ألغاز موريتانيا: رئيس لا يريد أن يترشح مجددا! Posted: 24 Feb 2017 02:29 PM PST حسب تقرير ينشر اليوم لمراسل «القدس العربي» من نواكشوط فإن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز أعلن في مقابلة تلفزيونية أنه «لن يترشح لانتخابات 2018 الرئاسية»، وهي سابقة عربية خطيرة لم تحصل، في حكم عسكري عربي، من قبل سوى في السودان مع المشير عبد الرحمن سوار الذهب الذي استلم السلطة خلال انتفاضة نيسان/ابريل 1985 بتنسيق مع قادة أحزاب ونقابات ثم قام بتسليم السلطة للحكومة المنتخبة في العام التالي. يأتي التصريح في وقت يدعم فيه الرئيس الموريتاني تعديلات على الدستور حول نقاط بينها إلغاء مجلس الشيوخ وتعديل العلم والنشيد الوطني وهو ما دعا منتدى المعارضة الموريتانية، المؤلف من أحزاب ونقابات وشخصيات مرجعية، إلى إعلان رفض ما سماه «التعديلات الدستورية العبثية»، معتبرا أن «البلاد مختطفة من طرف حاكم يعتبر البلد وأهله غنيمة مستباحة يتصرف فيها كما يشاء ويورثها لمن يشاء»، وهو ما يفتح قوس سؤال كبير: إذا كان الحاكم يعتبر البلد وأهله غنيمة مستباحة يورثها لمن يشاء فما الذي يدفعه للتنحّي مع انتهاء ولايته فيما يخوض رؤساء، مثل بشار الأسد، وقبله معمر القذافي، وقادة عسكريين، مثل خليفة حفتر، حروباً مدمّرة لشعوبهم وبلدانهم عنوانها الرئيس: أنا أو أخرب البلد؟ أحد الأجوبة السريعة التي تقفز للذهن هو ما حصل مؤخرا من خروج الرئيس يحيى جامع، الحاكم المستمر لغامبيا منذ انقلابه العسكري عام 1994، من بلاده بعد محاولة فاشلة للتمسك بالسلطة بعد خسارة الانتخابات استدعت تدخّلا عسكريا إفريقيا ضدّه، وكان الرئيس الموريتاني ولد عبد العزيز قد توسط في مسألة خروجه وافتخر بعدها بما فعل، وهو ما يعني، أنه شارك في إبعاد ديكتاتور عسكريّ قبل أن يفني عناده البلاد والعباد، كما يعني أن دلالة هذه الحادثة انطبعت بقوة في ذهن الرئيس الموريتاني كما انطبعت في ذهن غيره من الحكام الأفارقة، وخصوصاً أنها تكرّر ما حصل مع زعيم ساحل العاج لوران غباغبو عام 2010 الذي أدخل بلاده حرباً أهلية انتهت باعتقاله وتسليمه للجنائية الدولية في لاهاي. العارفون بأحوال موريتانيا يقدّمون سبباً آخر لوعد عبد العزيز بعدم الترشح وهو أن رئيس أركان الجيش الموريتاني سيدي محمد الغزواني سيتقاعد آخر السنة الحالية ويصبح قادراً على الترشح للرئاسة بحيث يخرج من الحكم من وراء الكواليس، باعتباره القائد الفعلي للانقلابات المتكررة في موريتانيا والتي جاءت بمعاوية ولد الطايع رئيساً عام 2005، ثم بدوره في تمكين الرئيس المنتخب سيدي ولد الشيخ عبد الله عام 2008، وأخيراً بمحمد ولد عبد العزيز، سادس رئيس عسكري لموريتانيا الذي قام بخلع ولد الشيخ عبد الله عام 2009 واحتلّ منصبه. وبذلك نستطيع أن نفهم تكملة الوعد الذي صرّح به ولد عبد العزيز من أنه لن يترشح «ولكنّه سيدعم مرشحاً رئاسياً»، فبذلك يكون قد سدّد الأمانة الثقيلة التي سلّمت له من قبل الزعيم العسكري الفعلي للبلاد، الذي قرّر أن يصبح مدنيّاً ويترشح للرئاسة! ألغاز موريتانيا: رئيس لا يريد أن يترشح مجددا! رأي القدس |
«بأس» الصحافة الحرة و«بؤس» الصحافة الأسيرة Posted: 24 Feb 2017 02:29 PM PST هل في وسع الصحافي الإطاحة حتى برئيس للجمهورية؟ نعم بالتأكيد، في البلاد الديمقراطية حقاً، وشرط ان يدعم ما يخطه بالوثائق، انطلاقاً من حقيقة لها أدلة وأن يضمن القانون حرية الصحافة بلا أقنعة إعلامية ومن دون (مراعاة) لمصالح هذا الفريق أو ذاك وبالذات الفريق الذي يقوم بدعم رأيه بقوة (السلاح) غير الشرعي مثلاً. ونتذكر فضيحة «ووترغيت» الأمريكية حيث أطاح كشف صحافي برئيس الجمهورية نيكسون. واليوم تعيش فرنسا ذات الصحافة الحرة فصلاً من فصول «بنلوب غيت» وبنلوب هي زوجة مرشح اليمين للإنتخابات الفرنسية (الذي كان الأكثر حظاً في الفوز بالانتخابات الرئاسية) السيدة فيون تقاضت حوالي مليون دولار من مال دافعي الضرائب بذريعة (عمل وهمي) هذا إلى جانب إبنين لهما كما اتهمهما الإعلام مع الوثائق على ذلك! «البطة المقيدة» تطيح برئيس ممكن للجمهورية مثير الفضيحة هو: جريدة فرنسية عريقة ساخرة متواضعة الأناقة الطباعية، اسمها «لوكانار أنشينيه» أي البطة المقيدة (!) لعلها استطاعت مؤخراً تحويل مجرى تاريخ فرنسا مع انتخاب رئيس (محتمل) للجمهورية هو زعيم اليمين الفرنسي فرنسوا فيون. فهم في فرنسا لا يعرفون من الذي سيربح معركة الرئاسة قبل عامين ونصف مثلاً!! ولا يعرف أحد لحظة كتابة هذه السطور مَن الذي سيربح الانتخابات الرئاسية عندهم ولعل المرشح للرئاسة … فرنسوا فيون خسر فرصته بعدما كشفت «الكانار نشينيه» عن عدم امتلاكه لنزاهة فوق الشبهات. قوة الصحافة وبأسها في الحرية والصدق الصحافة الفرنسية تتمتع بالحرية المطلقة، لأنه ليس لفريق سياسي فرنسي «ميليشيا» تهدد الكاتب النزيه الذي يكشف عن الحقائق كما قد يحدث في لبنان وعلى نحو أكثر ضراوة في بلدان أخرى. كشفت الجريدة ان فرنسوا فيون استطاع إضافة أكثر من مليون دولار (للقوة الشرائية) لأسرته بذرائع قانونية وباختراع مهنة وهمية لزوجته كمعاونة له وهي التي سبق لها ان نفت قبل أعوام في جريدة «الديلي تلغراف» البريطانية انها (معاونة مهنية لزوجها)، كما تقاضى إبناه أيضاً بعض الرواتب بصفتهما من المستشارين له وكانا لا يزالان يدرسان في الجامعة!! ردة فعل فرنسوا فيون كانت تقليدية أي في التهجم على الصحافة الفرنسية والإعلام المتلفز واختبأ من المنطق بالكثير من الذرائع مثل إعلانه «أحب زوجتي» ولجوئه إلى كاثوليكيته (الملجأ الديني) وإلى لعب دور المظلوم. تتساءلون: لماذا أحدثكم عن ذلك؟ وهل بدأت أتحول من سورية / لبنانية إلى مواطنة فرنسية؟ بالتأكيد لا… لكنني أولاً وجدت في ما يدور في فرنسا مناسبة لإعلان انحيازي كعادتي للحرية، لحرية الصحافة شرط أن تدعم أقوالها بالحقيقة… أما مصير الصحافي الجريء الصادق في العالم الثالث فهو غالباً السجن أو القتل ناهيك عن التشهير به واتهامه بالخيانة. فرنسوا فيون: أهلاً بك في لبنان!! احتمى «فرنسوا فيون» بنظرية «المؤامرة».. وهي نظرية شائعة جداً في لبنان.. وكل من يخالفك في الرأي هو «عميل لإسرائيل».. (ولا أدري لماذا يدس البعض باسم إسرائيل دفاعاً عن سلوكهم المشبوه الذي يمنعون الصحافة من الحديث عنه) ثم أن حدود إسرائيل مع العرب هي الأكثر هدوءاً باستثناء قذائف فلسطينية تُعبرُ عن غضبها المحق ولم يعد ثمة من يقول كلمة عن «تحرير فلسطين» حلمنا وجرحنا الأكبر، وقد يقول ذلك البعض لكنه يذهب ليحارب في اتجاه معاكس!!.. سلوك فرنسوا فيون بمجمله يبدو بالغ البراءة بمنظار معظم السياسيين اللبنانيين، ثم ان (المسكين) لم يضف الملايين في «الجنات الضرائبية» السرية كما فعل بعض (الزعماء) اللبنانيين والعرب. وإذا كانوا قد يجدونه في فرنسا أقل نزاهة من المطلوب لرئاسة الجمهورية فهو بالمقاييس السياسية اللبنانية «آدمي ومظلوم» بل و»خلاصة الأوادم»!! وثمة صديقة فرنسية سألتني بدهشة بعدما علمت بتعطيل المجلس النيابي اللبناني عن العمل طوال عامين ونصف بذريعة «المقاطعة»، سألتني: وهل تقاضى النواب رواتبهم خلال فترة عطالتهم عن العمل؟ ولم أجبها لأنني أعرف أن أمراً كهذا لا يمكن له ان يحدث في فرنسا. سياسية ألمانية هالها سلوك فيون سألت: هل أعاد المليون دولار إلى الخزينة؟ الشاعر حافظ محفوظ وفلسطين وسط ذلك البحر المتلاطم من قمع الحريات في مدّ وجزر في هذا البلد العربي أو ذاك وقتل الصحافيين والتنكيل بالكلمة يقول المواطن العربي انه قد يكون المقصود من ذلك كله أن تنسى القضية المحورية العربية (في نظري) أي فلسطين، والتي تفرعت عن إهمالها الشرور كلها التي تلتهمنا كعرب وتقودنا إلى الحروب المحلية. ولذا انتعشت حين طالعت مؤخراً قصيدة اسمها «فلسطين» للشاعر اللبناني/البريطاني حافظ محفوظ الذي لم ينس أصوله في بلدته «مرجعيون» على الحدود مع فلسطين المحتلة (المدعوة مؤقتاً بإسرائيل) هذا بعدما شحت الإبداعات التي تتذكر فلسطين ومما جاء في القصيدة: نكبة العصر بل جميع العصور/ في فلسطين حتى يوم النشور/ أهدى بلفور لليهود بلاداً/ازدهت دائماً بشعب جسور/خدعوه وشردوه وداسوا/أرضه دون وازع من ضمير/عنصري ملطخ بدماء/بارع في الهجوم والتدمير/منذ بن غوريون يشن حروباً/ضد أبناء يعرب في نفير/واحتلال الجولان والقدس رمز/مستمر لنقض حق المصير.. وفلسطين حقها يتجلى/عبر تاريخها العريق النضير مضيفاً: أنت يا فلسطين زهرة مجد/ستعودين جنة للزهور.. قصيدة جميلة لا تخون التراث ولا تخون الشعر ولا تخون نبض القلب العربي الشعبي المنحاز لفلسطين.. ويبقى ألا نضيّع نحن «بوصلة فلسطين». أهل الكهف ناموا أربعين عاماً فقط وقاموا من نومهم.. فمتى نصحو نحن على الحقائق الرثة لحياتنا العربية مستلبة الحرية حتى في حقل الصحافة؟ «بأس» الصحافة الحرة و«بؤس» الصحافة الأسيرة غادة السمان |
صباح الخير أيها القيصر… عبد الفتاح السيسي سابقًا! Posted: 24 Feb 2017 02:29 PM PST «تشحتف» الدكتور عبد المنعم سعيد، وهو في حضرة عبد الفتاح السيسي، وإذ بلغت جرعة «الشحتفة» حدها الأقصى، فقد وصف السيسي بـ «القيصر»، وهو يطالبه بإدارة الإعلام وتوجيهه، ليرتقي الإعلام إلى هذه اللحظة التاريخية التي تعيشيها مصر! في هذه الزاوية، كتبت في السابق، أن على غير المصريين الذين لا يعرفون اصطلاح «الشحتفة»، أن ينظروا إلى أداء الفنانة الراحلة «أمينة رزق» ليقفوا على المقصود بـ «الشحتفة» والتي هى إفراز طبيعي لشخص اجتاحته العواطف الجياشة «فتشحتف»، ومؤخراً أعادت قناة «ماسبيرو زمان» حلقة «اثنين على الهواء»، الخاصة بالراحلين: «زكي طليمات» و «يوسف وهبي»، وقال الأول وصفاً لأمينة رزق، إنها امرأة تجيد البكاء بكل لغات الدنيا. والبكاء، في حالة الفنانة الراحلة، هو إحدى التنويعات للحن «الشحتفة»، وعند زيادة منسوب «الشحتفة» في الدم. ومع عبد المنعم سعيد في الحالة سالفة الذكر، تذكرت الرئيس «الراحل» أنور السادات (يبدو أنه يوم الراحلين) وهو يقول للكاتب (الراحل) محمد حسنين هيكل: «إيه أخبار الخبراء يا هيكل؟!». أصل الحكاية، أن هيكل في سعيه للسيطرة على الحكم بعد وفاة عبد الناصر، كان كلما التقى السادات أخبره أن الأوضاع في مصر بالغة السوء، وحسب ما ذكره الرئيس الراحل أنه في كل مرة يسأل فلا يجد الأحوال بالسوء الذي كان يصوره هيكل، وكان السادات يعرف ما يستهدفه رئيس مؤسسة «الأهرام» الصحافية، والذي كرر ذات مرة الأسطوانة نفسها، ليسأله الرئيس في لهفة وفي مشهد تمثيلي يظهره جزعاً ، وقال له وما العمل؟!.. ليصل الكاتب إلى هدفه، ويطرح الحل؛ يوجد في «الأهرام» مركزاً للدراسات السياسية والإستراتيجية أسسه «هيكل»، وينبغي أن توضع أمامه كل الملفات الخاصة بالمشكلات التي تعاني منها مصر، ليضع «خبراء» المركز الحلول لها. وظل الرئيس بعدها كلما رأى صاحبنا يسأله في سخرية: «إيه أخبار الخبراء يا هيكل»! عبد المنعم سعيد هو واحد من هؤلاء الخبراء، وقد عمل في المركز منذ تخرجه في الجامعة ثم ترأسه لسنوات عدة، وربما لم يكن وقت هذه الواقعة «خبيراً»، فقد يكون «شتلة خبير» في طريقه للتشكل «خبيراً»، لكنه في النهاية صار واحداً من الخبراء، وعندما يصل الحال به وبعد أن صار خبيراً متقاعداً، إلى حد أن يطلب بالإعلام الموجه في أبشع صورة له، فيمكننا أن نتفهم السادات بأثر رجعي وهو يتساءل ساخراً: «إيه أخبار الخبراء يا هيكل»! الوقار الشكلي الدكتور سعيد، فوق كونه خبيراً، فإنه ليبرالي، فليس ابناً لمرحلة الحزب الواحد، والتأميم والمصادرات، ورغم أنه من أعضاء لجنة السياسات في الحزب الوطني لصاحبها جمال مبارك والسيدة والدته، فكان يبدو وقورا، ويحرص أن يقدم رؤية متماسكة، يمكنك أن تختلف معها لكن لا تستهجن صاحبها، فما الذي حدث له لأن يكون متهافتاً على هذا النحو، وبعد أن بلغ أرذل العمر؟! عبد المنعم سعيد، وليس أحمد موسى وقف أمام السيسي ليقول: «مع التسليم بوجود جهد خارق يحدث في مصر فلابد من إعلام يعبر عن هذا الجهد ليكسب الإعلام الاحترام… ولابد من وجود جهة منظمة للإعلام يقودها ما يسمى في الغرب القيصر ليضمن اتساق الرسالة الإعلامية الموجهة ويكون مكانه الرئاسة»! انظر إلى تجليات كبير الخبراء (يا هيكل) فهو يسلم ويطلب منا التسليم «بوجود جهد خارق يحدث في مصر»، فما هو هذا الجهد الخارق؟ ذلك أننا لم نشاهد جهداً خارقاً إلا في مجال التفريط، ومن أول التنازل عن «تيران وصنافير» إلى التفريط في حق مصر التاريخي في مياه النيل، إلى اللقاءات السرية التي جمعته بنتنياهو، إلى رؤيته الخلاقة بالتنازل عن سيناء لإقامة الدولة الفلسطينية، وكله جهد خلاق لصالح إسرائيل وقد كشف تسريبات قناة «مكملين» أن التنازل عن الجزر هو لصالح إسرائيل، حيث ناقش وزير خارجية السيسي وثيقة التنازل مع محامي رئيس الوزراء الإسرائيلي، بالكلمة، والفاصلة والنقطة! لم يقل «خبير الخبراء»، وهو في حضرة «طبيب الفلاسفة» إن تعبير الإعلام عن «الجهد الخارق» هو لتحقيق خدمة للوطن بإبراز هذا «الجهد الخارق» وتلميع من قام به، فما المستهدف هو «ليكسب الإعلام الاحترام». فقلبه على الإعلام إذن! وهو لا يتوقف عن هذا الحد، ولكنه يضع «خريطة طريق» لهذا الإعلام فلابد أن تقوده جهة منظمة، وهذه الجهة المنظمة يقودها ما يعرف في الغرب بـ «القيصر». وقد ذكر الغرب ليعطي لحديثه بعداً مدنيا وديمقراطياً. ولأنه يعلم أنه يتقرب بالنوافل لشخص ضحل الثقافة لا يفهم إلا المباشر من الكلام وقد يتوه في محاولة التوصل للمقصود بـ «القيصر»، فيعلن أن مكانه هو «الرئاسة» أي أن السيسي نفسه هو «القيصر»، وهكذا صرنا في محيط فقد من فيه عقولهم في ظروف غامضة، ليست غامضة بالكلية! فالسيسي الذي وصفه الناصريون بأن عبد الناصر وقد عاد من رقاده يحلم بالسادات، في أحلامه الأربعة الشهيرة، والكاتب الليبرالي الكبير يتجه شرقاً ليجلب من الروس اصطلاح «القيصر»، الذي يرى أن دوره هو في قيادة الجهة المنظمة للإعلام «ليضمن اتساق الرسالة الإعلامية الموجهة»! مشروع التوريث يلعب عبد المنعم سعيد في الوقت بدل الضائع، وهو كان من الذخيرة الحية لمشروع توريث الحكم في مصر، لكن بالثورة، فقد انتهى دوره، وإذ بدأ السيسي في السطو على بعض رجال جمال مبارك، فعين بعض أعضاء لجنة السياسات وزراء، فقد وجد سعيد الفرصة مواتية ليقدم نفسه لـ «القيصر» الجديد، وهو يعلم أنه لا تصلح معه الرصانة، ووقار «الخبراء يا هيكل»، فخاطب المرحلة على قدر عقول قادتها، ولابد من التحلل من ثياب الوقار، فالتعبير فيها عن الحب يكون بالرقص، وبإدعاء الوله العاطفي، فعبد الحليم قنديل، من جماعة «حيث أنه» و»ريثما»، عندما أراد التقرب من حضرة صاحب المقام، قال إن النساء يعشقن السيسي، وقس وقور، افتراضا بحكم موقعه الديني، قال إنه يذوب عشقاً في السيسي! والحال كذلك، فيصبح من الطبيعي ليثبت أحد (الخبراء يا هيكل) أنه ابن المرحلة وهو يتقرب لـ «قيصرها» زلفى. وفي الواقع أن عبد الفتاح السيسي لم يكن ينتظر نصائح المذكور ليؤمم الإعلام، لكن ما فعله الخبير أنه أعاد صياغة المطلوب ليبدو كلاماً علمياً وفخماً، فالرسالة الإعلامية لابد أن تكون متسقة، واتساقها ينبغي أن تقوم عليه جهة منظمة للإعلام، وهذه الجهة يقودها ما يعرف في الغرب بالقيصر! «الجهة الإعلامية» صدر بها قانون، وإذا كان الدستور نص على أنها مستقلة فالقانون جعل «عقدة النكاح» فيها بيد رئيس السلطة التنفيذية خالد الذكر عبد الفتاح السيسي، ورغم أن الإعلام يدار من مكتب السيسي وبالهاتف، وأثبتت تسريبات «الجزيرة» أن من يقود الإعلام المصري هو سكرتير السيسي الخصوصي اللواء عباس كامل، إلا أنه لم يكتف بهذا القدر، فكان شراء عدد من الصحف والقنوات التلفزيونية بأسماء لملاك ليسوا أكثر من واجهة، ويخرج اللواء أحمد سمير المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة من الجيش على التقاعد ليواصل عمله مسؤولا عن قناة «النهار»، بل يتحول إلى «كاتب عمود» في جريدة «المصري اليوم»، ورغم رداءة المكتوب، وانعدام الموهبة، إلا أنه استمر كاتباً بقوة الدبابة! ومع هذا، ورغم السيطرة الكاملة على التلفزيون الرسمي بكل قنواته فلا وجود للرأي الآخر على شاشته، فقد أسس السيسي «سلسلة» قنوات «DMC»، على وزن سلسلة مطاعم كنتاكي، حيث تضم «السلسلة» قناة عامة وقنوات متخصصة، والمهمة الجديدة هى تأميم نقابة الصحافيين، من خلال الاستيلاء عليها في الانتخابات المقبلة، وقد ظهر في المشهد رجال أعمال المرحلة، ومن أحمد أبو هشمية إلى محمد أبو العينين صاحب «صدى البلد»، إلى حسن راتب صاحب «المحور»، وفي محاولة التخلص من النقيب الحالي يحيي قلاش، نشر موقع «صدى البلد» خبر مقابلة له مع صحافيين من الإخوان للتنسيق للانتخابات النقابية، لتتم مناقشته على قناة «المحور»، مع أنه خبر كاذب جملة وتفصيلاً، لكن في الحروب يباح استخدام كل الأسلحة! للعلم، وللعلم فقط، أنه عندما كان ثلاثي رجال الأعمال، مقربين من حكم الإخوان، حتى ظننا أنهم بايعوا المرشد العام للجماعة على المصحف والمسدس في الحجرة المظلمة إياها، كان قلاش من خصوم الإخوان! لقد صار الإعلام كله قبضة «القيصر» وعدنا إلى زمن الإعلام الموجه، لكن هذه المرة ليس بدعم سوفياتي ولكن بدعم وتحريض «ليبرالي»! يبدو أنه لا يوجد في مصر ليبراليون حقيقيون ، ولكن يوجد متأمركون قاموا بانتحال صفة الليبرالية لتسيير مهامهم السلطوية. أرض – جو في مجال تبرير الزفة المبالغ فيها التي استقبل بها اللاعب لونيل ميسي في القاهرة، قال عمرو أديب في برنامجه على قناة «أون تي في» إن عدد المتابعين للاعب على «تويتر» مليار متابع، والمعنى أنه يمكن أن يدعم السياحة المصرية بالنشر عن هذه الحفاوة على صفحته، ليتبين أن عدد مستخدمي «تويتر» في عموم الكرة الأرضية لم يصلوا إلى المليار، وأن ميسي ليس مشتركاً في «تويتر» أصلاً. إنه استقبال استهدف تحقيق انتصارات وهمية، مثله مثل مشروع تفريعة قناة السويس الذي اعترف السيسي بعد حملات التضليل بأنه استهدف به رفع الروح المعنوية للمصريين! صحافي من مصر صباح الخير أيها القيصر… عبد الفتاح السيسي سابقًا! سليم عزوز |
إسرائيل على حدودكم أيها الممانعون لا على حدود تركيا Posted: 24 Feb 2017 02:28 PM PST قبل أن يتدخل في سوريا رفع حلف الممانعة والمقاومة شعار: «محاربة عملاء إسرائيل في سوريا»، لا بل اعتبر أن كل الجماعات التي تعارض النظام السوري في سوريا ليست سوى ثلة من العملاء والخونة المرتبطين بإسرائيل بشكل عضوي. ولا ننسى أيضاً ما يكرره إعلام الممانعة والمقاومة، وعلى رأسه طبعاً إعلام النظام السوري أن سوريا لم تشهد ثورة، بل إن كل الذين يواجهون النظام دفعت بهم إسرائيل إلى سوريا كي يقاتلوا النظام نيابة عنها. وكما هو دارج: إذا أردت أن تقضي على أي خصم في بلادنا أو حتى في العالم أجمع، يكفي أن تتهمه بالعمالة للعدو. وبناء على ذلك، لم يحتج النظام السوري وحلفاؤه، وخاصة الممانعين والمقاومين إلى أي حجة أو عذر للتدخل في سوريا لمواجهة الجماعات الثائرة سوى اتهامها بأنها خائنة وعميلة لإسرائيل، ومن ثم راحوا يعملون على محوها عن وجه الأرض بناء على تلك التهمة السهلة والمقبولة شعبياً والتي يمكن تمريرها وترويجها بكل يسر. سنتفق جدلاً أنه من حق النظام وحتى حلفائه في حلف الممانعة والمقاومة أن يتدخلوا في سوريا لمواجهة الجماعات التي يعتبرونها عميلة لإسرائيل، فلا أحد يستطيع أن يرفض طلبهم طالما أنهم يعتبرون إسرائيل وكل من هو مرتبط بها عدواً لدوداً لهم. لا بأس نحن متفقون على هذا الموضوع معكم جدلاً. لكن بالله عليكم: أيهما أكثر جدوى وفعالية: مواجهة ذيل الأفعى كما تسمونه أنتم، أم مواجهة رأس الأفعى؟ لماذا تلاحقون الذيل المتمثل بالجماعات المعارضة للنظام في سوريا، وتتركون رأس الأفعى في إسرائيل كما تسمونه أنتم بأنفسكم؟ لا نريد أبداً التدخل في قرارتكم، لكن من حقنا أن نسألكم على الأقل من باب التبصر. لماذا تذهبون إلى حلب على بعد مئات الكيلومترات من لبنان لتقاتلوا أذناب إسرائيل المزعومين، بينما لا تبعد المناطق الإسرائيلية الصهيونية عن حدود لبنان بضعة كيلومترات، لا بل يمكن أن تطالها بصواريخ كاتيوشا البدائية؟ وكلنا يتذكر كيف استطاع حزب الله أن يجعل الإسرائيليين يعيشون في رعب مقيم لعقود من خلال استهدافهم بصواريخ بسيطة جداً. فلماذ قرر هذه المرة أن يرسل خيرة قواته إلى حمص وحلب وإدلب البعيدة في سوريا، بينما كان يمكن أن يضغط على رأس الأفعى في إسرائيل مباشرة على بعد ضربة حجر فقط؟ لماذا راح الجيش السوري يقاتل من يسميهم بعملاء الكيان الصهيوني شمال سوريا على الحدود التركية على بعد مئات الكيلومترات، بينما إسرائيل التي يدعي النظام أنها تدعم وتقود عملاءها في سوريا لا تبعد عن مدينة القنيطرة السورية سوى متر واحد؟ ومن زار مدينة القنيطرة يرى أن الفاصل بين الأرض السورية والأرض التي يسيطر عليها من يسميه النظام بالعدو الإسرائيلي مجرد شريط شائك بعرض ثلاثة سنتمترات. وبالإمكان استهداف المواقع الإسرائيلية بالحجارة وليس حتى بالمدافع للضغط على إسرائيل ومنعها من استخدام عملائها ضد النظام في سوريا؟ والسؤال الأهم الذي نريد أن نسأله لمن يزعمون أنهم يحاربون أذناب إسرائيل في سوريا: ألم يعترف حليفكم الدولي الرئيس الروسي بوتين بعظمة لسانه في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في موسكو بأن إسرائيل باتت حليفاً قوياً لروسيا وحلفائها في مواجهة الإرهابيين والتكفيريين في سوريا؟ فكيف إذاً تتهمون الجماعات التي تقاتل النظام في سوريا بأنها عميلة لإسرائيل، وفي الوقت نفسه أصبحت إسرائيل، حسب بوتين، حليفاً لكم لمواجهة تلك الجماعات الإرهابية في سوريا؟ هل يعقل أن إسرائيل باتت تقاتل وتحارب ضد من تسمونهم أنتم بعملاء الصهاينة وأذنابهم؟ هل يعقل أن إسرائيل صارت تحارب عملاءها؟ والسؤال الأصعب موجه للنظام السوري: هل تعلم أن عدد شهداء الجيش السوري في حرب تشرين عام 1973 ضد إسرائيل بلغ 750 شهيداً و1200 جريح، مع العلم أن النظام كان في ذلك الوقت يواجه إسرائيل مباشرة، بينما وصل عدد قتلى الجيش السوري إلى أكثر من مئة وخمسين ألف قتيل وعشرات الألوف من الجرحى عندما واجه الجيش من يسميهم النظام بعملاء إسرائيل في الداخل السوري على مدى السنوات الست الماضية؟ ألم يكن من الأفضل أن يواجه الجيش العربي السوري إسرائيل بدل أن يواجه «عملاءها في سوريا» كي يوفر على نفسه مئات الألوف من الشهداء والجرحى والخسائر الرهيبة؟ وأخيراً أيضاً كيف يستقيم اتهام النظام السوري لجماعات المعارضة بأنها عميلة لأمريكا، وفي الآن ذاته يرحب الرئيس السوري بدخول الجيش الأمريكي للأراضي السورية؟ «مش راكبي» بصراحة! ٭ كاتب وإعلامي سوري falkasim@gmail.com إسرائيل على حدودكم أيها الممانعون لا على حدود تركيا د. فيصل القاسم |
جرائم كبرى في نهب المال العام رغم وجود الأجهزة الرقابية… والدولة تريد شعبا يضحي ويقبل بالقليل Posted: 24 Feb 2017 02:28 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي» : لا جديد في بعض الصحف المستقلة والفقيرة التي تواجه الفناء، بسبب حصار السلطة لها، لكنها ما زالت تتشبث بضميرها، وواصلت التنديد بما اعتبرته كارثة لقاء العقبة، الذي يسعى بعض أطرافه العرب المشاركين فيه إلى التبرؤ من التآمر على أنبل القضايا في تاريخ شعوبهم، وهي القضية الفلسطينية.. بعد أن ازاح نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الغطاء عن خزانة أسراره وتحدث عن الاجتماع «السري»، ما أحرج أولئك الذين يزعمون أنهم حراس القضية أو الأمناء على غايات شعبها، قبل أن تهتك المستور عن أبشع مؤامرة يراد بها تخدير الفلسطينيين للقبول بحفنة تراب مستعار، يضعون عليه علمهم وينشدون نشيداً وطنياً ربما يكتبه ترامب مستقبلاً. إرث العرب والمسلمين الخالد يتعرض الآن للسطو تحت جنح الظلام، حيث يجري البحث عن قطعة أرض لتختزل المأساة ويذهب دم الشهداء هدراً.. وطن لم يحلم به محمود درويش ولا الشيخ أحمد ياسين ولا سائر من أفنوا أعمارهم في الدفاع عن القضية. وفيما تكثف أذرع الإعلام الرسمية هجومها ضد من ينددون بالمؤامرة التي تحاك للفلسطينيين لإقامة وطن بديل لهم، بينما تلتهم إسرائيل دولة من خير بقاع الأرض. في الصحف المصرية الصادرة أمس الجمعة توالى الألم على ضياع القضية الأغلى لسائر بيوت المسلمين، فيما كان هدف جرائد النظام وأبواقه التصفيق لإعلان براءة الذمة التي اعلنته مؤسسة الرئاسة بشأن عدم وجود أي نية لإقامة وطن للفلسطينيين في سيناء. كما تواصلت المعارك على رحيل زعيم الجماعة الإسلامية عمر عبد الرحمن، وقد كشف الحضور الشعبي الطاغي لجنازتة عن أن تيار الإسلام السياسي لايزال يحظى بحاضنة شعبية ضخمة لم تفلح أذرع النظام الإعلامية وخصوم ذلك التيار من اجتثاثها. وترشح الساحة لمصالحة وطنية جامعة رغم حملات النظام المتتوالية التي تنطلق على مدار الساعة ضد الإسلاميين وإلى التفاصيل: كيف فعلها السيسي؟ يذكرنا محمد سعد عبد الحفيظ في «مصر العربية» بكلمات مؤثرة قالها السيسي منذ فترة: «فيه ناس بتحتفل بالانتصار والاستقلال»، في إشارة إلى المحتل الصهيوني المغتصب للأرض، وناس بتحتفل بالانكسار والانهزام، في إشارة إلى الشعب الفلسطيني العربي الذي سلبت منه أرضه بالحديد والنار.. قبل هذا الخطاب بأسابيع التقى السيسي سرا رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري والملك الأردني عبد الله الثاني.. اللقاء الذي جرى قبل عام في مدينة العقبة الأردنية، عرض خلاله كيري مبادرة سلام إقليمية، تضمنت الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، واستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين بدعم دول عربية، وهو الاقتراح الذي وافق عليه الرئيس المصري والملك الأردني، رغم تعارضه مع ثوابت القضية الفلسطينية. ويمضي الكاتب لكشف ما يعتبره تناقضات السيسي، ففي خطاب أسيوط الذي أعقب اللقاء السري بأسابيع قليلة تحدث السيسي عن الشعب الإسرائيلي، باعتباره شعبا شقيقا قائلا: «في اللحظة دي في شعب بيحتفل بذكرى الانتصار والاستقلال»، في إشارة إلى احتفال الصهاينة بذكرى تأسيس الدولة العبرية على دماء شهدائنا في 1948، مضيفا: «وشعب آخر بيعاني من الانهزام والانكسار» قاصدا الشعب الفلسطيني المقاوم. السيسي تحدث في الخطاب ذاته عن «سلام أكثر دفئَا»، وعن حلم إقامة دولتين، وأضاف: لو قدرنا بإخلاص حقيقي حل هذا المسألة لإيجاد أمل للفلسطينيين والإسرائيليين، سيتم فتح صفحة جديدة. تسربت في تلك الأثناء أخبار عن لقاءات جمعت السيسي وأبو مازن ونتنياهو، وتصدى فتوات النظام في الإعلام لنفي تلك الأنباء، التي تأكدت بعد أن اعترف بها رئيس الوزارء الإسرائيلي مؤخراً. يتابع الكاتب، لم يجرؤ الرئيس المؤمن الذي وقع اتفاقية العار مع العدو الصهيوني على الاقتراب من ملف يهودية إسرائيل، ورغم بلادة «المخلوع» مبارك إلا إنه رفض حتى مناقشته، فكيف فعلها السيسي؟». وداعاً فلسطين «سلام بدون فلسطينيين ولا دولة فلسطينية ولا انسحاب من الأراضي المحتلة في 1967، ولا من أي جزء منها. سلام بين العرب و(إسرائيل) من أجل «مصالح مشتركة» ليس من بينها فلسطين والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ومركزية الصراع العربي الصهيوني، وكل هذا الكلام الذي عفا عليه الزمن وفق ما يصفه محمد سيف الدولة في «الشعب»، فإسرائيل لم تعد دولة احتلال وفصل عنصري وكيان استيطاني عنصري إرهابي دأب على ارتكاب جرائم حرب وإبادة في حق الفلسطينيين والشعوب العربية، وإنما أصبحت دولة طبيعية صديقة من دول المنطقة، تتعرض للتهديدات والمخاطر الإرهابية ذاتها التي تعاني منها دول الجوار العربي (وليس دول الطوق)، وهو ما يخلق في ما بينها مصالح مشتركة في مواجهة هذه المخاطر. هذه هي النسخة الحديثة من الموقف الأمريكي الإسرائيلي المصري العربي الموحد، الذي يتم التلميح به منذ فترة طويلة، إلى أن تم تتويجه وإعلانه رسميا وصراحة في المؤتمر الصحافي المشترك بين ترامب ونتنياهو. ولقد كان أول من دعا إلى هذه الفكرة هو عبد الفتاح السيسي في حديثه مع وكالة أسوشيتدبرس على هامش الدورة 70 للجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2015، حين طالب بدمج إسرائيل في المنطقة، وتوسيع السلام معها، لتشمل دولا عربية أخرى، لمكافحة الإرهاب الذي يهدد الجميع. ليكون بذلك أول عربي على وجه الإطلاق يفصل بين السلام مع إسرائيل وبين انسحابها إلى حدود 4 يونيو/حزيران 1967. ورغم أن الرأي العام الشعبي العربي والفلسطيني، عارض على الدوام موقف حكامه وأنظمته، ورفض مبدأ الاعتراف بشرعية إسرائيل، إلا أن سقف التنازلات المصرية الفلسطينية الأردنية العربية، لم ينخفض أبدا عن دولة فلسطينية على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية. ولكن تصريحات السيسي وتوجهاته ومواقفه هو وغيره من الأنظمة العربية في السعودية والخليج، أكدت كما يشير الكاتب، ما كان يتردد كثيرا في أحاديث وتصريحات نتنياهو عن حلفائه من الدول العربية الكبرى». «لا عاجب نتنياهو ولا السيسي» نبقى مع لقاء العقبة حيث يتولى الثأرللسيسي أحمد بكير مدير تحرير «الوفد» خصوم النظام: «بعد الكشف عن لقاء العقبة، لم يعد مستغرباً أن يُبادر الرئيس السيسي بإطلاق دعوته للسلام «الدافئ» مع إسرائيل، خلال افتتاحه محطات الكهرباء في أسيوط يوم الثلاثاء 17 مايو/أيار 2016، تلك المبادرة التي خلقت حالة من اللغط في أوساط المتربصين بشخص الرئيس، وتهكموا على كلمة «دافئ» التي وصف بها السلام المأمول مع الإسرائيليين، ومنذ لقاء العقبة والدبلوماسية المصرية تعمل سراً وعلنًا لبلورة مبادرة جديدة للسلام تنهى الصراع مع إسرائيل، وتأتي للفلسطينيين بحقهم. وبالأمس كان الملك عبدالله ملك الأردن في مصر في لقاء مع الرئيس، ربما كان لوضع الرتوش النهائية للمبادرة التي تتبناها مصر بمسؤوليتها تجاه القضية الفلسطينية، بما يؤكد استعادتها لدورها الريادي المؤثر في المنطقة، بصرف النظر عن انتقادات معارضي النظام «عمال على بطال». ولم يكن السيسىي أول رئيس مصري يلتقي مسؤولين إسرائيليين حتى يتعرض لهذا الهجوم، ومن قبله بقرون التقى الرسول «صلى الله عليه وسلم» باليهود وتعاهد معهم، ومثله فعل السادات في اتفاقية السلام مع الإسرائيليين.. وكون لقاء العقبة بين السيسي ونتنياهو قد تم في السر، فليس معناه أن مصر ستتنازل عن شيء، فالسرية ضرورية لأي مباحثات، وقضاء الحوائج في الكتمان نصيحة نبوية ينساها أدعياء التدين. ولقاء العقبة «السري» أهاج الإسرائيليين على نتنياهو، ليس لسريته، ولكن سبب الهجوم أنهم يرون إنه قد أضاع فرصة غالية كانت مواتية لتحقيق السلام، لولا تباطؤه وتردده في اتخاذ إجراءات إيجابية. لا السيسي هنا عاجب بعض المصريين، الذين تطاول قِلة منهم عليه باتهامات بالخيانة والعمالة، لأنه التقى الصهيوني العدو نتنياهو، ولا نتنياهو هناك عاجب معظم الإسرائيليين الذين وصفوه بالجنون». موتوا بغيظكم نتوجه نحو أحد ضحايا كتائب النظام الإعلامية، جمال الجمل في «البديل»: «بما إني من «أهل الشر»، و«زبالة» و«خائن» و«جبان» و«عميل مزقوق على الأسد حبيب الكل»، فقد أوزعتني نفسي أن أستمر في طريق الضلال و«الهرتلة»، ففي ذلك منافع كثيرة، منها مثلا عكننة الأسياد في قصور الحكم، ومنها «نحررة» أتباعهم «المتشحفتين عليهم» في صناديق التعليق على مقالات المعارضة الخبيثة، ومنها أن نواصل توسيع مجال حريتنا، وممارستها بجرأة، دون خوف من بطش، وأن نناقش أفكارنا في العلن، ليفهم من يفهم، ويناقش من يناقش، ويشتم من يشتم، ليكشف لنا عن عنوان الحظيرة التي تأويه، وأقصد «حظيرة دولة الأشلاء» التي تغري أنصارها بعلف البدن، وتحرم عليهم غذاء العقول.. أعترف بأن بعض الشتامين، ليسوا من الكتائب الإلكترونية المأجورة لحساب نظام «طبللي طَبّل على طبلي.. خليك حنين طبطبلي»، وقد يكونون أكثر طيبة مني، وأكثر حبا لمصر مني ومنكم، لكنهم أصيبوا بمتلازمة خوف من خطر انهيار الدولة الحامية، والوقوع في دوامة الدم والعنف، والشتات في المخيمات، كما حدث في دول مجاورة، وهو إحساس ثقيل على النفس، وإذا تمكن منها فإنه يمسخ المواطن إلى عبد خانع لأي قوة تحميه، حتى لو فرط في الكثير من رزقه، ومن كرامته، فالأمن غالي الثمن في كل زمان ومكان، ولهذا أوضح أنني لست غاضبا من أي فرد هجر فضيلة الرد العاقل، ومناقشة الرأي بالرأي، واكتفي بالشتيمة، حتى لو كانت بأقذر الألفاظ؛ لأنه سواء فعل ذلك برأيه الحر، أو كعمل نظير أجر، فإنه ضحية لنظام يستفيد من تغييب العقل، ويدعم سلطته وحكمه بالتفريق بين أصحاب المصلحة، فطالما ظلوا شيعا وفرقا ومتحاربين، فلن يقدروا على محاسبته، ولن ينتبهوا إلى أنهم أصحاب الحق، ويسألون عن مستحقاتهم، ولهذا فإن معركتي ليست مع الناس (حتى لو كانوا مخطئين) طالما أنهم محكومون، وليسوا حكاما، معركتي مع الحكام.. مع أصحاب القرار». صلح على شرف الجنازة جنازة عمر عبد الرحمن الحاشدة تحمل رسائل كثيرة يحصيها رئيس تحرير «المصريون» جمال سلطان: «عشرات الآلاف الذين حضروا وساروا فيها حتى دفنه تكشف بوضوح عن أن «تياره» يملك حاضنة شعبية كبيرة، كما يكشف عن أن الحملات الإعلامية الواسعة لتشويهه الآن وسابقا لم تفلح في أن تكسر تلك الحاضنة أو تشتتها، وعندما تتعامل سلطة مع تيار يملك مثل تلك الحاضنة الشعبية، فلا بد أن يكون «العقل السياسي» هو الحاضر وليس «العقل الأمني»، دون إهدار الدور الأمني بكل تأكيد، والموقف الذي اتخذته الدولة والرئاسة تجاه جنازة عمر عبد الرحمن حقق مكاسب سياسية أفضل من ألف خطبة وألف مقال وألف إجراء أمني، وفي ظل تنامي التهديدات الإرهابية للوطن من جماعات عنف مروع وغير مسبوق مثل «داعش»، فإن من الحكمة أن نحمي الحاضنة الشعبية من أي اختراق، لحرمان الإرهاب من المدد البشري، وهذا يعيدنا للتذكير بأهمية تحقيق بند «المصالحة الوطنية»، الذي مثل أحد أركان شرعية النظام الحالي، ولكنه ما زال معلقا، كما يذكرنا بأهمية تحجيم الاندفاعة الأمنية في قمع المعتدلين من أصحاب التوجه الإسلامي، التي وصلت إلى حد اعتقال القيادي البارز في الجماعة الإسلامية الشيخ عصام دربالة، رئيس مجلس شورى الجماعة، رحمه الله، في الوقت الذي كان يجول فيه مدن الصعيد يحذر الشباب من العنف أو الاستجابة لإغراءات العنف، ويأخذ بعقولهم ومشاعرهم بعيدا عن الإرهاب وأصواته، رغم معاناته من المرض المتعدد، وبعد اعتقاله حدث التعنت في وصول الدواء له في معتقله حتى مات خلال أيام». الزهايمر يقضي على أمل شفيق اكدت صحيفة «الدستور» أن المرشح الرئاسي الأسبق، الفريق أحمد شفيق مصاب بمرض يفقده القدرة على خوض الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في العام المقبل. وقالت الصحيفة إن «شفيق» مصاب بمرض الزهايمر، مضيفة «أن المرض قد داهم جزءا كبيرا من الذاكرة وأفقد المرشح الرئاسي الأسبق القدرة على التركيز. مؤكدة إنه يتلقى علاجا مكثفا؛ حتى يتمكن من الحديث في وسائل الإعلام». وفي البداية، شكَّك كاتب التقرير، رئيس تحرير الصحيفة، محمد الباز، المعروف بصلته الوثيقة بالأجهزة الأمنية المصرية، في لياقة أحمد شفيق السياسية، وقدرته على العمل، ومشروعه السياسي الذي يتحدث عنه كثيرا، مشيرا إلى اجتماعاته التي يعقدها في منفاه الاختياري في أبوظبي، حيث يلتقي مع شخصيات مصرية عديدة، يطرح عليهم نفسه، ويغريهم بمناصب قيادية في نظامه، حسب وصفه. تابع الباز متسائلا: «لكننا نتحدث عن لياقته الصحية، وهل هو فعلا مؤهل صحيا ليخوض معركة الرئاسة من جديد؟». وشدّد الباز على تأكيد ما ذكره عن إصابة شفيق بالزهايمر، مؤكدا أن النفي في هذه الحالة لن يكون كافيا أبدا، وقال: «عرفنا حالته من أصدقائه، وليس عليه إلا أن يتقدم للشعب المصري بتقرير عن حالته الصحية، قبل أن نسمع منه حديثا مطولا ومملا ومعادا عن رغبته في خوض المعركة الانتخابية». لسنا إرهابيين اهتمت «الوطن» برسالة نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية لجهاد الحداد الناطق الرسمي باسم جماعة الإخوان، أمس، بعنوان «أنا عضو في جماعة الإخوان.. أنا لست إرهابياً»، والمقال مُسرب من داخل محبسه وقال الحداد، في رسالته: «أنا أكتب هذا من ظلمات الحبس الانفرادي في سجن مصر الأكثر شهرة، حيث كنت قد احُتجزت لأكثر من 3 سنوات، وأجد نفسي مجبرا على كتابة هذه الكلمات بسبب التحقيق الجاري في الولايات المتحدة بشأن اتهامات جماعة الإخوان، وهو المنظمة التي أخلصت لها طوال حياتي، بإنها جماعة إرهابية». بحد قوله وتابع الحداد: «نحن لسنا إرهابيين، ففلسفة الإخوان من خلال فهم الإسلام، التي تؤكد على قيم العدالة الاجتماعية والمساواة وسيادة القانون». مضيفاً: «منذ تأسيس الجماعة ونحن منشغلون سياسيا في مؤسسات بلادنا، وكذلك اجتماعيا لتلبية الاحتياجات المباشرة للشعب، وعلى الرغم من كوننا المجموعة الأكثر تعرضا للاضطهاد في ظل حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، إلا إننا شاركنا في البرلمان، وهو دليل على التزامنا القانوني. وأكد الحداد، في مقاله لـ«نيويورك تايمز»: «كنا على خطأ فنحن لم نكن جاهزين خلال العام الأول من حكم الجماعة لمصر للتعامل مع مستوى الفساد داخل الدولة، وأجرينا إصلاحات من خلال الحكومة، لكننا تجاهلنا الاحتجاجات الشعبية في الشوارع، الآن أنا قد كتبت بالتأكيد أننا اخطأنا، لكن أي تحقيق مُنصف سيوضح أننا نعارض بشكل أساسي استخدام القوة، عيوبنا كثيرة ولكن العنف ليس واحدا منها. من جهته نفى مصدر أمني مسؤول، ما أثير حول خروج رسالة من القيادي الإخواني جهاد الحداد، من داخل محبسه في سجن طرة، وقال المصدر، إن الرسالة منسوبة إليه وكتبها شخص آخر لأنه من المستحيل السماح بخروج أي رسائل من المحبوسين داخل السجون». إعدام بريء ومن قضايا أمس الجمعة نتناول حدثا سلط الضوء عليه حافظ أبوسعدة في جريدة «الوطن» الذي يتابع محاكمة متهمي مذبحة بورسعيد الشهيرة، التي انتهت بالحكم على عشرة متهمين بالإعدام: «قصة حسن المجدي، الشاب الأهلاوى المحكوم عليه بالإعدام في هذا الحكم، رغم وجود فيديوهات تثبت وجوده ضمن جماهير النادي، ورغم الشهادة التي معه من اللاعب عماد متعب الذي وجده أثناء الأحداث في حجرة خلع الملابس وهو حافي القدمين وممزق الملابس ويرتعد خائفاً من مصير زملائه، لم يستطع إحضار عماد متعب للسماع لشهادته، ولم يثبت طلب سماع الشهادة أمام محكمة الجنايات، لديه من الأدلة النافية لارتكابه لأي جريمة، بل تثبت أنه ضمن جماهير الأهلي، وكان الحكم أول درجة قد صدر في غيبة المتهم، ولأن كل الدلائل تؤكد براءته، حرصت أسرته على أن يقوم بتسليم نفسه ليقوم بعمل إعادة إجراءات ليفاجأ بتجاهل كل أدلة البراءة وصدور الحكم بالإعدام مرة ثانية. المشكلة الكبرى الآن أن الحكم أصبح نهائياً وغير قابل للطعن عليه أمام محكمة النقض مرة أخرى، رغم أن قضيته نُظرت مرة واحدة أمام محكمة الجنايات، ولم يتمتع بحقه في المحاكمة على درجتين، ولم يتمكن من إبداء دفاعه كاملاً ولا السماع إلى شهوده أو أدلته ومناقشتها على بساط البحث مناقشة مستفيضة، طالما إنه يواجه عقوبة تصل إلى الإعدام.. الأمل الوحيد الباقي أمام هذا الشاب هو النائب العام فهل ينقذ النائب العام رأس هذا البريء من حبل المشنقة؟» «عايز شعب بمريلة وضفيرتين» من أبرز معارك أمس الجمعة الصحافية تلك التي سنتها إحدى أبرز داعمي السيسي قبل أن تنقلب عليه، غادة شريف في «المصري اليوم»: «هذا هو ما تبحث الدولة عنه، وما تحاول تخليقه.. شعب مستأنس.. بمريلة وضفيرتين.. يفرح بالعروسة، وعندما يبكيه الجوع أو المرض تضحك عليه بكلمتين فيسكت. في الأسبوع الماضي طلَّت علينا جميع البرامج المسائية بنداء واحد، مقاطعة السلع الغذائية. يبدو أن الإعلام أيضا أصبح بمريلة وضفيرتين، فجميع البرامج الآن أصبحت مستنسخة من بعض، وأصبح مكشوفا جدا إنها تنفذ «أوامر».. كم مرة سمعنا التصريح بأن الدولة ستتخذ إجراءات لضبط الأسواق؟ لكن هل علمنا ما هي هذه الإجراءات؟.. هل علمنا أين يتم تنفيذها، إسأل شريف إسماعيل نفسه.. بس ما تخضوش.. الأول سلم عليه بابتسامة وبعدين اطلع ع الرابع واسأله عن طبيعة تلك الإجراءت ونتائجها، وابقى قابلني لو طلعت منه بإجابة محددة.. بل إنك لو سألت أي مسؤول في الدولة ستجده ليس لديه أدنى فكرة كيف يتم ضبط الأسواق، لكن حتى أكون منصفة، احتمال أن تجد مسؤولاً أو اثنين لديهم فكرة عن الضبط، لكنهم محتارون يضبطوها على واحدة ولا على واحدة ونص؟ لكن لماذا تريدنا الدولة شعبا بمريلة وضفيرتين؟ لأن الدولة تصر على الإنفاق ببذخ، لذلك فهي تريد التضحية دائما من ناحيتك أنت اللي تقاطع السلع، وأنت اللي تقلل الإنجاب، وإنت اللي تتبرع، وإنت اللي تتقبل الراتب الضعيف، وإنت وإنت وإنت.. طيب وبسلامتها الدولة بماذا ستضحي؟ الوزراء لم يتحملوا شهرين ثلاثة من انفجار الأسعار، وعلى الفور سارعوا بطلب رفع مرتباتهم التي هي مرتفعة أصلا، بينما إنت يا غلبان ياللي مرتبك لا يُرى بالعين المجردة وتعاني الغلاء من قبل هذا الانفجار لم يلتفت إليك أحد منهم». أخلاقنا في خطر «لابد أن تكون لدينا الشجاعة وأن نعترف بأن أخلاق المصريين تغيرت وأن الشارع المصري بناسه وأحداثه وأرقامه لم يعد ذلك الشارع القديم الذي حكمته أخلاقيات وثوابت لا وجود لها الآن، ابتداء بالعلاقات الأسرية وانتهاء بما يجري في العلاقات بين الناس. بهذه الكلمات يدق فاروق جويدة في «الأهرام» ناقوس الخطر.. ليست هذه هي مصر التي كانت دائما تعكس حالة مجتمع مترابط تحكمه ثوابت أخلاقية ودينية وسلوكية، فرغم كل الظروف المعيشية الصعبة لم نكن بهذه القسوة، ولم نشهد كل هذا الانفلات والفوضى التي أصبحت ظواهر تهدد أمن هذا الوطن واستقراره، حين تطالع صفحة الحوادث وتقرأ ما يجري في مصر في عالم الجرائم تتعجب، أولاً من حالة الانهيار التي تعيشها الأسرة المصرية، وسوف تتعجب من أم قتلت ابنها الصغير من أجل متعة عابرة مع عشيق، أو الابن الذي قتل أباه طمعا في ماله، أو الصديق الذي ذبح صديقه لكي يسرق جهاز تليفون محمول لا يزيد سعره على مائتي جنيه. إن جرائم القتل أصبحت الآن وجبة يومية مسمومة في الإعلام المصري، صحافة وتلفزيونا ومواقع إلكترونية. إن وراء سحابات الدم التي أغرقت الشاشات وأوراق الصحف حكايات كثيرة، تؤكد أن الخلل الذي أصاب منظومة الأخلاق في حياة المصريين تحول إلى شبح يطارد الجميع. في الجانب الآخر من الصورة القاتمة تجد مستنقع نهب المال العام والسرقة والرشاوى، وتتعجب كيف سقطت أسماء كثيرة وكبيرة من المسؤولين الكبار أمام صفقات مشبوهة وعمولات وجرائم نهب وعدوان على المال العام، لا يمر يوم واحد دون أن تكون هناك جريمة كبرى في نهب المال العام رغم وجود الأجهزة الرقابية ولكن الجرائم أكبر من كل شيء». ليس بالنفط وحده نحيا بالعودة لمقولة السيسي «محدش قالك إحنا دولة فقيرة» اهتم أكرم القصاص في «اليوم السابع» بتعريف معنى الثروة في عالم اليوم: «بمناسبة الكلام عن إمكانات مصر، ونظرة واحدة على حجم ما نملكه.. لدينا الكثير من الإمكانات والفرص، حتى لو لم تكن مصر دولة نفطية، أو تمتلك ثروات في باطن الأرض.. لديها ثروة، تمثل ثلث آثار العالم، فضلا عن طبيعة، تمثل مع الآثار ثروة تستحق في حال توظيفها، أن تدر مئات المليارات. لدينا بحران أحمر ومتوسط ونهر النيل، ومع هذا نستورد الأسماك. نحن نفتقد للأفكار التي تحول هذه الإمكانات إلى ثروات.. وما ينطبق على السياحة والمصادر المائية، ينطبق أيضًا على قضايا التعليم والعلاج، ودائمًا ما نتحدث عن حاجتنا لأفكار من خارج الصندوق، بينما نحن لم ننته من الصندوق وما في داخله من حلول. دائما يدور الجدل عما إذا كان الثراء مرتبطا بأموال وثروات مباشرة أم غير مباشرة، وعلى سبيل المثال الدول التي حققت تقدما ونسب نمو كبيرة لا تمتلك ثروات نفطية ولا معدنية ولا كنوز ذهب، لكنها تمتلك أفكارًا.. اليابان مثلا أمة ليس لديها ثروات من أي نوع، بل إنها تستورد تقريبا أغلب الخامات، ومع هذا تحقق تقدما وتفوقا في مجالات عديدة. وأغلب دول جنوب شرق آسيا، لا تمتلك الكثير من الثروات، ولا حتى الأنهار ومع هذا نجحت في التقدم. السر معروف الفكرة أساس الغنى». السمك عدو استراتيجي «أصبحنا الآن أمام خبر اعتيادي يومي يتحدث عن ذبح الحمير، وآخر عن لحوم فاسدة، وآخر عن دواجن مهرمنة، غير أن عبد الناصر سلامة في «المصري اليوم» يرى أن المزارع السمكية تعد الجريمة الأبشع على الإطلاق، أو الأكثر فساداً، نظراً لأنها ليست كأي سلعة سوف تدخل البلاد خلسة مقابل رشوة هنا أو هناك، إنما هي مزارع قائمة وبين أيدينا طوال الوقت، بمعنى إنها تحت إشراف ورقابة الجهات المختصة على مدار الساعة، التي كان يجب أن تتخذ من الإجراءات ما يضمن سلامتها، إما بالاعتماد على مجارٍ مائية صالحة، وإما إغلاقها على الفور ودون تردد، إذا أخذنا في الاعتبار أن الدولة المصرية تحديداً هي الأكثر معاناة عالميا من فيروس سي بسبب البلهارسيا، التي دمرت أكثر من جيل يوماً ما، وأننا ننشد التعافي خلال السنوات الخمس أو حتى العشر المقبلة، نتيجة التقدم العلمي في التوصل إلى أكثر من علاج في هذا الشأن، فإن ذلك التدمير الجديد للكبد والكلى معاً نتيجة تلك الملوثات التي تئن منها مزارع الأسماك، حسبما ورد في نتائج التحليل السابق الإشارة إليها، تجعلنا ندق ناقوس الخطر، ذلك أن البلهارسيا كانت تهدد فئات بعينها من المجتمع، وهي التي كانت تتعامل مع الترع والمصارف في الريف المصري تحديداً، إلا أن الأمر الآن أصبح يتعلق بكل أفراد الشعب، ذلك أن أسماك المزارع المشار إليها تنتشر في كل ربوع المحروسة، من الشرق إلى الغرب، ومن الشمال إلى الجنوب يرى الكاتب أن قضية الغذاء يجب أن تتصدر الأولويات، حتى لو استدعى الأمر إغلاق النسبة الأكبر من مزارع الأسماك، مادام الأمر يتعلق بالصحة العامة». الدعم المستحيل يبدو أن هناك اتجاها داخل الحكومة للتحول لنظام الدعم النقدي بدلا من الدعم العيني بدعوى محاربة الفساد والوصول بالدعم إلى مستحقيه. ومما لا شك فيه وفقاً لمحمد القرماني في «الشروق» إنه من المهم أن تكون هناك مراجعة مستمرة لسياسات وبرامج الحماية الاجتماعية المطبقة منذ فترة طويلة، بغرض دراسة مدى صلاحيتها وجدواها في الفترة الراهنة، ومن ثم تغييرها أو الإبقاء عليها، مع إجراء تعديلات عليها لتطويرها وزيادة فعاليتها. ويحظى موضوع الدعم باهتمام كبير من جانب مصر، وأيضا مختلف دول العالم ذلك لأنه يهدف إلى تخفيف حدة الفقر عن طريق مساعدة الفقراء على تلبية احتياجاتهم الأساسية، التي لا تتيح لهم ظروفهم المالية الحصول عليها مثل، الحصول على الغذاء أو التعليم أو الرعاية الصحية، وبخلاف ما يعتقده البعض فإن الدعم ليس مقصورا على الدول الفقيرة أو النامية فقط، ولا توجد دولة واحدة في العالم تقريبا إلا ولديها شكل من أشكال الدعم، بل إن أفضل وأكبر برامج الدعم موجودة في الدول المتقدمة التي تقدم دعما للفقراء وتعليما مجانيا وتأمينا صحيا لجميع المواطنين تقريبا. كما يوجد عدد كبير من الدول مثل سويسرا والدنمارك وغيرهما تقدم إعانات بطالة سخية لفترة طويلة للمتعطلين عن العمل، وفي الولايات المتحدة الأمريكية هناك عدد كبير جدا من برامج الدعم مثل، دعم الغذاء ودعم المرأة المعيلة ودعم أصحاب الإعاقات وذوي الاحتياجات الخاصة وبرنامج التأمين الصحي لكبار السن». ميسي رسول محبة لاتزال زيارة نجم الكرة ميسي للقاهرة تحظى بالاهتمام، من جانبه يرى علي بركة في «الأهرام»: «الذين انتقدوا الحدث لم يروا الأثر الإيجابي الذي جنيناه من وراء هذه الزيارة في العالم كله. إذ ماذا يساوي وقوف ميسي أمام الأهرامات، إحدى عجائب الدنيا، في خبر تداولته أكبر وأعظم وسائل الإعلام العالمية.. هل فكر أحدكم في مدلول هذه الصورة للنجم الشهير في هذا الوقت الذي تتعافى فيه مصر سياحيا.. وهل مر بذهنه أن الزيارة في حد ذاتها تعيد لمصر في أذهان العالم مقولة إننا بلد الأمن والأمان.. وهل أدرك الناس الطيبون أن الزيارة تمت بترشيح من منظمة الصحة العالمية، باعتبار أن مصر صارت صاحبة النسبة الأكبر من بين كل بلدان العالم في علاج مرض «فيروس سي» المتوطن والمؤثر سلبا على الاقتصاد القومي. وأعود فأقول إن النجوم «السوبر ستارز» لهم جاذبية كبرى في العالم كله، وطبيعي أن يحتشد الملايين لتحيتهم والتصوير معهم. كما أن ميسي تحديدا هو صاحب أعلى شعبية في العالم حاليا، وأن أعمار جماهيره تتراوح من 6 إلى 80 سنة، ولذا يبدو التهافت الشعبي غير المعقول أمرا طبيعيا جدا ومنطقيا أن يحدث في أي مكان في العالم تطأه أقدام ميسي. وأرى من ضمن المكاسب غير المرئية إنه من الآن فصاعد فلن يرفض أي نجم المجيء إلى مصر». جرائم كبرى في نهب المال العام رغم وجود الأجهزة الرقابية… والدولة تريد شعبا يضحي ويقبل بالقليل حسام عبد البصير |
الأردن: حراك شعبي جديد «منزوع الدسم»… وفعاليات «باهتة» للإخوان المسلمين Posted: 24 Feb 2017 02:27 PM PST عمان – «القدس العربي»: مسألتان لا يمكن اسقاطهما من اي حساب سياسي عندما يتعلق الأمر بقراءة علو الصوت الشعبي مجدداً في الأردن للمطالبة بإسقاط حكومة الرئيس هاني الملقي التي تشكلت عملياً للتو لكنها ضربت رقماً قياسياً في الجرأة على اتخاذ قرارات غير شعبية في توقيت حساس وبصورة متسارعة. المسألة الأولى ضرورة عدم الانتباه ولا التركيز على أوهام إمكانية سقوط الحكومة فعلاً تحت الضغط الشعبي حيث لم يسبق لمركز القرار ان وافق على صيغة من هذا النوع كما كان يحصل في الماضي. وحيث يصر رئيس الحكومة وفقاً لمقربين منه على انه يمارس صلاحياته بالتفصيلات التسعيرية والضريبية انطلاقا من مبدأ «الولاية العامة» واستناداً إلى ان الميزانية المالية للخزينة حظيت بالشرعية الدستورية بعدما أقرها البرلمان وفوض الحكومة عملياً بإدارتها. النواب ايضا يطالب الشارع برحيلهم بسبب موجة الأسعار لكن بصورة اقل صخباً وإزاء الارتباك الواضح في موقفهم وعدم جديتهم في تمثيل الرأي العام تحطمت مبادراتهم لاتخاذ مواقف استدراكية عندما استعمل الملقي بند الولاية العامة. الملقي ومبكراً هدد بأنه يقبل مبدأ حجب الثقة عن فريقه مقابل احتفاظه بحقه بأن لا يتدخل النواب في تفاصيل القرارات. عندما لجأ الطرفان للقصر الملكي وتبادلا الشكاوى برز التوجيه الملكي على هيئة رسالة بسيطة ومختصرة.. «السلطتان عليهما التعايش والعمل معاً وسترحلان معاً».. المعنى هنا واضح ومباشر حيث تكثيف برسالة ان لا يتوهم النواب بإسقاط الحكومة وان لا تتوهم الحكومة بدورها بإمكانية تجاهل ضرورة ان تحظى دوما بثقة النواب. لذلك برزت تلك الأصوات البرلمانية التي تزاود عملياً في الدفاع عن الحكومة فرئيس المجلس عاطف طراونة خفف من اندفاعاته في التأثير على عمل الحكومة التنفيذي ورئيس اللجنة المالية التي اقرت الموازنة احمد الصفدي توقف تماماً عن الاشتباك والتعليق والنائب طارق خوري انضم لزميله مصطفى ياغي في التحذير من الأيادي الخفية التي يمكنها ان تعبث بالشارع وتحاول الاستثمار في أزمة الشارع – الأسعار. على الجبهة الموازية قاد النائب صداح حباشنة المسيرة الاحتجاجية الأولى في مدينة الكرك معلنا تدشين الموسم الجديد من الحراك الشعبي قبل ظهور المخضرم صالح العرموطي خطيبا في المسيرة التي نظمها الإسلاميون وسط العاصمة عمان أمس الجـمعة. خلف الستارة والكواليس وفي مرتين على الأقل لوح الملقي منزعجا من تدخلات النواب بموقف يعلن فيه بانه يفضل الاستقالة أو حجب الثقة عن حكومته عن تقديم تنازلات على حساب المبدأ وبرنامج حكومته التصحيحي. حتى داخل الفريق الوزاري يقر الوزراء من خارج الطاقم الاقتصادي ومن غير المختصين بملاحظتين على أداء حكومتهم سمعتهما «القدس العربي» من أربعة وزراء على الاقل الأولى تفيد بظهور ملامح تردد او عدم دراسة كافية للكثير من القرارات التنفيذية خصوصا في مجال تسعير الضرائب الجديدة. والثانية تلك المتعلقة بعدم الإجابة على السؤال المتعلق بميزانية وعجز العام اللاحق 2018.. بمعنى عدم وجود ضمانات لمعالجة جذرية وعميقة لمسألة العجز المالي لا على صعيد جذب الاستثمار او التنمية الاقتصادية ولا على صعيد الاستثمار في البرنامج السياسي والاقتصادي. وهما مشكلتان واقعيتان لا يمكن لوم وزارة الملقي حصريا عليهما وإن كانت تعالج الأزمة المالية الحالية ولا تنظر للمستقبل لا تريد التعمق في الماضي حيث مسببات الأزمة خوفا من «حصول انهيار» وهو تعـبير استـعمله الملقي شخصياً في محاورات داخلية عدة مع النـواب في كل الأحـوال. وخلافاً لتوقعات الحكومة نفسها وبالرغم من الإجراءات الأمنية المكثفة لمسيرات أمس الجمعة الاحتجاجية بدا ان الوجبة الجديدة من الحراك الشعبي غير جماهيرية ومن الوزن الخفيف غير الدسم حيث لم يحشد الإسلاميون لمسيرتهم في وسط عمان وتجمع العشرات من الحزبيين بعيداً عن التيار الإسلامي في مقابل مقر النقابات المهنية بتجمع بلون يساري يناكف الإسلاميين ولا يريد مشاركتهم وهو موقف تستفيد منه الحكومة بطبيعة الحال. في الأثناء فقد السيناريو الجديد للحراك زخماً مفترضاً حيث تجمع العشرات ايضاً في مدينة حراكية طالما ألهبت الفعاليات مثل الطفيلة ولم تتحرك بقية المحافظات بكثافة بعد ظهر أمس الجمعة. الأردن: حراك شعبي جديد «منزوع الدسم»… وفعاليات «باهتة» للإخوان المسلمين جدل رفع الأسعار يجتاح النخب وحتى الطاقم الوزاري بسام البدارين |
رئيس بلدية أمريكية من أصول سورية يرفض استقبال المهاجرين في بلدته Posted: 24 Feb 2017 02:27 PM PST واشنطن ـ «القدس العربي» : قال مايكل غسالي رئيس بلدية مونتفيل في ولاية نيوجرسي ان بلدته لن تستضيف أى مهاجر غير شرعي مثل العديد من المدن والبلدات الأمريكية التى رفضت الانصياع لأوامر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمطاردة المهاجرين الذين لا يحملون وثائق إقامة. والأمر المثير للاهتمام والجدل هنا ان غسالي نفسه هو مهاجر سوري فر من مدينة حلب في عام 1980 قبل ايام من الحصار على المدينة والذى ادى إلى مئات من القتلى والجرحى. وقال غسالي في تعليق نشره على صفحته الخاصة على « الفيسبوك « أنا لن أوقع أى اوامر تنفيذية من شأنها السماح لاى موظف بتحدى القوانين الاتحادية « مشيرا إلى انه لا ينبغى على رئيس البلدية الدعوة إلى تحدى القوانين الفيدرالية. واكد المهاجر غسالي خلال مقابلة مع برنامج اذاعي بان بلدة مونتفيل لن تكون ملجا لاحد تحت ادارته، واوضح بان وظيفته لا تشمل التغيير او تحدى القوانيين او الطلب من الموظفين فعل ذلك. وقال أنه يتفهم الصعاب التى يمر بها العديد من المهاجرين غير الشرعيين ولكنه لن يقول قطعيا بانه يمكنهم المجئ إلى البلدة فهى ليست « مدينة ملاذ «مشيرا إلى انه نشر هذا البيان بعد ان حاولت جماعات خيرية اقناعه لاعلان البلدة ملاذا امنا للمهاجرين غير الشرعيين. وقد اصدر ترامب أمرا تنفيذيا بقطع مساعدات الحكومة الاتحادية عن ما يسمى بمدن الملاذ وهي المدن والبلدات ببقاء المهاجرين غير الشرعيين، ويهدد هذا القرار مدن الملاذ العشر الأكبر في الولايات المتحدة ومن بينها سان فرانسيسكو بخسارة تصل إلى ملياري دولار من المساعدات. ويشير حصار حلب الذي فر منه غسالي إلى مجازر ارتكبها النظام السوري بقيادة الرئيس السابق حافظ الأسد كجزء من عملية عسكرية دموية، ومن بين المجازر التى وقعت في المدينة بعد إنهاء التمرد مجزرة المشارقة، مجزرة بستان القصر ومجزرة أقيول. من جهة أخرى، قالت الحكومة الاتحادية انها اعتقلت 746 شخصا خلال فترة 27 ساعة بعد ان منع قاض اتحادي تنفيذ جزء من الأمر التنفيذي لترامب بشأن الهجرة والسفر، واتضح من مذكرة داخلية في وزارة العدل ان قائمة الاعتقال تضم اشخاصا يقيمون في الولايات المتحدة بصفة قانونية دائمة. وكشفت جماعات حقوقية ان عددا من المسافرين القادمين من الدول العربية والإسلامية السبع المدرجة في الحظر يحملون وثائق تدل على موافقة رسمية لطلبات اللجوء والعديد منهم يحملون تأشيرات سارية المفعول ولكن تم اعتقاله أو منعهم من دخول الولايات المتحدة. وحاولت إدارة ترامب مرارا التقليل من أعداد الأشخاص الذين تضرروا من الحظر ليتضح لاحقا ان الأرقام كانت أكبر بكثير من الأعداد التى أعلنها البيت الأبيض، ورغم ذلك، أصرت إدارة ترامب على العمل لإصدار قرار جديد للحظر لتجنب العثرات القانونية التى واجهها الأمر التنفيذي الأول والذى أصدرت محاكم اتحادية حكما بوقفه. رئيس بلدية أمريكية من أصول سورية يرفض استقبال المهاجرين في بلدته رائد صالحة |
الأسد يشترط تجنيد شبان وداي بردى في الفيلق الخامس مقابل عودة النازحين Posted: 24 Feb 2017 02:26 PM PST دمشق – «القدس العربي»: اعترافاً من النظام بضعف قوته العسكرية وإمعاناً منه بقتل الشباب الثائر، سواء كان ينضوي ضمن الفصائل التي تقاتل النظام، أو ضمن القوات التي تقاتل معه، اشترط النظام على أهالي وادي بردى في ريف دمشق، جمع أبنائهم في بوتقة الفيلق الخامس، لقتال أبناء جلدتهم في محافظة درعا، مقابل السماح لهم بحق عودتهم الى قراهم في الوادي. وقال عضو المجلس المحلي في مدينة مضايا «فراس الحسين» في اتصال هاتفي خاص لـ «القدس العربي» ان الممثلين عن النظام السوري في بلدتي عين الفيجة وبسيمة أبلغوا الأهالي النازحين إلى دير قانون، بعد ان جمعوهم في أحد مساجد البلدة، باشتراط النظام على جميع رجال وشبان عين الفيجة وبسيمة، التجنيد لصالح «الفيلق الخامس اقتحام»، مقابل السماح لعوائلهم بالعودة إلى منازلهم وقراهم. المعنيون في التجنيد لصالح النظام السوري، يبلغ عددهم بحسب المتحدث الإعلامي 10000 شخص ما بين رجل وشاب، جميعهم رفضوا التهجير الإجباري، والإجلاء ضمن القوافل التي نقلت كتائب الثوار الشهر الماضي، الى ادلب شمال سوريا، عبر اتفاق تسوية قضى بسيطرة النظام على وادي بردى، مقابل تهجير رافضي المصالحة. ونقل عضو المجلس المحلي عن مخاتير بلدتي عين الفيجة وبسيمة، ممن يمثلون النظام في المنطقة، ان الفيلق الخامس سيقوم بمهام قتالية ضد كتائب الثوار في مدينة درعا، ولن تتحقق عودة الأهالي بتطوع أبنائهم ضمن الفيلق الجديد، بل ستكون بحسب مشاركته والتزامه في الأعمال القتالية ضمن الفيلق، على ان يتم تجهيز مساكن جديدة لهم في مكان غير محدد حتى الآن. بدوره، قال الناشط الإعلامي رضوان باشا خلال اتصال هاتفي معه: ان عملية التجنيد الإجباري للشبان والرجال وفق معادلة السماح بعودة الأهالي لمنازلهم من قرى النزوح الداخلي، تعد انتهاكاً لشروط الاتفاق خلال عملية التسوية، وما إجبار المدنيين على التطوع، سوى إعادة لتكرير ملف التهجير، مضيفًا «أن غالبية طلاب الجامعات السورية يمتنعون بشكل كلي عن الإنخراط في صفوف ميليشيات الأسد سواء تطوعياً أو قسراً». وبيّن ان عدداً كبيراً من الشباب أقدم على تسوية أوضاعه مع نظام الأسد مقابل عودته إلى المقاعد الجامعية، ولكن النظام السوري أخل بالوعود التي كان يطلقها قبل تهجير مقاتلي المعارضة، حول عدم التعرض للشباب والرجال، حيث تم توثيق حتى الساعة اعتقال ثلاثة شبان واقتيادهم بشكل إجباري وقسري إلى جبهات درعا جنوبي سوريا، رغم أنهم كانوا قد عملوا على «تسوية أوضاعهم مع الأسد من قبل»، مشيرا الى أن الاعتقالات تمت على حواجز قوات النظام المنتشرة على مداخل وادي بردى. تهجير المعارضة زاد بطش الأسد وقال الناشط «رضوان باشا» يمكننا القول حقيقة، بأن تهجير مقاتلي المعارضة السورية من وادي بردى نحو الشمال السوري، فتح المجال للنظام السوري والميليشيات الموالية له بزيادة رقعة الأعمال العدائية ضد المدنيين، خاصة أن النظام يعتبر عشرات آلاف العائلات التي بقيت في منازلها، حاضنة شعبية للثورة السورية، فكان لا بد من الانتقام منهم وفق هذه المعادلة. ورأى المصدر، بأن النظام استقوى على المدنيين أضعاف ما كان عليه من قبل، بعد الفراغ الذي أحدثته المعارضة السورية عقب تهجيرها من قرى وبلدات وادي بردى، فلا يوجد أي رادع له اليوم، ولا توجد أي جهة قادرة على إيقاف الانتهاكات أو مفاوضته، مقابل وضع حد لما آلت إليه الأوضاع في المنطقة بحسب وصفه. الأسد يشترط تجنيد شبان وداي بردى في الفيلق الخامس مقابل عودة النازحين بعد تهجير أهلها والإمعان في قتل ثوارها هبة محمد |
أنباء مسربة من واشنطن لا تُفرح وفد المعارضة السورية في جنيف Posted: 24 Feb 2017 02:26 PM PST جنيف ـ «القدس العربي»: دخل وفد المعارضة السورية الاجتماع مع المبعوث الدولي ستافان دي ميستورا في مفاوضات جنيف – 4 وهو متخوف من أنباء غير سارّة تأكدت له صبيحة يوم الجمعة وحصلت عليها «القدس العربي» من مصادر خاصة موجودة في مقر الأمم المتحدة في جنيف، تقول هذه الأنباء أن النائبة الديمقراطية الأمريكية التي زارت دمشق مؤخراً بشكل غير معلن والتقت الرئيس السوري بشار الأسد حملت معها إلى واشنطن رسالة من الأسد إلى ترامب حول الملف السوري عموماً وأن ترامب تلقى هذه الرسالة من نظيره الأسد بإيجابية وأن معارضين سوريين في واشنطن أبلغوا عدداً من أعضاء وفد الرياض المعارض المشارك في اجتماعات جنيف – 4 بأن سياسيين أمريكيين لديهم معلومات بأن ترامب تعاطى بإيجابية مع رسالة نظيره السوري بشار الأسد وربما قد يؤثر ذلك على سياسة ترامب تجاه الملف السوري سلباً على المعارضة وإيجاباً على الحكومة السورية. مخاوف المعارضة تعززت بعد أن جمدت الولايات المتحدة المساعدات العسكرية لمليشيات المعارضة شمالي غرب سوريا، والتي كانت تنسقها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية. صباحاً كان دي ميستورا ينتظر خارج الجزء A13 من مبنى الأمم المتحدة في جنيف ليستقبل وفد الحكومة السورية المفاوض برئاسة السفير بشار الجعفري، بروتوكولياً من المفترض أن تكون السيدة .. نائبة دي ميستورا هي التي تستقبل الوفد الحكومي، لكن دي ميستورا انتظر دقيقتين حتى كان الجعفري قد نزل من السيارة التي تقله إلى مدخل المبنى A13 ثم صافحه، ربما أراد دي ميستورا ترطيب الأجواء وتصحيح الخطأ البروتوكولي الذي ارتكبه يوم الخميس في الجلسة الافتتاحية التي جمعت وفود المعارضة ووفد الحكومة عندما نهض دي ميستورا في نهاية الجلسة وصافح وفد المعارضة قبل أن يصافح وفد الحكومة السورية فما كان من بشار الجعفري إلا أن نهض وغادر القاعة، وحاول دي ميستورا تلافي «خطأه» متجهاً نحو الوفد الحكومي فلم يلحق منه إلا العضو أحمد الكزبري. وفد الحكومة السورية كان قد أجرى جلسة مباحثات مع دي ميستورا استمرت لساعتين خرج بعدها الجعفري إلى الصحافيين وكشف أن الوفد السوري تلقى من دي ميستورا ورقة وأنه سيدرس هذه الورقة وسيرد عليها في الاجتماع المقبل معه والتي سيحدد موعدها لاحقاً عبر الأقنية الدبلوماسية وفق ما قاله الجعفري للصحافيين. وأضاف الجعفري في مؤتمر صحافي حضرته «القدس العربي» قائلاً: تطرقنا خلال جلسة المحادثات مع دي ميستورا إلى شكل الاجتماعات المقبلة وأعني بذلك مسـائل تـتعلق بشـكل الجلسـات فقط. وفي سياق متصل، يبدو وفد الحكومة السورية مرتاحاً من دون أية ضغوطات ومتمسكاً ببند رئيسي للمفاوضات وهو بند محاربة الإرهاب قبل كل البنود الأخرى، وحسب معلومات «القدس العربي» فإنه لن تعقد لقاءات مباشرة تفاوضية بين وفد الحكومة السورية ووفود المعارضة وأن اللقاءات ستستمر غير مباشرة بوساطة المبعوث ستيفان دي ميستورا. أنباء مسربة من واشنطن لا تُفرح وفد المعارضة السورية في جنيف تفيد بأن ترامب تعاطى بإيجابية مع رسالة للأسد كامل صقر |
الرئيس الموريتاني يكشف في حديث تلفزيوني عن بعض ألغاز حكمه Posted: 24 Feb 2017 02:26 PM PST نواكشوط – «القدس العربي»: كشف الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز أمس في حديث تلفزيوني عن مجموعة هامة من ألغاز حكمه وعرض حلولاً لعدد من معادلات نظامه المربكة لمعارضيه كما للمراقبين. فقد أكد في مقابلة مع القسم العربي لقناة «فرانس 24» بلهجة مشددة «أنه لن يترشح لانتخابات 2018 الرئاسية لكنه أكد في الوقت نفسه أنه سيدعم مترشحاً لهذه الانتخابات». وقال «إذا أنا لم أدعم مترشحاً فسأكون مقصراً في واجبي اتجاه وطني، لا بد أن أبحث عن الشخص القادر على تولي الرئاسة في موريتانيا». وتحدث ولد عبد العزيز عن التعديلات الدستورية المثيرة للجدل والمعروضة حالياً على البرلمان فأوضح «أنها تعديلات تصب في مصلحة موريتانيا وتدعيم مؤسساتها وليست تعديلات من أجل مصلحة أي شخص محدد». وأكد «أن تعديلات الدستور لن تشمل زيادة سن الترشح للرئاسة، في رد منه على مطلب مسني المعارضة، كما أنها لن تشمل، في مقابل على ما يبدو، زيادة مأموريات الرئاسة». ودافع الرئيس الموريتاني عن التعديل المقترح للعلم الوطني الموريتاني فأكد «أن تصميم العلم جرى في ستينيات القرن الماضي في غياب شباب اليوم الذين من حقهم أن يقترحوا العلم الذي يرونه مناسبا فالبلد لا بد أن يتغير». وحول الانتخابات البرلمانية السابقة لأوانها، قال «إنه ينتظر مصادقة البرلمان على التعديلات الدستورية ليحدد بعد ذلك تاريخ إجراء هذه الانتخابات التي ستشمل المجالس الجهوية التنموية والنواب والمجالس البلدية». وحول ما إذا كان سيشارك في القمة العربية المقررة في عمان، قال الرئيس الموريتاني إنه سيحضر بنفسه هذه القمة لأن موريتانيا تتولى حالياً رئاستها الدورية كما أن موريتانيا معروفة بعدم تغيبها عن اللقاءات العربية. وعن سؤال حول موقفه من سياسات الرئيس الأمريكي دونالد اترامب، قال «اراقب هذه السياسات وسنرى». وتحدث الرئيس الموريتاني عن علاقات موريتانيا بجوارها، فأكد أن العلاقات المغربية – الموريتانية علاقات عادية ومتميزة لكن البلدين يودان لو تطورت لتكون أحسن وأفضل، وهذا هو حال علاقات موريتانيا بالجزائر. وقال «إن موريتانيا بلد مستقل ويجب أن يعتز المغاربة بتحسن علاقاتها مع الجزائر وأن يعتز الجزائريون كذلك بتحسن علاقاتها مع المغرب، ولا يمكن القبول بارتهان هذه العلاقات لرغبات هذا الطرف أو ذاك». وأوضح الرئيس الموريتاني «أن موريتانيا بلد محايد في نزاع الصحراء ويقتصر دوره على المساهمة في تقارب وجهات نظر أطراف هذا النزاع». وأكد «أن وجود قوات صحراوية ومغربية وجها لوجه، في منطقة الكركارات أمر يهدد الأمن وله خطورته الواضحة». وقال الرئيس الموريتاني «أن أزمة الصحراء الغربية هي التي تقف حجر عثرة في وجه بناء المغرب العربي»، معربا عن أمله «في التوصل لحل نهائي ومقبول لهذه المعضلة». وأوضح الرئيس الموريتاني «أن بناء المغرب العربي أمر بالغ الأهمية لكونه يتماشى ومصالح الشعوب المغاربية»، مبرزاً «أن دول غرب إفريقيا ودول جنوب إفريقيا كلها منتظمة في مجموعات اقتصادية متجهة نحو تحقيق أهداف هامة، وهو ما يجب على بلدان المغرب العربي التوجه الجاد إليه». وانتقد وجود قوات دولية في مالي، مؤكداً «أنها لم تحقق أي شيء وأن موريتانيا لا ترى في وجودها أية أهمية وأن استبدالها بقوة إقليمية مشتركة من بلدان مجموعة الساحل الخمس، أفضل بكثير» لكن الرئيس الموريتاني أكد «أن تأسيس القوة العسكرية المشتركة لدول الساحل الذي تقرر في قمة باماكو الأخيرة، يواجه عقبات منها الوسائل اللازمة لتشكيل وتسيير هذه القوة ومنها الحصول على تفويض أممي بالتدخل حيثما استدعى الأمر ذلك». وقال «إن الأمن في منطقة الساحل يتطلب المبادرة لوضع وتنفيذ سياسة وقائية فعالة نشطة، فحيثما وجد الإرهاب وجدت متلازماته من الجريمة المنظمة وتهريب الأسلحة والمخدرات والاتجار بالبشر واختطاف الرهائن وهي أمور تغذي، حسب قوله، انعدام الأمن وتهدد الاستقرار». الرئيس الموريتاني يكشف في حديث تلفزيوني عن بعض ألغاز حكمه عبد الله مولود |
دي ميستورا سلّم وفد النظام ورقة تقترح تقسيم الوفود إلى 3 مجموعات لبحث الدستور والانتخابات والحكومة… والمعارضة ترفض Posted: 24 Feb 2017 02:25 PM PST جنيف ـ «القدس العربي»: عقد المبعوث الدولي الى سوريا ستيفان دي ميستورا أمس الجمعة لقاءات ثناية بدأها صباح أمس بلقاء وفد النظام السوري في مقر الأمم المتحدة في جنيف، ثم بلقاء مع وفد الهيئة العليا للمفاوضات. وقال بشار الجعفري رئيس وفد النظام عقب انتهاء اللقاء إنه تلقى ورقة من دي ميستورا، وأكد للصحافيين «أن الوفد سيدرسها»، موضحاً أن أول اجتماع لم يتطرق سوى الى شكل المحادثات. وأضاف بعد مناقشات استغرقت نحو ساعتين «تطرقنا خلال هذه المحادثات إلى شكل الاجتماعات المقبلة وأعني بذلك مسائل تتعلق بشكل الجلسة فقط». وأكد الجعفري في حديثة للصحافيين أنه تسلم في نهاية الاجتماع ورقة من دي ميستورا «واتفقنا أن ندرس هذه الورقة على أن نعود إليه في الجلسة القادمة بموقفنا من محتويات هذه الورقة». وقالت مصادر أممية لـ «القدس العربي» ان الورقة التي قدمها دي ميستورا للجعفري تقترح تقسيم الوفود من الطرفين الى ثلاثة فرق عمل أو مجموعات الاولى للانتخابات والثانية للحكومة والثالثة للدستور، ورجحت مصادر من المعارضة السورية ان وفد الهيئة العليا للمفاوضات لن يوافق على هذه الالية، وان الوفد سيتمسك بالبدء ببحث هيئة الحكم الانتقالية والتي يبني عليها بقية القضايا من دستور وانتخابات وحكومة. وتطالب المعارضة بهيئة حكم انتقالي ذات صلاحيات كاملة تضم ممثلين من الحكومة والمعارضة، مع استبعاد أي دور للرئيس السوري بشار الأسد، إلا أن الحكومة ترى أن مستقبل الأسد ليس موضع نقاش وتقرره فقط صناديق الاقتراع. وقال نصر الحريري لـ «القدس العربي» عقب الاجتماع المغلق الذي عقده وفد الهيئة العليا للمفاوضات «ان الوفد الهيئة العليا للمفاوضات هو الجهة المخولة بالتفاوض فقط، ولن تكون هناك وفود أخرى ولدينا لقاء مساء الجمعة بمنصة القاهرة والاجواء ايجابية». وقالت مصادر من الوفد العسكري المشارك في وفد الهيئة العليا للمفاوضات «ان الوفد سيطالب بتثبيت وقف إطلاق النار ووقف التهجير القسري وسنطلب قراراً اممياً بشأن الالتزام بالحل السياسي في سوريا». وائل علوان عضو الوفد العسكري في الهيئة العليا للمفاوضات ومندوب «فيلق الرحمن»، قال لـ «القدس العربي»، «لا يمكن ان نوافق على الصيغة التي طرحها دي ميستورا بشأن منصتي القاهرة وموسكو الا اذا وافقوا على بيان الرياض والثوابت الوطنية». وأضاف: «لإبداء حسن النية أبلغنا دي ميستورا باضافة عضو آخر من منصة القاهرة الى الوفد المفاوض، وسنبلغه ان وفدنا الذي يمثل المعارضة السورية هو هذا الوفد»، واتهم دي ميستورا بأنه «تلاعب في الصيغ التي تم الاتفاق عليها سابقاً والتي شكّل وفد الهيئة العليا للتفاوض على أساسها وقام بدعوة المنصات بهذه الطريقة». دي ميستورا سلّم وفد النظام ورقة تقترح تقسيم الوفود إلى 3 مجموعات لبحث الدستور والانتخابات والحكومة… والمعارضة ترفض أحمد المصري |
الجزائر: ضجة بسبب صفع أحد رجال الشرطة لطالب جامعي في تظاهرة Posted: 24 Feb 2017 02:25 PM PST الجزائر – «القدس العربي»: تعيش الجزائر هذه الأيام على وقع ضجة خلفتها التظاهرة التي نظمها طلبة الصيدلة الأربعاء الماضي، والتي فرقتها قوات الأمن بالقوة، من دون أن تخلو تلك التظاهرة من تجاوزات ارتكبها بعض رجال الأمن، الأمر الذي أثار ضجة كبيرة، دفعت وزير الداخلية إلى التدخل والتعليق على الموضوع. انتشرت صورة الشرطي الذي صفع طالباً خلال التظاهرة التي نظمها طلبة الصيدلة كالنار في الهشيم، وهي صورة التقطت عن طريق هاتف محمول، وتم تناقلها ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير، إذ غطت هذه الصورة على كل ما جرى خلال تلك التظاهرة، حيث اختزلت صورة الشرطي وهو يصفع الطالب الطريقة التي تعاطت بها قوات الأمن مع تظاهرة الطلبة بالعاصمة، والتي تم اجهاضها من طرف قوات الأمن. كما تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي فيديو آخر لتعنيف تعرض له طالب على يد رجل شرطة، والذي لم يظهر فيه الشيء الكثير، لكن الشتائم والسباب الذي كاله الشرطي للطالب كان مسموعاً بشكل كبير، إذ بدا أن الطالب ترك هاتفه يسجل ما دار بينه وبين رجل الشرطة. وانتشر بسرعة هاشتاغ يدعو إلى معاقبة الشرطي الذي صفع الطالب، إذ تم نشره على صفحات الكثير من الجزائريين، الذين ساءتهم تلك الصورة، التي اعتبروها تناقضا مع مقولة الدولة المدنية التي تتغنى بها السلطة الحالية، داعين السلطات وفي مقدمها مدير الأمن العام اللواء عبد الغني هامل إلى التدخل من أجل معاقبة الشرطي، وجعله عبرة لكل من يتجاوز صلاحياته، علماً أنه حتى لما كانت هناك تظاهرات رافضة لترشح الرئيس بوتفليقة لولاية رابعة تم تسيير تلك التظاهرات من دون أن تكون هناك اعتداءات على المتظاهرين، حتى وإن تم توقيف المئات على مدار عدة أسابيع. من جهته سارع وزير الداخلية نور الدين بدوي إلى التأكيد أن وزارته فتحت تحقيقا بخصوص الاعتداء الذي تعرض له الطالب، مشيرا إلى أن الفيديو المتداول يظهر جزء من الحقيقة، وليس كل الحقيقة، وهو التصريح الذي أثار أكثر من تساؤل. وأضاف نور الدين بدوي أن الوزارة طلبت من مديرية الأمن العام توضيحات بخصوص الطريقة التي تم بها تسيير مظاهرة طلبة الصيدلة، مؤكدا أن نتائج التحقيق سيعلن عنها لاحقا. وأصدرت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان بيانا نددت فيه بالطريقة التي تعاطت بها قوات الأمن مع مظاهرة نظمها طلبة جامعيون للمطالبة بحقوقهم، خاصة ما تعلق بإقصائهم من مواصلة الدراسة في بعض التخصصات، بالإضافة إلى ظروف التعليم التي يرونها غير مناسبة. واعتبرت الرابطة أن تكرار الاعتداءات والتضييق على شرائح واسعة من المجتمع، وحرمانها من حقها في التعبير عن مطالبها أمر مقلق، وتراجع كبير عن مكتسبات في مجال الحريات الفردية والجماعية، مشددة على أن حرية العمل النقابي وحرية الاحتجاج مكفولتان في الدستور، وأن القمع لا يمكن أن يكون حلاً للمطالب المرفوعة في قطاعات عدة، ودعت الرأي العام والقوى الاجتماعية إلى رفض سياسة العصا التي تتعامل بها السلطة في الأزمة التي تعيشها البلاد، وأن الاحتجاج والمطالبة بالحقوق جزء من آليات حل الأزمات والنزاعات. الجزائر: ضجة بسبب صفع أحد رجال الشرطة لطالب جامعي في تظاهرة |
50 أسرة قبطية تغادر العريش بعد قتل «الدولة» 6 مسيحيين Posted: 24 Feb 2017 02:24 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي»: أدانت الكنيسة القبطية المصرية الأرثوذكسية، الأحداث الإرهابية المتتالية التي استهدفت أقباط محافظة في شمال سيناء، مؤكدة إنها «تستهدف أبناء الوطن من المسيحيين المصريين». وذكر بيان رسمي صادر عن الكنيسة أمس أن «تلك الأحداث تتعمد ضرب الوحدة الوطنية، وتمزيق الاصطفاف في مواجهة الإرهاب، الذي يصدر من خارج مصر، استغلالًا لحالة التوتر المتصاعد في كل أرجاء المنطقة العربية». ونعت الكنيسة أبناءها بالقول: «نثق أن دماءهم الغالية على الله تصرخ أمامه طالبةً العدل، فهو الذي سوف ينظر ويحكم». وتابع البيان: «الكنيسة في تواصل مستمر مع المسؤولين حسب مواقعهم، ومع الأنبا قزمان أسقف شمال سيناء، ومع المحليات لتدارك الموقف والتخفيف من آثار هذه الاعتداءات». وجاء البيان الكنيسة بعد هجمات نفذها مسلحو تنظيم «الدولة» ضد الأقباط خلال الأسبوعين الماضيين، أسفرت عن مقتل 6 اقباط ومغادرة أسر مسيحية لسيناء. وكانت آخر هجمات التنظيم ضد الأقباط أمس الأول، استهدف المواطن كامل رؤوف كامل يوسف، الذي يبلغ من العمر 40 سنة، أمام أسرته وأولاده، في مدينة العريش ويعد كامل رؤوف، الضحية رقم 6 من الأقباط في سيناء خلال أسبوعين. وبدأ «الدولة» استهداف الأقباط، بقتل المواطن وائل ميلاد داخل محله الخاص بجوار مدرسة العريش الثانوية بنين في شارع 23 يوليو وسط مدينة العريش. كما استهدف مسلحو التنظيم الطبيب البيطري بهجت مينا، الذي يبلغ من العمر 40 سنة، في حي العبور جنوب مدينة العريش، فضلاً عن استهداف مدرسا يدعى جمال توفيق جرجس قبطي يقيم في مدينة العريش أثناء وجوده في سوق الخميس الشعبي أمام زوجته. إضافة إلى قتل سعد حكيم حنا الذي يبلغ من العمر 65 سنة بإطلاق الرصاص عليه وحرق نجله بإشعال النيران في جسده أمام باقي أفراد الأسرة. وكانت الأسر القبطية رحلت من مناطق الشيخ زويد ورفح بسبب شدة الاشتباكات بين قوات الأمن والتنظيم، وتعرض عدد من أبنائهم إلى القتل على يد «الدولة» في شمال سيناء. وأشارت المصادر إلى أن الموظفين من الأقباط من أبناء المحافظة طلبوا إجازات مفتوحة حتى يتمكنوا من الرحيل بعيدا عن ملاحقات التنظيم. وقرر عدد من أسر أقباط العريش الرحيل عن منازلهم للمحافظات. وقال نيافة الأنبا قزمان أسقف شمال سيناء في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في بيان، إن «أسرا قبطية في العريش قررت الرحيل عن منازلها بعد التهديدات المنتشرة للتحريض على قتل الأقباط في العريش من جانب الجماعات الإرهابية». وشدد على أن «هذه الأسر باتت مهددة، خاصة بعد حالات القتل المتكررة للأقباط خلال الأسبوعين الماضيين». وأشار إلى أن «50 أسرة قبطية بدأت الرحيل عن منازلها في العريش حتى القضاء على عنف الجماعات الإرهابية التي تهدد حياتهم متجهين لبعض المحافظات المختلفة أبرزها محافظات أسيوط والإسماعيلية، والسويس». وبين أن «هناك بعض الأسر القبطية رفضت ترك منازلها». في السياق، أطلقت الكنيسة الإنجيلية في الإسماعيلية مبادرة لاستضافة 40 أسرة من أقباط العريش. وقال القس عزت صليب، راعي الكنيسة الإنجيلية في الإسماعيلية، في بيان إن «الكنيسة بدأت في استقبال النازحين من أسر الأقباط في العريش منذ أمس، لتعويضهم عن ترك منازلهم في العريش». وبين أن «الكنيسة الإنجيلية تدعم ترك الأقباط لمنازلهم في العريش بعد التهديدات وحالات القتل المتكررة لبعض الأقباط، وأن الكنيسة تحاول توفير بعض المنازل لهم في الإسماعيلية كبديل عن منازلهم في العريش». هذه المبادرة، حسب صليب، «لن تقتصر على محافظة الإسماعيلية، وأن أبواب الكنائس الإنجيلية ستظل مفتوحة أمام أهالي العريش من الأقباط لتكون مبادرتنا رسالة طمأنينة بعد حالة الرعب التي سادت حياتهم مع انتشار تهديدات التحريض على قتلهم في العريش». يأتي ذلك في وقت تنظم اللجنة الشعبية للدفاع عن سيناء مؤتمرا في حزب الكرامة اليوم، لمناقشة الأوضاع في سيناء وكيفية مساعدة الأهالي في ظل الأوضاع الأمنية التي تشهدها سيناء. 50 أسرة قبطية تغادر العريش بعد قتل «الدولة» 6 مسيحيين تامر هنداوي |
الحاخام الأكبر السابق في إسرائيل يدخل السجن بعد إدانته بالرشوة Posted: 24 Feb 2017 02:24 PM PST الناصرة – «القدس العربي»: لا تقتصر فضائح الفساد على السياسيين في إسرائيل، فهي تطال أوساطا أخرى تبدو رمزا للأخلاق كرجال الدين. وبالأمس أدين الحاخام الأكبر السابق بالرشوة. جاء ذلك بعد اعتراف الحاخام يوناه ميتسيغر بالحصول على رشوة بقيمة مليون دولار ونيف. وكانت محكمة الصلح قد أدانته قبل شهور بخيانة الأمانة وتلقي الرشوات وحكمت عليه بالسجن ثلاث سنوات ونصف السنة ضمن صفقة بين النيابة العامة ومحامي الدفاع. لكن محكمة مركزية رفضت الحكم وأضافت عليه سنة سجنا إضافية. واتهم الحاخام في 2015 بارتكاب عدة مخالفات كتلقي الرشوة، والغش والخداع، وخيانة الأمانة خلال إشغاله أعلى منصب في الحاخامية المركزية في إسرائيل. وحسب لائحة الاتهام حاز ميتسيغر على ثلاثة ملايين دولار لصندوق الحاخامية لكنه استولى على ثلاثة أرباعها. وقبل شهرين وقع الحاخام على صفقة قضائية بموجبها اعترف بسرقة مليون دولار على أن يسجن ثلاث سنوات ونصف السنة مع غرامة مالية تزيد عن المليون دولار. لكن قاضي محكمة مركزية في القدس المحتلة فاجأ النيابة العامة ومحامي الدفاع برفضها وبرفع الحكم بالسجن الفعلي لأربعة أعوام ونصف العام. وعلل القاضي ذلك بالقول إن الحاخام يستحق السجن لسبع سنوات لولا الصفقة المذكورة نظرا لخطورة الاتهامات الموجهة له. وبعد سماعه الحكم الجديد لم يتمالك ميتسيغر نفسه وبكى. وسبقه حاخامات آخرون أدينوا بتهم مشابهة بعضهم تم الكشف عن تورطهم بفضائح فساد بتحقيقات إعلامية. الحاخام الأكبر السابق في إسرائيل يدخل السجن بعد إدانته بالرشوة |
حرس الثورة الروسي Posted: 24 Feb 2017 02:24 PM PST يبدو أن الجنرال الكسندر جوربليوف لم يحصل بعد على التقدير والاهتمام الذي يستحقه في وسائل الإعلام العبرية، أو وسائل الإعلام الدولية بشكل عام. في تموز/يوليو من العام الماضي استبدل جوربليوف شخص آخر باسم دفورنيكوف كقائد اعلى للقوات الروسية في سوريا. الحديث يدور عن بضعة آلاف من الجنود المرافقين في ثلاثة اسراب تابعة لسلاح الجو الروسي، ومضادات الطائرات وعدد من السفن، عملت على تغيير توجه الحرب في سوريا وأنقذت نظام الأسد. الجنرال جوربليوف بصفته قائدا لهذه القوة هو عمليا قائد التحالف العسكري الذي يبقي على النظام السوري القمعي على قيد الحياة. وبالتدريج يساعده على اعادة السيطرة في مناطق قليلة من اراضي الدولة. فيما يتعلق بدور روسيا كجهة غيرت كليا ميزان القوى في سوريا، كتب الكثير من الاشهر الاخيرة. وما لم يكتب تقريبا هو أن روسيا التفت على إيران، الراعية السابقة للرئيس بشار الأسد، كجهة ناجعة تفرض خطوات المعسكر الذي تبلور لانقاذه. الجنرال قاسم سليماني، قائد «قوة القدس» في حرس الثورة الإيراني، الذي يركز النشاطات خارج حدود إيران هو شخصية معروفة. وقد حظي سليماني قبل بضع سنوات على مقال شخصي واسع في صحيفة «نيويوركر». جوربليوف في المقابل هو شخص غير معروف بالنسبة للقراء في الغرب. ولكن ليس الجنرال الإيراني، بل نظيره الروسي، مبعوث الرئيس بوتين، هو الذي يقرر الآن إلى أين سيتجه الخط المحيط بالأسد. وهذا يحدث بعد نجاحه الكبير: خضوع مدينة حلب في كانون الاول/ديسمبر، في نهاية حملة قصف بلا رأفة قام بها سلاح الجو الروسي. وما يريد بوتين وجوربليوف هو الذي يكون. أول أمس، بمناسبة يوم الجيش الاحمر، منح رئيس روسيا لمبعوثه في سوريا رتبة جنرال بنجمتين. قبل اسبوعين تحدثت صحيفة «هآرتس» عن الخطوات الاخيرة للنظام في عمق هضبة الجولان. على مسافة قريبة من الحدود في الشمال، تستعيد قوات الأسد بالتدريج السيطرة على بعض المناطق. وبعد حملة من الحصار والتجويع والقصف، استسلم عدد من القرى وأعلنت ولاءها مجددا للرئيس. وهناك مفاوضات مشابهة تجري مع ثلاث قرى اخرى في مزرعة بيت جن. في المنطقة بين القنيطرة والعاصمة دمشق يطرد النظام بالتدريج بقايا المتمردين. ولكن جبهة الجولان بقيت ثانوية. يركز الروس والأسد جهودهم في توسيع السيطرة في المدن الكبيرة في سوريا، في المركز والشمال. وقد تبينت في الاسابيع الاخيرة خطوة جديدة لاحتلال النصف المتبقي من درعا، معقل التمرد في جنوب الدولة وقريبا من الحدود مع الاردن. جاء في صحيفة «وول ستريت جورنال» في بداية الشهر «ادارة ترامب تريد دق اسفين في التحالف بين روسيا وإيران. هذه الخطوة لم تنجح حتى الآن. هناك تقسيم عمل في سوريا يشمل غرف عمليات مشتركة وتقييمات من قبل روسيا وإيران ونظام الأسد وحزب الله. في إيران نفسها هناك جدل داخلي شديد حول حجم التمويل لنشاطات حزب الله. الرئيس حسن روحاني يسعى إلى تقييد ذلك، ومنح جزء من الاموال للاحتياجات الداخلية. المعسكر المحافظ وحرس الثورة يعارضان ذلك. رئيس الاركان آيزنكوت قال أول أمس في لجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست إن حزب الله يمر في ازمة في المعنويات بسبب خسائره الكثيرة ـ 1700 قتيل واكثر من 6 آلاف مصاب ـ في الحرب السورية. وحسب ما نشره معهد واشنطن لبحوث الشرق الاوسط فإن مقاتلي حزب الله خاب أملهم من الجنرال سليماني الذي يعتبرهم لحما للقذائف من اجل تحقيق اهداف إيران في المنطقة. الحراك في إيران يزيد من وزن روسيا في التحالف المحيط بالأسد. فهل هذا سيء لإسرائيل؟ في الاجهزة الأمنية هناك جدل حول ذلك. هناك من يخشون من ازدياد قوة روسيا والتنسيق المتزايد مع الولايات المتحدة بسبب قرب الرئيس دونالد ترامب من موسكو. إنهم يخافون من أن القوى العظمى قد تتوصل إلى اتفاق تقاسم القوى، الامر الذي سيخلد مكانة إيران وحزب الله في سوريا، ويُمكن إيران من الحصول على موقع استراتيجي في هضبة الجولان السورية بعد أن يعيد النظام سيطرته عليها بالكامل. وهناك من يرون أن ذلك له افضلية. الخطر الحقيقي للحرب في الشمال، الذي سيجعل إسرائيل تتدخل، يترتبط بسيناريو عدم وجود الاتصال. عدد من النشاطات وسوء الفهم المتبادل بين الاطراف قد يؤدي إلى تدهور الوضع ونشوب الحرب دون أن يقصدوا ذلك. هذا ما حدث تقريبا بين إسرائيل وحزب الله في كانون الثاني 2015 بعد التعرض لحياة جهاد مغنية وجنرال إيراني كان معه قرب القنيطرة (الامر الذي نسب لإسرائيل). الطرفان يوجدان بشكل دائم على بعد خطأين من الحرب. ولكن الآن هناك عنوان للوساطة. روسيا لا ترغب بنشوب حرب بين إسرائيل وحزب الله. حزب الله هو مثابة ذخر لروسيا، بشكل مباشر على الأقل، وجزء من تحالف موسكو. ايضا نظام الأسد قد يتضرر إذا انجر لمساعدة حزب الله في حالة اندلاع الحرب مع إسرائيل. التنسيق الكامل بين إسرائيل وروسيا والذي يسعى إلى منع التصادم الجوي بين الطرفين، أكثر نجاعة في الوقت الحالي. يبدو أن روسيا تتصرف ببراغماتية ومرونة. وقبل بضعة اشهر كتب هنا عن نشر اجهزة الدفاع الروسية المتقدمة في موقع حميميم في شمال غرب سوريا. ورادارات هذه الاجهزة تغطي أي حركة جوية في إسرائيل، وحتى موقع سلاح الجو في شمال النقب. يبدو أنهم في إسرائيل كانوا قلقين من أن تعزيز تواجد روسيا سيقلص مجال عمل سلاح الجو في المنطقة الشمالية. حسب ما نشر في وسائل الإعلام العربية، فإن قصف إسرائيل لقوافل السلاح ومخازن السلاح لحزب الله في وسريا يستمر بدون ازعاج. وقد قيل في التقارير إن الطائرات تقوم بالقصف عن بعد وهو في سماء لبنان أو فوق البحر المتوسط. هذه المناطق ايضا توجد في مجال الرادارات الروسية، لكن يبدو أن موسكو لا تهتم كثيرا بهذا الامر. واذا كان جزء من السلاح الذي يتم تدميره من صنع روسيا، فهذا قد يعني عقد صفقات اقتصادية جديدة مع حزب الله وإيران، اللتان تقدمان الشيكات. وراء الاتفاق نجاعة روسيا في المنطقة ترتبط بشكل مباشر بالضعف الدراماتيكي في مكانة الولايات المتحدة. ادارة أوباما قامت بالتخلي عن الملف السوري، وتراجعت عن معاقبته في اعقاب استخدامه للسلاح الكيميائي في صيف 2013. وبعد ذلك بذل الرئيس السابق ورجاله قصارى جهودهم من اجل عدم التدخل من اجل وقف الكارثة الإنسانية التي تسبب بها الأسد. وتم التركيز على الحرب ضد داعش. وقد وصلت الامور إلى درجة اعتراف الاستخبارات الأمريكية بشكل علني أمام النظراء الإسرائيليين بأنهم لا يعرفون سياسة الرئيس في المنطقة، باستثناء أوامر الامتناع عن التورط الذي قد يسيء لصورة الادارة الأمريكية. في نظرة إلى الوراء، يصعب تجاهل الصلة بين تقليص تدخل ادارة أوباما في سوريا ووقف الجهود لاستبدال الرئيس الأسد وبين التقدم في المحادثات مع إيران، الامر الذي أدى إلى التوقيع على الاتفاق النووي في فيينا في تموز 2015. موقع إيراني للاخبار اقتبس في هذا الاسبوع اقوال رئيس مجلس الخارجية التابعة للبرلمان في طهران، الذي حذر الرئيس ترامب من الكشف عن جميع التفاهمات المتعلقة باتفاق فيينا. وقد جاءت هذه الاقوال في اعقاب تبادل الاتهامات والتهديدات بين واشنطن وطهران بعد اجراء التجربة الإيرانية على الصاروخ البالستي في كانون الثاني. وقد اختارت ادارة أوباما تجاهل التجربة السابقة في أيار الماضي، أي بعد أقل من سنة على توقيع الاتفاق النووي. في موقع الانترنت الإسرائيلي «نمري» جاء، بناء على تصريحات كثيرة لقادة حرس الثورة الإيراني، أنه توجد لطهران اسباب تجعلها تعتقد أن الادارة الأمريكية السابقة لن تقوم بالانتقام منها بسبب اجراء التجارب الصاروخية في المدى الذي لا يزيد عن 2000 كم، أي أن هذا يهدد إسرائيل نظريا، لكنه لا يهدد دول اوروبا الغربية. الاتفاق النووي لا يشمل الحديث عن صواريخ إيران، لكن قرارات مجلس الامن تمنع هذه التجارب. الاستخبارات الإسرائيلية تجمع تقريبا على أن اتفاق فيينا مليء بالثقوب لكنه ايجابي وحيوي. هناك فرصة لأن يوقف الاتفاق تقدم إيران نحو القنبلة النووية مدة عقد. لقد كان براك أوباما صديقا حقيقيا لإسرائيل، اهتم بمنح المساعدات الأمنية بمستوى غير مسبوق. هذا لا يجب أن يمنع النقاش حول اخطاء الادارة السابقة في سوريا وإيران إلى حد ما، وايضا تعاطيه العدائي مع القيادة المصرية. بطل الإدارة الأمريكية الجنرال هربارد ريموند مكماستر الذي اختاره ترامب لمنصب مستشار الامن القومي، بعد الجنرال مايكل فلين، كان طوال سنوات زائرا معروفا ومرغوبا فيه في الاجهزة الأمنية الإسرائيلية. ولأن جزء من مهماته في الجيش الأمريكي اختص في بلورة نظرية الحرب والارشاد، فقد عمق مكماستر علاقاته مع ضباط رفيعي المستوى في الجيش الإسرائيلي ومع اكاديميين إسرائيليين. الإسرائيليون الذين التقوا معه يتحدثون عن ضابط له ماض عسكري لامع وقدرة ذهنية لافتة، وعن أنه لم يقم باخفاء الاهمية التي يوليها للعلاقة الأمنية بين الدولتين. لقد كتب مكماستر مقدمة النسخة الانجليزية لكتاب د. ايتان شمير بعنوان «قيادة مهمة»، الذي يقارن بين تقاليد القيادة في الجيش، مع الجيش الأمريكي والجيش البريطاني. شمير الذي هو عضو رفيع في مركز بيغن ـ السادات في جامعة بار ايلان كان ضيفا لبضعة ايام على الجنرال الأمريكي عندما كان مسؤولا عن القاعدة الكبيرة «بورت بنينغ» في جورجيا. وهو يتحدث عن ضابط هام وشخصية مؤثرة مرؤوسيه يحترمونه جدا، وهذا لا ينبع فقط مع حكمته، بل لكونه بطلا للحرب. فقد رأى العدو عن قرب. حارب مكماستر كقائد للواء مدرعات في حرب الخليج في 1991. في المعركة الهامة الوحيدة في تلك الحرب امام الحرس الجمهوري العراقي. وفي الحرب العراقية الثانية في 2003 كان قائدا لكتيبة واعتبر فيما بعد أحد الضباط الاوائل الذين أدركوا ضرورة الصلة المباشرة مع السكان المدنيين وتجنيد المتعاونين من بينهم. يقول شمير «من يتابع محاضراته الكثيرة يلاحظ أن مكماستر يشدد دائما على العنصر الانساني في الحرب بشكل يفوق التكنولوجيا. وفي المؤسسة الأمنية الأمريكية هذه نظرة نادرة نسبيا». في السنوات التي تلت ذلك لم يتم ترفيع مكماستر بسبب الانتقادات التي وجهها لأداء الجيش الأمريكي في العراق. وقد خصص مكماستر رسالة الدكتوراة للهجمة الشديدة من قبل قادة الجيش على البنتاغون في حرب فيتنام. حيث قال إن على المسؤولين وضع خط مستقيم وضعضعة الفرضيات التي تبناها الرئيس لندن جونسون عند اتخاذ القرار المصيري حول تعزيز القوات الأمريكية في فيتنام. المديح الإسرائيلي يتداخل جيدا مع الاجماع الاستثنائي في عهد ترامب، حول تعيين مكماستر. ومن بين منتقدي الرئيس هناك من هم اكثر تفاؤلا، حيث يعتبرون أن هناك قطبان داخل الادارة الأمريكية، القطب الايديولوجي الراديكالي برئاسة المستشار الاستراتيجي ستيف بنون، وقطب الجنرالات المهنيين ومنهم وزير الدفاع جيمس ماتس ووزير الخارجية ريكس تلرسون والمستشار الجديد مكماستر. هذان المعسكران سيتحاربان من اجل التأثير على الرئيس. وقد ينجح أحدهما في اقناع ترامب للسير في سياسة خارجية صقورية احيانا، لكن تبقى مدروسة ومسؤولة. لكن مثل امور كثيرة متعلقة بالرئيس الأمريكي، يبدو أن هذا التقدير سابق لأوانه. ادارة ترامب أثبتت أنها مثلث برمودا، وهو المكان الذي تُدفن فيه التوقعات الواحد تلو الاخرى مثل السفن المفقودة والغارقة. عاموس هرئيل هآرتس 24/2/2017 حرس الثورة الروسي صحف عبرية |
الجيش ينذر قنوات تلفزيونية بثت على الهواء معارك الموصل Posted: 24 Feb 2017 02:23 PM PST بغداد ـ «القدس العربي»: يواجه الإعلام العراقي، هذه الأيام، المزيد من حملات التضييق، من خلال التهديدات وأوامر الإغلاق. فقد هاجم مسلحون مجهولون منزل كاتب وممثل ومخرج برنامج (ولاية بطيخ) الساخر، الذي يعرض مساء كل يوم خميس على شاشة قناة (هنا بغداد)، وأمطروه بالرصاص. وذلك بعد تلقي القناة والبرنامج تهديدا من عشائر لعرض موقف تمثيلي يحتوي سخرية من بعض الأعراف العشائرية، واتهم المخرج جهات حكومية بتهديده. وانتقد ناشطون إعلاميون، ومنظمات مدنية، ومواقع على شبكة التواصل الاجتماعي، التهديدات التي يتعرض لها الإعلاميون باستمرار لمنعهم من كشف الفساد والعادات الاجتماعية السيئة. ودعوا الحكومة والأجهزة الأمنية إلى وضع حد لظاهرة تدخل العشائر والفاسدين في عمل الإعلام بل ولجوء بعض السياسيين بالجماعات المسلحة أو عشيرته لإيقاف انتقادات الصحافيين والإعلاميين. وكانت الأوساط الصحافية تناولت مؤخرا، تهديد عشيرة وزيرة الصحة عديلة حمود لصحافي يعمل في صحيفة «الصباح» لقيامه بكشف فساد واستغلال موقع المسؤولية من قبل الوزيرة المحسوبة على حزب شيعي كبير. وفي السياق، وجهت العمليات المشتركة إنذاراً إلى قناتي «العراقية» و«بلادي» وألغت تراخيص ثلاث قنوات أخرى، «لعدم الالتزام بمنع النقل المباشر لمعارك الموصل». وذكر بيان لخلية الإعلام الحربي الرسمية، أن «قيادة العمليات المشتركة وجهت انذاراً إلى قناة العراقية وقناة بلادي ويكون الأول والأخير بعدم النقل المباشر للمعارك». كما وجهت قيادة العمليات المشتركة بـ»إلغاء الترخيص الممنوح إلى كل من قنوات الميادين وروداو والآي بي بسبب عدم التزامها بالتوصيات الإعلامية الصادرة من الجهات العليا وقيامها بالنقل المباشر للمعارك وتعريض حياة قواتنا المسلحة للخطر». وكانت جمعية الدفاع عن حرية الصحافة، يوم الخميس، أعلنت أن هيئة الإعلام والاتصالات أبلغت مكتب تلفزيون الشرقية في بغداد بحظر عملها في العراق، فيما انتقدت الجمعية هذا الإجراء من قبل الهيئة ووصفته بـ«التعسفي». وذكر بيان الجمعية، أنها «حصلت على كتاب صادر من الهيئة، وبتوقيع رئيسها صفاء الدين الصافي، يجيب فيه عن استفسار مكتب النائب محمد ناصر الكربولي عن عمل قناة الشرقية في العراق، الذي ينص على أن القناة غير مرخصة من قبل الهيئة ولا يسمح لها بالعمل داخل الأراضي العراقية مطلقا وأن الهيئة أوصت باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق القناة». وأدان البيان الجمعية «هذا الإجراء التعسفي من قبل الهيئة»، مشيرا إلى أن «ما تقوم به هيئة الإعلام والاتصالات هو مخالفة واضحة للدستور والقوانين والاتفاقيات الدولية، فضلا عن قرارات الحكومة النافذة، لا سيما وأن منع القناة من العمل داخل العراق يعد مؤشرا خطيرا على تجاوز الهيئة صلاحياتها التنفيذية، باعتبار أن القرار المرقم 65 المتخذ في زمن الحاكم المدني بول بريمر ينص على ضرورة إصدار أمر قضائي لغلق الفضائية وليس إصدار قرار قانوني من داخل الهيئة، وهذه مخالفة أخرى تؤشرها الجمعية». ونبهت الجمعية إلى أن « إجراء الهيئة هذا يتنافى مع قرار رئيس الوزراء حيدر العبادي برفع الحجب والمنع عن جميع الفضائيات ووسائل الإعلام التي أغلقتها الحكومة السابقة». وسبق لـ«المرصد العراقي للحريات الصحافية»، أن دعا حكومة العبادي بتشكيل لجنة خاصة من مجلس الوزراء ووزارتي الدفاع والداخلية ونقابة الصحافيين العراقيين للعمل السريع على الكشف عن مصير الصحافيين المغيبين في مدينة الموصل والذين فقد العشرات منهم ولم يعرف مصيرهم منذ العاشر من حزيران/يونيو 2014 وحتى اليوم. ويجد المرصد أن تحرير الساحل الأيمن من المدينة بالكامل يشكل أهمية فائقة، وعامل مساعد للقيام بهذه المهمة على أحسن وجه ممكن، وعدم ترك الأمور على حالها خاصة، وأن هناك معلومات تواردت خلال السنتين الماضيتين عن قيام تنظيم «الدولة» بقتل العديد من الزملاء الصحافيين، واحتجاز آخرين. وكشف المرصد، معلومات تبين أن بعضهم مازالوا على قيد الحياة، بينما تشير بعض المعلومات إلى قيام التنظيم بنقل عدد من الصحافيين إلى سوريا. ويذكر أن عام 2016، شهد مقتل 20 صحافيا عراقيا، سقط أغلبهم خلال التغطية المستمرة للمعارك ضد تنظيم «الدولة» أو قيام الأخير بإعدامهم، إضافة إلى عمليات اغتيال من قبل مجهولين. كذلك، أعلنت الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحافيين، عن تعرض 179 صحافيا للاعتداء خلال العام نفسه. الجيش ينذر قنوات تلفزيونية بثت على الهواء معارك الموصل مصطفى العبيدي |
هكذا يرى الإسرائيليون لبنان.. بلد الأخيار والأشرار Posted: 24 Feb 2017 02:23 PM PST الناصرة – «القدس العربي»: ينبه رئيس مجلس الأمن الأسبق في إسرائيل الجنرال بالاحتياط غيورا ايلاند من أن تهديدات الأمين العام لحزب الله، تكررت في الأسابيع الأخيرة، وأصبحت أكثر عدوانية، محذرا من لا يأخذها على محمل الجد. ويشير في مقال نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» الى أن هناك من يدعون، كما يمكن الفهم من تصريحات رئيس الأركان غادي ايزنكوت، بأن التهديدات تعكس ضائقة لدى حزب الله وليس ثقة بالنفس بالذات، مشددا على أنه ليس متأكدا من ذلك. وينطلق في رؤيته هذه من الاعتقاد بأنه بعد سنوات من الغوص في الوحل السوري، يبدو ان تورط حزب الله في الحرب السورية الأهلية سيتقلص. ويلفت الى ان انتماء التنظيم الى «الجانب المنتصر» سيمنحه المزيد من الثقة بقدراته على نقل الحرب الى العدو الأساسي إسرائيل. ويقول إنه الى جانب تحمس نصر الله، من المناسب الانتباه للتصريحات الأخيرة للرئيس اللبناني، ميشيل عون، الذي عاد وأكد أن حزب الله هو جزء من القوة التي تتولى الدفاع عن لبنان في مواجهة اسرائيل. معتبرا هذه المقولة رغم انها ليست جديدة، تعزز فقط ما يفترض ان يكون واضحا ضمنا منذ سنوات – حزب الله والسلطة في لبنان هما جسم واحد. ايلاند الذي يدعو منذ سنوات لتغيير التعامل مع حزب الله ولبنان يقول انه منذ سنوات تخطئ دول الغرب وإسرائيل في فهم الواقع في لبنان. ويضيف «حسب الرأي الشائع، فإن المؤسسة السياسية في هذا البلد، تنقسم الى معسكرين. من جهة معسكر «الأخيار»، الذي يوجد فيه غالبية المسيحيين، الدروز والسنة، وهو يمثل البراغماتية، والاعتدال، والثقافة الغربية ويعتمد على المساعدة السعودية والأمريكية والفرنسية، ومن جهة أخرى يوجد معسكر «الأشرار»، الذي يقوده حزب الله بدعم من سوريا وإيران. إذا كانت صورة الوضع هذه صحيحة فعلا، فمن المناسب ان يعزز الغرب «الأخيار»، من خلال تقديم المساعدات الاقتصادية وإنشاء بنى تحتية وتعزيز الجيش. المشكلة هي ان هذا الوصف ساذج وبعيد جدا عن الحقيقة والواقع. وبرأي إيلاند فإن الحقيقة هي ان هناك فعلا معسكرين في لبنان، لكنه يوجد اتفاق غير خطي بينهما ينص على ان كل معسكر يستغل تفوقه النسبي لصالح هدف مشترك. زاعما أن معسكر «الأخيار» يعرض الوجه الجميل للبنان ـ دولة تقوم فيها مؤسسات ديمقراطية، وثقافة فرانكوفونية، واقتصاد حر ـ وبهذه الطريقة يحصل على الدعم السياسي، الاقتصادي والعسكري. وفي المقابل يكون المعسكر الثاني الذي يقوده حزب الله، القوة العسكرية الأساسية للدولة، ويتم تعريفه من قبل الدول كمدافع عنها ضد العدوان الاسرائيلي، ويكون العامل الوحيد الذي يحدد ما إذا سيعم الهدوء او الضجيج على امتداد الحدود مع اسرائيل. ومن وجهة نظره فقد وقعت اسرائيل خلال حرب لبنان الثانية في الفخ اللبناني وصبت الماء على طاحونة السلطة اللبنانية. ويفسر ذلك بالقول إن اسرائيل حاربت ضد حزب الله فقط، دون ان تقحم الحكومة اللبنانية، الجيش اللبناني والبنى التحتية اللبنانية. ويتساءل ما الذي سيحدث إذا أدرنا هكذا حرب لبنان الثالثة ايضا؟ يمكن الافتراض بأن نتائج الحرب ستكون اسوأ بكثير من نتائج الحرب السابقة لأن اسرائيل لا تستطيع الانتصار على حزب الله إلا بثمن غير محتمل للجبهة الداخلية الاسرائيلية. الاستنتاج بالنسبة لإيلاند وفق هذه الرؤية واضح: اذا اطلقت النيران على اسرائيل من لبنان، يجب ان تعلن الحرب على الدولة اللبنانية. ويرجح أن ذلك سيدفع العالم للتدخل بسرعة لأن لا أحد يريد تدمير لبنان – لا السوريين ولا الايرانيين، من جهة، ولا الغرب والسعودية من جهة اخرى، ولا حتى حزب الله. وبحسب هذا السيناريو فإن الحرب ضد لبنان، التي ستؤدي الى تدمير كبير للبنى التحتية فيه، ستقود الى صرخة دولية لإنهاء الحرب بعد ثلاثة ايام وليس بعد 33 يوما، كما حدث خلال حرب لبنان الثانية. وعنده يمكن لإسرائيل الخروج منتصرة من حرب قصيرة فقط من دون إصابات بالغة في الجبهة الداخلية. ويخلص ايلاند للإشارة لأهمية توقيت الترويج للرواية الإسرائيلية: من المهم ان نتذكر ونذكر العالم ليس بتصريحات نصرالله، وانما بالذات بتصريحات الرئيس اللبناني. عندما سيبدأ اطلاق النار سيكون من المتأخر شرح الاستراتيجية الجديدة. يجب إدارة المعركة الدبلوماسية قبل ذلك، وليس خلال الحرب. هكذا يرى الإسرائيليون لبنان.. بلد الأخيار والأشرار وديع عواودة |
الرئيس عباس يلتقي رئيسي البرلمان والحكومة ويصف لبنان بمنارة الدفاع عن القضية الفلسطينية Posted: 24 Feb 2017 02:22 PM PST بيروت ـ «القدس العربي»: في اليوم الثاني لزيارته لبنان حطّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقر الرئاسة الثانية، حيث عقد جولة محادثات مع رئيس مجلس النواب نبيه بري تناولت الأوضاع في القدس والنشاطات الاستيطانية وأهمية الوحدة الفلسطينية، إضافة الى ضرورة الحفاظ على أمن واستقرار المخيمات. وبعد اللقاء أكد الرئيس بري أنه «من دواعي سروري ان نستقبل فخامة الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين في هذا اليوم في بيروت.. بيروت المدينة والعاصمة التي قاومت الجلاد الإسرائيلي 73 يوماً تحت الحصار عام 1982. وهذه الزيارة برأيي تأتي في الوقت المناسب وفي وقت مدروس قبيل القمة العربية التي ستنعقد في الأردن او الاتحاد البرلماني العربي الذي سيعقد مؤتمره في المغرب، كي يكون التنسيق دائماً وقائماً ولكن على الموضوع الاساسي، وكما قلت في طهران أكرر ان يكون الموضوع الأوحد موضوع فلسطين الذي يجمعنا لأن كل موضوع آخر يفرّق .هذا الأمر أكثر من ضروري ونأمل أيضاً بالنسبة للاجتماع الذي حصل في الشهر الماضي للجنة التنفيذية حول الوحدة الفلسطينية ان يأخذ مداه من الدرس أكثر فأكثر توصلاً الى نتائج نراها ان شاء الله تجمع للوحدة لأن بهذه الوحدة تشجيعا كبيرا لوحدة العرب والمسلمين حول فلسطين». وقال الرئيس الفلسطيني «أنا سعيد جداً ان أكون هنا في لبنان هذا البلد العزيز على قلوبنا جميعاً، هذا البلد المناضل المجاهد عنوان النضال والحضارة والثقافة، البلد الذي تحمّل الكثير الكثير والذي ضحّى الكثير الكثير من أجل القضية الفلسطينية، البلد الذي لا يمكن ان ينساه الشعب الفلسطيني ابداً على مدى العقود كلها، ولا زال هذا البلد منارةً من أجل الدفاع عن قضية فلسطين. من هنا عندما نكون هنا نكون بين أهلنا وإخواننا لنقول لهم أنتم العنوان الأساس في النضال من أجل قضية فلسطين ولذلك لا بدّ ان نكون بينكم ولنتشاور ونتحاور ونتبادل الرأي في ما هو مستقبلنا .هناك أمور دولية كثيرة، هناك إدارة أمريكية جديدة، هناك انتخابات مختلفة في دول أوروبا، هناك القمة العربية، هناك اجتماعات برلمانية، هناك الوحدة الوطنية الفلسطينية التي احتضن لبنان أحد اجتماعاتها من أجل السير قدماً في هذه الوحدة . كل هذه القضايا هي عنوان لقاءاتنا وأحاديثنا «. ومساء زار الرئيس عباس رئيس الحكومة سعد الحريري وبحث معه في التطورات ولبّى دعوته الى مأدبة عشاء. وفي مقر إقامته أجرى الرئيس الفلسطيني سلسلة لقاءات مع شخصيات ورؤساء أحزاب لبنانية، فالتقى الرئيس أمين الجميل ثم الرئيس ميشال سليمان. وعبّر الجميّل عن «التقدير الكبير لكل الجهود والحكمة والشجاعة التي يظهرها الرئيس عباس دفاعاً عن قضيتنا جميعاً، القضية المركزية، القضية الفلسطينية. ونحن نشعر أن هناك تحسناً وتقدماً في فهم الرأي العام الدولي للقضية الفلسطينية. نحن نشاهد في العالم، بالأمس في أستراليا وقبل ذلك في أوروبا، هذا الدعم الشعبي المحلي للقضية الفلسطينية، فقد بدأت الناس في الخارج تشعر بأن هناك ظلماً في حق شعب، وهناك عدم تقدير لجهود دولة، ولذلك تداولنا كل هذا الوضع وكل ما يمكن ان نقوم به لدعم هذه المسيرة والقضية الفلسطينية هي قضية لبنانية بامتياز، وكلنا صف واحد لتحقيق أمانينا جميعاً في أن تقوم في الوقت القريب الدولة الفلسطينية الحرة السيدة وتشرف على الأماكن المقدسة وترعاها وتحقق ما يصبو اليه كل العرب في الكرامة والسلام». وقال الرئيس سليمان: «تربطني بالرئيس الفلسطيني (ابو مازن) صداقة منذ ان كنت قائداً للجيش وخصوصاً بدأت العلاقة منذ عام 2007 إثر الأحداث المؤسفة في نهر البارد. وكان الرئيس الفلسطيني والسفارة الفلسطينية خير مساعد للجيش اللبناني بعدم تعريض اللبنانيين والفلسطينيين والعائلات الآمنة للأخطار، واستمرت العلاقة مع الرئيس الفلسطيني خلال ولايتي الرئيسية حيث زار لبنان أكثر من مرة والتقينا مرات عدة».وأضاف: «كان لي دور بارز في دعم القضية الفلسطينية وكنت من اشد المناصرين لعضوية فلسطين في الأمم المتحدة. وأذكر الاجتماعات التي حصلت على هامش الجمعية العمومية واجتمعنا مع الرئيس الفلسطيني والرؤساء العرب، ولكن اليوم هناك قلق عارم عند الجميع حول فلسطين وموقف ترامب، أاعتقد انه نهائي، حول نقل السفارة الأمريكية الى تل ابيب وحل الدولتين وغض النظر عن الاستيطان. هذه أمور كلها مقلقة، وأعتقد ان هناك تغييراً في السياسة، ولكن العودة الى الماضي خطرة إذا تجددت لأننا نعلم ان العالم اليوم واقع بين قضيتين: الإرهاب والانعزال، ففي مقابل الإرهاب والتعصب هناك انعزال، وأكبر مثال على ذلك الدولة اليهودية من دون ان أذكر بريطانيا وكل ما يحصل في دول العالم من نزعات ضد العولمة والانفتاح». والتقى الرئيس الفلسطيني رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الوزير طلال ارسلان الذي قال بعد اللقاء: «انطلاقاً من التاريخ النضالي لطائفة الموحدين الدروز بدعم قضية فلسطين، نرحب بفخامة الرئيس محمود عباس في بلده بين إخوانه وأهله. هناك تاريخ مشترك مع الإخوة الفلسطينيين ونحن كمزيج شعب واحد. لا نميّز أبداً في هذا الموضوع ولأبي مازن تاريخ في هذا البلد مع قيادات البلد، ونصرّ على تطوير وتمتين العلاقة مع الأخوة الفلسطينيين لما يمثلونه، وليس من الناحية العاطفية، وإن كانت تربط بيننا روابط عائلية واجتماعية وثقافية وتاريخية وجغرافية. لكن نحن مؤمنون بأن القضية الأم لاستقرار جدي في منطقة الشرق الأوسط تبدأ انطلاقتها بحل الموضوع الفلسطيني».أضاف: «كل ما نشهده من إرهاب تكفيري وما نشهده على أرض سوريا وعلى مستوى الأمة مما يسمى «الربيع العربي» وغيره، كل ذلك مرتبط ارتباطاً مباشراً بتضييع بوصلة العرب الحقيقية في موضوع الحق الفلسطيني السيد، الحر، المستقل في هذه الأمة، وبالتالي الإرهاب التكفيري». ومن زوار الرئيس عباس وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي ضم النائب غازي العريضي وعضو مجلس قيادة الحزب بهاء أبو كروم، النائبة بهية الحريري، الأمين العام لحزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان، والوزير السابق كريم بقرادوني وكمال شاتيلا. الرئيس عباس يلتقي رئيسي البرلمان والحكومة ويصف لبنان بمنارة الدفاع عن القضية الفلسطينية سعد الياس |
أحمد رمضان لـ «القدس العربي»: وفد الهيئة السياسية للائتلاف إلى جنيف هو المظلة الشرعية Posted: 24 Feb 2017 02:22 PM PST جنيف ـ «القدس العربي»: أكد عضو الهيئة السياسية للائتلاف السوري المعارض وعضو وفد الهيئة العليا للمفاوضات أحمد رمضان ان وفد الهيئة منفتح على الجميع، واتهم رمضان ضمنياً بعض المنتمين لمنصة موسكو بأنهم جزء من النظام السوري، وكشف ان روسيا لم تف بالتزاماتها تجاه المعارضة السورية ولم تمارس أي ضغوط على النظام السوري سواء في الالتزام بوقف اطلاق النار أو بإجباره على القبول بالعملية السياسية. وحول حضور منصتي موسكو والقاهرة الجلسة الافتتاحية لمفاوضات جنيف قال لـ «لقدس العربي»: «نحن في الهيئة العليا للمفاوضات المظلة الشرعية للتفاوض وهنالك ضغوط مورست على الامم المتحدة من قبل الجانب الروسي بشأن ادخال منصتي موسكو والقاهرة.. والموفد الدولي دي ميستورا وجد انه يمكن عمل نوع من الافتتاح الرمزي وأدخل هؤلاء لكن العملية التفاوضية ستتم بين وفدين أحدهما للنظام والآخر للهيئة العليا للمفاوضات الذي يمثل قوى الثورة والمعارضة السورية وبالتالي ستعود الامور الى مسارها الطبيعي». وعند سؤال «القدس العربي» لرمضان عن الاقتراحات بضم المنصات المختلفة في وفد واحد قال: «نحن الهيئة العليا للمفاوضات والمكونة من العديد من القوى السياسية والعسكرية والعديد من الشخصيات المستقلة وفي مقدمها الائتلاف الوطني ومجموعة فصائل من الجيش السوري الحر وهيئة التنسيق منفتحون على أي قوى سياسية ترغب بالانضمام الينا على قاعدة بيان الرياض بمعنى الالتزام بالأسس التي التقى عليها السوريون في هذه الثورة وفي الصراع مع النظام لا يمكن لاشخاص لا يصطفون ضمن المعارضة وان يكونوا ضمن وفد المغارضة ولا يمكن لأي قوى اقليمية أو دولية أن تفرض على المعارضة ان تقبل باشخاص من هذا القبيل». واضاف رمضان «سبق ان تحدثت الهيئة العليا للمفاوضات مع ديميستورا حول امكانية ضم ممثل عن كل جهة وفعلاً هذا ما حدث والوفد كان من 20 عضواً واصبح 22، لكن المشكلة في هذه المنصات انهم لا يعترفون ببعضهم البعض، ونحن نتواصل معهم لكن منصة موسكو على سبيل المثال هي عبارة عن مجموعة من النظام ومجموعات اخرى بعضهم جاؤوا من دمشق مع وفد النظام على الطائرة نفسها. فلا يوجد انتخابات جرت عندهم ليأتي قدري جميل ويقول إنه رئيس منصة موسكو فكيف تشكل وصارت له منصة، ونحن نعتبر هذه الأمور من ضمن الاوراق التي تستخدم للضغط على المعارضة واصبحت اسطوانة مشروخة». واتهم الروس بعدم الوفاء بالتزاماتهم، وقال: «على الروس ان يدركوا انهم لم يفوا بالتزاماتهم سواء ما تم الاتفاق عليه في استانة لوقف اطلاق النار او هنا في جنيف بالضغط على النظام للقبول بالعملية السياسية والنظام ليس شريكاً في المفاوضات». وحول شكل العملية التفاوضية التي ستجري في جنيف اوضح رمضان لـ «القدس العربي» ان «شكل العملية التفاوضية سنناقشه مع دي مستوار وسيجري بحث بندين: جدول الاعمال والشكل التفاوضي الذي سيتبع خلال المفاوضات. نحن طالبنا بمفاوضات مباشرة والنظام رفض هذا وطالبنا بان يكون الانتقال السياسي هو المسار الأساسي للمفاوضات ورفض النظام ايضاً، لذلك هناك تحد أمام الأمم المتحدة بأن تستطيع إلزام النظام بأساس هذه العملية التفاوضية فأمس النظام ومن خلال فيصل المقداد سحب اعترافه ببيان جنيف وبقراري الامم المتحدة 2118 و 2254 وهو الان يتحدث عن آلية مختلفة كليا كيف سيتعامل ديميستورا الان مع هذا؟». وحول خيارات المعارضة السورية في حال فشلت مفاوضات جنيف أو عدم حدوث اختراق كما توقع دي ميستورا قال رمضان: «نحن لم نأتِ الى جنيف لأنها الخيار الوحيد نحن نعتبر ان هناك ثورة وما زالت مستمرة والمواجهة مستمرة مع النظام سواء بالعمل السياسي الذي جرى أو من خلال معركتنا ضد النظام في الميدان». أحمد رمضان لـ «القدس العربي»: وفد الهيئة السياسية للائتلاف إلى جنيف هو المظلة الشرعية عضو الهيئة يؤكد الانفتاح على الجميع شرط الاعتراف ببيان الرياض |
تأسيس قاعد أمريكية قرب ناحية حمام العليل جنوب الموصل Posted: 24 Feb 2017 02:21 PM PST الموصل ـ «القدس العربي» ووكالات: واصلت قوات الأمن العراقية التوغل في الشطر الغربي من الموصل، أمس الجمعة بعد يوم من شنها هجمات على جبهات عدة صوب المعقل الرئيسي الأخير لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في المدينة، فيما كشفت مصادر أن القوات الأمريكية تعمل على تأسيس قاعدة قرب ناحية حمام العليل جنوب المدينة. واستعادت القوات السيطرة على مطار الموصل، أول أمس الخميس، في مكسب مهم بالمعركة الرامية لإنهاء سيطرة التنظيم على أراض في العراق. وقال متحدث عسكري إن «قوات مكافحة الإرهاب تمكنت أمس الجمعة من السيطرة على قاعدة الغزلاني العسكرية بالكامل وتقدمت صوب حي تل الرمان وحي المأمون في جنوب غرب المدينة». وتقوم الشرطة الاتحادية ووحدة الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية بتطهير المطار من القنابل والفخاخ التي خلفها التنظيم الذي انسحب من مواقعه هناك أول أمس. وتخطط القوات الحكومية لإصلاح المطار واستخدامه قاعدة لطرد التنظيم من أحياء غرب الموصل حيث يعتقد أن نحو 750 ألف شخص لا يزالون محاصرين هناك. وطردت القوات الحكومية المتشددين من شرق الموصل الشهر الماضي لكن «الدولة الإسلامية» لا تزال تسيطر على القطاع الغربي من المدينة التي يقسمها نهر دجلة. وقال صباح النعمان المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب، إن «قواته تقاتل تنظيم الدولة في تل الرمان والمأمون وتوقع القضاء على مقاتلي التنظيم هناك قريبا». واستخدم مقاتلو التنظيم الهجمات بسيارات ملغومة وطائرات دون طيار تحمل قنابل صغيرة في محاولة لعرقلة تقدم وحدات جهاز مكافحة الإرهاب. وقال اللواء الركن سامي العارضي، القائد الكبير في الجهاز في جنوب غرب الموصل، إن «التنظيم يبدي مقاومة هناك وإن الطائرات دون طيار مصدر إزعاج رئيسي». وتحاول قوات الرد السريع التقدم فيما وراء المطار لكسر دفاعات التنظيم حول الأحياء على الطرف الجنوبي للموصل. وقال العقيد في الجيش فلاح الوبدان إن «القوات تقاتل التنظيم حاليا على الطرف الجنوبي للمدينة وتحاول اختراق الخنادق وساتر ترابي مرتفع استخدموه كخط دفاعي». في السياق، تشهد مدينة الموصل، تحركات عسكرية مستمرة من قبل القوات الأمريكية، التي تعمل منذ أشهر على تأسيس قواعد لها في مناطق مختلفة من المدينة. وأشارت مصادر إلى ارتفاع وتيرة هذه التحركات مع انطلاق معركة تحرير الساحل الأيمن من المدينة وقرب انتهاء العمليات العسكرية فيها. وقال مصدر عسكري لـ«القدس العربي» إن «القوات الأمريكية ومنذ أيام تعمل على تأسيس قاعدة عسكرية بالقرب من ناحية حمام العليل جنوب مدينة الموصل». وكشف المصدر عن «قيام القوات الأمريكية بالتمركز في تلك المنطقة ونقل معدات عسكرية من قاعدة القيارة الجوية ونقلها إلى القاعدة المزمع انشاؤها وإحاطتها بالسواتر الترابية والكونكريتية ونصب أبراج للمراقبة». وبين أن «القاعدة تلك سبق للقوات الأمريكية استخدامها واتخاذها مقراً رئيسياً لها قبل خروجهم من العراق وتسليمها إلى الجيش العراقي». ولفت إلى وجود تعزيزات لقوات خاصة من الجيش الأمريكي على تخوم مطار الموصل في الجانب الغربي من المدينة والذي يشهد معارك عنيفة بين القوات العراقية ومسلحي التنظيم. وأشار إلى «إمكانية تأسيس قاعدة عسكرية للقوات الأمريكية فور تحرير الجانب الأيمن». وستراقب، هذه القوات سير العمليات العسكرية الدائرة هناك، وتعمل منع حدوث أي انتهاكات قد تحصل ضد الأهالي عند اقتحام المدينة من قبل بعض العناصر المنفلتة، وفق المصدر، الذي لفت إلى أن «تواجد القوات الأمريكية جنوب الموصل أكثر من باقي مناطق المدينة التي تشهد تحركات مستمرة لتلك القوات بعيداً عن الإعلام منذ سيطرتها على مطار القيارة العسكري منذ أشهر». ورجح أن تكون هذا القاعدة دائمة لمنع تكرار سقوط الموصل مرة أخرى، وحفاظاً على السلم الأهلي في المدينة بعد تحريرها. وكشف أن القوات الأمريكية منعت دخول قطعات من «الحشد الشعبي» للمشاركة في عملية استعادة الساحل الأيمن من المدينة، وطلبت الاعتماد على القوات العراقية فقط. تأسيس قاعد أمريكية قرب ناحية حمام العليل جنوب الموصل عمر الجبوري |
الملك محمد السادس يلغي زيارة إلى مالي Posted: 24 Feb 2017 02:21 PM PST الرباط – «القدس العربي»: قالت مصادر دبلوماسية، ان العاهل المغربي الملك محمد السادس ألغى زيارة كانت مرتقبة إلى دولة مالي، وأعادت قرار الالغاء إلى ضغط قويّ مارسه اللوبي الجزائري على الرئيس المالي، إبراهيم بوبكر كيتا. وكانت دولة مالي تستعد يوم الاربعاء الماضي لاستقبال الملك محمد السادس، في زيارة رسمية للعاهل المغربي، الا أن الملك المغربي ألغى زيارته لأسباب مجهولة في وقت واصل جولته الافريقية حيث وصل الخميس إلى غينيا كوناكري، المحطة الثالثة في الجولة الإفريقية التي قادته إلى كل من غانا وزامبيا. وكانت لافتات «مرحباً بملك المغرب» رفعت في شوارع العاصمة المالية باماكو، قبل أن تختفي يوم الإثنين الماضي، بعدما توصلت السلطات المالية بطلب من نظيرتها المغرب لتأجيل الزيارة إلى وقت لاحق، وفق ما أعلنته الرئاسة المالية على صفحتها الرسمية بتويتر. وتساءلت إذاعة فرنسا الدولية «RFI» عن السبب الذي دفع العاهل المغربي الى إلغاء هذه الزيارة، وقالت أن فرضية إصابة الرئيس المالي إبراهيم بوبكر كيتا بوعكة صحية، ما جعل محمد السادس «يؤجل» زيارته إلى حين تعافيه، تظل مستبعدة، إذ أن كيتا ترأس الأربعاء، يوم كان مقرراً وصول الملك، مجلساً وزارياً، كما استقبل يوم الثلاثاء، دبلوماسياً أمريكياً في القصر الرئاسي، الشيء الذي يدحض هذه الرواية، التي تناولتها وسائل إعلام على نطاق واسع. وقالت المصادر نفسها ان الفرضية التي تطرح نفسها بقوة هي «النشاط الجزائري في مالي»، إذ مارس اللوبي الجزائري ضغطاً كبيراً على الرئيس المالي، عشية هذه الزيارة، لإلغائها. ونقلت الاذاعة الفرنسية عن مصدر ديبلوماسي مالي أن «العلاقات بين المغرب ومالي جيدة وأن البلدين يرغبان في تعزيزها». وبينما كان ينتظر أن يقوم الملك بتدشين «مصحة محمد السادس للرعاية ما قبل وبعد الولادة» في باماكو، خلال زيارته، أرسل العاهل المغربي، أول من أمس الخميس، وفداً، يتكون من منير الماجدي، مدير السكرتارية الخاصة للملك والبروفيسور عبد العزيز الماعوني ومصطفى التراب، الرئيس المنتدب لمؤسسة محمد السادس للتنمية المستدامة، من أجل تدشين هذه المصحة. وكان الوفد المغربي مرفوقاً برئيس الوزراءالمالي، موديبو كييتا، خلال تدشين هذه المصحة، التي ستستفيد منها ساكنة مالي، والتي أنجزتها مؤسسة محمد السادس للتنمية المستدامة على مساحة إجمالية تبلغ خمس هكتارات (هبة من دولة مالي)، منها 7270 متر مربع مشيدة . وكانت آخر زيارة للملك محمد السادس إلى مالي، في شهر شباط/ فبراير 2014، وتوّجت بتوقيع 17 اتفاقية شراكة في مجالات مختلفة. ويؤكد الموساوي العجلاوي، الخبير في الشؤون الإفريقية، أن الحضور الجزائري في مالي يبقى قوياً من خلال عدد من المؤسسات، مستشهداً في ذلك بعدد الموظفين في السفارة الجزائرية بباماكو، والذي يصل إلى 600 موظف، مقابل خمسة موظفين فقط في السفارة المغربية. وقال ان هناك ضغوطاً جزائرية بورقة الحدود مع مالي، والتهديد بإغلاقها، بالرغم من أنها منطقة عسكرية، بالإضافة إلى أن بلاغات لوزارة الدفاع الجزائرية تركز على العمليات في الحدود مع ليبيا ومالي. ورداً على تساؤل عن دفع ضغوط اللوبي الجزائري إلى إلغاء أو تأجيل زيارة الملك محمد السادس على مالي قال العجلاوي بالتأكيد، الا أنه لا يمكن الحديث عن هذا الأمر فقط، بل يمكن أن يرجع هذا القرار إلى عدد من الأسباب هي الحالة الصحية للرئيس المالي إبراهيم بوبكر كيتا، والمشاكل الداخلية في الحزب الحاكم في مالي، بالإضافة إلى المشاكل الأمنية الكبيرة في البلاد، حيث لم يعد العجز الأمني مقتصراً على الشمال فقط، بل امتد إلى نهر النيجر وجنوب مالي. ونقل موقع هسبرس عن العجلاوي انه بالرغم من أن الحضور الجزائري قوي في مالي، فانه ليس بالحجم الذي يمكن أن يدفع إلى تأجيل زيارة الملك محمد السادس إلى مالي، مشيراً إلى أن زيارة هذا البلد الأخير مرتبطة أيضا بزيارة غينيا كوناكري، التي تعيش إضرابات في المدارس والجامعات، كما أن وضعها الداخلي غير مُواتٍ، بالرغم من أن الحزب الحاكم طلب من المواطنين الخروج للاحتفاء بزيارة الملك محمد السادس. وأضاف أن التأجيل ليس لأول مرة، حيث إن الملك محمد السادس خلال وجوده في الغابون كان من المنتظر أن يزور غانا وزامبيا، بالنظر إلى أن هناك أولويات لهذه المحطات، وتغييرات يمكن أن يقوم بها الملك محمد السادس. الملك محمد السادس يلغي زيارة إلى مالي مصادر دبلوماسية تعزو القرار إلى ضغط قوي مارسه اللوبي الجزائري على الرئيس كيتا |
إدانة المدير السابق لصندوق النقد الدولي رودريغو راتو تطرح تساؤلات حول أخلاق مسؤولين دوليين Posted: 24 Feb 2017 02:20 PM PST مدريد- «القدس العربي» : قضت محكمة في العاصمة مدريد على عشرات من رجال الأعمال والسياسيين بالسجن ما بين ست سنوات وعدة أشهر في ملف اختلاسات لبنك «كاخا مدريد» وغرامات مالية، لكن المعطى الأهم هو الحكم بالسجن بأربع سنوات ونصف على رودريغو راتو، المدير السابق لصندوق النقد الدولي. وهذا الاختلاس يطرح تساؤلات حول أخلاقيات المسؤولين الذين يتولون مناصب دولية تقرر في مصائر الشعوب. وتعيش اسبانيا فضائح مالية واختلاسات كبرى، وشد انتباه الرأي العام الإسباني هذا الأسبوع صدور الحكم في ملفين: الأول وهو الحكم بالسجن بست سنوات على إنياكي أوندنغرين صهر الملك فيليبي السادس بتهمة اختلاس أموال عمومية، وبراءة الأميرة كريستينا، بينما الملف الثاني هو صدور الحكم على ستين من رجال الأعمال والسياسيين في ملف اختلاسات أموال من بنك «كاخا مدريد». وينتمي المدانون الى مجلس إدارة البنك من المدير الى المستشارين، وتوزعت الأحكام بين ست سنوات الى وعدة أشهر، لكن الحكم المثير الذي شد انتباه الإسبان هو إدانة رودريغو راتو بالسجن لمدة أربع سنوات ونصف. ويعتبر رودريغو راتو من أكبر السياسيين خلال العقدين الأخيرين، وكان وزير الاقتصاد ونائب رئيس الحكومة ما بين 1996-2004، وانتقل لاحقاً الى منصب مدير صندوق النقد الدولي في واشنطن. وكشفت التحقيقات كيف تورط في تبييض ملايين من اليورو عبر شركات وهمية والتهرب الضريبي خلال سنوات، حيث يجري التحقيق معه في ملف التبييض، وأدين في ملف بنك «كاخا مدريد»، حيث رخص لأعضاء مجلس الإدارة ولنفسه باستعمال أموال تعويض من دون مراقبة تعد بالملايين من اليورو. وانطلق التحقيق في هذه الفضيحة من خلال نشر خبر في جريدة رقمية مستقلة وهي دياريو. ولم يحسم القضاء في إرسال المدانين الى السجن حتى تتم دراسة تقييم الأمر الأسبوع المقبل، وهذا دفع باحتجاجات حركات يسارية والكثير من الصحافيين والمجتمع المدني. ويبقى الأهم في الأمر هو ما يطرحه عدد من المحللين وهو: كيف تورط سياسي واقتصادي من طينة رودريغو راتو في تبييض الأموال وهو الذي كان يرأس صندوق النقد الدولي؟ ولا يعتبر رودريغو راتو الأول من نوعه الذي يدان كمدير لصندوق النقد الدولي، فقد تم الحكم على من خلفه وهو الفرنسي ستروسكان بسبب الاعتداء الجنسي، كما تم الحكم على المديرة الحالية كريستين لاغارد بسبب قرارات غير مناسبة لصالح رجل الأعمال بيرنار تابي. وتذهب التحاليل الى التساؤل حول نوعية السياسيين والمسؤولين الدوليين ومنهم الاقتصاديون، كيف تغيب الأخلاق في مسؤولين يتولون مناصب عليا دوليا. إدانة المدير السابق لصندوق النقد الدولي رودريغو راتو تطرح تساؤلات حول أخلاق مسؤولين دوليين حسين مجدوبي |
السيسي يشارك في ماراثون دراجات لطلاب «أكاديمية الشرطة» Posted: 24 Feb 2017 02:20 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي» : شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس، في ماراثون دراجات لطلاب أكاديمية الشرطة للدراجات، في شوارع التجمع الخامس في القاهرة، صباح أمس. وتعد هذه هي المرة السابعة التي يشارك فيها، في ماراثون للدراجات، أو يظهر وهو يقود دراجة في شوارع مصر، منذ إعلان استقالته من وزارة الدفاع المصرية وعزمه الترشح للرئاسة في 26 مارس/ آذار 2014. البداية، كانت بعد الاستقالة بأيام، وتحديدا في 31 مارس/ آذار 2014، حينما فوجئ سكان منطقة التجمع الخامس بالمرشح الرئاسي وقتها عبد الفتاح السيسي، دون بذلته العسكرية، للمرة الأولى، مرتديا «الترنج» الرياضي، راكباً الدراجة ويتحدث مع الناس للترويج لفكرة ترشيد الطاقة وأهمية ممارسة الرياضة. لم يمر سوى 3 أشهر، وبعد انتخابه كرئيس للجمهورية، ظهر السيسي في 13 يونيو/حزيران 2014، مستقلا دراجة هوائية من أمام الكلية الحربية وحتى قاعدة شرق مرور بجوار سور المطار، في ماراثون للدراجات. وصاحبه في الماراثون وقتها، كل من رئيس مجلس الوزراء السابق إبراهيم محلب، والفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع، ووزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، وعدد من الوزراء والإعلاميين والممثلين والشخصيات البارزة، وشباب الجامعات وطلاب الكلية الحربية وكلية الشرطة. مر عام، وبينما خلت شوارع القاهرة، لمتابعة مباراة القمة الـ110 بين الأهلي والزمالك، في 21 يوليو/تموز 2015، تجّول السيسي مجددًا في شوارع مصر الجديدة بدراجته، مرتديًا ملابسه الرياضية، وسط تحية عدد من الجماهير له. وفي أثناء عيد الأضحى، 7 يوليو/تموز 2016، تجول السيسي ليلًا في أحياء المعمورة في الإسكندرية بدراجته مع عدد من الأفراد. كما حرص على أن يتضمن جدول أعمال مؤتمر الشباب الذي استضافته مدينة شرم الشيخ، في 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ماراثون الدراجات، الذي انطلق من ميدان السلام في مدينة شرم الشيخ لمسافة 10 كيلومترات. وقال السيسي، وقتها إن «الماراثون يحمل رمزًا معنويًا، وإن الطريق الطويل يبدأ بخطوة واحدة». وفي الثالث من فبراير/شباط الجاري، كانت للسيسي، جولة أخرى بالدراجة، حين فاجأ طلاب الكلية الحربية، بزيارة تفقد خلالها مراحل الإعداد البدني والمهاري لطلبة الكلية، للاطمئنان على برامج التدريب والكفاءة البدنية العالية التي يتمتع بها الطلبة، بحضور الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع. وشارك طلبة الكلية، في جولة بالدراجات في شوارع القاهرة، وأوصى الطلاب بالحفاظ على لياقتهم واستعدادهم البدني والذهني المرتفع. يذكر أن السيسي كثيرا ما شجع المواطنين على الذهاب إلى أعمالهم سيرًا إن أمكن أو باستخدام الدراجات، لتوفير النقود والوقود، مؤكدا أن ركوب الدراجات سيوفر للدولة 16 جنيهًا عن كل 20 كيلومترًا، ويوفر للمواطن 4 جنيهات. السيسي يشارك في ماراثون دراجات لطلاب «أكاديمية الشرطة» |
الدبلوماسية الشعبية التونسية: محاولة للظهور السياسي أم حل ناجع لمشاكل المنطقة؟ Posted: 24 Feb 2017 02:19 PM PST تونس – «القدس العربي»: برزت في تونس مؤخراً ظاهرة جديدة تُعرف باسم «الديبلوماسية الشعبية» أو ما يُعرف دولياً بـ«الديبلوماسية الموازية» التي تقوم بها شخصيات معروفة على الصعيد السياسي أو الاقتصادي، وتجلّى هذا الأمر خصوصا بالجهود التي يبذلها رئيسا حركة «النهضة» الشيخ راشد الغنوشي وحركة «مشروع تونس» مُحسن مرزوق لحل الأزمة الليبية، والتي تندرج في إطار مبادرة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في هذا المجال، حيث أشاد المراقبون بهذه المبادرات، فيما اعتبر بعضهم أنها تندرج في إطار البحث عن مكاسب داخلية أو إقليمية لبعض الأطراف السياسية في تونس. وكان الغنوشي زار الجزائر مؤخراً حيث التقى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، كما استقبله في تونس مدير الديوان الرئاسي الجزائري أحمد أويحيى وجمعه بعدد من القيادات الإسلامية الليبية، حيث أكدت مصادر من حركة «النهضة» أن النشاط الديبلوماسي المكثف للغنوشي في ما يتعلق بالملف الليبي يدخل في إطار ما يسمّيى بـ»الدبلوماسية الشعبية» ويأتي بالتنسيق مع الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي. ويؤكد المؤرخ والباحث السياسي د. عبد اللطيف الحنّاشي أن اليبلوماسية الشعبية أو أو ما يُعرف دوليا بـ»الديبلوماسية الموازية» هي «ظاهرة ليست جديدة عرفها العالم بعد الحرب العالمية الثانية واتخذت العديد من الأشكال وازدادت أهميتها بعد دخول العالم في عصر العولمة، ففي الدول الديموقراطية يلعب المجتمع المدني وأيضا بعض الشخصيات المرموقة كنجوم الفن والرياضة ورجال الأعمال والأكاديميين دوراً مهماً في العلاقات بين الدول، فحتى في وقت الحرب الباردة كان بعض رجال الأعمال يقومون بدور متميز بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة». ويضيف في تصريح خاص لـ«القدس العربي»: «هذه الظاهرة تبدو جديدة في تونس التي دخلت مؤخراً مرحلة جديدة من تاريخها هي مرحلة الديموقراطية، ولذلك الرأي العام والصحافة وحتى النخبة السياسية بدت لهم هذه الممارسة غريبة ولذلك كان لهم رد فعل سلبي تجاه ما قام به بعض الرموز الوطنية، ويمكن التركيز هنا على ثلاث سابقات (ديبلوماسية موازية) في هذا المجال، تتعلق الأولى بزيارة حافظ قائد السبسي إلى تركيا واستقباله من قبل الرئيس رجب طيب أردوغان بصفته نائب رئيس حزب نداء تونس، وتتعلق الثانية بزيارة محسن مرزوق (رئيس حركة مشروع تونس) إلى صقلية، حيث أجرى مباحثات واسعة ذات طابع اقتصادي وسياسي. وهاتان الزيارتان لم تثيرا ضجة كبيرة بخلاف الزيارة الأخيرة التي قام بها راشد الغنوشي إلى الجزائر وذلك في إطار مبادرة رئيس الجمهورية لحل الأزمة الليبية، حيث كانت هناك هجمة واسعة ضد مبادرة الغنوشي من جميع الأطراف بما فيها رئيس الجمهورية في حواره التلفزيوني الأخير». وكان الرئيس التونسي أكد مؤخراً أنه لم يكلّف الغنوشي بأي عمل دبلوماسي وخاصة في ما يتعلق بحل الأزمة القائمة في ليبيا، مشيراً إلى أن المسؤول الوحيد الذي يمثله في هذا الصدد هو وزير الشؤون الخارجية، كما أصدرت الرئاس التونسية بياناً أكدت فيه أن زيارة محسن مرزوق إلى ليبيا ولقاءه بالجنرال خليفة حفتر (قائد الجيش الليبي) تمت من دون تنسيق مع السلطات التونسية. ويقول الحناشي «أعتقد أن جواب رئيس الجمهورية حول الجهود التي يقوم بها الغنوشي كان غير وديّ، لأنه لا يُعقل أن يقوم الغنوشي بزيارة إلى الجزائر من دون علم رئاسة الجمهورية، وخاصة أن الغنوشي أكد لقاءه برئيس الجمهورية قبل يوم من الزيارة، وأيضا لا يُعقل أن تُرسل الرئاسة الجزائرية طائرة خاصة للغنوشي من دون علم الأطراف التونسية بهذا الأمر، وبالتالي فإن هذه الزيارة جاءت ربما برغبة غير ملعنة من رئيس الجمهورية أو برغبة من الغنوشي ولكن بموافقة رئيس الجمهورية، ولكن تحت الضغط والقصف الإعلامي الموجّه إلى هذه الزيارة، اضطر رئيس الجمهورية إلى نفي قيامه بتكليف الغنوشي بهذه المهمة، وعموما نحن لا نجزم بأنه كلفه بذلك، ولكن نظراً لعلاقات الغنوشي الواسعة بأطراف الصراع الليبي وكونه شخصية سياسية وطنية تونسية ودولية، فهو يمكن أن يقوم بهذا الدور (الوساطة) وهو أمر متعارف عليه، وعموما ربما ساهم الغنوشي، على الأقل، بترطيب الأجواء (تقريب وجهات النظر) بين الفرقاء الليبيين». واعتبر أن زيارة مرزق لحفتر كانت «زيارة شبه سرية، ولم تكن معروفة حتى أعلنت رئاسة الجمهورية أنها لم تكن على علم بهذه الزيارة لأن مرزوق اتصل بالرئاسة وأخبرهم أنه في ليبيا وسيلتقي بحفتر، وهنا يجب الإقرار بأن إدانة هذه العملية كانت «ناعمة» وكان التفاعل معها صامتا ولم تثير الكثير من الجدل مثلما فعلت زيارة الغنوشي». ويميل بعض المراقبين إلى إدراج المساعي التي يقوم بها رئيسا حركتي «النهضة» و«مشروع حول ليبيا» في خانة «البحث عن مكاسب سياسية والظهور بدور اللاعب الإقليمي والدولي». ويعلّق الحناشي على ذلك بقوله «بالنسبة للغنوشي هو لا يحتاج للبروز أو المجد، لأن لديه رصيدا نضاليا ودوليا كبيرا وخاصة بعد الثورة، وقد تم استقباله من قبل أغلب رؤساء الدول وتكريمه من قبل العديد من المؤسسات الدولية الثقافية والسياسية وغيرها، أما بالنسبة لمرزوق فأعتقد أنه يريد تأكيد حضوره على الصعيد الداخلي والإقليمي، ففي تونس ثمة صراع بين قطبين أساسيين، ومرزوق يريد أن يكون أحد هذين القطبين وخاصة بعد ضعف نداء تونس، ولذلك فحركة مشروع تونس تريد القيام بدور وطني وإقليمي وربما دولي، فالمسألة الليبية باتت قضية دولية تلعب بها العديد من الأطراف أدوار متباينة». ويستدرك بقوله: «ولكن – بشكل عام – لا توجد في العمل السياسي «براءة» وكل شيء محسوب سواء من قبل الغنوشي أو مرزوق أو قائد السبسي، وما يقوم به الغنوشي ومرزوق سيعود بالفائدة على صاحب المبادرة الرئيس في حل الأزمة الليبي وهو رئيس الجمهورية، يعني في الأخير إذا نجحت المبادرة سيقولون إنها مبادرة الباجي قائد السبسي، كما أن تونس في النهاية ترغب بحل الأزمة الليبية، لأن نجاح التجربة الديموقرطية في تونس مرهون بحل الأزمة الليبية، ومن دون ذلك سيظل التعثر في تونس وخاصة على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، وبالتالي (وطنيا) كل التونسيين يسعون لإيجاد حل لهذه الأزمة المستمرة منذ عدة سنوات». وحول إمكانية «هرولة» أطراف سياسية أخرى في تونس إلى ليبيا لمحاولة تأكيد نفسها كلاعب مهم على الصعيد الإقليمي، يقول الحناشي «نحن ما زلنا في ديموقراطية ناشئة وتجربة أحزابنا ما زالت تحبو، فرغم أن التجربة الحزبية قديمة في تونس لكن تحركاتها كانت محدودة جداً نتيجة عقود من الاستبداد، ولكن الآن يمكن الحديث عن تنافس بين عدد من الأطراف السياسية، وبعضها يسعى إلى»تقليد» ما يقوم به الآخرون وشيئا فشيئا يمكن أن يتمرّس الجميع على العمل الحزبي الذي قد يأخذ وجهات مختلفة محلية وإقليمية وتكون له أدوار متباينة، لكن هذه الأدوار مرهونة بحجم الأحزاب وقدرتها على المستوى الوطني، بمعنى أنه لا يمكن لحزب صغير الحجم أن يلعب دوراً إقليمياً، فالأمر محدد بوضع الحزب وإمكانياته وفاعلياته، فحزب ممثل بنائبين في البرلمان لا أحد ينظر له كطرف مؤثر، لكن إذا كان له وجود كبير في البرلمان والشارع فيمكن أن تحترمه الجهات الأخرى (المحلية والدولية) وتستفيد من موقعه وتجربته». الدبلوماسية الشعبية التونسية: محاولة للظهور السياسي أم حل ناجع لمشاكل المنطقة؟ حسن سلمان |
حملة شعبية لإقناع أوباما بالترشح للانتخابات الرئاسية الفرنسية Posted: 24 Feb 2017 02:19 PM PST باريس ـ «القدس العربي»: يبدو أن حالة الإحباط والخوف، والريبة التي تسود الشارع الفرنسي، بسبب تصدر اليمين الفرنسي المتطرف للمشهد السياسي، بزعامة مارين لوبان، وتراجع الأحزاب التقليدية الأخرى، قبيل أسابيع من الجولة من الانتخابات الرئاسية، دفع مواطنين فرنسيين لإطلاق حملة انتخابية ساخرة، لترشيح شخصية سياسية أجنبية للرئاسة، ووقع الاختيار على الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما. وتحت عنوان «نعم نستطيع» و»وأوباما2017» قال أصحاب فكرة، ترشيح باراك أوباما «بما أن الفرنسيين سيقدمون على اختيارات راديكالية فإننا نقترح عليهم فكرة راديكالية أيضا». ووقع الاختيار على الرئيس الأمريكي السابق بعد وصفه ب «صاحب أفضل سيرة ذاتية في العالم، التي تؤهله لهذا المنصب». وانتشرت في شوارع العاصمة باريس ملصقات إعلانية، تحمل صور الرئيس الأمريكي السابق، بارك أوباما، مع ألوان العلم الفرنسي، تدعو إلى التوقيع على عريضة إلكترونية لانتخاب أوباما رئيسا لفرنسا، وتداولتها وسائل التواصل الاجتماعي بشكل واسع. وقام المواطنون الذين يقفون وراء هذه الفكرة، بإطلاق موقع إلكتروني باسم «من أجل أوباما» يضم عريضة تهدف إلى «جمع مليون توقيع، من أجل التصويت قبل 15 آذار/ مارس المقبل، لإقناع باراك أوباما» للترشح للانتخابات الرئاسية الفرنسية. وورد في العريضة الالكترونية أنه «بعد خمس سنوات عجاف، وفي مواجهة الفشل الذي ستعرفه الانتخابات الرئاسية المقبلة، نعتقد أنه قد حان الوقت لإعلان الجمهورية السادسة حتى تخرج فرنسا من سباتها». وأضاف بيان العريضة «للانتقال إلى الجمهورية السادسة، وددنا اتخاذ تدبير قوي، وذلك عبر اختيار رئيس أجنبي لتسيير بلدنا الجميل». ويبدو أن الناشطين الذين يقفون وراء هذه العريضة، متخوفون من فوز مارين لوبان، وعبروا عن ذلك بكثير من الجدية والسخرية في نفس الوقت:» بما أن فرنسا تعتزم التصويت بكثافة لليمين المتطرف، فقد دفعنا الأمر، لإطلاق هذه المبادرة، التي قد تكون بمثابة درس في الديمقراطية للعالم، وذلك عبر انتخاب سياسي أجنبي، رئيسا فرنسا». وفي تصريح لوسائل إعلام فرنسية محلية، قال منظمو هذه الحملة الانتخابية الساخرة، إن الهدف منها «دفع المواطنين والناخبين للتفكير في هذا الاختيار، وكذلك إرسال رسالة للطبقة السياسية مفادها أننا غير راضين عن أدائها. إضافة إلى دفع الفرنسيين إلى الحلم». ولقيت هذه الحملة تفاعلا كبيرا في وسائل التواصل الاجتماعي، من طرف الفرنسيين، الذين تجاوبوا بشكل كبير مع عريضة «أوباما2017»، وقال أحدهم» هل تعرف يا أوباما أنك تمثل حلما يراود الكثير من الفرنسيين»، وتابع آخر «أطردوا كلا من لوبان وفيون وباقي المرشحين. نريد أوباما رئيسا لفرنسا». وكتب مواطن ثالث بنبرة حزينة «يا ليت كان هذا الأمر حقيقة.إنه حلم جميل». يشار إلى أن من بين شروط الترشح للرئاسيات الفرنسية، ضرورة حمل المترشح للجنسية الفرنسية، والحصول على 500 توقيع على الأقل من طرف ممثلي الشعب، مثل النواب ورؤساء البلديات، ورؤساء المقاطعات والأقاليم. وتعكس الحملة الانتخابية الساخرة لترشيح أوباما، هواجس الخوف والقلق التي تتملك عددا كبيرا من الفرنسيين هذه الأيام، بسبب تصدر حزب الجبهة الوطنية المتطرف لكل استطلاعات الرأي الأخيرة، وكان آخرها استطلاع أجري يوم الخميس، من طرف معهد «بي في ايه سيلزفورس» وأوضحت النتائج أن لوبان ستحصل على 27.5 بالمئة من الأصوات في الجولة الأولى التي ستجرى في 23 أبريل/نيسان المقبل بزيادة 2.5 نقطة عن الاستطلاع السابق. وحسب النتائج أيضا فقد حل المرشح المستقل ايمانويل ماكرون ثانيا في الجولة الأولى وسيحصل على 21 في المئة من الأصوات بانخفاض نقطة مئوية يليه المرشح فرانسو فيون وسيحصل على 19 في المئة، وتراجعت شعبية هذا الأخير بشكل كبير بعد الفضيحة المدوية، بسبب ملف «الوظائف الوهمية» لزوجته ونجليه وقضايا الفساد المالي التي لا يزال متابعا فيها أمام القضاء. حملة شعبية لإقناع أوباما بالترشح للانتخابات الرئاسية الفرنسية هشام حصحاص |
انتحار ناشطة كردية بعد اغتصابها في سجون المخابرات الإيرانية يشعل شبكات التواصل الاجتماعي Posted: 24 Feb 2017 02:19 PM PST لندن ـ «القدس العربي»: أشعل المواقع وشبكات التواصل الاجتماعي الإيرانية، انتحار الناشطة الكردية في مجال حقوق الإنسان وحقوق المرأة، مهديس مير قوامي، بسبب اغتصابها في السجون السرية لوزارة الأمن والمخابرات الإيرانية بعد الإفراج عنها. وأفاد موقع «كويا نيوز» الإيراني نقلاً عن موقع «مروفايتي» الكردي الذي يعكس أخبار كردستان إيران، أن مهديس مير قوامي انتحرت فور خروجها من السجون السرية للمخابرات الإيرانية في مدينة «كرمانشاه» غربي البلاد بسبب تعرضها للاغتصاب. وأضاف التقرير أن القوات الأمنية التابعة لوزارة المخابرات الإيرانية القت القبض على الفتات الكردية في يوم 24 كانون الثاني/ يناير الماضي، وتم اغتصابها والإفراج عنها بعد يومين من اعتقالها. وأكد موقع كردي آخر باسم «هنكاو» في تقرير مفصل له عن الموضوع أن قوامي أقدمت على الانتحار فور الإفراج عنها من خلال ابتلاع حبوب سامة، وأنها فارقت الحياة بعد فترة وجيزة في مدينة كرمانشاه. وأوضح التقرير أن السلطات الأمنية هددت أسرة الناشطة الكردية ألا تعلن عن انتحار ابنتها وسبب وفاتها وتفاصيل اعتقالها، ولهذا السبب تأخر نشر خبر الجريمة. كما كشف موقع «مروفايتي» حادثة اغتصاب مماثلة لناشطة كردية أخرى من مدينة كرمانشاه، حنانه شير فرهادي، اعتقلها الأمن الإيراني لفترة 4 أشهر، وتم اغتصابها في المعتقل. انتحار ناشطة كردية بعد اغتصابها في سجون المخابرات الإيرانية يشعل شبكات التواصل الاجتماعي محمد المذحجي |
حزب «المؤتمر» يرفض مشاركة القوات السودانية في حرب اليمن Posted: 24 Feb 2017 02:19 PM PST الخرطوم ـ «القدس العربي»: رفض حزب «المؤتمر» السوداني المعارض، أمس الجمعة، مشاركة القوات السودانية ضمن تحالف عربي واسع في الحرب التي تدور بين فرقاء في اليمن، معيداً بذلك الجدل الذي دار عند بداية الحرب هناك. ويشارك السودان في «التحالف العربي» الذي تقوده المملكة العربية السعودية ضد الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع، علي عبد الله صالح. وأكد الرئيس عمر البشير أن «مشاركة بلاده فيما يدور في اليمن من أحداث التزام أخلاقي وسياسي وديني لا يخرج عن دور السودان في محيطيه العربي والأفريقي». وقال محمد حسن عربي، الناطق الرسمي باسم حزب المؤتمر، في تصريح صحافي إن «حزبه يعبّر عن أسفه لاستمرار الحرب في جمهورية اليمن، واستمرار نزيف الدم وما يترافق معه من دمارٍ ومعاناةٍ تعصف بالمدنيين في ذلك البلد المنكوب». وأضاف أن «المؤتمر»، «يرفض مشاركة بلادنا العسكرية في الصراع الدائر في اليمن أو أية دولة أخرى «، مشيراً إلى أن «الأصوب، هو أن تكون مساهمة بلادنا دبلوماسياً لتساهم في إشاعة السلام والاستقرار في الدول الصديقة». ووصف عربي مشاركة السودان، بالقول: «فاقد الشيء لا يعطيه»، في إشارة واضحة لفشل السودانيين في تحقيق السلام فيما بينهم. وأشار إلى أن «الحرب اندلعت في اليمن نتيجةً لفشل الفرقاء اليمنيين في حسم خلافاتهم بالوسائل السلمية لكنها، مع تعالي حدة الانقسام المذهبي والمصالح المتضاربة في المنطقة، سرعان ما امتدت لتشمل أطرافاً خارجية وتعبر بشكل واضح عن حالة الاستقطاب الطائفي السني – الشيعي وصراع المصالح الدولية في المنطقة». ودعا الحزب «الفرقاء اليمنيين إلى تحكيم صوت العقل والتوافق لإنقاذ وطنهم وشعبهم من ويلات هذه الحرب الذميمة». وطالب «الأطراف الخارجية بمساعدة اليمنيين في تحقيق السلام والاستقرار بدلاً من مساعدتهم في الحرب والدمار». ويعتبر حزب المؤتمر، ثاني حزب سياسي يرفض مشاركة السودان في هذه الحرب بعد حزب «الأمة» القومي المعارض، الذي يتزعمه الصادق المهدي والذي أصدر بيانا منذ أن أعلن السودان مشاركته في التحالف رفض فيه «الزج بالقوات المسلّحة السُّودانيّة في مهامٍ قتاليّة بين الدول العربية»، وطالب أن يُقصر دورها في «الحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد الشّقيقة والصّديقة». ويشارك السودان بقوات برية وجوية في الحرب التي يقودها التحالف منذ عامين، وبدأ بإرسال 300 جندي، ثم ستة آلاف من قوات الصاعقة، وصلوا على دفعات وساهموا في معارك تعز. ويعتبر الرقيب هيثم الطيب أول جندي قتل في اليمن من القوات السودانية المشاركة في التحالف وفتح السودان مستشفياته لعلاج الجرحى اليمنيين، كما قدم دعماً، شمل الأدوية والأجهزة والمعدات. كذلك شارك في تطبيب الجرحى في ميادين القتال في اليمن عبر فريق طبي من الهلال الأحمر السوداني، ضم 18 طبيباً في مختلف التخصصات الجراحية، وأيضاً، أرسل طائرة محملة بأدوية الطوارئ، رافقها فريق للدعم الفني والتنسيق في بدايات الحرب. حزب «المؤتمر» يرفض مشاركة القوات السودانية في حرب اليمن صلاح الدين مصطفى |
عريقات ينهي زيارة للقاهرة بتطمينات «لا دولة لغزة في سيناء» Posted: 24 Feb 2017 02:18 PM PST غزة ـ «القدس العربي»: اختتم الدكتور صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، زيارة إلى العاصمة المصرية القاهرة، بالحصول على تأكيدات قطعها وزير الخارجية سامح شكري، تشمل استمرار دعم بلاده لحقوق الشعب الفلسطيني، وإقامة الدولة المستقلة، وضرورة التنسيق سويا مع الإدارة الأمريكية الجديدة، على خلاف ما طرح خلال الأيام الماضية في إسرائيل، عن وجود مخطط لإقامة دولة فلسطينية في غزة، يكون لها امتدادات في سيناء. وذكر بيان صدر عن عريقات وتلقت «القدس العربي» نسخة منه، أنه التقى الوزير شكري، للتشاور حول آخر تطورات القضية الفلسطينية، ومستقبل عملية السلام في الشرق الأوسط. ونقل البيان تصريحات المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، الذي شمل نتائج اللقاء بالقول إن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أعرب في مستهل اللقاء عن تقديره لدور مصر التاريخي في دعم القضية الفلسطينية وما يتميز به من ثبات واستمرارية عبر عقود طويلة، مؤكدا في هذا الصدد على الثقة الكاملة التي تحظى بها مصر لدى الشعب الفلسطيني، ومثمنا الجهود المصرية الصادقة الرامية للتوصل إلى تسوية سلمية للقضية الفلسطينية. وأطلع عريقات خلال اللقاء الوزير شكري على مجمل تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، وكذلك نتائج الاتصالات والتحركات الفلسطينية على الساحتين الدولية والإقليمية، لحشد الدعم للقضية الفلسطينية على ضوء المستجدات الراهنة. وأكد شكري من جهته على «التزام مصر الأصيل والثابت بدعم القضية الفلسطينية، ومساندتها الكاملة لحقـوق الشعب الفلسطيني المشروعة». وشدد على أن القضية الفلسطينية تأتي في مقدمة أولويات السياسة الخارجية المصرية في كافة اتصالاتها على الصعيدين الإقليمي والدولي. وتضمن اللقاء اتفاق الطرفين على أهمية التنسيق مع الإدارة الأمريكية الجديدة والأطراف الدولية والإقليمية من أجل استئناف عملية المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وفقا للمرجعيات الدولية، وصولا لتنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. كذلك جرى خلال اللقاء بحث القضايا المتعلقة بالقضية الفلسطينية، التي سيتم إثارتها خلال اجتماعات الدورة الثامنة والعشرين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، التي تستضيفها الأردن في مارس/ آذار المقبل. وجاءت زيارة عريقات لمصر، بعد أيام من طرح كشفه أحد الوزراء الإسرائيليين، أشار خلاله إلى وجود مخططات لإقامة دولة فلسطينية في غزة، يكون لها امتدادات في سيناء، وهو طرح رفضه الفلسطينيون بشدة، كونه يقضي على آمال حل الدولتين. ويتردد في الأوساط السياسية الفلسطينية أن الدكتور عريقات الذي لم يرافق الرئيس عباس في جولته الحالية إلى لبنان، أرسل من قبل الرئيس عباس إلى مصر، من أجل مواجهة هذا المخطط الإسرائيلي، خاصة بعد ادعاء إسرائيل أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هو صاحب هذا الطرح، وأن أمين سر اللجنة التنفيذية حصل على تأكيدات مصرية على استمرار الدعم على كافة المستويات لإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس على الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967. وكان الوزير الإسرائيلي عن «حزب الليكود» أيوب قرا، قد قال قبل أيام إن المستقبل هو لدولة في غزة وضم أراضي من سيناء. وقال إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يريد طرح مشروع يقوم على توطين الفلسطينيين في مناطق سيناء بدلا من «حل الدولتين»، وإنه أي نتنياهو طرح الملف على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال لقائهما الأخير، غير ان نتنياهو نفى ذلك بنفسه. وعقب ذلك أعلن حسام زملط مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الاستيراتيجية، عن رفض هذه الفكرة، وقال «مرفوض (يقصد طرح الوزير قرا) ولن يكون.. حدودنا معروفة ووطننا معروف ودولتنا معروفة وإجماعنا الوطني معروف». وأكد أن حدود الدولة الفلسطينية معروفة وعاصمتها معروفة. وأضاف «لا دولة من دون غزة، إضافة إلى أنه مرفوض الحديث عن كونفدرالية بين الضفة الغربية وقطاع غزة، لأننا في دولة واحدة لا تقبل القسمة». وكانت الخارجية المصرية هي الأخرى قد نفت وجود أفكار حول الأمر، وقالت على لسان المتحدث باسمها أحمد أبو زيد، إن الحديث عن توطين الفلسطينيين في سيناء «عار تماما عن الصحة، وإنه لم يتم التطرق للأمر في أي محادثات سابقة». وأكد المسؤول في الخارجية المصرية أن سيناء تعد «أراضي مصرية ولم تكن في أي مرحلة من المراحل محل حديث بين أي مسؤول مصري وأجنبي». يشار إلى أن عريقات أطلع خلال زيارته للقاهرة، الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، على الأوضاع والتطورات السياسية الخاصة بالقضية الفلسطينية. وتناول اللقاء الذي عقد في مقر الأمانة العامة، ضرورة التحرك لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية الداعية لوقف الاستيطان، وبشكل فوري، وفي مقدمتها القرار 2334. كما استعرض إجراءات الحكومة الإسرائيلية التعسفية بحق الشعب الفلسطيني الرامية إلى تكريس مبدأ حل الدولة الواحدة، من خلال إقامة المستوطنات غير الشرعية على الأراضي المحتلة عام 1967. عريقات ينهي زيارة للقاهرة بتطمينات «لا دولة لغزة في سيناء» أشرف الهور |
فشل المفاوضات بين النظام والمقاتلين في القابون… وأهاليها مهددون بالتهجير أو الحرب Posted: 24 Feb 2017 02:17 PM PST غازي عنتاب ـ «القدس العربي»: جولة مفاوضات جديدة تنطلق في جنيف بعد جلسات كثيرة أثمرت فشلاً ذريعاً في إنهاء الأزمة السورية الممتدة أو على الأقل التخفيف من وطأتها، ويتزامن مع انعقاد هذه الجلسات جبهات جديدة يفتحها النظام في معركته على شعبه، تسفر عن مزيد من الضحايا وحملات تهجير ممنهجة بحق الأهالي. ولعل ما يجري في أحياء القابون وبرزة وحي تشرين حالياً هو أشد الجبهات الممنهجة بحق الأهالي. إذ يصعّد النظام من حملاته في هذه المناطق في محاولة منه لإنهاء المظاهر العسكرية في مدينة دمشق بالكامل وجعلها تحت سيطرته وبذلك يكون قد تمكن من السيطرة على العاصمة دمشق بعدما سيطر على حلب بالكامل. وفي هذا الإطار يقول عدي عودة عضو المكتب الإعلامي في حي القابون الدمشقي لـ «القدس العربي «: بدأ النظام حملته على القابون في 2/2/2017 حيث قام باستهدافها بأربعة صواريخ روسية أسفرت عن سقوط عدد من الضحايا، ثم تابع استهدافه لمنطقة البساتين الواقعة بين حيي القابون وتشرين في محاولة منه لاقتحام القابون منها، واستمرت حملته العسكرية حتى استهدف أحد شوارع حي برزة ما أسفر عن سقوط عشرة ضحايا، ليخرج بعدها النظام مبرراً قصفه على برزة بأنه بالخطأ. وتابع عدي: «واستمرت الضغوط على الكتائب المقاتلة في القابون وأهمها فيلق الرحمن، جيش الإسلام، اللواء الأول، وأحرار الشام، للمفاوضة مع النظام الذي طالبهم بتسليم السلاح الثقيل وإنهاء المظاهر العسكرية في الحي وتسوية أوضاع المقاتلين ونصب حواجز مشتركة ثم دخول القناة السورية لتصوير الحياة على أنها طبيعية في الحي، إلا أن الكتائب رفضت هذه الشروط، لكنها طالبت بتسوية قريبة من شروط تسوية برزة إلا أن النظام رفضها أيضاً، وأغلق الطرقات كافة إلى الحي ومنع الجميع من الخروج باستثناء طلاب الجامعات والمدارس، إلى أن صرح بالأمس عن مهلة 24 ساعة تقريباً لخروج المدنيين وإعلان الحرب، ما أسفر عن حركة نزوح كبيرة للمدنيين الذين نزحوا باتجاه الغوطة الشرقية وتحول الحي الذي كان يؤوي 100 ألف شخص إلى ساحة حرب لدى النظام». أمـا «عدنـان الدمشـقي» وهو إعـلامي من حـي برزة فصـرح لـ «القـدس العـربي» بـأن السيـناريو الـذي لجأ إليه النظـام حاليـاً متـوقع لدينـا، وما حدث أن هناك مصالحة كانت منعقدة بين المقاتلين في حي برزة والحرس الجمهوري والدفاع الوطني إلا أن الفرقة الرابعة تدخـلت مؤخراً وأرسلت تعزيزات عسكرية إلى هذه المنـاطق لفرض سيطرتها، وسيطروا على بعض الأراضـي، لكن الكتائب بدورها عززت نفوذها في منـطقة البسـاتين في محاولة للرد على هذا الهجوم، لكـن النظام صعّد حملته العسكرية في محاولة منه للضـغط على هذه الكتائب، ثم شكلت لجنة مفاوضات لمقاتلي القــابون وبرزة الذين اعتبـروا أن مصـيرهم واحـد وطالــبوا النظام بإيقاف القصف ليتمكـنوا من مفاوضـته إلا أنه لم يسـتجب لدعـوتهم، وما زلنـا في انتظـار قـرار يقضـي بإنهاء المفاوضات أو الوصول إلى اتفاق يحفـظ كرامتنـا ويحمـي المدنيـين من التهجيـر. أما سمية وهي سيدة من حي برزة فعبرت عما يجري قائلة: «بتنا نحفظ هذا السيناريو الذي بات يعتمده النظام في كل المدن والبلدات التي هجر أهاليها منها، نحن نقدر التضحيات التي بذلها المقاتلون لكننا نطلب منهم الأخذ بعين الاعتبار مـئات آلاف النازحين في هذه الأحياء، وربـط مصـيرهـم بقراراتهم التي يجب أن تكون على قدر واسع من المسؤولية، فمن غير المعقول أن يقرر هؤلاء وحدهم مصيرنا، من حقنا أيضاً أن نقول كلمتنا بأننا نرفض التهجير لأننا سئمنا حياة النزوح، ثم كيف لنا أن نذهب إلى مدينة أخـرى ليـس لنـا فيـها شيء». أما سمير فهو على استعداد تام لأي سيناريو متوقع خاصة سيناريو التهجير ويتجهز للسفر إلى إدلب في حال تم الاتفاق على ذلك مع النظام، بسبب خشيته من أن يتم إرغامه على الالتحاق بصفوف الجيش السوري والقتال إلى جانبه. فشل المفاوضات بين النظام والمقاتلين في القابون… وأهاليها مهددون بالتهجير أو الحرب يمنى الدمشقي |
وزارة المالية تقاضي البرلمان العراقي لإرهاقه ميزانية البلد Posted: 24 Feb 2017 02:17 PM PST بغداد ـ «القدس العربي»: رفعت وزارة المالية العراقية، دعوى قضائية لدى المحكمة الاتحادية، ضد البرلمان، بسبب إصداره قوانين تترتب عليها أعباء مالية كبيرة دون سند قانوني، في وقت تعاني فيه الميزانية من عجز كبير. وذكر مصدر في وزارة المالية العراقية لـ«القدس العربي» أن «تشريع مجلس النواب للعديد من القرارات التي يترتب عليها أعباء مالية كبيرة، قد سبب عجزاً لدى وزارة المالية في تسديد الرواتب والمستحقات الأخرى». وأضاف المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن «وزارة المالية رفعت دعوى قضائية لدى المحكمة الاتحادية على مجلس النواب بسبب تشريع قانون مؤسسة السجناء، بدون أخذ موافقة وزارة المالية ومجلس الوزراء، وبما يتعارض مع القوانين والتعليمات المعمول بها حالياً»، مؤكداً أن «القانون المذكور يحمل الميزانية أعباء مالية هائلة في وقت تعاني منه من عجز كبير». وحسب المصدر فإن «الدعوى التي رفعتها وزارة المالية قضت بتعارض قانون مؤسسة السجناء السياسيين مع صلاحيات البرلمان الذي أقر القانون دون الرجوع إلى الحكومة، وفيما إذا كانت لديها القدرة المالية لتنفيذ القانون المذكور، إضافة إلى الاعتراض على شمول اللاجئين في مخيم رفحاء بالامتيازات التي أعطيت للسجناء والمعتقلين». وبين أن «الدستور ينص على أن تشريع القوانين يتم من قبل رئاسة الوزراء أو رئاسة الجمهورية، ويكون دور البرلمان المصادقة على القوانين أو رفضها أو تعديلها». وكانت هيئة التقاعد العامة، قد حذرت مؤخرا من تزايد الأعداد الكبيرة من المستفيدين الذين تتم إحالتهم على التقاعد لنيل الراتب التقاعدي دون أن يكونوا ضمن موظفي الدولة، مثل شريحة «شهداء» الإرهاب والتفجيرات و«شهداء» الحشد الشعبي والسجناء السياسيين خلال النظام السابق وغيرهم. ونوهت بأن «منح هذه الشرائح رواتب تقاعدية سيؤدي إلى إفلاس صندوق التقاعد الذي يمول رواتب المتقاعدين، خلال السنوات المقبلة». وتشير مؤسسة السجناء السياسيين في موقعها الالكتروني، إلى أن قانون المؤسسة الصادر بعد 2003 خصص سلسلة من الامتيازات المالية التي تمنح لعائلة المعدومين أو السجناء السياسيين في عهد النظام السابق بسبب انتماءاتهم السياسية. وتتمثل هذه الامتيازات، بمنحة تتراوح بين 82 و124 مليون دينار، وقطعة أرض سكنية، وقرض يدفعه نصفه فقط أو دفع بدل إيجار لحين منح الأرض، وتخصيص راتب تقاعدي لعائلة الشهيد (والديه وزوجته وأبنائه) ومنحهم الأولوية في التعيين بالوظائف العامة أو القبول في الجامعات والمنح الدراسية في الخارج والإعفاء من أجور النقل في وسائل النقل العامة. حسين اللامي، من مدينة الصدر، قال لـ«القدس العربي» إن لديه شقيقا أعدم من قبل النظام السابق عام 1985 لانتمائه إلى حزب «الدعوة» المحظور آنذاك. وبين أن عائلته قد حصلت على امتيازات مالية كبيرة بعد سقوط النظام عام 2003 ساعدتها في بناء بيت والحصول على راتب تقاعدي لوالديه، إضافة إلى وظيفة حكومية لشقيقه، كما ساعدت ابنتهم على القبول في الدراسة الجامعية بدون مراعاة لشرط المعدل المعتاد للطلبة الآخرين. ووفق المحامي حماد الدليمي، فإن «الامتيازات التي حصل عليها السجناء السياسيون السابقون وعائلات المعدومين خلال النظام السابق، لا مثيل لها في أي بلد في العالم من حيث تنوع العوائد المالية والمعنوية». وأوضح أن «الاحزاب الشيعية كالدعوة والمجلس الأعلى وغيرهم، الذين يتحكمون بالسلطة، عملوا على مكافأة عناصرهم التي عانت خلال النظام السابق، كما سعوا إلى كسب الشارع الشيعي من خلال منح الرواتب والامتيازات تحت مختلف الأغطية». وتابع: «الكتلة الشيعية تشكل الأغلبية العددية في مجلس النواب، لذا فهي تستطيع تمرير أي قانون دون الحاجة لموافقة بقية الكتل كالسنة والكرد». وكشف أن «الكثير من القوانين التي تخدم المكون الشيعي قد تم تمريرها في البرلمان ضمن تسابق الأحزاب والقوى الشيعية لكسب الشارع الشيعي وضمان رضاه في الانتخابات، حتى وإنْ كان ذلك على حساب مصلحة الاقتصاد والميزانية وقانون مؤسسة السجناء السياسيين وقانون الحشد الشعبي وغيرهما، أمثلة على هذه الحقيقة». وطبقاً للمراقبين، فإن الامتيازات المالية الكبيرة الممنوحة للسجناء والمعارضين للنظام السابق في العراق، شكلت أعباء كبيرة على ميزانية الدولة. واعتبروا أن منح الشريحة المذكورة، امتيازات، لا اعتراض عليها كتعويض عن معاناتهم السابقة، عندما تكون معقولة وغير مبالغ فيها، وأن لا تتسبب في تحميل الميزانية والمواطنين الآخرين أعباء فوق قدرات البلد الذي يعيش الآن وسط ضائقة مالية صعبة جدا. وزارة المالية تقاضي البرلمان العراقي لإرهاقه ميزانية البلد |
البرلمان المصري يناقش غدا زيادة رواتب الوزراء والمحافظين Posted: 24 Feb 2017 02:15 PM PST القاهرة ـ « القدس العربي»: تناقش لجنتا القوى العاملة والهجرة والخطة والموازنة الأحد، مشروع القانون المقدم من الحكومة، بزيادة رواتب الوزراء والمحافظين ونوابهم. وكان مجلس الوزراء المصري تقدم بمشروع قانون لمجلس النواب، لتحديد رواتب ومعاشات رئيس مجلس الوزراء ونوابه وأعضاء الحكومة من الوزراء والمحافظين ونوابهم. ويتضمن مشروع القانون 5 مواد تنظم رواتب المسؤولين بالحكومة، وتلغي العمل بالقانون 100 لسنة 1987. وتنص المادة الأولى من مشروع القانون على أن يتقاضى رئيس مجلس الوزراء راتبًا شهريًا 42 ألف جنيه يمثل الحد الأقصى للدخل طبقًا للقانون، فيما يتقاضى نوابه والوزراء من أعضاء الحكومة والمحافظين 35 ألف جنيه راتبا شهريًا، ونواب الوزراء والمحافظون 30 ألف جنيه. وكان رئيس مجلس الوزراء يتقاضى 37 ألف جنيه شهريًا، والوزراء 30 ألف جنيه شهريًا، وبالتالي فإن رواتب مجلس الوزراء الذي يتشكل من 34 وزيرًا، إضافة إلى رئيس المجلس، تصل إلى مليون و57 ألف جنيه، دون حساب الحوافز والمكافآت، طبقًا للقانون القديم. وبتطبيق القانون الجديد، حال موافقة البرلمان عليه، سترتفع رواتب حكومة شريف إسماعيل إلى مليون و232 ألف جنيه شهريًا بزيادة قدرها 175 ألف جنيه شهريًا. وطبقًا للقانون الجديد، سترتفع رواتب المحافظين وعددهم 27 محافظًا، من 30 ألف جنيه شهريًا لكل محافظ، بإجمالى 810 آلاف جنيه شهريًا، إلى 35 ألف جنيه شهريًا، بإجمالي 945 ألف جنيه. وحدد مشروع القانون الجديد، قيمة معاش المحافظ، بـ80٪ من راتبه، ليتقاضى 28 ألف جنيه شهريًا فور انتهاء مدة خدمته. وحدد القانون، رواتب نواب المحافظين البالغ عددهم 27 نائب محافظ، بـ30 ألف جنيه، في ظل عدم وجود رقم رسمي يوضح الرواتب السابقة لهم، ووفقًا لمواد القانون، فإن نائب المحافظ سيتقاضى معاشًا قدره 24 ألف جنيه شهريًا فور انتهاء مدة خدمته بنسبة 80٪ من راتبه الأساسي، حيث وضع القانون 810 آلاف جنيه لرواتب المحافظين، لتصبح ميزانية رواتب المحافظين ونوابهم مليونًا و755 ألف جنيه شهريًا. قال هيثم الحريري عضو مجلس النواب، إنه لا توجد أي أزمة في زيادة رواتب كبار موظفي الدولة، إلا أن الوقت لا يسمح الآن، لافتًا إلى أن الأزمة الحقيقية تكمن في المعاشات، فالموظف الذي أصبح على المعاش يتقاضى 80٪ من راتبه الذي كان يتقاضاه أثناء الخدمة. وأكد أن هناك وزراء يعملون 3 أشهر وأقل ويتقاضون 25 ألف جنيه، بعد خروجهم إلى المعاش، بينما نجد وكيل الوزارة، يعمل بالسنين ليتقاضى في معاشه ألفين أو ثلاثة آلاف فقط، فهذا ليس بالعدل، فيجب أن يكون الوزير مثل الوكيل هناك توحيد لقيمة المعاش. وكشفت مصادر عن أن اللجنة التشريعية بصدد تجهيز مشروع قانون لحماية قرارات الوزراء والمسؤولين في الدولة، وأن الفكرة مرتبطة بحماية المسؤولين الشرفاء في الدولة والقضاء على الأيادي المرتعشة ودعم اتخاذ القرارات الهامة في المجتمع. وأكدت المصادر رفض عدد من القيادات والشخصيات العامة توليهم مسؤولية الوزير، لاعتقادهم أنهم لن يستطيعوا تقديم المنوط بهم اتجاه الدولة لما يحدث من اعتراض على القرارات الهامة. وأشار إلى أن الوزير يتخذ قراره وفقا لسلطاته التقديرية على الرغم من ذلك تلاحقه الاتهامات أثناء وجوده فى الوزارة لأنه اتخذ قرارا يدخل في إطار سلطته التقديرية ما يجعل المسؤول يتردد دائما في اتخاذ القرارات. البرلمان المصري يناقش غدا زيادة رواتب الوزراء والمحافظين |
الشهود والشهداء Posted: 24 Feb 2017 02:15 PM PST اللغة العربية لغة دقيقة جدا، ولكنّ الذين جهلوا دقّتها فهموا معاني العديد من ألفاظها على غير الوجه الصحيح الدقيق، فافتقدت كتاباتهم تلك الدقة، ثم بنوا على ذلك الفهم تقريرات خاطئة، حتى حمّلوا الآيات القرآنية ما لا تتحمل، ومنها الآيات التي تتحدث عن الشهود والشهداء في بعض القضايا التي تمر بالناس كالإرث أو الدَّين أو العلاقات الجسدية خارج إطار الزواج، وما إلى ذلك، حيث خلطوا بين معنى الشهود ومعنى الشهداء، ما سبب أذى في بعض الحالات. فتعالوا معي نجول في هذا الجذر وبعض مشتقاته: شهد: قريب من معنى العلم والحضور والبيان، كما في: (إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ). لاحظ المقابلة بين نشهد ويعلم ويشهد، نشهد الأولى بمعنى هم متيقنون أنه رسول الله، ولكنهم لا يريدون الإقرار له بالنبوة. تماما كما في الآية: (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا)، فهم استعملوا كلمة نشهد بمعنى التيقن لا بمعنى المبايعة والإقرار. وبقية الآية تأكيد لهذا المعنى. وأما (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) فمعناه الحضور حين بدء شهر الصيام. الشاهد: إسم فاعل من «شهد» وأغلب ما يستعمل لبيان الشهادة، كما في المحاكم وغيرها. فهو قد شاهَدَ، أي رأى وعلم أمرا فيدلي به أمام القضاء أو الآخرين، وقد لا يكون دقيقا فيما رآه أو رواه، لذلك طلب القرآن عددا من الشهود والشهداء في الحالات التي تقتضي ذلك. ومن طريف ما جاء من هذا الجمع، شهود، قول الشاعر: لي في محبتكم شهودٌ أربعُ/ وشهودُ كلّ قضيةٍ اثنانِ خفقانُ قلبي، واضطرابُ مفاصلي/ وشحوبُ لوني، واعتقالُ لساني شهود جمع شاهد. وشهيد، صيغة مبالغة في شاهد. والمبالغة هنا تعني الإحاطة والتدقيق وأقصى التأكد. ولم تأت صفة شاهد مع لفظ الجلالة. وحلت محلها لفظة شهيد، في جميع المواضع، كما في: (قل كفى بالله شهيدا). وأما (وكنا لحكمهم شاهدين) فالحالة هنا واضحة لا تحتاج إلى تعبير شمولي استقصائي. الشهداء جمع لشهيد. وتدل على الإحاطة الشاملة الدقيقة، من غير أن يعتور تلك الإحاطة شيء من الخطأ أو الخلل أو عدم الشمول والاستيعاب. وهذا ملحوظ في جميع الآيات التي ورد فيها هذا اللفظ، كما في: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء). ولم يقل بأربعة شهود. إذ لا بدّ للشاهد، في هذه الحالة وما يشابهها، أن يكون «شهيدا» متيقنا مما يقول ومتأكدا تمام التأكد، لا تغره ظواهر الأمور فيلقي الكلام على عواهنه، اتهاما وتسقيطا وإساءة. وتجد من الناس من يلقي تلك الاتهامات جزافا بدون أي حرج أو تحرّج. وحرّم الإسلام كل ذلك، وأقام الحد على من لجأ إليه. ولا يغرنك ما قاله قدماء ومعاصرون من وحدة دلالة شهود وشهداء. فلقد تسرب إليهم الخطأ من حيث إنهم اعتبروا شهداء ذا دلالة واحدة، وأنه جمع لشاهد ولشهيد. فألغوا خصيصة التوكيد والتعميم والشمول منه إذا كان جمعا لشهيد. ولتأكيد المراد أقرّبه بمثال: فكلمة عالِم، بكسر اللام، جمعها عالِمون. تقول: نحن عالِمون بهذا الشيء: أي مدركون له، عارفون به. غير أن اللفظ الشائع هو علماء، مثل شهداء، للدلالة على سعة العلم والإدراك والإحاطة بجميع جزئيات الموضوع وكلياته. أما استعمال شهيد في موضع شاهد، فمبالغة لا تحلّ في المستوى الأول من الفصاحة. ومن معاني لفظ (الشهيد) المستشهَد في القتال، ولكن ثمة من روى أبوابا أخرى للشهادة، كرواية (من عشق فعفّ فمات فهو شهيد). وجاء في قول الشاعر: لاموا عليك وما دروا/ أن الهوى سبب السعادهْ إن كان وصلٌ فالمُنَى/ أو كان هجرٌ فالشهادهْ ولخّص الصفدي ذلك بقوله: (إنّ شهادة العشق من أعلى رتب الشهادة). فإن صح هذا فطوبى لشهداء العشق. ٭ باحث جامعي عراقي ـ لندن الشهود والشهداء هادي حسن حمودي |
الإقامة في اللغة عن المنافي الأليفة Posted: 24 Feb 2017 02:15 PM PST حين كتب إدوارد سعيد مذكراته وتأملاته في المنفى لم يجد أفضل من جوزيف كونراد ما يشبه القناع، ليس من أجل التماهي معه أو تقمص سيرته، بل لأنه النموذج الذي يجسد نمطا من الاغتراب الموحش، مقابل الذكرى الأليفة عن أيام الصبا، والبولندي الذي أتقن الإنكليزية ربما أكثر من أهلها، لم يستطع أن يقيم في اللغة أو يبني فيها منزلا، وكأن هناك ما يشبه جرحا في الهوية، ولا أدري كم ينطبق هذا على مهاجرين اجترحوا آفاقا في اللغات التي رطنوا بها في البداية ثم أتقنوها وعبّروا بها عن أنفسهم والآخرين أيضا، فجورج شحادة اللبناني الذي يصفه بواديفير في معجم الأدب الفرنسي بأنه أحد سادة التعبير في فرنسا، عاد ذات يوم إلى لبنان زائرا، وحين اتصل به أحد الصحافيين لإجراء حوار معه تكلم معه بالفرنسية، فرد عليه شحادة قائلا: أرجوك تكلم معي بلغتك، على الأقل هنا في بلادك، وما أنجزه كتّاب مسرح اللامعقول في فرنسا من ذوي الأصول غير الفرنسية غالبا ما يطرح مثالا للمنفى الأليف ودينامية الامتصاص التي تمتاز بها بعض المجتمعات التي قطعت شوطا كبيرا في التمدن، ومنهم يوجين يونسكو وآرابال وصموئيل بيكيت، وهم روماني وإسباني وأيرلندي، إضافة إلى نقاد أحدثوا ثورات كوبرنيكية في مجالات النقد، من طراز تودوروف وجوليا كريستيفا وآخرين. وأذكر أن الصديق الراحل جبرا إبراهيم جبرا كتب ذات يوم عن المهاجرين إلى لغة أخرى وسياقات حضارية مغايرة، أن لديهم من دوافع تحقيق الذات والجدارة ما يشحذ الإرادة كي يتفوقوا، وهو بالتأكيد واحد من تلك السلالة، لأنه مهاجر من فلسطين رغما عنه إلى بريطانيا ثم إلى العراق والقراءة التأويلية لروايتيه «صيادون في شارع ضيق» و»البحث عن وليد مسعود» تفضي إلى استنتاجات حاسمة تكرس ما قاله، وهنا لا بد من التذكير بأن الشعور بالاغتراب غالبا ما ينتجه الأخرون الذين تتشكل منهم الأغلبية والهوية معا. وهذا ما ذكره الراحل هشام شرابي قبيل رحيله، فهو عاش معظم عمره أكاديميا بارزا في أمريكا، ولم يسأله أحد ذات يوم عن أصله، لكنه بعد أحداث الحادي عشر من ايلول/سبتمبر عام 2001 فوجئ بموظف في مطار نيويورك يقول له أهلا، ليذكّره بأنه من أصل عربي، هكذا يمكن لكل الأشياء والمفاهيم في هذا العالم أن تنتج نقائضها، فالرجل الأبيض هو الذي انتج الزنوجة ليس كلون فقط، بل كموقف أخلاقي وثقافي كما قال سارتر في مقالة له عن الشاعرين سيزير وسنجور وكلاهما من إفريقيا. إن ظاهر هذه الاستقصاءات قد يوهم القارئ بأن الإنسان يبقى حتى النهاية رهينة المكونات الأولى، لكنه في الحقيقة بخلاف سمك السلمون والتراجيديا المعروفة عن رحلته في الذهاب والإياب، وبخلاف طائر السمان الذي يستدرجه الدفء إلى شباك الصيادين الذين يرصدون عودته من الهجرة في الخريف. الإنسان يعيد صياغة ذاته كلما تقدم في المعرفة والكشف والعمر أيضا، ويدرك أن المتاحف رغم كل ما تعج به من ثراء تاريخي وجاذبية للزوار لا تصلح للإقامة، وكذلك النصوص، فما من قصيدة تصلح مسكنا وما من لغة تصلح بمفردها هوية، رغم أن العربية قد تكون الاستثناء في هذا السياق، لأنها عرّبت أعراقا أخرى وكان للمرجعيات الدينية دور في هذا المزج العضوي بين القلب واللسان. رغم أن المتنبي شعر بالغربة في شعب بوان بعيدا عن لغته، وشملت الغربة بالنسبة إليه القلب واليد واللسان والمثال المعاصر لقصور اللغة بمفردها في أن تكون هوية، هو ما قاله الشاعر الجزائري مالك حداد، وهو أن اللغة الفرنسية منفاه، وأنه لو نادى أمه بها لما ردت عليه، وبالعودة إلى إدوارد سعيد الذي أوصى بإحراق جسده ونثر رماده في سماء ضهور الشوير في لبنان وليس في القدس أو القاهرة أو نيويورك، نجد أن المكان في الذاكرة يتحول بمرور الوقت إلى زمان وقد يتلاشى بالمعنى المادي في تجليات يشوبها الكثير من الغموض. وهنا أيضا يستوقفنا مفهوم الهجرة في الثقافة العربية فهو ليس مذموما على الدوام، بل قد يكون شرطا للفتح والعودة الظافرة لهذا يقول الشافعي: هاجِر تجد عوضا عمن تفارقهم . ويقول شاعر آخر: سأرحل عن بلاد أنت فيها ولو جار الزمان على الفقير فالاستبداد احيانا يجعل المفاضلة بين الإقامة والمنفى لصالح المنفى. وقد يكون اقتران الهجرات في التاريخ العربي بالنجاة أو المعرفة أو تعبيرا عن فائض الطاقة والطموح قد خفف من الإحساس بالاغتراب، ربما لأن الهجرات الأولى في الصحراء كانت بحثا عن أسباب الحياة ومقوماتها كالماء والكلأ، ولعلّ المثل الذي عاش عقودا طويلة والقائل حيث ترزق إلصق، هو التعبير الشعبي الدقيق عن المنفى الأليف، ولأنها ظاهرة إنسانية ووجدانية إشكالية يتعذر فيها التعميم، فإن التاريخ يقدم الأمثلة وما يناقضها لمن يشاء في هذا المجال، وبإمكان أي مؤرخ أن يستشهد بدموع صقر قريش عبد الرحمن الداخل حين رأى نخلة وخاطبها شعرا قائلا إنها غريبة مثله، ينتهي إلى أن المنفى حتى لو كان أندلسا لا يغني عن الملكوت حتى لو كان بيتا من الطين في بادية الشام. إن ما يهدد الاندماج ويضاعف من الشعور بالاغتراب والمنفى الموحش هو الآخر، خصوصا حين يكون جحيما كما يقول سارتر وليس نعيما، والاغتراب يتطلب باستمرار من يذكر الغريب بما حلّ به، لهذا هناك تناسب عكسي بين ظاهرة الاغتراب وبين المجتمعات المتمدنة والتي يسود فيها القانون ومتحررة من اشباح ما قبل الدولة من قرابة الدم والعرق ، لكنه تناسب طردي بين المنفى الموحش وبين المجتمعات المحكومة بعصاب الهوية والنرجسية البدائية التي تغذيها الغرائز. أخيرا أليس هناك منفى أشد وحشة وقسوة بالمعنى غير الجغرافي وفي عقر الوطن؟ وهل الهجرة القسرية تكون فقط إلى الخارج؟ سؤال يتولى الإجابة عليه الغرباء في هذا العالم والمهاجرون إلى الذات رغم أن إحصاءات اللاجئين والعالقين بالحدود لا تتضمن اسماءهم. ٭ كاتب أردني الإقامة في اللغة عن المنافي الأليفة خيري منصور |
كيف استطاع فيلم «لا لا لاند» الموسيقي أسر عقول وقلوب مصوتي الجوائز المعروفين بالتحيز للأفلام الدرامية؟ Posted: 24 Feb 2017 02:14 PM PST لوس أنجيلس ـ «القدس العربي»: حطم فيلم «لا لا لاند»، الشهر الماضي، رقما قياسيا في عدد جوائز «الغولدن الغلوب»، التي يفوز بها فيلم واحد عندما اقتنص 7 منها. وبعد أسبوعين حقق رقما قياسياً آخر عندما حصل على 14 ترشيحا لجوائز «الأوسكار»، مثل لفيلمي «الكل عن أيف» (1951) و«تايتانيك» (1997) من قبله. ثم نال 5 جوائز «بافتا» وجائزتي نقابة المنتجين والمخرجين الأمريكيين لأفضل فيلم وأفضل مخرج على التوالي، والتي تعتبر مؤشراً موثوقا للفوز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم. لهذا بات مؤكدا أن « لا لا لاند» سوف يحصد رقما قياسيا من جوائز الأوسكار نهاية هذا الاسبوع. الأفلام الموسيقية ليست معروفة بجاذبيتها للجماهير أو للجوائز هذه الايام. آخر فيلم فيلم موسيقي فاز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم كان «شيكاغو» عام 2001. إذاً كيف نجح « لا لا لاند» في أسر عقول وقلوب مصوتي الجوائز، المعروفين بالتحيز للأفلام الدرامية السوداوية؟ فكرة صنع هذا الفيلم تبلورت في ذهن مخرجه، داميان شازيل، عندما كان طالبا في جامعة هارفارد عام 2007. وشرع بكتابة السيناريو بصحبة زميله الموسيقار جاستين هورويتس (المرشح للأوسكار عن كتابة لحن الفيلم). وبعد تخرجهما من الجامعة، انتقلا إلى لوس أنجليس، حيث حاولا أن يحصلا على دعم من أستوديوهات هوليوود لصنع نسخة حديثة لفيلم موسيقي كلاسيكي. ولكن قوبلا بالرفض وذلك لأن هوليوود لا تصنع أفلاماً موسيقية إلا اذا كانت أثبتت شعبيتها في المسارح، لأن هذا النوع من الأفلام يعتبر مجازفة تجارية لا يمكن ضمان نجاحها في شباك التذاكر. وأصيب شازيل باليأس وشغل نفسه بصنع فيلم «سوط»، الذي ذهب ليحقق أربعة ترشيحات أوسكار ويفوز بواحدة منها وهي أفضل ممثل مساعد لج.ك سيمينس، مما رفع المخرج إبن الـ 30 عاما إلى النجومية، التي بثت فيه روح الثقة وشجعته على المحاولة مرة أخرى لتحقيق حلمه الأول وهو إنجاز «لا لا لاند». من حسن حظه، هناك استوديو في هوليوود وهو»لايانسغيت»، الذي لا يخشى المخاطرة ويرغب في صنع أفلام مبتكرة. وكان قد دعم فيلم ميل غيبسون «هاكسو ريدج»، رغم أن غيبسون كان منبوذا في هوليوود بعد شتمه لليهود عام 2007 مما أسفر عن فشل كل أفلامه منذ ذلك الحين. «لايانسغيت» رحب بالمخرج الشاب ومنحه ميزانية أكبر مما طلب. شازيل لم يخيب أمل الاستوديو، إذ أنه حقق فيلما متكاملا فنيا وتقنيا. كل صورة كانت مصممة بدقة رياضية وتتسم بجمال خلاب يضاهي رسومات عصر النهضة. وكل مكوناته: الألوان، الموسيقى، الألبسة، التصميم، التصوير والأداءات ممتزجة بتناسق يخلق تحفة سينمائية. نمط الفيلم مستلهم من الأفلام الموسيقية الكلاسيكية من الأربعينيات والخمسينيات ولكنه يحكي قصة غرامية حديثة في لوس أنجيلس المعاصرة. هو واقعي ولكنه يبدو كحلم وهو يحن للماضي ولكنه يبدو جديدا وذلك ما يجعله جذابا للأجيال الجديدة. قصته تدور حالمين طموحين، هما الممثلة مايا (أيما ستون) وموسيقار الجاز سيباستيان (رايان غازلينغ)، اللذين يثابران من أجل تحقيق النجومية. التحديات التي يواجهها الاثنان من رفض متواصل في اختبارات الأداءات، مهن مهينة وفراغ ممل لا بد أن يثير تعاطف كل من يعمل في هوليوود لأنهم كلهم مرّوا بها. كما أن كثيراً من الأفلام التي تناولت مواضيع صناعة الترفيه على غرار «أرغو»، «الرجل الطائر»، «الفنان» و«الكل عن إيف» كانت كُرّمت بأرقى الجوائز وهي أوسكار أفضل فيلم. لهذا يمكن القول أن «لا لا لاند» يملك كل مقومات فيلم فائز. ولكنه يعاني من معضلة فتاكة وهي كونه فيلم موسيقي. الحملة الترويجية مسؤولو «لايانسغيت» كانوا يدركون ان الأفلام الموسيقية ليست مرغوبة هذه الأيام، وعروض أولية للفيلم أثبت ذلك. الفيلم الموسيقي المستلهم من الماضي لم يكن له صدىً عند الجمهور الحديث. لهذا كان على الأستوديو أن يبتكر حملة إعلامية من أجل تفادي فشل تجاري ونقدي للفيلم. وفي بداية شهر مايو/ آيار من العام الماضي، قاموا بدعوة أهم عملاء الترويج ومخططي استراتيجيات الجوائز لعرض الفيلم في مركزهم في مدينة سانتا مونيكا. ومن المدعوين كان عميل الترويج ومستشار الجوائز، لورنس أونغريساني، الذي يمثل أيضا عدة أفلام مرشحة للأوسكار ومن ضمنها: «مونلايت»، «جهنم أو مياة مرتفعة»، «فينسيس» و«هاكسو ريدج». أونغريساني وقع في حب الفيلم ولكنه كان يدرك أن تسويقه لن يكون سهلا. ومثلما كشف :»قلقي كان أن المشاهدين لن يفهموه مثلي وأن الجماهير تتفاداه عندما يسمعون كلمة «فيلم موسيقي»، بل و قد اعترف الخبير فهو نفسه ليس من معجبي الأفلام الموسيقية: «أنا لا أذهب للسينما لمشاهدة هذا النوع من الأفلام». لهذا تقرر أن تكون رسالة الحملة: «لا لا لاند» يختلف عن غيره من الأفلام الموسيقية الأخرى وذلك لأنه مستلهم من الواقع. ومن أجل توصيل هذه الرسالة، تم تنظيم عروض للإعلاميين في كل أنحاء العالم من أجل إشعال حملة دعم. المهرجانات السينمائية شازيل كان متوترا وعصبيا لدرجة أنه لم يفتح عينيه لمدة 30 دقيقة خلال العرض الأول لفيلمه في مهرجان البندقية السينمائي، حيث قوبل بتصفيق حماسي من الجمهور وإعجاب كبير من النقاد. كما أنه حاز على جائزة أفضل ممثلة لإيما ستون، قبل أن ينتقل إلى مهرجان تورنتو السينمائي ويبهر رواده، الذين منحوه جائزة الجمهور، التي دفعته إلى مقدمة سباق الجوائز. كلا المهرجانين يعتبران مؤشرين مهمين لجوائز الأوسكار وذلك لأن كثير من الأفلام التي تم عرضها في البندقية أو فازت بجائزة جمهور تورنتو ذهبت لتقتنص جائزة الأوسكار لأفضل فيلم، ولكن طريق «لا لا لاند» إلى ذلك المجد كانت ما زالت طويلة وحافلة بالمخاطر. الأفلام المنافسة ثلاثة أفلام وهي «فينسيس»، «صمت» و«بيلي لين هاف تيام ووك» كان متوقعا أن تكون مافساً قوياً في معركة جوائز الأوسكار عندما تنطلق في شهر ديسمبر/ كانون الأول، وأن تعرقل «لا لا لاند» كما حدث العام الماضي لفيلم «سبوتلايت»، الذي كان يتقدم بثقة في دربه تجاه جوائز الأوسكار منذ أن أشعل إعجاب الجمهور والنقاد في مهرجان البندقية إلى أن تعرّض له فيلما «ذي بيغ شورت» و«العائد» وسلبا منه الأضواء والجوائز المهمة على غرار جوائز «الغولدن غلوب»، «البافتا»، نقابة المنتجين ونقابة المخرجين الأمريكيين وتركاه يعرَج ورائهما بجائزة نقابة واحدة وهي نقابة الممثلين، التي لا تعتبر مؤشرا قويا للفوز بجـائزة الأوسـكار لافضـل فـيلم. «الفيلم بدأ يتراجع في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني» تقول مستشارة الجوائز التي كانت تروج له. «لهذا كان علينا أن نذّكر الناس بأهمية رسالته». «سبوتلايت»، الذي يسرد قصة طاقم الصحافيين الذين فضحوا ظاهرة الاعتداء الجنسي على الأطفال في الكنيسة الكاثوليكية، لم يكن يتسم بجماليات «العائد» البصرية لهذا عمد وكلاء ترويجه إلى تسليط الضوء على موضوعه المهم من خلال دعوة ضحايا الاعتداءات الجنسية إلى لوس أنجيلس لمقابلة مصوتي الأوسكار، الذين تأثروا مما سمعوه من شهادات اعتداءات مروعة على أطفال أبرياء، وردوا بالتصويت للفيلم ليفوز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم. «لا لا لاند» لا يطرح قضية مهمة مثل «سبوتلايت» ولا يمكنه منافسة فيلم درامي جدي ولكن يملك حظا كبيرا. منافساه فشلوا في تحقيق التوقعات منهم. بينما نجح «فينسيس» في الحصول على بعض الجوائز وترشيحات أوسكار، أختفى كل من «صمت» و«بيلي لين هاف تايم ووك» تماما من معركة الجوائز. لعنة النجاح مع النجاح تأتي الآمال الكبرى. الناس الذين ذهبوا لمشاهدة «لا لا لاند» في قاعات السينما كانوا يتوقعون أن يشاهدوا ليس فيلما بل معجزة سماوية. مؤخرا بدأت ترتفع أصوات مناهضة للفيلم: الإخراج صبياني، الأداءات ضعيفة، الغناء سيئ والرقص رديء. البعض اتهموه بالعنصرية، مشيرين إلى أن موسيقار الجاز كان عليه أن يكون أسود لأن الجاز هي موسيقى السود الأمريكيين. كما اعترض محبو هذا النوع من الموسيقى على حملة ساباستيان ضد تحديثه، مصرين على أن التمسك بالتقاليد ليس السبيل الصحيح لانعاشه. كما أنه أتهم بكراهية المثليين لأنهم لم يظهروا في الفيلم رغم أن الكثير منهم يعيش في لوس انجيلس. وانتقد البعض تقديم شخصية الفتاة كمتفرجة وغير فعالة، بينما كان الشاب يقوم بكل المبادرات لكي يدفعها إلى الأمام. هو الذي يدعوها للخروج معه، ويعرّفها على الجاز، ويأخذها إلى السينما لمشاهدة فيلم «متمرد بدون سبب» من أجل دراسة دورها، ويسافر إلى بيت أهلها ليقنعها بالرجوع إلى لوس أنجيلس للذهاب إلى اختبار أداء يسفرعن اشتراكها في مشروع يجعل منها نجمة. كل هذه الانتقادات غير مفاجئة. رد فعل غاضب تجاه أي عمل ثقافي شعبي يحقق نجاحا هائلا لا بد منه. لو لم يكترث به النقاد والجماهير لما اتهمه أحد بسياسته العنصريه أو الجنسية. وعلى الأرجح أن معجبي الجاز كانوا روّجوا له من أجل أن يثيروا اهتمام الناس بفنهم المنسي. وفي هوليوود، خبراء الجوائز يحكون رؤوسهم مندهشين من نجاح «لا لا لاند». «يصعب عليَّ فهم افتتان الناس بهذا الفيلم»، يقول لـ «القدس العربي» واحد منهم. و يضيف: «هو حقا جيد ومطرب ولكنه لا يطرح رسالة اجتماعية أو سياسية مهمة تبرر هذا الاهتمام الكبير به من قبل مصوتي الجوائز في هذا الوضع الحالي المتوتر». من المفارقات أن البعض أشاروا إلى أن التوتر السياسي والاجتماعي هو الذي دفع الجمهور لمشاهدة فيلم غرام خيالي من أجل الهروب من واقعهم ونسيانه. حتى أوغريساني مندهش من نجاح فيلمه. «أنا أتفاجأ كل يوم من استمرار الفيلم في تحطيم أرقام قياسية، إن كان بعدد الجوائز أو بدخل شباك التذاكر، ولكن ما فاجأني أكثر من كل شيء آخر هو فهم الناس للفيلم، وخاصة الذين لا يحبون الأفلام الموسيقية مثلي». و لكنه يضيف: « طبعا، هم سارعوا لمشاهدة الفيلم بفضل حملته الترويجية». خطر نجاح «لا لا لاند» يكمن في أنه يجعل مصوتي الأوسكار يظنون بأن فوزه كان مضموناً وبالتالي يصوتون لفيلم منافس آخر. إحتمال حدوث ذلك هو ضئيل جدا لأنه كما ذكرنا آنفا فالنقابات المهنية، التي يشارك عدد كبير من أعضائها في التصويت لجوائز الأوسكار، منحته جوائزها الكبرى. ولكن إذا حدث ذلك فسوف يكون أكبر هزة في تاريخ هذه الجوائز. كيف استطاع فيلم «لا لا لاند» الموسيقي أسر عقول وقلوب مصوتي الجوائز المعروفين بالتحيز للأفلام الدرامية؟ مرشح لاكتساح جوائز الأوسكار بعد تحطيمه رقما قياسيا في عدد جوائز «الغولدن الغلوب» حسام عاصي |
إمكانية شن حرب ضد مصر عوضا عن إيران! Posted: 24 Feb 2017 02:13 PM PST تعود القضية الفلسطينية إلى مركز الاهتمام من جديد، ولا يعني ذلك أن المهتمين هم أهل فلسطين أو أصحاب الحق الأصيل في تحديد مصيرها ومستقبلها من العرب والمسلمين، ومن يؤازرهم من أنصار المقاومة والساعين إلى العدل والمنادين بالمساواة في العالم ومن كل الملل والنحل، والمشكلة في أن الطبقة العربية الحاكمة في مجملها هي الأدنى اهتماما بفلسطين، وشغلت نفسها بالاستقطاب المذهبي والطائفي، وتصفية حساباتها فيما بينها، وتقوية علاقاتها بواشنطن وتل أبيب، والمهتمون بفلسطين أبعدوا من دوائر الحكم والقرار، واقتصر الاهتمام بها على من هم خارج هذه الدوائر من قوى مؤمنة بتصحيح مسار التاريخ وعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الاستيطان والاحتلال والتهجير. ومركز الاهتمام انتقل إلى الرئاسة الأمريكية، وهو اهتمام بالمصلحة الصهيونية، البعيدة عن الحل العادل أو المتوازن، والعمل على تمكين الدولة الصهيونية لتكون دولة يهودية خالصة، مع التراجع عن حل الدولتين. حيث تحتفظ الدولة الصهيونية بما استولت عليه، بالحرب والاستيطان وبطش الآلة العسكرية، وسن قوانين القضم والحيلة والابتزاز، ولم يبق من فلسطين التاريخية إلا خُمسها. ودولتها المقترحة «القابلة للحياة»، بمنطق «الشرعية الدولية»، منزوعة الثروة والسلطة والسلاح. تسارعت التطورات وأتت مع إصرار الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب على أن يكون صهيونيا أكثر من مؤسسي الحركة الصهيونية. هذا بينما تشهد «القارة العربية» تغييرات وتحولات من المتوقع أن تنتهي بحرب صهيونية خاطفة أو طويلة نسبيا، والسبب هو حاجة تل أبيب لحسم الأوضاع بعد اطمئنانها إلى المساندة الأمريكية المطلقة، والتأييد الغربي النسبي، والضعف العربي العام. ومؤخرا تكررت كثيرا تصريحات رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو عن حكومات عربية لم يسمها صارت حليفا للدولة الصهيونية، ودعا لقيام تحالف عسكري إقليمي جديد أو اتفاق دفاع مشترك، يضم مصر والأردن والمملكة العربية السعودية وعواصم خليجية أخرى، وذلك بالإضافة إلى الدولة الصهيونية، على أن تكون القيادة أمريكية، وكان الهدف من هذه الترتيبات دخول حرب مذهبية مؤجلة ضد إيران، وإبعاد أنظار «القارة العربية» عن الخطر الصهيوني الحقيقي. واستبعد سيرغي دولغوف كبير الباحثين في مركز الدراسات العربية والإسلامية التابع لمعهد الاستشراق في موسكو، استبعد الحرب ضد إيران، واعتبرها كارثة للجهود الروسية في سوريا وتجعلها «هباء منثورا»، على حد قوله. وطلب عدم الأخذ بالخيار العسكري، وبذل الجهود الدبلوماسية وإطلاق المفاوضات المباشرة بين الأطراف المتصارعة، وأعلن قلقه من الأصابع الصهيونية في إشعال الحرب بين الولايات المتحدة وإيران، وراهن على الضغط الروسي للحيلولة دون وقوعها. إذن سترمي موسكو بكل ثقلها، إنْ لم يكن لمنع الحرب ضد إيران، فعلى الأقل لاستمرار تأجيلها. ولهذا يجب على الدول العربية التفكير بعيدا عن مراوغات السياسة ومداهنات ومبالغات الإعلام وأوهام «المحللين الاستراتيجيين»، وعليهم التخلي عن التفكير التقليدي والمسلمات القاصرة والاختيارات البائسة، وتجنب الاطمئنان لأي تكتل عسكري أو سياسي أو اقتصادي جديد تسعى إليه تل أبيب أو تقوده وتؤيده واشنطن. ونأتي إلى إشكالية سحب الدولة الصهيونية لسفيرها في القاهرة، حيث بدا كأنه خارج السياق، إذا ما تم قياس ذلك على حالة الانسجام السياسي والشخصي بين رئاسة الدولة في القاهرة ورئاسة الوزارة في تل أبيب، ومظاهرها الحميمية والاستراتيجية. وسحب السفراء حدث ليس بسيطا في القوانين والعلاقات الدولية، فما بالنا إذا ما حدث مع حكومة ترتبط مع تل أبيب بـ «معاهدة سلام». إنه أمر يثير الاستغراب والعجب، ويدفع للشك في النوايا وفي صدق المبررات التي سيقت مع إعلان الخبر من جانب الطرف الصهيوني، وفيما بدا من استرخاء واطمئنان عربي ومصري، وكان أول من نشر الخبر ـ حسب ما ذكرت صحيفة التلغراف البريطانية ـ محلل سياسي مصري هو أمين المهدي، على صلة وثيقة بمصادر المعلومات الصهيونية. وأشار إلى وجود توترات سياسية مكتومة بين تل أبيب والقاهرة تتعلق بقطاع غزة والحدود بين فلسطين المحتلة ومصر، وهذه أسباب سياسية وليست مخاوف أمنية كما ادعت تل أبيب. والحديث عن الحرب ليس حديثا في الهزل، ويؤخذ دائما على محمل الجد، ويعني أنه كالحرب تماما، وكما أن الحقيقة أول ضحايا الحرب، وغالبا ما يكون الحديث جزءا من التمويه والخداع الاستراتيجي، وهو ما نجحت فيه مصر وسوريا في حرب 1973، وأوضح المهدي أنه يعتقد أن الرئيس المصري ورئيس الوزراء الإسرائيلي على خلاف بسبب قطاع غزة والحدود مع مصر، وأن ذلك الخلاف هو الذي أدى إلى سحب السفير، وإذا ما ربطنا ذلك بما كرره نتنياهو من مزاعم عن تأييد عواصم عربية وتحالفها مع الدولة الصهيونية. وذكرت القناة العاشرة الإسرائيلية أن نتنياهو سحب سفيره تعبيرا عن غضبه مما أسماه بتقارب مصر وحماس، وضيقه من تأييد مصر لقرار إدانة الاستيطان في مجلس الأمن، وكشفت مصادر أمنية صهيونية لموقع «همكور»، أن هناك أسبابا عديدة جاءت وراء سحب السفير وتتلخص في تلقي الحكومة الصهيونية تقارير عقب تفجير الكنيسة البطرسية في ديسمبر/كانون الأول الماضي، أشارت إلى عمليات نوعية يستعد لها تنظيم «الدولة» (داعش) في مصر، وقد تشمل دبلوماسيين صهاينة من العاملين في القاهرة. ويبدو أن الحديث عن محاربة إيران أصبح أقل جدوى، بسبب ما طرأ على موازين القوى في مركز الصراع العربي والإقليمي، وتمثله سوريا حاليا، فبعد الحضور الروسي، واصطفاف المحور الروسي الإيراني السوري والجماعات ذات العلاقة، كحزب الله اللبناني، وتنظيم الجهاد الإسلامي الفلسطيني بجانب تطورات شمال العراق وما يجري في الموصل، والتقارب التركي الروسي، ومد جسور أنقرة مع أطراف فاعلة في الإقليم بما فيها الدولة الصهيونية. وشهدت موازين القوى تغييرات جوهرية بدت أكثر توازنا من ذي قبل، ومن المحتمل أن تميل لصالح المحور الروسي الإيراني السوري وحلفائه. ألا ينبه ذلك إلى إمكانية تغيير بوصلة الحرب لاتجاهها صوب مصر بدلا من إيران، وعادة فإن قرار الحروب الصهيونية ضد دول الطوق في فلسطين ومصر وسوريا ولبنان والأردن أسهل وأيسر فالدولة الصهيونية لا تسعى لاستصدار قرار من مجلس الأمن، وهي كدولة مارقة تضرب عرض الحائط بكل ما يصدر عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وكل حروبها وتوسعاتها تمت بعيدا عنهما، أما استصدار قرار بضرب إيران فصعب، بسبب حق النقض (الفيتو) الذي تتمتع به كل من روسيا والصين، وهو غطاء يحمي إيران، أما دول الطوق فلا يتوفر لها مثل ذلك الغطاء.. من حق مصر أن تقلق من حرب قد تكون خاطفة أو طويلة وظروف تغري تل أبيب بالمغامرة، فليس لدى مصر سياسة واضحة.. وتتعامل مع الصديق كتعاملها مع العدو.. ويلعب أغلب مسؤوليها الكبار على كل الحبال.. ولهذا خسروا الجميع فازدادوا ضعفا.. وهل تجد الدولة الصهيونية ظرفا مواتيا أفضل من هذا، والحرب ستؤثر على فلسطين تأثيرا شديدا، وعلى كامل «القارة العربية»، ومع ذلك لا يجب أن يكون المصريون دعاة حرب، وعليهم أن يكونوا دعاة سلام يقوم على العدل ويحق الحق، ويعملون من أجله اعتمادا على أنفسهم، وعلى إمكانيات أمتهم وقدرات وبسالة شعبها!! ٭ كاتب من مصر إمكانية شن حرب ضد مصر عوضا عن إيران! محمد عبد الحكم دياب |
شجاعة الرأي ضد «حكمة الإجماع» Posted: 24 Feb 2017 02:13 PM PST لا شك أن الموقف الشجاع الذي اتخذه السياسي البريطاني المخضرم كنث كلارك أوائل هذا الشهر، عندما لم يتهيّب من التصويت بمفرده ضد إجماع كامل أعضاء حزبه من البرلمانيين المحافظين على تفويض الحكومة البدء بمفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي، هو موقف فذ سيحفظه التاريخ باعتباره من مواقف الشرف التي يمكن أن تقارن، على سبيل المثال، بموقفي تشرشل وديغول من الغزو النازي لفرنسا. إذ إن من مظاهر مكر التاريخ أن من الزعماء والساسة من يحظون باستحسان الجماهير ويتوّجون بأكاليل الغار، ولكن الأحداث سرعان ما تبين أنهم كانوا على خطأ. فقد عاد رئيس الوزراء البريطاني نفيل تشمبرلين من اجتماعه مع هتلر في ميونيخ عام 1933 عودة المظفرين، واستقبله الملك في قصر باكنغهام وهلل له الشعب البريطاني بأسره لأنه أفلح، على ما بدا آنذاك، في التوصل إلى اتفاق يحفظ «السلام في عصرنا». وما هي إلا بضع سنوات حتى تبين بطلان سياسة المهادنة البريطانية هذه مع ألمانيا النازية، وتأكد أن تشمبرلين كان خاطئا، بل أن الشعب البريطاني بأسره كان واهما. بالمقابل كان ونستون تشرشل وحيدا معزولا، بل ومنبوذا، لدى الطبقة السياسية عندما كان ينادي بمفرده في الثلاثينيات بوجوب إعادة التسلح تحسبا للخطر الألماني. وكان أقوى معارض لسياسة المهادنة، حيث قال في رسالة لرئيس الوزراء السابق لويد جورج، قبيل اتفاق ميونيخ، إن الحكومة تواجه خيارا بين الحرب والعار، وبما أنها اختارت العار فلا مناص أمامها بعد زمن وجيز من خوض الحرب، ولكن بشروط أسوأ مما كان ممكنا لو أنها لم تجنح للمهادنة. وبعد احتلال الألمان لفرنسا في مايو/أيار 1940 تبين بالدليل أن تشمبرلين لم يكن قادرا على قيادة البلاد في فترة الحرب، أي أنه لم يكن رجل المرحلة، رغم شعبيته و»عودته المظفرة» قبل ذلك بسبعة أعوام. بعد ذلك بشهر عين تشرشل رئيسا للوزراء. ولكنه كان ما يزال معزولا سواء داخل حزبه أم لدى عموم الطبقة السياسية التي كانت مستاءة من استقالة تشمبرلين القسرية المهينة. وظل قطاع هام من الشعب ومن النخبة على حد سواء يفضل عدم خوض الحرب ومحاولة التوصل إلى اتفاق سلام مع ألمانيا. ولكن تشرشل كان مصمما على خوض الحرب رغم شكه بادىء الأمر في قدرة بريطانيا على تجنب الهزيمة، حيث قال لهايستنغز إيزماي بعد أيام من توليه رئاسة الحكومة: «سوف نكون أنا وأنت في عداد الموتى بعد ثلاثة أشهر». كان تشرشل وحيدا معزولا ولم تكن مواقفه تجاري رغبات الرأي العام، ولكن خطبه الثلاثة الشهيرة: خطاب «الدم، والكفاح، والدموع والعرق» يوم 13 مايو/ايار 1940، وخطاب «لنقاتلنّ في البر والبحر» يوم 4 يونيو/حزيران، وخطاب «الساعة الفضلى» يوم 16 يونيو/حزيران تبين الآن مدى بعد نظر الرجل ومدى شجاعته. لا الشجاعة العسكرية فقط، بمعنى التصميم على القتال ورفع الروح المعنوية للبلاد رغم الشك الشخصي في إمكان النصر. وإنما، وهذا هو الأصعب، الشجاعة الأخلاقية في التصدي، بانفراد ودون سند، لكامل الطبقة السياسية والثبات على موقف كان يبدو آنذاك متهورا. ولكن تشرشل لم يتهيب من مواجهة «حكمة الإجماع»، فلم يلبث التاريخ أن أثبت أنه هو الذي كان على حق. كذلك الأمر بالنسبة لديغول. استسلمت فرنسا للهزيمة بعد أن اجتاحتها الدبابات الألمانية ووصلت إلى عقر باريس في غضون ساعات، ورضي المارشال بيتان بعار الغزو والاحتلال. وبدا آنذاك أن قد قضي الأمر. فإذا بضابط فرنسي يبث خطابا إذاعيا من لندن يوم 18 حزيران/ يونيو 1940 ينادي فيه الفرنسيين إلى المقاومة وإلى إنقاذ شرف الوطن. لم يكن ديغول آنذاك معروفا. إذ إن مؤسس لوموند هوبير بوف ـ ميري كتب في مذكراته أنه، رغم القهر الذي كان يشعر به بسبب استسلام كامل الطبقة السياسية والقياة العسكرية الفرنسية لخزي الاحتلال، فإنه لما سمع نداء ديغول إلى الفرنسيين من هيئة الإذاعة البريطانية، استنكر من هذا الرجل شبه النكرة آنذاك كل هذا الادعاء، وتساءل كيف يمضي به الوهم إلى حد الاعتقاد بأنه قادر على قيادة بلاد جريحة طريحة، من فرط فداحة الهزيمة، إلى نصر كان يبدو يومها خياليا. ولكن ديغول لم يتهيب من مواجهة حكمة الإجماع، فلم يلبث التاريخ أن أثبت أنه هو الذي كان على حق. بالمثل، لا شك عندي اليوم أن التاريخ سيثبت، في مقبل السنوات أو العقود، أن كنث كلارك هو الذي كان على حق لأنه لم يتهيب من تفنيد حكمة الإجماع عام 2017. ٭ كاتب تونسي شجاعة الرأي ضد «حكمة الإجماع» مالك التريكي |
ساسة إسرائيل يعنون ما يقولون Posted: 24 Feb 2017 02:13 PM PST الساسة الإسرائيليون لا ينطقون عبثا ولا يقولون الشيء لمجرد القول، إنما يعنون ما يقولون، بل ما هو أبعد وأعمق. يختلفون في الرأي خدمة للمصالح الحزبية والشخصية ولكنهم يتناغمون حول ما يخدم الأهداف العامة والمصلحة الوطنية، ويكملون بعضهم بعضا. وهم ايضا يطالبون بشيء وعيونهم على شيء آخر، وهم بالتأكيد غير معنيين بالسلام بل بالمماطلة والتسويف. في الايام القليلة الماضية «لحس» نتنياهو في مؤتمر صحافي في استراليا، كما عودنا، كل ادعاءاته بشأن السلام، وكشف عن أقصى ما يمكن أن يمنحه للفلسطينيين، وهو حكم ذاتي لا أكثر، بشرط اعترافهم بيهودية إسرائيل.. زعيم المعارضة يتسحاق هيرتزوغ يقترح في مقال لصحيفة «هآرتس» شيئا غير بعيد يعطي الفلسطينيين مزيدا من الصلاحيات، مع وعد ببدء المفاوضات بعد عشر سنوات، إذا «ما التزموا الأدب واوقفوا العنف والتحريض».. وافيغدور ليبرمان دعا مجددا إلى التخلص من فلسطينيي الداخل عبر التبادل السكاني، وهذا طبعا هدفهم الأسمى. ما تقدم لا يخرج عن نطاق السياسات الاسرائيلية ماضيها وحاضرها، التي لم نحاول أبدا ان نقرأها بعمق ونستوعبها ونتعلم منها، قبل فوات الأوان، وتجد السلطة نفسها في ورطة أمام واقع يقبل فيه الرئيس السيسي والملك عبد الله الثاني، من وراء ظهرها، بيهودية اسرائيل، في قمة رباعية جمعتهما في خليج العقبة مع نتنياهو برعاية وزير الخارجية الامريكي السابق جون كيري. ولربط الاشياء بعضها ببعض سأحاول إلقاء الضوء على السياسات الاسرائيلية للتذكير، وحتى لا نزعم ان ما يصدر عن ساسة اسرائيل اليوم هو مواقف جديدة وتصريحات مفاجئة.. ـ في عام1973 طرح الوزير إيغال ألون مشروعا يقضي بمنح الحكم الذاتي للتجمعات السكانية الفلسطينية في الضفة الغربية.. بمعنى تخلص الاحتلال من كل الأعباء الإدارية وتبعاتها المالية، وتحقق ما ارادوه بعد نحو عشرين عاما باتفاق اوسلو. ـ في نهاية اكتوبر1991 دعت امريكا الى مؤتمر مدريد للسلام في الشرق الاوسط دعما لشركائها من الحكام العرب في حرب الكويت، وبينما هرولت الوفود العربية إلى مدريد، «تمنعت» إسرائيل وشاركت بعد تعرضها ظاهريا في حينها لضغوط من وزير الخارجية الامريكية جيمس بيكر، الذي اطلق مقولته الشهيرة، هذا هو رقم هاتفي ومن اراد السلام فليتصل بي على هذا الرقم». وربطت الولايات المتحدة في حينها بين ضمانات مالية بنحو عشرة مليارات، ومشاركة تل ابيب في مؤتمر مدريد، وانتهى العرس دون نتائج تذكر، باستثناء التطبيع العربي مع دولة الاحتلال. ومقولة رئيس وزراء اسرائيل الليكودي في حينها اسحق شامير، سنتفاوض لعشرات السنوات. وبعد مرور نحو27 سنة على مؤتمر مدريد لا نزال نراوح مكاننا، ولا تزال اسرائيل تطالب بالتفاوض دون شروط مسبقة من الجانب الفلسطيني، وتضع شرطين للقبول بالتفاوض، الاعتراف بهويتها اليهودية، والقبول بسيطرتها الامنية على فلسطين من النهر إلى البحر. ـ في13 سبتمبر1993 وقع الفلسطينيون ونتيجة مفاوضات سرية في العاصمة النرويجية أوسلو، في البيت الابيض إعلان مبادئ، أو ما أصبح يعرف باتفاق اوسلو.. واشترط الاسرائيليون قبل توقيع الاتفاق اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بدولة اسرائيل دون مقابل، اللهم إلا اعتراف اسرائيل بمنظمة التحرير ممثلا شرعيا ووحيدا للفلسطينيين. وبقراءة بنود الاتفاق المرحلي وما تبعه من بروتوكولات. ـ في عام 1996، وبعد ان جردت اسرائيل منظمة التحرير من ورقة الاعتراف، عملت على تجريدها من ورقة اخرى لا تقل اهمية وهي ورقة الكفاح المسلح. وبناء على طلب اسرائيلي اجتمع المجلس الوطني الفلسطيني في غزة بحضور الرئيس الامريكي بيل كلينتون، ومرة اخر ودون مقابل اسقطت المنظمة خيار الكفاح المسلح، لتحل محله شعار «السلام هو خيارنا الاستراتيجي الوحيد»، دون أن تكون هناك خيارات اخرى. ومر عام 1999 وهو العام الذي كان يفترض ان ينتهي فيه اعلان المبادئ والاتفاق المؤقت، دون ان تعلن فيه الدولة الفلسطينية كما كان متفقا. ـ عام 2000 وهو عام فشل مفاوضات كامب ديفيد بين الرئيس عرفات ورئيس وزراء اسرائيل بارك برعاية كلينتون، وهو أيضا عام انتفاضة الاقصى، وضع الساسة الاسرائيليون نصب أعينهم تصفية الرئيس عرفات، فخرجوا علينا بمقولة «عرفات ليس ذا صلة وليس شريكا في عملية السلام. وراحوا يتحدثون عن ضرورة إزالة عقبة عرفات، وإيجاد قائد فلسطيني بديل يكون مقبولا وقابلا للسلام. ـ في 2004، نجحوا في مخططهم وازيحت عقبة عرفات، بتصفيته في عملية لا تزال السلطة الفلسطينية بعد13 عاما، تعدنا بالكشف عن ملابساتها ورفع الغطاء عن فاعليها من الفلسطينيين الذين تمكنت اجهزة القتل الاسرائيلية من توظيفهم للعمل معها. وقتل عرفات والسلام لا يزال ابعد ما يكون. ـ في2005 جاء ابو مازن خلفا لعرفات، وكان الاسرائيليون يزعمون بانه يمكن تحقيق السلام معه. ولم يحرز اي تقدم. ـ 2006 طلعوا علينا بمساعدة المبعوث الخاص للجنة الرباعية توني بلير بشروط التعامل مع حكومة حماس التي شكلت بعد فوزها بالانتخابات، واهمها الاعتراف باسرائيل والقبول بالاتفاقات الموقعة معها ونبذ الارهاب. رفضت حماس الشروط واصبحت العقبة بعد عرفات. ودخل ارييل شارون في غيبوبة وجاء ايهود اولمرت من بعده.. وتواصلت المفاوضات وجرى التوصل الى تفاهمات وتأكيد مبدأ تبادلية الاراضي.. ولم يدم اولمرت طويلا حتى اسقط في مستنقع الفساد.. وسقطت معه كل التفاهمات التي توصل اليها مع ابو مازن.. ـ 2009 يتولى نتنياهو السلطة ويبدأ مسلسل الاكاذيب، القبول بحل الدولتين، مفاوضات غير مشروطة.. لا تجميد للاستيطان.. مفاوضات تبدأ من الصفر وليس مما انتهت اليه سابقا، ضغوط امريكية ومفاوضات بضمانات امريكية تنتهي في ابريل 2014، كما بدأت.. تواصل البناء الاستيطاني. ـ 2015 يعاد انتخاب نتنياهو.. يزداد تشددا مع ارتفاع نسبة التطرف والعنصرية في الحكومة الجديدة.. يستغل عملية الاستقطاب الطائفي في المنطقة ويلعب على هذا الوتر الحساس. يصعد من شروطه التعجيزية بالمطالبة بالاعتراف بدولة يهودية وحل اقليمي تشارك فيه الدول العربية السنية، دون ان يعد بأي شيء. يعلن انه لن تقوم دولة فلسطينية في زمنه، ومع رحيل ادارة اوباما، يزيد من شروطه التعجيزية وعاد بمجمل عملية التسوية الى نقطة الصفر، فلم تعد شروطه التعجيزية لقبول دولة فلسطينية، بل لقبول التفاوض مع الفلسطينيين حول حكم ذاتي فحسب.. ويتغول حلفاؤه في الإئتلاف فمنهم من يطالب بضم الضفة.. ومنهم من يطالب باجزاء منها وابقاء الفلسطينيين في معازل وكانتونات.. ومنهم من عاود الحديث عن الخيار الاردني.. وفي قمة العقبة يكافأ نتنياهو على تعنته وتصلبه بقبول عربي لما يسمى بالدولة اليهودية والسلام الاقليمي.. ولم يكن ذلك كافيا، فاشترط استئناف المفاوضات من خلال مؤتمر يشارك فيه السعوديون والإماراتيون ودول سنية أخرى. ورغم القبول بشروطه رفض العرض ليطرح فكرة الحكم الذاتي القائمة منذ حوالي 44 عاما.. ولن تكون اخر الشروط الاسرائيلية.. فهناك الترانسفير وترحيل الفلسطينيين.. والله وحده يعلم بما قد يطالبون به بعد. اما نحن فبقينا كما كنا.. لم نحاول قراءة التطورات والمتقلبات.. لم نحاول أن نتطور مع تسارع الاحداث والتغيرات.. لم نغير من مواقفنا.. ولم نحدث اساليبنا.. ولم نفتح امامنا آفاقا وخيارات جديدة.. ورضينا كما من قبل ان تبقى مواقفنا مجرد ردود افعال، لا افعالا والى ان نبادر فسيبقى حالنا هو هذا الحال. هذه الصورة التشاؤمية لا تأخذ طبعا في الحسبان الشعب الفلسطيني.. وهو الذي عودنا على الرد في اللحظة الحاسمة وقول كلمته التي هي كلمة الفصل.. والشواهد كثيرة. كاتب فلسطيني من أسرة «القدس العربي» ساسة إسرائيل يعنون ما يقولون علي الصالح |
عزيزي نتنياهو Posted: 24 Feb 2017 02:12 PM PST في التاسع عشر من فبراير الحالي، نشر الصحافي الإسرائيلي باراك رافيد تقريراً حصرياً في صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن اجتماعٍ سريٍ رباعي في العقبة جمع بين جون كيري وزير الخارجية الأسبق إبان فترة رئاسة أوباما ونتنياهو، والملك عبد الله الثاني والرئيس السيسي. وقد قامت الرئاسة المصرية بالرد على ذلك، موضحة أن ما نشر من تفاصيل ذلك الاجتماع وما تضمنه من اقتراحات، منها ما هو مغلوط. مشددةً على كون الموقف المصري من القضية الفلسطينية يتنافى مع ما زعمه التقرير. لم تنف الرئاسة وقوع هذا الاجتماع، وقد تُحسد على كونها اهتمت بالرد من الأصل بما عهدناه منها من عدم الاكتراث وإيثار الصمت عن الخوض في ما يحرجها. بيد أن ذلك الموقف لم يمر والحرج لم يبتعد كثيراً عن ساحة النظام، إذ في مفاجأةٍ أخرى صرح أفيغدور ليبرمان وزير الدفاع الإسرائيلي، بأن القوات الخاصة التابعة للختنشتاين استهدفت عناصر من تنظيم «الدولة الإسلامية» في سيناء، رداً على صواريخٍ كانوا قد أطلقوها فهبطت في الأراضي المحتلة، مؤكداً بذلك ما كان التنظيم قد أذاعه. من ضمن من نشروا هذا التصريح شبكة (آر تي) الروسية التي لا تعد بأي حال قريبةً لإسرائيل. هذه المرة، لم تصدر الرئاسة نفياً أو توضيحاً رسمياً، على الأقل في ما أعلم وحتى وقت كتابة هذا المقال، لكنني قرأت في موقع «ديلي نيوز إيجبت» حواراً مع مسؤول سابقٍ بالمخابرات المصرية حددته بالاسم، ينفي فيه وقوع ذلك قائلاً، إنه في حال وقوع ذلك لكانت وسائل الدفاع المصرية تصدت لذلك الهجوم، مشيراً إلى أن اتفاقية كامب ديفيد لا تبيح مثل تلك التجاوزات. لن أعلق مفنداً على هذا الكلام. بيد أن الخبرين والوقائع المحيطة بهما ينبغي ألا يمرا هكذا، ككل شيءٍ آخر يمر ويعبر إلى محيط النسيان الضخم في مجتمعاتنا التي لا تحب التدوين وتعادي التاريخ. لا أريد أن أثبت صحة تقدير الحكومة المصرية التي تميت الحقائق والوقائع والأحداث والفضائح بالسكوت عليها، وعلى ذلك فثمة ملاحظات أود تسجيلها. وفقاً لمقال باراك رافيد (وهو من الناحية الفعلية ليس صاحب السبق في النشر وحسب، وإنما يوفر لنا السرد المفصل المتاح حتى الآن) فإنه يتبين دون لبس أن الحوارات والمباحثات والمشاورات كانت تدور بين كيري والإدارة الأمريكية من جهة ونتنياهو من جهةٍ أخرى، حيث نرى كيري مبادراً ونتنياهو مماطلاً مناوراً مجادلاً متملصاً وأوباماً متشككاً في جدية نتنياهو، وربما من الأدق أن نقول فاقداً الثقة فيه غير مصدقٍ، وربما غير عابئٍ، ومن ثم فهو يحيل نتنياهو بعد اجتماعٍ حفل بما بين الرجلين من فتور، إلى كيري ليواصلا اللف والدوران. كما نرى كم يؤثر الداخل الإسرائيلي والقوى والتحالفات السياسية الإسرائيلية على سير المفاوضات، أي مفاوضات، وربما ليس ذلك بالجديد إنما لزم التنويه والتذكير. في المقابل، لا نجد ذكراً للقاءاتٍ مشابهة مع «القادة» العرب، فناهيك عن عدم حضور محمود عباس الرئيس الممثل المفترض للطرف الفلسطيني ذلك اللقاء الرباعي، فإن هؤلاء الآخرين ينتظرون، لا يبادرون ولا يبدو أنهم يداورون أو يفاصلون، هم مركونون، على الهامش، والدور المسند لهم هو الحضور والمصادقة والتوقيع حين يوافق نتنياهو. ربما يضيفون كلمةً هنا أو تفصيلةً هناك ويأخذهم الحماس فيطالبون «بحلٍ عادلٍ للقضية الفلسطينية»، إلا أنها جميعاً تظل معلقةً في الهوامش السخيفة والشكلية، ولن نتطرق إلى محورٍ آخر ألا وهو غياب القوى السياسية الداخلية بآرائها عن المشاورة والضغط ناهيك عن عملية صنع القرار. الأكثر إزعاجاً من كل ذلك هو ما ذكره رافيد من حرص السيسي على تحاشي أي مواجهة مع نتنياهو و»نصحه» لكيري بأن يلجأ لأسلوب الإقناع عوضاً عن الضغط والإكراه. في حقيقة الأمر لا أشك كثيراً في صحة وقوع اللقاء أو القصف الإسرائيلي في سيناء بغض النظر عن نفي الخبير الأمني المصري الذي أتركه ينزلق لما قد أطلق عليه «كلام فض مجالس» تأدباً، لكن يبقى السؤال الأهم: لماذا يفضح الإسرائيلون الأمر؟ ولماذ هذا التوقيت؟ يقيناً يدرك من يسرب كم يسبب ذلك من الإحراج للطرفين المصري والأردني في ما يتعلق بالاجتماع والمصري في شأن التعدي على السيادة في سيناء. لماذا «يحرق» الإسرائيليون السيسي بهذه الصورة بكل ما تحمل الكلمة من تصغير وتحقير وإهانة، على الرغم من تصريحاته عن السلام الدافئ مع إسرائيل والتنسيق المستمر؟ كثيرةٌ هي التحليلات الممكنة التي لن تخرج في رأيي عن حيز التكهنات، ما لم تفصح قيادةٌ إسرائيلية عنه، وهو ما لن يحدث على الأغلب الأعم. في رأيي أن الإجابة تكمن في السؤال: أن ساسةً أو أطرافاً فاعلةً في إسرائيل تتعمد إحراق الرئيس السيسي، لتحجيمه وتصغيره أمام العرب (المرهقين المنكفئين فعلياً) وشعبه، لسلبه من أي زهو أو ورقة توتٍ من التشبث بالسيادة الوطنية أو الانتصار للقضية الفلسطينية، ولئلا تحدثه نفسه بتفعيل الدور المصري الإقليمي، ولو من باب إعادة امتلاك أوراقٍ يستطيع اللعب والمناورة، وربما، الضغط بها. لن تقبل السياسية الإسرائيلية بأي قوةٍ أو دورٍ إقليمي حقيقييٍ في محيطها، ولا تقبل بالرؤساء إلا عراة، معلقين تماماً برضاها ودعمها وتسويقهم أمريكياً. هي لا تحترم أحداً منهم وبعد أن يبذلوا كل شيء ويتنازلوا عن كل شيء وتحصل هي على ما تريده منهم، تلقيهم على قارعة الطريق كخرقةٍ قديمة أو امرأةٍ لم تعد لها حاجة. لنذكر دائماً أن ترامب قد أطلق يد إسرائيل حين قال إنه راضٍ عما يرضي الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، ولما كنا نعلم قلة حيلة (وقيمة) المفاوضين الفلسطينيين «المعتمدين» فإن ذلك يعني ببساطة تمرير إرادة إسرائيل. لا بد أن أعترف بأنه ليس في الوقائع، كما رويت ما يدهشني، فليست لدي أي أوهام عن طبيعة النظام المصري (أو الأردني أو أي نظامٍ عربيٍ آخر) ، فليس ثمة تناقض بينهما كما أدرك تماماً أن تلك الأنظمة وقد تحللت من كل ثوابتها واختلت بوصلتها لم تعد معنيةً بالحقوق العربية والأرض العربية البتة (بفرض أن بعض تلك الأنظمة اهتمت يوماً ما) وهي الآن بصدد إعادة ترتيب تحالفاتها لتصبح الشراكة والتنسيق الأمني مع إسرائيل واقعاً معلناً نصفق ونطبل له ويصبح العدو إيران والشيعة عموماً، لكن ما يحز في صدري هو مدى ما تردينا إليه من هوان على يد تلك الأنظمة المتسلطة والعسكرية المنهارة التي تستأسد علينا وتنكفئ تماماً أمام إسرائيل مفرطةً في كل شيء،كل شيء سوى الكراسي والمكاسب المالية على حساب الشعوب. يوماً ما، سُخر من الرئيس مرسي وفُضح ووجه إليه أقسى اللوم والتقريع على «عزيزي بيريز». لست بصدد الدفاع عنه أو عن جماعته لكن لا بد من تقرير أن حرجاً كذاك كان من الممكن التملص منه بقول أن تلك جملة بروتوكولية؛ في المقابل وبعيداً عن المزايدة من حقنا أن نسأل ونتساءل ما هو الرد على فضح ذلك الانكفاء والتنسيق الأمني والإحراج للرئيس السيسي من «عزيزه» نتنياهو؟ كاتب مصري عزيزي نتنياهو د. يحيى مصطفى كامل |
وسائل التواصل الاجتماعي: مخابرات ونفوس عليلة Posted: 24 Feb 2017 02:12 PM PST نشرت منذ زمن قناة abc الاسترالية الحكومية تحقيقاً يشير إلى أن نسبة هائلة من مدخلات الموسوعة المفتوحة (ويكيبيديا) بكل لغات العالم، هي من نتاج نشاط فعلي لموظفي وكالة الاستخبارات الأمريكية، في محاولة واضحة ومبسطة لصناعة المعرفة على المستوى العالمي، التي أصبح استهلاكها مقترناً بشكل شبه توأمي مع حالة الركون والاستسهال المريعين لدى أجيال الألفية الثالثة، في الحصول على أي معلومة ينشدونها من الشبكة العنكبوتية، من دون تكبّد عناء البحث في الكتب والمراجع العلمية الموثقة. وتكفي مراجعة قارئ مدقق لعدة صفحات من موسوعة ويكيبيديا حول بعض المفاصل التاريخية المحورية في تاريخ العرب القديم والمعاصر؛ كما في حكايات حربي الخليج الأولى والثانية، وأحداث الحادي عشر من سبتمبر، وغزو العراق الأخير في 2003، ليكتشف هول خبث فن دسّ السم في الدسم، وتحريف الحقائق عمّا وثّقه باحثون محترفون في كتب مُحكّمة، وفق معايير الكتابة الرصينة والبحث الاستقصائي المدقق. ويجادل بعض أنصار ويكيبيديا بأنهم قادرون على تحرير المحتوى وتصويبه، وهو زعم صحيح نظرياً، ولكنه غير قابل للتطبيق عملياً في الصفحات المؤثرة في صناعة معرفة الأجيال المعاصرة، حيث أنّها صفحات ناجزة وغير قابلة للتعديل، أو أن التعديلات المقترحة تحتاج لموافقة مشرف مخول من إدارة الموسوعة، وهو ما سوف لن يتم لعلة في أس وجوهر تكوين المصيدة الكونية المتخصصة في صناعة المعرفة، كما يراها السادة الأقوياء وحكام العالم الفعليون، بحسب توصيف الصحافي الطليعي جون بلايجر في كتابه الأخير «حكام العالم الجدد». وعلى المقلب الآخر يثير الهول توصيف الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات الوطنية الأمريكية NSAالجنرال كيث ألكسندر، في مراسلاته مع مؤسس شبكة غوغل سيرغي برين بأن «غوغل هو عضو محوري من قاعدة صناعة الدفاع العسكرية الأمريكية»، بحسب ما أورده الصحافيان الاستقصائيان جيزون ليوبولد، ونفيز أحمد، وهو ما ينسجم مع دور تلك الوكالة على المستوى الداخلي في أمريكا وعالمياً في التجسس وتسجيل كل المكالمات الصوتية والمصورة والمكتوبة من كل مستخدمي خدمات الشركات البرمجية الأمريكية الكبرى من قبيل: مايكروسوفت، غوغل، ياهو، آبل، فيسبوك، تويتر…إلخ؛ وكل ما يستتبعها من برمجيات وشركات طرفية تجعل من كل مستخدمي الإنترنت عناصر مدانة تحت الطلب – باستعارة لتوصيف المفكر طيب تيزيني الثاقب لآليات عمل الدول الأمنية – ظهورهم مكشوفة، وكل خصوصياتهم الشخصية، والأسرية، والمهنية…إلخ، مشرعة للتنقيب فيها بكل الطرق التلصصية اللاأخلاقية لتحقيق هدفها الوجودي الأسمى المتمثل بتعزيز وحماية مصالح صناعة الدفاع العسكرية الأمريكية، التي أشار إليها ألكسندر نفسه، والتي تعني عملياً وفق تكثيف المفكر نعوم تشومسكي في كتابه «الهيمنة أو البقاء»: «السيطرة غير المشروطة على موارد الكوكب، وحرية مطلقة للاستثمارات الأمريكية، وأبواباً مفتوحة لتصريف المنتجات الأمريكية من دون قيود، في كل الدول والمجتمعات، باعتبار أنّ صنّاع القرار في الولايات المتحدة يعتقدون بحقهم المقدس في السيطرة المطلقة على الكوكب بأسره». وعلى المقلب الآخر، تصيب القشعريرة كل من يراجع التحليلات بمدى تأثير الأخبار الكاذبة، التي كانت تنشر على وسائل التواصل الاجتماعي إبان الحملات الانتخابية في الولايات المتحدة، في توجيه الرأي العام في امريكا، والذي تمخض بنتيجته عن رئيس نرجسي ممسوس بجنون العظمة، والكراهية للمسلمين، الذي بهوسه سوف يستطيع تحقيق كل مصالح المجمّع الصناعي العسكري الأمريكي بشكل عياني مشخص، الذي تشكل قاعدة ألكسندر السالفة الذكر جزءاً عضوياً منه؛ وذلك بإدامة الحرب الكونية في كل أرجاء الأرضين، خاصة ضمن حدود العالمين العربي والإسلامي، التي بدونها لا يمكن لذلك المجمع الاستمرار الطفيلي في شفط أكثر من خُمس أموال دافعي الضرائب سنوياً بشكل صريح لا يمكن مواربته، مع الكثير من ذلك المخاتل الذي يتسرب ببنود أخرى لا يبدو ظاهرياً بأنها لصالح المجمّع الصناعي العسكري، كشركة غوغل نفسها بحسب توصيف الكسندر، وهو ما يحيلنا إلى رعب سرمدي يتعلق بمدى قدرة وسائل التواصل الاجتماعي على صناعة الرأي العام، وحرف الديمقراطيات، الراسخة ظاهرياً عن مسارها، إلى هاوية التطرف والحرب المستمرة، ووأد إمكانيات الحشد والتنظيم؛ كما هو الحال في الشكوى المستمرة من الناشطين على المستوى العالمي من تدني عدد المشاهدات لأي ما يضعونه على صفحاتهم على موقع فيسبوك، إلى نسبة تقارب واحد بالألف من عدد المشتركين الفعلي في صفحاتهم، وهي البرمجة التي استنبطتها إدارة فيسبوك في سياق الربيع العربي، مما انعكس في إجهاض مباغت للمجموعات والحركات التي اعتمدت على فيسبوك في تنظيمها، ومن دون أن يكون ذلك أبداً مشكلة إن كانت الصفحة المعنية دعائية تجارية، تنسجم مع أهداف فيسبوك ومن خلفه، بحيث يصل كل ما ينشر على صفحاتها إلى جميع مشتركيها، ومن دون أي تقنين. وفي السياق نفسه تجدر الإشارة إلى نتائج الأبحاث العلمية الأخيرة حول دور وسائل التواصل الاجتماعي في تأطير وقولبة منظومة العلاقات بين البشر، في نموذج سطحي يستند إلى القشور وليس المبنى، ودورها في تعزيز حالة تذرية المجتمعات، وتحويل كل فرد منها إلى جزيرة معزولة صلته الأساسية بالعالم الخارجي أقنية وسائل التواصل الاجتماعي، التي أصبحت بدورها مسباراً استخبارياً مهماً في قياس الرأي العام، وصياغة السياسات التكيفية لحكومات النواطير المخولة بشؤون الحفاظ على مصالح المجمع الصناعي الأمريكي وشركاته الكبرى، سواء في داخل الولايات المتحدة أو غيرها من الدول التي تدور حكوماتها في فلك تلك الأخيرة؛ باستباق أي حراك شعبي في مجتمعاتها، قد يؤدي إلى تغيير جذري في سيطرة المجمع الصناعي العسكري على مفاصل الحلّ والعقد في الولايات المتحدة والعالم، بمناورات تنفيسية، أو ضربات إجهاضية، حسب السياق الأكثر ملائمة في ظرفه الزمني والمكاني، بشكل يتسق مع توصيف تشومسكي السالف الذكر؛ وكذلك دور شبكات التواصل الاجتماعي في تشويه الطبيعة الموضوعية لتقييم الذات الإنسانية، التي تفصح عن نفسها بزيادة معدلات الاكتئاب لدى مدمني وسائل التواصل الاجتماعي عموماً، ومعدلات الاضطرابات النرجسية لدى مدمني الصور الشخصية (سيلفي)، وانعكاسات ذلك الخطيرة على إمكانيات الأجيال الشابة التي يراد بها صناعة المستقبل القريب، وقدرتها الفعلية على التفاعل الطبيعي مع أقرانها من البشر، سواء في العمل أو في المجتمع، من دون التحول إلى عمالقة رقميين في غياهب وسائل التواصل الاجتماعي، وأقزام عقيمين عند مواجهة التحديات الوجودية لكل شعوب العالم، خاصة في ما يتعلق بالكارثة المناخية المحدقة التي تنتظر الإفصاح عن وجهها القبيح في أرض العرب بمجاعات مقبلة، وعطش مقيم، وموات بيولوجي لا فكاك منه، وأبناؤها مشغولون في تحقيق وجودهم ومكانتهم التي يستحقونها بين أمم الأرض في حلبات وسائل التواصل الاجتماعي. كاتب سوري وسائل التواصل الاجتماعي: مخابرات ونفوس عليلة د. مصعب قاسم عزاوي |
من يمثل وفد المعارضة في جنيف؟ Posted: 24 Feb 2017 02:11 PM PST ثمة مفارقات لافتة تخص وفود المعارضة السورية التي يفترض أنها تمثل القوى السياسية والعسكرية للثورة مقابل وفد النظام الثابت في كل جولة تفاوضية. أحد هذه المفارقات أن معظم الشخصيات التي تمثل المعارضة السورية لا تستطيع ربما الدخول لأغلب مناطق المعارضة إلا بحماية خارجية من الدول الداعمة لها، كما حصل مرة عندما أراد الجربا رئيس الائتلاف الدخول لمناطق المعارضة، فحل ضيفا سريعا لساعات وفي منطقة حدودية وسط حماية مشددة من جماهير المعارضة الغفيرة، قبل ان يعلن مواقف اكثر قربا وتحالفا مع اعداء الثوار لاحقا.. القوى الكردية الانفصالية وروسيا. ولا تعجز الشخصيات المعارضة افتراضيا عن التواجد في مناطق المعارضة، وهو ما يفترض أن يكون عليه القادة الثوريون الممثلون للقوى الشعبية، ليس لأن النظام يمنعها، بل لأن الفصائل العسكرية والقوى السياسية المهيمنة على معظم مناطق المعارضة على قطيعة، بل عداء مع معظم هذه الشخصيات.. ببساطة إنها شخصيات ثورية لا تمثل قوى الثورة.. إلا بالواقع الافتراضي ربما. ولو ألقينا نظرة على خريطة المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، ولو استثنينا مناطق تنظيم «الدولة»، لوجدنا ان المحافظة الوحيدة التي تسيطر عليها القوى المسلحة المعارضة للنظام هي إدلب، وتكاد تكون التكتل الاكبر والبقعة الجغرافية الأبرز خارج سيطرة النظام، وهي تحت سيطرة مطلقة لتحالف النصرة الجديد مع الجناح السلفي لأحرار الشام المسمى «تحرير الشام»، وهذا التكتل العسكري والمؤسسات التابعة له من محاكم وإدارات مدنية غير ممثل في الوفد المفاوض، إضافة لأنه أعلن معارضته الصريحة لهذه المفاوضات ولكل عملية تسوية. والأهم أن هذا التكتل العسكري الذي تهيمن عليه النصرة، على عداء فكري وعسكري دائم مع معظم الفصائل المقربة من الشخصيات والتيار المؤيد للمفاوضات، بل ان طرد هذه الفصائل المقربة من الحكومات العربية والغربية وتركيا من إدلب وريفها كان خطوة سابقة لطرد النظام منها، كما حصل مع فصيل جمال معروف، وحركة حزم، والفرقة 16، وجيش المجاهدين مؤخرا، وكما حصل أيضا في حلب المدينة عندما اعتقلت النصرة قادة هذا الخط من الفصائل كالسلطان مراد وغيرها، وسيطرت على مقراتهم بتهمة التخاذل بمواجهة النظام. وإذا نظرت لأحد ممثلي الفصائل البارزين كممثل «جيش الإسلام» الذي كان ناطقا باسم الوفد المفاوض، فإنه وكل زملائه من ممثلي القوة العسكرية من «الجيش الحر» لا يكادون يمثلون سوى جيوب معزولة تبدو وكأنها جزر صغيرة في ريف دمشق وشمال حمص وبعض قرى درعا، في بحر مناطق المعارضة الممتد من الجولان حتى القلمون، وصولا بريف حلب الجنوبي وإدلب الذي تملك النصرة وحلفائها القرار الامني والسياسي الاول فيه، وإن ظهر تواجد شكلي لقوى مسلحة صغيرة.. عدا طبعا عن مناطق تنظيم الدولة الشاسعة شرق الخط الحيوي بين حلب ودمشق. أما مناطق درع الفرات ورغم انها جزيرة ايضا في بحر المناطق الكردية التي تحيطها شرق وغربا على عرض 600 كلم اي معظم الحدود السورية التركية، إلا انها مقاطعة تركية شبه رسمية، يمكن لتركيا بنفسها ان تفاوض عنها، دون عناء إرسال وفد من الفصائل الموالية لها ضمن الوفد. وإذا كان التمثيل العسكري ضئيلا بهذه الدرجة، فإن التمثيل الاجتماعي والسياسي يكاد يكون معدوما، خصوصا أن شخصيات يسارية وليبرالية وعسكرية انشقت عن النظام لها حضور إعلامي كبير في وفود المعارضة، لا تكاد تجد لها أي حضور شعبي داخل مناطق المعارضة، بينما كانت عمليات التفاوض السابقة المتعلقة بنزاعات الشرق الاوسط في جنيف واخواتها، تجري مع قوى تملك تمثيلا شعبيا وعسكريا وازنا، وعندما قرر الزعيم الفلسطيني ابو عمار اتفاقا للتسوية في اوسلو وجنيف، ورغم القوى المعارضة له، إلا أنه استقبل في غزة واريحا بمئات الالاف من الفلسطينيين المناصرين لحركته سياسيا وعسكريا، ولا اعتقد ان احدا من قادة المعارضة السورية يستطيعون حتى التجول في أي قرية بمناطق المعارضة، خارج كانتونات فصائلهم عدا عن فرضهم لاتفاق تاريخي مع النظام. في المقابل نرى وفدا ثابتا للنظام، يمثل سلطة تملك قرار السلم والحرب في كل المناطق الخاضعة للاسد. المفارقة الاخرى اللافتة، أن عملية التفاوض ووقف اطلاق النار تجري مع ممثلي فصائل تكاد لا تطلق النار تقريبا على النظام منذ عامين، ورغم المناوشات التي تحدث بين الحين والاخر، بين هذه الفصائل الصغيرة والنظام، الا ان معركة حلب أثبتت أن هذه القوى هي في حالة هدنة غير معلنة مع النظام، وسرعان ما خرجت هذه الهدنة للعلن بمجرد هجوم النظام على حلب المدينة واستعادته لها في أيام قليلة، ليتبين أن الجهاديين وحلفاءهم هم فقط من تصدى للنظام، وإن كان بعد فوات الأوان في حلب. وبالنظر لخريطة المعارك الأساسية في العامين الاخيرين تحديدا، سيظهر بشكل جلي أن القوى العسكرية الممثلة في وفود المفاوضات لم تقم بأي عملية عسكرية ذات تأثير ضد النظام، الا بالإعلام الفضائي وشبكات التواصل الافتراضي ربما، بينما تكفلت التنظيمات الجهادية ممثلة بتنظيم «الدولة» و»النصرة» و»الأقصى» و»التركستان»، و»أنصار الدين»، بالاغلبية الساحقة من الفعل المعارض المسلح المؤثر ضد النظام بعمليات كبرى في جنوب حلب وإدلب ودرعا وتدمر وغيرها، وإن لم تكن حصيلتها النهائية فارقة على الصعيد الاستراتيجي. وبانضمام الجناح السلفي لاحرار الشام ممثلا بابو جابر الشيخ لتحالف النصرة مشكلين تحرير الشام، حسمت معظم القوة العسكرية الجهادية الفاعلة لاحرار الشام أمرها بترك الجناح الموالي لتركيا وقطر والخاضع للحاكمية الدولية، وانضمت للنصرة وخندقها، الذي ما زال يحاول البقاء على منهجه الرافض لشروط المنظومة الدولية، بالاستقواء بمن يؤلف قلوبهم من الفصائل التي كان يوما يكفرها كالزنكي.. وهكذا فإن الخريطة تشير لثلاثة تيارات تهيمن على مناطق المعارضة، اثنان منها ينتميان للعائلة الجهادية نفسها، قبل ان تفرقها متلازمة النزاع الدموي نفسها بين اخوة العقيدة والمنهج، التي تتواصل منذ قرون، مخلفة صدوعا اكثر عمقا مما يخلفه اعداؤهم مجتمعين. تكتلان من مناطق المعارضة اذن يهيمن عليهما الجهاديون ممثلون بتنظيم الدولة شرق حلب، وحلف النصرة غرب خط حلب دمشق، وهما يمثلان الغالبية الساحقة من المساحة الجغرافية والقوة العسكرية المناوئة للنظام، ولكنهما غير ممثلين في عملية التفاوض ووفودها، التي يهيمن عليها ممثلو القوى المسلحة المقربة من الحكومات العربية وتركيا والغرب، التي لم تعد تمارس فعليا دورا معارضا للنظام، بل أخذت تنخرط تدريجيا في حروب الآخرين في جبهة مشتركة مع النظام وروسيا، وهي جبهة الحرب على الارهاب، لهذا كله تبدو عملية التفاوض عبثية، بل هي تدور مع طرف معارض لا يملك تأثيرا على المعارضة الفعلية، ولهذا كان من أبرز نتائجها التي تسجل كسابقة أيضا، إنها تعلن عن وقف لإطلاق النار لا يطبق إلا بفضاء الإعلام. وفي كل جولة يواصل اعضاء الوفد التحدث باسم ساحة لا علاقة لهم بها، لهذا هم يعلنون مثلا عشرات المواقف الحاسمة، ثم يخرج بيان المؤتمر بعكسها تماما، كما بالموقف من رحيل الاسد والعملية الانتقالية الخالية من وجود الأسد، وكما حصل عندما قالوا إن مناطق النصرة خاضعة لوقف النار، قبل أن يعلنوا بأنفسهم أنهم تعرضوا لخديعة بنسختين مختلفتين من الاتفاق. هذه المشاهد لا يمكن ان تحدث مع طرف مؤهل سياسيا وتاريخيا لتمثيل ثورة شعب، قدّم كل هذه التضحيات، عدا عن تواضع القدرات المهنية البحتة، وليس أبلغ من نتيجة على تردي رؤية الوفود المفاوضة، من سقوط منطقة في كل جولة، حلب في جولة، ووادي بردى في جولة ثانية، والآن الغوطة تحت القصف اليومي وتهديد باستعادة إدلب تحت قصف دموي لها، هذا كله ويتحدث القوم عما يسمى بوقف لإطلاق النار. أما السابقة الأكثر طرافة، التي استحدثها وفد المعارضة السوري في عالم السياسة، هو انه يجري مفاوضاته مع النظام برعاة سلام هم انفسهم كانوا وما زالوا اطرافا بالحرب وحلفاء للنظام.. ايران وروسيا كاتب فلسطيني من أسرة «القدس العربي» من يمثل وفد المعارضة في جنيف؟ وائل عصام |
موقع «صراحة»: الحقيقة في الظّلام Posted: 24 Feb 2017 02:11 PM PST الجزائر – سلمى قويدر: «ما من صداقة تحتمل مقداراً مبالغاً فيه من الصّراحة»، هكذا قال إيميل سيوران. مجابهة أحد برأي ما، مهما بلغت صحته أو صدقه، قد تودي بالعلاقات الإنسانية. كيف يصبح الأمر يا ترى حين يكون المُصارح مجهولا؟ انتشرت مؤخّرا الكثـير من التّطـبيقات الّتي تقتـرح على المتصفّحيـن تجربة لعبـة الحقيـقة والصّـراحة، لكنّ أبرز مـوقع كـان بـلا منـازع موقـع «صراحـة». لم يكن زين العابدين توفيق، مصمم هذا الموقع يدرك كمَّ الأبواب الموصدة التي شرّعها على دواخل النفوس البشرية الكاتمة لآراء مهولة تجاه الآخر. وكذلك، لحجم المتابعين الشباب من العرب الذين اقتحموا الموقع لكتابة المكنونات السلبية والإيجابية التي احتفظوا بها كثيرا في قرارة أنفسهم، ليصبح هذا الموقع الأشهر والأكثر تصفحا عربيا. مهندس البرمجة السّعودي الشاب، خريج جامعة الملك فهد، قام في شهر نوفمبر/تشرين الأول من سنة 2016، بخطوة جريئة أتاحت للملايين من رواد «فيسبوك» و«تويتر» العرب خاصّة، أن يعبّروا بأريحية عن آرائهم تّجاه أصدقائهم وغير أصدقائهم ممّن يتابعون، مستغلّين خاصّية الرّسائل مجهولة المصدر، ليرسلوا بها كلّ ما يبتغون قوله بصراحة، لكلّ من يمتلك حسابا على هذا الموقع، خاصة من يعلنون من خلاله رغبتهم في تلقّي آراء صريحة وشجاعة من مقرّبيهم ومعارفـهم. في الجزائر، وكبقيّة الدّول العربيّة، عبر موقع «فيسبوك» خاصّة، فتح هذا الموقع شهية عظيمة لدى مرتاديه لولوج عالم «الصّراحة الملثّمة»، انتشرت نوبات الفضول بسرعة رهيبة، الأمر الذي جعل الآلاف يدمنون تصفح الرسـائل في كلّ سـاعة. قد يعود الإقبال المهول من هؤلاء على هذا الموقع، إلى حالات الخوف من المواجهة التي تعتري الشاب الجزائري والعربي عموما، فالاضطهاد المجتمعيّ الذي يعاني منه المرء هنا، يجعله حبيس الصّمت والخوف والخجل من قول الحقيقة، وهذا الموقع منـحه فرصـة حريـة تعبير مكفولة بالسّرية، فانهالت الجمـوع لتكـتب رسـائل الاعتـراف والمصـارحة. فاق عدد المشتركين المليون، ووصل عدد الزّيارات لهذا الموقع إلى 2,7 مليون زيارة حسب إحصائية حديثة، كيف لا وقد منح قدرا كبيرا من الحرية التي افتقروا إليها لمواجهة الآخر بحقيقة ما، أو للتعبير عن المحبّة أو الكراهية اتجاهه. ميزة هذا الموقع هي الجانب الكبير من الصّدمة النّفسية التي قد يتلقاها المرء عبر رسائل مجهولة تحتوي مشاعر متضاربة وغير متوقّعة الوقع بتاتا ممّن حوله، مما يجعل الشّعور بالشك والارتياب، طاغيين على التّفكير، ويصبح الجميع محطّ شكّ، حيث وصل الأمر بالبعض إلى تبادل الاتّهامات مع أصدقائهم، وتفجّرت رسائل الكبت الذي صمت دهرا، وصعدت إلى السّطح كمية مهولة من الأحقاد ومصطلحات البغض غير المبررة، ما جعل البعض يطلـّق ارتيـاد هـذا الموقـع لشـدّة حسـاسـيته وتأثّره. عن هذا الموضوع، قال عمار بن طوبال، وهو باحث في علم الاجتماع الثّقافيّ، حيث صرّح أنّ «فكرة الاعتراف قديمة، وهي ذات – منشأ ديني – وفي أصلها كانت مرتبطة بالتّطهر، ولكنّ الانتقال من مجال الاعتراف بمعناه الدّيني العميق إلى مجال الصّراحة والمصارحة التي توفرها مواقع إلكترونية، يعني الانتقال من حالة صدق إلى حالة تمظهر، خاصة لما يتعلق الأمر بأسماء مستعارة لشخصيات تقدم على «اعترافات محسوبة»، ومصارحات لها غايات وأهداف مرتبطة بأشخاص معينين. وأضاف، يفترض من يقومون بالاعتراف أنهم سيطّلعون عليها، وهذا ما يوجّه العملية لتكون نوعا من التسلية لا غير، بعيدا عن فكرة المصارحة والاعتراف التي تكون لها دوافع نفسية عميقة، وغالبا شعور ما بالذنب في حالة الاعتراف، ونيّة صادقة في إبراء الذّمة من المسارات غير المتوقعة لفعل تكون المصـارحة بشـأنه هـدفها راحـة الضـمير. فيما يخص برنامج صراحة، بين أنّه لا يحمل أيّ شيء من هذا البعد الذي يمنح مصداقية للصراحة لأسباب عدة، أوّلا، كونه متاحا للجميع، وليس هناك أيّ مبرّر لمصارحة من لا نعرفهم. ثانيا: كونه، في حالة تواجد البعض ممن يعرفون بعضهم البعض ضمن مجال المصارحة، تتحول العملية إلى نوع من البوح العاطفي، التي غالبا ما تجابه بإدانة وسخرية من طـرف المجـاهيل الـذي يلجـون الـموقع. ثالثا: معظم المصارحات تُجَابَهُ بإدانة، لأن ثقافتنا لا تتقبل هتك ستر الحياة الخاصة، ويتم رفض إزاحة الهالة عن الحياة الخاصة بطريقة سلبية حيث يقوم الكثير من المشاركين بتسطيح المصارحة للتحول تدريجيا إلى سخرية في غالب الأحيان.» موقع «صراحة»: الحقيقة في الظّلام |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق