تتقرّب دول عربية لإسرائيل فتتفاخر بريطانيا بتأسيسها Posted: 01 Nov 2017 03:29 PM PDT تبارى قادة حزب المحافظين البريطاني الحاكم، في الافتخار بدور بلادهم في تأسيس دولة إسرائيل، وستكون رئيسة الوزراء بانتظار ضيفها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للاحتفال اليوم بمئوية وعد بلفور، الذي يعتبره الفلسطينيون الأساس السياسي الذي قامت عليه دولة إسرائيل. أما وزير الخارجية بوريس جونسون فنشر مقالا في جريدة «يديعوت» يتذكر فيه كيف تطوع للعمل في كيبوتز خلال شبابه ورأى خلال «معجزة إسرائيل»، و«فوق كل شيء، الهدف الأخلاقي غير القابل للشك: توفير وطن آمن ومحم للناس المضطهدين». في مقاله المذكور، يحاول جونسون موازنة الكارثة المذهلة في كلامه عن «هدف أخلاقي» من تأسيس إسرائيل بـ»إبداء الحساسية العميقة تجاه معاناة أولئك الذين تأثروا واقتلعوا نتيجة لولادة إسرائيل» وبإبداء تحفظ على الجزء الآخر من تصريح بلفور الذي يرفض «المس بالحقوق المدنية للجاليات غير اليهودية الموجودة»، لأن هذا الجزء من الوعد «لن يتحقق بكامله». لا ينتبه جونسون، الذي تجري في جسده دماء أسلاف بريطانيين وألمان وسويديين وروس وأتراك (جّده يدعى عثمان علي بيه)، إلى أن تصريح سلفه الذي جلس على كرسيّه في وزارة الخارجية البريطانية، قد أحال أصحاب البلد الفلسطينيين، والذين كان تعدادهم قرابة 750 ألف نسمة، إلى «جاليات غير يهودية»، وأن تفضّله عليهم بتعهد عدم المس بحقوقهم المدنية والدينية أغفل حقوقهم السياسية التي يفترض أن تضمن لهم حكم بلادهم، وأن تأسيس تلك «الأمة العظيمة»، كما يسميها، والتي أصبحت «ديمقراطية ليبرالية»، حوّل غالبية الفلسطينيين إلى لاجئين في بلدهم وخارجها، وجعلهم الشعب الوحيد في العالم الذي لا تمثّله دولة معترف بها أممياً حتى الآن. تتجنّب السردية البريطانية التي تمزج بين العواطف والدبلوماسية لمس قضيتين تاريخيتين مهمّتين: الأولى هي أن «وعد بلفور» جرى في سياق الحرب العالمية الأولى ورغبة لندن بكسب يهود العالم إلى صفّها (من دون أن يخلو الأمر من أوهام استشراقية ودينية تستعيد الحروب الصليبية ووعد يهوه لشعبه المختار)، والثانية هي أن يهود بريطانيا اعتبروا المشروع تحقيراً لهم ورغبة في تخليصهم حقوقهم السياسية التي اكتسبوها كبريطانيين. الفخر البريطاني الحالي يستند بالأحرى إلى مواضعات سياسية جديدة يتداخل فيها الوزن العسكري والأمني والسياسي والمالي لإسرائيل، التي فرضت نفسها بالقوة ممثلة ليهود العالم، مع جوّ الصراع المحموم مع العالم الإسلامي الذي حوّل الكرة الأرضية إلى مجال مفتوح لـ«الحرب على الإرهاب»، كما زرع، من جهة أخرى، عواصم العالم بالرعب والعمليات الانتحارية اليائسة، إضافة، طبعاً، إلى التلاشي الرهيب لقوّة سياسية عربية توازن الخلل الكبير الحاصل. وفي الاتجاه المقابل لحكومة لندن قامت مبادرات شعبية بريطانية للاعتذار للشعب الفلسطيني ومنها قيام وفد من 60 شخصاً بالسير على الأقدام نحو ستة أشهر قاطعا آلاف الكيلومترات عبر 11 بلداً وصولاً إلى فلسطين لتقديم «براءته من وعد بلفور» والاعتذار نيابة عن الشعب البريطاني. وهذا يأخذنا بالتأكيد لمقارنة ما تقوم به الدول العربية تجاه إسرائيل، حيث تتوارد يوميّاً أخبار وأفعال مسيئة حقّاً للعرب وليس للفلسطينيين فحسب من قبيل اعتذار الإمارات عن عدم مصافحة لاعبيها للاعبين إسرائيليين، وزيارة «المسؤول السعودي الكبير» إليها، واعتقال نشطاء مغاربة لدعوتهم لمقاطعة إسرائيل، وتودّد أمير البحرين لإسرائيل ودعوته مواطنيها لزيارة بلاده، إلى آخر سلسلة طويلة من هذه الوقائع التي هي، في الحقيقة، أحد أهم الأسباب التي تدفع رئيسة الوزراء البريطانية إلى هذه الصفاقة السياسية غير المعهودة في تجاهل حقوق الفلسطينيين والتباهي بدور بلادها في إنشاء إسرائيل. تتقرّب دول عربية لإسرائيل فتتفاخر بريطانيا بتأسيسها رأي القدس |
وعود بلفور والبلفوريين المستمرة Posted: 01 Nov 2017 03:29 PM PDT منذ صدوره قبل مئة عام، ظلّ إعلان وعد بلفور يتكرر كل صباح، نشيدا أسود، على أبواب بيوت الفلسطينيين داخل وطنهم، وفي منافيهم، وتحت شبابيك العرب، من دون توقف. في مثل هذا اليوم أعلن بلفور وعده الجائر، وإن كان حمل اسمه، إلا أن وراء الوعد والتحضير له، قوى كثيرة، مهّدت الطرق كلها، وقاتلت من أجل أن يتحقق، وفي النهاية كان لا بدّ لبلفور أن يذيّله بتوقيعه. وعلى الجانب الآخر، كان هنالك الضعف والهزال، والدول المريضة، والحياة السياسية المنهكة، والجهل، وذلك الإيمان الأعمى الذي يتحصّن خلفه أصحاب الحق، وهم يطمئنون أنفسهم، مسلَّحين بمقولة: أن الحق لا بدّ أن ينتصر. كان يمكن أن ينتهي وعد بلفور، ويموت في اليوم الذي ولد فيه، كما ماتت قرارات دولية أكبر، وكما ماتت توصيات، وتصريحات، ومخططات أعدَّت في السرّ وفي العلن؛ لكن كل ما أحاط بالشعب الفلسطيني، من داخله ومن خارجه، كان يعيد تجديد صدور الوعد المشؤوم بلا توقف، ويمدّه بأسباب الحياة اللازمة لكي يتحقق، بل ويُنتج وعودًا بلفورية، ستحمل أسماء أخرى،ولكنها تنتمي وراثيا إلى الوعد الأول، برغم اجتهاد أصحابها في البحث عن مسمّيات مبتكرة لها: انقسامات القيادات الفلسطينية، المتمثلة في صراع العائلات الكبيرة، خلال العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي، كانت تمهد الطريق لتحقق وعد بلفور. سرقة ثورة الشعب الفلسطيني الكبرى عام 1936، كانت وعد بلفور. الثورة الفلاحية التي أجبَرت كثيرا ممن يرتدون طرابيش الباشاوات أن ينحنوا لرياحها في المدن. سرقة هذه الثورة والالتفاف والتآمر عليها داخليا وعربيا، مهّد الطريق لبلفور ووعده،حين تحالفت الطرابيش مع الأنظمة العربية، رؤساء وملوكا. في اليوم الذي توقفت فيه ثورة 36 ، تحت ضغط وعود عربية مزيفة، ولِدت النكبة وتحققت، وليس في عام 1948، ووجد وعد بلفور الكمية الكافية من الهواء لكي يتنفس، ويعيش، بمجرد انتهاء الثورة. إن إنهاءها بتحالف رسمي عربي، كان أول تدخل سافر للأنظمة العربية ضد حرية فلسطين واستقلالها، ودعما مباشرا لأعدائها. كان إعلان قيام دولة صهيونية بعد ذلك، نتيجة من نتائج إنهاء الثورة، لكن النكبة كانت بحاجة إلى تدّخل جراحي أخير، لا لإنقاذ فلسطين، بل لإتمام مراسم تسليمها للصهيونية، حين تحركت جيوش عربية لدول مُستعمَرة، من الإنكليز بشكل خاص، لتحارب وعد الإنجليز لليهود بإقامة وطن قومي لهم! وكان على الفلسطينيين البسطاء الذين صودرت أسلحتهم من قبل الجيوش العربية الزاحفة أن يصدّقوا، رغما عنهم، أن دبابات هذه الجيوش وطائراتها، ستحقق على الأرض نتائج لا تستطيع بنادقهم العتيقة ورصاصهم القليل تحقيقها! مطاردة الفلسطينيين، وسحقهم في الخمسينيات في أماكن لجوئهم، وفيما تبقى من وطنهم، كان وعد بلفور جديد، وحرب حزيران التي جاءت لتسليم ما بقي من أراضي الفلسطينيين، ومناطق شاسعة من الأرض العربية للدولة الصهيونية، عززت وعد بلفور ببنود جديدة، تشمل ما لم يشمله من أراض. كل محاولات سحق الثورة الفلسطينية، والمجازر التي ارتُكبت بحق الفلسطينيين، حدثت لتكريس وعد بلفور، ووقوع الثورة الفلسطينية نفسها في مستنقع تمييع الحق، وطرح المبادرات لإيجاد حلّ عادل للقضية! كانت وعودُا تعزز في جوهرها الوعد المشؤوم، هذه المحاولات التي ظلت تتردد ويدافع أصحابها عنها، إلى أن تم تكثيفها في وعد جديد مقيت، هو اتفاقية أوسلو، التي هي وعد بلفور جديد، ما كان يمكن أن يتحقق إلا بعد سرقة انجازات الانتفاضة الأولى وانتصاراتها، سرقة أعظم ثورة شعبية في تاريخ الفلسطينيين منذ ثورتهم المسروقة الأولى عام 36. كان الشعب الفلسطيني قد استطاع لأول مرة في تاريخه أن يوجد مؤسساته البديلة عن مؤسسات الاحتلال، وأن ينجح في تنظيم ثورة طويلة، تستمر سنوات، لكن، لا البلافرة الجُدد! ولا الدولة الصهيونية، ولا تلك القيادات الفلسطينية التي وجدت نفسها بعد بيروت، أسيرة المنافي، في العواصم القريبة والبعيدة، كان يمكن أن يقبلوا بهذا. كل هؤلاء، كانوا يدركون أن الانتفاضة استطاعت تجاوزهم، وتجاوز بلفور والبلفورية، وما كان من الممكن أن يسمحوا لها أنت تنتصر. اتفاقية وادي عربة، وقبلها بكثير اتفاقية كامب ديفيد، تصديق على وعد بلفور وتوسيع سافر لبنوده. الأنظمة العربية التي كتمت صوت كل من وقف إلى جانب فلسطين، وقضيتها العادلة، ولاحقته؛ الأنظمة التي أعلنت الأحكام العرفية، وأحكام الطوارئ، لأنها بحاجة للهدوء، كي تتمكن من التخطيط والإعداد الحقيقيين، لتحرير فلسطين! كانت تضع توقيعاتها إلى جانب توقيع بلفور وتعلن مباركتها لوعده، كلما اعتقلت مناضلا، أو عذبته، أو نفته، أو قتلته، أو حرمته من العمل والسفر والتعليم. كل ما حدث بعد ذلك من تدمير للحياة المدنية العربية، بأيدي الأنظمة العربية أو الأنظمة العالمية الحليفة للصهيونية، أصبح اليوم، في طموحهم، الخطوة النهائية لكي يبلغ وعد بلفور مداه. قبل ثلاثة أعوام، كتبتُ هنا، في هذه الصفحة، مقالا كان عنوانه، صهينة العالم العربي، طبعًا أعني الأنظمة، ولكنني لم أتخيل أن تهزم هذه الأنظمة خيالي، وأنا أراها اليوم تتجاوز كل حدود الخيال، انبطاحا، وتذللا، ورهنًا لمصائر شعوبها، ومقدّرات هذه الشعوب، وثروات الأوطان، من أجل نيل رضا هذه الدولة اللقيطة. مئة عام عمر وعد بلفور، ومئة عام هو عمر الهوان العربي، والخراب العربي الذي اتسع ليَلْتَهِمَ البشر والحجر والمستقبل إلى زمن طويل، تحميه دكتاتوريات بوجوه كثيرة وقلب أسود واحد. مئة عام، شهدت حروبًا عالمية، وزوال إمبراطوريات، ومولد أخرى، وموت طغاة أرعبوا العالم، لكن حقيقة واحدة ظلت حيّة، هي قدرة الشعب الفلسطيني على التجدد، والحياة، التي تنبثق دائما من قلب أشد الظروف سوادًا. هل ثمة أمل..؟ - إيه، في أمل، كما غنّت فيروز، وغنّينا معها. وعود بلفور والبلفوريين المستمرة إبراهيم نصر الله |
بلفور بريء وبن جاسم متعب من «الجزيرة»… «الحاخامات الحمر» يتشيعون في «الميادين»! Posted: 01 Nov 2017 03:28 PM PDT آرثر جيمس بلفور زعيم حزب المحافظين، ورئيس مجلس اللوردات، ووزير الخارجية البريطانية، لم يكن هو الذي منح الصهاينة حقا بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين عبر رسالة أرسلها للثري اليهودي اللورد ليونيل والتر روتشيلد، عام 1917، لأن الأرشيف التاريخي للأحداث يناقض التوثيق الإعلامي الذي يلغي مؤتمر بازل الصهيوني الأول « 1897 «، وما نجم عنه من مخططات وبروتوكولات لحكماء بني صهيون، منحت فلسطين لليهود، وتم إنكارها فيما بعد، من ثم السعي لمحوها ذاكراتيا عبر ترسيخ أدواتها، تماما كما حدث مع الروبوت السياسي: المسكين بلفور! أتعاب «الجزيرة» «عايد علقم» في برنامجه «مفاهيم ومصطلحات»، على «برايم تي في»، يدور في فلك الشيخ «حمد بن جاسم» في حواره الأخير على قناة قطر، أقر أنه تعب من «الجزيرة»، رغم أنه أحد مؤسسيها، لأن العالم العربي لم يستطع تقبل الحرية أو التعود عليها، فهل تعتبر هذا اعترافا بثقل المسؤولية الإعلامية؟ أم تخففا من الموازين السياسية؟ لا تدري، هل هي الجرأة والشجاعة، أم إلحاحات المرحلة، التي كانت وراء كشف بن جاسم عن لقائه بمسؤولين اسرائيليين لسببين: أولهما إرضاء أمريكا، وثانيهما، لكي تتمكن قطر من إمداد المساعدات لغزة، محذرا السعودية من الوقوع في هذا الفخ، الذي يستدرج العرب للمزيد من الخسارات. فإن عدت للفيديو المصور تحت عنوان «خطاب بنيامين فريدمان» على اليوتيوب، لأيقنت بصحة ما رمى إليه الشيخ بن جاسم، على لسان شاهد من أهلها، حين طالب الأجيال بالسؤال عن دوافع النازيين وراء محرقة ينكرها، ولا يعترف بها، بعد أن كان أحد أبطالها المتعصبين لها، مركزا على ثلاثة محاور: أولا: كان اليهود أقلية بنسبة اثنين في المئة أمام ستة ملايين ألماني، حين سيطروا على خمسين في المئة من «الميديا» والأدب والمسارح والقضاء، وتصدروا المشهد في فرنسا وأمريكا. ثانيا: انهيار الاقتصاد والبنوك الألمانية عبر العصابات البنكية بين عامي 1870 و1920. ثالثا: نشر ثقافة الانحطاط الأخلاقي وهوس إيروتيكي، في الإعلام والسينما والأدب واستعراضات الكازينوهات. رسالة بلفور بعد كل هذا ليست أكثر من إعلان تجاري، لا يمكنك أن تحتفظ بها في متحف أو برواز أو كإرث تاريخي في درج العائلة، على طريقة فتاة آل روتشيلد، التي حدثتكم عنها مرة، كل ما هنالك أن الرسالة التي أصبحت وثيقة استعراض إعلامية، استغلت كدعاية هرول خلفها العرب بجهالة، ليتركوا القضية الأساسية و «يشبطوا باللهاية»! حسنا إذن، ألا يدلك هذا على نجاح التربية البرهانية بتحقيق أهم وأخطر أهدافها: التنويم الإيحائي بالاستدلال! ثلاثة متحدثين في ثلاث قنوات مختلفة، ومن ثلاثة تيارات ومذاهب فكرية وعقائدية وإعلامية متفرقة، التقوا في لحظة زمنية واحدة عند النقطة ذاتها: بلفور بريء من الجريمة، التي تفتخر تيريزا ماي بها، تحاكمون من إذن: الذي تلبس الجريمة؟ أم ارتكبها؟ أم ورثها؟ أم صدقها؟ مشاهد حميمة على سرير النكبة حين يتعلق الأمر بقناة المغاربية، التي تبث برامجها من لندن، يصبح للألم قيمة ومعنى، حتى لتحب ألمك ليس من شيزوفرينية مرضية أو استلذاذ ارتيابي، بقدر ما هو إحساس بعظمة النعمة الإلهية: التطهر من الذنوب والتكفير عنها، خاصة حين تشاهد جثث أهلك ملقاة على قارعة الطرقات، تمشي فوقها خيول العسكر وآلياته، جثث تغتسل على مرأى السماء، من درن العالم، بالدم والنوم، لتدخل إلى الأبدية خفيفة و محلقة… مشاهد المغاربية في برنامج «عين على فلسطين»، هو ما تبقى لك من ألمك، في زمن إعلامي ناس، يفرط بالوطنية ليحتفظ بالمهنية، في حين يرى رئيس الجالية الفلسطينية في اسكتلندا عصام حجاوي أن مطالبة الفلسطينيين باعتذار بريطانيا عن هذه الجريمة، ما هي إلا محطة من محطات النضال الوطني الفلسطيني الممتدة والمستمرة، لما استنكر إصرار الحكومة البريطانية على إخفاء الحقائق، والتمسك بهذا الوعد، مما يؤكد على الفطرة الوطنية التي تسبق الوعي الإعلامي لترفده وترشده، قبل أن تضله الاعتبارات السياسية والقانونية، أو تحكمه، رغم أهميتها! رئيس تحرير قناة «الحوار» اللندنية، الدكتور عزام التميمي «في حوار هاتفي معه»، اعتبر الأمر منوطا بالمهارة والذكاء حين استند إلى السنن القانونية للأوفكوم «الهيئة التنظيمية للاتصالات والميديا في بريطانيا»، لأن الحقل الإعلامي أشبه بحقل ألغام، فوسائل الإعلام لا تعمل في فراغ، اللعبة تحتاج إلى حرفية في الالتزام بالمعلوماتية والخبرية، فهل تسجل هذه كحنكة مهنية وبراعة في الدخول برشاقة ذهنية إلى الحلبة، دون الخروج من أنفاق غزة؟ أم تتقبل التعازي في الحوار وأنت تجفف عرق الصواريخ، متحسفا: عظم الله أجركم في حماس! يبدو أن هنالك إعادة صياغة لجريمة التطهير العرقي في فلسطين، خاصة وأن الجهد الإعلامي على أشده في عمليات المحو الحثيثة للصهيونية، واستبدالها بمفاهيم فضائية بديلة، تقرب إيديولوجيتها إلى المشاهد كنزعة تحرر وخلاص لا عقيدة انحلالية وإلحادية. وبين هذا وذاك، تتغير الصور، وتصبح الجثث عبارة عن أبطال ضحايا لمصاصي الدماء، يمارسون الموت، بعضة حب، فوق سرير النكبة… ويلاه! الحاخامات الحمر في الميادين لعلمكم فقط، الإعلام هو أعوركم الدجال، ابن الشيطان الأكبر، وعينه الواحدة، ويا أيها الدجال، لا ألومك، لأنك عبد مأمور، إنما ألوم عبيد العبيد، مشاهديك الذين يعبدونك، كيف يصدقونك ويكذبون ربهم؟ في زمن (الانسجام) بين كازينوهات الميديا وباعة الذمم، يمكنك اعتبار قناة الميادين، كحجر «الفرز» الوهمي في لعبة الشطرنج، حسب التسمية الفارسية، التي اقتبسها الروس، يا للمفارقة، إذ يتم استخدام هذا الحجر لإماتة الوعي الوطني، حين يكون وحيدا متروكا يسهل إسقاط تاجه أو عقله، لأنها تستغل انكشاف خيوط المؤامرة على سوريا، لتختصر الشام بكل تاريخها وعظمتها وأنفتها، بشخص، هو في حقيقة الأمر ينفذ ما أملته عليه طائفة «القادة»، الذين ذكرتهم في أول المقالة، ومن حيث يدري ولا يدري المشاهد يصبح شريكا في جريمة الاستدلال ذاتها، فيلغي حاسة الاستقراء، ويؤكد من جديد فعالية التربية البرهانية، التي تثبت له أن المؤامرة حقيقية، وهي فعلا كذلك، لكن المشكلة أنه ينسى ما وصف به بنيامين فريدمان، الاشتراكيين الروس حين اعتبرهم «الحاخامات الحمر»، وحذر من خطرهم على البشرية، فكيف يعتبرهم ابن الشام وابن فلسطين مخلصين ومحررين؟ أبناء الشياطين في «الميادين» هم الوجه الآخر لإخوتهم الأعداء في الفضاء الاسرائيلي، وهذه هي خطة الصهيونية الأخطر: تقسيم الحلبات إلى جبهتين متعارضتين، كل واحدة منهما تنفذ الأجندة ذاتها، ولكن بأسلوبين متضاربين، يبدو أحدهما للمشاهد وطنيا «خيرا» والآخر استعماريا «شريرا»، وخدلك عاد، هل تفك الاشتباك بين المشاهدين أم بين الشياطين؟ وكمان ويلاه! كاتبة فلسطينية تقيم في لندن بلفور بريء وبن جاسم متعب من «الجزيرة»… «الحاخامات الحمر» يتشيعون في «الميادين»! لينا أبو بكر |
التقدم الفكري والثقافي والإنساني يبدأ بالدولة وينتهي بالمواطن وعدد السكان ليس عائقا أمام التطور Posted: 01 Nov 2017 03:28 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: مثلما كان حادث الكمين الذي وقعت فيه قوات الشرطة في الواحات بمثابة الصدمة المروعة للمصريين، التي أصابتهم بالإحباط والغضب، كان صدى العملية غير المسبوقة التي قامت بها الشرطة والجيش وكل أجهزة الأمن يوم الثلاثاء الماضي دافعا لفرحة غير مسبوقة، وإحساسا بالكرامة التي تم استرجاعها. هذه العملية بدأ الإعداد لها بعد كمين الواحات، الذي وقعت فيه قوات الشرطة واستشهد فيه ستة عشر ضابطا وجنديا، واختفاء الضابط النقيب محمد الحايس، وهو معاون مباحث قسم شرطة أكتوبر، وكان الخوف أن تقوم المجموعة التي اختطفته بذبحه، كما تفعل «داعش» وتصوير عملية الذبح في اليوتيوب، وتوجيه ضربة أخرى للروح المعنوية للشرطة، إلا أن عملية تحريره بعثت الراحة في نفوس المواطنين المصدومين من الحادث. وسارع الرئيس السيسي إلى عقد اجتماع طلب فيه من وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار أن يحضر معه كل مساعديه ليستمع مباشرة لآرائهم في ما حدث، وأين الخطأ الذي أدى للكارثة؟ بعدها صدرت حركة التغييرات في القيادات كاعتراف رسمي، وإن كان غير مباشر للشعب، بأن هناك أخطاء وتم تصحيحها. وفي الوقت ذاته قامت وزارة الداخلية بعد حادث الواحات مباشرة بإرسال مأموريات كل مأمورية برئاسة لواء، ضمت عشرات الآلاف من الضباط والجنود بكامل أسلحتهم وعتادهم، وأغلقت كل الطرق والدروب الجبلية التي يمكن أن يتسلل منها الإرهابيون، وبالتالي إجبارهم على البقاء داخل دائرة محصورة. كما قام الجيش بالمراقبة الجوية المستمرة والتنسيق الكامل بين كل أجهزة الأمن من أمن الدولة ومخابرات حربية وعامة، وتنشيط عملية استخدام أدلاء الصحراء، وكانت الخطة الحصول على أدق المعلومات ثم القيام بعملية ناجحة ومدوية من عمليات الأمن، التي تصلح للتدريس، والتأكيد على أن كفاءة أجهزة الأمن المصرية لا تزال عالية جدا، وكذلك قوات الصاعقة في الجيش. والعملية كانت ضرورية أيضا لتسبق انعقاد المنتدى العالمي للشباب في شرم الشيخ يوم السبت المقبل، وسيحضره حوالي ثلاثة آلاف شاب من جميع أنحاء العالم وشخصيات دولية، ولا بد أن يتأكدوا من أن مصر هي أرض السلام وأن الدولة قوية جدا. وقد أخبرنا الرسام أنور في «المصري اليوم» أنه شاهد خطيبا فوق منصة يصرخ: ونحن نحب الشباب. والمنصة كانت عبارة عن قفص محبوس فيه شاب. وواصلت الصحف المصرية الصادرة أمس الأربعاء 1 نوفمبر/تشرين الثاني، إبداء اهتمام واسع النطاق باحتفال بريطانيا بالذكرى المئوية لإصدارها وعد بلفور، وهو ما يؤكد عمق انتماء المصريين لعروبتهم، واعتبارهم قضية فلسطين قضية مصرية، واستمرار رفضهم للتطبيع مع إسرائيل، رغم معاهدة السلام معها، وهو ما يتضح من اختلاف التوجهات السياسية للمهاجمين. وإلى ما عندنا من أخبار متنوعة.. عودة الحايس ونبدأ بأبرز ردود الأفعال على العملية المشتركة لإعادة نقيب الشرطة محمد الحايس، الذي كان الإرهابيون يحتجزونه، حيث خصصت «الأهرام» رأيها في الصفحة الثالثة له تحت عنوان «الثأر للشهداء» قالت فيه: «إذا كانت المعركة التي تخوضها مصر نيابة عن العالم ضد الإرهاب طويلة ومستمرة، فإن إصرار القوات المسلحة والشرطة المصرية على الثأر للشهداء ومطاردة الإرهابيين أينما يكونوا، يعني أننا لن نترك حقنا وسنواصل المعركة حتى اجتثاث الإرهاب من جذوره مهما يكن الثمن. فعندما نجح بعض الإرهابيين غدرا في استخدام أسلحة ثقيلة بشكل مفاجئ ضد قوات الأمن في الواحات، ما أدى إلى استشهاد بعض رجال الشرطة، تكاتفت القوات المسلحة مع الشرطة في مطاردة هؤلاء الإرهابيين والثأر للشهداء. وفي كل يوم يتحقق نجاح كبيرفي القضاء على فلول هؤلاء. وأمس فقط وبناء على معلومات مؤكدة بالتعاون بين الجيش والشرطة عن أماكن اختباء العناصر الإرهابية التي استهدفت عناصر الأمن على طريق الواحات، قامت القوات الجوية بمهاجمة منطقة اختباء العناصر الإرهابية في إحدى المناطق الجبلية غرب الفيوم وأسفرت الضربات عن تدمير 3 عربات دفع رباعي محملة بكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمواد شديدة الانفجار، والقضاء على عدد كبير من العناصر الإرهابية مع الاستمرارفي تمشيط المنطقة بحثا عن الهاربين. ونجحت الأجهزة الأمنية في تحرير النقيب محمد الحايس، الذي كان مختطفا من قبل الإرهابيين وعثر عليه مصابا في ساقه بالقرب من الحدود الغربية مع ليبيا. إن هذه الضربات القوية تؤكد بجلاء تصميم مصر على خوض المعركة حتى النهاية، تنفيذا لتصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي المتتالية بأن مصر ستواصل مواجهة الإرهاب ومن يموله ومن يقف وراءه، وعلى العالم كله دعم مصر في هذا الموقف، فالإرهاب يهدد منطقة الشرق الأوسط كلها وأوروبا، وعلى دول العالم تكثيف جهودها في مواجهته لأنه التحدي الكبير، خاصة مع الخشية من انتقال الإرهابيين من سوريا والعراق إلى ليبيا ومنها إلى مصر، لكن الدولة المصرية عازمة على المضي قدما في المعركة حتى تطهير البلاد من جميع أشكال الإرهاب والثأر لجميع الشهداء». الأقمار الصناعية تكشف مكان الحايس وإلى الصفحة الرابعة من «الدستور» ونشرها تحقيقا فيه تفاصيل عديدة شارك في إعداده مريم جبل وعمرو المزيدي وندى حمدي وهدير مصطفى، وكان الجديد فيه هو أن عدة دول تمتلك أقمارا اصطناعية أمدت مصر بصور عن الأماكن التي يتواجد فيها الإرهابيون وجاء فيه: «شهدت عملية التمشيط تعاملا موسعا بالأسلحة النارية بين أجهزة الأمن والعناصر الإرهابية، انتهت بتحرير النقيب محمد الحايس على الحدود المصرية الليبية، في نطاق محافظة الفيوم، مشيرة إلى أنه مصاب بطلق ناري في القدم منذ العملية الأولى ولفتت إلى أن أجهزة المعلومات رصدت احتجاز العناصر التكفيرية للبطل الحايس داخل مغارة على الحدود الليبية المصرية، من خلال الأقمار الصناعية، وبتوجه مأمورية من القوات الخاصة شهدت المنطقة حربا ضارية بينها وبين العناصر التكفيرية، فيما توجهت فرقة أخرى إلى تلك المغارة، وحررت النقيب. وكشفت مصادر مطلعة أنه تم نقله عقب تحريره من أيدي العناصر الإرهابية إلى المستشفى الجوي في منطقة التجمع الخامس للعلاج، مضيفة عقب إبلاغ أهله توجهوا على الفور إلى المستشفى ضمن وفد كبير يضم بعضا من زملائه. وعقب وصوله المستشفى قال النقيب الحايس لأصدقائه الذي توافدوا عليه فور سماعهم الخبر، أنا بخير الحمد لله إطمئنوا، وذلك أثناء إجراء التحضيرات اللازمة لعملية جراحية يجريها في قدمه اليسرى، وبدا عليه التعب والإرهاق قبل دخوله إلى غرفة العمليات». تحريات أمنية مكثفة أما جريدة «الشروق» فقد انفرد عدد من محرريها بنشر أخبار مهمة عن الإرهابيين، منها تحقيق لأحمد الشرقاوي جاء فيه: «كشفت تحريات الأمن الوطني حول اشتباكات مزرعة الكيلو 47 في طريق أسيوط ــ الخارجة التي جرت الجمعة الماضية، أن العناصر التي لقيت مصرعها في الحادث تنتمي لتنظيم «داعش» الإرهابي، وأن التنظيم كان يقوم بتدريب عناصره في هذا المكان على أعمال إطلاق النار وتركيب الأسلحة. وأضافت التحريات أن من بين العناصر التي لقيت مصرعها 4 من العناصر القديمة والمعروفة لدى الأجهزة الأمنية، أما الباقون فهم عناصر جديدة كانت بصدد الانتماء للتنظيم، وكانوا متجمعين في تلك المزرعة للحصول على دورتين تدريبيتين، الأولى في الفنون القتالية وإطلاق النار وفك وتركيب الاسلحة والمتفجرات، والدورة الثانية تختص بالعلوم الشرعية، وتتضمن دروسا حول جدوى الجهاد والصبر على المكاره. وقال مصدر قضائي إن النيابة ستتسلم نتائج تحليل «دي أن أيه» للعينات البيولوجية من القتلى، لكشف هويات العناصر الجديدة. كما قررت النيابة ندب خبراء المعمل الجنائي لفحص الأسلحة التي تم ضبطها، وتضمنت 6 بنادق آلية وطبنجة. وأشارت التحريات إلى أن العناصر الإرهابية اعتادت التنقل على الطرق القريبة من معسكرات «داعش» في منطقة جغبوب في ليبيا، التي يتمركز فيها القيادي الداعشي المعروف باسم «أبومعاذ التكريتي» والذي أعاد تجميع عناصر التنظيم بعد هزيمتهم في مدينة سرت الليبية، وأقام معسكرات استقبلت الوافدين الجدد من سوريا والعراق. وذكرت التحريات أن عزت محمد حسن الشهير بعزت الأحمر والمتهم في قضيتي تفجير الكنائس والهجوم على كمين الفرافرة، أقام معسكرات في الصحراء الغربية لاستقبال عناصر «داعش» ليبيا في أي لحظة، تحسبا لهروب عناصر ليبيا حال تعرضهم لخسائر وتأمين خطط إمداد السلاح من ليبيا إلى مصر، بالإضافة لفتح جبهة جديدة للقتال ضد الجيش والشرطة، بعد تضييق الخناق عليهم في سيناء، وأن «داعش» أقام معسكرات لتدريب عناصره أيضا داخل ليبيا لتكون بديلة لمعسكرات مصر حال كشفها. الجدير بالذكر أن الجيش كشف معسكرا لتخزين السلاح في منطقة البويطي عاصمة الواحات البحرية في شهر مايو/ايار الماضي، تبعه اكتشاف الشرطة معسكرا لتدريب عناصر التنظيم أسفر عن اشتباكات تسببت في استشهاد 17 فردا بينهم 11 ضابطا في 21 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تلاه اكتشاف الداخلية معسكرا آخر نتجت عنه اشتباكات أسفرت عن مقتل 13 إرهابيا. كما قامت القوات المسلحة بضرب رتل يحمل أفرادا وأسلحة ضم 6 سيارات للتنظيم حال عبوره الحدود الغربية أسفر عن مصرع 6 من عناصر «داعش». الصوفيون والإرهابيون ونظل مع مقاومة الإرهاب حيث نشرت جريدة «البوابة» حديثا مع المفتي الدكتور الشيخ شوقي علاّم، أجراه معه محمد الغريب تناول فيه قضايا عديدة تهمنا منها إجابته عن سؤال حول ما يطرحه البعض من أن التصوف كفكر قادر على مواجهة أفكار الإرهابيين فقال: «التصوف الصحيح المبني على العلم والشرع لديه إمكانات كبيرة في المعركة ضد الإرهاب والتطرف، دفاعًا عن صحيح الدين وصورته الحقيقية، وعن الدولة ككيان جامع لآمال مواطنيها وحامية لأمنهم ومستقبلهم، وكذلك عن المجتمع وسلمه الأهلي وتعايشه السلمي. والصوفية تعد ساحة كبيرة وممتدة لجذب الشباب الطامح لبذل الجهد والطاقة في سبيل خدمة دينه ووطنه، بعد أن أدرك خواء التنظيمات الإرهابية والمتطرفة التي لا همَّ لها سوى الاستيلاء على السلطة والحكم في العديد من البلاد العربية والإسلامية، خاصة أن علوم التصوف تحمل خطابًا روحيًا وتربويًا أساسيًا في مواجهة الإرهاب والتطرف، فهي ترقق القلوب وتشغل الفراغ الروحي وتمثل مجالًا لاجتذاب طاقات الشباب العطشى إلى تجارب روحية، لاستثمار ميل بعضهم لهذه التجارب بعد أن ملّوا ثقل الحياة المادية، سواء أصابوا حظا منها أم لم يصيبوا». الظلم الاجتماعي «تابع محمد السيسي في «الأسبوع» المؤتمر الصحافي المشترك عقب القمة التي جمعت بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، واستمعت لرد الرئيس حول ما يثار عن وجود انتهاكات لحقوق الإنسان، وقد بدا واضحا من سياق الحديث أو أسئلة الصحافيين «الأجانب»، أن الغرب ينظر إلى المسألة من منظور ضيق. وربما هذا ما دفع الرئيس لأن يقول: «اللي بيتكلم عن حقوق الإنسان ييجي يتعامل مع الشعب المصري في الشارع ويتكلم مع المواطن ويسأله هل يرى شكلا من أشكال العنف أو القسوة في التعامل». وبوصفي واحدًا ممن استشهد بهم الرئيس، في تقديري أن المشكلة المصرية أكبر من مسألة الحقوق السياسية، ويمكن أن نلخصها في كلمتين: «الظلم الاجتماعي»، وقد كتبت في مناسبات عديدة، وقلت، إن مواجهة هذا الظلم الواقع على الناس، لن تكون بالعبارات الـرنانة، أو بتوزيع السلع رخيصــة الثمن في الشــــوادر والمجمعات الاستهلاكية، بل نحتاج لأن يشعر المصريون بأنهم مواطنون، وأن يفهم الـمسؤولون الفرق بين «الوطن»، و«السوبرماركت». خرج المصريون في ثورة 30 يونيو/حزيران وبعدها في مناسبات كثيرة.. رافعين صور السيسي.. طالبوه بالترشح للرئاسة، ودعمـوه في الانتخابات.. ثم جددوا الثقة فيه خلال الاكتتاب لتمويل مشروع القناة.. وتحملوا أعباء رفع الدعم عن الطاقة لتمويل عجز الـموازنة… أعرف أن مصر تتعرض لتحديات كبيرة، الإرهاب جزء منها، وما زلت على قناعتي بأن الموقف الغربي المناهض لأي نظام يبحث عن الاستقلال الوطني لن يتغير، وأدرك أننا كسبنا جولة في 30 يونيو، لكن المعركة لم تنته بعد، والولايات المتحدة لن تفرِّط بسهولة، فيما خططت له عبر سنوات وصاغته أجهزة مخابراتها ومراكز أبحاثها.. أو ما يُـعرف بالشرق الأوسط الكبير. لكنني على إيماني بأن المواجهة الحقيقية يجب أن تبدأ من الداخل، فتماسك الجبهة الداخلية من شأنه إفساد ما يحاك ضدنا من مؤامرات، مواجهة المؤامرة لا تكون بمجرد الحديث عنها، وتخويف الناس منها، وإنما باتخاذ الإجراءات الحقيقية لإفسادها، فهؤلاء ينشطون في بيئة وظروف معينة، وينبغي تغيير هذه الظروف التي تساعد على وجودهم ونجاحهم في تحقيق أهدافهم، وأول خطوة على الطريق هي تماسك الجبهة الداخلية.. ولن يكون ذلك إلا عندما يشعر الـمواطن بأنه يعيش في وطن.. وليس مجرد فريسة، تتنازعها الـمؤسسات العامة والخاصة». «روشتة» صينية «النجاح الحقيقي للصين كما يراه هاني السلاموني في «المصري اليوم» كان في إصرارها على الحفاظ على قدرة الدولة على التدخل في إدارة وتوجيه الاقتصاد، مع السماح في الوقت نفسه باستخدام آليات السوق الحرة، لتتكامل مع رؤية الدولة الاقتصادية (الملكية العامة 30٪، الملكية الجماعية 40٪، المشروعات الاستثمارية والخاصة 30٪) ما سمح في النهاية بربط الاقتصاد الصيني بالاقتصاد العالمي وانضمام الصين لمنظمة التجارة العالمية. التقدم الفكري والثقافي والحضاري والإنساني يبدأ من الدولة وينتهى بالمواطن وهذا ما تشير له التجرية التنموية الصينية، التي أثبتت من خلال تجربتها وبما لا يدع مجالاً للشك أن عدد السكان ليس عائقا أمام التقدم والنمو وأن الثروة البشرية هي أغلى ما تمتلكه الشعوب، وهو عكس ما يحدث في مصر، وكما أشار الرئيس في باريس لا يوجد فيها تعليم جيد ولا رعاية صحية جيدة ولا حق توظيف وتشغيل وإسكان جيد، ناهيك عن حقوق سياسية غير قابلة للتزوير منذ عام 1952 وهو ما يفتح بابا للتساؤل عن أسباب فشل النظام في توفير إدارة حكومية جيدة مثيلة للنموذج الصينى تستطيع قيادة مصر نحو تنمية مستدامة حقيقية تستحقها، 65 عاما من كلام وأحلام رؤساء ومسؤولين حكموا مصر ملأوا بها الصحف ووسائل الإعلام عن آمال وطموحات تخرج اقتصادنا من أزمته وتبشر المواطن بأن الخروج من عنق الزجاجة بات قاب قوسين أو أدنى، وفي النهاية كانت كل الإصلاحات الاقتصادية التي صدعونا بها مجرد سراب، في الوقت نفسه نجحت الصين وبنظام سياسي مشابه للنظام المصري، وظروف اقتصادية أسوأ، ورغم المؤامرات الخارجية وحروب الجيلين الرابع والخامس التي واجهت الصين، ورغم أن هونغ كونغ وجزيرة مكاو كانتا مستعمرتين، إلا أنها نجحت بالتخطيط الاستراتيجي والتنمية المستدامة في إطعام 1.5 مليار إنسان وتحقيق تنمية مستدامة وتحرير ترابها الوطني ورفاهية المواطن الصيني، بدون أن تتنازل عن شبر من أراضيها». الخطاب الديني وإلى قضية تجديد الخطاب الديني ومقال المفكر الاقتصادي والكاتب الدكتور زياد بهاء الدين في «الشروق» عن هذه القضية تحت عنوان «الحرية أم السيطرة هي ما تجدد الخطاب الديني؟» انتقد فيه أسلوب الدولة الذي تتبعه في هذه القضية بقوله: «مع إنني لا أختلف في ما يتعلق بتأثير الفكر الديني المتشدد على ظواهر العنف والإرهاب والطائفية، وأتفق تماما مع أهمية أن يسعى المجتمع بأسره ــ وليس أجهزة الدولة وحدها ــ لمواجهته بكل الوسائل القانونية المتاحة، إلا أنني لا أظن أن الأساليب التي تقدمها الدولة لتحقيق هذا الهدف سوف تأتي بالنتائج المرجوة، ولكن المثير للدهشة أن الدولة حينما تسعى لمواجهة الفكر المتطرف وتحشد مواردها وإعلامها وبرلمانها لمواجهته، فإنها في الواقع تستخدم الآليات والأدوات ذاتها التي تجعل خطابها المضاد بعيدا كل البعد عن مفاهيم التعدد والتسامح والانفتاح الفكري، التي تدعو إليها والتي يمكن أن تكون بديلا حقيقيا للتشدد والانغلاق. كل ما نسمعه في مجال مواجهة الفكر المتطرف هو التقييد والسيطرة وغلق مجالات الحوار والإبداع، ولكن ماذا عن مواجهة الفكر الديني المتطرف عن طريق إتاحة المساحة وفتح المجال للأفكار المغايرة؟ لماذا لا تترك الدولة أصحاب الفكر المستنير يقدمون ما لديهم من أفكار ورؤى بديلة؟ لماذا لا تتيح الفرصة لإعلام حركي يفتح أبواب الجدال والحوار ومواجهة الحجج المتطرفة بأخرى أكثر انفتاحا؟ ولم لا تترك أصحاب المبادرات الفنية والثقافية كي يقدموا فنونهم وإبداعهم للجمهور بحرية وبدون تدخل أو تقييد؟ ولماذا تضع العراقيل والقوانين المكبلة أمام التفاعل في الفضاء الإلكتروني؟ السبب في رأيي أن الفكر السائد في الدولة لا يرى أن عكس الخطاب المتشدد هو الخطاب الحديث والمستنير، بل تسيطر عليه قناعة راسخة بأن مواجهة الخطاب الديني المتشدد يكون بخطاب مقابل له داعم للدولة وسياساتها، وخاضع للسيطرة والتوجيه ومسلح بأدوات الإقصاء والتخوين وكراهية التعدد في الآراء ذاتها، حتى الحديث المتكرر عن ضرورة استعادة ما يسمى بقوة مصر الناعمة في المنطقة العربية ــ بمعنى ثقلها الحضاري والثقافي الذي يعبر عنه شعراؤها وكتابها وفنانوها ومبدعوها ــ يصطدم مع حقيقة أن الإبداع لكي يكون صادقا ومعبرا وجاذبا للجمهور لا بد أن تتاح له مساحة من الحرية ومن الاستقلال، لا أن يتحول إلى أداة من أدوات الدولة الواقعة تحت سيطرتها وتوجيهها. التصدي للفكر المتطرف والطائفي والداعي للعنف ضرورة ملحة بلا شك ولكن الاعتماد على غلق مجالات التعبير والإبداع من أجل السيطرة على الخطاب السائد لن يأتي إلا بمزيد من التشدد والانغلاق والكراهية في كل الاتجاهات». انتخابات الرئاسة وإلى انتخابات رئاسة الجمهورية العام المقبل ومقال جمال أسعد عبد الملاك في الصفحة الحادية عشرة من «اليوم السابع» وكان عنوانه «السيسي والتوافق الوطني» أشاد فيه بالرئيس وقال: «للأسف الشديد الحياة السياسية والحزبية في حالة موات شديد وانحسار مخيف لا يليق بمصر ولا بما حدث بعد 25/30، فالأحزاب دكاكين وجمعيات دفن موتى ونخبة لا تسعى لغير مصلحتها، والظهور الإعلامي عند اللزوم بقصد الوجود وعدم النسيان، ولكن هذا لا يعني ألا يكون هناك مرشحون لرئاسة الجمهورية، فهذه بديهية سياسية لابد أن تكون لصالح مصر والنظام السياسي نفسه. وعلى الرغم من المشكلة الاقتصادية والإعلام المتخبط فالسيسي بكل المقاييس سيفوز أمام أي مرشح قادم، أيًا كان وأيًا كانت مؤهلاته. وهنا لا نضرب الودع ولكن نقرأ الواقع السياسي المصري، الذي يؤكد في كل المقاييس السياسية والشعبية فوز السيسي وهذا يعنى أن ننتهز هذه الفرصة التي ستكون انتخابات الرئاسة فيها بشكل طبيعي يمكن أن نستفيد ونستثمر هذا لصالح تأسيس ممارسة ديمقراطية حديثة، تأكيدًا للدستور ولكلام السيسي وآخره في فرنسا بأننا نريد بناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة. الشعب على الرغم من غلاء الأسعار والمعاناة الشديدة يعلم تمامًا أنه لا بديل الآن عن السيسي فاتركوا الفرصة للشعب أن يعبر عن إرادته بحرية وبدون وصاية من أحد. أتركوا السيسي يواصل توافقه مع المصريين الذين يثقون فيه ويأملون في خطواته، فالمعارضة مطلوبة والترشح حق لكل مصري ومن يترشح ليس خائنًا بل هو يؤدى دورًا سياسيًا بل يؤدى دورًا وطنيًا في إطار الواقع السياسي الحالي». قانون ملغم لكن عضو مجلس النواب عماد جاد فاجأنا باتهام الدولة المصرية بأنها قائمة على أساس ديني وقال أمس في عموده «درة الشرق» في الصفحة التاسعة من «الوطن» تحت عنوان «التضييق على الكنائس» انطلاقا من الخلافات بين محافظ المنيا ومطرانها: «من أجل الوطن أولاً وإدراكاً منهم أن الرئيس عبدالفتاح السيسي سوف يعالج هذا الملف علاجاً جذرياً، وقد وفى الرئيس بما وعد به من إصلاح وترميم الكنائس، حيث تكفلت الدولة بإعادة إعمار ما دمره وخربه الإرهاب، لكن مسألة العلاج الجذري كانت مبالغة في غير موضعها من جانب الأقباط، فالموقف من بناء وترميم الكنائس أبعد وأعقد من أن يعالج بقرار جمهوري لأنه في نظر مؤسسات الدولة المصرية مخالف للشرع، الذي تتبناه فقد جرى الترويج لقانون جديد لبناء وترميم الكنائس، وهو القانون الذي صدر عن مجلس النواب العام الماضي، وهو متخم بالألغام هدفه الجوهري تصعيب المسألة لا تسهيلها، شكلياً بات لدينا قانون جديد لبناء الكنائس وعملياً لا تزال شروط العزبي باشا العشرة تعمل على الأرض وتحول دون البناء أو الترميم والإصلاح. صدر قانون جديد لبناء الكنائس والخط الهمايوني الموروث من العهد العثمانى هو السائد والمسيطر، القضية ليست نصوصاً صماء، القضية تفاعل حي مع هذه النصوص والإيمان بها والرغبة في تطبيقها، لا أن تكون مجرد ذر للرماد في العيون. باختصار شديد رحل نظام وجاء آخر كنا نظن أنه سيأتي بجديد في الملف الديني والطائفي، وجديد في الموقف من بناء الكنائس، لكن حالة الصمت الرسمي من قبل الدولة المصرية واستمرار البيروقراطية في العمل وفق رؤية دينية متشددة على نهج مؤسسات دولة السادات، يؤكد بوضوح ألا نية من قبل الدولة في الخروج على خط السادات، وعلى الأقباط أن يعرفوا ذلك ويتأملوا المشهد برمته ويقرروا ماذا هم فاعلون في مواجهة هذه السياسات التمييزية التي لن تتغير بسهولة. بيان محافظ المنيا كاشف عن توجه دولة دينية واستمرار العمل وفقها ووفق تصوراتها ومنطلقاتها الدينية، كفيل بتدمير هذا الوطن كلمة أخيرة: لم تعد لدى الكنيسة القدرة على ضبط الأقباط وتوجيههم». وعد بلفور وإلى الذكرى المئوية المشؤومة لوعد بلفور واستمرار الاهتمام الواسع بها بسبب ما أعلنته رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي عن الاحتفال بهذه المناسبة، حيث نشرت جريدة «صوت الازهر» التي تصدر كل أربعاء عن الازهر تحقيقا عن هذا الوعد في صفحتها السادسة أعده لطفي عطية جاء فيه: «أكد الدكتور نبيل السمالوطي أستاذ علم الاجتماع وعميد كلية الدراسات الإنسانية الأسبق في جامعة الأزهر، أن قضية وعد بلفور مخططة، والاستعمار والإمبريالية بشكل عام لا يسيران في أي اتجاه عشوائي، إنما وفق خطط مسبقة. وكان المخطط المعد سابقا هو زرع إسرائيل في قلب الوطن العربي لتمزيقه وتفتيته، وهذا المخطط يتجدد كل فترة وتتسلم أجيال يهودية الراية من الأجيال السابقة بشكل منظم ومحكم، ولا يخرجون عنه قيد أنملة ويصرون عليه وينظرون إلى مستقبلهم ويخططون له لمئات السنين المقبلة. ولا أدل على ذلك من التخطيط المحكم منذ مؤتمر بال في سويسرا مرورا باتفاقية سايكس بيكو وبعدها وعد بلفو،ر وظهور برنارد لويس المستشرق الأمريكي الجنسية البريطاني الأصل اليهودي الديانة الصهيوني الانتماء، الذي وصل إلى واشنطن ليكون مستشارا لشؤون الشرق الأوسط. وهناك أسس فكرة تفكيك البلاد العربية والإسلامية من أجل دولة إسرائيل الكبرى، وما زالت إسرائيل تحتفظ بخريطة إسرائيل الكبرى على مدخل الكنيست من النيل إلى الفرات، هذا ملكك يا إسرائيل. وأضاف السمالوطي أن الصهيونية العالمية لا تطيق ويقلقها ويؤرقها وجود مشروع إسلامي». عذابات الشعب الفلسطيني وإلى الصفحة الأخيرة من «الأهالي» لسان حال حزب التجمع اليساري ورئيس مجلس إدارتها نبيل زكي وقوله في عموده «عاجل للأهمية»: «أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي أنها ستحتفل بمرور مئة سنة على صدور وعد بلفور وأنها وجهت الدعوة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو و150 شخصية أخرى لحضور الاحتفال، كما أكدت (اعتزاز) بلادها بأنها كانت سبباً في إقامة وطن قومي لليهود، بل تفخر بذلك وأن مطالبتها بالاعتذار عن هذا الوعد مطلب «لا معقول»! وكان البرلمان البريطاني قد تسلم عريضة وقع عليها 13 ألف شخص تطالب بريطانيا بالاعتذار عن وعد بلفور. هكذا تحتفل تريزا ماي بجريمة العصر الكبرى وبسرقة وطن وتشريد شعب وتمزيق أمة وبمئة عام من عذابات الشعب الفلسطيني، ومن الحروب والصراعات في المنطقة، وتجاهر رئيسة وزراء بريطانيا على الملأ وبدون حياء بدعم دولة تحتل أراضي شعب آخر، وتصر على إلغاء هويته ومحو تاريخه، تريزا ماي توجه إهانة للعرب وتتحدى مشاعر أبناء الشعب الفلسطيني، وتمعن في استفزازهم وتحتفل باقتلاع شعب من أرضه ووطنه والقضاء على مستقبله وتستكمل الجريمة بإهدار أبسط القيم الأخلاقية والإنسانية. تريزا ماي تحتفل بمنح بريطانيا لأرض لم يكن لها أي حق شرعي فيها لطائفة دينية ضد رغبات أصحاب الأرض الذين يعيشون فيها منذ آلاف السنين وإحلال غرباء من شتى أصقاع الأرض مكانهم». سرقة وطن وفي «جمهورية» أمس الأربعاء قال صلاح عطية تحت عنوان «مع وعد بلفور التاريخ الأسود لبريطانيا مصريا وعربيا»: «عندما انعقد مؤتمر الصلح في باريس عام 1919 دعي إليه زعماء الصهيونية لشرح قضيتهم التي أصبحت تحظى بعطف الحلفاء وتأييدهم، واتفق الحلفاء في مؤتمر سان ريمو في عام 1920 على تأييد الصهيونية والموافقة على وعد بلفور ومساعدة اليهود على إقامة وطن قومي يهودي في فلسطين، وكانت الصهيونية قد شرعت في شراء الاراضي في فلسطين وفي إقامة المستعمرات عليها منذ دخلت الجيوش البريطانية إليها وساندت الحركة الصهيونية بريطانيا حتى صدر قرار عصبة الأمم، واستمرت جهود الحركة الصهيونية لتنفيذ هذا القرار، ونجحت في الوصول إلى قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين في 29 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1947 لتدخل مأساسة فلسطين مرحلة أخرى من ظلم المجتمع الدولي ومساعدته في سرقة وطن من أهله وتحويله إلى لاجئين، بينما شذاذ الآفاق من كل حدب وصوب يتدفقون ليحتلوا هذا الوطن ويطردون أهله، وربما وجدنا في مناسبة 29 نوفمبر/تشرين الثاني 1947 مرور 70 سنة على قرار التقسيم فرصة أخرى للحديث عن هذه المأساة التي نعيشها كلنا». الاعتذار لا يكفي وأخيرا إلى الصفحة الأخيرة من جريدة «روز اليوسف» ومحمد صلاح وقوله في بابه «كشف حساب»: «بريطانيا التي تدعي الحرية والديمقراطية لا يكفينا معها ملايين الاعتذارات، فهي دولة لا تعترف بمبادئ القانون الدولي وترفض الإقرار بجريمتها في حق الشعب الفلسطيني ولم تعد تجدي معها عبارات الشجب والاستنكار. العرب مطالبون بفضح جرائمها وتنظيم مظاهرات في جميع دول العالم وفي قلب لندن أثناء الاحتفال بمئوية وعد بلفور، وتقديم دعاوى أمام المحاكم الدولية للمطالبة بتعويض الشعب الفلسطيني عن جرائم الاستيطان والتشريد. بريطانيا أصبحت مطالبة الآن بالإعلان عن حماية وضمان حق الشعب الفلسطيني والاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقبلة كاملة السيادة على حدود 4 يونيو/حزيران وعاصمتها القدس». التقدم الفكري والثقافي والإنساني يبدأ بالدولة وينتهي بالمواطن وعدد السكان ليس عائقا أمام التطور حسنين كروم |
«القدس العربي» تحصل على أبرز أسماء القيادات الساعية لإعادة تشكيل فرع «القاعدة» في سوريا Posted: 01 Nov 2017 03:28 PM PDT إدلب – «القدس العربي» : حصلت «القدس العربي»، على هيكلية وأسماء القيادات المبعدة من تحرير الشام، والتي تحاول تأسيس فرع للقاعدة في سوريا، فيما يعرف ب «انصار الفرقان»، ويطلق على هذا التيار في اوساط تحرير الشام، بـ»جماعة الزعلانين» و»كتلة الارادنة»، كون معظمهم من الاردن، أو مرتبطين بقيادات جهادية أردنية. واضافة للقيادات المعروفة التي تقود هذا الحراك، كالعريدي، واياد الطوباسي (ابو جلبيب)، وبلال خريسات ( ابو خديجة)، فان الهيكلية الجديدة لهذا التنظيم تضم مجموعة اخرى من القيادات السابقة في النصرة، معظمهم أردنيون، كـ «ابو همام العسكري» وأبو هاجر وابو سليمان السوري، وهو سوري لكنه كان مقيماً بالاردن، وحسب المصادر فان الهيكلية التي يتم الحديث عنها داخل الجماعة، تضع العريدي والطوباسي في الامارة، وخريسات كشرعي عام، وابو همام العسكري بالقيادة العسكرية، مع وجود من ينفي انضمام هذا الاخير للمجموعة. وحسب المطلعين، فان النصرة، حاولت ثني «جماعة الزعلانين» عن مواصلة مشروعهم، خاصة وأنهم مرتبطون بعلاقات وطيدة سابقاً مع قادة النصرة، لكنها (النصرة) لن تقبل في نهاية المطاف، بتنامي دور هذه الجماعة، التي لا تمثل، حتى الآن، أي تهديد حقيقي على مكانة «تحرير الشام» في جيبها الأخير في إدلب. وتالياً أسماء أبرز اعضاء «جماعة الزعلانين» حسبما حصلت عليهم «القدس العربي»: ـ أبو همام العسكري، ولقبه «أبو الهمام الشامي»، من إحدى قرى ريف دمشق، في منطقة حران العواميد، وقد عمل سابقاً في ساحة افغانستان فترة بسيطة، ثم انتقل الى سوريا، في بداية الثورة، وعمل عسكرياً لجبهة النصرة في قرى ريف دمشق، ثم قدم الى حلب اثناء معركة مهين، وفي صيف 2013 تم تعيينه عسكرياً عاماً لجبهة النصرة في سوريا، وبقي في هذا الموقع لمدة سنتين تقريباً وقد كان العسكري في معارك سفيرة وريف حلب الشرقي والمدينة الصناعية حول السجن المركزي. وبعد ذلك انتقل للعمل في ريف حماة حيث معركة حلفايا الاولى، كما كان العسكري في معركة تحرير الرهجان صيف 2014، وفي منتصف 2015 ، تم استهدافه من قبل التحالف الدولي وتعرض لثلاث محاولات قتل عن طريق القصف، الامر الذي اضطره لترك عمله العسكري والتفرغ للعلاج، وبعدها بعام وخلال العمل على الاندماج في جبهة فتح الشام، لم يكن ابو همام ، من الموافقين على فك الارتباط، الا باذن الظواهري، لكن الاتصال كان مقطوعاً مع الظواهري لبداية 2017، وكذلك ابتعد ابو همام عن هيئة تحرير الشام، وانعزل، لكنه احتفظ بعلاقات وصلات جيدة بقادتها، الى ان نشر بيان «انصار الفرقان» للقاعدة في سوريا، في بداية 2017، اذ ظهرت مجموعة «الارادنة»، (الاردنيين)، التي فصلت من الجبهة، وبدأوا يدعون لمشروع القاعدة الجديدة، وأرسلوا قائمة أسماء للظواهري يطلبون منه الإذن لتشكيل التنظيم القاعدي الجديد، ووضعوا اسم ابو همام من ضمن الاسماء، ويقول بعض رفاقه ان اسمه ربما ادرج من دون موافقته، اذ تتحدث الاوساط القريبة من قيادة فتح الشام عن رغبة ابو همام للعودة الى صفوف «تحرير الشام». ـ أبو هاجر الأردني… كان يعمل في جهاز امني اردني، قبل ان يغادره بسبب انتماءات عائلته المحافظة، فالتحق بتنظيم قاعدة الجهاد في العراق بزعامة الزرقاوي، ثم التحق بتنظيم النصرة في بداية عام 2012 وعمل عسكرياً في الغوطة الشرقية، ثم انتقل في ربيع 2015، الى ريف ادلب وعمل عسكرياً لقطاع البادية لمدة شهرين، ثم اصبح امير قطاع البادية بعد اغتيال ابو عيسى الطبقة من قبل فصيل «حزم» التابع للجيش الحر، ثم انفصلت عنه مجموعات المقاتلين من دير الزور والشعيطات، وانقسمت المنطقة الى قطاع الرهجان وابو الظهور، ثم اتهم بالفساد، وابعد عن قطاع البادية . ـ أبو الليث.. مرافق ابو هاجر الخاص، وقد جاء معه من دمشق، وفي ربيع 2016 تسلم الامن العام لقطاع البادية الشمالية . ـ أبو زكريا.. طالب علم شرعي سابق، من الزرقاء بالاردن، جاء الى الشام في بداية الثورة، وعمل في الغوطة، كعسكري قاطع، ثم عمل شرعياً، ثم انتقل الى ريف حلب الجنوبي بصفقة التبادل، وتولى أمير قاطع الحاضر وابو الظهور والحص، وخاض معركة المطار، وفي اواخر 2016 ابتعد عن تحرير الشام، وانضم الى «جماعة الزعلانيين». ـ أبو مسلم.. معاون الشرعي أبو زكريا، وبعد ترك ابو زكريا للبادية، انتقل ابو مسلم ليعمل مرافقاً لابي خديجة. ـ أبو خديجة (القاضي ابو محمد الشامي) ..كان ايضاً في دمشق، وقد كان يعمل هناك قاضياً وشرعياً، استلم ملف القضاة الامنيين، ثم استلم امارة قاطع البادية كله، بعد وفاة ابو عيسى الطبقة، ثم عاد لتسلم ملف القضاء مرة اخرى، وبعد حادثة تبرئته لمقاتل متورط في إدخال الطعام لمطار ابو الظهور، رغم شهادة سبعين عنصراً من اسرى النظام، وجهت له انتقادات عدة، ولاحقًا، تم ابعاده من منصبه في تحرير الشام،لينتقل لـ«جماعة الزعلانين». «القدس العربي» تحصل على أبرز أسماء القيادات الساعية لإعادة تشكيل فرع «القاعدة» في سوريا وائل عصام وسلطان الكنج |
أمريكا تفرض عقوبات جديدة وفق قانون «كاتسا» على قائد الحرس الثوري ومستشار خامنئي Posted: 01 Nov 2017 03:27 PM PDT لندن ـ «القدس العربي» ووكالات: أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية فرض عقوبات جديدة على القائد العام لقوات الحرس الثوري، اللواء محمد علي جعفري، ومستشار المرشد الأعلى الإيراني للشؤون العسكرية، يحيى رحيم صفوي، وميليشيا الباسيج والعديد من القادة والكيانات والشركات التابعة للحرس الثوري، وفق قانون «كاتسا» الذي سنّته واشنطن لمحاربة المخاطر غير التقليدية ومنها الإرهاب الصيف الماضي. فيما اعتبرت موسكو العقوبات الجديدة على الحرس الثوري بأنها غير قانونية، وأنها تؤدي إلى إفشال الاتفاق النووي. وأفاد موقع «انتخاب» الإخباري الإيراني أن وزارة الخزانة الأمريكية نشرت قائمة من القادة العسكريين والكيانات والشركات التابعة للحرس الثوري وفق قانون «كاتسا»، فضلاً على العقوبات السابقة المفروضة عليهم بسبب مشاركتهم في البرنامج الصاروخي وانتهاك حقوق الإنسان. وتشمل العقوبات الجديدة أكثر من 40 شخصا وكيانا منها اللواء محمد علي جعفري، ويحيى رحيم صفوي، ورئيس أركان الحرس الثوري، العميد محمد حجازي، وأحد كبار قادة الجهاز الأمني للحرس الثوري، العميد مرتضى رضائي، ورئيس المركز الإستراتيجي في الحرس الثوري، العميد علي أكبر أحمديان، ونائب قائد القوات البرية في الحرس الثوري، العميد عبد الله عراقي، ورئيس منظمة «الإمام خميني» لإغاثة الفقراء، برويز فتاح، فضلاً على جامعة الإمام حسين ومنظمة «تعاون» وميليشيا الباسيج وجامعة «بقية الله» الطبية ومقر «قائم» للإعمار ومقر «الغدير» للصواريخ التابعة للحرس الثوري. وعلى صعيد متصل، قالت وزارة الخارجية الروسية إن العقوبات الأمريكية ضد الحرس الثوري الإيراني غير قانونية وأداة غير فعالة في السياسة الخارجية. وقال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أمس الأربعاء إن روسيا تعتبر العقوبات الأحادية للإدارة الأمريكية على الحرس الثوري الإيراني غير قانونية وأداة غير فعالة في السياسة الخارجية. وأضاف أن مسؤولية فشل الاتفاق النووي الإيراني تقع بشكل كامل على عاتق الولايات المتحدة، داعياً واشنطن إلى إدراك العواقب الكارثية لهذه الخطوة، قائلاً «لا يمكن إجراء أي تغييرات في الاتفاق الحالي بشأن النووي الإيراني». وبالنسبة لزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء إلى طهران، أعلن نائب وزير الخارجية الروسية أن موسكو واثقة من أن زيارة بوتين إلى طهران ستتميز بالتوقيع على اتفاقيات مهمة، مضيفاً للصحافيين «واثق من أن زيارة الرئيس بوتين إلى طهران ستتميز باتفاقيات جديدة ومهمة والتي سنعلن عنها قريبا». وبدأ الرئيس الروسي زيارة لإيران أمس الأربعاء تهدف إلى تعزيز العلاقات بين البلدين فيما تتزايد التوترات مع الولايات المتحدة إذ يهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي مع الجمهورية الإسلامية. ومن المتوقع أن يناقش بوتين ومضيفوه الإيرانيون الاتفاق النووي وأزمات إقليمية مثل الصراع السوري. وتعتبر موسكو وطهران الداعمتين الرئيسيتين للرئيس السوري بشار الأسد بينما تؤيد واشنطن وأنقرة ومعظم الدول العربية جماعات المعارضة التي تسعى للإطاحة به. وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني لبوتين لدى استقباله «إننا سعداء جدا لأن بلدينا، وبعيدا عن علاقاتنا الثنائية، يلعبان دورا مهما في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة». وموسكو حليف مهم لإيران في خلافها مع إدارة ترامب التي رفضت في 13 تشرين الأول/أكتوبر الإقرار بالتزام طهران بالاتفاق النووي مع القوى العالمية الست ومن بينها روسيا والولايات المتحدة. وانتقدت روسيا خطوة ترامب التي أتاحت للكونجرس الأمريكي فرصة 60 يوما لإعادة فرض العقوبات الاقتصادية على إيران. وقال مسؤول إيراني طالبا عدم ذكر اسمه «هذه الزيارة مهمة جدا… تظهر عزم طهران وموسكو على تعميق تحالفهما الاستراتيجي… الذي سيرسم صورة مستقبل الشرق الأوسط». وأضاف «تتعرض روسيا وإيران لضغط أمريكي… وليس أمام طهران خيار آخر سوى الاعتماد على موسكو لتخفيف الضغط الأمريكي». وذكر مسؤول إيراني آخر أن سياسة ترامب العدوانية تجاه إيران وحدت مواقف القيادة الإيرانية المنقسمة على التحالف مع روسيا. وقال التلفزيون الإيراني إن بوتين سيناقش أيضا خلال الزيارة تعزيز العلاقات الاقتصادية وسيشارك في قمة ثلاثية بين روسيا وإيران وأذربيجان المجاورة. أمريكا تفرض عقوبات جديدة وفق قانون «كاتسا» على قائد الحرس الثوري ومستشار خامنئي بوتين يصل إلى طهران لبحث الاتفاق النووي محمد المذحجي |
بوتفليقة يرد لأول مرة على خصومه السياسيين ويرفض دعوتهم لـ «تنحيته وتدخل الجيش لإنقاذ البلاد» عبر انتخابات رئاسية مبكرة Posted: 01 Nov 2017 03:27 PM PDT الجزائر ـ « القدس العربي »: استغل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة فرصة الاحتفالات بالذكرى الـ 63 لاندلاع الثورة الجزائرية لتوجيه رسائل إلى خصومه السياسيين، مؤكدا أن عهد المراحل الانتقالية قد ولى، وأن الوصول إلى السلطة لا يمكن أن يتم إلا عن طريق صندوق الانتخابات، في رسالة واضحة لمن يطالبون بانتخابات رئاسية مبكرة، ومن يطالبون بعزله بسبب وضعه الصحي، وأولئك الذين يطالبون بتدخل الجيش لخلع الرئيس والدخول في مرحلة انتقالية. وقال في رسالة إلى الشعب الجزائري بمناسبة ذكرى ثورة أول نوفمبر/ تشرين الثاني 1954 التي وضعت حدا لـ 132 سنة من الاستعمار الفرنسي : «لقد ولى عهد الـمراحل الانتقالية في الجزائر التي ضحى عشرات الآلاف من شهداء الواجب الوطني من أجل إنقاذ مؤسساتها السياسية وبات الوصول إلى السلطة من الآن فصاعدا يتم عبر الـمواعيد الـمنصوص عليها في الدستور، ومن خلال سيادة الشعب الذي يفوضها عن طريق الانتخاب على أساس البرامج الـملـموسة التي تعرض عليه». وأضاف «إن الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني الذي أتوجه إليه بالتحية باسمكم جميعا، يتولى بكل حزم مهمته الدستورية في حماية حدودنا من خطر الإرهاب الدولي والجريمة العابرة للأوطان، فلا بد من الإبقاء على هذه الـمؤسسة الجمهورية في منأى عن الـمزايدات والطموحات السياسية». وأشار إلى أنه «على الصعيد السياسي و الـمؤسساتي اشتد عود الجمهورية بفضل مؤسساتها الدستورية الـمنتخبة التي تتجدد استحقاقاتها كل خمس سنوات في إطار قواعد شفافة موصول تعهدها بالتحديث،أما الإسلام، ذلكم الـمكون الأساس من بين مكونات هُويتنا الوطنية، فهو دين الدولة التي تسهر عليه من بين ما تسهر عليه في إطار القانون اتقاء لأي رجوع إلى التطرف أو لـمحاولة سياسية لاحتكار عقيدتنا وتسخيرها». واعتبر أنه مما لا جدال في أن الديمقراطية التعددية وحرية التعبير تشكلان اليوم واقعا ملـموسا، بل إننا نغض الطرف في هدوء عن بعض التجاوزات وبعض الـمبالغات، إدراكا منا بأن الشعب يراقب ويدلي في كل مرة بحكمِه بكل سيادة. وتعتبر الرسالة التي وجهها الرئيس بوتفليقة بمناسبة عيد الثورة وتضمينها رسائل سياسية إلى خصومه هي أول رد من الرئاسة على الأصوات المطالبة بالذهاب نحو مرحلة انتقالية، وتلك التي تطالب بعزل الرئيس لأسباب صحية، والذين يرون أن الجيش هو الوحيد القادر على التحرك لوضع حد للأزمة متعددة الأوجه التي تتخبط فيها البلاد، والتي يعود أصلها، إلى أزمة شرعية، على حد قولهم، وأزمة سلطة تريد البقاء وإبقاء كل شيء على حاله برغم الفاتورة الغالية التي تتكبدها الجزائر، يقول جزء كبير من المعارضة، فضلا عن الغموض بشأن المستقبل، وهو الأمر الذي جعل بعض الأصوات ترتفع من الآن داعية إلى قطع الطريق أمام ولاية خامسة للرئيس بوتفليقة أو أمام أي مشروع للتوريث. بوتفليقة يرد لأول مرة على خصومه السياسيين ويرفض دعوتهم لـ «تنحيته وتدخل الجيش لإنقاذ البلاد» عبر انتخابات رئاسية مبكرة |
«حميميم» تصف القواعد التركية في الشمال السوري بـ«غير الشرعية» والنظام يعتبرها «استعماراً» Posted: 01 Nov 2017 03:27 PM PDT دمشق ـ «القدس العربي» : تعتبر تركيا، الحليف الإقليمي الأكبر للثورة السورية التي اندلعت ضد النظام السوري في آذار/ مارس 2011، وفي الوقت ذاته يعتبرها نظام الأسد بـ «العدو»، كما أن موسكو وطهران كانت تهاجم الدور التركي خلال السنوات الماضية، وعلى ما يبدو فان مفاوضات أستانة لم تنجز ذلك التقارب بين الدول الضامنة لمناطق خفض التصعيد في سوريا. المتحدث الرسمي باسم القاعدة العسكرية الروسية الأكبر في سوريا «أليكسندر إيفانوف»، قال عبر المعرفات الرسمية لـ«حميميم» أمس الأربعاء: تركيا تقوم حالياً بتأهيل القاعدة العسكرية الأولى قرب مدينة «دارة عزة» في ريف حلب الغربي، شمالي سوريا. وأضاف أن القاعدة العسكرية التركية الأولى، هي خطوة أولى تسعى من خلالها «أنقرة» إلى إقامة ثماني قواعد عسكرية أخرى في الشمال السوري، دون أن تسمي المناطق التي ستقام فيها تلك القواعد. المتحدث الروسي، وصف القواعد العسكرية التركية في الشمال السوري بـ«القواعد غير الشرعية»، طالما أن تركيا لم تنسق تحركاتها مع حكومة النظام السوري. وكان قد بدأ الجيش التركي مرحلة انتشاره الأولى في محافظة إدلب السورية (شمال غرب)، بهدف تأسيس نقاط مراقبة لمتابعة وقف إطلاق النار في «منطقة خفض التوتر» التي تم التوصل إليها بموجب اتفاق أستانة في العاصمة الكازاخية. كما أن الانتشار الذي يجري في ضوء اتفاقات أستانة مع الدولتين الضامنتين الأخريين لوقف إطلاق النار في سوريا (روسيا وإيران)، سيتواصل تدريجياً في الخط بين إدلب وعفرين، وفق ما أكدته وكالة «الأناضول» في وقت سابق. ونقلت صحيفة «الوطن» المقربة والموالية للنظام السوري عن «خبير عسكري» اتهامه للجيش التركي بمحاولة «استعمار المنطقة»، والقيام بـ«أنشطة تجسسية»، وفق المصدر. وفي 29 من تشرين الأول/أكتوبر المنصرم، طالب نائب وزير خارجية نظام الأسد «فيصل المقداد» خلال وجوده في العاصمة الإيرانية «طهران»، تركيا بسحب قواتها من الشمال السوري. وبينما رفض بيسكوف الناطق الرسمي باسم الرئيس الروسي، تصريحات المقداد، المطالبة بسحب القوات التركية من الشمال السوري، وقال في 29 من شهر أكتوبر الفائت: «تركيا كدولة مشاركة في عملية أستانة، تنسق أعمالها في سوريا مع روسيا، وأن الجيش التركي مسؤول عن ضمان الأمن في منطقة خفض التصعيد بإدلب، وهو ينفذ هذه الوظائف»، خرج المتحدث باسم قاعدة حميميم الروسية، بعد فشل مفاوضات «أستانة- 7» بتصريحات تعاكس التصريحات الرئاسية الروسية المرحبة بالتواجد التركي، حيث طالب «أليكسندر إيفانوف» تركيا بتنسيق التحركات مع حكومة دمشق، وأن القواعد التركية في الشمال «غير شرعية» ما لم يكن هناك تنسيق. حلفاء الأسد والدور التركي الخبير العسكري والسياسي السوري محمد العطار قال لـ«القدس العربي»: بداية إن انتشار الجيش التركي في الشمال السوري جاء عقب توافق تركي – روسي، ولم يكن أحادي الطرف من قبل تركيا، وأضاف أن التصريح الذي أطلقه المتحدث باسم حميميم يخالف التوافقات الثنائية، وأن الروس منزعجون مع عدم فرض قرارهم على المعارضة السورية في اجتماعات «أستانة -7»، فبدأوا بضغوط على الأرض لنيل بعض التنازلات من المعارضة عبر تركيا. ولم يستبعد وجود كمين وفخ للجيش التركي في الشمال السوري من قبل إسرائيل والولايات المتحدة، وحتى روسيا، بهدف جرها إلى المستنقع السوري، بهدف ضرب الجيش التركي في وقت لاحق، وسط مخاوف من مساعي تلك الأطراف لنقل الفوضى الى الداخل التركي، وبالتالي محاولة ضرب تركيا من الداخل والخارج معاً. ورأى الخبير العسكري، أن روسيا لا ترغب بأي دور تركي في الشمال السوري بدون تنسيق تام معها، إذ أن الروس يعتبرون أنفسهم اليوم الحاكم العسكري لسوريا، وأي خطوات تركية لا تعلم نتائجها موسكو، ستقوم الأخيرة بإطلاق تصريحات إعلامية لمحاربة تلك التحركات، وكذلك ستحرك مسؤولي الأسد لمهاجمة تركيا ووصفها بـ«الاحتلال أو الاستعمار». وقال مصدر عسكري ميداني لـ «القدس العربي»: إن روسيا وإيران ونظام الأسد جميعهم يرفض أي دور تركي فعال في الشمال السوري، بغية منع ايجاد أي أرضية مريحة للثورة السورية وكذلك لتركيا في الشمال السوري، حيث أن الأسد وحليفيه يريدون القضاء على الثورة بشكل كامل، إلا إن تركيا تهيئ المنطقة لعدم إضاعة حق الشعب السوري، والقضاء على ثورته على يد الأطراف الدولية المساندة للأسد، وكذلك لا ترغب تركيا بخروج المناطق الحدودية في الشمال السوري عن مراقبتها، بهدف منع قيام أي كانتون كردي قد يخلق زعزعة وإشكاليات للداخل التركي وأمنها القومي. «الحر» يرحب بالتركي وكشف رئيس أركان الجيش السوري الحر العميد الركن أحمد بري، أن تركيا دخلت بالفعل إلى نقطة في الساحل السوري، وفي الأيام المقبلة ستصل إلى اللطامنة في ريف حماة الشمالي وستغطيه بالكامل. وقال بري: تركيا ستقوم بنشر قواتها في 11 نقطة وقد تم نشرها في نقطتين فقط لغاية الآن وبقي 9 نقاط، وفق ما نقلته شبكة «شام» الإخبارية عن المصدر العسكري. وأكد رئيس أركان الجيش السوري الحر أن تركيا ستدخل دون أن تسقط نقطة دم وسيتم دخولهم بشكل روتيني معين ومدروس، واعتبر أن دخول القوات التركية ليس لقتل الناس ويجب توعيتهم، وأضاف أن المناطق التي تدخلها تركيا ستكون آمنة لا تقصف. «حميميم» تصف القواعد التركية في الشمال السوري بـ«غير الشرعية» والنظام يعتبرها «استعماراً» هبة محمد |
منع الأحزاب السياسية التي تضم «أجنحة عسكرية» من المشاركة في الانتخابات التشريعية العراقية Posted: 01 Nov 2017 03:26 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: اتفقت السلطتان التنفيذية والتشريعية في العراق على إتمام ثلاثة إجراءات تمهيداً للانتخابات التشريعية المقررة في 15 أيار/ مايو 2018، أبرزها منع الأحزاب السياسية، ممن لديها أجنحة مسلحة، المشاركة في العملية الانتخابية. وقرر مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة، أمس الأول الثلاثاء، أن «تتولى الحكومة الاتحادية توفير البيئة الآمنة لإجراء الانتخابات وإعادة النازحين إلى مناطقهم، وأن يكون التصويت الكترونياً»، مشدداً على أن «لا تكون للأحزاب التي تخوض الانتخابات أجنحة مسلحة». وتمتلك عدد من الأحزاب السياسية العاملة في الساحة العراقية، أجنحة مسلحة، تتمثل بعدد من العناصر المنتشرين في عموم الأراضي العراقية، لا سيما المناطق ذات الغالبية «الشيعية». وبعد عام 2003، شهد العراق تواجداً لعناصر مسلحة تنتمي لـ«منظمة بدر» ـ بقيادة هادي العامري، غير أن الفترة بين عامي 2005 ـ 2006، ظهرت مجاميع مسلحة أخرى أبرزها «جيش المهدي» التابع للتيار الصدري ـ بزعامة مقتدى الصدر. ومع إصدار المرجعية الدينية العليا في النجف «فتوى الجهاد الكفائي» وتشكيل الحشد الشعبي في حزيران/ يوليو 2014، ازدادت عدد المجاميع المسلحة، بالتزامن مع تشكيل بعض منها أجنحة سياسية. ويضم الحزب السياسي، الذي يمتلك جناحاً عسكرياً، مجموعة من المقاتلين يُقدّرون بالآلاف، منقسمين إلى قسمين، الأول مسجل رسمياً في «هيئة الحشد الشعبي»، ويتقاضون راتباً شهرياً توفره لهم الحكومة العراقية من مخصصات الموازنة المالية الاتحادية. وينفك ارتباط هؤلاء بالحزب أو الجماعة المسلحة التي ينتمون إليها، فور تسجيلهم رسمياً في «الحشد الشعبي». أما القسم الآخر، وهم النسبة الأكبر، فهم عناصر مسلحة تنتمي للحزب السياسي بشكل مباشر، وليس للحشد «كمؤسسة». وفي هذا الشأن، قال رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، إن «مجلس الوزراء قرر منع أي حزب يمتلك جناحاً مسلحاً من المشاركة في الانتخابات» مبيناً أن «الحشد الشعبي منظومة أمنية ولا يشارك في العمل السياسي، ويجب فصل المؤسسة العسكرية عن السياسة». وأضاف، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي إن «الحكومة تحرص على أن تكون الانتخابات المقبلة نزيهة». وأشار إلى إنه «من حق المواطن المشاركة بالانتخابات (…)ويختار الحكومة والكتل التي تمثله، وإن لم يشارك فستعود إلينا المحاصصة والمشكلات التي أدت إلى دخول داعش». ولاقت تصريحات العبادي ترحيباً من قبل رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، الذي قال في مؤتمر صحافي عقده في مبنى البرلمان، أمس الأربعاء، إنه «يجب توفير كل المستلزمات الضرورية لإجراء الانتخابات المقبلة»، مؤكداً أن «المناطق المحررة لابد من إعادة العائلات النازحة فيها قبل الحديث عن أي انتخابات». وأعرب عن خشيته من «وجود أطراف تستخدم السلاح من أجل التأثير على إرادة المواطنين في الانتخابات المقبلة، ويجب ألا تشارك في الانتخابات الأذرع المسلحة حتى لا تفرض وجودها السياسي بقوة السلاح»، داعياً إلى «تطبيق قانون الحشد الشعبي للتمييز بين الممارسة السياسية والعسكرية». وتابع قائلاً: «بعض المناطق التي تم استعادتها تعاني من وجود جهات تستخدم السلاح والترهيب لفرض سلطتها على الناس، ونخشى أن يتم استخدام ذلك في الانتخابات». وأشار أيضاً إلى أن «مجلس النواب يرى أن إجراء الانتخابات في موعدها مهم، ولكن يجب أن تتم كل الأمور اللازمة والمهيئة لإجراء الانتخابات»، مؤكدا أنه «لا يمكن الحديث عن الانتخابات إلا بعد عودة جميع النازحين إلى مناطقهم المستعادة». وكذلك أشاد النائب عن كتلة التغيير هوشيار عبد الله، بقرار العبادي بعدم مشاركة الفصائل المسلحة في الانتخابات، فيما اشار إلى أن القرار فاجأ ساسة يعدون لحملات انتخابية بـ«الزي العسكري». وأعتبر أن «قرار العبادي بعدم مشاركة الفصائل المسلحة في الانتخابات يهدف إلى التقليل من ظاهرة عسكرة المجتمع»، مبيناً أن «ذلك يهدف إلى بناء دولة مدنية يتساوى فيها الجميع أمام القانون وفق معيار المواطنة». وأضاف أن «هذا القرار دستوري ويجب أن تلتزم به كافة الأحزاب السياسية»، مشددا على ضرورة «الحفاظ على الهوية المدنية للدولة العراقية والتقليل من ظاهرة العسكرتاريا التي سادت في المجتمع العراقي طيلة عقود من الزمن ومازالت اليوم منتشرة بكثرة». وتابع ان «هذا القرار تفاجأ به الكثير من الساسة الذين كانوا يعدون العدة لحملات انتخابية يستخدمون فيها صورهم بالزي العسكري في محاولة منهم لاستمالة قلوب الجماهير والتظاهر بأنهم جازفوا بحياتهم وتواجدوا في الخطوط الأمامية بالحرب ضد داعش»، معربا عن أسفه لـ«استمرار الكثيرين بالمتاجرة في القضايا الوطنية والمذهبية لتحقيق مكاسب شخصية». وأعرب عبدالله عن أمله في «تطبيق هذا القرار على أرض الواقع، باعتباره خطوة مهمة للتوجه نحو بناء دولة مدنية والتقليل تدريجياً من ظاهرة عسكرة المجتمع وفرض هيبة القانون في البلد». منع الأحزاب السياسية التي تضم «أجنحة عسكرية» من المشاركة في الانتخابات التشريعية العراقية الجبوري أشاد بالقرار وحذّر من استخدام السلاح للتأثير على إرادة المواطنين |
حمد بن ثامر: رفض أمير قطر إغلاق «الجزيرة» أكبر دعم لنا… ولن نحيد عن مبادئنا Posted: 01 Nov 2017 03:26 PM PDT الدوحة ـ «القدس العربي» : طغت الأزمة الخليجية والحصار المفروض على قطر على الاحتفالات السنوية لشبكة «الجزيرة» بالذكرى الواحدة والعشرين لتأسيسها، وسط حضور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، للسنة الثانية على التوالي، في خطوة أثلجت صدور العاملين في قنوات الشبكة الإعلامية القطرية، باعتبارها ضمانة إضافية من القيادة القطرية باستمرار تمسكها بقناة «الجزيرة»، بعد تأكيد أمير قطر بأن بلاده لن تغلق القناة الأوسع انتشارا عالمياً، كما تطالب به دول الحصار. وحضر الاحتفالات، التي أقيمت تحت شعار «الجزيرة شمس لا تغيب» في مقر شبكة «الجزيرة»، وزراء في الحكومة القطرية، يتقدمهم حمد عبد العزيز الكواري، الثقافي لأمير قطر، الى جانب وزير الاقتصاد الشيخ أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني، المدير العام السابق لشبكة قنوات الجزيرة، وجمع غفير من الطاقم الإعلامي الكبير لقناة «الجزيرة»، وعدد من المحللين السياسيين الذين اعتادوا الظهور في منبر «الجزيرة». ولم تخل كلمات مسؤولي شبكة الجزيرة، الذين تناوبوا على منصة الاحتفال من تصريحات تؤكد إصرار القناة القطرية على الصمود، وشنّ انتقادات لاذعة ضد دول الحصار، التي تطالب بإغلاق قناة الجزيرة الإخبارية. وفي كلمته الافتتاحية؛ استهل الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني، رئيس مجلس إدارة شبكة الجزيرة بتوجيه الشكر لأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، على دعمه للجزيرة وتأكيده على عدم إغلاقها، في حواره الأخيرة لقناة «سي بي أس» الأمريكية، لافتاً إلى أن «تأكيد أمير قطر أن الجزيرة لن تُغلق وأنها أصبحت منارة لشعوب المنطقة، كانت أكبر دعم وعطاء لمستقبل أكبر لهذا المشروع». وتابع قائلاً: «الظروف التي يأتي فيها احتفالنا اليوم أثبتت أن الأيام لا تزيد الجزيرة إلا عزما وتمسكاً بمبادئها التي قامت عليها من 21 عاما». وانتقد حمد بن ثامر مطالب دول الحصار بإغلاق الجزيرة، بقوله: «لا غرابة أن نجد اليوم من يريد أن يحاصر الكلمة الحرة ويزور المعلومة ويشوه الرأي ، ويطالبون من أجل تحقيق هذه الأهداف الظلامية بإسكات الجزيرة لأنهم يدركون أن الجزيرة نقيض أهدافهم». ونوّه إلى أنه «رغم كل التحريض حافظت الجزيرة على مبادئها التحريرية وأثبتت للعالم جدارتها وصدقها»، مضيفا «لا يخفى على أحد أن السعي لإغلاق الجزيرة هو من أهم أسباب وأهداف الحصار الحالي على دولة قطر». واستطرد قائلاً: «كما أن محاصرة دولة قطر هي محاصرة للكلمة الحرة التي تمثلها الجزيرة ، ومحاولة حرمان ملايين البشر من كل أرجاء العالم من حق الحصول على المعلومات والتحليلات الرصينة التي تقدمها الجزيرة». وخلص إلى التأكيد على أن «الجزيرة لن تحيد عن مبادئها وخطها». سواق: صوت الجزيرة يزداد شبابا وعطاء ووجه الدكتور مصطفى سواق، المدير العام لشبكة قنوات الجزيرة بالوكالة، انتقادات لاذعة لدول الحصار؛ مشدّداً على أن «صوت الجزيرة لن يتم إسكاته». وصرح قائلاً: «21 عاما وشاشة الجزيرة تزداد شبابا وعطاء، وانحيازا للإنسان.. ما لانت للجزيرة قناة ولا وهن لها صوت، رغم الصعوبات والتحديات». وأضاف: «منذ اليوم الأول، خطت الجزيرة نهجها، وارتفع صوتها، بقول الحقيقة، فانهالت عليها الهجمات، ووضعت في طريقها العقبات. وها نحن اليوم، بعد واحد وعشرين عاما من الانطلاق، نرى المحاولات اليائسة نفسها، ولكن في صورة أشرس وأقبح، تسعى بكل قوتها لتشويه الحقيقة وإسكات صوتها». وقدم سواق حصيلة إنجازات قنوات شبكة الجزيرة والجوائز التي حصدتها سنة 2017، دونما أن يفوت الإشارة إلى أنه «يرأس إدارة شبكة قناة الجزيرة للعام الرابع على التوالي، ولو بالوكالة»، في رسالة أثارت انتباه الحاضرين، وتجاوب معها الكثير من الموظفين في القناة. أبو هلالة: لن يمنعنا العدوان و لا تخيفنا مطالب الإغلاق وعلى النحو ذاته جاءت كلمة ياسر أبو هلالة، مدير قناة الجزيرة الإخبارية، الذي أشاد بتصريح أمير قطر الرافض لإغلاق قناة الجزيرة. وقال إن «احتفالات الذكرى الواحدة والعشرين تشبه احتفالات تأسيس القناة»، معلقا بنبرة ساخرة: «في القرن الواحد والعشرين أجمعت أربع دول على المطالبة بإغلاق قناة الجزيرة، في واقعة من مسرحية ساخرة». ونوّه إلى أن «الجزيرة لم تضطر للدفاع عن نفسها، في ظل فزعة الإعلام العالمي، ومطلب إغلاق الجزيرة تحول إلى مسخرة». كما شنّ هجوما على إعلام دول الحصار التي ضاقت ذرعا بالجزيرة والصوت الحر، مؤكدا في الوقت ذاته أن «جمهور دول الحصار هو جمهور الجزيرة». وخلص إلى القول: «لا تخيفنا مطالب إغلاق الجزيرة، كما لم تخفنا الصواريخ وقصف الطائرات وقضبان السجون، ولن يمنعنا العدوان على تقديم الشاشة الأجمل والأفضل والأحدث». وشهد الحفل السنوي تكريم شهداء الجزيرة الذين لقوا حتفهم في تغطية الحروب، والمعتقلين منها، إلى جانب تكريم الصحافيين الذين أتموا خمس سنوات منذ انضمامهم إلى القناة. حمد بن ثامر: رفض أمير قطر إغلاق «الجزيرة» أكبر دعم لنا… ولن نحيد عن مبادئنا إسماعيل طلاي |
فتح تهاجم رئيسة وزراء بريطانيا عبر «تويتر» رفضا لـ«وعد بلفور» وحماس تطالبها بـ«الاعتذار» عن الكارثة السياسية Posted: 01 Nov 2017 03:25 PM PDT غزة ـ «القدس العربي»: أطلقت حركة فتح حملة إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي، ضد رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، ووزير خارجيتها، على خلفية تأييدهما لـ «وعد بلفور»، الذي يصادف اليوم مرور مئة عام على إعطائه لليهود، وما تبع ذلك من نكبات حلت بالفلسطينيين، فيما تواصلت التنديدات بهذا «الوعد المشؤوم» عبر العديد من الحملات الإلكترونية وبيانات الشجب، استعدادا للمسيرات المركزية الغاضبة التي تنطلق اليوم الخميس. وانطلقت الحملة التي نظمتها مفوضية الثقافة والإعلام في حركة فتح، يوم أمس، عند الساعة السادسة بتوقيت فلسطين، واستمرت حتى الساعة العاشرة ليلا، وقد وضعت مواعيد تتلاءم مع توقيت كل من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، لإتاحة الفرصة أمام الكثير من المتضامنين للتعبير عن رفضهم لهذا الوعد المشؤوم. واستهدفت الحملة الخاصة بالتغريد حسابات كل من رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، ووزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، ومكتب الخارجية ورابطة الكومنولث البريطانية، على موقع «تويتر». وحددت هاشتاغ #MakeItRight للتعبير على الرفض لهذا الوعد، وللإعلام عن رفض الاحتفالات التي ستقيمها بريطانيا للاحتفال بمئوية القرار. وفي السياق دعا المتحدث باسم حركة فتح أسامة القواسمي، الشعب الفلسطيني وكل أحرار العالم في كل مكان، وكافة المؤسسات في الداخل والخارج لأوسع مشاركة في المسيرات والمظاهرات التي ستخرج تنديدا بالذكرى المئوية لـ «وعد بلفور المشؤوم»، ولإصرار حكومة بريطانيا على الاحتفاء بهذه الجريمة النكراء التي شردت شعبا أصيلا الى مخيمات اللجوء والشتات، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني سيُسمع العالم أجمع «صوت الحق المتمثل بالتمسك بالأرض والتاريخ». وأعاد مطالبة الحكومة البريطانية بإلغاء احتفاليتها بالذكرى المئوية للوعد المشؤوم، والاعتراف بدولة فلسطين كخطوة للتكفير عن جريمتها. إلى ذلك أطلقت وزارة التربية والتعليم هاشتاغ # مئة عام على سرقة أرضنا، تنديدا بـ»وعد بلفور المشؤوم»، فيما اعتبرت وزارة الإعلام «وعد بلفور الأسود» في مئويته، بأنه يمثل «أكبر جريمة في التاريخ البشري، وخطيئة سياسية وقانونية وأخلاقية لا يزال شعبنا يدفع ثمنها الباهظ من دمه ولحمه الحي». واعتبرت تفاخر رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي بالوعد بأنه «ينم عن وقاحة سياسية لم يشهدها التاريخ، وإمعان في انتهاك حقوق شعبنا المشروعة، وإصرار على دعم الاحتلال والاستيطان والعدوان»، مؤكدة أن الوعد وكل إفرازاته «مخالفة قانونية لا تسقط بالتقادم». وكانت تيريزا ماي قالت رغم الرفض الفلسطيني الرسمي والشعبي ومطالبتها بالاعتذار وتصحيح الخطأ «سنحتفل حتما بالذكرى المئوية لوعد بلفور بكل فخر»، مضيفة « «نفتخر لدورنا في تأسيس دولة إسرائيل». و«وعد بلفور» هو ما يطلق على الرسالة التي وجهها جيمس بلفور، وزير خارجية بريطانيا بتاريخ 2 نوفمبر/تشرين الثاني 1917 إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وجاء صدور الوعد قبل شهر من احتلال الجيش البريطاني فلسطين. إلى ذلك تواصلت تنديدات الفصائل بـ«وعد بلفور».وقالت حركة حماس «إن وعد بلفور الذي قام على أساس منح أرض بلا شعب لشعب بلا أرض تكذبه الحقائق على الأرض»، مؤكدة أن «الفلسطيني منغرس بأرضة كأشجار الزيتون». وأكدت الحركة في ذكرى مرور 100 سنة على «وعد بلفور»، أن وعد من لا يملك ومنح من لا يستحق يعد «وعد زائف وسرقة للتاريخ والثقافة والحضارة والحياة»، مشددة على أن الشعب الفلسطيني «لم يتوان عن دفع الأثمان لنيل حريته». واعتبرت أن تبني تيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا «المتعجرفة» للاحتفال بذكرى مرور مئة عام على الوعد «دليل استمرار في غيها وتجاهل لحقوق الشعب الفلسطيني وتكثيف لمعاناته وتأييد لما يمارس ضده من جرائم واضطهاد».وشددت على أن بريطانيا ملزمة اليوم بـ «التكفير عن خطيئتها بإعادة الحقوق لأهلها»، وذلك بعد ان طالبتها بالاعتذار. وعقد نواب حركة حماس في قطاع غزة جلسة خاصة بمناسبة مئوية «وعد بلفور» في مقر المجلس، وصفوا خلالها الوعد بـ»الخطيئة الكبرى»، وطالبوا بريطانيا بالاعتذار للشعب الفلسطيني عن «الكارثة السياسية والإنسانية التي تسببت بها». وأدانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بشدة إصرار بريطانيا على عدم الاعتراف بـ «الجريمة التي ارتكبتها» بحق الشعب العربي الفلسطيني، من خلال إصدارها «وعد بلفور»، وتأكيد ذلك بعدم اعتذارها عنه وإلغائه. وأكدت في بيان لها على «أهمية تكاتف جهود كل القوى والأحزاب والتجمعات والمؤسسات والشخصيات الوطنية الفلسطينية، في بلورة رأي وموقف موحد، نبني عليه عملا دائما ومستمرا، ضد السياسة البريطانية المنحازة تماما للعدو الصهيوني». كما أكّدت على ضرورة أن تعم الفعاليات والأنشطة الرافضة لهذا الوعد وما ترتب عليه، كل العواصم العربية والغربية، والدعوة من خلالها لرفض السياسة البريطانية العنصرية. ودعت إلى «الضغط» على الأمم المتحدة والمنظمات والهيئات الدولية والحقوقية والإنسانية لتحمل مسؤولياتها وواجباتها إزاء حقوق وآمال الشعب الفلسطيني الوطنية والإنسانية، وملاحقة الجناة. ومن المقرر أن تنطلق اليوم الخميس الذي يصادف مرور 100 عام على هذا القرار، الذي أسفر فيما بعد عن إحلال النكبة بالفلسطينيين عام 1948، بعد تهجيرهم قسرا على أيدي العصابات الصهيونية من أراضيهم، مسيرة مركزية كبيرة في مدينة غزة بمشاركة الفصائل والمؤسسات الفلسطينية، حيث ستتجه نحو مقر الأمم المتحدة، تنديدا بالقرار. فتح تهاجم رئيسة وزراء بريطانيا عبر «تويتر» رفضا لـ«وعد بلفور» وحماس تطالبها بـ«الاعتذار» عن الكارثة السياسية استعدادات داخلية ودولية واسعة للمشاركة في الفعاليات المنددة بمئوية «الوعد المشؤوم» |
توجد استراتيجية عليا لحماس للمصالحة Posted: 01 Nov 2017 03:25 PM PDT لا يمكن التنبؤ بأن تفجير النفق في كيسوفيم، الذي قتل فيه ثمانية نشطاء من الجهاد الإسلامي وحماس، سيجر وراءه ردا من قبل المنظمتين، ولكن يمكن التقدير بأن ذلك سيكون اختبارا مهما ليحيى السنوار، قائد حماس في قطاع غزة، كي يمنع أو يستوعب بسرعة هذه الحادثة من أجل الحفاظ على الاستراتيجية التي تبنتها مؤخرا حماس برئاسته. إن الضجة التي ترافق عائلة نتنياهو والقانون الفرنسي، خلقت ضبابا كثيفا، نجح في فصل ما يجري على بعد بضعة كيلومترات عن الخطاب العام الإسرائيلي، برغم الإمكانية الكامنة المخفية فيه، لإحداث تغيير دراماتيكي في الوضع الحالي. إن التدهور الحاصل في اقتصاد حماس ومكانتها السياسية نتيجة الإغلاق المتواصل الذي فرضته إسرائيل وسياسة السيسي والخطوات العربية ضد قَطَر وخطوات محمود عباس الأخيرة التي أدت إلى قيام السنوار، مثل سلفه إسماعيل هنية قبل عملية الجرف الصامد، بالاقتراح على محمود عباس إدارة القطاع. هذه الخطوة تم اعتبارها خطوة للخلف، لكن حسب رأي السنوار، هي تقدم حماس خطوتين إلى الأمام ـ هذه الخطوة ستحررها من المسؤولية عن السكان في غزة وتمكنها من الخروج من حدودها الضيقة إلى الضفة الغربية وشرق القدس وإسرائيل ودول المنطقة. السنوار يعترف بما لا تعترف به أغلبية الوزراء في إسرائيل: م.ت.ف، برغم ضعفها، هي المنبر الأفضل من أجل الوصول إلى اختراق حقيقي. من أجل ذلك فإن السنوار والقيادة الجديدة المحيطة به بقراءتهم الصحيحة لتوق الجمهور الفلسطيني إلى هذه المصالحة منذ أكثر من عقد، على استعداد للذهاب بعيدا من أجل تحقيقها. وأكثر دقة، القيادة المشتركة. حسام بدران، المسؤول عن ملف المصالحة مع فتح من قبل حماس، قال في المقابلة الأولى التي أجريت معه في صحيفة «الحياة» الصادرة في لندن، إن «قيادة حماس الجديدة التي تستند إلى أسرى محررين (صفقة شليط)، التي لم تشارك في الانقسام الفلسطيني الداخلي، هي التي قررت أن تنهي بكل ثمن هذا الانقسام». التوضيح الذي قام بنشره فيما بعد لا يلغي الانتقاد الموجه للقيادة السابقة برئاسة خالد مشعل، التي واجهت انتقادا من قبل فتح لأنها خدمت أجندة الإخوان المسلمين وقَطَر وتركيا الذين لم يرغبوا في المصالحة الفلسطينية الداخلية. حتى في موضوع الذراع العسكرية لحماس، ذهب السنوار بعيدا وقال في هذا الشهر: «نحن شعب ما زلنا في مرحلة التحرر الوطني، ونحن لا نستطيع التنازل عن سلاحنا. فهذا السلاح يجب أن يكون تحت مظلة وطنية شاملة يشارك فيها الفلسطينيون جميعهم، وهذه المظلة هي م.ت.ف. سلاح كتائب عز الدين القسام هو ملك للشعب الفلسطيني». أي أن م.ت.ف هي التي تمثل الشعب الفلسطيني. لذلك يجب عليها ضم التنظيمات كلها. وعندما سيحدث ذلك فإن حماس ستتنازل لمصلحة م.ت.ف عن سلاحها، على فرض أن حماس هي التي ستقود م.ت.ف. قيادة حماس لا تتأثر بذر الرماد في العيون من قبل نتنياهو وحكومته الذين أعلنوا أنهم لن يقوموا بإجراء المفاوضات مع السلطة الفلسطينية التي تضم حماس. أولا، لأن الحكومة الإسرائيلية تعرف الأمر الأساسي جدا الذي لا يعرفه الجمهور الإسرائيلي وهو أن حكومة إسرائيل لم تتفاوض في أي يوم مع السلطة الفلسطينية، بل مع م.ت.ف فقط ـ الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، التي رفعت الجمعية العمومية في الأمم المتحدة مكانتها من منظمة إلى دولة مراقبة في 29 تشرين الثاني 2012. وليس من صلاحية السلطة الفلسطينية إجراء مفاوضات على الاتفاق الدائم، وهي تستطيع أن تحل نفسها غدا، لكن «فلسطين» ستستمر في الوجود دولة مراقبة، حيث رئيس م.ت.ف هو رئيسها. ثانيا، قيادة حماس تعرف موقف حكومة نتنياهو، الذي يرفض حل الدولتين. نائب إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي، صالح العاروري، وهو أسير محرر أيضا، أوضح هذا الأمر في الشهر الماضي: «الطريق السياسية فشلت ولم تحقق أي شيء، ولم تجلب للشعب إنهاء الاحتلال. ولكن إضافة إلى ذلك، حركة فتح وشركاؤنا في المصالحة يؤمنون بهذه الطريقة، ويعتقدون أن الانقسام يخدم نتنياهو في تدمير هذه الطريق. نحن في حماس، لأسبابنا الخاصة، نريد إعادة وحدة الشعب الفلسطيني وتعزيز موقفه ومكانته وقدرته على مواجهة المؤامرة الصهيونية. نحن شركاؤهم في الرغبة في توحيد الساحة الفلسطينية من أجل أن نجني من ذلك فائدة من النشاط السياسي لمصلحة شعبنا وقضيتنا. نحن وشركاؤنا سنمضي لتحقيق مصالح شعبنا من خلال نشاطات مقاومة ونشاطات سياسية». هذا يعني أن حماس لن تتفاوض مع إسرائيل، لكنها لن تزعج م.ت.ف بقيامها بذلك. وإذا احتاج الأمر إلى التنازل من أجل ذلك فإن حماس ستتنازل، فقط من أجل إظهار أن الطريق السياسية قد فشلت من دون أية صلة بالانقسام الفلسطيني. عندها تستطيع المجيء بأيدي نظيفة للجمهور الفلسطيني وأن تقول «لقد حاولنا كل السبل» مع اسرائيل، لهذا على فتح وعلى طريقها السياسي أن تخلي الطريق لحماس والمقاومة المسلحة؛ عودة إلى ميثاق م.ت.ف الأصلي، قبل اتفاقات أوسلو، الذي قدس الكفاح المسلح. المصريون الذين لا تتطابق مصالحهم تماما مع مصالح إسرائيل، يفضلون توحيد الصفوف في العالم العربي أمام التهديد التركي الإيراني للقومية العربية. عباس الذي يعرف الشَّرَك الذي تم إدخاله فيه عن طريق المصريين، بموافقة أمريكية، ويعرف موقف حكومة نتنياهو، يفعل كل ما في استطاعته من أجل التملص من هذا الشَّرَك ومن اتفاق المصالحة. بعد لقائه الملك عبد الله، ملك الأردن، في الأسبوع الماضي قال «في إطار الاتفاق في القاهرة، يجب أن تكون هناك سلطة واحدة، قانون واحد وسلاح واحد، بصورة لا تكون فيها مليشيات، لأن هذا نموذج غير ناجح. هذا هو القصد من المصالحة». أي أن دخول حماس إلى م.ت.ف سيكون مشروطا باحتواء الذراع العسكرية. في الظروف الحالية، الاحتمالات ليست كبيرة لإكمال عملية المصالحة وإنجاز الاتفاق. حماس التي ستتوقف من هذا اليوم عن جباية الضرائب في المعابر، ستبقى غير قادرة على دفع رواتب موظفيها. وحتى لو تم إيجاد حل مالي مؤقت، فإن عدم الاستقرار سيكون كبيرا إلى درجة ستمنعها من الاستمرار في البقاء لفترة طويلة. كل تصعيد بين حماس وإسرائيل يحظى بدعم الجمهور الفلسطيني، وضمن الجو القائم، فإن فشل المصالحة سيقع على مسؤولية محمود عباس، الذي لن يستطيع اتهام حماس، ولن يكون أمامه خيار آخر سوى الانضمام إلى موجة العنف بطرق مختلفة. إسرائيل يمكن أن تواجه جبهة فلسطينية موحدة تكون فيها حماس هي الموجهة. احتلال غزة، حسب وجهة نظر وزير الدفاع ليبرمان، سيوسع فقط الجروح النازفة. فحماس ستحظى بسيطرة أكبر في الضفة الغربية وشرق القدس وحتى في أوساط جزء من عرب إسرائيل. حكومة عقلانية في إسرائيل كانت ستحاول تبني نظرية الجودو، وأن تجر حماس إلى داخل م.ت.ف. وفي المقابل، استئناف المفاوضات الجدية والناجعة من أجل التوصل إلى التسوية الدائمة. محمود عباس سيحصل على الهيبة المطلوبة من أجل ضمان أن لا يفقد كرسيه ليحيى السنوار. وحماس ستضطر رغم أنفها إلى الاعتراف بكل القرارات سارية المفعول لـ م.ت.ف التي تفي بشروط الرباعية وعلى رأسها الاعتراف بإسرائيل. ولكن يبدو أن مؤامرات عائلة نتنياهو ملحة ومهمة أكثر بالنسبة لحكومة إسرائيل. شاؤول اريئيلي هآرتس ـ 1/11/2017 توجد استراتيجية عليا لحماس للمصالحة تفجير النفق سيكون اختبارا مهما للسنوار صحف عبرية |
إجراءات قضائية قد تطال 20 نائباً عراقيا شاركوا في استفتاء إقليم كردستان Posted: 01 Nov 2017 03:24 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي» : يصرّ أعضاء في مجلس النواب العراقي عن التحالف الوطني، الكتلة السياسية الشيعة الأكبر في البرلمان، على «رفض عودة» النواب الأكراد ممن شاركوا في استفتاء إقليم كردستان العراق في 25 أيلول/ سبتمبر الماضي. وكشفت النائبة عن ائتلاف دولة القانون، المنضوية في التحالف الوطني، عالية نصيف، عن «محاولات وتحركات يرعاها الحزب الديمقراطي الكردستاني، تهدف إلى ترطيب الأجواء، وعودة النواب الأكراد إلى مجلس النواب من جديد». وأضافت لـ«القدس العربي»: «في حال تم ذلك الأمر، فإنه يعدّ تجاوزاً على القوانين والدستور العراقي»، مشيرة إلى أن السماح لعودة النواب الأكراد إلى البرلمان «يفتح الباب أمام تجاوزات أخرى تستهدف وحدة العراق، كما إنها تسهل على النائب الهروب من المساءلة القانونية في أي موضوع لاحق». وفيما أكدت إنه «لا مانع من الحوار»، شددت على ضرورة أن «لا يكون ذلك على حساب الحكومة العراقية والدستور». وفي تصريح آخر للنائبة عن دولة القانون، كشفت عن زيادة أسماء النواب الكرد ممن تم تقديم أسمائهم لرفع الحصانة عنهم وتحويلهم للقضاء إلى 20 اسماً. وقالت: «هناك العديد من نواب المكون الكردي عادوا لحضور جلسات مجلس النواب وحتى من بينهم نواب من كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني ممن صوتوا على الاستفتاء لكنهم لم يجهروا بمواقفهم او إعلانهم عن الرغبة بضرب وحدة العراق او تهديد السلم المجتمعي»، مبينة أن «قائمة العقوبات ورفع الحصانة عن النواب انحصرت اليوم بعشرين نائبا بعد اضافة ستة نواب آخرين إلى قائمة الأربعة عشر اسم». وحسب النائبة: «القرار بيد مجلس النواب للتصويت على الاسماء وإحالتهم إلى القضاء وفق التكليف القانوني لمجلس النواب بالتصرف مع الأعضاء المخالفين للدستور والقانون حسب قرار المحكمة الاتحادية»، مشددة على أن «اللجنة القانونية المصغرة استكملت ملفات النواب وقدمتها إلى الرئاسة بانتظار اتخاذ موقف في تلك الاسماء باعتبار انهم ارتكبوا جرائم تصل إلى مستوى الخيانة العظمى ولهم الحق في الطعن بالقرار لدى المحكمة الاتحادية». مصدر في الدائرة الإعلامي لمجلس النواب، أكد لـ«القدس العربي»، تواجد عدد من النواب الأكراد ممن ينتمون لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير والجماعة الإسلامية، في مجلس النواب العراقي، مشيراً إلى أن هؤلاء النواب «غير معترض عليهم» من بقية الكتل، كون موقفهم من الاستفتاء مغايراً لموقف الحزب الديمقراطي الكردستاني. أما النائب عن التحالف الوطني كاظم الصيادي، فقد قال لـ«القدس العربي»، إنه «لا عودة للنواب الكرد الذين شاركوا في الاستفتاء، إلا في حال أعلنوا وقوفهم إلى جانب إرادة الشعب العراقي، المتمثلة بوحدة العراق، ورفض الاستفتاء، والحفاظ على هيكلة الدولة العراقية». وطبقاً للنائب فإنه «بخلاف ذلك، لا يشرف مجلس النواب العراقي حضور هؤلاء النواب الذين جاءوا بأجندات صهيونية، الغاية منها تمزيق وحدة العراق وزعزعة أمنه واستقراره»، على حدّ قوله. عدم التعامل بمنطق «الغالب والمغلوب» في الأثناء، دعت كتلة الجماعة الإسلامية البرلمانية، الحكومة الاتحادية إلى عدم التعامل مع إقليم كردستان بمنطق «الغالب والمغلوب»، فيما أكدت ضرورة إبعاد القضاء عن الخلافات السياسية وعدم اللجوء إليه لـ«الانتقام من الخصوم» و«تلفيق التهم الكيدية لهم». وقال عضو كتلة الجماعة الإسلامية النائب زانا سعيد، في مؤتمر صحافي مشترك مع أعضاء الكتلة، عقده في مجلس النواب، «فيما يتعلق بملف النواب الكرد الذين يراد اتخاذ إجراءات بحقهم بحجة مشاركتهم في الاستفتاء، فإننا ندعو مجلس النواب لأن يكون عامل خير وتهدئة لا عامل تصعيد وتفرقة خاصة ونحن على وشك البدء بمرحلة جديدة من الحوار وإعادة تنظيم العلاقات بين الإقليم والمركز»، مستنكرا «استخدام بعض المصطلحات والتعابير المخالفة للدستور والتي تنم عن عدم إنصاف وشوفينية عند الحديث عن إقليم كردستان من قبل بعض السياسيين ووسائل الإعلام والنواب مثل (شمال العراق) بدل إقليم كردستان وتعابير أخرى لا تنم عن حسن نية وهي من الإرث البعثي المقيت في تعامله مع الشعب الكردي». ودعا الحكومة الاتحادية لأن «لا تتعامل مع كردستان بمنطق الغالب والمغلوب أو المنتصر والمنكسر، فليست هناك حالة حرب بين الحكومة ومواطنيها وهذا يجب أن ينعكس على الممارسات والقرارات والإجراءات على الأرض». وفيما يتعلق بالدعاوى المرفوعة أمام القضاء بحق بعض القيادات الكردية، أكد سعيد أنه «في الوقت الذي نؤيد فيه محاسبة كل من تورط في سرقة المال العام والإرهاب وتلطخت أيديهم بدماء الأبرياء أمام المحاكم لكن في ذات الوقت ندعو إلى إبعاد القضاء عن الخلافات السياسية وعدم اللجوء إليه للانتقام من الخصوم السياسيين وتلفيق التهم الكيدية لهم ليبقى القضاء بيتا للعدالة لكل العراقيين لا أداة بيد البعض ضد آخرين». إجراءات قضائية قد تطال 20 نائباً عراقيا شاركوا في استفتاء إقليم كردستان تحركات برعاية حزب بارزاني لعودة النواب الأكراد إلى البرلمان مشرق ريسان |
لا مؤشرات على إعادة إعمار الموصل قريباً Posted: 01 Nov 2017 03:24 PM PDT الموصل ـ «القدس العربي»: الركام والدمار لا يزالان ينتشران في الموصل، لاسيما الجانب الأيمن منها بعد استعادتها من قبل القوات العراقية منذ عدة أشهر. وعلى الرغم من الوعود التي أطلقتها الحكومة العراقية بإعادة إعمار المدينة، لكن لم يتم إنجاز أي عمل على أرض الواقع أو تعويض المتضررين من المدنيين جراء الحرب. سكان الموصل، يشتكون من سوء الخدمات والتلكؤ برفع الأنقاض وفتح شوارع المدينة، إضافة إلى انعدام الخدمات وأهمها الماء والكهرباء. المواطن عبد الجبار، قال لـ«القدس العربي»: «لم نتلق سوى الوعود من الحكومة التي زعمت أنها ستقوم بإعادة إعمار المدينة وتعويض ما خسرنا من ممتلكات جراء العمليات العسكرية». وبين أن «أغلب سكان الجانب الأيمن لا ينوون الرجوع إلى منازلهم حيث لا وجود للخدمات وأهمها الماء والكهرباء، إضافة إلى وجود الكثير من المخلفات الحربية المنتشرة في مختلف مناطق المدينة ما يشكل خطراً على حياتنا». ودعا، الحكومة إلى «تكريس جهدها واهتمامها في المدينة وإعادة إعمارها وإعادة سكانها النازحين من أجل عودة الاستقرار فيها». أبو كرم، قال لـ«القدس العربي»: «لقد تم تدمير منزلي بالكامل في الجانب الأيمن وأنا الآن أعيش في الجانب الأيسر، حالي كحال آلاف المواطنين وليست لدي الإمكانية المادية لأعيد إعمار منزلي». وحسب المصدر «سكان الجانب الأيمن يعيشون معاناة كبيرة، فمن قرر الانتقال إلى الأيسر سيعاني من دفع إيجارات السكن والبحث عن عمل، ومن قرر البقاء فهو أشبه مايكون بعزلة عن العالم حيث لاوجود لمقومات الحياة» النسبة القليلة من السكان قد عادوا خصوصاً الذين لم تتعرض منازلهم للضرر ولم تحدث في مناطقهم عمليات عسكرية قوية على عكس ماجرى في الأحياء والمناطق الأخرى، طبقاً لأبو كرم. أما المواطن صلاح حميد، فأعتبر في حديث لـ«القدس العربي» أنه « كان يجب على الحكومة أن ترسم خطة وبرنامج بالاستعانة من مختصين بإعادة إعمار المدينة ووضع جدول زمني لذلك». وأشار إلى أن «الخدمات المعدومة هناك لا تشجع أحد على العودة إلى الجانب الأيمن، إضافة إلى وجود الكثير من الجثث تحت الأنقاض حتى الآن ولم يتم إخراجها». وأضاف أن «أغلب الطرق لاتزال مسدودة ولم يتم فتحها، وأن المدينة معرضة للفيضانات مع اقتراب فصل الشتاء وهطول الأمطار بسبب تكسر وانسداد مجاري وأنابيب الصرف الصحي فيها». ووفق حميد «الكثير من المهندسين قد حذروا من ذلك، وأن الجانب الأيمن مقبل على طوفان قد يتعرض له بسبب الأمطار ولم يتم فتح تلك المجاري لغرض تصريف المياه». وحسب بيان لبعثة الأمم المتحدة في العراق «يونامي»، فإن «حجم الدمار غربي الموصل هو الأسوأ في العراق، فقد تضرّرت 38 منطقة، بينها 15 مدمّرة تقريباً». وأضاف «هناك حالياً أكثر من 300 مشروع قيد التنفيذ لإعادة الاستقرار إلى الموصل، بينها نحو 70 مشروعاً غربي الموصل، لكن ذلك ليس سوى البداية، فهناك كمّ هائل من العمل الذي يحتاج إلى إنجاز سريعاً». الاحصائيات الصادرة من الحكومة المحلية في نينوى لنسبة الدمار في الموصل، تشير إلى تدمير 63 دار عبادة بين مسجد وكنيسة غالبيتها تاريخية، إضافة إلى تدمير 212 معملا وورشة و29 فندقاً وتدمير معامل الكبريت والغزل والنسيج ومعامل أخرى. وتبعاً للاحصائية، نسبة التدمير في المؤسسات الحيوية بلغت 80 في المئة، حيث شملت تدمير 9 مستشفيات من أصل 10، و 76 مركزا صحيا من أصل 98، وتدمير 6 جسور من أصل 6، إضافة إلى تدمير 308 مدرسة و12 معهداً وكلية وتدمير نحو 11 ألف منزل، كما تم تدمير 4 محطات كهرباء و6 محطات للمياه ومعمل أدوية. لا مؤشرات على إعادة إعمار الموصل قريباً انعدام الخدمات وتلكؤ برفع الأنقاض عمر الجبوري |
«الإضراب عن الطعام» وسيلة المعتقلين للتعبير عن احتجاجهم في مصر Posted: 01 Nov 2017 03:23 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: الإضراب عن الطعام هو الوسيلة الأخيرة التي يلجأ إليها السجناء في مصر للتعبير عن احتجاجهم على استمرار احتجازهم دون سند قانوني، أو رفضهم لطريقة تعامل إدارة السجن معهم، او البحث عن أوضاع معيشية أفضل داخل الزنازين. فالسجون المصرية شهدت خلال الأشهر الماضية، عددا من الإضرابات التي نظمها سجناء ومعتقلون سياسيون، كان آخرها إعلان عدد من معتقلي النوبة المعروفين بمعتقلي «مسيرة الدفوف»، أمس، الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام. وقال المحامي عبد العاطي أبو تراس، محامي المعتقلين النوبيين، إن «عددا منهم انضم إلى معركة الأمعاء الخاوية، بإعلان إضرابهم عن الطعام، احتجاجا على استمرار حبسهم». وأضاف «ثمانية من الشباب النوبيين المتهمين في القضية رقم 5653 لسنة 2017 إداري قسم أول أسوان انضموا للإضراب عن الطعام، هم، محمدعزمي، وزكريا ربيع، ومحمد يوسف، وحمدي عوض تود، وعمار رأفت، ويحيى محمد، وميسرة عبدون، وهشام محمد». وكانت محكمة جنح مستأنف أسوان، جددت الإثنين، حبس 24 نوبيا، ألقي القبض عليهم ثالث أيام عيد الأضحى المبارك الماضي، أثناء مشاركتهم بمسيرة على كورنيش النيل، التي عُرفت إعلاميًا بـ»مسيرة الدفوف» لمدة 15 يوما. وكان الصحافيان المصريان هشام جعفر وحسن القباني، أعلنا إضرابهما عن الطعام فيما عرفت بمعركة «الأمعاء الخاوية»، احتجاجا على انتهاك القانون لحقهما، وقضائهما أكثر من عامين في الحبس واستمرار التجديد لهما بالمخالفة لكل القوانين. وسبق أن أصدرت أسرة جعفر، بيانا بشأن قيام السلطات المصرية باختطاف ابنها، وقالت إنه في يوم الجمعة الموافق 20 أكتوبر/ تشرين الأول 2017 أكمل هشام جعفر مدة العامين، وهي أقصى مدة للحبس الاحتياطى، وفق المادة 143 من قانون الإجراءات الجنائية. وحمّلت «مسؤولية هذه الجريمة للنائب العام المصري والمحامي العام لنيابات أمن الدولة على عدم إصدارهما قرارًا بإخلاء سبيله حتى الآن». كما حملت «المسؤولية لوزير الداخلية ومساعده لشؤون مصلحة السجون باعتبارهما المخاطبين بالقانون الواجب تنفيذه». وكان ممعتقلو سجن طرة 992 (العقرب) شديد الحراسة في القاهرة، اعلنوا، السبت الماضي، إضراباً شاملاً عن الطعام، وفق مصادر في هيئة الدفاع عن عدد من معتقليه، أفادت بأن «الإضراب بدأ بعدد محدود منذ عشرة أيام، ثم انخرط فيه الجميع». ونقلت عن المصادر قولها: إن «أكثر من ألف معتقل (من نزلاء سجن العقرب) أعلنوا السبت الماضي الدخول في إضراب مفتوح؛ بسبب حرمانهم من الحد الأدنى لحقوقهم المشروعة». وأضافت أن «الإضراب يأتي وسط استمرار منع زيارات السجناء عن ذويهم، وانعدام الرعاية الصحية ومنع إجراء أي فحوص طبية لأي مريض منهم». وقال الحقوقي أسامة بيومي، وهو محامي عدد من المعتقلين، إن «الإجراءات التعسفية التي تتخذها إدارة السجن ضد المعتقلين فيه تتصاعد بشكل مستمر رغم كل المطالبات بوقفها». وحسب «التنسيقية المصرية للحقوق والحريات» إن «أسباب الإضراب تتمثل في منع الزيارات عن غالبية المعتقلين، بعضهم من سنة ومن 6 شهور وشهر ونصف، ومنع الزيارات ما يضطرهم لأن يأكلوا من أكل السجن الذي أصابهم بالتسمم أكثر من مرة قبل ذلك، ومنع التريض، إذ لا يرون الشمس ولا يتعرضون لها، ومنع أي رعاية صحية للمعتقلين بالرغم من أن أغلبهم كبار في السن وأصحاب أمراض مزمنة». وأعلن ذوو المعتقلين نقلا عن أبنائهم في السجن أن «الإضراب مستمر حتى تحقيق مطالبهم التي تتمثل في فتح الزيارة لجميع المعتقلين، وفتح كانتين السجن، وفتح التريض، وعلاج المرضى وتحسين الأوضاع الطبية والإنسانية والمعيشية للمعتقلين، ودخول الأدوية والبطاطين والملابس الشتوية». وأغلب المعتقلين في سجن طرة شديد الحراسة 992 الشهير بـ«العقرب» يقبعون في زنازين انفرادية منذ أربع سنوات. «الإضراب عن الطعام» وسيلة المعتقلين للتعبير عن احتجاجهم في مصر 8 من معتقلي الدفوف وصحافيان ينضمون لمعركة الأمعاء الخاوية تامر هنداوي |
أمير قطر وجينتيلوني يبحثان الأزمتين الخليجية والليبية ومكافحة الإرهاب Posted: 01 Nov 2017 03:23 PM PDT الدوحة ـ الأناضول: عقد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، جلسة مباحثات رسمية في الديوان الأميري في العاصمة الدوحة أمس الأربعاء مع رئيس وزراء إيطاليا باولو جينتيلوني. وقالت وكالة الأنباء القطرية (قنا) إنه جرى خلال الجلسة استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تنميتها وتعزيزها خاصة في مجال الطاقة والاقتصاد والاستثمار. كما تمت مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية لا سيما تطورات الأحداث في منطقة الشرق الأوسط وفي مقدمتها الأزمة الخليجية، والوضع في ليبيا. كذلك تناولت المباحثات جهود البلدين وتدابيرهما في مكافحة الإرهاب وتمويله. وشدد رئيس الوزراء الإيطالي على حرص بلاده على تعزيز وتطوير علاقات التعاون في مختلف المجالات، وأن تكون الزيارة منطلقا إلى مرحلة متقدمة في علاقات التعاون بين البلدين. كما أعرب عن شكره لأمير قطر على الدعم الذي قدمه صندوق قطر للتنمية (حكومي) لإعادة إعمار المناطق التي تضررت جراء الزلازل التي ضربت إيطاليا، حسب الوكالة. وفي آب/ أغسطس الماضي، وقع الصندوق مذكرة تفاهم مع الحكومة الإيطالية، للتبرع بمبلغ 5.6 مليون يورو، لإعادة إعمار المناطق التي تضررت جراء الزلزال الذي ضرب إيطاليا عام 2016. ووصل جينتيلوني إلى الدوحة، صباح أمس، في زيارة تستمر يوما واحدا، قادما من الإمارات في ختام جولة آسيوية بدأها الإثنين بزيارة الهند ثم السعودية. وتأتي زيارة جينتيلوني إلى قطر، بعد أسبوعين من زيارة روبرتا بينوتي وزيرة الدفاع الإيطالية إلى الدوحة في 18 أكتوبر/تشرين الأول المنصرم. وفي السياق، استقبل جاكوب زوما رئيس جمهورية جنوب افريقيا الثلاثاء الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الدولة لشؤون الدفاع. وحسب بيان لوكالة الأنباء القطرية، «نقل وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري خلال اللقاء تحيات أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، القائد العام للقوات المسلحة القطرية لرئيس جنوب أفريقيا». وأضاف البيان: «تم خلال اللقاء مناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل تعزيز التعاون في المجالات الدفاعية والعسكرية، بالإضافة إلى فتح آفاق جديدة للتعاون العسكري بين الجانبين ومناقشة إمكانية تبادل الخبرات والدورات التدريبية العسكرية بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين الصديقين». كما تمت «مناقشة إمكانية استثمار القوات المسلحة القطرية في مجموعة شركة دينيل للتصنيع العسكري». وتناول اللقاء «الأوضاع الراهنة التي تمر بها منطقة الخليج وتأثيرها على جميع الأطراف بدون استثناء، كما تم استعراض جهود البلدين في مكافحة الإرهاب والتطرف». وحضر اللقاء عبدالله حسين الجابر سفير دولة قطر لدى جمهورية جنوب إفريقيا. أمير قطر وجينتيلوني يبحثان الأزمتين الخليجية والليبية ومكافحة الإرهاب |
إصابة ضابطي شرطة تونسيين بجروح في هجوم نفذه متطرف أمام مبنى البرلمان Posted: 01 Nov 2017 03:23 PM PDT تونس – «القدس العربي»: أصيب ضابطا أمن تونسيان بجروح في إثر الاعتداء عليهما بسكين من قبل أحد المتطرفين أمام مبنى البرلمان، في هجوم إرهابي جديد قلل خبراء أمنيون من أهميته معتبرين أنه محاولة يائسة من تنظيم «الدولة الإسلامية» المتطرف لإثبات وجوده، فيما دعا عدد من النشطاء إلى الإسراع بالمصادقة على قانون حماية الأمنيين وتمكينهم من استعمال الأسلحة للدفاع عن أنفسهم خلال تعرضهم لأي هجوم. وتمكنت قوات الأمن التونسية من إيقاف عنصر «تكفيري» هاجم دورية أمنية في ساحة باردو (أمام مبنى البرلمان) وتمكن من طعن ضابط في رقبته وإصابة زميله بحروج طفيفة في الرأس. وأشارت وزارة الداخلية إلى أن الجاني اعترف بتبنيه الفكر التكفيري منذ 3 سنوات، مشيرة إلى أنه يعتقد أن رجال الأمن «طواغيت» وأن قتلهم هو أحد أنواع «الجهاد»، فيما أشارت بعض المصادر إلى أن الجاني بايع مؤخرا تنظيم «الدولة الإسلامية» المتطرف. ونشرت شرطة النجدة على صفحتها في موقع «فيسبوك» صورة للجاني ويُدعي زياد الغربي، حيث أكدت أنه من سكان العاصمة، وفندت الأنباء التي تحدثت عن وفاة أحد الضابطين اللذين تعرضا للاعتداء، مشيرة إلى أنه يخضع لعملية جراحية في أحد مستشفيات العاصمة. وذكرت بعض المصادر أن الجاني ليس له أي سوابق عدلية ولديه، مشيرة إلى أن شقيقته موظفة في البرلمان، فيما اعتقلت الشرطة شخص آخر يشتبه بمشاركته في العملية بشكل غير مباشر (عبر المراقبة)، كما دهمت عددا من المنازل في حي التضامن حيث كان الجاني يرتاد أحد الجوامع، بهدف القبض على متورطين آخرين في العملية الإرهابية. وقلّل الخبير الأمني مختار بن نصر (رئيس المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل) من أهمية الهجوم الجديد، وأضاف في تصريح خاص لـ «القدس العربي»: «هذه العملية التي وقعت في وضح النهار وفي مكان يعج بالحركة هي عملية استعراضية لهذه العناصر الإرهابية (التابعة لتنظيم الدولة) التي تريد أن تقول إنها ما زالت حاضرة وقادرة على الفعل بعد ما لحق لها من إبادة شبه كاملة في تونس فضلا عن منعها من الحاضنة الاجتماعية والمد اللوجستي، فكل العمليات التي تقع اليوم في تونس وغيرها هي عبارة عن «تخبط الذبيحة» خاصة أن داعش (تنظيم الدولة) يعيش آخر أيامه وهو محاصر في كل مكان، وربما أعطى تعليمات لكل العناصر التي مازالت مؤمنة بفكره المتطرف للتحرك لكي يقول إن ما زلنا فاعلا، ولكن – في الحقيقة – الواقع الميداني خلاف ذلك». ويرى بعض المراقبين أن الجاني قد يكون من «الخلايا الإرهابية النائمة» الموجودة في البلاد، على اعتبار أنه لا يملك أي سوابق عدلية. وقال بن نصر «قد يكون حديث العهد في هذه المجموعات وقد تشبع بهذا الفكر حديثا، ولكن يمكن القول أيضا إن داعش يحاول تبني أي حادث إرهابي ليقول فقط أنا موجود وهذا ما حدث مؤخرا في الولايات المتحدة ومناطق أخرى من العالم، وهو يحاول استثمار الخوف لدى الناس كي يعطي نفسه هالة إعلامية مزيفة، والواقع يؤكد أن عناصره باتت مرتبكة الآن وقد تقوم بأي عمل هنا وهناك لتؤكد وجودها، كما أسلفت». وندد «المرصد التونسي لاستقلال القضاء» بالهجوم الإرهابي مشيرا إلى أنه يستهدف استقرار البلاد، واعتبر ان «وقائع الاعتداء وتوقيت الحادثة وظروف تنفيذها بمنطقة باردو وبالقرب من مقر مجلس النواب تمثل تحديا جديدا في مواجهة الإرهاب فضلا عما تكتسيه من خطورة في سياق الصعوبات التي تشهدها البلاد (كما أن) الاعتداءات من هذا القبيل تؤكد أن المعركة ضد الإرهاب مازالت طويلة، وهو ما يقتضي المحافظة على كافة الاستعدادات المادية والمعنوية لمواجهته». وكتب سامي براهم الباحث المتخصص بقضايا الإرهاب تحت عنوان «الفشل في التّأنُّس يغري بالتوحّش»: «كلّ خطوة تُقطَع تُّجاه التّأسيس الدّيمقراطي الحقيقي غير المزيّف هي قطع طريق على الإرهاب وسرديّة التوحّش، وكلّ فشل في ذلك يغذّي هذه السرديّة البغيضة القائمة أساسا على عدم إمكان قيام ديمقراطيّة في أرض العرب لأنّ الدّيمقراطيّة بزعمهم لا تصلح لهم ولا يصلحون لها». وأضاف «مهما كانت الخلفيات والجهات التي تقف خلف الإرهاب (دينيّة/ سياسيّة/ اجتماعيّة/ استخباراتيّة/ داخليّة/ خارجيّة) فإنّ بناء ديمقراطيّة اجتماعيّة بكلّ أبعادها ومحاملها هو الكفيل بتحصين البلد من التطرّف العنيف وجماعات الارهاب المنظّم وذئابه المنفردة». ودعا عدد من النشطاء البرلمان إلى الإسراع بالمصادقة على مشروع قانون زجر الاعتداءات على الأمنيين، حيث كتبت يمينة ثابت رئيسة جمعية «حماية الأقليات» على صفحتها في موقع فيس بوك «كيف ستكون ردود الفعل لو أن رجال الأمن أرجوا أسلحة وأطلقوا النار (على المهاجمين)»، داعية إلى إعادة النظر فيما يتعلق بظروف عمل رجال الشرطة. فيما أكد رئيس البرلمان محمد الناصر أن مشروع قانون «زجر الاعتداءات على الأمنيين» تتم مناقشته حاليا في عدد من اللجان داخل البرلمان، مشيرا إلى أن الخطر الإرهابي يهدد جميع التونسيين وليس الأمنيين فقط. وحققت السلطات التونسية مؤخرا عددا من النجاحات الأمنية حيث أحبطت عددا من الهجمات الإرهابية، كما قامت بتفكيك عدة خلايا متطرفة كانت إحداها تُعد لشن هجمات على السياح في البلاد. إصابة ضابطي شرطة تونسيين بجروح في هجوم نفذه متطرف أمام مبنى البرلمان حسن سلمان: |
التطبيع الأردني مع النظام السوري برعاية موسكو و«قرصنة» بطعم «اختبار سياسي» لنبأ حول رسالة من الملك عبدالله إلى الأسد Posted: 01 Nov 2017 03:22 PM PDT عمان – موسكو- «القدس العربي»: ليست مصادفة بالتأكيد تلك التي جمعت وقبل اكتمال الأسبوع الماضي بين أول «استقبال» رسمي في موسكو للسفير الأردني الجديد والدبلوماسي الهادئ أمجد العضايلة ونقاش أثار الجدل حول زيارة يفترض أن يقوم بها لدمشق رئيس الديوان الملكي الأردني الدكتور فايز طراونة يتم خلالها تسليم رسالة ما من الملك عبدالله الثاني إلى الرئيس السوري بشار الأسد. حراك «القصر الملكي» الأردني ملموس في هذا الاتجاه ليس فقط لأن عمّان ساعية بحماس لمصافحة تنتهي بمصالحة قبل غيرها مباشرة مع الرئيس السوري. ولكن أيضاً – وهذا الأهم – لأن هذه المصافحة فيها قرار سياسي روسي يحاول خلف الكواليس تقريب وجهات النظر بين العاصمتين وحل المشكلة العالقة بأشكال عدة وعلى مسارات عدة بين عمّان ودمشق. هذا الحراك على الأرجح هو الذي أثار نقاشًا بعنوان تسريبات حصلت في الإعلام المحلي، فبعد ساعات من نشر صحيفة عمون الإلكترونية تصريحًا على لسان الطراونة حول زيارة مفترضة يُزمع أن يقوم بها إلى دمشق عادت الصحيفة نفسها لتصدر بياناً تتحدث فيه عن عملية «قرصنة» تعرضت لها أخبارها. رواية الصحيفة الإلكترونية الأكثر تأثيراً في عمّان، عندما تعلق الأمر بنشر الخبر ثم نفيه قطعيًا لاحقًا تبدو مضطربة بمقدار الاضطراب نفسه الذي يحيط بالاتصالات بين عمّان ودمشق، حيث توجد وجهات نظر عدة توثقت منها «القدس العربي» في بنية النخبة الأردنية، الأمر الذي يلمح لأن السلطات الأردنية المركزية قررت عدم الحاجة لنشر أخبار عن اتصالات لم تتأكد مع دمشق. مصافحة أم مصالحة؟ صبر ساعات عدة على نبأ حول زيارة الطراونة لدمشق قبل نفي من الصحيفة التي نشرته أصلاً مؤشر حيوي سياسيًا على أن الجدل حول «مصافحة أو مصالحة» على مستوى القمة بين دمشق وعمّان خطوة لا تزال حمالة أوجه وتتأثر بحسابات في منتهى الحساسية لأن عمّان وإن كانت متحمسة لإنهاء المشكلة مع الجانب السوري لا تريد أن تتقدم خطوات «مجانية» في هذا السياق أو لا تحظى بالإقرار من أهم مرجعية في النظام السوري. قصة «قرصنة» خبر حول زيارة طراونة لدمشق برزت بعد أيام فقط من صورة التقطت لقريبه رئيس مجلس النواب الأردني عاطف طراونة مع نظيره السوري على هامش مؤتمر ستراسبورغ الأخير لاتحادات البرلمانات الدولي. بعيداً عن حالة القرصنة إياها يمكن ملاحظة أن السفير العضايلة وهو أصلاً من نخبة مؤسسة القصر الأردنية وأحد الموثوقين جداً في المؤسسة غادر عمّان لاستلام مهام عمله الجديد قبل نحو أسبوعين فقط. بعد أيام فقط خاض العضايلة في نشاطه الرسمي الأول والمركزي عبر لقاء خاص متسارع مع اللاعب الدبلوماسي الروسي الرفيع ومساعد وزير الخارجية مخائيل بوغدانوف الذي يلقبه الإعلاميون العرب في موسكو وكما سمعتهم «القدس العربي» مباشرة بـ «شيخ العرب» أو شيخ الملفات العربية. مقابلة العضايلة – بوغدانوف وبرغم طابعها الرسمي والمؤسسي كانت بمثابة أول إعلان رسمي من موسكو عن تدشين المرحلة الجديدة من العلاقة مع الأردن فالملفات اليوم بين البلدين كبيرة ومتسعة وعديدة وأهم ما فيها المسألة السورية والبعد الأمني ولاحقاً ملف الصراع في الشرق الأوسط. وهي ملفات تطلبت تعيين سفير جديد مُسيّس ومحسوب على مؤسسة القصر الملكي على أمل دفع الاتصالات للأمام. طوال ترتيبات ما يسمى بخفض التوتر في جنوب سوريا كانت عمّان ترتبط باتصال مباشر مع موسكو في كل الشؤون التي تخص ملف درعا والجنوب السوري وقد أكد وزير الخارجية أيمن الصفدي أمام «القدس العربي» أن القنوات فعالة جداً مع موسكو وتتميز بالمصداقية. الأهم؛ ومن باب التزامن المحبوك سياسيًا يمكن ملاحظة أن استقبال بوغدانوف في موسكو للسفير العضايلة لحقه وإن كان من دون ترتيب مقصود الاختبار الإعلامي والسياسي الجديد بعنوان نبأ مقرصن حول زيارة كان سيقوم بها رئيس ديوان ملك الأردن لدمشق، وبصورة توحي بأن الخلافات في طريقها للاحتواء وهو ما يُلمح له الناطق الرسمي الأردني الدكتور محمد مومني وهو يتحدث بتوسع لـ»القدس العربي» عن سعي بلاده المستمر لمعالجة سياسية على أساس وحدة وسلامة الأراضي السورية بالتزامن مع الترحيب الدائم بعودة رموز سيادة الدولة السورية للحدود. ما يقوله ضمنياً الجدل حول تلفيق خبر إلكتروني هو أن خطوة المصافحة لم تحصل لكنها قيد الاختبار وهو ما تفيد به التقارير الواردة من موسكو المهتمة جداً بالموضوع. لكن إنضاج مثل تلك الخطوة وإتمامها بانتظار تحديد بشار الأسد موعداً يناسبه لاستقبال مبعوث أردني ملكي وهو ما تعلم «القدس العربي» أن عمّان مهتمة جداً به ومنذ أسابيع. هدف روسي تكتيكي و«القدس العربي» على علم من خلال مصادر متابعة في موسكو وعمّان أن المصافحة الأردنية السورية هي هدف روسي تكتيكي بحد ذاته لتحقيق اختراق رفيع المستوى على صعيد نقل تفاهمات خفض التوتر التي أشرفت عليها موسكو جنوب سوريا وشمال الأردن إلى مستوى تسليم وتشغيل معبر نصيب بين البلدين. وموسكو بهذا المعنى هي الضامن الوحيد للمصالح الأردنية الحيوية في الجنوب السوري وبعض القضايا لا تزال عالقة حسب مصدر أردني موثوق، لكن الجانب الروسي هو الذي «يهندس» حالياً «نقلة مفترضة» في مستوى التواصل والاتصال بين عمّان ودمشق بصورة متسارعة على أمل تسجيل اختراق يسبق الأردن فيه الآخرين. وعليه يمكن بوضوح الإشارة إلى اللاعب الروسي باعتباره الضامن المفترض أيضاً لترتيب زيارات أو تبادل رسائل ومبعوثين، الأمر الذي لم يحصل منذ أحداث الربيع العربي. القنوات الروسية في المقابل تضغط على الرئيس السوري لتخفيف تشدده مع بعض دول الجوار المتعاونة مع برامج خفض التوتر وتحديداً الأردن بعد سلسلة من التصريحات المتشددة التي صدرت ضد عمّان من أركان ومسؤولين في الحكم السوري من بينهم السفير السابق بهجت سليمان وممثل دمشق في الأمم المتحدة بشار الجعفري وغيرهما. أية حالة توصل بعد تجاوز بالون الاختبار يفترض أن تكسر حدة الجمود وتسمح لاحقاً بتطوير منظومة اتصالات تتجاوز التفصيلات العسكرية الحدودية بين الجانبين نحو الملف «الأمني» ولاحقاً السياسي خصوصًا أن رئيس الوزراء الأردني الحالي الدكتور هاني الملقي يبدي استعداده للقيام بأية خطوات انفتاح تجاه دمشق عندما تتطلب مصالح بلاده ذلك. يمكن في السياق نفسه ملاحظة أن رئيس مجلس الأعيان الاردني فيصل الفايز استبق الأحداث عندما قال في محاضرة علنية إن علاقات بلاده مع سوريا ومع الرئيس بشار الأسد ينبغي أن تتحسن وتتطور. وعمان بهذا المعنى ترسل للرئيس السوري من يصافحه باسمها إعلامياً على الأقل. لكن ذلك تم بضمانة روسية ولا يعني في الجانب السياسي أن العلاقات ستشهد في القريب العاجل تحولاً لافتاً مع دمشق. لأن ذلك يتطلب كما قال وزير معني في الحكومة الأردنية لـ«القدس العربي» الكثير من الوقت لإعادة بناء جسور الثقة وتعزيزها خصوصًا أن الدبلوماسية الأردنية التي يقودها الوزير الصفدي «حذرة جداً» في ملف النظام السوري، وتميل إلى منح الأفضلية لأي ترتيبات عبر روسيا فقط، وهو أمر لا يعجب دمشق بكل حال ولا أنصارها الكثيرين في الخريطة السياسية الأردنية. التطبيع الأردني مع النظام السوري برعاية موسكو و«قرصنة» بطعم «اختبار سياسي» لنبأ حول رسالة من الملك عبدالله إلى الأسد بسام البدارين |
قاذفات روسية «استراتيجية» على مواقع «الدولة» في دير الزور… ومفاوضات مع النظام لخروج مقاتلي التنظيم من المدينة Posted: 01 Nov 2017 03:22 PM PDT حلب – «القدس العربي» : أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس الأربعاء، استهداف مواقع لمسلحي تنظيم «داعش»، بست قاذفات، قرب مدينة البوكمال في محافظة دير الزور السورية، بالقرب من الحدود العراقية. ونقل موقع قناة «روسيا اليوم»، عن بيان للوزارة، إن القاذفات من نوع «تو22 إم3»، أقلعت من أراضي روسيا، ووصلت إلى سوريا عبر أجواء إيران والعراق. وحسب البيان، فإن «الغارة الروسية استهدفت مراكز مسلحين ومستودعات للأسلحة والذخيرة، وتمكنت من تدمير كافة المواقع المستهدفة». وذكر أن مقاتلات من طراز «سو30 اس ام» أقلعت من مطار «حميميم» العسكري، بمحافظة اللاذقية (غرب)، وقامت بتأمين مهمة القاذفات الاستراتيجية الروسية. وأشار البيان إلى أن «الطائرات الحربية عادت إلى قواعدها بعد تنفيذ المهمة القتالية». وكانت وزارة الدفاع الروسية قالت الثلاثاء إن «غواصة فيليكي نوفغورود، قامت بإطلاق صواريخ مجنحة من نوع كاليبر، من تحت سطح المياه في الجزء الشرقي من البحر الأبيض المتوسط، على مواقع لمسلحي داعش، في دير الزور». من جهة أخرى ذكر ناشطون في محافظة دير الزور شمال شرقي سوريا، وجود مفاوضات بين النظام السوري وتنظيم الدولة يقضي بخروج عناصر التنظيم مع عائلاتهم بعد تضييق الخناق عليهم في أحياء المدنية إلى الريف الشرقي. وأكد عضو صفحة «الشرق نيوز» فراس علاوي وجود مفاوضات بين قيادة تنظيم داعش والنظام السوري من أجل خروجهم من أحياء المدينة، إلا أنه أكد عدم وجود مفاوضات حقيقية تتعلق بالمدنيين لخروجهم في ظل استمرار تقدم قوات النظام باتجاه الأحياء المحاصرة. وأضاف «القدس العربي» أن ما يقارب الـ70عائلة عدا النساء والاطفال الجرحى والمصابين محاصرون في المدينة، وسط مواصلة قوات النظام تقدمها إلى دوار غسان عبود ومشفى فارمكس، منوهاً إلى أن الأحياء التي لا تزال تحت سيطرة التنظيم هي العرضي والشيخ ياسين والحويقة. ونقل علاوي كلاماً عن مقاتل في تنظيم داعش يؤكد استعدادهم للتفاوض مع أي شخصية من أجل إنقاذ المدنيين دون العودة إلى أمراء التنظيم من أجل خروجهم، خوفاً من دخول جيش النظام وارتكاب مجازر بحقهم، مؤكداً وجود حالة هلع وخوف شديدين يعيشهما المدنيون في الأحياء المحاصرة. أما ميدانياً فقد واصلت قوات النظام والميليشيات الموالية لها، تقدمها في داخل أحياء مدينة دير الزور، وسط تراجع مستمر لعناصر تنظيم الدولة الإسلامية داعش وفق ما ذكرت مصادر محلية. وقال الصحافي السوري في شبكة فرات بوست لـ«القدس العربي»، إن قوات النظام والميليشيات الموالية لها تمكنت من السيطرة على أجزاء من منطقة غسان عبود من جهة حي المطار القديم الذي سيطرت عليه في وقت سابق، بالتزامن مع تقدمها في حي خسارات ودوار السيوف. وأضاف، إن طيران النظام والروسي واصل خلال الساعات الماضية شن غارات جوية على ما تبقى من أحياء خاضعة لسيطرة التنظيم داخل دير الزور، وذلك بعيد ساعات من استهداف إحدى الهجمات الجوية، جسر الأعيور الواصل بين حي الحويقة وأحياء مدينة دير الزور الأخرى، ما أدى إلى خروجه من الخدمة. وفيما يتعلق بحال المدنيين العالقين في مدينة دير الزور والذين لم يتمكنوا من النزوح قال جابر إن قوات النظام اعتقلت عدداً منهم خلال الساعات الـ48 ساعة الماضية، وقامت بنقلهم إلى مدارس الجورة وفرع الأمن العسكري غرب مدينة دير الزور، دون معرفة مصيرهم حتى الآن، حيث تم اعتقال معظم هؤلاء من أحياء الحميدية والعمال والجبيلة. وتأتي هذه التطورات الميدانية في ظل الحملة العسكرية التي تشنها قوات النظام والميليشيات على مدينة دير الزور منذ نحو أسبوع، ونجحت خلالها بالوصول إلى حي الحميدية وسط مدينة دير الزور، للمرة الأولى منذ خروج هذا الحي عن سيطرتها عام 2012. كما تمكنت أيضاً من السيطرة على حيي العمال والعرفي ومبنى الاتحاد الرياضي والملعب البلدي، بعد اشتباكات أسفرت عن مقتل العشرات من عناصر التنظيم النظام. وكان مجلس محافظة دير الزور التابع للمعارضة السورية قد طالب في وقت سابق، مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ومجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، والمبعوث الأممي إلى سوريا، ستافان دي مستورا، بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة ما يقارب 700 مدني بينهم نساء وأطفال ومرضى وحالات عجز، محاصرين داخل القسم الذي يسيطر عليه تنظيم الدولة في مدينة دير الزور. وأشار إلى أن المدنيين المحاصرين لم يستطيعوا الخروج من تلك الأحياء، بسبب قطع الطرقات والمنافذ، وعدم مقدرتهم على تحمّل تكاليف النزوح، حيث قتل منهم 33 مدنياً بينهم نساء وأطفال جرّاء القصف العشوائي على أحيائهم على مدى الشهرين الأخيرين. وأكد البيان على أنه مع تقدم قوات نظام الأسد والميليشيات الموالية له داخل هذه الأحياء التي كانت خارجة عن سيطرته، فإن المدنيين مهددون بالتصفية الجسدية، أو الاعتقال التعسفي والاختفاء القسري على أقل تقدير. ودعا البيان المجتمع الدولي عامة، والأطراف الدولية الموجه إليها النداء خاصة، القيام بواجباتهم الإنسانية، وحماية المدنيين المحاصرين في مدينة دير الزور ومنع حدوث مجازر بحقهم من قبل قوات النظام والميليشيات الإيرانية، من خلال الضغط على روسيا والولايات المتحدة الأمريكية وحلفائهم المحليين من قوات نظام الأسد، الميليشيات الإيرانية، قوات سوريا الديمقراطية، لفتح ممرات آمنة لإخراج المدنيين المحاصرين، وضمان سلامتهم، ووصولهم إلى مناطق آمنة. قاذفات روسية «استراتيجية» على مواقع «الدولة» في دير الزور… ومفاوضات مع النظام لخروج مقاتلي التنظيم من المدينة عبد الرزاق النبهان |
قيادي سابق في تحالف دعم الشرعية: إخوان رفضوا تشكيل حرس ثوري Posted: 01 Nov 2017 03:22 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: كشف القيادي المصري في الجماعة الإسلامية، والمقيم في قطر، عاصم عبد الماجد، تفاصيل الأيام الأخيرة لجماعة «الإخوان المسلمين» والرئيس المنتمي لها محمد مرسي، قبل إطاحته من الحكم في مصر. وقال في سلسلة نصوص نشرها عبر حسابه الرسمي على «فيسبوك» بعنوان «الإخوان والفرص الضائعة»، إن «مرسي هو من رفض تجمع مؤيديه ومناصريه حول قصر الرئاسة قبل احتجازه في دار الحرس الجمهوري». وأضاف عبد الماجد، الذي كان قياديا في «تحالف دعم الشرعية» قبل انسحاب الجماعة الإسلامية منه: «بعد خروجي من مصر طلبت من قيادات تحالف دعم الشرعية أن يطلبوا من مرسي تفويض صلاحياته لشخصية مناسبة ليكون بمثابة قائد ورمز للجماهير تلتف حوله، وبعد فترة جاءني الرد بأن الرئيس رفض، وقبل ذلك طلبنا من الرئيس ومن الإخوان بإلحاح شديد يصل لدرجة التوسل والاستعطاف أن يبقى الرئيس في حماية الجماهير التي يجب أن تعتصم حول قصر الاتحادية، فقيل إن قائد الحرس الجمهوري رفض». وتابع : «قائد الحرس هذا هو من اعتقل مرسي، وبعدها قالوا سيذهب لقصر القبة، فعرضنا أن نعتصم حول قصر القبة، لكن الرئيس مرسي رفض». وواصل: «فوجئنا بعد وقوع الانقلاب العسكري في مصر أن مرسي كان محتجزا في دار الحرس الجمهوري، وهو رجل رفض كل عروضنا لحمايته وذهب بقدميه لقلعة عدوه راضيا بحمايتهم، فلا يمكن أن نُلام في عدم حمايته، وهو اختار أن ينتحر». وبرر عبد الماجد توقيت نشر نصوصه، بالقول إن قرار الكشف عن هذه المعلومات جاء: «بعد أن صبرت أربعة أعوام على تطاول بعض الصبية على إخواني في الجماعة الإسلامية، واتهامهم بأنهم خذلوا الرئيس وأنهم ظاهرة كلامية». وألمح إلى رفض الإخوان بشدة لـ«استخدام الجماعة الإسلامية القوة ضد البلطجية المعارضين إبان فترة حكم مرسي»، مشيراً إلى أن «مبرر الإخوان كان أن الجيش والشرطة هي المؤسسات المعنية بذلك». وزاد: «قلنا أكثر من مرة في أكثر من مناسبة طوال عام كامل (عام حكم الإخوان) إن لا ثورة ناجحة بلا قوة تحميها، وإن شباب الحركات الإسلامية هو المؤهل لذلك». وأضاف: «في كل مرة كان يأتي الرد بالرفض والقول بأن الشرطة والجيش هي المؤسسات المعنية بذلك، وآخر هذه المحاولات كانت قبل أسبوع من الانقلاب، فبعد إلحاح شديد قيل إن قرار الإخوان الحاسم والنهائي أنهم لن يستعملوا القوة حتى ضد البلطجية، وإن الجماعة الإسلامية لو أرادت فلتستعمل هي القوة وحدها». وأتبع القيادي في الجماعة الإسلامية منشوره بعدة منشورات أخرى، كان أبرزها مساء أول أمس الثلاثاء، بعنوان «ضياع البوصلة واضطراب القرار»، قال فيه إن أخطر أخطاء الساعات الأخيرة قبيل الانقلاب هو ما بدا كما لو كانت هناك شخصيتان متناقضتان تمام التناقض تصدران القرارات». وأشار إلى أن قرار «مرسي برفض وجود الشعب حول قصره لحمايته، ثم قراره بالانتقال للإقامة هو والطاقم المعاون له داخل دار الحرس الجمهوري، وقرارات الإخوان السابقة برفض تشكيل حرس ثوري وترك مهمة حماية الثورة والدولة الجديدة للجيش والشرطة، وترك الحرية كاملة لـ«الإعلام الفلولي» كي يحرض على الرئيس ومؤيديه، وترك المقار نهبا للنيران، وخطاب الرئيس الذي مدح فيه الجيش، واختفاء رئيس الوزراء والوزراء ورئيس مجلس الشورى وترك مواقعهم وامتناعهم عن الحديث للشعب، كل ذلك كان بمجرد تلاوة السيسي لبيانه». واعتبر أن هذه «الحزمة من القرارات كانت تسير باتجاه الاستسلام للخصم، فكان من المنطقي أن تكتمل باستجابة الرئيس لقرار عزله وعدم مقاومة أتباعه لذلك»، متعجبا في الوقت نفسه مما وصفه بـ«التناقض» في إبلاغ مرسي لأنصاره بأنه لن يستجيب للانقلاب وعزمه على محاكمة ضباط الحرس الجمهوري معتقليه. قيادي سابق في تحالف دعم الشرعية: إخوان رفضوا تشكيل حرس ثوري مؤمن الكامل |
حكومة التوافق تتسلم معابر غزة بالكامل والعشرات من عناصر أمن السلطة ينتشرون لأول مرة منذ الانقسام في معبر رفح بدلا من موظفي حماس Posted: 01 Nov 2017 03:21 PM PDT غزة ـ «القدس العربي»: استهلت حكومة التوافق التي تسلمت إدارة معابر قطاع غزة بشكل كامل يوم أمس، بعد 11 عاما من الانقسام، هذه المهمة الجديدة، بإعلانها إلغاء «الرسوم غير القانونية» التي كان يجبيها موظفو حماس في غزة، والذين تركوا بشكل كامل أماكن عملهم، وسلموها لموظفي السلطة الفلسطينية، بمن فيهم أفراد من جهازي الشرطة والأمن الوطني، للمرة الأولى منذ وقوع الانقسام، وذلك ضمن احتفال كبير جرى في معبر رفح، حضره وزراء ومسؤولون من فتح وحماس، والوفد المصري. ومع بداية مراسم الاحتفال الكبيرة التي أقيمت في الجانب الفلسطيني من معبر رفح، الذي يستعد للعمل من جديد وفق الآلية التي كانت قائمة قبل سيطرة حماس على غزة، قال وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ، إن حكومة التوافق الوطني قررت إلغاء كافة «الرسوم والجمارك والجبايات غير القانونية» التي كانت تجبى ومعمولا بها في قطاع غزة. وقال إن حكومة الوفاق «ملتزمة بجباية الرسوم والجمارك التي نص عليها القانون الفلسطيني». وشهد يوم أمس دخول شاحنات البضائع إلى قطاع غزة، من دون أن تدفع الضرائب والرسوم التي كانت تجبى من قبل موظفي غزة. ومن شأن هذا القرار أن يخفف كثيرا عن كاهل التجار والمواطنين، خاصة وأن العديد من البضائع كانت تدفع الضرائب مرتين، أولها لصالح السلطة الفلسطينية عن طريق «المقاصة» مع الجانب الإسرائيلي، الذي تمر من خلاله البضائع لغزة والمناطق الفلسطينية، وأخرى يجبيها الموظفون المعينون من قبل حركة حماس، وكانت تستخدم في دفع رواتبهم. وبالعودة إلى تفاصيل تسلم الحكومة لمعابر غزة، فقد حضر في معبر رفح الذي يتطلع السكان لأن يعيد فتح أبوابه من جديد، لحل أزماتهم الإنسانية، عدد من قادة فتح وحماس، ومسؤولون كبار من الحكومة، إضافة إلى الوفد الأمني المصري. ورفعت على جنبات المعبر صور كبيرة للرئيس محمود عباس، والرئيس عبد الفتاح السيسي، إضافة إلى أعلام فلسطينية، فيما عزف نشيدا السلام الفلسطيني والمصري في بداية الاحتفال. وأخلى موظفو حماس أماكن عملهم في المعبر مع بداية مراسم تسلم الحكومة مهامها في إدارة المعبر، ليحل بدلا منهم موظفون يتبعون للسلطة الفلسطينية، كانوا قد توقفوا عن العمل عند سيطرة حركة حماس على غزة يوم 14 حزيران / يونيو من عام 2007، وهي خطوة نفذت في معبري كرم أبو سالم التجاري، ومعبر بيت حانون «إيرز» اللذين يربطان غزة بالمناطق الإسرائيلية. وللمرة الأولى منذ وقوع الانقسام، شوهد أفراد من أجهزة الأمن الفلسطينية التي كانت قائمة قبل سيطرة حماس على غزة، وهم يرتدون ملابسهم العسكرية، في بداية عملهم لإدارة معبر رفح. وحسب مصدر أمني في السلطة الفلسطينية، فقد جرى نشر 100 من أفراد جهاز الشرطة، للعمل على مدار الساعة داخل المعبر، حيث ارتدوا يوم أمس ملابس مدنية، إضافة إلى عدد آخر من أفراد الأمن الوطني، مشيرا إلى أن أفراد الأمن الوطني، الذين ارتدوا ملابس عسكرية، سيستمرون في مباشرة عملهم لحماية المعبر، لحين تسليم هذه المهمة خلال الأيام المقبلة إلى قوات أمنية من الحرس الرئاسي الفلسطيني. ومن المقرر أن يجري استقدام عدد آخر من الموظفين المختصين بالجمارك والاقتصاد، إضافة إلى موظفين إداريين، خلال الأيام المقبلة، على أن يشرع أفراد الشرطة بارتداء ملابسهم العسكرية الخاصة، للعمل في المعابر الثلاثة. وجاء ذلك بعد أن أبلغ عدد من موظفي السلطة خلال اليومين الماضيين بالاستعداد لتسلم مهام العمل في المعابر. وقال وزير الأشغال والإسكان مفيد الحساينة، الذي مثل الحكومة في تسلم المعابر، خلال مؤتمر صحافي في معبر رفح، إن رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله سيزور قطاع غزة خلال أيام، للاطلاع على سير العمل في المعابر، ومتابعة كافة الملفات، مضيفا «بدأنا استلام كافة المعابر، ونتمنى أن تكون انطلاقة حقيقية على طريق المصالحة». ومضى يقول «سنذهب للمصالحة رغم كل التحديات والعقبات»، وقدم في الوقت ذاته الشكر لمصر، التي قامت برعاية اتفاق المصالحة. وعلمت «القدس العربي» أن اجتماعا عقد مساء أول أمس بين رئيس هيئة المعابر الفلسطينية نظمي مهنا، ومسؤولي معابر غزة الذين عينتهم حركة حماس، بحضور الوفد الأمني المصري، الذي قدم إلى غزة خصيصا للإشراف على عملية التسليم، حيث جرى خلاله وضع الترتيبات النهائية لهذه العملية، التي تعتبر أولى الخطوات الواجب تنفيذها في اتفاق المصالحة الأخير الذي وقعته حركتا فتح وحماس يوم 12 من الشهر الماضي، والذي ينص على تسلم الحكومة مسؤولية إدارة المعابر، بحلول الأول من الشهر الجاري. يشار إلى أن حركة حماس لم تكن في السابق تقبل بإخلاء موظفيها العاملين على معابر غزة، ضمن أي اتفاق لتطبيق المصالحة، ورفضت سابقا مقترحا قدمه عدد من الفصائل لحل أزمة المعبر، الذي تشترط مصر قبل فتحه أن تؤول مسؤولية إدارته للسلطة الفلسطينية. وقال هشام عدوان المتحدث باسم هيئة الحدود والمعابر في غزة، إن مسؤولية المعبر آلت إلى الحكومة بشكل كامل، لافتا إلى أنه لن يكون هناك وجود لأي موظف سابق، وأن من سيديرون المعبر هم الموظفون التابعون للحكومة. ويأمل سكان قطاع غزة، بأن تساهم هذه الخطوة في إنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض عليهم، والذي ساهم في زيادة معدلات الفقر والبطالة، خاصة وأن إسرائيل كانت تتحجج بعدم وجود هيمنة للسلطة الفلسطينية على المعابر، كما يأمل السكان بأن تنتهي أزمة سفرهم للخارج، خاصة أصحاب «الحالات الإنسانية» من مرضى وطلاب وأصحاب إقامات، بعودة العمل في معبر رفح من جديد. وفي السياق أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومسؤول ملف المصالحة عزام الأحمد، أن تسليم معابر قطاع غزة يعد «خطوة هامة» في تنفيذ اتفاق المصالحة، بحيث تصبح حركة الأفراد والبضائع، تحت مسؤولية حكومة التوفق الوطني . وأشار إلى أن معبر رفح له وضع خاص يختلف عن بقية المعابر، بحيث سيتم افتتاحه بشكل نهائي من الجانب المصري في الخامس عشر من الشهر الجاري، وذلك بسبب أعمال التطوير التي يقوم بها الجانب المصري. وبين الأحمد أن كل الأمور أصبحت جاهزة على الجانب الفلسطيني من المعبر، حيث ستوجد الشرطة الأوروبية وفقا لاتفاق 2005، كما سيتولى حرس الرئاسة مسؤولية أمن المعبر، وسيوجد على طول الحدود مع مصر . وتحدث الأحمد عن الخطوات المقبلة لتطبيق اتفاق المصالحة، موضحا أنه سيتم عقد لقاء ثنائي بين حركتي فتح وحماس لتحديد الخطوات الأخرى لاستكمال تنفيذ اتفاق المصالحة الموقع عام2011 في القاهرة، حيث سيتم بحث العديد من الملفات، أبرزها الانتخابات، ومنظمة التحرير، وقضية الأمن التي هي من أعقد القضايا. وفي خضم الحديث من قبل حركة فتح والسلطة عن «تمكين» و «تسليم» الحكومة مهامها في غزة، قال الدكتور موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، اتفاق المصالحة الموقع في مصر في أيار/مايو 2011، قائم على «الشراكة والتوافق الوطني»، لافتا إلى أن عبارات «التسليم والتمكين وشرعية طرف دون الطرف الآخر، لا وجود لها فيما تم التوقيع عليه». حكومة التوافق تتسلم معابر غزة بالكامل والعشرات من عناصر أمن السلطة ينتشرون لأول مرة منذ الانقسام في معبر رفح بدلا من موظفي حماس أشرف الهور: |
7 أحزاب تنتقد تنظيم السيسي لمنتدى شباب العالم: أطلقوا سراح المعتقلين Posted: 01 Nov 2017 03:21 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: أصدرت 7 أحزاب، بيانا، أمس الأربعاء، انتقدت فيه تنظيم السلطات المصرية، مؤتمرا «عالميا» للشباب في شرم الشيخ، يوم الأحد المقبل، تحت شعار «نحتاج للتحدث»، في وقت يقبع فيه الشباب المصري في السجون. وتضمنت قائمة الأحزاب الموقعة على البيان، كلا من التحالف الشعبي الاشتراكي، و تيار الكرامة، والدستور، ومصر الحرية، و المصري الديمقراطي الاجتماعي، والعدل، والعيش والحرية (تحت التأسيس). وقالت الأحزاب في بيانها، إنهم «ينتهزون فرصة عقد منتدى الشباب، للمطالبة بإطلاق سراح العشرات من الشباب القابعين في السجون منذ سنوات، سواء بعد صدور أحكام بحقهم في قضايا سياسية تتصل بحرية الرأي والتعبير، أو بناء على تمديد لا ينتهي للحبس الاحتياطي، وذلك لأن هؤلاء أيضا من حقهم ان يتحدثوا ويعبروا عن ما يتعرضون له من ظلم ومعاناة». وتابعت الأحزاب في بيانها، أن «أحمد دومة، وعلاء عبد الفتاح، وعمرو علي، وشوكان، وهشام جعفر، واسماعيل الاسكندراني، وإسلام مرعي، واندرو ناصف، ونائل حسن، وأحمد ابراهيم، والشاذلي حسين، واسلام الحضري، وأحمد سعيد، وايناس ابراهيم، ومحمد محفوظ، وعبد الرحمن طارق (موكا) ود عبد الله شحاتة ممن تراوحت فترة سجنهم بين الشهور الستة والأعوام الأربعة، ليسوا مجرد أسماء نكتفي بترديدها للمطالبة بالإفراج عنهم، ولكنهم نماذج لشباب مصري حر من حقهم أن يتحدثوا ويعبروا عن آمالهم وطموحاتهم لبناء وطن يحترم حقهم في حرية الرأي والتعبير، والسعي لتغيير حقيقي نحو بناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة تحقق أهداف ثورة 25 يناير 2011 التي أبهرت العالم بسلميتها وتصميم المشاركين فيها». واتهمت الأحزاب النظام الحالي بأنه «اعتاد الاهتمام بالمظاهر فقط»، فبينما يدعو آلاف الشباب من كل انحاء العالم لكي «يتحدثوا» عن مشكلاتهم وهمومهم، فإنه «يسجن الشباب المصري بناء على تهم واهية وملفقة، أو لمجرد قيامهم بكتابة تعليق أو مقال على مواقع التواصل الاجتماعي». واعتبرت الأحزاب أن مجرد عقد مؤتمر في شرم الشيخ تحت شعار «نحتاج للتحدث» لن ينجح في مداراة الواقع المتدهور الذي يعانيه الشباب المصري الآن، سواء من ناحية حرمانه من أبسط حقوقه السياسية، أو من ناحية تحقيق طموحه في إيجاد وظيفة عمل مناسبة تحترم آدميته بدلا من السعي للهجرة في قوارب الموت، وأن القائمين على تنظيم المؤتمر تناسوا أن الشباب القادم من مختلف أرجاء العالم لا يمكن خداعه بصور مفتعلة لشباب مبتسم ومتفائل، وأنهم يعرفون حقيقة الأوضاع المظلمة التي يعيشها مئات الشباب المصري السلمي المؤمن بالدولة المدنية والمقيم في السجون بدلا من التمتع بحريته وحقوقه». 7 أحزاب تنتقد تنظيم السيسي لمنتدى شباب العالم: أطلقوا سراح المعتقلين |
70 % من اليهود يؤيدون السماح لهم بالصلاة في الحرم القدسي Posted: 01 Nov 2017 03:20 PM PDT رام لله – «القدس العربي»: أعلنت شرطة الاحتلال الاسرائيلي أنها بدأت بتشكيل وحدة شرطة خاصة للمسجد الأقصى في البلدة القديمة من القدس المحتلة تحت مسمى «وحدة جبل الهيكل»، وهي التي ستكون مسؤولة عن الحراسة في منطقة الحرم القدسي. ومن المتوقع ان تضم الوحدة 200 شرطي، وتشمل قوات الدورية والتدخل السريع والاستخبارات. وستبدأ الوحدة العمل خلال عام 2018، بقيادة ضابط برتبة رفيعة. وتقوم شرطة الاحتلال حاليا بتجنيد 100 شرطي تمهيدا لتأسيس هذه الوحدة، والذين سينضمون إلى 100 شرطي سيأتون من وحدة الأماكن المقدسة. ومن بين المهام التي ستقوم بها هذه الوحدة، تأمين مداخل الحرم. وتتولى الحراسة في الحرم حاليا، وحدة الأماكن المقدسة في شرطة الاحتلال المسماة «لواء القدس»، وهي المسؤولة عن منطقة حائط المبكى والكنائس في المدينة. ولا ترى جهات الشرطة في تأسيس الوحدة الجديدة أي تغيير في الوضع الراهن، وقالوا ان المقصود إضافة قوات الى مئات أفراد الشرطة الذين تم تجنيدهم منذ بداية الهبة الشعبية الفلسطينية في 2015. ويأتي قرار تشكيل هذه الوحدة في إطار الدروس المستفادة من عملية إطلاق النار التي وقعت على مدخل الحرم في تموز/ يوليو الماضي، والتي أسفرت عن مقتل شرطيين من حرس الحدود. وقال وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال غلعاد اردان، ان «الوحدة ستعزز أمن كل زوار الحرم القدسي. كل من اعتقد أننا سنسمح بالمس بالمكان الأكثر أهمية للشعب اليهودي ويقوض سيطرتنا والأمن على «الجبل»، سيحصل تماما على العكس. حسب رؤيتي، ستتحول القدس خلال عامين الى إحدى المدن الآمنة في العالم، مع أكثر التكنولوجيات تقدما». في غضون ذلك أظهر استطلاع للرأي أجري لصالح معهد يهودي يميني جديد ان 70% من المشاركين فيه يعتقدون انه من المهم لليهود الصلاة في الحرم القدسي أو «جبل الهيكل» حسب التسمية اليهودية، ويؤمنون انه في إطار اتفاق سياسي إذا تحقق، يجب الحفاظ على السيادة الاسرائيلية على الحرم. وتم طلب الاستطلاع الذي أجراه معهد «مأغار موحوت» بين عينة تمثل الجمهور اليهودي البالغ فقط، بمناسبة تدشين معهد القدس للبحوث الاستراتيجية، الذي يعرف نفسه كـ»معهد سياسي – أمني مستقل جديد ومحافظ». ويستدل من الاستطلاع ان 58% من الجمهور يؤيدون إقامة القدس الكبرى، بحيث تضم غوش عتصيون ولواء بنيامين. وقال 64% انه يجب مواصلة السيطرة الاسرائيلية على القدس والمناطق المجاورة لها لأسباب أمنية وقومية. وقال رئيس المعهد البروفيسور افرايم عنبر، ان «معطيات الاستطلاع تشير بشكل واضح الى ان الجمهور الاسرائيلي يعتبر مواصلة السيطرة على القدس ومنطقتها قيمة قومية وأمنية من الدرجة الأولى. وهذه المواقف تتعارض مع طموح اليسار السياسي الى تقيم المدينة». وحول المعهد الجديد قال إنه «سيعزز الغرائز المحافظة السليمة للجمهور الإسرائيلي ويضع في طليعة الخطاب السياسي والأمني في إسرائيل مفاهيم تعتمد على رؤية واقعية. حتى الآن، فشل اليمين- الوسط في إسرائيل في إنشاء وترسيخ بنية تحتية فكرية واسعة لمواقفه. والهدف من إقامة المعهد هو تصحيح هذا الواقع». 70 % من اليهود يؤيدون السماح لهم بالصلاة في الحرم القدسي فادي أبو سعدي: |
الجزائر تحتفل بذكرى اندلاع ثورة التحرير من دون أي تقدم في ملفات الذاكرة العالقة! Posted: 01 Nov 2017 03:20 PM PDT الجزائر ــ «القدس العربي»: احتفلت الجزائر أمس الأربعاء بالذكرى الـ 63 لثورة التحرير التي اندلعت في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني 1954، ودامت سبع سنوات ونصف السنة، ووضعت حدا لاستعمار فرنسي استيطاني دام أكثر من 132 سنة، وحاول جعل الجزائر قطعة من فرنسا، وعامل شعبها على أنه «أنديجان» ( مواطنين من درجة ثانية). ومع الاحتفال بأي ذكرى لها علاقة بثورة التحرير أو استقلال الجزائر، تعود المطالب ذاتها وتطرح المواضيع نفسها، وفي كل مرة يردد المسؤولون كلاما عن الاعتذار وعن تسوية الملفات العالقة، وتمضي السنوات وتعود ذكرى تلك المحطات التاريخية المهمة، من دون أن يتغير شيء، حتى في ظل وصول إيمانويل ماكرون إلى سدة الحكم في فرنسا، الذي كان ولا يزال يوصف بأنه صديق الجزائر، خاصة بعد التصريحات التي أدلى بها لمّا كان مرشحا للرئاسة، عندما وصف ما ارتكبته فرنسا بالجزائر بأنها جرائم ضد الإنسانية. وقال وزير المجاهدين طيب زيتوني إن هناك اتصالات مع السلطات الفرنسية لإعادة بعث اللجان المشتركة حول الأرشيف وجماجم شهداء المقاومة الموجودين بفرنسا، مؤكدا أنه ليس صحيحا أن السلطات الجزائرية تخلت عن مطالبة فرنسا بتسليمها للأرشيف وجماجم شهداء المقاومة الموجودين في متحف الإنسان في العاصمة الفرنسية باريس. وبرغم التصريحات التي أدلى بها وزير المجاهدين الجزائري إلا أن الكلام ذاته يتكرر مع كل مناسبة، فاللجان التي تم إعلانها في عهد الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي من أجل معالجة ملفات الذاكرة، خاصة ما تعلق بملف التجارب النووية الفرنسيىة، خاصة وأن الجزائر كانت تطالب فرنسا بتطهير المناطق الملوثة بالإشعاعات النووية، بسبب التجارب التي أجرتها فرنسا وواصلت في إجرائها حتى بعد استقلال الجزائر، بموجب اتفاقيات إيفيان التي أدت إلى استقلال الجزائر، والتي نصت على استمرار فرنسا لبضعة سنوات في إجراء تجاربها النووية، و[رغم تشكيل لجنة أخرى بخصوص موضوع الأرشيف، إلا أنه لم يتم الإعلان حتى الآن عن أية نتائج تم التوصل إليها، لا من الجانب الفرنسي ولا من الجانب الجزائري بخصوص أي من ملفات الذاكرة التي مازالت معلقة. أما بخصوص جماجم شهداء المقاومة فقد ثارت ضجة كبيرة عندما نشرت وسائل إعلام فرنسية لصور تلك الجماجم التي كانت معروضة أمام زوار معرض الإنسان في باريس، الأمر الذي جعل إدارة المتحف تقوم بسحبها، ووضعها في صناديق، وبرغم أن نشر صور تلك الجماجم صاحبته تصريحات غاضبة في الجزائر، إلا أن الملف لم يعرف أي تطورات بعد ذلك، خاصة أن رئيس المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي برونو دافيد قد استبعد إعادة تلك الجماجم، مؤكدا أنه من الصعب تسليم تلك الجماجم التي تحتفظ بها فرنسا منذ القرن الـ 19 إلى السلطات الجزائرية، لأن العملية معقدة، وتطرح إشكالا بالنسبة للمتحف. الجزائر تحتفل بذكرى اندلاع ثورة التحرير من دون أي تقدم في ملفات الذاكرة العالقة! كمال زايت: |
موريتانيا.. الجدل يحتدم حول النشيد الجديد بعد أن أقره مجلس النواب Posted: 01 Nov 2017 03:20 PM PDT نواكشوط – «القدس العربي»: عاد الجدل للاحتدام أمس في موريتانيا حول النشيد الجديد الذي أقر في استفتاء الخامس من أغسطس الماضي، بين منتقديه من المعارضة والشعراء ومؤيديه من الأوساط الرسمية، بعد أن أقرته الجمعية الوطنية في جلسة انتقدت هي الأخرى لانعقادها بـ 47 نائبا فقط من 147 حيث صوت للنشيد 45 بـ «نعم»، وصوت نائب واحد بـ «لا». ورفض نواب المعارضة وغالبيتهم من الإسلاميين، اعتماد النشيد الجديد، مؤكدين رفضهم المساس بالرموز الوطنية خارج إجماع وطني، بينما دافع وزير الثقافة عن النص الجديد مشددا على «أن النشيد الجديد يأتي تنفيذا للإصلاحات الدستورية والقانونية التي اقترحها المشاركون في الحوار السياسي عام 2016». وأسهب الوزير في مداخلة استمرت ساعتين أمام البرلمان في شرح أسباب تغيير كلمات النشيد الوطني المعتمد منذ استقلال موريتانيا في ستينيات القرن الماضي، مبرزا «أن النشيد الجديد يتضمن الإشادة بالـوحدة الوطنية ودور المقاومة في طرد المستعمر، كما أنه نص أنتجه نخبة من الشعراء والأدباء والكتاب والنقاد». ورفض نواب المعارضة إقرار النص الجديد مؤكدين في تدخلات عديدة أنه «لا يمثل الموريتانيين، كما أن إقراره جرى في جو غير توافقي وهو ما سيمس من هُـوية البلد ويعمق الشرخ بين الموريتانيين». وشددت زينب بنت التقي النائبة عن حزب التجمع الوطني للإصلاح المعارض على أن «النشيد الجديد مرفوض نصا وروحا كونه يفتقد الشرعية». وفيما صودق على النشيد الجديد في الجمعية الوطنية، تابع مدونو المعارضة حملاتهم ضده على صفحات التواصل، ووزعت مجموعة من الشعراء والكتاب عريضة تدعو النواب لرفضه وعدم اعتماده. وتحت عنوان «لكم النقود فاتركوا لنا النقد» دوَّن الشاعر الكبير آدي ولد آدبه رادا على مداخلة وزير الثقافة أمام البرلمان يقول: «لن أناقشكم في النقد، والحكم على النصوص الشعرية عموما، وتحليلها، والموازنة بينها، لأن ذلك ليس من اختصاصكم، والعلوم الإنسانية كلها في نظر حكومتكم الخارقة، سخافات حكمتم على المختصين فيها، من مواطنيكم، باستثناء «التابعين غيْر أولِي الإِرْبَةِ» السياسية المُخالفة، بالإبادة الجماعية، منذ أعلنت قلة الأدب حربها على الأدب.» وأضاف «السيد وزير الثقافة المحترم.. ليس لي الحق في الرد على أي رأي انطباعي غير مؤسس نقديا حول مستوى نشيدي، لكن ما وجدت نفسي مضطرا للرد عليه، هو وصفك لنا نحن الشعراء الناقدين لنشديكم المقترح بــ «الحاسدين» لأقرانهم، الغاضبين لحرمانهم من المشاركة في «لجنة النشيد الوطني»؛ فأنا– لله الحمد- لا مكان في قلبي للحسد، لاسيما بالنسبة للشعراء المبدعين، الذين اعترفت بمكانتهم العالية، وبأن كل واحد منهم قادر- بمفرده- على كتابة نشيد أفضل مما لفَّقت «الجماعة»، وقد أكدت أيضا، أن «نشيد الجماعة» ليس أسوأ أناشيد الدول العربية، ولكنه دون ما تستحقه موريتانيا فقط، وما ينتظر من «بلاد المليون شاعر»، المؤسطرة في الذاكرة الجماعية.» وتابع ولد آدبه رده على الوزير قائلا «أما عن تهمة المُغاضَبة لعدم إشراكي في عضوية لجنة النشيد تلك، فقد كانت خلاصة أول تدوينة لي حول الموضوع، بعد إلحاح السائلين عن رأيي، هي أني لن أعلق على اللجنة نفسها، أما عن عدم وجودي شخصيا ضمنها، فأنا سعيد به، وهو الطبيعي بالنسبة لي، ونقيضه هو الغريب العجيب.. لقد قررت بإملاء من سلطان منظومة الأخلاق التي أومن بها، أن أنتبذ مكانا قصيا، عن مستنقعات كل الأحكام المتعاقبة على بلدي.. في انتظار أن يأتي الحكم الذي أجد فيه نفسي، ولا أجد غضاضة في التعامل معه.. وظني أنه لن يأتي.. في القريب المنظور على الأقل». «لكني، يضيف الشاعر آدبه، أعرف أن منبر الناطق باسم الحكومة، مُرْتقًى صعْب، لا سيما في الدول ذات الديمقراطية الناقصة، التي يكون الوزراء فيها رهناء، أكثر مما هم طلقاء، وتكون أولى مهمات الناطق الرسمي باسم الحكومة فيها، هي «تحريف الكلم عن مواضعه»، والتنجيم عن النيات، رجما بالغيب… وإلا……. لذلك أسامحكم». وضمن هذا السجال المتواصل حول النشيد الجديد، عرض محمد الأمين ولد الفاضل القيادي في المعارضة الموريتانية أمس ما سماه «العقبات التي تقف أمام النشيد الجديد» مؤكدا أن أولاها هي أن النشيد لم يجزه أهل الاختصاص، والثانية أن البرلمان الموريتاني قد أسقطه سياسيا، أما الثالثة فتتمثل في أن فكرة تجديد النشيد قد جاءت في الأصل من جهات معادية للشعر وللعلوم الإنسانية، وبالتالي فهي غير مؤتمنة على تغيير النشيد الوطني لبلاد المليون شاعر». وأضاف «إن جلسة تمرير مشروع النشيد الجديد لم يحضرها الثلث كاملا، وقد تغيب عنها ما يزيد على الثلثين (100 نائب تحديدا) ..لم يصوت في هذه الجلسة من النواب البالغ عددهم 147 إلا 47 نائبا، صوت 45 منهم بـ «نعم»، وصوت نائب واحد بـ «لا»، وامتنع آخر عن التصويت.، وبمنطق الرئيس في مؤتمر الصحافي الذي أعقب إسقاط الشيوخ للتعديلات الدستورية، فإنه لا يحق لـ 45 نائبا أن تجيز مشروع نشيد رفضه الشعب الموريتاني». وتحدث القيادي المعارض عن شكوك حول بواعث تغيير النشيد، فأوضح أنه « من العوائق التي تقف في وجه مشروع النشيد الجديد وتحيل دون تقبله هو أن الرئيس الذي يصر على تغيير هذا النشيد قد عبر في أكثر من مرة عن عدم إعجابه بالشعر وبالشعراء، وقد انتقد في أكثر من مناسبة العلوم الإنسانية، الشيء الذي قلده فيه بعض أعضاء حكومته، وبمن فيهم وزير الشباب والرياضة والذي كان هو آخر من انتقد تلك التخصصات في برنامج تلفزي». «الشيء المؤكد، يضيف الفاضل، هو أن هذا الإصرار على تغيير النشيد الوطني لا علاقة له إطلاقا بالاهتمام بالشعر والشعراء.. إنه مجرد تغيير في إطار حزمة من التغييرات والإلغاءات التي شملت حتى الآن العلم الوطني ومجلس الشيوخ، ما يعني أن الأهداف من وراء هذه التغييرات والإلغاءات قد لا تكون تلك الأهداف المعلنة حتى الآن». يذكر أن هذه المواقف تعكس جانبا من السجال السياسي المحتدم في الساحة الموريتانية منذ أن بدأت الحكومة في عرضها للتعديلات الدستورية التي رفضها مجلس الشيوخ وأُجيزت باستفتاء شعبي في أغسطس/آب الماضي بنسبة تجاوزت 80% وقاطعته المعارضة، وتضمن تغييرات عدة بينها استبدال العلم وتغيير النشيد وإنشاء مجالس جهوية وإلغاء الغرفة الثانية من البرلمان. موريتانيا.. الجدل يحتدم حول النشيد الجديد بعد أن أقره مجلس النواب عبد الله مولود: |
مجلس الأمن يناقس تقرير الأطفال والصراعات المسلحة والأمين العام يدعو أطراف الصراعات لحماية الأطفال Posted: 01 Nov 2017 03:19 PM PDT نيويورك (الأمم المتحدة) ـ «القدس العربي»: دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جميع أطراف الصراعات إلى العمل مع الأمم المتحدة، في الميدان وفي نيويورك، من أجل ضمان حماية الأطفال من عواقب الحروب والعنف. جاء ذلك في كلمته أمام مجلس الأمن الدولي الذي عقد جلسة تناولت أحدث تقارير الأمين العام حول الأطفال والصراعات المسلحة والذي يغطي العام 2016 بكامله. وقال إن الأطفال حول العالم يعانون بشكل هائل وغير مقبول بسبب الصراع. ووصف تلك المعاناة بأنها أمر مخز على المستوى العالمي. وقال: الفترة التي يغطيها تقريري تكشف مستويات مقلقة من الانتهاكات. نرى جماعات مسلحة تجبر فتيات وأولادا على القيام بتفجيرات انتحارية. نرى أطفالا يشهوهون لأن الجماعات المسلحة جندتهم واستخدمتهم. نرى أطفالا يتحملون المسؤولية الجنائية عن أعمال أجبروا على ارتكابها. نرى أطرافا للصراع تعرقل غالبا المساعدات المنقذة للحياة للأطفال. خلال الفترة التي يغطيها التقرير، شهدنا سقوط أكبر عدد من الأطفال، تسجله الأمم المتحدة في أفغانستان. وتضاعف الحالات الموثقة لتجنيد واستخدام الأطفال في سوريا والصومال، وانتشار العنف الجنسي ضد الأطفال في جمهورية الكونغو الديمقراطية ونيجيريا وجنوب السودان وغيرها. وعلى الرغم من هذه الصورة القاتمة، إلا أن الأمين العام أشار إلى إحراز بعض التقدم. وقال إن التغييرات التي أدخلت على عملية الإبلاغ عن المعلومات وإعدادها هذا العام سمحت بالانخراط العميق مع أطراف الصراع لتشجيعها على تطبيق تدابير تحسين حماية الأطفال. وذكر أنه طلب من ممثلته الخاصة المعنية بالأطفال والصراعات المسلحة، فرجينيا غامبا، العمل عن كثب مع هذه الأطراف لتحسين جهودها من أجل حماية الأطفال من أهوال الحرب. وأضاف: «طبقت تدابير حماية الأطفال من قبل خمس قوات أمن حكومية وأربع جماعات مسلحة في عام 2016. تراوحت هذه التدابير من خطوات محددة مثل تسريح الأطفال المحتجزين في السجون في الصومال، إلى تدابير جوهرية تؤثر على عمليات معقدة مثل تلك التي اتخذها تحالف استعادة الشرعية في اليمن بقيادة السعودية. وفيما تم تحقيق تقدم، إلا أن نطاق وحدة بعض أزمات اليوم يتطلبان مضاعفة جهودنا وتطبيق نهج مبتكرة. أدعو جميع أطراف الصراع إلى العمل مع الأمم المتحدة، على الأرض وفي نيويورك، من أجل ضمان حماية أضعف فئات مواطنيكم وأغلى موارد دولكم: أطفالكم». وحث غوتيريش مجلس الأمن الدولي على أن يدعم بقوة هذا العمل في إطار السعي المشترك لبناء السلام والاستقرار والتنمية على المدى البعيد. وقد أضاف الأمين العام 64 طرفا للصراع على قائمة الأطراف التي ترتكب انتهاكات ضد الأطفال. وكانت القائمة تضم 59 طرفا في التقرير الذي يغطي عام 2015. وقد قسمت القائمة المرفقة بالتقرير إلى فرعين: أحدهما لأطراف النزاع التي وضعت تدابير لتحسين حماية الأطفال أثناء الفترة المشمولة بالتقرير، والآخر للأطراف التي لم تقم بذلك. وفي هذا السياق ذكر التقرير أن أعمال تحالف استعادة الشرعية في اليمن أدت إلى «إدراج هذا الطرف في القائمة بسبب قتل الأطفال وتشويههم، حيث نسب له إصابة 683 طفلا، ولما قام به من هجمات ضد المدارس والمستشفيات. وقد أدرج التحالف في الفرع باء من المرفق، لاتخاذه تدابير أثناء فترة التقرير ترمي إلى تحسين حماية الأطفال. وفي سوريا تم إدراج جيش الإسلام بسبب تجنيده للأطفال واستخدامهم بأعداد كبيرة. وفي أفغانستان أدرج تنظيم داعش-ولاية خراسان في القائمة لضلوعه في تجنيد الأطفال واستخدامهم وقتلهم وتشويههم. مجلس الأمن يناقس تقرير الأطفال والصراعات المسلحة والأمين العام يدعو أطراف الصراعات لحماية الأطفال عبد الحميد صيام |
تلاسن بين ليبرمان وبينت بعد تفجير النفق في غزة والجيش يرجح أن يرد الجهاد الإسلامي Posted: 01 Nov 2017 03:19 PM PDT الناصرة – «القدس العربي»: تدعي مصادر في إسرائيل أن مصر مارست ضغوطا كبيرة على حركة حماس كي تمنع الجهاد الإسلامي من الرد الآن على مهاجمة النفق في غزة وقتل عدد من المقاومين. وقالت «القناة الثانية» الإسرائيلية إن «حماس استجابت للطلب المصري»، وأشارت إلى أن الوفد المصري وصل إلى قطاع غزة على خلفية ما وصفتها بـ«التوترات في الجنوب»، وقبل يوم من نقل السيطرة على المعابر إلى أبو مازن. وحسب «القناة الثانية» فإن الوفد المصري طلب من حماس الهدوء، وأن الوقت الحالي غير مناسب للعمل، وتم قبول الرأي المصري لاعتبارات وحسابات خاصة بها وبغزة. وتسبب تفجير النفق في غزة الذي قتل فيه عناصر وقادة من الجهاد الإسلامي لتلاسن بين وزير الأمن في حكومة الاحتلال افيغدور ليبرمان، وبين وزير التعليم نفتالي بينت، عبر صفحات التواصل الاجتماعي. نشب التلاسن بين الوزيرين اللذين يسود التوتر والتنافس بينهما من قبل على خلفية ادعاءات اليمين بأن الناطق بلسان جيش الاحتلال اعتذر عن قتل «المخربين» في تفجير النفق في قطاع غزة. وكتب ليبرمان على الشبكة الاجتماعية: «يحظر تحويل بيان الناطق العسكري لذريعة للهجوم الصارخ على الجيش وقادته. مثل هذه التصريحات تمس بشكل خطير بأمن اسرائيل، وبالجيش كله. سنواصل العمل بعزم وبقوة وبمسؤولية من أجل أمن مواطني اسرائيل». وقبل ذلك كان بينت قد كتب على حسابه انه «يحظر الاعتذار عن النجاح في تصفية «المخربين»». وكان الناطق العسكري العميد رونين مانليس قد سئل، أمس الأول، عما إذا كانت إصابة المقاومين من حماس والجهاد الإسلامي مخططة مسبقا، فقال ان مقتلهم كان نتيجة غير متوقعة للعملية. ونشرت مواقع إخبارية ان مانليس قال للمراسلين الإسرائيليين إن «الجيش لم يشأ قتل المخربين في الانفجار». وفي أعقاب ذلك تعرض الجيش للهجوم من قبل اليمين وقال بينت ان «عملية الجيش أزالت تهديدا أمنيا خطيرا ونقلت رسالة: إسرائيل لن تعتذر على قتل « المخربين « وانما ستفعل ذلك كلما تطلب الأمر». الى ذلك، تطرق رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، خلال مشاركته في مراسم الذكرى المئوية لاحتلال بئر السبع من أيدي العثمانيين، الى قصف النفق وقال: «لن نحتمل الهجوم على سيادتنا وأرضنا، سوءا من الجو او الارض او من تحت الأرض. سنهاجم من يسعون لمهاجمتنا، واقترح على من يفكر بذلك: لا تختبروا إصرار دولة اسرائيل او جيشها». في المقابل دعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، اسماعيل هنية، خلال مراسم تشييع ضحايا الهجوم في غزة، الى وقف التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والاحتلال. وقال هنية ان «على السلطة الفلسطينية تحديد موقف بعد مهاجمة النفق ووقف التنسيق مع الاحتلال. السلاح بالنسبة لنا هو رمز للكرامة والفخر، وكل من يحاول المس بنا يخون فلسطين». في هذا السياق، نقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» عن ليبرمان قوله ان اسرائيل لا تبحث عن مواجهة في الجنوب «لكننا لن نسمح بأي مس بسيادتنا وسنرد على أي استفزاز». وقال ليبرمان ان الهجوم على النفق الهجومي للجهاد الإسلامي كان «عملية ممتازة». وأضاف ان الجهاز الأمني «يتابع التطورات في الجنوب وهو مستعد لأي سيناريو» قد يتطور. وعقد ليبرمان، أمس أيضا، عدة جلسات لتقييم الأوضاع في أعقاب الأحداث في الجنوب، فيما جرت مناقشات موازية في الجيش والشاباك. ويسود الافتراض العملي بأن الجهاد الإسلامي قد يرد على مهاجمة النفق الذي أسفر عن مقتل عدد من مقاوميه، بينهم ضابطان كبيران – قائد لواء ونائبه. ويسود التقدير بأن المنظمة تبحث عن رد مركز من شأنه أن يصيب إسرائيل ولكنه لن يؤدي إلى تصعيد واسع. ونتيجة لذلك، تقرر مواصلة الحفاظ على مستوى التأهب الشديد في منطقة الحدود في غزة، بل حتى الحد من حركة القوات في بعض النقاط، والعمل الزراعي بالقرب من السياج. وأوضحت إسرائيل أنها لن تتجاوز أي هجوم من قبل الجهاد الإسلامي ردا على قصف النفق، وتم تحويل رسالة بروح ما قاله ليبرمان، أيضا الى حماس، بواسطة المصريين الذين بذلوا جهدا كبيرا لمنع التصعيد في الجنوب. وتحدث الوفد المصري الذي يزور قطاع غزة حاليا مع كبار مسؤولي حماس والجهاد الإسلامي، ويبدو أن عدم وجود رد فوري على حادثة النفق ينبع من الضغط المصري واختيار حماس الاستراتيجي لمحادثات المصالحة. وحسب الصحيفة الإسرائيلية تأمل حماس أن تخفف المصالحة من الحصار الاقتصادي المفروض على غزة وتؤدي إلى تحسن في مستوى المعيشة. وتتخوف المنظمة من أن التصعيد الحالي قد يصب الماء على طاحونة إسرائيل، وينسف المحادثات مع فتح وربما يقود إلى حرب أخرى. وفي الرسائل التي تم تحويلها إلى غزة، أوضحت إسرائيل أنها تعتبر حماس مسؤولة عن أي تصعيد مستقبلي، وأنها سوف تتضرر حتى لو نفذت منظمة أخرى الهجوم. كما كان رئيس الأركان الجنرال غادي ايزنكوت قد عقد جلسة لتقييم الوضع في قيادة فرقة غزة بمشاركة قائد المنطقة الجنوبية الجنرال ايال زمير، ومنسق أعمال الحكومة في المناطق اللواء يوآب (بولي) مردخاي، وقائد فرقة غزة، العميد يهودا فوكس، وغيرهم من كبار الضباط. وقال ايزنكوت ان «عملية الجيش الإسرائيلي أزالت تهديدا للمواطنين الإسرائيليين وكان هذا هو الغرض منها، معتبرا هذا الاعتداء الذي كان يهدف في الواقع لتفجير المصالحة الفلسطينية واحدا من سلسلة عمليات علنية وسرية تقوم بها قوات جيش الاحتلال. موضحا أنها ستواصل القيام بها ضد أي تهديد، في أي وقت وفي أي موقف، وان الجيش الإسرائيلي يواصل الحفاظ على حالة التأهب استعدادا لأي سيناريو، ويوضح مهددا « إننا نراقب عن كثب ما يجري في صفوف الإرهابيين في غزة. كل رد أو مس بالسيادة الاسرائيلية سيجابه بحزم وحسم واضح كما فعلنا في اليوم الأخير». تلاسن بين ليبرمان وبينت بعد تفجير النفق في غزة والجيش يرجح أن يرد الجهاد الإسلامي وديع عواودة: |
إضراب جزئي للمراقبين الجويين العراقيين يشل حركة مطار بغداد Posted: 01 Nov 2017 03:18 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: هدد المراقبون الجويون في العراق بـ«إضراب عام» في مطاري بغداد والبصرة الدوليين، وإيقاف الملاحة الجوية لمدة 24 ساعة يوم الجمعة المقبل، عقب إضراب جزئي جرى أمس الأربعاء. وأعلنت سلطة الطيران المدني العراقية توقف حركة الملاحة الجوية حتى مساء أمس الأول، بسبب سوء الأحوال الجوية، فيما استمر التوقف حتى صباح أمس الاربعاء، بسبب إضراب المراقبين الجويين. وطالب المراقبون في بيان لهم، بـ«تنفيذ الوعود التي أطلقتها أكثر من جهة نيابية وحكومية، بكتب رسمية، وتحقيق جميع المطالب المشروعة من مخصصات فنية وقانون المراقب الجوي». وهددوا بأنهم «المسؤولون عن سلامة الطائرات المغادرة والآتية بمن فيها، سواء كانت في الجو أو على الأرض»، مشيرين إلى أن «مهنتهم هي واحدة من أخطر المهن في العالم حسب تصنيف منظمة العمل الدولية». وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو لاعتصام المراقبين الجويين في مطار بغداد الدولي، وأدرج في تعليق الفيديو «رسالة» من أحد المراقبين أفادت بأن «غلق الأجواء سيستمر يوميا من الساعة الـ5 مساءً (بالتوقيت المحلي للعاصمة بغداد) إلى الـ7 صباحاً»، فيما سيكون الغلق لـ«مدة 24 ساعة يوم الجمعة لمقبل». وطالب المراقبون بـ«إلغاء عقد شركة سركو البريطانية (لإدارة الأجواء العراقية)، وإضافة مخصصات خطورة للمراقبين الجويين أسوة بالطيارين». في المقابل، أكدت سلطة الطيران المدني، أن منح راتب مليوني دينار شهريا (1600 دولار أمريكي) للمراقبين الجويين يحتاج إلى تشريع من قبل البرلمان، مشيرة إلى أن التهديد بالاضراب عن العمل وايقاف الاجواء يعاقب عليها القانون. وقالت سلطة الطيران في بيان: «في الوقت الذي حققت فيه وزارة النقل نجاحات وانجازات غير مسبوقة في مختلف قطاعاتها، نجد أن هناك العديد من المتربصين بهذه النجاحات يصورون للرأي العام عكس الواقع»، مبينة أن «هؤلاء يطمسون الحقائق الواضحة بتهم باطلة لا طائل منها سوى تمرير مآربهم المريضة وإضعاف ما يقدم من خدمات للمواطن الكريم». وكشف البيان عن توزيع «قرابة 500 قطعة أرض»، على الموظفين من المراقبين الجويين، فضلا عن منحهم «تذاكر سفر مجانية لهم ولعائلاتهم، إضافة إلى بمبلغ 500 ألف دينار (400 دولار أمريكي) فوق رواتبهم». وتابعت أن «المراقبين الجويين لا زالوا يصرون على وجوب منحهم مليوني دينار شهريا ورغم أن هذا المبلغ خارج صلاحيات الوزير والوزارة ويحتاج إلى تشريع من قبل مجلس النواب وبحاجة إلى مشروع قانون من الدولة، الا انه سعى جاهدا وعرض الموضوع داخل مجلس الوزراء ولم يحسم بعد وهو قيد الدراسة»، لافتة إلى أن «مسألة التهديد بإلاضراب عن العمل وإيقاف الاجواء العراقية تسري مسرى الأضرار بالمال العام ويعاقب عليها القانون أشد العقوبات». وفي بيان لاحق، كشفت سلطة الطيران المدني إنه وبعد «جهود حثيثة» ومفاوضات طويلة، أنهى بعض المراقبين الجويين الذين وصفتهم بـ«الوطنيين» إضرابهم عن العمل، وعادوا لمزاولة أعمالهم الطبيعية وسلك السبل القانونية لتنفيذ مطالبهم. وأكدت «عودة الحركة الجوية في مطار بغداد الدولي إلى وضعها الطبيعي، وشرعت العديد من الطائرات بالهبوط في مدرج المطار». وأسهم إضراب المراقبين الجويين بـ«شل» حركة الملاحة الجوية في مطار بغداد الدولي، الأمر الذي دفع بسلطة الطيران المدني إلى الاستعانة بمراقبين جويين أجانب لتسيير «رحلة أو رحلتين في اليوم»، طبقاً للنائب عن التحالف الوطني هشام السهيل. وقال في بيان صحافي: «نناشد رئيس مجلس الوزراء التدخل بالقضية وإنهاء أزمة المراقبين الجويين وعدم تعطيل مصالح الناس المسافرين على طائرات الخطوط الجوية العراقية والشركات الأجنبية». إضراب جزئي للمراقبين الجويين العراقيين يشل حركة مطار بغداد |
السودان: اتفاق حزب الأمة وحركتين مسلحتين على «تصعيد المقاومة» لإسقاط نظام البشير Posted: 01 Nov 2017 03:18 PM PDT الخرطوم ـ «القدس العربي»: أكد كل من حزب الأمة القومي والجبهة الثورية بقيادة مناوي، والحركة الشعبية لتحرير السودان ـ شمال، فصيل الحلو، على «تنسيق الجهود لأجل تصعيد المقاومة بغية إسقاط النظام وإحلال نظام حكم ديمقراطي». وفي بيان مشترك، أمس الأربعاء، عقب اجتماع للجهات الثلاث في العاصمة البريطانية، لندن، أوضح المجتمعون أن «الاجتماع تناول بالتحليل والنقاش كوابح الانتفاضة الجماهيرية وسٌبل تجسير الهوّه بين قيادة المعارضة والمستويات القاعدية وضرورة التصدي لقضايا الجماهير». كما «طرح الاجتماع تصورات مستقبلية للمشروع السياسي والبديل الوطني، وكيفية إفشال مخططات تطويق واحتواء النضال الشعبي بواسطة الأجهزة الأمنية» وأضاف «اتفقت الأطراف على أهمية تنسيق الجهود لأجل تصعيد المقاومة الجماهيرية حتى إسقاط النظام، وإحلال نظام حكم ديمقراطي يحقق السلام الشامل والعدالة الاجتماعية والوحدة الوطنية». وأوضح أن «الأطراف اتفقت على أهمية وحدة المعارضة باعتبارها شرطا لازما لإحداث التغيير مع ضرورة ابتداع صيغ وحدوية جديدة تقوم على أساس التنسيق المتقدم بين مكونات العمل المعارض وتتجاوز التقاطعات البرامجية وتضمن مشاركة الجميع دون إقصاء لطرف». وأكد البيان أن الاجتماع أشاد بالممارسة الديمقراطية والانتقال السلس لرئاسة الجبهة الثورية السودانية، كما حيّا نضالات الحركة الشعبية ـ شمال، التي تٌوجِّت بانعقاد المؤتمر العام الاستثنائي أخيراً في «كاودا». وتابع «نؤكد أن حق تقرير المصير الذي تكفله المواثيق الدولية لا يعني الانفصال، مع ضرورة العمل للحفاظ على وحدة السودان بمخاطبة أسباب الأزمات وتقديم الحلول الجذرية». ودعا البيان إلى» ضرورة احترام حقوق الأسرى وفقا لقوانين حقوق الإنسان»، مندداً «بتعريض أسرى الحرب للتعذيب الجسدي والنفسي»، وزاد «نستنكر نزع الجنسية السودانية ومحاولات الترحيل القسري لأسير الحرب إبراهيم ألماظ». كما ندد بـ«الانتهاكات في مجال الحريات وجرائم الاغتصاب ومحاولات إفراغ معسكرات النازحين والمظالم في مناطق السدود في شمال السودان وتشريد عمال الموانئ في شرق البلاد». السودان: اتفاق حزب الأمة وحركتين مسلحتين على «تصعيد المقاومة» لإسقاط نظام البشير |
الأمم المتحدة ترحب بتسلم السلطة الفلسطينية مسؤولية معابر غزة Posted: 01 Nov 2017 03:18 PM PDT غزة ـ «القدس العربي»: رحب نيكولا ميلادينوف، منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، بعملية تسلم السلطة الفلسطينية كامل المسؤولية عن إدارة معابر قطاع غزة. وقال في تصريح صحافي «هذا تطور بارز في تنفيذ الاتفاق المبرم بين الفلسطينيين والذي تم توقيعه في القاهرة في 12 أكتوبر»، مطالبا بالحفاظ على «الردود الإيجابية وتمكين الحكومة الفلسطينية من العمل في غزة بالكامل». وأكد المسؤول الدولي أن من شأن عودة المعابر «تيسير رفع الإغلاق ، ومعالجة الشواغل الأمنية المشروعة لإسرائيل» إضافة إلى إطلاق المزيد من الدعم الدولي لإعادة إعمار غزة ونموها واستقرارها وازدهارها. وطالب باغتنام هذه الفرصة، منبها جميع الفصائل في غزة بـ «أهمية الحفاظ على الأمن وإنهاء الأنشطة المسلحة التي تقوض السلام والأمن للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء». وأكد مبعوث الأمم المتحدة أنه يتواصل مع القيادة الفلسطينية ومصر ودول المنطقة، دعما لهذه العملية التي تعتبر «حاسمة وضرورية» للتوصل إلى حل تفاوضي قائم على وجود دولتين وسلام مستدام . الأمم المتحدة ترحب بتسلم السلطة الفلسطينية مسؤولية معابر غزة |
السفير منصور: منذ عام 2000 الاحتلال قتل أكثر من 2000 طفل فلسطيني Posted: 01 Nov 2017 03:17 PM PDT رام الله ـ «القدس العربي»: قال السفير رياض منصور المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، إن الأطفال الفلسطينيين عانوا على مدار عقود من عجز ملحوظ في الحماية بالرغم من دعواتنا المتكررة لحماية المدنيين الفلسطينيين الذين تُنتهك حقوقهم على نطاق واسع ومنهجي من قبل الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي. وطالب خلال كلمته في جلسة خاصة حول مسألة «الأطفال والصراعات المسلحة» تحت رئاسة وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان، في مجلس الأمن، بضرورة حماية الأطفال من القتل والتشويه، وتجنيدهم واستخدامهم، والاعتقال والاحتجاز وسوء المعاملة، والحرمان من المساعدات الإنسانية. وأضاف أن الإنسانية ومنذ الحرب العالمية الثانية اعتبرت حماية المدنيين أولوية قصوى، وبناءً على ذلك قامت بتبني التزامات سياسية وصكوك قانونية لضمان هذه الحماية، إلا أنه وللأسف لا يزال الأطفال أشد الفئات ضعفاً في النزاعات المسلحة، مشدداً على أهمية ضمان احترام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان وقانون اللاجئين. كما تطرق إلى انضمام دولة فلسطين لاتفاقيات حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني والمحكمة الجنائية الدولية، واتفاقية حقوق الطفل وبروتوكولها الاختياري المعني بإشراك الأطفال في النزاعات المسلحة، والمصادقة على إعلان المدارس الآمنة. وانطلاقا من سياسة دولة فلسطين المتمثلة في إعطاء الأولوية لحماية الأطفال، عملت على تقديم رسالة إلى مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بشأن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل ضد الأطفال الفلسطينيين. وقال خلال الجلسة إنه «منذ عام 2000، تم قتل أكثر من 2000 طفل فلسطيني على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلية ومستوطنيها»، كما يتعرض الأطفال الفلسطينيون إلى الاعتقال والاحتجاز التعسفي الجماعي والإقامة الجبرية والسجن والاستجواب وسوء المعاملة والاعتداء الجنسي والتعذيب، بما في ذلك الحبس الانفرادي. ودعا المجتمع الدولي إلى المطالبة بالإفراج الفوري والدائم عن جميع الأطفال المحتجزين من قبل إسرائيل، مشددا على أنه لا يمكن أن يكون هناك أي مبرر لاحتجاز الأطفال وإساءة معاملتهم، عدا عن أن أطفال فلسطين هم أكثر الفئات تضررا من سياسة إسرائيل المتمثلة في النقل القسري، والهجمات المتكررة على المدارس وإغلاق المؤسسات التعليمية وتعطيل الوصول إلى التعليم، إضافة إلى القيود التي تفرضها إسرائيل على المساعدات الإنسانية والحصول على الرعاية الصحية ولا سيما في قطاع غزة المحاصر من قبل إسرائيل منذ عقد من الزمان. وأكد منصور أن كل هذه الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية بحق الأطفال الفلسطينيين موثقة بشكل جيد في تقارير الأمم المتحدة، بما في ذلك تقارير الأمين العام، لافتا إلى مناشدات فلسطين الواضحة بإدراج إسرائيل ومستوطنيها على قائمة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة التي تؤثر على الأطفال، مؤكدا أن غياب هذا الإدراج يؤثر بعمق على مصداقية هذه القائمة ويجعلها عرضة للانتقاد واعتبارها مسيسة. السفير منصور: منذ عام 2000 الاحتلال قتل أكثر من 2000 طفل فلسطيني ينتهك حقوق أطفال فلسطين على مدار عقود |
كيف أن الحيّ الغربي لم يعد موجودا؟ Posted: 01 Nov 2017 03:17 PM PDT ها هو إبراهيم اليوسف، كاتب الرواية وراويها وبطلها أيضا، يعود إلى شارع الحرية بعد غياب ثلاثين سنة. لم ينس شيئا وهو يتنقّل مقيما في البلدان، فهو يستطيع أن يسمّي كل ما كان قائما في ذلك الشارع، بل في حيّه الغربي على الأخصّ، مكانا مكانا وشخصا شخصا. وهو فعل ذلك في ما راح يرسم تلك الخريطة، معيّنا موضع كل شيء وكل أحد كان هناك، بل إنه عاد إلى تكرار ذلك في فصول روايته، واجدا على الدوام مناسبة لتلك الاستعادة، حتى أنه، مثلا، حين جعل يتذكر أين كان يلتقي حبيبته في تلك السنوات، يكتب متسائلا: «أعند دكانة بيرا آشيتي؟ أم عند دكانة أحمد كني؟ أم عند محل بدر للحلاقة؟ أم عند دكانة إسماعيل حمو؟ أم عند محل جارتنا مدينة والدة لالو المجنون بائعة الدجاج؟ أم عند ستوديو درويش؟ أم عند مرطبات الكمال، إلخ»، وستتلو ذلك أسماء أخرى توقّفتُ عن الاستمرار في إيرادها لئلا يطول الاستشهاد كثيرا. كأنه يمتحن تلك الذاكرة التي ربما لم يتوقف عن مساءلتها وتمرينها تمرينا يوميا. واحد من أسباب حرصه على دوام التذكّر هو أن يُبقي مَن كانوا مجتمعين في ذلك الحي باقين، مجتمعين مثلما كانوا. فقط ذلك المكان، أو تذكّر ذلك المكان، يبقيهم هكذا، خالدين، ناجين من التشتت الذي رمتهم به الحروب والغزوات وتفرّق الناس بين معتدين ومعتدى عليهم وسطوة الأحزاب، بل سطوة الحزب الواحد الذي، رغم تواتر ذكره لم يذكر الكاتب اسمه أبدا. وستبقى ذاكرة البطل إبراهيم اليوسف تعمل حتى وهو هناك، في حيّه. كان من هيّأوا له تلك العودة، وهو يصفهم في الرواية بأنهم مضيفوه، يدركون أنّ قدومه سيعرّضه، بل سيعرضهم هم أيضا، إلى الخطر. لذلك سيبقى في بيت أحدهم، كأنه سجين، ماكثا بين أولئك الثلاثة الذين لا تضفي الرواية على أيّ منهم ملامح تمكّنه من أن يُتصوّر أو يتخذ هيئة. ودائما في ذلك البيت المراقَب في الحي الذي يمكن لكلّ ما فيه أن يثير شبهة. هنا أيضا، وهو في جوار الماضي، بل في مكان الماضي، سيكون عليه أن يتذكر أيضا. كان يمكن أن يساعده على ذلك أرشيفه الذي أُحضر له من بيته إلى هذا البيت، لكن الكثير من الأوراق والصور ضاعت أو تلفت. بقي القليل، أو بقي ما يساعد على استرجاع ماض كتابي له، هو الصحافي كاتب المقالات والقصائد. أما الحميمي فينبغي أن ينتزع من الرأس، ومن رسائل قليلة باقية كانت تصله من حبيبته. هو سجين إذن ولم يتح له أن يخرج من ذلك السجن إلا مرّة واحدة. ليلة واحدة قضاها كاملة مع حبيبته بريسكا، الباقية حبيبته، رغم عيشهما ثلاثين سنة بعيدين كل منهما في مكان من الدنيا. في تلك الليلة يُستأنف الغرام. عادا حبيبين كأنهما التقيا بناء على موعد ضرباه في اليوم السابق. كل شيء تغيّر في الحي الغربي، بل في شارع الحرية، بل في قامشلو كلها، بل في جميع سوريا، إلا ذلك الغرام. حتى أن الرواية لم تأت على ذكر أيّ من مفاعيل الزمن على بريسكا، كأن يلاحظ إبراهيم غضونا على وجهها، أو بطئا في حركتها، أو اختلافا ما في اقترابها لتقبيله، إلخ مما يمكن أن يشكل صدمة لقاء بعد غياب طويل، لأن حاضرها مكتنَف بماضيهما معا، أي أنها، في لقاء الليلة تلك، كانت مشبعة بماضيها. لم تُطلق عليها صفة واحدة جديدة، بل هي مثُلت مستدعاة لتكون كما هي في أوصاف شبابها الماضي. ولا أحسب إن كان لذلك اللقاء الوقع الذي نتخيّله ـ نحن المترقّبين ـ بشوق وفضول، كيف يجري لقاء يحدث بعد ذلك الغياب. بدت بريسكا كما لو أنها أُحضرت إلى إبراهيم ليكون في الرواية فصل غرامي يضاف إلى فصولها، أو إلى مجالاتها أو موضوعاتها الأخرى، لكن ينبغي ألا نغفل عن أن شارع الحرية هو موضوع الرواية الذي يظلل كل شيء. هنا أتذكّر تلك الفكرة التي تقول إن ما يؤلّف مسار الرواية هو تتبع مصائر الشخصيات، أو الأشياء، وتحوّلها. الرواية، باستثناء شخصية بريسكا، دائبة في تتبع ذلك التحول المأساوي، حيث تؤرّخ للمسار المأساوي الذي لقيه أكراد قامشلي هناك، حيث لم يعد أحد ساكنا في ما كان في الماضي بيته، ولم يعد شيء قائما من الحياة التي صنعها خليط البشر في ذلك الحيّ. لقد فعلت الحرب، بل الحروب فعلها، وقد أرّخت الرواية وعلى نحو يشبه التوثيق أحيانا. وهي في ذلك خصوصا، في فصولها الأخيرة، تعدّت مجالها المكاني لتصير متناولة حرب سوريا كلها، ومستعيدة المصير التاريخي الذي يبدو مطبقا على الأكراد، منفلتة هكذا من التركيز على حيّزها المكاني الذي قرأنا عن مدى الخصوبة التي يمكن أن يكون حاملا لها. ومما كان ما يؤثره قارئ هذه الرواية هو أن ينفصل كاتبها عن بطلها فيكونان اثنين لا شخصا واحدا. أقصد أن يصنع إبراهيم يوسف بطلا غريبا، حتى لو كان هو ذاته البطل، أي أن يكون أنا غريبا، إذ بات من الصعب أن يوجد بطل روائي حامل فضائل حسب. في هذه الرواية، أو السيرة، هو الكاتب العاشق المتذكِّر المتأسف لخراب بلده ولتشتت شعبه، هو المتعاطف مع هذا كله والناجي مما أصاب ساكني ذاك الحي، أو ذاك العالم. هو المؤيَّد من قومه الأكراد، والعادل في نظرته إلى المتحاربين. من الصعب على الرواية والسيرة أن يتحدا. هما فنان مختلفان، متنافران إلى حدّ أن ما يصحّ في أحدهما هو ضدّ ما يصح في الآخر. ٭ رواية إبراهيم يوسف «شارع الحرية» صدرت عن «دار أوراق» في القاهرة و«برينت أوت» في ألمانيا، في 208 صفحات، سنة 2017 ٭ روائي لبناني كيف أن الحيّ الغربي لم يعد موجودا؟ حسن داوود |
رواية الأمير لتاريخ ليس بعيدا تماما Posted: 01 Nov 2017 03:16 PM PDT في حديث للغارديان احتل صفحتها الأولى، أكد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، على قراره إعادة البلاد للإسلام المعتدل الذي كانت عليه. قال الأمير أن الاتجاه المحافظ المتشدد طارئ على المملكة، وأنه يرجع إلى الثلاثين عاما الماضية فقط، وأنه وليد المناخ الذي صنعته الثورة الإيرانية ورغبة البعض في استلهامها. لم يتردد بن سلمان في الإشارة إلى أن قادة المملكة السابقين لم يستطيعوا التعامل مع الظاهرة كما يجب، وأنه عقد العزم على أن يضع نهاية لها. «الذي حدث في الثلاثين عام الماضية لم يكن العربية السعودية. الذي حدث في المنطقة لم يكن الشرق الأوسط. بعد الثورة في إيران في 1979، برز أناس أرادوا استنساخ النموذج في بلدان أخرى، كانت السعودية واحدة منها. لم نعرف كيف نتعامل معها (الظاهرة). وانتشرت المشكلة عبر العالم كله. الآن، حان أوان التخلص منها»، جادل الأمير. وأضاف، «نحن ببساطة نعود لما كنا نتبعه، الإسلام المعتدل، المنفتح على العالم والأديان الأخرى … لن نضيع ثلاثين عاماً أخرى من حياتنا في المواجهة مع الأفكار المتطرفة؛ نحن سوف ندمرهم، الآن وفوراً». هذا جوهر ما جاء في مقابلة ولي العهد، النادرة، في 25 أكتوبر/ تشرين أول، التي أثارت اهتماماً واسعاً. وكان الأمير بن سلمان قال كلاماً مشابهاً في اليوم السابق، خلال حديثه إلى المؤتمر الاقتصادي الدولي، الذي عقد في الرياض، وتناول مخططات لمشاريع عملاقة، يبدو أن الأمير بصدد تنفيذها، وتحمل أبعاداً اجتماعية وثقافية، وليس اقتصادية فقط. ولكن بن سلمان كان أكثر وضوحاً في حديثه للمؤتمر منه في مقابلة الغارديان، على الأقل في تحديده لمن يقصد بالمتشددين، المحافظين، والمتطرفين، مؤكداً على أن أصل كل الشرور يرتبط بموجة «الصحوة». ما يقوم به الأمير محمد بن سلمان، في الحالتين، ليس سياسة وحسب، بل وتاريخاً، أيضاً. يعلن سمو الأمير، الذي يبدو أنه بات صاحب القول الرئيس في المملكة، عن سياسات معينة، ويسوغ هذه السياسات بروايته الخاصة لتاريخ المملكة في العقود القليلة الماضية. ثمة مشكلة في المملكة، يقول بن سلمان، وهذه المشكلة وثيقة الصلة بما يعرف بظاهرة الصحوة والصحويين؛ وأن صعود هذه الظاهرة هو ما أطلق مناخ التشدد والتطرف، الذي أصاب السعودية والشرق الأوسط، وانتشر من ثم في أنحاء المعمورة. فإلى أي حد تنطبق رواية ولي العهد السعودي مع التاريخ المعروف للمملكة؟ ولدت الدولة السعودية الأولى، التي استمرت منذ منتصف القرن الثامن عشر إلى العقد الثاني من القرن التاسع عشر، من تحالف جمع دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب مع أمير الدرعية محمد بن سعود. وليس ثمة شك أن دعوة ابن عبد الوهاب أثارت جدلاً كبيراً في منطقة نجد وما خلفها من الجزيرة العربية، لما تضمنته من خروج على التقاليد الإسلامية السنية. لم يعارض الشيخ أغلبية علماء نجد، وحسب، بل ووالده وشقيقه، أيضاً. ولكن دعوة ابن عبد الوهاب سرعان وجدت صدى بين طلاب علم شباب في نجد، بفعل تصميم الشيخ والطبيعة التطهرية لأفكاره، من جهة، وللتحالف مع الأمير المحارب، وقوة السلاح التي فرض بها مفاهيم وقيم الدعوة، من جهة أخرى. وهذه الخاصية، خاصية التحام دعوة إسلامية متشددة وراديكالية بالحكم والقوة المسلحة، هي التي أعطت الحركة الوهابية ـ السعودية خصوصيتها من البداية. في العقد الثاني من القرن التاسع عشر، قضت حملة محمد علي، والي مصر العثماني، على الدولة السعودية الأولى، بعد أن أصبحت تشكل تهديداً لأمن الحج والجزيرة والجوارين العراقي والشامي. بعد سنوات قليلة، ولتراخي القبضة المصرية ـ العثمانية، أعاد السعوديون بناء الدولة من جديد في نجد. وقد استمرت الدولة الثانية إلى تسعينيات القرن التاسع عشر، عندما قضي عليها في الصدام مع آل الرشيد، حكام حائل. وإن كانت المفاهيم التي أسست للدولة الأولى اتسمت بالتشدد، فقد كانت كتابات الجيلين الثاني والثالث من العلماء الوهابيين في القرن التاسع عشر أكثر تشدداً، نظراً للمعاناة التي عاشها هؤلاء العلماء بعد سيطرة قوات محند علي، وللصراعات الداخلية، الدموية والمديدة، التي عاشتها الدولة الثانية. في 1903، استطاع الشاب عبد العزيز آل سعود القضاء على حكم آل الرشيد في الرياض، ووضع نواة الدولة الثالثة. ولكن عبد العزيز لم يستطع توسيع نطاق سيطرته في الجزيرة العربية إلا بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب الأولى، وخلال السنوات القليلة التالية لنهاية الحرب. في 1932، بعد سلسلة حروب استطاع خلالها السيطرة على كامل نجد، كما على الإحساء والحجاز وعسير، أعلن عبد العزيز ولادة المملكة العربية السعودية في حدودها الحالية. كان أغلب العلماء الذين شاركوا عبد العزيز مشروع الدولة الثالثة من أبناء مدرسة القرن التاسع عشر، بالغة التشدد والانطواء على الذات؛ وكانت طليعة عبد العزيز المقاتلة، قواته الخاصة، إن صح التعبير، وهم الشبان المحاربون من أبناء الهجر، الأكثر نقاء أيديولوجياً والأكثر إخلاصاُ لتعاليم الدعوة. ولكن الدولة الجديدة وجدت في ظل نظام دولي مختلف، عماده سيادة الدولة على حدودها وشعبها، وفي عصر صعود الإمبرياليات الغربية وهيمنتها على الجوار الشرق أوسطي، وفي عالم من التقدم الهائل في وسائل الاتصال. وهذا ما جعل الصدام بين عبد العزيز، الحاكم المؤسس للدولة الثالثة، وقطاع كبير من أتباعه وعلماء دولته، حتمياً. بعد السيطرة على المدن الحجازية، الأكثر ليبرالية، في 1924 ـ 1925، احتوى عبد العزيز فجاجة أتباعه، ومحاولتهم فرض تصورهم للدين والاجتماع الإسلامي، بتأسيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. بمعنى، أنه جعل مسؤولية فرض مفاهيم الدعوة وقيمها مسؤولية الدولة، لا الأفراد. وعندما رفض الأتباع احترام حدود العراق والأردن وسوريا، التي وقعت تحت سيطرة بريطانيا وفرنسا، خاض عبد العزيز حرباً مريرة ضد إخوان الدعوة في نهاية العشرينيات. بذلك، على أية حال، ولد تقليدان رئيسيان في المؤسسة الوهابية: الأول، الذي احتفظ بذاكرة القرن التاسع عشر المؤلمة، عندما أطيح بالدولة ـ الدعوة وقتل أمراؤها وشرد علماؤها، واعتبر أن طاعة ولي الأمر والحفاظ على الحكم والاستقرار مقدم على أي شأن آخر؛ والثاني، الذي ظل وفياً لأيديولوجيا الدعوة ومفاهيمها الأصلية. ليس ثمة خلاف جوهري بين ثقافتي الطرفين، ولا تعارض كبير بين النصوص التي يستند إليها كل منهما. كلاهما وهابي. الخلاف يتعلق بالتعبير السياسي عن هذه المفاهيم والنصوص في سياق الدولة الجديدة. ولأن أصول التيارين واحدة، وجدت دائماً منطقة رمادية، يصعب فيها التعرف على حدود كل منهما. رسم هذان التياران ملامح المملكة الإسلامية طوال ما يقارب القرن من تاريخها الحديث: مؤسسة علماء وهابية رسمية، مطيعة وموالية؛ ومعارضة وهابية، تأخذ تجليات مختلفة من وقت إلى آخر، من الاحتجاج على إدخال وسائل الاتصال الحديثة، الراديو والتلفاز، فتح مدارس للبنات، انتشار الخبراء الأجانب في أنحاء البلاد، وصولاً إلى احتلال الحرم وإعلان نزع الشرعية عن الحكم، في نهايات 1979، وحرب القاعدة وأخواتها على نظام الحكم وحلفائه، في العقدين الأخيرين. تيار الصحوة كان شيئاً مختلفاً، سواء في القاعدة الاجتماعية التي ارتكز إليها، أو في خطابه ومطالبه. هؤلاء، علماء كانوا أو مهنيين، أبناء التعليم الحديث، وثقافة شفافية الحكم والمشاركة الشعبية، الذين فهموا الشرعية بطريقة مختلفة عن علماء المؤسسة الرسمية أو المعارضين الأوفياء لنقاء الدعوة وتعاليمها. وقد تمحورت هموم الصحويين، كما طرحت مذكرة النصيحة في 1992، التعبير الأكثر تجلياً للتيار، حول طبيعة الحكم، احتكار الثروة والسلطة، رفع يد الدولة عن الدين، وحقوق الشعب. وهؤلاء هم الذين يزج بهم محمد بن سلمان في السجون اليوم؛ ليس لتشددهم وتطرفهم، لأنهم الأبعد عن التطرف والتشدد، ولكن لخطرهم السياسي. والمؤسف في كل هذا أن تجد رواية الأمير التاريخية الخاصة، وسياساته، ترحيباً في الأوساط الغربية، بما في ذلك الليبرالية منها؛ وأن تستخدم الغارديان، إحدى قلاع الليبرالية البريطانية، ميداناً دعائياً للتاريخ المتخيل وإجراءات القمع، بدون أي تحد جاد، تفرضه التقاليد الصحافية المتعارف عليها. ٭ كاتب وباحث عربي في التاريخ الحديث رواية الأمير لتاريخ ليس بعيدا تماما د. بشير موسى نافع |
العراق: أزمة النموذج الفيدرالي Posted: 01 Nov 2017 03:16 PM PDT بدأت الدعوة الكردية الى النموذج الفيدرالي عام 1992، وكانت هذه الدعوة نتاجا مباشرا لإدارة الحكم الذاتي الذي نشأ في إقليم كردستان في العراق بعد انسحاب الجيش العراقي من الإقليم في العام نفسه. وقد اعلنت هذه الدعوة لأول مرة بشكل رسمي في مؤتمر صلاح الدين للمعارضة العراقية الذي عقد في أكتوبر/ تشرين الاول 1992. ثم تكرس مطلب النموذج الفيدرالي بشكل نهائي مع تشريع برلمان كردستان في العام 2002 قانون فيدرالية «الإقليم الكردي»، ثم مع إقرار مؤتمر لندن للمعارضة العراقية في نهاية العام نفسه أن النظام الفيدرالي يمثل صيغة مناسبة لحكم العراق ينبغي الاستناد اليه لحل المشكلة الكردية. وبعد احتلال العراق، أقر قانون إدارة الدولة الصادر عام 2004 النظام الفيدرالي رسميا (المادة 4)، بل أنه اعترف بحكومة إقليم كردستان القائمة بسلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية، كما وضع حدودا للإقليم نفسه (المدة 53/ أ)! ثم جاء الدستور العراقي ليقرر ان العراق دولة فيدرالية (المادة 1)، وإقليم كردستان وسلطاته القائمة إقليما اتحاديا» (المادة 117/ اولا)، وأكد حدوده القائمة تبعا للخط الاخضر الذي كان قائما في آذار/ مارس 2003. ولكن، وعلى الرغم من هذا الإقرار، ظل الإطار الدستوري للنموذج الفيدرالي الذي قرره الدستور العراقي نموذجا فريدا لا يشبه أية تجربة فيدرالية في العالم أجمع، وهي تتجاوز الفيدرالية الى حدود الكونفدرالية. ولكن السؤال الاهم الذي لم يتم طرحه مطلقا هو: هل يمكن الحديث فعلا عن إمكانية تحقيق نموذج فيدرالي ناجح في دولة ريعية؟ وهل يمكن فعلا الحديث عن إمكانية إضعاف المركز في ظل هكذا دولة؟ إذ ثمة تعارض مفاهيمي بين فكرة الفيدرالية التي تقوم على إضعاف المركز مقابل اعطاء صلاحياته للأقاليم من جهة، وبين واقع الدولة الريعية التي تجعل الحكومة المركزية دائما في مركز القوة بسبب سيطرتها على الريع، وعلى توزيعه من جهة ثانية. ولا نجد في الدول الخمس والعشرين التي تعتمد النظام الفيدرالي دولة ريعية قد يحتذي بها العراق! وفرادة نموذج إقليم كردستان العراق في هذا السياق لم تعفه من الخضوع الكامل للمركز من خلال هيمنة الأخير على الإيرادات الريعية. ويؤكد هذه الحقيقة ما لجأت اليه الحكومة الاتحادية من قطع الميزانية عن الإقليم عامي 2013 ـ 2014. ولم تكن صيغة «فيدرالية الامر الواقع» المعتمدة في الإقليم، تحديدا فيما يتعلق بالخلافات الجوهرية المركز والإقليم حول مسائل النفط، والمناطق المتنازع عليها، والبيشمركة، تعتمد على النصوص الدستورية او القانونية، او قوة الإقليم الذاتية، بل ظلت تعتمد على حد كبير على طبيعة الصراع الحاد على السلطة في بغداد بين الفاعلين السياسيين الشيعي والسني، وحاجة الطرف الأول إلى الدعم الكردي، ومناورات الأخير واعتماده الابتزاز الصريح في مقابل هذا الدعم لترجيح كفة الفاعل السياسي الشيعي. يمكن الإشارة باختصار، هنا، إلى المسألة المتعلقة بالصلاحيات في النموذج الفيدرالي العراقي الفريد هذا. لقد قررت المادة 110 من الدستور العراقي الصلاحيات الحصرية للسلطات الاتحادية، وهي صلاحيات محدودة إلى حد بعيد! فضلا عن أنها جاءت بلغة عائمة قابلة للتأويل تبعا لعلاقات القوة وليس اعتمادا على النص نفسه! ونصت المادة 114 عن الصلاحيات المشتركة بين السلطات الاتحادية وسلطات الأقاليم، ولكن المادة 115 من الدستور نفسه جاءت لتنقض فكرة الصلاحيات المشتركة بالكامل عندما تحدثت عن «أولوية» قوانين الأقاليم والمحافظات، غير المنتظمة في إقليم، على القوانين الاتحادية في حال الخلاف بينهما! أي أن «الاختصاصات المشتركة» هي في حقيقتها صلاحيات تقررها سلطات الأقاليم وسلطات المحافظات المنتظمة في إقليم، ولا دور للسلطات الاتحادية فيها، فهي عمليا «شراكة من طرف واحد»، ذلك أن سلطات الأقاليم هي التي تحدد « قبول» الشراكة من «عدمها». وهذه السلطات كما تحددها المادة (114) هي: إدارة الجمارك، وتنظيم مصادر الطاقة الكهربائية الرئيسية وتوزيعها، ورسم السياسة البيئية لضمان حماية البيئة من التلوث، ورسم سياسات التنمية والتخطيط العام، ورسم السياسة الصحية العامة، ورسم السياسة التعليمية والتربوية العامة، ورسم سياسة الموارد المائية الداخلية وتنظيمها. فهذه الصلاحيات في النهاية ستكون من نصيب سلطات الأقاليم «عمليا»، أما ما تشير اليه المادة حول «التعاون» و»التشاور» و»التنظيم المشترك» فلا أساس قانوني له في النهاية، بل إن الحديث عن إقرار سلطة المركز قوانين خاصة بإدارة الكمارك، ورسم سياسة الموارد المائية الداخلية يبدو لا معنى له، ما دام ليس لهذه القوانين الاتحادية أية «علوية» على قوانين الأقاليم الخاصة بهذه المجالات! ولا تنتهي الفرادة عن هذا الحد، فقد قررت المادة نفسها أن «كل ما لم ينص عليه في الاختصاصات الحصرية للسلطات الاتحادية، يكون من صلاحية الأقاليم»! وتأتي غرابة النموذج الفيدرالي في العراق ايضا من وجود المادة (126/رابعا) التي تقرر أنه: «لا يجوز إجراء أي تعديل على مواد الدستور، من شانه أن ينتقص من صلاحيات الأقاليم التي لا تكون داخلة ضمن الاختصاصات الحصرية للسلطات الاتحادية، إلا بموافقة السلطة التشريعية في الإقليم المعني، وموافقة أغلبية سكانه باستفتاء عام». بمعنى آخر لا يجوز أن تنتقص من سلطات الأقاليم، وتحت أي ظرف، إلا بموافقة السلطة التشريعية للإقليم أولا، وبموافقة أغلبية السكان هذه المرة، وليس أغلبية المصوتين! قلنا في مقال سابق ان أن الحديث عن الدستور كمرجعية لحل الأزمات في العراق، ليس سوى مناورة من جانب بغداد، أو بالأصح الفاعل السياسي الشيعي، لأنه يعلم تماما ان الدستور عاجز عن أيجاد حل يقبل به الجميع. وإن الأخير يعول على علاقات القوة، المختلة لصالحه، لفرض تأويله الخاص على النص الدستوري مهما بدا هذا التأويل مفرطا وبعيدا عن النص! وهذا ما وصلنا اليه بعد أزمة الاستفتاء، ذلك ان الفاعل السياسي الشيعي تواطأ طوال السنوات الماضية مع فكرة وجود نوع من فيدرالية الأمر الواقع في إقليم كردستان، وذلك في سياق محاولته تحييد الفاعل السياسي الكردي في سياق صراعه الحاد مع الفاعل السياسي السني، واليوم يبدو ان الطرف الشيعي يتنصل من هذه الصفقة ويرفض استمرار النموذج الفيدرالي الفريد الذي انتجته لحظة كتابة الدستور، وهو الآن بصدد العمل على إعادة صياغة العلاقة بين السلطة الاتحادية واقليم كردستان إلى ما دون الفيدرالية المقررة في النص الدستوري نفسه! أي ان المشكلة الحقيقية اليوم لم تعد في إقليم كردستان الذي بدا، بعد زلزال كركوك، قابلا بفكرة الفيدرالية تبعا للنص الدستوري، أي ما يعطيه سلطة كاملة على مناطقه المحددة دستوريا، بل في بغداد حيث يرفض الفاعل السياسي الشيعي، كما يبدو، القبول بهذه الصيغة! ومن الواضح ان الولايات المتحدة، وحدها دون غيرها، من يستطيع التوصل إلى صيغة وسط بين الطرفين، وثمة مؤشرات على أن هذه الوساطة الامريكية، التي تأخرت طويلا، قد بدأت تعمل على الأرض من خلال محاولة ايجاد هذه الصيغة، خصوصا فيما تعلق بإدارة المعابر الحدودية بمشاركة امريكية كخطوة أولى باتجاه ايجاد حلول للمسائل العالقة الأخرى، ولكنها في جميع الأحوال ستكون اتفاقات مؤقتة تستند الى علاقات القوة القائمة في هذه اللحظة وستنتهي بتغيرها. ٭ كاتب عراقي العراق: أزمة النموذج الفيدرالي يحيى الكبيسي |
ولكن ألسنا حقا «شعوبا» متعددة في سوريا؟ Posted: 01 Nov 2017 03:15 PM PDT أثارت دعوة موسكو لعقد مؤتمر لـ»شعوب سوريا»، في قاعدة حميميم الروسية في سوريا أو في سوتشي على البحر الأسود، جدلاً واسعاً بين السوريين بمختلف مشاربهم، غلب عليه الرفض والاستنكار. وإذا كان رفض معارضي نظام الكيماوي ينطلق أساساً من اعتبارهم للجهة الداعية، روسيا، قوة احتلال أجنبية تدعم بقاء النظام في السلطة وتعمل على التفرد بتقرير مصير بلادهم، فاعتراضهم على اسم المؤتمر أيضاً لم يكن هامشياً. وفي غياب حرية التعبير لدى مؤيدي النظام يمكن الافتراض أنهم سيرفضون المؤتمر أيضاً، شكلاً ومضموناً، سواء بدعاوى «الوحدة الوطنية» التي لا تقبل النظر إلى المجتمع السوري بوصفه تجمعاً لشعوب مختلفة الثقافات والميول والتطلعات، أو بدعوى «التجانس» التي تباهى رأس النظام الكيماوي، قبل حين، بأن الحرب أدت إليه، أو من منطلق شيطنة وتخوين كل من هو خارج دائرة الولاء المطلق التي تتبناها القاعدة الاجتماعية الصلبة للنظام. هذا في الشكل، أما في مضمون المؤتمر فهو، في أحسن تقديرات الموالاة، سيعني الاعتراف بشرعية «شعوب» أخرى غير شعب النظام الأسدي المتجانس المختار، والجلوس مع ممثليها على طاولة واحدة للتباحث في مصير البلاد. وفي أسوأها السماح بمشاركة تلك «الشعوب» في صياغة دستور لسوريا يأخذ بعين الاعتبار وجودها وتنوعها. ما قد يخفف من هذا الرفض هو ثقة الموالين النسبية بروسيا، وبأن كل مبادراتها السياسية بشأن سوريا قد لا تعدو كونها طبخة بحص، الغاية منها تمرير الوقت وتمييع مسار التسوية السياسية في جنيف والتغطية على الهدف الروسي الحقيقي في إعادة تأهيل نظامهم. أما في ضفة معارضي النظام، فيقوم رفض فكرة وجود شعوب سورية، على أساس أيديولوجي يلخصه شعار من الأيام المبكرة للثورة السلمية هو شعار «الشعب السوري واحد»، وينضوي في إطار ما يسمى بدولة المواطنة المتساوية التي تواجه فكرة «المكونات» من أساسها. وإذا حدث واعترفت بوجودها، فهي لا تعترف بوجوب الاعتراف بحقوق للجماعات، بموازاة الحقوق المعترف بها للأفراد. وكلاهما، بالطبع، في الإطار النظري المحض، أي هي مجرد تصورات لتيارات سياسية معينة، يصدف أنها الأضعف، فوق ذلك، في الحراك الثوري العريض، وعنيت بها التيارات غير الإسلامية. اللافت، بين هذه التيارات، هو التيار القومي العربي الذي يستخدم ورقة «دولة المواطنة المتساوية» بصورة أداتية لرفض أي اقتراح يتعلق بحقوق الجماعة الكردية في سوريا. ذلك لأن هذه الورقة تتعارض جبهياً مع الأشكال المعروفة للإيديولوجية القومية العربية القائمة على إنكار التنوع الاجتماعي العرقي والثقافي وعابرة للحدود الوطنية المرذولة بوصفها «حدوداً قطرية». غير أن الأمر لا يقتصر على النتوء الكردي المزعج للتيار القومي، بل يشمل كذلك رفض النظر إلى جماعات أخرى، عرقية أو دينية أو مذهبية، بوصفها جماعات سياسية لها هواجس وتطلعات خاصة بها نابعة من هويتها الجمعية، أي من نظرتها إلى نفسها ونظرة الجماعات الأخرى إليها، الأمر الذي ينطبق، بأشكال ودرجات مختلفة على المسيحيين والعلويين والدروز والمسلمين السنة وغيرها من الجماعات الأصغر حجماً. نتذكر بهذا الصدد النقد العنيف الذي ووجه به المفكر الراحل صادق جلال العظم حين تحدث عن «العلوية السياسية». إذا كانت شعارات الثورة في بداياتها السلمية قد عبرت عما يمكن أن يشكل تطلعات مشتركة للسوريين بمختلف انتماءاتهم الأهلية والسياسية والطبقية، فلم يمض وقت طويل حتى أخذ السوريون يكتشفون أن معنى الحرية يختلف باختلاف من يتحدثون عنها أو يطالبون بها، وكذا فيما يتعلق بمعاني الكرامة والأمان والرفاه الاجتماعي والشفافية وغيرها مما انتفضوا من أجل الوصول إليها. بل يتعدى أمر اختلاف السوريين هذه المفاهيم المجردة إلى المفاهيم السياسية نفسها، كالديمقراطية ودولة المؤسسات والمركزية / اللامركزية الإداريتين وغيرها. حتى شعار إسقاط النظام نفسه، وهو مفهوم سالب أساساً لا يقول شيئاً عما بعد إسقاط النظام، تم الخلاف حول صياغته بين كياني المعارضة الرئيسيين، في ذلك الوقت، المجلس الوطني وهيئة التنسيق، إضافة إلى الأحزاب الكردية التي تعاملت بدورها بحساسية خاصة مع هذا الشعار. لكن كل هذه التباينات باتت خلفنا منذ زمن بعيد، وظهرت تباينات أكثر خطورة بكثير مع انتشار التسلح الأهلي وصعود التيارات الإسلامية التي أخذت الثورة في اتجاهات بعيدة عن منطلقاتها «البريئة». ومع غياب أي أفق لانتصار حاسم لأحد طرفي الصراع، وكذا لأي حل سياسي يوقف شلال الدم، وتدويل القضية السورية وصولاً إلى إلغاء داخلها الوطني، اندفعت الأمور بسرعة نحو تفكك اجتماعي استعاد التنوع الأصلي لمكونات موجودة، ودفع بها إلى استقطابات سياسية حادة (لها وجه عسكري غالب) لا تقبل التعايش في كيان سياسي واحد، وإن ادعت جميعاً عكس ذلك. الغريب في الأمر أن الثقافة الاجتماعية السورية المشبعة بفكرة تآمر القوى الدولية لتقسيم سوريا، ما زالت راسخة على رغم أن القوى الدولية الفاعلة أظهرت، في مناسبات كثيرة، تمسكها بالحدود القائمة منذ سايكس بيكو. في حين أن الديناميات الاجتماعية للصراع في سوريا دفعت باتجاه التفكك العملي للمكونات، سياسية كانت أو أهلية. أي أننا في الواقع أمام شيئين متناقضين: تفكك فعلي للمكونات، مقابل هواجس التقسيم التي لا أساس يبررها. نعم، نحن شعوب، حتى لو قالها المحتل الروسي، ولسنا شعباً واحداً. لكن «المجتمع الدولي» ما زال مصراً على تسييجنا في إطار واحد محدد بحدود سايكس بيكو المتقادمة. ٭ كاتب سوري ولكن ألسنا حقا «شعوبا» متعددة في سوريا؟ بكر صدقي |
في مئويته… حقيقة التناقضات في الوعد المشؤوم Posted: 01 Nov 2017 03:15 PM PDT في مئوية وعد بلفور المشؤوم، الذي تصادف ذكراه اليوم، وفي الوقت الذي تحتفل فيه بريطانيا وحليفها الصهيوني بذكرى هذا الوعد، بدلاً من اعتذار رئيسة وزرائها تيريزا ماي عن التسبب لشعبنا بمآسٍ ممتدة منذ ما يزيد عن القرن! ندعو السيدة ماي لتتأمل في حاضر إسرائيل وما تقترفه من مجازر بحق الشعب الفلسطيني، وبحق أرضه! ندعوها إلى التمعن في واقع مخيمات اللجوء الفلسطينية في الوطن والشتات. ندعوها للتمحيص في التمييز العنصري الإسرائيلي الممارس ضد أهلنا في المنطقة المحتلة عام 1948. ندعوها إلى قراءة آخر المشاريع الاستيطانية الإسرائيلية، المسمّي بمشروع القدس الكبرى. ندعوها إلى استعراض المذبحة التي ارتكبت في 29 أكتوبر عام 1956 مجزرة كفر قاسم، واستعراض المجازر الأخرى، دير ياسين، الطنطورة، قبية، والعشرات غيرها في التاريخين القديم والحديث. ندعو السيدة ماي إلى التجرّد لدقائق والوقوف مع العدالة، لتحكم على أسلافها من المسؤولين البريطانيين، إن كانوا قد أصابوا أو أخطأوا، عندما أطلقوا وعد بلفور للحركة الصهيونية، وعندما سهّلوا هجرة اليهود إلى فلسطين، إلى أرضٍ لا تربطهم صلة بها. وهيأت لهم الدولة المنتدبة على فلسطين، كل الطرق الممكنة وغير الممكنة للاستيلاء على الأرض وزرعها بالمستوطنات، وتسليح المهاجرين، ومساعدتهم في إنشاء المنظمات الإرهابية الصهيونية: الإيتسل، الأرغون، ليحي والهاجناة وغيرها، التي لم تمارس الإرهاب ضد الفلسطينيين فحسب، بل ضد القوات البريطانية نفسها. لم يحز موضوعٌ من النقاش، كما وعد بلفور على مدى قرن زمني. معروف أن بلفور وزير الخارجية البريطاني، أعطى الوعد مكافأة لليهود، لمساعدتهم بريطانيا أثناء الحرب العالمية الأولى، حرص اليهود على نشر هذا الادّعاء. المعروف أيضاً، ان العرب أيضاً وقفوا إلى جانب بريطانيا في هذه الحرب وتخلوا عن الامبراطورية العثمانية، طمعاً في نيل حريتهم. كثيرون يعارضون هذا الرأي، ويرون أن بريطانيا أعطت الوعد لليهود للتخلص منهم ومن شرورهم وإبعادهم عن أوروبا وبريطانيا، وهي الأكثر كرهاً لهم، خاصة بعد تزايد هجرة اليهود من روسيا وبولندا إليها، خوفاً من البطش بهم، فقد كان من المعروف عن اللورد بلفور، خاصة أثناء توليه رئاسة الحكومة البريطانيه 1903 ـ 1905 بأنه من ألّد أعداء اليهود، وأنه يريد التخلص منهم، إلا إنه في الوقت نفسه وربما للسبب نفسه كان متعاطفاً معهم، لإيجاد وطن لهم بعيداً عن بريطانيا وأوروبا، ونتيجة لمباحثاته مع هرتزل زعيم الحركة الصهيونية، تم الاتفاق على تحويل هجرة اليهود إلى بلد آخر، فاختار هرتزل فلسطين، حيث كان قد رفض عام 1906 فكرة اختيار أوغندا وطنا لليهود. في التقدير، أن هذا التفسير في مضمونه، يخدم التوجهات الصهيونية، التي ركّزت على اضطهاد الأوروبيين لليهود، حاولت تعظيم ما لقيته من اضطهاد في أوروبا، ولكن هل انحصر القمع ضد اليهود فقط؟ أم أنه في عصر الإقطاع، امتّد ليشمل كل الفئات الشعبية الفقيرة. تحرص الحركة الصهيونية على أن تخلق من اليهود محوراً، ذلك بالطبع لخدمة أهدافها في أن اليهود «شعب»، «قومية» و»أمة»، فمثلما لا يربط المسلم العربي بالمسلم الهندي سوى الدين، فإن الرابط بين اليهودي الروسي واليهودي الأوغندي هو الدين أيضاً. الدليل على صحة ما نقول أيضاً: أنه وقبل هذا الوعد بزمن طويل، جرى الحديث أوروبيا عن ضرورة إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، كخيار من عدة خيارات في دول أخرى، صحراء سيناء المصرية وفي العريش تحديدا، وهذا اقتراح رئيس الوزراء البريطاني تشمبرلن، لكن «لجنة الخبراء الصهيونيين» رفضته. كان أحد الخيارات أوغندا، اقترحه بلفور نفسه، رفض المؤتمر الصهيوني السادس هذا المقترح، لأن أوغندا لن تشكل مصدر جاذبية لهجرة اليهود، ثم كانت الخيارات في كندا، الأرجنتين، جنوب إفريقيا وغيرها، وكلها جوبهت بالرفض الصهيوني لها.. هذا يعني أكذوبة الارتباط الروحي اليهودي بفلسطين. قبل بلفور كان نابليون بونابارت أول من اقترح إقامة دولة (حكم ذاتي) لليهود في فلسطين تحت الولاية الفرنسية. كان يريد استخدام اليهود لخدمة المصالح الفرنسية في المنطقة. في عام 1862 نشر الزعيم الصهيوني موشيه هيس كتابه «روما والقدس»، وفيه تحدث عن رعاية فرنسية لدولة اليهود في فلسطين، هذا دليل على صحة ما ذهبنا إليه. في عام 1830 اتفق اللورد بالمرستون وزير الخارجية البريطاني مع اللورد شافستري على تكثيف الهجرة اليهودية إلى فلسطين، خدمة للمصالح البريطانية في المنطقة. وفي عام 1838 تم افتتاح أول قنصلية بريطانية في القدس، لخدمة المصالح البريطانية ولتكثيف هجرة اليهود. ساعد القنصل ديكسون منذ بداية عام 1839 اليهود، في شراء الأراضي في فلسطين وإقامة المستعمرات، وكان عددهم آنذاك 10 آلاف. في عام 1865 أنشأ الصهيونيون البريطانيون «صندوق استكشاف فلسطين»، الذي كان يقدم مساعدات مادية لكل من يريد الهجرة إلى فلسطين من اليهود. بعد ذلك توالت موجات الهجرة، وكانت أضخمها هجرتين، الأولى من عام 1882 – 1904. الثانية من عام 1914 ـ 1915. بريطانيا، كما كل الدول الاستعمارية، هدفت إلى استعمال اليهود ودولتهم الموعودة لخدمة مصالحها في المنطقة العربية، وللتخلص من مشكلة عانت منها آنذاك. ففي بريطانيا تشكلت عام 1904 «اللجنة الملكية للحدّ من هجرة الغرباء»، صدّوا هجرة اليهود وغيرهم، واستُدعي هرتزل للإدلاء بشهادته أمام اللجنة. قدمت الحكومة مشروع القرار لمجلس العموم لوقف الهجرة، واضطرت إلى سحبه تحت ضغوطات المعارضة، ثم عادت وقدمته مرة أخرى عام 1905 ونجح. كما هدفت بريطانيا من إنشاء دولة لليهود في فلسطين،إلى تأمين خطوط مواصلاتها إلى الهند. مئة عام مرّت على هذا الوعد المشؤوم من وزير خارجية بريطانيا العظمى للحركة الصهيونية، الذي جعل من فلسطين مكاناً لإقامة الوطن القومي لليهود فيه، ظلما وزورا وبهتانا، بما يمثله ذلك من انصياع وتآمر بريطاني مع قرار المؤتمر الصهيوني الأول، الذي انعقد في مدينة بازل السويسرية عام 1897، والذي جعل من فلسطين «أرضاً للميعاد». قرار الحركة الصهيونية في المؤتمر، وقرار وزير الخارجية البريطاني بلفور في ما بعد عام 1917، مثّلا ولا يزالان التقاء المصالح الاستعمارية والصهيونية، ومخططاتهما البعيدة المدى للوطن العربي، القاضية بإقامة دولة غريبة عن المنطقة وعدوة لسكانها، في الجزء الفاصل بين دول الوطن العربي في آسيا والأخرى في إفريقيا، هذه الدولة ستكون رأس جسرٍ للمصالح الاستعمارية في الشرق الأوسط، وحربة في ممارسة العدوان على دوله، وإبقاء شعوب المنطقة متأخرة، ومنع قيام أي مظاهر وحدوية بين دوله، لأن وحدتها تجعل منها، قوة مؤثرة على الساحة الدولية، «فهي شعب واحد تتوفر له وحدة التاريخ والدين واللسان». تم رسم هذا المخطط في مؤتمر كامبل – بنرمان الذي امتدت جلساته المتباعدة من عام 1905 – 1907، بين الدول الاستعمارية التي حضرته: بريطانيا، فرنسا، بلجيكا، هولندا، إسبانيا وإيطاليا. ثم إن الصهيونية كمفهوم ديني، جرت مزاولتها من قبل المتصوفين اليهود على مرّ الأجيال، نتيجة لارتباطها بالأمل الكبير في اليهودية، القائم على عودة المسيح في نهاية الزمان، وكانت هذه تعرف بـ»الصهيونية الدينية». عملت الحركة الصهيونية كجماعة سياسية منذ إنشائها كصهيونية سياسية مع وجود هرتزل فقط، الذي وبالمعنى العملي أوجد النظرية ومنهجها في كتابه «الدولة اليهودية» عام 1896 وشرع في تطبيقها في المؤتمر الصهيوني الأول، إذ بدأت في تعريف نفسها كـ»عقيدة سياسية» و»عقيدة قومية»، ثم بدأ ظهور مصطلحات جديدة عن «الشعب اليهودي»، و»الأمة اليهودية». إن إضفاء الطابع السياسي والقومي على الصهيونية لم يكن بمعزل عن تطورات أوروبا آنذاك، وانتقالها من مرحلة الإقطاع إلى الرأسمالية، وبدء ظهور مرحلة القوميات، لذا فما دام قد جرى طرح اليهودية كـ»قومية»، كان لا بدّ من وطن قومي لها، وما دامت لم تمتلك وطنا عبر التاريخ، كما ألا وطن لها، فبالضرورة من أجل ذلك لا بد أن تحتل وطنا وتقتلع شعبه من أرضه، وبذلك تحولت فعليا إلى «عقيدة استعمارية» تلاقت مع الاستعمار البريطاني، من خلال تقاطع المصالح. هذا ما أردنا توضيحه في الذكرى المئوية للوعد المشؤوم. كاتب فلسطيني في مئويته… حقيقة التناقضات في الوعد المشؤوم د. فايز رشيد |
جهاد الكافر أم مقاومة الغازي؟ Posted: 01 Nov 2017 03:14 PM PDT أحب أن ألخص المقال بعبارتين: الأولى: أنه «عندما تستغل القضايا العادلة مالياً وسياسياً، فإن ما يكسبه مستغلوها يضاف إلى فواتير خسائرها». والثانية: أننا «عندما نطلب «ثأر الإنسان» تحت راية «ثأر الله»، فإننا نمارس الخديعة التي تؤدي إلى خسارة المعركة التي تصورنا أنها معركة إلهية». هاتان العبارتان ليستا خلاصة المقال وحسب، ولكنهما خلاصة عقود من استغلال القضايا العادلة، ومزج المقدس بغير المقدس، في منطقتنا العربية التي آلت إلى موجة من التطرف الديني، الناتج عن خلط المفاهيم وتداخل المصطلحات، حيث تبرز عناوين كثيرة مثل الإسلام والجهاد والوحدة وفلسطين والمقاومة وغيرها، أمثلة حقيقية على خسائر جسيمة تعرضت لها القضية مقابل أرباح عظيمة حصدها المستغلون. تصوروا – على سبيل المثال- كيف تتحول الآيتان الكريمتان إلى دعايات مجانية لصالح صاحب كافتيريا كتب عليها «وسقاهم ربهم شراباً طهورا»، (الإنسان:21)، أو صاحب حافلة ركاب كتب عليها «اركبوا فيها باسم الله مجريها ومرساها»، (هود: 41)»! قيسوا على ذلك أولئك الانتهازيين الذين فتحوا دكاكين سياسية، وعلقوا عليها آيات من القرآن من مثل «فإن حزب الله هم الغالبون»، (المائدة:56)، أو «يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين» (التوبة:117). تصوروا كيف تتحول الآية إلى أصوات انتخابية عندما يرفع مرشح ما في الانتخابات صورته مكتوباً عليها «إن خير من استأجرت القوي الأمين»، (القصص:26)، أو يرفع آخر صورته في مهرجان سياسي مقرونة بالآية «إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت»، (الأحزاب 33). تصوروا قدر الجرم الذي يرتكب عندما تتحول الآيات إلى رصيد انتخابي، وتجير إلى أوراق نقدية، وتخضع لعمليات أشبه ما تكون بالمضاربة في البورصات وأسواق الأسهم المالية والسياسي. تُرى كم خسر الإسلام من توظيفه لمكاسب مالية وسياسية؟ كم من أموال جُمعت باسم الله لتذهب لمستحقيها لكنها وجدت طريقها إلى أبراج سكنية وشركات تجارية وحسابات مصرفية لمن جمعوها؟ ألا يدخل أولئك المضاربون في بورصة الأديان ضمن من شملتهم الآية: «اشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً، إنهم ساء ما كانوا يعملون»(التوبة- 9). ورغم عظم فائدة المزايدين بالآيات، إلا أن الآية ذكرت أن ما يتحصلون عليه «ثمناً قليلاً»، لأن الآية تربط نسبية الثمن المتحصل بـ»جسامة الخسارة الحاصلة» للدين ولآيات الله، جراء توظيفها سياسياً ومالياً، ولذا وصف العمل بأنه «ساء ما كانوا يعملون». ومع توسع القائمين على «البازارات الدينية» اليوم في استهلاك «الرموز الدينية»، واعتصار كل مرموزاتها التاريخية، يمكن لنا أن نوسع دائرة التساؤل، ليشمل عظم الخسائر التي تعرضت لها شخصيات تاريخية كالإمام علي ونجله الحسين لكثرة ما ارتكب باسميهما من جرائم مروعة في العراق وسوريا، عندما عمدت جهات طائفية بعينها إلى تحويلهما إلى مجرد «رافعتين» لمدفعية حزب الله اللبناني ضد السوريين في حمص ولهاونات الحشد الشعبي ضد العراقيين في الفلوجة، تماماً كما يُستنزف الخليفة عمر بن الخطاب عندما تشكل كتائب باسمه لممارسة أفعال مروعة هنا وهناك؟ والشيء ذاته يمكن أن يقال في تحويل اسم «الله والنبي» إلى ستار يغطي جرائم «داعش» و»القاعدة» في حق المدنيين في بلدان مختلفة. إن العرب اليوم لا يكتفون باستنزاف حاضرهم ومستقبلهم، ولكنهم يستنزفون- بشكل مدهش- إرثهم الحضاري ومضامين رموزهم التاريخية. إنهم يعمدون إلى الرموز المجردة ليعجنوها بغبار معاركهم اليومية، التي يحاولون أن يبنوا من غبارها بنيانهم الحديث. هذا «التوظيف الديني»- من وجهة نظر الكاتب – نابع من عدم تمييز المتدينين بين ما هو للذات الإنسانية من مصالح وأطماع وآمال وأتعاب ومواجع وثارات وحروب، وما هو مرتبط بالذات الإلهية من مثل وقيم وروحانيات، مع اقتضاء عدم الخلط بين الحقلين، وعدم استعمال ما هو لله باعتباره مقدساً، للتغطية على ما هو للإنسان باعتباره غير مقدس. هناك – على سبيل المثال- ثأر شخصي يخص الإنسان، وهناك «جهاد مقدس» على علاقة بالقيم والمعاني الكبيرة، ومشكلة المسلم اليوم أنه يخلط بين المفهومين، كما يخلط بعض المسلمين بين «ثأرهم الذاتي» و»ثأر الحسين» الذي يسمونه كذلك «ثأر الله». لقد عانى المسلمون في بعض البلدان من ظلم دولي وإقليمي ومحلي كبير، الأمر الذي جعل بعضهم ينتهجون العنف ثأراً لأنفسهم من هذا الظلم، لكنهم أخطأوا حين قالوا إنهم يثأرون لله، في حين أنهم إنما يثأرون لأنفسهم وأوطانهم بشكل أو بآخر. ولأوضح أكثر، فإن معظم حركات التطرف في المشرق الإسلامي جاءت كردة فعل على مجموعة من العوامل الخارجية والداخلية، التي استهدفت بلداناً إسلامية بعينها، لكن هذه الحركات- إمعاناً في زعمها الطهوري- قالت إنها لم تأت كرَدَّة فعل لتدمير أفغانستان والعراق على سبيل المثال، ولكن هذه الحركات زعمت أنها جاءت امتثالاً لأمر الله في «محاربة الكفار»، وهو الهدف الذي سهَّل وصمها بالتكفير والإرهاب، في حين لم تقل هذه الحركات إنها جاءت امتثالاً للحق في «الدفاع عن النفس»، وهو الهدف الذي كان يمكن أن يلقى قبولاً إنسانياً، وتضامناً شعبياً. والفرق كبير بين الهدفين، إذ إن «محاربة الكفار» تنفتح على دلالة قتال «الكفار» لتحويلهم إلى الإسلام، بينما ينفتح مصطلح «الدفاع عن النفس» على دلالة الحرب المعللة، التي يمكن تبريرها، وربطها بـ»جريمة المعتدي»، لا بـ»كفر الكافر»، وهو ما لم تدركه تلك الحركات التي تزعم قتال «الكفار لأنهم كفروا بالله»، من دون أن توفق لفكرة أنها تقاتل «المعتدين لأنهم اعتدوا على الوطن». ولو أن تلك الحركات المتطرفة فطنت لذلك لما انحرفت عن الهدف الأساس لمفهوم الجهاد في الإسلام، وهو «ردع العدوان والدفاع عن النفس»، إلى مفاهيم عقدية، أعطت القوى الكبرى الغطاء اللازم لاستهداف بلدان المسلمين، تحت مبرر محاربة الإرهابيين والتكفيريين، كما أعطت تلك المفاهيم القوى الكبرى الغلالة الرقيقة التي تحاول بها أن تستر جريمتها التاريخية في تدمير بعض بلدان المسلمين مستغلة جهل هؤلاء المتطرفين ونزقهم. كان بإمكان المسلمين الذين استهدفتهم القوى العظمى اليوم بالحرب، الدفاع عن أنفسهم وبلدانهم بإعلان «مقاومة الغازي»، من دون الحاجة إلى اللجوء إلى شيطنة هذا الغازي بـتكفيره» لتبرير «الجهاد» ضده، لأن «جريمة الغزو» كافية لتبرير «المقاومة»، ولأن الغازي- أصلاً- شيطان لا يحتاج إلى «شيطنة»، ولأن مفهوم «الجهاد الديني» لا يختلف- عند الفهم الصحيح – عن مفهوم «المقاومة الوطنية». وبالعودة إلى الوراء قليلاً، نجد أن حركات التحرر العربي خلال القرن الماضي نهجت درب «مقاومة المستعمر»، لـ»نيل الاستقلال»، بدلاً من «جهاد الكافر» لـ»فرض الإسلام»، الأمر الذي جعل هذه الحركات تكسب التأييد الدولي والغطاء السياسي المناسب، مع أن معظم حركات التحرر العربي لم تبتعد عن المرجعية الإسلامية، حيث قاد هذه الحركات شيوخ إسلام ومقاومون انطلقوا من مفهوم المقاومة باعتبارها واجباً وطنياً وقومياً وإسلامياً. إن الحرص على أن تظهر الحركات والتنظيمات المتطرفة على أساس أنها لا تقاتل لـ»أهداف دنيوية» هو الذي جعلها تضع لها «أهدافاً دينية»، مع أن دخول هذه الحركات في صراع بيني داخلي يشير إلى «أهداف دنيوية لا دينية»، ومع أن «الأهداف الدينية» المعلنة سهَّلت استهداف تلك الحركات وتأليب العالم ضدها، الأمر الذي أوصلنا إلى النتيجة الكارثية المختصرة في المعادلة الصعبة المتمثلة في أن المسلمين اليوم في الحقيقة هم «الضحايا»، لكنهم في نظر العالم «إرهابيون». كاتب يمني من أسرة «القدس العربي» جهاد الكافر أم مقاومة الغازي؟ د. محمد جميح |
ِكلية عربية وقَرنية عِبرية Posted: 01 Nov 2017 03:14 PM PDT أعلن عدد من المتطرفين اليهود قبل شهرين تمزيق بطاقات التبرع بالأعضاء البشرية التي يحملونها من خلال شريط نشروه على موقع يوتيوب، وذلك بحجة أن هذه الأعضاء قد تصل إلى من وصفوهم بالإرهابيين الفلسطينيين، وكان هذا بعدما أشيع في وسائل الإعلام أن صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين ينتظر عملية زراعة رئة في أحد مستشفيات إسرائيل. اتصل هؤلاء المتطرفون بالمسؤولين في جمعية التبرع بالأعضاء، وسألوا ما إذا كان ممكنا أن يصل العضو الذي قد يتبرعون به إلى من وصفوهم بالمخربين، فردوا بأنه حسب القانون يحق لكل مواطن إسرائيلي الحصول على عضو من متبرع. يفهم من هذا ضمنا أن عريقات لن يحصل لأنه لا يحمل جنسية إسرائيلية. منذ عقود يصل نموذج للتوقيع على التبرع بالأعضاء بعد الموت مع رخصة قيادة السيارة، وهناك حملات واسعة في المستشفيات والمؤسسات والأمكنة العامة للتوقيع على التبرع بالأعضاء. من حقك أن توقّع على التبرع بجميع أعضائك أو أن تستثني بعضها أو أن لا توقع فهو ليس إلزاميا. عندما وصلتني الرخصة ونموذج التبرع بالأعضاء، دفعني الفضول للدخول إلى عدة مواقع لمعرفة مدى انتشار ظاهرة التبرع في الوطن العربي. لفتت نظري الحملة الكبيرة التي قام ويقوم بها مركز حمد الطبي في دولة قطر، وأعداد الموقعين على التبرع التي وصلت إلى 148 ألفاً حتى شهر أغسطس عام 2016، كذلك فقد دُشنت أكاديمية الدوحة للتبرع بالأعضاء العام الماضي، وهي فريدة من نوعها في العالم، هناك محفزات كثيرة للمتبرعين ومنها، الرعاية الصحية المجانية للمتبرع وأسرته لمدى الحياة، ونظام متقدم جدا يضمن العدل في توزيع أعضاء المتبرعين بالدور، بلا تمييز بين مواطن ومقيم في قطر. في الأردن نسبة المتبرعين منخفضة جدا، وهي أقل بكثير من الطلب على أعضاء، حسب ما جاء في صحيفة «الدستور» في فبراير 2016، وهناك بيروقراطية كبيرة تلف الموضوع بين المستشفيات والوزارة، ورغم حملة وطنية لتشجيع التبرع بالأعضاء، ولكن يبدو أن الوعي بضرورة الأمر ما زال ضعيفا جدا. وعدد الموقعين على التبرع لا يزيد عن بضعة آلاف، بينما تزدهر تجارة الأعضاء. تعتبر تجارة الأعضاء في مصر مزدهرة جدا، وهناك استغلال وحشي للمهاجرين من الأفارقة، أما نسبة التبرع بالأعضاء فهي تقترب من الصفر، كذلك في الصومال وموريتانيا والسودان، لا يكاد يذكر وجود متبرعين. في المغرب هناك محاولة للنهوض في السنوات الأخيرة، ولكن كما يتضح فهي تسير ببطء شديد، وهناك أقل من متبرع واحد لكل مليون شخص، والوضع في الجزائر ليس بأفضل، وفي السعودية تسير عملية التبرع ببطء شديد، رغم صدور فتاوى تتيح التبرع بعد الموت وبدء العمل بنظام تسجيل المتبرع على رخصة القيادة. في الإمارات والبحرين وعُمان تجري جهود لتنشيط هذا الجانب، ولكنها ما زالت في طورها الأول، والتبرّع قليل جدا. في تونس يوجد ثمانية متبرعين لكل مليون، ويبلغ عدد الموقعين في تونس على التبرع بعد الوفاة حوالي 15000 فقط، وهي نسبة لا تتجاوز اثنين بالألف من عدد السكان البالغين. في سوريا لم يكن الوضع أفضل قبل الثورة، وهناك تجارة في الأعضاء، حسب تقرير نشر في عام 2010 في صحيفة سورية إلكترونية بعنوان «جُهينة»، وزارة الصحة لم تتعامل بشفافية مع الموضوع، ورفضت في حينه نشر معطيات عن التجارة في الأعضاء. أما التبرع المجاني فهو يكاد يكون معدوما. حاليا تحيق خطورة كبيرة باللاجئين السوريين الذين قد يتعرضون للاستغلال بسبب الظروف القاسية التي يمر بها ملايين منهم. في العراق منذ الحصار الدولي وحتى يومنا هذا يتدهور الوضع الصحي وتزدهر التجارة بأعضاء العراقيين، سواء داخل العراق أو خارجه. ولا مجال للحديث عن تبرع بالأعضاء. أما حكومة فلسطين في الضفة وقطاع غزة فقد تداولت مطلع هذا العام في قانون يسمح بالتبرع على أمل إقراره، هذا يعني أن التبرع شبه معدوم حتى الآن. في فلسطين داخل مناطق 48، كثيرا ما يعلن عن عائلة عربية أو يهودية تبرعت بأعضاء أحد أفرادها الذي قتل في حادث ما ومات دماغيا، فأنقذ عددا من المرضى العرب واليهود. قلب محمد في صدر يشاي وكِلية أوري في جسد أحمد، ليست أمرا نادراً، فلا تمر بضعة أشهر حتى نرى خبرا كهذا، فالحياة قيمة عليا لدى البشر الأسوياء، رغم طموحات النظام العنصري في إسرائيل بزرع الموت في أرض وبلاد الآخرين فإن مصلحة المحتاجين لأعضاء من الشعبين تبقى أقوى، وعلى هذا الأساس تجري عملية تبادلية مع الحياة، أما من يواصل زراعة الموت كما يفعل بيبي نتنياهو ومن حوله فإنه لن يكون معصوما. هناك شكوك قوية بوجود جرائم سرقة أعضاء من جثث شهداء فلسطينيين واستغلالها بدون موافقة ذوي الشهداء، وهناك شهادات فلسطينية بهذا. منذ عام 1953 كان القانون الإسرائيلي يسمح بنقل أعضاء من جسد الميت إلى جسد آخر من دون استشارة ذويه، وعُدّل القانون عام 1983 بحيث يتطلب التبرع موافقة ذوي الفقيد، أو أن يكون المصاب موقّعا على التبرع قبل وفاته. لا توجد إحصاءات عن نسبة المتبرعين العرب داخل مناطق 48 من النسبة العامة، وأعتقد أنها منخفضة مقارنة مع اليهود، ولكنها عالية بالنسبة للدول العربية، كذلك فالنسبة منخفضة لدى المتدينين اليهود، فبعض الربانيم لا يقر بموت الإنسان، رغم موت جذع المخ لديه، والبعض يتشدد في قضية قدسية الجسد حرفيا بعد الموت، بمعنى رفض أخذ عضو من الجثة، وهنالك عنصريون يرفضون مبدئيا أن تذهب أعضاؤهم إلى مرضى من العرب. حسب معطيات موقع جمعية التبرع بالأعضاء في إسرائيل، وصل عدد الموقعين إلى حوالي 860 ألفا ما يشكل نسبة 14% من السكان البالغين من العرب واليهود في إسرائيل، وهي أضعاف أعداد المتبرعين في كل العالم العربي مجتمعة، رغم وجود مئات آلاف من حالات الفشل الكلوي في العالم العربي. وجود هذه النسبة من المتبرعين لم يلغ وجود تجارة أعضاء في إسرائيل، كُشف عنها أكثر من مرة، ولكنها محدودة مقارنة بالدول العربية. واضح أن ثقة الشعب بالمؤسسة وعدالة التوزيع هي عامل مهم يدفع الناس للتبرع بالأعضاء، وإذا استثنينا دولة قطر نرى أن الثقة شبه معدومة في معظم الأقطار العربية، كذلك فإن ضعف الوعي ما زال سببا في ضعف التبرع، علما أن هناك فتاوى كثيرة تجيزه،»ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا». وبمثل هذه المعايير يقاس تطور أو تخلّف الشعوب والأمم. كاتب فلسطيني ِكلية عربية وقَرنية عِبرية سهيل كيوان |
عندما تسقم المرجعيات المشتركة Posted: 01 Nov 2017 03:13 PM PDT يوماً بعد يوم تظهر الخبايا، وتنفضح المؤامرات والأسرار، وتسمع الأحاديث التي دارت في الغرف المغلقة عبر السنين والعقود في طول وعرض بلاد العرب. الذين يشعرون بقرب نهاية حياتهم، أو بوخز ضمائرهم، أو بالعار الذي سيلطًخ سمعتهم هنا وبعد الموت بدأوا يكتبون مذكراتهم، أو يتحدثون عبر الفضائيات، أو يفاجئون الجالسين في المؤتمرات. ما عادت هناك أسرار، إذ نحن في عصر الاعترافات وقصص المخالفات التي ارتكبت وراء ظهور المواطنين والإعلام وكل مؤسسات الرقابة المجتمعية الأخرى. لقد فعل ذلك العرب وغير العرب، المسؤولون الكبار والمتعاونون الصغار من السياسيين والاقتصاديين والعسكريين والأمنيين، من الجواسيس والأزلام، ومن كبار الشركات ومؤسسات المال. لم تسلم مهنة ولم تتورع طائفة ولم تنأ بنفسها جماعة. فالفساد الذممي والأخلاقي أصبح وباءَ في العالم وفي وطننا. كثير من هؤلاء، وبأشكال مختلفة من التعبيرات يعترفون بدور محدد في ما لحق من دمار وموت وتهجير وسفك دماء في بلدان عربية وبشعوب عربية، سواء القريبة منهم أو البعيدة عنهم، سواء التي آذتهم أو التي لم تؤذهم قط. كل ذلك حدث والمجتمعات العربية تغط في النوم، أو تعاني العجز والشلل التاريخي، أو تغض الطرف لأسباب طائفية أو قبلية أو اقتصادية انتهازية أو أمنية متوهمة. ما يهمنا هو الإشارة إلى جانب بارز مشترك في كل قصص الأسرار والفضائح والاعترافات العربية. إنه الدور الكبير الذي لعبته المؤسستان الاستخباريتان: الموساد الصهيوني والاستخبارات المركزية الأمريكية. لقد كانت الجهتان حاضرتين في المناقشات والتخطيط والتمويل والتنفيذ واستقطاب المجانين، وبمعرفة تامة ومباركة من قبل أصحاب القرار، ومالكي السلطة في هذا النظام السياسي العربي أو ذاك. نحن إذن أمام عهد عربي جديد يتصف بالتخلًي التام عن الاستقلالات التاريخية الوطنية والقومية، وعن الالتزامات القومية العربية المشتركة، عندما نشرك في أمور متطلباتنا الأمنية العربية ومحددات علاقاتنا العربية والإقليمية مؤسستين لعبتا أدواراً إجرامية أو تآمريه في تاريخ العرب الحديث، وفي طول وعرض بلاد العرب. لسنا بحاجة لإثبات التاريخ الأسود للموساد الصهيوني. فتاريخه الدموي الجبان في اغتيال كل عالم أو سياسي أو مقاوم ميداني فلسطيني أو عربي قاوم المشروع الصهيوني معروف للجميع، وتمدده السرطاني الاستخباراتي في كل قطر عربي ينكشف بين الحين والآخر، في هذه المدينة العربية أو تلك. إنه مؤسسة رعب وإجرام لخدمة المشروع الصهيوني الاستعماري التوسعي في كل أرجاء العالم. من هنا فإن وضع يده في يد أية جهة عربية أمنية لا يمكن إلا أن يكون له هدف واحد: خدمة المشروع الصهيوني على المدى البعيد، إن لم يكن القريب. لسنا هنا أيضاً بحاجة لسرد تاريخ مؤسسة الاستخبارات المركزية الأمريكية، فلقد كتبت مئات الكتب عن ذلك، بما فيها اعترافات بعض مسؤوليها السابقين ممن استيقظت ضمائرهم فجأة وحاولوا غسل أياديهم الملطخة بدماء الأبرياء بدموع التوبة والندم. إنها مؤسسة لإحداث الانقلابات في البلدان التي لا تخضع لواشنطن، لاغتيال قادة السياسة الذين يقاومون المصالح الأمريكية الاقتصادية والعسكرية عبر العالم كله، لبث حملات الأكاذيب والتلفيقات والمخاوف المتوهمة، حينما يراد إدخال أي رأي عام في أي مكان في عوالم التشويش والضياع، إنها لتمويل مراكز البحوث لاكتشاف أكثر الوسائل النفسية والجسدية الحقيرة اللاإنسانية، القادرة على انتزاع الاعترافات من المساجين كما فعلت، مثلاً في الخمسينيات عندما استعملت بحاثة من جامعة ماجيل الكندية الشهيرة ليقوموا بتجارب على مرضاهم النفسيين البريئين من أجل الوصول إلى أشنع وسائل التعذيب وغسل الأدمغة. فهل حقاً أن مؤسسة تمارس كل أنواع الأنشطة اللاأخلاقية واللاقيمية، عبر العقود وعبر العالم كلُه بدون استثناء، ينتهي الأمر ببعض العرب للتعاون معها وإشراكها لتلعب دوراً محورياً في إشعال حرائق الجحيم العربي في هذا البلد العربي أو ذاك؟ يسأل الإنسان نفسه: لماذا حدث ويحدث كل ذلك؟ لماذا وصل الحال ببعض العرب لأن يضعوا أيديهم في أيادي تقطر من أصابعها دماء الأبرياء العربي وغير العربي، وذلك من أجل تسهيل نجاح صراعاتهم المؤقتة ضد بعضهم بعضا؟ الجواب الأساسي المحوري هو: غياب المؤسسات القومية المشتركة الفاعلة التي يمكن اللجوء إليها لحل الخلافات العربية – العربية من جهة أو للوقوف ضد القوى الخارجية التي تستفرد بهذه الدولة العربية أو تلك. لقد بحت الأصوات وهي تطالب بوقف العبث بمقدرات هذه الأمة، بسبب غياب المرجعيات السياسية العربية المشتركة. ولقد أصبح ضعف الجامعة العربية والمجالس الإقليمية المشتركة، كمجلس التعاون الخليجي ومجلس الوحدة المغاربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، سبة في جبين هذه الأمة التي تنتحر من دون أن تدري، وتخرج من التاريخ من دون أن يرف لها جفن، ويضحك العالم على قلًة حيلتها وانهيار ارادتها وتخبطها الأمني والسياسي والاقتصادي والثقافي، من دون أن تقلق. أيها الشاعر المتنبي العظيم، اسمح لنا أن نذكّر أنفسنا، نحن الذين نشعر بفقدان توازننا في أجواء الجنون التي نعيش، بتشخيصك ونبوءتك القديمة: يا أمة ضحكت من جهلها الأمم. كاتب بحريني عندما تسقم المرجعيات المشتركة د. علي محمد فخرو |
القيم والإنسان في ضوء التدافع الحضاري المعاصر Posted: 01 Nov 2017 03:13 PM PDT لقد أضحى موضوعُ القيم موضوعًا هامًّا تحَلّقتْ حوله دوائرُ البحث في مختلِف الأقطار والأمصار؛ نظرًا للتحولات البنيوية التي عرفتها المجتمعات العربية، والغربية؛ ورغم ما كُتب في الموضوع ـ أعني: موضوعَ القيم ـ من دراسات قاربتِ الموضوعَ من زوايا مختلفة، إلا أنه ما زال بحاجة إلى البحث والنظر، لكون ظاهرة القيم لها عُلْقَةٌ بالظاهرة الإنسانية، وهذه الأخيرة، عُرفت بالتعقيد، وصعوبة الفهم، ومن ثمة فكل الإنجازات التي قدمها الباحثون هي مساهمةٌ في مقاربة الظاهرة، ولبنةٌ في تأسيس، وترميم صرح القيم الإنسانية المنهار. والكتاب ـ الذي نقدمه للقارئ الكريم ـ جهد بذله الأستاذ الباحث «الحسّان شهيد» في إغناء النقاش القيمي السائد في العهد المعاصر. صدر للباحث «الحسّان شهيد» كتابٌ في القيم الإنسانية، بعنوان «القيم والإنسان في ضوء التدافع الحضاري المعاصر»، وهو سِفْرٌ من الحجم المتوسط، وعدد صفحاته خمس وسبعون صفحة، إذ تقاسمتْ تركةَ الكتاب مقدمةٌ، وخاتمة، وأربعة فصول، وكل فصل تم تقسيمه إلى مباحث عدة؛ بحيث جاء الفصلُ الأوّلُ موسوما بــ: (إشكالية القيم الإنسانية بين التدافع والتمانع)؛ بينما عُنون الفصل الثاني بــ: (القيم الإنسانية بين الثقافة والعلم)، هذا؛ وقد اختار صاحب الكتاب للفصل الثالث عنوانا مغايرا تمثل في: (القيم الإنسانية والمقاصد، دراسة مقاصدية في القيم)، وخُتِم الكتاب بفصل رابع بعنوان: (في الحاجة إلى فتوحات قيمية).إن أوّل ما يواجهك ـ أخي القارئ، وأنتَ تُطالعُ الكتابَ ـ عنوانُهٌ؛ إِذْ حظِيَتْ صفحةُ العنوانِ ـ عِنْدَكَ ـ بالدرجة الأولى من الأهمية؛ لأنها «أول ما يتطلع إليها النظر، وينشدُّ إليها الانتباه، وينفعل بها الفكر؛ فيُطرح مدى توثيق ما ورد في تلك الصفحة من معلومات، وإفادات، ومدى ما يمكن أن يُثار حول حقيقتها، وهُويَّتها من إشكالات، وتساؤلات»، وقد لاحظْتَ تأصيلَ الكاتب لمفهوم «التدافع» من منظور الدرس القرآني، وفي هذا، إشارةٌ إلى الرؤية الدينية، وإحالةٌ على التدقيقِ المفهوميّ، والضّبطِ المصطلحيّ؛ لأن بعض الدارسين يستعملُ مفهومَ «الصّراع»، عوض «التدافع»، والأستاذ «الحسّان شهيد» يسمي الأشياء بمسمياتها؛ فيقول: «والمقصود بالتدافع الحضاري في هذه الورقة هو إرادة الحضور والمشاركة والفعل الحضاري من كل ثقافة إنسانية، وفرض وجودها الثقافي بشتى الوسائل والآليات المتاحة». ويذهب الدكتور «المهدي بنعبود» ـ رحمه الله ـ إلى المعنى السابق، عندما يقول: «التدافع يرمي إلى حفظ التوازن والدفاع عن العدل حتى لا ينتشر الفساد في الأرض، وحتى لا تهدم صوامع، وبيع ومساجد يذكر فيها اسم الله عز وجل». فالكاتب «الحسّان شهيد» يتنبّه إلى خطورة المصطلح، وما يحمله من مرجعيات قد لا تخدم الأطروحة التي يسعى للدفاع عنها، وتعضيدها بالحجج والبراهين؛ لأن المصطلح نفسه؛ إما أن يتضمن قيمًا إيجابية محمودة، أو قيمًا سَلبية مذمومة؛ لذلك قبل استهلاكِ المصطلحات، والمفاهيم، وتوظيفِها في الدراسات، والأبحاث؛ لابد من أن تُزان بميزان القيم، والباحثُ «الحسّان شهيد» لم يستعمل مصطلح «الصّراع»؛ لأن «الصّراع» ـ كما يقول الأستاذ «المهدي بنعبود» ـ: «تنازع أعمى تتبارز فيه القوى الغريزية بسطوتها المادية، وحيلها الخادعة، المغلية أو المحافظة على الكيان وعلى العكس من ذلك التدافع الذي يردع الباطل، والتنافس الذي تزكو بفضله الأعمال الصالحة. فالكتاب ـ إِذَنْ – ينتصرُ للقيم السماوية الكونية التي تجعل من الإنسان إنسانًا، كما يفحص صاحبُه بعين ناقدة القيم المادية، التي تمررها المدنية الغربية إلى المجتمعات العربية، ومن المعلوم، أن بعضا من المفكرين العرب لا يذهب إلى أن الغرب يعيش «حضارة»؛ وإنما يعيش ـ حسَب رأيه ـ «مدنية»؛ لأن الحضارة ـ كما يفسرها المفكرُ «مالكُ بن نبي» ـ تنحصر في شقين، شق مادي بحت يتجلى في المنشآت الصناعية، وما يخدمها من علوم؛ وشق روحي محض يتمثل في القيم الروحية، والأخلاق المطبوعة في الإنسان التي تحفظه من التلف والانهيار، ومن هنا، فالغرب لا يتحلى بأخلاق جُبِلَ عليها؛ وإنما يعيش قيما براغماتية نفعية؛ وانطلاقا من هذا الكلام، فإن الغرب لا يحيا حياة متحضرة، وإنما يعيش تمدّنًا. وأود أن أشير إلى أن أبرز المجتمعات التي حافظت على قيمها، هي المجتمعات التي فتحت أبواب التجديد؛ لأن «التدافع» يجعلها يقظة، تواجه قيم الآخر بحكمة، وتبصر؛ ولكنْ عندما تُغلِق أبواب التجديد، فإنها ستعيش انحصارا، ونُكُوصًا، وتقهقرًا في القيم، فيسهل اختراقها؛ لأنها لا تستمد قوتها من الاحتكاك بالآخر، والتعرف إليه. من المؤكد أن القرآنَ الكريمَ يحصّن الإنسانَ المسلمَ من التّيارات الغربية الجارفة، وممّا يحسبُ للكاتب «الحسّان شهيد» أنه حاول جسْرَ العلاقة بين القيم، والشريعة الإسلامية، كاشفًا الأبعادَ الكونيةَ للقيم الإنسانية؛ وهذه الدراسةُ محاولةٌ من المحاولات العزيزة التي أصّلت للقيم تأصيلاً واقعيًّا كونيًّا؛ وقد بنى الباحثُ تصوره للقيم من منظور الشريعة على قول الرسول الأكرم: «إِنَّمَا بُعِثْتُ، لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ». ويقول الباحث «الحسّان شهيد»: «يشكل المدخل المقاصدي للشريعة الإسلامية مسلكا جوهريا في استثمار المنظومة القيمية الإنسانية لأجل إنقاذ البشرية من الفقر الأخلاقي والعوز القيمي الجاثم على صدر الإنسانية، ولم تكن الشريعة بدعا من التمثلات الأخلاقية والقيمية، وبغاية إتمامية للبعد القيمي.» هذا؛ وقد ناقش الباحث «الحسّان» سؤال القيم في المؤسسة الإعلامية، متتبعًا القيمَ بين الهُوية والصّورة بنظرة فاحصةٍ متفحّصةٍ مشخِّصةٍ الأمراضَ القيميةَ التي يعاني منها الإعلامُ، ومؤسساتُه؛ وممّا ينبغي الإشارة إليه، أن الإعلام يُجَيِّشُ إمكاناتِه المتعددةَ؛ لزرع القيم التي يريد غرسها في المستهلك، وعندما ناقش الباحثُ الصورةَ من زوايا قيمية، لم يقف – ربما ـ عند خطورة الصورة الإشهارية، باعتبار الإشهار يمارس سلطة جمالية، وقيمية، وإقناعية على المتلقي/ المستهلك، فالإشهار؛ كي يرسخ قيمًا معينة، يوظف الأبعاد النفسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والأدبية، والنقدية في صناعة الصورة الإشهارية، فهي صورةٌ إشهاريةٌ مدروسةٌ على معطياتٍ، وقيمٍ تؤطر ثقافة الاستهلاك عند فئة محددة، فخطورةُ الصورة تكمن ـ أَسَاسًا ـ في كون الإنسان يقضي أغلب أوقاته أمام التلفاز، وصفحات الجرائد، واللّوحات الإشهارية التي تواجهه في الشوارع، ولذلك ينبغي الاحتراز من القيم السَّلبية التي يمكن أن تحملها الصورةُ الإشهاريةُ. وإذا ما حاولت أن أرصد المنهج الذي قارب به الباحث «الحسّان شهيد» القيمَ الإنسانيةَ في كتابه؛ يمكن أن أقول: إن الكلام على الكلام صعب، فصعوبة الحديث عن المناهج النقدية، ناتج من صعوبة النصوص نفسه، والكاتب لم يصرح بالمنهج الذي اتبعه في الكتاب، وإنما أوكل الأمر إلى المتلقي، فأعطاه تأشيرة الدخول إلى أروقة الكتاب، لكشف الحجاب عن المنهج المتبع في الدراسة. والباحثُ اللبيبُ هو من لا يخندق نفسه في منهج محدد، بل يتكئ على منهج متكامل يمتح من المناهج جميعها. والباحثُ «الحسّان» له طريقةٌ خاصّةٌ في اختيار العناوين التي تناسلت من رحم الكتاب، واختيارُ الكلام أصعبُ من تأليفه ـ كما قال «ابن عبد ربّه» الأندلسي في «العقد الفريد» – إذ إنه ينتقيها بدقة، وذوق رفيعين، ومما ينبغي أن يذكر أن الباحث لم يغرق المتلقي في كثرة الهوامش ، والحواشي. وقد درس الموضوعَ من وجهة نظر شمولية، تميزت بطابَعَيْ: الجدة، والموضوعية، يقول الكاتب «الحسّان شهيد»: «فإنه جدير بالدراسات الفكرية المعاصرة إيلاء الأهمية البالغة لموضوع القيم، ومنحه الأولوية في النظر والتأمل، كما هو جدير بالإنسانية إعادة الاعتبار للقيم النبيلة المشتركة على الحد الأدنى للاستئناف الحضاري، وحفاظا على ضرورات التدافع الثقافي، وتمييزا للخبيث من الطيب في التصرفات البشرية». خلاصة القول: إن الكتاب يندرج ضمن تجديد، وتحيين القيم الإنسانية، وإرجاعها إلى طاولة الحوار؛ معتمدًا على الرصد، والوصف، والنقد، وطرح البديل من أجل فتوحاتٍ قيميةٍ، وصحوةٍ أخلاقيةٍ «صحوةِ الإنسان المساهم في خلاص الإنسانية من دمار الحروب، وجمود القلوب، وموت النفوس، وعمى البصائر، وقلب الحقائق، وتدهور الأوضاع، وهلاك الأمم»( ). والكتاب ـ في نظري ـ يحتاج إلى توسيع لأفكاره؛ لأن كل فصل يستحق كتابا كاملا؛ نظرا لأهمية القيم بناء الإنسان، وبقاءُ الإنسان ببقاء قيمه الروحية، والجمالية، والاجتماعية، وغيرها من القيم النبيلة، ورحم اللهُ الشاعرَ أحمد شوقي، الذي صاغ «الأخلاق» في بيت شعريّ أنيق، قائلا: وَإِنَّــمَا الأُمَمُ الأَخْــلاَقُ مَابَقِـــيَتْ فَإِنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخْلاَقُـــهُمْ ذَهَبـــُوا كاتب من المغرب القيم والإنسان في ضوء التدافع الحضاري المعاصر د. محمد حماني |
الدوري الأوروبي: أرسنال وميلان يحلمان بالتأهل… وإيفرتون يواجه شبح الخروج المبكر Posted: 01 Nov 2017 03:00 PM PDT لندن – د ب أ: يتطلع أرسنال الإنكليزي وميلان الإيطالي وعدد من الفرق إلى حسم التأهل مبكرا إلى دور الـ32 للدوري الأوروبي، من خلال الجولة الرابعة اليوم، فيما يواجه إيفرتون الإنكليزي وكولون الألماني وأتلتيك بلباو الإسباني خطر الخروج المبكر. ويستضيف أرسنال رد ستار الصربي ضمن المجموعة الثامنة، التي يتصدرها أرسنال بتسع نقاط من ثلاثة انتصارات، فيما يحتل رد ستار وباتي بوريسوف البيلاروسي المركزين الثاني والثالث بأربع نقاط لكل منهما ويتذيل كولون المجموعة بلا نقاط. ويحتاج أرسنال للفوز للتأهل، وقد يصبح التعادل كافيا بشرط عدم فوز بوريسوف على مضيفه كولون في المباراة الأخرى بالمجموعة. كما يحتاج ميلان إلى الفوز على مضيفه آيك أثينا اليوناني ضمن المجموعة الرابعة للعبور إلى دور الـ32. ويتصدر ميلان بسبع نقطا وبفارق نقطتين أمام آيك، فيما يحتل رييكا الكرواتي المركز الثالث بثلاث نقاط، مقابل نقطة واحدة لأوستريا فيينا النمساوي الذي يحل ضيفا على رييكا. كما يستطيع لاتسيو وأتالانتا الإيطاليان ودينامو كييف الأوكراني ولودوغوريتس البلغاري وستيوا بوخارست الروماني وسالزبورغ النمساوي وأوسترسوند السويدي وزوريا لوهانسك الأوكراني ونيس الفرنسي وزينيت الروسي العبور من خلال هذه الجولة. وفي المقابل، يواجه كولون وهيرتا برلين الألمانيان خطر الخروج المبكر، وهو ما ينطبق أيضا على إيفرتون، الذي يأمل في انتفاضة قوية بعدما فشل في تحقيق أي فوز خلال المباريات الثلاث التي خاضها بالمجموعة الخامسة حتى الآن، حيث يتذيل المجموعة بنقطة واحدة وبفارق نقطة واحدة خلف أبولون القبرصي، فيما يتصدر أتالانتا بسبع نقاط وبفارق نقطتين أمام ليون الفرنسي. ويحل إيفرتون ضيفا على ليون في مباراة لن يكون أمامه فيها سوى تحقيق الفوز لأن الخسارة ستطيحه إذا تجنب أتالانتا الخسارة أمام مضيفه ليماسول. ويخوض إيفرتون المباراة وسط أجواء صعبة حيث فشل الفريق في تحقيق أي فوز على مدار آخر سبع مباريات، ما أدى لإقالة مدربه الهولندي رونالد كومان. وقال ديفيد أنسورث المدرب المؤقت للفريق، بعد الهزيمة صفر/2 أمام ليستر الأحد الماضي في الدوري، إن الوقت حان ليستعيد إيفرتون اتزانه وانتصاراته. ويواجه كولون وهيرتا موقفا مماثلا، فيما لا يزال هوفنهايم الوحيد الذي فاز بمباراة من بين المباريات التسع التي خاضتها الفرق الألمانية حتى الآن. وإذا خسر كولون أمام بورسيوف، سيودع البطولة مباشرة، وهو ما ينطبق على هيرتا إذا خسر أمام ضيفه لوهانسك ضمن المجموعة العاشرة، ولم يخسر بلباو أمام أوسترسوند مفاجأة المجموعة. وحقق هوفنهايم فوزه الوحيد في المجموعة الثالثة على باشاك شهير التركي الذي يتذيل المجموعة بنقطة واحدة مقابل ثلاث نقاط لهوفنهايم وست نقاط لبراغا وسبع نقاط للودوغوريتس. ويحل فياريال الإسباني ضيفا على سلافيا براغ التشيكي ضمن المجموعة الأولى التي يتصدرها الفريقان بخمس نقاط لكل منهما مقابل أربع نقاط لأستانا من كازاخستان والذي يحل ضيفا على ماكابي (نقطة واحدة). ويستطيع ريال سوسييداد الإسباني قطع خطوة كبيرة ومهمة على طريق التأهل من خلال الفوز على ضيفه فاردار المقدوني ضمن المجموعة الثانية عشرة التي يتصدرها زينيت بتسع نقاط مقابل ست نقاط لسوسييداد وثلاث نقاط لروزنبرغ النرويجي فيما يقبع فاردار في قاع المجموعة بلا نقاط. ويحل زينيت ضيفا على روزنبرغ في مباراة قد تحسم تأهل زينيت. ويحتاج لاتسيو إلى التعادل فقط مع ضيفه نيس الفرنسي في المجموعة الحادية عشرة للتأهل. ويتصدر لاتسيو بتسع نقاط من ثلاثة انتصارات متتالية، فيما يحل نيس المركز الثاني بست نقاط مقابل نقطة لفيتيس آرنهيم الهولندي وزولت فارغم البلجيكي اللذين يلتقيان في المباراة الأخرى. الدوري الأوروبي: أرسنال وميلان يحلمان بالتأهل… وإيفرتون يواجه شبح الخروج المبكر |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق