Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الخميس، 1 يونيو 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


أفغانستان: طريق الحرير أم كمين العالم؟

Posted: 31 May 2017 02:29 PM PDT

خلال الألفيتين الماضيتين كانت أفغانستان ممرّاً طبيعياً للفاتحين والتجار، من الاسكندر المقدوني الذي غزاها عام 328 قبل الميلاد، مروراً بالعرب المسلمين والمغول والبريطانيين والروس والأمريكيين، وأحد أهم الأسباب لهذا الوضع هو الجغرافيا التي منعت هذه الأمة القديمة من الحصول على موطئ قدم على البحر وأحاطتها بمجموعة من الجيران الأقوياء، وجعلت من جبال الهندوكوش التي تمتد عبر البلاد من الشمال الشرقي حتى الجنوب الغربي إحدى الموانع الإضافية للتواصل بين الأقاليم المختلفة، وحين يضاف إلى ذلك الطقس القاسي فإن هذه العوامل تفسّر لماذا تقوى سلطات القبائل وتضعف السلطة المركزية.
تتمتّع البلدان الساحلية بإمكانيات أكبر للحصول على الموارد عبر التجارة البحرية والصيد مما يجعلها أكثر غنى أما البلدان المحاطة من كل جانب بأمم أخرى فإن مكاسبها ومواردها تصرف على البلدان المجاورة.
وبعد أن كانت أفغانستان، في الماضي، ممر عبور لطريق الحرير الشهير الذي يصل الشرق الأقصى من الصين والهند إلى الشرق الأوسط وأوروبا، فإنها ومنذ نشوء الامبراطوريات الحديثة كانت مجال صراع بين الإمبراطورية الروسية والبريطانية، ثم بين الأمريكية والسوفييتية، وكذلك بين جارتيها، باكستان السنّية، وإيران الشيعيّة، لينتهي، مع تدهور الإمبراطورية السوفييتية في الثمانينيات من القرن الماضي، بعولمة المدّ الجهاديّ الإسلامي وإعادة اجتياح الأمريكيين للبلد من دون أي نجاح يذكر في السيطرة عليه أو إنهاء الاضطراب العميق الذي انتقل إلى كافّة أنحاء العالم.
يذكّر الاعتداء الكبير الذي نفّذ أمس بشاحنة مفخخة وأدى إلى مقتل ما لا يقل عن 80 شخصا وإصابة المئات في الحي الدبلوماسي من العاصمة الأفغانية كابول بلعنة جغرافيا أفغانستان كما بتاريخ الصراع المستمر بين القوى الخارجية الكبرى، والإقليمية، وأيضا بعناصر التفتّت الهائلة التي أدّى إليها اجتماع هذه العناصر، وبضرورة إعادة قراءة التاريخ ومحاولة مصالحة الجغرافيا مع مصالح وقوانين العالم الحديث.
لقد انهزم البريطانيون في الحرب الأفغانية الأولى عام 1839 واضطروا بعد حربين أخريين إلى الاتفاق السياسي مع الأفغان انتهى بإعلان استقلال الدولة عام 1919، وانهزم الروس الذين اجتاحوا أفغانستان عام 1978 بثمانين ألفا من جنودهم واضطروا للانسحاب عام 1989، وكانت تلك الهزيمة إعلاناً بتداعي وسقوط الإمبراطورية السوفييتية وزوالها.
هناك حاليا 8400 عسكري أمريكي في أفغانستان إلى جانب خمسة آلاف جندي من الحلفاء الأطلسيين، ويدرس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إرسال تعزيزات تضم آلاف العسكريين، وهو ينسى أن مئة ألف عسكري كانوا موجودين هناك قبل ست سنوات، في تجاهل جديد لدروس الجغرافيا السياسية والتاريخ التي تقول إنه لا يمكن السيطرة العسكرية على بلد خاض حروباً هائلة ضد امبراطوريتين كبيرتين وتمكن، في المرتين، من هزيمتهما.
عاشت أفغانستان حروباً متواصلة خلال الاحتلالين الروسي والأمريكي، وهي بلد تشكّل الجبال مساحة كبيرة منه ولا يملك منفذاً بحريّا ومحاطاً ببلدان أغلبها فقير وتعاني اضطرابات سياسية، وهو يعاني أيضاً من صراعات إثنية وقبلية عميقة تجعل من الصعب حكمه أو سيطرة حكومة مركزيّة عليه مما يجعله أشبه بالكمين العالميّ المؤهّل لإفشال أي احتلال عسكري حتى لو كانت القوّة الأمريكية العظمى وراءه.
الخيار الآخر، لأفغانستان والعالم، هو أن تصرف مئات المليارات التي تصبّ في بناء الترسانات العسكرية لتركيع شعب فقير على تنمية البلاد وتحقيق عدالة سياسية متوازنة، وعلى خفض التوتّر الإقليميّ المحيط وخصوصاً في باكستان، الدولة الشديدة التأثير على أفغانستان.
الصين، الجارة غير البعيدة عن أفغانستان، أعلنت مؤخراً تخصيص مئات المليارات لإعادة تنمية البلدان التي كان يمرّ بها طريق الحرير القديم، وهي خطوة تدخل في استراتيجيات بكين السياسية للعقود المقبلة، وهي أكثر فلاحاً وذكاء ونتائج على المدى الطويل من سياسات العسكرة وحدها.

أفغانستان: طريق الحرير أم كمين العالم؟

رأي القدس

المناضل، الكاتب الشعب بين نبالة التكريم وبشاعة الاستباحة

Posted: 31 May 2017 02:29 PM PDT

احتفلت عمّان في مطلع هذا الأسبوع بتكريم المناضلة الجزائرية الرمز جميلة بوحيرد، بمنحها جائزة بهجت أبو غربية شيخ المناضلين الفلسطينيين، منذ ثلاثينيات القرن الماضي حتى رحيله قبل خمس سنوات.
من الرائع أن يكرم المناضل بجائزة مناضل، كما حدث هنا، بعيدًا عن ذلك التكريم الذي أضمر فيه منحُ جائزة لمناضل، أو شخصية ساطعة ضميرياً، سرقة لجزء من ضوء الشخصية المُكرَّمة، لصالح الشخصية التي تمنح التكريم أو الجائزة أو الوسام. وهذا أمر نراه في كثير من جوانب حياتنا السياسية والنضالية والفنية والأدبية، ففي حقيقة الأمر، إن الجوائز يتم تكريمها بمن يحصلون عليها عادة، لا العكس.
منح جميلة بوحيرد هذه الجائزة، مبادرة رائعة من قبل لجنة جائزة بهجت أبو غربية، ذلك الذي لم يقبل الانسحاب إلى داخل أسوار القدس، حين انسحب كثيرون، عام 1948، وظل يدافع عن الأسوار والمدينة ومن استحكموا خلف أسوارها، ولعل توقيت منح الجائزة، في وقت بلغ فيه إضراب الأسرى الفلسطينيين أوجَهُ في سجون العنصرية الصهيونية، أعطى للجائزة بعداً نضالياً آخر، ومعنوياً آخر.
كان الحضور لائقاً، وكان القادمون متلهفين للقاء جميلة بوحيرد، لكن وضعها الصحي، لم يسمح، ولم يُتح لمحبي روحها وشمسها وعطائها فرصة اللقاء بها، كما أشار منظمو الاحتفالية. لكن كل القلوب كانت تخفق بمحبتها لهذه المناضلة الكبيرة، الرمز، ما بين نشيد الجزائر الذي أنشده الحاضرون: قسماً.. ونشيد «موطني» الذي كتبه إبراهيم طوقان.
ولعل ما أعطى الاحتفال بعده الرمزي أيضاً، أنه جاء عكس أجواء العار التي سحقت قلب الإنسان العربي في كل مكان، بسبب ما تمخضت عنه زيارة ترامب لهذه المنطقة، وذلك الشعور الكاسر بالمهانة والاستلاب.
تكريم جميلة بوحيرد كان شمعة في بحر هذا الليل، الذي بات بحاجة إلى مليون شمس مشرقة لتكنس حلكته، ولزوجته العالقة بكل روح متطلعة للكرامة والحرية والمستقبل، مستقبل البشر الطيبين، لا سواهم.
لكن أفراحنا نحن الشعوب المُحِبَّة للحياة، ولأيام تشبه وجوه أطفالنا وصفاء قلوبهم لا تكتمل.
منذ مدة قصيرة، تابعت ذلك الحوار الساخن الذي دار في الجزائر حول ذلك الفيلم المزمع إنتاجه عن تجربة جميلة بوحيرد، وقرأت بعض الآراء التي تدعو للتمهّل قبل الحكم على الفيلم، وكل ذلك أمر منطقي، لكنني حين قرأت تصريح جميلة بوحيرد نفسها، حول كون أصحاب الفيلم لم يأخذوا رأيها، ولم يطلبوا إذنها، تغير الأمر، فقد (عبّرتْ عن أستيائها ورفضها لتصوير فيلم عن حياتها دون الرجوع إليها أو أخذ موافقتها)، إذ كيف يمكن أن ينتج فيلم عن شخصية، بوزنها، على قيد الحياة، دون أن يكلف أصحاب الفيلم أنفسهم بطلب إذن المناضلة، موضوع الفيلم، والاستماع إلى تجربتها، منها، وهي فرصة نادرة لهم ليقدموا فيلمًا، سنقول عندها أننا ننتظره.
تصريح جميلة بوحيرد مؤلم، لأن التصرف في حياة شخصية بهذه المكانة، هكذا، دون الرجوع إليها، كما لو أنها ملكية خاصة لهم، وليست لشعبها ولكل الشعوب التي ناصرت ثورة شعبها، أمر يدعو للغرابة، ويجعلني أستعيد تلك الضجة الكبيرة التي حدثت بعد انتاج ذلك المسلسل الضعيف عن شخصية الشاعر محمود درويش، بسرعة هائلة، بعد وفاته، دون الأخذ بأي اعتبار المكانة التي تمثلها هذه الشخصية.
بالتأكيد، هناك دوافع كثيرة تقف خلف تجاوز الفنان كما لو أنه غير موجود، أو أن ورثته غير موجودين، باعتباره شخصية عامة، لكن الأمر أعقد من ذلك بكثير، لأننا نتحدث عما يمكن أن ندعوه هنا: ضمان الجودة، وفي أحيان كثيرة: مدى المصداقية في تناول هذه الشخصية أو تلك، وقد استمعت من مناضلة فلسطينية كبيرة، بوزن جميلة بوحيرد، عن مشروع لإنتاج فيلم عن حياتها، ولكن المخرج يصرّ على أن تكون هنالك قصة حب في الفيلم، مع أن الفترة التي يتناولها، وتشابكات ظروف إحدى العمليات التي نفذتها، لا توجد فيها لا من قريب ولا من بعيد قصة حب. لكن القائمين على الفيلم يرون، في حدود وعيهم، أن وجود هذه القصة ضرورة درامية.
لا يعرف المرء كيف يمكن أن تكون الحكاية العاطفية ضرورة درامية ملحّة لفيلم اختار شخصية نضالية! هذا في الحقيقة شكل من أشكال وضع اليد على حياة الشخصية العامة لمشاريع خاصة. وكأن أصحاب هذه المشاريع لا يعرفون بأن السينما باتت (للمواطن العام) مرجعاً أساسياً، لتكوين صورة عن كثير من المواضيع، والشخصيات، والقضايا والفترات التاريخية.
وما يمكن أن يحدث للشخصية العامة، يحدث في حياتنا العربية لأعمال أدبية بارزة، بعضها رحل أصحابها، وبعضها لم يرحلوا، إذ يكفي بعضهم أن يسأل كاتبًا ما: إنني أفكر في إنتاج عمل فني عن عملك؟ ويردّ الكاتب: فكرة جيدة. وبعدها يتصرف الطرف الأول على هواه، كما لو أنه وقع مع الكاتب عقداً، ومنحه حقوقه كاملة، لأنه ببساطة يتعامل مع الموافقة العابرة للكاتب وكأنها كل شيء، ولا كلام بعدها ولا حقوق، وأحياناً، لا رأي في ذلك الذي سيتم إنتاجه، ولعل ذلك يستدعي أيضاً بعض صور دور النشر التي باتت تستعمر الكتّاب وإنتاجهم بما يذكر بالقوى الاستعمارية التي كانت توقع عقوداً احتكارية مع سكان المستعمرات مدتها تسعة وتسعون عاماً!
إن ما يحدث مع الشعوب، وما يحدث مع المناضلين، وما يحدث مع الكتاب أو المبدعين في كثير من الحقول، هو في الحقيقة شكل من أشكال الاستباحة السافرة، التي تبني وجودها على قاعدة إنني أستبيحك لأنني أريد أن أقدم خدمة لك، لحياتك، لصورتك، لعملك المغمور، لحياتك التي تحتاج إلى جهد أكبر كي تشعّ.

المناضل، الكاتب الشعب بين نبالة التكريم وبشاعة الاستباحة

إبراهيم نصر الله

قطر: يوم الرجم الفضائي على المقاومة والمغاربة والسودانيون لا يدخلون الجنة!

Posted: 31 May 2017 02:28 PM PDT

لم يكن النعمان بن المنذر في حاجة إلى «فوتوشوب» على طريقة أوكتافيان الروماني، لكي يقوم بحملة تضليلية يغير بها اسمه، وينشر صورته بكامل «شبوبيته»، ليعلق في ذهن التاريخ كقائد لا يهرم، حتى في أوج شيخوخته… كل ما كان يحتاجه ملك الحيرة الشهيد، هو «دحنونة» تنبت على قبره لتستعير منه اسمه، فتغدو شاهد الضريح الأخيرعلى جريمة الفرس النكراء في صراع جمهوريات الموز أو حتى اللب أو اللبان … لا فرق!
الإعلامي والصحافي الأمريكي «أندرو جايمس بريتبارت»، كان يرى أن تغذية الميديا تشبه تدريب «كلب منزلي»، لا يمكنك أن تعطيه شريحة لحم كاملة لتعلمه على الجلوس، وهو ما طبقه المحرر مايكل أرينجتون حين جنى خمسة وعشرين مليون دولار، معتمدا على حقيقة واحدة: «أن تحصل على الحقيقة أمر باهظ، ولكن أن تكون أول من يحققها فهو أمر غير مكلف البتة)، وهذا يعتمد على مقدرة المتلاعبين أو المضللين الإعلاميين للفت انتباه القراء والمعلنين بحيلة متعمدة أو بحسن نية أو نكتة أو قصة مثيرة أو جدلية أو صورة غاوية، مقنعة عاطفيا إلى الدرجة التي يصعب بها تفكيك نفوذ تأثيرهم الإعلامي، سوى بحيلة موازية!

عود ثقاب الكتروني في يوم الرجم الفضائي

تقر دراسة أجرتها صحيفة «التلغراف» البريطانية العام الفائت، أن الفبركة فن قديم، مع الأخذ بعين الاعتبار مبدأ تطور الحقيقة أو ما يسمى بالأخبار الكاذبة، التي أصبحت أكثر سرعة، ولا تستغرق وقتا لبناء الجمهور والثقة والسمعة، فهي أسهل تداولا، وأقل عرضة للعواقب القضائية أو الحواجز الاقتصادية، بما يحول دون القفز الالكتروني فوق أرضية خصبة لها وبصحون وثابة!
لم يعد العالم إذن، بحاجة إلى عود ثقاب ليدغدغ كومة قش بشرارة هائجة، ولا هو بحاجة إلى قنبلة ذرية لينتج ضحايا جددا يحملون جين الجريمة، كل ما هنالك: خفة يد، ومزاج مزبوط، وفريسة مثيرة للشهية، وطبلة فضائية وشوية فواصل لـ «مزز وأمامير»، ومشاهد لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم، لأنه من لزوم ما لا يلزم، وأشقاء يبتلعون الطعم وألسنتهم متدلية فوق صدورهم، وأعداء مولعون بالضحك علينا وعلى ذقوننا، ثم جندي مجهول أو كفيل الكتروني، وصافرة أوتوماتيك، وعمرو أديب، وعبارة الماغوط، التي يتداولها مساطيل الفيسبوك كأفيون مغشوش: سأخون وطني»، وبعدها فليذهب الوطن العربي إلى مراجيح الصراط في «جهنم لاند»، المهم أن يعود بعد منتصف الليل بتوقيت «العربية»، ليتابع يوم الرجم الفضائي ليس على إسرائيل ولا إيران ولا روسيا ولا أمريكا ولا «داعش» ولا أخواتها، إنما على….. ذاتها!

وداعا رمضان بين مدفع أديب ومسحراتي «العربية»

نحن نتخاصم، والعالم يتفرج علينا، فماذا بعد؟َ! لم يتبق لدينا لحى ولا شوارب للنتف بعد كل هذه «الخرمشة» الالكترونية، و«التمعيط» الإعلامي، الذي يجردنا من هيبتنا أمام الأمم، وأمام مرايانا العمياء، لم نراع لدمنا ولا لعروبتنا ولا ديننا ولا صومنا ذمة، في حرب نسف الأدمغة الألكترونية، التي تنبأت كل الصحافة الغربية بلا استثناء، منذ لحظة اندلاعها الأولى، أنها ليست سوى البداية والأسابيع المقبلة ستشهد تصعيدا حادا، ومدمرا للمنطقة بأسرها، فهل هذه نكبة الكترونية جديدة تضاف إلى قائمة النكسات العربية عبر التاريخ!
في ليلة ظلماء، نشرت «العربية» سندات الحرب الألكترونية ووزعتها على مواقع التواصل الاجتماعي مجانا، وهي تكرر قصتها الرسمية مستفيدة من الصدمة المباشرة لاستثنائية الهجوم على شقيقة خليجية، مثيرة جلبة فضائية ألزمت المتلقي بخبر مشوه، فما هو مرد هذا الاضطراب الإعلامي، الذي قام بدور المسحراتي الإخباري في «العربية»؟
عمرو أديب يصوم ويفطر على مدفع الفتنة والتحريض، على طريقة زوبع في فنجان قهوة تركية، يتلقف الخبر فيقطع العرق ويسيح دمه، وهو يسن أسنانه لحتة بتلو، من مائدة اللحم العربي المستباح، وقسما عظما، لو أن إسرائيل اعتدت على مصر بقنبلة عنقودية، لن تراهم يتهافتون لعضعضة بعضهم هكذا!
لم يتبق لهم في لعبة الطاولة الإعلامية سوى رمي آخر حجارة النرد: دمج المقاومة بالإرهاب، ليس شجاعة في محاربة العنف، إنما جبنا من مواجهة الشجاعة، فإن كان التنازل عن الأعداء من أجل الاكتفاء بمحاربة الأشقاء، مزلزلا إلى هذا الحد، فهذا يعني أن عمرو أديب يخوض حرب أموات لا تنتصر فيها سوى «القبور الزجاجية» الشاشات، التي لا تحمي الأقفال من الثائرين، وليتذكر لعيبة الطاولة الإعلامية، أن حكمة الدواب بعد الشبع لا تتجاوز أوتار الحنجرة، ورياضة النهيق، وأن من يقدم ظهره لن يحق له بعد أن يشكو من الطعنات!

سندات الحرب الالكترونية وكراسي اعتراف

لقطر ما لقطر، من مواقف ووجوه إعلامية وسياسية، مثلها مثل أي دولة في العالم، ولكن أن يكون «الرجم الفضائي» في رمضان هو العقاب العربي على عروبتها، فهذا يعني أن «التارالالي» عنوان المرحلة، وأن طيور الأبابيل الإعلامية تمارس هدما وتدميرا ذاتيا للكعبة، ولن تحتاج لا إلى إيران ولا «داعش» ولا حتى إسرائيل للقيام بمهمة جمع الحجارة الالكترونية أو إشعالها!
ولم يعد أمامك سوى متابعة برنامج «المسامح لئيم» لمحمد ناصر، وهو يضع السيسي والبشير فوق كراسي الاعتراف الفضائية، ليصدمك بأشد الحروب قذارة في التاريخ، ألا وهي حرب الإخوة الأعداء، إذ لا سلاح لك فيها أقوى من دمك، فهل أنت عربي، أم مجرد سند الكتروني لحرب مفبركة، أم ركوبة إعلامية؟!
تتذكر مجلة «فوربس»، ديك تشيني الذي كان يزود جوناثان ميلر في «النيويورك تايمز» بمعلومات عن الحرب، وكان هو المصدر المجهول إياه الذي تعتمده الصحيفة في تقاريرها الإخبارية عن حرب العراق، داعية جمهورها لتغيير الحوافز للحصول على الحقيقة، والصبر لتدريب المتلقي على اكتساب المعلومة الصادقة لا السريعة، لأن كبسة الزر هي الخط الفاصل، الذي لا يمكن تمييزه بين الحق والباطل، فحين تتسارع الأحداث، تتخلى عن الكثير من التفاصيل، لتصل ناقصة، وإن عدت لكتاب «الصورة: دليل الأحداث الزائفة في أمريكا» تعثر على التيه فيما قاله دانييل جوزيف بورستن: «غابة تقف بيننا وبين الحقيقة»، لأن ما وراء كل مشهد هو عكسه، والحروب الحقيقة ليست هذه التي تخاض أمامك على الشاشات، إنما تلك التي لا يسمح لك بأن تراها!

احتجاجات المغرب

تعتبر « اليورو نيوز» أن ما يجري في المغرب مجرد احتجاجات تطالب بالمزيد من الحريات والإصلاحات، التي لا تستهدف الملك ولا تقوم ضده، فلنظام الملكية في المغرب جذور عميقة لأطول سلالة حاكمة في العالم الإسلامي، ولا يسهل التفريط فيها!
لا يمكن أن تشكل هذه التظاهرات بادرة للفتنة أو الخطر على الوحدة الوطنية، إلا في حالة واحدة، حين تكون مسرحا مباحا للفساد والتخريب والعمالة، وحقن الأوردة الالكترونية بأمصال سامة تثير النقع الراكد وغبار الدم الكظيم في عروق المستنقعات المتثائبة: الطوائف والإثنيات، حينها لن يدخل المغاربة إلى جنة الحرية والخلاص… وللمغربيين عبرة بالمشرقيين، فلن نقبل بعد كل هذا الدمار أن «نبيع القرد ونضحك على اللي شراه»!
المهمة جسيمة على عاتق الإعلام، الذي وجب عليه عدم معاقبة الجماهير بالهراوات الإعلامية، طالما أن السياق الأمني لا يعني التعامل مع المشاهد خارج السياق الوطني والإنساني «فالحر بالغمزة، والعبد – فقط – بالدبزة»!
الساحات مفتوحة كظهور عارية، والنفايات الوطنية «الحروب الأهلية» متكدسة في القلوب والعقول قبل الشوارع والأرصفة، في وطن يتأبط صحونه الطائرة قبل بندقيته أو شبريته، لا ليقاتل عدوه، بل لينتقم من نفسه صارخا في وجه الشاشة «المرآة»: عليهم عليهم يا عرب!

كاتبة فلسطينية تقيم في لندن

قطر: يوم الرجم الفضائي على المقاومة والمغاربة والسودانيون لا يدخلون الجنة!

لينا أبو بكر

صمت رسمي على حملة اعتقالات في صفوف الشباب وحجب مواقع خارجة عن سيطرة أجهزة التوجيه المعنوي

Posted: 31 May 2017 02:28 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: اهتمت الصحف المصرية الصادرة أمس الأربعاء 31 مايو/أيار بالارتياح الشعبي بسبب الزيادة التي قررتها الحكومة لأصحاب المعاشات، وتزايد المخاوف من أنها تدبر لهم مصيبة تعوض بها المبلغ الذي دفعته وأكثر منه، وقدره خمسة وأربعون ألف مليون جنيه، بسبب تزايد الإلحاح على الارتفاعات المتوقعة في أسعار المياه والكهرباء والديزل، والارتفاعات المستمرة للسلع، خاصة الدواجن والبيض. لدرجة وصلت حد أن الرسام في «الأخبار» أحمد عبد النعيم أخبرنا أمس، أنه زار قريب له فوجده يقرأ في جريدة عن ارتفاع أسعار البيض وقال لزوجته الحامل: ياريت يا نحمدو بلاش ولادة وتبيضي.
كما واصلت الصحف نشر أخبار وتحقيقات عن استمرار حملات استرداد أراضي الدولة، وهدم المباني المخالفة. واجتمع الرئيس السيسي مع رئيس الوزراء وعدد من الوزراء ووزيري الدفاع والداخلية، وأكد لهم، في حسم، أنه لا استثناءات لأحد، ولا يوجد شخص فوق القانون. كما تواصل اهتمام الأغلبية بالمسلسلات وصلاة التراويح ومتابعة أخبار البحث عن المشاركين في مذبحة أشقائنا الأقباط، وفوز النادي الأهلي ببطولة الدوري العام، وامتحانات الثانوية العامة في الرابع من يونيو/حزيران، والاستمرار في عدم الالتفاف إلى القضايا السياسية الداخلية والخارجية. وإلى ما عندنا من أخبار متنوعة..

كلنا مشاركون

ونبدأ تقريرنا اليوم بأبرز ردود الأفعال على الجريمة الشنعاء التي ارتكبها إرهابيون ضد عدد من أشقائنا الأقباط، كانوا في طريقهم لدير الأنبا صموئيل في صحراء المنيا، وقد لفت نظرنا موسى حال في جريدة «عقيدتي» الدينية في عموده «بين السطور» إلى أن الشيخ سالم عبد الجليل والقمص يونان مكاري والسفارة الأمريكية والإرهابيين وراء ما حدث، وقال موضحا ذلك: «الواقع الذي نعيشه يشعرني بأننا جميعا ننضم لتنظيم إرهابي خطير جدا، وكل واحد منا له دوره المرسوم له. هذا التنظيم يعمل على إرهابنا نحن جميعا، فنحن كلنا اعضاء تنظيم إرهابي لتدمير أنفسنا، والنيل من استقرارنا. كيف ذلك؟ أقول لك، بالنسبة للوضع مع الأخوة الأقباط وما يحدث في حقهم من جرائم تشيب لها نواصي الأطفال، أشعر بأننا كونا تنظيما هو الذي أوصلنا إلى هذه الحالة الدموية، يبدأ بالدكتور سالم عبد الجليل، وهو يقوم بتفسير لآيات القرآن الكريم، التي تتحدث عن عقيدة النصارى. تتحرك الآلة الإعلامية للتنظيم وتلتقط مقطعا من تفسيره، وتقوم بنشره على أوسع نطاق، والترويج له بصورة مهيجة للمشاعر، ويشغلون الرأي العام بهذه القضية، حتى أصبحت قضية العقائد الدينية هي قضية القضايا في المجتمع المصري، هنا تتحرك عناصر أخرى في التنظيم بمنع سالم عبد الجليل من صعود المنابر. عنصر آخر في التنظيم يمتلك القناة التي يعمل فيها الدكتور سالم يمنعه. من الأخوة الأقباط يخرج علينا أحد الآباء الكهنة، ويتبجح معلنا أن الإسلام انتشر بالسيف في مصر، ومصر أرض مسيحية وليست إسلامية. العناصر المسؤولة لم تتحرك ضد هذا الكلام المر الذي صنع نوعا من الشحن، ويظهر أحد محامي التنظيم ويحرك القضايا ضد سالم عبد الجليل، ويستمر التنظيم الإرهابي في شحن الجو بغبار العداء وتتدهور الأوضاع. تتحرك السفارة الأمريكية محذرة رعاياها في مصر بتوخي الحذر لما سيحدث من عمليات إرهابية. وعنصر آخر في التنظيم لم يأخذ الأمر على محمل الجد ولم يهتم، وتتحرك الآلة العسكرية باقتحام حافلة فيها مجموعات من الأسر المسيحية، ويرشوا كل من في الحافلة بالنار، ويسقط كل من فيها ما بين قتيل وجريح. وتمت العملية الإرهابية التي ساهمنا فيها كلنا، بحمق أحيانا وخبث أحيانا أخرى. تمت العملية الارهابية بضيق أفق منا وجهل بأهداف وسبل من يريد لنا الهلاك، فضلا عن أننا أصبحنا بفعل الفتن لا نعرف العدو من الحبيب».

إبعاد المسيحيين
عن قمة السلطة

ومثلما اكتشف موسى حال أمر هذا التنظيم، قدم لنا رئيس تحرير جريدة «الوفد» الأسبق عباس الطرابيلي يوم الثلاثاء كشفا جديدا، وهو أن اضطهاد المسيحيين وإبعادهم عن المراكز السياسية كان خطة من عبد الناصر، إذ قال في عموده اليومي في جريدة «المصري اليوم» (لكل المصريين):
«لست الأول ولن أكون الأخير الذي يتناول ملف اقتراب وابتعاد المسيحيين عن قمة السلطة في مصر، ولكن دعوني أنقل لكم رؤيتي، إذ ربما فيها ما هو جديد. وهذا الجديد يؤكد على أن مصر كانت في السابق أكثر عدلاً وتسامحاً في قضية تولي الأشقاء المسيحيين أعلى مناصب السلطة، فهل كنا كذلك حقيقة؟ ولماذا بعد ذلك تراجعنا عن هذا القبول وذلك التسامح؟ وهل كان جمال عبدالناصر وراء هذا الاتجاه، أي إبعادهم؟ بدليل أن مجلس قيادة ثورة يوليو/تموز 1952 لم يضم مسيحياً واحداً، بينما كان المسيحيون في صدارة المشهد السياسى خلال أعظم ثورات مصر الحديثة، بل كانوا في الصفوف الأولى طوال سنوات الصراع مع الاحتلال، أم نسينا كل ذلك وخلال نصف قرن فقط؟».
وبعد أن تركنا الطرابيلي يقدم الدليل وراء ابتعاد المسيحيين عن تولي مقاليد السلطة في مصر في أعلى مراتبها، أخذ يستعرض أسماء الوزراء المسيحيين والمسؤولين الذين تولوا مناصب قبل ثورة مارس/آذار الشعبية عام 1919 وبعدها، بينما ثورة 23 يوليو سنة 1952 لم يكن بين أعضاء التنظيم السري الذي قام بها مسيحي واحد. وأمس عاد في الحلقة الثانية ليؤكد هذا الذي انتهى إليه بقوله في نهاية كلامه: «بينما ثورة يوليو جاءت على العكس تماماً إذ لم يكن بين الأحد عشر كوكباً – أو عضواً – في مجلس قيادة الثورة مسيحى واحد وهذا له تفسيره، بل طوال العصر الناصري تم تقليص المناصب أمام المسيحيين، حتى لم تعرف مصر إلا نائباً واحداً – فقط لرئيس الوزراء – كان مسيحياً ولكن بعيداً عن الوزارات السيادية، وكان ذلك لسبب شخصي فقط».

لا إكراه في الدين

وفي الصفحة الثالثة والأربعون من مجلة «المصور» عدد أمس الأربعاء قدم المفكر الاسلامي الدكتور ناجح إبراهيم تحليلا لحادث الاعتداء على الأتوبيس فقال: «أطلق تنظيم «داعش» منذ فترة تهديدا باستهداف التجمعات المسيحية، اهتم المسيحيون بهذا البيان واعتبروه تهديدا جديا، مشكلة تأمين الكنائس والأديرة أنها في كل مكان، وأن التوتر الأمني لابد وأن تخف حدته بفعل الزمن، والعوامل الإنسانية التي تميل عادة إلى الاسترخاء بعد فترة شد عصيبة. سيكون على الدولة المصرية أن تمد شبكتها الأمنية من الآن فصاعدا إلى الأديرة والرحلات الكنسية، باعتبارها نوعا من التجمعات، خاصة أنها تكثر في الصيف والاجازات. الإسلام كسائر الرسالات لا يأتي كرها، ولا يقع كرها، والإيمان لا يكون بالإكراه، لا إكراه في الدين، آية عظيمة يعرفها الجميع ويفهمونها، ولكن عقل هؤلاء لا يدرك معناها، لم يفهموا رسالة القرآن التحذيرية، فأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين. أحسنت الدولة المصرية حينما قصفت معسكراتهم قبل مرور يوم على دماء هؤلاء الأبرياء، من يحمل السيف فليس له إلا السيف ومن سيحمل غصن الزيتون فله الأحضان والأغصان والورود، هكذا جرت السنة في الحياة والأديان. هذه أول مرة ينضبط فيها الإعلام المصري، ولا ينشر صور القتلى والجرحى، خاصة من النساء والأطفال في الحادث، لأن نشر مثل هذه الصور كان سيضر الوحدة الوطنية المصرية ضررا بالغا، ويهيج ملايين المسيحيين المصرييين في الداخل والخارج، ويشجع منفذي الهجوم على الشعور بالنجاح، وإيلام الدولة والمسيحيين، ما يجعلهم يكررون مثل هذه الأحداث. ولم يشذ عن ذلك سوى بعض المواقع المصرية والقنوات العربية، والمعروف أن أكثر ما يضر مصر هو إعلام الدماء من الطرفين من أيام فض اعتصام رابعة العدوية وحتى اليوم».

أنا مسيحي وأيضا مصري أحب بلدي

ونظل داخل صفحات «المصور» خاصة صفحتي 52 و 53 لنكون مع الأنبا مكاريوس أسقف المنيا، وهو يقدم لنا معلومات مهمة في حديثه مع سارة حامد ودار الحوار بينهما على النحو التالي:
ـ ما تفسيرك من تكرار الحوادث ضد الأقباط في المنيا؟
عوامل عديدة تسببت في تكرار تلك الحوادث الإرهابية ضد أقباط المنيا، التي كان آخرها استهداف حافلة تقل أقباطا أغلبهم أطفال، وترجع أسباب ذلك إلى أن محافظة المنيا فيها أعلى نسبة مسيحيين، من بين محافظات الجمهورية، إذ يصل عددهم إلى 2 مليون مسيحي، بالإضافة إلى أن الأقباط المقيمين في محافظات الوجه البحري معظمهم لهم أصول من محافظات الصعيد، خاصة من محافظة المنيا. ـ وهل كثافة الأقباط العددية في المنيا السبب الوحيد وراء استهدافهم؟ هناك عوامل متعددة أبرزها هو الإهمال الحكومي المتعاقب للمحافظة، على مدار السنوات الماضية، فضلا عن أن محافظة المنيا تتميز بمساحتها الشاسعة تصل إلى 32279 كم مربع، ونسبة كبيرة من تلك المساحة تعتبر ظهيرا صحراويا للمحافظة، وهو ما تستغله كوادر المتطرفين في المحافظة، ويستقطبون به البسطاء، ويهيمنون على أفكارهم لينضموا إلى جماعاتهم الإرهابية، التي ترتكب جرائم لمحاولة التفرقة بين نسيج الوطن الواحد.
ـ وماذا أيضا؟ تحتاج محافظة المنيا إلى أن يتم اختيار مسؤوليها بعناية شديدة، بسبب العوامل التي ذكرتها سابقا. ليس فقط ذلك بل أيضا أن تمنح صلاحيات كاملة للمحافظ ومدير الأمن للقضاء على الإرهاب والتطرف، ومنع أي حوادث طائفية قبل وقوعها، وأن يسمح لهم بقضاء مدد زمنية أطول ليتمكنوا من التعرف على تفاصيل المحافظة، ويخترقوا الحواجز الإرهابية للتوصل إلى جذور الإرهاب المترسخة. ـ وهلل ستستمر احتفالات إبراشية المنيا بذكرى مرور العائلة المقدسة؟ العائلة المقدسة مرت على محافظة المنيا ضمن خط سيرها قد انتهينا من مظاهر احتفالات الإبراشية بتلك المناسبة قبل يوم واحد من وقوع الحادث. ـ ردود فعل الأقباط جاءت هادئة هذه المرة ما السبب؟ الحديث عن تلك الحوادث الإرهابية أصبح مستهلكا، لذا الأقباط التزموا الصمت، فقبل أن ينتهي ذلك الصمت والصدمة من حادث، يفيقون على حادث إرهابي جديد، خاصة أن الأحداث في تزايد، وكذلك أعداد الشهداء، والجميع يتساءل لما هذا الصمت والهدوء، خاصة بعد ذلك الحادث فأجيبهم بالكلمات نفسها. ـ في رايك متى ينتهي استهداف الأقباط؟ حينما لا يقتصر جهد الدولة فقط على ضبط الجناة وتعقب المشتبه فيهم، ومحاسبة المتورطين، والتواجد في أماكن ارتكاب الحادث، بل يمتد عمل الأجهزة الاستخباراتية إلى الكشف عن الجريمة قبل وقوعها لمنع حدوثها، أريد أن أتحدث بوضوح، بعض أجهزة الدولة تحتاج إلى تنقية العاملين فيها، لأن البعض يستغل سلطته بطرق غير مشروعة، وأيضا نطالب الدولة بمنع الفتاوى غير المشروعة التي تشعل الفتن الطائفية غير المسؤولة التي تزيد من التطرف والإرهاب وكراهية الآخر. ـ ومتى يطمئن القبطي في بلده؟
لا يوجد قبطي خائف، ومئات منهم اصطفوا حول كنائس المنيا بعد الحادث مباشرة، ودائما يتأمل المسيحي طريقين أحدهما هو الطريق المسيحي، الذي يردد خلاله أنا فخور بأنني أموت من أجل إيماني، واعاقب بالقتل من أجله. والطريق الثاني يردد أنا كمصري أرفض تدمير الممتلكات العامة والخاصة، إذا أنا مسيحي وأيضا مصري أحب بلدي».

مصر وليبيا

وفي «المصريون» كتب جمال سلطان قائلا: «تعدد القصف الذي تعرضت له مدينة درنة في شرق ليبيا، بعد الحادثة الإجرامية التي راح ضحيتها عشرات من المواطنين الأقباط في حافلة في المنيا، وتعهد الرئيس عبد الفتاح السيسي بالثأر للضحايا، فقامت الطائرات الحربية المصرية بقصف درنة، وقلت في حينه إن هذا يمثل الذهاب إلى العنوان الخطأ لمحاربة الإرهاب، لأن درنة ليس فيها دواعش، بل إن درنة وثوارها هم الذين خاضوا المعركة الأهم والحاسمة مع إرهابيي «داعش» وسحقوهم وشتتوهم في الصحراء، وطهروا المدينة من وجودهم بالكامل، وبالتالي فعندما نذهب لنقصف تلك المدينة تحديدا، فنبدو وكأننا نقدم جميلا للتنظيم الإرهابي، الذي تبنى عملية المنيا، أضف إلى ذلك أن مدينة درنة محاصرة بالكامل من جميع جهاتها، بما فيها البحر، بقوات الجنرال خليفة حفتر المتحالف مع السيسي، فإذا خرجت أي سيارة أو مجموعة من هناك فيسأل عنها حفتر أولا، كيف خرجوا. الملف الليبي معقد، وهناك انقسامات واسعة، بين الشرق والغرب والجنوب، وتحالفات للقبائل ضد بعضها بعضا، وهناك جيشان في ليبيا، جيش حكومة الوفاق في طرابلس بقيادة المهدي المبرغثي وزير الدفاع، وجيش مجلس نواب طبرق بقيادة خلفية حفتر، ناهيك عن عشرات الكتائب المسلحة في الشرق والغرب والجنوب، لها استقلال تسليحها وقيادتها وحساباتها السياسية، أمام هذا «المستنقع» يحتاج التحرك المصري إلى شيء من التروي والحكمة وبعد النظر، وليس الاستجابة للتوتر العارض أو ردود الأفعال أو الرهان على أشخاص، لأنه ليس من مصلحتك أن ترمي بثقلك خلف قوة بعينها على حساب الآخرين، لأن كل ما تربحه هنا أن تصبح جزءا من المشكلة والأزمة، وليس جزءا من الحل، وتخرج ـ مستقبليا ـ من الحسابات الأهم لأي تسوية سياسية وتقاسم النفوذ وحصص المصالح.
ليبيا معقدة عسكريا، وهناك إجماع دولي على أن الحسم العسكري مستحيل فيها، لأن القوى متكافئة والسلاح عند الجميع، ومصادر التسليح أيضا سهلة وميسورة للجميع، سواء من دول الجوار أو من قوى إقليمية ودولية، رغم الحظر الرسمي على توريد السلاح لليبيا، وخليفة حفتر مغروز في مدينة بنغازي منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، وهو عاجز عن حسم الأمور فيها، مدينة واحدة، فكم يستغرق الوقت لكي يبسط سيطرته ـ كما يتصور البعض ـ على بقية المدن الليبية في الشرق والغرب والجنوب، والتعقيد في ليبيا ليس عسكريا فقط، بل سياسيا أيضا، لأن هناك رؤية أمريكية تختلف عن الرؤية الأوروبية، التي تتزعمها بالأساس فرنسا وإيطاليا، كما أن روسيا ترتب أمورها وتحشد ـ على فترات ـ قطعاتها البحرية بالقرب من السواحل الليبية لتقول: أنا هنا، وجميع هؤلاء يتعاملون بحذر شديد وحكمة تصل إلى حد التردد مع الملف الليبي، فلماذا نحن في مصر نندفع ونرمي رهاننا على شخص ونجازف بالانخراط في القتال هناك ونتحمل ثمنا قد يكون باهظا على مستقبل البلاد وأمنها وعلى مصالحنا المستقبلية أيضا في هذا البلد الجار والمهم».

معارك وردود

وإلى المعارك والردود المتنوعة التي سيبدأها معنا اليوم المؤرخ والكاتب الدكتور رفعت السعيد في رسالته التي وجهها للرئيس السيسي في الصفحة الثالثة من جريدة «الأهالي» التي تصدر كل أربعاء عن حزب التجمع الوطني اليساري قال فيها: «نتمنى أن تدرك يا سيادة الرئيس، أن بعضا من أصحاب المشورة يخيل إليهم أن بالامكان الاعتماد على محبة الجماهير لشخصك، ولما فعلت، ولما ستفعل، أو يتوقعون انك ستفعل ولكن هؤلاء لا يدركون أن فقراء مصر، وقد عقدوا العزم على الثقة بك ومحبتك، إلا أنهم لا يتفهمون لماذا يكون هذا التفاوت الطبقي الهائل بين الفقراء ومحدودي الدخل وأبناء الفئات الوسطى وبين كبار المليارديرات، ولا يرون أن هذا أمر مقبول. واقول لك صادقا إنهم مستعدون لاحتمال أكثر مما يحتملون الآن بكثير إذا ما وجدوا أن الجميع يحتملون، ولا يتفهمون مبررا لأن تستمر الحكومة في إفقار مواطنيها، بل وتسعى نحو تحويلهم إلى متسولين، فتدفعهم للوقوف في طوابير مُذلة ثم تدفع بتلفزيوناتها لتصويرهم متزاحمين في استجداء، ثم تستنطقهم بمديح أكثره لا يأتي عبر قلب صاف. ويا سيادة الرئيس إن المصريين يشارف عددهم على 93 مليونا، وإن نسبة الفقر تصل فيهم إلى 45٪ فيكون عدد المعوزين منهم لا يكفيه أي عدد من سيارات توزع عليهم سلعًا رخيصة، بل إن كثيرين جدا لا يجدون حتى ثمن السلع مهما كان ثمنها رخيصًا، فما هو مصيرهم؟ ولقد ناشدت السيد رئيس مجلس الوزراء أن يضيف إلى بطاقات التموين عدة سلع أساسية لا حياة للفقير بدونها سكر ـ شاي ـ زيت ـ بطاطس ـ فول – عدس، ورد عليّ أحد المسؤولين قائلا هذا مقبول ما عدا الفول والعدس، فأسعارهما عالية. وسألت مدعيا البراءة فماذا سيأكل الفقراء؟ وكانت الاجابة صاعقة ده مش شغلنا أمال شغلة مين يا سيادة الرئيس؟».

استنكار منظمات حقوقية

أما عبد الناصر سلامة فإنه ترك معركة انتشار الفقر والفول والعدس، واهتم بمشكلة أخرى أمس الأربعاء أيضا في مقاله اليومي «سلامات» في «المصري اليوم» وهي: «بيانات شبه يومية تصدر عن المنظمات الحقوقية والحركات والائتلافات، تستنكر اعتقالات واسعة النطاق في صفوف الشباب، المواقع الإخبارية كما مواقع التواصل الاجتماعي تضجّ بمثل هذه الأنباء التي تتحدث عن اعتقالات في صفوف ناشطين على الفيسبوك، أحياناً وأعضاء في حركات سياسية أحياناً أخرى، وبلا هوية في أحيان كثيرة، على الرغم من ذلك فإن هناك صمتا مطبقا على الجانب الرسمي، لا بيانات رسمية توضح ما يجري وأسبابه، ولا حتى بيانات تعقيب بالنفي على ذلك الذي يصدر عن هذه الجمعيات أو الجهات المختلفة. الغريب أن هذه الأحداث تتزامن مع التأكيد على الاهتمام بالشباب، وتمكين الشباب وعام الشباب واللقاءات الشهرية مع الشباب، إلى غير ذلك من شعارات جعلت بعض التعليقات ترى في ما يجري ربما جزءاً من الاهتمام، على اعتبار أنه سوف يتم إعداد هؤلاء داخل السجون، انطلاقاً من أن هناك الكثير من الزعماء بدأوا حياتهم كذلك، لذا فإننا لم نشاهدهم أو بعضهم على الأقل حين العرض على النيابة، أو حين المحاكمات أو الترحيل أو أي شيء من هذا القبيل باعتبارهم في مهمة رسمية ليس أكثر».

«اقتصاد الساندوتش»

وثالث المعارك كانت من نصيب طارق تهامي في «الوفد» في عموده «نور» حيث سخر مما سماه اقتصاد السندويتشات، وأشاد بتجربة التصنيع في عهد عبد الناصر في الستينيات من القرن الماضي وقارناها بكوريا الجنوبية وقتها: «طلبت منكم عبر ثلاث مقالات متتالية ضرورة تخليص البلاد من ثقافة «اقتصاد الساندوتش» الذي روج له إعلامنا خلال الشهور الماضية بالتشجيع والتهليل لكل من يعمل في بيع الساندوتشات والكراتين وأكياس الشيبسي، لمجرد أن رئيس الجمهورية استقبل فتاة تعمل في هذا المجال، وتحدث عن أخرى في مؤتمر الشباب. وسردنا نماذج يمكن تشجيعها في صناعة الزجاج وتربية الأرانب باعتبارها «أشغالا» يمكن لها المساهمة في الناتج القومي وتوفير العملة الصعبة. ولأننا في بلد ذاكرته ضعيفة يجب أن نتذكر ما يؤكد أن هذا الوطن لن يصعد بدون عمل حقيقي فيه إنتاج، وليس بيع منتجات استهلاكية نشتريها من غيرنا بمليارات الدولارات، حتى تدهورت قيمة العملة المصرية، لأننا نشتري ولا نبيع لغيرنا، ولا نملك مقومات اقتصاد حقيقي قائم على امتلاك سلعة استراتيجية نبيعها لنكسب، أو على أقل تقدير نستهلكها داخلياً، دون الحاجة لشرائها من الخارج! ما رأيكم في مقارنة بسيطة مع كوريا الجنوبية التي بدأنا معها صناعة السيارات في مطلع الستينيات، هم أنتجوا السيارة «هيونداي» ونحن قررنا تصنيع السيارة «رمسيس» وبعد أكثر من خمسين عاماً من هذه البداية المبشرة، اختفت سيارتنا «رمسيس» من شوارعنا وأصبحت السيارة «هيونداي» تغزو العالم وتسيطر على شوارع القاهرة. حدثت المعجزة فى كوريا، رغم أنها لا تمتلك موارد طبيعية تؤهلها للفوز بغنائم السوق، ورغم أنها تعاني من الانفجار السكاني ووجود أعداد هائلة من السكان في مساحة صغيرة من الأرض، وهي ظروفنا تقريباً، ولكنها قررت تحويل هذه القيمة السكانية إلى قوة إيجابية، فاتجهت إلى استراتيجية الاقتصاد التصديري، فأصبح العمل هدفه التصدير، وكل التسهيلات يتم منحها لمن يقوم بالبيع لـ«زبون» خارج كوريا، لأنها أدركت مبكراً، أن البيع هو السبيل لبناء اقتصاد قوي، وأن الاعتماد على الخارج في توفير الاحتياجات، يهزم أقوى الدول ولذلك أصبحت، الآن، سادس أكبر دولة مصدرة في العالم.
فى هذا الوقت نفسه كنا نحن هنا مشغولين بحرب اليمن، وحرب يونيو، وانتصرنا بفضل الله وبفضل أبطال القوات المسلحة، ولكننا ظللنا ندور في فلك السياسات المتضاربة، والقرارات العشوائية، وانغمسنا في إنتاج أفلام ومسلسلات لا يراها غيرنا، لننفق مليارات الجنيهات، على صناعة التسلية، وليتنا نبيعها لغيرنا، لجلب عملة صعبة، ولكننا ننتجها لنستهلكها وحدنا، في بلد يعانى من الفقر، ولايزال يبحث عن طريقه».

«لا صوت يعلو
فوق صوت الأجهزة»

أما في «الشروق» فكان رأي فهمي هويدي عن حجب المواقع الإلكترونية» «إذا صح أن في مصر 23 موقعا إلكترونيا تدعم الإرهاب والتطرف وتدعو إلى العنف إلى جانب تعمد نشر الأخبار الكاذبة، فذلك يعني أحد أمرين، إما أنها بلا قيمة ولا وزن بدليل أنها لم تحرك شيئا في المجتمع المصري، أو أن مصر بسببها في الطريق إلى استنساخ النموذج الصومالي أو الأفغاني، وهو ما تستبعده وتنفيه شواهد الواقع. وإذا صح ذلك فمعناه أن ثمة أسبابا أخرى لإصدار القرار الذي نشرته الصحف المصرية يوم الجمعة 26 مايو/أيار منسوبا إلى مصدر أمني في وزارة الداخلية. تساعدنا عدة قرائن في تحري تلك الأسباب الأخرى. من ذلك مثلا أن المواقع التي تم حجبها ليست ذات طبيعة واحدة. فبعضها مواقع لصحف قطرية حجبت من باب الكيد السياسي، والبعض الآخر مواقع لقنوات وعناصر إخوانية معارضة مقيمة في الخارج. البعض الثالث والأهم لصحف مرخصة تصدر في مصر، أو لشركات صحافية تنشط في الداخل بشكل قانوني. مشكلتها أنها مواقع مستقلة ليست لها صلة بالكيانات السياسية المصرية. كما تردد وجود اسم الموقع الرسمي لاتحاد الإذاعة والتلفزيون الحكومي ــ (إي جي نيوز)، الأمر الذي يعنى أن الأمر لم يدرس جيدا. إذا فهمنا الدوافع السياسية التي أدت إلى حجب مواقع الصحف القطرية والمواقع الإخوانية، فإننا لا نفهم سببا منطقيا لإدراج المواقع المصرية المستقلة أو المواقع الاقتصادية المتخصصة. وهو ما يدعونا إلى القول بأن الزوبعة الأخيرة التي شهدتها منطقة الخليج دفعت السلطات المصرية إلى التعبير عن التضامن مع بعض أطرافها، من خلال حجب مواقع الدولة المشتبكة معها. في الوقت ذاته فإنها انتهزت الفرصة لكي تضم إلى القائمة المواقع المصرية غير المرضي عنها، لا لشيء سوى أنها مواقع مهنية ومستقلة، لا تتلقى التعليمات وخارجة على سيطرة أجهزة التوجيه المعنوي. على صعيد آخر فإن السياق الذي تم فيه الحجب يوفر قرائن إضافية. إذ إلى جانب حملة التحريض التي تحركها الأجهزة الأمنية وتقودها الصحف القومية ضد المواقع المستقلة (الحملة لها صداها داخل أروقة مجلس النواب)، فإننا نلاحظ مؤشرات عدة تدل على تزايد سيطرة السلطة على المجال العام. تبدي ذلك في بسط تلك السيطرة على القنوات التلفزيونية، وفي تشكيلات القطاع الإعلامي وتعديل قانون السلطة القضائية، وأخيرا فى إصدار قانون الجمعيات الأهلية الذي يجعل مصيرها مشروطا بإجازة الأجهزة الأمنية. وحين يتزامن ذلك مع حملة اعتقال الناشطين وإجراءات قمع العمال المضربين، فإن حجب المواقع المذكورة يغدو حلقة في السلسلة التي يبدو تقييد الحريات العامة قاسما مشتركا بينها، والصلة بينها وبين ترتيب الأوضاع قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة أمرا غير مستبعد في نظر البعض. إذا صح ذلك التحليل فمعناه أن ما قيل عن دعم المواقع التي تم حجبها للإرهاب ودعوتها للعنف، يبدو غطاء للحقيقة، يستلهم خطاب المرحلة الذي يتذرع بمكافحة الإرهاب لقمع المستقلين وتصفية المعارضين وتبرير انتهاكات حقوق الإنسان. أما الحقيقة فتتمثل في سياسة استكمال تشديد القبضة وتقييد الحريات العامة، ومنها حرية التعبير، بحيث لا يسمع إلا الصوت المرضي عنه، وهو ما يدخلها في مرحلة «لا صوت يعلو فوق صوت الأجهزة». لا أستغرب موقف أبواق الأجهزة التي احتفت بالحجب وبررته وانتقدت تأخير تقريره، لكنني استغرب موقف نقابة الصحافيين التي يفترض أن تكون حاملة لواء الدعوة إلى حرية التعبير، ورفض الحجب والمصادرة وكل صور تكميم الأفواه. ولا تسأل عن العناصر «الليبرالية» واليسارية التي نسيت قيمها ومبادئها وانضمت إلى مواكب التصفيق والتهليل».

المسلسلات

وإلى أبرز التعليقات على المسلسلات والبرامج التلفزيونية، حيث قام الدكتور محمود خليل أستاذ الاعلام في جامعة القاهرة ومستشار جريدة «الوطن» بالدفاع عنها ضد الهجمات التي تتهمها بالتفاهة وقال يوم الثلاثاء في عموده اليومي «وطنطن» في الصفحة الرابعة: «بمناسبة إقبال الجمهور على بعض البرامج الرمضانية المتهمة بـ»التفاهة» نسأل: هل يحب المصريون التفاهة؟ التفاهة جزء من الحياة الإنسانية، والبحث عن الضحك حتى لو كان غير موضوعي هدف للإنسان. عموماً بعض البرامج على الشاشات الغربية ترتكز على أفكار يمكن وصفها بالتافهة وأداؤها يمكن وصفه بالتفاهة، ورغم ذلك تحظى بنسب مشاهدة عالية، ما يعني أن التفاهة أو البحث عن التفاهة ليس حالة مصرية، بل يصح القول إنه حالة إنسانية لكن من الضرورة بمكان أن نُفرّق بين طبيعة «التفاهة» التي يتعاطاها المصريون والأنواع الأخرى من التفاهة التي تتعاطاها بعض الشعوب الأخرى. من حق الناس أن تضحك وأن تختار ما يُضحكها، دون وصاية من أحد، ومن حق من يريد أن ينقد هذا الأداء أن يفعل لكن علينا جميعاً أن نكون مقتنعين بأن الناس بحثوا عن الضحك التافه بسبب توافر مساحات كثيرة للضحك الموضوعى في الواقع المعيش، وكل المشكلة أن هذه المساحات غائبة عن البرامج والمسلسلات التلفزيونية».

حكايات وروايات

وأخيرا إلى الحكايات والروايات بمناسبة عيد الإعلاميين الذي يقام آخر شهر مايو/أيار من كل عام ومناسبته انطلاق الإذاعة المصرية الرسمية في التاريخ ذاته عام 1934 وقد نشرت «الأهرام» أمس في صفحتها الاخيرة تحقيقا لنيفين عطية تحت عنوان «وثيقة بخط عبد الناصر عن خطة صوت العرب وعقد حفل أم كلثوم وتلاوة رفعت» جاء فيه: «تكشف «الأهرام» عن وثائق تنشر لأول مرة من أرشيف إبراهيم العناني عضو اتحاد المؤرخين العرب يوم 31 مايو/أيار 2017 بمناسبة عيد الإعلاميين منها، صورة خطاب بخط يد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عن خطة عمل إذاعة «صوت العرب» وصورة من عقد الإذاعة مع أم كلثوم لإحياء حفل افتتاحها عام 1934 نظير 25 جنيها، وصورة من عقد الشيخ محمد رفعت للتلاوة الأولى في افتتاح الإذاعة أيضا نظير أجر قدره 3 جنيهات. ويحتفل الإعلام المصري بعيد الإعلاميين في هذا اليوم الذي انطلقت فيه عبارة «هنا القاهرة» لأول مرة عبر اذاعة البرنامج عام 1934 لتعلن بذلك ميلاد الإذاعة المصرية الرسمية. ومنذ انطلقت الإذاعة المصرية وهي تشكل وعي المصريين وتغذي وجدانهم فكانت ديوانًا لأفراحهم وأحزانهم وفنونهم، عبرها استمعوا لأحاديث العقاد وطه حسين وفكري أباظة، وغناء أم كلثوم وعبدالوهاب والشيخ محمد رفعت والحصري وغيرهم، فحملت الإذاعة كل أنواع البرامج من فنية ودينية وثقافية لتصل للجميع في مدن وقرى مصر».
وبجانب هذا الكلام نشرت نيفين صورا من وثيقة بخط يد عبد الناصر وعقد الإذاعة مع الشيخ محمد رفعت وكوكب الشرق أم كلثوم.

صمت رسمي على حملة اعتقالات في صفوف الشباب وحجب مواقع خارجة عن سيطرة أجهزة التوجيه المعنوي

حسنين كروم

مناسك عمرة بـ «طعم سياسي» لإنقاذ «المشروع السعودي»: جنرالات الأردن على مائدة الملك سلمان وبرقية «متأخرة» لفؤاد معصوم و«احتواء» سريع «لإشكال» ما بعد عبارة «النبي العربي الهاشمي»

Posted: 31 May 2017 02:28 PM PDT

عمان ـ «القدس العربي»: ساعات قليلة فقط فصلت بين عدم التوقف عند «الواجب الديني» في زيارة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أمس الأول للسعودية وبين البرقية التي بعث بها الأربعاء للرئيس العراقي فؤاد معصوم بعنوان تضامن الأردن مع العراق ضد الإرهاب.
الملك عبدالله الثاني قضى برفقة وفد رفيع المستوى طوال يوم الثلاثاء في أداء مناسك العمرة. لكن وفي الجزء السياسي من زيارته التي لم تكن بخلفية دينية فقط استقبله العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وأجرى الزعيمان على مائدة إفطار أقامها الجانب السعودي مباحثات «سياسية» تناولت وفقاً للبيان الرسمي ليس العلاقات الثنائية فقط بل «الأوضاع في الشرق الأوسط».
بالمعنى السياسي هو التفاعل الأول بين الزعيمين الحليفين بعد الجدل الذي أثارته وانتهت إليه قمة الرياض الإسلامية الأمريكية الأخيرة. وبالعادة يقوم العاهل الأردني بأداء مناسك العمرة في السعودية في الثلث الأخير من شهر رمضان.لكن زيارته هذه المرة بدأت بصورة مبكرة قياساً بالعادة، الأمر الذي يوحي بوجود «أجندة سياسية» بالأثناء ترافق الطابع الإيماني بدليل وجود شخصيات اردنية معنية بدوائر القرار في الإطار من بينها رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي ورئيس الديوان الملكي فايز طراونة ومقرر مجلس السياسات عبدالله وريكات إضافة لرئيسي الأركان محمود فريحات والمخابرات عدنان الجندي.
التقديم في موعد الزيارة الملكية الأردنية والإشارات الناتجة عن وجود كبار المسؤولين في أجهزة الدولة الأردنية محاولة مشتركة من الجانبين للإيحاء بعدم وجود «إشكال او توتر» في العلاقة تحدثت عنه بعض التقارير والتقييمات الإعلامية مؤخراً وقد ظهر ذلك من حرص الملك السعودي على إقامة مأدبة إفطار سياسية في مدينة جدة لضيفه الأردني والوفد المرافق.
بوضوح يمكن القول أن محور عمان ـ الرياض يريد ان يبدد الانطباع بوجود «خلاف أو مشكلة» في جدار التحالف الثنائي خصوصاً بعد التعليق الذي صدر عن الملك سلمان في قمة الرياض تعقيباً على عبارة «النبي العربي الهاشمي» التي صدرت عن العاهل الأردني في خطابه الرسمي خلال القمة. فمسألة التعليق كانت قد أثارت الكثير من الجدل والضجة إعلامياً وسياسياً في عمان وعكست أجواء من التوتر الصامت بين البلدين.
من الواضح وفقاً لمصادر «القدس العربي» أن شكل وملامح وهوية ترتيبات الاستقبال الملكي السعودي للعاهل الأردني ووفده الرفيع صيغت بصورة تجدد التأكيد على التحالف الاستراتيجي وتزيل «التباس» محتمل خارج التأويل.
في كل حال يسمح النقاش في جدة بين الملكين حول مستجدات منطقة الشرق الأوسط بالعودة لنقاط التوافق وتدشين التفاصيل بخصوص ما يسمى بـ»المشروع السعودي» في مثلث الحدود الصحراوي الذي يربط الحدود الأردنية العراقية بأطراف من الأرض السورية وبمساحة ارض رديفة في السعودية خصوصاً في منطقة مثلث التنف.
الملك سلمان كان قد تحدث في قمة الرياض عن تجميع قوات عسكرية تتولى محاربة الإرهاب في العراق وسوريا. الخبراء يفككون هذه العبارة بالإشارة حصرياً لأن «تثبيت» عمل عسكري وأمني مشترك مع الأردن وتحديداً على حدوده مع العراق يخدم الأمن شرقي المملكة السعودية نفسها ويؤسس لعازل جغرافي عسكري يمنع قوات تنظيم «الدولة ـ داعش»من الاقتراب من حدود السعودية مع الأردن.
لذلك الحاجة جغرافياً وعلى الأرض للأردن ملحة جدًا بسبب طبيعة مثلث التنف الصحراوي والمنطقة الممتدة من اطراف بادية الشمال الأردنية حيث توجد قوات سعودية أصلاً وحيث ان المشروع السعودي الجديد في تمويل وتأهيل «قوات» ضد «داعش» في المنطقة الحدودية تلك لا يمكن تنفيذه بدون الأردن.
ولذلك ايضاً يعتقد أنه تم التبكير برحلة أداء مناسك العمرة واجتهد السعوديون في «إحتواء سريع» لأي مشاعر سلبية عند الأردنيين نتجت عن ما حصل في قمة الرياض، الأمر الذي يبرر برأي المراقبين اهتمام الملك سلمان بإقامة مأدبة إفطار لنظيره الأردني والوفد المرافق يتخللها اجتماع سياسي كما يبرر أصلاً على هامش جولة أداء مناسك العمرة وجود جنرالات الجيش والأمن الأردنيين ضمن كادر المشهد.
الاستدلال للاستنتاج السياسي نفسه ممكن ايضاً من خلال مراقبة «البرقية المتأخرة» التي أرسلها عاهل الأردن لفؤاد معصوم الرئيس العراقي ظهر أمس الأربعاء. في تلك البرقية يجدد الملك الأردني تضامن بلاده الكامل مع العراق ضد الإرهاب ويستنكر حادث التفجير الإرهابي الذي حصل يوم الاثنين الماضي.
يمكن هنا ببساطة ملاحظة ان البرقية الأردنية ارسلت لمعصوم وليس لرئيس وزراء العراق حيدر العبادي والأخير كان قد التقى قبل عشرة ايام في عمان العاهل الأردني. وعادة لا ترسل عمان برقيات من هذا النوع تجاه أحداث تفجير إرهابية تعتبر يومية في الحالة العراقية.
لكن الإشارة السياسية واضحة الملامح إلى أن الأردن وبعد وقفته مع الملك سلمان يظهر الاهتمام الثنائي بما يحصل في العراق ويبحث عن توافقات تساند المشروع السعودي القاضي بتخصيص رجال وسلاح ومال للتعاون الثلاثي في المربع الصحراوي الرابط بين حدود الأردن وسورياً والعراق وهو مربع مشتبك جغرافياً بصورة مباشرة مع جزء من الأرض السورية.

 

مناسك عمرة بـ «طعم سياسي» لإنقاذ «المشروع السعودي»: جنرالات الأردن على مائدة الملك سلمان وبرقية «متأخرة» لفؤاد معصوم و«احتواء» سريع «لإشكال» ما بعد عبارة «النبي العربي الهاشمي»

بسام البدارين

إسماعيل ولد الشيخ أحمد لـ«القدس العربي» هناك مظالم حقيقية لأبناء اليمن الجنوبي لكن حلها يكون بعد نهاية الصراع

Posted: 31 May 2017 02:28 PM PDT

نيويورك (الأمم المتحدة)ـ«القدس العربي»: بعد مداخلته الشهرية في مجلس الأمن حول الأوضاع في اليمن تحدث إسماعيل ولد الشيخ أحمد، المبعوث الخاص للأمين العام لليمن، للصحافة المعتمدة قائلا إن الصورة في اليمن لا تبعث على البهجة بسبب استمرار تواصل العنف وتفاقم الاحتياجات الإنسانية مضافا إلى ذلك إنتشار وباء الكوليرا ليزيد الأمور تعقيدا ومأساوية.
وردا على سؤال لـ«القدس العربي» حول ما إذا كان هناك ضرورة لطرح مشروع قرار في مجلس الأمن حول موضوع ميناء الحديدة كي يضع المجلس ثقله أمام وقف أي عملية عسكرية تستهدف الميناء، قال ولد الشيخ أحمد «لقد قدمت اقتراحا حول ميناء الحديدة يتضمن شقين: الأول عسكري وأمني حيث عرضنا على الأطراف تشكيل لجنة من العسكريين المقبولين من الطرفين والذين لم يكونوا جزءا من القتال الدائر وذلك لضبط الأمور الأمنية والعسكرية في الميناء، والشق الثاني يتعلق بلجنة اقتصادية مالية تتعامل مع مداخيل الميناء وبإشراف غرفة التجارة ومن مهماتها ضمان دخول البضائع والمساعدات الإنسانية. كلا اللجنتين تتلقيان الدعم من الأمم المتحدة ومن مكتبي ونضم إليهما خبراء عسكريين واقتصاديين وإداريين لتسهيل عملهما. بهذا نكون قد استجبنا لمطالب الطرفين، فبالنسبة للتحالف نضمن لهم أن الميناء لن يستخدم لتهريب السلاح ونضمن كذلك للحوثين وحزب المؤتمر أننا لم نسلم الميناء للطرف الآخر. كيف سيتصرف مجلس الأمن هل سيضع هذا المقترح في مشرع قرار أو بيان فهذا متروك للمجلس. لكن الذي سمعته اليوم (أول أمس) هو دعم المجلس القوي للمقترحات التي قدمتها». وردا على سؤال ثان ل»القدس العربي» حول أثر الحراك الجنوبي وتشكيل ما سمي «إعلان عدن» على الجهود السلمية التي يقودها المبعوث الخاص لحل النزاع اليمني، قال ولد الشيخ أحمد: «من المهم أولا أن نعترف أن موضوع الجنوب اليمني موضوع هام ويجب ألا يترك خارج الطاولة. وقد سئلت مرارا لماذا لا نضعه على طاولة المفاوضات.
وأنا أقر أنه موضوع هام. هناك العديد من المسائل التي أهملت لسنوات عديدة ولم يتم مخاطبتها بالشكل الوافي في مؤتمر الحوار الوطني. هذه المسائل يجب أن تبحث في الحوارات حول الدستور وحول مستقبل البلاد ولكن بالنسبة لنا الأولية هي لوقف الحرب ثم نذهب للمفاوضات ونضع هذه المسائل قيد البحث. إن أي تطور قد يعيق هذه الأولويات بالنسبة لنا غير مرحب به حاليا. وموقفنا أن هذه مسائل تتعلق باليمنيين ويجب أن تحل فيما بينهم وعليهم أن يقرروا عدد الأقاليم في بلدهم وإذا ما كانوا سيختارون النظام الفدرالي وهذا يأتي عبر الحوار السلمي فيما بينهم».
وكان المبعوث الخاص قد قدم إحاطة شاملة لمجلس الأمن حول آخر التطورات في اليمن.
وقال إن الأعمال القتالية تتركز على الساحل الغربي لمحافظة تعز كما يتواصل العنف في محافظة حجة والمنطقة الحدودية بين اليمن والسعودية، فيما أصابت الغارات الجوية مناطق أخرى عديدة في اليمن. وأضاف «مع بداية شهر رمضان المبارك، نذكر أن هناك سبعة ملايين يمني ويمنية مهددين بخطر المجاعة إن لم تتوقف الحرب. ربع اليمنيين غير قادرين على شراء المواد الغذائية الأساسية. نصف المجتمع اليمني لا يحصل على مياه صالحة للشرب، أو على أبسط مستلزمات التعقيم والنظافة وهذا يساهم في انتشار الأمراض المعدية. فانتشار داء الكوليرا مؤخرا أدى الى ما يزيد عن 500 حالة وفاة وآلاف حالات الإصابة المشتبه بها».
وأضاف ولد الشيخ أحمد أن تراجع الخدمات الصحية ساهم في الانتشار السريع لمرض الكوليرا. وقال إن اليمنيين لا يموتون فقط من الحرب المستمرة، انما يموتون أيضا بسبب انعكاساتها. وأضاف أن نقص السيولة النقدية وانقطاع مصادر رزق اليمنيين يمنعهم من الحصول على الخدمات الصحية التي هم في حاجة اليها.
وأضاف في إحاطته لمجلس الأمن الدولي: «تمكنا حتى الآن من منع عملية عسكرية على الحديدة. إن امتداد القتال إلى المدينة، لو حصل، لأدى الى خسائر لا تحصى في الأرواح والبنى التحتية وإلى منع دخول الأدوية والمواد الأساسية عبر ميناء المدينة. ولا شك أن لذلك وحده نتائج وخيمة تزيد من معاناة اليمنيين». وأشار المبعوث الخاص إلى أنه كان واضحا للغاية خلال لقاءاته مع الحكومة اليمنية والقيادات السياسية في صنعاء، إذ حث الجميع على التوصل إلى تسوية للوضع في الحديدة. وأعرب ولد الشيخ أحمد عن الأسف لعدم حضور الوفد المفاوض لأنصار الله والمؤتمر الشعبي العام التباحث بتفاصيل الحل التفاوضي الذي يشمل ركائز أمنية واقتصادية وإنسانية، تسمح باستغلال المرفأ لإدخال المواد الإنسانية والمنتجات التجارية على أن تستعمل الإيرادات الجمركية والضريبية لتمويل الرواتب والخدمات الأساسية بدلا من استغلالها للحرب أو للمنافع الشخصية.
وذكر أن عدم الحصول على الرواتب يؤدي لازدياد نسبة الفقر المدقع، ووجه الدعوة مرة أخرى لجميع الأطراف للتباحث في هذا الاقتراح وبدون أي تأخير. وجدد القول إن دفع الرواتب لن يكون ممكنا إلا بالاتفاق بين الأطراف اليمنية بما يتطلب تعاونا جديا وبناء بدلا من إلقاء اللوم على الأمم المتحدة.
وأعرب المبعوث الخاص عن القلق إزاء التقارير الواردة من اليمن عن أعمال قمع الإعلاميين والناشطين الحقوقيين والمجتمع المدني، الأمر الذي وصل في بعض الأحيان الى التحرش والضرب والاعتقال القسري والمحاكمات العشوائية. وأكد ولد الشيخ أحمد أهمية الجهد الجبار والأساسي الذي تقوم به السيدات اليمنيات للمساهمة في حل النزاع ووضع توجه نحو السلام المستديم والمصالحة الوطنية بالرغم من الجو السياسي المشحون بالعنف في البلاد والذي يؤثر على سلامتهن.
وأضاف ولد الشيخ أحمد: «أطلب من هذا المجلس الموقر حث الأطراف على التعاون المباشر مع الأمم المتحدة للتباحث حول كيفية إنهاء النزاع ووقف هدر الدماء وعدم تعريض المواطنين للمجاعة والأمراض. إن الأزمة الإنسانية وشبح المجاعة هما من صنع الإنسان وكان من الممكن تفاديهما بينما يواصل أطراف النزاع أخذ البلاد الى الهاوية وغير مكترثين بآلاف المواطنين الذين يخسرون حياتهم علما بأن وحدة الصف في المجتمع الدولي لمسار الأمم المتحدة للسلام ساهمت في توضيح الرؤيا للمرحلة المقبلة في التاريخ اليمني».
وفي ختام كلمته دعا المبعوث الدولي إلى تذكر آلاف اليمنيين واليمنيات الذين خسروا حياتهم دون أي سبب أو ذنب، وملايين اليمنيين الذين يتعرضون للموت في كل لحظة نتيجة مسببات يمكن تفاديها. ووجه نداء في نهاية كلمته قائلا: «كفى نزاعات على السلطة وليكن النزاع من أجل اليمن وبناء وطن حقوق أبنائه محترمة ومحفوظة واقتصاده مستقر ومؤسساته الحكومية فعالة، وطن لليمنيين، كل اليمنيين، كما يستحقه اليمنيون».
إلى ذلك، وفي الجلسة التي خصصها مجلس الأمن لمناقشة الوضع في اليمن، دعت رضية المتوكل، رئيسة منظمة «مواطنة» لحقوق الإنسان اليمنية، إلى إحياء عملية السلام وإنهاء الحرب التي لا معنى لها واعتماد خطة سلام شاملة لا تتحيز لرؤية حزب عن الآخر.
جاء ذلك في كلمتها أمام مجلس الأمن الذي استمع لتقرير من المبعوث الخاص للأمين العام، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ثم مداخلة ثانية من ستيفن أوبراين، منسق الشؤون الإنسانية.
وتحدثت المتوكل عن معاناة اليمنيين في تلك الحرب، وأشارت إلى أن الحرب في اليمن قد حدثت نتيجة أخطاء متراكمة من قبل جميع الأطراف على مدى السنوات الماضية. وأضافت: «بالنسبة لأولئك الذين يعتمدون على الحرب لإيجاد الحلول: ما الذي حققته الحرب باستثناء آلاف المدنيين الذين قتلوا وجرحوا، كثير منهم من النساء والأطفال؟ دمرت الحرب البنية التحتية الأساسية والمحدودة والتي استغرق بناؤها عقودا. أدت الحرب إلى انهيار النظام الصحي.
الحرب تمنع مئات الآلاف من الأطفال اليمنيين من الذهاب إلى المدرسة، مما يقوض تطور جيل كامل.
ويتم تجنيد مئات الأطفال قسرا للعمل في الخطوط الأمامية. وأدت الحرب إلى أزمة إنسانية حادة إلى حد أن المجاعة أصبحت وشيكة، وشرد ملايين اليمنيين. وفي الآونة الأخيرة، ومؤخرا، أصاب تفشي وباء الكوليرا آلاف اليمنيين».
وأكدت على أن هناك فرصا حقيقية لإنهاء الحرب وتحقيق تسوية عادلة تضع اليمنيين على الطريق الصحيح لبناء دولة تقوم على أساس سيادة القانون، مشيرة إلى أن اليمنيين يحتاجون إلى وفاء المجتمع الدولي ومجلس الأمن بمسؤوليتهم عن الحماية.وقالت:
ينبغي على مجلس الأمن وعلى وجه السرعة أن ينشئ لجنة تحقيق دولية مستقلة، والتحقيق في انتهاكات جميع أطراف النزاع، ووقف بيع الأسلحة إلى الأطراف المتورطة في انتهاكات حقوق الإنسان، والمطالبة بوضع حد لاستهداف المدنيين والأهداف المدنية من خلال الهجمات الجوية والبرية، وضمان الإفراج عن جميع المحتجزين المدنيين تعسفا والذين اختفوا قسرا تحت سلطة حلفاء الحوثي وصالح وتحت قيادة الرئيس هادي وحلفائه». كما طالبت المتوكل بالوصول الإنساني دون عوائق إلى جميع المناطق وإلى كل المحتاجين، ورفع القيود على عمل منظمات المجتمع المدني والحريات الصحافية.

إسماعيل ولد الشيخ أحمد لـ«القدس العربي» هناك مظالم حقيقية لأبناء اليمن الجنوبي لكن حلها يكون بعد نهاية الصراع

عبد الحميد صيام

أنقرة تعتبر بدء واشنطن تسليح الوحدات الكردية أمراً «بالغ الخطورة»

Posted: 31 May 2017 02:27 PM PDT

إسطنبول ـ »القدس العربي»: حذرت تركيا، أمس الأربعاء، من أن بدء واشنطن بتسليم الوحدات الكردية التي وصفتها بـ«الإرهابية» في سوريا بالأسلحة يعد «أمراً بالغ الخطورة»، في الوقت الذي شددت أنقرة موقفها من ألمانيا وشددت على أنه «من المستحيل حالياً» فتح قاعدة إنجيرليك الجوية أمام النواب الألمان، وذك قبيل أيام من مباحثات حاسمة سيجريها وزير الخارجية الألماني إلى أنقرة في محاولة أخيرة لعدم سحب قوات بلاده من تركيا. في المقابل، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أشاد الأربعاء بدور تركيا في سوريا على مرسوم يقضي برفع مزيد من العقوبات التي كانت مفروضة على تركيا، بينما أكد مسؤول تركي أن بلاده تواصل مباحثاتها مع روسيا حول العديد من الأنظمة الدفاعية، بما فيها شراء أنظمة الدفاع الصاروخي «إس -400». والثلاثاء، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن الولايات المتحدة باشرت تسليم أسلحة إلى الوحدات الكردية في سوريا في إطار التحضير لمعركة الرقة ضد تنظيم الدولة، وقالت مصادر أمريكية إن الأسلحة تشمل معدات عسكرية وعربات مصفحة وأسلحة خفيفة، وذلك تنفيذاً للقرار الذي وقع عليه الرئيس دونالد ترامب قبل نحو أسبوعين وأثار غضب أنقرة. والأربعاء، حذر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو من تسليم واشنطن أسلحة إلى الوحدات الكردية في سوريا، واعتبر أن هذا الأمر «بالغ الخطورة»، قائلاً: «هذه الإجراءات في غاية الخطورة على وحدة وسيادة أراضي سوريا.. إن هذه الأسلحة يمكن أن تستخدم ضد تركيا وكل الإنسانية». وأضاف الوزير التركي: «إذا كانت عودة الاستقرار إلى سوريا هي الهدف المنشود، فمن الضروري إذن العودة عن هذا الخطأ.. نشدد على الخطر الذي يشكله دعم وحدات الشعب الكردية، على مستقبل سوريا»، لافتاً إلى أن بلاده شرحت لواشنطن وحلفائها «مخاطر التعاون مع تنظيم إرهابي مثل «ب ي د» للقضاء على تنظيم إرهابي آخر».
في سياق آخر، تتصاعد الأزمة بين برلين وأنقرة حول استخدام الجيش الألماني لقاعدة إنجيرليك الجوية في تركيا، ومن المتوقع أن يبحث وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل مع نظيره التركي في أنقرة الاثنين المقبل هذه المسألة بشكل نهائي قبل أن تطبق ألمانيا تهديدها بسحب قواتها أو تتراجع عن القرار.
وقال وزير الخارجية التركي إن «على ألمانيا أن تُدرك أنها لا تستطيع أن تُملي على تركيا ما تريد وتسيّرها كما تشاء»، مشدداً على أن «تركيا ليست دولة يتم تحديد أجندتها من الخارج، ولن تعد كما كانت عليه في السابق»، حيث منعت أنقرة قبل أيام النواب الألمان من زيارة جنود بلادهم في القاعدة رداً على منع برلين حق اللجوء إلى عسكريين تتهم أنقرة بالمشاركة في محاولة الانقلاب. وحول قاعدة إنجيرليك قال الوزير: «نرى بأنّ الألمان يدعمون كل أمر يتعارض مع مصالح تركيا، وبرلين تمارس شتى أنواع الضغوط على مواطنينا وخاصة من أيّد التعديلات الدستورية»، وتابع: «حاليا من المستحيل فتح انجرليك أمام النواب الألمان.. إذا اتخذ الألمان خطوات ايجابية في المستقبل عندها نفكر في الأمر».
في سياق آخر، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن إيران وتركيا تتبنيان نهجا بناء حيال ملف الأزمة السورية، وأضاف في تصريحات صحافية: «أرغب في التأكيد بشكل خاص على النهج البناء لتركيا وإيران» فيما يتعلق بسوريا.
والأربعاء، وقع بوتين مرسوما يقضي بإلغاء عدد من القيود الاقتصادية المفروضة على تركيا. وقال بيان صادر عن الكرملين إن المرسوم تضمن إزالة العقبات أمام عمل المواطنين الأتراك في روسيا الاتحادية، وإلغاء الحظر على عمل الشركات التركية في بعض القطاعات في روسيا. وأشار البيان أن المرسوم وجه تعليمات لوزارة الخارجية الروسية لبدء المشاورات مع وزارة الخارجية التركية، من أجل تجديد الاتفاقية الموقعة بين البلدين عام 2010 بخصوص السفر بينهما.
ويتضمن المرسوم أيضا، توسيع نطاق المواطنين الأتراك الذين يمكنهم السفر إلى روسيا دون تأشيرة، ورفع القيود على سفر العاملين في مجال الطيران التركي إلى روسيا بدون تأشيرة.
وقال وكيل وزارة الدفاع التركية للصناعات العسكرية، إسماعيل دمير، إن بلاده تواصل مباحثاتها مع روسيا حول العديد من الأنظمة الدفاعية، بما فيها شراء أنظمة الدفاع الصاروخي «إس -400»، ولفت إلى أنه «في حال توصلهم إلى نتيجة ما بخصوص منظومة الدفاع الجوي «إس -400» مع روسيا فإنهم سيعلنون ذلك للرأي العام».

أنقرة تعتبر بدء واشنطن تسليح الوحدات الكردية أمراً «بالغ الخطورة»

إسماعيل جمال

تعيينات المؤسسات الصحافية القومية: نظام السيسي يكافىء مؤيديه

Posted: 31 May 2017 02:27 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: أثارت اختيارات الهيئة الوطنية للصحافة المصرية، لرؤساء مجالس إدارات وتحرير المؤسسات الصحافية القومية، أمس الأربعاء، غضبا في الوسط الصحافي، إذ اعتبر البعض أن الاختيارات جاءت كمكافأة لأعضاء جبهة تصحيح المسار التي تشكلت العام الماضي خلال أزمة نقابة الصحافيين مع وزارة الداخلية، ولعبت دورا في مساندة الأخيرة في اقتحامها للنقابة.
وأعلن كرم جبر، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، في مؤتمر صحافي أمس، أسماء رؤساء مجالس إدارات وتحرير المؤسسات الصحافية القومية.
واختير عبد المحسن سلامة نقيب الصحافيين، لمنصب رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، وياسر رزق لرئاسة مجلس إدارة أخبار اليوم، وعلي حسن رئيس مجلس إدارة وتحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، وسعد سليم رئيس مجلس إدارة دار التحرير، ومجدي سبلة رئيس مجلس إدارة دار الهلال، وسعيد عبده رئيس مجلس إدارة دار المعارف، وتم المد عاما.
واختارت الهيئة علاء الدين كمال ثابت لرئاسة تحرير الأهرام، وماجد منير لرئاسة تحرير الأهرام المسائي، وخليفة أدهم لرئاسة تحرير الأهرام الاقتصادي، وجمال الكشكي للأهرام العربي، ومحمد شبانة للأهرام الرياضي، وأمل فوزي لنصف الدنيا، وأحمد ناجي قمحة لرئاسة تحرير مجلة السياسة الدولية والديمقراطية، وخالد فؤاد حبيب للشباب، وسالي وفائي للبيت، وأيمن شعيب للأهرام التعاوني والزراعي، وفؤاد المنصوري للأهرام إبدو، وعزت إبراهيم للأهرام ويكلي.
كما اختير عمرو الخياط لرئاسة تحرير أخبار اليوم، وخالد ميرى لرئاسة تحرير جريدة الأخبار، فيما اختير محمد عبد الحافظ لآخر ساعة، وجمال حسين للمسائي، وممدوح الصغير لأخبار الحوادث، وأيمن بدرة لأخبار الرياضة، وإسلام عفيفي لأخبار النجوم، وطارق حنفي لأخبار الأدب، وفارس حافظ لأبطال اليوم، وعلاء عبد الهادي لكتاب اليوم، وعلاء توفيق لرئاسة تحرير اللواء الإسلامي.
وفي دار التحرير تم اختيار عبد الرازق توفيق لرئاسة تحرير الجمهورية، وخالد السكران للمساء، وعصام عمران لحريتي، وخالد كامل للكورة والملاعب، ومحمد قاسم للإيجيبشيان غازيت، ونيفين أحمد حسن لبروجريه إيجبشيان ودايمانش، وإبراهيم أبو كيلة للرأي للشعب، ومحمد فتح الله لعقيدتي.
وفي دار الهلال، تم اختيار أحمد أيوب لرئاسة تحرير مجلة المصور، وسمر الدسوقي رئيسة لتحرير حواء، ومحمد المكاوي رئيسا لتحرير الكواكب، وخالد ناجح لمجلة الهلال وكتاب الهلال وبوابات الهلال.
وفي مؤسسة روز اليوسف، تم الإبقاء على عبد الصادق الشوربجي في رئاسة مجلس الإدارة، فيما تم اختيار أحمد باشا لرئاسة تحرير جريدة روز اليوسف، وهاني عبد الله لمجلة روز اليوسف، وطارق رضوان لمجلة صباح الخير.
وفي دار المعارف تم المد لمدة عام لسعيد عبده في رئاسة مجلس الإدارة، واختيار محمد أمين لرئاسة تحرير مجلة أكتوبر.
وضمت لجنة التعيينات نقيب الصحافيين و3 من أعضاء المجلس، ممن شاركوا في اجتماع جبهة تصحيح المسار العام الماضي، وأعلنوا وقتها موافقتهم على اقتحام الداخلية للنقابة بزعم وجود مطلوبين معتصمين في داخلها، وهم كل من خالد ميري، ومحمد شبانة، وعلاء ثابت، كما يمثلون الجبهة المؤيدة للنظام داخل مجلس النقابة.
واعتبر جمال عبد الرحيم عضو مجلس النقابة، ان التعيينات جاءت كمكافآت لأعضاء ما يسمى ( جبهة تصحيح المسار) ومساندة الداخلية ضد النقابة.
وقال خالد البلشي، عضو مجلس نقابة الصحافيين السابق، إن جبهة «تصحيح المسار» سيطرت على التغييرات الصحافية.
و قال محمد سعد عبد الحفيظ عضو مجلس نقابة الصحافيين لـ«القدس العربي»، إن «مصر تتراجع في ملف الحريات الصحافية، لدرجة جعلت عددا من الصحافيين يترحمون على عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، ومساحة وسقف الحرية الذي كان موجودا في هذا العهد».
ووجه الكاتب الصحافي عبد المحسن سلامة، نقيب الصحافيين، رسالة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، أكد فيها أنه يقف بجانبه ويسانده، وأنه لا يوجد تعارض بين الشعبية والإنجازات الحقيقية التي يقدمها الرئيس على أرض الواقع.
وكان نقيب الصحافيين عبد المحسن سلامة قال في تصريحات إعلامية أمس:« لا بد أن يستمر السيسي في تحقيق تلك الإنجازات لأن شعبية الرئيس تزيد مع تحقيق المزيد منها»، مضيفًا أنه «طلب لقاء الرئيس لعرض أوضاع مهنة الصحافة خاصة ما تشهده الصحافة من مشاكل في أوضاع الصحافيين ومستقبل الصحافة وعرض جميع المشاكل على الرئيس للتوصل إلى حلول لها».

تعيينات المؤسسات الصحافية القومية: نظام السيسي يكافىء مؤيديه

تامر هنداوي

«الحشد الشعبي» يخسر قيادياً بتفجير وعدد من العناصر في اشتباكات مع «الدولة»

Posted: 31 May 2017 02:26 PM PDT

بغداد ـ « القدس العربي»: أكد المتحدث الرسمي لهيئة الحشد الشعبي أحمد الأسدي، أمس الأربعاء، أن عبور مقاتلي تشكيلات الحشد، للحدود العراقية ودخولها الى الدول الاخرى يحتاج إلى موافقة مجلس النواب. وقال الأسدي، في تصريح صحافي إن «خروج أي قوات مسلحة عراقية، سواء كانت من قطعات الجيش او تشكيلات الحشد او جهاز مكافحة الإرهاب، الى خارج نطاق الحدود العراقيـة يحتاج الى تصويت من مجلس النواب، باعتبار أن الدستور العراقي لا يجيز التدخل في شؤون الدول اخرى»، معتبرا ان« الحديث عن هذا الامر في ظل انشغال العراق بمحاربة تنظيم الدولة وتحرير المحافظات هو بعيد عن الواقع». واشار الى أن «هيئة الحشد ستلتزم بجميع التوجيهات والاوامر الصادرة من القائد العام للقوات المسلحـة باعتبارها جزءا من المؤسسة العسكرية».
وأضاف «بعد استعادة جميع المناطق من داعش ومسك الحدود، سيكون للحشد دور اساسي في دعم وتحصين اية منطقة نلمس فيها ضعفا بقدرة القوات المعنيـة على مسك حدودها»، مبيناً أن»سيتم دعم تلك القطعات ومسك الثغرات لنصنع مع التشكيلات الأمنية الاخرى قوات متكاملة تدافع عن كل شبر من اراضي العراق». ميدانياً، أفاد مصدر أمني عراقي، بمقتل مسؤول بارز في الحشد في وقت متأخر من مساء أول أمس، بتفجير وقع في محافظة ديالى (شرق). وقال نقيب الشرطة، حبيب الشمري، إن «عبوة ناسفة انفجرت مساء أول أمس مستهدفةً موكب نائب مسؤول الحشد الشعبي أبو حسن، في ناحية قره تبة وتبعد نحو 110 كيلومترات شمال شرق بعقوبة عاصمة المحافظة». وأضاف، أن «الانفجار أسفر عن مقتل أبو حسن» على الفور، وإصابة أربعة من مرافقيه بجروح». وأبو حسن هو أيضا مسؤول «منظمة بدر» في قره تبة، والتي تعد أحد أبرز فصائل الحشد الشعبي بقيادة وزير النقل السابق هادي العامري، المقرب من إيران. وتقع قره تبة على مقربة من سلسلة جبال حمرين الواقعة بين محافظات صلاح الدين وكركوك وديالى، وتشهد في الأسابيع الأخيرة تزايدا ملحوظا في تحركات مسلحي تنظيم «داعش» الإرهابي. وتأتي الهجمات المتواصلة في المنطقة رغم شن القوات العراقية حملات تمشيط على مدى الشهرين الماضيين.
وكان تنظيم «الدولة» قد سيطر صيف عام 2014 على مناطق واسعة من محافظة ديالى شرقي البلاد، ونفذت قوات من الجيش العراقي مدعومة بالتحالف الدولي عمليات عسكرية واسعة تمكنت من خلالها من تحرير جميع المناطق قبل نهاية 2015. إلى ذلك، قال المقدم علي عبد الجبار، في الجيش العراقي إن «العشرات من عناصر تنظيم داعش شنوا بعد ظهر أمس هجومًا على مواقع قوات الحشد الشعبي جنوب شرق تلعفر غرب الموصل، باستخدام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة». وأضاف أن «اشتباكات دارت لأكثر من 3 ساعات متواصلة شهدت تدخل طيران الجيش العراقي إلى أن تم الحسم لصالح قوات الحشد الشعبي التي تمكنت من إحباط الهجوم». وتابع، أن «حصيلة قتلى داعش بلغت 29 مسلحًا وقتل 18 من قوات الحشد». وأوضح عبد الجبار أن «قوات الحشد تواصل التحرك نحو قرية تل صفوك 40 كيلو باتجاه غرب البعاج غرب الموصل لتحريرها من سيطرة داعش». وانحسر نفوذ التنظيم بشدة داخل الموصل، حيث تدور معارك في آخر معاقله بالمدينة القديمة وسط الجانب الغربي، إلى جانب 3 أحياء إلى الشمال.

«الحشد الشعبي» يخسر قيادياً بتفجير وعدد من العناصر في اشتباكات مع «الدولة»

المغرب: النيابة العامة تقرر تمديد اعتقال ناصر الزفزافي وصك الاتهام يتيح متابعته بموجب قانون الإرهاب

Posted: 31 May 2017 02:25 PM PDT

الرباط ـ «القدس العربي» : تكاثرت الجمعيات والهيئات الناشطة لتخفيف حدة المواجهة بين الدولة وحراك الريف بعد اعتقال قادة الحراك وتوجيه اتهامات لهم عقوباتها السجن لسنوات، مع ما رافق عملية الاعتقال وما تلاها من انتهاكات لحقوق الانسان تكشف عن انتقام من الناشطين الذين يعيدون للمغرب مشاهد عرفها عام 2011 في سياق الربيع العربي والذي تجاوزه بعد تدخل الملك محمد السادس في خطابه يوم 9 اذار/ مارس 2011 وما تضمنه من وعود بالاصلاحات السياسية والدستورية والاجتماعية جنبت المغرب مصيراً مماثلاً لما شهدته عدد من الدول التي مرت بأجوائها رياح الربيع العربي.
وأكدت مصادر حقوقية تمديد الحراسة النظرية (الاعتقال قبل التقديم للمحاكمة) لـ»الناشط الزفزافي ومن معه» بعد ان كان يرتقب فيه أن يحال الثلاثاء على المحكمة الناشط ناصر الزفزافي، قائد «حراك الريف» الذي تشهده مدينة الحسيمة منذ أشهر، بعد التحقيق معه رفقة مجموعة من الموقوفين من طرف عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، الا ان النيابة العامة قررت تمديد فترة وضعه تحت الحراسة النظرية.
وقال المحامي سعيد بنحماني، منسق هيئة الدفاع عن الموقوفين، إنها مدة التمديد قد تصل إلى 72 ساعة في حال ما تم تكييف القضية على أنها جناية، وقد تصل إلى 96 ساعة في حال تعلق الأمر بتهمة «التخابر» وغيرها. وشدد المحامي بنحماني على أن الوكيل العام للملك بالحسيمة لم يرد بعد على طلب الإذن بزيارة المحامين للنشطاء، الذين يتم التحقيق معهم من طرف الفرقة الوطنية.
وكان الوكيل العام للملك بالدار البيضاء قد رفض طلباً مماثلاً، مبرراً ذلك بأنه «غير معني بالملف لكونه لم يأمر بالتحقيق فيه، وأن الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالحسيمة هو الذي أحاله على أنظار الفرقة الوطنية للتحقيق فيه».
وقال موقع الاول إنه سمح لناصر الزفزافي ومن معه من معتقلي حراك الريف بمقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء، بالاتصال هاتفياً بعائلاتهم الثلاثاء، من طرف المسؤولين القضائيين.
وأكد المحامي سعيد بنحماني، نائب رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وعضو لجنة الدفاع عن معتقلي حراك الريف أن، «بعض العائلات أكدت له أن أبناءهم اتصلوا بهم بشكل مقتضب ليطمئنوهم عليهم فقط، وانهم أخبروهم بأنه بخير، لكن محامي المعتقلين تحفظ على هذا الأمر، وأضاف أنهم من الممكن أن لا يقولوا الحقيقة حول تعرضهم لأي تعنيف سواء مادي أو معنوي، إذا ما كانت مكالماتهم قد أجريت تحت المراقبة.
وقال إنه «لا يزال ينتظر رفقة مجموعة من المحامين الذين وضعوا طلبات بخصوص منحهم الإذن بزيارة المعتقلين، من قبل الوكيل العام للملك بالحسيمة، في حين أنه من الممكن أن يتم ذلك في الساعات المقبلة»، وكشف أن «عدد المعتقلين الذين يتم التحقيق معهم بالدار البيضاء من قبل عناصر الفرقة الوطنية وصل إلى 28 معتقلاً».

لجنة دعم معتقلي حراك الريف

وتم تشكيل لجنة دعم معتقلي حراك الريف، بالدار البيضاء عقب جمع عام عقد بحضور قرابة سبعين ناشطاً وناشطة من مختلف التوجهات السياسية والفكرية وتم فرز لجنة مكونة من 9 أعضاء هدفها تتبع ملف المعتقلين من النشطاء والتنسيق مع هيئة الدفاع التي تطوعت للدفاع عنهم، بالإضافة إلى خلق ضغط سياسي من أجل الدفاع عن المعتقلين، وذلك بالنظر لطبيعة الأفراد المكونين للجنة الذين يوجد من بينهم منتمون إلى تيارات سياسية يسارية وإسلامية بالإضافة إلى المستقلين.
وتجاوز عدد المحامين المتطوعين للدفاع عن نشطاء حراك الريف المعتقلين، 600 محامياً من أزيد من 12 هيئة وقال المحامي رشيد بلعلي، المنسق المحلي لهيئة دفاع المعتقلين بمدينة الحسيمة، إن اللائحة الأولية على المستوى الوطني تضم أكثر من 600 محام، ضمنهم 200 من هيئة المحامين الشباب، وأن الرقم مرشح للوصول الى 1000 محامي ومحامية خلال انطلاق أولى جلسات محاكمة معتقلي الحراك، خصوصاً الذين تم نقلهم للدار البيضاء، ضمنهم زعيم الحراك، ناصر الزفزافي.
وكشف مصدر قضائي أن صك الاتهام الموجه لـ«ناصر الزفزافي ومن معه» يمكن تكييفه في حالة التشديد للمتابعة في إطار قانون الإرهاب.
واكد محمد حداش، المحامي وعضو هيئة الدفاع عن معتقلي حراك الريف، أن المحكمة الابتدائية بالحسيمة، قررت الثلاثاء تأجيل النظر في الملف الذي يتابع فيه 25 معتقلا، وذلك إلى غاية 6 حزيران/ يونيو المقبل.
وقال شاهد عيان حضر جلسة المحكمة، إنه شاهد أكثر من 50 رجل أمن أمام المحكمة، أثناء مثول معتقلي حراك الريف وأكدت مصادر من هيئة الدفاع أن آثار الضرب بادية على أجساد المعتقلين، وتم تسجيل محضر في الأمر، كما تم تقديم طلب لإجراء الخبرة الطبية.
وكشف المحامي حداش أن المحكمة لم تجهز الملف كاملاً للبت فيه، كما رفضت الاستجابة لملتمس الدفاع من أجل السراح المؤقت، وذلك في آخر الجلسة ورجحت النيابة العامة سابقاً استبعاد طلبات السراح المؤقت لعدم توفر الضمانات، وخطورة الأفعال المنسوبة إلى «المعتقلين»، في حين أكد حداش لموقع «لكم» أن النقاش كله متجه نحو مسار المحاكمة وأن جل الملتمسات التي سيتم تقديمها ستقدم للمحكمة.
وكشف نبيل أحمجيق، أحد قادة حراك الريف البارزين، أو ما بات يعرف بـ«دينامو حراك الريف»، عن معطيات جديدة تتعلق بوضعية المعتقلين على خلفية الأحداث التي شهدتها مدينة الحسيمة الأسبوع الماضي، وأكد أن ناصر الزفزافي، الذي بات رمزاً للحراك الشعبي بالمغرب، ورفاقه يخوضون إضراباً عن الطعام لليوم الثاني على التوالي.
وأوضحفي شريط فيديو جديد بث على صفحته الفيسبوكية، على أن المعتلقين في حاجة ماسة لتضامن كل الفئات الشعبية وكل الغيورين على حقوق الإنسان، مشيراً إلى أن النشطاء مصرون على النضال حتى الإفراج عن المعتقلين وعلى رأسهم ناصر الزفزافي.
وشهدت عدد من المدن المغربية بعد صلاة تراويح الثلاثاء تدخلات أمنية عنيفة في حق المتظاهرين المتضامنين مع الحراك الشعبي الريفي حيث تدخلت قوات الأمن لمنع وقفة احتجاجية نظمت أمام البرلمان بالرباط، حيث لم تمر سوى دقائق معدودة حتى تدخلت القوات العمومية لتفريق المتظاهرين بالعصي، ورفع النشطاء شعارات «هي كلمة واحدة هذه الدولة فاسدة». وكما شهدت الوقفة الاحتجاجية أمام مقر الشرطة القضائية بالبيضاء تدخلات أمنية عنيفة مماثلة وكذلك في مدينة فاس.
وخرج الآلاف في مدينة الحسيمة، في مسيرة حاشدة عبروا عن غضبهم تجاه مسلسل الاعتقالات الذي استهدف نشطاء الحراك ورفع المتظاهرون بالحسيمة شعار «يا مخزن حذار حذار كلنا الزفزافي»، و»الشعب يريد سراح المعتقل» و«الله الوطن الشعب»، و»حرية كرامة عدالة اجتماعية» و»بالروح بالدم نفديك يا ناصر».
وأكدت نوال بنعيسى، الناشطة التي قادت مسيرة الليلة، خلال كلمة لها أمام الآلاف من الحشود في ساحة حي سيدي العابد في مدينة الحسيمة، على أن الاحتجاجات ستستمر وأن النشطاء عازمون على تنظيم مسيرة مليونية في 20 تموز/ يوليو الجاري للمطالبة بتحقيق العدالة الاجتماعية بمناطق الريف ورفع التهميش عنها والمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين.
وقال والد ناصر الزفزافي، الذي يتعرض لحملة تشوية في المواقع الالكترونية المقربة من السلطات خلال كلمة له أمام المحتجين «اعذروني لست مستعدًا لإلقاء الكلمة، لكن جئت إلى هنا لأطمئن الى ضرورة استمرار الحراك، جئت لأطمئن ناصر ورفاقه أقول لهم إن الحراك وباقي نشطاء في مختلف المناطق بالمغرب معكم» وأضاف «نطالب الدول بالإفراج عن المعتقلين السياسيين والمختطفين ودمت للنضال أوفياء «ولكن ما أؤكد عليه كما قال ناصر الزفزافي السلمية ثم السلمية ثم السلمية».
واكدت نوال بنعيسى، بعد انتهاء المسيرة الاحتجاجية، إن الحراك مستمر ونحن ملتزمون بخيار السلمية، وأن الحراك لن يتوقف حتى تحقيق المطالب المشروعة وإطلاق سراح المعتقلين.

مظاهر حضارية

ولوحظ انه مباشرة بعد نهاية المسيرة التي عرفت مشاركة الآلاف من المتظاهرين قام عدد من الشباب بحملة لتنظيف الساحة التي أطلقوا عليها تسمية «ساحة التحرير»، من النفايات التي خلفها المتظاهرون ولقيت هذه المبادرة استحسان عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي معتبرين انها إحدى المظاهر الحضارية في الاحتجاجات.
واختفى أغلب نشطاء الإعلام والصحافيين الذين ينشطون في مواقع التواصل الاجتماعي ومنهم صحافيون بمواقع محلية بالحسيمة بعد المضايقات المتكررة التي يتعرضون لها وخوفاً من اعتقالهم، نظراً للتغطيات المكثفة للحراك وبثهم للمظاهرات عبر تقنية «لايف» على «الفيسبوك» في صفحاتهم.
وقال نداء نشره موقع «لكم»، وحمل توقيع كلٍ من محمد الأصريحي مدير موقع «ريف 24 الأخبار»، وجواد الصابري صحافي ومصور ميداني بموقع «ريف 24»، وعبد العالي حدو مدير موقع «أراغي تيفي»، «نرفع أصواتنا عالياً لنوجه نداء استغاثة لكل المنظمات الحقوقية الدولية ومراكز القرار التي تدافع عن حرية الرأي وحرية التعبير الذي تكفله كل المواثيق الدولية لما لحق بنا من ملاحقات ومضايقات واعتقالات وتنكيل ومطاردات فقط لأننا كنا بعمق الحدث يحكمنا ضمير مهني بحت لنقل الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة».
وأبدت حركات وهيئات مغربية اشمئزازها من «مهزلة التهويل والتهليل بالفتنة»، معتبرة أنه إذا كان شكلاً لإرهاب البسطاء وتخويفهم فإنه «استخفاف مبتذل لقدرة الوعي الجماعي على فهم طبيعة الصراع القائم».
ودعت في بلاغ صحافي إلى جبهة وطنية لمساندة الحراك الشعبي وإطلاق سراح كل نشطاء الاحتجاجات الشعبية. ونوهت باستمرار الحراك متماسكاً رغم بيانات التخوين والعمالة وخجل مبادرات الدعم المبدئي المحصور في فضاءات النخب وتواطؤ قوى الأحزاب التقليدية بصمتها.
وأدان البلاغ «انفصام وعبثية» التعاطي الرسمي مع الحراك الشعبي، الذي يتجلى من خلال تمتيع مناطق الجنوب بالريع، في مقابل «قمع وعسكرة» فيما تبقى من المناطق بدون مواجهة حقيقية لخلل التنمية عبر تحديث الإدارة وإرساء ميكانيزمات الديمقراطية المحلية بكل جهات البلاد.
وأعلنت الحركات والهيئات، وعددها اثنتا عشرة، عن تحميل السلطة مسؤولية تأزيم الأوضاع وعدم التجاوب مع مطالب اجتماعية لساكنة الريف. وطالبت بإطلاق سراح كل نشطاء الحراك وإيقاف المتابعات ورفع كل مظاهر التوتر الأمني. مؤكدة أنها ستنتدب لجنة وطنية تضم محامين ومحاميات وحقوقيين من أجل تتبع الوضع ميدانيا وتتبع كل مراحل التحقيق والمحاكمات. وطالب البلاغ رئاسة الحكومة بتحمل كامل مسؤولياتها التاريخية وجعل الداخلية، وكل الأجهزة الأمنية، طرفاً يشتغل تحت إشرافها. وعبر المكتب التنفيذي للمنتدى المغربي من أجل حقوق من أجل الحقيقة والانصاف عن قلقه البالغ إزاء الانزلاقات الخطيرة المحيطة بحركة الاحتجاج الاجتماعي في الريف، واكد مشروعية مطالب حراك الريف، مديناً كل تضييق للحق في الاحتجاج السلمي ضد الخصاص التنموي والاجتماعي الفظيع، ورفض تخوين احزاب الأغلبية الحكومية للنشطاء، رافضا أيضا الزج بالمساجد من طرف الدولة أو من طرف نشطاء الحراك في الصراع الاجتماعي حول واقع ومستقبل المنطقة.

خروقات قانونية وحقوقية

وسجل منتدى الكرامة لحقوق الإنسان، المقرب من حزب العدالة والتنمية، الحزب الرئيسي بالحكومة، مجموعة من الخروقات القانونية والحقوقية، التي رافقت تدخلات النيابة العامة والقوات العمومية في موضوع الحراك السلمي الذي تشهده مدينة الحسيمة والمناطق المجاورة لها، مؤكدا ضرورة تمتيع الموقوفين بكل الضمانات القانونية والحقوقية المنصوص عليها في الدستور والقوانين ذات الصلة.
واعتبر المنتدى في بلاغ له، ارسل لـ»القدس العربي» أن ما قام به الوكيل العام للملك بالحسيمة عبر إصدار بلاغه المذكور وتعميمه على وسائل الإعلام العمومية، يشكل خرقاً خطيراً لقاعدة مسطرية تشكل ضمانة أساسية لحقوق وحرية المواطن ناصر الزفزافي، معرباً في السياق ذاته، عن قلقه، مما صرح به دفاع المتهمين من ملاحظة آثار الضرب والتعنيف التي كانت بادية على بعضهم، وأيضاً ما أفادوا به أمام وكيل الملك من وصفهم أثناء البحث بعبارات قدحية.
واعتبر بلاغ منتدى الكرامة، أن نسبة ارتكاب أفعال مخالفة للقانون الجنائي، في بلاغ الوكيل العام للملك، قبل الاستماع للمواطن المعني، وقبل البحث فيها، يعد توجيهاً بإدانة مسبقة، وضرباً بعرض الحائط لقرينة البراءة المنصوص عليها في الدستور.
وجدد المنتدى تضامنه مع المطالب المشروعة للحراك السلمي لمنطقة الريف، معلناً وقوفه بكل إمكاناته إلى جانب ضحايا الخروقات القانونية لتدخلات الجهاز التنفيذي ضدهم، كما يعلن تقديمه للمؤازرة الحقوقية للمعتقلين وعائلاتهم.
وقال بيان لـ«المبادرة المدنية من أجل الريف»، انها ومنذ تأسيسها تلاحظ بانشغال وبقلق بالغ تطورات الوضع في الحسيمة والمنطقة بصفة عامة وسجلت تسارع الأحداث منذ التصريحات المتحاملة لأحزاب من الأغلبية الحكومية على الحركية المطلبية، وتوقفت عند انتقال اللجنة الوزارية إلى مدينة الحسيمة والتوضيحات والالتزامات التي قدمتها في لقاءات متعددة بشأن المشاريع المتعلقة بالمنطقة. وانها تابعت بقلق حادث صلاة الجمعة الأخير، والاعتقالات التي طالت عدداً من النشطاء والإصابات التي لحقت بمواطنين وعناصر من الأمن.
واكدت المبادرة التي تضم شخصيات سياسية وحقوقية ومدنية دعمها للمطالب العادلة للحركية الاحتجاجية في الريف، بما يعزز الحفاظ على وحدة الوطن والسلم المدني كدعامة أساسية لكسب التحديات في سياق مضطرب إقليمياً ودولياً، والتأكيد على حاجة منطقة الريف بشكل خاص لاستكمال مسارات المصالحة وجبر الأضرار بمقاربة نوعية ومتجددة.
ودعت المبادرة الى العمل على تعزيز تدابير الثقة بإطلاق سراح المعتقلين الموقوفين على خلفية التظاهر السلمي وتداعياته، بالموازاة مع إطلاق عملية الحوار بين الفاعلين الأساسيين على المستوى المؤسساتي والمدني والتسريع بالانتقال إلى برنامج الحكومة بشأن تلبية المطالب وأجندة تنفيذ الالتزامات وإحداث آليات التقييم والمراقبة واليقظة بشأن وتيرة الانجاز وفعاليته.
وطالب نشطاء يساريون وفعاليات حقوقية إلى جانب قيادات من حزب العدالة والتنمية الحزب الرئيسي بالحكومة، حضرت في الوقفة الاحتجاجية التي نظمت مساء اول امس الثلاثاء، بإطلاق سراح المعتقلين على خلفية الأحداث التي شهدتها الحسيمة الأسبوع.
وندد المشاركون في الوقفة بـ«المقاربة الأمنية التي تنهجها الدولة ضد الاحتجاجات»، كما طالبوا بإطلاق سراح معتلقي الناشطين لحزب العدالة والتنمية المعتقلين على خلفية «مقتل السفير الروسي» في أنقرة.
وقالت لطيفة البوحسيني الناشطة اليسارية، «إننا نعيش على وقع الصدمة خصوصا أننا نشهد ردة حقيقية، وأنا مصدومة من هذا التردي خصوصاً ما حدث في هذين اليومين الأخيرين على إثر حراك دام لسبعة أشهر ولم يقع أي انزلاق، عبر فيه النشطاء عن حس راق، فإذا بمسؤولي هذا البلد يتصدون لرموز الحراك بطريقة تذكرني بسنوات الرصاص».
وقال عبد العالي حامي الدين، رئيس منتدى الكرامة لحقوق الإنسان، «إن المغرب يعيش تراجعات في المجال الحقوقي، من خلال المس بحرية التعبير في مواقع التواصل الاجتماعي».

تضليل الرأي العام

وانتقد حامي الدين بشدة استدعاء قناتي الأولى وميدي1 تيفي لصور مفبركة لأحداث عنف رياضية تستهدف حراك الريف معتبراً ذلك تضليلاً للرأي العام ومحاولة إلصاق تهمة «العنف» للحراك الشعبي، مؤكداً على أن طريقة التعامل مع احتجاجات الريف عرفت تراجعات حقوقية خصوصاً الاعتقالات العشوائية التي أقدمت عليها السلطات.
ودعا عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية المغربي، رجال السلطة «إلى السهر على التطبيق الصارم للقانون، لتحصين وترسيخ الممارسة الديمقراطية، دون الرضوخ لمزايدات ذوي النيات السيئة الذين يحاولون استغلال بعض القضايا والملفات الاجتماعية لزعزعة الاستقرار والتشويش على ما تم تحقيقه من مكتسبات».
وأكد لفتيت امس الأربعاء، أن «الحضور الفعلي لرجل السلطة في دائرة نفوذه أمر لا محيد عنه، ولا يمكن لأي كان الحلول محله، بل إن غيابه عن الميدان وتقصيره في أداء مهامه يعتبر خطأً جسيماً يعرضه للمساءلة».
ودعا رجال السلطة إلى «التحلي بالانضباط وحسن الخلق، مراعاة لوضعيتهم الاعتبارية، والابتعاد عن كل ما من شأنه إضعاف مؤسسات الدولة والمس بمصداقيتها أو التشكيك في فعاليتها وتبخيس أدائها».

المغرب: النيابة العامة تقرر تمديد اعتقال ناصر الزفزافي وصك الاتهام يتيح متابعته بموجب قانون الإرهاب

محمود معروف

العبادي يوجه بالحفاظ على أمن بغداد بعد استهدافها بسلسلة تفجيرات

Posted: 31 May 2017 02:25 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: وجه رئيس الوزراء، حيدر العبادي، أمس الأربعاء، قيادة عمليات بغداد للحفاظ على الأمن في العاصمة وحماية أرواح المواطنين، وذلك بعد سلسلة تفجيرات ضربت بغداد و أودت بحياة عشرات المدنيين.
وحسب بيان للمكتب الإعلامي للعبادي، فقد أصدر القائد العام للقوات المسلحة خلال زيارته لمقر قيادة عمليات بغداد واجتماعه بقادتها، مجموعة توجيهات وإجراءات لحماية المواطنين. وأكد على «وجوب الاقتصاص من كل من يريد أن يعبث بارواح الابرياء وعدم السماح له بتنفيذ مخططاته خصوصا ونحن نطوي آخر صفحاته السوداء». واطلع العبادي خلال الزيارة على الخطط الأمنية في العاصمة بغداد بعد التفجيرات «الإرهابية» التي استهدفت المواطنين خلال اليومين الماضيين، في الكرادة ودائرة التقاعد وهيت، داعيا إلى إفشال مخططات «الإرهابيين» الذين يتلقون الهزائم ويحاولون زعزعة أمن المواطنين. في السياق، أعلن مصدر عسكري عراقي أن قوات الأمن العراقية أوعزت بتشديد الاجراءات الأمنية ما بين محافظتي الانبار وبغداد لـ«منع تدفق الإرهابيين» الى مناطق العاصمة . وقال مصدر بقيادة عمليات الانبار إن «القيادة العسكرية العليا اوعزت بتكثيف التواجد العسكري عند الطرق ما بين محافظتي بغداد والأنبار لورود معلومات تفيد بنية الإرهابيين التنكر بصفة مدنيين لتنفيذ عمليات إرهابية في مناطق بغداد».
واضاف المصدر أن «القوات العراقية قامت بتكثيف تواجدها في المناطق الصحراوية الحدودية ما بين المحافظتين» مشيرا الى ان «القوات الأمنية تقوم بتدقيق المدنيين الداخلين الى المحافظتين للحيلولة دون وقوع عمليات إرهابية» . وكان رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية، صرح في وقت سابق بأن السيارة المفخخة التي استهدفت منطقة الكرادة وسط العاصمة بغداد منذ يومين، كانت آتية من قضاء القائم غربي محافظة الانبار.
وبعد انفجارات وقعت خلال اليومين الماضيين في بغداد، وأسفرت عن مقتل نحو 30 شخصا وإصابة العشرات وأعلن تنظيم «الدولة» مسؤوليته عنها، ذكرت مصادر أمنية وطبية عراقية أن 14 شخصا قتلوا وأصيب 23 آخرون في التفجير الانتحاري الذي وقع مساء اول أمس في مدينة هيت غربي مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار غرب بغداد.
وقالت المصادر إن «انتحاريا يرتدي حزاما ناسفا فجر نفسه الليلة الماضية في قضاء هيت غربي الرمادي، ما أوقع 14 قتيلا، بينهم الصحافي صهيب الهيتي مراسل محطة تلفزيون آسيا الفضائية، و23 مصابا».

العبادي يوجه بالحفاظ على أمن بغداد بعد استهدافها بسلسلة تفجيرات

إعدامات ميدانية واعتقالات في شرق حلب وسط تقدم قوات النظام السوري والميليشيات الموالية له

Posted: 31 May 2017 02:25 PM PDT

حلب ـ «القدس العربي»: أكد ناشطون أن قوات النظام السوري والميليشيات الموالية له نفذت إعدامات ميدانية بحق العديد من المدنيين بالإضافة إلى اعتقال العشرات منهم، بالتزامن مع مواصلة تقدمها ضد تنظيم الدولة الإسلامية في شرق حلب، فيما أعلن التنظيم مدينة مسكنة وما حولها منطقة عسكرية، وطالب جميع السكان المدنيين بالخروج منها في ظل تعرضها للقصف الجوي المكثف من قبل الطيران الروسي والسوري.
وقال الناشط الإعلامي أحمد المحمد لـ «القدس العربي»، «إن قوات النظام السوري والميليشيات الموالية له ارتكبت مجزرة بحق المدنيين في قرية الفرعية غربي مدينة مسكنة، حيث نفذت إعدامات ميدانية فور سيطرتها على القرية، وعرف من الضحايا ثلاثة أشخاص وهم عبدالله الدالي و حميدي السواد و علي العناز، بالإضافة إلى اعتقال العشرات في القرى التي سيطرت على خلال الأيام الماضية».
وأضاف «ان الحملة التي تقوم بها قوات النظام مدعومة بميليشيات أجنبية لا تزال مستمرة، حيث تقدمت خلال اليومين الماضيين بشكل كبير وسيطرت على قرى الحميدية، محطة ابقار السكرية، موالح صغير وموالح كبير ومستريحه وبطوشيه ورمضانيه وطعوسات وخربة الذيب وخربة حسون وشيحه والعبس ووادي الموالح، وذلك بالتزامن مع حملة قصف جوية مكثفة بعشرات الغارات الروسية والبراميل المتفجرة من قبل طائرات نظام الأسد».
وأشار المحمد إلى أن «قوات النظام والميليشيات الأجنبية التي تقاتل بجانبه تقترب من السيطرة على مدينة مسكنة، بعد الحصار الذي فرضته عليها، من الجهة الشمالية والغربية، حيث أصبحت هذه القوات على مسافة قريبة من المدينة، حيث من المرجح محاولة اقتحامها والسيطرة عليها وهي آخر بلدة يسيطر عليها التنظيم في ريفي حلب الشرقي والجنوبي الشرقي».
وأوضح أن «النظام يستميت للسيطرة على مدينة مسكنة كونها مدينة استراتيجية في ريف حلب الشرقي وهي واقعة بين مطارين كويرس والجراح العسكري من جهة ومن جهة اخرى تقع ع استراد حلب ـ الطبقة – الرقة بالإضافة إلى كونها مدينة زراعية ويوجد فيها محطة مياه البابيري التي تعتبر المحطة التي تقوم بضخ المياه باتجاه محافظة حلب بعد تعقيمها في محطة الخفسة».
وفي سياق متصل يقول الناشط الإغاثي صلاح الجاسم، «إن ما يجري في بلدة مسكنة وريفها ليس قتال بين طرفين مسلحين، انما الغاية منه التهجير القسري لأبناء البلدة العزل، حيث ان الطيران الروسي والسوري يستهدف أي شيء امامه على الأرض حتى الاراضي الزراعية تم استهدافها وحرقها دون ان يهدأ، فليس لديه هدف سوى الخراب والدمار وبث الرعب بين صفوف المدنيين الذين منعتهم الظروف الصعبة من الهروب إلى مناطق آمنة».
وأكد لـ «القدس العربي، «ان بلـدة مسـكنة ومحــيطها يتعرضـان منـذ ثـلاثة أيام وعلى مدار السـاعة للقصف بشكل جنوني بمـئات الغارات الجوية والبراميـل المتفـجرة والـقذائف الصاروخية والمدفعية وسـط تعـتيم إعـلامي كبير، حيث ان القصف لم يميز بين سوق مسـكنة والكـجلي (القـرداحة الصـغيرة) وبالتـالي الأمـر الـذي أدى إلى دمـار معظـم البـلدة بشــكل كـامـل».
يشار إلى أن تنظيم «الدولة» كان قد أعلن منذ أيام مدينة مسكنة ومحيطها في شرق حلب منطقة عسكرية، وطالب السكان المدنيين بالخروج منها جراء تعرضها للقصف الجوي والمدفعي في ظل احتدام المعارك بينه وبين قوات النظام التي اقتربت إلى مشارف المدينة مدعومة بمليشيات طائفية على الأرض ودعم جوي من قبل الطيران الروسي.

إعدامات ميدانية واعتقالات في شرق حلب وسط تقدم قوات النظام السوري والميليشيات الموالية له

عبد الرزاق النبهان

المدعي العام السابق للجنائية الدولية: الاستيطان جريمة حرب ستؤدي إلى إدانة إسرائيل

Posted: 31 May 2017 02:24 PM PDT

رام الله – «القدس العربي»: قال لويس مورينو اوكامبو المدعي العام السابق لمحكمة الجنايات الدولية، إن التحقيق الذي يجريه مكتب الادعاء العام في المحكمة الجنائية الدولية في ملف الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية بما فيها القدس سيؤدي الى إدانة قيادات إسرائيلية من قبل المحكمة، باعتبار الاستيطان جريمة حرب مستمرة ويشكل انتهاكا قانونيا واضحا لميثاق روما ولقواعد القانون الدولي التي تحظر على قوة الاحتلال نقل سكانها المدنيين الى الإقليم المحتل. وكشف ان مكتب الادعاء قد قطع شوطا في فحص قضية الاستيطان الاسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة. 
جاءت تصريحات أوكامبو خلال حلقة نقاش خاصة نظمتها جامعة القدس شاركت فيها مجموعة من الأكاديميين والطلبة والباحثين المختصين في مجال القانون الجنائي الدولي، ونقاش آليات عمل المحكمة الجنائية الدولية وتسلسل الأحداث المتعلقة بالشكوى الفلسطينية المرفوعة أمام المحكمة. 
واعتبر أن قضية الاستيطان التي قدمتها فلسطين إلى المحكمة الجنائية الدولية أربكت الجانب الإسرائيلي كثيراً، وجعلت الحكومة الإسرائيلية تحاول الدفاع عن النفس حتى وإن كانت في لغتها في خانة الهجوم، وراحت تجند محامين أكثر كما قال أحد الساسة في حكومة الاحتلال. 
وأشاد بالدبلوماسية الفلسطينية التي جعلت فلسطين ليس فقط عضواً في المحكمة الجنائية الدولية، بل تمكنت أيضا من انتزاع اعتراف عالمي بها كدولة تحت الاحتلال من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبذلك أصبحت فلسطين كدولة حقيقة قانونية وسياسية غير قابلة للجدل.
ورأى ان الدعوى الفلسطينية ليست غاية وإنما وسيلة ضمن وسائل سياسية وديبلوماسية متنوعة يستخدمها الجانب الفلسطيني في سبيل تحقيق غايته المشروعة المتمثلة بإنهاء الاحتلال، وأن المزيد من الضغط سيؤدي بالجانب الإسرائيلي الى الوصول الى قناعة أن لا سبيل أمامه إلا بمراجعة سياساتة إزاء الفلسطينيين وتحديدا الاستيطان، وأن كل المحامين الذين سيجندهم لن يتمكنوا من حمايته من المسؤولية الجنائية عن هذه الانتهاكات، مع الإشارة إلى أهمية الدور الذي من الممكن ان تلعبه مؤسسات المجتمع المدني في فضح هذه الانتهاكات، وتحديدا المراكز القانونية في الجامعات. 
وبحث اوكامبو مع عماد ابو كشك رئيس جامعة القدس سبل التعاون المشترك لغايات تطوير البرامج الأكاديمية في القانون الدولي وتعزيز مهارات التقاضي أمام المحاكم الدولية المختلفة. وتم الاتفاق على تطوير برنامج دولي يضم طلبة وخبراء من مختلف الجنسيات، تحديدا من أوروبا وأمريكا اللاتينية، تحتضنه جامعة القدس ويهدف الى تعزيز المهارات العملية لدى العاملين في مجال حقوق الإنسان والسياسات الدولية، خاصة المهارات المتعلقة بالمرافعات الدولية والتعامل مع المنظمات الدولية ذات العلاقة، وليكون هذا البرنامج أيضا فرصة لتعريف المشاركين الدوليين بحقيقة ما يجري من انتهاكات في فلسطين. 
وتجول المسؤول الأممي السابق في حرم جامعة القدس ومحيطها، حيث اطلع على البرامج الأكاديمية المختلفة التي تقدمها وعلى بنيتها التحتية وخططها المستقبلية، وعلى الجدار الفاصل الذي يحاذيها، معبرا عن استيائه من سياسة التضييق التي تمارسها السلطات الإسرائيلية بحق جامعة القدس، وأبدى إعجابه الشديد بما حققته الجامعة من إنجازات نوعية على الصعد الأكاديمية والبحثية بالرغم مما تواجهه من عقبات نتيجة لسياسات الاحتلال، وتمكنها من النهوض كمؤسسة أكاديمية مرموقة.

المدعي العام السابق للجنائية الدولية: الاستيطان جريمة حرب ستؤدي إلى إدانة إسرائيل

فادي ابوسعدي

أنقرة تؤكد أن تسليح واشنطن للأكراد السوريين أمر «بالغ الخطورة» و«قسد» تحذر «الحشد الشعبي» العراقي من دخول مناطق سيطرتها

Posted: 31 May 2017 02:23 PM PDT

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: حذر وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو امس الاربعاء من تسليم واشنطن أسلحة إلى المقاتلين الأكراد في سوريا الذين تعتبرهم أنقرة «إرهابيين»، مشيراً إلى أن ذلك «أمر بالغ الخطورة».
وقال ان «هذه الإجراءات في غاية الخطورة على وحدة وسيادة أراضي سوريا»، مضيفاً ان هذه الأسلحة يمكن ان تستخدم ضد تركيا و»كل الإنسانية» ايضاً. وتعتبر واشنطن ان القوات الديمقراطية السورية هي القوات المحلية الوحيدة القادرة على ان تقاتل الجهاديين وخصوصاً لاستعادة الرقة، عاصمة الامر الواقع لتنظيم «الدولة».
لكن انقرة التي تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية امتداداً لحزب العمال الكردستاني، المجموعة الانفصالية الكردية المصنفة من قبل الاتراك وحلفائهم الغربيين «إرهابية»، تتخوف من ان تستخدم هذه الأسلحة ضد تركيا.
وشدد الوزير التركي على القول «اذا كانت عودة الاستقرار إلى سوريا هي الهدف المنشود، فمن الضروري اذن العودة عن هذا الخطأ».وقال «نشدد على الخطر الذي يشكله دعم وحدات الشعب الكردية، على مستقبل سوريا».
وتتخوف تركيا من إنشاء منطقة يسيطر عليها الأكراد في شمال سوريا، على الحدود التركية. وشنت انقرة ايضاً هجوماً برياً في شمال سوريا في آب/اغسطس الماضي لصد تنظيم الدولة الإسلامية عن حدودها لكن ايضاً لمنع وصل مختلف المناطق التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية ببعضها البعض.
وقد حاولت الولايات المتحدة تهدئة تركيا، الشريك في اطار حلف شمال الاطلسي، من خلال التأكيد ان الأسلحة ستسلم بحكمة وتخضع للمراقبة حتى لا تصل إلى تركيا.
وقالت الولايات المتحدة إنها بدأت في توزيع أسلحة على فصيل كردي سوري يقاتل للمساعدة في استرداد مدينة الرقة من تنظيم «الدولة». وبذلك تمضي واشنطن في خطتها الحربية التي أثارت غضب تركيا حليفتها في حلف شمال الأطلسي.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية أدريان رانكين-جالواي إن الجيش الأمريكي قدم للمقاتلين الأكراد أسلحة خفيفة ومركبات وأضاف أنه يعتقد أن الأسلحة وزعت الثلاثاء.
وقال مسؤول أمريكي آخر طلب عدم نشر اسمه إن توزيع الأسلحة بدأ في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة بناء على تفويض من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا الشهر. وأبلغ مسؤلوون أمريكيون «رويترز» أن الولايات المتحدة تتطلع أيضاً لتعزيز التعاون المخابراتي مع تركيا لدعم حربها ضد حزب العمال الكردستاني. إلى ذلك حذر الناطق الرسمي باسم «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) طلال سلو قوات الحشد الشعبي العراقية من دخول الأراضي التي تسيطر عليها القوات في محافظة الحسكة شرقي سوريا. وقال سلو في تصريح لموقع «كردستان 24 « امس الأربعاء «سنتصدى لأي محاولة من قبل الحشد الشعبي للدخول لمناطق سيطرة قواتنا: لن نسمح لأي قوات بالدخول ضمن مناطق سيطرتنا».
وكان القيادي في الحشد الشعبي أمين عام منظمة «بدر» هادي العامري قال مؤخرًا إن قوات الحشد ستتقدم باتجاه مدينة القائم العراقية المقابلة لمدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي على الحدود السورية العراقية، الأمر الذي يجعلها في مواجهة مع قوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر على ريف محافظة الحسكة الجنوبي الشرقي.
وزار مستشار الأمن القومي العراقي صالح الفياض دمشق منتصف الشهر الجاري لنقل رسالة شفهية من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى الرئيس السوري بشار الأسد حول «أهمية الاستمرار في تعزيز التعاون القائم بين سوريا والعراق في حربهما ضد التنظيمات الإرهابية التكفيرية، وخصوصاً فيما يتعلق بتنسيق الجهود في محاربة تنظيم داعش الإرهابي على الحدود المشتركة بين البلدين».

أنقرة تؤكد أن تسليح واشنطن للأكراد السوريين أمر «بالغ الخطورة» و«قسد» تحذر «الحشد الشعبي» العراقي من دخول مناطق سيطرتها

النظام السوري يطوي صفحة «عاصمة الثورة» بعروض عسكرية وفعاليات احتفالية في حي الوعر

Posted: 31 May 2017 02:23 PM PDT

دمشق ـ «القدس العربي»: بعد ان انتهى النظام السوري برعاية حكومة موسكو، من إفراغ حي الوعر في مدينة حمص، وهجّر المدنيين والثوار على حد سواء، عقب اتفاق فرضه الأخير على كتائب المعارضة، أفضى إلى اخراج المحاصرين من أحيائهم إلى مناطق سيطرة الثوار، أقام النظام السوري بحضور رسمي وعسكري، عرضاً عسكرياً لوحدات الجيش أمام قصر العدل في الحي، ضمن فعاليات احتفالية، إشعاراً منه بنجاح عمليات المصالحات وفرض سيطرته على كامل حي الوعر، آخر معاقل المعارضة التي هجرت من مدينة حمص.
وخلال العرض الذي قدمته الكليات العسكرية بحضور أمين فرع جامعة البعث لحزب البعث محمد عيسى وعدد من أعضاء قيادتي فرعي حمص والجامعة لحزب البعث وأعضاء مجلس الشعب بالمحافظة وفعاليات عسكرية وحزبية ودينية، قال محافظ حمص طلال البرازي في تصريح صحافي ان النظام السوري يسعى الآن إلى إعادة الخدمات الأساسية سواء الاتصالات أو المياه أو الكهرباء والصرف الصحي وإعادة مؤسسات الحكومية إلى حي الوعر، مبيناً أن «المحافظة بدأت بتنفيذ خطة إعادة العمل في المؤسسات الحكومية بالوعر تدريجياً كما في قصر العدل ومقسم الاتصالات وقسم شرطة حمص الجديدة في الحي وغيرها» فيما تقوم اللجان المتخصصة بتقييم الأضرار تمهيداً لعودة المؤسسات إلى الحي خلال الفترة القليلة المقبلة.
فيما صرح قائد الشرطة اللواء خالد هلال بأن قسم شرطة حمص الجديدة بدأ عمله بعد خروج كتائب المعارضة من حي الوعر، مؤكدًا دخول عناصر الشرطة إلى مراكزها داخل حي الوعر.
مدينة حمص التي تضم 44 حياً هجّر النظام السوري معظمها، فيما واجه أهالي نحو 15 حياً تهجيراً كاملاً، ومنهم البياضة والانشاءات والخالدية وبابا عمرو وباب سباع وباب تدمر وباب دريب والقصور وغيرها من الأحياء، لما يمتلكون من رمزية لدى الثائرين على النظام، وشغلوا بمدينتهم اسم «عاصمة الثورة» وتم تفريغهم وتهجير أهلهم برعاية روسية، حيث كان آخر هذه الأحياء هو حي الوعر، وبذلك فرض النظام سيطرته على كامل المدينة، بعد حصار طويل وقصف بجميع أنواع الأسلحة.
ووفقاً لمصادر معارضة فقد دخلت كتيبة من الشرطة العسكرية الروسية، في التاسع عشر من شهر أيار/ مايو إلى حي الوعر وتسلمت جبهات الحي الوعر عقب انسحاب كتائب المعارضة منها، وذلك بالتزامن مع التحضير لتهجير آخر دفعة من أهالي الحي إلى مناطق سيطرة الثوار، حيث استلمت الكتيبة الروسية جبهات الجزيرة السابعة، والجزيرة الثامنة، وأشار المصدر في لقاء مع القدس العربي ان القوات الروسية «تعمل في فرض سيطرتها على مصفاة حمص النفطية، والتي تعتبر أكبر المصافي النفطية في سوريا، إلا أن الخطوة الروسية تحتاج لتحييد الميليشيات الشيعية من المنطقة، وأن الاتفاق بين الروس وهذه الميليشيات يضمن بقاء الأخيرة لحين تفريغ حي الوعر بالكامل من المقاتلين والأهالي الرافضين للتسوية».
النظام السوري افتتح مكاتب للهجرة والجوزات، والأحوال المدنية في حي الوعر المحاصر في مدينة حمص، قبيل الانتهاء من إفراغ أهالي الحي، لتسهيل استخراج جوزات السفر للمهجرين، مقابل 400 ألف ليرة سورية، أي ما يساوي 800 دولار أميركي للجواز الواحد.
وحسب مصادر أهلية لـ «القدس العربي» فإن انشاء مكتب هجرة وجوازات داخل حي الوعر كان ضمن أحد بنود اتفاق حي الوعر، لإصدار جوازات لمن يريد من داخل الحي ولو كان مطلوباً لأفرع المخابرات لدى النظام، ولكن مقابل دفع رسم قنصلي 470 دولاراً للجواز، وبعد مماطلة طويلة افتتح النظام مكتب للهجرة وبدء اصدار الجوازات، ولكن مع تغير المبلغ المتفق عليه، ليكون الرسم 800 دولار.
وكان من المفترض ان يبدأ كل من مكتب الهجرة والجوزات ومكتب الأحوال المدينة عمله بعد خروج الدفعة الأولى من مهجري الوعر، إلا ان مكتب الأحوال المدنية بقي إلى ما بعد الدفعة الرابعة حتى بدء عمله الفعلي حسب المصدر.

النظام السوري يطوي صفحة «عاصمة الثورة» بعروض عسكرية وفعاليات احتفالية في حي الوعر

هبة محمد

حراك الريف: مغاربة يعتصمون أمام برلمان هولندا ويتظاهرون أمام المفوضية الأوروبية في بروكسل والأمم المتحدة في بون

Posted: 31 May 2017 02:22 PM PDT

مدريد- «القدس العربي» : بدأ ملف الحراك الشعبي في الريف بتسجيل تطورات سياسية في أوروبا بسبب إصرار ناشطين على التعريف به مؤسساتياً خاصة بعد اعتقال نشطاء الحراك ومنهم ناصر الزفزافي الاثنين الماضي. ومن أبرز ردود الفعل العملية مسيرة واعتصام للمغاربة أمام برلمان هولندا في لاهاي وأخرى أمام المفوضية الأوروبية في بروكسل ثم إصدار بلدية برشلونة بياناً تضامنياً مع الحراك.
ونجح نشطاء إسبانيا في استصدار بيان تضامني من بلدية برشلونة، وصدر الجمعة من الأسبوع الماضي ويتضمن تأييد مطالب سكان الريف شمال المغرب ومطالبة الدولة المغربية بتلبية المطالب المتعلقة بالشغل والصحة والتعليم. ومن المحتمل صدور بيان مماثل من طرف برلمان كتالونيا خلال الأسبوع المقبل. كما سيحضر ملف الريف في بلديات اسبانية أخرى.
ومن ضمن التطورات الأخرى، ما سطرته لجنة الشهيد فكري في بليجكا، وفكري هو الشاب بائع السمك الذي لقي حتفه مطحوناً في شاحنة للنفايات في الحسيمة أواخر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بعدما أراد استعادة سمكه، وكان هو الحادث الذي فجّر الأوضاع والحراك الحالي.
وتؤكد هذه اللجنة تنظيم تظاهرة غداً الجمعة أمام مقر المفوضية الأوروبية في بروكسيل. وعلاوة على هذا، سيتم تنظيم تظاهرتين خلال الأسبوع المقبل أمام السفارة الإسبانية والسفارة البلجيكية في بروكسيل للتنديد بما يفترض أنه دعم باريس ومدريد سياسياً وأمنياً للرباط على حساب الريف.
وفي إجراء احتجاجي آخر، قرر نشطاء هولندا تنظيم مسيرة واعتصام إنذاري لمدة 24 ساعة غداً الجمعة أمام برلمان هولندا في لاهاي. وتتميز هولندا بجالية ضخمة من سكان الريف المغربي الذين يطلق عليهم الأمازيغ. وستعرف مدينة بون الألمانية اعتصاماً أمام مقر الأمم المتحدة في هذه المدينة للتنديد بالقمع في المغرب وخاصة منطقة الريف. كما ستعرف مدن أخرى في اسبانيا وفرنسا وبلجيكا تظاهرات احتجاجية ضد الدولة المغربية.

حراك الريف: مغاربة يعتصمون أمام برلمان هولندا ويتظاهرون أمام المفوضية الأوروبية في بروكسل والأمم المتحدة في بون

حسين مجدوبي

العفو الدولية تتهم فرنسا بالتضييق على حرية التعبير وحق التظاهر

Posted: 31 May 2017 02:22 PM PDT

باريس ـ «القدس العربي»:أصدرت منظمة العفو الدولية «أمنستي» يوم أمس تقريرا تندد فيه بـ«التجاوزات» في ما يخص حرية التعبير والتظاهر في فرنسا جراء قانون حالة الطوارئ الساري منذ عامين. وأفاد التقرير أنه تم منع نحو 600 مظاهرة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2015، أي منذ بدء حالة الطوارئ بعد أول عملية إرهابية استهدفت فرنسا. كما انتقد التقرير الإجراءات التي تعتمدها الحكومة لفرض الأمن في البلاد.
وخلال عام ونصف، أفاد تقرير العفو الدولية أنه تم منع 155 مظاهرة، وتم إصدار نحو 639 إجراء ضد أشخاص بعينهم لمنعهم من التظاهر أو المشاركة في مظاهرات على يد السلطات الفرنسية. وأوضحت المنظمة أنها اعتمدت في إصدار تقريرها على ملاحظاتها الميدانية وعبر إجراء حوارات ميدانية مع المتظاهرين، والمسؤولين عن النقابات العمالية، بينها نقابة الشرطة الفرنسية.
وخلصت العفو الدولية في تقريرها إلى أن أغلب عمليات منع المظاهرات كانت «غير مبررة» و«لا تستند إلى سند قانوني» بل فقط جاءت بقرار من مسؤولي وزارة الداخلية الذين استخدموا واستغلوا قوانين حالة الطوارئ لارتكاب عدة تجاوزات ومنع مظاهرات سلمية تدافع عن حقوق العمال أو فئات اجتماعية بعينها. وأشار التقرير أن «كل ثلاثة أيام يتم منع مظاهرة في فرنسا» عبر اللجوء إلى تطبيق حالة الطوارئ. كما يوضح التقرير أنه تم منع مئات المواطنين من المشاركة في مظاهرة من دون تقديم المبررات.
وكشف أن إجراءات منع الأشخاص من التظاهر شملت 639 شخصا بينهم 574 بسبب مشاركتهم في المظاهرات الرافضة لقانون العمل المثير للجدل الذي فجر السنة الماضية احتجاجات عنيفة بعدما تم تمريره بالقوة على يد حكومة مانويل فالس.
وأشار التقرير أنه تم «منع أشخاص من التظاهر فقط لأهم حضروا وشاركوا في المظاهرات من دون أن تثبت عليهم ارتكاب أعمال عنف خلال المظاهرات». وخلصت العفو الدولية أن قانون الطوارئ هو ما «ساهم في الرفع من سقف منع الحريات خصوصا حرية التظاهر، وهو ما يعتبر انتهاكا للقانون الدولي، وانتهاكا لحرية الانسان بالحق في التظاهر». كما ندد تقرير منظمة العفو الدولية بالطرق «غير المجدية وغير القانونية» التي استخدمتها السلطات الفرنسية لاحتواء ومنع بعض المظاهرات بالرغم من أنها «لم تكن تشكل تهديدا للأمن العام، ولم يلجأ فيها المحتجون للعنف». واتهمت المنظمة الحكومة بالمساهمة في صب الزيت على النار وتأجيج المظاهرات ودفع المحتجين لاستخدام العنف في بعض الأحيان، وذلك عبر تفتيش المتظاهرين ومصادرة أغراضهم الخاصة والتي تشمل آلات التصوير، وأقنعة تقيهم من غازات الشرطة المسيلة للدموع.
كما أفادت «أمنستي»، أن قوات الأمن استخدمت طرقا لتفكيك وتشتيت المظاهرات، كان أبرزها عبر عزل وتطويق مجموعات بعينها ومنعها من اللحاق بالمتظاهرين الآخرين وهو ما يعد تجاوزا وخرقا لحرية التظاهر.
وطالبت الحكومة الفرنسية بعدم استغلال حالة الطوارئ والتهديدات الإرهابية من أجل انتهاك حق التظاهر أو منعه سواء كان ذلك بالنسبة لجمعيات أو منظمات أو مواطنين . وأضافت المنظمة :»يجب ألا تكون حالة الطوارئ آلية لمنع المظاهرات، لأن حق التظاهر والتجمع يكفله القانون». وخلصت المنظمة في تقريرها إلى خمس إجراءات عاجلة يتوجب على الحكومة الفرنسية أخذها للحد من هذه «الانتهاكات». أولا، وضع حد لقانون حالة الطوارئ في ما يخص استخدامه لمنع المظاهرات كيفما كان نوعها وهدفها، والاكتفاء باستخدام القانون لمحاربة الإرهاب والمنظمات الإرهابية. ثانيا، ضمان حرية التعبير للصحافة أثناء تغطية المظاهرات، وعدم تعنيف الصحافيين والمصورين سواء كانوا يحملون بطاقة الصحافة أو لا، وعدم مصادرة آلات التصورير أو الصور التي أخذوها خلال المظاهرات، وثالثا، ضمان حرية التظاهر بالنسبة لمنظمي المظاهرات، وعدم ملاحقتهم قضائيا، بالنسبة للذين لم يعلموا بشكل مسبق السلطات المحلية بتنظيم المظاهرة. ورابعا، وضع حد لتجاوزات قوات الشرطة، عبر عدم استخدام القنابل المسيلة للدموع ضد المحتجين و مصادرة أغراض خاصة بهم. خامسا، معاقبة أفراد الشرطة الضالعين في أعمال عنف ضد المحتجين، وتقديمهم أمام للعدالة للمحاكمة، بطريقة شفافة وعدم حمايتهم عبر اللجوء إلى إتلاف البراهين والأدلة التي تدينهم. يشار إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعا الأسبوع الماضي إلى تمديد حالة الطوارئ إلى غاية تشرين الأول/ نوفمبر من العام الحالي، والتي تمنح الشرطة سلطات أوسع، بما فيها تفتيش المنازل واعتقال الأشخاص بدون مذكرة قضائية. 

العفو الدولية تتهم فرنسا بالتضييق على حرية التعبير وحق التظاهر

هشام حصحاص

مكتب المالكي: تصريحات نائب الرئيس اقتطعت من السياق

Posted: 31 May 2017 02:22 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي» : قال مدير المكتب الإعلامي لنائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، أمس الأربعاء، إن تصريحات لزعيم ائتلاف دولة القانون، أدلى بها في مقابلة صحافية، جرى اقتطاعها من السياق، لتبدو موجهة ضد أطراف محددة.
وذكر هشام الركابي، في تصريح لـ NRT قناة عربية أن «نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، أجرى مقابلة مع صحيفة عربية، نشرت يوم أول أمس الثلاثاء، تناول فيها مختلف القضايا الداخلية والخارجية»، مشيرا إلى أن «بعض الصفحات في مواقع التواصل الاجتماعي اقتطعت بعض التصريحات من سياقها العام، لتبدو موجهة ضد أطراف محددة».
وأضاف، أن «المالكي لم يوجه حديثه لجهة ما، بل كان يجيب على اسئلة الصحيفة في سياق عام»، مشيرا إلى أن «اقتطاع التصريحات أو تحريفها هو أمر يخفي نوايا سيئة».

مكتب المالكي: تصريحات نائب الرئيس اقتطعت من السياق

47 قتيلاً مدنياً بنيران «الدولة» وغارة لـ«التحالف الدولي» غرب الموصل

Posted: 31 May 2017 02:21 PM PDT

الموصل ـ «القدس العربي» : كشف مصدر أمني عراقي، أمس الأربعاء، أن 47 مدنياً في الجانب الغربي لمدينة الموصل بينهم نساء وأطفال، قتلوا بنيران «الدولة الإسلامية» وغارة شنها طيران «التحالف الدولي» ضد هدف مسلح، فيما واصلت القوات العراقية توغلها البطيء في الأحياء التي لا يزال يسيطر عليها التنظيم.
وقال النقيب صفوك محمد الجحيشي، في جهاز شرطة نينوى المحلية: «وفق المعلومات الاستخباراتية الواردة لهم من مصادرة خاصة ألقى مسلحو التنظيم القبض فجر أمس على 3 عائلات مدنية مؤلفة من 34 فردا بينهم نساء وأطفال وكبار سن كانوا ينوون الهرب من حي الشفاء غربي الموصل نحو مواقع قوات الرد السريع».
وبيّن أن «التنظيم أقدم على إعدام جميع المدنيين الذين وقعوا بقبضته في منطقة دورة قاسم الخياط في الجانب الأيمن (الغربي) من الموصل».
وأضاف أن «التنظيم ألقى بجثث ضحاياه من الرجال والنساء في الشارع لنشر الرعب والخوف في أوساط المدنيين ومنع فرار المزيد منهم نحو المناطق المحررة، فيما نقل جثث الأطفال الذين قتلهم إلى مكان مجهول».
وتابع إن «طائرات التحالف الدولي الحربية قصفت سيارة مفخخة نوع صهريج متوسط الحجم يقوده انتحاري حاول استهداف قوات الشرطة الاتحادية في منطقة الزنجيلي غربي الموصل، ما أسفر عن تدمير العجلة ومقتل الانتحاري وكذلك مقتل عائلة مدنية مؤلفة من 13 فردا بينهم نساء وأطفال بعد انهيار المنزل عليهم بالكامل».
ولم يصدر أي تعليق من التحالف بشأن القصف الذي أودى بحياة مدنيين.
وحول سير معارك التحرير في الأحياء الثلاثة، الشفاء والزنجيلي والصحة الأولى) المتبقية تحت سيطرة تنظيم «الدولة» خارج المنطقة القديمة في الجانب العربي لمدينة الموصل.
قال النقيب علي داود الضابط في الشرطة الاتحادية، أن «قوات جهاز الشرطة الاتحادية تتقدم ببطء شديد في منطقة الزنجيلي بسبب كثرة المفخخات التي زرعها التنظيم فضلا عن انتشار شبكة من القناصة الذي يستخدمون أسلحة القنص الثقيلة المتطورة».
وكشف أن «30 في المئة فقط من مساحة حي الزنجيلي حررت لغاية الآن بعد 5 أيام من القتال المتواصل».
كما أوضح داؤود أن «قوات جهاز مكافحة الإرهاب تواجه صعوبة كبيرة في حسم المعارك ضد تنظيم الدولة في حي الصحة الأولى بعد تحرير مساحات شاسعة منه جراء العمليات الانتحارية التي ينفذها المسلحون بأحزمة ناسفة وعجلات ودراجات نارية مفخخة وسط تواجد كثيف للمدنيين العزل».
وفي السياق نفسه، أفاد قائد الشرطة الاتحادية، الفريق رائد شاكر جودت، بأن قواته توغلت في حي الزنجيلي. وأضاف في بيان، أن «قوات الشرطة الاتحادية استولت على عشرات العجلات (السيارات) المفخخة، التي كانت جاهزة التلغيم والتدريع».
وفي الموازاة، أفاد مصدر عسكري، أن القوات الأمنية عثرت على مقبرة جماعية في منطقة حي الشفاء تضم 60 رفاة لمدنيين بينهم 23 امرأة اعدمهم مسلحو تنظيم «الدولة» في وقت سابق.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصدر قوله إن «القوات الأمنية عثرت على مقبرة جماعية في حي الشفاء في الجانب الأيمن لمدينة الموصل، وهي تضم رفات 60 مدنيا بينهم 23 إمرأة قام عناصر تنظيم الدولة بإعدامهم في وقت سابق».
وأضاف أن «المقبرة الجماعية تم العثور عليها في إحدى الشوارع الضيقة بحي الشفاء الذي مازال يشهد اشتباكات بين القوات الأمنية وعناصر من الدولة»، مشيرا إلى أن «من بين الضحايا محاميات حسب البطاقات التي وجدت بحوزتهن لافتاً الى ان بعض الجثث عليها آثار تعذيب».
وحسب المصدر أن «ضحايا المقبرة الجماعية تم قتلهم بإطلاق النار عليهم في منطقتي الرأس والصدر، مبينا أن القوات الأمنية نقلت رفاة الضحايا إلى الطب العدلي البديل في منطقة وادي حجر ليتم التعرف على هوياتها وتسليمهم إلى ذويهم» . وفي السياق، أكد «المرصد العراقي لحقوق الإنسان» أن «تنظيم الدولة زاد من عمليات الإعدام التي ينفذها بحق المدنيين خلال الأيام العشرة الأخيرة»
وأضاف في بيان أن «داعش قام بتحويل عين كبريتية وهي (عين مائية درجة حرارتها مرتفعة تستخدم للعلاج من بعض الأمراض)، وتقع في المدينة القديمة في الموصل وتطل على نهر دجلة، إلى منصة لإعدام المدنيين، حيث أفاد سكان محليون أن التنظيم نفذ عمليات إعدام كثيرة للعوائل التي يشك بتعاونها مع القوات الأمنية أو تحاول الهروب من مناطق سيطرته».
وأشار هؤلاء أيضاً، وفق المرصد إلى أن «داعش يستخدم الأسلحة الكاتمة في عمليات الإعدام، رغم أنها تنفذ أمام أعين الناس بأماكن عامة، وأغلبها يكون أثناء صلاة العشاء».
فيما قال أحد النازحين من الموصل القديمة للمرصد إن «عين الكبريت تحولت الى عين كبريت ودم، فأعداد القتلى فيها وصلت إلى ما يقارب الـ258 مدنيا».
وبين المرصد أن «أغلب عوائل الذين تم إعدامهم ربما لن يستطيعوا الحصول على جثث ذويهم، فبعض الجثث بدأت بالتفسخ بسبب حرارة المياه وتعرضها لأشعة الشمس».
وفي الجانب الشرقي من الموصل، أقدم مجهولون على كتابة شعارات مؤيدة لتنظيم «الدولة» فيما اعتقلت الشرطة 4 من المشتبه بهم للتحقيق معهم.
وقال الرائد في شرطة الموصل المحلية حسين فالح العزواي، إن «مجهولين كتبوا شعارات مؤيدة لتنظيم الدولة على الجدران الخارجية لمدرسة في حي الجزائر (شرقي الموصل)».
وأضاف أن الكتابات كانت من قبيل «الدولة الإسلامية باقية، الدولة الإسلامية ستنتصر»، مشيراً أنه تم إعادة طلاء الجدران من قبل عناصر الشرطة ومحو الشعارات.
وذكر رائد الشرطة أنه «تم اعتقال 4 من المشتبه بهم للتحقيق، وتم إطلاق سراحهم بعد بضع ساعات»، مبيناً أن الشرطة لديها شكوك بوجود مؤيدين لـ«داعش» في بعض الأحياء المحررة في مدينة الموصل.

47 قتيلاً مدنياً بنيران «الدولة» وغارة لـ«التحالف الدولي» غرب الموصل

مسؤولو المواقع المحجوبة يقاضون الحكومة المصرية

Posted: 31 May 2017 02:20 PM PDT

القاهرة – «القدس العربي» : تواصلت تحركات السلطات المصرية لمزيد من التضييق على حرية الإعلام والتعبير، وامتد إجراء حجب عشرات المواقع الإخبارية الإلكترونية إلى تطبيقات الهاتف المحمول، حيث اكتشف آلاف المستخدمين تعطل تطبيق الأخبار الأشهر في مصر «نبض»، عن العمل، وهو ما بررته الشركة المطورة في رسالة للعملاء بأن التطبيق يواجه مشكلة تقنية ويجري العمل على حلها. وعقد ممثلو عدد من المواقع الإخبارية المصرية الإلكترونية، المحجوبة، مؤتمرا صحافيا في نقابة الصحافيين، أمس الأربعاء، أعلنوا خلاله تقدمهم اليوم الخميس ببلاغ للنائب العام ضد وزير الاتصالات، بصفته صاحب سلطة الحجب الإلكتروني في مصر.
وشارك في المؤتمر رئيس تحرير موقع مصر العربية، وممثلون عن موقع محيط، وصحيفة المصريون، وموقع مدى مصر، وأكدوا أنهم قرروا توحيد محاميهم المختلفين لتشكيل هيئة قانونية موحدة تتخذ إجراءات المطالبة بإلغاء حجب المواقع وتعويض أصحابها، سواء ببلاغ للنائب العام، أو بدعوى قضائية ينوون إقامتها في محاكم القضاء الإداري ضد وزير الاتصالات كذلك. وطالب منظمو المؤتمر بالكشف عن الجهة المسؤولة رسميا عن حجب المواقع، وتحميلها المسؤولية المادية الناتجة عن هذا الإجراء، والمسؤولية المعنوية التي لحقت بالمواقع من اتهامات بدعم الإرهاب والتآمر على الدولة.
وكشف عضو مجلس نقابة الصحافيين المصريين، محمد سعد عبد الحفيظ، أنه اجتمع مع ممثلي المواقع المحجوبة ومعه عضوا مجلس النقابة عمرو بدر ومحمود كامل، وتأكدوا من استيفاء كل المواقع المحجوبة والشركات التي أسستها للشروط والإجراءات القانونية المطلوبة، مشددين على أنه لا يوجد أي مخالفة للقانون ارتكبها أصحاب تلك المواقع.
وقال لـ«القدس العربي» إن ممثلي المواقع المحجوبة كانوا قد تقدموا بمذكرة بالواقعة لنقابة الصحافيين، أحالها النقيب عبد المحسن سلامة إلى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أعلى سلطة مراقبة للمواقع الإلكترونية في مصر. وأشار إلى أنه طالب نقيب الصحافيين مع عدد من أعضاء مجلس النقابة بالدعوة لاجتماع عاجل للمجلس، لمناقشة موضوع حجب المواقع، إلا أن «النقيب خالف قانون النقابة وتجاهل الدعوة للاجتماع في خلال 48 ساعة كما ينص القانون». وشدد على أن مجلس نقابة الصحافيين سيناقش حجب المواقع المصرية في اجتماع المجلس المزمع عقده بعد غد السبت، أو الأحد المقبل على أقصى تقدير، لافتا إلى أن عضوي مجلس النواب هيثم الحريري وأحمد الطنطاوي، سيتقدمان ببيانات عاجلة في المجلس بصدد الأمر.
وأعلنت هيئة مكتب نقابة الصحافيين، المحسوبة على الحكومة، برئاسة النقيب عبد المحسن سلامة، تعاملها مع مسألة حجب المواقع الإلكترونية المصرية منذ اللحظة الأولى بشفافية مطلقة، وتقديرًا للزملاء العاملين في هذه المواقع. وقال أعضاء هيئة المكتب في بيان أمس الأربعاء: وضعنا نصب أعيننا مصلحة الزملاء الصحافيين والوقوف بجانبهم بما يدعم ممارسة حرية الصحافة والرأي والتعبير في كافة الأوقات في ظل التأكيد على ضرورة الالتزام بالعمل المؤسسي للنقابة الذي يراعي دائمًا وأبدًا المصلحة العليا للوطن ومصلحة الأعضاء. وأشارت إلى أن هناك فرقا بين المواقع الأجنبية والمصرية، مشددة على أن النقابة ستؤيد تمامًا غلق المواقع الأجنبية التي تهدد الأمن القومي المصري كما فعلت الدول الشقيقة السعودية والإمارات. وأعلنت ترحيبها بكافة الآراء المؤيدة والمعارضة، وأي رغبة أصيلة لدعم حق الصحافيين في العمل في المواقع وإعادة تشغيلها بعيدًا عن المزايدات والمعارك الوهمية التي تعطل الأمور أكثر مما تساهم في حلها.

مسؤولو المواقع المحجوبة يقاضون الحكومة المصرية

مؤمن الكامل

«تنفيذية» المنظمة ترفض الحلول الانتقالية

Posted: 31 May 2017 02:20 PM PDT

رام الله ـ «القدس العربي»: أكدت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تمسكها بالقانون الدولي والشرعية الدولية، وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967، وحل قضايا الوضع الدائم كافة «القدس والحدود والمستوطنات واللاجئون والمياه والأمن والأسرى» استناداً لقرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة من خلال عقد المؤتمر الدولي كامل الصلاحيات.
وأعلنت رفضها المطلق للحلول الانتقالية، وبما يشمل ما يسمى الدولة ذات الحدود المؤقتة أو الدولة بنظامين أي نظام الأبرتهايد المعمول به من قبل سلطة الاحتلال في كافة أراضي دولة فلسطين المحتلة واستمرار النشاطات الاستعمارية الاستيطانية وفرض الحقائق على الأرض والاغتيالات والتطهير العرقي وهدم البيوت ومصادرة الأراضي، وغيرها من الممارسات الهادفة لمنع إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية. وشددت على رفضها لمشاريع القوانين العنصرية التي يجري نقاشها الآن في الكنيست الإسرائيلي.
جاء ذلك في بيان لها عقب اجتماع عقد الليلة قبل الماضية حيت فيه الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وباركت لها صمودها في ملحمة الإضراب المفتوح عن الطعام وانتزاعها لحقوقها وانتصارها وتحقيقها للمطالب الإنسانية العادلة التي من أجلها قدمت التضحيات وضربت نموذجا يحتذى في الوحدة الوطنية في الميدان.
وأكدت اعتزازها بالدور الذي اضطلعت به من خلال ملحمة هذا الإضراب في فضح السياسة القمعية وغير الإنسانية، التي تمارسها سلطات الاحتلال ومصلحة السجون في إسرائيل بحق أسرى الحرية. وتوجهت في الوقت نفسه إلى جماهير الشعب الفلسطيني في جميع أماكن وجوده على وقفته الوطنية المشرفة مع الأسرى.
وتوقفت أمام العمل الاستعراضي والاستفزازي الذي قامت به حكومة إسرائيل بعقد اجتماعها الأسبوعي الأخير في محيط حائط البراق، الذي اتخذت فيه سلسلة من القرارات التي تستهدف التسريع في عمليات تهويد القدس والبلدة القديمة من خلال المصادقة على عدد من المشاريع والإجراءات المنافية للقانون الدولي، حيث اتخذت قرارا بتسريع عمليات التهويد في مدينة القدس، وما يصاحبها من ترانسفير وتطهير عرقي، وقرارا آخر بإقامة مستوطنة جديدة إلى الشرق من مستوطنة «شيلو» لسكان بؤرة «عامونا» التي تم إخلاؤها قبل ثلاثة أشهر ونصف، بهدف التعطيل المتعمد لجميع الجهود الدولية الهادفة إلى إحياء العملية السياسية.
وطالبت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بردع سلطة الاحتلال وسلوكها الاستفزازي ودفعها لاحترام الوضع القائم في القدس والأماكن المقدسة. وأعربت اللجنة التنفيذية عن استنكارها لمشاركة الكونغرس الأمريكي في بعض هذه الممارسات التي تعتبر مخالفة للقانون الدولي والشرعية الدولية.
وأدانت مناورات وألاعيب بنيامين نتنياهو وأركان حكومته ومحاولاتهم البائسة لحرف الأنظار عن سياستهم العدوانية التوسعية المعادية للسلام، وافتعال الأزمات مع الجانب الفلسطيني للتهرب من استحقاقات التسوية السياسية للصراع، تارة باسم يهودية الدولة، وتارة أخرى بمحاولة تحويل الصندوق القومي الفلسطيني إلى منظمة إرهابية.وأكدت بما لا يدع مجالا للشك أن الصندوق القومي الفلسطيني خط أحمر ومؤسسة وطنية من مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، وأنه سيواصل دوره الوطني والإنساني، إضافة إلى الانتهاكات التي تمارسها دولة إسرائيل ضد أبناء الشعب الفلسطيني وضحايا إرهاب قوات الاحتلال التي تستسهل الضغط على الزناد على الحواجز ومفترقات الطرق في الأراضي الفلسطينية في عدوان 1967، وضحايا منظمات دفع الثمن وغيرها من المنظمات الإرهابية اليهودية، التي تتخذ من المستوطنات والبؤر الاستيطانية ملاذا آمنا لها بحماية قوات الاحتلال .
ودعت تنفيذية المنظمة في الذكرى الثالثة والخمسين لتأسيس منظمة الحرير الفلسطينية إلى الالتفاف حول المنظمة باعتبارها «عنوان شعبنا الفلسطيني ومرجعيته الوطنية وممثله الشرعي والوحيد، وحاضنة المشروع الوطني والمحافظة على الهوية الفلسطينية وبيته السياسي والمعنوي». وأكدت أنها ستبقى «البيت الفلسطيني الجامع الذي يضم كل أبناء شعبنا ومكوناته وأطيافه في جميع أماكن وجوده، بفصائله وشخصياته الوطنية والإسلامية». وأكدت الحاجة الوطنية الملحة لتطوير العمل في مؤسساتها وإداراتها والارتقاء بأدائها وتجديد شرعية هيئاتها القيادية عبر انتخابات حرة ونزيهة وعلى أساس التمثيل النسبي الكامل لمجلسها الوطني الفلسطيني الذي يستمر التحضير لعقده في أسرع وقت ممكن. ودعت إلى ضرورة التزام كافة الدول الصديقة والشقيقة بعدم فتح مقرات لها خارج إطار الشرعية الفلسطينية.

«تنفيذية» المنظمة ترفض الحلول الانتقالية
طالبت بعدم فتح مقار خارج إطار الشرعية الفلسطينية

مضادات طيران روسية جديدة إلى دمشق… وضابط رفيع يؤكد أن الأسد مصمم على الوصول إلى التنف

Posted: 31 May 2017 02:19 PM PDT

دمشق ـ «القدس العربي»: نقلت شبكات إخبارية سورية مؤيدة للحكومة عن قائد الفرقة الثالثة في الجيش السوري اللواء بركات بركات تأكيده استمرار عمليات الجيش العسكرية في البادية الجنوبية والشرقية للبلاد حتى الوصول إلى نقطة التنف الحدودية مع العراق.
الشبكات الإخبارية على شبكة «فيسبوك» نقلت عن اللواء بركات قوله خلال جولة تفقدية له في ريف حمص الشرقي ومرتفعات القلمون الشرقية «مهمتنا الأساسية مستمرة حتى فتح الطريق… حتى لو وقفت أمريكا في الطريق سنستمر وعلينا أن نبقى الأقوى وهذا قرار السيد الرئيس».
كلام قائد الفرقة الثالثة المنتشرة وسط البلاد وفي عمق البادية السورية يأتي في ظل إصرار الجيش السوري على التقدم نحو نقطة التنف الحدودية مع العراق واستمرار عملياته العسكرية هناك بدعم من حزب الله وإيران والقوات الروسية، فيما تسعى واشنطن لإفشال تلك العملية التي قد يعني استمرارها ونجاحها اتصال الجيش السوري مع قوات الحشد الشعبي العراقي على الحدود وما قد يغير هذا الاحتمال في موازين القوى على الجغرافيا السورية والعراقية على حد سواء.
وتبعد قوات الجيش السوري وحلفائه عن نقطة التنف الحدودية أقل من 20 كم بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من العمليات العسكرية التي انطلقت من التلال المجاورة لمطار السين العسكري باتجاه عمق البادية على مسافة تزيد عن مئة وخمسين كيلومتراً.
إلى ذلك، علمت «القدس العربي» من مصادر موثوقة أن الجيش السوري حصل مؤخراً وتزامناً مع عملياته في البادية الجنوبية والشرقية، حصل على مضادات طيران متطورة من روسيا، وإذ رفضت تلك المصادر الكشف عن نوعية تلك المضادات، كشفت أنها من النوع الذي يكون محملاً على عربات «بيك أب» رباعية ما يعني أنها مدافع حديثة مضادة للطيران.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد مؤخراً أن التهديدات التي يطلقها التحالف الدولي الذي تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية بخصوص الاقتراب من منطقة التنف في البادية السورية تمس سيادة الجمهورية العربية السورية مباشرة مشدداً على أن هذه المسائل تحتاج إلى تسوية، وقال لافروف رداً على سؤال بهذا الشأن «إن الولايات المتحدة لم تكتف بالتهديد بل استخدمت القوة في تلك المنطقة والوضع مقلق لأنه يمس سيادة الجمهورية العربية السورية مباشرة وهذه المسائل تحتاج إلى تسوية وهذا ما يقوم به عسكريونا الآن حيث يتم العمل على القناة التي أنشئت سابقاً لمنع الاصطدامات بين القوات الروسية الجوية والتحالف الذي ترأسه الولايات المتحدة».

مضادات طيران روسية جديدة إلى دمشق… وضابط رفيع يؤكد أن الأسد مصمم على الوصول إلى التنف

كامل صقر

وزير في الخارجية البريطانية: كان في إمكاننا فعل المزيد لمنع انتشار الفوضى في ليبيا

Posted: 31 May 2017 02:19 PM PDT

لندن – «القدس العربي»: أقر توبياس إلوود الوزير في الخارجية البريطانية بأن بريطانيا كان بوسعها فعل المزيد لوقف الفوضى وإراقة الدماء التي أعقبت التدخل الغربي في ليبيا العام 2011. لكنه دافع عن الضربات الجوية التي نفذتها حكومة بلاده السابقة برئاسة ديفيد كاميرون ضد معمر القذافي، قائلاً: «كان هناك واجب لحماية المدنيين خلال ثورة ليبيا العام 2011»، وفق ما نقلت صحيفة « الإندبندنت» البريطانية.
وتحدث الوزير البريطاني عن الأزمة الليبية، في محاضرة أمام المعهد الملكي للخدمات المتحدة(RUSI)، وقال: عدم معرفتنا بالعواقب الكاملة للأحداث ليس سببًا لعدم اتخاذ القرار. وأشار إلى أنه كانت هناك حاجة لحماية المدنيين في ليبيا إبان ثورة 2011، لكنه قال: لم نفعل ذلك من أجل تحويل النظام في ليبيا، لكننا فعلناه لدعم الشعب الليبي أمام مجرم، وإرهابي لافتًا إلى تورط نظام معمر القذافي في حادثة طائرة لوكربي.
وتابع قائلاً: نعم كان في إمكاننا فعل المزيد في ليبيا، لكن طُلب منا المغادرة، وطُلب من المجتمع الدولي التراجع عن التدخل في شؤون ليبيا. ونتيجة لذلك هناك عواقب يجب علينا العمل مع الليبيين لتفاديها، ومنع مدن مثل درنة وسرت، حيث انتقل (داعش) تزامنًا مع نجاحاتنا في العراق، لتدريب مثل هؤلاء الأشخاص لإلحاق الضرر في مدننا مثل مانشستر.
وأضاف أيضًا: شهدت ليبيا انتخابات، كان هناك رئيس وزراء، ومجلس انتقالي وأيضًا المؤتمر الوطني العام. نعم البلاد عانت نظام حكم سيئ لمدة أربعين عامًا، في ظل نظام مجتمعي وقبلي معقد، وعقب 40 عامًا، وجدت القبائل متسعًا لنفسها للعمل. وكان الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما انتقد الضربات البريطانية في ليبيا العام 2011 واتهم ديفيد كاميرون بالسماح بانتشار الفوضى في ليبيا عقب مقتل معمر القذافي.

وزير في الخارجية البريطانية: كان في إمكاننا فعل المزيد لمنع انتشار الفوضى في ليبيا

مكرم محمد أحمد يتقدم ببلاغ يتهم جريدة «المقال» بإثارة الفتنة الطائفية

Posted: 31 May 2017 02:19 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: تقدم مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، ببلاغ أمس الأربعاء، إلى النائب العام، ضد إبرهيم عيسى رئيس تحرير جريدة «المقال»، يتهمه فيه بنشر 6 مقالات تثير الفتنة الطائفية. وأرسل رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، خطابًا إلى نقيب الصحافيين، يطالبه بالتحقيق مع إبراهيم عيسى لنشره 6 مقالات تثير الفتنة بين المسلمين والأقباط، وتؤكد للأقباط أن الدولة عاجزة عن حمايتهم، على حد ما جاء في الخطاب.
وطالب مكرم في خطابه لنقابة الصحافيين باتخاذ اللازم تجاه ناشر الجريدة إبراهيم عيسى، وقال :«نظرا لأن ظروف البلاد لا تحتمل مثل هذه المعالجات، حسبما ذكر الخطاب. وأوضح مكرم في خطابه، أنه تقدم ببلاغ إلى النائب العام للمطالبة بالتحقيق فيما شملته هذه المقالات». وأعلن جمال شوقي عضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أن لجنة الشكاوى في المجلس أوصت بإحالة الصحيفة للجهات المختصة، موضحًا أن المجلس أرسل خطابًا لنقابة الصحافيين تجاه المقالات المذكورة في الصحيفة، لاتخاذ اللازم من إبراهيم عيسى رئيس تحريرها.
وكانت صحيفة «المقال» خرجت في اليوم التالي لحادث الهجوم على حافلات الأقباط في المنيا بمانشيت «كل سنة وإحنا كلنا للأسف مش طيبين». كما وجهت الجريدة انتقادات حادة لوزارة الداخلية، واتهمتها بالقصور الأمني، وحملت عناوين الصفحة الأولى، وتهكمت فيها من وزارة الداخلية، وقالت إن «انشغال وزارة الداخلية بملاحقة شباب المعارضة لا علاقه له بالحادث، والإسلام بريء مما يفعله الإرهابيون والوحدة الوطنية بخير ونلتفي في الجريمة».

مكرم محمد أحمد يتقدم ببلاغ يتهم جريدة «المقال» بإثارة الفتنة الطائفية

في معلومات لـ «القدس العربي»: عون يتجه صيفاً إلى بيت الدين جارة المختارة

Posted: 31 May 2017 02:18 PM PDT

بيروت ـ «القدس العربي»: كل الانظار تتجه اليوم إلى إفطار قصر بعبدا الذي يقيمه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بمشاركة رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري والوزراء والنواب واذا كان الغروب سيتحوّل إلى شروق يتم خلاله الإعلان عن اتفاق على قانون الانتخاب على اساس 15 دائرة انتخابية.
ويتركّز الاهتمام على اللقاء الثلاثي الذي قد يسبق الافطار بين عون وكل من بري والحريري ومدى توصله إلى تفاهم على فتح الدورة الاستثنائية بعد الانزعاج من قيام رئيس المجلس بتحديد موعد لجلسة تشريعية في 5 حزيران/يونيو قبل فتح هذه الدورة فيما اعتبر مخالفة للدستور.
كما يترقّب البعض إن كان الرئيس عون سيتوصل مع بري إلى تفاهم على الضوابط كي لا تتحوّل النسبية الشاملة إلى تصويت عددي على حساب التمثيل الصحيح للمسيحيين الذين يتحوّلون إلى اقلية.
وعلم أن الدعوة الرئاسية إلى الافطار شملت رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط الذي اذا حضر ستكون زيارته الأولى إلى القصر الجمهوري بعد الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة، وبالتالي ستفتح هذه الزيارة الباب على انفتاح متبادل بين عون وجنبلاط خصوصاً أن الرئيس عون حسب معلومات «القدس العربي» يستعد في الصيف للتوجّه إلى المقر الرئاسي الصيفي لتمضية حوالي الشهر في قصر بيت الدين على بعد كيلومترات قليلة من المختارة دارة الزعيم الـدرزي.
وعشية الافطار اليوم لوحظ أن الرئيس بري صام عن الكلام امام زواره من النواب في لقاء الاربعاء النيابي واكتفى بكلام عمومي حول أنه ينتظر نتائج الاتصالات بشأن الدوائر الـ 15 وأنه يأمل التوافق على قانون الانتخاب في أقرب وقت ممكن. غير أن زوار بري من النواب الذين علّقوا آمالاً على إفطار القصر لجهة تسهيل الأمور والتوافق على فتح دورة استثنائية، لفتوا إلى أن العقد التي لا تزال تعتـرض قانون الانتخاب هي كيفية احتساب النتائج وعتبة التمـثيل لكل لائحـة وكيفـية حمـاية المناصـفة في النـتائج.
تزامناً، أعلن الرئيس الحريري خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء امس أنه «بقي لدينا 19 يوماً للاتفاق على قانون انتخاب جديد»، وقال «انا متفائل بالوصول إلى حل، وهو ما يجب ان نعمل لتحقيقه. ونحن نعمل ليل نهار لتذليل ما تبقى من صعوبات».
الى ذلك، سعى رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل إلى اشاعة أجواء من عدم الانزعاج من المهمة التي يتولاها نائب رئيس حزب القوات اللبنانية النائب جورج عدوان حول قانون الانتخاب بعد حديث اطراف سياسية عن اعتماد باسيل اسلوباً استفزازياً في التفاوض. وقال باسيل «ان العهد اعتمد على ثلاثة اصدقاء لانجاح المشروع الذي يتبناه لاقرار قانون انتخابي جديد وهم: أولاً الرئيس سعد الحريري الذي منع التمديد لمجلس النواب، ثانياً القوات اللبنانية لازالة الالغام التي زرعت امام العهد وامام فرصة التوصل إلى قانون انتخابي جديد، وثالثاً حزب الله لكشف الكذابين والدجالين والمناورين.
وقال عن عدوان عبر «تويتر»، «صديقي جورج صحيح أنّه كاشف ألغام ولكنّه مجهّز كفاية حتى ما يطلع فيه اللغم».

في معلومات لـ «القدس العربي»: عون يتجه صيفاً إلى بيت الدين جارة المختارة
هل يتحوّل غروب بعبدا اليوم إلى شروق لقانون الانتخاب؟
سعد الياس

الجزائر: الوزير المقال بعد 48 ساعة من تنصيبه يكشف أن صحيفة سوابقه العدلية خالية من أي حكم قضائي صادر بحقه

Posted: 31 May 2017 02:18 PM PDT

الجزائر – «القدس العربي»: كشف مسعود بن عقون وزير السياحة الجزائري الذي أقيل بعد 48 ساعة من تنصيبه عن صحيفة سوابقه العدلية، التي كانت خالية من أي حكم قضائي صدر ضده، مؤكداً أنه كان ضحية تشويه مقصود، وأنه سيرفع دعوى قضائية ضد من عمل على تشويه سمعته.
وكان قد نشر الثلاثاء صورة له عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهو يمسك بصحيفة سوابقه العدلية، والتي ظهرت خالية من أي حكم قضائي، لكن النسخة التي نشرها بن عقون ليست هي تلك التي تظهر فيها كل الأحكام بما في ذلك مخالفات المرور.
وفي المقابل نشرت صحيفة «الشروق» (خاصة) حواراً مع الوزير المقال الذي دافع عن نفسه، حتى وإن كان غير قادر على تقديم الأسباب التي جعلت الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يقدم على إنهاء مهامه بعد 48 ساعة من تنصيبه، وحتى قبل أن يتولى مهامه بشكل رسمي، مؤكداً أن الأمر من صلاحيات الرئيس وأنه يحترم ذلك. ورداً على سؤال بخصوص كونه عاطلاً عن العمل قبل تولي الوزارة رد قائلا إنه أمين عام تنظيم طلابي، وهو ما يؤكد أنه فعلاً عاطل عن العمل، لأن تولي الأمانة العامة لتنظيم طلابي وهو حاصل على الشهادة سنة 2012 دليل على أنه عاطل عن العمل، ولم يسبق له أن مارس أي وظيفة.
وعد سوابقه القضائية قال بن عقون إن شهادة سوابقه العدلية فارغة، وأنه صدر ضده حكم غيابي بعد ما سماه هو مناوشات مع رجل أمن، في حين أن التهمة التي حوكم من أجلها هي إهانة هيئة نظامية، مشدداً على أن ملفه وسيرته معروفان لدى أجهزة الأمن والإدارة والحزب، وأن اسمه كان مقترحاً ضمن خمسة أسماء أخرى من طرف الحزب الذي ينتمي إليه وهو الحركة الشعبية الجزائرية، وأن الاختيار وقع عليه. وأوضح الوزير المقال أن الهجمة التي تعرض لها غير مفهومة، ولكن قد يكون صغر سنه هو السبب الذي جعل الدنيا تقوم ضده، ثم عاد وقال إن الحزب الذي ينتمي إليه هو المستهدف من وراء هذه الحملة، ولما سئل عن علاقته بعلي بن فليس رئيس الحكومة الأسبق والمرشح في الانتخابات الرئاسية سنتي 2004 و2014، رد قائلاً: «لا علاقة لي بهذا الشخص»! وهي جملة لا تصدر حتى عن خصوم بن فليس السياسيين الموجودين في السلطة. جدير بالذكر أن مسعود بن عقون أقيل من منصبه الأحد الماضي بعد أن كان قد عيّن وزيراً للسياحة والصناعات التقليدية الجمعة الماضي، في إطار تشكيل حكومة جديدة يقودها عبد المجيد تبون، في سابقة لم تعرفها الجزائر منذ الاستقلال سنة 1962، واكتفى بيان الرئاسة الذي أذاع الخبر بالتأكيد أن رئيس الجمهورية أنهى مهام الوزير باقتراح من رئيس الوزراء.

الجزائر: الوزير المقال بعد 48 ساعة من تنصيبه يكشف أن صحيفة سوابقه العدلية خالية من أي حكم قضائي صادر بحقه

انفجار شاحنة مفخخة يوقع 90 قتيلا ومئات الجرحى في كابول

Posted: 31 May 2017 02:17 PM PDT

برلين ـ «القدس العربي»:شهدت كابول صباح أمس الأربعاء واحدا من أعنف الاعتداءات نفذ بواسطة شاحنة مفخخة وأدى إلى مقتل ما لا يقل عن 90 شخصا وإصابة المئات في الحي الدبلوماسي من العاصمة الأفغانية. ووقع الاعتداء في ساعة زحمة صباحية وبواسطة وسائل ضخمة، وقد ارتكب في مطلع شهر رمضان في هذه المنطقة الخاضعة لحراسة أمنية مشددة والتي تؤوي العديد من السفارات المتحصنة خلف اسوار عالية.
وقال مصدر غربي مطلع في كابول إن «الانفجار نجم عن صهريج مياه كان يحتوي على أكثر من طن ونصف من المتفجرات، وترك حفرة عمقها سبعة أمتار».
وحسب وزارة الداخلية، فان انتحاريا فجر الشاحنة المفخخة قرابة الساعة 8,30 (4,00 ت غ).
وهز الانفجار المدينة بكاملها وتسبب في أضرار جسيمة من حول موقع الاعتداء، وفق مشاهد مصورة من الجو بثتها شبكة «تولو» التلفزيونية الأفغانية.
ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى منتصف بعد ظهر أمس كما لم يحدد هدفه بصورة دقيقة، وقد افادت السفارة الأمريكية في كابول أن الانفجار وقع «قرب سفارة ألمانيا (…) في شارع يشهد حركة مرور كثيفة».
وأكدت حركة طالبان التي أعلنت في نهاية نيسان/أبريل بدء «هجوم الربيع» السنوي، في رسالة على تويتر أنها «غير ضالعة في اعتداء كابول وتدينه بحزم». ونادرا ما تبنت الحركة المتمردة في الماضي الاعتداءات التي تسبب بحصيلة ضحايا مدنيين فادحة. اما تنظيم الدولة الإسلامية الذي نفذ عدة اعتداءات دامية في الأشهر الماضية في كابول، فلم يصدر عنه أي موقف حتى لحظة كتابة الخبر. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة وحيد مجروح إن الحصيلة بلغت «90 شهيدا ونحو 400 جريح بينهم العديد من النساء والأطفال»، محذرا من أن الأعداد مرشحة للارتفاع مع تواصل انتشال الجثث.
وبين القتلى حارس افغاني في السفارة الالمانية وسائق افغاني من شبكة «بي بي سي»، وصحافي في شبكة تولو الأفغانية. كما جرح موظفون من سفارة المانيا واربعة صحافيين من البي بي سي. وكان الانفجار قويا بحيث هز قسما كبيرا من المدينة وحطم الكثير من الأبواب والنوافذ واثار الذعر بين السكان الذين كانوا يحاولون يائسين مساعدة الجرحى والبحث عن اقربائهم. وظهرت عشرات السيارات المحطمة في الموقع الذي هرعت إليه قوات الأمن وفرق الإغاثة، فيما اصحاب المتاجر يحاولون إزالة شظايا واجهاتهم المحطمة. ودعت الوزارة المواطنين إلى التبرع بالدم مؤكدة أن المستشفيات «بحاجة ماسة» الى الدم.
وأفادت عدة سفارات أجنبية عن أضرار مادية، بينها سفارات فرنسا والمانيا واليابان وتركيا والإمارات العربية المتحدة والهند وبلغاريا.
واعلن وزير الخارجية الألماني سيغمار غابريال «مثل هذه الهجمات لا تغير شيئا في تصميمنا على دعم جهود الحكومة الافغانية من اجل فرض الاستقرار في البلاد».
واعلنت مصادر قريبة من الحكومة الالمانية، ان برلين ارجأت الاقلاع الذي كان مقررا الاربعاء لرحلة تشارتر تنقل افغانا مبعدين من المانيا، بعد الاعتداء متحدثة عن اسباب لوجستية. وأثنت بعثة «الدعم الحازم» التابعة للحلف الأطلسي في أفغانستان على «تيقظ وشجاعة قوات الأمن الأفغانية التي منعت الآلية المفخخة» من التوغل اكثر داخل المنطقة الدبلوماسية ما أدى إلى سقوط «ضحايا مدنيين في الجوار». وأعلن الرئيس أشرف غني أنها «جريمة حرب».
وقال «هؤلاء الإرهابيون يواصلون قتل الأبرياء حتى في شهر رمضان». من جهته كتب رئيس الوزراء الأفغاني عبدالله عبدالله على تويتر «إننا مع السلام، لكن الذين يقتلوننا خلال شهر رمضان المبارك لا يستحقون أن ندعوهم لصنع السلام، ينبغي تدميرهم».
وندد البيت الابيض بشدة بالهجوم «الشنيع» الذي وقع في الحي الدبلوماسي في كابول وقال متحدث باسم البيت الابيض «نقدم تعازينا الحارة الى عائلات واصدقاء الذين قتلوا واصيبوا» مضيفا ان «وقوع هذا الهجوم خلال شهر رمضان المبارك يظهر الطبيعة الهمجية لهذا الهجوم».
كذلك نددت منظمة العفو الدولية بـ«عمل عنف فظيع متعمد» يثبت أن «النزاع في أفغانستان لا يضعف بل يتسع بصورة خطيرة وبطريقة يفترض أن تثير هول الأسرة الدولية». وندد البابا فرنسيس الاربعاء بالهجوم «الدنيء». وقدم البابا تعازيه « الحارة لكل المصابين من جراء عمل العنف هذا» بعدما علم «بحزن بالهجوم الدنيء في كابول والقتلى الكثيرين والجرحى الذين سقطوا».
كما وقع الاعتداء في فترة من الغموض الشديد بالنسبة لأفغانستان، في وقت يدرس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إرسال تعزيزات تضم آلاف العسكريين للخروج من الطريق المسدود في هذا البلد.
وكان وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس حذر مؤخرا من «سنة صعبة جديدة» للقوات الأجنبية والأفغانية في أفغانستان.
وينتشر حاليا 8400 عسكري أمريكي في افغانستان إلى جانب خمسة آلاف جندي من الحلفاء الأطلسيين، وهم يقدمون المشورة والتدريب للقوات الأفغانية، بعدما وصل حجم الانتشار الأمريكي في هذا البلد إلى أكثر من مئة ألف عسكري قبل ست سنوات.

انفجار شاحنة مفخخة يوقع 90 قتيلا ومئات الجرحى في كابول

علاء جمعة ووكالات

«عمرة غزة» تغيب للموسم الثالث مع إغلاق معبر رفح وكبار السن يخشون فراق الدنيا قبل زيارة البيت الحرام

Posted: 31 May 2017 02:17 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: على غرار الأعوام الماضية، فشل من جديد سكان قطاع غزة في الوصول إلى الأراضي السعودية لأداء مناسك العمرة، بسبب إغلاق معبر رفح، وهو ما أثر بشكل كبير على حالة كبار السن، وكبد شركات الحج والعمرة خسائر مالية كبيرة.
وبالرغم من حالة التفاؤل التي سادت أوساط الغزيين وخاصة أصحاب شركات الحج والعمرة، بإمكانية نجاح الموسم الحالي، ولو بأقل الخسائر، حيث ترددت أنباء سابقة عن وجود اتفاق بين السلطة الفلسطينية ومصر، لخروج دفعات من معتمري القطاع خلال شهري شعبان ورمضان، إلا أن التفاؤل تبدد مع حلول شهر الصيام، وانعدام أي فرصة في الوقت الحالي للحصول على التأشيرات السعودية اللازمة لأداء هذه العبادة.
وقال محمد حمدان، رئيس إحدى شركات الحج والعمرة العاملة في قطاع غزة لـ «القدس العربي»، إن موسم العمرة الحالي فشل كما في العامين الماضيين، في ظل تعويلهم السابق على فتح المجال أمام السكان لأداء هذه العبادة.
وأوضح أن الترتيبات التي أجريت سابقا بين المسؤولين الفلسطينيين والجانب المصري بخصوص ترتيب رحلات عمرة خلال شهري شعبان ورمضان، لم تنجح، وأن الموسم ضاع على غرار المرات السابقة.
وأشار إلى أن الكثير من سكان غزة كانوا هذا العام يرغبون في أداء العمرة، خاصة وأن المواسم السابقة التي كانت فيها العملية متاحة دون قيود، كانت تشهد خروج أكثر من عشرة آلاف معتمر في هذا الموسم.
وتحدث حمدان عن الخسائر المالية الكبيرة التي لحقت بشركات الحج والعمرة، التي توقف دخلها منذ ثلاث سنوات، مشيرا إلى أن هذه الشركات رغم فشل مواسم العمرة، يتطلب منها دفع إيجارات المكاتب ورواتب الموظفين.
ويخشى أصحاب شركات الحج والعمرة، من الاضطرار في المستقبل القريب إلى إغلاق شركاتهم، وتسريح الموظفين العاملين فيها، لعدم تمكنهم من توفير مصاريف هذه الشركات، مع استمرار ضياع مواسم العمرة، التي كانت تعود عليهم بالأرباح.
ويؤكد هؤلاء أن موسم الحج لا يعود عليهم بالأرباح، خاصة أن كل شركة تأخذ مبلغا ماليا قليلا زهاء تقديم الخدمات للحجاج، تنفق غالبيتها خلال رحلة الحج.
وكان عوض أبو مدكور رئيس اتحاد شركات الحج والعمرة في غزة، قد دعا في وقت سابق وزارة الأوقاف والسلطة الفلسطينية لبذل جهود مضاعفة مع السلطات المصرية من أجل أخذ موافقة على استئناف رحلات العمرة .
وخيمت أجواء من الصدمة على السكان خاصة كبار السن، الذين كانوا يأملون حتى اللحظة الأخيرة بنجاح الموسم ولو في شهر رمضان، خاصة وأن أداء مناسك الحج، يحتاج إلى أموال أكثر، وإلى انتظار وقت طويل حتى يتم الوصول إلى رقم التسجيل الخاص بالراغبين بأداء هذه الفريضة، في ظل الأعداد الكبيرة التي تنتظر دورها.
ويخشى هؤلاء الرجال والنساء أن يداهمهم الموت خاصة مع اجتيازهم سن السبعين، قبل زيارة بيت الله الحرام.
وكان أمل سكان غزة وأصحاب شركات الحج كبيرا في أداء العمرة هذا العام بعد الترتيبات التي أجراها قبل أكثر من شهرين، وزير النقل والمواصلات الفلسطيني سميح طبيلة، مع وزير الطيران المدني المصري شريف فتحي، في القاهرة حيث ناقشا آلية نقل المعتمرين من القطاع مع بداية موسم العمرة لشهري شعبان ورمضان.
وخلال ذلك اللقاء قدم الوزير الفلسطيني مقترحاً لنظيره المصري يتضمن التوافق على سفر 2000 معتمر، في كل من عمرتي شعبان ورمضان، وشمل النقاش أيضا كيفية نقل هؤلاء المعتمرين.
وبسبب الإغلاق لم يتمكن سكان غزة للعام الثالث على التوالي من أداء العمرة.
وفي العادة كان معتمرو غزة يمرون من معبر رفح، ومنه إلى مطار العريش القريب، ومن هناك يتجهون إلى السعودية، ويعودون برحلة مشابهة، لكن مصر أدخلت بعض التغييرات مع صعوبة الوضع الأمني في مناطق سيناء، تمثلت في نقل المعتمرين إلى مطار القاهرة بدلا من مطار العريش، وهو ما تسبب في إجهاد المغادرين، لطول المسافة التي يقطعونها من معبر رفح للمطار الجديد.
وتلا ذلك أن أغلقت مصر معبر رفح، وجعلت عمليات فتحه استثنائية تدوم لأيام قليلة، منذ أن تمت عملية عزل الرئيس السابق محمد مرسي، وهو ما حال دون تمكن سكان غزة من السفر لأداء العمرة، خاصة وأن الرحلات المخصصة للذهاب والعودة تكون مرتبطة بوقت محدد لا يتوفر مع عملية الإغلاق.
وتسمح السلطات المصرية بفتح معبر رفح لسفر الحجاج فقط، بناء على ترتيبات خاصة مع بداية موسم الحج، تشمل خروجهم من القطاع، وإيصالهم إلى مطار القاهرة، ومن هناك إلى الأراضي السعودية، ويقول السكان الذين أدوا الفريضة خلال المواسم الماضية أن رحلة السفر والعودة كانت شاقة جدا.
 

«عمرة غزة» تغيب للموسم الثالث مع إغلاق معبر رفح وكبار السن يخشون فراق الدنيا قبل زيارة البيت الحرام

أشرف الهور

البرلمان التونسي: لم نتلقَّ أي طلب لرفع الحصانة عن نواب بشبهة فساد

Posted: 31 May 2017 02:17 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: نفى حسان الفطحلّي الناطق باسم رئاسة البرلمان التونسي تلقي البرلمان لأي طلب قضائي لرفع الحصانة عن نواب متهمين بالفساد وتربطهم علاقة برجل الأعمال شفيق جراية، لكنه أشار بالمقابل إلى أن 25 نائباً عبروا عن استعدادهم للتخلي بشكل طوعي عن الصحانة في حال فتح تحقيق حول شبهات فساد.
وقال، في تصريح خاص لـ«القدس العربي»: «لم تتلقَّ رئاسة المجلس أي طلب من النيابة العمومية بخصوص رفع الحصانة عن أي من أعضاء البرلمان. ولكن كان هناك مبادرة من 25 نائباً قدموا طلبات لرئاسة البرلمان بالتخلي طواعية عن الحصانة أو عدم التمسك بها في حال فتح بحث أو تحقيق حول شبهة فساد».
وحول إجراءات رفع الحصانة عن النواب، قال الفطحلي «عندما تطلب السلطة القضائية بصفة رسمية من رئيس البرلمان رفع الحصانة عن أحد النواب، تمر العملية عن طريق مكتب البرلمان الذي يحيل الطلبات إلى لجنة النظام الداخلي والحصانة التي تدرس الملف وتستمع للعضو المعني بالأمر وترفع توصية للجلسة العامة (سواء برفع الحصانة أو عدمها)، وفي الجلسة العام يتم التصويت في جلسة سرية ومغلقة بعد التداول على الأمر وتمكين النائب من الرد».
وأوضح أكثر بقوله «الحصانة البرلمانية ليست حصانة آلية بل يتم تفعيلها، بمعنى: إذا أرادات النيابة العمومية استدعاء أي نائب ورفض النائب المذكور الإدلاء بشهادته فيجب عليه أن يقدّم وثيقة رسمية للقضاء يعلن فيها (كتابيا) تمسكه بالحصانة، وفي هذه المرحلة تراسل النيابة العمومية البرلمان لرفع الحصانة، يعني بإمكان النيابة العمومية استدعاء أي نائب والاستماع إلى أقواله في حال لم يتمسك بحصانته».
وكان عدد من النشطاء تداولوا «قائمة» مفترضة لنواب (من نداء تونس والاتحاد الوطني الحر) قالوا إنهم حصلوا على أموال من جراية، إلا أن عدداً من النواب المذكورين رفضوا هذا الأمر، فيما قررت كتلة «نداء تونس» اللجوء إلى القضاء لمحاسبة الأطراف التي تقف خلف المسألة.

البرلمان التونسي: لم نتلقَّ أي طلب لرفع الحصانة عن نواب بشبهة فساد

إلقاء القبض على مسؤول في مكتب مستشار الرئيس الإيراني بتهمة التجسس

Posted: 31 May 2017 02:16 PM PDT

لندن – «القدس العربي»: ألقت السلطات الأمنية الإيرانية القبض على أحد مسؤولي مكتب مستشار الرئيس الإيراني للشؤون الثقافية (حسام الدين آشنا) بتمهة التجسس. وحسب وكالة مهر للأنباء التابعة لمنظمة الدعوة الإسلامية الإيرانية، أكد المتحدث باسم السلطة القضائية الإيراني، غلام حسين محسني إيجئي، إلقاء وزارة المخابرات والأمن الداخلي القبض على جاسوس بين مسؤولي مكتب حسام الدين آشنا (مستشار روحاني للشؤون الثقافية)، وقال إن الوزارة يمكنها إلقاء القبض على المتهمين من خلال حكم قضائي، وإن السلطة القضائية بدورها تستطيع أن تسلم شخصاً متهماً إلى وزارة المخابرات وجهاز الاستخبارات في الحرس الثوري.
وأضاف أن هناك معلومات حول الجهات التي كان يعمل لها المتهم بالتجسس، مشدداً أن ذلك لا يعني تورط من يعمل معه في نفس المكان بهذه القضية (بالإشارة إلى مستشار الرئيس الإيراني)، وأن الجهات المعنية تقوم بجمع معلومات أكثر حول المتهم ونشاطاته.
وأكد نزاهة العملية الإنتخابية الرئاسية، مشيراً إلى أن القضاء يتابع جميع الشكاوي التي وصلته، وأن التقارير الواردة بشأن الانتخابات قيد التحقيق والإستقصاء. وأشاد بأداء الجهات التي بذلت جهودها لإجراء هذه الإنتخابات بسلامة، من المنفذين والمراقبين وقوات الشرطة والقضاء، مبدياً تقديره للشعب وجميع الجهات المساهمة بنجاح العملية الانتخابية، وتوجه بشكره لمؤيدي المرشحين لحضورهم المنتظم والتزامهم بالقوانين، واصفاً ذلك بعكس ما شهدته انتخابات الرئاسية في إيران سنة 2009 التي أدت إلى احتجاجات واسعة دامت أكثر من 10 أشهر بسبب التلاعب بنتيجة الانتخابات وتغييرها لصالح محمود أحمدي نجاد.
وأشاد بعمل السلطة القضائية، حيث اعتبر أداءها كان مؤثراً في منع حصول أي خرق أو مخالفة في العملية الانتخابية، قائلاً إن السلطة القضائية تتابع جميع الشكاوي وأجابت على 198 ألف استفسار انتخابي، كان من بينهم 197 إلفاً يتعلق بخصوص مرشحي انتخابات المجالس البلدية.
وتطرق المتحدث باسم السلطة القضائية إلى مسألة الشكاوي الانتخابية، قائلاً إن عددا من هذه الشكاوي تتعلق بمرشحي الانتخابات الرئاسية والبلدية وعددا آخر يتعلق بمؤيديهم وبعض الشكاوى كانت عن بعض المسؤولين المشرفين على إجراء الانتخابات، مشيراً إلى أن بعض التقارير الواردة تخص الخروقات التي حصلت من قبل بعض المحافظين ورؤساء البلديات، مؤكداً على أن جميع هذه التقارير، قيد الدراسة والاستقصاء.
إلى ذلك، سجنت السلطات القضائية الإيرانية مستشار أحمدي نجاد الإعلامي، عبد الرضا داوري، بتهمة الإساءة للمرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي .

إلقاء القبض على مسؤول في مكتب مستشار الرئيس الإيراني بتهمة التجسس

محمد المذحجي

البرلمان المصري سيناقش اتفاقية «تيران وصنافير» في النصف الثاني من رمضان

Posted: 31 May 2017 02:15 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: كشفت مصادر لـ»القدس العربي»، أمس الأربعاء، عن عزم البرلمان المصري مناقشة اتفاقية ترسيم الحدود مع المملكة السعودية، والمعروفة إعلاميا بـ «اتفاقية تيران وصنافير» خلال جلسات النصف الثاني من شهر رمضان.
يأتي ذلك في وقت تخطت حملة التوقيعات التي أطلقها عدد من الشخصيات العامة، رفضاً ﻷي خطوات قد تتم للتنازل عن الجزيرتين ، 1500 توقيع. وقال الموقعون في بيانهم إنهم يرفضون أي خطوات قد تتم من قبل مجلس النواب أو الحكومة للتنازل عن الجزيرتين أو أي قطعة من أرض الوطن. وطالب البيان مجلس النواب والحكومة، باحترام الحكم القضائي الصادر من أعلى محكمة في مجلس الدولة، ببطلان توقيع ممثل الحكومة على معاهدة ترسيم الحدود مع السعودية، مما يجعل هذه المعاهدة والعدم سواء. وشدد الموقعون على بيانهم تحت عنوان «لن نفرط» على أن التمسك بقدسية تراب الوطن هو أهم أسس الوطنية المصرية التي لا تملك أية سلطة التفريط فيها، بل تفقد «سلطة التفريط» شرعيتها السياسية والقانونية إن أقدمت على ذلك، كما أكدوا على أنه لا يجوز استفتاء الشعب على التنازل عن جزء من إقليم الوطن وفقا للمادة 151 من الدستور، فالأرض ليست ملكا لهذا الجيل فقط ، وإنما ملك لأجيال قادمة لم تولد بعد، ولا يحق لأحد أن يسلبها حقها في أرضها.
وضمت قائمة الموقعين كلا من المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، الذي وقع باسم «مواطن مصري»، وعددا من محامي الدفاع عن الأرض، بينهم الحقوقي والمرشح الرئاسي السابق خالد علي، والسفير معصوم مرزوق الذي عرف نفسه بـ»محامي تيران وصنافير»، وطارق نجيدة، والمحامي زياد العليمي، عضوا فريق الدفاع عن الأرض. كما شملت القائمة عددا كبيرا من السياسيين والكتاب وأساتذة الجامعات، بينهم عبد الجليل مصطفى، ونقيب الصحافيين السابق يحيى قلاش، وعبد الله السناوي، وعمار علي حسن، ويحيى القزاز، ومحمد نور فرحات، ومحمد أبو الغار، وممدوح حمزة، والكاتب الصحافي جمال الجمل الذي عرف نفسه بـ»كاتب ومواطن لن يفرط في الأرض»، ومدحت الزاهد، ويحيى حسين عبد الهادي، وإكرام يوسف وساهر جاد وخالد البلشي وكيل الصحافيين السابق.
وقال أحمد النجار، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام السابق، إنه بعد الأحكام النهائية بشأن جزيرتي تيران وصنافير المصريتين والمدعومة والمبررة بجبال من المستندات المؤيدة والمؤسسة للأحكام، فإن أي تفكير في التفريط فيهما لنظام عائلة سعود سيكون بمثابة خيانة عظمى أربأ بأي مسؤول أو سلطة عن التورط فيها، لأن مثل تلك الخيانة العظمى ستفتح بوابات جهنم سياسيا في بلد هو أحوج ما يكون لتوافق أبنائه ولبناء استقرار مبني على التراضي وليس القمع. وأضاف:«مثل تلك الخيانة ستشكل وصمة عار تاريخية لمن سيقترفها، وستؤسس لحرب قادمة تستنزف بلدين شقيقين كي يستمتع الكيان الصهيوني بالأمان وبالفرجة على صراع الأشقاء الأغبياء. في العادة يجري ابتزاز أي شخص يعلق على الأحكام القضائية، فلماذا لا تحترم السلطتان التنفيذية والتشريعية أحكام القضاء وتغلق ملف الجزيرتين المصريتين وتبلغ المملكة السعودية بأن أحكام القضاء أغلقت الملف». وحددت مفوضية الدائرة الأولى في محكمة القضاء الإداري في مجلس الدولة، برئاسة المستشار محمد الدمرداش جلسة الأول من يونيو/حزيران المقبل، لنظر دعاوى قضائية تطالب بإيقاف وإلغاء قرار مجلس الوزراء بإحالة اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، التي يترتب عليها التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للمملكة السعودية، لمجلس النواب. وكان المحامون عبد الفتاح محمود، وعثمان الحفناوي، وحميدو الجميل، وعلى أيوب، أقاموا ثلاثة دعاوى قضائية، أجمعوا فيها أن قرار مجلس الوزراء بإحالة الاتفاقية للبرلمان، صدر بالمخالفة للدستور والقانون والحكم النهائي الصادر من المحكمة الإدارية العليا، بشأن مصرية جزيرتي تيران وصنافير.
وأكدت الدعاوى أن الدستور منع السلطة التنفيذية من التوقيع على معاهدات يترتب عليها النزول عن جزء من إقليم الدولة، حتى لا تقدم على هذا العمل تحت ضغوط أو مواءمات سياسية، وذلك أن إقليم الدولة ليس مِلكًا لها وإنما تلتزم فقط بحمايته وعدم التفريط فيها، كما منع مجلس النواب من الموافقة على أي اتفاقية من هذا النوع، لأن أعضاء البرلمان ينوبون عن الشعب، والشعب ممنوع بدوره من التنازل عن أرضه، وليس للنائب سلطة تزيد على سلطة الأصيل، ولم يجعل الدستور للشعب ممثلًا في هيئة الناخبين سلطة الموافقة على التخلي عن أي جزء من إقليم الدولة في استفتاء عام، لأن الدستور أوصد جميع الأبواب التي يمكن أن تؤدي إلى التنازل عن جزء من إقليم الدولة، وكل عمل حظره الدستور لا يجوز لسلطة أو لأحد أن يجيزه.

البرلمان المصري سيناقش اتفاقية «تيران وصنافير» في النصف الثاني من رمضان

سينما خفيفة لإجراء المصالحات

Posted: 31 May 2017 02:13 PM PDT

كل يوم تقريبا، ولفترة امتدت أسابيع، ظلّت تتردد أمام اللبنانيين جملتان، إحداهما لبيار شماسيان وهو يقول» أنا ما بجوّز بنتي إلا لأرمني، نقطة، سطر»، وذلك في الإعلان عن فيلم «زفاف.. يان» الذي كما يظهر من عنوانه، يحكي عن العلاقة بين الأرمن اللبنانيين وسواهم من اللبنانيين غير الأرمن. الجملة الثانية من فيلم «محبس» ويقولها جابر جوخدار لجوليا قصار، لحظة استقبالها له عريسا لابنتها: «شلونك خالِه»، هذه قلبت مزاج الحماة وهيئتها في ثانية، لتبدأ بعدها المشاكسات والمناورات بين العائلة اللبنانية والعائلة السورية تفتعلها الزوجات: اللبنانية باصطناع المكائد، والسورية بإبقاء أنفها مرفوعا إلى الأعلى، أما الرجلان، الأبوان، فأكثر حكمة وتسامحا، هكذا، كما ينبغي تبعا للشائع من الكلام والأمثال عن دور الحموات الباقي من ما قبل أيام ماري منيب.
على أي حال لن تجد مخرجة الفيلم صوفي بطرس ما يعكّر في إبقائها الناس على ما هم موصوفون به في الكلام الشائع العامي، فهي، في مقابلات صحافية أجريت معها ومع أفراد من فريق العاملين في الفيلم، أوحت بأنها ستبقى هناك، على ذلك السطح، محاذرة أن تتطرّق إلى أي من المشكلات التي تعتمل تحته. وهي، في مقابلة أجريت معها، قالت إن اختيارها هذا الموضوع لفيلمها ربما يساعد «قليلا» على حل هذه المشكلة.
«قليلا»، لكن لا ضير في أن لا يساعد أبدا طالما أن المخرجة ضيّقت مجال الإختلاف بين هؤلاء وأولئك، حتى في المعايير العامية المذكورة أعلاه. فالعائلتان، السورية واللبنانية، من دين واحد، وحتى لا اختلاف في المذهب على نحو ما سبق أن شاهدنا في الفيلم الأميركي «زفاف يوناني» الذي ربما كان حاضرا في ذهن من كتبوا نص الفيلم اللبناني؛ ولا اختلاف في الطبقة الإجتماعية، فالعائلة السورية كما ظهرت قابلة لأن «تبيّض الوجه»، فخاتم الخطوبة الذي أتت به جميل وثمين، وأناقة العائلة، بكامل تفاصيلها، ملفتة. أما العائلة اللبنانية، من جهتها، فلم تذهب بعيدا في مغالاتها ورطاناتها ولم تظهر أثرا من الإعتداد اللبناني، المعتاد بإزاء مجاوريه. أما الضيعة فبقيت كما كانت من قديم، رائقة هادئة ولم ترتفع في شوارعها تلك اليافطات الفارضة حظر التجول على من سمّتهم غير اللبنانيين بعد الساعة الثامنة مساء.
لا شيء ينبغي أن يكون خلافيا. ذلك من أجل أن يتاح للمكائد الصغيرة، مثل أن تستل تيريز خاتم الخطوبة من جيب العريس لتضعه في محفظة أمه، أو مثل أن تستدعي صديق ابنتها السابق ليفاجىء العائلتين بانضمامه إلى طاولة الغداء، إمكانية أن تحلّ من تلقائها. لكن، ومع سوء التفاهم الهيّن، كان ينبغي أن تجد المخرجة سببا للتفريق بين العائلتين، أو بين الشعبين تاليا، وهي وجدته في صورة أخيها المعلٌقة على جدار في المطبخ. كان قد قضى في قذيفة سورية في أيام الحرب، قذيفة طائشة مما ينزع أي قصدية لمقتله شخصيا. ثم أنه لم يبد حزينا في صورته، ولا هي حزينة تيريز أخته التي تظل تكلمه، وهو يجيبها بشطارته وخبثه، جالسا إلى مازته وكأس العرق لا يبارح يده. وهذا ما يدل، على أي حال، أن معاناة اللبنانيين من وجود الجيس السوري في أيام الحرب، وبحسب الفيلم، باتت باردة، وهي ليست بين البنود الأولى للسجال.
ألعائلتان فقط مناط بهما إجراء المصالحة، والزواج من ثم، بين السوريين واللبنانيين، وهي مصالحة ترضى المخرجة بأن تكون قليلة، سواء في ما يتعلّق بمدتها أو بمداها. وأحسب أن بعض ذلك القليل قد تحقّق في أثناء وجودنا في الصالة. كان الجميع هنا، كما كانوا في صالات أخرى بحسب ما علّق طاقم الفيلم بعد عرض دبي، راغبين ومصفّقين للمصالحة التي أجرتها الخاتمة بين العائلتين. بل وربما سيصمد ذلك القليل حتى بعد وصول المشاهدين إلى منازلهم. ذاك أن هؤلاء مهيّئين أصلا لأن يحبوا بعضهم بعضا، كما لمعاداة بعضهم البعض. يستطيع كل منهم أن يحمل الشعورين معا، وأن يبدّلهما في لحظة مقرّبا أحدهما بعد أن يبعد الآخر. كان ذلك حالهم منذ سنتين أو ثلاث، وقد نجح الفيلم، بقليله ذاك، أن يرجعهم إلى هناك، أيام كانوا متراوحين بين الحب والكره. أما الآن فلم يعد سهلا أن تزيح معلّم الباطون عن سخطه من حلول السوري محلّه وبنصف أجره، وذلك بأن تقول له إن لديه عائلة هو أيضا ولا سبيل له إلا أن يعيلها. «إنهم مليونان هنا» يقول، معتمدا على إحصاء الوزير، ويضيف أن عائلة السوري إن عاشت فإن عائلته ستموت…
هي مصادفة أن يتفق الفيلمان «زفافيان» و«محبس» على موضوع واحد، وقد أبقاهما ذلك أشهرا قيد العرض في الصالات، على الرغم من أنهما ليسا الآن في درجة السخونة ذاتها.

٭ روائي لبناني

سينما خفيفة لإجراء المصالحات

حسن داوود

«سي أن أن» تكشف الجانب الفاسد في اللحوم البرازيلية

Posted: 31 May 2017 02:13 PM PDT

باريس – «القدس العربي»: «استغلال العمال.. الجانب الفاسد في اللحوم البرازيلية المشهورة». هذا عنوان لافت ومعبّر لتقرير تلفزيوني لـ «سي أن أن» العربية، فاللحوم البرازيلية ليست فاسدة بذاتها، فهي طيبة السمعة، شهية، عابرة للقارات، إنما هناك جانب فاسد فيها، هو استغلال العمال الذين يساهمون بإنتاجها.
وما دام التقرير سيصل إلى القول إن استغلال العمال هنا يقترب من العبودية فلن يتردد في استخدام صورة لأبقار برازيلية سارحة مع تعليق يقول «تتجول الأبقار بحرية، وتتناول طعامها في المراعي وسط غابات الأمازون». جاءت هذه العبارة في مقدمة التقرير، ومن دون أي مقارنة تثقل الأفكار على المشاهد، ستمرّ الصورة والعبارة بلطف، سيلمح المشاهد تلك المفارقة: الأبقار التي تتجول بحرية، البشر الذين يعملون ويعيشون كالعبيد.
بعد مديح مبتسر للحوم البرازيلية يمضي التقرير ليقول «لكن القليل من المستهلكين يذكّرون بالثمن الذي يدفعه البشر في هذه السوق. وهنا ستتابع الكاميرا راهباً يتجول بين القرى على دراجته النارية «جعل ذلك مهمة له في الحياة. هو يقف في الخط الأمامي لمواجهة الاستغلال الشاق لليد العاملة، وهو ما يعرف بعبودية العصر الحديث».
وعلى الفور سيتحدث الراهب (شافيز بلازاد) للكاميرا، عبر المراسلة معدّة التقرير: «أهم ركيزة في العبودية هي كسب المال بتكلفة تساوي الصفر، وهنا، أكثر من أي مكان في العالم الأمر سهل جداً».
يتحدث التقرير عن أرقام ووقائع: خمسة وعشرون ألفاً من البرازيليين يعيشون ظروفاً مشابهة للعبودية. أنقذ الآلاف من العمال عندما أنشأت الحكومة وحدات متنقلة لمكافحة الاستغلال. لكن بلازاد، الراهب، يحذر من خطر العودة إلى الوراء بعد خفض الدعم للوحدات المتنقلة. كما قلّ تأثير إحدى الطرق المستخدمة لفضح الشركات ودفعها للإذعان، حسب التقرير، إذ كانت تنشر لائحة قذرة للشركات التي ضبطت في استغلال العمال.
يؤكد تقرير القناة التلفزيونية الأمريكية أنه يجري مؤخراً منع نشر تلك اللوائح القذرة بضغط من «اللوبي الريفي» الذي تتزايد قوته في مجلس الشيوخ الوطني.
ثم يختم الراهب بالقول «البرازيل فشلت في معالجة جذور مشكلة الاستغلال»، ويضيف «الإفلات من العقاب، والجشع، والبؤس.. إذا لم تعالج كل ذلك في الوقت ذاته فسرعان ما تجد الناس يدخلون في دوّامة العبودية ذاتها».
كل ذلك قيل في ثلاث دقائق وعشرين ثانية فقط، في تقرير نموذجي لجهة استخدام الصورة والكتابة للصورة، يسلط الضوء على واحدة من المشكلات الأزلية، تلك العبودية المتجددة والمغلفة بأشكال معاصرة.
ليس غريباً أن يكون بطل التقرير راهب، إذ طالما سمعنا من البابا فرنسيس تصريحات بخصوص الأجور المتدنية واستغلال العمال، فهو قال ذات مرة «إن الكنيسة الكاثوليكية لا تريد من الناس أن يتبرعوا بـ»أموال قذرة»، حصلوا عليها من استغلال العمال أصحاب الأجور المتدنية».
وعلى ما يبدو فإنه ينبغي علينا اليوم حين نتناول علبة المرتديلا أن ندقق إن كانت مختومة بعبارة تقول «خالية من استغلال العمال وأي أموال قذرة». إنه إحساس عال بالرأفة والعدل واحترام البشر، من ناشطين ورجال دين، وإعلاميين كذلك.

«سي أن أن» تكشف الجانب الفاسد في اللحوم البرازيلية

راشد عيسى

نتائج غير مطمئنة لجولة ترامب الخارجية

Posted: 31 May 2017 02:12 PM PDT

اختار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الشرق الأوسط محطة أولى لأولى جولاته الخارجية منذ توليه مقاليد البيت الأبيض؛ وكان طبيعياً أن يحظى الشرق الأوسط بأبرز نتائج هذه الجولة. هذا لا يعني أن مشاركة الرئيس بقمة دول حلف الناتو في بروكسل، وقمة مجموعة السبع الكبار في صقلية، لم تكن بلا أثر. ولكن الالتزام الأمريكي بحلف الناتو كان تم التوكيد عليه، بخلاف شعارات ترامب الانتخابية، قبل بدء جولة الرئيس الخارجية. كما أن إدارة ترامب أظهرت منذ أسابيع رغبة في إعادة التفكير في الموقف من اتفاقية باريس حول المناخ، وهو الأمر الذي شغل المجتمعين في صقلية. بمعنى، أنه إن كان هناك من جديد في محطتي بروكسل وصقلية، فهو بالتأكيد ليس جديداً تماماً. أما في الشرق الأوسط، فكانت عواقب الزيارة سريعة وذات أثر ملموس، سواء ما تعلق منها بخيبة الأمل في إقدام ترامب على إحداث التغيير المرتقب في بعض من سياسات أوباما، أو في تبنيه مواقف تساعد على تعزيز أمن وسلم المنطقة وشعوبها.
كانت ثمة توقعات في أنقرة بأن سيد البيت الأبيض الجديد سيحرص على وضع مسافة كافية بينه وبين السياسات التي اتبعها أوباما في العراق وسوريا، سيما تلك الخاصة بالتحالف مع امتدادات تنظيم حزب العمال الكردستاني في سوريا، والتساهل مع امتداداته في العراق. ومن المؤكد أن الأتراك لم يتركوا فرصة منذ تولي ترامب مسؤوليات الحكم في يناير/ كانون ثاني الماضي إلا وحاولوا فيها إيجاد أرضية مشتركة مع الأمريكيين، أرضية تأخذ في الاعتبار مصالح تركيا الحيوية، من جهة، والاهداف التي يرغب الأمريكيون في تحقيقها، من جهة أخرى. أبدت تركيا استعدادها للمشاركة الفعالة في إخراج داعش من الرقة والشرق السوري، سيما بعد أن حققت عملية درع الفرات إنجازات حقيقية وغير قابلة للانتكاس في جرابلس والباب، مشترطين وضع نهاية للتحالف الأمريكي مع وحدات حماية الشعب وتجليات العمال الكردستاني الأخرى في سوريا. لقاءات مسؤولي أجهزة الاستخبارات في الدولتين، وقائدي الأركان التركي والأمريكي، توجت بزيارة إردوغان لواشنطن، التي شملت اجتماعين مطولين مع الرئيس ترامب؛ تلاها لقاء ثان بين الرئيسين في بروكسل. النتيجة، في النهاية، كانت رفض المقترحات التركية، والتزام إدارة ترامب بالمقاربة التي وضعت أسسها إدارة أوباما. وقد بدأت بالفعل إمدادات السلاح النوعي والثقيل للوحدات الكردية، مواكبة لجولة ترامب الشرق أوسطية.
وليس ثمة ما يشير إلى أن ترامب سيعمل على استرضاء الأتراك بطرد الوحدات الكردية من منبج، غرب الفرات، أو إعطاء الضوء الأخضر لعملية تركية مشتركة مع حكومة إقليم كردستان العراق لطرد قوات العمال الكردستاني من سنجار، غرب الموصل، أو تعهد خطوات فعلية لإقامة مناطق آمنة في سوريا.
حظي ترامب في زيارته للمملكة العربية السعودية باستقبال أسطوري، قصد به تعزيز موقعه القلق في واشنطن، وحصل على صفقات بمئات المليارات لشراء السلاح الأمريكي أو الاستثمار في البنى التحتية الأمريكية، بهدف مساعدته على الوفاء بوعوده لتجديد المقدرات الأمريكية وخلق فرص عمل جديدة. ما قدمه الرئيس، في المقابل، يمكن تصنيفه إلى قسمين: الأول، كان التوكيد على التحالف الوثيق مع السعودية ودول الخليج وعزم الولايات المتحدة مجابهة التوسع الإيراني. ولكن، لا في كلمته، ولا في المؤتمر الصحافي لوزير خارجيته، أوضحت إدارة ترامب الإجراءات التي تخطط لاتخاذها على صعيد مواجهة إيران وطموحاتها الفائضة في الجوار العربي. ولما كان المشروع التوسعي الإيراني تجلى في مناطق وأزمات محددة، ابتداء بالعراق ولبنان وسوريا، وصولاً إلى اليمن، كان لابد أن يوضح ترامب، أو أحد مسؤولي إدارته، ما ينبغي فعله في هذه الدول، وكيفية التعامل مع أزماتها بما يكفل التصدي للنفوذ الإيراني. وهنا، أيضاً، لم يكن هناك من مجرد إشارة.
القسم الثاني مما قدمه ترامب يستدل عليه بالتطورات المتسارعة في الوضع الخليجي، التي أخذت في التبلور مباشرة بعد انتهاء القمم الثلاث مع الرئيس الأمريكي. فما إن عاد الزعماء العرب والمسلمون إلى دولهم، حتى انطلقت هجمة إعلامية، إماراتية، أولاً، وسعودية، تالياً، ضد قطر، لا سابق لها. ولأن أحداً ما كان له أن يجد مبرراً لهذه الحملة، فقد اصطنع لها المبرر باختراق موقع وكالة الأنباء القطرية، ونشر تصريحات لأمير قطر، بعد منتصف الليل، قيل أنها تعود لخطاب ألقاه في التاسعة صباحاً. وبالرغم من النفي القطري لحقيقة التصريحات، استمرت الحملة بلا هوادة، تقودها كافة وسائل الإعلام السعودية والإماراتية. والمدهش، أن الإجراءات التي قامت بها الإمارات والسعودية لحجب مواقع وسائل إعلام قطرية، في سياق المعركة غير المفهومة مع الدوحة، سرعان ما وجدت صدى لها في إجراءات مصرية وبحرينية متطابقة. يصعب تصور أن تكون العلاقات الخليحية – الخليجية قد نوقشت مع الرئيس الأمريكي خلال زيارته للسعودية. ولكن ثمة مؤشرات على أن واشنطن ترامب لم تبد اعتراضاً على تغيير في قمة الحكم السعودي، وأن الزيارة شكلت دفعاً معنوياً كبيراً لمعسكر الثورة العربية المضادة. كلا هذين الموقفين لم يكن من الممكن الحصول عليهما من إدارة أوباما، حتى في لحظات ارتباكها الأخيرة في الشرق الأوسط.
كان الملف الفلسطيني المحطة الثالثة لنتائج جولة ترامب؛ وكما قضايا الشرق الأوسط الملحة الأخرى، كان للقضية الفلسطينية نصيبها من التوقعات التي واكبت زيارة الرئيس الأمريكي. خلال الأسابيع القليلة السابقة على وصول ترامب إلى فلسطين، روجت أوساط السلطة الفلسطينية صورة باعثة على التفاؤل لاجتماع البيت الأبيض، الذي كان الرئيس ترامب عقده مع الرئيس عباس، مؤكدة على دفء الاستقبال الذي حظي به الأخير والوعود التي تلقاها. وكان من المتوقع أن يسمع العالم من رئيس الدولة الأهم في العالم ما يشير إلى تصوره لحل المسألة الفلسطينية، الحل الذي بشر ووعد به طوال الشهور منذ توليه مسؤولياته. ولكن الرئيس لم يقل شيئاً يبعث على الاطمئنان، على الأقل من زاوية رؤية الفلسطينيين للمسألة. اتيحت لترامب فرصة كبيرة ليعلن التزاماً واضحاً بحل الدولتين، أو التذكير بالسياسة الأمريكية التقليدية المعارضة للاستيطان اليهودي في الضفة الغربية. ولكن الرئيس تجنب كلا المسألتين. ما لم يتجنبه ترامب كان التوكيد الجازم على التزام إدارته بأمن دولة إسرائيل، والإيحاء بأن جهوده لتوسيع نطاق السلم العربي مع إسرائيل بدأت تؤتي ثمارها.
فما الذي سيترتب على ننائج جولة ترامب في المدى القصير؟ على صعيد السياسة الخارجية التركية، ستتحول خطوات أنقرة المترددة نحو تعزيز العلاقات مع موسكو إلى خيار استراتيجي، بهدف صنع توازن مع خيبة التوقعات من التحالف التقليدي مع الولايات المتحدة. على المستوى العربي، من المتوقع أن تكون الحملة على قطر مقدمة لتصعيد في ليبيا، بهدف توكيد وتأمين موقع حفتر في قيادة الدولة الليبية الجديدة، ودفع الأوضاع في اليمن نحو الانقسام، بجهد إمارتي وموافقة سعودية، وتحرك حثيث في السعودية لإحداث التغيير الذي طال ترقبه في هيكل الحكم. فلسطينياً، لا يجب النظر إلى اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي في جوار الحرم القدسي الشريف إلا باعتباره مؤشراً إلى أن حكومة نتنياهو تنظر بارتياح أكبر إلى مواقف واشنطن والعواصم العربية من جهود الإسراع في عمليات الاستيطان وتهويد القدس.

٭ كاتب وباحث عربي في التاريخ الحديث

نتائج غير مطمئنة لجولة ترامب الخارجية

د. بشير موسى نافع

الأمريكيون: الخطابات والوقائع وما بينهما

Posted: 31 May 2017 02:12 PM PDT

قبل الامريكيون، على مدى سنوات ما بعد 2003، بقواعد اللعبة المزدوجة التي يمارسها الفاعل السياسي الشيعي في العراق، وهي اللعبة التي أتاحت لإيران أن تكون شريكا رسميا للأمريكيين في فرض شروطها على الدولة التي يعاد تشكيلها! وصل الأمر في لحظات كثيرة إلى «التطابق» في وجهات النظر، كما حدث في مسألة إعادة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي إلى رئاسة الوزراء لولاية ثانية!
بعد أن سيطر تنظيم الدولة على أكثر من ثلث الأراضي العراقية في بضعة أسابيع! كان واضحا ان إدارة الرئيس أوباما قد قبلت بقرار الفاعل السياسي الشيعي بإدارة المعركة بأدوات طائفية بحتة! من خلال قبولها الضمني بأن تكون الميليشيا العقائدية العاملة تحت مسمى «الحشد الشعبي»، والتي تتبع في معظمها الى الحرس الثوري الايراني، فاعلا أساسيا في المعركة. وقد تجسد هذا القبول اثناء معركة «آمرلي» في منطقة سليمان بيك، حيث قدم الامريكيون المساعدة الحاسمة لهذه الميليشيات في أول تحرك «مشترك». صحيح أن العلاقة بين الطرفين قد مرت ببعض التقاطعات، كما في حالتي الرفض الأمريكي لمشاركة هذه الميليشيات في معركتي تكريت والرمادي، وأخيرا في معركة مدينة الموصل، لكن الطرفين كانا شريكين كاملين في المعارك الاخرى، سواء عبر تقديم الغطاء الجوي الصريح لهذه الميليشيات! أو عبر التغاضي عن تسليح هذه الميليشيات بالأسلحة الأمريكية المختلفة، او تسليحها بصواريخ حرارية من طراز أي تي ـ 4 المضادة للدروع لمواجهة السيارات المفخخة المحصنة التي يستخدمها تنظيم الدولة. وكان تلاقي الأسلحة الأمريكية والايرانية دلالة رمزية مكثفة على طبيعة التواطؤ الصريح بين الطرفين!
وبعد الفيتو الامريكي على مشاركة ميليشيا الحشد الشعبي في معركة الموصل ، كان لا بد من إرضاء هذه الميليشيات بمنحها قاطع تلعفر، الأكثر أهمية بالنسبة لها من مدينة الموصل، ليس بسبب الطبيعة الديمغرافية للمدينة (مدينة تلعفر مدينة تركمانية تضم غالبية سنية وأقلية شيعية)، وإنما بسبب موقعها الاستراتيجي على مقربة من الحدود السورية، وأهميتها القصوى في خرائط ما بعد تنظيم الدولة التي يراد رسمها، تحديدا فيما يتعلق بما أسميه «طريق الحرير الايراني» الذي يعبده الايرانيون لغرض الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط! ولتشكيل «البدر الشيعي» الذي يعد به قيس الخزعلي قائد ميليشيا عصائب الحق في تصريحاته! وقد استطاعت هذه الميليشيات فعلا، ومن خلال تواطؤ أمريكي صريح، بالانفتاح على جنوب تلعفر للسيطرة على مناطق الحضر ومن ثم للسيطرة على منطقة البعاج التي ترتبط بحدود مشتركة مع سوريا تمتد لمسافة يقارب 140 كم في مقابل محافظتي الحسكة ودير الزور السوريتين.
في المقابل كان الأمريكيون حريصين على منع القوات السورية والميليشيات الحليفة لها التي تقودها إيران أيضا، من التقدم باتجاه منطقة التنف السورية في محافظة تدمر، التي تقابل محافظة الانبار العراقية في نقطة المثلث الحدودي الرابط بين العراق وسوريا والأردن، ليس عبر المنشورات فقط التي وصفت أي تقدم باتجاه التنف السوري عملا عدائيا، ولكن عبر قصف جوي لميليشيات عراقية أرادت التقدم باتجاه الحدود في هذه المنطقة من الجانب العراقي!
إن هذه الموقف الامريكي المتباين يكشف هو الآخر بان ثمة «خرائط» امريكية ايضا لمرحلة ما بعد داعش ! هكذا تكون الحدود السورية العراقية في قضاء البعاج التابع لمحافظة نينوى محل تواطؤ أمريكي ايراني صريح، وتكون هذه الحدود السورية العراقية نفسها في محافظة الانبار محل صراع! ليس عسكريا فقط، وإنما سياسيا واقتصاديا أيضا! فالأمريكيون وافقوا على أن تتولى مجموعة «أوليف» الأمنية حماية واستثمار الطريق الدولي الرابط بين العراق والأردن وسوريا، وقد وقعت حكومة العبادي هذا العقد فعلا. في المقابل كان ثمة رفض من اليمين الشيعي المرتبط بايران، بضمنها الميليشيات لهذا العقد، فقد وصفه بعضهم محاولة أمريكية لقطع الامتداد الاستراتيجي بين إيران والعراق وسوريا ولبنان أو حسب تعبيره «لقطع الهلال الشيعي»!
يحيل هذا الموقف الامريكي المتباين إلى الخطابات الأمريكية التي لم تتوقف تجاه إيران، بداية من الحملة الانتخابية للرئيس ترامب، والتي تم التركيز فيها بشكل رئيسي على الملف النووي الايراني، مرورا بتطور هذا الموقف لمواجهة النفوذ الايراني في المنطقة، وصولا إلى مؤتمر الرياض الذي انتهى بشكل صريح إلى إعلان محور مضاد لايران في المنطقة ككل! ولكن هذه الخطابات لم تنعكس حتى اللحظة على الأرض بشكل عملي! ففي سوريا يبدو الامريكيون أكثر قربا من الروس من أي مرحلة سابقة! أما في اليمن فلا مؤشرات على الأرض على تغيير حقيقي في الموقف الامريكي! وفي العراق، لا توجد حقيقة استراتيجية أمريكية واقعية للتعاطي مع الأزمة العراقية، فباستثناء الالتزام المعلن بهزيمة تنظيم الدولة ، لا يبدو الامريكيون مستعدين للتعاطي مع الأزمة السياسية الجوهرية في العراق، بل يبدو الموقف الأمريكي أقرب إلى استنساخ سيناريو إدارة الرئيس اوباما في التعاطي مع هذا الملف! أي دعم الهدوء الهش في العراق، عبر دعم العبادي، والثقة بسياسياته فيما يتعلق بمواجهة أثار ما بعد تنظيم الدولة ، بضمنها التعاطي مع ميليشيا الحشد الشعبي! وكأن الأزمة العراقية مجرد ازمة أمنية بدأت في حزيران 2014، أي من لحظة سيطرة تنظيم الدولة على الموصل، وليست أزمة سياسية بدأت منذ لحظة الاحتلال الامريكي للعراق في العام 2003! فالأمريكيون الرسميون يتحدثون عن سياسة أمريكية تتعلق بالمساعدات الانسانية من خلال ملفي النازحين وإعادة الإعمار، وإعادة ربط العراق بمحيطة الإقليمي، وعن تعاون اقتصادي، من دون أي التزام بالمساعدة في انتاج حل سياسي يعيد تصحيح الاختلالات العميقة في إدارة الحكم والدولة في العراق والتي أنتجها الامريكيون أنفسهم! وهذا الموقف يعني عمليا استمرار إدارة ترامب بالقبول الصريح باللعبة المزدوجة التي أتقنها الفاعل السياسي الشيعي المهيمن على الحكم والدولة في العراق، أي التعاطي مع نفود ايراني ـ امريكي وإدارته بما يضمن فرض الامر الواقع الذي يريده هذا الفاعل!
في إطار هذا التعاطي الامريكي مع الازمة في العراق، لا تبدو الميليشيات المرتبطة عقائديا وأيديولوجيا وتنظيميا بايران، انها تشكل خطرا حقيقيا! فالأمريكيون مطمئنون تماما على قدرة العبادي على التعاطي مع هذه المليشيات بموجب القانون الذي تم تشريعه لشرعنتها! دون النظر الى خطر هذه الميليشيات على بنية الدولة نفسها! أو على الاستقرار والأمن فيها!
إن التباين الشديد بين الخطابات الأمريكية الصاخبة حول إيران، وبين الوقائع وما تعكسه من تواطؤات على الأرض، لا يمكن أن يؤدي بأي حال من الاحوال إلى استقرار حقيقي، لا في العراق ولا في سوريا أيضا، خاصة مع بداية تداخل الملفين بشكل عملي كما اوضحنا! وإذا كان ثمة من يتوهم ان هزيمة تنظيم الدولة العسكرية يمكن ان تسمح بفرض واقع متخيل ينتج هدوءا هشا على المدى القريب، فان جميع المعطيات تؤشر إلى أن هذا الامر الواقع الجديد المفروض قسرا، والمقبول أمريكيا! لن يؤدي إلا إلى مزيد من التطرف والصراع على المدى المتوسط والبعيد!

٭ كاتب عراقي

الأمريكيون: الخطابات والوقائع وما بينهما

يحيى الكبيسي

حزب العدالة والتنمية التركي في مرحلة ما بعد الاستفتاء

Posted: 31 May 2017 02:11 PM PDT

رداً على سؤال لأحد الصحافيين، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل فترة: «نحن لسنا طريقة دينية تبحث عن مريدين. حزب العدالة والتنمية حزب سياسي، يبحث عن عضويته في أشخاص حسني السلوك والسمعة قادرين على تحمل المسؤوليات العامة، بصرف النظر عن إيمانهم ومعتقداتهم الدينية».
كان ذلك رداً على مناخ التذمر الذي عبر عنه بعض الإعلام الموالي من «أنهم يبعدون الإسلاميين، ويدفعون بغيرهم إلى الأمام». هناك تقديرات تتحدث فعلاً عن أن الدائرة المقربة من أردوغان الذي تفرد، بعد إقرار التعديلات الدستورية، بصلاحيات كبيرة، أصبحت من خارج الحركة الإسلامية التي انبثق منها الحزب الحاكم، وأن أكثر المدافعين شراسةً عن التعديلات المذكورة، هم من خارج الحزب، أو من خارج الحلقة المؤثرة فيه.
قد يكون كلام أردوغان صحيحاً في سياق آخر غير سياق الحياة السياسية التركية. أما هنا، فالأمر يختلف كثيراً. إذ قامت شعبية الحزب، في بدايات تشكله وفي السنوات اللاحقة، أساساً، على مظلومية تاريخية لتيار الإسلام السياسي المعبر عن جمهور المتدينين العاديين الذين طالما همشهم النظام العلماني – العسكري وعاملهم بازدراء، منذ قيام الجمهورية حتى مطلع القرن الواحد والعشرين. أي أن الحزب وقاعدته الاجتماعية كانت لهم قضية تحررية لا لبس فيها. لذلك فقد بدأ الحزب مسيرته في الحكم بآمال عريضة في الديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية، كما أطلقت حكومة الحزب مساراً واعداً من تطبيق معايير الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وما يعنيه ذلك من انفتاح اقتصادي على العالم، وإنضاج البيئة القانونية لإصلاحات سياسية عميقة تحوّل تركيا من دكتاتورية عسكرية مستترة بواجهة ديمقراطية، إلى نظام ديمقراطي حقيقي يراعي أرقى معايير حقوق الإنسان والحريات العامة.
بكلمات أخرى: كان لـ»طبقة» المسلمين والإسلاميين دور ديمقراطي تحرري، يبدو اليوم كأنه أصبح جزءًا من التاريخ، لتصبح الطبقة المذكورة، أو بالأحرى نخبتها المستفيدة من نعم السلطة ومفاسدها، طبقة بلا قضية إيجابية، جشعة للتمسك بالسلطة، ولا شيء آخر. ازداد الأمر تفاقماً بعدما بات الحزب مجرد أداة سلطة في يد الحاكم الفرد، إلى حد أخذ فيه بعض المثقفين النقديين يتحدثون عن انتقال السلطة فعلياً من حزب العدالة والتنمية إلى «الأردوغانية».
كما أن انسداد الأفق في العلاقة مع أوروبا، وترديها في السنوات القليلة الماضية مع الأمريكيين، ترك تركيا في فراغ قيمي ليس من المستبعد أن تملأه السلفية الجهادية، على ما يحذِّر الخبير بالإسلام السياسي التركي روشن جكر. فالبلد أصبحت، ربما للمرة الأولى في تاريخها، بلا وجهة محددة، بعدما كانت منذ قيام الجمهورية تتطلع إلى «المدنية المعاصرة» بتعبير أتاتورك، التي تعني التطلع قدماً إلى مثال الحداثة الغربية. ولا يشكل التوجه شرقاً بديلاً بالنسبة لتركيا، برأي جكر الذي يقول: «لم يعد هناك شرق»، بل نماذج استبدادية فاشلة، كإيران وروسيا، أو دول محطمة في سبيلها إلى التفكك كحال الجارتين سوريا والعراق. وبفقدان قيم «التوجه غرباً» كما بتفريغ نزعة التحرر الإسلامية من مضمونها، لا يبقى أمام تركيا سوى الفراغ والانعزال عن العالم.
في هذا الإطار يمكن قراءة قرار حجب موقع الموسوعة العالمية «ويكيبيديا» في تركيا، بدعوى وجود مادتين تتحدثان بصورة سلبية عن تركيا. فمعنى الحجب – برغم عبثيته – هو إغلاق عيون الأتراك عما يقوله العالم بشأنهم، في الوقت الذي لن يتوقف فيه العالم عن القول. وباستثناء كوريا الشمالية، هناك بلد واحد مهم حجب هذه الموسوعة عن مواطنيه قبل تركيا، هو الصين الذي خصص موارد بشرية ومادية ضخمة لتأسيس موسوعته الخاصة على الشبكة باسم «الموسوعة الصينية». فلنتخيل عالماً كل بلد فيه يملك موسوعته الخاصة التي لا يستخدمها غير مواطنيه. أما الصحافي الإسلامي المستقل فهمي كورو فهو يتحدث عن «أزمة سياسية» في الحكم والحزب الحاكم، تجلت بصورة بارزة في الاستفتاء الأخير، وما سبقه وما تلاه. ويعقد مقارنات تاريخية عن حالات ولادة الأحزاب الجديدة في الحياة السياسية التركية، حين تبرز حاجة ملحة لذلك. وتأتي هذه الحاجة اليوم، في رأيه، بسبب الجو المشحون داخل الحزب الحاكم الذي انعكس في الإعلام الموالي بشكل صراعات شرسة تدور حول أمر واحد: من يتقرّب أكثر من مركز السلطة الوحيد الذي اجتمع في يد الرئيس. ولهذه الغاية تتطاير الاتهامات يميناً وشمالاً بعدم الإخلاص للحزب وللسلطة في الاستفتاء الذي جاء بنتائج مخيبة للحزب الحاكم. هذه الاتهامات طالت شخصيات بارزة في الحزب، سبق وتم تهميشهم كالرئيس السابق عبد الله غل ورئيس الوزراء السابق أحمد داوود أوغلو وأحد القادة المؤسسين للحزب بولند آرنج وغيرهم. ما كان يدور في الكواليس حول احتمال تشكيل غل لحزب سياسي جديد وترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة في مواجهة أردوغان، انتقل إلى صفحات الجرائد وشاشات التلفزيون كاتهام موجه لرفيق درب أردوغان القديم.
كما أن الانقلاب العسكري الفاشل، في تموز العام الماضي، ما زالت ارتداداته تهز البيئة الإسلامية، وضمناً الحزب الحاكم، بسبب علاقة التداخل العضوي بين الحزب و»جماعة الخدمة» بقيادة فتح الله غولن المتهمة رسمياً بالوقوف وراء الانقلاب المذكور، طوال سنوات التحالف الوثيق بينهما (2007-2012) في مواجهة الوصاية العسكرية. وبعد تأخير كبير صدر تقرير اللجنة البرلمانية المشكلة للتحقيق في ملابسات الانقلاب الفاشل، وتضمن أجوبة كل من رئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان ورئيس قيادة أركان الجيش خلوصي آكار على أسئلة اللجنة. وإذا كانت هذه الأجوبة قد أضاءت شيئاً من غموض الساعات السابقة على بدء الانقلاب العسكري، فهي لم تقترب أبداً من جوانب أخرى أكثر أهمية كما ترى المعارضة، وهي المتعلقة بـ»الجناح السياسي» للانقلاب الفاشل الذي تصر أحزاب المعارضة على تركيز التحقيقات بشأنه. والمقصود بالجناح السياسي هو ذلك الجزء من السياسيين الذين كان من شأن نجاح الانقلاب أن ينقلهم إلى صدارة الحكم، وتفترض المعارضة أن الجناح هذا لا بد أن يكون من داخل الحزب الحاكم بسبب تداخل العضوية بين الحزب والجماعة.

٭ كاتب سوري

حزب العدالة والتنمية التركي في مرحلة ما بعد الاستفتاء

بكر صدقي

جحا الصهيوني على أرض «المغرب المحتلة»

Posted: 31 May 2017 02:11 PM PDT

لا أعرف قرية أو مدينة فلسطينية تخلو من أرض أو بناء وقفي، سواء كان إسلامياً أو مسيحياً. معظم المحال التجارية والخانات والمدارس والمؤسسات العامة والأسواق القديمة في فلسطين، هي بالأصل أوقاف إسلامية ومسيحية، بنيت في مراحل مختلفة من تاريخ فلسطين، تؤجّر ليعود ريعها إلى صندوق أوقاف الطائفة، التي يتبع الوقف لها، ليستفيد منه الفقراء والمحتاجون من أبناء الرعيّة.
وهناك إحصاءات تقول إن مساحة أراضي الوقف بلغت 15% من أراضي فلسطين الزراعية، هذه النسبة ترتفع لتتجاوز الـ90% من الأبنية في مدن مثل، القدس وعكا. و70% في الرملة ونسب مشابهة في الخليل وغيرها من مدن فلسطين.
هناك أوقاف كنسية من مختلف أنحاء العالم، مثل الأرثوذكسية واللاتينية والأنجليكانية والكاثوليكية، والبروتستانية والقبطية والأرمنية وغيرها من المذاهب المسيحية.
وهناك أوقاف إسلامية لجاليات عربية غير فلسطينية، مثل أوقاف المغرب العربي، ويشمل المغرب وتونس والجزائر، هذه الأوقاف هي أراض وأبنية أوقفت لخدمة المغاربة المارين في فلسطين، خصوصا أثناء عودتهم من الحجّ في الحجاز، فيعرجون إلى مسرى الرسول في القدس للصلاة فيه، حتى تحول عندهم إلى شبه سنّة فرضوها على أنفسهم، كذلك لطلاب العلم المغاربة في القدس، وللذين تطوعوا وجاوروا، أي أقاموا قرب المسجد الأقصى وقبة الصخرة، دفاعاً عنها في وجه الغزو الأجنبي، وتشجيعاً لاستجلاب المغاربة إلى القدس الشريف، أوقف الملك الأفضل نور الدين علي الناصر صلاح الدين الأيوبي عام 1195 ميلادية، مساحة تبلغ خمسة وأربعين دونماً للمغاربة في الجانب الغربي للأقصى المبارك، أقيم فيه حي، خدمة لطلبة العلم والحجّاج والمقيمين من الفقراء، وتشجيعاً للمغاربة على الإقامة في القدس للمساهمة في حمايتها من الغزو.
ولم تقتصر الأوقاف المغربية على القدس فقد امتدت إلى خارج الأسوار، ووصلت القرى القريبة وأشهرها وقف الشيخ أبي مدين شعيب المغربي العثماني المالكي، في قرية عين كارم، ثم انتشرت أوقاف المغاربة في كل بقاع فلسطين، في عكا ويافا وحيفا والخليل والرملة وغزة وطولكرم والناصرة، لتبلغ عشرات آلاف الدونمات من الأرض، وهناك من طاب له المقام وبقي في فلسطين ليعمل ويعيش ويتزوج ويقيم فيها، ولهذا نجد قرى كاملة من أصول مغاربية، هؤلاء شُرّدوا بمعظمهم مثل بقية أبناء الشعب الفلسطيني عام النكبة، وهدمت قراهم مثل قرية سمخ على شاطئ بحيرة طبريا الجنوبي، وبعض قرى سهل الحولة، وقرى في منطقة حيفا مثل هوشة والكساير. وكانت المملكة المغربية تُخصص ميزانية لدعم الأوقاف المغربية في القدس لرعايتها عن طريق وزارة الأوقاف الأردنية، حتى الخمسينيات من القرن الماضي.
أشهر هذه الأوقاف هو حي المغاربة من الجهة الغربية للأقصى وكانت فيه مدرسة باسم المدرسة الأفضلية، وأربعة مساجد وحوالي 137 مبنى سكنياً هدمتها السلطات الإسرائيلية بعد احتلالها بأيام في 11-12-13- حزيران/يونيو من عام 1967، وشرّدت سكان الحي الذين كانوا حوالي 550 نفساً، لتقيم مكان الحي ساحة لحائط تزعم أنه حائط الهيكل، وهو المكان الذي عقدت حكومة بيبي نتنياهو فيه جلستها الأخيرة، احتفاء بمرور خمسين عاماً على احتلال القدس، وإمعانا في إنكار التاريخ وتزييفه، وتناسباً مع الرواية الصهيونية الملفّقة حول علاقة الحركة الصهيونية وجذورها في فلسطين، وبأن المسجد الأقصى مُقام على هيكل سليمان.
إن قصة جدار الهيكل تشبه قصة مسمار جحا، فما علاقة الحركة الصهيونية الكولونيالية وطرد السكان العرب، وتهديد عشرات آلاف البيوت العربية بالهدم بالموضوع من أصله، إنه جحا الصهيوني الذي يزعم أنه يوفر حرية الأديان لجميع الطوائف، بينما هو يصادر أوقاف أبناء الطوائف غير اليهودية وأملاكهم الشخصية، خصوصاً أوقاف وأملاك المسلمين، ويعمل على تخفيض أعدادهم في فلسطين عامة وفي القدس خاصة.
أتى اجتماع بيبي رداً على أصوات في الإدارة الأمريكية تعتبر حائط البراق جزءاً من المناطق المحتلة عام 1967، وعلى تجنّب دونالد ترامب مرافقة بيبي نتنياهو له أثناء زيارته للحائط، كي لا يأخذ طابعاً رسمياً وتوكيداً على أن القدس ليست موضوع مفاوضات، وأن الاحتلال لن يدفع أي مقابل لدخول التحالف الأمريكي العربي الإسلامي ضد الإرهاب، وأن التطبيع المرجو هو مجاني ولا حيدة عن تهويد القدس كعاصمة أبدية لإسرائيل.
نتنياهو عقد اجتماع حكومته في المكان الذي كان في يوم ما حياً للمغاربة، أي على أرض مغربية محتلة، لأن الوقف يتبع الجالية التي تملكه، والوقف لا يمكن لحاكم أو غيره أن يغيّر فيه أو في شروطه، كما جاء وصية وقف الشيخ أبي مدين شعيب المغربي، الذي أوقف أراضي كثيرة حول القدس وعقارات محاذية للأقصى، ومن يفعل يلاقي وجه ربه وهو غاضب عليه غير راض عنه.
إن فصل العرب عن قضية فلسطين هو حلم صهيوني قديم وفيه مغالطات تاريخية كبيرة، لأن فلسطين ليست للفلسطينيين فقط، لا معنويًا ودينياً فقط، بل وماديًا أيضاً.
ومن المفارقات أن الحكومة الفرنسية كانت قد طالبت حكومة إسرائيل عام 1954 بتعويض عن استغلالها للأراضي المغربية في قرية عين كارم منذ احتلالها عام 1948، يوم كانت فرنسا محتلة للمغرب وتونس والجزائر، وقد اعترفت إسرائيل بهذا الحق، وقررت دفع تعويض للفرنسيين، ولكن بعد حصول المغرب وتونس على استقلالهما عام 1956 تنازلا عن قضية التعويض، كي لا يعترفا بإسرائيل وتجنبا لإقامة اتفاقيات معها، على أمل تحرير فلسطين.
ها هو بيبي يعقد لحكومته جلسة استعراضية صهيونية على الأرض الوقفية المغربية المحتلة، وعلى العرب والمسلمين تقع مسؤولية دينية وقومية وأخلاقية وقانونية، خصوصاً على الأردن المسؤول عن أوقاف القدس، والمغرب رئيس لجنة القدس، لرفع أصواتهم بقوة في المحافل الدولية، واستخدام كل الوسائل المتاحة التي لم تُستغل حتى الآن لوقف هذا العبث في المدينة المقدسة.
كاتب فلسطيني

جحا الصهيوني على أرض «المغرب المحتلة»

سهيل كيوان

بين «الأعرابية» و«العربية»

Posted: 31 May 2017 02:11 PM PDT

جاء في تعليل تسمية العرب بهذا الاسم أنهم سكان «العَرْباء»، وهي الأرض الواضحة التي لا شجر فيها يحجب الرؤية، وهي البادية (التي تبدو للعين ولا يُحجب فيها النظر)، والتي نُسب إليها سكانها من البدو. واقتضت أطوار البداوة أن يحمل البدوي «خيمته/وطنه» على ظهره ويسافر به متتبعاً مساقط الأمطار ومرابع البقاع.
لكن الأعراب بعد ذلك، مرت قبائل منهم بمرحلة الاستقرار، وأسسوا القرى/ المدن فأصبحوا عرباً، فيما ظلت قبائل أخرى في «مرحلة البادية»، فظلوا أعراباً، ومن هنا جاء الانحياز في القرآن لصالح العرب ضد الأعراب، الذي يعني الانحياز لقيم التمدن والاستقرار وإقامة الحضارات، ضد قيم البداوة والتنقل ونصب الخيام. ولا يزال المستويان الحضاريان يعملان كخطين متوازيين ومرحلتين متقاطعتين في مسيرة العرب عبر التاريخ، إذ يتأرجحون بين مرحلتي: «الأعرابية»، و»العربية»، أو «أعرابية الخيمة/القبيلة» و»عربية الوطن/الشعب»، كما يحدث أن يمتد طور الخيمة بالتوازي مع طور الوطن، في المراحل التاريخية المختلفة، ويحدث أن يتداخل الطوران، وتختبئ الخيمة تحت «ثيمة» الوطن، كما يختبئ البدوي خلف ربطة عنق «بوليستر» الأنيقة، مع استمرار أثر المرحلتين في رحلة العرب الشاقة، نحو تحقيق أحلامهم كشعوب تسكن أوطاناً، لا قبائل تسكن خياماً.
واليوم لدينا اثنتان وعشرون دولة عربية، موزعة على مساحة جغرافية بين قارتين، يتداخل فيها على المستوى السياسي والاجتماعي والثقافي الطوران الحضاريان، بحيث تنفتح دلالة الرقم 22 على كل من القبيلة والشعب، أو «مشيخة القبيلة» و»سلطة الشعب»، إذ يحسب العمر الحضاري للشعوب بعصورها المعرفية والعقلية، لا بالمدى الزمني القائم على تراكم السنوات والقرون. وهنا يطرح السؤال التالي على المستويات المذكورة أعلاه: هل نحن إزاء 22 دولة عربية أم أمام 22 قبيلة عربية؟
بالطبع يبدو هذا السؤال الإشكالي اليوم موجعاً، مستفزاً وضاغطاً على اللاوعي العربي في القرن الواحد والعشرين، من دون أن يمكننا نفي مشروعية طرحه.
عندما نرى على شاشات التلفزة الأساليب الوحشية في القتل التي تمارسها الجماعات الطائفية والإرهابية في سوريا والعراق واليمن وليبيا، نشك في أن تلك الجماعات على مستوى النضج العقلي والعاطفي، وعلى مستوى المعطيات الثقافية والفكرية، نشك في أنها غادرت طور «الأعرابية» إلى طور «العربية»، خاصة ونحن نرى أن هناك حنيناً لدى هذه الجماعات إلى استدعاء «أيام العرب»، التي كانوا يحزون فيها رؤوسهم بالسيوف، كما تُحز اليوم الرؤوس بالمقاصل والمناشير، على يد «أبو درع، وأبو حديد».
إن وجود أمثال قيس الخزعلي – مثلاً- الذي قال إنه وعصابته هم «أولياء دم الحسين»، وإنهم سيقاتلون قتلة الحسين في الموصل، كما قاتلوهم في الفلوجة، وفي تكريت وفي ديالى، لأن «هؤلاء الأحفاد من أولئك الأجداد»، حسب قوله، وجود هذا «المعم المتملشن» يعد ثيمة انتماء لطور «الأعرابية» فينا، في زمن تتراجع فيه «العربية»، ومثل الخزعلي الكثير من الذين يفجرون بيوت الخصوم في تقليد ينتمي إلى عصر «القبيلة/الخيمة، لا الشعب/الوطن، ناهيك عن كتائب قاطعي الرؤوس والأطراف الخارجين من مفاهيم البوادي والخيام، بمفهوميهما السالبين.
لا عيب بالطبع في «الخيمة» كمأوى للبدوي في طور حضاري معين، ولكن العيب في «الوطن» الذي أصبح بمساحة خيمة، ولا عيب في «القبيلة» السارحة وراء إبلها، تتبع مساقط الغيث، في فيافي بلاد العرب أمس واليوم، ولكن العيب في «الشعب» الذي يرتد إلى مفاهيم القبيلة في مقارباته السياسية والثقافية والاجتماعية والدينية، فيما هو يعيش مكانياً خارج البادية، وزمانياً بعيداً عن «أيام العرب».
كيف غادر العرب الخيمة جسدياً، ولم يغادروها عقلياً وعاطفياً؟ وكيف دخل العربي عصر «الآيفون»، فيما هو يعبئ جهازه بثقافة أبي ليلى المهلهل وجساس؟ أليس هذا السؤال الآخر مستفزاً، ضاغطاً وموغلا في دلالاته ووجعه؟
إن الحديث عن «الأعرابية» و»العربية» لا ينحصر في الجماعات الطائفية والإرهابية، ولكنه يتعداها إلى «النخب العربية»، هذه النخب التي لا تزال في «طور القبيلة»، ولا نعني القبيلة بمستواها في «مكة أو الطائف، أو جنوب الجزيرة» حيث القبيلة التاجرة والقبيلة المزارعة والقبيلة الحرفية عند قريش وثقيف وقبائل اليمن القديم، ولكن هذه النخب تجاوزت مستويات قبائل قريش وثقيف واليمن القديم، إلى مستويات «أعرابية» مذهلة عند «غفار ودوس»، وهذا يجسد توغل فكرة الماضوية في الزمان، و»الأعرابية» في الفكر لدى نخب تتحدث إلى جمهورها، من خلال شاشات موغلة في «حداثتها وتقانتها»، وهذه هي الإشكالية المعرفية والوجدانية والحضارية التي تعاني منها هذه النخب، التي افتتحت قبل أيام «حفلة زار» كبيرة أعملت فيها كل حيلها السحرية لشق الصف العربي اليوم، ذلك الصف الذي يبدو أقرب إلى معسكرين «أعرابيين» لعبس وذبيان يتقاتلان في بادية نجد، منه إلى فريقين «عربيين» من الكوفة والبصرة يتحاوران في قصر هارون الرشيد.
نحن اليوم للأسف الشديد في مقارباتنا السياسية أقرب ما نكون إلى تقاليد القبيلة منا إلى سياسة الدولة. خلافاتنا السياسية هي صورة «منقحة ومزيدة» من خلافات بكر وتغلب حول «ناقة البسوس»، التي ظلت مدسوسة بين صفوفنا قروناً طويلة، وهي في كل قرن تغير لونها وجلدها ودرجة رغائها فقط.
«ناقة الفتنة» هذه التي اندست سابقاً في «مرعى كليب» لتؤسس لحرب الأربعين عاما بين بكر وتغلب، هي الناقة ذاتها التي تندس اليوم في «مواقع وكالات الأنباء»، وتتسلل إلى شاشات التلفزيون، لتشعل نار الفتة في النسيج السياسي والاجتماعي في الخليج العربي ومصر والشام واليمن. والغريب أنه لا «ناقة البسوس» تغير جوهرها، ولا قبائل «ربيعة ومضر» غيرت مناهجها في مقاربة القضايا والإشكاليات، رغم أن الزمان يقف شيخاً جليلاً على «مضارب العرب» يلقي على مسامعهم المواعظ والحكايات والأخبار.
نعود لنقول إن «الأعرابية» و»العربية» هما حالتان شعوريتان، تجربتان روحيتان، مظهران اجتماعيان، وطوران حضاريان يتوازيان حيناً، ويتقاطعان أحياناً أخرى في تركيبة الشخصية العربية الحديثة والمعاصرة. يتجلى ذلك في القصيدة الشعرية، في اللوحة الجدارية، في طرائق التفكير، ومناهج النقد، في لغة الحوار التلفزيوني، في أدوات العمل السياسي، في محركات الفعل الثوري، في سبل إدارة المؤسسات والبنى البيروقراطية المختلفة، وفي النظر للعلاقات الدولية وآليات العمل الدبلوماسي.
وفي هذه الحالة يصعب لدى المتابع التمييز بين النخب العربية بتوجهاتها المختلفة من إسلامية أو قومية أو يسارية أو ليبرالية. إذا يظهر جلياً أن هذه النخب رغم الفروق الشكلية في ما بينها، ما هي إلا تنويعات متفاوتة على مقام واحد، ولا تعدو كونها تجليات لـ»مرحلة الأعرابية» في مسيرة العرب الحضارية الطويلة، حيث تأخذ فكرة «الثأر» طابعاً سياسياً لا يختلف كثيراً عن «ثأر المهلهل» لأخيه كليب على خلفية قبلية خالصة. وإذا كان الفارق بين النخب الإسلامية والعلمانية العربية يظهر جلياً بين هذه النخب على مستوى الخطاب، فإن هذا الفارق يذوب تماماً على مستوى الواقع والممارسات، بل إن الخطابين يتحدان أحياناً في المضامين والانفعالات، إذ لا فرق بين «إسلامي متطرف» يدعو إلى «قتال العلمانيين» بمفهومه، و»علماني متطرف» يدعو إلى «سحق الإسلاميين» من وجهة نظره. العقلية واحدة، وطرائق التفكير والأداء متطابقة، والفوارق مجرد فوارق في درجات اللون. وبما أن التربة الثقافية التي نبتت عليها الأنظمة والمعارضات العربية منقولة من «البادية»، فإن الفروقات بين تلك الأنظمة ومعارضاتها تكاد تنعدم جهة الممارسات، التي تتكئ على تراث يمتد من غبار معارك «داحس والغبراء» إلى ضجيج معارك «النخب العربية» على شاشات القنوات، وفي برامجها «الحوارية» بشكل خاص.
خلاصة القول: نحن لم نغادر القرون الغابرة في عمرنا الحضاري، ولم نخرج من الخيمة في بعدنا الوطني. وخلاصة القول أيضا: ليس المطلوب أن نحرق خيمتنا لكي ننتمي أكثر إلى العصر، بل المطلوب أن تظل الخيمة في «البادية»، نرجع إليها كلما أردنا أن نمارس هواياتنا في العودة إلى الماضي للانطلاق إلى المستقبل، والخروج من تقاليد الخيمة/القبيلة للدخول في ثقافة الوطن/ الشعب، ومنها إلى آفاق «الأمة» بمعناها الحضاري الواسع.
كاتب يمني من أسرة «القدس العربي»

بين «الأعرابية» و«العربية»

د. محمد جميح

رداً على أضاليل نتنياهو حول القدس

Posted: 31 May 2017 02:10 PM PDT

عقدت حكومة الاحتلال الصهيوني جلستها الأسبوعية الأحد الماضي، في واحد من الأنفاق، التي تم حفرها تحت الحرم القدسي الشريف والمسجد الأقصى المبارك، تزامن ذلك مع إحياء الكيان لعدوانه الحزيراني الغاشم عام 1967 واحتلاله باقي الأراضي الفلسطينية وأراضٍ عربية أخرى.
عقد الجلسة في النفق وفي هذا الوقت بالذات، يحمل عنوانا رئيسياً واحداً، أن لا انسحاب إسرائيلياً من القدس، التي ستظل «موحدة كعاصمة أبدية وخالدة لإسرائيل». في الجلسة نفسها، أقرت حكومة الاحتلال رصد ميزانيات إضافية بعشرات ملايين الدولارات، لتسريع سلسلة من المشاريع الاستيطانية في القدس المحتلة. كما أقرت رصد ميزانية اضافية تفوق 13 مليون دولار لمشاريع في البلدة القديمة في المنطقة القريبة من الحرم القدسي وحائط البراق، من بينها بناء مصاعد وممرات تحت الأرض، للوصول إلى ما يسمى «حارة اليهود» في البلدة، وصولا إلى حائط البراق. يشمل المشروع تطوير البنية التحتية بهدف تشجيع اليهود والسياح الأجانب على زيارة حائط البراق.
وحسب ما ذكرته صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، فإن هذا المشروع الاستيطاني يتطلب إجراء حفريات واسعة تحت الأرض وتحت ساحة البراق، الأمر الذي سيهدد الآثار العربية والإسلامية في المنطقة بالاندثار، حيث يهدف أيضا إلى تحويل الساحة إلى مركز لليهود للسيطرة التامة على تلك المنطقة. كما تمت المصادقة على مشروع قطار هوائي (تلفريك) يربط محطة القطارات في القدس بحائط البراق، بهدف تسهيل وصول 130 ألف مستوطن إلى الحائط. وهذا المشروع معروض على شركات عالمية لتنفيذه، وكانت شركة فرنسية قد أعلنت انسحابها قبل عدة أشهر من هذا المشروع، بسبب اختراقه للمنطقة المحتلة منذ عام 1967.
من جانبه ، كان رئيس بلدية الاحتلال نير بركات قد أعلن في وقت سابق، عن انطلاق التخطيط لمشروع التلفريك، ليشمل محطات في قلب أحياء فلسطينية، وبشكل خاص في حي سلوان، المجاور للحرم القدسي الشريف والمسجد الأقصى المبارك. إذ تبين أيضا أن بلدية الاحتلال ماضية في المخطط، رغم الاعتراضات الدولية عليه.
جاء عقد حكومة الاحتلال لجلستها تحت المسجد الاقصى المبارك، بعد أيام من زيارة الرئيس الأمريكي ترامب لحائط البراق، (المسمى لدى العدو «الحائط الغربي لهيكل سليمان» المزعوم) وفقا للطقوس اليهودية. وبعد تصريحاته المتصهينة، وقد أثبت فيها أنه يقف على يمين نتنياهو وليبرمان، إلى الحد الذي تسابقت فيه الأحزاب الأكثر تطرفا في الكيان الصهيوني، إلى إعطائه عضوية شرف في صفوفها. بالتأكيد فإن نتنياهو يحاول استغلال تصريحات ترامب، لإضفاء نوع من الاعتراف الأمريكي على يهودية القدس،. أهم، ما قاله رئيس الوزراء الصهيوني في كلمته بمناسبة ما أسماه «إحياء الذكرى الـ 50 لتحرير يروشلايم وإعادة توحيدها»، إنه من خلال انعقاد جلسة الحكومة الأسبوعية في أنفاق الحائط الغربي، في المكان الذي بنى فيه الملك شلومو الهيكل الأول، «وفيه بنى العائدون من المنفى في بابل الهيكل الثاني، وبعد خرابه، كان هذا المكان القلب النابض لأشواق شعب إسرائيل على مر أجيال». واستطرد بالقول «بأن آلاف السنين مرّت قبل عودة الشعب اليهودي إلى وطنه، وعزمه على بناء عاصمته الموحدّة».
أضاليل ما بعدها أضاليل، حاول نتنياهو وحكومته تسويقها حول يهودية القدس. فلسطين والقدس بضمنها، عربية خالصة، هذا ما تقوله حقائق التاريخ. المؤرخ الإغريقي هيرودوت يؤكد على «أن فلسطين جزء من بلاد الشام»، المؤرخون الفرنجة يؤكدون باجماع بالنص: «أن فلسطين ديار عربية»، المؤرخ الشهير هنري بريستيد يذكر بالحرف «أن القدس هي حاضرة كنعانية». بالطبع الكنعانيون هم قبائل عربية، ولهذا أطلق على فلسطين اسم «بلاد كنعان». اليبوسيون العرب استوطنوا الأرض الفلسطينية منذ 4000 عام قبل الميلاد، واستوطنوا منطقة القدس عام 2500 ق.م. القدس عربية قبل ظهور الدين الإسلامي الحنيف، التأريخ لعروبتها لا يبدأ من الفتح العربي الإسلامي لها في عام 638 م مثلما يذهب العديد من المؤرخين للأسف. الخليفة الأموي مروان بن عبدالملك بنى مسجد قبة الصخرة والقبة ذاتها، تأكيداً لدخول الإسلام إلى المدينة. أما أصل ما يعتمد عليه اليهود من تسمية القدس بـ»أورشاليم» ، فالأصل في هذه التسمية: أن اليبوسيين العرب هم من أطلقوا عليها الاسم وأسموها «أورسالم « أي «مدينة السلام»، بالتالي لا علاقة للاسم باليهود لا من قريب أو بعيد، ولا تاريخ لهم في مدينتنا، لذا انتقل صلاح الدين الأيوبي إليها مباشرة بعد معركة حطين، واعتبرها المفتاح الرئيسي لتحرير باقي المناطق الفلسطينية. هذه نتف صغيرة من حقائق مدينة القدس التاريخية وارتباطها العضوي بالعروبة والإسلام ، بعد بضعة عقود من ظهوره.
بالمقابل، اعترف أبو الآثار (لقب يطلق عليه في إسرائيل)، وهو عالم الآثار الإسرائيلي الأبرز إسرائيل فلنكشتاين من جامعة تل أبيب، بعدم وجود أي صلة لليهود بالقدس. جاء ذلك خلال تقرير نشرته مجلة «جيروزاليم ريبورت» الإسرائيلية منذ بضعة أشهر، توضح فيه وجهة نظر فلنكشتاين، الذي أكد لها: أن علماء الآثار اليهود لم يعثروا على شواهد تاريخية أو أثرية تدعم بعض القصص الواردة في التوراة، كقصة انتصار يوشع بن نون على كنعان .وشكك فلنكشتاين في قصة داوود الشخصية التوراتية، الأكثر ارتباطاً بالقدس، حسب المعتقدات اليهودية، فهو يؤكد على انه لا يوجد أساس أو شاهد إثبات تاريخي على اتخاذ اليهود للقدس عاصمةً لهم، وأنه سيأتي من صلبهم من يشرف على بناء ما يسمى بـ (الهيكل الثالث)، وأنه لا وجود لمملكتي يهودا وإسرائيل، وأن الاعتقاد بوجود المملكتين هو وهم وخيال. كما أكد عدم وجود أية شواهد على وجود «إمبراطورية يهودية تمتد من مصر حتى نهر الفرات»، وإن كان للممالك اليهودية (كما تقول التوراة) وجود فعلي، فقد كانت مجرد قبائل، وكانت معاركها مجرد حروب قبلية صغيرة. أما في ما يتعلق بهيكل سليمان، الذي تحدث عنه نتنياهو، فلا يوجد أي شاهد أثري يدلل على أنه كان موجوداً بالفعل. من جانبه، قال رفائيل غرينبرغ وهو عالم آثار يهودي ويحاضر في جامعة تل أبيب: «إنه كان من المفترض أن تجد إسرائيل شيئاً حال واصلت الحفر لمدة ستة أسابيع، غير أن الإسرائيليين يقومون بالحفر في القدس لأعوام دون العثور على شيء». من زاوية ثانية، اتفق البروفيسور يوني مزراحي، وهو عالم آثار مستقل، عمل سابقاً مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مع رأي سابقيْه قائلاً: «لم تعثر إسرائيل حتى لو على لافتة مكتوب عليها «مرحباً بكم في قصر داود»، واستطرد قائلاً: ما تقوم به إسرائيل من استخدام لعلم الآثار بشكل مخّل، يهدف إلى طرد الفلسطينيين الذين يعيشون في القدس وتحويلها إلى مدينة يهودية».
بالطبع، فإن ما قاله العلماء اليهود الثلاثة، الذين يعيشون في إسرائيل ليس جديداً، فكثير من علماء الآثار والتاريخ العالميين وصلوا إلى هذه الحقيقة المؤكدة، منهم عالمة الآثار كاتلين كينون في كتابها «علم الآثار في الأرض المقدسة»، كذلك تصب في هذا الاتجاه دراسات المؤرخ بيتر جيمس، التي نشرها في كتابه «قرون الظلام»، كما المؤرخ ذائع الصيت أرنولد تويبني، والمؤرخ غوستاف لوبون في كتابه «تاريخ الحضارات الأولى»، والمؤرخ اليهودي المعروف آرثر كوستلر، والمؤرخ شلومو ساند في كتابيه القيّمين «اختراع أرض إسرائيل» و»اختراع شعب إسرائيل»، كما نورمان فلنكشتاين وإسرائيل شاحاك، وبرنارد لازار، وإيلان بابيه وسامي سموحة وغيرهم الكثير.
ما نقوله لنتنياهو: القدس عربية خالصة مهما حاولت التزوير، كما الأرض الفلسطينية من الناقورة إلى رفح ومن النهر إلى البحر، إضافة إلى المياه الإقليمية الفلسطينية كانت وستظل عربية.
كاتب فلسطيني

رداً على أضاليل نتنياهو حول القدس

د. فايز رشيد

ثقافة التجريح في معالجة الخلافات

Posted: 31 May 2017 02:10 PM PDT

دون لطم الخدود وجلد الذات، لنعترف بوجود قابلية مجتمعية ثقافية في بلاد العرب للتعامل مع خلافاتنا، مهما تكن تلك الخلافات، من خلال استعمال أساليب التزمُت وخطاب الفحش. يصدق ذلك على الكثير من الأفراد والتنظيمات والمذاهب الدينية والحكومات. كما يشاهده الإنسان في كل ساحات الأنشطة الحياتية: في السياسة، والدين، والرياضة، والفنون، والإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي، وحتى في السجالات الفكرية البحتة.
ويتمثل ذلك الفحش في أشكال لا حصر لها من مثل التجريح، والكذب، والمبالغات، والمراوغة، وخلط الأمور، والتخوين، والتكفير، والجدل السفسطائي المتذاكي، وغيرها كثير.
ولقد راعني، عندما قمت بمقارنة قائمة ممارسة الفحش تلك، بقائمة ما اعتبرها الكاتب الفرنسي أندريه كونت سبو نفيل ممارسات للفضائل الكبرى، راعني التناقض التام المفجع بين القائمتين. لقد اعتبر ذلك المفكر الفرنسي أن الفضائل الكبرى تتمثل في ممارسة التأدُب، التعقل في الحكم على الأشياء، التعفف وضبط النفس، العدالة، الحنان والرحمة، البساطة والتواضع، التسامح ونقاء السريرة، الرقة وحب الآخر.
عند ذاك أدركت أن ممارسة الفحش في خلافاتنا بكل أساليبه تلك، هو في الحقيقة ممارسة للرذائل وللعلاقات الإنسانية الفجة الذميمة.
من يتابع المماحكات العبثية، وعلى الأخص الدينية والسياسية منها، في ما بين الأفراد على شبكات التواصل الاجتماعي بجميع أنواعها، من يتمعن في المبالغات والمغالطات والادعاءات والشتائم، التي يسمعها ويراها مبثوثة على الأخص على محطات التلفزيون الدينية المتكاثرة مؤخرا كالأرانب، من يقرأ افتتاحيات وكتابات أصحاب الأعمدة الصحافية المليئة بالحقد والكراهية وتمزيق لحمة المجتمعات والتخوين والتعابير البذيئة، وإشعال الحرائق الطائفية والعرقية والمناطقية، من يحلُل المشاحنات والصراعات والمؤامرات والتجييش المجنون المتعمد لكل قوى الغوغائية التي تزخر بها ساحات الإعلام الرسمي الحكومي العربي، من يفعل ذلك يستطيع أن يرى الكارثة الأخلاقية، والعهر الثقافي البليد، وممارسات الفحش المجنون في خلافاتنا، بكل أنواعها وفي كل الساحات والمناسبات، التي تعيشها المجتمعات العربية في هذه اللحظة البائسة من تاريخنا ووجودنا.
ظاهرة الفحش في القول تلك تتمظهر الآن بشكل لافت ومقلق في ساحتين:
ـ الساحة الأولى هي ساحة الصراعات والخلافات المذهبية الطائفية، التي أصبحت أكثر الأسلحة استعمالا في السياسة. هنا لا يقتصر الأمر على المحاججة التاريخية والفقهية، التي هي تتمة لمسيرة فقهية وسياسية طويلة عبر تاريخ الإسلام والمسلمين، والتي هي إلى حد ما مقبولة، طالما أنها تلتزم بالمجادلة الحسنة التي أمر الله رسوله الالتزام بها حتى مع المشركين. لكن الأمر لا يقف عند تلك الحدود، إذ سرعان ما يختلط الحابل بالنابل وتقحم في تلك النقاشات الفقهية المواقف السياسية، من إيران أو العراق أو لبنان أو اليمن أو المملكة العربية السعودية أو دول غربية، ويشار إلى الشيعي، فقط لأنه شيعي، بأنه عميل لهذه الجهة وإلى السني، فقط لأنه سني، بأنه عميل لتلك الجهة. ويبدأ السب والشتم بأفحش الأقوال لهذه الشخصية الإسلامية التاريخية أو تلك، ويخرج الموتى من قبورهم لمواجهة المحاكمات السفيهة المبتذلة.
إن ما يميز تلك المجادلات أنها لا تصل قط إلى نتيجة أو تراض أو تسامح، ويظلُ أبطالها وممارسوها يدورون في حلقة مفرغة، وتظل الأمة تنزف دما وتزداد تخلفا، ويصبح الفقه ورما ينخر في جسم الأمة.
ـ الساحة الثانية هي ساحة الإعلام العربي. لا يكفي أنه عبر العقدين الماضيين اشتكى الكثيرون من فقدان الإحساس بالقيم الأخلاقية والروحية، وضعف الالتزام بالثوابت الوطنية والقومية، حتى نفاجأ مؤخرا بقدرة بعض جهات الإعلام العربي الخليجي على التنافس في استعمال الفحش في القول، من أجل دعم هذه الممارسة السياسية أو تلك، لهذه الدولة الخليجية أو تلك.
لقد كنا نتصور أن إعلاما ينتمي لدول تنتمي إلى مجلس تعاون، وإلى حد ما وحدوي، واحد، سيأخذ بعين الاعتبار حقائق الترابط الوجودي بين دول المجلس، وبالتالي لن يسمح لنفسه أن ينجر إلى تأجيج نيران الخلافات في ما بين بعض دول المجلس، بدلا من أن يساعد على إخماد تلك النيران.
لكن غلب الطبع على التطبع. فما قلناه عن وجود قابلية مجتمعية ثقافية عربية للتعامل مع خلافاتنا بأساليب التزمت والفحش في القول تغلب وبنجاح مبهر، على مشاعر والتزامات العروبة من جهة، وعلى متطلبات العضوية في مجلس التعاون من جهة أخرى.
وهنا أيضا اختلط الحابل بالنابل، ففتحت دفاتر الماضي، ونبشت أسرار الحياة الشخصية، وأقحمت الصراعات الدولية، وفتحت ثغرات للإعلام الصهيوني الخبيث ليلعب أدواره الحقيرة. ومع الأسف فقد كان ذلك طبيعيا في أرض لم تعرف قط ولم تمارس قط الأسس التي تقوم عليها الديمقراطية من الأخذ والعطاء، واحترام وجهة نظر الآخر، والأخذ بعين الاعتبار مصالح الكل. الممارسات المفجعة للخلافات في حقلي الدين والإعلام، بل وفي كل الحقول الحياتية الأخرى، تشير إلى الحاجة الملحة لإجراء مراجعات كبرى في الثقافة العربية وفي الفكر السياسي العربي. إن ثقافة لا تستطيع رسم طريق للحوار الهادئ الموضوعي العفيف الحسن في ما بين المنتمين لها، هي ثقافة تحتاج إلى تغييرات كبرى جذرية. فغياب الحوار، الذي يلتزم بالقيم الفاضلة، لن يقود إلا إلى الكوارث التي نعاني منها في حياتنا العربية.
كاتب بحريني

ثقافة التجريح في معالجة الخلافات

د. علي محمد فخرو

ادوارد سعيد وصراع الحضارات

Posted: 31 May 2017 02:10 PM PDT

ظلّ « إدوارد سعيد» المفكر العربي الكبير، كعادته، طوال حياته (1935 – 2003) ، وفياً لقضايا العرب العادلة، ومدافعاً شرساً عن العرب والمسلمين، بحيث كانت له مواقف مشرِّفة ودراسات معمّقة وأبحاث رصينة، كلها تصبُّ في الدفاع عن العرب والإسلام، فقد فكك الاستشراق، وانتقد الثقافة الكولونيالية، ورافع من أجل القضية الفلسطينية، منتقداً في الوقت نفسه عملية السلام التي اتخذت مساراً لا نهاية له، كما اعتبر المثقف في كثير من الأحيان ألعوبةً في يد السلطة، فقد ضلّ الطريق، وخان رسالته النبيلة، انتقد تغطية الإعلام الغربي للإسلام، واعتبرها متحيّزة تسوّق الأكاذيب والأوهام، ولا تتحرّى إطلاقاً البحث عن الحقيقة، لأنّها تخدم في كثير من الأحيان أجندات سياسية وعسكرية، ومن بين القضايا التي عالجها، تفكيكاً ونقداً، أطروحة « صراع الحضارات « بحيث رأى أن صياغة الغرب لهذه الأطروحة في ذلك التوقيت بالذات، أي بعد سقوط جدار برلين 1989 وانهيار الاتحاد السوفياتي 1991 عندما كتب البروفيسور الأمريكي « صموئيل هنتنغتون « مقالته الشهيرة « صدام الحضارات « عام 1993، تُخفي وراءها العديد من الخفايا والأسرار !!
لقد تناول هنتنغتون في هذه المقالة شكل الصراعات المستقبلية مبيناً بأنّه حتّى ولو انتهى المبرر الإيديولوجي في الصراع، فقد يتخذ أشكالا أخرى، ولعل أبرزها استدعاء الدين والثقافة من أجل تشكيل المحاور والتكتلات المتصارعة « الانقسامات الكبرى بين البشر سوف تكوّن انقسامات ثقافية، وكذلك المصدر الأساسي للصراع… صدام الحضارات سوف يسيطر على السياسة العالمية».
جدير بالذكر هنا أن هنتنغتون اعتمد بشكل كبير على أستاذه « برنارد لويس «حتّى العنوان « صدام الحضارات»، يضيف سعيد، استعاره من مقالته الشهيرة « جذورالغضب الإسلامي»، التي ظهرت في منتصف سنة 1990.
هذه الأطروحة كانت بمثابة رسالة قوية من العقل السياسي الأمريكي خصوصاً، والغربي عموماً، إلى العالم كله بضرورة وجود أعداء من أجل تحقيق الغرب أهدافه في السيطرة والهيمنة، إذ تجعل العالم في حالة حرب، بعدما بشّرنا النظام العالمي الجديد، بأنه بمجرد سقوط المعسكر الشيوعي، وتفكيك الاتحاد السوفياتي، سوف تنتفي مسبّبات الحرب، وتنتهي مسوّغات الصراع، وبالتالي، فإن هذه المقالة هي دعوة صريحة إلى تأسيس عالم الحرب، وهي في الأساس « تنطلق من وجهة نظر مخططي البنتاغون ومنفذي وزارة الدفاع الذين لعلهم فقدوا مهنهم مؤقتاً بعد نهاية الحرب الباردة، ولكنهم وجدوا الآن لأنفسهم وظيفة جديدة « أما دور هنتنغتون فيحدّده إدوارد سعيد في قوله « وتبقى لهنتنغتون فضيلة واحدة على الأقل تتمثل في تأكيد أهمية المكوّن الثقافي في العلاقات بين البلدان، والتقاليد، والشعوب المتخلفة «.
لقد أُخرجت أطروحة « صراع الحضارات « رداً على مقولة « نهاية التاريخ «لفرانسيس فوكاياما التي كانت بمثابة رسالة سلام إلى العالم، ودعوة ودّية من أجل إيجاد الحلول الناجعة للقضايا العالمية بطرق سلمية تعتمد على الرؤية الاقتصادية كأرضية لتأسيس الحياة المشتركة بين البشر، وهذا ما أغضب العقل الاستراتيجي الأمريكي، لأنّه لا يريد حلولا للأزمات والمشكلات، ومن ثمّ، فإن « صراع الحضارات « كما أشار إدوارد سعيد « يشكّل ذلك السبيل الناجع في مفاقمة شتى المشكلات السياسية أو الاقتصادية، وجعلها مستعصية على الحل».
إن الخطأ الذي ارتكبه هنتنغتون في تحليله للتشكيلات الثقافية والحضارات المختلفة هو محاولته إدخال الحضارات والثقافات فيما ليس لها، إذ جعلها «كيانات ساكنة منغلقة « نقية من « التيارات والتيارات المضادة التي لا تُعدّ ولا تحصى، والتي تحرّك التاريخ البشري « مع أن التاريخ، كما تدل أحداثه، لم يكن عبارة عن حروب دينية أو غزو استعماري فقط، ولكنه أيضا تاريخ من التلاقح والتفاعل والتبادل والمشاركة، لقد تجاهل هنتنغتون هذا التاريخ الأقل وضوحاً، كما يقول إدوارد سعيد، من أجل تسليط الضوء « على يافطة الحرب الضيقة القائلة إن « صدام الحضارات « هو الواقع».
ثمّة نقطة مهمة لا بد من الإشارة إليها هنا، وهي أنّ الغرب عندما رفع شعار» العالم مقابل الغرب «، أراد من خلال ذلك إعادة صياغة لعداوات الحرب الباردة، التي انتفت مسبّبات وجودها، بمجرد الإعلان عن سقوط المعسكر الشيوعي، وتفكك دويلات الاتحاد السوفياتي، وقد قامت أطروحة « صراع الحضارات « على صياغة عداوات ما بعد الحرب الباردة على أساس هويّاتي، ثقافي وحضاري، إذ جعل هنتنغتون الغرب في حالة مواجهة مع بقية الثقافات والحضارات الأخرى، مرتّباً إياها بحسب قوتها وتأثيرها، جاعلا من « الإسلام « العدو الأول، لما فيه من قيم ومبادئ «صلبة « تشكّل حاجزاً أمام قيم الغرب العلمانية وأبعادها المادية.
لقد استغل الغرب هذه الميزة من أجل التأسيس لعالم الصدام والحروب، لأنه، ببساطة، لا يملك بدائل حقيقية من أجل نقل البشرية إلى عالم أفضل حيث السلام والحرية والعدل والمساواة، ولا يملك القوة التي تمكنه من البقاء مهيمناً
ومسيطراً على العالم، لأنّ الحقيقة جلية توضح مدى عجز الغرب عن تحقيق مشروعه الحضاري المثالي، وفي مقابل ذلك، فهو عاجز عن تحقيق الهيمنة المنشودة، وعليه أن يختار بين المشروع الحضاري ومشروع الهيمنة، ونجد أن الغرب قد حدد خياره، وقرر ألا يغامر بما حققه من فتوحات وثروات متراكمة وشركات ضخمة من أجل أن تنعم البشرية بالأمن والسلام والحرية، بمعنى آخر، إن الغرب فرّط في مشروعه الحضاري لأجل الهيمنة والسيطرة.
إذا ثبت ذلك نستطيع أن نفهم العديد من الأحداث التي جرت في العصر الأمريكي الجديد، وخاصة بعد هجمات 11/9، التي كان لها تأثير كبير في إعادة صياغة العلاقات الدولية، عندما قام الرئيس الأمريكي « جورج دبليو بوش « بإحياء صراع الحضارات، مقسماً العالم إلى محورين، محور الخير ومحور الشر، جاعلا من العالم الإسلامي ساحة لحروبه ضد الإرهاب، حيث شنّ مباشرة حرباً ضد أفغانستان لملاحقة أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة والمسؤول الأول عن هجمات 11/9، ثم قام بغزو العراق للبحث عن الأسلحة المحظورة، وتخليص العراقيين من شرور نظام صدام حسين،
بالإضافة إلى ذلك، نشر الحرية، وإقامة نظام ديمقراطي. هنا تَظهرُ حكمة وعبقرية إدوارد سعيد الذي انتظر زمناً طويلا، أي ثماني سنوات من 1993 إلى 2001، لكي يدلي برأيه حول أطروحة صراع الحضارات، لأن المفكر الحقيقي لا يعطي آراءً متسرعة، بل يُخضع القضية المدروسة إلى ميزان البحث والتحليل والنقد، وبما أن الحضارات تتفاعل وتتلاقح فيما بينها، كما دلت أحداث التاريخ عبر قرونه الطويلة، فإن فكرة الصدام مستبعدة إلى حد كبير، ومن ثمّ، فإن الصدام الحاصل هو صدام الجهل أو الجهالات، بمعنى الجهل بالآخر وعدم فهم ثقافته وديانته، كل ذلك يولّد الكراهية والخوف، ويبني الحواجز بين بني البشر، فيؤدي في الأخير إلى « تعزيز الكبرياء الدفاعي الذاتي أكثر من الفهم النقدي للترابط الغامض لعصرنا «.
على هذا الأساس، يصل إدوارد سعيد إلى نتيجة في غاية الأهمية مفادها أن ما يعيشه العالم من خوف وكراهية وظلم وحروب، الكل مسؤول عنه، غربيين ومسلمين وغيرهم، لأنّهم ببساطة، لا يعملون بكل جد على معرفة بعضهم بعضاً، من خلال البحث عن المشترك الإنساني، والابتعاد عن التجريدات الفضفاضة، التي تزيد من حجم العداوة والكراهية. في هذا الصدد يقول « إدوارد سعيد « وبصراحته المعهودة
لكننا جميعا نسبح في تلك المياه، غربيين ومسلمين وغيرهم على حد سواء. ولأنّ المياه جزء من محيط التاريخ، فإن محاولة حراثتها أو تقسيمها بحواجز أمر غير ذي جدوى. هذه أوقات عصيبة، لكن من الأفضل أن نفكّر بمفاهيم من مثل المجتمعات القوية والضعيفة، والسياسة العلمانية العقلانية والجهل، والمبادئ العالمية للعدالة والظلم، وبدلا من التسكع بحثاً عن التجريدات الفضفاضة التي قد تعطي ارتياحاً لحظياً ولكن القليل من معرفة الذات أو التحليل المتقن ».
ومن ثمّة، فإن أطروحة « صراع الحضارات « هي وهم وخدعة من وحي العقل السياسي الأمريكي، كسائر الأوهام التي زرعها في حياة البشرية من أجل تحقيق أهدافه الإستراتيجية، وهذا ما خلص إليه إدوارد سعيد في التحليل الأخير عندما قال: «أطروحة صدام الحضارات خدعة مثل حرب العوالم تعزّز الكبرياء الدفاعي الذاتي أكثر من الفهم النقدي للترابط الغامض لعصرنا».

كاتب جزائري

ادوارد سعيد وصراع الحضارات

سعدون يخلف

أمير قطر يغادر الكويت بعد زيارة لساعات التقى خلالها الشيخ صباح

Posted: 31 May 2017 02:02 PM PDT

الكويت-الأناضول: غادر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والوفد المرافق له، دولة الكويت امس الأربعاء، بعد زيارة استغرقت ساعات التقى خلالها أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. وبحسب وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، فإن الشيخ تميم قدم خلال الزيارة التهاني لأمير الكويت بمناسبة شهر رمضان المبارك.  ووفق المصدر ذاته، فقد استقبل أمير الكويت في وقت سابق أمس الشيخ تميم والوفد المرافق، في قصر دسمان في العاصمة الكويت بحضور ولي العهد الكويتي الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ورئيس مجلس الأمة (البرلمان) مرزوق الغانم وكبار المسؤولين. وتبادل الجانبان، في حسب الوكالة نفسها، «الأحاديث الودية التي عكست عمق العلاقات الراسخة بين البلدين والشعبين وسبل تعزيزها في المجالات كافة، بما يخدم مصالحهما المشتركة ودعم العمل الخليجي المشترك وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية».
وأقام أمير الكويت مأدبة إفطار على شرف أمير قطر والوفد المرافق له. وتقدم مودعي الشيخ تميم في مطار الكويت، وفق الوكالة، أمير البلاد وولي العهد ورئيس مجلس الأمة. 
وتأتي الزيارة بعد أيام من انطلاق حملة انتقادات غير مسبوقة من وسائل إعلام سعودية وإماراتية ضد قطر، في أعقاب اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية، مساء الثلاثاء قبل الماضي، ونشر تصريحات كاذبة منسوبة للشيخ تميم، ما تسبب بتبادل اتهامات إعلامية بين الجانبين، وسط دعوات لاحتواء الموقف من خلال الحوار.  وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قد وصل الكويت عصر الأربعاء في زيارة «أخوية».  وقالت وكالة الأنباء القطرية الرسمية إنه يرافق أمير البلاد خلال الزيارة الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني الممثل الشخصي للأمير وعدد من الوزراء.  وقال بيان صادر عن المكتب الاعلامي للخارجية القطرية إن اللقاء استعرض «العلاقات الأخوية القائمة بين البلدين الشقيقين وسبل تنميتها وتطويرها إضافة إلى مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك».  ويوم الجمعة الماضي، زار النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، قطر حيث التقى أميرها في قصر البحر.  وأتت زيارة وزير الخارجية الكويتي لقطر غداة تصريحات صحافية لنائبه خالد الجارالله وصف فيها التداعيات الأخيرة على خلفية اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية الرسمية ونشر تصريحات كاذبة منسوبة لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بأنها «مؤسفة».  وأعرب الجارالله عن استعداد بلاده للتقريب بين وجهات النظر بين الأشقّاء واحتواء أي احتقان.  وتصدَّر وسم «تنور_الكويت_ياتميم» قائمة موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، لأكثر الوسوم انتشاراً في الكويت، أمس الثلاثاء، ترحيبا بزيارة أمير قطر.  كما تزينت أبراج الكويت، المعلم الأبرز في العاصمة الكويتية، بألوان علم قطر، احتفاءً بالزيارة التي لم يعلن عن مدتها. 
ويتوقع مراقبون أن يقوم أمير الكويت بجهود وساطة لحل الأزمة بين الجانبين. 

أمير قطر يغادر الكويت بعد زيارة لساعات التقى خلالها الشيخ صباح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق