طرد الجواسيس الروس: طعنة أوباما الأخيرة في شرعية ترامب؟ Posted: 30 Dec 2016 02:28 PM PST يضرب طرد الولايات المتحدة الأمريكية لخمسة وثلاثين جاسوساً روسياً (وإغلاق مجمعين لعملاء الاستخبارات الروسية وتجميد الأصول المادية لاثنين منهم بتهمة «نشر شفرة قرصنة خبيثة») عدداً من العصافير بحجر واحد، ولكنّ أكبرها سيكون من نصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الذي سيستلم منصبه خلال ثلاثة أسابيع من الآن. يتعلّق الأمر بالطبع بالدور الذي لعبه عملاء الاستخبارات هؤلاء في استهداف مؤسسات أمريكية، على رأسها الحزب الديمقراطي الأمريكي ومرشحته للرئاسة هيلاري كلينتون الأمر الذي اعتبر مساهمة من روسيا في دعم انتخاب ترامب الذي أبدى، وما زال، إعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقد بادله بوتين، ومؤسسات الدولة الروسية الإعجاب فصفّق مجلس النواب الروسي لانتخابه. الضربة تستهدف أيضا الرئيس الروسي شخصيّاً أيضاً، وهو الذي كان واحداً من ضباط الاستخبارات مثل هؤلاء الذين طردوا، وقد تحدث الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه طلب من نظيره الروسي وقف الهجمات الالكترونية خلال لقاء وجهاً لوجه معه في لقاء معه خلال قمة العشرين في الصين في أيلول (سبتمبر) الماضي. بعض المسؤولين الأمريكيين، وبينهم رئيس مجلس النواب الأمريكي بول رايان، والسيناتور جون ماكين، رحبوا بالعقوبات «ولو أنها جاءت متأخرة»، لكن آخرين، وبينهم مسؤولون في إدارة الكرملين، أشاروا إلى أن ترامب سيقوم بنقض اجراءات ادارة أوباما ويعيد الجواسيس الروس، وهو أمر سيُفهم، من جهة، كنوع من رد ترامب لهدية بوتين، وسيُعتبر، من جهة أخرى، طعناً دائماً في شرعيّة ترامب. قرار أوباما الأخير، بهذا المعنى، لا يأتي في الوقت الضائع لأن مفاعيله مرشحة للتفاعل لاحقاً سواء قام ترامب بإلغائه أو لم يفعل، فشرعية ترامب التي تعرضت للتشكيك فيها قد تكون نقطة ارتكاز في خلاف مؤهل للتصاعد بين ترامب والمؤسسات السياسية والأمنية (ناهيك عن المعارضة الشعبية التي ستتزايد بالضرورة ضد سياسات ترامب الإشكالية العديدة)، فرغم هجوم ترامب على وكالة المخابرات الأمريكية بعد تقريرها الذي أكد التدخل التجسسي الروسي، جاء تقرير أكثر تفصيلاً من مكتب التحقيقات الاتحادي (إف بي آي) يكشف المزيد من الحقائق ويثبت هذه الاتهامات للقيادة الروسية، وهو ما كانت قد ذكرته أيضاً وزارة الأمن الداخلي الأمريكي. أشار أوباما إلى جانب آخر خطير يتعلّق باعتبار ما حصل في الولايات المتحدة الأمريكية أسلوباً يمكن انتهاجه في بلدان ديمقراطية أخرى وقال مسؤولون في إدارته إنه ليس هناك ما يدعو للاعتقاد بأن روسيا ستتوقف عن التدخل في انتخابات الولايات المتحدة أو الدول الأخرى، و»أنهم سيتدخلون في الانتخابات الديمقراطية في دول أخرى بما يشمل بعض حلفائنا الأوروبيين»، والواضح أن فرنسا ستكون أول المرشحين لهذا التدخل، وهي مفارقة كبرى لأن القيادة الروسية، بسيطرتها عمليّاً على السياسة والاقتصاد والشؤون العسكرية والأمنية في بلادها، وكذلك على الإعلام وتضييقها على الديمقراطية ومنظمات المجتمع المدني، تمنع العالم من التأثير فيها ولكنّها تستغل النظم الديمقراطية للتلاعب بها والانقلاب عليها. روسيا أيضاً، كما صرّح الرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو أمس، تستخدم القرصنة والهجمات الالكترونية ضد خصومها، قائلاً إن أوكرانيا تعرّضت وحدها لأكثر من ستة آلاف وخمسمئة هجوم الكتروني خلال الشهرين الماضيين فحسب، وهي ظاهرة، اعتبرتها مجلة «نيوزويك» تفتح إمكانية «حرب باردة رقمية» جديدة في العالم. نتائج القرار الأمريكي إذن ستكون لها ذيول عديدة خطيرة. طرد الجواسيس الروس: طعنة أوباما الأخيرة في شرعية ترامب؟ رأي القدس |
الإسلام ليس الإجرام: ضد إيذاء المسيحي Posted: 30 Dec 2016 02:28 PM PST أنا لا أحد. لست وزيرة ولا مديرة ولا أميرة ولا رئيسة مؤسسة ولا أمثل إلا نفسي كمواطنة عربية وكاتبة، وبالتالي، وبهذه الصفة، أحب أن أعلن غضبي واحتجاجي على التفجير الإرهابي الذي استهدف الكنيسة البطرسية في القاهرة للعرب المصريين المسيحيين وتسبب في قتل عشرات المصلين وجرح آخرين. كان ذلك قبل عيد الميلاد بحوالي أسبوعين، وكنت خائفة من تقديم المتفجرات في الكنائس كهدية مسمومة في «عيد الميلاد» بدلا من تقديم التهاني للعربي القبطي أو الصمت وعدم الأذى في أسوأ الحالات. ما الذي يحدث لنا؟ وكيف يتوهم بعض «المتأسلمين» أن من واجبهم الصعود إلى الجنة قتل مسيحي، ويدفع ببعضنا إلى ذبح كاهن فرنسي في كنيسته في وطنه! ما الذي يشوهنا إلى هذا المدى؟ شاهدت البارحة على شاشة التلفزيون الفرنسي عراقيا مسيحيا يقول إنه اضطر للهجرة بعد إحراق كنيسته وتهديده بالقتل إذا لم يرحل. وتأثرت بلوعته وأكتب اليوم انطلاقا من حزنه، ولأنه يتم (تهجير) المسيحي بالإرغام من أقطار عربية هي وطنه بقدر ما هي وطن المسلم. الدكتور صباح قباني و(بورتريه) أبي والدي كان مسلما حقيقيا وفي ظله كبرت. ولهذا يزداد استنكاري لهذا الاعتداء وسواه، المخزي لكل مسلم ما دام قد تم تحت زعم راية (الإسلام). كان والدي يؤذن للفجر في الجامع القريب من بيت جدي في دمشق خلف الجامع الأموي وهو فتى، وذلك قبل ذهابه إلى المدرسة. وفي كتاب مذكراته روى الدكتور صباح قباني (الأخ الأصغر لنزار) في الفصل عن «أصدقاء العمر» حكاية عن أبي لم أكن أعرفها وهي أنه حين كان طالبا للدكتوراه في الجامعة في باريس قام مجانا بتسجيل أسطوانة الأذان لإحدى شركات الأسطوانات الفرنسية بعدما احتال عليهم أحد «المتأسلمين» وتقاضى المكافأة قبل أداء الأذان وهرب بالمال. وخوفا على سمعة المسلمين كما ذكر د. قباني ناب والدي عنه مجانا! ولكن والدي هذا كان يصطحبني في عيد الميلاد المجيد إلى بيوت جيراننا المسيحيين في «الشام» والأصدقاء كآل شباط وشلهوب وعنحوري وزريق وعشي، كما كنا نذهب إلى «القصاع» و»باب توما» حيث الأكثرية المسيحية. وهكذا كانوا في دمشق يربون أولادهم على احترام الآخر. وهذه هي العلاقات الإسلامية المسيحية كما عرفتها.. واتفق بلا تحفظ مع قول د. فايز رشيد: «المسيحيون العرب هم جزء رئيسي من مكونات أمتنا العربية» ويذكّرنا برفض الخليفة عمر بن الخطاب الصلاة في كنيسة القيامة خوفا من استغلال ذلك فيما بعد لإقامة مسجد في مكان صلاته. فمن هم أشباه الأئمة الذين يزرعون هذه الأفكار الجهنمية في عقول الشبان ويدفعون بهم إلى القتل وزرع الخزي في نفوس الكثير من المسلمين وأنا منهم؟ أليس ذلك السلوك هو المسؤول الأول عن «الإسلاموفوبيا» العصرية التي يعاني منها كل مسلم مغترب أو سائح أو طالب والتي كانت مؤخرا وراء إحراق جامع مسلم في فرنسا بعد إشعاله بأوراق القرآن الكريم؟ وها هو صحافي ألماني كبير نيكولاوس فيست يشبه الإسلام بالنازية، مطالبا باغلاق المساجد في ألمانيا!! فيكف نقنعه بأن الإسلام ليس الإجرام؟ الدين لله والوطن للجميع لم نكن نصنف الناس انطلاقا من دينهم بل من أخلاقهم ومعاملتهم (والدين المعاملة) أيضا. وكانت جدتي الشامية العتيقة تردد مثلا شاميا: كل واحد على دينه، والله يعينه! ولم نكن (نفتح) حروبا انطلاقا من المذاهب.. بل كان الهاجس تحرير فلسطين. وكنا نذهب لزيارة «ستي زينب» (سنّة وشيعة) دون أن يأتي مقاتل من لبنان (لحمايتها)! ولي صديقات عديدات منذ أيامي في الجامعة الأمريكية لم يخطر ببالي القيام بترصد بوليسي لدينهم.. فالدين للخالق والوطن العربي لأبنائه كلهم.. وأعرف أن ما تقدم مما كتبته ينتمي إلى فصيلة أبجدية منقرضة في عصرنا لكنني أكتبه دونما حرج.. وأحب تذكير من يتوهم أن كل من ليس مسلما هو بالضرورة كافر بأقوال القرآن الكريم: «قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله»، وقوله تعالى «إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون».. بل إنه جاء أيضا «ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر».. و»لا إكراه في الدين» فماذا يحدث لنا اليوم؟ ولماذا يتوهم البعض أن العربي المسيحي كافر ويفجر مكان عبادته بدلا من احترام طقوسه وأماكنه للعبادة أو على الأقل عدم إيذائه؟ الفظاظة والاستكبار و»الاستقواء» أعترف أنني طوال عمري أنفر من الخطاب الديني المزود بأسلحة الفظاظة والأصابع البوليسية المكهربة ولغة الاستكبار والاستقواء.. وجاء في القرآن الكريم: «ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك». وكل محايد ينفر من الفظاظة لأنها اعتداء على مربعه الإنساني.. ولكن بعض الذين وظفوا أنفسهم باسمه تعالى يقترفون ذلك كما لو كان حقا مكرسا لهم.. لأنهم يتخذون من الدين ذريعة لتنفيذ مخططات سياسية.. لا أريد أن تصير تحيتنا لجيراننا المسيحيين «الموت لكم» بدلا من «السلام عليكم»… فحصتهم في الوطن كحصتنا تماما. أما الفظاظة وغلظة القلب التي تزرع (بأدوات العصر) المتفجرات في أماكن عبادة الآخر فيرفضها المسلم قبل المسيحي.. لأنها الجاهلية الجديدة. وجاء في حديث نبوي مدعوم بالسند والنص أن جنازة مرت برسول الله فنهض واقفا فقيل له «إنها جنازة يهودي» فقال «أوليست نفسا؟» هذه هي أخلاق الإسلام كما أعرفها. الإسلام ليس الإجرام: ضد إيذاء المسيحي غادة السمان |
«محمود حسين»… خُط الصعيد والسفاح! Posted: 30 Dec 2016 02:27 PM PST عندما تقرأ التقارير الأمنية، أو الصحافية التي هي في الأصل أمنية، الخاصة بالإعلامي محمود حسين في قناة «الجزيرة»، سوف تصاب بدوار البحر، ليس فقط لتناقضها ولكن لحجم الاتهامات الموجهة للفتى، والتي تجعل المتابع يقف على أنه «خُط الصعيد» و«السفاح» معاً، وليس مجرماً عادياً. كل من «خُط الصعيد»، و«السفاح كرموز»، لم يكونا شقيين بالفطرة، فشقاوتهما بدأت بالقتل، فأصابتهما لعنته، ومن أراد أن يرى هذه اللعنة وقد تمثلت بشراً فلينظر إلى عبد الفتاح السيسي والفشل الذي يحيط به من كل جانب. وإن كانت قصص «الخُط»، و«السفاح كرموز»، تناقلتها الأجيال لأنهما نجحا في إرباك أجهزة الأمن وإثارة الذعر، والأول كانت بداية نشاطه في الفترة ما بين 1914-1947، وبعد أن ارتكب جريمة القتل هرب للجبال فتحول إلى زعيم للمطاريد حتى تمت تصفيته على يد قوات الأمن. أما الثاني فقد ظهر نشاطه في الفترة من 1948 إلى 1953، فمارس نشاطه في عهدين: العهد الملكي وعهد الضباط الأحرار. الأول من الصعيد ومارس نشاطه في مسقط رأسه، والثاني من الصعيد أيضاً وإن كان قد مارس نشاطه في الإسكندرية وانطلق من منطقة كرموز. الأول مسلم والثاني مسيحي، «وحدة وطنية واحدة». و«خط الصعيد» هو الأشهر، وكلما ظهر شقي في الصعيد أطلق عليه إعلامياً «الخُط»، وهناك ثالث وهو «السفاح» أمين سليمان الذي لا يُذكر إلا في باب أخطاء إخراج الصحف، أو للسخرية من استبداد الضباط! فقد نشرت جريدة «الأخبار» أعلى صفحتها الأولى وبعرض الصفحة هذا العنوان: «مصرع السفاح»، والعنوان التالي: «جمال عبد الناصر في باكستان»، فبدا الأمر كما لو أن جمال عبد الناصر هو «السفاح» وقد لقي حتفه في باكستان. واعتبر حكم العسكر أن الإيحاء مقصود، واستخدمت هذه الواقعة في فرض الرقابة على الصحف، وكانت من ضمن الوقائع التي استخدمت لتبرير تأميم الصحافة في سنة 1960، وسيطرة السلطة عليها قوة واقتداراً، وانتزاعها من أصحابها بالقانون، والتي سميت بعد هذا الإجراء «الصحافة القومية»! ومهما يكن، فقد كانت التقارير المنشورة، عن حالة زميلنا «محمود حسين»، تؤكد أنه من «المطاريد»، فهل فعلاً هو هذا الإنسان الودود، الذي يبدو لمن لا يعرفه عبوساً قمطريرا حتى إذا اقتربت منه اكتشفت أنه أكثر من إنسان؟! مشكلة «الجزيرة» لقد تم اعتقال محمود حسين خمس عشرة ساعة في مطار القاهرة، ومنذ أن استقر في الدوحة بعد غلق مكتب «الجزيرة» ووقوع الانقلاب، لم يتوقف عن زيارة مصر، التي غادرها بعد مجزرتي «رابعة» و»النهضة»، ومن المطار، وكذلك معظم من عملوا في مكتب القاهرة، فلم يعتقدوا أنهم مستهدفون بأشخاصهم، فالمستهدف هو قناة «الجزيرة»، التي وقفت مع الثورة، وانحازت للثوار، وأفشلت لنظام مبارك وعبد الفتاح السيسي أحد أدواته، خطة فض ميدان التحرير في يوم موقعة الجمل، فـ»الجزيرة» استمرت في البث المباشر من هناك، فشاهد العالم كله الجريمة بالصوت والصورة، ثم كان بيان الدكتور يوسف القرضاوي، وإعلانه أن الذهاب للميدان فرض عين على القادر، فجاءت الحشود سيراً على الأقدام في فترة حظر التجول من كل فج عميق. وقد أغلق مكتب القناة في القاهرة، فقد اعتبر محمود حسين ورفاقه أن الثورة المضادة انتصرت لنفسها، ومن حقه بالتالي أن يزور مصر، كأي مصري يعمل في الخارج، ولم يكن يعلم ما تخبئه له الأيام هذه المرة! فبعد سحب جواز سفره، والسماح له بدخول بلده بدونه، جرى اعتقاله بعد أربعة أيام، واعتقال اثنين من أشقائه (أحدهما يؤيد صراحة العهد الجديد) وبدون إعلان من قبل أجهزة الأمن، فقد أعلنت قناة «الجزيرة» خبر الاعتقال في اليوم التالي، وبدا أن وزارة الداخلية في «حيص بيص»، فهل كانت في مهمة الضغط على «محمود»، ولم يستسلم لها بعد، أم في مرحلة طبخ قضية لهذا المجرم التعويل، فلأول مرة تبدو وزارة الداخلية مهتمة بقضية، وهي منذ الانقلاب تكتفي بتقديم المقبوض عليهم من الصحافيين بالذات للنيابة، حتى وإن كان القضايا لم تتم تسويتها بعد! فزميلنا إبراهيم الدراوي، تم القبض عليه من داخل مدينة الإنتاج الإعلامي بعد أن استدرجه تامر أمين للعودة من الخارج والمشاركة في برنامجه على القناة السعودية إياها، وقد قدم للنيابة بتهمة سرقة شقة، فلما اعترف بفعلته في هدوء، ضحك المحقق وقال لقد عثرنا على الجاني، وفي اليوم التالي وجهوا له تهمة التخابر مع حماس بما يضر بالعلاقات المصرية – الإسرائيلية، فلم يكن الاتهام جاهزاً ومع ذلك قدم للنيابة باتهام بديل يبرر القبض عليه وهو سرقة شقة. هل كانت قضية محمود حسين بتكليف من السيسي لوزارة الداخلية؟ أم أن جهاز الأمن الوطني (مباحث أمن الدولة سابقاً) تحرك في قضيته بدوافع العداء لهذه القناة ولكل من عمل فيها وهي التي ساهمت بتغطيتها في إنجاح ثورة يناير؟ عريضة الاتهام لمواجهة فضح قناة «الجزيرة» لعملية اعتقال محمود حسين، تم الترويج لعريضة اتهام عبر الصحف، وكان فيه من التناقض ما فيه، فقد تراوحت الاتهامات بين كونه عضوا في تنظيم إرهابي، وكونه منتج الفيلم الوثائقي «العساكر»، الذي شنت الأذرع الإعلامية هجوماً عليه قبل عرضه، والقول إنه يسيء للجيش المصري. وهو ما نشره أحد المواقع الإلكترونية الموالية للانقلاب العسكري، قبل أن تشارك قناة «رويترز» في «المولد»، وبشكل يوحي بأن ملكيتها آلت لتوفيق عكاشة! «رويترز»، قالت في وصفها صاحبنا بأنه من «عناصر قناة الجزيرة»، والصياغة هنا توحي بأن زميلنا محمود ليس إعلامياً، وأن «الجزيرة» ليست قناة تلفزيونية ولكنها تنظيم إرهابي، يوشك أن يعلن الأمن المصري عن «تنظيم العائدون من الجزيرة» على وزن المسميات الأمنية لتنظيمات في مرحلة التسعينات مثل «العائدون من ألبانيا» و«العائدون من أفغانستان»، والآن يوجد «تنظيم العائدون من ليبيا»، الذي ألقت أجهزة الأمن القبض عليه مؤخراً! حسب «رويترز» فإن عنصر قناة «الجزيرة» تم القبض عليه تنفيذاً لأمر ضبط من النيابة لاتهامه بالانضمام لجماعة محظورة هدفها قلب نظام الحكم»، ولا نعرف إن كانت مصادر «رويترز» أمنية أم من النيابة، لأننا لا نعرف لماذا لم يتم عرض «العنصر» على النيابة مباشرة ما دام هناك قرار بالضبط والإحضار قد صدر، ومن المقطوع به أنه ظل أربعة أيام مختطفاً ومحتجزاً في مقر مباحث أمن الدولة في أكتوبر قبل نقله إلى مقر أمن الدولة في مدينة نصر، وعندما قيل إنه تم عرضه على نيابة أمن الدولة العليا التي قررت حبسه خمسة عشر يوماً «دفعة واحدة»، فإن النيابة لم تعلن هذا وإنما أعلنه بيان وزارة الداخلية وهناك من شككوا في عملية عرضه، فمحاميه لم يحضر معه التحقيقات وهو ما أوجبه القانون! اتهام محمود حسين، بأن له صلة من قريب أو من بعيد بفيلم «العساكر» يساوي بالضبط الاتهام الذي روجت له «رويترز» بأنه عضو في جماعة محظورة هدفها قلب نظام الحكم، ولا تثريب على الأذرع الإعلامية للأجهزة الأمنية إن نشرت هذه الخزعبلات، لكن عندما يصدر بيان وزارة الداخلية ولا ذكر فيه لانخراط المتهم في الجماعة المحظورة والتي تهدف لقلب (بسلامته) نظام الحكم، وكأنه معدول، فإن الوكالة ينبغي أن تعتذر لقرائها وللمشتركين فيها عن هذه المساهمة الأمنية! ما علينا، فما نُشر في المواقع المصرية كان نقلاً عن مصادر أمنية لا نعرف لماذا تتحرج دائماً عن الإعلان عن نفسها. وقد نشر أن المتهم دأب على فبركة فيديوهات عن الشارع المصري وإرسالها إلى «القناة المعادية» للدولة المصرية لتشويه صورة مصر داخلياً وخارجيا! المقطوعة الموسيقية وكشفت التحريات «الخلاقة كالعادة» ومعلومات الأجهزة الأمنية أن المتهم يعمل بالقناة منذ سنوات، وفي الآونة الأخيرة كان مكلفاً بجمع الفيديوهات من مصر وإرسالها للدوحة، وأنه يصطنع فيديوهات مفبركة عن الأوضاع الاقتصادية وغلاء الأسعار، مقابل حصوله على راتب شهري! لا تغادر هذه المقطوعة الموسيقية من الاتهامات قبل أن تقول يا سبحان الله، فقد اكتشفنا أن صديقنا محمود حسين من «أهل الحظوة» وما أدرانا فربما كان وهو معنا في «مقهى الهنود» في الدوحة يضع الشيشة أمامه، يصلي بالناس إماماً في المسجد النبوي! فهو يعمل في الدوحة ويفبرك الفيديوهات في القاهرة، ويرسل الفيديوهات التي فبركها بنفسه في القاهرة إلى نفسه في الدوحة، والدليل على فبركت هذه الفيديوهات أنها عن الأوضاع الاقتصادية، مع أن مصر تعيش حالة من الرخاء غير مسبوقة، كما أنها عن ارتفاع الأسعار، والأسعار في مصر في انخفاض مستمر. والغريب الذي كشفت عنه التحريات ومعلومات الأجهزة الأمنية رأساً أن المتهم لا يفعل كل هذا ابتغاء وجه الله، ولكن مقابل حصوله على راتب شهري. وقد صار الحصول على راتب شهري جريمة يعاقب عليها القانون المصري في عهد الانقلاب! بيان وزارة الداخلية الذي صدر في وقت لاحق أضاف إلى ما نشر منسوباً للتحريات ومعلومات الأجهزة الأمنية، أن خُط الصعيد، و«السفاح» اتخذ من عدة مقرات إقامة له بمحافظة الجيزة وكرا لتنفيذ تكليفات قيادة قناة الجزيرة بإعداد التقارير الإعلامية و«المقالات» والأفلام الوثائقية المفبركة. ولا أعرف ما هي قصة «المقالات» المكررة في البيانات الرسمية وغير الرسمية، و»الجزيرة» محطة تلفزيونية وليست جريدة تنشر المقالات التي يفبركها «محمود حسين» في أوكاره المتعددة، وهو رغم كونه في الدوحة، فإن قيادة «الجزيرة» تصدر له التكليفات وهو في القاهرة، ليقوم بتنفيذها في أوكاره في القاهرة بينما هو يعيش في الدوحة! يا سبحان الله! صحافي من مصر «محمود حسين»… خُط الصعيد والسفاح! سليم عزوز |
دولة ضعيفة ونظامٌ قويّ؟مناقشةٌ لبنانية Posted: 30 Dec 2016 02:27 PM PST في أشهرٍ قليلة، سمعت أو قرأت مراراً ما مفاده أن الدولة اللبنانية «ضعيفة» ولكن النظام (الطائفي) في لبنان «قويّ» جدّاً. صدر هذا الكلام في ندوة من هنا ومقالة من هناك من ذوي أقلام معتبرة يتدبّرون عادةً ما يكتبون في الشأن اللبناني وفي غيره. ولا أعرف أيّهم كان الأسبق إلى اقتراح هذا التشخيص ،ولا إن كان قد جاء به قبلهم من لم يبْلُغني كلامُه. ولكن بدا أن العبارة، بتنقّلها بينهم، مرشّحةٌ لتستوي «محطّ كلام» أو «لازمة» فتوحي كلّما تكرّرت بالوقوف على تفسير أو على عنوانٍ لتفسير لما يتخبط فيه لبنان، من سنين باتت كثيرة، من استعصاءٍ وتردٍّ سياسيّين. وفي العبارة ما يؤهّلها للاستواء محطّاً أو عنواناً: ظاهرُ الوضوح… والتقابلُ في كلامٍ وجيز للغاية بين قطبين متلازمين… وهذا مع الإيحاء الذي يبدو مبتكراً بإمكان التمييز بينهما في القوّة والضعف. أرى وجاهةُ، من جهتي، لمناقشة التشخيص الذي تقترحه هذه العبارة. وأوّل ما عندي سؤال عن إمكان فصل النظام عن الدولة: يجوز لنا إن اعتمدنا لـ»الدولة» معنىً بعينه أن نرى النظام فائضاً عنها، مشتملاً عليها. الدولة هنا لا يستقيم فهمها إلا بما هي سلطة منوطة بأداة مؤسّسية ذاتُ أجهزة ومراتب. وذاك أن المقصود، بديهةً، ليس الأرض والحدود والسكّان والسلطة ذاتُ السيادة. بالمعنى المحصور ذاك، يصحّ اعتبار النظام فائضاً عن الدولة. إذ هو يشتمل على قوىً لا يستنفدها جهاز السلطة، وإن يكن بعضها مشتركاً فيه، وهي ما يصطلح على تسميته باسم «المجتمع السياسي» بل إنه يجوز اعتبار النظام مشتملاً على قوىً أخرى متنوّعة جدّاً، إن افترضنا أن المشار إليه هو النظام الاجتماعي لا السياسي حصراً. وهذا افتراضٌ جائزٌ – بل محبّذ – حيث يجري الحديث عن «النظام الطائفي». فهذا – أي النظام اللبناني – نظام لا يستقلّ فيه الشأن السياسي إلاّ لماماً عن شؤون وأوضاع من قبيل التشبيك المذهبي وعصبيّة العائلة والاستقطاب الجهوي للعصبيات والخدمة الاجتماعية والقوّة الماليّة والاستخدامية، إلخ. على أن الأمر المشكل فعلاً هو التسليم بدرجة من الاستقلال للنظام عن الدولة (ولهذه عن ذاك) يجيز للنظام أن يكون «قويّاً» فيما الدولة «ضعيفة». ومنطلق الإشكال الأعمّ أن الدولة هي منعقد فاعلية النظام، بما هي الملتقى المركزي لأطرافه والمدبّر الأعظم للعلاقات بينها. الدولة هي الأفق الذي تندرج هذه الأطراف في وحدة سياسية أو تستبقي هذه الوحدة بسبب من وجوده، فلا تتفرّق شَذَرَ مَذَر… وهي المنفذ الأهمّ لهذه القوى إلى الفعل في محيط الدول وهي السبب الأوجه لإفضاء هذه أو تلك منها إلى علاقة بدولة أخرى، إذ انتساب هذه القوّة إلى الدولة اللبنانية يمنح هذه العلاقة دلالة ووجاهة لم تكن لتحوزهما لو كانت منفصلة عن حومة الدولة المذكورة. فحتى الحالة القصوى التي هي تبعية حزب الله الشيعي لنظام إيران المذهبي، يتغير معناها وتنتقص فاعليتها كثيراً إن هي جرّدت من هدف الاحتواء السياسي للدولة اللبنانية، وتعزيز المكانة المتاحة للجماعة الإيرانية الولاء في نطاقها. والأمر نفسه يقال، ولو كان الولاء أدنى عمقاً ههنا، في تبعية التيّار الغالب في السياسة السنّية للمملكة السعودية. ذاك يطرح سؤالاً متعلّقاً بالدرجة التي يسعى النظام أن يصل بـ»ضعف» الدولة إليها مع بقائها قويّاً من جهته: أي مع الاحتفاظ بقدرته على صون وحدة الشبكة الجامعة لمكوّناته، وعلى الإفادة من مزايا الانتساب إلى دولة في محيط مشكّل من دول: دولٍ يضمّها ما يسمّى «مجتمع الدول»… ولكن ما معنى القوّة في قولنا «نظامٌ قويّ» وما معنى الضعف في قولنا «دولةٌ ضعيفة»؟ واضحٌ أن كلّاً من العبارتين تنطوي على تردّد بين معنيين في الأقلّ. فالنظام القوي يسعه أن يكون ذاك الذي يقوى على سياسة أنواع المصالح الخاصّة ببعض أطرافه والعامّة لجميعها، وعلى تدبير أسباب النزاع بينها بحيث يأتي توزيع المكاسب فائقاً توزيع الخسائر، فيزيد النظام أو يحفظ ما تمحضه إيّاه أطرافه المعوّل عليها من ولاء. وهو لا يقوى على هذا الإنجاز، في الواقع، إلّا بقيادة الدولة التي هي منعقد الصلات الأوّل وساحة التفاوض الأرحب بين الأطراف، والمدبّر الأهمّ لموازين القوى ولمدارات النزاع. بهذا المعنى تبقى قوّة النظام مشروطةً، لا بـ»قوّة الدولة» بمعنى لـ»القوّة» سنعود إليه، بل بما نستحسن تسميته «فاعليّة الدولة» بمعنى قدرتها على أداء وظائفها الاجتماعية – السياسية في جماعة وطنية تريد البقاء واحدة. والحال أنّنا إذا قصدنا بـ»ضعف الدولة» لزومها حدّاً من التدخّل في حياة المجتمع لا يحتاج المجتمع إلى تجاوزه، إذ تحفّ بهذا التجاوز شبهة الطغيان أو الرغبة فيه فإننا نكون مسيئين التعبير. فإن دولة هذا شأنها ليست ضعيفة ما دامت تؤدّي وظائفها بكفاءة وتلزم (أو يلزمها نظامها الدستوري ومجتمعها السياسي) حدّاً تقريبيّاً لسلطتها لا تتجاوزه. أما الدولة اللبنانية (وغيرها كثير…) فضعيفة بمعنى الفشل في الأداء والعجز عن التدبير. هي دولةٌ «طائفية» ولكن الطوائف «تفيض» عن حدود سيادتها من كلّ حدبٍ وصوب. وهي تجيز مكرهة لأطراف فيها ما لا يسع دولةً أن تجيزه من غير تعريض صفتها هذه للتهاوي؟ فهل يبقى النظام «قويّاً» وأطرافه في أشدّ التجاذب والتنازع بينها، والدولة المفترض تحكيمها في منازعاته متهالكة عاجزة؟ النظام «قويّ» فعلاً بمعنىً لا يتعلّق بأهليته للدوران «السويّ» بما هو نظام وإنّما يتعلّق بـ»القوّة» الخاصّة بكلّ من أطرافه في وجه أطرافٍ أ،خرى وبتلبية الأطراف المتزايدة شروط استحقاقها لهوية النظام العامّة، أي الهوية الطائفية وبميلها المتزايد إلى مجابهة بعضها بعضا بصفاتها الطائفية أيضاً، أي أن «القوة» هنا قوّة نابذة لا جابذة، فالحال أن ما اشتدّ في عقود مضت ولا يزال يشتدّ إنّما هو «طائفية» أطراف النظام، وميل الجماعات الطائفية إلى التشرنق على كل صعيد تقريباً وإلى تجهيز نفسها بكلّ ما يلزم في هذا السبيل، مستفيدةً في ذلك ممّا عرضته الدول القادرة في المحيط ومقايِضةً بالولاء لهذه الدول ما حصّلته منها من منافع لم تكن مادّيةً وحسب، بل كانت سياسية ومعنويّةً على الأعمّ، أي متعلّقة بالمكانة أيضاً. وعلى هذا احتدمت العصبيات الطائفية وارتسمت للمجابهة بينها خريطة، هي خريطة الصراع الدائر بين الأوصياء عليها في المحيط، ولو اقتضى اختلافُ الميدان تعديلاً هنا أو تلطيفاً هناك. فأيّ قوّة هي «قوّة» هذا النظام الذي يلزم دولته بعجز مترامي الأطراف لا يعفّ عن كبيرة ولا عن صغيرة ويعجز، بعد أن انهار ما انهار، عن الاحتياط الفعلي من الانهيار الشامل – بما فيه انهيار الجبهة الاقتصادية – المالية، وانهيار الأمن المحمول على الأكفّ الدولية حاليّاً – وقد باتت أصواتٌ كثيرة (بينها ما هو رسميّ دولي) ترجّحه وتحذّر منه؟ يبقى معنىً واحد مؤكّد الدقّة لـ»القوّة»، في هذا المعرض، هو معنى قوّة العصبيات التي تتجاذب النظام ورسوخ مرتكزاتها الاجتماعية السياسية وتبعياتها للخارج. ولكن هذه القوّة ليست «قوّة النظام» الطائفي. هي قوّة شيء آخر له اسمٌ قديم أليف سبق اشتغالنا بحديث «الأنظمة» ورطانتنا، على الأعمّ، بمصطلح علم السياسة. هي قوّة الطائفية، لا أكثر ولا أقلّ، وهي شلل الدولة وتهالك النظام. كاتب لبناني دولة ضعيفة ونظامٌ قويّ؟مناقشةٌ لبنانية أحمد بيضون |
سقى الله أيام التخلف؟ Posted: 30 Dec 2016 02:27 PM PST من أروع الكتب التي كتبها المفكر المصري جلال أمين كتاب بعنوان «خرافة التقدم والتخلف». وعندما تقرأ الكتاب تصل إلى نتيجة مقنعة للغاية أن ليس كل ما نعتبره تقدماً هو تقدم فعلاً، بل هو أسوأ أنواع التخلف. لا شك أن الإنسان قطع أشواطاً عظيمة على الصعيد العلمي والتكنولوجي مقارنة بإنسان القرون الماضية، لكن الإنسان ذاته لم يتقدم، ولم يزدد إنسانية، بل تقهقر كثيراً على الصعيد الاجتماعي والإنساني والأخلاقي. ما فائدة أن نصنع أفضل الطائرات والسيارات والموبايلات، بينما لم نستطع تطوير الإنسان أخلاقياً وإنسانياً واجتماعياً؟ وكان الروائي الروسي الشهير تولستوي قد سبق جلال أمين في إدانته للغرب تحديداً عندما قال إن «أولئك الذي يقدمون أنفسهم على أنهم أكثر الشعوب تحضراً وتقدماً هم في واقع الأمر أكثر الشعوب سفكاً للدماء وأقلهم إنسانية وأخلاقاً». تعالوا الآن نحلل واقعنا الذي نعتبره أعلى درجات الحضارة البشرية. هل هو فعلاً كذلك؟ هل نحن متحضرون ومتقدمون؟ انظروا أولاً إلى بيوتنا الحديثة، حيث أصبح حلم الجميع أن يمتلك بيتاً أو فيلا كبيرة وحدائق أكبر. لقد غدا الكثيرون يتوقون إلى امتلاك القصور، ولطالما يعمل الكثير منا سنوات طوالاً في بلاد الغربة كي يبني بيتاً كبيراً ربما لن يعود إلى بلاده كي يعيش فيه. وحتى لو عاد وعاش فيه، ستجد أن البيت أكبر بكثير مما يحتاجه المغترب، خاصة وأن عدد أفراد العائلة تقلص كثيراً. ولطالما رأيناً رجلاً وزوجته فقط يعيشان في فيلا مكونة من عشر غرف والعديد من الحمامات وقاعات الاستقبال. وفي بعض الحالات لا يوجد في العائلة «الحديثة» سوى طفل أو طفلين على أكبر تقدير. ما أكبر فيلاتنا في هذا الزمان، وما أصغر عائلاتنا! لا شك أن عدد الذين يحملون شهادات جامعية في هذا الزمن لا يقارن أبداً بالقرون الماضية، فالعدد بارتفاع مستمر، لكن ما قيمة تلك الشهادات العليا إذا لا يمتلك أصحابها الحس أو التفكير السليم أو الفطرة الإنسانية الطبيعية السليمة. لا شك أنكم واجهتم الكثير من المتعلمين الذين لا يفكرون بشكل إنساني طبيعي وسليم. لا ننكر أن الطب تطور بشكل مذهل في عصرنا، لكن ما أكثر العلل والأمراض التي لم يجد لها الطب حلاً. وكلما تطور الطب ازداد عدد المرضى والمعلولين. وحدث ولا حرج عن تقهقر التواصل الانساني. صحيح أن الإنسان ربما قد وصل إلى القمر، ويحاول الاتصال بالكواكب الأخرى لعله يصل إلى قاطنيها إن وجدوا، لكن هذا الإنسان الذي يسعى للوصول إلى الكواكب الأخرى لا يعرف من جاره في البناية أو البيت المجاور. ولا يسعى أبداً أن يتواصل معه إنسانياً. لا شك أن رواتبنا في هذا الزمن عالية جداً، والأموال التي يتداولها الإنسان «الحديث» مهولة من حيث كميتها، لكن الأموال لم تحقق لنا الطمأنينة وهدوء البال، فنحن دائماً خائفون وقلقون من الحاضر والمستقبل رغم امتلاكنا للملايين والمليارات. صحيح أن نسبة الذكاء عالية جداً في عصرنا، لكن كلما زاد الذكاء قلت العاطفة، فأصبحنا أقرب إلى الإنسان الآلي منه إلى الإنسان الحقيقي. وصحيح أيضاً أن المعرفة ومصادرها ارتفعت بشكل مذهل، لكن الحكمة نادرة في عصرنا. وشتان بين المعرفة والحكمة. إن هذا العصر المختل أخلاقياً وقيمياً جعل الحب عملة نادرة، بينما زاد من نسبة العلاقات الغرائزية غير الشرعية بين البشر. كم هي نسبة الحب الحقيقي في عصرنا، وكم هي نسبة العلاقات الجنسية العابرة؟ هل ساعدت مواقع التواصل الاجتماعي فعلاً في التقريب بين البشر، أم إنها قربت البعيد وبعدت القريب؟ ليس العبرة أبداً في أن يكون لديك ملايين الأصدقاء الافتراضيين، بل في أن يكون لديك أصدقاء حقيقيون. كم لدينا من الأصدقاء المزعومين على مواقع التواصل، وكم لدينا أصدقاء على أرض الواقع؟ كم يستهلك البشر في عصرنا من المشروبات الكحولية، وكم يستهلكون من الماء للشرب تحديداً؟ لقد بات الكثيرون يشربون الكحول أكثر مما يشربون الماء. والسبب أن طبيعة العصر المختلة قلبت الأمور رأساً على عقب، وجعلت الناس يهربون من الواقع إلى الوهم. صحيح أن عدد سكان المعمورة بات يناهز السبعة مليارات. لكن العبرة ليست في العدد، بل في كمية الإنسانية الموجودة لدى البشر. كم لدينا من البشر، وكم لدينا من الأناسي (جمع إنسان) أو كم لدينا من الإنسانية في هذا العالم الذي بات فيه الإنسان أكثر وحشية من الوحوش نفسها تجاه أخيه الإنسان؟ كم أضحك عندما أرى البعض يرتدي الساعات الثمينة، بينما ليس لديه وقت أصلاً. لقد حولتنا الحياة الحديثة المزعومة إلى روبوتات متحركة لا تفقه سوى الاستهلاك والانتاج، فأصبحت حياتنا الإنسانية معدومة أو مؤتمتة. هذه الحقائق الصادمة أعلاه المنتشرة على مواقع التواصل تثبت دون أدنى شك أن ليس كل ما نراه من إنجازات في العصر الحديث هو تقدم فعلاً، بل قد قد يكون أسوأ أشكال التخلف الإنساني. ٭ كاتب وإعلامي سوري falkasim@gmail.com سقى الله أيام التخلف؟ د. فيصل القاسم |
الحكومة تآمرت على المصريين.. والبرلمان لم يبلغ سن الرشد بعد… والشعب الجاحد سبب بكاء الرئيس Posted: 30 Dec 2016 02:26 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي»: قدمت مصر أمس قطعة من لحمها الحي «تيران وصنافير» للمملكة العربية السعودية، على أمل تجاوز مرحلة الغضب الخليجي الآخذ في التصاعد، واستئناف ضخ النفط المتوقف منذ قرابة شهرين.أدارت السلطة ظهرها لشعبها وقواه الحية، وقررت أن تخطو خطوتين للوراء أملا في وضع حد للغضب الملكي الذي ينتشر من عاصمة خليجية لأخرى. وبينما الرأي العام في الداخل غاضب بشدة لأسباب لها علاقة بضيق الحياة الاقتصادية، إذ بالنظام الذي اعتاد البحث عن الحلول السهلة أن يبحث عن حل لأزماته المتوالية عبر سلسلة من التنازلات، تبدأ بالتفريط في التراب الوطني وتنتهي عند تسليم القضية الفلسطينية لعهدة نتنياهو، في موقف أدهش الأعداء قبل الأصدقاء، حينما سحبت القاهرة قرار إدانة إسرائيل من مجلس الأمن. وأثبتت الحكومة أن البرلمان غير وصي عليها، حتى فيما له علاقة بالقضايا والقرارات المصيرية، حيث ذهبت بمفردها تسلم الجزيرتين للمملكة بينما لم يعلم نواب البرلمان بالأمر إلا من خلال الفضائيات والصحف، الأمر الذي يمثل فاصلا كوميديا لا تستطيع قريحة أي كاتب ساخر معالجته دراميا. بالأمس كانت الصحف المصرية على موعد مع حرب ضد الحكومة التي يرى البعض أنها مظلومة في قضية الجزيرتين، لكون أعضائها مجرد سكرتارية لدى القصر الرئاسي، وما كان بوسعها أن تقدم على ذلك القرار المصيري إلا عبر توجيهات عليا، ومن الطبيعي أن تزدهر الحروب الصحافية على خلفية حالة الهوان تلك التي يستشعرها المصريون حيث لاغذاء ولا حرية ولا حفاظ على التراب الوطني وإلى التفاصيل: كل هذا الخنوع «هل كان السيسي هو صاحب الإرادة والقرار الخاص بسحب طلب إدانة إسرائيل في مجلس الأمن؟ يتساءل سمير الجمل في «البديل»، وهل كان بإمكانه أن يفعل غير ذلك؟، أم أنه كان ينفذ صاغرا ما يملى عليه؟ الإجابة ليست في «لقطة السقوط» ذاتها، لأنها مجرد لقطة في مسلسل تراجيدي طويل، بدأ ومصر قوية كبيرة يقودها الناصر صلاح الدين في دور البطولة، ومع الهوان والخنوع صارت مصر ضعيفة تابعة مأمورة، تتلقى التعليمات بالتليفونات، فلم تعد تحتاج إلى «بطل»، وإنما إلى «عسكري سيكا».. يؤمر ولا يأمر، يحمل الحقائب ويوصل الرسائل، يسمع ولا يفكر، وكل همه أن ينال الرضا ويتجنب العقاب. لكن السؤال العميق هذه المرة: ترى من هو الضابط الذي يعمل في خدمته عسكري السيكا؟ الإجابة القديمة الجاهزة عن التبعية لواشنطن، لم تعد صحيحة تماما، صحيح أن السادات اعترف بها علنا، مؤكدا أن أوراق اللعبة في يد السيد الأمريكي وحده، وسار مبارك على نهج سلفه دون تغيير، لكن الحال تغير بعد رياح الربيع العربي، وتعدد الأسياد اللاعبون في المنطقة، خاصة أن طول فترة «الخدمة» كرست نفسية «الخادم المطيع» داخل حكام التبعية والخنوع، فصاروا يُقبِّلون كل الأيدي القوية، ويأتمرون بأمر كل كبير وقوي. رأيناها مع أوباما وهيلاري كلينتون، ورأيناها مع بوتين، ومع ديفيد كاميرون، ومع أولاند، وفي انحناءة السيسي للملك عبد الله داخل طائرته، وفي تقبيل اللحى الخليجية، والاستجداء المهين لـ«تحويلات الرز»، ثم رأيناها في «العشق الحرام» لنتنياهو، الذي بدأت فصوله تتكشف وأسراره تنفضح بعد غزلية السلام الدافئ في أسيوط منتصف مايو/أيار الماضي». مصر لا تركع «ينهش الموتورون في سمعة بلد ودبلوماسيته العريقة، ويشككون في توجهات الدولة المصرية، كما لو كان المخطط الموضوع لهؤلاء أن يمضي في طريقه مشوها كل ما هو من شأنه أن يكون من ثوابت تلك الأمة المنكوبة بما يجري على أرضها.. بهذه اللهجة الغاضبة يصب رئيس تحرير «الأهرام» محمد عبد الهادي علام لعناته على من انتقدوا القاهرة بسبب موقفها الأخير في مجلس الأمن: «ما حدث في الأيام الأخيرة من ردود فعل على تصويت مجلس الأمن، على مشروع قرار ضد الاستيطان الإسرائيلي، يستحق وقفة جادة بعد إثارة لغط مصطنع على شبكات التواصل الاجتماعي، وعلى شاشات قنوات فضائية معروفة باستهداف السياسة المصرية على طول الخط، من دول «مُحدثة» في مناصرة القضية الفلسطينية، كل رصيدها أنها تستغل القضية من باب الوجاهة، لمن يملك حفنة من المال ويريد أن يقدم نفسه أمام الرأي العام العربي في صورة المخلص لقضية الشعب الفلسطيني، بينما البلد الذي ضحى بشبابه في حروب متتالية، وتكبد خسائر اقتصادية تؤثر عليه، حتى يومنا هذا، تصب عليه اللعنات والشتائم من جهات إعلامية مشبوهة، وبتخطيط مدروس لتشويه صورة مصر وقيادتها السياسية أمام العالم، كما لو كانت مصر لم تضح، وكما لو كانت مصر لم تدفع فاتورة وضع قضية الشعب الفلسطيني على أولوية اهتماماتها، قبل ظهور دول تدعي اليوم نضالا مزيفا «ديكوريا» لتجميل صورتها القبيحة. ما يستحق التوقف أيضا هو دور وسائل التواصل الاجتماعي في نشر صورة نمطية عما جرى، تقول إن مصر تشتري مصالح خاصة على حساب القضية الفلسطينية، وإن القيادة المصرية غير مؤتمنة على التعامل مع مستقبل القضية الفلسطينية. وتم التقاط الخيط في عواصم تعاني المراهقة السياسية، وراحت توجه ماكينات الدعاية السلبية والإعلام المأجور ضد مصر». قرار لم يكتمل تداعيات قرار إدانة إسرائيل في مجلس الأمن مؤخرا بسبب الاستيطان رغم احتفاء الكثيرين به إلا أن البعض يراه مفتقدا لأمر مهم يشير إليه حسن أحمد عمر في «الأهرام»: «كان يتوجب على القرار أن يشكل محكمة جنائية دولية خاصة، لمحاكمة قادة إسرائيل وقوات الاحتلال، عن جرائم الخطف الإرهابية والقتل والتعذيب وبناء المستوطنات، فجميعها، جرائم حرب وجرائم إرهابية، قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلية، بقرارات من قادتها السياسيين والعسكريين. اليوم وبعد أن تحدت إسرائيل قرار مجلس الأمن الأخير، الذي طالبها بوقف الاستيطان، بأن طرحت مناقصات لبناء مستوطنات جديدة حتى في القدس. وجب على المجموعة العربية في جامعة الدول العربية المكونة من مصر والأردن والمغرب والأمين العام للجامعة العربية أن تتقدم للأمم المتحدة، من بوابة الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها العاشرة الاستثنائية الطارئة، والمنعقدة بصيغة الاتحاد من أجل السلام، المنعقدة منذ عام 1997، وفي انعقاد دائم حتى تحل القضية الفلسطينية، خاصة أنها هي التي سبق أن طالبت محكمة العدل الدولية باتخاذ قرار بشأن الجدار العنصري، أن تتقدم لها بمشروع قرار مزدوج، متضمنا توصية من صلاحيات مجلس الأمن انتقلت إلى الجمعية العامة، عملا بصيغة الاتحاد من أجل السلام، وقرار من الصلاحيات الأصيلة للجمعية العامة، حيث تطالب التوصية بتعديل مكانة إسرائيل في الأمم المتحدة من دولة عضو إلى مراقب فحسب، وهو ما يعني تعديل توصية مجلس الأمن رقم 69 الصادرة عام 1949 بقبول إسرائيل كدولة عضو، لتصبح التوصية هي بتنزيل إسرائيل إلى صفة المراقب. أما القرار فيوافق على التوصية، بتعديل قرار الجمعية العامة 273 لسنة 1949 القاضي بقبولها دولة عضوا بالشروط السابق الإشارة إليها، إلى اعتبارها مراقبا حسب». الحكومة لا تحترم البرلمان المعارك ضد الحكومة لا تنتهي في الصحف إذا لم يكن بسبب الغلاء فبسبب تسليمها الجزيرتين للسعودية، وهو الامر الذي أغضب خالد علي في «التحرير» غضبا عارما: «قرار الحكومة المصرية الأخير بالموافقة على اتفاقية تعيين الحدود البحرية مع المملكة العربية السعودية، فيه نوع من عدم احترام لأحكام القضاء، ولا يحترم الدستور المصري. هناك حكم قضائي بأحقية مصر في جزيرتي تيران وصنافير، والحكومة استشكلت عليه في القضاء الإداري، وتم رفض الاستشكال، وأصبح الحكم واجب النفاذ، لأن أحكام القضاء الإداري واجبة النفاذ، إلا إذا رفضتها المحكمة الإدارية العليا، وحكمها سيصدر يوم 16 يناير/كانون الثاني المقبل. وتابع خالد، لو لم يصدر حكم قضائي لكان من حق الحكومة المصرية اتخاذ قرارها الأخير، ولكن هناك حكما قضائيا بأحقية مصر في الجزيرتين، والاتفاقية باطلة بحكم القضاء، ولا يجوز عرضها على البرلمان، ولكنها محاولة من الحكومة لخلق نزاع وهمي حول صراع سلطات، وتكون هناك مشكلة بين القضاء والبرلمان، وتقديري أن هذا عدم مهنية كبير، وفيه انهيار في أداء الدولة المصرية. الحكومة تتعمد إخفاء أدلة مصرية تيران وصنافير. «هنجوع ومش هاتخدوا الأرض». تقرير المفوضين يصب في صالح مصرية «تيران وصنافير» استكمل خالد علي قائلا: «هل المختص بهذا الأمر السلطة التشريعية أم السلطة القضائية؟ هذا سؤال يجب الإجابة عليه، لكن الحكومة اتخذت قرارها بالموافقة على الاتفاقية لخلق نوع من التوازن، بعد حكم القضاء ببطلان الاتفاقية». حكم الإدارية العليا يوم 16 يناير، ليس له علاقة بإجراءات الحكومة، وأتوقع أن تُحيل الحكومة قرارها لمجلس النواب قبل موعد حكم المحكمة الإدارية العليا، ومجلس النواب يتخذ قراره، والمحكمة ستُصدر حكمها، وقتها سيكون هناك تدخل في أعمال السلطة القضائية، ولكن سنُكمل طريقنا القضائي. قرار الحكومة باطل، وما بُني عليه باطل، والشارع سيكون له عامل في ذلك، وحكم المحكمة قال إن القضية باطلة ليس في الشكل، ولكن لأن الأرض مصرية، ولا يجوز لرئيس الجمهورية ولا البرلمان ولا الحكومة التنازل عنها، ولكننا أمام سلطة لا تحترم القانون والدستور، وأتينا بكل المستندات منها، خريطة طبق الأصل من عام 1912، تُثبت مصرية الجزيرتين، وما يحدث من الحكومة يُعطي رسالة للشعب بأنها ستفعل ما يروق لها». البرلمان غاضب في المقابل يشهد البرلمان حالة من الغضب، تؤكدها تحركات النواب خلال الساعات الماضية، حيث قام النائب هيثم الحريري، عضو مجلس الشعب، بالتقدم ببيان عاجل بشأن موافقة الحكومة المصرية ومباركتها لاتفاقية ترسيم الحدود مع المملكة العربية السعودية. وحسب «البديل» أكد الحريري أن هذه الاتفاقية أصبحت هي والعدم سواء، بعد حكم محكمة القضاء الإداري، وإبطال الاتفاقية، وقد صدر الحكم ضد الرئيس ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب، وبناء على هذا الحكم لم تعد هناك اتفاقية من الأساس. وقال الحريري في البيان العاجل، إن موافقة الحكومة المصرية على الاتفاقية وإرسالها إلى البرلمان، هي مخالفة صريحة للدستور والقانون، ولا تحترم أحكام القضاء المصري. وتابع: لقد أقسمنا جميعا رئيس الجمهورية ووزراء حكومة شريف إسماعيل وأعضاء مجلس النواب، باحترام الدستور والقانون واستقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه، ثم ننظر اتفاقية باطلة وتخالف الدستور والقانون، وتقبل من حيث المبدأ التنازل عن جزء من تراب الوطن. مشيرا إلى أن شرعية هذا النظام بأكمله وشرعية مؤسسات الدولة السلطة التنفيذية ورأس السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية على المحك، مجرد مناقشة الاتفاقية وصمة عار علينا جميعا، خاصة أن الحكم صدر ضد رئيس المجلس بصفته الممثل القانوني لمجلس النواب». القضاة في القفص القانون الخاص بكيفية تعيين رؤساء الهيئات القضائية أثار أزمة بن السلطة والقضاة، وقد نص المشروع على أن يعين رئيس هيئة النيابة الإدارية بقرار من رئيس الجمهورية من بين ثلاثة من نوابه يرشحهم المجلس الأعلى للهيئة، ويعين رئيس هيئة قضايا الدولة بقرار من رئيس الجمهورية من بين ثلاثة من نوابه يرشحهم مجلس القضاء الأعلى، ويعين رئيس محكمة النقض بقرار من رئيس الجمهورية من بين ثلاثة من نوابه يرشحهم مجلس القضاء الأعلى، ويعين رئيس مجلس الدولة بقرار من رئيس الجمهورية من بين ثلاثة من نوابه ترشحهم الجمعية العمومية الخاصة بمجلس الدولة. القاعدة التي كان معمولا بها في مصر كما يشير حافظ أبو سعدة في «الوطن» هي قاعدة الأقدمية، وهي من التقاليد الراسخة في الهيئات القضائية، وهي أن أقدم النواب سنا يتم تعيينه رئيسا حتى لو كان المتبقي له على سن المعاش شهورا، ويصدر القرار من رئيس الجمهورية بالتعيين لصاحب الأقدمية، حيث يقدم لسيادته من أعلى سلطة داخل الهيئة القضائية، فتغيير هذا المبدأ المهم يعني إعطاء رئيس الجمهورية سلطة اختيار، وتعيين رئيس الهيئة القضائية من بين ثلاثة يتم اختيارهم، وهو ما يعد تدخلا مباشرا من السلطة التنفيذية وهو رئيس الجمهورية، الأمر الذي يتنافى تماما مع استقلال القضاء وبالمخالفة للنصوص الدستورية». الرجل النائم من فرط حبه له تخيل حمدي رزق في «المصري اليوم» أن السيسي يلقي بالا للغلاء الذي ينهش في أجساد المصريين وراح رزق يتخيل السيسي يتجول في الأسواق: «جولة رئاسية في الأسواق ستغير كثيرا من الأفكار المهيمنة على الأداء الحكومي تجاه جنون الأسعار، التي أصابت الأسواق بالسعار، الأسعار نار يا ريس، وإذا تركت النار هكذا تسرح في الأسواق ستشعل الحريق الذي يتمناه المرجفون. فليتجول أخلص رجال الرئيس في الأسواق، وسيكتوون بالنار، يستحيل أن تتغير الأسعار بين عشية وضحاها، وأبو قرش صار بعشرة، وأبو عشرة أصبح بمئة، وهكذا دواليك في متوالية سعرية شاذة وغريبة، ومتعمدة لإفشال البلد، وإشعال النار في الصدور، الناس تئن من «الغلاء والكوى، ولسانها دلدل من الشكوى» والشكوى لغير الله مذلة. ست البيت المصرية حطت أصابعها العشرة في الشق، مش ملاحقين، كل السلع، إذ فجأة شب فيها الحريق، لن أحدث سيادتك عن اللحوم، فهي رفاهية لا يقدر عليها سوى أكلة اللحوم، ولكن عن العدس والبصل والفول، يا ريس طعام الغلابة أصبح صعب المنال، البيوت انكشفت، والستر تمزق، الناس بتمص ليمون، حتى الليمون صار له سعر. لن أتحدث أبدا إلى رئيس الحكومة، فهو يتعامل مع قضية الأسعار باعتبارها عادية من العاديات، ويصم أذنيه ووزراؤه عن أنين الناس في قعور البيوت، وماض في سياسات الإفقار، أخشى أن يكون عامدا متعمدا، ولا يأبه بكتابات مخلصة تحذر من حريق الأسعار. دور رئيس الوزراء وضع السياسات وصك القرارات التي تعيد إلى السوق عقله المفقود، ولكن هيهات الرجل ورجاله قرروا لعب دور رجال الإطفاء، كلما شب حريق سكبوا عليه مياها، ولكن النار مستعرة لا تقوى على مكافحتها الإجراءات الحمائية الضنينة والشحيحة التي يتفضل بها رئيس الوزراء». الإعلاميون يهينون الشعب «بقينا ملطشة.. بهذه البساطة تعترف الساخرة غادة شريف في «المصري اليوم»: «أن تظهر علينا مذيعة معروف أنها موجهة فتهاجم الغلابة لأنهم تسببوا في بكاء الرئيس، ثم يليها في اليوم التالي مذيع آخر معروف أنه موجه أكثر من هذه المذيعة، فنجده يصف الشعب بأنه «جاحد» وأن هذا الجحود هو سبب بكاء الرئيس، فهذا يعني يا حمادة إنك أصبحت ملطشة.. لكن سيبك إنت، برضه قضاء أخف من قضاء، فهذه المذيعة سبق أن شتمت شعب دولة شقيقة بأنه يتعيش من الدعارة، فاحمد ربنا قوي يا حمادة إنها جت معاك على أد كده وأنها لم تخض في عرضك واكتفت بطولك فقط! تذكر أنك بعد ضياع قيمة مرتبك منذ انهيار الجنيه فأنت أصبحت عمليا لا تملك إلا الستر بدون الصحة. فاحمد ربنا قوي أن ربنا ستر وأنك خرجت وشرفك منصان من هجوم هذه المذيعة عليك.. تصدق بالله يا حمادة، الواضح من هذا الهجوم المكثف عليك من هؤلاء المذيعين المحسوبين على النظام أنه غالبا كده والله أعلم أنك أنت السبب في هذا الغلاء الفاحش.. أيوه طبعا، إزاي تجرؤ يا غلبان منك له إنك تكون نفسك تاكل وتشرب وتلبس وتعلم أولادك تعليم محترم؟.. مش عاجبك أن كيلو البصل أصبح بـ 10 جنيه يا ابن المبشورة؟.. مش عاجبك أن كيلو الفراخ بـ45 جنيه؟.. إنت كمان عايز تاكل فراخ يا ابن المحمرة؟ والله عال.. وكمان لا يعجبك أن البطاطس بـ8 جنيه؟ يا نهار أبوك وعيلتك كلها مش فايت.. هي حصّلت إنك كمان نفسك تاكل صينية بطاطس؟ ما انا فقستك على طول.. ما أن سمعتك تشتكي في الفضائيات من سعر البطاطس والبصل والفراخ، عرفت إنك بتحرجم على صينية بطاطس بالفراخ يا خاين يا عميل». لا صوت يعلو صوت النظام يبدو أن حرية التفكير والتعبير في مصر سوف تشهد خلال الفترة المقبلة أسوأ مراحلها، حيث يتم بالقانون فرض القيود التي تكمم الأفواه وتجريم الرأي الآخر، وهو ما يتخوف منه علاء عريبي في «الوفد»: «حتى أسلوب التحاور سوف يزج بصاحبه في السجون، لكي لا يعلو صوت على صوت النظام وأدواته ورجاله وأجهزته. البداية كانت بالمنع الشفوي والقسري لبعض الإعلاميين من الظهر، ووقف طبع الصحف خلال الطباعة لنشر أخبار معارضة، وتوجيه اتهامات بالعمالة والخيانة والتمويل الأجنبي لأصحاب الرأي المخالف. المرحلة الثانية سوف تكون بتشريع بعض القوانين التي تكمم وتجرم التفكير والتعبير. والهدف من هذا إقصاء المخالفين والمعارضين وأصحاب الرأى الآخر للنظام، بمعنى أن النظام يسعى إلى فرض رؤيته السياسية وتسييدها والقضاء على جميع الرؤى المخالفة له سياسيا، لكن للأسف اتضح أن النظام يسعى لتجريم التفكير والتعبير بشكل عام، في السياسة، الأدب، الفن، الصحافة والإعلام، حتى في الخطاب الديني. وينتقد الكاتب تصريحا منسوبا إلى مفتي الديار المصرية الدكتور شوقي علام، يؤكد فيه لطلاب جامعة كفر الشيخ، أن دار الإفتاء قدمت مشروع قانون لمجلس النواب، يحظر إصدار الفتاوى إلا من المتخصصين، لمواجهة من يسيئون للإسلام بالفتاوى البعيدة عن الدين الحنيف». وهذا التصريح يوضح اللغط الذي نقرأه عن مشروعات قوانين في لجنة الشؤون الدينية في البرلمان، حول مواجهة فوضى الإفتاء، فقد كنت أظن أنها مجرد إرهاصات وردود فعل لبعض الفتاوى التي يطلقها البعض، لكن اتضح أن مشروع القانون تم تقديمه بالفعل، وأن الكلام حقيقة، وأن دار الإفتاء تسعى بالفعل إلى إغلاق منافذ الاجتهاد ووقفها على ما يصدر منها وحدها، وعلى من تطلق عليهم أهل الاختصاص أو رجال الأزهر». المصرفيون اولا الضحايا بسبب تعويم الجنيه يتزايدون وبدوره يشير عبد العظيم حماد في «الشروق» إلى أنه: «بعد أن انضم الرأسماليون إلى صف الصارخين في البرية من تداعيات قرار تعويم الجنيه المصري، لا يستطيع أحد في الفريق الاقتصادي الحاكم أن يدعي – فضلا عن أن يتباهى بشجاعة في غير موضعها – بأن هذا القرار كان مدروسا من حيث المقدمات، ولا محسوبا من حيث النتائج. الرأسماليون – أو المستثمرون بلغة هذه الأيام – الذين لم يجدوا حيلة سوى الاستغاثة بالإعلانات الصحافية برئيس الجمهورية، هم بالبداهة أكثر الفئات إيمانا وانتفاعا بسياسات السوق الحرة، وفي مقدمتها بالطبع تحرير سعر صرف العملة، ومع ذلك فقد انضموا إلى المستوردين، وصناع الدواء في القطاعين العام والخاص، والصيادلة والتجار وعموم المستهلكين في بر مصر، بل والمرضى، في الصراخ من الآثار المدمرة لقرار التعويم على مصانعهم وأسرهم وعمالهم، لأن البنوك المملوكة للدولة في أغلبها تتشبث بمحاسبتهم على «الاعتمادات المستندية الدولارية القديمة» بأسعار الصرف الجديدة أو العائمة، وهو ما سيؤدي بالقطع إلى إفلاسهم، وربما إلى سجنهم، إذا طبق القانون حرفيا. أغلب الظن أن مشكلة المستثمرين سوف تحل عاجلا بإلزام البنوك بقرار «سيادي» بمحاسبتهم على المديونية القديمة بالأسعار التي كانت سائدة وقت فتح الاعتماد، أو بأسعار قريبة منها، فذلك حقهم، وهو أيضا يحقق مصلحة عامة اقتصاديا واجتماعيا. أما بقية الصارخين في البرية فلا ندري متى يستجاب لهم، ولكن يبقى ظهور هذه المشكلة، بهذه الحدة، ودون أن تتوافر للجهاز المصرفي القدرة الذاتية على حلها، انتظارا لقرار سيادي دليلا على وجود قدر كبير من الارتجالية في سياسات الإصلاح الاقتصادي المدعاة، وهو أيضا دليل إضافي على صحة القول بأن السياسة النقدية يجب ألا يضعها المصرفيون، إنما يجب أن يضعها ويقودها الاقتصاديون، فالمصرفي تكون أولويته إنجاح مصرفه، أما الاقتصادي فتكون أولويته إنجاح الاقتصاد القومي ككل، أي أن المصرفي هو رجل فني بالأساس، أما الاقتصادي فهو رجل سياسي في المقام الأول، ولذا ظل علم الاقتصاد حتى وقت قريب يطلق عليه اسم الاقتصاد السياسي، ولم تنزع عنه صفة السياسي إلا من باب الاختصار أولا، ولانبثاق تخصصات منه تركز على الفرعيات ثانيا. بسبب غلبة الفنيين على السياسيين في الفريق الاقتصادي الحاكم في مصر، ولأسباب أخرى لا يتسع المقام لذكرها، فإن سياسات الإصلاح الاقتصادي المطبقة حاليا لا تنظر إلا بعين واحدة، هي العين التي ترى ما تعتقد أنه واجبات المواطن، أما العين التي يجب النظر بها إلى مسؤوليات الحكومة فهي مغمضة، وربما تكون عمياء من الأصل». الكنائس مصرية الهوى لا يحتاج أقباط مصر من يشكون إليه مظلمة، فبلدهم تتسع لهم، حقوقهم مصانة كمصريين، كنائسهم لها حرمة لا تمس، وهو الأمر الذي يهتم أحمد أيوب بلفت الأنظار إليه في «اليوم السابع»: «الإرهاب الواقع عليهم ليس خاصا بهم وحدهم وإنما هدفه مصر كلها وليس أقباطها، وإذا كان بعض الأمريكان يحاولون الكيد لمصر بمشروع لا قيمة له، بدعوى الاهتمام بترميم الكنائس، فأقباط مصر لا تنطلي عليهم مثل هذه الأساليب، فهم لا يحتاجون لقوانين أمريكية تحميهم أو تدافع عن كنائسهم، بل لو سألوا الكنــــائس لأجابــــت حوائطها أنها مصرية تعشق هذا البلد الأمين على أهله، لا فرق بين مسلم ومسيحي، أو مسجد وكنيسة، أو مؤسسة مسلمة وأخرى قبطية، قالها البابا تواضروس في عز تعرض الكنائس لخطر الجماعة الإرهابية، نعيش في وطن بلا كنائس خير لنا من أن نعيش في كنائس بلا وطن، ولو حرقوا كل الكنائس سنصلي في المساجد، لم يكن هذا كلاما سياسيا وإنما هو ضمير وطني يعبر عن قناعة ويقين لدى البابا. الكنائس التي أحرقها الإرهاب ويريد الأمريكان أن يحولوها إلى فتنة جديدة يشعلونها في مصر تحظى باهتمام رئاسي ولها أولوية على كثير من الملفات، الرئيس نفسه تعهد بترميمها كاملة، والقوات المسلحة تنجزها واحدة تلو الأخرى، وآخرها الكنيسة البطرسية، التي وعد اللواء كامل الوزير مدير الهيئة الهندسية بأن يصلي فيها الأقباط عيد الميلاد بعد أيام من الآن، وقبل ذلك رفضت الحكومة والبرلمان الانتظار لإصدار قانون موحد لدور العبادة وأصدروا قانونا خاصا للكنائس ليحميها من بلطجة بعض من يتدثرون بالدين ويقطع الطريق على من يستغلون بعض الأحداث لحرق مصر كلها مسلميها قبل مسيحييها». لماذا لا يؤدب الله حكامنا؟ سؤال وجيه خاصة بعد تعاظم الاستبداد السياسي لذا فلندع أحمد بان يقول ما عنده في «البديل»: «ظن الشعب المصري بعد ثورة يناير/كانون الثاني التي قام بها ضد الاستبداد باسم الوطنية، وثورة 30 يونيو/حزيران التي قام بها ضد الاستبداد باسم الدين، أنه قد قال كلمته في مواجهة كل ألوان الاستبداد، وأن من حقه أن يحيا كما تحيا شعوب الأرض في دولة مدنية عمادها الدستور والقانون، تحظى بنظام عادل وسلطة موزعة بين برلمان ورئيس جمهورية ورئيس وزراء، وليس فرعون جديدا يتوسل بالبكاء في النهار والتدبير بالليل، لما يوجع ويقتل ويفقر شعبا عبر تاريخه لم يثر إلا قليلا وصبر على الجوع والفقر والقهر والفساد بدعاوى متعددة، وكان نموذجا في الامتثال للقوانين، فعاقبه الله بمزيد من الفقر والجوع والقهر. شعبنا يؤدبه ربه منذ آلاف السنين إذن، لكن السؤال الذي ما زال بلا إجابة لماذا لا يؤدب الله حكامنا؟ يطغون ويعيثون فسادا ويكملون عهدهم في الفساد إلى مدتهم غير منقوصة، لا يقطعهم سوى صوت عزرائيل، ليأتي قيصر جديد يكتب سيرة جديدة للقهر والفساد والاستبداد. إلى تلك الأصوات التي لا تكف عن لوم الشعب وتوجيه الاتهام له بأنه سبب كل الشرور والآثام، أصدِقوا مع أنفسكم لمرة واحدة، ودعوا الشعب يتلقى عقابه في جلال الصمت الأبدي، لو عانى أحدكم الجوع أو المرض أو القهر فسيعلو صوته بسب الحاكم وبطانته، لكن غواية الذهب والسلطة أعمت قلوبكم وضمائركم عن قول الحق، ولم تتوجه سوى للشعب المسكين باللوم والتقريع، ولم تتحدث أبدا عن ضعف قدرات الحاكم أو جهله أو فساده. هل كل ما تبقى لنا أن نسأل الله أن يؤدب الحكام بسيفه حيث كلت سيوف الأرض أو عميت أن تعالج أوجاع هذا الشعب، وتركت الفتن تمرح في بلادنا لنبقى راضين بالذل مخافة الموت». انهيار بشار مسألة وقت «اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا يعني بوضوح، كما يرى جمال سلطان في «المصريون» أن روسيا ـ عمليا ـ لم تعد تراهن على الأسد ونظامه، والحقيقة أن هذا من الناحية الاستراتيجية تحصيل حاصل، لأنه لا يوجد أحد في المنطقة ولا العـــــالم يتصـــور أن هذا الديكتاتور الهمجي يمكنه أن يبقى في حكم بلد دمره بهذا الشكل، وقتل من شعبه قرابة نصف مليون، وشرد حوالي ثمانية ملايين، وهم نصف شعبه، ودمر نصف مدن بلاده، وحول سوريا إلى أكبر محنة إنسانية في الألفية الجديدة، ولكن القشة التي كان يتعلق بها بشار ونظامه دائما كانت خوف العالم من البديل المجهول، وصعوبة ترتيب نظام حكم بصورة سريعة وآمنة تخلف نظام بشار المتهالك، خاصة أن بعض القوى المتطرفة مثل «داعش» و«النصرة» تمتلك قدرات عسكرية عالية، ويمكنها أن تربك أي ترتيبات من هذا الشكل. والدرس العراقي والليبي حاضران دائما. الاتفاق من الناحية المعنوية والرمزية يمثل نصرا سياسيا جزئيا لقوى الثورة السورية، لأنها فرضت أجندتها تقريبا على الجانب الروسي، الراعي الأهم والداعم الأهم لنظام بشار، بل هو المهيمن والموجه لنظام بشار في الحقيقة، ونص الاتفاق على أن المعارضة المسلحة هي التي ستحدد من يمثلها في حوار الأستانة، وهذا يعني أن المعارضة التي تشكلت في القاهرة والأخرى التي حاولت موسكو وبشار صناعتها قد تبخرت ولا وجود لها في أي تسوية». الحكومة تآمرت على المصريين.. والبرلمان لم يبلغ سن الرشد بعد… والشعب الجاحد سبب بكاء الرئيس حسام عبد البصير |
ثماني سنوات سيئة لإسرائيل Posted: 30 Dec 2016 02:26 PM PST لقد رسم ربيع 2009 بخطوط واضحة «الشتاء» البارد المتوقع للعلاقة بين ادارة الرئيس براك أوباما وحكومة بنيامين نتنياهو. اللقاء الأول بين الرئيس الأمريكي ورئيس الحكومة الإسرائيلي في أيار 2009، الذي وصف فيما بعد من قبل مقربي نتنياهو بأنه «صعب جدا»، أظهر بشكل فوري الخلافات التي ميزت فيما بعد العلاقة بين الرئيسين في موضوعين أساسيين: الموضوع النووي الإيراني والبناء في القدس والمستوطنات. الضوء الاحمر الاول أضاء في الطرف الإسرائيلي عندما أبلغ أوباما نتنياهو بأن الولايات المتحدة تريد الاعلان عن خطة سلام اقليمية جديدة. واستوضح نتنياهو بعض التفاصيل. وأوباما امتنع عن الدخول فيها، لكن الجواب تبين سريعا بعد ذلك بشهرين. جون بودستا، رئيس طاقم الانتقال الذي جهز دخول ادارة أوباما، ومارا رادمان التي اصبحت فيما بعد نائبة جورج ميتشل، المبعوث الخاص لأوباما في الشرق الاوسط، اقترحا على الرئيس الأمريكي العمل في اطار مصادرة السيطرة الإسرائيلية على البلدة القديمة واقامة حكم دولي خاص في الحوض المقدس في القدس. تبلورت خطة بودستا ورادمان في اطار «معهد التقدم الأمريكي»، وهو أحد المؤسسات المؤثرة والمقربة من أوباما والذي صاغ سياسة الرئيس الأمريكي في ايامه الاولى في البيت الابيض. الضربة الثانية جاءت من هيلاري كلينتون، التي أوضحت في حوار مع شخصية إسرائيلية رفيعة. وبلغة غير دبلوماسية قالت: «لن تبنوا ولو حجرا واحدا في المستوطنات وشرقي القدس». «عاصفة بايدن»، كما يسمونها الآن في القدس، كانت استمرارا طبيعيا لهذه النغمة. جو بايدن، نائب الرئيس أوباما زار البلاد في 2010، بالضبط في الايام التي التي صادقت فيها لجان التخطيط في القدس على بناء 1500 وحدة سكنية في رمات شلومو. «وزراء في حكومة نتنياهو الثانية يقولون إن بايدن قد خرج عن طوره». في كتابه «حليف» يصف مايكل أورن، سفير إسرائيل في الولايات المتحدة في حينه، والآن هو نائب وزير في مكتب رئيس الحكومة، كيف أن وزيرة الخارجية كلينتون قامت بتوبيخ نتنياهو على مدى 45 دقيقة، وكيف تم اجباره على المثول أمام جيم ستنبرغ، نائب هيلاري، والاستماع إلى قائمة من المطالب التي كانت غير مقبولة على نتنياهو أو على أي رئيس حكومة إسرائيلي. بعد بايدن أعلنت إسرائيل عن تجميد البناء في رمات شلومو إلى أن يتم حل الامر مع الولايات المتحدة. ومنذ ذلك الحين وجدت إسرائيل نفسها أنها لا تستطيع البناء في القدس، رغم أن الولايات المتحدة سمحت بذلك على مدى اربعة عقود. أحياء بحجم مدن ملخص تاريخي وبعض المعطيات هما ضروريان: بعد حرب الايام الستة ضاعفت إسرائيل منطقة القدس بثلاثة اضعاف، وفرضت القانون الإسرائيلي على 70 ألف دونم كانت اجزاء قليلة منها جزءا من القدس الاردنية. اضافة إلى البلدة القديمة والمدينة التاريخية تم ضم 28 قرية عربية للقدس. إسرائيل وضعت هدفها اعادة توحيد القدس وتوسيعها وايجاد اغلبية يهودية مستقرة فيها. في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي أقيمت في القدس الشرقية معظم الاحياء اليهودية التي وصل بعضها الآن إلى حجم مدينة صغيرة في إسرائيل. وفي كل واحد من هذه الاحياء الـ 12 يعيش الآن في المتوسط 19 ألف شخص. وفقط للمقارنة: في كل واحدة من المستوطنات الـ 150 في يهودا والسامرة يعيش الآن 2700 شخص. بعض الاحياء الجديدة في القدس اصبحت بحجم مدن صغيرة: في راموت الون يعيش اكثر من 50 ألف شخص، وفي غيلو اكثر من 30 ألف وفي بسغات زئيف اكثر من 40 ألف شخص. واسعار الشقق في هذه الاحياء تساوي، واحيانا تتجاوز، اسعار الشقق في غربي المدينة. عشرات آلاف الاولاد وآباءهم الذين يعيشون في غيلو وارمون هنتسيف أو بسغات زئيف لا يعرفون أبدا القدس الصغيرة التي كانت قبل حرب الايام الستة. وهم لا يعتبرون أنفسهم مستوطنين. يجدر الانتباه للارقام فهي تروي قصة: 74 في المئة من السكان اليهود الذين عاشوا في كل مناطق القدس ولدوا في واقع المدينة الموحدة. والتاريخ الذي تسعى ادارة أوباما إلى تغييره بعد خمسين سنة من التوحيد غير معروف بالنسبة لهم أبدا، بالضبط مثلما لا يعرف 84 في المئة من سكان المدينة العرب، الذين ولدوا ايضا داخل واقع المدينة الموحدة غير المقسمة. وحسب معطيات معهد القدس لابحاث السياسات يعيش في شمال وجنوب وشرق مدينة الحدود القديمة أكثر من 200 ألف شخص يهودي، أي حوالي 40 في المئة من اجمالي سكان شرقي القدس. و39 في المئة من اجمالي اليهود في القدس. والحديث هنا لا يدور عن بؤرة اخرى أو مستوطنة. لقد تصرفت إسرائيل بشكل مدروس، شقت الطرق واقامت البنى التحتية وقامت ببناء دار الحكومة في «الشيخ جراح» وأعلنت عن حدائق قومية. وفي السياق قامت بأشياء كبيرة وأخطاء كثيرة ايضا، أحدها تجاه السكان العرب. فالفوارق الكبيرة في مستوى الخدمات والبنى التحتية بين اليهود والعرب تؤكد على ذلك إلى الآن. الولايات المتحدة لم تعترف أبدا بالقدس، ولم تعترف بالقدس الغربية ايضا كعاصمة لدولة إسرائيل. وقد حرصت باستمرار على التنديد بالبناء الإسرائيلي في الاحياء الجديدة في شرقي المدينة. ولكن في المقابل وعلى مدى سنوات، حرصت على ادارة هذا الجدل على نار هادئة. هذا السلوك مكن إسرائيل من الاستمرار في البناء بدون قيود تقريبا. والانعطافة الحقيقية حدثت في اوسلو، وهي لم تكن تنبع من الضغط الأمريكي. يوسي بيلين والمقربون منه بادروا إلى العملية التي رفضها رابين في البداية وتبناها فيما بعد. وقد تحطمت هذه الاتفاقات كما هو معروف بسبب العمليات الإرهابية والدماء وأكثر من ألف قتيل إسرائيل وآلاف المصابين. المحامي ايلان بيكر، المستشار السابق لوزارة الخارجية، يذكر أنه في اتفاقات اوسلو وافقت إسرائيل على أن تتفاوض على القدس وأن تشملها على اعتبار أنها قضية في المفاوضات على الحل النهائي. بعد ذلك، في صيف 2000، عقد مؤتمر كامب ديفيد، ووافق اهود باراك على تقسيم القدس. هذه الموافقة غير المسبوقة التي كانت خلافا للقسم الذي أقسمه باراك قبل ذلك ببضعة اشهر، لم تتحقق لأن عرفات رفضها. بيل كلينتون وافق على بقاء الاحياء اليهودية الكبيرة في القدس تحت سيادة إسرائيل. وفي المقابل تنتقل الاحياء العربية في المدينة إلى الدولة الفلسطينية. ايلان بيكر، الذي هو الآن مدير معهد الدبلوماسية في المركز المقدسي لشؤون الجمهور والدولة، يؤكد على أن حكومة شارون التي قامت بالبناء في القدس «تبنت في بداية سنوات الالفين خريطة الطريق التي اقترحها جورج بوش الابن. وهناك ايضا تحملت إسرائيل مبدئيا المسؤولية عن النقاش في موضوع القدس في الاتفاق النهائي وتجميد البناء في المستوطنات»، قال بيكر. هار حوما (جبل أبو غنيم) وهار يونا! مئير بروش، نائب وزير الاسكان في حكومة نتنياهو الاولى تذكر أنه بين اوسلو وبين خريطة الطريق حدث الصراع الكبير الاول بين إسرائيل وبين الولايات المتحدة فيما يتعلق بالبناء في القدس. «بعد ضغط شديد صادق نتنياهو على البناء في هار حوما، لكن كان يجب عليه نشر المناقصات. وقد انتظرنا جميعنا التوقيت المناسب، وعندما عرفنا أن التوقيت المناسب لن يصل، قررنا التذاكي»، قال بروش. «حسب القانون يجب نشر مناقصات للبناء. والمشكلة هي أن كل العالم يرى المناقصات: السلام الآن ووسائل الإعلام والولايات المتحدة. ما العمل اذا؟ بدل ذكر هار حوما في الصحف، اخطأنا بشكل مقصود وكتبنا «هار يونا»، الموجود أصلا في الناصرة. «كل التفاصيل الاخرى في الاعلان كانت صحيحة: القطعة، الحوض. في الليل تمت طباعة الصحف، نشرات الأخبار كانت تبث في تلك الايام في التاسعة مساء، وبعد انتهاء النشرة قمنا بإصلاح الخطأ وغيرنا الاسم إلى «هار حوما». وجميع طواقم المتابعة التي حاولت افشال البناء في الداخل والخارج لم تلاحظ هذا التغيير. وفي اليوم التالي كان النشر، والجرافات صعدت إلى الميدان، ونجح ذلك. بأثر رجعي، يقول بروش: بيبي صافحني وقد كان سعيدا جدا». بروش يكشف عن حدث آخر امام الولايات المتحدة في موضوع البناء في بسغات زئيف في القدس. «كان هذا في نهاية ولاية تيدي كوليك كرئيس للبلدية، وكان جيمس بيكر وزير الخارجية الأمريكي. ورئيس الحكومة في حينه كان اسحق شامير. وأنا كنت في حينه نائبا لتيدي وأذكر ذلك كما لو أنه حدث الآن. «لقد اجتمعنا لديه في الغرف واتخذنا قرار البناء بدون ترخيص. يوجد بروتوكول يوثق ذلك اللقاء. ولو كنا قمنا بالاعلان عن الترخيص، لكانت الولايات المتحدة اكتشفت ذلك، لكننا أردنا منع ذلك. في الجلسة التي صادقنا فيها على صيغة البناء غير الاعتيادية، جلس القائم بأعمال تيدي، ابراهام كحيله، الذي كان مسؤولا عن ملف التخطيط، ومهندس البلدية ونائبه، وكذلك مراقب البلدية». بروش الذي هو الآن نائب وزير التعليم في حكومة نتنياهو الرابعة يقترح على رئيس الحكومة الحصول على حبل طويل للبناء من ادارة ترامب، في القدس وفي ضواحيها، حتى لو كان ذلك على حساب نقل السفارة الأمريكية إلى العاصمة. وحسب اقواله «إن هذا هو أمر رمزي أمام أمر حيوي وعملي للعاصمة، وآمل أن يختار نتنياهو الاتجاه العملي». وزير شؤون القدس، زئيف الكين، قال إنه الآن فقط، بعد قرار مجلس الامن، يمكن اختبار صمود نتنياهو في وجه أعداء أوباما، والمعارضة الأمريكية للبناء في القدس ايضا. «بعد تصريحه وتصريح كلينتون بأنه لن يتم بناء حجر واحد، بنى نتنياهو وحكومته في القدس ألفي وحدة سكنية في كل سنة، البعض منها وراء الخط الاخضر. صحيح أن ذلك غير كاف، لكن مع أخذ الظروف غير الممكنة في الحسبان أمام أوباما وادارته، هذا انجاز كبير»، قال الكين. ويضيف الكين بأن الحاجة الحقيقية للقدس تصل إلى 4 آلاف وحدة سكنية كل سنة. وهو يأمل أنه في ولاية ترامب سيكون بالامكان بناء المزيد. وبشكل محدد يوصي بالتوجه على الفور إلى تطبيق الخطة التي تمت المصادقة عليها في رمات شلومو في شمالي القدس وجفعات همتوس في جنوب المدينة. وزير شؤون القدس يشير ايضا إلى أن هناك حاجة الآن إلى سد الفجوات في التخطيط الذي اصبح بطيئا هو ايضا بضغط الولايات المتحدة. وقال الكين إن الحديث لا يدور فقط عن العلاقة مع الولايات المتحدة. «القدس تضعف بشكل جدي. فعلى مدى سنوات الهجرة اليها فإن كثيرا من اليهود يغادرونها، خصوصا لعدم وجود الشقق فيها. ونتيجة ذلك هي أن الاغلبية اليهودية في المدينة تتضاءل مع مرور الوقت، هذا على الرغم من أن التكاثر الطبيعي لليهود في القدس يفوق التكاثر العربي، لكن عندما لا تكون هناك شقق فإن هذا لا يعني أي شيء». قرار لا رجعة عنه لقد بقي لأوباما ثلاثة اسابيع، كما يقول مكتب رئيس الحكومة. «حتى لا ينتهي فهو لا ينتهي». رئيس الحكومة يطلب من وزرائه ضبط أنفسهم والامتناع عن التحرش وعدم التحدث عن الخطط المستقبلية. يوم 20 كانون الثاني/يناير، موعد دخول ترامب إلى البيت الابيض، يفترض أن يكون حسب نتنياهو هو يوم التغيير. هل سيتغير الواقع بالفعل بعد دخول ترامب إلى البيت الابيض؟ وما هو المغزى العملي لقرار مجلس الامن حول البناء في القدس؟. المحامي ايلان بيكر، صاحب التجربة الدبلوماسية الغنية، قال إن هذا القرار غير ملزم. وهو يقترح «عدم الانفعال منه بشكل زائد». ومع ذلك يشير بيكر إلى أن القرار لا رجعة عنه: «لا يمكن الغاء قرار لمجلس الامن. فقرار استنكار الصهيونية لم يلغ ايضا. بل تمت الاشارة في قرار آخر إلى أنه لم يعد ذا صلة». الخطر في هذا القرار حسب بيكر هو «استعداد الولايات المتحدة للسماح باتخاذ قرار يقول إن الحديث يدور عن مناطق محتلة من قبل إسرائيل». اضافة إلى ذلك «من ضمن المناطق المحتلة تم ذكر شرقي القدس. ويوجد هنا قول للولايات المتحدة بأن المناطق وشرقي القدس تابعة للفلسطينيين. «هذا القرار يرسل للفلسطينيين رسالة بأنهم ليسوا بحاجة إلى اجراء المفاوضات مع إسرائيل أو التنازل لهم لأنهم سيحصلون، بدون مفاوضات، على ما يريدون من المجتمع الدولي». يوصي بيكر إسرائيل بأن تتمسك برأيها وأن ترفض قول إن القدس هي منطقة محتلة. «التوضيح هو أننا لم نقبل ذلك في السابق ولن نقبله في المستقبل. والتأكيد على أن القدس هي عاصمة دولة إسرائيل». اعضاء كنيست من الليكود يأملون أن تستطيع إسرائيل، مع دخول ترامب إلى البيت الابيض، ليس فقط استئناف البناء في القدس بشكل حر، بل ايضا الكف عن اجراء الابلاغ الغريب للأمريكيين في كل مرة يتم فيها نشر المناقصات للبناء في القدس. إسرائيل، كما يقولون في الليكود، مكبلة الآن بتنفيذ أوامر الهدم للمباني غير القانونية في القدس. وقد أدى ضغط الولايات المتحدة إلى تجميد البناء في مناطق قريبة من الخط الاخضر، المكتظة بالسكان العرب، مثل البناء في شمعون الصدّيق. في الليكود يؤكدون على أن بلدية القدس تتحفظ من البناء في الاحياء الجديدة في القدس وراء الخط الاخضر خوفا من أن يزداد عدد الحريديين ويخل بالتوازن الديمغرافي اليهودي الداخلي. ويقولون في الليكود «الحريديون هم جزء من التجمع اليهودي في القدس. وعندما نقوم باختبار موضوع الديمغرافيا في القدس بين العرب واليهود، من الخطأ التمييز بين الجمهور المتدين والجمهور العلماني». ويأملون في الليكود أن تنجح الحكومة في العمل مع الادارة الأمريكية الجديدة، عن طريق السفير فريدمان، الذي هو من مؤيدي إسرائيل ومؤيدي مشروع الاستيطان والبناء في القدس. وأحد الاهداف الفورية سيكون اطلاق خطط البناء العالقة وتحريك عجلات التخطيط في القدس وبناء الحي الذي يوجد عليه اجماع قومي في منطقة «إي 1» بين القدس ومعاليه ادوميم. إن هدف الخطة، كما يقولون في الليكود، هو ربط المدينتين ومنع تواصل البناء الفلسطيني من الشمال إلى الجنوب، الذي من شأنه الفصل بين العاصمة ومعاليه ادوميم. رئيس الحكومة نتنياهو، يقولون في الليكود، أيد هذا البناء في السابق، لكنه ورث تعهدات اولمرت في هذا الامر. والآن، أمام ترامب، حان وقت التحرر من ذلك. نداف شرغاي إسرائيل اليوم 30/12/2016 ثماني سنوات سيئة لإسرائيل صحف عبرية |
فن أن تكون مثقفا فوق العادة Posted: 30 Dec 2016 02:26 PM PST طرت إلى بيروت لتوقيع كتابي ولقاء الأصدقاء والصديقات وحضور فعاليات صالون الكتاب في بيروت. لكنني ما إن وصلت حتى ركضت إلى دار الطليعة لإقتناء «رسائل أنسي الحاج لغادة السّمان» ليس تلصصا على رسائل عاشق، بل لأني عاشقة لأنسي، وأعرف سلفا أن ما كتبه نابع من عشقه للمرأة الناجحة المتميزة وليس محصورا في شخص غادة السمان فقط. ورغم ضيق وقتي وانشغالي وارتباطي بمواعيد خلال ثلاثة أيام قصيرة في بيروت، اختليت بشاعري الأنيق وقرأت رسائله. وتيقنت أن تخميني كان «صح» منذ البداية. وأعتقد أنه لو صادف امرأة أخرى بحجم غادة أو أكبر لكتب لها الكلام نفسه. وأتأسف أنّ كل ما قيل في الإعلام المكتوب ووسائل التواصل الاجتماعي بشأن هذه الرّسائل لم ينصف الرجل كما أنصفته غادة السّمان، ويبدو أننا لم نبلغ النضج الفكري اللازم لرؤية عظمة هذا الرجل من خلال رسائله وهو في مقتبل العمر. حتى حين نبرر أن هذه الرسائل تراث أدبي بحكم أنها تعود لحقبة الشباب للأديبين، فإننا ننسى أن معشر الشعراء والكتاب في الغالب تفادوا أن يبينوا مشاعرهم الإنسانية الخاصة بهم، حتى حين يكتبون ما يشبه سيرهم الذاتية. وكأنّ الجانب الإنساني فيهم هو الجانب الذي يضعفهم أمام جمهور القراء ويعرّيهم أمام النخبة، التي رغم ما تنادي به من أفكار ليبرالية لا تزال تقبع داخل جلودها تركيبتهم القبلية المعقدة. أن تخجل من الحب فذلك كارثة. أمّا أن تخجل كمثقف من التعبير عنه فهذه كارثة الكوارث. ويبدو أن الأغلبية، إن لم يكن الجميع، يخجل من قول الحب والتشجيع عليه، ويخجل من كشف وجه الرّجل الإنساني الرقيق، وكأنّ قدره أن يرتدي أقنعة القسوة ليحافظ على صحة رجولته. ولا بأس أن نكتب قصائد في الحب لكن بادعاء الكذب على أنها نتاج مخيلة أدبية. حين قرأت الرسائل أصبت بالدهشة لا لأن غادة السمان كشفت لنا للمرة الثانية أن الرجال ليسوا بالقسوة التي نتخيلها، وأن المناضل والثوري والأديب الملتزم لديهم جميعا في قلوبهم غرفة خاصة للمشاعر الجياشة قد تفجرها أي امرأة بمواصفات معينة، ويبدو جليا من خلال رسائل غسان كنفاني التي نشرتها سابقا ورسائل أنسي الحاج اليوم، أن ليست كل امرأة قادرة على تفجير مشاعر الرجل المثقف الرفيع في أخلاقه وأفكاره، فرجال بهذا الوزن تلزمهم نساء بوزن غادة، نساء قويات، ذكيات، ناجحات وحرائر في تقرير مصائرهن. هؤلاء الرجال ليسوا بحاجة لنساء يختبئن خلف جدران بيوتهن، أو خلف الشبابيك والأبواب، أو خلف ظلال آبائهن وأخوتهن الذكور وينتظرن «عريس الهنا»…. لا نقاط تشابه بين رسائل حب يكتبها رجال لنساء ضعيفات مع هذه الرّسائل الفائقة الجما التي كتبها أنسي لغادة. لقد كتبها بروحه ولغته الرقراقة النابعة من أعماق العقل والقلب معا. خاطب امرأة تقف أمامه النّد للند، تفهم كل كلمة خطّها يراعه، وتعرف خبايا السطور والكلمات. ولو أنه أرسل هذه الرسائل لامرأة أخرى مقيّدة الفكر والروح بأغلال المجتمع، لكان مصيرها سلّة المهملات بعد أن تتزوج، معتقدة أن أي علاقة سابقة لها ولو من الطرف الآخر ليست أكثر من خطيئة يجب دفنها للأبد. روعة أنسي الحاج في رسائله أيضا تكمن في هذا الكم من الصدق المنبعث من أخلاقه. يقول في فقرة قرأتها عشرات المرات: «إن كل حلمي ينحصر بأن أحب امرأة واحدة حبّا واحدا وحيدا، وأخلص لها إلى النهاية واستنفد نفسي وأجدد نفسي، وأستنفد نفسي وأجدّد نفسي معها إلى النهاية. حتى الآن إمّا أفشل في الوقوع على امرأة لائقة أو أحصل عليها وأفشل في إقناعها بحقيقتي» أي روعة تنافس هذه الروعة في وصف دواخل الذات؟ وأي عبقرية هذه تلك التي يخاطب بها رجل قلب امرأة دون المرور بوصف عينيها ونهديها وخصرها وعطرها، وأشياء سطحية تشغل النساء عموما ويعتمدها الرجال «طبخة جاهزة» لإقناع أي أنثى بميولهم العاطفية نحوهن. لقد قال أنسي الحاج ما شعرت به دائما، وكأنه عبّر عنّي في ذلك العمر المبكر وقبل حتى أن أولد. قال ما يدور في ذهن كل شخص منّا دون أن يُدخِل من أحب في متاهة الحيرة والتعلق بشباك العفة الوهمية التي يعشق رجالنا أن ينصبوها للمرأة. قال لها: «أنت أختي وحبيبتي» وفي هذا الوصف قداسة الاحترام والعشق معا، دون أن نعرف هل كان ينتقي الكلمات كما يكتب الشعر أو كما يكتب الرسائل؟ قال لها ما يجعلها حاجة دائمة في قلبه ووميضا دائما في قلبها، حين يعيد صياغة ردها الذكي:» إننا لن نلتقي أبدا ولن نفترق أبدا؟» أما ما تلا هذا التعبير الدبلوماسي الرفيع المستوى فقد كان شرحا يشبه عملية تشريح جثة واستخلاص أسباب موتها. في كل كلمة ذرفها أنسي الحاج لمعشوقته كان هناك حب مرعب. حب فاجأ رجلا متزنا ابن عائلة مثقفة وخرّيج «اللسيه فرنسيه ومعهد الحكمة»، رجلا تعلّم اتيكيت التعامل مع المرأة تماما كما تعلّم وتشبّع بثقافة احترام الذات والغير. ولمن لا يعرف نوعية التعليم في مؤسستين عريقتين كهاتين في بيروت عليه أن يسأل أبناء جيله عن ذلك. والأخطر أنّه كان متزوّجا، ولعلّ هذا سبب إصرار غادة السّمان على الهروب منه، تماما كما فعلت مع غسان كنفاني، وربما آخرين لم تكشف عن «وثائقهم العشقية» بعد… فلطالما رددت غادة السمان في أدبها أن الحب يجب أن يكون كاملا، وفيما معناه أن لا يطعن أحدا. وهي إن كانت تلك المرأة التي وقع في حبها رجال كثر، أو أعجبوا بتمردها ولغتها الجريئة وأدبها الأجمل، إلا أنها كانت تكبر الجميع بوعيها، وقد حافظت على صداقتها مع كل الذين ركضوا خلفها ولم يحظوا بها، وأعتقد إن عدنا لكتابها الذي رثت فيه زوجها بشير الداعوق سنكتشف أن السمان أرادت أن تختار رجلها لا أن تكون موضع اختيار، وأن تبقى في موقع الريادة لا ذيلا لرجل يقنعها بالحب. أرادت أن تقع هي في حب باذخ يناسب ثقلها وإيمانها بنفسها وبذاتها المستقلة وبتجربتها القاسية في حياتها المبكرة، فظلّت مهرة طليقة إلى أن جاء أميرها فامتطت الفرس معه ودخلت مملكة شاسعة بدون قضبان، فسيحة تناسب هوايتها في الركض، وغابت عن أنظار من أحبها ومن حسدها ومن كرهها. وأخلصت للداعوق ولأدبها إلى يومنا هذا. لكن من بإمكانه أن يفهم ذلك وهو يقرأ رسائل أنسي الحاج وغسان كنفاني لها؟ بالنسبة لنا على المرأة أن تكون بدون ماضٍ ولو من باب الإعجاب بها. عليها أن تتصرّف دوما بما يناسب الرجال في تفكيرهم، ويحميهم ويحمي «شرفهم الهش» إن فتحت فمها بما يسيء لهم، عليها أن تكون كما يريدون، لا كما تريد هي وإلاّ وصفت بالمراهقة. وعليها أن تتقبل نمائمهم حين كانت صبية مع كم هائل من الشائعات العاطفية عنها وتخسر الكثير من سمعتها دون أن تعتب على أحد. قلبت غادة السمان الطاولة الذكورية التي ألفناها، وقد اختارت المادة المناسبة في التوقيت المناسب لها لتُخرج مرة أخرى الأرنب الأبيض العجيب من قبعتها السحرية، لا لتدهش القارئ العربي، بل لتعطيه درسا لعله يتطور بفكره، وهو أن الأرنب ليس وليد القبعة، ولكنه وليد الخفة واللعبة البصرية، ولا سحر في الموضوع ولا هم يحزنون، فكل شيء وليد الحقيقة التي نحاول إخفاءها. هذا هو أنسي الحاج وهذه هي غادة السمان. وإن لم تصل الفكرة فعلينا أن نعيد قراءة أديبة أحدثت زلزالا قويا على الأرض العربية أدبا، وكذا شاعرٍ صنع مجده بهذا الصدق والاحترام اللذين نفتقدهما في ساحتنا الأدبية اليوم. ٭ شاعرة وإعلامية من البحرين فن أن تكون مثقفا فوق العادة بروين حبيب |
القوات العراقية تواجه مقاومة شرسة من تنظيم «الدولة» جنوب الموصل Posted: 30 Dec 2016 02:25 PM PST قرب الموصل ـ رويترز: واجهت القوات العراقية سيارات ملغومة ومقاومة شرسة من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في جنوب الموصل امس الجمعة في اليوم الثاني من استئناف حملة لاستعادة المدينة بعد أن توقفت المعارك لبضعة أسابيع. وقال ضابط بقوات الشرطة الاتحادية التي انضمت إلى المعركة أمس الأول الخميس إن اشتباكات عنيفة تدور في ضاحية فلسطين جنوب شرق المدينة لكن القوات حققت تقدما في منطقتين أخريين وأبطلت مفعول عدد من السيارات الملغومة. وقال ضابط آخر من وحدة من القوات الخاصة التابعة لوزارة الداخلية تقاتل إلى جانب الشرطة الاتحادية إن قواته تحقق تقدما في حي الانتصار على الرغم من اشتباكات عنيفة هناك. وذكر ضباط آخرون أن قوات عراقية في شرق وشمال المدينة تطهر المناطق التي استعادت السيطرة عليها أمس الأول الخميس قبل التقدم وإن الجيش يحاول قطع خطوط الإمداد إلى بلدة تلكيف شمالي الموصل. ومنذ بداية العملية قبل عشرة أسابيع استعادت القوات المدعومة من الولايات المتحدة 25 بالمئة من آخر معقل رئيسي للمتشددين في العراق في أكبر معركة برية هناك منذ الغزو الذي أطاح بصدام حسين في 2003. وقد تشكل استعادة الموصل نهاية لدولة «الخلافة» التي أعلنها التنظيم من جانب واحد وقال رئيس الوزراء حيدر العبادي إن الجماعة المتشددة سيتم طردها من العراق بحلول أبريل نيسان. وكانت القوات الخاصة قد اقتحمت الموصل من الشرق في أكتوبر/ تشرين الأول لكن قوات الجيش النظامي المكلفة بالتقدم من الشمال والجنوب حققت تقدما أبطأ مما أخر تقدم العملية. وبعد أن أعادت القوات تنظيم نفسها هذا الشهر تقدمت أمس الخميس صوب جنوب وشمال وشرق المدينة وهي مناطق تحت سيطرة التنظيم منذ أكثر من عامين. وستشهد المرحلة الثانية من العملية نشر قوات أمريكية في مواقع أقرب إلى خطوط القتال داخل المدينة. وشاهد مراسل امس الجمعة مجموعة من الأمريكيين في مركباتهم المدرعة وهم يصحبون قادة عسكرييين كبارا إلى اجتماعات في قرية إلى الشمال مباشرة من الموصل. ورغم أن القوات العراقية تفوق بكثير المتشددين عددا إلا أن مقاتلي التنظيم استطاعوا الاندساس بين سكان الموصل مما أعاق القوات العراقية التي تحاول تفادي خسائر في صفوف المدنيين. وعلى الرغم من نقص الغذاء والمياه بقي معظم المدنيين في منازلهم بدلا من الهروب كما كان متوقعا. وعلى الجبهة الشمالية لم تدخل القوات العراقية الموصل نفسها حتى الآن لكنها كانت تطهر امس الجمعة المناطق التي استعادت السيطرة عليها للتو في محيط المنطقة بالإضافة لمحاولة عزل تلكيف. وقال اللواء نجم الجبوري وهو قائد كبير في الهجوم في حي السادة الشمالي الذي استعادته القوات العراقية س إن «العدو» احتل المنطقة واستغلها في الاستراحة وإرسال إمدادات صوب تلكيف والموصل. وأضاف أن تلكيف محاصرة من كل الجوانب الأخرى ومن القوات العراقية في الشمال. وذكر الجبوري أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويدعم القوات العراقية قتل 70 متشددا منذ مساء امس الأول الخميس وإنه يستخدم طائرات هليكوبتر أباتشي وقاذفات صواريخ وطائرات مقاتلة. واستعادت القوات العراقية نحو نصف الجانب الشرقي من المدينة التي يقطعها نهر دجلة لكنها لم تدخل حتى الآن الجانب الغربي حيث توجد أسواق ترجع إلى 2000 عام وأزقة من المرجح أن تعيق أي تقدم. وقصفت قوات التحالف الجسر الأخير الباقي الذي يصل بين شرق وغرب الموصل في وقت متأخر يوم الاثنين في مسعى لمنع التنظيم من عبور نهر دجلة. وقال مصدر طبي في الموصل إن أعدادا كبيرة من المتشددين المصابين جرى نقلهم عبر النهر إلى مستشفى الطوارئ في الجانب الغربي من المدينة يوم الخميس. وأضاف المصدر أن المتشددين يمنعون المصابين والمرضى من المدنيين من الوصول إلى المستشفى. ووفقا للأمم المتحدة فقد فر حتى الآن أكثر من 114 ألف مدني من ديارهم في الموصل وهو عدد صغير قياسا إلى 1.5 مليون شخص من المعتقد أنهم لا يزالون في المدينة. القوات العراقية تواجه مقاومة شرسة من تنظيم «الدولة» جنوب الموصل |
على خطى ديالى… سامراء تتشيع و«الحشد الشعبي» يغير ديموغرافية المدينة Posted: 30 Dec 2016 02:25 PM PST بغداد ـ «القدس العربي»: تشهد مدينة سامراء العراقية 125 كم شمال العاصمة العراقية بغداد عملية تغيير ديموغرافي ممنهج تقوم به ميليشيات الحشد الحشد الشعبي في محاولة منها لطمس الهوية السنية للمدينة التأريخية على غرار ما حصل في محافظة ديالى حسب ما قال ضابط في شرطة سامرء لــ«القدس العربي» وأضاف الضابط الذي شدد على عدم كشف اسمه أو منصبه: بعد أن احاطت المليشيات الشيعية المرتبطة بإيران مدينة سامراء بحزام شيعي كامل بدأت الان بفتح شركات عقارية ومكاتب كبرى لشراء المنازل من أهل السنة في المدينة تمهيدا لتوطين عوائل شيعية فيها كما قاموا بانشاء أحياء جديدة في المدينة، فبعد أن نقلوا سابقاً عوائل من الحشد الشعبي إلى حزام سامراء بدؤوا الان بنقلهم إلى أحياء تعتبر ضمن مدينة سامراء». وأكد الضابط في شرطة سامراء «أن من يقود عملية شراء العقارات من أهل السنة وتشييع المدينة شخص اسمه حسيب الطهمازي وهو شخص تابع لإيران ويقوم بزيارتها بشكل دوري وقد تم ترشيحه برعاية ودعم الميليشيات الشيعية ليكون عضو مجلس محافظة او رئيس مجلس المحافظة». وأضاف: حسيب الطهمازي هذا كان له دور كبير في تمليك قائد عمليات سامراء السابق رشيد فليح وبعض الضباط معه قطع اراض تابعة للدولة العراقية في المدينة. ويرى الضابط العراقي أن الميليشيات الشيعية «تسير بخطى ثابتة نحو تشييع مدينة سامراء بالكامل» مؤكداً على أن عمليات تهجير أهل السنة من المدينة «تسير على قدم وساق وبدأوا مؤخراً باللجوء إلى ما يسمى بالمخبر السري لالصاق التهم بأهالي المدينة وابتزازهم لاجبارهم على مغادرتها وبيع منازلهم لتلك المليشيات بأسعار زهيدة». وأضاف «المليشيات الشيعية سيطرت ايضا على محلات تجارية ومشاريع تجارية كبيرة في المدينة بل حتى سائقو سيارات الأجرة في المدينة أصبحت نسبة منهم من الشيعة التابعين للميليشيات. وحذر الضابط العراقي من أن «احياء كامة في مدينة سامراء أصبحت ذات غالبية شيعية حيث تم تجديد بعض هذه الأحياء وبناء مساكن جديدة فيها والحاقها بسامراء المدينة كمناطق الجبيرية الثانية والشهداء والمثنى والضباط والعرموشية وبدأوا يساومون أهل السنة في تلك المناطق فإما أن يبيعوا بيوتهم بسعر بخس أو يتم تهجيرهم واعتقالهم فاضطر الكثير من اهل السنة إلى بيع بيوتهم ومغادرة المدينة واكتست المدينة اليوم بالطابع الشيعي، فرايات الميليشيات ومواكبهم في كل مكان في المدينة، على حد تعبيره. وختم الضابط العراقي حديثه بقوله «تنظيم الدولة الإسلامية بدأ يعيد نشاطه في المناطق القريبة من سامراء مثل مكيشيفة والجلام، وبدأ يقترب من المدينة مجدداً بعد غياب ما يقارب العشر أشهر بعد انسحابه من جزيرة سامراء وابتعاده عن المدينة لكن فجأة ظهر التنظيم من جديد مستغلاً نقمة أهل المدينة على الميليشيات حيث بات التنظيم يمثل الحل الأخير لأهل المدينة، ما استدعى استنفار الميليشيات حيث أجبرت كل عشيرة من عشائر سامراء أن تتطوع بـ 50 مقاتلا للانضمام للحشد الشعبي عدا مقاتلي الصحوات». على خطى ديالى… سامراء تتشيع و«الحشد الشعبي» يغير ديموغرافية المدينة عبيدة الدليمي |
صحف عراقية: البرلمان يهدي الخاطفين عفوا و156ألف معتقل بريء وأزمة هشاشة التعليم والعلمانية حل مشاكل العراق Posted: 30 Dec 2016 02:24 PM PST بغداد ـ «القدس العربي»: حظيت أزمة الخطف وتفاعلاتها بالاهتمام الأكبر في صحف العراق إضافة إلى الحاجة للعلمانية لانقاذ البلد، ووجود آلاف الأبرياء في السجون، والفكر التكفيري، ومخاوف قانون العشائر، وتردي التعليم وغيرها. الخطف وتكميم افواه الصحافيين وكتب الدكتور هاشم التميمي مقالا في صحيفة المشرق المستقلة، عن ازمة الخطف قال فيه، «ما زالتِ الأوساط الصحافية والرأي العام العراقي يعيش صدمة اختطاف الصحافية الناشطة الزميلة أفراح شوقي من منزلها في السيدية بطريقة إجرامية روعت أسرتها وأرعبت سكان منطقتها، وفهم الجميع بأنها رسالة لتكميم الأفواه واعتراف بغياب القانون وسيطرة الذئاب المتوحشة على المشهد الأمني..! ولأول مرة اتفق مع رؤى الحكومة برغم فشلها في تأمين الأمن والسيطرة على المجموعات المسلحة المنفلتة حين تحدث رئيس الوزراء العبادي معلقا على حادث الاختطاف وحمل مجلس النواب مسؤولية ذلك لتشريعه لقانون العفو العام وأضافته لمواد قانونية تعفو عن عصابات الاختطاف والمخدرات والسطو المسلح والتزوير وكل الجرائم التي تسرق أمن المجتمع وتروعه وتختطف المواطنين بدافع قمع الحريات أو الطائفية والابتزاز المادي والفساد الإداري بتصفية من يقف بوجه المختلسين والمزورين والفاشلين، والأغلبية صادقت على القانون لمجاملة وإنقاذ أتباعهم من الذين ورطوهم بارتكاب هذه الجرائم لضمان تسلطهم على رقاب الناس باسم الدين والديمقراطية. ونحذر الأجهزة الأمنية من تداخل الأوراق في هذه العملية الجنائية فهنالك أكثر من طرف له مصلحة في إسكات الأصوات الحرة خوفا من الفضيحة.. وليرافق جهود إنقاذ هذه الزميلة المخلصة لمهنتها ووطنها عمليات احتجاج بالوسائل كافة لإيقاف هذا المسلسل الدموي مع التأكيد لضرورة أن لا تحقق هذه الحوادث هدفها الأكبر بوأد حرية التعبير وتكميم أصوات الصحافيين الأحرار لكشف كل أشكال الإرهاب والفساد فلا فرق بين دواعش البغدادي ودواعش السياسة والجريمة المنظمة فكلاهما يستهدف اغتيال حرية وحياة الوطن والمواطن.. كلا للمجرمين ونعم لحرية التعبير ونعم للشهادة في محراب كشف الحقيقة التي يخشاها اللصوص والجبناء ومن تسلق للمناصب والألقاب بالتحالف مع الثعالب والذئاب. والحثالات البشرية من النفعيين والانتهازيين». البرلمان زاد حالات الخطف ونشرت صحيفة الصباح الجديد شبه الرسمية، مقالا للمحامي طارق حرب، جاء فيه «ما اعلنه رئيس الوزراء من ان قيام البرلمان بالعفو عن الخاطفين على الرغم من ان مشروع قانون العفو الذي ارسلته الحكومة إلى البرلمان لم يتضمن العفو عن الخاطفين والإرهابيين وهذا قول صائب وسديد ذلك ان العفو الذي ادخله البرلمان على مشروع قانون العفو متضمناً العفو عن الإرهابيين والخاطفين على الرغم من رفض الحكومة ذلك ادى إلى ازدياد حالات الخطف وبنحو ملاحظ منذ صدور العفو يوم 25/8/2016. وكانت إحدى ضحايا هذه الجريمة الصحافية كان نتيجة ان البرلمان أصر على موقفه السابق ورفض مشروع قانون التعديل والذي ارسلته الحكومة وكان يتضمن استثناء جريمة الخطف من العفو فادخال البرلمان للعفو عن الخاطفين في المرة الأولى واصراره مرة ثانية على شمول الخاطفين بالعفو عندما رفض مشروع التعديل كانت رسالة سيئة للخاطفين ومن يريد ارتكاب جريمة الخطف بحيث تفاقمت حالات الخطف وازدادت وانتشرت في بغداد والبصرة بنحو خاص وبارقام مرعبة إذ يتداول البعض ان لا عقوبة على الخطف وذلك بسبب اصدار البرلمان للعفو في الشهر الثامن وفي الشهر الثاني عشر رفض البرلمان استثناء جريمة الخطف من العفو. وهذا يعني ان الخطف والخاطف بموقف قانوني سليم مستمد من البرلمان وبؤساً للمخطوف ولأهله وللمجتمع مادام ان عضو البرلمان لا يمكن خطفه ولم تحصل حالة خطف لبرلماني بسبب الحماية الكبيرة المخصصة له ولا نعلم السبب وراء اصدار البرلمان للعفو عن الخاطفين واصراره على شمولهم بالعفو وهل ان ذلك وراءه اسباب سياسية كالمصالحة أو التسوية أم ان وراءه اسباباً أخرى كالأسباب الانتخابية مادام ان للخاطفين سطوة وصولة وقوة وبأسا على الناس جميعاً وبالامكان الاستفادة من هذه الامور في اثناء الانتخابات». التفكير والتكفير وكتب الباحث عبد الحسين شعبان، مقالا عن الفكر التكفيري في صحيفة الزمان المستقلة، جاء فيه «يحتاج المراقب لمعرفة منبع التكفير الإرهابي، الوقوف عند بعض منطلقاته النظرية، ليستطيع فهم تطوّره. وإذا كان المودودي وسيد قطب مرجعين أساسيين لأسامة بن لادن، فإن شخصية مثيرة للجدل، ساهمت في تأطير الجانب النظري للفكر التكفيري ونعني بها سيد إمام الشريف الذي يعتبر أن جميع البلدان الإسلامية كافرة وخارجة عن الملّة، ولذلك وجب الخروج عليها، واستوجب الأمر الجهاد ضدها. لقد سمّمت الأفكار التكفيرية عقول بعض الشباب، خصوصاً وقد أخضعوا في الكثير من الأحيان لعمليات غسل أدمغة، الأمر الذي قاد إلى تعكير حياة العديد من البلدان والشعوب. وإذا كانت غزوة 11 سبتمبر /أيلول العام 2001 كما يسمونها وقبلها تفجيرات نيروبي ودار السلام وبالي وتفجيرات أوروبا، ولا سيّما أنفاق إسبانيا ولندن وعدد من تفجيرات باريس وفرنسا عموماً وتفجيرات ألمانيا وغيرها، ضربا تكتيكيا في الأطراف، فإن استراتيجية التنظيم الأساسية ظلّت داخلية عربية وإسلامية بامتياز، أي تقديم مواجهة العدوّ القريب على العدوّ البعيد، مع الاستمرار بمشاغله البعيد، لتنفيذ استراتيجية التصدي للقريب. لقد كان لأسامة بن لادن والظواهري وما بعدهما أبو مصعب الزرقاوي وتنظيم الدولة الإسلامية للعراق والشام، وخصوصاً أبو بكر البغدادي دوراً كبيراً في ضخّ الفكر التكفيري، لا سيّما بالاستراتيجية العسكرية للسيطرة على مناطق شاسعة وإخضاعها لقوانينها. الإرهاب بالأصل أو بالفرع، هو واحد، ولا دين له ولا جنسية له ولا وطن ولا لغة ولا منطقة جغرافية، إنه فكر التعصّب والتطرّف والإلغاء». 156 ألف معتقل بريء ونقلت صحيفة المدى المستقلة، تحقيقا عن «إحصاءات رسمية عراقية اشارت إلى أن آلاف الأبرياء يتم اعتقالهم شهريا ويقضون أياماً وشهوراً في السجون قبل اطلاق سراحهم، وخلال 22 شهرا الماضية أُطلق سراح (156) ألف شخص، أي بمعدل (236) عملية افراج تجرى في اليوم الواحد و7080 شهرياً. أجرى مراسل «نقاش» بحثا استقصائيا على عمليات الاعتقال التي تقوم بها قوات الأمن العراقية بصنوفها الجيش والشرطة واجهزة المخابرات عبر تتبع الأرشيف الالكتروني لموقع السلطة القضائية الاتحادية العليا في البلاد منذ كانون الثاني/يناير 2015 وحتى تشرين الأول/اكتوبر 2016، وكانت النتيجة ان (156) الف شخص بريء تم اعتقالهم خلال 22 شهرا بينهم أكثر من (17) الف شخص وجّهت لهم تُهمٌ بالإرهاب. ويشير البحث الاستقصائي إلى ان المجموع النهائي لأعداد المعتقلين الابرياء خلال عامي 2015 و2016 وشملت 22 شهرا، يشير إلى ان العدد الكلي يبلغ (156.046)، وبنسبة مئوية تبلغ (7000) في الشهر الواحد، و(236) يوميا. هذه الإحصائية المثيرة تشير إلى مشكلة حقيقية في النظام الأمني والتحقيقي في العراق، إذ تجرى آلاف من عمليات الاعتقال العشوائية لمواجهة تصاعد اعمال العنف. ويتهم سياسيون ونواب بعض الفصائل المسلحة الشيعية بامتلاكها سجوناً خاصة لا تعلم بها الحكومة والقضاء، كما يتهمونها ايضا بتنفيذ عمليات اعتقال خاصة وفق معلوماتها وليس وفق اوامر قضائية، فيما تنفي هيئة «الحشد الشعبي» المشرفة على الفصائل حصول ذلك. ويقول النائب عن الانبار احمد السلماني المهتم بشؤون المعتقلين ان ثلاثة الاف شخص من سكان الانبار تم اعتقالهم من قبل فصائل «الحشد الشعبي»، بينهم (2000) شخص اعتقلوا في منطقة الرزازة خلال تشرين الاول 2015، و(800) شخص في ايار 2016، ولا يعرف مصيرهم حتى الآن». هل العلمانية هي الحل ؟ ونشرت صحيفة التآخي الصادرة عن الحزب الديمقراطي الكردستاني مقالا لنجم بحري، قال فيه «بعد سقوط النظام والاحتلال على العراق مطلع العام 2003 يستجد السؤال : هل هنالك نقطة ضوء بروز قوى علمانية قادرة على ان تؤسس دولة المواطنة بعد ان فشلت القوى والاحزاب والكتل في ذلك وكرست الطوائف والمكونات على حساب المواطنة الصادقة العراقية؟ وهل نمتلك احزاباً علمانية بمعنى الكلمة قادرة على كسب ثقة الناخبين؟ والواقع يقول: بان احزابنا العلمانية لا تمتلك هذه الخصوصية والارضية الخصبة المتاحة ولا هذه الشعبية على اقل تقييم في الوقت الحاضر لاسباب عدة في مقدمتها الانظمة والقوانين الانتخابية التي (سلبت حق الاحزاب الصغيرة) واغلبها ليبرالية علمانية ان صح التعبير من ان تحظى بتمثيلها البرلماني. والشيء الآخر هو ان هذه الأحزاب لا تمتلك الدعم المادي ووسائل الإعلام التي تغطي والتي تمكنها من الترويج لافكارها واهدافها وصناعة رأي عام يساندها في حملاتها الانتخابية بل ان بعضها يفتقد حتى المقرات او الصحف الخاصة به وسط اكتساح الاحزاب الدينية والقومية للفضاء الإعلامي بحكم سيطرتها على أجهزة الدولة من جهة ومن الجهة الأخرى وهم الأكثر متانة وقوة تلقيها (الدعم الخارجي) خاصة ان العراق تحول بعد السقوط والاحتلال لمناطق (تصارع اقليمي). والنقطة الثالثة وهي الاكثر اهمية في اعتقادنا تكمن في عدم بروز زعامات علمانية من شأنها ان تحظى بتأييد الشارع العراقي الملتهب والمضطرب. يبرز امامنا سؤال آخر أكثر أهمية هو: هل نحتاج العلمانية؟ ويبدو هذا المحتوى أشبه ما يكون بالبحث عن خيارات الانقاذ بعد ان وجد الشعب العراقي نفسه محاصراً بالأزمات والعقد.. وإذا ما لاحظنا مظاهرات 25 فبراير (شباط)2011 وما بعدها سنجد ان اساس هذه المظاهرات والاحتجاجات الجماهيرية قائم على (إصلاح النظام السياسي في العراق) مع تشذيبه من الكثير من الاخطاء والهفوات التي تضمنت واصبحت حتى الآن من اعقد المشاكل في الساحة السياسية في العراق.. ومن يقرأ بامعان المجتمع العراقي بصورة عامة برغم كونه مجتمعاً متدينا إلا انه يميل إلى عملية فصل الدين عن السياسة والدولة». ونشرت صحيفة العدالة المقربة من المجلس الأعلى الإسلامي مقالا لعادل عبد المهدي، جاء فيه «اهتمت مسودة قانون العشائر بتأسيس مجلس قبائل وعشائر العراق ومنحه شخصية معنوية واستقلالا ماليا واداريا، ومهمته تقديم المشورة للدولة، وحددت طريقة تشكيل المجالس وعضويتها.. أي ركزت المسودة على الأمور الشكلية والاجرائية ولم تعالج الواقع والحاجيات العشائرية الأساسية. لهذا المطلوب اولاً دراسة الموضوع جيداً، من حيث طبيعة المجتمع، وبخلفيات فكرية متعمقة وحقيقية، لترسيخ الصالح وطرد الطالح. يدعو الدستور لاستنهاض العشائر، بما يساهم في تطوير المجتمع، وليس تكريس واقعها الحالي. فاستنهاض العشائر التي هي واقع منتشر اليوم في البلاد دون توضيح نمط العلاقات، ودون استنهاض واقعها الاقتصادي/الاجتماعي هو كتنصيب رئيس جمهورية دون جمهور. ولعل العراق هو البلد الوحيد الذي توسعت فيه الأرض الاميرية، لتشمل كل الأراضي خارج البلديات تقريباً، بينما هي تقلصت كثيراً في سوريا وفلسطين ولبنان والاردن وبقية الدول. وهذا خلل كبير، يعكس احتكارية الدولة، وغياب ملكية وحقوق الشعب باشكالها المتعددة. ان العشيرة واقع كبير لدينا، وان اصدار قانون دون العودة لمرجعية فكرية موحدة وعميقة لفهم تركيبة المجتمع وخصائصه كقضية الجماعات، والملكية، والارض، والعلاقة بين الريف والمدينة، والدولة والجماعات، سيرتد على المجتمع والعشيرة على حد سواء. فهو كمن يصف الدواء دون تشخيص حالة المريض والمرض وعلاجه، وسيسمح فقط لمزيد من الفوضى والتشويش، وهو ما نشهده امامنا». هشاشة التعليم وكتب لطيف العكيلي عن أزمة التعليم، في صحيفة طريق الشعب الشيوعية، ذكر فيه «لا مغالاة في القولِ إن العراق كان لغاية ما تأخر من أعوامِ العقد السابع من القرنِ الماضي، يتصدر لوائح منظَّمة الأُمم المتحدة للتربِية والثَّقَافَة والعلُوم (اليونسكو) في بعض الأْنشطَة التربوِية، ولاسيما مجانية التعليمِ ومحو الأُمية. لا مناص من الاعتراف بهشاشة واقع مدارِسنا الَّذي يعبر عن تراجعٍ حاد في مستوى التربِية والتعليم؛ جراء تضافر مجموعة متشابكة من العوامل الذاتية والْموضوعية، والَّتي أفضت بمجملها إلى احتلال تربِية العراق ذيل القوائم الخاصة بتقويمِ مستوى قِطاع التربِية والتعليم في جميعِ دول العالم. وضمن هذَا السياق، يمكن القول إن المؤسسةَ التربوِية تفتقر إلى أبسط مقومات عملها، إذ أن الأبنيةَ المدرسيةُ الحكومية أصبحت تشكل أبرز المشكلات التي ما تزال تأكل من جرف العملية التربوِية. ولم يكن أمام إدارات التربِية من خيارٍ لمعالجة هذه المشكلة سوى اللجوء قسراً إلى نظامِ الدوام المزدوِج والثلاثي وربما الرباعي، ما أدى إلى ازدحامِ الصفوف في جميعِ المراحل الدراسية بأضعاف الأعداد المفترضة لكل صف، فضلاً عن تقليص عدد ساعات الدوام وعدد الحصص الدراسية والتسبب بصعوبة إكمال المدارِسِ المناهج التعليمية. لا نبعد عن الصواب إذا قُلنا إن سوء الإدارة لعب دوراً بارزاً ومهماً في إخفاق إدارة التّربِية بتحقيقِ العدالة في توزيعِ المعلمين والمدرسين على الْمدارِس، ما أفضى إلى افتقار الكثير منها للكادر التعليمي المتخصص. ويضاف إلى ذلك أَزمة الكتب المدرسيةُ الَّتي ظهرت في العام الجاري. في ظل حزمة المشكلات الكبيرة الَّتي تعانيها المؤسسة التربوِية، تعلن وِزارة التربِية عن اختيار العراق رئيساً للمؤتمرِ العاشر لوزراء التربِية والتعليم العرب الذي عقد في الأردن للمدة من (10 ـ 11) كانون الأول الحالي. ما قيمة المشاركة في مؤتمرٍ أمام ما بلغه واقع هذَا القطاع الاستراتيجي والحيوي من تراجعٍ ونكوص تمثل بافتقاره لأبسط مقومات عمله، والتي من شأنها تهديد مستقبل الأجيال القادمة، وهل هي مجاملة اختيار العراق رئيساً للمؤتمر، أم إعجاباً بتجربة الدور الثالث أو تكفل المساجد والحسينيات والأهالي في بلادنا طباعة الكتب وتوزيعها علَى طَلبة المدارس»؟ صحف عراقية: البرلمان يهدي الخاطفين عفوا و156ألف معتقل بريء وأزمة هشاشة التعليم والعلمانية حل مشاكل العراق مصطفى العبيدي |
بعد موافقة الحكومة على منح الجزيرتين للسعودية هاشتاغ «تيران وصنافير مصرية» يتصدر «تويتر» Posted: 30 Dec 2016 02:24 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي»: دشَّن رواد موقع التواصل الاجتماعي»تويتر» هاشتاغ «تيران وصنافير مصرية» عقب قرار موافقة مجلس الوزراء على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية وعرضها على البرلمان، والتي بموجبها انتقلت تبعية جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر إلى المملكة. وأثار القرار جدلًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الأوساط السياسية نتيجة اعتراض الكثيرين على القرار. وانتقد الدكتور محمد البرادعي- نائب رئيس الجمهورية السابق، قرار مجلس الوزراء، مؤكدًا أن القرار ليس حكيمًا ويزيد الاستقطاب. وتساءل البرادعي- في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»- «ألم يكن من الحكمة ومنعًا للمزيد من الاستقطاب واحتراما للشعب والقانون أن ننتظر حكم القضاء في مدى التزام الاتفاقية بالدستور، لماذا العجلة؟». وانتقد الناشط السياسي شادي الغزالي حرب، القرار قائلا في تغريدة عبر حسابه الشخصي بموقع التدوين المصغر «تويتر»: «لن نسكت على إصرار النظام على التفريط في الجزر و الالتفاف على المسار القضائي.. أن عدتم عدنا.. تيران وصنافير مصرية». ورفض النائب هيثم الحريري- عضو ائتلاف «25-30»، موافقة الحكومة على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية. وقال عبر صفحته على موقع «فيسبوك»، حكومة المهندس شريف إسماعيل لا تحترم الدستور». وأضاف: «الحكومة لا تحترم أحكام القضاء ولا تحترم سيادة الشعب ووحدة أراضي الوطن، فأرحلوا غير مأسوف عليكم». وذكر حازم حسني أستاذ العلوم السياسية، أن عام 2017 سيكون الأسوأ على الإطلاق، في إشارة إلى إحالة مجلس الوزراء اتفاقية تيران وصنافير إلى مجلس النواب. وقال في تدوينة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «توقعات 2017 وما بعدها، على عكس ما يراه السيد شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، من أن 2017 ستكون الأفضل، فإنني أراها ستكون الأسوأ على الإطلاق، الأمر يتوقف على معايير الحكم على ما هو أفضل كيف يكون الأفضل، وعلى ما هو أسوأ كيف يكون الأسوأ». وتابع: «يكفى أن يقرن السيد شريف إسماعيل توقعاته المتفائلة تلك بتمريره لاتفاقية تيران وصنافير وإحالتها لمجلس النواب لنعرف سر توقعاته المتفائلة بأن تكون 2017 أفضل حالاً من سابقتها، ولنعرف أيضاً سر توقعاتي بأن ننتظر العكس تماماً، فطريقنا ليس واحداً، وعلامات الطريق ليست واحدة». وعلق الكاتب الصحافي محمد علي إبراهيم، قائلا في تدوينة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «الآن حصحص الحق، زيارة الوفد السعودي السرية جابت نتيجة فورية، سلمونا الجزر نتوقف عن محاصرتكم اقتصاديًا ونعيد ضخ البترول ومنروحش إثيوبيا، التاريخ سيحكم إن مبارك موافقش، الرئيس المقاتل يختلف عن الرئيس الموظف». وندد المحامي والحقوقي طارق العوضي، بالقرار قائلا في تدوينة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «سنتخذ كل الإجراءات القانونية والسياسية لوقف قرار الحكومة بإحالة اتفاقية التنازل عن تيران وصنافير إلى البرلمان». وتابع: «القرار يمثل تحدي لاحكام القضاء ويهدر دولة القانون ومبدأ الفصل بين السلطات ويهدر مشروعية السلطة فضلاً عن إنه يشكل الجريمة المنصوص عليها بالمادة 123 عقوبات». وانتقد حمدين صباحي، المرشح الرئاسي السابق، إحالة مجلس الوزراء لاتفاقية تيران وصنافير إلى مجلس النواب. وقال في تدوينة عبر «فيسبوك»: «تصديق الحكومة على جريمة التفريط في تيران وصنافير باطل، بالدستور باطل، بحكم القضاء باطل، بدم الشهداء باطل، هذه حكومة الباطل، لا تحترم الشعب ولا القضاء ولا تحترم الدستور ولا دم الشهداء، وهس لا تمثل الشعب المصري في بيعها أرض الوطن». وتابع: «باع من لا يملك لمن يستحق.لن نقبل التفريط في أرضنا ولا انتهاك دستورنا، تخسر سلطة الباطل وسينتصر الشعب». وقال السفير أشرف سلطان، المتحدث باسم مجلس الوزراء، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي سعيد حساسين، على قناة «العاصمة»، إن الحكومة وافقت برئاسة المهندس شريف إسماعيل، على اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية، وتقرر إحالتها لمجلس النواب. وأضاف أن الاتفاقية جاءت كاشفة لما تم إقراره في وقت سابق، بموجب القرار الجمهوري رقم 27 لسنة 1990 ولم تأتٍ بجديد. وأكد أن هذا القرار الجمهوري اتخذه الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، والذي قام بتحديد 56 نقطة حدود بحرية تنظم المنطقة الاقتصادية بين مصر والسعودية. وكشف صلاح الدين فوزي، أستاذ القانون الدستوري في جامعة المنصورة، خلال لقائه مع الإعلامي خالد عاشور عبر فضائية «الغد»، عن معلومات هامة بشأن إقرار اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، والتي أرسلتها الحكومة اليوم إلى مجلس النواب. وقال إن إقرار الحكومة المصرية على اتفاقية تعيين الحدود البحرية مع المملكة العربية السعودية، الموقعة في شهر أبريل الماضي، والتصديق عليها لا يتم إلا بعد موافقة البرلمان. وأكد أن البرلمان له الحق في تعديل بعض نصوص الاتفاقية. وقال النائب مصطفى بكري، خلال برنامجه «حقائق وأسرار» على قناة «صدى البلد»، إن قرار الحكومة بالموافقة على اتفاقية ترسيم الحدود مع المملكة العربية السعودية، والتي ضمنها جزيرتي تيران وصنافير، وإحالتها للبرلمان، رغم نظرها في القضاء، جاء استنادًا إلى المادة 151 من الدستور، التي تلزم الحكومة بإحالة كل الاتفاقيات إلى البرلمان. وأوضح أن نظر البرلمان في كل الاتفاقيات الدولية، يشمل كل الاتفاقيات، ويمكن له استبعاد أي اتفاقية تخالف أحكام الدستور أو تتضمن تنازلًا عن جزء من أراضي الدولة. وأشار إلى أن هذا الاختصاص ينفرد به مجلس النواب دون غيره، ولا يجوز لأي سلطة أن تتدخل فيه، موضحًا أن ما يملكه مجلس النواب من أدوات مراقبة، قد لا تتاح لأي سلطة أخرى. وكانت دائرة فحص الطعون الأولى في المحكمة الإدارية العليا، برئاسة المستشار أحمد الشاذلي، قررت الأسبوع الماضي، تحديد جلسة 16 يناير/ كانون الثاني المقبل للنطق بالحكم في الطعن المقام من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء لوقف تنفيذ حكم محكمة القضاء الإداري، الصادر ببطلان اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، والتي انتقلت بموجبها جزيرتا تيران وصنافير للمملكة. ووافق مجلس الوزراء، أمس الأول الخميس، على اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية الموقعة في القاهرة في 18 نيسان/أبريل 2016، وقرر إحالتها لمجلس النواب، وذلك طبقاً للإجراءات الدستورية المعمول بها في هذا الشأن. وأصدرت محكمة القضاء الإداري ـ في يونيو/حزيران الماضي ـ حكما غير نهائي ببطلان الاتفاقية، ولكن هيئة قضايا الدولة ـ وهي الجهة الممثلة للحكومة ـ طعنت على الحكم أمام المحكمتين الدستورية والإدارية العليا، وقدمت هيئة قضايا الدولة استشكالين لوقف حكم البطلان أيضا. ووقعت مصر والسعودية في أبريل/نيسان الماضي اتفاقية يتم بموجبها نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر إلى المملكة العربية السعودية. وأثار توقيع الاتفاقية ردود فعل معارضة للرئيس عبد الفتاح السيسي والحكومة، ونظم عدد من النشطاء والقوى السياسية تظاهرات رافضة لها، وأقام عدد من المحامين دعاوى قضائية تطالب ببطلانها. بعد موافقة الحكومة على منح الجزيرتين للسعودية هاشتاغ «تيران وصنافير مصرية» يتصدر «تويتر» منار عبد الفتاح |
مصر: ارتفاع أسعار السيارات بشكل جنوني نتيجة لـ«احتراق» الجنيه بدل «تعويمه» Posted: 30 Dec 2016 02:23 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي»: ارتفعت أسعار السيارات في مصر مؤخرا بشكل ملحوظ كنتيجة طبيعية لارتفاع أسعار صرف الدولار أمام الجنيه المصري، في كافة البنوك المصرية العامة والخاصة إضافة إلى ارتفاع أسعار البنزين أيضا بعد قرار تعويم الجنيه المصري وربما احتراقه. وأثر هذا كله على ارتفاع جميع أسعار السيارات المحلية والمستوردة. ومن المتوقع أن تشهد أسعار السيارات بداية عام 2017 قفزة قوية تزامنًا مع ارتفاع أسعار الدولار، والأمل الوحيد لعودة أسعار السيارات في مصر لماضيها هو انخفاض العملة الأمريكية. وعن سوق السيارات المستعملة في مصر، يشهد حالة من الركود في بيع جميع أنواع المستعملة، نظرا لارتفاع أسعارها. فيما قال أحد تجار السيارات، مفضلا عدم ذكر اسمه، في تصريحات خاصة لـ» القدس العربي»، «إن ارتفاع أسعار السيارات في مصر يرجع إلى تخيُل الحكومة لتجارة السيارات، حيث قامت الحكومة من قبل بوضع تجارة السيارات تحت قائمة السلع الترفيهية، كما ساعد ارتفاع أسعار الدولار في مصر على ارتفاع أسعار السيارات في مصر». وأضاف، «أن السبب الآخر في ارتفاع أسعار السيارات وخاصة الجديدة، وهو قيام بعض التجار ببعض إجراءات من أجل وقف حجوزات السيارات ليتم إعادة بيعها مع ارتفاع الدولار في مصر معتمدين أيضًا على قلة معرفة وجهل العملاء بجميع أسعار السيارات الحقيقية التي يقوم التجار بشرائها وأيضًا يجهلون الضريبة الجمركية على السيارات». وتابع « يتطلب من الدولة توفيق الأوضاع داخل سوق السيارات في مصر، وعليها أيضًا التصدي لجميع محاولات التجار من الاحتكار لبعص الماركات العالمية لبيعها بسعر أعلى، حيث هناك بعض التجار يقومون بتخزين بعض السيارات وعند ارتفاع سعر الدولار، يقومون ببيعها بأسعار مرتفعة للغاية، إذًا المستفيد الأول والأخير التاجر وليس الدولة». وأوضح أنه»بعد أن كان 70٪ من المواطنين يشترون سيارات مستعملة و30٪ يشترون سيارات زيرو أصبح الآن 95٪ من طلب السوق المصري على المستعمل». وعلى جانب آخر، يتوقّع آخرون انخفاض أسعار السيارات بنسبة قد تصل إلى 40 ٪، بسبب الركود وانخفاض المبيعات وعدم التمكن من سداد ايجار المعارض، في الوقت الذي اضطر فيه بعض أصحاب المعارض إلى تصريف سياراتهم بسعر رأس المال دون الحصول على فوائد وخروج البعض من السوق لعدم التمكن من سداد ايجار المعارض. وتطرح أسعار السيارات الجديدة (الزيرو) في الأسواق المحلية بعد ارتفاع الدولار وزيادة الجمارك عليها بأسعارها هائلة، إذ وصل سعر سيارات طراز تويوتا ما بين 275 ألفا إلى 570 ألف جنيه مصري حسب النوع، ويتراوح سعر سيارات طراز هيونداي ما بين 162 ألف إلى 560 ألف جنيه حسب النوع، ويتراوح سعر سيارات كيا ما بين 214 ألفا إلى مليون و40 ألف جنيه حسب النوع، وتتراوح أسعار بيجو ما بين 240 ألفا إلى 470 ألفا حسب النوع، وعن سيارات ميتسوبيشي تتراوح أسعارها ما بين 215ألفا إلى مليون و100 ألف حسب النوع، وتتراوح أسعار سيارات نيسان ما بين 181ألفا إلى 380 ألفا حسب النوع، وعن أسعار سيارات جيب تتراوح ما بين 405آلاف إلى 775ألفا حسب النوع، وسيارات رينو تتراوح ما بين 165 ألفا إلى 440 ألف جنيه حسب النوع، وتتراوح سعر سيارات شيفورليه ما بين 130ألفا إلى 197ألف جنيه حسب النوع، وعن سيارات سكودا فهي تتراوح ما بين 275ألفا إلى 360 ألف جنبه حسب النوع، وتتراوح أسعار سيارات بي ام دبليو ما بين 475 ألفا إلى 3ملايين ونصف مليون حسب النوع، أما عن سيارات الزيرو الصينية فيتراوح سعر سيارات جيلي ما بين 124ألفا إلى 168ألف جنيه حسب النوع، وسيارات بروتون تتراوح ما بين 224ألفا إلى 230ألفا حسب النوع، ويصل سعر سيارات بريليانس v52017 إلى 270 ألف جنيه. ومن أمثلة أسعار بيع السيارات المستعملة خلال الشهر الحالي، فيتراوح سعر السيارة الفيات 127 ما بين 8 آلاف إلى 20 ألفا حسب النوع، ويصل سعر السيارة الهيونداي ماتريكس موديل 2006 بـ135 ألفا والفيات 131 موديل 1978 بـ21 ألفا والسيارة لانسر موديل 2008 بـ150 ألف جنيه. مصر: ارتفاع أسعار السيارات بشكل جنوني نتيجة لـ«احتراق» الجنيه بدل «تعويمه» محمد علي عفيفي |
انتقادات سياسية وشعبية ضد السيسي بعد تصديق حكومة مصر على «تيران وصنافير» Posted: 30 Dec 2016 02:23 PM PST القاهرة ـ الأناضول: رفض واسع واتهامات بـ«التفريط» في الأرض و«العار»، طالت الحكومة المصرية عقب إعلانها الموافقة على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع المملكة السعودية والمعروفة بـ«تيران وصنافير»، وإحالتها إلى مجلس النواب (البرلمان). وحمّل البعض الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، المسؤولية عما اعتبروه «تفريطا» في أرض الوطن و«انتهاكا» للدستور و«الاستهانة» برأي الشعب، بينما وصف أحد نواب البرلمان شرعية النظام بأكمله وشرعية مؤسسات الدولة السلطة التنفيذية ورأس السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية بأنها «على المحك». كما انتشرت مذكرة تحمل توقيع كل فرد على حدة لرفض التنازل عن الجزيرتين وكذلك إعلان عدم تفويض أحد بهذا الحق، فيما أطلقت منظمة آفاز (حركة عالمية على الإنترنت بهدف تمكين الشعوب من صناعة قراراتها حول العالم) حملة تحمل التوقيع ذاته لرفض تصديق الحكومة على الاتفاقية وتجاوز عدد الموقعين نحو 5 آلاف توقيع حتى الساعة 15:30 ت.غ مساء أمس وأمس الأول الخميس، أقرّت الحكومة الاتفاقية وأحالتها للبرلمان، بينما لا تزال قضية الجزيرتين، متداولة داخل أروقة المحاكم المصرية، لحين الفصل في صحتها قضائياً، في 16 يناير/ كانون الثاني المقبل، بعد أن أحدثت جدلاً واسعاً في البلاد خلال الشهور الماضية، مع توصية هيئة قضائية مصرية (استشارية) برفض الاتفاقية. وفي بيان له أمس الجمعة، أعلن المحامي اليساري، خالد علي، عضو هيئة الدفاع عن مصرية «تيران وصنافير»، أنه سيقدم اليون السبت دعوى قضائية، ضد القرار الحكومي الأخير، مؤكدا أن «الحكومة تعصف بالقانون والدستور وأحكام القضاء وتحيل وثيقة باطلة ومنعدمة إلى مجلس النواب ليمنحوها قبلة حياة ويمنحوا اسرائيل والسعودية صكوكاً مجانية على أراضٍ وحقوق مصرية». وأوضح علي، في البيان أن «المحكمة حكمت بمصرية الجزيرتين، ورفضت إشكالات الحكومة، وأمرت بالاستمرار في تنفيذ حكم البطلان، وجاء تقرير المحكمة الإدارية العليا (الشهر الجاري) لصالحنا، وفى انتظار حكمها النهائي يوم 16 يناير». وتابع: «من ناحية الدستور والقانون، فالعرض باطل وكل إجراء سيقوم به البرلمان بشأن تلك الوثيقة باطل أيضا»، داعيا المصريين للدفاع عن مصرية تلك الجزيرتين، دون توضيح سبل ذلك. أما نائب الرئيس المصري السابق، محمد البرادعي، فقال في تغريدة على «تويتر»: «ألم يكن من الحكمة ومنعا للمزيد من الاستقطاب واحتراما للشعب والقانون أن ننتظر حكم القضاء فى مدى التزام الاتفاقية بالدستور»، متسائلا «لماذا العجلة ؟».وهو الرفض الذي كرره النائب اليساري المعارض، هيثم الحريري قائلا: «موافقة الحكومة المصرية على الاتفاقية وإرسالها إلى البرلمان هي مخالفة صحيحة للدستور والقانون ولا تحترم أحكام القضاء المصري». وتساءل الحريري في بيان له: «كيف نقسم باحترام الدستور والقانون واستقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه ثم ننظر اتفاقية باطلة وتخالف الدستور والقانون وتقبل من حيث المبدأ التنازل عن جزء من تراب الوطن؟». واعتبر أن «شرعية هذا النظام بأكمله وشرعية مؤسسات الدولة السلطة التنفيذية ورأس السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية على المحك». اما أحمد النجار، رئيس مجلس إدارة صحيفة الأهرام (أكبر صحيفة حكومية)، فرفض تصديق الحكومة أمس على اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية، وإرسالها للبرلمان قائلا :»حكم التاريخ والجغرافيا والارتباط الاستراتيجي.. تيران وصنافير مصريتان». وأضاف في تدوينة عبر صفحته في فيسبوك: «تولى إعلام المسوخ محاولة تدمير وعي الأمة بوطنها وبقدسية ترابه وأحدثوا تشوشا لدى البعض، لكن براهين المدافعين عن حصون وتفاصيل الوطن وأحكام القضاء التي أكدت مصرية الجزيرتين استعادت الوعي لهؤلاء وأصبح التنازل عن أرض الوطن عارا، وحدا فاصلا بين صمت الشعب على كل المشاكل الاقتصادية من أجل الاستقرار، وبين لحظة الانفجار». وتابع: «احذروا فمصر قد تنام على خواء البطون لكنها ستنتفض بشراسة النمر من أجل ذرة من ترابها، فما بالكم بجزيرتيها اللتين هما مرتكز الدفاع الاستراتيجي عن قناتها وبحرها وخليجها لو تعلمون». وقال طلعت فهمي، المتحدث الإعلامي باسم الإخوان، في بيان: «تيران وصنافير أرض مصرية وستظل مصرية، ومهما طال الزمن لن ينسى شعب مصر ذرة تراب من أرضه»، واصفا إرسال الحكومة هذه الاتفاقية للبرلمان في ظل أحكام للقضاء بالرفض بـ«الجريمة». بدوره، حمّل حمدين صباحي، المرشح الرئاسي السابق، رأس النظام مسؤولية الإجراء الحكومي الأخير، قائلا: «السيسي يتحمل المسؤولية كاملة عن التفريط في أرض الوطن وانتهاك الدستور والخروج على حكم القضاء.. وثوابت الوطنية المصرية والاستهانة برأي الشعب». وأضاف: «تيران وصنافير لا تقبل البيع ولا التنازل لا بقرار رئيس أو حكومته ولا بأغلبية برلمان ولا حتى باستفتاء الشعب لأنها حق أجيال متعاقبة»، معتبرًا أن «تصديق الحكومة على جريمة التفريط في تيران وصنافير باطل». وقالت حركة شباب 6 أبريل المعارضة، في تدوينة بصفحتها الرسمية في «فيسبوك» إن «تيران وصنافير ستبقيان أراضي مصرية.. تعتقلونا من البيوت و من الشوارع، ستبقيان مصريتين». انتقادات سياسية وشعبية ضد السيسي بعد تصديق حكومة مصر على «تيران وصنافير» |
رئيس الحكومة التونسية: لم نوقع أي اتفاق حول عودة المقاتلين من بؤر التوتر Posted: 30 Dec 2016 02:23 PM PST تونس ـ «القدس العربي» من حسن سلمان: قال رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد إن بلاده لا تسعى لإعادة المتطرفين الموجودين في بؤر التوتر، نافيا وجود أي اتفاقيات حول هذا الأمر مع الدول التي ارتكبوا فيها جرائمهم، لكنه أكد بالمقابل أن بلاده لديها قوائم اسمية لجميع «الإرهابيين» المتواجدين في بؤر التوتر. وأكد الشاهد، في فيديو بثته الصفحة الرسمية لرئاسة الحكومة على موقع «فيسبوك»، أن الدولة التونسية لم توقّع على أي اتفاق حول عودة المتطرفين المنتمين إلى جماعات إرهابية إلى تونس، مشددا على أن الحكومة تعارض «عودة الإرهابيين من بؤر التوتر إلى تونس ولا تسعى إلى ذلك وفي صورة رجوعهم سيتم إيقافهم فورا حال وصولهم إلى التراب التونسي وسيتم تطبيق قانون مكافحة الإرهاب عليهم». وأكّد أن الحكومة التونسية تتعامل مع هذا الملف بكل جدية و«تونس لديها قوائم اسمية بكل الإرهابيين المتواجدين في بؤر التوتر والذين شاركوا في تنظيمات إرهابية ولديها كل المعطيات»، واعتبر أن «ملف عودة الإرهابيين من بؤر التوتر لا يخص تونس فقط وإنما يشمل العديد من الدول في العالم، بما ذلك العديد من الدول الأوربية»، مشيرا إلى أن أغلب رؤساء الدول والحكومات الذين قابلهم في الفترة الأخيرة عبّروا عن تخوف بلدانهم من هذا الملف. وكان الشاهد التقى الرئيس الباجي قائد السبسي الخميس، وبحث معه آلية «تنفيذ الاستراتيجية الوطنيّة لمقاومة الارهاب، والخطط العمليّة التي وضعتها الحكومة لمعالجة ملف التونسيين العائدين من بؤر التوتر». فيما نفت وزارة الداخلية ما تداولته بعض وسائل الإعلام حول وصل طائرة ألمانيا إلى مطار «النفيضة – الحمامات الدولي» القريب من العاصمة على متنها 30 متطرفا تونسيا قادمين من بؤر التوتر. وأضافت في بلاغ أصدرته الخميس «على خلفية ما تمّ تداوله بخصوص وصول طائرة ألمانية في مطار النفيضة ـ الحمامات الدّولي على متنها حوالي 30 شابا تونسيا انخرطوا في تنظيمات إرهابية وتيارات تكفيرية متشدّدة، تمّ ترحيلهم بالقوة من طرف السلطات الألمانية، تنفي وزارة الدّاخليّة الخبر المذكور وتدعو جميع وسائل الإعلام إلى التّثبّت من المعلومة قبل نشرها من المصادر الرّسميّة». في المقابل، أشارت مصادر إعلامية إلى وجود حوالي 400 مهاجر غير شرعي من تونس في عدد من مراكز الإيواء في ألمانيا، وسيتم ترحيلهم قريبا إلى بلادهم على دفاعات بالتنسيق مع السلطات التونسية. وكانت السلطات التونسية قامت بتعزيز المنظومة الأمنية في المطارات للتأكد من وضعية التونسيين المقيمين لفترة طويلة في الخارج خلال عودتهم إلى بلادهم، في وقت تتحدث فيه بعض المصادر عن حصول بعض المنتمين إلى الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق على وثائق إقامة وعقود عمل «مزورة» بالتعاون مع مهربين في تركيا، وهو ما لم تؤكده السلطات التركية. ويُقدر عدد المقاتلين التونسيين في الخارج بحوالي أربعة آلاف، يتركز معظمهم (حوالي ثلاثة آلاف) في سوريا، ومن ثم ليبيا والعراق وبعض الدول الأفريقية. وكان مقررا أن تعقد الحكومة التونسية الخميس جلسة وزارية برئاسة الشاهد بهدف تحديد «خطة عمل» لمواجهة التهديد الذي تمثله عودة آلاف الجهاديين التونسيين إلى بلادهم، غير أن الجلسة لم تعقد. لكن رئيس الوزراء بحث مع السبسي في «خطط عمل الحكومة لمعالجة مسألة التونسيين العائدين من بؤر التوتر»، وفقا لبيان صادر عن رئاسة الجمهورية. وحتى الآن، عاد 800 جهادي إلى تونس بحسب ما أعلن الجمعة الماضي وزير الداخلية الهادي المجدوب الذي قال أمام البرلمان «عندنا المعطيات الكافية واللازمة عن كل من هو موجود خارج تونس في بؤر التوتر، وعندنا استعداداتنا في هذا الموضوع». والسبت تظاهر مئات التونسيين أمام البرلمان بدعوة من «ائتلاف المواطنين التونسيين» الرافض لعودة »الإرهابيين». وهذا الملف أثار الكثير من الجدل بين الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني بعد أن أعلنت الرئاسة في وقت سابق بأنها لا يمكن دستوريا أن تمنع تونسيين من العودة إلى بلادهم وتجريدهم من جنسيتهم تحت أي طائل، قبل أن تؤكد لاحقا على الاحتكام إلى قانون مكافحة الإرهاب مع المتورطين في الإعمال الإرهابية. والخلاف قائم أيضا داخل التحالف الحكومي نفسه إذ أعلن رئيس حركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشي بأنه «ينبغي التعامل مع الموضوع بجدية وتحمل المسؤولية». وقال الغنوشي «لا يمكننا أن نفرض على الدول الأخرى (المواطنين) التونسيين. العالم مقسم إلى جنسيات وهؤلاء ينتمون إلى بلدنا». وتقدر السلطات التونسية عدد المقاتلين التونسيين في سوريا والعراق وليبيا بنحو ثلاثة آلاف، لكن تقارير دولية ومن بينها تقرير صدر عن خبراء من الأمم المتحدة نشر في تموز/يوليو من العام الماضي قدر عددهم بنحو .5500 وأفاد وزير الداخلية الهادي مجدوب الأسبوع الماضي بأن ما يناهز 800 عنصر من التونسيين في بؤر التوتر قد عادوا بالفعل الى تونس، بعضهم ملاحق قضائيا، وآخرون يخضعون للمراقبة أو الإقامة الجبرية. وتواجه تونس انتكاسة جديدة أمام خطط تحسين صورتها في الخارج؛ بعد تورط أنيس العمري في حادثة الدهس في برلين والتي خلفت 12 قتيلا ، في ثاني هجوم كبير يقف وراءه تونسي في أوروبا خلال أشهر بعد حادثة الدهس المشابهة في مدينة نيس الفرنسية في تموز/يوليو الماضي والتي خلفت 84 قتيلا. رئيس الحكومة التونسية: لم نوقع أي اتفاق حول عودة المقاتلين من بؤر التوتر أكد أن بلاده لديها قوائم اسمية لجميع «الإرهابيين» في الخارج |
رشا حفّار: مئات التونسيات تم استغلالهن جنسيا في عدد من الدول العربية Posted: 30 Dec 2016 02:22 PM PST تونس ـ «القدس العربي»: كشفت رئيسة أول منظمة تونسية لمكافحة الإتجار بالبشر عن وجود مئات النساء التونسيات اللواتي تم استغلالهن جنسيا في عدد من الدول العربية، كما دعت إلى تنظيم حملات توعية حول مفهوم جرائم الإتجار بالبشر وكيفية الوقاية منها والإحاطة النفسية والاجتماعية بالضحايا، بعد تشديد العقوبة على الجُناة. وقالت رشا حفّار رئيسة منظمة «لسنا للإتجار» في تصريح خاص لـ«القدس العربي»: هناك خمسمئة امرأة تونسية تم استغلالهن جنسيا عام 2015، كما أن وزارة الداخلية تعرّفت على 177 ضحية من النساء التونسيات اللاتي تم الإتجار بهن جنسيا في بعض دول الشرق الأوسط كالإمارات والأردن ولبنان عام 2013، من بينهن القضية المشهورة المتعلقة بـ85 امرأة تونسية تاجر بهن شخص لبناني ادعى أنه سيؤمن لهن عملا في مطاعم وصالونات للحلاقة في الإمارات، لكنه بدّل وجهتهن لاحقا ووجدن أنفسهن ضحايا للإتجار الجنسي في مواخير لبنان، كما أن المنظمة الدولية للهجرة سجلت 106 حالات للإتجار بالبشر في تونس بين عامي 2012 و2016». وتعتبر «لسنا للإتجار» أول منظمة تونسية متخصصة بمكافحة الإتجار بالبشر، حيث تسعى للوقاية من هذه الجريمة عبر التوعية بمفهومها والذي يُعبّر عنه بـ«العبــــودية المعاصـــرة»، فضلا عن مساعدة الضحايا بالتعاون مع منظمات محلية ودولية، وتكوين فريق محامين متطوعين لمقاضاة الجناة. وقالت حفار «نحن نقوم بدور شامل يتعلق بالوقاية عبر التعريف بجريمة الإتجار بالبشر، ولدينا الآن شركة مع وزارتي التربية والتعليم العالي لإدخال هذا المفهوم ضمن مناهج التعليم لتوعية الطلاب منذ الصغر بمفهوم جريمة الإتجار بالبشر لتجنبها مستقبلا، كما نقوم بإعداد بحوث وإحصائيات حول ضحايا الإتجار، والمشكلة في تونس أنه لا يوجد أرقام دقيقة حول عدد الضحايا بسبب صعوبة الوصول إليهم، ونعمل أيضا على تأمين ملاجىء لإيواء الضحايا وحمايتهم، ونراعي عموما الوضع الهش الذي تعيشه الضحية». وأضافت «لدينا أيضا شراكة مع وزارات الشؤون الاجتماعية والعدل والداخلية والمنظمات غير الحكومية كجمعية «بيتي» والتي تملك ملجأ للضحايا، حيث قامت بمساعدة 18 ضحية بين عامي 2012 و2015، فضلا عن منظمات أخرى كالصليب الأحمر، وأرض الملجأ، وأطباء العالم، وغيرها». وحول مفهوم الإتجار بالبشر، قالت حفار «حسب بروتوكول باليرمو (وهو مكمل لاتفاقية الأمم المتحدة ضد الجريمة المنظمة العابرة للحدود)، فإن الإتجار بالبشر يعني العبودية المعاصرة ويشمل أي طريقة لاستغلال إنسان سواء عبر إيوائه أو ترحيله أو تغيير وجهته من أجل أن يتم استغلاله جنسيا أو في العمل بطرق شبيهة بالاسترقاق، كما يتضمن أيضا إكراه المرأة على الزواج وتأجير الرحم ونزع خلايا أو أنسجة من الجثث». وكان البرلمان التــــــــونسي صادق في تموز/يوليو الماضي على قانون جـــــديد يكافح الإتجار بالبشر، وهو ما اعتبر نقلة نوعية في بلد يصــنف كـ«نقطة عبور» لهذا النوع من الجرائم، وفق المنظمة الدولية للهجرة. وقالت حفار «المصادقة على هذا القانون هي خطوة مهمة جدا، وخاصة أن القانون القديم لم يتضمن عقوبات ردعية، حيث تم سجن اللبناني الذي تاجر بالضحايا التونسيين لثلاث سنوات فقط، كما أن القوانين السابقة تنظر للضحايا كشريك بالجريمة على اعتبار أنها ذهبت بملء إرادتها، في حين أن القانون الجديد يحمي الضحايا ويقدم تفسير واضح لجريمة الإتجار بالبشر، حيث يتم الفصل بين الجاني والضحية، وتسليط عقوبات رادعة على الجناة تبدأ بالسجن لعشر سنوات». ودعت الحكومة ومنظمات المجتمع المدني إلى إيلاء المزيد من الاهتمام بجرائم الإتجار بالبشر، وإطلاق حملات توعية للتعريف بها بهدف الوقاية منها، وأضافت «نسعى حاليا لتكوين فريق عمل متعدد الاختصاصات يضم باحثين ومنظمات محلية ودولية وأشخاصا عاديين لمكافحة جرائم الإتجار بالبشر، والهدف هو أن يساهم كل طرف من موقعه بمعالجة هذه الظاهرة، سواء بإيجاد ملجأ للضحايا أو تقديم الرعاية النفسية لهم، أو إعادة دمجهم بالمجتمع، فضلا عن ملاحقة الجناة». رشا حفّار: مئات التونسيات تم استغلالهن جنسيا في عدد من الدول العربية دعت إلى تنظيم حملات توعية حول مفهوم جرائم الاتجار بالبشر |
التحقيق مع ناشط تونسي دعا إلى رحيل رئيس الجمهورية Posted: 30 Dec 2016 02:22 PM PST تونس ـ «القدس العربي»: بدأت السلطات التونسية التحقيق مع ناشط معروف بتهمة «التآمر على أمن الدولة» إثر دعوته إلى التظاهر للمطالبة برحيل رئيس الجمهورية وحل الحكومة والبرلمان. وكان الناشط عماد دغيج دعا عبر صفحته على موقع «فيسبوك» إلى تنظيم تظاهرات حاشدة في الذكرى السادسة للثورة التونسية والذي يوافق الرابع عشر من كانون الثاني/يناير المقبل، وأضاف «لنتفق أولا، ان كان خروجنا امام المسرح (البلدي وسط العاصمة) من اجل احتفال بتاريخ مميز واخذ الصور وفرصة لنلتقي او لنبرز فسوف لن يرحمكم التاريخ، وان اتفقنا على الخروج من امام وزارة الداخلية بنبرة جديّة وثورية، والدعوة الى تصحيح المسار الثوري والمطالبة برحيل الرئيس وحكومته وحل البرلمان واعادة الانتخابات في موعد لا يتجاوز الستة اشهر، فنحن لها ولنعد العدة لهذا الامر من اليوم». وإثر نشره لتدوينته، قررت المحكمة الابتدائية في تونس استدعاءه للتحقيق معه بتهمة «التآمر على أمن الدولة»، حيث تم إبقاؤه في حالة سراح وتأجيل محاكمته إلى الخامس من الشهر المُقبل. وكتب دغيج على صفحته مجددا «تم جلبي للمحكمة بحالة تقديم، مساعد وكيل الجمهورية ياذن بانزالي للايقاف، ثم يتم احلة ملفي على المجلس القضائي بتهمة التآمر على امن الدولة الداخلي وفق الفصل 68، رئيس المجلس في اضراب اليوم، وعليه يتم ابقائي على الحالة التي انا عليها – تقديم- و تُعين جلسة ليوم 5 جانفي (كانون الثاني)»، وأضاف «التآمر على امن الدولة ! عفوا سيدي الرييس بل هو تآمر على المتآمرين على بلدنا وثورتنا». وتسبب إيقاف دغيج بردود فعل متفاوتة من قبل النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طالب البعض بإطلاق سراحه عبر مجموعة من الوسم من قبيل «سيّب عماد» و»سيّب الراجل وشد المجرمين»، حيث كتب المحامي المحامي حاتم شلغوم «يقاف عماد دغيج احد رموز الثورة في ايام الاحتفال بعيدها هو تحد سافر من ذيول الثورة المضادة ومزامر ابليس وابالسة العهد البائد للثورة وللاحرار»، فيما انتقد آخرون إطلاق سراحه باعتبار رئيس إحدى «روابط حماية الثورة» المتهمة بعدد من حوادث الاعتداء في البلاد، والتي تم حلها عام 2014. التحقيق مع ناشط تونسي دعا إلى رحيل رئيس الجمهورية تم اتهامه بالتآمر على أمن الدولة |
خبراء: وصم تونس ببؤرة الإرهاب هو تجن على الديمقراطية الناشئة Posted: 30 Dec 2016 02:22 PM PST تونس ـ د ب أ : يحبس التونسيون اليوم أنفاسهم مع سماع أنباء جديدة عن عمليات إرهابية تحدث في العالم والسبب في ذلك هو تزايد تورط شباب ينحدرون من بلدهم في هجمات دامية. وأكثر ما يخشاه التونسيون، الذين يعيشون انتقــــالا ديمقراطيا فريدا من نوعه في المنطقة العربية لكنه محفوفا بالمخاطر الأمنية والتوترات الاجتماعية، أن يتحول بلدهم إلى بؤرة موصومة بالإرهاب وبتفريخ الإرهابيين. وأصبحت هذه الخشية بجانب تركيز التغطيات الإعلامية الدولية، مثار تندر على مواقع التواصل الاجتماعي بما يفيد أن التونسيين باتوا يحركون الأحداث في كل مكان في العالم وحتى في المجرة الكونية وسط تلكؤ دولي غير خفي. لكن الصورة لدى الكثيرين في تونس لا تبدو مغرقة في السواد إلى هذا الحد. وبحسب عدد من الخبراء فإن التركيز على الديمقراطية الناشئة في صناعة الإرهاب الدولي أمر فيه الكثير من المغالطة والتجني على تونس. وقال المحلل السياسي والخبير في الحركات الإسلامية نور الدين المباركي «لم يكن التونسيون وحدهم من تورط في احداث إرهابية في أوروبا. هناك شباب من جنسيات مختلفة من منطقة المغرب العربي وبدرجة أقل من أفريقيا». وأوضح «الأمر المهــم بالنسبة لتنظيم داعش هو من الأقدر على تنفيذ مخططاته. لا يملك التنظيم حضورا على الميدان في أوروبا كما هو الحال في الشرق، لذلك هو يعمل على استقطاب وتجنيد العناصر الأكثر دراية وخبرة بأوروبا». وتابع المباركي في تحليله أن نظرية «الذئاب المنفردة» هي الطريقة المثلى لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) لتجنيد مقاتلين في أوروبا بغض النظر عن جنسيتهم، مشيرا إلى أن أحداثا إرهابية أخرى في أوروبا كشفت أيضا عن تواطؤ عدد من اللاجئين. ولكن يلاحق تونس مآخذ من ارتفاع عدد المقاتلين التونسيين في الخارج والذي يعد بحسب تقارير دولية بالآلاف مع ما يرتبط بذلك من اتهامات بوجود حاضنة ايديولوجية لذلك في البلاد. وقال سامي براهم، الباحث في مركز الدراسات والبحوث في وحدة الإرهاب والتهريب التابعة لوزارة التعليم العالي، إن ارتفاع عدد الإرهابيين التونسيين الذين يقاتلون في الخارج هو دليل على أن الثقافة التونسية والمجتمع التونسي هو مجتمع طارد للإرهاب. وأضاف براهم «أغلب التونسيين الذين انتموا لتيارات إرهابية غادروا البلاد لأن المزاج التونسي يرفض الإرهاب ولم يتمكنوا من فرض منهجهم وغايتهم المتمثلة في جعل تونس ولاية ملحقة بمركز الخلافة المزعوم». ويدعم المؤرخ والمحلل السياسي، خالد عبيد، هذا الرأي قائلا «ربما تفتقد تونس في هذه المرحلة لقرارات استثنائية ومسؤولين استثنائيين غير أن الاستثناء الأكبر الراسخ يبقى هو الشعب التونسي. يحفل تاريخ تونس الطويل بالمقاومة ومن يدرس العقلية الجماعية في تونس يدرك أنه من الصعب أن يتمترس الإرهاب في تونس». ومنذ تصاعد عمليات مكافحة الإرهاب بعد أحداث الثورة في عام، 2011 سقط في تونس حسب احصائيات رسمية 109 عسكرييين وأمنيين بجانب 21 مدنيا. لكن مع ذلك اهتزت صورة الديمقراطية الناشئة في أعقاب ثلاث هجمات إرهابية كبرى تعرضت لها البلاد في 2015 أوقعت 59 قتيلا من السياح و13 عنصرا أمنيا. وكان لذلك تداعيات كبرى على الوضع الاقتصادي والقطاع السياحي الحيوي. وجاءت حادثتا الدهس بالأسلوب نفسه في مدينتي نيس الفرنسية وبرلين الالمانية لتسلط الضوء بشكل خاص على الديمقراطية الناشئة وهو اهتمام تتقاطع فيه عوامل عديدة فيما يبدو. وقال الإعلامي والمحلل السياسي، منصف السليمي، من مدينة بون الألمانية «من شأن اقتران هذه الأحداث أن يجعل من قضية تورط تونسي في اعتداء برلين، بؤرة اهتمام إعلامي كبير خصوصا في سياق الجدل القائم في ألمانيا حول أزمة اللاجئين، وعلى مشارف عام انتخابي ساخن». ويوضح أن حالة الاستياء في ألمانيا تستند كذلك إلى أن «تونس التي تحظى بدعم كبير من ألمانيا على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، لا تقابل ذلك بتعاون كاف في قضايا الهجرة وما يرتبط بها من مخاطر أمنية». وفجر التونسي أنيس العمري المشتبه به الرئيسي في حادثة برلين انتقادات بشأن تعطل عمليات الترحيل للمهاجرين غير الشرعيين نحو بلدهم، وهو الذي كان من بين المطالبين بترحيله قبل أن يتورط في الحادثة ويلقى حتفه لاحقا في ميلانو الايطالية. وتقول السلطات التونسية إنها احترمت بالكامل اجراءات ترحيل العمــــري وقبلت بترحيله بعد أن استوفت جميع إجراءات التأكد من هويته التونسية، قبل حادثة برلين بيومين، لكنه لم يكن موقوفا لدى السلطات الألمانية رغم الاشتباه المسبق بصلاته بتنظيم «داعش» المتطرف. ولكن العمري الذي انتقل بعد الحادثة سريعا من برلين إلى فرنسا ومنها إلى ايطاليا، أثار أسئلة كثيرة أيضا حول السياسات الأمنية في أوروبا وحتى تعاطي دول الاتحاد مع بؤر الفكر المتشدد. وجاءت الانتقادات في هذا السياق من داخل ألمانيا نفسها إذ دعا العضو في حزب الخضر الألماني المعارض أوميد نوريبور المستشارة الألمانية انغيلا ميركل إلى مطالبة ملك السعودية بوقف تمويل المملكة للجماعات السلفية المتشددة. وقال نوريبور «من الجيد أن تجري ميركل محادثات هاتفية مع الرئيس التونسي، لكن المشكلة الرئيسية ليست تونس، بل السعودية». وأضاف نوريبور: «منبع التطرف هناك في الغالب… المشكلة الرئيسية هي السلفيون الذين تمولهم السعودية». خبراء: وصم تونس ببؤرة الإرهاب هو تجن على الديمقراطية الناشئة أغلب التونسيين الذين انتموا لتيارات جهادية غادروا البلاد لأن المزاج الشعبي يرفض الإرهاب |
خروقات في دمشق وحماه وحلب لإتفاق وقف إطلاق النار في سوريا Posted: 30 Dec 2016 02:21 PM PST أنقرة – انطاكيا – وكالات: شهد أمس، اليوم الأول لاتفاق وقف إطلاق النار بين النظام السوري والمعارضة برعاية روسية – تركية، عددا من الخروقات، فيما دعت تركيا، طهران، إلى ممارسة إيران نفوذها بشكل إيجابي، لتطبيق الهدنة التي سمحت بخروج تظاهرات معارضة للأسد في عدد من المدن. وأكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، على وجوب ممارسة إيران نفوذها بشكل إيجابي، لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا وقال إن «تركيا وروسيا ضامنتان للوثيقتين التي وقعتهما المعارضة السورية وأن موسكو ضامنة للوثيقة التي وقّعها النظام السوري». ودعا الوزير التركي، إيران إلى ممارسـة نفوذها بـشكل إيجابي، لاسيما على «حزب اللـه» اللبـناني والمجـموعات الشيعية، والنـظام السوري، مثلما وعدت في موسكو وشاركت في الإعـلان المشـترك (عن وقف إطلاق النار). وأشار إلى أن بلاده «بذلت قصارى جهدها بغية إيقاف المعاناة في سوريا وحل الأزمة القائمة فيها». وأوضح «في كل مرة يجري انتهاك الاتفاقات (السابقة)، غير أننا لم نبق غير مبالين لما يجري من مأساة، حيث كثفنا جهودنا والعمل الثنائي، وعقدنا أربع جولات من المحادثات مع إيران، وكذلك بذلنا جهودا كبيرة مع روسيا خاصة بعد تطبيع علاقاتنا معها». وتابع «لا نسعى لاقتناص دور أحد، فالاتفاقيات السابقة فشلت، لذا أقدمنا على خطوات عبر إبراز مبادرتنا، وينبغي على الجميع أن يقدم مساهمات ملموسة (لإنجاح اتفاق وقف إطلاق النار الأخير)». وشدد على «ضرورة وقف إطلاق النار في سوريا بصفة دائمة، ونجاح العملية السياسية التي تعد مكملا للاتفاق». وقال جاويش أوغلو «نعلم بوجود مجموعات ودول غير راضية عن الاتفاق، ونستشف ذلك من خلال تصريحاتهم، غير أنه بشكل عام نرى هناك دعما كبيرا أيضا». وكان وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، قد قال، أمس، إن «حزب الله موجود في سوريا بدعوة من الحكومة»، فيما نقلت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية عن إبراهيم أمين السيد رئيس المجلس السياسي لحزب الله قوله «نحن لسنا موجودين بقرار تركي أمريكي أو سعودي إنما في إطار التعاون بيننا وبين الدولة السورية لمواجهة المشروع الإرهابي المنطلق من سوريا إلى المنطقة فعندما نرى المصلحة مناسبة للخروج نخرج وليس التزاما بقرار تركي.» ميدانياً، ألقت اشتباكات وقصف وغارات جوية في غرب سوريا بظلالها على وقف لإطلاق النار تسانده روسيا وتركيا. وبدأ سريان الهدنة عند منتصف ليل أمس، لكن مراقبين ومقاتلين من المعارضة قالوا إن اشتباكات وقعت فور بدء الهدنة تقريباً وبدا أن العنف يتصاعد في وقت لاحق من أمس الجمعة فيما قصفت طائرات مناطق في شمال غرب البلاد. وحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، فإن مقاتلات سورية نفذت 16 غارة ضد مقاتلي المعارضة في ريف حماة الشمالي. وقال المرصد ومسؤول في المعارضة السورية المسلحة إن اشتباكات وقعت بين مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية وحلفائها الليلة الماضية على الحدود بين محافظتي إدلب وحماة. وأضاف أن طائرات حربية وطائرات هليكوبتر قصفت أيضاً أهدافا في وادي بردى الذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة شمال غربي دمشق حيث اشتبكت قوات الحكومة السورية وحلفاؤها مع مقاتلي المعارضة. وقال مسؤول من جماعة نور الدين الزنكي المعارضة إن قوات النظام حاولت أيضاً التقدم في جنوب محافظة حـلب. إلى ذلك، شهدت العديد من المناطق والمدن السورية، الخاضعة لسيطرة المعارضة، مظاهرات ومسيرات رفعت شعارات تطالب برحيل نظام بشار الأسد، وتوحد فصائل المعارضة. وطالب المتظاهرون برحيل الأسد والمجموعات الموالية له من سوريا. وعمّت المظاهرات مناطق زملكا، وسقبا، وجوبر، وحمورية ومدينة دوما، في الغوطة الشرقية، بريف العاصمة دمشق، مطلقين اسم «الثورة تجمعنا» على هذه التحركات. وفي منطقة سقبا، حمل المشاركون أعلام الثورة السورية، ولافتات كتب عليها من قبيل «إلى روسيا والصين وإيران والميليشيات العراقية وحزب اللات (حزب الله اللبناني).. الله أكبر»، و»الشعب يريد إسقاط النظام». كما رددوا شعارات منددة بالأسد ونظامه، إلى جانب شعارات تطالب فصائل المعارضة بالتوحد وعدم التفرقة. وفي محافظة إدلب شمالي البلاد، شهدت غالبية المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، العديد من المظاهرات المشابهة. إبرهيم أحمد، الذي شارك في مظاهرة وسط إدلب، قال إن «هذه المظاهرات أتت لتحيي روح الثورة مرة أخرى». وأضاف أحمد أن «الأسد كان قد أعلن أن الشعب السوري إرهابي (..) لكن لا شك أن أكبر إرهابي في العالم هو الأسد نفسه». واعتبارا من منتصف ليل الخميس – الجمعة دخل اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا حيز التنفيذ، بعد موافقة النظام السوري والمعارضة عليه، كنتيجة لتفاهمات روسية تركية وبضمان الدولتين. وفي حال نجاح وقف إطلاق النار، ستنطلق مفاوضات سياسية بين النظام والمعارضة في «أستانة» عاصمة كازاخستان برعاية أممية تركية روسية، وذلك قبل انتهاء الشهر الأول من عام 2017. خروقات في دمشق وحماه وحلب لإتفاق وقف إطلاق النار في سوريا تركيا تدعو إيران لممارسة نفوذها بشكل إيجابي لتنفيذه |
قوات «النمر» توسع من نطاق «تعفيشها» لأحياء حلب قبل وصول الشرطة العسكرية الروسية Posted: 30 Dec 2016 02:21 PM PST غازي عينتاب – «القدس العربي»: قامت قوات تابعة للعقيد في الجيش السوري النظامي، سهيل الحسن المعروف بالنمر، بسرقة محتويات مناشر الحجر، المتاخمة لحي مساكن هنانو في مدينة حلب، وفق ما أكد شاهد عيان. وأضاف لـ «القدس العربي»، أن القوات قامت بسرقة كل محتويات المناشر، بما فيها المعدات المعدنية الضخمة، التي تم تحميلها على الشاحنات بواسطة رافعات كبيرة. ونقل الشاهد، الذي كان على احتكاك مباشر مع العناصر الذين قاموا بالسرقة، قول بعضهم إن «الأوامر جاءت من العقيد النمر بوجوب سرقة كل ما يمكن سرقته من مدينة حلب، استباقاً لوصول قوات الشرطة العسكرية الروسية إلى كل الأحياء». من جانبه أكد مازن المحمد، وهو أحد أبناء مدينة حلب، قيام قوات تابعة للعقيد سهيل حسن بسرقة محتويات معمل المثلجات «الآيس كريم» الذي يمتلكه، في حي طريق الباب. وأضاف لـ «القدس العربي»، أن من بين المسروقات، ماكينة لتصنيع المثلجات (مارك)، وأبدا استغرابه من كيفية تمكن العناصر من سرقتها، لأنها ثقيلة الوزن، وكبيرة الحجم، موضحاً أن «الماكينة بمثابة خط إنتاج». وأشار إلى أن العناصر التي قامت بسرقة الماكينة، قد تكون لجأت إلى تفكيكيها لقطع، حتى يسهل حملها، ونقلها إلى خارج المدينة وكانت صفحات إخبارية موالية للنظام، قد تحدثت عن نقل المسروقات من مدينة حلب، إلى محافظات الساحل، على مرأى من الجميع. ولم تمض ساعات قليلة على إعلان وقف إطلاق النار بين النظام والمعارضة برعاية روسية وتركية، حتى بدأ رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالتساؤل ساخرين، عما إذا كان «التعفيش» سيكون مشمولاً ضمن بنود الاتفاق. وفي هذا الإطار، تساءل بسام جرجس على «فيسبوك»، « وقف إطلاق النار الذي سيبدأ سريانه الليلة على كل الأراضي السورية، هل يشمل وقف عمليات التعفيش، أم إن هذه العمليات محسوبة على داعش و النصرة». وكتب السياسي عطا كامل، «إن اتفاق وقف إطلاق النار يجب أن يتضمن بند وقف عمليات التعفيش أيضـاً». أما الناشط الإعلامي محمد زيدان، فعبر عن إحباطه من عدم إشارة بنود الاتفاق صراحة إلى وقف عمليات التعفيش. وأجرت ميسون بيرقدار المعروفة بـ «وسام الحرة» اتصالاً مباشراً مع قصر بشار الأسد الجمهوري، سألت فيه المسؤول الذي رد عليها، عما إذا كانت ظاهرة «التعفيش» مشمولة ببنود اتفاق وقف إطلاق النار، ليرد المسؤول عليها بالسباب والشتم . واستبعد حساب «فقاعات الصابون» وقف ظاهرة «التعفيش» قائلاً: «الجيش العربي السوري لن يتوقف عن التعفيش حتى لو وضع تحت البند السابع». قوات «النمر» توسع من نطاق «تعفيشها» لأحياء حلب قبل وصول الشرطة العسكرية الروسية مصطفى محمد |
امتعاض لدى فصائل الجبهة الجنوبية لعدم إشراكها في مباحثات اتفاق الهدنة Posted: 30 Dec 2016 02:20 PM PST درعا – القدس العربي : تبدي فصائل الجبهة الجنوبية التابعة للمعارضة السورية امتعاضها لتهميشها في المشاورات التي أدت لإبرام وقف إطلاق نار في سوريا. وقال القائد العام لألوية الفرقان محمد ماجد الخطيب لـ «القدس العربي»، إن «الهيئة العليا لم يكن لها موقف واضح لتوجيه الدعوة إلى مندوبين عن الجنوب تشد بهم عضدها ويشاركونها القرار، وتفرض شروطها أمام الملأ». وأوضح أن «سبب تحييد الجنوب السوري وفصائله عن المشاورات التي أدت لإبرام وقف إطلاق نار في سوريا، تتلخص بأسباب عدة كانت كفيلة بهذا الأمر، ربما أبرزها كان جغرافية الأرض المعروفة»، في إشارة للتعقيدات الإقليمية التي تفرضها جغرافيا القرب من الجولان المحتل والأردن والخلافات بين الدول الداعمة للجنوب السوري من جهة وتركيا وروسيا من جهة أخرى. وحول موقفهم من هذا الاتفاق، قال الخطيب «كنا قد أسلفنا من قبل وسجلنا رفضنا القطعي لتهميش الجنوب واستثنائه من صناعة القرار الثوري السوري وتجزئة الثورة وأطيافها، كما أننا رفضنا الحلول السياسية التي تستثني أي بلد محرر أو أي فصيل ثوري في الهدنة الأولى التي أعلن عنها قبل بضعة شهور». وتابع: «إننا نؤكد اليوم بأننا مع كل حل سياسي يضمن حقوق الشعب السوري وأهداف الثورة اليتيمة ويحقق ثوابتها التي ما حدنا عنها يوماً من الأيام، وعليه، فإنه يجب أن يكون هناك تمثيل حقيقي لكافة أطياف الثورة لا أن تستثني بعض الجماعات تبعاً لأهواء شخصية وعصبيات حزبية منتنة». وأضاف: «قاتلنا النظام طيلة الأعوام المنصرمة بعد أن ثرنا عليه برؤية محددة وأهداف واضحة جلية، وكان من بينها إلغاء قانون الحزب الواحد حينها، فكيف بنا اليوم أن نقبل بعد كل هذا العناء والتضحيات وبذل الأرواح والدماء بوصاية جماعة أو حزب ما علينا يدّعي الإسلام (في إشارة لحزب الإخوان المسلمين)، ويلبس لبوس الدين بينما هو يساوم عليه في أقبيته المخابراتية من أجل تقاسم السلطة». وعن رؤيتهم لهذا الاتفاق والعلامات الإيجابية أو السلبية في مضمونه، بين الخطيب، أن» الاتفاق فيه بعض النقاط الإيجابية والسلبية، أما الأولى، هي إقرار الروس مجبرين بفشل النظام بإعادة السيطرة على سوريا وإفشال الثورة وكسر شوكة كل المتربصين بأهل السنة والساعين لتقسيم سوريا لدويلات طائفية. وأما السلبية فما قرأنا منها بين سطور السياسة هو السعي لإعادة إنتاج النظام بشكل آخر». أما عن مدى نجاح هذا الاتفاق وما الذي يضمن نجاحه قال: «كلنا يعلم أن هذا الاتفاق اليوم ليس كالذي طرح في الشهور الماضية ولو نجح وأوقف الدمار والحرب والقتل وسفك الدماء لمدة معينة فلن ينجح بتحقيق الأهداف التي قتل في سبيلها آلاف السوريين ودمرت مدن بأكملها حسب العقليات التي نشاهدها تصنع القرارات متفردة بآرائها اليوم». امتعاض لدى فصائل الجبهة الجنوبية لعدم إشراكها في مباحثات اتفاق الهدنة مهند الحوراني |
بعد وقف إطلاق النار.. هل تنجح أنقرة في إخراج ميليشيات إيران وحزب الله من سوريا؟ Posted: 30 Dec 2016 02:20 PM PST إسطنبول – القدس العربي : عقب نجاح الدبلوماسية التركية في التوصل إلى اتفاق وقف شامل لإطلاق النار في سوريا وقبيل بدء المحادثات السياسية في العاصمة الكازاخستانية أستانة الشهر المقبل، تسعى أنقرةتركيا بقوة من أجل التوصل إلى اتفاق مع موسكو للضغط على إيران وحزب الله لسحب ميليشياتهم من سوريا خلال الفترة المقبلة. وتحاول تركيا تحقيق أهداف تتعلق بأمنها القومي ونفوذها الإقليمي ومن ضمنها الحد من النفوذ الإيراني في سوريا، من خلال صفقاتها السياسية المتلاحقة مع موسكو متأملة أن تتمكن الأخيرة من الضغط على إيران وحزب الله لسحب قواتهم من سوريا عقب تثبيت وقف إطلاق النار. وفي حين، يرى مراقبون أن روسيا تتمكن من فرض قراراتها في سوريا على جميع الأطراف الموالية ومنها إيران وحزب الله ونظام الأسد، يعتبر آخرون أن مصالح هذه الأطراف ليست متطابقة وربما تصل إلى حد الخلاف والصراع على النفوذ. ويلفت هؤلاء إلى عدم التزام الميليشيات الإيرانية بالقرار الروسي بوقف إطلاق النار في حلب لتجاهل مطالب إيران ومن ثم إرسال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المئات من أفراد الشرطة العسكرية الروسية للانتشار في أحياء حلب الشرقية حتى لا تتمدد فيها الميليشيات الإيرانية. كما أن إيران التي شاركت قبل نحو أسبوعين في مؤتمر موسكو حول الحل السياسي في سوريا إلى جانب روسيا وتركيا، لم تكن من الدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار، وتعمد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التأكيد على أن بلاده وروسيا فقط هي الدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار ومحادثات السلام المقبلة. وسائل إعلام تركية قالت إن التفاهمات التفصيلة التي تضمنتها الورقة التي تم التوافق عليها بين النظام السوري والمعارضة المسلحة برعاية روسيا وإيران والتي أصبحت الأرضية لوقف إطلاق النار والمحادثات السياسية المقبلة تتضمن إشارات قوية على ضرورة سحب جميع الميليشيات الأجنبية التي تقاتل إلى جانب النظام السوري ومنها ميليشيات إيران والعراق وحزب الله في مقابل العمل على فصل العناصر الأجنبية عن فصائل المعارضة السورية وسحب العناصر السورية والمعتدلة من جبهة فتح الشام «النصرة». وتُظهر روسيا إرادة كبيرة في محاولة التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة السورية يحفظ مصالحها ونفوذها في سوريا بشكل كامل دون الخوض أكثر في الحرب، لكن مراقبين يشككون في وجود إرادة مشابهة عند النظام وإيران التي تميل إلى ضرورة الاستمرار في خيار الحسم العسكري لا سيما عقب التقدم الذي أحرزه النظام وحلفاؤه في شرق حلب، حيث تسعى طهران لتركيز الهجوم على ريف دمشق وهي المناطق التي استمرت فيها الاشتباكات عقب دخول الهدنة المعلنة حيز التنفيذ. وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ألمح إلى ذلك بقوة عندما قال في مؤتمر صحافي له، الجمعة، إن «هناك بعض الأطراف لا تريد لاتفاق وقف إطلاق النار بالاستمرار في سوريا لكن تركيا عازمة على مواصلته»، وأضاف: «على إيران أيضا أن تمارس نفـوذها بـشكل إيجابي، لا سـيما على «حـزب اللـه» والمجـموعات الشيعية، والنظام السوري، مثلما وعدت في موسـكو وشـاركت في الإعـلان المـشترك». وخلال تنفيذ الاتفاق التركي الروسي حول إخراج المحاصرين من شرق حلب شن السياسيون الأتراك ووسائل الإعلام هجوماً غير مسبوق على الميليشيات الشيعية وركزوا على وصفها بـ»التنظيمات الإرهابية المساندة للنظام السوري»، وذلك بتوجهات رسمية من المستوى السياسي التركي، حسب ما أكدته مصادر خاصة لـ»القدس العربي» آنذاك. وبينما تدعم إيران بشكل علني النظام السوري سياسياً وعسكرياً في قمعه للمعارضة في البلاد، دعمت تركيا المعارضة السورية وطالبت بضرورة إسقاط نظام الأسد، إلا أن الجانبين تجنبا الصدام طول السنوات الماضية وتقيم كلٌ من أنقرة وطهران علاقات اقتصادية متقدمة انطلاقاً من مبدأ «تجنب الخلافات». والشهر الجاري تصاعدت الخلافات عقب سماح تركيا بتنظيم مظاهرات أمام السفارة والقنصليات الإيرانية في تركيا بالتزامن مع هجوم الميليشيات الإيرانية على حلب ورد طهران بإغلاقها واتهام جهات تركية بتحريك هذه الفعاليات ضدها. وبما أن تهميش الدور الأمريكي في سوريا كان هدفاً مشتركاً ومحركاً أساسياً للتقارب والتوافق التركي الروسي في سوريا، تسعى أنقرة إلى الحصول على دعم روسي في توجيه ضربات أقوى لمشروع الكيان الكردي في شمالي سوريا على اعتبار أن وحدات حماية الشعب الكردية هي أقوى حلفاء واشنطن في سوريا وهو أمر يمكن أن يشجع موسكو لتقديم مزيد من الدعم لأنقرة. وفي هذا الإطار جاء إعلان تركيا أن طائرات حربية روسية قدمت، الخميس، الإسناد الجوي للجيش التركي الذي يحاصر مدينة الباب الإستراتيجية ويسعى لتطهيرها من مسلحي تنظيم «الدولة»، فالجيش التركي وعقب إحكام السيطرة على الباب سيتوجه مباشرة إلى مدينة منبج التي تسيطر عليها الوحدات الكردية لتطهيرها من حلفاء واشنطن حسب ما يؤكده كبار المسؤولين الأتراك. بعد وقف إطلاق النار.. هل تنجح أنقرة في إخراج ميليشيات إيران وحزب الله من سوريا؟ دعم روسيا العسكري لـ «درع الفرات» يسرع هجوم الجيش التركي على حلفاء واشنطن في منبج إسماعيل جمال |
المغرب: ترقب لما سيسفر عن اجتماع المجلس الوطني لحزب الاستقلال اليوم Posted: 30 Dec 2016 02:20 PM PST الرباط – «القدس العربي» : تتوجه أنظار الفاعلين السياسيين في المغرب اليوم السبت إلى «باب الحد» في الرباط حيث المقر العام لحزب الاستقلال، أعرق أحزاب الحركة الوطنية المغربية، والجميع يترقب ما ستسفر عنه دورة استثنائية لمجلسه الوطني التي تعقد لدراسة تداعيات تصريحات أمينه العام حميد شباط حول موريتانيا والتي أثارت عاصفة، ليس فقط في نواكشوط، بل في المغرب، وأربكت حسابات مهندسي الحكومة المقبلة التي لا زال تشكيلها متعثرا. ولأول مرة في تاريخ الحزب، الذي قاد المغرب نحو الاستقلال وساهم في وضعه على سكة الديمقراطية والدفع بقاطرتها، يعقد مجلسه الوطني في ظل حملة شرسة، يساهم فيها قياديون حزبيون، تطالب بإقالة حميد شباط وإبعاده عن قيادة الحزب، لما سببته تصريحاته، بأن موريتانيا كانت أرضا مغربية، من إحراج للدولة المغربية في علاقاتها المتوترة مع موريتانيا، وإرباك لحسابات عبد الاله بن كيران رئيس الحكومة المغربية المعين، الذي لم يستطع تشكيل الحكومة، رغم مرور أكثر من 90 يوما على تكليفه، لأنه تشبت بمشاركة حزب الاستقلال، في وقت يرفض حزب، يعتقد بن كيران بضرورة مشاركته السياسية نظرا لقربه من المراجع العليا. وتداول الاستقلاليون عريضة تعتبر أن «حميد شباط أثبت أنه غير مؤهل ولا قادر على مواصلة تحمل مسؤولية الأمانة العامة لحزب الاستقلال» وحصلت على توقيع أكثر من 40 شخصية من بينها الأمينان العامان السابقان للحزب الزعيم محمد بوستة وعباس الفاسي. واعتبرت العريضة، التي بثتها وكالة الأنباء المغربية الرسمية، التي تولي اهتماما خاصا بكل ما يصدر ضد حميد شباط، أن التصريحات الأخيرة غير المسؤولة للأمين العام لحزب الاستقلال، بخصوص موريتانيا «لا تلزم الحزب أبدا، وأنها تصريحات شخصية، يتحمل مسؤوليتها وحده السيد شباط، ولا علاقة لها بتوجهات الحزب ومبادئه وجاءت خارج سياق الزمان، ومتناقضة مع إرادة ربح التحديات المشروعة للشعبين الشقيقين». وسجلت أن هذه التصريحات «جاءت متزامنة مع الوقت الذي تنهمك فيه كل الإرادات الوطنية، والأحزاب السياسية، وتبذل جهودها لتشكيل الحكومة التي أفرزتها انتخابات السابع من اكتوبر/تشرين الأول، الشيء الذي استغله خصوم وحدتنا الترابية، وأعداء الشعبين الشقيقين الموريتاني والمغربي، لتمرير مخططاتهما الجهنمية، لضرب الأهداف النبيلة والتوجهات الرشيدة للقيادة الحكيمة في البلدين». وأكدت أن هذه التصريحات «التي أدت إلى أزمة كادت أن تعصف بكل ما بذله المغرب وموريتانيا عبر تاريخهما لتسود روح الأخوة الصادقة وبناء مستقبل البلدين، تلزمنا اليوم كاستقلاليين الوقوف مع الذات والقيام بنقد ذاتي علني وصريح من أجل إرجاع الأمور إلى نصابها وعودة الحزب إلى مساره الحقيقي المستمد من رصيده التاريخي والنضالي بفتح ملف التصرفات التي قام بها السيد شباط منذ توليه الأمانة العامة للحزب إلى اليوم والتي اتسمت، بكل أسف، بالتقلب في المواقف السياسية، وإضعاف الهياكل التنظيمية وتدبير سيء للانتخابات أفضت إلى نتائج سيئة أفقدت الحزب مكانته ومدنه ودوائره». وقالت «حرصنا طيلة الأربع سنوات الماضية على إبقاء شمل الحزب مجموعا ومصانا للحفاظ على وحدته، آملين في أن يصلح الأمين العام نفسه، ويتحمل مسؤوليته للقيام بنقد ذاتي ويضخ في الحزب روحا وحيوية جديدة، غير أن لا شيء من هذا وقع، بل العكس، حدث التمادي والتأزيم والمزايدة». وقال عادل بنحمزة الناطق الرسمي باسم حزب الاستقلال، إن العريضة حملة ضد الحزب، و»من المؤسف أن تشارك فيها شخصيات محترمة ولها موقعها في الحزب». وأكد بنحمزة إن قوانين حزب الميزان لا تعترف بالعرائض، وأن العريضة لا تمثل سوى 38 شخصا في حين أن عدد أعضاء المجلس الوطني يتجاوز 1000 عضو، وأن المجلس الوطني لحزب الاستقلال سيعقد وكل من له رغبة في التعبير عن موقف له مؤسسة توفر له فرصة الحديث. وقال إن الأمين العام للحزب، حميد شباط، «يمارس صلاحياته كاملة وسيمارسها كاملة على جميع الأسماء كيفما كانت وكيفما كان وضعها الاعتباري، هذا خلل كبير في أسس الحزب وقواعده، والحزب مستمر بصفة عادية وطبيعي». وقال الزعيم محمد بوستة الأمين العام السابق لحزب الاستقلال وأحد قادة الحزب التاريخيين، إنه طلب من حميد شباط، الأمين العام للحزب حاليا الاستقالة من قيادة الحزب منذ فترة طويلة. وأوضح له بأن «موقع الحزب لا يجب أن يرتبط بأشخاص» وأكد على شباط «أن يسحب نفسه بنفسه، حتى يبقى الرأي العام يحترم الحزب أما الأشخاص فهم عابرون» و»عليه أن يفهم بأنه إذا كان اسمه سيضر بالحزب عليه أن يخرج منه». وقرر رئيس المجلس الوطني لحزب الاستقلال، وأحد الموقعين على العريضة، توفيق احجيرة، مقاطعة دورة المجلس الوطني للحزب لأنه «كرئيس للمجلس الوطني لم تتم استشارته» وأن هذا الاجتماع «لا ضرورة له قطعاً في ظل الظرف الحزبي الحالي». وقال موقع «ألف بوست» إن نسبة هامة من الاستقلاليين لا يتفقون مع تصريحات شباط في الماضي أو الحاضر خاصة ضد بن كيران وينعتونها بالشعوبية. لكنهم في المقابل، لا يفضلون سقوط الحزب في يد أعضاء لا تاريخ نضاليا لهم في الحزب وتتوجه الاتهامات لهما بالرغبة في الاستيزار فقط. وأضاف المصدر نفسه أن العريضة بقيت بدون تأثير. فالكثير من الاستقلاليين، يرون في شباط رغم مساوئه الكثيرة أنه حرر الحزب من يد «الارستقراطية الحزبية» التي هيمنت عليه لعقود وفتحه أمام الجميع، وهذا عامل نفسي هام جدا بين أعضاء حزب الاستقلال خلال السنوات الأخيرة. وهذا من الأسباب التي جعلت بيان الثلاثين يبقى محصورا للغاية ولم يتجاوز الأربعين موقعا رغم أنه طرح للتوقيع في شبكة الإنترنت، ولم تنضم له أسماء تاريخية مثل (محمد) الدويري وأبناء علال الفاسي و(عبد الحق) التازي أو العشرات من المجلس الوطني رغم أن أعضاءه يعدون بالآلاف». ودعا محمد الخليفة، أحد قادة الحزب، حميد شباط إلى الاستقالة فوراً من مسؤوليته، خصوصاً أنه اعتذر، واعترف بخطئه، معتبراً أن الاعتذار غير كاف، بل لا بد أن يقدم استقالته وقال إن لجوء حميد شباط إلى المجلس الوطني للحزب، ليس سوى «حيلة للتهرب من مسؤوليته»، متهماً إياه بإغراق المجلس بـ»البلطجية»، والغرباء عن حزب الاستقلال، "لذلك لا حل للأزمة سوى عودة شباط إلى ضميره، وتقديم استقالته». وأضاف أن حميد شباط «ذبح حزب الاستقلال بشعبويته، وارتكب أخطاء قاتلة بتصريحاته حول موريتانيا»، وقدم هدية للتجمع الوطني للأحرار، وأمينه العام عزيز أخنوش، الذي يعترض على مشاركته في حكومة بن كيران. وأوضح أن بن كيران ظل وفياً لحزب الاستقلال، ولم يكن هناك أي مبرر لإقصائه من المشاركة في الحكومة، إلا أن «تصريحات شباط وشعبويته جعلت رئيس الحكومة المعين في مأزق حقيقي، ووضعته في حرج شديد جداً ولا يمكن أن يظل بن كيران دون تشكيل الحكومة، لذلك أعتقد أنه في هذه الحالة، يتوجب أن يتصل بشباط ويوضح له المواقف، وعلى هذا الأخير أن يجد حلاً للمشكل والأزمة التي تسبب فيها». وشكلت تداعيات تصريحات حميد شباط، حول موريتانيا، محور جولة المشاورات التي أجراها عبد الاله بن كيران، مساء أول أمس، من أجل تشكيل حكومته، والتقى عزيز أخنوش، رئيس التجمع الوطني للأحرار مرفوقا بمحند العنصر، أمين عام الحركة الشعبية مناهضي مشاركة حزب الاستقلال في الحكومة ثم نبيل بنعبد الله، الامين العام لحزب التقدم والاشتراكية الحليف الوفي لبن كيران ومن دعاة مشاركة حزب الاستقلال. وقال عزيز أخنوش، بعد لقائه والعنصر مع بن كيران بضرورة تشكيل تحالف منسجم لقيادة الحكومة المقبلة، واصفا اللقاء بأنه جد إيجابي ومهم وجرى خلاله بسط عدد من الإشكالات المهمة. وجدد التأكيد أمام رئيس الحكومة على ضرورة تشكيل تحالف منسجم يتفادى ما وقع مؤخرا من تصريحات مؤسفة لطرف سياسي في حق بلد جار ورده على مؤسسات الدولة وهيئاتها الحكومية، وقال «إذا كنا مع هؤلاء في الحكومة فإن الأمر سيكون مزعجا للبلاد»، مضيفا أن «زعماء الأحزاب السياسية لا يمكن أن يسهموا في إحداث الأزمات، وخصوصا مع بلد جار»، موضحا أن «مهام السياسيين هي تقريب وجهات النظر في حال التباعد». وقال نبيل بن عبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، بعد لقائه بن كيران، إن تصريحات حميد شباط شددت الخناق على بن كيران، رئيس الحكومة المكلف، «كنا في وضع لمدة أسابيع وأصبحنا في وضع آخر، وهو وضع جد معقد.. هناك رغبة لحزب الاستقلال أن يكون حاضرا في الحكومة، وهناك رغبة أيضا لرئيس الحكومة المكلف لضمه للأغلبية، ونحن اعتبرنا أنه موقف يحترم». وأوضح «بعد ذلك وقع ما وقع، وفي وقت انتظرنا أن الجميع سيساهم في الحل الوسط، كانت هناك تصريحات أدلى بها شباط عقدت كثيرا الوضعية وجعلت رئيس الحكومة في حيرة من أمره بين تداعيات مرتبطة فيما أدلى به شباط في موضوع موريتانيا والتفاعلات المتعددة وما يمكن أن يؤدي إليه ذلك من تأويل، وهذا ما يحير رئيس الحكومة الذي يوجد في مأزق حقيقي لأنه صدرت منه كلمة لمشاركة (الاستقلال) في الحكومة». وأعرب عن أمنيته أن يكون في اليومين المقبلين مخرج لهذه الأزمة المطروحة «هناك مقاربة نتقاسمها معا لنظل دائما أوفياء للمواقف المبدئية التي عبرنا عنها لكن لا يمكن لنا ألا نأخذ بعين الاعتبار بتداعيات تفوق الشأن الداخلي». وقال الباحث محمد شقير إن «المحيط الملكي سخط على شباط، فبعدما تم توظيفه لضرب بن كيران في النسخة الحكومية الأولى والتشويش عليه، تراجع زعيم الاستقلاليين وتحالف مع بن كيران، الشيء الذي أغضب «المحيط الملكي»، الذي بات ينظر لتصريحات شباط بانزعاج كبير، خصوصا بعد ترديده مقولات مثل التحكم». ونقل موقع «لكم» من مصدر قريب من المشاورات السياسية لتشكيل الحكومة، أن تصريحات حميد شباط حول موريتانيا، أضعفت بشكل غير مسبوق موقف رئيس الحكومة المكلف عبد الإله بن كيران، المدافع على تواجد حزب الاستقلال في الحكومة وأصبح يصعب عليه أن يرفع للملك لائحة أغلبيته الحكومية، تضم حزب الاستقلال. وقال إن إبعاد حميد شباط من قيادة حزب الاستقلال سيقوي من موقع بن كيران التفاوضي، في الدفاع على تواجد الحزب داخل الأغلبية الحكومية، «إذا تمت إقالة شباط من طرف الاستقلاليين غادي يكون كلام آخر». وتؤكد المصادر أن بن كيران لا زال متمسكا بحزب الاستقلال «لم نتخل عن (الاستقلال) والتخلي عنه هو بمثابة نهاية سياسية بالنسبة لحزب العدالة والتنمية «لا أحد له الحق في التدخل في تشكيل الأغلبية الحكومية، غير رئيس الحكومة». المغرب: ترقب لما سيسفر عن اجتماع المجلس الوطني لحزب الاستقلال اليوم في ظل حملة شرسة بعد التصريحات التي أطلقها زعيمه حميد شباط حول موريتانيا محمود معروف |
الاتحاد الأوروبي يحبذ عودة سريعة للمغرب إلى الاتحاد الأفريقي لتفادي مشاكل منها ما يتعلق بنزاع الصحراء Posted: 30 Dec 2016 02:19 PM PST مدريد- القدس العربي: يحبذ الاتحاد الأوروبي عودة سريعة للمغرب إلى الاتحاد الأفريقي لأن ذلك سيسهل الكثير من القضايا العالقة ومنها الاتفاقيات التي توقع مع حكومة الرباط أو اللقاءات التي تعقد بين هذا الاتحاد ونظيره الأفريقي. وكان المغرب قد أبلغ الاتحاد الأفريقي خلال يوليو/تموز الماضي رغبته في العودة إلى الاتحاد، وخلال سبتمبر/أيلول الماضي وعلى هامش أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة، سلم مستشار الطيب الفاسي الفهري الملك محمد السادس طلبا رسميا إلى رئيسة المفوضية الأفريقية دلاميني زوما . ووقع تأخر في دراسة الطلب إلى مستوى جعل الملك يتدخل رسميا لدى رئاسة الاتحاد لإرسال طلب المغرب إلى الدول الأعضاء، ومن ضمنهم جبهة البوليساريو التي تتمتع بالعضوية. وهناك تساؤلات حول المسطرة التي سيتم اتباعها لقبول عضوية المغرب بين دول تؤيد العودة بدون شروط مثل السنغال وساحل العاج والغابون، وبين دول أخرى وعلى رأسها الجزائر وجنوب أفريقيا التي ترغب في فرض شروط ومنها ضرورة اعتراف المغرب بكل الأعضاء بما فيهم جبهة البوليساريو علاوة على مسألة الحدود السياسية. وكان وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار قد صرح أن المغرب طلب العودة إلى صفوف الاتحاد الأفريقي بدون شرط تجميد عضوية «الجمهورية الصحراوية الديمقراطية العربية» التي أعلنتها جبهة البوليساريو في السبعينيات وقبل منظمة الوحدة الأفريقية عضويتها في بداية الثمانينيات مما جعل المغرب ينسحب سنة 1984. وقالت مصادر تابعة للمفوضية الأوروبية تهتم بملف المغرب العربي لجريدة «القدس العربي» «نتمنى مصادقة الاتحاد الأفريقي على عودة سريعة للمغرب إلى صفوف الاتحاد خاصة وأنه قبل بالجلوس مع جبهة البوليساريو بدون شروط». وتضيف أن «عودة المغرب ستسهل عمل المفوضية الأوروبية في ملفات كثيرة، أولها أن «القمم التي يعقدها الاتحاد الأوروبي مع الاتحاد الأفريقي لن تشهد مشاكل، فقد كان المغرب يعترض على البوليساريو ودول أفريقية تعرقل حضور المغرب». وكانت بعض الدول الكبرى ولضمان حضور المغرب ترفض حضور البوليساريو لأنها لا تعترف به، بينما تجمعات أخرى كانت لا تعارض حضوره. في الوقت ذاته، تؤكد المصادر أن «عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي قد يسهل مستقبلا صيغ متعددة لتوقيع الاتفاقيات الاقتصادية مع الأخذ بعين الاعتبار مصالح ساكنة الصحراء والبوليساريو لتفادي اللجوء إلى المحاكم كما يحدث الآن». ورفعت البوليساريو دعاوى أمام القضاء الأوروبي ضد الاتفاقيات التي وقعها الاتحاد الأوروبي مع المغرب في المجال الزراعي والصيد البحري. وقد بثت المحكمة الأوروبية الأسبوع الماضي في اتفاقية المنتوجات الزراعية باستمرار العمل بها طالما لا تضم الصحراء، وستبدأ خلال الشهر المقبل دراسة الطعن في اتفاقية الصيد البحري. الاتحاد الأوروبي يحبذ عودة سريعة للمغرب إلى الاتحاد الأفريقي لتفادي مشاكل منها ما يتعلق بنزاع الصحراء حسين مجدوبي |
«مركز العمل التنموي» يحذر في تقرير له من مستقبل قاتم ينتظر الأمن الغذائي في غزة بفعل الانفجار السكاني Posted: 30 Dec 2016 02:18 PM PST رام الله – « القدس العربي» : مع إطلالة الطفل وليد جهاد شعث إلى الحياة الدنيا في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي ودخوله سجل المواليد كرقم الـ 2 مليون نسمة في قطاع غزة، طفت على السطح تساؤلات عديدة حول مستقبل القطاع مع تزايد عدد سكانه لنسب قياسية بالنظر إلى صغر مساحته ( 360 كيلومترا مربعا) وضعف موارده الطبيعية. وأطلقت تحذيرات من كوارث خطيرة تنتظر القطاع في السنوات المقبلة وليس أقلها انعدام الأمن الغذائي وانهيار قطاعات حيوية عديدة كالصحة والتعليم في حال لم تُتَخذ سلسلة من الإجراءات لتفادي ما هو متوقع وفي مقدمتها رفع الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ عشر سنوات. وجاء في تقرير أعده مركز العمل التنموي «معا» على لسان ماهر أبو صبحة الوكيل المساعد لقطاع الأحوال المدنية في وزارة الداخلية في غزة أن عدد السكان وصل الى مليوني نسمة وتعداد سكان القطاع يرتفع بمعدل 52 ألفا إلى 55 ألفا سنويًا بواقع طفل كل 10 دقائق وتوقع أن يصل العدد في عام 2035 إلى أكثر من 3 ملايين نسمة. وعن تبعات الزيادة في عدد سكان القطاع يشير المهندس الزراعي نزار الوحيدي إلى أن هذا يعني انه لا بد من زيادة المساحة المزروعة ومن ثم زيادة في استخدام مدخلات الإنتاج من أسمدة ومبيدات وغير ذلك. هذا الأمر سيكون له تأثير سلبي على البيئة، فضلًا عن الحاجة الكبيرة للوقود والكهرباء وبالتالي سيشكل ضغطًا على المستخدمين الآخرين لهذه المواد. ونبه الوحيدي من أنه بعد عشر سنوات من الآن ربما سيكون قطاع غزة مهددا غذائيًا «ما لم يدعمنا الأصدقاء باتجاه تطوير قدراتنا الانتاجية الزراعية، بما يتلاءم مع احتياجاتنا باستخدام تقنيات عالية جدًا». وذكر تقرير للأمم المتحدة في عام 2012 أنه بحلول عام 2020 سيرتفع تعداد سكان قطاع غزة إلى مليونيْن ومئة ألف نسمة، بينما البنى التحتية الأساسية كالكهرباء والمياه والصرف الصحي والخدمات الاجتماعية لا تكفي لمواكبة الاحتياجات، في الوقت الذي سيحتاج القطاع فيه إلى كمياتٍ مضاعفة من الكهرباء ومئات المدارس والمستشفيات الجديدة وآلاف الوحدات السكنية بحلول عام 2020. ولفت سمير حمتو الباحث في الشأن الاقتصادي الفلسطيني الانتباه إلى أن غزة أصبحت الأعلى كثافة في العالم وفي الوقت نفسه الأكثر نسبة في البطالة والفقر مع عشرات الآلاف من الشباب الخريجين الذين تلقي بهم الجامعات سنويًا إلى قارعة الطريق. وأضاف «أصبح هذا الشريط الساحلي الضيق قنبلة سكانية من الممكن أن تنفجر في أية لحظة فالانفجار السكاني قادم لا محالة وعلى جميع محاصري غزة الاستعداد لهذا اليوم، لأن الانفجار سيطال الجميع ما لم يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته، ويتحرك لإنقاذ قطاع غزة من كارثة إنسانية محققة». وتوقع المهندس بهاء الأغا مدير عام حماية البيئة في سلطة جودة البيئة ظروفًا صعبة على سكان قطاع غزة خلال السنوات المقبلة في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي والنقص في إمدادات الوقود والطاقة التي تؤثر على كل مناحي الحياة في غزة وخصوصًا إيصال المياه لمنازل المواطنين، وتوفير الكهرباء اللازمة لمعالجة مياه الصرف الصحي. ووصف القطاعات المختلفة في غزة من طاقة ومياه وتعليم وصحة أنها هشة وقد تنهار في أية لحظة وهو ما يتطلب وبشدة من المجتمع الدولي ضرورة رفع الحصار الإسرائيلي على القطاع. وطرح مقترحات عدة «لتدارك الأمور في قطاع غزة» إذ تقتضي الحكمة أن يكون هناك توازن بين القطاعات الإنتاجية المختلفة بشأن استخدام مدخلات الإنتاج ومواد الطاقة والوقود وأن يكون هناك توجه أكبر لاستخدام بدائل الطاقة الصديقة للبيئة، كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح وطاقة موج البحر. ثمة ضرورة أن يكون هناك أنظمة زراعية حديثة تعتمد مثلًا على استخدام المزارع المائية ومزارع التربة المعزولة في إنتاج خضار أكثر وتستهلك موارد طبيعية أقلّ. وتصوّر كذلك إمكانية تدوير المخلفات وإنتاج الغاز الحيوي وسماد الدبال (الكمبوست) الداعم لاستقرار البيئة وتخلّصها من النفايات بطرق آمنة. وأشار إلى أن الزحف العمراني إحدى المشاكل المتوقعة في قطاع غزة، واصفًا شكل الإسكان الحالي القائم أنه مشوّه بدأ بدون ضوابط أو قيود بعد الهجرة الفلسطينية عام 1948. ورأى أن هذا يقتضي إعادة هيكلة المناطق القديمة في قطاع غزة، كما حدث في مدن عربية عديدة كالرياض والقاهرة ودمشق القديمة. ولم يحبذ التمدد العمراني خارج المدينة مشجعاً بدلاً منه على البناء الرأسي بحيث لا يكون التوسع على حساب الأراضي الزراعية، مشددًا في هذا السياق على أن حجم التعديات على الأراضي الزراعية في غزة خلال السنوات العشر الأخيرة، يكاد يكون أقرب إلى «الصفر حاليًا»، باستثناء تخصيص 200 دونم لصالح إنشاء محطة مجار في المنطقة الوسطى من قطاع غزة. وإضافة إلى الحلول السابقة يمكن استخدام أنظمة زراعة توفيرية تحتاج إلى 10% من المياه فقط، وتربة معزولة ويمكن تكثيف الزراعة الرأسية فيها، وأن يتم استزراع أسطح المباني وهذه تعد أحد الحلول البيئية والمساحية كما يقول الوحيدي. في المقابل هناك مشكلة خروج مناطق كبيرة من الإنتاج الزراعي بسبب تملح المياه وتحتاج إلى حلول على مستوى أكبر كتحلية مياه البحر واستخدام المياه المعالجة في الريْ وتخزين مياه الأمطار في أحواض كبيرة جدا بحيث يمكن استخدامها في الريْ الزراعي. وتحدث الدكتور يونس المغير رئيس قسم هندسة البيئة في الجامعة الإسلامية في غزة عن تأثيرات الزيادة السكانية على البيئة من جوانب عدة، وطرح في المقابل حلولًا للحد منها ويتمثل بعضها بتأثير الكثافة السكانية على وضع الخزان الجوفي. فعند زيادة السكان سيكون هناك تمدد عمراني والحاجة لإنشاء طرق جديدة وفي المحصلة يؤثر ذلك على المناطق التي تستخدم لعملية ترشيح الخزان الجوفي ومن ثم النقص فيه. وفي هذا السياق لا يمانع المغير من زيادة التمدد العمراني شرط أن يؤخذ بعين الاعتبار أن يكون هناك جانب لمناطق لا تمنع الترشيح للخزان الجوفي كأن تكون هناك أنظمة لتصريف وترشيح مياه الأمطار في الشوارع. وفسر»هناك أنظمة جيدة يمكن أن تدرج ضمن التخطيط العمراني بحيث لا تؤثر على مناطق الترشيح وخصوصا في المناطق القريبة من البحر التي قد تكون مناطق رملية وتصنّف من أفضل المناطق للترشيح للخزان الجوفي. وزيادة السكان ستؤدي إلى زيادة المخرجات منهم وخصوصًا المياه العادمة وذلك يتطلب زيادة كفاءة وتطوير محطات المعالجة من خلال زيادة كميات الاستيعاب أو تطويرها بشكل تدريجي يتلاءم مع أعداد السكان». وأشار إلى أن زيادة عدد السكان تؤدي كذلك إلى زيادة كميات النفايات الصلبة وبالتالي تلوث البيئة بمخلفاتها، ومقابل ذلك، يجب أن تكون هناك أنظمة لجمع النفايات، وأن يتم التفكير بعمليات الفرز وإعادة استخدام النفايات الصلبة مرة أخرى. ورأى المغيّر أن أي تمدّد عمراني يجب أن يكون ضمن خطة متكاملة تشترك فيها كافة الجهات ذات العلاقة بالبيئة من خلال وضع حلول عملية في أثناء تنفيذ المشروع مستدلًا بـ «مدينة حمد» المموّلة من دولة قطر في جنوب قطاع غزة حيث تم فيها مراعاة معايير عدم التأثير على البيئة. «مركز العمل التنموي» يحذر في تقرير له من مستقبل قاتم ينتظر الأمن الغذائي في غزة بفعل الانفجار السكاني فادي أبو سعدى |
إصابة فتاة برصاص الاحتلال على حاجز شمال القدس ومستوطنون يستولون على بناية جنوب الأقصى Posted: 30 Dec 2016 02:18 PM PST رام الله – «القدس العربي»: أعلنت مصادر طبية فلسطينية عن إصابة فتاة فلسطينية برصاص جنود الاحتلال الإسرائيلي على الحاجز العسكري القريب من مدخل مخيم قلنديا شمال القدس المحتلة. وزعمت مصادر إسرائيلية أن إطلاق الرصاص على الفتاة تم على الجزء السفلي منها، وأنه جرى إصابتها بجروح متوسطة واعتقالها بحجة محاولتها تنفيذ عملية طعن في الحاجز ضد جنود الاحتلال. ومنعت قوات الاحتلال طواقم الإسعاف الفلسطينية من الوصول إلى الفتاة. وفي السياق أفاد مركز معلومات وادي حلوة في حي سلوان المقدسي بأن مستوطنين نجحوا بالاستيلاء على بناية سكنية مكونة من طابقين مساحتهما الإجمالية 160متراً مربعاً في حي الفاخوري داخل حي وادي حلوة في بلدة سلوان، وهو الحي الأقرب إلى الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى في القدس المحتلة. ووفق ما نشر المركز المقدسي فإن أكثر من عشرين مستوطنا اقتحموا البناية بمساندة قوة من جنود وشرطة الاحتلال الخاصة وكذلك حراس المستوطنين، فيما سبق الاقتحام إغلاق مدخل الحي بشاحنة كبيرة ومنع السكان من الاقتراب من المكان. وأعلن عن انتهاء الاقتحام بعد السيطرة على العقار. لكن الدخول إلى العمارة من بابها الرئيسي أثار الشكوك بحصول تسريب لهذه العمارة إلى اليهود المتطرفين والجمعيات المتطرفة التي تقوم بمثل هذه الصفقات. وأوضح مركز المعلومات «أنه لم يتم التأكد من هوية مالك هذا العقار بسبب انتقال ملكيته بين عدة عائلات خلال السنوات الأخيرة كما سكنته عدة عائلات أخرى «بعقد إيجار واستئجار» خلال السنوات السبع الماضية». وأشار إلى أن هذه البؤرة الاستيطانية تعتبر الأولى في «حي الفاخوري» داخل حي وادي حلوة، علماً بأن سلطات الاحتلال انتهت يوم الأربعاء الماضي من تركيب كاميرات مراقبة على مدخل الحي بصورة مفاجئة. والجدير بالذكر أن جمعيات استيطانية تتقاسم الأدوار مع مؤسسات الاحتلال الرسمية وتنشط في وضع يدها على منازل وعقارات الفلسطينيين في بلدة سلوان بصورة عامة وفي حيي وادي حلوة وهو الأقرب الى المسجد الاقصى وبطن الهوى المعروف باسم الحارة الوسطى الذي يتعرض لحملة شرسة، في وضع اليد على الكثير من البنايات والعقارات الفلسطينية وتحويلها الى بؤرٍ استيطانية بهدف اقامة حي استيطاني باسم «حارة اليمن». ويأتي الاستيلاء على البناية في القدس المحتلة في وقت أعلن فيه حنا عيسى أمين عام الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات أنه وخلال السنوات الماضية تراجع عدد المسيحيين في القدس من مئة الف إلى اثني عشر ألفاً فقط. وخسر المسيحيون قرابة 50% من منازلهم وممتلكاتهم في القدس جراء سياسات الإحتلال والإستيطان. وأكد أن الفلسطينيين المسيحيين يشكلون نحو 20% من حجم تعداد الفلسطينيين حول العالم «إلا انه في الوقت الحالي يشكل المسيحيون ما نسبته أقل من 1% فقط في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة، وذلك لأن معظمهم اختار العيش في بلاد أخرى لأسباب مختلفة منها (وجود الاحتلال الإسرائيلي في هذه الأراضي، والوضع الاقتصادي السيىء». وتشير الإحصائيات الأخيرة الى أن عدد المسيحيين يبلغ نحو 40 ألف شخص في الضفة وأقل من 5000 في القدس وأقل من 1000 في قطاع غزة. في غضون ذلك أعلنت مصادر في الارتباط الفلسطيني أن قوات الاحتلال الإسرائيلي سلمت جثماني الشهيدين حماد دخيل خضر الشيخ من بلدة بيت سوريك شمال غرب مدينة القدس المحتلة ومعن نصر الدين أبو قرع من قرية المزرعة الغربية في محافظة رام الله والبيرة لعائلتيهما أمس الجمعة. وكان أبو قرع استشهد في الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بجريمة إعدام ميدانية بالقرب من مدخل مستوطنة عوفرا المقامة على أراضي الفلسطينيين شمال شرق رام الله، فيما استشهد حماد الشيخ في مدينة القدس بذريعة تنفيذه عملية طعن يوم الرابع عشر من كانون الأول الماضي. وميدانياً كذلك اعتقلت قوات الاحتلال فلسطينياً من بلدة حلحول شمال الخليل. وبحسب ما أفادت مصادر أمنية فلسطينية فإن قوات الاحتلال اعتقلت عمر حسن عجارمة وصادرت دراجته النارية ونقلته إلى وجهة مجهولة. إصابة فتاة برصاص الاحتلال على حاجز شمال القدس ومستوطنون يستولون على بناية جنوب الأقصى |
الأردن: إطلالة تلفزيونية لرئيس الأركان لامتصاص تداعيات الأحداث الأمنية Posted: 30 Dec 2016 02:17 PM PST عمان – القدس العربي : يمكن إدراج الإطلالة التلفزيونية لرئيس الأركان الأردني، الجنرال محمود فريحات، الجمعة، في سياق التعويض عن تداعيات الأحداث الأمنية التي شهدتها البلاد في الأيام الماضية. تداعيات برزت عقبها توقعات بـ «تغييرات واسعة» قد تطال رؤوساً بعد عودة الملك عبدالله الثاني إلى البلاد مع بداية العام الجديد. فريحات، وهو عسكري محترف كلفه الملك مباشرة بمشروع «إعادة الهيكلة» يفترض أن يتحدث لإحدى الفضائيات العربية ولأول مرة، موضحاً موقف أهم المؤسسات السيادية في البلاد من قضايا وملفات ملحة داخلياً وإقليمياً». وبصرف النظر عن شكل ومضمون، الإطلالة، يُطرح السؤال حول دافع رئيس الأركان للظهور إعلامياً في ظرف حساس ومعقد وصعب. لكن يمكن ملاحظة تطورات ومستجدات مهمة جداً على هامش هذا السلوك الإعلامي والسياسي قد يكون لها الدور الأبرز في تسليط الضوء على الحوار الاجتماعي، بما يتـعلق بأحـداث قلعـة الكـرك والشـوبك. الحديث مؤخراً عن «التقصير الأمني» وغياب التنسيق المعلوماتي بين الأجهزة المختصة يطغى اجتماعيا، كذلك، الحدود مع سوريا لا زالت مغلقة بقرار من رئيس الأركان الأسبق، والأردن بدأ بمواجهة مفتوحة مع «تنظيم سري» تحت الأرض يعمل لصالح «الدولة الإسلامية» التي كسرت الحواجز الجهادية بحيث أطيح بقانون غير مكتوب في أوساط الجهاديين مفاده أن المملكة ليست داراً للجهاد. عبارة واحدة يصنفها خبراء الجهاد على أساس الإطاحة بذلك القانون وتتمثل في وصف بيان «الدولة» بخصوص عملية الكرك ضحايا الأمن الأردني بأنهم «مرتدون» وهي الصفة نفسها التي تستخدمها المرجعيات الأردنية العليا، وهي تصف عناصر «الدولة» بالخوارج المرتدين. في هذه الأثناء، لا يزال مطلوب إقصاء وزير الداخلية سلامه حماد، بالنسبة لنواب الكرك والجنوب والتعهدات علنية بها الشأن. ورئيس الوزراء هاني الملقي، مشغول تماماً بالأجندة المالية والاقتصادية الطارئة التي ينبغي أن تمر قبل نهاية العام الحالي بساعات بما في ذلك «رفع كل الأسعار». الظرف كان مناسباً لإعلان رفع رواتب العسكريين مؤخراً، الأمر الذي يمنح فريحات فرصة حيوية للظهور إعلامياً بصرف النظر عما سيقوله. ووسط الرغبة الشعبية الصارمة بمحاسبة ومراقبة أداء الأجهزة الأمنية، ولدت مبادرتان تطالبان مؤسسة القصر الملكي بالتراجع عن التعديلات الدستورية الأخيرة بصورة تسمح بأن لا يحمل القصر نفسه مسؤولية أخطاء أو تقصير. الأولى، عبر نخبة من الجنرالات المتقاعدين، بينهم من يحمل رتبة «فريق» التي توازي رتبة قادة الأمن الحاليين أو تتفوق على بعضها، فقد صدر بيان يطالب الملك شخصياً بإقالة جميع مدراء الأمن الحاليين ومراجعة تعديلات الدستور الأخيرة لحماية مؤسسة العرش من مظاهر التقصير البيروقراطي. الثانية، تتعلق بالمعارض ليث الشبيلات، الذي وجد «شركاء مؤثرين» بين طبقة المتقاعدين العسكر والوزراء السابقين للتحالف معه في هدف معلن، وهو التقدم بطلب موحد للعشرات من رجال الدولة السابقين أو الشخصيات المستقلة لـ»إلغاء كل التعديلات الدستورية والعودة للدستور الأصلي»، الذي يضمن تراتبية مختلفة لنظام الحكم. ونجح الشبيلات برفقة الوزير والنائب السابق، أمجد المجالي، بمخاطبة نحو 80 شخصية. واللافت، أن الشبيلات، حين يتلقى رداً سلبياً من الذين يتأمل مشاركتهم في مشروع العودة للدستور الأصلي، يتوعد بإبلاغ الشعب بقائمة أسماء الذين «خذلوه». بمعنى آخر، يلمح لنشر قائمة يفترض أنها سوداء وتمثل من رفضوا الالتحاق بـ»محاولة وطنية جريئة لإعادة إنهاض دولة الأردنيين وتصويب المسيرة»، تحت لافتة عبارة طالما استعملها الشبيلات في أدبياته، وهي «حماية مؤسسة العرش، حتى من نفسها إذا لزم الأمر». في الموازاة، تتزايد الرسائل الشعبية التي تطالب القصر الملكي بالتغيير والاستدراك، فيما يعود الملك عبد الله الثاني خلال أيام قليلة من الخارج. يبقى أن بعض المخلصين للنظام يقدرون بأن إنفاذ الأجندة المالية الصعبة للحكومة يتطلب بالحد الأدنى الاستجابة لمطالب الشارع بما يتعلق بأحداث الكرك، ما قد يدفع بجنرال من وزن الفريحات للتحدث للرأي العام عبر شاشة غير أردنية. الأردن: إطلالة تلفزيونية لرئيس الأركان لامتصاص تداعيات الأحداث الأمنية مبادرتان تطالبان القصر الملكي بالتراجع عن التعديلات الدستورية الأخيرة بسام البدارين |
قرارات سرية في البيت الأبيض لمعاقبة موسكو وصدام متوقع بين ترامب وقادة الحزب الجمهوري بشأن العقوبات الأمريكية ضد روسيا Posted: 30 Dec 2016 02:17 PM PST واشنطن ـ «القدس العربي»: سيؤدى الموقف المعارض الذى اتخذه الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ضد إجراءات الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما ضد روسيا وفقا لاراء العديد من المحللين إلى مواجهة الجناح المتشدد في الحزب الجمهوري والاعتراض على عقوبات اضافية ضد موسكو قد يدعمها حزبه. وكان البيت الأبيض قد اعلن عن سلسلة من العقوبات الاقتصادية وغيرها من العقوبات ضد موسكو بسبب اعتقاد اوباما بأن القادة الروس قد تورطوا مباشرة في قرصنة خوادم البريد الالكتروني في محاولة لمساعدة ترامب على هزيمة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون،وتشمل التدابير العقابية كيانات وافراد من بينهم قادة من اجهزة الاستخبارات الروسية وشركات توفر الدعم للعمليات الالكترونية الروسية. وقالت الادارة الأمريكية ان الاجراءات التى اتخذتها واشنطن مؤخرا ضد 29 مسؤولا روسيا في السفارة الروسية بواشنطن والقنصلية في سان فرانسيسكو لم تكن الاجراءات الوحيدة التى اتخذتها واشنطن مما يشير إلى ان واشنطن قد اتخذت اجراءات سرية اخرى لم يتم الاعلان عنها. هذه الاجراءات جاءت على شكل قرارات رئاسية تنفيذية مما يعنى ان ترامب لديه القدرة على وقفها بعد اداء اليمين الدستوري يوم 20 يناير كانون الثاني ولكن،على الارجح،سيفكر ترامب مليا قبل اتخاذ قرار من هذا النوع حيث دعا العديد من المشرعيين الجمهوريين الذين يتمتعون بنفوذ في الكونغرس في قضايا الدفاع والسياسة الخارجية البيت الابيض إلى فرض عقوبات اكثر صرامة ضد روسيا بسبب القرصنة المدعومة من الكرملين،وهذا يعنى ان ترامب سيظهر في مسار تصادمي مع حزبه إذا خالف هذه الرؤية الواضحة. واختار صقور الحزب الجمهوري مثل جون ماكين رئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ والسناتور ليندسي غراهام الموءامة مع الديمقراطيين بدلا من دعم الرئيس الجمهوري في قضية العقوبات الروسية مما يشير إلى ان الاشهر الاولى من ولاية ترامب ستشهد اقتتالا جمهوريا، وقال الثنائي ماكين وغراهام بانهما يخططان لقيادة جهود في الكونغرس الجديد لفرض عقوبات اقوى على روسيا. ويحتاج أى مشروع جديد للعقوبات إلى دعم من رئيس مجلس النواب بول ريان، وهو زعيم جمهوري لا يكن محبة لترامب وكان قد قال بان روسيا لا تشارك مصالح أمريكا وانها سعت على الدوام لتقويضها، وزرع حالة خطيرة من عدم الاستقرارفي مختلف انحاء العالم. ويعتقد الجمهوريون بشكل عام ان سياسة اوباما تجاه روسيا خلال 8 سنوات كانت فاشلة، وان العقوبات ما هي إلا بداية لإنهاء هذه السياسة غير الفعالة والتى تركت الولايات المتحدة على حد تعبيرهم تبدو ضعيفة في عيون العالم وهذا يعنى عدم السماح للرئيس الأمريكي الجديد بالاستمرار في سياسة مهادنة مع موسكو. والرسالة واضحة من ماكين وغراهام إلى ترامب وهي توقع استقبال العديد من التشريعات التى تقترح فرض عقوبات أشد قسوة مما أمر به اوباما ضد روسيا. قرارات سرية في البيت الأبيض لمعاقبة موسكو وصدام متوقع بين ترامب وقادة الحزب الجمهوري بشأن العقوبات الأمريكية ضد روسيا رائد صالحة |
حالة استنفار أمني قصوى والداخلية تؤكد أن «التهديد الإرهابي مرتفع جدا» Posted: 30 Dec 2016 02:16 PM PST باريس ـ «القدس العربي»: شهدت فرنسا منذ أيام حالة تأهب أمني قصوى استعدادا لاحتفالات رأس السنة، وعرفت باريس والمدن الكبرى يوم أمس الجمعة انتشارا مكثفا لقوات الأمن والجنود، في كل الساحات العامة والشوارع والمراكز التجارية. ونشرت السلطات ما لايقل عن 91 ألف عنصر أمن من الشرطة والدرك والجنود، وأعطيت لهم التعليمات بالرد واستعمال القوة في حال أي هجوم مهما كان نوعه، أفرادا أو جماعات. وخلال الأيام الماضية، شهدت مختلف المدن نشر المئات من رجال الشرطة بالزي المدني، لحماية الأسواق والمحلات التجارية التي تلقى رواجا وإقبالا كبيرين. ووضعت قوات الأمن حواجز إسمنتية عند منافذ الساحات والشوارع، وابتداء من مساء اليوم (السبت) سيتم منع الشاحنات من دخول أماكن الاحتفالات كما أنه سيتم قطع عدة طرق هذا المساء في باريس، وسيتم نشر سيارات عسكرية مصفحة في أماكن الاحتفالات، من أجل اعتراض أي شاحنة أو سيارة قد تقتحم الحشود المحتفلة، حسب آخر تصريح لوزارة الداخلية. كما أنه تم رفع عدد فرق القوات الخاصة للتدخل في حال حدوث أي عمل إرهابي أو اعتداء مسلح. وستشهد ساحة الشانزيليزيه، ومنطقة برج ايفل في العاصمة باريس، تعزيزات أمنية خاصة لتأمين وحماية المحتفلين، خصوصا السياح الأجانب الذين يأتون من كل أصقاع الأرض للاحتفال بحلول العام الجديد حيث يحتشدون أفرادا وعائلات، ويجوبون العاصمة، وشوارعها في هذه الليلة، كما أنهم سيتمكنون من حضور حفل الألعاب النارية التي تنظمه بلدية باريس هذا العام بعدما تم إلغاؤها السنة الماضية بسبب العمليات الإرهابية التي ضربت قلب باريس، وخلفت عشرات القتلى والجرحى. وأعلنت البلدية أنها تتوقع توافد أكثر من 600 ألف محتفل. كما أعلنت السلطات الفرنسية أن مدنا كبرى ستعرف حضورا أمنيا كبيرا، مثل مدينة ليون، وستراسبورغ ومارسيليا، وليل إضافة إلى مدينة نيس التي ستشهد بدورها تعزيزات أمنية مكثفة، خصوصا أنها عرفت بدورها عملية دهس الصيف الماضي أثناء الاحتفال بالعيد الوطني الفرنسي وراح ضحيتهما ما لايقل عن 84 شخصا ومئات الجرحى. وابتداء من ظهر اليوم (السبت)، سيتم تفعيل «خلية أزمة» في وزارة الداخلية تنسق كل العمليات الأمنية في كامل التراب الفرنسي، وبإشراف مسؤولين كبار من مختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية والمخابرات. وكان المدير العام للشرطة الفرنسية جان مارك فالكون، حذر قبل أيام من أن «التهديد الإرهابي «لا يزال مرتفعا جدا»». وكانت المخاوف ازدادت بعد اعتداء برلين الذي أوقع 12 قتيلا في عملية دهس بواسطة شاحنة ثقيلة يوم الاثنين الماضي. وفي هذا السياق أكد وزير الداخلية الفرنسي، برونو لورو، أن نحو91 ألف من عناصر الشرطة والجيش سيتم نشرها في كل ربوع البلاد من أجل السهر على أمن البلاد وحماية الفرنسيين خلال الاحتفالات. وأضاف الوزير الفرنسي :»استعداداتنا الأمنية في غاية القوة، لان التهديدات قوية أيضا»، وذلك خلال زيارة تفقدية قام بها يوم الجمعة الماضي إلى إحدى كبرى محطات القطارات، وسط العاصمة باريس. لكن خبر عبور التونسي أنيس العامري المشتبه به في تنفيذ هجوم برلين، عبر محطة القطار في شامبيري الفرنسية نحو شمال إيطاليا، جاء ليزيد من مخاوف الفرنسيين الذين يستقلون القطارات بشكل واسع للاحتفال برأس السنة مع عوائلهم وذويهم. وقررت وزارة الداخلية نشر رجال أمن مسلحين وآخرين بالزي المدني في القطارات التي تشهد اكتظاظا، خصوصا تلك التي تربط كبرى المدن الفرنسية، وباقي الدول الأوروبية الأخرى. يذكر أن فرنسا قامت قبل أسبوعين بتمديد حالة الطوارئ إلى غاية 15 يوليو تموزالمقبل، رغم تحفظ العديد من المنظمات الحقوقية، لكن الحكومة اعتبرت أن التهديد الإرهابي لا يزال مرتفعا خصوصا وأنها تعيش فترة احتفالات رأس السنة إضافة إلى قرب الاستحقاقات الرئاسية والتشريعية، وبدء الحملات الانتخابية والتجمعات الشعبية للمرشحين وأنصارهم في مختلف ربوع البلاد. حالة استفار أمني قصوى والداخلية تؤكد أن «التهديد الإرهابي مرتفع جدا» هشام حصحاص |
الأكاديميون الجامعيون في صنعاء يهددون الانقلابيين بالتوقف عن التدريس Posted: 30 Dec 2016 02:16 PM PST تعز ـ «القدس العربي»: هدد الأكاديميون والأساتذة الجامعيون في الجامعات الحكومية في العاصمة صنعاء بالتصعيد النقابي والتوقف عن التدريس في غضون أيام في حال رفض الانقلابيون الحوثيون الاستجابة لمطالبهم الحقوقية، في الوقت الذي يصعد فيه الحوثيون عملياتهم الفكرية والتكفيرية ضد كل من لا يؤمن بأفكارهم الطائفية. وقالت مصادر نقابية ان قيادات النقابات في الجامعات اليمنية دعت إلى التصعيد الاحتجاجي للمطالبة بالمرتبات ومستحقاتهم المالية المتوقفة منذ عدة شهور. وذكرت أن الأساتذة الجامعيين والأكاديميين أعلنوا انهم سيبدؤون احتجاجاتهم وفعالياتهم التصعيدية النقابية برفع الشارات الحمراء مع الاستمرار في العملية التعليمية ابتداء من غدٍ الأحد ويستمر هذا الاحتجاج الجزئي إلى يوم الثلاثاء 3 كانون ثاني، والذي سيبدأ فيه مرحلة أكثر تصعيدا. وأشارت إلى أنه في حال لم يتم الاستجابة لمطالبهم النقابية سيدشّنون يوم الأربعاء المقبل الإضراب الجزئي عن العمل بالتوقف عن التدريس من الساعة العاشرة صباحا وحتى الساعة الثانية عشرة ظهراً ابتداء من صباح الأربعاء المقبل، ويستمر حتى نهاية دوام يوم الخميس المقبل، والذي سيعقبه البدء في الإضراب الشامل عن العمل ابتداء من صباح يوم السبت 7 كانون ثاني، والذي يعني توقف العملية التعليمية في الجامعات الحكومية في اليمن. في غضون ذلك ذكرت مصادر محلية ان خطيبا حوثيا في جامع الفتح بمنطقة السنينة في العاصمة صنعاء أعلن أمس الجمعة من فوق منبر الجامع أثناء خطبة الجمعة عن تخوين اليمنيين الجنوبيين وأعلن أنه «لا إسلام حقيقي غير إسلام الحسين». ووجه خطيب جماعة الحوثي المسلحة في جامع الفتح بصنعاء اتهامات طائفية وتكفيرية ضد ابناء المحافظات الجنوبية وقال «انهم خانوا وطنهم ودينهم حين سلّموا بلادهم للعدو»، في إشارة إلى مقاومة الجنوبيين للتمدد الحوثي المسلح في المناطق الجنوبية وتسليم مناطقهم للحكومة الشرعية، المعترف بها دوليا. وقال شهود عيان لـ(القدس العربي) ان «خطيب جامع الفتح الحوثي قال في خطبته لا دين إسلامي حقيقي إلا دين الحسين بن علي ومن بعده آل البيت، أما أي دين ليسوا هم مصدره فهو دين غير صحيح». ووضح خبراء قانونيون مضمون هذه الخطبة بأنها تتضمن حملة تحريض وخطاب كراهية ضد الآخرين، فيما اعتبرها رجال دين بأنها ممارسة واضحة وصريحة لتكفير الآخرين من فوق منابر المساجد وما يعنيه ذلك من تبعات وتداعيات تصل حد إباحة دماء الآخرين وخلق المبررات لوجوب قتلهم تحت مظلة التكفير. وأشاروا إلى أن الحوثيين من خلال هذا النوع من الخطب الدينية يقومون باستغلال المساجد التي سيطروا عليها بقوة السلاح في العاصمة وفي غيرها من المدن اليمنية، للترويج لأفكارهم الحوثية الشيعية التي تحمل في طياتها أبعادا طائفية، بالتركيز بأنه «من لا يؤمن بأفكار التيار الحوثي فهو ليس بمسلم وان الإسلام الصحيح محصور على فئة آل البيت التي يحاول الحوثيون إقناع الناس بأنهم من هذه السلالة الهاشمية». ولم تكن حادثة جامع الفتح هي الحالة الوحيدة بصنعاء التي استثارت غالبية المصلين، بل كانت واحدة من عشرات الحالات التي شهدتها مساجد العاصمة صنعاء يوم أمس، حيث علمت (القدس العربي) من مصادر محلية ان العديد من خطباء المساجد الحوثيين نهجوا نفس منهاج خطيب جامع الفتح بخطب تكفيرية واضحة وأن العديد من المصلين الرافضين للفكر الحوثي اضطروا إلى مغادرة بعض المساجد حفاظا على سلامة أرواحهم من أي تداعيات قد تحدث عقب تلك الخطب الدينية التكفيرية. وقالت المصادر ان مليشيا الحوثي خطفت أمس أحد المصلين من جامع حجر بصنعاء عقب رفضه الاستجابة لفرض ميليشيا الحوثي عليه الصياح بصوت عالي بالشعار الصوتي للحوثيين الذي يطلقون عليه (الصرخة) داخل المساجد ومحاولته الخروج من داخل المسجد برفقة العديد من المصلين أثناء خطبة الجمعة احتجاجا على ذلك. وتأتي هذه العمليات الطائفية القمعية من قبل الحوثيين في إطار منهجيتهم الشاملة لفرض أفكارهم بشكل واسع عبر مختلف المنابر والوسائل الرسمية التي يسيطرون عليها، وفي مقدمة ذلك منابر المساجد ووسائل الإعلام الحكومية والخاصة ومناهج التربية وغيرها، وبالذات مع سيطرة على الحقائب الوزارية في هذه المجالات والتي فضّلوا السيطرة عليها لنشر أفكارهم الطائفية وخلق واقع مذهبي جديد في أقصر وقت ممكن في اليمن، وهو ما يخشى الكثير من اليمنيين في أي يخلق شرخا اجتماعيا داخل المجتمع اليمني بعد أن كان متجانس ومتقارب فكريا ومذهبيا. الأكاديميون الجامعيون في صنعاء يهددون الانقلابيين بالتوقف عن التدريس خالد الحمادي |
قرارات الربع ساعة الأخيرة: أوباما يدين نفسه Posted: 30 Dec 2016 02:16 PM PST لندن ـ «القدس العربي»: انتظر الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الأيام الأخيرة لولايته ليتخذ قرارات حازمة تتعلق بسوريا وفلسطين فضلاً عن العقوبات الأخيرة ضد روسيا، متوهماً أن سياسة الانسحاب من ملفات المنطقة وقيادتها من الخلف خلال سنوات الحكم، يمكن أن تجري موازنتها بما خلفته من كوارث وسلبيات، ببعض الإجراءات التعويضية، التي وإن عرقلت نتائج المرحلة السابقة لفترة وجيزة، لكن من المستحيل أن تلغيها. ساكن البيت الأبيض العازم على الرحيل، اتخذ قراراً بزيادة مستوى دعم المعارضة السورية، وامتنعت إدارته عن استخدام الفيتو ضد قرار في مجلس الأمن يدين الاستيطان الإسرائيلي في فلسطين ويعتبره غير شرعي، وأول أمس فرض عقوبات على موسكو، إذ طردت واشنطن 35 دبلوماسياً روسياً، إضافة لمعاقبة 9 أشخاص وكيانات روسية بسبب نشاطاتهم الإلكترونية المعادية للولايات المتحدة. هذه الإجراءات، التي يتخذها أوباما في الربع ساعة الأخيرة من ولايته، تكشف أنه في كل مسار من المسارات السابقة، كان يمكن إنجاز الكثير. سورياً، حرم الرئيس الأمريكي المعارضة المعتدلة من السلاح النوعي، ما ساهم في تقوية التطرف، ومنع إحداث توازن ميداني يجبر النظام على إبرام تسوية سياسية عادلة. أما فلسطينياً، فبقيت خلافات أوباما مع إسرائيل تتعلق بالسياسة الخارجية خصوصاً الاتفاق النووي مع إيران، وليس الملف الفلسطيني، ما عدا بعض الانتقادات التي كانت توجه من حين لآخر ضد سياسة الاستيطان. ورغم الامتناع الأمريكي عن استخدام الفيتو لإيقاف قرار مجلس الأمن الأخير الذي يدين الاحتلال، فإن أوباما سلّف تل أبيب مساعدات عسكرية قياسية بقيمة 38 مليار دولار لفترة عشر سنوات، بدون أي مكاسب تتعلق بردع إسرائيل عن عدوانيتها المتواصلة تجاه الفلسطينيين. وبخصوص العقوبات على روسيا، فهي ليست متأخرة فحسب، بل جزئية جداً، فموسكو التي استفادت من الفراغ الذي خلفته الولايات المتحدة، وباتت تتحكم في العديد من الملفات في المنطقة وتدعم محوراً على حساب آخر ما يسبب مزيداً من الاحتقان والحروب، وجد أوباما أن معاقبتها يجب أن تكون رداً على «المستوى غير المقبول من المضايقات» التي يتعرض لها الدبلوماسيون الأمريكيون منذ عام في موسكو من قبل الشرطة أو أجهزة الاستخبارات الروسية. الأمر يشبه محاسبة قاتل، ليس لتماديه في الجرائم بل لحمله سكين، فبدل إيقاف طموحات فلاديمير بوتين التي تتسبب بمقتل المئات خلال السنوات الماضية، اختار الرئيس الأمريكي أن يحاسبه على نتيجة بسيطة للأفعال التي ارتكبها. وإن قال قائل أن أوباما يريد أن يعرقل ولاية خصمه دونالد ترامب، عبر تعكير علاقاته مع روسيا وتوريطه في سوريا وفلسطين بقرارات لا يريدها، فهذا يطرح سبباً إضافياً لإدانة الرئيس المغادر. فهو، في هذه الحالة يستخدم أفضل ما كان يمكن أن يقوم به خلال ولايته لضرب ترامب، وليس لتحسين شروط عيش أبناء المنطقة التي تشملها القرارات الأخيرة. الأهم، أن أوباما يعرف جيداً أن خلفه يستطيع أن يزيل سريعاً مفاعيل ما اتخذ من إجراءات، وترامب بذلك لن يفعل سوى استكمال النهج الأوبامي، ولكن هذه المرة، بدون شعارات وتبريرات. الرئيس المقبل سيكون صريحاً، في كارثيته، عكس سلفه الذي اعتاد أن يزين الكوارث، واختتم ولايته بهذا التكتيك. قرارات الربع ساعة الأخيرة: أوباما يدين نفسه |
إسرائيل تبحث ملف الجنود الأسرى لدى حماس وعائلة غزية تنفي اتهامات «الشاباك» بصلة نجلها بالقسام Posted: 30 Dec 2016 02:15 PM PST غزة ـ «القدس العربي» : قرر المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون الأمنية والسياسية المصغر «الكابينيت»، بحث ملف الجنود الأسرى لدى حركة حماس في قطاع غزة، يوم غد الأحد، خلال جلسة خصصت لهذا الغرض، وذلك في ظل الضغوط الداخلية من عوائل هؤلاء الجنود لإعادتهم في أقرب وقت، فيما نفت إحدى عوائل قطاع غزة الادعاءات الإسرائيلية الموجهة لأحد أبنائها بعد اعتقاله قبل شهرين على مقربة من الحدود، واتهامه بالعمل ضمن خلايا الجناح العسكري كتائب القسام. وذكرت تقارير إسرائيلية أن المجلس الوزاري، سيجتمع الأحد لمناقشة ملف استعادة الجنود الإسرائيليين الموجودين بقبضة حركة حماس في غزة، منذ أكثر من عامين. وحسب ما ذكرت القناة الإسرائيلية الثانية فإن الأسابيع الأخيرة شهدت تقدما في قضية الجنود، وذلك بعد اجتماع اللجنة الوزارية الخاصة بأسرى الحرب والمفقودين، وعلى رأسها وزير الداخلية آريه درعي، حيث اجتمعت مرات عدة مع عوائل الجنود. وخلال الجلسة المقبلة من المتوقع أن يبادر الوزراء لعرض خطوات عملية تساهم باستعادة الجنود، بينها التشديد في ظروف اعتقال أسرى حركة حماس وإعادة الأسرى الذين أفرج عنهم في صفقة التبادل الأخيرة للأسر من جديد، رغم أن غالبيتهم اعتقل قبل عامين، إضافة إلى ممارسة الضغوط على عائلات عناصر الجناح العسكري بحماس. ويأتي الاجتماع على خلفية «أزمة الثقة» بين عائلات الجنود المفقودين، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وبدأت الأزمة عند توقيع المصالحة بين إسرائيل وتركيا، دون أن يشمل الاتفاق إدراج ملف استعادة الجنود المفقودين. وكانت والدة الجندي المفقود أرون شاؤول، قد شنت أول من أمس هجوما عنيفا على نتنياهو، واتهمته بنسيان قضية نجلها، وقالت إن «نسيان جنود جولاني سيدفعهم لنسيانك». وكان نجلها يخدم في هذه الوحدة خلال الحرب الأخيرة على غزة. وخلال الحرب تمكنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس من أسر الجندي شاؤول، خلال المعركة البرية على الحدود الشرقية لمدينة غزة، قبل أن يأسر الضابط هدار غولدن خلال المعركة البرية على الحدود الشرقية لمدينة رفح حنوب غزة، ورغم أن إسرائيل ذكرت أن الجندي والضابط قتلا على أرض المعركة قبل وقوعهما في الأسر، إلا أن حماس لا تزال ترفض تقديم أي معلومات حول ذلك. وعقب الحرب أعلنت كتائب القسام عن أسر إسرائيلي من أصل إثيوبي، إضافة لمواطن بدوي يحمل الجنسية الإسرائيلية بعد دخولهما لغزة. ومنذ أشهر غيرت وزارة الجيش الإسرائيلي تعريف الجنود المفقودين في غزة، ليصبح «جنود قتلى فقدوا في أرض المعركة»، في خطوة فهم أن الهدف من ورائها الدخول في مفاوضات مع حماس. وترفض حماس الدخول في أي مفاوضات لإطلاق سراح هؤلاء، قبل أن تلتزم إسرائيل بشروطها واهمها إطلاق سراح الأسرى الذين حرروا في صفقة التبادل الماضية، وأعيد اعتقالهم. وخلال مهرجان حماس في منتصف ديسمبر/ كانون الأول الحالي بذكرى انطلاقتها أكد عضو المكتب السياسي خليل الحية، أن ما لدى كتائب القسام كفيل بتحرير الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال. وفي سياق قريب، نفت عالة «الرزاينة» من مخيم جباليا شمال قطاع غزة الاتهامات التي كالتها إسرائيل لابنها المعتقل لديها منذ فترة، عقب تجاوزه الحدود الفاصلة. جاء ذلك بعد أن نشر جهاز المخابرات الاسرائيلي «الشاباك» أول من أمس تقريرا تحت بند «سمح بالنشر» يزعم فيه أن الشاب بلال زهير الرزاينة تسلل لإسرائيل قبل نحو شهر واعترف خلال التحقيق معه بانتمائه للقسام وأدلى بمعلومات عن المقاومة. وأكدت العائلة أن «الشاباك» «ادعى ظلما وزورا بأن ابننا ينتمي لكتائب القسام منذ عشر سنوات وشارك في حفر الأنفاق بالإضافة إلى عمله في وحدة القناصة واعترافه عن معلومات خطيرة تخص الأنفاق وحركة حماس والجهاد الإسلامي». كذلك قالت العائلة إن اتهامات «الشاباك» لنجلها باعترافه بوجود نفق داخل المنزل الذي نعيش فيه، غير صحيحة. وأكدت أن نجلها المعتقل لا يمت بصلة لكتائب القسام لا من قريب ولا من بعيد، وهو غير موظف أصلا في حكومة غزة، ولم يعمل مراسلا للأمن الداخلي في أي وقت من الأوقات، بالإضافة فإنه يعاني من حالة من «عدم الاستقرار النفسي»، وأنه كان يعالج في الفترة الأخيرة إلى وقت الحادثة ولا تزال ولدينا دلائل تثبت ذلك. وأكدت أن ما ساقه «الشاباك» من اعترافات هي «باطلة ولا صحة لها»، وأنها «انتزعت تحت التعذيب الجسدي والنفسي». وذكرت العائلة أنها أبلغت من الصليب الأحمر أن نجلها مكث في المستشفى أثناء التحقيق القاسي الذي تعرض له، محملة إسرائيل المسؤولية الكاملة عن حياته. وأعلنت العائلة فتح منزلها لأي جهة كانت، وذلك من أجل المعاينة، بعد إدعاء إسرائيل أنه يوجد في أسفله «نفق للمقاومة». ونفت كذلك ادعاء «الشاباك» باعتراف نجلها بوجود قادة حماس خلال الحرب الأخيرة في مشفى كمال عدوان، وقالت إن المشفى لم يتسع أصلا للشهداء والجرحى طيلة العدوان الماضي، حتى يختبىء به قادة حماس وغيرهم. إسرائيل تبحث ملف الجنود الأسرى لدى حماس وعائلة غزية تنفي اتهامات «الشاباك» بصلة نجلها بالقسام أشرف الهور |
تفاقم معاناة أصحاب المنازل المدمرة في غزة مع دخول فصل الشتاء وتأخر عمليات الإعمار Posted: 30 Dec 2016 02:15 PM PST غزة ـ «القدس العربي»: لا تزال معاناة سكان قطاع غزة الخاضعين لحصار إسرائيلي مشدد للعام العاشر مستمرة، وسط تحذيرات من زيادة الأوضاع خطورة خاصة في أوساط أصحاب المنازل التي دمرتها قوات الاحتلال خلال الحرب الأخيرة، وذلك مع تأخر إتمام العملية ودخول فصل الشتاء. وأكد النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، أن معاناة أصحاب هذه المنازل، تفاقمت خلال العام الحالي، بسبب بطء عمليات الإعمار، وتقييد دخول مواد البناء واستمرار الحصار. وقال في تصريح صحافي إن سلطات الاحتلال توقف منذ شهر مايو/ أيار الماضي، النظام المعمول به في السماح بدخول مواد البناء للمنازل المدمرة، إذ لم يتم تسجيل أي أسماء لإدخال مواد البناء لها لإعادة اعمار منازلها. وأوضح المسؤول الفلسطيني أن هناك نحو65 %من المنازل التي دُمرت خلال الحرب، لم تعمر بعد مرور عامين ونصف على نهاية الحرب. وأشار إلى أن نحو 60 الف مواطن لا يزالون في عداد المشردين ومعاناتهم تتفاقم وواقعهم صعب. وجدد دعوته للمانحين للوفاء بالتزاماتهم المالية في توفير تمويل لكل المنازل المدمرة، والضغط الحقيقي إلى جانب المجتمع الدولي، على سلطات الاحتلال الإسرائيلي من أجل السماح بإدخال مواد البناء. وقال «إذا استمر الوضع على حاله فيما يتعلق بتقييد دخول مواد البناء فانه سيعني أن عملية اعمار غزة ستمتد لأكثر من عشر سنوات». وفي السياق أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» أنها ستوزع مبلغا ماليا قدره 3.2 مليون دولار على أعمال الإصلاحات للمساكن المتضررة بشكل بالغ (غير صالحة للسكن). وذكرت أن الأموال ستصل إلى ما مجموعه651 عائلة لاجئة من مختلف أنحاء قطاع غزة، حيث ستتمكن هذه العائلات من الحصول على المساعدة عبر البنوك المحلية هذا الأسبوع. وذكرت «الأونروا» أن «الإيواء الطارىء» بما يشمل من دعم لإصلاح المساكن وإعادة البناء وحلول الإيواء المؤقتة يعتبر أولوية قصوى لديها، مشيرة إلى انها ستبقى ملتزمة بدعم العائلات المتضررة، رغم أن ذلك يتطلب تمويلا جديدا لمواصلة العمل ببرنامج المساعدات النقدية للإيواء». وأوضحت أنها تواجه طلبا متزايدا على خدماتها بسبب زيادة عدد لاجئي فلسطين المسجلين ودرجة هشاشة الأوضاع التي يعيشونها وفقرهم المتفاقم، لافتة إلى أنها تعاني من عجز كبير. وتقول «الأونروا» إنه بعد حرب عام 2014، تم التعهد بمبلغ 257 مليون دولار لدعم برنامج «الإيواء الطارىء»، وذلك من أصل 720 مليون دولار تحتاجها لذات البرنامج، مما يترك عجزاً مقداره 463 مليون دولار. وخلال الحرب الأخيرة على غزة صيف عام 2014، دمر أكثر من 14 ألف منزل بشكل كلي علاوة على أكثر من 90 ألف منزل بشكل جزئي وكلي. وتواجه عملية إعادة الإعمار تحديات كبيرة، أبرزها القيود الإسرائيلية المشددة على حركة وصول مواد البناء، إضافة إلى عدم إيفاء المانحين بكل ما عليهم من التزامات قطعت خلال مؤتمر الإعمار الذي عقد في مصر بعد انقضاء الحرب. وخلال ذلك المؤتمر جرى التعهد بدفع مبلغ مالي كبير قدره 5.4 مليار دولار، غير أن ما وصل من أموال كان أقل من ثلث التبرعات، وهو ما أعاق إكمال عملية الإعمار. ولا تزال هناك آلاف الأسر من المدمرة منازلها تقيم في منازل مستأجرة، في الوقت الذي حذرت فيه «الأونروا» من عدم قدرتها على دفع استحقاقات الإيجار للربع الأخير من العام الجاري لهذه الأسر. وناشدت المانحين بشكل عاجل الإسهام بسخاء لبرنامج «الإيواء الطارئ»، وذلك من أجل تقديم الدفعات النقدية بدل الإيجار، وكذلك تقديم المساعدات النقدية للقيام بأعمال إصلاحات وإعادة بناء المساكن المتضررة للنازحين الفلسطينيين في قطاع غزة. ويتهدد هذه العوائل خطر العودة للإقامة في خيام بلاستيكية على أنقاض منازلها، في ظل انخفاض درجات الحرارة مع دخول فصل الشتاء، حال عدم حصولها على مبالغ مالية لتأمين ثمن المنازل المستأجرة التي لجأت لها بعد فقدان بيوتها المدمرة. ويقيم آلاف الأسر من تلك التي هدمت منازلها في بيوت مستأجرة لا تكفي احتياجات الأسر الكبيرة، كما تقيم أسر أخرى في «كرفانات». ويعاني كثيرا القاطنون في «الكرفانات» في فصل الشتاء، وتتكرر معاناتهم كل عام عند تسرب مياه الأمطار إلى داخل مسكنهم المؤقت، الذي لا يقيهم من برودة الجو. وفقد الكثير من هذه الأسر مصادر رزقها، خاصة أن الكثير منها كان يقيم مشاريع تجارية في منازلهم، مثل الورش والمحال التجارية، ولم تتمكن من إعادة ترميمها حتى اللحظة. تفاقم معاناة أصحاب المنازل المدمرة في غزة مع دخول فصل الشتاء وتأخر عمليات الإعمار |
خيانة الموتى Posted: 30 Dec 2016 02:14 PM PST أمر يتجاوز المصادفة أن يعني اسم المفعول في لغتنا العربية أحيانا الشيء ونقيضه، فالمُحتل هو الذي يمارس الاحتلال وهو ضحيته أيضا، ما دامت هذه المفردة تعبر عن الموقفين المتعارضين، وقد استخدم شاعر عربي اسم المفعول على نحو معكوس حين قال في هجاء رجل بخيل: دع المكارم لا ترحل لبغيتها واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي والمقصود هو من يطعمه الآخرون ويكسونه، وقد تبدو هذه المقدمة تمهيدا لفصل في فقه النحو، لكن الأمر ليس كذلك، لأن ما أعنيه بخيانة الموتى يتضمن الالتباس ذاته، فهل هي خيانتنا نحن الأحياء لهم؟ أم خيانتهم لنا؟ وهل من نفقده يخوننا من خلال غياب مطلق؟ أم نحن الذين نتخلى عنه ونخذله عندما ننفض الغبار عن ثيابنا بعد دفنه؟ هذه الأسئلة وغيرها أيضا تراودني كلما ودّعنا صديقا، وما أكثر الذين أصبحنا نودعهم بعد أن تقدم بنا العمر، فمن يسهرون هناك في مكان ما وينادمون الجذور ولا يصغون إلا لحفيف الأشجار، أكثر عددا ممن نقتسم معهم أعباء الإقامة في هذا الكوكب، الذي أوشك أن يصاب بالدوار من فرط الدوران. أشعر أحيانا بعد وداع صديق أصبح بلا عنوان وتوقف هاتفه عن الرنين إلى الأبد بأنني خنته لأنني بقيت على قيد الحياة، وقد امتنع عن الطعام والشراب لبعض الوقت، لكن سرعان ما تسطو الغرائز البدائية وما يسمى الخلايا الزواحفية في الدماغ على القلب، ومن سموا النسيان نعمة حاولوا تبرير الخيانة القسرية لموتاهم، لأن هناك من الموتى الذين فاضوا عن مساحات قبورهم من يقاسموننا فنجان القهوة ولا نجد عوضا عنهم في الأحياء. كلاهما إذن خيانة البقاء على قيد الحياة لمن فقدوا أعزاءهم، والرحيل بالنسبة لمن توقفت قلوبهم وأغمضوا شفاههم وآذانهم أيضا وليس عيونهم فقط. صديقان على الأقل يقاسمانني فنجان قهوتي الذي برد بانتظارهما، غالب هلسا ومحمود درويش، إنهما الصديقان اللذان لم يغب هاجس الموت عنهما، وكان ثالثنا عندما نكون اثنين، كان غالب يقول مداعبا ودامعا كيف سأقضي أيامي في تلك العزلة بلا تدخين ثم يضيف: زرني دائما وضع تحت الشاهدة علب سجائر. أما محمود درويش فقد كان يكرر عبارة مشحونة بالشجن، هي أيّنا سيكون الأبلغ في الكتابة عن صاحبه بعد الوداع! وذات مساء خريفي موحش فاجأني بما كتب عني وهو بمثابة تقديم لمجموعتي الشعرية الكاملة، واستخدم عبارة فلان هبة الطبيعة، فأردت أن أردّ له التحية بأحسن منها، وكتبت له أنت هبة التاريخ، وكعادته عندما يبتسم وتومض عيناه قال أنا أكرم منك، لأن الطبيعة أبقى من التاريخ، وحين قررت الاعتذار كان الأوان قد فات، وكتبت له ما قرأه الآخرون ولم يقرأه، لأن المرسل إليه أصبح في مكان يتعذر الوصول إليه. كان غالب الذي كنت أداعبه بعبارة لا غالب إلا الله، قد انجب ذاته من صلبه ولم يشأ أن يكون كما قال سببا في موت ذرية تبدأ منه ولا تنتهي حتى القيامة. ومحمود درويش كان يردد أنا لم أتقن مهنة الابن فكيف اتقن مهنة الأب، ويعترف بأنه ورث عن أبيه خجلا من طراز غريب بحيث يبدو سريع الانفعال وذلك ليحجب خجله الموروث. محمود الأب لا أعرفه ولا يعرفه هو أيضا، لأنه كان يقول بأن هناك تجارب لا تدرك بالتجريد وقد لا ينفع معها التقمّص أيضا، وحين وُلِدت أول حفيدة لي وأخبرته ضحك كثيرا وقال: كيف لمن لا يتقن مهنة الاب ان يتقن مهنة الجد؟ وأضاف إبحث عن كلمة أخرى من أي لغة غير العربية لتصف ما انتهيت إليه. ولا أدري لماذا يباغتني إحساس بما يشبه الإثم إزاء هذين الصديقين وأشعر بأنني خنتهما معا، وسطوت بلا فروسية على حصة كل منهما من الهواء واللون الأخضر وضجيج المقهى، ومشهد الكتب المتراكمة على مائدة الطعام وابتسامات النساء الغامضة. غالب الذي لم يتزوج ولم يَبنِ بيتا كان يقول إن الأعزب له كل النساء ومستأجر البيت له كل البيوت فالامتلاك قيد، وكم شعرت بخيانة صديقي عندما قرأت وحدي كتاب أريك فروم «الملكية أم الكينونة؟» الذي كان تحويرا لمقولة شكسبيرية خالدة: أن تكون أو لا تكون، فقد جعلها فروم «أن تملك أو أن تكون»، واحيانا تتجسد الخيانة في أشياء صغرى وتفاصيل لا تخطر ببال من يتعاملون مع الحياة بالجملة، منها مثلا الملابس والأدوات والأشياء الحميمة الممهورة بالذكريات التي يرثها الأحياء الموتى عن الموتى الأحياء. إن خيانة الموتى تتجلى في استثمار غيابهم والسّطو على ما كانوا يقولون دون أن تنسب الأقوال إليهم، وقد يكون أسوأ مثل أفرزته ثقافة الانحطاط ورواسب الوثنية في تاريخنا هو كلب حي خير من أسد ميت، لأنه ما من كلب زأر على قبر أسد، وما من أسد نبح حتى بحّ صوته كي يبقى حيا. إنها لحظة تنوب فيها القشعريرة عن القصيدة، ويعوي فيها الجسد كذئب جريح كلما تذكر مقولة البير كامو القاصمة لكل الظهور وهي، أن من سيموتون هم الذين لم يموتوا بعد، وأن الموتى وحدهم نجوا من هذا المصير. ٭ كاتب أردني |
جوائز هامة في مهرجانات عالمية وعودة كبار المبدعين Posted: 30 Dec 2016 02:14 PM PST القاهرة – «القدس العربي» : تعاني السينما المصرية منذ سنوات عدة من أزمات طاحنة أثرت عليها بشكل كبير، حيث تراجعت أعداد الأفلام، التي يتم انتاجها كل عام، كما قل المستوي الفني لكثير من هذه الأفلام، إضافة لغياب كبار المبدعين عن الساحة نتيجة الظروف الانتاجية . إلا أن عام 2016 شهد ما يمكن أن يسمى بعودة الروح للسينما المصرية، حيث قدمت 39 فيلما بزيادة خمسة أفلام عن العام الماضي، كان عدد منها متميزا فنيا، كما عاد عدد من المبدعين الذين غابوا عن الساحة في السنوات السابقة مثل المخرج داوود عبد السيد، الذي قدم في 2016 فيلم «قدرات غير عادية» للمخرج بطولة نجلاء بدر وخالد أبو النجا وعباس أبو الحسن ومحمود الجندي. كاملة أبو ذكرى عادت أيضا بعد سنوات من الغياب قدمت فيلم «يوم للستات»، تأليف هناء عطية وبطولة إلهام شاهين وأحمد الفيشاوي وناهد السباعي ومحمود حميدة وفاروق الفيشاوي ونيللي كريم واياد نصار. كما عادت هالة خليل بفيلم «نوارة» من تأليفها وإخراجها وبطولة منة شلبي ومحمود حميدة وشيرين رضا، وعاد المخرج يسري نصر الله أيضا بفيلم «الماء والخضرة والوجه الحسن»، بطولة ليلى علوي ومنة شلبي. أما المخرج الراحل محمد خان فقد قدم للسينما المصرية قبل وفاته بعدة أشهر فيلم «قبل زحمة الصيف»، بطولة هنا شيحة وماجد الكدواني وأحمد داوود. وكان تمثيل مصر في المهرجانت الدولية هذا العام قويا ومشرفا وحصلت على جوائز عدة مهمة، حيث شارك فيلم «آخر أيام المدينة» للمخرج الشاب تامر السعيد، في قسم «منتدى السينما الجديدة» في الدورة السادسة والستين لمهرجان برلين السينمائي الدولي، وحصد جائزة «الكاليجاري»، كما نال جائزة أفضل مخرج في مهرجان السينما المستقلة في بوينس آيرس، الذي يُعرف باسم «بافيسي»، ويُعد واحدا من أهم مهرجانات السينما المستقلة في أمريكا اللاتينية، وأخيرا حصد الجائزة الكبرى لمهرجان «نيوهوريزون» السينمائي الدولي، الذي يُقام سنويا في مدينة ڤروسلاڤببولندا. «آخر أيام المدينة»، إنتاج مشترك بين مصر وألمانيا وبريطانيا والإمارات العربية المتحدة، والفيلم من تأليف رشا سلطي وتامر السعيد، ويُشارك في البطولة خالد عبدالله، ليلى سامي، حنان يوسف، مريم صالح، علي صبحي، والعراقيان حيدر حلو وباسم حجار واللبناني باسم فياض. وفازت منة شلبي بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «نوارة» مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، كما فاز الفيلم بجائزة الوهر الذهبي كأفضل فيلم روائي طويل. أما فيلم «اشتباك « للمخرج محمد دياب فقد فاز بـ12 جائزة من مهرجانات دولية مهمة كان آخرها جائزتا أفضل فيلم وجائزة الجمهور في الدورة 21 من مهرجان كيرلا السينمائي الدولي في الهند، الذي اختتم فعالياته مؤخرا، وكان قد فاز من قبلها جائزة النقاد في ختام «مهرجان سينما البحر المتوسط» في بروكسل، جائزة أفضل فيلم (Golden Pram) في مهرجان زغرب السينمائي الدولي، إلى جانب 4 جوائز في الدورة الـ 27 من أيام قرطاج السينمائية، و3 جوائز في الدورة الـ 61 من «مهرجان بلدوليد السينمائي» في إسبانيا، بالإضافة للجائزة الكبرى في مهرجان الفيلم العربي «بفاماك» في فرنسا، كما شارك الفيلم في فعاليات الدورة الـ60 من مهرجان لندن السينمائي، التابع لمعهد السينما البريطاني، ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان، وفي قسم خاص بالـدورة الـ38 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لأفضل الإنـتاجات المصـرية في العـامين الأخـيرين. كما اختارته إدارة مهرجان دبي السينمائي ليشارك في عرض خاص استثنائي لأعضاء رابطة هوليوود للصحافة الأجنبية في لوس أنجليس (HFPA)، للحصول على فرصة المنافسة في جوائز «غولدن غلوب» لهذا العام، كما مثّل مصر ضمن الأفلام المرشحة لجائزة أوسكار أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية. «اشتباك» من تأليف خالد ومحمد دياب مخرج الفيلم، وإنتاج مشترك بين فرنسا، مصر، ألمانيا والإمارات العربية المتحدة، بطولة عدد كبير من الممثلين من بينهم نيللي كريم، طارق عبد العزيز، هاني عادل، أحمد مالك، أشرف حمدي، محمد عبد العظيم، جميل برسوم وآخرون. أما فيلم يوم للستات فقد فازت عنه ناهد السباعي بجائزة أحسن ممثلة في الدورة الأخيرة لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي وتم عرض الفيلم مؤخرا في مهرجان دبي السينمائي، وكان قد عرض أيضا مهرجان لندن السينمائي. كما عرض فيلم «علي معزة وإبراهيم» للمخرج شريف البنداري في مسابقة «المهر الطويل» ضمن فعاليات مهرجان دبي السينمائي الدولي. «علي معزة وإبراهيم»، من إخراج شريف البنداري، وتأليف أحمد عامر عن قصة سينمائية لإبراهيم البطوط وإنتاج شركة فيلم كلينك للمنتج محمد حفظي مع «ترانزيت فيلمز» للمنتج حسام علوان، وهو بطولة علي صبحي وأحمد مجدي، بالاشتراك مع الفنانة سلوى محمد علي وناهد السباعي. وقد نال الفيلم 3 جوائز خلال مشاركته في ورشة «فاينال كات فينسيا»، التي أقيمت ضمن فعاليات مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي 2015، حيث حصل على منحة 10 آلاف يورو من المركز الوطني للسينما والصور المتحركة (CNC) في باريس ليتم إنفاقها في مرحلة ما بعد الإنتاج في فرنسا، 10 آلاف يورو تقدمها شركة Knight works الفرنسية للإنفاق على المؤثرات البصرية والخاصة، و10 آلاف يورو تقدمها شركة Titra TVS في باريس للانفاق على تصحيح الألوان الرقمية وشريط DCP الخاص بالفيلم وترجمته للغة الفرنسية أو الإنكليزية. واختتم العام بفوز علي صبحي بجائزة أحسن ممثل عن دورة في فيلم «علي معزة وابراهيم»، في مهرجان دبي السينمائي، كما فاز المخرج محمد حماد بجائزة أحسن إخراج في المهرجان نفسه عن فيلم «اخضر يابس»، الذي شارك في أكثر من مهرجان سينمائي، ومنها مهرجان لوكارنو السينمائي، ومهرجان السينما الفرانكفونية الدولي في نامور (FIFF) ومهرجان سنغافورة السينمائي الدولي، ومهرجان سينما البحر المتوسط في بروكسل ومهرجان ستوكهولم السينمائي الدولي. «أخضر يابس»، من تأليف وإخراج محمد حماد في أول أعماله الروائية الطويلة، ومن إنتاج خلود سعد، محمد الشرقاوي ومحمد حماد، مع المنتج المشارك محمد حفظي «شركة فيلم كلينك». جوائز هامة في مهرجانات عالمية وعودة كبار المبدعين السينما المصرية تنتعش في 2016 فايزة هنداوي |
فلسطين يطعنها الأقربون وينتصر لها الأبعدون Posted: 30 Dec 2016 02:13 PM PST اعتاد جل المسؤولين والساسة العرب على تقديم أوراق اعتمادهم لواشنطن وتل أبيب طلبا للاستمرار والاستقرار حتى لو كان ذلك على حساب المستقبل الفلسطيني والوجود العربي، ودورهم غائب دوما، وإذا حضر فهو لإيذاء النفس والتقليل من شأن الأمة، ومصر حازت على مقعدها في مجلس الأمن باسم المجموعة العربية، ونالت دعمها، ولما جد الجد أدارت ظهرها للفلسطينيين، وانسحب الرئيس السيسي من المشهد كاملا ملبيا طلب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب. المعروف بحرصه وانحيازه الشديد للدولة الصهيونية، ومعاداته لفلسطين والعرب والمسلمين.. جاء في صحيفة «هآرتس» الصهيونية، في عدد الجمعة قبل الماضية (23/12/2016)؛ أنه منذ صباح الخميس قبل الماضي ومكتب رئيس الحكومة يضغط على المسؤولين في القاهرة لتأجيل التصويت على مشروع قرار وقف الاستيطان، ولم يتحدث نتنياهو نفسه إلى الرئيس المصري. وترك الأمر للمستوى الأقل، مع تحذيره من تقديم المشروع؛ «لأنه لا يتناسب مع العلاقات الحميمة بين الاثنين وتعاونهما الامني والاستراتيجي»!!. أصدر السيسي تعليماته بسحب مشروعه، وعلى الفور قدمت نيوزيلندا وماليزيا وفنزويلا والسنغال مشروعا بديلا في الساعات الأخيرة قبيل عطلات أعياد الميلاد؛ مطالبين بالوقف الفوري وعلى نحو كامل لجميع أنشطة الاستيطان في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية. وخرج قرار مجلس الأمن بموافقة 14 عضوا من أصل 15، وامتناع الولايات المتحدة الأمريكية عن التصويت، وحمل القرار رقم 2334، وكان مجرد صدوره على ذلك النحو وبتلك السرعة إنتصارا دبلوماسيا ومعنويا بالغا للسلطة الفلسطينية وللدول المتقدمة بالمشروع وإحراجا بالغا للرئيس المصري!!.. ولم يكن بين من قدموا المشروع دولة عربية واحدة، وهذا يقتضينا التعرف على دول تحملت مسؤولية التصدي للغوغائية الصهيونية، وكلها تبعد فراسخ وأميالا عن فلسطين، وفيها من يقع في أقصى جنوب غرب المحيط الهادي كنيوزيلندا؛ وهي جزر تابعة للتاج البريطاني، ويمثلها «حاكم عام» تعينه الملكة إليزابيث الثانية. ويتولى السلطة التنفيذية فيها حكومة تدير شؤون البلاد بأجناسهم المتنوعة وأصولهم المتعددة، وتبعد عن استراليا بألف ومئتي ميل إلى الجنوب الشرقي. وماليزيا تقع في جنوب شرق آسيا؛ وعاصمتها كوالامبور، ولغتها الرسمية الانكليزية؛ تغلبت بها على تعدد وتنوع اللغات واللهجات، وتحدّها تايلند وإندونيسيا، وسنغافورة وسلطنة بروناي؛ بالقرب من خط الإستواء، وتنقسم إلى جزءين هما شبه الجزيرة الماليزية، وبورنيو الماليزية أو ماليزيا الشرقية، ويفصل بينهما بحر الصين الجنوبي. والدولة الثالثة هي جمهورية فنزويلا البوليفارية، وعاصمتها كراكاس ولغتها الأسبانية، واستقلت سنة 1811، وتقع على الساحل الشمالي لأمريكا الجنوبية وذات تنوع بشري كبير، واختلاف في بيئاتها المناخية؛ وتبدأ من جبال الإنديز غربا إلى حوض الأمازون جنوبا؛ مرورا بسهول يانوس وساحل الكاريبي في الوسط، ودلتا نهر أورينوكو إلى الشرق.. وجمهورية السنغال تقع جنوب نهر السنغال وقد حملت اسمه، ويمتد في غرب أفريقيا ويحيطها من الشرق والشمال وينبع من غينيا، ويمر على شاطئ غامبيا القصير المطل على المحيط الأطلسي، وعاصمتها داكار. والانتصار الدبلوماسي والأدبي هو أقصى ما يمكن الخروج به في ظروف الاعتماد المطلق على «الشرعية الدولية»، وعلى الأمم المتحدة، وتجاهل دورها في إخراج الدولة الصهيونية إلى الوجود، وفي ضمان بقائها وتفوقها على كامل «القارة العربية»، واستمرت على انحيازها وغض الطرف عن قضم أرض فلسطين قطعة قطعة، وتغيير طبيعتها، وكأنها تسلم بادعاء ملكيتها للأرض المقدسة، واستمر تعاملها مع الفلسطينيين بعيدا عن كونهم شعبا له الحق في العيش حرا، وفي استرداد أرضه، والعودة إلى دياره، وتعَويضه عما اغتصب من حقوقه وممتلكاته. واختلفت النظرة هذه المرة؛ لا لأن الأمم المتحدة غيرت من طبيعتها، ولا تبدلت وظيفة مجلس الأمن، والتغيير الذي حدث طال التفكير والوجدان الغربي، وهو الذي تحمس في الماضي للمشروع الصهيوني وقدم كل ما يستطيع حتى خرج إلى النور، وبدت هذه الحماسة ملموسة ومرئية مع وصول نابليون بونابرت بحملته إلى مصر والشام؛ نهاية القرن الثامن عشر.. ثم تسابقت الامبراطوريتان البريطانية والفرنسية في إيجاد الرحم الذي يضمه.. وأضحى جنينا في المؤتمر الصهيوني الأول بسويسرا سنة 1897، وبعده تكثفت جهودهما لولادة الدولة الصهيونية بقرار التقسيم سنة 1947. والتغيير الذي حدث في العقود الأخيرة طال الرأي العام، الذي مل الحروب ورفض بشاعات العدوانية الصهيونية؛ وشعر المراقبون والمهتمون بذلك خلال إعداد المسرح السياسي والعسكري والنفسي والدعائي لغزو «القارة العربية» إنطلاقا من العراق، وعلى المستوى الشخصي شعرت بذلك حين شاركت في أول مظاهرة «مليونية» بلندن نهاية عام 2002؛ لتعلن البراءة وعدم تحمـل مسؤولية الحرب؛ رافعة شعار؛ «ليست باسمنا not in our name»، يومها سارت بجانبي سيدة في الثمانين من العمر؛ قالت إنها المرة الأولى في حياتها التي تشارك في مظاهرة، وتحملت مشقة السفر من ويلز وقطع عشرات الأميال لترفع صوتها الرافض للحرب، وكانت واحدة من بين مليوني نسمة في ذلك اليوم المشهود، وخرجت صحيفة «الديلي ميرور» في اليوم التالي، ووضعت صورة ذلك الطوفان البشري على كامل الصفحة الأولى، ووسطها صورة صغيرة لرأس توني بلير وهو يسد أذنيه بأصابعه، وتعليق تقول ترجمته «هل أنت أصم يا سيد بلير؟!». منذ تلك اللحظة وأنا أتابع وتيرة التغيير وتطوراته، وبدت جلية في شارع بريطاني؛ محافظ بطبعه، ويعيش في جزر متباعدة عن باقي أوروبا، ولا ترتبط معها بحدود مشتركة أو طرق برية، وإذا اعتبرنا الأنفاق طرقا برية فهي بالنسبة للمملكة المتحدة حديثة للغاية، وتم حفر نفق تحت مياه «القنال الانكليزي»؛ المعروف ببحر المانش؛ مخصص لنقل الركاب والبضائع بالسكك الحديدية، بطول تجاوز الخمسين كيلو مترا (أكثر من 31 ميلا)، وهو ثاني أطول أنفاق العالم بعد نفق سيكان الياباني، ويربط بين لندن وباريس وبروكسل، وبدأ العمل سنة 1994. والتغيير البادي من عقود في الرأي العام البريطاني امتد إلى أوروبا، وأثار ذلك قلق الصهيونية العالمية والدول والمنظمات والمؤسسات والعناصر العنصرية المؤيدة لها؛ وهذا بجانب النجاح المتواصل للحركة الدولية (بي دي إس)؛ اختصار لكلمات؛ المقاطعة.. سحب الاستثمارات.. توقيع العقوبات. ومؤخرا صدر قرار الاتحاد الوطني لطلبة بريطانيا، الذي يمثل ملايين طلاب التعليم العالي والجامعي. ويدين الاستيطان والاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة وإذا أحسن الرئيس السيسي صنعا فعليه ترك القضية الفلسطينية لحالها، ما دام يجد حرجا في الدفاع عنها أمام ترامب، والشعب المصري ما زال يقاوم التطبيع، ويتحدى أباطرته في مناصبهم ومواقعهم التي يشغلونها في الدولة بقرارات ومراسيم جمهورية؛ ويعرف كيف يتعامل مع فلسطين، ويعي أن اغتصابها هدد كيانه ووجوده وما زال، وليترك الرئيس أمرها للشعب، وهو لن يتخلى عنها أو يدير لها ظهره. ونعتقد أن ذلك التغيير مؤشر لبداية العد التنازلي لقرب انهيار الهياكل العنصرية التي أقيمت عليها الدولة الصهيونية، بشرط التحرر من أسر الطائفية والمذهبية والقبلية والتعصب، وهم يتعاملون مع هذا الظرف الجديد فيعتدل الميزان؛ ويدفع بالعلماء والمفكرين والكتاب وقادة الرأي لمد جسورهم مع الشرق الناهض، ومع الجماعات المناهضة للعنصرية والحروب والمنخرطة في المقاطعة الدولية، التي صار نموها وانتشارها من معالم الوعي في العالم. وفي النهاية علينا أن نتوقع أن يمارس ترامب وإدارته الجديدة أقصى الضغوط لإفشال قرار مجلس الأمن، بما له؛ هو وبنيامين نتنياهو من تأثير على الرئيس عبد الفتاح السيسي!. ٭ كاتب من مصر فلسطين يطعنها الأقربون وينتصر لها الأبعدون محمد عبد الحكم دياب |
الجزائر 2017: هل تستفيق من سباتها؟ Posted: 30 Dec 2016 02:13 PM PST عام آخر ينتهي على الجزائر وهي، ككل دول المنطقة، لا تعرف أين تقف وإلى أين تتجه. وليس في الأفق ما يؤشر إلى اتضاح الرؤية قريبا. لنترك جانبا الغموض الاقتصادي الناجم عن تراجع أسعار النفط وغياب الرؤية الحكيمة، وما يثيره كل ذلك من مخاوف وارتباك، ناهيك عن تحوّله إلى عائق يمنع التخطيط الجيد (بدل ان يكون محفزاً لذلك). يمكن بسهولة اعتبار 2016 سنة أخرى من الفشل والضياع، تضاف إلى رصيد السنين الطويلة الضائعة والفرص المهدورة. ويمكن بسهولة اعتبارها سنة التردد الحكومي والارتباك الذي تجلى في القرار (السياسي والاقتصادي) ونقيضه، في اتخاذ القرار ثم التراجع عنه. تجلى ذلك في موضوع استيراد السيارات القديمة، وقرار وزيرة التعليم بتقليص مدة العطل المدرسية، وكذلك في موضوع رفع السن القانونية للتقاعد.. وغيرها من القرارات التي اتخذتها الحكومة وتراجعت عنها بعد أن يتضح أنها تُغضِب جهة ما أو تمس مصالح طرف بعينه). ويمكن بسهولة أيضا اعتبار 2016 سنة فضائح جديدة تضاف إلى سلسلة الفضائح الكثيرة المدوّنة في سجل الجزائر حكومة وشعبا. إذا ما حاولنا وضع جرد حساب للسنة المنتهية، سنذكر أنها انتهت بفضائح الدجل والدروشة الممزوجة بالمال الخفي. كانت العناوين هنا «طبيبا» ادّعى أنه اخترع علاجا للسكري اتضح بسرعة أنه لا دكتور طب ولا مخترع، وكذلك دجال اسمه «بلحمر» ادّعى أنه يعالج الكثير من الأمراض البدنية والروحية، حتى افتتح عيادة تعجز الدولة عن توفيرها. وكانت الخاتمة مصيبة أخرى عنوانها المدوِّن والصحافي محمد تمالت الذي توفي في السجن. كل هذا في الشهرين الأخيرين من السنة، أو أقل منهما حتى. في كل الدول هناك فضائح وإخفاقات من كل نوع. لكن الفرق الذي تصنعه الجزائر يتمثل في ذلك التخدير الذي أصابها حتى أصبحت لا تستجيب للألم الذي تسببه الفضائح المتتالية (أو من المفروض أن تسببه). تحضرني في هذا السياق مقولة صديق غير جزائري متعود على زيارة الجزائر، وعندما عاد سألته عقب إحدى الزيارات كيف وجدها، قال: بلد يعيش تحت التخدير.. لا يستجيب للوخز أيًّا كانت شدة الألم. توفيّ الصحافي محمد تمالت وهو سجين، متأثراً بما لحق به من ضرر جسدي ونفسي، ومرّت وفاته كأنها لم تحدث. شيء يصعب استيعابه وقبوله، لكنه حدث. انتهى كل شيء مع تشييع الرجل إلى مثواه الأخير في الأسبوع الثاني من هذا الشهر: لا تحقيق، لا مساءلة، لا محاسبة، لا إقالة، لا استقالة، لا اعتراف بالمسؤولية، لا إقرار بالذنب.. ولا أي شيء على الإطلاق، في تعبير صارخ عن تدني قيمة الإنسان في الجزائر وسيادة الإفلات من المحاسبة. هذا من جانب الدولة، أما من جانب المجتمع فلا يختلف الواقع المؤلم مجسَّداً في الاستسلام التام والقبول بذلك الواقع الأعوج الذي تفرضه السلطة. من جهة المجتمع أيضا انتهى كل شيء بوضع تمالت في قبره. لا برلمان سأل أو تساءل، لا أحزاب طلبت حسابا، لا جمعيات أهلية أوجعها ما حدث، لا نقابات استغربت، لا صحافيين، لا مدونين، لا حقوقيين.. لا أحد تجرأ على رفع صوته للمطالبة بالحقيقة في وفاة مواطن جزائري أولاً وصحافي ثانيا، في تلك الظروف المأساوية والمشينة. المطالبة بالحقيقة في هذه الحالة ليست من أجل تمالت، فهو انتهى إلى ربه. بل من أجل الأحياء حتى لا يتعرضوا إلى ما تعرض له، ولا يلقون المصير البائس نفسه. فسجون الجزائر يقبع بها العشرات من معتقلي الرأي والذين أُوقفوا لأنهم لم يكتفوا بحرية التعبير كما ترسمها وتفرضها السلطة، ولا شيء يضمن أنهم بعيدون عن مصيره. التخلي عن تمالت هو خيانة لهؤلاء وتفريط فيهم. أما قصة «مخترع» علاج السكري، ففضيحة لا تختلف في عمقها وخطورتها. هذا الرجل نجح في جرّ أطياف واسعة من المجتمع الجزائري نحو أوهامه ودجله. الخطير في الأمر، علاوة على كذب الرجل وانتحاله صفات علمية ووظيفية لا يمتلكها، انكشاف سهولة انجرار المجتمع وقابليته لشراء الأوهام التي تُعرض عليه. المجتمع الجزائري اختار بسهولة، بلا تفكير وحتى بعد انكشاف الحقيقة المُرة، صف «العالم» توفيق زعبيط، في مواجة مَن شككوا في «اختراعه» أو تساءلوا بشأنه مثل الأطباء ونقاباتهم والصيادلة وتنظيماتهم. كان من المفروض أن تؤدي فضيحة هذا «المخترع» إلى سقوط الحكومة، فالرجل، في نهاية المطاف «اخترع» وأنتج وسوّق «علاجا للسكري» في غفلة من هذه الحكومة. لكن لا شيء حدث. كان من المفروض أن تقود الفضيحة إلى مساءلة وزير الصحة، لكن لا شيء من هذا حدث. كان الأحرى بوزير الصحة ذاته أن يتنحى حفاظا على ما تبقى من صورة الدولة وثقافتها، لكنه لم يفعل ولا أحد تكلم. ماذا يجب أن يحدث أسوأ من هذا وأخطر ليُساءل وزير، أو يستقيل؟ ما هي درجة الألم المطلوبة لكي تتألم الجزائر وتخرج من حالة التخدير الي أصابتها؟ لهذا ليس أمامنا غير الصلاة ثم الصلاة. ٭ كاتب صحافي جزائري الجزائر 2017: هل تستفيق من سباتها؟ توفيق رباحي |
بـ«المنسف» لا بـ«الشقيق» السيسي تنتصر فلسطين Posted: 30 Dec 2016 02:12 PM PST قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334، الذي يدين الاستيطان ويعتبره غير شرعي، هو لا شك إنجاز، وانجاز كبير. فأي ضربة لإسرائيل كبرت أم صغرت هي إنجاز، وقد أثلج صدري كما أثلج صدور الكثير من الفلسطينيين وأصدقائهم هذا الإنجاز. لكن يجب ألا نتعامل معه كأول وآخر الانتصارات في زمن الانحطاط العربي، الذي غابت عنه الانتصارات. زمن أصبح من الصعب فيه التفريق بين الأخ الشقيق والغريب. زمن تعم فيها المآسي الإنسانية والشواهد كثيرة. وإذا اراد الفلسطينيون أن يكون هذا القرار إنجازا حقيقيا، لا بد من البناء عليه دون مماطلة والتعامل معه كقاعدة انطلاق متقدمة نحو تحقيق الهدف الأسمى، وهو إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. أسباب الفرحة عديدة ليس منها امتناع إدارة باراك أوباما عن التصويت، فهو بالتأكيد ليس لصالح فلسطين، وبدونه ما كان للقرار أن يمر، فللامتناع أسبابه الخاصة بأوباما وعلاقاته المشحونة برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، فرد له الصفعة التي وجهها إليه في موضوع اتفاق إيران النووي. السبب الاول للفرحة هو عدد الأصوات التي حاز عليها مشروع القرار14 من أصل 15، ما يعني أن هناك إجماعا دوليا على رفض الاستيطان، فحتى بريطانيا صانعة الكيان الصهيوني، صوتت لصالح القرار، ليس هذا فحسب، بل ساعدت في دفع نيوزيلندا، إلى جانب الدول الثلاث الأخرى فنزويلا والسنغال وماليزيا، بطرح مشروع القرار على مجلس الأمن، بعدما سحبت «الشقيقة الكبرى مصر» مشروعها، رضوخا من رئيسها لضغوط نتنياهو التي رفضت الانصياع اليها دول الـ«منسف». وللتوضيح فالـ«منسف هو ليس الأكلة الأردنية الفلسطينية التي تقدم في الأفراح والأتراح على حد سواء»، بل المقصود بـالـ«منسف» هنا هو الدول الراعية لمشروع القرار، وهو يمثل الاحرف الاولى من اسمائها، فالميم هي الحرف الاول من ماليزيا، والنون من نيوزيلاندا، والسين من السنغال، واخيرا الفاء هي الحرف الاول من فنزويلا. السبب الثاني أن هذا القرار وهو الأول من نوعه، الذي يتخذه المجلس منذ اكثر من 35 عاما، جعل حكومة نتنياهو يجن جنونها وتلف حول نفسها، وبيّن هشاشتها وعزلتها بين دول العالم. فراح نتنياهو وتابعوه يتخبطون في ردود أفعالهم فيطلقون التهديدات والاتهامات يمينا ويسارا. ويستدعي نتنياهو سفراء ويوجه اليهم ولبلدانهم التهديدات المباشرة ويلغي لقاءات مقررة مع نظرائه في دول صوتت لصالح القرار. فألغى لقاء حتى مع رئيسة وزراء بريطانيا تريزا ماي كان مرتبا له على هامش المنتدى الاقتصادي في دافوس. وهذا كله يصب في المصلحة الفلسطينية ويزيد من عزلة دولة الاحتلال. السبب الثالث أن هذا القرار رغم أنه غير ملزم ولا يزيد عن كونه إعلان نوايا وتوصيات، إذ اتخذ تحت البند السادس من قانون الأمم المتحدة وليس البند السابع، وهو لذلك لا يتضمن آلية لفرضه وتنفيذه وفرض عقوبات على الأطراف التي تمتنع عن تنفيذه، واكتفى فقط بآلية تقديم الأمين العام للأمم المتحدة تقارير دورية لمجلس الأمن بواقع تقرير واحد كل ثلاثة أشهر، يرصد فيه وضع البناء في المستوطنات، ولكن وكما يقول المثل «الطلق اللي ما بيصيب، بيدويش». السبب الرابع أن هذا القرار يحرر دول العالم من المخاوف والاتهامات الاسرائيلية باللاسامية، وهي تتعامل مع أي شيء يتعلق بالمستوطنات، ويساعدها على اتخاذ قرارات جريئة إزاء المستوطنات والمستوطنين. السبب الخامس أن هذا القرار لا يقتصر على الضفة الغربية، بل القدس أيضا، بمعنى أنه سيكون عقبة في طريق الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب وخططه ووعوده بنقل السفارة إلى القدس ودعم المستوطنات. السبب السادس أن هذا القرار عرّفَنا من هو الشقيق والصديق ومن هو المنافق والعدو، ورفع الغطاء عن المدعين والافاقين. السبب السابع أن هذا القرار يعزز من مكانة وإنجازات حركة المقاطعة ووقف الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل المعروفة دوليا بـ»BDS». ويعطي دفعة قوية نحو شرعنتها في الدول الأوروبية على وجه الخصوص. فأحد بنود القرار يدعو إلى «التمييز» بين إسرائيل والمستوطنات، ويشكل سابقة لا مثيل لها في قرارات الأمم المتحدة الأخرى، وهو فعليا يشجع الدول على قطع علاقاتها المباشرة وغير المباشرة مع المستوطنات، وقد يشكل كما تقول «هآرتس» بداية مسار ينتهي بفرض عقوبات دولية عليها، وأخرى تفرضها المنظمات الدولية مثل الاتحاد الاوروبي والشركات التجارية وغيرها. وهذا القرار يساعد «BDS» في الحرب الضروس التي يشنها عليها غلعاد أردان المسؤول عن هذا الملف في حكومة الاحتلال. ويأتي بعد 24 ساعة تقريبا من الضربة التي وجهتها الحكومة الايرلندية للجهود الاسرائيلية الرامية إلى تجريم نشاطات «BDS»، باعتبار «أنها تمثل وسيلة احتجاج مشروعة ترمي للضغط على إسرائيل لانهاء الاحتلال». وقال وزير الخارحية تشارلز فلاناغان في البرلمان الإيرلندي إنه «وبينما لا تدعم الحكومة مثل هذه السياسة، ولكنها لا تتفق مع محاولات شيطنة من يروجون لهذه السياسة». وإيرلندا هي الدولة الثالثة في اوروبا التي تتبنى هذه السياسة. فقط سبقها إلى ذلك هولندا التي قال وزير خارجيتها بيرت كويندرز، الاسبوع الماضي، إن «بيانات واجتماعات «BDS»، تحميها حرية التعبير المنصوص عليها في الدستور الهولندي والميثاق الاوروبي لحقوق الانسان». وقبل ذلك اعتبرت وزارة الخارجية السويدية «BDS» حركة مجتمع مدني. والحكومة لا تتدخل في وجهات نظر منظمات المجتمع المدني. هذا الإنجاز سيبقى حبرا على ورق، إذا لم يُبنَ عليه ويجري تطويره ومواصلة الضغط من خلال تنفيذ قرار مقاطعة المستوطنات داخليا، وإبقاء موضوع المستوطنات حيا أمام المحكمة الدولية، ومتابعته من أجل تطبيق ما جاء فيه في أقرب فرصة، ودون مماطلة كما حصل في موضوع جرائم الحرب التي ارتكبتها دولة الاحتلال وقطعان مستوطنيها ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية. سيبقى حبرا على ورق إذا لم ننه الانقسام والتكلم بصوت واحد ونفس واحد في القضايا التي لا خلاف عليها، وهي كثيرة وتأجيل قضايا الخلاف «إلى حين ميسرة». سيبقى القرار حبرا على ورق إذا لم نعمل على ترتيب البيت الداخلي عبر إعادة بناء منظمة التحرير على أسس عصرية ووطنية وصحيحة تجمع الكل الفلسطيني بخلافاته واختلافاته وأطيافه السياسية تحت مظلتها، وإعادة بناء بقية المؤسسات وفي مقدمتها النقابية. سيبقى حبرا على ورق إذا لم نؤمن بمبدأ الشراكة، وأبقينا على التفرد بالقرار ولم نضع المصلحة الوطنية العامة فوق كل المصالح. سيبقى حبرا على ورق إذا لم ندعمه بمقاومة شعبية واضحة المعالم والأهداف، بجميع أشكالها. نظام السيسي وخذلان فلسطين قرار نظام السيسي خذلان فلسطين وقضيتها وشعبها بسحب مشروع القرار، يتناغم مع الحب الذي يكنه السيسي شخصيا لنتنياهو، ولدولة إسرائيل ومع العلاقة الحميمة التي تربطهما. كنت أتمنى لو أن مندوب السيسي في مجلس الأمن صوت ضد القرار، أو على الأقل امتنع عن التصويت، فالتصويت لصالح القرار جاء محاولة بائسة لحفظ ماء الوجه غير الموجود أصلا. فسحب مشروع القرار، كان ضربة تحت الحزام لا يمكن غفرانها، ويصدق فيه المثل القائل مع بعض التحريف «مع أشقاء كهؤلاء لا تحتاج لأعداء»، وأي تبرير لن يكون أكثر من «عذر أقبح من ذنب». والحقيقة لا تحتمل التأويل وهي أن المارشال السيسي امتثل لأوامر نتنياهو الذي اتصل به وطلب منه سحب المبادرة. وهذا الموقف ليس غريبا عليه، ألم يشارك اسرائيل خلال العدوان على غزة صيف عام 2014 بتضييق الخناق على أهل القطاع. وأختتم بالشكر لدول الـ«منسف» فبامثالها لا بمثل مصر السيسي تنتصر فلسطين. كاتب فلسطيني من أسرة «القدس العربي» بـ«المنسف» لا بـ«الشقيق» السيسي تنتصر فلسطين علي الصالح |
عشر حقائق استراتيجية بعد تحرير حلب وقبل تنصيب ترامب Posted: 30 Dec 2016 02:12 PM PST دشّن تحرير حلب من الإرهابيين مرحلة جديدة من الصراع في سوريا وعليها، بل من الصراع في الإقليم وعليه. لا غلوّ في القول إن إعلان وقف إطلاق النار على جميع الأراضي السورية قبل ساعات من انبلاج فجر عام جديد، يشكّل حلقة متقدّمة في سياق الصراع، جرى استعجالها لتكوّن بمفاعيلها البعيدة المدى امراً واقعاً قبل تنصيب رونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة في 20 يناير 2017. حقائق عشر استراتيجية تنطق بها ملامح مرحلة الصراع الجديدة : أولاها أن إعلان وقف إطلاق النار ينطوي على تفاهم يرتقي الى مستوى اتفاق استراتيجي بين روسيا وتركيا وإيران لتدبّر شؤون إقليم غرب آسيا الممتد من جنوب شواطئ بحر قزوين الى شرق شواطئ البحر المتوسط، والمشاركة تالياً في رسم الخرائط السياسية لمصائر بلدانه ومصالحها، من خلال منافسة محمومة مع الولايات المتحدة ترتقي الى مستوى حرب باردة. ثانيتها أن الاتفاق الثلاثي ينطوي على شريك رابع ضمني هو سوريا. إيران تتصرف كوكيلة لسوريا في مداولات قادة الاتفاق، وروسيا كحليفة داعمة لها. ثالثتها أن الرئيس بشار الأسد بكّر في التزامه إعلان وقف اطلاق النار، واعتبره مدخلاً للإصلاح السياسي والدستوري، ولتأليف حكومة جديدة. وما كان الأسد ليفعل ذلك لولا ان تحرير حلب أوجد ميزان قوى جديداً لمصلحة حكومته يمكّنها من تعزيز مركزها وتغليب شروطها في المفاوضات المقبلة مع اطراف المعارضة السورية، سواء في الاستانة (كازاخستان) أو في جنيف. رابعتها أن رجب طيب اردوغان كرّس باتفاقه مع روسيا وإيران استدارةً واضحة بعيداً عن الولايات المتحدة التي باتت في نظره حليفة مموّلة ومسلحة لخصومه من الأكراد السوريين المتعاونين مع حزب العمال الكردستاني والمنخرطين في مشروع لإنشاء كيان سياسي للاكراد بين سوريا والعراق وتركيا. خامستها، أن السعودية استشعرت خسارتها معركة قلب النظام في دمشق (والعراق) بسبب فتور الولايات المتحدة في الحرب ضد خصومها في سوريا (واليمن) فاختارت انتهاج سياسة تحديد الخسائر في ساحاتي سوريا والعراق بتعبئة الجهود الرامية إلى إقامة جبهة خليجية وعربية مناهضة لإيران، وبمحاولة إقناع الولايات المتحدة بضرورة معاودة دعمها وحلفائها لمجابهة طهران. سادستها، أن الولايات المتحدة استشعرت مخاطر الاتفاق الثلاثي وانعكاساته السلبية على نفوذها ومصالحها في غرب آسيا، كما على أمن إسرائيل، فتظاهرت بتأييد اعلان وقف اطلاق النار في سوريا، إلاّ انها ارفقت ذلك بإعلان سلسلة عقوبات صارمة ضد روسيا (بينها طرد 35 دبلوماسياً وإغلاق مجمّعين روسيين في ولايتي نيويورك ومَرلاند لهما صلة بأنشطة استخبارية) بدعوى ثبوت علاقتها بهجمات إلكترونية ضد مقار الحزب الديمقراطي، أثناء حملة الانتخابات الرئاسية، الامر الذي سيؤدي الى إرباك ترامب في سعيه الى التلاقي مع فلاديمير بوتين على محاربة الإرهاب، ولاسيما تنظيم «داعش» ، واعتباره قاسماً مشتركاً للتعاون بينهما على الصعيد الإقليمي. سابعتها، أن قلق «إسرائيل» تضاعف بعد الاتفاق الثلاثي. ذلك أنها تشعر، ولاسيما بعد موافقة واشنطن الضمنية على قرار مجلس الأمن الدولي بإدانة الاستيطان ووجوب وقفه، بأن إدارة اوباما قد استكملت، على حد تعبير مدير الاستخبارات الإسرائيلية السابق عاموس يادلين، «ارثاً اشكالياً من الإخفاقات في الشرق الاوسط: الوقوف موقف المتفرج مما يجري في سوريا؛ عدم القدرة على الانتصار على «داعش»؛ التسبّب في فراغ إقليمي ملأته روسيا وايران؛ سلسلة أزمات عدم ثقة بين إدارة اوباما وحلفائها في المنطقة». وقد فسرت المؤسسة الحاكمة في «اسرائيل» الاتفاق الثلاثي بأنه تكريس للوجود العسكري الإيراني في سوريا، بالإضافة إلى الوجود العسكري الروسي الأقدم عهداً ودوراً. ذلك كله يؤدي إلى مضاعفة اعتماد الكيان الصهيوني على الولايات المتحدة كحليف وحيد له من جهة، وتعقيد مهمة ترامب الراغب في دعمه وإنهاء الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني لمصلحة الصهاينة من جهة أخرى. ثامنتها، أن قرار مجلس الأمن بإدانة الاستيطان الصهيوني ووجوب وقفه قضى في الواقع على ما يسمى العملية السياسية، اي «خيار» المفاوضات بين «اسرائيل» والفلسطينيين. ذلك ان الفلسطينيين لا يستطيعون بعد ذلك القرار العودة الى طاولة المفاوضات، كما سيستنتجون بأن التجاذب مع مطالبهم سيأتي من الامم المتحدة وليس من التفاوض مع «اسرائيل» وفق شروطها، وأن إيران ستغتنم الفرصة المتاحة لمضاعفة دعمها لتنظيمات المقاومة الفلسطينية التي سيبدو نهجها منسجماً مع قرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية. تاسعتها، أن ايران التي تحظى بنفوذ واسع في العراق ومثله في سوريا، وخصوصاً بعد وقف اطــلاق النار فيهـا وبالتالي توسيــع جبهة القــوى المضادة لـ «داعش» و»النصرة» وحلفائهما وترجيح القضاء عليهما، ستحظى بميزة استراتيجية إضافية، هي وصولها الى الشاطئ الشرقي للبحر المتوسط عبر جسر بري- عراقي- سوري، وإن من شأن ذلك ردع «اسرائيل» بل تهديد وجودها اذا ما حاولت مهاجمة ايران للقضاء على صناعتها النووية، اذّ تصبح هدفاً سهلاً لصورايخ ايران البعيدة، كما القريبة المدى على طول خط جغرافي متواصل من شواطئ بحر قزوين شرقاً إلى شواطئ البحر المتوسط غرباً. عاشرتها أن نجاح محور المقاومة بالتعاون مع روسيا وتركيا في إجلاء «داعش» و»النصرة» عن المناطق التي يحتلها الإرهابيون في العراق وسوريا، لن يقضي على ظاهرة الإرهاب كلّها، ذلك ان تنظيمات الإرهاب ستعود الى نهجها القتالي القديم القائم على تنظيم خلايا «نائمة» بين السكان الآمنين وتدريب «ذئاب منفردة» مندسين بين الأهالي في المدن والقرى، والهجوم بهؤلاء جميعاً في أوقاتٍ متفاوتة وأماكن مختلفة على الإنسان والعمران في كل مكان، من هنا تتضح حقيقة ساطعة هي أن القضاء على الإرهاب مسار وليس مجرد قرار، وأن الأمر يتطلب استراتيجية متكاملة الجوانب والأبعاد والأطراف والساحات، وأن الجهد الرئيس يجب ان يتركّز على استهداف أسبابه وجذوره السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وأن ذلك يتطلب زمناً طويلاً. إنها حقائق عشر تنطوي على عشرات التحديات وتضج بصراعات مريرة تتطلب عشرات السنين لحسمها. *كاتب لبناني عشر حقائق استراتيجية بعد تحرير حلب وقبل تنصيب ترامب د. عصام نعمان |
مصر: ثبات في الانحيازات وتخبط في الأداء وفشل في النتائج Posted: 30 Dec 2016 02:12 PM PST خلسةً أحالت الحكومة في مصر الاتفاقية التي تتنازل بموجبها عن ملكية جزيرتي تيران وصنافير للملكة العربية السعودية ومجلس النواب، رغم صدور حكمٍ قضائيٍ نافذٍ ببطلانها، الأمر الذي يعكس إرادة وتصميم النظام والسلطة التنفيذية، وعلى رأسها الرئيس السيسي، إنهاء عملية التسليم، في سابقةٍ أكاد أجزم بأنها فريدة في التاريخ. قبل ذلك وعلى صفحةٍ كاملة في العديد من الصحف على رأسها الصحف القومية يوم الثلاثاء الموافق السابع والعشرين من ديسمبر، وجهت تسع جمعيات مستثمرين في مناطق شتى في أنحاء مصر، استغاثةً لرئيس الجمهورية بوصفه راعي الاستثمار في مصر، للتدخل لإنقاذهم ومشاريعهم من إفلاسٍ وخرابٍ محدقين، بما يهدد ما يقارب المليوني عامل وأسرهم، جراء تحرير سعر صرف الجنيه، المعروف شعبياً بالتعويم، الذي لم يطفُ الجنيه من بعده حتى وقتنا هذا؛ ولما كان الرئيس وراء كل القرارات والسياسات بشهادته وحكومته، وتباهي المقربين منه ومن احتكوا به، باهتمامه الفائق بالتفاصيل، فإن ذلك الالتماس يغدو نوعاً من (فيك الخصام وأنت الخصم والحكم).. أمرٌ مدهشٌ وعجائبي حقاً. إثر ذلك ألغى محافظ البنك المركزي طارق عامر اجتماعاً مع ممثلي الجمعيات التسع لإصرارهم على حضور ممثلٍ مصرفي وآخر قانوني، ولا أظنني بحاجة للتعليق. في السياق الزمني نفسه أصدر «الاتحاد المصري لجمعيات المستثمرين» الذي يضم الجمعيات التسع، سالفة الذكر، بالإضافة لاثنتين وأربعين أخرى، بياناً يرفض فيه استغاثتهم، مؤكداً الثقة في الرئيس ورئيس وزارته الخ.. وكأن السمك الكبير يأكل الصغير. قبل ذلك كان هناك سحب ممثلي مصر في الأمم المتحدة لمشروع قرار إدانة بناء المستوطنات، أجل، هو المشروع نفسه الذي تقدم به ممثلو مصرنفسهم قبل ذاك بيومين، ممثلين عن العرب مكللين مجهودات شهور من العمل الدبلوماسي المصري الشاق، وإذ باتت تفاصيل ذلك السلوك الغريب المشوق معروفة وتأكدت الاتصالات على مستوى رؤساء الدول، فليس ثمة مجال لإعفاء الرئيس السيسي من المسؤولية.. مدهشٌ بقدر ما هو مخز. وقبل ذلك تفجير الكنيسة البطرسية التي أعلمنا بالأمر المباشر أن لا نقول إن هناك تقصيراً أمنياً-على ذلك فتسلل إرهابي لقلب كنيسة تاريخية بجوار الكاتدرائية المرقسية في وقت الذروة من العام بمناسبة الأعياد مجرد صدفة أو سوء حظ.. شيءٌ يحدث. كما يوازي كل ذلك قانون الجمعيات الأهلية الجديد المزمع تمريره، وما ليس سراً من الاختفاءات القسرية والاعتقالات وقانون التظاهر وأشباهه وأحكام الإعدام بالجملة. أظن أن السرد والتعداد يكفيان ويغنيان عن أي تعليق، فالوقائع تتحدث عن نفسها، وفي ضوئها نستطيع أن نتحدث عن طبيعة نظام وأداء يلخصها ثباتٌ في الانحياز الاجتماعي، وتخبطٌ في الأداء والتنفيذ، وسط مشهدٍ ما يني يزداد ارتباكاً وتشوشاً وفقراً وإفقاراً وقمعاً، وتصاحب ذلك محاولاتٌ يائسة، مآلها الفشل في حقيقة الأمر، من قبل النظام وأبواقه لترميم صورته وإضفاء أي منطقٍ على تضارب تصرفاته واندفاعاته الهوجاء غير محسوبة العواقب. تفريطٌ في الأرض وتخبطٌ وفشلٌ في الاقتصاد والسياسة الخارجية والسياسة الداخلية، بحصار وضرب النشاط الأهلي والسياسي، وفشلٌ أمني بمعناه الحقيقي(أي تأمين المواطنين من الإرهاب والجريمة، لا ترويعهم وحبسهم وتعذيبهم وقتلهم). يقيناً أن أي كلامٍ عن سابق تخطيطٍ ودراسةٍ متأنيةٍ وحسابٍ للتكلفة والعواقب الاجتماعية بات ممجوجاً ومرفوضاً، فالنظام بالتأكيد مأزومٌ تماماً، وحبيس اختياراته يشبه فأراً في مصيدة، فالمشير بحق هنا في متاهته كما كتبت سابقاً. الأكيد والثابت أن الانحياز الاجتماعي واضحٌ ناصع، والنظام يسير وفق إملاءات الصندوق ووفق وصفته الشهيرة، فأقدم على تعويم الجنيه، وهو ماضٍ في رفع الدعم عن كل الخدمات والسلع متملصاً من كل التزاماته التقليدية السابقة (بغض النظر عن مدى رداءة مستواها)، وها هو الآن يفاجأ بتبعة ذلك الاجتماعية من تلاشٍ لشعبية النظام والرئيس السيسي، خاصة لدى الشرائح والطبقات الدنيا اقتصادياً، التي رفعته في ما مضى، بل وتنامي حالة الاستخفاف والسخرية من تصريحاته وقراراته، وكافة الوعود بتحسن الأوضاع، وسخطٍ وتذمرٍ متناميين لا يحجمهما سوى الخوف من البطش، الخوف الذي نجح زرعه من مصائر دول الجوار، ومن ثم فقدان الثقة في البدائل. في المقابل فهو لا يستطيع العودة عن طريقه وانحيازاته (ولا يريد) ولا التنكر لمانحيه. وتكمن المشكلة الكبرى في أنه يريد أن يرضي جميع الأطراف العالمية والإقليمية، على الرغم من تنافر مصالحها أو تعارضها أحياناً، متصوراً أنه بالفهلوة يستطيع أن يضحك على الجميع، وما سحب مشروع القرار في مجلس الأمن سوى دليلٍ دامغٍ على ذلك، فمن ناحية كان يتصور أنه بذلك سيستطيع أن يحرز سبقاً خطيراً يلمع صورته داخلياً وخارجياً، والأهم أن يضيف أوراق ومسوغات اعتماده عربياً، بما يناسب قامة مصر التاريخية ودورها المحوري في القضية العربية الأقدم، إلا أنه وفاء لميراث السادات تنازل عن ورقة الضغط تلك متراجعاً، وبلا مقابل محدد. الحقيقة أن الرئيس السيسي مترئساً نظامه يتشبث معلقاً بين حبالٍ عديدة، وسوف ينتهي أحدها على الأرجح بخنقه. ملحوظةٌ أخرى شديدة الأهمية في رأيي تتعلق بتلك «الاستغاثة» من جمعيات المستثمرين التسع، فهي أولاً تلفت الانتباه كون السمك الصغير من الطبقة التي ينحاز لها الرئيس لم تبدأ بالمعاناة فحسب، وإنما هي تئن، بيد أنها بذلك تعبر عن مدى رثاثتها كطبقة، فالبورجوازية المصرية طبقة بائسة كسيحة، لن تستطيع تنظيم نفسها أو إنجاز أيٍ من المهام التي قامت من أجلها الثورة، لا الديمقراطية ولا العدالة الاجتماعية، وإذ تواجه شبح الفقر والانزلاق لمصاف العمل المأجور ما تزال تخشى الثورة، فهي إذن بين مطرقة النظام وسندان الجماهير، تائهة خائفة عاجزة. فالشاهد أنها الآن تواجه خطر الإزالة من قبل السمك الأكبر وعلى رأسه، وذلك تطور وملمحٌ شديد الخطورة، القوات المسلحة، إذ ليس من شك في أنها باتت أحد أكبر المستثمرين ( إن لم تكن أكبرهم بالفعل) مستفيدةً من تخصيص المشاريع بالأمر المباشر والإعفاءات الجمركية، دون الخضوع لضرائب وعمالة بالسخرة، وكل تلك العوامل تمنحها مزايا تنافسية يستحيل من الناحية الفعلية مساواتها أو حتى الاقتراب منها. يوماً بعد الآخر يزداد الدفاع عن النظام صعوبةً، وكذلك ترميم صورته، فلم تعد الوعود تصدق ولم تعد الأكاذيب تنطلي على أحد سوى من يملك رفاهية الإنكار، ليبقى السؤال: كم يستطيع أن يطيل من مسلسل الابتذال هذا؟ كاتب مصري مصر: ثبات في الانحيازات وتخبط في الأداء وفشل في النتائج د. يحيى مصطفى كامل |
حصاد عام «الشباب» في مصر: قمع وهجرة وبطالة Posted: 30 Dec 2016 02:11 PM PST القاهرة – إسلام أنور: اثنا عشر شهراً مريرة وقاسية عاشها الشباب المصري في عامهم الموعود، محاصرين بثالوث القمع والهجرة والبطالة، ففي الوقت الذي أعلن فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي أن عام 2016 هو عام الشباب، كانت هراوات رجال الشرطة تطارد المتظاهرين من حملة الماجستير والدكتوراه المطالبين بتعيينهم في وظائف حكومية، ولم تمض أيام قليلة حتى شهدت معظم أحياء القاهرة حالة من الهوس الأمني والقبض العشوائي على الشباب بالتزامن مع ذكرى ثورة 25 يناير/كانون الثاني. هذه الحالة من عداء أجهزة الدولة للشباب ليست بجديدة، فهي ممتدة منذ سنوات، لكن الملاحظ في عام 2016 هو اتساعها لتشمل كافة الشباب، وليس الشباب الفاعل سياسياً كما كان معتادا سابقًا، فمن كرة القدم حيث الصدام مع جماهير الألتراس إلى حصار النشاط الطلابي في الجامعات، مروراً بإطلاق قنابل الغاز على طلاب الثانوية العامة المعترضين على تسريب الامتحانات، ووصولاً لإلقاء القبض على الشباب الناجين من الموت أثناء محاولتهم للهجرة إلى أوروبا. ورغم كل هذا العنف المفرط من قبل الأمن، إلا أن الشباب استطاع كسر حاجز الخوف والنزول في تظاهرات كبيرة ضد التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للسـعودية، في هذا السياق يقول أحمد علي ( 19 عاما) طالب بكـلية سياحة وفنادق وأحد الشباب، هو من الذين تم إلقاء القبض عليه عشـوائيًاً: « كل يوم خميس كنت معتادا أن أسهر مع أصحابي في المقهى القهوة، ولا احد فينا له علاقة بالسياسة، أوقفنا كمينا للشرطة ونحن في طريقنا للببت، واعتقلنا». بعد ثلاث ساعات من الاحتـجاز حدثت مشادات بين الشباب وأحـد الضـباط، مما تسـبب في نقـلهم لقسـم الشرطة وهناك تم الاعتداء عليهم، وتلفيق محضر لهم باعتبارهم منتـمين لجماعة «الإخوان المسلمين» المحـظورة، وخرج عدد منهم عبر واسطة، فيما بقي آخرون معتقلين ومصيرهم غير معـروف. شهد عام 2016 فرض قيود صارمة على سفر الطلبة المصريين للخارج، عبر إصدار منشور من الهيئة التنظيم والإدارة بالقوات المسلحة ينص على منع سفر الطلاب إلى الخارج، إلا في حالات محددة وهي زيارة الوالد أو الوالدة، أو أداء فريضة الحج أو العمرة، أو لوفاة أحد الأقارب من الدرجة الأولى «الوالدة أو الوالد»، أو لتمثيل جمهورية مصر العربية في المؤتمرات أو الندوات أو النشاطات الثقافية والفنية وأعضاء الفرق الرياضية، بقرار وزاري وقرار من رئيس الجامعة. ورغم ذكر المنشور خمس حالات استثنائية يسمح فيهم للطلبة بالسفر إلا أنها لم تفعل في الواقع، وفي هذا السياق تم منع العديد من الطلبة من السفر، من بينهم الطالب مارك نبيل سند الذي رفع دعوى قضائية ضد وزير الدفاع والداخلية والعدل مؤكدًا على عدم دستورية هذا القرار، وقد منع أيضًا الطالب في جامعة الإسكندرية عبدالله البحار من السفر إلى لندن للمشاركة في مؤتمر الزيارات الدولية المقررة للشباب المبدعين عن هذه التجربة يقول عبد الله « في الجامعة طلبوا أن أكتب تعهدا إني سأرجع مصر وأحجز تذكرة العودة، وهو ما قمت به، لكن رئيس الجامعة لم يوافق و لم استطع السفر». هذه الحالة من العداء المجاني للشباب، ظهرت في إصرار النيابة العامة على تقديم طلب استئناف في قضية الروائي والصحافي الشاب أحمد ناجي بعد الحكم ببراءته، مما تسبب في إعادة محاكمته والحكم عليه بالسجن سنتين، بدعوى نشره مواد أدبية تخدش الحياء العام وتنال من قيم المجتمع، وتعود قضية ناجي إلى عام 2015 حيث نشر فصل من روايته «استـخدام الحياة» في جـريدة أخبار الأدب، وتقدـم على إثـرها أحـد المحاميـن المغمورين برفع دعوى قضائية ضده وضد الـجريدة. المدهش في قـضية ناجي أن روايته «اسـتخدام الحياة» استشرفت هذا الـواقع الكابوسي الذي يعيشه الشباب في مصـر، فمن خلال بطلـه «باسم بهجت» قدم صورة مريعة عن القاهرة المتوحشة التي تلتهم الماضي والحاضر والمستقبل، وتسحق كل قيمة جمالية، وتحول البشر لفئران تجارب تمارس عليهم شتى أساليب القهر والقمع، «القاهرة التي نعرفها، انتهت. لم يعد لها مستقبل، خسارة فادحة وفاضحة للحضارة والتاريخ الإنساني. والأكثر ألماً ملايين البشر الذين فقدوا حياتهم، والملايين الأخرى الذين عاشوا في ألم الفقدان بقية حياتهم»، بهذه الكلمات يصف ناجي القاهرة في روايته وينتقل عبر فصولها ليعكس مدى العبث والجنون السلطوي الذي يحكم المدينة ويدمرها بوتيرة متسارعة لتتحول لمدينة كابوسية. حصاد عام «الشباب» في مصر: قمع وهجرة وبطالة |
الحكم على الطفل شكارنة بالسجن مع الغرامة واعتقال المحرر رضوان وفرض الحكم السابق عليه Posted: 30 Dec 2016 02:09 PM PST رام الله – «القدس العربي»: قال محامي نادي الأسير الفلسطيني محمد شاهين إن المحكمة العسكرية للاحتلال في عوفر غرب رام الله حكمت على الطفل بهاء الدين شكارنة (13 عاماً) من بلدة نحالين في محافظة بيت لحم بالسجن لأربعة أشهر وغرامة مالية قدرها 10 آلاف شيقل. وأوضح المحامي أن نيابة الاحتلال ومنذ اعتقال الطفل شكارنة أي قبل أكثر من شهرين ماطلت كثيراً بحجة تقديم لائحة اتهام معدلة وأضافت عدة تهم أخرى بحقه وذلك حتى يبلغ من العمر الـ14 عاماً لتتمكن من إصدار حُكم عال بحقه. ولفت المحامي الى أن القانون العسكري المعمول به في محاكم الاحتلال الخاص بالأحداث أي الأطفال الأقل من سن الـ14 عاماً قد حدد مدة الأحكام الصادرة بحقهم بستة شهور فإن تجاوز سن الـ14 عاماً يُمكن للمحكمة من إصدار أحكام عالية تتجاوز عدة سنوات على التهمة ذاتها الموجهة للطفل الأقل من هذا العمر. وفي السياق علّق الأسير الإداري عمار حمور إضرابه عن الطعام وذلك بعد صدور قرار يقضي بتحديد سقف اعتقاله الإداري على أن يكون تاريخ الإفراج عنه في منتصف يونيو/ حزيران المقبل. وأشار محامي النادي الأسير الذي زار الأسير حمور في سجن النقب إلى أنه خاض الإضراب لمدة 38 يوماً احتجاجاً على اعتقاله الإداري وعلّقه بعد جهود قانونية بذلها النادي في استصدار قرار يحدّد زمن الإفراج عنه. يذكر أن الأسير حمور (28 عاما) من بلدة جبع في محافظة جنين وهو معتقل منذ 16 فبراير/ شباط الماضي وأصدرت سلطات الاحتلال بحقّه أمري اعتقال إداري لمدة ستة شهور في كل منهما. في غضون ذلك أكدت عائلة نايف رضوان من محافظة رام الله والبيرة وهو أحد محرري صفقة شاليط لنادي الأسير أن سلطات الاحتلال أعادت اعتقاله بعد أن توجه لحضور جلسة محكمة كانت مقررة له في عوفر للنظر في استئناف قدمته نيابة الاحتلال على قرار سابق أصدرته المحكمة بحقه عام 2014 وقضىت في حينه بالإفراج عنه وكان ذلك بعد حملة اعتقالات نفذتها سلطات الاحتلال بحق محرري صفقة شاليط. وأضافت أن سلطات الاحتلال لم تكتف باعتقاله بل أصدرت قراراً أعادت فيه الحُكم السابق له والبالغ مؤبدين و30 عاماً حيث قضى منه سابقاً 17 عاماً وذلك قبل الإفراج عنه في صفقة شاليط عام 2011. وأوضحت العائلة أن رضوان توجه عدة مرات للمحكمة بناء على الاستئناف المقدم وهذا ما حدث إلا أنهم تفاجأوا باعتقاله الفوري، وكذلك إعادة حكمه السابق. يذكر أن سلطات الاحتلال أفرجت عنه عام 2014 بشروط تمثلت بعدم خروجه من بلدته قبيه والتزامه بالتوقيع كل يوم خميس في أحد مراكز شرطة الاحتلال وتم فرض كفالة مالية بحقه بلغت 50 ألف شيقل مع التزامه بحضور جلسات المحاكم التي تم إقرارها. إلى ذلك قال القيادي في حركة حماس في محافظة جنين الشيخ مصطفى أبو عرة إن منع الاحتلال لزوجة الأسير القائد جمال أبو الهيجا (أم عبد السلام) من السفر للخارج لتلقي العلاج وإجراء عملية جراحية في الرأس لاستئصال ورم خبيث يدل على سادية وعنجهية الاحتلال. وأكد أن الاحتلال لا يكتفي باعتقال وملاحقة المجاهدين بل يلاحق أسرهم ويداهم بيوتهم ويخرب فيها وينهب ويسرق ويصادر المقتنيات في محاولة لإركاعهم وإذلالهم. وحسب أبو عرة فإن بيت الأسير القائد جمال أبو الهيجاء لم يسلم من هذه الاعتداءات، ودوهم مرات ومرات وصودرت منه مقتنيات فضلا عن حرقه في انتفاضة الأقصى والآن يتم منع المربية الفاضلة (أم عبد السلام) من السفر للعلاج». وطالب المؤسسات الحقوقية والسلطة الفلسطينية بتحمل مسؤولياتها «إزاء اعتداءات الاحتلال المتواصلة بحق شعبنا وأسرانا وعائلاتهم»، داعيا لإيصال هذه القضية لأعلى المستويات حتى يظهر للعالم وجه الاحتلال اللاإنساني تجاه الشعب الفلسطيني. الحكم على الطفل شكارنة بالسجن مع الغرامة واعتقال المحرر رضوان وفرض الحكم السابق عليه |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق