاحتلال تبقي على ربان سفينة «الحرية» لكسر الحصار وتطلق سراح باقي ركابها إلى غزة وسط إدانات واسعة لعملية «القرصنة» في عرض البحر |
استشهاد شاب من غزة متأثرًا بجراح أصيب بها خلال «مسيرات العودة» Posted: 30 May 2018 02:19 PM PDT غزة ـ «القدس العربي»: أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، عن استشهاد شاب متأثرا بجراح أصيب بها خلال مشاركته بـ «مسيرات العودة» على الحدود الشرقية لمدينة رفح جنوب قطاع غزة. وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة في تصريح صحافي إن الشاب ناجي ميسرة غنيم «23 عاما»، استشهد متأثرًا بجراح أصيب بها، بعد تحويله لمستشفيات القدس المحتلة للعلاج. وكان هذا الشاب يرقد في وضع خطر للغاية منذ إصابته بعيار ناري أطلقه صوبه أحد جنود القناصة الإسرائيليين، خلال المشاركة في فعالية «مليونية العودة» التي شهدتها حدود القطاع يوم 14 من الشهر الجاري. وباستشهاد الشاب غنيم يرتفع عدد شهداء مسيرات العودة الكبرى في قطاع غزة منذ انطلاقها نهاية آذار/ مارس الماضي لـ118، حسب إحصائية وزارة الصحة، يضاف إليهم خمسة شهداء لا يزال الاحتلال يحتجز جثامينهم. ووفق الإحصائية التي أصدرتها وزارة الصحة، فإن تلك الأحداث التي تشهدها حدود غزة منذ 30 مارس الماضي، أدت إلى إصابة 13300 آخرين بجراح مختلفة، بينهم 300 شخص أصيبوا بحالات خطرة. ومن بين العدد الإجمالي للمصابين، هناك من تعرض بسبب الإصابة لبتر في الأطراف، فيما أعلن سابقا أن من بين المصابين هناك أكثر من 50 شخصا في حالة «موت سريري». وتتعمد إسرائيل استخدام «القوة المفرطة والمميتة» ضد المتظاهرين السلميين المشاركين في فعاليات «مخيمات العودة وكسر الحصار»، حسب إفادات العديد من المؤسسات الحقوقية الدولية والمحلية. استشهاد شاب من غزة متأثرًا بجراح أصيب بها خلال «مسيرات العودة» |
مجلس الأمن يصوّت اليوم على مشروع مخفف لحماية الفلسطينيين وتوقع «فيتو» أمريكي Posted: 30 May 2018 02:19 PM PDT رام الله ـ «القدس العربي»: من المقرر إن يصوت مجلس الأمن اليوم على مشروع قرار تقدمت به الكويت حول إنشاء بعثة دولية لحماية الفلسطينيين، في محاولة لكسب دعم الأوروبيين في التصويت المتوقع أن يقابل بـ «فيتو» أمريكي، ليتحول الفلسطينيون بعدها الى طلب الحماية من الجمعية العامة تحت بند «متحدون من أجل السلام». وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا» أنه من المرجّح ان يجري المجلس تصويتا اليوم الخميس على مشروع القرار المخفف. وتقدمت الكويت بالمشروع بصفتها العضو غير الدائم في مجلس الأمن الذي يمثل الدول العربية، على أمل أن يحصد مشروع القرار أكبر عدد من أصوات الدول الأعضاء في المجلس لإظهار أن واشنطن معزولة فيما يتعلق بالموضوع الفلسطيني. ولم تشمل المسودة الجديدة التي ستقدم لمجلس الأمن طلبا مباشرا لإنشاء البعثة الدولية للحماية، وبدلا من ذلك تطلب أن يتقدم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بتوصيات. كما يدعو النص الجديد لـ «النظر في اتخاذ إجراءات لضمان سلامة وحماية السكان المدنيين الفلسطينيين» في المناطق الفلسطينية المحتلة وقطاع غزة. كما يدعو الأمين العام لتقديم تقرير خلال 60 يوما حول اقتراحات لحماية المدنيين الفلسطينيين بما في ذلك تشكيل بعثة دولية. وقد سبق أن رفضت أمريكا إصدار بيان من مجلس الأمن يدين قتل إسرائيل للمدنيين الفلسطينيين المشاركين في فعاليات «مسيرات العودة» على حدود غزة، خاصة بعد سقوط 63 مواطنا يوم 14 الجاري، خلال المشاركة في «مليونية العودة». وفي حال قامت أمريكا باتخاذ قرار «الفيتو» سيقوم الفلسطينيون بتطبيق الخطة البديلة. وقال صالح رأفت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، إنه سيتم دعوة الجمعية العامة لعقد اجتماع استثنائي تحت بند « متحدون من أجل السلام « لإقرار المشروع ذاته. مجلس الأمن يصوّت اليوم على مشروع مخفف لحماية الفلسطينيين وتوقع «فيتو» أمريكي الفلسطينيون سيتوجهون بخطة بديلة للجمعية العامة لإقرار المشروع ذاته |
العاهل المغربي يشرف على انطلاق عملية إرسال المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني Posted: 30 May 2018 02:18 PM PDT الرباط – «القدس العربي»: أشرف العاهل المغربي الملك محمد السادس في مطار محمد الخامس الدولي في الدار البيضاء، الثلاثاء، على انطلاق عملية إرسال المساعدة الإنسانية الموجهة للشعب الفلسطيني وتشمل إقامة مستشفى ميداني للقوات المسلحة المغربية، وتقديم أغطية وكمية من الأدوية الضرورية، ومنح مساعدة غدائية من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن. ويوفر المستشفى، الذي سيقام في قطاع غزة، خدمات استشفائية للفلسطينيين ضحايا الأحداث الأخيرة، ولمجموع ساكنة المنطقة. ويشتمل على التخصصات المطلوبة من طرف السكان والمتلائمة مع احتياجاتهم، من قبيل جراحة الشرايين والجهاز الهضمي والعظام وطب الأطفال وأمراض الأدن والأنف والحنجرة وطب العيون، إلى جانب عدد من التخصصات التي يوفرها المستشفى الميداني متعدد التخصصات. وتتنوع المساعدة الغدائية الممنوحة من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن، وتشمل مواد أساسية، لاسيما تلك التي تستهلك في شهر رمضان المبارك. وأرسلت هذه المساعدة الغدائية، التي يبلغ حجمها 113 طناً، لفائدة سكان غزة، على أن تستفيد منها أيضا ساكنة القدس ورام الله. كما سيتم إرسال 5000 من الأغطية. وقالت وكالة الانباء المغربية الرسمية ان هذه المبادرة تعكس التضامن التلقائي والتاريخي للملك والشعب المغربي تجاه الشعب الفلسطيني. ويضم المستشفى الميداني الطبي الجراحي الذي يشتمل على عدة أقسام وتخصصات، طاقماً قوامه 97 عنصراً، بما في ذلك 13 طبيبا و21 ممرضا، من عدة تخصصات. كما سيتم إرسال كمية من 25 طناً من الأدوية من أجل تعزيز الخدمات الاستشفائية المقدمة. وبدأ إرسال المساعدات الغدائية في اتجاه رام الله والقدس، عبر الأردن فيما سيتم إقامة المستشفى الميداني وإرسال كمية الأدوية والمساعدة الغدائية والأغطية لفائدة ساكنة غزة، فور الحصول على تراخيص العبور من طرف سلطات الجمهورية العربية المصرية الشقيقة. من جهة أخرى دعا مفتي فلسطين وإمام المسجد الاقصى، الشيخ محمد حسين، الدول العربية والإسلامية إلى قطع العلاقات مع كل الدول التي تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وقال في ندوة نظمتها مؤسسة بيت الصحافة في مدينة طنجة المغربية (شمال)، تحت شعار «من بيت الصحافة إلى بيت المقدس إيمان ووجود» إن «الدول العربية والإسلامية، هددت سابقا بقطع علاقاتها مع كل الدول التي تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل وآن الاوان كي تقوم جميع هذه الدول بتطبيق قرارات منظمة التعاون الإسلامي في هذا الاطار». العاهل المغربي يشرف على انطلاق عملية إرسال المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني |
سنّة العراق يخططون لإحياء تحالفهم الموحّد قبل الانضمام للكتلة الأكبر Posted: 30 May 2018 02:18 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: يخطط قادة الكتل السياسية السنّية في العراق، للحفاظ على وحدّة تحالفهم، قبل الشروع بالمفاوضات مع بقية الكتل السياسية، الشيعيّة والكردية. نتائج الانتخابات الأخيرة، أسهمت في تشظي التحالفات القديمة (التحالف الوطني الشيعي، والتحالف الكردستاني الكردي)، غير إنها صبّت في صالح القوى السياسية السنّية. وعلمت «القدس العربي»، من مصدرٍ مطلعٍ، أن قادة الكتل السياسية السنّية يسعون إلى إحياء «تحالف القوى» الممثل السياسي للسنّة في العراق، عبر ثلاثة أطراف رئيسة، هي جمال الكربولي، زعيم حزب الحل، وخميس الخنجر، زعيم المشروع العربي، وزعيم تحالف القرار، أثيل النجيفي. وطبقاً للمصدر، فإن أمام تلك الأطراف مهمة واحدة لتوحيد البيت السنّي، تتمثل بإقناع ائتلاف الوطنية، بزعامة أياد علاوي، للانضمام إلى «اتحاد القوى». وفيما أقرّ المصدر بصعوبة تحقيق ذلك، باعتبار أن علاوي يخوض غمار الحوارات الممهدة للانضمام إلى الكتلة البرلمانية الأكبر، كشف عن تحركات تجري في اتجاه القياديين في ائتلاف علاوي، وهم سليم الجبوري، وصالح المطلك. وفي منتصف الأسبوع الجاري، عقد ائتلاف «الوطنية» اجتماعاً في منزل الجبوري، ضم عدداً من النواب والشخصيات والكيانات السياسية، بهدف تشكيل «كتلة وطنية» قادرة على مواجهة تحديات المرحلة المقبلة، حسب بيان لمكتب الجبوري. وأضاف: «تم أثناء الاجتماع مناقشة أهم العوامل التي من شأنها أن تمكن الكتل السياسية من تشكيل حكومة وطنية قوية تمتلك كل عوامل النجاح ومواجهة التحديات، وتستطيع تغيير الواقع الحالي إلى ما هو أفضل». وحسب البيان، فإن الاجتماع تضمن التوقيع على «تحديد أولويات ومتطلبات المرحلة المقبلة، لتحقيق الاستقرار الشامل والمتمثلة في إعادة النازحين ودعم الإعمار والاستثمار في المدن المنكوبة جراء الحرب على الإرهاب، خاصة وبقية المحافظات عامة، وحصر السلاح بيد الدولة، وضرورة انفتاح العراق على محيطه الإقليمي بالشكل الذي يعزز سيادته وعمقه العربي». وأكد الموقعون أيضاً على فتح قنوات التعاون مع جميع الكتل في إطار العمل لبناء الدولة المدنية العادلة وفق معيار القانون ومصلحة العراق، طبقاً للبيان. علاقات متوازنة في الطرف المقابل، يواصل زعيم التيار الصدري، رئيس تحالف «سائرون»، مقتدى الصدر سلسلة لقاءاته في الكويت، بهدف خلق توازن في علاقات العراق الخارجية. الصدر أكد من الكويت أهمية تشكيل «حكومة وطنية أبوية» تكون راعية لحقوق جميع المكونات. وقال مكتبه في بيان، إن «زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر التقى بأمير دولة الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح، في قصر دسمان في الكويت»، مبينا أن «الجانبين تبادلا التهاني بمناسبة حلول شهر رمضان». وحسب البيان، «جرى خلال اللقاء بحث العلاقات الودية الأخوية بين البلدين الجارين والشعبين الشقيقين وسبل تعزيز الروابط والتعاون المشترك البناء الذي يسهم في توطيد الاستقرار والرخاء»، مشيرا إلى أن «الصدر عبر عن رؤيته لشكل الحكومة القمقبلة». وتابع أن «الصدر اكد على وطنية الحكومة وأبويّتها وأن تكون راعية لحقوق جميع المكونات والأقليات بجميع انتماءاتهم ومستظلة بالخيمة الوطنية الواسعة». أمير الكويت، قدّم، وفق البيان، «التهاني للصدر بمناسبة نجاح الانتخابات البرلمانية في العراق، وفوز تحالف سائرون الوطني في الانتخابات وحصوله على المرتبة الأولى». صعوبة تشكيل الحكومة كردياً، توقع «الحزب الديمقراطي الكردستاني»، أن يتأخر تشكيل الحكومة الاتحادية المقبلة، فيما كشف عن قربه من التحالف مع جهات سياسية تؤمن بحقوق شعب كردستان، والإلتزام بها. القيادي في الحزب، خسرو كورن، قال للصحافيين، أمس الأربعاء، في أربيل، إن «تشكيل الحكومة العراقية الجديدة سيتأخر، كما حصل مع الحكومة الحالية بعد الانتخابات التي جرت قبل أكثر من أربع سنوات». وبين أن «هذه المرة لا أتوقع أن تتشكل الحكومة بسهولة وقد تتأخر لـ 4 ـ 5 أشهر بعد المصادقة على نتائج الانتخابات»، معللا ذلك بأن «القوائم التي فازت بالانتخابات لم تحقق أيا منها الأغلبية الساحقة، وحتى ائتلاف سائرون الفائز الأول لديه 54 مقعداً ولا يؤهله هذا لتشكيل الحكومة». كذلك، أعلن عضو المكتب السياسي، المتحدث الرسمي باسم الحزب، محمود محمد، أن «الشراكة الحقيقية والتوافق والتوازن هي من أولويات حزبه، للمشاركة في الحكومة العراقية المقبلة». وأضاف، في تصريح أورده الموقع الرسمي للحزب، أن الديمقراطي الكردستاني «يستمع إلى جميع الأطراف، وليس بالضرورة أن نفعل ما يقولونه، حيث نرى نحن أن المصالح العليا لكردستان في علاقاتنا هي الأهم». وحول أولوية الديمقراطي «الكردستاني» للمشاركة في الحكومة العراقية المقبلة، قال: «نحن سنشارك في الحكومة العراقية المقبلة على أساس أولويات ثلاث، هي الشراكة والتوافق والتوازن، أي أننا نريد أن نكون شركاء حقيقيين في الحكومة العراقية المقبلة وليس مجرد مشاركين، أي أننا يجب أن نكون مشاركين في اتخاذ القرارات، كما وأن قناعتنا هو أن يكون هناك توافق بين جميع المكونات، وخاصة فيما يتعلق بمواطني كردستان وعدم الاعتماد على مبدأ الأغلبية والأقلية». وتابع: «لقد اتفنا على تلك المبادئ بعد عام 2003، لكن منذ ذلك الوقت لم يتم تطبيق أي من تلك المبادئ وجعلها قانوناً ساري المفعول»، موضحاً «نحن أصررنا على التوافق، كون العراق لا يمكن إدارته على اساس المكون الواحد قومياً كان او دينياً أو مذهبياً، لذا نحن مصرون على ضرورة الحفاظ على هذا التوافق، حيث دون هذا التوافق لا يمكن رؤية عراق مستقر ينعم فيه المواطنون بالراحة والأمان والرخاء». أما عن مسألة التوازن، فأشار إلى أنها تتعلق بـ«حصة المواطن الكردستان في مؤسسات السلطة والحكومة العراقية، حيث يجب مراعاة هذا التوازن، فلو نظرنا إلى الحقائب الوظيفية (السفراء، وكلاء الوزارات، المدراء العامين، المستشارين ونسبة الكرد في الجيش العراقي… الخ) من هذه الزاوية، نرى أن هناك عددا من الحقائب يجب أن يشغلها الكرد، لكنها شغلت بأناس آخرين». وزاد: «عند بداية تحرير العراق عام 2003 كان نسبة الكرد 30 ـ 35٪ في الجيش العراقي، لكن الآن هناك آخرون يملؤنها ونسبة الكرد في الجيش الآن أقل من 1.5٪، إذاً يجب مراجعة كل هذه الأمور وترتيبها من جديد لإعادة التوازن ليشعر الكرد بأن هناك توازن بينهم وبين السنة والشيعة». تأثيرات خارجية وطبقاً للمصدر، فإن الديمقراطي الكردستاني «لم يضع خطوط حمراء ضد أحد في العملية السياسية في العراق»، مضيفاً «لنا ملاحظات على أداء بعضهم خلال الفترة السابقة في الحكم، لكننا لا نضع خطوطا حمراء أمام أي أحد لشغل حقيبة ومنصب رئاسة الوزراء المستقبلي، وحسب اعتقادنا، فإن ذلك يقع على عاتق الأطراف الشيعية التي تتحالف بشأن هذه المسألة». وعن آلية تشكيل الحكومة والمرشح لرئاستها، أضاف قائلاً: «تشكيل الحكومة ليس في يد المكون الشيعي لوحده، بل أن دول جوار العراق والدول العربية وحتى أمريكا وأوربا لها تأثيرها على ذلك». وهذا يعني، وفق المصدر «أن إرضاء جميع هذه الأطراف وإجماعهم على مرشح بذاته ليس بالأمر الهين»، مبيناً أن «في الحكومة السابقة كان هناك نوع من التقارب بين أمريكا وإيران، لكن ما يظهر الآن هو تباين وجهات النظر بين هذين الطرفين حول مستقبل العراق، والآن، لكل من إيران وأمريكا ملاحظات على بعض الأسماء المرشحة، وهذا ما يعقد تشكيل الحكومة المقبلة أكثر». سنّة العراق يخططون لإحياء تحالفهم الموحّد قبل الانضمام للكتلة الأكبر الصدر يجدد مطلب الحكومة الأبويّة… ولا خط أحمر لحزب بارزاني على رئيس الوزراء القادم |
هل تقودُ نادين لبكي السينما العربيةَ إلى أولِ أوسكار؟ Posted: 30 May 2018 02:17 PM PDT لوس أنجليس – «القدس العربي» : تصدر فوز فيلم المخرجة اللبنانية نادين لبكي «كفر ناحوم» بجائزة تحكيم مهرجان كان السينمائي عناوين الصحف العربية منذ الإعلان عنه نهاية المهرجان الفرنسي. ولكن بدلا من تسليط الضوء على القضايا الإجتماعية والإنسانية التي يطرحها الفيلم انشغل الإعلامان اللبناني والعربي في الجدل حول أهمية الفوز، الذي أثارته الطائفية وكأن الحرب الأهلية، التي حذرت منها لبكي في فيلمها السابق «هلا لوين» ما زالت مشتعلة في أذهان اللبنانيين. بلا شك أن فوز لبكي بهذه الجائزة القيمة هو حدث تاريخي ويستحق الاحتفاء. فهي جائزة التحكيم الأولى التي تفوز بها مخرجة عربية والثانية التي يفوز بها فيلم لبناني بعد أن نالها فيلم مارون بغدادي «خارج الحياة» عام 1991. ولكنني شعرت من خلال حديثي مع لبكي في مهرجان كان، أن غايتها من اخراج «كفر ناحوم» لم يكن صنع تاريخ في تحقيق الجوائز وإنما هو نداء صارخ لحماية الأطفال المهملين ومنح العمال الأجانب حق العيش بكرامة ومعاملتهم كبشر. معالجة قضايا عدة في فيلم ما تعتبر مخاطرة درامية، وبالفعل تعرّض «كفر ناحوم» لبعض الانتقادات من نقاد السينما، الذين وصفوه بالفوضى، بسبب تشعب حبكته في مواضيع مختلفة. ولكن لبكي تصر على أن هذه المواضيع والشخصيات التي تطرحها مرتبطة ببعضها البعض. «الأطفال المهملون والعمال الأجانب ينتمون للعالم نفسه»، تقول لبكي: «هم المهمشون في المجتمع وهم غير معترف بوجودهم لأنهم لا يملكون الأوراق التي تثبت وجودهم على وجه الأرض. هؤلاء الأطفال الذين لا يسجلون عند ميلادهم ليس لهم حق الالتحاق بالمدارس أو الخدمات الطبية أو العمل أو السفر. » قصة فيلم «كفر ناحوم» الفيلمُ يسردُ قصةَ طفلٍ في الثانية عشرة من العمر يدعى زين، يهربُ من بيتِ أهلِه الفقراءِ بعد تزويجِهم اختَه ابنَة الحاديةَ عشرةَ لصاحبِ متجرِ حارتِهم. ويعيش في الشارع حتى تقوم بإيوائه خادمةُ أثيوبيةٍ تستعينُ به في الاعتناءِ برضيعِها. وبعد أن تلقي السلطاتُ القبضَ عليها لكونها مقيمةً غيَر شرعية، يعود زين مع الرضيعِ إلى الشارع للبحث عن لقمة العيش. تطرح لبكي الفيلم من منظور الأطفال، الذين يواجهون فظاظة والديهم تجاههم. الأب يمنع زين من الالتحاق بالمدرسة ويبعثه للعمل في متجر مقابل خضار فاسدة تعيش عليها عائلتهم. وعندما يلتقي صاحب المتجر باخته الطفلة يُعجب بها ويخطبها من أهلها مقابل بضع دجاجات. ولم يأبه أهلها لبكائها وتوسلها بعدم بيعها لصاحب المتجر، بل يجروها بقوه إلى بيته وكأنها كانت مصيبة أرادوا أن يتخلصوا منها. تخلف القانون اللبناني المثير هو أن الفيلم لا يحمّل السلطة – التي عليها أن تحمي هؤلاء الأطفال من هذه المآسي – المسؤولية، ولكن لبكي تنكر ذلك مصرة على أنها قدمت مشاهد المحكمة، حيث تؤدي دور محامية الطفل زين، من أجل مواجهة السلطة في اخفاقها في منح هؤلاء المهمشين حقوقهم. «الأم تنظر الي، المحامية التي تمثل النظام، في المحكمة وتسألني بأي حق تحاسبينني. أنت التي حرمتيني من تسجيل أطفالي. من أين أحصل على 150 دولارا لتسجيل كل طفل؟ مفروض أن كل ولد يتسجل عند ولادته بدون أن يدفع شيئا. لهذا طرحت مشهد المحكمة لكي يخلق هذا التوازن بين السلطة والأهل. » المحكمة تكشف عن تخلف القانون اللبناني وعجزه في تحقيق العدل للمهمشين في المجتمع والدفاع عن حقوقهم. الأب ينفجر بكاء أمام القاضي عندما يقول إنه أراد أن يكون مثل غيره من الرجال ويقوم بواجبه في المجتمع من خلال بناء عائلة وتربية أطفال ولكن سرعان ما تبين له أن النظام لا يعتبره إنسانا بل هو مثل الحشرة التي لا قيمة لها. «نحن كلنا مذنبون»، تعلق لبكي: «نحن نحكم على هؤلاء الناس دون أن نعرف شيئا عن واقعهم، ونتهمهم بعدم الاكتراث بأطفالهم وأنا واحده من هؤلاء الناس. كنت أذهب إلى بيوت هؤلاء الفقراء وأجد الأطفال مهملين ومتروكين لوحدهم في البيت، مما كان يثير غضبي على الأهل ولكن عندما تأتي الأم إلى البيت وأتحدث معها لمدة دقائق أشعر بالذنب وتنقلب نظرتي تجاهها، وأتساءل كيف من حقي أن أنتقدها دون أن أعيش الحياة المرة التي تعيشها ولا أحس الإحساس الذي تحسه». والدا زين عاشا طفولة ليست أقل بؤسا من الحياة التي يعيشها أطفالهما. وازدادت حياتهما بؤسا بعد أن خلفا هؤلاء الأطفال. ففي المحكمة يعبرا عن الألم المر النابع عن فشلهم في تحقيق حياة كريمة لهم. ولكن لبكي لا تعفيهم من المسؤولية. وفي الواقع الفيلم مبني على تقديم شكوى من زين ضد أهله لأنهم خلفوه. «نحن نتحدث عن مسؤولية الإنجاب وحق الولد في حياة كريمة حتى قبل أن يخلق»، تقول لبكي: «على الأهل أن يفكروا عشرة مرات قبل أن يجلبوا الولد ولا يمكنهم أن يلوموا السلطة والمجتمع على فشلهم. » عندما تكون هناك إرادة فهناك وسيلة ولكن لبكي لا تطرح حلا لهؤلاء الفقراء في التحكم بالخلفة، التي تحتاج توعية وعناية طبية تحرمهم السلطة منها لأنهم غير مسجلين «عندما تكون هناك إرادة فهناك وسيلة»، ترد لبكي: «إذا اعتبرنا الطفل هبة من الله فهذا سبب آخر أن نهتم به عندما يخلق. لا يمكنك أن تنجب طفلا وترميه في الشوارع، وتنتظر أن الحياة تربيه وأن رزقه يأتي معه، علينا أن ننمي وعي ما وثقافة ما لمنع ذلك.» في تحضيرها لصنع الفيلم، كرست لبكي أربعة أعوام في دراسة موضوع الإنجاب في لبنان من خلال زيارة مراكز طبية ومحاكم وسجون وعائلات فقيرة واكتشفت أن كثيرا من النساء الحوامل يدركن أن جنينها سوف يذهب إلى الميتم بعد ولادته «إذا أدركت أنه لا يمكنك أن تكوني أم هذا الطفل فلماذا لم تفكري بذلك قبل أن تحمليه؟». تتساءل لبكي. أفلامُ لبكي دائمًا ما تعالجُ قضايا اجتماعيةٍ ونسائيةٍ وسياسيةٍ واقعيةٍ في لبنان، لكن أحداثَها تدورُ في أماكنَ خياليةٍ مثل كفرناحوم، وهي بلدةٌ فلسطينيةٌ تاريخيةٌ تعني الجحيم، وذلك لأن المسيح تنبأ بخرابها. «عندما طرحت القضايا التي أردت أن أتناولها في الفيلم، أدركت أنها تعبر عن جحيم. ومنذ طفولتي كنت دائما أتخيل الجحيم ككفر ناحوم»، توضح لبكي. في فيلمِها الأولِ «سكر بنات»، الذي تسبرُ فيه تحدياتِ النساءِ العربياتِ في مجتمعاتِهن، تضعُ لبكي شخصياته في مركزِ تجميلٍ من دونِ تحديدِ مكانه. وفي فيلمِها الثاني «هلا لوين»، الذي تتناولُ فيه النزاعاتِ الطائفيةَ في لبنان، تطرحُ القصةَ في قريةٍ خيالية. «الهدف هو أن يكون الفيلم أكبر من انتمائه لبلد معين أو منطقة معينة أو فئة معينة»، تقول لبكي. »فيلم هلا لوين يمكنه أن يكون خلافا بين فريقي فوتبول أو بين سود وبيض. الهدف أن يكون الفيلم رمزيا وليس مترسخا في واقع معين». أكثرَ الأفلامِ العربيةِ دخلاً عولمةُ القضايا المحليةِ التي تعالجُها لبكي في أفلامِها ساهمت في جعلِها أكثرَ الأفلامِ العربيةِ دخلاً في شباكِ التذاكرِ العالمي، محققةً ما يعادلُ عشرينَ مليونِ دولار. كما حصدت جوائزَ سينمائيةً عالميةً قيمةً في أهمِ المهرجاناتِ العالميةِ، علي غرار جائزة جمهور مهرجان تورنتو العالمي للأفلام عام 2011، وهي الجائزة التي فازت بها أفلام ذهبت لتحقق جائزة الأوسكار لأفضل فيلم على غرار «لا لا لاند»، «أرغو» و «المليونير المشرد» و»خطاب الملك. » نجاحُ فيلمِ كفر ناحوم في مهرجانِ كان، واقتناؤه من قبلِ شركةِ «سوني كلاسيك»، التي ستطلقُه في الولايات المتحدة في موسمِ الجوائز، أثارَ اهتمامَ هوليوود وعززَ من امكانيةِ ترشيحه لجائزةِ الأسكار لأفضلِ فيلمٍ بلغةٍ أجنبيةٍ العامَ المقبل. فهل تقودُ لبكي السينما العربيةَ إلى أولِ أوسكار؟ 7akh هل تقودُ نادين لبكي السينما العربيةَ إلى أولِ أوسكار؟ حسام عاصي |
الورطة العربية: الدولة الميليشياوية Posted: 30 May 2018 02:16 PM PDT تورطنا في عالمنا العربي مع أنظمة سياسية تكشف لنا كل يوم مدى فساد إداراتها وضعف بصيرتها. ففي عدد كبير من البلدان العربية تنتشر في صفوف النظام روح ميليشياوية وذلك على حساب عقلية الدولة ونظام المؤسسات. بل تبدو الدولة العربية وكأنها استعارت من عالم العصابات والميليشيات غير الحكومية الكثير من الأساليب والوسائل. إختبرت شعوبنا هذا عبر طريقة الأنظمة في تصفية الخصوم واقتحام مناطق سكنهم و خطفهم بلا سند قانوني وبلا إعلان عن اماكن وجودهم، شاهدنا كيف تقوم جهات أمنية في دول عربية يفترض انها مسؤولة بتصفية معارضين ثم بالإعلان بأنهم كانوا مسلحين بينما لم يكونوا في عدد من الحالات من حملة السلاح، وشاهدنا كيف يهاجم الاعلام «والذباب الالكتروني» معارضين ونقادا ومثقفين بوسائل تتميز بالوضاعة والركاكة بل والعنصرية. لقد أصبح التشويه جزء من النظام العربي، وكأن الرسالة الموجهة للشعوب بأن النظام بشكله الراهن لم يعد يمتلك ما يسمح له بالبقاء سوى آلة القمع والتشويه والخوف؟. النظام العربي في معظم حالاته فقد الحد الادنى من المصداقية بسبب هذه التصرفات. هذا بالتحديد هو احد اهم اسباب بروز»الميليشياوية» التي حولت الدول لشبه دول. لنأخذ بعض الأمثلة: شكل استبداد الدولة في سوريا في ظل نظام الاسد وطبيعة تعامله العنيف مع الثورة السورية الاساس الذي أنتج تسلح الثورة وبداية المجموعات المكونة من الميليشيات المسلحة. ولو درسنا ذات الوضع في العراق، سنجد ان النظام السابق في العراق احتوى على ميليشياوية في التفكير والتطبيق تجاه كل الطوائف والقوميات العراقية، وهذا أدى لبروز ميليشيات معارضة دعمتها إيران في مرحلة لاحقة. أما النظام الجديد بعد 2003 فبفضل سياسات العزل الموجهة لقطاع كبير من السنة العراقيين نشأت ميليشيا الدولة الاسلامية و الحروب التي إرتبطت بصعودها وتراجعها، كما ونشأت ميليشيات تابعة للنظام. إن الدولة التي تسلك سلوكا ميليشياويا ستنتج ما يشبهها في صفوفها وبين معارضيها. ولو درسنا حالة حزب الله بصفته ميليشيا متقدمة التنظيم والادارة، لوجدنا ان نشوء الحزب لم يكن خارج السياق. فبالاساس كانت عقلية الدولة اللبنانية تستثني الشيعة بصورة اساسية ثم كانت تستثني المسلمين السنة بصورة ثانية. هذا الوضع تفاقم بسبب حرب 1967 التي شنتها اسرائيل والتي نتج عنها هزيمة الدول العربية و نشوء المقاومة الفلسطينية. المقاومة الفلسطينية كانت بالاساس نتاج السياسات الاسرائيلية في اقتلاع الشعب الفلسطيني من الارض. لكن تحالف المقاومة مع الشارع اللبناني او اجزاء أساسية منه وعلى الاخص المسلمين في الجنوب غير التوازنات اللبنانية الداخلية. هذا الوضع خلق الاحتقان اللبناني اللبناني الذي ادى للحرب الاهلية المندلعة عام 1975. وقد استغلت اسرائيل اجواء الحرب الاهلية اللبنانية والخلاف العميق اللبناني اللبناني فوجهت ضربتها لمنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عام 1982. لكن اقتلاع منظمة التحرير الفلسطينية من جنوب لبنان وبيروت أدى لفراغ كبير في لبنان وفي الجنوب. وقد حاولت قوى عديدة ملء هذا الفراغ. لهذا برز حزب الله من واقع الاحتلال الاسرائيلي، وأصبح دعم إيران لحزب الله نتيجة تلاقى المصالح والرؤى، فإيران التي فرض عليها الحصار بعد الثورة عام 1979 شعرت بالاختناق من قبل الولايات المتحدة ثم بشكل أكبر أثناء حرب8 سنوات(1980 ـ 1988) بين العراق وإيران. ويمكن القول ايضا بأنه كان من الطبيعي ان تؤدي طبيعة الدولة اليمنية القبلية وحروبها مع المختلفين معها واستبدادها خاصة مع نظام علي صالح لنشوء ميليشيا الحوثيين. فبغياب التغير الديمقراطي الوطني الذي يساوي بين المواطنين على أرضية الحقوق نشأت جماعات مسلحة معارضة تتصرف وكأنها دولة، في هذا نشأت ظاهرة الحوثيين. من جهة أخرى تتكرر ذات الابعاد في مصر. فطالما أن النظام في مصر قادر على عزل فئات كبرى في المجتمع المصري ستبقى الحرب في سيناء وسيبقى التفكك في المجتمع وستظل فئة لا تقل عن ثلث المجتمع المصري تريد الإنتقام من كل ما وقع في مصر منذ 2013. يجب عدم التقليل من حجم الاحقاد المدفونة تحت سجادة القمع والعنف في مصر. في المشهد العربي الذي يتطور منذ عقد، نجد بأن النظام العربي يعيش حالة عداء مزمنة مع المواطن، بل ربما يعتبر النظام المواطن عدوه الاول. فالمواطن محب للحرية و يريد تعليما مفيدا ويبحث عن حياة متوازنة ويريد نظاما عادلا، وقادة يمثلونه. لكن عجز الدول وضعف مسـؤوليتها الاجتماعية والسياسية تجاه مواطنيها وضعها في حرب مع المواطن. هذا أساس تطور الأسلوب الميليشياوي في النظام العربي. فهي تشك في ولاء المواطن، وتسعى لتحويله لتابع لا حول له ولا قوة. في هذه الحرب تقع عملية تهميش المواطن وتجهيله، بل وجعله بلا مياه نظيفة وبلا بيئة صحية وبلا تعليم نوعي وبلا حقوق. بعد نصف قرن على التنمية والتطوير والتعليم تجد الشعوب العربية( مع استثناءات محدودة) انها وصلت لحافة الهاوية: فهي بلا حقوق وبلا دساتير وبلا حماية من قوة الأجهزة وسلطة ميليشيا الدولة. إن اتهامات النخب المرتبطة بالانظمة بأن الشعب جاهل وغير مستعد للممارسة الديمقراطية والحقوق يعكس مدى جهل الدولة بمقتضيات العصر و التعليم الحديث والبناء. لقد امتص النظام عافية المجتمع وافقد الناس والأفراد حس الانجاز، بل قامت الدولة بكل ما تستطيع لمنع الخيار الديمقراطي ولمنع تعلم الناس لأسس الديمقراطية. لقد استمر فساد الدولة من خلال تشجيعها على الطائفية والقبلية، فبالنسبة اليها كل هذه الابعاد ادوات تستخدم للحفاظ على السلطة. لقد تحالفت الدولة العربية مع الخارج على حساب الداخل، واعتمدت على شراء الأسلحة كوسيلة للحماية، وهي بنفس الوقت تعاملت مع المواطن صاحب المصلحة الحقيقية في تطور الدولة كمنافس لها بل وكعدو. لهذا انتهت الدولة ضعيفة أمام الخارج لأنها عزلت جزءا كبيرا من مجتمعها. بل امنت الدولة العربية بأن القوة والقمع وأسلوب الميليشيا يمكن أن يحل كل المشكلات مما ساهم في زيارة عدد المعارضين وحول الشعب لمشروع للهجرة، لقد إجتثت الدولة المعارضين المدنيين لتصطدم بصعود الإسلاميين، وإجتثت الإسلاميين لتصدم بأن المشكلات تفاقمت والفساد انتشر في كل مكان والمجتمع إنهار. لمنع مزيد من التدهور على الدولة العربية إعادة النظر بجميع سياساتها مع المختلفين معها ومع المواطنين. للآن لم يبدأ مشروع الدولة القائم على البنيان الحقوقي والمواطنة المكتملة الأبعاد. في البلدان العربية: استثمرنا عقودا في مشروع الاستبداد والحكم و مشاريع الميليشيا التي لا علاقة لها ببناء الدول والمجتمعات الحية. في 2018 لازلنا نبحث عن طريق يخرجنا من هاوية. ٭ استاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الورطة العربية: الدولة الميليشياوية شفيق ناظم الغبرا |
سوريا: في التعفيش وأصوله Posted: 30 May 2018 02:15 PM PDT في ربيع العام 1982، مر عليّ قريب لي، في إجازة قصيرة من خدمته العسكرية الإلزامية، قبل أن يكمل طريقه إلى قريته. كان مجنداً في الوحدات الخاصة، وقد شارك في الحرب على مدينة حماة في شهر شباط من ذلك العام. والوحدات الخاصة بقيادة اللواء علي حيدر كانت من تلك الوحدات العسكرية عالية التدريب التي يعتمد عليها في حماية النظام، وتقع خارج ولاية قيادة الجيش، كحال الحرس الجمهوري اليوم. حكى لي قريبي عن بعض ما شهده من فظاعات بحق السكان، وأراني مجموعة من الصور كان قد حصل عليها من أحد البيوت التي اقتحموها بعد خلوها من أهلها (قتلاً؟ اعتقالاً؟ هروباً؟..). صور عائلية عادية تظهر فيها فتاة شابة جميلة بوجه ضاحك. استغربت الأمر بشدة، وسألته لماذا يحتفظ بتلك الصور؟ فقال لي إنها الشيء الوحيد الذي «خرج به» من معركة حماة، في حين نهب زملاؤه المصاغ الذهبي وكل ما خف حمله وغلا ثمنه من البيوت التي استباحوها. لم أسمع شهادات عن نقل أثاث البيوت المستباحة، كما يحدث اليوم، في سيارات شحن من مدينة حماة الجريحة في ذلك العصر البعيد. ربما حدث ذلك ولم يسمع به أحد بسبب التعتيم الشديد على كل ما حدث هناك من فظاعات، حيث تدور التقديرات حول عدد هائل من القتلى يعد بعشرات الآلاف، ودمار شمل نصف المدينة. قد يمكننا القول، برغم ذلك، أنه كانت لتعفيش ذلك العصر «كرامته»! أعني أنه ربما لم يبلغ من الانحطاط والوضاعة ما بلغه على يد بشار الأسد، فكان لجندي من الوحدات الخاصة أن يكتفي مغنماً بصور فوتوغرافية لفتاة جميلة لا يعرفها، أو يتم التركيز على النقود والمجوهرات، مقابل تعفيش هذه الأيام الذي يعبر عن جوع وضيع لا يمكن إشباعه بكل غسالات سوريا وبراداتها وكابلات خطوط تليفونها وبلاطات مراحيض بيوتها. جوع موغل في التاريخ للطغمة التي استولت على السلطة في سوريا في الستينيات ولم تشبع من النهب والسلب، ولن تشبع. نعم، لا يعبر التعفيش المباح في حروب النظام الكيماوي على سوريا، فقط، عن عمل ممنهج لمزيد من إذلال السوريين وتحطيمهم معنوياً بعد تحطيمهم الفيزيائي، بل يعبر أيضاً عن نزوع وضيع و«عين جوعانة» لدى الجنود الأفراد، كل بذاته. ربما لهذا السبب يمكن الافتراض أنه يتم اختيار «كتيبة التعفيش» بعد كل تدمير وترحيل للأهالي، اختياراً دقيقاً من أشد الجنود سفالة، ممن هم مستعدون لبيع أمهاتهم بارتياح، لكي تتم المهمة على أفضل ما يرام. يروي وزير الدفاع الأسبق مصطفى طلاس في كتابه المخصص لتمرد رفعت الأسد على أخيه، في عام 1984، حين كان الأخير على فراش المرض، فيقول إن رفعت قد أمر جنوده في سرايا الدفاع باستباحة العاصمة دمشق لمدة ثلاثة أيام، بعد استيلائه المأمول على السلطة، فحلل لهم أموال الناس ونساءهم. وتوعد كل من يحتمل أن يطلب منه شيئاً، بعد انتهاء الفترة المذكورة، بأشد القصاص. إذلال سكان العاصمة و«كسر عينهم» بتلك الطريقة هي «البيان الحكومي» الخاص بالعهد الجديد وبرنامج عملها، فيما لو نجح تمرد رفعت. غير أن الرياح خذلت قائد سرايا الدفاع، وتمكن حافظ الأسد من استعادة السيطرة على الوضع. وتنازل رفعت عن طموحه السلطوي مقابل «تعفيش» المصرف المركزي الذي ستشكل الأموال التي نهبها منه رأس ماله في بلاد الاغتراب. سبق لـ«الجيش العربي السوري» أن تدرب على التعفيش في لبنان، قبل نقل التجربة إلى الداخل السوري. هناك مرويات كثيرة عن الاستيلاء على بيوت في بيروت ونهب محتوياتها بما في ذلك صنابير الماء وبلاط الأرضيات وأسلاك الكهرباء. ولم يخرج الجيش الأسدي من لبنان، في عام 2005، مذلولاً مخذولاً، إلا وهو يحمل منهوباته في شاحنات مكشوفة. هناك من يجادلون في موضوع التعفيش هذا بالقول إن الاستيلاء على الغنائم هو عمل مألوف في جميع الحروب، وليس مسلكاً يخص هذا الجيش. هذه الحجة فاسدة من أساسها، لأن الجيوش لا تحتل مدناً وأراضي في بلدها نفسه، ولا تقاتل شعبها، بل يتعلق الأمر عادةً بحروب بين بلدين، يسعى المنتصر فيها إلى إذلال المهزوم فيرتكب ما يرتكبه كجيش احتلال (هذا لا يعني أنني أبرر تلك الأعمال الشائنة حتى حين يتعلق الأمر بحرب بين بلدين). هذا ما يؤكد النتيجة المنطقية التي سبق ووصل إليها السوريون، ومفادها أن النظام الأسدي إدارة استعمارية أجنبية، وجيشه جيش احتلال أجنبي. ليترتب على هذا الحكم مقتضاه: يجب اقتلاع المحتل الغاصب. نقطة على السطر. هناك فيديو يتم تداوله يصور جنوداً من كتيبة التعفيش، في أحياء جنوب دمشق، ألقت عليهم القبض الشرطة العسكرية الروسية بالجرم المشهود. فبطحتهم أرضاً قبل اعتقالهم. لا شيء يدعو للافتراض أن الجنود الروس المحتلين هم أقل سفالة من جنود التعفيش «الوطني» المبطوحين على الأرض. ومع ذلك يثير المشهد الشماتة لدى السوريين، ولا أحد شعر بالتعاطف مع أولئك المجرمين، الأسود على أهل البلد ـ الجرذان تحت أقدام المحتل الروسي. قريبي الذي ورد ذكره في مطلع المقالة، سيزورني مرةً أخرى، بعد عدة أشهر على زيارته الأولى. فبعدما استتب النصر للوحدات الخاصة على مدينة حماه، انتقل قريبي مع وحدته العسكرية إلى لبنان. لدى عودته الثانية بدا لي شخصاً آخر: مكسوراً منطفئ النظرات. سألته عن حرب لبنان (الاجتياح الإسرائيلي 1982). فقال لي: الطيران الإسرائيلي حطمنا. كنا نموت رعباً كلما سمعنا صوت الطائرات. لقد اختفى ذلك الجندي الجسور القوي في حماة الذي كان سكان المدينة يرتعدون أمامه قبل أن يتم إعدامهم، وحل محله جندي مذعور ينبطح عند سماع أزيز الطائرات في الجو. لا يفصل بين الحالين أكثر من ثلاثة شهور. لم يختلف الوضع كثيراً اليوم. جنود بواسل يقتلون المدنيين العزل بكل شجاعة، في المدن والبلدات والقرى السورية. ثم تأتيهم طائرات العدو الغاشم فيفعلونها في سراويلهم. هذه هي صورة النظام المطابقة لحقيقته. ٭ كاتب سوري سوريا: في التعفيش وأصوله بكر صدقي |
نماذج لا أعراقا Posted: 30 May 2018 02:15 PM PDT عرفت دراسات «الأدب المقارن» فكرة «النماذج الأدبية» التي تعددت إلى «نماذج إنسانية» مثل «نموذج البخيل» كما عند الجاحظ وموليير، و»نماذج أسطورية» مثل «نموذج الشيطان»، كما في «فاوست» غوته، وهناك مئات النماذج الإنسانية الأخرى مثل: الفلاح والفارس والشيخ والكاهن والبغي وغيرها، ونماذج أسطورية مثل بروميثيوس وبيغماليون ونرسيس وسندباد وغيرها. معلوم أن فكرة النموذج متعالية على معطيات الزمان والمكان والعرق. بمعنى أن البخيل يكون في كل الأزمنة والأمكنة والأمم من دون أن يختص بمكان أو عرق معينيين. وفي النص الديني- القرآن مثلاً – ترد نماذج متعددة يقوم النص ببنائها لمقاصد محددة، مثل «أخذ العبرة أو اتخاذ القدوة»، بغض النظر عن أعراق تلك النماذج، غير أن قراء النص يحاولون- أحياناً- أن يجعلوا «النموذج» خاصاً بالعرق، ومتعلقاً به، أثناء تلقي النصوص. عندما يتحدث النص الديني عن أقوام معينة عملت عملاً صالحاً أو غير صالح، فإن القصد إبراز قيمة العمل، أو إعلاء درجة النموذج، لا الحديث عن النموذج مرتبطاً بأقوام بأعيانهم. لكن مشكلة المتلقين للنصوص، أنهم أحياناً يخلطون بين النماذج والأعراق، كما ذكر، فيسحبون عمل السابقين من العرق- خيراً أو شراً – على اللاحقين من العرق ذاته، ويحملون الأبناء أوزار آبائهم التي لم يجترحها الأبناء، ويُكسبون اللاحقين مزايا لم يفعلوها لمجرد أن أسلافهم فعلوها، ومنشأ ذلك إلى ما ذكرناه من خلط بين النموذج والعرق لدى قراء النصوص، ومؤولي النماذج. رسم القرآن – على سبيل المثال- لبني إسرائيل «نماذج» مختلفة في حالات القوة والضعف والخير والشر، آخذاً مغزى عميقاً في وضع لوحة تاريخية أمام «الأمة المسلمة الجديدة»، في إشارة إلى أن الأمم تسير المسارات ذاتها، بغض النظر عن أعراقها، وفي ملمح لإرادة وضع «نموذج» للاقتداء إيجاباً، والتجنب سلباً. ولم يكن القرآن ليهتم ببني إسرائيل كعرق أو سلالة أو كأبناء نبي، بل اهتم بوضع «النموذج الإسرائيلي» أمام المسلمين، بغض النظر عن «العرق الإسرائيلي»، غير أن تعاطي بعض المسلمين – غالباً- اتسم كما ذكرنا بخلط «النموذج» بالعرق فألقوا على اليهود مثالب سابقيهم، في حين ألقى بعض اليهود على الإسرائيليين المعاصرين مناقب أسلافهم، وهذا يعني أن النظر حصر في العمل الذي عُمِل- خيراً أو شراً- على أساس أنه تم على يد «سلالة عرقية» لا نموذجا إنسانيا، وهنا تضيع العبرة ولا يتم تعلم الدروس. وللتوضيح أكثر، أشار القرآن إلى بني إسرائيل بقوله «ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم، وتخرجون فريقاً منكم من ديارهم، تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان». هذه الآية تخبر عن نموذج لا عرق، ومعنى ذلك أن جريمة «الإخراج من الديار» متعلقة بـ»نموذج القاتل الظالم»، الذي يمكن أن يكون في أي عرقية، وليست خاصة بسلالة بني إسرائيل، وهذا هو قصد النصوص المتسق مع مقاصد الدين الإنسانية. وتأتي الإشكالية عندما يجعل بعض المسلمين تلك الصفة تخص الإسرائيليين أو اليهود كعرق أو ديانة، مع أن العرب كعرق والمسلمين كديانة انطبقت اليوم عليهم الآية «تقتلون أنفسكم، وتخرجون فريقاً منكم من ديارهم». إن النموذج الإسرائيلي اليوم في تعاطيه مع شعبه هو أقرب إلى النموذج الإسلامي في كيفيات تعاطي الحكام مع شعوبهم، لكن النموذج الإسرائيلي اليوم في تعاطيه مع الفلسطينيين أقرب إلى «النموذج العربي» قبل الإسلام في غزو الديار واحتلال «مساقط الماء والكلأ»، وهذا يؤشر إلى تبادل الأدوار بين الأعراق البشرية في تلبسها لحالات النماذج الإنسانية المختلفة. هناك بالمقابل نصوص دينية كثيرة حول «أهل البيت» ومكانتهم في الإسلام، وقد تحدث القرآن عنهم لإرادة التعامل معهم كنموذج إنساني لا سلالة عرقية، غير أن أنسالهم يحاولون اليوم سحب مناقب السابقين عليهم، والاستفادة من تراثهم على أساس أن السابقين ميراث اللاحقين، فحين وصف القرآن «أهل البيت» بقوله «إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت، ويطهركم تطهيرا»، يحاول بعض منتسبيهم- اليوم- أن يجعلوا الآية منسحبة عليهم على أساس «الانتماء العرقي»، حتى إن مارسوا أفعالاً لا تتفق ومفهوم «التطهير» في الآية، ومرجع ذلك أنهم نظروا إلى أهل البيت كسلالة عرقية أو أسرة لا كنموذج إنساني أو فكرة، وهذا مخالف لمراد النبي الذي قال «سلمان منا أهل البيت»، رغم «فارسية» سلمان، في إشارة إلى تعاطي النبي مع الفكرة لا الأسرة، في هذا الخصوص. إن الإشكالية التي يقع فيها من يتعاطى مع الأعراق لا النماذج أنه يستمر في قدح السابقين – من عرق غير عرقه – بسبب مثالب وقع هو فيها، ويستمر في مدح السابقين- من عرقه – بسبب مناقب لم يعد يؤديها، ومرجع ذلك أن صاحب هذا المنحى نظر إلى «العرقية» لا إلى «النموذجية». الحقيقة أن الأعراق تتبادل النماذج، كما ذكر، ولكن من دون الاعتراف أو من دون الشعور بذلك، لأن تلك الأعراق تجعل الأعمال التي بنت تلك النماذج من نصيب عرق بعينه، لا نموذجا في حد ذاته، مع أن النماذج منفصلة تماماً عن الأعراق ولا علاقة لها بالسلالات. وللتوضح أكثر هناك إشكالية لدى الفكر السياسي الإسلامي، تأتي من بعض النصوص في الحديث التي نصت على أن «الأئمة من قريش»، وقد ورد في حديث السقيفة أن الخليفة الثاني أبا بكر احتج على الأنصار الذين طالبوا بالخلافة بأن «العرب لا تعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش»، وكان أبوبكر براغماتياً في ذلك، لأن العرب في ذلك الحين كانت لا تعرف السيادة إلا في النموذج القرشي، لكن أبابكر لم يقل ذلك على اعتبارات عرقية، أو لنسب قريش أو قربها من النبي، ولكن لأن هناك مجموعة خصائص سياسية واقتصادية تؤهل «قريش القرن السابع الميلادي» لتولي السلطة. ولكي نفصل أكثر يمكن القول إن «القرشية» نموذج، وليست عرقاً، بمعنى أن أي عرق أو قبيلة أو مجموعة بشرية أو حزب سياسي تنطبق عليه اليوم خصائص «القرشية» فإنه أهل للحكم أو «الخلافة والإمامة»، فيما يخرج أنسال قريش من الحكم في حال عدم انطباق خصائص «النموذج القرشي» عليهم، رغم انتسابهم عرقياً لقريش، لأن «القرشية» المقصودة نموذج لا عرقا، وهذا الأمر يمكن أن ينطبق على نموذج «الهاشمية»، أو نموذج «أهل البيت»، كما مر هنا. إن التركيز على فكرة «النماذج» يحرر العقل المسلم من الارتهان لموروث «الأعراق»، ويخرجه من التقوقع العنصري إلى رحابة إنسانية واسعة، لا تحصر الأعمال الصالحة ولا الأعمال غير الصالحة في عرق أو سلالة بعينها، وهذا يهيئ لربط «المناقب» و»المثالب» والنجاح والفشل بالقيم والأفكار والأعمال السائدة لا بالأجناس والسلالات البائدة. ثم إن التركيز على «نظرية النموذج» مهم لفصل الدين عن «الجين»، وضروري للنظر للإسلام على أساس أنه «فكرة» لا «أسرة»، الأمر الذي يحرر الإنسان المسلم اليوم من التعالقات العنصرية، المنطلقة من كون أعمالاً معينة – سلباً أو إيجاباً – مرتبطة بأعراق معينة، وهي فكرة تناقض جوهر الإسلام، كما هي مناقضة لجوهر المدنية والقيم الحضارية المعاصرة. أخيراً: يمكن تلخيص هذه المقالة في الآية: «يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط، ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى، واتقوا الله، إن الله خبير بما تعملون»، حيث تركز الآية على النموذج/القِسط لا على العِرق/القوم، وهذه غاية العدل والإنصاف، وهذا منتهى التعاطي الإنساني. كاتب يمني من أسرة «القدس العربي» نماذج لا أعراقا د. محمد جميح |
نتنياهو سيّد العالم… ولكن Posted: 30 May 2018 02:14 PM PDT فجأة، وبعدما وصل بنيامين نتنياهو إلى حافة الهاوية، وصار الحديث يدور بقوة عن حتمية سقوطه، وذلك نتيجة الشبهات حول خيانته الأمانة، وتلقيه للرشوة ومنحها، وبدأت شعبيته بالهبوط، وصار يقف مهزوزاً متلعثماً متعرّقاً أمام الكاميرات، عاد نتنياهو ليلمع من جديد، بل ارتفعت شعبيته بعد هبوط، حتى اضطر خصومه للاعتراف بقدراته، ونجاح إدارته للصراع، بعكس ما توقّعه كثيرون من الساسة والمحلّلين، عاد ليكون الشخصية الأقوى بلا منازع، رغم أن ملفات الشبهات ضده ما زالت قائمة، ولكنها تهمّشت إلى جانب إنجازاته الكبيرة بالنسبة للإسرائيليين. يكمن سر تجدد قوة نتنياهو في علاقته الشخصية بأهم صاحبي قرار وتأثير على المنطقة – ترامب وبوتين. ترامب حقق لنتنياهو نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وهذا إنجاز تاريخي بالنسبة للحركة الصهيونية، رغم تعارضه مع قرارات دولية منذ قرار التقسيم رقم 181 عام 1947 الذي يضع القدس وبيت لحم تحت سيادة دولية حتى يُبت بأمرها. كذلك استطاع نتنياهو، أن يؤثّر على قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، وإعادة فرض عقوبات عليها، وهذا يعني خسارتها لمليارات الدولارات، وهذا سيؤثر بلا شك على الاقتصاد الإيراني ويضع النظام أمام عقبات وصعوبات اقتصادية واجتماعية كبيرة. الخطوة الأخرى التي رفعت أسهمه، هي إتقانه لعبة المصالح مع بوتين، فقد اتفق مع بوتين على تحجيم قوة إيران في سوريا، وحتى طردها نهائياً، ومنع تجذر حزب الله فيها، وإعادة الوضع إلى ما كان عليه منذ اتفاق فض الاشتباك عام 1974، الأمر الذي يعني وضع لافتات – الرجاء عدم الإزعاج- على السياج الحدودي. هذا يعني كذلك من جانب بوتين، عدم وجود ضرورة لتسليح جيش النظام بصواريخ إس 300، بعد التفاهمات بين النظام السوري وإسرائيل، وبالتالي عدم المغامرة بكسر هيبة روسيا، لأن هذا قد يحدث بالفعل في حال نفّذت إسرائيل تهديدها بضرب بطاريات إس 300 إذا ما سُلِّمت لجيش النظام، والنجاح بضربها، يعني كساد هذه البضاعة التي تفاخر روسيا بها، والتسبب لها بخسائر بمليارات الدولارات. ثم إن طرد إيران وحزب الله من سوريا يبقي بوتين السيد الأقوى في سوريا، ويضمن له الهدوء، بعدما حقق مصالحه بالقواعد البحرية والجوية فيها. إلى جانب هذا، تمكن نتنياهو من إعداد الأرضية للتطبيع مع بعض الأنظمة العربية، والتأسيس معها لحلف إقليمي ضد إيران وحزب الله من جهة، وضد كل من يعارض فرض الحل الأمريكي الصهيوني على القضية الفلسطينية بما يسمى صفقة العصر. إضافة لهذا، فرغم كل الجرائم التي ارتكبت بحق المدنيين العزّل في مسيرات العودة قرب الجدار في قطاع غزة، ورغم الضم المستمر لأراضي الضفة الغربية، والتنكيل بالسكان الأصليين، ورغم القضاء على أي بارقة أمل في حل للقضية الفلسطينية، وتقويضه لحل الدولتين، فالسفارات المتبادلة في عمان والقاهرة وتل أبيب لم تتأثر، وبقيت على ما هي عليه، الأمر الذي يعني ضمناً عدم الاكتراث والاستسلام أمام إجراءات نتنياهو التوسّعية، والبيانات التي تتحدث عكس ذلك، ليست إلا للاستهلاك المحلي. ولكن مقابل هذه العربدة والتغوّل الاستيطاني، برز دور المقاومة الشعبية السلمية في قطاع غزة، من خلال مسيرات العودة، هذا الحراك السلمي أربكه، ووضعه في خانة المتهم القاتل أمام العالم، وأعاد القضية الحقيقية وأصحابها إلى الواجهة، ولهذا حاول نتنياهو، كسر هذا الحراك باستفزازات عسكرية، ولكن من دون الوصول إلى مواجهة عسكرية شاملة، لأن جهوده الآن منصبة على سوريا، لكنه حاول كسر رغبة الناس بالحراك الشعبي والتخفيف من وهجه وإنجازاته من خلال الغارات والاغتيالات، خصوصاً أن هذا الحراك يلقى صدى عربياً وعالمياً وفلسطينيا، في الشتات والضفة الغربية، وظهر جليا بقوة في حراك حيفا، حيث سيكون الحراك يوم غد الجمعة تحت عنوان»من غزة إلى حيفا وحدة دم ومصير»، كذلك بمسيرات العودة العديدة المتزايدة إلى القرى المهجّرة، داخل مناطق 48، وإقامة الإفطارات الجماعية والأمسيات الرمضانية فيها. إلى جانب هذا، فإن ضم القدس والضفة الغربية، يعني نهاية فكرة دولة اليهود التي تنادي بها مختلف التيارات الصهيونية، لأن الفلسطينيين بين النهر والبحر يماثلون عدد اليهود وقد يزيدون عنهم، هذا يعني أن دولة اليهود لا وجود لها إلا في حالة واحدة، وهي طرد ملايين الفلسطينيين من وطنهم إلى الدول المجاورة، وهذا يعني إعادة القضية إلى مربع النكبة الأول من خلال نكبة جديدة، أكبر من الأولى، وهو أمر من الصعب تصوّر حدوثه، لأن إسقاطاته لن تتوقف عند حدود معيّنة. أما بقاء ملايين الفلسطينيين في وطنهم، تحت الاحتلال الصهيوني من النهر إلى البحر، فيعني فرض سياسة فصل عنصرية، على غرار ما كان في جنوب إفريقيا، لضمان السيطرة اليهودية في كل مجالات الحياة، وهذا يعني أن المقاومة الشعبية الفلسطينية ستزداد زخماً وستجرف معها الملايين، في كل المناطق بين النهر والبحر، الأمر الذي بالضرورة سيفتح آفاقا وأدوات جديدة للصراع، بين مستعمر كولونيالي دخيل، وشعب أصلاني في وطنه، وهذا يعني فقدان الأمن والأمان، ومضاعفات سيكون أهمها الهجرة اليهودية المعاكسة عن أرض فلسطين، وتصعيد محاصرة هذا الكيان العنصري عالمياً، وفي نهاية المطاف اللجوء وفرض حل الدولة الديمقراطية الواحدة للشعبين، التي يتمتع فيها جميع المواطنين بالمساواة في الحقوق والواجبات. إضافة إلى هذا، فإن الأنظمة المتعفّنة المتواطئة الحالية التي يعوّل عليها نتنياهو، ويبني حلوله النهائية عليها، ليست قضاءً وقدراً مؤبّداً على الشعوب العربية، وما ثورات الربيع العربي التي اغتيلت، سوى دليل بأن الصورة القاتمة الحالية، قد تنقلب خلال أيام أو ساعات قليلة، من حيث لا يدري ولا يعلم كيف وإلى أين سوى رب العالمين. كاتب فلسطيني نتنياهو سيّد العالم… ولكن سهيل كيوان |
جماعات ويهود معادون للصهيونية Posted: 30 May 2018 02:14 PM PDT يجري تناول العلاقة بين اليهودية والصهيونية في وطننا العربي، من خلال رأيين، أوّلهما يرى أن كلّ يهودي صهيوني، والثاني يفرّق بينهما. الرأي الأول له مبرراته، والثاني أيضا لديه أمثلة كثيرة من واقع محسوس. صحيح، أن خيطا رفيعا أصبح يربط بين مفهومي اليهودية كديانة على شاكلة الديانتين الإسلامية والمسيحية، والحركة الصهيونية التي حاولت وحوّلت منذ الانتقال بها من مفهوم «صهيون» الديني إلى شكلة السياسي، انتقلت باليهودية إلى مفهومها ذي الأهداف السياسية كـ»قومية»، أمّة، «شعب»، وبالتالي اخترعت بالضرورة أساطيرها التضليلية ملصقةً إياها بالوعد الإلهي. كثيرة هي التجمعات الدينية التي وقفت على الضد من هذا الانتقال لأسبابها الدينية التوراتية بالطبع، لكن قدرة هذه الجماعات أخذت بالتضاءل تدريجيا وصولاً إلى انخراط معظمها في أضاليل وأساطير الصهيونية السياسية. هذا الوضع هو ما أخذ يحكم هذه الجماعات الدينية «الحريديمية» سواء في إسرائيل بعد إقامة دولتها القسرية على أرض فلسطين، وطرد 800 ألف من سكانها، كما الجماعات والتجمعات اليهودية في العالم. تعود نشأة غالبية هذه الجماعات إلى الأسس الفكرية التي عبر عنها الحاخام آبراهام كوك قبل إقامة إسرائيل بحوالي ربع قرن، حينما أسس مدرسة «مركاز هراف»، التي تعتبر أول مدرسة صهيونية متطرفة، تخرّج منها معظم قادة هذه التيارات، لذلك بدأت معظم الجماعات الدينية في تفصيل المقولات التوراتية، سواء أكانت الوصايا العشر، أو غيرها من المقولات (وهي كثيرة) بدأت تفصيلها على مقاس الرواية الصهيونية، ولذلك وصلت درجة التطرف لدى هذه الجماعات إلى حدودها القصوى، بينما بقيت فئة قليلة جدا منها على طروحاتها الدينية الأساسية. كان من الطبيعي والحالة هذه أن يظهر تياران في أوساط الحريديم، بعد تحولات حزبية كثيرة جرت في إسرائيل، ووصلت حاليا (بحكم عدم تمازج الإثنيات – حتى اللحظة – المشكلّة للشارع الإسرائيلي) الأول، انقسم بدوره إلى فرعين: جماعات شرقية «سفارديم»، وتضم حركات: «شاس» وأحزاب أخرى صغيرة. أما الفرع الثاني: فيضم الجماعات الغربية «اشكنازيم»، ويندرج تحتها حركات «اجوادات يسرائيل»، «يجيل هاتوراه أو علم التوراة»، حزب «البيت اليهودي» وحزب «إسرائيل بيتنا»، حزب «المفدال»، وتصل الخلافات بين هذه الجماعات إلى حد تكفير بعضها بعضا، لكن كل معتنقيها يجمعون على كراهية العرب واستبعاد الموافقة على تأسيس دولة لهم، أو الاعتراف بحقهم في العيش على «أرض الميعاد» المزعومة. التيار الثاني، وتنفرد به جماعة «ناتوري كارتا». مناسبة هذه المقالة، هي ما ذكره موقع (عاروتس شيفع) الإسرائيلي منذ أسبوع، بعد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، إذ قال بعدها يوئيل كراوس، اليهودي المتشدد ذو الصلة بحركة (ناطورى كارتا): «بدأنا نشعر بأنه من المستحيل أن نعيش هنا كيهود متدينين، يجب أن نفر من هنا. لطالما قال اليهود المتدينون إن الوضع يصل إلى نقطة الانهيار، لذا فإننا إذا وصلنا إلى إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، نكون قد وصلنا إلى هذه النقطة، وليس هناك ما هو أسوأ من ذلك». مضيفًا: «هذا ليس إعلانًا فحسب، بل سيكون له الكثير من التداعيات». وتعتبر (ناطورى كارتا) التي تعني بالعبرية (حراس المدينة)، حركة يهودية متشددة تأسست عام 1938، وترفض الصهيونية بكل أشكالها، وتعارض قيام «دولة» إسرائيل من منطلق إيمانها بأن اليهود محرومون من قيام دولتهم حتى نزول المسيح. من ناحية أخرى، وجّه الحاخام اليهودي الأمريكي المناهض للصهيونية آرون تيتلباوم، انتقادًا شديدًا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإعلانه القدس عاصمة لإسرائيل. وقال تيتلباوم وهو قائد واحدة من جماعتي طائفة (ساتمار) اليهودية المناهضة للصهيونية، أمام آلاف الأشخاص في نيويورك، إن ترامب لا يمتلك حق إعلان القدس عاصمة لإسرائيل. ونسب موقع (عاروتس شيفع) إلى تيتلباوم قوله: «نعلن باسم اليهودية الحريدية أن القدس – المدينة المقدسة – لن تكون عاصمة للدولة الصهيونية، حتى إن قال الرئيس الأمريكي ذلك». وأضاف تيتلباوم: «كما لم يعترف يهود الحريديم بإعلان الرئيس الأمريكي الراحل هاري ترومان يهودية إسرائيل في عام 1948، لن نعترف أيضا بهذا الأمر الآن». متابعًا: «القدس مدينة مقدسة ومدينة تقوى، والصهيونية لا صلة لها بالقدس». منذ أقدم العصور نشط اليهود في تضخيم تاريخهم، وترديد أكاذيب تدعي أنهم وحدهم العنصر الأرقى والجنس الأذكى والشعب المختار. ومع مرور الوقت نجحت المنظمات اليهودية عبر تغلغلها في العديد من المجتمعات الغربية والمنظمات الدولية، في وضع استراتيجيات تجرّم أي شخص يعارض احتلال إسرائيل لفلسطين، أو ينتقد اجتياح غزة، أو لا يوافق على إقامة المستوطنات أو يدين جدار الفصل العنصري، أو يشجب حرب إسرائيل على لبنان، لأنّ تهمة «معاداة السامية» باتت جاهزة دوماً للتنكيل بكل من يجرؤ على معاداة إسرائيل، حتى إن كان يهودياً من أبناء جلدتهم. وفي الآونة الأخيرة ارتفعت أصوات كثير من المفكرين اليهود، الذين يعتبرون الصهيونية العالمية وجوداً طفيلياً يفترس البشرية، ويحاول السيطرة على العالم، ويتخذون من القضايا العربية مواقف منصفة، بل يلعبون دوراً بارزاً في تنوير العالم بأساليب إسرائيل المخادعة في ليّ أعناق الحقائق وسلب الحقوق. إلا أن العرب لم يحسنوا استغلال هذه الورقة لصالحهم في الصراع العربي الصهيوني للأسف، ولم يحاولوا تقديم هؤلاء للعالم لكشف الوجه الحقيقي للممارسات الصهيونية، خاصة أن هذه الشخصيات اليهودية التي تغرد خارج السرب، أصواتها مسموعة لدى الغرب، وتتمتع بقدر كبير من الصدقية. ولا بد لنا هنا من وقفة لتوضيح الهدف من فكرة استعراض مجموعة من المفكرين اليهود المعادين للصهيونية، فهي ليست من باب «وشهد شاهد من أهلها» فقط، أو من باب الترويج لفكرة الحوار مع الآخر أو الاختراق، ولكنها محاولة للعثور على المفاتيح المنسية واستخدامها، لعل أحدها يساهم في فتح الأبواب المغلقة. ما سبق يذكرنا بسبعينيات القرن الماضي، عندما جرت إقامة حركة «الفهود السود» في إسرائيل عام 1971، احتجاجا على الظلم والتمييز والتفرقة التي يتعرض لها يهود الدول العربية منذ إقامة إسرائيل عام 1948، بمساعدة عمال «وحدة الشارع» التابعة لدائرة العمل الجماهيري التابعة لبلدية القدس «الإسرائيلية» الذين احتجوا على ما سموه، في حينه، تجاهل النظام الرسمي للمشاكل الاجتماعية الحادة، والقتال من أجل تغيير مستقبلهم نحو الأفضل. وأخذت حركة الاحتجاج اليهودية الشرقية اسمها من حركة الاحتجاج الأمريكية، التي شكلها الأمريكان من أصول إفريقية. وكان من أبرز وجوه «الفهود السود» الذين عايشوا وواكبوا انطلاقتها، رؤفين افرجيل، سعدية ميرتسيانو، تشارلي بيتون، رافي مريتسيانو، وغيرهم. لقد نجح هؤلاء في تجنيد جمهور واسع يؤمن بحركتهم ومقتنع بقدرتها على تحسين الوضع، ونجحوا أيضا في تجنيد أوساط إعلامية، مثل الصحافيين باروخ ندل، حايم غوري، عاموس كينون، الذين عملوا على رفع وزيادة الوعي حول هذا النضال والصراع الذي تخوضه الحركة. كذلك تذكرنا هذه الحركات بحركة «متسبين» التي أنشئت عام 1962 من عدد من الشيوعيين المؤيدين للصين. وعرفت بعدائها الشديد للصهيونية وإدانتها لوجود (دولة إسرائيل) لأنها قاعدة للإمبريالية والاستعمار في منظومة الشرق الأوسط. ويعد ناتان فاينشتوك من أشهر منظريها. وقد ألف كتاباً بعنوان «الصهيونية ضد إسرائيل». من بين اليهود المعادين للصهيونية أيضا: نعوم تشومسكي، الموسیقي جلعاد اتزمون المعادي ّ للصھیونیة، الذي ھاجر إلى لندن ومزق ھویته الإسرائیلیة، فيلتسيا لانغر، إيلان بابيه، ياكوب رابكين والمئات غيرهم. النقلة النوعية لهؤلاء، أنهم أصبحوا لا يطيقون العيش في إسرائيل، ويغادرونها، صحيح أنهم أفراد قلائل، لكن ظاهرتهم تتزايد، وعلينا أن نمدّهم بكل أشكال المساندة، فهؤلاء مسموعون في العالم، فهم من «أهل البيت». كاتب فلسطيني جماعات ويهود معادون للصهيونية د. فايز رشيد |
هذا الهرج والمرج حول الثوابت Posted: 30 May 2018 02:13 PM PDT لنلاحظ الهرج والمرج الذي يسود الحياة الثقافية والفكرية العربية في الوقت الحاضر. فنحن أمام هيجان عاطفي يائس وغير موضوعي، ويكاد يكون طفوليا طائشا، يتمثل في رفض غاضب، لكل ثابت تاريخي وضروري من ثوابت الأمة. هناك هجوم حاقد مستهزئ ومشوه لهوية العروبة الجامعة، التي بناها التاريخ وعمل على بلورتها وتأكيدها سيل هائل من الإنتاج الثقافي العربي بكل تجلياته، وهناك تشكيك بكل محاولة للوحدة العربية، حتى لو كانت مطلوبة لمواجهة الأخطار الهائلة والتحديات الكثيرة التي واجهتها، ومازالت تواجهها الأمة، وهناك استنفار هستيري لإبعاد الدين، حتى بألقه الروحي وقيمه الأخلاقية الإنسانية، إبعاده عن حياة المجتمعات العربية العامة، وهناك تراجع انتحاري عن العديد من الثوابت القومية السياسية المصيرية، مثل ضرورة المجابهة العربية المشتركة للخطر الوجودي الصهيوني التوسعي العنصري في أرض فلسطين المحتلة، أو مثل بناء إرادة عربية مشتركة لمقاومة التدخلات والابتزازات الإمبريالية في الحياة السياسية والاقتصادية والأمنية العربية. قائمة التراجعات تلك طويلة ومفجعة، لكنها تصبح كارثية عندما نرصد ما يقابلها. فهناك قبول أعمى ودعم حماسي لكل منطلقات العولمة النيوليبرالية في الاقتصاد الرأسمالي المتوحش، الخاضع لمصالح وإملاءات المؤسسات والشركات العابرة للقارات، وفي تخلي الدولة عن مسؤولياتها الاجتماعية، من خلال التوجه المتنامي نحو الخصخصة لكل نشاطات الحياة الاقتصادية والخدمية، وفي الاندماج بلا تحفظ وتعظيم الثقافة العولمية الحسية الاستهلاكية على حساب الثقافة الإنسانية المتوازنة العميقة الداعية للنبل والسمو الإنساني. وبالطبع قبول كل ذلك هو تمهيد للانسلاخ من ثوابت الأمة السياسية والاقتصادية والثقافية والقيمية التي ذكرنا بعضها سابقا. والنتيجة هو التيه والضياع وعدم الالتزام بالمسؤوليات الوطنية والقومية والإنسانية، التي تعيشها غالبية شباب هذه الأمة بالنسبة لحياتهم الفردية وحياتهم العامة، وانجرافهم نحو الحياة الأنانية اللامبالية المنغلقة حول الذات الفردية، التي تمجدها حضارة العصر كبديل عن حياة الاجتماع الإنساني المتعاضد المشترك، حتى أصبحت الفردية المفرطة إلها من آلهة العصر ومنهج حياة يعلو فوق كل منهج. نحن بالطبع لا نرى عيبا في رفض كل ما هو خاطئ في حياة الأمم ومراجعة كل ما هو جامد ومتعثر، ومحاولة التجديد والإبداع الدائم، خصوصا من قبل المفكرين والمثقفين الملتزمين. فهذا من طبائع الأمور في حياة الأمم الحية، ومن أهم مسؤوليات أصحاب الفكر والثقافة والإعلام وحاملي مسؤوليات الحياة العامة. لكن مراجعة الثوابت وتحسين ظروفها لا تعتمد فقط على الإعلان الصاخب عن رغبة المراجعة والتغيير، ولا على هدم المعبد على من فيه، كما يفعل أصحاب الهرج والمرج حاليا، وإنما تعتمد في الأساس على كيفية القيام بتلك المراجعة: على مدى وعمق مراجعة الماضي وتحليله بطريقة علمية موضوعية، على صدق ورزانه نقده وإعادة تركيبه، ليكون صالحا للتطبيق في الواقع، على مدى توازي عملية الهدم والتجاوز مع عملية بناء الجديد، على مدى خدمة الأمة والأوطان، وليس الاندماج في مشاريع أعدائها، الذين يبتغون من عملية النقد والمراجعة إدخال الشكوك واليأس في عقول أبناء الأمة، على تقديم تصورات جديدة لمسارات جديدة تنطلق من تراث وواقع الأمة لتنقلها إلى الآفاق الجديدة المنشودة. إنها عملية تحتاج إلى جهود كبيرة، وعمل جماعي، وصبر حكيم، وعدم السقوط في الفوضى الفكرية والانتحار السياسي العبثي. وهذا ما نفتقده عند كثير من أصحاب الهرج والمرج في أيامنا الحالية. لنأخذ مثالا للتوضيح. ما الذي يقترحه المستهزئون بديلا عن هدف الوحدة العربية؟ بقاء وأبدية الدولة الوطنية العربية؟ لكن الأمة جربت ذلك منذ استقلال تلك الدول، فما حصدت كل الدول إلا فشلا ذريعا في الوصول إلى التنمية الإنسانية المستدامة، والاستقلال الوطني والتجديد الحضاري، والانتقال إلى نظام ديمقراطي معقول. وها نحن نرى أمامنا إمكانية اختفاء بعض الدول العربية من الوجود، إما احتلالا كما الحال في فلسطين المغتصبة، وإما تمزقا وتشرذما كما الحال في العديد من دول المشرق والمغرب. ومن المفجع أن مصير الاختفاء أو البقاء في حالة ضعف وتشرذم تقرره قوى الخارج، بينما تقف دول الأمة العربية جميعها عاجزة عن التأثير في أي من تلك القرارات الخارجية. وهنا لا بد من إعادة التذكير بأنه لو أن سوريا اتحدت مع العراق، يوم كان يحكمها حزب واحد، لما حدث لكليهما ما حدث، ولو أن اليمن أدخل في منظومة مجلس التعاون الخليجي لما رأينا أمامنا الوضع المأساوي الذي وصل إليه والذي يهدد وجوده. المنطق نفسه ينطبق على مواضيع الاستقلال الوطني والقومي من التبعية للخارج، ومن التخلف الاقتصادي الذي تعيشه كل الأقطار العربية بدون استثناء، بل من كل هدف حضاري أرادته كل دولة عربية لنفسها. فهل حقا أن هدف الوحدة العربية بصورة تدرجية منظمة كان حلما بليدا ساهم في إيصال الأمة إلى ما وصلت إليه من دمار وضعف؟ أم أن الإصرار على بقاء التجزئة الكاملة، التي رفضت التعاون والتنسيق في صورة التدرجية ، كان هو السبب في ما نحن عليه؟ إذا كان أصحاب الهرج والمرج يريدون مساعدة هذه الأمة، كما يدعون، فلينيروا طريق الأمة بشمع البدائل المعقولة غير المجنونة، بدلا من لعن الظلام الذي يتسببون في زيادة حلكته وسواده. كاتب بحريني هذا الهرج والمرج حول الثوابت د. علي محمد فخرو |
في ذكرى فتح القسطنطينية Posted: 30 May 2018 02:00 PM PDT خلف ظلال النكبة في مايو/أيار تتوارى دائمًا ذكرى أخرى عزيزة لا يؤبه لها لتقادم عهدها، رغم أنها تعني الكثير لأمة باتت تفتش عن مفاخر ماض تليد علَّه يمنحها شيئًا من الإلهام في خضم واقع مرير. في التاسع والعشرين من هذا الشهر تنقضي خمسمئة وخمس وستون عامًا على الفتح العثماني للقسطنطينية، المدينة الإمبراطورية كما أُطلق عليها، مفتاح أوروبا من جهة الشرق، ودُرَّة مدن العصر الوسيط. لم تكن القسطنطينية مدينة عادية لذا لم يكن فتحها حدثًا عابرًا، بل كان منعطفًا تاريخيًّا فارقًا، تمامًا كما كان بناؤها في القرن الرابع الميلادي، الذي أسس لحقبة العصور الوسطى؛ فبعد أن كانت روما هي المسيطر في أوروبا، أصبحت هناك كتلتان متمايزتان، الشرقية بزعامة بيزنطة بكنيستها الأرثوذكسية وثقافتها اليونانية في القسطنطينية، وأخرى غربية تحت الزعامة الروحية لروما بكنيستها الكاثوليكية وثقافتها اللاتينية. وما لبثت هذه المدينة أن نمت مع نمو الإمبراطورية البيزنطية حتى صارت أهم مدن أوروبا وأحد أهم المراكز الحضارية في العالم. وهو ما جعل المسلمون يضعون أعينهم عليها مع بدء فتوحاتهم في القرن السابع الميلادي، فسقوطها في أيديهم كان يعني انتهاء القطب المنافس الآخر بعد قضائهم على دولة الفُرس، هذا فضلاً عن كسر الحاجز الذي يمنع دخول الإسلام إلى شرق أوروبا. ونجد المستشرق النمساوي فون هامر يعدد تسعة وعشرين حصارًا للمدينة على مدار تاريخها، من بينها اثنتا عشرة مرة قام بها المسلمون، منها خمس مرات من قبل الأمويين واثنان من قبل العباسيين، وخمس مرات من قبل العثمانيين، الذين استطاعوا تحقيق الحلم بعد أكثر من ثمانية قرون في المرة الأخيرة التي قام بها السلطان محمد الثاني ابن مراد الثاني العثماني، في العشرين من جمادى الأولى عام 857هـ/ 29 مايو 1453م. لقد أسس العثمانيون بفتحهم للقسطنطينية ـ أو إستانبول كما أطلقوا عليها منذ ذلك الحين ـ نظامًا عالميَّا جديدًا، بعد أن أسقطوا أحد أهم إمبراطوريات العصور الوسطى ليرثوا مكانتها ودورها، لكن مع الوضع في الاعتبار اختلاف أصلهم وثقافتهم ودينهم، وهو ما سيصبح له عظيم الأثر على إعادة تشكيل الوجه السياسي والحضاري والاجتماعي للشطر الشرقي من أوروبا. يقول أرنولد توينبي: «كان تاريخ 1453م يعني للعثمانيين رمزية الانتهاء الظاهري لسياسة توحيد الهيكل الرئيسي للمسيحية الشرقية الأرثوذكسية، أي المنطقة التي كانت تضم في ذلك الوقت سكانًا من اليونانيين والجورجيين والبلغار والصرب والرومان، أي في الحقيقة كل المسيحيين الشرقيين الأرثوذكس باستثناء الروس… أما بالنسبة للروس فكان يدل على أن السيادة الرومانية على العالم قد انتقلت من روما الثانية (القسطنطينية) إلى روما الثالثة، أي موسكو… أما بالنسبة للفرنجة فإن هذا التاريخ كان دلالة على أن المسيحية الغربية قد صارت منذ ذلك الحين هي القَيِّمَة على الثقافة اليونانية القديمة». وبين وجهات النظر المختلفة استطاع الفاتح أن يجعل من المدينة في وقت قصير حاضرة لدولته ومركزًا للتجارة والعلوم والفنون على غرار عواصم الدول الإسلامية التي أسهمت في بناء الحضارة الإنسانية مثل بغداد والقاهرة وقرطبة، لتصير قبلة لكل الطوائف والجنسيات من شتى بقاع الأرض، والتي مَثَّلَت مجتمعًا منقطع النظير في التعايش في زمان كان يُنَكَّل الناس فيه ويُقتلون لاختلاف مذهبهم ولا أقول دينهم، وهو ما سيسهم بشكل أكبر في ازدياد مكانتها بوصفها عاصمة لدولة عالمية جديدة ودولة إسلامية سترقى في قابل الأيام لتصير دولة من أكبر دول الإسلام العامة تمتد أراضيها عبر قارات العالم القديم، بعاصمتها الأوروبية لأول مرة، وهو ما سيجعل للدولة العثمانية عمقًا ومجالاً أوروبيًّا حيويًّا سيصير في الكثير من الأحيان أكثر تأثيرًا على الدولة نفسها وعلى محيطها من امتدادها الآسيوي أو الإفريقي. يقول برنارد لويس: «سقطت القطعة الأخيرة من الإمبراطورية البيزنطية في موقعها اللائق، ووضع السلطان ختمه على اتحاد القارتين، مما أسهم في صهرهما في بوتقة واحدة». لم يَعْتَبِر ثُلةٌ غير قليلة من المؤرخين تاريخ هذا الفتح نهاية للعصر الوسيط وبداية للعصور الحديثة من فراغ، بل لتأثيره الذي عبر الآفاق وأسس لعصر جديد؛ إذ كانت القسطنطينية هي المثل الأعلى لمدن العصر الوسيط، لذا كان سقوطها يمثل زوال عصر بأكمله بعد أن شاخت مقوماته وفشلت استراتيجياته، فقد أدى انهيار أقوى دفاعات في العالم أمام سلاح المدفعية الحديث إلى انهيار طُرق الدفاع القديمة التي اعتمدت على أسوار ومتاريس العصور الوسطى؛ وبالتالي فإن دول ذلك العصر التي لم تتعلم من درس سقوط القسطنطينية ولم تواكب العالم في تطوير استراتيجياتها العسكرية كان عليها أن تفشل في الحفاظ على كياناتها السياسية بعد أول اختبار حقيقي، كما حدث مع دولة المماليك في القرن التالي، وهكذا بدأت خريطة العالم السياسية في التشكل من جديد مطلع العصر الحديث. ومن ناحية أخرى، بعد أن مَثَّلت هذه المدينة مرتكزًا للهجوم على البلدان الإسلامية في الشرق الأدنى لقرون، صارت نقطة الانطلاق الرئيسية التي تنطلق منها الحملات العثمانية إلى العمق الأوروبي، وهو ما حَوَّل الأنشطة الصليبية من هدفها الرئيسي في العصر الوسيط وهو تحرير الأماكن المقدسة من المسلمين، إلى مواجهة التوسعات والهجمات الإسلامية المتغلغلة في أوروبا، وتحرير القسطنطينية وطرد الأتراك نهائيًّا من القارة. وهو ما سيجعل الأتراك العثمانيين يرثون بشكل طبيعي الدور الجهادي الإسلامي أمام قوى العالم المسيحي، مما سيجعل لهم مكانة روحية كبيرة في نفوس المسلمين تفوقت حتى على مكانة الخليفة العباسي القابع في القاهرة في حماية المماليك، خاصة بعد أن حققوا البشارة النبوية بفتح تلك المدينة. وبمرور الأيام سيجد المسلمون أن القوة الإسلامية الفاعلة على الأرض القادرة على التدخل لحمايتهم في ظل التحديات الجسام التي يمر بها العالم الإسلامي هي قوة الدولة العثمانية، فسارعوا للاستنجاد بها والاصطفاف من حولها، فانتقل العثمانيون على إثر ذلك من صراعهم الذي اقتصر حتى الآن على شرق أوروبا، إلى الحوض الغربي للبحر المتوسط حيث الصراع الدائر بين المسلمين في الأندلس وشمال إفريقيا أمام الإسبان والبرتغاليين والجناح الغربي للإمبراطورية الرومانية المقدسة، ليقوموا بحماية المغرب العربي من التنصير الإجباري والتطهير العقائدي الذي شهدته الأندلس، فضلاً عن نقل الآلاف من العرب الأندلسيين إلى البلدان الإسلامية. وكذلك انتقلوا إلى البحر الأحمر ومدخله وجنوب الجزيرة العربية والخليج والبحار الشرقية ليضربوا طوقًا حمى هذه المنطقة لأربعة قرون من الهجمات الاستعمارية الأوروبية الحديثة التي بدأت منذ ذلك الحين. هكذا كان فتح القسطنطينية من العوامل الرئيسية التي شَكَّلت الطريق لتغيير موازين القوى بين الشرق والغرب وإعادة تشكيل ملامح الصراعات المؤسسة للأنظمة السياسية الجديد في المنطقة والعالم طوال قرون العصر الحديث. ٭ كاتب مصري في ذكرى فتح القسطنطينية د. أحمد سالم سالم |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق