Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الاثنين، 27 مارس 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


مهمّة الأردن الصعبة

Posted: 27 Mar 2017 02:34 PM PDT

اشتغلت الحكومة الأردنية وطواقم دبلوماسيتها بنشاط كبير لترتيب أجواء مناسبة لعقد القمة العربية رقم 28 التي تبدأ غدا في العاصمة عمّان وهذا ما اضطرّها لتدوير الزوايا الحادّة في أكثر من موضوع بحيث تتمكن من جمع الدول التي تعتبر أقطاب المنظومة العربية (أو ما بقي منها) تحت سقف واحد من دون حصول اشتباكات عنيفة (كما هو حاصل على امتداد الجغرافيا العربية).
وكما هي العادة فقد كلّف القادة والزعماء العرب وزراء خارجيتهم بتحضير المسودّة الختامية التي سيدبجون عليها تواقيعهم وحسب مصادر مراسلي «القدس العربي» الحاضرين للقمة فإن اجتماعهم التحضيري تمخّض عن بيان ختامي سيتضمن 17 بنداً تتطرّق لأبرز القضايا العربية، وخصوصا القضية الفلسطينية والحرب على الإرهاب والملف السوري.
وفي هذه القضايا المتأججة الكبرى خاضت بعض الأطراف المعنيّة جولات حامية من محاولات جذب القمّة إلى اتجاهات حادّة، وكان لأمين عام الجامعة العربية ووزير خارجية مصر السابق أحمد أبو الغيط، ولسلفه عمرو موسى محاولات قويّة في هذا الإطار عبر فرض أجندة محور مصر ـ الإمارات.
تمثل ذلك على جبهات الصراع الثلاث الدائرة، وأولها جبهة إعادة تأهيل النظام السوري (والأولى القول، مكافأته على عدوانه المستمر على شعبه للسنوات الست الماضية، وتفريطه بسيادتها لإيران وروسيا)، ثم جبهة «الانفتاح على إيران» والحوار معها، وأخيراً إجراء تعديلات على المبادرة العربية لحل النزاع العربي الإسرائيلي تمهد للتحالف مع إسرائيل على حساب الفلسطينيين.
الخلفيات لهذه الاتجاهات مترابطة رغم تعدد جبهاتها ويقع في صلبها موضوع إعلاء القاهرة وأبو ظبي لقضية محاربة «الإسلام السياسي» باعتبارها المسألة الاستراتيجية التي لا تعلو عليها قضية أخرى، وفي سبيل ذلك يمكن النظر «بعين العطف» إلى مطالب القيادة الإسرائيلية الحالية بتأجيل التفاوض على القضايا الفلسطينية الكبرى إلى ما بعد التطبيع مع الأنظمة العربية (ولكن الطريف في الموضوع أن أبو الغيط أشاع أن الفلسطينيين هم من سيقدمون مبادرة لإقامة دولة فلسطينية مقابل التطبيع العربي مع إسرائيل)، كما يتمّ القفز على التهشّم الوجودي الذي تعرّض له الشعبان السوري والعراقيّ بفعل النظامين الحاكمين مضافاً إليهما التدخّلات العسكرية الأمريكية والروسية والإيرانية ومشاريع التقسيم والتفتيت القائمة على قدم وساق.
تتقاطع أجندات هذا المحور الصلب في بعض تفاصيلها مع أجندات محاور عربية أخرى، وعلى رأسها محور المملكة العربية السعودية التي تتعرّض لأخطار سياسية كبيرة في الداخل كما هو الأمر مع التنظيمات السلفية المسلّحة والتنظيمات الموالية لإيران، واقتصادية، بسبب الهبوط الشديد في عائداتها بسبب انخفاض أسعار النفط، كما تتعرّض لأخطار كبيرة خارجية يمثّلها النفوذ الإيراني في اليمن والعراق وسوريا ولبنان، وهو ما يجعلها مضطرة لمجاملة المحور المصري ـ الإماراتي على أكثر من صعيد، من دون أن تستطيع التخلّي عن أحلافها الطبيعية مع البحرين والأردن (الواقع بين المحورين) والسلطة الفلسطينية والمغرب، وإلى حد كبير، قطر.
غير أن المحور السعودي، من جهة أخرى، يجد نفسه على خلاف واضح مع توجّه مصر المتمادي في تبنّي خيارات روسيا وإيران السورية، وهو أمر تسانده الجزائر معتمدة (كما يفعل غيرها طبعاً) فقه الكيد السياسي مع جارتها المغرب، وهو ما يجعل هذه المحاور السياسية العربية جميعها متداخلة الأجندات بل وتعمل ضمن تحالفات عسكرية، رغم أنها تخوض، في ساحات أخرى، حروباً مرعبة ضد بعضها البعض!
مهمّة الأردن صعبة جدّاً لأن البلد، جزء من هذه المحاور والتحالفات، وهو على التحام سياسي وجغرافي بالقضيتين السورية والفلسطينية، كما أنه انكوى، مثل غيره، بنيران التطرّف السلفيّ السنّي، والتمدّد الشيعي الإيراني.
… فعلى أي جانبيك تميل؟

مهمّة الأردن الصعبة

رأي القدس

عمر البرغوثي و«اصطياد الأشباح»!

Posted: 27 Mar 2017 02:33 PM PDT

في الفيلم المدهش للمخرج الفلسطيني رائد أنضوني «اصطياد الأشباح»، الذي يعيد فيه بناء سجن «المسكوبية»، مع سجناء سابقين، تتوالى المشاهد التي تروي التعذيب والقمع وامتهان الكرامة الانسانية، كي تبني مداخل متعددة للاحتفاء بالحياة. وبهذا المعنى تتحول التجربة الفلسطينية إلى مدخل لقراءة التجربة الانسانية. فهذا السجن قد يكون في صيدنايا في سوريا، كما قد يكون في مغرب سنوات الرصاص، أو في نقرة السلمان في العراق… انه ليس فيلما عن الضحايا الذين يعيشون صمت الألم، انه فيلم عن الناجين، الذين تعلموا فن البقاء وسط الخراب والموت.
يستحق هذا الفيلم أن يُشاهَد أكثر من مرة، كي نتعلم منه فن البقاء، وحيل اجتراح معجزة النجاة في قلب الخطر، حيث يواجه الناجون اصرار المحتل والمستبد على تحويلهم إلى ضحايا لا تمتلك القدرة على التعبير.
عنوان الفيلم حمّال أوجه، من هو الصيّاد هنا؟ هل هو الإسرائيلي الذي يصطاد ضحاياه كي يحولهم إلى اشباح، أم هي الاشباح التي تصطاد لحظات الحياة من لجة الموت، فتحوّل الجلاد إلى شبح بلا ملامح، يجري تغييبه خلف السخرية منه ومن قوته، لأن المساجين يمتلكون قوة الحق التي تتفوق أخلاقياً على كل قوة أخرى.
غير أن لكلمة أشباح دلالةً أخرى لأنها تحيل إلى فعلي الشَبْح والتشبيح، وإذا كان فعل التشبيح اكتسب شهرته في سوريا، من خلال قيام «شبّيحة» النظام بالقتل والنهب والتعفيش، فإن تقنية الشّبْح، كأداة تعذيب في السجون هي تقنية مشتركة تمارسها إسرائيل والأنظمة الاستبدادية العربية. فالشَبْح الذي يرد على ألسنة السجناء في هذا الفيلم هو أداة تعذيب تستخدم بشكل شبه دائم في السجون الإسرائيلية، إلى جانب تقنيات أخرى متعددة.
وفي الشَبْح يجري ربط المعتقل من يديه إلى ظهره وهو جالس على كرسي، ثم يقوم الجلّاد بسحب الكرسي من تحته فيسقط السجين على عموده الفقري المتقوّس، ما يسبب آلاماً حادة، وأعطاباً دائمة.
هكذا يقوم السجّان- الشَبَح بشَبْح المعتقلين، بهدف تحويلهم إلى أشباح غارقة في الألم، تستسلم أمام الضغط الجسدي والنفسي. السجّان- الشبح يعود، أو هكذا يعتقد، إلى حياته الطبيعية العادية لحظة خروجه من عمله في السجن، أما السجين فعليه أن يتحول إلى شبح مسلوب الإرادة بشكل دائم.
يأخذنا فيلم أنضوني في رحلة مقاومة الشَبْح والتشبيح عبر التمسك بالحياة. فالسجناء يقاومون بالرسم والشعر والحب والسخرية. هناك مرارات لا تحصى بالطبع، كما أن هناك توترات دائمة بين الممثلين-الشهود الذين يروون تجاربهم القاسية، (سوف تقود هذه التوترات إلى اتهام المخرج بالتسلط، وتنتهي عبر اخضاعه للتعذيب كغيره من السجناء)، هذه المرارات والتوترات تجد معناها في رفض السجناء الركون إلى فكرة الضحية، عبر إصرارهم على التمسك بحقهم في ان تكون الحياة حقاً لهم.
كنت أتأمل في حكاية هذا الفيلم وأنا أتابع وقائع الحملة التي تشنها السلطات الإسرائيلية ضد حركة المقاطعة ( B.D.S.) ممثلة بأحد مؤسسيها وقادتها عمر البرغوثي. فلقد نجح هذا المناضل الفلسطيني مع رفيقاته ورفاقه في ابداع شكل نضالي جديد لمقاومة الاحتلال في مرحلة التراجع السياسي الذي تمرّ به القضية الفلسطينية.
فجأة تحولت حركة المقاطعة إلى كرة ثلج كبرى تمتلك نفوذاً وتأثيراً كبيرين في العالم بأسره وخصوصاً في الغرب. هذه الحركة الفلسطينية التي استلهمت التجربة النضالية في جنوب افريقيا، تتعامل معها سلطات الاحتلال الإسرائيلية بصفتها عدواً خطيراً يجب القضاء عليه.
بدأت الحرب ضد حركة المقاطعة عبر تخصيص أموال لتمويل سياسة اعلامية- اعلانية تهدف إلى تبييض صورة إسرائيل، ثم انتقلت إلى الحيز القانوني عبر سن قانون في الكنيست ضد المقاطعة، وعبر اعتبار الحركة خطراً استراتيجياً على إسرائيل، وصولاً إلى اعلان وزير المخابرات الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن نية إسرائيل القيام بتصفية قادة حركة المقاطعة، وإلى قيام المخابرات الإسرائيلية بإعداد قائمة بأسماء الناشطين الإسرائيليين في صفوف المقاطعة، ووصل الأمر إلى ذروته عبر سن قانون يمنع نشطاء حركة المقاطعة العالميين من دخول إسرائيل.
يخضع عمر البرغوثي، الذي يحمل إقامة دائمة في إسرائيل، لتحقيق دائم يشبه الاعتقال بتهمة عدم التصريح عن أموال في رام الله والولايات المتحدة، وهي حجة من أجل منع البرغوثي من السفر إلى الولايات المتحدة لنيل جائزة حقوق الانسان، كما أنها أداة لترهيب مناضلي حركة المقاطعة.
من الواضح أن الهدف الإسرائيلي منذ بداية النكبة سنة 1948، هو الغاء الوجود الفلسطيني، عبر شَبْح الفلسطينيات والفلسطينيين، بهدف محو وجودهم وجعلهم مجرد أشباح. التكتيكات اختلفت من غولدا مائير التي أعلنت أن لا وجود لشيء اسمه الشعب الفلسطيني، إلى التيار اليميني الذي يبحث عن مبررات دينية تسمح له بدفن فلسطين في دماء ابنائها. وحين يعلو صوت المقاومة سواء أكانت شعبية سلمية أو مسلحة، وسواء أكانت في اراضي ال48 او في الضفة والقدس وغزة، فان الرد الإسرائيلي الوحيد هو العنف الذي يبحث عن مبررات أخلاقية لم تعد تنطلي على أحد، لذا يجد نفسه جزءاً من الموجة العنصرية الفاشية التي تجتاح الغرب، مع وصول ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة.
اليمين الإسرائيلي يمزق كل أقنعة الدولة العبرية التي صارت اليوم، بشكل معلن وواضح، دولة فصل عنصري.
الحملة ضد عمر البرغوثي ليست مستغربة، فإسرائيل التي نجح الفلسطينيون في كشف عنصريتها وزيفها الأخلاقي، لأنهم نجحوا في صراع البقاء، واستعادوا أصواتهم بصفتهم ناجين وليس ضحايا فقط، تتمرغ في القمع والجريمة، وتتبنى خطاب القوة العارية، ولغة عنصرية مكشوفة.
في هذه المعركة الأخلاقية الكبرى التي تترافق مع نضال يومي لا يتوقف، لعب عمر البرغوثي ورفيقاته ورفاقه في حركة المقاطعة دوراً مركزياً، يتسع باستمرار، ويشكل اليوم تحدياً لا تستطيع إسرائيل مواجهته بغير القمع.
هذه المعركة ليست معركة عمر البرغوثي ورفاقه وحدهم، إنها معركتنا جميعاً، إنها معركة الانتصار على الشّبْح والقمع وإخراس الضمائر.
تحية إلى عمر البرغوثي.

عمر البرغوثي و«اصطياد الأشباح»!

الياس خوري

رومانسية شركات الطيران مع قرارات ترامب… وفزعة جزائرية بمواجهة فيلم عن جميلة بوحيرد

Posted: 27 Mar 2017 02:33 PM PDT

لم أستطع تصديق الممثل السوري باسل خياط وهو يتحدث عن صدمته بعد ما أسمتها مذيعة قناة «الحياة» راغدة شلهوب في برنامجها «فحص شامل» «الأزمة»، وهي تقصد ما حدث في سوريا.
خياط قال إنه في السنة ونصف الأولى كان مغيباً، يمشي في الشوارع لا يعرف أين يمشي، أو أنه كان معتكفاً في غرفته، ينظر في المرآة لا يتعرّف فيها إلى نفسه، بل حدث أنه قد وجد نفسه، أو وعى على نفسه كما قال فوجدها تحت سيارة يعاين قطعها، في إطار مشروع للتجارة بقطع السيارة المستعملة.
هذا ما يحدث إذاً، يتأثر المرء بسبب الأوضاع المأساوية في بلده فيفكر بتجارة قطع تبديل السيارات. يسقط صاروخ سكود فوق أحد الأحياء المأهولة بالبشر يذهب ضحيته عشرات الضحايا فيركض الممثل إلى يوتيوب كي يتعلم الحلاقة الرجالية، حيث المقص يمكن أن يكون أماناً أو رأس مال، حسب تعبير خياط.
نقدّر لباسل خياط أنه لم يكن أحد شبيحة النظام في بلده، بل ربما كان خروجه من البلاد واعتزاله التمثيل نوعاً من الاحتجاج الخافت، ولكن هذا لا يلغي أن التعبير عن صدمته في برنامج شلهوب جاء مزيفاً بعض الشيء. ما أردأ هذا التأثّر!

ضجة في الجزائر

خبر الفيلم عن المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد متوفر منذ بعض الوقت، حيث أعلنت المخرجة الفرنسية المغربية هدى بن يمينة عزمها تناول قصة حب بين مناضلة جزائرية وصحافي أميركي، وأنها استلهمت أحداثه من قصة جميلة بوحيرد والمناضلة زهرة ظريف والمحامي جاك فارغاس، لكن لم تثر ثائرة الجزائر إلا بعد أن نقلت صحيفة جزائرية نبأ رفض المناضلة التسعينية بوحيرد فيلماً عنها.
ردة الفعل الجزائرية أشبه بالفزعة. إنه هجوم وحسب، لأن أحداً ما قال إن على الجزائر برمتها أن تقف سداً منيعاً في مواجهة الفيلم.
لم نعرف بعد ما طبيعة التناول، هل هو اقتباس، أو مجرد استلهام للقصة من دون الإشارة إلى أسماء، أم أنها السيرة بحرفيتها..
هذا الضجيج لا يفيد أحداً، قليلاً من التروي، والاستقصاء أفضل من أجل فيلم يليق بالمناضلة العظيمة، وبنضالات الجزائر، يليق بالسينما قبل كل شيء.

رومانسيات

في رد ساخر على الإجراءات الأمريكية والبريطانية الأخيرة التي تقضي بعدم اصطحاب الكمبيوترات الشخصية في مقصورات ركاب الطائرات، نشرت شركات طيران «الاتحاد» و«طيران الإمارات» مقاطع إعلانية تحت عنوان «اجعلوا الطيران عظيماً مجدداً»، في محاكاة ساخرة لشعار ترامب الانتخابي «اجعلوا أمريكا عظيمة مجدداً».
صوّرت الفيديوهات أطفالاً مع ألعابهن التقليدية من الدمى، مؤكدة أن جليسة الأطفال ستساعد بالألعاب والأنشطة في تسلية الأطفال.
أما «الخطوط الجوية الأردنية»، وحسب فيديو لـ «سي ان ان» العربية، فقدمت عدداً أكبر من النصائح (الساخرة) للركاب، من قبيل: «اقرأ كتاباً. استمتع بوجبة خفيفة. تعرّف على الشخص المجاور لك. تأمل. اقضِ ساعة تحدد فيها ما تريد مشاهدته. تعجّب من معجزة الطيران. ابدأ حواراً بدائياً من عصر ما قبل الانترنت. استعد منطقة الذراع. تظاهر بأن طاولة المقعد هي لوحة مفاتيح كمبويتر. تسوّق عبر السوق الحرة المتوفرة على متن الطائرة. افحص معنى الحياة. فكر في أسباب عدم وجود كمبويتر المحمول أو اللوحي معك».
وجدتني سعيداً حقاً بأن تذهب الإمارات والأردن إلى مواجهة الأمر على هذا النحو الساخر. فكرت طويلاً بعبارة «استعد منطقة الذراع». شعرت بأنها من صنع الروائي الفرنسي التشيكي ميلان كونديرا متأملاً الأزمنة القديمة، البطيئة، حيث الرجل وامرأته في العربة القديمة لديهما الوقت كله للغزل والحكايات والملاطفات، وربما أكثر. بالمقارنة مع وضعهما في هذه الأيام في السيارة، حيث بدلاً من كل تلك الملاطفات ينشغل الزوج بأن يشق طريقاً لسيارته في الزحام، مع أكبر قدر من الشتائم، فيما الزوجة تقوم هي الأخرى بقيادة ذهنية. تحذّر، وتشتم، وتهدّد.
هكذا أيضاً يمكن التأمل في «منطقة الذراع»، تلك المساحة الصغيرة بين مقعدين على طائرة وكم شهدت قصص حب ومغازلات وملامسات وربما زيجات.
إذاً، على نحو غير متوقع، تتحول اقتراحات شركات الطيران الساخرة إلى مشاريع رومانسية تستعيد الأزمنة القديمة والجميلة للطيران. ترامب ليس سيئاً تماماً حين يعيدنا أعمق فأعمق إلى الأزمنة الأولى.

فتاة لندن المحجبة

شغلت صورة الفتاة المحجبة العابرة قرب ضحايا اعتداء لندن الأخير الإعلام التقليدي كما الميديا الاجتماعية. أراد أصحاب الإسلاموفوبيا تفسير ذلك العبور على أنه عدم اكتراث، فكثيرون كانوا حول الضحايا، خائفين، مذعورين، يحاولون المساعدة، إلا تلك البنت التي لم تسترعِ الضحية أدنى التفاتة منها.
إنه مثال آخر على سهولة التلفيق، لا يمكن أن يكون ذلك إلا نوعاً من التزوير، حيث اقتناص مشهد تفصيلي من الصورة، أو ترويجه تحت عناوين مزورة ما أسهل أن تنطلي على الناس.
الفتاة تحدثت تالياً إلى الإعلام، ويبدو أنها شعرت بدورها بالذعر وهي ترى صورتها تتصدر الصفحات والشاشات. قالت البنت، حسب ما نقلت صحف «لقد دمرت مرتين، الأولى بعد مشاهدتي الهجوم الإرهابي، والثانية بعدما شاهدتُ كيف تم تداول صورتي عبر وسائل التواصل الاجتماعي من جانب أشخاص أصدروا الأحكام من خلال لباسي واستخلصوا الاستنتاجات المبنية على الكراهية».
فوق ذلك أكدت الفتاة المحجبة أنها في تلك اللحظة كانت تبحث عن طريقة لمساعدة الضحايا.
الغريب أن الانطباع واضح على وجه الفتاة العابرة قرب الضحية، إنه انطباع متأثر من دون شك، لكن المزورين لا يكترثون للانطباع على الوجه، إنهم ينظرون إلى الخطى العابرة، التي لا تعني بالنسبة لهم سوى عدم الاكتراث.
هذا التلفيق ليس أقل من عمل وحشي، إنه اعتداء آخر، لا يقل فظاعة وانتهاكاً.

كاتب من أسرة «القدس العربي»

رومانسية شركات الطيران مع قرارات ترامب… وفزعة جزائرية بمواجهة فيلم عن جميلة بوحيرد

راشد عيسى

كيف أدخل الغرب الفكرة الديمقراطية في أزمة خانقة؟

Posted: 27 Mar 2017 02:33 PM PDT

هل ثمة وزن حقيقي في المنظومة المعاصرة للعلاقات الدولية لالتزام الأمم والشعوب في إدارة شئونها الداخلية بالقيم الديمقراطية المتمثلة في سيادة القانون، في تداول السلطة عبر الاختيار الحر للمواطن وعبر مشاركته الطوعية في الحياة السياسية كنشاط سلمي وتعددي وحر؟
هل ثمة وزن حقيقي في المنظومة المعاصرة للعلاقات الدولية لالتزام الأمم والشعوب فيما بينها بالقيم الديمقراطية «العالمية» المتمثلة في تجنب الحروب والصراعات المسلحة والمواجهات العسكرية، في رفض توريط البشرية المعاصرة في معاناة مستمرة من جراء المذابح وجرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية وسقوط الأبرياء ضحايا للحروب الأهلية ـ المدفوعة بصراعات الموارد كما بصراعات العرق والدين والمذهب ـ وضحايا لجنون الإرهاب ولانتهاكات حقوق الإنسان؟
هل ثمة وزن حقيقي في المنظومة المعاصرة للعلاقات الدولية لالتزام الأمم والشعوب بالقيم الديمقراطية بعيدا عن احتفاليات توقيع المواثيق والعهود العالمية لحقوق الإنسان وللحريات وجلسات التصديق عليها في البرلمانات المنتخبة ومسخها من البرلمانات المعينة، بعيدا عن بعض نقاشات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس أمنها وأنشطة المجلس الأممي لحقوق الإنسان وبعض الوكالات الأممية المتخصصة، بعيدا عن نمطية إعلان حكومات الغرب الأمريكي والأوروبي عن برامج «لدعم الديمقراطية» ولتنشيط «جهود التنمية المستدامة» وعن مخصصات مالية لهذه البرامج، بعيدا عن امتناع الولايات المتحدة الأمريكية والأوروبيين التدخل الإنساني والدبلوماسي والعسكري الفعال عندما تنشب الحروب الأهلية والصراعات المسلحة في بلدان لا أهمية استراتيجية كبرى لها ولا مصالح حيوية للغرب فيها بل وتجاهلها لمذابح وجرائم إبادة في مقابل «الاندفاعات المتكررة» للتدخل العسكري في المناطق والبلدان ذات الأهمية الاستراتيجية وبمعزل عن مظلة الشرعية الأممية وباستدعاء فاسد للدفاع عن الحقوق والحريات وبادعاء زائف بالانتصار للقيم الديمقراطية (كما حدث في الغزو الأمريكي-البريطاني للعراق 2003)؟
البحث عن إجابات موضوعية على مجموعات التساؤلات هذه حتما يدفع إلى إدراك أن الفكرة الديمقراطية تمر لجهة قيمها الكبرى بأزمة عاصفة، وإلى التثبت من عودة أفكار أخرى لمنازعتها المصداقية في أطر إقليمية ودولية متنوعة، وإلى الاعتراف بأن خطاب «الانتصار النهائي» للديمقراطية لم يعد له ذات التوهج المعرفي والمجتمعي والسياسي الذي كان له في خواتيم القرن العشرين بعد سقوط الاتحاد السوفييتي السابق وانهيار الكتلة الشيوعية بحكومات الأحزاب الواحدة.
فالولايات المتحدة والبلدان الأوروبية، وهي كانت تأتي تقليديا في طليعة المجتمعات والدول التي يشار إليها إيجابيا فيما خص الالتزام بقيم سيادة القانون وتداول السلطة وصون الحقوق والحريات في إدارة الشؤون الداخلية، تواجه اليوم عصفا منظما بالفكرة الديمقراطية وقيمها. من جهة، تتواصل انتكاسات سيادة القانون بسبب نزوع الحكومات المنتخبة في الغرب الأمريكي والأوروبي للتغول أمنيا واستخباراتيا على المواطن وإخضاعه جهرا أو سرا لصنوف مختلفة من المراقبة الدائمة، وتمرير القوانين الاستثنائية لإضفاء شرعية إجرائية على تشويه هوية «المواطن الحر» باختزال وجوده الفردي والخاص وكذلك وجوده في سياقات جماعية وعامة إلى «مكمن خطر» أو «مصدر تهديد» محتمل ينبغي بالضرورة إخضاعه للمراقبة وبالتبعية ضبطه والسيطرة عليه.
من جهة ثانية، تفرغ هيمنة النخب الحزبية والسياسية والإدارية (والأخيرة تتكون داخل المؤسسات والأجهزة الرسمية وفي أروقة الخدمة العامة وبيروقراطية الدولة) ومعها المصالح الاقتصادية والمالية وجماعات ضغطها على المؤسسات التشريعية والتنفيذية المنتخبة هذه من الجوهر الديمقراطي بقصرها ممارسة المواطن لحق الاختيار الحر لممثليه (نوابه) التشريعيين والتنفيذيين على مجموعات محدودة العدد من السياسيين والنافذين. كذلك يمتهن الجوهر الديمقراطي باستبعاد قطاعات شعبية واسعة، بعضها مؤطر داخل النقابات العمالية والمهنية والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، من عمليات صناعة القرار العام والسياسات العامة ومن ثم الإلغاء شبه الكامل لإمكانياتهم الفعلية لجهة التأثير في تحديد صالح المواطن والمجتمع والدولة الذي يترك لهيمنة النخب والمصالح الكبرى. وبالمثل تمتهن الديمقراطية بغابات من الأسوار والحواجز المشيدة تارة بأدوات قانونية وسياسية وتارة أخرى بأدوات بيروقراطية وإجرائية للفصل بين المؤسسات التشريعية والتنفيذية المنتخبة وبين المواطنات والمواطنين الذين تتراجع بفداحة قدرتهم على الإدراك الواعي «لما يحدث» في أروقة البرلمانات والحكومات، وتنقل لهم باستمرار انطباعات زائفة بشأن «تعقد حقائق وتشابك تفاصيل» دولاب العمل التشريعي والتنفيذي و»استعصائها» على فهم «العوام»، وتطلب منهم بالتبعية الاكتفاء بالمشاركة في مواسم الانتخابات المتتالية والتعبير عن رضاهم أو رفضهم للقرارات والسياسات العامة (إن نجحوا في إدراك حقائقها وفهم تفاصيلها) من خلال بطاقات التصويت. ثم تؤدي هيمنة النخب والمصالح الكبرى على المؤسسات التشريعية والتنفيذية المنتخبة، والاستعلاء الصارخ في التعاطي مع المواطن ودوره في صناعة القرارات والسياسات العامة إلى عزوف المواطن عن المشاركة في الانتخابات وهجره لمراكز الاقتراع وبطاقات التصويت أو تودي به إلى مهالك التصويت للشعبوية المتجسدة اليوم في الأفراد والحركات والأحزاب أصحاب الأجندات العنصرية والحمائية، وكأن المواطن بذلك وباختياره الحر يلغي حلقة الوصل الأخيرة بينه وبين الديمقراطية النيابية (أو التمثيلية) بعد أن استبعدته وهمشته بقسوة النخب والمصالح الكبرى.
من جهة ثالثة، نحن في الغرب بمعية الفجوات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية بين الأغنياء وميسوري الحال والطبقات الوسطى وبين الفقراء ومحدودي الدخل والضعفاء من المهاجرين غير الشرعيين والتي يتزايد اتساعها بسبب انقلاب العدد الأكبر من الحكومات الغربية على سياسات الرفاه وتخليها عن الكثير من مكونات وإجراءات العدالة الاجتماعية في سياق الصعود السريع للبرامج النيوليبرالية – الطبعة المتوحشة من الرأسمالية الغربية. تبلور هذه الفجوات حقائق مؤلمة في الغرب الأمريكي والأوروبي، منها التمييز ضد قطاعات شعبية واسعة ومنها تهميش بيئات سكانية كبيرة على نحو يسقط مبادئ تكافؤ الفرص والتوازن المجتمعي الضامن للكرامة الإنسانية وللعدالة الاجتماعية (في حدودها الدنيا على الأقل) في هوة سحيقة ويفقد تأسيسا على ذلك القيم الوطنية للفكرة الديمقراطية الكثير من مصداقيتها الأخلاقية والإنسانية (وعد العدل والحق والحرية والمساواة) وفعاليتها المجتمعية والسياسية (وعد الرخاء والترقي الاجتماعي والمبادرة الفردية). بل ويحيي بعد موات الحضور المجتمعي والسياسي لمنظومتين من الأفكار غير الديمقراطية، اليمين الشعبوي-العنصري ويسار الدولة الأبوية-المهيمنة على المواطن والمجتمع، بقسوة صادمة.
من جهة رابعة، تحكم النخب الحزبية والسياسية والإدارية ومعها المصالح الاقتصادية والمالية، وعلى الرغم من توفر ضمانات قانونية وإجرائية لصون حرية التعبير عن الرأي ولابتعاد المؤسسات التشريعية والتنفيذية المنتخبة عن العبث بها ولمنع السطوة الاحتكارية، فرض قبضتها على المجال العام عبر حقائق الثروة والنفوذ والملكية الخاصة لوسائل الإعلام ودور النشر وغيرها، وتوظف مساحاته لتدوير قناعاتها ورؤاها وأنساقها مدعية احتكار الحق الحصري للحديث باسم الأخلاق والإنسانية وقيم الديمقراطية التي يروج للتحايل على أزمتها العاصفة. كذلك تتورط نفس النخب في التشكيك دون نقاش موضوعي وباستعلاء صارخ في أسباب جاذبية منظومات الأفكار البديلة إن تلك التي تعترف من داخل الانتماء للفكرة الديمقراطية بأزمتها وتبحث لها عن مخارج أو الأخرى التي تسعى لتجاوز القيم الديمقراطية بشعبوية سلطوية من اليمين أو أبوية سلطوية أيضا من اليسار. واستبعاد مثل هذه المنظومات البديلة دون نقاش لن يرتب سوى تعميق أزمة الديمقراطية.
أخيرا، وفيما خص التزام الغرب الأمريكي والأوروبي بالقيم الديمقراطية عالميا فمعاول تآكل المصداقية الأخلاقية والإنسانية فاعلة بقوة، ولها ولانصراف الأمم والشعوب عن ادعاء الحكومات الأمريكية والأوروبية الاهتمام بدعم الديمقراطية خارج حدودها والانتصار للحقوق وللحريات وللمساواة ولتقرير المصير أسباب جلية. ولنا في الضغوط الغربية التي استهدفت سحب تقرير منظمة «الاسكوا» التابعة للأمم المتحدة عن نظام الفصل العنصري الذي أسست له الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة إزاء الفلسطينيين وفي تماهي رأس المنظمة الدولية مع تلك الضعوط مثال صارخ.

٭ كاتب من مصر

كيف أدخل الغرب الفكرة الديمقراطية في أزمة خانقة؟

عمرو حمزاوي

في مُعلقات الشعر الحديث: بحر محمود درويش

Posted: 27 Mar 2017 02:32 PM PDT

«معلقات الشعر الحديث» أو «المعلقات الحديثة»هو عنوان كتاب لي لا يزال قيد الإعداد، أحاول أن أستصفي فيه القصائد المؤثرة في الشعر العربي منذ خمسينيات القرن الماضي، أي القصائد «الحية» أو «القوية» بعبارة أدق، وأن أقف على أوزانها وإيقاعاتها، وسائر مكونات شعريتها. ودون خوض في المصطلح، وفي «تعليق القصائد» على الحرم الأكبر في مكة؛ أشير إلى أن الأخبار التي استفاضت في أمر هذا التعليق» في «العقد الفريد» و»العمدة» و»المقدمة» ضعيفة، وليست ثبتا من الأثبات؛ فلم يذكرها أي من الكتاب الأقدمين مثل الأزرقي وابن هشام والكلبي وابنه، على عنايتهم البالغة بتاريخ مكة وبشتى التفاصيل والشوارد المتعلقة بالكعبة، بل لا أثر لها في الشعر الجاهلي، وفي القرآن وفي كتب السيرة، ولعل «التعليق» لا يعدو أكثر من حكم نقدي أو حكم قيمة، يتعلق بالقصيدة «النفيسة» أو شعر الفحول، شأنه شأن مصطلح «النص». ومن هذه «المعلقات» «أنشودة المطر» لبدر شاكر السياب، وقد أدارها على الرجز، وهي ليست أرجوزة؛ وإنما هي قصيدة، أي أن السياب استطاع حقا أن يُطيحَ بالقسمة القديمة بين «القصيدة» و«الأرجوزة»، بل جعل هذا البحر «الرجز» ولعله الأصل في إيقاع الشعر الأقدم، الأصلَ في الشعر الحر «شعر التفعيلة». ومنها أيضا «جدارية» محمود درويش، وبحرها أو إيقاعها الوزني هو «الكامل» (متفاعلن) الذي جعله محمود على نحو ما جعله أبو تمام «ميدانا لتعمقه وتأمله حتى صار عنده أشد ملاءمة لذلك من سواه من البحور»، ولكنه في هذه «المعلقة» زاوج، وإنْ في مقاطع قليلة بينه وبين «فاعلن» و»فعولن»؛ لأسباب أسوقها في غير هذا المقال.
أما الافتراض الذي نفترضه على بحور الشعر، ونباشر في ضوئه هذه «المعلقات» فأساسه أن البحور استعارية وكنائية؛ ما أخذنا الخطاب بكل مكوناته الإيقاعية والصرفية والنحوية، وما يتفاعل فيها من علائق المشابهة والمجاورة. فقد يتسنى لنا، في سياق قراءة كهذه، أن ننفذ إلى أهم سمات إنشائية الخطاب، وما يتعلق منها بملكة الانتقاء والاستبدال، أو بملكة التركيب والنسيج.
من ذلك أن اضطراب ملكة الانتقاء عند الشاعر ـ أي شاعر ـ يمكن أن ينجم عنه عطب أو فساد في مستوى اللغة الواصفة. أما إذا أصاب الاضطراب ملكة التركيب. فإن قدرة المحافظة على تسلسل الوحدات اللغوية وما يفترض فيها من تأليف أجزائها واتصال بعضها ببعض، هي التي تضعف؛ وقد تنضب جزئيا أو كليا. فلا غرابة أن تنتقض علاقة المماثلة في النمط الأول، فتستحيل الاستعارة، وأن تنتقض علاقة المجاورة في النمط الثاني، فتستحيل الكناية.
صحيح أن هذا إنما جاء في سياق كلام المعاصرين على الحبسة حيث يمكن أن يتدانى أحد الإجراءين الاستعاري والكنائي ويتقلص، وقد يتعطل كليا، وينحي المتكلم «المحبوس» إلى جهة دون أخرى.
أما في منتحى القول العادي أو المألوف، فإن هذين الإجراءين كثيرا ما يتلازمان أو يتحاذيان. وقد يطاول أحدهما الآخر ويجاذبه مكانته، بسبب من تأثير الأنماط الثقافية أو الشخصية. وما بين شد هذا وجذب ذاك، يتكشف الأسلوب المميز والاختيارات اللغوية في فن مثل فن القول، خاصة حيث التفاعل بين هذين العنصرين يَسِمُ كل مستويات النص الصرفية والمعجمية والنحوية والتركيبية، بل العروضية والإيقاعية أيضا التي تتفاعل فيها علاقتا المشابهة والمجاورة. وقد تظهر إحداهما في مستوى بينما تخفى الأخرى. وكل هذا يوفر مادة غنية لدراسة الوزن والإيقاع، ويفتح للبحث آفاقا «جديدة» لم نجد ــ دون ادعاء ــ من عني بها أو التفت إليها.
فهذان العنصران (الوزن والإيقاع) محكومان في «المعلقات» الحديثة، بعلاقتي المشابهة والمجاورة. وإليهما يمكن أن ترجع قوانين مثل التوازن والتساوي والتلازم والتكرار التي تعمل في الخطاب تمكنا ومزامنة. والخطاب إيقاع، والإيقاع خطاب؛ وإذا كان ذلك كذلك، فمن الصعوبة بمكان ألا نقر بـ»كنائيته « أو بـ»استعاريته». على أن إثبات فرضية كهذه، يقتضي فضل بيان وتحقيق، وهو ما لا يتسع له هذا المقال. فالبحر الشعري مجردا، هو واحد، ولكنه من حيث الأداء، متعدد متغير. وربما كان ذلك، بسبب من رجحان أحد هذين القطبين الأساسيين (الاستعاري والكنائي) على قرينة في قصيدة دون أخرى؛ وما يمكن أن يَبتَعِثَه ذلك فيها من أشكال وهيئات إيقاعية يكاد لا يصلها شيء بالوزن مجردا أو مخيلة سماعية. ولعل خير مثال لذلك البحر الكامل «بحر محمود درويش» بامتياز. وقد نرجع ذلك إلى ما يتوفر عليه هذا البحر من فسحة إيقاعية في مضايق العبارة، مقارنة بالطويل (ثمانية وعشرون مقطعا) وبالبسيط (ثمانية وعشرون مقطعا). والكامل أوفى البحور حركات، إذ يضم ثلاثين حركة أو ثلاثين مقطعا. والمقصود بالمقطع كل «حركة قصيرة أو طويلة مُكتَنَفة بصوت أو أكثر من الأصوات الصامتة». وهو أقلها سواكن (اثنا عشر سكونا). وقد نرجع الأمر إلى البنية الحركية بنية التفعيلة «متفاعلن»؛ إذ لها «خاصية الميوعة والتحول» من «متفاعلن» إلى «متفاعلن» بتسكين التاء أي «مستفعلن» (تفعيلة الرجز) أو «متفاعل» بفتح التاء أو بتسكينها، أو «فعلن» بكسر العين أو بتسكينها؛ وهو ما جعل محمود، يستدعي إلى جداريته «فاعلن» و»فعولن» في المقاطع التي انتقل فيها من التكلم إلى الغيبة؛ فضلا عن إمكان الزيادة في عدد مقاطع الكامل وأشكالها في نهاياته، أي تذييل التفعيلة بعبارة العروضيين، وتحويل المقاطع المقفلة إلى مقاطع مديدة؛ إذ تتحول «متفاعلن» إلى «متفاعلان» بفتح التاء أو بتسكينها؛ أو ترفيلها بزيادة مقطع في آخرها، فتتحول «متفاعلن» إلى «متفاعلاتن» بفتح التاء أو بتسكينها، كما هو الشأن في «الجدارية». وهذه الصور من التحول إنما تعزز وجهة النظر القائلة بأن الشعر إيقاع لغوي وأن خصائص بنيته اللغوية من الخصائص المقطعية العامة في مادة اللغة؛ والنسق العروضي إنما ينشأ من كمية تتابع مقاطعه الصوتية. فلعل الظواهر الإيقاعية (الوزنية) التي يتميز بها الكامل شأنه شأن الطويل والبسيط والوافر هي التي أحلت هذه البحور محل الصدارة في شعر كبار الشعراء. ولعل مرد ذلك إلى سببين: أولهما تتابع المقاطع الطويلة والقصيرة في هذه البحور، بطريقة تقربها من النثر؛ وهي من ثمة تتيح للشاعر أن يستخدم مقاطع اللغة في شعره بكثير من اليسر والسهولة. وثانيهما أن المقاطع الثمانية والعشرين أو الثلاثين التي تتركب منها هذه البحور، تفسح للشاعر مجال القول، بطريقة أفضل من النظم في الأبحر القصيرة.
على أن إيماءة المستشرق فايل إلى القرابة بين المقاطع القصيرة والطويلة في هذه البحور ومثيلاتها في النثر، ترجح من رأينا الخاص في أن من الأوزان ما هو كنائي أساسه بنية المجاورة، وما هو «استعاري» أساسه بنية المشابهة. وربما توضح ذلك بصورة أفضل في علاقة البحر بالغرض؛ وهو ما نمسك عنه إلى حين.
أما مكونات هذه الرؤية الإيقاعية، فلا سبيل إلى اكتناهها إلا في ضوء التناسب الإيقاعي؛ وهذا مبحث يمكن أن يشكل رسالة قائمة بذاتها. وقد خلصنا منها إلى ما خلص إليه المعاصرون، ونعني المفارقة العجيبة التي ينطوي عليها الإيقاع كلما حاولنا محاصرته.
إن الزمن عديم الشكل، ولا سبيل إلى أن نجلوَه في مَجْلى الرؤية إلا إذا أضْفيْنا عليه صورة أو هيئة أو قيدناه بشكل؛ أي وقعناه. والمفارقة أن إدراك إيقاع زمني هو نفسه «لازمني»؛ إذ يستلزم الإدراك نظرة متزامنة تجمع بين كل الأجزاء. وهذا لا يتيسر إلا إذا وضعنا أنفسنا في موقع خارج الخطاب. وبعبارة أخرى فإن الزمن يدرك كلما أمكن توقيعه، فيما الإيقاع لا يدرك إلا إذا ألغي الزمن. على أن النص الشعري ليس منذورا لهذه المفارقة، إذ يمكن أن يستخدم زمنا لا شكل له أو زمنا تخيليا يدرك بالبديهة والاستبصار أي دون اعتماد على خبرة سابقة، مثل «زمنية» الموت في هذه المعلقة. وهذا الزمن أقرب ما يكون إلى زمن ديني يقوم على نبوءات وحُدُوس، وهو موقع منغم؛ لأن «الأمر عند الانسان يتعلق دائما بتأنيس الزمن في المتخيل وسحره»؛ بحيث يحمل على أنه ضرب من «مورفولوجية الغيبي».
ولكن دون أن يسوق ذلك إلى القول بأن الإيقاع الشعري تراسل لغوي «للتناغم الكوني الفيثاغوري» أو هو «تعبيرية» تحاكي حرفيا ما تقوله القصيدة أو هو انتظام نغمي أو لحني يحاكي حركة البحر. فمثل هذا الزعم ليس إلا افتراضا من بين افتراضات كثيرة على أسطورة الأصل والمبتدأ، وهي أسطورة تثير أكثر من إشكال، خاصة أنها تؤخذ عند البعض، على أنها حقيقة من حقائق اللغة، ومسلمة من مسلمات الإيقاع أو شكل من أشكال «عبادة الأسلاف» أو خبْط في نفق مظلم.

٭ أديب تونسي

في مُعلقات الشعر الحديث: بحر محمود درويش

منصف الوهايبي

مشروع القرار الفلسطيني: التأكيد على حق عودة اللاجئين ووحدانية التمثيل الفلسطيني والمبادرة العربية دون تعديل

Posted: 27 Mar 2017 02:32 PM PDT

البحر الميت – «القدس العربي» : صادق مجلس وزراء الخارجية العرب في جلسة مغلقة عقدت في فندق كيمبيلسكي على البحر الميت، بعد ظهر أمس، بالإجماع، على جدول أعمال من 27 بندا، سيعرض على القمة العربية الـ 28 التي ستعقد غدا في الفندق نفسه، للمصادقة النهائية عليه.
وترددت أنباء عن محاولة من بعض الأطراف إجراء تعديل في أحد بنود المشروع الفلسطيني الذي يبلغ عدد كلماته 4279 كلمة، يخص وعد بلفور، لكن في النهاية تمت الموافقة عليه بالكامل حسبما قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي لـ «القدس العربي». ووفقا للمالكي فإن الفلسطينيين سيحصلون على كل ما يريدون من هذه القمة.
ومن أهم بنود المشروع الفلسطيني الذي حصلت «القدس العربي» على نصه:
التأكيد مجدداً على مركزية قضية فلسطين بالنسبة للأمة العربية جمعاء، وعلى الهوية العربية للقدس الشرقية المحتلة، عاصمة دولة فلسطين. وإعادة التأكيد على حق دولة فلسطين بالسيادة على كافة الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، بما فيها القدس الشرقية، ومجالها الجوي، ومياهها الإقليمية، وحدودها مع دول الجوار.
ومن أهم نقاط المشروع الفلسطيني أيضا وما يشكل رفضا لمطالب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وردا على تلميحات أمريكية، التأكيد على أن قضية اللاجئين الفلسطينيين هي جوهر القضية الفلسطينية، وعلى التمسك بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة ورفض محاولات التوطين بكافة أشكاله، ورفض أي تحركات من أطراف دولية من شأنها إسقاط حق العودة، ودعوة الأمانة العامة والدول الأعضاء إلى مواصلة وتكثيف جهودها على الساحة الدولية، وفي الأمم المتحدة، لتأكيد هذا الحق وفقا لقرارات الشرعية الدولية وخاصة قرار الجمعية العامة رقم 194 لعام 1948ووفقا لمبادرة السلام العربية عام 2002 ، وتأكيد مسؤولية إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال) القانونية والسياسية والأخلاقية عن نشوء واستمرار مشكلة اللاجئين الفلسطينيين.
ومن النقاط الأخرى التي شملها المشروع الفلسطيني رفض ترشيح إسرائيل لعضوية مجلس الأمن عامي 2019-2020، لعدم انطباق مقومات الترشح بموجب ميثاق الأمم المتحدة، حيث أنها قوة احتلال ذات سجل طويل من الانتهاكات الجسيمة لأحكام ميثاق الأمم المتحدة، وقرارات الشرعية الدولية، ومبادئ القانون الدولي، وحقوق الإنسان.
وتدعم القمة وفقا لمشروع القرار الفلسطيني، قرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، بشأن إعادة النظر في العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية الفلسطينية مع إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال)، بما يضمن دفعها لاحترام الاتفاقيات الموقعة والقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية. وفي رسالة موجهة لمن يقفون وراء محاولات الطعن في الشرعية الفلسطينية ووحدانية التمثيل، يؤكد القادة العرب على احترام الشرعية الوطنية الفلسطينية برئاسة محمود عباس، وتثمين جهوده في مجال المصالحة الوطنية الفلسطينية، والالتزام بوحدة التمثيل الفلسطيني والأرض الفلسطينية، مؤكدين على أن الوحدة الوطنية الفلسطينية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، تشكل الضمانة الحقيقية للحفاظ على الحقوق الوطنية الفلسطينية.

التأكيد على حق عودة اللاجئين ووحدانية التمثيل الفلسطيني والمبادرة العربية دون تعديل

علي الصالح

الإعلام يسطح اهتمامات المواطن وبرامج تكفي ميزانيتها لسد جوع مصريين يقبعون تحت خط الفقر

Posted: 27 Mar 2017 02:32 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: لم يكن في الصحف المصرية الصادرة أمس الاثنين 27 مارس/آذار ما يستدعي اهتمامات الأغلبية وشدها بعيدا عن اهتماماتها المعتادة، وهي ارتفاع الأسعار المستمرة، وإعلانات الحكومة وتصريحات وزرائها بأنها ستتخذ الإجراءات للتخفيف من الأزمة وأنها استعدت تماما لتوفير كل السلع في شهر رمضان المقبل أعاده الله علينا جميعا مسلمين ومسيحيين عربا باليمن والبركات. ولكن من أين يأتي اليمن والبركة علي يد حكومة لا هم لها إلا تدبير المؤامرات على الشعب لزيادة الأسعار وعقد الاجتماعات لذلك.
وهو ما أكده لنا أمس الرسام إسلام في «اليوم السابع» بأنه ذهب لمقابلة وزير قريبه فشاهده مع اثنين آخرين يتناقشون في ما يجب أن يفعلوه، بعد أن صرح وزير النقل بأن زيادة سعر تذكرة مترو الأنفاق ضاعفت إيرادات الوزارة. وسمع وزير الكهرباء يقول للمسؤول عن المياه والغاز وهو يضحك بخبث: بتفكروا في اللي أنا بفكر فيه.
كما واصلت الأغلبية الاهتمام بامتحانات نصف العام والدروس الخصوصية ومباريات كرة القدم، وكذلك حادثة تعرض طفلة عمرها سنة ونصف السنة لاعتداء جنسي من وحش آدمي. وارتفاع الأصوات المطالبة باعدامه فورا. أيضا كان هناك اهتمام شعبي بالقمة العربية التي ستعقد غدا الأربعاء في العاصمة الأردنية عمان، وسبب الاهتمام هو توقع إزالة ما تبقى من خلافات بين مصر والسعودية، لما لذلك من آثار اقتصادية جيدة بالنسبة لنا، خاصة بعد استئناف شركة أرامكو ضخ البترول. وكذلك الاهتمام بما أعلنته شركة «بي. بي» للبترول بأن مصر تعوم فوق بحر من الغاز الطبيعي.
وتواصل الاهتمام بالقضايا التي تعلن هيئة الرقابة الإدارية عن ضبطها، لدرجة أن قنوات التلفزيون الحكومي تذيعها، ومع ذلك لم يرتدع المرتشون والفاسدون، بسبب كثرتهم وشيوع خراب الذمم طوال فترة حكم الرئيسين السادات ومبارك وهو ما يجمع عليه الكل.
وصدم الناس مرة أخرى بعد الإعلان عن استشهاد أمين شرطة بالرصاص في العريش وكان ضمن قوة تقوم بتمشيط المنطقة بحثا عن الارهابيين، وإصابة ثلاثة آخرين. وكذلك استمرار الإرهابيين في تحطيم كاميرات المراقبة في الشوارع والمحلات دون أي خوف. وإلى ما عندنا اليوم…

البابا شنودة

ونبدأ بالبابا شنودة وموافقة يوم السابع عشر من الشهر الحالي الذكرى السنوية الخامسة لوفاته ونشر جريدة «وطني» القبطية يوم الأحد تحقيقا عنه لنجوى بخيت قالت فيه عنه في الصفحة السادسة: «نشرت أولى مقالات الخادم نظير جيد في مجلة «الحق» في ديسمبر/كانون الأول 1947 تحت عنوان «أخطأ إلى الرب» وهي تتحدث عن سر الاعتراف، وكان يصدرها القمص يوسف الديري كاهن شبرا البلد وكان أب اعتراف قداسته، ثم بعد ذلك كان ضمن أعضاء أسرة مجلة «مدارس الأحد» وتولى رئاسة التحرير بالتناوب في فترة حبريته، وهو أسقف للتعليم كتب 77 مقالة في مجلة «الكرازة» بدأها بمقاله الرائع «بدلا من أن تلعنوا الظلام أضيئوا شمعة» عام 1965، وأصدر عدة كتب منها قصته الثانية «أبونا انسطاسي» وأيضا صدرت في عام 1968 الأجزاء الأربعة للوصايا العشر. وكتب عن شخصية مارمقس وكتب عام 1970 عن المسيح المتألم، وكلمات المسيح على الصليب. وفي عام 1971 كتب عن شخصية يونان النبي وإصدارات أخرى كثيرة. وتمتع البابا بالحكمة والموهبة الصحافية، فكتب إلى جوار الشعر وفي الجرائد والمجلات، ما حدا بحافظ محمود شيخ الصحافيين الراحل، إلى أن يطلب من صديقه الأنبا شنودة الانضمام لنقابة الصحافيين عن جريدة «الجمهورية»، حيث كان ينشر مقالاته باستمرار، ودعته نقابة الصحافيين في يونيو/حزيران عام 1965 لإلقاء محاضرة عن المسيحية والصهيونية، فكانت محاضرة ثرية أمتعت كل الصحافيين والباحثين والمفكرين، أكد فيها أن اليهود لم يعودوا شعب الله المختار، باعتبار أنهم الشعب الوحيد الذي كان يعرف الله حق المعرفة، لكن بعد نزول الأديان السماوية بعدها أصبح من يعرفون الله الحقيقي كثيرين. وفي عام 1966 أصبح عضوا في نقابة الصحافيين، وقد بلغ عدد مؤلفات قداسته حوالي 150 كتابا ونبذة، في مختلف المجالات. رأس قداسة البابا شنودة تحرير مجلة «الكرازة» عام 1965 حرص فيها على تنمية الوعي الروحي والانتماء الكنسي لأبنائه».

ذكريات عن البابا

وذكرتني نجوي بنظير جيد قبل أن يصبح البابا شنودة الثالث في فترة ما قبل هزيمة يونيو/حزيران سنة 1967 إذ كنت محررا أيضا في مجلة «الاشتراكي» التي تصدرها كل خمسة عشر يوما أمانة الدعوة والفكر، وهي إحدى أمانات الاتحاد الاشتراكي، وهو التنظيم السياسي الوحيد الذي كان مسموحا به، ويضم كل فئات المجتمع العمال والفلاحين والرأسمالية الوطنية والموظفين والجنود، وكان يرأسها وقتها المرحوم كمال الدين رفعت من تنظيم الضباط الأحرار، الذي كانت له صلات واسعة بالمثقفين والسياسيين، وكان قارئا ومثقفا، وكان قائدا للمقاومة الشعبية في السويس والإسماعيلية، بعد هزيمة يونيو. وكان نظير جيد يأتي إلى الأمانة كثيرا، أما حافظ محمود الذي جاء ذكره فقد نسيت نجوي أنه كان نقيبا للصحافيين لعدة دورات، وكان يعمل في جريدة «الجمهورية» ومن الطرائف الصحافية وقتها أن المرحوم خليل طاهر وكان في «الجمهورية» أيضا يناصب حافظ العداء، لدرجة أنه في أحد اجتماعات الجمعية العمومية لنقابة الصحافيين وكان وكيلها المرحوم محمود المراغي، طلب خليل حجز كلمة له فسأله محمود هتتكلم في أيه يا أستاذ خليل؟ فقال هاارد على حافظ، فقال له ولكن النقيب لم يتكلم؟ فقال هارد علي أي حاجة يقولها. وكنت قد هاجمت البابا شنودة رغم محبتي وتقديري الشديدين له بسبب تصريح له هاجم فيه منتقدي الرئيس الأسبق حسني مبارك، وطالب باتخاذ إجراءات ضدهم وتزامن ذلك مع هجوم آخر شنه شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي وطالب علنا في كلمة له بتوقيع حد الجلد عليهم، ونصوص الكلمتين في التقارير وقتها ورغم معرفتي بان البابا لم يكن يميل إلى مبارك ولا السادات، إنما كانت ميوله الحقيقية مع عبد الناصر وحزب الوفد، رغم امتنان الأقباط لمبارك لأنه أصدر قرارا بأن يكون عيد الميلاد المجيد السابع من شهر يناير/كانون الثاني، حسبما تسير عليه طائفة الأرثوذكس، يوم إجازة رسمية في الدولة، ولا يفوتنا هنا أن نسجل للبابا شنودة أنه كان مؤمنا بعروبته، ما أدى إلى صدامه مع الرئيس الأسبق أنور السادات عندما حرّم على الأقباط الأرثوذكس زيارة القدس وقال قولته الشهيرة لن نذهب إليها إلا مع أخوتنا الفلسطينيين عندما يستردونها».

القمة العربية

لقي مؤتمر القمة العربية الذي سيعقد غدا الأربعاء اهتماما واسعا من الصحف الصادرة أمس الاثنين وقال عنه في «الجمهورية» السيد البابلي في عموده اليومي «رأي» متفائلا به: «ومن إيجابيات هذه القمة أنها سوف تعقد قبل الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى واشنطن، للاجتماع مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في بداية شهر أبريل/نيسان المقبل، وسوف يحمل الرئيس بذلك رسالة كل العرب التي تحدد رؤيتهم وتصوراتهم في القضايا الراهنة، بشكل يجدد ويعكس مكانة مصر ودورها العروبي المحوري. وسيكون لزاماً على القمة العربية أن تحدد مواقفها بوضوح في العديد من القضايا الحساسة التي تتعلق بالخلافات الثنائية العربية، وأن تتخذ موقفاً حاسماً تجاه الدول التي تخرج عن الإجماع العربي، والتي تشارك في إثارة الأزمات الداخلية، والتحريض عليها. صحيح أن اجتماعات القمم تتجنب كثيراً الخوض في قضايا خلافية للخروج بشكل بروتوكولي بعيد عن الانقسامات، إلا أن استمرار سياسة التجاهل والمجاملات والتوازنات والمواءمات هو ما أضعف القمة العربية وأفقدها الاهتمام والمتابعة. إننا نأمل في قمة ترسم معالم جديدة للطريق العربي وتضع رؤية صادقة ملزمة لكل الدول الأعضاء، تعيد لنا الثقة في أن العرب يمكن أن يكون لهم كلمة وتأثير ومكانة. علينا أن نكون عنصراً فاعلاً ولسنا مفعولاً به».

تقاطع إرادات العرب السياسية

وإلى الصفحة العاشرة من «الأهرام» ومقال مكرم محمد أحمد وقوله في عموده اليومي «نقطة نور»: «ليس بالسياسة وحدها يحيا العالم العربي ويتقدم، على العكس كثيرا ما تكون الخلافات السياسية عامل تعطيل يعيق جهود العمل العربي المشترك، في مجالات عديدة تحقق النفع العام لعالمنا العربي. وربما يكون واحدا من نقائصنا كعرب أننا لا نعرف كيف نحمي مصالحنا الاقتصادية المشتركة، التي يصعب أن تكون محل نزاع من خلافاتنا السياسية، التي ينبع معظمها من تقاطع إرادات العرب السياسية. وما أكثر المشروعات الاقتصادية العربية التي عطلها وأفشلها الخلاف السياسي، ابتداء من مشروع هيئة التصنيع العربية، إلى السوق المشتركة التي لم تزل تتعثر، وإحقاقا للحق كانت دولة الكويت أول من انتبه إلى ضرورة الفصل بين الخلافات السياسية ومشروعات التعاون الاقتصادي، عندما اقترحت قبل عدة سنوات عقد مؤتمرات دورية للقمة العربية، يقتصر جدول أعمالها على التعاون الاقتصادي العربي المشترك، ومنذ هذا التاريخ نشطت الجهود داخل المجلس الاقتصادي للتخطيط لعدد من المشروعات الحيوية، التي تتعلق بقضايا الوحدة الاقتصادية وتعزيز البنية الأساسية للعالم العربي، من خلال مشروعات قومية كبرى تربط العالم العربي بشبكة طرق فعالة، تشمل السكك الحديدية تعزز أنشطة التجارة البينية العربية والعلاقات الاقتصادية بين العرب وجيرانهم من الأفارقة والآسيويين».

المراهنة على نجاح القمة

وفي العدد نفسه من صحيفة «الأهرام» قال مرسي عطا الله رئيس مجلس إدارة «الأهرام» الأسبق في عموده اليومي «كل يوم»: «هل يمكن لأي مواطن عربي أن يراهن على قمة عربية وشيكة لكي تسفر عنها نتائج مهمة وقرارات بارزة، تعبر عن حجم الإحساس بالمخاطر التي تواجهها الأمة. والجواب وبكل أسف لا، لا يمكن الرهان على واقع عربي يرثى له، وينتهج منذ سنوات بعيدة لغة الالتفاف على الأحلام المشروعة، بتكرار الحديث في كل قمة عن تحديد خطوط سياسية عريضة، يتضمنها بيان مشترك ليس فيه خطط محددة توحي بوجود رغبة صادقة في فتح الأبواب أمام آفاق التعاون الممكن. وأمامي الآن وأنا أكتب هذه السطور مجموعة كبيرة من الصحف العربية وجميعها، للأسف الشديد، إما متجاهلة للحدث الوشيك أو متضمنة كثيرا من الغمز واللمز، الذي لا يجوز الانزلاق إليه، وذلك في اعتقادي ليس أمرا عفويا، وإنما التجاهل من ناحية والغمز واللمز من ناحية أخرى، يؤشران لرغبة كامنة لدى البعض في الفرار والهروب من مواجهة التحديات التي تداهم الأمة بعنف على مدى السنوات الأخيرة، بل إن البعض بدأ يشكك في جدوى وضرورة انعقاد القمم العربية ويراها نوعا من الأوهام التي تلازمنا منذ إنشاء الجامعة العربية».

مجلس النواب

وإلى مجلس النواب الذي قال عنه محمد عبد العليم داود عضو مجلس الشعب الأسبق يوم الأحد في «الوفد»: «لم يتحول البرلمان في تاريخ مصر منذ نشأته إلى سيف مسلط على رقاب العباد مثلما يحدث من هذا البرلمان. لم أجد حالة النشوة والانبهار الأقرب إلى الجنون من أنفار يتفاخرون علنا بأنهم أنجزوا مناقشة أكثر من ثلاثمئة قانون في أيام معدودة، وهم لا يدرون أن فيها قوانين تقنين عقود الفساد والباطل وقوانين القهر والاستبداد والقمع. لم أر برلمانا لا قبل 1952 ولا بعده، كل أعماله وإنجازاته تتمثل في مص دم الشعب، خاصة الفئات الأكثر فقرا واحتجاجا. لم أر برلمانا يفاخر أنفاره، إلا من رحم ربي، بأنهم يتسابقون في ماراثون ذبح البشر، ورفع الأسعار والقوانين المؤيدة لخنق المريض والفقير بمباركتهم. لم أجد برلمانا لم تتجاوز فيه الأدوات الرقابية سوى عن مجموعة طلبات تجد أكثر منها وأقواها في أي مجلس محلي قروي. لم أجد برلمانا منح له الدستور سلطات غير مسبوقة ويتنازل عن حقوقه في تفعيل أدواته الرقابية .لم أجد برلمانا يفصل نائبا لمجرد انه مارس حقوقه كنائب فاهم واعٍ ومثقف، مؤمن بأنه نائب ضمن برلمان له عضوية في اتحاد البرلمان الدولي، له أن يشارك وأن يعبر عن وجهات نظره اسمه محمد أنور السادات. لم أستغرب يوما إن تقدم شيخ القضاة ورئيس محكمة النقض ورئيس المجلس الأعلى للقضاء السابق باستقالته من عضوية هذا البرلمان إلا خوفا على تاريخه القضائي الناصع اسمه المستشار سري صيام… ذات ليلة برلمانية هاجت الدنيا من أقصاها إلى أقصاها، لأن البرلمان يطالب بإقالة الحكومة فعلقت قائلا: تليفون بسيط أو قصاصة ورقية، أو مجرد رسالة همس للنواب إن قرار حل المجلس موجود في الدرج الشمال، حينها سيثبت الجميع مكانه وللخلف در. ولم تمض ساعتان إلا وتبدلت الكلمات من هجوم إلى تأييد ومنح فرصة».

برلمان عبد العال

ولكن عبد العليم نسي أو تناسى أن هذا المجلس ابن نكتة وهو الأشهر في الإتيان بكل ما هو مسل، أو كما قال عنه أمس الاثنين محمد أمين في عموده اليومي في «المصري اليوم» (على فين): «أصعب شيء أن تعطي ظهرك لأي نظام، وأصعب شيء أن تعطي ظهرك لأي مؤسسة فيه. في فترة من الفترات كان الشعب قد أعطى ظهره لنظام مبارك، وكان هذا نوعاً من العصيان المدني، وعندما لم يأبه النظام، بدأ الشعب يستعد لتغييره بالثورة عليه. الآن أظن أيضاً أن البعض أعطى ظهره لمجلس النواب، بدأت الحكاية بالتريقة ثم انتهت باللامبالاة، السبب أن المجلس «لاحق» كل من اهتم به وحاكمه. وآخر نكتة أن النائب علي الكيال يطلب من رئيس البرلمان أن يذكره بما يتكلم فيه ويقول: فكّرني يا ريس. كانت «علامة صحة» أن الشعب ينتقد البرلمان وكانت «علامة صحة» أن الشعب مازال يمارس السخرية، التي اعتبرها البرلمان إهانة وحاكم من انتقدوه. انصرف الناس عنه، الخطوة التالية بعد العصيان هي التغيير، نحن بالفعل نريد تغيير البرلمان ليس على طريقة برلمان 2010 ولكن هذا البرلمان سوف تتم الإطاحة به في الانتخابات المقبلة ستكون «رسالة غضب» قوية لبرلمان عبدالعال».

حكومة ووزراء

وفي جريدة «الأسبوع» التي تصدر كل اثنين كتب محمد السيسي عن زيادة سعر تذكرة المترو في عموده في الصفحة الأخيرة «م الآخر»: «قد تكون زيادة تذكرة المترو لها مبررها وفق أليات السوق لكن الأزمة الحقيقة في أمرين الأول أنها جاءت ضمن اجراءات عديدة قاسية تحمل خلالها المواطنون البسطاء دون غيرهم فاتورة الاصلاح الاقتصادي ليصبح قدرهم دفع تكلفة الفساد علي مدي أربعين عاما ثم الاصلاح والثاني أننا امام نخبة حاكمة أو بالأحري تيار بدأ مع سياسة الانفتاح في التغلغل داخل أروقة الحكم أفرزته سياسات الرأسمالية المتوحشة يتعامل مع الوطن بوصفه شركة تجارية .

العبء المالي

وعن حوادث تسمم التلاميذ كتب جمال سلطان في « المصريون» قائلا: «تحدث المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء معلقا على كارثة تسمم التلاميذ في المدارس بسبب وجبات فاسدة وزعتها جهة غير معروفة حتى الآن، وقال ـ لا فض فوه ـ إن هذه الوجبات المدرسية تكلفنا حوالي مليار ومئتي مليون جنيه سنويا، وأنه لا تفكير في تعويضها ببدل نقدي. تصريح رئيس الحكومة يكشف عن حالة من برود الأعصاب يحسد عليها، فالرجل لا تشغله حياة مئات الآلاف من التلاميذ ولا صحتهم ولا ما يحدث لأهاليهم، إن أفضت إصاباتهم للموت، رئيس الوزراء لا تعنيه قضية فساد ضخمة تسببت في تسمم مئات التلاميذ من الأطفال والصبية وتحويلهم إلى المستشفيات لمحاولة إنقاذ حياتهم، فقط كل ما كان يشغله أن الوجبة «المسممة» تكلفه مليار ومئتي مليون جنيه، وهي إشارة قصد بها صياغة صورة العبء المالي على الدولة، وأن الحكومة «تضحي» بهذا المبلغ من أجل توفير وجبة بسيطة للتلاميذ، ومع ذلك «مش عاجبكم». والحقيقة أن هذه الطريقة تكررت كثيرا في العام الأخير من شريف إسماعيل ووزراء آخرين، وحتى قيادات رفيعة أخرى. في المواصلات نحن نتحمل كام مليون جنيه خسائر سنوية، في توفير رغيف الخبز نحن نتحمل كام مليار جنيه، وفي الغاز الطبيعي نحن نتحمل كام مليار جنيه، وهي طريقة في المن والإهانة لكرامة المصريين يصعب أن تجد مثلها في أي دولة أخرى، حتى في العالم الثالث، وتبدو تلك التصريحات كما لو كان المسؤول من هؤلاء ينفق علينا من «جيب أبوه»، وليس كونه مال الشعب ينفق منه على الشعب، وأن دوره هو ينحصر في إدارة مال الشعب، الذي هو ناتج جهد الشعب المطحون وعرق جبينه وضرائبه، وأن راتب الأخ شريف إسماعيل وحرسه وراتب وزرائه وراتب رئيسه إنما يدفعه الشعب، صاحب الفضل الوحيد في هذا البلد على الجميع، مؤسسات وأفرادا، أيا كانت وأيا كانوا… الوعي المغلوط بدور الدولة، وقيمة الإنسان، المواطن، فيها لم يعد وقفا على العامة والدهماء والأميين والجهلة، الذين يتصورون أن رئيس الدولة أو الحكومة هي التي تطعمهم وتسقيهم وتنفق عليهم ، بل تلك الأغاليط أصبحت ساكنة في وعي المسؤول نفسه، مضافا إليها قدرا من العنجهية والغطرسة واحتقار المواطن».

الضمائر الحية

وفي الصفحة الرابعة عشر من «الأخبار» ذكرنا رئيس تحريرها الأسبق سليمان قناوي بالذي كان يا ما كان في عهد خالد الذكر في سالف العصر والأوان من نظافة يد النظام وصرامته، وهو يحدثنا عن حادثة تسمم مئات التلاميذ في مدينة ساقلته في محافظة المنيا بعد تناول وجبة مدرسية وقال في بروازه «أفكار متقاطعة» وكان عنوان المقال «هؤلاء الأوغاد ووجبة بابا جمال»: «أتذكر وجبتنا المدرسية في الستينيات أيام بابا جمال عبد الناصر، كانت مكونة من شطيرة خبز فاخرة وقطعة جبن شيدر من نوع غال، كانت تأتي مستوردة ضمن برنامج للمعونة. كانت الوجبة مشبعة، والأهم أنه لم تحدث يوما حالة تسمم، أو حتى تلبك معوي، واحدة. كانت الضمائر وقتها حية والمساءلة صارمة والعقاب شديدا، ولم يكن قد شاع في المجتمع شبق الكسب الحرام بمثل ما يجتاح مصر اليوم، لذلك فقد أحسن وزير التربية والتعليم صنعا حين أوقف توزيع الوجبة المدرسية، بعد أن تحول الهدف من وجود المدارس، كنا نذهب إلى المدرسة لنتعلم فأصبحنا نذهب لنتسمم».

مشاكل وانتقادات

وإلى المشاكل والانتقادات وأولها ستكون من نصيب محمد أبو الحديد في جريدة «المساء» الذي أثار أمس الاثنين في عموده اليومي في الصفحة الأخيرة «مناوشات» قضية بدء الدولة الاهتمام مؤخرا بقضية قيام عصابات وبلطجية بالتواطؤ مع مسؤولين في المحليات ورجال أعمال بتجفيف البحيرات وتحويلها إلى أراضي بناء وطرد الصيادين منها وقال: «عصابات تضم حيــــتانا بشرية وأباطـــــرة مخدرات وبلطجية خارجين على القانون كانت تزحف كل يوم على هذه البحـــــيرات وتبسط سطوتها عليها خطوة خطــــوة، في غياب كل السلطات المحلية والمركزية واحيانا تحت سمعها وبصـــــرها، وربما تواطؤ بعضها. إتاوات باهظة يتم فرضها من جانب هذه العصابات على الصيادين لمزاحمتهم في أرزاقهم حتى هجر بعضهم مهنة الصيد من كثرة ما واجهوه من متاعب».
الفساد ملأ البلد طولا وعرضا

ونظل مع الفساد الذي ملأ البلاد طولا وعرضا وقال عنه أمس الاثنين في «الأخبار» رئيس تحريرها الأسبق جلال دويدار في عموده اليومي «خواطر»: «كل الخبراء في المجالات المختلفة يؤكدون أن هذا الفساد وخراب الذمم هو السبب الرئيسي للتخلف الذي تعيشه مصر، والذي لا تستحقه بأي حال من الأحوال إنه وراء تعطيل الاستثمار الداخلي والخارجي، وتعطيل مصالح الناس وتشويه الصورة الذهنية لشكل مصر داخليا وخارجيا. لا أحد ينكر أن هذا الفساد موجود في اي دولة في العالم، سواء كانت متقدمة أو نامية، ولكن تأثيره مرتبط بمدى الجدية في التصدي له. من المؤكد أن الوصول إلى هؤلاء الحيتان سوف يحقق للدولة دخلا إضافيا مستحقا، يصل إلى مئات المليارات من الجنيهات. إن ما يرتكبونه وبكل المقاييس جريمة فساد كاملة مخلة بالشرف يشارك فيها القائمون على تفعيل منظومة الضرائب، انهم يتفننون في التحايل بكل الطرق لعدم دفع ما هو مستحق على ما يتم تحقيقه من وراء الأنشطة والمعاملات مع الدولة والمجتمع».

عش مرفها وأنت فقير!

وإلى «البديل» عدد أمس الاثنين ومقال حسن عبد البر ومما جاء فيه: « إن كنت ممن يتابعون بدقة القنوات المصرية قبل وبعد وأثناء الثورة، ستدرك معنى أن تكون قبل الثورة لا تملك قنوات تهتم بالشأن العام نهائياً، حتى أن الأحداث التي كانت تقع آنذاك كان المصريون يتابعونها من القنوات الخارجية، مروراً بانفراجة كبيرة حدثت بعد الثورة وأصبح عدد القنوات التي تتابع الشارع المصري لا تحصى. أما الآن لن تجد أكثر من برنامج أو اثنين على أقصى تقدير تحاول الحديث على استحياء عن متطلبات المصريين، وإن فقد أحدهم عقله ورأى أن الوضع على أرض الواقع مأساوي سيكون مصيره مثل غيره ممن أغلقت برامجهم تحت مسميات عدة. أكبر ثلاث قنوات مصرية على النايل سات، خريطة برامجها الترفيهية تجاوزت 15 برنامجًا؛ بما يعني أنك إذا جلست أمامها سوف تمر جميع أيام عمرك تشاهد اللاشيء، وتخرج باستفادة صفر في المئة من برامج تكفي ميزانيتها لسد جوع المواطنين الذين يقبعون تحت خط الفقر بخطين. يمكنك على سبيل التقييم متابعة هذه البرامج لمدة أسبوع واحد فقط لرؤية محتواها وما تقدمه، لن تجد سوى «كلام» عن طريق استضافة ممثلين ومطربين، وبعدها الحديث عن مواقف يتخللها بعض الإفيهات المكررة، حتى أن الضيوف أصبحوا مكررين لدرجة وصلت إلى أن مقدمي البرامج يستضيفون بعضهم بعضا. «الكلمة وليدة هم الناس».. قالها الشيخ إمام منذ ثلاثة عقود، وإن لم تكن كذلك تعبر عن معاناة المواطنين وأحوالهم وتكون مرآة لواقعهم فلا داعي لها. يبدو جلياً وواضحاً ولا سبيل لإنكار وجوده، أن من يقومون على حكم بلدنا كافة يتبعون نهجاً تجاه شعوبهم يحد من تفكيرهم ويعمل على تقزيمهم وشل عقولهم، إذا حاولت يوماً أن تفكر، يسطحون اهتمامات المواطن حتى لا يتساءل عما يحدث له. لم يقف الأمر عند حد الإلهاء فقط؛ في هذه البرامج، وصل الأمر إلى أن قضايا إنسانية مثل القضية الفلسطينية أصبح دعمها يكون من خلال التصويت لشخص ما داخل هذه البرامج، وليس التحرك ممن ينفقون أموالهم على تلك القنوات، والأزمة السورية التي أصبحت مأساة إنسانية بسبب ما تقوم به العصابات المسلحة، أصبح دعمها هو احتضان طفل على الهواء جاء للغناء والدعاء عن المتسبب في الفضاء السرمدي. ما نعرفه عن البرامج الترفيهية أنها تتواجد في مجتمعات حصلت على حقوقها الأساسية بشكل شبه كامل، ومن ثم اتجهت إلى الحقوق لما هو أعلى، وهو الحق في الرفاهية، ولكن ماذا عن مجتمعنا هل حصل على نصف حقوقه من الأساس. بالأرقام وبالاستناد إلى مصادر رسمية، فإن 27٪ من المواطنين، أي ما يعادل 30 مليون مواطن لا يستطيعون تلبية احتياجاتهم الأساسية ويقبعون تحت خط الفقر، في بلد يعاني من ارتفاع معدل التضخم، الذي وصل إلى 33.1٪، ومعدل بطالة طبقاً لآخر بيان رسمي 12.7٪. إذن لماذا كل هذا الكم من البرامج الترفيهية في مجتمع يحتاج إلى تلبية احتياجاته الأساسية؟ ولماذا ضخ كل هذه الأموال في لا شيء، ما ينتج عنه جيل لا يهتم أيضاً بأي شيء؟ وهل من الأولى أن نأكل أم نضحك؟ الذي أعرفه أن الذي لا يأكل لا يضحك».

عبد الحليم حافظ

ومنذ مدة والصحف والمجلات تنشر عشرات التحقيقات والمقالات عن الذكرى الأربعين لوفاة المطرب والفنان عبد الحليم حافظ، التي ستحل آخر الشهر الحالي، وقال عنه يوم الأحد في «الأخبار» جلال عارف في يوميات الصفحة الأخيرة: «على مدى الزمن كانت الموهبة الفنية طريقا للرقي الاجتماعي وللثراء المادي، لكن الأمر كان يختلف مع عبدالحليم وجيله كانوا «‬في معظمهم» يدركون أنهم شركاء في مشروع للنهضة والتقدم في مصر، وفي الوطن العربي كله. كانوا يرابطون في مبني الإذاعة المصرية في الأحداث المهمة، لكي يكون إبداعهم هو صوت الوطن في انتصاراته وانكساراته، لم يطلبوا الثمن ولم ينتظروا التعليمات. يروي صديقه المقرب مجدي العمروسي كيف ذهب لإحياء بعض الحفلات في قطر عربي شقيق، وكيف استقبله وزير الإعلام هناك بترحاب، ثم طلب منه ألا ينشد شيئا من أغانيه الوطنية في هذه الحفلات، وكيف استمرت مطالبات الجمهور بأن يقدم لهم أحدث هذه الأناشيد، وقتها وكان «‬بالأحضان» لينظر للوزير من على المسرح وكأنه يقول إنها إرادة الناس، ثم ينطلق بالأنشودة ومعه الجمهور، وليكون عليه بعد ذلك ألا يدخل البلد الشقيق حتى وفاته. ثم كيف أطلقوا عليه الرصاص في لبنان وهو على المسرح ليخطأه ويصاب أحد الحراس، بعد أن استجاب لمطالب الجمهور وقدم أنشودته البديعة «‬صورة» في مناخ يلتهب بالحماس. ولم يكن غريبا أن يسقط في الاستديو أثناء حرب 1967 وهو يسجل الأنشودة تلو الأخرى ومعه الأبنودي والطويل وبليغ، ويصاب بالنزيف الذي كان يداهمه ويسقط وهو يسجل «‬ولا يهمك يا ريس»، ويستمر في تسجيلها حتى بعد أن وصلته نتائج المعركة. كان جيلا رائعا نشأ في أحضان الثورة وفي مناخ أطلق كل طاقات الإبداع، وفجّر كل الأشواق للحياة وللحب وملأ الدنيا بكل ما هو جميل ليعيش بيننا ومعنا حتى الآن».

الإعلام يسطح اهتمامات المواطن وبرامج تكفي ميزانيتها لسد جوع مصريين يقبعون تحت خط الفقر

حسنين كروم

مصدر في التيار الصدري: المالكي يسعى للتخلص من زعيمنا

Posted: 27 Mar 2017 02:32 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: قال مصدر في التيار الصدري لـ«القدس العربي»، أمس الإثنين، إن «أشد الاعداء الذين يسعون للتخلص من الصدر هو زعيم حزب الدعوة نوري المالكي، الذي يقف الصدر حجر عثرة في طريق محاولاته للعودة إلى رئاسة الوزراء، ويحرض الشيعة ضده ويحمله مسؤولية انهيار اوضاع العراق».
وكان الصدر، قد كشف، الجمعة، عن وجود محاولات لاغتياله من مافيات الفساد والفتنة الطائفية.
وأضاف المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، أن «لدى قادة التيار، معلومات مؤكدة عن نوايا لتصفية الصدر من قبل مجموعات محترفة تابعة لقوى سياسية، بسبب مواقفه من حيتان الفساد الذين أعلن الصدر قيادته للجماهير والوقوف بقوة وإصرار في وجهها، لأحداث التغيير والاصلاحات في أوضاع البلد».
وحسب المصدر «فإن العديد من قادة الميليشيات لا يرتاحون لمواقف الصدر من الحشد الشعبي، وخاصة دعوته مؤخراً إلى حل الحشد بعد الانتهاء من تنظيم «الدولة الإسلامية»، بينما يريدون هم وإيران، وأن يكون للحشد دور سياسي وأمني واقتصادي واسع في المشهد العراقي». وتصاعدت ردود الأفعال ومواقف القوى السياسية والشعبية، على خلفية كشف زعيم التيار الصدري عن محاولات لاغتياله، وسط مخاوف بعد إعلان اتباعه عدم السكوت على أي سوء يصيب زعيمهم.
فقد أعرب رئيس التحالف الوطني، عمار الحكيم، عن قلقه من «تهديد حياة» الصدر، محذرا من «انزلاق أمني غير محسوب».
ونقل بيان لمكتبه عن الحكيم قوله: «تابعنا بإهتمام بالغ خطاب السيد مقتدى الصدر في يوم الجمعة الفائت، وإذ نعلن عن دعمنا لكل المشاريع الاصلاحية الهادفة، فإننا نعبر عن قلقنا مما ورد في الخطاب من إشارات إلى تهديدات خطيرة تستهدف شخصه الكريم أمنيا».
ودعا الحكيم «المعنيين في التيار الصدري، لإطلاع التحالف الوطني، والأجهزة المختصة في الحكومة، على تلك التهديدات».
كما دعا «الحكومة والأجهزة الأمنية المعنية لإتخاذ ما يلزم من إجراءات وتدابير، لحماية السيد مقتدى الصدر، وسائر القيادات السياسية ومنع أي انزلاق أمني غير محسوب». وشهدت منطقة الحنانة، في النجف حيث مقر الصدر، تجمعا حاشدا لاتباعه.
وحيا الصدر اتباعه، ووصفهم بـ «المخلصين وشكرهم على موقفهم واستعدادهم للتضحية من اجله ولاستمرار «ثورة الاصلاح». ورفع اتباع الصدر لافتات ورددوا هتافات مؤيدة له. كذلك، نظم أنصار الصدر تظاهرات في بغداد والمثنى والبصرة.
وأكد إبراهيم الجابري، مدير مكتب الصدر في بغداد، أمام المتظاهرين، أن الأخير يمتلك «جنودا مجندة» في العراق وخارجه، واعتبر أن الصدر «سيبقى» رغما عمّن وصفهم بالفاسدين و«الثالوث المشؤوم».
وأضاف: «لا جود للعراق بدون المقتدى، فالمقتدى يبقى رغما عن الفاسدين والثالوث المشؤوم.
واتهم النائب في البرلمان عن كتلة الأحرار، ماجد الغراوي، دولاً خارجية بالوقوف وراء التهديدات بالقتل الصدر. وأوضح أن «دولاً خارجية تقف وراء تلك التهديدات بمساعدة شخصيات سياسية داخلية»، مبيناً أن «تلك التهديدات جاءت بعد مشروع الاصلاح الذي طرحه الصدر».
إلى ذلك، ذكرت النائبة عن كتلة التغيير (الكردية)، سروة عبد الواحد، أن «الصدر أطلق كلمة الحق واضعا دمه على اكفه»، معلنة تأييدها و»الوقوف معه لمحاربة الفساد والمفسدين».
ولفتت، في بيان، إلى أن «الحق قليل في العراق واليوم أطلق مقتدى الصدر كلمة الحق في ساحة التحرير واضعا دمه على اكفه، فتحية تقدير وتثمين لهذا القائد العراقي الشجاع الذي يعبر عن كل ما يختلج في قلوب العراقيين من زاخو إلى البصرة».
وتابعت: «ما احوجنا إلى قادة مثلك في كردستان وبغداد والبصرة والانبار والموصل».
وفيما أعلن محافظ النجف لؤي الياسري، أن الحكومة المحلية في المحافظة ستتحمل المسؤولية الكاملة لحماية الصدر من أية أخطار، معتبراً أن مشروع الصدر الإصلاحي «أقظ مضاجع الفاسدين الذين لن يروق لهم بال إلا بإسكات صوت الصلاح والإصلاح»، أكدت وزارة الداخلية العراقية أنها «لن تدخر جهدا من اجل تأمين إجراءات الحماية لزعيم التيار الصدري حول ما تم تداوله مؤخراً بخصوص التهديد الذي تعرض له، فضلاً عن جهودها بتأمين حياة المواطنين كافة».
وقال بيان للوزارة أن «وزير الداخلية قاسم الأعرجي ناقش في مكتبه، مع رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية حاكم الزاملي عدداً من القضايا الأمنية من بينها إجراءات الوزارة حول ما تم تداوله مؤخراً بخصوص التهديد الذي تعرض له الصدر».
وكان الصدر، قد اتخذ سلسلة من المواقف التي أوجدت له العديد من الاعداء والخصوم، ومنها قيادته تظاهرات المطالبة بالاصلاح ومحاربة الفاسدين. كما وجه انتقادات قاسية إلى قادة التحالف الوطني (الشيعي) داعيا لتغييرهم لاتهامهم بالفساد والفشل.
وانتقد أيضاً، بعض الميليشيات التي وصفها بـ«المنفلتة» وطالب بحل «الحشد الشعبي» مستقبلاً.

مصدر في التيار الصدري: المالكي يسعى للتخلص من زعيمنا

مصطفى العبيدي

نجل مرجع شيعي إيراني: خامنئي وافق على الاتفاق النووي لتفادي مصير القذافي

Posted: 27 Mar 2017 02:31 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: صرح نجل العضو السابق في مجلس صيانة الدستور والمرجع الشيعي الإيراني، مهدي خزعلي، أن المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، وافق على الاتفاق النووي خلال المفاوضات السرية مع الولايات المتحدة لتفادي مصير القذافي.
وحسب موقع «كويا نيوز» الإيراني، أشار مهدي خزعلي إلى أخطاء النظام الإيراني في إدارة البلاد خلال كلمته في جمعية «بيت القلم» بمناسبة السنة الجديدة الإيرانية في طهران، وقال إن الاتفاق النووي كان ضرورة لخروج النظام من مأزق خطير، وإن خامنئي وافق على الصفقة النووية مع الغرب خلال المفاوضات السرية مع أمريكا في سلطنة عمان، لتفادي مصير معمر القذافي.
وانتقد بشدة أداء حكومة الرئيس حسن روحاني، وأوضح أن الرئيس الإيراني لم يحقق أياً من الوعود التي قطعها مع الشعب، وأن الاتفاق النووي لم يكن من وعود روحاني، بل اتفق النظام الإيراني مع الولايات المتحدة حوله قبل فوز روحاني في الانتخابات الرئاسية الماضية بـ6 أشهر.
وفيما يتعلق بتضارب المواقف الإيرانية حول أسباب وفاة رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، علي أكبر هاشمي رفسنجاني، كشفت نجلته، فاطمة هاشمي رفسنجاني، أن السلطات الإيرانية دفنت جثمان والدها قبل أن يدرس خبراء الطب الشرعي أسباب وفاته وقبل إصدار التراخيص اللازمة لذلك.
وأفاد موقع «آمد نيوز» المقرب من الإصلاحيين الإيرانيين، نقلاً عن نجلة هاشمي رفسنجاني أن السلطات دفنت جثمان والدها قبل تحديد أسباب الوفاة.
وكان وزير الصحة والعلاج والتعليم الطبي الإيراني، حسن هاشمي قاضي زادة، قد أعلن أن المجلس الأعلى للأمن القومي بدأ دراسة كيفية وفاة علي أكبر هاشمي رفسنجاني.
وكشف «آمد نيوز» أنه تم تشكيل لجنة برئاسة نائب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي وقائد الشرطة الإيراني الأسبق، رضا سيف اللهي، لتحديد كيفية وفاة هاشمي رفسنجاني، وأن ممثلين من وزارة المخابرات وجهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري انضما إلى اللجنة هذه، مؤكداً أن كبار قادة الحرس الثوري يعتقدون أنه لا حاجة لتشكيل هذه اللجنة من الأساس ويجب حلها، لكن جهات أخرى في النظام الإيراني منها وزارة المخابرات تدعم عمل اللجنة المكلفة لتحديد أسباب وفاة رفسنجاني.
وسبق أن فجّر مهدي خزعلي، مفاجئة كبيرة، مصرحاً أن رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، علي أكبر هاشمي رفسنجاني، قُتل، وأنه مات شهيداً، واتهم الجهاز الأمني التابع للحرس الثوري بالوقوف وراء ذلك.

نجل مرجع شيعي إيراني: خامنئي وافق على الاتفاق النووي لتفادي مصير القذافي

محمد المذحجي

تركيا تهدد أوروبا بـ«سيناريو مرعب».. طريق جديد للهجرة سيضخ 3 ملايين على دول الاتحاد

Posted: 27 Mar 2017 02:31 PM PDT

إسطنبول ـ «القدس العربي»: لأول مرة، كشفت تركيا عن وجود قرابة 3 ملايين مهاجر معظمهم أفغان يحاولون العبور من إيران إلى تركيا للوصول إلى دول الاتحاد الأوروبي، مطالبةً أوروبا بأخذ ذلك في عين الاعتبار، وذلك في تهديد جديد من أنقرة التي ترى في ملف «المهاجرين» ورقة قوة وضغط في معركتها المتصاعدة مع الاتحاد.
وخلال الأشهر الأخيرة ارتفعت بشكل ملحوظ أعداد الأفغان الذين يصلون إلى تركيا ويتخذونها قاعدة للانطلاق منها إلى أوروبا، وهم يشكلون هاجساً كبيراً لأوروبا كون معظمهم من غير المتعلمين وتواجه الحكومات الأوروبية صعوبات كبيرة في دمجهم بالإضافة إلى المخاوف الكبيرة من أن يكون بينهم أشخاص ذوو توجهات إرهابية أو تلقوا تدريبات عسكرية على يد حركة طالبان أو تنظيمي القاعدة والدولة.
وتهدد تركيا منذ أشهر بإمكانية لجوئها إلى نسف اتفاق الهجرة مع الاتحاد الأوروبي بسبب ما اعتبرته عدم التزام الأخير بتعهداته المنصوص عليها في الاتفاق لا سيما رفع تأشيرة دخول المواطنين الأتراك إلى دول الاتحاد وتقديم مساعدات مالية لأنقرة لإنفاقها على الخدمات المقدمة للاجئين على أراضيها.
نائب رئيس الوزراء التركي ويسي كايناك، كشف الأحد، عن أن ثلاثة ملايين لاجئ أفغاني يستعدون للقدوم من إيران إلى بلاده ثم العبور إلى أوروبا، لافتا إلى أن «لتركيا الحق في إعادة النظر باتفاقية إعادة القبول، إذا لم تلتزم أوروبا بتعهداتها»، مذكراً أوروبا بأن هدف هؤلاء اللاجئين ليس البقاء في تركيا وإنما المرور من خلال أراضيها إلى أوروبا، وحذر من أن «أنقرة ترى أن الوقت ربما يكون قد حان لإعادة النظر في اتفاقية الهجرة بينها وبين والاتحاد الأوروبي، لأنهم يشكلون عبئا ماليا كبيرا عليها». لكن إشارة نائب رئيس الوزراء التركي إلى وجود تساهل إيراني في منعهم في ظل تمكن 30 ألف منهم من الوصول لتركيا العام الماضي أثار غضب طهران التي ردت عبر بيان لوزارة الخارجية، الاثنين، واعتبرت أن هذه الأنباء «غريبة وليس لها علاقة بالواقع».
ويمكن ملاحظة الأعداد الكبيرة للمهاجرين الأفغان في مدينة اسطنبول التركية، حيث يتركز تواجدهم في أحياء «الفاتح» و«زيتين بورنو» ويتجولون في زيهم التقليدي على شكل مجموعات تكمل استعداداتها من أجل الانتقال للمدن الساحلية لبدء رحلة الهجرة إلى أوروبا عبر البحر وصولاً للجزر اليونانية ومن ثم براً إلى دول أوروبية أخرى. وبالعادة هددت أنقرة أوروبا بفتح الباب أمام اللاجئين السوريين الذين وصل قرابة المليون منهم إلى أوروبا عام 2015 وتقلصت أعدادهم بشكل كبير عقب اتفاق إعادة القبول، لكن وخلال الأسابيع الأخيرة خففت أنقرة من إجراءاتها الأمنية ما رفع من أعداد الواصلين إلى اليونان، وبذلك تتضاعف أعداد اللاجئين المتوقع وصولهم إلى أوروبا في حال نسف أنقرة للاتفاق.
وقبل أيام، أعلنت منظمة الهجرة الدولية، وصول 20 ألف و484 مهاجراً إلى أوروبا عن طريق البحر المتوسط منذ مطلع العام الحالي، لافتةً إلى أن عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى أوروبا خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الماضي، بلغ 160 ألف و331 لاجئاً. والخميس، قتل 11 مهاجراً في غرق مركبهم قبالة السواحل التركية.
الكاتب الصحافي التركي «سامي كوهين» اعتبر في مقال له في صحيفة «ملييت» أن من أبرز المفاجئات التي وعد أردوغان بها أوروبا عقب الاستفتاء المقبل في تركيا «اتخاذ أنقرة موقف مختلف في العلاقات التركية مع الاتحاد الأوروبي، وربما قرار بتعليق المفاوضات، أو حتى التخلي عن العضوية الكاملة.. ويمكن اعتبار إلغاء اتفاقية اللاجئين، التي وقعتها تركيا مع الاتحاد الأوروبي قبل نحو عام، ضمن الاحتمالات الواردة».
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو هدد الأسبوع الماضي بـ«إلغاء أحادي الجانب» للاتفاق. وسبقه وزير الداخلية التركي سليمان صويلو بالتحذير من أنه «يمكننا فتح المجال أمام اللاجئين ال15 ألفا الذين لا نرسلهم إليكم شهريا (للمغادرة) ونجعلكم تواجهون معضلة».
وتوقع المفوض الأوروبي المكلف شؤون الهجرة ديميتريس افراموبولوس الخميس بـ«كارثة» في حال «انهيار» الاتفاق حول الهجرة في المتوسط المبرم بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، وقال: «الاتفاق يعمل جيدا رغم التهديدات المتكررة من المسؤولين الأتراك.. حتى في أوج فترات التوتر لم يعبر شخص واحد البحر لكن إذا انهار الاتفاق ستحل كارثة».
المستشارة الألمانية إنغيلا ميركل التي تتحمل بلادها العبء الأكبر لأزمة اللاجئين وتوجه تحديات هائلة في الانتخابات بسبب سياستها اتجاه اللاجئين حثت أنقرة وبعض الدول الأوروبية بأن عليهم تخفيف حدة التوتر الحاصل بينهم، وأنّ على كلا الطرفين السعي لإعادة العلاقات إلى سابق عهدها.
ويعتقد أن هناك مئات الآلاف يعيشون في تركيا على أهبة الاستعداد من أجل استغلال اللحظة المناسبة للعبور إلى أوروبا، حيث يصل إلى اسطنبول أعداد كبيرة من السوريين والعراقيين والفلسطينيين والأفغان وآخرون من جنسيات مختلفة للحصول على فرصة مناسبة للوصول إلى أوروبا إما براً من خلال بلغاريا أو بحراً من خلال اليونان.

تركيا تهدد أوروبا بـ«سيناريو مرعب».. طريق جديد للهجرة سيضخ 3 ملايين على دول الاتحاد

إسماعيل جمال

«جيش العزة» يخترق سر الدبابة الروسية تـ 90 ويدمر اثنتين بصواريخ موجهة في معارك ريف حماة

Posted: 27 Mar 2017 02:30 PM PDT

دمشق ـ «القدس العربي»: نجح «جيش العزة» التابع لـ «الجيش السوري الحر» خلال اليومين الماضيين عبر صواريخ «التاو» الأمريكية الموجهة، في تدمير دبابتين روسيتين من طراز تـ 90، والتي تعد من الدبابات الأكثر تطوراً وتسليحاً في الجيش الروسي، وجاء تدمير الدبابتين خلال المعارك المستمرة في ريف حماة بين قوات المعارضة السورية المسلحة وقوات النظام السوري والميليشيات المساندة له.
مدير المكتب الإعلامي لـ «جيش العزة» عبادة الحموي، أكد لـ»القدس العربي» نجاح «جيش العزة» في تدمير الدبابتين الروسيتين «ت 90»، خلال معركة «في سبيل الله نمضي» المستمرة في ريف حماة، وأعاد الحموي نجاحهم في تدمير الدبابات الروسية المتطورة للتدريب الجيد الذي خاضـه رماة التـاو في المعسـكرات الخاصـة.
وقال الحموي خلال اتصال هاتفي مع «القدس العربي»، «الدبابة «ت 90» التي نجح «فرسان العزة» التابعون لجيش العزة في تدمير اثنتين منها، تعتبر دبابة «قيادة» لما تنفرد به من ميزات عسكرية، وأن النظام السوري يعتمد عليها بشكل كبير في استعادة المناطق المحررة».
وكشف مدير المكتب الإعلامي لـ «جيش العزة» لـ «القدس العربي»: «بأنهم أقدموا مؤخراً على تدريب رماة التاو وقوات خاصة ضمن معسكرات جيش العزة تحت مسمى «فرسان العزة»، وبأنهم قاموا بتخريج تسع دفعات من معسكر التدريب الخاص».
وزاد أن «الدبابة الروسية المتطورة «ت 90» لديها أنظمة حماية خاصة ضد الصواريخ المضادة للدروع، ولكن أنظمة الحماية المخصصة للدبابة هذه لا تعمل إذا كانت الفتحات في أعلى الدبابة في حال الفتح، وبأنهم ينتظرون قيام طاقم الدبابة بكشف الفتحات العلوية ليقوموا باستهدافها عبر صواريخ التاو الموجهة».
واستطرد أن «القوات الروسية والنظام يسعيان لتلميع صورة الأسلحة بما فيها الدبابات المستخدمة من قبلهم، حيث أن قناة «روسيا اليوم» ادعت بأن الدبابة الأولى التي استهدفها جيش العزة استمرت في المسير»، وأكد أنهم «قاموا عبر شريط مصور بالكشف عن ان طاقم الدبابة تـ 90 المستهدفة قد هرب منها، وأن النيران اندلعت داخل الدبابة بعد استهدافها، ونوه مدير المكتب الإعلامي لجيش العزة، إلى أنهم يحصلون على صواريخ التاو الموجهة من قبل أصدقاء الشعب السوري».
ويعتبر «جيش العزة» التابع لـ»الجيش السوري الحر»، أول فصائل «الجيش الحر» الذي أقدمت الطائرات الحربية الروسية على استهدافها عند بداية دخولها كقوة عسكرية مسـاندة للنـظام السـوري في أواخـر عام 2015.
وقال المنسق العام بين فصائل الثورة السورية، الدكتور عبد المنعم زين الدين لـ «القدس العربي»، «جيش العزة له دور بارز في تحرير مناطق في ريف حماة، وقد تجلت واضحة في المعركة الأخيرة التي استكمل بها معركته السابقة تحت مسمى غرفة عمليات: في سبيل الله نمضي».
ورأى «أن جيش العزة يمتاز بصلابة بنيته وتماسكها حول قيادتها، إضافة إلى عنايته بمعسكرات التدريب لمقاتليه، وهو من الفصائل التي تمتلك حاضنة شعبية جيدة تلتف حوله، وتدعم صموده».
وأضاف «لقد قدم جيش العزة رسائل سياسية ناضجة في معركته، أوضح من خلالها أن حربنا هي ضد من يقاتلنا ويظلم شعبنا ويناصر الأسد في قتل الشعب السوري، مهما كانت الديانة التي ينتمي إليها، وأما ما عدا هؤلاء فأموالهم ودماؤهم مصونة ما لم يقاتلونا من أي طائفة كانوا».
أما بخصوص صواريخ التاو التي دمر بها دبابات تـ 90 الروسية المتطورة، فقال زين الدين «ليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها تدمير دبابات من هذا النوع بصواريخ التاو الأمريكية، فهذا النوع من الصواريخ موجود منذ سنوات، بيد الفصائل، مما يجعلني لا أفرد لذلك قراءة خاصة تتعلق بالتنافس الأمريكي الروسي في سوريا، فالصراع الذي يمكن أن يعول عليه، يبدأ بخطوات جدية في دعم الثوار بمضاد طائرات، ومنع روسيا من إقامة القواعد العسكرية في سوريا، ومعاقبة بشار الذي تحميه روسيا».
أما العقيد خالد المطلق فقال لـ «القدس العربي»: «كل سلاح تم إنتاجه لديه نقاط قوة ونقاط ضعف، وأن الدبابة تـ 90 تعاني من حالة ضعف في حال كانت مطفأة، وكذلك يمكن إعطابها عبر استخدام خزان الوقود أو الجنازير المخصصة لها».

«جيش العزة» يخترق سر الدبابة الروسية تـ 90 ويدمر اثنتين بصواريخ موجهة في معارك ريف حماة
«التاو» الأمريكي يتغلب على الدبابة الأحدث في جيش موسكو
هبة محمد

«الموساد» حاول تجنيد عملاء من داخل جهاز الاستخبارات الفرنسي

Posted: 27 Mar 2017 02:29 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: كشف في اسرائيل أمس أن جهاز الاستخبارات المضاد في فرنسا، أعد تقريرا داخليا، يتبين مما نشر منه في صحيفة «لوموند» أن الموساد الاسرائيلي حاول تقريب وكلاء من جهاز الاستخبارات الفرنسي اليه، «الى حد اجتياز خط تحويلهم لعملاء مزدوجين». ويوصي التقرير بالتحقيق مع رئيس جهاز الاستخبارات المضاد في فرنسا، حتى 2012، برنار سكوارسيني، بشبهة إدارة علاقات ممنوعة لم يتم التبليغ عنها، مع من ترأس بعثة الموساد في باريس آنذاك، المشار اليه في التقرير بحرفي (د.ك). وحسب «لوموند» فقد تم اكتشاف الأمر خلال تعقب جهاز استخبارات فرنسي آخر، مسؤول عن تأمين المعلومات، للعملاء الفرنسيين وتصويرهم مع رجال الموساد.
وقالت الصحيفة انه تم تشخيص رجال الموساد بأسمائهم الشخصية، وقدمت فرنسا شكوى عبر القنوات الرسمية، فأنهت اسرائيل عمل دبلوماسيين في سفارتها في باريس وأعادتهم إلى البلاد. كما غادر رئيس بعثة الموساد (د.ك) باريس في أعقاب الشكوى الفرنسية. وحسب التقرير فإن خلفية هذا العمل هي عملية مشتركة للموساد وجهاز الاستخبارات الفرنسي المضاد DCRI، لجمع معلومات حول برنامج الحرب الكيميائية السورية. وقد بدأت الحملة التي اطلق عليها اسم Ratafia في 2010 بهدف تجنيد مهندس سوري رفيع وإحضاره لفرنسا لتدريبه ومن ثم قيامه بتجنيد مهندسين آخرين. وقد التقى وكلاء الموساد مع الوكلاء الفرنسيين خلال جلسات عمل مشتركة، وبأسماء مجهولة، وكان العملاء الفرنسيون ينتمون إلى ثلاث وحدات داخل جهاز الاستخبارات المضاد، ويتحملون المسؤولية عن العمل في باريس، بينما كان رجال الموساد مسؤولين عن الخديعة التي ستسمح بخروج الهدف من سوريا ليتم تدريبه وتجنيد رجال آخرين في العاصمة الفرنسية. لكن الإسرائيليين استغلوا اللقاءات من أجل اقناع عدد غير معروف من الوكلاء الفرنسيين للعمل في خدمة الموساد. وشوهد أحد الفرنسيين الذي كان يخضع للتعقب وهو يدخل لمنزل رئيس بعثة الموساد في باريس لتناول العشاء عشية السبت. وبعد ذلك أبلغ الوكيل الفرنسي المسؤولين عنه بأنه سيخرج في إجازة الى دبي، ومن هناك سافر مع عائلته لإسرائيل وأمضى فترة مع رجال الموساد من دون ان يبلغ المسؤولين عنه في باريس.
بالإضافة الى ذلك، وصلت مبالغ مالية لحسابات رجال الاستخبارات الفرنسيين الذين كانوا ضالعين في العملية المشتركة مع الموساد. ويشير معد التقرير الى الحاجة لمواصلة التحقيق من أجل فهم الضرر الذي لحق بجهاز الاستخبارات الفرنسي المضاد. وحسب التقرير فقد ترك رجال الموساد المشبوهين بالاتصال مع الفرنسيين عملهم في الجهاز وانتقلوا للعمل الخاص في تل ابيب، ولكن في سنة 2016 أجروا اتصالات مع رئيس جهاز الاستخبارات المضاد الذي عملوا معه، سكوارسيني. وقال سكوارسيني للمحققين انه التقى اثنين من رجال الموساد السابقين بالصدفة.
وحسب التقرير فإن سكوارسيني نفسه كان قد بادر قبل كشف القضية إلى تشكيل لجنة تحقيق داخلية في الجهاز لفحص ما إذا حاول رجال الموساد تجنيد عملاء فرنسيين من الجهاز، وحدد بنفسه أهداف التحقيق ولم تشمل العملاء الذين شاركوا في عملية Ratafia، رغم معرفة سكوارسيني بالعلاقة الجيدة التي نشأت بينهم وبين رجال الموساد.
وعينت فرنسا قاضيا للتحقيق في الموضوع، فطلب من اسرائيل التحقيق مع رجلي الموساد اللذين التقاهما سكوارسيني في 2016، لكنه ليس من المعروف ما إذا تم التجاوب مع الطلب. وطلب القاضي توسيع التحقيق لفحص ما إذا تسلل الموساد إلى جهاز الاستخبارات الفرنسي المضاد. وتنشر «لوموند» أن الموساد تمكن من تجنيد مهندس سوري وابتز منه معلومات حول مستودع السلاح الكيميائي في سوريا. وأتاحت هذه العملية لإسرائيل الإثبات بأن اتفاق التعاون العلمي بين سوريا وأوروبا يستغل لتعميق البرنامج الكيميائي السوري، الأمر الذي قاد في 2011 لإلغاء الاتفاق.

«الموساد» حاول تجنيد عملاء من داخل جهاز الاستخبارات الفرنسي

استقبال «مهيب» للعاهل السعودي في الأردن

Posted: 27 Mar 2017 02:29 PM PDT

البحر الميت ـ لندن ـ «القدس العربي»: استقبل الأردن بحفاوة شعبية كبيرة العاهل السعودي، الذي وصل إلى عمان العاصمة مع وفد رفيع المستوى وقبل يومين من الانعقاد الرسمي للمؤتمر، فيما حرصت عمان على تنظيم استقبال شعبي حاشد تخلله عرض خاص للهجن تحية للضيف الكبير.
ويمكن ببساطة ملاحظة حجم الاحتفاء الأردني بضيف المملكة الملك سلمان بن عبد العزيز أكثر من التركيز على بقية التفاصيل، عندما يتعلق الأمر بتسارع تحضيرات القمة العربية التي تنعقد في البحر الميت حيث أخفض نقطة على سطح الأرض.
مبعوث الملك الأردني للسعودية الدكتور باسم عوض الله استبق الزيارة بالإعلان عن أنها «تاريخية»، معربا عن الأمل في تفعيل الصندوق المشترك وجذب المزيد من الإستثمارات السعودية.
ولم يتم الإعلان بصورة محددة عن تفاصيل الجزء التاريخي في الزيارة، لكن الأردنيين في حالة نقاش وجدل طوال الوقت حول «مليارات محتملة» للاستثمار جلبها معه العاهل السعودي، وسط أنباء عن تقديم مليار دولار نقدا وتفعيل مشاريع مشتركة بملياري دولار.
التلفزيون الاردني خصص غالبية كوادره وأجهزته لتغطية فعاليات استقبال الملك سلمان. وفي مطار ماركا حيث هبطت طائرة الضيف، اصطف كبار المسؤولين ورؤساء السلطات لتحيته ومصافحته قبل ان ينتقل لمقر إقامته بعيدا عن البحر الميت وفي إحدى الضواحي الراقية لعمان العاصمة.
بالنسبة للأردنيين يمكن اعتبار حضور الملك سلمان شخصيا المؤشر الأقوى على نجاح مسبق، ولو بالحد الأدنى، لقمة البحر الميت، خصوصا وأنها القمة التي سيحضرها نحو 17 زعيما عربيا، حسب الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط.
بدا واضحا في السياق أن الأردن يعتبر زيارة الملك سلمان المنجز الأبرز للقمة العربية في حساباته الذاتية، خصوصا وأنه الوحيد الذي حظي باستقبال شعبي اصطف فيه الناس على الشوارع دون بقية الزعماء العرب.
ويعتقد على نطاق واسع أن وقفة الملك سلمان التي سبقت القمة بساعات قليلة في عمان ستساهم في «برمجة» الكثير من التفاصيل السياسية، خصوصا فيما يتعلق بجدول أعمال القمة العربية، حيث أشار وزير الخارجية الأردني أيمن صفدي لجدول الأعمال المقترح في كلمته القصيرة في افتتاح اجتماع وزراء الخارجية العرب.
الوقفة الملكية السعودية ستوضح الرؤية أكثر على الأرجح فيما يتعلق بالرؤية السعودية لملفات أساسية، من بينها المطلوب سعوديا على الأقل فيما يخص الملف الفلسطيني بعد فرضية «تسكين» البوصلة فيما يتعلق بالملفات الإقليمية الأخرى مثل العراق وسوريا.

استقبال «مهيب» للعاهل السعودي في الأردن

قمة عربية معزولة تماما عن الإعلام والأردن يمنع «الاستعراضات» الفردية لاحتواء «الخلافات»… تجاهل واضح للملف «اليمني» في اليوم الأول و«تسكين» في العراق وسوريا

Posted: 27 Mar 2017 02:29 PM PDT

عمان ـ «القدس العربي»: تعكس حالة العزلة التي وجد الإعلاميون والصحافيون أنفسهم فيها بعيدا تماما عن مداولات القمة، ليس فقط الحرص او المبالغة في الحرص على»الترتيبات الأمنية» تجنبا لأي مفاجآت، ولكن تعكس أيضا الحرص على أن تتمكن رئاسة القمة الأردنية من «احتواء» أي خلافات او تجاذبات في الاجتماعات المغلقة بعيدا عن أعين الإعلام حيث يستضيف الأردن القمة العربية.
وقد قرر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني مسبقا أولا عدم الإفراط في التفاؤل وتجنب رفع سقف التوقعات، وثانيا عدم الحماس لعام صعب يتضمن الحراك والتحرك أردنيا وسط حقل الخلافات البينية بصفته «رئيسا للقمة»، حيث لا يتطلع الأردن، كما سرب لـ»القدس العربي» أحد المسؤولين، لتلك الرئاسة ولا يتحمس لها او يراهن عليها.
بهذا المعنى تتطلب الحكمة مخالفة حتى البروتوكول المعتمد لدى الجامعة العربية بخصوص الحضور الإعلامي، حيث لا بطولات فردية ولا مخاطبات مباشرة لحشد الإعلاميين المتجمهر على بعد كيلومترين من موقع الاجتماعات وسط حراسة مشددة.
عمان تحتوي الكثير بهذا الإجراء الشكلي وتمنع الروايات وتلك المضادة المعتادة، من دون ان تتمكن بطبيعة الحال من وقف التسريبات التي تطل برأسها هنا وهناك بين الحين والآخر.
هو نفسه السياق الذي دفع الوزير أيمن الصفدي بعد ظهر الإثنين لتقديم بيان موجز جدا عن الاجتماعات أعلن فيه أن وزراء الخارجية توافقوا على صيغة التوصيات ورفعوها للقادة العرب دون الخوض في تفاصيل او نقاشات.
قمة النقطة الأخفض في الكرة الأرضية عمليا تعقد بعيدا عن الإعلام والهندسة الرئيسية للتفاصيل تكفل بها اللقاء المغلق بين عاهل الأردن وأكبر ضيوفه الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي حل ضيفا مبكرا على الأردنيين وسط مهرجان كرنفالي من الترحيب الشعبي.
والتفاوض على صيغة البيان الختامي تركت للاعب الجديد في الدبلوماسية الأردنية وزير الخارجية ايمن الصفدي، الذي يتولى مهمته بإسناد من رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي، ورئيس ديوان الملك المخضرم الدكتور فايز طراونة، الذي شوهد عمليا وخلافا لمتطلبات وظيفته في أروقة الصحافة مرتين على الأقل. عموما تبرز الجرعة الأمنية الأردنية بوضوح، والأسباب مفهومة وتوازيها بالبروز استراتيجية الاحتواء للتجاذبات، حيث لا جديد في خطاب الصفدي الافتتاحي بخصوص ملفي سوريا والعراق خارج الكلاسيكيات المعتادة، وحيث لا نقاش على الاقل خلال اليوم الأول لافتتاح اجتماع وزراء الخارجية للملف الملغوم والمثير للتجاذب وهو اليمن، ولا حتى لملف الحوار مع إيران او تبني قرارات ضدها مع التركيز على عبارة «حل الدولتين» عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية.
الجرعة الأوضح والأجرأ في الحديث عن الملف السوري برزت أمس مع دعوة المبعوث الدولي ستافان دي ميستورا للتحدث مع وزراء الخارجية في لقاء مغلق.
دي ميستورا حسب مصادر «القدس العربي» سجل المفاجأة الأولى عندما ألمح على هامش حضوره لعمان إلى أن عدم اتفاق الدول العربية على «أجندة واحدة وواضحة» بخصوص الوضع الميداني في سوريا أضعف هامش المناورة العربي، مقترحا أن الخطاب السياسي يختلف عن الميدان، وأن بعض القوى الدولية والإقليمية تفرض إيقاعها ما دام الموقف العربي الموحد غير موجود، منتقدا الأجندات التي تخفق في ضبط الأداء «الفصائلي».
المبعوث الدولي تحدث ـ كما قال للوزراء العرب ـ عن الواقع كما هو، وهو واقع كان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني قد أشار إليه بدوره عندما استقبل قبل القمة وفد لجنة مجلس الشؤون العربية.

قمة عربية معزولة تماما عن الإعلام والأردن يمنع «الاستعراضات» الفردية لاحتواء «الخلافات»… تجاهل واضح للملف «اليمني» في اليوم الأول و«تسكين» في العراق وسوريا
عمان لا تتحمس كثيرا لمسألة «الرئاسة»… ودي ميستورا «الأجرأ» ويصارح العرب بدورهم «السلبي»
بسام البدارين

إسرائيل تخطط لإقامة مزيد من المشاريع الاستيطانية في «الأغوار» السلة الغذائية الوحيدة لسكان الضفة الغربية

Posted: 27 Mar 2017 02:28 PM PDT

رام الله – «القدس العربي»: ذكرت القناة السابعة الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني أمس، أن رئيس «الإدارة المدنية» التابعة للاحتلال زار المجلس الإقليمي في مستوطنات غور الأردن، يرافقه الطاقم المهني التابع له، لبحث مشاريع تطورية في المستوطنات في منطقة غور الأردن، ودراسة الاحتياجات لهذه المستوطنات.
ووفق المصدر نفسه، فقد ناقش اللقاء الذي حضره كل من رئيس مجلس مستوطنات منطقة الأغوار ديفيد الحياني، ورئيس المجلس الإقليمي عربوت هيردين، تطوير الاقتصاد بشكل عام في المستوطنات، وبشكل خاص قطاعات الزراعة والسياحة. وقال رئيس المجلس الإقليمي إنه «خلال سنة وصل حوالى مليون سائح لمنطقة الأغوار، نصفهم يأتون لزيارة موقع العبادة في المنطقة والذي تم تطويره من قبل الإدارة المدنية».
وتحدث رئيس «الإدارة المدنية» الإسرائيلية عن خطط حكومة الاحتلال لإقامة منطقة سياحية تشمل مواقف للمركبات ومطاعم.
وتأتي هذه الخطط استكمالا لسياسات الاحتلال أحادية الجانب على حساب أراضي دولة فلسطين، في تنكر واضح لاستحقاقات السلام، ولقرارات الشرعية الدولية.
وقال غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة إن زيارة رئيس الإدارة المدنية الإسرائيلي جاءت لسبيين اثنين، الأول هو دراسة الواقع على الأرض لتنفيذ الوعد الحكومي ببناء مستوطنة جديدة لمستوطني بؤرة عمونة في منطقة شمال الضفة الغربية، والنقطة الثانية لتكريس إقامة مجمع استيطاني ضخم شمال الضفة الغربية يربط جميع المستوطنات هناك ببعضها البعض.
وأكد دغلس لـ «القدس العربي» أن «الفلسطيني سيشعر أنه سيدخل إلى المستوطنات للخروج إلى التجمعات السكانية الفلسطينية بدل العكس، وبالتالي تكريس فصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها بشكل نهائي، كما سيتأثر كافة سكان مدن الشمال من طوباس وسلفيت وجنين وطولكرم ونابلس وقلقيلية بشكل رئيسي من هذا التجمع الاستيطاني الضخم».
وتمارس سلطات الاحتلال والمستوطنون الكثير من الإجراءات السيئة تجاه أهالي شمال الضفة الغربية، وخير مثال ما يجري حالياً من تدفق مياه مجاري مستعمرة شعار بتكفا إلى أراضي ووادي قريتي بيت أمين وعزون العتمة والقرى المجاورة في جنوب قلقيلية ما يسبب كارثة بيئية وصحية كبيرة يشتكي منها الأهالي. وكانت مستعمرة شعار بتكفا أقيمت على أراضي عزون العتمة عام 1981، وتوسعت فيما بعد على مئات الدونمات من أراضي القرية والقرى المجاورة لها.
أما فيما يتعلق بالأغوار الفلسطينية فالحجة الإسرائيلية الدائمة انها منطقة حدودية وبالتالي يجب السيطرة عليها، لكن الحقيقة أكبر من ذلك، فمساحة الأغوار الفلسطينية تشكل ما نسبته 34 في المئة من أراضي الضفة الغربية، وهي السلة الغذائية الوحيدة للضفة الغربية المحتلة وبالتالي هي منطقة استراتيجية من عدة نواح.
وللسيطرة على منطقة الأغوار تمارس سلطات الاحتلال الكثير من القهر بحق الفلسطينيين في تلك المنطقة سواء البدو الفلسطينيين في التجمعات الصغيرة والكبيرة أو سكان الأغوار في المناطق الفلسطينية ذات التجمعات الكبيرة، فتارة تتذرع بالتدريبات العسكرية لإجبار السكان على الرحيل، وتارة أخرى تهاجم رعاة الماشية والمزارعين وتعمد إلى تخريب المزروعات والأرض الفلسطينية.
كما أن سلطات الاحتلال تمنع كل شيء تقريباً في منطقة الأغوار، فتراخيص البناء ممنوعة وعمليات الهدم مستمرة بشكل يومي للمنشآت المبنية والمقامة حتى بدعم أوروبي مثلما يحدث في منطقة الخان الأحمر، وهي الامتداد الطبيعي لمنطقة الأغوار الفلسطينية.

إسرائيل تخطط لإقامة مزيد من المشاريع الاستيطانية في «الأغوار» السلة الغذائية الوحيدة لسكان الضفة الغربية

فادي أبو سعدى

العالول: القادة العرب أكدوا تمسكهم بالمبادرة العربية للسلام ولم نقدم مشروعا جديدا لقمة الأردن ومطالبنا ثابتة

Posted: 27 Mar 2017 02:28 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: أكدت حركة فتح على لسان نائب رئيس الحركة محمود العالول، أن القادة العرب أكدوا خلال لقاءاتهم الأخيرة بالرئيس محمود عباس تمسكهم بمبادرة السلام العربية، و عدم وجود أي نية للقيادة الفلسطينية لتقديم مشروع سلام جديد خلال القمة العربية التي تستضيفها الأردن، وذلك خلافا لتصريحات الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، ورفضت في الوقت نفسه الانتقادات التي وجهتها حركة حماس للرئيس محمود عباس لمطالبته بإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967.
وقال إنه لا مخطط للقيادة لتقديم مشروع جديد وطرحه في اجتماع القمة العربية.وأكد في تصريحات أدلى بها لـ «تلفزيون فلسطين» على ثبات الموقف الفلسطيني ومطلبه الأساسي.
وقال «إن المطلب الأساسي الفلسطيني من القمة المقبلة هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي على أساس قرارات الشرعية الدولية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية».
وشدد على التمسك بمبادرة السلام العربية كما هي، مشيراً إلى أن القادة والزعماء العرب الذين التقى بهم الرئيس مؤخراً أكدوا تمسكهم بالمبادرة.
وأوضح أن الرئيس عباس أكد خلال حراكه المتواصل في الساحة الدولية وإجرائه العديد من الجولات ولقائه عددا من الزعماء العرب على ضرورة التوافق العربي فيما يخص القضية الفلسطينية وتوحيد المواقف حيال الشأن الفلسطيني واستعادة الاهتمام به. وأشار إلى وجود تفاؤل من القمة العربية المقبلة. وأضاف «نسعى إلى استعادة الاهتمام العربي واستثمار طاقات الأشقاء العرب بالموضوع الفلسطيني».
وأكد على أهمية اتباع القمة المقبلة «اصطفافاً عربياً في وجه الإرهاب ومقاومته».
وقال «نحن في الجانب الفلسطيني سنكون في مقدمة محاربة الإرهاب، خاصة الإرهاب الإسرائيلي الذي يمارس ضد الأمة العربية وضد الشعب الفلسطيني». وجاءت تصريحاته في إطار النفي الفلسطيني لتصريحات الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، بعدما كرر من جديد أن الرئيس عباس سيقدم خلال قمة الأردن مشروعا جديدا للسلام، حيث قال أبوالغيط مجددا إنه في ظل التعنّت الإسرائيلي والتوسع في الاستيطان وتراجع المساندة الدولية لحل الدولتين، فإن السلطة الفلسطينية سوف تطرح آليات جديدة للتعامل مع القضية، وكيفية الوصول إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. وفي السياق قال أحمد حلس عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ومفوض التعبئة والتنظيم في قطاع غزة، إن القيادة الوطنية ممثلة بالرئيس عباس «تخوض حراكا سياسيا ودبلوماسيا بحكمة واقتدار».
وفي سياق تأييد فتح لخطوات الرئيس عباس السياسية، رفضت الحركة الانتقادات التي وجهتها حركة حماس للرئيس حول موافقته على إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، وقالت إن موقف حماس يندرج في إطار «مربع النفاق السياسي».
وقال أسامة القواسمي، الناطق باسم حركة فتح، في تصريح صحافي، وهو يرد على حركة حماس التي اعترضت على تصريحات الرئيس عباس الأخيرة خلال زيارته لألمانيا، إنها أي (حماس) «أبدت موافقتها على الأطروحات الإسرائيلية الرامية لإقامة الدولة الفلسطينية المزعومة ذات الحدود المؤقتة، والتي تستثني القدس وقضية اللاجئين وتسمح لدولة الاحتلال بضم 60% من مساحة الضفة الفلسطينية».
وأشار إلى أن الرئيس عباس رفض هذا المشروع، بالرغم من كل المحاولات والضغوطات التي مورست عليه عبر سنوات عدة، متهما حركة حماس بأنها تسعى لـ «فصل قطاع غزة عن الضفة الفلسطينية بعد أن تسببت في حالة الانقسام الراهنة، ومحاولة إقامة إمارة في القطاع على حساب الوطن ووحدته».
وكان الرئيس عباس قال قبل أيام في كلمة له في أكاديمية كونراد أديناور، خلال زيارته لألمانيا «نحن نطالب بـ 22% فقط من حدود فلسطين التاريخية، ونحن نكتفي بهذا ونطالب بهذا، وعلى إسرائيل أن توافق على ذلك، وأن توقف بناء المستوطنات التي يعترف العالم بأنها غير شرعية»، وكان يشير بذلك إلى دولة على حدود عام 67.
وأعلنت عقبها حركة حماس على لسان المتحدث باسمها فوزي برهوم أنها تنظر بـ «خطورة بالغة» لتصريحات الرئيس عباس حول مطالبته بنسبة 22% فقط من أراضي «فلسطين التاريخية»، والتخلي عن باقي الأراضي لصالح إسرائيل.
وقال القواسمي في رده أيضا على حركة حماس «إن إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو/ حزيران 67، وتطبيق الشرعية الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية وخاصة القرار 194، هو الموقف الذي وافق عليه المجلس الوطني الفلسطيني عام 88 في الجزائر، وإن الرئيس محمود عباس كسلفه الشهيد الرمز ياسر عرفات، لم يحد قيد أنملة عن هذا الموقف».
وأضاف «من المعيب أن تخرج علينا حماس بمزايدات فارغة، وهي تعلم أن مواقفها السياسية الحقيقية التي توصلها سرا للغرب ولإسرائيل، وتنكرها أمام الشعب الفلسطيني والعربي، هي أقل بكثير من مواقف القيادة الفلسطينية اتجاه حقوق شعبنا».

العالول: القادة العرب أكدوا تمسكهم بالمبادرة العربية للسلام ولم نقدم مشروعا جديدا لقمة الأردن ومطالبنا ثابتة

أشرف الهور

مبارك يتلقى اتصالات تهنئة من ملوك عرب

Posted: 27 Mar 2017 02:27 PM PDT

القاهرة ـ « القدس العربي»: قالت مصادر لـ«القدس العربي» إن «الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، تلقى العديد من المكالمات التليفونية من الملوك والرؤساء العرب، وعدد من نجوم الكرة والفن في مصر عقب عودته لمنزله بعد قرار إخلاء سبيله». وأضافت المصادر، التي رفضت الكشف عن هويتها: «أجرى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، اتصالا هاتفيا بمبارك للاطمئنان على صحته وتهنئته بالعودة لمنزله».
وتابعت: «كما أجرى أمير الكويت، الشيخ جابر أحمد الصباح، وحاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ووزير خارجية الإمارات، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، والملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البحرين، اتصالات هاتفية مع الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك لتهنئته بالبراءة، وللاطمئنان على صحته».
وعاد مبارك، يوم الجمعة الماضي، إلى منزله في مصر الجديدة، شرق القاهرة، بعد عدة سنوات قضاها في مستشفى المعادي العسكري، خلال نظر القضايا، التي كان يحاكم بها، بعد ثورة 25 يناير 2011.
واحتفى عدد من الصحف الخليجية بإخلاء سبيل مبارك، حيث كتب الصحافي الكويتي أحمد جار الله رئيس تحرير جريدة «السياسة» الكويتية، في افتتاحية الجريدة تحت عنوان «حسني مبارك بريء…اعذرهم يا ريس»، هنأ فيها مبارك بالبراءة وعودته لمنزله.
وفي سياق متصل، أصدر فريد الديب محامي الرئيس الأسبق بيانا للرد على الأخبار التي نشرت مؤخراً عن قيام النائب العام السويسري والسلطات القضائية السويسرية بإسقاط تهمة غسيل الأموال والاشتراك في الجريمة المنظمة، عن الرئيس مبارك.
وقال الديب، في بيانه، إن بعض وسائل الإعلام دأبت على مدار السنوات الماضية على نشر أخبار كاذبة بشأن امتلاك مبارك لأموال وأصول خارج مصر.
وأضاف: «مبارك لا يملك أي أصول أو أموال خارج مصر، وممتلكاته تنحصر في مصر فيما هو مدون بإقرارات ذمته المالية وهو ما تم التأكيد عليه في التحقيقات منذ عام 2011». وأكد أن «مبارك لم يخضع لأي إجراءات قضائية من قبل السلطات السويسرية أو أي من السلطات القضائية الأخرى في أي دولة من دول العالم».
وأشار إلى أن «ما يتردد من حين لآخر عن تجديد لإجراءات تحفظ من قبل المجموعة الأوروبية أو سويسرا، هي إجراءات تقوم بها السلطات السياسية وليست السلطات القضائية، وهي مرتبطة أساسًا بأسباب ودوافع سياسية ولا تنم أبدًا عن وجود أي أصول أو ممتلكات للرئيس الأسبق مبارك في هذه الدول، التي لم تثبت أو تعلن أو تخطر السلطات المصرية في أي يوم من الأيام عن وجود أي أصول للرئيس مبارك من أي نوع لديها، ردًا على استفسارات السلطات القضائية المصرية، التي وجهت إليها منذ ما يزيد عن 6 أعوام».
واختتم الديب بيانه: «بناء على ذلك كله، وما أكدنا عليه من عدم امتلاك الرئيس الأسبق مبارك لأي أصول خارجية من أي نوع، وهو ما أفصحنا عنه للسلطات القضائية المصرية منذ عام 2011 ولا يثبت عكسه بعد مرور ما يزيد عن 6 سنوات في التحقيقات».

مبارك يتلقى اتصالات تهنئة من ملوك عرب

تامر هنداوي

ناشطون وسياسيون: ما يجري في المدينة «حرب إبادة»

Posted: 27 Mar 2017 02:27 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: أثارت صور بثها ناشطون وتداولتها وسائل إعلام محلية ودولية لضحايا مدنيين تحت أنقاض المباني في مدينة الموصل موجة من ردود الأفعال الغاضبة.
ورأى عضو مجلس النواب العراقي السابق والباحث في العلاقات الدولية الدكتور عمر عبد الستار، في حديث لـ«القدس العربي» أن كلا من الحكومة والتحالف الدولي استخدما «قوة غير مسبوقة في معارك الجانب الغربي من الموصل بالتزامن مع زيارة رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى الولايات المتحدة».
وأضاف، أن الطرف الأمريكي «استبق تطورات الحدث وتداعياته بالقول إن القصف الذي طال أحياء المدينة وأدى إلى هذا العدد الكبير من الضحايا، جاء بطلب ملّح من العراق».
ووصف عبد الستار ما جرى بـ «الكارثة»، ورجح أن يكون «الاستخدام المفرط للقوة يتوافق مع نهج وزير الدفاع الأمريكي جيمس ما تيس الملقب بـ (الكلب المسعور) لتحقيق حسم سريع بحلول ذكرى احتلال بغداد في 9 ابريل/نيسان».
الأمين العام لتجمع العشائر العربية في العراق الشيخ ثائر البياتي عدّ «جريمة الموصل»، كما وصفها، «امتدادا طبيعيا لجرائم ارتكبت في حلب وغيرها من مدن العراق وسوريا».
وقال لـ«القدس العربي»، إن «الهدف من هذه الجرائم إخضاع العرب السُنّة بعد تدمير مدنهم وقتل أكبر عدد منهم في حرب إبادة معلنة وصريحة لتمزيق المجتمعات السُنّية وتفكيكها».
وأكد البياتي على أن «جريمة الموصل لعبة قذرة يمارسها الجناة الطائفيون أمام العالم مع افلات تام من العقاب»، لكنها ستبقى «جرائم يتحمل عواقبها الطائفيون وإيران واعوانها».
أما رئيس الاتحاد العالمي لقبائل العرب، شيخ مشايخ قبيلة شمر الزقاريط، نواف المغامس، وصف ما يجري في الموصل بأنه «ليس تحريرا بالقدر الذي هو انتقام من ذوي ضباط الجيش العراقي الذين قاتلوا إيران طيلة ثماني سنوات وينتمون في معظمهم إلى مدينة الموصل الشامخة».
ووضع المتحدث الرسمي للهيئة التنسيقية للمعارضة العراقية، الشيخ لطيف السعيدي انتهاكات الموصل «ضمن إطار تدمير المحافظات السُنّية في العراق لما لها من بُعد تاريخي وعقائدي إسلامي وامتدادات قبلية راسخة كمقومات أساسية لبناء الامة ونهضتها وريادتها».
وقال إن «كلّ ما يجري في العراق، وفي الموصل هذه الأيام محاولات إيرانية لاستدراج القوة الأمريكية إلى العراق مرة أخرى للامعان في تدمير الحواضر العربية الإسلامية العريقة، وفي مقدمتها الموصل أكبر حواضر العرب السُنّة في العراق وأكثرها ارتباطا بتاريخهم».
كذلك، أعتبر الكاتب والاكاديمي العراقي فؤاد العاني، أن «هناك سعيا إيرانيا أمريكيا للقضاء على العرب السُنّة الذين لا زالوا يؤمنون بثوابت دينهم وقيمهم العربية كاصحاب ميراث تاريخي في قيادة العراق وحضارته ودوره الريادي عبر التاريخ».
وقال ان الموصل اليوم «تعيش نكبة حقيقية هي امتداد لنكبات اخواتها من مدن العرب السُنّة، في بغداد وحزامها ومحافظات صلاح الدين وديالى والانبار».
وأضاف، أن «محطة الموصل لن تكون المحطة الأخيرة من محطات قطار الخيانة والعمالة والغدر التي تتعرض لها المدن السُنّية مُنذ غزو العراق واحتلاله في 2003».
إلى ذلك، حذّر عضو الهيئة التنسيقية للمعارضة العراقية ياسين الكليدار الحسيني، الولايات المتحدة من «استمرار الممارسات الاجرامية للولايات المتحدة»، كما اسماها، واستهداف «العزل من السكان المدنيين في مدن العرب السُنّة ومناطقهم وفي الموصل مؤخرا بعمليات قصف وقتل وتدمير وحشي»
وأكد لـ«القدس العربي» أن ذلك سوف «يوفر الغطاء الشرعي لتسهيل حملة الإبادة الطائفية والعرقية التي ينفذها الحشد الشعبي الحليف لإيران والمرتبط بسياساتها التخريبية ضد العراقيين عموما والعرب السُنّة خصوصا».

ناشطون وسياسيون: ما يجري في المدينة «حرب إبادة»

رائد الحامد

واقعة اغتصاب «طفلة البامبرز» تثير جدلا بشأن عقوبة الإعدام

Posted: 27 Mar 2017 02:26 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: أثارت واقعة قيام عاطل يبلغ من العمر 35 سنة بخطف طفلة رضيعة لم تكمل عامها الثاني، واغتصابها في محافظة الدقهلية المصرية، قبل يومين، وهي القضية التي عرفت إعلاميا بـ «طفلة البامبرز»، جدلا واسعا في الأوساط الحقوقية، حول عقوبة الإعدام. فقد طالب البعض بإعدام الجاني، «حتى يكون عبره لمن تسول له نفسه ارتكاب مثل هذه الجرائم»، فيما رفض البعض الآخر، مؤكدين أنه في حال تطبيق العقوبة بحق بريء لا يمكن التراجع عنها.
وكانت مديرية أمن الدقهلية تلقت إخطارا يفيد بتحرير ربة منزل، مقيمة بقرية دملاش، محضرا تتهم فيه عاطلا بالاعتداء جنسيا على طفلتها جنا، التي لم تتعد العامين، ما أدى إلى إصابتها بنزيف حاد في المهبل، ونقلت على إثره إلى المستشفى.
وقال المتهم، في تحقيقات النيابة، إنه خلال سيره وقت خطبة صلاة الجمعة الماضية، رأى الطفلة فى شرفة منزلها، فقام بحملها، وأخذها إلى إحدى الغرف المهجورة بجوار منزلها.
وأضاف: «الطفلة كانت ترتدي بامبرز، فقمت بخلعه، وأدخلت إبهامي في فرجها أكثر من مرة، حتى فوجئت أنها تنزف، فخفت أن تكون تأذت فحملتها للبيت، ولما شعرت والدتها بغيابها، سألت عليها في الشارع، فأخبرتها جارة لنا، أنها كانت معي، فذهبت إلى منزلنا، وأعطيتها لوالدتي، لكي تمسح عنها الدم في هدوء، دون أن يشعر بي أحد، ولكنها رأت الطفلة تحت القش غارقة في دمها، وقامت بالصراخ، والبلد اجتمعت على صراخها».
وتابع المتهم: «لم أكن أقصد إيذاءها.. الشيطان مثّل لي أمورا غريبة، جعلتني أقوم بهذه الفعلة، وأنا نادم عليها».
وقررت نيابة دكرنس بإشراف المستشار إيهاب أبو عيطة المحامي العام لنيابات شمال الدقهلية، حبس المتهم باغتصاب الطفلة جنا 15 يوما وإحالته إلى محكمة الجنايات.
وتعالت الأصوات المطالبة بإعدام الجاني. وقال طارق العوضي لـ «القدس العربي» «وفقًا للمادة 267 من قانون العقوبات، فإن عقوبة المتهم باغتصاب الطفلة سيكون الإعدام الوجوبي»، مشيرا إلى أنها «واقعة غير إنسانية تقشعر لها الأبدان».
وأضاف «في حالة ثبوت مشاركة زوجة المتهم في الجريمة ينطبق عليها عقوبة الإعدام وفقًا للمادة 40 من قانون العقوبات».
وقال ناصر أمين، مدير مركز استقلال القضاء والمحاماة، إنه يرفض تطبيق عقوبة الإعدام في قضية «طفلة البامبرز»، مؤكداً أنه يرفض تطبيق هذه العقوبة من الأساس.
وأضاف أن المتهم المحكوم عليه بالإعدام من الممكن أن يكون بريئا، وأنه حال تنفيذ الحكم بالإعدام يصعب العودة في الحكم، ونكون قد أعدمنا بريئا.

واقعة اغتصاب «طفلة البامبرز» تثير جدلا بشأن عقوبة الإعدام

تامر هنداوي

اليمن: «يونيسيف» تكشف عن وفاة أكثر من 2400 طفل خلال سنتين من الحرب

Posted: 27 Mar 2017 02:25 PM PDT

تعز ـ «القدس العربي»: كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أمس الاثنين عن سقوط أكثر من 2400 طفل في اليمن خلال السنتين الماضيين من الحرب في اليمن، ابتداء من الفترة التي بدأت فيها عمليات عاصفة الحزم في اليمن، بينما أغفلت المنظمة اعداد الأطفال الذين قضوا خلال المواجهات السابقة لذلك، منذ أن بدأ الانقلابيون الحوثيون وقوات صالح اجتياح العاصمة صنعاء والمدن الأخرى.
وأوضحت المنظمة الدولية للطفولة في تقريرا لها بمناسبة الذكرى الثانية لانطلاق العمليات العسكرية للتحالف العربي بقيادة الممكلة العربية السعودية تحت مسمى (عاصفة الحزم) أن عدد الأطفال اليمنيين الذين قضوا خلال هذه الحرب منذ 26 آذار (مارس) 2015 وحتى هذا الشهر تجاوز 2400 طفل، بينهم 1500 طفل منذ آذار (مارس) 2016 و900 طفل قضوا خلال العام السابق له.
وذكر التقرير أنه تعرض نحو 2450 طفلا لاصابات متفاوتة خلال العام الثاني للحرب، بينما أُصيب 1300 آخرون في العام الأول للحرب، أي خلال العام آذار (مارس) 2015-2016.
وأشارت المنظمة الدولية إلى أن هناك نحو 462 ألف طفل في اليمن يعانون من نقص حاد في التغذية بسبب انعدام الأمن الغذائي وانهيار شبكات إمداد الماء في العديد من المدن اليمنية، وأن عدد الأطفال المعرضين للخطر الشديد في اليمن ارتفع خلال العامين المنصرمين من الحرب بمقدار 200٪ مقارنة بالعام 2014، من بينها مضاعفة عدد الأطفال الذين قتلوا أو أصيبوا أو أجبروا على حمل السلاح في اليمن خلال العام الثاني للحرب، مقارنة بالعام الأول.
وناشدت أطراف النزاع في اليمن والمجتمع الدولي الحيلولة دون حدوث مجاعة وشيكة في اليمن خلال الفترة المقبلة ودعت إلى ضرورة تأمين إمدادات المواطنين بالمنتجات الضرورية المنقذة للحياة.
وذكر تقرير منظمة يونيسيف أن نحو 50٪ من سكان اليمن يعيشون حالياً بدخل يومي يقل عن دولارين وهو المعيار الدولي لحالة المعيشة تحت خط الفقر. وقال ان الكثير من المواطنين في اليمن لم يتبق لهم شيئ سوى الاستدانة من أجل شراء طعام لأطفالهم أو الاستغناء عن بعض الوجبات الغذائية.
وأكد أن نحو مليوني طفل في اليمن اضطروا إلى ترك الذهاب إلى المدارس بسبب المخاطر الأمنية وأيضاً اضطرار بعضهم للعمل، كما أن الكثير من الآباء سمحوا بتجنيد أطفالهم في مليشيات وكذا زواج بناتهم في سن مبكرة على أمل حصولهم على إمدادات أفضل للاحتياجات الأساسية بدافع اليأس وانعدام الفرص.
وعلى الرغم من هذه المخاطر التي كشفتها منظمة يونيسيف على الطفولة في اليمن، اتهمت السلطات الحكومية مرارا منظمة يونيسيف بتجيير إيراداتها المالية لصالح الانقلابيين والميليشيا الحوثية على وجه التحديد، خلال الفترة، وهو ما اعتبرته الحكومة اليمنية اخلالا بحيادية المنظمة الدولية والتي تتخذ من العاصمة صنعاء مقرا لمكتبها في اليمن، بينما رفضت حتى اللحظة فتح مكتب لها في المدن التي تقع تحت سيطرة الحكومة الشرعية، المعترف بها دوليا بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي.
وعززت منظمة يونيسيف الاتهامات الموجهة ضدها ومحاباتها للميليشيا الحوثية بتحديد فترة الحرب في اليمن من بداية تدخل قوات التحالف العربي في اليمن، بينما تجاهلت تماما كل الانتهاكات والضحايا الذين سقطوا أو أصيبوا أو تشردوا على أيدي ميليشيا الحوثيين، خلال فترة الحرب التي سبقت التدخل العربي في اليمن والتي بدأت عمليا من بداية الاجتياح الحوثي لمحافظة عمران في تموز (يوليو) 2014.

اليمن: «يونيسيف» تكشف عن وفاة أكثر من 2400 طفل خلال سنتين من الحرب

خالد الحمادي

«سوريا الديمقراطية» تدرب قوات أمنية للرقة بإشراف التحالف الدولي

Posted: 27 Mar 2017 02:25 PM PDT

الحسكة ـ «القدس العربي»: كشف مسؤولون أكراد خلال الأيام الماضية عن تدريب قوات أمنية من أبناء مدينة الرقة وذلك تحت اشراف التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «الدولة»، فيما تستعد «قوات سوريا الديمقراطية» لإدارة المدينة بعد استعادتها من تنظيم «الدولة»، وهو ما يرفضه مجلس العشائر والقبائل العربية في ظل توسع النفوذ الكردي في شـمالي سـوريا.
وأكد الناشط الكردي مصطفى عبدي «إجراء قوات الأسايش الكردية وبالتنسيق مع التحالف الدولي عمليات تدريب لقوات أمنية من ابناء محافظة الرقة وذلك منذ إعلان حملة غضب الفرات».
وأضاف لـ «القدس العربي»: أنه «خلال الفترة الماضية تم تخريج دفعات عدة للقوى الأمنية التي ستكون وظيفتها حماية وتأمين المناطق المحررة من تنظيم الدولة لمنع حدوث الفوضى، بالإضافة إلى تنظيم عودة الاهالي لقراهم المحررة، بغية ألا يقوم التنظيم باستغلال الفراغ الامني في المناطق المحررة لتنفيذ عمليالت انتقام وإرهاب، وتنفيذ توغلات كما حـدث سـابقاً»، وفق كلامـه.
وأشار عبدي إلى أن «القيادة العامة للأسايش أعلنت في تاريخ 13 شباط/فبراير الماضي عن تشكيل مكتب عمليات الرقة وذلك تزامناً مع اعلان المرحلة الثالثة من حملة غضب الفرات من أجل تطويق الرقة ومحاصرتها تمهيداً لتحريرها من قبل قسد». وحسب عبدي فإن «هذه القوى سيكون لها دور فعال في إدارة الرقة والقرى التابعة لها بعد التحرير كقوى للأمن الداخلي، حيث تتألف من المكون العربي في مدينة الرقة وأريافها، والتي وجدت لتكون درعاً حامياً للمدنيين وكقوات دعم خلفية لمساعدة قسد في تأمين المناطق المحررة وحمايتها».
وحذر الناطق الرسمي باسم المجلس الأعلى للعشائر والقبائل العربية مضر حماد الأسعد «من صدام كبير جداً سيحصل حتماً لأنه لا يمكن للشعب العربي أن يرضى في احتلال جديد وأكثر بشاعة من تنظيم الدولة وهو جيش سوريا الديمقراطية الذي يجمع في صفوفه مرتزقة من كل مكان في العالم، لافتاً إلى ان العشائر العربية لن ترضى بوجود مرتزقة «قسد» وحزب الاتحاد الديمقراطي في مناطقهم».
وأضاف في حديثه لـ»القدس العربي»، «نمتلك معلومات عن تدريب قوى أمنية للرقة وذلك استكمالاً للاتفاق بين أمريكا وجيش سوريا الديمقراطيه الذي بدأ بتدريب نحو 300 عنصر من الاسايش ليكونوا القوة الأمنية التي تحكم الرقة، والتي تتألف هذه القوى بالظاهر من أبناء الرقة، إلا أن حقيقة هؤلاء العناصر ينتمون بالأساس إلى جيش سوريا الديمقراطية والاسايش».
وأكد الأسعد ان «هذه الخطوة الاستباقية لن تفيدهم بشيء لأن أبناء المنطقة وخاصة العشائر يرفضون ذلك رفضاً قاطعاً وخاصة أن الرقة نسبة العرب فيها كبيرة بينما وجود الاخوة الأكراد قليل جدًا، لذلك يوجد تصميم لدى الجيش السوري الحر والعشائر من أبناء المنطقة لأن تكون الكلمة لهم ويرفضون ما تقوم به أمريكا من إجراءات أحادية الجانب ودعم الأقلية حزب الاتحاد الديمقراطي على حساب الأكثرية العرب».
يذكر ان «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية كانت قد أعلنت الأحد سيطرتها بالكامل على مطار الطبقة العسكري الذي يبعد نحو 55 كيلومتراً عن مدينة الرقة معقل تنظيم «الدولة» في شمالي سوريا.

«سوريا الديمقراطية» تدرب قوات أمنية للرقة بإشراف التحالف الدولي
وسط تحذيرات المجلس الأعلى للعشائر والقبائل العربية
عبد الرزاق النبهان

تواصل ردود الفعل الغاضبة في المغرب على إعلان المكونات الحزبية للحكومة الجديدة

Posted: 27 Mar 2017 02:24 PM PDT

الرباط – «القدس العربي» : تتواصل ردود الفعل الغاضبة في المغرب على إعلان المكونات الحزبية للحكومة التي كلف الدكتور سعد الدين العثماني، بتشكيلها، ووصف الاعلان بنهاية الديمقراطية ويوم اعلانه باليوم الحزين، لما اتسم به من تراجع لحزب العدالة والتنمية، الفائز بالمرتبة الاولى بالانتخابات التشريعية، كمعبر عن الارادة الشعبية وصناديق الاقتراع، امام الضغوطات التي مورست عليه طوال الشهور الخمسة الماضية، من قبل احزاب تحسب على الادارة وتناهض الديمقراطية.
ولا يقتصر الغضب على أوساط حزب العدالة والتنمية، خاصة شبيبته، بل شملت ناشطين ومفكرين ومحللين، يتفقون على ان إعفاء عبد الاله بن كيران زعيم الحزب ورئيس الحكومة 2011-2017 من مهمة رئاسة الحكومة، ليس لخلاف حول المكونات الحزبية للحكومة او برنامجها، بقدر ما كان تخلصاً من زعيم حزبي يختلف عن سابقيه ورئيس حكومة كسر تقاليد «المخزن»، ويصرح بخلافات مع المراجع العليا واحياناً بقساوة، مع احترام كامل للمؤسسات والتعبير الدائم عن ولائه للعرش وحبه للملك، لكنه بات يتمتع بشعبية ليست في أوساط المثقفين فقط بل في الأوساط الشعبية، بل نجح في قيادة حزبه ذي المرجعية الإسلامية، والذي يوصف نمطياً بالحزب «المتخلف والرجعي»، الى النجاح في الانتخابات البلدية والتشريعية، مسيطراً على المدن، في حين لم تنجح الاحزاب المناهضه له، التي تقول بالحداثة والليبرالية الا في الاوساط القروية التي تتحكم فيها عادة ادوات السلطة.

بن كيران قاوم الضغوط

وإذا كان عبد الاله بن كيران، طوال الشهور الماضية، عنواناً لـ«البلوكاج» الذي حال دون تشكيله للحكومة، لانه قاوم الضغوط التي مورست عليه، ورفض قبول ما اشترطته الاحزاب التي فكر في مشاركتها حكومته، لانها قريبة من صناعة القرار والمراجع العليا تريدها بالحكومة، ان كان بتمسكه باشراك حزب الاستقلال الذي وضعت الجبهة المناهضة له فيتو عليه او رفضه اشراك الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الحزب الديمقراطي تاريخياً والذي اصيب بالوهن خلال العقد الماضي ولم يحصل في الانتخابات الا على 20 مقعداً، وبات الاتحاد ورقة الضغط لان مناهضي بن كيران يريدون من خلال ادخال الاتحاد الاشتراكي، اعطاء درس للاحزاب، وخاصة حزب العدالة والتنمية، بأن مصير من يعارض «المخزن»، التذلل للحصول على مقاعد حكومية.
وإذا كان «العدالة والتنمية» لم يصل بعد الى مرحلة التذلل للمشاركة في الحكومة، فإن دخل مرحلة البقاء برئاسة الحكومة، دون ان يكون يشترط، بل بقبول الشروط، التي وصلت الى درجة الاهانة، وهو ما يتوقع ان ينعكس على مستقبل الحزب، وتخاف منه نخبته، التي سادت حالة «إحباط جماعي» في صفوفها منذ إعلان سعد الدين العثماني، عن الأغلبية، التي ستتشكل منها حكومته، والتي كان من ضمنها حزب الاتحاد الاشتراكي، وهو احباط ممزوج بغضب على العثماني وقيادة الحزب التي انبرت تبرر وتشرح اسباب تنازلاتها.
ودشن أعضاء ومتعاطفون مع حزب العدالة والتنمية هاشتاغ «#حكومة_الاهانة» استنكارًا لخضوع الحزب لضغوط الأحزاب الأخرى، يرثون «مبادئ الحزب ومقاومته»، واعرب رضوان نجل عبد الاله بن كيران عن أسفه الشديد على الديمقراطية التي «لم تكن أبداً مكسباً سهل المنال، خصوصاً لمن يبتغيها في إطار صعب ومعقد و بعيداً عن منطق الصراع مع ضعف الموقع.
واعتبر أن التنازل عن الديمقراطية جريمة في حق النضال وحق مشروع الحزب وحق الشعب، حيث أنها الضامن الوحيد لتراكم المكتسبات الحقوقية والاقتصادية للمجتمع «بما اننا في إطار مشروع إصلاحي آمن بالمشاركة الايجابية والتعاون على الخير مع الغير، وتغليب مصلحة الوطن، من موطن ضعف، فمن السهل إيقاعنا في فخ منطقنا، والإجهاز على مشروعيتنا عبر اجترارنا إلى اتخاد قرارات لا شعبية والأسوأ، غير ديمقراطية لذلك اعتقد اننا اليوم امام حدود هذا المنطق، الذي يصعب ان يعطي ثماره على المدى البعيد، خصوصاً بعد تلاشي معطيات الربيع العربي».
وقال إن «تحصين المكتسبات يستلزم إرجاع مبدأ تعزيز الديمقراطية في البلد إلى الواجهة كإحدى ركائز عملنا السياسي، مع ما يستدعيه ذلك من تضحيات وترجيحات بينها وبين المصلحة الآنية للوطن، ففي نظري الترجيح السياسي الأخير قد يجهز على خمس سنوات من التوعية السياسية وبناء الثقافة الديمقراطية، وهو اكبر مكاسب المرحلة».

يوم الحزن

وكتبت قيادات في الحزب «سيسجل يوم 25 آذار/ مارس 2017 (يوم اعلان مكونات الحكومة) بيوم الحزن»، وان العثماني تجاوز الخطوط الحمراء، التي كان قد رسمها سلفه بن كيران في وجه الاتحاد الاشتراكي، ومختلف الاشتراطات، التي قدمها الملياردير عزيز أخنوش، رئيس التجمع الوطني للاحرار والمقرب من المراجع العليا والذي قاد رسمياً جبهة عرقلة مهمة بن كيران، قبل أن يكلفه ذلك إعفاءه من قبل الملك.
وقالت تدوينات (فيسبوكية) «اختيار المعارضة بعزة وكرامة خير من التدبير الحكومي بطعم الابتزاز، والذل» لأن تشكيل الأغلبية الحكومية برئاسة سعد الدين العثماني تمت تحت الضغط، والابتزاز، بينما اعتبرت تدوينات اخرى أن يوم الإعلان عن أغلبية سعد الدين العثماني كان يوماً حزيناً في تاريخ الديمقراطية الناشئة في المغرب، لأن قيادة حزب العدالة والتنمية استجابت لكل الاشتراطات، والابتزازات، التي كان قد واجهها بن كيران، قبل إعفائه، بكل شراسة.
ويرى أعضاء في المجلس الوطني (برلمان الحزب) أن قيادة العدالة والتنمية، التي قبلت بوجود الاتحاد الاشتراكي في الحكومة، خرقت البند الثالث في البيان الختامي للمجلس الذي شدد على ضرورة احترام الإرادة الشعبية، ونتائج اقتراع يوم 7 تشرين الاول/ أكتوبر ودعوا الحزب إلى توضيح قرار القبول بالكثير من التنازلات إلى الرأي العام، لاسيما بعدما تمت التضحية ببن كيران.
واعتبر البرلماني السابق عن حزب العدالة والتنمية، عبد العزيز أفتاتي، أن التحالف الحكومي الجديد يشكل إهانة للشعب ولصناديق الاقتراع، وإعداماً لشروط الانتقال الديمقراطي بالمغرب لان تشكيل الحكومة بهذه الطريقة «إيذان بالعودة إلى مربع السلطوية والاستبداد وتعليق العمل بالدستور»، وستكون حكومة شكلية وسيتم استغلالها والاستئثار بالثروة خاصة أنها حكومة هجينة تم فرضها، وتطبعها الازدواجية، ولن تكون سوى حكومة لتصريف الأعمال وقال «رحمة الله على الانتقال الديمقراطي» وإن جبهة المناهضة «تبحث عن شق الحزب وتريد ردود أفعال تذهب في هذا الاتجاه وتأزم الأوضاع داخل الحزب».

نصب واحتيال

وقال عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، حسن حمورو «سنتوضأ جميعاً ونصلي لنستمر في العمل… لكن لنتأكد أن الذي حدث ليس سوى نصب واحتيال تعرض لهما حزب العدالة والتنمية ومن خلاله المغاربة كافة التواقون للديمقراطية والعدالة الاجتماعية، من طرف من سوقوا معطيات مدلسة تتعلق بوهم «دقة المرحلة» و»صعوبة الظرفية» واضاف «أما الأخ الأمين العام فالله تعالى سينصفه على كل ما قدم لصالح هذا الشعب وهذه الدولة.. وعلى حرصه على وحدة صف الحزب رغم كل الألم.. نعم الألم !!». وقال بلال التليدي عضو المجلس الوطني للحزب واحد منظريه إن «هذه اللحظة هي لحظة تراجع ديمقراطي سندفع فيها الثمن بدون شك، وما نقوم به اليوم هو محاولة تحصين جزء من المكتسبات والحفاظ على تماسك الحزب والتقليص من حجم الأضرار» وأن «الوضوح يتطلب أن نستمر في نفس اللغة، ينبغي أن نقول للناس إننا سندفع ضريبة وثمن عدم الرغبة في الصدام مع الدولة، ليس لأننا جبناء، ولكن لأننا لا نريد للاستقرار أن يكون ضحية مقاومتنا».
وأضاف: «سواء كان تقدير الأمانة العامة صحيحاً أو خاطئاً، النتيجة اليوم ترتبت، ولا ندري إلى حد الآن حجم الخسائر التي ستحصل، لكن علينا أن نكون في كامل الوضوح مع الشعب، ونقول له الحقيقة، كل الحقيقة» واضاف «لقد وجدنا أنفسنا ونحن في طريق تحقيق موعود الشعب في صدام مع الدولة، وجزء من إخواننا ساروا في طريق آخر، لا نتقاسم معهم فيه التقدير على الأقل في بعض التفاصيل المرتبطة بإدخال الاتحاد الاشتراكي، لكن في الأخير الأغلبية حسمت، واليوم نحن بدأنا نعد خسائرنا، وإلى المؤتمر المقبل سيكون أمامنا بعض الوقت لنرى المؤشرات الجديدة، ونقدم الجواب الجماعي عن المرحلة، لكن في كل الأحوال، نحن نتوقع أن أداء الحزب في مجمله في الولاية المقبلة لن يتعدى تقليص الأثر السلبي».
ومن خارج اوساط حزب العدالة والتنمية، كان حزب الاستقلال، الذي حالت جبهة مناهضة بن كيران، دون مشاركته بالحكومة، الا انه تمسك بدعم بن كيران حتى لو لم يشارك، منتقداً التشكيلة الجديدة للحكومة ووصف عادل بنحمزة، الناطق الرسمي لحزب الاستقلال، ما جرى بـ»الانتقام الديمقراطي» واتهمت صحيفة «العلم»، لسان الحزب، قيادة حزب العدالة والتنمية، بالتنكر لمواقفها المسنودة بالشرعية الانتخابية، وأن رئيس الحكومة المكلف العثماني «حنت بن كيران وألقى بمواقفه في القمامة»، بعد تنازله عن الشروط التي ظل بن كيران يدافع عنها لأكثر من 5 أشهر.

تخاذل قيادة الحزب

وقالت الصحيفة امس الإثنين، إن حزب العدالة والتنمية أضاع على البلاد حوالي ستة أشهر من العناد الفارغ، وأن متغيرات كثيرة طرأت آثرت معها قيادة الحزب الانقلاب على مواقف بن كيران بدرجة 180، والتنكر لجميع مواقفها التي كانت تسندها الشرعية الانتخابية وغيرها من الجمل والعبارات التي تحولت إلى كلمات باردة جداً بدون معنى، وأن آخر ما تنكرت له قيادة البيجيدي البلاغ الناري الذي أصدرته هذه القيادة عقب صدور بلاغ الديوان الملكي الذي أعفى بن كيران، وأيضاً بلاغ المجلس الوطني لنفس الحزب في دورته الاستثنائية وأن هذا التنكر أكد اليوم أن قيادة البيجيدي كانت تمارس بهذه البلاغات المزايدة والابتزاز ليس أقل ولا أكثر».
واعتبر الكاتب اليساري المغربي، محمد الناجي، أن «بن كيران سواء أحببناه أم لا، أو اتفقنا معه أو العكس، فالرجل قد تمكن من فرض نفسه بكاريزميته على أصدقائه والمعجبين به وحتى على من يكرهه، لأن له حضوراً قوياً وهيبة غير مصطنعة ولا مزيفة».
وأضاف الناجي «أحييه لأنه ظل مرفوع الرأس في ساحة سياسية انحنى فيها جميع السياسيين، مما جعل إبعاده يبقى بحق خسارة رغم أن هناك من سيفرحون لذلك لأنهم يخافون من أن يفضحهم». وأوضح الناجي أن «بن كيران سياسي يحب المواجهة، ويتحدث مع الناس بكل وضوح رغم أنه يستعمل كلمات بشكل خاطئ في بعض الأحيان، إلا أنه يقترب منهم ويحدثهم بشكل مباشر ولا يضع بينه وبين الشعب مسافات كما يفعل جل السياسيين الذي يخافون من أن تظهر عيوبهم». وأضاف أن «عبد الإله بن كيران يمتلك قوة طبيعية فوق المنبر وهو يخاطب الناس بشكل مباشر رغم ما لهذه الطريقة من مخاطر»، وأنه «أكثر رئيس حكومة تميزاً في الآونة الأخيرة لأنه كان واضحاً مع الشعب وكشف عن القضايا والمصالح المعرضة للخطر، رغم أنه يستعمل مصطلح التماسيح كتعبير عن هذه المخاطر في قالب مضحك».
وشدد على أن «بن كيران كان واضحاً مع الشعب ويقول كل شيء بما فيها الأمور التي لا يجرؤ السياسيون أمثاله على قولها»، مضيفاً أنه «في الأيام القادمة ستجد وجوه السياسيين يملأها الحزن وتغيب عنها الابتسامة وهم يلقون خطبهم على الناس».
وشدد الناشط الحقوقي عبد العزيز النويضي على أن قبول العدالة والتنمية المشاركة في الحكومة بهذا الشكل سيجعل صورته تتضرر كثيراً، وسيجعل التقدير الذي يكنه جزء من المغاربة له يقل، مبرزاً في مقابل ذلك أن العثماني لا يمكن لومه على ما فعل لأن حزبه براغماتي وهو ما جعله يفضل عدم الدخول في الصراع حتى لا يتم الانتقام منه، والزج به في عالم لا يريده الإسلاميين، رغم كلفة ذلك على مستوى صورته لدى الرأي العام بمن فيهم المثقفون.

الشارع سيحاول إسقاط الحكومة

وتوقع رضا الهمادي، رئيس المرصد المغربي للسياسات العمومية، أن «يسقط الشارع حكومة سعد الدين العثماني، بعد سنتين إلى ثلاث سنوات على الأكثر، وهو ما يعني أن احتمال تنظيم انتخابات سابقة لأوانها يبقى مرتفعاً بالنظر إلى كل العوامل السابقة الذكر». وقال الهمادي إن حكومة العثماني شبيهة بـ»مخلوق فرانكشتياين القبيح»، وبعيدة «عن ما تضمنه خطاب دكار ودعوته لخلق حكومة منسجمة قوية ومبنية على تعاقد برنامجي بعيد عن الاصطفافات السياسوية».
واعتبر أن هناك مجموعة من النقاط التي يجب عدم إغفالها الفهم الذي وقع منها أنه «يظهر جلياً أن إعفاء بن كيران من مهامه، كان لتأكد صانعي القرار أنه مركز المقاومة الوحيد داخل البيجيدي ضد دخول الاتحادين الدستوري والاشتراكي الحكومة، وذلك لرفضه لعب دور رئيس حكومة صوري»، مضيفاً في «الحقيقة أن هذا الموقف يحسب لهذا الرجل، فرغم اختلافاتنا وانتقاداتنا الكثيرة ورغم الأخطاء الكبيرة التي قام بها، إلا أنه خرج من الحكومة كبيراً رافضاً المساومة والمساهمة في هذه الردة والتراجع عن توافقات 2011». وأضاف أن «إدخال (ادريس) لشكر عنوة للحكومة هو شهادة وفاة رسمية لكل القيم والمبادئ التي ناضل من أجلها حزب الاتحاد الاشتراكي لعقود والتي قدم من أجلها شهداء وسجناء ناضلوا من أجل تحقيق انتقال ديمقراطي حقيقي، فإذا بورثة الحزب من بعدهم يتحولون إلى أبرز أداة للنكوص الديمقراطي في بلادنا».
وقال الداعية السلفي حسن الكتاني «من أراد خوض العمل السياسي فعلى الأقل فليتفق على قواعد اللعبة التي تناسبه لا أن يدخل في قواعد تسحب البساط من تحت رجله» وقال القيادي في جماعة العدل والإحسان عمر إحرشان «تحقق الرهان بأنها ستكون حكومة بدون طعم سياسي، ومفتقدة للسند الشعبي، وغير منسجمة، والباقي سيتضح في المراحل المقبلة للتفاوض».

تواصل ردود الفعل الغاضبة في المغرب على إعلان المكونات الحزبية للحكومة الجديدة

محمود معروف

موريتانيا: حملات سياسية داعمة للاستفتاء وأخرى مخصصة لإفشاله

Posted: 27 Mar 2017 02:23 PM PDT

نواكشوط -«القدس العربي»: تخلى ساسة موريتانيا موالين ومعارضين وفقاً لاستقراءات المشهد السياسي أمس، عن شؤونهم واهتماماتهم ليتفرغوا، كل على شاكلته، لمعركة الاستفتاء حول التعديلات الدستورية التي أصبحت الشغل الشاغل للجميع منذ أن أعلن الرئيس ولد عبد العزيز عن تفعيله المثير للمادة (38) من الدستور التي تسمح له باستشارة الشعب في القضايا ذات الأهمية الوطنية.
وقد بدأت الحكومة وأحزاب الأغلبية الاستعداد لحملات سياسية وإعلامية ستنطلق آخر الأسبوع الجاري للدفاع عن تفعيل الرئيس للمادة الثامنة بعد الثلاثين من الدستور، ولإقناع المواطنين بالتصويت الإيجابي خلال الاستفتاء، للتعديلات المقترحة.
وتواصل أحزاب المعارضة هي الأخرى، على مستوى العاصمة حملات مناهضة للاستفتاء ولتعديلات الدستور خارج الإجماع، بينما يستعد منتدى المعارضة بأحزابه ونقاباته وشخصياته المرجعية لإطلاق حملات سياسية على مستوى العاصمة وداخل البلاد لإفشال الأجندة الحكومية.
وقد انضم أمس الرئيس السابق سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله لمعارضي الاستفتاء، حيث أكد في بيان توصلت «القدس العربي» بنسخة منه «أنه إذ يستشعر المخاطر التي تتهدد مستقبل الديمقراطية في موريتانيا، ليدعو رئيس الدولة إلى أن يغلب المصلحة العليا للوطن، ويعدل عن قراره القاضي بتجاهل نتائج مناقشة التعديلات الدستورية في غرفتي البرلمان وفقاً للمواد 99-100-101 المتعلقة حصراً بمسطرة تعديل الدستور».
«وفي حال إصرار رئيس الدولة على انتهاك الدستور، يضيف ولد الشيخ عبد الله، فإنني أعتقد أنه من واجب كل الوطنيين الأحرار المتشبعين بالقيم الديمقراطية الغيارى على مستقبل بلدهم أياً تكن مواقعهم على الخريطة السياسية، وأنا فرد منهم، أن يبذلوا ما في وسعهم من أجل مقاومة هذا الانقلاب الدستوري وإفشاله».
وقال «منذ استقالتي في حزيران/يونيو 2009، قرابة عام بعد الانقلاب الذي منعني من ممارسة مهامي الدستورية، حرصت على أن أكتفي بمراقبة سير الأوضاع في البلاد، ملتزماً الكف عن الإدلاء بأي تصريحات عمومية، متمنياً التوفيق لكل أطراف الطيف السياسي في خدمة الشعب، وقد قررت حينها بوعي أن أعتصم بالصمت ما لم تتعرض البلاد لمخاطر تهدد السلم الاجتماعي وتعصف بمستقبل الوطن، ويؤسفني أن ألاحظ أن تواتر نذر الانزلاق وارتفاع مؤشرات تدهور الأوضاع قد وصلت اليوم، حسب اعتقادي، إلى المستوى الذي كنت أخشاه، بعد إعلان رئيس الدولة عزمه على اللجوء للمادة 38 من أجل تعديل الدستور بعد أن فشلت المحاولات التي بذلت لتمرير التعديلات من خلال البرلمان طبقاً لمقتضيات الفصل الخاص بذلك في الدستور».
وتابع الرئيس ولد الشيخ عبد الله يقول «إن دستورنا الذي يعبر عن إرادة شعبنا يمنح كلا من رئيس الجمهورية (السلطة التنفيذية) والبرلمان (السلطة التشريعية)، وعلى حد التساوي، حق المبادرة باقتراح مراجعة الدستور ويضبط شروط هذه المراجعة، وهو يمنح هذين الطرفين بانتخابهما من قبل الشعب وممثليه درجات متكافئة في ميزان الشرعية، ويحدد لكل منهما صلاحيات واضحة، ويمنع أياً منهما أن يجور على صلاحيات الآخر، وبناء على ذلك فإن أي تعديل دستوري انطلاقاً من المادة 38 من شأنه أن يفتح الباب واسعاً أمام تعديلات لاحقة قد تمس ثوابت الأمة ومكتسباتها الديمقراطية كطبيعة النظام الجمهوري والتناوب على السلطة والحوزة الترابية».
وكان منتدى المعارضة قد أكد في مؤتمره الصحافي الأخير «أن تفعيل الرئيس ولد عبد العزيز للمادة (38)، تمرد جديد على الشرعية ومحاولة جديدة لفرض إرادة فرد على الأمة ومؤسساتها، وهو استمرار لاختطاف الدولة وتكريسها لخدمة أجندة شخصية».
واعتبر المنتدى وهو أكبر تجمع للمعارضة «أن امتطاء المادة 38 من الدستور المقيدة نصاً وروحاً بالباب الحادي عشر ومواده 99 و100 و101 المحددة بصورة حصرية لطرق تعديل الدستور، يعد انتهاكاً صارخاً للقانون». وأكد محمد جميل ولد منصور رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (إسلامي معارض)، في خطاب له أمام المنظمة النسائية لحزبه «أن الاستفتاء الذي قرر الرئيس ولد عبد العزيز تنظيمه، لا يصح قانوناً ولا شرعاً».وهدد ولد منصور بإصرار المعارضة على «تفعيل وسائل النضال السياسي وتصعيدها مع اعتماد التعقل والحكمة»، مؤكداً «أن المنتدى المعارض سيوسع التشاور والتنسيق مع المعارضة الديمقراطية من أجل أن يتراجع الرئيس عن أجندته المثيرة المتناقضة مع القانون».
وفي برنامج «المشهد الدستوري» الذي تبثه قناة «المرابطون»، أكد محمد ولد غده عضو مجلس الشيوخ الموريتاني والقيادي في المنتدى المعارض، «أنه إذا سمح باستخدام المادة 38 من الدستور بالطريقة التي قررها الرئيس فسيصبح الدستور ألعوبة، وقد يستخدم لأمور غير جمهورية مثل تحويل موريتانيا إلى مملكة، أو التنازل عن السيادة على أجزاء من التراب الوطني».
ولم يتوقف لحد يوم أمس الجدل المحتدم منذ أيام بين الفقهاء الدستوريين حول قانونية تفعيل الرئيس للمادة (38) من الدستور لتنظيم استفتاء حول التعديلات، حيث نشر قانونيو الموالاة تأويلاهم لهذه النازلة مؤكدين أن المادة (38) لا قيود على الرئيس في إعمالها، بينما يؤكد دستوريو المعارضة أن مراجعة الدستور غير ممكنة خارج المواد 99 و100 و101 المنصوص عليها في الباب الحادي عشر من الدستور.
وتشمل التعديلات التي ستقدم للاستفتاء أموراً عدة أبرزها إلغاء محكمة العدل السامية (العليا) المعنية بمحاكمة الرئيس وأعضاء الحكومة وتحويل صلاحياتها إلى المحكمة العليا، وإنشاء مجالس جهوية منتخبة للتنمية، وتوسيع النسبية في الانتخابات العامة، وتغيير العلم الوطني، وإلغاء غرفة مجلس الشيوخ.
وقد انبثقت هذه التعديلات عن حوار نظم في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي بين الغالبية المؤيدة للرئيس محمد ولد عبد العزيز وأطراف من المعارضة، وقاطعت هذا الحوار أحزاب ونقابات وشخصيات مرجعية منتظمة في المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة.
وبينما أكد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز إغلاقه لباب الحوار بصورة نهائية، ترى أطراف داخل المعارضة بينها حزب تكتل القوى الديمقراطية «أن الخيار الوحيد أمام الرئيس هو الدعوة لحوار سياسي جديد يشارك فيه البرلمان وجميع القوى الموالية والمعارضة، بنيات حسنة هدفها الخروج بإجماع وطني ينهي حالة التجاذب والتأزم».

موريتانيا: حملات سياسية داعمة للاستفتاء وأخرى مخصصة لإفشاله

عبد الله مولود

إجراءات إضافية لمنح «إذن السفر» للسوريين داخل الأراضي التركية… وناشطون يصفونها بالتعقيدات

Posted: 27 Mar 2017 02:22 PM PDT

انطاكيا ـ «القدس العربي»: التفجيرات التي ضربت العديد من المدن التركية منها إسطنبول وعنتاب وأنقرة في العام الماضي دفعت الحكومة التركية إلى تشديد المراقبة الأمنية لتحركات السوريين اللاجئين على الأراضي التركية، حيث فرضت إجراءات وصفها السوريون «بالمعقدة» على تنقلاتهم بين المدن التركية مع منع دخولهم وخروجهم إلى أراضيها.
فقد أصدرت الحكومة التركية توجيهات جديدة على إذن السفر الذي يمنح للسوريين أثناء تنقلاتهم بين المدن التركية، ويعتبر «الإذن» أساسياً للتنقل بين المدن أو السفر عبر المطارات حتى في «كراجات البولمان»، وبدأت الكثير من شركات النقل الداخلي بطلب «إذن لحجز تذكرة السفر» أما المطارات فإن «إذن السفر» مطلوب حتى لو قام اللاجئ بحجز تذكرة الطيران فعدم الحصول على إذن يعني فوات الرحلة وخسارة التذاكر.
وتبدأ إجراءات الحصول على جواز السفر من ولاية إلى أخرى بالحصول على صورة لهوية الحماية المؤقتة التي تمنحها الحكومة التركية للاجئ السوري وصورتين شخصيتين، وحضور شخصي للمسافر لاستخراج «إذن السفر»، كما فرضت الحكومة إجراءات إضافية جديدة مؤخراً على الأوراق المطلوبة ما جعل الأمر أكثر صعوبة.
وقال الناشط ساري الحسن المقيم في مدينة إنطاكيا (ولاية هاتاي) في لقاء مع «القدس العربي»ـ «توجهت إلى دائرة حكومية تركية مختصة بمنح ورقة إذن السفر للاجئين فتفاجأت بقرارات جديدة للحصول على الإذن، وهو شريطة جلب عقد إيجار المنزل لشخص يقطن في الولاية المراد السفر إليها، بالإضافة إلى طلب صورة عن فواتير المياه والكهرباء للشخص ذاته للتأكد من العنوان المدون على عقد الإيجار».
وتـابع «لم يتـوقف الأمـر عند هذه الأوراق فـقط، بـل أصـبح الشـرط للحصـول على الإذن تـأمين سنـد إقـامة للشخص الذي يريد أن يسافر ويستخرج ورقة إذن السفر، وطبعاً يتطلب الحصول على الورقة يوماً كاملاً حتى يستطيع الشخص السفر من ولاية إلى أخرى». وأضاف ساري الحسن «ويتضمن إذن السفر تحذيراً من عدم تسليم الورقة إلى الجهة التي أصـدرتها وذلك بعد العودة من الولايـة التي يـريد اللاجـئ السـفر اليـها، وقد تضمن الإذن تنويهاً بحذف البيانات والحـماية المؤقتـة كاملة في حــال عـدم التســليم.
ويمنح «إذن السفر» لمدة خمسة عشر يوماً من تاريخ إصداره، وبعدها يعتبر لاغياً ووجب تسليمه كضمان للحكومة التركية إلى عدم تغيير اللاجئ مدينته من ولاية إلى أخرى داخل الأراضي التركية، ولمراقبة تحركات السوريين وتوجهاتهم.
وختم بالقول: «نحن نتفهم أنّ الحكومة التركية لديها الحق في حفظ أمن أراضيها، وضبط توزع اللاجئين السوريين على الولايات، لكن تستطيع أن تقوم بذلك من خلال شكل أقل تعقيداً».
وتوقفت الحكومة التركية عن إعطاء هويات الحماية المؤقتة للسوريين، والذين يصلون إلى الأراضي التركية بشكل غير قانوني، وأصبحت تسلّم اللاجئ الواصل حديثاً «وصل حماية» ما يفقد اللاجئ الكثير من التسهيلات والمزايا على الأراضي التركية، وقد تطول فتـرة تـحويل «الوصـل» إلى «هـوية مـؤقتة» إلى أشـهر.
يذكر أنّ وكالة «الأناضول» قالت في تقرير لها في الشهر الجاري إنه يتواجد على الأراضي التركية ما يقارب مليوناً و580 ألفًا و866 رجلاً، ومليونً و376 ألفاً و588 امرأة سورية وهم مسجلون بشكل رسمي في الإدارة العامة للهجرة التركية.
كما أعلنت الحكومة التركية عن عودة 50 ألف لاجئ (الشهر الماضي) إلى المناطق التي سيطرت عليها فصائل الجيش الحر بمساندة من الجيش التركي خلال عملية درع الفرات شمال سوريا.

إجراءات إضافية لمنح «إذن السفر» للسوريين داخل الأراضي التركية… وناشطون يصفونها بالتعقيدات

ياسين أبو رائد

مظاهرة أمام الصليب الأحمر في غزة دعماً للأسرى وتنديدا باغتيال فقهاء

Posted: 27 Mar 2017 02:22 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: تجمع أهالي أسرى غزة في سجون الاحتلال وحشد كبير من النشطاء أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في إطار الاحتجاجات الأسبوعية المطالبة بإطلاق سراح الأسرى، حيث خصصت الفعالية للتنديد بعملية اغتيال الأسير المحرر مازن فقهاء.
وقال عبد الله قنديل من جمعة «واعد» للأسرى والمحررين، في كلمة له خلال الوقفة، إنها تأتي «وفاء لدماء الأسير المحرر فقهاء وثباتا على ذات الدرب الذي مضى عليه».
وأكد أن الشهيد عرف بـ «مواقفه الوطنية المشرفة» في سجون الاحتلال وخارجها.
وخلال الوقفة دعا الأسير المحرر أيمن الشراونة، المقاومة الفلسطينية للرد على اغتيال فقهاء.
وحمل أهالي الأسرى صورا لأبنائهم الأسرى، ولافتات تطالب بإطلاق سراحهم من سجون الاحتلال. وقد تمكنت دفعة جديدة من أهالي أسرى قطاع غزة من زيارة أبنائها المعتقلين في السجون الإسرائيلية، وذلك بتنسيق من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بعد تمكنها من اجتياز معبر بيت حانون «إيرز».
وقالت سهير زقوت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن دفعة جديدة من أهالي أسرى قطاع غزة مكونة من 19 شخصا تمكنت من مغادرة القطاع عبر حاجز بيت حانون «إيرز»، وأوضحت أن من بين المغادرين خمسة أطفال دون سن السادسة عشرة توجهوا لزيارة ذويهم المعتقلين في سجن «رامون».
وتعتقل إسرائيل في سجونها نحو سبعة آلاف أسير فلسطيني، بينهم نحو 500 من قطاع غزة، وجميعهم يعاملون معاملة قاسية، بمن فيهم كبار السن والنساء والأطفال والمرضى، حيث يشتكون من قلة الدواء وسوء الطعام.

مظاهرة أمام الصليب الأحمر في غزة دعماً للأسرى وتنديدا باغتيال فقهاء
دفعة من الأهالي تمكنت من زيارة أبنائها في سجون الاحتلال

بلير يزايد على نتنياهو ويدعو لتفاهم إسرائيلي مع ما سماها «الدول العربية السنية المحيطة بها» ثم السعي للتوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين

Posted: 27 Mar 2017 02:22 PM PDT

رام الله – «القدس العربي»: التقى وزير التعليم في حكومة الاحتلال ورئيس حزب «البيت اليهودي» نفتالي بينت في واشنطن، مع المبعوث الأمريكي لعملية السلام جيسون غرينبلات، على خلفية الاتصالات الإسرائيلية – الأمريكية لكبح البناء في المستوطنات. وقال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو خلال جلسة الحكومة انه لم يتم التوصل بعد إلى تفاهمات بين الأطراف في هذا الموضوع، وإن المحادثات ستتواصل.
ونشر غرينبلات سلسلة من التغريدات على حسابه في «تويتر» كتب فيها انه ناقش مع بينت العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة والعملية السلمية بين اسرائيل والفلسطينيين. وذكر «تحدثنا عن أهمية تحسين الوضع الاقتصادي للفلسطينيين ورؤية الرئيس ترامب للسلام والطريق الافضل لتحقيقه».
واستغرق اللقاء بين بينت وغرينبلات أكثر من ساعة. وقالت مصادر في «البيت اليهودي» إن بينت عرض على غرينبلات مفهومه المختلف بشأن العملية السلمية ومقترحاته وتوقعاته. وأضافت المصادر ان «اللقاء كان هاما وشكل فرصة أمام غرينبلات لسماع وجهة نظر مختلفة».
وكان غرينبلات قد التقى يوم الجمعة في واشنطن مع النائبة تسيبي ليفني من حزب المعسكر الصهيوني، وسمع منها عن جولات المفاوضات السابقة التي كان لها دور فيها. وعرضت ليفني أمام غرينبلات العبر التي استخلصتها من تجربتها والطريقة التي تعتقد انه يجب سلوكها لدفع العملية السلمية.
وجرى اللقاء مع ليفني بعد أربعة أيام من المفاوضات بين غرينبلات والطاقم الاسرائيلي الذي ترأسه رئيس طاقم الموظفين في ديوان نتنياهو، يوآب هوروبيتس وسفير اسرائيل لدى واشنطن رون دريمر.
ولم تتمكن الأطراف من التوصل إلى اتفاق كامل حول التفاهمات المتعلقة بكبح البناء في المستوطنات، لكن البيان المشترك الذي نشر في نهاية الأسبوع أشار الى استعداد اسرائيل بشكل مبدئي لكبح البناء بشكل يأخذ في الاعتبار رغبة الرئيس ترامب بدفع العملية السلمية.
إلى ذلك قال سفير اسرائيل لدى واشنطن رون دريمر انه لأول مرة منذ عقود هناك تنسيق كامل بين إسرائيل والولايات المتحدة. وكان دريمر يتحدث في مؤتمر اللوبي الاسرائيلي «ايباك» على خلفية المحادثات الأخيرة التي جرت في واشنطن لصياغة تفاهمات حول البناء في المستوطنات.
وتطرق رئيس الحكومة البريطانية السابق توني بلير خلال مشاركته في مؤتمر اللوبي اليهودي الأمريكي «ايباك» في واشنطن، إلى تغيير في التوجه نحو حل الصراع والسعي إلى السلام في الشرق الأوسط. وقال: «نحن لن نتوصل الى السلام وفقا للطريقة القديمة، نحتاج الى طريقة جديدة من اجل التقدم». وقال إن عملية التسوية بين اسرائيل والدول العربية والتي يشارك فيها تتقدم بشكل جيد.
وزايد بلير بالدعوة للتوصل الى تفاهمات أولا مع ما سماها «الدول العربية السنية المحيطة بإسرائيل، ومن ثم السعي للتوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين»، وهو الموقف الذي يسعى اليه بنيامين نتنياهو. وقال إن «مفتاح العلاقات الجديد بين الاسرائيليين والفلسطينيين يكمن في العلاقات الجيدة بين اسرائيل ودول المنطقة».
وأضاف: «ما أعمل عليه الآن يقوم على اعتقادي الأساسي أن مفتاح التغيير في الشرق الأوسط ومن أجل عالم هادئ أكثر كنتيجة لذلك، يكمن في منظومة العلاقات بين اسرائيل والعرب بحيث تكون علاقات مفتوحة، علنية وتشمل اعترافا رسميا بدولة اسرائيل». وحسبه «توجد اليوم الكثير من الاستراتيجيات والمصالح المشتركة بين اسرائيل وبقية الدول العربية». وأشار بذلك إلى التخوف المشترك من حصول إيران على سلاح نووي.
في غضون ذلك يواصل الجانب الفلسطيني رفضه لكافة الأحاديث التي تدور حول فكرة الحل الإقليمي. وقال القيادي في حركة فتح رأفت عليان إن الشعب الفلسطيني ينظر إلى القمة العربية كبارقة أمل، متمنيا أن تخرج هذه القمة بقرارات ترتقي إلى حجم التضحيات الفلسطينية، وأن تعمل الدول العربية على تطبيقها على أرض الواقع.
وأكد أن الفلسطينيين ذاهبون إلى القمة العربية متسلحين بصمود الشعب الفلسطيني أولا وبقرارات دولية وأممية لصالح قضيتنا وتدين الاحتلال ثانيا. وأضاف: «ما نتمناه من الدول العربية الشقيقة هو وضع استراتيجية عربية شاملة لتنفيذ القرارات الأممية والدولية على أرض الواقع ودعم صمود شعبنا الفلسطيني في مواجهة ومقاومة الإحتلال».
ورأى أن الثوابت الفلسطينية معروفة جيدا، فلا يمكن الحديث عن أي مبادرة جديدة لحل القضية الفلسطينية تتنافى مع الثوابت الوطنية الفلسطينية التي قدمنا من أجلها آلاف الشهداء والأسرى، كما أن القضية الفلسطينية لن تكون نافذة البعض لتطبيع علاقاتهم مع الاحتلال، وأن مبادرة السلام العربية التي رحبنا وما زلنا نتمسك بها تتحدث بوضوح عن الانسحاب الإسرائيلي أولا مقابل تطبيع العلاقات وليس العكس.
وختم عليان قوله إن القضية الفلسطينية هي مفتاح الحل والأمن والأمان في الشرق الأوسط، فمن يريد أن تنعم بلاده بالأمن والأمان عليه أن يعمل على إزالة الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية وخاصة القدس التي يقع فيها المسجد الأقصى، والتي تعتبر قضية عربية وإسلامية وليست قضية فلسطينية فحسب.

بلير يزايد على نتنياهو ويدعو لتفاهم إسرائيلي مع ما سماها «الدول العربية السنية المحيطة بها» ثم السعي للتوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين

الأتراك في ألمانيا يدلون بأصواتهم في الاستفتاء وسط انتقادات وغضب برلين

Posted: 27 Mar 2017 02:21 PM PDT

برلين ـ «القدس العربي»: بدأ المواطنون الأتراك المقيمون في ألمانيا، صباح أمس الاثنين، التوجه إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء على التعديلات الدستورية الجديدة.
وتوزعت مراكز التصويت في 13 منطقة ألمانية هي العاصمة برلين ومدن ميونخ وكولونيا وهانوفر وهامبورغ ونوينبيرغ وكارلسروه فرانكفورت وإسن ومونستر ودوسيلدورف وشتوتغارت وماينز.
واصطف الناخبون في طوابير خارج القنصلية التركية العامة ببرلين وحمل عدد قليل من المحتجين لافتات لدعم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد.
وقال متعاطفون مع الحزب إن «ستة ملايين ناخب لحزب الشعوب الديمقراطي ليسوا ممثلين في صناديق الاقتراع».
وتستمر عملية التصويت الشعبي حتى 9 نيسان/ أبريل المقبل. فيما يجري الاستفتاء داخل تركيا في 16 نيسان المقبل.
وفي 21 كانون ثان/ يناير الماضي، أقر البرلمان التركي مشروع التعديل الدستوري الذي تقدم به حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، والمتضمن الانتقال من النظام البرلماني إلى الرئاسي، في عملية تصويت سرية، بعد تصويت 339 نائبًا لصالحها خلال عملية التصويت السرية بالجلسة العامة للبرلمان، وسط معارضة 142، فيما صوت 55 بورقة بيضاء، وتم إلغاء صوتين اثنين.
وإضافة إلى الانتقال بالبلاد إلى النظام الرئاسي، تنص التعديلات الدستورية على رفع عدد نواب البرلمان التركي من 550 إلى 600 نائبًا، وخفض سن الترشح لخوض الانتخابات العامة من 25 إلى 18 عامًا. ومن أجل إقرار التعديلات الدستورية في البلاد، ينبغي أن يكون عدد المصوتين في الاستفتاء الشعبي بـ (نعم) أكثر من 50٪ من الأصوات (50+1).
وانتقد وزير المالية الألماني فولفغانغ شيوبله تدخلات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مؤكدا أن الرئيس التركي الذي اتهم المستشارة أنغيلا ميركل «بانتهاج أساليب نازية» ضد الأتراك في ألمانيا يعيد اندماج هؤلاء الأتراك في ألمانيا سنوات إلى الوراء.
وتشعر برلين بغضب متزايد إزاء اتهام أردوغان لها بشكل متكرر بتطبيق «أساليب نازية» من خلال حظر التجمعات الحاشدة التي تهدف إلى حشد التأييد بين الأتراك في ألمانيا لاستفتاء سيعزز سلطات رئاسته.
وقال شيوبله لصحيفة فيلت ام زونتاغ الألمانية الأسبوعية «الأسلوب الخطابي لأردوغان أذهلني». مشيرا إلى أن ذلك «سيدمر عمدا في فترة وجيزة الاندماج الذي زاد على مدى سنوات في ألمانيا».
وقال أردوغان في كلمة في اسطنبول يوم الأحد الماضي «ميركل إنك تطبقين الآن أساليب نازية. ضد أشقائي الذين يعيشون في ألمانيا وضد وزرائي ونوابي الذين يزورون (ألمانيا). هل هذا يتناسب مع أخلاقيات السياسة؟ مهمتك ليست دعم التنظيمات الإرهابية ولكن القضاء عليها».
وحث شويبله في تصريحات خاصة لصحيفة «فيلت أم زونتاغ» المهاجرين على الاندماج قائلا « إذا كنتم أيها المهاجرون ستعيشون هنا باستمرار، فإنه لصالحكم أن تشعروا بالانتماء هنا وأن تصبحوا ألمانا». وأقر أن مهاجرين مسلمين يضعون حاليا «بلدنا ووطنيتنا أمام تحديدات خاصة». وأكد قائلا: «يتعين علينا مساعدة المسلمين الموجودين لدينا على التعامل داخل مجتمع غربي حديث»، لافتا إلى أن ذلك كان الهدف لمؤتمر الإسلام بألمانيا الذي أسسه قبل عشرة أعوام. وفي ظل أصوات العداء الصادرة من جانب الحكومة التركية باتجاه ألمانيا وأوروبا، حذر شويبله من إمكانية حدوث «نكسات مريرة» في الاندماج، لافتا إلى أن طريقة خطاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أصابته بالذهول.
وقال الوزير الألماني: «إنهم يدمرون بقصد في غضون فترة قصيرة ما نما على مدار أعوام في الاندماج بألمانيا. وإصلاح الأضرار التي تنشأ حاليا يستغرق أعواما».وأضاف أن التدفق الهائل لعشرات الآلاف من المهاجرين واللاجئين إلى ألمانيا في عام 2015 «لم يجعل الاندماج أكثر سهولة؛ لأن كثيرا من الأشخاص أتوا إلينا بشكل سريع للغاية».
وعن السياسة الألمانية في الفترة السابقة قال وزير المالية الاتحادي: «قمنا برد فعل على التحديدات التي تم مواجهتها في أزمة اللجوء على نحو بطيء للغاية»، ولكنه أكد أنه يتم تصحيح الأخطاء حاليا.
يذكر أن عدد الأشخاص ذوي الأصول المهاجرة في ألمانيا بلغ نحو 17.1 مليون شخص من إجمالي 81 مليون شخص تقريبا في عام 2015، ولكن نسبة ذوي الأصول المهاجرة تزداد إلى الثلث بين الأطفال الأقل من عشرة أعوام.
وكانت الحكومة الألمانية قد جمدت مؤخرا الدعم الحكومي الذي يتلقاه الاتحاد التركي-الإسلامي «ديتيب» في إطار ثلاثة مشروعات، حسبما ذكرت صحيفة «هامبورغر آبندبلات» الألمانية وأكدت وزارة الأسرة الألمانية في برلين أنه كان من المقرر تخصيص نحو مليون يورو من الميزانية الاتحادية لهذه المشاريع.
ويواجه اتحاد «ديتيب» اتهامات من بينها التورط في أنشطة تجسسية على معارضين للحكومة التركية في ألمانيا. وقال متحدث باسم الوزارة في تصريحات للصحيفة: «نحتاج للتبين عما إذا كان اتحاد ديتيب يلتزم بنظامنا الأساسي الحر».
وذكر المتحدث أن الاتهامات الموجهة ضد الاتحاد جسيمة، مضيفا أن نتائج التحقيقات ستظهر ما إذا كان الأمر يتعلق بحالات فردية أم بـ «خلط هيكلي بين عمل ديني وأنشطة استخباراتية يعاقب عليها القانون».
ويأتي مشروعان من المشروعات الثلاثة التي تم إيقاف تمويلها من قبل الحكومة الألمانية في إطار برنامج لوزارة الأسرة الألمانية لدعم الديمقراطية والوقاية من التطرف بعنوان «عش الديمقراطية! كن فعالا ضد التطرف اليميني والعنف ومعاداة الإنسانية»، بينما يتعلق المشروع الثالث بمشاركة اتحاد «ديتيب» في برنامج الوزارة لإغاثة اللاجئين بعنوان «الناس تقوي الناس».
وكان الصحافي الألماني قسطنطين شرايبر قد انتقد تصرفات الكثير من الأئمة في ألمانيا ضد اندماج المسلمين فيها، حسب ما ذكر الصحافي الألماني قسطنطين شرايبر الذي يعمل لدى شبكة «ايه أر دي» الألمانية التلفزيونية. ونقل شرايبر عن الأئمة تحذيراتهم الدائمة من الحياة في ألمانيا التي وصفوها بخطوط حمراء في خطب الجمعة التي يلقونها. ويقدم شرايبر سلسلة من البرامج التلفزيونية المعتمدة على الصحافة الاستقصائية، التي تحمل عنوان « دير موشيه ريبورت»، وتعني «تقرير المساجد». وستقدم سلسلة الحلقات في القناة التلفزيونية الألمانية «تاغيس شاو 24» التابعة لشبكة «إيه أر دي».
وكانت بعض تصريحات شرايبر التي تحدثت عن التطرف، على سبيل المثال ذكرت أنه يتم أحياناً دعوة نحو كراهية الأيزيديين، الذين صُوروا كأنهم رمز للشر، وكذلك ضد اليهود.
لكنه ورغم ذلك لم يسمع شرايبر في المساجد التي زارها أي دعوات للعنف. بالإضافة إلى ذلك، كان شرايبر متفاجئا من لترحيب الذي لاقاه هو وفريق التصوير معه في المساجد.

الأتراك في ألمانيا يدلون بأصواتهم في الاستفتاء وسط انتقادات وغضب برلين

علاء جمعة

قوات الأمن الجزائرية تفكك خلية لتجنيد مقاتلين في صفوف تنظيم «الدولة» في سوريا

Posted: 27 Mar 2017 02:20 PM PDT

الجزائر – «القدس العربي»: تمكنت قوات الأمن الجزائرية من تفكيك شبكة تجنيد لتنظيم «الدولة» الإسلامية «داعش» غرب البلاد، في وقت كان فيه ثلاثة شبان يستعدون للسفر إلى سوريا من أجل الالتحاق بالتنظيم الإرهابي، وقد تم إيداع الأشخاص الأربعة الذين تم توقيفهم الحبس المؤقت في انتظار محاكمتهم.
وكانت قوات الأمن مدعومة بفرقة تابعة للجيش تابعة للناحية العسكرية الثانية قد أوقفت أربعة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 18 و56 عاماً، وذلك بعد عملية مراقبة دامت أسابيع عدة، علماً أن أعضاء الشبكة التي تم تفكيكها كانت متخصصة في تجنيد الشباب عن طريق الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.
ومكنت عمليات التفتيش التي قامت بها أجهزة الأمن في مقر إقامة المتهمين من العثور على أجهزة الكومبيوتر التي تم استخدامها في عمليات التجنيد، بالإضافة إلى أقراص مضغوطة تتضمن فيديوهات تشيد بالعمليات الإرهابية، وبتنظيم «داعش». وبعد توقيف المتهمين تم عرضهم على وكيل الجمهورية الذي أمر بإيداعهم الحبس المؤقت في انتظار عرضهم على المحاكمة.
وكانت فرقة الشرطة القضائية لدائرة الدار البيضاء في مدينة وهران قد سبق لها قبل أشهر أن أوقفت شبكة تجنيد لتنيظم «داعش» تتضمن تسعة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 18 و35 سنة، والذين تم عرضهم على القضاء، بتهمة الانضمام إلى شبكة تجنيد ودعم للإرهاب.
وتأتي هذه العمليات في إطار الرقابة التي تقوم بها أجهزة الأمن على شبكات التواصل الاجتماعي والانترنت بشكل عام، من أجل التصدي لمحاولات ضرب أمن واستقرار البلاد، وكذا عمليات التجنيد التي تقوم بها الجماعات الإرهابية، خاصة بعد دخول المرسوم الذي يرخص للأجهزة الأمنية مراقبة حسابات وهواتف المشتبه فيهم حيز التطبيق، وهو المرسوم الذي أثار الكثير من الجدل عند الإعلان عنه، لكن وزارة العدل أكدت أن هذا الترخيص الممنوح لأجهزة الأمن لا يمس الحياة الخاصة للأشخاص، بل يستخدم في إطار ضيق من أجل محاربة الإرهاب، والجماعات المتطرفة التي أصبحت تستغل الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي من أجل الترويج للإرهاب، واستقطاب الشباب، وخاصة الفئة المهمشة في المجتمع، والذين يسهل عادة استقطابهم وإقناعهم بالانضمام إلى التنظيمات الجهادية.

قوات الأمن الجزائرية تفكك خلية لتجنيد مقاتلين في صفوف تنظيم «الدولة» في سوريا

سدود إيران وتركيا تحرم العراق من حصته المائية

Posted: 27 Mar 2017 02:20 PM PDT

اربيل ـ «القدس العربي»: تجددت الدعوات في إقليم كردستان العراق، للتحرك لمواجهة مخاطر إقامة إيران وتركيا سدودا على نهري دجلة والفرات، ستحرم العراق من حصته القانونية في مياه النهرين.
عضو لجنة الزراعة والمياه في برلمان كردستان، عبد الرحمن علي، أطلق تحذيرات من مخاطر كبيرة تحدق بالثروة المائية في الاقليم جراء تقليل اطلاقات المياه، وبناء سدود، وتحويل مجرى الأنهر والجداول من دول الجوار، إضافة إلى عدم وجود استراتيجية واضحة لدى السلطات في كردستان لتأمين مياه الزراعة والشرب للمواطنين على المدى البعيد.
وأعتبر علي، في بيان بمناسبة اليوم العالمي للمياه، أن «المخاطر الحقيقية التي تهدد الاقليم تكمن في أن أغلب الانهار والجداول التي تصب في الاقليم تنبع من دول الجوار (تركيا وإيران) اللتين لا تلتزمان بالاتفاقات المائية المشتركة مع الاقليم، وتعملان باستمرار على تجفيف مصادر المياه الآتية إلى الإقليم».
وأشار إلى أن «الحكومة التركية تعمل منذ سنوات على مشروع ضخم يسمى بمشروع (غاب) والذي يتضمن بناء قرابة 22 سداً 14 منها على نهر الفرات و8 ثمانية على نهر دجلة والتي سوف يكون لها تأثير كبير على تخفيض نسب المياه التي تدخل إلى العراق وإقليم كردستان».
وحسب المصدر، إيران بنت أنفاقا ومشاريع أروائية ضخمة لتغيير مجرى نهر سيروان، الذي يأتي 70 في المئة منه من الأراضي الإيرانية ويصب في بحيرة دربنديخان في محافظة السليمانية.
وتطرق علي إلى مشاكل إدارة الثروة المائية في الإقليم، قائلاً إن «إقليم كردستان يهدر نحو ثلثي المياه التي تأتيه من الأمطار والثلوج والأنهار والجداول من دول الجوار».
كما ان إقليم كردستان يمتلك (45) مليار متر مكعب من المياه الجوفية والانهر والمسطحات المائية، وهو ما يفوق حاجته بأضعاف، وفق المصدر الذي لفت إلى أن «حكومة الإقليم لم تتمكن من تأمين حاجة الاقليم من مياه السقي ومياه الشرب للمواطنين».
ودعا عضو لجنة الزراعة والمياه إلى «اقرار قانون في برلمان الاقليم للحفاظ على الثروة المائية ومنع الانفلات والاهدار والتشويه الحاصل في قطاع المياه بالإقليم».
وكان أكرم أحمد، المدير العام للسدود ومخازن المياه في إقليم كردستان، أعلن أن الخطر الرئيسي الذي يهدد الإقليم، هو بناء سدود في إيران وتركيا على معظم منابع المياه التي تصب في أراضيه.
وأكد أن «إيران تعمل على بناء أكثر من ثلاثة سدود وأنفاق كبيرة ستعرِّض بمجرد الانتهاء من بنائها إقليم كردستان إلى خطر الجفاف».
وفي السياق ذاته، تخشى سلطات إقليم كردستان من أن يتسبب بناء سد في مدينة كرمانشاه الإيرانية بجفاف قسم كبير من نهر سيروان الرافد الرئيسي لبحيرة دربنديخان التي تزود محافظة السليمانية وإدارة كرميان بالماء والطاقة الكهربائية.
وطبقاً لخبراء عراقيين، فإن «انتهاء مشروع سد داريان في محافظة كرمانشاه الإيرانية عام 2018، سيتسبب بجفاف جزء كبير من أراضي اقليم كردستان الزراعية، وسيؤدي إلى خلق ازمة مياه كبيرة في محافظات حلبجة والسليمانية وسيتم فقدان مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في حلبجة وسيد صادق ودربنديخان، إضافة إلى فقدان قدرة سد دربنديخان على انتاج الطاقة الكهربائية.
وفي محافظة ديالى المجاورة لإيران، سبق للجنة «من أجل الوند»، وهي إحدى منظمات المجتمع المدين أن أعلنت تنظيم حملة للعمل على إغلاق منفذ المنذرية الحدودي مع إيران احتجاجا على تجفيف طهران لنهر الوند الذي يمر في قضاء خانقين.
وتنوي اللجنة، وفق ما أعلنت، «القيام بحملة جماهيرية لإغلاق معبر المنذرية الحدودي مع إيران ومنع الزوار الإيرانيين والبضائع من دخول العراق».
وقال باسل يحيى، المتحدث باسم «لجنة من أجل الوند» أن «الأخيرة ستوسع نطاق احتجاجاتها لتشمل معابر حدودية أخرى بين إيران وإقليم كردستان».
وطالب «حكومة حيدر العبادي بوضع حل جذري لمعالجة المشاكل مع إيران»، واصفا تجفيف مياه نهر الوند بـ»الحرب التي تشنها إيران على العراق».
بعد غزو العراق، وتشكيل حكومة عراقية حليفة لإيران حولت مسار الأنهار والجداول المائية التي تتدفق باتجاه العراق لتبقى داخل أراضي إيران، ما حرم العراق من حصته المائية.
تسبب ذلك، في تجفيف الكثير من هذه الأنهار، بينها نهر ألواند في خناقين وتقليل ما يصب في سدي ديربنديخان ودكان إلى حدودها الدنيا ما أسفر عن تخريب البنية التحتية الزراعية والمائية والصناعية.
أما قطع مياه الكارون والكرخة والترويج، فقد جعل مياه شط العرب مالحة وملوثة، الأمر الذي تسبب في فقدان البصرة ومدن جنوب العراق أهم مصدر للمياه الصالحة للشرب لأن المياه حاليا تحتاج إلى معالجات كثيرة تفوق القدرات العراقية.
الحكومة العراقية واللجان البرلمانية المختصة لم تحرك ساكنا لحث إيران على تغيير سياستها المائية تجاه العراق بل إن الأمر حسب مصادر كردية عراقية تجاوز ذلك باتهام بغداد بدعم إيران في هذه السياسات ودفعها في اتجاه الضغط على إقليم كردستان العراق الذي يعتبر الجزء الأكبر من ممر المياه الآتية من إيران إلى العراق.

سدود إيران وتركيا تحرم العراق من حصته المائية

ترامب ينوى منح القوات الأمريكية صلاحيات أوسع لاستخدام القوة في الصومال

Posted: 27 Mar 2017 02:19 PM PDT

واشنطن ـ «القدس العربي»: وضعت ادارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اللمسات الأخيرة لقواعد جديدة تمنح قادة الجيش الأمريكي مزيدا من القوة لكي يتصرفوا بسرعة أكبر في حين أكد قائد القوات الأمريكية في افريقيا ان الجيش الأمريكي ملتزم باستخدام هذه القوة بطريقة تقلل من الخسائر في صفوف المدنيين.
وكرر الجنرال توماس فالدهاوزر تصريحات متتالية للعديد من العسكريين الأمريكيين بأنه « من المهم والمفيد جدا بالنسبة لادارة ترامب توسيع سلطات القوات الأمريكية في افريقيا من أجل هزيمة (حركة الشباب)، وهي جماعة تابعة لتنظيم القاعدة»، وقال فالدهاوزر ان «السلطة الإضافية ستضيف مرونة اكثر قليلا ومراعاة في التوقيت في عملية صنع القرار».
وستمنح الصلاحيات الجديدة القدرة للجيش الأمريكي على ضرب الاهداف بطريقة أسرع حيث اوضح فالدهاوزر: «ان قدرتنا على ضرب اهداف «الشباب»، ستؤثر بالتاكيد على قدرة الولايات المتحدة لتحقيق اهدافها في المنطقة».
وللولايات المتحدة عدد قليل من القوات في الصومال، يسمح لها بتنفيذ ضربات للدفاع عن القوات الشريكة والمتحالفة، ولكنها لا تملك صلاحيات أوسع تمكنها من القيام بمهمات قتالية مباشرة ضد الجماعات المسلحة المناهضة لواشنطن.
الى ذلك، ركزت تدريبات عسكرية رعتها الولايات المتحدة، في الاسبوع الماضي، على انتقال الصومال المضطرب من مرحلة الاعتماد على قوات الاتحاد الافريقي إلى دور قيادى للقوات المحلية، إذ قال الجنرال جون جنسن من قيادة الجيش الأمريكي في افريقيا ان سلسلة التدريبات والدورات الدراسية التى اطلق عليها أسم (الاتفاق المبرر) قد جرت في اديس بابا مشيرا إلى انها تناولت «التعقيدات المرتبطة بالمرحلة الانتقالية».
وجرت المناورات التى شملت مئة من المشاركين وسط مخاوف بشأن استعداد الجيش الوطني الصومالي على تحمل المسؤولية عن امن البلاد حيث اتفق الخبراء على ان القوات الصومالية غير مؤهلة للقيام بمهمة قوات الاتحاد الافريقي على الرغم من سنوات طويلة من التدريب.
واستثمرت واشنطن، بدون فائدة، عشرات الملايين من الدولارات في تجهيز الجيش والشرطة في الصومال حيث قالت ميشيل سيسون، نائبة السفيرة الأمريكية لدى الامم المتحدة ان الجهود الأمريكية لتدريب وتجهيز الجيش الوطني الصومالي لم تترجم إلى مكاسب مستديمة.
واعترف توماس والدهاوسر، قائد قيادة الولايات المتحدة في اوروبا، مؤخرا، في جلسة استماع للجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ، ان بعثة الاتحاد الافريقي في الصومال أصبحت مرهقة بعد حملة ضد حركة «الشباب» منذ 10 سنوات.
ورفض الاتحاد الافريقي الكشف عن الخسائر في الارواح التى طالت العناصر الكينية والاوغندية والاثيوبية والبورندية اثناء هذه الحملة قبل الاعلان النهائي عن سحب الجنود البالغ عددهم 22 الف جندي من الصومال في العام المقبل، والانسحاب الكامل بحلول نهاية عام 2020.

ترامب ينوى منح القوات الأمريكية صلاحيات أوسع لاستخدام القوة في الصومال

رائد صالحة

«البرلمان المصري» يواصل إرهاب النواب بسلاح الفصل

Posted: 27 Mar 2017 02:18 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: أبدى النائب هيثم الحريري، عضو تكتل «25 ـ 30» المعارض في مجلس النواب المصري، لـ«القدس العربي»، استعداده للفصل من مجلس النواب، بعد إحالته للتحقيق بهيئة المكتب، بتهمة التطاول على رئيس المجلس، علي عبد العال، خلال مناقشة مشروع القانون المقدم من الحكومة لإنشاء الهيئة الوطنية للانتخابات.
وأضاف: «متمسك بموقفي وعلى استعداد للفصل من المجلس اليوم قبل الغد، ومستمر في الدفاع عن حق الشعب وعلى استعداد لدفع ضريبة مواقفه كاملة».
وكتب الحريري، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «على الرغم من التسجيل الإلكتروني لطلب الكلمة في مناقشة قانون الهيئة الوطنية للانتخابات، وعلى الرغم من تقديمي طلبا مكتوبا لمناقشة المواد 15، 16 من القانون، تمسكت بحقي في إبداء الرأي، وتجاهل رئيس المجلس طلبي وأصر على التصويت على المادة رقم 15».
وتابع عضو مجلس النواب المحال إلى للتحقيق: «أعلنت وجود مخالفة للوائح من رئيس المجلس، وصوت رئيس المجلس على تحويلي لهيئة المكتب، فخور بمواقفي ومتمسك بها ومستعد لفصلي من المجلس اليوم قبل الغد، المجلس وسيلة وليس غاية، سنظل ندافع عن حقنا وعن حق الشعب ويشرفنا أن نسدد ضريبة مواقفنا كاملة».
يذكر أن علي عبد العال، رئيس مجلس النواب المصري، أعلن إحالة النائب هيثم الحريري إلى هيئة المكتب، بعدما اتهمه الأخير بمخالفة اللائحة الداخلية لمجلس النواب.
وقال النائب أحمد طنطاوي، عضو مجلس النواب، عن تكتل 25 ـ 30، إن «الحريري لم يخالف اللائحة ولم يتعد باللفظ أو الفعل على عبد العال، ولم يرتكب خطأ في حقه».
وأضاف أن العديد من أعضاء ائتلاف «دعم مصر» يرتكبون مخالفات تستوجب الإحالة للتحقيق، وأن عبد العال لم يحرك ساكنا تجاه هذه الأخطاء، قائلا: «ما يحدث من رئيس المجلس كيل بمكيالين».
وكانت جلسة مجلس النواب مساء أمس الأول، شهدت خلافا بين النواب خلال مناقشة المشروع المقدم من الحكومة، لإنشاء الهيئة الوطنية للانتخابات، قبل أن تنتصر المعارضة وتفرض الإشراف القضائي على الانتخابات في القانون.
ووافق مجلس النواب من حيث المبدأ برئاسة على مشروع القانون المقدم من الحكومة لإنشاء الهيئة الوطنية للانتخابات. كما وافق المجلس بالإجماع على إطلاق فترة الإشراف القضائي على العملية الانتخابية وعدم التقيد بمدة العشر سنوات.
وكانت جلسة مجلس النواب أمس شهدت خلافات حادة وسجالا بين النواب حول المادة 34 من القانون التي تحدد مدة الإشراف القضائي على الانتخابات، ففي الوقت الذي تمسك فيه رئيس المجلس بتحديد مدة الإشراف القضائي بـ 10 سنوات، تمسك جانب كبير من النواب بإطلاق مدة الإشراف القضائي على الانتخابات دون تقييده بمدة.
وبدأت الأزمة عندما رفض عبد العال الموافقة على رأى اللجنة التشريعية حول مشروع القانون بأن يتولى القضاء الإشراف على العملية الانتخابية بشكل مطلق.
وشدد على أن ذلك يمثل مخالفة للدستور في مواده الذي نص على أن يتولى القضاء الإشراف على الانتخابات لمدة 10 سنوات فقط. وأيده النائب محمد السويدي زعيم ائتلاف دعم مصر الممثل للأغلبية في البرلمان، إلا أن تكتل «25 ـ 30 « المعارض، رفض قصر إشراف القضاء على الانتخابات لمدة عشر سنوات فقط.
وأكد نواب التكتل، أن الأشراف القضائي كان أحد المطالب الجماهيرية في ثورتي يناير ويونيو، في وقت تمسك المستشار عمر مروان وزير شؤون مجلس النواب بالنص الوارد من الحكومة بأن تكون مدة الإشراف القضائي على الانتخابات لمدة عشر سنوات فقط نعكف خلالها على إعداد قيادات قادرة على الإشراف على الانتخابات.

«البرلمان المصري» يواصل إرهاب النواب بسلاح الفصل

تامر هنداوي

بعد مطالبة «هيومن رايتس ووتش» بتوقيفه البشير يرأس وفد السودان في القمة العربية

Posted: 27 Mar 2017 02:18 PM PDT

الخرطوم ـ «القدس العربي»: يتولى الرئيس السوداني، عمر البشير رئاسة وفد بلاده المشارك في القمة العربية والتي تبدأ في الأردن غداً الأربعاء.
وقال وزير الخارجية السوداني ابراهيم غندور، في تصريحات صحافية أمس، إن «مشاركة البشير بالقمة العربية بالأردن تكتسب أهمية لأنها تجيء في وقت حرج للأمة العربية، إضافة لكونها تناقش قضيتين تتعلقان بتنمية وإعمار السودان وفقا لمشروع تتبناه الجامعة العربية ومبادرة الأمن الغذائي العربي التي يقوم بها السودان».
واعتبر أن دعوة منظمة «هيومن رايتس ووتش» للأردن بعدم استقبال البشير لا قيمة لها باعتبار أن ملك الأردن هو الذي قدم الدعوة عبر مبعوث خاص، مبيناً أن ملك الأردن أصرّ على ضرورة حضور البشير للقمة».
وأوضح أن «زيارة البشير ستشهد لقاءات مع ملك الأردن والملوك والرؤساء العرب».
وكانت «هيومن رايتس ووتش»، دعت عمان لمنع دخول البشير الدخول إلى أراضيها أو توقيفه إذا دخل.
وجاء في بيان المنظمة أن «الأردن سيتحدى التزاماته الدولية كعضو في المحكمة الجنائية الدولية إذا سمح للبشير بزيارة المملكة دون توقيفه».
وظلت زيارات البشير الخارجية تثير الجدل وتطغى على أجندة المناسبات التي يشارك فيها، كما حدث في جنوب أفريقيا ونيجيريا. وتسير زيارته للأردن في الاتجاه نفسه.
ولا يحضر السودان ضمن الأجندة الرئيسية للقمة، والتي انحصرت في تداعيات القضية الفلسطينية واليمن وسوريا والعراق وليبيا.
وكانت المحكمة الجنائية الدولية، قد أصدرت في عام 2009 لائحة اتهام ضد البشير، وعدد من وزرائه، بارتكاب «جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة خاصة في إقليم دارفور».
ويعتبر البشير أول رئيس دولة يصدر في حقه أمر بالتوقيف من المحكمة الدولية وهو في سدة الحكم. ويرى محللون ومراقبون أن»هذه النقطة تمثل اختبارا وتحديا كبيرا لهذه المحكمة».
وفشلت الجنائية الدولية في توقيف الرئيس السوداني طوال ثماني سنوات، ما دفع المدعية العامة للمحكمة، فاتو بنسودا، إلى انتقاد مجلس الأمن الدولي لفشله في هذا الأمر.

بعد مطالبة «هيومن رايتس ووتش» بتوقيفه البشير يرأس وفد السودان في القمة العربية

صلاح الدين مصطفى

مقالتك على طاولة الوزير

Posted: 27 Mar 2017 02:17 PM PDT

عندما يمرر لك أحد أصدقائك خبراً ملغوماً مفاده أن: مقالتك على طاولة الوزير. تشعر بأن الجُملة ناقصة، وبحاجة إلى استكمال أو توضيح. وحينها تجتاحك نوبة من الأسئلة المربكة. عمن أوصل المقالة إلى الوزير؟ ولماذا؟ وهل وُضعت على طاولته هكذا بمفردها، أم أُرفق بها تقرير مزدحم بالتفسيرات والمقترحات؟ وهل نُقلت إليه كما هي مكتوبة في الجريدة؟ أم خضعت لعملية جراحية لزوم الاختصار المخل؟
أي هل يمكن أن يكون أحد مستشاريه قد تبرع باختزالها وتأويلها بالنيابة عن الوزير؟ والأهم إن كان الوزير سينتبه إليها بالفعل من بين كل الأوراق والملفات المسجاة على طاولته، ويطالعها كقارئ؟ وبالتالي، أيمكن أن تكون محل اهتمامه أو نصيبها سيكون نصيب أي ورقة من الأوراق التي يطالعها يومياً؟
لست الوحيد الذي يقال له إن مقالتك على طاولة الوزير. وليست المرة الأولى التي تسمع هذه العبارة المغوية. ولن تكون الأخيرة بالتأكيد. ما دمت تنتمي إلى فصيل من الكُتّاب الذين يكتبون بشغف وحرفية وجدية. ولن ينتابك أي هاجس أمني لأنك تتحرك في المناطق الآمنة مهما كان منظور المتقرئين لكتاباتك، أي في الفضاءات الفكرية الجمالية التي تقترح تأثيث الحياة بالفن والأدب والمعرفة. وما تكتبه لا يحمل أي إشارات مبطّنة، بقدر ما هو مكتوب بلغة صريحة وسافرة. وهو بالتأكيد موجه إلى قارئ في المقام الأول وليس إلى الوزير ومستشاريه إلا بصفتهم قراء. وهنا قد تتوهم أن الوزير سيجتمع ببعض مستشاريه ليتحاوروا حول مقالتك، ويفكروا في إمكانية تحويلها إلى برنامج عمل ثقافي. وربما يوبخ خبراء التخطيط الثقافي في مكتبه عن سبب غياب تلك الأفكار عن مخيلتهم، وقد يستدعيك ليستأنس برأيك الثقافي ويتباهى بصداقتك.
ستتغابى كغيرك من المثقفين الرومانسيين، وتتناسى المقولة الشهيرة للماريشال النازي جوبلز (عندما أسمع كلمة ثقافة أشهر مسدسي) وستوهم نفسك بأن هذه المقولة ما هي إلا دعاية رخيصة حتمتها المواجهة العسكرية الأيديولوجية ما بين المتقاتلين في الحرب العالمية الثانية. وستستدعي من ذاكرتك كل وزراء الثقافة المتحدرين من الشعر والفن والأدب، كأندريه مالرو وجاك لانغ وثروت عكاشة وغيرهم. الذين عقدوا صداقات مع المثقفين واستناروا بآرائهم. ولن يمر بخيالك أبداً أن هؤلاء كانوا جزءاً من سلطة لها مرئياتها وبرامجها وخططها. وستطرد من بالك تلك المواقف الباردة التي جمعتك ببعض وزراء الثقافة، الذين أبدوا فيها من التصنّع والتكلّف وادعاء الثقافة ما جعلك تكره لحظة اللقاء وتتمنى أن ينقضي بسرعة.
سلة مهملات الوزير أكبر وأوسع مما يحتمله خيالك، أما مقالتك فلن يحتمل الوزير بقاءها على طاولته أكثر من تلك اللحظات التي ستحط على الطاولة ورقة أخرى، ولا يحملك خيالك على التصور أبداً أنه سيطويها ويدسها في جيبه وهو في طريقه إلى اجتماع مجلس الوزراء، أو إلى بيته حرصاً على قراءتها. فأنت مجرد كاتب ضمن آلاف من الكُتّاب. وبمعنى أدق أنت مشروع خروف في حظيرة كحظيرة فاروق حسني الشهيرة، التي كانت المعادل الممسوخ لمزرعة حيوانات جورج أورويل. وكل ما تكتبه يُنظر إليه بعين الريبة. نعم، ريبة المستشارين الذين يعملون كرقباء، أو من خلع عنهم إرنستو ساباتو صفة المثقفين، ووصفهم بالشرذمة المسعورة المنذورة لإحراق كُتب الفكر والأدب. وذلك بمقتضى عقائدهم الهمجية وعقدهم النفسية. فالرقيب مهما بلغ من الثقافة ليس بمقدوره سماع ثرثرة الأزهار على اللوحة، كما يستنتج رينيه غاي كادو وهو ينضد أجمل الأزهار على ضفاف قصيدته.
من أخبرك بأن مقالتك على طاولة الوزير، لن يكلف نفسه عناء متابعة ما آلت إليه، ولن يكون رسولك الخفي إلى مكتب الوزير، فهو مكلّف بإيصال رسالة على طريقة: أقتل حاملها، إذ سيختفي من أمامك كما يموت المؤلف في المعجم التنظري لرولان بارت. وعليك حينها إما أن تقضي أيامك مؤملاً في اتصال أو ردة فعل أو إيضاح، أو أن تتناسى تلك الهدية المسمومة وتواصل الكتابة ضد الفشل المادي والروحي للإنسان. بمعنى أن تقاتل على نهج سيمون بوليفار الذي حلم بتحرير وتوحيد أمريكا اللاتينية، وهو يحمل مشعل كتب جان جاك روسو، أو أن تقنع بذلك التلويح، إلى حافة اليأس، إذ لا شيء ينطوي على المعنى سوى اليأس الذي ينبغي أن يصاحب القناعة، ويعادل إحدى الراحتين لتهتدي إلى أخلاقية الحياة.
الثقافة، أو هذا الهدير المقبل من أعماق التاريخ، بتعبير ريجيس دوبريه، لا محل لها في برنامج الوزير بالمعنى الذي تحلم به، فهو الامتداد العضوي للمؤسسة المستألئهة. ولذلك ستتخثر مقالتك على طاولته، ولن يكون لها ذلك الهدير أو حتى الأثر الضئيل الذي توسوس به نفسك لك. والأجدى أن تسأل نفسك: أشاهدت وزيراً يتأبط جريدة؟ أما قرأت عن المثقف الذي صار وزيراً فنكّل بمجايليه وأصدقائه من المثقفين؟ وعندها ستتأكد أنه ـ أي الوزير- إذا جمعك به موقف فلن يتذكر أنه قرأ لك في يوم من الأيام جُملة واحدة. حتى إن تذكرك فسيتجاهلك لأسباب لا يستطيع عقلك المجبول على الثقافة فهمها واستيعاب مبرراتها، فالوزير لا يجس الحياة بمجساتنا نفسها، فهو لا يستخدم حسابه في تويتر أو الفيسبوك إلا لإصدار التعليمات وتوزيع التهاني. فتخيل كم هو محروم من التماس مع الناس والكُتّاب والقراء، وكم هو مأزوم بلعنة الطاولة.
يخسر كثيراً من يجعل الوزير قارئه الضمني.. يخسر فكرته.. يخسر خطابه، بل يخسر نفسه، وأنت تعلم أن الكتابة عمل على درجة من القداسة وينبغي لك كإنسان وكاتب أن لا تهين نفسك بنفسك بالاستغراق في حلم ساذج. فهذا الخيط الضئيل من الأمل الكاذب الذي يستحوذ عليك ينم عن حُبّ بائس. وهو يحدث من جانبك فقط. وعندما تنام وتصحو وأنت تسمع رنين مقالتك على طاولته فكأنك تنحاز بإرادتك وكامل وعيك إلى تسجيل إسهامك ككاتب في خانة الأسباب الوضيعة للكتابة، حيث الوجاهة والمال والشهرة، وبالتالي فأنت تسمح للوزير بأن يفهرسك على جدول أعماله، أو بمعنى أدق، كورقة ضالة على طاولته.

٭ كاتب سعودي

مقالتك على طاولة الوزير

محمد العباس

«مدينة Z المفقودة» للأمريكي جيمس غراي: رحلة اكتشاف حضارة إنسانية في غابات الأمازون

Posted: 27 Mar 2017 02:17 PM PDT

باريس- «القدس العربي»: توجد ثلاث ميّزات لهذا الفيلم: أولها أنه مبني على أحداث حقيقية ومثيرة، وثانيها أنه مصنوع جيّداً فنياً، وثالثها بعده الإنساني والحضاري. قد لا يكون للأولى والثالثة معنى إن لم يكن الفيلم «مصنوعاً جيّداً فنياً»، من الناحية البصرية، أي تركيزه على الجمالية في الصورة' وليس الإبهار التقني، إطارها وزاوية التقاطها وليس «ميكانيكية» حركة الكاميرا، بما لدى هوليوود من تقنيات في ذلك، والحديث هنا عن فيلم أمريكي استطاع أن يأتي بفيلم مغامرات إلى صالات السينما الفنية في فرنسا، إذ بدأت عروضه قبل أيام.
سنأتي إلى «بعده الإنساني والحضاري» بعد الحديث عن «أحداث حقيقية ومثيرة» هي قصّة الفيلم المأخوذة عن كتاب بالعنوان نفسه. في بدايات القرن الماضي، تم اختيار فيرسي فاوسيت من قبل الجمعية الجغرافية في لندن للسفر إلى الحدود البرازيلية البوليفية لرسم خريطة لها كي يكف البلدان عن التنازع. وبريطانيا، كما هي إسبانيا والبرتغال آنذاك وهناك، بلد استعماري يرسم الحدود للدول المُستعمَرة، وفكرة الدولة الاستعمارية وما يرافقها من أفكار وسلوك حاضرة في الفيلم. هناك، يقترب من اكتشاف مدينة مختفية في غابات الأمازون يسميها مدينة Z، وقع على أطرافها وكان أول إنسان «أبيض» يطأ أرضها، فيعود إلى بريطانيا ليحدّث عنها ويشرع في رحلات أخرى لاكتشافها/ بعدما صارت هاجسه الوحيد، تاركاً زوجته وأطفاله في لندن.
القصة حقيقية، وينتهي الفيلم بإشارة مكتوبة إلى أن الاكتشافات الحديثة أثبتت صحة فرضية فاوسيت في وجود مدينة كهذه، كأنها آخر آثار المدينة المفقودة «الدورادو». لطبيعة القصة، لا يخلو الفيلم من تشويق، وإن لم يكن مركز الثقل الأساسي فيه كونه احتوى على ثلاث رحلات استكشافية قصيرة إلى الأمازون، توزعت على طول الفيلم، وليس رحلة واحدة يكفي طولها لبناء عناصر التشويق للمُشاهد، لذلك نرى أن مركز الثقل في الفيلم كان أساساً في مضمونه الإنساني، ساعدت على نقله جودة العمل فنياً وحقيقيّة قصته.
عدا عن عموم موضوع الفيلم، ففيه أكثر من إشارة إلى البعد الاستعماري لبريطانيا من جهة، والبعد الحضاري للسكان الأصليين من جهة أخرى، فأثناء إلقاء كلمته، إثر عودته من رحلته الأولى، متحدثاً عن مدينة مفقودة فيها معالم حضارة مختلفة تماماً عن الأوروبية، يذكر بأنّهم، الأوروبيين، يمكن أن يفعلوا في البلاد التي يكتشفونها ما هو غير التدمير، كما أن أحدهم يسأله مستنكراً إن كان يفترض أنّهم و»الهنود»، السكان الأصليين، متساوون، كأناس، ليرد فاوسيت بأنه لا يعرف، لكنه يحاول اكتشاف مدى حقيقة ذلك، ثم، وفي الكلمة ذاتها، وهو ما أثار حفيظة وشغب الحضور، وهم من برجوازية لندن، قال بأن في تلك المدينة، في غابات الأمازون، أو «الصحراء الخضراء» كما سماها، حضارة إنسانية مختلفة تماماً وقد تفوق حضارة الأوروبيين في عمرها.
تتخلل الفيلم إشارات غيرها في البعد الإنساني له، من خلال أقوال وتصرفات للرحالة فاوسيت، وكذلك في الغايات الخبيثة من رحلات الاستكشاف المزدهرة أثناء الحقب الاستعمارية، وقد انعكس ذلك مراراً في الأدب، نذكر هنا «قلب الظلام» للبولندي البريطاني جوزيف كونراد، ودراسات الفلسطيني إدوارد سعيد المطوّلة عليها كنموذج ثقافي مرافق للاستعمار، وقبله روبنسون كروزو للإنكليزي دانييل دفو. بعد دفو بثلاثمئة عام نجد في رحلات فاوسيت الاستكشافية الحديث ذاته عن العبودية وعن قبائل بدائية آكلة للحوم البشر، في وقت كانت أوروبا تتحضر للحرب العالمية الأولى التي تخللت الفيلم وكانت المقابل «الحضاري» لحياة أهالي الأمازون.
فاوسيت الذي ذهب وتعامل مع السكان الأصليين، كان مخالفاً لتلك المعتقدات العنصرية، صاحبَ بعض السكان وأقنعهم أنه ليس في ديارهم، إلا للبحث عن مدينة مفقودة، يبدو أنهم يعرفون مسبقاً بها، مدينة مليئة بحقول الذرة وبالذهب. فيها أناس لهم حضارتهم الخاصة، نقوشهم وأسلحتهم ومقتنياتهم التي يصنعونها مما توفر في الغابة.
فيلم المغامرات، الواقعي، التاريخي، السيَري، الإنساني «The Lost City of Z» نال تقييمات نقدية عالية، وكان عرضه الأول في مهرجان نيويورك السينمائي، هو من إخراج الأمريكي جيمس غراي، صاحب «أوديسا الصغيرة» في 1995، و «المهاجر» في 2013، الذي واظبت أفلامه الأخيرة على المشاركة في مهرجان كان السينمائي.

«مدينة Z المفقودة» للأمريكي جيمس غراي: رحلة اكتشاف حضارة إنسانية في غابات الأمازون

سليم البيك

النظام العراقي يقول: نعم نعم أمريكا!

Posted: 27 Mar 2017 02:16 PM PDT

قال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون ( 22 آذار/مارس)، ان القوات العسكرية الأمريكية ستبقى في العراق بعد هزيمة «الدولة الإسلامية» لسببين الأول هو تجنب عودة المنظمة الإرهابية، والثاني للعمل على «توفير شروط الشفاء التام من طغيان داعش». أمام الكونغرس، في ذات اليوم، أيده وزير الدفاع جيم ماتيس، قائلا انه يتعين على القوات الأمريكية البقاء بعد هزيمة «الدولة الإسلامية» لمنع عودة الجماعة الإرهابية. سبق هذه التصريحات، استدعاء رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أكد على التزام الولايات المتحدة باتفاقية الإطار الاستراتيجي العراقية – الأمريكية. و»استمرار الشراكة الثنائية على المدى البعيد لاستئصال جذور الإرهاب في العراق».
إن ترجمة هذه التصريحات على ارض الواقع تعني، ببساطة، شرعنة الاحتلال الكولونيالي الجديد، مرة أخرى، برضا النظام العراقي، على الرغم مما تتضمنه من مفردات لطيفة على غرار «شراكة، اتفاقية، تعاون». وجاء استدعاء العبادي ليبصم على العودة إلى «بيت الطاعة». صحيح إن قوات الاحتلال الأمريكية لم تغادر العراق، بشكل كلي، تحت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، إلا أن أعدادها كانت قليلة، نسبيا، وحاول النظام العراقي ستر وجودها، مثل عورة، بمسميات غير مهينة ولا تلحق الضرر بالسمعة «الديمقراطية» للنظام وأمريكا معا، مثل «استشارة، تدريب، مساعدة». وهي ذات التسميات المستخدمة كغطاء لهيمنة الميليشيات المدعومة إيرانيا، خارج وداخل نطاق النظام.
تشير تصريحات تيلرسون وماتيس إلى ان إدارة ترامب لم تعد ترغب بالتستر على مساعداتها العسكرية أو حتى تغليفها بورق «المساعدات الإنسانية» الصقيل، بل إنها تطالب الدول المستجيرة بها إن تُعلن عن تقبل وجودها العسكري وأن تدفع أجوره وتكاليفه نقدا ونفطا، علنا، لا تحت الطاولة كما كان الحال في العراق، عبر النفط المصدر بدون قياس في الموانئ، وصفقات الفساد المشترك مع السياسيين وإيران التي أفرغت الخزينة العراقية وغطته الإدارة الأمريكية خلال الـ14 عاما الماضية. إنها خطوة تماثل ما طبقه رئيس الوكالة الأمريكية للتنمية السابق «أندرو ناستيوس» على منظمات المجتمع المدني المتلقية للدعم المادي قوله بأن على المنظمات أن تعلن صراحة تأييدها للسياسة الأمريكية وإلا قام بنفسه بتمزيق العقود، وأكد الموقف كولن باول، وزير الخارجية الأمريكي في إدارة جورج بوش، قائلا بأن منظمات المجتمع المدني ذراع للسياسة الأمريكية!
إذن، لم يعد أمام العبادي، قيادي حزب الدعوة، المثرثر دوما عن سيادة العراق، إلا أن يبتسم باستخذاء المستجدي، مصغيا لمحتل بلاده وهو يكيل له الاهانات. مكرسا بذلك واحدا من الأمثلة النادرة، تاريخيا: أن تقوم حكومة ما باستجداء قوات أجنبية لاحتلالها، ودفع تكاليف احتلالها وقتل مواطنيها، مرتين.
يزيد من مرارة الفعلة النكراء، أن يتم الإعلان عن عودة هيمنة الاحتلال ،أرضا كما هو جوا، بشكل صريح، في ذكرى الغزو، بذريعة محاربة « الدولة الإسلامية»، هذه المرة، وليس إنقاذ العالم من أسلحة الدمار الشامل أو تحرير العراق، كما في المرة الأولى. حيث توٌظف الامبريالية، لكل حقبة زمنية، تبريرها. فما أُستخدم في الغزو الأول تجاوز فترة صلاحيته، خاصة بعد أن أثبتت « منجزات» المحتل ومن استجاروا به، على مدى السنوات، همجيتها، وأن ما ارتكبوه بحق المواطنين، عموما، كان مبنيا على سياسة استهداف وانتقام وتخريب منهجي. وان شعارات التحرير والديمقراطية وحقوق الإنسان لم تعد تنطلي حتى على السُذج. وأن اختلاق العدو، أيا كان أسمه (فلول النظام السابق، القاعدة، داعش، الإرهاب)، ضروري لعدة أسباب، أهمها: وسم مقاومة الاحتلال، الشرعية، الأخلاقية، بوسم الإرهاب، إثارة الفتنة، واستخدام العدو كذريعة لتمديد بقاء المحتل عسكريا بالإضافة إلى المعاهدات الملزمة، وهو ضرورة لحماية النظام الحاكم بالوكالة أو لمساعدته على التخلص من نصف الشعب (على الأقل) الذي لم يحز على رضاه، بأساليب مختلفة تراوح ما بين التهجير والاعتقال والقتل وقصف المدن.
يشكل قصف المدن وقتل المدنيين جراء ذلك، واحدا من أهم ما يميز حقبة الاحتلال، المباشر وغير المباشر، وحكوماته المتعاقبة. فالخوف من المقاومة، سَوغ قصف أهل الفلوجة باليورانيوم المنضب والفسفور الأبيض، وتهديم 80 بالمئة من مبانيها. تلتها مدن أخرى، آخرها، المجزرة التي تعيشها مدينة الموصل حاليا، جراء قصف «قوات التحالف» المستمر، وتفجيرات تنظيم الدولة، لتصبح آلة الموت بلا حدود، والحياة الإنسانية بلا قيمة. لم يعد للذاكرة ما تختزنه، في مدينة الربيعين، غير صور بطانيات يحملها رجال هاربون من حطام مدينتهم. البطانيات المتربة تحتضن أطفالا ونساء، كانوا، ذات يوم، يحلمون بسفرات ربيع آذار العائلية.
إحصائيا، يقول «المرصد العراقي لحقوق الإنسان» إن عدد القتلى المدنيين في الموصل الذين تم تسجيلهم وتوثيقهم تجاوز 3846 شخصاً منذ بدء المعارك منتصف تشرين الأول/اكتوبر الماضي. ووثق موقع «الحرب الجوية»، المتخصص برصد عدد ضحايا قصف قوات التحالف، إن معدل عدد الضحايا من المدنيين، منذ بدء معركة الموصل، هو ثلاثة في اليوم الواحد.
محليا: في ذات الوقت الذي كان فيه المئات من أهل الموصل يدفنون تحت ركام القصف الأمريكي، ألقى «سماحة حجة الإسلام والمسلمين القائد السيد مقتدى الصدر- اعزه الله» خطاباً أمام تظاهرة حاشدة في ساحة التحرير في بغداد، توقع فيها بعض السذج أن يدعو، وهو الجامع بين كونه «حجة الإسلام والمسلمين» والقائد السياسي معا، ولو إلى التحقيق في الجريمة أو إقامة مجلس عزاء، مساندة لأهالي الضحايا. إلا انه اختار تجاهل القصف الأمريكي والمجزرة التي سببها، ولم يشر إليها ولو من باب تعبئة وتجييش أتباعه لترداد شعاره الحماسي المعتاد «كلا، كلا أمريكا». وتحدث عن خطر يهدد حياته! فهل سيكون شعار تظاهرته المقبلة، درءا للخطر، وبحضور نواب كتلته، ورضا حزب الدعوة «نعم، نعم أمريكا»؟

٭ كاتبة من العراق

النظام العراقي يقول: نعم نعم أمريكا!

هيفاء زنكنة

كان سيف الإسلام على حق!

Posted: 27 Mar 2017 02:15 PM PDT

كان سيف الإسلام القذافي على حق عندما خرج في التلفزيون الحكومي (الذي ملكه هو ووالده في الحقيقة) في الأسبوع الأخير من شباط (فبراير) 2011 مهدداً ومتوعداً بسبابته اليمنى الذين خرجوا للمطالبة بوضع حد لحكم والده المستبد: «انسوا شي اسمه نفط.. وشي اسمه استقرار.. وشي اسمه تنمية».
يومئذ، خاطبته في قرارة نفسي وأنا أتابع ذلك البث التلفزيوني: أيًّا كانت ليبيا بعدك، ستكون أفضل.
في ليبيا اليوم حرب أهلية تتغذى عقائديا ومناطقيا وعرقيا وقـَبَليًا، مع تدخلات خارجية، إقليمية ودولية، واضحة للعيان. الحرب الأهلية غير مفهومة وليس لها ما يبررها، لأنه لا يوجد في ليبيا ما يستحق التضحية من أجله. لكن التدخل الخارجي مفهوم بالنظر إلى الموقع الجغرافي للبلد والتداعيات المحتملة استراتيجيا وأمنيا للصراع إذا ما فلت من عقاله. الحرب في ليبيا، وعلى خلاف الكثير من الحروب الأهلية الأخرى، ليست شأنا داخليا صرفا.
كل الحروب قذرة، أهلية كانت أم بين دول وجيوش نظامية. وكلها فيها محطات من البشاعة الإنسانية يصعب تصديقها. قد يمكن تبرير الجنون عندما يتداخل أكثر من دافع في إشعال الحرب وضمان ديمومتها، كأن يلتقي العرقي والديني وإغراء الكرسي معا (حدث ذلك في البوسنة ورواندا مثلا، فارتُكبت الفظاعات). لكن حال ليبيا مختلف، إذ لا مبرر للحرب غير كرسي الحكم ودواعي النفوذ والاستيلاء على حقول وموانئ النفط.
هذا يجعل من الصعب تفهم كيف ومن أين جاء كل ذلك الحقد المستشري بين الأطراف المتقاتلة والذي بلغ ذروته الأسبوع الماضي، عندما شاهد العالم مَن يُعتقد أنه النقيب محمود الورفلي، من قوات الصاعقة في «جيش» اللواء خليفة حفتر يصفي ـ بالرصاص ـ وبدم بارد ثلاثة سجناء مكبلين ووجوههم نحو جدار مهترئ.
صحيح أن اللقطات المصورة التي شاهدها العالم دامت دقائق معدودة، لكن دلالتها تؤرخ لدهر من الأحقاد والأمراض النفسية. أول ما يستنتجه المرء أن الأمر يتعلق بقاتل محترف قد لا يكون أولئك القتلى أول وآخر ضحاياه. كما أن في إطلاق النار من المسافة صفر ومسدس تحمله اليد اليسرى دلالات على استسهال فعل القتل وتمييعه على يد من يملك السلاح.
قبل ذلك بلغ الحقد ذروته مع استخراج مقاتلين تابعين لقوات حفتر، يقودهم النقيب الورفلي، جثة القيادي الإسلامي جلال المخزوم من قبره بعد أسبوع من دفنه. المخزوم قـُتل في قصف لقوات حفتر، بيد أن الموت لم يشف غليل المنتمين إلى المعسكر الآخر فاستخرجوا الجثة وطافوا بها في الشوارع وسط هستيريا التهليل بإطلاق الرصاص في الهواء والصراخ والبصق والشتائم، ثم شنقوها أمام الملأ. كانت حالة تفوق الوصف من الوحشية واللاآدمية.
لم تكن جثة المخزوم وحدها، بل طالت الايادي قبور ضحايا آخرين، بينهم نساء، وفق تقارير ليبية، تعرضت للنبش والإهانة.
لا يوجد شيء يستحق كل هذا الحقد أو يبرره، حتى لو كان ما حدث رد فعل على أفعال سابقة من مثل الانتقام من المخزوم كونه مَن قاد الهجوم على معسكر الصاعقة التابع لحفتر في 2014 وقتل وأضرم النيران. الرجل توفي في معركة، والمروءة، لمن بقي فيه شيء منها، تمنع المساس بالقبور، وتمنع على صاحبها «إعادة قتل» الجثث.
لا يملك المرء إلا أن يهنئ الليبيين بهذا التفوق: بطولات ونياشين عسكرية وصاعقة وحفلات.. من حول قبور وجثث شبعت موتا.
آمنت منذ سنوات بأن ليبيا مهشمة وبدون معمر القذافي وأولاده، أفضل لليبيين من ليبيا مستقرة بالقذافي وأولاده.
أنطلق في تقديري القاسي هذا من عملية حسابية بسيطة: لو تُرك القذافي الأب يحكم ليبيا كان سيسود فيها 25 سنة أخرى (مستغبيًا العالم بلا انقطاع أنه لا يحكم)، ثم يوّرثها لسيف الإسلام أو واحد آخر من أبنائه ليحكمها أربعين سنة أخرى. النتيجة: 65 عاما من حكم رجل واحد وابنه. وإذا أضفنا لهذه السنين تلك المسيرة المظفرة التي بدأت في «الفاتح» من عام 1969، سيتجاوز عدد السنين المائة.
قرن من حكم عائلة استولى كبيرها على الحكم من عجوز لم يجد في بيته ديناراً بعد عزله، فكمّم الأفواه وأطلق أولاده يعيثون فساداً في الأرض.
في المقابل، يتقاتل الليبيون خمس أو عشر سنوات، ثم يتعبون ـ لأن التاريخ لا يحفظ حربا أهلية واحدة استمرت إلى ما لانهاية ـ ويتصالحون ويبدأون العيش مع بعضهم وإعمار بلادهم.
حتما ستكون الفاتورة ثقيلة ومحزنة على صعيد الفرد كما على صعيد المجتمع. لكن لا أحد يستطيع أن يجزم بأن الفاتورة ستكون أسوأ منها في حكم القرن من حكم آل القذافي.
اليوم، وبعد أن شاهدت جزءا يسيرا من كل هذا الحقد المتفشي، أراجع قناعتي. وأحزن على حال الضحايا الذين قدموا أرواحهم قربانا لليبيا حرة وديمقراطية. لا أسف على القذافي وأولاده. كل الأسف على ليبيا المنكوبة وشعبها المسكين.. من هذا الورفلي وأشباهه.

٭ كاتب صحافي جزائري

كان سيف الإسلام على حق!

توفيق رباحي

تحرير الموت لا الإنسان في مدينة الموصل العراقية

Posted: 27 Mar 2017 02:15 PM PDT

تخيلوا المشهد وضعوا أصابعكم على كل حرف سيقال، فالمقال ليس مرثية ولا استنكارا ولا تحليلا سياسيا لحدث ولا استعراضا، بل هو إعلان عن نصر مؤزر بتحرير الموت في مدينة عراقية كي تعود إلى حضن الوطن، الذي لم يعد مهما لأهلها لأنهم ماتوا.
مواطنة تظهر على شاشات التلفاز تؤكد أنها فقدت تسعة من أفراد عائلتها، وأخرى هاربة من الموت تتوسل بمراسل قناة تلفزيونية عله يتوسط لها بإبلاغ أي كان، كي ينتشلوا جثة ابنتها الصغيرة من تحت أنقاض بيتها الذي تهدم، وهي تصر على أنها لا تريد أي شيء سوى دفنها. رجل يقف مذهولا يكاد لا يسيطر على حركة يديه وجسده، وعيناه تجول في كل مكان من هول الصدمة، يشير إلى صحافي بأن أكداس الجثث الى جانبه، المغلفة بأكياس النايلون الزرقاء تعود له ويعددها قائلا، هؤلاء أولادي الخمسة، وهذه زوجتي، وهذه شقيقتي. وبينما الآليات ترفع أنقاض بيته يهرع لسائق الآلية فيوقفه، لان جثة حفيده قد ظهرت من تحت الانقاض وباتت تحت عجلة الآلية. في حين أن العشرات من الرجال والصبيان يدفعون عربات الخضار لكنها محملة بالجثث إلى مثواها الأخير، في حدائق البيوت والحدائق العامة وحتى الارصفة، لان الذهاب إلى المقابر بات مُخاطرة، بينما مئات الآلاف يهيمون على وجوههم بعد أن فقدوا كل شيء، ولم يعد لهم أي مكان يمكن أن يكون صالحا للعيش.
شوارع وأزقة وبنايات وبيوت وجسور وسيارات كلها سويت بالأرض، وباتت أثرا بعد عين، لأن الموت المحرر قد نهض فيها وبات سيد الموقف. فهل يدل هذا المشهد على قول رئيس الوزراء العراقي من أنه مهتم بتحرير الإنسان قبل تحرير الارض؟ وهل سيتهم الاعلام أيضا بأنه (إعلام مغرض يلفق الاكاذيب كلما نحقق انتصارات) كما يقول؟
هذا المقطع الصغير من المشهد الكبير الذي مازال الكثيرون لا يعلمون هوله، حدث في السابع عشر من الشهر الجاري، حيث نفذّت قوات التحالف الدولي غارة جوية على أحد الاحياء في الجانب الغربي من مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى في الشمال العراقي، في إطار الحرب على تنظيم «الدولة» بغية تحرير المدينة. ومنذ الأيام الاولى التي تلت الحدث بدأت مؤشرات المجزرة في الظهور إلى العلن، من خلال استغاثات المواطنين المنكوبين، لكن السلطات وبعض المسؤولين العسكريين نفوا الموضوع، واعتبروها دعاية مضادة يقوم بها التنظيم. وعندما ظهرت بعض الحقائق إلى العلن ألقوا بمسؤولية الحادث على التنظيم، مدعين بأنه هو من قتل الناس وصوّرهم كي يعرقل تقدم القوات، ثم جاءت الحقيقة الصادمة بعد أن اعترف الجيش الامريكي ببيان رسمي بأن (التحالف يؤكد مسؤوليته عن قصف الموقع الذي قتل فيه مدنيون في الموصل)، وأضاف بأن القصف تم بناء على طلب عراقي، ثم أعلن الكولونيل جوزيف سكروكا، المتحدث باسم التحالف الدولي، من أن التحالف (أجرى تقييما للتحقق من وقوع خسائر مدنية، مع ذلك هذه العملية ستستغرق وقتا).
وهو بيان واضح من أن الحادث قد حصل لكنه سيغلّف بمبررات عديدة بهدف طمس الحقيقة وإسدال ستار النسيان عليه، كما أُسدلت سُتر كثيرة على حوادث مشابهة حدثت في العراق وسوريا خلال السنوات الاخيرة. أما الامم المتحدة فهي كالعادة لديها القلق البالغ وليس سواه، إزاء التقارير التي تتحدث عن وقوع خسائر بشرية كبيرة في الموصل. فقد قالت مسؤولة في الامم المتحدة إنها صُدمت بالبيانات التي تحدثت عن الحادث. كما صُدمت ليز غراند منسقة الامم المتحدة للشؤون الانسانية في العراق هي الاخرى، في تصريح لها نتيجة الخسائر الفادحة في الارواح، وكأن العجز والتفرج هو سيد الموقف وهو الخيار الوحيد لدى كل هؤلاء.
إننا نفهم مسؤولية كل دولة حين تقاتل في سبيل إعادة أراضيها إلى السيادة الوطنية، كما نفهم صورة المعركة الميدانية التي عكست صعوبة استرداد المدينة، بعد أن قرر الامريكان زج قوات أمريكية خاصة مع الوحدات المتقدمة تكتيكيا، بسبب نسبة الخسائر الكبيرة التي حدثت في صفوف القوات الخاصة العراقية. لكننا لا نفهم كيف تتم إعادة السيادة بأي كلفة حتى لو بالقصف العشوائي وسياسة الارض المحروقة التي لا تبقي حجرا فوق حجر. فلقد استخدمت المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ والهاونات والطيران ضد أحياء قديمة ومتهالكة، وكلها أسلحة غير نقطية ذات كثافة نارية تستخدم ضد جيوش، وليس ضد أفراد ومجاميع مسلحة قليلة العدد وسريعة الحركة، أي أن مساحة تدميرها غير محدوده وساحة المعركة أكبر تجمع سكاني في العراق بعد العاصمة. بينما يعرف الجميع بأن لكل حرب منظومة أسلحة، ومنظومة أسلحة العصابات المسلحة غالبا ما تكون، أنفاقا وسيارات مفخخة وعبوات ناسفة، وقناصين وانتحاريين ودروعا بشرية، بينما يفترض أن تكون منظومة أسلحة من يحارب نوعا من الحروب كهذه هي القوات الخاصة، والطائرات بدون طيار، والقدرة النارية النقطية برا وجوا.
جهل تام أن تتم مواجهة هذا النوع من الحروب غير التقليدية بأسلحة حروب تقليدية، خاصة وهم يعرفون جيدا أن خيارات التنظيم باتت القتال حتى النهاية، وتفخيخ المساحات والاماكن بهدف كسب عامل الوقت. ثم من هو المسؤول عن الوضع الذي سارت اليه الموصل والعراق كله؟ هل أهل الموصل هم من سلموا مدينتهم وأنفسهم وحان اليوم وقت عقابهم وقتلهم بهذه الطريقة الوحشية؟ أليست هي مسؤولية السلطات الحالية التي لم تصن السيادة على الارض وأمن الانسان؟ ألم يشارك الامريكان والغربيون والسلطة الحالية في بغداد في إنتاج تنظيم «الدولة»، بالغزو والاحتلال وبالعنف اللامحدود، وبطائفيتهم وفسادهم وأميتهم السياسية وفشلهم في الحكم وإدارة الدولة والمجتمع؟ فأي معنى يبقى بعد هذه الجريمة لأمر وزير الدفاع العراقي بفتح تحقيق في الحادث، أو مطالبة مجلس قضاء الموصل بإعلان المنطقة منطقة منكوبة؟
إننا أمام عار يلاحق كل الذين اشتركوا في هذه الجريمة، أمريكيين وغربيين وأقليميين وعربا يقدمون خدماتهم الاستشارية في الغرف المشتركة، لانهم جميعا ساهموا في هذه المجزرة المروعة، وإن عودة أي شبر من الارض إلى السيادة بقتل الابرياء وتدمير الممتلكات العامة والخاصة، وتهجير الناس في العراء دون مأوى، ليس نصرا بل هزيمة منكرة، لان الوطن كومضة معنوية في الضمير العراقي لن يبقى كذلك. كما سيجد أي مسؤول كبيرا أو صغيرا من السُنة والشيعة، حزمة الكره واضحة في عيون الاطفال الذين فقدوا اباءهم وأمهاتهم دون ذنب اقترفوه، وسيكبر هذا الكره إلى حقد ولو بعد حين. فلقد وضعوا أهل الموصل في فم نهاية ملعونة تتربص بهم، وتجعلهم يقفون عاجزين تماما عن مواجهتها، وهم بين مطارق كثيرة وسنادين أكثر.
باحث سياسي عراقي

تحرير الموت لا الإنسان في مدينة الموصل العراقية

د. مثنى عبدالله

آسف يا مصر

Posted: 27 Mar 2017 02:14 PM PDT

سؤال منطقي يطرح نفسه في وسط حالة الضبابية التي تحيط بالواقع المصري، على الرغم من كل الأضواء والشاشات وساعات البث والبرامج التي لا تتوقف. 
والسؤال الذي يرتبط شكلا باللحظة وموضوعيا بأصل الفكرة والمطلوب للمحروسة، يتمثل في التساؤل عن جدارة الاعتذار والمعني به، فهل يفترض أن نقول «آسف يا ريس؟» أم «آسف يا مصر؟» سؤال يرتبط وبشكل وثيق بثورة 25 يناير 2011 وما شهدته من تطورات أو فشل، وفقا لوجهة نظر من يتعامل معها ومع ما تمثله من معنى.
نقف أمام لحظة يتم فيها تصوير براءة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك من قتل المتظاهرين، وخروجه من مستشفى المعادي العسكري إلى منزله في مصر الجديدة في 24 مارس 2017 بوصفها سقوط يناير بالضربة القاضية. وهو ما يعيدنا لمعنى يناير، فمن يرى أن يناير مجرد لحظة زمنية وحدث انتهى بفشله في تحقيق أهدافه، يصدق في تصور أنها مجرد قصة كتبت نهايتها ولا بد من البحث عن عنوان وحكاية جديدة. ومن يرى أن يناير أهداف وأفكار حية لا تموت ولا تتجزأ ولا تنفصل عن صورة مصر المستقبل، مصر الديمقراطية المطلوبة، يدرك أهمية الوقوف أمام تفاصيل المشهد، وأهم ما فيه من تطورات حكمت على اللحظة بالفشل وتؤسس لفشل يديم السلطوية ويغيّب الحرية.
المهم في اللحظة أنه تم التجاوز عن الكثير، وارتفعت فيها مقولة «آسف يا ريس» والتهنئة بكلمات مثل «نورت بيتك» مع تعليقات سعيدة ومهنئة، كما نقلت الأخبار. تبرئة تم التركيز عليها وكأنها القول الفصل لحكم مبارك، رغم سابق أدانته في قضية مخلة بالشرف، هي قضية الاستيلاء على نحو 125 مليون جنيه من المخصصات المالية للقصور الرئاسية، التي حكم عليه ونجليه فيها بالسجن المشدد لمدة 3 سنوات في يناير 2016، إلى جانب غيرها من الأمور المتعلقة بالقضايا التي قدمت، ومن قدّم المستندات، والسياق الذي تمت فيه المحاكمات، وغيرها من التفاصيل المؤثرة على حكم ليس بهذه السهولة على نظام حكم لعقود ممتدة.
وتغلف كل هذا مجموعة من المقولات والتحليلات التي تخدم السلطة، وكل ما يمسها، والتي تؤكد على قدسية أحكام القضاء من دون أن تطالب النظام بالالتزام بها في قضية مثل، مصرية جزيرتي تيران وصنافير، أو غيرها من القضايا التي تخص الدستور والقانون، وكلها أمور يتم التعامل فيها خارج هذه القدسية، التي تشن في مواجهة من يعترض أو يتساءل عن منطق الأشياء.
ظهر خطاب «آسف يا مصر» أثناء ثورة يناير، خاصة مع ما تم تسريبه عن حجم الفساد الذي كان قائما لحظة سقوط مبارك، لدرجة أن عضوا من أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي تولى السلطة في هذا الوقت أكد على الإحساس بالدهشة من حجم الفساد الذي كان قائما في مصر، بالإضافة إلى ما نشر من أخبار عن جهاز أمن الدولة وغرف التعذيب، وغيرها من أخبار الوجه القبيح لعصر ما قبل يناير، الذي لم يختف عن المشهد، وإن تراجع بشكل محسوب لفترة. في الوقت نفسه ظهر الوجه الحسن للشعب واضحا، مع خطاب يؤكد على الحرية والسعادة بها والتنفس في ظل سماء مختلفة. عوامل مثلت فرصة للاعتذار لمصر بصفة عامة، والاعتذار، كما جاء في تعليقات البعض، عن التأخر في التحرك من أجل وطن حر وديمقراطي بصفة خاصة. 
كما ظهر في السياق نفسه خطاب أبوية السلطة، وفكرة الحاكم الذي يمثل أب العائلة ويفترض أن يتم احترامه واحترام عمره، كما قيل، وتم رفع خطاب «آسف يا ريس» الذي تغذى على فشل وإفشال الثورة. وفي الوقت الذي كان يفترض أن يتواجد شعور عام بالأسف لحال الوطن والمواطن ضحية الفقر والجوع والمرض، وضحية العبارات وقوارب الموت والقطارات المحترقة والأغذية الفاسدة، تناسى البعض كل هذا للتركيز على الفرد والاعتذار له والاحتفاء به.
حالة ساعد عليها جهود أنسنة مبارك والأسرة، مع التركيز على خطاب المعاناة والصدمة. وبدلا من مبارك المنتصب في خطبه وأحاديثه حتى اللحظات الأخيرة، جاءت صورة المرض مع خطاب إعلامي يظهر في شكل تسريبات من محل أقامته، قبل ظهوره في المحكمة، ليرتب حالة التعاطف مع الرئيس المقال. وكما يطالب البعض بقدسية أحكام القضاء على حساب العدالة، أصبح من المهم التأكيد على قدسية الاعتذار لمبارك على حساب الوطن. تناسى البعض أن خطاب الأبوية، وبعيدا عن رفضه في مجال السياسة والعمل العام، لا يفترض أن يجوع الشعب ويشبع الأب، ولا أن يتم بناء قبور بملايين للسلطة ويموت مئات في البحر أو القطارات المحترقة، من الشعب في ظل خدمات وفرص غائبة وفساد يأكل الأحلام في طريقه. لكن للأسف اختلط الحديث في مصر لدرجة تحول الأصل إلى فرع وتم تهميش العدالة كما تم تهميش الوطن.
مع تراجع ثورة يناير وغياب أهدافها عن أرض الواقع تراجع خطاب «آسف يا مصر»، وما يفترض أن يمثله من اعتذار للشعب ولكل ضحايا العقود التي سبقت يناير، سواء بشكل مادي أو معنوي، في حين استمر شعار الاعتذار للفرد ممثلا في مبارك وازدهر. وجاء قرار براءة مبارك ثم خروجه ليدشن لحظة سعادة لكل من وقف ضد يناير واعتبر تنحي مبارك والمطالبة بمحاكمته خطيئة يجب أن يحاسب عليها الشعب. موقف لم يكن غائبا والأخبار تتوالى عن الاتصالات التي تمت مع مبارك، في حبسه، والزيارات التي يتلقاها والتي ربما لا نكتشف كل تفاصيلها ولا يعلن منها ألا ما يخدم اللحظة وأهداف السلطة. وهو ما يتسق أيضا مع الأخبار التي تنشر عن من يتصل ويقدم التهاني، وربما يؤكد لمبارك أن ما حدث هو طبيعة الأشياء، وأن الشعب المصري تعلم الدرس ولن يثور مرة أخرى أو يؤيد التغيير.
في النهاية يوجه البعض الخطاب الدائر، وبدلا من التركيز على أفعال مبارك والأحكام التي صدرت وما تعنيه، يتم إبراز كلمة البراءة والتعامل معها وكأنها حقيقة مطلقة، وكأن كل الملايين التي تعيش في مصر لم تكن طرفا في المعاناة التي كانت، والتي ما زالت تعلن عن وجهها القبيح بصور متعددة.
وإن كانت مقولة «آسف يا ريس» تعبيرا عن فشل يناير، أو على أن مبارك كان على حق كما يرى البعض، فإنها نشوة اللحظة التي لا تغير من وقائع التاريخ، عندما تكتب بشكل منصف لا يهتم بالمصالح ولا يخاف على المناصب، كما لا تغير من حقيقة المعاناة. وإن كانت مصر تعاني من فقر وجهل وفساد وتدفع ثمن واسطة وعلاقات تزاوج بين السياسة والمال، فلا يمكن تبرئة النظام الذي حكم، وأفكاره التي ما زالت حاكمة.
وإن كان من المهم أن نعتذر، فإن كلمة آسف يحق أن تقال لضحايا عبارة السلام 98 عام 2006 وغيرهم من ضحايا عقود ممتدة لم يحصل فيها أحد على حقه، ولم يحاسب أحد على جرمه، ما دام الضحية من عامة الشعب. آسف مستحقة لضحايا القطارات والعبارات وقوارب الموت، ولمن دفع ثمن فساد النظام حياة بلا تعليم أو رعاية صحية أو سكن آدمى، ولضحايا التعذيب، ولمن دفع حياته في أثناء الثورة أو فقد عزيزا. آسف ممتدة لمعاناة تجد أسبابها في نظم حكم وإدارة تقوم على إعلاء السلطة على الدولة والشعب، وإعلاء المصلحة المحدودة على المصلحة العامة، وغياب الشفافية والمحاسبة. وإن كان إلهاء الشعب يمد في عمر النظام الحاكم، فإن علينا أن نتعايش مع حالة الاعتذار للمجرم، وإدانة الضحية، حيث تبدو اللحظة أقرب للتعامل مع غرق قوارب الموت حين تتم إدانة الضحية لأنها أرادت فرصة أفضل، في حين تتم تبرئة السلطة وكل ما يمسها، وكأن فشل سياستها ليس طرفا أساسيا في ما يحدث.
وإن كان البعض قد علق مازحا على خبر خروج مبارك والاحتفاء به بالمطالبة بعودته للسلطة، باعتبار أنه أفضل وأكثر رشادة ممن جاء بعده. فإن وجود مبارك في الصورة والخطاب الدائر حول أنه أكثر رشادة، وحكمه أفضل من اللحظة، يظهر حجم النظام الحالي ويبرز مثالبه وفشله مقارنة بالنظام الذي تمت الثورة عليه، وفي هذا بعض العزاء ولكنه عزاء مغلف بضرورة تفكيك مقولة آسف للفرد وتأكيد أن الاعتذار ممتد للوطن وأشخاصه ولكل من عانى ويعاني ويدفع أثمان فساد وإفساد ممتد لعقود في ربوع المحروسة التي تستحق عالما أفضل وحرا وديمقراطيا.
كاتبة مصرية

آسف يا مصر

عبير ياسين

أوروبا تحتفل بـ60 سنة على الوحدة والعرب بـ60 سنة من ملوك الطوائف

Posted: 27 Mar 2017 02:14 PM PDT

يحتفل الاتحاد الأوروبي بالذكرى الستين لإنشائه، ورغم الصعوبات نجح الأوروبيون في تطوير وحدتهم التي بدأوها خلال الخمسينيات. وفي التاريخ نفسه، تحرر العرب وحلموا بالوحدة. وبينما حقق الأوروبيون حلم الوحدة، رغم خروجهم من حرب طاحنة هي الحرب العالمية الثانية، فشل العرب فشلا ذريعا في تأسيس الوحدة وتحولوا إلى «ملوك الطوائف» رغم المبالغة في إنتاج خطابات الوحدة والتضامن.
وهكذا، فقد عانت القارة الأوروبية خلال النصف الأول من القرن العشرين من حربين عالميتين، الأولى ما بين 1914 إلى 1918 والثانية ما بين 1939 إلى 1945، وسجلتا أكبر الخسائر البشرية في تاريخ الحروب، لأنها شملت دولا كثيرة واستعملت فيها أسلحة متطورة، ومنها السلاح النووي عندما قصفت الولايات المتحدة الأمريكية اليابان. وكان الحديث عن السلام وسط أوروبا من الخيال العلمي، خاصة بين الفرنسيين والألمان، فقد كان التنافس بين الطرفين رهيبا منذ أواسط القرن التاسع عشر لينفجر على مستوى العالم في الحرب العالمية الأولى، التي خلفت ملايين القتلى، ثم الثانية التي خلفت عشرات الملايين من القتلى.
لكنه كما تتحول بعض روايات الخيال العلمي إلى واقع مثل رواية جول فيرن «السفر إلى القمر»، اعتقد أعداء الأمس، الألمان والفرنسيين بضرورة التوحد لتجاوز مآسي الماضي والتحصن من الكوارث السياسية التي قد تقع. وتعددت محاولات الوحدة الأوروبية، لكن انطلاقتها الحقيقية كانت سنة 1951 مع ولادة «المجموعة الأوروبية للفحم الحجري والفولاذ» بين فرنسا وألمانيا الغربية وإيطاليا وللكسمبورغ وبلجيكا وهولندا.
ومنذ هذه المحطة المهمة، 1951، توالت محطات سياسية أخرى على رأسها تأسيس «الوحدة الاقتصادية الأوروبية» (ارتأى بعض العرب بترجمتها السوق الأوروبية الموحدة) سنة 1957 في روما. وتبقى الانطلاقة الحقيقية سنة 1965 عندما تم إنشاء المفوضية الأوروبية، ومؤسسات أخرى تعمل على تنسيق عمل الدول الأعضاء. وتبقى محطة ماستريخت سنة 1992 هي الأبرز في تاريخ الاتحاد الأوروبي، فالأخير اكتسب تصوره الكامل في التكامل الاقتصادي والأمني والقضائي وحرية التحرك والعملة الموحدة.
تواجه الوحدة الأوروبية تحديات هائلة، خاصة في ظل التنوع الثقافي والاختلافات السياسية ومنها ظهور الأحزاب القومية المتطرفة التي تطالب بالانسحاب، مثل «الجبهة الوطنية» في فرنسا وحزب «من أجل الحرية» الهولندي، وقرارات بعض الدول بالانسحاب مثل بريطانيا بعد «البريكسيت»، لكن المحرك «الفرنسي- الألماني وبدعم من إيطاليا وبلجيكا ينجح دائما في تجاوز هذه التحديات، ويضع آليات التنسيق والتقدم.
والمفارقة أنه في الوقت الذي نجح فيه الأوروبيون في ظرف 60 سنة في بناء وحدة سياسية واقتصادية خلصتهم من قرون من المواجهات الحربية والتنافس الاقتصادي، ظلت الأنظمة العربية تردد شعارات الوحدة طيلة العقود الستة الماضية منذ الخمسينيات، تاريخ استقلال معظم الدول العربية إلى الوقت الراهن، أي ستة عقود من الزمن. وانطلاقا من الجامعة العربية التي تبقى مجرد اسم بدون هيكل سياسي حقيقي، حاولت مناطق من العالم العربي تأسيس اتحادات خاصة بها مثل، مجلس التعاون الخليجي، واتحاد المغرب العربي. ولم تتجاوز المحاولات التنسيق الأمني، بدون الانتقال إلى وحدة سياسية واقتصادية حقيقية تستفيد منها الشعوب.
ومن خلال الاطلاع على الأدبيات السياسية الخاصة بالوحدة والتكامل والاندماج، تعتبر الدول العربية الأكثر إنتاجا للخطابات السياسية حول الوحدة، وتعتبر الشعوب العربية الأكثر حلما بالوحدة. لكن من باب المفارقات التاريخية أن العالم العربي هو المنطقة التي تشهد غياب أي تجمع أو وحدة حقيقية في ظل التجمعات التي تتعاظم في وقتنا الراهن في جميع القارات بينما يتعاظم التشتت والتفرقة بين الدول العربية. ومن خلال إلقاء نظرة على الوضع السياسي الحالي سنرى التشتت العام ثم الثنائي، وهكذا، مواجهة بين المغرب والجزائر، ومواجهة بين مصر والسودان، ومواجهة بين العراق والسعودية، ومواجهة بين سوريا والأردن ودول الخليج.
لماذا هذا النضج الأوروبي ونقيضه العربي؟
أولا، الدول الأوروبية ديمقراطية، لم تسمح بدخول دول غير ديمقراطية، ما لم تنتقل إلى الديمقراطية مثل اليونان والبرتغال وإسبانيا وأوروبا الشرقية. وهذا يعني أن الأنظمة تمثل شعوبها ولا تمثل المصالح الضيقة للعائلة الحاكمة، كما هو الشأن في العالم العربي.
ثانيا، انطلقت الدول الأوروبية من مخططات براغماتية بإنشاء شبكة من المصالح الاقتصادية بين المؤسسات والشعوب، وجعلت هذه الشعوب تثق في الوحدة وتدافع عنها، رغم وقوع تشنجات، بينما في العالم العربي أنشأت الأنظمة شبكات لتهريب الأموال وتبييضها وتفقير شعوبها.
ثالثا، تآزرت الدول الأوروبية في ما بينها بإنشاء صندوق التماسك، وأصبح كل عضو جديد يستفيد من دعم مليارات الدولارات لتطوير بنياته التحتية وتأهيل مؤسساته ومنها الجامعية. وفي العالم العربي يغيب هذا التضامن، وإذا حضر كمساعدات مشروطة من الدول الغنية مثل الخليج لأخرى فقيرة كالأردن والمغرب، شريطة أجندة مثل الانخراط في «عاصفة الحزم» أو إيقاف الديمقراطية بعد الربيع العربي.
رابعا، تمتلك النخبة المثقفة الأوروبية، خاصة العاملة في مجال الفكر السياسي والاقتصادي، الجرأة في الإبداع لتطوير الوحدة الأوروبية، بينما اصطفت معظم النخبة في العالم العربي، وهي أصلا نخبة محدودة وضعيفة، الى جانب الأنظمة لتساعد في التفرقة. ومن ضمن الأمثلة، انظروا الى من يسمون بالمثقفين المغاربة والجزائريين كيف يدخلون في حروب كلامية فارغة أو بين المصريين والسودانيين.
وهكذا، يتقدم الأوروبيون في الوحدة السياسية والاقتصادية والأمنية والدبلوماسية رغم العراقيل، وتتقدم الأنظمة العربية في الوحدة في قمع شعوبها والاختلاس والديكتاتورية. وبعد ذلك تقول هذه الأنظمة «الغرب يتآمر علينا».
كاتب مغربي من أسرة «القدس العربي»

أوروبا تحتفل بـ60 سنة على الوحدة والعرب بـ60 سنة من ملوك الطوائف
 
د. حسين مجدوبي

دلالات مهمة لهجوم لندن الإرهابي

Posted: 27 Mar 2017 02:14 PM PDT

جاء الهجوم الإرهابي في لندن ليؤكد من جديد على أن الإرهاب ليس له علاقة بالدين الإسلامي ولا بتعاليمه، فأدولف هتلر كان إرهابياً رغم أنه مسيحي، وكذا الحال بالنسبة لطياري «الكاميكاز» اليابانيين الذين لا علاقة لهم بالإسلام، فضلاً عن أن فكرة استخدام الإرهاب في السياسة، نشأت على يد الفوضويين في روسيا الذين كانوا يرفضون فكرة وجود الدولة من حيث المبدأ، على اعتبار أنها كيان مقيد للبشر ولحرياتهم.
الهجوم الذي استهدف مدينة لندن وأدى إلى سقوط أربعة قتلى، إضافة إلى المنفذ يتضمن جملة من الدلالات المهمة التي يتوجب التوقف عندها وعدم تجاهلها:
أولاً: منفذ الهجوم خالد مسعود مجرم ذو سوابق عديدة، وكان أول حكم قضائي صدر ضده في عام 1983 لارتكابه جريمة جنائية، وذلك قبل نحو 20 عاماً من اعتناقه الاسلام، وهو ما يعني أن الرجل البالغ من العمر 52 عاماً كان مجرماً سلفاً ولم يجنح نحو العنف بسبب اعتناقه الاسلام.
ثانياً: خالد مسعود مواطن بريطاني مولود داخل البلاد، وكان اسمه حتى بداية العقد الماضي (أدريان إيلمز)، ولد وتربى وترعرع داخل بريطانيا، وهذا ينسف بشكل كامل النظريات التي تزعم بأن المهاجرين القادمين من الدول الاسلامية يشكلون تهديداً للدول الغربية، وهي النظرية التي يتبناها اليمين المتطرف في أوروبا، ويتبناها ويُروج لها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. هذه نظرية ثبت أنها مجرد هُراء، حيث أن أدريان إيلمز (أو خالد مسعود) إرهابي بريطاني أدانه كل المهاجرين في البلاد، وقبله كان الأمريكي آدم غدن، الذي يحمل اسم (عزام الأمريكي)، وكذلك ريتشارد ريد صاحب الحذاء المفخخ.. وليس من كل هؤلاء أي مهاجر ولا عربي.
ثالثاً: يتساءل الكثيرون عن سر تطرف المتحولين الى الإسلام وجنوحهم نحو العنف والإرهاب والتطرف، والجواب على ذلك بسيط، حيث يجد غير المسلمين من المجرمين أو المتطرفين في أدبيات تنظيم «داعش» وتنظيم «القاعدة» ما يمكن من خلاله أن «يُشرعن» ما يقومون به، فخالد مسعود نموذج على رجل حمل سكيناً في عام 2003 وقطع بها أنف عامل بناء مسكين وضعيف، ودخل السجن وخرج منه على أنه مجرم، لكنه وجد في أدبيات «القاعدة» و»داعش» والنصوص التي يستندون إليها فرصة التحول من «المجرم المنبوذ» إلى «الإرهابي المحارب»، فلم يتردد في ذلك، وحمل السكين ذاتها ليقتص من المجتمع الذي ينظر إليه على أنه «مجرم ذو سوابق».
رابعاً: ترجيحات الشرطة البريطانية تشير الى أنَّ خالد مسعود لم يكن سوى «ذئب منفرد» ولا يوجد أي علاقة تنظيمية تربطه بتنظيم «داعش»، كما أن التنظيم لم يكشف عن اسم المنفذ عند إعلانه تبني العملية، وهو ما يرجح فرضية أن التنظيم لم يكن يعرف المنفذ أصلاً، وإنما جاء التبني انطلاقاً من شكل العملية الذي يشبه تماماً هجوم «الكريسمس» في برلين، وهجوم نيس في فرنسا، وكل هذه الهجمات بالدهس، إنما هي استجابة لنداء كان أبو محمد العدناني قد وجهه لأنصار تنظيم «داعش» في عام 2014، ويبدو أن التنظيم يقوم بتبني هذه العمليات على أساس أنها من متعاطفين مع التنظيم وليس نتيجة ترتيبه المسبق لها.
خامساً: هجوم لندن لا يُشكل أي اختراق أمني في بريطانيا، إذ لم يتم استخدام السلاح ولا المتفجرات ولا التسلل إلى أماكن حساسة، كما أن المنفذ لا يبدو – حتى الان على الأقل- أنه أجرى أي اتصالات مع مجموعات تنظيمية، وهو ما يعني في النهاية أننا أمام سيارة يستطيع شخص أن يقودها، قامت باستهداف مدنيين أبرياء يقفون في الشارع لالتقاط الصور التذكارية، ويستطيع أيضاً أي شخص أن يقوم باستهدافهم، أو ارتكاب جريمة بحقهم.
خلاصة القول، إن الهجوم الارهابي في لندن يؤكد مجدداً أن الإرهاب لا علاقة له بالاسلام ولا الأديان، وأن أغلب الارهابيين لديهم جنوح مسبق نحو العنف والتطرف، فضلاً عن أن بعض المجرمين يجدون ضالتهم في الأدبيات والنصوص التي يقدمها تنظيم «داعش» وتنظيم «القاعدة» فيلجأون اليها ويتمترسون خلفها. كما أن هذا الهجوم يؤكد على أن خطر الارهاب لا يأتي من المهاجرين ولا اللاجئين، وإنما هو أزمة عالمية لا علاقة لها بالأديان والأجناس والأعراق. أضف الى ذلك أن أغلب ضحايا الارهاب هم من المسلمين، وليس من أبناء الاديان الأخرى، ما يعني أن أغلب الارهابيين من المسلمين وهذا صحيح، لكن أغلب الضحايا أيضاً من المسلمين.
كاتب فلسطيني

دلالات مهمة لهجوم لندن الإرهابي

محمد عايش

ترامب… هل يستكمل مدته؟

Posted: 27 Mar 2017 02:13 PM PDT

غنـي عن القـول أن «تـرامب» رئـيس الولايـات المتحـدة الأمريكـية شـخصية سـياسية مثيرة للجـدل. فمنذ أن تولى سدة الحكم، ويكتنف البيت الأبيض كثير من التخبط والفوضى، وتطالعك وسائل الإعلام بمفاجآت واستقالات – حقا – مثيرة للريبة والشك. فكتب «كليف ووتسن» في جريدة «الواشنطن بوست»25/2 مقالا يرى فيه أن الرجل يسير في طريق سوف ينتهي به إلى نفس ما انتهى إليه سلفه الأسبق «ريتشارد نيكسون». فالرجل لديه الكثير مما يثير القلق وعما ستؤول الأمور اليه من شبهات وظنون، إما عاجلا أم آجلا.
وصرح «جون دين» المحامي الذي القى الضوء على فضيحة « وواتر غيت « في مقابلة تلفزيونية ببرنامج « الديمقراطية الآن»: ما أسمعه وأراه…ما هو إلا أصداء من» وواترغيت».
فقد إستقال رئيس وكالة المخابرات، «جيمس كلابر»، إعتراضا على فوز « ترامب» في الانتخابات الرئاسية، وإثر تعرضه لإنتقادات لاذعة بعد أن صرح أن الرئيس سوف يحاول التلاعب بالمخابرات للتغطية على علاقته وفريقه المقرب بالنظام في روسيا. ثم تلاه «مايكل فلين « مستشار الأمن القومي، إثر فضيحة إتصاله بالدبلوماسية الروسية.
فأنكر أنه قابل السفير الروسي وناقش معه العقوبات الأمريكية على روسيا. إضف إلى ذلك استقالات جماعية لبعض موظفي البيت الأبيض إعتراضا على سلوك الرئيس الجديد، وتصريحاته وأفكاره الشاذة. فالرجل براغماتي إلى حد أن القيمة الأخلاقية لديه هبطت إلى الحضيض.
فيرى أن العالم كان سيكون افضل لو بقي شخص مثل الرئيس الراحل « صدام حسين»، و«القذافي»، ويؤيد «بشار» ولا يراه رئيسا يقتل شعبه، من النساء والأطفال والشيوخ، ومعجب بالرئيس « بوتين» الذي غاصت يداه في دماء السوريين الأبرياء، وقصف المدارس والمستشـفيات.
أما على المستوى الإجتماعي فالرجل وأسرته غارقون لأذنيهم في الفضائح الجنسية والمالية على حد سواء. فما عليك أكثر من أن تضع على محرك البحث « فضائح ترامب»، فتقرأ عنه فيضا من إعتداءات جنسية، ترويها لك أكثر من إحدى عشرة إمرأة، ناهيك عن ماضي امرأته المشين، ومشاكل إبنـته «فيانكا» التجارية. إن حياته الأسرية ستسهم بنصـيب غير قلـيل في زعـزعة إستـتباب الأمر لـه.
فقد رصد متابع حاذق مجموعة لقطات من فيديو، أظهرت عدم احترامه لزوجته، وشدة كراهية المرأة له. ومن المحقق أن ليس هناك ما يبقيها معه إلا أنها زوجة رئيس أكبر دولة على وجه الأرض. أضف إلى ذلك، خسائر الشركات التي منيت بها منتجات تحمل اسم بنته «فيانكا»، كرد فعل لعدم إحترام أبيها للمرأة.
أما فيما يثار حوله وحول الدائرة الضيقة من فريقه الرئاسي عن علاقتهم بالنظام في روسيا، فربما تصبح في المستقبل القريب أو البعيد بمثابة «وواترغيت ترامب» فتودي بنهايته كما أودت فضيحة «وواترغيت» بسلفه الأسبق « ريتشارد نيكسون». فمازالت وكالة الاستخبارات تتقصى وتنقب في الأمر.
فقد أعلن «جيمس كومي» مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية عن تحقيقات بخصوص إحتمال وجود علاقة بين الدائرة الضيقة لفريق «ترامب» والنظام في روسيا. وقد سبق أن نفى الرجل تدخل الروس في الانتخابات الرئاسية، ثم بالتحقيق ثبت عكس ذلك. فيبدو أن الأمر له ما بعده. وللسور الذي يزمع بناءه على الحدود الأمريكية المكسيكية عواقب وتداعيات ستصب في ذلك السيناريو الكئيب. فسوف تبلغ تكلفته بصفة مبدئية ما يربو عن 8 مليارات دولار، ستثقل من كاهل الميزانية الأمريكية، يزعم أن حكومة المكسيك هي التي ستتحملها وهذا من الأوهام!
كل هذه التوجهات الحمقاء، وتلك الخاصة بمنع مواطني سبع دول إسلامية من الدخول إلى البلاد، والتي أحبطت للمرة الثالثة على يد المحاكم الفيدرالية تخطو به إلى نهاية مبكرة قد تفاجئ البعض وتوافق توقعات البعض آخر. فالرجل– وقد استعدى رجال الإعلام والمخابرات- على يبدو يسير في طريق الندامة !!

كاتب من مصر

ترامب… هل يستكمل مدته؟

محمد زوام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق