Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الثلاثاء، 25 يوليو 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


إسقاط بوابات نتنياهو الإلكترونية أم «تساهل» في الدم الأردني؟

Posted: 25 Jul 2017 02:29 PM PDT

سماح الاردن لضابط الأمن الإسرائيلي الذي قتل اردنيين اثنين بدم بارد، بالمغادرة الى بلاده بعد التوصل مع حكومته الى «تفاهمات حول الأقصى» كما أشيع، يعتبر صفقة هزيلة وخالية من أي مكاسب سياسية يمكن ان يقتنع بها الشارع الأردني.
هزيلة لأنها ليست مقايضة سياسية منطقية، فبوابات بنيامين نتنياهو الإلكترونية هي بالأصل غير شرعية، والشعب الفلسطيني قدم تضحيات لإسقاطها، وكادت تسقط فعلا قبل ساعات من الجريمة الإسرائيلية في عمان.
لذلك، لا يستوي الحديث عن صفقة سياسية أو دبلوماسية بين الأردن واسرائيل انتهت بزوال بوابات الاحتلال، مقابل التساهل اللافت بدم أردنيين اريق على أرضهم وبرصاص اسرائيلي غادر.
نعلم، وذلك لم يعد سرا، ان اتفاق الكواليس بين عمان وتل ابيب كان قد وصل أصلا إلى نقطة إزالة البوابات الالكترونية، واستبدالها بما يسمى بكاميرات ذكية، وحصل ذلك قبل أيام من الاعتداء الاسرائيلي الغادر.
الموافقة الأردنية لمغادرة الطاقم الامني الاسرائيلي جاءت بدون إفصاح او شرح على المستوى الرسمي، ونتائج هذه السياسة الغامضة ستكون على الأرجح سلبية ليس على الشعب الأردني فقط، ولكن على مؤسسات الدولة الأردنية التي اخفقت وبوضوح في إطلاع شعبها على حقيقة ما يجري.
مغادرة الضابط الاسرائيلي سرا، وبصورة غير قانونية، وبناء على إتفاق غير معلن يعد ضربة موجعة للقانون الاردني، ومساس بهيبة الدولة وصدمة للشارع الأردني والعربي الذي كان يأمل بالحد الأدنى إخضاع القاتل للعدالة، وهو ما لم يحصل. وما زاد الأمر تعقيدا، أن بنيامين نتنياهو هو الذي أعلن عن عودة الطاقم الأمني بما فيه القاتل، قبل إعلانه عن عدم وجود «صفقة» أصلا.
يمكن فهم غضب اعضاء مجلس النواب الأردني الذين يشعرون بخيبة الأمل لأنهم لا يجدون الآن قصة لروايتها أمام جماهيرهم باعتبارهم ممثلين للشعب، الذي صدم مرتين في أقل من 48 ساعة، الاولى عندما قتل اثنان من أبنائه بدم بارد، والثانية عندما أفلت القاتل بدون استجواب.
ويمكن أيضا تفهم الإحراج الذي تشعر به المؤسسة البرلمانية في البلاد التي يبدو أنها خارج التغطية فيما لا يختلف وضعها عن وضع الحكومة، حيث بلغ وزير الداخلية في وقت متأخر مساء الاثنين عائلة الشهيد محمد الجواودة ان القاتل لن يغادر المملكة بدون عقاب وان دم الشهداء في رقبة السلطة.
مؤسف جدا صمت الحكومة الأردنية عن الخوض في التفاصيل، مع الأخذ بالاعتبار ظروف الأردن وامكاناته وحجم ومستوى الضغط الاسرائيلي او حتى الأمريكي في هذه القضية. لكن سخط الشارع مبرر ليس فقط لأنه لا يعلم بكل ما حصل او لأن الذرائع التي ذكرت لا تبرر الموقف الرسمي، ولكن لأن المواطن الأردني لا يحظى بأي مكسب جراء السماح للقتلة بالمغادرة دون أدنى سؤال.
يبقى ان نذكر الحكومة الأردنية أن الصمود الفلسطيني في القدس هو الذي أسقط بوابات نتنياهو الالكترونية، وهذه الحقيقة المؤلمة تدفع بالسؤال: لأي سبب اريق الدم الأردني في عمان؟ ولأي سبب تعطلت ماكينة العدالة والقانون بحيث أخفقت في استجواب أو إخضاع قاتل ارتكب جريمة نكراء بدون مبرر أمني.

إسقاط بوابات نتنياهو الإلكترونية أم «تساهل» في الدم الأردني؟

رأي القدس

الفصل الصهيوني الأخير في اتجاه تهويد القدس وبناء الهيكل

Posted: 25 Jul 2017 02:28 PM PDT

يبدو أن المخطط الصهيوني وصل إلى نقطة الظهور العلني، أي الاستيلاء على القدس الشرقية في اتجاه توحيد القدسين لتصبح العاصمة الموحدة للدولة اليهودية المفترضة، ضارباً عرض الحائط بكل المعاهدات والمواثيق الدولية، بما في ذلك اتفاقية أوسلو.
طبعاً، ستخلق إسرائيل كل الأعذار لتنفيذ مخططها الكبير، بتزكية عربية اتسعت رقعتها وأمريكية لم تدخر جهداً لجعل إسرائيل أكبر قوة في المنطقة عسكرياً. وبدأ تنفيذ خطة الهيكل بجعل ما كان ممنوعاً، مسموحاً.
افتتح ذلك شارون عندما اقتحم الحرم القدسي بحرسه بلا أدنى احترام، ثم دخول المستوطنين وكأنها بروفات لرؤية عن قرب ردة الفعل العربية والإسلامية التي كانت صفراً كالعادة. وتأتي الخطوة الاختبارية الجديدة بالاستيلاء على المسجد والسماح للجانب العلوي من هيكل سليمان بالظهور على حساب المسجد الأقصى الذي سيتم تهديمه كلياً أو جزئياً، كما في الكثير من الوثائق السرية الأمريكية والإسرائيلية.
قد يبدو الكلام خرافياً لكن علينا أن نكون عمياناً لما يتم تدبيره ضمن صيرورة مدروسة بدقة وأن المنتهى هو هذا بالضبط إذ أن المكان الذي يشكل ثاني مقدسات المسلمين، فالهيكل أولها بالنسبة لليهود. إسرائيل وصلت إلى درجة من التغول، لم يعد يهمها الرأي العام العالمي والأوروبي الذي كبلته عقدة الهولوكست الإجرامي الذي ارتكبوه في الحرب العالمية الثانية ولا علاقة لا للعرب ولا للمسلمين به.
ولا يستطيع أحد أن يفتح فمه ضد عدوان ظاهر من دون اتهامه بمعاداة السامية. ولا أمريكا طبعاً، بلد الحرية، إذا أراد أي رئيس أمريكي أن ينجح في الانتخابات أو يستمر في الحكم، عليه أن يسترضي اللوبي الصهيوني المهيمن على كل مناحي القرار. ولا يهمها طبعاً رأي العرب فرادى أو مجتمعين، لا حديث عنهم إلا لتحويلهم إلى تابعين، ينفذون خططها الاستراتيجية.
لم تبق قوة عربية واحدة واقفة قادرة على مواجهة هذا التغول، بالخصوص بعد التدمير الذاتي والاستعماري للعراق، وسوريا، وليبيا، وإنهاك مصر والجزائر التي أنهكتها حربها الأهلية التي دامت عشر سنوات، بعد ثلاثين سنة فقط من استقلال البلاد. لم تعد البلدان التي كانت لها قوة حقيقية، واستقلالية نسبية في قراراتها، قادرة على التنافس العسكري لحماية نفسها.
حتى البرامج النووية الافتراضية العربية صفيت في بدء تكونها حتى تظل إسرائيل القوة الوحيدة في المنطقة. هذه الدول التي أثبتت أن قهر الجيش الإسرائيلي أمر ممكن في حرب 73 صفيت كلها نهائياً إما بحروب أهلية قاهرة أغلبه مفبرك من قوى خارجية جهوية أو غربية، أو بحروب عدوانية احتلالية حارقة للأخضر واليابس. خراب لعبت فيه الدكتاتوريات العربية المعلنة وغير المعلنة، دوراً تدميرياً كبيراً لبلدانها.
المال العربي الذي يفترض أن يسخر للتنمية، يستعمل لتنمية العداوات الجوارية في ظل إرهاب طاحن ساهمت فيه أيضاً بعض الدول العربية بأنظمتها الهشة، وأيديولوجيات الخيبة التي وجدت في الدين المقروء بشكل مسطح ظاهري، ضالتها. يكفي أن نستعيد كيف نشأ هذا الإرهاب، وكيف كبر، وكيف تم تسويقه في أفغانستان، وفق برمجة دقيقة للتدمير، ثم في الدول العربية إذ لم يبق فيها شيء واقف.
الناتج ليس فقط تدمير ما شيّده العرب طوال القرن الماضي وتحويله إلى رماد، ولكن أيضاً تشويه أية صورة إيجابية للعربي والمسلم. وصل الأمر إلى نشوء فوبيا شديدة القسوة. إذ يكفي ذكر كلمة عربي أو مسلم، ليتجه كل شيء نحو الخوف والحذر. رجل يحمل كتاباً عربياً يمكن أن ينظر إليه كحامل لقنبلة. العربي البعبع. تدمير الصورة الرمزية عالمياً هو جزء من عمل الحركة الصهيونية. كل شيء يتفكك. المال العربي الكبير الذي كان بإمكانه أن يُخرج العرب من التخلف ويفرضه قوة منافسة عالمياً، يذهب إلى غير مكانه، ويبدّد في الحروب الخاسرة بالوكالة، والفساد الأخلاقي والاجتماعي.
وكأنه أصبح محكوماً على العرب بالفناء القريب، من دون أن يحسوا بذلك. في هذا المناخ القيامي العام، تتم سرقة ما تبقى من الأراضي الفلسطينية قبل الإنقضاض النهائي على الرموز الكبيرة، ومنها بيت المقدس، حتى يخلى المكان كلياً أو جزئياً لتشييد الهيكل السليماني كما ذكرت سابقاً. نحن لا نرى شيئاً بغض النظر عن وجود الهيكل السليماني من عدمه، فقد تم منذ عشرات السنين تهييئه.
خطط الهيكل أصبحت جاهزة منذ القرن السادس عشر، ويتم تحسينها باستمرار. ووفق النصوص الدينية والرمزية الاسرائيلية يتم تهييء 6 ملايين قطعة حجر البناء وكلها جاهزة. شارك في اقتنائها بعض رجال المال من اليهود. بينما تم وضع الجحر الأساس بالاستعانة بصخرة كبيرة تزن أكثر من ثلاثة أطنان. الحفريات تحت الحرم القدسي مستمرة منذ عشرات السنين.
حتى قاعدة الهيكل تم تجهيزها ولم يبق إلا إخراج رأس الهيكل الذي يعمل الإسرائيليون على رفعه بعد تهديم الحرم القدسي أو جزء منه كما في الخطط المهيأة لهذا الغرض. وما يظهر اليوم من بوابات إلكترونية، ووضع الحرم القدسي تحت السلطة الاسرائيلية ليس إلا الفصل الأخير من بدء المرحلة الأخيرة من بناء الهيكل السليماني الثالث، إذ دمر الهيكل للمرة الأولى على يد القائد البابلي بختنصر عام 586 ق . م . ثم أعيد بناؤه بعد ذلك، نحو سنة 521 ق . م . ثم دمر الهيكل للمرة الثانية على يد «تيطس» ابن الامبراطور الروماني «سباستيان»، في التاسع من أغسطس/ آب كما ورد في بعض الوثائق التاريخية. وفي عام 135 م (في عهد الامبراطور هارديان) تم تدمير المدينة ، وطرد اليهود منها ، وأقيمت مكانها مدينة جديدة ، سميت بـ «إيليا كابي تولينا». وبقيت تحمل هذا الاسم حتى دخلها المسلمون في عهد عمر بن الخطاب، وصارت تسمّى «القدس» أو «بيت المقدس» يعمل المتطرفون اليهود والحركة الصهيونية على تحويل هذا الوهم الديني إلى حقيقة من منطلق فكرة أن موقع المعبد، داخل الحَرَّم القُدسي الشريف أو بجواره حد الالتصاق به مما يضطر أصحاب الهيكل إلى تدمير الحرم القدسي، أو اقتطاع جزء كبير منه. السند الديني يشكل ذريعة البناء ومحو الحرم القدسي.
فرصة مناسبة جداً لإسرائيل للذهاب بعيداً في عملية التهويد. بعد أن حوطت القدس الشرقية بالعمران، ونهبت الأراضي من أجل القدس الكبرى التي يصبح داخلها الحرم القدسي الذي سينتهي كوجود رمزي إسلامي بعد بروز الهيكل بوصفه أهم موقع ديني يهودي. العرب والملسمون الذين يتشدقون يومياً في كلامهم وصلواتهم ومجموعاتهم التي كونوها لحماية القدس لم يحركوا ساكناً لمنع المجزرة التي تتم على مرأى كل الناس. بدل الاحتجاج الفعلي بدأوا يعطون للعدوان الإسرائيلي المتغوّل كل المبررات.
فقد وصل العرب إلى حالة من الإذلال أصبح من الصعب تصور قيامهم من المستنقع الذي وضعوا أنفسهم فيه.
أعتقد أن الكيان الصهيوني، كما في كل انتفاضة، لم يأخذ بعين الاعتبار معادلة أن حالة اليأس هي رديف لكل التطرفات حيث لن يعود للإنسان ما يخسره في ظل فلسطين ممزقة، جامعة عربية ميتة، ومؤسسة أسلامية محتضرة، ومجلس أمن بائس ملتصق بالإرادة الأمريكية. أفق 2020 الذي افترضه الكثير من الصهاينة والحاخامات المتطرفين لتحقيق الهيكل وخروجه من تحت الأرض، لم يعد بعيداً ولا مستبعداً.

الفصل الصهيوني الأخير في اتجاه تهويد القدس وبناء الهيكل

واسيني الأعرج

أين الإعلام الأردني مما حصل في السفارة الإسرائيلية؟ ومسلسل الركلات الحرة لكل أجزاء الوطن!

Posted: 25 Jul 2017 02:28 PM PDT

الإعلام، بمعناه الاصطلاحي والاحترافي غير موجود في الأردن، رغم كل الطاقات الأردنية المنتشرة على كوكب الأرض. فالإعلام الحر لا معنى له بدون وجود إرادة سياسية شاملة جوهرها الشفافية، وحرية الإعلام بدون شفافية المعلومة تفضي إلى ما يشبه دواوين الجدل والشعوذة وحكايات ما قبل النوم الهانئ أو النوم القلق.
واليوم، مع وسائل التواصل الاجتماعي التي تضج بالحكايات على عواهنها، يصبح الإعلام حالة مسخرة، إذا لم يكن مدججا بذخيرة المعلومة وانسيابية الدفق المعلوماتي الصحيح بلا عوائق.
الفضاء الأردني ممثلا بثلاث قنوات فضائية رئيسة (باقي القنوات مبنية على الدجل أصلا) ، كانت انعكاسا لأزمة الإعلام الوطني والصورة المقابلة للحالة المقلقة في السياسة الأردنية.
ناهيك عن رئيس الوزراء الغائب «عجل الله فرجه أو فرجنا بظهوره»، فإن الناطق الإعلامي باسم الدولة وهو برتبة وراتب وزير، كان في أسبوع الأزمات العنقودية المنصرم، مشكلة أكثر منه حلا، وهو بحد ذاته علامة سؤال أكثر منه منبعا للأجوبة، التي لا تجد طريقا للوصول خارج صندوقها المغلق.
القنوات والمواقع الإعلامية كانت فريسة سهلة لكل تلك الفوضى، مما زاد مساحة الفراغ الذي استطاع الجيل الفيسبوكي ملأه بسهولة، كما يملأ أي غاز خامل فراغا من الهواء.
في حادث جريمة السفارة الإسرائيلية في عمان أو حادث الجفر العسكري، غالبا كان الأردنيون أمام فوضى اخبارية ومعلوماتية يختلط فيها طبيخ شحاذي المواقع الإلكترونية التافهة وتحليلات أردنيين من مختلف الأصول والمشاتل يجدون لذة شديدة في تعاطي مصطلحات مثل «قواعد فك الاشتباك» أو «سيادة الدولة»، وغالبا مفهوم الدولة نفسه في اشتباك لا قواعد له عندهم.
طبعا مرد ذلك أن الدولة مختطفة وبديلها المختصر في شخص الحكومة مجرد قزم بلا ولاية.. وصاحب المرجعية (الملك) يقود السلطات بنفسه، وهذا يجعل الشفافية مستحيلة، والمعلومة خاضعة لوصاية أما أمنية بوليسية لا تفهم السياسة أو تحت وصاية بروتوكولات ملكية في إعلام الديوان تؤمن بحصانتها من أي مسؤولية عطفا على الملك نفسه.
فنصل إلى حالة «تقطير المعلومة» من سراب، فلا المصدر حقيقي ولا التقطير يجدي.

شبح الرعب الأمني قتل الإعلام

صباح أمس الثلاثاء، بعد ليلة أردنية ساخنة عصفت بكل القيل والقال دون معلومة مؤكدة صحيحة، سواء في قضية الجندي الأردني المدان بقتل أمريكيين، أو على خلفية مقتل أردنيين على يد رجل أمن إسرائيلي محمي بحماية دبلوماسية غير مسبوقة رغم كونه حارسا وليس دبلوماسيا، نتابع التلفزيون الأردني، فلا أملا في الحصول على معلومة، ومتابعة المحتوى الإعلامي البائس في نشرات الأخبار، تفاجئك برسائل مباشرة وساذجة يبثها التلفزيون «الوطني» بصيغة دينية وقد ضمنها آيات من القرآن الكريم تتحدث عن «الإعتداء» وتعريفاته، في محاولة بائسة جدا لتمرير فكرة قبول الصفعة على الخد الأيمن والأيسر والركلات الحرة على كل أجزاء الجسم، ومحاولة «شرعنتها» بأي شكل.
«رؤيا» و«الأردن اليوم»، كانتا متفاوتتين في المعالجة الخبرية، التي ظلت ناقصة ومنقوصة في ظل غياب المعلومة وحضور قوي لشبح الرعب الأمني الواضح في المحتوى الإخباري، «رؤيا» حاولت في أخبارها ملامسة ضفاف الصياغات الخبرية المحترفة، لكن تبقى المعلومة «الإمام الغائب» في حوزتها الإخبارية، أما «الأردن اليوم»، فكانت تحاول عبر برامجها ملامسة ردود الفعل الشعبية، وهي محاولة محمودة أمام غياب المعلومة، لكنها تبقى مجازفة خطرة أمام فوضى إعلامية شاملة.
حتى الزميل بسام البدارين، وهو المتابع في وسائل التواصل الاجتماعي، تعرض – باعترافه على الفيسبوك – إلى التضليل حين طمأن الأردنيين في ما يخص عدالة ونزاهة التحقيق في قضية «السفارة في العمارة» ليعود بعد ذلك ويبث سلسلة إدراجات متخمة بخيبة الأمل والقهر والتعب من وقائع وحقائق لوت عنق المعلومة فقتلتها خنقا بالخيبة!
رئيس وزراء إسرائيل، وهو المعروف، بالإضافة إلى خبثه الشديد بقدرته على استثمار العلاقات العامة والإعلام إلى أقصى حد ممكن، قرر بث تسجيل صوتي لمكالمته مع طاقم سفارته، الذي غادر الأردن بصحبة القاتل الإسرائيلي، وكانت مكالمة موجزة، لكنها كثفت كل الوجع المضني شرق النهر، شرق هذا الجسر، سر كل الخيبة.
في النهاية كانت ليلة محمومة بالدجل المعلوماتي، والشخص الوحيد ربما الذي قضى ليلة هانئة بسخونتها كانت صديقة الإسرائيلي الهارب من وجه العدالة، والذي لم ينس نتنياهو أن يذكرها بالخير في مكالمته المسجلة، «ليؤنسن» مشهد الخلفية في جريمة كرامة مكتملة الأركان.

صاحبة «المرجيحة»!

وفي خضم كل ذلك، تعصف الفضائيات العربية وتتسابق على صاحبة «المرجيحة»، التي أنسى اسمها وأجد هوانا كبيرا على النفس أن أبحث في محرك البحث عن اسمها من جديد.
طبعا، هي انعكاس طبيعي لواقع متشظ، و«أثر الفراشة» مع الاعتذار لكل فراشات الحقول في الدنيا، الذي يمثل واقعنا المتردي، ومع الاتفاق وشبه الإجماع أن هذه «الكائن» الصوتي المنتفخ بالألوان والمضمخة بكل بشاعات الدنيا لا تعطي فنا بل مسخرة، إلا أن الفضاء العربي مشغول بوضعها أيقونة في عالم نجومه الغارق في الحضيض.
سيدة حقول البقدونس على الجفون… كلنا ركبنا ولا نزال على المرجيحة!

إعلامي أردني يقيم في بروكسل

أين الإعلام الأردني مما حصل في السفارة الإسرائيلية؟ ومسلسل الركلات الحرة لكل أجزاء الوطن!

مالك العثامنة

انتخابات رئاسية مصيرية بدون مرشحين مؤكدين وقانون التظاهر قيد الحق الدستوري في التعبير عن الرأي

Posted: 25 Jul 2017 02:27 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: ازدحمت الصحف المصرية الصادرة أمس الثلاثاء 25 يوليو/تموز بالكثير من الموضوعات السياسية والاقتصادية، التي أثارها الرئيس عبد الفتاح السيسي في لقائه مع الشباب في محافظات غرب الدلتا، وهي الإسكندرية والبحيرة ومرسي مطروح وكفر الشيخ والغربية وعاصمتها مدينة طنطا، حيث مقام ومسجد السيد البدوي، وكان اللقاء في مكتبة الإسكندرية، وضم حوالي ألف وثلاثمئة من شباب هذه المحافظات، تحت شعار «أنت تسأل والرئيس يجيب».
وكان قد سبق للسيسي أن حضر مؤتمرات للشباب في أسوان لشباب الصعيد، وفي شرم الشيخ في مدينة الإسماعيلية لشباب المحافظات المجاورة لكل منطقة، والحقيقة التي شاهدناها جميعا هي الحرية الكاملة في توجيه الأسئلة المحرجة جدا، مثل سؤال من أحد الشباب بأنه عندما تولى قيادة حركة الثلاثين من يونيو/حزيران للإطاحة بحكم الإخوان وعد بالقضاء على الإرهاب، ولكن حتى اليوم لا يزال الإرهاب مستمرا؟ فقال إننا كافحنا ضد أقوى تنظيم في العالم، ويحكم عدة دول، وكان يريد استكمال السيطرة على مصر، وليس سهلا القضاء عليه بسرعة، لكن هناك تقدما كبيرا في حالة الأمن، وقدرة الدولة على فرض سيطرتها تتزايد، والفكر المغذي للإرهاب لا يزال موجودا، وليس سهلا القضاء عليه. المهم وعي الناس وعدم الوقوع في الخطأ بحجة الساحر، ثم الانقلاب عليه، وما أن نطق بكلمة الساحر حتى ضحك وهو يكرر العبارة، وكان يقصد بها قول الناس إنهم اختاروا الإخوان تحت تأثير السحر، ثم أفاقوا بسرعة وانقلبوا على الساحر. فهل يا ترى سيتجه السيسي إلى تكرار تجربة عبد الناصر في بناء منظمة الشباب الاشتراكي. كما اعترف السيسي بعمق المشاكل الاقتصادية وبشّر بقرب انتهاء المرحلة الصعبة.. ووعد بحلول لكثير من المشاكل.
ومن الأخبار الأخرى التي تناولتها الصحف المصرية، دهشة المصريين من إطلاق الرئيس اسم محمد نجيب على أكبر قاعدة عسكرية جديدة في الاحتفالات بثورة يوليو/تموز وزعيمها عبد الناصر. والهجوم على دور نجيب في الثورة وتحالفه مع الإخوان. ورواية محمد حسنين هيكل عن تنظيم الضباط الاحرار عندما كان رئيسا لتحرير مجلة «آخر ساعة». وصلاح دياب صاحب «المصري اليوم» يواصل دفاعه عن عبد الناصر، ويؤكد أنه لو عاش لأصلح الاقتصاد وأعاد الحريات. وإلى التفاصيل..

الوراق وحي الزمالك

ونبدأ من الصفحة الخامسة من «الأخبار» وما نقلته عن السيسي في لقائه مع الشباب: «وفي ما يخص المشروعات الجديدة في قطاع البناء والتشييد، قال السيسي إن الدولة تقوم بإنشاء مدن جديدة تصل إلى أكثر من 10 مدن، منها العلمين الجديدة وشرق بورسعيد والإسماعيلية الجديدة. وأشار الرئيس إلى اننا نختصر الوقت لتظهر تلك المدن إلى النور في وقت قياسي وغير مسبوق. ورداً على سؤال حول ما إذا كان الرئيس مطمئنا للغد أم لا؟ قال الرئيس «أيوه مطمئن لبكرة وكل الدنيا عارفة أننا بقينا كويسين ومحتاجين في مصر نتكلم أكثر مع بعض، علشان الثقة تزيد. وحول الحملة الأمنية التي قامت بها وزارة الداخلية والأجهزة المعنية على جزيرة الوراق، ما تسبب في مقتل مواطن وإصابة العشرات من قوات الشرطة، وهل الدولة ستقوم بطرد المواطنين من منازلهم؟ قال الرئيس السيسي إن الدولة المصرية لن تقوم بطرد أي مواطن من منزله، مؤكداً أن مصر خلال السنوات الماضية شهدت تجاوزات كثيرة جدا، مشيرا إلى أنه عندما انتهت حملة استراداد أراضي الدولة، تمت اعادة حوالي 2 مليون فدان أراضي زراعية، وجار تقنين أوضاع نصفها، مشيراً إلى أنه تمت أيضا إعادة 160 مليون متر أراضي بناء. وأكد السيسي أن الدولة المصرية كانت غائبة والقانون كان غائبا، سواء في ما يخص الأراضي الزراعية، أو اراضي البناء. مؤكداً أن جزيرة الوراق مثال على ما نتحدث فيه، فنحن نتحدث عن مساحة لا تقل عن 1400 فدان، لو أصبحت كلها مباني عشوائية فأين سيكون الصرف الصحي لها سيكون في نهر النيل، لنتحدث بعد ذلك عن الأمراض التي تصيب أبناءنا من المصريين. وأشار السيسي إلى جزيرة الوراق كمساحة أكبر من حي الزمالك وعندما يتم تخطيطها بصورة جيدة ستصبح مثل حي الزمالك. وشدد السيسي على أن هناك دولا لا يستطيع أي مواطن أن ينتزع شجرة من مكانها دون موافقة الحكومة، مشيرا إلى أن حجم التجاوزات التي شهدتها مصر خلال السنوات الماضية كبير جداً».

انتخابات الرئاسة

وأجاب السيسي عن سؤال حول اعتزامه الترشح لفترة رئاسية ثانية في يونيو/حزيران من العام المقبل بعد انتهاء فترته الحالية، فأكد أنه سيترشح وسوف يلتزم بنتيجة الانتخاب، فإذا صوتت الأغلبية للمرشح المنافس فلن يبقى في الحكم دقيقة واحدة، قائلا كيف أحكم أناس لا يريدونني؟ بينما أبدى زميلنا محمد عصمت في عموده في جريدة «الشروق» (أوراق) دهشته من عدم توافر أي أجواء مبشرة لإجراء انتخابات حقيقية وقال: « لم يعد أمامنا سوى أقل من سبعة أشهر حتى نشهد إجراءات انتخابات الرئاسة المقبلة، حيث تنص المادة 140 من الدستور على أن هذه الإجراءات يجب أن تبدأ قبل 120 يوما على الأقل من انتهاء مدة الرئاسة الحالية في 7 يونيو المقبل، على أن يتم الإعلان عن الفائز فى هذه الانتخابات قبل شهر من انتهاء هذه المدة، وهو ما يعني أننا سنبدأ هذا الموسم الانتخابي الأهم في البلاد من 8 فبراير/شباط المقبل، وسنعرف اسم الرئيس الجديد قبل 7 مايو/أيار. كان من المفترض أننا سنكون الآن فى وسط موسم سياسي ساخن وصاخب، تعقد فيه المناظرات بين مختلف المرشحين، يتبارزون خلالها ببرامجهم الانتخابية، ويتنافسون في الحصول على أصوات الناخبين، ويحرص كل واحد منهم على توضيح نقاط ضعف برامج بقية المرشحين، وأن تكون هذه الانتخابات حديث الشوارع والمقاهي والبيوت، وأن تتنافس الصحف وبرامج الفضائيات ومحطات الإذاعة في فحص وتمحيص برامج مختلف المرشحين، وكيف يعالجون أوضاعنا الراهنة؟ وما هي رؤيتهم لحل أزماتنا الاقتصادية والسياسية؟ وكيف سينفذون هذه الرؤى؟ وماذا تقول استطلاعات الرأي حول المرشحين ومصداقية وعودهم وبرامجهم الانتخابية؟ ومع ذلك، فإن أيا من هذا لا يحدث، نعيش حياتنا وكأننا دببة القطب الشمالي في عز موسم بياتها الشتوي، أو كأننا مجتمع بلا أزمات طاحنة، نجحت دولته في حل كل مشاكله، ويعيش أبناؤه في المدينة الفاضلة، لا يكتوون بارتفاعات فلكية متتالية فى أسعار السلع والخدمات الأساسية، وتفرض عليها حكومتهم ضرائب متتالية، وتنتشر بينهم البطالة، وتصادر كل حقوقهم الدستورية والقانونية، وتنتهك أحكام قضائية نهائية وباتة، ويتراجع وزنها الدولي والإقليمي، ثم تطالبهم بمزيد من الصبر والتحمل لأجل غير معلوم. لم نعد فقط دولة فقيرة اقتصاديا كما قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، لكننا أصبحنا دولة فقيرة سياسيا أيضا، فالرئيس نفسه لم يؤكد بشكل قطعي خوضه الانتخابات المقبلة، حيث قال منذ عدة شهور إنه لن يبقى فى منصبه ثانية واحدة، إذا أراد المصريون ذلك، وإن كانت كل التوقعات تؤكد أنه سيترشح فيها، أما فصائل المعارضة فلم تعلن بشكل واضح عن نيتها دخول هذه الانتخابات أصلا أم لا؟ وإذا دخلتها هل سيكون ذلك عبر عدة مرشحين أم أنها ستتفق على مرشح واحد ببرنامج انتخابي مشترك؟ في حين لا تزال الشخصيات العامة مثل أحمد شفيق أو خالد علي أو سامى عنان تراوح مكانها، واكتفت بتصريحات خجولة حول دراستها للموقف، وأنها لم تحدد موقفها النهائي بعد. نظريا، نحن مقبلون على واحدة من أهم الانتخابات الرئاسية المصيرية في كل تاريخنا السياسي، بدون مرشحين مؤكدين حتى الآن. أما عمليا فستكون انتخابات بطعم الاستفتاء على الرئيس السيسي، وهو وضع غير طبيعي في بلد أشعل ثورة قبل ست سنوات ونصف السنة كانت حديث العالم، شهدت خلالها الدنيا كلها للمصريين بالعظمة والرقي والنضج السياسي. لا يوجد مجتمع يستقبل انتخاباته الرئاسية بهذا البرود السياسي، بدون أن تلاحقه أزمات معيشية طاحنة».

السيسي والشباب وتجربة عبد الناصر

منذ أن بدأ الرئيس السيسي لقاءاته مع الشباب في عدد من المحافظات، وكذلك البرنامج الرئاسي لإعداد الشباب للقيادة، والظنون والشكوك تتعمق في أنه يعمل على إنشاء حزب سياسي له، مستلهما في البداية تجربة منظمة الشباب الاشتراكي، أيام خالد الذكر، وكان عبد الناصر يوليها اهتماما كبيرا، ويظهر هذا في حضور اجتماعاتها والتحاور مع الشباب، ولم يكن الشباب أدوات صماء، وإنما كانت لهم آراء وانتقادات على الحكم والنظام، لدرجة أنهم الذين قادوا المظاهرات الضخمة في فبراير/شباط 1968 ضد الأحكام التي صدرت عن المحاكم العسكرية ضد القادة العسكريين، الذين تسببوا في هزيمة يونيو/حزيران 1967. كما طالبوا بالديمقراطية، وبسرعة البرق دعا عبد الناصر إلى عقد لقاء في قاعة الاجتماعات في جامعة القاهرة للشباب الغاضب، وأذيعت وقائعه في التلفزيون والإذاعة على الهواء مباشرة دون مونتاج، وقال عبارته الشهيرة الشباب يريد وأنا معه مرة أخري رأيي الشخصي أن السيسي يعمل لتكرار التجربة لتتحول إلى حزب سياسي لأنه بعد أن يترشح للمرة الثانية لن يكون من حقه الترشح لفترة ثالثة، وهنا فإنه سوف يترأس الحزب الذي يقدم مرشحا رئاسيا له ويصبح هو رئيسا للوزراء أربع سنوات، وسيكون من حقه هو أن يترشح للرئاسة، تقليدا للتجربة الروسية وهي تبادل رئاسة الجمهورية والوزارة بين بوتين وميدفيف. وفي «جمهورية» الثلاثاء ذكرنا زياد السحار بتجربة منظمة الشباب الاشتراكي في مقال له عنوانه «في بر مصر شباب يتجدد» قال فيه: «ورأينا شبابا كثيرين يتعلمون ويقتحمون معترك الحياة متسلحين بالعلم والأمل، في مشروع قومي كبير شيدت فيه مئات المصانع التي اجتذبت فئات كثيرة في المجتمع، انخرطت في مواقع العمل والإنتاج، وحققت طفرة غيرت التقاليد المجتمعية البالية، وفتحت الباب أمام المرأة لتشارك في بناء المجتمع، جنبا إلى جنب الرجل، وعرف الشباب أيضا العمل السياسي الوطني، ورأينا منظمة مثل منظمة الشباب المنبثقة عن الاتحاد الاشتراكي السابق تخرج الكوادر السياسية الواعية، التي برز منها نجوم مازال بعضها يعطي حتى الآن في المحافل السياسية والثقافية المصرية والعالمية. ولكن – للأسف – فإن تربص القوى الخارجية الدائم بنهضة مصر لم يتوقف منذ زمن محمد علي مرورا بعبدالناصر وحتى وقتنا الحالي، الذي تتعاظم فيه المؤامرات والتحديات مثلما يحدث في كل مرة يلحظون فيها نهضة تنموية وحضارية تلوح في الأفق فكان من تداعيات نكسة 1967 التراجع في إعطاء الفرصة كاملة للشباب، وسرعان «ما شابت» وشاخت رموز وقيادات من تنظيمات سياسية وغير سياسية في كل المواقع والوزارات والمؤسسات والجامعات، وحتى قمة السلطة حتى كاد رئيس مصر يرشح نفسه لفترة رئاسية سادسة، وهو في عامه الثالث والثمانين، لولا ثورة يناير/كانون الثاني، التي فجرها الشباب وساندها الشعب والجيش، لتبدأ مصر عهدا جديدا يطفو فيه الشباب على سطح الأحداث، وعبر المشهد السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وكان من حسن حظ جيلنا الذي عاصر مشاهد التكلس والشيخوخة في السلطة، وفي كافة المواقع أن نلمح الآن بوادر انطلاقة جديدة للشباب، وهو يدفع به إلى مقدمة الصفوف في كثير من مواقع العمل والإنتاج، سواء في الوزارات أو المؤسسات والبنوك والشركات وأجهزة الحكم المحلي، حيث شهدنا شبابا يجري دفعهم إلى المواقع بعد تدريبهم وتأهيلهم لتولي هذه المناصب كمساعدين للوزراء والمحافظين أو كمسؤولين في كثير من القطاعات الحكومية والخدمية».

سجناء تيران وصنافير

لكن كلام زياد قابله اعتراض وتشكك من زياد آخر في اللحظة نفسها، إذ قال الوزير الأسبق والخبير الاقتصادي زياد بهاء الدين في مقاله أمس الثلاثاء في «الشروق»: «تلقيت العديد من التعليقات على ما كتبته الأسبوع الماضي عن المحبوسين بسبب الاحتجاج ضد اتفاقية تيران وصنافير، ودعوتي للإفراج عنهم وحفظ الدعاوى المرفوعة ضدهم. بعض التعليقات جاء مؤيدا لهذا الموقف ومدافعا عن حرية سجناء الجزيرتين، والبعض الآخر جاء متحفظا من منطلق أنهم خالفوا القانون وعليهم تحمل المسؤولية، لأن القانون يجب أن يطبق على الجميع بدون تمييز. ومع شكري لكل من ساهموا في هذا الحوار، سواء بالاتفاق أو الرفض، وتقديري الكامل لضرورة تطبيق القانون بشكل محايد وبدون تفرقة أو تمييز، إلا أنني أرى أن هناك ثلاثة اعتبارات يجب أخذها في الحسبان عند تقدير حالة سجناء الجزيرتين: الاعتبار الأول أن قانون التظاهر الذي جرى بموجبه القبض على المحتجين على هذه الاتفاقية كان منذ صدوره قانونا خلافيا، لأنه قيد الحق الدستوري في التعبير عن الرأي والتظاهر السلمي، وقد حسمت المحكمة الدستورية العليا الأمر حينما قضت العام الماضي بعدم دستورية بعض مواد هذا القانون، موضحة أن الاحتجاج السلمي حق أصيل لا يجوز تقييده، وعلى الرغم من أن مجلس النواب سارع بعد ذلك إلى إدخال بعض التعديلات على القانون، إلا إنها كانت في تقديري محدودة ولم تصحح العوار المستمر فيه، وهو اعتبار الاحتجاج السلمي جريمة، وأؤكد هنا على أن السلمية هي المعيار الذي يلزم الاحتكام إليه؛ لأن من يستغل مظاهرة أو تجمعا لكي يعتدي على الناس أو يتلف الممتلكات يكون مرتكبا لجرائم أخرى تستحق العقوبات المنصوص عليها في القانون الجنائي، ولا ينطبق عليه وصف المتظاهر السلمي. على الدولة أن تراجع نفسها ليس فقط في ما يتعلق بالمتهمين بسبب الاحتجاج ضد اتفاقية الجزيرتين، ولكن في ما يتعلق بكل من جرى حبسهم لمجرد التعبير عن الرأي، أيا كانت حدة التعبير وقسوة الألفاظ، لأنه يظل في النهاية تعبيرا عن الرأي، ولا يمثل اعتداء ولا إتلافا ولا إرهابا. وخلط الأمور على هذا النحو لا يصب في النهاية ألا في مصلحة المجرمين الحقيقيين، لأنه يضعهم والشباب المتحمس والغيور على مصلحة الوطن في سلة واحدة».

وصايا عبد الناصر

وبسبب كثرة ما نشر عن ثورة يوليو وزعيمها خالد الذكر سوف نكتفي بمقالين، الأول لرجل الأعمال وصاحب جريدة «المصري اليوم» صلاح دياب الذي يواصل للأمانة والموضوعية من مدة إنصاف عبد الناصر بقدر ما يتحمل ويطيق فقال عنه أمس في عموده «وجدتها « الذي يوقعه باسم نيوتن: في أعمدة ثلاثة أفردت ما أعتبره وصايا عبدالناصر: عن البيروقراطية: عن الأيدي المرتعشة، كما نسميها اليوم بيروقراطية، لم تكن موجودة بهذه الصورة قبل الاستيلاء الكامل على القطاع الخاص بالحراسات والتأميمات، تحدث عن الظاهرة والسبب.
عن الديمقراطية: تحدث عن ضرورة وجود معارضة، الرجل الذي كان يعتبر المعارضة خيانة وتخريبا تحولت معتقداته تطورا وجد أنه لا بديل عن وجود معارضة جادة في جلسة لمجلس الوزراء قال وبصوته نريد معارضة، كما هي موجودة في بريطانيا، طرفاها يشتبكان لصالح الوطن والمواطن. عن الجيش: قال إن ما هو مطلوب لمصر هو جيش احترافي لا يمكث فيه قائد أكثر من ثلاث سنوات، لم يتحرج أن يضرب مثلاً بما هو جار في إسرائيل. السؤال الأول هو: طالما أدرك أين أخطأ طالما حدد الأخطاء لماذا لم ينفذ وصاياه؟ الجواب هو: الرجل كان يراجع ما حدث بعدها أخذته مشاغل ذات أولويات: أ- إعادة بناء الجيش القادر. ب- إعادة لم شمل العرب حوله مرة أخرى. ج- العلاج من آثار جسيمة لمرض السكري اضطره للسفر عدة مرات للعلاج في روسيا. د- نداء الموت الذي لم يمهله. السؤال الثاني: هل نفذنا أياً من هذه الوصايا؟ وصايا رجل مارس نظرية التجربة والخطأ، أصاب وأخطأ كانت لديه الشجاعة والأمانة ليشير إلى «أين أخطأ». والجواب: للأسف لم ننفذ من وصاياه شيئا على امتداد رؤساء أصلهم من القوات المسلحة الرئيس السادات- الرئيس مبارك- لعل الرئيس السيسي يعالج هذا الأمر. البيروقراطية: بالنسبة للأيادي التي كانت مرتعشة أيام الرئيس عبدالناصر كادت الآن أن تصبح أيادي مشلولة. القطاع العام الذي كان سبباً في الشلل يتم تمكينه الآن الدولة بدلاً من أن تراقب وتشجع الاستثمار الخاص تكون حصتها منه الضرائب وتوفير الوظائف، المصري والأجنبي كما العالم كله أصبحت تدير وتزاحم هذا القطاع من خلال مؤسسات مختلفة. التوجه هو معالجة العجز في الموازنة العامة بدون خطة اقتصادية شاملة. بالنسبة للديمقراطية: بدلاً من إيجاد حزب جديد ينافس الحزب الوطني هدمنا الحزب الوطني عدنا للصفر مرة أخرى.
بالنسبة للجيش: آخر قائد عام للقوات المسلحة في عهد الرئيس مبارك ظل 20 عاماً في موقعه
أين كلام الرئيس عبدالناصر؟»

قادة حركة يوليو

كما خصصت مجلة «آخر ساعة» ملحق الثلاثاء لثورة يوليو/تموز وأوردت رواية محمد حسنين هيكل عندما كان رئيسا لتحرير مجلة «آخر ساعة» عن قادة الحركة وقوله: «سمعت عنه قبل أن ألقاه كانوا يتحدثون عنه في الفالوجة المحصورة، كما يتحدثون عن الخرافات والجن العمالقة. كان جريئا إلى أبعد حدود الجرأة، وفي الوقت نفسه كان هادئا إلى أبعد حدود الهدوء، وكان هذا المزيج من الجرأة والهدوء شيئا عجيبا مثيرا، وكان كل زملائه يحبونه، واشتهر بينهم باسم تدليل كانوا يطلقونه عليه وينطقونه بأنفة وإعزاز، حينما يتكلمون عنه وهم جالسون في الخنادق في خط النار، وكان كثيرون في الفالوجة يحبون الاستماع إليه، فقد كان يتكلم لغة جديدة، ويثير فيمن حوله مشاعر جديدة قوية، وعندما كانت المعارك تهدأ يهرع إليه نفر من الضباط حيث يكون، ثم تدور أحاديث تتجه كلها إلى الوطن البعيد، حيث يفصل بينه وبينهم عدو يحاصر مواقعه من كل ناحية، وكان تخليص وطنهم أهم عندهم من تخليص أنفسهم من الحصار، الذي كانوا فيه. وعاد من الفالوجة هادئا ساكنا، وفي الوقت نفسه هائجا ثائرا، وكتب البوليس السياسي عنه تقارير وصفته بأنه من الإخوان المسلمين، واستدعاه رئيس الوزراء القائم بالحكم وقتئذ وسأله هل أنت من الإخوان المسلمين؟ وكانت تهمة الالتصاق بالإخوان المسلمين في ذلك الوقت تهمة مخيفة، وكانت مفاجأة لرئيس الوزراء قوله: نعم أنا منهم ودُهش رئيس الوزراء وصمت لحظة ثم قال: لقد أعجبتني شجاعتك ولست أطلب منك إلا أن تتعهد لي بألا تشترك في أعمال عنيفة. وحين خرج بعد انتهاء المقابلة وعرف بعض زملائه ما حدث أقبلوا عليه يسألونه، ولكنك لست منتميا لجماعة الإخوان فلماذا قلت إنك منهم؟ فقال بهدوء لقد كان سيتصور أني أتهرب وأجبن إذا قلت له إني لست منهم. الذين اتصلوا بعمله يقولون إنه جندي محترف، الجندية في دمه وفي أعصابه وفي عقله، ويستشهدون على ذلك بفترة قضاها في كلية أركان الحرب، وكان العقل المدبر للكلية، ومن خريجي هذه الكلية. جاء معظم ضباط حركة القوات المسلحة ثم التقيت به لأول مرة، وكان اللقاء في بيت اللواء محمد نجيب قبل 4 أيام من حركة القوات المسلحة، وكان يبدو أبعد بكثير عن كل ما سمعته عنه، كان يرتدي قميصا أبيض وبنطلونا رمادي اللون، وبدا كأنه شاب عادي لولا الشيب الكثير الذي ملأ شعر رأسه، وكنت قبل أن يدخل هو إلى بيت اللواء محمد نجيب جالسا مع اللواء نتحدث عن موضوع الساعة في ذلك الوقت، وهو حل مجلس إدارة نادي الضباط، وحين دخل هو واصلنا الحديث في الموضوع نفسه وكان هو ساكتا لا يتكلم وقلت له: ماذا؟ هل ستتركون المسألة هذه المرة تمضي؟ وقال في هدوء: ماذا نفعل؟ قلت: إفعلوا أي شيء، ولكن لا يمكن أن تمضي المسألة هكذا، وقال في بساطة أهذا رأيك؟ قلت في عصبية: وهل لك أنت رأي سواه؟ وقال وهو يبتسم: لا وإنما المهم أن تقولوا لنا ماذا نفعل. ورأيته يجلس على ذرى القوة بدون أن يحس بها فإن رأسه لم يدر ولم يركبه الغرور لقد كان في هذا كله كما وصفوه أيام كان في الفلوجة مزيجا من الجرأة المتناهية والهدوء الوديع».
رد اعتبار

وجاء افتتاح الرئيس السيسي أكبر قاعدة عسكرية جديدة في المنطقة الغربية قرب ليبيا وإطلاق أسم أول رئيس للجمهورية في مصر وهو اللواء محمد نجيب مثيرا للتساؤلات، عن ماذا يقصد السيسي بهذه التسمية؟ وهو ما قال عنه في «الأهرام» فاروق جويدة في عموده «هوامش حرة»:
أكثر من دلالة حملها حفل افتتاح قاعدة محمد نجيب العسكرية وهي أكبر قاعدة برية في المنطقة العربية وإفريقيا، الدلالة الأولى أن القاعدة حملت اسم واحد من رموز ثورة يوليو/تموز الذين أهملهم التاريخ وظلمتهم الأحداث، وهو اللواء محمد نجيب أول رئيس للجمهورية المصرية بعد نجاح ثورة يوليو، وقد عاني الرجل كثيرا سجينا ومظلوما ومغضوبا عليه وفي ذلك التكريم رد اعتبار لتاريخه».

التباكي على محمد نجيب

وفي «الشروق» كتب طلعت إسماعيل قائلا: «هذا العام وعلى عكس السنوات الماضية جاءت ذكرى ثورة 23 يوليو/تموز بندابين جدد، هبطت الدماء الزرقاء فجأة على شرايينهم بعد أن تلقوا تعليما جامعيا مجانيا بفضل الثورة، فراحوا يترحمون على أيام الملكية، ويمجدون الاستعمار، قبل أن يهيلوا التراب على يوليو وصناعها تحت عنوان «الثورة ظلمت محمد نجيب» وقد حان الوقت لرد اعتباره.
بعض الكارهين لثورة يوليو وزعيمها جمال عبدالناصر وجدوا في تكريم نجيب بإطلاق اسمه على أكبر قاعدة عسكرية، فرصة لفتح ملفات قديمة ترافق كل احتفال بذكرى الثورة المجيدة، لبث سموم وأحقاد، ضد من انحازوا لصالح الفقراء والمعدمين، ومن كانوا يمشون حفاة عراة قبل عام 1952، فانتصرت الثورة لحقهم في نصيب عادل من ثروة بلدهم، قبل أن يلتف أصحاب الانفتاح، وابناء «الكامب» على كل تلك المكاسب.
محمد نجيب ضابط مصري وطني لا شك في ذلك، غير أن دوره في ثورة يوليو لا يزيد ولا ينقص عن المسار الذي قدر له. وقف الضباط الأحرار خلفه في انتخابات نادي الضباط في مواجهة مرشح الملك فاروق لقياس مدى قوتهم، ثم لجأوا إليه مع فجر الثورة كاسم معروف يمكن أن يكون «واجهة» مقبولة، قبل أن يتم اختياره، عقب إعلان النظام الجمهوري في 18 يونيو/حزيران 1953، ليكون أول رئيس يحكم مصر في العصر الحديث. خطط الضباط الأحرار لثورة وكان لديهم توجه واضح للتخلص من الاحتلال البريطاني، وتحرير السواد الأعظم من الشعب المصري من الثلاثة الأشهر «الفقر والجهل والمرض»، وعداء سافر للملك الفاسد وحاشيته.
في المقابل كان نجيب (مواليد 19 فبراير/شباط 1901)، لا يتجاوز تفكيره حدود العودة بالجيش إلى الثكنات، وتسليم السلطة للقوى القديمة التي فشلت في تحقيق أحلام المصريين في الاستقلال الوطني وطرد الاستعمار، والقضاء على الفساد، وتحقيق العدالة الاجتماعية، فكان منطقيا أن يختلف معه الضباط الاحرار ومجلس قيادة الثورة، حتى وصلنا إلى ما عرف بأزمة مارس/آذار 1954، قبل أن يغادر نجيب الساحة التي كان نهرها الهادر يمضي غير ملتفت إلى العقبات التي تعترض مسيرته. بعض المتباكين على اللواء نجيب، لغرض في نفس يعقوب، يتشدقون بالديمقراطية والقـــــيم الليبرالية التي كان يدافع عنها الرجل في مواجــــهة الديكتاتـــورية التي كان يتبناها عبدالناصر ورفاقه، وكأننا كنا قبل الثورة، وفي ظل الاستعمار نتيه خيلاء بأزهى عصور الحرية والديمقراطية، وكأن السفير البريطاني لم يكن يحكم ويتحكم.
البعض الآخر من المتباكين على نجيب يعتقدون أن بذكره، والنفخ فى مسيرته، يتقربون إلى أولي الأمر من ناحية، وينالون من عبدالناصر وتاريخه ودوره من الناحية الأخرى، ووصل الخطل إلى درجة دعوة بعض الحمقى لعودة الملكية، وعهدها البائس، وكأن عقارب الزمن يمكن أن ترجع إلى الوراء. نجيب كان مرحلة وانطوت ضمن مسيرة طويلة من تاريخ مصر ولا يصلح الاختباء خلف سيرة الرجل للنيل من ثورة ستبقى الأكثر تأثيرا في حياة المصريين، بدليل الصخب الذي يرافق ذكراها كل عام، فلا أحد يخشى الموتى لكن الأحياء من يُرهِبون».

واجهة لحركة سياسية ثورية

وفي «المصري اليوم» قال عمرو الشوبكي في عموده «معا»: «الحقيقة أن المرحوم محمد نجيب تعرض لظلم لسنوات طويلة، وواجب على الدولة العادلة أن ترفع أي مظلمة عن أي رئيس أو غفير، وتعيد له الاعتبار مثلما حدث مع شخصيات كثيرة، بدون أن تعتبره بالضرورة رمزا وطنيا كبيرا، وكأنه جمال عبدالناصر.
فالراحل محمد نجيب شخصية وطنية بلا أدنى شك ومصري أصيل لا يستحق التنكيل به ولو بالإقامة الجبرية، رغم أن في تجارب الثورات والتغييرات الجذرية التي عرفها العالم في القرن الماضي كان يتم إعدام الخصوم، وهو ما لم تقم به ثورة يوليو/تموز لا مع الملك ولا مع محمد نجيب، فالرجل كان واجهة لحركة سياسية ثورية أسسها جمال عبدالناصر اسمها الضباط الأحرار، جند داخلها ضباطا من كل الاتجاهات ولم يكن للمرحوم محمد نجيب أي دور في الحركة، ولا في الحياة السياسية، فلا هو سعد زغلول ولا مصطفى النحاس ولا عضو بارز في الضباط الأحرار، مثل يوسف صديق أو خالد وزكريا محيي الدين، ولا كمال الدين حسين ولا غيرهم.
ولم يعرف أن الضباط الأحرار قاموا بثورتهم واستولوا على مبنى قيادة الأركان إلا بعدها. باستثناء كراهية محمد نجيب لثورة يوليو التي نحتفل بها ولضباطها الأحـــــرار خاصة عبدالناصر، فإن الرجل لم تكن له بطولة من أي نوع أو تاريخ سياسي أو عسكري له رمزية معينة، ولم يؤلف كتابا استراتيجيا أو عسكريا يستــــحق أن تستلهمه الأجيال القادمة. في تاريخ مصر السياسي والعسكري هناك أسماء كبيرة مهم من الناحية الرمزية أن نستدعيها، أما الراحل محمد نجيب فهو لم يكن ضمن هؤلاء ولا يكفي التعـــاطف الإنساني معه لتحويله لرمز للأجيال الجديدة».

انتخابات رئاسية مصيرية بدون مرشحين مؤكدين وقانون التظاهر قيد الحق الدستوري في التعبير عن الرأي

حسنين كروم

تخبّط السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط

Posted: 25 Jul 2017 02:27 PM PDT

ليس تفكيك سياسة منسجمة كافياً لتشكيل سياسة منسجمة بديلة، بل إن تفكيك سياسة قائمة بدون صياغة مُسبقة لسياسة بديلة منسجمة واعتماد هذه السياسة الجديدة مرجعاً في عملية التفكيك وإعادة التركيب، إنما يؤدي على الأرجح إلى سياسة متخبّطة. وهذا بالضبط ما أصاب إدارة دونالد ترامب في الشرق الأوسط حيث يتفاقم يوماً بعد يوم مشهد تخبّطها الذي يتناغم تماماً مع تنافر الأنغام الشامل الذي بات يميّز رئاسةً لم يشهد لها تاريخ الولايات المتحدة مثيلاً.
ففي تصميمه الموَسوَس على تفكيك سياسة إدارة باراك أوباما في الشرق الأوسط بإيعاز من «كبير استراتيجييه» ستيفن بانون الغارق في اليمينية وكراهية الإسلام، أفرز ترامب سياسة تتّسم اليوم بتخبّط ما بعده تخبّط، لا سيما وأن الإدارة الجديدة متنافرة تنافراً عظيماً في تأليفها من حيث جمعها بين «مهندس» الاستراتيجية الرئاسية الذي سبق ذكره، وهو رجل أيديولوجي ليست لديه أدنى خبرة في هندسة السياسات الحكومية، ووزير خارجية لا خبرة له هو الآخر سوى في تمثيل مصالح الشركات النفطية، وعسكرييْن في منصبي وزير الدفاع ومستشار الأمن القومي يمثّلان وجهات نظر معهودة لدى البنتاغون.
فبغياب أي انسجام فعلي، بل حتى ظاهري، في سياسة إدارة ترامب الشرق أوسطية، إذا استثنينا مركزية عدائها المعلن لإيران، يصبح وصف سياسة الإدارة السابقة ومن ثمّ الإشارة إلى محطات تفكيكها الطريقة المنهجية الوحيدة في تفسير سياسة الإدارة الجديدة. فلنتبع هذه الطريقة ونبدأ إذاً بتلخيص سياسة أوباما الشرق أوسطية. إزاء العاصفة التي هبّت على المنطقة العربية منذ بدء «الربيع العربي»، فضّل أوباما المواكبة والاحتواء على المواجهة، واتكّل في خياره ذاك على دور المحور القطري/التركي ورعاية هذا الأخير لجماعة الإخوان المسلمين. كما فضّل أوباما المهادنة على المواجهة في سياسته تجاه إيران، مراهناً على التنافس داخل الجمهورية الإسلامية بين جناح المتشدّدين، وأهمّ قوة فيه الحرس الثوري مدعوماً من المرشد الأعلى علي خامنئي، وجناح الإصلاحيين الذي يمثّله رئيس الجمهورية حسن روحاني.
وقد ترافقت تلك السياسة في سوريا بدور أمريكي منخفض الكثافة في وجه نظام آل الأسد، حيث أوكل أوباما إدارة ملفّ المعارضة للمحور القطري/التركي واكتفى ببرنامج شديد التواضع إلى حدّ بدا معه وكأنه رمزي أو من باب رفع العتب، قام على إعداد قوة محدودة العدد والفاعلية على الحدود السورية الأردنية بوجه خاص. هذا وقد حرصت واشنطن على منع إمداد قوات المعارضة السورية بوسائط دفاع مضاد للطيران ولم تمسّ مباشرة بقوات النظام حتى لمّا أتيحت لها فرصة تسديد ضربة لها عند تخطّي دمشق لذلك «الخط الأحمر» الذي رسمه أوباما ذات يوم في شأن السلاح الكيماوي. وقد منح أوباما الأولوية في الساحة السورية لمحاربة تنظيم داعش، مع ارتكاز مجهوده الحربي على الجمع بين القصف الجوّي والاعتماد الميداني على القوات الكردية.
أما تفكيك تلك السياسة من قِبَل دونالد ترامب فقد بدأ بقصف قاعدة جوية للنظام السوري إثر معاودة هذا الأخير استخدام السلاح الكيماوي، مع افتخار الرئيس الجديد بالفرق بين استعداده على الضرب وخشية سلفه، وقد امتعضت موسكو بالطبع من تلك الموقعة. ثمّ كان تخلّي ترامب عن سياسة احتواء الانتفاضة العربية والتعاون مع المحور القطري/التركي والإخوان المسلمين، وتبنّيه المضاد لسياسة محور السعودية والإمارات المتحدة ومصر، بل تشجيعه لهذا المحور على شنّ حملة مسعورة ضد قطر، أسعدت طهران بإضعافها للجبهة العربية القائمة في مواجهتها كما أدّت إلى بلبلة كبيرة في واشنطن لاصطدامها بحاجة وزارتي الدفاع والخارجية الأمريكيتين للخدمات الجليلة التي تقدّمها قطر لهما.
وكانت المحطّة اللاحقة إيكال ترامب لبوتين مسؤولية الإشراف على وقف إطلاق النار الموضعي الذي أعلنه الرجلان أثناء قمة العشرين في مدينة هامبورغ الألمانية. ثمّ جاء قبل أيام قليلة قرار واشنطن وقف برنامج تدريب وتسليح قوة سورية، بما رأى فيه المراقبون دليلاً على قبول ترامب بنظام آل الأسد وتنازلاً آخر أمام رغبات موسكو.
هذا ويبقى جانبان من سياسة أوباما الإقليمية قيد التنفيذ في ظل الإدارة الجديدة، أحدهما طوعاً وثانيهما اضطراراً. الأول هو الاعتماد على القوات الكردية في محاربة داعش، وقد صعّدت واشنطن دعمها لتلك القوات بما أغاظ حليفها التركي دافعاً إياه إلى مزيد من التقارب مع موسكو. أما الجانب الثاني فهو مواصلة العمل بالاتفاق النووي الذي عقدته إدارة أوباما مع طهران، وقد عجزت الإدارة الجديدة حتى الآن عن جمع شروط نقضه بالرغم من رغبتها المعلنة بذلك، وهي تصعّد تهديدها الكلامي لطهران الذي يقابله تصعيد فعلي لموقف طهران ضد واشنطن مع رصّ صفوف الحكم الإيراني.
والمحصّلة أن السمة الغالبة لسياسة إدارة ترامب في الشرق الأوسط هي التخبّط وبصورة مذهلة. أما الذين يُخبط بهم عرض الحائط، فهم طبعاً ودائماً سكّان المنطقة.

٭ كاتب وأكاديمي من لبنان

تخبّط السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط

جلبير الأشقر

سُلَّم العاهل الأردني لرئيس الوزراء الإسرائيلي

Posted: 25 Jul 2017 02:26 PM PDT

على نتنياهو أن يبعث هذا الصباح بالورود لضابط الامن زيف في السفارة الإسرائيلية في عمان وان يشكره، ولحظه السعيد، على المواجهة التي وقعت في سكن موظفي السفارة. فقد كلفت المواجهة حياة مواطنين أردنيين اثنين، ولكنها وفرت لنتنياهو السلم الذي سمح له بأن ينزل عن سخافة البوابات الالكترونية في الحرم.
هذه هدية واحدة لا تشكل خرقا لقانون الهدايا. هالوليا. الملك عبدالله يستجم هذه الايام في الولايات المتحدة. وحسب نبأ ما فإنه في هاواي. وحسب نبأ آخر في الشاطيء الغربي. يوم الاحد مساء، بعد وقت قصير من الحادثة، طلب نتنياهو الحديث مع الملك هاتفيا. عبدالله لم يكن متوفرا. في إسرائيل اخذوا الانطباع بأن فارق الساعات كان مجرد ذريعة. فقد ترك الملك نتنياهو يتصبب عرقا.
وقد تصبب عرقا. فليس فقط أمن الدبلوماسيين في سفارة إسرائيل في عمان كان على الكفة بل ايضا مستقبل العلاقات مع الأردن ومع دول سنية اخرى في المنطقة، بينها تركيا والسعودية، واحتمال تهدئة العنف في إسرائيل وفي الضفة. ومثلما حصل في الماضي، يتجند الجميع للمساعدة. جيسون غرينبلت، المبعوث الأمريكي، استدعي للوساطة ولعرض افكار إسرائيلية مموهة كأمريكية؛ رئيس المخابرات نداف أرغمان، الذي اسمت ميري ريغف، وزيرة صفحات الرسائل جهازه «هاذياً» بسبب معارضته للبوابات الالكترونية، ارسل على عجل لعمان. في الحكومة لا يصدقونه. أما في القصر فيصدقونه.
أفرايم هليفي، الذي انقذ نتنياهو من الاغتيال الفاشل لخالد مشعل، قال أمس انه عندما تقع مثل هذه الازمة يجب التفكير قبل كل شيء بمشكلة الطرف الاخر. في اللحظة التي تحل ايضا مشكلتنا؛ ويجب العمل بسرعة. في 1997 اضطر نتنياهو لتحرير الشيخ ياسين ولأن يقدم لاطباء مشعل حقنة إكسير الحياة. هذه المرة سيدفع الثمن في القدس.
لقد زرع نتنياهو الريح فحصد العاصفة. فقد ولدت فكرة البوابات الالكترونية في العقل المغرور لضباط الشرطة. ونتنياهو، الذي تحفظ في البداية، تبنى الفكرة في اللحظة التي تبناها بينيت. بعد ذلك عندما انكشفت تحذيرات الجيش والمخابرات، وحين اختار الوزراء، بمن فيهم جلعاد اردان الهروب من دوره في القصة والقوا بكل المسؤولية على نتنياهو، خاف من التراجع. في الولايات السابقة كان لنتنياهو مجال مناورة اكبر. اما الان فيوجد في شارع بلفور ابن مع طموحات، ولي عهد هو وامه يدفعان الاب إلى الحد الاقصى.
ما المشكلة مع البوابات الالكترونية، يسأل الوزراء. في مكة ايضا توجد بوابات الكترونية. وهم لا يفهمون بأن الجدال ليس على البوابات الالكترونية بل على السيادة. قبل 50 سنة قرر موشيه دايان قواعد اللعب: علم إسرائيل لا يرفع على مساجد الحرم. إسرائيل تكون صاحبة السيادة عمليا، من خلال شرطة إسرائيل، ولكن الاوقاف، التي يتلقى مسؤولوها رواتبهم من الأردن، تكون مسؤولة على النشاط اليومي. كل خطوة تنسق؛ دايان خاف، وعن حق، من حرب دينية تسحب خلفها كل العالم الاسلامي.
منذئذ طرأت تغييرات: بفضل اتفاق السلام دخل الأردن إلى الصورة رسميا؛ السلطة الفلسطينية زقت قدما بعد اتفاق اوسلو؛ الشيخ رائد صلاح فتح حربا دعائية سامة، جعلت ساحة المسجد احدى الساحات التي لا ينبغي لمسها. وبالمقابل، يهود من التيار الديني القومي اختاروا خرق الحظر الديني على الحجيج إلى الحرم. تواجدهم اصبح مادة متفجرة. الشرطة كفت عن تنسيق خطواتها مع الاوقاف.
من ناحية أمنية البوابات الالكترونية لا داعٍ لها. فليست هي التي ستمنع دخول السلاح إلى الحرم.
وكان قرار نصبها سياسيا داخليا: نتنياهو شعر بأنه ملزم بأن يثبت لناخبيه بأنه يفرض على الفلسطينيين عقابا جماعيا في اعقاب قتل الشرطيين، وكانت هذه البوابات الحل المتوفر، الحل الذي قدمته له الشرطة.
لقد كانت النية لإظهار أنه يعزز السيادة الإسرائيلية على الحرم. اما النتيجة فكانت معاكسة: نصب البوابات الالكترونية وازالتها جسدا لكل العالم بأن إسرائيل ليست رب البيت. نتنياهو، والوزراء الذين دفعوه، اضعفوا السيطرة الإسرائيلية في ساحة الحرم.
امس عقد نتنياهو الكابنت كي يقرر ازالة البوابات الالكترونية ونصب كاميرات ذكية بدلا منها. في الجولة السابقة، في نيسان/أبريل 2016، اتفق نتنياهو مع الملك عبدالله على نصب 55 كاميرا تكون بإشراف أردني وإسرائيلي؛ سياسيون من اليمين عارضوا التواجد الأردني، فتراجع نتنياهو واحرج الملك. ومن أجل ان تنصب الكاميرات الان يتعين على احد ما أن يتنازل عن شيء ما يراه له: إما اليمين في الحكومة غير مستعد لايداع هذه القوة الرمزية في ايدي الاجانب أو الملك الأردني، الذي اعطي له الدور في مشروع الكاميرات.
الكاميرات ذكية، قيل لوزراء الكابنت وهي ستعرف كيف تميز من بعيد بين مصل بريء وارهابي مسلح، بين مسبحة صلاة وحزام ناسف. الكاميرات ذكية، هذا مؤكد. ربما بدلا من نصبها في بوابات الحرم نضعها حول طاولة الكابنت. فالذكاء هو عملة نادرة جدا هناك، هذه الايام وضرورية جدا.

ناحوم برنياع
يديعوت 25/7/2017

سُلَّم العاهل الأردني لرئيس الوزراء الإسرائيلي

صحف عبرية

إسرائيل تستبق «جمعة الغضب 2» بصفقة «المغنوميتر» مع الأردن وتزيل «البوابات الإلكترونية» مقابل حرية حارس أمن السفارة القاتل

Posted: 25 Jul 2017 02:25 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: فيما بدت أنها صفقة أبرمت بين السلطات الأردنية والإسرائيلية، شرعت الأخيرة بإزالة «البوابات الإلكترونية» التي وضعتها منذ عشرة أيام أمام مداخل المسجد الأقصى، بعد سماح الأردن بمغادرة طاقم السفارة الإسرائيلية في عمان، بمن فيهم حارس الأمن الإسرائيلي الذي قتل اثنين من مواطنيه. وفي مسعى آخر تحاول تل أبيب من خلاله تجنب مواجهات وصدامات أكثر دموية مع الفلسطينيين قبل حلول يوم الجمعة.
وشرعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ فجر أمس بعمليات إزالة لـ «البوابات الإلكترونية» من أمام مداخل المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب الناظر «المجلس»، وباب الأسباط، وشرعت بتركيب جسور حديدية بالقرب من بوابات المسجد لحمل كاميرات «ذكية» بديلة لتلك البوابات.
وقال سكان من المدينة ممن رفضوا المرور من البوابات ونفذوا اعتصامات في شوارع المدينة المقدسة طوال الأيام الماضية، إن قوات الاحتلال شرعت بعمليات إزالة لـ «البوابات الإلكترونية»، وحفر الأرض واقتلاع حجارة تاريخية لنصب أعمدة خاصة لحمل جسور حديدية على بوابات المسجد الأقصى لتركيب كاميرات «ذكية» لمراقبة المصلين.
وجاءت إزالة البوابات، وفقا لقرار مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، ليل الثلاثاء، والقاضي باستبدال البوابات التي نصبت على أبواب المسجد الأقصى بكاميرات المراقبة.
وذكر بيان صادر عن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أن قرار «الكابينيت» صدر بعد مقترح قدمته أجهزة الأمن الإسرائيلية، لإنهاء الأزمة، ويقضي باستبدال البوابات بفحوصات أمنية بواسطة تكنولوجيا متطورة.
وقرر المجلس الوزاري تخصيص ميزانية لا تتعدى 100 مليون شيكل (الدولار الأمريكي يساوي 3.5 شيكل)، من أجل تنفيذ هذا المخطط خلال مدة لا تتجاوز 6 أشهر، حتى لو كانت هناك حاجة للقيام بتقليصات مالية وفق الحاجة، وطبقا للمخطط الذي ستقدمه وزارة الأمن الداخلي. وستشمل كلفة هذا المخطط أيضا تمويل شواغر للشرطيين وفق توصيات الشرطة.
وحسب تقارير إسرائيلية، فقد عقدت اجتماعات مع أربع شركات أمن عالمية، من أجل بحث حلول أمنية مناسبة وبديلة عن «البوابات الإلكترونية» في الأقصى. وأشارت إلى أن الشرطة بدورها عرضت الحل أمام «الكابينيت»، وهو تكثيف نشر كاميرات ذكية لكشف المعادن. وبينت المصادر أن الكاميرات الذكية قادرة على كشف كل ما يتم إخفاؤه داخل جسم الشخص من أشياء مستورة، مؤكدةً أن الكاميرات سيتم نصبها ليس فقط في المسجد الأقصى، وإنما في جميع أرجاء البلدة القديمة كلها، حيث تعتبر هذه الكاميرات الأكثر تقدماً في العالم.
ورغم التبريرات التي ساقتها إسرائيل لاستبدال البوابات بكاميرات مراقبة ذكية، في مسعى لإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل يوم 14 من يوليو/ تموز الحالي، إلا أن كل التحليلات تشير إلى أن الأمر مرده «صفقة» أبرمت بين إسرائيل والأردن، بدأت تنضج خلال ساعات ما بعد ظهر أول من أمس الإثنين، تقضي بعودة طاقم السفارة الإسرائيلية في عمان، بمن فيهم ضابط الأمن الذي قتل مواطنين أردنيين، مقابل إزالة «البوابات الإلكترونية» المعروفة باسم «المغنوميتر»، وهي أجهزة الكشف عن المعادن. وما يؤكد ذلك، قيام مكتب نتنياهو بالإعلان عن تأجيل عقد اجتماع «الكابينيت» إلى مساء الإثنين بدلا من الظهيرة، حتى يتم التأكد من إتمام صفقة وصول طاقم السفارة. وذكرت تقارير صحافية إسرائيلية، أن عودة طاقم السفارة جاء نتيجة للجهود الإسرائيلية التي بذلت منذ الحادث بالإضافة للمكالمة الهاتفية التي أجراها نتنياهو مع الملك الأردني عبد الله الثاني يوم الإثنين، التي عرفتها وسائل إعلام إسرائيلية باسم «صفقة المغنوميتر». وأضافت أن طاقم السفارة بمن فيهم السفيرة عينات شلاين وصلوا ليل الإثنين إلى معبر «اللنبي» قادمين من الأردن وذلك بعد التفاهم مع النظام الأردني حول السماح بعودتهم.
وأجرى نتنياهو اتصالا هاتفيا مع طاقم السفارة خلال اجتيازهم للمعبر، وتحدث مع الحارس الأمني الذي قتل المواطنين الأردنيين، مطمئناً على صحته، في حين وجه الحارس شكره الحار لجهود نتنياهو قائلاً إنه شعر بأن دولة كاملة خلفه.
كذلك كشف نتنياهو عن أنه كان للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وطاقمه في البيت الأبيض دور مهم في إعادة طاقم السفارة الإسرائيلية، وجرت عملية عودة طاقم السفارة، في اليوم الأول لوصول المبعوث الأمريكي جيسون غرينبلات للمنطقة، في مسعى لتهدئة الأمور.
وكان الأمن الأردني من جهته قد أعلن انتهاء التحقيقات في الحادث الذي وقع في مبنى السفارة في عمان، وأسفر عن مقتل الفتى محمد الجواودة (16 عاما)، والطبيب بشار حمارنة مالك العقار الذي يقيم فيه القاتل الإسرائيلي.
وعلى الرغم من إجراءات الاحتلال الأخيرة بإزالة البوابات، إلا أن عملية نصب الكاميرات الذكية، لم تلاقي رضا الفلسطينيين خاصة سكان المدينة المقدسة، واندلعت مواجهات عنيفة في المدينة مع قوات الاحتلال فجرا، أسفرت حسب جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، عن إصابة 16 شخصا.
وأكدت المرجعيات الدينية في مدينة القدس المحتلة، عقب قرار إزالة البوابات، أن الصلوات ستستمر أمام بوابات المسجد الأقصى، وفي شوارع المدينة ومحيطها. وكلفت مديرية الأوقاف بتقديم تقرير أولي عن الحالة داخل وخارج الأقصى، وشددت على رفضها التام لكل ما قامت به سلطات الاحتلال منذ تاريخ 14 من الشهر الجاري وحتى الآن.
وقال رئيس الهيئة الإسلامية العليا، خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري «صلواتنا واعتصامنا مستمر في شوارع القدس وأمام أبواب الأقصى ولن ندخل المسجد حتى إزالة كافة إجراءات الاحتلال».
وعبر سكان المدينة الذين اعتصموا خلال الأيام العشرة الماضية في شوارع المدينة، عن رفضهم المرور من البوابات لأداء الصلاة في المسجد الأقصى ، خشية من وجود حيل إسرائيلية جديدة تستهدف التضييق على المصلين. وخلال الأيام الماضية أدى سكان القدس الصلوات من أمام بوابات المسجد الأقصى، رافضين المرور عبر البوابات.
إلى ذلك أعلن محمود العالول، نائب رئيس حركة فتح، عن اجتماع يفترض ان تكون القيادة الفلسطينية قد عقدته الليلة الماضية بدلا من اليوم، لبحث الخطوات التالية بعد إزالة سلطات الاحتلال «البوابات الإلكترونية»، وعزمها تركيب كاميرات مراقبة على بوابات المسجد الأقصى.
وأوضح في تصريحات صحافية، أن الرئيس محمود عباس وقع العديد من الرسائل لقادة دول العالم، يطالبهم فيها بتحمل مسؤولياتهم بالضغط على الاحتلال، ومنع انتهاكاته ضد أبناء الشعب الفلسطيني ومقدساتهم.
يشار إلى أن الرئيس عباس رفض تركيب البوابات أمام المسجد الأقصى، على اعتبار أنه ليس حقا لإسرائيل، وذلك بعد أن قرر وقف كل أشكال الاتصالات مع الجانب الإسرائيلي، بما فيها «التنسيق الأمني».
ومنذ تركيب «البوابات الإلكترونية» وعملية إغلاق المسجد الأقصى لمدة ثلاثة أيام، شهدت المناطق الفلسطينية موجة غضب كبيرة، تمثلت بخروج مسيرات وتظاهرات غاضبة، جرى خلالها رشق قوات الاحتلال بالحجارة عند مناطق التماس في الضفة الغربية وقطاع غزة. والجمعة الماضية أسفرت المواجهات عن استشهاد أربعة فلسطينيين، وإصابة المئات بجراح ومقتل 3 إسرائيليين وجرح آخر.

إسرائيل تستبق «جمعة الغضب 2» بصفقة «المغنوميتر» مع الأردن وتزيل «البوابات الإلكترونية» مقابل حرية حارس أمن السفارة القاتل

أشرف الهور

نتنياهو «زرع الريح وحصد العاصفة» والمقدسيون لقنوه درسا

Posted: 25 Jul 2017 02:25 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»: فيما كشف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، عن أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وطاقمه في البيت الأبيض لعبوا دورا مهما في إعادة طاقم السفارة الإسرائيلية من عمان، تعرض لتوبيخات لاذعة من قبل أوساط إعلامية عبرية توافقت على أن الفلسطينيين في القدس لقنوه درسا.
وفي بيانه شكر نتنياهو الرئيس ترامب على إيعازه لمستشاره جاريد كوشنير، ولقيامه بإرسال مبعوثه جيسون غرينبلات إلى المنطقة من أجل دعم جهوده لإعادة طاقم السفارة الإسرائيلية إلى البلاد سريعا. كما شكر عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني على التعاون الوطيد بينهما.
يشار الى أن نتنياهو كان قد تحدث مع الملك عبد الله الثاني في أعقاب الاتفاق الذي توصل إليه رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي «الشاباك»، نداف أرغمان، مع مسؤولين أردنيين، خلال زيارة خاطفة إلى الأردن قبل يومين. ويقضي الاتفاق بعودة طاقم السفارة، وبينهم الحارس الذي قتل الأردنيين، إلى إسرائيل، مقابل إزالة سلطات الاحتلال البوابات الإلكترونية من مداخل الحرم القدسي والمسجد الأقصى. وحسب البيان ذاته تبنى المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية توصيات جميع الأجهزة الأمنية بتبديل البوابات الإلكترونية بفحوصات أمنية مبنية على تكنولوجيا متقدمة، أي فحوصات ذكية، وفي إجراءات أخرى من شأنها ضمان سلامة الزوار والمصلين في البلدة القديمة وفي الحرم. وتابع نتنياهو «لغاية القيام بتنفيذ هذا المخطط، ستعزز الشرطة قواتها وستتخذ إجراءات أخرى وفق الحاجة من شأنها ضمان سلامة وأمن الزوار للحرم». كما أوضح أنه تقرر تعزيز وجود قوات شرطة الاحتلال في البلدة القديمة في القدس ما يعني استمرار فرض الحصار وإعاقة عمل الصحافيين هناك. وقال موقع «واينت» الإخباري إن الوزراء نفتالي بينيت وأييليت شاكيد وزئيف إلكين اعترضوا على قرار المجلس الوزاري المصغر بفك البوابات الإلكترونية.
رغم أن المعركة حول القدس لم تنته بعد، إلا أن الفلسطينيين، خاصة المقدسيين، لقنوا حكومة الاحتلال ورئيسها، درسا بإرغامه على التراجع عن استمرار وضع البوابات الإلكترونية. هذا ما تقر به وسائل إعلام إسرائيلية كثيرة أمس.
يشار الى أن دائرة الأوقاف في القدس المحتلة والمرجعيات الدينية في المدينة قد أبدت موقفا حازما مدعوما من الشارع الفلسطيني على طرفي الخط الأخضر، وأكدت منذ أيام أنه لن يتم الدخول إلى الحرم والصلاة في المسجد الأقصى إلا بعد أن يعيد الاحتلال الوضع فيه إلى ما كان عليه قبل يوم 14 تموز/يوليو الحالي.« واعتبر ناحوم برنياع كبير المعلقين السياسيين في صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن الأزمة التي تسبب بها حارس السفارة الإسرائيلية في عمان، الذي قتل مواطنين أردنيين، وفّرت لنتنياهو سلما للنزول من «غباء وضع البوابات الإلكترونية» في الحرم القدسي. وأضاف أنه ليس أمن الدبلوماسيين في السفارة في عمان فقط كان ماثلا أمام أعين نتنياهو، وإنما أيضا العلاقات مع الأردن ومع دول سنية أخرى في المنطقة، وبينها تركيا والسعودية، واحتمال تهدئة العنف في إسرائيل والضفة.
كما كان متوقعا استذكر جميع المحللين الإسرائيليين فشلا مشابها تورط به نتنياهو تمثل بإخفاق محاولة إسرائيل لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، في عمان في عام 1997، وكان نتنياهو وقتها رئيسا للحكومة في أول ولاية له. وكان هو الذي صادق على الاغتيال بحقن مشعل بالسم. في أحد شوارع عمان، لكن هذه المحاولة فشلت، واضطرت إسرائيل، بأمر من نتنياهو أيضا، أن ترسل إلى الأردن طبيبة بحوزتها المصل المضاد، والإفراج عن زعيم حماس، الشيخ أحمد ياسين تحت ضغوط الأردن، وكان هذا ثمنا كبيرا بنظر الإسرائيليين.
وعبر برنياع عن روح انتقادات الكثير من المعلقين بتأكيده أن «نتنياهو زرع ريحا وحصد عاصفة». وأشار إلى أن ضباط الشرطة الإسرائيلية، اقترحوا فكرة البوابات الإلكترونية، وأن نتنياهو تحفظ إزاء الفكرة بداية، لكنه تبناها بعد أن أيدها رئيس حزب «البيت اليهودي» اليميني المتطرف، نفتالي بينيت. ولفت إلى أنه في أعقاب احتلال القدس، قبل خمسين عاما، أقر وزير الأمن في حينه، موشيه دايان، قواعد اللعبة: علم إسرائيل لا يرتفع في الحرم القدسي، وإسرائيل هي صاحبة السيادة الفعلية بواسطة شرطتها، لكن الأوقاف تكون المسؤولة عن النشاط اليومي داخل الحرم القدسي الشريف، وأي خطوة ينبغي تنسيقها. وقتها خشي دايان، وبحق، من حرب دينية تجر وراءها العالم الإسلامي كله. وحسب برنياع الذي أشار بصراحة إلى أن اقتحامات المستوطنين للحرم «تحولت إلى مادة متفجرة» خاصة أن الشرطة توقفت عن تنسيق خطواتها مع الأوقاف.
وانضم برنياع لانتقادات محلية واسعة لحكومة نتنياهو بالتسرع، واعتبر ان تثبيت البوابات الإلكترونية غير ضروري من الناحية الأمنية»، وأن «القرار بوضعها كان سياسيا». لافتا إلى أن نتنياهو شعر أنه ملزم بأن يثبت لناخبيه أنه يفرض عقابا جماعيا على الفلسطينيين بعد مقتل الشرطيين.. وكان القصد أن يظهر أنه يعزز السيادة الإسرائيلية في الحرم القدسي والنتيجة كانت معاكسة لأن وضع البوابات الإلكترونية وإزالتها أثبت للعالم كله أن إسرائيل ليست سيدة البيت.
ووصف المحلل السياسي في صحيفة «معاريف»، بن كسبيت، أداء نتنياهو وحكومته بأنه «هزيمة الغطرسة والاستعلاء ونشوة القوة». وتابع «لقد سمحنا للفلسطينيين والعالم الإسلامي بجرنا إلى أزقة لا توجد منها مخارج معقولة… نسينا أنه توجد حدود للقوة، وأنه ينبغي العمل بذكاء وحساسية ومن خلال معرفة الخريطة وإدراك الحدود». ويتفق معه المحرر السياسي لصحيفة «هآرتس»، باراك رافيد ويبدي، موقفا لا يقل نقدا بقوله إن تحول حارس السفارة الإسرائيلية في عمان إلى رهينة في الأردن، بعد قتله المواطنين الأردنيين، «جعل نتنياهو يدرك أنه يقف أمام « العاصفة المثالية»، وأن المسافة التي تبعد عن فقدان سيطرة مطلقة قصير جدا، وأنه من الأفضل حل الموضوع.
ورأى رافيد أن «العبرة الإستراتيجية من أحداث الأيام الأخيرة هي أنه طالما أن إسرائيل تسيطر على الحرم القدسي، فإنه على زعيمها أن يفكر مرتين وثلاث مرات ومئة مرة قبل أن يقدم على أي خطوة في برميل البارود هذا القابل للانفجار.
ولم تكن القناتان العاشرة والثانية أقل نقدا من الإعلام المطبوع. فقد وجهتا سهامهما لقرارات نتنياهو غير المدروسة، وذكرتا هما أيضا بأنه لم يتعلم درسا من فضيحة محاولة اغتيال مشعل في عمان، وأنه لم يفكر مليا قبل اتخاذ قرار أشبه بالعبث ببرميل بارود، كما وصف المحلل العسكري للقناة الثانية رون دانئيل.
ويلاحظ أن وسائل الإعلام العبرية وجهت نقدا لاذعا وغطت بذلك قصور المعارضة التي بدا صوتها خافتا ومفقودا عدا رئيسة حزب «ميرتس» زهافا غالؤون التي حملت حكومة نتنياهو أيضا مسؤولية سفك الدم في الأيام الأخيرة، متوافقة بذلك مع القائمة العربية المشتركة التي اعتبرت هجوم الحكومة المتواصل عليها محاولة للتغطية على فشلها وإخفاقاتها المذكورة.

نتنياهو «زرع الريح وحصد العاصفة» والمقدسيون لقنوه درسا
الإعلام الإسرائيلي موبخا رئيس الوزراء

منسق الأمم المتحدة في فلسطين المحتلة: نأمل في حل الأزمة قبل الجمعة.. والمجلس يبدأ جلسة مفتوحة

Posted: 25 Jul 2017 02:24 PM PDT

نيويورك (الأمم المتحدة) ـ غزة ـ «القدس العربي: دعا نيكولاي ملادينوف، المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، الإسرائيليين والفلسطينيين إلى الامتناع عن القيام بأعمال استفزازية وإلى ضبط النفس والتوصل إلى حل للأزمة القائمة في القدس.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده مساء أول من أمس الإثنين في المقر الدائم في نيويورك، عقب جلسة مشاورات طارئة مع أعضاء مجلس الأمن الدولي، دعت إليها كل من مصر وفرنسا والسويد. وقال للصحافة المعتمدة «من المهم للغاية التوصل إلى حل للأزمة الحالية بحلول يوم الجمعة من هذا الأسبوع. أعتقد أن الخطر على الأرض سوف يتصاعد إذا مررنا بدورة أخرى من صلاة الجمعة دون حل للأزمة الحالية».
وطلب المنسق الخاص من الدول الأعضاء أن تستخدم نفوذها مع جميع الأطراف من أجل تشجيعها على الابتعاد عن التصعيد وضمان الحفاظ على الوضع الراهن الذي تم تحديده منذ عام 1967 ليتم توفير الأمن للمصلين والزوار إلى الأماكن المقدسة في القدس.
وفي هذا السياق رحب مرة أخرى بالتأكيدات التي قدمها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل ليس لديها مصلحة في تغيير الوضع الراهن، داعيا إسرائيل إلى مواصلة سياستها مع الأردن في ضوء دور المملكة الأردينة الهاشمية الخاص والتاريخي في القدس لإيجاد حل للأزمة
وحسب ملادينوف، فقد تكون القدس واحدة من المدن الأكثر أهمية في العالم، بل هي مكان مشحون عاطفيا ودينيا وتاريخيا للملايين من الناس في جميع أنحاء العالم، ولا تزال القدس الشرقية في حد ذاتها تحت الاحتلال الإسرائيلي، ومستقبلها هو مسألة وضع نهائي يجب أن يتم البت فيها والتفاوض عليها بين الجانبين في المستقبل. وأضاف «كقوة قائمة بالاحتلال، تقع على عاتق إسرائيل مسؤولية الالتزام بواجباتها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، ويجب أن تبدي أقصى قدر من ضبط النفس من أجل تجنب المزيد من الخسائر في الأرواح وتصعيد الحالة. وفي الوقت نفسه، تقع على عاتق القيادة الفلسطينية أيضا مسؤولية تجنب الأعمال الاستفزازية وإطلاق بيانات تزيد من تفاقم البيئة المتوترة أصلا».
ويأتي مؤتمر ملادينوف الصحافي عشية انعقاد جلسة مفتوحة لمجلس الأمن الدولي، حول الشرق الأوسط بما فيها القضية الفلسطينية.  
وفي هذا السياق أعرب المنسق الخاص عن أمله في أن تتفادى الدول الأعضاء في بياناتها غدا تأجيج الوضع، وأن تدعو جميع الأطراف إلى التهدئة وإيجاد حل مبني على الوضع الراهن وعلى ضرورة ضمان أمن المصلين وزوار المواقع المقدسة في القدس. ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن جلسة دورية مفتوحة تعقد مرة كل ثلاثة أشهر من أجل مناقشة بشأن «الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية». وسيقوم المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف بتقديم إحاطة من المتوقع أن تركز على تصاعد العنف في القدس الشرقية والضفة الغربية.  ومن المتوقع كذلك أن تركز مداخلات أعضاء المجلس والدول الأخرى بشكل أساسي على التوتر المتصاعد في القدس المحتلة وخاصة منطقة الحرم الشريف. وكانت أعمال العنف قد بدأت صباح يوم 14 تموز/ يوليو، عندما أطلق ثلاثة مسلحين من العرب الإسرائيليين النار على اثنين من حراس الأمن الإسرائيليين في منطقة الحرم الشريف في القدس وقتلوهم، كما استشهد المهاجمون على يد الشرطة الاسرائيلية.
وقد أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس هذا الهجوم في مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ذلك اليوم. وفي أعقاب هذه الأحداث، حدت إسرائيل من وصول المصلين المسلمين إلى المسجد الأقصى. وهو تحرك أثار أسبوعا من التصادمات المتصاعدة بين المتظاهرين وقوات الأمن الإسرائيلية قتل على أثرها ثلاثة فلسطينيين وثلاثة إسرائيليين.
ومن غير المتوقع أن يصدر عن الاجتماع سوى دعوات من رؤساء الوفود بضبط النفس والعمل على التهدئة والعودة إلى إتفاقية الوضع القائم المتفق عليها بين إسرائيل والمملكة الأردنية الهاشمية.
وكانت الجلسة المغلقة التي عقدها مجلس الامن مساء أول من أمس، قد فشلت في إصدار بيان حول جرائم الاحتلال في القدس. وانتقد مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير رياض منصور، المجلس لعدم اتخاذه قرارات عملية. وقال في تصريحات أوردتها الإذاعة الفلسطينية، عقب جلسة مجلس الأمن المغلقة مساء أول من أمس لبحث تداعيات أحداث المسجد الأقصى، التي انتهت ليل الإثنين، إنه لم يجر خلالها التوصل إلى «صيغة عملية مفيدة ومقبولة للتصدي للاعتداءات الإسرائيلية في القدس المحتلة»
وأضاف «أن ما جرى خلال الجلسة، لا يرتقي لمستوى ما يحدث في القدس». وأوضح أن أعضاء مجلس الأمن لم يتوصلوا لأي «موقف عملي للتصدي لهذه الغطرسة الإسرائيلية، التي تضرب بعرض الحائط مجلس الأمن الدولي وقراراته».
وكان مجلس الأمن قد عقد جلسته المغلقة بناء على طلب السويد وفرنسا ومصر، لبحث الأوضاع المتفجرة في القدس عقب قرار سلطات الاحتلال إغلاق المسجد الأقصى وتركيب «البوابات الإلكترونية» على مداخله.
وأشار السفير الفلسطيني إلى أن الولايات المتحدة رفضت خلال الجلسة إدانة ما يجري في القدس المحتلة، ورفضت حتى صدور إعلان بيان حول أحداث الأقصى. وأضاف «الاستمرار في هذا النهج من قبل المجتمع الدولي ومجلس الأمن، يشجع إسرائيل على الاستمرار في غطرستها وهو ما لن ولم يقبله الشعب الفلسطيني وخاصة عندما يتعلق الأمر بالأقصى». وأشار إلى إن غالبية الدول عبرت عن ما يجري في القدس المحتلة وتكلمت بمبادئ عامة، أبرزها من الدول الصديقة خاصة فرنسا التي شددت على ضرورة إزاحة كل المعيقات أمام المسلمين في ممارسة شعائرهم الدينية، وطالبت بالتحقيق في الجرائم  التي ارتكبتها إسرائيل منذ يوم الجمعة الماضي.
وأعلن منصور أن مجلس الأمن الدولي سيعقد جلسة مفتوحة وعلنية أمام الإعلام، سيتحدث فيها بداية أمين عام الأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، أو مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، فيما ستكون دولة فلسطين ثاني المتحدثين، وبعدها عشرات الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.

منسق الأمم المتحدة في فلسطين المحتلة: نأمل في حل الأزمة قبل الجمعة.. والمجلس يبدأ جلسة مفتوحة

عبد الحميد صيام

باحث إسرائيلي يستعرض مظاهر الخذلان العربي للقدس والأقصى

Posted: 25 Jul 2017 02:24 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»: يوضح محرر الشؤون العربية في صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية الباحث الدكتور تسفي بارئيل أن مصر والأردن يعملان على مساعدة إسرائيل على النزول عن الشجرة بعد تورطها في إغلاق الأقصى ونصب كاميرات إلكترونية على أبوابه، يرفضها الفلسطينيون ويرفضون بدائلها. وأوضح انه عندما يفاخر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو باللقاءات التي يجريها مع قادة عرب – ومن بينها الكشف الأخير عن لقائه سرا، قبل خمس سنوات، بوزير خارجية الإمارات المتحدة – فإنه يتجاهل، كما يبدو، الستار الإسلامي الذي يراقب هذه الخطوات السياسية، معتبرا أن المسجد الأقصى، كما الكعبة في مكة، والحرم الإبراهيمي في الخليل، هي مواقع اسلامية تشكل جزءا لا يتجزأ من قضايا الصراع الاسرائيلي الفلسطيني. وباستثناء ذلك، فإنها مواقع يثير المس بها ردود فعل جماهيرية عاصفة، يمكن ان تضع الأنظمة في الدول العربية والإسلامية على مسار الصدام مع الحركات الإسلامية في بلدانهم، ومع جمهور إسلامي حساس يمكنه سحب شرعية كل تقارب بين اسرائيل والدول العربية، ومع جمهور علماني عربي يرى في هذه الأحداث سيطرة سياسية متعمدة من جانب اسرائيل على موقع فلسطيني. مذكرا بأن الاعتراف بقوة الجمهور والضغط الخطير للرأي العام العربي، هو إحدى النتائج المهمة لانقلابات الربيع العربي – خاصة عندما تتعلق الأمور بتعامل اسرائيل مع الأماكن المقدسة، وهي القضايا التي يعتمد عليها العامل المشترك الهش، وربما الوحيد بين تلك الجماهير.
وتابع «حتى الآن لم يترجم الغضب العربي والإسلامي الى أعمال ظاهرة كالتظاهرات الحاشدة، والشعارات او المقالات الثاقبة. صحيح ان أحداث الحرم القدسي احتلت العناوين الرئيسية في غالبية الدول العربية، ولكن لأول مرة لم تظهر حتى اليوم تظاهرات ضد اسرائيل في شوارع القاهرة وعمان والمغرب «. ويقول الباحث الإسرائيلي إن مواقع الإخوان المسلمين، كما هو متوقع، تتهم الرئيس المصري بالخنوع لإسرائيل، وكتب أحدها ان «السيسي والصهاينة يد واحدة». وفي لقاء منحه عضو اللجنة الشعبية للدفاع عن سيناء، احمد سامح العداروسي، لموقع مصري، عبر عن أسفه، لأنه وفي مقابل ما كان يحدث في الماضي، «نحن الآن أمام صمت مصري، سياسي وثقافي، وصل لدرجة أن النخب غير قادرة على نشر مجرد بيان استنكار واحد مشترك».
ويشير بارئيل الى أن السيسي نفسه دعا إسرائيل للعمل فورا من أجل استعادة الهدوء في الحرم، لكن هذا تصريح ناعم جدا مقارنة بتصريحاته في سبتمبر/ أيلول 2015- التي اتهم فيها إسرائيل بتدنيس صارخ لقدسية المكان. ووفقا لتقارير من مصر، أمر وزير الأوقاف مختار جمعة، الخطباء في المساجد بتجنب الحديث عن المسجد الأقصى في خطبة الجمعة والحديث فقط عن ضرورة التعامل بشكل جيد مع السياح الأجانب الذين يزورون مصر.
ويتوقف أيضا عند السعودية ويقول إن الرياض التي حشد ملكها سلمان بن عبد العزيز الإدارة الأمريكية للضغط على إسرائيل لفتح باحات المساجد للصلاة، امتنعت هي الأخرى عن التصريحات- ليس فقط من قبل المسؤولين السعوديين، وإنما أيضا لم يكن من الممكن أن نجد في وسائل إعلامها خبرا مفصلا عن تسلسل الأحداث في الحرم القدسي.
وتابع بارئيل استعراضه للتخاذل العربي الذي كان يصفه الراحل إميل حبيبي بـ «الفرج العربي»: «لقد حظي حدث إعلامي واحد بتداول واسع النطاق، عندما قام أحد المتابعين لبرنامج «الرأي الحر» الذي تبثه قناة «الحوار» اللندنية بالاتصال بالاستوديو وقال «انا أعارض انتصار الأقصى، لأن انتصار الأقصى هو انتصار لحماس وقطر. ربما يمثل هذا المشهد روحا جديدة، يعتبر أن الصراع بين السعودية وقطر، وكذلك حماس، هو ما سيحدد طبيعة الرد العربي. ومن هنا، فإنه طالما بقيت قطر تعتبر داعمة للإخوان المسلمين وحماس، ولكون الأحداث في الحرم القدسي تنسب لحماس، فسوف يلعب الخلاف العربي الداخلي دورا مهما في السياسة العربية».
في المقابل يحذر من أنه حتى وان لم يكن بالإمكان تجاهل هذه الروح، فإنها لا تضمن أن يكون بإمكانها وقف اندلاع احتجاجات جماهيرية إسلامية، ستجبر الأنظمة العربية على توحيد الصفوف والصراع على المكان المقدس، إذا تواصلت المواجهات العنيفة في الحرم. وأشار الى أن إسرائيل التي تتبادل الرسائل مع السعودية وتجري بشكل محموم مشاورات مع الملك الأردني عبد الله ومع الرئيس المصري، تبحث الآن عن حل مزدوج- سواء فرض تدابير أمنية حول الحرم القدسي أو ضياع هيبتها كدولة إذا ما قررت إزالة البوابات الإلكترونية. ووفقا لمصادر أردنية، فإن الحلول التي نوقشت، حتى الآن، لم تسفر عن توافق، بما في ذلك طرح اقتراح لتشغيل البوابات بواسطة رجال شرطة أردنيين بلباس مدني، واستخدام الماسحات اليدوية بدلا من البوابات الإلكترونية، أو نقل تشغيل أجهزة الكشف المعدني لقوات شرطية مشتركة، فلسطينية وإسرائيلية وأردنية. معتبرا أن المشكلة هي أن كل حل من هذه الحلول يضر بالموقف الإسرائيلي، الذي يسعى لسيادة كاملة على المداخل، أو الموقف الفلسطيني، الذي يرفض الآن كل تدخل أمني إسرائيلي فيما يحدث في الحرم وعلى أبوابه. وبرأي بارئيل فإن إعلان محمود عباس عن قطع الاتصالات مع إسرائيل لن يجدي نفعا، لكنه لا يمنع تبادل النقاشات مع عناصر أمنية فلسطينية كجزء من التعاون الأمني، وتبادل الأفكار بين إسرائيل والأردن وفلسطين. ويضيف « في حديث مع مسؤول أردني كبير قال لـ «هآرتس» إن الملك عبد الله يتفهم الحاجة لإجراء فحوصات أمنية، لكن «عندما يتم التعامل مع الأمر على أنه صراع على الهيبة بين إسرائيل والفلسطينيين، وليس أقل من ذلك كصراع سياسي داخلي في الحكومة الإسرائيلية، فلا يمكن للملك أن يطالب الفلسطينيين بالتنازل لصالح استقرار الحكومة في إسرائيل».  ويرجح أن هذه الأمور تشير إلى توقعات من قبل الأردن بالحصول على إيماءات إسرائيلية من شأنها تزويد الملك بالذخيرة لإقناع عباس بالموافقة على تدابير أمنية جديدة.
ويخلص بارئيل للتساؤل بالقول إنه ليس من المستبعد أن يكون نتنياهو قد تلقى رسائل مماثلة من الرئيس المصري أيضا، والسؤال الحاسم الآن هو، إلى أي مدى سيوافق ويستطيع نتنياهو إخراج البوابات الإلكترونية من مكانتها كرموز للهيبة، والموافقة على حلول يتم الاتفاق عليها من قبل الزعماء العرب وبالتالي تعزيز أسس العلاقات معهم؟.

باحث إسرائيلي يستعرض مظاهر الخذلان العربي للقدس والأقصى

وديع عواودة

مطالبات بطرد السفير الإسرائيلي من الأردن خلال تشييع الجواودة

Posted: 25 Jul 2017 02:23 PM PDT

عمان – «القدس العربي»: طالب أردنيون غاضبون حكومة بلادهم بإغلاق سفارة إسرائيل وطرد سفيرها من البلاد، وذلك خلال تشييع جنازة أحد قتيلي حادث السفارة الإسرائيلية في عمان.
وشارك آلاف الأردنيين، أمس الثلاثاء، في تشييع جثمان محمد زكريا الجواودة، الذي لقي حتفه ومواطن ثانٍ، برصاص حارس إسرائيلي، في أحد المباني التابعة لسفارة تل أبيب الأحد، في حادث جرى على خلفية جنائية.
وأدى المصلون صلاة الجنازة على الجواودة في ساحة بمنطقة دوار الشرق الأوسط في عمان، ليوارى بعدها الثرى في مقبرة أم الحيران. وعلت أصوات المشيعين بهتافات منددة بإسرائيل، وتُطالب بإغلاق سفارتها في عمان وطرد سفيرها، رافعين صور الجواودة، والعلمين الأردني والفلسطيني.
وهتف بعضهم بعبارات من قبيل «لا سفارة إسرائيلية.. على الأرض الأردنية»، و»لا سفارة ولا سفير.. والرابية (منطقة وجود السفارة في عمان) بدها تحرير».
كما هتفوا للقدس والمسجد الأقصى الذي تعرض في الأيام الأخيرة لانتهاكات إسرائيلية، مرددين «عالقدس رايحين.. شهداء بالملايين»، و«بالروح بالدم.. نفديك يا أقصى».
وفي وقت أعلنت فيه إسرائيل، وصول الطاقم الأمني لسفارتها في العاصمة الأردنية بأمان إلى تل أبيب، حاول وزير الداخلية الأردني، غالب الزعبي، تهدئة عائلة الشاب، محمد الجواوده الذي قتل برصاص حارس إسرائيلي لمكاتب السفارة ، متعهداً لهم بأن «القانون سيأخذ مجراه».
النائب محمد هديب الذي رتّب اللقاء بين الزعبي، وعائلة الجواودة، أبدى اطمئنانه مشيراً إلى أنه سمع التزاماً مباشراً من الحكومة، بما يتضمنه نظام القانون والقضاء والعدالة بشان جريمة السفارة .
هديب، الذي وضع «القدس العربي» بصورة اللقاء، امتدح موقف وزير الداخلية عندما أبلغ عائلة الضحية الجواودة بأن دم الشهيدين في حادثة السفارة الجواودة والدكتور بشار الحمارنة « في رقبتنا».
وبدت خطوة مغادرة الطاقم الأمني الإسرائيلي محيرة، بعد وثيقة منع السفر التي أصدرها وزير الداخلية على أساس استجواب حارس الأمن الإسرائيلي القاتل قبل مغادرته .
التأكيدات الرسمية من جهة الحكومة كانت توحي بموقف موحد أحيط بغطاء سياسي ، مفاده أن الحارس الإسرائيلي القاتل أمامه خياران، إما تسليم نفسه والخضوع للتحقيق أو البقاء في عزلته داخل مقر السفارة .
الزعبي، قبل إعلان تل ابيب وصول حارسها القاتل بدا مهتماً بالتأكيد على أن الجريمة برمتها في إطار المتابعة القانونية مع التلميح بأن المتابعة الدبلوماسية تجري ايضاً.
الأجواء كانت تشير إلى أن القاتل الإسرائيلي تحت السيطرة ويمكن اعتباره بحكم الموجود ضمن نطاق قدرة نظام القانون. السيطرة هنا، تعني خضوع القاتل للاستجواب بالحد الأدنى وصعوبة التفكير بخيار دبلوماسي بعيد عن القرار المتخذ بوجوب الخضوع للقانون .
سريعاً، تغيرت المعطيات، سيارات خاضعة لحراسة مشددة نقلت جميع أفراد طاقم السفارة الإسرائيلية وتسللت بهم إلى الضفة الغربية من نهر الأردن، ما دفع عضو البرلمان خليل عطية إلى القول على صفحته على فيسبوك»: «تم تهريبهم».
واضح أن قرار السماح بمغادرة الطاقم الأمني الإسرائيلي ، وبدون الخضوع للقانون المحلي قرار يتجاوز حكومة هاني الملقي، أي أنه قرار سيادي وأمني.
يحصل كل ذلك، في وقت لم يظهر فيه الشاهد الرئيسي في القضية، وهو سائق اسمه ماهر الجنيدي، رافق شحنة الأثاث الموجهة للسفارة الإسرائيلية وفقاً لأقارب الجنيدي، وبعضهم تحدث لـ»القدس العربي» ، فإن الرجل لم يعد حتى بعد ظهر الثلاثاء إلى عائلته، ولا أحد يعرف مكانه، علماً بأنه شاهد فقط على ما حصل ولا صلة له بالقضية، فيما ترددت أنباء أن السلطات تحفظت عليه وأوقفته حرصاً على حياته .
خبر نقل طاقم السفارة الإسرائيلية، شكّل صدمة كبيرة للأردنيين واحتقاناً لن ينتهي بسرعة، وهو ما ظهر خلال تشييع الجواودة.

مطالبات بطرد السفير الإسرائيلي من الأردن خلال تشييع الجواودة
وزير الداخلية حاول تهدئة عائلة القتيل … والشاهد الوحيد ما زال غائباً
بسام البدارين

توسع «النصرة» في إدلب يضع تركيا أمام مأزق وتحديات خطيرة ويعيد سيناريو سيطرة «الدولة» على الحدود

Posted: 25 Jul 2017 02:23 PM PDT

إسطنبول ـ «القدس العربي»: تعيد التطورات الأخيرة على الحدود التركية مع سوريا لا سيما عقب إحكام «هيئة تحرير الشام» ـ جبهة النصرة سابقاً- سيطرتها على محافظة إدلب والمعبر الحدودي مع تركيا تعيد إلى الأذهان سيناريوهات سيطرة تنظيم الدولة على مناطق حدودية مع تركيا وما جلبه لها ذلك من اتهامات بـ»التساهل مع الجهاديين» الأمر الذي أجبرها لاحقاً على الدخول في حرب مفتوحة ضد التنظيم.
وبينما بدأت وسائل الإعلام التركية بدق ناقوس الخطر وخرجت بعناوين من قبيل «تنظيم القاعدة يتمدد على حدودنا (الحدود التركية مع سوريا)»، تتوقع الأوساط السياسية في تركيا أن تبدأ جهات خارجية باستغلال الحدث من أجل شن حملات تحريض واتهامات لتركيا بالتساهل مع «الجهاديين» كما حصل إبان سيطرة تنظيم الدولة على جزء من الحدود.
وبالفعل بدأت بعض الوكالات العالمية بالحديث عن «سيطرة القاعدة على الحدود التركية»، لكن الأخطر بالنسبة لأنقرة تركيزها على سيطرة جبهة النصرة على معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، وقول وكالة الأنباء الفرنسية إن «جبهة النصرة تغذي تواجدها في إدلب مستفيدة من سيطرتها على معبرين حدوديين مع تركيا»، وما قد يفتح الباب أمام حملات مشابهة تعتبر استمرار فتح تركيا للمعبرين تغذية لتواجد التنظيم.
ويعتبر معبر «باب الهوى» الذي سيطر عليه التنظيم أبرز المعابر الحدودية بين تركيا ومناطق المعارضة في شمالي سوريا، ويستفيد منه مئات آلاف المدنيين السوريين في الداخل واللاجئين على الأراضي التركية في التنقل بين البلدين ونقل احتياجاتهم اليومية والإنسانية.
واستولت هيئة تحرير الشام خلال الأيام الماضية على سرمدا – أول بلدة بعد معبر باب الهوى ومركز تجاري هام في شمال إدلب – وخربة الجوز، موطن لمعبر ثان وأقل أهمية مع تركيا.
وتقع محافظة إدلب في شمال غرب سوريا وهي محاذية للحدود مع تركيا ويعد باب الهوى أهم معابرها الحدودية. وتحاذي أيضا كل من محافظة اللاذقية الساحلية التي تنحدر منها عائلة الأسد، ومحافظتي حلب وحماة.
وفي بداية الثورة السورية كانت تركيا تتجنب وصف جبهة النصرة بالإرهابية، ولكن مع التحولات التي شهدتها الأوضاع في سوريا والتغيرات الدولية، بدأن أنقرة تصف الجبهة بـ»المنظمة الإرهابية» وطالبت العام الماضي بخروجها من حلب، ويتوقع مراقبون أن أنقرة لن يكون أمامها خيار الآن سوى دعم أي خطط دولة لإخراج مسلحي التنظيم أو القيام بعملية عسكرية ضد عناصره في محافظة إدلب.
وعلى الرغم من أن أنقرة تعلم جيداً أن أي مخطط لعملية عسكرية في إدلب بحجة جبهة النصرة سوف يستهدف إنهاء ما تبقى من المعارضة السورية سواء كانت متشددة أو معتدلة، إلا أنها لن يكون أمامها خيارات سوى دعم هذه المخططات وتحمل النتائج السلبية لهذه التحولات.
وعلى المدى القريب تفرض سيطرة جبهة النصرة على مناطق حدودية وخاصة معبر «باب الهوى» الحدودي تحديات كبيرة على أنقرة التي يمكن أن تلجأ إلى دعم عملية عسكرية للفصائل المدعومة منها لطرد التنظيم من محيط المعبر الحدودي أو حتى الاضطرار إلى إقحام الجيش التركي لتنفيذ عملية مباشرة ضد التنظيم في المناطق الحدودية.
ومع الحديث الذي جرى خلال الأسابيع الماضية عن اتفاقية مفترضة بين تركيا وروسيا من أجل سحب الأخيرة قواتها من مدينة عفرين وتمكين الجيش التركي من شن عملية عسكرية ضد الوحدات الكردية في المدينة الواقعة شمالي سوريا، تحدثت تسريبات أخرى عن استعداد الجيش التركي لإقامة قاعدة عسكرية كبيرة على أحد الجبال المحيطة بمدينة إدلب وذلك في إطار مشاركة الجيش التركي المتوقعة في مراقبة اتفاقية مناطق عدم الاشتباك، لكن مصادر أخرى قالت إن القاعدة ربما تكون بداية لمشاركة الجيش التركي في تدريب قوات سورية «معتدلة» والمشاركة في خطة لمهاجمة المسلحين المتشددين في إدلب، في إشارة إلى هيئة تحرير الشام (النصرة).
وكان الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن قال إن هناك تنسيقاً بين أنقرة وموسكو للعمل على آلية تقضي بوجود قوات روسية وتركية في منطقة إدلب السورية، فيما قالت صحيفة «حرييت» التركية إن الجيش التركي سوف يبدأ في إقامة قاعدة عسكرية كبيرة على قمة «جبل الشيخ حسن الراعي» في محيط إدلب.
وتخشى أطراف سياسية وعسكرية من المعارضة السورية من أن يؤدي توسع النصرة في إدلب ومحيطها إلى حصول الأسد على غطاء دولي من أجل مهاجمة المحافظة بحجة الحرب على الإرهاب، وإنهاء ما تبقى من الثورة السورية على حد تعبيرهم.
ويدعم هذه التخوفات القرار الأمريكي الأخير بوقف برنامج الاستخبارات الأمريكية لتمويل المعارضة السورية وتسليحها، ما يعني وقف واحد من أهم مصادر بقاء المعارضة المعتدلة التي تواجه النظام السوري وتهدف إلى إسقاطه.
وعلى الرغم من الحديث عن تسليم إدارة معبر «باب الهوى» لهيئة مدنية إلا أن تركيا تخشى أن يتم اتهامها بالتمويل غير المباشرة للتنظيم المتطرف إذا ما استمر عمل المعبر الذي يجلب عائدات تقترب من المليون دولار شهرياً وسوف يحصل عليها التنظيم بشكل غير مباشر، في المقابل سيخلف إغلاق المعبر مأساة إنسانية لمئات آلاف المستفيدين منه من السوريين.
هذه الخيارات الصعبة أمام تركيا ستجعل من القيام بعملية عسكرية مباشرة أو غير مباشرة ضد التنظيم في المناطق الحدودية وقرب المعبر ـ باب الهوى- على الأقل خياراً مطروحاً بقوة في أروقة الحكومة والجيش التركي خلال الفترة المقبلة.

توسع «النصرة» في إدلب يضع تركيا أمام مأزق وتحديات خطيرة ويعيد سيناريو سيطرة «الدولة» على الحدود

إسماعيل جمال

مخاوف أمريكية من قدرة إيران على امتلاك صواريخ بالستية عابرة للقارات وقادرة على حمل أسلحة نووية

Posted: 25 Jul 2017 02:23 PM PDT

واشنطن ـ «القدس العربي»: قال محللون أمريكيون ان إيران ستكون قادرة خلال بضع سنوات فقط على امتلاك صواريخ بالستية عابرة للقارات وقادرة على مهاجمة أى هدف في جميع انحاء الشرق الاوسط واوروبا والولايات المتحدة بفضل كوريا الشمالية التى وصفتها ادارة الرئيس الأمريكية دونالد ترامب بانها اكبر تهديد للأمن الأمريكي في العصر الحديث.
المخاوف الأمريكية تتركز هنا وفقا، للعديد من المراقبين على قدرة إيران على تسليح هذه الصواريخ بأسلحة نووية بمجرد انتهاء الصفقة النووية اذا لم تضع الولايات المتحدة حدا للنشاط الإيراني، وعلى الرغم من حرص العديد من محللي السياسة الخارجية في واشنطن على استخدم كلمات وعبارات مثل «ربما» و «من المتوقع» و «من المحتمل» عند التعبير عن هذه التوقعات غير الشعبية الا انه ليس من السهل الهرب من هذا التهديد الكبير المقبل.
والمشكلة الكبيرة التى تواجه ادارة ترامب عند التعامل مع هذه المشكلة كما يقول الخبير هاري كازنيز، مدير الدراسات الدفاعية في مركز الاهتمامات الوطنية، ان امكانات كوريا الشمالية وإيران للتعاون في تكنولوجيا الصواريخ بعيدة المدى قد وصلت إلى مرحلة متطورة جدا.
وقال جيفري لويس، وهو خبير في معهد ميدليبري للدراسات الدولية في مونتيري، ان الصواريخ التى تم مشاهدتها في إيران هي نسخة عن صواريخ كوريا الشمالية مشيرا إلى تعدد الادلة على التعاون بين البلدين بما في ذلك الصور التذكارية المشتركة التى التقطها العديد من مسؤولي البلدين.
وحذر العديد من الخبراء منذ سنوات من ان طهران وبيونغ يانغ تتداولان تكنولوجيا الصواريخ وان إيران ستكون قادرة على ضرب اهداف على بعد الاف الاميال وتحويل هتافها المعتاد «الموت لأمريكا» إلى تهديد نووي حقيقي.
واضاف انه يمكن للمرء التصور بسهولة السيناريو المتوقع بعد عقد من الزمن عندما تنتهى فترة الصفقة النووية وتقرر إيران انها ليست بحاجة إلى اخفاء نواياها مشيرا إلى ان غالبية الابحاث النووية تشير إلى ان الاتفاق النووي القائم حاليا لا يقيد هذا التعاون مما يساعد على المضى قدما دون هوادة للتعاون بين كوريا الشمالية وإيران.
وتحدث المحللون الأمريكيون عن خيارات امام واشنطن لمواجهة هذا التهديد من بينها الكشف بسرعة عن اسماء جميع الاطراف المتورطة في عملية التعاون بين البلدين في مجال تكنلوجيا القذائف، واشار المحللون إلى ان وزارة الدفاع واجهزة الاستخبارات الأمريكية قادرة على كشف المعلومات بهذا الصدد.
وطالب المراقبون ادارة ترامب باصدار اعلان واضح يتضمن القول ان أى طرف يساعد بيونغ يانغ او طهران على بناء صواريخ بعيدة المدى هو عدو للمجتمع الدولي وانه سيحاسب، بما في ذلك الشركات التى تقدم مساعدات مادية او تقنية، ويتمثل الخيار الثاني لادارة تراكمب في التعامل مع هذه المشكلة بفرض عقوبات صارمة على أى طرف يساعد على بناء التعاون بين كوريا الشمالية وإيران.
واقترح محللون البحث عن خيارات إبداعية للقضاء على هذا التعاون بما في ذلك ما اقترحه جون بارك من المكتب الوطني للبحوث الأسيوية حول تبنى فكرة تقديم مكافاة نقدية لمنع المكونات او الفنيين في مراكز تطوير القذائف التسيارية اضافة تقديم مكافات للشركات الصينية التى تمتنع عن التعاقد مع كويا الشمالية او القيام بدور وسيط.

مخاوف أمريكية من قدرة إيران على امتلاك صواريخ بالستية عابرة للقارات وقادرة على حمل أسلحة نووية

رائد صالحة

200 حقوقي ونقابات صحافية في وقفة تضامنية في مقر الجزيرة تنديداً بالمطالبة بإغلاقها

Posted: 25 Jul 2017 02:22 PM PDT

الدوحة ـ «القدس العربي»: أكد الدكتور علي بن صميخ المري ـ رئيس اللجنة الوطنيه لحقوق الانسان في دولة قطر ـ أن قوائم الإرهاب الصادرة في بيان مشترك عن دول الحصار، بأنها أحادية الجانب، وغير معترف بها على غرار القائمة السابقة، التي صرحت الأمم المتحده حيالها بأنها لا تعترف بأي قوائم إرهاب سوى الصادرة عنها.
وقال الدكتور علي بن صميخ خلال المؤتمر الصحافي في ختام أعمال المؤتمر الدولي «حرية التعبير: نحو مواجهة المخاطر» إنَّ الدول التي أصدرت قائمة الارهاب لم تتبع أي إجراءات قانونية قبل إصدار القائمة التي زجّت بأسماء أشخاص وكيانات، كما أنها ـ دول الحصار ـ لم تلجأ للمحاكم الوطنية أو للجنة مكافحة الإرهاب في مجلس الأمن على اعتبارها الجهة المخولة بإدراج الأفراد أو الكيانات على قائمة الارهاب».
واستنكر ما قامت به دول الحصار، مؤكدا أن «دول لا تملك الحُجة، فامتلاك الحجة سيجعلها تلجأ للآليات الدولية المعنية بقوائم الارهاب»، كما أسلف.
وبشأن المخاوف التي تنتاب الأشخاص الذين وردت أسماؤهم في قوائم الحصار من خطر اعتقالهم، قال المري: «ندعو القطريين أو الجهات غير الحكومية للجوء إلى اللجنة الوطنية لحقوق الانسان بهدف تقديم شكوى قانونية، وبالتالي تحريك دعوى قضائية ضد الدول عن طريق مكتب المحاماة الدولي «لا ليف» الذي تعاقدت معه اللجنة في وقت سابق لتحريك دعاوى قضائية للمطالبة بالتعويضات عن ما لحق بهم من أضرار نفسية ومعنوية جراء الحصار».
كما تطرق إلى مصير الصحافيين المصريين وآخرين من دول الحصار، يواجهون خطر الاعتقال في حال عودتهم إلى بلدانهم، وبعضهم لم يتمكنوا من تجديد جوازات سفرهم، إلى جانب الصحافيين والمراسلين العاملين في قطر من «دول الحصار»، ويواجهون ضغوطات لإجبارهم على الاستقالة أو مواجهة عقوبة السجن، حيث قال المري: «هناك 100 صحافي ومراسل يعملون في دولة قطر يواجهون مثل تلك الضغوطات، وبعضهم لا يزال يعمل في قطر، ويعيشون قلقا يوميا بسبب الإجراءات المفروضة عليهم، بسبب عدم خضوعهم لإملاءات دولهم بالاستقالة والعودة إلى أوطانهم»، لافتا إلى أن «عدداً من الصحافيين المصريين العاملين في قناة الجزيرة نسقت لهم اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان لقاءا مع ممثلين من منظمة هيومن رايتس ووتش، واللجنة سيكون لديها تحركات على مستوى الحكومة القطرية لتذليل المصاعب التي تواجههم،»، داعيا كل الصحافيين والمرضى وكافة المتضررين من الحصار بالتقدم إلى اللجنة لتقديم شكاوى ضد دول الحصار، والمطالبة بالتعويضات جراء الأضرار النفسية والمعنوية التي لحقت بهم».
وفِي رده عن سؤال حول كيفية ممارسة حرية التعبير في بلدان تفتقد للممارسة الديمقراطية، أشار الدكتور المري إلى «أنه بالنسبة إلينا في قطر، فإن شبكة الجزيرة أحدثت نقلة نوعية في مسيرة دولة قطر الديمقراطية، فيما يتعلق بحرية الرأي والتعبير، بعيدا عما إذا كنا نتفق أو نختلف مع مضمونها».
كما استشهد «بالتجربة الجيدة للّجنة الوطنية لحقوق الانسان، حيث سبق لنا أن أشرنا في تقاريرنا السنوية إلى جملة من التوصيات التي توجهها اللجنة للحكومة القطرية، حول تغيير نهجها إزاء بعض الممارسات، من أجل مواجهة التحديات التي تواجه حرية التعبير والإعلام».
إلى ذلك، أعرب عدد من ممثلى المنظمات الدولية المنظمات الدولية والإقليمية والوطنية للصحافيين وحقوق الإنسان وحرية التعبير في ختام مؤتمر «حرية التعبير..نحو مواجهة المخاطر» عن «إدانتهم بقوة» لمواقف دول الحصار التي طالبت بإغلاق قناة الجزيرة وغيرها من وسائل الإعلام.
وذكرت المنظمات في توصيات المؤتمر «ندين وبقوة مطالب حكومات المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية ومملكة البحرين والتي تطالب بإغلاق قناة الجزيرة وغيرها من وسائل الإعلام بما في ذلك العربي 21، وشبكة رصد والعربي الجديد وعين الشرق الأوسط؛ كما نعرب عن تضامننا الكامل مع الصحافيين وغيرهم من مسؤولي الإعلام والمساعدين في قناة الجزيرة وغيرها من وسائل الإعلام المستهدفة».
وانعقد المؤتمر بمشاركة أكثر من مئتي منظمة وشخصية دولية حقوقية؛ ومشاركة ممثلين عن المفوضية السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، والاتحاد الدولي للصحافيين، والمعهد الدولي للصحافة، واتحاد البث الأوروبي، ومنظمة هيومن رايتس ووتش.
ونظم المؤتمر بالتعاون بين اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان قطر بالتعاون مع الاتحاد الدولي للصحافيين، والمعهد الدولي للصحافة. وشمل المؤتمر 30 ورقة عمل لعدد كبير من المتخصيين الدوليين.
وأعلن المؤتمر عن تضامنه الكامل مع الصحافيين وغيرهم من مسؤولي الإعلام والمساعدين في قناة الجزيرة وغيرها من وسائل الإعلام المستهدفة.
وأكدت التوصيات على «ضرورة سلامة الصحافيين؛ وضمان المساءلة عن جميع أشكال العنف ضد الصحافيين وغيرهم من العاملين في مجال الإعلام كعنصر أساسي في منع حدوث هذه المخاطر في المستقبل».
كما أشارت إلى ضرورة «وضع صك دولي ملزم جديد مكرس لسلامة الصحافيين، بما في ذلك آلية تنفيذ محددة، من شأنها أن تحسن الاستجابة الدولية للهجمات ضد الصحافيين وتدعم ثقافة الإفلات من العقاب».
كما دعا المؤتمر الحكومات إلى «الاعتراف بجميع التوصيات والعهود والإعلانات والقرارات التي أصدرتها أو أقرتها المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة واليونسكو؛ وتنفيذ خطة العمل الأخيرة للأمم المتحدة وتعزيز عملها مع المنظمات المكرسة لسلامة الصحافيين والعاملين في وسائل الإعلام». وطالب المؤتمر «وكالات الأنباء إلى الإقرار بواجبها المتمثل في رعاية جميع صحافييها، ولا سيما المسؤولين عن جمع الاخبار والموظفين أو العاملين المستقلين ومسؤوليتها عن تنظيم دورات تدريبية في مجال السلامة البيئية وتوفير المعدات ذات الصلة وذلك في أوقات النزاعات أو غير ذلك».
وأكد ايضاً على «حق المنظمات الإعلامية في الإبلاغ بحرية ودون أي تدخل من جانب الحكومة والسماح للمواطنين بالحصول على المعلومات ذات الصلة بالحكومة ومؤسساتها في سبيل تحقيق الشفافية والمساءلة».
كما دعا الحكومات إلى الحد من تقييد إمكانية وصول وسائل الإعلام ووضع حدود للإبلاغ والحصول على المعلومات وضمان الشفافية والاستقلالية في البت في القرارات المتعلقة بالنشر.
ودعا المؤتمر الصحافيين إلى احترام مدونات قواعد السلوك التي تطالب بضمان الإنصاف والدقة والحاجة إلى معارضة آلية «كبش الفداء» ضد الأقليات والقضاء على التحامل والجهل.
وقال رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان القطرية بدولة قطر إن هذا المؤتمر «أتي في ظرف عصيب تمر به منطقة الخليج، هو رسالة واضحة ليس فقط لدول الحصار؛ بل لكافة دول العالم للإنحياز في هذه اللحظة التاريخية، لحقوق الإنسان و حرية التعبير؛ و أن الدفاع عن قناة الجزيرة هو دفاع عن مبدأ راسخ في حقوق الإنسان، ألا و هو حرية التعبير و حق الأفراد في الحصول المعلومات».
وأشار إلى أن «اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، بصدد التباحث مع الحكومة القطرية في كافة الحلول و الخيارات المتاحة لمزيد من تخفيف معاناة ضحايا الحصار؛ خاصة على مواطني تلك الدول المقيمين في قطر، والعوائل الذين تشتتوا، والصحافيين الذين هددوا، سواء الحلول القانونية أو الإنسانية».
مضيفاً «مهما فعلنا ستبقى تلك الحلول غير كافة ما لم يرفع الحصار. إن دول الحصار تتحمل مسؤولية قانونية، و أخلاقية عن ما ألحقته من أضرار بالمواطنيين».

وقفة تضامنية بمقر الجزيرة

إلى ذلك، شارك ممثلو 200 منظمة حقوقية وعدد من الصحافيين الدوليين وممثلي منظمات حقوقية عالمية في وقفة داخل مقر «قناة الجزيرة» في الدوحة، تضامنا معها ضد مطالبات دول عربية وخليجية بإغلاقها.
وقام المشاركون في المؤتمر الدولي لحقوق الإنسان المنعقد في الدوحة (24-25 يويلو) أمس الثلاثاء بتنظيم الوقفة التي شارك فيها ما يقارب 200 شخص.

200 حقوقي ونقابات صحافية في وقفة تضامنية في مقر الجزيرة تنديداً بالمطالبة بإغلاقها

إسماعيل طلاي

حقوقيون وصحافيون مغاربة يدينون الحكم القضائي بسجن الصحافي حميد المهداوي وتغريمه

Posted: 25 Jul 2017 02:22 PM PDT

الرباط – «القدس العربي» : أدان حقوقيون وصحافيون مغاربة الحكم القضائي في حق الصحافي حميد المهداوي، والقاضي بحبسه ثلاثة أشهر نافذة مع غرامة مالية قدرها 20 ألف درهم، واعتبروه حكماً «جائراً» و»يهدف إلى إسكات أحد الأصوات المزعجة المنتقدة لسياسة الحكومة في ملف حراك الريف».
وقضت المحكمة الابتدائية في مدينة الحسيمة، امس الثلاثاء، بحبس المهداوي ثلاثة أشهر حبساً نافذاً وغرامة مالية قدرها 20 ألف درهم، بعد جلسة محاكمة دامت أزيد من 14 ساعة بعد ان أدانته بتهم «تحريض أشخاص على ارتكاب جنح بواسطة الخطب والصياح في مكان عمومي»، وبرأته من جنحة المساهمة في تنظيم تظاهرة غير مرخص لها.
وأوقفت قوات الأمن في الحسيمة الصحافي حميد المهداوي مدير موقع «بديل. انفو» يوم الخميس 20 تموز/ يوليو الجاري، قبيل انطلاق المسيرة الاحتجاجية التي دعا إليها حراك الريف، وأصدرت السلطات قراراً بمنعها. وقالت السلطات ان اعتقال الصحافي جاء للاشتباه في تورطه في «التحريض على ارتكاب أفعال إجرامية تحت طائلة القانون» وتوبع في حالة اعتقال احتياطي وجرى إيداعه السجن بالحسيمة.
وقال عبد العزيز العليكي أحد المحامين بهيئة الدفاع، أن الحكم الصادر في حق حميد المهداوي لم ينبن على قانون الصحافة الجديد المعمول به وإنما تم بناؤه طبقا للمادة 299 (1) فقرة 2 من القانون الجنائي وهذا أمر لا يتناسب وطبيعة المحاكمة والمحكوم عليه، على اعتبار أنه صحافي وله موقع فكيف يتم الحكم عليه بمواد من القانون الجنائي.

نية مبيتة لادانته

وأضاف العليكي أن هناك نية مبيتة لاعتقاله وسجنه وحرمانه من الاستفادة من قانون الصحافة الذي يكون الحكم فيه كما تنص المادة 72 بالغرامة فقط (من 10 آلاف الى 100 ألف والتي تتضاعف من 50 ألفاً إلى 500 ألف) .
وأكد العكيكي «سنستأنف الحكم خصوصا وأن المهداوي أنكر ما نسب اليه جملة و تفصيلا، و أن ما قام به يدخل في نطاق عمله كتنوير للرأي العام و نشر الأخبار في نطاق حرية التعبير التي يكفلها له الدستور الجديد ومواد قانون الصحافة».
وأدانت الهيئة المغربية لحقوق الإنسان الحكم الصادر في حق المهداوي، وقالت ان الاعتقال والحكم «دليل على التضييق على الحريات العامة»، كما طالبت بإطلاق سراحه وسراح باقي الصحافيين والإعلاميين المعتقلين على خلفية الحراك بمنطقة الريف.
وقال الكاتب والصحافي محمد حفيظ انه اذا كان الصحافي حميد المهداوي قد اعتقل وأدين لتحريضه على تظاهرة ممنوعة «فلماذا لم تأمر النيابة العامة باعتقال قيادة الحزب الاشتراكي الموحد وقيادة حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي وقيادة حزب المؤتمر الوطني الاتحادي وقيادة حزب النهج الديمقراطي وقيادة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل ومسؤولي الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ومسؤولي أطاك المغرب ومسؤولي الائتلاف المغربي لحقوق الإنسان (الذي يضم 22 هيئة حقوقية)، وأن تأمر بفتح تحقيق قضائي مع قيادات ومسؤولي هذه الأحزاب والهيئات (الأمناء العامون والرؤساء وأعضاء المكاتب السياسية والتنفيذية والمجالس الوطنية…) ومحاكمتهم؟؟!! فهؤلاء جميعهم دعوا مناضلي أحزابهم وهيئاتهم والمتعاطفين معها والمواطنين إلى المشاركة في مسيرة 20 يوليو بالحسيمة، رغم قرار وزارة الداخلية بمنعها».

انتهاكات موثقة

وقالت منظمة «مراسلون بلا حدود»، إنها وثقت منذ نشأة الحراك الاحتجاجي في شمال المغرب في تشرين الاول/ أكتوبر 2016، العديد من الانتهاكات ضد حرية الإعلام، منددة بموقف السلطات المغربية حيال هذه الأحداث، والمتمثل في تعمد عرقلة عمل الصحافيين المحليين والأجانب الراغبين في تغطية الواقع الذي تعيشه منطقة الريف.
وقالت ياسمين كاشا، مسؤولة مكتب شمال أفريقيا في منظمة مراسلون بلا حدود: «إن وضع الصحافيين المغاربة والأجانب الذين يغطون الأحداث الجارية في شمال المغرب لا يزال يشهد تدهوراً مستمراً، فمن خلال محاولة منع التغطية الإعلامية لتظاهرات الريف، تجعل السلطات المغربية تدريجياً من هذه المنطقة منطقة فوضى يستعصي على وسائل الإعلام المستقلة الوصول إليها». ودعت السلطات المغربية إلى إطلاق سراح الصحافيين – المواطنين المغاربة الذين مازالوا قيد الاعتقال، وإدانة جميع الاعتداءات الجسدية ضد الإعلاميين الذين يقومون بعملهم من خلال تغطية هذه الأحداث.
واضاف تقرير للمنظمة الدولية التي يوجد مقرها في باريس انه في يوم 20 تموز/ يوليو ألقي القبض على حميد المهداوي، مدير الموقع الإخباري Badil.info بينما كان يصور تظاهرات الحسيمة، التي كانت السلطات قد منعتها قبل بضعة أيام.
واشارت المنظمة إلى أنه منذ 26 ايار/ مايو، أُلقي القبض على 7 مواطنين – صحافيين ومتعاونين إعلاميين في الحسيمة وضواحيها، لا لشيء سوى لأنهم قاموا بتغطية أنشطة «حراك الريف»، حركة الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت بشمال المغرب في أكتوبر/تشرين الأول 2016. ويوجد من بين المعتقلين محمد الهلالي – مدير الموقع الإخباري الإلكتروني ريف برس الذي تم إغلاقه – علماً أنه سبق أن حُكم على هذا الصحافي بخمسة أشهر سجناً نافذاً بتهمة «إهانة موظفين عموميين أثناء ممارسة عملهم والتظاهر دون ترخيص» وإضافة إلى ذلك «لا يزال ستة صحافيين – مواطنين آخرين رهن الاعتقال الاحتياطي بمدينة الدار البيضاء في انتظار محاكمتهم، ويتعلق الأمر بكل من محمد الأسريحي وجواد الصبري (موقع Rif24 ) وعبد العلي حدو منشط التلفزيون الإلكتروني (AraghiTV) وحسين الإدريسي مصور ريف بريس وفؤاد السعيدي منشط صفحة AgrawTV على فيسبوك وربيع الأبلق الذي يتعاون مع موقع Badil.info».

اتهامات خطيرة للصحافيين

واستنكر المحامي أحمد آيت بن ناصر، عضو هيئة الدفاع عن معتقلي الحراك، في تصريحات للمنظمة، «محاكمة جميع هؤلاء بموجب أحكام القانون العام عوض الاستناد إلى قانون الصحافة»، موضحاً أن «من غير المقبول توجيه تهم خطيرة مثل تهديد الأمن القومي لصحافيين – مواطنين معروفين وذائعي الصيت»، مؤكداً في الوقت ذاته على «ضرورة إجراء المحاكمات على أساس قانون الصحافة وحده، كما أنه من الواجب الإفراج عنهم في انتظار المحاكمة». هذا وقد اتُّهم بعض الصحافيين – المواطنين على أساس أحكام القانون الجنائي، مما قد يكلفهم عقوبات يمكن أن تصل إلى حد الإعدام.
وقالت المنظمة انه احتجاجاً على اعتقالهم وظروف حبسهم، خاض العديد من السجناء إضراباً عن الطعام في 17 تموز/ يوليو، علماً أن تقريراً من إنجاز المجلس الوطني لحقوق الإنسان (والذي تم تسريب جزء منه) أشار إلى تعذيب وسوء معاملة السجناء المحتجزين في الحبس الانفرادي.
ووثقت منظمة مراسلون بلا حدود بالإضافة إلى هذه الاعتقالات «حالتي اعتداء على صحافيين من قبل الشرطة، فخلال تظاهرة أقيمت في الرباط يوم 8 يوليو/تموز، تعرض أحمد رشيد، مصور موقع Lakome2، للضرب بينما كان يصور عناصر الشرطة وهم يحاولون تفريق المتظاهرين». ونقلت عن هشام العمراني، الذي كان يغطي تظاهرة العاصمة لموقع Badil.info «كنت أقوم بعملي الصحافي فإذا بي أرى عشرة شرطيين قادمين في تجاهي، قبل أن ينهالوا علي بالشتم والركل والضرب بالهراوات، بل وقد أحسست أن احتقارهم لي زاد أكثر منذ اللحظة التي أخبرتهم فيها بأنني صحافي».
وأكد التقرير على أن استهداف الصحافيين من طرف السلطات المغربية لا يقتصر فقط على الصحافيين المغاربة ووسائل الإعلام المحلية، فقد شهد الشهر الماضي تعليق نشاط قناة فرانس 24 باللغة العربية في البلاد، بينما اعتُقل في أواخر مايو/ أيار مراسل صحيفة الوطن الجزائرية، جمال عليلات، قبل ترحيله إلى بلاده. أما الصحافية روزا موساوي والمصور أيوب بنكروم، العاملان لصحيفة لومانيتيه الفرنسية، فقد تعرضا لمضايقات من قبل قوات الأمن المغربية أثناء تغطية وقفة تضامنية مع معتقلي الحراك في مدينة مكناس يوم 4 يوليو/تموز. وقالت روزا موساوي: «إن ممثلي السلطة تعرَّفوا عليَّ كصحافية أجنبية عندما أخرجت مُعدات عملي»، مضيفة أن «عناصر الأجهزة الأمنية صوروني قبل أن يتعقبوا كل خطواتنا مشياً على الأقدام في البداية ثم بعد ذلك على متن سيارة تابعة لمديرية مراقبة التراب الوطني» وأوقف عناصر الشرطة والدرك بنقاط تفتيش الصافية المستقلة نادية سويني في ثلاث مناسبات بينما كانت متوجهة إلى الريف يوم 20 يوليو/تموز لتغطية المظاهرة الممنوعة للأسبوعية الفرنسية بوليتيس، حيث طُلب منها الإدلاء بأوراق هويتها وتحديد أسباب وجودها في المنطقة، قبل السماح لها بدخول الحسيمة. ولدى وصولها إلى هناك، أثار وجودها انتباه عناصر الشرطة الذين أخذوا رقم سيارتها كما سجلوا حضورها على الميدان بينما كانت تجري مقابلة مع نوال بنعيسى، التي تُعد من الوجوه الرمزية في الحراك.

قمع لحرية الصحافة

واشارت المنظمة إلى «أن المغرب، الذي يقبع في المرتبة 133 على جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة لمنظمة مراسلون بلا حدود لسنة 2017، مازال يعاني العديد من المشاكل على مستوى حرية الصحافة، حيث شهد طرد عدد من المراسلين الأجانب الذين يغطون بعض المواضيع الحساسة، إضافة إلى الخطوط الحمراء التي لا يُسمح بتجاوزها بأي شكل من الأشكال، ولا سيما عندما يتعلق الأمر بالملكية والدين الإسلامي، ناهيك عن عرقلة التغطية الإعلامية المستقلة لما يحدث في الصحراء الغربية…. التي أصبحت منطقة الريف تشهد وضعاً مماثلاً لها في الأسابيع الأخيرة».
وقال محمد الأعرج، وزير الثقافة والاتصال المغربي، إن وزارته ستصدر بلاغا للرد على المعطيات التي جاءت في التقرير، وسيتم إرساله إلى المدير العام للمنظمة، بل ودعوته إلى زيارة الحسيمة للوقوف على حقيقة الأوضاع والمغالطات الواردة في تقرير منظمته.

حقوقيون وصحافيون مغاربة يدينون الحكم القضائي بسجن الصحافي حميد المهداوي وتغريمه

محمود معروف

الشرطة الاسبانية تسيطر على شخص حاول مهاجمتها في حدود مليلية واختلاف حول هويته وترديده «الله أكبر»

Posted: 25 Jul 2017 02:22 PM PDT

مدريد – «القدس العربي»:اعتقلت الشرطة الإسبانية أمس الثلاثاء عند معبر مدينة مليلية شمال المغرب شخصاً كان يحمل سكيناً ويحاول الاعتداء على أفرادها وهو يردد «الله أكبر»، ويجهل هل يتعلق الأمر بعمل إرهابي على شاكلة ما شهدته لندن مؤخراً أم رد فعل بسبب قضية ما، لكن الحادث رفع من حالة التأهب في اسبانيا. وعلاوة على البيان الذي صدر عن وزارة الداخلية الإسبانية الذي يتحدث عن اقتحام المواطن المغربي للحدود بين مليلية وباقي المغرب في نقطة بني أنصار بالضبط، فقد نشرت شريط الاعتداء وطريقة السيطرة على المهاجم، حيث يظهر الشريط الذي تناولته وسائل الاعلام في هذا البلد الأوروبي شخصاً يحمل سكيناً وهو يقتحم الحدود  ولكن لا يسمع هل كان يردد «الله أكبر» كما نشرت الصحافة، وعملت الشرطة على السيطرة على المهاجم من دون فتح النار. وأصيب شرطي بجروح في يده خلال العملية.
ولم يتم الكشف عن هوية هذا الشخص، ولم تصدر وزارة الداخلية المغربية بياناً حول هويته، بينما كتبت الجريدة الرقمية «هسبريس» أنه مدمن مخدرات ولم يكن يردد «الله أكبر»، مشيرة الى هروبه من حاجز للأمن المغربي في نقطة معبر مليلية نحو الجانب الإسباني. وعملياً، يتبين من شريط الفيديو الذي عرضته وسائل الاعلام أن طريقة الهجوم الذي نفذه هذا المواطن المغربي ليست احترافية وقد لا يكون إرهابيا بل مدمن مخدرات فقد صوابه وأراد ربما الانتقام من حادث عابر تعرض في الماضي. وكانت مدينة أخرى تحتلها اسبانيا شمال المغرب وهي سبتة قد شهدت منذ شهرين، وفق الجريدة الرقمية شمال بوست، شخصا قام بذبح نفسه في الحدود الفاصلة وهو يصرخ بعبارات دينية، وكان ما قام به هو رد فعل على منع الشرطة الإسبانية له دخول سبتة. وتوجد سبتة ومليلية شمال المغرب وتحتهلما اسبانيا ويقصدهما عشرات الآلاف من المغاربة يوميا لممارسة التهريب المعيشي، ويحدث أن تقوم الشرطة الإسبانية بمنع الكثيرين من المرور. في الوقت ذاته، استحضرت بعض المنابر الإعلامية المقارنة مع اعتداءات لندن، لكن طريقة التنفيذ مختلفة، فقد قام إرهابيو لندن بمباغتة الناس بالطعن بالسكين بينما الشاب المغربي حمل السكين وهو يتقدم وكأنه ثمل أمام أفراد الشرطة المسلحين.
وعمدت اسبانيا الى اتخاذ إجراءات أمنية سريعة عند معبري سبتة ومليلية ونقط أخرى، لكن كل المعطيات تشير الى غياب الدافع الإرهــابي.

الشرطة الاسبانية تسيطر على شخص حاول مهاجمتها في حدود مليلية واختلاف حول هويته وترديده «الله أكبر»

حسين مجدوبي

توقعات أن تكون كلمة العاهل المغربي في الحسيمة وأن تنزع فتيل التوتر بين الدولة والمحتجين

Posted: 25 Jul 2017 02:21 PM PDT

الرباط – «القدس العربي» : بدأ العد العكسي لخطاب العرش، الذي ينتظره المغاربة داخل المغرب والخارج، المقرر نهاية تموز/ يوليو الجاري، على اعتبار أن كلمة العاهل المغربي، الملك محمد السادس، ستكون وسيلة لنزع فتيل التوتر الحاصل بين الدولة ومنطقة الريف، و لرفع الاحتقان و الضرب بيد من حديد على كل من كان السبب المباشر في تأجيج الأحداث، خاصة وأن هناك إحتمال إلقاء خطاب العرش من مدينة الحسيمة.
ويرى مراقبون، أن خطاب العرش هذه المرة، سيكون أقوى من خطاب 9 آذار/ مارس 2011 في ظل الحديث عن اللمسات الأخيرة للتقرير الذي طالب به الملك لتحديد المسؤوليات في تعثر مشاريع الحسيمة وأن المرحلة المقبلة لما بعد خطاب العرش ستعرف العديد من المتغيرات، خاصة في ما يتعلق بعلاقة الدولة بالمواطن وحاجياته اليومية، كما أن من المنتظر وبشكل قوي أن تكون هناك محاكمات وإقالات لمسؤولين كبار بالدولة.
وقال الأستاذ والباحث في علم الاجتماع، مصطفى المريزق: «إننا في انتظار خطاب العرش عام 2017، والموجه لكل المغاربة، والمتوقع أن يوجه لسكان الحسيمة على وجه الخصوص، من قبل العاهل المغربي، ونطمح أن يستخدم فيه الملك سلطاته، وأن يقوم بتعديل وزاري، أو أن تقدم الحكومة استقالتها، أو أن يكون هناك تعديل دستوري، استناداً إلى ما قام به العاهل المغربي، منذ أسابيع، حين قام بإصدار توجيهاته بمعاقبة من أخلّوا بالتزاماتهم أمامه من مسؤولي الحكومة، وبشكل خاص ما يخص مشروع «المنارة المتوسط»، وقام بحرمانهم من عطلاتهم».
و اعتبر المحلل السياسي حفيظ الزهري، أن «التطور الذي عرفته احتجاجات الحسيمة والغضبة الملكية ومطالبته بفتح تحقيق حول تحديد المسؤوليات في تأخر مشروع منارة المتوسط والحديث عن وجود التحقيق في مراحله الأخيرة سيجعل من خطاب العرش خطابا قويا أكثر من خطاب 9 آذار / مارس 2011». وأضاف الزهري، في تصريح صحافي: «إن خطاب العرش المرتقب قد يشهد استعراض نتائج التحقيق الذي من المنتظر سيعرف مفاجآت من العيار الثقيل قد تعصف بالعديد من المسؤولين الكبار بمختلف مراتبهم، وسيكون بمثابة خارطة الطريق وتأطير للمرحلة المقبلة من العلاقة بين الدولة والمواطن مع التركيز على ربط المسؤولية بالمحاسبة».
وأصدر الملك محمد السادس، تعليماته إلى وزيري الداخلية والمالية قصد قيام المفتشية العامة في الوزارتين بالتحقيق بشأن عدم تنفيذ المشاريع المبرمجة وتحديد المسؤوليات والاستماع إلى الكتّاب العامين في القطاعات المعنية إلى جانب مديري ورؤساء الأقسام المسؤولة عن الصفقات والمشاريع التي تمت برمجتها ما يعني غياب الوزراء عن التحقيق. وقال عبد السلام بوطيب، ئيس مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية و السلم إن «حدسي السياسي ينبؤني أن الانفراج و الفرج قريبن و أن العاهل المغربي، سيتدخل لانهاء هذا الملف و امتداداته، من أجل قطع الطريق على تجار الازمات، المحليون و الدوليون. و في اعتقادي يضيف بوطيب، إن هذا الإجراء من شأنه تجاور الاحتقان الراهن ، ويمنح الفرصة لتوظيف الذكاء الجماعي الذي لا يخجل من إعلان ضرورة مراجعة اختيارات اقتصادية واجتماعية وثقافية، ووضع أسس جديدة لإطلاق نموذج تنموي يحد من الإقصاء و التهميش ويحقق مزيداً من العدالة الاجتماعية». وسيكون هذا الخطاب، هو ثاني خطاب ملكي يلقيه محمد السادس، منذ اعتلائه العرش، حيث ألقى خطابا من منطقة الريف سنة 2004، بعد الزلزال المدمر الذي ضرب مدينة الحسيمة، الذي بلغت قوته 6.5 على مقياس ريختر وأسفر عن وفاة حوالي 800 قتيل ومئات من الجرحى من ساكنة الحسيمة والمناطق المجاورة لها في إمزورن وبني بوعياش وايت قمرة وغيرها من المناطق التي تعتبر اليوم مراكز الاحتجاج اليومي لمسيرات الحراك الريفي.
ودخلت العلاقة بين الريف والدولة عهداً جديداً، بعد تولي الملك محمد السادس الحكم، في سياسة جبر الضرر ورد الاعتبار لضحايا «سنوات الرصاص»، بتأسيس هيئة الإنصاف والمصالحة، سنة 2004، كجهاز غير قضائي، في مجال تسوية ملفات ماضي وانتهاكات حقوق الإنسان، بحيث تقتصر مهمتها على البحث عن الحقيقة وتقييم الضرر. ويرى مراقبون، أن حادثة طحن محسن فكري، والحراك الشعبي الذي تلاها، ليست مجرد واقعة معزولة عن تاريخ المنطقة، وتعتبر مؤشراً على إخفاق جهود المصالحة والتقارب بين المخزن والريف التي انطلقت مع بداية تولي الملك محمد السادس الحكم.

توقعات أن تكون كلمة العاهل المغربي في الحسيمة وأن تنزع فتيل التوتر بين الدولة والمحتجين

فاطمة الزهراء كريم الله

ممثل المجلس الأعلى في طهران يكشف أسباب مغادرة الحكيم وتأسيسه تيارا جديدا

Posted: 25 Jul 2017 02:21 PM PDT

بغداد ـ « القدس العربي» : كشف ممثل المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، في طهران، ماجد الغماس، أمس الثلاثاء، عن الأسباب التي دفعت، عمار الحكيم، إلى مغادرة المجلس الأعلى الشيعي، والتوجه نحو تشكيل تيار سياسي جديد.
وقال إن «مغادرة الحكيم للمجلس الاعلى تعود إلى «اختلاف الآراء حول كيفية إدارة المجلس، والنظرة السياسية للقضايا كالتشكيلات وبعض القضايا اليومية في العراق والاستفادة من طاقات هذا البلد كالشباب وباقي الطبقات».
وتابع، في مقابلة نشرتها وكالة «تسنيم» الإيرانية، إن «هذه الخلافات أدت إلى طرح رؤية جديدة قائمة على أن نسمح لباقي القادة التصرف على طريقتهم في ادارة المجلس وان يؤسس عمار الحكيم تشكيلا جديدا ليكون له نشاط في العراق عقب الانتخابات في اطار العملية السياسية الموحدة في العراق، ان هذه القضية ادت إلى تشكيل تيار الحكمة الوطني».
وتابع، أن «الشورى المركزية في عهد الشهيد السيد محمد باقر الحكيم والراحل السيد عبدالعزيز الحكيم تم تغييرها إلى المكتب السياسي عبر موافقة الهيئة العامة للمجلس الاعلى»، مضيفا أن «القادة القدماء للمجلس الاعلى والاشخاص المؤثرين طالبوا بدور كبير في سير الامور وكانوا يعتقدون أن الشورى المركزية يجب أن تتدخل في الامور، الامر الذي كان مصدر الخلاف».
وواصل: «كان بعض رجال الدين يسعون لادارة المجلس حيث مهد السيد عمار الارضية لهؤلاء عبر مغادرته من المجلس».
وحسب غماس «الشرخ بين الأحزاب الشيعية لايصب في مصلحة التيار أبدا، لكن يمكن الاستفادة من هذه الفرصة في بعض القضايا»، مشيراً إلى أن «هذا التشكيل يمكنه ان يتسع إلى كامل العراق وسيفتح المجال امام الجميع للدخول إلى هذا الحزب وسيكون لديه ايضا شروط خاصة».
ولفت إلى أن «الارضية ممهدة للتفاهم سواء قبل الانتخابات أو بعدها».
وأشار إلى «زيارات لمرجعية النجف الاشرف، قام بها (الحكيم) ولكن لم يكن لديهم رأي خاص وتم تفويض القرار إلى السيد الحكيم، ونظرا لمكانة الجمهورية الاسلامية ومكانة قائد الثورة الاسلامية ودور إيران الايجابي دوما كان من الضروري ان تكون المشاورات مع الجمهورية الاسلامية في الاولوية».
وأضاف، «كما نستفيد من المستشارين العسكريين الإيرانيين في الحرب نستفيد من المستشارين السياسيين الإيرانيين ايضا، كما ان المسؤولين الإيرانيين كانوا يؤكدون على ضرورة الحفاظ على وحدة قوى شهيد المحراب، كما يؤكدون على وحدة كامل العراق».
وشدد على أن الحكيم «وجه خطابه في البيان إلى كامل العراق، لكن هناك قيودا في طبيعة الحال، كما انه لم يتم حتى الآن تقديم دستور للحزب وهو في قيد الدراسة».
وأعلن الحكيم، مساء أمس الاثنين، عن تشكيل تيار الحكمة الوطني لخوض الانتخابات العراقية المقبلةـ مؤكدا أن «العراق بحاجة ماسة إلى أن يقاد من قبل كفاءاته الشجاعة والمقدامة».
واعتبر الحكيم أن تيار الحكمة الوطني، يتبنى العمل السياسي في إطار العملية الديمقراطية والحرية المجتمعية، مؤكداً أن التيار سيواصل العمل مع الجميع ولكن بأفكار واطر جديدة.
وقال في خطاب متلفز «إن تيار الحكمة الوطني سيكون مع العراقيين الشرفاء الاحرار من اجل وحدة العراق وسر قوته».
وأضاف أن التيار الجديد «سيكون تيارا سياسيا جديدا يولد من رحم الألم ويتمتع بالوسطية والاعتدال لأن العراق بحاجة إلى أن يقاد من كفاءات مقدامة ولتعبر عن تطلعات الشعب العراقي بكافة فئاته».
وأشار إلى أن «كل طموحاتنا يمكن تحقيقها إذا توفرت إرادة سياسية جديدة واعية ومتينة لتضميد الجراح وتفتح ذراعيها لجميع المواطنين، وأن يكون العراق هو العنوان الأكبر ويتعايش مع التحديات وخدمة العراق».

ممثل المجلس الأعلى في طهران يكشف أسباب مغادرة الحكيم وتأسيسه تيارا جديدا

اعتصامات لأطباء العراق في جميع المحافظات بعد عمليات قتل طالت عددا منهم

Posted: 25 Jul 2017 02:21 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: نظم أطباء العراق، أمس الثلاثاء، اعتصامات في جميع المحافظات، احتجاجاً على الاستهدافات التي تطال زملاءهم من قبل جماعات مسلحة مجهولة.
وقال نقيب أطباء العراق، الدكتور عبد الأمير محسن الشمري خلال اعتصام في مقر نقابة الأطباء إن «العراقيين، ومنهم الأطباء يقاتلون الشر بمختلف أنواعه منذ 2003».
ونوه إلى أن «الأطباء أدوا عملهم في علاج الجرحى وضحايا الإرهاب من خلال الثبات في مؤسساتهم الصحية وتقديم العلاج والرعاية للمصابين في كل الظروف والمواجهات».
وأضاف: « ثقلت على الأطباء الاعتداءات والتجاوزات وعمليات الخطف والقتل الممنهج، ما أدى إلى هجرة الآلاف منهم خوفاً على عائلاتهم».
وأكد الشمري أن «الطبيب ثروة وطنية يجب الحفاظ عليها»، محملاً «الأجهزة الأمنية مسؤولية التقصير في حماية الكادر الطبي».
واقترح إجراءات على الحكومة العراقية، لتوفير الحماية للأطباء، منها «التنسيق بين النقابة والأجهزة الأمنية لتوفير البيئة المناسبة لعمل الطبيب، وتشكيل قوة استخبارية بهذا الشأن، وتفعيل قانون حماية الأطباء، وأداء القضاء دوره في حماية الأطباء، ورفض حملات بعض القنوات الفضائية والصحف ضد الأطباء بسبب الأجور المرتفعة أو التقصير في العمل».
وأكد أن «النقابة ستلجأ إذا لم يتم تفعيل مطالبها إلى اجراءات أخرى لحماية الأطباء».
سيف المظفر، عضو مجلس نقابة الأطباء، قال لـ«القدس العربي»، إن «جميع الأطباء يساندون مطالب نقابتهم، لأنهم يتعرضون إلى ضغوطات شديدة مختلفة تؤثر على عملهم واستقرار وضعهم العائلي».
وحسب المظفر، «الأشهر الاخيرة شهدت زيادة غير مسبوقة في حوادث الاعتداءات على الاطباء، وهي اعتداءات أكثر مما يرد في وسائل الإعلام، حيث تصل إلى النقابة باستمرار شكاوى من الأطباء الذين يتعرضون إلى الاعتداءات والتجاوزات والتهديدات».
وأشار إلى «وجود تقصير واضح من الدولة في حماية الكادر الطبي، ورغم مشاغلها في محاربة الارهاب، كن الأمن الداخلي وأمن المواطن هو أساس الانتصار، خاصة أن الوضع الأمني للأطباء في تفاقم مستمر، وجميع الاعتداءات لم يحاسب أحد عليها»، مضيفاً : «الكثير من الاعتداءات يفضل الاطباء التكتم عليها حفاظاً على سلامته وسمعته».
أما رئيس لجنة الأمن النيابية، حاكم الزاملي، فأكد في كلمته خلال الاعتصام، أن «هناك مخططا لاستهداف الكوادر العراقية كالأطباء والصحافيين والفنانيين والرياضيين وغيرهم، بهدف التأثير على الجبهة الداخلية ولإفراغ البلد من الكفاءات».
واشار إلى أن «مجلس النواب أصدر قوانين عديدة لحماية الأطباء وباقي الكفاءات، ولكنها لم تفعّل»، محملاً «الأجهزة الأمنية المعنية مسؤولية التقصير في هذا المجال».
ونوه إلى «تشكيل لجنة أمنية ونيابية لوضع حلول للاعتداءات على الأطباء».
وعبرت العديد من الشخصيات السياسية عن التضامن مع أطباء العراق ضد حملات الاستهداف التي تطالهم مؤخراً.
فقد حذر نائب رئيس الجمهورية، إياد علاوي، من تصاعد عمليات استهداف الأطباء، مشيراً إلى «وجود أجندات خبيثة لا تريد الخير للعراق، تقف وراء تلك العمليات».
وقال، في تصريح صحافي، إن «عصابات الجريمة التي فقدت بصيرتها صعدت من عملياتها باستهداف الأطباء وفق مشروع خبيث لا يريد الخير لهذا البلد»، ومعتبراً ما يتعرض له الأطباء «نكسة أمنية تعكّر أجواء الفرح التي أعقبت انتصارات أهالينا في الموصل ومقاتلينا الأبطال».
كذلك، أدانت عضو مجلس مفوضين المفوضية العليا لحقوق الانسان، وحدة الجميلي، الاغتيالات التي طالت مجموعة من الأطباء في العشرة أيام الأخيرة من قبل «عصابات الجريمة المنظمة» في بغداد.
وطالبت، الحكومة، أن «تأخذ دورها في حماية النخب المجتمعية من الأطباء والأكاديميين وكل شرائح المجتمع «، مؤكدة أن «ما تفعله العصابات الاجرامية مدعاة لهروب الكوادر المجتمعية وإفراغ البلد من الشرائح المهمة».
وأعربت عن خشيتها من «تأثير هذه الجرائم على مستويات حقوق الإنسان في العراق».
والدكتورة شذى السامرائي، هي ثالث ضحية من الأطباء الذين تم استهدافهم من قبل جماعات مسلحة مجهولة، في بغداد، خلال أسبوع واحد.
إضافة إلى العديد من جرائم الخطف والقتل، منها مقتل رئيس نادي رياضي وعائلته وقتل إعلامية وخطف وقتل اطفال، ما يعد خرقاً امنياً يرتب تداعيات خطيرة على الأمن الداخلي.

اعتصامات لأطباء العراق في جميع المحافظات بعد عمليات قتل طالت عددا منهم

مصطفى العبيدي

ضابط عراقي: خلايا «الدولة» تستطيع شن عمليات انتحارية في الفلوجة

Posted: 25 Jul 2017 02:20 PM PDT

الفلوجة ـ «القدس العربي» ماتزال مدينة الفلوجة ترزح تحت وطأة هجمات مسلّحي تنظيم «الدولة الإسلامية»، التي تستهدف بإستمرار القوات العراقيّة والحشد العشائري المتمركزين في المدينة، من خلال تحريك الخلايا النائمة.
وذكر مصدر أمني خاص لـ«القدس العربي»، بأن «تنظيم الدولة مازال قادراً على شن عمليات عسكرية مباغتة من خلال الاعتماد على تحريك خلاياه النائمة في العديد من الأحياء التابعة لمدينة الفلوجة وإحداث ثغرات أمنية».
وأضاف أن «العمليات الأخيرة لتنظيم الدولة التي استهدف فيها تجمعات للحشد العشائري بسيارات مفخخة والانتحاريين، وكذلك قيامه بمهاجمة الحواجز الأمنية الثابتة والمتحركة للجيش والشرطة بالأسلحة الكاتمة، كان الهدف منها إرباك عناصر الأمن، وإعطاء رسالة أن مقاتلي التنظيم لايزالون متواجدين ويمتلكون الإمكانية لشن المزيد من الهجمات».
وتابع المصدر، هو ضابط في الشرطة المحلية، طلب عدم ذكر اسمه، أن «منفذي الهجمات الأخيرة التابعين لدولة، لم يتسللوا من خارج الفلوجة بل هم خلايا نائمة نشطة من مواطني الأقضية التابعة للفلوجة، أعادوا ترتيب صفوفهم مجددا، حيث أن معظمهم بات يتغلغل بين المدنيين ويصعب أحيانا التعرف عليهم».
وواصل : «وصلتنا معلومات عن طريق الجهد الاستخباراتي، تؤكد على نيّة عناصر التنظيم بفتح أكثر من جبهة في الفلوجة كخطة جديدة يعتمدها لزعزعة الأمن وإرباك عمل أجهزة الأمن، منها استهداف مراكز الشرطة والدوائر الحكوميّة وإحداث الفوضى عن طريق التصفيات الجسدية لشيوخ العشائر ورجال الدين والشخصيات المسؤولة في حكومة الأنبار المحلية، لإعادة التشبث بالأرض كما كان يفعل قبل سيطرته على المدينة عام2013 «.
ووفق المصدر، «مدن الفلوجة وبالأخص عامرية الصمود لن تكون بمأمن من هجمات تنظيم الدولة، فالأخير سيعمل على زج العشرات من مقاتليه الانتحاريين في محاولة يائسة منه لاسترجاع بعض المدن التي خسرها لتعويض الهزائم المتتالية التي مني بها في الموصل».
وكانت مصادر تابعة لشرطة محافظة الأنبار، أعلنت مؤخراً أن تنظيم «الدولة» تمكن من استهداف مدخل حاجز سيطرة الحلابسة الأمني إلى الغرب من مدينة الفلوجة، عبر سيارة مفخخة يقودها انتحاري، ما أوقع خسائر مادية وبشرية بين صفوف القوات العسكرية العراقيّة.

ضابط عراقي: خلايا «الدولة» تستطيع شن عمليات انتحارية في الفلوجة

4 منافسين محتملين للسيسي في انتخابات العام المقبل: شفيق وصباحي وعنان وخالد علي

Posted: 25 Jul 2017 02:20 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: تردد الحديث خلال الساعات الماضية عن ترشح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لفترة رئاسية ثانية، وخوضه الانتخابات المقررة في عام 2018.
وكان الرئيس المصري رفض الإجابة خلال مؤتمر الشباب الذي استضافته مدينة الإسكندرية على مدار اليومين الماضيين، حول إمكانية ترشحه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مكتفيا بالدعوة إلى المشاركة في التصويت بكثافة.
وقال السيسي، الذي لم يقدم إجابة حاسمة عن سؤال حول ترشحه: «أنا لن أجيب على هذا السؤال بهذه الطريقة، لكن حذاري من عدم النزول في أي انتخابات تختارون بها رئيساً لكم». مضيفاً: «هذا يوم يتحدد به مصير مصر، فلا تستكثر عليها هذا ولو ستقف 10 ساعات».
وأضاف: «أدعو من لهم حق الانتخاب سواء 50 مليونا أو 60 مليونا للنزول لاختيار من يقود»، داعياً «اللهم ولي من يصلح».
وأكد قبوله بأية نتيجة تسفر عنها الانتخابات الرئاسية المقبلة، رغم عدم إفصاحه بشكل واضح عن قراره، قائلاً: «انزلوا و(اختاروا) من تشاؤون، ما كتبه الله سنرضى به بكل تواضع وسأقول شكراً والسلام عليكم».
وقال الإعلامي المقرب من السلطات عمرو أديب، في برنامجه الذي يقدمه على إحدي الفضائيات الخاصة المصرية، أمس الأول، إن تقديره أن السيسي سيترشح لفترة رئاسية ثانية، وإنه مهتم أن تكون هناك مشاركة من المصريين في الانتخابات الرئاسية.
في نهاية أغسطس/ أب الماضي، أعلن السيسي في حواره مع رؤساء تحرير الصحف القومية، أن ترشحه لفترة رئاسية يتوقف على إرادة المصريين ذلك أنه « رهن إرادة الشعب، ولا يمكنه عدم التجاوب مع إرادة المصريين، وإذا كانت إرادة المصريين هي أن يخوض انتخابات الرئاسة مرة أخرى سيفعل ذلك».
وكشف خلال رده عن سؤال في المؤتمر الوطني للشباب في الإسماعيلية، في أبريل/ نيسان الماضي، من أحد المشاركين قال فيه «ماذا لو لم تنجح في الانتخابات الرئاسية في 2018؟»، مؤكدا أنه لن يستمر في الحكم حال رفض المصريون بقاءه فترة رئاسية ثانية، وأقسم بالله ثلاث مرات قائلا: «قسما بالله العظيم، لو المصريين لا يريدونني لن استمر في الرئاسة ثانية واحدة «، مطالبًا المصريين بالنزول للمشاركة في الانتخابات والتعبير عن رأيهم. وقال السيسي، في حوار مع شبكة «سي إن إن» الأمريكية، في سبتمبر/ أيلول الماضي، ردًا على سؤال حول قراره من الترشح لفترة رئاسية ثانية: «إن العالم لا بد أن يعلم أن إرادة الشعب المصري هي الحاكمة، ولا بد أن يعلم كل الناس ذلك».
وكانت مبادرة الفريق الرئاسي التي دشنها العالم المصري عصام حجي، اشترطت وجود 12 ضمانة لخوض انتخابات الرئاسة المقبلة.
ومن الضمانات التي طرحتها مبادرة الفريق الرئاسي في بيان، وقف قرار إعلان حالة الطوارىء، والإفراج عن كافة المعتقلين بقضايا حرية التعبير والرأي، وإلغاء التصريحات الأمنية التي تتعلق بإقامة المؤتمرات الانتخابية.
كما اشترطت المبادرة أن تتابع المنظمات الحقوقية المحلية والدولية سير عملية انتخابات الرئاسة ومراقبتها، وضرورة أن تمتاز صناديق الاقتراع بالشفافية والنزاهة، وأن تغطي وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية عملية فرز الأصوات، وأن يسمح للمرشحين بالمبيت داخل مقرات لجان الانتخابات.
وأكدت المبادرة على ضرورة أن تجري عملية فرز الأصوات في اللجان الفرعية بحضور مندوبين عن المرشحين، وأن تعلن النتائج النهائية حسب الموعد المحدد عبر القنوات الفضائية.
وطالبت المبادرة بوجود ضمانات بعدم ملاحقة الأعضاء المسؤولين عن الحملة الانتخابية أمنياً، و أن يسمح لجميع المرشحين بعرض برامجهم الانتخابية عبر شاشات التلفزيون، ما اعتبره مراقبون للشأن السياسي المصري، بالضمانات الصعبة التحقيق، وأن مبادرة حجي ستختار طريق المقاطعة في النهاية.
وتحاول أحزاب تيار الكرامة والدستور والتحالف الشعبي الاشتراكي المنضوية تحت راية التيار الديمقراطي الذي يمثل جبهة المعارضة الأساسية في مصر، اختيار مرشح لخوض الانتخابات به.
وكان حمدين صباحي، المرشح الرئاسي السابق، أعلن انه لن يترشح في انتخابات الرئاسية المقبلة، لكنه أكد في الوقت نفسه أنه سيؤيد المرشح الذي ستتفق على تأييده القوى الوطنية.
جاء ذلك خلال مؤتمر إعلان اندماج حزبي التيار الشعبي والكرامة، في مايو / أذار الماضي، لإقرار الوحدة التنظيمية، وتغيير اسم الحزبين إلى «تيار الكرامة».
وتنحصر أسماء مرشحي القوى الديمقراطية، بالمحامي الحقوقي خالد علي الذي يخضع للمحاكمة بتهمة رفع يديه بإشارة بذيئة بعد حكم محكمة الإدراية العليا بمصرية جزيرتي تيران وصنافير، ما سيمنعه من الترشح حال صدور حكم بإدانته، و مساعد وزير الخارجية السابق السفير معصوم مرزوق، الذي أعلن أنه سيخوض الانتخابات في حال طالبته القوى الوطنية بذلك.
وكان اسم الفريق سامي عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة السابق، تصدر مرة أخرى الأحداث السياسية في مصر، بعد إعلان رجب هلال حميدة، البرلماني السابق وأمين حزب «العروبة»، الذي أسسه عنان، عن عزم الأخير الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2018.
و في موقف يمثل أول إعلان رسمي بشأن ترشح الفريق أحمد شفيق في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في مصر العام المقبل، أعلن حزب الحركة الوطنية المصرية، أن الفريق أحمد شفيق رئيس الحزب، إذا ما قرر الترشح، سيعلن ذلك من أرض مصر.
وأضاف في بيانه: «الفريق سبق وقال مراراً وتكراراً، إنه إذا ما قرر الترشح للانتخابات الرئاسية فسوف يشرفه الإعلان عن ذلك من فوق الأرض المصرية وليكن في مطار القاهرة الدولي الذي شهد باكورة نشاطه وانخراطه في العمل المدني منذ أكثر من ستة عشر عاماً».
وتابع الحزب في بيانه: « الفريق شفيق رجل خدم الدولة المصرية سنوات طويلة وحارب من أجلها دفاعاً عن ترابها لذا فهو من أكثر الناس إدراكاً لمعنى الوطن وقيمة الأرض وأكثرهم وعياً بطبيعة شعب مصر ماذا يرفض، وماذا يقبل».
وجاء البيان ردا على معلومات ترددت بشأن عزم شفيق، بشكل نهائي، الترشح للانتخابات الرئاسية 2018، وأنه سيعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية من لندن، وليس أبو ظبي؛ لأنه يظن لو أعلن ترشّحه من أبو ظبي سيضع الإمارات في حرج، لذلك قرّر إعلان خوضه الانتخابات من بريطانيا.

4 منافسين محتملين للسيسي في انتخابات العام المقبل: شفيق وصباحي وعنان وخالد علي

تامر هنداوي

المؤبد لـ 43 متهما والسجن 10 سنوات لـ 9 أطفال في «أحداث مجلس الوزراء»

Posted: 25 Jul 2017 02:19 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: قضت محكمة جنايات القاهرة التي انعقدت في أكاديمية الشرطة، أمس الثلاثاء، برئاسة المستشار محمد ناجي شحاتة، بالسجن المؤبد لـ 43 متهما والزامهم بالإجراءات الجنائية وسداد قيمة 71 مليون 684 ألف جنيه تلفيات، والسجن 10 سنوات لـ 9 أطفال أحداث، و5 سنوات لمتهمة، والبراءة لـ 92 متهما في القضية المعروفة إعلاميا بـ«أحداث مجلس الوزراء».
وجاءت إعادة إجراءات محاكمة المتهمين في القضية، وعددهم 145 متهما، بعد أن صدرت ضدهم أحكام «غيابية» بالسجن في قضية اتهامهم بارتكاب أحداث العنف وإضرام النيران والشغب أمام مباني مجلس الوزراء ومجلسي الشعب والشورى والمجمع العلمي المصري.
وشهدت قاعة محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة في أكاديمية الشرطة، حالة من الانهيار داخل قفص الاتهام وصراخاً وعويلا بين المتهمين بعد إصدار الدائرة 5 إرهاب حكمها.
وأطلقت بعض المتهمات صراخا وعويلا حد الانهيار والبكاء، بينما هلل باقي المتهمين ورددوا: «حسبي الله ونعم الوكيل».
وكانت النيابة أحالت 298 متهما منهم 144 سجينا للمحكمة الجنائية بعد أن وجهت لهم تهم مقاومة السلطات، والحريق العمد لمبان ومنشآت حكومية، وإتلافها واقتحامها، والتخريب وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة، وتعطيل المرافق العامة وحيازة أسلحة بيضاء، وقنابل مولوتوف وكرات لهب، فضلًا عن حيازة البعض منهم لمخدرات بقصد التعاطي، وممارسة مهنة الطب من دون ترخيص، والشروع باقتحام مبنى وزارة الداخلية لإحراقه، وإتلاف وإحراق بعض سيارات وزارة الصحة.
يذكر أن هيئة المحكمة ذاتها سبق لها أن قضت مطلع شهر فبراير/شباط 2015، بمعاقبة الناشط أحمد دومة و229 متهما بالسجن المؤبد، ومعاقبة 39 متهما آخرين بالسجن لمدة 10 سنوات لكل منهم، وإلزام المتهمين جميعا متضامنين بأداء مبلغ 17 مليون جنيه على سبيل الغرامة في القضية ذاتها.
وكان مستشارو التحقيق المنتدبون من وزير العدل أحالوا 298 متهما في أحداث مصادمات مجلس الوزراء للمحاكمة العاجلة، وتضمن قرار الاتهام إحالة 269 متهما إلى محكمة جنايات القاهرة، و24 حدثا إلى محكمة الطفل، لاتهامهم بالضلوع في تلك الأحداث التي أسفرت عن وقوع أعداد من القتلى والجرحى.
ونسب قضاة التحقيق، وهم كل من المستشارين وجيه الشاعر ووجدي عبد المنعم وحسام عز الدين، إلى المتهمين، ارتكابهم لجرائم مقاومة السلطات والحريق العمدي لمبان ومنشآت حكومية وإتلافها واقتحامها والتخريب وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة، وتعطيل المرافق العامة وحيازة أسلحة بيضاء وقنابل مولوتوف وكرات لهب، فضلا عن حيازة البعض منهم لمخدرات بقصد التعاطي وممارسة مهنة الطب دون ترخيص والشروع في اقتحام مبنى وزارة الداخلية لإحراقه، وإتلاف وإحراق بعض سيارات وزارة الصحة وسيارات تابعة لهيئة الطرق والكباري وبعض السيارات الخاصة بالمواطنين والتي تصادف وجودها في شارع الفلكي.
وتضمن قرار الاتهام أن المباني الحكومية التي تم التعدي عليها واقتحامها وإحراق بعضها وإتلاف كل أو بعض منشآتها هي المجمع العلمي المصري، ومجلس الوزراء، ومجلسا الشعب والشورى ومبنى هيئة الطرق والكباري، الذي يضم عددا من المباني الحكومية ومن بينها حي بولاق وحي غرب القاهرة وهيئة الموانىء المصرية وهيئة مشروعات النقل وهيئة التخطيط وفرع لوزارة النقل.

المؤبد لـ 43 متهما والسجن 10 سنوات لـ 9 أطفال في «أحداث مجلس الوزراء»

السادات: تمنيت لو تحدّث السيسي عن فلسطين خلال افتتاح قاعدة محمد نجيب

Posted: 25 Jul 2017 02:19 PM PDT

القاهرة ـ « القدس العربي»: استنكر رئيس حزب «الإصلاح والتنمية» المصري، محمد أنور السادات، أمس الثلاثاء، تباطؤ جامعة الدولة العربية في اتخاذ موقف حازم وسريع ضد ما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي في حق الشعب الفلسطيني واقتحامها لباحات المسجد الأقصى، ومنع المصلين من الصلاة فيه واعتقال وقتل العشرات من أبناء الشعب الفلسطيني من دون أن تحرك الجامعة ساكنا ضد هذه الانتهاكات.
وطالب، وهو النائب البرلماني المعارض المستقيل، جامعة الدولة العربية بتوضيح حقيقة قيام إسرائيل بعقد لقاءات مكثفة وسرية مع بعض الدول العربية لإتمام ما يسمى «بصفقة القرن» وعلاقة هذه اللقاءات بالصمت الرهيب من قبل الحكومات العربية على التصعيد الإسرائيلي، وهو ما يعد بمثابة تأييد وموافقه على كل ما يحدث حيال الشعب الفلسطيني وصفقة القرن.
وأضاف: «كنت أتمنى من القادة العرب وعلى رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يتم الحديث عن القضية الفلسطينية وما يحدث فيها من مستجدات أثناء اللقاء الأخير للقيادات العربية في مصر، احتفالا بافتتاح قاعدة محمد نجيب العسكرية منذ أيام، وعدم الانتظار لقيام الجامعة العربية بعمل لقاء طارئ أو شجب الانتهاكات ببيان صحافي فقط دون اتخاذ أي خطوات جادة على أرض الواقع، وهو ما ينعكس بالسلب على مصير القضية الفلسطينية واستمرار إسرائيل في انتهاكاتها».
وأكد السادات على «ضرورة قيام مجلس النواب المصري والعربي بدعوة الاتحاد البرلماني الدولي في جنيف لعقد جلسة طارئة لمناقشة «هذه الانتهاكات واتخاذ موقف دولي موحد تجاه إسرائيل لمنعهم مسلمي فلسطين من إقامة شعائرهم الدينية».
في سياق متصل، أعلنت هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، أعلى سلطة إسلامية في مصر، أن «كل الإجراءات التي أقدمت عليها سلطات الاحتلال الصهيوني في الحرم القدسي باطلة شرعا وقانونا، ولا تستند إلى أي مبدأ إنساني أو حضاري، ومن ثم فإن الأزهر الشريف وباسم مليار وسبعمائة مليون مسلم في العالم يرفض هذه التصرّفات اللامسؤولة والمستفزة، والتي درج الاحتلال الصهيوني على ممارستها متحديا كل القرارات الدولية».
وقالت الهيئة في بيان أعقب اجتماعها الطارئ الذي عقد أمس الثلاثاء، بدعوة سابقة من شيخ الأزهر أحمد الطيب، إنها «تعيد التذكير بأن القدسَ الشَريف والمسجد الأقصى الذي بارك الله حوله كما ورد في القرآن الكريم هو أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسول الإسلام والمسلمين صلى الله عليه وسلم، وأحد المساجد التي لا تشد الرحال إلا إليها».
وطالب الأزهر «الدول العظمى ومنظمة اليونيسكو والهيئات الإسلامية والعالمية ومنظمات حقوق الإنسان بالقيام بواجبها نحو تحرير بيوت الله في القدسِ وفلسطين وسائر أماكن العبادة في العالم من التحكمِ والسيطرة السياسية والعنصرية». وحذِّر العالَم كله «من السكوتِ عن هذه الممارسات العدوانية التي تفتح الأبواب من جديدٍ للحروب الدينية، وتهدد سلام العالم وتأتي على الأخضر واليابس».
ودعا الأزهر «الهيئات العلمية والتعليمية ووزارات الأوقاف في كل بلاد المسلمين إلى زيادة الاهتمام بقضية القدسِ وفلسطين في المقررات الدراسية والتربوية وخطب الجمعة في المساجد والبرامج الثقافية والإعلامية».
وأعرب الأزهر عن «كامل تقديره لتضامن الكنائس مع المساجد في الأراضي المحتلة، ورفع الأذان منها، رغم فرض الصمت والحظر على مآذن المساجد، انتصارًا من المسيحيين للقيم الروحية ومبدأ حسن الجوار والاحترام المتبادل بين المؤمنين بالأديان السماوية».
وذكر الجميع بـ«عاقبة المتغطرسين، وأن الله مهما أمهلهم فإنه لن يهملهم، وستبقى القدس والأقصى في قلب المسلمين، ويمثل قضيتهم الأولى».
وقرر الأزهر عقْد مؤتمر عالمي عن القدس في أواخر شهر سبتمبر/أيلول المقبل، لبحث قرارات مهمة بشأن القضية الفلسطينية، يسبقه التواصل مع المؤسسات والهيئات ذات الشأن.

السادات: تمنيت لو تحدّث السيسي عن فلسطين خلال افتتاح قاعدة محمد نجيب

مؤمن الكامل

مقتل سوري خلال مداهمة للجيش اللبناني في مخيم للاجئين

Posted: 25 Jul 2017 02:18 PM PDT

بيروت – «القدس العربي» : قتل المواطن السوري، يوسف نوح 22 عاماً، أمس الثلاثاء، أثناء مداهمة للجيش اللبناني لمخيم السنابل للاجئين في مدينة عرسال، ونقلت جثـته إلى مستـشفى الرحمة.
وحسب رواية قيادة الجيش، فإنه «أثناء قيام دورية من الجيش بمداهمة أحد المطلوبين المنتمين إلى أحد التنظيمات الإرهابية، وعند لجوئه إلى أحد المخيمات، قامت مجموعة مسلحة من داخل المخيم بإطلاق النار على الدورية التي ردّت بالمثل على مصادر النيران، ما أدى إلى مقتل أحد المسلحين وجرح آخر.»
وغالباً ما تقابل بيانات الجيش بتشكيك ناشطين ومنظمات حقوقية، خصوصاً بعد مقتل أربعة نازحين اعتقلهم الجيش من أحد المخيمات، قال حقوقيون أنهم ماتوا بسبب التعذيب، فيما أكد الجيش أن وراء الوفاة «أسباباً صحية».
وأكّد قائد الجيش العماد جوزيف عون، أمس، أن جهد الجيش «يتركّز حالياً على حماية أهالي (بلدة) عرسال (المحاذية للحدود السورية) والقرى الحدودية ومخيّمات النازحين من محاولات تسلل الإرهابيين».
وأضاف في كلمة أمام عسكريين خلال تفقّده قيادة القوات الجوية في بيروت أن الجيش اللبناني «يقوم أيضاً وبالتنسيق مع الصليب الأحمر الدولي والصليب الأحمر اللبناني، بتقديم المساعدات الطبية والغذائية للنازحين في عرسال»، من دون ذكر عددهم بالضبط.
وقال إن «وحدات الجيش المنتشرة على الحدود الشرقية (مع سوريا)، تستهدف دائماً مواقع المجموعات الإرهابية وتحركاتها وخطوط تسلّلها بالأسلحة الثقيلة الأمر الذي أدّى تباعاً إلى محاصرتها وتضييق الخناق عليها إلى الحد الأقصى» .
وبالنسبة إلى التوقيفات الأخيرة (الشهر الماضي) في مخيمات النازحين في عرسال، لفت قائد الجيش إلى «وجود 50 إرهابياً خطيراً من بين الموقوفين، بعضهم من الرؤوس المدبّرة والمشاركين في اختطاف العسكريين والهجوم على مهنية (مدرسة) عرسال خلال أحداث آب 2014».
وأوضح عون أن «الجيش ومع التزامه الدقيق بمعايير حقوق الإنسان، لن يجعل من المخيمات ستاراً للإرهابيين، يمكّنهم من التخطيط في الخفاء والإعداد لتنفيذ عمليات إرهابية في الداخل» .
إلى ذلك، أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي «رصد شبكة لتنظيم الدولة الإسلامية عدد أفرادها خمسة، جميعهم من التابعية السورية نطاق عملهم كان بين مدينة بيروت ومحلة الدورة.»

مقتل سوري خلال مداهمة للجيش اللبناني في مخيم للاجئين

سعد الياس

الحمد الله يحمّل إسرائيل مسؤولية المساس بالأقصى ويعلن صرف 25 مليون دولار لدعم صمود القدس

Posted: 25 Jul 2017 02:18 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: رفض رئيس الحكومة الفلسطينية الدكتور رامي الحمد الله، الإجراءات الإسرائيلية الرامية لـ»تهويد» مدينة القدس، وحمل الحكومة الإسرائيلية، باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال، المسؤولية الكاملة عن المساس بالمسجد الأقصى المبارك، وكافة محاولات تغيير معالم مدينة القدس التاريخية وطمس هويتها العربية الفلسطينية.
وقال في كلمة ألقاها في مستهل جلسة الحكومة التي عقدت في بلدة الرام نصرة للقدس وللمسجد الأقصى يوم أمس «نرفض إجراءات الاحتلال الرامية لتهويد معالم المدينة المقدسة بذرائع أمنية مختلفة». وأكد على «الحق التاريخي والقانوني» في المسجد الأقصى، محذرا من محاولات الاحتلال الإسرائيلي «التهرب من استحقاقات عملية السلام». وأدان الإجراءات الإسرائيلية كافة، التي تسلب الشعب الفلسطيني الحق في أداء عباداته، ورفض كل المعيقات التي تحول دون حرية العبادة التي نصت عليها المواثيق الدولية والشرائع السماوية، وطالب بالعودة إلى الوضع القائم قبل الرابع عشر من تموز/يوليو الحالي. وشدد على أن القدس الشرقية «ستبقى العاصمة الأبدية لدولة فلسطين». وأكد رفض أية إجراءات تفرضها دولة الاحتلال على المقدسات المسيحية والإسلامية. واستغرب الحمد الله إصرار الرباعية الدولية على المساواة بين «الضحية والجلاد»، مؤكدا الموقف الثابت للقيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس ، بالالتزام بالقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.
ودعا الدول كافة لـ «وقف الغطرسة الإسرائيلية القائمة على نظام الفصل العنصري»، منددا كذلك باستمرار قوات الاحتلال بالسماح للمستوطنين باقتحام باحات المسجد الأقصى، في وقت تمنع أجيال فلسطينية كاملة من الصلاة فيه.
وأعلن عن البدء في صرف 25 مليون دولار لدعم صمود المواطنين والتجار والمؤسسات الفلسطينية في القدس.
من جهته أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية، على رفض الشعب الفلسطيني لكل معالم التغيير في المسجد الأقصى. ودعا لنصرة للمسجد الأقصى المبارك، وطالب المرابطين هناك بـ « الثبات على مواقفهم البطولية». وخاطب المرابطين عند باب الأسباط بالقول «لستم وحدكم بل كلنا معكم وهذه الصلاة دليل وحدة ومصير»، مضيفا «أنتم من ترفعون الراية ونحن خلفكم بجحافل الإيمان». وحذر «كل المتآمرين من محاولات الالتفاف على صمود شعبنا وعلمائنا والمرابطين في المسجد الأقصى المبارك».

الحمد الله يحمّل إسرائيل مسؤولية المساس بالأقصى ويعلن صرف 25 مليون دولار لدعم صمود القدس

إسرائيل تواصل احتجاز جثامين منفذي عملية الأقصى والمحكمة العليا تماطل في قرارها

Posted: 25 Jul 2017 02:18 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: تواصل المحكمة العليا في إسرائيل الماطلة والاستنكاف عن اتخاذ قرار للبت بالالتماس المقدم لها منذ أيام، لتسريح جثامين شهداء منفذي عملية الأقصى الثلاثة من عائلة جبارين من مدينة ام الفحم داخل الخط الأخضر.
وردا على التماس مركز «عدالة» لتسريح الجثامين، زعمت شرطة الاحتلال خلال الجلسات التي عقدت على مدار اليومين الأخيرين، أنها على استعداد لتسريح الجثامين، لكن تحت شروط وتقييدات معينة.
والتقييدات التي طرحتها الشرطة، في المرحلة الأولى، تمحورت حول خمس نقاط رئيسية: كفالات مالية بقيمة 20 ألف دولار يلتزم بها ذوو كل واحد من الشهداء، حظر كلي على اشتراك أعضاء كنيست وشخصيات عامة بالجنازة، وحظر كلي على أي نوع من التغطية الإعلامية، وتسليم الجثامين بعد منتصف الليل، وتقييد عدد المشيعين المرافقين للجنازة بأعداد لا تتجاوز العشرات لكل عائلة. وأعرب القضاة من طرفهم، عن عدم ارتياحهم من شرط الكفالات المالية ومن شرطي حظر وجود صحافيين وسياسيين في الجنازة، لكنهم لم يصدروا حكما في هذا السياق.
من جهته اعترض محامو مركز «عدالة» على كل هذه التقييدات، وبالذات التقييد الذي يتعلق بعدد المشيعين وموعد الجنازة، وطالب برفع عدد المشيعين من 100 مشيع لكل عائلة إلى 500 مشيع، بالإضافة إلى إجراء الجنازة بالتزامن مع واحدة من الصلوات عدا صلاة الفجر.
وجرى أمس، بعد أربع جلسات متتالية، في غضون يومين، لتداول القضية في المحكمة وبعد مجهود بذله طاقم «عدالة»، إلغاء التقييدات التالية: الكفالات المالية، وحظر اشتراك شخصيات سياسية وعامة بالجنازة، بالإضافة إلى إلغاء حظر التغطية الإعلامية.
وفيما يتعلق بموضوع موعد الجنازة، فقد لمّح القضاة للشرطة الى أن إقامة الجنازة في الساعات المتأخرة من الليل هو أمر يستحق التوقف عنده بصفته أمرا غير اعتيادي، أما بالنسبة للموضوع الجوهري وهو عدد المشيعين الذين سيسمح لهم بالمشاركة في الجنازة، فلم يتم حتى اللحظة إحراز أي تقدم، وما زالت المحكمة في حالة انعقاد دائم لمواصلة البحث بالموضوع. وبناء عليه أصدرت المحكمة العليا أمرا احترازيا طالبت فيه الدولة بتقديم رد خطي مفصل على التماس «عدالة».
ووفقا لذلك تم تعيين جلسة إضافية لتداول المسائل القانونية التي يثيرها الالتماس التي ستعقد اليوم، ما يثير شبهات بأن المحكمة تعمل بدوافع غريبة على المماطلة ريثما تنتهي الأزمة الناجمة عن البوابات الإلكترونية وتراجع حالة الاحتقان.
يذكر أن مركز عدالة قدّم، يوم الخميس الماضي، التماسا للمحكمة العليا مطالبا إياها بإصدار أمر فوري للشرطة بتحرير جثامين الشهداء الثلاثة من أم الفحم: محمد أحمد محمد جبارين (29 عاما)، محمد حامد عبد اللطيف جبارين (19 عاما) ومحمد أحمد مفضل جبارين (19 عاما)، الذين قتلوا برصاص الشرطة الإسرائيلية في الاشتباك المسلح في المسجد الأقصى، يوم الجمعة الموافق 14 يوليو/ تموز الحالي.
الى ذلك تواصل السلطات الإسرائيلية حملات مداهمة واعتقالات في أم الفحم ولبلدات فلسطينية أخرى تشهد احتجاجات ومظاهرات نصرة للقدس والأقصى.

إسرائيل تواصل احتجاز جثامين منفذي عملية الأقصى والمحكمة العليا تماطل في قرارها

ضغوط على المعارضة لوقف قتال الأسد في البادية: الألوية في مواجهة «الدولة»

Posted: 25 Jul 2017 02:17 PM PDT

حلب – «القدس العربي» : كشفت فصائل في المعارضة السورية المسلحة، عن تعرضها لضغوط من جهات داعمة (من دون الإشارة إليها) من أجل وقف قتالها لقوات النظام السوري والميليشيات الموالية لها في البادية السورية، والتفرغ في ما يبدو لقتال تنظيم «الدولة الإسـلامية».
وأعلنت قيادة لواء شهداء القريتين التابع للمعارضة السورية المسلحة في بيان أصدرته الاثنين: عن «رفضها للجهة الداعمة بسبب عدم دعمهم لقتال نظام الأسد نهائيا».
وأكد البيان، على «مواصلة لواء شهداء القريتين في قتال قوات النظام والميليشيات الموالية له من عدة جبهات مختلفة أبرزها الجهات الشمالية»، لافتاً إلى أن «الاستعدادات لقتال النظام ما زالت مستمرة».
ويرى الباحث السياسي السوري أحمد رياض غنام، إن» الاستراتيجتين الأمريكية والروسية التقيتا على ضرورة القضاء على تنظيم الدولة، فقد تم توزيع الأدوار بينهما، بحيث تقوم الأولى بمحاصرة الفصائل المسلحة داخل كانتونات محاطة بالشرطة الروسية، مع إقرار واشنطن بوقف تسليحها ومنع نقل السلاح من خلال دول الإقليم لداخل هذه الكانتونات».
ويضيف في لقاء مع «القدس العربي»، إن «استراتيجة قتال الدولة تعتبر، الاستراتيجية الأمريكية الأكثر وضوحاً في سورية، وسط ضبابية للموقف الأمريكي في ما يخص الحل السياسي المرتقب، وهي نقطة التلاقي الروسي – الأمريكي في هذه المرحلة مع تسليم كامل للملف السوري للطرف الروسي بشأن القضايا السياسية وطبيعة الحل السياسي، والأهم قدرته على تأمين أمن إسرائيل، وقد تم ذلك في إتفاق الجنوب».
وحسب غنام فإن «الجنوب السوري بات يخضع اليوم للنفوذ الإقليمي والدولي بحيث تحولت لجزر منفصلة عن الجغرافيا السورية، وبالتالي، فإن أي سلاح خارج هذه الكانتونات، سيعتبر إرهابياً وسيتم القضاء عليه، ما يعني أن مهمة السلاح في سورية قد انتهت بشكل كامل ولم يعد لها أي ضرورة وظيفية تذكر، وهو ما يتوافق والقرار الأمريكي بوقف التسليح».
وبيّن الناشط السياسي، درويش خليفة، أن «روسيا تحاول لعب دور المنسق للعمليات العسكرية في سوريا عبر قاعدتها العسكرية في حميميم، لكن الصراع في البادية السورية مختلف الأهداف والاجندة والجغرافيا من حيث المعارك على الطريق الدولي تدمر- بغداد، والذي يرابط على أطرافه لواء القريتين وأسود الشرقية».
وأضاف لـ «القدس العربي»: أن «قوات الجيش الحر تحاول الصمود في وجه الحملة العسكرية العنيفة من قبل الطيران الروسي والقوات البرية الإيرانية والميليشيات الحليفة للنظام في منطقة السبع بيار وظاظا، المتاخمة لمطار السين العسكري».
وتابع: «في حال تم تأمين دعم لقوات الجيش الحر هناك، قد يؤدي ذلك إلى فتح طريق يساهم بفك الحصار عن الغوطة الشرقية، ويعتبر هذا الطريق عقدة طرق بأتجاه حاجز البصيري من جهة وحاجز المثلث من جهة أخرى».
وحسب درويش «قوات النظام بعد سيطرتها على سلسة جبال صبيحية المطلة على طريق تدمر- بغداد تحاول اعتراض تقدم قوات الجيش الحر المقبلة من الحدود الجنوبية في جبال القلمون الشرقي، عبر تأمين مطار السين وتأمين محطة تي 3 التي تعد مدرج للطائرات الحربية التي تعزز تقدم النظام في معاركه بالمنطقة، ولكن هل يستطيع النظام مواجهة القوات الحليفة للتحالف الدولي من دون عقاب؟ «.
وتساءل هل «سيتخلى التحالف والدول الصديقة عن دعم الجيش الحر في المنطقة التي تعد النقطة الفاصلة في قطع قدم إيران عن التوغل نحو الجنوب السوري؟ أسئلة تحتاج جواباً من البنتاغون الداعم لقوات سورية أخرى».
والعديد من فصائل المعارضة المسلحة في البادية السورية يتلقى الدعم عبر التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، في حين لا تزال البادية تشهد أعنف المعارك والمواجهات المستمرة بين قوات النظام مدعومة بميليشيات أجنبية وفصائل المعارضة السورية، بالإضافة إلى مواجهة كلاهما لتنظيم «الدولة».

ضغوط على المعارضة لوقف قتال الأسد في البادية: الألوية في مواجهة «الدولة»

عبد الرزاق النبهان

مناشدات لحماية المدنيين من الهجمات العسكرية في الرقة

Posted: 25 Jul 2017 02:17 PM PDT

الرقة – « القدس العربي»- من عبد الرزاق النبهان: ناشد نشطاء المجتمع المدني في محافظة الرقة، شمالي سوريا، المجتمع الدولي والتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، بالإضافة إلى قوات سوريا الديمقراطية وقوات النخبة، العمل لأجل خطوات جدية وعاجلة لوقف الهجمات العسكرية التي تستهدف حياة المدنيين في المحافظة وريفها.
وجاء في بيان صادر عن نشطاء المجتمع المدني في الريف الشرقي لمحافظة الرقة: «اننا نناشد المجتمع الدولي والتحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية العمل من خلال خطوات جدية وعاجلة لوقف الهجمات العسكرية ضد المدنيين في قرى غانم علي، زور شمر، المغلة الجابر، الخميسية، معدان في ريف المحافظة الشرقي».
وأضاف البيان: «بعد بدء الحملة العسكرية المشتركة بين الطيران الروسي وقوات النظام السوري ضد مدن وقرى ريف الرقة الشرقي التي أدت خلال الأيام الأخيرة إلى تصعيد عدد وحجم الغارات الجوية حيث تسببت في ارتفاع حاد جداً في أعداد النازحين».
وأشار إلى أن «الحملة العسكرية ضد تنظيم الدولة تسببت في نزوح أكثر من 30 ألف مدني إلى الاراضي الزراعية والبادية والنوم في العراء»، منوهاً إلى أن «حجم الكارثة الإنسانية كبير جدا في ظل الامكانيات الضعيفة».
وطالب البيان بـ»شكل فوري بضروري ووقف جميع اشكال القتال في الريف الشرقي لمحافظة الرقة، وفتح ممرات آمنة للمدنيين الراغبين بالنزوح للمناطق الآمنه، بالإضافة إلى انشاء مخيم لايواء النازحين وتامين احتياجاتهم».
ويقول مدير شبكة فرات بوست، أحمد الرمضان لـ «القدس العربي»: «إن «قوات النظام السوري والميليشيات التابعة له سيطرت على قرية دلحة يوم امس وأجزاء من طريق الرقة دير الزور بريف الرقة الجنوبي الشرقي، بعد معارك مع تنظيم الدولة ، و بهذا تكون قوات سوريا الديمقراطية لم يعد لها أي تماس مع التنظيم في الضفة الجنوبية من نهر الفرات في ريف الرقة الجنوبي الشرقي».
وأضاف: «مع استمرار انقطاع مياه الشرب عن مدينة الرقة لليوم الـ(41) على التوالي وقصف مدفعي عنيف من ميلشيات قسد لإحياء المدينة التي نجم عنها وقوع عشرات الضحايا معظهم من المدنيين، فيما غادر آلاف السكان المدنيين في قراهم بريف الـرقة الشرقي معظمهم نساء وأطفال وشيوخ مع تجـدد هجـمات طائـرات النظـام علـى قراهـم».
وأشار إلى أن «الأهالي المدنيين ينتشرون في العراء تحت شمس حارقة على ضفة نهر الفرات في حفر صغيرة في الأراضي الزراعية وعلى أطراف البادية القريبة من جهة الجنوب، بالاضافة لوصول عشرات العائلات الفارة من قرى وبلدات ريف الرقة الشرقي إلى ريف دير الزور الشرقي اليوم، جراء المجازر و القصف العشوائي الذي تتعرض له قراهم من قبل الطيران الحربي الروسي».
ولفت الرمضان إلى أن «شبكة فرات بوست وصلت لمرحلة لم تعد تستطيع توثيق أسماء شهداء الرقة في الأيام الأخيرة بسبب المجازر اليومية التي يرتكبها الطيران الحربي، إلا أننا استطعنا عبر مراسلينا توثيق أعدادهم، وكل هذا يأتي في ظل صمت أشبه بالمتعمد إزاء هذه المجازر والانتهاكات من قبل منظمات المجتمع الدولي».
وأكد نائب رئيس مجلس محافظة الرقة التابع للمعارضة السورية محمد حجازي، ان «محافظة الرقة تعيش ظروفاً إنسانية صعبة جداً مع انعدام مقومات الحياة من ماء وكهرباء ومواد طبية واغاثية في ظل المخاوف من وقوع مجاعة بهذه المدينة المنكوبة».
وأضاف لـ«القدس العربي» أن «عدد المدنيين المحاصرين يقدر حسب تقارير الأمم المتحدة حوالي 100 الف مدني معظمهم من الأطفال والنساء مع وجود أكثر من 250 حالة طبية حرجة يجب أخلائهم فوراً».
ودعا «المجتمع الدولي لحماية المدنيين وتوفير ممرات إنسانية لهم حسب القانون الدولي واتفاقيات جنيف».
وكانت قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل الوحدات الكردية الغالبية العظمى فيها حاولت خلال الأشهر القليلة الماضية الوصول إلى وسط مدينة الرقة، إلا أنها تواجه مقاومة عنيفة من مقاتلي «الدولة»، في حين أدى قصف التحالف الدولي والقتال بين الجانبين إلى نزوح عشرات الآلاف من السكان، وفر العديد منهم إلى مخيمات في المنطقة، بينما تقطعت السبل بآخرين في الصحراء.

مناشدات لحماية المدنيين من الهجمات العسكرية في الرقة

موريتانيا: غياب للصوت المعارض والرئيس يؤكد أن المستقبل مرهون بـ «نعم»

Posted: 25 Jul 2017 02:16 PM PDT

نواكشوط – «القدس العربي»: اتخذت الحملة السياسية والإعلامية الممهدة للاستفتاء الدستوري المنتظر يوم الخامس من أغسطس/ آب المقبل منحى جديدا أمس حيث انغمست في أوحال تسريبات وتسريبات مضادة لرسائل «الواتساب» الصوتية التي ضبطها الدرك الموريتاني مؤخرا محفوظة في هاتف السيناتور محمد ولد غده أحد أبرز معارضي الرئيس الموريتاني اليوم.
وأكدت هذه التسجيلات أن السيناتور غده كان المنسق الأساس للحراك الذي أسقط مشروع القانون الدستوري داخل مجلس الشيوخ، كما كشفت عن علاقاته الخاصة مع الرئيس الراحل علي ولد محمد فال ومع رجل الأعمال محمد ولد بوعماتو وكلاهما معارض شرس للرئيس ولد عبد العزيز.
ولمّح الرئيس الموريتاني، حسب مدونين مؤولين لكلامه، لهذه التسجيلات في خطاب ألقاه أمس بمدينة كيهيدي جنوب البلاد.
وقد أعطى السيناتور ولد غده تفصيلات كثيرة عن هذه التسجيلات التي تشغل الرأي العام منذ يومين، في برنامج «المشهد الدستوري» في قناة «المرابطون»، كاشفا «عن الوعود والامتيازات التي قدمها نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز، حسب قوله، للشيوخ مقابل تصويتهم لتمرير التعديلات الدستورية». وفيما يلاحظ غياب لصوت المعارضة في هذا التجاذب، دافع الرئيس الموريتاني بشدة في خطاب ألقاه أمس بولاية غورغول عن نظامه وإنجازاته، كما قدم تعليلات وشروحا للنقاط التي تتضمنها التعديلات الدستورية المقترحة.
وشدد الرئيس الموريتاني على «أن الوطن الموريتاني بخير وعلى أن المكاسب تتعزز عكسا لما يروج له المشوشون».
وأوضح «أن التعديلات المعروضة على الاستفتاء تشمل 57 نقطة مكرسة كلها لخدمة الشعب الموريتاني والدولة الموريتانية وتطوير المؤسسات وترشيد النفقات وتبني نهج التوافق تعزيزاً للديمقراطية وتوطيداً لأواصر الوحدة».
وقال: «إن الحوار الذي نظم عام 2016 والذي تمخض عن هذه التعديلات، لم يتخلف عنه إلا الممانعون الذين دأبوا على اختطاف موريتانيا وتوجيه ثرواتها لفائدة مصالحهم الشخصية»، في إشارة منه لمعارضيه.
وقال في أحد تهجماته على معارضيه «إن دعاة الفتنة ومروجي الأكاذيب يعرفهم الشعب الموريتاني بسيماهم وهم الذين سعوا لجر البلاد نحو أتون الحرب ونحو الدمار كما حصل في دول أخرى شهد العالم للأسف تشريد شعوبها وخراب مؤسساتها وانهيار مقدراتها».
وأكد «أن تحسين العلم الوطني بخطين أحمرين ليس أمراً نشازاً، لأن 125 دولة في العالم من بينها أكثر الدول تقدما، أضافت إشارات حمراً لأعلامها، وما تم اقتراحه في هذا الصدد إنما يهدف لتخليد ذكرى المقاومة الوطنية وتضحياتها العظيمة وهو يمثل اعترافا من المجموعة الوطنية بالجميل للشهداء الأبرار».
وتؤكد المعارضة «أن تغيير العلم تغيير لرمز توحد حوله الموريتانيون منذ الاستقلال، وأن تغييره لا يستلزم عرضه على الاستفتاء بل يمكن تغييره بمرسوم».
وشدد الرئيس ولد عبد العزيز تأكيده على «أن الإصلاحات الدستورية تدخل في إطار تعزيز المكاسب الوطنية وترسيخ الديمقراطية من خلال إلغاء مجلس الشيوخ ومواءمة الهيئات الدستورية مع الحياة السياسية وتوسيع تشكيلة المجلس الدستوري ليصبح 9 أعضاء ينتخب ثلثهم من طرف المعارضة، واستحداث المجلس الإسلامي الأعلى للفتوى والمظالم وتكليفه بصلاحيات مجلسي الفتوى والمظالم والإسلامي الأعلى ووسيط الجمهورية».
وقال: «إن إلغاء غرفة مجلس الشيوخ ضرورة وطنية لأنه كلف الدولة منذ نشأته 16 مليار اوقية، كما أن المعارضة تعتبره غير شرعي وبأنه يعمل خارج القانون، وذلك قبل أن يتم توظيفه سياسيا من طرف البعض خدمة لأغراضهم الشخصية وتنفيذا لأجندات خاصة».
وترى المعارضة الموريتانية أن إلغاء مجلس الشيوخ الذي هو الهيئة الوحيدة التي لا يمكن للرئيس حلها سيزيل كابحا ومنظما دستوريا لسلطات الرئيس، كما أنه سيخل بالتوازن بين المؤسسات.
وتحدث الرئيس الموريتاني عن المجالس الجهوية المقترحة في تعديل الدستور بديلا عن مجلس الشيوخ، فأوضح «أن هذه المجالس ستعزز نهج اللامركزية وستمكن من تقريب الخدمة من المواطن وضمان مشاركته في تشخيص المشاكل المحلية وإيجاد حلول لها تنطلق من واقع الناس وتوزيع الثروة وفق مقاربة تتيح خلق أقطاب جهوية وتثبت الناس في مواطنهم الأصلية وتخفف الضغط على العاصمة نواكشوط. إن التعديلات المقترحة تتضمن أيضا معالجة حالة شغور منصب الرئيس، حيث سيتولى رئيس الجمعية الوطنية في هذه الحالة النيابة عن الرئيس (بدل رئيس مجلس الشيوخ المقترح حله)، وإذا تعذر ذلك يتولى رئيس المجلس الدستوري تلك المهام».
وفي إشارة لمن يتهمه بتعديل الدستور لفتح باب الدورات الرئاسية، قال الرئيس ولد عبد العزيز: «إن هذه التعديلات لا تنطوي على أي مصالح شخصية أياً كانت طبيعتها، بل تصب كلها في مصلحة الشعب الموريتاني واستمرار نهج البناء والتشييد».
وضمن تفاعلات الساحة السياسية الموريتانية، أكد السيناتور محمد ولد غده عضو مجلس الشيوخ «أن الشيوخ المعارضون لتعديل الدستور رافضون لنتائج الاستفتاء المقبل، وسيواصلون العمل كمجلس شيوخ كامل الصلاحية عبر تأجير مقر يحتضن أنشطتهم إذا ما أقر الاستفتاء المنتظر حل غرفتهم».وقال: «إنهم سيركزون على نشاطات الرقابة على الحكومة وكشف الفساد». ومقابل عشرات المبادرات المهنية والشبابية الداعمة لتعديلات الدستور، أعلنت عدة منظمات شبابية معارضتها أمس لتشكيل جبهة شبابية مناوئة للتعديلات الدستورية المقرر إجراؤها في الخامس من أغسطس/آب.
وتضم هذه الجبهة منظمات شبابية تابعة للمنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة، والمنظمة الشبابية لحزب تكتل القوى الديمقراطية، والمنظمة الشبابية لحزب الصواب، وحركتي «25 فبراير»، و»محال تغير الدستور»، وحركة» إيرا»، حركة «رفاق التغيير»، وحراك «موريتانيا الغد».
وأكدت الجبهة في بيان لها أن «تحالف مكوناتها الشبابية يأتي ردا على استمرار النظام الحالي في سياسته العشوائية وتعريض البلد لشتى المخاطر والتوترات، وتخطيطه لإدخال تعديلات على الدستور بصفة غير قانونية».
وتعهدت الجبهة الشبابية في بيانها «بإفشال ما سمته «المسار الأحادي للنظام» ومنعه من فرض التعديلات الدستورية»، مؤكدة «سعيها لفرض تناوب سلمي على السلطة.»
وأوضحت «أنها ستكشف أساليب المحسوبية والنهب الممنهج لموارد الشعب من قبل فئة قليلة من المفسدين مسيطرة على البلد»
وأكدت «أن من بين أهدافها التي ستعمل من أجل تحقيقها، تحييد جميع الأطر الضيقة بشكل نهائي عن الفاعلية السياسية، وتحقيق عدالة اجتماعية تضمن مساواة الفرص بين جميع المواطنين».
وإذا كان المنتظر حاليا في المشهد السياسي الموريتاني هو مجرد استفتاء عادي حول تعديلات دستورية، فإن الكثيرين منشغلون بما بعد هذا الاستفتاء الذي تتواتر التحليلات على أن الطرف الحكومي سيكسبه بنسبة عالية. فهل سيتمكن الرئيس الموريتاني، كما حالفته حظوظه في الاستحقاقات الماضية، من تمرير هذه التعديلات المثيرة بطريقة سلسة؟ أم أنه سيفقد في لحظة ما ولسبب ما من الأسباب سيطرته على مقود بلد تهدده أزمات داخلية متعددة؟

موريتانيا: غياب للصوت المعارض والرئيس يؤكد أن المستقبل مرهون بـ «نعم»
حملة التمهيد للاستفتاء تتواصل على وقع حرب لتسريبات «الواتساب»

نص اتفاق «المبادرة الفرنسية» للخروج من الأزمة الليبية: وقف إطلاق النار وانتخابات مبكرة

Posted: 25 Jul 2017 02:16 PM PDT

باريس ـ «القدس العربي»: تعهد أبرز فرقاء النزاع الليبي، رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج وقائد قوات شرق ليبيا المشير خليفة حفتر الثلاثاء في فرنسا العمل معا لإخراج بلادهما من الفوضى ودعوا لوقف إطلاق نار واجراء انتخابات.
وإثر اجتماع في منطقة سيل سان كلو في المنطقة الباريسية بمبادرة من الرئيس ايمانويل ماكرون، وافق السراج وحفتر على بيان من عشر نقاط تمت تلاوته اثناء مؤتمر صحافي. وفي ما يلي بنود البيان المشترك:
1 ـ حلّ الأزمة الليبية لن يكون إلا سياسيًا، ويمرّ عبر عملية مصالحة وطنية يشارك فيها جميع الليبيين، بما في ذلك المؤسسات والأمن والدولة العسكرية، المستعدّون للمشاركة بشكل سلمي.
كما تم الالتزام بتأمين عودة النازحين واللاجئين، وإقرار مسار العدالة الانتقالية والتعويض والعفو الوطني، وتطبيق المادة 34 المتعلقة بالترتيبات الأمنية للاتفاق السياسي الليبي (الصخيرات).
2 ـ نلتزم بوقف إطلاق النار، والامتناع عن استخدام أي قوة مسلحة لا ترتبط بعمليات مكافحة الإرهاب، وفقًا للاتفاق السياسي الليبي وللمعاهدات الدولية، ضمانا لحماية أراضي وسيادة الدولة الليبية، وندين بشدّة كل ما يهدّد استقرار البلاد.
3 ـ نلتزم ببناء دولة القانون في ليبيا، ذات سيادة، مدنية وديمقراطية، تضمن الفصل بين السلطات، والانتقال السياسي السلمي، واحترام حقوق الإنسان، ولديها مؤسسات وطنية موحدة، (على غرار) البنك المركزي وشركة النفط الوطنية وهيئة الاستثمار الليبية. وتضمن هذه الدولة أمن المواطنين وسلامة أراضيها وسيادتها، فضلًا عن حسن إدارة الموارد الطبيعية والمالية، بما فيه صالح جميع الليبيين. 
4 ـ مصمّمون، بدعم من العمل النزيه للممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة (غسان سلامة)، على تفعيل الاتفاق السياسي المؤرخ بتاريخ 17 ديسمبر/ كانون أول عام 2015 (اتفاق الصخيرات)، وعلى مواصلة الحوار السياسي، استمرارًا للاجتماع المنعقد في أبو ظبي في 3 مايو/ أيار الماضي.
5 ـ الالتزام ببذل كافة الجهود الممكنة لمواصلة عمل مبعوث الأمم المتحدة لدى ليبيا، بما يضمن حوارًا سياسيًا شاملًا يشارك فيه مجلس النواب الليبي ومجلس الدولة.
6 ـ التعهد باستكمال النقاشات المنعقد بقصر «لاسيل سانت كلود» (غرب باريس)، واحترام البيان الصادر اليوم (أمس)، لخلق ظروف مواتية من أجل عمل مجلس النواب ومجلس الدولة، واللجنة الوطنية العليا للانتخابات، للتحضير لعقد انتخابات مقبلة.
7 ـ الالتزام ببذل كافة الجهود المطلوبة لنزع سلاح المقاتلين، وإعادة دمج المسلحين الراغبين في الانضمام إلى القوات النظامية الوطنية، وإعادة دمج الآخرين في الحياة المدنية الاعتيادية. وسيتألف الجيش الليبي، وفقًا للاتفاق، من القوات العسكرية النظامية للدفاع عن الأراضي الليبية، بموجب ما تنص عليه المادة 33 من الاتفاق السياسي الليبي.
8 ـ العمل على وضع خارطة طريق من شأنها ضمان أمن الأراضي الليبية وقواتها الدفاعية في مواجهة كافة التهديدات، وعمليات الاتجار بجميع أشكالها. وتعد الخطة جزءًا من إعادة توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية لتنسيق مكافحة الإرهاب، وضمان السيطرة على تدفق المهاجرين من السواحل الليبية ، لتأمين وضبط الحدود ومكافحة الشبكات الإجرامية التي تستغل ليبيا وتعمل على زعزعة الاستقرار في منطقة البحر المتوسط.
9 ـ الالتزام رسميًا بالعمل على إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في أقرب وقت ممكن، اعتبارًا من اليوم، بالتعاون مع المؤسسات المعنية، وبدعم وإشراف منظمة الأمم المتحدة.
10 ـ مطالبة مجلس الأمن للأمم المتحدة بدعم المبادئ التوجيهية لهذا البيان، وإجراء المشاورات اللازمة مع مختلف الفاعلين الليبيين.

نص اتفاق «المبادرة الفرنسية» للخروج من الأزمة الليبية: وقف إطلاق النار وانتخابات مبكرة

تقرير دولي: ارتفاع عدد ضحايا الإتجار بالجنس في إيطاليا بنسبة 600 في المئة

Posted: 25 Jul 2017 02:15 PM PDT

نيويورك – «القدس العربي»: في تقرير جديد صادر عن المنظمة الدولية للهجرة وصلت «القدس العربي» نسخة منه جاء أن إيطاليا وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية شهدت زيادة بنسبة تقارب 600 ٪ في عدد ضحايا الاتجار بالجنس، وخاصة النساء اللواتي يصلن إلى إيطاليا عن طريق البحر، وقد استمر هذا الاتجاه التصاعدي خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2017، حيث وصل معظم الضحايا من نيجيريا، كما جاء في التقرير.
وقد خلص التقرير المذكور إلى هذه النتيجة من بين مجموعة إستنتاجات أحرى. وكانت المنظمة الدولية للهجرة قد نشرت التقرير أولا في إيطاليا من قبل مكتب التنسيق للبحر الأبيض المتوسط التابع للمنظمة الدولية للهجرة في روما. وتواجه ثماني من كل عشر مهاجرات نيجيريات من اللواتي يصلن إلى إيطاليا الاستغلال الجنسي. وقد صاحب الارتفاع الكبير في عدد الفتيات النيجيريات اللواتي يصلن إلى أوروبا، الارتفاع في معدل الاعتداء الجنسي المرتبط بالجريمة المنظمة.
فلافيو دي جياكومو من المنظمة الدولية للهجرة، يقول في هذا الشأن: «لكن المشكلة أنه ليس لديهن أية فكرة عن مدى الاستغلال الذي سيواجهنه، وأحيانا لا يفهمن حقا ما هي الدعارة لأنهن صغيرات وساذجات جدا، لذلك ليس لديهن حقا أية فكرة عما سيواجهنه».
عام 2014، عبرت حوالي 1400 فتاة البحر المتوسط إلى إيطاليا؛ وارتفع هذا العدد إلى أكثر من 11 ألفا العام الماضي. ودعت المنظمة الدولية للهجرة إلى نقل الفتيات والشابات النيجيريات إلى بيوت آمنة بمجرد وصولهن إلى إيطاليا، ولكن من الصعب إقناعهن بطلب المساعدة، ويرجع ذلك، حسب المنظمة، إلى أنهن غالبا ما يسافرن مع ما تسمى «مدام» والتي تسلمهن إلى العصابات الإجرامية.
وقد استمدت البيانات التي يحتويها التقرير من عمليات المنظمة الدولية للهجرة في أجزاء مختلفة من إيطاليا، حيث اجتمع الموظفون مع ضحايا الاتجار المحتملين فور وصولهم إلى البلد، مما سمح لوكالة الأمم المتحدة بوضع قائمة من المؤشرات التي يمكن أن تساعد في تحديد الضحايا المحتملين.
وتشمل المؤشرات، التي يرد وصفها في التقرير، نوع الجنس (معظم ضحايا الاتجار بالجنس من النساء) وأعمارهم ( بين 13 و 24 سنة)؛ وجنسايتهم، (معظمهم من النيجيريين)؛ والوضع النفسي والجسدي للضحايا، (غالبا ما يبقى الضحايا صامتين). وغالبا ما يسيطر على مهاجرين أشخاص آخرون يتحدثون نيابة عنهم أو يرفضون السماح لهم بإجراء مقابلة من قبل المنظمة الدولية للهجرة.

تقرير دولي: ارتفاع عدد ضحايا الإتجار بالجنس في إيطاليا بنسبة 600 في المئة

ما أصعب عودة المياه إلى مجاريها!

Posted: 25 Jul 2017 02:14 PM PDT

«قد تعود المياه إلى مجاريها لكنها لن تعود أبدا مياها صالحة للشراب» بهذه الجملة اختصر أحد المواطنين القطريين طبيعة الأزمة التي عرفتها بلاده مع ثلاث دول خليجية بالتحديد هي السعودية والإمارات والبحرين.
الخلافات بين الدول الخليجية ليست جديدة إلا أنها لم تكن أبدا بهذه الحدة ولا بهذا الاتساع. ورغم وجود «مجلس التعاون الخليجي» منذ 1981 إلا أن ذلك لم يمنع من حدوث خلافات عديدة بين أعضائه، بعضها حدودي كتلك التي كانت بين السعودية وقطر، والسعودية وعمان، وكذلك بين قطر والبحرين وصلت إلى حد الاحتكام لمحكمة العدل الدولية، كما حصلت مماحكات ظرفية في قضايا محددة بين السعودية والإمارات أو بين قطر والبحرين أو بين الكويت وقطر أو بين بين هذه الأخيرة والسعودية لكنها سرعان ما طويت وعولجت بالتراضي، حتى أكبر الأزمات التي حصلت عام 2013، لكن ما حصل في الشهرين الماضيين مثّل لأبناء المنطقة صدمة غير مسبوقة بكل المقاييس.
قرارات هذه الدول الخليجية الثلاث ومعهم مصر ضد قطر لم تقف عند المقاطعة السياسية بل امتدت لأول مرة لحصار شامل زج بالمواطنين في ما لم يعهدوه من قبل أبدا. لم تغلق الحدود البرية فقط أو تلغى الرحلات الجوية بين هذه الدول وقطر ويغلق المجال الجوي في وجه شركة طيرانها، وإنما طال المواطنين مباشرة حيث طلب من كل القطريين المقيمين أو الزائرين لهذه الدول مغادرتها في أجل أقصاه أسبوعان والطلب من مواطني هذه الدول كذلك مغادرة قطر في نفس المهلة. لم ينتج عن هذا الإجراء الصادم فقدان المئات لوظائفهم فقط وإنما سبب أيضا حالة من الإرباك والفوضى بين المئات من الزيجات المشتركة بين هذه الدول والعائلات المتصاهرة وصلت حد مغادرة الأم القطرية المتزوجة من إماراتي دولة الإمارات مع منعها من اصطحاب إبنها الرضيع لأنه إماراتي يحظر عليه ان يكون في قطر!!
الحالات الإجتماعية الكثيرة التي تسببت فيها هذه الإجراءات القاسية بلغت زهاء الثلاثة آلاف حالة فقط مما سجل في قطر لوحدها، أما ما سببه ذلك لدى سعوديين وإماراتيين وبحرينيين فالله به أعلم. صحيح أن الخلافات السياسية واردة بين كل دول العالم، ولكن عندما يزج بالمواطنين في أتونها، فيشعر بها «في العظم»، يصبح أذاها أشد ومعالجتها أصعب… وهذا ما حدث في الأزمة الخليجية الأخيرة. تضرر الناس وتألموا نفسيا وأسريا ومعيشيا دون الخوض أكثر في ما سببه الحصار على قطر من منع فوري وحاسم لاستيراد حاجياتها الغذائية وغيرها من أشقائها من دول الجوار. لقد كان القطريون مطمئنين إلى هذه العلاقة إلى درجة جعلتهم لا يرون حاجة في إقامة صناعة وطنية تلبي حاجياتهم الأساسية، مع أن ذلك لم يكن عسيرا أبدا على دولة مكنتها الوفرة المالية من بناء ملاعب كرة قدم مكيفة. لم ير القطريون ذلك معتقدين أن لا عيب في حاجتهم الماسة لإمدادات جيرانهم طالما أن الهدف المنشود هو التكامل بين اقتصادات هذه الدول وصولا ذات يوم إلى إتحاد بسوق موحدة بعملة واحدة.
لقد ضُربت الثقة في مقتل واستعادتها لن تكون سهلة أبدا. لم يكن هناك من تدخل عسكري لحسن الحظ ولكن ما حصل أحدث شرخا عميقا سيستغرق علاجه وقتا طويلا لأن ما حدث بالنسبة إلى القطريين لا يقل صدمة عما حدث للكويتيين إثر غزو العراق لبلادهم صيف 1990 وإن لم يكن بلا دماء ولله الحمد. السياسة تتغير ولكن مزاج الناس أمر مختلف تماما، فهو أعسر وأطول بكثير. وعلى ذكر تغير السياسة والسياسيين إليكم هذه القصة التي حصلت معي في يونيو/ حزيران عام 1999 :
دعيت لإجراء مقابلة تلفزيونية مع وزير الخارجية الإماراتي السابق راشد عبد الله النعيمي في أبو ظبي. تم تسجيل المقابلة وعدت بها إلى الدوحة للبث لاحقا. كان الوزير خلال اللقاء يدافع بضراوة عن السعودية ومجلس التعاون الخليجي في ما يتعلق بمواقف هؤلاء من الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة من إيران رغم كل محاولات المذيع لجره لانتقاد واحد أو جملة عتاب يتيمة. بعد الإعلان عن موعد بث هذه المقابلة تلقت المحطة اتصالا من الخارجية الإماراتية ترجوها فيها ألا تفعل بحجة أن الأوضاع تغيرت. رفض المدير آنذاك محمد جاسم العلي عدم بث المقابلة لكنه اقترح في المقابل، حلا وسطا، وذلك بتعويض المقابلة المسجلة بأخرى مباشرة على الهواء يصحح فيها الوزير ما يشاء.. وهذا ما كان. ومنذ اللحظة الأولى، ذهلت للتغير الذي حصل فقد شرع ذات الوزير في انتقاد السعودية ومجلس التعاون بشراسة فما كان من المذيع إلا أن تحول هنا للدفاع عنهما، استنادا لنفس الحجج التي كان سمعها من الوزير نفسه قبل يومين. انقلبت الأدوار والمواقف تماما !! وما زالت المحطة تحتفظ إلى اليوم بنسختي مقابلة متناقضتين لنفس المسؤول لا تفصل بينهما سوى بضعة أيام لا غير.

٭ كاتب وإعلامي تونسي

ما أصعب عودة المياه إلى مجاريها!

محمد كريشان

مناسف للعزاء مخلوطة بدماء الاردنيين ومطهية على غاز إسرائيلي

Posted: 25 Jul 2017 02:14 PM PDT

سأل بنيامين نتنياهو حارس سفارته القاتل في عمان عبر الهاتف بعد دقيقتين من عبوره الجسر الفاصل بين ضفتي نهر الاردن: قل لي يا «زيف»، هل تواعدت مع صديقتك الليلة؟ يرد القاتل زيف: سيدي رئيس الوزراء هناك متسع من الوقت، وشكرا لك لأنك وعدتني الليلة بان اعود إلى بيتي.
هكذا وببساطة ووضوح من وراء ظهر الحكومة الاردنية عاد الحارس القاتل إلى تل ابيب دون حتى تصريح رسمي يفيد بانه قدم افادته في الجريمة خلافا لما نراه في الأخبار المحلية بين الحين والآخر، لم يستدع القاتل للمركز الامني ولم يقم بتمثيل جريمته في مسرحها ولم يضبط سلاح الجريمة. تعودنا كأردنيين ان يحصل كل ذلك عندما يتعلق الأمر بجريمة جنائية على الأرض الأردنية.
ضربت حكومة الاردن عرض الحائط بكل آمال وشوق شعبها وحتى قصة الحد الادنى من المسؤولية في الوجدان الشعبي على الاقل لم يتحقق ولا توجد قرائن عليه.
اراقب الرأي العام واعيش في عمقه منذ نصف قرن ولم اشهد بصراحة حالة احباط كتلك التي زرعها في المناخ العام بنيامين نتنياهو ليس فقط عندما اوفى بعهده ورفض امتثال موظفه القاتل للقانون في الاردن، بل لأنه استفز مشاعر الناس ووضع في جرحهم وجرح الدولة الاردنية ملحا بكمية كبيرة.
هو ملح لا يصلح لأي تبرير من اي نوع، فقلة الحيلة واضحة وما كنا نتصدى له في النقاشات والحوارات المغلقة حول وجود خبرة اردنية في ملاعبة الاسرائيلي وعمق في مناجزته بعض الاحيان، ثبت في الوجه القاطع انه مجرد اوهام فالمجموعة التي تبرر في ادارة السياسة الاردنية حالة الضعف الشديد امام اسرائيل اكبر بكثير من المجموعة التي تؤمن بإسرائيل.
عموما غادر القاتل بعد نحو 24 ساعة من ارتكاب جريمته على الارض الاردنية بدم بارد دون ان نعرف حتى ما إذا كان سيخضع للقانون والمحاكمة في كيانه كما حصل مع الجندي احمد الدقامسة، ودون ان نعرف ما اذا كان الاتفاق السري مع نتنياهو يتضمن مثلا حق التعويض المالي لذوي الضحايا وبالصورة نفسها التي تفاوض فيها عمان اهالي ثلاثة امريكيين في واشنطن قتلهم جندي اردني، ويطالبون حسب المعلومات بمليار دولار لكل منهم على الأقل.
غادر القاتل زيف عمان، وسط الحراسة وبقرار سياسي عابر للحكومة وبدون إجابة على كل تلك الاسئلة المعلقة وحتى بدون بيان رسمي او شروحات تخديرية، من طراز تلك التي تدفع بها الحكومات إلى السوق لتبرير ضعفها او صفقاتها باستثناء تسريبات هنا وهناك تحاول مرة الاحتفال بمقايضة خاسرة مع ازمة المسجد الاقصى وترعب الاردنيين مرة اخرى بالحديث عن تدخل قوى عظمى.اشك شخصيا بان قوى عظمى تتدخل لتأمين مغادرة قاتل جنائي لا يحمل الصفة الدبلوماسية بعد اقل من 24 ساعة على ارتكاب جريمته.
هي طبعا قلة الحيلة وتجبر الموقع الجيوسياسي بالشعب الاردني العظيم، وهو نفسه الموقع الذي كان يمكن توظيفه واستثماره باتجاه الحد الأدنى من استقلالية القرار، خصوصا في مواجهة عدو غدار وخصم مجرم وفي مواجهة لعبة التوازنات كما كان يحصل في الماضي.
لكنه اليوم استثمار مستحيل ليس بسبب قلة الحيلة فقط ولكن بسبب ازمة الادوات التي طالما كلفت الاردنيين على مستوى الشعب والافراد ثمنا باهظا لأن ادوات الادارة في كل القضايا غير منسجمة او خاملة او ضعيفة وبالتالي تفتقد للمهارة حتى في التخريج المسرحي للأحداث وحتى عندما يتعلق الامر برسم سيناريو من اي نوع.
لا نعرف كأردنيين من الذي يتخذ القرار في المفاصل وقضية السفارة الاسرائيلية لم تكن مفصلية وكان يمكن التعامل معها ببساطة باعتبارها مسألة قانونية تتعلق بجريمة جنائية تماما كما وعد وزير الداخلية غالب الزعبي عائلة احد الشهداء وهو يقول بان دم الشهيد برقبتنا كحكومة.
استطاع القاتل زيف تنظيم لقاء حميم بعد جرح طفيف مشكوك فيه مع صديقته في الليلة الثانية لارتكاب جريمته، اسم هذا القاتل وما فعله سيستقر في اذهان الاردنيين لسنوات طويلة وسيراكم احباطا على احباطهم وسيصبح بالضرورة دليلا لا يعرف الرحمة عن ذلك الفارق البسيط ما بين التوزان السياسي والدبلوماسي والخضوع او الخنوع.
الاردنيون في حالة احباط وصدمة بسبب الطريقة التي اديرت فيها تفاعلات جريمة سفارة اسرائيل في ضاحية الرابية.
لا يمكن توجيه اللوم للمواطنين الذين شاهدوا بأم اعينهم كيف يفلت الجلاد بدون الحد الادنى من تطبيق الاستحقاق القانوني وبلعبة غامضة، فيما يدان الضحايا بلغة تقول بان الشهيد الاول تهجم على القاتل وهي رواية لم تثبت اصلا وبأن الشهيد الثاني مالك العمارة التي يستأجرها الاسرائيليون قتل بالخطأ وجراء صدفة دفعته للتواجد في المكان.
حتى التخريج المسرحي المألوف في العمل السياسي لم يضبط ايقاعه هنا ولم تظهر اي اشارة تقول بان الملف ادير بمهارة او حتى بتوافق بين النخب المعنية او بعلم جميع المؤسسات.
لا اخفي شخصيا شعوري بالمرارة لأن مسؤولين كبيرين كانا يتحدثان لي شخصيا عن قرار مرجعي بعدم مغادرة القاتل الاسرائيلي قبل خضوعه للتحقيق والقضاء الاردني وعلى هذا الاساس وقع وزير الداخلية قرار منع السفر فيما سافر القاتل المجرم على حد علمي بدون وثيقة رسمية تلغي وثيقة قرار منع السفر الاولى.
مؤسف للغاية ما حصل. لكنه حكم الجغرافيا ووقائع قلة الحيلة والتقاط قد يعتبره البعض ذكيا لتهديدات الاسرائيليين بعد الجريمة بقطع المياه عن الاردنيين، وبركل مؤخراتهم، مع ان الاردن في موقع يؤهله لركل مؤخرات الاسرائيليين ومع ان المياه اردنية وفلسطينية مسروقة اصلا. السبب في تقديري الشخصي يعود إلى الخطأ الاستراتيجي العميق المتمثل بتوقيع اتفاقية الغاز الاسرائيلي وارتهان ملف الطاقة الاستراتيجي لعدو غدار لا يمكنه ان يعبر عن دلالات السلام والجيرة الآمنة.
يستطيع اهل الضحايا دفن جثامينهم، فالقاتل عاد إلى بيته والمقتول دخل إلى قبره كما وصف الشاعر عارف البطوش.
وقبل استقرار عظام الشهداء الاردنيين تحت التراب يمكن لمئات المعزين والمشيعين ان يهتفوا عند المقبرة براحتهم ضد العدو واتفاقية السلام وان يخضعوا لإبر التخدير البيرقراطية قبل تناول وجبة مناسف على مدار ثلاثة ايام مخلوطة بدماء الاردنيين ومطهية على غاز الاسرائيلي.

إعلامي أردني من أسرة «القدس العربي»

مناسف للعزاء مخلوطة بدماء الاردنيين ومطهية على غاز إسرائيلي

بسام البدارين

عن الاتفاق النووي في ذكراه الثانية

Posted: 25 Jul 2017 02:14 PM PDT

في الرابع عشر من يوليو عام 2015 تم التوقيع على خطة العمل الشاملة بين مجموعة 5+1 وإيران، وهو ما بات يعرف اليوم بالاتفاق النووي الإيراني.
خلال هذين العامين حدثت متغيرات كثيرة، لعل من أبرزها تولي دونالد ترامب للرئاسة في الولايات المتحدة، وهو الرجل الذي كان يعرف قبل ذلك باعتراضه على هذا الاتفاق. كان الفارق بينه وبين سلفه أوباما كبيراً، فالأخير كان متحمساً جداً لتوقيع الاتفاق الذي كان يمثل بالنسبة له نجاحاً شخصياً وحلاً دبلوماسياً للمعضلة الإيرانية، عبر «أنسنتها» وإعادتها إلى المنظومة الدولية، التي طالما غرّدت بعيداً عنها.
كانت النظرية التي عمل على تحقيقها الرئيس السابق أوباما وفريقه المقرّب بقيادة وزير خارجيته جون كيري تقول، إن كسب إيران واستعادتها كحليف وجزء من المجتمع الدولي سوف يعمل بالضرورة على الحد من طموحاتها العدائية، وتغولاتها الإقليمية، حيث أنه سيكون لديها حينها ما تخسره.
تسبب حماس أوباما لنظريته هذه في برود اكتنف علاقة بلاده بالمحيط العربي الخليجي، حيث تم تفسير هذا التوجه وكأنه محاولة لاستبدال الشراكة الاستراتيجية مع الدول الخليجية بشراكة جديدة مع طهران. تسبب ذلك في قلق كبير، عززه حديث بعض المحللين عن نهاية العلاقة الحميمة والتاريخية التي ربطت بين الولايات المتحدة ودول الخليج العربية. مقابل كل ذلك، كان دونالد ترامب يحمل وجهة نظر مختلفة، حيث كان يمثل النظرة الأمريكية الكلاسيكية، التي لا ترى إيران إلا جزءا من محور الشر والإرهاب، لذلك كان الاتفاق النووي بالنسبة له خطاً لا يغتفر. انتقد الرئيس الجديد كذلك الرؤية التي بني عليها الاتفاق، وهي التي تربط الانفتاح على إيران بتحسن سلوكها، قائلاً في أكثر من مناسبة أن الانفتاح على إيران، وعلى عكس ما تم الترويج له، ساعدها أكثر على التمادي في أعمال الشر.
أحست بعض الأطراف العربية بالارتياح تجاه هذه الرؤية الجديدة، إلا أن إدارة ترامب ما لبثت أن أرسلت رسائل متناقضة كانت خلاصتها التحفظ على الدور الإيراني، ولكن أيضاً على دور بعض الدول العربية النفطية في دعم ورعاية الإرهاب. كان واضحاً أن الإدارة الجديدة، على الأقل بحسب تصريحات رموزها الكبيرة وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي نفسه، لا تفرق بين الإسلام السني والآخر الشيعي.
السياسة الترامبية، إن جاز التعبير، ما تزال غير واضحة المعالم، يبدو الأمر أحياناً وكأنه تلاعب أمريكي مقصود بأحجار طاولة المنطقة، الأمر الذي بدأ باستغلال إيران لتطويق العراق وأفغانستان، وضرب التحركات ذات الجذور السنية في المنطقة، الذي يقود الآن بشكل آخر، لاستغلال «الحلفاء السنيين» من أجل الدخول في حرب مزدوجة ضد إيران وأذرعها من جهة، وضد «المتطرفين» من السنة من جهة أخرى،
إلا أن البيت الأمريكي الداخلي نفسه لا يخلو من ارتباك، فما تزال اتهامات الارتباط مع الروس، التي أقيل بموجبها الجنرال مايكل فلين من منصبه كمستشار للأمن القومي، ما تزال تلاحق الإدارة الجديدة والرئيس الأمريكي بشكل شخصي، بغض النظر عن صحة هذه الشائعات، إلا أن من المؤكد أنها قد أثرت على تحركات الرئيس ترامب الخارجية. على سبيل المثال، فقد بدأ ترامب فترته وقد أشاد بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، وبتدخله في سوريا معلناً عدم نيته الدخول في معارك خارجية، ولكننا لاحظنا أن ذلك قد تغير، حيث تقوى الدور الأمريكي في سوريا والعراق، وأعلنت الولايات المتحدة مرة أخرى أن ملاحقة الإرهابيين هي أولوية من أولوياتها، كما قامت من جهة أخرى باستهداف إيران، الحليف الأشهر لروسيا، عبر مضايقتها في مناطق نفوذها، التي اكتسبتها بوضع اليد من ناحية وعبر إجراءات كفرض عقوبات والتهديد بمراجعة الاتفاق معها من جهة أخرى.
العودة للاهتمام بالمنطقة مثلها كذلك تعيين الجنرال هيربرت رايموند ماكماستر بديلا لمايكل فلين، حيث يملك ماكماستر، الذي عمل سابقاً في كل من العراق وأفغانستان، خبرة مهمة في شؤون المنطقة. تزامن كل ذلك مع تفعيل عقوبات أمريكية جديدة على طهران، ليس بسبب خرقها للاتفاق النووي، ولكن بسبب ما سماه المسؤولون الأمريكيون عدم احترام لروح الاتفاق المتمثل في التعاون من أجل مكافحة الإرهاب والتوقف عن التدخل السلبي في شؤون المنطقة.
في الداخل الإيراني أيضاً لم تخل الصورة من تعقيدات، حيث يبدو الرئيس روحاني، وهو الذي أظهر حماساً منقطع النظير لهذا الاتفاق في موقف لا يحسد عليه، فمن الواضح أن الأمور لم تمض بالشكل الذي توقعه على الصعيدين السياسي والاقتصادي. من الناحية الاقتصادية، قدم الرئيس روحاني مشروع الانفتاح على الغرب كحل للأزمة الاقتصادية التي كانت تمر بها البلاد إبان ترشحه للرئاسة أول مرة عام 2013. بدا للرجل أن هذا الاتفاق يشكل أرضاً صلبة يمكن الاتكاء عليها للخروج بالبلاد من الأزمة التي أفرزها الانغلاق السياسي والعقوبات التي استمرت لما يقارب العقدين من الزمان.
ما يدل على حماس روحاني الشديد لوجهة نظره المنفتحة على الغرب قيامه بعد أسابيع قليلة من توليه الرئاسة، على توقيع اتفاق مبدئي في ما يتعلق بالاتفاق النووي، وهو ما يعني أنه كان جاداً فعلاً، وأن الانفتاح على الغرب والتطبيع مع مؤسساته كان يمثل له فعلاً أولوية قصوى. بالنسبة للدوائر الأكثر تشدداً في طهران فإن إيران قد قدمت تنازلات أكثر من اللازم وقد تعززت هذه النظرة عقب تولي دونالد ترامب الرئاسة، فبعد أن تم منح النظام الإيراني الكثير من المليارات عبر شراكات مع الكثير من مؤسسات العالم، خاصة الأوروبية منها، في العام الماضي، إذ بالإدارة الجديدة ومنذ بداية هذا العام تقوم بفرض الكثير من العقوبات، وتجميد الكثير من الأموال استناداً إلى السلوك الإيراني غير البناء.
على صعيد الشارع والاقتصاد الإيراني العام كانت الصورة أيضاً لا تخلو من قتامة، فقد زادت نسبة البطالة والتضخم الذي تسبب بدوره في ارتفاع الأسعار. بالنسبة للمواطن الإيراني فإن الحال لم يتغير كثيراً وهذا يمثل بحد ذاته ضغطاً شعبياً كبيراً على مروجي خطة الانفتاح، إلا أنه من المهم أن نذكر هنا أن سبب التعثر الاقتصادي لا يعود فقط إلى العقوبات الغربية أو الأمريكية، وإنما تسببت فيه عدة عوامل أخرى، لعل أهمها التدخلات العسكرية الإيرانية الخارجية، وما تغدقه طهران من ملايين في سبيل التسلح والانفاق على أذرعها العسكرية في أكثر من مكان. كل هذا كان يمثلّ ضغطاً كبيراً على النظام الإيراني بلا شك، إلا أن الأخبار لم تكن جميعها سيئة لطهران، فبعد أيام من اجتماع حاشد بين زعماء وممثلين لأكثر من خمسين دولة مع الرئيس الأمريكي بأجندة واضحة ووحيدة، هي الوقوف ضد الأطماع الإيرانية ما لبث أن دب الخلاف بين أركان الحلف الناشئ.
هذه الأزمة الإقليمية المفاجئة لم تكن مفيدة فقط من الناحية التجارية بالنسبة لطهران، وهي الفوائد التي لا تخفى على أحد، ولكن أيضاً، وهو المهم، من الناحية السياسية حيث استطاعت إيران أن تلتقط أنفاسها وأن تتفرغ للعمل بصمت على مشاريعها، محاولة الإفادة قدر الإمكان من واقع جديد انشغل فيه الجميع بغيرها. على سبيل المثال كان هناك حديث قبل عامين في دوائر السياسة والتفكير العربية، عن ضرورة عرقلة هذا الاتفاق وتحويله من مجرد تأجيل لطموحات إيران النووية، كما هو الحال الآن، إلى إلغاء كامل لهذه الطموحات، هذه المساعي اختفت اليوم بشكل تام، أو كادت.
كاتب سوداني

عن الاتفاق النووي في ذكراه الثانية

د. مدى الفاتح

أكبر السرقات الأوروبية في تونس

Posted: 25 Jul 2017 02:13 PM PDT

إن سألتم عما تستطيعون فعله بورقة نقدية من فئة واحد يورو، فلربما ستجيبون بأن كل ما يمكنكم صنعه بها هو ان تدفعوها ثمنا لمصاصة أو قطعة حلوى أو شوكولاتة للأطفال.
وسيكون من الصعب عليكم حينها ان تصدقوا أو تتخيلوا، بأن هناك حكومة في تونس تستطيع فقط بمثل ذلك المبلغ الزهيد والبسيط ان تحصل على ما هو اكبر وأهم من قطعة حلوى، وأنها توشك بالفعل على دفع واحد يورو لا غير نظير حصولها على عضوية برنامج ثقافي أوروبي، تصل رسوم الاشتراك فيه في العادة الى ما يقرب من مئتين وخمسين الف يورو بالتمام والكمال.
ولكن مهما بدا لكم الامر غريبا وعجيبا وبعيدا عن أي عرف أو منطق، فقد صار الان حقيقة، فبذلك اليورو الواحد ستكون تونس في غضون أيام قليلة فقط، إن صادق برلمانها بالطبع «أول بلد مغاربي وإفريقي وعربي ينضم إلى برنامج «أوروبا المبدعة» الذي سيتمكن من تحقيق عدة أهداف ذات أولوية في القطاع الثقافي، وفي العلاقات الخارجية مع الاتحاد الاوروبي»، مثلما أعلن وزير ثقافتها الثلاثاء قبل الماضي بكثير من الزهو والفخر، وهو يقدم للصحافيين ما صوره إنجازا رائدا وغير مسبوق.
لقد اختار أهل الضفة الشمالية للمتوسط تونس دون سواها من بلدان الضفة الاخرى، اكراما لعيون الديمقراطية، مثلما لمح لذلك الوزير ولما «أقدمت عليه من اصلاحات شملت المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية، وجعلت منها تجربة فريدة لفتت اليها انظار العالم» حسبما أضافه. أما ملخص المشروع أو البرنامج فيتمثل في حصول «الفاعلين الثقافيين» وهم اشخاص مبنيون للمعلوم ومحددون غالبا منذ قيام الجمهورية بالصفة والفئة، وربما حتى بالعائلة والاسم، على منح ومكافآت سخية من الاتحاد الاوروبي، نظير عبقريتهم وابداعهم في شتى الفنون. ووفقا لما شرحه مسؤول حكومي لوكالة الانباء الرسمية فإنه «سيتم احداث مكتب تونس لاوروبا المبدعة، ليتولى مهمة الترويج والاحاطة بمشاركة الفاعلين الثقافيين في الخارج، فضلا عن تنظيم دورات تكوينية لفائدة الجمعيات الثقافية التونسية، وتعزيز ربطها مع الجمعيات الاوروبية»، كما أنه لن يكون هناك أي تدخل مباشر للدولة في المشروع، وسيقتصر دورها فقط على «الإحاطة والمتابعة وربط الصلة ودعم الجمعيات الثقافية للنفاذ الى المشاريع الدولية والى السوق الثقافية الاوروبية».
اذن هل يعني ذلك ان السبات الطويل والعميق لمجمع المثقفين والمفكرين التونسيين، الذي ظل يشتكي باستمرار فقره وعوزه وضيق ذات يده، قد اوشك على الانتهاء، وأن ابواب ليلة القدر قد فتحت بالفعل أمام هؤلاء، بعثورهم اخيرا وبعد طول تعب وشقاء وانتظار على جهة تقدر الفن والابداع حق قدره ولا تغمط اهله أي حق من حقوقهم المادية والمعنوية؟ من السهل الاطمئنان لذلك والإقرار من دون ترد د أو تفكير، بأن الصفقة محسومة تماما لصالح تونس وبالدرجة الاولى لصالح أهل الفن والثقافة فيها. ولكن هل هناك من التونسيين من يعتقد حقا ان الاوروبيين على درجة من البلاهة والسذاجة والعمى الاستراتيجي والحضاري، التي تجعلهم يمطرون تونس بمئات الالاف من اليوروات فقط لانهم يناصرون الفن والديمقراطية والحرية فيها، ويريدونها ان تكبر وتصير صلبة وقوية العود؟ أليس كل ذلك السخاء والكرم المبالغ غطاء ناعما لسرقات كبرى وعمليات نهب فظيعة باشرتها اوروبا منذ قرون وتستمر الى الان في القيام بها بصفاقة ودم بارد؟
قد تكون قصة اليورو في الظاهر نوعا من الثأر والانتقام الرمزي من قصص استعمارية معروفة، لعل اشهرها قصة الملاحات التونسية التي ظل الفرنسيون يستغلونها لاكثر من ستين عاما، وفقا لعقد وقعته السلطات الاستعمارية في أواخر الاربعينيات مع بايات تونس، ويقضي بأن تدفع فرنسا فرنكا واحدا عن كل فدان تستغله، ولكن هل أن المقارنة بين القصتين ممكنة بالفعل؟ وهل أن حجم الاموال التي سيدفعها الاوروبيون ومن ورائهم فرنسا بالطبع للفنانين والمثقفين التونسيين في البرنامج الذي سيكلف تونس يورو واحدا لاغير سيعادل حجم الاموال التي نهبتها فرنسا من وراء تلك الاتفاقية الظالمة التي مكنتها من الاستيلاء على الملح التونسي بفرنك واحد؟
سوف يغرق الكثيرون في حساب الربح والخسارة، ولكن عقدة الحل والربط هنا هي ان علاقة أوروبا بتونس لم تكن على مر السنوات، بدءا ببناء الدولة الحديثة واستقرار الديكتاتورية وصولا الى تفتت قبضة الاستبداد علاقات تكافؤ أو توازن أو ندية بالمرة، بل فقط وباستمرار علاقات ناهب بمنهوب. لن نتحدث هنا بلغة الارقام، لان معظمها مزور أو موجه أو في افضل الحالات مجتزء ومنقوص، ولكننا سنتكلم على الاقل بمنطق الواقع المرئي والمشاهد، فكل ما رسخ في اذهان التونسيين بعد اكثر من ستين عاما من الاستقلال هو انهم ورثوا بلدا صغيرا مسالما، لا يملك قوة ردع ذاتية ضخمة، تستطيع الوقوف بوجه الاطماع الخارجية وانه وهذا الاهم محدود الثروات والموارد لا يملك شيئا اخر ذا قيمة غير سواعد ابنائه وعقولهم. وكل ما ثبت لديهم بالمقابل هو ان سكان الضفة المقابلة هم شعوب تفوقهم علما ورقيا وحضارة، وانهم يملكون ثروات وطاقات خيالية تكاد تكون أزلية وغير محدودة. كانت تلك المعادلة جزءا راسخا في سياسة الرئيس الراحل بورقيبة، التي انبنت على فكرة ان هناك تحديا كثيرا ما ردد الزعيم الاوحد انه نجح فيه، وهو الارتقاء بشعب جاهل وبائس وفقير الى مرتبة الشعب المتعلم والمتحضر والشبيه الى حد كبير بباقي الشعوب الاوروبية. ولئن ظل الجدل مستمرا حول ما اذا كان بورقيبة نجح بالفعل أم اخفق في تلك السياسة، فإن نوعا من الغموض ما يزال يلف مسألة اخرى وهي السرقات الاوروبية في تونس. لا يتعلق الامر فقط بالاراضي والجزر التي استحوذ عليها الطليان، في غفلة من الزمن وضموها الى دولتهم، ولا بالثروات السمكية وخيرات البحر التي نهبوها ويستمرون في نهبها من سواحل تونس، ولا في حقول النفط والغاز وحتى باقي الثروات المجهولة التي تزخر بها صحراؤهم ويستغلها الفرنسيون والانكليز والطليان، وفقا لعقود واتفاقيات لا يعلمها الا الله والراسخون في اجهزة الدولة، بل في سرقة اخرى لا يتحدث عنها الكثيرون وهي سرقة العقول التونسية. ان تلك العقول التي ظلت كل الحكومات تزعم انها هي رأسمال البلد وثروته الحقيقية، لم تعد تشعر للاسف الشديد بانتمائها لتونس بقدر ما صار احساسها الفعلي بقربها الروحي والثقافي وحتى النفسي والاسري بأوروبا في ازدياد ملحوظ. لقد سقطت فريسة سهلة لسحر واغراء القارة العجوز، ربما جذبتها حرياتها وربما أسرتها هباتها واموالها وحياتها السهلة فلم يعد باستطاعتها الصمود والصبر على المصاعب في بلدها. والخلاصة انها لم تعد بالنهاية هي الثروة الاكبر والاغلى لتونس، وقد يكون من المهم ان نعرف كم دفع الاوروبيون لكسب تلك العقول، ولكن الاهم في القصة كلها هو ان نعرف يوما كم خسرت تونس وكم جنت اوروبا مقابل كل يورو دفعته أو تستعد لدفعه اكراما لها كما يبدو .
كاتب وصحافي من تونس

أكبر السرقات الأوروبية في تونس

نزار بولحية

ثورة السيقان أزمة مجتمعاتنا

Posted: 25 Jul 2017 02:13 PM PDT

قرب نهاية العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين، في قرية أشيقر السياحية (200 كم شمال غرب العاصمة الرياض) فتاة بتنورة قصيرة، تظهر جزءا من ساقيها وقميص قصير يظهر جزءا من بطنها، فيلم قصير مصور انتشر على شبكات التواصل الاجتماعي يهز مجتمعا بأكمله، ويطلق حملة بحث وتفتيش عن الفتاة تقودها أجهزة الشرطة.
بالمقابل أمر القبض على الفتاة يثير حملة مناصرة عبر تصوير السيقان العارية تقودها ناشطات سريات يطلقن حملتهن على شبكات التواصل الاجتماعي، هل رأيت فانتازيا تصل هذه الحدود؟ شاب لم يرتكب أي فعل مناف للاخلاق، مشكلته الوحيدة وسامته وشعره الاشقر الطويل وملابسه التي حاول ان تكون مسايرة لأخر خطوط الموضة، لأنه كان يحلم بأن يكون نجما سينمائيا، قتله مجهولون ورموا جثته في مكب نفايات وسط العاصمة بغداد، فهل رأيت رعبا يصل هذه الحدود؟ محطات مترو الانفاق في العاصمة القاهرة، تخلو من المرافق الصحية وتعاني من نقص الخدمات وغياب النظافة وكتمة النفس، نتيجة نقص التهوية والزحام، فجأة يظهر فيها كشك لبيع الفتوى! اي والله، مجمع البحوث الإسلامية في الازهر يفتتح كشكا في محطة رمسيس المكتظة وسط العاصمة القاهرة يجلس فيه شيوخ بزيهم الازهري ليلجأ لهم من يحتاج الى فتوى، ولا يطيق صبرا للوصول الى البيت ليجد ما يحتاج من الفتاوى على شبكة الانترنت، على موقع جامعة الازهر مثلا، أو أي من مراكز الافتاء في العالم الاسلامي، أو على القنوات الدينية التي تزيد عن مئة قناة فضائية، فهل رأيت دروشة المجتمع عندما تصل الى هذه الحدود؟
لا أحد يعلم حتى الان الدافع وراء ما قامت به الفتاة السعودية خلود اليافعي، وهي كما توصف نجمة من نجوم مواقع التواصل الاجتماعي معروفة باسم (مودل خلود) التي اصطحبت مصورا معها ليصورها بملابس اعتبرت فاضحة في مجتمع محافظ مثل المجتمع السعودي، وقد صور الفيديو في القرية التراثية بأشيقر لتتفجر الازمة ولتعلن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، على اثرها، أنها رصدت مقطع فيديو لفتاة بلباس مخالف، يتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأعلن المتحدث باسم فرع الرئاسة العامة للهيئة بمنطقة الرياض الشيخ محمد بن إبراهيم السبر، أن الهيئة قامت بإجراء ما يلزم حيال هذه المخالفة والتنسيق مع الجهات المختصة في ذلك، حيث تم اعتقال الفتاة والتحقيق معها، ورغم الافراج عنها دون اي ايضاح او تفسير لما تم، إلا ان الأمر أثار موجة وصفت بأنها انتفاضة في وسائل التواصل الاجتماعي في السعودية، حيث أطلقت ناشطات مجهولات أو يحملن اسماء ربما تكون وهمية، مثل إيمان العتابي التي قادت حملة على مواقع التواصل الاجتماعي «سناب شات» و»تويتر» وأطلقت هاشتاغ (حملة تصوير السيقان) «تضامنا مع خلود، وتحديا للتقاليد المحلية ومناصرة لحقوق المرأة».
وحسب كثيرين، لقيت الحملة مجهولة المصدر، التي تدعو الفتيات لتصوير سيقانهن ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية، انتشارا واسع النطاق وجدلا كبيرا في المملكة. وعادة ما تتصدر ناشطات سعوديات معروفات يكتبن بأسمائهن الصريحة الحملات المدافعة أو المتضامنة مع نساء المملكة، فيما تغيبن هذه المرة بشكل كامل عن حملة كشف السيقان، التي تعد مخالفة لعادات وتقاليد محافظة ومستمدة من الشريعة الإسلامية المطبقة في البلاد. وربما يكون الداعية السعودي المستنير احمد الغامدي قد لخص الازمة التي هزت المجتمع السعودي في كلمات قليلة، عندما غرد على حسابه في تويتر، حيث وضع صورة خلود اليافعي وكتب قائلا؛ «هذه الصورة ستكون مستفزة جداً أكثر من فساد الصحة وضعف التعليم، وعرقلة المشاريع وأزمة الإسكان والحقوق المسلوبة، تنورة واحدة ستزلزل مجتمعا كاملا».
أما الشاب كرار نوشي الطالب الذي درس الفنون المسرحية، والذي عمل ممثلا هاويا في قطاع السينما والمسرح في بغداد، وكان طموحه كبيرا ان يكون نجما، حيث تميز بجمال رجولي وشعر اشقر طويل منسدل على كتفه، يتشبه من خلاله تصفيفه بنجمه المفضل براد بت، هذا الشاب البعيد عن التطرفات الدينية والسياسية، التي تعم المجتمع العراقي، والمتحدر من عائلة فقيرة جدا دفعته للكدح في أعمال البناء ليوفر ما يمكنه من مواصلة دراسته وهوايته، تعرض لحملة مسعورة على صفحات الفيسبوك، وتم التشهير به والطعن بأخلاقه، والاشارة الى انه مثلي الجنس، وكل تلك الاتهامات نفاها الاصدقاء والمقربون من الشاب الذي وجدت جثته بعد ايام من اختطافه وعليها اثار التعذيب والكدمات، إضافة الى العديد من الطعنات، نهاية الحلم كانت جثة ملقاة في مكب للنفايات في شارع فلسطين وسط العاصمة العراقية بغداد، ومع كل الحملات الاعلامية التي اثيرت حول الجريمة، ومتابعة جهود الاجهزة الامنية من قبل وسائل الاعلام، لم تعلن الشرطة حتى الان، وبعد مرور اسبوعين على الحادث، عمن ارتكب الجريمة، بينما تشير اصابع الاتهام الى ميليشيات متشددة تحركت مع اول اتهام للشاب بالمثلية، لتطبق بشكل اعمى عقوبة القتل بحقه، ميليشيا تسرح وتمرح في مجتمع انتهكه الساسة الفاسدون، وسرقوا ونهبوا ودمروا وباعوا للارهاب ثلثه، دون ان يرف لهم جفن، وكل ذلك لم يحرك ضمائر المليشيات الدينية، لكن سكاكينهم تحركت بسرعة البرق لتنهش جسد شاب متهم زورا بالمثلية.
ولان التفنن في (سوق التدين) لا يقف عند حد فبعد المواقع الدينية والقنوات الفضائية الدينية وشركات المحمول التي تبيع الرنات الدينية والادعية والاذكار، ظهرت على الساحة اكشاك الفتوى في قاهرة المعز. الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية في الازهر الشريف محيي الدين عفيفي ادلى بتصريحات صحافية في هذا الشأن قائلا «إن هدف أكشاك الفتوى في مترو الأنفاق هي حماية المواطنين من المتشددين والتكفيريين». واضاف «أن الهدف من هذه الأكشاك، مواجهة فوضى الفتاوى المغلوطة باسم الدين، ومواجهة الفكر المتطرف الذي يتعسف في تفسير النصوص الدينية، والالتحام بالجماهير، وقطع الطريق على أدعياء الدين». وهنا لابد ان نسأل وكيف يتم ذلك؟ ليكون جواب الازهر كما في كل مرة يتم الحديث فيها عن تجديد الخطاب الديني «ان الناس تأخذ فتاواها من الزوايا والجوامع الصغيرة في الاحياء، ومن مشايخ قد يكونون متشددين أو غير مؤهلين للفتوى اصلا، لانهم لم يدرسوا في المعاهد والجامعات الدينية الرسمية، أو قد يأخذ الناس معلوماتهم من الفضائيات المتشددة التي غزت الساحة الاعلامية».
وهنا لابد ان نسأل، هل يلجأ الناس لهذه الاكشاك؟ ولماذا؟ وعن اي شيء يستفتون؟ ويجيب الشيخ أحمد رمزي احد المفتين في كشك محطة رمسيس «معظم القضايا التي يطرحها الجمهور عميقة ومؤثرة في حياة الكثيرين»، مضيفا أن «الإقبال على لجنة الافتاء كثيف، إذ يزيد ما يعرض علينا يومياً عن ثلاثين فتوى، ويطلب بعض أصحابها الحصول على فتواه مختومة بختم الأزهر».
من جانبه يرى الدكتور عمار علي حسن، أستاذ علم الاجتماع السياسي، إن فكرة الالتقاء بالناس او النزول لهم عبر تجربة الاكشاك هي «طريقة تقليدية عفا عليها الزمن، وعلى المؤسسة الدينية اتباع أساليب أكثر حداثة للوصول إلى عموم الناس». وأضاف في لقاء مع تلفزيون BBC أن «التنظيمات الإرهابية لم تعد تعتمد في الغالب على علاقات الوجه للوجه لنشر أفكارها، بل باتت تعتمد كثيرا على الوسائل الأحدث، خصوصا في تجنيد الشباب، كشبكات التواصل الاجتماعي ومواقع الجهاديين على الانترنت باتت امرا معروفا في هذا الشأن». وأشار إلى أن محاربة الفكر المتطرف تأتي من خلال «زيادة جرعة الثقافة والوعي والتفكير العلمي في مناهج التعليم بمصر، والوقوف بوجه فوضوية وعبثية وسائل الإعلام المليئة بالغث الذي تقدمه للجمهور».
ان المشكلة الحقيقية التي تعاني منها مجتمعاتنا المأزومة اليوم هي الربط الزائف بين الاخلاقي والديني بطريقة غير منطقية لا يمكنها تفسير ظاهرة ازدياد الانحلال والتفكك الاخلاقي، مع كل الانتشار الشكلي لمظاهر التدين في مجتمعاتنا، فمع انتشار التشدد في تطبيقات التدين من انتشار مظاهر الاسلمة، مثل الحجاب واللحى والجلابيب وارتياد أماكن العبادة، الا اننا نجد ان الغش والسرقة وعدم الالتزام والتحرش الجنسي وازدياد حالات القتل والاغتصاب تتزايد بشكل مرعب في مجتمعاتنا، فإذا كان تديننا لا يحد من التردي الاخلاقي الذي تعيشه مجتمعاتنا، فعن اي دين نتحدث؟
كاتب عراقي

ثورة السيقان أزمة مجتمعاتنا

صادق الطائي

المفاوضات الناجحة وفن التحايل

Posted: 25 Jul 2017 02:12 PM PDT

وثّقت الصحافية الكندية ناومي كلاين لحظة مصارحة استثنائية أدلى بها دونالد ترامب عام 2011، وصف فيها الاتفاق الذي عقده مع طاغية ليبيا آنذاك معمر القذافي بأنّه كما يلي: «قمت بتأجير قطعة أرض له. وهو قام بدفع تكاليف استئجارها لليلة واحدة، بما يفوق فعلياً ما تستحقه الأرض كلها إن استأجرها لسنة واحدة، أو حتى سنتين، ولكنني بعد ما دفع الإيجار لم أتركه ليستخدم الأرض. هذا هو ما يجب فعله. لا أريد استخدام فعل (خوزق) في كلامي، ولكني فعلاً خوزقته. وهذا ما يجب أن نقوم به دائماً». في إشارة ضمنية للعرب عموماً والأغنياء منهم بثرواتهم الطبيعية الآيلة للنضوب خصوصاً.
وفي موقع آخر من الكتب التي أصدرها ترامب عام 2008 بعنوان: «فكّر بعظمة» شرح ترامب فلسفة فن المفاوضات الذي يتبناه للوصول إلى اتفاقات ناجحة برأيه، بقوله: «تسمع كثيراً من الأشخاص يقولون بأن اتفاقاً عظيماً يكمن في فوز الطرفين بتمامه. هذا هراء بالمطلق، في أي اتفاق ناجح أنت تربح وليس الطرف الآخر. أنت تقوم بتهشيم نظيرك في التفاوض وتخرج بنتيجة فضلى لك». وفي تكثيف غير موارب لفلسفته المتعلقة بالذهب الأسود في أرض العرب، أشار ترامب إبان حملته الانتخابية في العام المنصرم، بأن المنطق يقتضي «بأن تحتل الولايات المتحدة الأراضي العراقية التي تحتوي على النفط، وتستولي على ذلك النفط كله. فالمنتصر يستولي على الغنائم كلها». وهو ما قام بتحليله – بمعنى تحويله حلالاً من الناحية الأخلاقية والقانونية– مستشاره القانوني ومنظّر قانون حظر دخول المسلمين الولايات المتحدة رودي جولياني، بأنه «ليس مخالفاً للقانون، حيث أن كل شيء قانوني ومشروع في الحرب». وهو مضمون الحرب في فلسفة الساسة الأمريكان، الذي طالما تحول وتمطط ليتناسب مع متطلبات الحاجة الراهنة لضمان توطيد كل ذلك «القانوني والمشروع» في وقت الحرب. فهي تارة حرب باردة، وتارة حرب على مهربي المخدرات، وحيناً حرب على ليبيا أو بنما أو نيكاراغوا أو كوبا، أو حتى على تلفيقات الاستحواذ على «أسلحة الدمار الشامل» كما كانت الحال عليه في حكاية العراق المهيض الجناح، و أخيراً مسلسل الحرب على الإرهاب بإصداراته التي لا تنضب، ابتداءً من أولها المعنون «بالحرب على تنظيم القاعدة»، وثانيها عن «النزال مع داعش»، وصولاً إلى آخر تفتقاتها الفانتازية بالحرب على «إرهاب قطر». قد تنطلي على غرّ توليفة «اختلاف التوجهات في الإدارة الأمريكية» بين ترامب الذي احتفى بكونه مهندس فكرة الحصار على قطر لتمويلها «الفكر الأصولي علَّ ذلك يكون بداية نهاية رعب الإرهاب»، ووزير خارجيته ريك تيليرسون الذي ظل يشغل منصب رئيس كبرى شركات النفط أمريكياً وعالمياً «إكسون موبيل» قبل توليه حقيبة الخارجية – وتلك قصة أخرى تستدعي تفصيلاً لها في موضع آخر– وتبني لهجة تصالحية أكثر وميلاً لفظياً فقط للتقريب بين الأفرقاء، ومفاوضاته التي لم تختلف في جوهرها عن فلسفة ترامب في فن مفاوضات «الخوزقة»، فأرسى ركائز اتفاقات سوف تصل قيمتها السوقية إلى 360 مليار دولار، خلال عشر سنوات من المملكة العربية السعودية فقط، بحسب الصحافي المخضرم في صحيفة «الأندبندت» روبرت فيسك، وغيرها من المضمر في كواليس أشقاء الأمس أعداء اليوم، وتمكن من الاستحواذ عليها «بمفاوضات ناجحة» صهر ترامب جارد كوشنر، اليهودي الصهيوني المتزمت، مهندس زيارة ترامب الأخيرة إلى الرياض، وما تمخّض عنها من صفقات مهولة لشراء الأسلحة من الولايات المتحدة بحسب صحيفة «نيويورك تايمز»، وما توازى معها من إبراز للبَرِيِةِ والنَظَّارَةِ في كل أصقاع الأرضين لإحسان العرب المسلمين المنقطع النظير، الذي أفصح عن نفسه من دون مواربة في تبرع السعودية والإمارات متكافلين بمبلغ متواضع قدره 100مليون دولار للمشاريع الخيرية لابنة ترامب وزوجة كوشنر إيفانكا، الذي تفاخر ترامب نفسه بمباركته لاعتناقها اليهودية، كتوثيق على «محبته العميقة للشعب اليهودي». خلال مؤتمره الصحافي الأخير مع نتنياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني، الذي احتفى مؤخراً باستقبال كوشنر نفسه كمبعوث خاص للرئيس ترامب لشؤون «عملية السلام في الشرق الأوسط»؛ وحال المصلوبين المعذبين المقهورين في غزّة الثكلى تكثيف بليغ لمَوَاتِها قبل أن تولد، التي لا عِتْقَ لها منه إلا بما شاء كوشنر، وهو الموغل في «طهرانية التبرع والإحسان» السخي الذي لم ينقطع لدعم المستوطنات الصهيونية في الضفة الغربية بحسب صحيفة «واشنطن بوست».
ولا يفوتنا في هذا السياق استذكار صورة إيفانكا بنت ترامب نفسها وزوجته ميلانيا اللتين بدتا في ما وصفته صحيفة «لوس أنجليس تايمز» بأنه «مفارقة صارخة» حينما التزمت الأخيرتان بتغطية رأسيهما في لقائهما مع بابا الفاتيكان، في سياق رحلة عودتهما من زياتهما لأرض الحرمين الشريفين، ورفضهما لذلك قاطعاً إبان جولتهما في الرياض، بين طوفان من الذكور لم تكن بينهم امرأة واحدة، في ما بدا وكأنه «رسالة احتقار» لتقاليد البلد المضيف وعقيدته الوَهّابية الراسخة.
المصدر الوحيد للشرعية لأي سلطة هو الشعب نفسه من عهد حمورابي البابلي، وسقراط اليوناني، وكونفوشيوس الصيني، وبوذا الهندي؛ وسوى ذلك من محاولات للالتفاف على تلك الحقيقة المسلّمة بها، التي لخصها إسلامياً عمر بن الخطاب رضي الله عنه سالفاً بقوله «أيّها الناس من رأى منكم فيَّ اعوجاجاً فليقومني… الحمد لله الذي جعل في رعية عمر من يقوم اعوجاجه بحد السيف»، وهو القول الصدوق الذي يتناقض جوهرياً مع سياسات تكميم الأفواه المنتقدة لاشتباك الأشقاء العرب في ما بينهم، والتهديد بزجها في غياهب السجون إن أبدت تعاطفها مع الشعب القَطَرِيِّ وليس مع كوشنر و»كيانه الصهيوني» و»مفاوضاته» البناءة في منطقة «الشرق الأوسط». الحق أنّ السبيل الأوحد الذي لا سبيل غيره لتوطيد أي سلطة حاكمة هو استقواؤها بشعبها وليس على شعبها، وسوى ذلك فلن نرى سوى مزيداً من انغماس العرب في «مفاوضات ترامب الناجحة وإبداعاته الخازوقية».
كاتب سوري

المفاوضات الناجحة وفن التحايل

مصعب قاسم عزاوي

فـلسـطين… فـي بـالي يا وطـني

Posted: 25 Jul 2017 02:12 PM PDT

طال الأمد طال يا مُنيتي، وبتُ أخشى أن تأتي المَنية قبل أن أراكِ؛ غزا الشيب رأسي ولا أرَى في المرآة سوى طفل لايزال يمنّي النفس بالعودة اليكِ يوما؛ يزهو بين المروج والكروم وبساتين التين والبرتقال؛ يتسلّق هضبات كساها الزعتر والميرامية.
يا أمي أشتاق إلى بيت جدّي وحقول القمح الذهبية الراكعة قبل شروق الشمس و حين غروبها؛ أشتاق لحارتنا وضجيج المّارة وصوت الآذان والقرآن وقرع أجراس الكنائس؛ أزقتنا العريقة ومحلّات النحاس والزرابي؛ حُليّك وفساتينك المطرزة بكل لون بهيّ، حلوى العيد وتقبيل الجباه الصامدة؛ رمضان والمسحراتي المسيحي إبن وطني، قصائد محمود درويش، وروايات غسّان كنفاني العائد إلى حيفا أتوسدها حين أغفو في قيلولتي تحت شجرة الزيتون الباسلة؛ قهوة أمي بالهال وخبزها الطازج من فرننا الحجري؛ تبيت ُ حروفي سكرى من ذكراك يا وطني؛ لله درّك ما أصبرني على فراقك كل ّ هذه السنين.
أشتاق لشقاوتي مع خلاّني وحروب داحس والغبراء، بطولاتي حين أُسقط وليد وأُشبعه ضربا؛ إزعاج الجيران؛ إختلاس النظر حين تجتمع النسوة في المناسبات ورؤية حسنهنّ وضحكاتهنّ ورقصهنّ …. متى أعود متى؟
أشتم رائحة البحر الآن، تجتاحني أمواج الحنين إلى بحرك؛ فلا بحر كبحرك ولا سماء كسمائك … أعياني الإغتراب والترحال بين بلاد الناس يا وطني؛ درست وعمِلت وجنيتُ رزقا وبنيت بيتا لصغاري؛ لكنّي في غربتي هذه؛ كمن لا أرض يمشي عليها ولا سماء تظلّه؛ لم يغنيني شيء عنك؛ أُمضي يوما من أيامي أقلّب بين الصفحات أبحث عن أخبارك؛ هذا خبر عن أقصانا وشهدائنا في باحاته؛ تغلي الدماء في عروقي ويكبّلني البعد وقلّة الحيلة؛ وأتذكّر أيام المقاومة؛ يوم كنّا صفا واحدا؛ أنظر إلى الندوب التي بقيت في جسدي تذكّرني بالذي مضى من المقاومة والكفاح ؛ خيارنا الذي زهد فيه دهاة «الكفاح السياسي» أصحاب الّنفَس الذي لا ينقطع؛ المقاومون بالمفاوضات التي أجهزت على مُدنِنا وقُرانا وكبّلتها بسلاسل المستوطنات؛ فصـرنا مساجين في وطننا؛ هذا صهيوني في أحد شـوارعنا يشـمت فيـنا بمكـبر الصـوت يقول:
وين الملايين؟ الشعب العربي وين؟ الحكومات العربية صارت معنا ولم يبقَ أحد يؤمن بالقضية الفلسطينية؟
وذاك مستوطن آخر يرقص على أنغام عبد الحليم حافظ؛ فأرض الكنانة أستبيحت وباع المشير بها وإشترى، أمّا الطامة، تفهّم حكومة بلاد الحرمين لسياسة «إسرائيل» حين وضعت جـدارا إلكترونيا لتفتـيش الفلسـطينيين في الأقـصى أولى القبلتين وثالث الـحرمين الشـريفين.
أخبار كثيرة تغُمّ نفسي وتحرق قلبي عليكِ يا زهرة المدائن؛ فكيف السبيل إليكِ في ظلّ كل هذا خبّريني؟
معركة يشعلها الشباب المقاوم في الداخل؛ معركة السكاكين؛ إمّا هُم، أو نحن فوق ترابنا الطاهر؛ لن تحرّر فلسطين إلاّ من الداخل؛ باتت هذه القناعة المخرج الوحيد بعد ستين عاما ويزيد من إنتظار المدد من الذين مدّوا الأفغان والشيشان بسيول من الأنفس المتعطّشة للجنان والجواري الحِسان؛ من القوميين الجُدد؛ الذين أنشدوا بلاد الفُرس أوطاني، وآثروا بين محتل أمريكي ومحتل روسي، المحتل الأخير، أولئك الذين غلبت عليهم طبيعتهم القابلة للاستعمار فلا يحلو لهم العيش إلاّ في كنف الوصاية، أولئك الذين ضاعت بوصلتهم وإلتبست عليهم الجغرافيا، فذادوا عن حِمى الأسد، وفلسطين معركة مؤجّلة إلى حين إذن القائم في قُم.
وشعوب عربية خدّرتها الصورة فلم تعُد تقوى على ذِكّر حقوقها؛ فكيف ستتذكرنا؟
ماذا بعد أن حاصرنا القريب قبل العدو ؟ ماذا بعد أن سمّيت المقاومة إرهابا؟
أرواح ظمأى يا وطني لن ترويها سوى الشهادة في سبيل حريّتك؛ لا يليق بك يا وطني غير قرابين من دماء زكية روت ثراك فأينعت نخوة وشهامة؛ لن تهدأ الأرواح المتمردة التي تنازع في بدن يأسرها، حتى تطرد آخر صهيوني من ترابها؛ لا مكان لهم بيننا؛ هذه الأرض تلفظهم أولئـك القتلة المعتدين؛ لن يُطوى ملف القضية وإن إجتمعت الإنس والجن على طيّها؛ معركة فـلسطين، معركة الحق والباطل الأخيرة؛ لن تكون الغلبة إلاّ لنا نحن أصحاب الأرض؛ وإن تبنّى العالم بأسره خرافات كتبها الحاخامات بأيديهم، وقالوا على الله الكذب. إن بقيت لي دعوة واحدة عند الله مستجابة، فلن تكون غير أن أرتمي في ثراك شهيدا مسجّى يا وطني؛ لتحيا حُرًا كما ينبغي لجلال مجـدك وعنـفوان أبطـالك.

كاتبة من الجزائر

فـلسـطين… فـي بـالي يا وطـني

منى مقراني

«وصفولي الصبر» مدخل إنساني جديد في مسرح لينا أبيض: حرب النساء مع السرطان والمجتمع وجحود الأزواج

Posted: 25 Jul 2017 02:01 PM PDT

بيروت – «القدس العربي» : «وصفولي الصبر» عرض مسرحي اتخذ من عيادة طبيب أمراض الدم والأورام منصته. خلاله يشعر المتلقي بأنفاس الممثلات والممثل الوحيد وكأنه ملاصق له. فقد قررت المخرجة لينا أبيض إلغاء المسافات بين الجمهور ومجسّدي عرضها الجديد غير المسبوق عربياً. هن نساء بحن بتجاربهن مع داء السرطان. تجارب من لحم ودم ووجع سمعتها عبير همدر فكتبت نصاً يختصر عذاباتهن. عذابات النساء مضاعفة، فإلى المرض وعلاجاته المضنية، تعاني النساء من تنكر أزواجهن لهن، وهو أشد ألماً من مواجهة المرض وجهل المجتمع.
من طقوس «وصفولي الصبر» أنه عرض ينطلق من لحظة ولوج المسرح. مشاعر ضاغطة تتراكم بالتدريج قبل أي كلام. شعر طويل متساقط تكوم مباشرة أمام الجمهور، صالون عيادة يُعلن عن نفسه بالتجسيد الحي. خلايا سرطانية تتشابك وتلاصق مكتب السكرتيرة الفارغ من شاغلته، ويتكرر التشابك عينه في حيز آخر ودائماً بالألوان للتفريق بين نوع وآخر.
المقاعد تتسع لعدد كبير من المنتظرات، شغلتها علية الخالدي «منى»، وسيف أحمد «أبو فراس». في غفلة عين صارتت لينا أبيض في مقعد السكرتيرة وانهمكت مباشرة بالتهام التفاح المتواجد أمامها بتركيز واهتمام وتصميم.
ولا شك أنها تركت ألف سؤال وسؤال، فالنساء تحملن ذاكرة سلبية مع التفاح تعود لبدء الخليقة. ليس التفاح وحدة من المستجدات المثيرة في توقيع لينا أبيض الجديد، إليه أضيف مسرح يحمل دلالات متعددة.
لجأت مصممة الديكور هنا فاخوري إلى النايلون، فشكل مساحة فاصلة بين منصة هي مسرح الحدث، وأخرى محيطة دار فيها حدث آخر. إنها مي أغدن سميث الأستاذة في الحركة والتعبير الجسدي، تتلوّى من جسد منهك، سقطت، ووقفـت بإصـرار، فخـيارها الصـمود.
في عرض «وصفولي الصبر» المرأة هي الحكاية. المرأة بما هي إنسان، وبما هي كائن هش أو قوي في مواجهة المصاعب. والأهم أنها مع إكتشاف السرطان هي الإنسان الجميل المستهدفة مكامن جماله وجاذبيته بما لا يرحم. فيديو لدقائق اختصر بحراً متلاطماً من الأسى والحزن.
إنها الممثلة العراقية نماء الورد تتحضر للمواجهة مع العلاج بعد استئصال الثدي. من خلال فيديو تتفحص شكلها، تلامس شعرها وكأنها تلقاه للمرة الأخيرة، ومن ثم تبدأ قصه ورميه أرضاً. إلى جانب حضورها المؤثر في العمل ككل جسدت نماء الورد مشقّات العراقيين مع الأورام في ظل الحصار وحكم صدام، وانتشاره المخيف بعد الاحتلال الأمريكي. نماء الورد ليست حالة طارئة على مسرحية تعرض في بيروت. فمن يعرف حياة المدينة وضواحيها جيداً يعرف أن العراقيين المرضى بالسرطان يشغلون مستشفيات الحمرا الكثيرة وغيرها. نماء الورد الممثلة شكلت استضافة راقية إنسانياً وفنياً في مسرح لينا أبيض.
وبلهجتها العراقية القوية باحت بما للمرأة من صلات ايروتيكية بالثدي. وباحت بذاك القهر الذي تعيشه النساء مع السرطان اللئيم في اختياره للمواقع. قالت «الهام» نماء الورد لسائلتها عن مكان وجود المرض لديها: «وصل حتى خشمي». «ليش ما عملتي ماموغرافي»؟ الماموغرافي دلع غير ممتوفر للعراقيات، تجيب «الهام».
الانتظار الضاغط جداً هو سيرة العرض الأولى إنما «وصفولي الصبر». ابو فراس وجد الحل عبر الراديو يتسقط أخبار الحرب في سوريا ويسمع أم كلثوم في أغنية «دارت الأيام». علية الخالدي وجدته بالقراءة المتخصصة. إنها رواية لكاتبة عاشت صراعاً مع السرطان، تروي بحس أدبي رائع علاقة المرأة مع النهد. تتأمل «منى» النص، وتختار جملاً وتعلقها على جدار الانتظار في العيادة. هي امرأة متحالفة مع الأمل بالشفاء، تتعامل مع مرضها بسلام داخلي يصح أن يصبح درساً.
عندما تدخل «سلام» بتوترها طلباً للمعاينة تظهر الحالة المناقضة لـ «منى». «منى» و «سلام» هما طرفا نقيض، ماء ونار. قبول ورفض للمرض وحتى اسمه صار «التهاب صغير بصدري». هي معاناة امرأة تجاهد لتحتفظ بما تبقى لها من زوجها. تضامنه معها تجلى بقسوة مطلقة، «بدو البس بيروكة شقرا لكون مثل الشراميط اللي بيخوني معن».
وإن شكل «أبو فراس» صورة للألم العربي المستوطن مرضاً وأرضاً وسياسة، فتجليات هذا الألم تعلن عن نفسها حين تنفجر السكرتيرة بالمريضة لتخبر سيرتها مع التفاح الذي أضاعت طعمه بعد العلاج الكيميائي. تأكله علها تكتشفه من جديد، ولم تصل بعد إلى ما تنشده.
«وصفولي الصبر» عرض مسرحي جديد أطلقته المخرجة لينا أبيض في صالة نهى راضي «فنانة تشكيلية عراقية» في مسرح المدينة. عرض يجسد تجارب نساء عربيات مع مرض السرطان، كتبته عبير حمدار بالتعاون مع طلاب من الجامعة اللبنانية الأمريكية. عرض مسرحي متكامل نصاً وتجسيداً. تمكنت معه لينا أبيض من ابتكار وسائل جديدة في ملامسة مشاعر المتلقين. والأهم أنها أتاحت إطلاق مشاعر دفينة لدى النساء حيال مرض يصيب مكامن جمال أثيرة لديهن هي الشعر والنهد. عرض تماوج بين الواقع والخيال والابتكار المسرحي.
مشاهد تسللت إلى المتلقين وأشركتهم في حوار حول عدو شرس، يزداد شراسة حين تُترك النساء والزوجات تحديداً لقدرهن بالمواجهة. فكثر من تنكروا لزوجاتهم بعد المرض، وثمة نساء تنكرن لأزواجهن لكنهن قليلات. بدأت العروض في 21 الجاري وتستمر حتى 31 منه، ومعها تضيف لينا أبيض جديداً إلى مسيرتها المتواصلة في ضرب الحديد حامياً منذ أكثر من سنتين. منذ «نوم الغزلان» إلى «قفص»، ومن «ألاقي زيك فين يا علي» إلى «ما فينا ندفع! ما لح ندفع»، وصولاً إلى «وصفولي الصبر». مع لينا أبيض ننتظر دائماً موضوعاً إنسانية درامياً بمعالجة فنية راقية.

 

«وصفولي الصبر» مدخل إنساني جديد في مسرح لينا أبيض: حرب النساء مع السرطان والمجتمع وجحود الأزواج

زهرة مرعي

الدوري الاسباني: رونالدو يكشف قراره الأخير حيال البقاء أو الرحيل!

Posted: 25 Jul 2017 02:00 PM PDT

مدريد – د ب أ: أكد النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو أنه سيبقى مع ريال مدريد لحصد المزيد من الألقاب.
وقال: «الفوز بالألقاب المهمة مع النادي الموسم الماضي كان أمرا رائعا، مثله مثل الألقاب الشخصية، القيام بذلك مرة أخرى سيكون شيئا جيدا». وكانت صحيفة «إيه بولا» البرتغالية قبل شهر أعلنت أن رونالدو (32 عاما) يرغب في الرحيل عن الريال بعد اتهامه بالتهرب من تسديد 14 مليون و700 ألف يورو للضرائب الأسبانية. ولم يكشف رونالدو قراره النهائي وقرر الذهاب في عطلة بدون الاجتماع بمجلس إدارة ريال مدريد للتفاوض حول مستقبله، بيد أنه مع مرور الوقت أعرب النادي الأسباني عن شعوره بالهدوء حيال الأمر، كما أكدت الصحافة الأسبانية أنه سيبقى في النادي المدريدي. وختم رونالدو قائلا: «عليك أن تعمل بجد عاما تلو آخر، سأستمر في القيام بهذا، كرة القدم هي حياتي وشغفي الأول».

الدوري الاسباني: رونالدو يكشف قراره الأخير حيال البقاء أو الرحيل!

وزيرة المرأة: ثلاث تونسيات يتعرضن للاغتصاب في كل يوم

Posted: 25 Jul 2017 02:00 PM PDT

تونس ـ «القدس العربي» من حسن سلمان: قالت وزيرة المرأة التونسية نزيهة العبيدي، إن ثلاث نساء يتعرضن للاغتصاب بشكل يومي في البلاد.
وخلال جلسة برلمانية مخصصة لمناقشة مشروع قانون للقضاء على العنف ضد المرأة، دعت العبيدي إلى الحد من ظاهرة العنف ضد المرأة، مشيرة إلى أن الوزارة وضعت استراتيجية كاملة حول المرأة التونسية تتضمن عدة قوانين من بينها قانون يتعلق بالأمومة والأبوة ضماناً للتوزان داخل الأسرة.
وأضافت: «قمنا بإحداث 1223 مشروعا مخصصا للمرأة، ونامل في إغلاق جميع مراكز الإيواء (المتعلقة بالنساء) وتحويلها الى مؤسسات ثقافية»، كما أشارت إلى أن الوزارة تسعى لتشييد متحف خاص بالمرأة.
وتشير الإحصائيات الرسمية إلى أن 47 في المئة من النساء في تونس تعرضن خلال حياتهن لأحد أنواع العنف (النفسي والجسدي والجنسي).
وكانت وزارة المرأة أطلقت حملة توعية جديدة بعنوان «يزي ما تستكتش… اتكلم» (يكفي لا تصمت… تحدّث) بهدف تشجيع النساء على الإبلاغ عن حالات العنف التي يتعرضن لها، و»تكريس ثقافة اللاعنف ورفع درجة الوعي لدى مختلف الفئات حول خطورتها».

وزيرة المرأة: ثلاث تونسيات يتعرضن للاغتصاب في كل يوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق