في جذور التناغم بين ترامب والسيسي Posted: 28 May 2017 02:27 PM PDT أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في اليومين الأخيرين بيانين يخصّان المنطقة العربية، الأول يعلّق فيه على مجزرة المنيا في مصر قال فيه إن «سفك دماء المسيحيين يجب أن يتوقف» وأعرب عن وقوفه مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وجميع المصريين «لهزيمة هذا العدو المشترك» والثاني بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك. لكن الغريب أن البيان الأخير الذي يفترض أن يهنئ المسلمين على حلول شهر الصوم والعبادة (وهو أمر أصبح اعتياديا لدى الرؤساء الأمريكيين)، لم يختلف، في صلبه، كثيراً عن التصريح الذي سبقه فقد أعاد التذكير بحادثتي مانشستر والمنيا واعتبرهما «أفعالا فاسدة تخالف روحية رمضان». وإذا كان المعنى المقصود غير واضح «لذوي الألباب» فقد أعاد ترامب التركيز عليه بالقول: «لقد كررت إيصال هذه الرسالة في الرياض: أمريكا ستقف دائما مع شركائنا ضد الإرهاب والأيديولوجية التي تدفعه». الانطباع الذي خرج به أغلب المسلمين الذين استمعوا لخطاب ترامب الأخير هو أن دماغ الرئيس الأمريكي لا يستطيع، لا مباشرة ولا مداورة، الفصل بين الإسلام والإرهاب. إضافة إلى تخفيف لهجته العدوانية المباشرة السابقة (على طريقة «الإسلام يكرهنا») وإكراهه نفسه على الامتناع عن استخدام تعبير «إرهاب الإسلام الراديكالي»، فإن ترامب، بعد عودته «المظفّرة» من لقاء ما يقارب خمسين زعيماً عربياً ومسلماً في المملكة العربية السعودية، اشتغل على إقناع حاضنته الجماهيرية العنصرية الكارهة للعرب والمسلمين بمنافع عودته بصفقات بمئات المليارات «ستؤمّن وظائف للأمريكيين»، وهي فكرة لا تضيف كثيراً إلى النظرة الاستشراقية المعتادة للعرب (والخليجيين خصوصاً) بصفتهم أشخاصا مثقلين بالأموال الطائلة التي يجب أن تسرق منهم بطريقة أو بأخرى. لكن الأمر الأسوأ بكثير من التصريحات (فترامب الجديد «المنقّح» هو، في النهاية، نفسه ترامب القديم)، هو ما بدأت الأحداث في المنطقة العربية تكشفه بسرعة وقبل حتى أن تحطّ طائرة ترامـــــب عائدة إلى واشـــنطن. والحدثان البارزان الشديدا الدلالة كانا، الحملة العجيبة التي جرت ضد دولة قطر، ثم قصف الطيران المصري لمدينة درنة لمن اعتـــــبرهم إرهابيين في ليبــــيا ردّاً على عملية نفّذها تنظــــيم «الدولة الإسلامية» في المنيا في جنوب مصر، من دون أن يجد تناقضاً في هذا الأمر. الأغرب من ذلك أن الرئيس السيسي الذي اتخذ قرار قصف ليبيا بعد ساعات قليلة من العمل الإرهابي أضاف لغزاً سياسياً آخر على المعادلة حين قال أن الإرهابيين جاؤوا من مدينة حلب السورية بعد سقوطها، وهو ادعاء يتجاهل عناصر جغرافية وأمنية وسياسية معقّدة جدّاً، فالذين خرجوا من حلب بعد سقوطها لم يكن فيهم أحد من تنظيم «الدولة»، وقد تم نقلهم إلى محافظة إدلب، وهؤلاء لا سبب يدفعهم لترك القضية التي يقاتلون لأجلها في سوريا وتنكّب المشاق للوصول إلى درنة الليبية (التي تبعد عن حلب 2400 كم) ثم العودة للمنيا في مصر (التي تبعد 1240 كم عن درنة) للقيام بعمليات إرهابية ضد الأقباط! والجانب الآخر من اللغز هو أن مجاهدي درنة الذين تم قصفهم، هم من قاتلوا لإخراج تنظيم «الدولة الإسلامية» من مدينتهم، والقصف، بالتالي هو مكافأة لتنظيم «الدولة» الليبي، وعقاب لمن حاربوه. وحين نقسم حاصل جمع تصريحات ترامب التي تخصّ مصر ورمضان والإسلام و»الشركاء في محاربة الإرهاب» ودعم أفعال السيسي، على تصريحات السيسي عن حلب (التي هي دعم مبطن لنظام بشار الأسد في سوريا) وقصف ليبيا (لتقوية حظوظ الجنرال خليفة حفتر في ليبيا بقصف خصومه)، وقمع الإخوان في مصر، ومعاداة قطر وتركيا، لا يمكن أن نتوصّل إلا إلى هذه الخلطة العجيبة التي تجمع العنصرية والاستشراق العتيق في هيئة رجل أعمال أصبح الرئيس ترامب، والعقلية الاستخباراتية والعسكرية التي تهرب من المشاكل الداخلية بقصف الخارج، في هيئة الرئيس السيسي. في جذور التناغم بين ترامب والسيسي رأي القدس |
هويات تصل متأخرة Posted: 28 May 2017 02:27 PM PDT كان جون ريث (1889 ـ 1971) أول مـــــدير عـــام لمؤسسةالـ BBC، وإليه يُعزى مفهوم خاصّ في الإعلام الإذاعي ينهض على انحياز جلي للقطاع العام، مع تشديد على وظيفة الإذاعة في إغناء الحياة الفكرية والثقافية للأمّة. وفي سنة 1948، على سبيل تكريم شخص هذا الرائد، وذكراه، أطلقت الإذاعة تقليداً سنوياً بعنوان «محاضرة ريث»، يستضيف مثقفاً بارزاً لإلقاء سلسلة محاضرات حول موضوع محدد. المحاضرة الأولى ألقاها برتراند رسل، في موضوع «السلطة والفرد»؛ والأسماء التي تعاقبت كان في عدادها أرنولد توينبي، 1952، حول «العالم والغرب»؛ وروبرت أوبنهايمر، 1953، حول «العلم والتفاهم العام»؛ وجون كنيث غالبريث، 1966، حول «الدولة الصناعية الجديدة»؛ أمّا حظّ العرب فقد اقتصر على إدوارد سعيد، 1993، في موضوع «تمثيلات المثقف». في السنة الماضية، أُسندت المهمة إلى كوامي أنتوني أبيا، الفيلسوف والمنظّر الثقافي والروائي، الذي ولد في بريطانيا ويحمل جنسية غانا والولايات المتحدة، والذي ألقى أربع محاضـــرات بعنوان «هــويات مغلوطة»، تتناول اللون والبلد والعقيدة والثقافة (وعن سابق قصــد، بالطــــبع، بــــدأت عناوين محاضراتــــه في الأصل الإنكلــيزي، بحرف الـ C: Colour, Country, Creed, Culture). وقد بُثّت المحاضرات خلال تشرين الأول (أكتوبر) وتشرين الثاني (نوفمبر) عبر أربع مدن، في لندن وغلاسغو وأكرا ونيويورك؛ ونُشرت مؤخراً، كالعادة، على موقع الـ BBC ووسائل إعلام أخرى. يقول أبيا: «نعيش في عالم تهيمن عليه لغة الهوية على حياتنا العامة والخاصة معاً. نحن مسلمون ومسيحيون، ولهذا لدينا هويات دينية. نحن إنكليز وسكوتلنديون، فلدينا هويات وطنية. نحن رجال ونساء، فلدينا هويات جنسية. ونحن سود وبيض، فلدينا هويات عرقية. وثمة الكثير من التنازع حول الحدود ما بين كلّ هذه الهويات. ولن يقرّ كلّ الناس بوجوب أن تكون رجلاً أو امرأة، أو لا تكون أياً منهما. أن تكون إنكليزياً أو سكتلنديا. أو ألا تزعم الانتماء إلى أي دين أو جنس أو عرق. وقد يصدّقك أحد ما، في كلّ حالة. وهذا هو السبب في أنّ حديثنا عن الهويات يمكن أن يكون مضللاً». ولعلي أستعيد أبيا على صعيد آخر، هو اشتراكه (مع الباحث والأكاديمي الأمريكي المرموق هنري لويس غيتس) في تحرير «قاموس الثقافة الكونية»؛ الذي صدر سنة 1998، وسعى إلى إنجاز خطوة متقدمة على صعيد هذا المفهوم الغائم، «الثقافة الكونية»، في ميدان الدراسات ما بعد الاستعمارية. ومن الخير أن أذهب مباشرة إلى أربعة أمثلة عمّا يقوله القاموس عن الثقافة العربية الحديثة: ـ على امتداد القرن العشرين بأسره لا يذكر المحرّران من أدباء اللغة العربية سوى طه حسين، يحيى حقي، يوسف إدريس، نجيب محفوظ، ونوال السعداوي (مقارنة، على الجانب الإسرائيلي، بأسماء مثل عجنون، عوز، أ. ب. يهوشواع)؛ ـ الشعر العربي، الجاهلي والأموي والعباسي والحديث والمعاصر، غير ممثّل البتة في هذا القاموس، وكأنّ الشعر ليس «ديوان العرب»، أو ليس ركيزة كبرى في تكوين الثقافة العربية؛ ـ ثمة انتقائية ضيّقة في التركيز على أسماء حفنة محدودة من «النجوم» في الفلسفة الاسلامية (ابن رشد، ابن سينا، الغزالي)، وإهمال تامّ لمنجزات الكبار من اللغويين والمؤرّخين والأدباء والمتصوّفة (الجاحظ، على سبيل المثال، يُشاد به عرضاً، ولكنه لا يحظى بمادّة مستقلة)؛ وكان الأمر سيبدو طبيعياً لو أنّ محرّرَي الكتاب كانا من ذلك «الرهط» الاستشراقي الغربي الكلاسيكي، الذي عوّدنا على أيّ شيء باستثناء المقاربة المنصفة لثقافات الشعوب «الأخرى». غير أنّ أبيا غانيّ الأصل وأستاذ الفلسفة والدراسات الأفرو ـ أمريكية في جامعة هارفارد، في حين أنّ غيتس أفرو ـ أمريكي ورئيس قسم الدراسات الإنسانية في الجامعة إياها. كلاهما خاضا سجالات طاحنة ضد «المركزية الغربية»، وكلاهما دافعا عن حقّ التابع في إسماع صوته ورواية حكايته، وكلاهما يصنّفان عادة في خندق اليسار! كذلك كان الأمر سيهون لو أنّ حظوظ الثقافات «الأخرى» تساوت مع حظوظ الثقافة العربية. غير أننا نقرأ موادّ مستقلة عن أسماء أفريقية من الصومال وكينيا وغانا ونيجيريا، وأسماء آسيوية من كوريا وأندونيسيا وماليزيا والباكستان، وطائفة ثالثة من أمريكا اللاتينية… ليسوا أرفع شأناً من الغائبين من ممثّلي الثقافة العربية في العصور الحديثة، بل إنّ بعضهم لا يُقارن البتة بما أنجزته الثقافة العربية في الشعر والرواية بصفة خاصة. والغبن، في الواقع، لا يقتصر على الأسماء وحدها. الثقافة ليست النتاج المكتوب في الأدب والفنون والفلسفة والعلوم فحسب، بل هي أيضاً التراثات الشفهية والأساطير والعادات والفولكلور الشعبي والأديان، الأمر الذي لا يتردد المحرّران في الإعراب عنه منذ المقدمة. وبمعزل عن ليلى والمجنون (التي يعتبرها المحرّران ملحمة شعبية ذات أصول عربية ـ فارسية ـ أوردية!)، وعيد الفطر، وعيد الأضحى، والمولد النبوي (في طقسه الشعبي المصري تحديداً) وشعائر الصيام والحجّ؛ فإنّ القاموس لا يمحض الثقافة العربية الكثير من مظاهر الإسهام في الثقافة الإنسانية. ولكن… سبحان من يغيّر ولا يتغيّر! أبيا في محاضرات ريث، وقبلها في كتابه اللامع «كوزموبوليتيات»، غيره في القاموس ذاك. ولهذا في وسع المرء أن يشمله بالمبدأ العتيق: أن تصل متأخراً…! هويات تصل متأخرة صبحي حديدي |
«العربية» و«سكاي نيوز» وشعار «عنزة ولو طارت»… وترامب يسأل: ألا يوجد فصيل نسائي في الحرس السعودي؟ Posted: 28 May 2017 02:26 PM PDT تحول استقبال دونالد ترامب في السعودية إلى «فاصل دعائي» تعيده قناة «أم بي سي» بين كل برنامج وآخر… المسألة بدت أقرب لدعاية الجبن اللذيذ المطور حاليا بإسم «البقرة الضاحكة» فالزملاء في القناة الثانية السعودية، ومعها محطات «أم بي سي» الخمس يصرون على توثيق اللحظات التي هبطت فيها طائرة ترامب أطهر بقاع الإسلام، بإعتبارها لحظة قومية بامتياز قد لا تقل أهمية عن تحرير صلاح الدين الأيوبي للقدس! الفاصل الدعائي يبدو هادفا باستثناء فم الضيف المفتوح على الدهشة في المكان، حيث ينطلق بسبب «الفوتو شوب» إياه نسر من قرب أنف ترامب ليحط على كتف خيالة في الصحراء يرفعون سيوفهم باتجاه سلم طائرة أخرى تنزل منها الفاتنة إياها إيفانكا… إخراج مسرحي سياسي بامتياز. خيل وليل وبيداء وسيوف وخناجر وحناجر وقصائد بدوية ورقص تراثي… كلها كأنها حفلة «وناسة سعودية» وطنية ترفع لها القبعات لو لم يصر المخرج الفذ على حشر ترامب وإيفانكا بثوبها المزركش في تفاصيلها لكي يبدو قائد العالم خارج الإيقاع ومندهشا في كل التفاصيل وتائها بين الحرس والعسس والراقصين وباحثا – كما قال لاحقا – عن أي أنثى مهما كانت في المكان ليودع زوجته بين يديها . صديق سعودي مطلع قال إن ترامب سأل في المطار عن ما إذا كان الحرس الوطني السعودي فيه فصيل «نسائي»… لكن رغم ذلك بقي عادل الجبير محتفلا لأن ترامب حضر وغادر ولم ينبس ببـنت شـفة لها عـلاقة بقيـادة المرأة السعـودية للـسيارة! ترامب واضح وصريح في درجة إحتفال عادل الجبير نفسها احتفل مرة رئيس الديوان الملكي في بلادي لأن ترامب تفاعل مع المملكة و»ما جاب سيرة من أي نوع للإصلاح السياسي والديمقراطي في الأردن». عموما المسائل أوضح مما ينبغي، فمن يزيفون الحقائق من الحاشية للزعماء في النظام الرسمي العربي مسرورون جدا، لأن ترامب ليس من النوع، الذي «يأتي على سيرة حقوق المرأة والإصلاح السياسي»… وهو يناسب الوضع العام في بعض الدول العربية لأنه من النوع الفصيح والمتخصص في «حلب وابتزاز الأموال» وفي بلادنا لا يعني المال شيئا، خصوصا عندما يدفع للخواجات ويحرم منه الإنسان والمواطن. صحيح أن ترامب في حفلات الوناسة، التي أقيمت مع ضجيج له في السعودية بدا كمن أضاع «حجابه». لكن الحجاب موجود وبكثرة عندما يتعلق بالتسامح في الإصلاح والنجاح في إجتذاب المال تحت عنوان «الحماية» وميزة الرجل أنه واضح وصريح فقد قالها في المؤتمر الصحافي وعلى شاشة التلفزيون السعودي وأمام ولي العهد.. «الإتفاق الذي وقعناه اليوم يعني ملايين الوظائف للأمريكيين». «عنزة… ولو طارت» على طريقة فاصل ونواصل … أظهرت محطتا «سكاي نيوز» و«العربية» تحديدا في الليلة الكبيرة التي أثارت ضجة كونية بسبب حديث مفبرك لأمير قطر… أظهرتا قدرة عجيبة على مقولة «عنزة ولو طارت»، وهي مقولة دارجة في بلاد الشام. حصل ذلك عندما أصرت المحطتان ولفجر اليوم الثاني، ورغم النفي القطري المتكرر على مناقشة حيثيات خطاب لم يدل به أمير قطر، وخلافا لكل المقتضيات، التي تعلمناها في الصف الأول الإبتدائي لمهنة الإعلام. بدا أن الضيوف قد تم تحضيرهم مسبقا وحجزت الإتصالات معهم وأغلبهم طبعا من طبقة الردح المصري المعروفة لدينا، وذلك يحصل في حالة واحدة فقط قوامها أن الفريق الأعلى لم يوصل تعليمات جديدة للفريق الأدنى بعنوان «الكمين تم إفساده» والطابق «إنكشف». بقي المعلقون في المحطتين مسترسلين في التعليق والنقاش، وطبعا الردح، رغم مطر النفي القطري لأن الإستديوهات، التي تدير الحوار أصلا لم تصلها تعليمات جديدة. من باب النكتة حصل شيء مماثل في بلادي الأردن مرة، فقد أمر أحد القادة قبل 40 عاما بوجود «غفير» على «صبة باطون خضراء» حتى تنشف ولأن تعليمات جديدة لم تصدر يقال أن وظيفة «غفير صبة الإسمنت» بقيت مستمرة لأربعين عاما إلى أن حضر مسؤول جديد ولاحظ عدم وجود حاجة لحراسة مساحة إسمنتية في مكان غير حساس. لدينا شاهد عيان صديق حضر الإحتفال القطري، الذي بدأ في الصباح الباكر ولاحظوا أن قصة الخطاب المفبرك ولدت قرب منتصف الليل، وهو أمر واقعي، لأن الخطابات المهمة كذلك المفبرك لا تبقى في الثلاجة لنحو 12 ساعة لكي تولد فجأة وتصنع كل الإثارة والجدل. عموما ثمة حسابات معقدة سياسية وراء كل الفيلم، ولسنا معنيين بالدفاع عن أحد ضد أحد، لكن الطبخة محروقة ببساطة، بل شاطت رائحتها وغرفة الكونترول في محطتي «العربية» و»سكاي» أظهرتا ميلا شديدا لتلاقح الثقافات مع بلاد الشام عندما تمسكتا بشعار «عنزة ولو طارت». مدير مكتب «القدس العربي» في عمان «العربية» و«سكاي نيوز» وشعار «عنزة ولو طارت»… وترامب يسأل: ألا يوجد فصيل نسائي في الحرس السعودي؟ بسام البدارين |
الدولة القبطية كما يتخيلها ويحاربها «تنظيم الدولة» في مصر Posted: 28 May 2017 02:26 PM PDT ثمّة مسألة قبطية يتعذر اختزالها اليوم في أي مسألة أخرى، مصرية أو عربية، بقدر ما يتعذّر فصلها عن السياق الإنحداريّ المصري والعربي. فالعنف الذي يستهدف الأقباط اليوم، من هجمة دموية إلى أخرى، يستهدفهم لأنهم أقباط. لكنه إذ يستهدفهم من حيث هم كذلك، فإنّ دافعه إلى ذلك غير ناشىء عن منازعة دينية كلامية معهم، أو عن أحقاد متراكمة قرّر أن يفجّرها الآن ضدّهم. فتنظيم «الدولة» يرى في الأقباط بحد ذاتهم ضحايا مثاليين لتمكينه من الإستثمار أكثر في الواقع المصري. وهنا أساساً يكمن الفارق بين نظرة «داعش» لهذا الواقع ونظرة سيد قطب إليه من قبل. نظر قطب، من سجنه، لدولة الإستبداد القائمة في زمنه والتي ستودي به إلى حبل المشنقة، فأعتبرها دولة «فرعونية» قائمة على تعبيد الناس لنفر منهم، هو فرعون، بدل تعبيدهم لرّب الناس، ولاحقاً ستشيع هذه الإدانة للإستبداد الحاكم على أنّه على نمط «فرعوني»، بعيداً عن حلقة المتأثرين مباشرة بأفكار سيد قطب. وظّفت ثورة 2011، على اختلاف تياراتها، هذا التنديد بالفرعونية ضدّ رئاسة حسني مبارك بشكل واسع، ومثمر. تحكمت ثنائية «موسى في مواجهة فرعون» بعد ذلك بمسار العلاقة بين قوى الثورة المختلفة، مع المجلس العسكري، وقامت لاحقاً كل الدعاية ضدّ الرئيس محمد مرسي على أنّه «فرعون على هيئة موسى»، وصولاً الى مزدوجة الإنتفاضة الشعبية والإنقلاب العسكريّ. آخر لحظة تجلت فيها ثنائية «موسى وفرعون» هذه في مصر، كانت قبيل الفض الدموي لإعتصام رابعة، وبالذات في كلمات المرشد محمد بديع أمام الجماهير المحتشدة في الميدان. «داعش» المصرية هي نقض لكل هذا المسار، لكل المسار الذي يبدأ مع سيّد قطب وينتهي في رابعة، المسار الذي يقاتل الدولة كـ»فرعونية»، ويبحث عن إحياء تحرّري موسوي في مواجهتها. بالنسبة إلى «داعش» هذا التجسيد الإستعاري «قرآنوي» أكثر منه «إسلامويّ»، ويشبه طريقة التيارات العلمانية في توظيف رموز وصور تعجبها في التراث الديني، في ثنائيات ملحمية، لا يلبث أن تتكشف محدودية تأثيرها، واستنادها على قدر كبير من التجريد. كثيراً ما تستأثر التحفظات والمساجلات مع سيّد قطب، ممّن أخذ عليه الغلو والتطرّف، بالإهتمام. لكن ثمّة أيضاً تراثاً من التحفّظ على سيّد قطب، وتحديداً على تفسيره، «تحت ظلال القرآن»، من على يمينه. تحفّظ يقول بأنّ قطب عمد إلى تفسير القرآن بالقرآن، بدلاً من تفسير القرآن بالحديث والسنّة بالدرجة الأولى. تحفظ يمكنه أن يمتد للفكر السياسي الذي طوّره قطب، في موازاة تفسيره، والقائم على ثنائية «موسى وفرعون». الدولة الإستبدادية الفرعونية، والبراء الموسوي منها. «داعش» هي حصيلة تجذير هذا التحفظ. هي حركة «لا قطبية» بإمتياز، تتعامل مع قطب كمفكر «أناركي». ليس هناك دولة «فرعونية» وأخرى «فرعونية». كل دولة هي فرعونية في مكان ما. السؤال الداعشي يناقض رؤى قطب: الدولة هي حكماً فرعونية، إنّما السؤال فرعونية في خدمة من؟ فكّر قطب بالهجرة من الدولة الفرعونية، أكثر مما فكر ببناء الدولة المهاجرة «التي على منهاج النبوّة». «ورّط» تلامذته من بعده بمجادلات لا تنتهي، لمعرفة إذا كان جهاز الدولة هو وحده «الفرعوني»، والمجاهدة محصورة ضده أو أنّ المجتمع كلّه فرعونيّ، وحكم الردّة يشمله كلّه. «ورّطهم» بثنائية موسى وفرعون، التي ظهر لاحقاً أنّها ارتدّت سلباً على كل مسارات إعادة أسلمة المجتمع والدولة في مصر: فما أن يمسك الإسلاميّون بزمام الأمور حتى تنفجر هذه النغمة «اللافرعونية» في وجههم، لكنها لا تنفعهم كتعويذة عندما يتأهّب العسكر لقمعهم بالحديد والنار. هي نغمة نشأت في السجون، وهي محبّة للسجون. «داعش» تحبّ السفر. الكر والفرّ. حروب الصحراء. التنقل بين الصحاري. الإحتماء بالبداوة ضدّ الحضر، مع إعتماد أساليب كولونيالية كلاسيكية في التعامل مع البدو أنفسهم في أماكن سيطرتها. لكن «داعش» تتعامل مع نفسها قبل كل شيء كـ»دولة». دولة في مواجهة دولة، دولة فرعونية «على منهاج النبوة» في مواجهة دولة فرعونية معادية لمنهاج النبوة. هنا بيت القصيد: لن تفهم داعش المصرية، ولا حربها على الأقباط، ولا الدعاية المبثوثة في سياق هذه الحرب، ولا كلامها القاسي المتواصل ضدّ جماعة الإخوان، من دون هذا التعارض الأساسي بين ما تقوله وما تفعله، من جهة، وبين الثنائية التي محور حولها سيد قطب فكره السياسي (موسى وفرعون). ففي مقابل سيد قطب الذي جاء يعرّف الدولة في عهد جمال عبد الناصر، بأنّها فرعونية، ومرتدة، من حيث هي كذلك، عن الإسلام، تأتي داعش اليوم لتعيد تعريف هذه الدولة، لتقول بأنّها دولة «قبطية». دولة أقرب للأقباط ودينهم وجماعتهم، مما هي للإسلام والمسلمين. في حزيران 1941، اجتاح هتلر الإتحاد السوفياتي بدعوى أنّها دولة «يهودية بلشفية»، في وقت كان معظم القادة اليهود في الحزب الشيوعي السوفياتي قد أعدموا في موسكو. قد تبدو المقارنة هنا فضفاضة مع ما تنتهجه «داعش» في مصر، لكنها قد تساعد على الفهم. الدولة المصرية «قبطية» ما دامت لا تفرض الجزية وأحكام أهل الذمة على الأقباط، وما دام الأقباط متحمسين لها، ولحربها على الإسلاميين، نفس الإسلاميين الذين تشجب «داعش» تخاذلهم وتحاكمهم بغير ما أنزل الله، وانهزاميتهم الناشئة ليس فقط عن قولهم بالديمقراطية والتدرّجية، بل أيضاً لأنّ كل أفقهم مسجون بثنائية سيد قطب «موسى وفرعون». بالنسبة إلى «داعش» المصرية، تعريف الدولة كفرعونية لا يخدم القضية الجهادية، بل يضيعها ويشتتها. محاربة هذه الدولة كقبطية يسمح، في المقابل، بضرب عصفورين، بحجر واحد: اعتبارها دولة في خدمة الأقلية الدينية في مواجهة الأكثرية الدينية، دولة ذات «جوهر قبطي»، ظلّ محتبساً من حاكم إلى حاكم، إلى أن أفشاه عبد الفتاح السيسي، واعتبار الأقباط هم الحلقة الأضعف فيها، وتركيز الضربات ضدّهم والسعي لتوطيد فكرة أنّ لا شيء يمكنه أن يوقف هذا المسلسل الجهنمي بعد الآن. توظّف «داعش» مفارقة مصرية ليست بنت اليوم، لصالحها. فمصر هي أكثر المجتمعات العربية تأطراً في نموذج الدولة الأمة، ويمكنك أن تتحدّث عن أمة مصرية تشمل المسلمين والمسيحيين أكثر مما يمكنك أن تتحدّث عن أمة كهذه في أي من الكيانات الوطنية في بلاد الشام، أو بالنسبة لمجموع هذه الكيانات. في المقابل، مدى الإحالة إلى منظار «النجاسة»، بازاء الأقباط، حاضر أكثر بكثير من حضوره بازاء المسيحيين في بلاد الشام، وحاضر ليس فقط إسلامياً، بل مسيحياً أيضاً، من لدن المسيحيين المشرقيين من غير الأقباط، منذ عصور الفتوحات الإسلامية وإلى الزمن الحديث. في عصر الخلفاء المسلمين، كان التعامل مع المسيحيين المشرقيين الذين يتبعون كنيسة الإمبراطورية المعادية، بيزنطية، أفضل بكثير من التعامل مع الكنيسة القبطية، التي كانت ترشقها الكنائس الأخرى بتهمة «تسهيل» الغزو العربي. و»تاريخ البطاركة» الذي كتبه الإنبا ساويرس ابن المقفع القبطي في المقابل، لم يكن مقصراً هو الآخر في التكفير المضاد للكنائس المسيحية الأخرى، وإعتبارها متواطئة مع المسلمين على الأقباط. وفي الزمن الحديث، لم يتخلخل منظار النجاسة هذا بشكل جذري. كثيراً ما يعتمدها المؤرخ عبد الرحمن الجبرتي في وصف وقائع استغلال من سماهم «أسافل القبط» لظروف الحملة الفرنسية، مع أن الجبرتي رسم صورتين مختلفتين، واحدة قاتمة، لـ»الخائن» يعقوب القبطي، دليل الجيش الفرنسي إلى صعيد مصر، وثانية إيجابية لجرجس الجوهري، جابي الضرائب، الذي عمل في الإدارات المتعاقبة، وحافظ على علاقة متوازنة مع المسلمين، أما رائد عصر النهضة العربية، رفاعة الطهطاوي، مثلاً في «تخليص الإبريز» يقول: «ومما يستحسن في طباع الافرنج دون من عداهم من النصارى حب النظافة الظاهرية، فان جميع ما ابتلى به الله قبط مصر من الوخم والوسخ اعطاه للافرنج من النظافة ولو على ظهر البحر.» ويتابع: «اعلم ان الباريسيين يختصون من بين كثير من النصارى بذكاء العقل ودقة الفهم وخوض ذهنهم في الغويصات، وليس مثل النصارى القبطة في انهم يميلون بالطبيعة الى الجهل والغفل.» داعش المصرية تنفذ الى الواقع المصري بمعية هذا التناقض، بين الدرجة العالية لتحقق الدولة الأمة في وادي النيل، وبين الدرجة العالية أيضاً لاستمرارية منظار النجاسة في النظرة إلى الجماعة القبطية. ما تقترحه، دموياً وجهنمياً، داعش في مصر، هو التالي: الدولة ليست فرعونية فقط، الدولة نجسة، وهي نجسة لأنها قبطية. ومنظار داعش هذا، مستقل إلى حد كبير عن واقع حال من يحكم مصر الآن، بخلاف المقالة المعادة المكررة حول أن «الاستبداد ينجب الإرهاب» (وهي صحيحة في المطلق، لكنها تتحول، اذا ما اكتفت بنفسها، الى نظرة بليدة وغير فعالة لا لفهم المتغير ولا لفهم اختلاف الذهنيات واختلاف الدوافع). كاتب لبناني الدولة القبطية كما يتخيلها ويحاربها «تنظيم الدولة» في مصر وسام سعادة |
روايات من غونكور Posted: 28 May 2017 02:26 PM PDT كنت قرأت في العام الماضي، «موعظة لسقوط روما»، وهي رواية متوسطة الحجم للفرنسي جيروم فيراي، الذي يعمل في التدريس في دولة الإمارات العربية، وقبلها بعام قرأت من منشورات الساقي اللبنانية، رواية «حجر الصبر» للأفغاني عتيق رحيمي، وكانت صغيرة الحجم ومكثفة كثيرا، وهذا العام انغرست بجدية، في رواية «أغنية هادئة» للمغربية ليلى سليماني، والذي يجمع بين هذه الأعمال الثلاثة، هو حصولها جميعا على جائزة غونكور، أعرق الجوائز الفرنسية وأكثرها شهرة. رواية جيروم تتحدث عن أشياء مختلفة، وبدأت بطريقة ساحرة، عن ذلك الرجل الذي يطالع صورة قديمة لأسرته، التقطت قبل أن يولد، ويتخيل كيف كانت ستكون لو حضر التقاطها. كمية من التداعيات الثرية، والأفكار التي، أصفها بأنها ساحرة وممتعة أيضا في القراءة. الرواية تنحرف فجأة وبطريقة مربكة إلى عالم آخر، يتشكل في الصحراء، حيث مشرب أو بار تملكه امرأة عجوز، وتديره فتاة اسمها حياة، وواضح أنها عربية، ويغشاه الصيادون ليثملوا في أي وقت، ثم تختفي حياة فجأة تاركة البار يتأرجح بين إدارة سيدته العجوز، وشاب جاء من مكان بعيد، وأيضا تبتعد الرواية عن هذا العالم، لتتحدث عن طفولة وذكريات لأحدهم. لقد كانت في رأيي ستكون عملا مهما لو ركز الروائي على عالم الصورة القديمة الحية في خيال من يشاهدها بعد زمن طويل، أو ركز على عالم صيادي الصحراء السكارى، ولم يتفرع إلى أحداث عادية، قد تعجب كثيرا من القراء، لكنها لا تستهويني حقيقة، ولا أجد فيها السحر الملائم لتذوقي، وهذه مسألة شخصية طبعا، وهنا سأجعلها تقنية أيضا بوصفي من الذين يكتبون، ولو رسم أحدنا، أي من الذين يكتبون في الوطن العربي، عوالم عدة في نص متوسط الحجم، أو صغير،، لتعرض لكثير من الانتقاد ولوصفت قصته بالتفكك، عموما لست في موقف انتقاد عمل ما، بقدر ما أتحدث عن تذوقي لعمل حصل على جائزة رفيعة. رواية عتيق رحيمي «حجر الصبر» رواية من العالم الثالث غير المتكافئ اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا، مع العالم الذي يمنح الجائزة، رواية مؤلمة وبطيئة في بث جرعات الألم، وتحكي عن ذلك العالم الأثير لكتاب أفغانستان، عالم طالبان والجهاديين، والمرأة المحتجزة في التقاليد، والمخدر، والجنس الذي يمارس في الخفاء وتحت الأقنعة. عن الرجل الجهادي الذي أصيب في رأسه كما أذكر، ويرقد في غيبوبة تامة، وعلى الرغم من ذلك يستعبد امرأة هي زوجته بطريقة أو بأخرى، يجعلها سجينة غيبوبته، تواصل الليل بالنهار في سبيل رعايته وتمريضه وتقليبه على الفراش، وتسأله أسئلة كثيرة، هي أسئلة المرأة التقليدية، تسأله عن حياته عن حياتها، عن حياتهما معا، تسقيه، وتملأ حلقه بالدواء، وتقرأ له أدعية تتمنى له فيها الشفاء، ولا تنام إلا بتخيل نومه وتصحو بتخيل استيقاظه وتترك البيت لتعود حالا. كانت ثمة إشارات كثيرة، للجو القاتم للحياة في أفغانستان في أعقاب استيلاء طالبان على السلطة، وكما قلت، كان هذا وما يزال الجو المسيطر على الكتابات الروائية، لكل الروائيين من أصل أفغاني، وهاجروا ليقيموا في الغرب ويكتبوا بلغته وأشهرهم بالطبع، خالد حسيني الذي يعيش في أمريكا وكتب، «عداء الطائرة الورقية» إحدى أشهر الأعمال الروائية في التاريخ. رواية ليلى سليماني، ذات روح غربية صرفة، وقد امتلك الجو الغربي أو الفرنسي، نكهتها كاملة: الحياة الصعبة لزوجين شابين لديهما طفلان صغيران، بحاجة لرعاية، الأم دارسة القانون التي لا تعمل، وتتفرغ لرعاية الطفلين، الزوج الذي يحلم بشركة إنتاج، ويحاول تحقيق الحلم. فوضى في البيت، في الشوارع في أفكار المرأة نفسها والبحث عن مربية تناسب وضع العائلة، ثم مأساة. في الحقيقة كنت قرأت أعمالا عدة غير تلك الأعمال الثلاثة، حصلت على جائزة غونكور، وكعادة أعمال الجوائز، هناك دائما سعي من القراء، من أجل الحصول عليها وقراءتها، وأظنني أفعل ذلك بدافع الفضول، لأرى أي شيء جاذب في عمل ما، ولفت أنظار اللجان المحكمة، وبالطبع لا أتخذ أي قرار تحكيمي، قرارا نهائيا سيتسلط على تذوقي، ولا أحرم نفسي من قراءة أعمال لا تحصل على جوائز، وأعتبرها شاهقة وجميلة ومعبرة، وكم من مرة قلت إن أعمال سليم بركات مثلا، ينبغي أن تكون أعمال جوائز، لو أنصفت ولم يحدث ذلك حتى الآن. أقول باستثناء رواية رحيمي، لم أحس بانسجام مع تلك الأعمال الغونكورية، وكنت أقرأها بشيء من الملل، على الرغم من صغر حجم معظمها وأنها يمكن أن تكمل في جلسة واحدة لو كانت جاذبة.. رواية فيراري، أرهقتني عوالمها المتفرقة، ما أن أمسك بجو ما، حتى يفر. رواية «أغنية هادئة» بدت لي غربية المذاق، وواقعية جدا، وتفتقر للجنون الكتابي الذي يمثله الخيال الجامح، لكني لا أقول بأنها ليست جيدة، هي جيدة ومكتملة، ومؤكد حصلت على متذوقين كثر، لكني لم أكن منهم. نعود هنا لنتحدث عن مسألة التذوق.. التي هي الحكم الرئيسي في أي شيء، وأظنني طرقتها كثيرا، وهناك شيء آخر ما دمنا نتحدث عن أعمال مترجمة، فالمترجم يخضع الرواية لرؤيته الخاصة وعباراته الخاصة، وأيضا يترجم بقلمه وبصمته الخاصة، وهنا سنجد من يعجب بترجمة ما، ولا يعجب بترجمة أخرى، وهناك في هذا الخضم مترجمون أفذاذ، سحروا الجميع بترجماتهم التي اتفقت عليها كل آراء القراء، ومنهم بالطبع صالح علماني، الذي لو لم يكن مترجما لأدب أمريكا للاتينية، والأدب المكتوب باللغة الإسبانية عموما، لكان كاتبا عظيما من كتاب الخيال، وعبد القادر عبد اللي، الذي رحل مؤخرا، وكان عظيما في نقل أدب الأتراك إلينا، ومن إنجازه قرأنا أورهان باموق، الذي أعتبره شخصيا أهم كاتب تركي، على الرغم من أن القراء الآن يلهثون وراء إليف شافاق و»قواعد العشق الأربعون». ٭ كاتب وروائي سوداني روايات من غونكور أمير تاج السر |
عادات Posted: 28 May 2017 02:25 PM PDT كل عاداتنا قد تتحول عند تماهينا معها إلى سجون لنا، وسجن العادات من أخطر السجون. العادات التي تدخلنا في ثبات دائم. فتحدُّ من حركتنا، وتجمّد أدمغتنا، وتدخلنا في أقفاص وهمية، حتى يصعب مع الأيام تخطي قضبانها. أليست أقسى من السجون الحقيقية التي يجد فيها البعض المأوى والملبس والمأكل والأمان؟ العادات التي تحرمنا من الحياة والحب والانطلاق، وحرية القول والحركة والابتكار، سجون خفية نمضي فيها فترة عقوبة على جرائم لم نرتكبها. كيف نتحمّل ذلك؟ لا أدري. في الغالب أبواب السجن تكون مفتوحة وإن أغلقت فالأقفال في أيدينا لكن يصعب علينا أن نفتحها. سطوة العادة التي تفرض علينا أو نكتسبها تحوّلنا إلى دمى مبرمجة، تُكرر أعمالها اليومية وواجباتها الاجتماعية وفروضها الدينية، بشكل أقرب إلى حركة الدراويش حين يدورون في رقصتهم العجيبة حول أنفسهم، بحثا عن نشوة روحية تكسر كل العوازل الدنيوية بينهم وبين الله، ولكنّهم يستفيقون من دوختهم بعد أن تخمد أصواتهم من التعب وأجسادهم من الدوران في المكان نفسه. العادات طريقة ذكية لإنتاج «ما يشبه الإنسان الكامل» أو بالأحرى ما يفترض أن يكون إنسانا قويا يقاوم مغريات الانحراف، بالالتزام بتلك العادات والتقاليد، ظنًّا منه أنها قواعد تتكفل بإنقاذه من الخطأ والخطيئة، حين يهجم الهوى على قلبه وتجذبه الغريزة نحو رغبات مرفوضة أخلاقيا. نخلط في الغالب ونحن منهمكون في تطبيق تلك النظم الاجتماعية المتعارف عليها لدى جماعات معينة دون غيرها، أن انصياعنا للعادة منشأُه فكرة بشرية تأخذ أشكالا مختلفة، حسب تطور المجتمعات ومدى تمدنها وتحضرها. تبدأ صغيرة كنقطة في منتصف دائرة، ثم تكبر الدائرة لتشمل كل ما يتعلّق بسلوكنا وطقوسنا وغنائنا وموسيقانا وأمثالنا وحكمنا وقصصنا المتداولة بيننا، يتّسع حجم تلك العادات حتى تصبح بصمة تميزنا عن غيرنا، ونصبح متشبثين بها حتى لا نفقد هويتنا، وكأنها كل ما نملك وكل ما يعرّف بنا وسط اختلافات الشعوب عن بعضها بعضا، وأي محاولة لكسر لبنة صغيرة وسط هذا «الفولكلور» تُقَابل بهجوم شرس لردعها، ويعتبر البعض تلك المحاولات حركات تمردية. على سبيل المثال لا الحصر ناضلت المرأة الأوروبية بقوة لترتدي البنطلون، وكانت الظروف المناخية القاسية غير كافية لتشفع لها، حتى إن مضيفات الخطوط الفرنسية لم يحصلن على حق ارتداء البنطلون أثناء الخدمة إلا سنة 2005. فيما المرأة الفارسية نعمت بهذا اللباس منذ آلاف السنين، أما المرأة في بعض بلدان إفريقيا فالعادات تحميها وتحفظ كرامتها حتى حين تمشي عارية النهدين. في مجتمعات أخرى تبدو لنا أكثر تحضرا، يصبح اللباس عقدة تقض مضجع رجال الدين والسياسة والإعلام، ويصبح أي لباس دخيل، ظاهرة تفتح بابا لسجالات أكثر تعقيدا. يقترن الفن على هذا الأساس بالتجدد والذهاب بعيدا عن المألوف إلى أقاصي الأشياء. وكل تغيير ينبع من كسر تلك العادات، تصادفه محاولات جريئة لخروج الأفراد ببطء، من خلال تلك الفتحة الضيقة التي يحاول المجتمع إغلاقها، ويحاول المبدع توسيعها في صراع مستمر لا ينتهي حتى إن انتهى الكاتب نفسه. «العادة هي ألدّ أعداء الوعي» تقول الحكمة اليابانية، فيما يقول الفرنسيون إن العادة عنف يمارسه الفرد ضد نفسه، إنها سلطة تردع الحريات، تتكرر هذه المقولة بمعان مختلفة في آداب كثيرة أطلت على الجمهور الفرنسي، من خلال مسارح ما بعد الحرب، ولعل أهمها، إن لم يكن أولها، هو مسرح صامويل بيكيت، الذي كسر المألوف تماما، بمسرحيته الشهيرة «في انتظار غودو».. وفيه ورد وصف العادة على أنها «خرس كبير» تلميحا إلى أنه مبدع لن يكرر غيره ولن يمشي على طرقات شقها سابقوه. لا عادات ولا تقاليد ولا قواعد ولا سلم إبداعي تبنى عليه الأحداث، حسبما هو متفق عليه منذ مئات السنين، خرج غودو من رأس بيكيت، وتحوّل إلى بطل يصل ولا يصل، يدخل المسارح ولا يحضر، يدخل الأشعار ولا يظهر، يتوغل في النصوص التي تبنى على القلق والعبثية المطلقة ويطرح الأسئلة وما من جواب. غودو الشهير تخطّى كل شيء، بما في ذلك الأمكنة والأزمنة وقوالب البشر الممكنة حسب المتخيّل. قهر العادات السيئة في الكتابة والاستسلام للنواميس القديمة، قلب الكيان الفرنسي والأوروبي، وامتد مثل ظلال خسوف شمل الأرض كلها، ليتحول إلى جموح أدبي جديد، عرفه القاصي والداني، دون أن يعرفوه تماما، فيما ظن البعض أنه مجرّد مثلٍ أو حكمة وغاب عن البعض الآخر أنه بطل مسرحية لبيكيت، حتى أن كثيرين دخلوا في دوّامة وهم كبير، إذ يدّعون معرفة غودو في ما هم لا يعرفون من هو بيكيت! وهذا فعل السّحر الحقيقي لبطل أبَديّ لم نعرفه أبدا، ولن نتعرّف عليه مستقبلا، مهما حاولنا فقد أتقن الكاتب بعبقريته المجنونة أن يجعله أحجية النقد منذ ولادة فكرته إلى يومنا هذا. كان ذلك أيضا الشرخ الذي هزّ القواعد الثابتة للفنون وشطرها نصفين، نصف لركح الماضي ونصف لتوالد المدارس الجديدة، حصل خلالها تناسل مستمر وتوالد مبهر لكائنات أدبية وفنية مختلفة، جعلت باريس تتربع على عرش العواصم، حتى أن وهجها امتدّ لمدن أوروبية مجاورة لها. العادات تقتل الأمكنة، وتطفئها، وإن لم ترتد عباءات مبدعيها، ماتت في رتابة أحداثها وكآبة التكرار الممل للأشياء. ألم يقل نيتشه «أن العادة تجعل أيدينا بارعة أكثر، وعبقريتنا خرقاء أكثر»؟ كان صادقا وقد أخبرنا دون كثير من الشرح أنّ العبقرية تموت إذا ما رُوّضت وأدخلت سجن العادات. وهذا عصب مرضنا بالذات، نخاف من خوض مغامرة كسر المألوف، نعيش عاداتنا بكل ثقلها ونتعثر بها يوميا، نكاد لا نبرح المكان الذي بدأنا منه، نلتمس القربى من ذوي السلطة علينا، لا أمل في الذهاب بعيدا، المقولات نفسها تكسرنا مليون مرة، «الجمهور عاوز كده»، و»من غيّر عادته قلّت سعادته» ومثلهما الكثير. لكن الأغرب على الإطلاق قول أبو حامد الغزالي «لو عالج الطبيب جميع المرضى بالدواء نفسه لمات أغلبهم» أو لسنا موتى اليوم؟ وقد اتبعنا أنظمة صارمة لقتل جينات الحياة فينا، ظنًّا منا أنها الدواء لئلا نصاب بأمراض مجتمعات أخرى نراها مخطئة، أنظمة تجعلنا مشتابهين مثل طيور البطريق وهي مصفوفة على شريط من الجليد. في آدابنا وفنوننا، انطفأنا بمجرّد استسلامنا للقضبان الوهمية التي رسمها المجتمع لنا. انتظرنا «غودو» لكننا لم نكتب حتّى عن تجربة الانتظار. لم نخرج للأفق الفسيح الذي يُمِّكننا من الركض والقفز والطيران في الأعالي. أما القلّة الذين حطموا صنم المألوف فقد أدخلوا إلى محاكم التفتيش سريعا، فيما ظلّ النقد الفعّال حبيس الحناجر الخائفة، والمحابر النّاشفة. شاعرة وإعلامية من البحرين � |
النزاع حول معبر «التنف» قد يفضي إلى تراجع جديد للنفوذ الأمريكي أمام المحور الإيراني في سوريا Posted: 28 May 2017 02:25 PM PDT انطاليا ـ «القدس العربي»: لم تكن عملية قصف الولايات المتحدة للميليشيات الموالية للنظام السوري وهي تتقدم قبل ايام باتجاه معبر التنف، سوى عملية عابرة، بدت وكأنها اشتباك طارئ غير مستند لرؤية استراتيجية ثابتة في سوريا، كما ان لهجة الأمريكيين بوصف عملية القصف تحدثت عن تواجد الميليشيات الشيعية المساندة للنظام في منطقة عدم اشتباك «متفق عليها مسبقاً»، وهذه تعبيرات تظهر ان الأمريكيين والروس بينهم «اتفاق مسبق» لمنع التصادم بين القوات الحليفة لكل منهما، اي ان القصف لم يحدث في صدام مع عدو بل في اشتباك عابر مع شركاء بمحاربة الجهاديين السنة بدعم مباشر للجهادية الشيعية، وان كانت شراكتهم في هذا الملف لا تعني كونهم حلفاء، بل متنافسين ويعمل كل منهم على مسار منفصل عن الآخر داخل سوريا. فلم تمر ساعات قليلة على القصف الأمريكي حتى عاودت قوات النظام والميليشيات الشيعية الموالية لها التقدم لعشرات الكيلومترات على الطريق المؤدي لمعبر التنف لتتجاوز نقطة الظاظا وتسيطر على الكتيبة المهجورة وتصل لنقطة الزرقة ثم استراحة الشحمة، وتصبح على بعد نحو ثلاثين كيلومتراً فقط من حدود التنف، وسط انباء عن اخلاء قوات الفصائل المدعومة من البنتاغون لموقعها على الطريق المؤدي لمعبر التنف وهي عبارة عن كرفانات اتخذت كنقاط تمركز. ولا يبدو هذا التقدم المتحدي بعمق المناطق المحظورة الأمريكية في سوريا سوى رسالة ايرانية روسية جديدة بأن سوريا هي منطقة لنفوذهم وليس النفوذ الأمريكي، وهذا ما جاء صراحة في بيان قاعدة حميميم الروسية التي قالت ان قوات موالية للحرس الجمهوري «كسرت الخطوط الحمراء لقوات حليفة لواشنطن»، وتقصد هنا فصائل «مغاوير الثورة» المدعومة من البنتاغون، وتوعد البيان الروسي بمواصلة التقدم في الاراضي السورية. وبينما تجتمع كل هذه الحشود الموالية للنظام بنسق واحد في تلك العمليات في البادية السورية، فان قوات مغاوير الثورة وفصائل المعارضة التي يعتمد عليها البنتاغون كقوات برية فشلت في مهمتها السابقة ضد تنظيم «الدولة» قرب البوكمال تحت مسمى «جيش سوريا الجديد»، ولا تبدو قادرة على خوض مواجهات جدية دون دعم كبير، وهي لن تنجح على ما يبدو بتغيير نظرة وزارة الدفاع الأمريكية التي تعتبر ان أكثر القوات الكفوءة التي يمكن الاعتماد عليها في مواجهة تنظيم «الدولة» في سوريا هي الميليشيات الكردية، وبينما تتقدم قوات النظام بضباطها العلويين والميليشيات الشيعية لحزب الله نحو مسكنة آخر معاقل التنظيم في ريف حلب الشرقي، يزداد التصور ان النظام لا يريد ان ينفرد الأكراد بمدينة الرقة شمالًا، فتقدم النظام من جنوبها الغربي في مسكنة، يعني انه قد يواصل الهجوم ليصل حدود الرقة الجنوبية، وسيكون على الروس وقتها الطلب من الأكراد التكفل بجبهة الرقة الشمالية والابتعاد عن الجبهة الجنوبية. كل هذه التطورات تتم بفضل اتفاق الاستانة الذي ترعاه أصلاً دول حليفة للنظام، مما اتاح تصميمه لتجاوب مع احتياجات النظام عسكريًا وميدانيًا، فيتم في كل جولة تهدئة معظم الجبهات الثانوية ليتمكن النظام من حشد القوات على المحاور التي يراها باتت أولوية، يسعى لتحقيقها قبل منافسيه الأمريكيين في التحكم بالممرات الصحراوية التي تربطه بالعراق وصولاً لدير الزور. السباق الحاصل بين المحور الإيراني والمحور الأمريكي للسيطرة على منطقة الحدود بين العراق وسوريا لا يبدو انه سينتهي بغير النتيجة التي آلت اليها ساحة التنافس السابقة في العراق، عندما احكمت طهران قبضتها على المفاصل السياسية والامنية للسلطة في بغداد وفرضت على الأمريكيين التعايش مع عمائم «محور الشر». ففي ظل المعطيات الراهنة السياسية والعسكرية، وتوازنات القوى داخل الساحة السورية، فان الولايات المتحدة تبدو عاجزة عن وقف تمدد القوات الموالية للنظام السوري باتجاه معبر التنف، وان كانت لا تحتاج للسيطرة على المعبر نفسه بل يمكنها بالسيطرة على الطريق المؤدي للمعبر ان يصبح المعبر بحكم الساقط عسكرياً وبلا قيمة كمعبر للاراضي السورية، في المقابل فان إيران تبدي إصراراً كبيراً على تعبيد هذا الطريق الحيوي بين حلفائها في العراق وسوريا ولبنان ليس فقط كشريان إضافي لتصدير البضائع بل لتصدير «الثورة الشيعية» وفق مشروعها المعلن الذي ظل يقود سياستها الخارجية في المنطقة منذ عقود، لذلك تنظر إيران لقضية حدود البلدين على انها حلقة وصل ضمن مشروع ذي دوافع عقائدية ومصالح قومية عليا قدمت في سبيله المئات من ابناء وقادة حرسها الثوري، لذلك ذهب القيادي في الحشد الشيعي قيس الخزعلي للحديث تفصيلاً عن هدف يطمح له بلقاء قواته من العراق بقوات النظام السوري على الطرف الآخر من الحدود مكوناً ما يراه «البدر الشيعي»، لذلك يخرج من وسط الصحراء فيديو لمقاتل من الميليشيات الشيعية يحتفل هاتفاً «يا علي» عندما تلتقي مجموعته مع كتيبة للجيش السوري عند نقطة صحراوية امكنهم من خلالها الهيمنة على نحو اربعة الاف كيلومتر مربع من بادية الشام بين الحدود العراقية السورية وبين تدمر وريف حمص الجنوبي، ليصبح البدر الشيعي اقرب من أي وقت مضى للتحقق بتوسيع الهلال الشمالي نحو الصحراء الجنوبية بين الانبار وبادية الشام، هذا المشروع، لا يكتسب التصدي له هذه الدرجة من الاولوية بالنسبة للولايات المتحدة، كونه بعيداً نسبياً عن تهديد أمنها القومي المباشر بينما هو في صلب الامن القومي الإيراني، وبالرغم من ان الولايات المتحدة تفضل ان تفصل بين بغداد ودمشق بقوات موالية لها وليس لايران. لكن ليس كل ما تتمناه الولايات المتحدة تدركه، خصوصاً في منطقة وجدت فيها من ينافسها، بينما يستمر الفراغ العربي الكبير الذي ينتظر دائماً من يملأه، كحال نسبة كبيرة من الجمهور العربي الذي لا يستطيع الخروج من قالب الفاعل الأمريكي الاوحد في فهم اي حدث او تطور ميداني له اسبابه وخلفياته ومراحل تكونه من أطراف عدة، فاذا قصف الأمريكيون الحشد الشيعي على طريق تقدمهم للتنف ابتهج قطاع واسع من المتابعين وانتشرت ربما العبارات و»الهاشتاغات» المحتفلة واذا وصل بعد ايام الحشد والنظام لمعبر التنف ستقفز نظرية ان أمريكا سلمت المعبر لإيران. وإضافة لأهمية الطريق الرابط بين بغداد ودمشق ، فان السيطرة على اهم نقاط الصحراء المترامية بين بادية الانبار وبادية الشام تمثل احترازاً دفاعياً هاماً لكل من حكومتي بغداد ودمشق، فهذه الصحراء وقراها العشائرية ظلت ملاذا امنا لعناصر تنظيم الدولة منذ سنوات طويلة، ولذلك يجهد الحشد الشعبي من الجانب العراقي للتقدم جنوب غرب تلعفر نحو القيروان والبعاج وصولاً لنقطة حدود القائم، وكذلك يفعل نظراؤه في مجاميع الحشد الشيعي والميليشيات الموالية للنظام السوري المتقدمون نحو الخط الحدودي الفاصل، بعد عملية واسعة شنها النظام في الحزام الصحراوي جنوب حمص وتدمر تمكنت من خلالها من تأمين طريق دمشق تدمر بالكامل وربطه بريف حمص الجنوبي، وسيطرت على حقول عدة للفوسفات بتلك المنطقة، مما يعكس اهتمام النظام ببسط نفوذه على بادية الشام، وهي عملية ستواجه بمزيد من الصعوبات مستقبلاً، فحتى وإن أمكن السيطرة على تلك القرى والطرق الصحراوية في عمق البادية فان البقاء بها ليس سهلاً، فعناصر تنظيم الدولة الذين يتحدر كثير منهم من قرى عشائرية سيبقون اقدر على التحرك في هذه المناطق الصحراوية ذات التركيبة العشائرية الاقرب لهم، وقد نجحوا بعد عام 2008 بالاحتماء بالجانب العراقي من تلك الصحراء، حيث وادي حوران وغيره من المناطق الغائرة قرب الحدود، ورغم ان الحملة الأمنية العراقية والسورية هذه المرة ستضيق الخناق على عناصر التنظيم أكثر من اي وقت مضى وستواصل مطاردتهم بعد خروجهم من آخر معاقلهم في الدير والرقة بعد معارك قد تستمر لشهور طويلة، الا ان خصائص معاقل التنظيم في القرى الصحراوية تجعلها صعبة المراس على أي قوة عسكرية غريبة عنها، خصوصاً ان هذا العمق الصحراوي بعيد عن كل التكتلات السكانية التي توفر حاضنة للقوات المهاجمة لتنظيم الدولة، الشيعية جنوباً نحو الشرق والكردية شمالاً والاقلوية المسيحية والعلوية غرباً، ويكفي النظر لعدد القتلى من قيادات الحشد الشعبي وآخرهم القيادي في الحرس الثوري الإيراني نصيري خلال معارك السيطرة على قرى شمال البعاج لنعرف مدى التكلفة الكبيرة التي ستدفعها القوات المهاجمة لدخول تلك المراكز والتكلفة الاكبر التي ستتحملها على المدى الطويل لمواصلة البقاء فيها، وعلى مدى القرون الماضية ظلت هذه المنطقة مصدراً لغارات العشائر على المدن وقوات الحكومات المركزية في بغداد ودمشق، ولم تفلح محاولات الحد منها إلا بعد التحالف مع ابناء تلك القرى العشائرية الذين يصعب ضمان ولائهم الكامل. النزاع حول معبر «التنف» قد يفضي إلى تراجع جديد للنفوذ الأمريكي أمام المحور الإيراني في سوريا وائل عصام |
آليات أمن المواطن أهم من البناء وأجهزة خطيرة نافذة في الدولة تشارك لصوص الأراضي جرائمهم Posted: 28 May 2017 02:25 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: شياطين الإنس وهم الأخطر روعوا المصريين جميعا بالقيام بعملية قتل مروعة لثمانية وعشرين من أشقائنا المسيحيين، كانوا يستقلون أتوبيس في طريقهما لدير الأنبا صموئيل في صحراء المنيا في طريق ترابي، واستولوا على ما معهم وقتلوا معظمهم، وفيهم نسبة كبيرة من الأطفال والنساء، ثم فروا في اتجاه الحدود مع ليبيا. وكانت العملية من الخطورة بحيث دعت الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى عقد اجتماع عاجل لقادة الجيش وأجهزة الأمن. وقد حصر الرئيس السيسي الاتهام في تنظيم «داعش» وأعلن أنه أمر القوات الجوية بمهاجمة معسكر في مدينة درنة الليبية، التي جاء منها الإرهابيون الذين شنوا الهجوم. وكانت حملة جوية عنيفة شاركت فيها طائرات من مختلف الأنواع الحديثة، بما فيها الرافال الفرنسية. وهذا ثاني هجوم جوي تشنه مصر علي إرهابيين داخل ليبيا، الأول كان عندما ذبحوا عشرين من المصريين المسيحيين العاملين في ليبيا، فقامت مصر بضربة جوية في اليوم نفسه، والثالث الذي تشنه ضد ليبيا، الأول كان أيام الرئيس الراحل أنور السادات عندما قام الرئيس الليبي بتمويل مجموعة وضعت قنبلة في قطار مرسي مطروح – القاهرة، وتفجير مكتب البريد الرئيسي في ميدان العتبة في القاهرة، فأرسل السادات قوات صاعقة نزلت في قاعدة طبرق الجوية، وهاجمت القوات الليبية واستمرت العملية يومين، بعدها تلقى السادات تحذيرا أمريكيا شديدا بالانسحاب، إذ تخوفت أمريكا وقتها أن يكون السادات أرادها حجة لاحتلال ليبيا. واهتمت الصحف المصرية الصادرة أمس الأحد 28 مايو/أيار بمسلسلات رمضان، وكذلك الغالبية الكبيرة من الناس الذين تسمروا بعد الإفطار أمام القنوات. وشهدت صفحات الصحف حملات إعلانية كثيفة جدا، خاصة «الأهرام» و«الأخبار» و«المصري اليوم» ما عوض جزءا من خسائرها، بالإضافة إلى حملات إعلانية هائلة في الشوارع. كما تواصل الاهتمام بقرب امتحانات الثانوية العامة في الرابع من الشهر المقبل، والاقبال الكبير علي المجمعات الاستهلاكية وسرادقات «أهلا رمضان»، التي تبيع فيها الحكومة السلع بأسعار مخفضة عن الأسواق. كما أن الجيش يبيع سلعا بأسعار أقل من السوق مع ملاحظة أن الحكومة والجيش يحققان هامش ربح معقول. ومن أبرز القرارات التي اتخذتها الحكومة لصالح فئة كبيرة من المواطنين قرار تثبيت مئات الألوف من الموظفين، الذين كانوا يعملون بمكافأت. وكذلك ازدياد أعداد السائحين البريطانيين. وزيارة وزير الخارجية الروسي وزيادة الآمال في عودة السائحين الروس. وإلي ما عندنا من أخبار متنوعة…. نداء السيسي للرئيس الأمريكي ونبدأ التقرير بالكلمة التي وجهها الرئيس للشعب عن الحادث وأبرز ما فيها قوله نقلا عن الصفحة الثالثة من «أهرام» السبت: «وجّه الرئيس السيسي نداء للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكدا فيه أنه يثق في كلامه وقدرته على أن مهمته الأولى ستكون مواجهة الإرهاب في العالم، معربا عن ثقته في أنه قادر على تنفيذ هذا الامر بالتعاون مع دول العالم المحبة للإنسانية والسلام والأمن والاستقرار. وشدد على ضرورة معاقبة الدول التي تدعم الإرهاب وتقدم المال والسلاح والتدريب للإرهابيين دون مجاملة أو مصالحة مع هذه الدول. وناشد الرئيس المصريين بالانتباه وتوخى الحذر والحفاظ على تماسكهم، مشيرا إلى أن الجميع متألم ومجروح من حادث (أمس) ولكننا ندفع ثمنا كبيرا من أجل حرية حقيقية لبلدنا، الذي كان سيقع في إيدى التطرف والإرهاب، وكسر تماسك المصريين. موضحا أن استراتيجية تنظيم «داعش» هى عمل الفتنة بين المسلمين والمسيحيين في مصر، حتى يتم إيهام الشعب أن الدولة لا تحميه بالشكل الكافي، وأنه غير آمن في بلده. ومشيرا إلى أنهم يعملون منذ عدة أشهر على كسر تماسك المسلمين والمسيحيين اعتبارا من حوادث الاعتداء على الكنائس المصرية في الإسكندرية وطنطا والكنيسة البطرسية. إن تنظيم «داعش» يهدف إلى إسقاط مصر، باعتبار أن ذلك سيؤدي إلى أن تسود الفوضى في العالم بأسره. موضحا أن كل جهودهم تبذل لضرب الاقتصاد المصري والسلام الاجتماعي في مصر». أمريكا والغرب والإرهاب وعلى الرغم من أن الرئيس طالب الرئيس الأمريكي ترامب بالتعاون في مكافحة الإرهاب ومعه العالم ورد ترامب بإبداء التعاطف معه. إلا أن رئيس تحرير «الأهرام» محمد عبد الهادي علام اتهم امريكا والغرب بمعرفة كل معسكرات الإرهابيين قائلا أمس الأحد: «الضربة الجوية المصرية لم تأت من فراغ، ولم تكن سوى إجراء فوري ضد معسكرات يخرج منها الإرهابيون تحت سمع وبصر أجهزة الاستخبارات الغربية، ونعرف فقط عن تحذيرات قبل وقوع حوادث إرهابية من وسائل الإعلام الدولية، وهو أمر غريب فكيف تترك تلك الجماعات تعمل بحرية في بلد يُفرض حظر على تسليح جيشه، ويقف المجتمع الدولي لا يحرك ساكنا؟ زيف الإدعاءات كما تعرض الرئيس السيسي لهجوم عنيف جدا أمس الأحد من طارق أبو السعد في جريدة «المقال» الذي أبدى دهشته من مخاطبة الرئيس السيسي للرئيس الأمريكي، وقال في صفحتها الثالثة: «عقب حادث دير المنيا قام الرئيس السيسي بتوجيه خطاب للأمة شكلا، لكنه في الحقيقة كان خطاب استغاثة واستجداء إلى الرئيس الأمريكي. هذا خطاب لم يبث فينا قوة ولم يحيي فينا أملا، أي عزة ونحن نستجدي طلب المساعدة الخارجية من امريكا، أي قوة وهذا الاعتداء يكشف عجزا شديدا في المواجهة الداخلية، ما دخل أمريكا بما حدث في المنيا؟ أليس الشأن شأنا مصريا؟ المجرمون الإرهابيون مصريون، والاعتداء تم في أرض مصرية والضحايا مصريون، فلماذا استجداء التدخل الأمريكي؟ لقد أذلنا هذا الخطاب وهذا الاستجداء، كما لم يبث فينا قوة وحماسا لنخوض معاركنا مع الإرهاب ففي الخطاب قال الرئيس إن مصر لن تتردد في ضرب معسكرات الإرهابيين في الداخل والخارج، هذه الجملة لا تزيدنا قوة، بل تضعفنا لأنه ببساطة إذا كنا قادرين على ضرب هذه المعسكرات، لماذا لم يتم ضربها حتى الآن؟ هذه الجملة تكشف لنا زيف الادعاءات التي سمعناها آلاف المرات، من أن معسكرات الإرهابيين انتهت وتم تدميرها، هذا خطاب أفقدنا الثقة في إعلامنا، وفي تصريحات مسؤولينا أيضا، أفقدنا الثقة في الأمن ومدى جاهزيتهم للتصدي للإرهاب، فعندما يقول الرئيس إنه ومن شهور قال للأجهزة «خلي بالكم، مهمتهم في سوريا خلصت، دمروا سوريا خلاص وأول ما المقاتلين بدأوا يرجعوا من حلب، قلت خلي بالكم، فيه جزء من المقاتلين هيجولنا هيتحركوا من تجاه سيناء واتجاه المنطقة الغربية للحدود المشتركة بيننا وبين ليبيا». وتتم بعدها كل هذه العمليات ضد المسيحيين فلابد أننا نشك في قدرات الأمن». قتل المسيحيين ونبقى مع فاجعة قتل أشقائنا المسيحيين قبل ساعات من بدء أول أيام شهر رمضان الكريم وقتل أكثر من عشرين، أغلبهم من الأطفال، كانوا في طريقهم لدير الأنبا صموئيل في صحراء محافظة المنيا، وقول أحمد سامر في «المقال» عن الحادث: «إطلاق النار على حافلة كانت في طريقها لدير الأنبا صموئيل في محافظة المنيا، يأتي نتيجة طبيعية في ظل مناخ عام ديني واجتماعي مسمم ومأزوم بخطابات التطرف الإسلامي، التي لم تفتقد التبجح والغطرسة، والتي لم تقتصر فقط على جماعات العنف المسلح والجهاد الإجرامية، بل وصلت حتى إلى الأوساط الرسمية. واقعتا سالم عبد الجليل وعبد الله رشدي الأزهريين اللذين تفننا في تكفير المسيحيين ووصف العقيدة المسيحية بأنها عقيدة فاسدة، لا تزال أصداؤها سارية حتى تاريخه، ويدفع ثمنها الأبرياء من أبناء الوطن، ومن ينكر أن هنالك اضطهادا دينيا، اجتماعيا وسياسيا للمسيحيين فإنه شخص بلا ضمير وبلا مبادئ، ولا يكترث لسلامة الوطن واستقراره. أعزائي القراء أشارككم الإفلاس، فالوطن على شفا حفرة، والأزمة باتت حاسمة في تحديد مصير مصر في السنوات المقبلة جردوا الأزهر من أي وصاية على الدين والتشريع أو الاجتماع، عدلوا الدستور ليكون دستورا علمانيا يفصل فصلا تاما وواضحا بين الدولة والدين، أطلقوا العنان لأقلام المفكرين والمبدعين لينهشوا جسد الأصولية الدينية دون رحمة، عدلوا من المناهج التعليمية ونقحوها من كل أفكار التخلف والرجعية، كونوا جادين وصادقين في محاربة التطرف، فدون ذلك سيستمر الوطن في النزيف، وسيدفع المزيد من الأبرياء الثمن من حياتهم وحياة أبنائهم، وسيستمر المنافقون في التأكيد على أن الارهاب لا دين له». الطائفية والمذهبية مطلوبتان ومن «المقال» إلى «اليوم السابع» ورئيس تحريرها التنفيذي أكرم القصاص مقاله اليومي الذي يكتبه تحت عنوان «كأنه» وقوله فيه: «مرات كثيرة كانت التنظيمات الإرهابية تنفذ عملياتها في رمضان، وكانت أكبر مجزرة ارتكبها الإرهابيون ضد جنودنا في رفح وهم صائمون. واليوم اختار الإرهاب ليلة رمضان، الذي يمثل مناسبة مصرية بجانب أنها إسلامية. اللافت أن البعض يبدي دهشة من أن يرتكب الإرهابيون مجزرة في رمضان، وكأنهم يحسبونها فقهيا وإسلاميا، أو أن الإرهابي ينتظم في جلسات الحوار الديني قبل أن يفجر نفسه أو يطلق النار على الأطفال. وعلى الرغم من أن الشعور بالمصاب يتضاعف لكون الشهداء أغلبيتهم من الأطفال، لكن هذا لا يعني أن الأمر سيكون أخف لو كان الشهداء أكبر سنا. الواقع أن الإرهابيين لا ينشغلون بغير تنفيذ مخطط هدفه بث الرعب في المجتمع، وإحداث شرخ يكبر ليتحول إلى شق طائفي. هم لم ينجحوا لكنهم يفتحون الباب لمزايدات من أشكال مختلفة حول الحماية والتدخل، ومن يطرحون هذا لا يخلو طرحهم من خبث، لأن الطائفية والمذهبية مطلوبتان لذاتهما ضمن تحركات التنظيمات الإرهابية، ولم تنجح أي حماية أو تدخلات في منع توسع الإرهاب في العراق، وهي قضية يفترض أن ينتبه لها من يطنطنون في هذا السياق». أين التنسيق الأمني؟ أما عبد الناصر سلامة في عموده اليومي «سلامات» في «المصري اليوم» فشن هجوما علي أجهزة الأمن رغم تحذيرات سابقة للسفارة الأمريكية في القاهرة من هذا الهجوم المتوقع وقال: «الأربعاء الماضي حذرت السفارة الأمريكية في القاهرة رعاياها من عمل إرهابي، العملية الإرهابية في المنيا تمت بعد أقل من 48 ساعة من التحذير، ليست المرة الأولى كما التحذيرات الإسرائيلية العديدة أيضاً للإسرائيليين من زيارة سيناء، قبيل وقوع عمليات إرهابية. بالفعل يبدو أننا لا نتوقف كثيراً أمام تلك التحذيرات التي كان يجب أن تؤخذ على محمل الجد، ليس ذلك فقط، بل كان يجب أن نطلب تفاصيل المعلومات التي توصلوا إليها مبكراً قبل أصحاب الدار، فإما أن نتعلم ونستفيد منها، وإما أن نعي خيوط علاقتهم بالفاعل مادام هناك ما يُطلق عليه «التنسيق الأمني» بيننا وبينهم، أو ما هو أكثر من ذلك، وهو التعاون الأمني، وإلا فعلى ماذا نتعاون؟ أتصور أن وزارة الداخلية يجب أن تصدر تقريراً حول ملابسات هذه العملية الأخيرة تحديداً، التي كان معظم ضحاياها من الأطفال الأبرياء. ماذا فعلت بعد صدور التحذير الأمريكي؟ وكيف تعاملت معه؟ وفي أي اتجاه سارت وكيفية تعاملها مع مثل هذه التحذيرات بشكل عام؟ ولماذا لا تصدر التحذيرات من مصر قبل أن تصدر من آخرين، مادام الأمر يتعلق بشأن مصري؟ وإلى متى سوف نظل نتلقى تحذيراتنا من الخارج وإلى متى سوف يظل الأبرياء يسددون فواتير سياسية لا دخل لهم بها؟على أي حال أخشى ما أخشاه أن نظل نعلق فشلنا على شماعة الدين، ذلك أن الأمر لا علاقة له بالدين من قريب أو بعيد نحن أمام مشكلة سياسية من الألف إلى الياء، وبالتالي لم يعد مقبولاً استمرار أو تكرار مثل هذه النكبات دون مواجهة علمية، تضع في الاعتبار كل مجريات الأحداث في مصر، قبل أن تصبح مثل هذه الأنباء الكارثية اعتيادية، كما هو حال الأنباء المقبلة من سيناء على مدى ثلاث سنوات مضت، أطفال يتيتمون وزوجات يترملن وأمهات ثكلى وأسر تتمزق ولا حول ولا قوة إلا بالله». وقفة حداد وفي الصفحة الخامسة من العدد نفسه من «المصري اليوم» طالب صاحب الجريدة صلاح دياب في عموده اليومي، الذي يكتبه تحت عنوان «وجدتها» ويوقعه باسم نيوتن بإعلان الحداد في العالم العربي بقوله: «بعد ما حدث في المنيا، لا يسعني إلا أن أقول شيئا، الحزن والغضب يغلف الروح، كل ما أرجوه أن نقوم على الأقل بإعلان الحداد بعد هذا الحادث الأليم، نقف جميعا في كل أنحاء الوطن العربي في وقت محدد حدادا على شهداء أتوبيس المنيا، كما حدث في بريطانيا حين وقف الجميع حدادا على أرواح ضحايا حادث مانشستر، وإذا لم نتمكن من ذلك فعلى الأقل الوقوف حدادا في وقت واحد في كل أنحاء مصر، لنثبت أننا جميعا يد واحدة وقلب واحد ينزف ألما على الضحايا الأبرياء». فشل المنظومة الأمنية أما علاء عريبي في «الوفد» فاعتبر ما حدث فشلا أمنيا، وقال في عموده اليومي «رؤى»: «بالفعل أغلب البلدان تشهد وقائع إرهابية، وصحيح لا يوجد أمن بنسبة 100٪ لكن هذا يقال بعد أن ننفذ ما يجب أن يكون ولا يقال، وأغلب قياداتنا الأمنية يجلسون خلف مكاتبهم يتبادلون النكات السخيفة. نحن فوضنا الرئيس ووكلناه لمحاربة الإرهاب، وتفويضنا هذا لا يعني أن نصبر على بعض القيادات الفاشلة، أو نرضى بخطط عفى عليها الزمن، يجب أن نعيد النظر في المنظومة الأمنية ككل، أشخاصاً وقيادات وبرامج وتسليحاً وخططاً، وآليات أمن المواطن أهم من البناء، وله الأولوية عن المدن والمزارع والمصانع. لم يعد من المقبول أن نشاهد دماء أولادنا تلطخ جدران الكنائس والسيارات والمدرعات والكمائن، إذا كان تحديث المنظومة يحتاج لأموال فالشعب يمكنه أن يشارك بالأموال وبالجهد وبالفكر، بشرط أن تخرجه المنظومة الجديدة من: «وهكذا دواليك». رمضان كريم ونبدأ بالشهر الفضيل فقد نشرت مجلة «روز اليوسف» تحقيقا لحسام عبد الهادي عن قصة إنشاء الزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر إذاعة القرآن الكريم فقال: «عندما وصلت معلومات عبر تقارير سرية تؤكد وجود نسخ من المصحف الشريف محرفة، كان قراره الفوري بالتصدي إلى ذلك العبث، من خلال إصدار اوامره إلى وزارة الأوقاف والشؤون الاجتماعية متمثلة في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية والأزهر الشريف، بضرورة تسجيل القرآن الكريم كاملا مرتلا برواية حفص عن عاصم، بصوت القارئ الشيخ محمود خليل الحصري، على اسطوانات، وتوزيع نسخ منها على المسلمين في جميع انحاء العالم الإسلامي، باعتبار أن ذلك أفضل وسيلة لحماية المصحف الشريف من الاعتداء عليه. وكان هذا أول جمع صوتي للقرآن الكريم، بعد أول جمع كتابي له في عهد خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم « أبي بكر الصديق «رضي الله عنه وأرضاه». قرار عبد الناصر بتسجيل المصحف المرتل جاء في شهر رمضان من عام 1382 هجرية الموافق 1963م، بعد أن لوحظ في اوائل الستينيات من القرن الماضي ظهور طبعة مذهبة من المصحف ذات الورق الفاخر والشكل الأنيق، فيها تحريفات خبيثة ومقصودة لبعض آياته منها قوله تعالى «ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه، وهو في الآخرة من الخاسرين» (الآية 85 من سورة آل عمران). الخبث المقصود مطبعيا هنا ظهر في حذف كلمة غير فأصبحت الآية تعطي عكس معناها، وبناء عليه وفي الأول من رمضان من عام 1383 هجرية، أي بعد عام من تسجيل القرآن الكريم على اسطوانات، طلب من الدكتور عبد القادر حاتم وزير الثقافة والإرشاد القومي، وهي الوزارة المعنية بالإعلام آنذاك اتخاذ قرار بتخصيص شبكة إذاعية لإذاعة المصحف المرتل، الذي سجله المجلس الأعلي للشؤون الإسلامية والأزهر، ليصل كل مكان في مصر والعالم الإسلامي، وهو القرار الذي تم بناء عليه إنشاء إذاعة القرآن الكريم، التي استغرق إعدادها شهرين وعشرة أيام، بعدها انطلق صوت الشيخ محمد رفعت كأول مقرئ عبر أثيرها في الساعة السادسة من صباح الأربعاء 11 ذي القعدة من عام 1383هـ الموافق 25 مارس/آذار لسنة 1964 إيذانا بافتتاحها، ليصل صوتها إلى كل مسلمي العالم ليتواصلوا مع دينهم الإسلامي الحنيف، خاصة أن الراديو الترانزستور كان أفضل وسيلة لالتقاط إرسالها في العالم الإسلامي كله». شهر المسلسلات هذا ما كان من عهد خالد الذكر، أما الآن فقد عبر محمد عبد القدوس عن حزنه لما أصبحنا عليه وقال في عموده «حوار مع حائر» في جريدة «أخبار اليوم: «ومجتمعنا طرأ عليه تغير كبير ولم يعد مثل زمان، بدليل أن قطاعا واسعا من الرأي العام يرى رمضان شهر المسلسلات والتسلية والأكلات الحلوة والسهرات الجميلة، بينما العبادة والتقوى أمر ثانوي. وصعب على الواحد من هؤلاء أن يقرأ القرآن الكريم كله في الشهر الكريم، وأن يصلي التراويح يوميا وبانتظام، وأنا شخصيا أدعوك إلى ذلك وأبدأ بنفسي قدر إمكاني والقرآن الكريم يقول: «أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم». وأتعجب جدا من تلك المفارقة الغريبة التي نشاهدها في بلادي التي تعاني من أزمة اقتصادية طاحنة، وفي الوقت ذاته تجد مئات بل آلاف الملايين من الجنيهات تنفق على المسلسلات والتسلية، هل عندك تفسير لهذا التناقض؟ أنا شخصيا أراه يدخل في دنيا العجائب». الأزهر والإرهاب وإلى الأزهر والفكر الإرهابي والمتشدد، حيث نشرت «الوطن» حديثا مع الدكتور الشيخ محيي الدين عفيفي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أجراه معه سعيد حجازي، سأله فيه عن خروج متطرفين وإرهابيين من الأزهر، مثل الدكتور المرحوم عمر عبد الرحمن، وقتلة النائب العام السابق المستشار هشام بركات فقال: «لا يوجد «إخوان» أو «سلفيون» داخل مجمع البحوث الإسلامية، إذ لا توجد فيه أي شخصية مسؤولة، ولو كان مدير إدارة أو موظفاً من الموظفين يتولى مسؤولية، وله فكر يخالف فكر الأزهر. ومن يثبت أن لديه فكراً مخالفاً تُتخذ معه جميع الإجراءات القانونية. حينما ننظر إلى الأزهريين فنحن لا ننظر مطلقاً إلى حالات فردية، بل ننظر للأزهر باعتباره مؤسسة كبرى، وننظر إلى جامعة الأزهر باعتبار أن عدد من يدرسون فيها نحو نصف مليون طالب وطالبة، كما أن المعاهد الأزهرية يدرس فيها أكثر من 2 مليون طالب وطالبة، فأنت تتكلم إذن عن حالات فردية، فحينما يظهر شخص مثل عمر عبدالرحمن أو غيره ممن شذوا عن المنهج الأزهري فهل نحاكم المؤسسة بفكر شخص واحد؟ وهل في جميع مؤسسات العالم يُحكم على مؤسسة بفكر شاذ لشخص أو شخصين؟ وهل يمكن أن ينسف ذلك رصيد مؤسسة مثل الأزهر على مدار أكثر من عشرة قرون، ويقال عنها ما يقال الآن؟ فلماذا لا يقال مثل هذا الكلام إلا في هذه الفترة؟ ولماذا لم يظهر خلال القرون السابقة التي عاش فيها الأزهر مدافعاً عن الوسطية وعن القيم، وحائط صد في مواجهة التشدد والدفاع عن غير المسلمين؟ هذا ليس صحيحاً من قال هذا الكلام؟ فالأزهر يتبرأ من أي فكر يخالف منهجه، ولا يمكن قول غير ذلك، ولا يمكن أن تقبل شخصية أزهرية بما يفعله هؤلاء الذين خرجوا عن المنهج الأزهري الوسطي، الذي يمثل وسطية الدين واحترام الإسلام للإنسانية، وعدم إكراه الناس على اعتناق فكر معين باسم الجنة أو النار أو الحلال والحرام، فنحن نرفض ذلك في الأزهر رفضاً تاماً. وأقول على مسؤوليتي الشخصية، نحن نرفض توظيف الدين في السياسة، كما نرفض استخدام الدين وسلب عقول الناس تحت اسم الجنة والنار، فالله سبحانه وتعالى لم يعط أحداً «وكالة» لكي يتحدث بالنيابة عنه، وبالتالي حينما نرى أي إنسان لديه فكر شاذ نرفضه ونتبرأ منه، لأنه ليس حجة على الدين، فالإسلام حجة علينا، ولا يوجد أحد حجة على الإسلام». استرداد الأراضي وإلى معركة استرداد أراضي الدولة المنهوبة، التي أطلقها الرئيس وطلب من جميع الأجهزة الجيش والشرطة والمحافظين والوزراء استردادها من الذين نهبوها، مهما كانت مناصبهم وأوضاعهم، وقول إبراهيم خليل رئيس تحرير مجلة «روز اليوسف» الحكومية: «أقرب مثل لذلك ما حدث من ممثل آل مبارك مجدي راسخ، الذي استولى على أرض الصالحية بمشاركة صفوان ثابت وعدد من الإخوان، في مزادات وهمية ليتم بيعها لشركة الاستثمارات الليبية بعد اشتراط القذافي أن يكون مجدي راسخ هو ممثل جميع الشركاء. وفي هذا السياق قام بالمفاوضات مع مجدي راسخ أحمد قذاف الدم، الذي دفع 50 مليون دولار، إضافة إلى الثمن الزهيد لأرض الصالحية. وفي وقت سابق باع جميع الشركاء نصيبهم في الأرض لمجدي راسخ. وبعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني تم تقديم مجدي راسخ للنيابة، وكان أحد الاتهامات هو استيلاؤه على أرض الصالحية. المفاجأة أن مجدي راسخ تم حفظ التحقيق معه في هذه القضية وقت حكم الإخوان لوجود شركاء له من الجماعة، على رأسهم صفوان ثابت. يأتي هذا العبور الجديد بإرجاع الحق لأصحابه في وقت ينتعش فيه الأمل بأن السنوات العجاف مرت، وأن فجر الدولة القوية أخذ في الانتعاش، وأن كل محاولات وأد آمال وطموحات الناس قد ولت إلى غير رجعة. لقد استعلمت من جانب واضعي اليد علي أرض المصريين والمتعدين على النيل كل أساليب التهديد والوعيد، ولم تؤد إلى أي نتيجة تذكر، وها هي يد الدولة تقتلع من على أرض مصر كل المغتصبين وواضعي اليد، مهما كان نفوذهم وتضخمت ثرواتهم، وأنه لا يصح إلا الصحيح ولو بعد حين، وما بني على باطل فهو باطل». مافيا الأراضي ومن مجلة «روز اليوسف» إلى «أخبار اليوم» ومقال الدكتور الشوافي منصور الأستاذ في جامعة المنوفية، الذي يكتبه تحت عنوان «صوت الجامعة»، حيث شبه قرار السيسي بقرار عبد الناصر تطبيق الإصلاح الزراعي بأن قال: «الرئيس السيسي اتخذ أهم وأخطر قرار في مصر بعد قانون الإصلاح الزراعي جمال عبد الناصر 1953»، باستعادة عشرات الآلاف من الأفدنة التي اغتصبتها مافيا الأراضي، سواء من خلال ثغرات القوانين، أو في غيبة القانون. والحقيقة أنه على الرغم من انني سعيد بهذا القرار، رغم ادعاء البعض أنه تم اتخاذه دون دراسة أو تقييم لآثاره السلبية على الاستثمار وشعبية الرئيس؛ وأن هناك جهات معينة وشخصيات على رأسها ريشة لن يمسها أو يطبق عليها هذا القرار، وأنه أدخل الرئيس السيسي حفر الثعابين، وليس خلية الدبابير، وأنا أقول بل إنه أعاد للدولة هيبتها وسلطانها؛ وللمسؤولين كامل صلاحياتهم، فيما كانت اياديهم مغلولة؛ محافظين وجهات أمنية في تنفيذ قرارات الاعتداء على أراضي الدولة وأرض مصر الزراعية؛ فكانت الدراسات الأمنية إياها تمنع الاقتراب من هؤلاء البلطجية واللصوص الحرامية المجرمين، كما وصفهم السيد الرئيس». الثروات الكبرى أما عماد الدين حسين رئيس تحرير «الشروق» فقد كان صريحا عندما اعترف بحقده على لصوص الأرض قائلا في عموده اليومي «علامة تعجب»: «الثروات الكبرى للمصريين في السنوات الأخيرة جاءت عبر أراضي الدولة، خصوصا الصحراوية والمستصلحة قبل ثورة يوليو/تموز 1952. كان الإقطاع في الأراضي الزراعية في الوادي والدلتا، الآن الإقطاع في الأراضي الصحراوية. لا أقصد بحق الدولة أن تصل إلى الموظف البسيط الذي حصل على عمولة أو إكرامية، تبدأ من مئة جنيه وتصل إلى ألف جنيه مثلا نظير استخراج ورقة أو وضع الختم عليها. أتحدث عن الحيتان الكبار خصوصا في الهيئات المختلفة في وزارة الزراعة وكل هيئة ومؤسسة رسمية ساهمت في وضع يد الكبار على ملايين الأفدنة من أراضي الدولة التي يقدرها البعض بثلاثة ملايين فدان، لو عاد نصفها فقط أو تمت تسوية وسداد حق الدولة لتم حل معظم مشاكل مصر، ولتحققت العدالة الاجتماعية، أو الجزء الأكبر منها. ربما أيضا في اللحظة التي سيضطر فيها كبار الحيتان إلى تسوية أوضاعهم أو تسديد مستحقاتهم، قد يعترفون بالذين سهلوا لهم الأمر، خصوصا أن هذه الأموال والإكراميات غير مسجلة رسميا. قد يتهمني البعض بعد قراءة السطور السابقة بأننى أحمل روحا انتقامية، الأمر ليس كذلك، على الرغم من أن هذا الموقف يتطلب روحا انتقامية من أولئك الذين ساهموا في سرقة أراضي الدولة. الانتقام ليس سيئا دائما، لكن الهدف الرئيسي من هذا الاقتراح هو توجيه رسالة مهمة وحاسمة ورادعة لكل من يفكر في التواطؤ على حق الدولة وحق الغلابة، ويبيع أراضيها وثرواتها لكبار الفاسدين أو من دون وجه حق أو بأقل من قيمتها». فساد مقنن ولو تركنا عماد في «الشروق» وانتلقنا فورا إلى «أهرام» السبت لنكون مع الدكتور محمد حسين أبو الحسن سنجده يقول في مقال له عنوانه «السيسي يقطع رأس الهيدرا» ؟ عن المصــائب والمفاسد في عهدي السادات ومبارك: «طيلة أربعين عاما مضت سقطت أراضي الدولة في قبضة أباطرة الفساد، تعدوا بفجاجة على ملايين الأفدنة، تفننوا في تكوين ثروات حرام بمئات المليارات بمساعدة مسؤولين تربحوا، نظير تسهيل الســيطرة عليها أو التغاضي عنها بوضع اليد أو التواطؤ أو خلافه. ليس غريبا أن ينهب رموز نظام مبارك ورجال أعمال مقربون منه مساحات شاسعة من أملاك الدولة – أضف إلى ذلك عمليات الخصخصة- فساد مقنن في ظل مئات القوانين المنظمة للتصرف في الأراضي وتعدد الوزارات والهيئات التي لها حق الوصاية عليها، وتداخل اختصاصاتها مع صلاحيات المحافظين، أخذ القانون إجازة مديدة لأن «ترزيته» تعمدوا ترك ثغرات يستغلونها في تمرير النهب والفساد والسرقة، بل إن جهات رسمية كان لها نصيب من المال السايب. أهدر النظام ثروات البلد أهداها على طبق من فضة لأصحاب الحظوة والسفاحين. استمر التواطؤ على حلب البقرة حتى شارفت الموت، ولا أحد لديه حافز لإفساد «الحفلة». وكانت الأراضي المنهوبة هي «الكرزة على قطعة الجاتوه» بينما سقط 40٪ من الشعب تحت خط الفقر وتدهورت أحواله اقتصاديا واجتماعيا، من سيئ لأسوأ على مدى عقود». آليات أمن المواطن أهم من البناء وأجهزة خطيرة نافذة في الدولة تشارك لصوص الأراضي جرائمهم حسنين كروم |
تردي أوضاع النازحين في مخيم رجم الصليبي في الحسكة وسط اتهامات للإدارة الذاتية الكردية بالرشوة Posted: 28 May 2017 02:25 PM PDT حلب ـ «القدس العربي»: أفاد ناشطون في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، بأن النازحين من سكان مدينتي دير الزور والموصل يعانون أوضاعاً إنسانية صعبة في مخيم رجم الصليبي جنوب شرق المدنية وذلك بسبب افتقار المخيم للمواد الأساسية اللازمة لأدنى مقومات الحياة، فضلاً عن انعدام الأمان إثر تعرضه لهجوم من قبل تنظيم الدولة، الأمر الذي أدى إلى وقوع عدد من الضحايا بين صفوف المدنيين النازحين، فيما تواصل الإدارة الذاتية الكردية احتجاز النازحين بالمخيم وتمنعهم من المغادرة، إلا في حال دفع رشوة مالية لأحد مسؤولي المخيم للسماح لهم بالمغادرة حسب نشطاء. وأكد عضو موقع الخابور الإخباري خطاب شيحة لـ «القدس العربي»، «أن النازحين في مخيم «رجم الصليبي» جنوب شرق الحسكة يعانون أوضاعاً إنسانية مزرية، ابتداء من افتقاره للمواد الأساسية اللازمة للمعيشة، وانتهاء بانعدام الآمان منذ تعرضه لهجمات من قبل تنظيم الدولة تسببت في وقوع عدد من الشهداء بصفوف المدنيين النازحين». وأضاف «منذ تفاقم الوضع المعيشي وغياب المظاهر الإنسانية في مواجهة حر الصيف، اضطرت بعض العائلات إلى مراجعة حاجز يتبع للوحدات الكردية من أجل النظر بوضعهم الذي يزداد سوءاً كلما اقتربت الاشتباكات منهم، حيث بدأ عناصر الحاجز باستغلال أوضاع المدنيين، وعرضت عليهم اخراجهم من المخيم مقابل دفع مبلغ مالي قدره 200 الف ليرة سورية». وأوضح أنه «أثناء مغادرة بعض العائلات للمخيم امتنع عناصر وحدات الحماية الكردية عن تسليمهم أوراقهم الثوبوتية بدعوى الدراسة الأمنية، حيث أعطاهم تعليمات بمراجعة مكتبهم الأمني في حي الناصرة في مدينة الحسكة، وأيضاً امتنع كذلك عن تسليمهم الأوراق الثبوتية إلا عن طريق «وسيط» مقابل مبلغ مالي إضافي قدره 65 ألف سوري». وأكد شيحة «وجود شيوخ طاعنين بالسن، وأطفال وعائلات، يعانون من نقص حاد بالاحتياجات، وسط خوفهم من اقتراب الاشتباكات من المخيم في ظل عجزهم عن دفع المبالغ المطلوبة لخروجهم من المخيم، والنجاة بأروحهم وأطفالهم من أهوال محتملة لافتاً إلى أن المخيم يضم المئات من العائلات الفارة من قصف طيران التحالف وبطش تنظيم الدولة في دير الزور والموصل». ويقول ناشط ميداني يعمل في مجال الإغاثة لـ «القدس العربي»، «إن النازحين واللاجئين في مخيم رجم الصليبي يعيشون ظروفاً إنسانية ومعيشية صعبة لاسيما في شهر رمضان المبارك بسبب عدم توفر أبسط مقومات الحياة في المخيم، خاصة في الجانب الطبي والإغاثي». ويصف الناشط الذي طلب عدم ذكر اسمه حال العائلات داخل المخيم بأنه «أشبه بالسجن كونهم يمنعون من مغادرة المخيم الذي تسكنه آلاف العائلات وفي خيم قماشية لا تقي حر الشمس الملتهبة حيث تصل درجات الحرارة مع دخول فصل الصيف إلى نحو أربعين درجة مئوية»، منوهاً إلى أن «العائلات المقيمة بالمخيم تعاني سوء الخدمات المقدمة من قبل المسؤولين على المخيم خاصة مع تزايد أعداد الوافدين بشكل يومي». أما الناشط السياسي عمار مطرود فانتقد بشدة تقصير وحدات الحماية الكردية بمساعدة النازحين الفارين من القتال في مدينتى دير الزور والموصل. وأضاف لـ «القدس العربي»، «كنا نأمل أن نلمس دوراً واضحاً وفاعلاً من وحدات الحماية الكردية في مساعدة هؤلاء المدنيين النازحين الذين لا ذنب لهم سوى سيطرة تنظيم الدولة على مناطقهم، لكن للأسف لا تزال هذه القوات تمارس النهج نفسه الذي اتبعته منذ سنوات بمواصلة ممارستها بحق الأبرياء، خاصة من خلال منعها لهم من دخول المناطق التي تسيطر عليها في الحسكة بحجة تأمين كفيل». الجدير بالذكر أن تنظيم «الدولة» كان قد شن هجوماً على مواقع وحدات الحماية الشعبية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردية في محيط مخيم رجم الصليبي في ريف الحسكة الجنوبي في بداية شهر أيار/مايو الماضي، حيث يحوي المخيم على نازحين من مدينة ديرالزور، ولاجئين عراقيين من مدينة الموصل، فيما أدى الهجوم إلى مقتل خمسة عشر مدنياً وجرح العشرات من قاطني المخيم أثناء اشتباكات التي دارت بين التنظيم والوحدات الكردية. تردي أوضاع النازحين في مخيم رجم الصليبي في الحسكة وسط اتهامات للإدارة الذاتية الكردية بالرشوة عبد الرزاق النبهان |
مصر تبرِّر قصفها لدرنة الليبية وسط انتقاد معارضين Posted: 28 May 2017 02:24 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي» : واصل النظام المصري، أمس الأحد، دفاعه على عمليات القصف التي نفذها في ليبيا، معتبراً أنها« دفاع شرعي عن النفس»، كما أبلغت القاهرة مجلس الأمن الدولي أن «الضربات الجوية التي استهدفت مواقع التنظيمات الإرهابية في مدينة درنه في شرق ليبيا، تأتي اتساقاً مع المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة». وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن «الغارات التي شنتها بلاده على ليبيا هي دفاع شرعي عن النفس»، معلنا أن «القاهرة ستدافع عن أمنها القومي بكل الوسائل المتاحة». وأضاف شكري في لقاء مع قناة «روسيا اليوم» «ثمة أدلة دامغة على ارتباط المواقع التي تم استهدافها في ليبيا بحادثة المنيا ضد الأقباط في مصر والحوادث السابقة». وتابع: «لا يمكن أن يظل الإرهابيون في مأمن وأن يستفيدوا من عدم سيطرة المؤسسات الليبية على أراضي البلاد، ومن ثم يتخذون الأراضي الليبية ملاذا آمنا للتدريب والتنظيم لدفع محاربين أجانب وغيرهم للنفاذ إلى الحدود المصرية واستهداف المواطنين المصريين». وتطرق شكري إلى حركة «حماس» الفلسطينية، والإعلان السياسي الأخير الذي أطلقته، قائلاً إن «القاهرة تنظر إلى السياسات التي تنتهجها، وإن العبرة ليست فيما يطرح في الوثائق». وحول العلاقة بين القاهرة والخرطوم، قال شكري: «ليس لمصر مصلحة في زعزعة استقرار السودان، بل بالعكس تعتبر أن استقرار السودان من استقرار مصر. وهناك وحدة للأمن القومي المصري السوداني»، مبيناً أن «مصر لا تتآمر ولا تتدخل في شؤون الآخرين، وهذا مبدأ ثابت ومستقر والقاهرة لن تحيد عنه». في السياق، صرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أن بعثة مصر الدائمة لدى الأمم المتحدة سلمت خطاباً إلى رئيس مجلس الأمن، أخطرت فيه المجلس أن «الضربات الجوية التي استهدفت مواقع التنظيمات الإرهابية في مدينة درنة في شرق ليبيا، تأتي اتساقاً مع المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة المعنية بالحق الشرعي في الدفاع عن النفس، ومع قرارات مجلس الأمن المعنية بمكافحة الإرهاب». وكانت القوات الجوية المصرية شنت هجمات على مدينة درنة الليبية استهدفت، حسب زعم القاهرة، مجلس شورى مجاهدي درنة، رداً على الهجوم الذي استهدف الأقباط في محافظ المنيا وأسفر عن سقوط ضحايا معظمهم من الأطفال. لكن مسؤول الملف الأمني في مدينة درنة الليبية، العميد يحيى الأسطى عمر، نفى في تصريحات إعلامية، أن تكون المواقع التي استهدفتها الضربات المصرية مراكز لتدريب «إرهابيين». وانتقد عدد من النشطاء السياسيين المصريين القصف في ليبيا، واعتبروا أن استهداف «مجلس شورى مجاهدي درنة» الذي عرف بمواجهته لتنظيم «الدولة الإسلامية» في ليبيا رغم إعلان الأخير مسؤوليته عن الهجوم على الأقباط في المنيا، يثير العديد من علامات الاستفهام، ويمثل هروبا من الفشل في مواجهة الفاعل الحقيقي في الداخل. واعتبر خالد علي، المرشح الرئاسي المحتمل، أن «عملية المنيا تمثل استمرارا للعجز والفشل في حماية أقباط مصر الذي لا يمكن تبريره خاصة بعد فرض حالة الطوارىء، وتعديلات قوانين الكيانات الإرهابية والعقوبات والإجراءات الجنائية». وقال:«المحاسبة على فشل المخططات الأمنية والسياسات الحكومية والرئاسية ضرورة عاجلة، وحماية أقباط مصر مسئؤولية مجتمعية وأخلاقية وإنسانية». وأضاف :»ما يحتاجه الأقباط اليوم، ويحتاجه الوطن ككل، هو أكثر من كلمات التعزية على أرواح الشهداء والمصابين، هو موقف صارم، ونضال دؤوب وحقيقي من الدولة، وكل القوى السياسية في مواجهة أعنف حملة استهداف للأقباط على الهوية الدينية في تاريخ مصر الحديث، موقف يخضع الجميع أيا كان موقعه للمساءلة والحساب عن هذا الفشل المتأصل، ويناضل بلا هوادة ضد الطائفية والتمييز المستشرين في واقعنا، والذي يشكل مصدرا لا ينضب لتلك الجرائم القبيحة». وأصدرت 3 أحزاب و3 منظمات أهلية و86 شخصية عامة مصرية بيانا أدانوا فيه العملية الإرهابية التي وقعت في محافظة المنيا ، لكنهم حمّلوا في الوقت ذاته النظام الحالي مسؤولية التقصير في تأمين حياة المواطنين. وقال البيان، الذي جاء تحت عنوان «النظام الحاكم شريك في مذبحة دير الأنبا صموئيل» :«روعت مصر كلها وهي تستعد لاستقبال شهر رمضان المبارك بمذبحة إرهابية جديدة حيث قام إرهابيون بفتح النار على أتوبيس وميكروباص وسيارة ربع نقل تحمل مسيحيين من نزلة حنا وعزبة الجرنوس ببني سويف في الطريق المؤدي لدير الأنبا صموئيل في المنيا، ولم يكتف المجرمون بهذا بل أشعلوا النار في الأتوبيس بعد قتل الضحايا «. وتابع «إن توالي وتسارع العمليات الإرهابية من مذبحة الكنيسة البطرسية في القاهرة، وتهجير مسيحيي العريش، ومذبحة كنيسة مار جرجس في طنطا، ومذبحة الكنيسة المرقسية في الإسكندرية وإعلان داعش صراحة حربها المعلنة ضد مسيحيي مصر من دون أن يتخذ النظام التدابير الأمنية الاستباقية لحماية مواطنيه يجعل النظام شريكا بالتخاذل في حماية أرواح أبنائه وتلك مهمته الأولى التي منها يستمد شرعيته». وأضاف أن «التذرع بأن الإرهاب ظاهرة عالمية لم يعد ينطلي على أحد، فالإرهاب ظاهرة عالمية ولكن ليس بهذه الصورة المتواترة الموجهة ضد مسيحيي مصر، كما أن هذا القصور المزري في مواجهة الإرهاب ليس ظاهرة عالمية، فلا يعرف العالم دولة تجري فيها المذابح جهارا نهارا دون ضربات استباقية ودون تعامل كفء مثلما يجري في مصر». وأردف البيان أن «ترسانة القوانين التي وضعت بحجة مكافحة الإرهاب وآخرها إعلان حالة الطوارئ وقانون الإرهاب وقانون الكيانات الإرهابية وغيرها لم تمكن الدولة المصرية من التصدي بفاعلية لوقف نزيف الدماء». وتابع «ورغم أن خطاب الدولة الرسمي يسلم بالأبعاد الثقافية لمواجهة الإرهاب الديني إلا أنه متخاذل عن اتخاذ الخطوات اللازمة لنشر ثقافة التنوير والتسامح والمساواة». واستكمل «ما زال حملة الفكر السلفي شركاء في الحكم، يروجون لفكرهم عبر منابر الإعلام والتعليم، وما زال مثقفو التنوير يزج بهم في السجون بنصوص قانونية لا توجد إلا في الدول الفاشية، وما زالت أجهزة الدولة متخاذلة عن مكافحة التمييز بحسم على المستوى التشريعي والتنفيذي وتعتمد على الجلسات العرفية في جرائم العنف الطائفي ولو على حساب الحقوق والحريات العامة». وتابع «إضافة إلى ذلك تتبع الدولة سياسة أمنية تقوم على استبعاد القوى الفاعلة في المجتمع من تنظيمات أهلية وأحزاب سياسية وشباب نشط من مواجهة الإرهاب وتنظيم الجماهير ديمقراطيا بخنق المجال العام وتضييق فرص التعبير، كما حدث من منع وقفة (مناصرة مسيحيي العريش في مارس/ أذار الماضي في ميدان سفنكس) مما يدعم الإرهاب ويعطل محاربته. وما زالت الدولة مصرة على إبقاء جهاز الشرطة على ما هو عليه دون إعادة هيكلته وتدريبه والارتقاء بكفاءته لأنها ترى فيه مجرد عصا غليظة لقهر المعارضين». وطالب الموقعون بإقالة وزير الداخلية الذي فشلت وزارته والحكومة المنتمي لها في حماية المسيحيين من العمليات الإرهابية، ومن جرائم العنف الطائفي المختلفة في المحافظات ومنها المنيا نفسها، وتواطأت معها برعاية الجلسات العرفية المشينة، التي تعتقل شباب الأحزاب لتجريد الوطن من قواه الحية، وتمنع حقوق التظاهر والاعتصام والإضراب حتى طبقا للقوانين الظالمة التي مررتها في مجلسها للنواب، إضافة إلى تطوير كتب التراث التي تدرس في الكليات الشرعية بالأزهر وتنقيتها من كل ما يشيع ثقافة العنف والتمييز، وتعديل قانون الأزهر الصادر سنة 1961 بما يعود به إلى سيرته الأولى كمؤسسة دينية إسلامية تعمل على تشجيع الاجتهاد ومواكبة متطلبات العصر، وإلحاق معاهده بالتعليم المدني التابع لوزارة التربية والتعليم، وإلحاق كلياته المدنية بالجامعات المصرية التي ينظمها قانون الجامعات، ووضع قانون مكافحة التمييز والعنصرية ونشر الكراهية ومعاقبة من يستخدم الدين للتحريض على ذلك، وتنقية القوانين العقابية من كافة المواد التي تجرم الفكر والحرية وتهدف إلى وأد أي محاولة للاجتهاد بدعوى ازدراء الأديان مع ضرورة ضبط الركن المادي لهذه الجريمة. كذلك طالب الحزب الديمقراطي الاجتماعي في بيان، بإجراء تحقيقات وافية حول ملابسات و ظروف هجوم المنيا ومحاسبة المقصرين في حال وجود تقصير وضرورة رفع كفاءة الشرطة. مصر تبرِّر قصفها لدرنة الليبية وسط انتقاد معارضين تامر هنداوي |
الآلاف يتظاهرون في الحسيمة والريف في مواصلة للحراك واحتجاجا على اعتقال ناشطين Posted: 28 May 2017 02:24 PM PDT الرباط ـ «القدس العربي»: وجدت الدولة المغربية نفسها في مواجهة مباشرة مع الحراك المجتمعي في منطقة الريف/ شمال البلاد، بعد ان أفقدت الوسائط الاجتماعية الطبيعية مصداقيتها وأظهرتها كأدوات فاقدة الاستقلالية بيد السلطة ولم يعد لها أية قيمة في نظر المواطنين. ومنذ اندلاع الحراك الاجتماعي في منطقة الحسيمة في تشرين الاول/ اكتوبر الماضي اثر مقتل بائع السمك محسن فكري في ماكنة طحن الازبال اثناء محاولته استرداد كميات من السمك صادرتها السلطات، تحاول السلطات استيعاب الحراك بوعود بمحاسبة المسؤولين عن مقتل فكري وتسريع وتيرة التنمية في المنطقة، وكثف المسؤولون زياراتهم الميدانية للمنطقة، دون ان يحد من الحراك او يوقف تصاعده نتيجة فقدان الثقة بين ساكنة المنطقة والدولة من جهة ومحاولات الدولة شيطنة الحراك وقادته وتوجيه اتهامات لهم بالارتباط بالخارج ونزعات انفصالية، مستخدمة الوسائط الاجتماعية من أحزاب ومنتخبين ووسائل اعلامية تقليدية او حديثة وتوجتها بإدخال المساجد على الخط وهو ما فجر الازمة يوم الجمعة الماضي ولا زالت كرة الثلج تكبر وتكبر. مظاهرات بعد صلاة التراويح مساء السبت، وبعد صلاة التراويح لاول يوم رمضاني، خرج الالاف من ساكنة المنطقة في مواصلة للحراك واستنكار اعتقال ناشطين وملاحقة زعيمهم ناصر الزفزافي على خلفية وقفهم لخطيب مسجد في المدينة اثناء القائه خطبة الجمعة واتهامه الناشطين بالفتنة والدفع لعدم الاستقرار في المنطقة. وخرجت العشرات من المسيرات الاحتجاجية في مناطق عدة في الريف رفع خلالها المحتجون شعارات تناصر قائد حراك الريف ناصر الزفزافي، للمطالبة بإطلاق سراح الناشط الحقوقي محمد جلول إلى جانب باقي المعتقلين ورددوا «يا مخزن حذاري كلنا الزفزافي»، و»لا للعسكرة ولا للعسكرة»، و»عاش الشعب عاش الشعب»، و»كلنا الزفزافي» و»هي كلمة واحدة هاذ الدولة فاسدة» و»الله الوطن الشعب» و»بالروح بالدم نفديك يا ناصر». ونقلت صفحات فيسبوك عدة نقلاً مباشراً لفيديوهات تظهر متظاهرين في امزورن وآيت عبد الله اويت حديفة وتماسينت وتاركيست والدرويش والعروي وتمسمان. وشهدت بعض شوارع بكل من الحسيمة وإمزورن تدخلات أمنية وصفت بـ«العنيفة»، ومواجهات بين الأمن والمتظاهرين، في حين لم يتسن للموقع التأكد من وجود إصابات من الجانبين. وأكدت سعاد شيخي، البرلمانية السابقة عن حزب العدالة والتنمية/ الحزب الرئيسي في الحكومة/ وعضو في المجلس الجماعي لمدينة الحسيمة أن المدينة تشهد في هذه الأثناء احتجاجات ومطاردات في كل الشوارع والأزقة واعتقالات بالجملة. وتدخلت القوات العمومية لتفريق المحتجين دون الحديث عن مواجهات وإصابات على غرار ما حصل في احتجاجات الجمعة. واصدرت وزارة الاوقاف بيانا استنكرت «تعمد شخص الإخلال بالتقدير والوقار الواجبين لبيوت الله أثناء صلاة الجمعة في مدينة الحسيمة مما أفسد الجمعة وأساء إلى الجماعة» في اشارة الى دخول ناصر الزفزافي مسجداً يوم الجمعة اثناء اتهام خطيب المسجد للحراك بالفتنة وقالت الوزارة «شهد أحد مساجد مدينة الحسيمة أثناء صلاة الجمعة فتنة كبيرة حين أقدم شخص على الوقوف والصراخ في وجه الخطيب ونعته بأقبح النعوت، فأحدث فوضى عارمة ترتب عنها عدم إلقاء الخطبة الثانية مما أفسد الجمعة وأساء إلى الجماعة». واضاف البلاغ «وبالإضافة إلى ما نص عليه القانون من أحكام تعاقب كل من يعرقل أداء الشعائر الدينية، فإن الحدث، بالنسبة لضمير الأمة، يمثل تصرفاً منكرًا في هذا البلد الذي يحيط العبادات وطقوسها بأكبر قدر من الإجلال والتعظيم والوقار» وان الوزارة تستنكر «أشد ما يكون الاستنكار، تعمد الإخلال بالتقدير والوقار الواجبين لبيوت الله، مصداقاً لقوله تعالى «ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها». وشكل بلاغ وزارة الأوقاف مرجعية لمحاولة اعتقال ناصر الزفزافي أمر الوكيل العام للملك (النائب العام) لدى محكمة الاستئناف بالحسيمة، يوم الجمعة، بفتح بحث في موضوع إقدام الناشط ناصر الزفزافي، بمعية مجموعة من الأشخاص على عرقلة حرية العبادات داخل مسجد محمد الخامس بالحسيمة، وبإلقاء القبض عليه قصد البحث معه وتقديمه أمام النيابة العامة. وأوضح في بلاغ ارسل لـ»القدس العربي»، أنه أمر بفتح بحث في هذا الموضوع ، وذلك «على إثر إشعار هذه النيابة العامة بإقدام الزفزافي بمعية مجموعة من الأشخاص أثناء تواجدهم داخل مسجد محمد الخامس في الحسيمة، على عرقلة حرية العبادات وتعطيلها أثناء صلاة الجمعة». واضاف أن الزفزافي أقدم على منع الإمام من إكمال خطبته، وألقى داخل المسجد خطاباً تحريضياً أهان فيه الإمام، وأحدث اضطراباً أخل بهدوء العبادة ووقارها وقدسيتها، وفوت بذلك على المصلين صلاة آخر جمعة من شهر شعبان» لذلك «أمر بإلقاء القبض على المعني بالأمر، ناصر الزفزافي، قصد البحث معه وتقديمه أمام النيابة العامة». وادى بلاغ النائب العام بملاحقة ناصر الزفزافي ومحاصرة منزله ووقوع مواجهات بين الشرطة والمحتجين لتقوم السلطات باعتقال 20 ناشطاً قالت النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف في الحسيمة، انها امرت بالتحقيق معهم للاشتباه في «ارتكابهم جنايات وجنح تمس بالسلامة الداخلية للدولة، بجوار أفعال أخرى تشكل جرائم بمقتضى القانون»، يعود تاريخها إلى ما قبل سبعة أشهر، أي منذ انطلاق «حراك الريف». وقال وكيل الملك إن «الشرطة القضائية أوقفت 20 شخصاً للاشتباه في ارتكاب جنايات وجنح تمس بالسلامة الداخلية للدولة وأفعال أخرى تشكل جرائم بمقتضى القانون» وان المعطيات الأولية للبحث، ادت إلى «توفير شبهة استلام المشتبه فيهم تحويلات مالية ودعم لوجيسيتكي من الخارج بغرض القيام بأنشطة دعائية من شأنها المساس بوحدة المملكة وزعزعة ولاء المواطنين للدولة المغربية والمؤسسات فضلاً عن إهانة ومعاداة رموز الدولة في تجمعات عامة إضافة إلى أعمال أخرى». وان المعطيات الأولية للبحث المأذون به من طرف النيابة العامة أدت الى أدلة وقرائن حول الاشتباه في تورط الأشخاص الموقوفين في التحريض والمشاركة في ارتكاب جنايات وجنح تمس النظام العام وضد سلامة موظفين عموميين تجسدت في الأفعال الإجرامية التي وقعت في مدن الحسيمة وإمزورن وبني عياش. وادت الاعتقالات والملاحقات الى تصعيد التوتر والتهديد وتكثيف التضامن مع الحراك وتحذير السلطات من استمرار مقاربتها الامنية في قراءة الاحداث ومطالب المحتجين باضافة الى اثارة موضوع استغلال المساجد في القضايا السياسية، واذا كانت وسائط السلطة اشارت لذلك لتدين الزفزافي، فان الكشف عن خطبة امام المسجد بتعليمات من زارة الاوقاف احرجها وتوقف عن كلام السياسة في المساجد. وأعلنت الحركة الحقوقية في الحسيمة عن اللائحة الأولية للمعتقلين وتضم 28 ناشطاً، وقالت ان حملة المداهمات الأمنية لمنازل النشطاء مستمرة إلى غاية مساء اليوم (اول امس) السبت وكشف أحد النشطاء بالحراك أن عدد المعتقلين تجاوز 39 معتقلاً فيما لازال زعيم الحراك الشعبي ناصر الزفزافي، مختفياً في مكان مجهول بعد أن فشلت عناصر الأمن في إلقاء القبض عليه يوم الجمعة بمنزله في الحسيمة. وقال محمد الهيني، المستشار القانوني والقاضي حول واقعة مقاطعة ناصر الزفزافي لخطبة الجمعة، وأخذه زمام الكلام داخل المسجد «إن مسؤولية وزارة الأوقاف قائمة في ما وقع في مسجد الحسيمة، ولا يمكن تبريرها؛ لأن نعت الحراك بالفتنة جرم كبير لا يمكن تقبله ولا تأييده، لكن رد فعل الزفزافي كان أكثر خطورة لأن الخطأ لا يواجه بخطأ أكبر منه في مسجد تقام فيه الصلوات وله حرمته». وأضاف المستشار القانوني أنه «لا يمكن لعاقل الدفاع عن الخطأ وخطابه؛ وإلا أصبحنا أمام شريعة الغاب والاقتصاص الخاص» محذراً من أن «يصبح تصحيح أي وضع مختل في نظر صاحبه مدعاة لتسويته بنفسه فنسقط في أخذ الحقوق وانتزاعها عن طريق العدالة الخاصة؛ لأنه لا يجوز تكريس ثقافة الاحتجاج في المساجد أو استغلالها بل يتعين تحييدها عن الصراع السياسي». منظمات حقوقية تستنكر الاعتقالات وتدين خطباء المساجد وتدخلت هيئات حقوقية للمطالبة بوقف الملاحقات واطلاق سراح المعتقلين واطلاق حوار وأكدت الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، على ضرورة تدخل المؤسسة الملكية لإجراء مصالحة حقيقية مع منطقة الريف عبر تسريح جميع الموقوفين وتوقيف المطاردات في حق ناصر الزفزافي وباقي النشطاء والالتجاء للحوار باعتباره السبيل الممكن لحل المشاكل المطروحة المتعلقة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وكذا المدنية والسياسية». وأعلنت الرابطة، في بلاغ ارسل لـ«القدس العربي» تشكيلها لجنة ستهتم بدعم ومتابعة أحداث الريف، والتي ستتكون من الأطر القانونية بالرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان تحث إشراف المحامي عبد الصادق البشتاوي، حيث سيتم تفويضها اتخاذ الإجراءات القانونية كافة لدعم المعتقلين بما فيها التوجه للمنطقة من أجل الإطلاع عن الوضع الحقوقي وتجميع الانتهاكات والتجاوزات كافة. وعبرت الرابطة عن إدانتها لخطباء المساجد ولكل من أعطى الأوامر لاستعمال أماكن العبادة كمنبر للترويج لدعاية سياسية وتحمل المسؤولية للحكومة وخصوصاً وزارة الأوقاف التي وظفت الدين من أجل تصفية الحسابات مع المحتجين وحملت «المسؤولية للحكومة في تدبير الأزمة الكبرى في الريف التي أعقبت مصرع بائع السمك محسن فكري وما تلاها من احتجاجات قوية بسبب الحكرة وغياب فرص الحياة الكريمة جعلت المطالب العادلة والمشروعة لساكنة المنطقة تنفجر في وجه الدولة التي أساءت التقدير في تعاملها مع المطالب التاريخية لريف متحول يريد أن يعيش بدون خوف أو تهديد». وشدد، البلاغ على أن «المواجهة مع المحتجين لن تكون حلاً للمعضلة المطروحة في الريف التي تشكل مؤشراً دالا لما سيكون عليه عموم الوطن إذا ما استمرت سياسات الريع والفساد والإفلات من العقاب والمحاسبة وتغييب المقاربة الحقوقية في التعاطي مع قضايا المواطنات والمواطنين وصنع النخب على المقاس وتحييد القوى المعارضة الحقيقية وتدمير قدراتها والإمعان في تفكيكها ومحاصرتها ومحاولة تشويه صورتها، وهو الواقع الذي جعل المؤسسة الملكية وجهاً لوجه مع مطالب الشعب في العديد من المناطق من المغرب بعد فقدان الثقة في كافة مؤسسات الدولة». شخصيات مغربية ترفض تخوين الناشطين وطالب بيان مشترك وقعته 13 شخصية مغربية، الدولة بالقطع مع كل أنماط التخوين للحركية الاحتجاجية، أو اتهامها بالعمالة، وفي المقابل، رفض «كل صيغ الشخصنة والقذف والتبخيس الذي يلحق بالأفراد ويمس بالمؤسسات وذلك عبر تعزيز مطلب إعمال الحكامة وربط المسؤولية بالمحاسبة وطنياً وجهوياً ومحلياً»، داعياً رئيس الحكومة إلى «رفع اللبس بشأن ظهير العسكرة وتأكيد إلغائه حسب ما جاء في تصريحات مسؤولين حكوميين وغير حكوميين». وأشاد الموقعون على البيان، بـ«الطابع السلمي للحركية المطلبية في شمال البلاد ومنطقة الريف تحديدًا مؤكدين تشبثه مكونات هذه الحركية – في كل مراحلها – بوحدة الوطن وبالسهر على الحفاظ على السلم المدني»، مؤكدين على أن «المطالب المطروحة مشروعة وقابلة للحل إذا ما سعت الإرادات الفعلية للحوار الجدي والمسؤول». وطالبت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ومنتدى حقوق الانسان لشمال المغرب، السلطات بالإفراج الفوري عن جميع الموقوفين، وتوقيف المطاردات في حق ناصر الزفزافي وباقي النشطاء، داعياً إلى الالتجاء للحوار بـ«اعتباره السبيل الممكن لحل المشاكل المطروحة». وأكد البيان أن «إصرار خطباء المساجد على تعبئة المصلين ضد الاحتجاجات بالحسيمة واعتبارها فتنة»، أثار حفيظة أبرز نشطاء الحراك الشعبي وخصوصا ناصر الزفزافي الذي اعتبر «الدعاية موجهة ضده مما جعله يتدخل للتوضيح» ما نتج عنه استصدار أمر باعتقاله، وهو الأمر الذي واكبه «تأهب واسع لقوى الأمن التي حاصرت منزله ودخلت في مواجهات مع المحتجين أسفرت عن إصابات متفاوتة الخطورة في صفوف الطرفين، واعتقال عدد من المحتجين واقتحام منزل الزفزافي وتفتيشه دون أن تتمكن من اعتقاله» وأن اقتحام البيت نتج عنه سقوط والدة ناصر الزفزافي مغمى عليها، ما تطلب نقلها إلى مستشفى محمد الخامس، حيث لا تزال ترقد تحت العناية المركزة نتيجة تدهور حالتها النفسية. وأدانت الحركة الحقوقية، خطباء المساجد وكل من أعطى الأوامر لـ«استعمال أماكن العبادة كمنبر للترويج لدعاية سياسية»، محملة المسؤولية للدولة وخصوصا وزارة الأوقاف «التي وظفت الدين من أجل تصفية الحسابات مع المحتجين، وزجت بعقيدة المواطنين في الصراعات السياسية» محملة المسؤولية للدولة في تدبير الأزمة الكبرى بالريف التي أعقبت مصرع بائع السمك محسن فكري وما تلاها من احتجاجات قوية بسبب «الحكرة وغياب فرص الحياة الكريمة». ودعت العديد من جمعيات المجتمع المدني بكل من الرباط وطنجة والدارالبيضاء إلى تنظيم وقفات احتجاجية، للتضامن مع حراك والمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين وأكدت جمعية «أطاك المغرب»، التي أطلقت نداء للتضامن مع حراك الريف عبر تنظيم وقفة احتجاجية أمام البرلمان في الرباط، مساء (امس) الأحد على الساعة العاشرة ليلا، على ضرورة إطلاق سراح المعتقلين والكشف عن عددهم ومكان احتجازهم ودعت مجموعة من الهيئات السياسية والمدنية بالدارالبيضاء الى وقفة تنظمها احتجاجاً على «الاعتقالات التعسفية التي طالت أبناء حراك الريف عبر تلفيق تهم واهية لهم في محاولة لصرف النظر عن الجريمة المخزنية المستمرة في ظلم الريف وتهميشه والإصرار على إذلال أبنائه وبناته». ووجه الحراك الشعبي في طنجة نداء إلى الساكن من أجل الحضور إلى الوقفة المزمع تنظيمها عشية اليوم على الساعة العاشرة في ساحة الأمم وجاء في نص النداء، « تضامنا مع ساكنة الحسيمة ومطالبهم العادلة، والمشروعة وتنديدا بما يتعرضون له من قمع وترهيب واعتقال عشوائي من طرف السلطات، ندعو ساكنة طنجة للمشاركة المكثفة في الوقفة التضامنية مع حراك الريف». وأدانت جماعة «العدل والاحسان»، استغلال المساجد وتوظيف الخطباء في زرع الفتنة بين أبناء الوطن الواحد واستنكرت إستغلال المساجد «في تصفية الحسابات السياسية مع المواطنين المطالبين بحقوقهم الثابتة والمشروعة» محملة «المخزن المسؤولية المباشرة والكاملة فيما قد تتطور إليه الأوضاع في حالة استمرار العسكرة، وتجاهل مطالب الريف المشروعة». وأعلنت عن تضامنها «المطلق مع نشطاء الحراك، ودعوتنا إلى إبطال كل متابعة في حقهم، والإسراع بإطلاق سراح كل المعتقلين» محذرة من «لسلوك المقيت المخل بالآداب الشرعية المعلومة في وظائف المسجد الجامعة لأمر الأمة والداعية للوحدة والرحمة والبعيدة عن كل اصطفاف سياسي». وهاجمت أمينة ماء العينين، البرلمانية والقيادية عن حزب العدالة والتنمية، من اعتبرت أنهم يختلفون في كل شيء ولا يتفقون سوى في التشكيك في نوايا نشطاء «حراك الريف». كما حذرت ذات البرلمانية الدولة من تكرار الأخطاء نفسها التي وقعت فيها خلال أحداث سيدي إفني الأخيرة. وقالت: «لا أفهم كيف يتفق بعض الحداثيين العلمانيين وبعض الاسلاميين وبعض الإعلام المعروف الأصل والأهداف وبعض الأحزاب والجهات على شيطنة حراك الريف والتحريض عليه والانتشاء بالأخطاء والسقطات التي يمكن أن يسقط فيها ناشطوه، بل والشماتة فيهم والتحريض على اعتقالهم». وأضافت ماء العينين في تدوينة لها عبر الفيسبوك «هل يكمن المشكل اليوم في ما قد يعرفه الحراك من انزلاقات بالنظر إلى عفوية قادته وقلة تجربتهم؟ أم أن الإشكال يكمن في بواعث هذا الحراك. هل يمكن أن يجيبنا هؤلاء عن البواعث الحقيقية التي دفعت قرية مهمشة في أقاصي الجبال الى الخروج عن بكرة أبيها في مسيرة على الأقدام يتقدمها الشيوخ والشباب والنساء والاطفال: هل هو التمويل الخارجي، أم نزعة الانفصال أم المس بسلامة الدولة أم تهمة أخرى تسمى زعزعة ايمان المغاربة بمؤسساتهم؟». وتابعت أن «حملة الاعتقالات الجماعية التي تستهدف النشطاء بتهم تتسم بالكثير من العمومية والضبابية وهوامش التأويل والتكييف، لا يمكن أن تكون جواب الدولة المقنع لمن ينتظرون مكاسب اقتصادية واجماعية» مؤكدة أن «المغرب يجد نفسه من جديد أمام امتحان سياسي وحقوقي، أحداث سيدي افني ليست علينا ببعيدة، ومؤسف أن تكرر الدولة الأخطاء نفسها بتبنيها المقاربة نفسها» وقالت ان المقاربة الأسلم هي تبني سياسات جديدة تحقق العدالة الاجتماعية وتنتصر للمستضعفين وتبدد الإحساس بالحكرة والاحتقار». الآلاف يتظاهرون في الحسيمة والريف في مواصلة للحراك واحتجاجا على اعتقال ناشطين محمود معروف |
تأجيل «سماع الطلاق» في المحاكم حتى نهاية رمضان خشية من قرارات الصائم المتسرعة Posted: 28 May 2017 02:24 PM PDT غزة ـ «القدس العربي»: قرر قاضي قضاة فلسطين، محمود الهباش، تأجيل سماع الطلاق في المحاكم الشرعية إلى ما بعد شهر رمضان، في الوقت الذي حذر فيه المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، من وقوع الجهات والأشخاص الذين يطبعون الإمساكيات الرمضانية بـ»الإثم» في حال لم يقوموا بتدقيقها. وجاء القرار الأول خلال تعميم وزع على المحاكم الشرعية، يتم بموجبه منع تسجيل حالات الطلاق بجميع أشكاله إلى ما بعد انقضاء شهر رمضان المبارك، إلا إذا اقتضت الضرورة ذلك. وطالب في التعميم القضاة الشرعيين بالاعتماد على تقارير دائرة الإرشاد والإصلاح الأسري، لتبيان مدى ضرورة سماع وتسجيل حجة الطلاق إذا اقتضت الضرورة. وأوضح أن هذا الإجراء جاء بناء على «تجارب واجهت المحاكم خلال شهر الصيام في الأعوام السابقة». وقال إن البعض يتخذ من شهر رمضان المبارك فريضة يؤديها بكامل مواصفاتها، والبعض الآخر يتخذ من نقص الطعام والتدخين «سببا لإثارة المشاكل»، لا سيما وأن طبيعة الصائم في نهار رمضان تكون في حالة من «عدم الاستقرار، وبناء عليه تكون قراراته «سريعة وغير متزنة». وفي العادة تنشب مشجارات أسرية كثيرة بسبب الصيام، أبطالها يكونون الرجال المدخنين، الذين يصابون بنوبات عصبية كبيرة، خلال ساعات الصيام، ويلاحظ أن الكثير من النساء يتركن بيوت الزوجية، ويذهبن لمنازل الأهل، مع تفاقم هذه المشاكل. وفي إطار التوجيهات الصادرة من قبل المؤسسات الدينية الفلسطينية، في شهر رمضان، حذر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، رئيس مجلس الإفتاء الأعلى الشيخ محمد حسين من وقوع أخطاء في بعض الإمساكيات الرمضانية، التي وزعت على المواطنين مؤخرا، لاحتواء بعضها على أخطاء في المواقيت، إضافة إلى أخطاء في موعد صلاة العيد. وقال المفتى في تصريح صحافي إن دار الإفتاء سبق لها أن دعت المواطنين وأصحاب المطابع إلى مراجعتها، قبل طباعة الإمساكيات الرمضانية، تفاديا لوقوع مثل هذه الأخطاء، التي تضر بصحة عبادة المواطنين، مبينا أن طباعة الإمساكية تتعلق بركني الصلاة والصوم. وقال «الذي يقوم بطباعتها دون تدقيق، يؤثم، بدلا من أن ينال الأجر والثواب». ودعا إلى الملاحقة القانونية للمطابع والجهات التي تقوم بطباعة الإمساكيات، دون تدقيق، محذرا من تركيز الاهتمام على الرعاية للتسويق والربح التجاري، منوها إلى أن دار الإفتاء وزعت إمساكيات رمضانية، ونشرتها على الصفحة الإلكترونية الخاصة بها. تأجيل «سماع الطلاق» في المحاكم حتى نهاية رمضان خشية من قرارات الصائم المتسرعة |
«الحشد الشعبي»: منعنا القوات الكردية من المشاركة في تحرير القيروان Posted: 28 May 2017 02:23 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: قال آمر اللواء الثامن في «الحشد الشعبي» (سرايا عاشوراء) كاظم إبراهيم السلطان، أمس الأحد إن الحشد منع قوات البيشمركه الكردية من المشاركة في تحرير القيروان، لعدم وجود تنسيق مسبق. وقال لـ وكالة «رووداو» الكردية، إن «عمليات (محمد رسول الله الأولى) التي كانت تعتبر الصفحة الأولى من العمليات، انطلقت بهدف تحرير منطقة (الحضر)، وهو ما تم في ظرف 48 ساعة فقط». وأضاف «بعد ذلك بدأت الاستعدادات للتوجه إلى ناحية (القيروان) بقضاء سنجار، بالقرب من الحدود السورية، ونجحت قواتنا في تحرير هذه الناحية بالكامل». وتابع أن «عمليات (محمد رسول الله الثانية) توجهت لتحرير منطقة (البعاج)، وقواتنا تقف حالياً على بعد 10 كيلومترات من تلك المنطقة، وهي بصدد تطويقها كما فعلت في منطقتي الحضر والقيروان». واشار إلى أن «الهدف من هذه العمليات هو تحرير وتطهير القيروان والبعاج، ومن ثم التوجه نحو الحدود السورية لتوحيد الخط الدفاعي، وبعد ذلك التوجه إلى المناطق الباقية من الرمادي، مثل راوة والقائم التي يتواجد فيها العدو، ونعمل على ضبط الحدود مع سوريا لمنع وصول الإمدادات إلى العدو». وأردف قائلاً: «عندما تقدمت قطعات الحشد الشعبي لتحرير مدينة القيروان، حاول الإخوة الكرد المشاركة في العمليات، وعدم وجود تنسيق مسبق منعاً لتداخل القطعات أدى إلى عدم السماح للإخوة الكرد بالمشاركة في العمليات». وزادَ أن «القوات الكردية هي قوات عراقية، ويُسمح لها بالاشتراك في أي عملية، ولا يوجد أي (فيتو) على القوات الكردية في مشاركتنا بهذه العمليات، وتحرير العراق من براثن داعش هو مهمة كل العراقيين، ولكن لم يكن هناك تنسيق مسبق في بداية العمليات، ولكن حُلّت المشكلة مع الإخوة الكرد، ونُفذت العملية بدون مشاركتهم». وبين أن «العمليات لازالت مستمرة، ولم تظهر لنا حتى الآن أي مقابر جماعية، وبعد انتهاء العمليات القتالية ستكون هناك عمليات بحث عما فعله أولئك المجرمون من جرائم كبيرة، ونتمنى ألا نرى مقابر جماعية». وأكد أن «تنظيم داعش في منطقتي (تل القصب وتل البنات) قاوم بعنف، واستخدم الصواريخ الموجهة حرارياً، ولكنه لم يستطع إيقاف زحف أبطال الحشد الشعبي». وحول وجود عمليات نهب، تابع السلطان بالقول: «شخصياً ليست لدي أي معلومات عن حدوث عمليات نهب، إلا أن تنظيم داعش يتعمد خلق الفوضى داخل البيوت وتفجير بيوت أخرى، كما أن منازل النازحين يمكن أن تتعرض لبعض التجاوزات». ميدانياً، سيطرت قوات «الحشد الشعبي»، مدعومة بالطيران الحربي العراقي على ناحية القحطانية التابعة لقضاء البعاج غربي محافظة نينوى، حسب مصدر عسكري. وقال عدي محمد النقيب في الجيش العراقي إن «قوات الحشد الشعبي اقتحمت ناحية القحطانية من محورين تحت قصف صاروخي للطائرات العراقية لمواقع وتحصينات داعش في محيط الناحية، وتمكنت بعد معارك استمرت عدة ساعات من السيطرة على الناحية بشكل كامل». وأضاف أن «ناحية القحطانية تعد من المواقع الاستراتيجية المهمة كونها منطقة واسعة وتصل إلى الحدود السورية، كما أنها ترتبط مباشرة مع قضاء البعاج غربي نينوى آخر معاقل داعش في المنطقة الحدودية مع سوريا». ومع إتمام السيطرة على القحطانية يبقى تحت سيطرة «الدولة» في نينوى المناطق الغربية من المحافظة المحاذية للحدود السورية إلى جانب مركز قضاء تلعفر ومناطق محيطة به فضلا عن بلدتين شمال تلعفر هما وانه والعياضة. «الحشد الشعبي»: منعنا القوات الكردية من المشاركة في تحرير القيروان |
خطاب «إخواني» يساند دعوات عدم انتظار «إنفراجات» السعودية ومقال لبني إرشيد يفلسف «الانفتاح مع إيران» Posted: 28 May 2017 02:23 PM PDT عمان ـ «القدس العربي»: مقال القيادي النافذ للإخوان المسلمين في الأردن الشيخ زكي بني إرشيد بعد قمة الرياض مباشرة بعنوان «قراءة هادئة بالملف الايراني»، تضمن قراءة متقدمة لا ينقصها الوعي وذكاء الالتقاط للوضع الاقليمي يبدو مساندا للدعوة المتنامية داخل قنوات الدولة الأردنية لـ»التنويع في الخيارات» والتواصل مع إيران. عمان عملياً ومنذ اسابيع تخلو مؤسستها الامنية من الرمز الابرز المناهض لإيران والتواصل معها بعد تقاعد الجنرال فيصل الشوبكي. لكن في غرفة القرار والمطبخ السياسي لا زالت النظرة مرتابة من الدور الايراني ولا زال سفير طهران يجد صعوبة في التواصل مع الأردنيين وان كان من المتوقع ان يتصاعد البحث بعمق في مسألة الملف الايراني من الزاوية الأردنية بعد التطورات الاخيرة في النادي الخليجي وما حصل من «تجاهل» للأردن في قمة الرياض الاسلامية ـ الامريكية. يعلم رفاق الشيخ بني إرشيد مسبقاً بأن إدارة الرئيس ترامب منقسمة في مسألة محددة لها علاقة بصيغة قانون جديد يضم جماعة الإخوان للتصنيف الامريكي الرسمي للإرهاب الدولي. ويعلم إخوان الأردن بأن موقف الملك عبدالله الثاني في واشنطن كان متعاكساً مع موقف وتحريض الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في «شيطنة» الإخوان المسلمين وتصنيفهم مع تنظيمات وعصابات إرهابية مثل تنظيمي «الدولة » و«جبهة النصرة». الأردن وقبل وقفة الملك الاخيرة في واشنطن كان قد وجد «حلاً محلياً» لصداع ملف الإخوان المسلمين عندما شاركوا في الانتخابات الأخيرة وقبلوا بإجراء إتصالات تنسيقية انتهت بإضفاء شرعيتهم على الانتخابات البرلمانية الاخيرة ووجودهم في مؤسسة التشريع بواقع عشرة نواب من التنظيم مع كتلة صديقة قوامها 14 نائباً. في ضوء عودة الجماعة الإخوانية لقواعد اللعبة المحلية وإنهاء برنامج مقاطعة الانتخابات والاستعداد علنا للمشاركة في الانتخابات البلدية خفت حدة التوتر بينهم وبين مؤسسات الدولة وأصبح من المرجح ان كفة الدولة لن تميل لدعم الخيار القاضي بتصنيف الإخوان أمريكيا ضمن قوائم الارهاب. لذلك برز انه من الطبيعي ان يمتنع الملك عبدالله الثاني عن مشاركة السيسي والامارات في التحريض على الإخوان المسلمين داخل طاقم إدارة ترامب ولو من باب «الانسجام» مع الواقع الموضوعي في بلاده ودعم خيار التصنيف الإخواني الدولي الذي يعتبر الشعبة الأردنية «مستقلة» وتدير شؤونها بعيداً عن العضوية في التنظيم الدولي. الأردن يبدو مقتنعاً بان المعركة الداخلية مع التطرف والتشدد والاقليمية ضد تنظيم «الدولة» باعتباره الخطر الأكبر تتطلب «تبريد الجبهة» مع تنظيم الإخوان المعتدل وعدم الاستسلام للنظرة الإماراتية والمصرية التي ترى في تعبيرات الإرهاب جزءاً من مدرسة التنظيم الإخواني حيث عبر القيادي البارز الشيخ حمزة منصور عن قناعته بأن التصدي لـ «داعش» صعب جداً بالتوازي مع استهداف الحركة الإسلامية المعتدلة وهو ما سمعته مباشرة «القدس العربي» من الشيخ منصور في إحدى الجلسات النقاشية المغلقة. سبق للقيادي الشيخ مراد العضايلة ان اقترح مرات عدة وعبر «القدس العربي» العمل على تهدئة مناخ الاحتقان بأكثر من طريقة وعلى أساس ان الإخوان المسلمين في بلاده ليست «الخصم» ولا يمكنها ان تكون «العدو». حصل ذلك بطبيعة الحال قبل الانتخابات الأخيرة لكن الانطباع اليوم بأن شعبة إخوان الأردن ترد على «مجاملة» القصر الملكي لها في واشنطن بإظهار قدرة أكبر على الانضباط وتقديم تنازلات تحت عنوان شراكات وطنية وتجميد نشاطات الشارع وفي أكثر من مناسبة. ضمن سياق هذه المجاملات السياسية لا تبدو دعوة الشيخ بني إرشيد شاذة سياسياً عندما يحاول مساندة الخط السياسي النامي داخل الدولة الأردنية في إطار الدعوة لوقف الحملة المحلية ضد إيران وإجراء إتصالات معها بعد «الجفاف المالي والسياسي والامني» السعودي. وبعدما أخفقت سياسة وزير الخارجية أيمن الصفدي في انتقاد إيران دوما ومعها سياسة عمان في التحالف الصادق والمبدئي مع الرياض في ترسيم عوائد ومكاسب سياسية من أي نوع لا مع محور السعودية ولا حتى مع الصديق الاماراتي. والأهم أيضاً بعدما استشعرت جماعة الإخوان خطراً محدقاً يوحي بأن حساباتها قد تكون أخطأت في الرهان على وقف التحريض ضدهم عبر الملك سلمان والسعودية خصوصاً ان العاهل السعودي مرر وببساطة وبدون تعليق مؤخراً وهو يستقبل الرئيس ترامب تصنيفه حركة حماس ضمن محور «الارهاب» وبطريقة علنية مزعجة دون اعتراض إلا تركيا وقطر فقط. إخوان الأردن كانوا طوال الوقت يراهنون على «معادلات» الملك سلمان غير المضادة لهم وحاجته لشعبتهم اليمنية تحديداً في جبهة الاصلاح عندما يتعلق الامر بعاصفة الحزم. لديهم اليوم قرائن على ان السعودية قد تستجيب للضغط الاماراتي وتقاطع جماعة الإخوان اليمنية وأدلة على ان اللهجة السعودية بدأت تتبدل في ملفهم فتوقفت الضغوط على السيسي وقراراته بإعدام أقطاب الجماعة وتم تمرير تصنيف ترامب لحماس بالارهاب بدون اعتراض سعودي في مقدمة «لا توحي بالخير» وتثير مخاوف من تقديم الإخوان ككبش فداء لإنجاح البرنامج الثنائي مع ترامب. لذلك يمكن القول بأن مقال الشيخ بني إرشيد عن إيران ومن الزاوية الأردنية حصرياً له ما يبرره ويعبر عن «قراءة مستجدة للإخوان تسقط الرهان على العنصر السعودي». ولذلك يكتب بني ارشيد عبارات من وزن «البحر لن يبتلع إيران»، و«العداء مع الشيعة يزيد الفرقة»، كما يستعين بني ارشيد بمنهجية لمؤسس الإخوان حسن البنا تصمنت «الحوار مع الشيعة»، هذه باختصار «كتابة سياسية – براغماتية» لقيادي إخواني ليس أكثر ولا أقل. خطاب «إخواني» يساند دعوات عدم انتظار «إنفراجات» السعودية ومقال لبني إرشيد يفلسف «الانفتاح مع إيران» بعد موقف ترامب من حماس وتجميد الاتصالات مع جبهة الإصلاح اليمنية استجابة لضغط إماراتي بسام البدارين |
تركيا على أبواب تحديات جديدة وصعبة: تصنيف «الإخوان» واتهامات «دعم الإرهاب» وتداعيات الأزمة الخليجية Posted: 28 May 2017 02:22 PM PDT إسطنبول ـ «القدس العربي»: تلمس أنقرة منذ أيام بوادر حملة غربية وعربية ضمن مخطط جديد في المنطقة يهدف إلى الحد من نفوذها الخارجي وإحراجها عبر إحياء الاتهامات بدعم الإرهاب من خلال المحاولات الجديدة لتصنيف جماعة الإخوان المسلمين على لائحة «المنظمات الإرهابية»، بالإضافة إلى التحدي الذي ستفرضه عليها الأزمة الخليجية الأخيرة ومدى قدرتها على الموازنة في علاقاتها بين قطر والسعودية والإمارات وعدم اضطرارها للاختيار بينهما. وتخشى أنقرة التي عملت طوال السنوات الماضية من أجل بناء «علاقات إستراتيجية» مع دول الخليج العربي أن تؤدي الأزمة الأخيرة التي تعصف في العلاقات بين هذه الدول إلى تخريب جزء من هذه العلاقات وأن تجبرها على الاختيار مع أحد هذه الأطراف على حساب طرف آخر. لكن وفعلياً لم تصل هذه العلاقات إلى المستوى «الإستراتيجي الحقيقي» إلا مع قطر التي وقعت معها اتفاقيات لإنشاء مجلس تعاون استراتيجي وأسس البلدان فعلياً لتعاون في العديد من المجلات كان أبرزها الاتفاقيات العسكرية والدفاعية التي سمحت لأنقرة بإنشاء قاعدة عسكرية للجيش التركي على الأراضي القطرية. أما مع السعودية التي تطورت العلاقات معها بشكل لافت منذ وصول الملك سلمان بن عبد العزيز إلى سدة الحكم في المملكة، وعلى الرغم من توقيع اتفاقيات متقدمة معها أبرزها إنشاء «مجلس التنسيق السعودي التركي» الذي لم يشهد تفعيلا حقيقيا ولم تصل العلاقات إلى درجة «التعاون الإستراتيجي» كما حصل فعلياً مع قطر، وسط هواجس كبيرة «صامتة» ما زالت تحكم العلاقة بين البلدين. كما أنه وعلى الرغم من الزيارات المتبادلة والتعاون الاقتصادي اللافت، ظلت الهواجس السياسية تحكم العلاقات التي تطورت بين تركيا من جهة والإمارات والبحرين من جهة أخرى خلال السنوات الأخيرة، وبقي على ما يبدو التوجه الإسلامي للحكومة التركية ودعمها لحركة الإخوان المسلمين العائق الأكبر أمام تطوير العلاقات بشكل أكبر مع السعودية والإمارات والبحرين. وعلى الرغم من أن تركيا التي لا ترغب في توتير العلاقات مع أي دولة جديدة سوف تكرس كل دبلوماسيتها من أجل أن لا تكون طرفاً في الخلاف الخليجي الأخير، إلا أنه وفي حال اشتداد الأزمة ستتحول إلى طرف مباشر فيها وبالتالي ستكون أقرب إلى قطر منها إلى أي دولة خليجية أخرى. وفي هذا الإطار أكد رئيس لجنة العلاقات القطرية التركية في البرلمان التركي، ياسين أقطاي، «وقوف تركيا حكومة وشعباً إلى جانب الشقيقة قط» رضد ما تتعرض له من هجمة إعلامية غير أخلاقية من بعض وسائل الإعلام العربية والأمريكية على غرار ما تعرضت له تركيا العام الماضي»، معتبراً أن «ما تتعرض له قطر الآن من مؤامرة مشابه تماماً لما تعرضت له تركيا من محاولة انقلابية فاشلة العام الماضي». وعقب الأزمة، بحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين وسبل تعزيزها في كافة المجالات، في اتصال هاتفي جرى الخميس وتطرق إلى «آخر المستجدات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك». في سياق متصل، وفي حال نجاح المساعي التي تقودها أطراف عربية وأمريكية من أجل وضع الإخوان المسلمين على لائحة المنظمات الإرهابية فإن تركيا سوف تكون من أكبر المستهدفين من هذه الخطوة، حيث تستضيف أنقرة عددا كبيرا من قيادات الجماعة من مصر وسوريا واليمن وليبيا وفلسطين. ومنذ وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حركة حماس بـ«المنظمة الإرهابية» إلى جانب داعش خلال قمة الرياض التي تغيب عنها أردوغان كثفت وسائل إعلام مصرية وسعودية وإماراتية وصف الحركة وجماعة الإخوان المسلمين بالمنظمة الإرهابية، بالتزامن مع دعوات مشابهة لتمرير قانون حول هذا الشأن في الكونجرس الأمريكي. وعلى سبيل المثال، اضطرت تركيا سابقاً بفعل ضغوط أمريكية وإسرائيلية إلى تحجيم النشاط الظاهري لقيادات حركة حماس على أراضيها، كما أوعزت إلى القيادي البارز في الحركة صالح العاروري إلى نقل مقر إقامته من إسطنبول لخارج البلاد، وزيادة الضغوط الدولية يمكن أن تؤدي إلى خطوات مشابهة قد تطول نشاط قيادات الإخوان من باقي البلدان العربية. لكن الأخطر من محاولة «أرهبت الإخوان» هو عودة الاتهامات السابقة لتركيا بالتساهل في الحرب على الإرهاب وخاصة تنظيمي الدولة والنصرة ومحاولة تمرير قوانين في الكونجريس الأمريكي تسمح بمعاقبة دول تتهاون في الحرب على الإرهاب يستهدف تركيا بالدرجة الأولى. وقبل نحو 3 سنوات واجهت تركيا حملات مشابهة لم تستطيع مقاومتها إعلامياً ودبلوماسياً وانخرطت على أثرها في مواجهات مباشرة مع تنظيم الدولة في سوريا وفقدت العشرات من جنودها، كما أدت هجمات التنظيم على الأراضي التركية إلى مقتل وإصابة المئات من مواطنيها. وتقول أنقرة إنها من أكثر الدول المتضررة من التنظيمات الإرهابية وإنها أكثر من يحاربها لكنها تحاول الحصول على اعتراف دول بخطر تنظيم العمال الكردستاني والوحدات الكردية على أراضيها وذلك من خلال الضغط والتلويح بعدم السماح باستخدام قاعدة إنجيرليك الجوية في عمليات التحالف الدولي. لكن من شأن إعادة أحياء هذه الاتهامات أن يقلص خياراتها في الضغط على واشنطن والتحالف الدولي ويدفعها للقبول بالخطة الأمريكية لتحرير الرقة دون أي مساحة من المناورة التي قد تكلفها حملة أوسع من الاتهامات بالتقاعس في الحرب على تنظيم الدولة. ويمكن أن تؤدي أيضاً مثل هذه الحملات إلى إجبار أنقرة على وقف التعامل مع العديد من المجموعات المسلحة داخل سوريا والمصنفة دولياً على أنها معتدلة، وذلك من خلال التشكيك بـ»اعتدالها» كخطوة على تحجيم النفوذ التركي داخل الأراضي السورية والقائم بالدرجة الأولى على دعم هذه المجموعات. وهذا الأمر يبدو أنه سوف ينسحب على الأوضاع في ليبيا، من خلال التضييق على الأطراف المدعومة من قبل تركيا مقابل منح أفضلية للأطراف المدعومة من قبل مصر والإمارات في الصراع على النفوذ هناك، ومساعدة هذه المجموعات على بسط سيطرتها على مناطق أوسع في البلاد. والسبت، أعربت وزارة الخارجية التركية، عن قلقها إزاء الأحداث التي وقعت الجمعة في العاصمة الليبية طرابلس بين قوات تابعة لحكومة «الوفاق الوطني»، وأخرى تابعة لحكومة «الإنقاذ»، أوقعت عشرات القتلى والجرحى، ودعت إلى «خفض التصعيد العسكري بشكل عاجل». تركيا على أبواب تحديات جديدة وصعبة: تصنيف «الإخوان» واتهامات «دعم الإرهاب» وتداعيات الأزمة الخليجية إسماعيل جمال |
المفاوضات تتواصل بين قيادة الأسرى وسلطات الاحتلال Posted: 28 May 2017 02:22 PM PDT رام الله – «القدس العربي»: بعد انتهاء إضراب الأسرى الفلسطينيين عن الطعام في أعقاب مفاوضات ليلية بين ممثلي مصلحة سجون الاحتلال وممثلي الأسرى، وعلى رأسهم قائد الإضراب مروان البرغوثي، والاتفاق حول معظم مطالبهم، ومنها مضاعفة عدد زيارات العائلات الشهرية، أعلنت مصلحة السجون ان المحادثات بشأن عدة مطالب أخرى طرحها الأسرى ستتواصل. ومن المتوقع ان تتناول الاتصالات بين الجانبين مسالة ساعة إغلاق أقسام السجن، وإعادة طابع الطعام والطهي داخل السجن وإعادة إمكانية الدراسة الجامعية. وقال عيسى قراقع رئيس هيئة الاسرى والمحررين الفلسطينيين في رام الله إن «الأسرى أنهوا الإضراب بعد تلبية مطالبهم». وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس اللجنة العليا لدعم الأسرى جمال محيسن إنه «تم إنهاء الإضراب بعد 40 يوما من الصمود ومفاوضات طويلة مع قيادة الإضراب وعلى رأسها مروان البرغوثي. إضراب الأسرى يرمز الى وحدة الشعب الفلسطيني». والجدير بالذكر ان وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي غلعاد اردان، كان قد أعلن في وقت سابق أن مصلحة السجون لن تفاوض الأسرى المضربين ولن يتم التجاوب مع مطالبهم. ومع ذلك جرت محاولات من جانب مصلحة السجون للتوصل الى تفاهمات حول الإضراب قبل وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لزيارة اسرائيل. وجاء من جمعية «أطباء لحقوق الإنسان» انها تسلمت خلال فترة الإضراب تقارير مقلقة من أسرى حول تصرف مصلحة السجون مع المضربين عن الطعام. وقالت إنه «من المهم التحقيق في الشكاوى لكي لا يتكرر هذا السلوك». وطالبت مصلحة السجون ووزارة الأمن الداخلي بإجراء «تغييرات ملموسة في منظومة الصحة الفاشلة في السجون، وفي نهاية الأمر نقل المسؤولية الى وزارة الصحة». وعلمت «القدس العربي» أن وقف الإضراب عن الطعام جاء بعد ان تعهد المستوى السياسي والأمني في إسرائيل بتنفيذ غالبية مطالب الأسرى، بينما كان الطرف الأمريكي شاهدا على ذلك التعهد. أما فيما يتعلق بتفاصيل الاتفاق فإنه لن يتم الحديث عنها لسببين، الأول ان الاتفاق يقضي بعدم إظهار اي طرف أنه منتصر او مهزوم. والسبب الثاني ان الكثير من المطالب بحاجة الى ترتيب لوجستي وتنسيق مطول. وأعلنت اللجنة الوطنية لمساندة الإضراب في بيان الانتصار، وقالت إن الأسرى المضربين عن الطعام علقوا إضرابهم المفتوح عن الطعام الذي شرعوا فيه منذ 17 ابريل/ نيسان الماضي، بعد مفاوضات طويلة لأكثر من 20 ساعة جرت بين إدارة سجون الاحتلال وبين قيادة الإضراب، وعلى رأسها القائد مروان البرغوثي، وذلك في سجن عسقلان حيث تمّ التوصل إلى اتفاق مع حول المطالب الإنسانية العادلة المطروحة من قبل الأسرى. وبناء على هذا الاتفاق تم تعليق الإضراب، ووجهت اللجنة الوطنية لمساندة الإضراب التحية والتقدير «إلى أبطالنا الأسرى الذين بصمودهم وإرادتهم احرزوا هذا الانتصار العظيم، وتحدوا كل وسائل البطش والقمع وكل محاولات حكومة الاحتلال كسر الإضراب وإفشال مطالب الأسرى، ولم يتراجعوا ولم يستسلموا رغم الظروف القاسية والصعبة والإجراءات الخطيرة التي طبقت عليهم خلال 41 يوماً من الإضراب». وأكدت أن انتصار الأسرى العظيم والأسطوري، حطم كل الرهانات الإسرائيلية وحساباتها القمعية من حيث: أجبرت حكومة الاحتلال على إجراء مفاوضات مع قيادة الإضراب ومع القائد مروان البرغوثي بعد رفضها ذلك على مدار أربعين يوماً من الإضراب، وبعد أن أيقنت أن الأسرى مصممون على مواصلة إضرابهم حتى النصر أو الشهادة، وأن وسائل القمع والعنف والانتهاك لم تضعفهم بل زادتهم قوة وإصراراً. واعتبرت ان هذا الإضراب أعاد الحالة النضالية الوطنية للشعب الفلسطيني بتلاحمه ووحدته في الحراك الشعبي والمساندة على مدار الساعة، «ما يؤكد أن قضية الأسرى تحتل المكانة الأولى والأساسية لشعبنا وأنها قضية الانعتاق والتحرر من الاحتلال، وأن أسرانا هم أسرى حرية وليسوا إرهابيين ومجرمين، وأن لا سلام عادلا وحقيقيا في هذه المنطقة من دون حرية الأسرى والإفراج عنهم». كما أعاد هذا الإضراب الملحمي الهيبة للحركة الأسيرة بوحدتها، وأحيا روح التضامن الجماعي والمشاركة الجماعية والوطنية، ما أسقط حسابات الاحتلال بالسيطرة وتفكيك وحدة الأسرى. وفضحت المناصرة العالمية لإضراب الحرية حكومة الاحتلال على جرائمها وانتهاكاتها التعسفية والخطيرة التي تمارسها بحق الأسرى والتي تنتهك القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني. وشكل إضراب الحرية والكرامة وانتصاره أهمية قصوى لدعوة المحكمة الجنائية الدولية لملاحقة حكومة الاحتلال على جرائمها ضد الإنسانية، ودعوة كل مكونات المجتمع الدولي لتوفير الحماية القانونية للأسرى ووضع حد لما يتعرضون له من جرائم. واعتبرت وزارة الإعلام الفلسطينية «انتصار فرسان الحرية في ملحمة الحرية والكرامة، بعد نضال 41 يومًا انتصارا لكل أحرار العالم، وتأكيدًا على أن الأمعاء الخاوية أفرغت السجان من كل إرهابه وقهره». وأكدت «أن أسرانا الذين صمدوا في إضرابهم البطولي، نقلوا رسالة الحرية لكل ركن في العالم وأثبتوا بجوعهم للحرية وتعطشهم لها أن الاحتلال سيعجز عن كسر إرادة راسخة لجنرالات الصبر خلف القضبان، وفي مقدمتهم القادة: مروان البرغوثي وأحمد سعدات وفؤاد الشوبكي وكريم يونس». ورأت الخارجية الفلسطينية أن قرار الأسرى لم يكن سهلاً عندما شرعوا في إضرابهم المفتوح عن الطعام، لمعرفتهم المسبقة أنهم يواجهون احتلالا ظلاميا يرفض الاعتراف بهم كأسرى حرب أو معتقلين سياسيين، ويرفض أيضا انطباق اتفاقية جنيف على الأرض الفلسطينية المحتلة، بما يعني أنهم دخلوا في معركة محفوفة بالمخاطر لكنها في الوقت نفسه محسوبة بشكل جيد لسببين، الأول: إيمانهم أن هناك دعما شعبيا واسعا وتضامنا كبيرا معهم على المستوى العربي والاسلامي والدولي، والثاني: أنهم على قناعة أن موضوعهم يحظى بالإجماع وفي مقدمة هذا الاجماع القيادة السياسية التي لم تتوان عن التحرك على المستويات كافة من أجل إنتزاع الحد الأعلى من مطالبهم المحقة والعادلة والإنسانية. واعتبرت ان ردود الفعل الاسرائيلية التي واكبت الإضراب منذ لحظته الأولى بما فيها التصريحات التي تحدثت عن تركهم يموتون في السجون، والإجراءات القمعية والتنكيلية التي صاحبت الإضراب عملت على تسييس الاإضراب وتعقيد الأمور. وأكدت أنه «ما كان لكل ذلك أن يحدث، لو كانت السلطات الاسرائيلية تتعامل مع قضية الأسرى بمسؤولية ووفق الحقوق المنصوص عليها في القانون الدولي، لكن سلطات الاحتلال في النهاية خضعت لإرادة الأسرى واضطرت للتعامل معهم وفق النتيجة التي رأيناها والتي أثبتت أن إرادة شعبنا على الصمود ليس لها حدود، وأنه متمسك بنيل حقوقه الوطنية المشروعة مهما طال الزمن ورغم تعنت الاحتلال. فهنيئاً لأسرانا على انتصارهم، هنيئاً لعائلاتهم على هذا الصمود وهنيئاً لشعبنا بهؤلاء الأبطال وهنيئاً للقيادة على هذا الانسجام والتكامل في معركة الانتصار. دروس تحفظ في ذاكرة لا تَنسى». ودعت الّلجنة الوطنية لدعم الأسرى في نابلس وهيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني لحضور مهرجان الكرامة والانتصار المركزي، في بلدة بيتا في نابلس تكريماً لشهيد مسيرات إسناد الأسرى المضربين عن الطعام معتز حسين هلال بني شمسة الذي أطلق عليه المستوطنون الرّصاص الحي في اليوم 32 للإضراب، خلال مشاركته في مسيرة سلمية لإسناد الأسرى المضربين عن الطعام. المفاوضات تتواصل بين قيادة الأسرى وسلطات الاحتلال فادي أبو سعدى |
ارتياح إسرائيلي لاحتجاج النرويج على تسمية مركز فلسطيني باسم دلال المغربي Posted: 28 May 2017 02:21 PM PDT الناصرة ـ «القدس العربي»: عبرت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن شديد ارتياحها لقرار النرويج الاحتجاج على قيام السلطة الفلسطينية بتسمية مركز فلسطيني على اسم الشهيدة دلال المغربي، وطالبت باستعادة الأموال التي خصصتها لتمويل بنائه. والخارجية الإسرائيلية التي يرجح أنها مارست ضغوطا من وراء الكواليس على النرويج في هذا المضمار، اعتبرت أن «عزم أوسلو على مناهضة تخليد أسماء إرهابيين هو جزء حيوي من الجهد العالمي لمكافحة الإرهاب». واستغلت الخارجية الإسرائيلية موقف النرويج للتحريض على السلطة الفلسطينية، داعية المجتمع الدولي للاقتداء بها ولفحص كيف تستثمر تبرعاته في الجانب الفلسطيني. وقالت الخارجية الإسرائيلية في بيانها أمس إن ألون بار موظف كبير فيها مسؤول عن العلاقات مع المنظمات الدولية، تحدث مع روبيرت فايتر منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة وعبر عن «قلقه العميق» من ربط وكالات الأمم المتحدة مع فعاليات تخليد المخربين». وطالب بار، حسب البيان، بتوضيحات مفصلة حول تمويل المركز المذكور، مطالبا بعدم تكرار هذه « الحوادث». وحمل وزير خارجية النرويج بورغا برندا على لجنة الانتخابات الفلسطينية لتوظيفها مساعدات مالية نرويجية لتمويل مركز نسوي في قرية برقة بالتعاون مع لجنة المرأة التابعة للأمم المتحدة على اسم الشهيدة دلال المغربي التي استشهدت في عملية عرفت بعملية الشاطئ التي قادتها عام 1978 وأسفرت عن قتل عشرات الإسرائيليين. وبشكل غير مسبوق يطالب برندا، وفق مصادر إسرائيلية، بإزالة لوغو وزارة الخارجية النرويجية من لافتة مثبتة على عمارة المركز واستعادة ما قدمته من مساعدة. وحسب هذه المصادر تلقت جمعية نسوية فلسطينية الدعم النرويجي (أم) لتشجيع المرأة على المشاركة في الانتخابات. وقال برندا لموقع «واينت» التابع لـ «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلي إن النرويج علمت باسم دلال المغربي التي سمي المركز باسمها فقط بعدما أوقفت التمويل. وتابع مهددا «لن نوقع اتفاق دعم جديدا للجنة الانتخابات الفلسطينية ومع الجمعية الفلسطينية المذكورة قبل أن تلتزما بعدم تكرار مثل هذه الأعمال مستقبلا». ويستذكر موقع «واينت» أن رشيدة مغربي شقيقة الشهيدة دلال قد زارت بيت لحم وشاركت في مؤتمر حركة فتح عام 2009 وقالت وقتها لوسائل إعلام إسرائيلية إنها تشعر دائما بالفخر والاعتزاز بشقيقتها. وأكدت أنه لا يحق للإسرائيليين تقديم الوعظ حول الأخلاق والإنسانية، مشددة على أنهم هم من اضطروا شقيقتها للقيام بعملية فدائية بعدما طردوها وعائلتها من مدينة يافا وحولوهم للاجئين. وتابعت «لولا الاحتلال لما قامت دلال بعملية وربما تكون ما زالت تعيش بيننا اليوم تمارس حياتها الطبيعية مع أسرتها. وقتها لم أبك على استشهادها ليس لأن رحيلها غير موجع، بالعكس لكن الغضب الكبير في داخلي حال دون انهمار دموعي. الأمر الوحيد الذي تأسفت عليه هو أنني لم أشارك دلال في العملية فوقتها رفض الشهيد خليل الوزير (أبو جهاد) مشاركة شقيقتين في العملية نفسها. يشار الى أن الفدائيين الذين قادتهم المغربي طالبوا بإطلاق سراح أسرى مقابل إفراجهم عن رهائن تم احتجازهم داخل حافلة على طريق حيفا تل أبيب، لكن قوات الأمن الإسرائيلية وبقيادة ايهود باراك رئيس الوزراء وزعيم حزب العمل الاسبق، قررت مباغتتهم ومهاجمة الحافلة مما تسبب بتفجيرها ومقتل 35 إسرائيليا وإصابة سبعين آخرين واستشهاد معظم الفدائيين. وعلى خلفية العملية التي هزت إسرائيل وقتها فقد شنت عملية عسكرية في جنوب لبنان عرفت بعملية الليطاني. وعقب سامي دغلس رئيس مجلس محلي برقه على ما ذكر بالقول إنه تم تأسيس المركز قبل حوالى أربعة شهور بالشراكة ما بين مجلس قروي برقة وطاقم شؤون المرأة كمبادرة شبابية نسائية لدعم عضوات المجالس القروية والبلدية. لافتا الى أن المركز يشمل مجموعة شبابية من كلا الجنسين يقدر عددها بـ 60 شابا وشابة ويقومون بأنشطة تطوعية وخيرية في مجالات تثقيف الشباب والفتيات بحقوقهم ولتفعيل مشاركتهم في الحياة العامة. وأشار الى أن اختيار الاسم كان تكريما للشهيدة دلال المغربي الشابة التي كانت تقاوم الاحتلال وتنشد الحرية والاستقلال لشعبها. وتابع «إننا كفلسطينيين دائما فخورون بمن ضحوا من أجل وطنهم سواء كانوا شهداء أو أسرى أو مبعدين وجرحى». وشدد على أن اعتبار رموز الشعب الفلسطيني وقادته إرهابيين ما هو إلا رضوخ للإملاءات والضغوط الإسرائيلية، داعيا «أصدقاءنا النرويجيين الاهتمام بالجوهر ومعرفة ماذا يقدم هؤلاء الشباب لمجتمعهم، وان يحترموا مشاعرنا كشعب قدم مئات آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين، وأن يساندوا نضالنا التحرري ضد الاحتلال الذي يقوم بإرهابنا وترويعنا وقتل الأطفال والشباب يوميا بدم بارد». ارتياح إسرائيلي لاحتجاج النرويج على تسمية مركز فلسطيني باسم دلال المغربي وديع عواودة |
بعد حملة ترامب ـ إيران ناضجة Posted: 28 May 2017 02:21 PM PDT أحد اهداف الرئيس ترامب من زيارته الى الشرق الاوسط كان انشاء تحالف اقليمي واسع، تكون دول عربية شريكة فيه الى جانب اسرائيل من اجل كبح تهديد ايران. في خطاباته في السعودية وفي اسرائيل، لم يقتصد بالكلام عندما تحدث عن خطر ايران، لا سيما عندما اعتبر طهران مسؤولة مباشرة عن الارهاب في المنطقة وفي العالم، وأن خطرها لا يقل عن خطر داعش. في زيارته في اسرائيل كان ترامب حاسما أكثر عندما أعلن بأنه لن يسمح لايران بالتحول الى قوة عظمى نووية، وأنه سيعمل على كبح محاولات تمددها في الشرق الاوسط، وخاصة في الحدود الشمالية لاسرائيل. ترامب، كما هو معروف، ليس رئيس اقوال فقط. ففي بداية ولايته في البيت الابيض فرض عقوبات اقتصادية على طهران ردا على محاولة اطلاق صواريخ بالستية. ومدى بعض هذه الصواريخ يصل الى قلب اوروبا، وبعضها ايضا مخصص لحمل رؤوس نووية. صحيح أن ايران قد وقعت على اتفاق مع الولايات المتحدة في عهد اوباما، حيث تعهدت بأن لا تتحول الى دولة نووية في العقد القريب، لكن هذا الاتفاق لا يشمل منع تطوير صواريخ بعيدة المدى. صحيح أن مجلس الامن التابع للامم المتحدة اتخذ قرار في السابق يمنع ايران من تطوير الصواريخ بعيدة المدى، لكن ايران لا تحسب حسابا لمجلس الامن ولا لأي أحد، حتى انتخاب ترامب، لم تكن هناك قوة واستعداد للتصادم معها. ترامب يتعامل بجدية مع ايران. وقد هدد بأنه اذا استمرت ايران في سياستها السلبية في المنطقة، واستمرت في ادارة ظهرها لقرارات الامم المتحدة التي تمنعها من تطوير السلاح المتقدم، حتى لو لم يكن نوويا، فهو سيعمل ضدها. في تصريح من تصريحاته قال: «ايران تلعب بالنار. إنها لا تدرك كم كان الرئيس اوباما ودودا معها، وأنا لست كذلك». وجد ترامب في العالم العربي آذانا صاغية من ناحية تحذيراته لايران. عمليا، السعودية ودول الخليج هي التي حذرت منذ سنوات طويلة من الخطر الذي تشكله ايران على السلام في المنطقة. والآن يوجد في واشنطن من يستمع اليهم. وعشية زيارة ترامب للمملكة السعودية أطلق المتمردون الحوثيون في اليمن، الذين تدعمهم طهران، صاروخ نحو الرياض. في اليوم الذي زار فيه ترامب السعودية، جرت الانتخابات الرئاسية في ايران التي فاز فيها روحاني، الذي يكرهه المحافظون في ايران. واثناء الحملة الانتخابية تردد روحاني في الهجوم على حرس الثورة، رأس حربة المعسكر المحافظ في الدولة، بسبب الضرر الذي تسببه السياسة الراديكالية للدولة. إلا أنه في ايران يوجد تقسيم للعمل. الرئيس يركز على الشؤون الداخلية، المجتمع والاقتصاد، وهو المسؤول عن هجوم الابتسامات تجاه الغرب. أما حرس الثورة فهو الذي يبث الارهاب ويزعزع الاستقرار في العراق وسوريا ولبنان واليمن. ولكن لدى حرس الثورة سبب للقلق، سواء بسبب التجند الاقليمي برئاسة الولايات المتحدة، أو بسبب الرسالة التي ارسلها الجمهور في ايران في الانتخابات في الاسبوع الماضي. الرد الايراني، أو الأحرى رد حرس الثورة، جاء في نهاية الاسبوع، حيث قال علي حاج زاده، قائد سلاح الجو في حرس الثورة، إن تنظيمه أقام مصنعا تحت ارضي ثالث لانتاج الصواريخ البالستية، وأن ايران تصمم على الاستمرار في تطوير خطتها الصاروخية. لقد اختارت ايران الاستمرار في ادارة ظهرها لترامب وللعالم، وانتقلت الكرة الى ملعب واشنطن. والسؤال الذي يطرح هو اذا كان ترامب سيترجم تهديده في الموضوع الايراني، أو مثل سلفه، سيندد بايران ويسمح لها في الاستمرار بطريقها. العيون تشخص نحو واشنطن، وكذلك العيون في ايران. واذا لم يتم الضغط على تلك الأسس البراغماتية داخل ايران مثل روحاني، فلن يتجرأ أحد على الوقوف أمام حرس الثورة الذي يدعمه القائد الاعلى للجمهورية الاسلامية، علي خامنئي. لكن ايضا في موسكو وفي كوريا الشمالية ينتظرون رؤية كيف سيتصرف ترامب، ومن هنا تنبع اهمية الرد الامريكي الواضح على التآمر والتحريض الذي تقوم به ايران. ايال زيسر اسرائيل اليوم 28/5/2017 بعد حملة ترامب ـ إيران ناضجة صحف عبرية |
تنافس حاد على رئاسة اليونسكو والعرب تقدموا بأربعة مرشحين فأضعفوا حظوظهم Posted: 28 May 2017 02:20 PM PDT نيويورك (الأمم المتحدة)ـ «القدس العربي»: بدأت عملية اختيار المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) وذلك خلفا للسيدة إيرينا بوكوفا والتي على أبواب أن تكمل دورتها الثانية على رأس اليونسكو. ففقد إكتملت الخميس 27 أيار/مايو الجولة الأولى من المقابلات التي بدأت يوم 26 نيسان/أبريل مع تسعة مرشحين بمن فيهم ثلاث سيدات . ومن بين المرشحين التسعة أربعة من الدول العربية: المصرية مشيرة خطاب، واللبنانية فيرا الخوري والقطري حمد بن عبد العزيز الكواري والعراقي صالح الحسناوي. ويتوزع الباقون على الصين وفرنسا وفيتنام وغواتيمالا وأذربيجان. وحسب مصادر مطلعة في المنظمة الدولية فإن المقابلات الأولية التي أجريت مع المرشحين التسعة تكلا تشير إلى تقدم ثلاثة من بينهم الصيني تسينغ تانغ، والفرنسية أودري أوزلاي، والمصرية مشيرة خطاب. وقد كان للأزمة المالية التي عانت منها اليونسكو منذ انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية منها إحتجاجا على قبول فلسطين عضوا كامل العضوية عام 2010 أثر كبير إنعكس في المقابلات مع المرشحين للتعرف على أفكارهم في التعامل مع هكذا أزمة. وقد كان أداء بوكوفا مميزا في إستيعاب الأزمة دون تأثير على مجمل نشاطات المنظمة الدولية. وحسب المراقبين المتابعين لعملية الانتخابات فإن المرشح الصيني تسينغ تانغ هو الأكثر حظا لغاية الآن. ويشغل تانغ حاليا منصب المدير العام المساعد لليونسكو مسؤول عن دائرة الثقافة منذ عام 2010 وقد إنضم إلى المنظمة الدولية عام 1993. وستضع الصين ثقلها في العملية الانتخابية نظرا لعلاقاتها المميزة مع كثير من الدول النامية ومن السهولة أن تحصل على تصويت الأغلبية في المجلس التنفيذي والمكون من 58 عضوا والذي بدوره يقدم المرشح الفائز للمؤتمر العام لليونسكو لإعتماده مديرا عاما جديدا هو العاشر منذ إنشاء المنظمة الدولية. أما وزيرة الثقافة الفرنسية السابقة أودري أوزولاي، والتي تنحدر من أصول مغربية لعائلة يهودية عريقة فتعتبر المرشحة الثانية المفضلة للمنصب. وقد فوجئ الجميع بأن الدولة المضيف تقدمت بمثل هذه المرشحة في اللحظات الأخيرة قبل إغلاق باب الترشيح. وقد أبدعت في المقابلة التي أجراها معها المجلس التنفيذي مما عزز حظوظها للوصول إلى منصب المدير العام القادم. بالنسبة للوزيرة المصرية السابقة مشيرة خطاب فيرى المتابعون أنها أيضا مرشحة قوية نتيجة الخبرة الواسعة التي عرضتها خلال المقابلة والتي يجمع المراقبون على أن أداءها كان مميزا في المقابلة. وتحظى خطاب بدعم القارة الأفريقية التي لم تقدم أي مرشح منافس للمنصب وقررت أن تدعم المرشحة المصرية. ويقف المرشح القطري حمد الكواري، وزير الثقافة والتراث والفنون السابق وسفير قطر لدى الولايات المتحدة وفرنسا واليونسكو سابقا في المرتبة الرابعة إنطلاقا من تقييم الأداء في المقابلات إضفة إلى العديد من العوامل الأخرى. سيقوم المجلس التنفيذي بعد إستكمال كافة الإجراءات بانتخاب مرشح واحد في دورته المقبلة في أكتوبر/تشرين الأول ثم يتم رفع الإسم المنتخب للمؤتمر العام لمنظمة اليونسكو في دورته التاسعة والثلاثين في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل عن طريق الإقتراع السري لإعتماد المرشح المقدم من المجلس التنفيذي ليكون المدير العام الجديد لليونسكو. وقد علق أحد الدبلوماسيين ل»القدس العربي» آثر عدم ذكر اسمه، قائلا إن العرب قد أضعفوا حظوظهم للمرة الثانية بالتقدم بأكثر من مرشح. «إنظر إلى أمريكا اللاتينة تقدمت بمرشح واحد وأفرقيا التفت حول المرشحة المصرية بينما لم يتفق العرب على مرشح واحد والعمل معا على إنجاحه. فلا أحد يفاجأ إذا فشل المرشحون العرب الأربعة وقد ينسحب بعضهم قبل الجولة الثانية من الانتخابات». وكان قد تنافس السعودي المرحوم غازي القصيبي مع المصري إسماعيل سراج الدين على رئاسة اليونسكو عام 2001 فخسر الاثنان معا لصالح الياباني كويشيرو ماتسورا. أما إنتخابات 2009 فالتف العرب حول مرشح واحد هو المصري فاروق حسني وتفوق على إيرينا بوكوفا في ثلاث جولات أولية وتعادل معها في الرابعة وخسر الخامسة بفارق صوتين 31 مقابل 29 بعد أن غير مندوبان أفريقيان صوتيهما لصالح بوكوفا. تنافس حاد على رئاسة اليونسكو والعرب تقدموا بأربعة مرشحين فأضعفوا حظوظهم عبد الحميد صيام |
الأوقاف المصرية تغير اسم مسجد مؤسس الإخوان حسن البنا في البحيرة Posted: 28 May 2017 02:20 PM PDT القاهرة ـ « القدس العربي» : قررت وزارة الأوقاف المصرية، أمس الأحد، تغيير اسم مسجد في محافظة البحيرة، يحمل اسم مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، حسن البنا، وشعار الجماعة «مصحف وسيفين». وأحال مدير مديرية الأوقاف في محافظة البحيرة شمال البلاد، محمد شعلان، كلاً من مدير إدارة دمنهور شرق، وأحد المفتشين في المنطقة، للتحقيق، بدعوى الشكاوى التي وردت بشأن عدم اتخاذ اللازم تجاه إحدى الزوايا المخالفة لتعليمات الوزارة بترك مسمى الزاوية تحت اسم «مسجد الإمام حسن البنا». وأكدت وزارة الأوقاف في بيان أنه «تم على الفور نزع اللافتة محل الشكوى وتغيير مسمى الزاوية من مسجد حسن البنا إلى زاوية الرحمة، وتوجيه إمام دائم وعامل للزاوية، وإحالة المقصرين في تنفيذ التعليمات بعدم وجود أي لافتات لأي جماعات أو جمعيات على أي مسجد أو زاوية، إلى التحقيق». وشددت الوزارة على جميع المسؤولين من مديري المديريات والإدارت التابعة لها بسرعة تنفيذ التعليمات حرفيا في هذا الشأن. وقال أحد أهالي حي عزبة سعد في مدينة دمنهور عاصمة محافظة البحيرة، إن المسجد يقع أسفل منزل ضابط جيش مفصول بعد اكتشاف انتمائه للإخوان، وحكم عليه بالسجن 10 سنوات، وفوجئ أهالي الحي بأن عناصر الإخوان ومؤيديهم يرتادون المسجد لصلاة التراويح ثم يجلسون لفترات طويلة بعد الصلاة برعاية شقيق صاحب المسجد والبيت. وأعلن وكيل وزارة الأوقاف في البحيرة، محمد شعلان، تشكيل لجنة موسعة لبسط سيطرة «الأوقاف» على المسجد وجرد محتوياته بشكل كامل لمعرفة ما في داخله. وقال عضو مجلس النواب المصري، مصطفى بكري، إن وزير الأوقاف أبلغه صباح أمس الأحد، أنه أصدر قرارا بتغيير اسم المسجد وخطيبه واتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنه بعد استغاثة قدمها مواطنون من دمنهور بشأن وجود تجمع للإخوان. الأوقاف المصرية تغير اسم مسجد مؤسس الإخوان حسن البنا في البحيرة مؤمن الكامل |
الغموض يلف مصير الساعدي القذافي وباقي سجناء النظام السابق في سجن الهضبة Posted: 28 May 2017 02:20 PM PDT لندن – «القدس العربي»: حالة من الغموض تلف مصير الساعدي القذافي وباقي سجناء النظام السابق بسجن الهضبة الذي سيطرت عليه كتيبة «ثوار طرابلس» ليل الجمعة عقب الاشتباكات العنيفة مع القوات التابعة للقيادي في الجماعة الليبية المقاتلة مسؤول سجن الهضبة خالد الشريف. وقال مسؤول سجن الهضبة خالد الشريف لقناة «النبأ» الفضائية ليل الجمعة إن قوة حماية السجن انسحبت وجرى اقتحامه من قبل مجموعات مسلحة، مطالبًا الحكومات ومن ضمنها حكومة الوفاق التدخل، وتحميل المهاجمين مسؤولية أرواح السجناء. وأكدت وزارة الداخلية في حكومة الوفاق الوطني في بيان أصدرته ليل الجمعة تسلمها جميع السجناء الذين وجدوا في مؤسسة الإصلاح والتأهيل الهضبة المعروفة بـ»سجن الهضبة» ونقلتهم إلى مكان آمن دون أن تذكر أسماءهم، حيث يقبع في هذا السجن الساعدي نجل معمر القذافي وعدد من مسؤولي النظام السابق وعلى رأسهم عبد الله السنوسي وأبوزيد دوردة، مشيرة إلى أنها قامت بإعلام المحامي العام في العاصمة طرابلس بذلك. الغموض يلف مصير الساعدي القذافي وباقي سجناء النظام السابق في سجن الهضبة |
تظاهرات في أوروبا ضد اعتقالات نشطاء الريف وهولندا تطلب من الأئمة تجنب الحديث عن الحراك Posted: 28 May 2017 02:19 PM PDT مدريد- «القدس العربي» : تشهد مدن أوروبية عدة تظاهرات تضامنية وموالية للحراك الشعبي الريفي خاصة بعدما بدأت الدولة المغربية سلسلة من الاعتقالات ضد النشطاء. والى جانب التظاهرات تتخوف بعض الدول مثل هولندا وبلجيكا من انتقال النزاع وطالبت من بعض أئمة المساجد بتجنب الحديث عن ملف الريف. وشهد الحراك الريفي يوم الجمعة الماضي منعطفاً مقلقاً عندما وظفت الدولة المغربية المساجد للتهجم على الحراك تحت مبرر «تجنب الفتنة»، مما دفع بزعيم هذا الحراك ناصر الزفزافي الى مقاطعة الإمام في مسجد في مدينة الحسيمة، وأصدرت الدولة المغربية قرار اعتقاله وباقي النشطاء، حيث تجاوزت الاعتقالات الثلاثين حتى أمس الأحد. وتحركت عدد من مدن أوروبا التي تقطنها جالية مغربية وخاصة من أصول ريفية من شمال المغرب، وتظاهرات في بلجيكا وهولندا والمانيا وكذلك في اسبانيا. ومن ضمن المستجدات التي حصلت عليها جريدة «القدس العربي» هو طلب سلطات هولندا من بعض الأئمة تجنب الحديث عن الريف المغربي، لأنها سجلت حالات سابقة لأئمة أرادو انتقاد الحراك الريفي. وتؤكد مصادر حقوقية أوروبية من أصل مغربي لـ«القدس العربي» أن الأمر نفسه وقع في بروكسيل ولكن بشكل غير لافت مثل هولندا. وأصدرت التنسيقية الأوروبية لدعم الحراك الشعبي في الريف بياناً شديد اللهجة ضد الدولة المغربية تحملها مسؤولية ما قد تشهده المنطقة من تطورات سلبية نتيجة الاعتقالات والملاحقات. ويندد البيان بتوظيف المساجد ضد الحراك الشعبي، وفي فقرة أخرى يشجب الاعتقالات، وفي فقرة أقوى «يحمل الملك محمد السادس مسؤولية كل ما سيحدث في المنطقة، وتقول هذه الفقرة «تحميلنا المسؤولية للنظام السياسي القائم في البلد ممثلاً في شخص رئيسه على ما ستؤول إليه الأوضاع في الريف. نظراً للمقاربات القمعية التي نهجتها الداخلية لانهاء حراك شعبي بمطالب عادلة ومشروعة». وفي الوقت ذاته، يعرب نشطاء الحراك الشعبي الريفي في أوروبا عن نيتهم واستعدادهم لتدويل هذا النزاع للدفاع عن المعتقلين وساكن الريف». ومن العوامل التي ستعمل على دخول نشطاء أوروبا من أصل ريفي في تصعيد ضد الدولة المغربية هو محاولة الإيحاء بأن ما يفترض أنه تمويلات لنشطاء الداخل مصدره هؤلاء النشطاء في أوروبا. ورغم صدور بيان رسمي للدولة المغربية حول تلقي نشطاء الحراك تمويلاً من الخارج، فهي لم تشر مباشرة الى الجهة، ولكن الاستخبارات المغربية كانت قد سربت خبراً الى مجلة جون أفريك يفيد بوقوف جمعيات مغربية من أصل ريفي وراء هذه التمويلات التي يعتبرها الكثيرون خيالية. تظاهرات في أوروبا ضد اعتقالات نشطاء الريف وهولندا تطلب من الأئمة تجنب الحديث عن الحراك حسين مجدوبي |
لبنان: تقدّم ملحوظ في التوافق على قانون انتخابي على أساس النسبية في 15 دائرة Posted: 28 May 2017 02:18 PM PDT بيروت ـ «القدس العربي» : يبدو أن تقدماً حصل في المداولات حول قانون انتخاب جديد يعتمد النسبية وخمس عشرة دائرة. وفي سياق هذه المداولات، أرجأ رئيس المجلس النيابي نبيه بري الجلسة التشريعية اليوم الاثنين ليوم الاثنين المقبل في 5 حزيران/يونيو آملاً في أن يصدر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري مرسوماً لفتح دورة استثنائية تمكّن من اقرار قانون الانتخاب الجديد بعد انتهاء الدورة العادية في 31 أيار/مايو الجاري. وفي المعلومات المتداولة أن الصيغة الجديدة لقانون الانتخاب تنطلق من روحية ما اتفقت عليه الأحزاب المسيحية الاربعة في بكركي أي التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والكتائب والمردة. وهذه الصيغة هي النسبية في 15 دائرة وقد وافق حزب الله والرئيس الحريري والرئيس نبيه بري على التقسيمات المقترحة التي حملها نائب رئيس حزب القوات اللبنانية النائب جورج عدوان على الجهات النافذة. كما ينص الاقتراح علـى ان يحتسـب الصـوت التفضيلي على اساس القضاء خلافاً لما يطالب به التـيار الوطني الحر لجهة احتسابه على اساس الطائفة لعدم طغيان صوت الطوائف الاخرى على الصوت المسيحي. ووفقاً للتقسيم المذكور فان العاصمة بيروت ستقسم إلى دائرتين مع اقتراح نقل المقعد الانجيلي إلى الدائرة الأولى، ـ وسيقسم جبل لبنان إلى اربع دوائر: عاليـه والشوف حفاظاً على الخصوصية الدرزية، بعبدا لوحـدها من دون المتن لعدم طغيان الصوت الشيعي على اصـوات مسيـحيي المتن، المتن، وكـسروان وجـبيل. وسيصبح الجنوب ثلاث دوائر الأولى صيدا وجزين، الثانية صور والزهراني، والثالثة النبطية، ومرجعيون وبنت جبيل وحاصبيا. اما البقاع فسيكون 3 دوائر: دائرة زحلة لوحدها للحفاظ على الصوت الكاثوليكي، دائرة البقاع الغربي- راشيا، ودائرة بعلبك ـ الهرمل. أما الشمال فسيصبح 3 دوائر: دائرة طرابلس ـ الضنية – المنية، دائرة عكار، ودائرة زغرتا- بشري- الكورة والبترون. وفي وقت تسـود حـالة من التفـاؤل ترجمـها اتصـال نـادر من الرئـيس بري بالرئيـس ميشـال عون للمرة الأولى منذ فترة طويلة، إلا أن مقدمة نشرة أخبار تلفزيون OTV التابعة للتيار الوطني الحر ليل السبت الاحد عكست جواً مشوباً بالحذر عندما ذكرت «استبق الرئيس نبيه بري فتح الدورة الاستثنائية، فحدد 5 حزيران/يونيو موعداً لجلسة تشريعية بجدول الأعمال ذاته، أي التمديد للمجلس وفق مطالعة النائب نقولا فتوش .لكن المرسوم المنتظر بفتح دورة اسـتثنائية لم يصدر، وقد لا يصدر قبل 5 حزيران/يونيو، لأن صـدوره يحتاج إلى توافق نهائي وكامل على قانون الانتـخاب، وهو ما يبدو انه بحـاجة لمزيدـ من الوقت والتشـاور والـتفاوض مع المعـنيين الأسـاسيين». واضافت « إذاً، الدورة تنتظر القانون، والقانون ينتظر الاتفاق على بنود ونقاط، تحتاج إلى انضاج لجهة الصوت التفضيلي، وبعض المقاعد النيابية في مناطق تشكل ودائع الوصاية وبقايا الولاية على التمثيل الحقيقي، وهو ما تم الاتفاق عليه جزئياً حتى الساعة في مناطق معينة، بانتظار مناطق أخرى، إضافة إلى الاتفاق على الاصلاحات الكاملة للعملية الانتخابية، وهو ما بات «التيار الوطني الحر» يسميه سلة الضوابط والضمانات لميثاقية القانون وفاعلية تمثيله». ونقلت المحطة «ان الأفكار بموضوع قانون الانتخاب متقدمة، والطروحات متقاربة حول الدوائر. والتوصيف الموضوعي للحراك الانتخابي الحاصل، هو الابتعاد عن حافة الهاوية والاقتراب من عتبة الحل.وعدم فتح دورة استثنائية قد لا يكون مؤشراً سلبياً، والمسألة لم تعد مسألة أسابيع بل أيام، ومن انتظر منذ 2009 يستطيع تعليل النفس بأن غداً لناظره قانون، هذا اذا صفت النيات وصدقت الالتزامات». الى ذلك، رأى مدير عام شركة «ستاتيستكس ليبانون» ربيع الهبر أنه باقتراح القانون الجديد القائم على النسبية و15 دائرة انتخابية، يمكن للمسيحيين ان يأتوا بـ51 مقعداً بأصواتهم لا سيما ان تمّ نقل مقاعد من مناطق ذات أقلية مسيحية إلى اخرى ذات غالبية مسيحية، في حين أنهم كانوا يأتون بـ24 مقعداً بأصواتهم وفق قانون الستين». ولفت إلى «ان الطائفة السنية يمكن ان تأتي بـ34 مقعداً بأصواتها، لكن سيتم تقليص حصة تيار المستقبل الذي سيخسر مقاعد في طرابلس وعكار وقد يخسر في البقاع الغربي مثلاً». أما عن الطائفة الشيعية، فقال «وفق هذا القانون تأتي الطائفة الشيعية بـ30 مقعداً بصوتها، ولكن الثنائي الشيعي معرّض لخسارة طفيفة في عدد المقاعد». واعتبر «ان الرابح الاكبر من هذا الاقتراح هو القوى المعارضة للاحزاب». لبنان: تقدّم ملحوظ في التوافق على قانون انتخابي على أساس النسبية في 15 دائرة بري أرجأ جلسة اليوم إلى الخامس من الشهر المقبل وينتظر من عون فتح دورة استثنائية سعد الياس |
ألمانيا تبدأ في تشديد ومراجعة إجراءات اللجوء للسوريين Posted: 28 May 2017 02:18 PM PDT برلين ـ «القدس العربي»: نشرت مجلة «دير شبيغل» أن السلطات الألمانية بدأت بتشديد إجراءات فحص وتدقيق قرارات منح اللجوء للأشخاص، الذين ذكروا في طلباتهم أنهم يتحدرون من سوريا. وذلك بعد تداعيات فضيحة الضابط الألماني فرانكو إيه والذي إدعى أنه لاجئ سوري. ووفقاً للمجلة فقد أمر «المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين» في ألمانيا موظفيه بتشديد مراجعة القرارات الخاصة بطلبات اللجوء التي ذكر فيها مقدموها أنهم متحدرون من سوريا. وحسب تقرير المجلة، أمر المكتب موظفيه بإجراء مراجعة إضافية بصورة عشوائية لقرار واحد على الأقل من بين 20 قراراً متعلق بطلبات اللجوء الخاصة بهذه الفئة، وذلك بالتحقق من الالتزام بكافة معايير الجودة. ووفقا لـ»دير شبيغل»، كانت تقتصر المراجعة العشوائية لقرارات اللجوء وقت ذروة أزمة اللاجئين، على انتقاء قرار واحد من بين 100 قرار. يذكر أن الرئيس السابق لـ «المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين»، فرانك-يورغن فايسه، اعترف باشتراكه في المسؤولية عن واقعة جندي الجيش الألماني فرانكو إيه المتهم بانتحال صفة لاجـئ سوري. وقال في تصريحات صحـافية مؤخـراً: «ثمة أخطاء جسيمة حدثت هنا، ويتعين علي أن أتحـمل أنا أيضـاً المسـؤولية عن ذلك». ويشار إلى أن المكتب أجرى في نهاية 2016 جلسة استماع للجندي المنتحل لصفة لاجئ سوري بالفرنسية، ومنحه في أعقاب ذلك حماية ثانوية كلاجئ حرب قادم من سوريا. وتشتبه السلطات الألمانية في الملازم أول اليميني المتطرف، بأنه كان يخطط لشن هجوم إرهابي، ويقبع فرانكو إيه. في الوقت الحالي في السجن على ذمة التحقيق. وكانت تقارير إعلامية ألمانية قد كشـفت عن تـعثر وتلكؤ دائرة الهجرة واللاجئين الاتحادية في ألمانيا بحسـم ملفـات طالبي اللجوء. وصرحت متحدثة باسم الدائرة، لمجـموعة صحف ألمانية أن سبب التأخر في حسم الطلبات المتـراكمة يعود إلى النقص في عدد الموظفين المسؤولين عن حسم الملفات، بعد التحقيقات التي تجرى لكشـف مـلف الضـابـط الألماني فرانكو إيه الذي ادعى أنه لاجئ سوري وحصل على حق الحماية الثانوية، وهذا يمكن أن يؤدي إلى «بطء وتأخر تراجع عدد الطلبات المتراكمة» حسب المتحدثة. وأشارت صحيفة بيلد الألمانية الواسعة الانتشار إلى أن الدائرة الاتحادية للهجرة واللاجئين اكتشفت أخطاء في كثير من الملفات المحسومة سابقاً والتي راجعتها على خلفية فضيحة فرانكو، إذ كانت هناك أخطاء في 10 ـ 15 بالمائة من 1000 ملف تمت مراجعته حتى الآن من أصل 2000 ملف تنوي الدائرة مراجعتها. وقالت المتحدثة، إنه سيتم إجراء التحقيق و»توضيح تام دون أي نقص» لملابسات فضيحة فرانكو ومن أجل ذلك تم تشكيل لجنة خاصة تضم «موظفين مختصين في دراسة الملفات ذوي خبرة تم تعيينهم من العاملين في الدائرة» وهو ما أدى إلى نقص في عدد هؤلاء وبالتالي التأخر والبطء في حسم ملفات جديدة. ألمانيا تبدأ في تشديد ومراجعة إجراءات اللجوء للسوريين علاء جمعة |
بعد تهجير الدمشقيين… مفروشات حي القابون في مزادات الشبيحة وأسواق النظام السوداء Posted: 28 May 2017 02:18 PM PDT دمشق ـ «القدس العربي»: أظهرت أشرطة مصورة بثها ناشطون موالون للنظام السوري من داخل حي القابون شرق العاصمة دمشق، صوراً لقوات الأسد وهي تقوم بسرقة وتفريغ محتويات منازل الحي والمحال التجارية من الأثاثات والأغراض وتجهيزات المحال والمراكز التجارية، في عملية معروفة باسم «التعفيش» وهي ما اعتاد عليه السوريون بعد كل امتداد جديد لنفوذ قوات النظام السوري، وتوسع رقعة سيطرتها التي تتواصل مع استكمال عمليات التهجير القسري التي تجري برعاية روسية إيرانية، بحق أهالي المناطق المناوئة لحكم النظام السوري. ووثق ناشطون موالون للنظام عبر اشرطة مصورة ومسربة اطلعت «القدس العربي» عليها، دخول حافلات وسيارات تعود لعناصر من قوات النظام السوري، إلى حي القابون عقب خروج أهالي الحي، وسرقوا الأثاث من المنازل، والبضائع من المحال التجارية، وساقوها إلى أسواق جديدة أنشئت في ظروف الحرب، وتنتعش عقب كل تهجير في محيط دمشق. وقال عضو المكتب الإعلامي لحي القابون «عدي عودة» في تصريح خاص لـ»القدس العربي»، «بأن عناصر الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري والقوات الخاصة قد دخلوا الحي بعد سنوات من حصاره، وجردوه من كل شيء، وسرقوا ممتلكات الثوار المهجرين بالكامل، حتى وصلت بهم الأمور إلى قضبان الحديد وخزانات المياه البلاستيكية، والأدوات المهربائية والمعدات ما صغر منها وما كبر». وأضاف بأن حي القابون بات خالياً تقريباً، إلا من بضع عائلات وعدد من الشيوخ وكبار السن، ممن لا يفوق عددهم الـ 100 نسمة، فاستباحت قوات النظام وشبيحته أملاك الأهالي وأغراضهم، وساقوهم إلى ما يسمى بـ «سوق الحرامية» بالقرب من شارع الثورة، او أسواق حي جرمانا الموالي للنظام، والذي ينتعش بعد كل عملية تهجير بالقرب من العاصمة، مثله مثل باقي الأسواق التي تعرف بـ «أسواق السنة» أو «تشليح السنة» المنتشرة في حي المزة 86 أهم مركز للسوق السوداء في محيط العاصمة، إضاقة إلى «مساكن السومرية» وهي أرض تم الاستيلاء عليها من أراضي مدينة معضمية الشام، دون تعويض أصحاب الأرض، وأنشئت عليها مساكن عسكرية تخدم سرايا الدفاع التي تحولت فيما بعد إلى الفرقة الرابعة. وأكد مصدر من داخل القابون، فضل حجب هويته في اتصال مع «القدس العربي» ان النظام السوري يقوم حالياً باستملاك بيوت الدمشقيين المهجرين من الحي، وكل من سجيل اسمه لدى النظام قبيل مغادرة كتائب المعارضة القسرية إلى شمال سوريا، وقال: «أضحى القابون منطقة عسكرية بالكامل، وأصبح عبارة عن دشمة يتمركز في بيوتها عشرات الشبيحة، ويتوجب الآن على كل من يملك أوراقاً ثبتوية وسندات ملكية «طابو» بالاعتراض على استملاك منزله خلال شهر رمضان فقط، فيما سيضع النظام يده على جميع ممتلكات الأهالي وكل بيوت الحي ممن فقدوا أوراقهم وثبوتياتهم، بحجة ان هذه العقارات ملك للإرهابيين وستصبح ملك النظام». وحسب مصادر أهلية فإن استملاك بيوت المهجرين قد بدأ فعلياً في العاصمة دمشق ومحيطها، وخاصة في المناطق التي هجّر أهلها، وتم منع النازحين إلى البلدات المجاورة من العودة إلى بيوتهم، فيما أدخل النظام السوري شبيحته وعناصر الميليشيات العراقية والإيرانية مع عائلتهم اليها، كمدينة داريا في الغوطة الغربية، وحي دمر الذي استملك عناصر الحرس الجمهوي وأفرع الأمن منازله وعقاراته. بعد تهجير الدمشقيين… مفروشات حي القابون في مزادات الشبيحة وأسواق النظام السوداء هبة محمد |
عزل طلال مقدسي من رئاسة مجلس إدارة تلفزيون لبنان وجوزيف سماحة مديراً مؤقتاً Posted: 28 May 2017 02:17 PM PDT بيروت ـ «القدس العربي»: بعد البلبلة التي أحدثها التجاذب في تلفزيون لبنان بين المدير العام المؤقت طلال مقدسي ومدير الأخبار صائب دياب وبعد تمرّد المقدسي على قرار وزير الاعلام ملحم رياشي بعد التحدث باسم التلفزيون وعدم إصدار مذكرات إدارية، أصدر قاضي الأمور المستعجلة في بيروت جاد معلوف قراراً عزل فيه طلال المقدسي من مهامه كمدير موقت لتلفزيون لبنان وأنهى مهمته في الشركة، وذلك بناءً على طلب وزير الإعلام ملحم الرياشي بصفته يمثل الدولة في ملكية الشركة. ثم تمّ تعيين الخبير في المحاسبة جوزف سماحة مديراً موقتاً للتلفزيون بصلاحيات أعضاء مجلس الادارة، على أن تحصر أعماله بما يلزم لتسيير أعمال الشركة، إلى حين تعيين الادارة من السلطة المختصة. عزل طلال مقدسي من رئاسة مجلس إدارة تلفزيون لبنان وجوزيف سماحة مديراً مؤقتاً |
انتصار الأسرى يبعث أجواء الفرح في غزة ويحمل دعوات لطرفي الانقسام لتطبيق الوحدة ونبذ المناكفات Posted: 28 May 2017 02:17 PM PDT غزة ـ «القدس العربي»: تواصلت الاحتفالات في قطاع غزة ابتهاجا بانتصار الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وتحقيقهم مطالبهم التي خاضوا من أجلها إضرابا عن الطعام دام لـ 41 يوما. وأقام المتضامنون صلاة التراويح في خيمة الاعتصام الرئيسية وسط مدينة غزة، لتكون نهاية الفعاليات التضامنية التي شهدتها مناطق القطاع، على مدار الأسابيع الماضية، وسط حالة ارتياح كبيرة لدى الفلسطينيين ودعوات لأن يشكل نجاح «معركة السجون»، دافعا للقيادات السياسية من أجل تطبيق الوحدة على أرض الواقع ونبذ الخلافات. واختتم القائمون على خيمة الاعتصام المساندة للأسرى، آخر الفعاليات الإسنادية ابتهاجا بالنصر، بإقامة صلاة التراويح عقب صلاة العشاء، ليل السبت، من داخل الخيمة المقامة على أنقاض سجن غزة في ساحة السرايا. وأعقب الصلاة مهرجان جماهيري حاشد شارك فيه العديد من مسؤولي التنظيمات، والنشطاء وأهالي الأسرى الذين ساندوا على مدار الأيام والأسابيع الماضية الأسرى في إضرابهم الطويل عن الطعام. وعمت الفرحة في أوساط هؤلاء، خاصة وأن التوصل إلى حل بين قيادة الإضراب ومصلحة السجون الإسرائيلية، جرى في اليوم الأول من شهر رمضان، وهو اليوم الذي صادف كما قال أحد النشطاء المساندين في خيمة الاعتصام انتهاء شهر الصيام الطويل لدى الأسرى. وعبرت أمهات وزوجات الأسرى عن إرتياحهن بعد تعليق الإضراب، وقالت إحداهن وهي تردد الهتافات الحماسية «اليوم نصوم مرتاحين». وصدحت من خيمة الاعتصام عبر مكبرات الصوت الأغاني التي تمجد وتشيد بالأسرى، وسط زغاريد أطلقتها أمهات الأسرى احتفالا بالنصر. ولم تكن هذه الفعالية هي الوحيدة التي شهدتها مناطق قطاع غزة ابتهاجا بانتصار الأسرى، فقد نظمت حركة الجهاد الإسلامي وقفة تضامنية، قبالة منزل الأسير حسن سلامة، أحد أبرز أسرى حركة حماس، في مخيم خان يونس للاجئين، جنوب القطاع. وشارك في الوقفة العديد من الأسرى المحررين، إضافةً لقيادات وكوادر من حركة الجهاد الإسلامي. وأكد القيادي في الحركة درويش الغرابلي «أن الرسالة الأهم التي نريد أن نطيرها من وراء هذه الوقفة، موجهة للأنظمة العربية التي تسابقت لخطب ود العدو الإسرائيلي، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومفادها أننا لا نكترث بتآمركم على قضيتنا، ومكافأتكم الاحتلال على جرائمه وعدوانه ضد شعبنا وأسرانا الأبطال». واستهجن بشدة تنكر العرب وإغفالهم لصرخات الأسرى المضربين ومعاناتهم، وقال موجها حديثه للأسرى «المقاومة لن تَكِل ولن تمل حتى تكونوا أحرارا بين أهلكم وذويكم، هذا عهدنا إليكم، وصبرًا أيها الرجال الأطهار، فما بعد الضيق إلا الفرج». وسبق ذلك أن أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد نافذ عزام، أن الأسرى والشعب الفلسطيني أحسنوا استخدام الأدوات، وأن نجاح الإضراب يؤكد أمكانية الوحدة حول عناصر مشتركة كثيرة. وقال «إذا توحدت الجهود والعناوين يمكن لحظتها الحصول على نتائج كبيرة كالتي حققها الأسرى»، داعيا إلى «نبذ الفرقة والمناكفة السياسية خاصة في شهر رمضان». واعتبرت حركة فتح انتصار الأسرى في معركة الحرية والكرامة «إنجازا وطنيا جديدا يسجل في التاريخ الوطني الفلسطيني». وأكدت أن هذا الانتصار «لم يكن ليتحقق لولا الصمود والبسالة الكبيرة التي أبداها أسرانا البواسل في سجون الاحتلال، ولولا القيادة الحكيمة لهذا الإضراب، ولولا حالة الوحدة والاصطفاف الوطني». ودعت جميع المكونات السياسية إلى السير على «نهج الأسرى في تعزيز الوحدة الوطنية وتغليب العام على الخاص، وأن نذهب إلى تحقيق وحدة وطنية حقيقية، تجنب شعبنا مزيداً من الكوارث والمصاعب، على قاعدة وثيقة الأسرى لتحقيق الوحدة التي صاغ بنودها أسرانا الأبطال». وأشادت فتح بعوائل الأسرى الذين قالت إنها تحملت الصعاب طوال فترة الإضراب خوفاً على حياة ذويهم وأبنائهم الذين بدا الخوف على حياتهم واضحاً مع تزايد عدد أيام الإضراب. وكان الأسرى على اختلاف انتماءاتهم السياسية، قد خاضوا الإضراب بشكل موحد منذ اليوم الأول. وهنأت حركة حماس الأسرى على انتصارهم في معركة الإضراب عن الطعام وإجبار الاحتلال على الرضوخ لشروطهم والاستجابة لمطالبهم العادلة وحقوقهم المشروعة.وقال الناطق باسم الحركة فوزي برهوم، في تصريح صحافي تلقت «القدس العربي» نسخة منه، إن قضية الأسرى ستبقى حاضرة بقوة وعلى سلم أولويات الحركة حتى تحريرهم وعودتهم إلى أهلهم سالمين. وأضاف «ان الأسرى خاضوا معركة حقيقية بكافة تفاصيلها جسدوا فيها بصبرهم وثباتهم ملحمة بطولية»، مشيدا بالأسرى وذويهم وأبناء الشعب الفلسطيني بشرائحه ومكوناته في الداخل والشتات كافة بانتصار الأسرى. واعتبر الناطق باسم حماس أن انتصار الأسرى بمثابة «انتصارا الحق على الباطل، وتأكيد على أن الشعب الفلسطيني يصنع المستحيل ويحقق الانتصار في ميادين الصراع كافة مع الاحتلال الصهيوني عبر تمسكه بخيار الوحدة والصبر والثبات والإرادة». وكان الأسرى قد علقوا إضرابهم المفتوح عن الطعام بعد 41 يوما متواصلة، عقب اتفاق أبرم بين قيادة الإضراب التي يتزعمها الأسير مروان البرغوثي، وبين سلطات السجون الإسرائيلية. وجرت المفاوضات التي استمرت عدة ساعات في سجن عسقلان الإسرائيلي، وجرى في نهايتها موافقة الاحتلال على غالبية مطالب الأسرى الإنسانية. وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع إن 80٪ من مطالب الأسرى الإنسانية والمعيشية قد تم إنجازها خلال إضرابهم على مدار 41 يومًا. ورأت اللجنة الوطنية المساندة للإضراب، أن انتصار الأسرى أعاد الحالة النضالية الوطنية للشعب الفلسطيني بتلاحمه ووحدته في الحراك الشعبي والمساندة على مدار الساعة، ما يؤكد أن قضية الأسرى تحتل المكانة الأولى والأساسية للشعب الفلسطين، وأنها قضية الانعتاق والتحرر من الاحتلال. انتصار الأسرى يبعث أجواء الفرح في غزة ويحمل دعوات لطرفي الانقسام لتطبيق الوحدة ونبذ المناكفات أشرف الهور |
العراق: اعتراضات سنية وكردية على قانون للأحوال الشخصية منحاز للشيعة Posted: 28 May 2017 02:16 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي» :أثار تعديلات على قانون الأحوال الشخصية عرضت على البرلمان العراقي، رفضاً من قبل القوى السنية والكردية إذ اعتبرت أنها (التعديلات) تعبّر عن رغبة القوى الشيعية بفرض قانونها على المجتمع ما يطيح بحقوق المرأة. انتقدت عضو لجنة «المرأة والأسرة والطفولة» النيابية، ريزان شيخ دلير، مقترح تعديل قانون الاحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 الذي يحاول اقراره البرلمان بضغط من بعض الكتل السياسية، مشيرة الى أن هذا القانون هو نسخة من «قانون الاحوال الشخصية الجعفري». وقالت شيخ دلير في بيان لها، إن «بعض الكتل السياسية ترغب بإعادة قانون الاحوال الجعفري بصيغة اخرى نظراً للانتقادات التي حصلت على هذا القانون في وقتها»، مبينة أن «ذلك دفع بتلك الكتل الى تغيير عنوان مشروع القانون فقط مع بقاء ذات المواد التي كانت في مشروع القانون الجعفري في حينها وابرزها السماح بزواج القاصرات». وأضافت أن «غالبية المؤيدين لهذا القانون هم رؤساء كتل سياسية واحد اعضاء هيئة الرئاسة في البرلمان»، لافتة إلى أن «تلك الكتل السياسية ترغب بإعادة العراق إلى عصور انتهت من ناحية الاعراف الاجتماعية بقراراتها الجائرة هذه بدلاً من الحفاظ على مكانة المرأة وتمكينها في مؤسسات الدولة». ودعت النائبة، لجنة الأوقاف والشؤون الدينية النيابية إلى «عدم المساهمة بدعم هذا القانون وأثبات قدرتها على مواكبة روح العصر، وتفعيل دور منظمات المجتمع المدني والمختصين في هذا الشأن من خلال القيام بحملات توعية لشرح هذا القانون لعامة الناس وايضاح كيف أن مثل تلك القوانين يمكن أن تطيح بكرامة المرأة وتدنسها وتذهب بكل ما عملنا عليه بعد عام 2003، من رفع شأن المرأة في المحافل العربية والدولية إدراج الرياح». وحسب مصادر في مجلس النواب فإن مقدمي التعديلات الجديدة استندوا إلى المادة 41 من الدستور التي تنص على أن «العراقيين أحرار في الالتزام بأحوالهم الشخصية، حسب دياناتهم أو مذاهبهم أو معتقداتهم أو اختياراتهم، وينظم ذلك بقانون». ويأتي الاعتراض على التعديل كون المادة 41 محل خلافات بين القوى البرلمانية. في المقابل، ذكر عضو اللجنة القانونية النيابية، سليم شوقي بأن «تعديل القانون جاء متفقاً مع الدستور، ولم يأت تنفيذاً لأجندات سياسية أو دعايات انتخابية مبكّرة». وتابع أن «المادة 41 من الدستور نصت على أن العراقيين أحرار في الالتزام بأحوالهم الشخصية حسب دياناتهم أو مذاهبهم أو معتقداتهم أو اختياراتهم، واشترطت أن ينظم ذلك بقانون». ولفت إلى أن «التعديل ما يزال موجوداً في أروقة لجنة الاوقاف النيابية طور النقاشات، وقد تم تقديمه بواسطة عدد من النواب». وشدد عضو اللجنة القانونية على أن «المقترح لن يسمح بتعطيل قانون الاحوال الشخصية النافذ الذي يعد قانوناً جيداً، لكن وضع خيارات في المسائل التطبيقية حسب المذهب». وأعتبر أن «الموضوع لن يقتصر على المذهب الجعفري، بل أيشمل الأديان أيضاً المسلمين والمسيحيين والصابئة والبهائيين وغيرهم من الأديان». ويذكر ان مجلس الوزراء العراقي، أرسل، في شباط/ فبراير 2014، «قانون القضاء الجعفري إلى البرلمان لاقراره. لكن اعتراضات شديدة برزت ضده من قبل قوى سياسية ونواب، مما أدى إلى سحبه. وقدم القانون آنذاك، حزب الفضيلة الشيعي عن طريق القيادي فيه ، وزير العدل في ذلك الجين، حسن الشمري. واعتبرت القوى السياسية السنية والكردية، أن التعديلات، هي محاولة لتكرار القانون الجعفري لتأمين مصالح الشيعة، أكثر من الآخرين. العراق: اعتراضات سنية وكردية على قانون للأحوال الشخصية منحاز للشيعة مصطفى العبيدي |
السودان: دمج 500 من مقاتلي حركات دارفور السابقين في الحياة المدنية Posted: 28 May 2017 02:15 PM PDT الخرطوم ـ «القدس العربي» : رعت بعثة الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور، أمس الأحد، عملية دمج 500 من مقاتلي حركات دارفور السابقين في الحياة المدنية، بينهم 30 امرأة، وذلك في معسكر، في مدينة الجنينة ، غرب دارفور. وتجري عمليات دمج المقاتلين السابقين اجتماعيا واقتصاديا، وفقا لاتفاقية سلام دارفور الموقعة بين الحكومة السودانية وبعض الحركات المسلحة في الدوحة في أيار/ مايو 2011. وقالت «اليوناميد»، في بيان، إن «هذه العملية من المتوقع أن تنتهي اليوم، حيث بدأت في 17 أيار/ مايو لمدة 10 أيام، وهي تمثل الجولة الرابعة من عمليات التسريح التي جرت بدعم من اليوناميد وبرنامج الغذاء العالمي ومفوضية نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج السودانية». وأشارت إلى أن «المفوضية السودانية ستقوم بتسريح نحو 150 مقاتلا سابقا آخرين من القوات المسلحة السودانية وقوات الدفاع الشعبي وهي قوات غير رسمية تقاتل بجانب الجيش السوداني». وينتمي المقاتلون السابقون إلى الحركات المسلحة التي وقعت على وثيقة الدوحة للسلام في دارفور 2011 واتفاقية سلام دارفور 2006. وتتضمن هذه القوات عناصر من حركة «التحرير والعدالة» و»القوى الشعبية لإعادة الديمقراطية» و»حركة التحرير والإصلاح». ووصف اسليكا سيسي، مدير قسم استقرار المجتمع في اليوناميد في غرب دارفور، عملية نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج، بأنها «جزء من الترتيبات الأمنية النهائية المنصوص عليها في وثيقة الدوحة للسلام في دارفور واتفاقية سلام دارفور». وأضاف:»سوف يؤدي التنفيذ الناجح لهذه العملية الى رفع إجمالي العدد الرسمي للمقاتلين السابقين الذين جرى تسريحهم من الحركات المسلحة منذ عام 2010 الى 3,306 مقاتلين في غرب دارفور». من جهته، قال النقيب جمال الدين عبد الله، قائد معسكر التسريح : «تم تسريح 150 مقاتلا سابقا منذ إطلاق العملية في المعسكر في15 أيار/ مايو». وتابع: «أودُّ أن أشكر اليوناميد وبرنامج الغذاء العالمي على دعمهما للعملية». وأشار الى أنَّ «برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سوف يلعب دوراً في هذه العملية في وقت لاحق». وقدمت «» الدعم اللوجستي والفني والمالي لهذه العملية، بما في ذلك دفع مبلغ مالي لكل مقاتل سابق لمساعدته في الانتقال الى الحياة المدنية، فيما قدم برنامج الغذاء العالمي حصصاً غذائية لمدة ثلاثة أشهر. وعلاوة على ذلك، سيقوم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتقديم المساعدة بعد عملية التسريح، بما في ذلك الدعم من خلال المشاريع المدرة للدخل. وفي كانون الثاني / يناير من العام الماضي، تم تسريح وإعادة دمج 755 من منسوبي الحركات المسلحة والقوات المسلحة والدفاع الشعبي في ولاية جنوب دارفور. وتمول دولة قطر، مشروع التسريح وإعادة الدمج في كل مراحله، بمبلغ 10 ملايين و500 ألف دولار، لتسريح أكثر من 10 آلاف مقاتل في إقليم دارفور. وفي آذار/مارس 2016 وقع السودان وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، اتفاقية تعاون مشترك لتنفيذ برنامج إعادة الإدماج للمقاتلين السابقين والبالغ عددهم 13500 مقاتل، أغلبهم من الحركات المسلحة الموقعة على اتفاقيتي «أبوجا» و»الدوحة» لسلام دارفور، إضافة لمقاتلين محليين بتمويل 12 مليون دولار. السودان: دمج 500 من مقاتلي حركات دارفور السابقين في الحياة المدنية صلاح الدين مصطفى |
البردويل لـ «القدس العربي»: حماس ستجد الحلول لأزمات غزة ونخشى من مخطط لتمرير مشروع سياسي بين السلطة وترامب Posted: 28 May 2017 02:15 PM PDT غزة ـ «القدس العربي»: أكد قيادي بارز في حركة حماس لـ «القدس العربي» قدرة الحركة على التأقلم والتغلب على أي أزمة جديدة تهدد قطاع غزة، وحذر من وجود مخطط لتمرير «مشروع سياسي» بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، وذلك بعد أن جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، تأكيده على اتخاذ «خطوات غير مسبوقة» ضد حماس في حال لم تقم بحل اللجنة الحكومية لإدارة القطاع، وتوافق على تسليم القطاع للحكومة وإجراء الانتخابات العامة. وقال الدكتور صلاح البردويل عضو المكتب السياسي لحماس في غزة لـ «القدس العربي»، في رده على اتخاذ «خطوات غير مسبوقة» حال أصرت حركته على إبقاء لجنة الحكومة المشكلة لإدارة قطاع غزة «حماس كما فعلت على مدار 11 سنة ماضية، تستطيع أن تفعل على مدار 11 سنة قادمة». وكان بذلك يشير إلى قدرة حركته على التأقلم مع سنوات الحصار الماضية. وأضاف «إذا أصر على معاقبة غزة، ستصبر مع الشعب الفلسطيني، وستجد الحلول لهذه الأزمات، ولن تعجز عن ذلك». وأشار البردويل إلى أن حماس وافقت في وقت سابق على مقترحات حل الخلافات التي جاء بها وفد من اللجنة المركزية لحركة فتح إلى غزة، وأن ذلك الاجتماع الذي عقد بين الطرفين جرى خلاله قيام وفد فتح بالإعلان عن قرب وصول لجنة حكومية من الضفة لبدء مهام تسلم حكومة التوافق مسؤوليتها عن إدارة القطاع. وأشار إلى أن هذه اللجنة لم تأت حتى اللحظة بناء على الاتفاق إلى قطاع غزة، لبدء مهامها. وتطلب حركة فتح بأن تقوم حماس بحل لجنة الحكومة التي شكلتها، وترى فيها بديلا لحكومة التوافق، والاستجابة لتطبيق بنود اتفاق المصالحة، تحاشيا لاتخاذ «خطوات حاسمة وغير مسبوقة»، بدأ أولها بتقليص رواتب موظفي السلطة، والطلب بتخفيض كميات الكهرباء الموردة لغزة، بهدف الضغط على حماس. وقال البردويل إن حماس تواصلت مع الكثير من قيادات فتح، من أجل إتمام المصالحة، رافضا ما يقال حول رفضها الاستجابة لنداء المصالحة. واتهم فتح بعدم امتلاك «قرار سياسي» من أجل إتمام المصالحة. وقال «واضح أن هناك قرارا سياسيا من الرئيس بعدم إحداث المصالحة مع حماس في عهده»، محملا إياه المسؤولية عن ذلك. واتهم الرئيس بأنه يريد تمرير «مشروع سياسي» مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأنه يماطل في إجراء المصالحة من أجل تمرير هذا المشروع. ورأى أن لا أحد يعرف مخططات الرئيس عباس، إن كان يريد «القضاء على المقاومة أو مصادرة سلاح المقاومة». وسألت «القدس العربي» القيادي في حماس، إن كانت هناك اتصالات أو تدخلات حالية من أطراف عربية من أجل تقريب وجهات النظر الفلسطينية حيال المصالحة، فأكد أنه لم يبدأ أي تدخل من الدول العربية، لافتا إلى أن الفصائل الفلسطينية تدخلت وأجرت اتصالات مع فتح، من أجل إنهاء الخلافات القائمة حاليا والوصول إلى المصالحة. وعاد البردويل وحملها مسؤولية عدم التوصل إلى حل ينهي الخلافات الفلسطينية بشكل كامل، خاصة عقب الاتفاق الذي أبرم مع وفد اللجنة المركزية الذي التقى قيادة حماس في غزة. وحول المبادرة القطرية التي طرحت في وقت سابق من أجل تقريب وجهات النظر بين الحركتين حول الملفات الخلافية القائمة بينهما، وفي مقدمتها تشكيل حكومة وحدة جديدة ببرنامج مشترك تحضر لإجراء الانتخابات العامة، وحل مشكلة الموظفين، قال البردويل إن حماس وافقت على هذه المبادرة، وإن الرئيس عباس وضع عليها العديد من التغييرات، وطلب بعد ذلك موافقة حماس عليها من جديد. وحول وجود مخطط لرئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، لمغادرة قطاع غزة من أجل القيام بجولة إلى عدة بلدان عربية وإسلامية، قال القيادي في حماس «لا شك أن رئيس المكتب السياسي يسعى لمغادرة غزة لإجراء محادثات مع دول وجهات عربية»، غير أنه أشار إلى أن معبر رفح مغلق حاليا. وكان المجلس الثوري لحركة فتح قد أكد «دعمه والتفافه حول الرئيس ومواقفه الوطنية المشرفة، وقيادته الحكيمة»، مشيدا بمواقفه الشجاعة الأخيرة خلال اتصالاته ولقاءاته مع الرئيس ترامب وأركان إدارته، وفي كل المحافل الدولية. جاء ذلك خلال الدورة العادية الأولى، التي عقدها المجلس بحضور الرئيس عباس وأعضاء اللجنة المركزية، في مقر الرئاسة قبل يومين. وقدم الرئيس في الجلسة شرحا مفصلا عن كل المبادرات والاتصالات التي قام بها من أجل إنهاء الانقسام، وتحقيق المصالحة والجهود المبذولة لتحقيق ذلك. وقال إنه تعامل بإيجابية مع كل المبادرات المقدمة، وإن حماس أعلنت عن تشكيل ما يسمى باللجنة الإدارية الحكومية وإقرارها ما سمته «بتشريعي غزة» بـ «خطوة تصعيدية في منتهى الخطورة، تسهم في تحويل الانقسام إلى انفصال»، مشددا أن هذا «لا يمكن قبوله». وأكد في كلمته أنه سيتم اتخاذ «خطوات غير مسبوقة» ما لم تقدم حماس على حل لجنتها الإدارية وتمكين حكومة الوفاق الوطني من ممارسة عملها وصلاحياتها كاملة في غزة، بما في ذلك المعابر والأمن والموافقة على إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية. وقال «إننا لن نتراجع إلا بتحقيق هذا الهدف لإنهاء الانقلاب وتحقيق الوحدة الوطنية». وكان المجلس الثوري لفتح قد أكد أيضا رفضه لكل «الإجراءات القمعية» التي تقوم بها حماس في قطاع غزة. وأكد أن أهالي غزة يحظون باهتمام الرئيس وحركة فتح، باعتبارهم «جزءا أصيلا من الشعب الفلسطيني». البردويل لـ «القدس العربي»: حماس ستجد الحلول لأزمات غزة ونخشى من مخطط لتمرير مشروع سياسي بين السلطة وترامب عقب تلويح الرئيس أمام «الثوري» باتخاذ «خطوات غير مسبوقة» ضد الحركة |
موريتانيا: رمضان يغير أنماط الحياة ويكسوها بأجواء من التبتل والتعبد Posted: 28 May 2017 02:15 PM PDT نواكشوط – «القدس العربي»: كما هي الحال كل سنة، اقتحم شهر رمضان حياة الموريتانيين ليغير أنماطها وليقلبها رأساً على عقب لتصبح حياة تبتل وتعبد وهدوء كامل في النهار مع نشاط كبير في الليالي. جاء رمضان هذه السنة والموريتانيون يشدون الأحزمة استعداداً للدخول في معركة الاستفتاء على الدستور تلك المعركة السياسية غير المسبوقة التي جعلت الموريتانيين اليوم يصومون عن كل شيء عدا السياسة وصراعاتها التي لا تنتهي. وكان أول مظهر لذلك مقاطعة أعضاء مجلس الشيوخ الموريتاني الغرفة التي يهددها الاستفتاء على تعديل الدستور بالإلغاء، ليلة الأحد للإفطار الرسمي الذي ينظمه الرئيس مستهل شهر رمضان من كل عام؛ وفي هذه المقاطعة إشارات واضحة بأن جمر الأزمة بين الرئيس والشيوخ التي سببها رفضهم لتعديلات الدستور، ما يزال متقدًا تحت رماد الهدأة التي تشهدها الساحة حالياً. وزاد الوضع السياسي تعقداً مستهل شهر الصيام، تكرار الوزير الأول الموريتاني يحيى ولد حدمين لتصريحاته المثيرة التي أكد فيها أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز باق في السلطة بعد انتخابات 2019، رغم أن الدستور ينص على مغادرته في نهاية مأموريته الجارية. أما الشارع الموريتاني فاهتماماته مركزة على مستهلكات رمضان، وعلى التحلي بمسحة دينية حيث يطلق الرجال اللحى ويواظبون على الصلوات في المساجد، بينما تحول وسائل الإعلام المرئية والمسموعة مساطر برامجها إلى محاضرات دينية واستضافات لعلماء مفتين ومسلسلات ومسابقات دينية. وعكس ذلك تبتل النساء الموريتانيات في المطابخ لإعداد آخر الوجبات لأزواجهن في هذا الشهر، الذي يقسم الموريتانيون أيامه الثلاثين إلى عشرة أيام تسير سير الخيل هي الأولى وتمر سريعة، وعشرة أيام تسير سير الإبل وتمر متباطئة، وعشرة أيام تسير سير الحمير هي الأخيرة وتمر شديدة البطء كأنها عشرة أعوام. وتستلهم النساء الموريتانيات إعداد الوجبات مما تعرضه القنوات التلفزيونية ومنهن من تأخذ مقادير الوجبات وطرق إعدادها من اليوتيوب. وساهمت شبكات التواصل يتقدمها «الوتساب»، في تبادل المعلومات حول الوجبات، حيث تنشط المجموعات الوتسابية في تبادل المقادير والصور عن الوجبات وعن أدوات المطبخ وفوائدها وأسعارها، وهو ما يسهل على الكثيرات منهن مشاوير التسوق في ليالي رمضان. إدمان الموريتانيين على الشاي الأخضر يجعل الصوم عنه عذاباً على مدمنيه، حيث يؤكد محمد ولد بارك الله «ما يشغلني في رمضان هو الصداع الذي يسببه صومي عن احتساء كاسات الشاي الأخضر الذي هو المشروب الساخن الأهم عندنا». حول شهر رمضان نهارات العاصمة نواكشوط إلى هدوء تام ومحدودية في حركة السيارات، فالتسوق يقام به ليلا خوفا من لفح الحر، فدرجة الحرارة ناهزت أمس في العاصمة قرابة الـ 40 درجة، أما ليالي رمضان فمليئة بالصخب؛ فالمراهقون دون العشرين يحولون الساحات العمومية إلى ملاعب لكرة القدم، والأسر تتبادل الزيارات بنشاط يستمر إلى قبيل أذان الفجر. بدت العاصمة نواكشوط أمس وكأنها مدينة أشباح: هنا مطاعم مغلقة وهناك سيارات تجمع القمامة وهنالك شوارع خالية من المارة تعبث بها رياح حارة شمالية حاملة للغبار والأتربة وأكياس البلاستيك الفارغة، ومن فوق الكل شمس صحراوية حارة تجري لمستقر لها بعد يوم طويل. وعكس النمط المعاشي العادي، يكون نهار رمضان سكونا ولباسا وليل رمضان معاشا، فتكثر المطاعم من وجباتها وتضاعف المخابز كميات خبزها وتطول أمامها طوابير المستبضعين، وتزدحم البقالات والمقاهي بالمشترين والساهرين. تكون صلاة التراويح النشاط الليلي الكبير الذي يقبل عليه الجميع، وتبادل الزيارات، وطلب المسامحة وصلة الرحم في الشهر الفضيل نشاط آخر هام تقوم به الأسر لتنظيف القلوب من الإحن والأحقاد. رغم ارتفاع معدل الفقر في موريتانيا (%40)، فالوجبات الرمضانية مكلفة يبذل فيها المال بسخاء، فالأغنياء يبذخون والفقراء يتجاوزون طاقاتهم ويتحملون الديون، «فالمهم تقول أسماء بنت القاسم (36 سنة، ربة أسرة) ان نفرح برمضان ورمضان كريم، كل الديون ستقضى ببركة الشهر العظيم». لم يكن الموريتانيون قبل عقدين من الزمن حيث كانت حياة البداوة غالبة، يعرفون الوجبات المتنوعة المعروفة اليوم، فقد كانت المستهلكات في رمضان تقتصر على التمر والماء واللبن الممزوج بالماء والسكر والمعروف محليا بمسمى «الزريق»، إضافة لكاسات الشاي الأخضر التي يدمن عليها الجميع.. وكانت الوجبة الرئيسة في رمضان هي وجبة العيش وهي عصيدة تصنع من دقيق الدخن ويخلط عليها الحليب والملح والسكر. أما اليوم فقد تأثرت الموائد الموريتانية بالموائد المغربية وبما تعرضه القنوات التلفزيونية من وجبات وفنون طبخ. وتتصدر الحريرة المغربية بمذاقها اللذيذ وجبات رمضان في غالبية الموائد الرمضانية على مستوى المدن، ويوفر مصدرو الخضراوات المغاربة للأسواق الموريتانية مستلزمات طبخ الحريرة من خضراوات وتوابل. هكذا يمر شهر رمضان على موريتانيا التي تتعرض لنفحات هذا الشهر آملة أن يغسل ثلجه الرباني ما علق بها من أدران العراك بين الأغلبية والمعارضة حول مراجعة الدستور التي يبدو أن مخاضها يزداد عسراً يوماً بعد يوم. موريتانيا: رمضان يغير أنماط الحياة ويكسوها بأجواء من التبتل والتعبد |
إجراءات إضافية لتعزيز الأمن في «حديثة» غربي الأنبار Posted: 28 May 2017 02:14 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي» : اتخذ حشد عشيرة الجغايفة، إجراءات إضافية لتعزيز الأمن في حديثة، غربي الأنبار، بعد حادثة تفجير سيارة مفخخة في سوق المدينة. وقال الشيخ عبد الله الجغيفي، أمين عام حركة «أحرار الفرات» وقائد في حشد عشيرة الجغايفة، لـ»القدس العربي»، إن «فوج الطوارئ الخاص المكون من أبناء المدينة اتخذ خلال الأسبوعين الماضيين عددا من الخطوات الإجرائية في سبيل تعزيز السيطرة الأمنية على المدينة». وأضاف أن فوج الطوارئ تم توزيعه إلى «عدة سرايا لكل سرية قاطع خاص». وابدى الجغيفي، ثقته من «تغيير الواقع الأمني نحو الأفضل في المستقبل القريب بعد توزيع قواطع المسؤولية على السرايا». وحمل قيادة عمليات الجزيرة والبادية، المسؤولية الكاملة عن «الخرق الأمني الذي شهدته المدينة يوم 5 أيار/مايو بتفجير سيارة مفخخة في السوق وسط المدينة». وأكد أن العشائر «حافظت على المدينة، وتكفلت بحمايتها طيلة خمس سنوات بمفردها وصدت اعتى الهجمات بمفردها أيضاً، ولم يحقق العدو أي خروقات تذكر ضد أمن المدينة باستثناء الهجمات التي كان يشنها للسيطرة على المدينة وكنا نتصدى لها». ووصف المواجهة مع تنظيم «الدولة» بأنها «مع أقوى عصابة منظمة عرفها التاريخ المعاصر». وأشار إلى ان أسبابا عدة أدت إلى مثل هذه «الخروقات الأمنية المؤذية، منها اتخاذ قيادة عمليات الجزيرة والبادية القرارات المتعلقة بالخطة الأمنية دون التنسيق مع المجلس المحلي للقضاء» وقال الجغيفي إن «الجهاز الأمني في مدينة حديثة سليم تماما من أي اختراق»، مستدلاً على ذلك بالقول إن «جهازنا الأمني استطاع الوصول إلى الجناة في غضون ثلاث ساعات فقط والقبض عليهم بعد حادث التفجير الانتحاري يوم 5 أيار/مايو والذي أدى إلى استشهاد خمسة مواطنين من سكان المدينة». اما محمد الحديثي أحد أبناء المدينة، وهو ضابط برتبة ملازم اول احيل على التقاعد بعد تعرضه للإصابة سنة 2014، رأى أن «الأوضاع الأمنية بشكل عام جيدة جدا ومستقرة». وأعتبر في الوقت نفسه أن «الإجراءات الأمنية لا تزال بالغة التعقيد في الدخول إلى المدينة أو الخروج منها، مع كثرة اغلاق الطرقات، خاصة المؤدية إلى إقليم كردستان». وأضاف أن «طريق حديثة بيجي لا يزال غير آمن حتى مع كثرة الثكنات وتسيير دوريات لوحدات من الجيش، طالما أن الطريق يرتبط بصحراء خارج سيطرة القوات الأمنية تمتد شمالا إلى مناطق صحراوية في مقتربات بحيرة سد حديثة، وهي مناطق انتشار وتواجد مقاتلي تنظيم الدولة حتى قبل سيطرتهم على الموصل سنة 2014». إجراءات إضافية لتعزيز الأمن في «حديثة» غربي الأنبار رائد الحامد |
المخرج التركي الألماني فاتح اكين يعرّي إزدواجية نظرة الغرب للإرهاب Posted: 28 May 2017 02:13 PM PDT كان – «القدس العربي» : ما ميز مهرجان كانّ هذا العام كانت الإجراءات الأمنية التي اتخذتها السلطات الفرنسية لحماية رواده. جنود يرتدون بزات عسكرية ويحملون أسلحة أتوماتيكية جابوا الشوارع والشواطئ وللمرة الأولى في تاريخ المهرجان تم اخلاء قاعات عرض ثلاث مرات لأسباب أمنية وأجبرت الفحوصات الأمنية المشددة رواد المهرجان على الانتظار في طوابير طويلة تحت الشمس الحارقة. كل هذه الإجراءات، التي لم يسبق لها مثيل، هي رد فعل للإرهاب الإسلامي. ولكن المشكلة هي أن أصابع الاتهام متجهة إلى كل المسلمين وليس الإرهابيين وحسب. بلا شك أن الأفلام الغربية خلقت وعززت وخلدت فكرة كون العرب والمسلمين مصدر الإرهاب في العالم من خلال حصرهم في تجسيد الشخصيات الإرهابية الشريرة المتعطشة لقتل الغربيين الأبرياء. وهذا أيضا ينعكس على أرض الواقع. فعندما يكون مرتكب جريمة إرهابية عربيا أو مسلما، يسمى إرهابي أما الأخرون فيكونون مختلين عقليا أو يعانون من أزمات نفسية. وهذه هي الفكرة التي قلبها المخرج التركي الألماني فاتح اكين رأسا على عقب في فيلمه الذي شارك في مسابقة مهرجان كان الرسمية، «في الظلام»، الذي يطرح فيه الأوروبيين كإرهابيين والمسلمين كضحاياهم. الفيلم مكون من ثلاثة أجزاء. في الأول نشاهد شابا كرديا مسلما، هو نوري، يخرج من السجن، حيث حُبس هناك بسبب تجارته بالمخدرات، ويتزوج من حبيبته الألمانية الشقراء، كاتيا، ويفتح صفحة جديدة في حياته، وهي ممارسة مهنة المحاسبة التي تأهل لها في السجن. وبعد أربعة أعوام نقابل كاتيا برفقة طفلهما في طريقهما إلى مكتب نوري، حيث تتركه وتذهب إلى الحمام التركي مع زميلتها. وعند رجوعها تجد شارع مكتب زوجها مدججا برجال الأمن. قنبلة انفجرت أمام مكتبه ومزقته هو وابنه. كاتيا تشك أن مرتكبي العملية هم من النازيين لأنها شاهدت فتاة ألمانية تترك دراجتها الهوائية المحملة بقفص أسود أمام مكتب زوجها ولكن الشرطة تصر على التحقيق معها عن خلفية زوجها وإمكانية انتمائه لحركات إسلامية متطرفة، وبعد إنكارها لذلك وتأكيدها بأنه كان علمانيا، يتحول التحقيق إلى علاقته مع تجار مخدرات وعصابات الاجرام. كما أن الإعلام الألماني وصف العملية كحرب بين تجار مخدرات بدلا من التحقيق بالأمر. ورفضت الشرطة توجيه التهمة للنازيين حتى إن وصلها تبليغ عن تورط أعضاء الحركة النازية بالعملية وقبضت على المشتبه بهم وهما الفتاة التي شاهدتها كاتيا وزوجها. الجزء الثاني وهو العدل تجري احداثه في المحكمة، التي رغم الأدلة القاطعة ضد الزوج النازي، تبرأهما من جريمتهما بحجة أن كاتيا استخدمت المخدرات بعد مقتل زوجها لتخفيف ألم محنتها ولهذا لا يمكن قبول شهادتها بمشاهدة المتهمة أمام مكتب زوجها. وفي الجزء الثالث تلجأ كاتيا للانتقام بعملية انتحارية تقتلها وتقتل الزوج النازي. واضح أن اكين أراد أن يسلط الضوء على الإرهاب الذي تتجاهله السينما الغربية، وهذا ما أثار حفيظة بعض النقاد الغربيين، ومنهم بيتر برادشو من جريدة «الغارديان» البريطانية، الذي اتهمه بتزييف الواقع ومحاولة توجيه الأنظار من الإرهاب الحقيقي، الذي يهدد العالم وهو الإرهاب الإسلامي إلى إرهاب خيالي. ولكن في حديث مع مجلة «فاريتي»، أكد أكين أن أحداث فيلمه مستلهمة من الواقع وأن المسلمين في أوروبا يتعرضون للارهاب النازي، ولكن الإعلام لا يعير العمليات الإرهابية اهتماما عندما يكون ضحاياها من المسلمين. فعلا فعندما وصلت أخبار العملية الإرهابية في مدينة مانشستر البريطانية الأسبوع الماضي، أعلن مهرجان كانّ عن دقيقة صمت حدادا على أرواح الضحايا هناك، كما احتل الخبر عناوين الصحف وتصدر نقاشات المهرجان. ولكن لاحقا تجاهل المهرجان تماما مقتل الأقباط في عملية إرهابية وقعت في مصر، ولم يعلن دقيقة حداد، ولم يناقشها أحد وكأنها حدثت على كوكب آخر. وهذا ما يطرحه اكين في «في الظلام» وهو أن هناك تبلد إحساس في الغرب من قبل المؤسسات والناس تجاه مآسي وآلام المسلمين. فليس فقط الشرطة تتصرف بلا إحساس تجاه مأساة عائلة نوري، بل أن أم كاتيا الألمانية تحث ابنتها على نسيان زوجها المسلم، متهمة إياه بتدميرها بتجارة المخدرات، وكأنه كان بعوضة وليس انسانا. وفي النهاية تنفجر كاتيا غضبا من أمها وتطردها من بيتها. أكين هو مسلم علماني. كما أن نوري علماني، ولكن ذلك لم يحمه من الاشتباه به ولم يستحوذ تعاطف الألمان معه. فكل مسلم بغض النظر عن انتمائه المذهبي أو ميوله الفكري وكل عربي بغض النظر عن دينه يواجه التحديات والعنصرية والمخاطر نفسها. وهذا هو الواقع الذي يعيشه العرب والمسلمون في المهجر. ولهذا جعل اكين من شخصية كاتية الألمانية محور المشاعر في الفيلم من خلال طرحها كضحية العملية الإرهابية، التي تعيش ألم فقدان احبائها. كما أنه اختار ممثلة وعارضة أزياء ألمانية شقراء ذات عيون زرقاء وهي ميلاني كورغر لكي يضمن تعاطف الجمهور الغربي معها مما يمهد الطريق لاكين لاثارة غضبهم وازدرائهم للإرهابيين النازيين. أكين يدرك انه لو كانت كاتيا مسلمة لفشل في تحقيق تماهي الجمهور الغربي معها، وربما تحيزوا مع النازيين، الذي يشبهونهم شكلا وحضارة ضدها. وكانت زميلة دنماركية شقراء اعترفت لي وكانت تغطي مهرجان كانّ أنه يصعب عليها التعاطف مع أشخاص لا يشبهونها شكلا وأحيانا تخشاهم، ولكنها تتعاطف بسهولة مع البيض بشعور لاوعي. ولكن رد فعل كاتيا بارتكاب عملية انتحاريه ضد النازيين هو الأكثر إثارة للجدل. هل أكين يريد أن يبرر العمليات الانتحارية للغربيين من خلال دفع شخصية بيضاء إلى القيام بها؟ هي فقدت رغبة الحياة بعد مقتل عائلتها وعزمت على الانتحار، ولكنها غيرت رأيها عندما تم اعتقال مرتكبي الجريمة، الذي بث فيها الأمل بأن تحقق العدل لزوجها وابنها. ولكن قرار المحكمة دثرها في غبار اليأس ودفعها مرة اخرى لانهاء حياتها وتحقيق العدل لعائلتها بنفسها. وربما هذه هي رسالة أكين للغربيين وهي ان الظلم السياسي والاجتماعي هو الذي يخلق الارهاب والعمليات الانتحارية وليس الحضارات والديانات. أكين يستخدم السينما ليتحدى الرأي العام والفكر الدارج في الغرب عن الارهاب وليطرح وجهة نظر المسلم، الذي لا صوت له. ولكن فيلمه هو نقطة في بحر شاسع ومن أجل توسيع وتضخيم هذه النقطة لا بد من دعم مخرجين عرب ومسلمين من كل أنحاء العالم لعرض القضايا العالمية في أفلامهم من منظور شعوبهم وألا يستمر الغربيين في فرض أفكارهم ومبادئهم على العالم أجمع بدون تحد. المخرج التركي الألماني فاتح اكين يعرّي إزدواجية نظرة الغرب للإرهاب حسام عاصي |
السياسات الامريكية تزداد سوءا في عهد ترامب Posted: 28 May 2017 02:12 PM PDT القلة الضئيلة جدا من العرب والمسلمين هم من استبشر بزيارة الرئيس الامريكي، دونالد ترامب، الى المنطقة الاسبوع الماضي لاسباب عديدة. اولها ان خطابه خلال الحملة الانتخابية وبعد اعلان نتائجها لم تكن ودية للمسلمين على احسن تقدير، بل كانت عدائية بشكل عام. ثانيها: اصداره قرارا بمنع مواطني ست دول عربية ومسلمة من دخول الولايات المتحدة، وما يزال القرار قائما مع تعديلات طفيفة على اجراءات التطبيق، ثالثها: اعلانه العزم على نقل السفارة الامريكية من تل أبيب الى القدس، وما يمثله ذلك القرار من تحد ليس لمشاعر المسلمين فحسب بل للقرارات الدولية التي تعتبر القدس مدينة محتلة. رابعها: استهداف الاسلام بالنقد اللاذع وربطه بالارهاب. ولذلك فعندما قرر زيارة الرياض وعقده قمتين: الاولى مع زعماء مجلس التعاون الخليجي والثانية مع زعماء الدول العربية والاسلامية، كان هناك تشاؤم كبير لدى قطاعات واسعة من ابناء الامة. هذا الموقف لم يعكس في شكل تظاهرات او احتجاجات لان هذه الظاهرة تكاد تختفي من الشارع العربي بعد القمع الرهيب لثورات الربيع العربي قبل ستة اعوام. وعلى عكس خطاب الرئيس السابق، باراك اوباما، في القاهرة قبل ثمانية اعوام، جاءت تصريحات ترامب لتؤكد تراجع الخطاب الامريكي في مجالات الحرية وحقوق الانسان واحترام القانون الدولي. ومن اهم نتائج تلك الزيارة، بالاضافة للصفقات العسكرية العملاقة مع المملكة العربية السعودية، ثلاثة امور: اولها حدوث حالة من التصدع في العلاقات بين امريكا وبريطانيا نتيجة استحواذ الاولى على الصفقات العسكرية مع السعودية التي كانت بريطانيا تعول على نيل حصة منها، ثانيها: شعور بعض الحكومات بحرية التصرف في التعاطي مع معارضيها بدون الخشية من مواقف اعتراضية من واشنطن، كما كان في عهد أوباما. اما اولى النتائج العملية لتلك الزيارة فقد تبلورت في البحرين التي تعيش حالة من التوتر السياسي والامني بشكل متصاعد منذ اكثر من ستة اعوام. وبرغم تدخل ستة جيوش اجنبية لاحتواء الوضع فقد استمرت الازمة وهيمن على البلاد توازن قلق بين القوة الامنية والعسكرية المفرطة التي لدى الحكومة والحماس الشعبي لمواصلة مشوار «الثورة» بالاحتجاجات التي لم تتوقف يوما منذ عام 2011. هذا التوازن لا يمكن التعويل عليه خصوصا مع تغير الظروف والتحالفات. وثمة حقائق ساهمت في الحفاظ على ذلك الحراك طوال هذه الفترة بينما تلاشت ثورات الدول الاخرى. اولها: اصرار الجبهة المعارضة على الالتزام بسلمية الحراك وعدم الانجرار للعنف، ثانيها: وجود تاريخ نضالي طويل لدى شعب البحرين. ثالثها: طبيعة العلاقة المتأرجحة بين العائلة الخليفية الحاكمة وشعب البحرين الاصلي (بشيعته وسنته) وهي علاقة لم تستقر يوما بل بقيت مضطربة طوال الحقب الماضية، فلا يمر عقد من الزمن الا وتتجدد الاضطرابات بحثا عن سياسات تناسب الوضع وتعكس شيئا من التطور. تصريحات ترامب ولقاءاته الخاصة مع بعض الزعماء ومنهم ملك البحرين، وفرت للحكم شعورا بأمن نسبي لم يتوفر خلال رئاسة باراك اوباما. فقد كانت لتصريحاته في بداية الحراك بضرورة السماح بالاحتجاج السلمي، وتجميده صفقات سلاح لتزويد البحرين بانواع متطورة من الاسلحة اثرها في تخفيف وتيرة القمع. وبرغم ممارسة ضغوط دبلوماسية واسعة على الادارة الامريكية فقد التزمت بالسيطرة على بيع السلاح للبحرين. ولم تفلح جهود شركات العلاقات العامة في تغيير تلك السياسة. وما ان وصل دونالد ترامب الى البيت الابيض حتى بدأ التغير يطرأ على تلك السياسة التي دفعت ترامب لمخاطبة الحكومات العربية بانه لن يلتفت الى انماط حكمها واساليب تعاملها مع مواطنيها. حكومة البحرين شعرت بوجود موافقة ضمنية على اجراءاتها الامنية تجاه المعارضة، ولم تخش ردة فعل واضحة وقوية وعنيفة من واشنطن. فاقدمت في الايام الاخيرة على اقتحام منزل الرمز الديني الاكبر في البلاد، والسياسي المخضرم، الشيخ عيسى احمد قاسم، في خطوة غير مسبوقة. فالرجل يعتبر من دعامات النظام السياسي الذي تبلور بعد الانسحاب البريطاني من الجزر في العام 1971. وكان عضوا منتخبا بالمجلس التأسيسي الذي وضع دستور البلاد في 1973 وأسس مبادئ الدولة الحديثة القصيرة العمر في البحرين. وكان وجوده في ذلك المجلس فاعلا، فقد استطاع من خلال المناورات مع الحكومة اقرار مادة دستورية تنص على ان «البحرين دولة عربية اسلامية» مستفيدا من حساسية الحكومة تجاه المد اليساري آنذاك. وعام 1973 انتخب عضوا بالمجلس الوطني الذي حلته الحكومة عام 1975 بعد تعليق العمل بالمواد الدستورية التي تنظم الممارسة الانتخابية. وعاد بعد ذلك للنشاط الديني ضمن جمعية التوعية الاسلامية التي تعرضت هي الاخرى للغلق الرسمي عام 1984. واعيد فتحها في العام 2001 ثم اغلقت مع جمعية الوفاق في شهر حزيران/يونيو من العام الماضي. ومع اختفاء كافة العناصر المعارضة اما بالسجن او الابعاد، اصبح الشيخ قاسم رمزا للمعارضة برغم عدم ممارسته دورا ميدانيا، والتزامه الصمت في اغلب الاحيان، خصوصا بعد القرار الرسمي بحل جمعية الوفاق الوطني الاسلامية التي تعتبر ممثلة للتيار الاسلامي الشيعي. ولعل المؤشر الاكبر لاستهداف الرجل الذي يعتبر الأب الروحي لذلك التيار، جاء في 20 يونيو الماضي، عندما صدر قرار رسمي بسحب جنسية الشيخ عيسى قاسم، بدون ان توجه له اية تهمة سياسية او يحاكم. وهنا استشعر المنتمون للتيار خطر الموقف فتوجهوا الى منزله وخيموا في محيطه طوال العام الاخير، لحمايته ومحاولة منع ترحيله. الرجل الذي يقارب الثمانين من العمر تعاطى مع هذه التطورات بهدوء، وبقي محاصرا بمنزله بانتظار ما تخبئه الاقدار. وبدأ النظام محاكمته غيابيا بعد رفضه الحضور، ووجه له تهمة جمع اموال الحقوق الشرعية بدون ترخيص، ثم قام بمصادرتها واعتقال العديد من علماء الدين الذين رفضوا التخلي عن الشيخ قاسم. وبقي الوضع هادئا برغم فرض حصار مشددعلى منطقة الدراز، مسقط رأسه، ، حيث بقي الشيخ بمنزله محاطا بمريديه، بينما النظام يستعد للقيام بالفصل الاخير من المواجهة مع مكونات الحراك الشعبي ومرجعه الروحي. بعد قمة الرياض شعر الكثيرون ان الحاكم حصل على الضوء الاخضر لحسم الموقف باستهداف الشيخ قاسم وكسر التجمع حول منزله. وكان قرارا دمويا ادى لمقتل العديد من الشباب المعتصمين عند المنزل. واصبح الشيخ تحت رحمة اجهزة الامن والمخابرات التي فرضت هيمنتها على المنزل ومنعت الوصول الى الشيخ. ومع ردود الفعل الشعبية التي تؤكد استمرار المعارضة لنظام الحكم وتطالب بالتغيير، فمن المتوقع حدوث تصعيد في المواجهة بين الطرفين. الامر الاكثر رجحانا تصاعد وتيرة التوتر في البحرين في الاسابيع والشهور المقبلة. فالبلاد التي شهدت على مدى مائة عام حراكات وانتفاضات تطالب بحقوق سياسية لم تعان من سياسات قاسية بدموية مفرطة كما يحدث الآن. وشعب البحرين معروف بالتسامح والتعايش السلمي والاخوي بين مكوناته، وقد افشل المشروع الطائفي عندما سعت اطراف خارجية لفرضه في السنوات الاخيرة استكمالا لمشروع تهشيم جسد الامة. وثمة من يعتقد ان شعب البحرين يدفع ضريبة الصراع الاقليمي على النـــــفوذ بين ايران والسعودية. وقد يكون في ذلك شيء من الصحة ولكن تاريخ الحركة الوطنية في البحرين يؤكد العمق التاريخي لها ويكشف ظاهرة التسامح الايديولوجي والسياسي بين اطياف المعارضة. ٭ كاتب بحريني السياسات الامريكية تزداد سوءا في عهد ترامب د. سعيد الشهابي |
المثقف والتغيير Posted: 28 May 2017 02:12 PM PDT المثقف، ليس هو المتخصص ممتهن الثقافة فحسب، وإنما الإنسان المدرك للشرط الإجتماعي للتغيير والتجديد، والمدرك لحقائق المنجزات العلمية والتكنولوجية والمعرفية، ولعلاقات القوى السياسية المختلفة والمتناقضة في العالم، ولمحتوى التحالفات ومحتوى البدائل والحلول، والذي لا يعتقل حركة التغيير في مجرد الشعارات والهتافات التعبوية. والمثقفون، هم بناة قوى الوعي المناضل والمبدع الذين يسعون لإنجاز التغيير وتحقيق غاياته، وهم، في عصرنا الراهن، أصبحوا قوة إنتاجية ثورية تعمل مع الآخرين لحل القضايا والمشاكل المختلفة، محليا أو عالميا، من خلال تنويع الخيارات وتجديد الخبرات القديمة أو انبثاق خبرات جديدة، ومن خلال إقامة علاقات حضارية إنسانية متشابكة ومتنوعة. الناشط أو المناضل، النقابي أو السياسي، ليس بالضرورة أن يبتدئ مثقفا، وإن كان بالضرورة يجب أن يكون لديه حياة فكرية، لكنه، مثقف محتمل، أي يحمل امكانية ان يتحول لمثقف، مثلما أي مثقف هو مناضل محتمل. والمؤسسة الناجحة هي التي تثقف قيادتها، ولا تحتقر التنظير أو الثقافة، وفي نفس الوقت لا تلغي فردانية وخصوصية المثقف، وتمرده على الساكن والسائد، كما لا تضع حدودا أو سقفا لحرية المثقف في ما يطرحه من مواضيع وقضايا. وعلى عاتقها تقع مسؤولية تحويل سباحة المثقف إلى فعل ملموس، لأن مجال عمله في الجماعات وليس الحالات الفردية، وهو يعمل على قراءة تفاعل المجتمع مع القضايا المختلفة ولا يكتفي بتفاعله الشخصي مع الاحداث. هذا لا يعني التعسف في رسم دور بعينه للمثقف في لحظات التغيير السياسي. وفي الغالب، فإن دور المثقف يسبق لحظة التغيير، وهو الذي يمهد لهذه اللحظة، بطرقه المباشر على القضايا الساخنة. ومنذ عصر التنوير، وحتى ما قبل الثورة التكنولوجية الرقمية الحديثة، كان المثقف هو الشخص الذي أخذ على نفسه ملاحقة اليومي والمستقبلي، والذي يقرأ الاحداث فى آنيتها ليستشرف المستقبل وفق مرجعيته الفكرية، والتي بالتأكيد لها مردودها على دوائر تأثيره المباشرة. أما تعريفات ما بعد الثورة الرقمية، فتتحدث عن المثقف الذي يجيد استخدام أدوات العصر، ويستوعب مستجداته ليكون قادرا على صياغة مقولات صادقة. وفي عالمنا العربي/الإسلامي، كان المثقف دائما موجودا، حتى قبل ظهور المصطلح، مجسدا في رجال الدين، وعلماء الكلام، ثم الفلاسفة، وغيرهم، منذ فترة ما بعد دولة الخلافة الاولى. وكل تعريفات المثقف تتحدث عن امتلاكه لدرجة زائدة من التفاعل مع القضايا العامة، وجميعها يتفق على قدرة المثقف في التأثير على دوائر متعددة. لكن، من الواضح أن تعريف غرامشي أحدث نقلة نوعية تمنع حصر المثقفين في خانة القادمين من جهة أو فئة بعينها كالجامعات أو الفئات العليا من المتعلمين، بل تفتح الأبواب لاكتشاف من يمتلكون الحكمة والمقدرة على التأثير والتحليل واتخاذ القرار المناسب، في الأوساط المختلفة، سواء رجال الدين المستنيرين، أو شيوخ القبائل، أو العمد، أو الاطباء، أوالمعلمين. صحيح إن بعض هؤلاء يستمد قدرته على التأثير الثقافي من موقعه السياسي، ولكن في الاصل هو استمد سلطته السياسية من سلطته الروحية أو الثقافية، أي من قدرته على التأثير في وعي وأفكار الآخرين. ويوميا يتزايد عدد المبتعدين عن السياسة بسبب الخوف من الألغام المزروعة في طرقاتها، وبسبب المكابدة في الحياة اليومية، وأيضا بسبب اليأس من جراء الفشل المتواتر. وفي ذات الوقت، يتزايد عدد الوافدين الجدد إلى السياسة بفكرة البحث عن الثراء وبناء الجاه الفردي. وقطعا هذا يصب في دائرة الفشل العام، والتي لا فكاك منها إلا بالسير في طريق التحالف والاستقواء المتبادل بين المثقفين والكادحين والمهمشين. هذا هو المصل الواقي والمحصن ضد روح الهزيمة واليأس، وهو المبتدأ لخوض غمار التجربة الشاقة حتى تندحر مجموعات الانتهازيين وسماسرة السياسة والثقافة، وحتى يتصدى لقضايا الوطن المؤمنون بأن ما يربط بين البشر ويمنع العنف هو القدرة على التواصل والتفاعل بالخطاب الواضح الشفاف الذي يخاطب وجدان الآخر بكل تقدير واحترام، وليس خطاب المغالطات والفجاجة الذي يحرك الغرائز ويحيي الفتنة. ومن هنا أهمية وضرورة الثقافة في المهن التي تلعب دورا في التعبئة والتأثير على اتجاهات الرأي العام. فالصحافي، مثلا، هو ليس مجرد آلة تفرخ الخبطات الصحافية، وتسيد حديث الإثارة. بل هو إنسان منفعل تماما بكل ما يدور حوله، ليستخلص كل ما يمكن أن يضمنه رسالته النبيلة تجاه المجتمع من إشارات إيجابية، وهو قبل كل شيء مواطن له وجهة نظره الخاصة. وهو في كل ذلك يحتاج إلى درجة من الثقافة والتثقيف. وفي تصوري، إن المثقف المنفتح على روح عصره والقادر على مراجعة مسلماته ومنطلقاته الأولية، وانتقادها، هو المؤهل للقيام بدعم التغيير، والتعجيل الثقافي، إما بشكل مباشر، مثلما حاول ماوتسي تونغ في الصين، أو بطريقة غير مباشرة عبر إصلاح نظام التعليم والتأهيل المجتمعي كما نفذها مهاتير محمد في ماليزيا. وعملية التعجيل الثقافي تهدف إلى اللحاق بالتغيير في المستويات الاخرى، والذي عادة ما يحدث بسرعة اكبر، في سياق عملية التنمية. أما المثقف الذي يختار أن يطلب مهلة حتى يقرأ ويراجع الكتب لتحديد ما هو صحيح وما هو خطأ، فهو لن يفعل سوى وضع نفسه خارج التاريخ. وعالميا، ثقافة الدول الضعيفة، أو المهزومة، تأتي في مرتبة دنيا، لذلك ليس مستغربا ان يكون العالم العربي قابعا في ركن قصي في المسرح العالمي. فهو، بعد فوران ثورات التحرر الوطني، أصيب بحالة تخبط ثقافي بسبب أزمة الحكم والصراعات الايديولوجية، وبسبب التبعية الاقتصادية ونظم التعليم القابعة داخل جدران الإرث الماضوي، وبسبب فشل المشروع النهضوي. ولكن انتفاضات الشعوب العربية، التي لا تزال تعيش مراحلها الأولى، ربما تعيد الأمل لشعوب المنطقة لتستعيد مفاتيح بناء الثقافة الوطنية والقومية. فهل يتصدى المثقف العربي لهذه المهمة، أم يبقى حبيس المسلمات الفكرية والنقاشات المعلقة في الهواء؟! ٭ كاتب سوداني المثقف والتغيير د. الشفيع خضر سعيد |
ترامب والذين معه Posted: 28 May 2017 02:11 PM PDT مع ترامب لا توجد صفقات سياسية، فالرجل لا يفهم في السياسة أصلا، وقد لا يكمل مدته الرئاسية في البيت الأبيض، وهو «كاوبوي» أمريكي كلاسيكي، لا يفهم سوى في التلويح بالمسدس واقتناص الثروة وحلب الأبقار، وقد فعلها في جولته الأخيرة بالمنطقة، وكسب قرابة 500 مليار دولار نقدا ووعودا في ساعات. ولم تنس ابنته اليهودية إيفانكا أن تحصل هى الأخرى على نصيبها، وأخذت 100 مليون دولار باسم مؤسسة وهمية لرعاية النساء، ودعك هنا من أحاديث الكنوز والهدايا الشخصية، التي لم ترد في خيال ولا في بال كتاب أساطير «ألف ليلة وليلة». المهم أن ترامب لم يدفع في المقابل شيئا على الإطلاق، سوى أنه انتهز الفرصة السعيدة، وسوق لمبيعات السلاح الأمريكي، ومن وراء شعار «نحن أفضل من يصنع السلاح»، ودون أن يتعهد باستخدام السلاح ضد إيران، ولا ضد غيرها، وقال لمضيفيه «نحن لن نحارب نيابة عنكم»، هكذا ببساطة، ودون تكلف سياسي لا يجيده، فالرجل ـ الكاوبوي ـ لا يعرف سوى عوائد الثروة وحقائق القوة، ويعرف أنه لا يمكنه خوض حرب مباشرة ضد إيران، تماما كما تراجع وابتلع لسانه في حالة كوريا الشمالية، فقد أرغى وأزبد أمام الكاميرات، وعلى «تويتاته» التي صارت من مساخر الدنيا الجارية، وهدد بتدمير كوريا الشمالية، لو أجرت تجربة صاروخية جديدة، وقد فعلتها كوريا الشمالية مرتين لا مرة واحدة بعد تهديد ترامب، ودون أن يعاود ترامب التبجح، بل رفع القبعة لزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ، وعبر عن إعجابه واحترامه لشخصه، وتمنى أن يلتقيه في أقرب فرصة، ودون أن يصدر عن كوريا الشمالية، الصغيرة الفقيرة، أي ترحيب بغزل ترامب، فليس لديها خزائن ذهب ودولارات وهدايا تدفعها له، وكل ما لديها عقاب الصواريخ والقنابل النووية التي يخشاها «الكاوبوي» الأمريكي. والخوف الأمريكي من إيران يشبه الخوف من كوريا الشمالية، وقد قالها أركان إدارة ترامب، الذين يفهمون في السياسة عوضا عن جهل رئيسهم، وحذروا من كون إيران تمضي قدما على طريق «بيونغ يانغ»، أي أنها في الطريق إلى تحصين نهائي للبلد، ليس فقط بفوائض السلاح ونوعياته المتطورة، المصنعة ذاتيا، ولا بالتعبئة الوطنية الداخلية الجارفة، بل باتباع ما قد تصح تسميته «حزام السياسة الواقي»، فكوريا الشمالية تحتمى بالجوار الصيني المنيع، وهو ما تفعله إيران، بمد طوق حماية روسي من حولها، وهو ما يجعل من فكرة الحرب على إيران شروعا في إشعال حرب عالمية ثالثة، نووية بطبائع أطرافها، لا تبقي ولا تذر على الأرض حيا، وهو ما لا يريده أحد، ولا يطيق مجرد التفكير فيه، حتى لو كان في فظاظة ترامب وتهديداته الجوفاء. نعم، دونالد ترامب لا يفهم سوى في سرقة واقتناص الثروات، وقد كان ذلك طبعه دائما، فقبل تولية الرئاسة، كان نجما مسليا في برامج تلفزيون الواقع، وكانت تعليقاته موحية على ما خسرته أمريكا في حرب العراق وأفغانستان من قبلها، وقال من قبل حملة الرئاسة وبعدها، أن أمريكا خسرت في الحربين قرابة الستة تريليونات دولار، ودون أن تقبض الثمن المقابل لما خسرته من دماء وأموال. وقال إنه كان على أمريكا أن تأخذ بترول العراق كله، أو أن تقتضي منه قرابة 15 تريليون دولار على الأقل، وهذا في رأيه مشروع جدا، فقانون الحرب يعطي الغنائم للمنتصرين، وجريمة بوش وأوباما عنده ظاهرة، وهي أنهما لم يأخذا الغنائم، وهو ما يحاول فعله الآن، حتى لو كان قبض الثمن بأثر رجعي، وربما لن يجد في الدنيا كلها كرما مخبولا كالذي عندنا، وهو ما يفسر غبطته الجنونية بما حصل عليه من مئات مليارات الدولارات، فقد كان يهتف من قلبه «دولارات.. دولارات.. وظائف.. وظائف»، وكأنه يكرر سيرة «علي بابا» في حواديت «ألف ليلة وليلة»، وعلى طريقة صيحته الذاهلة «ذهب .. ياقوت.. مرجان، أحمدك يا رب». وربما لا نكون في حاجة إلى نصح أحد من بنى جلدتنا وديننا، فقد ثبت أن أحدا لا ينتصح، ولا يريد أن يسمع، ولا أن يرى حقائق الواقع العارية، فقد كسب ترامب هدايا المال والذهب بلا حدود، وكسبت إيران ـ للمفارقة ـ هدايا السياسة، وهو ما يفسر رد فعل إيران الفوري، الذي بدا هادئا ساخرا من مهرجانات القمم إياها، فحقائق القوة على الأرض تفرض نفسها، وتصوير إيران كعدو أول لأمريكا، يكسبها عطفا شعبيا هائلا، ليس في داخل إيران فحسب، بل في المنطقة العربية بالذات، ولسان حال الشارع العربي صريح بلا التباس، فهو يكره السياسة الأمريكية، ويكره ارتباطها واندماجها الاستراتيجي بكيان الاغتصاب الإسرائيلي، الذي بدا ظاهرا من فرط تهذب وتأدب ترامب في حضرة إسرائيل، وتعهده لها بدوام الحماية، وضمان التفوق العسكري النوعي على الدول العربية مجتمعة، مع ثرثرات وتهتهات غامضة عن سلام لا يأتي، فقد حرص ترامب على أداء الفروض والطاعات كلها لإسرائيل، وحتى من حيث الشكل والبروتوكول، فقد جعل زيارته للرئيس الفلسطيني محمود عباس مجرد جملة اعتراضية عابرة، وقد أجراها في بيت لحم، وليس في رام الله عاصمة السلطة الفلسطينية، ووضعها بين قوسين من زيارته الأصلية لإسرائيل، فقد بدا بلقاء بنيامين نتنياهو رئيس وزراء العدو الإسرائيلي، وانتهى بارتداء «القلنسوة اليهودية» عند ما تسميه إسرائيل «حائط المبكى» بجوار المسجد الأقصى في القدس الشرقية، وما هو إلا «حائط البراق» العربي الإسلامي بشهادة قرارات «اليونسكو» وإجماعها الدولي، وأجرى ترامب لقاءاته الرسمية كلها في القدس المحتلة، وهو ما لم يفعله أي رئيس أمريكي من قبل في زيارة رسمية، وهو ما يعني تسليم ترامب التام برؤية وأولويات إسرائيل، من نوع جعل القدس الموحدة عاصمة أبدية لإسرائيل، واعتبار أن القضية الفلسطينية شأن داخلي إسرائيلي، وأن مفهوم السلام لا يزيد عن معنى حفظ أمن إسرائيل أولا وأخيرا، وأن المشكلة هي في «التحريض الفلسطيني وقتل الإسرائيليين بالسكاكين»، كما قال ترامب مرارا وتكرارا، ودون أن يذكر أو يتذكر أبدا كلمتي «الاحتلال» و»الاستيطان»، بل أكد أن خطر إيران عنده مفهوم السبب، وهو دعمها لحزب الله وحركة حماس في الحروب ضد إسرائيل، وهو ما يضيف مددا عظيما لصورة إيران في المنطقة، ويكسبها نفوذا معنويا، فوق ما حققته من تمدد فعلي في العراق وسوريا واليمن ولبنان، وبصورة مدت حدودها الفعلية إلى شواطئ البحرين الأحمر والأبيض، وسط أجواء هوان وبلاهة عربية، لم تعد تذكر القضية الفلسطينية، ولا احتلال إسرائيل، اللهم إلا في خطابات قليلة استثنائية. ماذا يعني ذلك كله؟ يعني ببساطة أن إيران كسبت سياسيا، بقدر ما كسب ترامب ماليا، ودون أن يورط ترامب نفسه في صفقات سياسة لا يفهمها ولا يريدها، ومن نوع «صفقة القرن» السلامية التي تحدث عنها بعضهم، فقد قطع ترامب الطريق على الأوهام كلها، واكتفى بما ردده أسلافه من رؤساء أمريكا السابقين، بجعل الأولوية المطلقة للاعتبارات الإسرائيلية، وتكرار الدعوات الباهتة لخطوات بناء ثقة، واستئناف ما يسمونه «الحوار الإسرائيلي الفلسطيني»، أي العودة للمفاوضات إياها، التي توقفت قبل أربع سنوات، وبعد أن استمرت قبلها لعشرين سنة، ودون أن تنتهى لتسوية من أي نوع، سوى مضاعفة استيطان الضفة الغربية وتهويد القدس مرات، وبما يوحى بأن الصفقة المتاحة عند ترامب هي تصفية القضية الفلسطينية نهائيا، والاكتفاء بمنح تسهيلات عبور ومساعدات اقتصادية للفلسطينيين، وجعل الاحتلال أخفض تكلفة لإسرائيل، وأكثر نعومة للفلسطينيين، وشيء كهذا لا يعني أي إمكانية للتهدئة، بل يدفع الشعب الفلسطيني إلى مواصلة كفاحه بكل السبل، فوق إتاحة المزيد من فرص الكسب السياسي لطهران بالذات، فهي الوحيدة في المنطقة التي تلتحف بعباءة العداء لإسرائيل، ونصرة الحق الفلسطيني في المقاومة المسلحة، وهكذا يهدي العرب قضية فلسطين إلى إيران، تماما كما أهدوها العراق من قبل بدعم الاحتلال والغزو الأمريكي، وتماما كما أهدوها ملايين الشيعة العرب على طبق من ذهب، وجعلوا منهم أدوات جاهزة لخدمة النفوذ والتوسع والتوحش الإيراني، وقد جرى كل ذلك بفضل التصورات الطائفية المريضة المقيتة، التي تكفر الشيعة بالجملة، وتنفق عشرات المليارات لدعم جماعات التكفير والإرهاب بزعم الدفاع عن أهل السنة، ثم أضافت مئات المليارات لخزانة أمريكا «أم الإرهاب»، وعلى ظن أنهم يخوفون إيران، ويحتمون منها بغطاء أمريكا، الذي يكشف ولا يستر أحدا، فلا أحد يريد أن يفهم الحقيقة البسيطة متكررة الشواهد والأمارات، وهي أن «المتغطي بالأمريكان عريان» . كاتب مصري ترامب والذين معه عبد الحليم قنديل |
حصيلة قمم الرياض: ترامب استوفى «أجور الحماية» وأرجأ إعداد جيش الـ 34 ألفاً Posted: 28 May 2017 02:11 PM PDT انعقدت في الرياض أخيراً قمم ثلاث: اثنتان احتفاليتان وواحدة جدّية. القمتان الاحتفاليتان ضمّت ملوكاً وأمراء ورؤساء عرباً ومسلمين، غايتها الاحتفاء بالرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب. القمة الجدّية غايتها مزدوجة: تسديد «ديون» مستحقة الأداء للولايات المتحدة الامريكية في ذمة المملكة العربية السعودية، ناجمة عن «اجور حماية» متراكمة، وبناء تحالف سياسي وعسكري بين الدولتين لحمايتهما من إرهاب داعشي يهددهما. الإعلان الذي صدر عن القمم الثلاث لا يخصّ، في الواقع، سوى طرفيّ القمة الجدّية الثنائية: العاهل السعودي والرئيس الامريكي. أطراف القمتين الاحتفاليتين اخذوا علماً بالبيان ولم يناقشوه او يقرّوه. بعضهم، كلبنان، اعلن رسمياً بلسان وزير خارجيته، كما بلسان رئيسه عدم التزامه به. بعضهم الآخر، كمصر، تقصّد رئيسها مسبقاً عدم الاشارة في كلمته إلى ايران، التي اعتبرها البيان، لاحقاً، العنوان الرئيس للإرهاب والممِّول والمسلِّح الاول لمختلف تنظيماته. المفارقة اللافتة أن القمة الثنائية الامريكية – السعودية لم تكن جدّية إلاّ في مسألة تعجيل تسديد السعودية «ديوناً» كان ترامب قد ادّعى في حملته الانتخابية انها مستحقة الأداء، لقاء قيام الولايات المتحدة بحمايتها طيلة عقود، ذلك انه لا حماية مجانية لأحد، في رأي الرئيس الامريكي، بما في ذلك الدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي. ألم يسارع، بعد استيفاء «اجور الحماية» من السعودية البالغة نحو 350 مليار/بليون دولار الى مطالبة دول اوروبا الاطلسية خلال اجتماعه مع رؤسائها في بروكسل، بتسديد «اجور» مستحقة بذمتها لامريكا لقاء «حمايتها» من الاتحاد السوفييتي بعد الحرب العالمية الثانية، ولغاية انهياره في مطالع تسعينيات القرن الماضي؟ في جولته الاولى على عواصم شرق اوسطية واوروبية، بدا ترامب أقرب ما يكون الى جابي ديون واجور منه الى رئيس دولة كبرى لها سياساتها ومخططاتها. نهجه في العمل، التعجيل في تحصيل ما يعتبره مستحقات مالية، وتأجيل ما يترتّب مقابلها من موجبات تنفيذية، سياسية وعسكرية. فقد اتفق مع المسؤولين السعوديين في قمة الرياض على إعداد جيش من 34 ألف مقاتل لمواجهة «داعش»، كما الجيش السوري و»الحشد الشعبي» على الحدود العراقية، لكنه أرجأ تنفيذ هذا الالتزام الى العام 2018. هل سيبقى «داعش» ناشطاً ومسيطراً في سوريا والعراق الى العام المقبل؟ ثم، ما الفائدة من الجيش الموعود اذا كان «داعش» سينتهي عملانياً قبل نهاية العام الجاري؟ كان ترامب قد اعلن خلال حملته الانتخابية، انه يتطلع إلى إنجاز «صفقة تاريخية» بين «اسرائيل» والفلسطينيين. لكنه في زيارته للقدس المحتلة واجتماعه الى «الصديق العزيز نتنياهو»، وزيارته رام الله واجتماعه الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لم يتحدث البتة عن «الصفقة التاريخية» ولا عن «حل الدولتين». أشار فقط إلى أن نتنياهو وعباس «ساعيان من اجل السلام». والمفارقة انه بعد مغادرة ترامب فلسطين المحتلة سرّب مسؤول رفيع قريب من الرئيس الفلسطيني معلومة مفادها أن الرئيس الامريكي ينوي اعلان مبادرة سلام خلال شهر. مفارقة اخرى: كان من المفترض في زيارة ترامب للرياض والقمة التي عقدها مع القادة الخليجيين تعزيز تكتل هؤلاء ضد الإرهاب عموماً، وايران خصوصاً، لكن ما حدث هو أن انفجاراً إعلامياً مدوّياً ترددت اصداؤه في الدوحة والرياض وابو ظبي أعقب مغادرة ترامب، وكشف للتوّ خلافاً بين السعودية والإمارات العربية المتحدة من جهة، وقطر من جهة اخرى حيال الموقف من ايران وقوى المقاومة. اللافت ان صحفاً عربية مؤيدة لقطر انتقدت «المهرجان» الذي اقامته السعودية لترامب في الرياض، فيما وصفت صحف سعودية قطر بأنها «شوكة في خاصرة العرب» وهددتها بأنها سوف تدفع الثمن. اكثر من ذلك، سرّبت وسائل إعلام امريكية وعربية أن واشنطن تدرس امكانية نقل القاعدة العسكرية الامريكية (العديد) من قطر الى بلد خليجي آخر. هذه المفارقات نالت من جدّية قمة الرياض الثنائية لدى حلفاء السعودية، كما لدى حلفاء ايران. والمفارقة الإضافية ان كِلا الفريقين اعتبر ترامب، بتقلّباته وتصرفاته الغريبة، مسؤولا بالدرجة الاولى عن إضعاف قمة الرياض والاساءة الى حلفائه. ذلك طرح، بالضرورة، سؤالاً منطقياً: كيف سيكون الاقليم بعد قمة الرياض؟ ثمة فريق من المراقبين يجزم بأن ترامب واركان ادارته سيتخبطون طويلاً في مواقف متناقضة حيال قضايا الإقليم، ما يضفي الغموض على سياسة واشنطن، ويؤدي تالياً الى إضعاف نفوذها وتأثيرها. فريق آخر يقرّ بمخاطر تقلّبات ترامب، لكنه يؤكد بأنه مهما تقلّب في مواقفه فسيبقى مؤيداً صلباً لـِ»اسرائيل» ومجارياً لها في موقفها المتصلب من ايران وحلفائها، ولا سيما سوريا وقوى المقاومة اللبنانية والفلسطينية. الى ذلك، بدت ايران غير مكترثة بنتائج قمة الرياض وماضية في دعم حلفائها في محور المقاومة. حلفاؤها بدوا ماضين ايضاً في مواجهة «داعش» واخواته في سوريا والعراق، كما ثبت انهم تفاهموا في ما بينهم على التحالف في وجه «داعش»، كما في وجه الولايات المتحدة لإحباط محاولات مشبوهة لتقسيم بلاد الشام وبلاد الرافدين. كل الشواهد والقرائن تشير إلى أن الصراع بين سوريا وحلفائها من جهة، وخصومها الإقليميين من جهة اخرى، سيتصاعد خلال السباق المحموم للوصول الى الحدود العراقية. غير ان معلومات تسرّبت من اوساط مسؤولي مجالس الامن القومي لكل من روسيا وايران والعراق وسوريا، الذين اجتمعوا مؤخراً في طهران، تشير الى اتفاقٍ تمّ على تزويد دمشق بصواريخَ للدفاع الجوي من طراز 300 – S، وان الجيش السوري لن يتوانى عن استخدامها ضد طائرات «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة. يتضح من كل هذه الواقعات والتطورات ان لا أفق لانفراج قريب بين القوى المتصارعة على الموارد والمصالح والمواقع والنفوذ، في دول الإقليم الممتد من شرق البحر المتوسط الى جنوب بحر قزوين. كاتب لبناني حصيلة قمم الرياض: ترامب استوفى «أجور الحماية» وأرجأ إعداد جيش الـ 34 ألفاً د. عصام نعمان |
حماس إرهابية هدية ترامب للصهيوني Posted: 28 May 2017 02:11 PM PDT «التأثير الحقيقي لتنظيم داعش والقاعدة وحزب الله وحماس، والعديد من التنظيمات الأخرى، يجب أن لا يُقاس فقط بعدد القتلى. يجب أن يُقاس أيضا بأجيال من الأحلام المتلاشية». هكذا تحدث سيّد البيت الأبيض في قمة الرياض، وهو يحمل سلّة الإرهاب التي خلط فيها بين جماعات متباينة المَشارب، ووضع عليها ملصق تصنيفِه دون تفريق. وهكذا تساوت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» بتنظيم داعش التكفيري، الذي يُريق الدماء المعصومة من المسلمين وغير المسلمين، في الوقت الذي لم يعُد يخْفَى على مُتابع، أن التنظيم قد صُنع خصيصا لضرب ثورات الربيع، ومَدِّ المظلَّة التي يتحرك تحتها البُغَاة للتدخل في شؤون الدول العربية الإسلامية. وهكذا تَساوت حماس بتنظيم «القاعدة» المتشدد الذي وجَّهَ سلاحه إلى صدر أوطانه، وتمَّ استخدامه باحتراف في إشعال شرارة الحرب الضرُوس على الأمة، عندما نفَّذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر. وهكذا تساوت حماس بحزب الله ذراع إيران في المنطقة، ومُمَثِّلها على أرض لبنان باعتراف زعيمِه حسن نصر الله، الذي خرج عن السياق الوطني في لبنان، ووَجَّهَ كتائبه خارج الحدود للقتال إلى جانب الأسد في سوريا، بأوامر من مَلالي طهران. التصنيف الأمريكي لحماس ليس جديدا، فهو ما تقتضيه طبيعة العلاقة بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، إذ تُمثِّل لهذا الكيان الحاضنة الرسمية، بينما هو فتاها المُدلَّل، لكن أبشَع مكونات المشهد أن ذلك الاقتران الظالم، يتمّ خلال هذه القمة المشهودة، وكأنه يُراد منه فَرْض الاعتراف العربي بإرهابية حماس عن طريق الإجماع السُكُوتي. كما تكْمُن حساسية هذا التصنيف لحماس في أنه جاء قُبيْل توجّهِ ترامب إلى الكيان الصهيوني، وما يحمله من دلالات، أقلُّها أنه رسالة طمأنة للصهاينة تجاه ملف القضية الفلسطينية. وبالفعل لم يدَّخِر ترامب جهدا خلال زيارته لفلسطين المحتلة، في أن يُعيد الكَرَّة، ويؤكد على توصيفه لحماس بأنها جماعة إرهابية، إضافة إلى التأكيد الضِمْني لأحقِّيَة الكيان الصهيوني بهذه الأرض، بما يُثير التوقُّعَات حول التوسُّعِ في بناء المستوطنات، وإجهاض حلِّ الدولتين. لقد جاء تصريح ترامب عقب إجراء تاريخي لحماس تمثل في الوثيقة السياسية الصادرة عنها، التي قبِلت بموجبها بدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967، الأمر الذي عرَّض الحركة لموْجَات من الهجوم والنقْد، باعتبار هذه الخطوة اعترافا ضِمنيا بالكيان الإسرائيلي، رغم التأكيد من جانبها على عدم التفريط في شبر من أرض فلسطين، غير أنها سعَتْ لصيغة وطنية توافقية، وأرادت الموازنة بين الواقع والمأمول. كما خَلَت الوثيقة من التصريح بانتمائها لجماعة الإخوان المسلمين، للتأكيد على أن الحركة تنظيم فلسطيني قائِم بذاته لا يتْبَع أيَّ تنظيم في أي مكان، كما قامت بتغيير قيادة المكتب السياسي، في ما يبدو أنه محاولة للتهدئة، إضافة إلى إعلان رفضها كل أشكال التطرف والتعصب الديني والعِرقي والطائفي. لكن هذه الإجراءات الحمساوية التي تهدف إلى فكِّ تطويق الحركة، لم تشفع لها لدى ترامب، الذي سعى لشيطنة المقاومة الفلسطينية المشروعة، وإقصاء أي فصيل يتبنى خيار المقاومة ضد الكيان الغاصب. توصيف ترامب للحركة بأنها إرهابية في ذلك التوقيت، جاء تأكيدا على تناغُمِه مع قاموس الدعاية الصهيونية في تعريف الإرهاب، الذي يعني لديهم استخدام الأعمال العسكرية في إطار مقاومة الاحتلال الأجنبي، ومن ثَمَّ فإن المقاومة الفلسطينية للاحتلال الصهيوني تُعد إرهابا، ويلحق هذا الوصف بكل دولة أو جهة تتعاطف مع المطالب الفلسطينية المشروعة. مفهوم الإرهاب عند ترامب يخالف قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 3246 بتاريخ 14 ديسمبر 1974، الذي أكد على شرعِيَّة حق الشعوب في الكفاح المُسلح في سبيل تحرُّرها من الاحتلال، وأن أي محاولة لقمع الكفاح المسلح ضد السيطرة الاستعمارية والأجنبية والأنظمة العنصرية هي مخالفة لميثاق الأمم المتحدة، ولإعلان مبادئ القانون الدولي التي تختص بالعلاقات الدولية، وللإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وجاء مفهوم الإرهاب عند ترامب مخالفا للمادة الثانية من الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب الصادرة عام 1998، التي تنص على أنه لا تُعدُّ جريمة: حالات الكفاح بمختلف الوسائل، بما في ذلك الكفاح المُسلح ضد الاحتلال الأجنبي والعدوان من أجل التحرر وتقرير المصير. خالف ترامب في مفهومه عن الإرهاب، قرارات الأمم المتحدة التي تُقَرّ بحقوق الشعب في استرجاع حقوقه بالوسائل المُتاحة كافَّة، بما في ذلك الكفاح المُسلح حسب قرار الجمعية العامة رقم 3236 الصادر عام 1974 البند الخامس. وما سبق يعني أن مواثيق الأمم المتحدة وضعت ملامح مُحددة لوصف الإرهاب، ومنْع خلْط المقاومة المشروعة بأعمال الإرهاب، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية ضربتْ بتلك المُحددات عرض الحائط، وجعلت تعريف الإرهاب رهْن سياساتها الخارجية ومصالحها في المنطقة، والتي يأتي على رأس أولوياتها رعاية الكيان الصهيوني. ولم يكن جايسون غيرنبلات مبعوث ترامب للشرق الأوسط، أخَفّ وطْأةً من زعيمه عَلى حماس، عندما التقى أسرة الجندي الأسير لدى حماس في غزة هدار غولدن، حيث قال بالنص «على حماس أن تخجل من أفعالها غير الإنسانية»، علما بأن المبعوث الأمريكي لم يتطرق إلى مشكلة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، الذين دخلوا في إضراب تخطى الأربعين يوما على التوالي، فيبدو أنه لا يرى لقضية الأسرى الفلسطينيين أيّ بٌعْدٍ إنساني. إن أهم الواجبات التي تلقى على عاتِق الأنظمة والحكومات العربية والإسلامية، هي وقْف الفوضوية في تعريف الإرهاب، ولعَمْري هو أول منطلقات مواجهة الإرهاب ذاته، حيث أن افتقاد الأُسس والمعايير الواقعية والموضوعية لتعيين وتحديد الإرهاب، تُوسِّع من رُقْعته وتزِيد من استفْحاله. كاتبة أردنية حماس إرهابية هدية ترامب للصهيوني إحسان الفقيه |
مستقبل المهاجرين العرب في بريطانيا Posted: 28 May 2017 02:10 PM PDT أعلنت حكومة تيريزا ماي اليمينية في شهر فبراير المنصرم عن عزمها وقف العمل بمشروع Dubs الذي كان يهدف لقبول 3000 طفل لاجئ من اليتامى الذين ليس لهم من يرعاهم من البالغين، بعد أن قبلت فقط 350 منهم، وجعلت من حكايتهم «علكة إعلامية وسياسية» للمزايدة بها، وإظهار من هو أكثر تطرفاً في التعامل مع أولئك الأطفال المقهورين، الذين احتاجت قصتهم مداخلات مطولة في البرلمان البريطاني، ومطالبات من صقور حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا بفحص «أسنان الأطفال اللاجئين، للتأكد من أعمارهم الحقيقية، وليس ما تشير إليه وثائقهم الشخصية، لأن الكثير منهم يبدون رجالاً وليسوا أطفالاً». وهو ما يستدعي احتمالا ضمنياً بأن يكون أي منهم «متطرفاً إسلامياً» يمكن أن يهدد استقرار مملكة «الحرية وحقوق الإنسان» في بريطانيا. وهي الحكومة نفسها التي تجاهلت بما بررته «بأسباب تقنية محضة» ما قارب 1600 طلب من بلديات محلية في بريطانيا تعرض على الحكومة استعدادها ومواطنيها لاستقبال 1600 طفل لاجئ، معظمهم من الأطفال السوريين اليتامى، في مخيمات اللاجئين، بحسب ما نشرته مؤخراً مجلة «Vice» البريطانية. وهي أيضاً حكومة الأثرياء نفسها التي قبلت بين عامي 2005 و2015 طلبات للهجرة إلى بريطانيا بعدد وصل إلى 12501 طلب من مستثمرين كان لابد لكل منهم من استثمار ما لا يقل عن 200000 جنيه استرليني في المؤسسات المالية البريطانية، قبل التمكن من الحصول على إقامة رسمية في بريطانيا، تمهيداً لحصوله عن الجنسية فيها، ودون أن يضيرها أن تكون حصة الأسد من أولئك المستثمرين من مسلمي باكستان بعدد كلي وصل إلى 4627 مهاجراً، فالمسلمون الأغنياء لا يمكن أن يكونوا «إرهابيين» والفقراء منهم، وإن كانوا من المعذبين اليتامى فهم «إرهابيون» حتى يثبت العكس، ولا مكان لهم في مملكة «حقوق الإنسان». لقد كان خطاب «شيطنة المسلمين والتهديد من هول «طوفان الغزو الإسلامي لأوروبا» مشخصاً باحتمال انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، عماد خطاب الغلواء العنصرية الذي قاده وزير خارجية حكومة المحافظين الحالية بوريس جونسون، الذي طالما عرف عن نفسه بأنه «صهيوني شغوف»، والذي أدى بنتيجته إلى تصعيد الوعي العنصري الراسخ في التكوين التاريخي للعقل الجمعي للبريطانيين البيض، وإخراجه من قمقمه الذي توارى فيه هنيهة؛ وكان أيضاً من عقابيله تصويت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، في خضم رهاب جمعي لدى جماهير الناخبين البريطانيين البيض من قدوم طوفان اللاجئين السوريين الذين حلّوا على القارة الأوروبية، واحتمال انتقالهم للعيش في بريطانيا بعد أن يحصلوا على جنسيات الدول التي حلّوا فيها، كما كان في حكاية اللاجئين الصوماليين في بريطانيا. وها هي الانتخابات البريطانية قاب قوسين أو أدنى، وهي حلقة من سلسلة الانتخابات، التي لم تكن تعني فعلياً في السابق شيئاً للعرب والمسلمين في بريطانيا، فحزب العمال على طريقه توني بلير يمثل النسخة الخفيفة من وحشية حكومة مارغريت ثاتشر، بحسب توصيف المفكر نعوم تشومسكي، حتى كدت ترى الكثير من العرب والمسلمين الانتهازيين على طريقة الوصوليين المتمسحين بأحزاب الطغم الحاكمة في أرض العرب، يجادلون بتطابق القيم والتقاليد المحافظة العربية، مع قيم حزب المحافظين الذي ليس للمحافظة فيه من معنى سوى الحفاظ على ثروة الأغنياء وتعظيمها، بمفاقمة إفقار الطبقات الوسطى في مجتمعها، والابتكار في نهب ثروات الدول النامية، الذين أصبحوا يفاخرون بالتعبير عن كينونتهم الانتهازية عبر جمعيات ومنظمات كبيرة ومؤثرة للمحافظين المسلمين والعرب، يقودها أولئك الوصوليون، وهي في جوهرها تنظيمات تابعة بشكل غير مباشر لحزب المحافظين، تعمل كالآليات العسكرية الثقيلة لإيهام العرب والمسلمين بتلك الأطروحات التي يبدو أنها أفلحت في تحقيق أهدافها في كل الانتخابات البريطانية منذ عام 2010. وعلى المقلب الآخر يقود جيرمي كوربين حزب العمال المنخور عمقاً وسطحاً بأعضاء برلمانه الراهنين، الذين صنّعهم من لا شيء سابقاً، توني بلير، كما تصنع الطغم العربية برلمانيها النكرات، الذين لا يفقهون من السياسة سوى المداهنة، لتحقيق مصالحهم الشخصية ومصالح أولياء أمرهم، الذين قاموا بتخليقهم كدمى سياسية وظيفية فقط. ولكن الحقيقة هي أن جيرمي كوربين في مسيرته السياسية، التي امتدت أكثر من ثلاثة عقود ونيف، لم يكن إلا صديق الفلسطينيين المعذبين، ومنافحاً عن حقهم في الدفاع عن نفسهم وعدم وصمهم بالإرهاب، وهو البرلماني البريطاني الذي ناضل بكل الوسائل المتاحة محلياً وعالمياً، لإجهاض غزو العراق في عام 2003 الذي قاده توني بلير آنذاك، وهو الذي عبّر في غير مرة عن إحساسه العميق بخزي حكومة المحافظين جرّاء عدم قيامها بواجبها الذي تقتضيه مكانتها العالمية في قبول أعداد أكبر من اللاجئين السوريين وغيرهم إلى بريطانيا، من أولئك الذين هم بالفعل ضحايا المشاركة البريطانية في حروب الولايات المتحدة في أكثر من دولة عربية وإسلامية، حولتها إلى دول فاشلة لا خيار لأبنائها إلا الموت في أرضهم، أو الارتحال منه لاجئين إلى مكان آخر. بحسب الإحصاء البريطاني الرسمي الأخير عام 2011 بلغ عدد المسلمين في بريطانيا حوالي 2.71 مليون مسلم، بما يقارب نسبة 4 % من سكان المملكة المتحدة، يجعل منهم كتلة انتخابية مؤثرة وقالبة للموازين في كثير من الأحيان، وعلى الرغم من ذلك فهم لا صوت فعلي لهم، ومعظمهم لا يشارك في الانتخابات انطلاقاً من مبدأ «كلا الأخوين منحاز»، وهو مبدأ صحيح حسب التاريخ البريطاني المعاصر، ولكنه يفقد صوابيته في ضوء العنصرية الأقرب إلى الفاشية، ومعاداة المهاجرين التي أصبحت حكومة المحافظين لا تتحرج من المجاهرة بها، مستقوية بصعود اليمين الشعبوي الغوغائي في الولايات المتحدة؛ وفي ضوء تصدر جيرمي كوربين لقيادة الجبهة المعادية لذلك الاتجاه العنصري المنفلت من عقاله، في ائتلاف ضمني بين قواعد حزب العمال، وحزب الخضر، وإلى درجة أقل حزب الليبراليين الديمقراطيين؛ وهو ما يحتاج عملياً مشاركة أوسع من كل الفئات المتضررة من سياسات حكومة المحافظين، لتعزيز إمكانيات فوز ذلك الائتلاف، وهو ما يستدعي من العرب والمسلمين في بريطانيا تحفزاً فعلياً للمشاركة بكل ثقلهم الانتخابي لتحقيق ذلك الهدف، الذي يبدو لأي مراقب حصيف بأنه هدف وجودي لكل العرب والمسلمين في بريطانيا، الذي دون الاجتهاد بكل إمكانياتهم المتاحة لهم لتحقيقه سوف تنتظرهم وأبناءهم عواصف مستقبل أسود هو الجحيم بعينه لمن يقرأ التاريخ الأوروبي الحديث والمعاصر، ويعرف المدى الذي قد يصله أُوار العنصرية والفاشية الأوروبية، حينما تصحو من إغفاءتها، وتخرج ماردها البربري من قمقمه الذي خبأته فيه إلى أن يحين أوان إعادة استنهاضه، ليفتح أبواب الجحيم بكل أهوالها على كل المستضعفين المقيمين في أرضها، والذي يبدو أنّ العرب والمسلمين لن يكونوا إلا في صدارتهم دائماً. كاتب سوري مستقبل المهاجرين العرب في بريطانيا د. مصعب قاسم عزّاوي |
ردا على ياسين الحاج صالح: الأزمة فينا وليست في الليبرالية Posted: 28 May 2017 02:10 PM PDT كتب ياسين الحاج صالح مقالا في «القدس العربي» – الديمقراطية الليبرالية في أزمة في العالم وعندنا –. في المقال الكثير من المغالطات، والحوار حوله مفيد جدا لنا نحن السوريين في هذه اللحظة ولذلك ارتأيت أن أرد على بعض ما جاء فيه : 1- يبدأ المقال هكذا ( ليس لفوز ايمانويل ماكرون في الانتخابات الفرنسية أن يحجب أزمة عميقة في الديمقراطية الليبرالية التي بدت خلال جيل كامل أفق الطوبى العالمية الوحيدة… ). تُذّكرني هذه الكلمات بكلمات مشابهة قالها الدكتور برهان غليون قبل أكثر من عشر سنوات في مقال حمل عنوان تحرير الديمقراطية من الفلسفة الليبرالية شرط تعميمها في العالم العربي جاء فيه (وهناك مشروع الديمقراطية الليبرالية الذي يرى التعددية إطارا لتنمية الحريات الفردية….. وفي هذه الحالة يمكن لليبرالية ان تتحول وهي تتحول بالفعل إلى عائق امام الديمقراطية ). لا يستطيع كثيرون ممن يحملون خلفية ماركسية مثل ياسين الحاج صالح وبرهان غليون أن يكونوا موضوعيين تجاه الفلسفة الليبرالية التي عالجت تلك الإشكالية التي تصل بعض الأحيان لتجعل ممارسة الحرية بواسطة آلية الديمقراطية ضد الإصلاح والتقدم الاجتماعي وضد الحرية. انصحهم بالعودة إلى عميدها جون ستيوارت ميل وما كتبه في بحثه القيم عن الحرية والذي قال فيه: «لا يزال استبداد العادة في كل مكان العقبة الرئيسية في سبيل التقدم البشري، ولا غرو فان العادة منافية بطبيعتها لتلك النزعة التي تطمح إلى الارتقاء عن المألوف والتي تسمى بحسب الظروف تارة روح الحرية وتارة روح الاصلاح، وجدير بالملاحظة في هذا المقام ان روح الإصلاح ليست على الدوام روح الحرية، فإنها قد ترمي إلى إكراه شعب على قبول ضروب من الاصلاح بالرغم من أرادته، كما أن روح الحرية عند مقاومتها أمثال هذه المجهودات قد تكون منافية لروح الاصلاح…. على أن مبدأ التقدم سواء تجلى في صورة حب الحرية أم في صورة حب الاصلاح، لا يفتأ منابذا لسلطان العادة او على الأقل مطالبا بخلع نيرها وصدع أغلالها، ولا يزال النزاع القائم بين هاتين القوتين مصدر الفائدة وبيت القصيد في تاريخ الإنسانية بأجمعه». ان عبقرية جون ميل جعلته يتنبأ بالمستقبل وما يمكن ان تسببه ممارسة الحرية عبر آلية الديمقراطية، وهذا ما حصل بعد وصول هتلر إلى السلطة عبر انتخابات حرة ونزيهة وديمقراطية في ألمانيا، وفي ايامنا هذه ايضا وصل ترامب إلى السلطة بنفس الطريقة، وهو ما يمكن ان يحصل الآن في كثير من الدول الاسلامية، اذ أن انتخابات حرة ونزيهة يمكن ان تحمل إلى السلطة تيارات أصولية إرهابية لا تتورع عن قطع رؤوس مخالفيها في الرأي بالبلطات والسكاكين. مع كل ذلك لاترى الفلسفة الليبرالية بديلا عن ممارسة الحرية عبر آلية الديمقراطية، رغم كل تكاليفها الباهظة التي سندفعها مرغمين كبشر قربانا للتقدم الاجتماعي، وتلك الممارسة وحدها تفسح المجال لتكوين رأي عام جديد وثقافة جديدة وقيم جديدة تعارض الثقافة القديمة. الفلسفة الليبرالية أوّل من مّيز بينها وبين الديمقراطية التي سبقتها في الظهور تاريخيا. هناك فرق كبير بين الديمقراطية والليبرالية، الديمقراطية كما وصفها الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي بحق (آلية للحكم وليست عقيدة او مذهبا ولا حتى نظاما سياسيا ) اما الليبرالية فهي فلسفة ونظام سياسي، اتفق مع الكاتب في تجيير الليبرالية كفلسفة لصالح للأغنياء في كل مكان تحت حجة حرية العمل وهي بهذا المعنى لاتشذ عن الأديان والماركسية ايضا التي تم هضمها من قبل الطبقات المالكة، ولكن ميزتها عما سبقها كونها ذات نهايات مفتوحة وليست ذات نهايات مغلقة ويمكن اذا أحسنا صنعا ان نعود بها إلى سيرتها الأولى التي تخدم التقدم الاجتماعي. يقول الكاتب في ثنايا المقال ( ليست هناك مراجعة لأي أساسيات في التنظيم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي ولا يبدو أن هناك تطلعا لتغير في النظام الدولي على نحو يوفر عدالة اكبر للأكثر حرمانا. على الضد مما تقول يا صديقي فقد بدا أن هناك تطلعا لتغيير في النظام الدولي بداية هذا القرن. وقّعت 191 دولة عضو في هيئة الأمم المتحدة على اعلان الأمم المتحدة للألفية عام 2002 عرف باسم الأهداف الانمائية للألفية (MDG ) ربطت بين الإرهاب والفقر وحددتها بثمانية أهداف منها: - تخفيض الفقر بنسبة النصف بحلول عام 2015 مقارنة بخط أساس عام 1990. - انهاء الفقر المدقع بحلول عام 2025. – مساعدة الدول الغنية للدول الفقيرة كي تستطيع أن تحقق تقدما على سلم التنمية الاقتصادية قبل عام 2025. تشكلت لجنة من خبراء اقتصاديين لرئاسة مشروع الأمم المتحدة للألفية بإدارة مارك مالون براون وعضوية جوزيف شامي والأمريكي جيفري ساكس الذي قال في مشروعه المقدم للخطة عام 2004 ما يلي: علينا استخدام ثروتنا بصورة عاقلة لشفاء كوكب منقسم على نفسه، ولإنهاء معاناة الذين مازالوا مكبلين بالفقر، واقامة رباط مشترك للبشرية، والوصول إلى الأمان، وبناء هدف مشترك عبر الثقافات والأقاليم المشتركة. لكن كما تعرف انقلب مسار العولمة بفضل رجل المخابرات الروسي الشعبوي المصاب بجنون العظمة وليس بسبب الغرب، وبدلا من أن تحمل روسيا تاريخها الاشتراكي وما ينادي به من عدالة وتدعم ديمقراطية الغرب الاصلاحية وتفسح المجال لمجلس امن جديد ينسجم مع القرن الواحد والعشرين يقود بوتين ووزير خارجيته خطا معاكسا للتطور الاجتماعي بإصراره على حماية الديكتاتوريين في كل مكان تحت حجة السيادة الوطنية، بكل أسف الروس هم من يمنعون أي تغيير في النظام الدولي على نحو يوفر عدالة اكبر للأكثر حرمانا كما تريد، وتفسير الأمر بسيط، ذلك أن رأسمالهم الأساسي جاء من نهب الدولة وبدون تعب ولم يتشكل على طريقة رأسمال الغرب من الثروة إلى الدولة، ولذلك تستجيب القيادة الروسية لمصالح الرأسمال المتوحش المعادي لأي قيم إنسانية اكثر من الرأسمال الغربي. يقول الكاتب ايضا ( لانستطيع في سوريا أن نبقى خارج التفكير في هذه الشؤون. ليس فقط لأن الثورة في بلدنا كانت بصورة ما ضحية أزمة الديمقراطية الليبرالية عالميا، وانما كذلك لأن الأزمة توافقت مع تحطيم بلدنا، وكانت أقرب إلى تعهد هذا التحطيم دون أصوات احتجاج فكرية وسياسية مسموعة من الغرب ) كلام خطير وانفعالي وغير واقعي وهو يعزو كل مشاكلنا إلى ما يسميه ازمة الديمقراطية الليبرالية في الغرب تحديدا. اما أنا فأعتقد ان السبب كامن فينا وفي استبدادنا الشرقي والذي قد نحتاج لكي نخرج من مستنقعه إلى مئات السنين كما احتاج الغرب إلى ثلاثمئة سنة ليصل إلى قرن أنواره، بهذا المعنى عدة سنوات ليست شيئا في عمر التاريخ. أنا أتساءل هنا أليس من حق الغرب أن يتخوف من سقوط النظام السوري بيد الجهاديين المتطرفين الذين يديرون المناطق المحررة استنادا إلى الشرع الالهي !! الأهم من هذا عجزنا كعلمانيين ديمقراطيين يا أستاذ ياسين أن نشكل قطبا على الأرض، بدلا من لوم الغرب لأنه لم يساعدنا في الوصول إلى السلطة. انت تعرف أكثر مني مهاترات رموز المعارضة السورية من أجل سلخ جلد الدب قبل اصطياده ومازالوا بكل أسف يفعلون ذلك ولم يرتقوا بعد إلى مصاف تضحيات شعبهم. سأعطيك مثالا مما يفعله الكثيرون من أعضاء المعارضة السورية حاليا في طرحهم لمؤتمر وطني سوري وما في ذلك الطرح من شعبوية تخدم النظام أكثر مما تخدم الثورة. لقد طرحت الهيئة العليا للمفاوضات وثيقة تتمحور حول الانتقال بسوريا نحو دولة مدنية ديمقراطية وحاولت تسويقها للعالم من عاصمة الضباب والأمل في لندن، وهي تحاول جاهدة الاتكاء على ثقافة وحضارة البشرية التي قد تحرج مؤسسات المجتمع الدولي الحالية المنحازة إلى الدور الروسي بسبب تخوفها من الإرهابيين في سوريا. بدلا من ان نقف جميعا خلف الهيئة الآن في مفاوضاتها ونتناسى خلافاتنا نطرح مؤتمرا وطنيا ليكون بديلا عنها. أنا لا أعرف لماذا لا يؤجل هؤلاء دعوتهم إلى حين تشكل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات، وهو امر غير مستبعد في المدى المنظور بعد انكشاف النظام وداعميه الاستبداديين الروس والإيرانيين أمام العالم خصيصا اذا تناسينا خلافاتنا وقررنا دعم الهيئة في المفاوضات الجارية مؤسسات ومستقلين مثل هيئة التنسيق واعلان دمشق والائتلاف الوطني السوري ولجان التنسيق والجيش الحر وأمثالك من المثقفين الذين يصدرون البيان تلو البيان ويوقعون عليه بشكل فردي. أختم مداخلتي بهذه الملاحظة. يتبرعم في كثير من بقاع العالم ومنها سوريا تيار جديد يلتقي فيه الليبراليون مع الماركسيين من الجهتين (احب أن اسميه الليبراليين اليساريين ) يأخذ التيار من الليبرالية موضوع الحريات الفردية وأهمية الديمقراطية بالمعنى السياسي للتقدم الاجتماعي ومن الماركسية موضوع الجانب الاقتصادي، جانب العدالة الاجتماعية ودور الدولة في تحقيقها بناء على تدخلها في توجيه السوق لخدمة تطوير المجتمع وليس لخدمة الأغنياء فقط. كاتب من سوريا ردا على ياسين الحاج صالح: الأزمة فينا وليست في الليبرالية كامل عباس |
تونسي يفوز بجائزة أفضل خباز ويتولى مهمة تزويد قصر الإليزيه بأرغفة الخبز الفرنسية Posted: 28 May 2017 02:10 PM PDT باريس ـ «القدس العربي» من هشام حصحاص: حاز الفرنسي من أصل تونسي سامي بوعتور على جائزة أفضل خباز، فئة الخبز التقليدي المعروف بـ«الباغيت» من بين أكثر من مئتي مشارك متأهل من بين 3 آلاف مرشح. وتلقى سامي بوعتور الجائزة من عمدة بلدية باريس والقيادية الاشتراكية آن هيدالغو. كما سيقوم بوعتور بتزويد قصر الإليزيه بالخبز التقليدي لمادة عام كامل. يذكر أن خبازين تونسيين آخرين قد فازا بهذه الجائزة من قبل. وفي تصريح لـ«القدس العربي» قال سامي بوعتور إنه يحس بفرحة غامرة بعد فوزه بالجائزة الأولى: «كانت مفاجأة سارة، وهي تتويج لسنوات من الجهد والعمل المضني. أنا جد فخور بالجائزة التي أهديها لوالدي الذي وافته المنية السنة الماضية. تمنيت لو كان على قيد الحياة ليقاسمني فرحتي». وعن تزويده لقصر الإليزيه بالخبز لمدة سنة كاملة، أقر سامي بأنه يحس بفخر كبير : «أن يكون الخبز الذي صنعته بيدي ثلاث مرات في اليوم على مائدة الرئيس إمانويل ماكرون وباقي أعضاء الحكومة هذا شرف كبير لي» وأضاف سامي : «الحقيقة أن الربح المادي مع قصر الايليزيه ليس كبيرا، لكنني سأستفيد بطريقة غير مباشرة من هذه الشهرة لعقد شراكات لتزويد كبرى المطاعم والفنادق الفرنسية في العاصمة بالخبز». ولد سامي بوعتور في في الضاحية الباريسية من أم فرنسية وأب تونسي، ويبلغ من العمر 50 سنة، متزوج وله ولدان. وعمل في أحد المطاعم لأكثر من عشر سنوات، لكنه قرر قبل ثمان سنوات لدى عودته من أداء فريضة الحج، تغيير المهنة لاعتبارات دينية، بحيث لم يكن يرغب بالاستمرار بالعمل في محل يبيع المشروبات الكحولية. وبتشجيع من زوجته، حصل سامي بوعتور على تكوين على يد أحد أفضل الخبازين الفرنسيين، وبعدها فتح مخبزا جنوبي باريس. ويبيع سامي ما بين 900 و1200 رغيف يوميا، إضافة إلى الحلويات، لكن بعد فوزه بالمسابقة، أصبح يبيع أكثر من ألفي رغيف يوميا، واضطر لتوظيف المزيد من العمال الذين يبلغ عددهم 12 شخصا. وحصل عام 2015 على المرتبة الثامنة في مسابقة أفضل الخبازين، وفي عام 2016 احتل المرتبة الثانية، وتوج هذا العام بالجائزة الأولى لأفضل رغيف تقليدي فرنسي المعروف باسم «باغيت». وأوضح سامي أنه تعلم من أخطائه في المسابقات الماضية، حيث احترم بشكل صارم تعليمات لجنة التحكيم، تحديدا المقادير بالنسبة للملح والخميرة، إضافة إلى إتقان تحضير العجينة، وكانت النتيجة، خبزا طريا، وذهبي اللون، وحلو المذاق، استهوى لجنة التحكيم المكونة من ستة أشخاص، من بين أفضل الخبازين الفرنسيين. كما التقت «القدس العربي» برضا خضر، مواطن تونسي آخر، حصل على جائزة أفضل خباز لعام 2013، والحائز على جائزة «الرغيف الذهبي» لهذا العام. يقول، إنه يحس بالفخر بتزويد قصر الإليزيه، بالخبز التقليدي والأرغفة الساخنة والحلويات، التي يتولى نقلها بنفسه ثلاث مرات في اليوم منذ أربع سنوات متتالية. وكشف رضا ابن مدينة القيروان، أنه التقى شخصيا بالرئيس الفرنسي السابق فرانسوا اولاند، الذي عبر له عن إعجابه بجودة خبزه، مما دفعه إلى الاحتفاظ به كخباز رسمي لقصر الإليزيه. وكشف رضا أن الرئيس السابق فرانسوا أولاند كان «شخصا ودودا وطيبا جدا ومتواضعا جدا، وحظيت بشرف السفر معه في طائرته الخاصة إلى الخارج عدة مرات وذلك بدعوة شخصية منه». وعن فوز مواطن تونسي آخر بهذه الجائزة، كشف رضا خضر أنه اتصل بسامي بوعتور وهنأه بفوزه، «وأخبرته بأنني سأكون في خدمته إذا احتاج معلومات حول ما يحتاجه قصر الإليزيه من أنواع الخبز والفطائر، بحكم تجربتي لمدة أربع سنوات». وكشف رضا خضر أنه يحس بالفخر لأنه لم يحدث من قبل أن زود خباز قصر الإليزيه بالأرغفة لمدة أربع سنوات متتالية. وأوضح خباز الإليزيه، الذي يبلغ من العمر45 سنة، أنه هاجر إلى فرنسا في سن الخامسة عشرة، وامتهن حرفة صنع الخبز، بعدما تعلمها من والدته. واكتسب ابن مدينة سوسة شهرة دولية، وأصبح السياح من كل الجنسيات يتقاطرون على مخبزه في باريس من أجل شراء كل أشكال الأرغفة، بعدما تمت إضافة اسمه إلى جانب كبار الخبازين والطهاة في الكتب السياحية، التي توزعها السفارات الفرنسية في مختلف دول العالم. وكشف رضا خضر عن نيته فتح مخابز في المستقبل القريب في كل من ألمانيا وقطر. يذكر أن تونسيا آخر، يدعى أنس بوعبسة، كان أول عربي يفوز بهذه الجائزة عام 2008، وعمره لا يتعدى 28 سنة. تونسي يفوز بجائزة أفضل خباز ويتولى مهمة تزويد قصر الإليزيه بأرغفة الخبز الفرنسية قال إن المقابل من القصر ليس كبيرا ويأمل بالاستفادة من عقود شركات |
ألمانيا ستتخذ قرارا بشأن سحب قواتها من تركيا منتصف الشهر المقبل Posted: 28 May 2017 02:04 PM PDT برلين-رويترز: قال مسؤول في وزارة الخارجية الألمانية أمس الأحد إن بلاده، التي توترت علاقتها بتركيا بسبب سلسلة من الخلافات، ستقرر في غضون أسبوعين ما إذا كانت ستسحب قواتها المتمركزة في قاعدة إنجيرليك الجوية التركية. ويتمركز نحو 250 جنديا ألمانيا في قاعدة إنجيرليك لتقديم الدعم في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد. وقالت ألمانيا الأسبوع الماضي إنها تبحث نقل جنودها من إنجيرليك إلى الأردن أو دولة أخرى في المنطقة لأن الحكومة التركية ترفض التصريح لمشرعين ألمان بزيارة القاعدة. وتدهورت بشدة العلاقات بين ألمانيا وتركيا، وكلاهما من أعضاء حلف شمال الأطلسي، بعد خلافات دبلوماسية متتالية. وتمثل أحدث خلاف في غضب تركيا من منح ألمانيا اللجوء للأتراك المتهمين بالمشاركة في محاولة انقلاب فاشلة في تموز/يوليو تموز. وتسببت المحاولة في إطلاق حملة تطهير داخل الجيش والقضاء والأجهزة الحكومية. وقال المسؤول بالخارجية الألمانية الذي طلب عدم نشر اسمه «لازلنا نعقد محادثات مع الجانب التركي بشأن إنجيرليك وسنعمل على التوصل إلى حل حتى منتصف حزيران/يونيو». وكان مسؤولون أتراك قالوا إن قيام مشرعين ألمان بزيارة إلى قاعدة إنجيرليك لن تكون مناسبة في التوقيت الحالي. ألمانيا ستتخذ قرارا بشأن سحب قواتها من تركيا منتصف الشهر المقبل |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق