Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الخميس، 1 يونيو 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


الوحدة العراقية السورية تحت الراية الإيرانية!

Posted: 01 Jun 2017 02:26 PM PDT

في هذا الشهر من العام 2014 وبعد سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» على محافظة نينوى العراقية وإعلانها ولاية قام عناصره بإزالة السواتر الترابية على الحدود العراقية ـ السورية ونشر على حساب أخبار ولاية البركة (الحسكة السورية) على موقع «تويتر» صورا لعملية إزالة السواتر وعبور آليات عسكرية تابعة للتنظيم معلنا أنه «ستبقى الشام والعراق ساحة واحدة ولن تفصل بينهما حدود» ومتوعداً بـ»مسح الحدود من الخريطة»، وفي أيار/مايو 2016 قبل خمسة أشهر من الذكرى المئوية للاتفاقية البريطانية ـ الفرنسية الشهيرة باسم وزيري خارجيتي البلدين آنذاك سايكس ـ بيكو تباهى التنظيم المذكور بالقضاء على الاتفاقية المذكورة.
وكما طبع التنظيم حدث كسر الحدود بين البلدين بطابع طائفي بإعلانه حينها بأن «الدولة الإسلامية» أرسلت «مجاهديها إلى الشام لقتال النصيرية (العلويين) لكنها لم تترك قتال الروافض (الشيعة) في العراق» فإن الميليشيات العراقية الموالية لإيران عزفت على الأسطوانة الطائفية نفسها فأعلنت عن تأسيس «جيش المؤمل في العراق والشام» في مثل هذا الشهر من العام الماضي، للقتال في العراق وسوريا «دفاعاً عن المقدسات الشيعية»، وانضافت إليها ميليشيات أخرى كـ»لواء أبو الفضل العباس» و»لواء ذو الفقار» و»كتائب حزب الله ـ العراق»، ومن داخل سوريا شهدنا تقدّم «حزب الله» اللبناني وميليشيات عراقية تقاتل داخل سوريا باتجاه الحدود السورية العراقية بحيث يلتقي الطرفان ويصنعان «وحدة عراقية -سورية» ولكن… تحت راية إيران!
الافتراق الطائفي والمذهبي بين «الدولة الإسلامية» والميليشيات الموالية لإيران لا يمنع رؤية التشابه في «المنطلقات النظرية» الطائفية التي تجمعهما، والتي تجعل كل منهما صورة مقلوبة للآخر، وكونهما ضرورة وجودية ولازمة لكل طرف منهما، وكذلك الأحلام التي يسعى الطرفان إليها.
يتجلى هذا في حلم تنظيم «الدولة» بالخلافة الإسلامية التي بدأها باحتلال أجزاء كبيرة من بلاد دولتي العباسيين والأمويين، ولكنه وصل لنهاياته وانسداد آفاقه تحت ضربات «التحالف الدولي» وهجمات «الحشد الشعبي» وقوّات الجيش والشرطة والقوات الخاصة العراقية، وهو ما فتح الباب لأحلام الميليشيات الشيعية في المنطقة بتأسيس خلافة فاطميّة جديدة تبدأ في طهران وتمر ببغداد ودمشق وتنتهي (أو لا تنتهي) ببيروت.
ووردت أنباء أمس أن «الحشد الشعبي» وصل إلى بعض القرى في ريف محافظة الحسكة السورية (ثم تردّد أن من استولوا على القرى هي قوّات إيزيدية عراقية على علاقة بالحشد)، ويبدو أن مزيداً من هذه الأخبار سيتوالى في الأيام المقبلة كدليل على التوتّر الإقليمي الكبير الناشئ عن خطط الميليشيات العراقية المذكورة.
الإيرانيون، على ما يبدو، متحمّسون لهذا الحلم الكبير وقد حشدوا حشودهم من ضفتي الحدود العراقية ـ السورية، وهو أمر يصبّ الزيت على نار الصراعات الإقليمية والمحلّية المشتعلة، ويثير القلق في الجوار القريب، وخصوصاً في تركيا والأردن، ولدى الأطراف المتصارعة والإثنيات والطوائف والجماعات، كما القوى الكبرى التي تراقب تحوّل الانتصار (وهو انتصار مؤقت لأن عوامل الأزمة ما زالت موجودة) على تنظيم «الدولة» إلى اندياح كبير للميليشيات الموالية لإيران في محاولة لتغيير كبير في معالم المنطقة السياسية.
مفارقة كبيرة أن يكون البلدان اللذان حكمهما حزب البعث العربي الاشتراكي بشعارات الوحدة العربية والأمة ذات الرسالة الخالدة لم يتمكن من توحيدهما وأن «تبعث» ظلاماته وقهره وخساراته العسكرية ومغامراته حلم الوحدة مرة على يد غلاة السنّة ومرّة على يد غلاة الشيعة وأن يكون الحصاد الأخير لصالح أمّة أخرى!

الوحدة العراقية السورية تحت الراية الإيرانية!

رأي القدس

الوجه الشتوي

Posted: 01 Jun 2017 02:26 PM PDT

أثارت حلقة سيلفي المعنونة «زواج ليبرالي» الكثير من المواجع على خفة دم كوميدياناتها الرائعين من حيث ضغطها على جرح التناقض العميق في الصف الليبرالي العربي. كما بينت الحلقة، تنهزم ليبراليتنا العربية أمام الكثير من العوائق وتتأخر أمام الكثير من الخلافات، ولكن لا يهزمها ولا يؤخرها خلاف كما الخلاف الطائفي الذي لا يلبث أن يطفو على سطح العلاقة السمحة الرائقة فيحيلها عكراً وسواداً.
في الحلقة يتعطل زواج محبين بسبب اختلاف طائفة عائلتيهما اللتين تدعيان الليبرالية، لم يستطع الأبوان تخطي خلافهما في الرأي والذي نمّى من اختلافهما الطائفي، «فتفركشت» زواجة الإبن والبنت كما تتفكرش معظم علاقاتنا وتتبدد أواصرها بسبب هذا الاختلاف السام والذي لا يمكن أن تقف في وجهه ليبرالية شكلية لم تستقر بعد عميقاً في الضمائر العربية على أنها أسلوب حياة وقاعدة أخلاقية ومبدأ حقيقي في العيش والتعامل.
في هذه الحلقة ينصح أبو العريس إبنه نصيحة تختصر واقع الحالة الليبرالية العربية قائلاً: «أريدك أن تكون ليبرالياً من بره فقط، أما من الداخل فأنت ما أنت ليبرالي». في هذه الجملة مختصر ليس فقط لفكرتنا عن الليبرالية ولكن لطريقة عرضنا وممارستنا لها. فالفكرة العامة عن الليبرالية في الشارع العربي تنضغط في حيز المنظر، فمن يتصرف بتحرر (وليس حرية، والاثنان مختلفان بعض الشيء) هو من ينظر له على أنه ليبرالي: شكله «إفرنجي»، شربه كحول، «نساؤه» سافرات، وغالباً يكون من الطبقة الفوق متوسطة وما بعدها. كما وتشير الجملة تلك الى حالة النفاق الليبرالي المزمن الذي يعيشه الشارع العربي، حالة تصل حد مرض من أهم أعراضه تمزق نفسي داخلي وتناقض قولي وفعلي خارجيان. فالإنسان «الليبرالي» العربي غالباً ما يعيش مأزوماً بين فكرة تقديس الحرية التي هي الأساس الأول لمبدأ الليبرالية وبين عاداته وتقاليده ودينه وسمعته التي ينالها الضرب المستمر وقبوله الاجتماعي الذي يتضاءل من حوله بسبب فكره، مما يحتم عليه استخدام الكثير من («نعم ولكن»، «حرية بضوابط»، «مراعاة خصوصياتنا»، «المرأة غير») وغيرها من الجمل التي تحول ليبراليته الى حبر على ورق.
الليبرالية الحقيقية ممارسة شاقة، فكر رائع تنفيذه حارق وهو يحتم عليك قبول وجود ما تنفر منه، يلزمك بسماع ورؤية ما يثيرك، يفرض عليك إفساح المجال للفكر الذي تكره ولأسلوب العيش الذي ترفض وللمبادئ التي تتضارب تماماً ومبادئك ورؤاك.
كليبرالي، ليس دورك هو فقط احترام وجود الآخر وحرية تعبيره (وليس بالضرورة احترام آرائه) ولكنه يتحتم عليك كذلك الدفاع عن هذا الآخر، عن حقه في أن يقول ويفعل ويعيش طبقاً لما تكره وترفض، مهمة عسيرة وشاقة ومكلفة نفسياً، ولكن مردودها ليس له مثيل.
هنا تجدر الإشارة الى أنه وفي حين أن المظهر وطريقة الحياة كلها خصوصيات يحترمها الفكر الليبرالي ويحرر أصحابها تماماً في طريقة ممارستها بل ويفرض على الآخرين تأمينها لصاحبها، الا أنه وبكل تأكيد لا يفرض على الإنسان مظهراً معيناً أو طريقة معينة في الحياة. يمكنك أن تشرب الخمر وتكون ليبرالياً ويمكنك أن تحرمه على نفسك تماماً وتكون ليبرالياً، يمكنك أن تلبسي المايوه وتكوني ليبرالية ويمكنك أن تلبسي النقاب وتكوني ليبرالية، يمكنك أن تسهر كل ليلة في ملهى وتكون ليبرالياً ويمكنك أن تعتكف كل ليلة في مسجد وتكون ليبرالياً، الليبرالية ليست «قائمة» بالمسموحات والممنوعات، الليبرالية تترك للإنسان «كوده» الأخلاقي ليحدده بنفسه، كل ما تفرضه على هذا الإنسان هو الإفساح للآخر مهما كانت اختياراته في الحياة. في قوانيني الأخلاقية في بيتي مثلاً، أترك لبناتي حرية الملبس، لكنني أرفض تماماً المكياج، أتقبل علاقات أولادي وصداقاتهم المختلطة وأستقبل كل أصدقائهم من الجنسين في بيتي بكل أريحية، ولكنني لا ألمس الكحوليات. يقوم رفضي للمكياج والكحوليات على أسس أخلاقية بحتة، أسس تخصني لا غيري، أسس أربي بها أولادي لا الناس في الشارع. هذه القائمة هي قائمتي أنا، تلزمني ليبراليتي فهم أنها صحيحة لي أنا فقط، وأن مبادئي هي حق مطلق بالنسبة لي أنا فقط وليست حقاً مطلقاً بالمطلق.
إذن، ما يؤكد ليبراليتي ليس فقط حصري «لكودي» الأخلاقي في نفسي فقط، ولكن كذلك فهم حق الآخرين في ممارسة «كودهم» وفي عرض آرائهم وفي نقد ما لا يعجبهم. نحن، في عالمنا العربي الإسلامي، غير قادرين على هذه الدرجة من الصراحة والمصالحة مع النفس. ينهال علينا المجتمع بثقله فيشعر حتى عتاة ليبراليينا، الا ما ندر، بالضغط وبالحاجة للإنضمام للسرب. يتلبس الكثير منا مواقف متناقضة ما بين ليبرالية تبدو براقة على الورق ومجتمع يبدو قاتماً بعاداته وتقاليده وصرامته، فتتضارب الأفكار وتنكسر العصا التي لا تحتمل الحمل من المنتصف، ويصبح المنظر كوميدياً تماماً: «من بره ليبرالي بس من الداخل أنت ما أنت ليبرالي».
الليبرالية، بجناحها الاجتماعي خصوصاً، هي ثقل مرهق، جمر مشتعل، من يحاول المشي عليه غير واثق ولا «مستبيع» في مجتمعاتنا لا يملك سوى أن يتقافز فوقه، لا هو عابر للضفة الثانية ولا هو عائد لضفته الأولى. عدو الليبرالية الأول هو الخوف من كلام وأحكام الناس، الأهم في مجتمعاتنا، وهكذا يُخلق النفاق والعباد تساق، ويصبح «لبسك صيفي ووجهك شتوي»٭
المقولة أعلاه من مسرحية «باي باي لندن» لعميد الكوميديا العربية عبدالحسين عبدالرضا

الوجه الشتوي

د. ابتهال الخطيب

«داعش وأصول العنف»: محاولة غربيّة قاصرة لفهم دوافع العنف الأسود والمؤرخ توم هولاند يتلقى تهديدات بالقتل

Posted: 01 Jun 2017 02:26 PM PDT

لم يكد التلفزيون البريطاني المشاغب، القناة الرابعة، تعرض فيلمها الوثائقي – التلفزيوني الجديد (ساعة و 12 دقيقة) عن «داعش وأصول العنف» الأسود، الذي ألمَّ بالكوكب في القرن الحادي والعشرين، حتى تدفقت التهديدات بالتأديب والقتل للمؤرخ والكاتب البريطاني المعروف توم هولاند، الذي قدّم وكتب الوثائقي.
هولاند، الذي قضى سحابة عمره في دراسة الإمبراطوريّات القديمة والعصور الوسطى والكتابة عنها ليس مستجداً على عالم تهديدات المتطرّفين الإسلاميين، إذ كان كتب وقدّم قبل سنوات عدة فيلماً تلفزيونيّاً وثائقيّاً على «بي بي سي» عنوانه «تحت ظلّ السّيف: الإسلام وفق القصّة غير المرويّة» على أساس كتابه، الّذي يحمل الإسم ذاته، وشكك فيه – معتمداً على مصادر تاريخيّة مختلفة – بالرّوايات العربيّة الكلاسيكيّة عن تاريخ الإسلام الأول. أثار الفيلم وقتها سحابة من جدل وغضب في أوساط إسلاميّة واسعة وتعددت الشكاوى بشأنه إلى الهيئة المسؤولة عن متابعة محتوى المواد الإعلاميّة المعروضة في المملكة المتحدة، مما حدا بـ»بي بي سي» إلى إيقاف عرضه.

جدل لم يُحسم إلا عند هولاند

الوثائقي التلفزيوني الجديد يُخاطب الجمهور البريطاني والغربي أساساً، وهو استكمال لم ينقطع لغضب هولاند مما اعتبره مغالطات النخبة البريطانيّة في محاولتها الفصل غير المبرر – حسب وجهة نظره – بين ممارسات تنظيم الّدولة الإسلاميّة وتعاليم الدين الإسلامي، مندداً بقول ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني السابق بأن «ممارسات «داعش» ليس لها شأن بالإسلام»، وهو كتب مقالة مطولة في مجلّة «النيوستيتمان» الرصينة رداً على مقالة للمفكر المسلم مهدي حسن، الذي ذهب فيها إلى الفصل ذاته بين ممارسات التنظيم وتعاليم الإسلام.

من هنا جاء العنف

يطرح الفيلم شبكة من أسباب ثقافيّة ورموز حضاريّة تقاطعت – فيما يرى هولاند – لخلق هذا العنف الذي لا يرتوي من آلام البشر. فهو إلى جانب مكونات ومفاهيم الثقافة الإسلاميّة ذاتها التي يمكن إعادة تفسيرها وتوظيفها لتبرير العنف بطرق مختلفة – ودائماً على حد تعبيره – يجد أن الإذلال الذي تعرض له الإسلام باسقاط السلطان العثماني الأخير وإلغاء الخلافة الإسلاميّة في اسطنبول على يد العلمانيين الأتراك وبدعم غربي ترك نوعاً من جرح لا يندمل في النفسيّة الإسلاميّة، واستخدم لاحقاً من قبل بن لادن لتبرير هجوم الحادي عشر من سبتمبر/أيلول. (وهولاند في تجواله أمام الكاميرا في تركيّا يذهب بنا إلى محطة قطار الشرق السريع قرب اسطنبول، التي انتظر فيها السلطان المعزول عبد الحميد ثلاث عشرة ساعة قبل مغادرته سلطنته للمرّة الأخيرة حاملاً معه تأشيرة سفر إلى سويسرا، وحريمه وحقائب الثياب وألفي جنيه استرليني لا غير).
ومن فرنسا، التي يقول هولاند إن لها مكانة خاصة عند الإسلاميين المتطرفين يفسرها بمركزيّة أرض الفرنجة في الحروب الصليبيّة، وكذلك بالفشل الاجتماعي الفرنسي المرعب في إدماج الشبان المسلمين داخل الحياة الفرنسيّة على نحو جعل من التطرف الإسلامي شكلاً من أشكال التعبير عن التمرد ضد سياسات التهميش والعنصريّة التي يمور بها النظام هناك.
من مصر يطرح هولاند نظريّة جديدة لحقد الإسلاميين على فرنسا، فهو في ظل الأهرامات يصف كيف أن غزو نابليون لمصر لم يكن عملاً عسكريّاً فحسب بل كان صدمة ثقافيّة شاملة، إذ إلى جانب المدافع والعسكر، استجلب نابليون معه مئات العلماء والمؤرخين والخبراء مع مطابعهم وأحبارهم ومعداتهم العلميّة، الذين درسوا وسجلوا كل كبيرة وصغيرة في إطار سعي نابليون لإعادة تشكيل ثقافة المنطقة بمنطق غربي والتخلص من ظلام (إسلام العصور الوسطى).
في العراق يتنقل هولاند مع البيشمركه الكرديّة على خط المواجهة مع «داعش» أثناء التصوير(2015 – 2016) – ليتجول مصدوماً في شوارع سنجار، التي انسحب عليها الدّمار فبدت أسوأ حالاً من ستاليننغراد أو دريسدن في الحرب العالميّة، ويبحث عن سكانها الذين غلب عليهم الطيف اليزيدي فيجد الرجال والنساء العجائز في مقابر جماعيّة، والنساء اليافعات والبنات في سوق النخاسة، بينما يعاد تأهيل الصبيان ليتحولوا إلى قتلة يحاربون بجانب مغتصبي أخواتهم.

فن الاجتزاء واختيار الشخوص عن الطرف الآخر

الفيلم بالطبّع وجهة نظرغربيّة محضة ورؤية تتسم بالضحالة أحياناً لكاتب إنكليزي بدا وكأنه يحاول تفسّير عنف الدّواعش لسيدات منازل بريطانيّات لم يسبق لهن معرفة خلفيّات هذا التنظيم، الذي تكاد ممارساته المشوهة تتفوق على أحلك جرائم البشر عبر التاريخ. وهو استضاف لعرض وجهة النظر الأخرى ضيوفاً منتقيين، من تيار محدد (زعيم السلفيّة الجهاديّة في الأردن) وأستاذ مسلم في جامعة بريطانيّة وجاءت أسئلته لهما ضيقة للغاية بهدف الوصول إلى جواب يريد سماعه. وبالطبع لم يخيّب الرجلان توقعات هولاند، فأعلن أبو سيّاف أن أعمال الإبادة الجماعيّة لليزيديين بالذّات صحيحة نظريّاً وفق الإسلام، وإن كان يرى أنها تنفذ من قبل الدّولة الإسلاميّة فقط، معتبراً أن «داعش» عمل متسرع ولا يعترف به كخلافة، بينما أكّد الدكتور الجامعي أن أحكام المشركين واضحة في الفكر الإسلامي وأنها مبنية على نصوص وممارسات إسلاميّة في عصور مختلفة، فالجزية على الذميين من أهل الكتاب (يهوداً ومسيحيين) مثلاً لم تلغ من العراق إلا بضغط غربي في عام 1856 بعد مئات السنوات من استمرار فرضها عليهم.
هولاند لا يُعفي الغرب من مسؤوليته عن شكل العنف البشع في الشرق الأوسط وعبر العالم، فإلى جانب الحروب والغزو هو يقول إن الثورة الفرنسيّة بالذات هي التي جعلت من الإعدامات العامة نوعاً من الفرجة، وإن ثوار الباستيل أذابوا عظام ملوك فرنسا كلهم بالكلس لإزالتهم من التاريخ وإطلاق فرنسا من لحظة صفر جديدة لا مكان فيها للممارسات السابقة، وهو يرى أن تكنولوجيا ألعاب الفيديو والإنترنت نقلتا تجربة الفرجة هذه إلى مستوى جديد عند الإسلاميين المتطرفين الذين يعتبرون أن القتل البشع أمام العامة نوعاً من عمل بطولي يرتقي إلى مستوى إنجازات الصحابة أنفسهم – على حد قوله.
لا ينكر هولاند أن هنالك أغلبيّة من المسلمين ترفض ممارسات الدواعش ولا ترى أنها تمثلها، لكنه يعتبر أن هذه الأغلبيّة لم تمتلك الجرأة بعد لإعادة صياغة الثقافة الإسلاميّة على نحو يمنع توظيفها على أيدي فئات تتدعي احتكار الإسلام، وهو يقول إنه اطلع على فتوى رسميّة عثمانيّة قديمة تُصدر الأحكام ذاتها، التي أصدرتها «داعش» بحق اليزيديين، مما يحوّل مكونات تلك الثقافة إلى ألغامٍ لا يعلم العالم متى ستنفجر به، مستذكراً أفكار سيد قطب في اعتبار الحياة المعاصرة جاهليّةً ينبغي للمسلمين إلغاؤها واستعادة دولة الخلافة العالميّة.

فيلم كاستشراقٍ احتفلت به الصحافة البريطانيّة

«داعش: أصول العنف» هو في الكليّة منتج استشراقي مؤدلج شديد التسطيح في أغلبه، كثير الإجتزاء ويحمّل بعض المفاصل ما لا يحتمل، كما يفشل في استكشاف تأثير الاستعمار الغربي المعاصر على تكريس منهج العنف المريض في الشرق الأوسط لا سيما النشوء السرطاني للدولة العبريّة في قلب الشرق، ودعم جهات غربيّة واستخباريّة لتيارات معينة من الإسلاميين لتحقيق مصالحها وتورط مؤسسات وإعلاميين ومفكرين ومثقفين في التباسات منهجيّة تهدي تلك الجماعات مناخات مواتية. لكن الصحافة البريطانيّة التي يغلب عليها الصوت اليميني الميّال للعنصريّة صفقت للفيلم وللمؤرخ معاً واصفة إياهما بالشجاعة.
وكتب الصحافي والناقد المعروف مارك لوسن، معتبراً المنتج هذا يستحق التتويج كأفضل فيلم وثائقي بريطاني في جوائز البافتا السنويّة للعام المقبل بعد أن تم عرضه للعموم متأخراً ثلاثة أيّام فقط عن إعلان أسماء الأفلام الفائزة للعام الحالي، وأن الجائزة خسرته خسارة فادحة!
لكن مَنْ الخاسر الأكبر هنا في فضاءات المزادات البصرية، التي لا تُنتج إلا وعياً زائفاً؟
الجائزة أم جمهور يُعلف اللا حقائق واللا موضوعية على موائد الإيديولوجيات المعلبة والمصدرة في قوالب تصويرية ساحرة، تسحر النظر والعقل معاً.

إعلامية لبنانية تقيم في لندن

«داعش وأصول العنف»: محاولة غربيّة قاصرة لفهم دوافع العنف الأسود والمؤرخ توم هولاند يتلقى تهديدات بالقتل

ندى حطيط

بريجنسكي والجهاد الإسلامي: رحل الصانع وبقيت الصناعة

Posted: 01 Jun 2017 02:25 PM PDT

بين الصور الصحفية التي اختارتها صحيفة «نيويورك تايمز»، في مناسبة رحيل زبغنيو بريجنسكي (1928ـ2017) قبل أيام؛ ثمة واحدة تجمع بين الطرافة الفوتوغرافية، والمغزى السياسي والثقافي المزدوج: صورة «زبيغ» يصغي إلى خطاب الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، أمام مجلس الشعب المصري، في تشرين الأول (أكتوبر) 1979. وجه الطرافة الأوّل أنّ مستشار الأمن القومي الأمريكي، يومذاك، كان يسبّح بمسبحة؛ قيل إنّ مسؤولاً مصرياً أقنعه بـ«فضائل» استخدامها. وجه الطرافة الثاني أنّ كلام الصورة، من Gettyimages، كان (ويظلّ، على مستوى الأرشيف، حتى اليوم!) يصف بريجنسكي بـ»مستشار الأمن القومي الإسرائيلي»؛ وبالنظر إلى مسرد انحيازات الرجل العمياء إلى إسرائيل، كان التوصيف يجيز اللجوء إلى قول مأثور، مع تعديل ضروري: ربّ خطأ خير من ألف صواب!
وثمة تفصيل آخر، غير فوتوغرافي هذه المرّة، ينبثق من تقليد إسباغ المدائح على الراحلين حديثاً، أو ذكر محاسن الموتى وليس البتة أياً من مساوئهم؛ التي قد تكون مثاقيلها أشدّ استدعاء للتقبيح، بدل المديح. هذا، على سبيل المثال، ما ذكّرنا به الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما؛ الذي كان في عداد رؤساء أمريكا الأكثر نفوراً من التدخل العسكري الخارجي المباشر (الأمر الذي تبدّل جوهرياً، أيضاً، في الأشهر الأخيرة من الولاية الثانية)؛ ولكنه قال التالي، في تأبين بريجنسكي: «مثقف جبار، ومدافع منافح مدافع عن القيادة الأمريكية. تأثيره امتدّ على عقود عديدة، وكنت أحد رؤساء عديدين استفادوا من حكمته ونصحه. أنتَ تعرف دائماً أين يقف زبيغ، وأفكاره وحججه ساعدت في تشكيل عقود من سياسة الأمن القومي».
فلنذهب، على سبيل تلمّس بعض ذلك «النصح»، إلى موقفه من انتفاضة الشعب السوري، وكيف رأى «الناصح الجبار» مشهد البلد عموماً. سوريا، عنده، محض حال من الفوضى الشاملة، تسير من سيئ إلى أسوأ؛ وإنْ كانت تمنح الولايات المتحدة فرصة استمالة إيران إلى اتفاق إقليمي شامل، يتضمن الملفّ النووي أيضاً، وينتهي لصالح إسرائيل في المقام الأوّل. وما يجري في سوريا، منذ آذار (مارس) 2011، ليس سوى «أزمة، شاركت في التخطيط لها السعودية، وقطر، وحلفاؤهما الغربيون»، هكذا بجرّة قلم. كتب بريجنسكي، في الدورية الأمريكية اليمينية ذائعة الصيت National Interest: «في أواخر العام 2011 حدثت اضطرابات في سوريا، تسبّب بها الجفاف واستغلها نظامان أوتوقراطيان في الشرق الأوسط، هما قطر والسعودية». ولكي تكتمل أركان «المؤامرة» هذه، دخلت المخابرات المركزية الأمريكية على الخطّ، وقررت «زعزعة» الحكم في البلد، قبل أن تفطن إلى أنّ «العصاة» الثائرين على «حكومة بشار الأسد» ليسوا جميعهم من الصنف «الديمقراطي»، فكان أن خضعت السياسة بأسرها للمراجعة…
أو فلنذهب إلى ملفّ آخر، هو انقلاب عبد الفتاح السيسي في مصر؛ حيث بدأ بريجنسكي من افتراض مركزي عنده، بأنّ الانقلابات العسكرية ليست كلها شريرة بالضرورة (بالطبع، على أمثولة انقلاب الجنرال بينوشيه في تشيلي!)؛ هكذا كانت حال الجيشَيْن البرازيلي والتركي، اللذَيْن استعادا النظام الديمقراطي بعد انقلاب عسكري، وهكذا يمكن أن تكون حال الجيش المصري: فلننتظر، يستحثّ بريجنسكي الإدارة الأمريكية، متسائلاً: هل كنّا نعرف شيئاً عن أنور السادات قبل أن يتولى الحكم بعد جمال عبد الناصر (بمعنى: هل كنّا نتوقع منه فضيلة المشاركة في صنع اتفاقيات كامب دافيد مع إسرائيل)؟ هل نعرف ما يكفي، الآن، عن الفريق السيسي؟ مصر، يختتم بريجنسكي، تعيش ثلاث ثورات معاً، سياسية واجتماعية ودينية، فلننتظر إذاً، ولا نتعجّل الحكم.
وبمعزل عن حقيقة أنّ «الاضطرابات» في سوريا لم تبدأ أواخر العام 2011، بل في الشهر الثالث منه؛ وأنّ مناطق «الجزيرة» السورية شهدت الجفاف، ثمّ الهجرة، قبل أشهر من ابتداء «الربيع العربي» واندلاع الانتفاضة الشعبية في تونس؛ فضلاً عن أنّ انتظار انكشاف طوية السيسي قد اتضح أنّ دونه خرط القتاد، وإراقة المزيد من دماء المصريين، مدنيين وعسكريين على حدّ سواء؛ وأنّ انقلابه، الذي اتكأ على إرادة شعبية واسعة ضدّ الأخونة واستبداد الحكم الإخواني، قد ارتدّ على تلك الإرادة الشعبية فحوّلها إلى تفويض مزوّر يعيد العسكر إلى مؤسسة الرئاسة، كما يعيد إنتاج نظام حسني مبارك الأمني بصفة خاصة، بعد تجميله هنا وهناك… بمعزل عن هذه وسواها من حقائق، فإنّ بريجنسكي اعتمد مقداراً فاضحاً من التقدير السكوني لآمال الشعبين المصري والسوري، والشعوب العربية بأسرها في الواقع، والدوافع العميقة خلف التضحيات الجسيمة والوقائع الدامية التي شهدتها بلدان «الربيع العربي» خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
حول العراق، لم يتردد بريجنسكي في الذهاب أبعد ممّا يُنتظَر من أمثاله، فجزم بأنّ «أخطاء الحرب في ذلك البلد لم تكن تكتيكية واستراتيجية فحسب، بل تاريخية أيضاً. إنها، جوهرياً، حرب استعمارية، خيضت في عصر ما بعد ـ استعماري»! تُضاف إلى هذه الخلاصة، التي بدت صاعقة في الواقع لأنها أتت من بريجنسكي دون سواه، أطروحة تكميلية روّج لها الرجل في كتابه «الاختيار: هيمنة عالمية أم قيادة عالمية»؛ مفادها أنّ الواقع العالمي بعد الحرب الباردة وهزّة 9/11، وضع الولايات المتحدة في موقع فريد لأمّة قادرة على تأمين الاستقرار العالمي من خلال السيطرة العسكرية، وقادرة في الآن ذاته على تهديده من خلال الوسيلة العسكرية إياها.
بيد أنّ بريجنسكي هو، قبل هذه الملفات الانفجارية الثلاثة، المهندس الأبرز وراء توريط السوفييت في أفغانستان، ثمّ إطلاق تلك «الصناعة الجهادية» التي أنتجت الطالبان، والأفغان العرب، وأسامة بن لادن، و«القاعدة»… وتتمة المسمّيات والأسماء التي أقضت، وتقضّ، مضجع أمريكا، وأربع رياح الأرض، اليوم! وفي حوار شهير نشرته أسبوعية «لونوفيل أوبزرفاتور» الفرنسية سنة 1998، اعترف بريجنسكي بأنّ البيت الأبيض هو الذي استدرج السوفييت ودفعهم إلى خيار التدخّل العسكري، وذلك بعد إحباط مخططات المخابرات المركزية الأمريكية لتنظيم انقلاب عسكري في أفغانستان.
وحول ما إذا كان يندم اليوم على تلك العملية، ردّ الرجل: «أندم على ماذا؟ تلك العملية السرّية كانت فكرة ممتازة. وكانت حصيلتها استدراج الروس إلى المصيدة الأفغانية، وتريدني أن أندم عليها؟ يوم عبر السوفييت الحدود رسمياً، كتبت مذكرة للرئيس كارتر أقول فيها ما معناه: الآن لدينا الفرصة لكي نعطي الاتحاد السوفييتي حرب فييتنام الخاصة به». ولكن، يسأله الصحافي الفرنسي فانسان جوفير، ألا يندم أيضاً على دعم الأصولية الإسلامية، وتدريب وتسليح إرهابيي المستقبل؟ يجيب بريجنسكي: «ما هو الأكثر أهمية من وجهة تاريخ العالم: الطالبان، أم سقوط الإمبراطورية السوفييتية؟ بعض الغلاة الإسلاميين، أم تحرير أوروبا الشرقية ونهاية الحرب الباردة»؟
من جانب آخر، ألا يُقال ويُعاد القول إنّ الأصولية الإسلامية تمثّل اليوم خطراً عالمياً؟ يردّ بريجنسكي: «كلام فارغ!»، قبل أن يتابع: «يُقال لنا إنه ينبغي على الغرب اعتماد سياسة متكاملة تجاه النزعة الإسلامية.
هذا غباء: لا توجد إسلامية عالمية. فلننظر إلى الإسلام بطريقة عقلانية لا ديماغوجية أو عاطفية. إنه الدين الأوّل في العالم، وثمة 1.5 مليار مؤمن. ولكن ما هو الجامع بين أصوليي المملكة العربية السعودية، والمغرب المعتدل، والباكستان العسكرية، ومصر المؤيدة للغرب أو آسيا الوسطى العلمانية؟ لا شيء أكثر ممّا يوحّد بلدان الديانة المسيحية».
مهندس الجهاد الإسلامي رحل، إذن، وقد خلّف صناعة جهادية، أكثر عنفاً وتوحشاً وغلواً، مع فارق أنها لا تنقلب على الصانع وحده، فحسب؛ بل تقلب هندسة الصنع، ذاتها، رأساً على عقب!

٭ كاتب وباحث سوري يقيم في باريس

بريجنسكي والجهاد الإسلامي: رحل الصانع وبقيت الصناعة

صبحي حديدي

رئيس المجلس الأعلى للإعلام يرسم حدوده ويستكمل إعادته إلى كنف السلطة ومصر عدو للإنترنت

Posted: 01 Jun 2017 02:25 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: ما بين هجمات تلاحق الصحافة والإعلام من كل اتجاه، وتحرش بمؤسسة العدالة على مدار الساعة، وتجاهل تام من قبل السلطة لمشاعر الأقباط على قتلاهم، إذ لم تعلن الدولة الحداد على ما جرى في المنيا مؤخراً، فيما تولت الأردن القيام بهذا الواجب، وسط دهشة انتابت القوى الوطنية، باتت مصر على موعد مع لحظة فارقة ترشحها الأقدار لاسترداد تركة ثورة الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني، التي ذهبت أدراج الرياح.
فقد اكتشف المصريون مع اقتراب نهاية الولاية الأولى من حكم الرئيس السيسي، أن الفقر لم يراوح عتبات بيوتهم، والقهر ارتفع منسوبه عن زمن المخلوع مبارك، الذي لم يجرؤ طيلة سنوات حكمه على أن يغلق عشرات الصحف والمواقع الإلكترونية بجرة قلم، وهو ما فعلته السلطة الراهنة، مستخدمة مهندسي القمع من أصحاب الخبرات على مدار العقود الماضية، كي تحقق أهدافها بتصفية أي صوت معارض.
باقتدار باهر أعادت السلطة الجديدة زمن زوار الفجر، وعصر الصوت الأوحد على ضفاف المحروسة، التي لم تجن بعد أيا من وعود فارسها الجديد، وهو الأمر الذي أسفر عن ارتقاع وتيرة النقد ضد السلطة، التي لم تجد أمامها سوى اختصار حركة التاريخ والعودة لزمن عصور الاستبداد، بملاحقة المعارضين لسياستها.
تناولت الصحف المصرية أمس الخميس 1 يونيو/حزيران عددا من الموضوعات والتصريحات منها: وزير الدفاع: الضربة الجوية ضد معسكرات الإرهاب حق أصيل للدولة المصرية، «الوزراء»: امتحانات الثانوية العامة في موعدها ولا تغيير في الجداول، تعديل قوانين العقوبات والنقل والجامعات والشركات، مصر تدين تفجير الحي الدبلوماسي في كابل، إزالة 42٪ من التعديات على أراضي الدولة مع انتهاء مهلة استعادة «حق الشعب»، مشاورات سياسية لـ»حصار الخلافات» مع السودان السبت، «الأمن الوطني»: عناصر خلية «البطرسية» نفذت حادث المنيا.

طاقية الإخفاء

«هل أعطى ترامب خلال زيارته الشهيرة للشرق الأوسط شيكا على بياض للقمع وكبت حرية الصحافة عبر حجب مواقعها الإلكترونية؟ يتساءل فراج إسماعيل في «المصريون». هل عداؤه للصحافة في بلاده وعجزه عن مواجهتها انعكس علينا فقامت حكومتنا بالواجب؟ في بلاده قوانين تحترم ومؤسسات قوية لا تترك للبيت الأبيض مجالا لأي استبداد وانفراد بالقرارات. هذا الحجب الجماعي للمواقع المصرية المرخصة التي تعمل بشكل قانوني، مساو لإغلاق الصحف ومصادرتها، لأن بعض تلك المواقع مؤسسات صحافية قائمة ومرخصة في المجلس الأعلى للصحافة، وتصدر صحفا ورقية، وصحافيوها أعضاء في نقابة الصحافيين، كما أن المعينين فيها تقبلهم النقابة في عضويتها، مثل جريدة «المصريون» وجريدة «البورصة». لا أحد حتى الآن يعرف مبررات الجهة التي اتخذت قرارات الحجب غير القانونية أو الدستورية، ولماذا تلبس طاقية الاخفاء. وما الذي يضيرها مثلا من جريدة لا تنشر سوى الأخبار الاقتصادية وأخبار المال مثل «البورصة»؟ وما حساسيتها تجاه موقع أخبار باللغة الإنكليزية «دايلي نيوز»؟ الدستور يمنع مصادرة وإغلاق الصحف، ولكن الجهة المجهولة فعلتها دون احترام لدستور، ومن غير أن تعبأ لردود الفعل السلبية في العالم، التي بدأت تصنف مصر عدوا للإنترنت ولحرية الصحافة، وإذا كانت الحكومة لا تعبأ بالقانون أو الدستور، فهل ستعبأ بأي أحكام قضائية يلجأ إليها أصحاب تلك الصحف والمواقع؟ عندما تغيب دولة القانون وعندما يصبح الدستور مجرد مذكرة تجميلية، لا تقدم ولا تؤخر، فإن كل شيء يخضع للحالة المزاجية لأولي السلطة والنفوذ. يبدو لكثيرين أن فرض قانون الطوارئ يهدف إلى تكميم الأفواه وخنق حرية الصحافة وحجب المواقع الصحافية التي تقدم الأخبار والتقارير بشفافية وموضوعية.»

حرب الدولار المقدسة

ما زالت أصداء المؤتمر الإسلامي العربي الأمريكي، الذي تم مؤخرا في الرياض، بحضور رؤساء وملوك ومندوبى 55 دولة عربية وإسلامية، مصدر اهتمام الكثير من الكتاب ومن بينهم مي عزام في «المصري اليوم»: «المؤتمر وضع حزب الله وحركة حماس ضمن المنظمات الإرهابية، كما وصف إيران بالدولة الداعمة للإرهاب، وهو ما أنكرته قطر على لسان أميرها علنا، وتنكره دول أخرى سرا، الإرهاب صفة تلحقها الدول بتنظيمات ودول أخرى، تختلف معها حول المصالح والنفوذ.. إنها حرب الدولار والدرهم، لا حرب السنة والشيعة، أو الإسلام والمسيحية.. إنها حروب الماء والكلأ الحديثة. العراق وسوريا أصبحا مهيأين لتقبل ما يجتمع عليه الأقوياء أصحاب المصلحة، روسيا عادت للمنطقة بقوة مع الخروج النسبي لأمريكا في عهد أوباما، سوريا كانت البداية، ثم تأتي ليبيا، التي استولى الناتو على غنائمها واستبعدوا القيصر، زيارة لافروف الأخيرة إلى مصر، وزيارة الأمير محمد بن سلمان إلى موسكو، مؤشرات على أن التنسيق بالنسبة للملفين السورى والليبي، وتقسيم المصالح بين القوى الكبرى في الدول الثلاث المنهارة: العراق وسوريا وليبيا، يتم على قدم وساق، ولن يقبل طرف استبعاده، وأدواته دائما حاضرة، وفي مقدمتها الإرهاب. الدول العربية صارت ضحية الإرهاب الذي شاركت في صنعه، ولذلك فإن الحرب على الإرهاب لا تحتاج فقط لرجال دين مستنيرين، لكي يتوقف، لكنه يحتاج إلى تعليم وثقافة واقتصاد مضاد للفقر.. يحتاج إلى مفكرين ومثقفين مستقلين ومنظومة عدل، وفي المقابل على الأنظمة الحاكمة أن تقدر هذه العوامل وترفع من شأن الثقافة والتعليم، ولكن للأسف يتم تهميش المثقفين، واستبدال آلة دعاية إعلامية ضخمة بهم، صوتها عال ولكنها جوفاء، تستخدم عبر قنواتها أشخاصا يرضون بالقيام بدور الفقيه في كل الأمور المطروحة، وبدلا من أن ينيروا طريق المشاهدين يزيدون من تضليلهم. أهم وسيلة لمحاربة الإرهاب هي منح الأمل للناس في حياة كريمة، ومشاركة الشعوب في صنع القرار».

لهذا يقتلون الأقباط

«يشير الاعتداء الذي تعرض له المسيحيون من زوار دير الأنبا صموئيل في المنيا، إلى أن العقل الإجرامي الذي يسكن في أدمغة هؤلاء المتعصبين لا يعرف للشر حدودا. قتل الأطفال والنساء على يد إرهابيين مجرمين يبين، وفق ما يرى جمال عبد الجواد في «الأهرام»، أن في نفوس هؤلاء طاقة كراهية أكبر بكثير مما نتصور، وأن الكراهية التي تملأ نفوس الإرهابيين تجعلهم مستعدين للذهاب في الوحشية إلى آفاق أبعد بكثير مما تستطيع عقول الأسوياء تخيله. المسيحيون مستهدفون من جانب الإرهابيين لأسباب كثيرة، لقد شارك المسيحيون ـ مثلهم مثل غيرهم من المصريين – في ثورة الثلاثين من يونيو/حزيران، التي أنهت حكم المتطرفين وجماعات الإرهاب، وهو ما لن ينساه المتطرفون أو يغفرونه. شارك المسيحيون في الثلاثين من يونيو كمواطنين لهم حق المشاركة في صنع مصير الوطن، وهذا بالضبط ما لا يفهمه المتطرفون وما يرفضونه، فغير المسلمين – في عرف المتطرفين – ليسوا مواطنين لهم حقوق كاملة، ولكنهم ذميون يدفعون الجزية صاغرين، وإلا كان القتل والإخراج جزاءهم. ما يحدث ضد المسيحيين اليوم ليس سوى معركة جديدة في الحرب نفسها التي كانت الثلاثين من يونيو واحدة من معاركها المبكرة، وما تفجير الكنائس وإطلاق الرصاص على الأبرياء، سوى امتداد للاعتداءات التي تعرضت لها كنائس مصر في صيف عام 2013 الساخن، عندما نجح المصريون، مسلمين ومسيحيين، في هزيمة التطرف، لقد اختار المسيحيون المصريون في الثلاثين من يونيو طواعية الانحياز لمعسكر النهوض الوطني، رغم التكلفة والمخاطر، وما يواجهه المسيحيون المصريون اليوم هو استكمال للطريق الذي اختاروه عندما رفضوا أن يكونوا رعية من الذميين، وتمسكوا بحقهم في المواطنة والمساواة الكاملة».

نهاية مصر أم «داعش»؟

«هدفهم إسقاط الدولة المصرية، هكذا صرح الرئيس السيسي بوضوح في أعقاب حادث المنيا الإجرامي، الذي أودى بحياة أكثر من 29 مواطنًا مصريًّا ما بين طفل ورجل وامرأة. تصور البعض كما يرى أحمد بان في «البديل» أن الرئيس يبالغ في وصف خطورة الأمر، أو أنه يبرر ضربات قام بها ـ أثناء كلمته ـ سلاح الجو المصري لبعض مواقع الإرهاب في ليبيا، وتواصلت بعدها. لكن الحقيقة أن هدف «داعش» بالفعل هو هدم الدولة المصرية وإسقاطها، والدليل ليس فقط تواتر عمليات التنظيم بحق إخواننا الأقباط، خصوصًا منذ ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، عندما أقدم التنظيم، عبر عنصر انتحاري من عناصره، على تفجير نفسه في الكنيسة البطرسية في العباسية، ثم بعدها تنفيذ هجوم متزامن في أبريل/نيسان من هذا العام في كنيستين في طنطا والإسكندرية، وأخيرًا استهداف رحلة لبعض الأقباط كانت متجهة لأحد الأديرة في صحراء المنيا. الدليل الناصع، حسب أحمد بان، على أن التنظيم يخطط بوعي وعمق لمصر، هو تلك الوثيقة التي كتبها أبو مودود الهرماسي، أحد منظري «داعش» منذ شهر تقريبًا. بدأت الوثيقة بالتأكيد على أهمية مصر وموقعها في السياسة الدولية، ودورها في استقرار العالم بالقول: «تظل مصر محور اهتمامات الناس؛ القاصي والداني الشرقي والغربي البر والفاجر المسلم والكافر، فهي رمانة ميزان الاستقرار للغرب الكافر في بلاد المسلمين، ومنطلق فوضى الانهيار العالمي، لذلك هي أم الدنيا، فعند استقرارها تستقر الدنيا وعند انشطارها تنشطر الدنيا، وهنا تكمن أحجية الساسة والعامة من مثقفين وسياسيين ومنظرين».

قتل على الهوية

حادث مقتل الأقباط في المنيا ما زال مهيمنا وتقول كريمة كمال في «المصري اليوم»: «لم تعد تجدي الكليشيهات.. لم تعد تجدي البروباغندا، فالثمن بات باهظا ويدفع من دماء الأقباط.. فلا تقل لي الإرهاب يستهدفنا جميعا، ولا تقل لي إن الشرطة والجيش يدفعان الثمن أيضا، فالاختلاف بات واضحا وضوح الشمس، نعم الشرطة والجيش يسقط منهما شهداء، وربما كل يوم، خاصة في سيناء لكن الاستهداف هنا للشرطة والجيش هو استهداف للدولة ولقواتها في حربها ضد الإرهاب، أما المدنيون فهم وضع مختلف تماما فلا يتم استهداف أي مدنيين عزل لأن المتشددين هنا لا يستهدفون المسلمين، لأنهم إخوتهم في العقيدة، ومن هنا فعندما خرجت تصريحاتهم الأخيرة قبل الجريمة البشعة في المنيا معلنين عن مزيد من الاستهداف للأقباط طالبوا المسلمين بالابتعاد عن مناطق تجمعات الأقباط. الأقباط هنا مستهدفون بوصفهم كفارا وسفك دمائهم حلال، بل مطلوب، وهكذا استهلوا شهر رمضان تقربا وعبادة. الاختلاف هنا يتضح تماما عندما نتابع تفاصيل المجزرة التي رواها الناجون، من أن المتشددين أو الإرهابيين، سموهم كما شئتم، قد خيروا الأقباط ما بين النطق بالشهادة وإعلان الإسلام، وبين أن يقتلوا فاختاروا أن يقتلوا.. المسألة ليست سياسية، بل هى ليست إرهابا كما نرى في ما يجري في باريس أو لندن أو برلين أو مانشستر.. هنا اختلاف واضح بين تفجير هنا وهناك انتصارا للإسلام، كما يتصورون أو ثأرا له، وبين أن يفجروا الكنائس للأقباط الكفار لأنهم يعيشون بينهم ويصرون على الاحتفاظ بعقيدتهم، بينما هم يرون أن عليهم أن يتركوا هذه العقيدة الفاسدة، كما يقول شيوخهم وينجوا بأنفسهم بأن يلتحقوا بالإسلام، لذا فهم يخيرونهم بين أن يعلنوا إسلامهم بالنطق بالشهادة أو أن يقتلوا.. هذا حتى مختلف عن تفجيرات الكنائس، ربما لأنهم هنا وجها لوجه مع الضحية قبل القتل. من هنا فلا تقولوا لي نحن جميعا مستهدفون».

قاطعوهم يرحمكم الله

«مع أن كلمة الرئيس السيسي لكل المصريين كانت تحمل رسالة عن عزمه أخذ الثأر قبل أن تجف دماء شهدائنا في المنيا.. الرئيس أصدر تعليماته لقواتنا الجوية بضرب قواعد الإرهاب في ليبيا.. وكشف للشعب عن مخطط الإرهاب في محاولة إسقاط الدولة المصرية وكسر تماسك المصريين.. الرئيس كان حزينا على الأرواح البريئة التى راحت ضحية الإرهاب.. ولذلك كان الشارع القبطي كما يشير صبري غنيم في «المصري اليوم» بعد كلمة الرئيس أن تقوم القنوات الفضائية بتأجيل إذاعة المسلسلات ثلاثة أيام تضامنا مع مشاعر الرئيس، ومشاعر المصريين في حدادهم على الشهداء.. ما من بيت مصري أو جامع إلا وكانت كل مشاعرهم مع أسر الضحايا الأبرياء الذين قتلهم الإرهاب بغير ذنب سوى ضرب الوحدة الوطنية لإسقاط الدولة المصرية. الاقباط عز عليهم وفق رأي الكثيرين أن تطفئ فرنسا وهي تشارك مصر العزاء في شهدائها، الأنوار أعلى برج «إيفيل» تضامنا مع مشاعر المصريين، وهم يتقبلون العزاء في أهاليهم أبناء الصعيد؛ لذلك كانت الصدمة قوية أن تعلن القنوات الفضائية عن احتفالاتها بليالي رمضان وتبدأ في بث مسلسلات الإعلانات تحت مسمى مسلسلات رمضان.. وكأن تأثير الفجيعة التي تألم لها كل المصريين قد ذاب بعد تشييع الجثامين إلى مقابرها. قد تعترض الفضائيات على هذا الاتهام على اعتبار أنها في ليلة الحادث، قامت بتغطية إعلامية استعرضت فيها الجريمة الوحشية التي ارتكبها الإرهاب، والتي راح ضحيتها ما يقرب من 29 قتيلا، بالإضافة إلى أعداد المصابين.. أنا عن نفسي لا أنكر ظهور المذيعات وهن يرتدين ملابس الحداد يتبادلن الحوارات مع معلقين مصريين وأجانب، وكل حواراتهم كانت عن الإرهاب».

القمع من حق الجميع

«جاء خطاب مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى للإعلام، لنقيب الصحافيين عبد المحسن سلامة بشأن جريدة «المقال» ليكمل، وفق رؤية خالد البلشي في «البداية»، مشهد قمع الصحافة، مضيفا جريمة جديدة إلى جرائم السلطة في حق الإعلام، الذي تلقى هذه المرة رصاصة من داخله. أراد مكرم أن يحدد بهذه الرصاصة، وتوقيتها الخطوط الحمراء المسموح بالعمل تحتها وفي ظلها، مستعيدا مفاهيم قديمة طالما تم استغلالها في قمع الصحافة والصحافيين، فأهل مكة ونقيبها السابق أدرى بشعاب قمعها وتخفيض سقوفها وتقييد مساحات حركتها والمشي داخل حيطانها. فمنذ اللحظة الأولى التي أصبح فيها، من شغل يوما منصب نقيب الصحافيين الأسبق مسؤولا عن الإعلام في مصر، بحكم منصبه، فإنه قرر أن يرسم للإعلام حدودا لا يتجاوزها، ويستكمل إعادته إلى كنف السلطة، فانتقل من الحديث عن حقه في مكتب وزير الإعلام وسياراته، إلى ضرورة إخضاع مجالس وهيئات الإعلام الثلاثة لإشرافه، لينتقل بعدها للحديث عن تدشين لجان لمراقبة أداء الإعلام، دون أن يضبط مرة متلبسا بالحديث عن حرية الصحافة، أو توسيع مساحات حركتها أو حتى الدفاع عن حقوق الصحافيين والإعلاميين. وهكذا ومنذ اللحظة الأولى لتوليه مسؤولية المجلس الأعلى للإعلام، قرر الأستاذ مكرم أن يحول مجلسه إلى جندي في سرية الرقابة على الصحافة والإعلام، وتحبيذ القرارات القمعية بحقها، بل ومهاجمتها وتقديم البلاغات ضدها إن اقتضى الأمر. لم ير مكرم في منصبه إلا فرصة لاستعادة سطوة زالت منه، واستكمال فرض هيمنة دولة توحشت في سنواتها الأخيرة، معلنا للجميع أنه قادر في «حكم الإعلام وإخضاعه» على أن يأتي بما لم يأت به الأوائل، من وزراء الإرشاد القومي، إلى صفوت الشريف وأنس الفقي».

من أجل عيون السيسي

نبقى مع الحرب ضد تكميم الأفواه، حيث يؤكد محمد سعد عبد الحفيظ في «البديل»: «أن مهمة الأستاذ مكرم محمد أحمد ومجلسه ولجنته ستكون تسويف القضية وترحيلها شهرا بعد شهر، حتى ييأس أصحاب الحقوق، أو يكشف الله الغمة التي حلت على مصر، لعدة أسباب أبرزها، أن مجلس «الكبير» تم اختياره بعناية حتى يكون يد السلطة المسلطة على الإعلام، وليس صوت الإعلام عند السلطة، ثانيها أن الكبار في هذا المجلس هم كبار فعلا، استمروا عقودا في أقبية الصحافة الحكومية، لا يعرفون الكثير عن الصحافة الحرة، بمعنى آخر عاشوا معظم سنوات حياتهم وهم يحسبون نجاحهم بمدى قربهم أو بعدهم عن مصدرهم الحكومي، ثالثها أن هؤلاء الكبار لا يعترفون بالمواقع الإلكترونية كوسيلة من وسائل الإعلام، فما زلوا يتعاطون الصحافة التقليدية وينظرون بأنفة إلى من يعمل في الميديا الجديدة، ويودون أن تنشق الأرض وتبلع هؤلاء الذين أبدعوا صحافة التمرد والرفض، فهم من وجهة نظرهم أس البلاء الذي حل على البلاد والعباد، فضلا عن أنهم سحبوا البساط من تحت أرجلهم وصاروا نجوما في سماء المحروسة، فيما ظل كبارنا يحرثون رمال الصحف الحكومية معظم سنوات عمرهم، ولم يصلوا إلى ما وصل له أحفادهم. لتلك الأسباب لا أتوقع أن يكون هناك حل لأزمة حجب المواقع ففاقد الشيء لا يعطيه».

إرحموا الرئيس المنتخب

أبدى الدكتور نور فرحات، الفقيه الدستوري والقانوني، تضامنه مع الرئيس الأسبق محمد مرسي، عقب تصريحاته التي قال فيها إنه لم يلتق أهله ومحاميه منذ أربع سنوات. وكتب فرحات عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «ما أعلنه الدكتور محمد مرسي في جلسة المحاكمة الأخيرة، من أنه ممنوع من زيارة أهله ومحاميه له منذ أربع سنوات، أمر أن صح فهو مناف لأبسط مبادئ العدالة والحقوق الأساسية للإنسان». وأضاف: «ويجب أن يخضع للتحقيق القضائي، فرق بين تطبيق القانون وإجراءات التقاضي (منصفة كانت أو غير منصفة) وبين الانتقام والتشفي والثأر الشخصي، حتى في حالة الحرب، أمر عمر بن الخطاب جنوده أن يرحموا المرأة والعجوز وألا يقطعوا شجرة». وتابع: «تطبيق القانون لا يعنى التنكر للخلق القويم والحس الإنساني، أين مجلس حقوق الإنسان ومنظماته؟».
وكان الرئيس الأسبق محمد مرسي، قال خلال نظر قضية «إهانة القضاء» للمحكمة، إنه لم يلتق أيًا من هيئة دفاعه منذ 4 سنوات، وإنه لا يعرف شيئا عن أدلة الثبوت أو الاتهامات في القضية، مشددًا على طلبه في التواصل مع دفاعه قبل إبداء المرافعة وأشار إلى أنه لم يلتق بأهله خلال تلك الفترة، مؤكدًا أن هناك أمورًا يود مناقشتها مع محاميه تمس حياته».

رمضان لم يعد كما كان

هناك شيء غامض على حد رأي سيدعلي في «الأهرام» جعل من رمضان هذا العام ليس ككل رمضانات مصر، حتى بهجة المساجد وصلوات التراويح والقيام، وتجمع أهالي الحي بعد العشاء في المساجد لم يعد مثل زمان، وقرآن الفجر والنَّاس تبكي خلف القارئ، وموائد الرحمن في شوارع وأزقة بر مصر، لم تعد كما كانت مثلا في العام الماضي وزحام الحسين والسيدة والمرسي أبو العباس، وطوابير محال الحلويات والكنافة والقطايف. ومنذ البداية فموسم التسول لا يبشر بالخير فلم يعد الكناسون ينتشرون بكثافة فوق الكباري، وفي الإشارات مثل كل الأعوام، وربما ينعكس ذلك على زكوات الفطر وصدقات رمضان بعد الفتاوى العديدة بأن موظفي الدولة يستحقون الزكاة، وفي كل الأحوال هناك حزن مدفون بين الجوانح والبوصلة غائمة والضباب يغشى الرؤية، ولكن الناس في مصر تعودت على التعايش ولم نعد في حاجة إلى خبراء أو إستراتيجيين أو سياسيين، بقدر حاجتنا لعلماء في الاجتماع السياسي وعلم النفس، وخبراء اقتصاد ييسرون ولا يعسرون، كى نفهم ونتحسب لمثل تلك الأيام الجميلة التي تمر بِنَا ولا نشعر بها، لأننا مشغولون بالتفكير وتدبر أشياء أخري. ولا يغرنك المسلسلات الحصرية، ولا الإنتاج الفقير والوجوه الذابلة المرهقة المسنة، التي فشلت كل حيل الماكياج في إخفاء ندوب السنين عليها، ورغم ذلك تصر على ملء شاشات رمضان كعادة سنوية ولا آكلاتشيفات الفضائيات، الذين يخاطبون مصر أخرى غير التي نعيش فيها ولا «سهوكة» الست هيفاء الخادمة التي تثير الجميع في مسلسل الحرباية، ولا الست غادة عبد الرازق المضيفة المسنة، ولا الست سمية الخشاب التي تتلبسها روح زميلتها فيفي عبده في معظم أدوارها، ولا سخف مقالب رامز ولا ثقل ظل خدع هانى رمزي».

جنازة الموظفين

«مؤشرات عديدة تقول إن الحكومة مصرّة على استكمال المشوار الذي بدأته بالتخلص الكامل من الدعم، وتنفيذ ما تطلق عليه برنامجها في الإصلاح الاقتصادي، ذلك البرنامج الذي لم نرَ منه، كما يشير محمود خليل في «الوطن»، حتى الآن سوى مجموعة من القرارات التى تؤدي إلى شفط جيب المواطن ومص دمه، في وقت تقف فيه الحكومة مكتوفة اليدين أمام قراصنة الفساد والاحتكارات، التي تستكمل التهام المواطن، بعد ما تأكل الحكومة ما شاءت منه. لو كانت الحكومة تفكر في أن تكون الزيادة الجديدة في المرتبات عوضاً عن قرارات جديدة ستتخذها برفع الأسعار، فالخير أن تحتفظ بزيادتها لنفسها وتترك المواطن لأقداره، فليس من المنطق أن تعطي الحكومة المواطن 130 جنيهاً، وتستردها منه أضعافاً مضاعفة. ومن المهم التنبه في هذا السياق إلى أن الزيادة سوف تلحق بمرتبات الموظفين، وعددهم لا يزيد على 7 ملايين موظف، أما باقي المصريين، فدخولهم ضامرة منكمشة، بل وتزداد انكماشاً يوماً بعد يوم. نصيحة واجبة للحكومة: «بلاش فتحة الصدر دي مع المواطن». المواطن دخل منذ أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي – تاريخ تعويم الجنيه- مرحلة من الممكن وصفها بالاشتعال الذاتي، جراء الارتفاعات المتوالية في الأسعار، العقل يقول ألا تتخذ الحكومة قرارات تزيد من حالة الاشتعال، فمغبة ذلك ستكون خطيرة كل الخطر، ووقتها لن يغني الحذر عن قدر رسمته الحكومة بأصابعها».

من حقه أن يغضب

«الأوضاع الاقتصادية في غاية الصعوبة.. ولم نخرج بعد من مرحلة عنق الزجاجة، ولا يوجد تحدٍ حقيقي يواجه الحكومة، باستثناء هذه الأزمة وآثارها المتعددة، الكلام السابق لخبير اقتصادي يصفه عماد الدين حسين في «الشروق» بالمرموق: سمعته منه في معرض تعليقه على انفعال الرئيس عبدالفتاح السيسي على أحد نواب محافظة دمياط يوم الثلاثاء قبل الماضى، النائب كان اقترح على الرئيس تأجيل الزيادة المتوقعة في أسعار الوقود، ورفع الحد الأدنى للأجور إلى ثلاثة آلاف جنيه، فرد عليه الرئيس منفعلا بقوله «إنت مين»، ثم طلب من الذين يتحدثون في مثل هذه القضايا أن يكونوا ملمين بها أولا. ويؤكد عماد أن النائب لم يخطئ، وما طرحه يقوله كثيرون في أوساط النخبة، خوفا من انفجارات اجتماعية. أعود إلى كلام الخبير الاقتصادي الذي يرى أن الرئيس معروف بالهدوء الشديد والإنصات، والآن وبعيدا عن «قلش وهري وتهريج رواد السوشيال ميديا على هذه الحادثة»، ينبغي أن نفكر فيها بهدوء، بعيدا عن المكايدة السياسية والتربص. وإذا فعلنا ذلك طبقا للخبير ــ فالمعنى الوحيد لانفعال الرئيس هو حدة الأزمة الاقتصادية التى نعيشها. في تقدير رجل الأعمال الذي التقاه عماد، أن الرئيس أمامه كل الأرقام والبيانات، التي تظهر ضرورة السير في برنامج الإصلاح الاقتصادي من دون إبطاء، وإلا انتكس البرنامج بأكمله وسارت الأمور إلى الأسوأ. رجل أعمال كبير أيضا تصادف أنني تحدثت معه في التوقيت نفسه، فقال لي كلاما مشابها، خلاصته أن الأزمة داخل الهيئات الاقتصادية وصلت لمستوى غير مسبوق، باستثناء هيئة قناة السويس، لدرجة أن بعض البنوك لا تريد إقراض هذه الهيئات، لأن الأخيرة وصلت إلى الحد الأقصى في الاقتراض. يضيف أن معظم ميزانيات هذه الهيئات يتوجه إلى بند الأجور، وجزء معتبر منها يذهب لكبار الإداريين وليس الفنيين. وليس سرا أن هيئات، بل وزارات كثيرة لم تعد قادرة على توفير كامل رواتب موظفيها».

حكومة الأيدي المرتعشة

يولي وجدي زين الدين رئيس التحرير التنفيذي لـ«الوفد» اهتماماً خاصاً بالغلاء وتبعاته: تصريحات المسؤولين في الدولة بشأن الجنون في ارتفاع الأسعار، التي يتحدثون فيها عن ضبط الأسواق مهمة للغاية، في ظل هذه الظروف القاسية التي يعانى منها المواطنون، فهناك ارتفاع رهيب في الأسعار طال كل شيء مقابل رواتب هزيلة لا تكفي بضعة أيام من الشهر.. هذا هو حال معظم المصريين بدون استثناء. الجميع يشكو من الغلاء وقلة ذات اليد.. هل تصريحات كبار المسؤولين عن هذا الغلاء الفاحش حلت المسألة؟ وهل الإجراءات التي تقوم بها الحكومة عالجت الأمر؟ كل يوم ترتفع الأسعار في كل شيء، ويستغل التجار الجشعون حاجة الناس وراحوا يجلدونهم بالزيادات المستمرة ليس كل يوم وإنما كل ساعة. وإذا كانت الدولة تتحدث عن ضبط الأسواق حالياً، فهذا خطوة مهمة كان يجب تفعيلها وتطبيقها قبل قرار تحرير سعر الصرف.. ولا بد أن تكون هناك يد طولى للدولة على الأسواق.. فالسلعة الواحدة تباع بأسعار مختلفة في الأماكن نفسها، فلا ضابط ولا رابط ولا مراقبة فعلية على حركة البيع والشراء، الكل يتصرف كما يحلو له، سواء كانوا تجاراً للجملة أو التجزئة، حتى الباعة الجائلون باتت لهم أسعار. هي فوضى عارمة في الأسواق، ولا أحد من المواطنين يجرؤ على الإطلاق أن يعترض على ارتفاع سعر سلعة، لأنه سيجد ردوداً لا تسره. الأسواق تحتاج من زمن إلى رقابة حقيقية، وليس الآن فقط. كما أن وزارة التموين منوط بها حماية الناس من هذا الجشع الذي يمارسه التجار».

عملة واحدة

«الإرهاب والفساد وجهان لعملة واحدة.. فكل طرف وفقاً لمجدي حلمي مدير تحرير «الوفد» يستفيد من الآخر، فالفاسدون يستفيدون من الإرهاب للالتفاف على مفاصل الدولة، ويحكمون السيطرة عليها.. والإرهابيون يرون في الفساد مبرراً لتصرفاتهم وجرائمهم، الفاسدون يصعدون في ظل الإرهاب إلى أعلى المناصب في الدولة ويتحكمون في كل مقاليدها، مستغلين الإجراءات الاستثنائية التي تتخذ لمكافحة الإرهاب.. والإرهابيون يواصلون أعمالهم تحت سمع وبصر الفاسدين، بل ويتلقون تمويلاً منهم، سواء مباشرا أو غير مباشر. فنحن مررنا بتجارب كثيرة تحالف فيها لوبى الفساد مع عصابات الإرهاب، وشهدنا كيف استغلت الحكومات الحوادث الإرهابية لتقييد الحريات العامة للمواطنين بالاعتداء على الدستور والقانون وفرض قوانين وقرارات استثنائية، لم تواجه الإرهاب بقدر ما قيدت عمل الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدنى، من جمعيات ونقابات وهيئات وأغلقت المجال العام. فلوبي الفساد يريد أن يعمل بدون رقيب أو حسيب، ويمارس عمله في نهب الثروات تحت مسميات جذابة، وتحت معادلة الأمن مقابل الحرية، وهي المعادلة التي عادت مرة أخرى للظهور، رغم أنها فشلت في العالم كله وتحت شعار التنمية، وهو شعار حق حوله لوب الفساد إلى باطل، ويحمل الفاسدون المواطنين سداد فاتورة ما يدعون أنه حرب على الإرهاب».

رئيس المجلس الأعلى للإعلام يرسم حدوده ويستكمل إعادته إلى كنف السلطة ومصر عدو للإنترنت

حسام عبد البصير

جدل حول معسكر تدريب أطفال على السلاح في النجف

Posted: 01 Jun 2017 02:25 PM PDT

النجف ـ «القدس العربي»: أثارت صور معسكراً لتدريب الأطفال في مدينة النجف يديره المجلس الإسلامي الأعلى الذي يقوده عمار الحكيم، جدلاً واسعاً في العراق.
واعتبرت عضو لجنة المرأة والاسرة والطفولة في مجلس النواب ريزان شيخ دلير، تدخل الاحزاب في وضع الطفولة في العراق بأنه «غير مبرر وزاده (سوءاً ويأساً) خلال السنوات الاخيرة».
وقالت شيخ دلير في في بيان إن «بعض الاحزاب تحاول تدريب الاطفال على السلاح الخفيف والمتوسط والتباهي بذلك امام الجميع وتبرير ذلك بتهيئتهم لـ (الجهاد الكفائي)، بدلا من ادخالهم في دورات للرسم او السباحة او الموسيقى لتنمية مواهبهم».
واشارت النائبة إلى أن «الاعتراض ليست على دعوى المرجعية للدفاع عن «الارض والعرض» وانما هناك تحفظ على ادخال الاطفال في مثل هذه الدورات والتي يمكن ان تنعكس سلبا على المجتمع بـ»عسكرته».
وأضافت «اننا نرى تلك الاحزاب في جانب آخر تحاول تشريع قانون لـ (زواج القاصرات) وسط معارضة شديدة من المجتمع، اذ لا يمكن لفتاة أن تتزوج وهي بعمر التاسعة وهي لا تفقه شيئاً من معاني تكوين الاسرة وتحمل مسؤوليتها مما يؤدي إلى زيادة حالات الطلاق اكثر مما موجود في الوقت الحالي»، مؤكدةً ان «الطفولة بدأت تفقد براءتها بمثل هذه الاجراءات».
وتابعت: «عقب عمليات استعادة المدن من سيطرة التنظيم، فان الكثير من الاطفال يعتقلون في السجون بتهمة الإرهاب وتعاونهم مع التنظيم دون مراعاة اجبارهم على هذه الاعمال المنافية للاعلان العالمي لحقوق الانسان، وان الحكومة والبرلمان تقف مكتوفة امام تشريع قانون لحماية الطفل منذ ثلاث سنوات وجعله في آخر اهتماماتهما».
وأكدت على «ضرورة اهتمام المرجعية والجهات المسؤولة وخطباء الجمعة بواقع الطفل في العراق وتنمية قدراتهم للاعتماد عليهم لبناء البلد وتنميته في المستقبل».
في المقابل، قال إمام جمعة النجف، صدر الدين القبانجي، إن «المجلس الاعلى حريص على يكون التواجد العسكري التابع له تحت نظر الدولة طبقا لتوجيهات المرجعية الدينية، مبينا في الوقت ذاته أن جميع الحراك العسكري الجهادي والتدريبي للمجلس مجاز من قبل الدولة. «
واضاف القبانجي في بيان أن «الدورات التي تقام في النجف هي على ارض الواقع فعاليات بدنية رياضية دفاعية وليست تدريبات عسكرية مسلحة، وان هذا المشروع لم يكن جديدا بل هذه هي السنه الرابعة التي يعلن فيها المجلس الاعلى في النجف عن هذه المبادرة».
واوضح ان «نظرية المجلس الاعلى كما هي دعوة المرجعية الدينية ان تكون كل التواجد العسكري والفعاليات العسكرية تحت نظر الدولة وقيادتها وهو ما تم الالتزام به عمليا من قبل السرايا التابعة للمجلس، وأن جميع مشاريع التدريب تخضع مباشرة لمراقبة الدولة وبحضور مراقبيها».
وتابع أن «لغة الاعلان عن اقامة الدورات اوحت للكثير، ان الاشبال يتدربون على حمل السلاح انما الاصح هو ان الاعلان اشار لاقامة دورات بشكل عام، وهي على ارض الواقع فعاليات بدنية رياضية دفاعية»، معربا عن «عدم اعتقاده بوجود قانون يمنع الاشبال من التدريب البدني على الفعاليات الدفاعية غير المسلحة».
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي الاسبوع الماضي، صورا لاعلان ترويجي في مدينة النجف بشأن اقامة دورات تدريبية لتعليم الاطفال دون سن الـ 18 على استخدام السلاح.

جدل حول معسكر تدريب أطفال على السلاح في النجف

وجبة «انفتاح» ومصارحات بتوقيع رئيس الأركان: الجيش الأردني «لن يتواجد» داخل الأراضي السورية والخطر في المدى المنظور هو حصرياً «الإرهاب»

Posted: 01 Jun 2017 02:25 PM PDT

عمان ـ «القدس العربي»: ثلاث مسائل في غاية الأهمية يمكن رصدها في الحديث الأخير والصريح لرئيس هيئة الأركان الأردني الجنرال محمود فريحات مع نخبة من المتقاعدين العسكريين على هامش مأدبة إفطار أقيمت بـ «توجيهات ملكية».
المسألة الأولى التأكيد مجدداً على أن القوات المسلحة الأردنية لن تتواجد داخل الأراضي السورية ولن تدخلها مع الإشارة إلى أن كل ما يقال في السياق عبارة عن تكهنات إعلامية.
الثانية مسألة تشرح ببساطة عناوين خطة إعادة الهيكلة التي أمر بها الملك عبدالله الثاني الجنرال فريحات علناً عندما كلفه برئاسة الأركان قبل أشهر وبعبارة موجزة حيث قال الأخير لضيوفه من المتقاعدين العسكريين أن «إعادة الهيكلة هي تصحيح لما هو موجود بما يتناسب مع الأوضاع الراهنة باعتبار أن التهديدات على المدى المنظور إرهابية».
أما المسألة الثالثة فقد تولاها المسؤول عن الاستخبارات العسكرية وهو يشرح لضيوف رئيس الأركان من المتقاعدين العسكر إيجازاً عن الأوضاع في المنطقة وآخر التطورات على المناطق الحدودية وتحديداً على الجبهتين الشرقية والشمالية.
في التفاصيل بدا المشهد جديداً تماماً وسياسياً بامتياز هذه المرة فلأول مرة يتم الإعلان عن لقاء مبرمج وموجه ومفصل بهذا المعنى مع قطاع المتقاعدين العسكريين على هامش مأدبة إفطار تكريمية لهم وبأمر ملكي وستعقبها مأدبتان كما فهم الرأي العام من الإفصاحات الإعلامية الأولى في الشمال والثانية في الجنوب.
يعني ذلك ببساطة أن مؤسسة الجيش تنفتح اليوم على رفاق السلاح القدامى ولا تترك الأمر لاجتهادات الشارع او الإعلام بل تلتقيهم وتجيب على تساؤلاتهم باعتبارهم جزءاً من المنظومة والدولة بكل حال، الأمر الذي لم يحصل سابقاً.
يمكن القول هنا إن فكرة الفريحات تبدو فعالة وإيجابية جداً بدلاً من ترك جمهور المتقاعدين هدفاً للروايات الأخرى وتحولهم لقوة ضغط سياسي وأحياناً شعبي في المجتمع خصوصاً بعدما تشكلت جماعات عدة تدعي وتزعم انها تمثل المتقاعدين العسكريين وتزاحم بعضها أحياناً في سياق المناكفة السياسية وتصدر بيانات تتأثر بروايات غير نظامية. الأسلوب الجديد سيساهم في تخليص أجهزة الدولة من «الصداع» الناتج عن حراك المتقاعدين العسكريين.
بمعنى آخر تخاطب مؤسسة القوات المسلحة اليوم متقاعديها مباشرة وتشرح لهم خططها ومشاريعها بكل شفافية وتقدم لهم روايات مباشرة من رأس النبع حول مشاريع محددة مثل أهداف خطط إعادة الهيكلة والفلسفة القتالية الجديدة القائمة على مواجهة تحديات الإرهاب.
الجديد سياسياً في السياق ان المؤسسة المرجعية تقر علناً وأمام الرأي العام وليس المتقاعدين فقط وعلى لسان الجنرال فريحات بأن الأولويات القتالية العسكرية تغيرت والخطط الحالية على اساس مواجهة «الإرهاب»، وهذا برأي خبراء إقرار نادر بان الأردن في مواجهة اشتباكية مع الإرهاب العابر دوماً للحدود وتحديداً من العراق وسوريا مما تطلب شروحات باسم إدارة الاستخبارات العسكرية.
عملياً ايضاً كانت تلك من المرات النادرة التي يتم فيها الإفصاح ببيان رسمي عن شرح ميدانية ذات طابع استخباري وتقييمات عسكرية ذات طابع سياسي تقدم بصورة علنية لمتقاعدين يفترض انهم اليوم مدنيون وخارج الوظيفة مما يؤشر على ان تقدير غرفة القرار اليوم يقضي بالمزيد من الانفتاح والإفصاح عبر المجتمع بمختلف وحداته الناشطة تمهيداً لأي تحولات يمكن ان تحصل لاحقاً بالمستوى الإقليمي. هنا تقدم للناس «رواية» مستقلة ووطنية ومهنية ضمن استراتيجية فعالة ومنتجة يوصي بها الجنرال الفريحات.
وهي رواية تصلح للرد على تلك البيانات التحذيرية السياسية التي صدرت عن نشطاء ومجموعات ووقع على بعضها متقاعدون عسكريون تحت عنوان التحذير من «أي مغامرة عسكرية» في سوريا للقوات المسلحة التي تؤكد اليوم عدم وجود اساس لمثل هذه الأقاويل بالتوازي مع الإشارة للاحتياطات التي تتخذ تحت عنوان إعادة الهيكلة وفقاً لمتطلبات الواجب الجديد وهو حماية البلد من العصابات الإرهابية التي تتربص خصوصاً عبر الحدود مع العراق وسوريا.
عبارة «التهديدات المنظورة إرهابية» لها ايضاً ما يبررها في ظل مخاوف الأردن من فوضى الأجندات التي يشهدها الشريط الحدودي مع سوريا وفي ظل سيناريوهات محاولات إقتراب تنظيمات داعش للبحث عن موطئ قدم لها في الأرض الأردنية في حال تعرضها للضغط الشديد في تدمر ودير الزور والبادية السورية الوسطى وبالقرب من كثبان الركبان الصحراوية القريبة من بادية الأردن الشمالية.
مثل هذه الإفصاحات في سياق انفتاح المؤسسة العسكرية على المجتمع تحصل لسبب وضمن تقدير «سيادي» أردني لا يستهان بتقييماته خصوصاً وان التقارير الميدانية لا زالت تتوقع نشاطاً عسكرياً فوضوياً في الجبهة السورية الجنوبية.

وجبة «انفتاح» ومصارحات بتوقيع رئيس الأركان: الجيش الأردني «لن يتواجد» داخل الأراضي السورية والخطر في المدى المنظور هو حصرياً «الإرهاب»
حوارات بنكهة «استخباراتية» مع المتقاعدين العسكريين طالت ما يجري في العراق وسوريا
بسام البدارين

العثماني يخرج عن صمته بعد توجيه الاتهامات له: الحكومة تتفاعل إيجاباً مع مطالب المغاربة في كل المناطق

Posted: 01 Jun 2017 02:24 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»:ازدادت التساؤلات حول غياب رئيس الحكومة المغربية عن المشهد السياسي في وقت تتصاعد فيه المواجهة بين الدولة وحراك الريف، وبدت الحكومة ورئيسها الدكتور سعد الدين العثماني واحزاب الاغلبية المكونة لها في بلد اخر، غير معنيين، على الاقل حسب ما يظهر في المشهد، بما يجري، رغم ان صدى الحراك لم يقتصر على مدن الريف المغربي وبقية المدن المغربية، اذ اضافة لاهتمام لوسائل الاعلام الاوروبية، خاصة الاسبانية والفرنسية بالحراك وتطوراته، تشهد عدداً من العواصم والمدن الاوروبية نشاطات تضامنية مع الحراك ونشطائه الذين يقبعون الآن في السجون.
ويتأكد غياب الحكومة ورئيسها في كلمة الدكتور العثماني في افتتاح اجتماع للحكومة صباح امس الخميس، وغياب احزابها في البلاغ الذي اصدرته الاربعاء، في الوقت الذي كانت فيه شوارع عدد من المدن المغربية تعيش على ايقاع الحراك والتضامن معه وبروز نشطاء يقودون الحراك في المسار نفسه الذي سار الحراك عليه منذ اندلاعه احتجاجاً على طحن بائع السمك محسن فكري في شاحنة جمع النفايات نهاية تشرين الاول/ اكتوبر الماضي.
وأكد رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني، بعد غياب طويل، أن قضية الحسيمة «حاضرة عند الحكومة، وعدد من مناطق المغرب» وأن «الحكومة تتبع الملف التنموي للمنطقة» وحث العثماني الوزراء المكلفين بعين المكان بتتبع المشاريع بفعالية، «لأننا نريد الاستجابة لهذه المطالب لكن بطريقة معقولة وسريعة على حسب القدرة والإمكانات».
وأضاف أن الحكومة تتفاعل بشكل «إيجابي مع مطالب المغرب في كل المناطق» مشدداً على «ضرورة حماية الممتلكات العامة والخاصة والأمن والعامة، لتعزيز الاستقرار والأمن الذي سيستفيد منه الجميع».
وأكد أنه «عقد لقاء مع وزير العدل ووزير الداخلية، حيث أكدوا من خلاله أنه في أي عملية يجب أن يكون هناك احترام لحقوق الإنسان واحترام حقوق المتهمين والمساطر كما هو منصوص عليها قانونيا». وكلمة العثماني، التي لم تقل شيئاً ولم تجب على التساؤلات المطروحة وتعويمه قضية الحراك بربط المطالب بمطالب بقية المناطق المغربية، تصعد الهجوم عليه بعد ان اتهم القيادي بحزب الأصالة والمعاصرة، الحزب المثير للجدل والمتهم بأنه صنيعة الادارة، في جلسة برلمانية الدكتور العثماني بأنه «ينهج سياسة عقاب جماعي في حق ساكنة الريف لأنهم صوتوا على حزب الاصالة» «يا إما يصوتوا عليك المغاربة أو تعاقبهم».
وأضاف عزيز بنعزوز أن «المزايدة بهذا الشكل لن تصل بنا إلى أي حل، واضطررت لقول هذا الكلام لأن رئيس الحكومة مابغاش احشم» وقال إن «المدخل الحقيقي لمعالجة المشاكل التي تعاني منها مناطق الريف هي استقالة أحزاب الأغلبية الذين صرحوا أمام العالم بأن ساكنة الريف انفصاليون وأن هناك جهات خارجية تقوم بتمويلهم».

استهجان الناشطين

ويبدي الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي استهجانهم لعدم اكتراث العثماني بما يحصل في الحسيمة، خاصة أن عديداً من المدن خرجت منذ أيام للتظاهر تضامناً مع المعتقلين وبعضها تعرض للقمع من طرف الأمن «أيها الإخوة ، أين سعد الدين العثماني؟ لا نسمع له صوتاً» واضاف «أليس هو الرجل الثاني في الدولة أم أنه مجرد صورة وديكور لا إرادة ولا سلطة له فيما يعرفه المغرب من احتجاجات؟»، وكتب هشام لحرش «طرح أسئلة من قبيل أين العثماني؟ أين إلياس العماري؟ أين البرلمان ؟ أين فلان أين علان؟ من طرف العديد من رواد الفضاء الأزرق؛ هو مؤشر خطير على مرحلة سياسية تمر بها البلاد» التي تمر بمرحلة «عنوانها ضعف مؤسسات الوساطة؛ وهي المؤسسات التي توجد الأحزاب السياسية في القلب منها». وقال عماد كازوت «ما أشبه اليوم بالأمس.. ما أشبه انتفاضة الريف 1958 بـ2017 .. الفرق هو استقالة حكومة بلافريج احتجاجاً على قمع انتفاضة 1958.. وحكومة العثماني تتفرج على ما يقع بالريف من اعتقالات عشوائية.. أين القرار السياسي؟ واش فعلاً عندنا حكومة؟؟»
واكدت أحزاب الأغلبية الحكومية، مجدداً، عدم مصداقيتها في بلاغ جديد اصدرته اول امس الاربعاء تقول فيه بالحق في الاحتجاج تعبيراً عن المطالب الاجتماعية المشروعة وفق المقتضيات القانونية الجاري بها العمل، داعية الحكومة إلى مزيد من التفاعل الإيجابي مع المطالب المشروعة لساكنة إقليم الحسيمة وغيرها من مناطق المملكة.
وجددت أحزاب الأغلبية الحكومية (العدالة التنمية، والتجمع الوطني للأحرار، والحركة الشعبية، والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والاتحاد الدستوري والتقدم والاشتراكية)، في بلاغ لها أصدرته عقب اجتماع لهيئة رئاستها انعقد، اول أمس الأربعاء، بحضور وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان ووزير العدل، التأكيد على الحق في الاحتجاج تعبيراً عن المطالب الاجتماعية المشروعة وفق المقتضيات القانونية الجاري بها العمل، مذكرة أنه من واجب الجميع صيانة ممارسة هذا الحق من أي إخلال أو شطط، والعمل على تعزيز نهج الحوار واحتضان تطلعات المواطنين والمواطنات في الحرية والكرامة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
وأضاف البلاغ أن أحزاب الأغلبية دعت الحكومة إلى «مزيد من التفاعل الإيجابي مع المطالب المشروعة لساكنة إقليم الحسيمة وغيرها من مناطق المملكة»، مجددة «دعوتها الصادرة في بلاغها بتاريخ 14 ايار/ مايو الماضي إلى تسريع وتيرة إنجاز الأوراش والمشاريع التنموية المبرمجة والتعامل بحزم في تفعيلها» دون ان تعتذر عن اتهاماتها للحراك بالانفصالي ولنشطائه بالارتباط بجهات خارجية لتنفيذ مؤامرة على استقرار البلاد ومواصلة صحفها بالتلميح لهذا وذلك بعد اجتماعها عند وزير الداخلية.
ودعت احزاب الاغلبية الحكومة إلى «انتهاج سياسة تواصلية فعالة تجاه المواطنين والمواطنات والرأي العام الوطني بشأن المعطيات المتعلقة بالموضوع، وذلك بالخصوص عبر مختلف قنوات الإعلام والتواصل» مؤكدة «بلادنا أكثر من أي وقت مضى إلى تعزيز الدور الإيجابي للأحزاب السياسية، إلى جانب النقابات والمجتمع المدني ووسائل الإعلام، بوصفها آليات مؤسساتية للوساطة بين الدولة والمجتمع» ادراكاً منها بالتهميش الذي اصابها وافقادها مصداقيتها، كأغلبية حكومية وكحكومة مما صعد الدعوات لتدخل العاهل المغربي الملك محمد السادس لتلبية مطالب الحراك باطلاق سراح المعتقلين وتنمية المنطقة.

دعوة الملك للتدخل

ودعا مرصد الشمال لحقوق الإنسان، الملك محمد السادس، للتدخل قصد إطلاق سراح جميع معتقلي حراك الريف وضمان حقوق وحريات المواطنين، مستنكراً «فشل الحكومة في تدبير ملف الاحتجاجات المشروعة لساكنة الحسيمة». وقال الناشط احمد عصيد ان الارتباك هو الطابع العام لما يحدث حالياً ومنشأه أن السلطة تعودت على التعامل مع أوضاع محددة بأسلوبها القديم نفسه: التجاهل ثم الإنكار ثم الاتهام والتهجم ثم محاولة المساومة ثم العصا الغليظة ثم أخيراً البحث عمن يطفئ النيران. واضاف ان أحزاب الحكومة ارتكبت بدورها خطأ بالغاً عندما سمحت لنفسها بأن تتحول إلى مجرد أداة طيّعة في يد السلطة، في الوقت الذي كان ينبغي أن تكون لها كلمتها ومسؤوليتها في تدبير وضعية متأزمة، وقد زاد سلوكها من تدني مصداقيتها في أعين الناس، خاصة بعد أن انقلبت مع انقلاب تكتيك السلطة، وبدأت تبحث عن مخرج للخروج من الضائقة.
وقال ان «هذا الوضع المتورم يجعلنا أمام المشهد التالي: تصادم مباشر غير مأمون العواقب بين السلطة والشارع في غياب الأحزاب والمنظمات المدنية والنخب التي تزخر بها البلاد، محلياً ووطنياً، مع تعالي دعوات إلى تدخل الملك لحل الأزمة في حين ان «المطلوب حالياً ليس تدخل الملك، بل قيام كل طرف بواجبه في الوقت المناسب، فالبرلمان والحكومة وأحزاب المعارضة والمجتمع المدني الحقوقي والثقافي والشخصيات والفعاليات المؤثرة سواء محلياً أو وطنياً، ملزمون جميعا بلعب دور محوري في إيجاد المخارج الضرورية من الوضع الحالي، وأن تخرج من صمتها وسلبيتها، وألا تكتفي بتدبيج البيانات، وأن تتحرك في مبادرات متوازية، لكي يثمر حراك الريف النتائج المأمولة لصالح السكان البسطاء».
وقال حسن بناجح، عضو الدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، إن رئيس الحكومة سعد الدين العثماني بغيابه التام، في ظل التطورات التي تعرفها البلاد، «لا يمارس التضليل عن حقيقة أنه مجرد رئيس حكومة لا تحكم».
وأضاف في تدوينة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن العثماني أكد بغيابه، أن دوره «لا يتجاوز تنفيذ تعليمات الملك والمستشارين ووزير الداخلية، فلا مشكل في غيابه، بل إن المشكل سيكون لو أنه استمر في لعب دور مزدوج بين حقيقة الواقع وبين تسويق خطاب وهمي يمنع من كشف حقيقة الاستبداد أمام الشعب» وقال إن كل هذا لا يعفيه من المسؤولية عما يجري «ولو من باب الشريك للفاعل الأصلي، شراكة التوقيع والتسويغ والتبرير والتنفيذ والتستر على الجرم على الأقل».
في هذا الوقت لا زالت شوارع المدن المغربية تشهد بعد صلاة التراويح مسيرات ووقفات احتجاجية يمر بعضها بسلام وبعضها الاخر يتعرض للتعنيف ودعا نشطاء إلى مسيرة وطنية مركزية بالرباط، يوم الأحد 11 حزيران/ يونيو الجاري، تحت شعار « وطن واحد شعب واحد ضد الحكرة» وذلك «في سياق الغليان الذي يعرفه المغرب والاحتجاجات التي عمت عددا من المناطق والمدن المغربية، جراء الأحداث الأخيرة التي عرفها حراك الريف من اعتقالات واسعة شملت أهم قادة ونشطاء الحراك، واستعمال للقوة في تفريق مجموعة من التظاهرات التي خرجت للتضامن والتنديد بما يقع في المنطقة».
وسيرفع المحتجون في هذه المسيرة التي لم يعلن عن الجهة الداعية شعارات جاءت على الملصق الدعائي للتظاهرة «أطلقوا سراح المعتقلين، تعليم، ديمقراطية، جامعة، مستشفى، شغل، سكن..»
وخرج الاربعاء آلاف من ساكنة مدينة الحسيمة إلى الشوراع، بعد صلاة التراويح، للاحتجاج والمطالبة بإطلاق سراح جميع المعتقلين وتحقيق الملف الحقوقي، الذي خرجوا من أجله منذ أكثر من 7 أشهر رافعين شعارات تطالب الدولة والسلطات بإطلاق سراح ناصر الزفزافي، قائد الحراك الشعبي بالريف، وجميع المعتقلين الريفيين، منددين بالاعتقالات والاختطافات التي تستهدف الحراك الشعبي بالريف. وردّد المحتجون في مسيرة هي الأقوى منذ اعتقال زعيم الحراك الريفي، شعارات من قبيل «»هي كلمة واحدة.. هذه الدولة فاسدة»، و»الشعب يريد السراح للمعتقل»، و»الشعب يريد إسقاط الفساد».
وقالت نوال بنعيسى، التي يبدو أنها القائدة والرمز الجديد للحراك بعد اعتقال ناصر الزفزافي «الريف مطحون في الصحة والتعليم، خرجنا للشارع لنطالب الدولة ببناء جامعة ومستشفى وهي مطالب عادلة ومشروعة»، وقالت «سنكون كما بدأنا منذ 7 أشهر، سلميين إلى حين تحقيق حقوقنا وملفنا المطلبي». وأضافت الناشطة الحقوقية أن «الريف يعاني.. وبماذا تقابلنا هذه الدولة بمزيد من القمع والاختطافات»، مشيرة إلى أنهم «سيستمرون في شوارع الريف صامدون بسلميتنا إلى حين تحقيق مطالبنا، وإلى حين إطلاق سراح جميع المعتقلين».
ولفتت الناشطة ذاتها إلى أن «النشطاء سلميون خرجوا إلى الشارع للمطالبة بالحرية لكل المعتقلين، مؤكدة «نحن صامدون لأننا خرجنا من أجل حقوق كونية، ونطالب بأبسط الحقوق» داعية كل المواطنين الريفيين إلى المشاركة المكثفة في إضراب «الكرامة» الذي سيدخل مرحلة السريان اليوم الجمعة ضد القمع والاختطاف الذي تمارسه الدولة ضد النشطاء».
وجاءت الدعوة لاضراب الايام ال3 على لسان نبيل أحمجيق، أحد قادة حراك الريف، حيث دعا التجار وعموم المواطنين إلى إغلاق محلاتهم التجارية وخوض إضراب عام لمدة ثلاثة أيام بداية ردا على حملة الاعتقالات التي طالت قادة حراك الريف وأعلن أحمجيق، في فيديو بثّه مساء اول امس الاربعاء أن التجار قرروا غلق محلاتهم التجارية وخوض إضراب عام لمدة ثلاثة أيام».
وطالب أحمجيق المواطنين في الحسيمة باقتناء مستلزماتهم الغذائية غداً تحسباً لغلق المحلات التجارية لمدة ثلاثة أيام، داعياً في هذا الصدد إلى مزيد من الصمود والاستمرار في الاحتجاج السلمي حتى إطلاق سراح جميع المعتقلين».

معركة إغلاق المحلات

ويؤكد نشطاء في الحراك في دعواتهم على ضرورة التحلي بالسلمية في كل الأشكال الاحتجاجية التي قرروا تنظيمها بما فيها الإضراب العام لثلاثة أيام الا ان السلطات المحلية بالحسيمة قالت إنها لاحظت تهديدات يوجهها نشطاء لاصحاب المحلات التجارية لدفعهم لإغلاق محلاتهم.
وقالت السلطات رسمياً إنه سيتم التوقيف الفوري لكل من أقدم على تهديد أصحاب المحلات التجارية لدفعهم إلى إغلاق محلاتهم وذلك بعد أن تمت، اليوم (امس) الخميس، معاينة مجموعة من الأشخاص تقوم بجولات على المحلات التجارية وتهديد أصحابها لدفعهم إلى إغلاق محلاتهم.
وأوضحت أنه نظراً لما تمثله هذه التصرفات من خرق للقانون، فإنه سيتم التوقيف الفوري لكل من يقدم على هذه الأفعال والبحث معه تحت إشراف النيابة العامة المختصة.

مقاطعة صلاة الجمعة

ودعا عدد من سكان المنطقة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى مقاطعة صلاة الجمعة في مساجد الحسيمة باعتبارها من الأشكال الاحتجاجية، في رد على خطبة الجمعة الأخيرة التي أثارت احتجاج نشطاء الحراك؛ بمن فيهم ناصر الزفزافي، الذي تدخل وقاطع خطيب مسجد محمد الخامس بحي ديور الملك، ما دفع بالقوات العمومية إلى محاصرة منزله ومحاولة اعتقاله، قبل أن يصدر في حقه أمر قضائي باعتقاله بتهمة «ارتكاب جريمة عرقلة وتعطيل حرية العبادات».
وكتب المرتضى إعمراشا، أحد نشطاء الحسيمة «مقاطعة خطب الجمعة المخزنية واجب نضالي، هذه الدولة المستبدة تستغل الدين لتنفيذ مصالحها..، الدين هو دين الكرامة والحرية والعدالة، أما دين هذا النظام فمفصل على أهوائهم الاستبدادية»، مطالبا في الوقت ذاته بما وصفه بـ»الحرية للمعتقلين السياسيين».
من جهة أخرى استدعت الشرطة للتحقيق زعيمة حراك الريف، نوال بنعيسى، التي قدمت نفسها، صباح الخميس، إلى ولاية الأمن بالحسيمة، بعد علمها بأن الأمن يبحث عنها. غير أنها فوجئت بمصالح ولاية أمن الحسيمة تخلي سبيلها بدعوى أنها ليست موضوع مذكرة بحث أو اعتقال.
ونشرت نوال (متزوجة وأم لأربعة أبناء) شريط فيديو صباح امس تعلن فيه قرارها تسليم نفسها، بعدما داهمت قوات الأمن منزل والديها، بحثاً عنها، مؤكدة أنا ستسارع لتسليم نفسها حتى لا يكرر الأمن المشهد نفسه في بيت الزوجية ويتسببان في هلع وترويع لأبنائها.
وقالت نوال في كلمتها بالريفية والعربية: «لن أخاف.. سأسلم نفسي.. الريف إما أن يكون أو لا يكون»، مضيفة: «أقسم بالله بأنه شرف لي أن أعتقل وأن أموت من أجل كلمة حق».
وقادت نوال، وهي من أبرز الوجوه النسائية في حراك الريف، وأم لأربعة أطفال، مسيرة سيدي العابد، وألقت كلمة في ختام المسيرة دعت فيها المحتجين إلى «مواصلة الحراك والالتزام بالسلمية، وعدم الاستلام إلى حين تحقيق المطالب المشروعة وإطلاق سراح المعتقلين».

احتجاجات سلمية

وكتبت وقبل موعد مسيرة سيدي العابد، على حسابها على الفيسبوك: «سأقول لكم إن كل من سولت له نفسه أن يحمل حجراً أو أي شيء يريد به عنفاً ضد القوات، فليس منا وسنعتبره خائناً لنا، حكموا عقولكم فنحن لا نريد أذية أحد مهما حدث، فأفراد القوات يبقون إخواننا يفصلهم عنا اللباس والمهام فقط، إنهم أبناء الشعب أيضاً ومطحونون مثلنا أيضًا، العيب ليس فيهم العيب في من يسير خططاً دنيئة لجرنا للعنف وارتكاب مجازر في الريف الأعزل».
وأضافت: «من التزم بالسلمية فمرحباً به بيننا، ومن تهور فسيكون خائناً لنا وللريف، نحن خرجنا من أجل حقوق بسيطة والاحتجاج السلمي حق مشروع». وقالت بن عيسى، التي وصفت بـ»خليفة الزفزافي» في تدوينة أخرى: «أتعلمون من خليفة ناصر.. إنها الجماهير الشعبية السلمية وليس شخصاً واحداً».

المسيرة المليونية

وانتشرت على موقع الفيسبوك والواتساب دعوات باسم وزارة الداخلية تطلب من المواطنين البقاء في بيوتهم في 20 تموز/ يوليو القادم، وهو موعد المسيرة المليونية التي دعا لها الحراك «لأن تنظيماً إرهابياً وجه دعوة للتظاهر بهدف تنفيذ مذبحة جماعية».
ونفت وزارة الداخلية المغربية في بلاغ ما نُسب إليها من إخبار «يشتمل على أخبار مشوبة بالتضليل، وذلك عبر تطبيقات التراسل الفوري على الهاتف المحمول (واتساب)، ومواقع التواصل الاجتماعي».
وأكدت الوزارة في بلاغ ارسل لـ«القدس العربي» أن «تفاعلها مع مختلف القضايا العامة المرتبطة بمجال اختصاصها يتم من خلال إصدار بلاغات عبر القنوات الرسمية المخصصة لذلك، وليس عبر شبكات التواصل الاجتماعي ولا تطبيقات التراسل الفوري».
وحثّ بلاغ الداخلية المواطنين على «ضرورة توخي الحذر أمام ترويج أخبار منسوبة لجهات رسمية بواسطة تقنيات التواصل الحديثة». وسمحت السلطات لهيئة دفاع ناصر الزفزافي ورفاقه بزيارتهم وقال المحامي أنور البلوقي، إنه قام رفقة زميله منسق هيئة الدفاع رشيد بلاعلي، بزيارة للمعتقلين على خلفية أحداث الحسيمة الذين تم نقلهم إلى مقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء وعلى رأسهم قائد حراك الريف ناصر الزفزافي وأكد البلوقي «أن أوضاع المعتقلين الذين قاموا بزيارتهم لحد الآن لا تطمئن، مشيراً إلى أن هناك مفاجآت عدة سيتم الكشف عنها في ندوة صحافية، سيعلن عن موعدها ومكانها في وقت لاحق» وأوضح البلوقي أن «الزيارة مازالت مستمرة منذ مساء الأربعاء للوقوف على الوضعية الصحية للمعتقلين وتفقد أوضاعهم داخل مكان الاعتقال».
وتواصل جهات «مختلفة ومجهولة» شيطنة الريف وحراكهم من خلال تقارير وصور من بينها صور شخصية لناصر الزفزافي قالت والدته إن الصور المسربة عن حياة إبنها الخاصة والتي تتداولها العديد من وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي كانت موجودة في ذاكرة «يو إس بي» صادرته عناصر الأمن عندما اقتحمت بيت أسرته لاعتقاله.

والدة الزفزافي

وروت أم الزفزافي أن ابنها سبق له أن سلمها تلك الذاكرة وطلب منها أن تحتفظ بها قائلاً لها «إن فيه كل ما يتعلق بحياتي الخاصة»، وأضافت أنها هي من وضعت «يو إس بي» تحت فراشه.
وتواصل وسائل اعلاميه عملية الشيطنة وترسيخ الاتهامات الموجهة للناشطين عبر نشر تسريبات عن التحقيقات التي يجب ان تكون سرية وقال موقع 360 انه ينتظر أن يجري تمديد الحراسة النظرية لناصر الزفزافي 96 ساعة إضافية، «بسبب متطلبات البحث وضرورة استكمال جوانب غامضة من العلاقات المتشابکة لزعیم الاحتجاج وشرکائه المقربین، سیما تحديد التمويلات الأجنبية وطبيعة دافعيها، وشروطهم المتجلية أساساً في القيام بأنشطة دعائية من شأنها المساس بوحدة المملكة».
واوردت يومية الصباح أن مسلسل الاعتقالات يتواصل بالحسيمة، بناء على الأبحاث الجارية بالبيضاء وهمت أسماء وردت في تصریحات الموقوفين واعترافاتهم، إن جرى أمس إيقاف شخصين أحدهما أستاذ وان المحققين أحرجوا المتهم بمجموعة من الأدلة التي حجزت أثناء مداهمة منزله، وبالضبط الغرفة التي خصصها مختبر لتوجيه مختلف الأشرطة والرسائل التحريضية إذ عثروا على مبلغ مالي كبير بالعملة الأجنبية، ما فتح تساؤلات المحققين حول مصدره والأغراض التي كان سيخصص لها وانه يوجد من بين شركاء الزفزافي، الذين يجري التحقيق معهم بمقر الفرقة الوطنية، احد تجار الكوكايين، تبين أنه نفسه الذي كان وراء حادث وفاة شخص بعد فراره في حاجز امني، إذ انه مزوده بالكوكایین وكان رفقته ساعة الفرار من رجال الأمن .
وقال محمد زيان، المحامي وعضو هيئة الدفاع عن معتقلي «حراك الريف»، إن المحكمة أحالت المعتقلين على طبيب المستشفى بالحسيمة لإجراء خبرة طبية خصوصاً أن هيئة الدفاع عاينت آثار التعذيب على أجسامهم، منهم حالة شخص لا يستطيع الوقوف على رجليه وآخر مصاب بمرض فقر الدم.
وأكد أن النيابة العامة قررت متابعة الذين مارسوا التعذيب على المعتقلين، «لكن أين الشهود وأين هوية الفاعلين بحيث يكفي أن تمر 6 أشهر سيتم حفظ الملف» و»أن المشكلة هي إذا انتزع الاعتراف بالعنف فالمحضر باطل ولا يعتد به». وأوضح زيان أن 25 شخصاً معتقلاً تعرضوا للتنكيل والتعذيب، وهي «تصرفات غير مقبولة في القرن 21»، مطالبا بإطلاق سراح المعتقلين وتوقيف المتابعة في حق آخرين. وأثار موضوع التعذيب مجدداً جدلاً بين النيابة العامة ودفاع المتابعين في ملف «حراك الريف»، حيث أثارت هيئة الدفاع قضية تعنيف المتابعين في الملف، من قبل عناصر الشرطة القضائية، أثناء التحقيق معهم، في الجلسة الأولى التي عقدتها المحكمة يوم الثلاثاء للنظر في ملف 39 متابعاً في الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة الحسيمة، حيث سبعة منهم يتابعون في حالة سراح.
وأكد ممثل النيابة العامة أثناء تقديم المتهمين أمامه وجود أثار جروح وكدمات، مؤكدا في رده على اتهامات "التعذيب"، أن هذا المفهوم له تعريف معين في القانون، حيث قام بسرده في الجلسة. كما أكد بأنه بناء على الطلبات التي تقدم بها المتهمون ودفاعهم، احيلوا على المستشفى لإجراء خبرة طبية ولكن لم تظهر بعد نتائجها، التي على ضوئها سيتم اتخاذ الإجراءات المناسبة. وأكد ممثل النيابة العامة أن المتهمين أنفسهم اعترفوا في محاضر الشرطة القضائية، بأنهم تعرضوا للضرب قبل الاستماع إليهم من طرف الضابطة القضائية.

مزاعم تعذيب

ودعت الجمعية الطبية لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب، الحكومة المغربية الى ضرورة فتح تحقيق في مزاعم التعذيب والممارسات المهينة الحاطة بالكرامة الإنسانية التي قد يكون المعتقلون تعرضوا لها.
وقال بلاغ للجمعية انها تتابع بقلق شديد الاعتقالات التي عرفها المغرب على خلفية الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة الحسيمة والنواحي، معبرة عن وقوفها إلى جانب الضحايا وفق صلاحياتها في مناهضة وإعادة تأهيل ضحايا التعذيب، واضعة كل إمكانياتها في خدمة المعتقلين وعائلاتهم.
وقررت لجنة التضامن مع معتقلي حراك الريف في الدار البيضاء، التي عقدت مجلسها التأسيسي يوم اول أمس الأربعاء تقديم الدعم اللوجيستيكي لعائلات المعتقلين عبر توفير إمكانيات الإيواء لهم حين زيارة ذويهم في المدينة.
وأوردت اللجنة في بلاغ لها أنها ستقدم الدعم المادي للمعتقلين وتلبية حاجياتهم في هذا الجانب، وذلك بالتنسيق مع هيئة الدفاع وستعمل على تنظيم حملات الدعم المعنوي لفائدة المعتقلين، بغرض إطلاق سراحهم، وذلك بالتنسيق مع مختلف الهيئات الحقوقية والمدنية والسياسية المعنية بالأمر.
وقالت أنها ستنظم الدعم الإعلامي للمعتقلين، عبر متابعة ظروف الاعتقال التي يوجدون فيها، وتوضيح قضيتهم أمام الرأي العام، وكذلك مواجهة كل أشكال التغليط التي تروج ضدهم، وذلك بالاستعانة بكل الوسائط الإعلامية وشبكات التواصل المتوفرة وطنياً وعالمياً وستعمل على تسطير برنامج نضالي للاحتجاج وتعبئة المواطنين للضغط من أجل إطلاق سراح المعتقلين، داعية مختلف الهيئات السياسية والمدنية وكل المواطنين والفاعلين في الداخل المغربي أو في أماكن تواجد المغاربة في الخارج، لتكوين لجان دعم محلية، والتنسيق فيما بينها.

العثماني يخرج عن صمته بعد توجيه الاتهامات له: الحكومة تتفاعل إيجاباً مع مطالب المغاربة في كل المناطق

محمود معروف

عصابات تنتحل صفة منظمات وتسرق مئات الهويات الخاصة باللاجئين السوريين في تركيا

Posted: 01 Jun 2017 02:24 PM PDT

غازي عنتاب ـ «القدس العربي» : مع تزايد أعداد اللاجئين السوريين في دول الجوار وخاصة تركيا، وسعي الحكومة التركية لتثبيت وجودهم عبر استصدار بطاقات حماية مؤقتة لهم «هوية ـ كيمليك»، بدأ بعض السوريين في الداخل التركي يستغلون هذه الظاهرة وتحويلها لتجارة رابحة تدر عليهم مئات الدولارات يومياً.
ففي ظل الصعوبات التي يعانيها مئات اللاجئين في استخراج الهوية التركية، بحكم الظروف السياسية والأمنية التي تعيشها البلاد وفرض الحكومة إجراءات صارمة للحصول عليها، بدأت عصابة من المحتالين والنصابين، في استغلال هذه الظاهرة، بوجود مئات السماسرة الذين يقنعوم السوريين بأنهم يستطيعون استخراج هوية تركية لهم خلال مدة لا تتجاوز ثلاثة أيام، عبر تجاوز الدور والتعليمات مقابل مبلغ مالي بسيط بنظرهم، قدره 150 دولاراً أمريكياً، فضلاً عن عمليات سرقة هويات أناس آخرين.
يروي عبد الغني صباغ، لاجئ سوري في محافظة أنطاكيا التركية، لـ «القدس العربي» كيف سرقت هويته هو وعائلته من قبل مجموعة دخلت منزله، وادعت أنها منظمة إغاثية اسمها «نور البركة» قائلاً: «بتاريخ الثالث عشر من شهر نيسان/أبريل الماضي، حضرت مجموعة من الأشخاص ويبلغ عددهم أربعة إلى الحي الذي أقطنه، وبدأوا بطرق الأبواب مدّعين أنهم منظمة إغاثية اسمها نور البركة».
ويضيف أنه عندما علم السوريون بأمرهم، بدأ كل واحد منهم بالدعاء بأن تزوره هذه المنظمة وتدخل منزله، لأنهم توقعوا أنها ستساهم لحد ما في مساعدتهم لاسيما مع حلول شهر رمضان، الذي يتطلب من رب الأسرة السورية جهداً مضاعفاً لتأمين مستلزمات منزله.
ويتابع صباغ «وصل الدور إلى منزلي، أدخلتهم بوجه بشوش وصدر رحب وابتسامتي التي لا تفارقني، أخبروني بأنهم سيقدمون مبلغ 500 ليرة تركية لكل عائلة بمناسبة الشهر الفضيل، وطلبوا مني أن أصور هوياتنا صوراً ملونة عبر «السكانر»، وافقت على الفور ونفذت ما طلبوه دون تردد، سجلوا أسماءنا على دفتر صغير وأخذوا صور الهويات معهم، مضيفاً أنه مر على زيارتهم أكثر من 20 يوماً ولم يحضروا ولم يرسلوا أي شيء».
واستطرد «قبل أيام ذهبت لاستخراج إذن للسفر، لأني كنت بصدد الذهاب إلى محافظة أخرى، حضرت في المساء لاستلام الوثيقة لأتفاجأ بالموظفة تخبرني بأنني مغادر إلى سوريا وأن هويتي لم تعد صالحة للاستخدام بموجب القوانين النافذة، ذهلت من هول الصدمة وبدأت أقسم لها بأني لم أغادر وسألتني عما إذا كنت قد أعطيت هويتي لأحد، فرويت لها ما جرى مع عناصر المنظمة، فأخبرتني بأن الهوية تم استخدامها في الخروج من معبر باب الهوى الحدودي، وأعطتني رابطاً إلكترونياً يتيح لي التأكد من سلامة أي هوية أدخل رقمها، ولكن الصدمة الأكبر هي أن جميع هوياتنا تم استخدامها في عملية مماثلة، مشيراً إلى أنه وعائلته أصبحوا عاجزين عن التحرك داخل تركيا لأنه في حال قبض عليهم فسيتم ترحيلهم إلى سوريا فوراً».
أما عمار عبد الكريم، وهو لاجئ في غازي عنتاب التركية، روى أيضاً في حديث لـ»القدس العربي»، عن عمليات الابتزاز التي يقوم بها السماسرة وعن الطرق التي يستخدمونها، فضلاً عن حالات النصب التي يقومون بها، قائلاً «كوني حديث العهد في تركيا، لم أستطع استخراج هوية تركية كغيري من اللاجئين، والسبب هو أن إدارة الأمنيات في عنتاب متوقفة عن منح الهويات هذه الفترة وعلى التسجيل بانتظار دوري، فقررت العودة إلى سوريا عبر معبر جرابلس الحدودي، وعندما ذهبت إلى هناك أخبرني موظفو المعبر، بأنه يتوجب علي الحصول على هوية أولاً».
ويذكر «لم أجد حلاً سوى اللجوء لأحد السماسرة، فأخبرني بأنه يمكنه استخراج هوية لي بالتعاون مع أحد الموظفين الأتراك مقابل مبلغ 400 ليرة تركية، وافقت مجبراً فأنا أريد الخروج إلى سوريا مهما كلف الثمن، وبالفعل اتصل بي السمسار بعد ثلاثة أيام ليخبرني بأنه استخرج الهوية وطلب مني الذهاب إلى مكتبه لاستلامها ودفع المبلغ المتفق عليه.
يتابع عبد الكريم «هرعت مسرعاً واستلمت الهوية وأنا بكامل السعادة علماً أن ما دفعته لأجلها كان كل ما أملكه من مال تقريباً، وتوجهت من فوري بعدها إلى المعبر للخروج وهنا كانت الكارثة، حيث اتصل موظفو المعبر بعناصر الأمن وطلبوا منهم اعتقالي لأن هويتي مزورة وهي لشخص آخر، على الرغم من أنه عليها اسمي وصورتي الشخصية».
ويضيف أنه مكث في السجن لمدة خمسة أيام وتم الإفراج عنه بعد التحقيق معه، ليتوجه بعدها إلى الشريط الحدودي مع سوريا في مدينة أنطاكيا ويخرج تهريباً إلى سوريا، بعد دفع مبلغ قدره 150 ليرة تركية أيضاً لأحد المهربين.

عصابات تنتحل صفة منظمات وتسرق مئات الهويات الخاصة باللاجئين السوريين في تركيا

حسان كنجو

الحمد الله يلتقي وزير المالية الإسرائيلي ويؤكد تركيز القيادة على الحل السياسي

Posted: 01 Jun 2017 02:24 PM PDT

رام الله ـ «القدس العربي»: التقى رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله وزير المالية الإسرائيلي موشيه كحلون، بحضور وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ، في مدينة رام الله. وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود: إن رئيس الوزراء بدأ اللقاء بالتأكيد على موقف القيادة الفلسطينية بوجوب التركيز على الحل السياسي لأنه يشكل جوهر أي عملية سياسية، وان لا حل اقتصادي كما تروج له بعض الأطراف الاسرائيلية.
كما شدد على التمسك بمبدأ حل الدولتين والمبادرة العربية التي تشكل أساس الحل الشامل في المنطقة. وقال إن «الشعب الاسرائيلي يريد السلام وهو في حاجة إلى قيادة سياسية شجاعة».
وأوضح انه تم الاتفاق خلال اللقاء على فتح معبر الكرامة واستمرار العمل به على مدار الساعة ما عدا يومي الجمعة والسبت ابتداء من 20 يونيو/ حزيران وحتى أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، على ان يبدأ العمل على المعبر على مدار الساعة طوال السنة ابتداء من عام 2018.
كما تم الاتفاق على تفعيل اللجنة الاقتصادية المشتركة وكذلك إعادة النظر في اتفاق باريس الاقتصادي، وإضافة الى ذلك تم الاتفاق على توسيع صلاحيات السلطة الوطنية في الأراضي التي تسيطر عليها اسرائيل والمصنفة «ج» حسب الاتفاقيات الموقعة وخاصة فيما يتصل بالبناء والتخطيط وإيقاف عمليات هدم المباني والمنشآت الفلسطينية التي تقوم بها سلطات الاحتلال تحت حجج عدم الترخيص.
وفي هذا الإطار اتفق أيضا على إقامة منطقة صناعية في ترقوميا في محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية تضم منطقة تخليص جمركي ومخازن للبترول والغاز. وأعلن المتحدث الرسمي على ان اللقاء بحث عدة أمور أخرى ضمن الحقوق والمصالح الوطنية الفلسطينية التي يجب على الجانب الإسرائيلي الالتزام بها وتنفيذها حسب الاتفاقيات الموقعة. وفي السياق السياسي أيضًا، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية قيام شرطة الاحتلال الإسرائيلي باحتجاز أربع مسحراتية يعملون في البلدة القديمة من القدس المحتلة، حتى ساعات الصباح، وسط سيل من التهديد والوعيد في حال عادوا لممارسة عملهم، وذلك في إطار محاولات سلطات الاحتلال الهادفة لطمس هوية القدس المحتلة عامةً والبلدة القديمة بشكلٍ خاص.
وتبدأ الحكاية في كل مرة عندما يقوم مستوطنون بالاستيلاء على أحد المنازل الفلسطينية بطرق ملتوية ومتعددة من خلال تزوير الأوراق الثبوتية، أو الادعاء أن ملكية المنزل تعود ليهودي ما قبل عام 48، أو من خلال شرائه من أحد أصحاب النفوس المريضة. وعادةً ما يستولي المستوطنون على هذا المنزل بدعم من قوات الاحتلال وشرطته ومن ثم يبدأون بفرض أنفسهم على الحي ليصبحوا المتحكمين في كل تفاصيله، علماً أن الحي هو عربي فلسطيني بامتياز في ثقافته وهويته ونمط السلوك الجماعي في داخله.
ومع بداية شهر رمضان المبارك عبرالمستوطنون الذين استولوا على منزل في حي باب حطة في البلدة القديمة في القدس في شكوى إلى شرطة الإحتلال، عن انزعاجهم من المسحراتية، وعليه تحركت الشرطة بسرعة واعتقلت المسحراتية تنفيذاً لرغبة المستوطنين الذين أصبحوا المتنفذين في الحي، والذين يعملون على إعادة صياغة الحياة برمتها داخل الحي وفقاً لهواهم وثقافتهم وهويتهم.
وقالت الوزارة إن تجربتها في هذا الصدد تقول إن المستوطنين ولشعورهم بالوحدة في محيط عربي داخل المنزل الذي استولوا عليه، يبدأون بالتآمر مع الجمعيات الإستيطانية للاستيلاء على منازل أخرى، لتتزايد أعدادهم داخل الحي وعندها تقوم بلدية الاحتلال وشرطته بوضع حراسة أمنية خاصة عليهم، تبدأ بدورها باستفزاز الفلسطينيين في الحي، فتتكاثر شكاوى المستوطنين وتتكرر حتى تقوم شرطة الاحتلال بمضاعفة عدد قواتها الموجودة داخل الحي بما ينغص على مواطني الحي الأصليين حياتهم ويصعبها. وفي الأغلب تقوم قوات الاحتلال بافتعال جملة من الاحتكاكات مع المواطنين الفلسطينيين لتدخل الحي بأكمله في دوامة الاعتقالات والإعدامات الميدانية والإغلاقات وهدم المنازل والإبعادات وإغلاق الطرق بالحواجز العسكرية والترابية، ليصبح الحي بأكمله في طور الاستهداف من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين بهدف طريق طرد الفلسطينيين من منازلهم والاستيلاء على الحي بكامله. هذا التوصيف ليس من باب الخيال، وإنما هو واقع تم تكراره في أكثر من مرة وفي أكثر من مكان، خاصة في البلدة القديمة في كل من القدس والخليل.
واعتبرت أن المسحراتية الصامدين في القدس الذين هم جزء أصيل من هويتها وثقافتها وعروبتها، خاصةً بعد إعلانهم عن إصرارهم على الاستمرار بهذا العمل الإنساني التطوعي، رغم تهديدات الاحتلال وأجهزته المختلفة.

الحمد الله يلتقي وزير المالية الإسرائيلي ويؤكد تركيز القيادة على الحل السياسي

رئيس حزب إسلامي: التشهير بالمجاهرين بالإفطار لا يتعارض مع الدستور التونسي

Posted: 01 Jun 2017 02:23 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: قال رئيس حزب إسلامي تونسي إن قيامه بحملة تشهير ضد المجاهرين بالإفطار في شهر رمضان لا يتعارض مع الدستور في البلاد، مشيراً إلى وجود نص قانوني يمنع المقاهي من فتح أبوابها خلال النهار في الشهر المبارك، كما أكد أن حزبه يتجه لمقاضاة قناة خاصة بسبب برنامج قال إنه يروج لـ«القمار»، ووصف من ينتقدون الحملة التي يقودها بأنهم «ملحدون» ولديهم أجندة مشبوهة ويتلقون دعماً من الخارج.
وقال الشيخ عادل العلمي رئيس حزب «تونس الزيتونة» الإسلامي إنه دأب منذ عام 2011 على القيام بحملة ضد المجاهرين بالإفطار خلال شهر رمضان حيث يقوم بزيارة المقاهي والمطاعم التي تفتح أبوابها خلال النهار مصطحباً بعض وسائل الإعلام لـ«التشهير» بأصحابها وزوارهم وردعهم عن هذا الأمر.
وأضاف في حوار خاص مع «القدس العربي»: «هي سنة حميدة دأبنا على اتباعها في شهر رمضان منذ 2011 وكانت ناجحة وآتت أُكلها، وفي كل سنة نضيف عناصر جديدة لتكتسب الحملة نجاعة وفائدة أكثر، فبالنسبة لهذا العام ثمة معاينة قانونية وتتبعات قضائية لأصحاب المحلات (المقاهي) التي تفتح أبوابها في نهار رمضان وتقدم الخدمات للمسلمين التونسيين، وقد زرنا حتى الآن خمسة مقاه (مقهى في اليوم) في كل من ولايتي تونس وأريانة. والشيء الإيجابي أننا نجحنا في ردع عدد كبير من المقاهي التي زرناها سابقاً، فقد التزموا هذا العام طواعية بحرمة الشهر الفضيل».
ويتعرض العلمي لموجة انتقادات كبيرة تتهمه بمخالفة الدستور التونسي الذي يضمن حرية الضمير والمعتقد، حيث قررت «الجمعية التونسية لمساندة الأقليات» مقاضاته بتهمة «الهرسلة (ممارسة الضغط) والتشهير» بحق التونسيين وانتهاك حريتهم الشخصية.
وعلّق على ذلك بقوله «الغاية هي أن نلتزم الصوم ونحترم نهار رمضان ولا نعتدي على حرمة الشهر أو مشاعر التونسيين المسلمين الذين يغارون على هذا الشهر، ولكن ثمة ملحدين يقودون هذه الحملة (المضادة)، عموما نحن نرحب بهم كمواطنين تونسيين، لكننا نرفض أن يسبغوا تونس بجبة الكفر والإلحاد، فتونس الزيتونة مسلمة وتحتفي وتحترم وتقدس رمضان دوماً».
وأضاف «بالنسبة للدستور فبفضل الله وجهدنا المتواضع أضفنا عند كتابته أن «الدولة تحمي المقدسات» وبالتالي فالملحد له ألا يلتزم بقواعد الإسلام والموجبات الشرعية ولكن ليس له أن يعتدي وأن يبارز المسلمين (وهم الأغلبية) في بلادهم، بما يعكر الصفو العام وينتهك الشهر الفضيل، ولذلك فحجتهم باطلة، كما أن هناك قانوناً في البلاد يمنع فتح المقاهي وتقديم الخدمة للتونسيين خلال نهار رمضان».
وتابع «بالنسبة للجمعية المذكورة هي جمعية مشبوهة ولهم أجندة خارجية، وليس لهم حق القيام بمقاضاتنا فنحن كمسلمين تونسيين (جماعات وأفراد) متضررين من انتهاك الشهر، في حين أن الجمعية لم يصبها أي ضرر فأنا لم أذهب لها بل توجهت لمقاه مفتوحة، وبعض أصحابها اعتذروا والتمسوا ألا نواصل التتبعات العدلية وقد وافقنا على ذلك واكتفينا بالحديث فقط بعدما اعتذروا وقرروا أن يغلقوا طواعية في نهار رمضان وبالتالي ليس هناك إشكال في الأمور الميدانية».
وينص الدستور التونسي في فصله السادس على أن «الدّولة راعية للدّين، كافلة لحريّة المعتقد والضّمير وممارسة الشّعائر الدّينيّة، ضامنة لحياد المساجد ودور العبادة عن التّوظيف الحزبي. وتلتزم الدّولة بنشر قيم الاعتدال والتّسامح وبحماية المقدّسات ومنع النّيل منها، كما تلتزم بمنع دعوات التّكفير والتّحريض على الكراهية والعنف وبالتّصدّي لها».
ونفى العلمي ما ذكرته بعض وسائل الإعلام حول تعرضه للاعتداء خلال قيامه بحملة على أحد المقاهي، وأوضح بقوله «هذا خبر عار من الصحة، والغريب والمبتذل هو أن هناك حملة إعلامية تحريض على العنف والقتل (ضدنا) وهي جريمة يعاقب عليها القانون، في حين أننا نقوم بسلوك حضاري ونتلقى إلى حد ما ردود أفعال طيبة حتى من المجاهرين بالإفطار خلال الحديث معهم».
وأكد، في السياق، أن حزبه يقوم حاليًا بإعداد ملف لمقاضاة برنامج «دليلك ملك» الذي تعرضه فضائية «الحوار التونسي»، وأضاف «هذا الملف له أكثر من بعد وهو الآن عند اللجنة القانونية للحزب، وسنقاضي أولاً قماراً معلناً بالمليارات وابتزازًا للشعب المسحوق في تونس، وهذا الأمر ممنوع شرعاً وقانوناً وهو ملف فساد بامتياز، ولذلك سنشهر بهذا البرنامج وهذه القناة التي تمتهن القمار جهاراً نهاراً وخصيصاً في شهر رمضان، وسنقدم ملفاً قضائياً محبوكاً ولدينا ثقة كبيرة بالقضاء التونسي».
وكانت وزارة الشؤون الدينية قررت مؤخراً «منع الاعتكاف والتهجد في المساجد خلال شهر رمضان إلا بترخيص مسبق، تفعيلاً لقانون المساجد». وعلق العلمي على ذلك بقوله «نحن مع التنظيم وضد الفوضى، في حال كان التقدم بطلب ترخيص يتم بانسيابية وسهولة ودون أية معوقات، ولكن إذا كانت القضية عنواناً مغلفاً للمنع فنحن لسنا معها».
وحول حملة الإيقافات التي تقوم بها السلطات التونسية لعدد من رجال الأعمال الفاسدين في البلاد، قال العلمي «من حيث المبدأ، نثمن هذه الحملة إذا كانت صادقة ونحذر من الانتقائية لأنها تُفقدها الشرعية وينقلب السحر على الساحر، فالفساد موجود بقوة وكثافة ومحاربته تكون على حد سواء، ولكن لحد الآن العملية تتم بشكل انتقائي وبالتالي لا نراها صادقة، إذ لا بد من العدل في تطبيق القانون، كما أن هناك فاسدين ما زالوا يرتعون ويدعمهم سياسيون وبعض الأحزاب الحاكمة».
وتم خلال الحملة المذكورة اعتقال عدد كبير من رجال الأعمال المتهمين بالفساد، فضلا عن مصادرة ممتلكاتهم في وقت يتم فيه الحديث عن احتمال أن تطال الحملة عدداً من النواب والشخصيات السياسية والإعلامية المعروفة.

رئيس حزب إسلامي: التشهير بالمجاهرين بالإفطار لا يتعارض مع الدستور التونسي

حسن سلمان

الجيش اليمني يضبط صواريخ حرارية في منازل في حضرموت

Posted: 01 Jun 2017 02:23 PM PDT

حضرموت ـ الأناضول: ضبط الجيش اليمني صواريخ حرارية، في عملية مداهمة لعدد من المنازل في مديرية دوعن في محافظة حضرموت شرقي البلاد.
وقالت قيادة المنطقة العسكرية الثانية، الواقع مقدرها في مديرية المكلا عاصمة حضرموت، في بيان نشرته أمس الخميس، على صفحتها الرسمية على الفيسبوك، إن «قوات النخبة الحضرمية (تابعة لها) نفذت الأربعاء، عملية مداهمة لعدد من البيوت المشتبه بها في مديرية دوعن».
وأوضحت أن «قواتها ضبطت صواريخ حرارية في بعض المنازل، واعتقلت ملاكها والمتعاطفين والمتورطين في التعامل مع العناصر الإرهابية (لم يحدد عددهم)».
وشكر العقيد منير التميمي قائد الكتيبة الخاصة لقوات النخبة الحضرمية، أهالي دوعن على تعاونهم مع قوات الجيش، طالباً منهم المزيد من المشاركة والفاعلة والإبلاغ عن أي تحركات للعناصر الإرهابية.
وفي 8 أيار/ مايو الماضي، أعلن الجيش اليمني، حالة الطوارئ ومنع التجوال، في مديرية دوعن، بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية ضحمة، عقب تزايد تحركات مسلحي تنظيم القاعدة، وشنهم هجمات على مقار القوات العسكرية والأمنية.
وقوات النخبة الحضرمية، قوات عسكرية حديثة، تم تدريبها في معسكرات للتحالف العربي بقيادة السعودية، وينتمي جميع أفرادها إلى أبناء محافظة حضرموت.
وشهدت مديريتا دوعن والضليعة المجاورتين بحضرموت، نشاطًا متصاعدًا لمسلحي تنظيم القاعدة في الأشهر الأخيرة.
واستعاد الجيش اليمني مدعومًا من قوات التحالف، السيطرة على مدن الشريط الساحلي بحضرموت وفي مقدمتها مدينة المكلا، نهاية نيسان/ أبريل 2016، بعد أن ظلت أكثر من عام تحت سيطرة مسلحي «القاعدة».
إلى ذلك نفت جماعة الحوثيين علاقتها بالهجوم الذي تعرضت له ناقلة نفط في البحر الأحمر قبالة السواحل اليمنية الأربعاء.
ونقلت وسائل إعلام حوثية عن القيادي الحوثي ورئيس ما يسمى باللجنة الثورية التابعة للمتمردين الحوثيين محمد علي الحوثي قوله إن ما حصل من هجوم في باب المندب على الناقلة النفطية «إم تي موسكي» «مسرحية أمريكية لا علاقة لنا بها» وقال إن «باب المندب تحت الاحتلال والمسؤول عما حصل فيه تحالف العدوان الأمريكي السعودي».
وكانت ناقلة نفط تحمل علم «جزر مارشال» تعرضت لهجوم بقذائف «آر بي جي» من زورق أثناء مرورها في الخط الدولي في البحر الأحمر قبالة السواحل اليمنية صباح الأربعاء.
وحسب التصريح الذي نقله موقع المسيرة التابع لجماعة الحوثيين قال محمد علي الحوثي إن من وصفهم «مجاهدي البحرية أهدافهم عسكرية، وقد أوقفوا أكثر من عملية لاقتراب ناقلات مدنية من أهداف عسكرية» حسب وصفه.
وفي السياق، قال أكاديمي في جامعة مدينة الحديدة (غربي اليمن)، أمس الخميس، إن رئاسة الجامعة المُعيّنة من قِبل جماعة الحوثيين، أسقطت أسماء 197 عضواً في هيئة التدريس في الجامعة، من كشف نصف الراتب الذي تعتزم الجماعة صرفه لموظفي الدولة.
وقال الدكتور فيصل الحذيفي الأستاذ في الجامعة، إن الإدارة الحوثية للجامعة أسقطت من كشف نصف الراتب أسماء كل من التزموا بالإضراب القانوني الذي دعت إليه النقابة في الجامعة ومجلس تنسيق نقابات الجامعات اليمنية.
واستغرب في منشور على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، من هذا الإجراء التعسفي الذي يأتي بعد حرمان أعضاء هيئة التدريس في الجامعة من مرتباتهم منذ ثمانية أشهر.
وأضاف «لم تتخذ أي جامعة حكومية قراراً بمصادرة نصف الراتب بسبب الإضراب ـ في ظل هذا الوضع البائس ـ بما في ذلك أعتى الحوثيين في رئاسة جامعات حكومية أخرى».
يُذكر أن جماعة الحوثيين وعقب استكمال انقلابهم وسيطرتهم على مؤسسات الدولة، عملت على تغيير رئاسة جامعة الحديدة بأكاديميين لا تنطبق عليهم الشروط الأكاديمية، حسب أساتذة في الجامعة.

الجيش اليمني يضبط صواريخ حرارية في منازل في حضرموت

جلسة لانتخاب الكويت وأربع دول أخرى لعضوية مجلس الأمن الدولي للعامين 2018 و 2019

Posted: 01 Jun 2017 02:23 PM PDT

نيويورك (الأمم المتحدة) ـ «القدس العربي: تعقد الجمعية العامة جلسة خاصة اليوم الجمعة لانتخاب خمسة أعضاء جدد من بينهم الكويت للمقاعد غير الدائمة في مجلس الأمن للسنتين 2018-2019 المقبلتين.
والمقاعد الخمسة مقسمة على أربع مجموعات جغرافية حيث سيذهب مقعدان للمجموعة الأفريقية (حاليا تشغلهما مصر والسودان) ومقعد للمجموعة الآسيوية ( حاليا اليابان) ومقعد لدول أمريكا اللاتينية (حاليا أوروغواي) ومقعد لأوروبا الشرقية (حاليا أوكرانيا).
من جهة أخرى ستخرج إيطاليا لتقدم مقعدها لهولندا حيث اتفقت الدولتان على تقاسم المقعد بينهما مناصفة سنة لكل دولة.
وبالنسبة للمجموعة الإفريقية فستخرج مصر والسنغال وتأتي في مكانهما ساحل العاج وغينيا الإستوائية، وتدخل الكويت عن المجموعة الآسيوية بدل اليابان، بينما ستأخذ بيرو مقعد أوروغواي أما بولندا فستجلس في مقعد أوكرانيا.
وكما تبدو الأمور لغاية الآن ليس هناك مفاجآت في هذه الانتخابات وأن التوافق بين المجموعات الجغرافية قد حصل مسبقا وأن التنافس داخل المجموعات الديمغرافية غير وارد.
الكويت من جهتها ستمثل المجموعة العربية. فقد جرت العادة المتبعة أن ينتخب عضو عربي مرة من المجموعة الأفريقية ومرة من المجموعة الآسيوية. وكانت الكويت قد سبق لها وانتخبت لعضوية مجلس الأمن غير الدائمة في العامين 1978 و1979.
وكانت الجمعية العامة قد بدأت العام الماضي عملية انتخاب الأعضاء غير الدائمين لمجلس الأمن قبل ستة أشهر من موعد سريان العضوية في 1 كانون الثاني/يناير كي يعطى الأعضاء الجدد فرصة للتحضير للمسؤوليات التي سيتحملونها خلال السنتين المقبلتين. فقد جرت العادة أن يتم إنتخاب أعضاء مجلس الأمن في نهاية شهر أيلول/سبتمبر. وقد شكا بعض الأعضاء المنتخبين أن ثلاثة أشهر للتحضير للانضمام لعضوية مجلس الأمن غير كافية ويفضلون أن تمتد مسافة التحضير لستة أشهر.

جلسة لانتخاب الكويت وأربع دول أخرى لعضوية مجلس الأمن الدولي للعامين 2018 و 2019

عبد الحميد صيام

انتقادات أوروبية وأمريكية لقانون الجمعيات الأهلية في مصر

Posted: 01 Jun 2017 02:22 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: تصاعدت ردود الفعل الدولية الرافضة لقانون الجمعيات الأهلية الجديد في مصر، الذي أقره مجلس النواب بأغلبية كبيرة، وصادق عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي. ففيما لوّح الاتحاد الأوروبي بوقف اتفاقيات التعاون مع القاهرة، طالب أعضاء في الكونغرس الأمريكي بربط المساعدات الأمريكية لمصر بتشديد المعايير الديمقراطية وحقوق الإنسان.
وقال الاتحاد، في بيان، إن «القانون من شأنه أن يضع عبئا إضافيا على أنشطة المنظمات غير الحكومية في مصر».
وحذر من «التأثير السلبي» لبعض الإجراءات الواردة في القانون على المساعدات الأوروبية لمصر في إطار مختلف اتفاقيات التعاون الأوروبي مع القاهرة، التي تعتمد في جزء كبير منها على المنظمات غير الحكومية بوصفها شريكا منفذا هاما.
وأوضح البيان أن تلك الإجراءات تتعلق بعمل الجمعيات غير الحكومية، والأنشطة التي يسمح لها القيام بها، وإجراءات الحصول على التمويل المحلي والأجنبي.
ودعا الاتحاد، الحكومة المصرية إلى الالتزام بجميع الضمانات المنصوص عليها في الدستور المصري وفي القانون الدولي والمعايير الدولية المتعلقة بحرية التعبير وتكوين الجمعيات والمنظمات غير الحكومية.
وطالب السلطات المصرية بتطبيق القانون الجديد بطريقة لا تحد من حرية نشاط منظمات المجتمع المدني السلمية، ومن دون تخويف أو تقييد أو تجريم لأعضائها، في إطار احترام حقوق الإنسان. كذلك انتقد أعضاء جمهوريون في مجلس الشيوخ الأمريكي القانون، ووصفوه بأنه مؤشر على حملة «جائرة» على حقوق الإنسان.
وقال السيناتور جون مكين، والسيناتور لينزي غراهام في بيان مشترك «إن قرار الرئيس السيسي بالمصادقة على القانون الجائرالذي ينظم عمل المنظمات غير الحكومية هو أحدث مؤشر على حملة متنامية على حقوق الإنسان والمعارضة السلمية في مصر».
وأضاف مكين وغراهام، أن الكونغرس الأمريكي يجب أن يرد بتشديد المعايير الديمقراطية والشروط الخاصة بحقوق الإنسان في ما يتعلق بالمساعدات الأمريكية لمصر.
ووجه السيناتور ماركو روبيو، وهو عضو في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، انتقادا مماثلا، وقال إن القانون سيترك «أثرا مروعا» في قدرة مصر على تنفيذ الإصلاحات، وسيؤثر على العلاقات المصرية ـ الأمريكية. وأضاف في بيان «هذا القانون هجوم مباشر على المجتمع المدني المستقل في مصر».
وواجه القانون، المكون من 89 مادة، انتقادات حقوقية واسعة، محلية وأجنبية، نظراً لاحتواء نصوصه على تشريعات اعتبرها حقوقيون خطوة جديدة في تحجيم عمل منظمات المجتمع المدني في مصر.
وتضمن القانون عقوبة الحبس لمدة تصل إلى 5 سنوات، إضافة إلى غرامة تصل إلى مليون لكل من عاون أو شارك منظمة أجنبية في ممارسة نشاط أهلي في مصر من دون الحصول على تصريح. و انتقدت «المنظمة المصرية لحقوق الإنسان» القانون، مشيرة إلى تجاهل مطالب منظمات المجتمع المدني التي طالبت الحكومة بتعديل بعض مواد القانون وسن قانون جديد للجمعيات يتناسب مع المواثيق والاتفاقيات الدولية المعنية بحقوق الإنسان.
وذكرت المنظمة في بيان، أن «منظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية اعترضت على مشروع قانون الجمعيات إبّان مناقشته في مجلس النواب، وطالبت بتعديل هذا القانون لكي يتلاءم مع المواثيق والتشريعات الدولية المعنية بحقوق الإنسان ومنها الحق في التنظيم».
واعتبر البيان أن «هذا القانون يصادر العمل الأهلي» و»يتعارض مع التزامات مصر الدولية ومنها المجلس الدولي لحقوق الإنسان، ما يعني تعارضه مع نص المادة 93 من الدستور التي تلزم الدولة بالاتفاقيات والعهود والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان التي تصدق عليها مصر، وتصبح لها قوة القانون بعد نشرها وفقًا للأوضاع المقررة».
وطالب البيان الحكومة المصرية ومجلس النواب بإعادة تعديل هذا القانون. وأضافت:» هذا القانون سيف مسلط على رقاب الجمعيات الأهلية والمجتمع المدني ويؤدي إلى العصف بالحق في التنظيم، ذلك الحق المكفول بموجب الدستور المصري والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان».
في المقابل، أصدر المتحدث باسم وزارة الخارجية المصري، أحمد أبو زيد، بيانا، رد فيه على الانتقادات الدولية بشأن القانون.
وقال أبو زيد، أمس، إن مجلس النواب المصري مارس حقه الدستوري الأصيل في عملية صياغة واعتماد القانون بأغلبية كبيرة، تحقيقا لرؤية نواب الشعب في تنظيم الحقوق والواجبات بشكل يتسق مع المصلحة العامة.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية، أن مجلس النواب حرص في صياغته للقانون على تحديث الإطار التشريعي المنظم لعمل الجمعيات الأهلية بما يتسق ومبادئ وأحكام الدستور، مستشهداً بأن القانون أكد على تسجيل الجمعيات الأهلية المصرية بالإخطار وفقا لما جاء بنص الدستور، وأنه يهدف إلى إدراج جميع المنظمات غير الحكومية تحت مظلة قانونية واحدة ترسيخاً للعدالة وتسهيلاً للإجراءات، مع وضع ضوابط محددة للتمويل إعمالاً لمبدأ الشفافية وسيادة القانون، دون أية نية للتضييق على عملها، بل أن القانون يتضمن مواد تستهدف دعم وتمكين المجتمع المدني من خلال توفير الموارد اللازمة له لممارسة عمله.
وأكد أبو زيد على التزام الحكومة المصرية الأصيل بتعزيز وضعية المجتمع المدني والنهوض به على كافة الأصعدة، وذلك في إطار اقتناع راسخ بأهمية الدور الذي تقوم به المنظمات غير الحكومية كشريك فعال في عملية التنمية والتحول الديمقراطي. ونوه إلى ضرورة التحسب من محاولة بعض الكيانات الأهلية التي اعتادت العمل خارج مظلة القانون، وتتضرر مصالحها من صدور الإطار التشريعي الجديد، الإساءة لصورة المجتمع المدني في مصر، الذي يضم قرابة الخمسين ألف جمعية تعمل بحرية وشفافية تامة في إطار القواعد والقوانين السارية.

انتقادات أوروبية وأمريكية لقانون الجمعيات الأهلية في مصر

تامر هنداوي

لبنان: خلاف الحريري – جنبلاط الصامت يخرج إلى العلن… ومعلومات عن مساعٍ للتبريد

Posted: 01 Jun 2017 02:22 PM PDT

بيروت ـ «القدس العربي» : خرج إلى العلن الخلاف بين رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط الذي بدأ على خلفية تباعد النظرة حول قانون الانتخاب واقتراح الوزير جبران باسيل لقانون التأهيل الطائفي واعتبار الزعيم الدرزي أن الحريري وافق على الاقتراح ولم يقف إلى جانبه ليطلق بعدها موقفاً اعتبر فيه أن رئيس مجلس النواب نبيه بري بات حليفه الأول.
وزادت البرودة في العلاقة بين بيت الوسط والمختارة ومع انقطاع اللقاءات والزيارات لتصل إلى حد تغريدة كتبها النائب جنبلاط قبل 4 أيام تناول فيها الرئيس الحريري مواربة بحديثه عن «المفلّسين الجدد» وهي عبارة كانت كافية ليردّ عليها الحريري بقسوة.
فقد سأل جنبلاط «لماذا لا تمرّ جميع المناقصات على إدارة المناقصات لمنع حيتان المال وحديثي النعمة والمفلّسين الجدد من نهب الدولة وإفلاسها؟» في اشارة ضمنية إلى البواخر التركية لتوليد الكهرباء ولتكليف شركة خاصة بمد شبكة الالياف الضوئية في وزارة الاتصالات.
وسرعان ما جاء الرد من الرئيس الحريري في إفطار بيت الوسط حيث ردّ ضمناً على الزعيم الدرزي بقوله «نعم أنا من المفلّسين الجدد»، وأضاف «اليوم هناك موضة جديدة تطلّ علينا، بحيث تقوم جماعة جديدة بإعطائنا دروساً في الفساد على أساس أنهم لم يستفحلوا بالفساد في السابق، فيجيؤون اليوم ويخبروننا عن سبل محاربة الفساد، في حين أننا نحن أكثر من يحارب الفساد وأكثر من اتهمنا بالفساد. نعم أنا من المفلّسين الجدد، ولكن من المستحيل أن أعمل أي قرش من هذا البلد، غيري يكسب وكسب في السابق قروشاً من هذا البلد وسأحاربهم لآخر دقيقة، ومن يريد أن يتعاطى معي على هذا النحو، فليبلّط البحر، أنا اسمي سعد رفيق الحريري. أنا لم آت لأستفيد من هذا البلد، بل جئت لأعطي هذا البلد كما أعطاه رفيق الحريري».
وبدا أن النائب جنبلاط الذي استيقظ على هذا الموقف من حليفه السابق عمد إلى الرد على طريقته قائلاً «تبليط البحر من اختصاص سوليدير والأفضل قبل الانفعال سؤال ابراهيم حزبون خبير الافلاك لمعرفة الكوكب المناسب للتبليط». وأضاف «يبدو أن تأثير زحل كان طاغياً على حساب أورانوس الامر الذي تسبّب بسوء تقدير الردم من صفاء الذهن وبالتالي الانفعال».
وحاولت «القدس العربي» استكشاف ما ستؤول إليه العلاقة بين الطرفين وعلمت أن نواباً من كتـلة المسـتقبل واللـقاء الديـمقراطي يتـواصلون لتطـويق ذيـول ما بلغتـه العلاقـة لأن ليـس فـيها مصـلحة لأحـد لا داخـل الحـكومة ولا على صـعيد العـلاقة في الجـبل على عتـبة الانتـخابات النـيابية.

لبنان: خلاف الحريري – جنبلاط الصامت يخرج إلى العلن… ومعلومات عن مساعٍ للتبريد
بعد نعت الزعيم الدرزي له بأنه من المفلّسين الجدد… رئيس الحكومة: سأحاربهم وليبلّطوا البحر
سعد الياس

مقتل مؤسس وكالة أنباء «أعماق» التابعة لتنظيم «الدولة» في غارة للتحالف الدولي وتضارب حول مكان وزمان مقتل البحريني تركي البنعلي أحد أهم قيادات التنظيم

Posted: 01 Jun 2017 02:22 PM PDT

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: قال شقيق مؤسس وكالة «أعماق» الإخبارية التابعة لتنظيم «الدولة ـ داعش» ريان مشعل على موقع «فيسبوك» الاربعاء إن أخاه قتل في ضربة جوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بمحافظة دير الزور في شرق سوريا. ولم يصدر تعليق فوري من التحالف بقيادة الولايات المتحدة.
وجاء في المنشور على «فيسبوك» أن مشعل وطفلته قتلا في منزلهما بمدينة الميادين. وتداول نشطاء من المعارضة السورية نبأ مقتل مشعل على وسائل التواصل الاجتماعي. وأضاف شقيق مشعل «أزف إليكم نبأ استشهاد شقيقي الأكبر براء كادك والمعروف باسم ريان مشعل… إثر غارة جوية للتحالف». وغالباً ما يعلن التنظيم المتشدد مسؤوليته عن الهجمات التي يشنها في العالم عبر قنوات أعماق على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقالت ريتا كاتس مديرة موقع «سايت» لمتابعة مواقع المتشددين ومقرها الولايات المتحدة عبر تويتر إن ضربة للتحالف قتلت مشعل على ما يبدو في دير الزور. وأضافت أن أعماق «قدمت نفسها في صورة وكالة الأنباء الرسمية لداعش» منذ تأسيـسها في 2014 وأعلنت المسؤولية عن 24 هجـوماً على الأقل حول العالم.
ويسيطر متشددو التنظيم على قطاعات من الصحراء مترامية الأطراف في شرق سوريا ومعظم أنحاء محافظة دير الزور على الحدود مع العراق لكن موقفهم صار أضعف خلال العام المنصرم.
ويفقد التنظيم السيطرة على أراض في سوريا والعراق تحت وطأة هجوم مجموعة من القوى المتنافسة في بعض الأحيان في الدولتين. ويعتقد أن مقاتلي التنظيم الكثيرين الذين تراجعوا على الجبهات الأخرى يحشدون قواهم في دير الزور. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ضربات جوية في الميادين الأسبوع الماضي أسفرت عن مقتل أكثر من مئة شخص بينهم أطفال وأفراد من عائلات مقاتلين بالدولة الإسلامية.
وأضاف المرصد ومقره بريطانيا أن طائرات التحالف قتلت أكثر من 40 طفلاً وسوت مبنى البلدية بالأرض. ويقول التحالف إنه يحرص على تفادي سقوط خسائر بين المدنيين في ضرباته في سوريا والعراق ويحقق في أي انتهاكات.
جاء ذلك فيما أعلنت حسابات مقربة من تنظيم «داعش» وابرزها مؤسسة «الوفاء»، التي كانت تصدر كتباً له، مقتل البحريني تركي البنعلى في غارة للتحالف الدولي .
وتضاربت المعلومات حول المكان والزمان الذي استهدف فيه تركي البنعلي حيث كتبت حسابات تابعة لمؤيدي التنظيم وأخرى معارضة، على مواقع التواصل الإجتماعي قالت فيها، إنه قتل أثناء غارة نفذها طيران التحالف الغربي يوم الاثنين الماضي على مدينة الرقة، وأخرى قالت إنه قتل في غارة أمريكية استهدفت مناطق شرق دير الزور .
تركي البنعلى ـ أبو همام بن بكر الأثري ـ أبو سفيان السلمي ـ أبو حذيفة البحريني، جميعها أسماء لشخص يعتبر أحد أهم القيادات البارزة والشرعي الأول لتنظيم «داعش» في سوريا، والذي لعب دوراً كبيراً في استقطاب الخليجيين للانضمام إلى التنظيم في بدايات تأسيسه.
هو تركي مبارك عبد الله عبد الله أحمد مبارك محمد مقبل آل علي ، المولود في عام 1984 م، في مدينة المحرق شرق المنامة بمملكة البحرين، والذي يعد الشخصية الدينية الأهم في تنظيم داعش حيث يعتبر مفتي التنظيم.
يعتبر البنعلي أحد أكبر ثلاثة شرعيين في التنظيم ومن القيادات الروحية له، والخليفة للقيادي في التنظيم المتحدث الرسمي السابق أبو محمد العدناني الذي قتل العام الماضي في ريف حلب الشمالي، وكان يحظى بمكانة كبيرة في تنظيم «داعش»، على مستوى تأثيره في صناعة القرار، وتقول تقارير صحافية أنه كان هدفاً لطيران حربي مجهول آت من البحر، هاجم مقرات تنظيم «الدولة» في مدينة سرت الليبية.
يعد من بين أشهر أساتذة البنعلي أبو محمد المقدسي، وسعيد بن زعير الموقوف الأمني في السعودية، والمغربي عمر الحدوشي، وله مؤلفات شرعية مختلفة، منها عن إجازة العمليات الانتحارية، ورسالة بعنوان «مد الأيادي لبيعة البغدادي»، وأخرى بعنوان «إعلام الرائح والغادي في بعض مناقب البغدادي».
عمل البنعلي إماماً لمسجد في سوق المحرق ثم مسجد العمال حتى أقيل من الإمامة بسبب نهج التكفير والتطرف الذي كان يدعو إليه، وعمل مدرساً في مدرسة عمر بن عبد العزيز في مدينة الحالة، حتى أقيل سريعاً من مهام التدريس. اعتقل تركي البنعلي من قبل السلطات البحرينية مرات عدة، إلى جانب منعه من السفر قبل إعلانه الانضمام إلى تنظيم داعش ومبايعة البغدادي.
وفي 2015 أسقطت وزارة الداخلية الجنسية البحرينية عنه، وذلك في إطار إجراءات الحفاظ على الأمن والاستقرار ومكافحة المخاطر والتهديدات الإرهابية.

مقتل مؤسس وكالة أنباء «أعماق» التابعة لتنظيم «الدولة» في غارة للتحالف الدولي وتضارب حول مكان وزمان مقتل البحريني تركي البنعلي أحد أهم قيادات التنظيم

خمسون سنة… خمسون كذبة

Posted: 01 Jun 2017 02:21 PM PDT

على فرض أن الاحتلال على حق، وعلى فرض أنه لا يوجد خيار لإسرائيل، وعلى فرض أن هذا ليس احتلالا، وعلى فرض أن القانون الدولي اعترف به وأدى له العالم التحية، ولنفترض أن الفلسطينيين يُقرون بالعرفان لوجوده، فما زالت تحلق فوقه مشكلة صغيرة واحدة وهي أنه جميعه مبني على الاكاذيب، من بدايته وحتى نهايته البعيدة، الكثير من الاكاذيب، لا توجد فيه كلمة صادقة واحدة، ولولا أكاذيبه لكان انهار منذ زمن داخل عفنه، لولا الاكاذيب لكان من المشكوك فيه أن يولد، لذلك كفى للاكاذيب، التي يتفاخر اليمين ببعضها («من اجل ارض إسرائيل مسموح الكذب») كي يشمئز منه كل انسان نزيه. لا حاجة إلى فظائعه الاخرى من اجل الاقتناع.
لقد بدأ ذلك مع كذبة ماذا سنسميها. وفي صوت إسرائيل تقرر اسم «المناطق المسيطر عليها»، كذبة رقم واحد. الاحتلال هو ظاهرة مؤقتة، إسرائيل تنوي اخلاء المناطق التي هي فقط «ورقة مساومة» من اجل اتفاق السلام. قد تكون هذه هي الكذبة الأكبر والأكثر تأثيرا. هي التي مكنت من الاحتفال باليوبيل الأول. الحقيقة هي أن إسرائيل لم يكن في نيتها أبدا انهاء الاحتلال. الكذب الصدفي مكنها من تخدير العالم وخداعه.
الكذبة الكبيرة الثانية هي ادعاء أن الاحتلال يحافظ على مصالح إسرائيل الامنية، شعب مطارد يدافع عن نفسه، والكذبة الثالثة هي «العملية السلمية» التي لم تحدث أبدا فعليا، وهي ايضا كانت لكسب الوقت. وقد كانت لهذه الكذبة أرجل كثيرة، كان العالم شريكا فيها، وما زال يكذب على نفسه. يتجادلون ويقومون بطرح خطط للسلام (متشابهة في معظمها) ويقومون بعقد مؤتمرات السلام وجولات للمحادثات والقمم والكثير من الكلام الفارغ. الكذب هو الاساس، وهو فرضية أن إسرائيل تفكر أصلا في انهاء الاحتلال.
الكذبة الرابعة هي بالطبع مشروع الاستيطان. إن القول بأن هذا المشروع وُلد في الكذب سيكون كذبا. فهذا المشروع ولد بالكذب وكبر في الكذب وتعزز في الكذب. ليس هناك مستوطنة واحدة بنيت بشكل نزيه، بدء من النوم ليلا في فندق بارك في الخليل ومرورا بـ «معسكرات العمل» و»معسكرات الحراسة» و»الحفريات الأثرية» و»المحميات الطبيعية» و»المناطق الخضراء» و»مواقع اطلاق النار» والبؤر ـ كل هذه الاختراعات، حتى أكبر الاكاذيب في هذا الموضوع: اراضي دولة. كذب يساوي كذبة «أملاك الغائبين».
لقد كذب المستوطنون وكذب السياسيون وكذب الجيش الإسرائيلي وكذبت الادارة المدنية. الجميع يكذب على نفسه وعلى الآخرين. من الحراسة الليلية لبرج ولدت المستوطنة ومن نهاية اسبوع في فندق قامت اسوأ المستوطنات. الوزراء الذين صادقوا، اعضاء الكنيست الذين غمزوا، ضباط الجيش الذين وقعوا والصحافيين الذين تجاهلوا، الجميع كانوا يعرفون الحقيقة. فالأمريكيين الذين «نددوا» والاوروبيين الذين «غضبوا» والامم المتحدة التي «طلبت» ومجلس الامن الذي «قرر» لم يكن في نيتهم العمل بالفعل. العالم ايضا يكذب على نفسه، وهذا الامر مريح للجميع.
من المريح ايضا نشر الاكاذيب اليومية التي لا تنتهي وتغطي على جرائم الجيش الإسرائيلي وحرس الحدود و»الشباك» ومصلحة السجون والادارة المدنية ـ جميع اجهزة الاحتلال. من المريح استخدام لغتهم، لغة المحتل التي تتبناها وسائل الإعلام.
لا يوجد في إسرائيل تجاهل لشيء مثل تجاهل الاحتلال، ولا يوجد ائتلاف واسع يقوم بنشر صيانة الاحتلال مثل هذا الائتلاف. الديمقراطية الوحيدة التي تستخدم الديكتاتورية العسكرية، والجيش الاكثر اخلاقية في العالم الذي قتل في صيف واحد أكثر من 500 طفل و250 امرأة. هل يمكن لأحد التفكير في كذب أكبر من ذلك؟
وهل يستطيع أحد التفكير بخداع ذاتي أكبر من التفكير السائد في إسرائيل، بأن كل هذا فرض علينا وأننا لم نكن نريده، وأن العرب هم المذنبون. ولم نقل بعد شيئا عن كذبة الدولتين، وكذبة أن إسرائيل تريد السلام، كذبة النكبة وكذبة طهارة السلاح، كذب العالم كله ضدنا، وكذبة أن الطرفين يتحملان المسؤولية.
منذ ذلك الحين «نحن لن نسامح العرب لأنهم اضطروا أبناءنا كي يقتلوهم»، وحتى «الشعب ليس محتل في ارضه»، كذبة وراء كذبة وهذا لم يتوقف حتى الآن. خمسون سنة على الاحتلال، خمسون نوع من الكذب. والآن؟ خمسون سنة اخرى؟.

جدعون ليفي
هآرتس 1/6/2017

خمسون سنة… خمسون كذبة

صحف عبرية

المطران حنا: نحن فلسطينيون 100% ومسيحيون 100%

Posted: 01 Jun 2017 02:21 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»: قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الأرثوذوكس إن الحضور المسيحي في مدينة القدس هو حضور تاريخي روحي وإنساني ووطني عريق، داعيا للحفاظ على هذا الحضور التي تضاءل في السنوات الأخيرة بشكل غير مسبوق.
وقد جاءت كلمات المطران لدى لقائه وفدا من الشخصيات المسيحية الفلسطينية في مدينة القدس المحتلة حيث جرى التداول حول الأوضاع في المدينة وقضايا الحضور المسيحي فيها. وأكد حنا ان المسيحيين الموجودين في مدينة القدس لا يتجاوز عددهم حاليا العشرة آلاف ومن مختلف الكنائس المسيحية، منبها لخطورة استمرار هجرة مسيحية منها ومن غيرها من المحافظات الفلسطينية. وتابع «لا يمكننا ان نتصور مدينة القدس بدون مسيحييها الذين كانوا دوما منتمين لمدينتهم المقدسة ومدافعين عن هويتها العربية الفلسطينية ومنحازين لعدالة قضية شعبهم». كما شدد المطران على ان المسيحيين الفلسطينيين في مدينة القدس مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى بأن يحافظوا على إيمانهم وخصوصيتهم الروحية والتراثية ولكن بعيدا عن التقوقع والانعزالية والتطرف والكراهية. وتابع «نحن قوم نبشر بالمحبة وننادي بالرحمة ونرفض التطرف الديني بكافة أشكاله وألقابه ومسمياته، نحن جماعة وان كنا قلة في عددنا بسبب ما ألم بنا إلا أننا نرفض ان ينظر إلينا كأقلية لأننا لسنا كذلك، ومن ينظر إلينا كأقلية إنما يسيء إلينا والى تاريخنا والى الهوية الوطنية لهذه الأرض المقدسة».
وأكد حنا على أن الفلسطينيين المسيحيين مكون أساسي من مكونات الشعب الفلسطيني، وسيبقون كذلك ولن تؤثر عليهم اية محاولات هادفة لاقتلاعهم من انتمائهم الوطني. وتابع «سنبقى ندافع عن فلسطين وقضيتها العادلة وسنبقى متشبثين ومتمسكين بانتماءنا للقدس باعتبارها عاصمة شعبنا الروحية والوطنية وحاضنة أهم مقدساتنا وتراثنا الإنساني والحضاري والروحي والوطني».
ولفت إلى أن أهمية الحضور المسيحي في مدينة القدس تتجاوز بكثير نسبة المسيحيين الموجودين فيها ذلك لأنها في التراث المسيحي إنما تعتبر المركز الروحي الأول والأساسي والأقدم والأعرق. منوها الى ان المؤسسات المسيحية في القدس تخدم مجتمعنا الفلسطيني وتقدم خدماتها لأبناء المدينة المقدسة بغض النظر عن الانتماء الديني.
وتابع «نحن حريصون كل الحرص على بناء جسور التواصل والمحبة والأخوة والوحدة الوطنية مع إخوتنا المسلمين شركائنا في الانتماء الإنساني وفي الانتماء العربي الفلسطيني. لن نتخلى عن إيماننا وعن قيمنا المسيحية، وانطلاقا من إيماننا وأخلاقنا ومبادئنا نقول بأن قلوبنا مفتوحة وأيادينا ممدودة لكي نتعاون مع اخوتنا المسلمين من اجل خدمة وطننا ومجتمعنا والدفاع عن حرية شعبنا».
وقال إنه أكد في وثيقة الكايروس الفلسطينية على الرؤية بأن تكون فلسطين دولة مدنية ديمقراطية لا يتحدثون فيها بلغة الطائفة ولا يتحدثون فيها بلغة الأقلية او الأكثرية بل يتحدثون فيها بلغة المواطن وبلغة الإنسان الذي يحق له أن يعيش بحرية وكرامة في وطنه وأن تصان حقوقه».
كما قال إن المسلم سيبقى مسلما والمسيحي سيبقى مسيحيا، ولكن هنالك قواسم مشتركة تجمعهم، وهنالك انتماء إنساني يوحدهم، وهناك قضية وطنية يناضلون جميعا في سبيلها. ولذلك دعا لإبداء أكبر قدر من الحكمة والرصانة والمسؤولية ورفض كافة المحاولات التي تستهدف وحدتهم وتسعى للنيل من محبتهم لبعضهم البعض. وقال إنهم بوحدتهم الإنسانية والوطنية قادرون على ان يكونوا أقوياء في دفاعهم عن وطنهم وعن قضية شعبهم. وخلص للقول «أقول لمسيحيي مدينة القدس حافظوا على تراثكم وإيمانكم وجذوركم العميقة في هذه البقعة المقدسة من العالم فنحن لسنا جالية او أقلية او ضيوفا عند أحد، القدس مدينتنا وفلسطين وطننا والشعب الفلسطيني هو شعبنا الذي ننتمي إليه بكل جوارحنا وندافع عن عدالة قضيته . نحن مسيحيون 100% وفلسطينيون 100% ويجب ان نحافظ على خصوصيتنا الإيمانية والوطنية، فالمسيحية ليست شعارات نتغنى بها وإنما هي سلوك وفكر وأخلاق ومبادىء سامية يجب ان نعيشها في وطننا مع بعضنا البعض ومع إخوتنا المسلمين شركائنا في الانتماء الوطني والفلسطيني.

المطران حنا: نحن فلسطينيون 100% ومسيحيون 100%

وديع عواودة

حماس تنتقد «الأونروا» وتطالبها بوقف تهديد الموظفين لتبنيهم «مواقف وطنية»

Posted: 01 Jun 2017 02:20 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: طالب مكتب شؤون اللاجئين في حركة حماس، وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» بوقف حملات «التهديد الممنهجة» ضد الموظفين، من خلال التلويح بفصلهم أو معاقبتهم في حال تبني «مواقف سياسية أو وطنية». وقال إن الأزمة المالية التي تدعيها هذه المنظمة الدولية هي «أزمة مدبرة»، تقف خلفها الولايات المتحدة.
واتهم المكتب في بيان له «الأونروا» بتهديد الموظفين الفلسطينيين العاملين فيها بـ «الفصل ومعاقبة من يخالف توجهات الوكالة القاضية باتباع الحيادية المطلقة كونهم موظفين في هيئة دولية ذات طابع إنساني».
وشدد على أن ذلك التهديد يتناقض بشكل واضح مع ما تدعو إليه الأمم المتحدة بكل مواثيقها بـ «حريّة التعبير»، ويتنافى في الوقت نفسه مع مبادئ حقوق الإنسان وحقه في التعبير عن رأيه وعن ميوله السياسية. وأكد أن الأونروا لم توقف إجراءاتها العقابية بحق الموظفين الذين يتهمون بـ «عدم الحيادية». وكشف في وقت سابق قيام «الأونروا» بمعاقبة عدد من موظفيها بالخصم من رواتبهم الشهرية، بعد اتهامهم بالكتابة على مواقع التواصل الاجتماعي، عبارات لها «دلالات وطنية»، وبررت المنظمة الدولية إجراءاتها بأن هؤلاء الموظفين خالفوا قوانينها القائمة على الحيادية.
وسبق ذلك أن اضطر رئيس اتحاد موظفي «الأونروا» في غزة سهيل الهندي، إلى تقديم استقالته، بعد أن رضخت إدارة «الأونروا» لمطلب إسرائيلي، عقب اتهامه بالانتماء لحماس.
إلى ذلك دعا مكتب شؤون اللاجئين «الأونروا» إلى وقف ما اسماها «سياسة تجويف المناهج الدراسية، من مضمونها الوطني والتاريخي لمصلحة المشروع الإسرائيلي الأمريكي في المنطقة». وأكد أن «الأونروا» تسمي الضفة الغربية وغزة بأنها أراضي السلطة الفلسطينية في إيحاء بأن بقية فلسطين التاريخية ملك للاحتلال، إضافة إلى تغيير المصطلحات الجغرافية وتغيير مسمى مدينة القدس من عاصمة دولة فلسطين، إلى المدينة المقدسة لكل الأديان السماوية، وغيرها من التغييرات.
وأشار إلى أن دعوة «الأونروا» للحيادية «تتجاهل بشكل كبير السبب الرئيسي وراء إنشائها كمؤسسة دولية للتعامل مع قضية شعب منكوب طُرد من وطنه قسرا عام 1948 وخسر كل ممتلكاته، وليست للتعامل مع قضية إنسانية لشعب شردته البراكين والزلازل والأعاصير الطبيعية».
وحمل مكتب شؤون اللاجئين في حماس، المجتمع الدولي والأونروا مسؤولياتهم تجاه قضية اللاجئين والاستمرار بتوفير جميع الخدمات للاجئين الفلسطينيين دون قيد أو شرط.
وأشار إلى أن معظم اللاجئين الفلسطينيين باتوا متيقنين من أن أزمة «الأونروا» المالية هي «أزمة مدبرة»، وأنهم ينظرون بعين الريبة والشك إلى دور الدول المانحة خصوصاً الولايات المتحدة تجاه الإنسان الفلسطيني والعمل على تغيير وتدمير روحيته الوطنية والداخلية.

حماس تنتقد «الأونروا» وتطالبها بوقف تهديد الموظفين لتبنيهم «مواقف وطنية»

مسؤول فلسطيني: ليست صدفة أننا نلتزم الصمت فالأمريكيون طلبوا منا الانتظار ونحن ننتظر

Posted: 01 Jun 2017 02:20 PM PDT

رام الله – «القدس العربي»: كشف النقاب أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تدرس صياغة وثيقة إعلان مبادئ لحل المسائل الجوهرية، تجري على أساسها المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية حول الاتفاق الدائم لإنهاء الصراع، حسب ما قالته جهات رفيعة إسرائيلية، فلسطينية وأمريكية. ولم يقرر البيت الأبيض حتى الآن المخطط الذي ستحاول من خلاله الإدارة الأمريكية دفع عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، وأن صياغة وثيقة المبادئ لا تزال محل نقاش بين الجهات الفاعلة في الموضوع. 
ويوم الخميس الماضي وبعد انتهاء زيارة ترامب الى المنطقة زار المبعوث الأمريكي جيسون غرينبلات القدس ورام الله، والتقى مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وقال مصدر اسرائيلي اطلع على تفاصيل المحادثات إن المبعوث الأمريكي ناقش مع الاثنين الأفكار التي تفحصها الإدارة الأمريكية بشأن مخطط استئناف المفاوضات. وحسب أقواله فقد سعى غرينبلات الى سماع رأي الزعيمين بالمخطط وما الذي يفضلانه، وكيف يريدان للعملية ان تجري وما هي النتيجة التي يتوقعانها.
وبعد عدة أيام من اللقاء مع غرينبلات كشف نتنياهو خلال محادثة مع نواب الليكود عن الإمكانيات التي يدرسها البيت الأبيض وألمح الى أن إحداها هي صياغة وثيقة مبادئ. وقال خلال النقاش المغلق «توجد لدى الإدارة الحالية رغبة في طرح شيء على الطاولة، لدينا الكثير من مواقفنا المهمة وهذا لا يعني ان ما نقوله مقبول لديهم».
ويستعد نتنياهو ومستشاروه الكبار لإمكانية ان يعمل ترامب على صياغة وثيقة مبادئ بالتعاون مع الأطراف كمرحلة أولى في المفاوضات، او ان يعرض على الأطراف وثيقة مبادئ كهذه كاقتراح أمريكي يشكل أساسا لبدء الاتصالات حول الوضع الدائم. وقال مسؤول اسرائيلي رفيع مطلع على القضية: «حسب تقديرنا فإن الأمريكيين ينوون طرح خطة لكننا لا نعرف ما الذي يفترض ان تتضمنه».
وأكد مسؤول فلسطيني مطلع على الاتصالات مع الإدارة الأمريكية، انه خلال المحادثات التي أجراها عباس مع ممثلي الإدارة أشاروا الى أنهم يفكرون بصياغة وثيقة تفاهمات لحل المسائل الجوهرية، يتم التفاوض على أساسها. وقال المسؤول الفلسطيني إن «الكرة موجودة الآن في الملعب الأمريكي، وليس صدفة اننا نفرض على أنفسنا الصمت، لقد طلب منا الأمريكيون الانتظار ونحن نفعل ذلك، نيتنا هي الدخول في مفاوضات جدية على كل القضايا».
وما زاد من التأكيد على دراسة الأمريكيين لوثيقة مبادىء هي الإحاطة التي قدمها مسؤول في البيت الأبيض إلى الصحافيين بعد وقت قصير من مغادرة ترامب إسرائيل في طريقه إلى روما. وسئل المسؤول عن المرحلة المقبلة في محاولات دفع محادثات السلام قدما، فرد بالقول «نريد ان نضع مجموعة مشتركة من المبادئ التي يتوجب على الجميع الالتزام بها». 
وقال ستيوارت جونز مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط في مؤتمر صحافي للمراسلين في واشنطن انه لم يتم إيجاد أية آلية رسمية لإعادة بدء المحادثات او إدارتها، فيما أوضح مسؤول اسرائيلي ان الأمريكيين لا يعرفون الى أين سيذهبون في عملية السلام. 
وما زال الأمريكيون يدرسون تقديم مثل هذه الوثيقة في إطار المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين مع مشاركة أمريكية نشطة، أو ما إذا كان ينبغي لهم أن ينخرطوا في مشاورات منفصلة مع كلا الجانبين وبعدها يتم وضع هذه الوثيقة معا، كمقترح أمريكي سيكون أساسا للمحادثات المستأنفة. 
من جهه أخرى استقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في مقر الرئاسة في مدينة رام الله المبعوث الياباني لعملية السلام ماساهارو كونو، حيث أطلعه على آخر نتائج التحركات السياسية خاصة عقب اللقاءات التي جرت مع الرئيس ترامب في واشنطن وبيت لحم. 
وأكد حرص القيادة الفلسطينية على تعزيز وتمتين العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، لما فيه مصلحة الشعبين الفلسطيني والياباني. وثمن الدعم الذي تقدمه اليابان للشعب الفلسطيني لبناء مؤسساته ودعم الاقتصاد الفلسطيني خاصة مشروع طريق السلام، الذي ينفذ في مدينة أريحا بدعم سخي من الحكومة اليابانية.
بدوره أكد المبعوث الياباني حرص بلاده على دعم العملية السياسية القائمة على مبدأ حل الدولتين، واستعدادها للعب دور سياسي أكبر لإعطاء الدعم لعملية السلام. وشدد على استمرار اليابان في تقديم الدعم للاقتصاد الفلسطيني، لبناء المؤسسات الفلسطينية، وحرصها على تطوير علاقات الصداقة بين اليابان وفلسطين. 
الى ذلك فإن التدخل الأمريكي في موضوع عملية السلام لا ينتهي عند الوثيقة وحسب. فقد انتهى مفعول الأمر الرئاسي الذي يمنع نقل السفارة الأمريكية من تل ابيب الى القدس، الأمر الذي يحتم على الرئيس ترامب، وهذا ما فعله ترامب أمس حيث وقع امراً جديداً بتأجيل النقل لسته أشهر أخرى. 
يشار الى ان القانون الذي سنه الكونغرس في 1995، يحتم على الإدارة الامريكية نقل السفارة الى القدس لكن الرؤساء الأمريكيين اختاروا تأجيل الأمر بواسطة أمر رئاسي ينص على تعليق القانون لأسباب تتعلق بالأمن القومي. 
وكان ترامب قد وعد خلال حملته الانتخابية بالتوقيع على الأمر الرئاسي والبدء بالإعداد لنقل السفارة، لكنه منذ دخوله الى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني الماضي يرفض الالتزام بأنه سينفذ وعده. وخلال زيارته الى اسرائيل والسلطة الفلسطينية في الاسبوع الماضي امتنع ترامب عن التذكير بتاتا بهذه المسألة. 
وكان الرئيس السابق باراك اوباما قد وقع على تجديد أمر تعليق نقل السفارة في شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي عشية انتهاء ولايته. ويسري الأمر الذي وقعه اوباما حتى الأول من حزيران/يونيو، وإذا لم يقم ترامب بتجديد الأمر فهذا يعني انه يجب على الإدارة بدء العمل على نقل السفارة. وفي حال وقع ترامب على الأمر فإن هذا سيعني خرقه للوعد الذي قطعه على نفسه خلال الحملة الانتخابية، وبالتالي سيعرضه ذلك الى الانتقاد من قبل التنظيمات اليهودية الأمريكية التي دعمته في الانتخابات. 
ويشار الى ان المسؤول الرفيع الوحيد في الإدارة الذي تطرق الى موضوع نقل السفارة في الأسابيع الأخيرة، هو نائب الرئيس مايك بينس الذي قال في عدة مناسبات، إن ترامب «يدرس بجدية» تنفيذ وعده. اما ترامب نفسه فقد حرص على القول لوسائل الإعلام إنه «لا يزال من المبكر» مناقشة الموضوع. وعلم انه جرى نقاش متواصل في هذا الموضوع في الإدارة وحاول عدد من المستشارين السياسيين لترامب ومن بينهم السفير لدى إسرائيل ديفيد فريدمان إقناعه بتنفيذ وعده، بينما أوصى وزير الدفاع جيمس ماتيس ووزير الخارجية ريكس تيلرسون ومستشار الأمن القومي هربرت مكماستر بالامتناع عن هذه الخطوة، أيضا بادعاء أن نقل السفارة قد يمس بفرص استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين.

مسؤول فلسطيني: ليست صدفة أننا نلتزم الصمت فالأمريكيون طلبوا منا الانتظار ونحن ننتظر

فادي أبو سعدى

عواقب وخيمة لانسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس حول المناخ

Posted: 01 Jun 2017 02:19 PM PDT

واشنطن ـ «القدس العربي»: سيؤدى انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس التاريخي حول المناخ إلى عواقب وخيمة على الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وجدول اعماله الدولي وسياسة المناخ الأمريكية، ومن شأن ذلك ان يترك قوة عظمى في العالم خارج اتفاق يهدف إلى خفض انبعاثات غازات الدفيئة في معظك دول العالم بما في ذلك سوريا ونيكاراغو.
ووصف ترامب الاتفاقية في مناسبات منفصلة بأنها صفقة سيئة للولايات المتحدة وكانت دعوته للانسحاب من الاتفاق تحتل حيزا كبيرا من برنامجه الانتخابي «أمريكا أولا»، وفي اجتماع عقد في نيسان/ أبريل الماضي، اكد ترامب بان الولايات المتحدة تدفع مليارات الدولارات بينما لا تساهم روسيا والصين والهند باى شئ يذكر.
وبالنظر إلى هذه التصريحات والوعود السابقة فإنه من غير الصعب رؤية لماذا يريد ترامب ان تنسحب الولايات المتحدة من الاتفاقية إلا ان القرار اثار معركة غاضبة داخل البيت الابيض حيث وقف افراد اسرة ترامب بمن فيهم ابنته ايفانكا وصهره جاريد كوشنر في مواجه ضد المستشار ستيف بانون ومدير حماية وكالة البيئة ستيف برويت، وسيعنى انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية ان ترامب انحاز لبانون وقاعدته مع اعتراضات سطحية للغاية من مجتمع الاعمال او الوسط الحكومي.
وحثت شركة اكسون موبيل العملاقة وشركات أمريكية ضخمة ترامب على البقاء في الاتفاقية بحجة انها ستحافظ على وجود نفوذ للولايات المتحدة في المحادثات المستقبلية، وقالت ان احتفاظ الولايات المتحدة بمقاعد حول طاولة المفاوضات سيضمن تكافؤ الفرص حتى يتم التأمل مع جميع مصادر الطاقة وتقنياتها على نحو عادل في سوق عالمية مفتوحة وشفافة وتنافسية.
وسيعنى خروج ترامب من الاتفاقية انه على استعداد للتخلى عن حلفائه وانصاره الذين يؤيدون الصفقة من اجل الاستمرار في الحصول على دعم من قاعدته الشعبية الاساسية من المؤيديين، ومن المرجح ان ان يدعم العديد من الجمهوريين في (الكابتول هيل) عملية الانسحاب من باريس حيث طلب 20 من الجمهوريين البارزيين في مجلس الشيوخ، بمن فيهم زعيم الاغلبية ميتش ماكونيل، من ترامب ان يفعل ذلك الاسبوع الماضي، وسيثير الانسحاب من الاتفاقية بهجة الجماعات الأمريكية المحافظة التى قادت لفترة طويلة حركة معارضة للاتفاقية.
ويرغب ترامب ان تثمر فترة رئاسته عن توفير الملايين من الوظائف وفرص العمل ولكن الانسحاب من الاتفاقية سيعنى، وفقا لتقرير صدر مؤخرا عن المجلس الأمريكي لتكوين رأس المال المدعوم من قبل الصناعة النفطية، الغاء 3 تريليون من الناتج المحلي الاجمالي وخسارة 6.5 مليون وظيفة بحلول عام 2040، وبالنسبة إلى انصار البيئة فان تخلى ترامب عن الهيمنة الأمريكية في صناعات الطاقة النظيفة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية سيعنى هيمنة للقوى الكبرى الاخرى مثل الصين واوروبا.
وحذر مسؤولون أمريكيون ودوليون من ان انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس سيعنى تراجعا للبلاد في المسرح الدبلوماسي اذ قال تود ستيرن، كبير المفاوضيين للمناخ اثناء ولاية أوباما، ان الانسحاب من باريس سيئودى إلى اضرار دبلوماسية بالغة.
وقال محللون أمريكيون ان ترامب يسعى إلى إلغاء ارث الرئيس السابق باراك أوباما حيث قضى الاشهر الاولى في منصبه وهو يتخذ قرارات بهذا الاتجاه، بما في ذلك محاولة الغاء قانون الرعاية الصحية.

عواقب وخيمة لانسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس حول المناخ

رائد صالحة

نداء تونس «يعاقب» نائبة انتقدت عدم مساندته للشاهد في حربه ضد الفساد

Posted: 01 Jun 2017 02:19 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: قرر حزب «نداء تونس» الحاكم تجميد عضوية إحدى نائباته واستبعادها من كتلته البرلمانية إثر انتقادها عدم مساندة قيادة الحزب لرئيس الحكومة يوسف الشاهد في حزبه ضد الفساد، لتكون بذلك رابع نائبة يتم استبعادها من الحزب خلال الفترة الأخيرة.
وكانت قيادة «النداء» أصدرت قراراً أعلنت فيه تجميد عضوية النائبة صابرين القوبنطيني في مؤسسات الحزب وفصلها من الكتلة النيابية إلى غاية المؤتمر المُقبل للحزب «بالاعتماد على لائحة ممضاة من قبل 42 نائباً، وبالنظر إلى سلوكها المسيء إلى سمعة الحزب ووحدة هياكله (مؤسساته)».
وكانت القوبنطيني دونت قبل أيام على صفحتها في موقع «فيسبوك»: «أين القيادة العظيمة للنداء؟ وأين مساندتها المزعومة لرئيس الحكومة الذي هو ابن الحزب (عندما كانت الاغلبية لا تعرف حتى مقر الحزب). لا بيان ولا تصريح ولا حتى اتصال (يؤكد دعم قيادة الحزب لرئيس الحكومة) هل القيادة العظيمة لا تساند مكافحة الفساد؟».
وأضافت «منذ أسابيع يهددونني بالطرد من منصب مساعد رئيس المجلس ومن كتلة نداء تونس على خلفية آرائي التي لا تعجب أحداً، ومساندتي للحكومة، وكلامي عبر الفايسبوك ووسائل الإعلام. أستحلفكم بالله أن تطردوني من أجل هذه التدوينة».
وإثر اتخاذ قرار تجميد عضويتها، أكدت القوبنطيني أن موقفها الداعم للحكومة في حربها ضد الفساد كانت السبب في استبعادها، وانتقدت «تململ الحزب وتذبذب تصريحات قياداته» بشأن المسار الذي انتهجته الحكومة فيما يتعلق بإيقاف رجال الأعمال الفاسدين في البلاد. والقوبنطيني هي رابع نائبة من «نداء تونس» تستقيل أو يتم استبعادها من الحزب خلال أقل من شهرين، حيث قدمت كل من ليلى أولاد علي وناجية عبد الحفيظ استقالتهما وانضمتا لاحقاً للكتلة «الوطنية»، فيما تم استبعاد ليلى الشتاوي من رئاسة لجنة التحقيق حول شبكات التسفير ومن الكتلة البرلمانية، قبل أن تستقيل لاحقاً من الحزب وتنضم لحركة «مشروع تونس».

نداء تونس «يعاقب» نائبة انتقدت عدم مساندته للشاهد في حربه ضد الفساد

رحيل عزيز محمد… القيادي الشيوعي الذي قرّب بين طالباني وبارزاني

Posted: 01 Jun 2017 02:18 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: أعلن الحزب الشيوعي العراقي، وفاة سكرتيره الأسبق عزيز محمد، أحد الشخصيات السياسية التي تركت بصمة في التاريخ والأحداث العراقية.
عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي، مفيد الجزائري، أكد لـ«القدس العربي»، أمس الخميس، أن «الحزب فتح ابواب مقره في بغداد لاستقبال المعزين»، مؤكدا أن «محمد خسارة كبيرة للحزب والحركة الوطنية في العراق».
وأضاف أن «الفقيد قضى حياته كلها في صفوف الحزب وفي السجون ولعب دورا في القضايا الوطنية ولم يتبوأ أية مناصب حكومية».
وذكر الجزائري بعض أبرز مواقف محمد، ومنها عمله مع الحزب الشيوعي لجمع كلمة القوى الوطنية وتخفيف التوتر في المشهد العراقي آنذاك، وخاصة بعد اندلاع المعارك بين الأحزاب الكردية».
وبين أن «الحزب الشيوعي أدرك خطورة النزاعات بين الاخوة، وكان ملاذا للأطراف المتصارعة، لذا لعب دورا في التوفيق بين الحزبين الديمقراطي، برئاسة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني بقيادة جلال الطالباني اللذين كان بينهما تشنجات ومواجهات، حيث نجح عزيز محمد في اقناعهما بضرورة التعايش معا في الاقليم، وهو ما اسفر إلى التوصل لعقد اتفاق سلام بينهما، وقد كرم بارزاني لاحقا محمد بمنحه أرفع قلادة في الاقليم».
وعن دور محمد في تشكيل الجبهة الوطنية في العراق، أشار الجزائري إلى أن «العراق كان مقبلا على تغييرات في السبعينيات من القرن الماضي، وخاصة بعد ارتفاع اسعار النفط، مما يفرض التعاون بين الحكومة وبين القوى السياسية العراقية ويتطلب تهيئة أجواء وطنية».
وتابع: «كما أن حكومة البعث وقتها قدمت العديد من الاجراءات الاقتصادية التي مهدت لقيام تعاون وطني، لذا استجاب الحزب الشيوعي إلى ذلك التحرك من اجل مصلحة البلاد، إلا أن النظام السابق تنكر لاحقا لوعوده وأعاد سياسته تجاه الأحزاب كما بدأت سياسته مع الجيران تتأزم».
وقد نعى الحزب الشيوعي القيادي البارز، معتبراً في بيان أن محمد «في خضم المسيرة الكفاحية الطويلة والمثابرة، عانى الكثير وقاسى وتحمل بصبر ثوري وقناعة عميقة بعدالة القضية، التي رفع رايتها عاليا ودافع عنها باخلاص وتفان وثبات في ميادين العمل السري والعلني، في السجون».
واضاف البيان «مضيئة كانت تلك المسيرة النضالية لرفيقنا العزيز الراحل، وستبقى تنير طريق المناضلين السائرين على خطاه وخطى من سبقوه من قادة الحزب الاماجد، نحو الغد الافضل لشعبنا ووطننا.
وستبقى ذكرى الرفيق عزيز محمد حية في قلوب الشيوعيين وسائر الوطنيين والديمقراطيين وعامة الناس الطيبين في العراق».
كما نعى رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، والعديد من الشخصيات والاحزاب، محمد، وقدموا التعازي إلى الحزب الشيوعي.
يذكر أن محمد ولد 1924 في قرية بيركوت في كردستان، واصبح عضوا في «جمعية الشعب» في العام 1942 وكانت تصدر جريدة (بليسة) ومعناها (الشرارة) وهي جريدة ماركسية، وانتمى في العام 1945 إلى الحزب الشيوعي، أصبح بعد ذلك مسؤول الحزب في أربيل بعد أن أصبح مسؤول أربيل «نافع يونس» مسؤول الألوية الشـمالية، اعتقل في العام 1948 مع اعضاء اللجنة المركزية جماعة مالك سيف ـ يهودا صديق، وفي العام 1949 حكم المجلس العرفي العسكري الاول عليه بالسجن 15 عاما، في العام 1953 تم طرده من صفوف الحزب من قبل سكرتير الحزب الشيوعي بهاء الدين نوري إلى جانب «جمال الحيدري ـ نافع يونس ـ حمزة سلمان الجبوري»، لذلك حدث انشقاق بالحزب تحت اسم «راية الشغيلة» ولم يتغير الوضع حينما استلم «حميد عثمان» قيادة الحزب بعد اعتقال «بهاء الدين نوري»، اطلق سراحه في العام 1958، وفي العام 1960 اصبح مسؤولا للحزب الشيوعي فرع كردستان والذي يضم (أربيل ـ السليمانية ـ كركوك)، واصبح رئيسا للحزب من العام 1964 إلى العام 1993.

رحيل عزيز محمد… القيادي الشيوعي الذي قرّب بين طالباني وبارزاني

مصطفى العبيدي

«شباب 6 أبريل» تتهم شرطيين بالاعتداء على مؤسسها

Posted: 01 Jun 2017 02:18 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: اتهمت حركة «شباب 6 أبريل»، أمس الخميس، ضباطا وأفرادا من قسم شرطة ثالث القاهرة الجديدة بالاعتداء على مؤسس الحركة أحمد ماهر، بالسب والضرب، أول أمس الأربعاء، داخل قسم الشرطة. وقال خالد اسماعيل، المتحدث الإعلامي باسم حركة شباب 6 ابريل، في بيان إن كلا من المدعو «محمد عبد العظيم، وهو ضابط شرطة في قسم شرطة ثالث القاهرة الجديدة، وأمين شرطة يُدعى فتحي قاما بالاعتداء البدني واللفظي على أحمد ماهر داخل قسم الشرطة».
وأضاف أن «قسم شرطة ثالث القاهرة الجديدة احتجز أحمد ماهر، الثلاثاء الماضي، على خلفية تأخره عن ميعاد المراقبة مدة نصف ساعة بسبب مرض والدته، وأن محضر كسر المراقبة كان جاهزا وقت وصول أحمد ماهر إلى قسم الشرطة وقت المراقبة».
وينفذ القياديان في حركة «شباب 6 أبريل» أحمد ماهر ومحمد عادل، عقوبة تكميلية لمده 3 سنوات تسمى عقوبة «المراقبة» بعد الإفراج عنهما في قضيه «اختراق قانون التظاهر» المقضي بعدم دستوريته.
وتتهم»6 أبريل»، وزارة الداخلية المصرية بمخالفة القوانين، حيث تجبر ماهر وعادل على المبيت داخل قسم الشرطة من 6 مساء إلى 6 صباحا يوميا، رغم مخالفة ذلك للقانون المنظم لعقوبة المراقبة، الذي يقتضي أن يكون المٌراقب موجودا في محل الإقامة من فترة الغروب إلى فترة الشروق، ما دام له محل إقامة ثابت.
وحسب إسماعيل «الضابط وأمين الشرطة اعتديا بالضرب والسب على أحمد ماهر أثناء ركوبه عربة الترحيلات، ورفضا فك (الكلبش) داخل عربة الترحيلات كما تقضي القوانين المنظمة لذلك، مع ترحيله مع عدد كبير من الأفراد الجنائيين داخل عربة ترحيلات تحمل 50 فردا، وهي لا تتسع لسوى 12 فردا فقط، وجميع الأفراد مقيدو الأيدي دون أدنى محاولة لحمايتهم من التصادم، أو توفير مجال تهوية، مع رفضهما تشغيل الشفاطات الموجودة في العربة رغم الحر والصيام».
وأشار المتحدث الإعلامي باسم «شباب 6 أبريل»، إلى أن «نيابة الجلاء قد قررت إخلاء سبيل أحمد ماهر، مع توجيه له تهمة تأخر عن ميعاد المراقبة، وإنه ورغم قرار إخلاء السبيل الذي قرر ظهرا إلا إن قسم الشرطة تعنت في تنفيذ إخلاء السبيل حتي ميعاد المراقبة، حتي لا يخرج أحمد ماهر للإفطار مع أسرته».

«شباب 6 أبريل» تتهم شرطيين بالاعتداء على مؤسسها

مؤمن الكامل

عضو هيئة التفاوض العليا لـ «القدس العربي»: أجندات طائفية تحرك طهران وقدمنا أوراقاً لوقف المد الشيعي في سوريا

Posted: 01 Jun 2017 02:18 PM PDT

دمشق ـ «القدس العربي»: تحدث جاسر عبارة عضو هيئة التفاوض العليا في تصريح خاص لـ «القدس العربي» عن الدور الإيراني في تخريب النسيج الاجتماعي السوري وقال إن «لإيران أجندة طائفية فهي بالدرجة الأولى تطرح فكرة تصدير الثورة منذ الثمانينيات إلى الآن، واليوم تعمل على تشيع المنطقة وليس تشيع المجتمع السوري فقط بل خلق الفتنة الطائفية في المنطقة»، مضيفاً ان إيران هي «راعية التمدد الشيعي وهي راعية الميليشيات الشيعية وهي من ينفق على حزب الله ويوجه أمينه العام».
وقال ان «إيران تصنف عالمياً كدولة راعية للإرهاب»، وقد قدمت الهيئة العليا للتفاوض ورقة للمبعوث الاممي في جنيف عن دور إيران في المنطقة، وتم التركيز في المباحاثات التي جرت بين وفد الهيئة العليا للوفد المفاوض وسفراء الدول لان دور إيران دور سلبي وكان من أهم أولوياتنا اننا بينّا للعالم اجمع انه لا يمكن ان تلعب إيران دوراً ضامناً في حل الأزمة السورية، فهي في نظرنا عدو ويجب التعامل معها بهذا الشكل.
وعن سؤاله عن الدور المنوط بقوات المعارضة لوقف التمدد الإيراني، قال المتحدث ان «كتائب الثوار تعمل على إيقاف تمدد إيران وميليشياتها منذ دخولها إلى الأراضي السورية، وخاصة في الآونة الأخيرة، نعمل على إيقاف تمدد الحشد الشعبي من جهة العراق وصولاً إلى ميليشيا حزب الله في لبنان عن طريق البادية السورية والقلمون الشرقي وصولاً إلى القلمون الغربي إلى مناطق سيطرة حزب الله، ونعمل حالياً في منطقة البادية لإيقاف هذا المشروع بكل الإمكانيات المتوفرة لدينا».
وتحدث عضو هيئة التفاوض عن دور إيران في كل من مفاوضات آستانة وجنيف حيث قال ان إيران طرف في مفاوضات آستانة التي تشارك فيها الأمم المتحدة عبر مبعوثها الأممي ولكنها ليس تحت مظلتها، ولا تتبع مرجعيتها، حيث كانت إيران طرف في المفاوضات، وتحديداً في الاتفاق الأخير «اتفاق تخفيض التصـعيد» الـذي لـم توقـع علـيه لا المعـارضة ولا النظام، فهو فعلياً اتفاق بين روسيا وتركيا وإيـران، أما مـفاوضـات جـنيف فهي مفاوضـات تحت مظلة الأمم المتحـدة وتحت رعايـة جميـع الدول.
ورأى ان «إيران تبقى السبب في فشل المفاوضات، فيما تعمل هيئة المفاوضات العليا جاهدة لانجاح العمل السياسي وفق المرجعيات الدولية وقرارات مجلس الأمن وبالتحديد قرار 254 وكل القرارات ذات الصلة، اما بالنسبة لآستانة فهو متعلق بالشأن العسكري وإيقاف إطلاق النار، لكنها يبدو انها مثل سابقاتها كاتفاق انقرة لوقف اطلاق النار ستبوء بالفشل»، حسب تعبيره. مؤكداً ان هيئة التفاوض «مع كل جهد لإيقاف اطلاق النار، وتسعى لوقف معاناة الشعب السوري».
من جهة ثانية وصلت حشود ضخمة بأعداد كبيرة إلى الملعب البلدي في مدينة درعا، وتوجهت أرتال عسكرية لقوات النظام السوري والفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد، بالإضافة إلى ميليشيا «قوات الغيث» نحو مدينة درعا على الحدود السورية الأردينة، بعد حشود مماثلة توجهت إلى مدينة ازرع والسويداء وخربة غزالة.
مصادر عسـكرية قالت لـ «القدس العربي» ان هدف الحشود الســورية الإيرانية هو استرجاع ما خسرته قوات النظام والميليشيات الرديفة في حي المنشية بدرعا البلد على تخوم جمرك درعا القديم الذي يصل سوريا بالأردن، فيما شهدت قوات النظام السوري والميليشيات الموالية له داخل «كتيبة البانوراما» وأحياء عدة في المدينة استـنفاراً واضـحاً.
وفي هذا الصدد وجه جاسر عبارة رسالة إلى قيادات المعارضة وكتائب الثوار، قال فيها «إن لم تتحركوا بعمل عسكري فعلموا ان مصيركم العودة إلى حضن بشار مكرهين، وان سقطت درعا سقطتم معها يارواد آستانة هذا صنعكم فأعيدوا النظر فيما صنعتم».
وأضاف: «لكل من حمل السلاح من الشرفاء هذه نقطة مفصلية تنتهي عندها حتى الآمال والاحلام، اننا سنبكي بلدتنا وارضنا وأهلنا كالنساء لاننا لم ندافع عنها كالرجال، ان الجميع سيتفرج على درعا كيف تسقط ولن ينبذ ببنت شفة من الدول الصديقة او غير الصديقة وعندها سنجلد انفسنا ونتهم بعضنا بالخيانة علما انهـا اتفاقات لا عـلاقة لنا بهـا».
وقال مخاطباً ثوار درعا: «لست أقدم النصائح انما هي صرخات، وإذا ما أردتم التحضير لساعة تقض مضاجع الأوغاد فيها (عصابة الاسد وعصابة فارس) لن تعدموا الوسيلة».

عضو هيئة التفاوض العليا لـ «القدس العربي»: أجندات طائفية تحرك طهران وقدمنا أوراقاً لوقف المد الشيعي في سوريا
حشود سورية إيرانية ضخمة على الحدود الأردنية وسط تقدم لقوات النظام
هبة محمد

موريتانيا: تنديد بتصريحات الناطق الحكومي حول حقوق السجناء السلفيين

Posted: 01 Jun 2017 02:17 PM PDT

نواكشوط ـ «القدس العربي»: أكدت هيئات سياسية وحقوقية موريتانية أمس أن التصريحات التي أدلى بها الوزير الناطق الرسمي باسم الحكومة حول حقوق السجناء السلفيين المحكوم عليهم بالإعدام تصريحات «همجية وصادمة».
وكان الوزير قد أكد في تصريحات الإثنين الماضي ردًا على بيان طالب فيه السجناء بتحسين ظروف حبسهم «أن هؤلاء السجناء محكوم عليهم بالإعدام، والحياة هي أبسط الحقوق التي يجب أن ينالها الشخص، وما دامت العدالة قد سلبتهم حق الحياة فمطالبتهم بحقوق أخرى غير واردة».
وندد السجناء المذكورون بتصريحات الوزير مؤكدين في بيان وزعوه أمس «أن التصريحات المرتجلة قلما يوفق فيها من لا يتقيد بضوابط تحدد علاقته بغيره، وقد بدا ذلك جلياً في تصريح الناطق الرسمي الذي جعل حكم القضاء بالإعدام موتا بأي طريقة كانت، مع أن القضاء الذي أصدر الحكم حدد كيفية الإعدام بل نسي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة».
وطرح السجناء في بيانهم جملة من التساؤلات على الوزير بينها « هل الإعدام الذي حكم به القضاء هو القتل جوعاً؟، وهل الإعدام الذي حكمت به المحكمة يمنع ذوي المحكوم عليهم من حق زيارته وصلة رحمه قبل أن ينفذ فيه الحكم؟، وهل الحكم بالإعدام يمنع أبناء وزوجات المعدوم من حقهم في استصدار أوراق مدنية كفلها لهم القانون وأعطاهم حقهم في المواطنة؟، وهل الحكم بالإعدام يعني عدم علاج المحكوم عليه قبل إصدار الحكم وتعذيبه بالأمراض المزمنة؟، وهل الحكم بالإعدام هو إهانة ذوي المحكوم عليه بإجراءات تعسفية طابعها الإذلال والاحتقار؟».
هذا وندد حزب اتحاد قوى التقدم المعارض بتصريحات الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية حول السجناء السلفيين المحكوم عليهم بالإعدام؛ واعتبر الحزب في بيان أصدره حول هذه القضية أن «تصريحات الوزير تعني عملياً أن الحكومة قررت إعدام هؤلاء وفق المنطق الفاشستي، المنافي لكل الشرائع والقيم والأخلاق». وأضاف الحزب «لقد تجاهلت هذه التصريحات الصادمة، التي تعتبر مطعناً في أهلية صاحبها، أن المحكوم بالإعدام يظل يتمتع بكافة حقوق السجين كالأكل والشرب والعلاج والزيارة وغير ذلك، حتى ينفذ فيه حكم الإعدام وفق الإجراءات والمساطر القانونية المعروفة».
وأكد الحزب «أنه يستهجن تصريحات الوزير الهمجية وغير المسؤولة، كما يدين بشدة إدارة الحكومة لملف السجناء السلفيين وحرمانهم من حقوقهم المشروعة وتعمد إهانة ذويهم»، مطالباً «باحترام القانون وعدم الانتقائية في تطبيق أحكامه، وبتمكين السجناء كافة من حقوقهم بمن فيهم السلفيون رغم استنكار الحزب للجرائم التي ارتكبوها أو كانوا ينوون ارتكابها بحق الشعب والجيش الموريتانيين أو غيرهما من الأبرياء».
واستنكر حزب اتحاد قوى التقدم «صمت المنظمات الحقوقية إزاء تصريحات الناطق الرسمي باسم الحكومة»، وطالبها «بتحمل مسؤولياتها في الدفاع عن حقوق الإنسان»، محملاً «النظام كامل المسؤولية عن حياة هؤلاء السجناء، إن تم إعدامهم بهذه الطريقة الوحشية المخالفة للقانون».
وفي بيان آخر، ندد المرصد الموريتاني لحقوق الإنسان بتصريحات وزير الثقافة الناطق باسم الحكومة التي ذكر فيها أن «السجناء المحكوم عليهم بالإعدام لا حقوق لهم»، معتبرا هذه التصريحات «مخالفة صريحة للقوانين الموريتانية والدولية المتعلقة بحق السجين»، ومذكراً «السلطات بأن تطبيق عقوبة الإعدام عن طريق تجويع السجناء ومنعهم من الدواء جريمة إنسانية».
وأكد «أنه يتابع تطورات قضية السجناء السلفيين، وما يعانونه من ظروف صعبة، بينها تعقيد إجراءات زيارة الأمهات والزوجات والأبناء، والمنع من تلقي العلاجات الضرورية، على الرغم من إصابة بعضهم بأمراض مزمنة تستدعي رعاية صحية مستمرة، ناهيك عن الوضعية المزرية للسكن والإعاشة داخل السجن، هذا بالإضافة إلى منع هؤلاء النزلاء من التسجيل للإحصاء المدني، الأمر الذي أدى حتى الآن لحرمان أبنائهم من الحقوق القانونية، المتعلقة بالملكية والدراسة والتنقّل».
وأوضح الرصد «أن الوضع ازداد سوءاً بدخول عدد من هؤلاء السجناء في إضراب عن الطعام، أطلقوا خلاله نداءات استغاثة لتدارك وضعهم السيئ وهو ما أدى حتى الآن إلى مضاعفات صحية عديدة، نقل بعضهم إثرها إلى المستشفى في حالات حرجة، كما تزداد وضعية المضربين الآخرين سوءاً بشكل يومي».
«‎وقد مثل رد الحكومة الموريتانية على هذا الواقع البائس، يضيف المرصد، خروجاً على كل الأخلاق والأعراف والقوانين، حين أكدت على لسان الناطق باسمها بأن «السجناء المحكوم عليهم بالإعدام لا حقوق لهم، وهو التصريح الذي يمكن اعتباره نهجاً وسياسة رسمية، إذا تذكرنا أنه توفي خلال العام الماضي خمسة من محكومي الإعدام في سجن بير أم اغرين وحده، السجن الذي أطلق نزلاؤه سابقاً نداءات عديدة لإنقاذ حياتهم، دون جدوى».
ورداً على هذه الاتهامات، أعلنت الآلية الوطنية للوقاية من التعذيب (حكومية)، «أن موريتانيا تعتبر رائدة بخصوص ضمان حقوق السجناء عموماً، بما فيها السجناء الخاضعون لمحكوميات مؤبدة أو لأحكام بالإعدام لم تنفذ»، مؤكدة «أن موريتانيا كانت من أوائل الدول التي صادقت على الاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب وغيره من أنواع العقوبات الأخرى والمعاملات القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة».
وأوضحت في بيان وزعته أمس أنها «تتابع منذ أيام وباهتمام بالغ، وضعية عدد من السجناء المضربين عن الطعام في أحد قواطع السجن المركزي بالعاصمة نواكشوط، وقد نظمت لهم زيارة ميدانية للتعرف عن قرب على وضعيتهم والوقوف على طبيعة مطالبهم»، مشيرة إلى أنها «في اتصال دائم مع الجهات المختصة في هذا الموضوع».
وأكدت الآلية «أن حقوق جميع السجناء وعلى كافة التراب الوطني مصانة بمقتضى التشريعات الوطنية والدولية، ولعل هذا ما تبرزه الصورة الجيدة التي تحظى بها موريتانيا على المستويين الدولي والإقليمي في هذا المجال الحيوي من مجالات حقوق الإنسان، والتي عبرت عنها بوضوح العديد من الهيئات الدولية العاملة في مجال حماية حقوق السجناء، وبخاصة لجنة الأمم المتحدة الفرعية للوقاية من التعذيب في تقريرها الأخير عن موريتانيا، والجمعية الدولية للوقاية من التعذيب بجنيف».

موريتانيا: تنديد بتصريحات الناطق الحكومي حول حقوق السجناء السلفيين
هيئات سياسية وحقوقية اعتبرتها همجية وصادمة… وآلية الوقاية من التعذيب ترد

تقرير فلسطيني يطالب بوقف العمل بآلية الأمم المتحدة «الفاشلة» لإعمار غزة ويحذر من تدهور الأوضاع

Posted: 01 Jun 2017 02:17 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: رصد تقرير فلسطيني جديد الواقع الاقتصادي السيىء الذي يعيشه قطاع غزة بسبب الحروب الإسرائيلية، وأكد أن معظم المنشآت الاقتصادية المدمرة في الحرب الأخيرة صيف عام 2014 لم يتم إعمارها، وهو ما أدى إلى انخفاض النشاط الاقتصادي، ودعا إلى وقف العمل بآلية الأمم المتحدة لإعمار القطاع، بعد أن أثبتت فشلها.
وأكد المركز الذي تناول وضع المنشآت الاقتصادية المدمرة في قطاع غزة جراء الحرب، أن عدم بناء المنشآت الصناعية التي دمرتها إسرائيل، تسبب في انخفاض عمل القطاع الصناعي إلى 23 %من طاقته الإنتاجية، لافتا إلى أن ذلك أدى إلى معاناة أصحاب هذه المنشآت، وضاعف حجم تدهور الأوضاع الاقتصادية.
وسلط التقرير الأضواء على خسائر القطاعات الاقتصادية الناجمة عن العدوان، التي بلغت 550 مليون دولار، تمثلت في 284 مليون دولار كخسائر القطاعات الصناعية والتجارية والخدماتية والسياحية، فيما بلغت خسائر القطاع الزراعي 266 مليون دولار أمريكي.
وأوضح أن إجراءات الحصار الإسرائيلي المشدد المفروض على غزة منذ منتصف يونيو/ حزيران 2007، أثرت بشكل كبير على القطاعات الاقتصادية، لافتا إلى أن الحرب الأخيرة أدت إلى تدمير 225 منشأة صناعية، و1,578 منشأة تجارية، وألحقت الضرر بـ 2,181 قطعة أرض زراعية مساحتها حوالى 11 مليونا و200 ألف متر مربع، وتدمير 39 غرفة للصيادين و82 قارباً للصيد.
وتناول التقرير الذي رصد خسائر الاقتصاد آليات الأُمم المتحدة لإعادة إعمار غزة (GRM)، وتعويض أصحاب المنشآت الاقتصادية المدمرة، وتقييم الأضرار التي لحقت بالمنشآت الاقتصادية، مسلطاً الضوء على السلبيات التي اتسمت بها هذه الآليات، وانعكست بشكل سلبي على إعادة إعمار المنشآت الاقتصادية.
ودعا إلى وقف عمل الأُمم المتحدة بآلية إعادة إعمار غزة، وقال إن هذه الآلية «أثبتت فشلها وأخفقت كلياً في تلبية الحد الأدنى من متطلبات إعادة اعمار القطاع». وأكد كذلك أن هذه الآلية «ساهمت في مأسسة الحصار المفروض على قطاع غزة».
وكانت الأمم المتحدة بعد انتهاء الحرب، قد أعلنت عن آلية لتنفيذ عمليات إعادة إعمار غزة، اشتكى منها السكان كثيرا بسبب تعقيداتها، وخرجت العديد من التظاهرات المنددة بهذه الآلية، التي أفشلت إلى جانب القيود الإسرائيلية، إعادة إعمار كل المنازل والمنشآت المدمرة رغم مرور ثلاث سنوات على انتهاء تلك الحرب.
إلى ذلك دعا التقرير الدول المانحة للوفاء بالتزاماتها المالية التي تعهدت بتقديمها، حتى يتسنى البدء بإعادة إعمار منشآت القطاع الاقتصادي، خاصة الصناعية والتجارية والزراعية، وذلك للحد من ارتفاع معدلات البطالة والفقر.
وكانت الدول المانحة قد تعهدت في مؤتمر الإعمار الذي عقد في العاصمة المصرية القاهرة بعد الحرب، بتقديم 5.4 مليار دولار، لدعم الفلسطينيين وعمليات الإعمار في غزة، غير أن الكثير من هذه الدول لم تف بالتزاماتها، وهو ما حال دون إنهاء عمليات الإعمار، وبقاء العديد من الأسر بلا منازل.
وطالب كذلك السلطة الفلسطينية بـ «تبني سياسات اقتصادية طارئة، وإيلاء المنشآت الاقتصادية المدمرة كلياً أهمية خاصة»، حيث لم تتلق هذه الشريحة أي تعويضات أو مواد بناء لإعادة إعمار منشآتهم المدمرة كلياً.
ودعا لتشكيل «لجنة طوارئ وطنية ودولية» لمتابعة أداء القطاعات الاقتصادية، والعمل على تقديم التوصيات اللازمة إلى الجهات المعنية لتقوم باتخاذ التدابير اللازمة لاجتياز الضائقة التي يمر فيها القطاع.
كما طالب المجتمع الدولي للعمل بشكل سريع على توفير برامج إغاثية عاجلة لآلاف العمال والموظفين الذين فقدوا فرص عملهم للحد من تدهور أوضاعهم الإنسانية، فضلاً عن تحريك العجلة الاقتصادية في قطاع غزة.
وطالب أيضا الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، إلى القيام بخطوات عملية، وفقاً لالتزاماتها القانونية، من أجل إجبار السلطات الإسرائيلية المحتلة على رفع الحصار الجائر، حتى يتسنى التدفق الحر لمواد البناء، والشروع بإعادة إعمار كافة المنشآت المدمرة، وخاصة المنشآت الاقتصادية.
يشار إلى أن الحصار الإسرائيلي الممتد منذ نحو 11 عاما إلى جانب الحروب الإسرائيلية الثلاث التي شهدتها غزة، تسبب في ارتفاع معدلات الفقر والبطالة. وتوضح الأرقام الرسمية أن نسبة البطالة في غزة تفوق الـ 43%، في حين بات 80% من سكان القطاع يعتمدون على المساعدات الخارجية، لتدبير أمور حياتهم.

تقرير فلسطيني يطالب بوقف العمل بآلية الأمم المتحدة «الفاشلة» لإعمار غزة ويحذر من تدهور الأوضاع

العالول: قرار نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس تبدد نهائيا

Posted: 01 Jun 2017 02:16 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: كشف نائب رئيس حركة فتح، محمود العالول، أن هواجس القلق من صدور قرار أمريكي بنقل السفارة من مدينة تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة تبددت بشكل نهائي. وأكد رفض الفلسطينيين وجود أي جندي إسرائيلي على الأرض الفلسطينية.
وقال في تصريحات للإذاعة الفلسطينية الرسمية إن السفارة الأمريكية لن تنقل إلى مدينة القدس المحتلة، مشددا على أن القدس الشرقية ستبقى عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وأشار نائب رئيس حركة فتح إلى أن ذلك «يعكس نجاح القيادة الفلسطينية في التأثير على الإدارة الأمريكية وجعلها أكثر تفهما للموقف الفلسطيني».
وفي وقت لاحق أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأجيل قرار نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، وذلك رغم تعهده خلال الحملة الانتخابية باتخاذ هذه الخطوة.
ويأتي قرار ترامب تأجيل النقل لمدة ستة أسهر مقبلة، في ظل مساعيه الرامية لإعادة استئناف المفاوضات.
وتطرق العالول خلال تصريحاته إلى العملية السلمية التي تسعى الإدارة الأمريكية الحالية لإطلاقها بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وقال إن العالم يدرك أن الحكومة الإسرائيلية «ليست حكومة سلام». وأكد أن هذه الحكومة التي يقودها بنيامين نتنياهو «تسعى لتكريس الاحتلال».
وكان نائب رئيس حركة فتح يرد على تصريحات نتنياهو الأخيرة، التي أكد خلالها أنه يريد التمسك باستمرار السيطرة العسكرية الإسرائيلية على الضفة في حال التوصل لأي اتفاق سلام.
ورد العالول على هذ التصريحات بالقول «إن ما قاله نتنياهو مرفوض تماما»، مؤكدا أن استقلال دولة فلسطين يعني «زوال الاحتلال تماما عن أرضنا»، لافتا إلى أن هذا الأمر عبر عنه الرئيس محمود عباس عندما صرح مرارا بعدم القبول بوجود ولو جندي إسرائيلي واحد على الأرض الفلسطينية، مع تأكيده على استعداد القيادة لدراسة إمكانية وجود طرف ثالث.
وكان نتنياهو قد أكد في وقت سابق رفضه للانسحاب الإسرائيلي من الأراضي أو المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، مطالبا الفلسطينيين الاعتراف بإسرائيل كوطن للشعب اليهودي، على حد زعمه.
وقال نتنياهو إن إسرائيل ستحتفظ بسيطرتها العسكرية والأمنية الكاملة في الضفة الغربية، حتى لو تم التوصل لاتفاق مع الفلسطينيين.
يشار إلى أن الرئاسة الفلسطينية ردت على لسان الناطق باسمها، نبيل أبو ردينة، على هذه التصريحات، وقالت إنها «مرفوضة ولن تؤدي إلى سلام قائم على أساس الشرعية العربية والدولية»، لافتا إلى أنها «تكريس لأسباب الصراع المستمر».
وقال إن السلام والأمن لن يتحققا إلا بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وعلى رأسها القدس الشرقية.

العالول: قرار نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس تبدد نهائيا

الجزائر: اعتداء إرهابي على حاجز أمني يخلف 4 جرحى

Posted: 01 Jun 2017 02:16 PM PDT

الجزائر – «القدس العربي»: قالت وزارة الدفاع الجزائرية إن أربعة من رجال الدرك الوطني قد أصيبوا بجروح خفيفة، في اعتداء إرهابي على حاجز أمني تابع للدرك الوطني في مدينة الأربعاء، غربي العاصمة ليلة أمس الأول، وقد سارع الجيش في إجراء عمليات تمشيط واسعة في جبال مدينة الأربعاء بحثاً عن الجماعة التي نفذت هذا الاعتداء الإرهابي.
وأضاف البيان الصادر عن وزارة الدفاع أن الاعتداء الذي وقع على مستوى منطقة أولاد جمعة لم يخلف قتلى، وأن الإصابات المسجلة خفيفة، وأن الدركيين المصابين نقلوا إلى المستشفى لتلقي الإسعافات، فيما شرعت قوات الجيش في عمليات تمشيط كبيرة في أعالي جبال الأربعاء والمناطق المجاورة لها من أجل العثور على الجماعة الإرهابية التي نفذت العملية، والتي لم يعرف بعد عدد أفرادها وانتماؤها، علماً أنه لا توجد أي جهة تبت الاعتداء حتى كتابة هذه السطور.
ويأتي هذا الاعتداء الإرهابي الذي يعتبر الأول من نوعه في شهر رمضان، ليرفع درجة التأهب إلى المستويات القصوى، خاصة أن الأمر يتعلق باعتداء إرهابي ضد حاجز أمني، وهذا نوع من الاعتداءات أصبحت الجماعات الإرهابية تتحاشاه في الفترة الأخيرة، لأنها تفتقر إلى القوة التي تمكنها من الاصطدام بقوات الأمن والجيش، خاصة لما يتعلق الأمر بحاجز أمني، مهمته أصلاً رصد المجرمين والإرهابيين، كما أن الاعتداء وقع على أبواب العاصمة، لأن مدينة الأربعاء لا تبعد عن العاصمة إلا حوالي 35 كيلومترًا، الأمر الذي سيدفع الأجهزة الأمنية إلى مزيد من اليقظة والحرص لمواجهة أية اعتداءات محتملة في العاصمة أو في المدن الأخرى، خاصة وأن الجماعات الإرهابية تتعمد اختيار شهر رمضان لتنفيذ جرائمها، حتى وإن كان الوضع الأمني عموماً هادئاً ومتحكماً فيه.
وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية قد سارع إلى التنديد بالاعتداء الإرهابي الذي تعرض له حاجز أمني بمدينة الأربعاء، مع إعطاء معلومات غير دقيقة بخصوص حصيلة الاعتداء الإرهابي، إذ تحدث الناطق باسم «الكي دورسيه» عن سقوط قتيل من جانب قوات الدرك في الاعتداء، وهو الأمر الذي نفاه بيان وزارة الدفاع الجزائرية بخصوص هذه العملية الإرهابية، على اعتبار أن تصريح المسؤول الفرنسي صدر قبل أن تعلن وزارة الدفاع الجزائرية عن حصيلة العملية الإرهابية.
من جهة أخرى أكد الناطق باسم الخارجية عن تضامن فرنسا الكامل واللامشروط مع الجزائر في جهودها لمكافحة الإرهاب.

الجزائر: اعتداء إرهابي على حاجز أمني يخلف 4 جرحى

حقوقيون مصريون ينتقدون أوضاع حقوق الإنسان أمام البرلمان الأوروبي

Posted: 01 Jun 2017 02:15 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: أعلن حقوقيون مصريون عن تسجيل شهاداتهم حول تردي أوضاع حقوق الإنسان في مصر، أمام الجلسة المخصصة لمناقشة هذه المسألة، في البرلمان الأوروبي، الثلاثاء الماضي، مؤكدين اختلاف شهاداتهم عما سبق.
وقال مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، إن مديره، بهي الدين حسن، وعضو مجلس إدارته، ومنسق منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط لدى منظمة «الخط الأمامي»، معتز الفجيري، قدما شهادتهما حول حالة حقوق الإنسان في مصر أمام لجنة حقوق الإنسان في البرلمان في بروكسل.
وأشار إلى «التردي المزري لحالة حقوق الإنسان، مقارنة بشهادته السابقة أمام المجلس في جلسة مايو/ أيار 2015، خاصة فيما يتعلق بسيادة القانون واحترام الدستور ومبدأ الفصل بين السلطات، ومحاربة الفساد والعنف السياسي والإرهاب، مستعرضا انعكاسات ذلك على مستقبل تحقيق استقرار دائم في مصر». وأكد «فشل سياسات الرئيس عبد الفتاح السيسي في مجابهة الإرهاب، الذي تفشى في شبه جزيرة سيناء، وانتقل لباقي أنحاء الجمهورية، وعجز الحكومة عن حماية المواطنين كافة، وخاصة الأقباط. فقبل أيام من هذه الجلسة شن تنظيم الدولة الإسلامية هجمة وحشية أودت بحياة 29 قبطيا في محافظة المنيا، لترتفع بذلك حصيلة قتلى الأقباط لأكثر من 100 ضحية في 5 شهور، نتيجة لعمليات إرهابية، رغم أن حكومة السيسي تسوق لنفسها بإعتبارها تحمي الأقباط، إلا أن الواقع يثبت العكس، بل تمنع الحكومة حتى الوقفات التضامنية مع الأقباط والمنددة بتكرار الاعتداء عليهم».
وأعتبر أن «سبب هذا الفشل يرجع في الأساس لتعامل الرئيس السيسي مع الهجمات الإرهابية باعتبارها مجرد مظلة لتمرير أجندة سياسية أخرى، جوهرها إجهاض البديل الليبرالي المتنامي للحكم الفاشل والمعتل الحالي»، مدللًا على ذلك بـ«سوابق خطيرة من بينها الاقتحام الأمني لنقابة الصحافيين، وتضييق الخناق الأمني على كافة أشكال الأنشطة الشبابية، بما فيها الرياضية والثقافية، علاوة على سعي النظام للقضاء على حركة حقوق الإنسان في مصر، والتحرش الأمني بالحقوقيين المصريين داخل مصر وفي أوروبا».
وحذر مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان أيضاً من التآكل المستمر لمؤسسات الدولة، بما فيها القضاء والبرلمان، مما يؤدي لهشاشة كيان الدولة المصرية.
واختتم شهادته داعياً البرلمان الأوروبي لإصدار قرار يساند جهود المصريين الساعية لوقف جرائم حقوق الإنسان الجسيمة المتعاقبة منذ انتفاضتهم الطموحة في يناير/ كانون الثاني 2011 ـ التي سعت لتحويل مصر لدولة عصرية يسود فيها حكم القانون، ويتمتع مواطنوها بالحرية والمساواة- فضلا عن السعي للتوصل للحقيقة والعدالة ومحاسبة المسؤولين عن تلك الجرائم، بما في ذلك الجرائم المرتكبة بحق الباحث الإيطالي جوليو ريجيني ونظرائه من الضحايا المصريين، لاسيما في مذبحتي «ماسبيرو» و«رابعة العدوية».
فيما أوضح عضو مجلس إدارة مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، معتز الفجيري، أن مصر تحظى حاليًا بأسوأ سجل لحقوق الإنسان والأكثر دموية في تاريخها الحديث، مدللًا بتسجيل أكثر من 1300 حالة قتل خارج نطاق القانون في سيناء خلال عام 2016، و9000 حالة اختفاء قسري خلال العام نفسه، فضلًا عن إحالة 7000 مدني لمحاكمات عسكرية منذ 2013 وحتى الآن.
واعتبر أن القضاء على حركة حقوق الإنسان كان ولا يزال هدف السلطة العسكرية منذ 2011، منذ كان الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي مديرا لجهاز المخابرات الحربية الذي نسق الحملة على المنظمات الأمريكية والألمانية المؤيدة للديمقراطية في مصر، مشيرا إلى ما يتعرض له الحقوقيون في مصر من تهديدات بالقتل، ومنع من السفر، وتجميد الأرصدة المالية، بالإضافة إلى المضايقات الأمنية لهم في مصر وفي أوروبا.
وأشار بيان مركز القاهرة إلى أن رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الأوروبي وعددا من أعضائه انتقدوا في كلماتهم التضييق المتصاعد على حركة حقوق الإنسان والمجتمع المدني في مصر، ومساعي غلق المجال العام في البلاد.
وكان البرلمان الأوروبي، قد اتخذ الاحتياطات اللازمة لحماية حسن والفجيري، خوفًا من تعرضهما لمضايقات أمنية مشابهة لما تعرض له عدد من الحقوقيين في روما في 20 و 21 من مايو/أيار، لاسيما بعد تحريض شخصية إعلامية مقربة من الرئيس السيسي على خطف وقتل الحقوقيين المصريين في أوروبا، تماماً كما حدث مع ريجيني، وهو ما أشار إليه حسن والفجيري في شهادتهما.
إلا أن تلك الإجراءات الاحترازية لم تمنع إعلاميين مقربين من الأجهزة الأمنية المصرية من التربص بحسن والفجيري أمام البرلمان الأوروبي، في مثال حي لما يتعرض له الحقوقيون المصريون في الخارج، الأمر الذي أصاب بعض أعضاء البرلمان بالصدمة، ومنهم رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الأوروبي.

حقوقيون مصريون ينتقدون أوضاع حقوق الإنسان أمام البرلمان الأوروبي

مؤمن الكامل

حالة استنفار للجيش الموريتاني على الحدود المشتركة مع مالي

Posted: 01 Jun 2017 02:15 PM PDT

نواكشوط – «القدس العربي»: تناقلت وسائل إعلام محلية خاصة أمس أخباراً عن إعلان الجيش الموريتاني لحالة الاستنفار على حدود موريتانيا الشرقية المشتركة مع مالي دون أن تؤكد ذلك مصادر رسمية، حيث جرت العادة بالتكتم التام على مثل هذه الأخبار.
وأكدت وكالة «الأخبار» الموريتانية المستقلة «أن الجيش الموريتاني نشر وحداته على طول الحدود، فيما رفعت وحداته المرابطة داخل المدن الشرقية من جاهزيتها». وتنشط في مناطق الحدود بين موريتانيا ومالي مجموعات مسلحة تمتهن تهريب المخدرات والأسلحة والسجائر.
وكانت مصادر عسكرية موريتانية قد أكدت مؤخراً لوكالة «الأخبار» الموريتانية المستقلة خبر تدمير سيارة خلال الأيام الماضية على الحدود المالية الموريتانية، دون الكشف عن طبيعتها، أو الجهة التي تستخدمها.
وعرفت المناطق الحدودية بين موريتانيا ومالي مؤخرًا تدهورًا أمنيًا ملحوظًا حيث تعرض تجار موريتانيون لسلب ممتلكاتهم من طرف مسلحين يركبون دراجات نارية، وذلك أثناء توجه هؤلاء التجار لسوق تنظم كل أسبوع داخل الأراضي المالية.
وشهدت الأشهر الماضية اختطاف مواطنين موريتانيين من طرف قوة محلية متحالفة مع الجيش المالي في منطقة متاخمة للحدود بين مالي وموريتانيا، وقد أفرج عن المختطفين بعد أسابيع من هذه الحادثة.

حالة استنفار للجيش الموريتاني على الحدود المشتركة مع مالي

دعوات دولية لوقف القتال في درافور وحركات مسلحة تتهم الحكومة بارتكاب فظائع

Posted: 01 Jun 2017 02:15 PM PDT

الخرطوم ـ «القدس العربي»: دعا المجتمع الدولي، الحكومة السودانية والحركات المسلحة في دارفور، للتوصل لحل سلمي للنزاع المسلح في إقليم دارفور، فيما اتهمت حركتا «العدل والمساواة» و»تحرير السودان» الحكومة بارتكاب انتهاكات جسيمة ضد عشرات الآلاف من المدنيين في تسعين قرية في دارفور خلال فترة الاشتباكات الأخيرة.
وتشهد مناطق عديدة في إقليم دارفور تجدداً للقتال منذ العشرين من أيار/ مايو الماضي بين الجيش الحكومي وقوات الدعم السريع من جهة، وحركات دارفور المسلحة من الجهة الأخرى، وسقط جراء القتال مئات القتلى والجرحى وعشرات الأسرى من جميع الأطراف.
وعبرت مجموعة الترويكا (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والنرويج) وسفارات دول الاتحاد الأوروبي، المقيمة في الخرطوم، أمس، عن «بالغ القلق إزاء التقارير التي تفيد بتجدد القتال في دارفور بين حكومة السودان والحركات المسلحة الدارفورية بقيادة حركة تحرير السودان».
وقالت الترويكا والاتحاد الأوروبي عبر بيان مشترك: إن «حوادث العنف الجديدة هذه، تؤكد الحاجة الملحة إلى أن يضع الطرفان اللمسات الأخيرة لوقف الأعمال العدائية، وذلك عن طريق التفاوض والاتفاق على العودة إلى المفاوضات».
وحثت «جميع الأطراف على التعاون الكامل مع بعثة الأمم المتحدة/ الاتحاد الأفريقي ( اليوناميد) في دارفور في سعيها لتنفيذ ولايتها الخاصة بالمراقبة وحماية المدنيين».
وقالت إنها «تشجع بعثة اليوناميد في دارفور على القيام بدور نشط في الوصول إلى المناطق التي تم الإبلاغ عن القتال فيها من أجل التحقق من مدى العنف وتأثيره على السكان المدنيين وتقييمه».
وطالبت جميع أطراف النزاع بضمان «وصول المنظمات الإنسانية بصورة آمنة ودون معوقات حتى يتسنى إيصال المعونة الإنسانية إلى السكان المحتاجين»، وكذلك إلى «احترم القانون الإنساني الدولي وعلى وجه الخصوص المعاملة الإنسانية لأسرى الحرب وتجنب أي انتقام ضد المدنيين».
وناشدت أطراف القتال بـ«السعي للتوصل إلى حل سياسي توفيقي»، وشجعت حكومة السودان على «مواصلة إبداء استعدادها للتوصل إلى حل توافقي في المفاوضات».
ورأت أن «هذا الحل التوفيقي ينبغي أن يسمح بعودة سريعة إلى محادثات وقف الأعمال العدائية، بما في ذلك العودة الآمنة لجماعات المعارضة الموجودة خارج السودان، والدخول في عملية سلام أوسع وشاملة تحت رعاية اتفاق خارطة الطريق المقدم من لجنة الاتحاد الأفريقي رفيعة المستوى».
ووفقاً للمحلل السياسي، الرشيد أبو شامة، فإن «البيان منحاز للحركات المسلحة، حيث لم يعلن بوضوح أن تجدد القتال جاء بعد عملية غزو خارجي، فالقوات المهاجمة قدمت من ليبيا ومن دولة جنوب السودان وتم ضبط مدرعات مصرية ضمن قوة الحركات المسلحة».
وأضاف لـ«القدس العربي» أن «حركات دارفور المسلحة ظلت ترفض العودة لمائدة التفاوض بأديس أببا، وهي منقسمة فيما بينها».
ورأى أن البيان «ألمح لبعض الأخطاء التي ارتكبتها الحكومة على المستوى الإنساني، وفي مقدمتها حديث والي شرق دارفور بترك جثث القتلى للسباع والطيور».
ودعا الحكومة إلى «التبرؤ من هذه الأخطاء، إضافة لاحترام الأسرى وفقا للقوانين الدولية».
كما طالب المجتمع الدولي بـ«بذل مزيد من الضغوط على الحركات المسلحة، أسوة بالحكومة».
إلى ذلك، اتهمت حركتا «تحرير السودان» بقيادة مني أركو مناوي، و»العدل والمساواة» بقيادة جبريل إبراهيم، الحكومة السودانية بانتهاكات واسعة شملت 90 قرية في درافور.
وتمثلت الانتهاكات، حسب بيان صادر من قادة الحركتين، في «قصف جوي عشوائي ونهب وحرق وعنف جنسي».
وأضاف البيان أن «أكثر من 40 ألف نسمة من النساء والأطفال والعجزة اضطروا إلى اللجوء إلى شعاب الجبال المجاورة، وما زالوا عالقين بها من غير ماء أو طعام أو مأوى، الأمر الذي يهدد بكارثة إنسانية محققة».
ودعت الحركتان «المجتمع الدولي، لتحرك عاجل لتدارك الوضع المنذر بكارثة حقيقية، وحمل النظام على لجم ميليشياته القبلية، ومنع كل سلوكياتها المخالفة لكل الأعراف والمواثيق الدولية، وفي مقدمتها القانون الإنساني الدولي».
وطالبتا «البعثة الدولية المشتركة (اليوناميد) بأن تقوم بواجبها تجاه حماية المدنيين، للوقوف على حجم الكارثة الإنسانية التي نتجت عن غياب حماية فاعلة للمدنيين».
وتطرق البيان لما وصفها بـ«الانتهاكات الفظيعة لحقوق الأسرى وبث الكراهية المتمثلة بتوجيهات قادة نافذين في النظام بترك جثث قتلى الحركات المسلحة فب العراء وعدم دفنهم وتركهم للجوارح والسباع، بالإضافة إلى تصوير الأسرى بصورة مذلة وعرض التحقيق معهم على الهواء مباشرة».

دعوات دولية لوقف القتال في درافور وحركات مسلحة تتهم الحكومة بارتكاب فظائع

صلاح الدين مصطفى

الحكي والسلطة في «ألف ليلة وليلة»

Posted: 01 Jun 2017 02:14 PM PDT

سيكُون مدخلا لهذا المقال معرفة كيفية إنتاج الحكاية المُؤطَّرة، ومحاولة تفسيرها من داخلها، وربط هذا لتفسير بالتأويل العام الذي أشرنا إليه في أكثر من مقال سابق حول «ألف ليلة وليلة». والذي يتّصل بالسوء التاريخيّ المُحدَّد في التجديل بين تباشير الانهيار وفقدان الثقة في التاريخ. وسنأخذ منطلقًا لهذا الأمر حكاية «الحمّالّ الواردة في «الليلة العاشرة»، والتي تُلزم البنات الثلاث فيها الصعاليكَ برواية حكاياتهم شرطًا للعفو عنهم، وعدم قتلهم؛ وقد كان هارون الرشيد وجعفر البرمكي المُتنكِّرين من ضمن الحاضرين في الدار، وكان مفروضًا أن يرويا بدورهما حكاية لكلِّ واحد منهما حتّى يتفاديا القتل. لكن لم يفعلا، وتمّ العفو عنهما؛ فالسؤال هو لماذا ألزمت البنات الصعاليك (أبناء الملوك) برواية حكاياتهم- تجاربهم حتّى يُحرّروا، ولا يُقتلوا، بينما حُرِّر الخليفة وجعفر البرمكي من دون أن يرويا حكاية؟ أ لأنّ هذين الأخيرين لا يمتلكان حكاية مُلائمة بحكم أنّهما عاشا حياة عاديّة، أم لأنّ السلطة لا ينبغي أن تكُون موضوعة موضع خضوع لسلطة أخرى، حتّى ولو كانت سلطةَ مُستمعٍ يرغب في الفهم، بحكم أنّ كلمتها تعلو فوق كلّ كلمة أخرى، أم لأنّ حكاية كلّ سلطة ينبغي أن تظلّ سرًّا مكتومًا لا يُروى، أم لأنّ السلطة لا تحكي إلا إلى نفسها، وفي مجالها الخاصّ؛ أي البلاط، وإذا ما حكت لا تحكي تجربتها الخاصّة، بل تجارب الآخرين، لأنّ تجربتها لا تُحكى في زمانها، بل في زمان غير زمانها؟ وإذا ما حدث هذا فينبغي أن يكُون الزمان خالدًا مثل خلودها، فتصير قابلة لأن تظهر في كلّ الأزمنة، وتتبادل رموزها الحضور في هذا الزمان الخالد؟ يُضاف إلى هذا فرضية ضرورة توفّر الشرط اللازم لسرد التجربة الخاصّة، والذي يُمثِّله الأثر في الجسد (سواء أكان علامة نقص، أو تحوّلا من كيان إنسانيّ إلى كيان حيوانيّ)، وهو شرط غير موجود في جسدي كلِّ من الخليفة هارون الرشيد وجعفر البرمكي.
تُعدّ الفرضية الثانية الأكثر صوابًا، وسنعمل على مُعالجتها في مقال لاحق. وما سنهتمّ به- هنا- هو تأويل حكايات الصعاليك (أبناء الملوك) في حكاية «الحمّال». وينبغي التشديد- في هذا النطاق- على كون النصّ الليليّ يتضمّن داخله شروط تأويل إنتاج الحكاية والقصود منها، وبخاصّة تلك التي يضطلع بروايتها سارد داخليّ. والسؤال الأساسي الذي يطرح في صدد هذه الحكايات، هو كالآتي: ألا يُعَدُّ أبناء الملوك- الصعاليك منتمين إلى السلطة؟ وإذا كانوا كذلك فكان من الأليق أن ينصفهم السارد؛ فيُمتّعهم بما متّع به هارون الرشيد وجعفر البرمكي من عفو غير مشروط برواية تجاربهم. فَلِمَ لَمْ يفعل إذن؟ ينبغي أن نتنبّه- لفهم هذا التصرّف السرديّ- إلى وصف «الصعاليك» الذي أُلحق بهم، فهو تعبير غير مجانيّ؛ إذ يُعبِّر عن تغيّر الأحوال، والانتقال من وضع إلى وضع آخر؛ أي كونهم لم يعودوا مُمثِّلين نموذجيّين للسلطة، أو فقدوها؛ ومن ثمّة لم يعودوا مُنتمين إلى المُقدَّس، وكذلك الأمر بالنسبة إلى كلمتهم. وهذا هو السبب في جعلهم يُرغمون على رواية حكاياتهم وتجاربهم. وربّما كان فقدانهم السلطةَ المُبرِّر الأساسي لرواية حكاياتهم. بيد أنّ حكاية فقدان السلطة هي مُجرَّد باطن لظاهر مُلتبس يُمثِّله الأثر. ويتمثَّل هذا الأخير في فقدانهم جميعًا عيونهم اليسرى وحلق ذقونهم؛ فهم يشتركون في هذا الأثر المُتماثل على الرغم من اختلافهم، وعدم وجود أيّ صلة بينهم. ولا يُمْكِن فهم سرد حكاياتهم المُتماثلة في الأثر إلا بتنسيق الرموز المُكوِّنة له حتّى يتحقّق التأويل المُلائم؛ فرقم «ثلاثة» دالٌّ على التكثير؛ فما يتعدّى رقم «اثنين» كان يُعبَّر عنه في الثقافات القديمة بالكثير. ويشتغل رقم «ثلاثة» في عديد من حكايات الليالي ليدلّ على هذا المعنى؛ والمقصود منه وظيفيًّا التأكيد على الصحّة والمصداقية. وتدلّ العينان على الإبصار، وفقدانهما يفضي إلى العمى، بينما يُعبِّر فقدان إِحْدَيْهما على نقص في الرؤية أو اضطرابها، والمقصود من العوَر في الحكاية عدمُ تملّك الرؤية الصحيحة إلى العالم، وفقدان الاتّجاه الصحيح. أمّا الذقن (اللحية) فهو دالٌّ- في الثقافات القديمة- على التقدير والوقار، وحلقه دالٌّ في الحكاية على الحزن. لكن ينبغي أن يُعاد تأويل هذه الدلالات جميعها في نطاق التدليل على فقدان السلطة والقوّة أمام هارون الرشيد، وكأنّ الحكايات تبعثه من جديد لتُذكِّره بأسباب انهيار الخلافة بعده.
إنّ فقدان العين يدلّ على مُستوى الحكاية على العقاب، لكن ما أن يُربط هذا الأخير بالخلفية العامّة لليالي المُتعلِّقة بالسوء التاريخيّ يصير دالا على شيء آخر مُختلف؛ أي السبب في انهيار الخلافة المُتمثِّل في تسلُّم التركة (الخلافة) السيِّء، وعدم مُواصلة المجد التاريخيّ من قِبَل من تعاقبوا على الخلافة. وما هذا السبب سوى فقدان الرؤية الصحيحة للمُمارسة السلطة (التراخي والانصراف نحو الملذّات واللهو). ويُفسَّر حلق الذقن في هذا النطاق؛ حيث يصير دالًّا على فقدان الخلافة هيبتها وقوّتها. أمّا رقم «ثلاثة» فيتحوّل- في إطار هذا التأويل- إلى دليل يُؤكِّد صحّة السبب؛ أي أنّ تكثير حالة العور وحلق الذقن يُعدُّ مُفحما لمن يسمع الحكاية (هارون الرشيد). وما ينبغي التركيز عليه- هنا- هو كون الخلف لم يكن في مستوى السلف، ولهذا يبعث الخليفة (هارون الرشيد) في غير عصره ليستمع إلى كلمة التاريخ بعده.
قد يعترض البعض على هذا التأويل بدعوى أنّ أبناء الملوك- الصعاليك هم روم (عجم)، ولا صلة لهم بالخلافة، وقد يبلغ به الشطط في التأويل، فيدّعي بأنّ الحكاية هي لمز الشعوب الأخرى. لكن كلّ هذا يصير عديمَ الصحّة ما أن نُفكِّر في مسألة البعث الحكائيّ لهارون الرشيد في غير عصره. ومن ثمّة فحكايات أبناء الملوك الروم هو نوع من العرْض لما عاشته أمم سابقة من تدهور أمامه، لا من أجل الاتّعاظ، وإنّما من أجل التدليل على فعل التاريخ في تنقيل القوّة من يد إلى يد أخرى أكثر قوّة.
ولا نعدم في الليالي ما يدلّ على الضعف الذي يصيب الممالك نتيجة تفريط الخلف في القوّة، ولعلّ في حكاية ابن الملك الذي تحوّل نصفه الأسفل إلى أعضــــاء من حجر المُتضمَّنة في حكاية «الصياد والعفريت» (الليلة السابعة) ما يُفسِّر العقم التاريخيّ الذي اتّسمت به السلطة. لقد مُسخت مملكته إلى بحيرة وشعبها إلى سمك. لكن الأهمّ هو رمزية تحوّل النصف الأسفل إلى حجر؛ فهو دالٌّ على الزوال وعدم البقاء اللذين يتمثَّلان في استحالة النسل بفعل تشوّه موضعه في الجسد.

٭ أكاديمي وأديب مغربي

الحكي والسلطة في «ألف ليلة وليلة»

عبد الرحيم جيران

اكتشاف سلسلة آبار تاريخية على طريق القدس – بيت جبرين

Posted: 01 Jun 2017 02:14 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»: يتواصل الكشف عن سلسلة آبار تاريخية من الفترة العثمانية في المنطقة الممتدة من غربي القدس إلى بيت جبرين، وذلك خلال أعمال شق شارع جديد.
وبدء الكشف عن هذه الآبار التاريخية في منطقة «باب الواد» غربي القدس مع بداية العام الحالي وما لبثت سلطة الآثار أن كشفت عن نظام مائي كان يهدف لتأمين ماء الشرب على طول هذه الطريق.
وآخر هذه الاكتشافات بئر من العهد العثماني اكتشف بجوار البلدة الفلسطينية المهجرّة بيت جمال، التي تقوم عليها مستوطنة بيت شيمش الإسرائيلية. ويبلغ قطر البئر المكتشفة نحو أربعة أمتار ولجانبها مستودع مياه جوفي ضخم مبني على الطراز المعماري العثماني بشكل «أنبوب»، يهدف للاحتفاظ بكميات مياه إضافية. ولجانب هذه الآبار المصانة بالقصارة والممتدة على طول الطريق تنبت حتى اليوم نباتات مائية شديدة الخضرة يشي وجودها بوجود نبع أو مستودع مائي.
ويعتقد الباحث الأثري د. محمود خلايلة أن الطريق بين القدس وبين بيت جبرين كانت واحدة من الطرق المركزية في فلسطين العثمانية، والتي ربطت الشمال بالجنوب. ويوضح خلايلة لـ « القدس العربي» أنه على طول هذه الطريق التاريخية التي شقت قبل الاحتلال العثماني في القرن السادس عشر شيدت قرى ومزارع وأديرة وآبار وازدهرت محطات استراحة. مرجحا أن الآبار قد حفرت هناك قبل الفترة العثمانية وخلالها من أجل تأمين حياة من دأب على السير بتلك الطريق كونها كانت مصدر المياه الوحيد. منوها إلى أن حفر الآبار تمت وقتها بطرق هندسية محكمة وذكية بهدف منع جفافها ونضوبها.
ويلفت إلى أن الآبار هذه تساعد على استعادة كشف مسار الطريق التاريخية من القدس إلى بيت جبرين ومنهما لمنطقة الساحل الفلسطيني الجنوبي.

اكتشاف سلسلة آبار تاريخية على طريق القدس – بيت جبرين

تحالف الضحيتين هو بداية الخروج من المأزق

Posted: 01 Jun 2017 02:13 PM PDT

صعب جدا، بل قريب من الاستحالة، التمكن من جرد التاريخ العربي، او تاريخ العرب، في فقرة او فقرات في مقال صحافي.
رغم ذلك ساحاول ما استطعت ان اختصر، حد الاختزال، لوضع قاعدة لا بد منها، توضيحا لما ارى فائدة في الدعوة اليه من انتهاج سياسة عربية في هذه المرحلة التي تتعرض فيها الامة العربية بجميع دولها وشعوبها لمخاطر اندثارها كأُمة ودول، بعد ان اندثر دورها في التأثير على التطورات في العالم المحيط، وصل حالة انعدام التأثير في التطورات داخل حدودها.
بدأ الانحدار منذ قرون عديدة. وتحديدا: منذ بدء ترهل الخلافة العباسية، بعد بلوغ القمة في عصرها الذهبي في عهد الخليفة العباسي الخامس، هارون الرشيد وابنيه: الامين والمأمون. واستمر الانحدار والتدهور، ووصل درجة مزرية من التخلف مع خضوع الأمة العربية لراية الامبراطورية العثمانية طوال خمسة قرون متواصلة، انتهت بانتهاء الحرب العالمية الاولى عام 1918، لتقع تحت استعمار الدول الاوروبية: بريطانيا وفرنسا اساسا، مع «حصص» لايطاليا واسبانيا. ثم وصولا الى ايامنا، بعد استقلال شعوب الامة العربية، وتشكيل كياناتها على «شكل» دول مستقلة، وطبعا باستثناء فلسطين، التي قدمتها بريطانيا، بمباركة غربية وشرقية، لقمة سائغة للحركة الصهيونية، لاحتلال واستعمار اسرائيلي.
هذا الليل العربي الطويل، لم يخلُ من ومضات نور بشّرت بخير لم يصل، وكانت ابرز ومضات النور تلك: صلاح الدين الايوبي قبل تسعة قرون، وجمال عبد الناصر قبل ستة عقود.
عندما شكلت إسرائيل بقيامها جدارا فاصلا بين اسيا وافريقيا، بين المشرق العربي والمغرب العربي، وضع دافيد بن غوريون نظريته السياسية في «التحالف مع كل مسلم ليس عربيا، ومع كل عربي غير مسلم»، نجحت هذه السياسة في الجزء الاول من مقولته، وفشلت في الثاني:
ـ تحالفت مع تركيا لتطويق العالم العربي من الشمال.
ـ تحالفت مع ايران لتطويق العالم العربي من الشرق.
ـ زادت على تحالفها هذا مع دولة سنية كبيرة ذات وزن اقليمي نوعي، ومع دولة شيعية كبيرة ذات وزن اقليمي نوعي، تحالفا مع اثيوبيا المسيحية لتطويق العالم العربي، (وخاصة مصر..»هبة النيل»)، من الجنوب.
ـ فشلت في استمالة المسيحيين العرب، ولم تنجح كل محاولاتها مع لبنان (الرسمي فقط) الا لفترة اشهر، اثناء اجتياحها للبنان وحصار عاصمته بيروت عام 1982، وفي مرحلة ضعف لبناني إثر، ونتيجة، حرب اهلية دموية محزنة، وزج الفلسطينيين فيها، وتدخلات سورية مدمرة تحت شعارات زائفة ومضلِّلة.
كان الرد العربي، متمثلا في ما اعتمده جمال عبد الناصر من سياسات بعيدة النظر، حكيمة ومبادِرة، هو:
ـ بناء تحالف مع اليونان، (اثمرت تحرير قبرص من الاستعمار البريطاني)، وطوقت تركيا، حليفة اسرائيل.
ـ بناء تحالف مع الهند، اثمر «توليد» حركة عدم الانحياز، و»الحياد الايجابي» في عالم القطبين الغربي والشرقي وإلغاء مفعول وتأثير التحالف الاسرائيلي الايراني.
ـ ثم تمكن عبد الناصر من تحييد اثيوبيا بدعم رغبتها باختار عاصمتها، اديس ابابا، مقرا دائما لمنظمة الوحدة الافريقية، وحمى بذلك حقوق وحصة مصر في مياه النيل.
هذه الصورة للوضع العربي، تغيرت بشكل جذري وكامل تقريبا بفعل ما انتهت اليه حرب حزيران المشينة والمدمرة، عام 1967. لكن بدء محاولات الخروج من صدمة تلك الحرب، التي تمثلت بمعركة الكرامة في آذار/مارس 1968، وبالمبادرة المصرية الى «حرب الاستنزاف»، وبتتويج تلك المحاولات بحرب اكتوبر/تشرين 1973، التي تكاملت فيها الجهود العربية، من خلال اندفاع الجيشين المصري والسوري لـ»ازالة آثار العدوان»، والدعم السعودي (الملك فيصل) والخليجي المادي المباشر، وحظر النفط، ادت الى بدء شعور عربي بالثقة بالنفس وبالمستقبل، الا ان تفرد الرئيس المصري، انور السادات، وزيارته للقدس، وتوصله الى معاهدة صلح منفرد مع اسرائيل، وبرغم انه اعاد لمصر كامل شبه جزيرة سيناء، فانه اخرج مصر من الدائرة العربية، الامر الذي ادى الى اهتزاز معادلة الصراع العربي الاسرائيلي، وتطور الوضع العربي الى أسوأ مما كان عليه.
تزامن هذا التطور مع نجاح الثورة الايرانية بقيادة الخميني بالاطاحة بحكم الشاه محمد رضا بهلوي، وقبل ان ينعم العرب بفرحة انهيار حليف اسرائيل القوي، فوجئوا بسياسة تصدير الثورة الى دول الجوار العربي، وبدء اثارة النزعات الدينية والطائفية المدمرة لذاتها ولخصومها في المنطقة، الامر الذي قاد الى اندلاع الحرب العراقية الايرانية، التي خاضها العراق بدعم عربي، وخليجي اساسا. ولكن، هنا ايضا، لم تكتمل ولم تستمر الفرحة العربية بالانتصار العراقي، (رغم الخسائر البشرية الكبيرة)، حيث بادر الرئيس صدام حسين الى اجتياح الكويت واحتلالها، مفجرا ومدمرا لما تبقى من تضامن عربي، واصبح كل الوضع العربي، وخاصة مشرقه، ساحة تلعب بها ايران وتسعى الى تشكيلها على النحو الذي يشبع رغباتها بالهيمنة الفعلية وبالاحتلال المباشر.
زادت الوضع العربي تعقيدا وحَرَجا «غزوة» القاعدة، بقيادة أُسامة بن لادن، للعاصمتين الامريكيتين: الادارية نيويورك، والسياسية واشنطن، يوم 11 سبتمبر/ايلول 2001، وتركيز جهات امريكية رسمية عديدة، على الهوية السعودية لبن لادن والغالبية بين من منفذي تلك العملية. مما ادى الى شكوك لدى الرئيس الامريكي جورج بوش الابن بالسعودية وسياساتها، وتحرش واتهامات للعراق، ثم شن الهجوم عليه واحتلاله، والإقدام على حل جيشه القوي العريق، وتقديم العراق بذلك، هدية مجانية فاتحة للشهية، لدولة الولي الفقيه، ايران. ثم تلى ذلك عهد الرئيس الامريكي بيل كلنتون، الذي تميز بالفتور تجاه غالبية الدول العربية، وخاصة السعودية والخليج العربية، واكمل الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما، باعتماد سياسة التقرب والتقارب مع ايران، والسكوت على اطماعها وسياساتها الساعية للهيمنة على دول الجوار العربي، وتبني سياسة تفضيل جماعات «الاخوان المسلمين» على جميع الاحزاب والقوى الوطنية والقومية في العالم العربي.
هذه التطورات على الصعيد الاقليمي، وعلى صعيد العلاقات المصرية والسعودية والخليجية مع اميركا، وما صاحب ذلك من تمادي ايراني في الاندفاع داخل الساحة اليمنية، فتحت الباب الالزامي لتغيير في السياسة السعودية بشكل خاص، الى التخلي عن سياستها السابقة المتميزة بالتروي والتحمل ومحاولة الامتناع عن المبادرة وتفضيل الديبلوماسية الهادئة والسرية، في غالب الاحيان، وانطلاقها المفاجئ في دعم مالي غير مسبوق، (وغير كاف رغم ذلك)، والتصدي المعلن لتنظيمات الاخوان المسلمين،، ثم بـ»عاصفة فعل غاضب» هو «عاصفة الصحراء»، في مواجهة الاذرع الايرانية في اليمن.
بتغيير الادارة الامريكية في مطلع العام، واسدال الستار على عهد اوباما، تم اسدال الستار على كل سياساته بشكل عام، وعلى سياسته في موضوع ايران، وفي طريقة التعامل والتعاون مع حلفائه في مصر والسعودية والخليج.
هذا التطور في العلاقات العربية الامريكية، يستلزم وقفة وتمعنا واعادة نظر في الكثير من الامور والقضايا.
ان الخطر الاسرائيلي الصهيوني المدمر للمستقبل العربي باجمله، بما في ذلك المستقبل السعودي والخليجي، يصبح ثانيا، (حتى لا نقول «ثانويا»)، حين يكون الخطر الايراني ماثلا وحاضرا وفعلا مضارعا.
هنا، بين خطر اسرائيلي/صهيوني أكيد لاحقا، وخطر ايراني/فارسي أكيد آنيٍّ فوري، اختارت السعودية، والخليج العربي معها، تقديم التعاطي مع الخطر المحدق والماثل، بهدف صدّه وإحباطه، على متابعة التصدي للخطر الاسرائيلي/الصهيوني المستقبلي الأكيد. هذا موقف عقلاني، وهذه سياسة حكيمة. لكنها سياسة خطيرة، أيُّ خطإ فيها، مهما صغُر حجمه، يمكن ان يحولها الى سياسة مدمرة.
صحيح انه لا وصول الى المستقبل بدون الحاضر. لكن لا شيء ملموسا في الحقيقة اسمه الحاضر. مجرد لحظة لفظ كلمة «الحاضر» تصبح لحظة من الماضي. وهذا ما يميز الحاضر عن الماضي والمستقبل، اذ لمسألتي الماضي والحاضر ادوات منطقية للقياس، كأن نقول: في الماضي البعيد، او: المستقبل القريب المنظور، او المتوسط المتوقع، او البعيد المحتمل. وما ينطبق على القضايا الفردية، في هذا السياق، ينطبق على القضايا العامة.
الآن، وقد بدأ احتمال انحسار الخطر الايراني المحدق، وليس بدون مقابل مالي هائل، نصل الى سؤالين جوهريين:
ـ ألَيس من الممكن دعم مصر، المؤهلة: عراقة وتاريخا وقاعدة صناعية ذات جذور وكفاءات علمية بين المئة مليون مصري، لبناء قاعدة صناعات عسكرية عصرية، تدعم وتحمي المستقبل العربي؟. دون ان ننسى، في هذا السياق، ان كل الاسلحة والمعدات والاجهزة والآلات العسكرية الاميركية، تستدعي صيانات بمئات مليارات الدولارات لتكون، ربما، او لتصبح، او لتظل قابلة لصد أي خطر، بقرار ذاتي.
ـ من هنا الى اين؟
ليس لدي جواب، قابل للنشر، على السؤال الاول.
لكن، للسؤال الثاني لدي اقتراح جواب.
في الشرق الاوسط، كما كتبت ونشرت سابقا، اربعة مكوّنات اساسية اصلية: الفرس والترك والكرد والعرب، ومُكوّن خامس قيد التشكل هو اليهود. هذه المُكوّنات الخمسة تنقسم الى فصيلين: فصيل المستقرين الطامعين، وفصيل الضحايا المُهدّدين. المستقرون الطامعون هم الفرس والترك واليهود. واما الضحيتان المهددتان فهم الكرد والعرب. الم يحن الأوان لتحالف الضحيتين على الاقل.
علما انه بالنسبة الى الكرد، كضحية، فان العرب في العراق وسوريا تحديدا، يشغلون مقعد الجلّاد.

٭ كاتب فلسطيني

تحالف الضحيتين هو بداية الخروج من المأزق

عماد شقور

عندما يكون الإرهاب مؤسسة للسلطة الانقلابية

Posted: 01 Jun 2017 02:13 PM PDT

القتل على الهوية هو أحد تنويعات الإرهاب لدى النظام الانقلابي في مصر. تصفية ما يناهز الثلاثين مصريا مسيحيا في الحافلة التي كانت تقلهم إلى دير نوال البركة في المنيا، يأتي في سياق يوميات إرهاب النظام الانقلابي الذي أدرج مادة العنف و الإرهاب في مشروعه الاستثماري الرامي إلى البقاء في الحكم واستغلاله كأفضل وسيلة لبناء الثروة والجاه. فهذا الحادث الدموي الأخير، يأتي بعد التفجير الذي ضرب الشهر الماضي نقطة تفتيش أمنية شمال سيناء، وستلحق تفجيرات أخرى بعده… يعزى بالأساس إلى السلطة الانقلابية في مصر، ولا يمكن الوقوف على الفاعل الأصلي إلا بإعادته إلى الطغمة العسكرية التي صادرت الدولة المصرية ومؤسساتها، واغتالت النواة الحيوية للحياة السياسية في مصر وأحكمت سطوتها عليها. فالانقلاب الذي أقدم عليه الجيش عام 2013، استولى على مجال الدولة وعلى مجال المعارضة، وعليه، فإن أي واقعة أو حدث يقع لاحقا، فالنظام الانقلابي، يتحمل أوزاره وتداعياته لأنه من أول يوم كان النظام الانقلابي يتوقع أعمال العنف والإرهاب، وقد سخّر لمواجهة مصيره ترسانة من التعزيزات الأمنية والعسكرية تقيه من عوائد الزمن الرهيب.
إن الجيش الذي استحوذ على مؤسسات الدولة واغتال الحياة السياسية يكون قد أدرج مصير المصريين في مسار العنف والإرهاب والدم والنار وكافة أشكال التدمير والخراب، وجعل برنامجه التصدي المطلق للجماعات التي تَرُد على عنف الانقلاب، بقوة مضادة على القوة الانقلابية. أما أن يَعْمد العسكر إلى الانقلاب بعد إرساء حكم الدولة الوطنية، معنى ذلك أن الجيش قد رشَّح الوضع برمته إلى حالة من العدمية وغياب المعنى، لأنه أراد أن يفرض ما لا يمكن أن يقبل في الزمن الذي يوصف بما بعد الاستعمار والحكم المطلق.
في ضوء معرفة حقيقة الانقلاب على هذا النحو، يمكن أن نفهم أن اغتيال من كان في الحافلة، وقبله التفجير الذي طال الكنيسة الأرثوذكسية، وقبله مسجد السلام في القاهرة يندرج ضمن المشاهد السياسية للطغمة العسكرية والأمنية التي انقلبت على أول تجربة ديمقراطية في حياة مصر والمصريين. وبتعبير آخر يفيد نفس المعنى، أن ترتيب برامج من أشكال العنف والإرهاب واستدراج الجماعات والأفراد اليائسة المحبطة من حكم العسكر إلى ارتكاب المجازر لإزهاق الأرواح يساعد، جهاز السلطة على تجهيز مراسيم التأبين ومظاهر التعازي وكل البروتوكول الذي يستعرض فيه الإنقلابيون «قوة» الدولة وعظمتها، يوفرون لهم فرصة لخروج رئيس العصابة الانقلابية بخطاب يذاع على الجميع يؤَوَّل فيه الحدث وفق ما يروق له ويقحم دائما اعتباراته السياسية، يلَمّح فيها إلى سبب إخفاقاته وأزماته المتوالية التي نغّصت على حياة المصريين، الذين صاروا لا ينتظرون أي انفراج. إن أفضل طريقة لتمرير الخطاب التبريري، أن يجري في مراسيم التي تشد الانتباه والاحتفالات الاستعراضية ذات الوقع على نفس الجماهير، خاصة عندما تقوم بتغطيتها دكاكين الإعلام الفاسد، الطرف المستثمر من يوميات العنف والإرهاب الواردة في برنامج ومشاريع السلطة الانقلابية.
وهكذا، فإن التفجير الذي ضرب من قبل المركز الأمني في سيناء هو عمل إرهابي من متواليات السلطة الانقلابية، لأن فعل الانقلاب إجراء إرهابي مطلق، يجب أن يفرز تداعياته لاحقا، وكل ما يحدث من عنف وثورة وعصيان هو من جنس الإرهاب المطلق الذي احتكرته السلطة الانقلابية عندما أقدمت على اغتيال أول تجربة ديمقراطية في حياة مصر والمصريين، تتأسس عليها الدولة المصرية ذات مؤسسات اعتبارية غير قابلة للتمليك الشخصي أو الأمني والعسكري ولا الحزبي. إن التفجيرات المتوالية، يعني من جملة ما يعني أن الحياة السياسية تعبر عن نفسها بالعبث والعدمية والطيش الذي لا يرتب أي إمكانية للحل والخروج من المأزق، لأن الفاعل والراد على الفعل هو ذاته أصل العملية يُبْطنها منذ بداية الانقلاب، ويفصح عنها في يوميات الدم، القهر، الغلاء، النفاق السياسي، الخطاب المخاتل.
عندما تُصادر الدولة من قبل الجيش، في سياق زمني لم يعد لحكم العسكر أي مبرر، معناه في التعبير الأخير السعي المتواصل إلى خلخلة الوضع العام وزرع يوميات الإنسان المصري بالعنف والإرهاب كتبرير لتأبيد حكم العسكر، ينعدم أي أفق للانفراج، ولا إمكانية العودة إلى حياة مستقرة، لأن حكم طغمة عسكرية عنوانه الكبير هو غياب الأمن والحياة العادية. واليوم، وبعد مرور ثلاث سنوات على الانقلاب الدامي، تكون قد مرت أعنف سنوات وأدماها في حياة مصر والمصريين، تؤكد أن مسار الانقلاب ومصيره هو دائما مزيد من التدمير والتفجير والاعتقال وما يمكن أن يضيف أطرافاً أخرى تدخل في العملية الاستثمارية الكبيرة التي تنجم عن ذلك، مثل ما هو حال دكاكين إعلام الفتنة التي تتفنن في استغلال الحدث لملء برامجها وتمرير الفواصل الإشهارية في أكثر لحظات إقبالا على مشاهدة الشاشة. وعليه، فإن الإرهاب، على النحو الذي يستثمر فيه النظام الانقلابي، لا يمكن هَزْمه، لأنه من طبيعة نظامية، مؤسساتية، يرعاه ويشرف عليه الجيش، القوة الرئيسية في البلد. فالسلطة التي انقلبت على الدولة، أدْغَمَت الفعل ورد الفعل في وحدة كامِنة لا يمكن فصمهما، لأنهما ينتميان إلى نواة صلبة يستمد منها النظام الانقلابي كل حيويته التي تساعده على ارتكاب القتل والاغتيال والإعدام والاعتقال، والسجن، والترويع، الفساد المالي والإعلامي والتجاري… تفضي به لا محالة إلى فقدان البصر والبصيرة إلى أن يلقى مصيره المحتوم أي الإطاحة به.

٭ كاتب وباحث من الجزائر

عندما يكون الإرهاب مؤسسة للسلطة الانقلابية

نور الدين ثنيو

خمسون عاما على حرب حزيران: ذكريات ومراجعات وعـِـبَر

Posted: 01 Jun 2017 02:12 PM PDT

في مثل هذه الأيام قبل نصف قرن من الزمان، وكنا في سن يسمح لنا أن نتذكر جيدا، لكن لا يسمح أن نستوعب ما يجري حولنا، كانت طبول الحرب تدق في كل الإذاعات العربية.
الأناشيد الوطنية تملأ الأجواء حماسة يعلوها صوت عبد الحليم حافظ «يا أهلا بالمعارك». العربات العسكرية تمر مسرعة في الشوارع كأنها على موعد لمحاسبة الظالمين الذين «جاوزا المدى»، وصوت فيروز المخملي يطمئننا أننا سنرجع إلى حينا «مهما يمر الزمان وتنأى المسافات ما بيننا». ثم يأتي الصوت الهادر للمذيع الأشهر أحمد سعيد، ليؤكد أن «الظافر والقاهر» سيصنعان تحرير فلسطين المحتم، وأن من لا يفر بجلده من الغرباء ستتلقفه أسماك المتوسط. واكتملت الصورة الحالمة بالتحاضن بين زعماء كانوا أعداء حتى الأمس، فأصبحوا إخوة في السلاح.
الأجواء العامة كانت كأنها تصيح «دقت ساعة العمل الثوري»، لكننا لم نلبث بعد يوم أو بضع يوم أن صحونا على الحقيقة المرة التي صدمت كل فرد فينا، صغيرا أو كبيرا. شاهدنا الحقيقة عارية تماما لا تحتمل التجميل حتى لو قيل إن مئات الطائرات أسقطت، أو أن العدو جاء من الغرب بدلا من الشرق، أو أن الأنظمة الوطنية لم تسقط ولذا فإن العدوان لم ينجح، وإن هي إلا «نكسة». شاهدنا الجيوش تتحطم والبلاد تسقط في أيدي الأعداء والجنرالات يصلون الحائط الغربي للأقصى، ويرتفع علم صهيون فوق الجولان وعلى ضفاف القناة، وفوق ما تبقى من فلسطين التاريخية. ويتدفق عبر الجسر الخشبي سيل من اللاجئين الفلسطينيين الجدد. صدمة أصابت الناس جميعا في القلوب لكنها لم تكن القاضية. وقف الرجل وقفة شجاعة وتحمل المسؤولية عن الهزيمة واستقال. من تلك اللحظة يوم 9 يونيو بدأ التحول الكبير نحو رفض الهزيمة. الخروج الطوعي للجماهير العربية، رافضة الهزيمة لم يكن في مصر وحدها، بل في كل أنحاء العالم العربي من محيطه إلى خليجه.
اتخذ الرد على الهزيمة ثلاثة مسارات متكاملة ومترابطة: حرب الاستنزاف، وانتشار ظاهرة العمل الفدائي الفلسطيني المدعوم من أمته العربية، والاتفاق في قمة الخرطوم على تحديد الهدف بإزالة آثار العدوان ضمن اللاءات الثلاث: لا صلح ولا اعتراف ولا مفاوضات. تسلم الشرفاء قيادات الجيش بعد أن أطيح بجميع من كانوا مسؤولين عن الهزيمة، وتم التوصل لاتفاقيات شاملة مع الاتحاد السوفييتي لتحديث الجيش بالفعل وبناء شبكة الصواريخ، فبدأت حرب الاستنزاف المشرفة، التي استمرت نحو ثلاث سنوات، سجلت أروع آيات البطولات والتضحيات، استشهد فيها القائد العظيم عبد المنعم رياض في الخندق. كانت إسرائيل مصممة على ألا تسمح لمصر ببناء حقول الصواريخ، وكانت القيادات الشريفة مصرة على إنجاز هذا الحائط الدفاعي الذي سيحقق المفاجأة في حرب أكتوبر 1973.
أيقظت الهزيمة في ذلك الجيل أشياء كثيرة، أنتجت النكسة ثقافة مقاومة، انتشرت كتب النضال ومذكرات القادة العظام، حتى أن كتبا جريئة انتشرت في الأسواق تتحدث عن النقد الذاتي وتعيد النظر في الموروثات والمسلمات والأساطير، والدعوة لامتشاق السلاح المحاط بالوعي والفكر. أما العمل الفدائي فقد انتشر على طول الجبهات العربية، من الأردن إلى لبنان مروروا بسوريا وصولا إلى الأراضي المحتلة. بدأ يقض مضاجع العدو وأصبح وادي الأردن اسمه وادي الموت بالنسبة للعدو. التفت الجماهير العربية حول العمل الفدائي، خاصة بعد معركة الكرامة الملحمية التي سطرتها دماء الفدائيين ووحدات من الجيش الأردني، فاندلقت الأبواب كلها أمام عشرات الألوف من الشباب العربي للانضمام لحركات المقاومة، التي دخلها الغث والسمين والشريف والجاسوس. وبدأت تحاك المؤامرات ضد المقاومة، تساهم في ذلك أخطاء ترتكبها بعض الفصائل المدسوسة أو المتطرفة، وقيادات رخوة مرتبطة مع مراكز المال العربية، إلى أن وقعت مواجهات سبتمبر، التي لم تخرج المقاومة من حاضنتها الجماهيرية الأدفأ فحسب، بل أطاحت بالرجل الذي ظل يدافع عن المقاومة حتى آخر أنفاسه، وسماها أنبل ظاهرة عربية بعد الهزيمة.
بعد سبتمبر 1970 كل شيء بدأ يتغير، وجاءت الحرب التحريكية في أكتوبر 73 التي خاضها الجيش المصري بخطط عبد الناصر وقياداته وأسلحته، لكن نتائجها هي التي كرست هزيمة يونيو في اتفاقية كامب ديفيد الكارثية، التي أدخلت الأمة كلها في مرحلة التشتت والتراجع والهزائم.

المشهد بعد خمسين سنة

في تلك الذكرى المريرة تجمع نحو ثلاثين باحثا وخبيرا وضابطا رفيعا في العاصمة القطرية، وباستضافة المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ليتذكروا ويتذاكروا ما جرى في تلك الحرب. قدم العديد من الباحثين مساهمات أكاديمية مهمة تسلط المزيد من الضوء على تلك الحرب من الناحيتين السياسية والعسكرية وتحلل الهزيمة، مستندين إلى وثائق أفرج عنها في الولايات المتحدة خاصة وإسرائيل. وقد أثارت شهادات الضباط الذين شاركوا في الحرب نفسها اهتمام الحضور، لما تحدثوا في شهاداتهم عن بطولات فردية وتضحيات جسيمة لم يسمع بها أحد، لأن الحروب بخواتمها. وسأعرض هنا مجموعة ملاحظات وآراء بما في ذلك السؤال الذي حاولت أن أجيب عنه وهو ما إذا كان بمقدور الأمم المتحدة منع الحرب. وقد كان هناك شبه إجماع على مجموعة مسائل:
- إسرائيل بدأت التخطيط لحرب شاملة ضد العرب لإجبارهم على قبولها كما هي، ولهضم مزيد من الأرض منذ عام 1956 وأن الخطط الحربية تعرضت لمراجعات عديدة، ولذلك ما كان لتلك الحرب إلا أن تقع مهما عملت الأنظمة العربية، وأن إسرائيل أخذت إغلاق مضائق تيران حجة لشن الحرب؛
- الولايات المتحدة علمت بالحرب مسبقا، وتقديرات أجهزة المخابرات أن انتصار إسرائيل محتم وسيكون سريعا وحاسما. وعندما فشلت الولايات المتحدة في وقف أو تأخير الحرب أخذت الجانب الإسرائيلي تماما؛
- النظام المصري لم يكن مستعدا للحرب ويعرف أنه لن ينتصر في أي حرب، لكن الذي بدأ كمناورة تحول إلى ورطة، وجاءت الهزيمة تحصيل حاصل في ظل قيادات عسكرية غير كفؤة، وغير مستعدة، وليس لديها أي من مقومات الحرب كالسلاح والاستعدادات والتدريبات والاستخبارات المطلوبة. وما قيل عن مصر ينطبق على سوريا تماما؛
- الاتحاد السوفييتي أبلغ بالفعل ناصر بأن الحرب غير واقعة، ما أدى إلى استرخاء الجيش المصري صبيحة الهجوم، ولكن الحرب توقفت فعلا بعد أن وجه إنذارا حقيقيا للولايات المتحدة يوم 10 يونيو بالتدخل عسكريا لوقف الحرب.
- لم يكن بمقدور أوثانت، الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك، رفض الطلب المصري بسحب قوة الطوارئ الدولية المنتشرة في الجانب المصري فقط من الحدود، بناء على مذكرة تفاهم وقعت بين الأمين العام الأسبق داغ همرشولد وجمال عبد الناصر، واعتبر وجود القوات الدولية مرتبطا بموافقة السلطة المصرية. لقد حاول أوثانت أن يقنع الجانب المصري بتأخير الانسحاب، فرفض الطلب. وحاول أن يقنع الجانب الإسرائيلي بقبول القوات في الجانب الإسرائيلي مؤقتا، ورفض الطلب. وطار أوثانت إلى القاهرة بعد إعلان القاهرة إغلاق مضائق تيران، والتقى بالرئيس ناصر وطلب منه مهلة أسبوعين لتدبر الأمر، لكن الطلب رفض أيضا. فالنتيجة أن الأمم المتحدة لم تكن قادرة على منع وقوع الحرب في تلك الظروف الدولية المعقدة.
النتيجة بعد خمسين سنة من تلك الكارثة، أن أي محاولة للنهوض العربي لا يمكن أن يسمح لها أن تثمر. فالنهوض الذي أعقب حرب يونيو تم تبديده باقتلاع المقاومة من الأردن، ووفاة عبد الناصر في ظروف غامضة، انتهت إلى انقلاب 15 مايو 1971 على كل ما يمثله عبد الناصر. ثم حصلت محاولة تضامن عربي إثر حرب 1973 تم تبديده في زيارة السادات للقدس المحتلة، وصولا إلى اتفاق كامب ديفيد. وحصلت محاولة أخرى للتضامن مع الانتفاضة الفلسطينية الأولى، تم تبديده في غزو العراق للكويت والوصول إلى اتفاقيات أوسلو ووادي عربة. وجاءت أخيرا صرخة الشباب العربي الصادقة في ما سمي بالربيع العربي، إلا أنهم أسكتوا بالحديد والنار والانقلابات الدموية.
المسموح لمنطقتنا العربية أن تبقى منطقة استهلاك فقط، مقطعة مجزأة تحارب بعضها بعضا، وما يفيض من مخزوناتها المالية تشفطه الإدارة الأمريكية ثمنا للحماية، أو مقابل سلاح الخردة. وسيبقى الوضع كذلك ما دامت الشعوب مغيبة ليس لها دور في الحكم أو في تقرير المصير أو تقرير نوع النظام الذي تريد. قد يطول هذا الليل لكن بالتأكيد له آخر.
محاضر في مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة رتغرز بنيوجرسي

خمسون عاما على حرب حزيران: ذكريات ومراجعات وعـِـبَر

د. عبد الحميد صيام

تبكيك القدس يا زمن الفيصل

Posted: 01 Jun 2017 02:12 PM PDT

في خطوة استفزازية واحتفاءً بالذكرى الخمسين على توحيد شطري مدينة القدس، عقدت الحكومة الإسرائيلية، برئاسة بنيامين نتنياهو، جلستها الأسبوعية يوم الأحد الفائت، في ما يعرف بـ»أنفاق حائط البراق»
أو «حائط المبكى»- كما يسمونه في تراثهم وأدبياتهم.
وبحث الوزراء المجتمعون في جلستهم سبل تعزيز الوجود اليهودي في المدينة، وناقشوا عدة مخططات لمشاريع جديدة تستهدف إحكام قبضتهم على العديد من المرافق السياحية في البلدة القديمة، ورصدوا في سبيل ذلك ميزانيات ضخمة تساعد على إنجاز ما قرروه من مشاريع، ستسهل بدورها عملية وصول ملايين الزائرين إلى الأماكن التي يقدسونها، وتضمن إمكانيات آمنة للتواصل بينها وبين سكان البلدة القديمة من اليهود والوافدين من الخارج على حد سواء، وتكثيف عمليات الاستيطان اليهودي فيها.
«في هذا المكان بنى الملك سليمان الهيكل الأول»، هكذا افتتح نتنياهو اجتماعهم وأردف قائلًا: «إن اليهود العائدين من سبي بابل بنوا لاحقًا الهيكل الثاني الذي تحولت أنقاضه، بعد خرابه، إلى وجهة تطلعات شعبنا عبر الأجيال المتعاقبة. لقد مرت آلاف السنين، وعاد شعب إسرائيل إلى وطنه، وأقام دولته ويبني عاصمتها الموحدة».
من الواضح أن اختيار حكومة إسرائيل تلك الأنفاق مكانًا لعقد جلستها الأسبوعية، يضيف على مضامين القرارات الخطيرة المتخذة نفحةً من عنجهية واستفزاز مقصودين، ففي هذه المناسبة يستذكر العرب أوجاع نكستهم، وكيف حصدت إسرائيل، قبل خمسين عامًا، «طرابين» وحدة عروبية هشة وعوراء، ومحرزةً نصرًا عسكريًا مجلجلًا على جيوش العرب، مكّنها من الاستئثار بما حلا لها من أرض وما عليها؛ هذا علاوة على ما تحمله هذه الخطوة الرعناء من دلالات تفضح، في الواقع، حالة النشوة والاستقواء التي يعيشها قادة إسرائيل بعد زيارة الرئيس ترامب، بداية إلى المملكة العربية السعودية، التي قوبل فيها كزعيم مطلق وقائد لتحالف ضم أكثر من خمسين دولة إسلامية، ومن ثم قدومه إلى إسرائيل وتصرفه فيها كما يليق بالحلفاء والندماء وشركاء الحاضر وأحلام المستقبل، لاسيما صلاته أمام حجارة ذلك الحائط ودسه في شقوقها ورقةً تضمنت أمنياته ودعاءه.
وقد تكون حكومة إسرائيل اختارت أن تعقد اجتماعها في ذلك «الحوض المقدس»، محاولةً منها للاستفادة وتثبيت انعكاسات الزيارة الدينية، ولترسيخ ما تدعيه منذ عقود، على أن هذه القدس هي ميراث اليهود عن سليمان الملك وأبيه داوود، وإنجاز السماء بوعدها المذكور في الكتاب.
في الواقع عانت القدس الشرقية من ممارسات القمع الإسرائيلي منذ اليوم الأول لاحتلالها عام 1967، لكنها استطاعت أن تنجو بشكل نسبي ولافت، فأفشل صمود أهلها مخططات تفريغها من سكانها الفلسطينيين، وبالتوازي نجحت قياداتها الأصيلة بترميم بناها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ما أفضى إلى إعادة تأهيل مجتمع متماسك، وثق عراه تحت سقف هوية فلسطينية واضحة، سهلت على نخبه استرجاع رمزية المدينة وموقعها كعاصمة للمشروع الوطني الفلسطيني، ومركز سياسي ومدني مهم، تواصلت معه دول العالم ومؤسساتها بهاتين الصفتين، وكذلك فعل الفلسطينيون في جميع المدن والقرى والشتات.
لقد استمرت عملية البناء على مراحل حتى وصلت إلى ذروتها في ما سأسميه عصر «بيت الشرق» الذهبي، وخلاله استطاع الراحل الكبير وأمير القدس وفارسها فيصل الحسيني، ومعه كوكبة من قياديي المدينة وفلسطين، تحويل القدس الشرقية إلى كيان سياسي واجتماعي شبه مستقل عن السيادة الإسرائيلية، وفرض، بحنكة فريدة، هذا الواقع كحقيقة معيشة وملموسة.
لقد بنى فيصل الحسيني سياسته على توازنات دقيقة وقيادة حكيمة وشجاعة، ونظافة قلب ويد مشهودة، واستعداد خرافي للمواجهات بعيدًا عن المزايدات والمراهنات غير المحسوبة. وهو برؤيته الكفاحية الواقعية ووقفاته الميدانية العنيدة نجح بخلق حالة من «الردع الإيجابي المتبادل» مع إسرائيل، التي أبدى زعماؤها احترامًا لفيصل وحسبوا، بعد تجاربهم معه، حسابًا لردات فعله ولقدرته على زعزعة «السلامة العامة» والمسّ بـ«الهدوء العام».
ولعل سعيه من أجل الحفاظ على الوضع القائم، «الستاتوس كوو» في جميع الأماكن المقدسة يعد إنجازًا بالغ الأهمية، فهو ولسنين عديدة حرص بإصرار على تحييد هذه الأماكن، وفي طليعتها المسجد الأقصى، عن بؤر التنازع والتناحر مع القوى اليهودية، مدركًا أن زعامات إسرائيل اليمينيين الصهيونيين المتدينين، يسعون من أجل إسقاط بعدي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الأبرزين، السياسي والقومي، وحصر النزاع في بعده الديني فقط، لأنهم بذلك يعززون مواقعهم ويزيدون من إمكانيات انضمام حلفاء معهم، فعندما يلجأ الأطراف إلى أحكام السماء، ستفتح هي طاقاتها وتمطَر الفتاوى وتكثر البدع ويسود الالتباس ويعسر الاجتهاد، بينما عندما يوقَف الصراع على بعده السياسي القومي، فالأرض «ستتكلم عربي»، وهي لغة أهل الوطن، والفلسطيني سيكون صاحب البيت وسيد المكان حتى لو أصرت إسرائيل على قمعه وغمط حقوقه.
لقد وافقت معظم القوى السياسية الوطنية والإسلامية، في تلك السنوات، على معظم هذه المبادئ وأصول القيادة والمواجهة، حتى صار ذلك إجماعًا وسيّر العمل النضالي في القدس تحت مظلة «بيت الشرق» بكفاءته المشهودة. لم تتغير قواعد اللعبة إلا بعد رحيل الفيصل على أرض دولة الكويت، في الحادي الثلاثين من أيار/مايو قبل ستة عشر عامًا، فبعده بدأ مشوار التيه والضياع.
بالفعل، منذ رحيله والقدس الفلسطينية تخضع إلى عملية هدم شامل مبرمجة، استهدفت عزل المدينة عن محيطها الفلسطيني ومحاصرة أهلها وخنقهم بوسائل مبتكرة ومتعددة، وبالوقت نفسه تم الانقضاض على المؤسسات المدنية والجمعيات الأهلية وغير الحكومية، التي حُظر عملها من داخل القدس، فبعد وفاة فيصل أنزلت إسرائيل ضربتها الأولى على «بيت الشرق»، وهو أبو المؤسسات أو حاضنتها، وأغلقته من دون مقاومة تذكر، علمًا بأن نتنياهو نفسه فشل من قبل بإغلاقه، بعد أن قاد فيصل معركة بطولية سجلها التاريخ فحمى البيت وأهله.
لن آتي على ذكر ما أصاب المدينة، بعد عقد ونصف العقد من عصر فيصل الحسيني، وزمن «بيت الشرق» الذهبي، فالمدينة اليوم ليست تلك المدينة. الاستيطان اليهودي يتوغل في كل ناحية وجهة. كثير مما كان يجمع أهل المدينة على الخير والمقاومة والاجتهاد المفيد تبخر واندثر، وإسرائيل نجحت، إلى حد بعيد، بخلخلة البنى الاجتماعية الأصيلة، في حين فشل الفلسطينيون بتقديم نموذج لقيادة قادرة ومقبولة تجمع ولا تفرق، وأحلام المواطنين صارت كسيحة تصيح مع تسلل كل فجر وتندب.
فمن سيردع حكومة يرأسها حاوٍ، وإلى جانبه يقف رهط من أبناء الغيب، ومعهم ثلة من حرس الكتاب تستحلف الرب وبه على العربان تستنجد؟
غيورورن كثر حذّروا من هذا الفراغ القيادي الوطني المدوي، وراقبوا بقلق بالغ كيف تتفكك كل أحزمة الأمان المقدسية، وكيف بدأت في المدينة تنشأ محاور تأثير لا تعمل وفق مبادئ «الإجماع الفيصلية»، فاجتماعيًا برزت عناصر دخيلة لا تتقيد بقيم مجتمعنا الواقية، ولا بتراثه الماسي وشرعت تزرع شرها في كل المنصات والمواقع، وسياسيًا غابت النخب الوطنية الأصيلة و»تفرطشت «محلها أشباه قيادات أو نسخ مزورة بعقول مريضة ورؤوس مشوهة.
في مثل هذا الجفاف الوطني الكاسح تهيأت الأجواء إلى حروب أجناد السماء، فوجدنا نتنياهو يصرخ، «هنا بنى سليمان هيكله»، وقبالته يقسم الشيوخ على أن الملائكة تقف مع المسلمين فقط، وستبني لهم دولة الخلافة، وقد يكون صوت الشيخ كمال الخطيب أبرزهم في هذا الشأن وهو الذي يؤكد مرة تلو المرة على أن القدس ستكون حتمًا عاصمة الخلافة الإسلامية، أو كما كتب قبل أيام على صفحته: «يوم أمس 29/5 كان يوم ذكرى فتح القسطنطينية عام 1453 حيث تحولت من عاصمتهم الى إسطنبول عاصمتنا، ويوم 5.6 القريب سيكون يوم ذكرى احتلال القدس، حيث تحولت القدس من عاصمتنا إلى أورشليم عاصمتهم… لكنها القدس حتما ويقينا ستعود بإذن الله، ليس عاصمة للدولة الفلسطينية فقط، بل ستكون عاصمة دولة الخلافة الإسلامية الراشدة، نحن إلى الفرح أقرب فابشروا».
هكذا إذن فبعد أن غاب فيصل وتشتت ما كان إجماعًا مقدسيًا وهزلت المقاومة وضعف الصمود، علينا أن ننتظر من سيكون الأقوى والأغلب: أأحفاد سليمان الملك/ النبي وهيكلهم الموعود أم أصحاب دولة الخلافة وبشراهم بالفرح القريب؟
وإلى أن تحسم السماء أمرها سأتأسى على زمن ولّى وستبكي معي القدس على فيصل.
كاتب فلسطيني

تبكيك القدس يا زمن الفيصل

جواد بولس

وماذا لو كانت هناك حكاية أخرى؟

Posted: 01 Jun 2017 02:11 PM PDT

لم يتوقع أحد أن يصل الصراع حول السلطة الدائر بين مختلف مكوناتها، إلى حد وضع البلد بكامله موضع سخرية إعلاميا ودبلوماسيا في العالم بأسره، بسبب فضيحة تعيين شاب على رأس وزارة السياحة، من دون إلمام مسبق بمعلومات حول شخصه وكفاءاته العلمية والسياسية، ليتم إبعاده ثلاثة أيام بعد تنصيبه وتسلمه المهام، من يد زميله السابق أمام كاميرا الشاشة الرسمية، وهو ما أسال ولا يزال الكثير من الحبر حول لا منطق العملية في أصلها، وغرابة توقيتها، لا سيما المراد الرئيس من خلال تفجيرها في هذا الظرف بحد ذاته.
ولعل الأسئلة الجديرة بأن تطرح لفهم حيثيات تفجير فضيحة كهذه، أساءت لصورة البلاد بشكل غير مسبوق، هي مَنْ خطط لهذا السيناريو، الذي لا يحتمل حدوثه مطلقا، كما يروج له، فرضية التلقائية والعفوية؟ وما مبتغاه من وراء ذلك؟
طبعا يظل حتما لمعرفة الجهات المتسببة وافتراضها حتى، لهذه الفضيحة، الاطلاع على طبيعة ردود فعل الجهات ذات الصلة بالحدث وبأطرافه، فمن شأن ذلك أن يعطي إشارات ومعنى قد يقربنا من فهم ما حصل، ومن يقف خلفه والغرض الذي دفعه للتضحية بسمعة البلد، وإهانة مؤسسات الدولة من أجل هدف ومصلحة، أيا كانت طبيعتهما وقيمة ما تضيفهما لصاحبها أو الجهة التي يعمل لها.
لأن الدولة التي رفضت أن تصل إلى مؤسساتها، بشكل رسمي وديمقراطي، وعبر التزكية الشعبية، تيارات سياسية معترف بها، معلومة لدى كل أسلاك الاستعلامات الامنية والإدارية، وزُج في سبيل ذلك بالبلد إلى حرب أهلية ضروس أتت على الأخضر واليابس، لا يمكن مطلقا أن تهان أو تستهين، إلى حد أن يخترقها شاب ذو سوابق عدلية، كما يتم التسويق له من قبل دوائر لا مهمة لها سوى التسويق والتصفيق، للقرارات الصادرة عن الغرف الضيقة بالسلطة.
من هذا المنطلق وحين تشن بعض القنوات التلفزيونية الخاصة المعروفة بكونها ذات ارتباط برجال المال المستحكمين اليوم في مفاصل الدولة، هجوما قويا وكاسحا، على الوزير الشاب المقال، بعد تعيينه بثلاثة أيام، وتتهمه بشتى أنواع التهم، مع التغاضي عن عجز المؤسسات الرسمية المنوطة بالبحث والتقصي والتحري الإداري والأمني، بخصوص الشخص المعين على مستويات عليا من المسؤولية بالدولة، فالأمر يغدو أقرب ما يكون للوضوح، من أن العملية مرتبة ومجهزة، وتحمل إشارة ما، يراد لها أن تسري في المناخ السياسي الحالي، وما يفرزه من جدل على كل صُعد الخطاب الإعلامي والسياسي في البلاد.
ولعل أول ما أريد لهذه الفضيحة أن تلعبه هو التغطية على جملة من القرارات التي اتخذت بشأن إعادة ترتيب بيت السلطة، عبر جهازها التنفيذي، من استبعاد لوجوه اعتبرت الأحسن أداء من غيرها، وجلبت إليها أضواء الخارج قبل الداخل، على رأسها وزارة الشؤون الخارجية، التي قادها رمطان لعمامرة مدعوما من جهات داخلية وخارجية، في مواجهة مساهل الذي كانت تفرض وجوده أطراف خشيت دوما من السطوع المتواصل لنجم لعمامرة، وتهديد ذلك لترتيبات ما بعد بوتفليقة الجارية بحرص يفوق الحرص على الخلاص من الأزمة الطاحنة التي يعيشها الوطن من كل الجوانب.
فقليلة هي السياسة الإعلامية، التي أفردت في فضاءات نقاشاتها، مساحة ما يستحق التغيير الذي حصل على مستوى دبلوماسية البلاد، بحسبان الدبلوماسية أبرز مرتكز يقوم عليه مصير السلطة في الجزائر، القائم على شرعية الخارج أكثر منه في الداخل. وهكذا غطس الكل في وحل فضيحة وصول شاب «متهور» بقدراته الذاتية، إلى مناصب عليا في الدولة، دونما التفات إلى عمق ما حدث من التغيير، وتأثيره القوي على البلاد وأزمتها السياسية والسلطوية. فالصراع كان ضاريا بين مختلف دوائر السلطة، حول تقسيم المهام في ظرف لم يسبقه مثيل في الصعوبة والخطورة تمر به الجزائر، وإلا كيف يتم تفسير شروع رئيس الوزراء السابق في ربط الاتصالات بقادة الاحزاب، وبعض الشخصيات السياسية من أجل تشكيل الحكومة الجديدة، في وقت كان المقررون الفعليون في السلطة بصدد حسم مسألة الحقائب وتوزيع المهام؟
ومع أن المصادر التي تشتغل لصالح تلك الدوائر، كانت قد روجت من قبل لتغييرات على مستوى التركيبة الحكومية، وأعلنت أن بعض الوزراء سيخلف البعض الآخر، مشيرة في هذا الصدد إلى وزيرة التربية نورية بن غبريط، التي رشحت لمغادرة وزارة التربية وتولي حقيبة وزارة التعليم العالي، وهو ما لم يحدث، ما عزز الانطباع لدى الكثيرين بأن تحديد مصير هذه الأخيرة يقع خارج مسؤولية الداخل، مستندين في ذلك إلى قدراتها على الصمود أمام كل الفضائح التي حصلت، من تسريبات لمواضيع الامتحانات في مختلف الأطوار التعليمية، في حين أن تسريبا واحدا سنة 1992 دفع الدكتور علي بن محمد لتقديم استقالته.
وأخيرا ثمة من رجح فرضية أن مختلق ومروج فضيحة الوزير المعين والمقال في ثلاثة أيام، رام من ورائها تسويق نية السلطة في الإساءة إلى الشباب السياسي الطامح في تولي مهام عليا بالدولة، على غرار ما يعرفه العالم غير العربي، كما حدث في فرنسا وقبلها في كندا، ومسعى لتجفيف منبع الإلهام للجزائريين الشباب الذين يشكلون أكثر من 75 في المئة من ساكنة البلاد، وإظهار هذا الشباب السياسي، وجيله ككل، بمظهر الانتهازي البعيد كل البعد عن القدرة على تولي مسؤولية الدولة، وحسن التعامل معها، ما قد يعزز في نظر الناس بالتالي، القناعة بأنه لا بديل عن قبول مشايخ السياسة الطاعنين في السن بدءا من الرئيس ذاته 80 سنة إلى رئيس مجلس الشعب 82 سنة، مرورا برئيس الحكومة 72 سنة ورئيس مجلس الأمة 75 سنة.
هي دوامة من خلط للأوراق تعمل جهات عدة على أن تستمر، ومعها يستمر قلق الجميع حول مصير البلاد، في ظل الوضع المالي الخانق الذي أوجدت الوطن فيه هذه السلطة عينها، ذات الأذرع المترابطة والمتلاطمة في الوقت نفسه، وليس انهيار أسعار النفط، كما يُروج له كتبرير للفشل الذريع الذي لازم هذه السلطة ذات المسلسل الميكسيكي من الفضائح، بعضها يغطي بعضا، فتراجع الأسعار الذي مس غالبية الدول المصدرة للنفط، قد ينعكس على بعض مشاريع التنمية الكبرى، لكنه لا يصل حد تهديد صناديق التقاعد، ودفع أجور موظفي القطاع العام، على الرغم من تراجع أسهم هذا الأخير في جلب اليد العاملة لصالح القطاع الخاص، وهو ما يجعلها تقاتل بشراسة من أجل البقاء في الحكم مهما كلفها ذلك من فضائح، ومهما أساء ذلك للوطن في المحافل الإعلامية والدبلوماسية العالمية، فأي تغيير قد يحصل ستكون له عواقب وخيمة على السلطة هرميا، من قمتها إلى قاعدتها، لذلك فهي توظف كل آليات التنويم الاعلامي وتوجيه الاهتمام بعيدا عن دائرتها بكل الوسائل كما حدث مع فضيحة الوزير المعين/المقال في ثلاثة أيام.
كاتب وصحافي جزائري

وماذا لو كانت هناك حكاية أخرى؟

بشير عمري

معاقل الرأسمالية والعولمة الاقتصادية

Posted: 01 Jun 2017 02:11 PM PDT

يُسمح لحفنة من أصحاب المصالح الخاصّة ذوي الصلة بالتحكّم قدر الإمكان بالحياة الاجتماعية، بزيادة أرباحهم الشخصية في ظلّ النموذج السياسي الاقتصادي النيوليبرالي. ومثل هذا النظام المُحدّد لملامح عصرنا، أدّى إلى ارتفاع ملحوظ في الفقر والحرمان لدى أمم وشعوب العالم الأكثر فقرا بطبعها.
وهي سياقات كشفت عن بيئة عالمية مُفزعة ومُفجعة، ولم يعد الاقتصاد العالمي يشهد توازنا وإنّما سمته التقلّب، وهي موجة عارمة، أكسبت الثروة الطائلة للأغنياء، الذين ينشرون الدعاية الكاذبة بأنّ ثمار النيوليبرالية، وتحرير الأسواق سوف تعود بالنفع على الفقراء، وسيعُمّ الخير الجميع تدريجيا.
وفي الحقيقة ضاعفت السياسات النيوليبرالية المشكلات الاقتصادية وفاقمتها، وعمّقت تفقير الفقراء، وزادت في حجم التفاوت بين الشمال والجنوب، خاصّة في غياب البديل المنافس للنموذج الليبرالي.
في ظلّ الأزمنة السياسية اللاأخلاقية لسياسات الاقتصاد النيوليبرالي المتوحّش، تجاهلت الحكومات الفقراء والمعدومين، وغيّبت العدالة الاجتماعية، وتوجّه اهتمامها صوب فئات «البزنس» والشركات التجارية التي غالبا ما تتهرّب ضريبيّا، وتطلُب دعم الدولة من جميع النواحي لتوسيع سوقها الحرة. وهي في كلّ ذلك لا تتحمّل عبء أية التزامات تجاه شعوبها. ومثل هذا التحالف السياسي المالي أفسد المسارات الاجتماعية والسياسية، وغيّب الديمقراطية الحقيقية التي ترتكز على حقّ المشاركة العامّة والتفاعلية والمساواة الحقيقية بين الناس.
وتواصل الحكومات تفاعلها مع أصحاب رأس المال، وتحمي الأقلية الغنية ولا تلتفت للأكثرية الفقيرة إلّا عند جمع الضرائب، وإثقال كاهل الفئات الوسطى والمعدمة من حين إلى آخر.
مثل هذه المناخات الاقتصادية مكّنت رجال أعمال من التنفّذ وكسب الثروة بطرق غير مشروعة، قائمة على الرشاوى وشراء الذمم، ليتغلغل الفساد شيئا فشيئا في أجهزة الدولة، التي سمح بعض الأشخاص لأنفسهم أن يشاركوا في الكسب غير المشروع، ضمن أطرها الرسمية. مثل هذه الحقائق بدأت تنكشف للرأي العام التونسي على سبيل المثال، مع الخطوات الجريئة لمحاربة الفساد، مع علمنا أنّ المهمّة صعبة، لكنّنا نأمل أن تُفكك منظومة الفساد من جذورها، لأنّ مثل هذه الإجراءات ستكون في صالح الدولة، خاصّة اذا ما تمّت مصادرة الأموال المهرّبة في البنوك الأجنبية، الأمر الذي سيوفّر سيولة مهمّة، من شأنها تغيير ملامح الوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلاد. وهي بداية يجب أن تتبعها خطوات اصلاحية في كلّ القطاعات الفلاحية والصناعية وغيرها، إضافة إلى أهمية التفكير في تغيير مخطط التنمية بحثا عن التخلّص من مكبّلات المديونية وتبعية البنوك الدولية المُقرضة. فصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ليسا سوى معاقل الرأسمالية والعولمة الاقتصادية، وهما أدوات لإمبريالية متوحّشة، تحت إشراف الولايات المتحدة الأمريكية. وهي مؤسسات فرضت الرأسمالية الكونية ودعّمت الحكومات الفاسدة بعد أن سيطرت على الاقتصادات الوطنية، وشجّعت دول العالم للاندماج في الاقتصاد العالمي غير المتوازن. ويذهب نيري وودز إلى أنّ صندوق النقد الدولي والبنك الدولي مؤسّستان سياسيتان، أنشأتهما حكومات لتحقيق أهداف معيّنة تغيّرت بمرور الوقت، وهو في مؤلّفه « قلاع العولمة» بحث في العلاقة بين القوى السياسية ورجال الاقتصاد والحكومات المقترضة، في إطار عمل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. ومثل هذه المؤسسات تقودها وتُرشدها الحكومات المتعاقبة في واشنطن، وهي تسهر على دوام وجود أزمات اقتصادية لدى غالبية الدول التي تُغرقها المديونية وحالات الركود والفقر.
لقد عكست سياسة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي مصالح الولايات المتحدة الاقتصادية والاستراتيجية، منذ أن تمّ انشاؤهما داخل نطاق القوّة العالمية، التي تنادي بالتسلّط على العالم، وهي اليوم مبعث قلق دائم، جرّاء نتائج السياسات التي اتّبعتها وخدمت في سياقها مشاريع الهيمنة الأمريكية، التي خلّفت دمارا في العديد من دول العالم، خاصة الشرق الأوسط، ويبدو أنّ من شأن هذه الأفعال والممارسات أن تضع الالتزام بالديمقراطية وحقوق الإنسان محلّ تساؤل كبير، ضمن أطر زيف الادّعاء بتبنّي مثل هذه المفاهيم، في غياب مبادئ التعاون الإنساني والمساواة الحقيقية.
والمؤسف أنّ العالم لا يتجاوب نحو الأفضل ولا تبحث قواه الحية عن النشاط السياسي الانساني والاقتصاد العادل اجتماعيا، مع أن الأمل يبقى قائما ومفاده البحث عن التغيير الإيجابي نحو تحسين أوضاع البشر وإقامة معالم نظام انساني يتجاوز التسويغ الأيديولوجي المتهافت.
كاتب تونسي

معاقل الرأسمالية والعولمة الاقتصادية
 
لطفي العبيدي

السودان جسر بين العرب وافريقيا

Posted: 01 Jun 2017 02:11 PM PDT

قتل هذا الموضوع تمحيصاً ونشرت حوله عشرات الأبحاث والمقالات الصحافية، بيد أنه اكتسب بعض الحيوية عندما أختاره الطبيب / السياسي الشفيع خضر سعيد ( الذي فصل من قيادة الحزب الشيوعي في العام الماضي) كمدخل جانبي (نفاج) للولوج للساحة السياسية التي استبعدته، وقد خسر المشهد السياسي بفقدانه إذ عرف بالاعتدال والتهذيب وهي خصال خبرتها شخصياً عندما دعاني بعض اليساريين المعجبين به لمناظرة معه في مدينة كارديف لم نتفق لكنه لم يمارس الفجور في الاختلاف، لم يتهمني بالعمالة للغرب ( كما فعل زعيم حزبه الذي قال في إشارة لسنة قضيتها في جامعة ييل الأمريكية : تدرب في أمريكا! ) بل عبر عن تفاؤله بأن آليات وتقاليد النشاط الحزبي ستشهد تحسناً ملموساً وأني وأمثالي ممن استقالوا من الحزب الشيوعي سنعود لقواعدنا لمواصلة النضال تحت الراية الحمراء. أثبتت الأيام القاسية خطأ ذلك التقدير إذ حدث نقيضه عندما فصل هو من قيادة الحزب ولم ينل شرف الاستقالة.
أصبت بخيبة أمل عندما طالعت ما نشره د. الشفيع خضر في « القدس العربي « (8 مايو / أيار) بعنوان: ألا يزال السودان جسراً بين العروبة والأفريقية؟ استهل بسرد بمسلمات معلومة لا خلاف حولها عن علاقة العرب بأفريقيا ثم قفز إلى خلاصة لا اسانيد لها تشكك في دور النخب الشمالية (كلها منذ نيل الاستقلال وحتى قيادة الرئيس البشير) ووصفها بأنها تنكرت للشق الأفريقي في هويتنا وهدمت جسر التواصل داخل الوطن حتى انفصل الجنوب.
لم يعجبني المقال لأن الدكتور الفاضل اختزل أمراً له عدة جوانب وتعقيدات وبسطه تبسيطاً مخلاً في نقطة واحدة لا تأخذ في عين الاعتبار عوامل مؤثرة، فبدا وكأنه اختار خلاصة ثم أخذ يبحث بانتقاء عما يبررها.
ذكرت تقارير سودانية ودولية عن النزوح والهجرة أن السودان من أكثر دول أفريقيا تسامحاً وترحيباً بالنازحين من دول الجوار. فالمعروف أن الآلاف بل الملايين يدخلون السودان عبر حدوده الغربية ويقيمون في قرى حول مدننا الكبرى بسلام. بعد سنوات يذوبون في المدن ويكتسب السودان مهارات إضافية إذ يتفوق بعض أبناء وبنات هؤلاء ويحسنون تمثيل السودان في المجالات الاكاديمية والشرطة والجيش وكسفراء دبلوماسيين.
النور عثمان أبكر من أكثر شعرائنا امتيازاً وقد مثل البلاد في مهرجانات شعرية عربية، ذكر في مقابلة صحافية أنه التقط اللغة العربية من التلاميذ في المدرسة لأن أسرته لم تكن لغتها العربية. وهنالك أمثلة كثيرة لأسر أتت السودان عابرة في الطريق إلى مكة المكرمة فطاب لها البقاء واستوطنت دون عقبات. وقد أشادت عدة دول (نيجيريا) بهذه السياسة السودانية التي تراعي الأواصر الأفريقية. فلنقارن ذلك بما حدث في غربي أفريقيا حينما طردت دولة رعايا الأخرى والزمتهم بالمغادرة خلال أسبوع واحد فردت عليها الدولة الأخرى بالمثل. أو ما حدث وتناقلته وكالات الأنباء من اعتداء على النازحين والمهاجرين القادمين من دول أفريقية مجاورة واضطرارهم للاحتماء بالكنائس خوفاً على حياتهم. أليس موقف السودان منذ الاستقلال جديراً بالتسجيل عند د. الشفيع خضر وهو يكتب عن علاقة السودان بأفريقيا؟
سياسياً نجد في مذكرات نيلسون مانديلا سرداً لكيفية الترحيب به (وزميله الأبيض) عندما وصلا الخرطوم عام 1962 بلا تأشيرة دخول فسمحت لهم السلطات بالدخول ووجدا دعماً مادياً ملموساً بل وعسكرياً أيضاً ضد نظام التفرقة العنصرية في جنوب أفريقيا. أليس هذا موقفاً وجسراً أفريقياً؟ وعندما اغتيل باتريس لومومبا في الكونغو انفجرت الاحتجاجات في الخرطوم. هنالك كتاب كامل عن دور السودان في مساندة حركات التحرر في أفريقيا، نشره د. مصطفى عثمان إسماعيل وزير الخارجية السابق ويبدو أن د. الشفيع خضر لم يطالعه.
أذكر في هذا السياق أنني التقيت أستاذاً جامعياً من تشاد أثناء مؤتمر في الخرطوم وسألته عند الوداع عن مواعيد مغادرته عائداً فقال لي دون تردد أن سكان ثلاث قرى من منطقته انتقلوا إلى ضاحية في ريف مدينة القضارف وأنه يرغب في زيارتهم قبل العودة إلى بلاده. مثل هذه الوشائج هي التي تفسر حسن النيات تجاه السودان في معظم الدول الأفريقية وقد تجلت في مؤازرة السودان في مواجهته مع المحكمة الجنائية الدولية.
مالم يذكره د. الشفيع خضر هو أن جمعية اللواء الأبيض التي نظمت ثورة 1924 كان على رأسها بالانتخاب علي عبداللطيف وهو من الجنوب وجبال النوبة _ كان ينادي بوحدة وادي النيل (وهو مدفون في القاهرة). عبدالفضيل ألماظ شهيد ثورة 1924 لم يكن من القبائل ذات الأصول العربية، وهنالك نصب تذكاري لموقع استشهاده (بالقرب من كلية الهندسة_ جامعة الخرطوم).
ليس صحيحاً على الإطلاق ما أورده الكاتب الفاضل من أن النخب الشمالية لم تعترف بالتعددية أو البعد الأفريقي. لقد حدث ذلك صراحةً في مؤتمر المائدة المستديرة 1965 الذي ذكره الكاتب مبتوراً وفي اتفاقية اديس ابابا 1972.
حدث ايضاً في اتفاقية السلام الشامل 2005 التي أتت بمسيحي جنوبي نائباً أول للرئيس البشير، وفي اتفاقية أبوجا 2006 وأخيراً في وثيقة سلام دارفور (الدوحة 2011) التي سلمت الحكم في كل ولايات دارفور لأبنائها وصار أحدهم رئيساً للسلطة الإقليمية (و آخر نائباً للرئيس).
يعرف د. الشفيع خضر ( ما نعلمه كلنا لكننا لا نكتبه) أن الثقافة الشعبية السودانية بها عنصرية مضادة كريهة ضد اللون الأبيض إذ تصف اصحاب البشرة غير السمراء بالبخل والجبن (يتحدث المثل عن: الحمرة الاباها المهدي) الأمر الذي يدفع بعضهم إلى مصاهرة تقي ذريتهم شر التفرقة وتكسبهم اللون الأفريقي المقبول.
ولعل أكثر ما يبين اعتزاز السودانيين بلونهم ما يرد في الآداب والفنون. صحيح أن جيلنا نشأ وهو يردد النشيد المدرسي:

أمة أصلها للعرب
دينها خير دين يحب

أما جماعة « الغابة والصحراء» الشعرية ومن أبرز ممثليها محمد عبد الحي ومحمد المكي ابراهيم فإسمها يدل على إعتراف بإزدواج مكونات الهوية. نجد في الأغاني الشعبية عند كبار المطربين – أغنية خداري (عن اللون الاخضر- الاسود) لحسن عطية واغنية اسمراني لمحمد وردي واغنية أنا افريقي أنا سوداني لإبراهيم الكاشف. وليس خافياً أن اشهر مقدم ومروج لأغاني «الحقيبة» المبارك ابراهيم من جبال النوبة.
وقد إكتشفنا (حينما اشرفت على تسجيل مذكرات رواد الموسيقى السودانية للأرشيف في المعهد العالي للموسيقى والمسرح أن جذور معظمهم افريقية صرفة تركت اثرها في الموسيقى العسكرية وغيرها).
أذكر ايضاً في هذا السياق مسرحيتي The Reth التي استندت على شعائر ومراسم تنصيب حاكم الشلك في جنوب السودان. عرضت في الجامعة والمسرح القومي والتلفزيون وسجلها وبثها التلفزيون الألماني. كان ذلك عام 1976 قبل سبع سنوات من تأسيس د. جون قرنق للحركة الشعبية لتحرير السودان التي ادعت كما ادعى د. الشفيع خضر أن النخب الشمالية لا تهتم بالبعد الافريقي في السودان.
أما انفصال الجنوب فلعل الكاتب الفاضل لم يطالع ما نشر في الغرب حول الجهات التي «هندست» الانفصال وسعت اليه خلال عشرات السنين.لا ينفي ذلك أن الكثير من الأخطاء اقترفت وربما ساعدت ما كان يدبر _ لكن تبرئة الأصابع الحقيقية التي ساعدت للانفصال وتباهت بذلك عند حدوثه، ثم القاء اللائمة حصرياً على النخب الشمالية أمر لا صلة له بالإنصاف أو الدقة.
السودان جسر حقيقي بين العرب وأفريقيا وهو يحتضن الآن بأريحية لاجئين ونازحين من الدول المجاورة بما فيها دولة الجنوب الوليدة التي اختار مواطنوها الانفصال ثم عاد بعضهم إلى الدولة الأم لاجئاً فلم يجد الا الترحيب والعناية في احضانها.
صحيح أن بعض الأخوة الأفارقة يكرر المعلومات السامة عن موقف السودان استناداً على الدعاية التي نشرت إبان الحربين الأهليتين. ونحن نعلم الآن أن تلك الدعاية كانت تطبع في الشرق الأوسط وتوزع في شرقي أفريقيا بغرض تشجيع الأقليات لتفتيت وحدة السودان في سياق مخطط الاستفراد بالشعب الفلسطيني ( كما أوضح الإسرائيلي يوسي الفر في كتابه «الهامش» ( بالانكليزية). يكرر د. الشفيع خضر تلك الدعاية ويوظفها في محاولة العودة إلى المشهد السياسي بمدخل جانبي ( نفاج) فيدعي أن السودان لم يعد جسراً بين العرب وأفريقيا وأن النخب الشمالية وحدها هي المسؤولة عن ذلك. ويحق لنا أن نسأل:
هل هذه خطى عائد للمشهد السياسي أم مؤشرات ابتعاد مقلق عن التيار الوطني السوداني العريض؟

الملحق الإعلامي في سفارة السودان في لندن

السودان جسر بين العرب وافريقيا
ردا على مقال د. الشفيع خضر سعيد
د. خالد المبارك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق