المغرب: هل تصلح المقاربة الأمنية ما أفسده ظلم التاريخ؟ Posted: 30 May 2017 02:28 PM PDT اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب استنكارا وتعليقاً على اعتقال السلطات لناصر الزفزافي، أحد أبرز قياديي «حراك الريف»، إضافة إلى 40 ناشطا آخر في مدينة الحسيمة، مركز الاحتجاجات في ريف البلاد الشمالي، وشارك في الاستنكار عدد من الفعاليات السياسية والإعلامية والحقوقية. اعتقال الزفزافي جاء بناء على بلاغ بأن القيادي المذكور تصدّى لإمام مسجد في الحسيمة إبان خطبة له يوم الجمعة الماضي وصف فيها الناشطين بـ«دعاة الفتنة» (وهي خطبة اعتمدتها السلطات في أرجاء المغرب) بالقول «هذه مساجد الله وليس مساجد المخزن»، لكن اعتقال العشرات من الناشطين يضعف ركيزة هذه الحجة لأنه يشير إلى أن القرار يتجاوز المحاسبة القانونية المفترضة للزفزافي ويحوّلها إلى حملة اعتقالات ضد ناشطي الحراك وقادته، وتشير الأخبار الواردة أن أغلبهم تعرّض للضرب والتعذيب والإهانات، من قبيل وصفهم بالانفصاليين، قبل تقديمهم للمحاكمة. مستنكرو الحملة اعتبروا الإجراءات الأمنية «عمليات خطف واعتقال سياسي أقدم عليها نظام المخزن» («الدولة العميقة في المغرب»)، وقد سبقتها مظاهر العسكرة الكثيفة في المدينة، إنذاراً بأزمة اجتماعية فالاحتجاجات لا تتعلّق بقضايا التهميش والفقر ومراكمة الإحساس بظلم تاريخيّ واقع على منطقة أو جماعة بل تثبت خللا كبيرا في آليات العمل السياسي يؤدي بالضرورة إلى النزول للشارع وعدم الثقة بالمؤسسات السياسية ووعودها، كما أن بعضهم الآخر استهجن استخدام السلطات للمساجد ضد الحراك واعتبر أن الردّ عليها كان أمراً طبيعياً. شمل التعاطف مع الحراك ورفض المقاربة الأمنية له أيضاً قواعد الأحزاب التاريخيّة العريقة في مناطق الاحتجاج، وبعضها يلعب دوراً رئيسياً في الحكومة، وهي «العدالة والتنمية» و»الاتحاد الاشتراكي للقوى الشعبية» و»الاستقلال»، التي رفضت المقاربة الأمنية، وأدانت في بيان فروعها في الحسيمة «التضليل الإعلامي» الرسمي الموجّه ضد الحراك ورموزه. وقد وردت جملة في البيان المذكور تفسّر الكثير فقد حملت «الدولة مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في المنطقة بسبب تبخيس دور الأحزاب الوطنية وإفساد الحياة السياسية في الإقليم» كما حمّلت عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية «مسؤولية جر المنطقة والبلاد إلى المجهول» وهو ما يعيد إلى الذهن اللقاء الذي جمع الوزير المذكور بممثلي أحزاب الحكومة وطالبهم فيه بإدانة الحراك السياسي والاجتماعي المغربي، وهو ما اعتبرته قواعد هذه الأحزاب افتئاتاً على مهامها وتجاهلاً للمنظومة الحكومية وإخلالاً للتوازنات الديمقراطية لصالح ترجيح الطابع التاريخي المزمن لتدخّلات هذه الوزارة في الشأن السياسيّ والأمني للبلاد وقراراتها التي تتجه، في أغلب الأحيان، نحو المقاربة الأمنية الفظّة. العنصر الإضافيّ الذي كشفته حادثة مسجد «ديور الملك» في الحسيمة هو أن سلطات المغرب، وبعد استنفادها وسائل الضبط والربط وترهيب الجمهور بالعسكرة والمظاهر الأمنية والتعرض لأشخاص وسمعة الناشطين جرّبت حظها باستخدام العامل الدينيّ عبر أئمّة المساجد، وهو أمر أثبت خطورته لأن الصراع انتقل من المجال السياسي المحض إلى المجال الدينيّ أيضاً، وكان أولى بالسلطة تحييد هذا المجال وعدم محاولة الاستخدام الوظيفي له، لأن اللعبة ذات حدّين. لقد أخطأت السلطات المغربية مرّة بتجاهلها للمطالب المحقّة للجمهور في الحسيمة وعدم تعاملها الجدّي وتأطير حلول حقيقية لها، ومرّة باستهانتها بالأحزاب التي يُفترض أن تقرّر مواقفها بناء على تمثيلها للشعب المغربي الذي انتخبها، ومرّة ثالثة باستخدامها خطباء المساجد والعامل الديني في صراع سياسي تتداخل فيه العوامل المطلبية والحقوقية والتاريخية. تراكــــم هـــــذه الأخطاء يمكن أن يؤدّي إلى نقــــل الحراك السلميّ إلى طور أعلى، كما أن مراجعة السلطات «المخزنية» لكلّ ما حصل يمكن أن يؤدي إلى نتائج إيجابيّة يعمّ خيرها على المغرب وأهله. المغرب: هل تصلح المقاربة الأمنية ما أفسده ظلم التاريخ؟ رأي القدس |
كيف غسل الملح الفلسطيني بعض العار العربي Posted: 30 May 2017 02:28 PM PDT للملح في المعتقد الشعبي أهمية كبرى، منها الثبات، والخير، والتمكن من تقاسم كل شيء مهما كان ضئيلاً. أن يقول لك شخص أكلنا ملح بعضنا، معناه الاشتراك بشكل حميمي في الأكل، وهذا علامة على الثقة، لأن من أكل ملحك لن يخونك. أنت تسجنه فيك بطيبتك وخيرك. مما يجعله قريباً منك، ويدافع عنك وعن عائلتك في غيابك. الملح بهذا المعنى دليل تآزر. ويمكن تطبيق هذا الفهم على الأسرى الفلسطينيين الذين ظلوا متآزرين أكثر من أربعين يوماً. لا شيء يسمح لهم بالحياة إلا الملح الذي يغذي الجسم، والماء تفاديًا للجفاف. بعد أكثر من أربعين يوماً كانوا قد أصبحوا على حواف الموت والأسطورة أيضاً. على الرغم من المحاولات الإسرائيلية لكسر إضراب الكرامة، بخلق أفلام وصور تظهر فيها الأسرى وقد كسروا الإضراب بالأكل، إلا أن ذلك لم يكن لينطلي على الأسرى الذين أدركوا اللعبة مبكرًا وواصلوا إضراب الكرامة. بعد أكثر من أربعين يوماً أدركت إسرائيل أن التصميم كان قوياً وأن الأسرى مصممون على الذهاب حتى النهاية نحو أهدافهم ومطالبهم. فاستجابت لأكثر من ثمانين في المائة من مطالبهم الإنسانية، فعلقوا الإضراب. والتعليق لا يعني الإيقاف إذ يمكن للإضراب أن يعود في أية دقيقة إذا ديست هذه الحقوق من الجهة الإسرائلية أو لم يستجب لها. إسرائيل خافت من الفضيحة الإنسانية. نعم خافت ليس بالمعنى العسكري، فهي من هذه الناحية متفوقة على العرب مجتمعين وبالخصوص بعد تدمير سوريا والعراق، وإغراق مصر في مشكلات الإرهاب، وشؤونها اليومية، لم تعد أية قوة تخيفها في المنطقة العربية. إسرائيل خافت من الإعلام العالمي الذي مهما كان صمته وسكوته وحتى تواطؤه، إلا أنه كان سيضع إسرائيل في دائرة الدولة التي لا يُحترم فيها أي قانون إنساني حتى ولو وقعت عليه دولياً. بهذا الموقف البسيط عملياً، والقوي رمزياً أعاد الأسرى قليلاً من الكرامة للعرب الذين خسروا كل شيء بما في ذلك ماء الوجه، بعد أن دخلوا في حروب بينية وأهلية دمرتهم، وتدمرهم بلا رحمة، وشردت الملايين وأعادتهم إلى بدائية قاتلة لم يتخيلها أي عاقل. كان الهدف في الثورات العربية، ضرب الديكتاتوريات، فبقيت هذه الأخيرة أو غيرت ألبستها العسكرية بأخرى مدنية، أو العكس حماية للأوطان من الاندثار، وكل ما حدث هو أن التدمير العربي العربي في العراق وسوريا واليمن وليبيا وصل أقاصيه، وأن الشعوب هي التي تم ترحيلها من أراضيها وبيوتها. كل ما كان يشكل القوة العربية الضاربة انتهي لأسباب عديدة يقف على رأسها سببان داخليان كبيران: الدكتاتوريات العربية لم تحضر لخروجها من دائرة الحكم حماية لأوطان عاثت فيها فساداً زمناً طويلاً، بل يبدو أنها لم تفكر في المغادرة أصلاً حتى بعد تلقيها ضربات موجعة. السبب الثاني هو أن الثورات العربية رهنت جهودها وبقاءها أيضاً بقوى عربية ودولية لم يكن رهانها الثورة بقدر ما هي معارك تتخفى من ورائها مصالح اقتصادية وإيديولوجية، تنفجر اليوم في وضح النهار. لم تستطع الثورات ان تفرض خطها ومساراتها وظلت مبتورة من قيادات حقيقية غير تبعية تقودها إلى الانتصار. المشهد الحياتي والسياسي اليوم عربيًا، لا يورث الا البؤس والغضب واليأس والخيبة. رئيس أمريكي على حافة الإقالة الدستورية يأتي إلى البلاد العربية والاسلامية ويشتم قادتها الذين لم يرفعوا الإصبع الصغير ومطالبته بالاعتذار أولاً للذين شردهم في المطارات ومسالك الحدود البرية وحتى في بيوتهم بحجة أنهم مسلمون. الغرابة والتناقض في هذا الرجل غير الطبيعي هي كيف يصبح المال العربي مرغوباً، وثقافتهم ودينهم مرفوضين؟ ربما هذا ما يطلق عليه ترامب البرغماتية؟ ثانياً، هناك مشكل أخلاقي ومبدئي يضع العرب وجهاً لوجها أمام وجودهم الذي أصبح مهدداً وهم لا يدركونه. كان يمكنهم أن يضعوه أمام تطرفاته المشينة وشتائمه لشعوب ذنبها أنها تختلف عن يقينياته؟ ماذا لو لم يكن للعرب هذا المصدر المالي الطبيعي، نعمة ونقمة النفط؟ كانوا سيموتون في الخلاء دون أن ينتبه لمصائرهم أحد. مثلما هو الحال في الصومال وغيرها. وتُنسى حياتهم وحروبهم على الخرائط الدولية. يموتون قهراً وجوعاً وعطشاً، وما تبقى منهم تأكله الأمراض والحروب الصغيرة التي يعرف سادتها كيف يسعّرونها كلما اقتضت ذلك مصالحهم. خجل القادة العرب خوفاً من انزعاج اليانكي. صمتوا ولم يطرحوا عليه، ليس قضية فلسطين، فهذه المسألة خرجت من أيديهم ولم يعد لهم فيها أي دور يُذكر، على الرغم من مقترحاتهم حول فكرة الدولتين والاعتراف المتبادل، التي ما تزال حبراً على ورق، ولكن بالمقابل لم يتوانوا عن تجريم جزء من النضال الفلسطيني، حماس، مهما كان رأينا في ممارساتها وإيديولوجيتها. ووضعوها في صفوف الإرهاب. يجب الحذر من الأحكام السهلة. داخل هذه الحركة لا يوجد فقط إخوان مسلمون «مخيفون»، يوجد أيضاً فلسطينيون مناضلون مخلصون لبلادهم، بعضهم استشهد ولم يجن شيئاً سوى محاولة تحرير وطنه. يمكننا أن نناقش عربياً هذه التنظيمات على الصعيد السياسي والعسكري، وخياراتها الايديولوجية وتبعياتها لدول وكيانات كثيرة، لكن لا يمكن استرضاء إسرائيل بهذه البساطة، برمي حماس في سلة القتلة الداعشيين، وكأن لا عمل لها إلا القتل والحرق والعدمية. وراء حماس وغيرها من التنظيمات السياسية قضية واحتلال. اعتبار حماس حزباً إرهابياً يناسب إسرائيل، وأيضاً أمريكا التي تريد عربا يدخلون بيت الطاعة بلا أية ردة فعل مهما كانت صغيرة. لتُنهِ إسرائيل احتلالها لفلسطين والأراضى العربية، وستوقف هذه الأحزاب المسمات إرهابية، وتموت تلقائيا في النسيج المجتمعي، إذا لم تعبر عن هاجس تحرري في بلدانها. وكان يمكن للقادة العرب على الأقل الالتفات إلى قضية إنسانية، قضية الأسرى الذين كانوا يواجهون موتا أكيدا. ماذا كانوا سيخسرون لو فعلوا شيئا في هذا السياق ولو شكليا، حفاظا على ماء الوجه. الفلسطينيون حرروا أنفسهم بأنفسهم. بصبرهم ومائهم وملحهم. وربحوا معركتهم الأولى في ظل الخيبات العربية المتعاقبة. حرب أسرى الكرامة والإصرار على ضمان شروط دنيا للحياة. طبعاً سيخرج بعد أيام من يتحدث عن خيانات في الصف الفلسطيني وإجهاض تجربة الإضراب لإثارة الرأي العام العالمي. وسيفتي المفتون السياسيون بأنه كان على الفلسطينيين أن لا يوقفوا الإضراب لأن ما تحصلوا عليه لا قيمة له. وستتحرك آلة الإعلام الطيعة بهذا الاتجاه دفاعاً عن الرؤى العربية الرسمية البائسة. تمّ تعليق إضراب الكرامة الشديد القسوة والأهمية رمزياً، بعد تضحيات كبيرة في عالم أصبح متصحراً، إرادة قوية لم يساندهم فيها أحد. وكان على الفلسطيني أن يتكل على نفسه وعلى الملح والماء، ولا ينتظر شيئاً من أحد. ومن العرب أقل. وظلوا في السجون الإسرائلية في الغموض الكلي عن أوضاعهم. يُرحّلون من مكان إلى مكان، تحدوهم رغبة واحدة: الدفاع عن الحق الأدنى للاستمرار في العيش. إلى اليوم لا أحد يعرف المآل النهائي للإضراب ما عدا التعليق، لكن هذا كان كافياً في ظل ظرفية التمزق والحروب العربية العربية، لغسل الذل العربي وجرح الخيبة المتفاقم بحفنة ملح وقليل من الماء. شكراً للماء والملح وما تبقى من رجال، في عصر بلا رجال. كيف غسل الملح الفلسطيني بعض العار العربي واسيني الأعرج |
عادل إمام وتقنية التهريج المكررة ورامز السحلية «تحت الأرض» وعن دقائق كوميديا «رؤيا» الأردنية Posted: 30 May 2017 02:28 PM PDT بعد أربعين عاما من مسرحية «شاهد ما شفش حاجة» يصر عادل إمام على إعادة إنتاج تقنية التهريج نفسها بملامح الوجه، رغم تغضنه وكثرة تجاعيده، وبلوغه من العمر عتيا، وها نحن في موسم رمضاني جديد، مع مسلسل من تأليف يوسف معاطي مرة أخرى، كأنه عطاء تلزيم عادل إمام، والإخراج لابنه، الذي يدير العمل بتقنيات أكثر حداثة محورها والده بكل تاريخه الفني الطويل. «عفاريت عدلي علام»، مسلسل الفنان المصري الجديد لهذا الموسم الرمضاني، ربما الجديد فيه لمسة الفانتازيا في القصة، التي لم نعرف تفاصيلها بعد، لكن اللافت فيها أيضا أن عادل إمام رجع إلى الحارة من جديد، بشخصية تنازلت عن برجها البرجوازي العاجي، والملفت أكثر هو الجهد القائم في تصوير عظمة دار الكتب المصرية والخروج عن نمطية الحارة المصرية، التي تحتوي على فتوات وطبقة جاهلة. في تتر المسلسل، يمكن تلمس ما يقف وراء النزاع، الذي تناقلته الأنباء بين هالة صدقي وغادة عادل، فلأول مرة أرى في مسلسل عربي اسم أحد أبطاله الرئيسيين في الشارة، وقد أتى بعد عرض أسماء الطاقم الفني وقبل المخرج بقليل، فتم عرض اسم هالة صدقي في توليفة تسوية غريبة تكشف تهافت الفنانين على ظهور الأسماء بما يرضي غرورهم الفني. شخصيا، ومن ثلاث حلقات، أعتقد أن هالة صدقي أبدعت في تقديم شخصيتها بأداء شجاع يكسر نمطية السيدة الجميلة بكامل مكياجها، ويبقى السؤال حول الفنان بطل المسلسل وشاغل الناس، عادل إمام، إن كان سيفاجئنا بكسر نمطية الأداء التهريجي بملامح وجهه، ويخرج عصارة الأداء الدرامي الذي يتقنه ويخفيه. رامز: «اقرفنا لنشاهدك» مرة أخرى، ما زالت صناعة الترفيه العربية في فضائها المعلب، تقوم على فلسفة «خالف تعرف» أو ربما في حالة «رامز تحت الأرض» تصبح الفلسفة «اقرفنا لنشاهدك»، فما نراه من تطور في أداء العبث اللامعقول يتجاوز حدودا كثيرة، فننتهي إلى ساعة تلفزيونية مكررة الفكرة ترصد أحط حالات الغضب والرعب الإنساني (تمثيلا أو عفويا)، والمدهش هو المشاهدات العالية لهذه السماجة التلفزيونية التي تدعها صامدة إلى ما شاء الله. صناعة الترفيه في العالم لها أصولها، وهناك فرق محترفين من كتاب ومنفذين وفنيين وإنتاج ضخم يجمع ذلك كله للوصول إلى المتلقي وتحقيق ذلك الترفيه. الزميل الصحافي الأردني عبدالله بني عيسى وصفها بدقة قائلا: «عندما تعرف أن برنامجا مثل «رامز تحت الأرض» من الأعلى مشاهدة في رمضان، فلا بد أن تتأكد إنه مش بس رامز الي تحت الأرض !!». بين كوميديا الماضي و«الديجيتال» أتابع من لاتفيا، في أطراف أوروبا الشمالية، قناة «رؤيا» الأردنية، في ساعة كوميديا بعد موعد الإفطار، حسب التوقيت المحلي للأردن، وتلك الساعة الكوميدية ترسخ ارتباط الترفيه الرمضاني «تلفزيونيا» منذ عرفناه أيام البث الأرضي، لكن الكوميديا نفسها اختلف محتواها، وما كان يضحكنا زمان يبدو أنه لا يضحك جيل اليوم الديجيتالي، والنكتة أو «الإفيه»، الذي كان يجعلنا نقهقه بفرح من غوار الطوشة أو حسني البورظان، أصبح اليوم أداء باهتا في العموم. على ساعة «رؤيا» الكوميدية لا شيء يستحق المشاهدة أكثر من تلك الدقائق المختصرة من «وطن على وتر» للفنان الفلسطيني عماد فراجين، والذي استقطبته «رؤيا» بذكاء، ليقدم سكتشاته الكوميدية بلهجته الفلسطينية المحببة وحضوره الذكي، لكن مع نقص واضح في النص الذي تعوزه ورشة كتاب محترفة يقودها الفراجين نفسه، فالأفكار ذكية، لكن يبدو أنها سلقت في حوارات مستعجلة، ومراهنة على الارتجال الذي قد لا ينجح كل مرة. باقي ساعة كوميديا ليست أكثر من تجميع لمهرجين شباب، كل يقدم اسكتشاته بما يشبه حقول التجريب، ولـ»رؤيا» في ما تراه حكمة في ذلك. رمضان يفتقد «فطوم حيص بيص» وعلى سيرة زمن الفن الجميل، الذي ما ينفك أربعيني الحنين إليه، فكم كان موجعا «والموت حق» رحيل الفنانة السورية نجاح حفيظ، التي ارتبطت في ذاكرتنا بشخصية «فطوم حيص بيص» مديرة وصاحبة أوتيل «صح النوم»، الذي لن يتكرر لا هو ولا زبائنه، وقد شكلوا في حارة «كل من إيدو إلو» بواكير السخرية الكوميدية الناجحة في الدراما التلفزيونية بلونيها الأبيض والأسود. ميزة ذلك الفن في ذلك الزمن أنه يعلق بالذاكرة حتى أن شخصياته لا تكبر في وجداننا، وكثيرا ما نتذكرهم أو نتمثلهم في مواقف حياة يومية حتى اليوم. كانت «فطوم حيص بيص»، أيقونة شامية شعبية، تحب بإخلاص، وتقسو بحنو، وتدير عملها باقتدار. تلك شخصية، رغم طرافتها المفرطة، تلامس واقع امرأة شعبية من الشام، تعمل بنفسها وتملك قرارها أيضا بنفسها. ننتهي اليوم، بدراما «باب الحارة» مثلا، ومشتقاتها من مسلسلات شبيهة، بامرأة شامية مهيضة الجناح، ورجال يفتلون شواربهم وحين يحضنون بعضهم تكاد تسمع قرقعة العظام، وتضليل تاريخي فانتازي غير واقعي سطحي يجعلك تتخيل أن حلاقا في حارة منسية في الشام، كان يقض مضجع ديغول نفسه. لا نقصد أن نقول إنه لم تكن هناك مقاومة، لكن تلك المقاومة كانت بعيدة عن تهريج «باب الحارة» التاريخي، تلك مقاومة كان فيها مثلا وليس حصرا، رجل اسمه فخري البارودي، ابن حارة سورية، متعلم وحقوقي، وشاعر غزل، ومؤسس لدار موسيقى ورقص للفتيات والفتيان. وهو لمن لا يعرف، مؤلف النشيد الذي حفظناه عن ظهر قلب ذات أوطان وحس عروبي، وهو نشيد «بلاد العرب أوطاني»، وقد لحنه الأخوان فليفل من لبنان، والأخوان فليفل بالمناسبة، هما أول من اكتشف موهبة السيدة فيروز قبل حليم الرومي وعاصي ومنصور الرحباني. ما علينا… كل ما أريد قوله، لا أفهم ماذا تريد «أم بي سي» بالضبط، في ترسيخ فكرة الحارة وبابها واختصار تاريخ سوريا المتخم بالوعي والمدنية في شوارب مفتولة، وزنود وصراخ مستمر وكشرة حلاق يقود كل الفكرة! إعلامي أردني يقيم في بروكسل عادل إمام وتقنية التهريج المكررة ورامز السحلية «تحت الأرض» وعن دقائق كوميديا «رؤيا» الأردنية مالك العثامنة |
الأقباط والمسلمون المصريون غاضبون لانحياز السلطة لأصحاب النفوذ المالي والعالم يظهر تعاطفه معهم Posted: 30 May 2017 02:27 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي» : أبرز اهتمامات الأغلبية الشعبية كان بسلسلة القرارات التي أصدرتها الحكومة بزيادة المعاشات، وبرنامج تكافل وكرامة، مع مخاوف من أن تتبع ذلك ارتفاعات جديدة وكبيرة في الأسعار. والاهتمام بمتابعة المسلسلات وكذلك امتحانات الثانوية العامة في الرابع من يونيو/حزيران، وحصول فريق النادي الأهلي لكرة القدم على بطولة الدوري. ومن الأخبار الأخرى التي لقيت متابعة جماهيرية المعلومات التي نشرتها وتنشرها الصحف المصرية عن المجرمين الذين ساعدوا الإرهابيين في مصر، في حادث مقتل المسيحيين الأقباط في المنيا. وتوزعت الاهتمامات بعد ذلك فالذين استولوا على أراضي الدولة، أو قاموا بالبناء المخالف عليها يعيشون في حالة قلق وذعر من إجراءات الدولة الجادة ضدهم، كما أن كثيرين يتابعون أسماء الكبار الذين طالتهم الإجراءات. وزيارة وزيري الخارجية والدفاع الروسيين لمصر، واجتماعهما مع وزيري الخارجية والدفاع المصريين، في اتفاق «اثنان زائد اثنان» أي وزيرين مع وزيرين، واستقبلهما الرئيس السيسي. والاهتمام بهذه الزيارة كان من جانب أصحاب المنشآت السياحية والعاملين فيها، الذين يتمنون أن توافق روسيا على إرسال سائحيها وعددهم ثلاثة ملايين سائح. وظهرت عدة مقالات تلمح إلى الأزمة بين مصر والسودان وتأجيل زيارة وزير خارجية السودان إبراهيم غندور إلى مصر، وقوله إنها نتيجة انشغالات طارئة. واشارت بعض المقالات إلى أن الضربة الجوية الثانية بعد ليبيا ستكون ضد معسكرات في السودان، تأوي إرهابيين يعملون ضد مصر. كما أن الرئيس البشير دأب على مهاجمة مصر واتهامها بارسال مدرعات إلى متمردي كردفان، وهذا أمر صعب تصديقه من جانب مصر، بالاضافة إلى استحالة أن تقوم مصر بعمل عسكري ضد السودان، وهو ما لم يحدث عام 1995 عندما تعرض الرئيس المصري محمد حسني مبارك إلى محاولة اغتيال في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أثناء اجتماعات قادة الدول الإفريقية، واتضح أن المنفذين مصريين جاءوا من السودان، وقامت حملة صحافية قادها وقتها إبراهيم سعدة رئيس تحرير «أخبار اليوم» تطالب بضربة جوية ضد السودان ومعسكرات الإرهابيين فيه، ولكن المستشار السياسي لمبارك وقتها المرحوم الدكتور أسامة الباز، سارع إلى الإدلاء بتصريح نفى فيه أن مصر يمكن أن تلجأ لعمل كهذا مع السودان، ما أغضب مبارك وهاجم في تصريح له الباز، دون ذكر اسمه، وقال عبارة أتذكرها الآن وهي «البعض خرج يتفلسف» وظل غاضبا من الدكتور أسامة حوالي شهر ثم صالحه. وإلى ما عندنا من أخبار.. المأجورون ونبدأ بالمجزرة التي تعرض لها أشقاؤنا المسيحيون، وأبرز ردود الأفعال عليها وقول مستشار جريدة «الوطن» الدكتور محمود خليل يوم الاثنين في بابه «وطنطن»: «المسيحية ليست ذنباً حتى يقتل مَن يحمل بطاقة هوية تقول إنه مسيحي. المصري في النهاية مصري، سواء كان مسلماً أو مسيحياً. البسطاء في بلادنا يكافحون ويواجهون متاعب كثيرة من أجل الحياة لا تعادلها متاعب، يلاقون الأمرّين من أجل الحصول على جنيهات، وعندما يقبضون عليها يصبح كل تفكيرهم في كيفية حل اللغز المستعصي على الحل، بالتوفيق بين الجنيهات القليلة والاحتياجات المعيشية، التي تتحرك أسعارها بلا لجام. المسيحي في هذا البلد كالمسلم يجد الراحة في العبادة، وفي بيوت العبادة يهرع المسيحي إلى كنيسته، أو المسلم إلى مسجده، طالباً من خالق العباد أن يعينه على ظلم العباد، وأن يمنحه الصبر على ابتلاءات الحياة وضيق المعايش، هل يرضى المولى عز وجل أن يكون ختام الرحلة هو القتل؟ هؤلاء الذين ينفقون المال الغزيز على قتله، لا يهمهم من يقتل والمأجورون الذين يحملون السلاح لقتله يظنون أنهم يسدون خدمة لإله الناس، ولو أنهم تأملوا قوله تعالى: «مَن قَتَل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض» لأدركوا أن «قتل الفساد في الأرض» ينطبق عليهم كل الانطباق، فلست أرى معنى للقتل الذي يعكس الفساد سوى هذا النوع من القتل، الذي يقدم فيه مأجور على قتل إنسان لا يعرفه، إنسان لا يعرف عنه سوى ما قرأه في بطاقة هويته في خانة الديانة التي تقول إنه مسيحي. البسطاء الذين لا يجدون ما ينفقون يقتلون وينفق على قتلهم مال غزير، مال بلا حساب، من أجل مكايدة نظام أو سلطة سياسية، والنتيجة التي يحلم بها هؤلاء بالزج بهذا البلد إلى أتون الفوضى والتفكك هي أبعد ما تكون عن لحاهم وشواربهم. هذا الشعب قادر على تغيير أي نظام حين يريد، وهو كتلة صلبة ليس بإمكان أحد أن يفككها. ما أكثر الطبول التي دقت فوق رأس هذا الشعب، وما أكثر من كادوا له. الطبول تحطمت فوق رأسه الصلب العنيد، ومن كادوا له ابتلعهم في أحشائه ليضعهم بعد ذلك في مكانهم الطبيعي إنها مصر وكفى». وراء الحادث خائن أما ماهر مقلد في «الأهرام» فأكد وجود خائن أو خونة وراء إبلاغ الإرهابيين بتحرك السيارتين وقال في عموده «نقطة تحول»: «هناك خائن يقف وراء تنفيذ الجريمة الإرهابية التي راح ضحيتها شهداء من مصر، بينهم ملائكة صغار في طريق المنيا. الخائن قد يكون واحدا أو اثنين أو أكثر، هذا أمر مفروغ منه، وهو الذي رتب للقتلة السفاحين الموعد وخط السير، وقدم المعلومات عن خط سير الأوتوبيس وطبيعة المنطقة، وكل التقديرات التي وضعها القتلة المأجورون في الحسبان قبل وفي أثناء تنفيذ العملية الغادرة غير المسبوقة بهذه الطريقة الغادرة، كل هذه التساؤلات وغيرها قطعا سيتعامل معها، الآن ومنذ اللحظة الأولى، رجال الأمن وسلطات التحقيق، والثقة في الله العلي القدير، أن الجناة لن يفلتوا من العقاب، وسيتم التوصل إلى المعلومات الكافية للقبض عليهم. وقد يكون الخيط الأول في مهمة الوصول إلى القتلة المارقين معدومي الضمير هو القبض على الخائن الذي يعيش بيننا، ويقدم مثل هذه المعلومات ويرشد وهو يتظاهر بأنه بعيد عما يجري. 4 سيارات دفع رباعي تتحرك بهذه الطريقة ثم تختفي، أمر يتحقق في وجود خائن يعرف طبيعة المكان والزمان. والحكمة تقول الذي عقدها هو الذي يفكها والخائن حتما سيقع في يد العدالة». البيئة المنتجة للإرهاب أما فهمي هويدي فإنه برأ الاسلام والمسلمين من وزر هذه الجرائم بقوله في مقاله في الصفحة الأخيرة من «الشروق»: «إن تراث المسلمين وغير المسلمين حافل بما هو منير ومشين، لكنه يتعرض للانتقاء والتأويل، في ظروف تاريخية معينة، بحيث تدفن أو يستخرج منها ما هو منير تارة، في حين يستدعى منها ما هو مشين تارة أخرى. وتكون المشكلة دائما أن أصابع الاتهام تشير إلى الضحايا وإلى المرجع الفكري الذي جرى الاستناد إليه وتأويله، وليس إلى الظرف التاريخي الذي استدعى هذه المرجعية أو تلك. وأستأذن هنا في تكرار ما سبق أن أشرت إليه من أن ثمة ظروفا اجتماعية وسياسية تستخرج من الناس أفضل ما فيهم، لكنها حين تتغير في طور آخر فإنها تستخلص من الناس أنفسهم أسوأ ما فيهم، ولا مجال لاستعادة شواهد التاريخ الدالة على ذلك، لكنني أذكّر فقط بحالة الإجماع والتلاحم الوطني المبهر، التي شهدناها في مصر أثناء ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 وأدعو إلى مقارنتها بحالة الانفراط والنفور والاحتقان المحزن، التي خيمت على البلد منذ 30 يونيو/حزيران 2013. إن بعض زملائنا تحدثوا عن البيئة الحاضنة للإرهاب، لكنهم سكتوا عن البيئة المنتجة للإرهاب، على الرغم من أن الأخيرة أهم وأخطر بكثير من الأولى، لكن مشكلة أغلب المعلقين والسياسيين أنهم يمارسون الجرأة المجانية في التنديد بالبيئة الحاضنة، ولهم في ذلك بعض الحق، لكنهم ولأسباب تتعلق بالكلفة الباهظة يغضون الطرف عن البيئة المنتجة للإرهاب، التي هي الأحوج إلى كلمة الحق». المهم أمن النظام وأمس الثلاثاء كتب الدكتور محمد أبو الغار الأستاذ في كلية الطب في جامعة القاهرة، والرئيس السابق للحزب المصري الاجتماعي والسياسي والوطني، في مقاله الأسبوعي في «المصري اليوم» عن حادثة قتل أشقائنا المسيحيين وضرورة أن تتعاون الشرطة مع البدو قائلا: لماذا يصنع النظام هذه الكوارث؟ أولاً: شيء رهيب، محزن، كارثي يحدث في وادي النيل، قلبي يملؤه الغضب والأسى وعيناي تدمعان مثل ملايين المصريين. مجموعة إرهابية تركب أربع سيارات دفع رباعي توقف الأتوبيس وميكروباصا وسيارة نصف نقل وتقتل الجميع بهدوء، هؤلاء المجرمون لا يمكن أن يكونوا بشراً، لقد استشهد حوالى 29 مصريا، معظمهم من الأطفال. النظام الحالي مسؤول عن هذه الجريمة بدرجة كبيرة، الأجهزة الأمنية والمخابراتية المدججة بأحدث الوسائل الحديثة، يتم استخدامها لمراقبة أي شاب كتب جملة على الإنترنت أو انتقد النظام، فيُقبض على الشاب. أليس من وظيفة الأجهزة التنصت واكتشاف أي إرهابي؟ أليس من واجبها البسيط أن يكون لها رجال وجواسيس في هذه المناطق حتى تصل إليها معلومات دقيقة بصفة منتظمة؟ كيف تكون هناك أربع سيارات دفع رباعي و15 رجلا، ولم يقم أحد بالتبليغ لأنه ليس لنا عيون في هذه الصحراء، ومن رأى قد يخاف أن يبلغ لأنه فاقد الثقة في الشرطة، التي ربما تقبض عليه وتخترع له تهمة قد تؤدي إلى إعدامه. وقد أعلنت سفارتا أمريكا وألمانيا عن توقع عمل إرهابي وطلبتا من مواطنيهما الحذر، وعدم مغادرة القاهرة. ألم يكن من الواجب أن يبحث كل جهاز مخابراتي في محافظته فوراً عن احتمال حدوث إرهاب؟ توثيق العلاقة مع البدو في هذه المناطق بالتفاهم والأموال أمر أساسي. الشرطة والأجهزة عموماً تحتاج إلى نقلة للأمام في التدريب بعيداً عن الأمن السياسي، لأن هناك تقصيرا فاضحا فى الأمن الجنائي، والفوضى الموجودة في كل مصر وانتشار البلطجية والحرامية والمسلحين، راجع لأن الشعب ليس له أهمية عند النظام، المهم فقط أمن النظام وسعادته بإرسال تسريبات تافهة لإذاعتها في التلفزيون. الأمن الجنائي فى مصر منهار تماماً ولا يستطيع مصري واحد أن يتقدم لعمل محضر في قسم الشرطة إلا بالواسطة. هذا تدهور غير مسبوق. النظام معرض للخطر بسبب تدهور الأمن الجنائي. أما الخطة الطويلة لحرب الإرهاب فتشمل التعليم والتعامل مع السلفيين والمساواة بين المواطنين، وهي خطة يجب أن تبدأ من الآن». «الآدمي بنيان الرب ملعون من هدمه» وننتقل إلى الصفحة الأخيرة من «عقيدتي» التي تصدر كل ثلاثاء وقول مؤمن الهباء في عموده «عين العقل»: «علمنا رسولنا الكريم أن القتل وإزهاق الروح الإنسانية البريئة من أعظم الكبائر. وكما قال صلى الله عليه وسلم «الآدمي بنيان الرب ملعون من هدمه، وإن حرمة الكعبة المشرفة عند الله عظيمة، لكن دم الانسان البريء أعظم حرمة عند الله، ولئن تهدم الكعبة ثم تبنى ثم تهدم ثم تبنى ثم تهدم ثم تبنى لأهون عند الله من قتل نفس بريئة». من أجل ذلك قال سبحانه وتعالى في قرآنه الكريم أنه «من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا» (المائدة آية 32 ). الخطاب التحريضي منتشر في كل مكان أما الكاتب والخبير الاقتصادي الدكتور زياد بهاء الدين فإنه في مقاله الأسبوعي في جريدة «الشروق» أثار قضية وجود اضطهاد أو استبعاد للمسيحيين، ومما قاله عن الحادث الإرهابي والقصور الأمني: «الصدمة من جريمة المنيا لم تكن فقط لفظاعتها ووحشيتها، بل لأنها أكدت بما لا يدع مجالا للشك أن الإرهاب لم يعد محصورا في شمال سيناء، بل امتد في الشهور الماضية إلى محافظات الوجهين البحري والقبلي، وهذا معناه أنه على الرغم من تضحيات رجال الشرطة والقوات المسلحة، والموارد التي جرى توفيرها، وقانون الطوارئ فإن كل هذا لم يكن كافيا لكسر شوكة الإرهاب، ووقف امتداده إلى مناطق جديدة، ولذلك فعلينا التفكير بشجاعة في ما اذا كان السبب هو تطور الدعم الخارجي للإرهاب، أم أن لدينا تقصيرا أمنيا يحتاج للمحاسبة والتصحيح؟ أم أن هناك تغيرا داخل البلد دفع إلى هذا التطور الخطير؟ وفي كل الأحوال فإن سؤال ما إذا كنا بحاجة لإعادة النظر في سياستنا للتعامل مع الإرهاب بشكل عام؟ يتضمن ما إذا كان الحديث الدائر عن تجديد الخطاب الديني قد أفضى إلى شيء محدد؟ وهل تم اتخاذ خطوات جادة لتطوير المناهج المدرسية؟ وهل تنفق الدولة مواردها في المجالات التي تحد من الاحتقان والفقر والتوتر الاجتماعي؟ وهل المساحة المتاحة لمؤسسات المجتمع السياسية والأهلية تجعلها قادرة على القيام بدورها في مناهضة الفكر التكفيري؟ أم أن كل هذه الأسئلة غير مجدية أصلا، لأن سياستنا في مواجهة الإرهاب ليست بحاجة للمراجعة؟ وحدتنا الوطنية قائمة وصامدة حتى الآن، ولكن هذا لا يعني تجاهل المظاهر والممارسات القبيحة التي تهددها، ولا أشكال التمييز الظاهرة والمستترة التي اعتدنا التعايش معها، ولا الخطاب التحريضي المنتشر في كل مكان، بل هذه هي اللحظة التي يلزم فيها بذل المزيد من الجهد وإظهار الكثير من الشجاعة، ليس فقط لوأد الفتنة في مهدها، وإنما لتحقيق طفرة حقيقية للأمام فهل نحن مستعدون لذلك؟ أم أن طموحنا هو بقاء الوضع على ما هو عليه؟». حلول لكسب المعركة لكن رئيس تحرير «الشروق» عماد الدين حسين تقدم باقتراح بأن يجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي مع قادة المجتمع والسياسيين من كل الاتجاهات، لبحث الأمر معهم، وقال في عموده اليومي «علامة تعجب»: «لكي نضمن النجاح في تسريع كسب المعركة ضد الإرهابيين فعلى الحكومة أن تؤمن بضرورة سرعة البحث عن تحالف 30 يونيو/حزيران المفقود، لا أقصد أن يجتمع الرئيس السيسي بأسماء محددة غدا أو بعد أسبوع، بل أن يجلس مع ممثلي القوى السياسية والمجتمعية الفعليين، ومرة أخرى لا أقصد أيضا رؤساء الأحزاب تحديدا، بل كل قادة المجتمع القادرين على التأثير فيه، سواء كان مدونا على الفيسبوك أو زعيما لحزب أو تيار، الجلوس والاجتماع ليس بغرض التقاط الصور، بل الحديث والبحث والاستماع إلى أفكار ربما تقود إلى حلول مختلفة، وفي اسوأ الأحوال سوف يخرج هؤلاء وهم يعتقدون أن الدولة تقدرهم وتستمع إليهم، وبالتالى سوف نضمن أوسع قدر ممكن من التوافق والاصطفاف خلف الدولة في معركتها الصعبة. مثل هذه الاجتماعات ينبغى أن لا تقتصر على المؤيدين، بل على أكبر قدر من القيادات السياسية والمجتمعية، حتى لو كانت معارضة، طالما أنها لا تؤمن بالعنف ولا تحرض عليه أو تدعو له تلميحا أو تصريحا. لن يخسر الرئيس أو الحكومة أو الأجهزة الأمنية شيئا إذا اجتمعوا مع كل ممثلي قوى المجتمع الحية والمؤثرة، بل سوف يكسبون الكثير». الغارات على ليبيا وإلى أبرز ردود الأفعال على غارات الطيران المصري على معاقل الإرهابيين في مدينة درنة الليبية، الذين جاءوا منها وارتكبوا المذبحة المروعة ضد أشقائنا المسيحيين وقول جلال دويدار رئيس تحرير «الأخبار» الأسبق يوم الاثنين في عموده اليومي «خواطر» في الصفحة الخامسة من «الأخبار»: «من المؤكد أن عالم العدالة الحريص على الأمن والاستقرار، يدرك تماما أن تصفية تنظيمات هذا الإرهاب الأسود هو لصالح ليبيا وشعب ليبيا، وكل دول العالم. كفى بالله هذا النفاق والتدليس وهذه المسخرة والهزل، التي تتعرض له هذه الدولة الشقيقة. إن التآمر عليها وصل إلى أقصى الحدود بهدف تفتيتها وإنهاء وجودها كدولة، من خلال تسليمها للتنظيمات الإرهابية الإجرامية، كل الدلائل تؤكد أن غاية هذا المخطط هو سرقة ونهب ثروات ليبيا لصالح هذه التنظيمات ولصالح القوى الاجنبية التي تقف وراءها». الجريمة والعقاب ونظل في «الأخبار» عدد أمس الثلاثاء، لنكون مع رئيس مجلس إدارتها الأسبق محمد بركات ونقرأ له قوله في عموده اليومي «بدون تردد»: « الضربات الموجعة والمستحقة التي وجهتها قواتنا المسلحة لمعاقل الإرهاب المتواجدة على الأراضي الليبية، والتي دمرت مناطق تمركز وتدريب العناصر الإرهابية، التي شاركت بالتخطيط والتنفيذ للجريمة الجبانة، التي تعرض لها الأخوة والابناء في المنيا، لم تكن مجرد رد فعل انتقامي من نسور مصر، ردا علي الاعتداء الجبان، بل كانت أكبر من ذلك بكثير في مضمونها ودلالاتها والرسائل التي بعثت بها لكل من يهمه الأمر إقليميا ودوليا. هذه الضربات القاصمة والعاجلة جاءت تأكيدا حاسما وسريعا علي مصداقية ما أعلنته مصر، من أن الإرهابي ليس هو فقط من يرتكب وينفذ الجريمة الإرهابية، بل هو ايضا من يخطط ويدرب ويمول ويؤوي الإرهابيين، من هنا كان ضرب وتدمير مراكز ومقار الإرهابيين ضرورة واجبة ولازمة. وجاءت الضربات بالشدة والسرعة التي اتسمت بها، تعبيرا عن الغضب المصري العارم، على مستوى القيادة والشعب، جراء الجريمة الغادرة والجبانة التي تعرض لها الأبناء والأهل في المنيا، وحتى تدرك جماعة الإفك والضلال وعصابات الإرهاب المتحالفة معها، أن لجرائمهم ضد مصر وشعبها ثمنا باهظا سوف يدفعونه فورا. وهكذا فقد حملت الطائرات المصرية معها لمحطة قيامها بالضربات لمعاقل الإرهاب ومراكز التدريب رسالة واضحة للعناصر الإرهابية التي تشارك في الجرائم ضد مصر تقول إن لحظة الحساب قد حلت، وإن العقاب الرادع والقصاص العاجل ينتظران كل من تسول له نفسه المساس بمصر، وتهديد أمنها القومي، بالاعتداء الإرهابي عليها، أو المشاركة في ذلك بالتخطيط والإعداد أو التدريب أو التسليح أو التمويل أو الحماية أو الإيواء. بصمات «داعش» والقضية نفسها شارك في مناقشتها أمس الثلاثاء في «الأهرام» فاروق جويدة بقوله في عموده اليومي «هوامش حرة»: «الأحداث الإرهابية الأخيرة ضد الإخوة الأقباط في الكنائس أو صعيد مصر تتسم بالوحشية، ولا تدخل في نطاق الجرائم العادية، وهذا النوع يحمل بصمات «داعش» وما كان يحدث من جرائمهم في سوريا والعراق، ولهذا كان من السهل على مؤسسات الدولة المصرية أن تدرك أبعاد هذه الأعمال، وأن تضع يدها على المشاركين فيها والمدبرين لها، ومن هنا كان رد الفعل الذي حسمه الجيش المصري، وانطلق سلاح الطيران إلى الأراضي الليبية، حيث تسللت حشود «داعش» إلى هناك. لا أعتقد أن هناك مصريا لم يوافق على رد الفعل المصري تجاه ما حدث، وكان ذلك واضحا في كلمة الرئيس السيسي للشعب أولاً، لأن الواضح الآن إننا أمام مؤامرة كبيرة تستهدف أمن مصر وشعبها، وهذه المؤامرة تجمع خلفها أكثر من جهة، ما بين التمويل والسلاح والتنفيذ والتخطيط، ولعل هذا ما طرحه الرئيس عبد الفتاح السيسي في مؤتمر الرياض، حول قضية الإرهاب. منذ فترة والدولة المصرية تدرك أن «داعش» سوف يحاول أن يرد على إنجازات الجيش المصري في سيناء، من خلال الأراضي الليبية وهذا ما حدث». المتاجرة بدم المصريين «على مواقع التواصل الاجتماعي، غضب قبطي «مشروع»، ليس فقط بسبب ما يعتقدون بأنه فشل السلطات الأمنية في حمايتهم، وإنما أيضًا بسبب التعاطي الرسمي مع مذبحة المنيا الأخيرة. هذا ما بدأ به محمود سلطان رأيه في «المصريون» مواصلا لم يطلب قبطي واحد من الدولة قصف ليبيا، وإنما توقع الأقباط، أن تحترم الدولة مشاعرهم، وتعلن الحداد ثلاثة أيام على الأقل. المذبحة كانت مروعة، وهي في فحواها الحقيقي، مصاب وطني جلل، زلزل مشاعر الجميع، مسلمين ومسيحيين، وكان من المفترض أن تتحلى السلطة، بروح المجاملة، ومراعاة الذوق العام، وتتشح بالسواد ثلاث ليالٍ، وتؤجل الفضائيات عرض المسلسلات، خاصة أن غالبيتها ذات مضمون ترفيهي واحتفالي، لا يليق بجلال الموقف وعظم المصيبة. المفارقة أن الأردن أعلن الحداد ثلاثة أيام.. بل إن قطر التي يلعنونها آناء الليل وأطراف النهار، تضامنت مع الأقباط، برفع علم مصر على «شيراتون» الدوحة.. العالم كله كان تقريبًا فى حالة حداد، إلا مصر التي رفضت احترام مشاعر ذوي الضحايا، وضجت الفضائيات، بمسلسلات «هز الوسط». الرسالة كانت شديدة الوضوح، وربما تضيء المساحات المظلمة، في علاقة أجنحة داخل السلطة، مع القوى المالية الطفيلية، التي تستثمر في المسلسلات وسوق الإعلانات. الحداد ـ إذا أعلن ـ كان سيخلف أضرارًا بالغة، بجيوب وكروش حيتان هذا السوق الذي يضخ سنويًا المليارات من المال الحرام في حساباتهم البنكية. والمأزق أن السلطات المصرية، وجدت نفسها، أمام خيارات صعبة: تكسب الأقباط وتخسر حيتان هذا السوق، الذين يمثلون لها ظهيرًا تعبويًا لأجندتها السياسية.. أم تضحي بالحيتان مقابل واجبها الاجتماعي والأخلاقي والأبوي تجاه المصاب القبطي وقسوته؟ من حق الأقباط والمسلمين المصريين، أن يغضبوا، وهم يرون العالم كله أكثر حنانًا عليهم من السلطات المحلية التي انحازت لأصحاب النفوذ المالي.. وأحالت المأتم الوطني الكبير، إلى مولد يكتظ بكل ما هو مبتذل وسفيه. لاحظت أن الأقباط لم يشغلهم قصف ليبيا، بقدر انشغالهم بهذا التبلد في التعاطي مع محنتهم، ليس فقط من الدولة التي راعت فقط «مصالح» الأغنياء.. ولكن أيضًا من تبلد أصحاب الفضائيات، الذين ما انفكوا يتاجرون ويزايدون على الدم القبطي ومظلومية الأقباط.. ومع أول اختبار حقيقي، هرب الجميع ليستمتع بدفء المال الحرام والاستمتاع بالنظر إلى اللحم الرخيص على الفضائيات». حكومة ووزراء وإلى الحكومة ووزرائها، حيث فوجئت أمس الثلاثاء بأن الكاتبة الاستاذة في كلية الطب في جامعة القاهرة الدكتورة غادة الشريف تشيد بأحد الوزراء في مقالها الأسبوعي في جريدة «المصري اليوم» وكان عنوانه «كسبنا صلاة النبي» وتقول عنه: «بس يا سيدي وبعد أن ظل وزير التنمية المحلية صامتا ومختفيا، حتى كدنا نعلن عن مكافأة لمن يجده، إذا به يظهر فجأة وخير اللهم أجعله خيرا، يقرر فرض قيود على موائد الرحمن، ولا تسأل يا حمادة هو ما له أصلا بموائد الرحمن، فالدكتور هشام الشريف منذ تعيينه وهو على ما يبدو لا يعلم اختصاصات الوزارة بالضبط، فتارة نراه يزور مدارس تكنولوجية، وقلنا الدم بيحن، ثم وجدناه تارة يتداخل في التعليم، وتارتين يتداخل في الكهرباء، وثلاثة تراتير يتداخل في الصحة، ويزور مستشفيات، لكنه لا يقترب من بعيد أو قريب من المحليات وشؤونها، ثم فجأة بعد كل هذا التخبط والتوهان، إذا به أخيرا يتحدث ويصدر قرارا بتقييد موائد الرحمن. كسبنا صلاة النبي، هنا تظهر عيوب تعيين وزير غير سياسي فلا يستطيع تقييم الحالة الكلية للبلاد، ومن ثم اتخاذ القرار المناسب، بقى يا راجل في وسط كل هذا الغلاء وصراخ الناس من الأسعار، بحيث أصبحت الحاجة لموائد الرحمن هذا العام ضرورة ملحة تكاد تقترب من الفرض، فجأة كده تسير عكس الاتجاه وتمنع منفذا كان سيحفظ للحكومة ماء وجهها؟». المسلسلات وإلى المسلسلات التلفزيونية والبرامج التي تستحوذ على اهتمام الكثيرين، خاصة بعد انطلاق مدفع الإفطار مباشرة والشكوى من كثرتها وسخافة بعضها حيث قال عنها أمس الثلاثاء في مجلة «آخر ساعة» التي تصدر كل ثلاثاء عن مؤسسة أخبار اليوم رضا الشناوي في بابه «على نار هادية»: «ومع مضي الأسبوع الأول ـ سيشعر الجميع بوجود المثل القائل رجعت ريما لعادتها القديمة، لكن يبدو أن حليمة لا تتعظ من مقولة أن شهر رمضان هو محرقة للأعمال الفنية، بسبب كثرتها فتتكرر معها في الشهر الفضيل من كل عام أزمة تسببها المحطات الفضائية والأرضية والعربية، التي لا نسمع صراخها إلا خلال شهر الصوم، الذي رأينا قبل بدايته العديد من الممثلين وشركات الإنتاج قد استقروا للمشاركة، وتقديم أكبر كم من الأعمال الفنية، الأمر الذي يصيب المشاهد بالتخمة، خاصة أن الكم يفوق الطاقة الاستيعابية للعرض وتكون النتيجة ما نراه ونسمع عنه من أزمات ونداءات من البعض، يشتكون عدم عرض أعمالهم، ذات الوجوه وذات المخرجين وذات الفيللات، والأماكن التي يتم التصوير فيها، ووحدة السيناريو تتحرك من اتجاه إلى آخر باختلاف القصص والمؤلفين، وأود القول بأني لست ضد كشف القضايا التي تقلق المجتمع، لكنني أود أن يتولى أمر معالجة تلك القضايا من هم مؤهلون علمياً وفكرياً ومعرفياً للتصدي لها». الفن الهابط وفي جريدة «الدستور» عدد أمس الثلاثاء قال نشأت الديهي في بابه «قهوة الصباح» عن المسلسلات: «كانت الدراما المصرية عنوانًا للفن وكان الفن عنوانا للقوة الناعمة، وكانت القوة الناعمة عنوانًا للدولة، وكانت الدولة المصرية عنوانا للحضارة، وأصبحت الدراما في خبر كان، فتحولت إلى «قوة سائلة» منزوعة الدسم، ثم إلى «قوة غازية» تحمل رائحة خبيثة تهب على الأجواء فتسممها، فمن يتابع هذا الكم الرهيب من المسلسلات المصرية التي صنعت خصيصًا للعرض خلال شهر رمضان، الذي تحول دون أن ندري إلى شهر الدراما الهابطة والبرامج الساقطة سيلاحظ دون عناء أنها مسلسلات خالية من المضمون وعديمة الرسالة والهدف وطبعًا الجواب بيبان من عنوانه، والعناوين صادمة والأبطال ربنا يصبرنا والسيناريوهات مكتوبة بلغة رديئة هابطة مبتذلة». آفة الجهل ونظل مع أهل الفن وغرائبهم حيث قالت «الأخبار» أمس في بروازها «بوكس» في الصفحة الثانية الذي توقعه باسم «كلاي»: «النجم أحمد الفيشاوي دعا إلى تجديد الخطاب الديني وذلك ردا على انتقاد البعض لصور له وهو يشرب الخمر، أو لارتدائه الحلق، وقال إنه مؤمن بمقولة «إن الله لا ينظر إلى أجسامكم وأشكالكم ولكن إلى قلوبكم» وردت عليه مذيعة «أون»: ده كلام الإمام علي؟ في حين أنه جزء مشوه من حديث شريف، وهكذا يتم تسطيح المعني الجميل للتنوير وتجديد الخطاب الديني بين مذيع جاهل وضيف يكون عادة أكثر جهلا ويدفع المجتمع الثمن». «يا حلاوة» أما الرسام عمرو سليم فقد أخبرنا أمس الثلاثاء في «المصري اليوم» أنه ذهب لزيارة قريب له كان يشاهد التلفزيون مع صديق ويقول له: شفت بقى حلاوة مسلسلات رمضان؟ خلت الناس تنسى مسلسل هروب حبيب العادلي خالص يا باشا. الأقباط والمسلمون المصريون غاضبون لانحياز السلطة لأصحاب النفوذ المالي والعالم يظهر تعاطفه معهم حسنين كروم |
أكثر سيناريوهات الأردن رعبا: «داعش» بالقرب من سد الوحدة… فوضى «أجندات» في عمق درعا وبادية الشام Posted: 30 May 2017 02:27 PM PDT عمان ـ «القدس العربي»: لا يريد الأردن لأسباب سياسية وأخرى إعلامية قد تكون مفهومة التحدث في تفاصيل تلك الاجتماعات التي يتردد أنها تجري في العاصمة عمان بين روسيا والولايات المتحدة وبحضور الأردنيين للبحث في سيناريو المناطق العازلة على الحدود مع سوريا. الأردن لم يعلق رسميا على مسار الاحداث. الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني لا ينفي ولا يؤكد ووزير الخارجية ايمن الصفدي يغادر في زيارة إلى محطتين هما ابو ظبي والمنامة تاركاً خلفه انطباعات عدة وليس من بينها النقاش حول سيناريو المناطق العازلة. نخب الإدارة الأردنية تتجاهل التعليق على مسار هذه النقاشات بين موسكو وواشنطن تجنباً اولاً لرفع سقف التوقعات، وثانياً لعدم استباق النتائج. الانطباع في مركز القرار في عمان يؤشر على ان الأردن يريد ان يدير هذا الموضوع بصمت قدر الامكان بسبب حساسيته وتعقيداته وحتى تنضج الطبخة بظروف مواتية قبل رفع سقف التوقعات تجنباً للإحراج. الأردن طوال الوقت يبحث خلف الستارة والكواليس عن ممرات آمنة تمكنه من الخروج من المولد السوري ولو بقدر قليل من «الحمص». سيناريو المنطقة الآمنة بالنسبة للأردنيين بهذا المعنى ليس خياراً امنياً فحسب او ملفاً يتعلق باللاجئين والعمل على اعادة توطين ولو جزء منهم بقدر ما هو ايضاً موضوع اقتصادي بحت وتجاري له علاقة اولا بإعادة الاعمار، وثانيا بالعمل على تنشيط محاولات اعادة فتح معبر نصيب الحدودي وتشغيل الطريق الدولي بين عمان ودمشق بناء على التزام روسي. بوضوح شديد يتصور الأردنيون بأن الحصة الوحيدة المتاحة لهم ضمن كعكة إعادة إعمار سوريا العملاقة لا يمكن توفيرها إلا عبر حزام المنطقة الآمنة في حضن الحدود مع درعا تحديداً باتجاه البادية الشمالية للمملكة والشرقية والجنوبية لسورية. الطرف الاساسي الذي يعمل الآن ضد المصالح الأردنية ويضع «إصبعه» الميليشياتي هو الجانب الإيراني الذي تخفق موسكو بضمان حركته في المنطقة حيث يسعى نحو 7 آلاف مقاتل عراقي وايراني إلى الزحف وايجاد موطئ قدم لهم في اقرب مسافة ممكنة للحدود مع الأردن تحت شعار الاستثمار في محاربة وملاحقة الإرهاب «الداعشي». يركز الوزير الصفدي كثيراً في اتصالاته على ان بلاده لا تريد قرب حدودها ميليشيات طائفية بالقدر الذي لا تريد فيه عصابات إرهابية. وقد أبلغ ذلك لنظيره الروسي سيرغي لافروف لكن ماكينة الاستشعار الأردنية ترصد تلك اللغة الروسية المزدوجة والتي لا تبذل الجهد الكافي في الالتزام بمنع ميليشيات الحشد الشيعي العراقي والحرس الثوري الإيراني من الاقتراب. يعتقد الأردنيون في غرفة القرار المغلقة أن روسيا تلاعبهم بالمزيد من الابر المخدرة بشأن هواجسهم الأمنية فهي تعد بالتدخل للسيطرة على ايقاع تحرك الميليشيات المحسوبة على إيران باتجاه جنوب سوريا لكنها لا تقدم خطوات عملية مباشرة على الأرض وفي الميدان في السياق. عمان أقنعت وزارة الدفاع الأمريكية بالمقابل بأن هواجسها الأمنية في لعبة الحدود مع سوريا ينبغي ان تحظى بالأولوية وفي مرات عدة زجرت واشنطن عمان لأنها تبالغ في التعاون مع موسكو امنياً وتوصل الأطراف الثلاثة إلى تسوية لها علاقة بلقاء ثلاثي تنسيقي في عمان يبحث الجزء الفني في المعايير التي يوافق عليها الطرفان لضمان هواجس الحدود الأردنية. من هنا وفقاً لمعلومات «القدس العربي» ولدت لقاءات البحث في سيناريو المناطق الآمنة على الحدود الأردنية السورية خصوصاً بعدما لعب الأردنيون بالورقة التي اشركت إسرائيل في المسألة وجندتها لصالح الضغط الخلفي والاشتراك بنقاشات المناطق العازلة حيث الجزء الجنوبي من هضبة الجولان. لعب الأردنيون بورقة أخرى كانت طوال الوقت خلف الكواليس وهي الامن الخاص بسد الوحدة المائي وصعوبة تخيل او توقع مسار الاحداث اذا ما سمحت الأطراف الدولية لتنظيمات «داعش» الإرهابية بالاقتراب أكثر من السد ونهر اليرموك في واحد من مؤشرات الرعب الأمني الأكبر. هذه المعطيات قد تكون هي التي انتجت اللقاءات الأمريكية الروسية التي تبحث في سيناريو المناطق العازلة بعدما تطورت الفكرة لتشمل ايضاً طول الحدود مع البادية الشمالية الأردنية والمنطقة الثلاثية التي تستقطب طموح جميع الأطراف عسكرياً الآن في رأس التنف وفي المثلث الصحراوي القاحل الرابط بين حدود العراق مع سوريا والأردن. التوقعات الأولية لنتائج هذه الاتصالات لازال يؤشر على ان الأردن يراقب المشهد فيما يغرق الأمريكيون والروس بالتفاصيل ضمن سلسلة من المقايضات التي تعتقد عمان انها في مجمل المشهد وفي النهاية مرتبطة بتقاسم كعكة مشاريع اعادة الاعمار. موسكو تتحدث مبكراً عن مناطق منخفضة التوتر وتتوسع فيها اتفاقيات وقف اطلاق النار، في المقابل واشنطن تتحدث عن مناطق معزولة أمنياً. عمان بدورها لا يكفيها انخفاض التوتر لكنها ستقبل به بكل الأحوال وتسعى إلى توافق اقليمي ودولي على مناطق عازلة تماماً وعلى طول الحدود وبعمق لا يقل عن 40 كيلومتراً وضمن رؤية اقتصادية وتجارية وعلى اساس اقامة مرافق يمكن عودة ولو جزء من اللاجئين لها. هذا ما تطمح إليه العاصمة الأردنية وليس شرطاً ان تحصل عليه فالمسائل قيد التفاوض الآن والجميع بما في ذلك الحرس الثوري وإسرائيل وحزب الله وحتى السعودية وغرفة العمليات الجديدة التي اقيمت فيها يركز النظر وبقوة على حوض نهر اليرموك والمثلث الصحراوي بين العراق وسوريا والأردن وبادية الشمال وجنوب هضبة الجولان. المفاوضات هنا تفصيلية ومعقدة والجميع يحاول خداع الجميع وعمان وسط هذه المعمعة ترغب في بقاء الدور وتحصيل ولو الحد الأدنى من المكاسب. أكثر سيناريوهات الأردن رعبا: «داعش» بالقرب من سد الوحدة… فوضى «أجندات» في عمق درعا وبادية الشام «موقف» إيراني يخلط الأوراق وإسرائيل أصبحت طرفاً في ترتيبات «العزل والحدود» بسام البدارين |
البيشمركه تحذر «الحشد الشعبي»: لا تجربوا الإقتراب من حدود كردستان Posted: 30 May 2017 02:26 PM PDT أربيل ـ بغداد ـ « القدس العربي» ـ وكالات: ظهر، أمس الثلاثاء، بشكل واضح، التوتر بين قوات «البيشمركه» الكردية، وميليشيات «الحشد الشعبي» بعد تمدد الأخيرة نحو الحدود السورية، واقترابها من مناطق تخضع لإقليم كردستان. وأكد نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، أن «قوات الحشد تحاصر قضاء تلعفر بصورة كاملة، وهي لا تعتمد على التحالف الدولي في عملياتها». ونقل موقع «الحشد» عن المهندس قوله، إن «قوات الحشد الشعبي تحاصر قضاء تلعفر منذ أشهر طويلة، هو الآن محاصر بـ 360 درجة»، موضحاً أن «ما يؤخر استعادة تلعفر قضايا فنية وليست سياسية فقط»، لكنه اشار إلى إمكانية «تسريع العمليات خلال شهر رمضان». وأضاف أن «الحشد الشعبي ليس لديه أي ارتباط بالتحالف الدولي ولا يوجد هناك أي تنسيق معه»، مشيرا إلى أن «الحشد الشعبي لم يكن في حاجة إلى التحالف الدولي في كبرى عملياته». وتابع: «لا يوجد قطعا أية اجتماعات مع الأمريكان»، مؤكدا في الوقت ذاته أن «وصول قوات الحشد للحدود العراقية السورية كان قرارا عراقيا». وشدد على أن «عملياتنا مستمرة حتى تطهير المناطق الحدودية مع سوريا وتأمينه بشكل تام». وأضاف أن «قوات الحشد الشعبي ستمسك الأرض إلى جانب الجيش العراقي في الشريط الحدودي مع سوريا لتفادي عودة الإرهابيين إليها». وشرعت قوات الحشد التي وصلت الحدود العراقية – السورية في إطار عملية عسكرية لمطاردة تنظيم «الدولة الإسلامية» بحفر خندق وبناء سواتر بين الحدود بين العراق وسوريا. وأوضحت مصادر أن فرق «الهندسة العسكرية للحشد الشعبي شرعت بحفر الخنادق وبناء السواتر بين الحدود العراقية السورية انطلاقا من قرية أم جريص غربي قضاء سنجار نزولا باتجاه القرى الجنوبية المتاخمة للشريط الحدودية العراقي السوري». وذكرت بأن فرقا ـخرى من «هندسة ميدان الحشد الشعبي باشرت برفع ومعالجة العبوات المتفجرة في القرى والطرق المحررة المتاخمة للحدود العراقية السورية فيما تواصل ألوية وقوات الحشد عملياتها بالتعاون مع طيران الجيش مطاردة عناصر داعش من أجل انهاء تواجد التنظيم بالقرب من الحدود المشتركة «. في المقابل، أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة في إقليم كردستان، بياناً حول العمليات العسكرية الجارية من قبل الحشد الشعبي في قضاء سنجار والمناطق التابعة له. وذكرت القيادة العامة للقوات المسلحة في إقليم كردستان في بيان، أن «يحتمل في خيال بعض الأشخاص وباسم الحشد الشعبي، وبعض من الكرد ممن باعوا وطنهم أن يستغل الحرب ضد داعش في محور سنجار لخلق مشكلة بين سكان تلك المنطقة وقوات البيشمركه ويتطاول على أرض كردستان». وأضافت في بيانها، إننا «نقول لتلك الأصوات النشاز لا توجد قوة تستطيع أن تدخل كردستان وتطأ أرضها، واذا كانوا يرغبون بتجربة حظهم فنعدهم أن رؤوسهم سوف تسقط على جبال كردستان». وأشارت إلى أن «أهالي سنجار هم من سيقررون مصيرهم ولن يفعل أحد بالنيابة عنهم في ذلك». كما أوضحت أن «بقاء قوات البيشمركه في المناطق التي حررتها بالدماء والتضحيات في حدود ما قبل 17/ 10/ 2016 وهو اليوم الذي بدأت فيه عمليات الموصل أمر قد تم حسمه وغير خاضع للناقش بأي شكل من الاشكال». البيشمركه تحذر «الحشد الشعبي»: لا تجربوا الإقتراب من حدود كردستان |
من «إرحل» إلى «الرخّ لا»: نداء الثورة ينطلق من تونس مرة أخرى Posted: 30 May 2017 02:26 PM PDT إن الانتفاضة التي عمّت الجنوب التونسي منذ شهر نيسان/أبريل الماضي والتي لا تزال ملتهبة هي دليلٌ جديد، وقد يكون أقوى الأدلّة حتى الآن، على أن الانتفاضة العربية الكبرى التي انطلقت من الوسط التونسي في كانون الأول/ديسمبر 2010 ما زالت حيّة، وإن أصيبت بانتكاسة بدأت قبل أربع سنوات. وقد انطلقت الانتفاضة الجديدة من محافظة تطاوين الجنوبية وامتدّت إلى محافظتي قبلي ومدنين المجاورتين. وهي أشبه ما تكون بسابقاتها، أي الانتفاضات المحلّية التي كانت شتى محافظات تونس المحرومة مسرحاً لها واحدة تلو الأخرى، وأهمّها انتفاضة محافظة قفصة في عام 2008، وصولاً إلى الذروة المتمثلة بانتفاضة سيدي بوزيد التي شكّلت شهادة محمد البوعزيزي شرارتها. وكما يتذكر جميعنا اليوم بشيء من الحنين الحزين، لقد أشعلت انتفاضة سيدي بوزيد تونس الوطن برمّته، ومن ثمّ المنطقة العربية بأسرها في أجمل محطات التاريخ العربي المعاصر: ذلك «الربيع العربي» الزاهر الذي نشينا به، وهو عبارة عن أشهر قليلة بدا خلالها وكأن كابوسنا العربي المستديم أشرف على نهايته وبات تحقيق حلمنا قريب المتناول. لكنّ رياح الثورة المضادة على اختلاف مهابّها قد تغلّبت على شهوات سفننا، لا سيما وأن طواقمنا كانت دون مستوى التحديات التاريخية العظيمة التي واجهتنا. فإما أن الخبرة نقصتها وإما كانت خبرتها قديمة غير متناسبة مع مقتضيات العصر الجديد، أما النتيجة فواحدة: انحسار الأمل الثوري برغد العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، وطغيان صدام القوى الرجعية على الساحة، رجعية النظام القديم المستبدّ مقابل رجعية الطامحين إلى استبداله باستبدادهم تحت رايات دينية. وبعد، فلم ننفك نحذّر منذ بداية «الربيع العربي» من أي أوهام حول تحقيق الأماني الثورية بسرعة وبكلفة بخسة. فإن كلفة تحقيق الأحلام تزيد كلما كانت الكوابيس الحاضرة أكثر بشاعة، وما أبشع كوابيسنا! فلا يمكن تحقيق تغيير جذري نحو الأفضل في وضع يقوده منحناه الطبيعي نحو الأسوأ سوى بعملية شاقة طويلة الأمد. لذا أكّدنا منذ البداية أن ما انطلق من سيدي بوزيد يوم 17 كانون الأول/ديسمبر 2010 إنما هو «سيرورة ثورية طويلة الأمد» سوف تشهد لا مُحال محطات متتالية من الثورة والثورة المضادة، وسوف يعتريها عنف الرجعية التي لا تجيد لغة غير لغة السلاح. ومهما بدا قارساً الشتاء الذي خيّم على منطقتنا منذ أربع سنوات، فإنه لم يستطع أن يقضي على براعم ثورتنا، ولم يكن بمقدوره أن يقضي عليها إذ أنها تتغذّى من الدَّبال الذي تنتجه الأنظمة القائمة بغزارة واستمرار. ولا تفلت منطقتنا من شرعة الحياة التي لخّصها جبران أجمل تلخيص بقوله: «في قلب كل شتاء ربيعٌ يختلج ووراء نقاب كل ليل صباحٌ يبتسم». فها أن الربيع القادم يختلج أمام أعيننا وتبشّر به مرة أخرى تونس البطلة. والحال أن المغرب قد سبقها في هذا المسار. فإن الحراك الاجتماعي الذي انطلق منذ شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي على خلفية مقتل بائع السمك محسن فكري في مدينة الحسيمة الساحلية وعمّ منطقة الريف قبل أن يشمل سائر أرجاء المغرب، هذا الحراك لا زال حيّاً في منطقة الريف ينذر بأن يمتد من جديد إلى عموم البلاد. وكم من شبه بين محنتيّ البوعزيزي وفكري، وكأن جماهيرنا بحاجة للشهداء على طريقة محمد ومحسن كي تستلهم شجاعة النضال من شجاعة يأسهم. وقد سقط قبل أيام، يوم 22 أيار/مايو، أول شهيد في الحراك التونسي الجديد، محمد أنور السكرافي، وهو شهيد نضال وليس شهيد يأس، سقط في مواجهة قوات القمع. إن الانتفاضة التونسية المنطلقة من سيدي بوزيد قبل ست سنوات ونصف السنة قد طالبت برحيل المستبدّ زين العابدين بن علي: «إرحل» (والمرادف بالفرنسية) كان أحد شعاراتها المركزية. أما الانتفاضة الحالية المستعرة في الجنوب التونسي فشعارها المركزي، الذي ردّده المتظاهرون في شتى أنحاء البلاد بما فيها تونس العاصمة، هو «الرخّ لا»، أي لا رضوخ ولا قنوع. وقد أدرك شباب تونس وشعبها العامل أن ترحيل رأس هرم النظام لا يساوي «إسقاط النظام»، تلك الغاية التي كان «الشعب يريد» تحقيقها، وهم يعلنون اليوم أنهم لن يتوقفوا عن النضال حتى تحقيق مطالبهم التي تدور حول موضوع التشغيل وكرامة العيش، كما كان الأمر في الانتفاضات التي مهّدت لـ«ثورة 17 ديسمبر». ويبقى الشرط الرئيسي لنقلة نوعية في السيرورة الثورية العربية كامناً في انبثاق طليعة قادرة على استيعاب دروس الربيع الأول ودروس التجارب النضالية الشعبية التي تلته، بحيث تستطيع أن تحول دون هدر الربيع القادم، بل أن تؤسس عليه من أجل خلق شروط ملائمة لتراكم الإنجازات بما يسمح للسيرورة بالانتقال إلى محطة أكثر تقدّماً تقرّبنا من تحقيق حلمنا العظيم. ٭ كاتب وأكاديمي من لبنان من «إرحل» إلى «الرخّ لا»: نداء الثورة ينطلق من تونس مرة أخرى جلبير الأشقر |
المغرب: حملة استنكارات شعبية وحزبية واسعة للمقاربة الأمنية للاحتجاجات Posted: 30 May 2017 02:26 PM PDT الرباط – «القدس العربي» :وجدت الدولة المغربية نفسها في عزلة بعد اعتقالها ناشطي حراك الريف وتوجيه اتهامات ثقيلة لهم فيما غابت الأحزاب السياسية القريبة منها عن المشهد في مظهر للوهن وعدم المصداقية وعدم الاحترام، كانت سماته قد ثبتت بعد جمع وزير الداخلية لزعماء أحزاب الأغلبية ليدينوا الحراك ويتهموا الناشطين بالانفصالية والارتباط بالخارج ثم يعودوا بعد أسبوع ليقولوا في مجلس حكومي بشرعية مطالب الحراك ومشروعيته. وتحاول الدولة التي لا تجد من يدافع عن تدبيرها لأزمة الريف، المندلعة منذ نهاية تشرين الاول/ أكتوبر الماضي، أن تنتصر على الريف عبر جمعيات وناشطين أو وسائط الاتصال الحديث لكن هذه المحاولات تنقلب ضدها لمخالفتها القانون ثم لا تلبث أن تعلن البراءة منها. ولا زالت مدن الريف وخاصة الحسيمة والناظور، مع مدن مغربية عديدة تشهد ساعات ما بعد صلاة التراويح وقفات واحتجاجات تطالب بإطلاق سراح المعتقلين وتحقيق مطالبهم وتتحاشى السلطات مواجهة هذه الاحتجاجات بالعنف لكنها تمنع تحولها الى مسيرات. وانشغلت مواقع التواصل الاجتماعي بقانونية الاعتقالات ونشر فيديوهات وصور للاحتجاجات وسارعت السلطات لنفي صور وفيديوهات للمعتقلين بعد حملة إدانة واسعة إلى جانب نشر مناهضين للحراك لصور قديمة للناشطين خاصة زعيمهم ناصر الزفزافي وعائلته للإساءة إليه، في وقت لا زال التحقيق معهم مجهول المصير مع تسريبات وإشاعات هنا او هناك وإن كانت مصادر حقوقية أشارت إلى أن أولى جلسات الاستنطاق للمعتقلين انطلقت مساء أول أمس الإثنين في المحكمة الابتدائية بالحسيمة حيث تم تقديم المعتقلين من طرف النيابة العامة. وأكد محمد حداش (محام عن هيئة الدفاع عن المعتقلين) أنه تم استنطاق 38 شخصاً كلهم راشدون ذكور، يتحدر أغلبيتهم من مدينة الحسيمة، وقليل منهم يتابع الدراسة، فأغلبهم يشتغلون في القطاع الخاص و»أن أغلب المتابعين ينكرون التهم الموجهة إليهم في المحاضر، وهي تهم تتعلق بالتجمهر غير القانوني ومقاومة القوات العمومية وإهانة الأمن بالرشق بالحجارة»، وأن «أغلبيتهم اعتقلوا بعيداً عن مكان تواجد ناصر الزفزافي، وأنهم ليسوا بقادة في الحراك الشعبي بالريف». وقال إن هيئة الدفاع، بعد معاينتها لأثر الضرب والتعذيب على المعتقلين، قررت تقديم ملتمس للنيابة العامة لإجراء خبرة طبية عليهم، بالإضافة إلى ملتمس حفظ الملف لانعدام العناصر الجرمية، واحتياطاً تم تقديم ملتمس المتابعة في حالة سراح و»أن المعتقلين أجمعوا كلهم على أنهم تعرضوا لجل أنواع السب والإهانة وتم وصفهم بأبناء العاهرات وبالانفصاليين وتعرضوا للضرب والتنكيل». وقسم المعتقلون إلى ثلاثة أصناف، هناك من تم نقله إلى الدار البيضاء وهناك من سيعرض على أنظار محكمة الاستئناف وهناك من سيعرض على المحكمة الابتدائية بالحسيمة، ومنهم من تم نقله إلى الدار البيضاء. وأكدت هيئة المحامين في الناظور ضرورة احترام الضمانات الممنوحة للمعتقلين والمشتبه فيهم الموضوعين تحت الحراسة النظرية، وضرورة احترام المدد الزمنية للحراسة النظرية المحددة في قانون الاجراءات الجنائية، وأن مدة الحراسة تبتدئ فور إلقاء القبض على الشخص والحد من حريته. وعبرت الهيئة في بلاغ لنقيب هيئة محاميي الناظور، عبد القادر البنيحياتي، عن قلقها من منع بعض المحامين من التواصل مع موكليهم رغم تقدمهم طلبات في الموضوع للنيابة العامة في الحسيمة، داعين إلى احترام الضمانات كافة المقررة قانونا وعرفا للمحاكمة العادلة، وخصوصاً قرينة البراءة، وكون الاعتقال الاحتياطي تدبيراً استثنائياً وليس أصلاً. ونددت اللجنة التحضيرية لدعم الحراك الشعبي بالريف، بـ«الاختطافات والاعتقالات السياسية التي أقدم عليها «النظام المخزني» في حق نشطاء الحراك الشعبي السلمي، مؤكدة على ضرورة إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين على رأسهم ناصر الزفزافي ومحمد جلول». ودعت اللجنة ذاتها في بلاغ أرسل لـ«القدس العربي» إلى «إسقاط كل التهم القضائية في حقهم وفي حق جميع النشطاء، معبرة عن رفضها «للمقاربة الأمنية» التي تكرس مزيدا من الاحتقان الشعبي بالريف وكل مظاهر العسكرة والحصار» ودعت اللجنة في بيانها الدولة إلى فتح حوار جدي ومسؤول مع ممثلي الحراك الشعبي السلمي والتعامل الإيجابي مع ملفهم المطلبي ذي الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وعزمها على اتخاذ جميع الأشكال النضالية الاحتجاجية الميدانية السلمية وكافة الوسائل الترافعية بتنسيق مع الجهات غير الحكومية على المستوى الوطني الدولي من أجل إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين وتحقيق مطالب الحراك الشعبي بالريف». وانطلقت حملة استنكار واسعة لتدبير السلطات أزمة الريف وخلقت تباينا وخلخلة داخل قواعد الأحزاب المشاركة في الحكومة لتجد نفسها ضد قيادتها وجددت أحزاب «الاستقلال» و»الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية»، و«»العدالة والتنمية» في الحسيمة، مطالبتها بنهج مقاربة تنموية مندمجة في الإقليم، بدل المقاربة الأمنية الصرفة، منددة بما خلفه التفعيل المكثف للمقاربة الأمنية من مطاردات ومداهمات للمنازل واعتقالات واسعة طالت حتى القاصرين ولازالت مستمرة إلى حدود الآن. وعبرت الأحزاب السياسية في بلاغ لها، عن قلقها الشديد ورفضها للمقاربة الأمنية التي تنهجها الدولة حيال المنطقة، أدانت «التضليل الإعلامي الذي تمارسه القنوات العمومية بنشر صور وفيديوهات لأحداث معزولة لا علاقة لها بالحراك ومصاحبتها ببلاغ وكيل الملك لتغليط الرأي العام الوطني والدولي». وحملت الأحزاب الثلاثة «الدولة مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في المنطقة بسبب تبخيس دور الأحزاب الوطنية وإفساد الحياة السياسية في الإقليم»، وكما حملت عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية «مسؤولية جر المنطقة والبلاد إلى المجهول» وقالت إن «الرأي العام المحلي فوجئ بخطبة الجمعة معممة إقليمياً حول موضوع الفتنة والمساس باستقرار البلد ترتب عنه تأجيج الوضع واستفزاز مشاعر الساكنة بشكل عام وشباب الحراك الاجتماعي بشكل خاص، وما صاحب ذلك من تفعيل مكثف للمقاربة الأمنية، وما خلفته من مطاردات ومداهمات للمنازل واعتقالات واسعة طالت حتى القاصرين ولا زالت مستمرة إلى حدود الآن». ودعت أمينة ماء العينين، البرلمانية عن حزب «العدالة والتنمية»، إلى وضع الإصبع على الأسباب العميقة الباعثة لحراك الحسيمة، وتقديم جواب جماعي مقنع يعيد زرع الثقة بالدولة بدل الخوف من انتقامها، لأن ما يحدث هو بمثابة حصاد لما تم زرعه، ويجب أن يدفع إلى إجراء تقييم شجاع يحمل المسؤوليات، ويعاود تصويب البوصلة نحو الاقتناع بالديمقراطية كسبيل للتنمية والاستقرار. وسجلت البرلمانية، أن حراك الريف، يعد جواباً طبيعياً على اختيارات تدبير المرحلة السابقة، مشيرة إلى أن المسؤولين لم يكونوا في مستوى انتظارات أبناء الريف الذين وثقوا في إمكانية فتح صفحة جديدة تطوي مرحلة تاريخية مشوبة بالتوتر مع الدولة المركزية. وأوضحت ماء العينين، في حوار صحافي أن إغراق المنطقة بنخب فاقدة للمصداقية ومصادرة إرادة الناس بسياسة أنهكت المؤسسات المنتخبة وجعلتها خارج الشرعية، فضلاً عن بطء المشاريع التنموية وتعثرها وعدم ملامسة المواطن البسيط لأثرها على واقعه كل ذلك أدى إلى تفجر الغضب بعد الحادثة المؤلمة التي أودت بحياة الشاب محسن فكري. ودعا حزب النهج الديمقراطي اليساري إلى توسيع الحراك الشعبي ليشمل مختلف مناطق المغرب، واعتبر ذلك «أحسن رد لصد الهجمة القمعية المسعورة ضد جماهيرنا المناضلة في الريف». وقال إن الصراع في الريف هو «صراع حاد بين إرادتين: من جهة، إرادة المخزن الذي كشف من جديد عن جوهره القمعي ساطعاً حيث سخر آلته القمعية لمطاردة واعتقال العشرات من نشطاء هذا الحراك وتعنيف المتظاهرين منتهكا طابعه السلمي وترويع وترهيب سائر الجماهير المنتفضة أو المتعاطفة معه». ومن جهة ثانية، «إرادة شعبنا الكادح وشبابه المناضل باستماتته في هذه المنطقة وبتضامنه مع الحراك وإطلاق هبات وحركات مماثلة له في عدد كبير من المناطق». واعتبر الحزب في بيان له أن الحراك الشعبي «الذي يمتد ويتسع بسرعة، يعد طوراً جديداً في السيرورة الثورية لشعبنا واستمراراً نضالياً لحركة 20 فبراير المجيدة، التي جعلت الجماهير تنبذ الخوف وأكدت أن معركة التغيير والتخلص من الاستبداد والفساد تنطلق من الشارع». وأدان «بكل قوة حملات القمع المسعورة وأعمال البلطجة ومختلف الأبواق المأجورة، بما في ذلك استعمال الأئمة لتكسير حراك جماهير الريف» وطالب بـ»إطلاق سراح المعتقلين كافة على خلفية الحراك وإلغاء المتابعات والملاحقات ضد نشطاء الحراك ووقف جميع مظاهر العسكرة». و»فتح حوار مع نشطاء الحراك في الريف حول مطالب سكان المنطقة». وانتقدت فرق الأغلبية والمعارضة، عدم استجابة رئاسة البرلمان إلى طلباتها، والمتعلقة بأسئلة شفوية وطلبات انعقاد لجنة الداخلية، وتناول الكلمة في إطار المادة 104 من النظام الداخلي للمجلس حول الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة الحسيمة وبعض المدن المغربية. ودعا رئيس فريق حزب «العدالة والتنمية»، في مجلس النواب، إدريس الأزمي الإدريسي، الحكومة إلى التجاوب مع أسئلة النواب بخصوص احتجاجات الحسيمة، وأحداث العنف التي عرفتها بعض المدن المغربية، التي خرجت للتضامن مع حراك الريف، نهاية الأسبوع الماضي وسجّل تغييب البرلمان من النقاش حول قضية الحسيمة باعتبارها قضية رأي عام وطني، مبرزاً «أن الفريق كما باقي الفرق راسل الحكومة عن طريق رئاسة مجلس النواب، من أجل إدراج الحديث في هذا الموضوع من خلال المادة 104 من النظام الداخلي، دون أن ينتظر موافقة الحكومة». وقالت «الجمعية المغربية لحقوق الإنسان»، إن عدد المعتقلين على خلفية أحداث الحسيمة بلغ 45 معتقلا، في الوقت الذي ذكرت فيه النيابة العامة بنفس المدينة أن عدد الموقوفين بلغ 40 شخصا تم تقديم 25 منهم للمحاكمة في حالة اعتقال، ومتابعة 15 آخرين في حالة سراح، وحفظ ملفات 7 وتقديم قاصر واحد أمام قاضي التحقيق. ووفقاً للبيان الذي نشرته «الجمعية المغربية لحقوق الإنسان» التي تعتبر أكبر جمعية حقوقية في المغرب، فإن اللائحة الأولية لمعتقلي «حراك الريف» في الحسيمة التي توصل بها المكتب المركزي من مسؤولي ومسؤولات الجمعية في المنطقة بلغ إلى حدود مساء يوم الأحد 45 معتقلاً. وأدان بيان الجمعية «بشدة، توظيف الدولة لخطباء المساجد من أجل التحريض ضد حراك الريف وتصفية حساباتها مع نشطائه وقادته، مجدداً مطالبة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بفصل الدين عن السياسة وعن الدولة». ودعا «الدولة إلى احترام حقوق وحريات المواطنين والمواطنات، وحقهم في التظاهر السلمي، والتقيّد بأحكام القانون وبالالتزامات الواقعة على عاتقها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان، في كل ما تقوم به السلطات من عمليات وإجراءات وتدابير أمنية أو قضائية». وطالب البيان بإطلاق سراح جميع المعتقلين، وإسقاط المتابعة في حقهم، وإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين في المغرب. وحمل البيان «الدولة المغربية المسؤولية الكاملة في الاحتقان الخطير الذي أوصلت إليه منطقة الريف، بنهجها سياسة قمعية في التعاطي مع حراك شعبي سلمي وحضاري مؤطر بمطالب اقتصادية واجتماعية وحقوقية وثقافية عادلة ومشروعة». كما احتجت الجمعية «بقوة، على لجوء الحكومة والأحزاب الموالية لها، والمنابر الإعلامية التابعة والمؤسسات الإعلامية الرسمية إلى تخوين نشطاء وقادة حراك الريف، واتهامهم بخدمة أجندات خارجية ذات طبيعة انفصالية، محذرا من خطورة هذا الاتهام ومن انعكاساته على حراك شعبي سلمي له مطالب مشروعة». المغرب: حملة استنكارات شعبية وحزبية واسعة للمقاربة الأمنية للاحتجاجات بعد اعتقال السلطات ناشطي حراك الريف واستمرار التظاهرات في مدن عديدة محمود معروف |
عشائر في السويداء تنضم للنظام السوري والميليشيات الموالية له للمشاركة في معركة البادية السورية Posted: 30 May 2017 02:25 PM PDT حلب ـ «القدس العربي»: قال ناشطون في محافظة السويداء جنوب سوريا، ان عشائر عدة من أبناء المحافظة انضمت خلال الأيام الماضية إلى جانب قوات النظام السوري والميليشيات الموالية له بهدف المشاركة في معركة البادية السورية المرتقبة ضد فصائل المعارضة السورية المسلحة. ويقول الناشط الإعلامي وعضو شبكة «السويداء 24» نور رضوان لـ»القدس العربي»، «إن مجموعات عدة من أبناء عشائر السويداء انضمت خلال الأيام الماضية إلى جانب قوات النظام والميليشيات الموالية له من أجل المشاركة في المعارك المحتدمة في البادية مع فصائل المعارضة المسلحة، حيث يتواجد حالياً مئات المقاتلين الذين زج النظام بمعظمهم في الصفوف اﻷولى كونهم يعرفون تضاريس المنطقة أكثر من غيرهم». وأضاف «ان معظم العناصر يتحدرون من عشيرة الشنابلة التي تتفرع عنها أيضاً عشيرتا الكنيهر والرمثان الذين يشاركون أيضًا بمعارك، بالاضافة إلى عشيرة الشنابلة التي تعتبر من أبرز عشائر جبل العرب وأكبرها وتقطن في أحياء عدة بمدينة السويداء أبرزهم «رجم الزيتون» و»المقوس»، وتتواجد فروع للعشيرة في قرية الشعاب وبعض مناطق البادية». وأوضح ان هذه المجموعات تنطوي ضمن مجموعة تتبع للمخابرات الجوية «مجموعة الفهد» بقيادة المدعو «مجلي الكنيهر» وهو من قرية الشعاب الواقعة شرق المحافظة، مع مجموعة أخرى تتبع لجمعية البستان باﻹضافة لتواجد العديد من الفصائل الرديفة كـ»الحزب القومي» و»جمعية البستان» ومشاركة قوات روسية أيضاً. وأشار إلى أن الاشتباكات لا تزال مستمرة بمختلف أنواع اﻷسلحة على محاور عدة قرب سد الزلف شرق محافظة السويداء بين قوات النظام وحلفائه وفصائل المعارضة المسلحة، حيث تتمحور المواجهات بينهما قرب قلعة الزلف الواقعة شرق السد بـ 5 كم، في محاولة لقوات الأسد وحلفائه التقدم شرق وشمال شرق سد الزلف باتجاه منطقة الرحبة التي لا تزال خاضعة لسيطرة المعارضة، فيما تسعى قوات النظام من الجهة الأخرى للوصول أيضاً باتجاه التل من محور مطار السين العسكري قرب «تل مكحول» في بادية الحماد. وربط رئيس المكتب السياسي لجيش سوريا الوطني أسامة بشير انضمام العشائر في السويداء إلى جانب النظام السوري ضد فصائل المعارضة أنه جاء بالتزامن مع فشل روسيا بتشكيل مليشيا خاصة بها في السويداء، حيث أن النظام لا يريد ان تكون العشائر بيد الروس وإنما بيده وبيد إيران، فلا ثقة تامة للنظام بالروس مهما كانت العلاقات بينهم قوية. وتوقع بشير في مقابلته مع «القدس العربي» أن «تشهد الفترة المقبلة انشقاقات في صفوف عشائر السويداء بين مؤيد ورافض للمشاركة بجانب قوات الأسد، خاصة أن المحافظة نأتي بنفسها عن الصراع الدائر في سوريا منذ سنوات، خاصة ان الانضمام إلى جانب النظام لن يقدم لهم شيئاً لا ميدانياً ولا سياسياً، وكذلك هي ورقة خاسرة للنظام، حيث أن أمريكا لن تسمح للنظام او إيران بان يكون لهم موضع قدم في البادية السورية»، وفق تقديـره. وهو يرى ان ما قام به النظام من زج العشائر بالقتال إلى جانبه ما هي الا خديعة أسدية من أجل تقديم نفسه انه يعمل على محاربة الإرهاب، في محاولة منه لمنع القصف الأمريكي من خلال إدخال العشائر، كما فعل سابقاً مع الأكراد عندما استخدمها كورقة لتحقيق مكاسب سياسية، إلا أن دخول العشائر إلى جانبه لن يغير في وجهة النظر الأمريكية شيئاً، فأمريكا ستتعامل مع كل من يتجاوز الخطوط الحمر في البادية كما فعلت بالتنف سابقاً. وكانت صفحات إخبارية عدة في محافظة السويداء نشرت في وقت سابق أن نظام الأسد أرسل تعزيزات عسكرية إلى جنوب المحافظة، حيث تضمن رتلاً عسكرياً وأسلحة ثقيلة تابعة للحرس الجمهوري عبر المدينة باتجاه ريف السويداء الجنوبي إلى الحدود الأردنية السورية وذلك بهدف التحضير لمعركة البادية السورية المرتقبة وفق ما يتوقعه محللين للمشهد العسكري السوري. عشائر في السويداء تنضم للنظام السوري والميليشيات الموالية له للمشاركة في معركة البادية السورية عبد الرزاق النبهان |
«هيئة تحرير الشام» تفرج عن أربعة أسرى لـ «حركة النجباء» العراقية Posted: 30 May 2017 02:25 PM PDT دمشق ـ «القدس العربي»: أعلن المكتب العسكري لـ «حركة النجباء» العراقية عن وصول أربعة من مقاتلي الحركة إلى الأراضي العراقية أمس الاثنين، ممن كانوا قد وقعوا في الأسرى لدى «هيئة تحرير الشام» في محافظة ادلب منذ أكثر من عام، إضافة إلى الافراج عن اثنين من قوات النظام السوري كانوا أسرى معهم. وأفادت مصادر إعلامية عراقية بأن الافراج عن أسرى «النجباء» تم عبر عملية خاصة خلال ساعات متأخرة من مساء يوم الاحد في محافظة ادلب السورية حيث و»بعد ساعات عدة من الجهود المتواصلة استطاع الفريق تحرير حميد نجم حميد وعباس جواد قاسم وحسين هاتو حسن ونجم عبد الله ساري الذين قضوا أكثر من عام» في سجون «هيئة تحرير الشام» ـ النصرة سابقاً. فيما أفادت مصادر إعلامية معارضة وحسب تسريبات لمجموعة «تحرير سوريا» ان الصفقة التي تمّت بين «حركة النجباء» العراقية و»هيئة تحرير الشام» وأسفرت عن الإفراج عن أربعة سجناء من «حركة النجباء»، فإن هؤلاء الأسرى كانوا جميعهم معتقلين لدى أبوصالح طحان القائد العسكري في «حركة أحرار الشام» سابقاً، وبعد عزل الطحان من منصبه ومبايعته للجولاني مؤخراً، انتقل الأسرى إلى سجون «هيئة تحرير الشام». وأضاف المصدر انه عُرض على الطحان أن يبادل المرتزقة العراقيين بالمعتقلين السوريين لدى سجون النظام وأفرعه الأمنية، فرفض الأخير، حيث تم إطلاق سراحهم مقابل مبلغ مالي غير معلوم، فيما لم تلتزم «حركة النجباء» العراقية بدفع كامل المبلغ المتفق عليه لـ»هيئة تحرير الشام»، وراوغت ودفعت نصف المبلغ فقط، مما استدعى الهيئة إلى أسر «الوسيط « بين الطرفين في سجونها. و قدم الإعلام الحربي لـ»حركة النجباء» التهاني والتبريكات إلى ذوي الأسرى بعد عودة أبنائهم ممن تم تجنديهم ضمن ميليشيات طائفية لمساندة قوات النظام السوري إلى الأراضي العراقية، وقالت انهم «كانوا اسرى بيد الأعداء حيث ابى الأحرار ان ينال اخوانهم الأذى فأقسموا ان لا تنام لهم عين إلا بتحرير أسراهم فطوبى لهم هذا العزم وهذه الإرادة وهم يرددون نداء الحب والإيمان لبيك يا بنت حيدر الكرار وهم يجددون عهد الولاء ويبذلون النفس مكان النفس ويضحون بكل ما يملكون من اجل اعلاء راية الحق وطمس الزيغ والظلم والله على نصرهم لقدير»، حسب المصدر. وكان مكتب الاستقطاب العسكري في محافظة ديالى، التابع لـ «حركة النجباء» العراقية قد أعلن في منتصف الشهر الجاري أيار /مايو عن فتح باب التطوع أمام الشبان في الجمهورية العراقية، من أصحاب الكفاءات والخبرات في مجالات عدة منها العسكرية، لإعدادهم وتعبئتهم ضمن مجموعات قتالية مسلحة تقاتل إلى جانب النظام السوري على الأراضي السورية، تحت ذريعة الدفاع عن المراقد والمقدسات الشيعية. «هيئة تحرير الشام» تفرج عن أربعة أسرى لـ «حركة النجباء» العراقية ضمن صفقة سرية في إدلب هبة محمد |
السياسة الأمريكية ضد عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق تنتقل لمرحلة «الإبادة» Posted: 30 May 2017 02:24 PM PDT واشنطن ـ « القدس العربي»:قال وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، ان الولايات المتحدة حولت سياستها إلى « تكتيكات الابادة » ضد تنظيم « الدولة الإسلامية » والتركيز على اجراءات تعمل على احتواء العناصر المسلحة بدلا من نقلهم من مكان لاخر. واضاف ماتيس ان الاستراتيجية الأمريكية تقوم حاليا على تسريع الحملة ضد ( داعش ) الذى يمثل تهديدا لجميع الدول المتحضرة، وأردف قائلا : «الهدف من ذلك، هو ان نتحرك بطريقة سريعة للغاية وبطريقة معززة من اجل اخراج العناصر المسلحة قبل ان يتمكنوا من الفرار إلى الدول المجاورة». وقال ان الولايات المتحدة لا تريد ان تسمح للمقاتلين الاجانب في سوريا والعراق بالنجاة اثناء القتال والعودة بالتالي إلى ديارهم في شمال افريقيا واوروبا وأمريكا وافريقيا. وتابع : «لن نسمح لهم بذلك، سنقوم بوقفهم هناك، لن نسمح بانشاء دولة خلافة في أى مكان» . وشنت القوات المدعومة من الولايات المتحدة في العراق هجوما لاستعادة اخر المناطق التى يسيطر عليها ( داعش ) في مدينة الموصل، وقد بدأ الهجوم على مشارف الجزء الغربي من المدينة، السبت الماضي، ومن المتوقع ان تشهد المنطقة المعركة الدفاعية الاخيرة لعناصر التنظيم قبل ان تتحرك قوات التحالف إلى داخل المدينة . وسيتعين على القوات العراقية السير على الاقدام لان العربات المدرعة كبيرة جدا بالنسبة لشوارع الموصل الضيقة ناهيك عن انتشار الازقة الخلفية التى لا تسمح بمرر المركبات علما بان هذا الجزء من المدينة ما زال يضم اكثر من 20 الفا من المدنيين. السياسة الأمريكية ضد عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق تنتقل لمرحلة «الإبادة» رائد صالحة |
الفلسطينيون يتهمون كوشنير وفريدمان بمنع التقارب بين عباس وترامب ومحلل سياسي يعتقد أن هوامش السلطة ضيقة وأي تنازل يعني ظهور بديل Posted: 30 May 2017 02:24 PM PDT رام الله – «القدس العربي»: اتهم الفلسطينيون جارد كوشنير، مستشار وصهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والسفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، بمحاولة منع التقارب بين ترامب والرئيس الفلسطيني محمود عباس. جاءت هذه الاتهامات على لسان مسؤولين فلسطينيين كبار. ونفى المقربون من عباس التقرير الذي نشر في إسرائيل حول الصراخ والتوتر خلال اللقاء بين ترامب وعباس في بيت لحم، وقالوا إن هذه محاولة لدفع مصالح اسرائيلية. ونقلت صحيفة «هآرتس» عن أحد المسؤولين الكبار في القيادة الفلسطينية الذي اطلع على فحوى المحادثات، أن اللقاء بين عباس وترامب كان موضوعيا وساد الشعور أن لدى الرئيس الأمريكي رغبة قوية في دفع العملية السياسية. وأضاف» ليس سرا انه يوجد في محيط ترامب طاقم من المستشارين الذين يتركز هدفهم الأساسي على خدمة اسرائيل. جارد كوشنير والسفير ديفيد فريدمان هما مستشاران لنتنياهو وليس لترامب فقط، ولذلك فإن الشعور السائد لدينا هو أنهما سيحاولان منع كل خطوة من شأنها المس بالموقف الإسرائيلي، ونحن على ثقة بأن تقارير من هذا النوع هدفها خدمة المصالح الإسرائيلية». وحسب أقواله فقد ناقش ترامب وعباس موضوع التحريض في السلطة ودفع الرواتب للأسرى خلال اللقاء السابق في واشنطن وليس في بيت لحم. وقال إنه تم التوضيح للإدارة أن المقصود مسائل ثانوية، وأن الفلسطينيين مستعدون لاستئناف عمل اللجنة الفلسطينية الإسرائيلية والأمريكية لمتابعة التحريض. وبالنسبة للدفع للأسرى قال إن هذه مسألة داخلية فلسطينية يستخدمها نتنياهو كذريعة. وحسب قوله فإنه «في اللحظة التي سينتهي فيها الاحتلال سيتوقف التحريض. نتنياهو يتوقع ان نحب الإسرائيليين رغم الاحتلال. هذا لن يحدث». وأكد المسؤول انه خلافا للتقرير الذي نشرته القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي فإن ترامب لم يصرخ في وجه عباس ولم يوبخه خلال اللقاء في بيت لحم. واتهم المسؤول الفلسطيني الإسرائيليين «بمحاولة ترويج هذه البضاعة بواسطة جهات أمريكية. وقال إن مستشار الأمن القومي الأمريكي الجنرال هربرت مكماستر ووزير الخارجية ريك تيلرسون يتمسكان بتوجه آخر.» وأضاف: «هناك صراع على أذن الرئيس، ومن الواضح ان الفلسطينيين لا يوجدون في وضع جيد. ليس لدينا المال والتأثير كما للسعودية، وليس لدينا اللوبي الصهيوني ولكننا سنواصل طرح مواقفنا. من سمع تصريحات أبو مازن في ختام اللقاء مع ترامب يفهم أنه لا يوجد تغيير في الموقف الفلسطيني الأساسي». وأصبحت القيادة الفلسطينية على ثقة أنه منذ لقاء ترامب وعباس في واشنطن تبذل اسرائيل الجهود من أجل التشكيك بمصداقية الرئيس الفلسطيني، وذلك من ضمن أمور أخرى، من خلال إعداد شريط يعرض عباس كمتعاون مع التحريض. وقال مسؤول فلسطيني مقرب من عباس» نحن نعرف عن شريط أعده ديوان نتنياهو وأن كل من يصل الى هناك وينوي زيارة المقاطعة يتم عرضه أمامه. نحن نعرف تماما الأجواء التي نعمل فيها وليس لدينا الكثير من التوقعات. في هذه الأثناء قال الرئيس انه يسعى للاتفاق، وبطبيعة الأمر سنتعاون مع ذلك». وأضاف ان السلطة لا تريد التعامل مع «مسألة القيل والقال» متابعا: «في اسرائيل يوجد من لا يريد الوصول الى الجوهر ونحن لدينا تفاهمات مع الأمريكيين يفترض ان تقلق نتنياهو جدا». ورفض المسؤول تفصيل التفاهمات. في المقابل أكد جمال محيسن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح في رد على سؤال لـ «القدس العربي» حول المرحلة المقبلة وموقف القيادة الفلسطينية ما بعد لقاءات ترامب، أن الموقف هو أن مبادرة السلام العربية هي أساس أي مفاوضات مستقبلية. ورأى محيسن أنه طالما أصبحت المبادرة العربية قراراً رسمياً في الأمم المتحدة عبر قرار 1515 فإن ذلك يعني أنها الأساس لكل شيء قادم. لكنه أكد أن لا شيء رسمي حتى الآن فيما يتعلق بمفاوضات قريبة أو حتى لقاءات مع الجانب الإسرائيلي. وأكد المحلل السياسي الفلسطيني أحمد رفيق عوض أستاذ الإعلام في جامعة القدس، أن السلطة الفلسطينية لا تستطيع التنازل عن خطوط محددة أو خطوط حمراء وضعتها لنفسها، لأن حدوث ذلك سيفقدها شرعيتها ومشروعيتها أمام نفسها والشعب الفلسطيني. وقال في تصريح لـ «القدس العربي» إن الدولة الفلسطينية على سبيل المثال هي أحد هذه الخطوط الحمراء، وبالتالي فإن أي تعايش مع الاحتلال بأي شكل كان يعني بالضرورة فتح المجال أمام أطراف أخرى لأن تكون بديلة او وريثة للسلطة الفلسطينية سواء من الداخل أو الخارج. ويعتقد عوض أن السلطة الفلسطينية تناور في هوامش ضيقة جداً، ولذلك فهي تعتمد على سياسة الوقت في محاولة للتساوق مع هجمة ترامب القوية في محاولة لامتصاص هذا الحراك القوي من الجانب الأمريكي، تحسبًا لحدوث أمور قد لا تخدم السلطة الفلسطينية، خاصة وأن الخليج العربي على وجه التحديد، جاهز للتقارب مع إسرائيل في حال رفضت السلطة الفلسطينية ذلك. الفلسطينيون يتهمون كوشنير وفريدمان بمنع التقارب بين عباس وترامب ومحلل سياسي يعتقد أن هوامش السلطة ضيقة وأي تنازل يعني ظهور بديل فادي أبو سعدى |
إمام جمعة بلوشستان يطالب روحاني بتعيين وزير سُنّي Posted: 30 May 2017 02:23 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: طالب إمام جمعة مدينة زاهدان مركز إقليم بلوشستان جنوب شرقي إيران مولوي عبد الحميد إسماعيل زهي، الرئيس الإيراني حسن روحاني، بأن يعين وزيراً سُنّياً في حكومته القادمة. وحسب موقع «إيران إمروز» الإخباري، أشار مولوي عبد الحميد إسماعيل زهي إلى تصويت المواطنين السُنّة بكثافة له خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة، مطالباً روحاني بتنفيذ وعوده وتعيين وزير سُنّي في حكومته الجديدة. وأضاف أن محاولات البعض غير الشرعية وغير القانونية منعت تصدي أهل السُنّة والجماعة في إيران للمناصب العليا السياسية والتنفيذية في الحكومة وباقي المؤسسات العامة وغير الحكومية. وأكد أنه ينبغي على الرئيس الإيراني أن يمنع تلك المحاولات، مطالباً بوضع حد للسياسات التمييزية بين الطوائف المختلفة والقوميات في البلاد. وقال مولوي عبد الحميد متسائلاً: ما هي المشكلة في أن يتصدى أهل السُنّة والجماعة للمناصب العليا للبلاد أو يكونوا سفراء أو وزراء. وبيّن أنه يجب على روحاني أن يوضح رؤيته عن حقوق باقي الطوائف والأقوام في البلاد دون لفّ أو دوران، لأن ذلك يساعد على تقوية التلاحم بين الشعوب التي تسكن إيران، ويساعد على تعزيز الوحدة القومية في البلاد. وفي السياق، قال مندوب كردي سابق في مجلس النواب الإيراني، جلال جلالي زادة، إنه لا يوجد قانون أو مادة في الدستور يمنع تصدي أهل السُنّة للمناصب التنفيذية وخلافها في البلاد إلا في منصب رئاسة الجمهورية الذي ينص الدستور على أنه يجب أن يكون من بين أتباع المذهب الشيعي الاثني عشري (حسب مادة 115 للدستور الإيراني)، مضيفاً أنه وللأسف يبدو يوجد قانون غير مكتوب وغير مكشوف لدى النظام الإيراني يمنع أهل السُنّة والجماعة من أن يكون وزراء وسفراء ومسؤولين كبارا. وأوضح أن الحكومات المتتالية في إيران لم تعين ولا محافظا واحدا من بين السُنّة حتى للمحافظات السُنّية نفسها، وأن النظام الإيراني أجحف كثيراً في حقهم، وأنه حتى الإصلاحيين الذين حظوا بدعم كبير من المواطنين السُنّة، لم يولوا اهتماماً لذلك. ولفت جلالي زادة النظر إلى أن أكثر من 6 ملايين مواطن سُنّي صوتوا لحسن روحاني خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وأنهم يشكلون 25 في المئة من الذين أدلوا بأصواتهم لصالحه، قائلاً إنهم لم يطالبوا روحاني بإعطاء رُبُع المناصب في حكومته، لكن تعيين وزير سُنّي واحد هو أقل شيء يمكن أن يفعله الرئيس الإيراني في هذا الجانب. إمام جمعة بلوشستان يطالب روحاني بتعيين وزير سُنّي محمد المذحجي |
أردوغان يقترب عملياً من تغيير مناهج التعليم ويبدأ بإزالة «المصطلحات الأجنبية» من معالم الجمهورية Posted: 30 May 2017 02:23 PM PDT إسطنبول ـ «القدس العربي»: عقب سنوات من العمل والتحضير وتهيئة الرأي العام في الجمهورية يستعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للبدء عملياً في تدريس المنهاج التركي الجديد المعدل الذي يلقى جدلاً واسعاً في البلاد، وذلك بالتزامن مع بدئه بإزالة «المصطلحات الأجنبية» من معالم الدولة وإعادتها للغة التركية. ومنذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم في تركيا عام 2002، سعى الحزب بقيادة أردوغان إلى القيام بعمليات تغيير واسعة في منهاج التعليم الأساسي التركي لكن الحزب لم يتمكن إلا من إجراء تغيير طفيف عام 2007، وواصل مساعيه التي جرى تكثيفها خلال السنوات الأخيرة وصولاً للبدء بتطبيق أول تغيير جوهري في المنهاج مع بداية العام الدراسي المقبل، وذلك وفق مصادر تركية لم تؤكدها الحكومة بشكل نهائي. والأحد، قال أردوغان، إنهم بدؤوا بتغيير المناهج الدراسية بالبلاد «في مسعى منهم لردم الهوة بين الشعب من جهة وتاريخه وثقافته من جهة أخرى»، مضيفاً: «مازال هناك نقص في طرق إعداد الأجيال للمستقبل وهو مطلب شعبي وحاجة وطنية.. بدأنا منذ وقت قصير بتغيير المناهج الدراسية التي وضعت من قبل للتنفير من لغتنا وتاريخنا وأجدادنا». وفي وقت سابق من الشهر الحالي أكد أردوغان أيضاً أنه يعتزم إجراء تعديلات على المناهج الدراسية في بلاده؛ مرجعًا الأمر إلى رغبتهم في «تعزيز الكتب والمناهج بتاريخنا العريق والمشرف». هذا التغيير تقول الحكومة إنه يهدف بالدرجة الأولى إلى رفع مستوى التعليم وجودته وجعله عصريا أكبر ويتلاءم مع متطلبات المرحلة والتطور العالمي، كما تشير إلى أنه يهدف إلى تصحيح بعض الأخطاء التاريخية وتعزيز صلة الطلاب بثقافتهم وتاريخهم ودينهم. لكن في المقابل، ترى فيه المعارضة محاولة لتغيير أيديولوجي واسع في التعليم ويهدف إلى التقليل من الطابع العلماني للمناهج القديمة على حساب تعزيز حضور الدين الإسلامي في هذه المناهج، بالإضافة إلى تقليل حضور رموز العلمانية وعلى رأسهم مصطفى كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية. وبينما لم يتم الإعلام بشكل رسمي عن محتوى المناهج الجديدة لكن حسب التسريبات وما تنشره وسائل الإعلام التابعة للمعارضة فإن المناهج الجديدة تُقلص من الدروس التي تتحدث عن سيرة وقيم مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك، إلى جانب إضافة دروس تتعلق بتعريف «الجهاد» وأخرى تتعلق بانتصارات الجيش العثماني، وتركز بالمجمل على إضعاف علمانية المجتمع وإضفاء الصبغة الإسلامية عليه. ويرفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم في البلاد منذ 14 عاماً الاتهامات لهم بالسعي لـ«أسلمة المجتمع» بالقول إن 99 ٪ من الشعب التركي هو مسلم ولا يصح إطلاق هذا الوصف على مجتمع غالبيته المطلقة هي من المسلمين بالأصل. وبينما تقول الحكومة إن من أهداف التغيير حذف «الحشو غير اللازم»، تقول المعارضة إن حذف «الحشو» طال، المواضيع التي تتحدث عن حياة وتاريخ و«بطولات» أتاتورك الذي يأخذ حيزاً واسعاً من منهاج التعليم خاصة في المراحل الابتدائية الأساسية ويعتبر المساس بقيمه بمثابة «خط أحمر» للمعارضة العلمانية التي أسسها الزعيم الراحل. ويرى مراقبون أن هذه الإجراءات تساهم في إضعاف «قدسية» أتاتورك في المجتمع ولدى الأجيال الجديدة. ويبدو أن 14 عاماً من حكم حزب العدالة والتنمية ـ المحافظ ـ غيرت من مبادئ الدولة وتوجهات المجتمع، فبعد أن كان مجرد حديث الرئيس عن علمانية الدولة أو المساس بأتاتورك تهمة تستوجب حد الإعدام بات الأمر ممكناً وقابل للنقاش والتطبيق. وعمل أردوغان خلال السنوات الأخيرة على إعادة إحياء ودعم وتوسيع ما يعرف بـ«مدارس إمام خطيب» الدينية والتي درس فيها خلال طفولته بمدينة طرابزون على البحر الأسود. وبعد أن تقلص عدد طلاب هذه المدارس إلى عشرات الآلاف نتيجة التضييق في السابق، تمكن أردوغان من رفع عدد طلابها مجدداً إلى أكثر من مليون طالب. كما تم إضافة دروس تتحدث عن «انتصارات الدولة العثمانية» لا سيما معركة «كوت العمارة» التي جرت بين الجيش العثماني والإنكليزي في العراق في الحرب العالمية الأولى وانتصر فيها العثمانيون بعد حصار طويل استسلم في نهايته الجيش البريطاني. وأُعيد الاحتفال بهذه المناسبة في المدارس بعد أن تم إلغاؤها منذ عشرات السنوات بضغط من المملكة المتحدة. وكان أردوغان انتقد كتب التاريخ بالمنهاج التركي بالقول: «من المؤسف، أننا أعددنا تاريخنا الرسمي لسنوات، بالشكل الذي أراده البريطانيون»، مضيفاً: «مناهج كتب التاريخ في تركيا، ناقصة»، مشدداً على أن «الذين يشرحون التاريخ التركي القديم، وينتقلون مباشرة إلى تاريخ الجمهورية، متجنبين، ذكر تاريخ حقبة زمنية استمرت 600 عام (في إشارة إلى الدولة العثمانية)، هم أعداء لنا». وإلى جانب ذلك، حذفت من المنهاج التعليمي الجديد الدروس المتعلقة بنظرية «التطور» للبريطاني «تشارلز دارون» بعد جدل طويل حول واقعيتها ومدى توافقها مع العلم، بالإضافة إلى اعتبارات أخرى تقول إنها «تتعارض مع الدين الإسلامي»، وهو ما عارضه العلمانيون. ويركز المنهاج الجديد أيضاً على شرح محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد في الخامس عشر من يوليو/ تموز الماضي والتي كانت تهدف إلى الإطاحة بحكم العدالة والتنمية والرئيس أردوغان، ويتم شرح المحاولة من باب «الدفاع عن الديمقراطية في البلاد». وحسب تصريح سابق لأردوغان، فإنه جرى إدراج تدريس اللغة «التركية العثمانية» في مناهج المرحلة المتوسطة في البلاد للحفاظ عليها، كما جرى إدخال دروس اختيارية لدراسة اللغة العربية. كما يعمل «وقف المعارف» التابع لرئاسة الوزراء التركية، على تغيير المناهج في المدارس التي كانت تديرها جماعة «فتح الله غولن» في 50 دولة، حيث يخوض أردوغان جهوداً دبلوماسية مكثفة جداً لتحويل ملكية مدارس غولن المنتشرة حول العالم إلى هيئة تتبع للحكومة التركية. والاثنين، احتفلت تركيا على نطاق واسع بالذكرى الـ564 لفتح إسطنبول، وقال أردوغان: «إن فتح اسطنبول الذي يعد أحد أهم نقاط التحول في تاريخ العالم، بالنظر إلى نتائجه السياسية والثقافية والاجتماعية، هو نصر مليء بالعبر بالنسبة إلينا والإنسانية جمعاء»، فيما وصف رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم هذه المناسبة بأنها «إحدى أهم نقاط التحول في التاريخ التركي والعالمي». في سياق آخر، دعا أردوغان، الأحد، المواطنين الأتراك إلى المحافظة على اللغة التركية، واستخدامها في كافة مناحي الحياة، وتجنب استخدام الكلمات والمصطلحات الأجنبية، وشدد على ضرورة تجنب استخدام المفردات الأجنبية في المحادثة، واستخدام المفردات التركية بدلاً عنها، مؤكداً أنهم يعملون على نشر هذه الثقافة عبر البلديات المختلفة. ولاحقاً، ذكر نادي غلطة سراي التركي انه سيعيد تسمية ملعبه بعد طلب اردوغان هذا، وقال رئيس النادي دورسون اوزبيك: «اتخذ مجلس الإدارة قرار تغيير اسم الملعب بعد إعلان الرئيس رغبته بهذا الشأن»، حيث سيطلق على الملعب من الآن وصاعدا اسم «تورك تيليكوم ستاديوم» بدلا من «تورك تيليكوم أرينا». وقال أردوغان، الجمعة، انه ضد اعتماد كلمة أرينا وأعطى تعليماته إلى وزير الرياضة عاكف جاغاتاي كيليج بازالتها، مضيفاً: «بالطبع تعرفون ماذا كانوا يفعلون في أرينا (حلبة) في الماضي؟ كانوا يسمحون بتمزيق الناس إلى أشلاء»، وذلك في أشارة إلى ساحات القتال الرومانية، وتابع: «ماذا تعني أرينا؟ ليس لدينا شيء مماثل في لغتنا». ووجهت وزارة الرياضة تحذيرا للمحافظين بإزالة كلمة أرينا من كافة الملاعب التركية. أردوغان يقترب عملياً من تغيير مناهج التعليم ويبدأ بإزالة «المصطلحات الأجنبية» من معالم الجمهورية |
رئاسة إقليم كردستان ترد على تصرحات المالكي Posted: 30 May 2017 02:23 PM PDT أربيل ـ «القدس العربي»: ردت رئاسة إقليم كردستان على تصريحات نوري المالكي التي انتقد فيها رئيس الإقليم، مسعود بارزاني معتبرة أن «هذه التصريحات لا تستحق الإهتمام لأنها دعاية انتخابية». ورفض المتحدث الرسمي باسم رئاسة اقليم كردستان، أوميد صباح، في بيان المالكي واصفاً اياها بـ«الدعاية لنفسه قبل اجراء الإنتخابات، وان هذه التصريحات سواء كانت له او لمن معه لا نهتم بها، لأنها لا تستحق ذلك». واضاف البيان، «لا نعلم كيف يستطيع شخص جاء بكل هذه المشاكل والكوارث والإرهاب للعراق، ان لا يخجل من نفسه ويتحدث، فقد كان عليه أن ينهي حياته بسبب ما حل بالبلد، أو على الأقل يخفي نفسه عن أعين الشعب العراقي، فقد كان هو الشخص الذي حول العراق إلى أكبر دولة فاسدة في العالم، وحوله ايضا إلى بلد طائفي، وقتل إبان حكمه مئات العراقيين سواء كانوا من المثقفين أو من أبناء المذهب السني، وكان هو الشخص الذي لا يعرف الوفاء بعهده، وهو مستعد ليخلف وعده بكل بساطة، فهو شخص بعيد عن المروءة والإنسانية». وتابع، «نحن نسأل المالكي، ماذا قدمت للعراق؟ غير الخمسمئة مليار دولار التي كانت بيدك، والتي صرفت نصفها على مسائل النهب والفساد، وأما النصف الآخر فقد كان لتدمير العراق». واشارت رئاسة إقليم كردستان حسب البيان، «لقد تجاوز هذا الشخص مهددا في تصريحاته الشعب الكوردستاني، ونقول له من هنا، هذه هي الساحة، وجرب بنفسك ان كنت تريد ذلك، فقد جرب الكثير من الأعداء انفسهم أمام ارادة الشعب الكوردستاني، إلا انهم فشلوا من ان ينالوا منها». وأوضح البيان، « الدستور العراقي قد اكد وبشكل واضح بأن الإلتزام بالدستور هو شرط لكي يبقى العراق موحداً، والمالكي قد تجاوز على الدستور في فترة ولايته السوداء، فلو كان يحترم الدستور وحقوق المواطنين لما كنا نمر بكل هذه الازمات والكوارث التي حلت بنا، ولذلك لا يحق لمن تجاوز على الدستور، ان يتحدث عن الدستور أو ان يزايد عليه». وأردف البيان، «ان استقلال إقليم كردستان هو من احد حقوق الشعب الكوردي، وانت لست في ذلك المقام الذي يسمح لك بالحديث عن هذا الأمر، وعليك ان تعلم جيداً بأن كردستان وجميع الأطراف الكردستانية لديها صوت وموقف واحد أمام هذا الإستقلال، واذا كنت سعيداً بمواقف بعض فاقدي الإرادة، فتأكد بأن مكانك ومكان الكرد الذي يتبعونك سيكون في مزبلة التاريخ». وكان المالكي، قال في مقابلة صحافية: «حين تشتد الأزمات الداخلية عند بارزاني، يخرج بتصريحات عن قضية الانفصال وهي للاستهلاك حاليا لأنه وبموجب قانون الإقليم، فإنّ بارزاني لم يعد رئيساً شرعياً، سياسته الداخلية تتسم بالعنف، والتفرد، وتفتقر إلى أي غطاء شرعي وهو يحكم كردستان على طريقة شيوخ العشائر الكردية سابقاً، والآغاوات وكل دول المنطقة لا تؤيد هذا التصرف بصورة علنية، باستثناء إسرائيل وهو يعتمد على إسرائيل، في كل سياساته وفي كل مخططاته». واشار إلى أن «كردستان أصبحت منبتاً لكل الشركات والمخابرات الإسرائيلية، وللأسف ــ يومياً ــ ترى الأطياف تأخذ وفوداً وتسافر إلى أربيل، أما مسعود نفسه، فلا يكلّف نفسه ويأتي إلى بغداد، ويصرّح دائماً ويتحدى العاصمة، ويبيع النفط كما يشاء، ويتحدّث ويتحرّك على الأرض كما يشاء، ويضطهد الأقليات والمكوّنات، ولا يُسمع كلمة رفضٍ من الحكومة، أو من القوى السياسية». رئاسة إقليم كردستان ترد على تصرحات المالكي |
إعلام حماس ينفي بناء مقر اللجنة القطرية لإعمار غزة على مهبط طائرة الراحل عرفات Posted: 30 May 2017 02:22 PM PDT غزة ـ «القدس العربي»: أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، أن الأنباء المتداولة حول بناء مقر اللجنة القطرية للإعمار، على أرض مهبط الطائرة المروحية التي كانت مخصصة لتنقلات الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، غير صحيحة، وذلك بعد اتهامات كالها سياسيون وكتاب من غزة. ونفى المكتب هذه الأنباء، موضحا في تصريح صحافي، أن الأرض التي يبنى عليها المقر تقع بجوار المهبط في أرض حكومية كان متعدى عليها لسنوات طويلة قبل أن تتم إزالة التعديات وتخصيصها لعدد من المشاريع ومنها مسجد ومقر اللجنة القطرية. وكان السفير القطري محمد العمادي، رئيس اللجنة، قد وضع في بداية زيارته إلى قطاع غزة، حجر الأساس لبناء مقر اللجنة الواقع غرب مدينة غزة، بجوار معسكر «أنصار»، وذلك بهدف متابعة المشاريع التي تنفذها دولة قطر في قطاع غزة، ضمن المنح المخصصة لذلك. وانتقد المكتب الإعلامي الحكومي تعمد البعض «نشر معلومات غير صحيحة» حول موقع بناء المقر، لافتا إلى أن الجميع يعلم أن أرض المهبط بقيت على حالها وتستخدم مركزا لتدريب قوى الأمن كما كانت فترة الرئيس الراحل. وأكد أن «رمزية الرئيس الراحل ليست ميدانا للمزايدة ولا يمكن لأحد أن يشكك في احترامنا واعتزازنا بالإرث الوطني والنضالي لأبي عمار». وأضاف المكتب «يشهد على ذلك الحفاظ على بيته ومقتنياته الخاصة رغم كافة الظروف الصعبة والحروب التي مرت بقطاع غزة، وأيضا تخليد ذكراه بإعادة تجديد طائرته الخاصة ووضعها على سارية كمعلم يخلد ذكراه في منطقة المهبط». وتوضع الطائرة المروحية التي خصصت لتنقلات الرئيس عرفات بين غزة والضفة، التي نجت من القصف الإسرائيلي خلال انتفاضة الأقصى، على سارية مرتفعة تتوسط موقع «أنصار» العسكري. وطالب المكتب من يدعي احتكاره ووصايته على إرث الرئيس الراحل «أن يسير على نهجه المقاوم والانتفاض لكشف قتلته كمطلب موحد لجميع أبناء الشعب الفلسطيني، بدلا من الإساءة لهذا الإرث بالارتماء في حضن المحتل». وانتقد بشدة إساءة البعض لدولة قطر، وأكد أنها «تتنافى وأعرافنا الفلسطينية، سيما لدولة شقيقة قدمت الكثير نصرة للقضية الفلسطينية ولقطاع غزة المحاصر»، مؤكدا أن الشارع الغزي «يكن لدولة قطر كل مشاعر الود والامتنان، ويقدر دعمها الكبير لمشاريع إعادة الإعمار ومساعيها السياسية لرفع الحصار». وكان سياسيون وكتاب قد قالوا قبل البيان، إن المنطقة التي يقام عليها مقر لجنة الإعمار القطرية، كانت في وقت سابق مخصصة لهبوط الطائرة المروحية للرئيس الراحل ياسر عرفات، باعتبار أن للمكان رمزية خاصة عند الفلسطينيين. يشار إلى أن السفير العمادي وصل إلى قطاع غزة قبل أسبوعين، ووقع على مشاريع إعمار جديدة بقيمة 12 مليون دولار أمريكي لإعمار ودعم قطاع غزة. وذكرت اللجنة القطرية أن من بين المشاريع إنشاء 7 عمارات سكنية في المرحلة الثالثة من مدينة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني السكنية، وإعلان البدء في أعمال مشروع مقر اللجنة القطرية وبيت السفير، إضافة إلى مشروع البنية التحتية لمدينة الأمل للشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. وشملت الزيارة التي دامت أسبوعا افتتاح مشروع البنية التحتية الخاص بالمرحلتين الأولى والثانية من مدينة سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. وتمول دولة قطر العديد من مشاريع إعادة الإعمار في غزة ضمن منحتين، الأولى قيمتها أكثر من 400 مليون دولار، قدمت من قبل الأمير حمد بن خليفة، والثانية من الأمير تميم بن حمد، وذلك خلال مؤتمر إعمار غزة، الذي استضافته العاصمة المصرية القاهرة عقب الحرب الأخيرة على غزة صيف عام 2014، وقيمتها مليار دولار. وتشمل المشاريع القطرية تعبيد الطرق الرئيسية في غزة، وبناء مدينة سكنية، ومشفى متخصص، وإعمار العديد من المنازل التي دمرت خلال الحرب، إضافة إلى مشاريع أخرى كثيرة. إعلام حماس ينفي بناء مقر اللجنة القطرية لإعمار غزة على مهبط طائرة الراحل عرفات |
السيسي يستعرض مع حكومته نتائج الغارات المصرية على ليبيا Posted: 30 May 2017 02:22 PM PDT القاهرة ـ « القدس العربي»: دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس الثلاثاء، إلى «ضرورة التصدي لأي تهديد لاستقرار مصر والقضاء عليه، سواء كان مصدره داخل مصر أو خارجها»، مؤكداً على «ضرورة عدم التهاون مع أي شخص أو جهة تحاول العبث بمقدرات الشعب المصري وأمنه». جاء ذلك خلال اجتماع عقده السيسي مع المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، وطارق عامر محافظ البنك المركزي، ووزراء، الدفاع والإنتاج الحربي والخارجية والداخلية والعدل والمالية والتموين والتجارة الداخلية والزراعة واستصلاح الأراضي، بالإضافة إلى رئيسي المخابرات العامة وهيئة الرقابة الإدارية، حسب ما صرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية. ووفق المتحدث، «قدم وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار، خلال الاجتماع، تقريرا عن سير التحقيقات الخاصة بالحادث الإرهابي الذي شهدته محافظة المنيا يوم الجمعة الماضي، والإجراءات التي تم اتخاذها لملاحقة الجناة وتسليمهم للعدالة». وأكد السيسي على «أهمية مواصلة الأجهزة المعنية لجهودها من أجل سرعة ضبط الجناة. كما استمع إلى تقرير حول نتائج العمليات العسكرية ضد مواقع الإرهابيين في ليبيا لاستهداف التنظيمات التي أسهمت في التخطيط لحادث المنيا الإرهابي وتنفيذه». وخلال الاجتماع «عرض تقرير مبدئي حول الإجراءات التي اتخذتها الحكومة تنفيذا لتوجيهات الرئيس بإزالة كافة التعديات على أراضى الدولة وذلك تمهيدا لعقد اجتماع مع السادة المحافظين ومديري الأمن ورؤساء المناطق العسكرية لعرض ما تم اتخاذه من إجراءات بشكل تفصيلي، حيث أكد الرئيس السيسي أنه لا استثناءات على الإطلاق في إزالة أي تعديات على أراضي الدولة ولا يوجد أحد فوق القانون». كما جرى «استعراض عدد من الموضوعات الخاصة بتوفير السلع والأغذية من بينها الموقف بالنسبة لموسم حصاد القمح والمستمر حتى شهر يوليو(تموز) المقبل، حيث أظهرت البيانات الأولية أنه تم توريد 3.6 مليون طن قمح حتى الآن، وتم عرض الإجراءات التي تم تنفيذها لاستبدال البطاقات الورقية الخاصة بصرف الخبز المدعم ببطاقات مميكنة جديدة بما يساهم في ضمان وصول الدعم إلى مستحقيه مع الحفاظ على موارد الدولة»، وفق المتحدث. وتناول الاجتماع «الموقف بشأن المزارع التي ستستوعب المرحلة الأولى من مشروع المليون رأس ماشية . كما تم عرض إجراءات الحكومة لضمان توافر السلع الأساسية للمواطنين خلال شهر رمضان المبارك من اللحوم الحية والمجمدة والدواجن والأسماك والزيوت والسكر وغيرها من السلع فضلا عن الإجراءات الخاصة بضبط الأسعار في الأسواق والتصدي للتجار المخالفين وتشديد العقوبة عليهم بما يضمن توافر السلع بالأسعار المناسبة خاصة التي تدعمها الدولة والتأكد من وصولها لمستحقيها من محدودي الدخل». ووجه السيسي بـ«ضرورة العمل على زيادة أعداد منافذ بيع السلع الأساسية في مختلف أنحاء الجمهورية وتشجيع القطاع الخاص على افتتاح منافذ جديدة للبيع بما يسهم في توفير المنتجات للمواطنين خاصة الأقل دخلا والأكثر احتياجا». وتطرق الاجتماع إلى «قرار البنك المركزي رفع سعر الفائدة على الإيداع والقروض»، حيث أكد محافظ البنك المركزى طارق عامر أن «هذا القرار يستهدف في المقام الأول تخفيض نسبة التضخم الذي يعد عائقا رئيسيا أمام الاستثمار»، مشيراً إلى أن «البنك المركزي يراعى في قراراته كافة فئات وشرائح المجتمع ويسعى من خلال تلك القرارات إلى تحقيق استقرار الأسعار وضبط الأسواق». واستعرض الاجتماع كذلك قرارات الحكومة الأخيرة التي تهدف إلى تخفيف الأعباء عن المواطنين وتحسين الأوضاع المعيشية لهم ودعم شبكة الحماية الاجتماعية بما يسهم في تلبية احتياجات محدودي الدخل، حيث وافقت الحكومة على زيادة المعاش المقدم من برنامج «تكافل وكرامة» بنسبة 30% بحد أقصى 100 جنيه والموافقة على زيادة المعاشات بنسبة 15% وذلك اعتباراً من الأول من يوليو(تموز) المقبل بحد أدنى 130 جنيها، كما تم منح علاوة غلاء استثنائية للمخاطبين بأحكام قانون الخدمة المدنية وذلك بنسبة 7% وغير المخاطبين بنسبة 10% إضافة للعلاوة الدورية بحد أقصى 130 جنيها على أن تضاف تلك العلاوات إلى الأجر الأساسي في الأول من يوليو المقبل». وكان السيسي تلقى اتصالا هاتفياً من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. وأعرب الأخير عن خالص تعازيه في ضحايا حادث استهداف حافلات أقباط يوم الجمعة الماضي، مؤكدا «إدانة بلاده التامة لهذا العمل الإرهابي الخسيس، ووقوف فرنسا، حكومة وشعباً، مع مصر وتضامنها الكامل معها في مواجهة الإرهاب الأسود الذي أصبح يهدد العالم بأسره». فيما أعرب الرئيس المصري من جانبه عن تقديره لحرص الرئيس «ماكرون على تقديم التعازي في ضحايا حادث المنيا»، مشيراً إلى «ما يعكسه ذلك من قوة وعمق العلاقات التي تربط بين البلدين». وأكد أن «الشعب المصري سيواصل مسيرته الشجاعة للتصدي لقوى الظلام والإرهاب، وأن مصر لن تتردد في الدفاع عن نفسها وعن مواطنيها من خطر الإرهاب أينما وجد». وقد تم خلال الاتصال الاتفاق على مواصلة التنسيق والتشاور المكثف بين الجانبين خلال المرحلة المقبلة إزاء عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ومنها الوضع في ليبيا، وسبل الدفع قدماً بالعملية السياسية هناك بما يعيد الاستقرار إلى الأراضي الليبية ويحفظ وحدتها ومؤسساتها الوطنية. يذكر أن سلاح الجو المصري شن هجمات على مجلس «شورى مجاهدي درنة» الليبية رداً على هجوم المنيا الذي أوقع عشرات القتلى والجرحى من الأقباط، وأعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» المسؤولية عنه. السيسي يستعرض مع حكومته نتائج الغارات المصرية على ليبيا |
ماكرون يجتمع مع القيادي المعارض رياض حجاب… ومقتل 14 مدنياً بقذائف الجهاديين في شرق سوريا Posted: 30 May 2017 02:22 PM PDT عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون محادثات مع قيادي سوري معارض امس الثلاثاء وأكد دعمه للمعارضة بعد يوم من اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الداعم الرئيسي للرئيس السوري بشار الأسد. وجاء الاجتماع الذي لم يعلن عنه من قبل في الوقت الذي يسعى فيه ماكرون لمراجعة سياسة فرنسا تجاه الحرب الأهلية الدائرة في سوريا منذ ست سنوات. وقال مكتب الرئيس في بيان «الرئيس تحدث عن التزامه الشخصي تجاه الملف السوري ودعمه للمعارضة السورية في ضوء العمل من أجل الانتقال السياسي.» واجتمع ماكرون مع وفد من الهيئة العليا للمفاوضات ضم القيادي السوري المعارض رياض حجاب. جاء ذلك فيما قتل 14 مدنياً على الأقل مساء الاثنين في دير الزور في شرق سوريا من جراء سقوط قذائف اطلقها تنظيم «الدولة» على حي تسيطر عليه قوات النظام، كما افاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن ان «القصف جاء قبيل أن تتجمع العائلات للإفطار»، مشيراً إلى ان القذائف سقطت على «مناطق في شارع الوادي الواقع في حي الجورة الذي تسيطر عليه قوات النظام بمدينة دير الزور». واضاف عبد الرحمن ان القصف «تسبب في استشهاد 14 شخصاً على الأقل بينهم ثلاثة أطفال، وإصابة أكثر من 36 شخصاً آخرين بجراح»، معرباً عن خشيته من ان «اعداد الشهداء لا تزال مرشحة للازدياد بسبب وجود جرحى بحالات خطرة». وقال عمر أبو ليلى الناشط في موقع «دير الزور 24» الذي يغطي اخبار المدينة «سقطت 6 هاونات على الأقل على حي الجورة، وداعش دائما ما تقصف هذه الأحياء بقذائف الهاون. هـناك أكثر من 40 جريحاً بينهم أطفال ونساء بعضهم في حالة حـرجة جراء تدهور الأوضاع الصحية داخل الحي بسبب نقـص الكــوادر والتـجـهيزات الطبية والادويــة». ويحاصر تنظيم «الدولة» الجهادي منذ مطلع 2015 الاحياء التي ما زالت خاضعة لسيطرة قوات النظام في مدينة دير الزور والتي تناهز مساحتها ثلث مساحة المدينة. ومنذ نيسان/ابريل 2016 يرسل برنامج الاغذية العالمي إلى دير الزور عن طريق الجو مساعدات غذائية، بمعزل عن تلك التي ترسلها دمشق وموسكو. وقتل في النزاع الدائر في سوريا منذ مطلع 2011 أكثر من 320 الف شخص. من جهة أخرى أعلن الجيش الأردني، امس الثلاثاء، أن قواته قتلت شخصين خلال محاولتهما التسلل إلى المملكة من الأراضي السورية. وقال بيان نشره الجيش على موقعه الرسمي، نقلاً عن مصدر عسكري مسؤول (لم يسمه) إن «قوات حرس الحدود أحبطت أمس الإثنين، محاولة تهريب كمية من المخدرات، حيث حاول شخصان اجتياز الحدود من الأراضي السورية باتجاه الأراضي الأردنية». وأضاف أنه «تم تطبيق قواعد الاشتباك، ما أدى إلى مقتل الشخصين (لم يحدد جنسيتهما)، اللذين تم ضبط 50 ألف حبة ترامادول (مادة مخدرة) بحوزتهما». وأشار إلى أنهما «كانا يحاولان تهريب حبوب الترامادول إلى داخل المملكة (…) وقد تم تحويل المضبوطات إلى الجهات المختصة». ويرتبط الأردن وجارته الشمالية سوريا بحدود جغرافية يزيد طولها عن 375 كلم، ويعيش على أراضيه ما يزيد عن 1.3 مليون سوري، نصفهم يحملون صفة لاجئ. ماكرون يجتمع مع القيادي المعارض رياض حجاب… ومقتل 14 مدنياً بقذائف الجهاديين في شرق سوريا الجيش الأردني يعلن مقتل متسلِلَين من الأراضي السورية |
لبنان: إفطار عون قد يكسر الجليد مع بري ويؤدي إلى توافق على الدورة الاستثنائية Posted: 30 May 2017 02:21 PM PDT بيروت ـ «القدس العربي» : ارتفعت المتاريس مجدداً بين قصر بعبدا وعين التينة بعد لجوء رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى اجتهاد في تفسير المادة 59 من الدستور التي استخدمها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لتأجيل إنعقاد المجلس شهراً للحؤول دون اقرار التمديد للبرلمان الحالي. وقد لقي هذا الاجتهاد من قبل بري اعتراض عدد من الخبراء الدستوريين في وقت قام الرئيس بري بزيارة نادرة إلى الرئيس سعد الحريري وشارك في إفطار لعدد من المرجعيات والفاعليات السياسية والاقتصادية. وفيما لم يعلّق حزب الله على اجتهاد رئيس البرلمان، فإن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أراد إعطاء جرعة من التفاؤل بعد عودة الأمور إلى نقطة الصفر نتيجة الاشتباك بين الرئاستين الأولى والثانية حول مرسوم فتح الدورة الاستثنائية وتحديد جلسة تشريعية قبل صدور المرسوم، فقد اعتبر جعجع «أن القانون الانتخابي قطع 95 في المئة من مخاضه نحو الولادة، والخمسة الباقية تفاصيل لا يمكن ان تعثّر بلوغ الهدف، وسنواجه بالمتاح والممكن مهما كلّف الامر». واضاف «مهما تفاقمت الأمور وبلغت الخلافات السياسية أشدّها لا عودة إلى قانون «الستين». وفي وقت أكد جعجع الحرص «على حسن علاقته الشخصية مع رئيس مجلس النواب نبيه بري»، رأى «ان الدورة الاستثنائية لا تُفتح الا في حالتين: مبادرة من رئيسي الجمهورية والحكومة او عريضة يوقعها 65 نائباً تتمنى على رئيس الجمهورية اتخاذ المقتضى مع رئيس الحكومة في هذا الاتجاه. اما اجتهاد الرئيس بري فغريب من جانبه بالذات، وهو العليم في هذا المضمار، اذ ان النص شديد الوضوح لا يحتمل التأويل ولا مكان للاجتهادات فيه. واستناداً إلى النص الدستوري، أجد نفسي إلى جانب رئيس الجمهورية في موقفه المتصل بفتح الدورة الاستثنائية، وعسى ان يلتزم الجميع به، كخيار وحيد لحلّ مشاكلنا كافة». وفي معلومات «القدس العربي»، ما دفع جعجع إلى الرهان على التفاؤل هو التحرك الذي يقوده نائبه جورج عدوان مع الأطراف السياسية الاساسية وآخرها مع رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل للبحث في موضوع الضوابط التي يطلبها التيار للنسبية كي تحفظ حسن تمثيل المسيحيين على أن يزور عدوان لاحقاً الرئيس بري والرئيس سعد الحريري في مهمة ليست سهلة خصوصاً في ضوء التوتر بين الرئيسين عون وبري. وكان النائب عدوان تحدث لـ «القدس العربي» عن تقدم في الاتصالات حول قانون الانتخاب على اساس 15 دائرة انتخابية وعن استئناف مرتقب لتحركه، وهو قال عن التسوية «اقتربت «. وأفيد بأن الافطار الوطني الذي سيقيمه الرئيس عون خلال يومين في قصر بعبدا قد يشكل دفعاً للمساعي ويكسر الجليد مع بري ويؤدي إلى تفاهم حول فتح الدورة الاستثنائية والتوافق على بعض النقاط العالقة في القانون الانتخابي. لبنان: إفطار عون قد يكسر الجليد مع بري ويؤدي إلى توافق على الدورة الاستثنائية هل اقتربت التسوية حول قانون الانتخاب كما أعلن عدوان لـ«القدس العربي»؟ سعد الياس |
مختار بن نصر: «أنصار الشريعة» الليبي لم ينتهِ وسيظهر لاحقاً بأسماء جديدة Posted: 30 May 2017 02:21 PM PDT تونس – «القدس العربي»: قلل خبير أمني تونسي من أهمية إعلان تنظيم «أنصار الشريعة» في ليبيا حل نفسه، مشيراً إلى أنه سيظهر لاحقاً بأسماء جديدة على غرار ما فعلته تنظيمات متطرفة أخرى في المنطقة، محذراً من تسلل بعض العناصر التابعة للتنظيم إلى تونس عبر شبكات التهريب الناشطة بين البلدين. وكان التنظيم المرتبط بـ«القاعدة»، أعلن قبل أيام عن حل نفسه رسمياً، لكنه دعا التنظيمات المتطرفة في ليبيا إلى تشكيل «جبهة موحدة»، في خطوة مفاجئة جاءت إثر غارة نفذتها طائرات مصرية على مواقع في مدينة «درنة» حيث يوجد عناصر للتنظيم وغيره من التنظيمات المتطرفة. وقال مختار بن نصر (رئيس المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل) إن تنظيم أنصار الشريعة في ليبيا يتلقى منذ مدة ضربات كثيرة وهو مرفوض منذ تنظيمات أخرى عدة، فـ»هناك عدم قبول له في عدد من المجموعات التي أرادت استخدامه أو العمل بطريقة عمله نفسها وبالتالي هو محاصر، مع العلم أنه كان يساند تنظيم أنصار الشريعة التونسي الذي انتقل إلى ليبيا عام 2013 مع قياداته وكان متمركزاً في «درنة» لكنه اليوم تصنيفه كتنظيم إرهابي دولي وأمام الضربات المتوالية بات يعلم أن لا مستقبل أمامه، وخاصة في ظل وجود اتفاقيات دولية لمراقبة تمويل هذه العناصر الإرهابية ونشاطها». وأضاف، في تصريح خاص لـ«القدس العربي»: «ولذلك رأى هذا التنظيم أنه من الأفضل له أن يعلن حل نفسه ويواصل العمل بشكل سري وتحت مسميات أخرى لكي يفلت من المضايقات ومن تجفيف منابعه المالية والفكرية، فربما يستطيع بهذا الأسلوب الإفلات من الملاحقة الدولية، وهو ما فعلته تنظيمات متطرفة أخرى في المنطقة». وحول مصير القيادات المتطرفة التابعة لهذا التنظيم والتي تحمل جنسيات متعددة (ليبية وتونسية وغيرها)، قال بن نصر «مصير هذه العناصر مرتبط بمصير التنظيم ففي حال ضاق عليهم الخناق في ليبيا سيتحولون إلى أماكن أخرى، الوجهة التونسية والمصرية والجزائرية تشهد مراقبة كبيرة، وأعتقد أن الوجهة المفترضة هي جنوب الصحراء وخاصة مالي والنيجر لأنها تبدو أكثر أمناً. لكنه اعتبر أن تسلل بعض عناصر التنظيم وخاصة من التونسيين إلى تونس تبقى واردة «نظراً لانتشار ظاهرة التهريب في تونس فنحن نعلم أن التهريب مرتبط بشكل كبير بالإرهاب، وفي السنوات السابقة تم إلقاء القبض على العديد من الأفراد المتسللين من ليبيا، والكثير منهم لديهم أسلحة وبعضهم مرتبط بتنظيمات متطرفة، ولذلك يقظة الجيش والأمن والمواطن مطلوبة في هذه المرحلة». وما زال مصير زعيم تنظيم «أنصار الشريعة» في تونس سيف الله بن حسين الملقب بـ»أبو عياض»، والذي لجأ منذ 2013 إلى ليبيا، مجهولاً، في ظل الإعلان لمرات عدة عن مقتله وقيام التنظيم لاحقاً بتفنيد هذا الأمر. وعلق بن نصر على ذلك بقوله «هناك غموض كبير حول مصير أبو عياض وتساؤلات هل مازال موجودًا أم لا، علما أنه تم الإعلان عن مقتله أكثر من مرة، وأعتقد أنه بعد الإعلان عن حل التنظيم في ليبيا، ربما يلجأ مع بقية العناصر للبحث عن ملجأ آمن في مكان آخر داخل ليبيا أو خارجها». يُذكر أن السلطات التونسية قامت في 2013 بتصنيف تنظيم «أنصار الشريعة» كمنظمة إرهابية محظورة إثر اتهامه بالقيام باغتيال سياسيين بارزين كشكري بلعيد ومحمد البراهمي، فضلاً عن قيامه بعمليات إرهابية ضد عناصر الأمن. مختار بن نصر: «أنصار الشريعة» الليبي لم ينتهِ وسيظهر لاحقاً بأسماء جديدة حسن سلمان |
جدل حول استخدام السلطات المغربية للمساجد للتحريض ضد الحراك Posted: 30 May 2017 02:20 PM PDT الرباط ـ «القدس العربي»: باتت المساجد في المغرب، تعرف تنامي ظاهرة الاحتجاج داخلها، وذلك بعد قيام متزعم الحراك الشعبي، الذي تشهده منطقة الريف منذ مقتل بائع السمك حسن فكري مطحوناً في شاحنة القمامة في تشرين الأول / أكتوبر الماضي، ناصر الزفزافي، وعدد من أنصار الحراك، بمقاطعة خطبة الجمعة، وإلقاء كلمة داخل المسجد، احتجاجاً على خطيب الجمعة الذي وصف الحراك «بالفتنة». ليست هذه هي المرة الأولى، التي تعرف فيها المساجد المغربية احتجاجات من هذا النوع، حيث سبق أن تحول مسجد يوسف بن تاشفين بمدينة فاس، إلى حلبة الاحتجاج الصاخب على توقيف محمد أبياط خطيب الجمعة، بذريعة «الزج بالسياسة في خطبة الجمعة»، بقرار من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بل وأعلن المصلون مقاطعتهم لصلاة الجمعة احتجاجاً على هذا القرار الذي وصفوه بالجائر. وعلى خلفية ما قاله الزفزافي في هتافاته: «هذه مساجد الله وليس مساجد المخزن (المؤسسة الملكية في المغرب). يرى بعض المراقبين، أن في ذلك إخلالاً بالتقدير والوقار الواجبين لبيوت الله، فيما يرى آخرون، أن في ذلك كسراً لاحتكار المؤسسة الملكية للمساجد والحقل الديني. ووجه النائب البرلماني عمر بلافريج، عن «فيدرالية اليسار الديمقراطي»، سؤالاً إلى كل من أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، بخصوص إقحام السياسة داخل الأماكن المخصصة للعبادة، ولمصطفى الرميد، وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان، عن الإجراءات التي يعتزم القيام بها من أجل الحد من الانتهاكات التي تطال حراك الريف. وقال بلافريج «ألا تظنون أن ما وقع يوم الجمعة 26 أيار/ مايو 2017 في أحد المساجد بمدينة الحسيمة، يدفعنا إلى إعادة النظر في إقحام السياسة داخل الأماكن المخصصة للعبادة؟». وقال توفيق بوعشرين مدير نشر جريدة «أخبار اليوم»، وموقع اليوم 24 الالكتروني: «لم يعد الزفزافي يواجه فقط خطاب الحكومة والإعلام الرسمي والأحزاب السياسية والصحف الموالية، بل صار يناهض الخطاب الديني للدولة في مساجدها الرسمية، محاولا انتزاع هذا السلاح من يدها، سلاح الدين، وتسخيره لخدمة توجه السلطة السياسي وخطتها لإطفاء الحرائق في الريف». وأضاف في مقال له: «عندما يصل الاحتجاج إلى المساجد، بكل حمولتها الرمزية والقدسية، فهذا معناه أننا دخلنا إلى حقل خطير، وعندما تنتقل الاحتجاجات بالعدوى من مدينة إلى أخرى، ومن الأقاليم إلى البوادي، التي كانت على الدوام خارج حركية الاحتجاج، فهذا معناه أن النار قريبة من الحطب في بلاد لن يجد فيها أحد صعوبة في كتابة دفتر مطالبه الاجتماعية والاقتصادية والحقوقية، وإشهاره في وجه الدولة». بينما يرى إدريس الكنبوري، الباحث في الشأن الإسلامي والجماعات الدينية، في اتصال مع «القدس العربي» أن ما تعرفه المساجد هو نوع من الفوضى والتسيب، ثم لا يمكن لأي جهة كانت استغلال هذه المنابر الحساسة لمصالحها، وإلا سنقع في حرب أهلية، خاصة أن هناك بعض التيارات اليوم سواء بحسن النية أو بسوء نية في إطار هذا الحراك الاجتماعي تريد إعادة إحياء دور المسجد، الذي كان في الماضي مجالاً للنقاش السياسي والجدل السياسي». وأضاف الكنبوري «الخطأ الذي ارتكبته وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية، أنها لم تدرك أن وصفها حراك الريف بالفتنة، سيزيد من تأجيج الأوضاع في المنطقة. حيث كان عليها أن تنهج خطاب التواصل بعيداً عن التحريض والتهييج. في هذه الحالة يجب العلم بأن خطب الجمعة تختلف باختلاف الجهات والأقاليم، وأن الشأن الديني والخطابة في المسجد، ليست أموراً مستقرة في جميع المناطق». ومنذ ثمانينيات القرن الماضي، عمدت السلطة الملكية إلى ضبط الحركات الإسلامية المعارضة التي كانت تتخذ من المساجد فضاء لدعواتها، وذلك من خلال إلزام الخطباء باتباع توجيهات وزارة الأوقاف فيما يتعلق بخطبهم والحرص على الدعاء لأمير المؤمنين. وتكوين قادة للإشراف على الشؤون الدينية والتحركات داخل المسجد. بالإضافة إلى تشديد المراقبة المستمرة لأعوان السلطة لما يجري داخل مسجد، و إغلاقه فور الانتهاء من أداء الصلوات الخمس. ويخول الدستور المغربي، للملك الانفراد بالسلطة الدينية في المملكة، فحسب الفصل 41 من الدستور، «أمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين، والضامن لحرية ممارسة الشؤون الدينية». وبصفته هاته، «يرأس الملك، المجلس العلمي الأعلى. ويعتبر المجلس، الجهة الوحيدة المؤهلة لإصدار الفتاوى التي تعتمد رسميا، في شأن المسائل المحالة إليه، استنادا إلى مبادئ وأحكام الدين الإسلامي الحنيف، ومقاصده السمحة». وحسب الفصل ذاته، «يمارس الملك الصلاحيات الدينية المتعلقة بإمارة المؤمنين، والمخولة له حصرياً، بمقتضى هذا الفصل. كما نصت المادة السابعة من الظهير على امتناع القيمين الدينيين الذين يبلغ عددهم 110 آلاف شخص، عن «الاخلال بشروط الطمأنينة والسكينة والتسامح والإخاء، الواجب توافرها في الأماكن المخصصة لاقامة شعائر الدين الإسلامي». وهو الامر الذي عزز هيمنة الدولة على المساجد التي يبلغ عددها 50 ألف مسجد، ومؤسسات التعليم والوعظ الديني، في سياق سياسة إعادة هيكلة الحقل الديني التي باشرها المغرب منذ أحداث 16 أيار / مايو 2003 الإرهابية، التي ضربت مدينة الدار البيضاء، والتي تروم إلى منع بروز أي ممارسة سياسية أو نقابية، أو أي فاعل يهدد تمركز السلطة الروحية في المؤسسة الملكية. جدل حول استخدام السلطات المغربية للمساجد للتحريض ضد الحراك فاطمة الزهراء كريم الله |
التحقيق مع وزير الداخلية الإسرائيلي بشبهة تحويل أموال لجمعيات زوجته Posted: 30 May 2017 02:20 PM PDT الناصرة – «القدس العربي»: الفساد السلطوي في إسرائيل مسلسل لا يتوقف الكشف عن فصوله، وفي الحلقة الجديدة تم الكشف عن أن وزير الداخلية آرييه درعي مشتبه به في تحويل ميزانيات من وزارته لزوجته التي تدير جمعية أهلية. وصرح المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزينفيلد الليلة قبل الماضية بأن الشرطة استجوبت درعي لأكثر من عشر ساعات في قضية تتعلق بغسل الأموال والاحتيال وخيانة الأمانة ومخالفات ضريبية. وكان روزينفيلد قد أعلن في وقت سابق، أول أمس، أنه جرى اعتقال 14 شخصا واتسع ليشمل موظفا عموميا وهو مدير عام في مكتب وزاري وزوجة درعي يافا، بشبهة الفساد ونقل أموال من ميزانيات وزارية لجمعيات تشرف عليها زوجة الوزير، كما تنسب لهما شبهات ارتكاب مخالفات اقتصادية، منها مخالفات في مجال العقارات. وشملت الاعتقالات رجل أعمال وشخصيات مقربة من عائلة درعي وغالبيتها من شمال البلاد، وذلك من أجل التحقيق معهم والإدلاء بإفادات، والمواجهة مع درعي وعقيلته بالطعون والشبهات المنسوبة لهما. وقالت الشرطة إن الموقوفين ضالعون في قضية المشتبه الرئيسي فيها الوزير وعقيلته. وتأتي حملة الاعتقالات التي نفذت بسرية لمنع التشويش على مجريات التحقيق واستبعاد قيام درعي وعقيلته بتنسيق المواقف والتشويش على مجريات التحقيق. ويتضح أن قسما كبيرا ممن تم توقيفهم للتحقيق هم موظفون كبار في وزارة تطوير النقب والجليل، ومدير عام مكتب وزاري ورجل أعمال وناشطون في جمعيات تديرها يافا درعي. وتشتبه الشرطة في أن عددا من الضالعين في القضية، الذين تم توقيفهم حولوا أموالا نقدية إلى عائلة درعي كما تشتبه سلطة الضرائب، وهي أيضا ضالعة في التحقيق. وبين المواضيع التي يجري التحقيق حولها، كيفية تمويل درعي لعقارات بالملايين في عدة مواقع في أنحاء البلاد، وبينها بناء كبير في مستوطنة «صفصوفة « في الجليل الأعلى والقائمة على البلدة الفلسطينية المهجرة الصفصاف. وتعتبر حملة الاعتقالات هذه خطوة تهدف إلى مفاجأة درعي وزوجته، اللذين تم التحقيق معهما بشبهات تتعلق بمخالفات مثل تسجيل كاذب في تقارير مقدمة للضرائب، وتبييض أموال، وربما تلقي رشوة. وقالت الشرطة في بيانها أمس إن هذا التحقيق بدأ في نيسان/ أبريل 2016، بعدما اشتبه بداية بوجود مخالفات ضريبية وخاصة في مجال عقارات، وتم توسيع التحقيق باتجاه شبهات أخرى منسوبة إلى العديد من المشتبهين وبينهم منتخب جمهور وزوجته» في إشارة إلى درعي. ويتعلق جزء من الشبهات بتحويل درعي عقارات إلى شقيقه، وبناء البيت في «صفصوفة» لكنه سبق وزعم في الماضي أن البناء تم بتمويل جميع أفراد العائلة وليس من مصادر تمويل خاصة به فقط. يذكر أن درعي خرج في عام 2002 من السجن، الذي دخله في أعقاب إدانته بتهم فساد وتلقي رشاوى، ومُنع من تولي منصب رسمي بسبب التصاق وصمة عار به، وعاد إلى الحياة السياسية على رأس حزب شاس « للمتدينين المتزمتين الشرقيين» في عام 2012، والآن يتولى منصب وزير الداخلية. يشار الى أن عددا من المسؤولين الإسرائيليين الكبار أدينوا بالفساد ودخلوا السجن، وبعضهم ما زال قيد الاعتقال، أبرزهم رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت الذي أدين بتلقي الرشوة والتورط بالغش وخيانة الأمانة. وساهمت وسائل إعلام إسرائيلية في الكشف عن بعض أوجه الفساد وتقديم المتهمين بالفساد للمحاكمة. التحقيق مع وزير الداخلية الإسرائيلي بشبهة تحويل أموال لجمعيات زوجته |
أرنس : ترامب رئيس غير متوقع لكن الحل الأفضل إدارة الصراع Posted: 30 May 2017 02:20 PM PDT الناصرة – «القدس العربي»: فيما يحذر معلقون وأقطاب اليسار الصهيوني من تحول إسرائيل لدولة ثنائية القومية، وبالتالي عربية، نتيجة عدم تحقيق تسوية الدولتين، فإن وزير الأمن الأسبق البروفيسور موشيه أرنس يرى أن الحل الأمثل لها هو «إدارة الصراع» فقط. في حديث مطول لصحيفة «هآرتس» يعتقد أرنس أن فكرة «إجلس ولا تفعل شيئا» هي الخيار المفضل أحيانا، رافضا التحذيرات من كارثة نتيجة عدم طرح إسرائيل مبادرة سياسية. ويقول إن وضعها الحالي ليس سيئا بتاتا. زاعما أنه يشخص حاليا توجها إيجابيا بالنسبة لإسرائيل في العالم، من جانب الولايات المتحدة، وأيضا من جانب جهات دولية أخرى. أرنس المعروف بمواقفه اليمينية المتشددة يقول إن ترامب يتعامل مع إسرائيل بشكل جيد، داعيا للتعامل معه بالشكل ذاته. وتابع «نحن نعرف انه شخص غير متوقع ولا يمكن معرفة ما سيحدث في المستقبل، ولكن في هذه الأثناء يمكن القول إنه طرأ تغيير إيجابي في كل ما يتعلق بإسرائيل من جانب الإدارة الامريكية، وبالتأكيد إذا قارنا الأمر بمعاملتها من قبل الإدارة السابقة». وسئل أرنس عما إذا كان هذا «فخ عسل» على أساس أن ترامب لا يتوقف عن الحديث عن رغبته في تحقيق السلام فقال إن محاولته لتحقيق السلام، او «صفقة» مسألة طبيعية تماما. ويشير الى انه يمكن إحصاء عدد الرؤساء السابقين الذين حاولوا ذلك، من دون ان ينجحوا.لافتا إلى أن ترامب يريد جدا النجاح، مرجحا انه سيتضح له مع مرور الزمن ان المقصود مسألة معقدة جدا وانه في هذه الأثناء لا يبدو حل في الافق». هل ترى أنت حل في الأفق؟.. حسب رأيك ما الذي يجب أن تفعله إسرائيل؟.. وردا على ذلك يقول «هذا طبعا سؤال المليار دولار. انا اعرف ان هناك من يعتقدون انه يجب عمل شيء، ليس مهما ما هو، المهم ان يتم عمل شيء. هذا ليس توجهي. احيانا لا يجب العمل، ولكن يجب العمل من اجل تحسين الوضع السياسي، واحدى الامور المطلوبة مثلا، هي تحسين ظروف حياة سكان القدس الشرقية، الذين يمكن لهم حسب القانون ان يصبحوا مواطنين ويندمجون في حياة المجتمع والاقتصاد في المدينة. يجب تحسين أوضاع النظافة والصحة وخدمات بلدية ومدنية ملائمة، وبنى تحتية مناسبة، وتعليم جيد ومنظم وكذلك تحسين تطبيق القانون. بعد 50 سنة من تواجدنا في القدس الشرقية يجب التعامل مع هذه المنطقة كجزء من دولة اسرائيل والتعامل مع سكانها كمواطنين في الدولة». وحول بقية الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة يقول أرنس إنهم ليسوا مواطني اسرائيل ولا سكانها، وهم لا يملكون خيار المواطنة الاسرائيلية، ولذلك فإن مكانتهم ترتبط بالمفاوضات التي لا تجري حاليا. ويتابع «بالنسبة لهم لا نرى بوضوح ما الذي سيحمله المستقبل، ولذلك لا يجب القفز مباشرة الى الماء والإعلان مسبقا كيف سينتهي الأمر. يجب محاولة تحسين أوضاعهم قدر الإمكان، ولكن عدم تغيير مكانتهم في المرحلة الحالية». سيقولون لك هذا احتلال لشعب آخر؟.. «يقولون إن الوضع الراهن لا يمكن ان يستمر، لكن الحقيقة انه قائم منذ 50 سنة. أنا لا أعرف ان كان سيبقى لخمسين سنة أخرى. ربما لا يكون قسم منهم راضيا عن هذا الوضع، ولكن من المؤكد ان وضعهم أفضل بما لا يقاس من وضع سكان دول اخرى في المنطقة كسورية واليمن. يجب فحص إمكانيات تحسين أوضاعهم، لكن من يقول إنه يجب عمل شيء وليس مهما ما هو، فإنه كما يبدو لا يتعامل مع المشكلة بجدية». وحول المطلب بمنح الفلسطينيين دولة، يلجأ أرنس لمزاعم ديماغوجية على خطى رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو ويقول: «نحن نسمع هذه المقولات، ولكن ما الذي سيحدث ان خرجنا من المنطقة، وأي دولة ستكون تلك؟.. هل ستسيطر حماس عليها، هل سيتم إطلاق صواريخ ضد اسرائيل؟.. للأسف إن الذين يعتقدون انه يوجد حل لا يوفرون أجوبة ولا يعرفون الى أين سيقود ذلك. بعض الذين يعلنون انه يجب التوجه الى حل الدولتين للشعبين، يقتنعون أكثر فأكثر انه حتى ان كانت هذه فكرة جيدة، فإن التوقيت الحالي لا يسمح بذلك. لا اعتقد انه من الجيد التوجه نحو حل لا نعرف تقدير كيف ستكون نهايته وما إذا سيسبب الضرر». وردا على سؤال حول التجميد الجزئي للبناء الاستيطاني، يقول أرنس إن اليهود يملكون حق الإقامة في كل مكان في البلاد، وإن هذا ليس حقا توراتيا وتاريخيا فقط، وانما يعتمد على أسس قرار هيئة الأمم والانتداب البريطاني، الذين اتخذوا قرارا يشجع الاستيطان اليهودي في كل «أرض إسرائيل». ويمضي بمزاعمه متجاهلا عشرات القرارات الأممية التي شجبت الاستيطان واعتبرته انتهاكا للقانون الدولي «تلك الالتزامات الدولية قائمة وليست لاغية، وتشمل الميثاق البريطاني الذي يحدد بشكل واضح اننا نملك هذا الحق. ولذلك يخطئ كل من يقول ان المستوطنات تتعارض مع القانون الدولي. لا يجب تجميد البناء، بل على العكس، يجب تشجيعه. اعتقد ان الرئيس ترامب أيضا يعتقد بأنه لا يجب تجميد البناء». ■ حسب رأيك ما هو أكبر تحد أمني يواجه إسرائيل اليوم؟ «ما يواجهنا منذ زمن غير قليل هو تهديد صواريخ حزب الله في لبنان. يمكنها ان تسبب ضررا كبيرا إذا تم إطلاقها نحونا. لا يمكن إدخال ملايين المواطنين تحت الأرض. إذا تم إطلاق عشرات آلاف الصواريخ يمكن للضرر ان يكون ضخما. يجب ضمان سلامة مواطني الدولة، وعدم تركهم مكشوفين. انسحاب ايهود باراك من لبنان عرض قسما كبيرا من اسرائيل لتهديد الصواريخ. اليوم يواجه هذا الخطر كل مواطني اسرائيل. يجب ضمان عدم تحقق هذا الخطر. حزب الله هو ذراع ايرانية، وإذا صدر أمر بإطلاق الصواريخ على اسرائيل فسيأتي من طهران». أرنس : ترامب رئيس غير متوقع لكن الحل الأفضل إدارة الصراع وديع عواودة |
تقدم بطيء للقوات العراقية غرب الموصل واستمرار نزوح المدنيين Posted: 30 May 2017 02:19 PM PDT الموصل ـ «القدس العربي» ـ وكالات: واصلت القوات العراقية، أمس الثلاثاء، هجماتها لاستعادة السيطرة على المناطق التي لا تزال خاضعة لسيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» في الجانب الغربي من الموصل، فيما وصل عدد النازحين، من المدينة، وفق الأمم المتحدة، إلى 600 ألف شخص، منذ بدء العمليات العسكرية. وتمثل أحياء، الشفاء والصحة والزنجيلي، الواقعة إلى الشمال من المدينة القديمة، المناطق التي تسعى القوات الأمنية للسيطرة عليها. وقال العميد شاكر كاظم محسن إن «القوات الأمنية تتقدم ببطء في حي الشفاء لحماية البنى التحتية». وأضاف: «المشكلة أن الحي يضم اربعة أو خمسة مستشفيات»، مشيراً إلى أن قواتنا لديها «الوقت الكافي لحماية المدنيين والبنى التحتية»».. ونبه إلى أن «تنظيم الدولة الإسلامية فقد المواقع التي كان يستخدمها لصنع المتفجرات وقذائف الهاون، كما أن اعداد الجهاديين تنخفض، وباتوا يعتمدون حاليا بصورة اساسية على القناصة والانتحاريين»، للتصدي للقوات العراقية. وأشار إلى أن «هناك 50 إلى 100 مسلح يتنقلون من بناية إلى أخرى»، في حي الشفاء . وكشف مصدر أمني عراقي، عن مقتل 27 من منتسبي القوات العسكرية العراقية، وإصابة نحو 40 آخرين، خلال الساعات الـ 48 الماضية، بالجانب الغربي لمدينة الموصل. وأوضح نقيب في قوات الشرطة الاتحادية، أن 13 من المنتسبين، بينهم 5 ضباط برتب مختلفة، قتلوا، لدى تفجير تنظيم «الدولة» 9 سيارات مفخخة، بحي الزهراء، غربي الموصل. وأضاف مفضلاً عدم الكشف عن اسمه خوفاً من تعرضه لمحاسبة عسكرية لكشفه معلومات هامة، أن تلك الهجمات أسفرت كذلك عن إصابة 19 منتسباً، وتدمير 7 عربات عسكرية، وأسلحة رشاشة ثقيلة ومتوسطة، وصناديق لأنواع مختلفة من العتاد. كما تمكن قناصة التنظيم من قتل 4 من جنود الرد السريع (قوة تابعة لوزارة الداخلية) و3 من جهاز الشرطة الاتحادية، في حوادث منفصلة، حسب المصدر ذاته. من جانبه، قال الملازم في جهاز الرد السريع، أحمد رضا الوائلي، إن 7 جنود قتلوا، وأصيب 10 آخرون، في هجوم بسلاح رشاش متوسط من نوع «بي كي سي»، وتفجير انتحاري، في منطقة حاوي الكنيسة، شمال غربي الموصل. وأضاف أن التنظيم يقاتل بشراسة كبيرة، وأن الوضع الإنساني للعائلات المدنية صعب جداً، وسط حالة من الخوف والجوع، وفقدان أبسط مقومات الحياة. إنسانياً، وفيما تواصل نزوح عشرات العائلات، ذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق العمليات الإنسانية «اوتشا»، أن عدد النازحين من مدينة الموصل منذ بدء عمليات استعادتها وصل إلى 600 ألف شخص. وأفاد المتحدث الإعلامي باسم المكتب، ينس لاركه، في بيان أن «النزوح من مناطق الموصل مستمر بالتزامن مع تقدم القوات العراقية في أحياء الجانب الأيمن»، لافتا إلى أن «النازحين وصل عددهم إلى حوالي 600 ألف شخص وهم يعانون من ظروف صعبة وخطيرة في كثير من الأحيان، لا سيما مع شح المياه في المدينة». وأضاف أن «هناك مخاوف إنسانية متزايدة تتعلق بحماية حوالي 180 ألف شخص لا يزالون في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش غربي مدينة الموصل». وأوضح أن «الحكومة العراقية دعت المدنيين إلى الفرار عبر ممرات آمنة منذ بدء العمليات العسكرية لاستعادة المدينة، مشيرا إلى إنشاء تسع مناطق تجميع ونقاط حراسة ومواقع فحص تقدم فيها مساعدات عاجلة فورية للنازحين». ويستهدف تنظيم «الدولة» العائلات التي تحاول الفرار من الأحياء التي يسيطر عليها، وفي هذا السياق، أفاد مصدر أمني عراقي بمقتل ثلاثة مدنيين بإطلاق نار من قبل قناص من عناصر «الدولة» أثناء محاولتهم الفرار تجاه القوات العراقية في منطقة الزنجلي غربي الموصل . في السياق، ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» في تحقيق نشره موقعها أن فرنسا تستعين بالقوات العراقية لمطاردة الجهاديين الفرنسيين الموجودين في الموصل، وقتلهم. وسلمت القوات الفرنسية الخاصة للأجهزة العراقية لمكافحة الإرهاب قائمة بـ27 اسما مع صور لخمسة منهم، كما قالت الصحيفة نقلا عن مسؤول في الشرطة العراقية. وحسب التحقيق، الذي نشر مساء امس الأول الاثنين، على الموقع، فإن «الهدف هو منع الفرنسيين أو ناطقين بالفرنسية خصوصا بلجيكيين من العودة إلى بلدانهم لتنفيذ اعتداءات». والقائمة التي وضعت لدى بدء المعركة لاستعادة الموصل في تشرين الأول/اكتوبر 2016 يعاد تحديثها كلما يقتل جهادي، وفق الصحيفة التي تمكنت من الاطلاع عليها. وأضافت «وول ستريت جورنال» أن «القوات العراقية قتلت عددا من الجهاديين استنادا إلى معلومات استخباراتية، وأخرى لتحديد مواقعهم قدمتها القوات الفرنسية». وتابعت أن «حوالي أربعين عنصرا من القوات الفرنسية الخاصة تحاول تحديد مواقع هؤلاء الجهاديين بواسطة طائرات من دون طيار للمراقبة والتنصت على اتصالات لاسلكية». كما تجمع مباشرة معلومات استخباراتية في الاحياء التي استعادتها من تنظيم «الدولة»، وتقوم بمداهمة منازل هجرها الجهاديون بحثا عن أدلة. وفي نيسان/ابريل تحققوا من هوية جرحى في مستشفى المدينة القديمة (غرب الموصل) بحثا عن جهاديين فرنسيين. ورفض المتحدث باسم رئاسة اركان الجيوش الفرنسية التعليق على وجود هذه القائمة. وقال الكولونيل باتريك ستيغر إن «مهمة القوات الفرنسية الخاصة في الموصل هي تقديم المشورة ودعم القوات العراقية لاستعادة المدينة في اطار التحالف الدولي»، بقيادة الولايات المتحدة. واضاف «يقومون ايضا بمهمة استخباراتية تدخل في اطار الحرب الشاملة على داعش (تنظيم الدولة الإسلامية). وهذا ليس مفاجأة». لكنه شكك في احتمال تنفيذ عمليات محددة تستهدف جنسيات معينة. وأوضح «تحارب القوات العراقية المجموعات الجهادية من جنسيات مختلفة. تتعرض للنيران على الارض. تمييز شخص في هذه المجموعة او تلك امر غير ممكن ببساطة». من جهتها، أنكرت وزارة الخارجية الفرنسية القيام بأي عمل غير مشروع. وقال المتحدث باسمها، خلال مؤتمر صحافي الكتروني «فرنسا ملتزمة بمحاربة داعش ضمن التحالف الدولي وتنفذ انشطتها ضمن احترام القانون الدولي». تقدم بطيء للقوات العراقية غرب الموصل واستمرار نزوح المدنيين |
إسرائيل تتجاهل المقدسيين في الأحياء الواقعة وراء الجدار Posted: 30 May 2017 02:19 PM PDT رام الله – «القدس العربي»: كشف وزير شؤون البيئة والقدس في حكومة الاحتلال الإسرائيلي زئيف الكين، أن الخطة الحكومية لتحسين أوضاع النظافة وجودة البيئة في القدس الشرقية لن تشمل الأحياء الواقعة وراء الجدار. قال ذلك خلال اجتماع للجنة الداخلية البرلمانية على الرغم من أن الأوضاع الصحية في الأحياء الواقعة خلف الجدار يعتبر من اصعب الأوضاع في القدس. ويعيش في تلك الأحياء «التي تعتبرها إسرائيل جزءا من القدس» أكثر من ثلث السكان العرب في القدس» حوالى 140 ألف نسمة. وأضاف انه طالما لا يتم جمع النفايات من هذه الأحياء بشكل منظم، لا فائدة من استثمار الميزانيات فيها. وتابع ان «الخطة لا تشمل كل أحياء القدس الشرقية، وبكلمات أخرى لا تشمل الأحياء الواقعة خلف الجدار، لأن مثل هذا الاستثمار يحتاج الى منصة للعلاج الجاري وهي غير متوفرة حاليا». وكانت حكومة الاحتلال قد صادقت على الخطة «لتقليص الأوبئة وتطوير البنى التحتية». وحسب الخطة التي تبلغ تكلفتها 177 مليون شيكل، فإنها يفترض ان تعالج النفايات المنزلية ومخلفات البناء وشبكات الصرف الصحي والقيام بنشاطات إعلامية في موضوع النظافة. وقال الكين إن الحكومة ناقشت كيفية معالجة الأوضاع في الأحياء الواقعة خلف الجدار. وأوضح: «بالتأكيد نعتقد انه يجب العثور على حل وعندما يتم التوصل الى حل سيتم اتخاذ قرار مكمل يعالج النفايات والصرف الصحي هناك، لكن الركض حاليا للاستثمار والاكتشاف أنه لا يتم معالجة شيء، او انه يحترق او يختفي فهذا مؤسف. هذا كثير من المال الذي سيذهب هباء». يشار الى وجود بلدتين كبيرتين تابعتين للقدس المحتلة وراء الجدار، مخيم اللاجئين شعفاط والمناطق المحيطة به وبلدة كفر عقب. ومنذ إغلاق الجدار هناك قبل عشر سنوات توقفت السلطات وفي مقدمتها بلدية الاحتلال في القدس، عن تقديم خدمات منظمة للسكان. وانتقل الكثير من سكان القدس الشرقية للإقامة هناك بسبب أسعار الإسكان الرخيصة، ومع الوقت ازداد الاكتظاظ هناك وازدادت معه المشاكل الصحية: «اكوام النفايات ومياه الصرف الصحي التي تجري في الشوارع ومشاكل في تزويد المياه». وقال سكان كفر عقب إن المياه لا تصل منذ شهرين بشكل منظم. ويعيش في البلدة حوالى 60 الف نسمة. وقالت شركة المياه الفلسطينية المسؤولة عن البنى التحتية للمياه ان شركة «ميكوروت» الإسرائيلية لا توفر ما يكفي من المياه، والبلدية لا تصدر تراخيص لإنشاء شبكات مياه جديدة. وأوضح منير ابو أشرف العضو في لجنة البلدة، ان انقطاع المياه يتواصل لخمسة أيام احيانا، ولمواجهة ذلك قام السكان بوضع خزانات تتسع لـ 1500 ليتر على أسطح البيوت وملئها بالماء أثناء توفره. لكنه حذر من ان وضع هذا الكم الكبير من الخزانات على أسطح البيوت، من شأنه ان يؤدي الى انهيار مبان. وقال»المشكلة انه توجد هنا بنايات تضم 32 وحدة إسكان وهذا يعني 32 خزانا و32 سخانا شمسيا وفي المجموع الكلي 70 طنا من الماء وهذا وزن ضخم على أسطح البنايات، وهي لن تتحمل ذلك، وفي نهاية الأمر ستحدث كارثة». وقال افيف تتارسكي من جمعية «مدينة الشعوب» إن «تزويد المياه بشكل منظم هو ليس مجرد مسألة لا يمكن العيش بدونها، وانما تعتبر خدمة أساسية. ما الذي يفترض ان يفعله 70 ألف نسمة، يحملون الهويات الإسرائيلية وسكان في القدس، لكن دولة الاحتلال تتخلى عنهم؟.. هذا العار لا يمكن وصفه بالإهمال». وتابع «عندما تتجاهل السلطات التوجهات المتكررة من قبل السكان وقرارات المحكمة العليا، من الواضح انه توجد هنا سياسة موجهة هدفها طرد الجمهور الفلسطيني من القدس». إسرائيل تتجاهل المقدسيين في الأحياء الواقعة وراء الجدار |
يحمل رسالتين للعالم من أمام كنيسة المهد والأقصى كرنفال الحرية ينطلق في محافظات فلسطين كافة Posted: 30 May 2017 02:18 PM PDT رام الله – «القدس العربي»: أطلقت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية بالتعاون مع المجلس الأعلى للشباب والرياضة، فعاليات «كرنفال الحرية» في كافة محافظات فلسطين. وهو عبارة عن وقفة وطنية بمناسبة مرور عدة أحداث، منها مرور 100 عام على وعد بلفور المشؤوم و69 عاما على النكبة و30 عاما على الانتفاضة الأولى. وحسب صادق الخضور مدير عام النشاطات الطلابية في الوزارة فإن الوقفة جاءت كرسالة للعالم تقول إنه حان الوقت لإنهاء الاحتلال ولتنعم فلسطين بالحرية، ولدعوة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني عبر سلسلة فعاليات مختلفة. ورفع طلبة المدارس في كافة المحافظات الفلسطينية شعارات تطالب بإنهاء الاحتلال، وتعبر عن حقهم في الحياة. كما سيؤدون بعض الأنشطة الثقافية والتراثية الهادفة. وأكد أن المهرجان يأتي في إطار سعي الوزارة بالتعاون مع المجلس الأعلى للشباب والرياضة لتأصيل حضور الطلبة في المشهد الوطني وتعزيز الروح الوطنية لديهم، وتأكيدا على أن الابداعات الطلابية توظف لصالح تعزيز المنظومة القيمية لدى أطفالنا. ومن بين الفعاليات سيكون هناك فعاليتان، الأولى في ساحة المهد ببيت لحم «حيث نرسل رسائلنا للعالم أنها مدينة السلام، ونجسد بذلك الروح الوحدوية وروح التآخي بين المسلمين والمسيحيين على هذه الأرض، وبما يعزز التأسيس لحشد الجهود لرفع الصوت عاليا. في حين أن الفعالية الثانية تشمل باحات المسجد الأقصى «بما تحمله القدس من دلالات، وبما تمثله من ركيزة للوجدان الفلسطيني». يحمل رسالتين للعالم من أمام كنيسة المهد والأقصى كرنفال الحرية ينطلق في محافظات فلسطين كافة |
موريتانيا: استدعاء الناخبين للاستفتاء والشيوخ يشحذون سيوف المواجهة Posted: 30 May 2017 02:18 PM PDT نواكشوط ـ «القدس العربي»: أعلنت الحكومة الموريتانية رسمياً أمس عن صدور مرسوم استدعاء هيئة الناخبين يوم الخامس من حزيران/يونيو المقبل للاستفتاء حول التعديلات الدستورية المنبثقة عن حوار نظمته الحكومة مع أطراف في معارضة الوسط أواخر السنة الماضية وقاطعته المعارضة الجادة. وأكد محمد الأمين ولد الشيخ وزير الثقافة الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية «أن الاستفتاء الخاص بالتعديلات الدستورية سينظم في موعده دون تأخير»، نافياً ما أشيع من احتمالات تأجيله. وأوضح أحمدو عبد الله وزير الداخلية واللامركزية أمس في المؤتمر الصحافي الأسبوعي للحكومة «أن المرسوم الذي صدر الإثنين يقضي باستدعاء هيئة الناخبين لاستفتاء 15 تموز/يوليو 2017 الخاص بالتصويت على مشروع القانون الدستوري الاستفتائي المتضمن مراجعة المادة الثامنة من دستور 20 تموز/يوليو 1991، ومشروع القانون الدستوري الاستفتائي المتضمن مراجعة بعض أحكام دستور 20 تموز/يوليو 1991». وأضاف «أن مشروع المرسوم يتضمن أموراً عدة من بينها تصويت القوات المسلحة وقوات الأمن يوم 14 تموز/يوليو قبل يوم الاقتراع لكونهم هم من سيؤمنون عملية الاقتراع نفسها في اليوم الموالي». وبينما ترتب الحكومة أمور الاستفتاء المثير، أكدت مصادر داخل مجلس الشيوخ المتمرد على الرئيس «أن أعضاءه بدأوا يشحذون سكاكينهم لمواجهة الاستفتاء والعمل على إفشاله». ونقل موقع «صحراء ميديا» عن مصادر من داخل مجلس الشيوخ الموريتاني، تأكيدها «بأن الشيوخ المتمردين يستعدون لخطوتين من أجل التمسك بإسقاط التعديلات التي صوتوا ضدها نهاية شهر آذار/مارس الماضي أولاهما توجيه رسالة إلى رئيس الجمهورية تطالبه بالتراجع عن الاستفتاء على تعديلات دستورية سبق أن أسقطها المجلس، مشيرين إلى أن هذه التعديلات أصبحت «لاغية». أما الخطوة الثانية فهي التقدم بطعن لدى المجلس الدستوري في المسار الذي سلكه النظام من أجل تعديل الدستور والذي تجاوز الباب الحادي عشر من الدستور المخصص لتعديلات الدستور. «وتوضح الخطوتان، تقول «صحراء ميديا» «أن الأيام المقبلة ستشهد مواجهة ساخنة بين الشيوخ والحكومة، امتداداً لأزمة بدأت منذ أشهر ومرت بمراحل عدة وانتهت بالمواجهة المباشرة»، مبرزة «أن الوضع سيزداد تعقيداً عندما تكون الحكومة مجبرة على المرور بغرفتي البرلمان، بما فيها مجلس الشيوخ، للمصادقة على تمويل الاستفتاء الشعبي»، المحدد بستة مليارات أوقية (حوالي 18 مليون أورو)، وهو ما يعني أن الشيوخ ستكون لهم الكلمة الأخيرة فيما يتعلق بتشريع تمويل عملية الاستفتاء التي لا يمكن أن تتم بدون تصويتهم عليها». وتتزامن هذه التطورات مع التعديلات التي أجراها الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز أمس الأول والتي أخرجت مجموعة من كبار داعميه يتقدمهم رئيس الوزراء السابق مولاي ولد محمد الأغظف. وينشغل الرأي العام حاليا بهذه التعديلات وخاصة باستغناء الرئيس عن ولد محمد الأغظف الذي هو أبرز مساعديه منذ بدأ حكمه للبلاد بعد الانقلاب العسكري الذي نفذه في آب/أغسطس 2008. وأكدت صحيفة «أقلام» الآنية في تحليل لها أمس «أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز، فاجأ جزءاً كبيراً من الرأي العام الوطني بإعلانه التخلص من أقرب معاونيه والوزير الوحيد الذي ظل ضمن مختلف تشكيلاته الحكومية منذ انقلاب آب/أغسطس 2008». وكشفت «عن معلومات تم تداولها خلال الأشهر الماضية، تؤكد أن ولد محمد الأغظف غير مرتاح وليس راضياً بالعمل ضمن التشكيلة الحكومية الحالية وأنه قد يكون طلب أكثر من مرة «السماح» له بمغادرة العمل الحكومي «لأسباب صحية»، في مسعى منه للنأي بنفسه عن صراعات داخلية «مهينة وغير مجدية». فما الذي استجد، تتساءل «أٌقلام»، ليتم السماح للدكتور مولاي بالمغادرة بهذه الطريقة وفي هذا الوقت بالذات؟ فهل السلطة حسمت أمرها وقررت تبني خط هجومي بشأن الحوار والاستفتاء وما بعد 2019 ولم تعد بحاجة للرجل الذي تخصص في تلك الملفات خلال السنوات الأخيرة؟ أم أن الرجل فعلاً لديه طموحات تناقض استمراره في التشكيلة الحكومية، فكان عليه أن يقدم استقالته من أجلها أو أن يتقبل الإقالة في سبيلها؟». وتحدثت صحيفة «تقدمي» الآنية الاستقصائية في تحليلها لأبعاد التعديل الحكومي، عن احتمال أن يتولى ولد محمد الأغظف رئاسة حزب الاتحاد من أجل الجمهورية بعد الفشل السياسي الذريع لرئيسه في تسيير أزمة الشيوخ، وفشله في تنظيم أية مبادرة لمؤازرة التعديلات الدستورية باسم الحزب أو وجهائه ومنتخبيه، فكل المبادرات التي نظمت حتى الآن كانت لجنرالات ومدراء حكوميين».. وتساءلت الصحيفة تقول «هل يكون ولد محمد الأغظف الطرف المضمر لرهان رئاسيات 2019، ليكون مرشح العسكر، وهذا احتمال لا يبدو وارداً، رغم أنه لا يمكن التنبؤ بما يدور في خَلَد ولد عبد العزيز.؟!». وفي قراءة نشرها عن التعديل الحكومي، أكد القيادي البارز في المعارضة محمد الأمين الفاظل «أن الملاحظة الأولى التي يمكن أن نخرج بها من هذا التعديل هي أنرئيس الوزراء ولد حدمين قد وجه الضربة القاضية لخصمه ولد محمد الأغظف، مما يعني أن خيار رئيس الوزراء الثالثة قد تعزز، وأن النظام قد عقد العزم على المضي قدماً في مساره الأحادي بدون ولد محمد الأغظف الذي يُقال أنه من أقل المتحمسين لذلك المسار». واستبعد ولد الفاظل في تحليله «فرضية تقول بأن إقالة الوزير الأمين العام للرئاسة هي من أجل تهيئته لاستخلاف الرئيس الحالي في العام 2019، لأن أركان النظام الحالي ليسوا راضين عن ولد محمد الأغظف، ويتعلق الأمر تحديدًا بقائد الجيوش والوزير الأول ورئيس الحزب الحاكم». موريتانيا: استدعاء الناخبين للاستفتاء والشيوخ يشحذون سيوف المواجهة |
قيادة الفصائل تحذر من فرض الحل الإقليمي والتطبيع وترفض عودة المفاوضات الثنائية بالرعاية الأمريكية Posted: 30 May 2017 02:18 PM PDT غزة ـ «القدس العربي»: استبقت قيادة القوى الوطنية والإسلامية، دخول التحركات الأمريكية الجديدة الرامية لإعادة عملية المفاوضات، مرحلة الحسم عقب زيارة الرئيس دونالد ترامب للمنطقة، بالإعلان مجددا عن رفضها العودة للمفاوضات الثنائية مع إسرائيل بالرعاية الأمريكية. واتهمت واشنطن بالانحياز للاحتلال، وذلك في ظل ما يتردد عن وجود حالة عدم رضا من الجانب الفلسطيني للمخططات الأمريكية الرامية لإعادة مسار المفاوضات من جديد. وشددت قيادة القوى في بيان لها عقب اجتماعها المركزي في مدينة رام الله، على ضرورة عدم الاستجابة للضغط الأمريكي المنحاز للاحتلال، الذي تجسد من خلال زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة كونه «حاول حرف الصراع إلى ما يسمى الإرهاب». ورفضت قيادة الفصائل التي تمثل كل التنظيمات الفلسطينية وفي مقدمتها حركتا فتح وحماس، مخططات الإدارة الأمريكية الجديدة، وقالت إن الرئيس ترامب حاول الزج باسم حماس في ما يسمى الإرهاب «في محاولة لوصم نضال شعبنا المشروع ضد الاحتلال بما يسمى الإرهاب». وكان ترامب قد اتهم حماس بـ»الإرهاب» في كلمته في القمة الأمريكية الإسلامية التي استضافتها العاصمة السعودية الرياض. وشددت على أن هذا الموقف يرفضه الشعب الفلسطيني، كونه يندرج في سياق السياسات الأمريكية المنحازة للاحتلال. وأكدت أن أي حل في المنطقة «لا بد أن يستند إلى قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي»، خاصة القرارات الصادرة عن مجلس الأمن والجمعية العامة التي تضمن حقوق الشعب الفلسطيني في عودة اللاجئين، حسب قرار 194 وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. وقالت إن هذا يتطلب عقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية. ويأتي موقف قيادة الفصائل بما فيها حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس، في ظل تقارير إسرائيلية تواردت خلال الساعات الماضية، أشارت إلى أن اللقاء الذي جمع الرئيس بترامب في بيت لحم قبل أيام، شهد خلافات بين الرجلين، وأن الجانب الفلسطيني غير مرتاح لطبيعة التحركات الأمريكية الرامية لإعادة المفاوضات، خاصة وسط ما تردد أيضا عن طلب واشنطن البدء بالتطبيع العربي مع إسرائيل، ضمن ما يعرف بـ»الحل الإقليمي»، قبل بحث «حل الدولتين». يشار إلى أن المبعوث الأمريكي الخاص للمنطقة جيسون غرينبلات، وصل إسرائيل قبل أيام، وتحديدا بعد أقل من 48 ساعة على مغادرة ترامب، وشرع في البحث مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي سبل إطلاق المفاوضات، وفق الخطة الأمريكية. وأكدت في الوقت ذاته أن القضية الفلسطينية ستبقى هي القضية المركزية، وأن الولايات المتحدة لن تنجح بـ «محاولات التوجيه لأي قضايا أخرى بعيدا عن ذلك بما فيه محاولة الترويج لحل إقليمي، أو محاولات فرض التطبيع أو غيرها». وأكدت قيادة الفصائل أنه لن يكون هناك أمن ولا استقرار ولا سلام في المنقطة «دون حل لقضية الصراع ينهي الاحتلال وجرائمه ضد شعبنا ويؤمن عودة اللاجئين وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس». إلى ذلك أكدت قيادة القوى الوطنية والإسلامية، أن سياسة بناء وتوسيع الاستيطان الإسرائيلي تمثل «جريمة مستمرة» ضد الشعب الفلسطيني، لافتة إلى أن إمعان الاحتلال بالإعلان عن بناء مستوطنة «عمونا» يشكل «جريمة حرب». وشددت على أن هذا الأمر يتطلب متابعة قرارات الشرعية الدولية، وإحالة ملف الاستعمار الاستيطاني والاستعماري إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحاكمة الاحتلال على هذه الجريمة. وبمناسبة حلول الذكرى الخمسين للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، ومع إمعان الاحتلال في محاولات تكريس الاحتلال والاستيطان والحواجز والتصفيات الميدانية وفرض سياسة العقاب الجماعي والتطهير العرقي، أكدت قيادة القوى على تمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه وثوابته واستمرار مقاومته ضد الاحتلال وحواجزه واستيطانه الاستعماري. ودعت إلى المشاركة في الفعاليات المناهضة للاحتلال على كل مناطق التماس والاستيطان والحواجز في «يوم الغضب» ورفض الاحتلال، الذي تقرر أن يكون يوم الخامس من الشهر المقبل، الذي يصادف الذكرى الخمسين لاحتلال الأراضي الفلسطينية عام 1967، كذلك دعت لمشاركة الفلسطينيين في إحياء هذه الذكرى في كل مخيمات اللجوء والشتات وعواصم العالم «رفضا للاحتلال وجرائمه»، ومن أجل حرية واستقلال الشعب الفلسطيني. إلى ذلك حذرت قيادة الفصائل من مغبة استهداف الاحتلال لمدينة القدس، عاصمة الدولة الفلسطينية، وذلك بعد عقد حكومة الاحتلال اجتماعا لها في نفق تحت حائط البراق. وأكدت أن القرارات الهادفة إلى تهويد المدينة وتغيير المناهج والقيام بتسهيل اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك «يتطلب سرعة الاتصالات واتخاذ الآليات الكفيلة بالزام الاحتلال بالقوانين الدولية التي تضرب حكومة الاحتلال بها عرض الحائط». وأشارت إلى أن هذا يتطلب سرعة مطالبة وجود حماية دولية للشعب الفلسطيني وأرضه وعاصمته، وإلزام الاحتلال بتطبيق ما صدر من قرارات من المنظمة الدولية وخاصة اليونسكو وقراراتها حول القدس والمسجد الأقصى، إضافة لإلزامها بالقرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة، التي تؤكد بطلان كل قرارات الاحتلال بالضم. ودعت المجتمع الدولي للوقوف أمام مسؤولياته ومتابعة هذه القرارات، مؤكدة رفضها لزيارة الرئيس ترامب إلى «حائط البراق»، واعتبرتها «انحيازا واضحا للاحتلال». وأشادت في الوقت ذاته بصمود الأسرى الذين خاصوا إضرابا طويلا عن الطعام، وهنأتهم على انتصارهم في نهاية الإضراب على السجان الإسرائيلي، وأثنت على كل الفعاليات التي ساندت الإضراب والتي سقط خلالها شهداء. وأكدت أن هذا الأمر يتطلب إبقاء ملف الأسرى على سلم جدول الأعمال الوطني، من أجل إطلاق سراحهم جميعا دون قيد أو شرط أو تمييز، إلى جانب إحالة ملف الأسرى بشكل فوري إلى المحكمة الجنائية الدولية، إلى جانب باقي الملفات المقدمة. قيادة الفصائل تحذر من فرض الحل الإقليمي والتطبيع وترفض عودة المفاوضات الثنائية بالرعاية الأمريكية أشرف الهور |
التخيل التاريخي Posted: 30 May 2017 02:17 PM PDT كتب الزميل عبد الله إبراهيم: «آن الأوان لكي يحل مصطلح «التخيل التاريخي» محل مصطلح «الرواية التاريخية». فهذا الإحلال سوف يدفع بالكتابة السردية إلى تخطي مشكلة الأنواع الأدبية وحدودها ووظائفها». هذه القولة ملخص كتابه «التخيل التاريخي». ولعل مناقشتها تكشف لنا بجلاء أن بعض الأفكار حين لا تكون مؤسسة على خلفية معرفية سردية لا تسهم في تطوير النظرية، وتظل بذلك لا تخدم التطور السردي، وإن كان صاحبها يرى عكس ذلك. أرى بدءا أن «الرواية التاريخية» مفهوم نوعي لاتصاله بتحقق سردي له تاريخ في الإنجاز الروائي العربي والغربي. ولا يمكن لأي كان أن يدعي أنه، سيلغيه من التاريخ، ويحل محله مفهوما آخر. لنفرض من سيأتي ويقول لنا على غراره: إن «الرواية الواقعية» مصطلح غير دقيق، وعلينا أن نعوضها بـ«التخييل الواقعي». إن هذا الاقتراح يقضي باستبدال مفهوم نوعي بآخر. فهل هذا الاستبدال، أو الإحلال، يدخل في نطاق تطوير الأنواع السردية؟ وهل هو تفكير من داخل نظرية الأنواع السردية، أو من خارجها؟ يأتي مبرر الجواب للذهاب إلى أن هذا الإحلال سيدفع في اتجاه تخطي مشكلة «الأنواع الأدبية» وحدودها ووظائفها. إنه يقول بإحلال «نوع» جديد محل «نوع» قديم. ومعنى ذلك، استلزاما، أنه يفكر داخل نظرية الأجناس الأدبية، والأنواع السردية. لكن مقصوده يتعدى نظرية الأنواع وحدودها ووظائفها؟ أي أنه دعوة إلى إلغائها، وهنا مكمن تناقض واضح. لكن السؤال الذي يمكن طرحه هو: أليس ما هو قائم، في الكتابات الروائية العربية التي تمتح من التاريخ، وترفض الانخراط في «الرواية التاريخية» أقرب إلى الصواب لأنه رفض لـ«التجنيس» في نطاق نوع معروف هو «الرواية التاريخية»؟ وأن استخدام «التخيل التاريخي» هو فقط تأكيد لـ«نوع» ما على حساب آخر؟ وهل فعلا يمكن لهذا الاستخدام أن يحل مشكلة نظرية الأنواع السردية؟ أم أنه يعرضها للالتباس أكثر؟ لقد طرحت قضية علاقة الرواية بالتاريخ في مناسبات كثيرة. وأذكر هنا أنه في سنة 2007 أقيمت ندوتان حول الموضوع نفسه، شاركت فيهما معا. كانت أولاهما في القاهرة، والثانية في قطر، التي أشرف عليها عبد الله إبراهيم. في الندوة الثانية تساءلت: ماذا يفعل الروائي حين يستقي مكونات مادته الحكائية من غير الزمان الذي يعيش فيه؟ هل يكتب «رواية تاريخية»؟ أم مجرد «رواية» بصرف النظر عن نوعها؟ أكدت في تلك المداخلة، في نطاق التمييز بين التاريخ والرواية على، أنّ التاريخ يقوم على «المطابقة» مع الواقع، بينما تذهب الرواية نحو «التخييل» وهو جوهر السرد الحكائي. ومعنى ذلك أننا ما إن نذكر «رواية» حتى نكون دخلنا باب التخيل أو التخييل، وهذا هو التعريف المقدم للرواية بالمعنى الأوروبي، أو الأمريكي، حتى إن كانت «واقعية». عندما نقول «رواية تاريخية» فمعنى ذلك أننا خرجنا من التاريخ باعتباره «علما»، إلى الرواية بصفتها «تخييلا»، أو «تخيلا». إن هذا الإحلال لا يقدم شيئا جديدا. وما يعلنه ليس غير التباس «النوع» السردي في الرؤية. إنه ينطلق في ذلك من تصور لا تاريخي لتشكل نوع وتطوره. فالأنواع السردية متحولة، تظهر وتختفي لدواع موضوعية. لقد تشكلت «الرواية التاريخية» في الغرب في زمن تشكل القوميات، وهو العامل نفسه الذي أدى إلى تكون الرواية التاريخية، في شروط أخرى، في الوطن العربي، حيث كان الروائي يسعى إلى إعادة تشكيل التاريخ العربي، روائيا، لإثبات الهوية والثقافة. وما عودة الرواية التاريخية، في صيغة جديدة بعد هزيمة 1967 سوى تجل لرؤية جديدة للتاريخ في علاقته بالواقع، لذلك فجمال الغيطاني في «الزيني بركات» كتب «رواية تاريخية جديدة»، قوامها التجريب تقنية جديدة في الكتابة السردية. وما رفضه اعتبار روايته تاريخية، هو وكل من اعتمد المادة التاريخية العربية في صياغة عوالمه الروائية، سوى إعلان ضمني على أنه يكتب «رواية تاريخية أخرى»، من خلال رؤية سردية مختلفة عن الرواية التاريخية «التقليدية». لقد تطورت الرواية التاريخية، كما تطورت الرواية الواقعية، وهو التطور نفسه الذي عرفه «السرد الذاتي». وما دمج التاريخي والواقعي والذاتي في الرواية العربية الجديدة، من خلال هيمنة أحد «الموضوعات» الذاتية، أو الواقعية، أو التاريخية، سوى دليل على تطور الرواية العربية، من خلال أنواعها، وإن لم يتجسد ذلك من خلال «وعي» نوعي بالكتابة الروائية، عكس ما نجد في الرواية الأجنبية، حيث الميثاق النوعي ماثل بجلاء. وما هيمنة المادة التاريخية في الرواية العربية المعاصرة، من خلال الحضور الطاغي للعثمانيين والأندلس، سوى حافز للنظر في تطور الرواية التاريخية العربية، وهي «تنوع» طرائق الكتابة، من جهة، و»نوعية» المادة التاريخية من جهة أخرى. يضاف إلى ما ذكرنا عن تطور الرواية التاريخية العربية، وبروز الرواية التاريخية الجديدة في مرحلة التجريب، يمكننا الحديث عن نوع آخر، هو ما اعتبرته في المداخلة المشار إليها، «التخييل التاريخي»، وهو النوع الروائي الذي يستقي مادته من «التاريخ» بكيفية مختلفة. ولا نعدم النصوص الدالة على ذلك. فكما أن أي كتابة مقيدة بنوع، يظل جزء من التحليل مرتبطا بالنوع. ٭ كاتب مغربي التخيل التاريخي سعيد يقطين |
مفاوضات موريتانية مع الجزائر لتحرير معتقلين منقِبين عن الذهب Posted: 30 May 2017 02:16 PM PDT نواكشوط ـ «القدس العربي»: اعترف وزير الداخلية الموريتاني أحمدو ولد عبد الله أمس بمواصلة حكومة نواكشوط مفاوضاتها مع حكومة الجزائر من أجل إطلاق سراح عشرة منقبين موريتانيين عن الذهب يعتقلهم الأمن الجزائري منذ عدة أيام. وأكد الوزير في تصريحات أمس «أن مواطنين موريتانيين دخلوا الأراضي الجزائرية عن طريق الخطأ، واعتقلهم الجيش الجزائري وهم في أمان، والحكومة الموريتانية تتفاوض مع نظيرتها الجزائرية للإفراج عنهم». وقال «إن ظروف اعتقال المواطنين العشرة جيدة ولا تدعو للقلق». وكان أهالي المنقبين العشرة قد طالبوا الحكومة الموريتانية بالعمل من أجل تحريرهم وضمان إعادة كميات الذهب التي كانت بحوزتهم وصادرها الجيش الجزائري، حسبما أكده الأهالي. والأشخاص المعتقلون هم اباتنا ولد محمود، ومحمد ولد عابدين، والسائق سيدي ولد اكليب، والحافظ ولد محمد، ومحمد الأمين ولد الطالب، وسيدي ولد الطالب، وسيدي ولد سيد أعمر، واعلي الشيخ ولد إبراهيم، وبلاهي ولد اوريزك. يذكر أن مئات المنقبين الموريتانيين يجوبون منذ أشهر عدة الصحاري الواقعة بين موريتانيا والجزائر وتيرس الغربية بحثاً عن الذهب. وقد فقد العشرات منهم حياتهم بسبب العطش وتعطل سياراتهم في متاهات لا ماء فيها. مفاوضات موريتانية مع الجزائر لتحرير معتقلين منقِبين عن الذهب |
رئيس الاتحاد الافريقي يعد بدعم السودان حتى يتم رفع العقوبات الأمريكية Posted: 30 May 2017 02:16 PM PDT الخرطوم – «القدس العربي»:وعد الفا كوندي، رئيس جمهورية غينيا، ورئيس الاتحاد الأفريقي، بتقديم دعمه الكامل للخرطوم من أجل رفع العقوبات الأمريكية نهائياً عن السودان وإعفاء الديون، والالتزام بالموقف الأفريقي تجاه المحكمة الجنائية الدولي. وأضاف كوندي، مساء الإثنين، في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس السوداني، عمر البشير، أن الهدف الأساسي لزيارته للخرطوم هو «تقديم الدعم والمساندة للسودان من أجل الرفع الكامل للعقوبات، وللتأكيد على إننا نقف مع الخرطوم». وأشاد بـ«دور السودان الإيجابي في إنهاء الصراعات في دول الجوار وإسهامه الفاعل في مكافحة الإرهاب والإتجار بالبشر والهجرة غير المشروعة واستضافة اللاجئين من دول الإقليم». وأكد «تصميم القادة الأفارقة على الانسحاب من المحكمة الجنائية و تكوين محكمة أفريقية لحل النزاعات»، مشيرا إلى «قدرة زعماء القارة على حل مشاكلهم بطرق سلمية». وتناول رئيس الاتحاد الأفريقي، رئيس جمهورية غينيا، مع البشير العديد من الملفات المهمة، بينها جهود السودان في إنهاء صراعات القارة، خاصة في ليبيا والصومال، وأعلن عن لقاء قريب لأطراف الأزمة الليبية، في ملابو من أجل الاتفاق على حكومة تضم كل الفصائل الوطنية الليبية. واطلع البشير، كوندي، على التطورت السياسية والاقتصادية في السودان، خاصة خطوات السلام في دارفور وما تم التوصل إليه من تفاهمات بين أطراف النزاع. واستعرض الرئيس السوداني كذلك مخرجات الحوارالوطني، مشيراً إلى «أهميتها في تشكيل حكومة وفاق وطني ضمت ممثلين عن كل المجموعات التي ارتضت الحوار». كما أحاط البشير، كوندي، بـ«التطورات في الإقليم وإسهام السودان في نزع فتيل الحرب في دول الجوار، كدولة جنوب السودان وليبيا وأفريقيا الوسطى والصومال والكنغو الديمقراطية. وإلى التطور الإيجابي في علاقاته بالمجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية بعد رفع العقوبات الجزئي عن السودان». وحسب البيان المشترك في نهاية الزيارة التي استمرت يومين، تطابقت وجهات نظر الرئيسين حول ضرورة أن «تمتلك منظمة الاتحاد الأفريقي قرارها لمواجهة التحديات وتوحيد كلمة القارة في القضايا الدولية كإصلاح منظمة الأمم المتحدة وقضايا تغيير المناخ والقضايا الأخرى ذات الاهتمام المشترك». رئيس الاتحاد الافريقي يعد بدعم السودان حتى يتم رفع العقوبات الأمريكية صلاح الدين مصطفى |
حقوقيون يعتبرون «قانون الجمعيات»الجديد إنهاء للعمل الأهلي في مصر Posted: 30 May 2017 02:15 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي» : أثارت مصادقة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على قانون ينظّم عمل الجمعيات والمؤسسات الأهلية، بعد إقراره من مجلس النواب، موجة من الغضب في الوسط الحقوقي. ووافق البرلمان المصري، في أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بشكل نهائي على القانون بعد إجراء تعديلات على مواد أثارت انتقادات محلية ودولية. وواجه القانون، المكون من 89 مادة، انتقادات حقوقية واسعة، محلية وأجنبية، نظراً لاحتواء نصوصه على تشريعات اعتبرها حقوقيون خطوة جديدة في تحجيم عمل منظمات المجتمع المدني في مصر. ويمنح القانون وزارة التضامن مدة سنة لتوفيق أوضاع الجمعيات بعد القانون الجديد، مع إعطاء الوزير سلطة تحديد مبلغ إشهار الجمعيات بحد لا يزيد على 10 آلاف جنيه. وينص على عقوبة الحبس لمدة تصل إلى 5 سنوات، إضافة إلى غرامة تصل إلى مليون جنيه، لكل من عاون أو شارك منظمة أجنبية في ممارسة نشاط أهلي في مصر دون الحصول على تصريح. ويلزم القانون جميع المؤسسات التي تمارس العمل الأهلي بتعديل أنظمتها وفقاً لأحكامه، وذلك خلال 6 أشهر من تاريخ العمل به وإلَّا قضي بحلها. وقال ناصر أمين، مدير المركز العربي لاستقلال القضاة والمحاماة، إن الحقوقيين المصريين لن يقبلوا القانون بشكله الحالي، مؤكدا أن هذا القانون لن يصمد حال الطعن عليه أمام المحكمة الدستورية العليا. وأضاف :«القانون سيؤدي لإنهاء العمل الأهلي، وسيضع مصر وسط الدول المستبدة في إصدار قوانين العمل الأهلي». وقال عبد الغفار شكر، نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، إن تصديق الرئيس عبد الفتاح السيسي على قانون الجمعيات الأهلية يؤكد موافقته على جميع بنود القانون الذي يعد الأسوأ بين كل القوانين المنظمة للعمل الأهلي. وأضاف في تصريحات صحافية، إن العمل الأهلي سيشهد تراجعًا خلال الفترة المقبلة، لأن العمل الأهلي يقوم على التطوع، ووجود عقوبات سالبة للحرية وغرامات ستجعل القائمين على هذه الأنشطة يتراجعون عنها و بين حافظ أبو سعدة، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، أن إقرار قانون الجمعيات الأهلية يتناقض مع ما قاله السيسي من قبل حول مراجعة القانون، والتعامل معه بشكل يمكن أن يرضي المجتمع المدني المصري والدولي، لكن هذا لم يحدث. وتابع أن هذا القانون يصنع من المشاكل أكثر مما يحل من مشكلات الجمعيات الأهلية في مصر، مشيرا إلى أن العديد من الجمعيات الأهلية ستواجه مشكلات بعد إقرار القانون، نظرا لما به من مواد وبنود عديدة توسع من سلطة الإدارة فى عمل الجمعيات الأهلية. والتدخل في شؤونها، مؤكدا أن القانون بشكله الذي تم إقراره مخالف للمعايير والمواثيق الدولية، وسيكون محلا للانتقاد الدولي بشكل كبير. و انتقد الإعلامي تامر أبو عرب، تصديق السيسي على إصدار قانون تنظيم عمل الجمعيات الأهلية. وقال على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «السيسي أقر قانون الجمعيات الأهلية، كما وافق عليه البرلمان، نحن هنا لا نتحدث عن المنظمات الحقوقية التي عددها بالعشرات، بل نتحدث عن آلاف الجمعيات الأهلية في القرى والمدن والمحافظات البعيدة التي تمثل بديلا للدولة تقريبا، وتوفر مساعدات كثيرة للأسر المحتاجة التي لا تطولها برامج الدعم الحكومية، وتؤدي دورا في وصول المياه للناس في قرى الحكومة لا تسمع عنها أصلا». وأضاف:«القانون الجديد سيجعلك ببساطة شديدة معرضا للحبس لو حاولت أن تساعد الناس متطوعا وتضيع وقتك وفلوسك وصحتك من اجل فعل شيء هو واجب الدولة في الأساس». حقوقيون يعتبرون «قانون الجمعيات»الجديد إنهاء للعمل الأهلي في مصر تامر هنداوي |
مجددا حماس تمنع الأغا من حضور اجتماع التنفيذية Posted: 30 May 2017 02:14 PM PDT غزة ـ «القدس العربي»: منعت أجهزة الأمن في قطاع غزة، التي تديرها حركة حماس، من جديد، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور زكريا الأغا، من مغادرة قطاع غزة إلى الضفة الغربية، لحضور اجتماع للجنة التنفيذية التي يتزعمها الرئيس محمود عباس. وذكرت حركة فتح على موقعها أن أجهزة حماس في قطاع غزة، وللمرة الثانية على التوالي، منعت عضو الأغا، الذي يرأس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير من مغادرة القطاع، لحضور اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير. وكان من المقرر أن يشارك الأغا في اجتماع اللجنة التنفيذية، أمس الثلاثاء، في رام الله، برئاسة الرئيس محمود عباس. وكانت الأجهزة الأمنية ذاتها الموجودة على حاجز بيت حانون، منعت الأغا، قبل أسبوعين تقريبا من مغادرة القطاع، للمشاركة في مؤتمر اللجنة الاستشارية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا» الذي عقد في العاصمة الأردنية عمان. ولا يعرف إن كان سبب المنع يرجع إلى الخلافات الأخيرة التي نشبت بين حركتي فتح وحماس، التي أخذت منحى تصعيديا بسبب عدم اتفاق الحركتين على حل الخلافات الداخلية فيما بينهما، خاصة وأن عمليتي المنع ظهرتا مع تواصل الخلاف بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس، حول تسلم مهام إدارة القطاع. ولم تصدر وزارة الداخلية في غزة، أي تعقيب على حادثة منع الدكتور الأغا من مغادرة غزة. والأغا هو عضو سابق أيضا في اللجنة المركزية لحركة فتح، وكان يتنقل خلال الفترة الماضية من دون أي معيقات من وإلى قطاع غزة، حيث اعتاد على السفر كثيرا للضفة الغربية لحضور اجتماعات اللجنة التنفيذية للمنظمة برئاسة الرئيس محمود عباس. مجددا حماس تمنع الأغا من حضور اجتماع التنفيذية |
فيلم «وندر ومين» ممنوع عرضه في لبنان بسبب مشاركة ممثلة إسرائيلية فيه Posted: 30 May 2017 02:14 PM PDT بيروت – «القدس العربي» : احتجاجاً على ما أثير حول عرض الفيلم السينمائي «وندر ومين» في الصالات اللبنانية وهو فيلم تشارك في لعب دور البطولة فيه «غال غادوت»، وهي ممثلة إسرائيلية سارعت وزارة الاقتصاد اللبناني في اتخاذ الاجراءات اللازمة لمنع عرض الفيلم، وأرسلت كتاباً إلى المديرية العامة للأمن العام لاجراء المقتضى بوجوب حظر عرض الفيلم. وعليه فقد أصدرت الوزارة بياناً توضيحياً أكدت فيه أنها أخذت الاجراءات اللازمة لمنع عرض الفيلم، وفنّدت في الوقائع ما سبق وقامت به من اجراءات مماثلة في منع عرض أفلام شاركت فيها الممثلة نفسها وجاء في البيان ما يلي «لقد سبق لوزارة الاقتصاد والتجارة أن قامت باتخاذ الاجراءات اللازمة لحظر عرض فيلم «باتمان ضد سوبرمان» الذي تمثل فيه الممثلة الإسرائيلية عن طريق إرسال كتاب إلى المديرية العامة للأمن العام بتاريخ 13/3/2016 لاتخاذ الاجراءات اللازمة لمنع عرض هذا الفيلم. كما وأرسلت وزارة الاقتصاد والتجارة بتاريخ 8/4/2016 كتاباً إلى المكتب الرئيسي لمقاطعة إسرائيل في دمشق لإدراج اسم الممثلة وأفلامها وأعمالها الفنية كافة على القائمة السوداء». وأضافت الوزارة في بيانها التوضيحي: «بتاريخ 21/4/2016 أصدرت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية مذكرة تتعلق بمنع عرض الأفلام والأعمال الفنية التي تشارك في تمثيلها الممثلة الإسرائيلية، وتؤكد وزارة الاقتصاد والتجارة أنها باشرت باتخاذ الاجراء اللازم لحظر عرض فيلم «وندر ومين»، الذي تشارك في تمثيله الممثلة ذاتها، وقد تم بتاريخ 29/5/2017 إعداد كتاب للمديرية العامة للأمن العام لإتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع عرض هذا الفيلم». هذا وكانت «حملة مقاطعة إسرائيل في لبنان» قد فضحت الأمر عبر نشرها على موقع التواصل الاجتماعي «الفيسبوك» مذكّرة، حذّرت فيها من عرض هذا الفيلم، الذي يعتبر مخالفاً للقانون اللبناني. وسمّت الحملة نفسها عدداً من دور السينما في بيروت ستقوم بعرض هذا الفيلم. فيلم «وندر ومين» ممنوع عرضه في لبنان بسبب مشاركة ممثلة إسرائيلية فيه ناديا الياس |
مناشدة رمضانية إلى المغرب والجزائر Posted: 30 May 2017 02:13 PM PDT لعل شهر رمضان المبارك يكون بوابة الفرج لهؤلاء. منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي يقبع أكثر من خمسين لاجئا سوريا في العراء على الحدود المغربية مع الجزائر، غالبيتهم الساحقة من النساء والأطفال منهم من ولد أصلا هناك في ظروف مزرية. ولولا ما يقدمه أهالي مدينة فكيك المغربية لهم من بعض المساعدات الغذائية والطبية الدنيا لهلكوا جميعا. تعود أصل الحكاية إلى أن هؤلاء السوريين قدموا من ليبيا مرورا بالجزائر طمعا في الوصول إلى المغرب فهناك يوجد لهم بعض الأقارب على ما يبدو. الرباط رأت في وصول هؤلاء إلى حدوده المغلقة مع الجزائر محاولة لإحراجه لأنه ما كان لهؤلاء أن يصلوا أصلا إلى هذه النقطة التي وصلوا إليها لولا غض الطرف من السلطات الجزائرية. سرعان ما تحول الأمر إلى خلاف مغربي جزائري وتبادل للاتهامات إلى حد دعوة كل بلد لسفير البلد الآخر للاعراب عن الاحتجاج: المغرب ترى أن الجزائر سهلت عبورهم إلى أراضيه بطريقة غير قانونية والجزائر تعتبر أنها لا تتحمل مسؤولية رفض المغرب دخول لاجئين إلى أراضيها. وإذا ما أخذنا ما قاله عبد الإلاه الخضري مدير المركز المغربي لحقوق الانسان فإن «النظام السياسي في الجزائر مسؤول عن فعل مثير للإستفزاز، فيما نظيره المغربي يتحمل مسؤولية رد الفعل». لا معنى الآن ونحن في شهر رمضان المبارك ومع دخول فصل الصيف وحرارته الشديدة في تلك الربوع أن يستمر الجدل بين البلدين فيما يقاسي النساء والأطفال هناك الويلات في العراء. وحتى المنظمات الدولية لا تريد أن تضع نفسها في الزاوية الضيقة للمناكفات الجزائرية المغربية المثقلة بإرث عقود من الخلافات ولهذا نراها، على غرار «هيومن رايتس ووتش» تدعو البلدين معا إلى وضع حد «للتجادل» بينهما و«التدخل لتشارك المسؤولية والنظر في طلبات الحماية إعتمادا على رغبات طالبي اللجوء السوريين وضمان إتاحة الخدمات الضرورية لطالبي اللجوء جميعا لا سيما الحوامل والمرضعات». أما المنظمات المغربية والجزائرية مثل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان والرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان فقد عبرت في بيان مشترك مع منظمات أخرى حقوقية وإنسانية عن تنديدها بـ»الوضع الكارثي» للخمسين لاجئا سوريا العالقين على الحدود بين المملكة المغربية والجزائر معتبرة أنّ «هذه الحالات الانسانية خطيرة بما فيه الكفاية من أجل أن تقوم السلطات في البلدين» بمناقشته وإيجاد «حل لهذه المشكلة (…) من دون أن تكون تلك العائلات رهينة للسياسات». ليس مهما الآن وجاهة ما تقوله الجزائر أو المغرب بخصوص الوضع القانوني لهؤلاء اللاجئين العالقين وما تقوله قوانين كل بلد في مسألتي العبور والدخول إلى أراضيها… المهم الآن هو أن استمرار الوضع الحالي مستحيل بل بات مهددا لحياة الأطفال والرضع منهم على وجه الخصوص. القضية الآن إنسانية محضة والتعويل لم يعد سوى على استجابة كل من الجزائر والمغرب للمناشدات الداخلية والخارجية لوضع حد لمسألة مخجلة فعلا ولا يمكن سوى أن تلحق أفدح الأضرار بسمعة كلا البلدين. كثيرون الآن انتقلوا إلى مناشدة العاهل المغربي محمد السادس التدخل شخصيا لإنهاء معاناة هؤلاء خاصة ونحن في شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والتآزر وذلك بعد مضي كل هذه الأسابيع دون تحقيق أي تقدم . لقد عمل المغرب، الذي يحتضن حاليا زهاء الخمسة آلاف لاجئ سوري على أراضيه، على تسوية وضعية آلاف اللاجئين الأفارقة في الفترة الأخيرة ممن كانوا في وضعية غير قانونية على ترابه وأغلبهم جاء بغرض التسلل لاحقا إلى أوروبا، مما جلب له استحسان عديد الجهات الحقوقية المعنية بقضايا الهجرة. ومن هنا فإن استقبال المملكة لخمسين لاجئا إضافيا ومنحهم حق الإقامة وتسوية وضعيتهم لاعتبارات إنسانية صرفة لا يمكن إلا أن يلقى كل إشادة وثناء. يمكن للمغرب أن يسجل اعتراضه على ما حدث بالطريقة التي يراها ولكنه سيكون كبيرا لو هو استطاع التسامي على ذلك إكراما للسوريين المتقطعة بهم السبل في العراء وخاصة النساء والأطفال. سيكون هذا أفضل مخرج يشرف المغرب ويرفع من قدرها، أما إذا تعذر ذلك بالكامل فإن للسلطات الجزائرية مبادرة لا مفر من أخذها وهي محاولة إرجاع اللاجئين العالقين إلى أراضيها وتوفير ما يحتاجونه من مقومات الحياة الكريمة فقيم التآخي الإنساني والعربي كلها تحتم ذلك، خاصة عندما ننظر إلى ما تفعله دول أجنبية من مبادرات كريمة تجاه اللاجئين السوريين. يفترض الآن أن تتحول سريعا المناكفة المغربية الجزائرية حول هذه القضية إلى من منهما سيكون المبادر بالتسوية فيفوز بسبق الثناء والامتنان. من منهما سيفعل؟؟ كاتب وإعلامي من تونس مناشدة رمضانية إلى المغرب والجزائر محمد كريشــــان |
عمان: المدينة التي تخشى «ظلها» Posted: 30 May 2017 02:12 PM PDT جارحة وعميقة الى حد كبير تلك المداخلة الاعتراضية العبثية التي عبر عنها الممثل الاردني عمر خليفة وهو يتحدث عن مدينة عمان الخالية تماما من البصريات والتي لا تسجل ولا توثق بالكاميرا او بالفن ما يجري فيها ولا تتحدث عن مشكلاتها ولا عن صورتها الحقيقية. حتى الاشياء الجميلة او الابداعية في عمان لا تلتقطها البصريات حيث لا توجد رعاية من اي نوع تجعل ابن عمان بصرف النظر عن خلفيته الاجتماعية او العشائرية او حتى السياسية يرى نفسه او مدينته في صورة من اي نوع تعكس ولو جزءا من الحقيقة. نعم عمان مدينة كوزمو بوليتيكية الآن فعدد الذين يعيشون ويمرون بها يقترب من ستة ملايين شخص وفيها نحو 70 جنسية. هؤلاء لا مكان لهم من اي نوع في عالم البصريات واي عملية بحث حقيقية بعيدا عن معاناة الدراما والفن والنجوم في التفاصيل تظهر بأن عمان قد تكون العاصمة الوحيدة في الدنيا التي تخشى ظلها وتخاف، خلافا للمدن التي خلقها الله وعاش بها البشر من التحدث عن نفسها سواء ما يشمل الايجابي فيها او السلبي. عمان تخشى ظلها وصورتها، تلك فعلا صورة معبرة عن مدينتي التي اعشقها والتي يرى اهلها انها اجمل بقاع الكون لكن الاعلام والانتاج الفني لا يتحدث عن هذه المدينة، ونخبها المثقفة منقسمة الى مجموعتين الأولى تبحث عن لقمة الخبز والعيش الكريم وسط ضيق الحال وقلة الحيلة. والثانية تستوطن باسم الاطراف والمحافظات والتمثيل الاجتماعي والعشائري اجمل المدن لتحقيق امتيازات ومصالح شخصية. ثقافة عدم تحدث الاردنيين عن بعضهم مستقرة ولا حتى عن انفسهم وقد سمعت شخصيا من رئيسين للوزراء على الاقل فكرة غريبة تقول بان الاردني الوطني والمنتمي هو ذلك الذي يخفي مشكلاته ولا يتحدث عنها وبان المواطن الصالح هو الذي لا ينشر غسيل مدينته او بلده. لا اعرف وصفة يمكن ان تشرح خلفية مثل هذه القواعد المستقرة في وجدان السياسيين في عمان العاصمة الا اذا كان المقصود تداول السلطة والنفوذ والمال من قبل عدد ضيق من الاشخاص في المدينة المفعمة بالايقاعات اليوم ليس فقط على حساب الناس والمجتمع والشعب. ولكن ايضا على حساب الدولة والمؤسسات وللاستمرار في السحب من رصيد النظام الذي لا يواجه سؤالا مطروحا من أي نوع وفي اي وقت تحت عنوان الشرعية. عمان متوجسة وقلقة ليس فقط لأنها تعاني من الازدحام وارتفاع الاسعار ولأن طبقتها المتوسطة تذوب وتتلاشى أو لأن الغرباء يتكاثرون فيها.. هي كذلك لأنها بلا صورة عمليا فإعلامها لا يتحدث عنها ولم توثق لها فعلا ولا لحكاياتها وقصصها وما يحصل في حواريها وقراها وضواحيها اي برامج تلفزيونية توثيقية او اعمال مسرحية او حتى مسلسلات. عمان مدينة أجبن من الفرد فيها وتبدو غير مؤمنة بالتعبير البصري والتوثيقي والتسجيلي خلافا لقيادتها. اهل هذه المدينة لا يمــثلون انفسهم في مجلسها البلدي وعمدتها ليس منتخبا وتلفزيون الحكومة الرسمي لا يرى اهـــــل عمان فيه صورتهم على اي نحو.. عندما يلمح اي ناقد او صاحب رأي او فكرة لمسألة من هذا النوع يمطره من يزعمون الوطنية ويحترفون الخوف والتحذير بأطنان من معلبات الاتهامات الموسمية. عمان مدينة تتحدث عن نفسها يوميا ولأهلها لهجة منحوتة وفيها ايقاع شامي وآخر عراقي وثالث شركسي وشيشاني وفيها ايضا ذلك الايقاع العذب النقي الذي يحيط ببعض أطرافها وهي تعبر عن مزيج ابداعي من الثقافات واللكنات واللهجات يؤهلها لأن تكون مدينة كونية بامتياز. لكن كل ذلك لا يتم تصويره ولا توثيقه ولا تلتقطه الكامـــيرات ولا يتحول الى افلام او مسلسلات او برامج. السلطة المرعوبة فقط هي التي تمنع اهل مدينة بهذا الاتساع والابداع والتنوع من تسجيل وتوثيق أنفسهم والاعلام المركوب فقط هو الذي لا يؤمن الا بفارس قصير الارجل يمتطي جحشا وينبذ الأحصنة.. هذا ما يجري عندما يتعلق الأمر بعمان التي يخذلها أهلها ولا يستطيع اولادها من النجوم والرموز التحدث عنها لأن الاسطوانة المشروخة متجذرة في اعماق المؤسسات والنخب الاردنية وهي التي تؤمن بان الحديث عن الوقائع والحقائق يمكن أن ينتهي بأزمة او مشكلة او اضطراب اهلي. تلك وصفة امنية قديمة بامتياز اخترعها مدير سابق للمخابرات ورحل الرجل وبقيت وصفته بلا تحديث او عصرنة او مراجعة تحكم مسار كل النقاشات تحت عنوان الوضع العام في البلاد لا يحتمل الحديث عن الحقيقة.. طبعا عمان هنا كانت اول المدن المتأثرة حيث تتغير الآن بصمت وبطء وبطريقة لا تعبر عن نفسها لأن الاردني يخجل من الحديث عن مشكلاته ويخشى التغيير ويرتاب بكلفة الاصلاح او لأن الانسان بطبيعته لا يحب صورته في المرآة. أجزم شخصيا بأن الجرعة المرة من كلام الفنان عمر خليفة تسلط الضوء على واحدة من اهم القضايا المسكوت عنها في الاردن.. عمان تخشى ظلها بقرار سياسي وبالتالي تغادرها تلك البصريات بقرار أمني لأن الجميع يتوجس خيفة من قول الاشياء كما هي وهو ما لا تفعله بالعادة المدن التي تثق بنفسها. ٭ مدير مكتب «القدس العربي» في عمان عمان: المدينة التي تخشى «ظلها» بسام البدارين |
لماذا نحن صائمون؟ Posted: 30 May 2017 02:12 PM PDT غالبا ما كان الكبار يسألوننا حين كنا أطفالا صغارا إن كنا نصوم أم لا؟ وغالبا ما كنا نهز رؤوسنا ونجيبهم، من دون تردد أو تفكير، إننا بالطبع صائمون. حتى المفطرون منا لم يكونوا يجرأون على الكشف عن إفطارهم أو التبجح به، مثلما يفعل بعض الشباب اليوم، وكانوا يفضلون كتمانه واعتباره سرا دفينا لا يجوز إعلانه أو البوح به لأحد، ربما من باب الخجل أو الخوف من المهانة والعار الذي قد يلحقهم، متى عرف الآخرون أنهم لم يستطيعوا مقاومة الجوع والعطش وفشلوا في واحد من أصعب الاختبارات وأكثرها مشقة. كان رمضان يعني لنا في اواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات أكثر من مجرد فرض ديني، فقد كان مناسبة للمقاومة والتحدي، وشكلا من أشكال التعبير عن الرفض والاحتجاج. وكنا نشعر بأن صيامنا هو الذي سيجعلنا قادرين على أن نثبت أن لنا وجودا وكيانا مستقلا عن العالم. وكنا نحس أيضا بأننا بالصوم نواجه سلطة كنا شبه متيقنين انها لم تكن ترتاح كثيرا لا للصوم ولا للصلاة، ولا لأي مظهر من مظاهر التدين. وبقينا سنوات نرى شبابا يفوقوننا في السن والتجربة يستبقون السلطات كل عام ويتناقلون اخبارا عن دخول شهر رمضان، أو بداية العيد، مؤكدين ان اعتماد البلد على الحسابات الفلكية من دون تحري رؤية الهلال، امر باطل ومخالف تماما لأحكام الشرع، ومرددين أنه مادامت الرؤية قد ثبتت في بلد من البلدان الاسلامية فإن جميع المسلمين بلا استثناء ملزمون بها على اختلاف مللهم ودولهم. لقد جعلنا ذلك نشعر بأننا غرباء نعيش في بلد منفصم، يعلن حكامه انه مسلم من دون ان يكونوا مستعدين أو قابلين لان يمارس الناس شعائر الإسلام وعباداته بحرية، ومن دون أن يفسحوا المجال للاجيال الشابة، حتى تتعرف على الدين عن قرب وبلا حواجز. وكثيرا ما تساءلنا في قرارة انفسنا ما الذي يجعلهم يخافون الى تلك الدرجة الهستيرية من أي علامة أو مظهر يشير إلى الإسلام؟ ولماذا تحول الصوم وهو طقس فردي يربط الإنسان بربه، إلى قضية تمس كيان الدولة وتهدد أمنها واستقرارها كما كانت توحي بذلك كل مواقف السلطة وتصرفاتها؟ وكنا نحاول ان نفهم بلا جدوى أي اسلام هذا الذي نعيش؟ ولماذا نحن مختلفون عن باقي الشعوب والدول الاسلامية؟ وهل أن بورقيبة الذي أقدم على شرب كأس عصير على الملأ في نهار رمضان، ودعا شعبه الى الافطار حتى يقوى على محاربة الجهل والتخلف، كان هو النموذج الحقيقي والأصلي للمسلم المعاصر، الذي يجمع بين التزامه الديني والروحي وواجبه الدنيوي والعملي؟ ظلت تلك التساؤلات تدور طويلا في أذهاننا حتى غاب «المجاهد الأكبر» وانتهى به المصير الى العزل في بيت بمسقط رأسه، واختفت صوره العملاقة وسقطت تماثيله التي كانت تملأ بعض الشوارع والمقار الرسمية، بانقلاب مخملي قاده وزيره الاول. كان انطباعنا الفوري وقتها ونحن شباب على ابواب الجامعة، أن الرجل القوي الذي خلفه في السلطة سوف يبدد كل تلك التناقضات وينهيها، وأنه سوف يسير في الاتجاه المعاكس لسياسات بورقيبة. لقد حسم في اشياء بسيطة كانت تصور زمن الرئيس الاول، وكأنها قضايا أمن قومي، ولم ير مانعا أو مبررا حتى لا تعتمد رؤية الهلال في اعلان بداية رمضان أو انتهائه، وهو ما وضع حدا لحالة الانقسام التي كانت تحصل كل عام في تونس، بين شباب يبادر للصوم والافطار مع اعلان اول بلد مسلم عن رؤية الهلال، وأجيال اخرى من الشيوخ التقليديين كانت ترى ذلك نوعا من الفتنة، وتردد انه لا بد من اتباع الحاكم مخطئا كان أم مصيبا، مادام ذنب اعلان الصوم أو الافطار سيكون في كل الاحوال في عنقه وحده. ثم زاد الرئيس الجديد وقطع خطوة اخرى، حين سمح للمرة الاولى ببث الأذان في الاذاعة والتلفزيون الرسميين، قبل ان يقوم في الشهور الاولى من حكمه بزيارة البقاع المقدسة لاداء العمرة. لكن ما لم يدركه الكثيرون وقتها هو ان كل ذلك كان طعما رماه بن علي حتى يصطاد من كان يعدهم، اعداء دائمين لدولته وليوهم العالم ألا مشكل له مع الاسلام، وانما المشكل فقط مع من يستغلونه للوصول الى السلطة وتحقيق أهداف ومآرب سياسية. وطوال التسعينيات وتحت مبرر الحرب على «الارهاب الاسلامي» ظل النظام يشن هجوما عشوائيا على كل مظاهر التدين، ولم يميز بين اتباع الجماعات الاسلامية ومن كانوا يرغبون بممارسة الشعائر والعبادات من دون ان يكونوا منتمين لاي حركة أو تنظيم. وكانت النتيجة، أن جيلا كاملا من الشباب اليافع تربى على فكرة الخوف من الاقتراب من الدين، ولم يجد ادنى فرصة لاكتشافه خارج القوالب الرسمية، التي كانت تصوره على أنه دين انفتاح وتسامح، من دون ان يعني ذلك شيئا اخر غير السماح بالتحلل الكامل من واجباته والتزاماته. ولكن الصوم ظل هنا بمنأى عن رقابة السلطات وسيطرتها، والسبب انها لم تكن تملك وسيلة للتدقيق فيما اذا كان الناس يصومون رمضان أم لا، ولم تكن لها الجرأة حتى تصدر قانونا يحظر الصوم مثلما فعلت الصين مع اقلية الايغور. صحيح ان الوضع لم يصل ذلك الحد، ولم يحصل المنع الصريح بالشكل الذي كان موجودا مثلا في الدول الشيوعية السابقة، ولكن ما عمل النظام عن قصد أو عن غير قصد على تكريسه، هو إما القطع الكامل مع الصوم، واعتباره إرثا ثقيلا لا حاجة أو ضرورة للاستمرار فيه، أو استبقاء نوع من الصوم التقليدي ينحصر في الثنائية المعروفة، كسل ونوم بالنهار، وسهر ومجون بالليل. والمفارقة انه حتى بسقوط الاستبداد، بقي الوضع ثابتا على حاله، بل ان الاجيال الشابة التي انساقت وراء موجات الاحتجاج المتواصل، لم تجد حاجة لمثل ذلك الصوم الاحتجاجي الذي عرفناه أيام بورقيبة، واستبدلته باشكال اخرى من الاحتجاج، كاضرابات الجوع المفتوحة والتهديد بالانتحار الفردي والجماعي وحتى تجربته في كثير من المرات. وربما عاد ذلك للفتور النسبي للمشاعر الدينية، أو لغياب ما كان يعرف بالاسلام الاحتجاجي بعد عملية التطبيع التي حصلت بين الدولة واكبر الحركات الاسلامية في البلد، وربما أيضا لشدة التأثير القوي للربط الإعلامي المتعمد بين كل أعمال القتل والرعب، التي حصلت وتحصل في الداخل والخارج، والاسلام. ولكن مهما تكن المبررات فإن اللافت هو ان تقلص الشعور بوجود حالة من العداء المستحكم للاسلام في تونس بفعل تراجع التضييقات القديمة على الدين لم يترك عكس ما كان منتظرا، أثرا فعليا ومباشرا على التونسيين ولم يصحح ويعدل بشكل جذري علاقتهم برمضان وبالصوم. فمازال معظمهم حتى الآن يكرر ما كنا نقوله أيام كنا أطفالا صغارا، من أننا بالطبع صائمون، من دون أن يفهم سبب صومه أو يدرك الهدف منه أو تنعكس أقواله تلك على حياته. كاتب وصحافي من تونس لماذا نحن صائمون؟ نزار بولحية |
الانتخابات الإيرانية والوضع العراقي Posted: 30 May 2017 02:11 PM PDT بات موسم الانتخابات الايرانية – على الاقل في العقد الاخير- يمثل حدثا يستقطب المتابعة والدراسة والتحليل، ورغم معرفة كل المعنيين بالشأن الايراني أن انتخابات الرئاسة الايرانية ذات تأثير محدود خارجيا وإقليميا، بسبب طبيعة تركيبة وهرمية النظام الحاكم في ايران، إلا أن متابعة ما يجري قبل وخلال الانتخابات يفيد بقراءة مستجدات الوضع الإقليمي والدولي في منطقة الشرق الاوسط، التي باتت ايران تمثل أحد أبرز اللاعبين فيه. الرئيس حسن روحاني هو رئيس الجمهورية السابع في تاريخ ايران المعاصر، فقد انتخب اول رئيس للجمهورية بعد نجاح الثورة التي أطاحت نظام الشاه محمد رضا بهلوي عام 1979، واستبدل بنظام جمهوري عبر استفتاء شعبي، وانتخب الرئيس ابو الحسن بني صدر في 1980، لكن سرعان ما دب الخلاف بينه وبين مرشد الثورة الاعلى (الولي الفقيه) آية الله الخميني، ما أدى إلى عزله عام 1981 بحجة عدم كفاءته السياسية، وضعف إدارته لملف الحرب التي كانت تدور رحاها مع عراق صدام حسين، لكن الوقائع كانت تشير إلى وقوف بني صدر بوجه نفوذ دور الولي الفقيه المتنامي، حتى بات يمسك بكل السلطات، ووفقا لميول الخميني تم تعيين الرئيس محمد علي رجائي في اغسطس 1981 الذي اغتيل بعد أقل من شهر مع رئيس وزرائه بتفجير نفذته حركة مجاهدي خلق، فتم انتخاب السيد علي خامنئي (المرشد الحالي) لدورتين رئاسيتين، تبعه الشيخ هاشمي رفسنجاني لدورتين ثم السيد محمد خاتمي لدورتين ثم الدكتور محمد أحمدي نجاد لدورتين ثم الشيخ حسن روحاني الذي فاز في الانتخابات الاخيرة بالدورة الثانية للرئاسة. يقوم مجلس صيانة الدستور بتحديد صلاحية الأفراد المرشحين، ثم بعد ذلك يأتي دور الناخب الإيراني، من ذلك نكتشف صلاحية مجلس صيانة الدستور ومن فوقهم الولي الفقيه غير المحددة، بقبول أو استبعاد المرشحين المحتملين لدخول التنافس الانتخابي. نلاحظ هنا أن ثلاثة من الرؤساء السبعة، ليسوا رجال دين، منهم الاول والثاني اللذان لم يستمرا في الرئاسة مجتمعين سوى سنة ونصف السنة، وشاب فترة رئاستهم الاضطراب وعدم الاستقرار وعدم وضوح صلاحيات المؤسسات حديثة الإنشاء حينها، أما الرئيس احمدي نجاد، وهو من غير رجال الدين، ومع ذلك كان الاكثر تشددا ومحافظة، وقد جرّ ايران خلال دورتي رئاسته إلى الكثير من التوترات والأزمات الدولية، بينما الاربعة رؤساء المتبقين فهم رجال دين، مثّل ثلاثة منهم تيار الاصلاحيين، ضمن المؤسسة الدينية الشيعية الممسكة بالحكم، بدءا من الرئيس رفسنجاني مرورا بالرئيس خاتمي، الذي تميزت حقبة رئاسته بالوجه الاصلاحي المنفتح لايران في حقبة التسعينيات وبداية الالفية الجديدة، ثم الرئيس الحالي الذي اعتبر انتخابه انتصارا للاصلاحين بعد فترة التشدد التي سيطر فيها المحافظون ابان رئاسة نجاد. على صعيد اخر تسنم منصب المرشد الأعلى للثورة أو الولي الفقيه رجلا دين فقط طوال عمر النظام الجمهوري الايراني الممتد قرابة الاربعة عقود، وهما روح الله الخميني وعلي خامنئي، وبالنظر لتسلسل من تسنم الرئاسة الايرانية، يمكننا أن نشير إلى أن الولي الفقيه، وبناء على الوضع الإقليمي والدولي يدعم مرشحا ما من المحافظين أو الاصلاحيين، بحسب حاجة ايران ووضعها الدولي، ففي فترة الحرب تم اختيار خامنئي رئيسا للجمهورية، بصفته متشددا ومحافظا ورئيسا للسلطة التنفيذية، التي تنفذ متطلبات الحرب كأولوية قصوى. اما بعد انتهاء الحرب فقد فاز الاصلاحي رفسنجاني، في محاولة لمعالجة آثار الحرب، حيث لعب دورا مهما في إقناع الخميني وبقية القيادات بضرورة الموافقة على إيقافها، والعمل على إزالة اثار الحرب عبر الانفتاح على الغرب، ومحاولة كسر الحصار الذي فرضه العالم على نظام طهران، وقد حقق الكثير في ذلك واستمر هذا النهج في حقبة خلفه الرئيس خاتمي، لكن مع احتلال العراق وافغانستان من قبل الولايات المتحدة والتحالف الدولي، الذي تقوده بعد أحداث 11 سبتمبر، بات على الولي الفقيه أن يختار رئيسا لحقبة حرب مقبلة، وهذا ما تم عام 2005 عبر دعم حملة احمدي نجاد عمدة طهران السابق المتشدد، رئيسا من جناح المحافظين، لكن بعد تراجع اليمين الامريكي وفوز اوباما وادارته الديمقراطية ذات التوجه السياسي المرتكز على الداخل الامريكي، ومحاولة الانسحاب من مناطق التوتر في العالم، ومع موجة الربيع العربي، ومحاولات ايران الحصول على اتفاق مع الغرب بشأن برنامجها النووي، تم اختيار شخصية اصلاحية هو حسن روحاني، الذي يحمل شهادة الدكتوراه من جامعة غلاسكو في القانون، والذي عمل كبير مفاوضي ايران في المفاوضات النووية، ليكون رئيسا للجمهورية عام 2013 وليفوز بالدورة الثانية في الانتخابات الاخيرة ليستمر رئيسا حتى 2021، ومما يجدر ذكره أن كل رؤساء الجمهورية قد تمتعوا بدورتين رئاسيتين منذ خامنئي وحتى روحاني دون استثناء. ان انتخاب رئيس جديد لإيران لا يحدد مستقبل السياسات، بل العكس هو الصحيح، حيث أن السياسات المصيرية والرؤى المستقلبية في إيران، هي التي تحدد هُوية الرئيس القادم لإيران أولاً، ثم يأتي الدور النهائي للناخب الإيراني في حسم المنافسة، التي اطرتها مسبقا مراكز القوى المتمثلة في مجلس صيانة الدستور، صاحب الامتياز في قبول أو رفض أي مرشح دون امكانية الاعتراض، وحتى إن لجأ بعض المرشحين للشارع، كما حصل على هامش انتخابات 2009 عندما حدثت ما عرفت بالثورة الخضراء، بنزول انصار كروبي وموسوي إلى الشارع، لكن النتيجة النهائية حسمت لصالح نجاد، بحكم مراكز القوى الممسكة بالمجتمع، وبذلك يمكننا التوصل إلى نتيجة مفادها أن جناحي التنافس، المحافظين والاصلاحيين، هما مجرد تنويعات في بنية الاسلام السياسي الشيعي ومؤسسته الحاكمة في ايران، ولا وجود لأي احتمالية أو امكانية لتمثيل المعارضة الحقيقية، سواء كانت تيارات ليبرالية أو يسارية، في أن تكون فاعلة في الانتخابات الايرانية. من المعلوم أن مراكز القوى المؤثرة في السياسة الايرانية متعددة وبشكل خاص رسم السياسات الخارجية، فعلى المستوى الرسمي هنالك الخارجية الايرانية الناشطة ذات الحراك الدبلوماسي المؤثر، لكن هنالك القوة الناعمة والقوة العنيفة في التحركات الايرانية، وهاتان القوتان بعيدتان كل البعد عن سيطرة الرئيس الايراني أو سلطته التنفيذية. فالقوة الناعمة الممثلة بالنفوذ الديني لمؤسسة الولي الفقيه، التي تتحكم بمليارات الدولارات، وتحرك مؤسسات ومصالح ومشاريع مختلفة في انحاء العالم، عبر شبكة علاقات المقلدين لمرجعية السيد خامنئي، وهذه الشبكة من التعقيد وعدم الشفافية، بحيث لا توجد أي احصاءات رسمية حولها، ولكن يكفي لفهمها أن نضرب أمثلة معروفة وملموسة في هذا الشأن، مثل كون حزب الله اللبناني والفصائل الأكبر والأقوى في الحشد الشعبي في العراق، مثل عصائب اهل الحق وكتائب حزب الله العراقي تقلد السيد خامنئي، وبالتالي ترتبط دينيا واستراتيجيا بقرار مؤسسة الولي الفقيه. اما القوة العنيفة فتتمثل بقوات الحرس الثوري وذراعها للعمليات الخارجية «فيلق القدس» الذي يشرف عليه بشكل مباشر الولي الفقيه، ويعين لقيادته من يثق بهم من الجنرالات، ويمتلك الحرس الثوري الايراني اليوم أكبر منظومة صواريخ بالستية في منطقة الشرق الاوسط. ولأن الساحة العراقية ملعب مهم للسياسة الايرانية بشقيها العنيف والناعم، فقد تم تعيين احد جنرالات الحرس الثوري سفيرا لجمهورية ايران في العراق، وهو العميد ايرج مسجدي، الذي عمل لسنوات، كبير مستشاري الجنرال قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» بالحرس الثوري، وهذا التعيين الذي تم في فبراير الماضي، يدل على أن التعاطي مع ملفات الخارجية الحساسة بالنسبة للسياسة الايرانية لا تُترك لنفوذ رئيس اصلاحي مثل حسن روحاني . وربما يشير البعض إلى أن المرشح إبراهيم رئيسي، الذي نافس حسن روحاني في الانتخابات الاخيرة كممثل للتيار المحافظ، فشل في الانتخابات الاخيرة، رغم كونه مرشح الولي الفقيه، الذي اعتبره البعض مرشح الحرس الثوري والباسيج الايراني، بناء على الزيارات والدعم الذي تلقاه رئيسي من مراكز القوى هذه، لكن الشارع قال كلمته وفاز روحاني، وهنا نقول؛ نعم هنالك هامش حراك سياسي يسمح بصعود مرشح اصلاحي ليتمتع بدورة ثانية، لان الشأن الايراني، خصوصا الاتفاق النووي يمر الان بمرحلة حرجة، بسبب تهديد ادارة ترامب، التي لم تتضح ابعادها بعد، لكن يبقى نفوذ مؤسسة الرئاسة بعيدا عن مفاصل السياسة الخارجية الحرجة وملفاتها الساخنة كالملف العراقي. كاتب عراقي الانتخابات الإيرانية والوضع العراقي صادق الطائي |
«ناتو»: قمة وسط أجواء ملغومة Posted: 30 May 2017 02:11 PM PDT خلال قمة الأطلسي، التي عقدت نهاية الأسبوع الماضي، لم يكرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقالته السابقة حول الحلف الذي «عفا عليه الزمن» والذي لم يعد وجوده مبرراً، وهي التصريحات الشهيرة إبان انتخابه، لكنه تمسك بوجهة نظره التي تضع الدول الحليفة أمام مسؤولياتها المالية، وتطالبها بسداد ديونها. لفهم البرود الأوروبي إزاء الزيارة الأولى للرئيس الأمريكي الجديد لعاصمة الاتحاد الأوروبي ومقر الحلف، يجب التذكير بأن فوز ترامب لم يكن خبراً مفرحاً لمعظم الأوروبيين، خاصة بعد تصريحاته التي أوحت بنيته التخلي عن حلفاء بلاده التقليديين، الأمر الذي تعامل معه الأوروبيون كمهدد، ودعاهم لتخصيص أكثر من اجتماع لمناقشة البدائل إزاء أي خذلان أمريكي. تعززت المخاوف الأوروبية أكثر، بعدما تم تداوله من أخبار عن علاقة مخفية بين فريق دونالد ترامب والإدارة الروسية، قبل وبعد الانتخاب، وهو ما لم يكن مستبعداً في ظل حديث ترامب المادح لفلاديمير بوتين، وتكراره وعدد من أركان فريقه الرئاسي لعبارات مفادها، أن زمن الحرب الباردة قد انتهى، وأن الولايات المتحدة بصدد خلق شراكات جديدة مع أطراف قد تكون روسيا من بينها. حتى الآن يبدو الموقف الأمريكي من الحلف ضبابياً. الرئيس ترامب، الذي وجد صعوبة في إعلان نأي بلاده عن هذا التحالف التاريخي الكبير، لم يتردد في المقابل في طرح رؤيته التي تجعل من الحلف منفذاً للسياسة والمصلحة الأمريكية. هذه الرؤية ليست شيئاً خاصاً بالرئيس الحالي، بل هي اتجاه يمثل تياراً موجوداً بالفعل داخل دوائر صنع القرار، وإن كان ترامب قد عبر عن رأيه بشكل مباشر وخالٍ من الدبلوماسية، فكان غيره قد عبر عن الأفكار ذاتها، ولكن بعد تغليفها بإطار لطيف، كالعبارة التي قالها باراك أوباما من قبل: على الأوروبيين دفع الأجرة والتوقف عن الركوب مجاناً. هذه النقطة تذكرنا بأن العلاقة الإشكالية بين ضفتي الأطلسي لم تبدأ مع انتخاب دونالد ترامب، وإنما ترسبت عبر عقود وأجيال، وتأكدت بشكل واضح خلال الفترة التي تلت سقوط الاتحاد السوفييتي. كان من الواضح، على سبيل المثال، اختلاف وجهتي النظر الأوروبية والأمريكية حيال مسائل مفصلية، كغزو العراق الذي لم تدعم أمريكا فيه سوى بريطانيا، وبدرجة أقل إسبانيا، في حين كانت المجموعة الأوروبية ترى تلك الحرب غير مبررة. في الواقع فإن موقع أوروبا الجغرافي والصلات التي تربطها، خاصة بالعالم العربي، كانت تبعدها عن مسايرة الرعونة الأمريكية. كان الأوروبيون يعلمون أن ضحايا «الفوضى الخلاقة» لن يكونوا فقط من سكان المنطقة، وإنما غيرهم من الأطراف القريبة وصولاً لأوروبا، التي ستكون مجبرة على استقبال ملايين اللاجئين. أما الولايات المتحدة فقد كانت دائماً بعيدة بشكل كافٍ عن أي تداعيات كارثية لتدخلاتها العسكرية، ولذلك كانت كثيراً ما تتهور وهي تتعامل مع الساحة الدولية تعامل المختبر مع فئران التجارب، فتارة تدخّل عسكري وتارة تشجيع ثورة أو انقلاب هنا أو هناك. هذا الاختلاف المبدئي كان له أثره الواضح أيضاً في النقاشات بشأن المسألة السورية، فعلى عكس الأمريكيين كان الأوروبيون يعتبرون أن تسوية النزاع السوري هو مسألة أمن قومي أوروبي بالدرجة الأولى، وليس فقط مسألة انسانية أو حقوقية، أما إدارة أوباما فقد كانت تتعامل ببرود وسلبية رافضة أن تتدخل بشكل جاد، أو أن تفرض حسماً قد يكلفها خسائر بشرية أو اقتصادية. سياسة لم تتغير كثيراً في العهد الجديد. لم يمتلك الحلف، وعلى مدى العقود الثلاثة الأخيرة، رؤية موحدة حول قضايا تعتبر أساسية ومحورية كتعريف الإرهاب مثلاً. أضف إلى ذلك أنه وبخلاف التباين الأوروبي الأمريكي التاريخي، فإن هناك تبايناً آخر بين تركيا التي تعتبر قوة ذات وزن في داخل التجمع وغيرها من الدول الأوروبية وهو ما يصل أحياناً لحد التوتر الحاد. مع التدخل الناجح لروسيا في القرم وأوكرانيا، وفي ظل عجز منظومة ناتو عن التضامن مع تركيا ودعمها ضد مناوئي سلطتها من تنظيمات إرهابية، بدأت بعض الدول التي تربطها علاقات تاريخية مع موسكو، في التساؤل عن جدوى الانخراط في هذا الحلف، وعما إذا كان من الأجدى والأكثر واقعية الدخول مرة أخرى تحت مظلة الحماية الروسية، التي رأى الجميع كيف تستميت في الدفاع عن حلفائها. ليس الحال في الغرب الأوروبي بأفضل من حال الشرق والشمال، فهناك تتعالى الصيحات المطالبة بالانفصال داخل عدد من الدول، إضافة إلى تلك المطالبة بالخروج من الاتحاد الأوروبي، أو مجموعة اليورو. لقد تبخر حلم «الولايات المتحدة الأوروبية» تحت ضغط التنامي التاريخي للشعوبية والرجعية القومية، وأصبح طموح غالب السياسيين هو الحفاظ على قدر من التعاون، تتمتع داخله كل دولة باستقلال كامل وحرية في اتخاذ ما ينسجم مع مصلحتها الوطنية من قرارات. في ظل هذه النزعة الفردية الغالبة، كان من الصعب النفخ في روح التحالف الأطلسي الكبير وإقناع هذا الشتات من الدول والقوميات بوحدة التحديات والمصير. ضمن هذا السياق ظهرت في أوروبا مجموعة تستند إلى مفهوم أن جذور فكرة الدفاع الغربي الجماعي تعود إلى ما قبل الحرب العالمية الأولى، أي أنها لم تولد لمواجهة روسيا في المقام الأول، وإنما طرأ هذا التحول استجابة لتحديات الحرب الباردة في أواسط القرن الماضي. تريد هذه المجموعة أن تقول إنه إذا كان الأمر كذلك فسيكون تغيير الأولويات بحسب المرحلة مقبولاً ، كما تزعم أن التهديد السوفييتي الذي وحّد المعسكر الغربي لعقود لم يعد موجوداً. من أبرز أنصار هذا الاتجاه حزب اليسار الألماني، الذي يعتبر أن استبدال التوجس من روسيا السوفييتية بالتوجس من روسيا الاتحادية، التي هي جزء في نهاية المطاف من أوروبا، ليس مبرراً. أما بالنسبة لدول كاليونان وبلغاريا فإن التهديد يقترن في المقام الأول بالأتراك، الذين هم حليف مفترض. تركيا نفسها صارت قاب قوسين من الدخول في علاقة استراتيجية مع روسيا، فبعد التنسيق المتقدم على الساحة السورية، تم تداول أخبار منذ أواسط مارس الماضي عن اتفاق روسي تركي، تزود فيه الأولى تركيا بمنظومة دفاع صاروخي متقدمة من نوع S400. أخبار سوف توضح في حالة صحتها إلى أي مدى اختلطت أوراق الحلف، فتركيا ليست مجرد عضو في «ناتو» ولكنها تعتبر الجيش الثاني من حيث القوة والقدرة، ولا شك أن بناء علاقة من هذا النوع مع روسيا، خاصة في ظل الأزمات والتعالي الذي يظهره الأوروبيون، لا شك أنه يشكّل تحدياً إضافياً. ذكّرت القمة الأخيرة بالحقيقة التي لا مفر منها، وهي أن الولايات المتحدة هي عصب هذا الحلف، وأنه لا يمكن تجاهلها أو استبدال قوتها العسكرية أو السياسية. كان الحلف علىى الدوام معبراً بشكل رئيس عن الصوت الأمريكي، كما أن كل محاولات التحرك بمعزل عن الولايات المتحدة باءت بالفشل، ولعلنا نذكر كيف انتهى العدوان الثلاثي على مصر حينما ساندت أمريكا، ضمن ظروف معقدة، وجهة النظر السوفييتية ضد حلفائها بريطانيا وفرنسا. بوضع هذا في الاعتبار يجب ألا نستغرب من استجابة الحلف للرغبة الأمريكية في توظيفه ضمن تحالفها ضد تنظيم «الدولة»، في الوقت الذي لم يقدم فيه ترامب سوى تلك الكلمات الفضفاضة التي وجدت ارتياحاً عند حلفائه حول التهديد الروسي. ظهرت عبر التاريخ أسماء لزعماء أوروبيين رفضوا بشكل أو بآخر الهيمنة الأمريكية على قرار الحلف. أشهرهم كان الزعيم الفرنسي شارل ديغول، الذي كان يسعى لأن يكون الصوت الفرنسي مساوياً للصوت الأمريكي، وكان قد اشتهر بمناوئته للأمريكيين في عدة ملفات، قبل أن يتجاوزه وغيره التاريخ وتعود الولايات المتحدة لقيادة الحلف بلا منازع. كاتب سوداني «ناتو»: قمة وسط أجواء ملغومة د. مدى الفاتح |
العلاقات العربية ـ الإيرانية: رئيس أهوج وآخر ينتظر تأشيرة مجانية لدخول السعودية Posted: 30 May 2017 02:10 PM PDT أرفض أي قيود على الحريات. تكفينا القيود الأيديولوجية التي تربطنا بسلاسل مع الماضي السحيق، تحرمنا من نعمة الحرية الفكرية والعقلية، التي تؤدي إلى الحكمة وبعد النظر في التعامل مع المشاكل التي تواجهنا. تكفينا قيود التواريخ المزيفة، التي تستمر في إعادة إحياء غريزة التعالي مترافقة بحب الانتقام، كلاهما يصب في مصلحة أنظمة قمعية بشكل أو بآخر لا تخدم المواطن الإنسان. نعم أؤمن بالحريات، وأؤمن إيمانا قاطعا بحرية العقيدة وحرية المذهب، ولكن أن تتحول إلى أداة تخدم مصالح سياسية تحقيقا لأطماع أو انتقامات تاريخية فهذا ما أرفضه مطلقا. السياسة لا دين لها، ولا مستحيل فيها، والتحالفات تمنح القوة لكل المنتمين إليها، وإن كانت قوتها تتفاوت بين دولة وأخرى، ولكن النتيجة الحتمية هو مكسب الجميع. هناك الكثير مما كتب عن زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة، وعن تحول مسار السياسة الأمريكية عن مسار الرئيس السابق في التعامل مع قضايا المنطقة. ففي حين حاول الرئيس أوباما إحداث تغيير داخلي في المنطقة العربية، بحثّ أنظمتها على العمل بقيم حقوق الإنسان وأن الديمقراطية أفضل طريق للتغيير، إلى أن أصيب بالإحباط من قصور عقلية الأنظمة العربية عن الوعي بضرورة وأهمية التغيير المؤسساتي الديمقراطي، فاتجه مباشرة لما يخدم مصلحة مواطنه على المدى البعيد، وحوّل سياسته الخارجية صوب إيران، ففي الوقت الذي عمل على تحجيم اتفاقية القوة النووية، وحصرها بالاستعمالات السلمية التي تخدم المواطن.. كان ينظر إلى الأسواق الإيرانية، التي عانت الكثير من الحصار الاقتصادي، كأسواق يافعة جديدة ستنفتح للمصالح الأمريكية، غير مكترث بما قد تهدده الدولة الإيرانية لمصالح الدول المجاورة. وفرحت إيران بتحقيق جزء من حلمها، لما حملته الاتفاقية من الاعتراف الدولي الضمني بها كقوة إقليمية . زيارة الرئيس الجديد لم تهتم لا بالحريات المفقودة ولا بدمقرطة المنطقة، ولا بحقوق المرأة المعدومة في المنطقة العربية. هدف الزيارة كان معروفا مسبقا، وحققت كل ما تصبو إليه الإدارة الأمريكية الجديدة، من جمع اموال طائله لدفع عجلة الاقتصاد الأمريكي والقضاء على البطالة، مقابل ضمان الحماية الأمريكية للأنظمة الحاكمة، بجيوش عربية وأموال عربية تشتري المعدات العسكرية الأمريكية. وحقق الرئيس الجديد كل ما سعى إليه بضربة واحدة، حقق توظيف الدول العربية للقضاء على «داعش» وحماية كل مصالحه الإستراتيجية في حماية أمنه، والتخلص من إرث الرئاسة السابقة، في إطلاق العنان للقوة النووية الإيرانية، بحيث أعطى لنفسه الحرية الكاملة في كيفية التعامل معها وتحجيمها دوليا بطريقته الهوجاء. أما على مستوى تصرف الدول الإقليمية مع إيران، فالأمر متروك لهذه الدول في كيفية التعامل معها، مع ضمان الدعم الأمريكي بدون التورط العسكري لجنوده. مما لا شك فيه أن كل أنظمة المنطقة الشرق أوسطية اتسمت بالديكتاتورية بشكل أو بآخر في حقبة ما قبل نجاح نظام الملالي (وما زالت) وحين قيام الثورة الإيرانية بحضور او استحضار الخميني من فرنسا، وهو الذي وعدها آنذاك بنهج مماثل في الديمقراطية والحريات، ولكنه بعد العودة غيّر المسار لنظام يستند إلى ثيوقراطية أيديولوجية، عملت على إحياء فكرة الدولة الإسلامية، كأهم ركن في المشروع الحضاري الإسلامي، من خلال إحياء الشعارات الغيبية، مستغلآ ضعف وفقر المواطن الإيراني آنذاك، ولكنه بدل الاهتمام ببلورة مشاريع التنمية وبناء المؤسسات القانونية، عمل على تصدير ثورته الإسلامية لشعوب المنطقة العربية التي كانت أيضا تعاني من حكام لا يقلون استبدادا عن الاستبداد الذي زرع جذوره الخميني. يعاني الكثير من الإيرانيين اليوم من تغيير مسار ثورتهم ومن الاستبداد الأيديولوجي الذي يقتل الحريات.. تماما كما تعاني الشعوب العربية من ديكتاتورييها؟ الاستعلاء الإيراني المزمن هداها إلى أن تصدير ثورتها الدينية هو الطريق.. واستغلت فقر المواطن العربي، وأنتجت أذرعا دينية في المنطقة العربية وعملت على حثهم على التشيع، تمهيدا لخلق أو إجبار النظام السياسي القائم على التعامل معها، من خلال جنودها المتشيعين فيه، ونجحت في استغلال انعدام المواطنة في لبنان لتنتج الذراع العسكرية ممثلة بحزب الله، الذي نقلته فكرة المقاومة العسكرية لإسرائيل لقوة سياسية لا يستهان بها على مستوى العالم العربي، والذي يقولها صراحة وعلانية بأن ولاءه الأكبر للدولة الإيرانية. كلها تكتيكات النظام الإيراني لزرع التوترات في المنطقة العربية، لهدفين، الأول العامل النفسي، ثأرا وانتقاما من العرب البرابرة الذين قضوا على واحدة من أهم الحضارات القديمة، حين انتصر العرب عليها في معركة ذي قار. والثاني الوصول بالدولة الدينية إلى مصاف الدول الكبرى، بغض النظر عما إذا كانت هذه الدولة الدينية تتماشى مع التغييرات الحضارية الدولية، وفيما إذا كان مواطن الدولة الدينية ينعم بالرخاء والأمان. نعم هناك اطماع لإيران لسيادة المنطقة.. فأطماعها في العراق تعود لأسباب إستراتيجية بحتة، صراع حافل بين الدولتين آخره كان في الحرب التي شنها صدام حسين لمدة ثماني سنوات، كما تجلت أطماعها في احتلالها للجزر الإماراتيه الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى). وتسعى الآن وعبر المحاكم الدولية للمطالبة بجزيرتي «آريانا وزركوه» مدّعية أنها تملك وثائق تثبت ملكيتها لهاتين الجزيرتين، مؤكدة بعملها هذا أنها دولة يعيش نظامها على الأزمات، خاصة الإقليمية لصرف أنظار الإيرانيين عن تقاعس النظام وإخفاقاته في تحقيق طموحات الشعب الإيراني. هدفي ليس التحريض على إيران فهموم الشعب الإيراني لا تختلف عن هموم الشعوب العربية، في الديكتاتورية والاستبداد.. كفانا حروبا.. كفانا إراقة دماء بشر من أي جنس ولون وعقيدة ومذهب.. الحروب لا تحل المشاكل العالقة، بل تزيد تأجيج الصراع. الحكمة والعقل هما الطريق الوحيد للتعامل مع إيران وغيرها من دول العالم. وأتمنى من كل قلبي أن تغلق إيران صفحة الانتقام المفتوحة، لأن عواقب استمرار فتح صفحتها تلك ليست في صالح المواطن الإيراني.. ولا المواطن العربي، بل في مصلحة القيادة الأمريكية، خاصة وهي تئن من قرارات رئيس أحمق ورئيس آخر يقف منتظرا دخول السعودية، وكل الدول العربية بدون تأشيرة دخول لما تراكم عليها من استحقاقات من طول الاحتلال وحرمان الفلسطيني من حقه في الحياة. كاتبة فلسطينية العلاقات العربية ـ الإيرانية: رئيس أهوج وآخر ينتظر تأشيرة مجانية لدخول السعودية أحلام أكرم |
الأمعاء الخاوية تهزم إسرائيل Posted: 30 May 2017 02:10 PM PDT خرج يوم السبت الماضي 1600 أسير فلسطيني منتصرين على الجلاد الإسرائيلي والسجان العبري الظالم، باتفاق ينهي إضرابهم عن الطعام والشراب، البالغ عددهم 6500 أسير، بينهم 57 إمرأة و300 طفل موزعين على 24 معتقلاً إسرائيليا. بعد 960 ساعة جوعٌ وواحد وأربعين يوماً بأمعاء خاوية، عافت عن الأكل أو مضغه، في سبيل الكرامة والدفاع عن الأمة العربية المسلمة بأسرها، وتحقيق 80 في المئة من مطالبهم المشروعة كأسرى في المعتقلات والسجون الإسرائيلية، البعيدة كلياً عن أدنى حقوق الإنسان المتعارف عليها دولياً. هكذا هي فلسطين دائماً تعلمنا الشموخ والإباء وعزة النفس، والعيش بكرامة او الموت في سبيل ذلك، وعدم التفريط في الثوابت الوطنية العربية، حفاظاً على الارض والعرض. الاتفاق ذاته وحسب رئيس هيئة شؤون الاسرى الفلسطينيين عيسى قراقع وقدورة فارس رئيس نادي الأسير الفلسطيني، أدى إلى تعليق الأسرى إضرابهم بعد التوصل لتفاهم وتوقيع اتفاق بين مصلحة السجون الإسرائيلية ولجنة الإضراب، بقيادة الأسير مروان البرغوثي عضو مركزية فتح، المعتقل منذ العام 2002، حول مطالبهم الإنسانية.. يعد هزيمة لإسرائيل، بكل المقاييس كدولة مارقة لا تحترم حقوق الإنسان وقوانينه الدولية، ومصلحة سجونها التي توغل في تعذيب الإنسان والأسير الفلسطيني، وتستمر في اعتقاله دون محاكمات عادله له، وأوضاع أعتقال في سجون انفرادية وجماعية، تفتقر لأبسط حقوق الإنسان، ناهيك عند عدم السماح لاهالي وذوي الأسرى الفلسطينيين بزيارتهم الا مرات قليلة في العام الواحد. لكن هذا الاتفاق الذي تم في سجن عسقلان بحضور القائد مروان البرغوثي، قد وضع حداً لكل تلك الظروف والممارسات اللاإنسانية في السجون الإسرائيلية. نعم هذا الاتفاق يعد انتصارا فلسطينيا للأسرى وهزيمة كبرى للدولة العبرية، التي أثبتت للعالم بأسره أنها بلا إنسانية، وأنها ضعيفة جدا أمام أمعاءٍ خاوية لهؤلاء الأسرى الفلسطينيين الشجعان، الذين يستحقون جائزة نوبل في الاقدام والشجاعة وحب الوطن والدفاع عن كرامة الأمة. في ختام مقالنا هذا لا بد أن نذكر كصحافيين عرب بأهم القضايا علئ سبيل المثال لا الحصر التي تم التوصل إليها مع السجان الإسرائيلي خلال فك الإضراب في النقاط التالية: 1 – توسيع أرضية ومعايير الاتصال الهاتـفي بين الأسـير وأهـله. 2- الاتفاق على مجموعة من القضايا التي تتعلق بزيارة الأهل عبر عدة مداخل، أولها رفع الحظر الأمني، ورفع الحظر عن 140 طفلا فلسطينيا لم تسمح لهم مصلـحة سـجون إسـرائيل بـزيارة آبـائهم. 3- إعطاء موافقة رسمية حول موضوع إعادة الزيارة الثانية شهريا حسب المتفق عليها بين السلطة الفلسطينية والصليب الأحمر الدولي. 4- إضافة سيارة إسعاف لإسعاف المعتقلين عند اللزوم تكون مجهزة للعناية المشددة. 5- نقل المعتقلين لسجون قريبة من أماكن سكن عائلاتهم. 6- إدخال تعديل على نظام الكنتينا(متجر) يتعلق بنوعية الأشياء المتوفرة والاسعار وإدخال الخضار مثل الملوخية والبهارات بشتى أنواعها. 7- تحسين ظروف اعتقال الأشبال القاصرين وتنقلاتهم. 8- إدخال أجهزة رياضية في ساحات الفسحة. 9- حل مشكلة الاكتظاظ في أقسام المعتقل ومشكلة ارتفاع درجة الحرارة عبر وضع آلية للتكييف والتبريد متفق بشأنها.. الخ من القضايا الـ 19 التي تم إنهاء الإضراب بتوقيت الجانبين الفلسطيني ممـثلا بالأسـرى الفلسطـينيين، ومصـلحة السـجون الإسرائـيلية. شهركم مبارك وكل عام وانتم بألف خير والحريّة لجميع المعتقلين الفلسطينيين. صحافي يمني يقيم في نيويورك الأمعاء الخاوية تهزم إسرائيل محمد رشاد عبيد |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق