Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الاثنين، 26 مارس 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


المعاني الخفيّة لعبور الطائرة الهندية أجواء السعودية نحو إسرائيل

Posted: 25 Mar 2018 03:30 PM PDT

اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رحلة طائرة تابعة للخطوط الجوية الهندية من نيودلهي إلى تل أبيب، عبر الأجواء السعودية، «حدثاً تاريخياً».
في تفسيره لتاريخية هذه الحادثة قال نتنياهو إن ما حصل يحمل «معاني سياحية واقتصادية وتكنولوجية وسياسية من الدرجة الأولى»، وأن تلك المعاني «طويلة المدى» وأنها ستتضح «فيما بعد» مستنكفاً عن الشرح أكثر الآن «لنمكنها من أن تحدث».
وبما أن نتنياهو لا يريد الشرح أكثر، ولأن الواضح أن ما سيحدث سيصبّ في مصلحة إسرائيل، فإن من مصلحة الفلسطينيين، ومن تتعارض مصالحهم، بالضرورة، مع مصالح الدولة العبرية، أن يحاولوا استيعاب هذه المعاني لعلّهم بذلك يساهمون في منعها من الحدوث.
تعود جذور هذا الحدث إلى تموز/يوليو 2017 الماضي حين أعلن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، خلال زيارة لإسرائيل عن هذه الخطة (هو ما عاد نتنياهو نفسه إلى تأكيده خلال زيارة له إلى الهند في كانون الثاني/يناير من هذا العام)، وبرغم أن الإعلان جاء بعد فترة قصيرة من تولية محمد بن سلمان ولاية عهد السعودية لكن الأغلب أن قراراً من هذا النوع يحتاج «طبخاً» دبلوماسياً وسياسياً أكثر، وهو ما يؤهل لربطه بما يسمى «رؤية» الأمير محمد بن سلمان التي أعلنها عام 2016، التي تحدث فيها عن الموقع الجغرافي المميز جدا للسعودية، وقال إن جزءا رئيسيا من المبادلات التجارية (استخدم كلمة Trade الانكليزية في مقابلته التلفزيونية) بين آسيا وأوروبا، كما تحدث عن فتح السياحة لجميع الجنسيات.
إضافة لذلك يمكن طبعا الحديث عن كون السعودية رابع أكبر شريك للهند (وقبلها الإمارات وأمريكا والصين)، وأنها ثامن أكبر سوق في العالم للصادرات الهندية، وان الهند ثاني أكبر موطن للمسلمين في العالم، لكن هذه المعطيات المهمة، لا يمكنها، وحدها، تفسير «المعاني من الدرجة الأولى» التي تحدث عنها نتنياهو، ولا توضح متى ولماذا وافقت السعودية على استخدام الهند أجواءها باتجاه تل أبيب.
تحدثت «رؤية» بن سلمان عن أرامكو والاقتصاد والسياحة والترفيه والاستعداد لعصر ما بعد انحسار دور النفط، لكنّها أخفت بشكل محكم الجوانب السياسية للأوضاع في السعودية (تحدّث الأمير بشكل خجول عن «الشفافية» التي لم نر منها شيئا)، أو لما يسمى «الصفقة الكبرى»، وللرغبة الجارفة بالتقارب مع إسرائيل.
أحد تبريرات ذلك التقارب (الذي ما زال يجري بشكل مخفيّ إلى أن نفاجأ بكشفه علنا في وقت لا نعلمه) كان الصراع مع إيران، وحاجة المملكة إلى حليف كإسرائيل بشكل يمكن من الاستفادة من قوّتها العسكرية وعدائها المفترض مع طهران.
غير أن تعيينات البيت الأبيض الأخيرة لوزير خارجية ومستشار للأمن القومي جديدين ومعاديين لإيران، تجعل السعودية (وحتى إسرائيل) طرفين أقلّ أهمّية في الصراع الممكن حدوثه بين القوّة العسكرية الأكبر في العالم وإيران، وهو ما يجعل تبريرات التقارب السعودي مع إسرائيل أقلّ إقناعاً، ويجعل هذا التقارب، بالأحرى، التزاماً بالأجندة الأمريكية لترامب وصهره جاريد كوشنر أكثر منه ضرورة سياسية ملزمة، وخصوصا في ظل أن لا تسوية حقيقية (ناهيك عن كونها عادلة) معروضة لحل النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي.
ما حصل فعليّاً هو أن السياسة الأمريكية تطابقت، بل زايدت عبر أشخاص مثل جون بولتون، والسفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان، على التيارات المتطرّفة الإسرائيلية، وأطلق ترامب قراريه الشائنين باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها، وبالتالي فإن ما تحقق من «المعاني الكبرى» هو اتجاه سعودي مستمر للتضحية بالفلسطينيين وقضيتهم وأن هذه هي الرافعة السياسية التي يستخدمها محمد بن سلمان لتمكينه من حكم السعودية وتطبيق أحلامه ورؤاه الاقتصادية الكبيرة.

 

المعاني الخفيّة لعبور الطائرة الهندية أجواء السعودية نحو إسرائيل

رأي القدس

هنديّ محمود درويش

Posted: 25 Mar 2018 03:29 PM PDT

بتعاون بين موسيقى الثلاثي جبران، وإلقاء البريطاني روجر وترز العضو المؤسس لفرقة «بينك فلويد» الشهيرة، صدر مؤخراً شريط يحتوي مقاطع بالإنكليزية (ترجمة فادي جودة ووترز نفسه)، من قصيدة محمود درويش «خطبة الهندي الأحمر ـ ما قبل الأخيرة ـ أمام الرجل الأبيض».
وقد سبقت لي الإشارة إلى أنّ درويش عكف، خلال الشهور الأخيرة من العام 1991، على قراءات مكثفة تخصّ الأقوام الأصلية في أمريكا الشمالية (أو «الهنود الحمر»، كما في التسمية الشائعة، الإشكالية بالطبع)، ضمن مراحل التحضير لكتابة تلك القصيدة المطوّلة. لقد شاهد عدداً كبيراً من الأفلام الوثائقية والروائية، وتفحّص مجموعة متنوعة من الصور الفوتوغرافية القديمة، واستمع إلى أشرطة صوتية تضمنت مقطوعات موسيقية وتراتيل ومؤثرات صوتية طبيعية وتمثيلات أدائية طقسية. كذلك قرأ عشرات النصوص من تراث الهنود الحمر، خاصة تلك التي تصف وقائع اللقاء مع الأبيض، والاقتلاع من الأرض، والإبادة الجماعية، والشعائر، وأنماط العبادة، والمقدّس البيئي مثل المقدّس الروحي. وكان، على نحو خاصّ، شديد الافتتان بتلك الخطبة الشهيرة التي تُنسب (على سبيل الخطأ، كما يساجل البعض) إلى الزعيم سياتل، سيّد قبيلة الـ «دواميش»، في سنة 1854.
كان درويش يكتب على نحو مفرط في التمهل، وكنت من جانبي أظنه يتباطأ في الكتابة عن سابق قصد وتصميم، لسبب جوهري أوّل هو أنّ تجربة الزعيم سياتل كانت تتصادى في نفس درويش مع مفاوضات أوسلو السرّية. ولم يكن الشاعر سعيداً بهذا الطراز من التصادي، لاعتبارات وطنية فلسطينية (قادته، بعدئذ، إلى الاستقالة من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية)، ولكن، أيضاً، لأنّ أبحاثه أثناء الإعداد للقصيدة زرعت في وجدانه مشاعر احترام عميق لتراث الأقوام الأصلية، ورسخت عنده مستوى من التماهي مع القضية الفلسطينية ظلّ يتنامى طيلة أشهر سبقت نشر «خطبة…» سنة 1992، في مجموعة «أحد عشر كوكباً».
ومنذ السطور الأولى تفصح القصيدة عن جملة ستراتيجيات اعتمدها درويش في تحقيق غرضَيْن حاسمين: تقويض التنميط المسبَق للهندي الأحمر، ضمن سياقاته الروحية والفلسفية والطبيعية، ثم الانطلاق من ذلك إلى استجلاء فضاء المواجهة بين أهل الأرض (أينما كانوا، ولكن في المسيسيبي وفلسطين على وجه التخصيص)، والآخر القادم، الذي اجتاح واستوطن. التراجيدي هنا يلتحم في فضاءات المقدّس الأعرض والأكثر تعبيراً عن البشر والطبيعة، بحيث تتحوّل الذاكرة المنتهَكة (بعناصرها وشعائرها وطقوسها وحركتها في التاريخ) إلى إرث منتهَك تفقده ضحية فيزيائية ومجازية محدَّدة، مُجتاحَة ومنفية ومهزومة ربما، ولكنها متجذرة في الأرض، وقائمة، ومقاوِمة.
والحال أنّ القصيدة كانت أشبه بترجمة شعرية وجمالية مذهلة لكثير مما جاء في «الصوت الآخر»، مقالة الشاعر المكسيكي أوكتافيو باث البديعة، حيث الشعر «صوت الآخر. وصوته آخر لأنه صوت المشاعر وصوت الرؤى. إنه صوت العالم الآخر وصوت العالم الراهن، صوت أيّامٍ عفّ عليها الزمان مثل أيّام نعيشها الآن. هَرْطوقيّ وإيماني، بريء ومنحرف، رائق وعَكِر، فضائيّ وتحت ــ أرضيّ، يخصّ الصومعة مثل ركن الحانة، وفي متناول اليد لكنه دائماً في المنأى». ويذهب باث أبعد، أو بالأحرى يتوغل أعمق في دخيلة الشاعر أمام «برهة الشعر»، هذه التي «طالت أم قصرت، فإنّ جميع الشعراء ــ إذا كانوا شعراء ــ يصغون فيها إلى الصوت الآخر (…) يصبحون هم الآخر».
وهذا نصّ يلخّص، على النحو التأمّلي المعمّق والمشبوب الذي ميّز تنظيرات باث لمسائل الشعر، جملة المعضلات العديدة التي تكتنف مسألة حضور الآخر وصورة ذلك الآخر في آداب الأمم عموماً، وفي نتاجها الشعري بصفة خاصة. ذلك لأنّ الإشكالية تتجاوز بكثير حدود النشاط الذي يكتفي برصد أو إحصاء صُوَر الآخر في موروث شعري ما، ثمّ استخلاص مؤثراته ومحاسنه ومساوئه، خصائصه ودينامياته وتفاعلاته وفاعليته. هذه الرياضة النقدية، على طرافتها وأهميتها المدرسية، لا تنصف جوهر الإشكالية في أبعادها الإبداعية والجمالية والفنّية من جانب أوّل، ثمّ في أبعادها الثقافية والحضارية المقارنة من جانب ثان.
إنها، في كلّ حال، لم ترضِ شاعراً كبيراً ومنظّراً للشعر رفيع الثقافة مثل باث! فهو، في مقاطع أخرى أكثر حرارة، يعتبر أنّ فرادة الشعر الحديث لا تتأتى من أفكار الشاعر أو مواقفه، بل من صوته: «الشعر ذاكرة تنقلب إلى صورة، وصورة تنقلب إلى صوت. الصوت الآخر ليس الصوت المنبعث من القبر، بل هو صوت الإنسان الراقد عميقاً في قلب قلوب الإنسانية». وهذا هو مبتدأ انتقال القصيدة من النطاق المحلي إلى الرحابة الكونية، ونحن نواصل شغفنا بقراءة المعلقات، وإلياذة هوميروس، ومسرحيات شكسبير، وقصائد بابلو نيرودا ورابندرانات طاغور… لأنها إنما تواصل اقتيادنا إلى عوالم كونية أوسع بكثير من صحراء الشاعر الجاهلي، وحصار طروادة، وقلعة هاملت، ومناخات تشيلي أو الهند.
وبهذا المعنى، فإنه لو بقي درويش شاعراً ناطـقـاً بالحــقّ الفلسطيني وحــده، فلم يرتــقِ بالهـــوية الفلسطينية، شعباً وثقافة وتاريخاً، إلى مصافّ كونية تمسّ شغاف البشر في كلّ مكان وزمان، لبقــي شاعراً محلــياً، أســـوة بعشـــرات الشعراء الذين عرفتهم ثقافـــات الأمم، فأبدعوا واشتهروا في حقبة محددة، ثمّ طواهم النسيان، وغمرتهم سنّة الأكوان!

 

هنديّ محمود درويش

صبحي حديدي

الغوطة لا تستقبل «محررها»… ونقيض «مانديلا» السعودي لا يبكي على أطفال اليمن… والسيسي بـ «الزي المدني» أمام الكاميرا

Posted: 25 Mar 2018 03:29 PM PDT

خصمان بينهما حرب وتوقفا عن التحرش ببعضهما البعض منذ فترة وجيزة، لكن إطلالتهما التلفزيونية الأخيرة وبالصدفة أظهرت حجما غير معقول من نقاط التلاقي والتشابه وغرور السلطة، والأهم القدرة على «إنكار الواقع».
نعم أتحدث عن الأمير محمد بن سلمان والرئيس السوري بشار الأسد.
مجددا وخلافا للعادة تغيبت محطة «الميادين» عن تغطية إحتفال الذئب السوري وأعادت القناة السورية الرسمية بث تلك اللحظة التاريخية عشرات المرات.
كذلك فعل التلفزيون السعودي الرسمي، حيث تكرار بث تعليقات الأمير بن سلمان بعد مقابلته المثيرة لصالح محطة «سي بي أس» الأمريكية.
الرئيس شخصيا بشحمه ولحمه يقود سيارته المتواضعة بنفسة وبدون حرس ولا جيوش وبرفقة كاميرا «سرية» فيظهر فجأة وسط العسكر في «الغوطة المحررة».
تصفق حجارة البيوت المدمرة لقدمي الرئيس ومعها البساطير وتهلل له نوافذ مشرعة لا عيون تطل منها وفي الأثناء يعتلي الرجل دبابة مع عسكره ولا تظهر عليه أي ملامح لها علاقة بلحظة أسف أو ندم على نقطة دم واحدة.
غريب جدا أن «الجيش» الذي حرر الغوطة من «الإرهابيين» خرج بإستقبال الرئيس لكن أحدهم تنبه للسؤال: أين الشعب الذي تم تحريره؟ أين الناس.. أين أهل الغوطة… لماذا لم يخرجوا لما تبقى من أزقة للترحيب بقائدهم ومحررهم؟!
ولماذا في المقابل لا يصدق أهل اليمن، الذي عاد للعصور الوسطى بأن الحرب خططت لتحريرهم من الطغيان، حيث لم تذرف القيادة السعودية ولو دمعة أسف أيضا على ضحايا الحزم وعاصفته من الجوعى والمرضى والمشردين والقتلى.
«لست غاندي ولا مانديلا»… قالها بملء الفم من يعلن الحرب على الفساد في بلاده وبمفردة إستهزاء تبرر الإغراق في الترف، فيما لا يجد أطفال اليمن لقاحا لمرض الكوليرا.
خصمان لكن يشبهان بعضهما… تلك ثنائية عالمنا العربي المخجل.

نبض الشارع الأردني

يصر التلفزيون الرسمي في الأردن على أنه خطط لخدمة الحكومة عبر التركيز على ما قاله مؤخرا رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي حول «الوظيفة» بإعتبارها «معونة وطنية».
شاشة «رؤيا» المحلية تتقدم الصفوف عند التحدث عن «نبض الشارع»، حسب تسمية أهم برنامج حواري في البلاد وأحد البرامج الشبابية الساخرة في المحطة، حاول البحث عن أي طريقة ضاحكة لفهم وجهة نظر رئيس الحكومة بخصوص الإكتشاف البيروقراطي السحري الجديد بعنوان «الوظيفة هي معونة وطنية».
ما أعرفه شخصيا أن مصدر الدخل الأساسي للخزينة في الأردن وبنسبة 87 % على الأقل، حسب الدكتور عبدالله العكايلة من المواطن، فيما تنشغل الحكومة بكل عدتها وعتادها بالنسبة البائسة المتبقية بعد خصم المعونات والمنح والأساسيات.
بمعنى آخر لا فضل للحكومة على المواطن الأردني بالمعونة الوطنية، بل يمكن القول إن الجهاز البيروقراطي المتورم والمترهل والزاحف عبء على الشعب وجيوب الناس، خصوصا عندما يتعلق الأمر بميزانيات لا أحد يعرف كيف تنفق.
عموما ما أردت قوله في المناسبة هو ما يلي: الشارع الأردني غاضب و «بيشتم» من فوق لتحت… بعض الهتافات والخطابات موتورة ومأزومة وفيها رائحة «شخصنة» بالتأكيد وليس كل الحراك «وطني» أو خلفيته «وجع الناس».
لا نقبل طبعا الإنحراف في المبنى والمعنى لأنه يماثل من حيث النتائج انحراف الحكومة وتشددها وغياب الرحمة عن خطاب رموزها.
مصارحة الناس شيء واستفزازهم شيء آخر تماما… على جهات القرار التي تحذرنا كمواطنين من التزيد والتشدد في إستثمار وجع الناس ومن وجود «مندسين» أن تتدخل لحماية الناس والدولة والنظام من «أخطاء وعثرات» رموز الحكومة التي تزيد كمية الملح في الجرح الوطني.
الاسترسال في الصمت على أزمة الأدوات وعلى التصريحات المراهقة، التي لا معنى لها يستنسخ المزيد من الأزمات ويرفع من سقف الاحتقان والخطاب في الشارع.
الناس مجروحة والأهم «قلقة على البلد وهويتها»… من أجل ذلك يجب على كل جهة رسمية تطالب الأردني «المسخم» بالصبر والاحتمال و«فداء الوطن» أن تلعب دورها أيضا في ضبط ايقاع التصريحات السطحية والمتشنجة التي تعكس غرور «أدوات الادارة» الحالية وعدم إحترامها للشعب الأردني.
نعم، ثمة تعليقات وتصريحات موتورة أيضا من موظفين رسميين لا بد من وضع حد لها حتى نعبر من الأزمة وحتى تكون مطالبنا شرعية عندما نحذر الشارع من محترفي التحريض وأصحاب الاجندات.
هل سبق لنا ان القينا هذه الخطبة؟ يبدو ذلك، لكن التكرار ممكن يعلم الشطار.

جينز رئاسي

أعجبتنا تلك السترة الـ «سبور»، التي ارتداها الرئيس عبد الفتاح السيسي مع خلفية خضراء ودودة ونباتية وهو يصور آخر مقابلاته التلفزيونية.
ذكرني الرجل بسروال الجينز، الذي ارتداه رئيس وزرائنا في الأردن، وهو يطالب الأردنيين بـ «تخفيف الإستهلاك»، قاصدا بند الطاقة، فرد عليه الشعب قائلا… «لعيناك دولة الرئيس»، فخف إستهلاك كل شيء حتى خسر جميع من يبيع ويشتري في المملكة.
ما علينا… السيسي سجل لصالح «سي أن بي سي»، ولاحقا رقصت محطة «القاهرة والناس» على أنغام السترة البسيطة، التي ارتداها الرئيس وهو يحث المصريين على التصويت في إنتخابات الرئاسة، وبكل حنان مقترحا عليهم التصويت بـ «لا».
غالبية الذين فكروا في المنافسة في السجن الآن… لكن ومن باب العدالة والإنصاف لا علاقة لمؤسسة الرئاسة بذلك، فالرئيس ظهر على كل القنوات مستعدا لأن يرفضه بعض المصريين وبهدف «التجميع» فقط حتى لا تشهد مصر فضيحة في عدد الأصوات!

مدير مكتب «القدس العربي» في عمان

الغوطة لا تستقبل «محررها»… ونقيض «مانديلا» السعودي لا يبكي على أطفال اليمن… والسيسي بـ «الزي المدني» أمام الكاميرا

بسام البدارين

الحملان الذئبية: الأنانية والغيرية في الانتخابات اللبنانية

Posted: 25 Mar 2018 03:29 PM PDT

لم يبق قانون الانتخاب ولم يذر، فضمرت التحالفات المبنية على غايات تتعدى تأمين المقعد البرلماني، باستثناء «جلمود حزب الله ـ حركة أمل»، المتراص ككتلة تريد تحاشي أي خرق لجدار الثنائي الحزبي الشيعي، في حين تخوض حزبيات الطوائف الاخرى المعركة داخل طوائفها بالدرجة الاولى من اجل الاحتفاظ بصدارتها ضمن هذه الطوائف وتحاشي السيناريوهات الأكثر احراجاً قدر المستطاع.
بمعزل عن ثنائي أمل وحزب الله، يسود التهجين مختلف اللوائح المقفلة الاخرى. ومع ان القصد المعلن من اللوائح المقفلة في النظام الانتخابي النسبي المعتمد لأول مرة في لبنان، كان الرفع من منسوب التسييس، والتخلص من «اللوائح المحادل» في النظام الاكثري المتعدد الاسماء المعمول به تاريخياً في هذا البلد، الا ان النتيجة كانت احلافا انتخابية «اكزوتيكية»، لا تبقي مساحة حتى رمزية، أو فولكلورية، للاعلان عن «برنامج انتخابي» جدي، باستثناء اعادة صياغة عدد كبير للمرشحين على طريقتهم، لما قالته النائب جيلبرت زوين عن حالها، بكل براءة، حين اوضحت امام الكاميرا بكل بساطة انها لم تكن تريد ان تخرج من لائحة العونيين لكنهم اخرجوها وما عادوا يريدونها فما عاد لها الخيار الا لائحة اخرى.
في الدورات الماضية، كانت هناك على الاقل شعارات برنامجية استقطابية، على اساسها يلتقط المضمون السياسي للمعركة الانتخابية. لكن اليوم. اي برنامج سيصيغه مثلا التيار العوني، تيار رئيس الجمهورية، المنادي بارجاع «حقوق المسيحيين» بضراوة في السنوات الاخيرة، وهي مقولة تتكثف في شكوى الانتقاص من صلاحيات رئيس الجمهورية الماروني لصالح رئيس الحكومة السني. فالتيار يخوض المعركة مع حليفه الانتخابي «السوري القومي الاجتماعي»، العلمانوي و«المدرحي» في المتن الشمالي، ومع الاخوان المسلمين في دوائر اخرى، مع ان العونيين لم يكلوا لسنوات وهم يلومون رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لتعليقه في اثر انتخاب الدكتور محمد مرسي رئيسا لمصر في اول انتخابات رئاسية عربية بالاقتراع العام المباشر انه «ليحكم الاخوان» (وكان جعجع يقصد بالاحرى، ليس فقط حكمهم ما داموا كسبوا الانتخابات، بل ايضا، تجريبهم بداعي التقييم والنظر في الأهلية)، ثم خفت هذا التشكي من كلمة جعجع حول الاخوان، وتقاربت الحسابات الانتخابية «التيار العوني» من «القوات» قبل عامين، مطلقا العنان لحلم «التسونامي المسيحي المزدوج» الذي ظهرت تهلهله في انتخابات 2015 البلدية. اما بعد التسوية الرئاسية والحكومية، وانتخاب ميشال عون رئيسا وتشكيل حكومة سعد الحريري الحالية، فتطور التواصل العوني مع «تيار المستقبل» على حساب القوات، إلى ان شاءت الأقدار اقفال اللوائح في بعض الدوائر على تحالف «حين ميسرة» بين التيار الوطني الحر والاخوان المسلمين.
كل الافتراضات «السياسوية» ذهبت سدى. لا تفاهم «حزب الله» وتيار الرئيس ميشال عون صاغ نفسه كاستراتيجية انتخابية شاملة مدعمة ببرنامج سياسي مشترك، ولا تركة التحالف «السيادي» بين «القوات» و«المستقبل» امكن احياؤها، الا بشكل جزئي وطرفي وبشق النفس او «من غير نفس»، ولا التناغم بين الرئيسين عون والحريري وجد تعبيره الانتخابي الامضى. وشيئا فشيئا جرت عند المرشحين اللازمة، سواء كانوا من قدامى «الاستبلشمنت» او بين تقليعات وفقاعات «قوى المجتمع المدني»، او من هذا وذاك، بأن نيتهم كانت خوض الانتخابات عن جدارة كمنازلة سياسية، سوى ان قانون الانتخاب حكم عليهم، بالذئبية الانتخابية، «اللاسياسية»، اولا للتمكن من الدخول في لائحة يمكن ان تنال حاصلا انتخابيا (قسمة عدد الناخبين على عدد المقاعد كعتبة انتخابية في الدائرة المعنية)، وثانيا لتأمين ما يكفي من أصوات تفضيلية لانتزاع المقعد.
لناظر من بعيد، سيبدو الامر كما لو ان مرشحي «الجلمود» (اللوائح المقفلة على أمل وحزب الله)، «غيريّون»، أو أقله «نحنيون»، يخضعون لنازع «النحن» الحزبية والمذهبية واذا ما أدلجناها أكثر، إلى «نحن» مشروع الممانعة الاقليمية، وكل ما سوى ذلك «أنانيون»، لا ترسي لهم «نحن» على برّ، وتتكشف «نحنهم» زبدا بسرعة هائلة، ويبحث الشخص منهم عن أي حافلة يمكن ان تقله إلى البرلمان، او يترجل منها بـ«نحنية» زائفة، عندما تظهر قلة حيلته.
أما للناظر عن قريب فسيكون من الاصعب اعتماد هذه المباينة بين «نحنية» امل وحزب الله الغيرية، و«أنانية» شخصيات القوى والفعاليات الانتخابية الاخرى، كمباينة منهجية وشاملة وعلى طول الخط. مع ذلك، سيبقى منها شيء، ولن يكون بالامكان اختزال هذا الشيء إلى معادلات تملك «حزب الله» السلاح والتعبئة الدائمة والطاعة العقيدية. الاكثر «ذئبية» في علاقته مع الحزبيات الاخرى، «حزب الله»، يبدو الاكثر «نحنية» في نجاحه في اقفال باب «النحن» الانتخابية على لائحة مشتركة بينه وبين حركة امل وبعض زوائد، من دون ان يخرج تململ من كانوا يمنون النفس بالحلول في هذه اللوائح لركب حافلات اخرى في مواجهة الحافلة الشيعية المركزية. اما القوى الاخرى فيبدو «الانا» فيها متسيدا على كل «نحن»، وحتى «القوات» التي تخوض الاستحقاق بانضباطية تنظيمية، فان «النحن» التي تعبر عنها أشبه ما تكون بالأنا: سياسة «عصبوية» انتخابيا، لم تقبل بأن يشارك لوائحها أناس كانت لتقبلهم في قيادتها الحزبية لو ارتضوا حمل بطاقتها، لكنهم لم يقبلوا ان ينضموا إلى كتلتها البرلمانية، فجرى الاعراض عنهم، ومنهم من حملته «اناه» إلى لائحة غريمه السياسي، كميشال معوض «المنفي» إلى اللائحة العونية، ومنهم من قنع بلائحة مزركشة «عبثية سياسيا» اذ كان منظاره هو الراديكالية بازاء «حزب الله»، كاللائحة التي ينخرط فيها فارس سعيد في كسروان جبيل، فصاحب الموقف الاكثر منهجية من سلاح الحزب سيجد نفسه في لائحة مع مرشحين كانوا قبل ايام قليلة مترددين بين هذه اللائحة وبين لائحة «حزب اللهية» محتملة في الدائرة، ينفر منها حلفاء الحزب العونيون انفسهم.
الذئبي في الواقع الامني والسياسي ليس حملا انتخابيا، خصوصا عندما يستشرس لتقليل احتمال الخرق في واحدة من الدوائر القليلة التي تظهر فيها مبارزة سياسية في الانتخابات على خلفية الموقف من حزب الله، دائرة بعلبك الهرمل.
في المقابل، الحملان بحكم الامر الواقع، سواء كانوا ذئابا سابقين، او ذئابا في المنامات، او حملان راضين «بقسمتهم»، فان الاستحقاق ينشط عندهم الذئبية، ليس لفرز سياسي، بل ضمن كل بيئة وكل مجموعة، وتحديدا لأنه ليس هناك اي معيار تفاضلي على هذا الصعيد، اللهم سوى «الرأسمال الرمزي للذئبية».
هذا المشهد اللبناني العام «اللاهث برلمانياً»، بتقليدييه و«مدنييه»، وبنجاح «حزب الله»، من خلال تحالفه مع «أمل» لاقفال النوافذ في البيت الداخلي الشيعي قدر المستطاع، هو بحد ذاته بمثابة نتيجة مسبقة للانتخابات النيابية. الانتخابات اولى تداعياتها.

٭ كاتب لبناني

الحملان الذئبية: الأنانية والغيرية في الانتخابات اللبنانية

وسام سعادة

المرض الكتابي

Posted: 25 Mar 2018 03:28 PM PDT

دائما ما أصنف الكتابة بأنها واحد من الأمراض المستعصية التي يصعب الفكاك منها، سواء للذين أصيبوا بها فعلا وأضاعوا أعمارهم في اللهاث خلفها ومحاولة التجويد والابتكار والتميز فيها، أو الذين لم يصابوا بها أصلا ولكن أصابتهم مضاعفاتها، كلها أو شيئا منها، خاصة بعد ظهور الجوائز الأدبية في عالمنا العربي، وما تجره من أحلام .
من أهم مضاعفات مرض الكتابة، ذلك الوهم الذي يرتديه البعض، وينتفخون به بكل جدية، إنهم أشخاص أسوياء في الواقع، يذهبون إلى أعمالهم بانتظام ويعودون، ويعولون أسرهم، ويذهبون بأبنائهم للمدارس والجامعات، وقد يشاركون في مناسبات اجتماعية كثيرة، مثل منسابات الفرح والحزن، لكنهم في الوقت نفسه يربون الأفكار غير الواقعية داخلهم، ويحرصون على اكتمالها جيدا، وإن صادفوا أشخاصا توسموا فيهم الجهل، وأنهم بعيدون عن موضوع الكتابة، مثل الأطباء، والممرضين،والموظفين الغارقين في مهن متعبة، قد لا تتيح لهم وقتا لمطالعة كتاب، يدعون بأنهم كتاب أو شعراء كبار.
لقد صادفت كثيرا من هؤلاء أثناء عملي، وكان ما يعجبني فيهم تلك الثقة المفرطة في الوهم، وأنه طريقهم إلى نشوة ذاتية محدودة، لكنها تساوي نشوات الكون كلها. وبعد ظهور الجوائز الأدبية وتعددها، وتمددها أيضا في الواقع الكئيب لحرفة الكتابة، استولى الوهم عليها وجرها إلى دهاليزه لتصبح من المواد المفضلة، لكتاب وشعراء الوهم، يدرجونها في أحاديثهم باستمرار.
منذ عام تقريبا زارني مريض في أواخر الخمسينيات، كان متأنقا ببدلة كاملة ورباط عنق، وقد صبغ شعره بإتقان، وجلس على المقعد أمامي بطريقة توحي بنجومية قد لا أكون أعرفها. سألت عن شكواه فلم يفصح عنها أولا، واختار أن يبدأ بما كان حلما أو وهما، قبل أن يتحدث عن مرضه الذي جاء به، والحقيقة لم يكن مريضا طارئا وإنما مريض مزمن، جاء ليحصل على علاجه العادي لارتفاع ضغط الدم.
سأل: ألا تعرفني.
قلت: لا والله.
وكنت قد تأملته بعمق أثناء ذلك، وتأملت اسمه المكتوب أمامي، وقمت بسياحة سريعة في أناقته، وغطرسته البادية بوضوح ولم أصل إلى شيء، وكان ثمة استياء كبير ارتسم على ملامحه، ولا بد أنه إحساس بأن نجوميته انخدشت، والحقيقة أن الذي انخدش كان وهم النجومية. وحين تحدث، كان ذلك بأسى. قال أنا شاعر عربي كبير، أحد أفضل الشعراء الموجودين الآن، ولا بد أنك مشغول بمهنتك ولا تعرف شيئا عن الشعر والشعراء.
أظنني تأثرت فعلا، وأحسست بجهلي وأنا أحد الموجودين بشدة في المشهد الكتابي، وما زلت أقرأ بانتظام، وأصادق الشعراء والكتاب، وأعرف الأخبار الصادقة والكاذبة على حد سواء. اعتذرت للرجل بضيق الوقت، وصعوبة أن تعمل في مهنة كثيرة الأعباء، وتلم بأشياء أخرى، ووعدته بأن أبحث عن نتاجه وأطلع عليه في أقرب إجازة أحصل عليها. أكثر من ذلك، استلمت بطاقته التي دون عليها بكل ثقة: شاعر. وحين ذهبت إلى بيتي كان أول ما فعلته، أن بحثت عنه، ذلك الاسم الذي لم يوح لي بشيء، وكانت النتيجة مخيبة فعلا، فلم يكن ثمة شاعر بتلك المواصفات أبدا، إنه الوهم، أكثر مضاعفات الكتابة جنونا، وإحراجا، لكنه موجود مع الأسف، ويزداد انتشارا باستمرار.
بعد أن أصبحت جوائز مثل العويس، والبوكر العربية، وكتارا واقعا مترسخا في الحياة الثقافية، سطا عليها الوهم كما قلت، وقد درجت على استقبال رسائل كثيرة من أشخاص يتحدثون بصراحة بأنهم ليسوا مبدعين على الإطلاق، ولم يقرأوا أي شيء في حياتهم، لكنهم يدركون بأنهم سيكتبون وسيحصلون على جوائز كبيرة، وهناك من يسألني عن وصفة الكتابة من أجل جائزة، ما هي المواضيع المفضلة للجوائز؟ وكم عدد صفحات العمل الذي قد يحصل على جائزة؟ وأشياء أخرى مضحكة فعلا، كأن الرواية قميص أو سروال يمكن تفصيله هكذا ببساطة، وارتداؤه ليعجب الناظرين، وبالطبع لم أكن أرد على مثل تلك الأسئلة التي يحركها الوهم.
هناك جوائز تمنح أيضا عطاء جيدا للدراسات النقدية، ومعروف أن الدراسات النقدية إبداع آخر ملازم لإبداع القص أو الشعر. هناك نقاد أوفياء ومجتهدون، يعملون بمؤهلات العمل ويكسبون جوائز في هذا المضمار، وواهمون شبيهون بالذين أصابهم وهم الكتابة الإبداعية، يتشبثون بما ليس حقيقيا ويودون الحصول على جوائز، وعندي تجارب كثيرة في هذا الشأن، منها رسالة من واحدة تقول بأنها ناقدة أكاديمية، تريدني أن أكتب بحثا مطولا من آلاف الكلمات، عن رواياتي، وإرساله لها كي تقدمه لجائزة، وآخر يقول بأنه يحس بأنني سأساعده فعلا حين أكتب له دراسة ضخمة عن رواياتي التاريخية، وهو سيقتسم معي أي جائزة يحصل عليها.
قد يكون الأمر مضحكا، لكنه محزن فعلا، ولو كنت أعرف كيف تكتب البحوث أو الدراسات الأكاديمية لحصلت على ثمارها بنفسي.
لقد تذكرت صيغة الوهم هذه، حين جاءني منذ أيام قليلة، مريض يشكو من آلام متكررة أسفل الظهر، كان أيضا في نهاية الخمسينيات، لكنه لم يكن متأنقا أكثر من اللازم، وقد نبتت لحيته بيضاء ومبعثرة. لقد تحدث الرجل بشكواه، وأضاف أنه يظنها من كثرة الجلوس على ديسك الكومبيوتر صباح مساء، حيث يعمل في الصباح موظفا وفي المساء كاتبا روائيا. سألني: هل سمعت عن إبداع اسمه الرواية؟
قلت بسرعة: ليس كثيرا.
قال: إنها قصة طويلة يكتبها الشخص الموهوب، ويقرأها الناس ويستمتعون بها، أنا أحد فرسانها وحصلت على جوائز كثيرة فيها.
هذا أيضا واهم كبير بلا شك لأن اسمه لم يوح بفروسيته في مجال أزعم أنني أعرف حتى الذين ما زالوا يحبون فيه، وأظنه جر إلى الوهم إحدى الجوائز الكبرى، التي تتهادى الآن أمام الذين يعرفونها جيدا والذين سمعوا بها مجرد سماع، وكان لا بد من إبداء أسفي لعدم معرفتي، والسؤال بدافع الفضول عن تلك الجائزة المهمة التي حصل عليها.
رد بثقة كبيرة: جائزة البوكر.

٭ كاتب سوداني

المرض الكتابي

أمير تاج السر

أمراض العظَمَة

Posted: 25 Mar 2018 03:28 PM PDT

لا أدري إن كان هناك كاتب عربي بحجم الكتاب الغربيين المؤثرين في قرائهم لدرجة تغيير أقدارهم، فقد قرأت الكثير و لم أقرأ لمن يقتلعني من واقع و يدفع بي إلى واقع آخر، و لم يلامس قلبي مفعول غير المفعول الذي لا يتخطى عتبة المتعة، و طبعا لم أجد تفسيرا لذلك. فهل أنا و غيري من هذه الفئة الشاسعة من القراء لا نجد فعلا ما يهزنا لنذهب في تغيير أنفسنا إلى النهاية؟ أم أن المشكلة في ذواتنا التي تستصعب التغيير؟ أو أن الحقيقة تكمن في النصوص التي نقرأها، بهشاشتها وتكرارها لصور الواقع دون أن تتخطى أسطحه البائسة؟
في فيلم « Papa» الذي يروي جانبا من حياة الكاتب الأمريكي إرنست همنغواي، لا نكتشف عالم همنغواي فقط، بل عالم الصحافي الشاب الذي كتب رسالة لكاتبه المفضل و الذي دفع به للأدب، والكتابة، وتغيير حياته من صبي لملمه ميتم في طفولته الباكرة و صنع شتات عواطفه شابا دون هدف، إلى مراسل حرب، ومن ثم كاتبا كما تمنى، و « سيناريست» ناجحا…
« لقد غيرت حياتي..» كتب الشاب لهمنغواي، ولم يتوقع ردا كالذي جاءه عبر مكالمة هاتفية « رسالة جيدة يا ولد» ثم سؤال مفاجئ و غريب « هل تحب صيد السّمك؟» لتبدأ بعدها علاقة صداقة متينة بين الكاتب الشاب ووالده الروحي الكاتب العظيم..!
لا شيء يشبهنا في تفاصيل هذه القصة، لا من قريب و لا من بعيد، و كأن الأمر مختصر لتلك العبارة التي نختصر بها عالمنا و عالمهم « لهم دينهم و لنا ديننا» …
هذا التأثير الذي لم نعرفه بهذه الحرارة ، قد يكون موجودا في مراحل غابرة من تاريخنا، و في أزمان موغلة في الماضي، حين كان الأدب جزءا من معارف شيوخ تشبعوا بالعلوم كلها و بالأخلاق الفاضلة و الضمائر الحية، فكان الواحد منهم يطبب ويقرض الشعر و يعطي نظريات في العلاقات الإنسانية والسياسة وأخطاء العباد والحكّام والسلاطين و مظالم الحياة و ما إلى ذلك، و يربي النشء على تلك الخصال من منطلق إيمانه بنفسه كمعلم و مؤثِّر.
فقد كان التلميذ يرث عن أستاذه كل علومه ثم ينطلق في بحثه الخاص، فيطور و يضيف، و في الغالب يبقى وفيا لمعلمه مع أنّه قد يناقضه تماما في توجهه الخاص ويمضي في طريق مغايرة لطريقه.
في أيامنا هذه لن نجد شيئا مشابها لحكاية جلال الدين الرومي، التي قلبت تفاصيلُها حياة أمة، و ظلت تُسِيل حبر الأقلام إلى يومنا هذا تبحث في فلسفته، وأفكاره، وفي علاقته بمعلمه شمس الدين التبريزي، ولو أن الأمر أتيح لتابعيه وأعدائه سواء لشقوا صدره و بحثوا في مكنونات روحه عمّا خفي و بان من تلك العلاقة ومضامينها و أبعادها…
وإذ ظل الرجل لغزا حقيقيا لم يُكتَشَف سره كاملا، فإن الذاهبين خلف فكره يولدون إلى اليوم على مختلف عصورهم و هوياتهم و لغاتهم و أديانهم، إنه رجل عَبَر كل الأسوار البشرية التي تفننت الجماعات في صنعها لتبقى محمية من التفتت و الاقتحام. و تلك نبوءة فريد الدين العطّار الذي أهداه « أسرار نامه» حين كان صبيا وقرأ لحظتها في عينيه مستقبله العابر للأزمنة والأمكنة. في ذلك المفترق الخطير من حياته توجه الطفل صوب الكلمة التي انبثقت من أعماق الكتاب، وهذا ما كان أخطر من أي سلطان ما جعل الرجل يُحَارب حتى حين تلاشت بقاياه في قبره…
وحتما إن قلت إن الرومي كان مؤثرا أكثر من شكسبير فإني سأُصطدم بأفواه كثيرة تنكر ذلك، لكن من قرأ شكسبير وتغيرت حياته؟ من توقف عنده وأعاد النظر في رحلة عمره ثم قرر أن يصنع مصيره بنفسه لأن ساحراته وجدن بوابة في رأسه وهمسن له بمستقبل مغاير؟
من أكثر تأثيرا الرومي أم دانتي، أم ميغيل دي سرفانتس ؟
من على سلم الفلسفة والفكر والشعر ومختلف الآداب من بلغ مستوى الرومي؟ غوته مثلا؟ أو جان جاك روسو؟ أو فريدريك نيتشه؟
لعلّ أسلوب طرحي يغلب عليه فرض تصوري الخاص للأمر، لكن لنأخذ الموضوع من أبوابه المختلفة، من منا قرأ كتابا وقال :» هذا ما كنت أبحث عنه» واندفع في تحقيق ذاته بعد قراءته؟
كل هؤلاء الذين ذكرتهم وآخرون فعلوا ذلك، لكن من هو الكاتب العربي الذي أخذ بأيدينا و أخرجنا من الأنفاق المظلمة التي تُهنا فيها و نحن نتلمّس الطريق؟
نزار قباني؟ ربما في ثورته على تخلف النساء و مدى ظلمهن في الأوطان العربية حرّك مشاعر البعض، ولكنه لم يكن أكثر من شاعر « يعجب» قراءه، ويطربهم بإلقائه، نزار نفسه رمى المنشفة في حلبة صراعه مع التخلف العربي وهو منهزم تماما أمام المرأة التي خذلته، واستسلمت للنظام الحياتي الذي فرض عليها منذ مئات السنين، بالرغم من أنها في الظّاهر قد تبدو مثقفة متحررة ومنتجة و فاعلة في المجتمع.
مَن مِن كتابنا حرر النّفس المكبلة بالقيود؟ وجعلها تبتهج بحريتها ؟ فتكسر تلك القضبان التي تحجز طاقتها و تنطلق في بناء ذاتها، تاركة كل شعور بالعجز هناك في القفص القديم؟
من يا ترى؟ أبو القاسم الشابي؟ مفدي زكريا؟ محمود درويش؟ أو غيرهم؟
من أين بدأت أدوارهم و أين انتهت؟ و لماذا لا نملك شهادات بحجم فتى همنغواي الذي اعترف بفضله عليه؟ هل هو جحود متوارث هذا الذي يسكن قلوبنا ويوهمنا أننا عظماء دون فضل أحد حين نصبح تحت أضواء الشهرة مثلا؟ أم أن هذه على الأقل صفة سيئة مشتركة في أدبائنا وشعرائنا، ومبدعينا؟
أيٌّ من هذه الأسئلة يناسب الحالة التي نعيشها؟ وأيها يُقَرّب صورة هذا المرض المنتشر في كياناتنا العربية؟ رموزنا بدءا بالرموز الأدبية إلى رموز النضال الإنساني إن وُجِدت؟ إلى رموز النضال السياسي؟
ولنفرض أن طرحي خاطئ، كون ثمار ما كتبه فولتير على سبيل المثال قُطفت بعد قرن من النضال المستمر، فلماذا لم نقطف ثمار ما كتبه طه حسين عندنا؟ لماذا انتصرت قوى الظلام وطمست مجهوداته الفكرية وأسئلته البالغة الأهمية ؟ أم أن ما نعيشه اليوم هو « موسم القطاف» ؟
إن كانت هذه غلال مفكرينا التنويريين لِما زرعوه خلال ذلك الماضي الجميل، فإن الوضع ينبئ بكارثة حقيقية لمستقبلنا، كوننا نصرُّ في أغلب ما نكتب وما نقول على إدهاش القارئ بمزيد من الوهم، وكأن الأدب مجرّد وسيلة لتبييض سمعتنا، و رسم صورة جميلة لأنفسنا قد لن تكسبنا سوى بعض الرضى الوهمي والمؤقت الذي من المحتمل أن يفيدنا بشكل آني لكنه أبدا لن يفيد الأجيال القادمة، ولن يبني إنسانا محترما، لا تفتك به أمراض « العظمة» المتوارثة عندنا .

٭ شاعرة وإعلامية من البحرين

أمراض العظَمَة

بروين حبيب

السيسي يلجأ لـ «أطفال المدارس»‪:‬ مسيرات إجبارية مؤيدة

Posted: 25 Mar 2018 03:28 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: لجأ النظام المصري إلى طلاب المدارس، بعد أن فشل في حشد المواطنين في مسيرات تؤيد الرئيس عبد الفتاح السيسي المنتهية ولايته، والمرشح في الانتخابات الرئاسية، التي يبدأ فيها الاقتراع اليوم ويستمر لمدة ثلاثة أيام.
ورغم أن مصر دخلت في فترة الصمت الانتخابي قبل يومين طبقا لقانون الانتخابات، وهي الفترة التي يمنع فيها أي دعاية انتخابية للمرشحين، إلا أن المصريين فوجئوا، أمس الأحد، بخروج المدرسين وطلاب المدارس في عدة مدن في مسيرات ترفع صور السيسي وتردد هتافات مؤيدة له.
وشهدت مدينة طنطا، في دلتا مصر، خروج مسيرات طلابية تجوب شوارع المدينة في إطار الدعاية الانتخابية للسيسي.
وفي الدقهلية، أجبرت المدارس المئات من الطلاب، على الخروج في مسيرات في الشوارع، لحث المواطنين على المشاركة في الانتخابات الرئاسية 2018 تحت شعار «استرداد حق الشهيد».
وخرجت مسيرات تضم طلاب المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية، وهم يحملون علم مصر وشعارات «شارك.. وخليك إيجابي» وتتقدمهم الموسيقى والأغاني الوطنية، وردد الطلاب هتافات: «عايزين حق الشهيد» و«انزل وشارك وخليك إيجابي».
إلا أن مسيرات الدقهلية التي أعلنت المحافظة أنها تهدف فقط لحث المواطنين على المشاركة في الاقتراع الرئاسي، حمل الطلاب المشاركون فيها صور السيسي ورفعوا لافتات تعلن تأييده كتب عليها: «نحن معك لأننا نريد حق الشهيد الذي قتل في سيناء وعلى الحدود.. ومن أجل القضاء على الإرهاب حتى تعيش مصر في أمان وتنتصر على الأعداء».
لم تكن الفاعليات التي شهدتها محافظات شمال مصر هي الأولى التي يستخدم فيها الطلاب في الدعاية الانتخابية، فخلال الأيام الماضية، نظم عدد من المدارس في مدن الصعيد ندوات ومسيرات تأييدية للسيسي.
وشهدت محافظة المنيا، على مدار الأيام الماضية مسيرات جابت عددًا من الشوارع، ضمن المُبادرة التي أطلقتها مديرية التربية والتعليم في المنيا تحت عنوان «انزل شارك.. صوتك أمانة» لحث المواطنين على المشاركة.
وشارك في المسيرات، طلاب مدارس «الشهيد محمد حبشي في مدينة المنيا، وبني مزار الثانوية للبنات، والنظامية الابتدائية في بني مزار»، وحمل الطلاب لافتات مكتوب عليها عبارات تدعو المواطنين للمشاركة في الانتخابات، ولافتات مؤيدة للسيسي. وكانت مديرية التربية والتعليم في محافظة المنيا، أعلنت تنظيم عدد من ندوات التوعية بأهمية المشاركة في الانتخابات الرئاسية بمبادرة «انزل.. شارك انتخابات الرئاسة 2018» داخل المدارس، لإكساب الطلاب روح الانتماء والمشاركة ومشاركتهم في حث ذويهم على المشاركة والإدلاء بأصواتهم لاختيار رئيس مصر.
وقال محمد عزب، وكيل وزارة التربية والتعليم في المنيا، إن «المبادرة بدأت يوم 10 مارس/ آذار الجاري، واستمرت إلى أمس؛ للتأكيد على حرية التعبير عن الرأي ليكونوا مواطنين فاعلين وصالحين في مجتمعهم»، موضحًا أنّ «المبادرة، تتضمن تنظيم الندوات داخل المدارس مع قيام الإعلام التربوي بدوره في نشر الوعي بين الطلاب وعمل لقاءات توعية إضافية مع الأهالي خارج المدرسة».
استخدام الطلاب في الدعاية الانتخابية، أثار غضب المواطنين، وقال الناشط السياسي محمد صلاح إن «ما تشهده المدارس المصرية جريمة يعاقب عليها القانون».
وأضاف: «ليس من حق المدرسة أن تجبر التلاميذ على الخروج في مسيرات بدون موافقة من أولياء الأمور، من يتحمل مسؤولية أمنهم وسلامتهم وهم خارج المدرسة».
ورغم أن الدستور المصري الذي أقر عام 2014، نص على منع استغلال الأطفال، إلا أن المجلس القومي المصري للأمومة والطفولة غض الطرف عن مثل هذه الممارسات ولم يعلن رفضه لها، بعد أن تحولت كل مؤسسات الدولة المصرية لأبواق دعاية للسيسي.
وبينما اعتادت وزارة التربية والتعليم المصرية على منح التلاميذ والطلاب إجازات خلال أيام الانتخابات في الأعوام الماضية، خرج وزير التربية والتعليم ليؤكد استمرار الدراسة أيام الانتخابات.
وبرر مراقبون للعملية التعليمية في مصر قرار الوزير بأنه جاء بأمر من الأجهزة الأمنية، خشية أن تؤدي الإجازات إلى ظهور الشوارع خاوية في ظل مخاوف عزوف المواطنين عن المشاركة في الانتخابات التي تبدو نتائجها محسومة.
وقال الإعلامي أحمد خيري، المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني المصرية، في بيان أمس، إن «الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني قرر احتساب الأيام المخصصة لعقد الانتخابات الرئاسية؛ إجازة فقط للطلاب في المدارس المخصصة كمقرات للجان انتخابية، على أن تستمر الدراسة في باقي المدارس على مستوى الجمهورية بصورة طبيعية ومنتظمة، وعلى أن تقوم كل مديرية تعليمية ـ حسب ظروفها ـ باتخاذ كافة الإجراءات المناسبة؛ لتعويض طلاب المدارس المخصصة كلجان انتخابية عن أيام الإجازة الممنوحة لهم بسبب عقد الانتخابات».
المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم، برر قرار الوزير بأنه «جاء حرصًا على ما فيه صالح الطلاب، وحفاظًا على خطة توزيع المناهج الدراسية طبقًا لما ورد في الخريطة الزمنية للعام الدراسي الحالي 2017/2018».
وتنطلق عمليات التصويت في الانتخابات الرئاسية اليوم وتستمر لمدة ثلاثة أيام، في وقت دعت المعارضة المصرية لمقاطعة الانتخابات التي وصفتها بـ«المسرحية الهزلية» التي تفتقد لأي ضمانات نزاهة أو مرشحين.

السيسي يلجأ لـ «أطفال المدارس»‪:‬ مسيرات إجبارية مؤيدة

الجزائر: زعيم حزب السلطة يعترف بأنه ممنوع من الحديث عن ترشح بوتفليقة لولاية خامسة بأوامر فوقية!

Posted: 25 Mar 2018 03:28 PM PDT

الجزائر – «القدس العربي»: اعترف جمال ولد عباس الأمين العام لجبهة التحرير الوطني ( حزب السلطة الأول في الجزائر) أنه ممنوع بأوامر فوقية من الحديث عن الولاية الخامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مع التأكيد في الوقت نفسه على أن الحزب يبقى داعماً ومؤيداً للرئيس بوتفليقة، باعتباره رئيساً للحزب، ولأن الجبهة كانت دائماً مساندة للرئيس منذ ولايته الأولى سنة 1999، وبالنظر إلى ما قدمه إلى الجزائر من «أفضال»، على حد قوله.
وكان ولد عباس قد اعترف أمام أعضاء حزبه في تجمع عقده في مدينة الطارف شرق البلاد أنه يفضل عدم الخوص في موضوع الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأن هذه «القناعة» نابعة من أوامر فوقية طلبت إليه عدم الحديث عن ترشح بوتفليقة إلى ولاية خامسة، رغم أن ولد عباس هو أول من تحدث عن ولاية خامسة في أيلول /سبتمبر2016 ، بمجرد أن صعد إلى المنصة في قاعة فندق الأوراسي عندما تم تعيينه أميناً عاماً لحزب جبهة التحرير الوطني، خلفاً لعمار سعداني الذي دفع إلى الاستقالة.
وكرر ثلاث مرات أنه ممنوع من الحديث عن الموضوع بأوامر فوقية، وهو ما فهم منه أن الرئاسة هي التي طلبت منه الكف عن الحديث عن هذا الموضوع، رغم أنه كان كثير الكلام عن ترشح الرئيس مجدداً، بدليل أنه قال أيضاً في وقت سابق إن الرئيس المقبل في رأسه، ومرة أخرى أكد أن بوتفليقة لا يريد أن يكون مرشح الجيش في الانتخابات المقبلة، وهو ما فهم منه أيضاً أن الرئيس سيترشح مجدداً، قبل أن يتوقف ولد عباس عن الحديث تماما عن الموضوع، بل وتهديد قيادات حزبه بمعاقبتهم، بدليل أن النائب بهاء الدين طليبة الذي حاول أن يسبق الجميع بالإعلان عن تشكيل تنسيقية لترشيح بوتفليقة لولاية خامسة، تعرض لانتقاد شديد من طرف ولد عباس، الذي قرر إحالته على لجنة الانضباط.
في المقابل شدد أمين عام الجبهة على أن الحزب يبقى مؤيداً للرئيس بوتفليقة، نظراً لما اعتبره «أفضالاً» على الجزائر منذ توليه رئاسة البلاد سنة 1999، موضحاً أنه لعب دوراً أساسياً في إعادة الأمن والاستقرار، وبناء دولة عصرية، قوية بمؤسساتها، دولة ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير واستقلالية الإعلام .
واستغل الفرصة لمهاجمة خصومه السياسيين، من دون تسميتهم، ولكن الجميع فهم أن المقصود هو أحمد أويحيى رئيس الوزراء وحزبه التجمع الوطني الديمقراطي، مؤكداً أن بعض الأطراف تناور وتدعي أنها تدعم الرئيس بوتفليقة، في حين أن لهم نوايا سيئة، في إشارة إلى «طموح» أويحيى في الترشح إلى الرئاسة، الذي تحول إلى تهمة يحاربه بها خصومه ويحاول هو تبرئة نفسه منها.
يأتي كلام ولد عباس أياما قليلة بعد الرسالة التي بعث بها الرئيس بوتفليقة إلى الشعب الجزائري بمناسبة ذكرى النصر المصادفة لـ19 من آذار/مارس، عندما قال إن الوصول إلى الحكم من حق جميع الأطراف، داعيا إلى المنافسة السياسية، وهو كلام اعتقد بعض المحللين أنه مؤشر على نية الرئيس عدم الترشح مجدداً في 2019، لكن الغالبية منهم رأت فيه مجرد كلام موجه للاستهلاك المناسباتي، وأن مشروع الولاية الخامسة قائم حتى وإن تم السكوت عنه حتى إشعار آخر.
كما أن اعتراف ولد عباس بأن هناك أوامر فوقية تمنعه من الحديث عن الولاية الخامسة، هي طريقة أيضاً للحديث عن الولاية الخامسة، فضلاً عن أنه يعطي تفسيراً لأحداث وقعت قبل فترة، مثل قضية المحامي فاروق قسنطيني الرئيس السابق للجنة ترقية وحماية حقوق الإنسان الذي قال إنه التقى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وأنه أبلغه نيته الترشح لولاية خامسة، وأنه ينوي البقاء في الحكم مدى الحياة، وهو التصريح الذي أثار جدلاً واسعاً، وجعل الرئاسة تسارع بإصدار بيان تقول فيه إن اللقاء لم يحدث أصلاً وأن كلام قسنطيني بخصوص الولاية الخامسة «مجرد افتراءات»، وكانت هذه أيضاً طريقة للحديث عن الولاية الخامسة بالتنصل والتبرؤ ممن تحدث عنها!

الجزائر: زعيم حزب السلطة يعترف بأنه ممنوع من الحديث عن ترشح بوتفليقة لولاية خامسة بأوامر فوقية!
مع التأكيد أن الحزب يبقى داعماً ومؤيداً للرئيس بالنظر إلى ما قدمه للجزائر من «أفضال»

الحريري يسأل من عكار وطرابلس: «هل عاد بشّار يعمل على خط اللوائح من خلال «حزب الله»؟»

Posted: 25 Mar 2018 03:27 PM PDT

بيروت- «القدس العربي»: تتصاعد الحماوة الانتخابية من اقصى الشمال إلى اقصى الجنوب وصولاً إلى البقاع مع توالي تشكيل اللوائح الانتخابية واعلانها .وقد إرتفع سقف الخطاب السياسي خصوصاً في ظل دخول رؤساء الأحزاب والتيارات على خط شد العصب الانتخابي والسياسي، وهو ما تجلى في الكلمات والمواقف التي أطلقت لا سيما من رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل.
فالرئيس الحريري الذي انتقل في نهاية الاسبوع إلى عكار وطرابلس ، توجّه إلى مناصريه في عكار بالقول «لا أريد أن أقول لكم ما الذي يمكن أن يحصل ببلدنا، وبعكار تحديداً، إذا انهار الاستقرار والأمان في لبنان. وأنتم تعيشون على مرمى حجر من المأساة التي يعيشها إخواننا في سوريا».
وتحدث عن اللوائح الأخرى قائلاً «ما نراه لا يمكن أن يمر مرور الكرام، فهل عاد بشار (الأسد) يعمل على خط تشكيل اللوائح؟ و«حزب الله» يتولى هذه المهمة؟ هنا في عكار هناك لائحة، وفي طرابلس لائحة، وحلفاء للوصاية والحزب؟ وأيضاً في بيروت والبقاع الأمر نفسه؟ معركتنا مع هذه اللوائح. معركتنا أن لا نسمح للوصاية بأن تمدّ يدها من جديد إلى عكار وطرابلس والشمال. معركتنا أن نخوض انتخابات لا تسلّم قرار منطقتنا للوصاية وحلفاء الوصاية. لوائح تيار المستقبل اتخذت هذا القرار على مستوى كل لبنان».

الحريري: خيار بين مشروعين

وأضاف الحريري «هذه الانتخابات خيار بين مشروعين وقرارين، ومصيرين: لبنان مستقر، آمن، يعج بالعمل والحياة والاستثمار، لبنان سيد حر مستقل عربي، أو لبنان زمن الوصاية والقمع والاغتيال». وسأل « ما الذي قاموا به من أجل عكار على مدى عشرات السنين غير الشعارات الفارغة والكلام والوعود التي لا ترجمة لها»؟ وقال « في 6 أيار سنريهم من هو تيار المستقبل ومن هو سعد الحريري وما هي عكار».
تزامناً ، أشعل وزير الداخلية نهاد المشنوق الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي بوصفه البعض في بيروت بأنهم « أوباش « حيث دعا إلى « حماية بيروت من خلال التصويت بكثافة لـ"ألا يسيطر على قرار العاصمة من أهانوها سابقًا «، معتبراً « أن التقاعس لا يحمي المدينة «.
وقال المشنوق خلال لقاء انتخابي «هناك 45 ألف صوت بلوك واحد، حركة أمل و«حزب الله» والأحباش وفوقهم شوية أوباش بيطلعوا 45 ألفاً». وجدد الدعوة إلى «الاتفاق على الاستراتيجية الدفاعية الوطنية، لأنها جزء من سياسة النفس الطويل»، مؤكدا أن «الدستور هو الذي يحمي البلد ويحمي حقوقنا ولن نقبل أن يبقى قرار السلاح خارج إمرة الدولة».

أسف «حزب الله»

وفي تعليق على كلام الحريري ، أشار وزير العدل السابق اللواء اشرف ريفي إلى انه « توقفنا عند ما قاله رئيس الحكومة سعد الحريري الذي دعا إلى التصويت بمواجهة «حزب الله» وعودة الوصاية. وبما أنه اتهمنا بالشعبوية لأننا تمسكنا بمطلب الشعب في رفض الوصاية ومشروع «حزب الله» نطلب منه ترجمة مواقفه على طاولة مجلس الوزراء كونه رئيس للحكومة، وإلا يكون هو من يمارس الشعبوية بمعناها السلبي. وعسى أن يبادر إلى سحب سفير لبنان لدى النظام السوري الذي وافقت حكومته على اعتماده، كما إلى وقف مصادرة «حزب الله» لقرار السلم والحرب، وحماية لبنان وعاصمته بيروت من انتشار السلاح وسرايا السلاح».
وأسف عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب نواف الموسوي أن «يكون البعض حوّل الانتخابات النيابية إلى حلبة مصارعة بعيدة كل البعد عن الأخلاق الحميدة، في حين أردناها أن تكون فرصة لتنافس شريف من أجل تمثيل إرادة الناس على تنوعهم واختلافهم». وقال خلال احتفال تكريمي أقامه ««حزب الله»» في حسينية بلدة ديركيفا الجنوبية: «انحدروا بخطابهم وسلوكهم إلى ما تشمئز منه النفوس، وما يهين صاحب القول لا المقول في شأنه. أردناها طريقاً إلى ندوة نيابية تحتوي الحياة السياسية فتخرجها من شارع التوتر إلى برلمان الحوار والتفاهم والتسوية من أجل بناء الدولة في لحظة تتداعى فيها الدولة، لا سيما بعدما استشرى فيها الفساد السياسي والإداري والمالي بأشكاله كافة».وأضاف الموسوي «البعض أعلنوها حرباً على المقاومة وحرباً على «حزب الله» بالإسم. نحن لم نهرب من قتال ولا من حرب، فقد واجهنا أعتى الهجمات علينا بالاستناد إلى الله سبحانه وتعالى أولاً، وإلى بطولات أبنائنا وتضحياتهم، وإلى احتضان أهلنا وقرارهم بانتهاج هذا الدرب الذي اسمه المقاومة، وبالتالي نحن على ثقة بأن أهلنا الذين وهبونا بتضحياتهم هذه المقاومة، سيكونون في معركة وحرب الانتخابات أحرص على المقاومة حتى منا، لذلك نحن لا يساورنا شك ولا قلق وحذر من موقف أهلنا الأعزاء في هذه المنطقة في ما يتعلق بنتائج الانتخابات المقبلة «.

«روح رياضية» بري

الى ذلك، تمنى رئيس مجلس النواب نبيه بري « لو أن السياسيين يقاربون الاستحقاق بروح رياضية»، مبدياً أسفه « لإنحدار الخطاب السياسي إلى مستويات لا تخدم لبنان ولا وحدته ولا صورته أمام العالم كلما اقترب موعد السادس من أيار».
وانتقدت قناة NBN التابعة للرئيس بري كلام وزير الداخلية عن الاوباش معتبرة أنه «كان يصدر سجلاً إنتخابياً غير عدلي أو حتى غير عادل ومع طابع، بحق شريحة واسعة من الناخبين لمصلحة لائحة وحدة بيروت أما الحكم على السجل فكان أنهم أوباش «.واضافت «كلام المشنوق تم تداوله على وسائل التواصل الإجتماعي والمفارقة انه جاء خلال لقاء إنتخابي لمن يفترض أن يكون مؤتمناً على نجاح الاستحقاق ومن دون أي فعل من اللائحة التي استهدفها بكلامه»، متسائلةً «فهل كان «مش عارف حالو شو عم يحكي؟ بالفعل هو أحوج ما يكون للخرزة الزرقا بعد الموقف الذي وضع نفسه فيه مش هيك»؟

باسيل يصوّب على القوات

وفي اطار رفع السقف السياسي أعلن رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل في احتفال حاشد من حيث عدد المرشحين الذي فاق 86 مرشحاً في 12 دائرة كلاماً تعبوياً كبيراً اصاب القوات اللبنانية على خلفية ملف الكهرباء كما اصاب النائب سليمان فرنجية. لكنه شدّد على العلاقة الاستراتيجية مع المقاومة.وأوضح في كلمته ان الثغرة في العلاقة مع ««حزب الله»» في موضوع الفساد قد سدت وختمت بعد التوافق على الترافق سوية في المعركة على الفساد في الداخل والذي يعادل في شروره الخطرين الإسرائيلي والتكفيري، فتكون الرؤية واحدة ليس فقط في الخيارات الاستراتيجية بل ايضاً في الخيارات الداخلية.وحيّا باسيل السيد حسن نصرالله واصفاً غياه « سيّد المقاومة وسيّد الوعد الصادق الذي اطلق المعركة على الفساد في كلمته الأخيرة ، فيما هاجم « الميليشيات التي خلعت بزة الشارع وارتدت بزة الشرعية محاولة اكتساب وتوسل المشروعية».

الحريري يسأل من عكار وطرابلس: «هل عاد بشّار يعمل على خط اللوائح من خلال «حزب الله»؟»
حماوة الانتخابات ترفع حدة الخطاب السياسي… المشنوق يصف البعض بـ «الأوباش»
سعد الياس

«حراك» إسلامي في الأردن: «الإخوان» الأم تواصل «السكون السياسي» وحيوية على جبهة زمزم – الجمعية المرخصة

Posted: 25 Mar 2018 03:27 PM PDT

عمان – «القدس العربي»: تخطو جمعية الإخوان المسلمين المرخصة في الأردن مجدداً نحو مشروع جديد على امل مغادرة منطقة الانهيار والضعف.في المقابل يتقدم حزب الشراكة والإنقاذ الإسلامي خطوة في العمل العام والنقابي تحديداً.
حراك نادر على صعيد سلسلة الانشقاقات التي طالت تيار الإخوان المسلمين في الأردن طوال الاعوام الخمسة الماضية وتطورات حادة في الأثناء تصعد فيها نجوم وتغيب أخرى في إطار سعي الأطر «البديلة» عن التيار الإخواني للصعود او للصمود. تخلص الجمعية المرخصة من وضعها الحالي البائس سياسياً تطلب خلال الايام الاربعة الماضية من هيئة قيادة الجمعية التخلص من رمزها الابرز وأكبر منشق عن الجماعة الإخوانية الام وهو الشيخ عبد المجيد الذنيبات المراقب العام الأسبق للجماعة الذي استقال من منصبه كمراقب عام للجمعية التي رخصتها السلطات أصلاً نكاية في الجـماعة الام للإخـوان المسـلمين.
بعد تمكنه من تحقيق انجاز يتيم سياسياً وهو السيطرة على بعض مقرات الإخوان المسلمين القديمة قرر الشيخ الذنيبات المثير للجدل الغياب عبر استقالة عللها لجمهور الجمعية بالأسباب الصحية قائلاً حسب نص الرسالة بان الفرصة مواتية لقيادة جديدة وانه مطمئن على وضع «الدعوة». ورغم ان الذنيبات لم يؤشر إلى أي خلاف بينه وبين قادة واقطاب الجمعية التي برزت كانشقاق مرخص منذ عامين إلا أن الأوساط داخل التيارات الإسلامية تتحدث عن خلافات حادة من المرجح انها قفزت بالدكتور شرف القضاة لموقع المراقب العام خلفاً للشيخ الذنيبات نفسه. المجموعة المقربة من حزب زمزم المنشق بدوره عن الإخوان المسلمين ساهمت إلى حد كبير حسب مصدر إخواني في الانقلاب الذي اطاح بالشيخ الذنيبات واجبره على تقديم استقالته.
ثمة دور فيما يبدو عبر تسوية تمت بين مؤسس مبادرة زمزم الدكتور ارحيل الغرايبة وبين الشيخ جميل الدهيسات الرجل القوي في اجنحة الانشقاق عن الإخوان المسلمين على اساس الاطاحة بالذنيبات بعد إخفاقات متوالية للتيارين – زمزم والجمعية – في تحقيق تفاضل عددي من أي نوع في المجتمع و الخريطة الحزبية وحتى في الانتخابات العامة والبلدية الأخيرة.
الفكرة في الحراك الجديد ان جهوداً ستبذل في الايام القريبة المقبلة لتوحيد التيارات المنشقة عن التنظيم الإخواني الام الذي دخل بدوره في حالة «سبات تكتيكية» تراقب كل ما يجري من معطيات في الاقليم والوضع الداخلي كما علمت «القدس العربي». حيث يتحرك المنشقون عن الإخوان المسلمين لتوحيد صفوفهم وتجديد دمائهم القيادية في الوقت الذي يلاحظ فيه الجميع بان جماعة الإخوان المسلمين الام تتغيب عن لعبة الشارع في قضية الاسعار والمسألة الاقتصادية وتكتفي بالعمل ضمن برنامج كتلة الاصلاح في البرلمان بعد انهاء برنامج مقاطعة الانتخاب.
ثمة من يرى في صفوف التيارات الإسلامية الموازية والتي عبرت عن كيانات عدة دعمت رسميًا وفي أكثر من مناسبة ان الفرصة مواتية لتوحيد الصف في ظل مرحلة الكمون التي تعيشها الحركة الإسلامية وتطورات الاقليم التي يرى المنشقون انها ستؤدي مجددًا إلى مواقف واتجاهات سياسية في الاقليم معاندة مرة اخرى للتعبير الإخواني. والفكرة هنا تتمحور بجوار الاعتقاد بان التقدم في اتجاه توفير البديل في الأردن قد يكون الخطوة الأنسب، الأمر الذي يعتقد انه يبرر محاولات تجميع الصفوف والقفز بالدكتور شرف القضاة إلى سدة الرئاسة في جمعية الإخوان المرخصة قبل ان يبرر عملياً التخلص من الشيخ الذنيبات او جعل استمراره في موقعه أمراً مستحيلاً او صعباً بعيداً حتى عن الخلافات التي تتحدث عنها المصادر الداخلية بسبب «وراثة الغنائم» من خلال السيطرة بقوة القانون ودعم السلطة على عقارات ومقرات ومؤسسات كانت تتبع جماعة الإخوان المسلمين أصلاً.
وفي الوقت الذي تحاول فيه ثنائية زمزم – الجمعية الموازية – الصمود والتماسك مجدداً بأدوات مستجدة بدا ان حزب الانقاذ والشراكة الذي اتخذ تعبيراً وطنياً ويضم ممثلين ورموزاً لكل التيارات يتقدم للأمام وسط محاولات الربط بين تمكن القيادي المقرب منه عبد الهادي الفلاحات من الفوز مجدداً برئاسة نقابة المهندسين الزراعيين.
الشيخ سالم الفلاحات المراقب العام الأسبق لجماعة الإخوان المسلمين قد يكون من الرموز الابرز في طريق تأسيس حزب الشراكة والإنقاذ الذي يراد له ان يعبر عن شوق المثقفين والأردنيين للتعبير عن ملامح مشروع وطني بصرف النظر عن الاختلافات السياسية والآيديولوجية كما فهمت «القدس العربي» مباشرة من الشيخ الفلاحات عندما زار مكتبها الشهر الماضي.
وفي كل حال ثمة من يرى في الوسطين السياسي والإعلامي أن الحراك النخبوي في اوساط التعبيرات الإسلامية خلال الايام القليلة الماضية في الحالة الأردنية مؤشر يتجدد على تململ في وسط التعبيرات إسلامية الطابع اصلاً لأن غياب الجماعة الإخوانية الأم وعن الشارع تحديدًا خلافًا – لأنه غير مبرر وغير مفهوم – ينتج مساحات من الفراغ والسؤال.

«حراك» إسلامي في الأردن: «الإخوان» الأم تواصل «السكون السياسي» وحيوية على جبهة زمزم – الجمعية المرخصة
استقالة الذنيبات وخليفته شرف القضاة وعودة الفلاحات
بسام البدارين

المواطنون ينتظرون ما بعد الانتخابات… استحقاقات سياسية واقتصادية واجتماعية وسط أعباء الديون وعجز الموازنة

Posted: 25 Mar 2018 03:27 PM PDT

القاهرة ـ مكتب «القدس العربي» : سيطرت على الأغلبية اهتمامات الانتخابات الرئاسية التي ستبدأ اليوم الاثنين وتستمر الثلاثاء والأربعاء حيث ازداد التركيز الهائل في جميع وسائل الإعلام من صحف ومجلات وقنوات فضائية تليفزيونية مملوكة للدولة وللقطاع الخاص على الرئيس السيسي تحت شعار أنزل وشارك، واستعراض الإنجازات الاقتصادية التي حققها في فترة رئاسته الأولى، وإعادة مقاطع من الحوار الذي أجرته معه مخرجة الإفلام التسجيلية ساندرا نشأت، ثم أضيف إلى كل ذلك عنصر جديد وهو الأغاني التي شارك فيها عدد من المطربين منهم الإماراتي حسين الجسمي والتونسي صابر الرباعي. إلا أن الأغنية الأبرز كانت للمطرب حكيم الذي تجول في اتوبيس مكشوف في شوارع القاهرة، وفي أتوبيس نهري ليغني للرئيس ويشجع على النزول والانتخاب، وهو ما اجتذب اهتمامات الناس في كل الأماكن وخاصة النساء والفتيات والزغاريد التي أطلقنها. وتأكد أكثر من أي وقت معنى أن نسبة مشاركتهن ستزداد وهن مؤيدات للرئيس ويعتمد على كتلتهن الكبيرة ولديهن أسباب عديدة لتأييده قد لا يدركها من هم خارج مصر. أول وأهم هذه الأسباب هو استعادة الأمن الذي ظل مفقودا بعد ثورة يناير/كانون الثاني سنة 2011 حيث لم تجرؤ معظم الفتيات والسيدات النزول من بيوتهن خوفا من الاختطاف والسرقة والاعتداءات الجنسية ومهاجمة الشقق من جانب العصابات التي انتشرت بسبب انكسار الشرطة، وما تبع ذلك من تصرفات الإخوان المسلمين بعد وصولهم إلى الحكم عام 2012 والنمو الهائل لنفوذ السلفيين لولا نزول الجيش للشوارع وحفظهم الأمن إلى حد ما ثم إطاحة وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي بحكم الإخوان واستعادة الشرطة لياقتها وقوتها. أدى انتشار العمليات الإرهابية وسقوط آلاف الشهداء من الشرطة والجيش إلى انحياز أمهاتهم وزوجاتهم وشقيقاتهم إلى النظام.
وقد أخبرنا زمــــيلنا الرسام في «الأخبار» عمرو فهمي أنه سمع مواطنا مصريا يتصل هاتفيا بالرئيس الروسي بوتين ويقول له : أحنا بنبارك ونهني علي ثقة الشعب الروسي الشقيق للرئيس بوتين بولاية جديدة وعايزين الحلاوة تغير لنا أورجواي من المجموعة بتاعتنا.
لكن صدمة مفاجئة لم تكن على البال أو الخاطر، كما يقول المثل الشعبي، أصابت الجميع وهي العملية الإرهابية التي وقعت في شارع المعسكر الروماني حيث انفجرت عبوة ناسفة وضعت أسفل سيارة متوقفة أثناء مرور سيارة مدير الأمن اللواء مصطفى النمر وأدت إلى استشهاد سائق سيارة الحراسة ومجند معه. وسارع وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار بالسفر للمدينة ومعاينة الحادث، وأكد أنه تم التعرف على الفاعلين بما يعني أنه سيتم القبض عليهم لكن الحادث رغم أنه لا يقارن بغيره من الحوادث الإرهابية التي راح ضحيتها كثيرون من أفراد الجيش والشرطة الا أنها شديدة الخطورة أولا لأنها حدثت في شارع خلف فندق تيوليب خمسة نجوم المملوك للقوات المسلحة ومعظم نزلائه من المدنيين.
وإلى بعض مما عندنا:

انتخابات الرئاسة

ونبدأ بأبرز ردود الأفعال على انتخابات الرئاسة التي ستبدأ اليوم وتستمر الثلاثاء والأربعاء وتحدث عنها في «الأهرام» ورئيس مجلس إدارتها الأسبق مرسي عطا حول ضرورة خروج المصريين بكثافة وقال:
إن قيمة الخروج الكبير المنتظر لشعب مصر للمشاركة في الانتخابات الرئاسية في أنه يعني استيعابا للدروس المؤلمة في الماضي القريب، وعنوانا للقوة الكامنة في الشخصية المصرية القادرة على تحدي المستحيل حتى يمكن إغلاق الأبواب أمام تجار الدجل السياسي وسماسرة تسويق وبيع الأوهام. ولست أجادل فيما يردده البعض بأن الانتخابات شبه محسومة لصالح الرئيس عبد الفتاح السيسي ومن ثم يهمسون «خبثا» بعدم الحاجة للمشاركة وهذا دجل سياسي يخاصم جوهر وشكل الديمقراطية. فما أكثر المرات التي كانت فيها مثل هذه الانتخابات شبه محسومة في أعتى النظم الديمقراطية حسبما تقول استفتاءات الرأي العام المحترمة هناك. ومع ذلك يحرص الناخبون على التصويت لكي يقولوا كلمتهم لصالح من يرون أنه قيادة سياسية مستعدة لتحمل المسؤولية وقادرة على تلبية المطالب الشعبية بعيدا عن همس تجار الدجل السياسي.
هذا بينما فضل الدكتور أسامة الغزالي حرب في العدد نفسه التعبير عن انبهاره بالحديث الذي أجرته ساندرا نشأت مع الرئيس وقال عنه:
الأمر المعتاد والمتصور في أي انتخابات رئاسية في العالم هو أن يقدم المرشح أو المرشحون للرئاسة برامجهم الانتخابية لجمهور الناخبين للشعب الذي سوف يصوت. وقد اختار الرئيس السيسى أن يقدم برنامجه الانتخابي قبل الانتخابات بحوالي أسبوع من خلال الحديث الشامل الذى أجرته معه المخرجة ساندرا نشات. وأعتقد أن الحديث قدم صورة إيجابية للرئيس المرشح سواء فيما يتعلق بالتعرف عن قرب على بعض ملامح شخصيته ونشأته وتفكيره أو ما يتعلق بالمهام الأساسية للمرحلة المقبلة.
وفي «الجمهورية» كتب علاء طه: في كل الأحوال ستكون الانتخابات درساً سياسيا، تجربة تضاف لتجاربنا، لكن الأهم ما يليها من استحقاقات سياسية واقتصادية واجتماعية: كيف سنقود مركبة الاقتصاد وسط أعباء الديون وعجز الموازنة وآمال النهوض؟ كيف نعيد السياسة ثانية للأحزاب من أجل الإعداد لمرشحين رئاسيين معتبرين يليقون بمصر أحدهم قادر على الفوز ببرنامج انتخابي واضح في 2022 ومؤهل للقيادة؟ كيف نجبر بخاطر الفئات التي طحنتها أعباء الغلاء من أجل الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي؟ كيف سنتعاطى مع الحروب والفوضى المحيطة بنا في الدول من الشرق والغرب والجنوب؟ كيف يمكن أن نتحول من سنوات التأسيس والإنشاء ورفع الروح المعنوية للشعب إلى مرحلة التصنيع والزراعة الواسعة والتصدير الكثيف؟ كيف يمكن أن نطور مستوى التعليم ونحوله من «محنة» للمصريين إلى حق يجدونه في المدارس دون الحاجة لدروس خصوصية تلتهم دخولهم البسيطة؟ كيف نمتلك منظومة صحية جيدة ومستشفيات تقدم العلاج للجميع؟ ما نحتاج إليه فور الانتخابات الجارية الآن الاشتباك الحقيقي مع هموم المواطنين من الأجور إلى توفير فرص العمل من رغيف الخبز إلى سعر لتر البنزين، من الحق في الحياة الكريمة إلى الحق في التعبير وممارسة السياسة دون تخوين أو تكفير. تحمل المصريون في السنوات الأربع الماضية الكثير ابدعوا في الصبر والجلد والصمت والتحمل أمام برنامج الإصلاح الاقتصادي وفي محاربة الإرهاب وآن أوان أن يحصدوا الثمار.

مواجهة أعداء الحياة

وفي «الوفد» أشادت رئيسة تحرير صحيفة «الأهالي» أمينة النقاش، في عمودها الأسبوعي، باللقاء بين الرئيس وساندرا نشأت:
المؤكد أن البرنامج نجح باقتدار في منح الانطباع بأن الآمال التي تعلقت بشخص الرئيس كانت في موضعها، وأنه مازل يمتلك من الثقة في المواطنين وفي نفسه وفي قدرات البلد ما يبعث على التفاؤل بوضع تلك الأحلام والآمال موضع التنفيذ، وأنه يستحق من الناخبين أن يصموا آذانهم عمن يزين لهم المقاطعة بزعم أن النتيجة محسومة سلفاً لأن النتيجة في روسيا مثلا كانت محسومة سلفاً في الانتخابات الرئاسية التي انتهت قبل أيام لكن نسبة التصويت فيها بلغت أكثر من 66 ٪ وحصل بوتين على أكثرمن 76٪ من أصوات الناخبين الذين أكدوا بهذه النتيجة دعمهم لبرنامجه لإعادة روسيا لمكانتها من جديد كقوة كبرى في العالم. وسوف يتوجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس الجمهورية كما هي عادة المصريين دائما التي تتجلى في الإدراك الواعي بأهمية اللحظة التي يخوض فيها جيشهم حرب تحرير للوطن من أعداء الحياة فسوف يغدو احتشادهم للتصويت واجباً وطنياً للفوز بالنصر في هذه الحرب المقدسة.
وإلى «الشروق» يوم السبت وخالد سيد أحمد الذي ربط بين إقبال المصريين في الخارج على الانتخابات وأثره على الداخل وقال:
شكلت المشاركة الملحوظة للمغتربين المصريين في انتخابات الرئاسة في الخارج والتي عقدت في 138 لجنة بـ124 دولة قبل أسبوع لغزا محيرا للكثيرين وصادما لأولئك الذين كانوا يتوقعون أو يأملون في حدوث عزوف شبه جماعي عن التوجه إلى صناديق الاقتراع لاسيما أن هذه الانتخابات تفتقد المنافسة الجدية المعهودة في مثل هذه الاستحقاقات ونتيجتها محسومة ومعروفة سلفا للجميع قبل انطلاقها يصعب بالتأكيد التنبؤ بحجم المشاركة في الانتخابات الرئاسية، لكن عمليات الحشد الإعلامى والدعائي خلال الأسبوعين الأخيرين التي استهدفت في المقام الأول الفئة الأكثر مساندة للنظام الحالي خلال السنوات الأربع الماضية والمعروفة إعلاميا بـ«حزب الكنبة» سيكون لها على الأرجح تأثير إيجابي في رفع نسب المشاركة في التصويت.

المرأة والانتخابات

وإلى المرأة وانتخابات الرئاسة وانحياز أغلبيتهن الساحقة للرئيس السيسي ونزولهن للتصويت له حيث نشرت «الأهرام» لرئيس المجلس الاعلى للإعلام مكرم محمد أحمد يوم السبت ما كتبه:
شيء عظيم بالغ الدلالة والمعنى ويدعو للفخر والامتنان أن تتصدر سيدات مصر مشهد الخروج إلى صناديق الانتخابات الرئاسية هذا العام رغم أنها ليست انتخابات تنافسية يخوضها الرئيس السيسي لكسب المزيد من الأصوات تضمن له جدارة الاستحقاق، ولكن لأن الانتخابات الرئاسية هذه المرة أخطر من ذلك بكثير، مهمتها أن تُثبت للعالم أن المصريين يقبلون التحدي وأنهم عازمون على اجتثاث الإرهاب. لهذه الأسباب فإن من يستحق أن يتصدر المشهد في هذا اليوم البالغ الدلالة المرأة المصرية أُم الشهيد وابنته وأخته، النسوة اللائي دفعن عبر استشهاد أعزائهن ثمناً باهظاً من أجل أن تنعم مصر بالأمن والاستقرار. ولم يحدث أن تبرمت سيدة واحدة على امتداد هذه السنوات من التضحيات أو رفعت بصرها بنظرة عتاب رغم مصابها الجلل فى الابن والزوج والأخ الغالي الذين تم احتسابهم شهداء عند الله، ولهذا يحرص الرئيس السيسي على أن يُقبل رؤوسهن حباً وكرامة، وأن يكون في حضرتهن الابن الخاشع المدين المعترف دائماً بفضل هذه التضحيات. ولعظمة هذا المشهد الإنساني وروعته بلغت احتفالات عيد الأم هذا العام ذروتها الإنسانية والرئيس يكرم أم الشهيد ويكرم إلى جوارها سيدات فاضلات من أمهات مصر المثاليات في جميع المحافظات.
وأعرب المستشار لاشين إبراهيم رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات نقلا عن محسن المسيري في «الجمهورية»: عن ثقته الكبيرة في وعي المجتمع المصري شيوخا وشبابا بأهمية المشاركة في الانتخابات في الداخل خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي تحيط به وجهود التنمية الرامية لإرساء دعائم الاستقرار في البلاد، مشيرا إلى أنه يعول بشكل خاص على الدور الحيوي للمرأة المصرية وحسها الوطني في النزول والتوجه إلى لجان الانتخاب خاصة وأنها كانت سباقة وفي مقدمة صفوف الناخبين في الاستحقاقات الانتخابية الماضية على نحو كان يمثل عاملا حاسما في نجاح تلك الاستحقاقات.
ونستمر مع المرأة ولكن من صنف الفنانات حيث نلتقي نادية الجندي في حديث أجرته معها ريم حمادة ونشرت لها «البوابة» يوم السبت قالت فيه إنها أجلت الاحتفال بعيد ميلادها إلى ما بعد انتخابات الرئاسة لتحتفل به مع فوز الرئيس السيسي وجاء في الحديث:
أكدت الفنانة أنها تتمنى على المستوى الشخصي «الصحة والستر» كما تتمنى لمصر أن ينعم عليها الله بالأمن والأمان والخير والاستقرار قائلة: «نفسي أشوف مصر أعظم بلد في الدنيا»، ولفتت إلى أنها لن تحتفل بعيد ميلادها هذه الأيام وأنها قررت تأجيل الاحتفال به لبعد إجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة، مضيفة: «سوف أحتفل بعيد ميلادي ولكن بعد أن أطمئن على مستقبل بلدي بعد انتهاء العملية الانتخابية وظهور النتائج، لما الناس تنزل ونرفع رأس مصر أمام العالم وأشعر بالانتصار بعدها سوف أحتفل بالمناسبتين معًا، موضحة أن حفل عيد ميلادها ستحضره قائمة أصدقاء كبيرة جدًا من داخل الوسط الفني.
كما نشرت «المساء» في صفحة الفن التي يشرف عليها أمين الرفاعي تحقيقا له بالمشاركة مع إلهام عبد الرحمن. قالت الهام :
أتوقع أن نساء مصر اللاتي يشكلن نصف المجتمع سوف يحتشدن أمام صناديق الانتخابات كما احتشدنا في كل الميادين والشوارع يوم 30 يونيو/حزيران لانتشال مصر من مختطفيها، وأعتقد ستكون الإجابة بـ نعم لأن نساء مصر هن سند هذا الوطن.
وقالت الفنانة سوسن بدر: عندنا مثل شعبي شهير: «كل واحد عقله في راسه يعرف خلاصه» وأنا عقلي وضميري دايما مع بلدي واستقرارها وتقدمها للأمام. الانتخابات الرئاسية استحقاق دستوري يعني حقي وواجبي فــــي الوقـــت نفسه لا يليق أن نمشي على سطر ونترك السطر الثاني، من يدعو للمقاطعة عقله وقف عند هذا الحد. لكن أنا وراء بلدي في كل خطوة حتى يعرف القريب والبعيد أن قرارنا من دماغنا محدش هيقول للمصريين إعملوا وما تعملوش.

تفجير الإسكندرية

وبالنسبة للعملية الإرهابية التي تعرض لها مدير الأمن في الإسكندرية اللواء مصطفى النمر باغتياله بوضع عبوة ناسفة أسفل سيارة متوقفة في الشارع الذي يمر منه ولكنه نجا بينما استشهد سائق سيارة الحراسة ومجند وأصيب خمسة أخرون، ولم يعلق على الحادث في صحف أمس إلا أربعة من كتاب البراويز اليومية ثلاثة منهم في «الأخبار» فعصام السباعي قال: الجريمة الإرهابية التي شهدتها الإسكندرية أمس ستجعل المصريين أكثر تصميما على النزول للتصويت في الانتخابات الرئاسية وإعطاء صوتهم لمن يستطيع أن يقودهم للتخلص من كل تلك «الأورام الحيوانية». رحم الله شهداءنا ودوما وأبدا: «‬تحيا مصر».
والثاني كان أحمد جلال وقوله :
التفجير الإرهابي في الإسكندرية في مثل هذه الأيام بالتحديد يحمل رسالة إلى المصريين مضمونها: «أرواحكم في خطر إذا نزلتم من بيوتكم إلى صناديق الانتخابات». ‬الرسالة وصلت، قرأها ملايين المصريين وفكروا فيها جيدا واستوعبوها وزادتهم إصرارا على المشاركة في الانتخابات الرئاسية. كل من يتمتع بحق الانتخاب سيتوجه إلى لجنته وينتظر دوره في الطابور مهما طال الانتظار، ولن يفوته صبغ أصبعه بالحبر الفوسفوري ليتباهي أمام كل الناس بأنه أدى واجبه الانتخابي من أجل مصر ومن أجل مستقبل الأبناء والأحفاد ومن أجل القضاء نهائيا على الإرهاب. الرسالة وصلت وموعدنا غداً في الطابور.
والثالث كان محمد درويش الذي قال:
إلى المأجورين والمغيبين ومن وراءهم من دول بأجهزة مخابراتها وعدتها وعتادها ماذا تظنون بفعلتكم في الإسكندرية؟ ألا تعتقدون باستعداد هذا الجمع في المشاركة في الشهادة إذا ما قدر الله وانفجرت العبوة؟ إنها مصر وهذا شعبها، فمن أنتم غير حثالة البشر».
أما الرابع فهو ناجي قمحة في «الجمهورية» وقوله:
تتوهم الجماعات الإرهابية أنها بتدبير انفجار هنا أو هناك قادرة على التأثير على الإرادة الشعبية الجارفة التي ترى في الانتخابات الرئاسية، أيامها الثلاثة، عيدا وطنيا تشارك فيه الملايين مجددة روح ثورة 30 يونيو/ حزيران، مؤكدة الإصرار على تحقيق أهدافها في ظل قيادة وطنية قوية العزم، صادقة الوعد، محققة الإنجازات، مبشرة بالمستقبل الأفضل.

معارك وردود

وإلى المعارك والردود التي بدأها يوم السبت صابر شوكت في «أخبار اليوم» وقد أبدى سعادته من إنذار الرئيس السيسي في حديثه مع ساندرا نشأت عن أصحاب برامج التوك شو عندما قال إنه يتعجب من استمرار الواحد منهم يوميا ليتكلم ويقدم فقرات لساعات، ويركزون على المظاهر والتصرفات السيئة الموجود مثلها في كل دول العالم بحيث يعتقد الناس أن هذه هي مصر. ولكن هذا غير حقيقي فهناك إيجابيات كثيرة وأنه لا يعارض إبراز السلبيات ولكن ألا تعطي الانطباع بأنها مصر. وقال إن هذه الظاهرة سببها جلب الإعلانات ورغبات الرعاة.
وأما صابر فقال:
سنوات وجميع المخلصين في هذا الوطن يستغيثون من «جرائم»‬ جنرالات الفضائيات الذين جاءوا من حيث لا يدري أحد 50٪ منهم ظهروا مع أحداث ثورة 25 يناير/كانون الثاني منهم من كان «‬إمام مسجد» وآخر معتزل ملاعب وغيره صحافيين «‬نصف كم» في صحف بيرسلم. والأخطر راقصات وغانيات مستترات بالفن. وللأسف سار في ركابهم من كانوا إعلاميين كباراً قبل يناير/كانون الثاني جميعهم بلا استثناء وضعوا مصالحهم الخاصة وجمع الأموال فوق صالح مصر»‬شعبا وحكومة» المهم عندهم ارتفاع نسب المشاهدة ورضا رعاة برامجهم من المعلنين. وللأسف لو لم تسقط مصر في قبضة الانفلات والتآمر الإخواني الذي خطف ثورة الشعب وهبة الشعب في 30 يونيو/حزيران لاستعادة ثورته مع جيشنا العظيم وما صاحب ذلك من تفجر شلالات دم وخراب على المصريين من قوى العالم المتحالفة مع شياطين الإخوان حتى الآن. لولا هذا كله كان يستحيل أن يظهر. ولكن الأخطر هو ما وصفهم به المرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي يوم الثلاثاء ببرنامج «‬شعب ورئيس»، إذ عبر الرجل عن معاناة مئة مليون مصري قال لهم بالنص «‬أنا لا أعرف كيف يستطيع الواحد منهم يبقى 3 أو 4 ساعات على الهواء لمدة سنة، ياترى هايجيب منين مادة إعلامية كل همهم المعلنين والمشاهدة وليس مصلحة وطن». وطالب السيسي الجميع بالتعبير والتكلم وعدم الخوف فقط نراعي مصالح هذا الوطن. ترى هل هذا التحذير النهائي لجنرالات الإعلام في مصر؟
وأثار المشكلة أيضا في اليوم نفسه عماد الدين حسين رئيس تحرير «الشروق» بقوله :
ارتباطا بالإعلام فقد صار واضحا أن الرئيس لا يحب برامج بعض الإعلاميين التي تمتد لساعات ولأيام متواصلة وحجته في ذلك :»هيجيبوا كلام منين لو استمروا على هذا النحو لمدة سنة مثلا؟»هذا هو انطباع الرئيس والسؤال الذي شغل بعض الإعلاميين بعد الحوار هو: هل سيكون هناك توجه في الفترة المقبلة بتغيير الصيغة الراهنة بحيث تكون مدة البرامج أقل علما أن الرئيس أبدى امتعاضه أيضا من نوعية بعض البرامج.النقطة الجوهرية أيضا التي أثارها الرئيس تتعلق بالتأهيل والاستعداد لدى الإعلاميين وضرورة امتلاكهم للمعلومات والرؤية والإلمام بالسياق العام، وهي نقطة صحيحة تماما فقد تراجع الأداء المهني فعلا بسبب تراجع المستويات ولكن لا ننسى أن الحكومة تتحمل جانبا من المسؤولية فهي متهمة بمحاباة نوعية إعلامية كانت الأكثر إساءة للمهنة في السنوات الأخيرة .
أما الكاتب وجيه وهبة فإنه في مقاله الاحد في «المصري اليوم» فقد شن هجوما ضد الرئيس السيسي بسبب استخدامه عبارات دينية في أحاديثه وقال عنه:
المصريون اختاروا رئيسهم فى انتخابات حرة من أجل الدفاع عن أرواحهم ومعيشتهم الحرة الكريمة وليس للدفاع عن الدين فلنتكلم بلغة السياسة والوطن. إقحام الدين واستخدامه في المجال السياسي سواء عن اقتناع أو عن توظيف عمدي هو من أسهل الوسائل لتعبئة وحشد الجماهير والتقرب إليها. ولكنه أيضاً، وعلى مدار التاريخ، من أكثر الأساليب خطورة على من يلجأ إليها وعلى المجتمع أيضا، وتاريخنا القريب يشهد بذلك.

مشاكل وانتقادات

وإلى المشاكل والانتقادات والكاتب محمد عمر في «أخبار اليوم» الذي كتب تحت عنوان «المتعظون» :
قدر لي أن أشارك في «جنازتين»‬ متتاليتين إحداهما لقريب وأخرى لزميل ودائما «يا أخي» ما يشطح خيالي في الجنازات دون سبب لتصورات وهمية «خزعبلية» في الجنازة التانية كان الوضع مختلفا فقد انشغلت بأن أعرف «المدة الزمنية» التي يستغرقها كل «‬مشيع» للتحول من حالة «‬العظة من الموت» والخوف من حساب قريب وبين العودة إلى ارتكاب كل الذنوب والموبقات التي اعتادوا عليها كأسلوب حياة. دائما ما أرى «في الجنازات وتوديع المتوفين» الكل وقد أصبح في حالة من الخشوع والرهبة بما يشير إلى أن صاحبها يفكر الآن في مثواه الأخير وتلك الحالة تجعله يتخذ قرارات فورية بينه وبين نفسه في كيفية التقرب إلى الله والبعد عن الحرام والنميمة وكل ما يجعل آخرته «‬سودة» ابتغاء لسيرة حسنة يتمناها «‬لما يموت» لكن بعد انتهاء مراسم التشييع والوداع ينسى الكل ما سبق وقرره ويعود لسيرته الأولى بمجرد خروجه من حالة الإصلاح النفسية التي فرضتها عليه الجنازة وهناك من يستغرق ثواني أو دقائق لكن من المؤكد أن هناك من يتعظ فعلا من الموت لكن حتى الآن لم أصادف أحدا منهم.
وإلى مشكلة أخرى وهي حقوق الإنسان في مصر حيث طمأننا محمد فائق، رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان ووزير الإعلام في عهد عبد الناصر، على حالتها وضمان النظام لها إذ نشرت له «المصري اليوم» السبت حديثا على صفحة كاملة أجراه معه وائل علي تناول فيه قضايا عدة منها قوله:
المجلس قام بعمل جيد وأنجز عددا من الأشياء المهمة جدا منذ 2013 حتى الآن. وهنا أشير إلى أن الرئيس السيسي تدخل بنفسه في أكثر من مناسبة ووقف مع المجلس عندما لجأنا إليه في أكثر من مرة وهي شهادة حق علينا أن نقولها، وأيضا المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء. وهنا أيضا أقول ولأول مرة إن إسماعيل من نوعية مختلفة لم أجدها في الجهاز الحكومي شديد البيروقراطية حيث تدخل الرجل أكثر من مرة للحفاظ على استقلالية المجلس وكان سريع الاستجابة لمطالبنا وتوصياتنا مناقشة بعض القضايا التي تمس استقلالية المجلس وفقا للقانون الجديد. وهو مشكورا أكد لي هذا وأصدر تعليماته خلال اللقاء لباقي الوزارات والجهات المعنية بتسهيل مهمة عمل المجلس والتشديد على الحفاظ على استقلالية المجلس وعدم المساس بها حتى لا يتأثر وضعه وتصنيفه دوليا، وأيضا عندما طلبت الحكومة من البرلمان تفعيل حالة الطوارئ التقيته وطلبت ألا يكون لهذا القرار تأثير على وضعية الحريات وحالة حقوق الإنسان فى البلاد ووعد بأنه لن يستخدم إلا فى حدود المعلن عنه وهو مكافحة الإرهاب وهو ما حدث بالفعل فيما بعد.

البشر قبل الحجر

وطبعا حقوق الإنسان السياسية ترتبط بحقوقه الاقتصادية وضمان حياة كريمة له ولا يمكن أن تكون كذلك بالنسبة لسكان المناطق العشوائية لذلك تعمل الحكومة على ازالتها وخلق مجتمعات جديدة لهم قال عنها خالد صديق المدير التنفيذي لصندوق تطوير المناطق العشوائية في حديث نشرته له «الشروق» يوم السبت وأجراه معه محمد علاء وإسلام عبد المقصود:
لدينا 276 منطقة عشوائية غير أمنة في مصر تضم 200 ألف وحدة سكنية يقطنها نحو 850 ألف مواطن حسب آخر إحصاء وهو رقم متغير من وقت لآخر؛ ففي العام 2008 كان عدد المناطق غير الأمنة 405 مناطق وفي العام 2014 بلغ 366 منطقة ووصلت في عام 2016 إلى 351 منطقة، وسننتهي من تطوير جميع المناطق العشوائية غير الآمنة خلال العام الحالي بناء على تكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن شاء الله، نأمل أن تكون خالية من العشوائيات بشكل نهائي مع حلول العام 2030 وأن تكون النظرة لمصر مختلفة وراقية. نراعي في كل مشروعاتنا أن نطور البشر قبل الحجر؛ وخطتنا القومية للتطوير تتضمن المحور النفسي والبيئي والاقتصادي للمواطن ساكن العشوائيات ونستعين بعدد من الجمعيات الأهلية في بعض المناطق لتأهيل المواطنين للعيش بطريقة جديدة ونطبق برامج اجتماعية وثقافية قبل انتقالهم لمساكنهم بعد اكتمال التطوير وتستمر المتابعة بعد ذلك لفترة من الزمن.
وخالد صديق يشير إلى عدد من المهازل والمخازي التي صدرت عن عدد من الذين تم نقلهم من مساكنهم غير الآدمية إلى المساكن الجديدة فقد عمد بعضهم إلى تأجير المسكن الجديد من الباطن وأخذ الأجرة والعودة إلى منطقته العشوائية، والبعض قام بسرقة أدوات كهرباء وغيرها.

المواطنون ينتظرون ما بعد الانتخابات… استحقاقات سياسية واقتصادية واجتماعية وسط أعباء الديون وعجز الموازنة

حسنين كروم

سيف الإسلام القذافي : الحرب لن تتوقف إلا إذا تم إجراء انتخابات رئاسية سريعة وسأخوضها

Posted: 25 Mar 2018 03:26 PM PDT

لندن – «القدس العربي»: فجّر سيف الإسلام القذافي، نجل الرئيس الليبي الراحل، معمر القذافي، مفاجآت عديدة ووجّه تهديدات لشخصيات عديدة في أول حوار له بعد إعلان ترشحه لرئاسة ليبيا. ونشر موقع «أفريقيا نيوز» تقريراً نقل فيه تصريحات نادرة عن سيف الإسلام، وقدم فيها ما وصفته بـ«الحل الوحيد» للحرب التي لا نهاية لها في ليبيا. وأعرب نجل العقيد الليبي الراحل عن اهتمامه بخوض انتخابات الرئاسة الليبية. وأشار إلى أنه يؤيد تنظيم انتخابات رئاسية سريعة في البلاد. وقال سيف الإسلام: «الحرب التي لا نهاية لها في بلادنا، لن تتوقف إلا إذا تم إجراء انتخابات سريعة».
وكان أيمن بوراس المكلف بالبرنامج السياسي لسيف الإسلام القذافي، أعلن خلال مؤتمر صحافي عقده الاثنين الماضي، في العاصمة التونسية، أن نجل القذافي سيترشح للانتخابات الرئاسية المنتظرة في الثلث الأخير من العام الحالي، وذلك ببرنامج انتخابي قال إنه «يهدف إلى استعادة الدولة الليبية وجعلها للجميع».
وحضر المؤتمر خالد الغويل، وقال في حديث مع «سبوتنيك»: إن هناك دعماً شعبياً في الداخل الليبي، وكذلك دولي لترشح سيف الإسلام القذافي للرئاسة، مشيراً إلى أن عدد المسجلين في مفوضية الانتخابات الليبية أكثر من 3 ملايين ليبي، وسيف القذافي يحظى بدعم شعبي كبير بينهم.
ولم يظهر سيف الإسلام على العلن منذ الإعلان عن إطلاق سراحه من محبسه في مدينة الزنتان الجبلية (غربي ليبيا) العام الماضي، ولا يعرف مكان إقامته. كما سبق، وهاجم المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الليبي، سيف الإسلام، ووصفه بـ«رجل المسكين»، مضيفاً: «سيف الإسلام، الآن سجين، نود الإفراج عنه في أقرب وقت ممكن، لكن البعض يسعى إلى مساومته واستخدامه لأغراض أخرى».
وأشارت زينب بن زيتا، مراسلة «أفريقيا نيوز» إلى أنها تحدثت مع سيف الإسلام حول الاتهامات الأخيرة الموجهة إلى الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي. وقالت إنه، قال إنه يمتلك أدلة عديدة يوجد شهود عليها، أبرزهم عبد الله السنوسي، المدير السابق للاستخبارات الليبية، وبشير صالح بشير، المدير السابق لشركة ليبيا للاستثمار.
ورحب سيف الإسلام في تصريحاته بالقبض على ساركوزي، وكرر عرضه بأنه يمكن أن يقدم أدلة تدين الرئيس الفرنسي السابق، بدعم والده القذافي حملة ساركوزي بطريقة غير مشروعة في الانتخابية عام 2007.
وكان نجل القذافي، قد لمّح إلى ذلك الأمر في حواره أجراه مع شبكة «يورو نيوز» في طرابلس عام 2011، وأعرب خلاله عن أسفه على أن القضاء الفرنسي لم يتحرك طوال سبع سنوات لتوجيه أصابع الاتهام لساركوزي.
وكانت تحقيقات فرنسية قد انطلقت في عام 2013، واعتقل بسببها رجل أعمال فرنسي في بريطانيا، بسبب الاشتباه في تحويله أموال من القذافي لتمويل حملة ساركوزي. وقال سيف الإسلام في حواره مع «أفريقيا نيوز»: «السنوسي لديه تسجيل كامل لأول اجتماع بين ساركوزي والقذافي في طرابلس، قبل حملته الانتخابية عام 2007. يمكن أن أقدم شهادتي أنا أيضاً، خاصة أنني كنت شاهداً على تقديم الجزء الأول من الأموال إلى رجل حملة ساركوزي كلود غوانت، في طرابلس». وأضاف: «ساركوزي، مجرم حرب، فهو مسؤول عن انتشار الإرهاب والهجرة غير القانونية في ليبيا». و»أحث الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، على أن يفرق بين الصواب والخطأ، ويلاحق ساركوزي قضائياً على الجرائم التي ارتكبها ضد ليبيا».
وكان أحمد قذاف الدم، أحد المقربين من العقيد الراحل، معمر القذافي، قد قال إن بلاده دعمت الرئيس الفرنسي الأسبق، نيكولا ساركوزي لضمان بقائه كحليف استراتيجي، «وهذه حقيقة لا يمكن نكرانها»، على حد قوله في مقابلة عبر القمر الصناعي مع فضائية فرانس 24 الفرنسية، من مقر إقامته في العاصمة المصرية القاهرة، مساء الخميس.
وأضاف في تصريحاته أنه علم من الزعيم الليبي الراحل، ومسؤولين آخرين (لم يسمهم) بمسألة دعم طرابلس للرئيس الفرنسي بالأموال وتابع: «هذا أمر مؤكد». وفي المقابل ينفي ساركوزي بشكل متكرر ارتكابه مخالفات.
ووفقاً لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، قال ساركوزي: «كيف يمكن اتهامي بتفضيل مصالح الدولة الليبية وأنا من حصل على تفويض من الأمم المتحدة لضرب الدولة الليبية بزعامة القذافي ومن دون انخراطي السياسي لكان هذا النظام مازال قائماً».
وأضاف أن «الليبيين الذين يتهمونه اليوم يريدون الانتقام منه لإصداره قراراً بنشر مقاتلات فرنسية خلال الانتفاضة التي أطاحت بمعمر القذافي في عام 2011».
يذكر أن الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي خضع لتحقيق رسمي بعد توجيه اتهامات إليه بمزاعم تلقيه أموالا من الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي لتمويل حملته الانتخابية. يذكر أن القضاء وجّه الفرنسي اتهامات إلى ساركوزي بشأن قضية تمويل ليبي لحملته الانتخابية، وتتعلق التهم التي يحقق بها معه بـ«التمويل غير القانوني لحملته الانتخابية»، و»إخفاء أموال عامة ليبية» و»الفساد السلبي». وأفرج عنه، مساء الأربعاء، بعد التوقيف الاحتياطي الذي استمر لـ26 ساعة، وإخضاعه ليومين من الاستجواب بشأن تمويل حملته الانتخابية الرئاسية عام 2007.

سيف الإسلام القذافي : الحرب لن تتوقف إلا إذا تم إجراء انتخابات رئاسية سريعة وسأخوضها
وصف ساركوزي بـ«مجرم حرب» ورحب بإلقاء القبض عليه ويملك أدلة تدينه

اردوغان يعلن بدء العمليات العسكرية في سنجار… والعراق ينفي

Posted: 25 Mar 2018 03:26 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أمس الأحد، أن العمليات العسكرية بدأت في سنجار شمالي العراق ضد حزب «العمال الكردستاني»، في وقت نفت قيادة العمليات المشتركة وهيئة «الحشد الشعبي»، ذلك.
أردوغان، في كلمة ألقاها، أمام حشد جماهري في ولاية طرابزون، شمال شرق تركيا، قبيل انطلاق مؤتمر لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم، قال: «قلنا إننا سندخُل سنجار أيضًا، والآن بدأت العمليات العسكرية هناك».
كان الرئيس التركي، قد هدد الاثنين الماضي أن بلاده قد توسع عملياتها العسكرية ضد المقاتلين الأكراد في مناطق أخرى شمال سوريا وشمال العراق. ونفت قيادة العمليات المشتركة وهيئة الحشد الشعبي، أمس الأحد، وجود تحركات أو عمليات عسكرية تركية في مدينة سنجار ومحيطها، فيما أكدت وزارة الدفاع أن العراق لن يقف «مكتوف الأيدي» أمام أي تدخل عسكري خارجي.
وقالت قيادة العمليات في إن «الوضع الأمني في نينوى وسنجار والمنطقة الحدودية تحت سيطرة القوات العراقية، ولا صحة لعبور قوات عبر الحدود العراقية إلى تلك المناطق».
وأضافت، أن «الحكومة الاتحادية لم تبلغ وزارة الدفاع بشأن وجود عمليات عسكرية تركية في قضاء سنجار»، مؤكدة أن «الحكومة الاتحادية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي تدخل عسكري خارجي في العراق».
كما أكدت هيئة الحشد الشعبي، «خلو منطقة سنجار والمناطق المحيطة بها من أي تحرك عسكري للقوات التركية».
الخبير الأمني هشام الهاشمي، استبعد، تحرك القوات التركية براً نحو سنجار، إلا بتنسيق مع الحكومة العراقية في بغداد أو بإنزال جوي، مبيناً أن القوات العراقية الموجودة بين تلعفر وفيشخابور ستعرقل مسار الأتراك.
وأضاف أن «العملية العسكرية التي أعلنها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أطلق عليها اسم (درع دجلة)، وتحضيراتها للقصف الجوي والصاروخي التمهيدي مكتملة».
وأوضح أن «العملية ستنطلق من المثلث التركي السوري العراقي لغاية شمال سنجار».
وأكد «عدم وجود أي قوات تركية حاليا في مدينة سنجار، ولا يوجد للجيش التركي أية قوة سوى الموجودة في معسكر بعشيقة، وقرى إبراهيم والشيخ عمر، في سيدكان، منذ أعوام».
في السياق، حذر قائممقام قضاء سنجار، محما خليل، من تحول مدينته إلى «عفرين ثانية»، تعقيباً على إعلان أردوغان بدء حملة عسكرية على القضاء.
وقال، في تصريح لموقع «شفيق نيوز، «ما يحدث اعتداء على السيادة والنظام العراقي ودستوره وارضه وعلى القضاء المنكوب من تنظيم الدولة الإسلامية».
وبين أن «الحكومة الاتحادية مسؤولة في الحفاظ على حدود البلد وقد ناشدنا كل الجهات ذات العلاقة للتدخل إذ إن دخول القوات التركية اسوأ من وجود العمال الكردستاني ولا نريد أن يحصل في القضاء ما حصل في عفرين»
وتابع أن «عناصر الكردستاني غير صادقين في الوقت نفسه إذ يصرحون بالانسحاب بالعلن ويتعاملون مع الأمر بشكل مخالف في الخفاء. يجب خروجهم».
وكان «الكردستاني» أعلن الجمعة سحب مقاتليه من سنجار «بعد إنجازهم مهمتهم في القضاء».
وأوضح الحزب أن «القرار جاء أيضا تلبية لطلب من الحكومة العراقية والكرد الأيزيديين»، مشيرا إلى أن «الوضع الأمني في سنجار أصبح مستتبا وأن الكرد الأيزيديين أعادوا تنظيم صفوفهم وأصبحوا قادرين على حماية أنفسهم».

اردوغان يعلن بدء العمليات العسكرية في سنجار… والعراق ينفي
مسؤول محلي: عناصر «الكردستاني» لم ينسحبوا من المدينة

نازحون عراقيون محاصرون في مخيم «عين عيسى» في سوريا

Posted: 25 Mar 2018 03:25 PM PDT

عين عيسى (سوريا) ـ «القدس العربي» : تحدث لاجئون عراقيون في مخيم عين عيسى عن معاناتهم ورفض «السلطات المسؤولة» السماح لهم بمغادرة المخيم إلى تركيا وإلى مناطقهم الأصلية.
وتحدث لـ «القدس العربي» اللاجئ أبو سراج عن هروبه من مدينة الفلوجة قبل عامين أثناء معارك استعادة المدينة قاصدا تركيا «طلبا للأمان والعلاج»، حسب قوله، لكنه لم يستطع الوصول إلى تركيا حيث تقطعت به وعائلته السبل واضطر للجوء إلى مخيم عين عيسى الخاضع لسيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» في سوريا. ورفض أبو سراج الحديث للصحيفة في بداية الأمر حيث «لا فائدة من ذلك ولا أحد يلتفت إلى معاناتنا التي هي معروفة للأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية».
وتتكون عائلة «أبو سراج» البالغ من العمر أكثر من خمسين عاماً من سبعة أفراد، ويعاني من أمراض مزمنة منذ سنوات. وقال: «إننا اليوم محاصرون في هذا المكان ولا يُسمح لنا بالمغادرة سواء إلى تركيا أو العودة إلى مناطقنا إذا كان هناك طريق سالك للعودة عبر الأراضي السورية إلى مدينة البوكمال ثم إلى مدينة القائم العراقية».
وهو يعيش في خيمة واسعة بعض الشيء ومقسمة إلى عدة اقسام صغيرة يُشغل أحداها فيما يُشغل آخرون بقية الأقسام، بينهم عراقيون وسوريون.
ومخيم عين عيسى واحد من مخيمات عدة في أراضي سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في الشمال السوري بمناطق الجزيرة في الحسكة وصولا إلى مدينة عين العرب (كوباني).
ويعيش في المخيم آلاف عدة من النازحين والمهجرين واللاجئين السوريين والعراقيين الذين فروا من معارك القوات الأمنية مع تنظيم الدولة خلال الأعوام الماضية في محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين.
ومن محافظة صلاح الدين تحدثت لـ«القدس العربي» الحجة «أم ضياء» البالغة من العمر 61 عاما وهي أم لضياء الذي باشر العمل داخل المخيم لأول مرة منذ ثلاثة أيام بأجر اسبوعي «زهيد» للمساعدة في تغطية بعض المتطلبات الأساسية للعائلة. وتعيش عائلة «أم ضياء» المتكونة من أربعة أفراد في أحد اقسام الخيمة التي تعيش فيها عائلة «أبو سراج».
ونزحت عائلة «ام ضياء» اثناء معارك استعادة مدينة بيجي قبل سنتين قاصدة محافظة الانبار التي أمضت فيها بعض الوقت حتى اندلاع معارك استعادة مدن المحافظة حيث قررت المغادرة إلى تركيا عبر الأراضي السورية للعيش في احدى المدن التي تعيش فيها ابنتها وعلاج ابن اختها «حافظ» الذي فقد البصر بإحدى عينيه فيما تحتاج العين الأخرى لتدخل جراحي حيث يتلمس الأشياء بيديه لضعف بصره الشديد.
وهي تقول إنها وعائلتها المكونة من أبنيها ضياء وصباح وابن اختها حافظ «اضطروا للجوء الوقتي إلى مخيم عين عيسى بعد أن نفدت مدخراتهم التي دفعوها إلى المهربين لمغادرة العراق إلى تركيا، لكننا كنا ضحية كذب المهرب علينا وضاقت أحوالنا وتقطعت بـنا الســبل».
وتضيف، أنها حتى «لو سمحت لهم إدارة المخيم بالمغادرة في هذا الوقت، وهم لن يسمحوا لاحد، لكننا لا نستطيع المغادرة إلى تركيا أو العودة إلى مناطقنا لأننا لم نعد نملك أي مال ونعيش على ما تصلنا من مساعدات غذائية نبيع قسماً منها ونقتات على القسم الآخر».

نازحون عراقيون محاصرون في مخيم «عين عيسى» في سوريا

رائد الحامد

«قمة صعبة» اليوم بين تركيا والاتحاد الأوروبي: هل يقبل اردوغان بـ«الشراكة الأوروبية» بديلاً عن «العضوية الكاملة»؟

Posted: 25 Mar 2018 03:25 PM PDT

إسطنبول ـ »القدس العربي»: تنعقد، اليوم الاثنين، قمة هامة بين تركيا والاتحاد الأوروبي بمشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تُجمع كل الأطراف على وصفها بـ«الصعبة» كونها تأتي في ظل خلافات متصاعدة في العديد من الملفات الهامة التي تحكم العلاقات بين الجانبين وترسم مستقبل العلاقات بينهما.
القمة التي ستعقد في مدينة فارنا البلغارية، والتي تحمل عنوان «تعزيز العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي» ستضم إلى جانب أردوغان رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف، ورئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يانكر، إلى جانب زعماء أو ممثلي جميع دول الاتحاد.
وتأتي القمة في ظل تصاعد التوتر بين أنقرة وأثينا في بحر إيجه، والانتقادات الأوروبية لعملية الجيش التركي في عفرين، والحريات داخل تركيا، إلى جانب الاتهامات التركية للاتحاد باحتضان «الجماعات الإرهابية المعادية لتركيا» والإخلال باتفاقية اللاجئين وغيرها من الخلافات.

عضوية كاملة أم شراكة

وفي ظل الحديث عن بحث العديد من الملفات السياسية والاقتصادية والأمنية الهامة بين الجانبين، يبقى العنوان الأبرز لهذه المباحثات يتعلق بمدى إمكانية قبول أردوغان الطرح الأوروبي الذي برز في الآونة الأخيرة والمتعلق بتعزيز التعاون والشراكة مع تركيا في الملفات الثنائية كبديل عن فكرة «العضوية الكاملة» لتركيا في الاتحاد الأوروبي والتي بات ملفها مجمداً بشكل شبه تام منذ سنوات.
وخلال السنوات الأخيرة، أبدت تركيا امتعاضاً شديداً من بطئ مفاوضات الانضمام وتحدث أردوغان عن أن بلاده «لن تبقى تستجدي على أبواب الاتحاد الأوروبي»، وهدد في أكثر من مناسبة بإجراء استفتاء لإنهاء وسحب ملف انضمام تركيا إلى الاتحاد، في المقابل أبدى الرئيس التركي رفضاً تاماً لمقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالتخلي عن فكرة «العضوية الكاملة» مقابل الحديث عن «شراكة أوروبية» أوسع مع تركيا.
وإلى جانب ملف الخلاف الرئيسي المتعلق بمسيرة انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، تبرز العديد من الملفات الشائكة التي ستتناولها القمة بقوة والمتعلقة باتفاقية اللاجئين بين الجانبين، ومفاوضات توسيع اتفاقية الاتحاد الجمركي، والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب، إلى جانب مسألة إعفاء المواطنين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى دول الاتحاد الأوروبي.

اتفاق اللاجئين

وعلى الجانب الأوروبي، يولي زعماء الاتحاد الأوروبي أولوية كبيرة للحفاظ على استمرار اتفاقية الهجرة (إعادة قبول اللاجئين) الموقعة مع أنقرة، التي ساعدت بشكل كبير جداً في تخفيف أعباء اللاجئين عن الاتحاد الأوروبي الذي واجه تحديات داخلية تاريخية بفعل أزمة اللاجئين التي كادت أن يطيح بنظام «الشنغن» الذي يعد أبرز ركائز قيام الاتحاد الأوروبي.
وبموجب اتفاق اللاجئين الذي وقع في آذار/مارس 2016 انخفض عدد الواصلين إلى الجزر اليونانية من تركيا بمعدل 98 بالمئة، إذ بلغ 853 ألف مهاجر عام 2015، وتراجع الرقم إلى 20 ألف و364 مهاجرًا عام 2017، فيما انخفض عدد طالبي اللجوء بنسبة 50٪، وهي أرقام تدفع الاتحاد إلى التمسك بقوة بهذا الاتفاق مع تركيا.
لكن في المقابل، فإن تركيا التي تقول إنها التزمت بهذا الاتفاق بشكل كامل، تتهم الاتحاد الأوروبي بعدم الالتزام به في جانبين الأول يتعلق بعدم دفع كامل المبالغ المستحقة على الاتحاد والبالغة 6 مليار يورو، وعدم الإيفاء ببند رفع تأشيرة الدخول عن المواطنين الأتراك.
والشهر الماضي، استبقت تركيا موعد القمة بالإعلان عن استكمالها الإجراءات اللازمة بشأن إلغاء تأشيرة دخول المواطنين الأتراك إلى الاتحاد الأوروبي، وقامت بتسليم الملفات اللازمة في هذا الإطار إلى رئاسة المفوضية الأوروبية، تتضمن خطة عمل تنفيذية، يتوقع أن تطرح بقوة في القمة الحالية، حيث يتوقع أن تعيد أنقرة التلويح بإلغاء الاتفاقية في حال لم تلمس تقدماً في هذا الملف.
في المقابل، استبق الاتحاد الأوروبي القمة بالموافقة على تقديم ثلاثة مليارات يورو جديدة إلى تركيا لصرفها على اللاجئين السوريين على أراضيها، بعد اتهامات واسعة من الجانب التركي بالمماطلة في تسديد المستحقات الأوروبية، كما أن الاتحاد أصر على دفع المبلغ ضمن مشاريع رافضاً طلب أنقرة بتسديده بشكل نقدي. وفي الوقت الذي كان الاتحاد الأوروبي يضغط على تركيا من أجل تعديل قانون مكافحة الإرهاب وسط اتهامات للحكومة باستخدام هذا القانون لقمع المعارضين، تصاعدت الانتقادات الأوروبية لأنقرة مع إطلاق الجيش التركي عملية غصن الزيتون ضد تنظيم وحدات حماية الشعب في عفرين بسوريا.
في المقابل، اتهمت تركيا الاتحاد الأوروبي مجدداً بالتهاون في مع أنصار تنظيم بي كا كا «الإرهابي» في الدول الأوروبية حيث نفذت عشرات الاعتداءات على قنصليات تركية ومراكز ومساجد وتجمعات للأتراك في أوروبا، إلى جانب تصاعد الأزمة مع رفض دول أوروبية تسليم صالح مسلم الزعيم السابق لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري لتركيا بموجب طلب قدمته أنقرة للانتربول الدولي.
وفي الوقت الذي تتصاعد الخلافات حول الإرهاب المتعلق بالوحدات الكردية، يسعى الاتحاد إلى تعزيز التعاون القوي مع أنقرة في مكافحة الإرهاب المتعلق بتنظيم الدولة وأنشطة المقاتلين الأجانب من حيث التعاون الاستخباري والأمني وتبادل المعلومات.

اتفاقية الاتحاد الجمركي

وفي زحمة الخلافات السياسية، تسعى تركيا لتوسيع اتفاقية الاتحاد الجمركي مع الاتحاد الأوربي الذي يعتبر الشريك الاقتصادي الأول لتركيا للاستفادة أكثر في الجانب الاقتصادي، ورغم مطالب أنقرة المتزايدة في هذا الإطار إلا أن الاتحاد لم يبدي رغبة في الاستجابة لهذه المطالب.
وفي اتصال هاتفي جرى بينهما قبل أيام، ناقش الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان مع نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، القمة، مشدداً على إيلاء تركيا أهمية لإكساب زخم للعلاقات مع الاتحاد الأوروبي، وإعادة إحياء مسيرة المفاوضات المتعلقة بانضمامها إلى الاتحاد.
وتزامن ذلك مع تصريحات للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أكدت فيها أن بلادها ترغب في بناء علاقات جيدة مع تركيا، وقالت في مؤتمر صحافي مع ماكرون على هامش القمة الأوروبية: «قادة الاتحاد بحثوا في القمة الاتفاقية المبرمة مع تركيا حيال مكافحة الهجرة غير القانونية»، مضيفةً: «نرغب في بناء علاقات جيدة مع تركيا؛ لكن لدينا مخاوف كبيرة».

«قمة صعبة» اليوم بين تركيا والاتحاد الأوروبي: هل يقبل اردوغان بـ«الشراكة الأوروبية» بديلاً عن «العضوية الكاملة»؟
تبحث ملفات الهجرة والتأشيرة ومكافحة الإرهاب
إسماعيل جمال

تزايد مستمر في عدد المثليين المغاربة المهاجرين إلى اسبانيا لطلب اللجوء

Posted: 25 Mar 2018 03:24 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: قالت مصادر رسمية اسبانية إن عشرات المثليين المغاربة يعيشون في ظل قوانين تعاقبهم ‏ووسط مجتمع يرفض المثلية الجنسية، حيث إن العديد منهم هاجروا خلال السنوات الأخيرة ‏إلى إسبانيا من أجل طلب اللجوء، وأن طلبات الحماية الدولية تعتريها صعوبات وعقبات ‏تهم بطء المساطر الإدارية والإجراءات القانونية.‏
وأوضحت وكالة الأنباء الإسبانية الرسمية «إفي» أنه، خلال السنتين الماضيتين، حصل ‏معظم هؤلاء المثليين المغاربة على صفة لاجئين داخل التراب الاسباني وأن المفوضية ‏العليا لشؤون اللاجئين في إسبانيا أكدت بدورها تعرض مغاربة للاضطهاد بسبب ميولهم ‏الجنسية.‏
وأضافت أن «وزارة الداخلية الإسبانية تفضّل عدم إعطاء أية تفاصيل بشأن قرارات منح ‏اللجوء لهذه الفئة حفاظا على خصوصيات طالبي اللجوء»، حيث أن عدد المثليين المغاربة ‏الذين يختارون إسبانيا كوجهة في تزايد مستمر، بحكم القرب الجغرافي من دولة تعتبر ‏صديقة للمثليين.‏
ونقلت عن سمير برغاشي، أحد رواد الحركة المثلية المغربية ومؤسس منظمة «كيف كيف» ‏غير الحكومية، أن إسبانيا تقدم نفسها رسميا كدولة مرحبة بالمثليين جنسيا لكن تنظيمات ‏سياسية إسبانية تعبّر عن تخوفاتها من عواقب تسوية وضعية المهاجرين الأجانب ‏واللاجئين.‏ واضاف أن طالبي اللجوء من المغاربة، الذين يعيشون في مركز إيواء الأجانب ‏في ثغر مليلية المغربي الذي تحتله اسبانيا، يخضعون لشروط أكثر صرامة مقارنة بلاجئين ‏آخرين وهو ما يجعل إقامتهم في هذا الفضاء الإيوائي تمتد إلى أبعد من ستة أشهر من دون ‏الحصول على إجابات من قبل السلطات المسؤولة.‏ وقالت وكالة الانباء الاسبانية الرسمية بأن طالبي الحماية الدولية في مدينة مليلية لا يتمتعون ‏بحرية التنقل ويعيشون في أوضاع مزرية. وأوضح خوان كارلوس أرناييث، مختص في ‏القضايا الجنسية ومقاربة النوع، أن هناك مغاربة، نشأوا في إسبانيا، يطلبون اللجوء في ‏حال تعرضهم إلى خطر الطرد بسبب مخالفات إدارية.‏
واضاف أن غالبية المثليين المغاربة يشكون تخوفهم من الأسرة والمجتمع، لا سيما ‏في ظل تسجيل حوادث الاعتداء العلني على هذه الشريحة في الفضاء العام من قبل ‏مواطنين، مضيفا في السياق نفسه أن الاعتداءات الجسدية والقمع الذي يواجهه المثليون ‏المغاربة جعل إسبانيا أكثر تقبلاً لهم.‏
وذكرت الوكالة الإسبانية بأن المادة الـ489 من قانون العقوبات المغربي تجرم المثلية ‏الجنسية بأحكام تصل إلى ثلاث سنوات حبساً، وأن «الحكومة الإسبانية تتحاشى التعليق على ‏كيفية تعاطي السلطات المغربية مع ملف حساس، كما أنها تنهج خطابا أقرب إلى التصفيق ‏حماية لمصالحها».‏

تزايد مستمر في عدد المثليين المغاربة المهاجرين إلى اسبانيا لطلب اللجوء

أمير قطر يبحث الأزمة الخليجية في موسكو مع الرئيس الروسي اليوم

Posted: 25 Mar 2018 03:24 PM PDT

الدوحة ـ «القدس العربي»: بدأ أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني زيارة عمل إلى روسيا الاتحادية، بدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتستمر لمدة يومين، حسب ما نقلته وكالة الأنباء القطرية (قنا).
ويجرى الأمير مباحثات مع الرئيس الروسي اليوم الاثنين، تتناول سبل تعزيز وتنمية العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات لاسيما في الطاقة والاقتصاد والتجارة، إضافة إلى بحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وكانت الرئاسة الروسية أعلنت الثلاثاء الماضي، أن الرئيس فلاديمير بوتين سيلتقي أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الأسبوع المقبل، وذلك بعد أيام قليلة من إعادة انتخاب بوتين رئيسا لروسيا الاتحادية.
وقال ديميتري بيسكوف الناطق الصحافي باسم الرئيس الروسي في حديث لوكالة «نوفوستي»، ردا على سؤال بهذا الخصوص: «نعم، من المقرر عقد هذا اللقاء»، دون أن يذكر تفاصيل عن أجندة الزيارة واللقاء. وفي وقت سابق، تلقى أمير قطر دعوة من الرئيس الروسي لزيارة موسكو.
وحسب وسائل إعلام روسية أعرب السفير القطري في موسكو، فهد بن محمد العطية عن أمله بأن يعطي اللقاء المرتقب بين الرئيس الروسي وأمير قطر «زخما جديدا ودفعا قويا للعلاقات بين الشعبين القطري والروسي، ويسهم في تكريس الاستقرار ومواصلة نماء وازدهار البلدين الصديقين».
وقال نور محمد خولوف سفير جمهورية روسيا الاتحادية لدى قطر في تصريحات صحافية إن قطر وروسيا تمضيان قدماً على المسار الصحيح لتعزيز علاقاتهما في كافة المجالات ذات الاهتمام المشترك.
ونوه في تصريحات بمناسبة زيارة أمير قطر إلى روسيا بتنامي علاقات التعاون بين قطر وروسيا على أعلى مستوى خلال السنوات الأخيرة وفي كافة المجالات، لافتاً إلى أن «روسيا شريك موثوق لقطر، وأن البلدين عازمان على الحفاظ على المستوى الذي تم تحقيقه لتطوير علاقاتهما الثنائية، والانطلاق بها إلى آفاق واعدة».
ومع عودة السفراء إلى عاصمتي البلدين العام 2014، أطلق الحوار الاستراتيجي بين قطر وروسيا الاتحادية، وتوّج بانعقاد اللجنة القطرية ـ الروسية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والفني اجتماعها الأول في الدوحة.
وفي شأن الأزمة الخليجية؛ تعدّ روسيا إحدى أبرز الدول التي طالبت صراحة بضرورة جلوس أطراف الأزمة الخليجية للحوار، ورفع الحصار المفروض على قطر، حيث طالب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، برفع العقوبات المفروضة على دولة قطر، وإلغاء أي تضييقات تم فرضها عليها من قبل دول الحصار.
وفي شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، قال في مؤتمر صحافي بالأمم المتحدة في نيويورك، «أدعو إلى تعليق أو إيقاف العقوبات المفروضة على قطر»، مضيفاً «وجهنا رسالة واضحة لأطراف الأزمة الخليجية للجلوس حول طاولة المفاوضات».
وفي مجال التعاون العسكري، وقعت روسيا وقطر في تشرين أول/ أكتوبر الماضي، اتفاقا حول التعاون العسكري التقني، في إطار زيارة لوزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، قام بها، إلى العاصمة القطرية الدوحة. واستقبل أمير قطر وزير دفاع روسيا الاتحادية، حيث جرى خلال المقابلة استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، وسبل تعزيز وتطوير آفاق التعاون في المجال العسكري. كما تناولت المقابلة عدداً من القضايا الإقليمية والدولية؛ وفي مقدمتها الأزمة الخليجية، وانعكاساتها على الأمن الإقليمي.
وشارك الدكتور خالد بن محمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري، في شباط/ فبراير الماضي، في حفل الذكرى المئوية لتأسيس الجيش الأحمر في جمهورية روسيا الاتحادية، بالعاصمة موسكو، بحضور الرئيس فلاديمير بوتن رئيس جمهورية روسيا الاتحادية، وعدد من رؤساء الدول والحكومات وكبار المسؤولين والشخصيات في العالم.
وفي نيسان/ أبريل الماضي، عقدت اللجنة القطرية ـ الروسية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والفني اجتماعها الثالث، حيث ترأس الجانب القطري الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة، ومن الجانب الروسي ألكسندر نوفاك وزير الطاقة.

أمير قطر يبحث الأزمة الخليجية في موسكو مع الرئيس الروسي اليوم
السفير الروسي: بلادنا شريك موثوق للدوحة… وعازمون على الانطلاق بالعلاقات إلى آفاق واعدة
إسماعيل طلاي

الأمين العام للأمم المتحدة يثني على المتبرعين للأونروا وفي مقدمتهم قطر

Posted: 25 Mar 2018 03:22 PM PDT

نيويورك (الأمم المتحدة)- «القدس العربي»: جاء في بيان تلاه المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجريك، أن الأمين العام، أنطونيو غوتيريش، ممتن للدول التي ساهمت في نجاح مؤتمر التبرعات لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» الذي عقد في روما في الأسبوع الماضي، والذي أظهر بشكل فائق الدعم رفيع المستوى لولاية وكالة الأونروا، وكان اعترافا بالضرورة المستمرة لعملها من أجل دعم 5.3 مليون شخص من لاجئي فلسطين.
وقال لقد تعهدت نحو 20 دولة مانحة بتقديم مساهمات إضافية بقيمة 100 مليون دولار ساهمت قطر بنصف هذا المبلغ، والأمين العام والأونروا يعبران عن امتنانهما لأمير قطر على هذا التعهد». وأضاف أن النرويج قدمت 13.6 مليون دولار وتركيا عشرة ملايين ومضاعفة حجم المواد الغذائية التي تقدمها وكندا سبعة ملايين والهند خمسة ملايين وسويسرا 4.2 مليون. وذكر البيان الصحافي أن التعهدات التي أعلنت في روما تمثل خطوة أولى مهمة، مشددا على ضرورة فعل المزيد لسد الفجوة الكبيرة في تمويل الأونروا.
وكانت الولايات المتحدة قد تعهدت بتقديم 60 مليون دولار للأونروا خلال عام 2018، فيما قدرت مساهمتها المالية للوكالة في العام الماضي بـ 350 مليون دولار.
وشجع غوتيريش كل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والقطاع الخاص على دعم الأونروا، مجددا التأكيد على أن الخدمات التي تقدمها الوكالة للاجئي فلسطين أساسية وتسهم في نشر الاستقرار في المنطقة.
وفي مؤتمر روما الذي عقد بتنظيم من مصر والأردن والسويد، حذر غوتيريش من نفاد أموال الأونروا قريبا إذا لم يوجد حل جماعي، مما قد يضطر الوكالة إلى تخفيض خدماتها الحاسمة أو إلغائها كليا لنحو 1.7 مليون لاجىء يعيشون في فقر مدقع أو يتأثرون بالصراع، الأمر الذي ستكون له تأثيرات وخيمة.

الأمين العام للأمم المتحدة يثني على المتبرعين للأونروا وفي مقدمتهم قطر

عبد الحميد صيام:

البدء في تجهيز «مخيمات العودة» على حدود غزة وإسرائيل تبدي «قلقا شديدا» بعد حرق الحفار وتعقد اجتماعها الوزاري المصغر

Posted: 25 Mar 2018 03:22 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: على الرغم من الرد العسكري باستخدام جيش الاحتلال الطائرات الحربية لقصف أهداف للمقاومة الفلسطينية، على حادثة تسلل أربعة شبان فلسطينيين إلى ما بعد الحدود الفاصلة عن إسرائيل، وإحراق «حفار إسرائيلي»، إلا أن الحادثة أثارت حالة «قلق شديد»، بعد أن سجلت العملية «غير المسلحة»، فشلا عسكريا إسرائيليا كبيرا في التعامل مع اختراق الحدود في وضح النهار، وذلك مع اقتراب تنظيم «مسيرة العودة الكبرى»، حيث جرى تجهيز أولى الأماكن المخصصة للفعالية.
وأمس قصفت طائرات حربية إسرائيلية موقعا في مدينة رفح جنوب القطاع، حيث استهدفت موقع «شهداء رفح» بثلاثة صواريخ، قبل أن تعود من جديد وتقصف الموقع ذاته بصاروخين آخرين.
ورغم أن القصف لم يسفر عن وقوع إصابات في صفوف النشطاء، إلا أنه أحدث أضرارا مادية في المكان، وقالت مصادر فلسطينية إن المضادات الأرضية التابعة للمقاومة أطلقت النار صوب الطائرات الإسرائيلية. كذلك استهدفت دبابة إسرائيلية نقطة رصد للمقاومة، مقامة قرب الحدود الشرقية لوسط القطاع، دون أن يسفر الهجوم عن وقوع إصابات.
وقال ناطق عسكري باسم جيش الاحتلال، إن طائرات مقاتلة هاجمت هدفا لحركة حماس داخل موقع تدريب في رفح، ردا على تسلل مجموعة فلسطينيين، ومحاولة تخريب معدات تقوم بأعمال الجدار.
وأول من أمس تمكن أربعة شبان فلسطينيين من التسلل من منطقة حدودية تقع إلى الشرق من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، إلى ما بعد السياج الحدودي الفاصل، والوصول إلى مكان تواجدت فيه آليات عسكرية إسرائيلية تضم حفارات، تقوم بأعمال بناء «الجدار الإسمنتي» على حدود غزة، وتمكنوا من إشعال النيران في أحد الحفارات، والانسحاب من المكان.
وأظهرت لقطات متلفزة كيف تقدم أربعة شبان بعد إحداث ثغرة في السياج الفاصل نحو الحفار الإسرائيلي، الذي كان على أعلى تلة رملية تسلقها الشبان الأربعة، وهم يحملون غالونات من البنزين، استخدموها في إشعال النيران في الهدف، ومن ثم عادوا مجددا إلى داخل حدود القطاع، قبل وصول أحدى الدبابات الإسرائيلية للمكان، وبدء العمل لإطفاء الحريق من قبل الجيش الإسرائيلي.
وذكرت تقارير اسرائيلية أن الشبان الأربعة اجتازوا الحدود بهدف تدمير أعمال بناء الجدار الذي تبنيه إسرائيل،  ويشمل جزءا في باطن الأرض، وآخر يعلو الأرض بعدة أمتار، وهدفه تدمير الأنفاق العابرة للحدود، مزود بأجهزة استشعار وكاميرات مراقبة.
وأعربت مصادر عسكرية إسرائيلية عن قلقها، بعد الحادثة التي تجرأ فيها الشبان الأربعة، على التسلل والوصول إلى الحفار وإحراقه. ودفعت العملية جيش الاحتلال لفتح تحقيق في الحادثة التي وصفها بـ»الخطيرة»، التي نجح فيها المتسللون من العودة للقطاع بعد تنفيذ مهمتهم.
وتوحي العملية بقدرة الشبان على تنفيذ عملية أخرى كالخطف أو تنفيد عمل مسلح آخر، والعودة بسلام إلى قطاع غزة من جديد. وذكرت تقارير إسرائيلية أن الشبان الأربعة اتسموا بالجرأة لعدم اكتراثهم بأي وجود عسكري إسرائيلي في المكان المستهدف.
وتأتي عملية التسلل الناجحة، في الوقت الذي يستعد فيه الفلسطينيون لإحياء «يوم الأرض» في الثلاثين من مارس/ آذار الحالي، من خلال إقامة مخيم على الحدود، تحضيرا لـ «مسيرة العودة الكبرى»، التي يخطط لها أن تقوم من خلال مسيرات سلمية باختراق الحدود، لتطبيق حق العودة للاجئين، وهو أمر أربك حسابات إسرائيل كثيرا.
وعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر يوم أمس جلسة خاصة، خصصت لبحث آخر التطورات على صعيد قطاع غزة، الخاصة بالمسيرات المقررة للعودة.
وقال وزير الأمن أفيغدور ليبرمان معلقا على تلك المسيرات، إنه رفع الاستعداد للتعامل مع كل حدث قد يكون في المنطقة الجنوبية، وإنه سيجري معالجة الأمر بـ «هدوء وحزم».
ومنذ بداية الأسبوع الماضي، كثفت قوات الاحتلال من عمليات التوغل البرية على حدود غزة، وشرعت بوضع أسلاك شائكة جديدة قرب السياج، تحسبا لـ «مسيرة العودة الكبرى».
وفي هذا السياق أكد مصدر عسكري إسرائيلي، أن الجيش سيعزز من قواته بعدد من الكتائب في الضفة المحتلة ومحيط قطاع غزة، من بينها قوات خاصة تضم قناصة، مزودين بوسائل لتفريق المظاهرات وإنشاء سواتر ترابية، لمنع مظاهرات ومسيرات العودة.
وألقت يوم أمس طائرات إسرائيلية منشورات تحذيرية قرب المناطق الحدودية شرق القطاع، حذرت خلالها من الاقتراب من المنطقة العازلة، وتوعدت بإطلاق النار صوب من يخترق تلك المنطقة المقدرة بـ 300 متر داخل غزة.
وكان رئيس أركان جيش الاحتلال الجنرال غادي ايزنكوت، قد صادق على خطة عملياتية لمنع مسيرات الحدود، بعد أن استعرض مع قادة الجيش التعليمات الخاصة بإطلاق النار.
جاء ذلك في الوقت الذي ذكرت فيه تقارير إسرائيلية، أن حكومة تل أبيب بعثت برسائل إلى حركة حماس عبر المخابرات المصرية، تحذرها فيها من تسخين الأوضاع على الحدود. في المقابل قالت حماس إن القصف الإسرائيلي على قطاع غزة؛ يهدف لإفشال «مسيرة العودة الكبرى» المقرر انطلاقها يوم الجمعة المقبل، وأكد الناطق باسم الحركة فوزي برهوم في تصريح صحافي أن «التصعيد الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة واستهداف مواقع المقاومة يهدف إلى إرباك الساحة وإرهاب الناس لإفشال مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار».
وأشار إلى أن ذلك الأمر يعكس الأزمة الحقيقية لدى الاحتلال، «جراء إصرار شعبنا على إفشال مخططات العدو وانتزاع حقوقه»، موضحاً أن «محاولات إسرائيل لكسر إرادة شعبنا ومقاومته لن تنجح».
وبشكل عملي وتحضيرا لـ»مسيرة العودة»، بدأت الهيئة الوطنية العليا المشرفة على المسيرات، بتجهيز أول مخيم لها عل حدود في قرية خزاعة الحدودية الواقعة إلى الشرق من مدينة خانيونس جنوب القطاع.
وشرعت جرافات بعملية تسوية لأرض قريبة من الحدود، تحضيرا لنصب خيام في تلك المنطقة، التي جرى أيضا شق طريق يوصل إليها، حيث تقرر أن تقام ست مخيمات في مناطق مختلفة تقع على حدود القطاع القريبة من إسرائيل.
وفي سياق متصل نفذت قوات إسرائيلية عملية توغل برية ولمسافة محدودة في منطقة حدودية تقع إلى الشرق من مدينة  خانيونس جنوب قطاع غزة، وذكرت مصادر محلية أن تلك القوة شرعت بأعمال تسوية وتجريف للأراضي القريبة من السياج الأمني.

البدء في تجهيز «مخيمات العودة» على حدود غزة وإسرائيل تبدي «قلقا شديدا» بعد حرق الحفار وتعقد اجتماعها الوزاري المصغر
قوات الاحتلال قصفت أهدافا للمقاومة وحَذّرت من الاقتراب من الحدود وتستعد لنشر القناصة تحسبا
أشرف الهور:

لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني: غاية التغييرات الأخيرة في الحكومة الأمريكية إسقاط الجمهورية الإسلامية

Posted: 25 Mar 2018 03:22 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: اعتبر المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس النواب الإيراني حسين نقوي حسيني، الغاية من التغييرات الأخيرة في الحكومة الأمريكية بأنها إسقاط نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وخلال حديثه الخاص لوكالة «إسنا» للأنباء التابعة لوزارة العلوم والأبحاث الإيرانية، أشار إلى تعيين جون بولتون لمنصب رئيس مجلس الأمن القومي الأمريكي، وقال إن هذا التعيين وإقالة ريكس تيلرسون من منصب وزير الخارجية تم بهدف تمهيد الظروف وترتيب البيت الداخلي للإدارة الأمريكية لإسقاط النظام في إيران.
وأضاف أن واشنطن تعمل بشكل ممنهج لتحقيق غايتها في تغيير النظام في إيران، وأنها ستفرض عليهم المزيد من العقوبات وأنها ستثير ملفات عديدة منها ملفا: البرنامج الصاروخي وحقوق الإنسان بشكل متزايد، فضلاً على محاولاتها لإفساد الاتفاق النووي.
وأوضح أن الولايات المتحدة ستزيد من دعمها للجماعات المعارضة للنظام الإيراني خاصةً منظمة «مجاهدي خلق».
وطالب جهاز الدبلوماسية الإيرانية أن تأخذ بعين الاعتبار بأنه لا أمل بعد بأن تغيير الولايات المتحدة من أسلوبها وسلوكها تجاه الجمهورية الإـسلامية، وأن على الخارجية الإيرانية أن تكف عن تنازلاتها تجاه الأمريكان، وأن تعتمد سياسة ثورية أكثر صرامة وأكثر تأثيراً من ذي قبل.
وفي تقريرها عن تعيين جون بولتون، كتبت صحيفة «واشنطن بوست» المقربة من الحزب الجمهوري أن مستشار الرئيس الأمريكي في شؤون الأمن القومي لديه خطة كاملة لتغيير النظام في إيران.
وإلى ذلك، كرر ممثل الولي الفقيه وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، ما جاء في بعض وسائل الإعلام الأمريكي من مزاعم حول استلام جون بولتون أموالاً كرشوة للإطاحة بالنظام الإيراني.
وحسب وكالة «فارس» التابعة للحرس الثوري، قال شمخاني إن القدرة والمبادرة والتدبير الذكي للجمهورية الإسلامية الإيرانية سيستمر في العام الحالي بسرعة وأبعاد أوسع في صون الأمن القومي وإحباط المخططات الرامية لزعزعة استقرار المنطقة.
وأشار ممثل الولي الفقيه إلى قدرة النظام الإيراني في قمع احتجاجات الحركة الخضراء التي تلت ما قيل إنه تزوير نتائج الانتخابات الرئاسية عام 2009، ونوه إلى التحركات الممنهجة المعادية الرامية لضرب الأمن في الحدود الإيرانية مع دول أخرى وزعزعة الأمن داخل البلاد.
ولفت شمخاني إلى النهج الثابت للإدارات الأمريكية المختلفة في متابعة استراتيجية إضعاف الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمساس بها، مردفاً القول إن وجود نزعة حب العظمة والظهور لدى الرئيس الأمريكي الراهن أدى إلى ابتعاد إجراءاته وقراراته المعادية لإيران عن السلوكيات المعقدة للسابقين، وأن تبرز بما يتناسب مع نزعته الصبيانية للفت الأنظار إلى نفسه.

لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني: غاية التغييرات الأخيرة في الحكومة الأمريكية إسقاط الجمهورية الإسلامية
«واشنطن بوست»: لدى بولتون خطة شاملة لهذا الهدف
محمد المذحجي

«القسام» تجري «مناورة دفاعية» في قطاع غزة باستخدام الذخيرة الحية والصواريخ

Posted: 25 Mar 2018 03:21 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: انتشرت عناصر من كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في مناطق متفرقة في قطاع غزة، وأجروا تدريبات عسكرية، استخدمت فيها الذخيرة الحية، ضمن «مناورة دفاعية» هي الأولى من نوعها، تستمر حتي صباح اليوم الإثنين. وقال الجناح العسكري إن المناورة «مخطط لها مسبقا»، في إشارة الى أنها لا تحمل رسائل سياسية، بعد الخلاف الذي نشب أخيرا مع السلطة الفلسطينية.
وشوهد عناصر من كتائب القسام وهم يرتدون ملابس عسكرية خاصة، ويحملون بنادق رشاشة، وأخرى من النوع الثقيل، وقاذفات مضادة للدروع، في عدة شوارع في قطاع غزة، فيما جاب آخرون الشوارع على متن عربات دفع رباعي.
وسمعت في مناطق متفرقة في القطاع، أصوات إطلاق نار وانفجارات ضخمة كانت «تحت السيطرة» واستخدمت خلال المناورة العسكرية، كما أطلق مسلحو حماس صواريخ تجريبية تجاه البحر. وشملت المناورة أيضا وضع مجسمات لدبابات تشبه تلك التي تملكها إسرائيل، على مقربة من المناطق الحدودية، كما تردد أن المناورة شهدت تحليقا لطائرات استطلاعية بدون طيار، يملكها الجناح المسلح لحماس، في إحدى مناطق غزة.
ومن المقرر أن تستمر المناورة العسكرية الكبيرة للجناح المسلح لحركة حماس، حتى صباح اليوم الإثنين، من خلال تنفيذ مهام أخرى بخلاف الانتشار في الشوارع، وتنفيذ عمليات تفجير.
وكانت كتائب القسام قد أعلنت عن إجراء «مناورات دفاعية»، قالت إنه «مخطط لها مسبقاً»، تبدأ الأحد وتستمر 24 ساعة.
وقالت الكتائب في بيان عسكري «المناورة الدفاعية والتي تحمل مسمى مناورات الصمود والتحدي هي مناورات مخططٌ لها مسبقاً وستسمع خلالها أصوات إطلاق نارٍ وانفجارات».
وأضافت «سيلاحظ حركة نشطة للقوات والمركبات العسكرية خلال المناورة الدفاعية».
وعلى الأرجح جاء تأكيد الجناح المسلح لحركة حماس، بأن المناورة «مخطط لها مسبقا»، حتى تبعد ربطها بالخلافات الأخيرة التي نشبت مع السلطة الفلسطينية وحركة فتح، على خلفية تفجير الموكب، حيث تلى ذلك دعوات من السلطة تدعو لتسليم مهام الأمن كاملة في القطاع لحكومة التوافق.
وكثيرا ما أكدت حماس تمسكها بـ «سلاح المقاومة»، رافضة أن يتم الاقتراب من هذا الملف، في مباحثات المصالحة.
وكان خليل الحية عضو المكتب السياسي للحركة، قد قال في فعالية نظمها الجناح العسكري لحركته وسط قطاع غزة، ليل أول من أمس السبت لتأبين اثنين من عناصره «إن سلاح المقاومة سيحمله الأبناء والأحفاد بعد الآباء».
وأكد أن حماس «ستواصل الطريق حتى النهاية بنصر أو شهادة مشرفة»، مضيفا في حفل التأبين «نقف اليوم في وداع شهداء عظام من رجالات القسام، الذين ضحوا بأنفسهم لقطع الطريق على المتربصين بسلاح المقاومة وأنفاقها».
إلى ذلك تطرق القيادي البارز في حماس، إلى استمرار الحصار المفروض على قطاع غزة، وقال «إنه يزيدنا قوة»، لكنه في الوقت ذاته حذر العالم من «غضب الشعب».

«القسام» تجري «مناورة دفاعية» في قطاع غزة باستخدام الذخيرة الحية والصواريخ
الحية: سلاح المقاومة سيحمله الأبناء والأحفاد بعد الآباء

 إسرائيل تمنع محاضري الجامعات من إبداء مواقفهم السياسية أمام الطلاب

Posted: 25 Mar 2018 03:21 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي» : بدأت الجامعات في إسرائيل تشهد ما يذكر بالمكارثية بعد منع المحاضرين فيها من إبداء مواقفهم السياسية أمام الطلاب، وبالتزامن أدان مجلس حقوق الإنسان ممارسات الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين.
بعد حوالى سنة من العاصفة التي أثارها إعداد الميثاق الأخلاقي للجامعات، الذي كتبه البروفيسور في الفلسفة، أسا كشير، سيتحول النظام الموصى به إلى إجراء ملزم، وسيتم تطبيقه في كل جامعة وكلية في إسرائيل. ويشمل هذا الميثاق منع المحاضرين من التعبير عن آرائهم السياسية أمام الطلاب، إلا إذا كان ذلك ضروريا للدرس التعليمي، على سبيل المثال في بعض دورات العلوم السياسية.
وقد تبنى وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت هذا الميثاق، وادعى انه ليس موجها ضد أي جانب سياسي. لكن المعارضين ادعوا ان الميثاق هو محاولة لمنع اليسار من التعبير عن الرأي، ولذلك أدى الكشف عنه إلى احتجاج واسع النطاق بين الأوساط الأكاديمية. وأعلن البروفيسور الإسرائيلي يوفال نواح هراري، مؤلف الكتابين المشهورين عالميا، «ملخص ولادة البشرية» و «تاريخ الغد»، أنه إذا تم قبول الميثاق الأخلاقي، فإنه ينوي «انتهاكه بصرامة في كل محاضرة». وقال إن المبادرة «تخلق جواً من الرقابة، شرطة أفكار وخوف».
كما اعترض رئيس جامعة تل أبيب ورئيس لجنة رؤساء الجامعات، البروفيسور يوسف كليبتر، على الميثاق الأخلاقي، قائلاً: «هذه محاولة فاضحة للحد من حرية التعبير والإضرار بالسلوك الديمقراطي والأكاديمي الذي يجري حاليًا في الجامعات الإسرائيلية». وأصدرت لجنة رؤساء الجامعات بيانا رسميا، جاء فيه أن الميثاق الأخلاقي يخرق بشكل خطير وأساسي مفهوم الحرية الأكاديمية». وأعلن محاضرون آخرون» «لن تكمموا أفواهنا، سنواصل التحدث عن المسائل السياسية في الدروس».
ولكن الآن، ورغم الانتقاد الواسع، يمكن للوزير بينيت أن يسجل لنفسه مكسبا، فقد صادق مجلس التعليم العالي الذي يترأسه بينيت بصفته وزير التعليم، على تطبيق الميثاق الأخلاقي في كل الجامعات والكليات. وسيتم دمج معظم مواد الميثاق الأخلاقي في دستور الانضباط والطاعة الجامعي بحيث سيخضع أي محاضر يخفق في الامتثال لها، للعقاب.
وفي سياق الحقوق هاجمت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، مجلس حقوق الإنسان بسبب خمسة قرارات اتخذها ضد سياسة إسرائيل في الأراضي المحتلة. وقالت إن بلادها «ستواصل فحص عضويتها في المجلس». وتعتبر القرارات الخمسة رمزية في جوهرها.
وقالت مصادر في بروكسل لصحيفة «هآرتس» إن غالبية الدول الأوروبية دعمت القرارات بعد تخفيفها بشكل لا يجعلها قابلة للتطبيق فورا. كما انتقد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قرارات المجلس، وقال إنها «قرارات أخرى لا صلة لها بالواقع صدرت عن المسرح العبثي المسمى «مجلس حقوق الإنسان». وتابع في تصريحات دعائية «حان الوقت لتغيير اسم المجلس إلى مجلس القرارات ضد الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط».
ويضم المجلس 47 دولة منتخبة لمدة ثلاث سنوات، والولايات المتحدة هي عضو فيه حاليا، بينما إسرائيل ليست عضوا ومع ذلك لها سفيرة تعمل مقابل المجلس في جنيف. وتشمل القرارات التي اتخذها المجلس في جنيف، دعوة لصب محتوى عملي في القرار 2334، الذي ينص على أن المستوطنات غير قانونية. ويدعو القرار الدول إلى إدانة التوسع في المستوطنات والتمييز بين إسرائيل والأراضي التي احتلتها عام 1967، بما في ذلك المقاطعة الاقتصادية للمستوطنات. وعارضت الولايات المتحدة وأستراليا والمجر وتوغو هذا القرار، فيما امتنعت بريطانيا وكرواتيا وجورجيا وبنما ورواندا وسلوفاكيا وأوكرانيا عن التصويت. وتسعى قرارات أخرى إلى تعزيز الاعتراف بهضبة الجولان على أنها أرض محتلة وتدعو إسرائيل إلى الامتناع عن توسيع البناء والاستيطان فيها، والاعتراف بحق الفلسطينيين في تقرير المصير، و»ضمان العدالة» في مواجهة انتهاكات القانون الدولي في الأراضي المحتلة وفي القدس الشرقية، بما في ذلك الدعوة إلى فرض حظر بيع الأسلحة لإسرائيل. ويدعو القرار الخامس إلى حماية حقوق الإنسان في الضفة الغربية وقطاع غزة، وفقاً للاتفاقيات الدولية، ويدين عدم تعاون إسرائيل مع لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة بشأن عدوان «الجرف الصامد» عام 2014.
وانتقد وزير الأمن افيغدور ليبرمان القرارات، ودعا إسرائيل إلى الانسحاب منه وكتب على حسابه في تويتر: «ليس لدى إسرائيل ما تبحث عنه في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. عندما كنت في الماضي وزيراً للخارجية اتخذت قراراً بترك المجلس، ولكن للأسف عندما أنهيت منصبي، عدنا إلى هناك. وجودنا هناك يضفي الشرعية على قرارات معاداة السامية ويجب أن تتوقف هذه المهزلة».

 إسرائيل تمنع محاضري الجامعات من إبداء مواقفهم السياسية أمام الطلاب
يحدث في «واحة الديمقراطية» في الشرق الأوسط:
وديع عواودة:

محتجون في مدينة الداخلة ردّدوا شعارات مؤيدة للبوليساريو

Posted: 25 Mar 2018 03:20 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: قالت مصادر إعلامية مغربية أن احتجاجات عرفتها مدينة الداخلة/ أقصى الجنوب المغربي، مساء السبت – الأحد من دون أن تذكر أسباب هذه الاحتجاجات إلا أنها أشارت إلى أن المحتجين ردّدوا شعارات تؤيد جبهة البوليساريو التي تسعى إلى انفصال الصحراء الغربية عن المغرب وإقامة دولة مستقلة عليها.
وقال موقع هسبرس أن عدداً من الأشخاص تسببوا في فوضى عارمة في مدينة الداخلة، الحاضرة الكبرى في إقليم وادي الذهب، ليلة السبت – الأحد، بعدما قاموا بوضع متاريس وسط الطريق، مرددين شعارات ضد الوحدة الترابية للمغرب.
ونقل الموقع عن شهود عيان أن المحتجين والتي ترواح أعمارهم بين 16 و24 سنة، وضعوا حواجز على الطريق في شارع المسجد في الداخلة، من بينها أسطوانات غاز انفجرت من دون تسجيل أي إصابات، كما قاموا برشق الأمنيين بالحجارة وان المتجمهرين تفرقوا فور وصول قوات الشرطة التي انتشرت في شوارع المدينة من دون أن يتم توقيف أي أحد، فيما تم تسجيل إصابة موظف شرطة بجرح بسيط.

محتجون في مدينة الداخلة ردّدوا شعارات مؤيدة للبوليساريو

البشير: السودان أصبح قلعة للتدريب العسكري تحت إشراف ضباطنا

Posted: 25 Mar 2018 03:20 PM PDT

الخرطوم ـ «القدس العربي»: امتدح الرئيس السوداني، عمر البشير، أمس الأحد، القوات المسلحة لبلاده، مشيراً إلى أن «السودان أصبح قلعة للتدريب تحت أشراف مباشر من الضباط السودانيين».
وحسب موقع «سودان تربيون»، تفتح الكلية الحربية السودانية منذ سنوات أبوابها لتدريب الطلبة الحربيين والضباط من دول الخليج ودول أفريقية مجاورة، كما أجرت عدة جيوش في المنطقة مناورات عسكرية مشتركة مع الجيش السوداني.
وقال البشير، أثناء احتفال الجيش باعتماد إجراءات التسليم والتسلم بين رئيس الأركان المشتركة السابق الفريق أول ركن عماد الدين عدوي، والفريق أول ركن كمال عبد المعروف رئيس الأركان المشتركة، إن «القوات المسلحة السودانية ظلت تشكل قناعة راسخة إقليميا ودوليا بقدرتها وكفاءتها ليصبح السودان قلعة للتدريب تحت أشراف مباشر من الضباط السودانيين».
ودعا إلى «الاستمرار بذات النهج والتميز للقوات المسلحة عبر خطة تطويرها للفرد والمعدات وبيئة العمل لتكون قوة رادعة لتأمين السودان بدون قتال».
وأكد أن «القادة الذين تم تكليفهم قادرون على تنفيذ هذه المهمة».
وامتدح «دور القوات المسلحة في المحافظة على أمن واستقرار البلاد».
وأشاد بـ«أداء هيئة الأركان التي ترجلت والانتصارات التي حققتها داخليا وخارجيا من خلال المشروعات المشتركة التي شاركت فيها».
ومنح البشير رئيس الأركان المشتركة وأعضاء رئاسة الأركان السابقين وسام النيلين من الطبقة الأولى ودرع القائد الأعلى «وفاءً وتقديرا لما قدموه للقوات المسلحة وللوطن طيلة فترة عملهم».

البشير: السودان أصبح قلعة للتدريب العسكري تحت إشراف ضباطنا

محكمة أردنية تصادق على إعدام المتهم الرئيسي في «قضية الركبان»

Posted: 25 Mar 2018 03:20 PM PDT

عمان – «القدس العربي»: صادقت محكمة التمييز في الأردن، مساء أمس، على إعدام المتهم الرئيس في قضية الركبان شنقاً حتى الموت، والأشغال الشاقة المؤبدة لثلاثة متهمين آخرين في قضية تفجير إرهابي بمخيم الركبان أدى لمقتل وإصابة جنود في الجيش الأردني. وحسب وكالة الأنباء الأردنية الرسمية «بترا» فقد «صادقت محكمة التمييز، أعلى هيئة قضائية في المملكة، على إعدام المتهم الرئيس بقضية الركبان نجم عبد الله العمور شنقا حتى الموت، والأشغال الشاقة المؤبدة لثلاثة متهمين آخرين».
وحسب الوكالة «اعترف العمور بتجنيد المتهمين الثاني إلى الخامس لحساب تنظيم داعش الإرهابي للقيام بعملية إرهابية في الركبان، وتكليفهم بجمع معلومات عن سرية الجيش الأردني المقابلة لمخيم الركبان السوري على الحدود الأردنية السورية، وتصويرها، وتصوير مداخلها، وتزويد عصابة داعش الإرهابية بالمعلومات والصور بواسطته، وذلك لتمكين التنظيم الإرهابي من استهداف السرية بعمل إرهابي من خلال التفجير».
وانطلق الانتحاري بالسيارة المفخخة، حسب إرشادات العمور باتجاه سرية الجيش الأردني، فتمكن من الوصول إلى مقر السرية، وأقدم على تفجير السيارة المفخخة، ما أدى لمقتل سبعة أفراد من الجيش الأردني، وإصابة عدد آخر، وإلحاق الضرر بممتلكات ومباني وآليات السرية، وتصوير العملية الإرهابية من المتهم الرئيس في القضية عبر هاتفه النقال، الذي أرسلها عبر تطبيق الواتس آب إلى عصابة داعش الإرهابية، لتبني العملية، وإرسال مكافآت مالية إلى المجرمين من الأول حتى الرابع.
وقررت المحكمة حسب موقع عمون الاخباري في جلسة لهيئة خماسية الأحد برئاسة نائب رئيس المحكمة القاضي محمد الإبراهيم، وعضوية القضاة ناجي الزعبي وياسين العبداللات وباسم المبيضين وماجد العزب، رد التمييز شكلاً لتقديمه خارج المدة القانونية، ونقض القرار المطعون فيه من جهة إعلان عدم مسؤولية المتهم الخامس عن جناية استيراد مادة مخدرة بقصد الاتجار بالاشتراك، المسندة إليه، وإعلان براءته من هذه التهمة، فيما أيدت المحكمة القرار المطعون فيه فيما عدا ذلك، وقررت إعادة الأوراق إلى مصدرها.
وقضت محكمة أمن الدولة في 4 كانون الأول 2017 بإعدام المتهم الرئيس والأشغال الشاقة المؤبدة لثلاثة متهمين آخرين، والحكم بالسجن لمدة عامين بحق المتهم الخامس في القضية، ليتقدم محامي المتهمين في 4 كانون الثاني المنصرم، أي بعد فوات المدة القانونية المحددة في القانون للطعن في الحكم، بطعن تمييزي، أوجب رده شكلاً، ورفع النائب العام لدى محكمة أمن الدولة أوراق الدعوى إلى محكمة التمييز سندا للمادة 9/ب/ج من قانون محكمة أمن الدولة لكون الحكم المطعون فيه مميزاً بحكم القانون.

محكمة أردنية تصادق على إعدام المتهم الرئيسي في «قضية الركبان»

شيخ نيجيري: بوكوحرام تستخدم تموراً سحرية لتسخير البنات المختطفات

Posted: 25 Mar 2018 03:19 PM PDT

نواكشوط – «القدس العربي»: كشف شيخ نيجيري مختص في الشعوذة والسحر أمس أمام ندوة حول التطرف الديني منظمة في داكار عن استخدام حركة بوكوحرام الإرهابية النيجرية تموراً مسحورة لتسخير الفتيات اللائي اختطفهن مؤخراً.
وأكد الشيخ الذي صدقه خبراء من النيجر مشاركون في الندوة «أن حركة بوكوحرام تستخدم سلاحا سحريا قويا في مواجهتها لخصومها في نيجيريا والنيجر».
وأكد مولاي حسن رئيس قسم البحوث في جامعة نيامي المشارك في الندوة «أن مشائخ من مدينة ديفا في النيجر قد استغلوا من طرف الحركة لتحضير سحر يجذب الفتيات المختطفات للحركة»، حسب قوله.
وكانت الفتيات المختطفات من طرف الحركة قد أكدن في مقابلات تلفزيونية بعد إطلاق سراحهن تعلقهن بالحركة وبأن قلوبهن مربوطة رغماً عنهن بالحركة، وهو ما فسره المشايخ بأنه تسخير لهن بسحر تجعله الحركة في تمور تقدمها للمختطفات.

شيخ نيجيري: بوكوحرام تستخدم تموراً سحرية لتسخير البنات المختطفات

تهجير الآلاف من الغوطة… ومصير آخر منطقة للمعارضة المسلحة مجهول

Posted: 25 Mar 2018 03:19 PM PDT

دمشق – «القدس العربي» : يوشك النظام السوري على بسط سيطرته على كامل الغوطة الشرقية آخر معاقل المعارضة المسلحة في محيط دمشق، بعد الاتفاقين الأخيرين اللذين تم ابرامهما بضمانة روسية، مع كل من حركة أحرار الشام الإسلامية وفيلق الرحمن، لإفراغ حرستا وبلدات القسم الجنوبي من الغوطة الشرقية من جميع المقاتلين مع عوائلهم، وترحيلهم إلى مناطق سيطرة المعارضة شمالي سوريا، فيما يبقى مصير مدينة دوما شمالي الغوطة، التي يسيطر عليها جيش الإسلام مجهولاً وسط مفاوضات وصفت بـ»الشاقة» تجريها اللجنة المعنية مع الجانب الروسي.
بيد ان روايات متطابقة تفيد بأن المفاوضات بشأن مدينة دوما قد تفضي إلى عقد مصالحة مع النظام السوري تحول دون تهجير المدنيين والعسكريين منها، على ان تعود المؤسسات الحكومية للعمل ضمن المدينة مع نشر شرطة عسكرية روسية في محيطها، فيما فُسح المجال لتنظيم «الدولة» كي يتوسع في أحد أصغر الجيوب في ريف دمشق الجنوبي، لتبقي بذلك روسيا حسب محللين على ذريعة محاربة الإرهاب التي يرمز إليها بتنظيم «داعش».
أمام هذا الواقع يقترب النظام السوري من طي آخر سجلات المعارضة المسلحة التي هددت عرش حكمه المتهالك على مدار سبع سنوات، إلا ان تدخل كل من الروس لأطماع اقتصادية وعسكرية واستراتيجية، وايران لاطماع طائفية توسعية، قلب موازين القوى على الأرض.

ضمانة موسكو

وبالرغم من دخول موسكو في دور الضامن لكل الاتفاقيات التي عقدت مع المعارضة المسلحة، والتي اسفرت عن تسمية اهم معاقل المعارضة المسلحة بمناطق «خفض التصعيد» خدمة النظام السوري، بدءاً من درعا جنوبي سوريا مروراً ببلدات جنوبي دمشق وريف العاصمة الشرقي «الغوطة الشرقية»، وصولاً إلى ريف حمص الشمالي وإدلب، ثم اثمرت تلك الجهود في تهجير المناطق المذكورة باستثناء ادلب التي باتت توصف بانها «أرض المحشر» الا ان ذلك لم يثنِ موسكو عن الدور الاجرامي في قتل وتنكيل المحاصرين في تلك المناطق تحت مظلة «خفض التصعيد» مستخدمة صنوف الأسلحة والقنابل الحارقة والشديدة الانفجار المحرمة دولياً، سيما أنها جهّزت لذلك البوارج والمدمرات والغواصات إضافة للطيران الحديث لقصف الأحياء المدنية ما أوقع مجازر مروعة، وخلّف دماراً هائلاً، ولعل افظع جرائهما الهمجية تجلت باستهداف المشافي وقوافل الإغاثة والمساجد والتجمعات السكنية، وأفضت أخيراً إلى اجبار أهالي تلك المناطق على القبول بالتهجير والخروج من ارضهم إلى غير رجعة، وترسيخ الاحتلال الروسي والإيراني في سوريا.
ميدانياً وصلت القافلة الأولى لمهجري القسم الجنوبي من الغوطة الشرقية او يعرف باسم «القطاع الأوسط» امس الاحد، إلى قلعة المضيق في ريف حماة الغربي، وحسب مصادر إعلامية من المهجرين لـ»القدس العربي» فإن القافلة ضمت 17 حافلة غادرت من مدينة عربين باتجاه مناطق سيطرة المعارضة شمال غربي سوريا، تحمل 994 فرداً من مقاتلي المعارضة مع عائلاتهم، من أهالي حي جوبر ومدينة عربين وبلدتي عين ترما وزملكا، على ان تتم العملية حتى إتمام ترحيل نحو 7 آلاف شخص من أهالي المنطقة.
وكان وقد وصل إلى مناطق الشمال السوري خلال الأيام الفائتة بعد اتفاق تهجير حرستا قرابة 5 آلاف شخص بينهم حوالي 1500 مقاتل من حركة «أحرار الشام الإسلامية».
الناشط الإعلامي «أسامة المصري» من مهجري الغوطة في القافلة الأولى أوضح في اتصال مع «القدس العربي»، ان خطة اخلاء القطاع الأوسط تقضي بإخراج دفعات عدة على ان تضم الأولى 17 حافلة، تقل 994 شخصاً، برفقة 5 سيارات اسعاف تقل 15 حالة طبية على ان تكون نقطة التبادل في قلعة المضيق، ومنطقة الاستقرار في معرة النعمان.
مشيراً إلى ان عدة منظمات تعهدت بنقل الاهالي من نقطة التبادل إلى اماكن الاستقرار، في ظل رعاية طبية من قبل 9 سيارات اسعاف تابعة لمنظومة الاسعاف المركزية «صحة ادلب»، و5 سيارات تابعة لمديرية صحة حماة، و3 سيارات من الهلال الأحمر القطري، كما تعهد الهلال الاحمر السوري بتقديم سيارات اسعاف مع وجبات ضيافة، مع فتح المجال امام المنظمات الإنسانية والاغاثية والطبية في ممارسة عملها.

قوافل تمر بطرطوس

وقال مصدر عسكري مطلع لـ»القدس العربي» ان القافلة الأولى التي خرجت من القطاع الأوسط، والتي ضمت نحو 1000 شخص، مرت بمناطق سيطرة النظام في الساحل السوري، وتوقفت في مدينة طرطوس التي تعرف بانها «محمية روسية» حيث تم تفتيش معظم الحافلات.
واكد المصدر ان ميليشيات النظام دخلت الحافلات وصادرت الكثير من ذخائر المقاتلين، مضيفًا «لم تكن هذه هي خارطة الطريق، لكن النظام تعمد بذلك اذلال المقاتلين بعد نجاحه بمساندة دولية من اخراجنا من أرضنا».
فيما نفى المتحدث الرسمي باسم فيلق الرحمن وائل علوان الحادثة، مشيراً إلى عدم وجود أي مشكلة في سير القافلة، عازياً سبب تأخيرها في الوصول إلى قلعة المضيق إلى البطء في سير القافلة. وقال علوان «لم يحصل اي مشكلة باستثناء توقف بسيط في عربين» نافياً تفتيش المدنيين او مرور القافلة بطرطوس، مشيراً إلى ان القافلة سلكت طريق جبلة وصولاً إلى قلعة المضيق.
وأضاف «تريثنا لتحسين شروط الرحلة وحصلنا بشكل أولي ان يتواجد شرطي روسي بكل باص لكف حقارة عناصر النظام على الناس، ولا تزال المفاوضات، والأمور تسير للأحسن في هذا السياق».

اعتقال 150 شاباً

وأكد المسؤول الشرعي لدى جيش الإسلام ان قوات النظام السوري اعتقلت يوم السبت، 150 شاباً من أهالي مدينة سقبا في الغوطة الشرقية، بعد انسحاب فصائل المعارضة من المنطقة، وقال عبر حسابه الرسمي «ما فعلته عصابات النمر بأهلنا في سقبا وغيرها…أعطوهم الأمان ثم غدروا بهم واعتقلوا 150 من شبابهم، فالأسد وأزلامه لا دين لهم ولا عهد».
مصدر ميداني مطلع من أهالي مدينة سقبا قال لـ»القدس العربي» ان لجنة المفاوضات حصلت على ضمانات من قوات العميد «سهيل الحسن» الملقب بـ النمر قبيل دخولهم إلى مدينة سقبا، من ضمنها تعهدوا بعدم ممارسة عمليات الاعتقال، وعدم اخراج أي شخص إلى دمشق لتسوية وضعه، وانما تتم التسوية للشبان داخل المدينة، كما تعهدوا بعدم القيام بأي عملية مداهمة، ومع حلول اليوم الخامس من الاتفاق طلب النظام اجتماعاً مع اللجنة وبلغوها «اننا نحن قوات النمر دخلنا إلى سقبا وانتهت مهمتنا، سنخرج وسوف يدخل الامن العسكري تفاهموا معه» وبعد دخول الامن العسكري داهم عشرات البيوت واعتقل 150 شاباً.
وفي آخر نقطة للمعارضة في ريف دمشق، قال «جيش الإسلام» آخر فصائل المعارضة في الغوطة الشرقية، إنه لن يخرج من مدينة دوما التي يسيطر عليها، وقال عصام بويضاني قائد التشكيل في تسجيل صوتي بثه على عبر وسائل التواصل، إن فصيله «ثابت» ولن يخرج، معتبراً أن وجود مقاتليه بالقرب من دمشق نصر للثورة السورية وأنه يجب الحفاظ على هذه القوة.
ورأى، أن الحملة العسكرية الحالية على الغوطة مؤقتة وسيعقبها «نصر عظيم» وأن جيش النظام يخطط بعد انتهائها للتوجه نحو درعا وإدلب، داعيًا فصائل درعا إلى مؤازرته في الغوطة.
المعارض السوري جاسر عبارة كتب على صفحته «ألفت نظر جيش الإسلام من وجهة نظر قانونية بحتة، فإن اي قصف لدوما من قبل روسيا الان يعتبر مخالفة لنص قرار مجلس الامن 2401 وذلك لان الثغرات التي في القرار سدت بخروج النصرة والفيلق وان جيش الإسلام غير مضطر لعقد اتفاق جديد مع روسيا او النظام، وروسيا ملزمة بتنفيذ تعهداتها واتفاقاتها في استانة والقاهرة».

تهجير الآلاف من الغوطة… ومصير آخر منطقة للمعارضة المسلحة مجهول
مصدر عسكري لـ «القدس العربي»: تفتيش قوافل المهجرين في طرطوس
هبة محمد

كركوك تحت خطر تنظيم «الدولة»: استهداف عناصر أمنية و نصب كمائن وحواجز وهمية

Posted: 25 Mar 2018 03:18 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: لا يزال الوضع الأمني في مدينة كركوك هشاً، فرغم انتشار القوات الحكومية فيها، ما يزال تنظيم «الدولة الإسلامية»، يهدد الأمن والاستقرار، عبر عمليات، آخرها، تنظيم الإعدام بـ6 عناصر في الشرطة الاتحادية.
وأرجع محافظ كركوك، راكان سعيد الجبوري استمرار قيام جيوب من عناصر تنظيم الدولة بتهديد الأمن والاستقرار في محافظته بما وصفه بـ«عملية التحرير السريعة لكركوك». وشدد على أنه رغم النجاحات التي تحققها القوات الأمنية فإن استكمال تطهير المحافظة لن يكون سهلا وسيحتاج وقتا.
وأوضح: «خلال عملية تحرير كركوك (250 كلم شمال بغداد)، التي كانت سريعة، نجح عناصر التنظيم في الاختباء، وساعدهم على ذلك ما يتوافر في كركوك من تضاريس ومناطق جبلية… هذا برأيي ما سهل ظهورهم وتهديدهم لكركوك مجددا… ونتيجة لاختبائهم طيلة الوقت لا يمكن إعطاء تقدير و لو نسبي لعددهم في المحافظة».
وشدد على أن جهود الحكومة في بغداد والسلطات المحلية في المحافظة لم تتوقف، وقال: «هناك بالفعل نجاحات، ولكن بالنهاية القضاء على عناصر التنظيم لن يكون سهلا وإنما يحتاج لوقت… ونؤكد أن الجهود مستمرة لملاحقة كافة الجيوب والخلايا النائمة لداعش».
واستطرد: «معظم عمليات تنظيم الدولة حاليا، وتحديدا التي يتم فيها اصطياد عناصر أمنية من خلال نصب الكمائن والسيطرات الوهمية، تتم في مناطق حدودية بين كركوك ومحافظات أخرى، وأكثرها يقع في مناطق تتبع بالأساس محافظة صلاح الدين كمنطقة قضاء الطوز، ولكن يتم نسبها خطأ على محافظة كركوك».
وفيما يتعلق بعملية عودة النازحين وإعادة الإعمار، قال المحافظ: «ما تحقق من إعادة الإعمار هو نسبة ضعيفة لعدم وجود مخصصات… لدينا 116 قرية مهدمة بشكل كامل ولدينا مناطق وقطاعات كثيرة متضررة… وقد تم إرسال تفاصيل ذلك وتقديرات بحجم الأموال التي نحتاجها إلى بغداد لدراستها في اللجان المشكلة للمناطق التي تم تحريرها من داعش… أما فيما يتعلق بالنازحين فيمكن القول إنه حتى الآن تمكن ما يقرب من 75٪ منهم من العودة بالفعل لمناطقهم».
وحول الاستعدادات الأمنية لتأمين المقار الانتخابية للانتخابات التشريعية المقررة في أيار/مايو، خاصة في ظل المخاوف من أن يستغل تنظيم الدولة الانتخابات لشن هجمات على تلك المقار لترويع المدنيين، قال: «عملية التأمين ستجري وفقا لخطط وضعتها القوات الحكومية، وسيتم فيها تأمين كافة المقار».

فيديو الإعدام

أظهرت صور ومقطع فيديو مجموعة مسلحة، تنتمي لتنظيم «الدولة الإسلامية»، وهي تعدم عدداً من عناصر الشرطة الاتحادية، اختطفتهم الأسبوع الماضي، رمياً بالرصاص، قرب كركوك.
وعلمت «القدس العربي» من مصادر متطابقة ـ أمنية ومحلية، إن التنظيم أعدم 8 من أفراد قوات الشرطة الاتحادية، بعد أن تم خطفهم من منطقة سرحة، على طريق طوزخورماتو ـ العظيم، ليل الأربعاء الماضي، بالتزامن مع الهجوم المسلح الذي استهدف مدنيين وأوقع 6 قتلى و15 جريحاً، في «الحاجز الوهمي» على طريق طوزخورماتو ـ داقوق، الموازي لسلسلة جبال حمرين.
قائد قوات الشرطة الاتحادية، الفريق رائد شاكر جودت، نعى في بيان أصدره عقب انتشار صور تنفيذ عملية الإعدام، عناصر الشرطة، محذّراً من «النوايا الإجرامية للعناصر الإرهابية».
وقال، في بيان، «أقدم العدو الإرهابي الجبان على قتل أسرانا الذين تم اختطافهم وهم عزل من السلاح، وبعد أن عجز في مواجهة فرسان الشرطة الاتحادية مواجهة الرجال للرجال، وانهزم أمام صولاتهم البطولية في الموصل وتلعفر والشرقاط والحويجة، لجأ إلى عمليات الغدر والاعتداء على المدنيين والمنتسبين العزل من السلاح».
وأضاف: «بكل فخر، نزف هذه الكوكبة من الشهداء الميامين لتلتحق بقافلة المجد والخلود من شهداء العراق الذين سطروا اروع الملاحم البطولية خلال معارك تحرير العراق، واذاقوا الإرهاب مرارة الهزيمة والخذلان، وكان شهداؤنا المغدورين في مقدمة الفرسان المحررين لمدينة الموصل».
وفي الوقت الذي عزّى فيه القائد العسكري، «عائلات الشهداء والشعب العراقي»، دعا المقاتلين إلى «توخي الحذر وعدم الركون للطمأنينة واعتماد اليقظة وترصد المخاطر ونوايا العدو الغادر الجبان»، وأيضاً دعا قواته إلى «مطاردة فلول الإرهاب المتبقية، وتدمير أوكارهم وخلاياهم المسمومة بكل عزيمة وثبات واقتدار».
وخاطب عائلات الضحايا، قائلاً: «(…) أنتم من أنجبتم البواسل الذين دافعوا عن كرامة الوطن وعزته ومقدساته، لقد اصطفاكم الله لتكونوا قدوتنا في العطاء والتضحية في سبيل الوطن والدين».
كما وجه حديثه للشعب العراقي: «عدوكم الإرهابي الجبان مازال يترصد بكم الدوائر ويحيك النوايا الاجرامية رغم هزائمه واسقاط دولته المزعومة على يد أخوانكم أبطال الشرطة الاتحادية وباقي الصنوف في قواتنا المسلحة، لذلك ندعوكم إلى مساندة قواتكم البطلة وعدم السماح للمتصيدين في استهداف معنويات المقاتلين وأدعوكم للتلاحم والتكاتف والوقوف صفاً واحدا».

عمليات نوعية

مؤسسة انقاذ التركمان «غير الحكومية»، أقرّت بتواجد عناصر التنظيم، إضافة إلى ما يسمى «الرايات البيضاء» في أطراف طوزخورماتو ومحافظة كركوك، وطالبت الحكومة بتنفيذ عملية تحرير أسوة بعمليات نينوى والأنبار وصلاح الدين.
وقال، نائب رئيس المؤسسة مهدي البياتي، لـ«القدس العربي»، «بعد تبني تنظيم الدولة الإرهابي إعدام 8 من أفراد الشرطة الاتحادية أثناء وقوعهم في سيطرة وهمية للتنظيم، على طريق بغداد ـ كركوك، مساء الثلاثاء الماضي، وتحديدا بانحدار مناطق قرب سلاسل جبل حمرين، فإن هذه العملية الإجرامية خير دليل على كلامنا ومناشداتنا السابقة بأن التنظيم مدعوما من الجماعات الرايات البيضاء (الأنفصالية)، لا يزالون متواجدين وبكثافة في أطراف طوزخورماتو وأمرلي على انحدار سلاسل جبل حمرين، وأيضا في محافظة كركوك وضواحيها من الحويجة والرياض وغيرها، ينفذون عمليات نوعية بين فترة وأخرى تطال المدنيين وأفراد الشرطة والجيش والحشد الشعبي».
وأكد، أن هذه المناطق «لا تزال مليئة بالجيوب وخلايا إرهابية نائمة للتنظيمين»، مشيراً إلى أن «العمليات العسكرية الأخيرة التي انطلقت لتطهير وتحرير مناطق خلف سلاسل جبل حمرين (…) كانت شكلية لم تجد نفعاً».
ودعا، الحكومة والمؤسسات الأمنية إلى ضرورة «إطلاق عمليات عسكرية نوعية، أسوة بعمليات تحرير الموصل والانبار وصلاح الدين». كما طالب هيئة «الحشد الشعبي» إلى «إرجاع قطعاتها العسكرية لمسك الأرض في مناطق أطراف طوزخورماتو وكركوك، ومن أبناء المدينة، خشية تكرار مسلسل العمليات الإرهابية الداعشية في مناطق شمال العراق، وخصوصاً قبل الانتخابات النيابية».
ورفض أن «تكون كركوك وطوزخورماتو وبقية المناطق سلعة انتخابية رخيصة، بيد أي جهة أو تيار أو كيان سياسي لإرضاء جهة على حساب جهة أخرى».

تقصير حكومي

أما مفوضية حقوق الإنسان، فطالبت السلطات العراقية بفتح تحقيق في الحادث، متهمة الحكومة الاتحادية في «التقصير» في حماية المدنيين على المارين على طريق بغداد ـ كركوك.
المتحدث باسم المفوضية، علي البياتي، قال في بيان: «المفوضية تستنكر بشدة هذه الجريمة وتقدم أحر التعازي للشعب العراقي ولذوي الشهداء»، مؤكداً أن «هناك تقصيراً واضحاً من الحكومة في حماية المدنيين المارين في هذا الطريق (بغداد ـ كركوك)، وحماية أفرادها المقاتلين المرابطين في ساحة القتال أثناء عودتهم».
وأضاف: «عملية اختطاف أفراد الشرطة الاتحادية جرت قبل أيام (…) والجهد الإستخباري فشل في تعقب أثرهم، كما ولم تنفذ أي عملية حقيقية لإطلاق سراحهم»، مشدداً على أن «رمي الكرة في ساحة داعش فقط من دون تشخيص للمسبب، يعد فشلاً آخر للمؤسسة الاستخباراتية والأمنية، خاصة أن الدولة أعلنت أن الحرب مع داعش انتهت بهزيمة هذه العصابات».
واعتبر أن هذه الحوادث التي ارتفعت وتيرتها خلال الأيام الأخيرة، ربما تكون قد «نفذتها عصابات محلية خسرت نفوذها بعد تطبيق خطة فرض القانون في المنطقة ولكنهم تركوا من دون أي عقاب أو حساب أو متابعة»، في إشارة لميليشيات مسلحة تابعة لأحزاب كردية، وكان لها دور في كركوك قبل أحداث تشرين الأول/ أكتوبر 2017.

تشكيك في مسؤولية «الدولة»

وفور انتشار مقطع الفيديو والصور التي توثّق لحظة اعدام المخطوفين، شكك مصدر أمني رفيع أن يكون الحادث مرتبطا بتنظيم «الدولة الإسلامية»، مشدداً على أهمية التركيز على الجهد الاستخباري. وعلمت «القدس العربي»، من المصدر، وهو ضابط رفيع فضل عدم الكشف عن هويته، إن «التنظيم لا يستعمل كلمة (مرتد) مع من ينتمي للقوات الأمنية والجيش والحشد الشعبي»، موضحاً أن «التسمية تُطلق على المنتسبين في القوات الأمنية من المكون السنّي. الحادث لا يحمل بصمة داعش».
وأضاف: «الصور تظهر أن السلاح الذي يحمله المسلحون أمريكي الصنع. ومن الصعب حالياً أن يصل مثل هكذا سلاح إليهم (…) ربما يمتلكون أسلحة روسية أو صينية كحدٍ أقصى، في هذه الفترة»، مشيراً إلى أن «الزي الذي يرتدونه جديد ونظيف، إضافة إلى الأحذية، التي تبيّن إنهم يرتدونها لأول مرة، في حين أن المنطقة التي يتواجدون فيها صحراوية».
وطبقاً للمصدر فإن «المواقع الرسمية للتنظيم لم تنشر مقطع الفيديو أو الخبر، باستثناء رابط نشر على صفحة إلكترونية باسم ولاية كركوك. وهذا ضعيف وغير موثوق».
ورأى أن «هناك جهات تحاول اللعب بالأوضاع، من خلال ربط الملف الأمني بالملف السياسي، لأغراض انتخابية»، مطالباً القوات الأمنية بـ«تكثيف جهودها في هذه المناطق، والتركيز على الجانب الاستخباري».

تفجيرات

في الأثناء، أعلن مركز الإعلام الأمني، برئاسة العبادي، وقوع «اعتداء إرهابي بواسطة عبوة لاصقة كانت موضوعة أسفل سيارة نيسان في شارع المحافظة قرب غازي مول في كركوك»، مبيناً أن التفجير أسفر عن «إصابة 3 مدنيين كمعلومات أولية عن الحادث».
كذلك، أصدر المركز، توضيحاً بشأن قيام عناصر التنظيم بتفجير ضريح ديني في قضاء داقوق جنوبي كركوك.
وقال، في بيان، إن «ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن إقدام عصابات داعش الإرهابية على تفجير ضريح إسلامي صوفي في تل حمى جنوب شرقي قضاء داقوق في محافظة كركوك، لا أساس له من الصحة».
وأضاف أن «المعلومات المؤكدة هي انفجار عبوة ناسفة داخل مقبرة (10 كم غرب داقوق) استهدفت قبراً وليس مرقدا ؟ زيبار الكيكائي»، مبيناً أن «الحادث لم يسفر عن تفجير القبر بل كانت هناك اضرار في الجدار الخارجي له، علما أن القوات الأمنية توصلت إلى خيوط مهمة عن المتهمين الذين اقدموا على تفجير هذه العبوة».

كركوك تحت خطر تنظيم «الدولة»: استهداف عناصر أمنية و نصب كمائن وحواجز وهمية
الجبوري: استكمال تطهير المحافظة لن يكون سهلا وسيحتاج وقتا
مشرق ريسان

هيئات سياسية ونقابية مغربية تقرر النزول إلى الشارع للتضامن مع معتقلي جرادة

Posted: 25 Mar 2018 03:18 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: أقرت هيئات سياسية ونقابية وحقوقية مغربية، أشكالاً متعددة من الاحتجاجات لدعم «حراك جرادة»، معلنة نزول قياداتها ومناضليها، خاصة من الجهة الشرقية، بكثافة يوم الاحد المقبل 2 نيسان/ أبريل المقبل، للتعبير عن التضامن مع المعتقلين المتابعين والمطالبة بإطلاق سراحهم.
وقال بلاغ مشترك، وقّعته أحزاب فدرالية اليسار الديمقراطي (حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، حزب المؤتمر الوطني الاتحادي، والحزب الاشتراكي الموحد)، حزب النهج الديمقراطي، الكنفدرالية الديمقراطية للشغل، الجمعية المغربية لحقوق الانسان، الجامعة الوطنية للتعليم والتوجه الديمقراطي، وجمعية أطاك المغرب، أن هذه الخطوات تأتي «للاحتجاج على القمع الهمجي الذي يتعرض له المواطنات والمواطنون في جرادة ومناطق أخرى، والاعتقالات والمتابعات الكيدية في حق الناشطين».
وتعرف منطقة جرادة شمال/ شرق المغرب احتجاجات منذ منتصف كانون الاول/ ديسمبر الماضي على أثر مقتل شقيقين من عمال مناجم الفحم المنتشرة في المنطقة، وتحولت الاحتجاجات الى مطالب اقتصادية واجتماعية وتنموية أُطلق عليها «بديل اقتصادي» وقام رئيس الحكومة الدكتور سعد الدين العثماني في شباط/ فبراير الماضي بزيارة للمنطقة وقدم رؤية حكومية ووعوداً بالتنمية إلا أن الاحتجاجات تصاعدت بعد اعتقال السلطات ناشطين بالحراك.
وتعقد الهيئات ندوة صحافية يوم الجمعة المقبل في مقر النقابة الوطنية للصحافة في الرباط، حيث ستعلن عن خوض مجموعة من الخطوات النضالية الداعمة للحراك، مطالبة كل التنظيمات والفعاليات الديمقراطية للالتحاق بهذه المبادرة النضالية الوحدوية.
وأكدت الهيئات السياسية في بلاغها الذي ارسل لـ«القدس العربي» أن مبادرتها جاءت «بعد وقوفها على أسباب تعدد وتواتر الحركات الاحتجاجية الشعبية ذات المطالب الاقتصادية والاجتماعية، ولجوء الدولة للمقاربة الأمنية القمعية أمام عجزها عن تقديم أجوبة للمطالب المشروعة، وإصرارها على نهج سياسات لاديمقراطية ولااجتماعية تجهز على المكتسبات وتعمق الفوارق الطبقية والمجالية، في ظل ردة حقوقية وضرب متصاعد للحريات».
ووقّعت في وقت سابق من الاسبوع الماضي أكثر من 70 هيئة ومنظمة مغربية ودولية، عريضة تضامنية مع ساكنة جرادة تحت عنوان «جرادة: المدينة الضحية، ماذا تريد السلطات المغربية؟»، مطالبة بـ«الإيقاف الفوري لكل أشكال القمع الذي يستهدف الحركات الاجتماعية في المغرب، وإطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين، مع البدء في حوار جدي ومسؤول مع ممثلي الحركات الاجتماعية حول مطالبهم».
وأنهت لجنة تقصي الحقائق التي بعثت بها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، زيارتها امس الأحد، لمدينة جرادة بعد لقاءات مع جهات رسمية وعائلات المصابين من المحتجين، وعائلات المعتقلين وبعض الإطارات والفعاليات السياسية والحقوقية والنقابية، بالإضافة إلى نشطاء «حراك جرادة»، كما قامت اللجنة بزيارة ميدانية إلى عدد من المواقع والآبار الخاصة بإستخراج الفحم الحجري، في زيارة دامت ثلاثة أيام.
ويعقد اجتماع في الأيام المقبلة القليلة بعد أن تعد لجنة تقصي الحقائق تقريرها، بين الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، والعصبة المغربية لحقوق الإنسان التي أرسلت بدورها لجنة لتقصي الحقائق، بهدف انجاز تقرير عام موحد سيتبناه الإئتلاف المغربي لحقوق الإنسان المكون من حوالي أربعين جمعية ومنظمة حقوقية، على أساس أن يعقد الإئتلاف الحقوقي ندوة صحافية يطلع فيها الرأي العام على مضامين وخلاصات التقرير الخاص بأحداث جرادة.

هيئات سياسية ونقابية مغربية تقرر النزول إلى الشارع للتضامن مع معتقلي جرادة

محمود معروف

الشرطة الألمانية توقف رئيس كاتالونيا المقال وتأكيدات إخبارية أن تفعيل مدريد لأمر الاعتقال كان السبب

Posted: 25 Mar 2018 03:18 PM PDT

برلين ـ «القدس العربي» أوقفت الشرطة الألمانية أمس الأحد الرئيس الكاتالوني السابق كارليس بوتشيمون لدى عبوره الحدود بسيارته من الدنمارك. وقال متحدث باسم الشرطة الألمانية إن بوتشيمون «أوقف اليوم (أمس) الساعة 11.19 صباحا من قبل قوة شرطة الطريق السريع في (مقاطعة) شيلزفيك هولشتاين» مضيفا أن التوقيف تم بناء على مذكرة اعتقال أوروبية صادرة بحقه. وأكدت ناطقة باسم حزبه اعتقاله لدى وصوله من الدنمارك.
وأضاف أن رئيس إقليم كاتالونيا المقال «موقوف حاليا لدى الشرطة». ووفقا للموقع الألماني الاخباري N24 فأن مدريد قامت بتفعيل مذكرة الاعتقال الخاصة ببوتشيمون بعد أن جمدنها مسبقا ما دفع الشرطة الألمانية إلى تنفيذ أمر الاعتقال.
وكانت المحكمة العليا الإسبانية قد ألغت مذكرة اعتقال أوروبية أول الشهر الماضي، وذلك بعد أن احتفظت القوى الانفصالية في كتالونيا بالأغلبية البرلمانية في الانتخابات الأخيرة التي أجريت بإشراف مدريد.
وأكدت آنا غرابالوزا، المتحدثة باسم حزب بوتشيمون، أنه تم توقيفه لدى وصوله إلى ألمانيا قادما من الدنمارك. وقالت «حدث ذلك لدى عبوره الحدود الدنماركية ـ الألمانية. تم التعامل معه بشكل جيد وجميع محاميه هناك. هذا كل ما يمكنني قوله».
وبوتشيمون مطلوب في اسبانيا بتهم «العصيان» و«إثارة الفتن» على خلفية تحركه من أجل استقلال كاتالونيا. وزار الرئيس الكاتالوني السابق فنلندا منذ الخميس لكنه غادرها قبل تمكن الشرطة الفنلندية من توقيفه. وقال محاميه جومي الونسو كويفيلاس عبر «تويتر» إن الشرطة اعتقلت بوتشيمون وهو في طريقه إلى منفاه في بلجيكا.
يذكر أن ألمانيا كانت من أشد المعارضين لطلب انفصال إقليم كاتالونيا عن اسبانيا، حيث أعلنت الحكومة الألمانية على لسان متحدثها شتيفان زايبرت أنها تتابع بقلق تدهور الأوضاع في كاتالونيا، إلا أن برلين لن تعترف بإعلان الاستقلال من جانب واحد، وأنها تريد الحفاظ على اسبانيا موحدة. وبالرغم من التأييد الألماني لحكومة مدريد إلا إن عدة صحف ألمانية انتقدت مشاهد العنف التي حصلت بمناسبة الاستفتاء حول الاستقلال في كاتالونيا واعتبرتها بأنها غير مناسبة لصورة دولة أوروبية في عالم متحضر.
يشار إلى أن العديد من الشركات الاقتصادية الألمانية أعربت عن قلقها من التوترات الحاصلة في منطقة كاتالونيا حيث أعلنت بعض الشركات والبنوك عن نقل مقرها الرئيسي من كاتالونيا إلى مدن اسبانية أخرى وذلك لتفادي انعكاسات هذه التوترات على الاقتصاد الألماني.
وتُعد كاتالونيا أقوى منطقة اقتصادية في إسبانيا وتلعب دورا كبيرا في التجارة بسبب وضعها على البحر المتوسط وقربها من الحدود الفرنسية.
وكان الرئيس الكتالوني المقال كارليس بوتشيمون قد تراجع بداية شهر اذار/ مارس الحالي «موقتا» عن ترشحه لرئاسة الإقليم مجددا بهدف المساعدة على تشكيل «حكومة بأسرع وقت ممكن وعزا. تراجعه إلى الظروف الراهنة، إنها الطريقة الوحيدة لتشكيل حكومة جديدة، بأسرع وقت ممكن». لكنه اقترح ترشيح جوردي سانشيز، رئيس أحد التشكيلات الانفصالية القابع في السجن منذ أربعة أشهر لرئاسة الإقليم.

الشرطة الألمانية توقف رئيس كاتالونيا المقال وتأكيدات إخبارية أن تفعيل مدريد لأمر الاعتقال كان السبب

علاء جمعة

إتحاد الشغل يطالب رئيس الحكومة التونسية بالاستقالة وتعيين «ربان» آخر لقيادة السفينة

Posted: 25 Mar 2018 03:17 PM PDT

تونس – «القدس العربي» : صعّد نور الدين الطبّوبي الأمين العام لاتحاد الشغل من لهجته تجاه الحكومة التونسية، مطالباً باستقالة رئيسها يوسف الشاهد، كما اعتبر أن تنقل السفراء الأجانب داخل البلاد «ضرب لاستقلالية القرار السياسي».
وخلال سلسلة من الاجتماعات عقدها في اليومين الأخيرين في عدد من الولايات الساحلية، قال الطبوبي إن الاتحاد يخوض «معركة اجتماعية» مع الحكومة وخاصة في ما يتعلق بالقرارات التي اتخذتها بشكل أحادي.
وأضاف في اجتماع عقده في مدينة «سوسة»: « حل علينا رئيس الحكومة يستعرض عضلاته ويقول: بعد أسبوع سنمرّ لملف الصناديق الاجتماعي. نقول له: نقدر حماسة الشباب، ولكن نقول انت اخترت المعركة والمعركة نحن لها وقدرنا أن نكون في قلب الأحداث وانطلقنا من تونس، وستتوج بتجمع بجهة تونس، وسنكون كخلية نحل نعمل ليلاً نهاراً من أجل التصدي للمشروع الخطير جداً».
كما دعا، خلال اجتماع في مدينة «بنزرت»، إلى تغيير الحكومة التي قال إنها لم تحقق أية نتائج تذكر، مشيراً إلى أن الاتحاد نبّه الشاهد في وقت سابق إلى أن نجاح حكومته مرتبط بالتخلي عن المحاصصات والولاءات والترضيات في تعيين الوزراء والمستشارين. وأضف مخاطباً رئيس الحكومة: «ما هكذا تُدار دواليب الدولة، إذا كنت لا تستطيع أن تمسك زمام الأمور فعليك الاستقالة».
لكنه استدرك بقوله إن الشاهد يمكنه قيادة «السفينة» مجدداً في حال اتفق الموقعون على وثيقة «قرطاج» حول هذا الأمر.
كما انتقد الطبوبي محاول بعض النواب «شيطنة» اتحاد الشغل، مضيفاً: «الشيطنة ليست بهذه المصطلحات، نحن افتتحنا هذه الحملة وسنكون في كل الجهات. ولن نتراجع مهما كان الثمن وتحملنا الامانة وسنكون في حجم الامانة».
من جانب آخر، استنكر الطبوبي تنقل عدد من السفراء الأجانب في جهات عدة من البلاد، من دون إذن من السلطات التونسية، معتبراً أن هذا الأمر «ضرب لاستقلالية القرار السياسي والوطني».
ويحتضن قصر «قرطاج»، اليوم الاثنين، اجتماعا جديدا للأطراف الموقعة على وثيقة «قرطاج» لتحديد الأولويات الجديدة للبلاد والتي على أساسها سيتم تحديد ملامح الحكومة الجديدة في حال تم الاتفاق على رحيل حكومة الشاهد، التي يصر أغلب الأطراف على استبدالها بحكومة أخرى، في وقت تتمسك فيه حركة «النهضة» باستمرارها في إدارة شؤون البلاد، معتبرة أنها لم تفشل في عملها حتى الآن.

إتحاد الشغل يطالب رئيس الحكومة التونسية بالاستقالة وتعيين «ربان» آخر لقيادة السفينة

حسن سلمان:

وزير الخارجية المغربي يزور غداً القدس المحتلة تلبية لدعوة من السلطة الفلسطينية

Posted: 25 Mar 2018 03:16 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: أكدت مصادر وزارة الخارجية المغربية زيارة لوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة لمدينة القدس المحتلة ومناطق السلطة الفلسطينية «استجابة لدعوة رسمية من السلطة الفلســـطينية».
وأوضحت المصادر ان هذه الزيارة، التي تبدأ يوم غد الثلاثاء، وهي الأولى لمسؤول مغربي رفيع المستوى إلى مدينة القدس المحتلة، تدخل في إطار «الممارسة المكرسة بين رئيسي الدولتين، والتي تم التأكيد عليها خلال محادثة هاتفية بين جلالة الملك (محمد السادس) ومحمود عباس في كانون الاول/ ديسمبر الماضي» وسبق لهما أن «دعوا دبلوماسييهم إلى تعاون وتنسيق أوثق وفي كل الأوقات».
وأكدت مصادر الخارجية المغربية ان السلطة الفلسطينية هي التي تتكلف بترتيبات السفر من دون إعطاء مزيد من التوضيحات.
وقام مسؤولون مغاربة عديدون وشخصيات سياسية وحزبية بزيارات لمناطق السلطة الفلسطينية إلا أنها المرة الاولى التي يقوم بها مسؤول مغربي بزيارة لمدينة القدس المحتلة.
وأعلن وكيل وزارة الخارجية الفلسطينية تيسير جرادات أن وزير الخارجية المغربي سيزور الأراضي الفلسطينية ومن ضمنها مدينة القدس المحتلة، الأسبوع المقبل حيث يصل في 27 آذار/ مارس الجاري، في زيارة رسمية سيتوجه خلالها إلى مدينة القدس.
ونادراً ما يزور مسؤولون عرب مدينة القدس المحتلة، لأن الوصول إليها يحتاج إلى تنسيق مباشر مع السلطات الإسرائيلية.
وقالت المصادر لـ«القدس العربي» ان الجهات المعنية في السلطة الفلسطينية هي التي قامت بالتنسيق لزيارة بوريطة للقدس، حيث يزور المسجد الأقصي ويلتقي هيئات فلسطينية تنشط في مجال حماية المدينة المقدسة من الــتهويد.

وزير الخارجية المغربي يزور غداً القدس المحتلة تلبية لدعوة من السلطة الفلسطينية

تفجير الإسكندرية يثير مخاوف أمنية والنظام يستغله للحشد

Posted: 25 Mar 2018 03:14 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: أثار التفجير الذي شهدته الإسكندرية، شمالي مصر، أمس الأول السبت، واستهدف اللواء مصطفى النمر، مدير أمن المحافظة، وأسفر عن مقتل اثنين وإصابة 5 آخرين، جدلا بشأن توقيت الهجوم الذي جاء قبل يومين من انطلاق عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية المصرية، ومخاوف من قدرة المسلحين على تنفيذ هجمات خلال عمليات الاقتراع التي تنطلق اليوم وتستمر 3 أيام.
اللواء مجدي عبد الغفار، وزير الداخلية المصري، كشف عن أن الأجهزة الأمنية توصلت لمعلومات جديدة عن مرتكبي حادث تفجير عبوة ناسفة أسفل سيارة في الإسكندرية صباح أمس الأول، مؤكداً تحديد هوية عدد من المتورطين في الحادث الإرهابي.
وأضاف في تصريحات أن «الإجراءات المتخذة بشأن الحادث الإرهابي تتم بشكل طبيعي»، معتبراً أن «التفجير لا يتعدى محاولة إرهابية بائسة لن تحبط من عزيمة قوات الشرطة في مكافحة الإرهاب.
وتابع أن «الحادث الإرهابي استهدف زعزعة الأمن والاستقرار والنيل من عزيمة الشعب المصري نحو استكمال مسيرة التنمية».
النظام المصري حاول طمأنة المواطنين، واستغلال الهجوم في الحشد للانتخابات.
العميد خالد عكاشة، عضو المجلس القومي المصري لمكافحة الإرهاب، قال في تصريحات صحافية، إن «التوقيت والمدينة لهما دلالات، وإن الهدف هو توصيل رسائل سلبية للمصريين، ومحاولة رفع معنويات التنظيمات الإرهابية».
وأشار إلى أن» التوقيت يأتي قبل ساعات قليلة من انطلاق الانتخابات الرئاسية وبدء الانتشار الأمني المكثف لتأمين العملية الانتخابية وتأمين الناخبين خلال عمليات الاقتراع، ويهدف اختيار هذا التوقيت تحديداً لبث حالة من الرعب والفزع لدى الناخبين وتخويفهم من النزول للمشاركة في الانتخابات».
أما اللواء فؤاد علام، عضو المجلس القومي لمكافحة الإرهاب، فقال إن «الهدف من الهجوم الفاشل ترويع المواطنين قبل الانتخابات الرئاسية».
وأوضح في تصريحات متلفزة، أن «المواد المتفجرة المستخدمة في الحادث الإرهابي كانت ضعيفة»، مشيرا إلى أن «العملية الإرهابية أوضحت الإمكانيات التدريبية الضعيفة لمنفذي الهجوم».
وأكد أن «الحادث الإرهابي لن يعيق حماس المصريين في المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة؛ للدفاع عن بلادهم ضد الإرهاب»، لافتًا إلى «الجهود التي تقوم بها القوات المسلحة في تأمين اللجان الانتخابية لحماية المواطنين».
على الجانب الأخر، قال معارضون إن نظام السيسي هو أكثر المستفيدين من هذا الهجوم.
المنسق العام للتجمع الحر من أجل الديمقراطية والسلام، محمد سعد خيرالله، بين أن «الهجوم ليس أكثر من محاولات يائسة للمساعدة على تقديم وإخراج خطاب إعلامي موجه للحشد والتعبئة أمام لجان الاقتراع بعدما تبين تماما الإحجام التام من الجماهير عن المشاركة في انتخابات».
وأضاف أن «إحجام المصريين في الخارج عن التصويت أعطى بدوره تأكيدات لدي النظام لما هو آت خاصة بضعف التصويت في الداخل»، مشيرا إلى «استفادة النظام من الحادث من خلال منحه مزيد من الفرص لإطلاق يده الباطشة للظلم والتنكيل بأي مختلف معه».
وانفجرت، أمس الأول السبت، عبوة ناسفة كانت أسفل إحدى السيارات، في شارع المعسكر الروماني، في محافظة الإسكندرية، أثناء مرور اللواء مصطفى النمر، مدير أمن الإسكندرية، ما أسفر عن مقتل مجندين هما عبد الله محمد عبد الله، 19 عامًا، من طاقم حراسة مدير الأمن، وجلال أحمد شبانة، 45 عامًا، سائق سيارة الحراسة، فيما أصيب 5 آخرون، وتم نقلهم لمستشفى مصطفى كامل العسكري لتلقي العلاج.

تفجير الإسكندرية يثير مخاوف أمنية والنظام يستغله للحشد

موريتانيا: اللجنة الثلاثية تتدارس في دورة رابعة وضعية تدفق اللاجئين من مالي

Posted: 25 Mar 2018 03:14 PM PDT

نواكشوط – «القدس العربي»: أبدى ممثلو موريتانيا ومالي ومفوضية الأمم المتحدة للاجئين قلقهم لاستمرار تدفق اللاجئين الماليين إلى موريتانيا وذلك في اختتام رابع دورة تعقدها أمس في نواكشوط اللجنة التي تضم موريتانيا ومالي ومفوضية شؤون اللاجئين والمكلفة بمتابعة أوضاع اللاجئين الماليين المقيمين في موريتانيا والمتدفقين يوميا لمناطقها الشرقية.
وأكدت اللجنة أنها وقفت على آخر الخطوات التي قطعتها الأطراف المعنية حتى الآن في تسوية وضعية اللاجئين الماليين في موريتانيا من خلال فتح الباب أمام العودة الطوعية والآمنة لأكثر من 50 ألف لاجئ مالي يقيمون في مخيم «أمبره» بولاية الحوض الشرقي منذ 2012.
وأوضح أمحماده ولد أميمو المدير العام للإدارة الإقليمية بوزارة الداخلية واللامركزية رئيس الجانب الموريتاني في اللجنة الثلاثية، «أن موريتانيا اتخذت كافة الإجراءات لاستقبال اللاجئين الماليين في ظروف أمنية جيدة منذ الأحداث التي شهدها الشمال المالي سنة 2012».
وأعاد في كلمة أمام اللجنة «التذكير بالاتفاق الموقع بتاريخ 16 حزيران / يونيو 2016 بين الأطراف الثلاثة وهي: موريتانيا ومالي ومفوضية الأمم للاجئين، والقاضي بالعودة الطوعية للاجئين الماليين المقيمين في موريتانيا، مع تحديد الإطار القانوني والتنظيمي لعودتهم الطوعية عندما تكون الظروف في مناطق العودة مؤاتية لعودة مستدامة في أمن وكرامة».
وأكد صمبا أحمدو بابي الأمين العام لوزارة التضامن والعمل الإنساني في جمهورية مالي «أن الجهود مبذولة على أكثر من صعيد، من أجل تجسيد مضامين الاتفاق الثلاثي على أرض الواقع من خلال تنظيم عودة طوعية آمنة للاجئين الماليين عند ما تكون الظروف ملائمة في مناطق العودة في دول الجوار عموما وموريتانيا خصوصا». وقدم فرانسوا دورييه الممثل المساعد للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين في موريتانيا عرضا عن الاجتماع الوزاري الذي يوم 24 شباط / فبراير 2018 في نيامي والذي خصص لدراسة وضعية اللاجئينمن من مالي المنتشرين في دول الجوار. وأكد «على ضرورة الإسراع بعودة آمنة للاجئين نظرًا لصعوبة أوضاع اللجوء التي يعيشونها رغم الجهود المبذولة لحسن إيوائهم».
وكانت منظمات إنسانية عاملة على حدود موريتانيامع مالي قد أعلنت قبل أيام عن وصول 1898 لاجئاً مالياً جديداً خلال شهر شباط / فبراير المنصرم إلى مخيمات اللاجئين الماليين المتجمعين منذ سنوات ببلدة امبره شرق موريتانيا.
ويهرب هؤلاء المواطنون من عمليات القتل والتعذيب والاسترقاق التي تمارسها المجموعات الجهادية المسلحة على نطاق واسع في المناطق الشمالية من جمهورية مالي.
ولا تزال مناطق عديدة في مالي غير مستقرة وغير آمنة، بينما تواصل السلطات المالية طمأنتها للسكان مؤكدة أن عملية «نزع السلاح والإدماج» متواصلة.
واعترف الذهبي سيدي محمد رئيس اللجنة الوطنية لنزع السلاح والإدماج ووزير الخارجية الأسبق في تصريحات أخيرة له «بوجود حالات عدم استقرار في مناطق كثيرة في جمهورية مالي، لكنه دعا السكان لعدم الانصياع للرعب والخوف»، مضيفاً: «أتفهم أن السكان يهربون عن المناطق غير المستقرة لكنني أؤكد أن عملية نزع السلاح وتأمين المناطق الشمالية تسير بشكل ممتاز».
وأكد «أن الاستقرار سيعم المنطقة مع نشر مرتقب للقوات المالية ونشر منتظر للقوة العسكرية المشتركة لمجموعة دول الساحل الخمس».

موريتانيا: اللجنة الثلاثية تتدارس في دورة رابعة وضعية تدفق اللاجئين من مالي

تهليلة لروح ريم بنا من غردت خارج السرب من أجل حريتها

Posted: 25 Mar 2018 03:13 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»: «جفرا» كان أول ألبومات ريم جميل بنا عام 1985 وهو عنوان مسيرتها الفنية العريضة، رغم قصر عمرها فقد كانت ريادية في انتشال درر شعرية مغناة من بحر التراث، خاصة للأطفال، إلى جانب قصائد شعراء فلسطين كمحمود وسميح وتوفيق ووالدتها زهيرة صباغ… من «قمر أبو ليلة» حتى «مرايا الروح».
الراحلة، التي ووريت الثرى في مدينة البشارة الناصرة مسقط رأسها طافت العالم حاملة قصة وطن معذب، مقدمة روايته بأغنية ملتزمة حتى عرفها الكثير من المناضلين عشاق الحرية العرب والأجانب.
بنا التي بدأت مسيرتها الفنية يوم كانت في المدرسة وشاركت في أداء مسرحية غنائية لفيروز ضمن فعاليات «يوم الطالب» تقول إن والدتها الشاعرة زهيرة صباغ تركت الأثر الأول عليها، وإنها شكلت مصدر قوتها وإلهامها بفضل تجربتها الشخصية والنضالية وتربيتها على الجرأة والكفاح.
وأشارت إلى أنها غنت الكثير من قصائد والدتها المكتوبة بأسلوب السهل الممتنع، ليس تكريما لها لأنها والدتها، بل اعترافا بقيمتها الشعرية. وعن تأثير كونها أما على مسيرتها الفنية قالت قبل رحيلها لـ»القدس العربي» إنها كانت تغني لأطفالها وتسمعهم في الليالي التهاليل، لكنهم في أغلب المرات كانوا «يجننوني ولا ينامون».
بنا المهتمة بأغاني الأطفال كأغنية «يا ليل ما أطولك»، وسبق وأصدرت ألبوما خاصا بالطفولة أوضحت أن أولادها لم يسددوا ثمن غيابها، مسيرتها الفنية وأسفارها الكثيرة فهم «يدركون أنني إنسانة ملتزمة ولي موقف وأشكّل حالة وقضية شعبي الفلسطيني تهمني جدا».

فقيرة وغنية

طيلة مسيرتها بقيت فقيرة ماديا وغنية بفنها وروحها نصيرة للأسرى واللاجئين والمشردين ممن سيوجعهم رحيلها المفجع. استعادت تجربتها المخيفة مع مرض سرطان الثدي قبل 12 عاما ظلت خلالها تتأرجح بين عامين يرافقها الكيميائي، الذي انتزع ضفائر شعرها الجميل لفترة ولم ينتزع معنوياتها: «مررت بالفحوصات الطبية كافة وقبل معرفة النتيجة هيأت نفسيتي بأني مريضة بسرطان الثدي، فأخذت جرعته قبل ظهور النتيجة ومع ذلك كان من الصعب علي تقبل الجواب».
وقالت وقتها إن أول سؤال بادرت له بعد كشف إصابتها من قبل الطبيب: متى سأموت؟ كم تبقى لي في الحياة؟ عندها أجابني الطبيب لماذا تشبهون المرض بالموت… حتما ستشفين منه.

رحلة جبلية قاسية

لم تكن ريم بنا فنانة مرفهة مدللة، بل عبرت بمسيرتها رحلة جبلية صعبة فاحتل السرطان جسمها، كما احتلت إسرائيل الأرض الفلسطينية واغتصبته، كما كانت تقول.
وعبرت عن تجربتها مع الداء بالقول إن «مظهري تغير وهناك مجموعة ظنت أنني قمت بقص شعري التزاما بالموضة الشبابية واليوم شفيت وآخر النتائج الطبية أثبتت ذلك».
تزوجت ريم بنا من ليونيد أليكسانكو، موسيقار روسي الأصل زاملته وتعرفت عليه في المعهد العالي للموسيقى في موسكو، وأنجبا بيسلان، سالم، وقمران قبل أن ينفصلا عام 2010.

عودة الغول

وبعد أن خاضت التجربة المؤلمة مع هذا الغول الكاسر وفرحت لإفلاتها من بين مخالبه ما لبث أن غدر بها، فما أن توجهت للحياة ثانية حتى راوغها واستدار وطعن الظبية الفلسطينية الأنيقة مجددا في 2015 وخطفها قبل يومين قبل أن تنتهي من بلوغ غزلانها الثلاثة سن الرشد. وفي آخر ظهور لها في الناصرة في منتصف الشهر الجاري كشفت أن فقدانها صوتها بشكل فجائي ودون تفسير علمي قبل ثلاث أعوام قد ترك فيها وجعا أشد من ذاك الذي تركته إصابتها بالسرطان.
جاء ذلك خلال احتفالية تكريم لها في مدينتها من قبل مؤسسة سينمانا الثقافية، وبرعاية وزير الثقافة الفلسطينية إيهاب بسيسو. وعن ذلك أضافت قبل عام تماما «لم أجد طبيبا قادرا على إفهامي كيف ولماذا فقدت صوتي، دون علاقة لإصابتي بمرض السرطان ما أدخلني بحالة نفسية صعبة، وسرعان ما وجدت نفسي أكتب خواطر على الفيسبوك كتعويض عن فقدان الصوت».

«خاطرة بالقاطرة»

الفنانة التي واجهت المرض وتولت رعاية أسرتها بمفردها بهامة مرفوعة كشفت بشفافية أنها وجدت ذاتها غير قادرة على تسديد ثمن احتياجات أساسية تقتنيها من الدكان، ناهيك عن رسوم التعليم في مدارس أبنائها وتعتاش على مخصصات ضمان اجتماعي قليل، ما دفعها للبحث عن مصادر دخل أخرى كالتطريز الفلسطيني.
كما تطرقت لمشروعها الجديد «خاطرة بالقاطرة»، حيث تستبدل الغناء فيه بقراءة نصوص خلال زياراتها لأماكن مختلفة في البلاد والعالم عن كتم الصوت والحريات، الفراق، المرض، الفرح، النجاح والشجاعة.
وأضافت «لا أذكر ذلك لأثير الشفقة وأقول إنني مسكينة، فأنا قوية وأتدبر أمري، إنما لأروي فداحة الأزمة، التي ألمت بي، دون سابق إنذار، وأشير لثمنها القاسي وأنا لا أعرف اليأس ولا شيء يكسرني وأبحث دوما عن نقطة الضوء وأتمسك بها».
غنت في تونس ومصر وناصرت الثورتين، وتم تكريمها في دول عدة، كشفت أنها تكرم للمرة الأولى في مدينتها، الناصرة.. وأنها لم تدع طيلة مسيرتها الفنية لإحياء حفلات أكثر من عشر مرات فقط في مدينتها، لأنها صممت على أن تكون مستقلة وغير منحازة للجماعات السياسية المتصارعة فيها على السلطة والبلدية.
وتابعت ملمحة لعدم امتلاء القاعة خلال تكريمها في الناصرة، بالإشارة لقرارها بعدم الانحياز لأي واحدة من الجهات السياسية المتناقضة في البلد، خاصة وانها تعرضت للمقاطعة من قبل أوساط واسعة حرضت عليها لوقوفها إلى جانب الشعب السوري ضد نظام بشار الأسد». هذا التصميم على ارتداء ثوب الحرية مهما علا الثمن هو وسام شرف على صدرها ويكفيها حضور زرافات من الأطفال والشباب والنساء خلف نعشها المغطى براية فلسطينية وأغصان من زيتون الجليل.
مشوا خلف نعشها وهم يرددون بعضا من تهاليلها وأغانيها علها تسمعهم فتهرب خلسة من بين الورد المسجى في الصندوق وتترك الجنازة و»خراريف العزاء» فتعود الظبية لتلالها وغزلانها، كما كانت تحب وتقول.
هؤلاء المشيعون في ذاك السبت انقلب فيه الخريف على الربيع كأصدقاء المواسم فعوضوا غياب بعض رؤساء وكبراء من مدينتها عن جنازتها. هؤلاء لم يتغيبوا عنها اليوم فقط بل تعاموا عنها وعن ملحمتها المبللة بدموع لا يراها أحد وعنهم كتبت هي بقلمها قبل أن يجف حبره، وذلك في الخامس من الشهر الحالي على صفحتها :ولا حيلة في اليد… فأنا لستُ «شاكيرا أو مدونا» لتسـتنفر البـلاد من أجلـها».
عبء على الطبيب.. حين يفقد القدرة على فعل شيء.. رغم أنه وعد بتوفر الحلول دوماً . عبء على الجسد والوجع والروح ..عبء على «أصدقاء متجاهلين» سقطوا في ملذاتهم… وتسرّبوا من بين الأصابع كالهفوة .. عبء على الأنفاس الضيقة…».
لا تغيب تلك الليلة عن خاطري، ففي مثل هذه الأيام من آذار 2017 داخل قاعة سينمانا في الناصرة، كنت شاهدا على مونولوج موجع أباحت فيه وأوجع سامعيها مرتين.. مرة بمصيرها المأساوي ومرة بتحامل غير إنساني من قبل رفاق وأصدقاء هانت عليهم وهربوا من بين الأصابع كالهفوة لمجرد أن خرجت من الأقفاص ورفضت تبجيل نظام يقمع شعبه بالبراميل والزنازين ولمجرد قالت إن حريتها لا تشترى بالذهب.
نامي مطمئنة يا صاحبة عيني المها المكحلتين بحب الفقراء والكادحين والمناضلين الحقيقيين.. فالحقيقة ستنتصر لك ولو بعد مماتك.. وكم هي جميلة الورود الشبابية، التي رافقتك في مشوارك الأخير، وأخيرا فلنتذكر أن تكريم المبدعين قبل رحيلهم يبقى أجمل وأرقى وأكثر إنسانية. لروحك السلام.

تهليلة لروح ريم بنا من غردت خارج السرب من أجل حريتها
عتاب لأصدقاء تسرّبوا في لحظة الشدة من بين الأصابع كالهفوة
وديع عواودة

ثلاث سنوات دمار: قصة الحرب الفاشلة على اليمن

Posted: 25 Mar 2018 03:12 PM PDT

ثلاثة اعوام متواصلة من الحرب على اليمن لم تحدث تغيرا حقيقيا على التوازن السياسي والعسكري في اليمن، ولم تحقق السعودية التي تقود التحالف المشارك في تلك الحرب تقدما ملحوظا سواء على الجبهة العسكرية ام في المفاوضات التي تواصلت وانتقلت من الكويت إلى جنيف ومسقط. هذا يعتبر اخفاقا كبيرا خصوصا للسعودية والامارات اللتين تصدرتا التحالف برغم التفوق الهائل لهما في المعدات العسكرية. ومن المؤكد ان حكام البلدين لم يتوقعوا هذه النتيجة ابدا. فحسب اغلب المحللين فانهم كانوايعتقدون ان القصف المكثف على المواقع اليمنية سيؤدي لسقوطها في الايام او الاسابيع الاولى من الحرب.
المشكلة ان كلا البلدين ربطا سمعتهما وهيبة بلديهما بتحقيق انتصار عسكري ساحق على جماعة انصار الله (الحوثيين) وحلفائهم، ولم يتخيلوا لحظة ان هذه المجموعات المحاصرة برا وبحرا وجوا سوف تستطيع الصمود ثلاثة اعوام كاملة. وربما الأخطر من ذلك انهم لم يتوقعوا ردة الفعل الدولية المتواصلة وتصاعد المطالبة بوقف الحرب بدون قيد او شرط. في البداية كانت تلك المطالبة تنطلق من جماعات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية، خصوصا ان البلدين انفقا مئات المليارات لكسب مواقف اغلب الدول العربية والاجنبية، وسخرا العشرات من شركات العلاقات العامة ووسائل الاعلام لدعم الحرب. السعودية من جانبها سيطرت على الجامعة العربية ووضعت عسكر مصر تحت ابطها، وجرت كلا من الولايات المتحدة وبريطانيا للمشاركة العملية في الحرب. وبعد اقل من اربعة شهور على بدء الحرب اعترف وزير الدولة لشؤون الدفاع البريطاني، اللورد هاو لمجلس اللوردات ان حكومته تدعم السعودية بالمعلومات والاسلحة الموجهة (من قنابل وصواريخ) والخبراء. وعندما زار ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بريطانيا هذا الشهر كررت رئيسة الوزراء وقوفها مع السعودية في تلك الحرب، برغم اعتراضات رئيس حزب العمال المعارض، السيد جيريمي كوربين، على ذلك ودعوته الصريحة لوقف تزويد السعودية بالسلاح.
في الذكرى الثالثة للحرب اصدرت منظمة العفو الدولية يوم الجمعة الماضي بيانا شجبت فيه مبيعات السلاح الغربية للسعودية وحليفاتها في حرب اليمن. وقالت إن مثل هذه التجارة تجعل المعاهدة العالمية لتجارة الأسلحة «مدعاة للسخرية». وقالت لين معلوف، مديرة بحوث الشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية: «ثمة أدلة كثيرة على أن تدفق الأسلحة غير المسؤول إلى قوات التحالف الذي تقوده السعودية أدى إلى إلحاق أضرار هائلة بالمدنيين اليمنيين». واضافت قائلة: «بيد أن ذلك لم يردع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وغيرهما من الدول، ومنها فرنسا وإسبانيا وإيطاليا، من الاستمرار في شحن أسلحة تُقدر قيمتها بمليارات الدولارات».
وفي الوقت نفسه دعا وزير الدفاع الأمريكي، ماتيس، السعودية للبحث عن حل سياسي للحرب، وهو ما ردده مسؤولون بريطانيون في الشهور الاخيرة. اما الاتحاد الاوروبي فقد دعا لوقف ذلك العدوان مرارا. وقال ماتيس الاسبوع الماضي معبرا عن الدعم القوي للرياض «علينا أيضا إحياء الجهود بشكل عاجل للبحث عن حل سلمي للحرب الأهلية في اليمن ونحن ندعمكم في هذا الصدد».
ويمكن القول ان الحرب أحدثت اضطرابا سياسيا واخلاقيا غير مسبوق في التحالف الانجلو ـ أمريكي. ففي الوقت الذي اصبح مسؤولوه مقتنعين باستحالة حسم الحرب عسكريا وكرروا دعواتهم للبحث عن حل سياسي، فانهم يواصلون تزويد السعودية بالسلاح. وفي الزيارة الاخيرة لولي العهد السعودي لبريطانيا وقع عقودا عسكرية بعشرات المليارات، من بينها صفقة لشراء 48 طائرة عسكرية من نوع «تايفون». وقالت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الخميس الماضي إنها وافقت على صفقة لبيع 6600 صاروخ تاو مضاد للدبابات للسعودية بنحو 670 مليون دولار. وقالت في بيان «هذا البيع المقترح سيدعم السياسة الخارجية للولايات المتحدة وأهداف الأمن القومي من خلال تحسين الأمن في دولة صديقة كانت وتظل قوة مهمة للاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي في الشرق الأوسط». يضاف إلى ذلك رفض مجلس الشيوخ الاسبوع الماضي قرارا يسعى لإنهاء دعم الولايات المتحدة لحملة السعودية في اليمن. وصوت المجلس بأغلبية 55 مقابل 44 برفض القرار الذي سعى للمرة الأولى لاستغلال بند في قانون سلطات الحرب لعام 1973 يسمح لأي سناتور بطرح قرار حول سحب القوات المسلحة الأمريكية من أي صراع لم تحصل على تفويض من الكونغرس للمشاركة فيه. ولم تنحصر انتقادات تصدير الاسلحة لدول التحالف العسكري على أمريكا وبريطانيا. بل ان فرنسا هي الاخرى تواجه ضغوطا لوقف ذلك. وتعتبر فرنسا، ثالث أكبر مصدر للأسلحة في العالم، السعودية والإمارات من أكبر مشتري أسلحتها، ولأكبر الشركات الدفاعية الفرنسية مثل داسو وتاليس عقود كبرى في الخليج. وتقول مؤسسة دروا سوليداريتيه وهي منظمة قانونية غير حكومية ومجموعة آسر المتخصصة في قضايا السلاح إن فرنسا تنتهك القانون الوطني والدولي ببيع أسلحة تستخدم في الصراع باليمن.
وقال بينواه ميراكسيول رئيس مجموعة آسر «فرنسا لا تحترم التزاماتها الدولية». وقال ميراكسيول «سنتوجه إلى مجلس الدولة اعتبارا من أول مايو إذا كان هناك رفض صريح أو ضمني من الحكومة للاستجابة». وأرسل محامون يعملون في المنظمتين رسالة إلى مكتب رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب يطالبون فيها بتعليق تراخيص التصدير. وإذا لم تف الحكومة الفرنسية بالمهلة التي حددتاها فسترفع المنظمتان القضية إلى مجلس الدولة أعلى هيئة قانونية فرنسية. ويأتي هذا التحرك فيما قلص بعض الدول الأوروبية على رأسها ألمانيا العلاقات مع التحالف العسكري الذي تقوده السعودية بسبب مخاوف من دوره في الحرب الأهلية اليمنية. ولم تحذ فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة حذو هذه الدول.
الواضح ان التصريحات الصادرة من واشنطن ولندن التي تستبطن دعوة لوقف الحرب تتناقض مع قرارات الاستمرار في تزويد السعودية والامارات بالسلاح الذي سوف يستخدم في الحرب على اليمن.
انها مفارقات اخلاقية ليست غريبة على الغرب الذي اصبح يمارس بشكل علني سياسة ازدواجية المعايير. فالدعوات المتواصلة لوقف الحرب من قبل المنظمات الحقوقية والإنسانية وبعض الاحزاب المناوئة للحرب يقابلها سياسات راسخة بالاستمرار في تزويد من يعتبرهم الغرب «حلفاء» بما يحتاجونه من اسلحة تستخدم ضد «الاخوة الاعداء» داخل البيت العربي والإسلامي الواحد. لكن هذا الغرب نفسه لا يسمح باي سلاح يمكن ان يستخدم ضد «اسرائيل». والمعروف ان الطائرات الأمريكية من نوع اف 15 لا يسمح لها بالتمركز في قاعدة «تبوك» السعودية التي لا تبعد سوى 150 كيلومترا عن الاراضي المحتلة. كما ان بعض الطائرات الأمريكية تحتوي على مواصفات اقل كثيرا من نظيراتها التي تباع للكيان الاسرائيلي. ولم يخف الاسرائيليون رفضهم بناء مشروع نووي سعودي، برغم التقارب بين الطرفين خشية وقوع اي من الاسلحة النووية او المتطورة مستقبلا بايدي مجموعات غير صديقة. واذا كان العداء لإيران دافعا لتعاون الرياض وتل ابيب في الوقت الحاضر، فان الخطط الاستراتيجية الاسرائيلية انما تؤسس بنظرات بعيدة. ومن المؤكد ان للاسرائيليين دورا كبيرا في تحريك الصراعات الاقليمية التي اصبحت السعودية والامارات تتصدرانها في السنوات السبع الاخيرة التي اعقبت ثورات الربيع العربي. الامر المؤكد ان التخطيط للحرب على اليمن لم ينحصر بالرياض وابوظبي، بل ان الايدي الاسرائيلية بالاضافة للتحالف الانكلو ـ أمريكي لم يكن بعيدا عن ذلك. وترى الاطراف الثلاثة غير العربية ان وقف الحرب في الوضع الراهن لا يخدم مصالحها الاستراتيجية لأنه سيجعل اليمن بلدا اقوى كثيرا مما كان عليه، خصوصا بعد اكتسابه خبرة واسعة في الحرب، وبروز ثقافة الاعتماد على الذات في ظل الحصار البري والجوي والبحري الذي يفرضه التحالف الذي تقوده السعودية عليه.

٭ كاتب بحريني

ثلاث سنوات دمار: قصة الحرب الفاشلة على اليمن

د. سعيد الشهابي

الوعي والحكمة عند قبائل السودان

Posted: 25 Mar 2018 03:12 PM PDT

تقع منطقة أبيي في غرب إقليم كردفان في السودان، وكانت تعد جسرًا بين شمال السودان وجنوبه، قبل الإنفصال، ولكنها الآن موضع خلاف إداري حول تبعيتها بين جمهورية جنوب السودان وجمهورية السودان. وفي الجزء الجنوبي من أبيي يعيش مزيج من القبائل الأفريقية وأكبرها قبيلة الدينكا أنقوق، بينما في الجزء الشمالي تقطن القبائل العربية وأكبرها قبيلة المسيرية. ويدّعي كل من المسيرية والدينكا أنقوق سيادته التاريخية على المنطقة ويصف الآخرين بالغرباء.
وقد إنعكس هذا الإدعاء في النزاع المزمن حول الوضع الإداري لأبيي، إذ تعتبرها المسيرية، وحكومات الخرطوم المتعاقبة، جزءا من شمال السودان، في حين يصر دينكا أنقوق، ولا حقا الحركة الشعبية لتحرير السودان، على أنها تتبع إداريا للجنوب. لكن، وعلى مر التاريخ، كان الحاكم للعلاقة بين هاتين المجموعتين، من أصول عرقية مختلفة، هو الإخاء والتعايش السلمي وتبادل المنافع. وكل المجموعات القبلية في المنطقة تمتلك ثروة حيوانية ضخمة، ظلت تتحرك بها شمالا وجنوبا بحثا عن المرعى في فصول الجفاف.
ومن الطبيعي أن يكون هذا الترحال، شمالا وجنوبا، سببا للإحتكاكات والنزاعات بين هذه المجموعات القبلية في بعض الأحيان، لكنها كانت غالبا ما تحل عبر جلسات التفاوض والصلح بين زعماء وحكماء هذه القبائل. يحدثنا تاريخ منطقة أبيي بأن الإدارة البريطانية في السودان أنشأت في عام 1949 مجلس دار المسيرية الريفي في أبيي لإدارة الجزء الذي تقطنه قبائل المسيرية. وفي العام 1953 قرر السلطان دينق ماجوك، سلطان الدينكا أنقوق، بمحض إختياره، الإنضمام لهذا المجلس.
وكانت النتيجة المباشرة لهذه الخطوة، أن أصبحت أبيي كلها، مناطق المسيرية ومناطق الدينكا أنقوق، تحت إدارة هذا المجلس. وكان رد قبائل المسيرية على خطوة السلطان دينق ماجوك الشجاعة والحكيمة تلك، بخطوة شجاعة وحكيمة مماثلة، إذ إنتخب ممثلو المسيرية، في أول إجتماع للمجلس الريفي، السلطان دينق ماجوك رئيسا له، بدلا من إختيار زعيمهم الناظر بابو نمر…! إنها الحكمة والرؤية الثاقبة التي حفظت السودان طويلا، قبل أن تخربها وتهدمها اليوم السياسات والممارسات الخاطئة لحكومة المؤتمر الوطني.
وإذا أخذنا دارفور كمثال آخر، فإن كل قبائلها، سواء من الأصول الأفريقية أو الأصول العربية، لم يكن ينقصها الوعي والحكمة في التصدي لحل نزاعاتها المتفجرة والمتكررة في الإقليم. فمنذ العام 1957 وحتى اليوم عقدت هذه القبائل عشرات المؤتمرات للصلح القبلي وفض النزاعات في دارفور. وقد لخصت تلك المؤتمرات مفردات المشاكل في الأرض والتفريعات المتعلقة بها، والمتمثلة في:
1ـ احترام الحق التاريخي للقبائل على حيازاتها.
2ـ الاتفاق على مسارات الرعي، مع تحديد دقيق وقاطع للمعالم الطبيعية الثابتة لكل مرحال والمواقيت الزمنية.
3ـ التقيد بالأعراف التي تواضعت عليها القبائل لفض نزاعاتها، وبالأعراف القبلية في الاستضافة أو الاستجارة لقبيلة أو عشيرة أخرى.
وكان المشاركون في هذه المؤتمرات دائما ما يتوصلون إلى توصيات مقبولة، ومجمع عليها من كل الأطراف وبرضاهم، لكنها تظل مجرد حبر على ورق دون تنفيذ من قبل السلطات المركزية والمحلية!، في حين لو نفذت السلطات جزءا يسيرا من توصيات تلك المؤتمرات لما تدهور الوضع الأمني والسياسي والاجتماعي في دارفور إلى هذه الدرجة البشعة التي يحترق فيها الإقليم. أما في ظل سلطة الإنقاذ فقد تحولت مؤتمرات الصلح هذه إلى بهرجة سياسية إعلامية‍‍‍‍‍‍ لا طائل منها، بينما الجميع يتساءل، مستنكرا ومتهما، عن كيفية وصول الأسلحة الثقيلة، من مدافع وراجمات صواريخ، إلى أيدي الأطراف المتصارعة في الإقليم، وهي أسلحة، معروف عنها أنها لا تتواجد إلا عند مؤسسات الدولة العسكرية، ومن الصعب التصرف فيها إلا بعلم السلطات، أو على الأقل، بعلم بعض المجموعات المتنفذة في السلطة.
ما أود قوله هنا، إذا إستمعت بتأن إلى أطروحات وإدعاءات أي من المجموعات القبلية المتنازعة في السودان، بعيدا عن تأثير دوائر المصلحة في المركز، فستجد كثيرا من الموضوعية في الطرح عند هذه المجموعة أو تلك، وأهم من ذلك ستلمس الرغبة الصادقة في البحث عن الحلول والسلام، وستوافق معي على أن النزاعات التي تنشب بين القبائل والعشائر والمجموعات العرقية المختلفة، والتي في أغلبها إن لم تكن كلها، نزاعات حول ملكية الأراض والموارد، لا يمكن إرجاعها إلى نظرية المؤامرة وفرضية تحكم العقلية الإجرامية عند هذه المجموعة أو تلك، على الرغم من توفر عامل الجشع هنا وهناك، خاصة بعد إكتشافات الثروات في باطن الأرض، كالبترول والذهب، أو بعد شح مصادر المياه بسبب الجفاف وبخل الطبيعة. وفي إعتقادي، فإن هذه الصراعات والنزاعات حول الموارد وملكية الأرض، في الغالب الأعم تعود إلى تناقضات وتصادمات الرؤى حول الحقائق في الواقع، نتيجة لعوامل تاريخية وأخرى آنية، فتتمسك كل مجموعة، بكل ما أوتيت من قوة، بما تراه الحقيقة والحق، بينما ترفض رفضا باتا إدعاءات الآخر. ولعل هذه الحقيقة تعزز من فرضية أن مجالس الحكماء والأجاويد، وليس ردهات المحاكم أو أضابير كتب القانون، هي الأقرب لفض هذه النزاعات، وفق مبادئ التنازل المتكافئ والتعافي المتبادل.
أما نزاعات ملكية الأرض الناتجة من سياسات وممارسات الحكومة، أو الحزب الحاكم، أي حكومة وأي حزب، هي نزاعات واضحة المعالم من حيث إرتباط تلك السياسات بأهداف وخيارات وإنحيازات المجموعة الحاكمة، أو من حيث إرتباطها بسوء الإدارة والحكم وخلل الممارسة وخطل محتوى هذه السياسات، خاصة فيما يتعلق بالفشل في إدارة التنوع، وما ينتج عن ذلك من تهميش وتوزيع غير عادل للموارد والثروة.
وصحيح أن الحكومة، أي حكومة، بالضرورة ستكون طرفا في نزاعات الأراضي بين القبائل والمجموعات العرقية المختلفة، ما دام ديدن تعاملها مع هذه القبائل والمجموعات هو سياسة الموالاة والولاءات والإستقواء، أو الإستغلال، تحقيقا لمصلحة المجموعة الحاكمة، ومن تمثلهم من طبقات وشرائح في المجتمع.

٭ كاتب سوداني

الوعي والحكمة عند قبائل السودان

د. الشفيع خضر سعيد

صفعة للصفقة

Posted: 25 Mar 2018 03:11 PM PDT

ربما أراد الرئيس الفلسطينى محمود عباس أن يقطع الطريق نهائيا على ما يسمى «صفقة القرن»، حين أطلق وصف «ابن الكلب» على سفير واشنطن فى إسرائيل ديفيد فريدمان، والأخير يهودي صهيوني متعصب، يقيم في مستوطنة في الأرض المحتلة، وهو ثالث ثلاثة عهد إليهم ترامب بإعداد تفاصيل الصفقة، فيما الآخران من الطينة والعجينة نفسها، وهما جيسون جرينبلات وجاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي المعتوه.
وقد يكون عباس في آخر أيامه، فحالته الصحية شديدة الاعتلال، وقد يلقى ربه في وقت قريب، وهو لا يريد أن يحشر في زمرة خونة فلسطين، وليس أمامه سوى أن يرفض الصفقة المريبة من حيث المبدأ، والتي تراجع الإلحاح عليها، وتأجل موعد طرحها رسميا أكثر من مرة، ربما لأن أحدا لم يعد يأبه بها، ولا يوليها عناية واهتماما، فقد وئدت على ما يبدو في مهدها السري، وأطاحت قرارات ترامب الفاجرة بفرص عرضها للنقاش، فلا أحد عربيا ـ حتى لو رغب ـ يملك أن يجاهر بتأييد صفقة رئيس أمريكي نقل سفارته في إسرائيل إلى القدس المحتلة، ويستعد لافتتاحها في يوم النكبة الفلسطيني المقبل، فليس بعد التنازل عن القدس ذنب يمكن أن يتحمله خائن عربي.
وقد ولدت الصفقة ميتة، فهي لا تعرض شيئا ذا قيمة على الإطلاق، وإنما تصور الأمر كعملية تجارية، تعطي القدس كاملة لكيان الاغتصاب الإسرائيلى، وتشطب حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة، وتضم كتل الاستيطان في الضفة الغربية لإسرائيل، وتبقى السيادة لجيش الاحتلال الإسرائيلى حتى نهر الأردن، ولا تعطي الفلسطينيين سوى حق إنشاء جهاز شرطة مراقب، وحكم ذاتي موسع قليلا عما هو عليه الآن، وعاصمة في «أبوديس» من ضواحي القدس، وجسر عبور من الضفة إلى غزة تحت سيطرة إسرائيل، أي أنها تبيع للفلسطينيين هواء وهراء، ولا تقدم لهم سوى «خلو رجل» مالي مقابل ترك وطنهم بكامله لإسرائيل، وتكلف عربا آخرين بدفع المبالغ المطلوبة، وربما تقديم أجزاء من أراضيهم لتعويض الفلسطينيين عن وطنهم الضائع، وهو ما اصطدم برفض نهائي حاسم من مصر الرسمية كما الشعبية، يكاد ينسف الصفقة كلها، فلا شيء يمكن أن يمر بدون موافقة الفلسطينيين، وهي مستحيلة في حالة الصفقة إياها، ولم يحدث أبدا في التقاليد المصرية، أن قبلت القاهرة شيئا في القضية الفلسطينية يتجاوز إرادة الفلسطينيين، فالرباط المصري الفلسطيني وثيق ومتصل، والعلاقة أعمق من مواقف متغيرة لنظم عابرة، وفلسطين كانت وتظل قضية وطنية مصرية، وهو ما يفسر اتجاه القاهرة الأخير إلى نفض يدها تماما من صفقة ترامب وأحاديثها الباهتة، اللهم إلا في مناورات دبلوماسية فاترة.
وقد سبق للرئيس الفلسطيني محمودعباس أن وصف الصفقة بالصفعة، وربما أراد أن يرد على الصفعة بمثلها، خاصة في أحاديث قيادة فتح وما تبقى من منظمة التحرير، وعلى طريقة قوله «يخرب بيت» ترامب، والأوصاف «الكلبية» الأخيرة لسفير ترامب في إسرائيل، وهو ما اعتبرته واشنطن إهانة لها، وطلبت من عباس أن يكف عما أسمته «خطاب الكراهية»، وهو كلام مثير للسخرية، فليس في سيرة العمل الفلسطيني شخص أكثر تهادنا من عباس، مهندس مفاوضات أوسلو، الكاره تماما لخط الكفاح الفلسطيني المسلح، والغارق في مفاوضات عبثية مع إسرائيل على مدى ربع قرن، انتهت باعترافه إلى خيبة منقطعة النظير، جعلت سلطته باعترافه «تعمل في خدمة احتلال بلا تكلفة»، ولم يعد عنده من بديل سوى كلام مكرر بلا جدوى، من نوع دعوته إلى مؤتمر دولي للسلام، وإلى رعاية دولية متعددة الأطراف لمفاوضات جديدة مع إسرائيل، وكأن إعادة إنتاج الخيبة يخفي قبحها، وكأن المطلوب هو رفض صفقة ترامب وكفى، وانتظار زوال عهد ترامب، والعودة إلى سيرة أوسلو التي طمست معالم الحق الفلسطيني، وحرفت القضية الفلسطينية عن معناها الأصلي كحركة تحرير وطني، وصورت الفلسطينيين كجماعة بشرية يائسة بائسة، تطلب غذاء ودواء ومعونات، وتنتظر عطف أمريكا وتوابعها من العرب والعجم.
ولو كان محمود عباس صادقا مع نفسه ومع شعبه، ويريد التكفير حقا عن ذنوب أوسلو، ربما لفعل شيئا آخر، أوله أن يسلم بفشل طريقته، وأن يكف عن تكرار الألعاب ذاتها، وأن يعلن حل سلطته التي «تخدم الاحتلال» باعترافه شخصيا، وأن ينقل سلطة القرار للشعب الفلسطيني من جديد، عبر تجديد كلي لمنظمة التحرير، يضم إليها فصائل خارجها كحركتي حماس والجهاد الإسلامي، وهو ما جرى التوافق عليه فلسطينيا في اتفاقات القاهرة منذ 2005، وأن يجري انتخاب مجلس وطني فلسطيني جديد، ينتخب بدوره لجنة تنفيذية جديدة لمنظمة التحرير، ورئيسا جديدا لمنظمة التحرير خلفا لعباس، فليست القصة فى مصالحات تتعثر بين «حماس» وعباس، ولا في التنازع على جثة سلطة وهمية صاغت حدودها اتفاقات أوسلو، وكبلت بقيودها حركة الشعب الفلسطيني، وفرضت على الفلسطينيين تسول نفقات سلطة لا تخدم سوى الاحتلال، ولا تتحرك سوى بإذنه المسبق، وهو ما اعترف به صائب عريقات المسمى كبير المفاوضين الفلسطينيين، وقال علنا إن رئيس السلطة الفلسطينية الحقيقي هو وزير الحرب الإسرائيلي (!) .
ولو فعلها عباس لأراح واستراح، فقد نفهم إنسانيا حرصه على تجنب السقوط في هاوية خيانة نهائية، وإعلانه رفض صفقة بيع فلسطين بمليارات الفوائض الخليجية، وهذه صحوة مقدرة، حتى وإن جاءت متأخرة، وقد تتيح للرجل نهاية عمر أقل كارثية، لكن المطلوب شيء آخر تماما، المطلوب مرحلة جديدة في كفاح الشعب الفلسطيني، متحررة بالجملة من أوهام السلام ومفاوضاته، ومن صيغة «حل الدولتين» التي لفظت أنفاسها الأخيرة، وتعيد قضية الشعب الفلسطيني إلى أصولها، وتستعيد ألق حركة التحرير الوطني، وباتساع فلسطين المحتلة كلها من النهر إلى البحر، وبالتنظيم الذاتي المستقل للحركة الوطنية الفلسطينية، وعمودها الفقري ممثلا في منظمة التحرير، وما يتفرع عنها من هيئات كفاحية ومدنية في أوساط الجمهور الفلسطيني، تسحب كل اعتراف سابق بأي شرعية لوجود كيان الاغتصاب الإسرائيلي، وتتجه إلى تغيير شامل في موازين القوى على الأرض، ينفسح فيه المجال لكل أشكال المقاومة، بما فيها المقاومة المسلحة لمن يستطيعها، بينما تندرج حركة الجمهور الواسع في سياق المقاومة الشعبية السلمية. وقد جدد الشعب الفلسطيني مقدرته على أداء المقاومتين فى نفس واحد، وصارت «جمعات الغضب» تقليدا مستقرا منذ صدر قرار ترامب بجعل القدس عاصمة لإسرائيل، وعادت سيرة المناضلين والشهداء، تصنع الوجدان الكفاحي الفلسطيني المتجدد، وصعدت أيقونات متوهجة من نوع عهد التميمي وأحمد جرار وقبها ومئات غيرهم. كلهم من أجيال الفلسطينيين الجديدة، يقدمون أمثلة ملهمة لحركة شعب يسترد وعيه المقاوم، ويهزم الاحتلال الإسرائيلي، ويكسر أنفه في معارك متتابعة، جرى أظهرها في القدس المحتلة ذاتها، وبما يؤكد الحقيقة الواقعية المتنامية، وهي أن القدس عاصمة الكفاح الفلسطيني، ولن تكون أبدا عاصمة مسلم بها لكيان الاحتلال، ومهما كانت قرارات ترامب وصفقاته سيئة الصيت، فقرار القدس في يد فتاة أسيرة اسمها عهد التميمى، هي الأقوى في التأثير وصنع المستقبل من قرارات واشنطن والعواصم العربية التابعة.
إن حل سلطة أوسلو، وإعادة بناء منظمة التحرير بقيادة جديدة منتخبة، هو الذي يقلب الموازين، ويطيح بأحلام إسرائيل، خصوصا مع ثبات المخزون البشري الفلسطيني على أرضه المقدسة، وميل الكفة بإطراد لصالح الأغلبية العددية الفلسطينية، وتعلم الشعب الفلسطيني من المحنة الفريدة التي ألمت به، فبوسع الفلسطينيين أن يمارسوا حياتهم، وأن يكافحوا في الوقت نفسه، وعندهم معين هائل من خبرات التنظيم الذاتي المستقل لشؤون حياتهم اليومية، فيما ليس بوسع إسرائيل أن تفعل أكثر مما تفعل، فلديها جيوشها ومددها الأمريكي وقنابلها الذرية، وقد استخدمت قوتها دون أن تنتصر في حرب واحدة منذ يونيو/حزيران 1967، ولا مهرب عندها من مواجهة القنابل البشرية الفلسطينية، فقد تملك إسرائيل أن تشن حربا، لكنها لم تعد تملك ترف النصر المضمون، وضعف كيانها البشري سوف يصنع نهايتها. ليس الآن بالطبع، ولكن على مدى عقود قليلة مقبلة. وكما صبر الشعب الفلسطيني على رزايا أوسلو لربع قرن فات يمكنه أن يصبر في كفاحه المتصل لربع قرن آخر، وسوف تسقط الثمار في يده تباعا، وعلى مراحل متدرجة، وإلى أن تعود النجوم إلى مداراتها، ويسترد الفلسطينيون حقهم كاملا بإذن الله.
كاتب مصري

صفعة للصفقة

عبد الحليم قنديل

إسرائيل والمفاعل النووي السوري

Posted: 25 Mar 2018 03:11 PM PDT

الفرحة تغمر المسؤولين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين هذه الأيام. الابتهاج سيتواصل إلى منتصف شهر ايار/مايو المقبل حيث يبلغ ذروته لمناسبة مرور 70 سنة على إقامة الكيان العنصري، وكذلك احتفاءً بافتتاح سفارة الولايات المتحدة في القدس برعايا دونالد ترامب. إلى ذلك، يحتفل المسؤولون السياسيون والعسكريون، حتى درجة الشجار فيما بينهم، بدور كلٍّ منهم في عملية تدمير المفاعل النووي السوري منذ نحو 11 سنة، لدرجة أن وزير الحرب افيغادور ليبرمان صرح من افريقيا حيث يقوم بجولة سياسية أن الخلاف العلني الذي اندلع بين السياسيين والاستخباراتيين الإسرائيليين وموجة تبادل الاتهامات فيما بينهم جعلاه يندم على سماحه للرقابة العسكرية بنشر تفاصيل العملية!
لماذا كل هذا الضجيج الصهيوني في هذه الآونة؟
ثمة أسباب عدّة أبرزها ثلاثة :
الأول: انتشار الكثير من الظنون والشكوك والاتهامات حول فضائح فساد ورشى مالية منسوبة لبنيامين نتنياهو (وزوجته وابنه) ما يهدده بصدور قرار اتهامي عن النائب العام بإحالته إلى المحاكمة. لهذا الجو القاتم تداعياته السياسية والنفسية بطبيعة الحال الأمر الذي استدعى قيام زمرة نتنياهو السياسية والإعلامية بكشف أسرار ونشر اخبار من شأنها شدّ انتباه الرأي العام بعيداً عن الاتهامات المتداولة بحقه، وإغراقها بمعلومات ومواقف مفرحة متعددة المصادر بغية إشاعة أجواء مريحة عشية عيد الفصح اليهودي، والاحتفال بذكرى قيام الكيان الصهيوني، والاحتفاء بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
الثاني: التغطية على مفاعيل اندحار التنظيمات الإرهابية في غوطة دمشق الشرقية وانسحابها، بمسلحيها وعائلاتهم، إلى محافظة ادلب شمالي غرب سوريا، وشيوع تقديرات واحتمالات بأن الخطوة التالية للجيش السوري ستكون التوجه نحو ادلب لتحريرها من تنظيم «النصرة» وحلفائه.
الثالث: شدّ الأنظار مجدداً إلى الخطر الأول الذي يهدد الكيان الصهيوني وهو «إيران النووية»، ولا سيما مخاطر تموضعها في وسط سوريا وجنوبها بقواعد صواريخها البالستية وكتائب حرسها الثوري. في هذا الإطار يحرص المسؤولون الإسرائيليون، وخاصةً العنصريين المتطرفين منهم، على إبداء الارتياح لنزوع ترامب إلى إقصاء الوزراء والمستشارين الذين يبدون فتوراً نحو مطلب مواجهة إيران كوزير الخارجية السابق ركس تيلرسن ومستشار الأمن القومي هربرت ماكمستر، وإلى إبراز الابتهاج بتعيين مايك بومبيو خلفاً للأول، وجون بولتون خلفاً للثاني، وكلاهما من غلاة «المحافظين الجدد» المعادين لإيران والداعين إلى مواجهتها عسكرياً.
إلى ذلك فإن للكشف رسمياً عن تدمير المفاعل النووي السوري بعد 11 سنة على حدوثه دافعين: سياسي واستراتيجي. الدافع السياسي هو تعبئة الجمهور الإسرائيلي عاطفياً وعنصرياً لمواجهة ما يعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن «حماس» في صدد إجرائه في المستقبل المنظور وهو تنظيم «مسيرة العودة الكبرى» التي سيزحف فيها ألوف الفلسطينيين من قطاع غزة في اتجاه السياج الأمني على حدوده مع «إسرائيل» وينصبون على طوله خيماً بغية «وضع «إسرائيل» في مواجهة تحدٍّ يجمع، من جهة بين التهديد الأمني المحسوس جرّاء محاولة اجتياز حدود القطاع، ومن جهة اخرى التهديد على صعيد الوعي ما يضع الردّ الإسرائيلي تحت ضوء سلبي أمام الجماهير التي تستهدفها الحملة «(راجع دراسة وضعها باحثان في معهد دراسات الأمن القومي، «مباط عال» ، 2018/3/20).
الدافع الإستراتيجي هو تعبئة الجمهور الإسرائيلي وإعداده لتقبّل الغاية الرئيسة من وراء توقيت كشف تدمير المفاعل النووي السوري في هذه الآونة وهي، حسب نتنياهو، «إن سياسة إسرائيل تتمثل في منع أعدائها من امتلاك أسلحة نووية». وزير شؤون الاستخبارات يسرائيل كاتس أكّد أن كشف أمر تدمير المفاعل السوري هو رسالة واضحة فحواها «أن «إسرائيل» لن تسمح أبداً لبلاد تهدد وجودها مثل إيران بامتلاك أسلحة نووية». وزيرة الشؤون الاجتماعية غيلا غمليئيل أكدت بدورها أن «إسرائيل» «لن تسمح للإيرانيين بترسيخ أنفسهم في الحدود الشمالية ولن تسمح لأعدائها بأن يصبحوا أقوى أو بتهديد وجودها».
هل يستفاد من هذه المواقف أن «إسرائيل» في صدد هجمة وشيكة على إيران، وربما على سوريا ايضاً؟
يقول الجنرال عاموس يادلين، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، إنه في مقدور «إسرائيل» القيام بعمليات من شأنها إرجاع المشروع النووي الإيراني إلى الوراء، لكنه يؤكد أيضاً على ضرورة عدم القيام بذلك إلاّ بعد استنفاد جميع الإمكانات الأخرى (صحيفة «معاريف» 2018/3/22).
هل من معيار أو مؤشر يحمل «إسرائيل» على الاندفاع إلى الهجوم؟
يقول يادلين إن «إسرائيل» تعتمد في هذا المجال «عقيدة بيغن» التي تقضي بأن «لا تسمح «إسرائيل» لدولة معادية تدعو للقضاء عليها بتطوير قدرة تكنولوجية للحصول على سلاح نووي». لكن سوريا في سنة 2007 لم تدعُ إلى القضاء على «إسرائيل» ، ومع ذلك فقد اتخذت القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية قراراً بقصف ما ادعت أنه مفاعل نووي سوري قرب دير الزور لمجرد الشبهة، كما يتضح من سرديات الصحف الإسرائيلية وتعليقاتها على اعتراف الجيش الإسرائيلي بذلك في بيانه الصادر بتاريخ 20/3/2018.
لعل موقف «إسرائيل» الحقيقي يمكن استخلاصه من مقالة عمير بيرتس، وزير الحرب في حكومة ايهود اولمرت التي اتخذت قرار تدمير المفاعل سنة 2007. بيرتس يشير إلى أن إسرائيل اعتمدت في الواقع عقيدة مئير داغان ومفادها: «يجب عدم السماح بانتقال المسؤولية عن أمن «إسرائيل» إلى أي طرف خارجي حتى لو كان ثمة إجماع جارف على ضرورة العمل الفوري لتدمير المفاعل. ومع ذلك فقد قرر رئيس الحكومة اولمرت اطلاع الأمريكيين على مستجدات الوضع بأقصى سرعة ممكنة «(صحيفة هآرتس» 21/3/2018).
يتضح مما تقدّم بيانه أن «إسرائيل» تتخذ قرار الحرب بناء على تقديرات قياداتها الأمنية بالدرجة الأولى لكنها لا تضعه موضع التنفيذ إلاّ بعد إبلاغه إلى الولايات المتحدة للحصول على ضوءٍ أخضر منها. ذلك يؤكد المقولة الراسخة أن الكيان الصهيوني هو «إسرائيل الصغرى» وأن أمريكا هي «إسرائيل الكبرى».
نعم ، «إسرائيل الكبرى» هي «الولايات» المتحدة».
كاتب لبناني

إسرائيل والمفاعل النووي السوري

د. عصام نعمان

هل تنقذ الأحزاب السياسية الفكرة المغاربية؟

Posted: 25 Mar 2018 03:11 PM PDT

انطلق المشروع بمناسبة انعقاد المؤتمر الخامس لحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الجزائري في شباط/فبراير الماضي، فقد استغلت قيادة الحزب، تواجد ضيوف من البلدان المغاربية، لعرض فكرتها المتمثلة في نوع من التنسيق الحزبي المغاربي الذي وقع على وثيقته التأسيسية ممثلو أربعة أحزاب مغاربية، هي التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية الجزائري والحزب الجمهوري من تونس، حزب الإصالة والمعاصرة من المغرب، وأخيرا حزب الأمة الليبي.
مبادرة تفرضها، حسب الموقعين على وثيقة تأسيسها التي انضم لها لاحقا حزب تونسي آخر «مشروع تونس»، الحاجة الماسة إلى توفير إطار عملي وذي مصداقية مساير للوضع الذي تعيشه بلدان شمال افريقيا الأربعة لتجاوز تشتت إمكانياتها السياسية والاقتصادية الذي يعيق حركة شبه القارة الشمال افريقية ويتركها عرضة لحالة الجمود وخطر التردي، بل وحتى زعزعة الاستقرار.
اللقاء، الذي تمخض عنه، إنشاء «هيئة لتبادل النقاش والاقتراحات»، اهتم بشكل واضح بالبعد الافريقي جنوب الصحراء والساحل، كما جاء في البيان النهائي. احتلت المناقشات التي دارت حول مستقبل منطقة جنوب الصحراء الكبرى نصيبا هاما ليضيف الموقعون، كما جاء في البيان القصير، أن جميع المشاركين يرون أن هناك ضرورة ملّحة، اقتصاديا وبيئيا وأمنيا، لا تتحمل أي تأجيل ولا أي ذريعة، لعقد جديد يشمل البلدان الأربعة المذكورة والدول المحاذية لمنطقة الساحل.
مبادرة، ينتظر، حسب قيادة التجمع من افريقيا الثقافة والديموقراطية، أن تنضم اليها أحزاب من موريتانيا وحتى مصر التي كانت قد عبرت في السابق، عن اهتمام واضح بالبناء المغاربي، عندما التحقت كملاحظ بمؤسسات الاتحاد المغاربي مباشرة بعد تأسيسه. المبادرة التي ستجتمع قياداتها في تونس خلال النصف الثاني من الشهر المقبل، بدعوة من حزب مشروع تونس، للتعمق أكثر في مشروع البناء هذا وتبني خطوات أخرى.
مبادرة حزبية تأتي في وقت تظهر فيه علامات التعثر الكثيرة على مشروع الاتحاد المغاربي الذي تبنته الدول المغاربية ونخبها الرسمية منذ ثلاثين سنة. فهل تتوفر شروط النجاح لهذا التجمع الحزبي الذي يهتم «بشبه القارة الشمال افريقية»، كما سماها البيان، في وقت تعرف فيه الظاهرة الحزبية في المنطقة أزمة كبيرة داخل بلدانها المختلفة وتتعثر فيه مغربا ومشرقا، كل مشاريع الوحدة والتنسيق التي وصلت إلى حد تشرذم الدول وتفكيكها؟
تنظيمات سياسية لم تغلق الباب على مبادرتها، فقد دعت كل القوى الحزبية في المنطقة للالتحاق بها، رغم اقتصارها حتى الآن على أحزاب محسوبة على «تيارات حداثية»، تصنف ضمن الفضاء الديموقراطي الذي يستبعد أن تنظم له الأحزاب الإسلامية أو حتى الوطنية «الكبيرة «التي كانت بعيدة عن المبادرة.
أحزاب إسلامية، رغم قربها الفكري مغاربيا (أحزاب إخوانية في الغالب) تبدو بعيدة عن التوجه نحو هذه المبادرات الوحدوية التي ستواجه الكثير من العوائق أمامها. كما وجدت ذلك الأحزاب الوطنية في 1958 بعد لقاء طنجة. رغم التأييد الشعبي الكبير الذي يبديه الرأي العام في المنطقة لمثل هذه المبادرات.
مبادرات أعاقتها تاريخيا النخب الحاكمة والدولة الوطنية، بعد الاستقلال التي كان يعول عليها لإنجاز هذه المهمة التاريخية، رغم أنها، كمبادرة، كانت تسير بشكل موضوعي، في اتجاه التاريخ كما يقال. فقد تقوقعت الدولة الوطنية والنخب التي سيطرت عليها بعد الاستقلال، على نفسها، مفضلة البناء الوطني الداخلي على البناء المغاربي الذي كان يتطلب نوع تسيير سياسي آخر مختلف وحسابات أكبر من تلك التي تبنتها الدولة الوطنية ونخبها التي تقوقعت في بعض الأحيان على «أقل من الوطني».
لقد أصرت النخب الرسمية الحاكمة ودولتها الوطنية، حتى وهي تدعي عكس ذلك، على مستوى الخطاب السياسي والإعلامي، على بناء ما يشبه الاقتصادات المغلقة كانت «الحجة القوية « للزيادة من حضور الحدود بين شعوب، كانت في المقابل أقرب لبعضها البعض، خلال الفترة الاستعمارية!
كنا في المنطقة، منذ أكثر خمسين سنة، أمام بوادر حركة طلابية مغاربية ونقابية موحدة، كان فيها الرئيس مغربي والأمين العام جزائري أو تونسي. بل حتى الأحزاب السياسية نفسها كانت تعرف هذا النوع من الحراك البشري الذي انتكس بعد الاستقلال مباشرة. فقد ساهم الجزائريون في تكوين الحزب الشيوعي المغربي ووصلوا إلى رئاسته، كما كان الحال داخل الحزب الدستوري الحر في تونس، وقبل ذلك داخل نجم شمال افريقيا وجيش التحرير، فكيف انتكسنا بهذا الشكل، بعد أن استقلت دولنا وحصلنا على استقلالنا الوطني؟
انتكاسة لابد من التصدي لها فكريا وسياسيا، بشكل جدي، حتى لا نعيد إنتاج شروط الفشل نفسها التي مازالت قائمة في منظومتنا التعليمية والفكرية، بل يمكن القول إنها زادت مع الوقت على مستوى الأجيال الصغيرة التي لم تعد تعرف بعضها البعض، بعد غلق الحدود وانتشار الفكر الوطني الشوفيني، نتيجة الأزمات السياسية التي تعرفها المنطقة والتي تأتي على رأسها قضية الصحراء ومسألة الحدود إلى وقت قريب.
تخبرنا تجارب الوحدة الناجحة، كما هو حال التجربة الأوروبية القريبة، إننا في حاجة إلى «حامل اجتماعي» تستند إليه مشاريع الوحدة، لكي تظهر وتنجح، فهل نواة الرأسماليات الوطنية في دولنا، يمكن التعويل عليها كحامل وهي التي تربت ضمن نسق اقتصادي ريعي، بين أحضان الدولة الوطنية وأجهزتها التسلطية التي تفضل مراقبة الحدود وتنقل المواطنين، كهواية يومية وحرفة؟ خلال فترة طويلة، لعبت فيه الوطنية المنتكسة كعقيدة، دورا معاديا للفكرة المغاربية. أم أن الأمر يتعلق بقضية سياسية بحتة، لابد على النخب السياسية الرسمية والمعارضة، تبنيها بصدق والبت فيها، كما تحاول فعله هذه الأحزاب المجتمعة في الجزائر، التي لم تجد مبادرتها الكثير من الترويج الإعلامي والسياسي لها حتى الآن. أحزاب ستجد الكثير من العراقيل أمامها، تماما كما يجد المواطن المغاربي الحدود مغلقة في وجهه عندما يهم بزيارة أهله وعائلته وهو في الطريق السيار أو في قطار سريع، يتوقف به فجأة أمام حدود مازالت مغلقة، منذ ربع قرن كامل.
كاتب جزائري

هل تنقذ الأحزاب السياسية الفكرة المغاربية؟

ناصر جابي

هكذا يُساق الشعب الأمريكي

Posted: 25 Mar 2018 03:10 PM PDT

في أحد أفلام المخرج يوسف شاهين تَجسّدَ حلم الشباب العربي في السفر إلى ما يعتقدون أنه الفردوس الأرضي (أمريكا). وفي نهاية الفيلم ظهر تمثال الحرية وهو يتخلى عن وقاره، وبدا وجهه كامرأة غانية تغمز بعينها وتُطلق ضحكة ماجنة، في إشارة إلى الوجه الآخر الحقيقي لأمريكا والذي لا تراه معظم الشعوب.
برنارد شو، الأديب البريطاني الساخر، قد أوجز وأجاد في وصف ذلك التغايُر بين الصورة والحقيقة في الحياة الأمريكية حيث قال: «تمثال الحرية موجود في الولايات المتحدة بالذات ودون أي مكان آخر في العالم، لأن البشر عادة لا يقيمون التماثيل إلا للموتى».
وصدق، فالحرية في أمريكا محض وهم، فهي تخضع للنسبية البغيضة، والواقع يشهد أن أمريكا عبثت بحريات الشعوب، والحرية لديها كصنم من التمر، لكن أشد ما يُظهر فيه الاستبداد السياسي داخل أمريكا نفسها، هو سوْق الشعب كالقطيع بصورة ناعمة عبر تغييب الوعي وعزل العقلية الأمريكية وتقوقعها.
في بلادنا العربية تُساق الشعوب بالعصا والجزرة، وفي أحيانٍ كثيرة بالعصا دون الجزرة، يدعمها إعلام موالٍ للسلطة وظيفته التبرير لسياسات النظام، وظهير شعبي تُحركّه النفعية أو الجهالة.
وفي إيران يُساق الشعب بأكذوبة الولي الفقيه، يدعمه السوق الإيراني (البازار) الذي يُشكّل القوة الاقتصادية الضاربة في الجمهورية، يسيطر عليه التيار المحافظ الذي يُمثل الرؤية التي تتبناها المؤسسة الدينية.
أما في الولايات المتحدة الأمريكية فيُساق الشعب بشكل مختلف تماما، وربما يُصدم بعض القراء إن قلت أن الشعب الأمريكي أبعد الشعوب عن المشاركة في صنع القرار السياسي، وأنه يعيش بمعزل عن العالم، وتأثيره ضعيف في مسار الحياة السياسية، ويُساق سوْقا خلف الدعاية الأمريكية لتحركاتها العبثية في أصقاع الأرض.
وبذلك قد نفهم ذلك الصمت المُطْبق للشعب الأمريكي حيال عربدة إداراته في دول العالم، من دون أن نشهد ما يعبر عن سخط شعبي حيال هذه العربدة، وذلك لافتقاد الوعي السياسي والثقافي، بخلاف الشعوب الأوروبية التي تتابع مجريات الأحداث في الداخل والخارج ولديها القدرة على التحليل والربط، والفاعلية اللازمة للتأثير على القرار السياسي وفق قيم التحضر والتمدن والحريات والعدالة.

النخبة السياسية الأمريكية تُحرّك وتُجيِّش وتُعبئ الشعب للسير خلف قراراتها السياسية عبر آلة إعلامية ضخمة، ولا يرى الشعب الأمريكي سوى إعلامه، ولا يتلقى في الغالب إلا من خلال وسائل الإعلام الأمريكية التي حاصرت الشعب وعزَلَتْه عن العالم.
لن تأخذنا الدهشة حيال صمت الشعب الأمريكي تجاه جرائم قياداته في شتى بقاع العالم والسياسات الخرقاء الهمجية التي ينتهجها ساستُه، إذا علمنا ضعف ثقافة الشعب الأمريكي، خلافًا للصورة الذهنية لدى العرب عن الأمريكان.
في دراسة أجرتها مجلة «ناشيونال جيوجرافيك» الأمريكية في مطلع القرن الحالي، تبين أن 83% من الشباب الذين أجريت حولهم الدراسة لا يستطيعون تحديد موقع أفغانستان على الخريطة، في وقت كانت القوات الأمريكية تحرق أرض أفغانستان لإسقاط حكم طالبان بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ايلول.
وأما الكيان الصهيوني المُحتل الذي يسمى بالدولة الإسرائيلية – الحليف الرئيس للأمريكان – فإن الدراسة نفسها أثبتت أن أكثر من نصف الشباب الأمريكي لا يعلم أين تقع تلك الدولة اللقيطة جغرافيًا، في الوقت الذي لا تكفُّ قيادتهم عن دعمها على حساب الأمة الإسلامية والعربية بأسرها.
مستشار الأمن الأمريكي الأسبق برجينيسكي بدوره صرح في كتابه «الفوضى» بأن عدد المواطنين الذين يعيشون في أمريكا في جهل تام يصل إلى 23 مليون مواطن.

لارا دريك أستاذة العلاقات الدولية في الجامعة الأمريكية ومديرة المركز الاستراتيجي لدراسات الشرق الأوسط في واشنطن اعترفت أن الشعب الأمريكي هو الأكثر جهلا على الأرض.
إن أكثر المواد الإعلامية التي تحظى باهتمام معظم الأمريكان هي برامج التسلية والترفيه وأخبار هوليود ومتابعة فضائح الرؤساء والمشاهير.
الشعب الأمريكي صاحب عقلية استهلاكية طاغية تنطلق من ضرورة الإشباع الفوري الذي لا يتخطى سطح المادة، بعيدا عن المُثل العليا التي تضبط المسافة بين «المثير والاستجابة»، حسب تعبير العالم الموسوعي عبد الوهاب المسيري.
الشعب الأمريكي يعيش اللحظة فقط عن طريق إدراكه بالحواس، فقد استطاع الإعلام الأمريكي إبان حرب فيتنام، غسيل أدمغة الشعب، وإقناعه بضرورة التدخل العسكري، فكان هناك تأييد جماهيري رهيب لهذه الحرب، استطاع الساسة تعبئة الشعب بأسره، حتى غدا الالتحاق بالجيش شرفا كبيرا يسعى إليه الشباب، ولم يُدرك الشعب الأمريكي تلك الخديعة إلا من خلال حواسه أيضا دون نظرة متفحصة سابقة، عندما وصل إلى الولايات المتحدة جثمان حوالي 15 ألف أمريكي لقوا حتفهم في تلك الحرب، ورآهم الشعب بعينه.
من خلال الانغماس في تلك الطبيعة الاستهلاكية والعيش بلا ذاكرة تاريخية، وبسبب عزلة المواطن الأمريكي، تمكنت النخبة من استجهال ذلك الشعب والسيطرة عليه.
إنها صورة أخرى من صور الاستبداد السياسي الذي يمارسه الساسة، لكنه في النموذج الأمريكي بعيد عن الشكل القمعي المعتاد في الدول العربية، وإنما يأخذ شكل التغييب والاستجهال والإغراق في المادية والحصار المعرفي والثقافي، ولذا لا نبالغ إن قلنا إن أمريكا على مكانتها وقوتها، تعاني من انفصال بين الشعب والقيادة السياسية، والشعب الأمريكي لا يرى إلا ما تريه النخبة السياسية والإعلامية.
كاتبة أردنية 

هكذا يُساق الشعب الأمريكي

إحسان الفقيه

الفيلسوف سلافوي جيجك والقضية الفلسطينية

Posted: 25 Mar 2018 03:10 PM PDT

سلافوي جيجك فيلسوف سلوفيني، برز عالميا عندما نشر في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي أول كتاب له بالإنكليزية، وهو يعتبر اليوم أحد أشهر المنظرين في مجال الثقافة والإجتماع، إن لم يكن أشهرهم، وأصبح له تأثير على كثير من فئات الناس بخاصة في الجامعات، طلابا وأساتذة، ليس في العالم الغربي فقط، بل في العالم الثالث أيضا، فهو ينشط كثيرا في القاء المحاضرات العامة، والظهور على الفضائيات والمشاركة في النقاش حول القضايا المعاصرة ،كما أنه يواظب على الكتابة في بعض الصحف المعروفة ومنها الإنكليزية ، وهو أيضا يدرس في بعض الجامعات. كما أنه غزير الإنتاج في الكتابة، مكثر منها.
ومنذ الثمانينيات ألف عشرات الكتب في شتى الموضوعات، ومنها كتاب ضخم عن الفيلسوف هيغل، ووصلت صفحات بعض مؤلفاته إلى أكثر من ألف صفحة ، ودراساته لا تقتصر على موضوع معين، بل تشمل موضوعات مختلفة، كما هو حال كتبه. وهناك مجلة دولية مخصصة له ولأفكاره، اسمها المجلة الدولية لدراسة جيجك. وقد صدر عن أفكاره بل ونظرياته عدد من الكتب وانتجت عنه بعض الأفلام الوثائقية، وأوبرا مستوحاة من كتاباته . وهو يعتبر عند من كتبوا عنه فيلسوفا يساريا، ولكني وجدته يصف نفسه في مقالة له حديثة بانه لينيني النزعة . وهو له طريقته في شرح آراء بعض الفلاسفة، كإلقاء الضوء على فلسفة ماركس بطريقة هيغل، وبالعكس، وقد عنون أحد فصول كتبه «ماركس كقارئ لهيغل، وهيجل كقارئ لماركس»، وهذه طريقة لا يرتضيها الباحثون، ويعتبرونها مخالفة لأصول البحث العلمي. ومن آرائه أن الديمقراطية في جوهرها شكل من أشكال الفساد ، لا يمكن أن تقدم فضيلة، كما أنه يصف الحضارة الليبرالية الغربية بالكابوس، لا يصحينا منها إلا ثورة شديدة العنف، والتي هي ضرورية لإزالة قشرة الطبقات المزيفة للحقيقة كما يقول. ومن رأيه أن النظام الرأسمالي الذي ينتقده ويرفضه في طريقه إلى نهايته،وهو يقول عن هذا النظام في كتابه:
Living in the End Times
إن النظام الرأسمالي يقترب من نقطة الصفر، لأنه يعاني من أزمة بيئية، وما سينتج في المستقبل عن الثورة البيولوجية، وطبيعة عدم التوازن في النظام نفسه كقضايا الطعام والماء والمواد الخام، وكذلك التطور الإنفجاري في الإنقسام الطبقي .هذه القضايا في رأيه ستقود هذا النظام إلى الإنهيار ، ولذلك على العالم أن يخلص نفسه من الديمقراطية الليبرالية . وهو يرى أن الشيوعية هي التي ستنتصر في النهاية. وبعد أن انتخب دونالد ترامب كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية رأى فيه رجلا خطرا على الإستقرار العالمي، وأن اليسار وحده هو الذي يمكن أن يهزمه كما يقول.
وأما النظم الديكتاتورية، فمشكلتها عنده ليست في عنفها ،بل في قلة العنف. وهو يقول إنه ليس هناك أحد ضد العنف، حتى البوذية، التي تقول لا تقتل ، تضع استثناءات كثيرة لذلك. هذه بعض آرائه بشكل مختصر. وهي تثير جدلا مع المثقفين وكثيرا ما يناقشه فيها وفي غيرها الناقدون، حتى وصفه البعض منهم أنه فيلسوف خطر، بل وصفه آخرون أنه أخطر فيلسوف في الغرب. وبعض اليهود يتهمه بالعداء للسامية ، بسبب مواقفه الناقدة ليس لإسرائيل والصهيونية فقط ، بل لليهود أيضا. وله آراء عن هذا الموضوع يتفرد بها وحده. مثل قوله إن زواج اليهود بعضهم من البعض الآخر غير عقلاني، ويدل على كره الآخر، ويعني أيضا الحفاظ على العرق خالصا.
وهو يتهم الشباب الإسرائيلي بمطاردة البنات اليهوديات، اللائي يقمن علاقات مع الشباب الفلسطينيين (في إسرائيل).
ومن أفكاره التي يرفضها اليهود رأيه في أن الصهيونية في عصرنا الحاضر، كما تمثلها سياسة إسرائيل، هي معادية للسامية ، حيث نشأت على نفس أصول ايديولوجية العداء للسامية. ويقول إذا أردنا أن نكون دقيقين، فإن الصهيونية هي نوع من أنواع العداء للسامية، إذ نرى كثيرا من الصهاينة اليوم، ينتقدون اليهود من أبناء جلدتهم، بسبب نقدهم لها، او لأنهم ليسوا صهاينة بما فيه الكفاية كما يقولون عنهم، ويوجهون إليهم شتى الصفات، التي يوصف بها من يعادي السامية .
وهؤلاء اليهود الناقدون هم في الواقع معادون للسامية. وهو يرى أن إنشاء دولة يهودية ،يعني وضع نهاية لليهودية كدين ،ولذلك كان النازيون يؤيدون هذه الفكرة. وإنشاء هذه الدولة، في رأيه يناقض التسامح، بل يعني كرها للآخرين، ويعني أيضا التمسك بعنصرية خالصة .. وهو يتحدث في دراساته كثيرا عن قضية العداء للسامية حتى أن خصص فصلا كاملا لهذا الموضوع في كتابه The Parallax View وهو يعتبر الإتهام بالعداء للسامية أشد الأخطار على المفكرين وأكثرها أذى وإيلاما لهم، لأن التهمة به توجه إلى الشخص، حتى عندما ينتقد إسرائيل أو الصهيونية، وهو يقول إن هذا قد حدث له حيث وجه إليه الإتهام نفسه. بينما كان قد ذكر في عنوان مقال له معروف، إنه لا يكره اليهود وإنما يكره الصهيونية.
وهو يرى أن بناء المستوطنات بالشكل الحالي يلغي بشكل حقيقي، إنشاء دولة فلسطينية قابلة للبقاء، وما يحدث اليوم هو الإستيلاء التدريجي على أرض الفلسطينيين في الضفة الغربية، وخنق الإقتصاد وتقطيع الأرض إلى أجزاء، والضغط على المزارعين الفلسطينيين لترك أرضهم، وإن ما يقوم به المستوطنون من السيطرة على الأرض، وانشاء مستوطنات جديدة، إنما هو رغبة الحكومة نفسها، وهوما تدعمه بشبكة كافكية من القوانين.
ويقول إن المشهد الجغرافي للضفة الغربية اليوم، أصبح يشبه أرخبيلا مقطع الأوصال، وإن العالم قد يصحو في يوم من الأيام فيكتشف، أن الضفة الغربية غير موجودة، والأرض خالية من الفلسطينيين، ثم علينا أن نقبل ذلك. وإن نظرة عابرة على تغير خريطة القدس الشرقية، تخبرنا عن القصة كاملة حيث يحاصر
الفلسطينيون تدريجيا وتستقطع مناطقهم، ويجردون من جنسياتهم، وحقهم في الإقامة في القدس، ويضايقون في الحصول على أرزاقهم. ويرفض طلبهم في الحصول على إجازة بناء، وتهدم بيوتهم، وهنا تظهر المحكمة العليا وجهيها، حيث تحكم لصالح فلسطيني واحد قد صودر بيته، لكنها تحكم أيضا ضد عدد لا يحصى من الحالات، حيث تؤكد قانونيتها. وهو يرى بأن إدانة إسرائيل لما تسميه العنف الفلسطيني ،إنما هو غطاء للمشكلة الحقيقية، الذي هو عنف الدولة. وعندما تسمي إسرائيل هجومها على الفلسطينيين دفاعا عن النفس، فبالمنطق نفسه يكون ما يقوم به الفلسطينيون دفاعا عن النفس أيضا.
والحائط العازل في رأيه هو تطهيرعرقي في أصفى مظاهره، وأوضح تجلياته، وأن حركة التضامن مع الفلسطينيين، إنما هي حركة تقدمية وتحررية، تحقق مستقبلا عادلا لشعبي الأرض اليهودي والفلسطيني على السواء، بحقوق متساوية وديمقراطية كاملة. ويرى أن استمرار تعامل المؤسسة الصهيونية مع الفلسطينيين على هذه الطريقة، ستكون ضحيتها في النهاية، الهوية اليهودية نفسها.
وهو يرى أن الحل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ليس في إقامة دولتين بل في ضرورة تفكيك (دولة) الأبارتهيت، ليحل مكانها دولة واحدة، ديمقراطية وعلمانية. وجاء رأيه هذا في مقال له في مجلة انكليزية بعنوان «أفضل أمل لإسرائيل هو إنشاء دولة واحدة». وعلى الرغم من أن إسرائيل تعلن أمام العالم موافقتها على حل الدولتين ، لكنها في الواقع مشغولة في خلق وضع على الأرض يجعل حل الدولتين غير ممكن كما يقول. ويرى أيضا أن أفضل عمل يقدمه اليهود لذكرى الهولوكست، هو الإعتراف بالظلم بحق الفلسطينيين. ومن المفيد الإشارة هنا إلى أن جيجك، من الداعين إلى مقاطعة إسرائيل بخاصة الثقافية منها .وهوكان قد زار الأراضي المحتلة وقابل الكثير من الفلسطينيين فيها.
وعن العلاقة الحميمة بين إسرائيل والمسيحيين الصهيونيين (الذين يعادون الفلسطينيين)، خصوصا الأمريكيين منهم، فهو ينتقدها في أكثر من مقال ويراها محيرة، إذ أن هؤلاء كما يقول هم في حقيقتهم معادون للسامية، وهو ينتقد سلوك إسرائيل معهم، ويقول أن تصور اليمينيين المسيحيين لليهودي، هو على نفس مستوى التفكير، الذي كان يحمله الأوروبيون المعادون للسامية، إذ اليهودي في نظر هؤلاء خطر «لأنه يعيش بيننا ولكنه ليس واحدا منا». وهو يحذر إسرائيل من هؤلاء ، ويعتقد أن اليهود عامة سيدفعون ثمنا باهظا لهذه العلاقة.
وهناك من اليهود الإسرائيليين، مثل الكاتب والصحافي المعروف غرشوم غورينبرغ، الذي كتب عن المسيحيين الصهيونيين كتابا، أيضا يرى هذا الرأي إذ يقول «إن هؤلاء لا يحبون اليهود وإنهم – إلى جانب المستوطنين-، يعجلون في الواقع نهاية إسرائيل ، وهذا يمثل العداء للسامية بأسوأ صوره» .

كاتب وأكاديمي عراقي

الفيلسوف سلافوي جيجك والقضية الفلسطينية

جعفر هادي حسن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق