لماذا طفح كيل أمريكا من دول الحصار؟ Posted: 29 Apr 2018 02:27 PM PDT شكّلت زيارة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني في 10 نيسان/إبريل الجاري إلى العاصمة الأمريكية واشنطن ولقاؤه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب النهاية المنطقية، لاستغلال دول الحصار زيارة الأخير إلى الرياض السنة الماضية، والتي رافقتها قمتان عربية وإسلامية لإظهار نفوذ السعودية الكبير في العالم، وصفقات قيل وقتها أنها بـ380 مليار دولار، وصولا إلى أشكال من الاحتفال غير المسبوقة برئيس أمريكي من قبل كان بينها إشراكه في رقصة العراضة الشهيرة بالسيف والتي خلّدتها نظرة الملك سلمان المتطلّعة إلى تعابير وجه ترامب يومذاك. السعودية وحلفاؤها في الإمارات والبحرين ومصر، اعتبروا أن هذا الإنجاز السياسي والمالي والاستعراضي كان السعر الكافي لبدء حملة شرسة ضد قطر بدأت بعد أربعة أيام فقط من وصوله (بدأت الزيارة يوم 19 أيار/مايو فيما بدأت الحملة يوم 23 أيار/مايو)، مع اختراق وكالة الأنباء القطرية التي تم تقويلها تصريحات مزعومة على لسان أمير قطر نفسه، ثم تتالي القرارات بإعلان الحصار، ثم فرض عقوبات على أي شخص يتعاطف مع الدوحة (15 سنة سجنا وغرامات مالية باهظة!)، واتهام شخصيات وهيئات بالإرهاب، وصولاً إلى الحال المعلوم الذي وصلنا إليه اليوم. واجهت قطر الحملة على الصعد السياسية والعسكرية والإعلامية والحقوقية، وقادت معارك ناجحة للضغط على البيت الأبيض وكشف تهافت أسباب الحملة الموتورة ضدها، وبعد زعم ترامب في حزيران/يونيو من السنة الماضية أن قطر «تدعم الإرهاب»، فإنه في لقائه الأخير مع الأمير تميم تراجع إلى حد القول إنه صار متأكدا من أن البلدان القريبة من أمريكا «بما فيها الإمارات والسعودية» قد توقفت عن دعم الإرهاب! إضافة إلى هذا النشاط الدبلوماسيّ والإعلامي القطريّ، فإن وقتا غير طويل كان كافيا لانتباه الولايات المتحدة الأمريكية، إلى المفارقة الكبرى التي خلقها التحالف الرباعي بمحاصرته المحمومة لقطر، في الوقت الذي يدّعي فيه عداء إيران، فهذا الحصار ترك الباب مفتوحا لطهران، مدفوعة بالشقاق بين دول مجلس التعاون، الذي امتد عمليا إلى الكويت وعُمان المزعوجتين من حصار قطر، وترك المواقف تتحسن لصالح إيران، في الخليج نفسه، مع اضطرار قطر لاستخدام الموانئ البحرية والجوية لإيران، وفي اليمن، مع تهميش الإمارات لشرعية الرئيس هادي، وفي سوريا، مع انكفاء تركيا التي صارت بدورها هدفا لهجوم دول الحصار، على نفسها، واقترابها من روسيا وإيران، وفي فلسطين، حيث تدعّم حصار إسرائيل ومصر لغزة وارتفعت رايات التطبيع مع إسرائيل والتضييق على السلطة الفلسطينية والمملكة الأردنية، الأمر نفسه يمكن رؤيته في ساحات عربية أخرى انفلتت فيها الأمور عن المنطق وابتعدت عن المصالح الاستراتيجية للخليج والعرب… وأمريكا نفسها. هذه المعطيات كلّها توضح ما ذكرته صحيفة «نيويورك تايمز» عن أن وزير الخارجية الأمريكي الجديد، القادم إلى المنطقة لتصليب الموقف من إيران، قدّم رسالة واضحة للسعوديين بأن الكيل طفح وأن رفع الحصار عن قطر صار أمرا ملزما، وإذا كان السعوديون قادرين على التلاعب على العلاقة المتوترة بين ترامب ووزير خارجيته السابق ريك تيلرسون، فإن الأمر لم يعد ممكنا مع مجيء بومبيو، القريب من ترامب، والآتي لتنفيذ أجندته في تحجيم الخطر العسكري والنفوذ الإيرانيين في المنطقة. لماذا طفح كيل أمريكا من دول الحصار؟ رأي القدس |
«دمشق الحرائق» تواصل الاشتعال Posted: 29 Apr 2018 02:27 PM PDT في سنة 1973 أصدر زكريا تامر، القاصّ السوري الرائد، مجموعته «دمشق الحرائق»؛ التي كانت الثالثة بعد «صهيل الجواد الأبيض»، 1960؛ و«الرعد»، 1970. احتوت المجموعة على 30 قصة قصيرة، متوسطة الطول إجمالاً، وتواصل ما كان تامر قد اختطه لنفسه من أسلوبيات خاصة في كتابة هذا الفنّ الشاقّ؛ ابتداءً من العناوين التي بدت لافتة في زمنها («يا أيها الكرز المنسي»، «التراب لنا وللطيور السماء»، «أرض صلبة صغيرة»، «موت الشعر الأسود»، «شمس للصغار»… على سبيل الأمثلة). خصائص أخرى تمثلت في شحن البرهة البشرية، أكانت واقعية أم رمزية أم سيريالية، بمزيج من الكابوس المألوف أو العجائبي، وموضوعات العيش الفعلي والوجود المتخيَّل، على نحو يدحر خطوط الفصل بين التوثيق والتخييل؛ كما تمثلت في استخدام لغة عالية المزاج، شعرية وشاعرية تدني السرد من روحية قصيدة النثر، لكنها لا تتنازل عن حرارة القاموس اليوميّ، بل تُحسن توظيفه أو تسخيره حين تقتضي المعادلة الفنية. وفي مناسبات سابقة، كان آخرها نصّ باللغة الإنكليزية ضمن دراسات العدد الخاصّ الذي كرّسته «بانيبال» لتكريم تامر؛ أشرت إلى أنّ هذه الحصيلة الأسلوبية ميّزت تامر عن أساتذة كبار من كتّاب القصة القصيرة السورية، أواخر الخمسينيات وحتى منتصف السبعينيات؛ أمثال عبد السلام العجيلي، ألفت الإدلبي، عبد الله عبد، جورج سالم، سعيد حورانية، حسيب كيالي… الجدير بالإشارة، في هذا السياق تحديداً، أنّ قصة تامر كانت ــ في مستوى النثر، كوسيط تعبيري حداثي ــ خير حليف لقصيدة النثر العربية يومذاك، ضمن تيارات مجلة «شعر» خاصة (ولم يكن غريباً أن تبادر المجلة إلى نشر مجموعة تامر الأولى، بحماس بالغ من يوسف الخال)، ثمّ قصيدة محمد الماغوط على وجه أخصّ. كذلك، من جانب آخر، توجّب أن ينشقّ تامر عن المواضعات الراسخة في فنون كتابة القصة القصيرة العربية، كما وضعها كبار من أمثال نجيب محفوظ ويحيى حقي ويوسف إدريس وتوفيق يوسف عواد؛ في الخصائص الأسلوبية سالفة الذكر أوّلاً، ثمّ في المزج بين الواقعية والرمزية في استعادة التاريخ والتراث ثانياً. وفي قصة بعنوان «البدوي»، من مجموعة «دمشق الحرائق» يقرر يوسف السير وراء جنازة عابرة لا يعرف عنها شيئاً، إذْ «لم يكن لديه ما يفعله». غير أنّ مشاركته، العبثية في دافعها الأوّل، سرعان ما تتفرع إلى سلسلة من الدوافع المركزية، الممتدة كشريط طويل يلتف حول المحاور الأساسية لحركة القصة، لينتهي إلى إشكالية إنسانية مركزية تتجمع عندها الأفعال والاحلام والتداعيات والمصاحبات. إنها تبدأ بوقوف يوسف بين الأضرحة البيضاء، تحت شمس صفراء وسماء زرقاء، بمتابعته المحايدة لدفن الميتة (ونعرف من صيحات النساء أنها ليلى)، التي «وافتها المنية، وهي لا تزال في مقتبل العمر، وتوارت قبل أن تعرف مسرات الدنيا»؛ لينتهي الموقف المحايد بانتهاء مراسم الدفن، ويبدأ الطور الأول من تماس يوسف مع تنويعات متخيّلة لموت داخلي «أبصره، وحملق إليه بشراهة وغيظ». في المدينة، لاحقاً، تنتظره الحياة بكائناتها وأماكنها، فيستلقي قرب النهر متثائباً ومنتظراً أن يهرم ويموت؛ ثمّ يعود إلى مسكنه، حيث يتخيّل القبو قبراً، فيغازل سميرة بنت مالك البناية، وتراوده الأحلام، ويحقد على الآلات في العمل. وحين يخرج مجدداً إلى العراء، في الشارع ونحو المقهى العمالي، يستيقظ في أعماقه «بدوي جلف، مشعث الشعر، يملك خنجراً مقوس النصل، ويملك خيمة في صحراء مجدبة، ولا يملك امرأة، وها هو ذا الآن ينحدر إلى المدينة تقوده رغبة هوجاء في بيع عينيه من أجل ضحكة امرأة»… وفي الختام، وبعد تطواف حافل بين طبقات شتى في باطن المدينة، يمشي يوسف بين البيوت الطينية، فيداهمه إحساس بأنه «يستنشق بعد مرض طويل هواءً حقيقياً ممتزجاً بضياء الشمس، وبدا الأمس مجرد حلم أسود بدّده الصباح». وهكذا يترك البدوي تمثالاً جاثماً في القبو، ويقرر العودة إلى بيت أهله القديم حيث ولد. يبقى العالم الخارجي بالطبع، أو يُبقيه تامر، نابضاً بالحياة والموت معاً، حافلاً بطبقات ونماذج بشرية ومشكلات عيش ومآزق وجود، وفي حال اشتباك دائم بين المأساة والملهاة. وإذْ يلتقط تامر هذه المشهدية الزاخرة بأدوات القاصّ المعلّم، فإنه يلجأ إلى توزيع محمولات القول، وبعضها إيديولوجي الدلالة بالطبع، على وحدات الحركة في القصة، فيقيم توازناً كميّاً في عدد كلمات مشاهد السرد، هو أقرب إلى التوازن الخفي الذي يتقاسم الاستحواذ على حساسية القارئ مع العمليات الفنية الأخرى: مشهد الجنازة، 426 كلمة؛ الشوارع، 120، القبو، 2900؛ الحوار المباشر، 335، الحلم الأول، 150؛ الشوارع، 115؛ القبو، مجدداً، 265؛ المقهى العمالي، 324، الشوارع، مجدداً، 228؛ القبو ثالثاً (وضمنه الحلم الثاني)، 340؛ الفندق (وضمنه الحلم الثالث)، 358… وهذه، إذن، واحدة من ذرى «دمشق الحرائق»، المجموعة التي بلغت سنّ الخامسة والأربعين هذا العام، والنيران التي أشعلتها 30 قصة على مستوى التخيّل يتواصل أوارها فيجبّ الواقعُ الخيالَ. وهكذا، لا يعدم المرء يوسف العظمة، بطل قصة «الاستغاثة»، تائهاً في شوارع دمشق، ذاهلاً ومغترباً وملاحَقاً من أجهزة النظام؛ أو… شهيداً، مجدداً! «دمشق الحرائق» تواصل الاشتعال صبحي حديدي |
كيف نتصالح مع إيران بعبوة «زيت خروع صيني»… «كوبونات» ترامب «للأثرياء فقط» ووصفة الأذكياء لتجنب مصير القذافي وصدام Posted: 29 Apr 2018 02:26 PM PDT بحثت بحماس عن محطة تلفزيونية لكوريا الشمالية تنقل على الهواء تفاصيل القمة التاريخية بين الكوريتين وأخفقت طبعاً. لكن الصور الأولى صباح الجمعة وجدتها في محطة صينية تُلتقط في عمان وتتحدث بحماس عن المناسبة. كان المشهد مثيراً للغاية.. حاجز بـ 20 سنتيمتر فقط يفصل بلدين.. قفز أبو تسريحة جنان الكوري الشمالي الخطوة نحو جاره ثم شبكا الأيدي وانتقلا إلى الجانب الآخر بعد نزاع استمر عقوداً على التراب والطين نفسهما. واضح أن جهة ما هندست القصة.. لا يوجد عرس ولا حفلة ولا عزاء في العالم إلا وراءه جماعة «سي آي إيه». لكن التقارير تتحدث هذه المرة عن «نصيحة صينية» مطرزة على أساس فهم متقدم لذهنية البلطجة التي يقودها الرئيس الأمريكي لأستبدال نظام العلاقات الدولية. عموماً إنتهى النزاع على جثتنا نحن العرب فقد قالها أبو تسريحة جنان: لا أريد ملاقاة مصير صدام حسين والقذافي . تلك قاسية في حجم الكرة الأرضية فقد أصبح زعماؤنا مثلاً . زيت خروع صيني الأهم ان تلفزيون الحكومة الأردنية يحتفل بالعيد الخمسين له وهذه مناسبة عزيزة مدعاة لسؤال: الوزير الأمريكي بومبيو نشر صوره مع الزعيم الكوري الشمالي و«جماعتنا» قرروا قبل أشهر «قطع العلاقات» غير الموجودة أصلاً مع كوريا الشمالية.. طبعاً لا توجد «جالية أردنية» في كوريا الشمالية لكن الشعب لم يفهم بعد لماذا قطعنا العلاقات. بمناسبة الاسئلة المحلية الحارقة ..لا أحد يعلم في الأردن لماذا طلبنا من سفير قطر المغادرة فيما سفارته «شغالة فل أوبشن»؟.. ولماذا قررنا تجميد إتفاقية تجارة حرة مع تركيا مع أن من فعلنا ذلك من أجل سواد عيونهم يقيمون كل أنواع العلاقات الشرعية وغير الشرعية مع تركيا؟. عموماً في لحظات «التخبط والإرتجال الإداري» تبقى الاسئلة معلقة. نعود لفضائية الجزيرة وهي تنقل الحدث بين الكوريتين حيث تحول فجأة زعيم كوريا الشمالية من شاب متهور يقتل زوج خالته ويفطر قلوب العذارى الكوريات ويمنع الساتلايت ويهدد ترامب، إلى حمل وديع مبتسم يجنح للسلام ؟. هل نتحدث عن «زيت خروع» صيني صالح لتسهيل عبور الخلافات والإنقسامات؟.. ليت أهلنا في الصين يرسلون بعض الزجاجات الصغيرة لزعماء الحقن الطائفي وحيتان الفساد بيننا حتى تقتنع السعودية بأنها قد تجد طريقة لوقف العداء مع إيران وتجنب إبتزاز الرئيس ترامب وإسرائيل تماما كما فعلت أمريكا الجنوبية. يحتاج مثل هذا الأمر لما هو أكبر من الاحتفال المهيب الذي نقلته على الهواء مباشرة المحطة الثانية للتلفزيون السعودي حيث يضرب الملك سلمان حفظه الله بعصاه على لوحة إلكترونية تشرح مشروعاً سينتهي بأضخم مدينة ترفيهية في الشرق الأوسط تنافس ديزني لاند. ألا يحتاج الترفيه السعودي لزبائن من دول الجوار مثل إيران.. ذلك يتطلب مشهداً يماثل ما حصل بين الكوريتين يجمع خامنئي والعاهل السعودي يمكن إنتاجه بشرب كمية كبيرة من زيت الخروع الصيني حتى يتوقف الرئيس ترامب عن رفع أصبعه أمام الكاميرات وهو يقول لزعماء العرب برفقة تابعه «قفة الفرنسي»: عليكم دفع المال لحمايتكم. «كوبونات» ترامب عموماً قدمت لنا «سي إن إن» بالعربية قطعة موسعة من التحليل وهي تتابع اللقاء الطريف والرومانسي بين الرئيس ترامب وتابعه الفرنسي الشاب ماكرون. بصفتي أحد الرعايا العرب لم أشعر ولو لحظة بأن ترامب يخاطبني أنا أو دولتي. وبصفتي مدمن مراقبة خلفيات الاخبار عبر الشاشات أطلت التأمل في مقاصد مخرج الأخبار بتاع «سي إن إن» الذي يتحدث عن كل مظاهر الغزل الجسدي والسياسي بين رئيسين منتخبين. ماكرون رئيس فاز في الإنتخابات بصفته الشخصية وبدون الحاجة لحزب طويل وعريض وعريق ولأن الجمهور عايز كده، أما في العالم النايم فيفوز عضو برلمان بعدما قدم شقة في ضاحية راقية في عمان العاصمة لمن اشترط عليه أن لا يصوّت حتى لنفسه. ما علينا.. في كل حال أعتقد ان حالة البلطجة التي تعرضها بوضوح مؤسسة الرئاسة الأمريكية ستقود حتماً إلى إسقاط كل المنظومة التي أعتاد عليها العالم في إدارة العلاقات بين الدول حيث «بدل مالي» علني مقابل خدمات الحماية مماثل لبدل الخبز النقدي لفقراء الأردن. ممكن نقترح على ترامب توزيع «كوبونات» لتلك الشعوب الفقيرة التي لا تستطيع تأمين مال لحمايتها خصوصاً من تلك الأنظمة التي تستأجر أصلاً خدمات ترامب لحمايتها من شعوبها. تبدو المعادلة معقدة قليلاً. لكن لا بأس فأنا أفهم اليوم وبعدما حاولت محطة الميادين التعليق على ما قاله ترامب في باريس لإثبات «تياسة» العنصر العربي بأن الأمر مخيف جداً لبعض القوم في مدن الملح والظمأ. هنا حصرياً نفسر السباق نحو أحضان إسرائيل حتى «تحمينا من إيران» التي تخفق اليوم بحماية عملتها النقدية. والتي أتوقع شخصياً لها تفعيل حسها البراغماتي المرتفع وتجميد العمل بالتحشيد الطائفي قليلاً لصالح الإتفاق مع رجل العقارات ترامب ضد الوحش الأهم وهو الصين. عندها فقط ستنضم إسرائيل على الارجح لـ «بعضنا» في البحث عن طرف ثالث يحمي الجهتين.. ساعتها أريد متابعة المحطة الثانية للتلفزيون السعودي لأعلم ما اذا كانت ستنقل لنا على الهواء مباشرة الحفل الراقص الجديد للنجمة «لهيب» وهي تنشد بالعبرية والعربية معاً على شواطىء تيران وصنافير بعد «تحريرهما» من عهدة السيسي. الجماعة في الكوريتين أخذوها من قصيرها وشربوا زيتاً صينياً وتصافحوا توفيراً لـ «بعض المال» مدير مكتب «القدس العربي» في عمان كيف نتصالح مع إيران بعبوة «زيت خروع صيني»… «كوبونات» ترامب «للأثرياء فقط» ووصفة الأذكياء لتجنب مصير القذافي وصدام بسام البدارين |
أطباق الذاكرة على المائدة الكوريّة Posted: 29 Apr 2018 02:26 PM PDT كانت هذه «قمّة من الرومانسية» بين الزعيمين الكوريين، كيم جونغ أون ومون جاي إن. بدءاً من تبادل الخطوات لكل منهما في تراب «الآخر» الذي ليس بآخر. أما الجانب الرمزي فتكثف في مأدبة العشاء، ومن أصناف الأطباق إلى أصغر تفصيل على مائدة «قرية الهدنة» في المنطقة المنزوعة السلاح، من الجانب الجنوبي لخط الفصل. طبق حساء النودلز الباردة باللحم والخضار والبيض الذي اختاره الجانب الشمالي على مائدة القمة، تحوّل إلى قبلة في الأيام الماضية للجنوبيين الذين أخذوا يتسابقون لطلبه وتصويره أطباقهم على «الانستغرام». أما وجبة البطاطا السويسرية «الروستي» التي أوعز كيم جونغ اون أيضاً بتقديمها على المائدة، لأنه أحبها في سني دراسته قرب بيرن، فبدت كجرعة تذكير بأنّ الرجل «عارف» بالغرب. جرى التقصّد، من الجانب الجنوبي في المقابل، بأن تتحدّر بعض الأطباق من مسقطي رأس الرئيسين السابقين كيم داي جونغ وروه مو هيون اللذين انتهجا «سياسة الشمس المشرقة» الإنفراجية مع الشمال، وزارا بيونغ يانغ، قبل أن يطاح بهذه السياسة، لصالح نهج متشدّد على منوال «المحافظين الجدد» في أمريكا، في عهد الرئيس لي ميونغ باك (المعتقل على ذمة التحقيق حالياً، والملاحق بسلسلة قضايا فساد). يتحدّر كلاهما، بالمناسبة، من إقليمين جنوبيين تعصى ذاكرة كل منهما على الصورة النمطية الرائجة اليوم حول طبيعة القسمة بين الكوريتين، بين واحدة «توتاليتاريّة» شمال خط العرض 38، وثانية «ديمقراطية» جنوبه. تشبه هذه القسمة الوضع حالياً نعم، لكنها لم تكن أبداً القسمة التي كانت عليها الحال وقت نشوب الحرب الكورية ولغاية نهاية الثمانينيات. فكيم داي جونغ من مقاطعة «جولا نامو» التي انطلقت منها انتفاضة خريف 1946 بوجه الأمريكيين وأعوان الإحتلال الياباني السابقين الذين ورثوهم. لم تكن جمهورية «اللجان الشعبية» هذه المنتفضة بالجنوب «إمتداداً» للنظام «الشيوعي» المتشكّل آنذاك في الشمال، لكن الأمريكيين رغبوا في اختزالها على هذا النحو، وقمعوها بشكل دموي لم يصل إليه كل ما ارتكب في تاريخ الشطر الشمالي منذ قيام سلطان «آل كيم» عليه من أعمال تنكيل وتصفيات. في جزيرة شيجو الجنوبية وحدها، التي استمرت من خريف 1946 حتى مطلع العام 1948، قضي على ثمانين ألف شخص، أي ثلث السكان في ذلك الوقت، ونقل أربعون ألفاً من شعبها إلى منطقة أوساكا في اليابان، وبقوا هناك. كيم داي جونغ نفسه تطوّع في «اللجان الشعبية» في شبابه، ولأجل هذا ظلّ النظام الديكتاتوري العسكري الذي استمر في سيئول حتى نهاية الثمانينيات يتّهمه بالشيوعية والعمالة للشمال. مقاطعة «جولا نامدو» عادت وانتفضت مرارا، خصوصاً مطلع الثمانينيات بوجه النظام العسكري، في انتفاضة 18 أيار/مايو 1980 بغوانغجو، وقمع حراكها يومها بكلفة ستمئة قتيل. وإذا كان مسقط رأس كيم داي جونغ يختزن ذاكرة أليمة وملتهبة بهذا الحجم، سابقة على الحرب الكورية كواحدة من أسبابها «المستغفلة» اليوم، ومستمرة حتى الثمانينيات مع «انتفاضة غوانغجو»، فقد تعمّدت ذاكرة المنطقة التي ينتمي إليها روه مو هيون بدماء مجزرة غيوتشانغ، الذي شمل بها الجيش الجنوبي المعاون للأمريكيين 400 طفل قتلوا بدم بارد ابان الحرب الكورية. بعيداً عن الصورة النمطية للقسمة بين شمال «توتاليتاري» وجنوب «ديمقراطي»، ثمّة نضال حقيقي مثابر في كوريا الجنوبية من أجل التصالح مع الذاكرة. في هذا النضال، الخط الديمقراطي هو الخط العاكف بمنهجية على التقارب مع الشمال. في الوقت عينه، انقلبت الحال بين الشمال والجنوب. حتى السبعينيات، كان الشمال سباقاً بمعايير النمو الإقتصادي والعدالة الاجتماعية والتصنيع، لكن أيضاً من حيث القاعدة الشعبية الداعمة لنظامه، في حين كانت تتقلّص من عقد إلى آخر التعددية الداخلية ضمن «حزب العمال الكوري» الحاكم في بيونغ يانغ، وصولاً إلى تصفيتها بالكامل مطلع السبعينيات. أما الجنوب، فسار في إتجاه مختلف. ديكتاتورية عسكرية، بشكل نافر منذ انقلاب الجنرال بارك عام 1961. تطبيق مواز للنموذج الياباني الإمبراطوري في التحديث القسري، إذ لم تكن أدوات تحديث كوريا الجنوبية وتصنيعها «ليبرالية» بقدر ما كانت اصلاحاً زراعياً «يؤمم» ما كان للملاك العقاريين اليابانيين المستوطنين في كوريا بالدرجة الأولى، وتأميماً للمصارف عام 1961. كذلك ظلّ البنك الدولي والأمريكيون يمانعون لعقود أمام مساعي الشطر الجنوبي للإنتقال من صناعات الألبسة والأحذية إلى صناعة التلفزيونات والسيارات والسفن، الذي فرضه أساساً التحدّي الشمالي، المتقدّم في التصنيع الثقيل وعلى المستوى التكنولوجي حتى مطلع السبعينيات. التحدّي الصناعيّ الشماليّ من جهة، والإنتاج الزراعي الأوسع بكثير جنوباً منه شمالاً من جهة ثانية (حيث تكثر السهول الساحلية الخصبة جنوباً في مقابل الشمال الجردي والوعر)، و«النموذج الياباني» في التحديث السلطوي من جهة ثالثة: كانت هذه دعائم «الوثبة» الإقتصادية الجنوبية، التي تبعها الانتقال المتأخر نحو الديمقراطية، نهاية الثمانينيات. في هذه الديمقراطية، الأكثر ليبرالية ينادي بالتقرّب مع الشمال «غير الديمقراطي»، والأكثر محافظة، و«امتداداً» لفترة الديكتاتورية، ينادي بالتصلّب حيال الشمال. المشترك بين الشمال والجنوب في كل هذا هو «رأسمالية الدولة»، بنمطين مختلفين من حضورها، وبمراحل اجتازها كل نمط من لحظة الهدنة عام 1953 حتى اليوم. أما كوريا الشمالية، فهي كما يقول باسكال دايز بورجون في كتابه عنها «السلالة الحمراء»، وجدت دوماً، حتى عندما كانت شبه الجزيرة تشكّل كياناً سياسياً واحداً على امتداد القرون. هي القسمة بين جنوب السهول الساحلية والتلال الخصبة والموانىء التي تثير أطماع الغزاة، وبين الشمال الجبلي الوعر المحارب. يتعامل الشماليون مع بعضهم البعض، منذ قرون، كما لو كانوا أكثر كورية من الجنوبيين. ثمّة إنقسام ديني مركّب أيضاً. في الجنوب، نصف السكان يصنّفون كملحدين، والنصف الآخر ينقسم بين المسيحية، مع غلبة كاثوليكية، وبين البوذية. أما الشمال، فالبوذية اختلطت فيه بالشامانية بشكل أعمق تاريخياً، في حين نجح البروتستانت وليس الكاثوليك كما في الجنوب في التغلغل. فوالد كيم ايل سونغ مثلا، باني النظام الحالي في الشمال، كان مسيحياً، وأمه ابنة قسيس، وبيونغ يانغ كانت تدعى لأجل هذا «أورشليم الشرق الأقصى»، وما أقامه آل كيم من نظام اتخذ لبوساً «شيوعياً» في البداية، تطوّر بسرعة كنظام متمحور حول «المقدّسات» وروابط التقديس. الزعيم يعبد شعبه «النقي مثل قمم جبال بايكتو المغطاة بالثلوج»، والشعب يعبد زعيمه «نجم الصباح الصافي». العائلة نواة المجتمع الكوري الإشتراكي الصالح، والعائلة المقدسة، المتحدرة من كيم ايل سونغ هي نموذج اتباعي لكل عائلة في كوريا. ما يجهله كثيرون اليوم، أن الشمال لا يتحرّج من الوراثة السلطوية، بل ينظّر لها «جينيّاً»: كيم جونغ أون هو الإستمرارية بـ«الشيفرة الوراثية» لوالده وجدّه، مثلما أن جدّه هو «رجعة» تانغون، سلف جميع الكوريين، الذي ترك مملكة السماء ليقيم على سفح جبل بايكتو، هذا الجبل نفسه الذي جعل مسقط رأس للزعيم الحالي، كيم جونغ أون، على بطاقة هويته، أما التقويم فيبدأ بتاريخ ولادة مؤسس السلالة الحالية، كيم ايل سونغ، مثلما حلّت فلسفة «جوتشي» محل «الماركسية اللينينية» في الدستور والخطاب الرسمي، ومن مفارقات الوضع أن الحزب الشيوعي لا يزال محظوراً في الجنوب، فيما كتب ماركس بات أكثرها محظوراً في الشمال المتمسك بمطرقته والمنجل! و«جوتشي» نفسها التي فهم بها الوحدة الجوهرية للإنسان المقرّر لكل شيء، بين الزعيم والحزب والطبقة العاملة والشعب، اقترنت مع الزعيم الثاني كيم جونغ ايل، بعقيدة سونغون أي «الجيش أولاً». بالتزامن مع مغادرة كوريا الجنوبية للديكتاتورية العسكرية، كانت كوريا الشمالية تتبنى «عقيدة سونغون» التي تجعل الجيش وليس الحزب رافعة للنظام. في مقابل التجربة الصينية التي تعزّز فيها دور الحزب وليس العكس، في العقود الأخيرة الموسومة باللبرلة الاقتصادية، فقد تعزّز دور الجيش لا الحزب في كوريا الشمالية. وفي وقت يتعامل أغلب الكوكب مع نظام الأخيرة على أنه دمية بيد الصين، تكاد معظم التصفيات التي يقوم بها النظام تستهدف شخصيات تعتبر «ميّالة» أكثر من اللازم لبكين. الإحتراز من الأخ الأكبر أساسي لفهم سلوكيات كوريا الشمالية، وهذا أكثر ما يغيب عن عموم المتابعين. مثلما أنّ التقارب الكوري الجنوبي ـ الصيني معطى أساسي أيضاً. ٭ كاتب لبناني أطباق الذاكرة على المائدة الكوريّة وسام سعادة |
الشبيه! Posted: 29 Apr 2018 02:25 PM PDT تنتهي المشاريع الإعلامية الكبرى في العالم العربي بالفشل في الغالب، ذلك أنها لم تقم على مبدأ إعلامي- اقتصادي، بل على مبدأ سياسي محض. ينطلق المشروع منذ بدايته بوجهين، وجه يراه المتلقي، ووجه يختفي في المطابخ السياسية، يتعامل مع ذلك المتلقي من باب أنه «تابع»، وهذا التابع المسكين سيبتلع ما يقدم له من وجبات إعلامية، ستطبخ حسب قدرته على هضمها، لهذا وجدت قاعدة «الجمهور عايز كده» وهي قاعدة لا ترفع المشاهد إلى مستوى أعلى، بل تنزل إليه إلى حظيرته وتعلفه لهدف تسمينه، قبل أن يتحوّل في النهاية إلى تلك المطابخ فيهيَّأ ويرمى في القدور قبل أن يوضع على النّار. وهذا سبب من الأسباب التي قلّصت دور المثقف في هذه المشاريع، لدرجة أن المنبر الثقافي فيها قد يكون متوفرا، وقد لا يكون. قد يكون باهتا لهدف إقناع الجمهور بتفاهة دور المثقف، وقد لا يلغى هذا المنبر تماما بحكم أن الثقافة مصدر خسارة ولا أرباح بالاستثمار فيها. قد يعارضني البعض من باب أن كل المشاريع الإعلامية تقوم على عواتق مثقفين، وهنا أسجل رأيا مخالفا، فالمثقف نادرا ما تلجأ إليه السلطة السياسية لإدارة مشاريعها، فهي تصنع «موقفها الخاص» أو ما يشبه المثقف ليخدم مصالحها، ويصبح هذا الشبيه هو الذي يمثل الطبقة المثقفة الجالسة على كراسي الاحتياط إلى الأبد. « شبيه المثقف» لا يزعج لا السلطة ولا المعارضة، آراؤه دوما مبهمة وغير واضحة، وحين يشرح وجهة نظره في المنابر الإعلامية المتاحة له أكثر من غيره، يكثر من ترديد كلمة «أعتقد» على أساس أن معتقداته تلك هي لب الموضوع، وهي التي تقرأ مصائر الأمم، وتحدد مستقبلها، وكما العرّافون الذين يُطِلُّون علينا من على شاشات ليلة رأس السنة، يطل علينا باليقين نفسه على أن «معتقداته» ستتحقق، فيما هي مجرد رسائل تصله ملخصة من مطابخ القيادات. «شبيه المثقف» يملك من الشهرة ما لا يملكه المثقف الحقيقي، وهو إن أحبه الجمهور فهذا هو المطلوب، وإن أخطأ وكرهه فزيادة الخير خيرين، لأن فشله سيلفق للفئة المثقفة كلها، وهذا ما يحدث في الحقيقة في مجتمعنا الذي فقد الثقة تماما في «النخبة»، وفي الفئة التنويرية التي تمتلك رؤى مختلفة لتسيير مجتمعاتنا بإيقاظ عقلها وتشغيله لا بتخديره. مراحل تكوُّن المثقف تنبني جميعها على نهل المعارف و«شبيه المثقف» ليس من الضروري أن يعيش المراحل نفسها، لأن المطلوب منه أن يتسلح بنصف معرفة، ويكون «نصف فاهم» لكنّه يقوم بالدور المنوط له كاملا، عكس «المثقف الحقيقي» الذي يثير الأسئلة، ويريد أن يفهم كل شاردة وواردة قبل أن يوافق على القيام بما يناسبه ويناسب طاقاته. الموضوع شائك، وهو يتجدد كلما ظننا أنه انتهى، ذلك أن المعضلة الكبرى في مجتمعنا خاصة، وفئاتنا المتفوقة تحديدا تكمن هنا، عندما تعطى الأدوار لغير أصحابها، ففي مقال سابق قلت إن المثقف عليه وما عليه، ولأني أعرف قارئي فقد وجهت الكثير من النقد للمثقف، لحصر نقاط تقصيرنا ومعالجتها، لكن البعض اعتقد أن ما كتبته ليس أكثر من هجوم موجه للذات، نوع من الانتحار أو طعنة في ظهر من أنتمي إليهم، وهذا تأويل خاطئ لما كتبته، إذ وحده المثقف لديه القدرة على مواجهة نفسه والاعتراف بأخطائه وتصحيحها، أما ما هو عكس ذلك فكرنفالات لا معنى لها. من هو المثقف حسب المفاهيم العالمية المشتركة؟ أليس هو الشخص كثير الاطلاع، الذكي الذي يربط ما يراه بمحلل عقلي يشتغل في رأسه كل الوقت؟ قد يكون شاعرا لكن بكل تلك المكملات المذكورة، قد يكون كاتبا، أو مسرحيا، أو مهندسا أو طبيبا أو مدرسا، لكن بالمواصفات سابقة الذكر نفسها. لا يمكن لمثقف ألا يملك مشروعا مستقبليا في رأسه، انطلاقا مما يعيشه من مشكلات، يستحيل أن يكتفي بقرض الشعر وفق بحور الخليل، ويحفظ ركاما من القصائد وهو خارج زمنه، يستحيل أيضا أن يكون المثقف ذاك الشخص المترفع على العامة، البالغ حالة من الاكتمال والكمال في نظره ما يغنيه مشاركة الآخرين حياتهم! من يغامر في فيلم برمي نفسه في النار، وخوض المجازفات القاتلة؟ من يطير بدراجته ويسوق سيارة بسرعة جنونية؟ إنّه الشبيه وليس بطل الفيلم، في عالم الإعلام والثقافة لا تحتاج السلطة إلا لشبيه المثقف، يرمي بنفسه في النّار، يغامر من أجل ولي نعمته، وليطلق رصاصة على رأسه من يهتم؟ إنه مستعد لفعل أي شيء من أجل أخذ دور البطل، فيما البطل الحقيقي محال إلى التقاعد الأبدي. هل هو واقعنا؟ هذا ما أراه، ولا أدري ما يراه غيري، فالأزمة المستمرة في توليد مزيد من الجهل، تجعل الأصابع تتوجه إلى «المثقف العربي» بدون تمييز، واتهامه بالفشل في رعاية مشروع ثقافي راقٍ يعكس ما يدعيه. أين الحل إذن، ونحن نقف أمام نسخ عديدة منها الحقيقي ومنها المزيف ومنها القريب من الحقيقي، ومنها الجيد والسيئ، ومنها الحسن والفاسد، نسخ لا حصر لها من هذا المثقف غير واضح الملامح؟ تتكشف لنا هذه الأنواع بمتابعة خطابها، وتفكيك اللغة المستعملة لديها لتحديد علاقتها بالسلطة، بالمعارضة، بالشعوب وبالراهن المعيشي والثقافي والسياسي للمواطن البسيط. لهذا يجدر بنا إعطاء أهمية أكبر للمنتوج الفكري في الكواليس المعتمة، لا في مسارح الأعراس المزينة بالمصابيح الملونة وأغاني «الحنطور». إذ من المؤسف اليوم أن نرى مدى ما تعانيه الحالة الفكرية في الأوساط الفكرية نفسها ونتعامل مع الوضع بلامبالاة، إن المشكلة تلمسنا جميعا، ولكنّها تلمسنا نحن أكثر من غيرنا، لأننا نشعر بالمسؤولية تجاه ما يحدث، وفوق مشكلة إبعادنا عن دائرة صناع القرار، فإننا نعاني من التهم المباشرة التي توجه لنا كفئة فاشلة في استلام القيادة الفكرية، والنهوض بمجتمعاتنا، تماما كما نهضت مجتمعات أخرى بسبب حركات تنويرية قام بها رواد العقل والثقافة. يبدو لي أن حلقة ما ضاعت منا، فالشعوب التي تطورت وتحضّرت، اعتمدت على مثقفيها للتأسيس لداخل مستقر ومتحضر، أما الشعوب التي لا تزال تسلم مصيرها لمن تعلموا «فك الخط» فلا داخلها بخير ولا حتى خارجها. أمّا الواجهة الإعلامية التي ننتمي إليها، فلم تبق منها سوى منابر قليلة نتسمك بها بأظافرنا وأسناننا خوفا من أن تتعرّض لعارض ما ينهي حياتها وينهينا نحن أيضا. أليس مخيفا أن تجلس أمام شاشتك في بيتك، ومن بين أكثر من خمسمئة قناة فضائية لا تجد ما تشاهده؟ أليس قاتلا أن تهرب لقنوات أونلاين فتجد نفسك في مواجهة عواصف من المعلومات المغلوطة، مواقع ركيكة، أفكارا شيطانية موجهة لزرع الرعب في نفسك، وتحويلك إلى شخص جبان، مهزوم فاشل وغير فاعل، أليست جريمة قتل مع سبق الإصرار والترصد أن تتابع كل هذه الأمور تحدث أمامك وأنت في بيتك بدون عمل، تتابعها وأنت بكامل وعيك وطاقتك وذكائك وثقافتك الشاسعة وتجاربك وخبرتك وشهاداتك الجامعية العليا، ومسارك العلمي المشهود له بالنجاح، ومؤهلات أخرى، فيما أفشل زميل لك أيام الدراسة يقرر مصيرك سياسيا، هو نفسه الذي كان يختبئ في آخر الصف حتى لا يراه الأستاذ، وهو نفسه الذي نال أسوأ العلامات، وترك مقاعد الدراسة باكرا فأشفقت عليه! هو نفسه يشفق عليك اليوم ويعدك بتحسين معيشتك، وتغيير واقعك نحو الأفضل، هو نفسه محاط بحاشية تكاد تشبهك لكنها ليست أنت… ولعلّ الحلقة الضائعة تكمن هنا…إذ من صالح زميلك القديم أن تبقى في البيت ليتصرف بأريحية أكثر حيث هو. ٭ شاعرة وإعلامية من البحرين |
معركة رئاسة الحكومة تنطلق في البيت الشيعي قبل الانتخابات العراقية Posted: 29 Apr 2018 02:25 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: تخوض القوى السياسية «الشيعية» حراكاً «غير معلن»، بهدف تحديد تحالفات «ما بعد الانتخابات النيابية المقررة 12 أيار/ مايو المقبل، لتسمية رئيس الوزراء الجديد، ورسم ملامح حكومته، التي سيتولى مهمة تشكيلها «التحالف الأكبر». رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، زعيم قائمة «النصر»، حدد شرطين أساسيين لتشكيل الحكومة المقبلة، بالاعتماد على وصفه مبدأ «التكامل السياسي». ورأى أن الحديث عن تحالفات ما بعد الانتخابات «سابق لأوانه»، كونه متروك لـ«نتائج فرز الأصوات». المتحدث باسم ائتلاف «النصر»، حسين العادلي، قال لـ«القدس العربي»، إن «ائتلاف العبادي وطني بامتياز، وهو ليس ائتلافا شيعياً، ولا نقبل أن يوصف كذلك». وأضاف: «أكثر من 35٪ من مرشحي الائتلاف، هم من المكون السني، وهناك أيضاً من كل المكونات والقوميات العراقية»، مشيراً إلى أن الائتلاف لديه «6 مرشحين من الأكراد في محافظة دهوك، و9 مرشحين في السليمانية، و9 في أربيل». وشدد على أن ائتلاف النصر «لا يعترف بإقامة ائتلافات أو جبهات أو حتى حكومات، على أساس طائفي أو قومي»، مبيناً أن تقارب ائتلافه مع بقية القوائم يعتمد على «البرنامج الانتخابي». وتابع: «العبادي طرح مبدأ التكامل السياسي لتشكيل الحكومة المقبلة، والذي يتكون من استحقاقين؛ الأول انتخابي، والثاني وطني»، موضّحاً أن «الاستحقاق الانتخابي يعتمد على الأحجام الانتخابية، فيما يعتمد الاستحقاق الوطني على جميع مجتمعيات الدولة العراقية». ويأتي تصريح العادلي في وقت، كشف فيه رئيس قائمة «النصر» في محافظة دهوك، ناصر برواري، عن «تقارب» بين ائتلافه والحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة مسعود بارزاني، مرجّحاً في الوقت ذاته، تشكيل تحالف يضم الطرفين خلال الفترة المقبلة. وقال في تصريح، إن «الفترة المقبلة ستشهد علاقات قوية بين الحزب الديمقراطي الكردستاني وائتلاف النصر، برئاسة حيدر العبادي»، متوقعا أن «تتحول العلاقة إلى تشكيل تحالف بين الطرفين». وفقاً لموقع «السومرية نيوز». وأضاف أن «تحالف قائمتي الديمقراطي والنصر، له أهمية كبيرة وسيسهم في إزالة المشكلات القائمة بين الإقليم وبغداد وتحسين أوضاع المواطنين»، معتبراً أن «تطوير العلاقات بين الجانبين الحجر الأساس لتحالف الكرد والعرب». خلاف ولعل قرار العبادي خوض الانتخابات، بمعزل عن ائتلاف «دولة القانون» بزعامة المالكي، أمين عام حزب «الدعوة» الذي ينتمي له العبادي، يشير إلى وجود «خلاف كبير» بين الطرفين، الأمر الذي قد يجعل من تحالفهما معاً «بعد الانتخابات» أمراً مستحيلاً. في اليومين الماضيين، تناقلت وسائل إعلام، أنباءً تفيد بوجود مشاورات بين العبادي والمالكي، تمهيداً «للتحالف» فيما بينهما بعد الانتخابات. لكن ائتلاف «النصر» نفى وجود أي اتفاقات مع الكتل الانتخابية، معتبراً إن «المواطن هو من يختار ممثليه في الانتخابات النيابية القادمة وليست الكتل». واعتبر أن» لقاء العبادي بالرئاسات ومسؤولي الكتل البرلمانية، يأتي يحكم مسؤوليته كرئيس وزراء، ومن أجل تحقيق الانسجام بين السلطات في الدولة لتحقيق مصلحة البلاد ومصالح المواطنين». ائتلاف «دولة القانون» نفى أيضاً وجود تقارب بين المالكي والعبادي، بوساطة شخصيات مؤثرة في الحزب، بُغيّة تشكيل تحالف بعد الانتخابات، وأعتبرها «أنباء عارية من الصحة». مصدر مطلع في الحزب، أكد لـ«القدس العربي»، أن «الخلاف بين المالكي والعبادي حاد جداً، لكنه لم يصل بعد إلى انشقاق أحدهم عن الدعوة، كما لا يوجد أي حديث لكلا الطرفين عن الخروج من الحزب». وطبقاً للمصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، فإن «القيادي في الحزب، علي الأديب، قرر عدم الترشح في الانتخابات المقبلة، عندما أحرج في اختيار أحد الجناحين في الحزب الشرقي (يمثله المالكي) والغربي (يمثله العبادي)»، مبيناً أن الأديب «انسحب من الترشح بكونه لا يسعى لتصعيد الخلاف بين الطرفين». وحسب المصدر، «مهما تكن النتائج التي سيحصل عليها العبادي والمالكي، فإن حزب الدعوة سيكون بعيداً عن هذه الأزمة، التي يعتبرها قادة الحزب، عابرة». خلف الكواليس وبرغم كثرة الخلافات التي تشهدها الساحة السياسية العراقية، في هذه الفترة، غير أن الخلاف الشيعي ـ الشيعي، وتحديداً في داخل حزب «الدعوة» يعدّ الأبرز، كونه سيفرز رئيس الوزراء المقبل، كما جرت العادة منذ عام 2005. لكن القيادي في ائتلاف «دولة القانون» سعد المطلبي، قال لـ«القدس العربي»، إن «فرضية أن يكون رئيس الوزراء من حزب الدعوة، تعتمد على نتائج الانتخابات، ولا يمكن لأحد التنبؤ بها»، كاشفاً في الوقت ذاته عن تحرك تحالفي يضم «سائرون ـ برعاية زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وائتلاف الوطنية ـ بزعامة أياد علاوي، وتيار الحكمة ـ بزعامة عمار الحكيم». وأضاف: «هذه الجهات تخطط لتشكيل أغلبية بعد الانتخابات التشريعية لاختيار رئيس الوزراء المقبل»، مشيراً إلى أن «تيار الحكمة يسعى لمنصب رئاسة الوزراء، وكذلك الحال بالنسبة لسائرون والوطنية». وتابع: «الأمر سيحسم بالاعتماد على الطرف الذي سيجني أكبر عدد من الأصوات، بكون إن موقفه سيكون قوياً». وعرّج المطلبي إلى أن «اختيار العبادي رئيسا للوزراء في الدورة الحالية، لم يأت على أساس حصوله على أكبر عدد من الأصوات، بل باتفاق سياسي خلف الكواليس، يمكن أن نطلق عليه مؤامرة»، لافتاً إلى إن «هذا المشهد من الصعوبة أن يتكرر في تحديد رئيس الوزراء المقبل، بكون إن التحالفات المقبلة ستكون ظاهرة المعالم». لكنه أكد في الوقت عيّنه «عدم طرح أي اسم لتولي منصب رئيس الوزراء المقبل»، منوهاً بأن «المالكي يفضل ـ حالياً، أن يبقى زعيماً سياسياً وأميناً عاماً لحزب الدعوة الإسلامية، على منصب رئيس الوزراء. هو لا يسعى إلى الدخول في مفاوضات لتقاسم السلطة». على حدّ قوله. حجر الزاوية في الأثناء، أبدى زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم، رفضه لتدخل أي جهة إقليمية أو دولية في تشكيل الحكومة المقبلة، لافتاً إلى الحاجة لحكومة «أغلبية وطنية». وقال في بيان: «نشدد على أهمية القرار العراقي في تشكيل الحكومة المقبلة، ونرفض تدخل أي جهة إقليمية أو دولية في تشكيلها لأن العراق بلد ذو سيادة»، عادا تيار الحكمة «حجر الزاوية ومرتكز التوازن في الحكومة المقبلة». وأعرب عن «رفضه لتشكيل أية معادلة فاشلة في المرحلة المقبلة»، مجدداً «شروط تيار الحكمة على رئيس الوزراء بأن يقدم برنامجا للخدمة وفق سقوف زمنية محددة». ووصف، المرحلة المقبلة بأنها «مرحلة البناء والإعمار وتقديم الخدمات»، مشيراً إلى «انتهاء زمن الاصطفافات ومجيء مرحلة التخطيط والعمل». ولفت إلى «الحاجة إلى حكومة أغلبية وطنية تواجه التحديات بروح المبادرة والحسم»، داعياً إلى «جعل 12 ايار/ مايو المقبل، يوما للانتصار باختيار الافضل ومكافحة الفساد ومكافحة التطرف ومكافحة الفساد». واعتبر أن «تيار الحكمة اعتمد التنافس على أساس البرامج ولم يعتمد التسقيط كما يفعل البعض، واعتمد المشافهة لا المشاغلة»، واعداً «الجمهور بمزيد من المفاجآت الايجابية في قادم الأيام». في الطرف المقابل، يعوّل ائتلاف «الفتح « ـ بزعامة هادي العامري، على «بطولات» «الحشد الشعبي» في قتال تنظيم «الدولة الإسلامية»، للترويج لمرشحيه، وأغلبهم من قادة الفصائل الشيعية المنضوية في «الحشد». قيس الخزعلي، زعيم عصائب أهل الحق ـ المنضوية في «الحشد»، أكد أن رئيس الوزراء العراقي المقبل سيكون «وفق شروط الفتح». وأوضح، في كلمة له خلال تجمع جماهيري لأهالي قضاء المسيب، في ناحية سدة الهندية في محافظة بابل: «أكدنا أن رئيس الوزراء القادم سيكون ممن نختاره نحن في تحالف الفتح، أو ممن يأتي وفق شروطنا». ويبدو أن تصريح الخزعلي أثار حفيظة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الذي وجه «نصيحة» إلى ائتلاف «الفتح»، مفادهاً أن «استغلال اسم الحشد الشعبي لكسب الأصوات، عصيان واضح للمرجعيات كافة». وقال الصدر، في رد له على سؤال من أحد اتباعه: «(…) أوجه النصيحة لكتلة (الفتح)، فإنني اتابع بعض مقاطعهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبعض الدعايات الانتخابية التي تستغل اسم الحشد والجهاد ضد الدواعش من اجل كسب الاصوات»، مبينا ان «اغلبهم لا يملك غير ذلك تاريخا مشرفا مع الاسف». وأضاف: «أقول لهم ان ذلك عصيان واضح للمرجعية (العليا) في العراق بل كل المرجعيات كافة»، مشيرا إلى «انني لا اظن ان اي عاقل يقبل بزج الجهاد والمجاهدين واسمهم في السياسة، وخصوصا ان الجهاد ضد الدواعش والانتصار لم يكن الا بفضل الله والمرجعية، وما نحن واياكم الا جنودا وسيوفا فقط ولا فضل لاحد الا الشهداء والجرحى، ولا فضل (للميليشيات الوقحة) على الاطلاق». واعتبر أن «من جاهد بحق وصبر وظفر فأجره على الله تعالى ولا يطلبن انتخابا او كرسيا رجاءً اكيداً، فسمعة الجهاد أعلى وأجل». لكن زعيم ائتلاف الفتح هادي العامري، رفض «الانتقادات» التي وجهها الصدر بشأن استخدام الحشد الشعبي كدعاية انتخابية للائتلاف. وقال في كلمة له خلال ترويج الدعاية الانتخابية للائتلاف في محافظة بابل، أنه «لم نقاتل من اجل الانتخابات، ولا نريد من احد أن يجازينا على الجهود التي بذلناها». وأضاف: «لا نريد من أحد أن يعطينا رأيه، والحشد الشعبي مشروع غير مشروعنا اليوم»، مردفا بالقول «نحن اليوم في مشروع اخر اسمه مشروع (الفتح)». معركة رئاسة الحكومة تنطلق في البيت الشيعي قبل الانتخابات العراقية الخلاف بين العبادي والمالكي حاد جداُ… واستغلال «الحشد» يفتح جبهة جديدة بين الصدر والعامري مشرق ريسان |
فتوى لعالم موريتاني بتكفير القذافي وبشار الأسد تشعل صفحات التواصل Posted: 29 Apr 2018 02:25 PM PDT نواكشوط – «القدس العربي»: أدت مشاركة قام بها المدون الموريتاني الشهير حمزة الفيلالي لفتوى أكد فيها العالم الموريتاني الشيخ محمد الحسن الددو تكفيره لبشار الأسد ومعمر القذافي، إلى إشعال جدل محموم على صفحات التواصل بين أنصار الشيخ من نشطاء الإخوان المسلمين وخصومهم من البعثيين والقذافيين. وكان الشيخ الددو الذي يتمتع بصيت علمي كبير في موريتانيا وخارجها والمحسوب هنا على الإخوان، قد أكد في حلقة سابقة من برنامج «المقابلة» الذي كان يقدمه الصحافي السعودي علي الظفيري، أنه يكفر القذافي وبشار الأسد لكونهما ينكران عقائد معلومة من الدين بالضرورة. وقال «كفرنا القذافي لأنه يقول بأن القرآن لا بد من حذف أشياء منه، ولأنه يقول بأنه لا بد من حذف كلمة «قل» جميعها من القرآن، كما كفرنا القذافي لأنه يقول بأنه ليس هناك دليل على أن صلاة الظهر أربع ركعات ولا على أن المغرب ثلاث ركعات، وهذا إنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة وهو كفر بالإجماع عند جميع المسلمين، والقذافي أيضا يقول في تسجيل موجود بصوته وصورته «أن الله ليس عليما بكل شيء، فالله لا يعرف الفرنسية»، وهذا كلام ساذج وكفر». وعن بشار قال الشيخ الددو «إن الشخص الذي يعتقد بأن محمدا صلى الله عليه وسلم ليس هو الرسول وليس هو المعصوم وليس هو خاتم الرسل، كافر بالإجماع». وأكد «أن التكفير عنده لا يكون إلا بالأمور الإجماعية وليس بالأمور الخلافية، وعلى هذا الأساس فالقذافي وبشار كافران لإنكارهما عقائد مجمعا عليها». وكانت المدونة الموريتانية الشهيرة المعروفة بلقب «الدهماء»، أول من علق بقوة على هذه الفتوى التي استجد النقاش حولها بعد مشاركتها على صفحة حمزة الفيلالي. ففي تدوينة نشرت تحت عنوان «الشيخ الددو، والجهاد بسلاح التكفير»، أكدت الدهماء أنه «من نَكَد الدّنيا المُمِل أن نضطر اليوم للكتابة عن «الربيع العربي» وعن دور الإخوان، وأن نُشهد للمرة الألف على «خَوَارجِيَّتنا»، وأضافت «أكره حتّى مجرّد التعليق عليه! …ولكن». «ما زلتُ عاجزة عن التَّعود على لهجة التكفير، تقول الدهماء، وعجزي اليوم أكبر عن استيعاب أن يكون العلامة محمد الحسن ولد الددو بحسِّه الديني النَّفاذ هو المُكَفِّر، ولا أستسيغ أن يكون مفخرتنا محسوبًا على فكرٍ متطرفٍ، يَسحب معه مجموعة من معصوبي الأعين بعواطفهم لتحقيق أحلام مؤجلة أو متلكئة لجماعة الإخوان». وشددت الدهماء نقدها للإخوان قائلة «الجماعة تَستغل نجوم «ماركتينغ ديني» من أمثال العلامة الددو لتسويق تضليلها الأقدس في كونها لا تسعى الى الحكم، في الوقت الذي لا شاغل لها إلا العمل السياسي والإرهابي الذي لا يستهدف غير الحكم وأمور الدّنيا لا أمور الدّين»» «كَفِّر الشيخ الددو، تقول الدهماء، الراحل معمر القذافي بما لم نسمع منه ولا عنه، وكَفِّر بشار بإكليشيهات عن طائفته، ويُطالب باحترام القوانين والتزام ضوابطها اتجاه من يحكمون بالحق الإلهي في الخليج، شيخي، وهل سَرْبَلهم الله رداء الحُكم؟، في حين أغتصب المظفر بشار والشهيد القذافي الحكم ضد إرادة الرعية، وهما «قَدَرٌ» غير مرغوب لا يُنجِّيها منه إلا قدر شرعي مضاد، هو الموت أو الاغتيال على يد كتائب الإخوان أو قنابل الناتو! ؟.» وخاطبت الدهماء الشيخ الددو قائلة «يُؤلمني، شيخي، أن تدفع بك «الجماعة» لتَعْرض ضميرك، ومُتون أسلافك الصالحين، وأرواح الضحايا الأبرياء، سلعة في أسواق النفط، فالسّلعة لا بد مطابقة، لمزاج مشتريها، لأسواقه وأذواقه.». ورد المدون سيدي محمد المهدي على الدهماء قائلا «يبدو أن موقفك الناقم من جماعة الإخوان المسلمين وسخطك على أحداث الربيع العربي ولد هذا التحامل شديد اللهجة على العلامة محمد الحسن ولد الددو فحديثك عن الثورة والتكفير، تحديدا القذافي وبشار افتقد للموضوعية والدقة، فالشيخ لم يكفرهما من فراغ وهناك أدلة دامغة على كفرهما الصريح أهمها إنكار ما علم من الدين ضرورة». وأضاف «هناك أقوال وممارسات تخرج صاحبها من الملة ومن لا يعرفها عليه مراجعة خلفيته الدينية، هذا بالنسبة للتكفير، أما عن الإخوان فوصفهم بالمتطرفين و«الخوارجية» كلام صهيوني وترديد ببغائي لكلام أفخاي أدرعي وعمال محطات الوقود الخليجية، لذلك هناك فرق شاسع بين النقد الموضوعي والتحامل الأعمى». وتابع المهدي رده على الدهماء مضيفا «لم تجد هذه الأمة أكثر دموية من الحاكم المستبد أمثال القذافي وبشار الأسد ومن لف لفهما، وكل الحركات الإرهابية اليوم إفراز طبيعي لطغيانهم وغطرستهم». وعلق المدون شيخان الشيخ على فتوى التكفير بقوله «هذا الرجل (الددو)، لا خلاف ولا اختلاف في علمه وأنه من أعلم الناس، ولكن اتضح جليا بأنه لم يعد كما عهدناه بسبب موالاته للإخوان وتسيسه وإن كان هذا ليس بعيب ولكن أيضا الشيخ الددو داعية ورجل دين وليس نبيا، ويمكن أن نناقش آراءه». ودخل في معمعة هذا الجدل المدون يحي حامد الذي خاطب الشيخ الددو بقوله «يا شيخ هل تكفير المسلمين جائز بإجماع المسلمين، حتى إذا كان الدليل غير صحيح ومختلق من أجل إلحاق الكفر بهذا المسلم؛ اتق ربك يا ولد الددو». ويتواصل هذا الجدل الساخن في اتجاهين أحدهما مؤيد للشيخ الددو في تكفيره للطاغيتين، والثاني ينقض ذلك متحاملاً على الشيخ الددو وعلى جماعة الإخوان، والذي يتضح من خلال تدفق التعليقات أن هذا النقاش قد يطول بل قد لا ينتهي. فتوى لعالم موريتاني بتكفير القذافي وبشار الأسد تشعل صفحات التواصل |
اليمن: السلطة المحلية في تعز تسعى إلى تطبيع الحياة بعد دحر الميليشيا المدعومة من الإمارات Posted: 29 Apr 2018 02:24 PM PDT تعز ـ «القدس العربي»: بدأت السلطة المحلية في محافظة تعز، وسط اليمن، مساعيها لتطبيع الحياة العامة في عاصمة المحافظة بعد دحر ميليشيا كتائب (أبوالعباس) المدعومة من دولة الإمارات، واستعادة المقار الحكومية والأمنية التي كانت تسيطر عليها منذ تحريرها من ميليشيا الإنقلابيين الحوثيين. وقالت مصادر محلية أن السلطة المحلية في محافظة تعز، أقرت أمس الاحد، آليات صارمة لاستعادة المؤسسات الحكومية والمقرات الأمنية والعسكرية التي كانت تحت سيطرة ميليشيا كتائب (أبوالعباس) في حي العرضي بالمربع الشرقي لمدينة تعز. وأوضحت أن السلطة المحلية أقرت هذه الآليات في اجتماع للجنة الأمنية العليا بمحافظة تعز، برئاسة محافظ المحافظة الدكتور أمين أحمد محمود، والذي خصص لمناقشة آليات استعادة السيطرة على المؤسسات الحكومية والمقار الأمنية والعسكرية من ميليشيا كتائب (أبوالعباس) في حي العرضي بالمربع الشرقي من مدينة تعز بعد التوصل إلى (اتفاق) بهذا الخصوص في اطار خطة السلطة المحلية لتطبيع الحياة العامة في محافظة تعز. وناقشت السلطة المحلية في تعز الإجراءات المتخذة في تنفيذ الاتفاق الموقع من قبل لجنة معالجة تداعيات المواجهات الأخيرة التي شهدتها مدينة تعز الأسبوع الماضي بين القوات الحكومية وميليشيا (أبوالعباس). وشدد محافظ تعز على ضرورة ان «تتم عملية إخلاء المباني الحكومية والخاصة بشكل تلقائي من قبل المسلحين والعمل على تطبيع الأوضاع في المحافظة وتوحيد الجهود لمواجهة ميليشيا الحوثي الانقلابية وحماية المجتمع المحلي والحفاظ على مصالحه وأمنه واستقراره». وأكدت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) الحكومية أن اجتماع السلطة المحلية بتعز «أقر البدء بتشكيل لجنة خاصة للنظر في تعويض وجبر الضرر لأسر القتلى الذين سقطوا في الأحداث الأخيرة». وكانت مواجهات مسلحة اندلعت الأسبوع الماضي بين القوات الحكومية وميليشيا كتائب (أبوالعباس) التابعة والمدعومة من دولة الإمارات في مدينة تعز اليمنية، إثر رفض هذه الميليشيا تسليم المؤسسات الحكومية والمقار الأمنية والعسكرية لسلطات الدولة ما اضطر القوات الحكومية إلى استعادة السيطرة عليها بالقوة، والتي أفضت إلى دحر الميليشيا الإماراتية واضطرارها لتسليمها للسلطة المحلية، بعد وقوع خسائر كبيرة في أوساطها وسقوط بعض قياداتها البارزين ومن ضمنهم أحد المسلحين المتهمين بالانتماء لتنظيم القاعدة في تعز وهو أسامة الشرجبي الملقب بـ(أبو اسيد). وكان المتحدث الرسمي باسم قيادة محور تعز العسكري، العقيد عبدالباسط البحر، ذكر أن «قوات الجيش والأمن والشرطة العسكرية تمكنت من دحر العناصر المتمردة (كتائب أبوالعباس) التي حاولت مهاجمة أماكن قريبة من مقر المحافظة المؤقت ومكتب التربية بالمحافظة». وأوضح البحر، أن قوات الجيش والامن قامت بمطاردة العناصر المسلحة من أتباع كتائب (أبوالعباس) في أحياء مدينة تعز القديمة «ما اسفر عن مقتل عدد من المطلوبين أمنيا، على رأسهم اسامة الشرجبي الملقب (أبو أسيد) المشتبه بانتمائه للتنظيمات الإرهابية، وإلقاء القبض على آخرين». وأكد في تصريح صحافي نشره في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) أن مدينة تعز «تشهد هدوءا نسبيا مشوبا بالحذر، وتوقف نسبي للمواجهات التي شهدتها المدينة خلال الأيام الماضية، وذلك بعد مواجهات عنيفة بين قوات اللجنة الأمنية وعناصر خارجة عن القانون في عدد من أحياء مدينة تعز». وقال البحر ان قوات الجيش و الأمن والشرطة العسكرية «تمكنت من تأمين المربع الأمنى في حي العرضي تأمينا كاملا وتأمين خطوط الإمداد اليه وتأمين تموضع القوات الحكومية في مقراتها الرسمية». وأشار إلى ان هناك مساعي كبيرة من قبل السلطة المحلية تبذل لاستعادة السيطرة على بقية المؤسسات الحكومية والمقرات الأمنية و«تسليم بقية العناصر المطلوبة أمنيا وتنفيذ قرار اللجنة الأمنية تنفيذا حرفيا في الانتشار الامني في كافة الاحياء والمرافق الحكومية في مدينة تعز ومنع تواجد أي اوكار تؤوي مطلوبين أمنيا». في غضون ذلك أعلنت منظمة محلية غير حكومية عن رصدها 4501 حالة انتهاك لحقوق الإنسان في محافظة صنعاء خلال العام 2017 من قبل الميليشيا الحوثية. وذكرت منظمة (شهود) لحقوق الانسان في تقريرها الأول انها رصدت خلال العام الماضي 2017 نحو 4501 حالة انتهاك لحقوق الانسان في محافظة صنعاء من قبل مليشيا الحوثي الانقلابية. وقالت في تقريرها الذي اعلنته المنظمة امس في مؤتمر صحافي بمدينة مأرب ان «الانتهاكات التي ارتكبتها مليشيات الحوثي في جميع مديريات محافظة صنعاء تنوعت بين القتل، الإعتداءات، الاعتقال، الخطف، التعذيب، الاخفاء القسري، تجنيد الاطفال، اعتداءات على الممتلكات العامة والخاصة، تشريد الأسر، تقويض سلطات الدولة، تفجير المنازل والمنشآت العامة، تهجير قسري للسكان، اعتداء جسدي والتضييق على الأفراد والمؤسسات العامة والخاصة». وطالب التقرير الحقوقي الحكومة اليمنية إلى «تسخير إمكانياتها الخارجية من اجل الضغط على الميليشيا لوقف انتهاكاتها الصارخة لحقوق الإنسان». كما طالبها بالوقوف إلى جانب المصابين والجرحى ومداواة جراح وآلام ضحايا الانتهاكات من قتلى وجرحى ومشردين ورعايتهم وتعويضهم عما لحق بهم من أذى وانتهاكات جسيمة. اليمن: السلطة المحلية في تعز تسعى إلى تطبيع الحياة بعد دحر الميليشيا المدعومة من الإمارات مقتل أحد قيادات «القاعدة» على يد قوات الأمن في المدينة خالد الحمادي |
لا تصويت لـ «حزب الله» في أمريكا… حركة ملحوظة لـ «أمل» في ألمانيا… وبري يصوّب على باسيل Posted: 29 Apr 2018 02:24 PM PDT بيروت- «القدس العربي» : أنجز لبنان مرحلة انتخابات المغتربين التي تمت يوم الجمعة في الدول العربية والاحد في الدول الغربية، وبات يستعد لانجاز المرحلة الابرز الاحد المقبل في 6 ايار حيث ستجري الانتخابات للمرة الأولى على اساس النظام النسبي وفي كل لبنان. وبعد الانتخابات التي جرت في 6 دول عربية حطّت الانتخابات امس في 33 دولة اجنبية ، وإنطلقت عملية الاقتراع بعد فتح الصناديق في المراكز المقررة، بعدما بوشرت في الساحل الشرقي لاوستراليا منتصف ليل السبت الاحد، وانتهت على الساحل الغربي للولايات المتحدة الأمريكية حيث لم يستطع الناخبون الشيعة من التصويت للوائح «حزب الله» خشية ملاحقتهم، فيما هم تحرّكوا بحرية في ألمانيا تحت راية حركة «أمل». وتسجّل في كندا 11438 ناخباً، وفي الولايات المتحدة وسجل 9999 . وتوزع الناخبون في القارة الأمريكية على 2016 ناخباً في البرازيل، و1496 ناخباً في فنزويلا و923 ناخباً في الباراغواي و392 ناخباً في الأرجنتين و347 ناخباً في المكسيك و325 ناخباً في كولومبيا. وفي أفريقيا: تم تسجيل 2344 ناخباً في ساحل العاج، و1263 ناخباً في نيجيريا، و400 ناخب في السنغال، و439 في غينيا، و375 في غانا، و341 في الكونغو، و312 في جنوب افريقيا، و259 في سيراليون، و251 ناخباً في الغابون، و217 في بنين، و211 في ليبيريا. باسيل وفي القارة الأوروبية تسجّل 8362 ناخباً في فرنسا، و8351 في ألمانيا، و1910 ناخببين في السويد، و1805 في المملكة المتحدة، و1052 ناخباً في بلجيكا، و889 ناخباً في سويسرا، و728 ناخباً في إيطاليا، و376 في اسبانيا، و311 في أرمينيا، و270 في رومانيا، و256 في اليونان، و250 في الدانمارك و228 في هولندا و242 في جزر الغوادلوب التابعة لفرنسا. وكان وزير الخارجية جبران باسيل أعلن انطلاق المرحلة الثانية من اقتراع المنتشرين ، وقال في كلمة من قصر بسترس: «نحن على موعد ثان مع اللبنانيين في الخارج. وأهم ما فيها أننا أمام صفحة جديدة خاصة وأنهم يشاركوننا من بلدان بعيدة. ونحن اليوم أمام نهار صعب وطويل نظراً لوجود 70 ألف ناخب موزعين على 200 قلم في 33 دولة. وأضاف: «انا أعرف ان هؤلاء اللبنانيين ظروفهم صعبة وهم يأتون من مسافات وأماكن بعيدة ومنهم من لا يملك جواز سفر وهذا ما يحزن. عملياً نهارنا طويل لأننا بدأنا منتصف هذا الليل في أوستراليا والصناديق بدأت تفتح تباعاً. فالوزارة والأمين العام والديبلوماسيون أمامهم ساعات طويلة». ودعا باسيل اللبنانيين للمشاركة بكثرة، لأن التحدي أمامهم أصبح أعلى وأكبر». ولفت إلى «أن نسبة المشاركة في الدول العربية التي شهدت انتخابات بلغت 66 % وهي نسبة مقبولة في المرحلة الأولى». وقال: «إن مشاركة اللبنانيين في الخارج هي الأساس وأهم شيء أننا في انتظارهم لأن صوتهم هو الذي سيعمل فرقاً. وأنا أعرف بأن اللبنانيين في لبنان فرحوا لمشاركة اللبنانيين في الخارج وأعرف أيضاً بأن سياسيين «زعلوا». والمهم أن يكون الوطن فرحاً. وأقول للبنانيين المنتشرين أن لبنان يستأهل الأفضل». وتمنى باسيل من الإعلاميين نقل الصورة الجميلة عن لبنان. وقال: «أنا معني الآن فقط بالكلام الكبير الذي يليق باللبنانيين وغير معني بأي كلام آخر. ونحن في الوزارة نهتم لصالح كل اللبنانيين».وبالنسبة لمراقبة نقل صناديق الاقتراع، قال باسيل:»لا أعتقد أنه من الممكن القيام بعمل أكثر مما قامت به الوزارة في هذا المجال».وعن امكانية تغيير القانون في المرة المقبلة، قال باسيل:»اذا كـان هـناك من تغيير للقانون فسيكون للأفضل لناحيـة تمثـيل اللبـنانيين». وتعليقاً على «التجمعات الحزبية» أمام السفارات في الخارج،أوضح « أن ذلك يعود لقانون كل دولة وما تسمح به». وقال:»في هذه التجربة يوجد أمور كثيرة، يجب أن نفكّر فيها من أجل التسهيل للبنانيين، مشاركتهم مرة أخرى، ويصبح بإمكاننا أن نقوم بتعديلات ثانية حتى يكون الاستحقاق المقبل أسهل على الدولة». تزامناً ، غرّد المرشح للانتخابات النيابية في الشوف تيمور وليد جنبلاط، عبر حسابه على تويتر، قائلاً: «كل التقدير للرفاق والأنصار في الاغتراب على مشاركتهم في انتخابات يوم الجمعة والتزامهم بالصوت التفضيلي وفقاً للقرار، ننتظر مشاركة مماثلة الاحد أيضاً. «أيد بأيد»، سوف نستكمل مشاريع التنمية لكي نراكم معنا في لبنان قريباً». بري اما رئيس مجلس النواب نبيه بري فدعا « إلى جعل المشاركة في الانتخابات استفتاء للتأكيد على أن لبنان لا يمكن إلا أن يكون أنموذجاً للوحدة الوطنية والعيش المشترك.»وقال غامزاً من قناة رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل «من خلال الاستحقاق الانتخابي لن نقبل جعل لبنان قرباناً للمصابين بجنون العظمة والمعقدين نفسياً، ولن نسمح بإضعاف الحاضن الشعبي للمقاومة وتحويله من موقع القوة للبنان إلى شراع مثقوب تتسلّل منه رياح الفتنة.» وأضاف: «هناك اليوم من يحاول أن يسلك الطريق إلى محاولة تدمير فكرة ورسالة لبنان عبر سياح انتخابيين أحدهم «يبرغت» اليوم في دائرتنا. يتكلمون عن حرية تلة مغدوشة ونسوا من حرّرها». وتوجّه الرئيس بري إلى الجنوبيين قائلاً: «نعم لا أخشى عليكم أن تقعوا في براثن التحريض الطائفي والمذهبي الرخيص». واستشهد بري بكلام الرئيس ميشال عون الداعي إلى نبذ من يؤجج المشاعر الطائفية، قائلاً «هل يسمع الأقربون خصوصاً ؟».وقال: «نريد إنقاذ البلد من الطائفيين والأنبياء الكذبة الذين يأتون بثياب الحملان»، سائلاً أين كانوا عندما هجّرت شرق صيدا؟ ومن أعادها؟ «، مضيفاً: «لن ندفن رؤوسنا في الرمل لتمرير أي مشروع يتصل بالتوطين مقابل حفنة من الدولارات بل بكل دولارات الأرض». لا تصويت لـ «حزب الله» في أمريكا… حركة ملحوظة لـ «أمل» في ألمانيا… وبري يصوّب على باسيل المنتشرون اللبنانيون اقترعوا في 33 دولة أجنبية والمشاركة الأكبر في أوستراليا سعد الياس |
رئيس حزب «تونس الزيتونة» عادل العلمي: الانتخابات لا تتعارض مع الدين ولا يجوز تولية يهود أو مثليين على المسلمين Posted: 29 Apr 2018 02:23 PM PDT تونس – «القدس العربي»: قال الشيخ عادل العلمي رئيس حزب «تونس الزيتونة» إن الانتخابات هي «أسلوب» إسلامي بدأ مع مجلس الشورى، منتقداً من يُفتي بتحريمها. لكنه اعتبر – بالمقابل- أن لجوء بعض الأحزب إلى ترشيح مواطنين يهود أو مثليين في الانتخابات البلدية أمر لا يجوز، مشيراً إلى أنه يرفض تولية «من يعادي الله ورسوله» على المسلمين. وانتقد، من جهة أخرى، ترويج كتاب «صحيح البخاري – نهاية أسطورة» في تونس، معتبراً أن من يحكم البلاد يحارب الدين، كما وصف تونس بـ«البطن الرخوة للأمة الإسلامية، فيما اعتبر أن فتوى «إرضاع الكبير» تهدف للإساءة إلى صورة الإسلام. وحذر على صعيد آخر من الوجود المكثف للمواطنين الأفارقة في تونس، مشيراً إلى أنهم يشكلون خطراً على البلاد. وكان عدد من الدعاة السلفيين أفتوا مؤخراً بتحريم الانتخابات في تونس، فيما طالب دعاة آخرون إلى انتخاب الشخص الأصلح والأقل فسادا في البلاد. وقال الشيخ عادل العلمي في حوار خاص مع «القدس العربي»: «هذا الأمر (فتوى التحريم) مفتعل، لأن موضوع الانتخاب محسوب مسبقا في الإسلام، بل إن الانتخاب هو أسوب إسلامي في الأساس ونستطيع مقارنته بمبدأ الشورى الذي عمل به النبي محمد والخلفاء الراشدون، ولذلك فلا مانع شرعي من المشاركة في اانتخابات ووعلى الناخب أن ينتخب الأصلح بظنه، ولكنه يُؤاخذ عندما ينتخب مرشحا فاسدا بعد تلقيه رشوة منه، ووهو بذلك يكون قد أخذ مالا حراما وأدلى بشهادة زور». وحول وجود مرشحين غير مسلمين أو مثليين في الانتخابات البلدية، قال العلمي «لجوء بعض الأحزاب إلى ترشيح هؤلاء، يأتي في سياق الانبطاح للغرب وتنفيذ أوامرهم، كمن يدعي أنه ملكي أكثر من الملك، ونحن نعرف من يقف وراء ترشح الشواذ (في إشارة للمثليين) الذن يُعتبرون وباء وطاعونا يضر البلاد والعباد». وأضاف «نحن لا نرفض تعامل المسلم مع اليهودي والنصراني أو غيرهما، ولكننا لا نسلم أعناقنا ولا نقب أن يتولانا من يعادي الله ورسوله، فالقرآن الكريم يقول «ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم»، وقال أحدهم من الغرب: المسلم الجيد هو الذي يتخلى عن دينه! وبعض الأحزاب التي يتهمونها بالتشدد تلجأ لترشيح غير المسلمين لتنفي عنها هذه الصفة». وكانت استضافة معرض الكتاب في تونس للكتاب المغربي رشيد إيلال صاحب كتاب «صحيح البخاري – نهاية أسطورة» الذي يشكك بالأحاديث الواردة في صحيح البخاري أثارت جدلاً في البلاد، حيث اتهم بعض رجال الدين إدارة المعرض بمحاربة الإسلام، مطالبين بسحب الكتاب من المعرض على غرار ما حدث مع الكتب التي تروّج للفكر المتطرف. وقال العلمي «صاحب الكتاب هو صحافي وليس له أن يخوض غمار العلوم الشرعية التي هي من أسمى العلوم وتتطلب من الإنسان أن يقضي عمره كاملا كي يتمكن من الحديث فيها، كما أن الكتاب تناول المسألة بطريقة سطحية مبسّطة ومبتذلة لأنه أخذ يجرّح بطريقة فيها كذب وبهتان وهذا ما أثارني. وهذه خطة قديمة صارحني بها المفكر الراحل محمد الطالبي قائلا «يريدون ضرب صحيح البخاري ومن خلاله ضرب السنة بأكملها ليتخذوا منه طريقا لضرب القرآن». لأن الآلة التي أتت بصحيح الحديث هي نفسها التي أتتنا بالقرآن عذبا وسلسا، فنفس الرجال الذين صدقناهم في حمل أمانة القرآن العظيم هم نفسهم أتونا بالحديث الصحيح، فإما أن نصدقهم في القرآن وفي الحديث معا أو نكذبهم، وبالتالي لا يصبح لنا سند في القرآن العظيم وهذا محال لأن القرآن محفوظ. والبخاري انتقِد من فطاحلة علماء الأمة ولكنه كان انتقادا موضوعيا وبناء، فعمله بشري ولكن 99 في المئة من الأمة تطمئن لصحيحه، أما هو كشخص فأجمعت الأمة على أمانته وصدقه وقدرته الخارقة على الحفظ». وحو توزيع الكتاب في تونس، قال العلمي «تونس على مستوى أجهزة الدولة أخذت وكالة لضرب الدين، وقال أهل العلم قديما «البطن الرخوة للأمة الإسلامية هي تونس»، فرغم أن أغلبية الشعب هي مسلمون ويحبون الله ورسوله ودينه، لكن النخبة العميلة هي التي تتحكم بمفاصل الدولة وتأتي بكل مسخ، منذ الحدّاد إلى يومنا هذا، وهم مستعدون أن يضعوا ميزانية الدولة على ذمة من يشوه الإسلام ويسيء للنبي محمد ويسب العلماء، والمجيء بهذا الكتاب من قبل وزارة الثقافة هو دليل على أن من يحكم تونس يحارب الله ورسوله، لكنه مجرد بوق لأسياده من وراء البحار». وعاد الجدل مؤخراً حول فتوى «إرضاع الكبير» التي أفتى بها الشيخ عزت عطية رئيس قسم الحديث بكلية أصول الدين في مصر عام 2007، بعدما تم الحديث عن «إجازتها» من قب الشيخ عبد الله بن سليمان المنيع عضو هيئة كبار العلماء في السعودية، وهو ما نفاع المنيع متهما البعض بمحاولة تشويه صورته لدى الرأي العام. وعلّق العلمي على ذلك بقوله «هذه الفتوى أُخرجت من خبايا الكتب للإساءة للإسلام، وهذا هراء لا يستقيم ولا عقل له، ففتوى تحريم زواج الأخ بالرضاعة لا تكون إلا من جوع وهي تنطبق على الطفل الصغير، وليس على الإنسان الراشد الذي يمتلك قدرات بدنية وعقلية وجنسية وغيرها، فهذه الفنوى يراد بها الاستهزاء بالدين الإسلامي». وكان العلمي اعتبر – في تدوينة – على موقع فيسبوك أن وجود الأفارقة بكثافة يشكل خطراً على التونسيين. وأوضح ذلك بقوله «رأينا في الحادثة المريرة في الجزائر الشقيقة عملية قتل لجزائري شريف مسلم من قبل عمال أفارقة لم يروا مانعا من إدخال الخمر إلى أحد بيوت الله وعندما تصدى لهم هذا المواطن قتلوه. وأقول إن هؤلاء بشر لهم عاداتهم وتقاليدهم وطباعهم المختلفة عنا، وعندما يتواجدون بيننا بكثافة ونحاول الاحتكاك بهم ربما لتغيير طباعهم فسيصبحون بؤرا تشكل خطرا علينا وعلى الأمن الاجتماعي في البلاد». وأضاف «لا أبرىء تونس من الفساد ولكن فساد هؤلاء (الأفارقة) أكبر على صعيد الجنس وأشياء أخرى، فالدولة التونسية لديها اتفاقيات لكنها تنص على جلب طلبة أفارقة وليس عمالا متواجدون في كل مكان ويعملون بالسخرة وفي وضعيات مهينة ويقبلون بكل شيء وهم يعيشون بطريقة غير حضارية وغير مقبولة، لذلك قلت إنهم يشكلون خطراً علينا». رئيس حزب «تونس الزيتونة» عادل العلمي: الانتخابات لا تتعارض مع الدين ولا يجوز تولية يهود أو مثليين على المسلمين فتوى «إرضاع الكبير» تسيء للإسلام ووجود الأفارقة بكثرة يشكل خطراً على البلاد |
لماذا يمزق مواطنون عراقيون لافتات المرشحين؟ Posted: 29 Apr 2018 02:23 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: مع قرب توجه ملايين العراقيين لصناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات التشريعية المقبلة، تتعرض لافتات مرشحي الأحزاب والكتل السياسية المتنافسة ضمن الدعاية التي انطلقت قبل أسابيع، إلى التمزيق والتشويه بكثافة في الساحات العامة والشوارع الرئيسية، وعلى الجدران والمباني، لاسيما المدن والمحافظات السُنية التي شهدت أعمال عنف وعمليات عسكرية. وخلال جولة في شوارع العاصمة العراقية بغداد، ومدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار، يسهل مشاهدة عشرات التجاوزات على مئات الصور التي تعود للمرشحين من أصحاب القوائم الكبيرة التابعة للأحزاب الإسلامية والكتل السياسية، وهو ما يعكس حالة الشعور باليأس والتذمر والإحباط الذي يعيشه الناخب العراقي. ناصر الدليمي، هو من سكان بغداد جانب الكرخ، قال لـ«القدس العربي»، «أتابع ما يجري على الساحة العراقية، وخصوصا المشهد الانتخابي وما يحوي من إرهاصات جعلت المواطن العراقي في حيرة من أمره وبموقف لا يحسد عليه». وأضاف: « تارة أكون مع المشاركة، وتارة أخرى أرفض المشاركة، لأني أرى أن التصويت في الانتخابات ستعيد نفس الوجوه الفاسدة بسبب المال السياسي للأحزاب الفاسدة الذي يوظف في عملية الدعاية الانتخابية، وبالتالي هذا سيؤدي إلى عودة ذات الشخصيات التي أفسدت ودمرت البلاد والعباد على مدار 15 عاما». وحسب المصدر «الترويج الخاطئ للدعاية الانتخابية، وعرضها العشوائي في الطرقات ووسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي، جعلت المواطن ينفر منها لأسلوبها الرخيص في استمالة البسطاء من الناس. ما دفع الكثيرين إلى هو تمزيق اللافتات دون أن يفكروا بالمحاسبة القانونية. هم لا يريدون أن يروا تلك الوجوه الشاحبة التي دمرت مستقبل العراق وعاثت فيه فسادا وافسادا». وأوضح أن «عمليات التسقيط السياسي والفضائح اللاخلاقية المنشورة بشكل فاضح على شبكات التواصل الاجتماعي للمرشحين الجدد والسياسيين أحدثت هزة وردود فعل غاضبة من المواطن وبدأ يميل لفكر العزوف عن المشاركة إيمانا منه أن لاجدوى من التصويت، ولن يحدث التغيير المنشود». وبين أن «هذه الانتخابات تحصل، تحت سطوة الميليشيات، وقد تصل إلى حد إجبار مناطق قرى بعينها للتصويت لجهة معينة بقوة السلاح».. وأعتبر كذلك أن « قانون الانتخابات، سيؤدي إلى استبعاد الكتل الجديدة والصغيرة عن المشهد الانتخابي لصالح الكتل الكبيرة الفاسدة». الكاتب والمحلل السياسي العراقي، هلال العبيدي، لفت إلى أن، تمزيق صور المرشحين للانتخابات، «ليست ظاهرة جديدة، ولكن ازدادت حدتها، بسبب فقدان الموطن لأي أمل في التغيير من خلال الانتخابات، وعلمه بإعادة تدوير نفس الوجوه التي كانت هي السبب في فشل الحكومات السابقة في إدارة الدولة وخصوصا على صعد الاقتصاد والخدمات والتعليم والصحةـ مما انعكس سلبا وبصورة مباشرة على الحياة اليومية للمواطن العراقي». وتابع لـ«القدس العربي»: هذه «ردة فعل طبيعية ومباشرة لنبذ المواطن العراقي لهذه الانتخابات التي سوف لا تأتي بجديد سوى شرعنة العملية السياسية القائمة منذ 15 عاماً، وعودة الأحزاب الفاسدة إلى سدة الحكم من جديد سواء بالوجوه القديمة نفسها أو من خلال تبديل وتطعيم وجوه أخرى، ولكن دون حودث تغيير جذري يمكن أن ينقذ البلد من دوامة الفساد والإرهاب والمحاصصة الطائفية». محمد محل خلف الفراجي، المرشح عن محافظة الأنبار، ضمن قائمة ائتلاف «النصر» الذي يتزعمها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، رأى في حديث لـ«القدس العربي» إن «الحيف والظلم المتراكم الذي وقع على المواطن طوال الفتره السابقة، خاصة المواطن الأنباري، من تهجير واعتقالات عشوائية وحرمان من أبسط الحقوق يجعله يلجأ إلى هذا الاسلوب بالانتقام والثأر من السياسيين الحالين يقابلها دوافع التسقيط السياسي بين أغلب القوائم والأحزاب والكتل السياسية المتناحرة على السلطة لسيطرة على الشارع الانتخابي حتى لو تطلب ذلك الدفع بتجاه المواجهة المسلحة». لماذا يمزق مواطنون عراقيون لافتات المرشحين؟ أحمد الفراجي |
التماس قضائي إسرائيلي لوقف عملية تحويل عمارة القنصلية لسفارة أمريكية في القدس المحتلة Posted: 29 Apr 2018 02:23 PM PDT الناصرة ـ «القدس العربي»: في ردها على التماس حقوقي اعترفت إسرائيل بأن السفارة الأمريكية في القدس المحتلة ستعمل بشكل جزئي فقط بعد تدشينها، بالتزامن مع ذكرى النكبة في منتصف مايو/أيار بعد أسبوعين. كما أوضح «ممثل الدولة» في المحكمة أن بوسع السفير الأمريكي العمل داخل السفارة لكنه لن يستطيع المبيت فيها. وستبحث محكمة العدل العليا في إسرائيل غدا الثلاثاء التماسا قدمته منظمة «عير عميم» الحقوقية ضد منح فرصة للقيام بأعمال بناء وترميم في مقر القنصلية الأمريكية كي تتحول الى مقر للسفارة دون تراخيص بناء. وكان وزير المالية المسؤول عن دائرة التخطيط والبناء قد أعفى السفارة الأمريكية في تل أبيب من إجراءات استصدار تراخيص البناء المزمع القيام به في مقر القنصلية في القدس المحتلة بغية تحويلها مقرا دائما للسفارة بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقدمت منظمة « عير عميم « الالتماس للمحكمة العليا باسم 20 مواطنا من سكان حي « أرنونا « في منطقة الطالبية الفلسطينية المحتلة عام 1948 حيث تقوم اليوم القنصلية الأمريكية. وقدم الالتماس ضد عدة جهات على رأسها وزير المالية وتشمل لجنة التخطيط والبناء القطرية، بلدية الاحتلال في القدس ووزارة الخارجية الأمريكية والمستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية. ويطالب الالتماس من المحكمة إصدار حكم عاجل بوقف أعمال البناء والتطوير في مقر القنصلية الأمريكية في الطالبية ريثما يتم البتّ بالسؤال هل يصح منح إعفاء من تراخيص البناء في هذا المضمار؟ وفي ردها الأولي اعترفت «مندوبة الدولة « في المحكمة هدا سعران أن أعمال البناء والتطوير لن تنتهي في الوقت المحدد لها كي تتمكن السفارة الأمريكية من مزاولة عملها في مقرها الجديد في القدس في حال اضطرت المرور بالقنال البيروقراطي التقليدي الخاص باستصدار تراخيص بناء. ويجري الحديث عن بناء جدار ضخم محيط بمقر السفارة في القدس وشق شارع للهرب في حالات الطوارئ. ويتضح أن الأعمال الجارية هناك اليوم لا تتطابق مع الخريطة الهندسية الأصلية للعمارة القائمة المعدة لقنصلية لا لسفارة مع تبعات ذلك من ناحية تدابير الأمن الصارمة. ويستدل من الالتماس أنه لا يمكن الشروع ببناء الجدار المحيط المذكور قبل بدء مراسم تدشين السفارة في 14 مايو/أيار ومع ذلك تستغل وزارة الخارجية الأمريكية الوقت المتبقي من أجل استكمال التخطيط للجدار المذكور والقيام باتصالات مع حكومة الاحتلال في نطاق الإجراءات المطلوبة للبناء. ومن المفترض أن يشرع في بناء الجدار المحيط بالعمارة بعد وقت قصير من انتهاء مراسم التدشين بعد أسبوعين، وأن الإدارة الأمريكية تعتبره شرطا ضروريا لمزاولة العمل داخل المقر الجديد للسفارة. كما يستدل من الالتماس أنه بسبب مصاعب لوجستية سيتعذر إنجاز أعمال التطوير في السفارة في وقت مبكر، ولذا سيكون العمل الدبلوماسي فيها جزئيا فقط وسيستطيع السفير القيام بمقابلات ولقاءات عمل فيها لكن سيتعذر عليه المبيت بها في المرحلة الأولى. كذلك يتبين من نص رد « مندوبة الدولة « أن الشركة الاقتصادية التابعة لبلدية الاحتلال لن تستطيع تنفيذ أعمال البناء رغم منحها الامتياز بذلك، دون الإفصاح عن الأسباب. ولذا تشهد الفترة الراهنة اتصالات بين جهات أمريكية وإسرائيلية مختلفة من أجل الاتفاق على هوية الجهة التي ستتولى عملية البناء والتطوير وبناء الجدار الأمني المذكور. في ردها على الالتماس قالت وزارة المالية الإسرائيلية إن الوزير منح السفارة فرصة البناء دون تراخيص استنادا لنظم الوزارة التي تتيح ذلك في حالات الحديث عن « مشاريع قومية «، شريطة أن تقوم الدولة بذاتها بعملية البناء. وذكرت أن مثل هذه الإجراءات تعتمد عند بناء منشآت ومرافق وطنية كمحطات توليد الكهرباء أو وضع خط غاز أو سدود مائية الخ. وعلى خلفية ذلك يزعم الملتمسون أن السفارة ليست مشروعا قوميا يندرج ضمن خانة المشاريع التي يمكن بناؤها دون تراخيص بناء بخلاف القاعدة. لكن مندوبة الدولة ردت على ذلك بالقول إن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة للمرة الأولى منذ 1948 هو حدث استثنائي يمتاز بأهمية قومية سياسية تنطوي على تعبير عملي عن اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل. وتابعت « لا شك أن الحديث يدور عن حدث تاريخي له أبعاد دولية ومؤثر بشكل مباشر على العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وبين إسرائيل». ووجهت المحامية أوشرات ميمون مندوبة منظمة «عير عميم» المختصة بشؤون القدس نقدا لاذعا للمشروع كله، وذكرت أنه إذا كانت إسرائيل تعترف بعجزها عن إنجاز العمل في الوقت المناسب فلماذا لا يتم تطبيق قانون التنظيم والبناء وسط إشراك للمواطنين بالمشروع؟ وبهذا السياق ذكرت القناة الإسرائيلية الثانية أن الرئيس الأمريكي متردد في قراره حول حضور افتتاح سفارة بلاده في القدس المحتلة. فيما قالت مصادر دبلوماسية إسرائيلية إن تل أبيب متفاجئة من هذا القول، خاصة وأن ترامب قد يأتي شخصيا لحضور الافتتاح، لكنها تقول إنه في وثائق الدعوة المتفق عليها مع الأمريكيين لا يظهر اسم الرئيس. وقبيل الاجتماع الدوري للحكومة الإسرائيلية قال بنيامين نتنياهو أمس إن إسرائيل ستستقبل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، في أول زيارة له للمنطقة، وإنها تولي أهمية خاصة لهذه الزيارة. في بيان صادر عن ديوانه قال نتنياهو إنه سيبحث مع بومبيو « التطورات الإقليمية والعدوان الإيراني المتزايد وبالطبع الاتفاق النووي المبرم مع إيران والقرار بشأنه سوف يتخذ قريبا «. وتابع « العلاقات الإسرائيلية – الأمريكية أقوى اليوم من أي وقت مضى، وفي هذه المناسبة أود أن أشكر الرئيس دونالد ترامب مجددا على قراره بنقل السفارة الأمريكية للقدس، وهذا سيحدث خلال أيام، وقلت وقتها إنه ستكون هناك دول أخرى ستنضم إلى هذا الحراك وأستطيع القول لكم إن هذا يحدث على الأرض». التماس قضائي إسرائيلي لوقف عملية تحويل عمارة القنصلية لسفارة أمريكية في القدس المحتلة مشاكل السفارة في العمارة وديع عواودة: |
إعلاميون موالون يواصلون هجومهم على مبادرة الهلباوي للمصالحة مع الإخوان Posted: 29 Apr 2018 02:22 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: لم تلق دعوة للمصالحة بين نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي وجماعة «الإخوان المسلمين»، ردود فعل، مثل الدعوة التي أطلقها كمال الهلباوي، القيادي الإخواني السابق وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان. الهلباوي كان قد دعا إلى «تشكيل مجلس حكماء يضم شخصيات عربية مشهودا لها بالنزاهة، لقيادة وساطة تاريخية في مصر»، تنهي حالة الصراع القائمة بين الدولة المصرية والإخوان. وتعد هذه الدعوة الأولى التي تتفاعل معها جماعة الإخوان المسلمين، حيث أعلن نائب مرشدها العام، إبراهيم منير، ترحيبه بأي «مبادرة أو جهد وطني مخلص يهدف لإنهاء الأزمة التي تمر بها الدولة المصرية في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها حاليا»، مشدّدا على أن «هناك حقوقا وثوابت لا ينبغي تجاوزها». وأضاف، في تصريحات صحافية، أن «جماعة الإخوان مستعدة للتعاطي بشكل إيجابي مع أي رؤية أو تصور عملي يقدمه أي شخص أو جهة مصرية أو عربية أو دولية لمحاولة الخروج من هذه الأزمة التي تعصف بالوطن ومقدراته وتسحق الشعب وحقوقه تحت حكم العسكر». وذكر بدعوته «منذ نحو عام ونصف عام، حكماء الشعب المصري أو حكماء الدنيا، لرسم صورة واضحة للمصالحة بين أطراف الأزمة المصرية، من أجل تحقيق السلم والأمن لكل الأمة دون مداهنة أو خداع أو كذب على الناس، وإلى أن لديهم كامل الاستعداد للقبول بما ينتهي إليه هؤلاء العقلاء والحكماء، وأن الجماعة ستبذل الجهود مع الآخرين لتطبيق وتفعيل هذا الحل العادل على أرض الواقع». وقال إن «النظام يحاول الترويج لفكرة المصالحة لمحاولة التغطية على فشله وفاشيته، لكنه غير جاد مطلقا في هذا الأمر حتى الآن، لأنه لا يريد التمهيد لهذه المصالحة بأي صورة من الصور»، مؤكدا أن «أحاديث البعض حول المصالحة تأتي كجزء من مخطط للخداع الاستراتيجي للخارج قبل الداخل». واعتبر تكرار الأحاديث بشأن المصالحة من آن لآخر بمثابة «مناورة مفضوحة من قبل النظام». وأكد عدم وصول «أي اتصالات أو مبادرات للإخوان خلال الفترة الأخيرة». كما نفى علمه بـ«اتصالات مع الرئيس محمد مرسي أو قادة الإخوان المعتقلين، فلو كان لدى النظام أي نية صادقة لحل الأزمة فعليه الذهاب إليهم داخل السجون». وتابع: «أي كلام حول المصالحة في ظل الظروف الراهنة هزل ومضيعة للوقت والجهد، فلا أتصور أن تحدث أية مصالحات في أي دولة ما بينما رئيس الجمهورية الشرعي يموت داخل محبسه، وهناك عشرات الآلاف من الرهائن داخل السجون ثم يفاوضنا عليهم». وأوضح أن «جهود المصالحة لا بد أن تشمل الجميع، فليس الإخوان فقط هم الموجودون على الساحة السياسية، ولذلك لا بد من دعوة كل رموز المعارضة التي وقفت ضد النظام العسكري سواء في الداخل أو الخارج من أجل الاستماع لهم والتشاور معهم في هذا الأمر». أديب يسخر الإعلامي عمرو أديب، المحسوب على نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، هاجم منير، قائلاً: «تصريحات من قيادي إخواني عن شروط المصالحة، تثير القلق». وأضاف: «انظروا إلى العلو في هذا الخطاب، فمنير يقول رحبت جماعة الإخوان المسلمين في مصر بأي جهود جادة ومخلصة لإخراج مصر من أزمتها وإعادة حقوق مغتصبة للشعب المصري». وزاد ساخرا: «يا رجل أنت مستعد لوضع يدك في يد الناس التي قتلت إخوانك؟ أنت تريد وضع يدك في يد الناس التي نفذت الانقلاب، أنتم ليس لديكم مبادىء». كذلك شن الإعلامي نشأت الديهي الذي سبق وطالب نظام السيسي باغتيال بهي الدين حسن، مدير مركز القاهرة لحقوق الإنسان، هجوما على الهلباوي ووصفه بـ«الخائن». وقال خلال تقديمه برنامج «بالورقة والقلم»، المذاع عبر فضائية «تي أن» : «لا ترحموا شيخوخة كمال الهلباوي فقد اخترق السيادة الوطنية ورجع لحظيرة الإخوان». وأضاف أن «كل المصريين الذين ينتمون لجماعة الإخوان لا يحترمون مصريتهم»، مشيراً إلى أن «كل من يطالب بالمصالحة مع الإخوان هو خائن». بلاغ ولم يقتصر الأمر على الهجوم على منير والهلباوي، بل امتد لتقديم بلاغ ضد الأخير، وقال المحامي، طارق محمود، إنه تقدم ببلاغ رسمي للنائب العام ضد الهلباوي، لدعوته للمصالحة مع جماعة الإخوان بالتنسيق مع التنظيم الدولي للجماعة في لندن، إضافة إلى ظهوره على قنوات الإخوان بالترتيب معهم في العاصمة البريطانية لندن. وأضاف المحامي بالنقض، في بلاغه، إن «الهلباوي عاد إلى أحضان الإخوان مرة أخرى، وهو دائم التواصل معهم وعلى اتصالات مع قياداتهم، بالإضافة إلى أنه التقى بعدد من قيادات الجماعة فى لندن حول هذه المبادرة المشبوهة، وينسق مع الجماعة الإرهابية لنشر مخططاتهم ضد مصر والإساءة للدولة المصرية عبر ظهوره على فضائيات الجماعة الإرهابية». وكان الهلباوي قال إنه تلقى اتصالات من شخصيات تنتمي للاشتراكيين والقوميين وشخصيات سياسية أخرى، رفض الإعلان عن أسمائها حالياً، أعلنت تأييدها لمبادرته للمصالحة المجتمعية، مع الإخوان، وكل من لم يثبت تورطه في العنف. إعلاميون موالون يواصلون هجومهم على مبادرة الهلباوي للمصالحة مع الإخوان نائب مرشد الجماعة: مناورة مفضوحة من قبل نظام السيسي |
هطول الأمطار ساعة يكشف خدعة البنية التحتية في القاهرة الجديدة والفضيحة بـ«جلاجل» يا وزير الإسكان Posted: 29 Apr 2018 02:22 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: لا يزال الموضوع الأبرز في الصحف المصرية الصادرة أمس الأحد 29 أبريل/نيسان من تحقيقات ومقالات وأعمدة عن الأمطار الغزيرة التي سقطت وأحدثت فوضى في حركة المرور، وانقطاع الكهرباء في بعض المناطق، وغرق تجمعات سكنية خاصة في القاهرة الجديدة والتجمع الخامس. وطلب الرئيس السيسي من اللواء جمال عرفان رئيس هيئة الرقابة الإدارية بالتحقيق، حيث تم إثبات وجود إهمال في مواجهة الموقف، وعدم وجود استعدادات في البنية الأساسية لمواجهة مثل هذه الطوارئ. وقرار النائب العام بالتحقيق في الواقعة وكذلك قرار وزير الإسكان بإيقاف عدد من المسؤولين في جهاز مدينة القاهرة الجديدة، وانكشاف فضائح ممتدة منذ عصري الرئيسين محمد أنور السادات ومحمد حسني مبارك، ولكن عادت ريمة لعادتها القديمة، كما يقول المثل الشعبي، أي انصراف الأغلبية إلى الاهتمام بما تعتبره مشاكلها واهتماماتها الحقيقية وهي أخبار لاعب كرة القدم محمد صلاح، وفوز الزمالك على الأهلي، وامتحانات آخر العام للجامعات والشهادات الإعدادية والثانوية العامة وشهر رمضان ومسلسلاته التلفزيونية. أما ما يخص ارتفاعات الأسعار المقبلة في شهر يوليو/تموز مع الميزانية الجديدة فكأنها قدر محتوم على المواطنين تقبله والتوجع منه بدون أن يحتجوا أو يثورا. وأبرزت الصحف ما دار من مناقشات في الندوة التثقيفية التي نظمتها الشؤون المعنوية في القوات المسلحة، وحضرها الرئيس وقام بمداخلات فيها، وكان أبرزها إرضاء أهالي شمال سيناء بأنه يقدر تضحياتهم ضد الاحتلال الإسرائيلي بعد هزيمة يونيو/حزيران 1967 وتعاونهم مع الجيش، سواء في أعمال المقاومة، أو إمداده بالمعلومات. وطلب منهم أن يقدروا ويتحملوا مؤقتا تبعات الوضع الراهن في الحرب على الإرهابيين. وسيلقي الرئيس كلمة في الاحتفال بعيد العمال وسط وعود بمفاجأة سارة من الحكومة، ولا نعرف إن كانت إشاعة أم لا. وإلى معظم ما عندنا من تفاصيل الأخبار وأخبار أخرى غيرها.. أمطار وسيول ونبدأ بأبرز ردود الأفعال على الكوارث التي نتجت عن الهطول الغزير للامطار وما سببته من أضرار في مناطق عديدة، وكشفت حجم فساد غير معقول. وبدأت المطالبات بتتبع الفساد ومعرفة من تسبب فيه منذ عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، فقال عنه الكاتب الساخر في مجلة «روز اليوسف» عاصم حنفي تحت عنوان «الفضيحة بجلاجل يا وزير الإسكان»: «فتح عينك تاكل لحمة، وخدعوك فقالوا حار جاف صيفًا والحقيقة أنه حار نار صيفًا دافئ موحل شتاء وربيعًا. والمطر عندنا موسم للوحل والغرق وانهيار الطرق وتعطل المترو، وقد انكشفت خدعة البنية التحتية في القاهرة الجديدة وكأنها مدينة مبنية من الكرتون والقش تمامًا كالمدن السينمائية اللامعة مجرد مظهر براق وحاجة كده لزوم التصوير وفركش، والحمد لله كنت على وشك الوقوع في غلطة العمر ببيع ما ورائي واستدانة ما أمامي من أجل شراء شقة واسعة في المدن الجديدة، لولا التردد في المسألة، ولولا ستر ربنا لكنت الآن من النادمين. هطلت الأمطار ساعة كاملة لكنها كانت ساعة الفضيحة وقد انكشف الجهاز الإداري للقاهرة الجديدة، كما انكشفت أجهزة المحليات كلها، التي لا تعرف حاجة اسمها الطوارئ، كما لم تعرف الصيانة وطريق العين السخنة الجديد والعالمي تحول إلى بركة عائمة تنافس فينسيا. شخصيًا وقد علقت السيارات بركابها سبعا وثماني ساعات، وفي القاهرة اختفي سائقو التاكسي الأنذال، اختفوا بفعل فاعل، ومن صمد وراعى ربنا احترف لعبة المساومة، وقد استغنوا عن العداد تمامًا. أما السيد وزير الإسكان وقد كان مرشحًا للترقي واحتلال مواقع حيوية وحساسة في التغيير الوزاري المقبل، فنقول له «هارد لك خيرها في غيرها» وقد أثبت لنا أنك مجرد وزير على قد الحال ولا ترقى أبدًا لمستوى المنصب المأمول». من هو المتهم؟ أما صبري غنيم في «أخبار اليوم» فطلب من الوزير أن يدافع عن نفسه ويكشف عدم مسؤوليته وأن من سبقوه هم السبب، وقال تحت عنوان «مسكين وزير الإسكان»: «الرجل يتعرض لهجوم شعبي لم يتعرض له وزير سابق أو وزير حالي، وكأنه هو المسؤول عن كارثة الأمطار التي حولت الأخضر إلى برك وترع ومستنقعات في القاهرة الكبرى، بسبب التغيرات المناخية التي فاجأتنا في غير موعدها، من يتابع منظر الدكتور مصطفى مدبولي وهو يرتدي قميصا وبنطلونا ويقف تحت المطر أثناء شفط المياه.. يشفق على منظره، فقد تغيرت ملامحه، الحزن والألم يسيطران عليه، مع أنه ليس هو المتهم عن إخفاء «البالوعات» من شوارع قلب المدينة.. فالرجل لم يشارك في بناء المدن الجديدة، ولم يكن له دور تنفيذي فيها من بعيد أو قريب. لكن كون إنه وزير الإسكان المسؤول عن المباني والتعمير، فمن الطبيعي أن ينصب الهجوم والغضب عليه، مادام جالسا على الكرسي.. أنا شخصيا أشفق عليه من اللعنات التي طالته بغير رحمة أو شفقة، والناس على حق بسبب الأضرار التي حلت عليهم من الكوارث، فقد عزلتهم عن الحياة.. منهم من نام داخل سيارته على الطريق الدائري ومعه أمه أو زوجته أو طفل رضيع.. لذلك أخرجوا ما في صدورهم من غضب.. والمصيبة أن شوارعنا لم تكن مهيأة لاستقبال سيول الأمطار، فتحولت بعض المناطق فيها إلى مواقف للمراكب واللنشات… لدرجة أن الفيسبوك تحول من يومين إلى منصة للنكت، وهو يحمل عروضا عن بيع بيوت في شارع التسعين، وللترغيب قيل إنها «ترى البحر والبعض كتب تطل على البحر مباشرة». لذلك أقول للدكتور مصطفى مدبولي وزير الإسكان، لقد جاءت الفرصة التي تدافع فيها عن نفسك، تكلم بجرأة ولا تخف، إكشف عن المستور حتى لا نقع فيه مرة أخرى.. من هو المتهم الذي تجاهل شبكة الأمطار.. الذين لا يفهمــــون في العمـارة والبناء ويعلمون أن الارض ليست متساوية فيها ارتفاعات وانخفاضات، يقولون من الطبيعي أن تحدث تجمعات لأي مياه في المنخفضات، إذن أين البالوعات؟ شيء بديهي جدا فما بالك بالذين كانوا يخططون للشوارع أثناء تكسير الجبال لكي تتحول إلى طرق آمنة.. أفهم أن نضم مع شبكات الصرف الصحي والغاز والكهرباء والتليفونات شبكة للأمطار، لكن للأسف لم نتعلم من كوارث الذين سبقونا، خاصة أننا على أبواب الاحتباس الحراري وتغير المناخ، وقد تهبط الأمطار وتأتي السيول في الصيف». سنوات الفساد ونظل في «أخبار اليوم» بعد أن سمعت تنهيدة أسى وحزن صادرة من نقيب الصحافيين الأسبق جلال عارف، على الذي كان يا ما كان في عهد خالد الذكر في سالف العصر والأوان من أمجاد وما كان في عهدي السادات ومبارك من فساد قال تحت عنوان «شهادة التجمع الخامس على سنوات الفساد»: «لم نكن كذلك ونحن نبني السد وقلاع الصناعة وندير قناة السويس على أفضل وجه. ولم نكن كذلك ونحن نتجاوز الهزيمة في يونيو/حزيران ونبني جيش العبور ونخوض أول حرب إلكترونية ونلقن العدو درساً لا ينسى، ونستعيد الأرض ونؤكد جدارتنا بهذا الوطن العظيم. بعد حرب أكتوبر/تشرين الأول المجيدة ومع انطلاق عملية إعادة بناء مدن القناة أطل الفساد وكأنه يريد تعويض سنوات لم يكن يجرؤ فيها على العمل، وكانت النتيجة أن أحياء كاملة تم بناؤها بفساد كامل لتكون النتيجة هدمها كاملة «كما حدث في مدينة السويس». ولنجد أن نفق «أحمد حمدي» الذي كان مقررا أن تبني بتكلفته ثلاثة أنفاق، وليس نفقاً واحداً، لم يعد صالحاً للاستخدام، ولتضطر الحكومة إلى بناء «نفق داخل النفق» بتكلفة تفوق التكلفة الأولى، ويحدث ذلك كله بدون محاسبة أحد، رغم أن الفاعل معلوم والجريمة أكبر من أن يتم إخفاؤها. في العام الماضي كشفت الرقابة الإدارية عن واقعة توريد مواسير مياه غير مطابقة للمواصفات قيمتها ثلاثة مليارات جنيه لتركيبها في «التجمع الخامس»، وقدّم مرتكبو الواقعة للمحاكمة ما حدث هو صورة للفساد المعشش في كل الصفقات المماثلة، ولو ضربت السيول أي مدينة أخرى لحدث الشيء نفسه أو أسوأ، وهذا هو ما ينبغي التوقف عنده والتعامل معه بكل جدية ولعل نزول رئيس الرقابة الإدارية لموقع الأحداث وتصريحه بأن التقصير شديد يعني أن هناك جدية في التعامل مع الموقف ومحاسبة كل المسؤولين». المسؤولون لم يسمعوا صرخات المواطنين وفي «الأهرام» قال محمود دياب: «ليست المشكلة في غرق الشوارع من كثرة المطر، حيث يحدث ذلك في أوروبا والدول المتقدمة، ولكن هناك تتحرك الأجهزة المسؤولة من تلقاء نفسها لحل المشكلة ونجدة المواطنين، ولكن ما حدث في مصر لم نر محافظا واحدا ترك مكتبه ونزل ليرى ما حدث في شوارع محافظته، وتفقد أي موقع، ولم يستجب أحد لاستغاثات المواطنين، سواء النجدة أو المحليات أو المرور أو رؤساء الأحياء، والكل ودن من طين وودن من عجين، والوحيد الذي هرول عقب الكارثة وتفقد موقعا من مواقع الكارثة، وهي منطقة التجمع هو الوزير محمد عرفان رئيس الرقابة الإدارية، وبدأ يحقق بنفسه في كيفية توقف محطات رفع المياه الثلاث عن العمل، وله كل التقدير والاحترام. وبوضوح مسؤولية سوء التصرف في هذه الكارثة تقع على عاتق وزير الإسكان والمحافظين والمحليات والمرور، ويجب إجراء تحقيق فوري ومحاسبة المقصرين لمعرفة هل هناك إهمال أو فساد في إنشاء شبكات الصرف الصحي التي تكلفت المليارات، أدى لهذه الكارثة؟ وأيضا معاقبة المسؤولين كل في موقعه، الذين لم يستجيبوا لصرخات المواطنين وتركوهم ليلا وبالساعات على الطريق الدائري، حتى لا تتكرر هذه المهزلة مرة أخرى، ما يفقد الثقة بين المواطن والدولة». الشامتون أما زميله أحمد عبد التواب فقد حدد المسؤول عن هذا الفساد في عهد مبارك وهو وزير الإسكان محمد إبراهيم سليمان، حيث قال مهاجما أيضا الذين شمتوا في الحكومة: «البعض يخلط بين حقه الدستوري والقانوني في موقف سياسي مُعارِض لنظام الحكم، ودوره كمواطن عندما يتعرض الوطن لخطر داهم من الخارج، سواء من عدوان أجنبي أو من غضب الطبيعة، ففي حين تشهد الدول الأخرى اصطفافاً في هذه الأزمات وتتجلي لديهم مبادرات التطوع والتبرع والحماسة الوطنية بالكلمة الطيبة، إذا بالبعض لدينا لا يهتزون أمام الكوارث الاستثنائية ويظلون على مبدأ الاعتراض وتحميل الحكومة المسؤولية، مثل اتهاماتهم هذه الأيام بأن ضعف البنية التحتية هو السبب، مع التغافل عن أنها ليست أمطاراً معتادة كما أنها كانت مصحوبة بموجات برق ورعد ضربت محطات الكهرباء وأتلفتها، فتعطلت شبكات الصرف. كما أنها هطلت بغزارة فوق الجبال المحيطة بطريق العين السخنة وجرفت صخوراً عملاقة في سيل هادر تسبب في إصدار قرار بإغلاق الطريق، خشية على الأرواح. ليس المطلوب بالطبع تبرير أي خطأ، فمن الوارد أن يزيد الإهمال أو الفساد من الخسائر، ومن المحتمل أن يتحمل عهد مبارك ووزيره محمد إبراهيم سليمان قدراً من المسؤولية عن منشآت برامجهما، خاصة أن اتهامات الفساد ضدهما لا تزال عالقة، لذلك كان يُتَوَقع من الشامتين أن يُقدِّروا المبادرة السريعة من الرقابة الإدارية، التي تحرَّكت في أول يوم من الكارثة لمتابعة كيفية سير العمل والتحري عما إذا كان هناك تقصير في إنجاز هذه المشروعات وبدء تحقيقات بالفعل كخطوة أولى جادة لتحديد المسؤولية وتوجيه الاتهام للمسؤول إذا كان هناك اتهام». لا تهاون مع المقصر «الأهرام» قالت في تعليقها تحت عنوان «لا تهاون مع المقصرين» عن قرارات هيئة الرقابة الإدارية: «هكذا يتضح أن الحكومة وأجهزتها الرقابية عازمة كل العزم على عدم ترك هذا «التسيب» يمر مرور الكرام. ويعرف القاصي والداني أن مصر مقبلة على تنفيذ خطط جادة ومدروسة بعناية للدخول إلى المستقبل بمنتهى العزم والتصميم، وبالتالي لم يعد مقبولا أبدا ترك هذه الثغرات قائمة سواء في المحليات أو في الجهاز الإداري للدولة، حيث أن هذا من شأنه تعطيل كل نجاح مأمول. محاسبة المقصرين أيا كانت مواقعهم يجب أن تكون من الآن فصاعدا أسلوب حياة ومنهج عمل، إذا أردنا لهذا البلد التقدم والتخلص من شوائب الماضي القريب منه والبعيد». كاركتير لكن الرسامة دعاء العدل نقلت أمس الأحد في «المصري اليوم» صورة مختلفة تماما تبين أن الإعلام قدم تغطية مختلفة عن صاحب شقة غرقت شقته بالمياه وفتح التلفزيون ليشاهد ويسمع ماذا يقول ففوجئ بالمذيع وهو سعيد ويقول: هذا وجدير بالذكر أن الدنيا ربيع والجو بديع. حكومة ووزراء وإلى الحكومة واندهاش هشام عطية في «أخبار اليوم» من جرأة الحكومة على التباهي بزيادة احتياطي العملات الأجنبية، رغم أنها قروض وما تعنيه من زيادة الدين الخارجي وفوائده بالإضافة إلى تزايد الدين الداخلي، وقال في مقال له تحت عنوان «خنجر في ظهر المستقبل»: «مرعب ومخيف حجم المليارات المخصصة لخدمة الدين، التي يظهرها مشروع الموازنة العامة للدولة، التي تصل إلى 541 مليار جنيه بزيادة قدرها 160 ملياراً عن موازنة العام الماضي. مئات المليارات التي تضيع هدراً في بحور الاستدانة المهلكة تدعونا لطرح تساؤلات بديهية أولها، هل يمكن لاقتصاد دولة أن يحقق درجة ما من الاستقلالية وهو مكبل بكل هذه الأغلال التي تفرضها عليه أعباء الاقتراض غير الرشيد؟ أحار في فهم هذا اللغز، ترى لماذا تفرح الحكومة والبنك المركزي وهما يزفان لنا أخبار ارتفاع حصيلة الاحتياطي من النقد الأجنبي وهما يعلمان أنها ارتفاعات خادعة وانها في النهاية ديون تثقل كاهل الاجيال الحالية والمقبلة، وتغرس أنيابها القاتلة في أي محاولة للنهوض؟ علامات استفهام وتعجب كبرى هل نحصل على القروض لنعود ندفعها فوائد أضعافا مضاعفة؟». رعاية المواطنين وفي «الأهرام» دافع محمد أمين المصري عن زيادة رواتب ومعاشات الوزراء بقوله: «رغم الجدل المجتمعي بسبب زيادة رواتب ومعاشات الوزراء، فهذه الزيادة ضرورة لضمان أداء رجل الدولة لمهامه على أكمل وجه بما يتوافق مع حجم مسؤولياته، وليعطي أقصى عطائه لخدمة البلد وكذلك على الدولة ضمان معاش يليق به قدّمه في منصبه العام، ولهذا فعلى الدولة أيضا أن تعيد النظر في منظومة المعاشات كلية لتطويرها بما يتماشى مع مستوى التضخم العام وارتفاع الأسعار، والأهم إعادة النظر في استشكال الحكومة لوقف تنفيذ حكم القضاء الإداري بأحقية أصحاب المعاشات في صرف 80٪ من العلاوات الخمس. وثمة اقتراح بأنه ما لم تنظر الحكومة في رفع المعاشات الهزيلة للمواطنين فعليها الاحتفاظ بقيمة المعاشات نظير التكفل برعاية المواطنين وعلاجهم ومنحهم مصروفا يوميا أو أسبوعيا وتعليم أولادهم حتى يتخرجوا أو يعثروا على وظيفة بعد التخرج». الحوار مع الإخوان وإلى الحوارات التي دارت وتدور في السجون مع الإخوان المسلمين المحتجزين على ذمة قضايا أو اتهامات، ومدى نجاحها، وهو ما كشف عنه عماد علي أحد القيادات الشابة في الجماعة في حديث لمجلة «روز اليوسف» أجراه معه أحمد الجدي قال فيه: «تتابعت الأحداث بعد خلع محمد مرسي، وانكشف لنا الكثير من الأمور، دفعت العديد من شباب الإخوان – وأنا من بينهم- للتفكير في الأمر بشكل مختلف، بدأنا داخل السجون في القراءة والتعرف على ما كتب في نقد جماعة الإخوان، واطلعنا على رؤى مختلفة عن مشروعهم، ووجدنا في ذلك خللًا كبيرًا بين ما كنا نتصوره وما هو موجود في النقد. البعض بدأ يفكر في الأمور بعقلانية، فمشروع الجماعة الرئيسي يتسم بعدم الواقعية وصدامي مع الجميع، فضلًا عن ممارسة السياسة بدون أن يكون على استعداد لها، وعند مواجهة العديد منهم بذلك كانت الحجج جاهزة، وعندما وجدت أنه لا نية للإصلاح تركت الجماعة. العلاقة مع أعضاء الجماعة الإسلامية جيدة، ولكن بالطبع يحدث اختلاف في وجهات النظر وتكون ردود أفعال الإخوان غير أخلاقية، وهذا ما حدث عندما قام حزب البناء والتنمية – الذراع السياسية للجماعة الإسلامية – بإجراء انتخابات داخلية بشكل علني، وهو ما اعتبره الإخوان تنسيقًا مع الدولة، ما تسبب في حالة احتقان في السجن بين الإخوان والجماعة الإسلامية صاحبها هجوم ومحاولات تشويه واتهامات بالعمالة». أحمد فتحي سرور ونشرت «المصري اليوم» السبت حديثا على صفحة كاملة مع رئيس مجلس الشعب في عهد مبارك في الفترة من عام 1990 إلى 2011 الدكتور أحمد فتحي سرور، وكان أيضا وزيرا للتربية والتعليم، وهو من أبرز رجال القانون الجنائي في العالم وعميدا لكلية الحقوق في جامعة القاهرة، وكان قد تعرض إلى هجمات عديدة بسبب ما نشر عن أنه يتولى الدفاع عن عدد من الإخوان المسلمين، وفي مقدمتهم الرئيس الأسبق الدكتور محمد مرسي. وفي الحديث الذي أجراه معه حسن أحمد حسين نفى هذا الخبر تماما، وأوضح أنه يدافع عن سيدة تم وضع اسمها عن طريق الخطأ في كشوف تضم أسماء أعضاء في جماعة إرهابية وأنه طالب بإلغاء القرار ومن أبرز ما قاله: «أنا لم يخطر ببالي ما نشر أو أذيع في بعض الصحف والبرامج، ومن يقرأ كتب القانون يعرف جيداً أنني لم أدافع عن موقف أيديولوجي، أو عن أعضاء في جماعة إرهابية لأنني أرفض ذلك جملة وتفصيلا، ولن أقبل الدفاع عن أي عضو في جماعة إرهابية، وأنا كمحام لا أدافع عن جريمة، وإنما أدافع عن متهم وحسب. وكنت على مدار سنوات طويلة من أكثر المتعصبين ضد جماعة الإخوان، ووقت أن كنت رئيساً للبرلمان أمرت بطرد الرئيس المعزول محمد مرسى من القاعة، ويجب على المحامى ألا يدافع عمن ثبت تورطهم في قضايا إرهابية تضر بأمن الوطن، ولن أقبل ذلك على الإطلاق مهما كانت الإغراءات. من قال إنني أترافع عن متهمين ينتمون لجماعة الإخوان أو في قضايا الإخوان أقول له «أنت جاهل» نعم جاهل لأنني ترافعت وفقا لمعايير مهنية وقانونية، وهناك من اتهموا في قضايا إرهاب وحصلوا على براءة من القضاء، وأقول للبعض أن هناك من كانوا «يدلعون البلتاجي ومرشد الإخوان ويتمنون رضاهم» لكنني لم ولن أفعل ذلك طوال تاريخي سواء على مستوى المهنة أو على المستوى الشخصي». حوار مع الإخوان وأمس الأحد قال رئيس لجنة الصحافة في المجلس الأعلى للإعلام كرم جبر في «الأخبار» تحت عنوان «دموع الهلباوي وخداعه» عن الدعوة التي أطلقها الدكتور كمال الهلباوي عن إجراء حوار مع الإخوان الذين لم يتورطوا في قضايا إرهابية تحت إشراف مجلس حكماء يضم شخصيات دولية وعربية لإنهاء الصراع بين الدولة والجماعة فقال كرم: «الهلباوي لم يذرف دمعة واحدة – مثل نهر دموعه على ترحيل الإخوان – على شهدائنا الأبرار الذين يضحون بأرواحهم ويعاود الظهور الآن ليؤدي الدور نفسه الذي ابتلعته برامج التوك شو فجعلته نجماً لامعاً يروِّج لأفكار براقة محشوة بالسموم، فكنت تراه في اليوم ثلاث أو أربع مرات، يتنقل من فضائية لفضائية، وفجأة اختفى وعاد إلى موطنه الأصلي في لندن، مستكملاً دوره في التنظيم الدولي للجماعة الإرهابية. أولاً: الهلباوي يريد الصلح وكأن الدولة خرجت من حرب مع دولة أخرى هي الإخوان، وحان وقت إسكات المدافع واللجوء إلى غرف التفاوض. ثانياً: الهلباوي يتمادي في سذاجته ويطالب بتدويل جرائم الإخوان وتغليفها بصلح تشارك فيه شخصيات عربية ودولية ليكونوا شهوداً على معاهدة الصلح مع الإخوان، في وقت اعترفت فيه السعودية بأنهم سبب كل المصائب التي حلت بالمنطقة العربية». معارك وردود وإلى المعارك والردود المتنوعة وأولها سيكون من نصيب عبد الخالق الشبراوي شيخ الطريقة الشبراوية الصوفية وعضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية الذي اجرت معه في صحيفة «البوابة» آية عز يوم السبت حديثا قال فيه عن صراع الطرق الصوفية مع السلفيين و«داعش»: التيار السلفي يكفر الجميع بدون استثناء، لأنه يفكر بطريقة غريبة الأطوار، وينتقد جميع التيارات الإسلامية وغير الإسلامية، لأنه تيار يكره نفسه. نحن لا نبالي بتهديدات تنظيم «داعش» الإرهابي، ولا نبالي أيضا بتهديدات جميع التنظيمات الإرهابية، لأن الله معنا. نعم طالبت خلال الفترة السابقة لكي يقوموا بحماية أضرحة الصوفية وأولياء الله الصالحين وأضرحة آل البيت جميعها، خاصة بعدما كثرت تهديدات السلفية وجماعة الإخوان الإرهابية وتنظيم «داعش» الارهابي للصوفية». ميزانية الأزهر وإلى «الوطن» وخالد منتصر الذي أبدى دهشته من تخصيص ميزانية هائلة للأزهر وجامعته، رغم أنه يخرج لنا إرهابيين. وقال تحت عنوان «ماذا لو صرفنا ميزانية الأزهر على أكاديمية الفنون»: «هل شاهدتم موسيقاراً بعد أن يعزف على البيانو ويحيّي جمهور الأوبرا يذهب ليذبح مخالفاً له في الرأي وهو يهتف أمام الشاشات مبتهجاً «الله أكبر»؟ هل صادفتم فناناً تشكيلياً بعد أن رسم «بورتريه» أو لوّن لوحة أو نحت تمثالاً يحيط خصره بحزام ناسف ليفجّر آمنين أمام محطة أوتوبيس، أو مرضى في مستشفى بحجة أنهم كفار يستحقون القتل؟ هل سمعتم عن راقصة باليه بعد إسدال الستار على عرض «بحيرة البجع» أو «كسارة البندق» قد ذهبت لتجاهد مع «داعش» في العراق أو سوريا، وتهب نفسها وجسدها لمجاهد ملتحٍ هناك كاحتياطي استراتيجى قبل ذهابه لمقابلة الحور العين في السماء؟ الفن صفاء للروح وسموٌّ بالوجدان ولا يمكن لفنان حقيقي ترك الفن وشماً في تلافيف عقله وضميره أن يطعن ويسحل ويحرق ويدمر ويذبح ويلعب بالجماجم. الفنان «بيكار» هذا الرقيق الشفاف كفّروه وسجنوه بتهمة البهائية، وهو الذي كان يُغمى عليه حين يشاهد ذبح دجاجة، بينما كرموا الشيخ القرضاوي الذي حرّض على ذبح القذافي وبارك كل العمليات الإجرامية التي قام بها من يسمونهم المجاهدين. عمر خيرت مختلف عن عمر عبدالرحمن الأول تخرج في أكاديمية الفنون والثاني حصل على الدكتوراه من الأزهر. لن نقضى على التطرف وفكر الإقصاء الديني مسيطر ومتغلغل في العقول التي تتم برمجتها منذ الطفولة ميزانية الأزهر تخطت الاثني عشر مليار جنيه». إعدام حرية التعبير أما لو اتجهنا إلى «الشروق» فسنجد الكاتب أيمن الصياد يشن هجوما عنيفا جدا ضد النظام ويتهمه بتخويف الصحافيين والإعلاميين، بل امتلاك معظم الأدوات الإعلامية، أو السيطرة عليها، متبعا السياسة نفسها التي كان يتبعها غوبلز مسؤول الإعلام في نظام هتلر في ألمانيا وكان مقاله بعنوان «المربع الأسود» ومما قال فيه: «بعد أيام وتحديدا في الثالث من مايو/أيار يحتفل العالم كله بـ«اليوم العالمي لحرية الصحافة». بمناسبة هذا اليوم منحت المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم «اليونســ كو» جائزتها لمصور صحافي مصري يقبع في سجنه الاحتياطي، منذ ما يقرب من الأعوام الخمسة، وأحسب أن لذلك وإن تجاهلنا دلالته وكانت مصر التي جاء ترتيبها للعام الثاني على التوالي «161 من 180 دولة» بين الدول الواقعة ضمن «المساحة السوداء» التي توصف بأنها «الأكثر خطرا» على الصحافة وحق المواطن في المعرفة «من سيئ إلى أسوأ». كانت هذه أبسط التعبيرات التي وصف بها التقرير الدولي حال حرية الصحافة في مصر عام 2017 التقرير الذي يصف حال حرية الصحافة في مصر بعد أيام مما تعرضت له جريدة بحجم «المصري اليوم» من «إرهاب» وما تعرض له موقعها الإلكتروني من إعاقة، وما تعرض له رئيس تحريرها؛ الذي فقد منصبه الزميل محمد السيد صالح من بلاغات واتهامات وتحقيقات مطولة أسفرت عن اتهام «معلق» كسيف مشهر ورسالة لمن يهمه الأمر، لن يتسع المجال هنا للتذكير بكل ما نعرف مما جرى للصحافة والإعلام كله في الأعوام الماضية من محاولات تدجين عبر تأميم سافر أو مستتر أو بالتلويح بعقوبات شخصية أو مؤسسية». قضية فلسطين وإلى أشقائنا في فلسطين ومظاهرات حق العودة في ذكرى النكبة الكبرى، وتعمد القوات الإسرائيلية قتل المتظاهرين السلميين داخل حدود غزة، قال عنها سليمان شفيق في «اليوم السابع» في مقال له تحت عنوان «فلسطين في القلب والعينين» مذكرا بالعديد من زملائنا وأصدقائنا الذين شاركوا الفلسطينيين في نضالهم: «يا فلسطينية والغربة طالت كفاية والصحرا أنّت م اللاجئين والضحايا والأرض حنّت للفلاحين والسقايه والثورة غاية والنصر أول خطاكو يا فلسطينية» أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام أبناء جيلي جيل سبعينيات القرن الماضي، رضعوا من صدر الوطن حب فلسطين، حينما كان العالم يموج بالنضال من أجل العدل والحرية، وليس من أجل الآخرة والعالم الآخر. كان هناك في عمق القضية والنضال الفلسطيني فرسان ثلاثة: الراحلون الدكتور رؤوف نظمي «محجوب عمر» ومصطفى الحسيني وفاروق القاضي «أطال الله عمره» والثلاثة مصريون يساريون خرجوا من سجون عبدالناصر إلى النضال الفلسطيني الأرحب وحركة فتح، رؤوف نظمي مقاتل في المحور الغربي مع الشهيد أبوجهاد الذي كان يقوم بالإشراف على العمليات في الأرض المحتلة، وفاروق القاضي كان بمثابة مدير مكتب ياسر عرفات ووزير التعليم العالي، ولعب دورا بارزا في تأسيس العلاقات بين منظمة التحرير والاتحاد السوفييتي. مصطفى الحسيني فارس حقيقي وأمير مقاتل وصحافي جبت العالم شرقا وغربا ولم أشهد صحافيا برتبة فارس، ويمتلك من حرية في الحشا تفيض علينا دائما بالمعرفة والتشبث في النضال. في الصف الثاني كان النائب الدكتور سمير غطاس «محمد حمزة» في الغربي والصحافي فهمي حسين مدير وكالة «وفا» الفلسطينية والمهندس أحمد بهاء الدين شعبان رئيس الحزب الاشتراكي الآن يجوب في حنايا الثورة الفلسطينية بدفء مصري أصيل». المخابرات الإسرائيلية وإلى «المساء» التي اتهم فيها زميلنا مؤمن الهباء جهاز المخابرات الإسرائيلية باغتيال المهندس فادي البطش في ماليزيا وقال مذكرا بجرائمها: «مثلما اغتيل الشيخ أحمد ياسين في غزة بصاروخ إسرائيلي وهو خارج من صلاة الفجر على كرسيه المتحرك، اغتيل المهندس الفلسطيني فادي البطش 35 عاما وهو ذاهب لأداء صلاة الفجر صباح السبت الماضي في إحدى ضواحي كوالالمبور عاصمة ماليزيا على يد شخصين يستقلان دراجة بخارية أطلقا عليه 14 رصاصة. اتجهت أصابع الاتهام إلى جهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد الذي له سوابق كثيرة في اغتيال القيادات الفلسطينية المؤثرة والشخصيات النابغة علميا فلسطينية كانت أو عربية، التي يلاحقها ويترصدها أينما كانت على وجه الأرض. وهذا الاتهام لا يمكن استبعاده حتى لو نفته إسرائيل رسميا، فهي لا تعترف عادة بارتكاب الجريمة إلا في الوقت المناسب ولأهداف خاصة. هطول الأمطار ساعة يكشف خدعة البنية التحتية في القاهرة الجديدة والفضيحة بـ«جلاجل» يا وزير الإسكان حسنين كروم |
هل يتحمل الأردن مسؤولية «الضفة الغربية»؟… بين بومبيو «جاي» وتيلرسون «رايح» البحث مستمر عن «عاقل» في واشنطن Posted: 29 Apr 2018 02:21 PM PDT عمان- «القدس العربي»: شعرت العاصمة الأردنية عمان سياسياً بقدر من الاسترخاء وهي تنتظر اطلالة وزير الخارجية الأمريكي الجديد مايك بومبيو لسببين : الأول هو عدم ورود اسم الأردن في الكلام الأمريكي عن قوات عربية قد تكلف بمهام القوات العسكرية في سوريا . والسبب الثاني يتمثل في الزيادة التي تطوعت بها إدارة الرئيس دونالد ترامب على حجم المساعدات إلى الأردن بعد توقيع مذكرة السنوات الخمس. في مقاربات غرفة القرار الأردنية المركزية أسوأ ما يمكن ان يحدث على الإطلاق هو التفكير بالضغط على الأردن لإرسال قوات عسكرية إلى العمق السوري. وأسوأ ما يمكن ان يحدث في المقابل على المسار الفلسطيني الأردني هو انضمام وزير الخارجية الجديد رجل الاستخبارات مايك مومبيو إلى الخندق الذي يمثله مستشار الأمن القومي الجديد جون بولتون عندما يتعلق الأمر بتحميل الأردن مسؤولية «الضفة الغربية» ضمن مشروع السلام الأمريكي الجديد الغامض. المسـاعدات الماليـة الأمريكيةـ بالرغم من انهـا غـير ملزمة بالنص ويمكن التراجع عنها في اي وقت امريكيا إلا أنها خففت من منسوب الإحباط عند النخبة الأردنية الخـبيرة التي لاتزال تؤمن بأن أسـوأ ما حصــل فعـلاً للمملـكة في عهد الرئيس ترامب ليـس فقط قراره الشـهير بشأن القدس والسفارة بل فقدان الأردن لسحره المألوف في التأثير على القرار الأمريكي بدلالة التصريح الشهير لنائب الـرئيس مايـك بـينس عـندما زار عمـان وأبلغ الإعلاميين بأنـه اتـفق مع الـقيادة الأردنـية على شـيء واحـد وهو عدم الاتفاق. واضح ان المجسات الأردنية لا تعرف الكثير عن الوزير بومبيو اللاعب الجديد في قيادة دبلوماسية امريكية تم تدميرها منهجيا خصوصا وأن بومبيو يزور منطقة الشرق الأوسط بسرعة بعد حلف الناتو حتى قبل أن يلتقي طاقم وزارته . تلك اشارة سلبية عميقة في ذهن خبراء الدبلوماسية الأمريكية من الأردنيين وغيرهم فعمان تستقبل جرعة «وعظيه» محتملة مع ضيفها الأمريكي البارز مساء أمس الأحد بالرغم من انها كعاصمة حليفة وصديقة تنضم إلى 20 عاصمة مماثلة لا يوجد سفير أمريكي فيها حتى الآن. لاتزال العلاقات الأمريكية مع الأردن في ثوبها الرسمي على الأقل تقاد من قبل قائم بالأعمال في عمان وهو الدبلوماسي هنري ووستر ويبدو انه لا يتميز بالجرأة الكافية ويبلغ من تيسر من الأردنيين بان وظيفته تيسيريه وليست سياسية ويهتم بصورة خاصة بالتركيز على ان تنفيذ وعد ترامب بنقل السفارة في القدس لن يؤدي إلى احتقانات ومظاهرات في الشارع الأردني. يبتسم الدبلوماسي الأمريكي نفسه عندما يسأله سفير لدولة غربية بوجود سياسيين أردنيين في احد الاجتماعات عن سياسة بلاده في سوريا بصورة محددة.. يبتسم ويشير إلى أنه لا أحد بما في ذلك طاقمه يعرف بصورة محددة ما هي سياسة بلاده في سوريا. تلك واقعة يتداولها المجتمع الدبلوماسي في الأردن في الوقت الذي تنشغل فيه المؤسسة الأردنية بالمقارنة ما بين الخطاب الذي يمكن ان يستخدمها ضيفها بومبيو وبين الخطاب الذي سبق ان استخدم مع سلفه الوزير تيلرسون والموصوف بانه صديق حميم لبعض الأردنيين النافذين. تيلرسون كان قد قضى وقتاً طويلاً في عمان قبل أسابيع قليلة فقط من طي صفحته وغيابه عن المشهد حاملاً معه عملياً كل الرهانات الأردنية الداخلية على حليف نافذ في البيت الأبيض قيل انه صديق وشريك للرئيس دونالد ترامب. آخر القرارات التي وقعها تيلرسون وتهم الأردن هي وثيقة مذكرة سنوات المساعدات الخمس التي دفعت المؤسسة الأردنية لقدر من الاسترخاء. وآخر مأدبة طعام سياسية أقامها قبل رحيله وزير الخارجية الأردني ايمن الصفدي الذي ضغط بشدة آنذاك لكي يحصل على هذا «البريستيج السياسي» قبل ان يتأمل الجميع خطوة مربكة اضافية فالوزير الجديد بومبيو رجل غامض والأهم أنه مجهول للأردنيين على المستوى السياسي والدبلوماسي طبعاً. الأهم اليوم هو ان عمان مرتاحة لان بومبيو قرر عدم تجاهلها في اول زياراته للمنطقة فالرسائل التي تصل من جماعته بعد تعيينه كانت تلك التي تحاول اقناع الأردنيين الغاضبين بشأن ملف القدس بأن الرئيس ترامب قد يسجل للجانب العربي والفلسطيني نقطة اذا ما قرر عدم تلبية دعوة بنيامين نتنياهو للحضور شخصيا في الـ 15 من شهر أيار/مايو لرعاية حفل تدشين مقر السفارة الأمريكية وسط القدس الغربية وفي عمق المصالح الأردنية. يتلمس الأردنيون هذه المرة مع بومبيو ليس مصالحهم المتضررة في كل الأحوال ولكن مستويات الخطر المحتملة للتساؤل عن ما اذا كان الضيف الأمريكي المصنف باعتباره مناصراً قوياً لليمين الإسرائيلي قد يأتي بخيارات انتحارية او غير منطقية او من ذلك الطراز الذي يكرس جهل الطاقم الحالي في البيت الأبيض مثل بولتون وكوشنير بواقع القضية الفلسطينية والمنطقة. لدى عمان هموم كبيرة في المسألة الأمريكية ليس أهمها استعادة او محاولة استعادة ولو جزء بسيط من نفوذها الذي تحن اليه في الماضي في معادلة القرار الأمريكي. وليس من بينها فقط السعي لإعادة تقديم الخبرة الأردنية في القضية الفلسطينية على طاولة التسوية المقبلة بل الأهم هم اتقاء شر تلك المبادرات التي يقترحها الأمريكيون اليوم او يخططون لها من ترامب إلى بولتون وكوشنير إلى بومبيو. الأردن يريد تجنب المفاجآت والخيارات التي يصفها بأنها «إنتحارية» أكثر من تحقيق المصالح . تلك معادلة في غاية التعقيد لأن الأمر في المسالة الفلسطينية مثلاً لم يعد يتعلق بدور لا خلاف عليه في الوصاية الهاشمية في ملف القدس ولا بمنح العرب والفلسطينيين اي مخرج استراتيجي على شكل بؤرة جغرافية لهم باسم القدس الشرقية. بل يتعلق جزئيا وبدقة في وجود أي عاقل في الأدارة الأمريكية يوافق على ان الرئيس ترامب منح اليمين الإسرائيلي القدس برمتها على طبق من ذهب ومجاناً. وبدون الحصول من إسرائيل على أي تنازل حقيقي وجوهري يمكن ان يساعد فعلاً بتسوية قابلة للحياة بعدما اصبح مطلب العرب والفلسطينيين والأردنيين ليس دولة فلسطينية قابلة للحياة وذات سيادة بقدر ما هو تسوية جدية تستطيع الصمود والوقوف على رجلين، الأمر الذي يشك الأردنيون وغيرهم في أنه قيد الاحتمال. هل يتحمل الأردن مسؤولية «الضفة الغربية»؟… بين بومبيو «جاي» وتيلرسون «رايح» البحث مستمر عن «عاقل» في واشنطن طاقم السفارة الأمريكية «لا يعرف» ما هي سياسة بلاده في سوريا بسام البدارين |
العسكريون يشاركون في الانتخابات البلدية لأول مرة في تونس وسط تحذيرات من استغلال أصواتهم لخدمة أجندة حزبية Posted: 29 Apr 2018 02:21 PM PDT تونس – «القدس العربي»: فتحت مراكز الاقتراع في تونس أبوابها للناخبين من الأمنيين والعسكريين الذي يشاركون لأول مرة في ممارسة حقهم في التصويت في أول انتخابات بلدية بعد الثورة، وسط دعوات للمقاطعة من قبل إحدى النقابات الأمنية وتحذيرات من «استغلال» أصوات القوات الحاملة للسلاح لصالح أطراف سياسية محددة. ويشارك حوالي 36 ألف أمني وعسكري في التصويت في 350 مركز انتخابي أمنته هيئة الانتخابات، فيما كلّفت وزارة الداخلية 30 ألف عنصر أمن بحماية مراكز الاقتراع وجميع مراح العملية الانتخابية. وتشير مصادر لهيئة الانتخابات وبعض المنظمات المدنية المختصة بمراقبة الانتخابات إلى أن نسبة الإقبال على التصويت لم تتجاوز 6 في المئة حتى منتصف نهار يوم الأحد، مشيرة إلى أن 23 مركزاً انتخابيا لم تستقبل أية ناخبين، وهو ما دعا هيئة الانتخابات إلى محاولة تحفيز الأمنيين والعسكريين على استغلال هذه «الفرصة التاريخية» التي تتاح لهم للمرة الأولى للإدلاء بأصواتهم والمساهمة في إنجاح هذا الاستحقاق الانتخابي الهام في البلاد. واتخذت هيئة الانتخابات إجراءات تهدف إلى حماية المعطيات الشخصية للأمنيين والعسكريين خلال التصويت الخاص بهم في الانتخابات، من بينها عدم تعليق السجل الانتخابي في مراكز الاقتراع وعدم استعمال الحبر الإنتخابي، فضلا عن فرز أصواتهم مع بقية الناخبين عقب التصويت العام في الانتخابات البلدية في السادس من شهر أيار/مايو المقبل. وكانت النقابة الوطنية لقوات الامن الداخلي أعلنت مقاطعة الانتخابات البلدية ودعت كافة الأمنيين من عدد من الأسلاك كالحرس والشرطة والسجون والإصلاح والحماية المدنية إلى عدم المشاركة فيها، مهددة بعزل أي عنصر أمن تابع لها يُشاهد في محيط أي مركز انتخابي، داعية إلى المحافظة على حياد المؤسسة الأمنية وإبعادها عن التجاذبات الحزبية التي من شأنها تعطيل العمل داخل المؤسسة الأمنية. موقف نقابة قوات الأمن الداخلي أثار ردود فعل متباينة، حيث استغرب محمد التليلي المنصري رئيس هيئة الانتخابات من موقف النقابة المذكورة والذي يتعارض مع موقف بقية النقابات الأمنية، مضيفا «من غير المعقول أن تكون نقابة أمنية ضد ممارسة الأمنيين لحقهم الانتخابي الذي كفله الدستور». فيما أشاد البعض بموقف نقابة قوات الأمن الداخلي، حيث كتب الباحث محمد حبيب عز الدين على صفته في موقع «فيسبوك»: «أساند موقف نقابة قوّات الأمن الدّاخلي على تمسّكها بعدم الانتخاب، لما في ذلك من تعارض واضح مع شعار «الأمن الجمهوري المحايد»، وأضاف أحد النشطاء «قرار صائب ووجيه وشجاع ينم عن خبرة ويعطي دفعا نحو نجاح الثورة نحو الإنعتاق وتحرير الإدارة والمؤسسات من التبعية المقيتة للسلطة والإنتماءات الحزبية». ودونت المحامية ليلى حداد «حاملي السلاح لا إرادة لهم إلا ارادة التعليمات. حماك الله يا وطن»، وأضافت في تدوينة أخرى «مكاتب الاقتراع شبه شاغرة من الامنيين والعسكريين، عسى ان لا تستغل بياناتهم في تغيير مسار نتائج الانتخابات». وعلق أحد المستخدمين ويدعى مراد نوري على تدوينة حداد بقوله «المحامين أقل حرية من حاملي السلاح وتعليمات هياكلهم اقوى! الإكراه المعنوي أشد وطأة من الإكراه المادي». وردت حداد باتهامه بإصدار أحكام مغلوطة على قطاع المحاماة «الذي يعلم القاصي والداني تاريخه ونضاله من اجل الحريات وهو القطاع الوحيد المستقل في قراراته وخياراتها واشكال نضاله ضد الديكتاورية». وأضاف مستخدم آخر «تصويت الامنيين والعسكريين سبب من الاسباب التي أرفض لأجلها المشاركة في هذه الانتخابات كما ارفض قانون المجلة الانتخابية على القائمات رفضا قاطعا. لن ألدغ مرة اخرى. انتخابات مزورة شكلا ومضمونا. انا ادعوكم لمقاطعة هذه الانتخابات حتى لا تعطونهم شرعية لقهركم وتجويعكم». ويمكّن القانون الانتخابي عناصر الجيش والأمن من التصويت في الانتخابات، لكنه يمنعهم من تقديم أنفسهم كمرشحين في أي استحقاق انتخابي، كما ينص على عزل أي عسكري أو أمني يشارك في الحملات الانتخابية والاجتماعات الحزبية وكل نشاط له علاقة بالانتخابات. العسكريون يشاركون في الانتخابات البلدية لأول مرة في تونس وسط تحذيرات من استغلال أصواتهم لخدمة أجندة حزبية إقبال متواضع على مراكز الاقتراع مع تواصل دعوات المقاطعة وتحييد المؤسسة العسكرية حسن سلمان: |
الجزائر: التحضير للولاية الخامسة لبوتفليقة يأخذ شكل «الفولكلور»! Posted: 29 Apr 2018 02:21 PM PDT الجزائر-«القدس العربي»: تسير التحضيرات للإعلان عن ترشيح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى ولاية رئاسية خامسة بطريقة فلوكلورية تستدعي التساؤل، حول ما إذا كانت الجهات التي تقف وراء المشروع تقصد تمييع الأمر إلى هذا الحد، أم أن السيناريو المعروض حتى الآن هو أقصى ما توصل إليه الممسكون بالملف. وكان حزب جبهة التحرير الوطني الذي يقود قاطرة الولاية الخامسة قد أعلن قبل يومين عن إنشاء تنسيقية تضم 6 منظمات طلابية اختار لها من الأسماء «جيل بوتفليقة»، وذلك في إطار عملية تعبيد الطريق أمام ترشيح الرئيس إلى عبد العزيز بوتفليقة إلى ولاية رئاسية خامسة في الانتخابات التي من المنتظر أن تجرى العام المقبل، والغريب أن الإعلان عن تلك التنسيقية تم بحضور وزير التعليم العالي الطاهر حجار القيادي في الحزب، والذي طالما رافع لصالح إبعاد الجامعة عن السياسة! كما أن الوزير ألقى خطابا بالمناسبة للإشادة بمناقب الرئيس و»إنجازاته»، خاصة ما تعلق ببناء جامعات ومعاهد وذلك منذ وصوله إلى السلطة سنة 1999. وأشاد جمال ولد عباس أمين عام الحزب بما اعتبره مزايا مقدمة إلى الطلبة، بداية من التسجيل والدراسة المجانية في الجامعات، وكذا ثمن الوجبات المنخفض جدا في الإقامات والمطاعم الجامعية والنقل المجاني، مؤكدا على أنه في دول أخرى يدفع الطالب ما قميته 2000 يورو من أجل التسجيل في الجامعة، مؤكدا على أن الرئيس يحبكم مخاطبا ممثلي الطلبة الحاضرين. وتأتي هذه الخطوة في إطار تحضيرات يقوم بها حزب السلطة الأول، والتي لاحظ الكثير من المراقبين أنها تقع في أخطاء جسيمة، لأن الحديث عن جيل بوتفليقة يحيل إلى طول المدة التي قضاها الرئيس في الحكم، فالذين ولدوا سنة وصوله إلى الحكم سنة 1999 بلغوا من العمر 19 سنة، أي يفترض أنهم دخلوا الجامعة منذ سنة على الأقل! وقبل أيام وفي مدينة الجلفة ( 300 كيلومتر جنوب البلاد) قام نواب وأعضاء مجالس محلية بتقديم حصان عربي أصيل هدية للرئيس، الغريب أن بوتفليقة لم يكن حاضرا في ذلك اليوم بمدينة الجلفة، ولكن جمال ولد عباس الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني كان حاضرا، وبدل أن يقدم الحصان إلى ولد عباس نيابة عن الرئيس، تم تقديم الحصان إلى صورة كبيرة للرئيس، ووضع الحصان أمام الصورة التي يبدو أنها أصبحت تحل محل الرئيس، فقد سبق لاتحاد المحامين أن كرم صورة الرئيس قبل بضعة أسابيع، وهي كلها تصرفات تزيد في إشعار الرأي العام وكل من يهمه الأمر أن رئيس الدولة غائب عن الساحة، وأن الذي يحكمهم هي صورة يطوف به مريدوه، وهو أمر مناقض للخطاب الرسمي الذي يحاول دائما إظهار الرئيس على أنه يمارس مهامه بشكل عادي، والصورة التي يصدرها ولد عباس الذي قال قبل أيام إنه يقبل أن يشتم هو وعائلته ولكن لا يقبل أن يساء إلى بوتفليقة لا تخدم مشروع الولاية الخامسة، إن أصر المحيط الرئاسي على الذهاب إليها. الجزائر: التحضير للولاية الخامسة لبوتفليقة يأخذ شكل «الفولكلور»! |
حماس والمعارضة في غزة تستبقان «الوطني» وتعلنان عدم التزامهما بقراراته Posted: 29 Apr 2018 02:20 PM PDT غزة ـ «القدس العربي»: استبقت حركة حماس ومعها عدد من الفصائل المعارضة وشخصيات مستقلة، عقد جلسة المجلس الوطني المقررة اليوم الإثنين، وعقدت أمس مؤتمرا لها في مدينة غزة، بعد تعثر انعقاد آخر مماثل في العاصمة اللبنانية، لعدم الحصول على التراخيص اللازمة، وجددت معارضتها لمخرجات الجلسة المقررة للمجلس الوطني، فيما أعلنت الجبهة الديمقراطية مشاركتها في اجتماعات «الوطني»، لتعطي بذلك قوة لموقف فتح، وتضعف موقف المعارضين. وتخلل المؤتمر الذي حضره إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وأطلق عليه اسم « المؤتمر الشعبي الوطني الفلسطيني»، العديد من الكلمات لقيادات من الفصائل من غزة ومن الخارج، ألقيت عبر الهاتف، بعد تعذر انعقاد مؤتمر آخر في العاصمة اللبنانية بيروت، لعدم الحصول على موافقة من السلطات هناك. وركزت معظم الكلمات على رفض مخرجات المجلس الوطني، المقرر أن يبدأ أعماله مساء اليوم الإثنين في مدينة رام الله، حيث أكد النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الدكتور أحمد بحر، أن عقد المجلس الوطني يعد «خارجا عن الإجماع الوطني»، مشيرا إلى أن قراراته «غير قانونية». وقال الدكتور محمود الزهار، رئيس كتلة حماس البرلمانية كذلك إن القرارات التي ستصدر عن المجلس «غير ملزمة» للشعب الفلسطيني وحركة حماس، منتقدا المشاركين في الجلسة، حيث حملهم المسؤولية عن «ضياع الحقوق الفلسطينية»، وقال «لا شرعية لمجلس وطني دون تمثيل أغلبية الشعب الفلسطيني». ولم تقتصر كلمات قادة حماس على الزهار وبحر، فقد تحدث الدكتور صلاح البردويل عضو المكتب السياسي للحركة، معلنا رفض عقد جلسة المجلس الوطني، ومؤكدا أن عقد المجلس «تمهيد لجرائم سترتكب بحق الشعب الفلسطيني»، مشيرا إلى انها تعد أيضا «تمهيدا لصفقة القرن»، مطالبا المنظمة بـ «مراجعة حساباتها واتفاقياتها». من جهته أكد ممثل حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب، أن الشعب الفلسطيني بات «في أمس الحاجة إلى قيادة فلسطينية تشرع إلى وحدة البيت الفلسطيني». ورفض ما وصفها بـ»سياسة التفرد» في اتخاذ القرار الفلسطيني، وقال إن هذه السياسة «كان لها أثر كبير في تدمير القضية الفلسطينية واعطاء فرصة للاحتلال ليعمق الانقسام». وشدد على ضرورة إعادة الوحدة الفلسطينية. وأكد على ضرورة عقد جلسة للمجلس الوطني، بعد عملية ترتيب لـ «البيت الفلسطيني»، للوقوف صفا في وجه المخططات الإسرائيلية. ولوحظ مشاركة جمع من الوجهاء والمخاتير ورجال الدين في المؤتمر، إلى جانب شخصيات مستقلة، وممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني وأعضاء في المجلس التشريعي. وكانت اللجنة المنظمة للمؤتمر أشارت إلى أن رسالة المؤتمر هي «رسالة وحدة وطنية»، وأن فلسطين «تحتاج الى الجميع في ظل المؤامرات الموجودة وخاصة صفقة القرن». وأكدت كذلك على التمسك بالثوابت وحق العودة. وشددت على ضرورة الخروج بموقف فلسطيني موحد أمام السياسات الإسرائيلية والأمريكية التي تريد تصفية القضية. وعبر الهاتف تحدث خالد عبد المجيد الأمين العام لجبهة النضال الشعبي (المعارضة)، الموجود في سوريا، أكد خلالها رفض تنظيمه لأي قرارات ستصدر عن المجلس، وانتقد طريقة الدعوة وكذلك عقد المجلس في مدينة رام الله. وفي نهاية المؤتمر، تلا فايز أبو شمالة، العضو في المجلس الوطني، الذي رفض المشاركة، بيانا باسم المشاركين، أكد خلاله على أن منظمة التحرير تعتبر «إرثا وطنيا» يتوجب المحافظة عليه، وأن تستمر في عملها الذي أسست من أجله بالعمل على تحرير فلسطين. ودعا البيان لتأجيل عقد المؤتمر الوطني، على أن يعقد في مكان مناسب بعيدا عن الاحتلال، مؤكدا أن الدعوة لعقد المجلس بالشكل الحالي «تمثل تفتيتا للوحدة الفلسطينية» في مواجهة قرارات الإدارة الأمريكية. وطالب البيان الرئيس محمود عباس بـ«الانحياز» إلى الشعب، والقيام بـ«عمل وطني يحسب له». هذا ولم يحظى المؤتمر بحضور ممثلين عن الجبهة الشعبية الفصيل الثاني في منظمة التحرير، رغم إعلانها مقاطعة جلسات «الوطني»، فيما قامت الجبهة الديمقراطية خلال انعقاد المؤتمر بالإعلان عن قرارها النهائي بالموافقة على المشاركة في الجلسة، ما شكل اضعافا لموقف المعارضين الذين عولوا على المقاطعة، وتقوية لموقف حركة فتح، التي تريد الحفاظ على أكثر نسبة حضور «تمثيلي» لفصائل المنظمة. وأعلن نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية، قيس عبد الكريم، خلال مؤتمر صحافي عقد في مدينة رام الله، أن المكتب السياسي لتنظيمه قرر المشاركة في أعمال دورة المجلس الوطني الفلسطيني. وتلا عبد الكريم بيانا باسم الديمقراطية، أكد خلاله أنه في حال وضع قرارات المجلس المركزي في دورتيه الأخيرتين، موضع التطبيق، ستشكل بذلك «مخرجاً واقعياً للخروج من النفق المظلم الذي أدخلتنا فيه اتفاقيات أوسلو». وقد شملت تلك القرارات وقف التنسيق الأمني، وفك العلاقة الاقتصادية مع إسرائيل، وكذلك ربط الاعتراف بإسرائيل باعترافها بدولة فلسطين. وجاء قرار الموافقة من الديمقراطية، بعد سلسلة لقاءات عقدتها مع حركة فتح، كان أبرزها لقاء عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، مع الأمين العام نايف حواتمة، الذي تخلله اتصال من الرئيس محمود عباس. وكانت الجبهة الشعبية رفضت عقب إعلانها المقاطعة، المشاركة في أي «أجسام بديلة أو موازية» لمنظمة التحرير، وقالت في بيان إن عقد المجلس فيه «تجاوز للاتفاقيات الوطنية»، التي تناولت موضوع المنظمة. ورأت أن ذلك من شأنه أن «يعمق من حدة الانقسام والشرذمة في الساحة الفلسطينية». وأكدت أيضا أن عقد المجلس الوطني بالصيغة الحالية، يتجاوز ضرورة التجديد في عضويته وضخ الدماء الشابة والطاقات والكفاءات في هيئات ومؤسسات المنظمة، التي لا يجوز أن تبقى «هرمة وشائخة». ودعت لـ «»عقد مجلس وطني توحيدي»، وفي مكان بعيد عن «سطوة الاحتلال»، لافتا إلى أنها طالبت بعقد المجلس في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة، أو أي عاصمة عربية تقبل بذلك. وجددت في الوقت ذاته التأكيد على أن منظمة التحرير هي «ممثل وكيان وهوية ومعبر سياسي وقانوني عن شعبنا الفلسطيني»، مشددة على أنها ستبقى دوماً تدافع عنها في وجه أي محاولات تستهدف تجاوزها أو إقصاءها أو شطبها. حماس والمعارضة في غزة تستبقان «الوطني» وتعلنان عدم التزامهما بقراراته عقدت «المؤتمر الشعبي الوطني الفلسطيني» ولم يحضره أي ممثل عن فصائل المنظمة أشرف الهور: |
الديمقراطيون سيحاولون عزل ترامب من السلطة إذا فازوا في الانتخابات النصفية Posted: 29 Apr 2018 02:20 PM PDT واشنطن ـ «القدس العربي»: قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ان الجمهوريين يجب ان يحافظوا على البقاء كأغلبية في مجلس النواب وإلا فإنه سيواجه مساءلة من الديمقراطيين في محاولة لعزله من السلطة. واضاف ترامب أمام تجمع انتخابي في ولاية ميشغان بأنه يجب الحفاظ على مجلس النواب مشيرا إلى ان احاديث بعض النواب مثل ماكسين ووترز تنصب على القول «سنقاضيه وسنعزله». ودعا النائب ماكسين ووترز (ديمقراطي عن كاليفورنيا) مرارا الرئيس الأمريكي بالاستقالة او مواجهة الاقالة، وقال فى حفل 100 تايم في نيويورك في الأسبوع الماضي بأن على ترامب الاستقالة حتى لا يضطر النواب إلى مقاضاته ولكن رئيسة الأقلية في مجلس النواب نانسي بلوسي حذرت من الجهود الديمقراطية لتوجيه الاتهام إلى ترامب قائلة بأن ذلك سيؤدى في نهاية المطاف إلى الاضرار بالحزب قبل الانتخابات النصفية. واضافت ان محاولات الإقالة تمثل هدية من الناحية السياسية للجمهوريين وان من الافضل التحدث عما يفعله الحزب الجمهوري لتقويض الأسر العاملة في البلاد وما يفعله الحزب الديمقراطي لزيادة الرواتب وخفض التكاليف. وكشف استطلاع للرأى أجرته ( كوينيبياك) انه إذا فاز الحزب الديمقراطي في الانتخابات وتمكن من السيطرة على مجلس النواب فإن 70 في المئة من مؤيدي الحزب يريدون من مرشحيهم البدء في اجراءات المساءلة والعزل. واشتبك المتظاهرون مع انصار ترامب خارج تجمع انتخابي من مؤيدي الرئيس الأمريكي في بلدة واشنطن بولاية ميشغان مما ادى إلى تدخل الشرطة وتفريق المتظاهرين الذين كانوا يصرخون على بعضهم البعض ويشتمون وهم يحملون الاعلام. إلى ذلك، اصدرت لجنة المخابرات في مجلس النواب تقريرا أعده الحزب الجمهوري جاء فيه بأنه لا يوجد أى دليل على توطؤ بين حملة ترامب وروسيا. ويهدف هذا التقرير إلى دحض سلسلة من الادعاءات حول روابط الحملة الانتخابية لترامب مع روسيا بما في ذلك محاولات اقامة قناة خلفية بين الحملة وموسكو. ورفض اعضاء اللجنة من الديمقراطيين تاييد التقرير في حين قال خبراء ان تقرير ( الحزب الجمهوري ) عثر على اخطأ في حملة رامب ولكنه اساء، ايضا، إلى حملة الديمقراطيين بقيادة هيلاري كلينتون ومؤسسة الامن القومي للحزب الجمهوري. ووجه التقرير اللوم على مؤسسة الأمن القومي للحزب الجمهوري لانها خلقت فرص عمل لاثنين من الافراد الاقل خبرة ممن لديهم وجهات نظر مؤيدة لروسيا للعمل كمستشارين للحملات الانتخابية وقد تصدرت قضية التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية عناوين الصحف الرئيسية منذ أكثر من عام في الولايات المتحدة وكانت موضوعا لتحقيقات مستمرة وتعليقات مثيرة لترامب من بينها ان حملته كانت ضحية مؤامرة شملت وزارة العدل ومكتب التحقيقات الاتحادي. الديمقراطيون سيحاولون عزل ترامب من السلطة إذا فازوا في الانتخابات النصفية لجنة المخابرات في الكونغرس تحاول تبرئته من قضية التدخل الروسي رائد صالحة |
أزمة هوية تعصف بنا Posted: 29 Apr 2018 02:19 PM PDT ببطء ولكن بثبات تدخل دولة إسرائيل في سنتها السبعين إلى الواقع في المسألتين الأساسيتين للهوية، الديمغرافيا والاراضي (أو الحدود). فالوجود المادي مضمون، رغم أحداث أيار/مايو القريب (النكبة، نقل السفارة والاتفاق النووي) ورغم صافرات التخويف التي يطلقها نتنياهو وشركاؤه. هكذا بحيث يمكن أن نفحص بشكل بارد وبالحقائق المسألتين الاساسيتين اللتين تشكّكان بالوجود الوطني. فلنفهم: الوجود المادي لا يضمن دولة يهودية، بل يضمن فقط حماية لليهود وطقوسهم في الدولة التي ستنشـأ هنا. وعليه فإن المسألتين الاساسيتين، الاراضي والديمغرافيا، تستوجبان حسما عاجلا للغاية. بين دولتين، يهودية وفلسطينية غداً، أو دولة واحدة ثنائية القومية بعد غد. دولة واحدة بين النهر والبحر موجودة منذ اليوم، غير أنها ليست ثنائية القومية. هي دولة أبرتهايد. فالاحتجاز بالتهديد وبالعنف لملايين بني البشر دون الحق في تقرير المصير بينما تدعمهم الغالبية الساحقة من العالم، هو مسألة مؤقتة. فلا خلاف على أنه لا يمكن تسويف زمن الابرتهايد من دون أن يغير تماما وبعنف وجه إسرائيل، من دولة يهودية في الطريق إلى دولة كل مواطنيها. وآمل ألا يفكر أي شخص نصف سوي العقل وربما أخلاقي أو يريد أن يواصل في ذلك إلى أن تأكلنا نحن أيضاً الحراب إلى الأبد. كلما كان الزمن في الطريق إلى التسوية هو سنة، 10 أو 20، فإن النسيج الديمقراطي لإسرائيل يتآكل عقب طالبانية متسارعة واحتياجات امن تستوجب أجواء ووسائل دولة في حصار. هكذا إلى أن يكون عدد الضحايا في حدث عنيف على نحو خاص، ضغط دولي وتنكر الإسرائيليين ممن لم يتم اصطيادهم في شبكة التحريض القومية ـ الدينية، تتسبب بالتحول. حتى ذلك الحين، فإن ما يعمل بنجاعة ضد سياسة الحكومة هو الديمغرافيا. في إسرائيل يعيش اليوم نحو 6.5 مليون يهودي. فقد عرض مندوب الادارة المدنية قبل نحو شهر في لجنة الخارجية والامن معطيات يفهم منها بأنه بين النهر والبحر يوجد عرب أكثر مما يوجد يهود. في الضفة وفي غزة يعيش اليوم 5 مليون فلسطيني. في إسرائيل يوجد 1.8 مليون عربي. وحسب معطيات السلطة الفلسطينية، في العام 2020 سيكون بين النهر والبحر نحو 6.06 مليون يهود و 7.12 مليون عربي في إسرائيل، في الضفة وفي قطاع غزة. أي غالبية فلسطينية بين النهر والبحر. أما البروفيسور سيرجيو دي لا فروغلا من الجامعة العبرية فقد ادعى منذ قبل سنتين بأن الغالبية اليهودية بين النهر والبحر تبلغ 52 في المئة. وكيفما تلعب بالاعداد، سيصل الفلسطينيون إلى غالبية بين البحر والنهر. وكيفما تسليت في ترسيم خطوط الحدود بين المستوطنات والبلدات الفلسطينية، فإن الواقع سيفرض على الناس الذين يعيشون في محيط واحد ان يكونوا ملزمين بذات قوانين الحركة وباقي القوانين من اجل البقاء والتسهيل على الحياة. من يفهم بأن هذا هو اتجاه التاريخ هم اولئك الذين يعرفون بأن هذا الواقع سيصفي مشروعهم وقتهم ونفوذهم: المستوطنون والمتعاونون معهم. فعلى مدى السنين يديرون لعبة ضغط على كل ملعب كي يدفعوا الفلسطينيين إلى الهجرة. هذا لم ينجح بمستوى يغير الديمغرافيا. ومن هنا لاحقا تلقى إلى الهواء انواع من المبادرات، كل واحدة منفلتة العقال وخيالية اكثر من رفيقتها. وزير الشتات نفتالي بينيت شكل لجنة قررت بأنه يوجد نحو 60 مليون شخص في العالم ذوو صلة باليهودية أو بإسرائيل، وانه توجد طوائف في أوساطهم يمكن فحص هجرتهم إلى البلاد وتهويدهم. «رفعت اللجنة إلى الحكومة تقريرا اجماليا تدعو فيه إلى وضع خريطة للطوائف ذات الصلة بإسرائيل، وغرس مضامين فيها ترتبط بالدولة وباليهودية وتأطير صيغة وصول إلى إسرائيل لغرض تهويد الافراد، الجماعات والجاليات التي توجد ملائمة لذلك». وحسب اللجنة فإن هذه «فرصة استراتيجية غير مسبوقة». وفي واقع الامر ما الضير؟ فإن الجميع هنا سيخرجون رابحين. في هذه الاثناء إلى أن ينتصر كل اليهود من الهند وحتى كوش على الديمغرافيا، ينبغي تنفيذ عدة نشاطات على المستوى المحلي. بعضها، من ناحية الرجال على الاقل، ممتعة جدا مثل فريضة تكاثروا، ولكن يتبين بأن الواقع المسمى تقدم يتجاهل الفريضة ايضا. فحتى في الوسط الاصولي، الذي كان يفترض به أن يتصدر الاحصاءات، يوجد ميل هبوط. ما يجلبنا إلى المفتاح الثاني الذي تقف إسرائيل أمامه في النزاع، وهو الاراضي والحدود. فبعد أن ضاقت عليهم السبل، وفهموا بأن الضم معناه الهزيمة الديموغرافية، لا يزالون يحاولون هناك إحداث المعجزات مثل مشروع قانون كيش وسموتريتش. ليس ضم كل المناطق، بل فقط ضم المستوطنات: «القانون، الحكم، الادارة والسيادة لدولة إسرائيل تنطبق على كل مجالات الاستيطان في يهودا والسامرة»، كما يقترح القانون الذي رفع إلى القراءة الاولى. ولا يوجد هناك بالطبع تفصيل لمناطق المستوطنات. بالاساس هذا شيء ما باسلوب تأخير المخططات الهيكلية للدولة بالنسبة للوسط العربي نفسه. حين تفيض القرى والمدن لعرب إسرائيل على ضفافها وتسلل إلى البلدات اليهودية. في المدن المختلطة هذا يمر بصمت. العرب واليهود يسكنون في حيفا وفي الناصرة. العرب يسكنون في بلدات منعزلة هم سبب للاحتفال الذي ترقص فيه الوطنية المتطرفة، العنصرية والمخاوف. سيون يحيئيلي، رئيس المجلس المحلي في كفار فرديم، الغى عطاءات لبيع الاراضي لوحدات السكن. فقد تبين بأن نصف الفائزين هم عرب. قد كتب لسكانه يقول، محقا «مسألة تحويل بلدات أقيمت كيهودية إلى بلدات مع سكان مختلطين بهذا المستوى والحجم هذا او ذاك، ليست مسألة خاصة بكفار فرديم». ما يذكرنا جميعا بالحقيقة المريرة: كلما هربنا من واقع حياتنا، هكذا يعود الينا كالسهم المرتد. ولعلم كل يعيش في فقاعة (كلنا تقريبا): مساحة الحكم لعموم السلطات المحلية العربية هل بالكاد 2.5 في المئة من مساحة الدولة، ومواطنو إسرائيل العرب هم نحو 20 الف. فالاكتظ السكاني في البلدات العربية اكبر بـ 11 ضعف منه في البلدات اليهودية. ومنذ اقامة الدولة فم تنشأ اي بلدة عربية (باستثناء للبدو، في النقب)، مقابل نحو 800 بلدة يهودية. تمييز؟ ام التمييزات. والاسوأ: الوعود العابثة. مثل اقامة مدينة عربية خطط لها في العام 2000، تقررت في جلسة حكومية في 2008، واعلن عنها بصخب في 2014. «اقامة البلدة»، كما كتب في التقرير الذي رفع إلى الحكومة، هي رسالة للسكان العرب بأنه لا تقام بلدات جديدة فقط لليهود بل وللعرب ايضا. اما اسم المدينة بالعربية فهو خرطة. وبالعبرية برطة (خرطة برطة هو اصطلاح يستخدم للتعبير عما هو خدعة وزيف). ران أدليست معاريف 29/4/2018 أزمة هوية تعصف بنا إسرائيل ملزمة بأن تقرر فوراً ماذا تريد: دولتان غداً أم دولة ثنائية القومية بعد غد صحف عبرية |
عمال مصر: احتفالان متعارضان بعيدهم… والسيسي يعترف بتحملهم «عبء الإصلاح» Posted: 29 Apr 2018 02:19 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: لا يعبر الاحتفال الرسمي الذي نظمته الدولة المصرية بأي حال من الأحوال، عن أوضاع العمال الحقيقية في مصر، ففي الوقت الذي نظم فيه الاتحاد الرسمي لعمال مصر، احتفالاً بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي في فندق الماسة التابع للجيش في القاهرة، نظمت دار الخدمات النقابية والعمالية، (منظمة أهلية مصرية) احتفالاً مقابلاً، في مقرها وسط العاصمة. طبيعة الاحتفال في فندق الماسة اختلفت كثيراً عن ذلك الذي نظم وسط القاهرة، إذ برر خلاله السيسي الإجراءات الاقتصادية التي دفع ثمنها الفقراء والطبقة الوسطى من المصريين منذ تعويم الجنيه المصري قبل عامين. وقال السيسي: «لقد قمنا بإجراءات اقتصادية صعبة، لم يكن ممكناً تجنبها، وإلا كانت التداعيات كبيرة، وأسجل لكم جميعاً أن معظم من تحملوا عبء الإصلاح كان العمال والبسطاء، وكانت ثمرة هذا التحمل نجاح برنامج الإصلاح الاقتصادي وأيضاً توضيح صورة مصر الحقيقية أمام العالم بأننا شعب يتسم بالوعي والفهم العميق ومستعد للتحمل من أجل وطنه». وأضاف أن «مصر تمضي على مسارات متوازية في الوقت نفسه، لتعويض ما فاتها، واللحاق بركب التقدم». وزاد أن «التحديات التي واجهت مصر خلال السنوات الماضية، تنوء بحملها الجبال، وما كان لنا الصمود أمامها، إلا بفضل الله وصلابة معدن شعبنا، وتكاتفه في الشدائد». وعبر عن تطلعه خلال الفترة المقبلة لأن «يقوم مجلس النواب، بسرعة الانتهاء من إصدار قانون العمل الجديد، الذي يهدف لتحقيق الأمان والاستقرار الوظيفي لعمال القطاع الخاص. وإلى مواصلة أصحاب الأعمال الشرفاء، لتعزيز دورهم في حل مشكلات العمال، وصون حقوقهم، والاضطلاع بمسؤولياتهم الاجتماعية تجاه العمال وتجاه الوطن». وتحدث عن الإجراءات التي اتخذها لمساعدة الفقراء، قائلاً: «طبقت الدولة منظومة تكافل وكرامة، التي تستفيد منها ملايين الأسر، لتعيش حياة كريمة بعد طول معاناة. وكذلك شهادة أمان، التي بدأ إصدارها قبل أسابيع، لتضمن الأمن والحماية، للعمالة المؤقتة والموسمية والمرأة المعيلة». وكرم السيسي خلال الاحتفال 10 من قدامى النقابيين بمنحهم وسام العمل من الطبقة الأولى، فضلا عن اثنين من العاملين المحالين على المعاش في وزارة القوى العاملة. أما في الاحتفال الآخر، فقد برزت انتقادات للتضييق على التنظيمات النقابية المستقلة والسياسات الاقتصادية التي يتبناها النظام، والإجراءات الأمنية التي تتخذ ضد العمال الذين يستخدمون حقهم في الإضراب والاعتصام للمطالبة بحقوقهم. وجرى رفع مطالب بتيسير الحق في تنظيم العمال أنفسهم وفقًا للدستور وقانون المنظمات النقابية الذي صدق عليه السيسي في مارس/ آذار الماضي. دار الخدمات النقابية، التي احتفلت داخل مقرها في شارع القصر العيني تحت شعار، (الحرية النقابية الآن)، أوضحت أن «احتفال هذا العام في لحظة فارقة حيث تخوض النقابات المستقلة معركة لتوفيق أوضاعها وفقًا لأحكام القانون رقم 213 لسنة 2017 ولائحته التنفيذية وسط العراقيل والممارسات الإدارية والبيروقراطية المتعنتة التي تمارسها مديريات القوى العاملة، حسب دار الخدمات». وقالت في بيان إنه «رغم ما في القانون ولائحته من تعارض لاتفاقية منظمة العمل الدولية رقم 87 الخاصة بالحرية النقابية، انخرطت النقابات المستقلة في عملية توفيق الأوضاع لتكسب لنفسها رقعة جديدة وتنتزع جزْءا من حريتها رافعة شعارها (الحرية النقابية الآن) ليكون مطلب المرحلة الملح الذي لا بديل منه». لم تستطيع التنظيمات النقابية المستقلة والكيانات العمالية العام الماضي الحصول على قاعة للاحتفال، ما اضطرهم لإحياء عيدهم داخل مقراتهم، رافعين شعارات الحرية النقابية، ورافضين الإجراءات الاقتصادية التي أدت لارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق. وفي عام 2016، ألغت قوات الأمن المؤتمر العمالي الذي نظمته دار الخدمات النقابية والعمالية بالتنسيق مع نقابات واتحادات مستقلة في نقابة الصحافيين، وأغلقت كل الشوارع المؤدية للنقابة، ما دعا إلى نقل المؤتمر إلى مقر دار الخدمات وعقد آخر في النقابة المستقلة للعاملين في الضرائب العقارية. وشهد الأسبوع الماضي، اعتقال 6 من عمال في شركة «سكو مصر» يعدما طالبوا بنسبتهم في الأرباح، قبل أن تخلي النيابة سبيلهم، في وقت تنتقد أحزاب المعارضة سياسة الخصخصة التي تبناها نظام السيسي بطرح أسهم شركات رابحة في البورصة، خاصة في قطاع البترول، وشهد الربع الأول من عام 2018، 66 احتجاجا عماليا، حسب تقرير «الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان». عمال مصر: احتفالان متعارضان بعيدهم… والسيسي يعترف بتحملهم «عبء الإصلاح» تضييق مستمر على التنظيمات المستقلة… واعتقال موظفين طالبوا بمستحقاتهم |
تحذيرات فلسطينية من مخطط استيطاني في القدس يقوم على طرد السكان قسرا Posted: 29 Apr 2018 02:19 PM PDT رام الله ـ «القدس العربي»: شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليات دهم وتفتيش كبيرة، طالت عدة مناطق في الضفة الغربية، وأحدثت خلالها خرابا كبيرا في ممتلكات المواطنين، وانتهت باعتقال عدد من المواطنين بينهم فتية، فيما هاجمت وحدات خاصة إسرائيلية إحدى البلدات الواقعة شمال الضفة الغربية. واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال عمليات المداهمة التي شنتها فجر أمس، من خيم الجلزون شمال رام الله ثلاثة فنية، أعمارهم تبلغ «17 عاما». كما قامت باعتقال أربعة شبان من عائلة الزير في قرية حرملة شرق بيت لحم، فيما قامت بتسليم شبان آخرين بلاغات لمواجهة أجهزتها الأمنية. وشهدت عملية المداهمة لتلك القرية، إجراء قوات الاحتلال عمليات تفتيش دقيقة في منازل المواطنين، وتعمدت إحداث خراب وأضرار كبيرة في ممتلكات السكان. إلى ذلك فقد اعتقلت قوات الاحتلال خلال عمليات الدهم التي طالت بلدة قراوة بني حسان قرب مدينة سلفيت، شقيقين، واقتادتهما إلى جهة مجهولة. وشملت المداهمات اعتقال عدد من الشبان من مناطق أخرى في الضفة الغربية، حيث جرى نقلهم إلى مراكز تحقيق، تمهيدا لعرضهم على أجهزة الأمن. وذكر بيان صادر عن جيش الاحتلال، أنه جرى اعتقال 16 فلسطينياً بتهمة ممارسة أنشطة تتعلق بالمقاومة الشعبية ضد أهداف إسرائيلية. وفي السياق داهمت وحدات خاصة إسرائيلية، عددا من منازل المواطنين، في بلدة عزون التابعة لمدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية. وأكدت مصادر محلية أن تلك القوات الخاصة المتنكرة بلباس مدني، اقتحمت البلدة مستقلة مركبتين، وحاولت اعتقال عدد من الشبان، إلا أنهم فشلوا، بعد أن تم اكتشافهم من قبل أهالي البلدة. وتواصل قوات الاحتلال عمليات الاقتحام للمدن والبلدات الفلسطينية في الضفة، بهدف اعتقال العديد من المواطنين، في مسعى منها لوقف تصاعد الهبة الجماهيرية التي انفجرت، رفضا لقرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في السادس من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، والتي اعترف خلالها بالقدس كعاصمة لدولة الاحتلال. وفي اعتداء إسرائيلي آخر قامت سلطات الاحتلال بنبش أحد قبور مقبرة «باب الرحمة» الملاصقة لجدار المسجد الأقصى ، بعد أن اقتحمت طواقم تابعة لـ»سلطة الطبيعة الإسرائيلية» برفقة قوة عسكرية وجرافة صغيرة المقبرة، لمواصلة أعمال كانت بدأتها في فترات سابقة باقتطاع جزء مهم من المقبرة لإقامة ما أسمتها «حدائق وطنية». وحذرت وزارة الخارجية من مخطط إسرائيلي لتهجير سكان التجمع البدوي في «الخان الأحمر» شرق مدينة القدس المحتلة، وقالت إن العملية «تندرج في إطار مخططات استعمارية استيطانية هدفها توسيع وتعميق الاستيطان في المنطقة الشرقية للقدس المحتلة باتجاه البحر الميت». وأكدت أن العملية هدفها أيضا استمرار عمليات تعميق الاستيطان، الرامية الى «تجفيف الوجود الفلسطيني في المناطق المصنفة (ج) على طريق تهويدها»، منددة في الوقت ذاته بـ»صمت» المجتمع الدولي عن المخطط. وفي السياق أعلنت القوى الوطنية والإسلامية في الضفة الغربية، يوم الجمعة المقبل «يوما للتصعيد الميداني والشعبي» في كل مناطق الاحتكاك والتماس مع الاحتلال والمستوطنين. ودعت لأوسع مشاركة في الفعاليات التي ستنظم على مدخل مدينة البيرة الشمالي، القريب من حاجز «بيت إيل» بعد صلاة الجمعة. وشددت في بيان لها على ضرورة «استنهاض كل عوامل الوحدة والانصهار الوطني والشعبي دفاعا عن مستقبل شعبنا وحقوقه الوطنية»، مجددة رفضها لكل أشكال «فرض الأمر الواقع والحلول الإقليمية، والدولة المؤقتة والمشاريع المشبوهة كافة». ودعت الأطراف الدولية المتعاقدة على اتفاقات جنيف والمجتمع الدولي لـ «توفير حماية فورية لشعبنا أمام استمرار وتصاعد جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق شعبنا وإرهاب مستوطنيه». وطالبت في الوقت ذاته بتشكيل لجان تحقيق دولية فاعلة لـ «فضح جرائم الاحتلال بحق المدنيين العزل من شعبنا، لا سيما في قطاع غزة». وجددت القوى تأكيدها على أهمية تشكيل «لجان الحراسة»، و«اللجان الشعبية للدفاع عن القرى والبلدات» أمام اعتداءات المستوطنين الذين وصفتهم بـ «الجبناء» والتصدي لهم بكل الإمكانات المتاحة. كما دعت القوى للمشاركة في الاعتصام الأسبوعي أمام مقر الصليب الأحمر غدا الثلاثاء «انتصارا للأسرى في سجون الاحتلال، وللمطالب العادلة للمضربين عن الطعام، والأسرى الإداريين في مقاطعة المحاكم الاحتلالية». تحذيرات فلسطينية من مخطط استيطاني في القدس يقوم على طرد السكان قسرا الاحتلال يشنّ حملات اعتقال في الضفة والوحدات الخاصة تهاجم إحدى قرى الشمال… والفصائل تدعو لـ«التصعيد الميداني» |
النظام السوري يواصل حصاره لمخيم اليرموك… وتنظيم «الدولة» يتراجع Posted: 29 Apr 2018 02:18 PM PDT دمشق – «القدس العربي»: توصلت فصائل المعارضة في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم، في ريف دمشق الجنوبي، الأحد، إلى اتفاق مع الجانب الروسي، يقضي بتسليم البلدات المذكورة للنظام السوري، مقابل خروج المقاتلين والمدنيين الرافضين للتسوية من المنطقة، تزامناً مع احراز قوات النظام السوري امس، تقدماً برياً على حساب تنظيم الدولة في الحقول الزراعية الداخلة ضمن مناطق سيطرة الأخير في حي القدم بريف دمشق الجنوبي، وسط قصف صاروخي ومدفعي واستهداف المقاتلات الحربية مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين والأحياء المحيطة به بعشرات الغارات الجوية. الإعلام الحربي المركزي، المقرب من النظام، ذكر الأحد ان القوات المهاجمة تقدمت جنوبي دمشق وعثرت على مخلفات لتنظيم الدولة، بالاضافة إلى نفق عميق حفره التنظيم في حي القدم، وذلك في اعقاب سيطرتها على منطقة «المأذنية» و»التجمع الصناعي» وصولاً إلى دوار بور سعيد في حي القدم. واشار المصدر إلى ان الميليشيات المحلية والفلسطينية المشاركة في العمليات عزلت أحياء «العسالي -الجورة – محروقات سادكوب – مؤسسة اكثار البذار» عن مخيم اليرموك والحجر الأسود، وحاصرتها بعد تقدمها من جهة المزارع الفاصلة بين «المأذنية» و»الحجر الأسود» حيث التقت مع القوات المساندة لها في محيط منطقة «الجورة» شمال «العسالي»، وبث الاعلام الحربي المركزي صوراً قال إنها التقت بعد عملية سيطرة قوات النظام على منطقة «الماذنية» ومنطقة «التجمع الصناعي» شمال «المأذنية» في حي القدم. قصف المخيم وفي الطرف المقابل شكك ناشطون من حي التضامن بدقة الاخبار التي تتناقلها وسائل اعلام النظام، وأشار الناشط الإعلامي «عز الدين الدمشقي» إلى ان ما يبثه اعلام النظام بالسيطرة على مناطق جديدة في منطقة المأذنية بحي القدم هي عارية عن الصحة، عازياً السبب إلى ان «هذه النقاط ليست جديدة، انما هي تحت سيطرة القوات المهاجمة قبل بدأ الحملة العسكرية، ومن هذه المناطق «المعامل والكراجات في بور سعيد وجامع الخليل ومحيطه». مشيرا خلال اتصال مع «القدس العربي» إلى ان التقدم الحقيقي تحقق «من جهة شركة الكهرباء باتجاه بور سعيد» وهي بساتين زراعية كان النظام قد احكم سيطرته عليها نارياً منذ زمن، وتقدمت قواته اليها برياً خلال اليومين الفائتين. صعّد النظام السوري من وتيرة قصفه على احياء مخيم اليرموك والتضامن والقدم والعسالي والزين، بدعم جوي روسي، مستهدفاً الاحياء السكنية والمحاور القتالية على حد سـواء. وسجل ناشطون محليون ارتفاع عدد الغارات خلال يوم امس، إلى أكثر من 35 غارة جوية بالإضافة لاستهداف المنطقة بـ 20 صاروخ أرض_أرض من نوع فيل، وعشرات قذائف المدفعية الثقيلة والهاون. واكد الناشطون في بيانهم الموحد، ان قرابة الـ 100 منزل بالقرب من شارع صفد وحيفا وصفورية احترقت بالكامل جراء استهدافها بصواريخ تستخدم لأول مرة لم يعرف نوعها بعدما اطلقها الطيران الروسي، مشيرين إلى ان النظامين الروسي والسوري قد دمرا أكثر من 50% من الاحياء التي تتعرض لحملة العسكرية. إنسانياً، بلغ عدد ضحايا القصف الروسي – السوري الموثقين بالاسماء 18 مدنياً، إضافة إلى إصابة نحو 50 آخرين بجروح في ظل تعطل عمل القطاع الصحي، منذ قصف مشفى فلسطين وخروجه عن العمل مع بدء الحملة العسكرية على احياء جنوب دمشق قبل 11 يوماً، فيما لا تزال قرابة 15 عائلة بأفرادها عالقين تحت الأنقاض لم يتمكن أحد من انتشالهم. المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جانب، وتنظيم «الدولة الإسلامية» من جانب آخر، على محاور في محيط وأطراف أحياء التضامن ومخيم اليرموك والحجر الأسود، في استمرار لقوات النظام بمحاولة التقدم والسيطرة على مزيد من المناطق وتوسعة سيطرتها في الأحياء الجنوبية من العاصمة، وحصر التنظيم ضمن جيب يمكن النظام من فرض الاتفاق عليه وإخراجه بشكل نهائي من دمشق. اتفاق مع المعارضة وأمام هذا التقدم، حسمت فصائل المعارضة وأبرزها جيش الإسلام وحركة أحرار الشام، العاملة في بلدات «يلدا، ببيلا وبيت سحم» قرارها، معلنة ابرام اتفاق مع النظامين الروسي والسورية، لاجلاء المقاتلين وعائلتهم مع المدنيين الرافضين ابرام تسوية مع النظام السوري من المنطقة، دون تحديد الوجهة. وذكر الوفد المشارك في العملية التفاوضية في بيان له امس، ان الاتفاق ينص على اخراج الرافضين للتسوية مع عائلاتهم من بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم بسلاحهم الفردي، على ان تبدأ عمليات الاجلاء بعد تأمين جبهات المنطقة، كما يمكن للراغبين بالبقاء تسليم أسلحتهم للشرطة العسكرية الروسية، واتمام تسوية وضعهم مع الجهات المختصة لدى النظام السوري. وأضاف البيان، أن حماية البلدات تقع على عاتق الشرطة العسكرية الروسية بينما تلتزم حكومة النظام بتقديم الدعم الإنساني للمدنيين وعودة المؤسسات الطبية والتعليمية والخدمية والإقتصادية. وينص الاتفاق على تأجيل أصحاب الوضع التنجندي «تخلف – احتياط» لمدة ستة أشهر، مع فتح باب التطوع لدى قوات النظام أمام من يـرغب. من جهته قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ان الوقت الحالي يشهد ترقباً «لبدء تطبيق اتفاق التهجير بريف دمشق الجنوبي خلال الساعات الـ 48 الفائتة، إذ من المرتقب أن تنطلق عملية التهجير صباح يوم الثلاثاء المقبل، بناء على الاتفاق الروسي مع ممثلي ريف دمشق الجنوبي على تهجير الرافضين للاتفاق من مدنيين ومقاتلين وعوائلهم، حيث سيجري إخراج قسم نحو إدلب وقسم آخر نحو جرابلس والقسم المتبقي نحو درعا، بعد أن جرى نقل 15 جريحاً من فصائل ريف دمشق الجنوبي ممن أصيبوا في قصف جوي على أطراف ريف دمشق الجنوبي من جهة جنوب العاصمة. وذكر نقلاً عن مصارده، أن روسيا وافقت على قرار نقل الرافضين لاتفاق بلدات يلدات وبيت سحم وببيلا في ريف دمشق الجنوبي، قبل الانتهاء من ملف التنظيم ووجوده في جنوب العاصمة، على أن تنسق الفصائل المتواجدة فيها مع قوات النظام لتسليمها المواقع ونقاط التمركز بالتزامن مع عملية الخروج منعاً من هجوم لتنظيم «الدولة» على المنطقة، وأكد الروس أن عملية الخروج نحو الجنوب السوري ستكون لعدد محدود ودون سلاح، كذلك أكد الجنرال الروسي للمجتمعين من ممثلي الريف الجنوبي لدمشق، بانهم غير ملزمين بأي اتفاق آخر سوى مع روسيا، وجرى التوافق على إعلان الاتفاق في وقت لاحق، لحين استكمال الإجراءات. وأضاف «في حين عمدت الفصائل التي جرى الهجوم على نقاطها من قبل تنظيم «الدولة» السبت، لإطلاق الجانب الروسي على المواقع التي جرى السيطرة عليها والتقدم فيها، ومن ضمنها المشفى الياباني التابع لجيش الأبابيل، والنقطة 45 التابعة لجيش الإسلام». النظام السوري يواصل حصاره لمخيم اليرموك… وتنظيم «الدولة» يتراجع اتفاق بين المعارضة والروس جنوبي دمشق… ومقتل 17 مدنياً بقصف روسي – سوري |
المغرب والبوليساريو يرحبان بقرار مجلس الأمن تمديد عمل البعثة الأممية Posted: 29 Apr 2018 02:18 PM PDT الرباط – «القدس العربي» : رحب كل من المغرب وجبهة البوليساريو بقرار مجلس الامن الدولي رقم 2414 وقرأ كل منهما القرار إيجاباً ولصالح مقاربته للنزاع بينهما على الصحراء الغربية التي استردها المغرب من اسبانيا 1976 وتسعى جبهة البوليساريو لانفصالها واقامة دولة مستقلة عليها. قراءة المغرب والجبهة للقرار الذي صدر مساء يوم الجمعة، كانت لفقرات وردت به حول مسائل عرفتها المنطقة المتنازع عليها خلال الشهور الماضية وتسببت في توتر وتهديدات بعودة المواجهات المسلحة، وتحاشى كل منهما قراءة الفقرات التي لا تناسب مقاربته او قام بتأويلها باتجاه من يدعم مقاربته للنزاع وتسويته. ومدد قرار مجلس الأمن رقم 2414 فترة بعثة الامم المتحدة في المنطقة (مينورسيو) التي تنتهي ولايتها اليوم الاثنين، مدة ستة أشهر فقط وليس سنة كما جرت العادة منذ تكليفها 1991 بمراقبة وقف إطلاق النار والاشراف على استفتاء للصحراويين كان مقررا ودعا القرار أطراف النزاع الى «مفاوضات دون شروط مسبقة» مؤكدا أن «الواقعية» وروح «التسوية» يعدان «ضروريين» من أجل إحراز تقدم في المفاوضات وأكد «ضرورة إحراز تقدم نحو إيجاد حل سياسي واقعي وعملي ودائم لقضية الصحراء»، يكون «قائما على أساس التسوية». جولة خامسة من المفاوضات وشدد القرار الذي أعدته الولايات المتحدة الامريكية، بعد التشاور مع مجموعة أصدقاء الصحراء، على «أهمية الالتزام المتجدد للأطراف للمضي قدما في العملية السياسية استعدادا لجولة خامسة من المفاوضات»، معتبرا أنه «من الضروري أن تتحلى الاطراف بالواقعية وروح التسوية لإحراز تقدم في المفاوضات « ودعا «الدول المجاورة لتقديم مساهمات مهمة في هذه العملية». وأكد المجلس دعمه الكامل لنوايا الأمين العام ومبعوثه الشخصي من أجل استئناف المفاوضات «في إطار دينامية وروح جديدتين وبهدف التوصل إلى حل سياسي مقبول» من الأطراف. وأعرب مجلس الأمن الدولي عن «قلقه» بشأن تواجد قوات لجبهة البوليساريو في الكركرات، ودعا بإخلاء هذه المنطقة التي تقع في المنطقة العازلة ”على الفور» وجاء في القرار أن المجلس «يعرب عن قلقه لتواجد جبهة البوليساريو في المنطقة العازلة بالكركرات ويدعو إلى انسحابها الفوري» من هذه المنطقة كما أعرب عن «قلقه» إزاء إعلان الجبهة نقل بعض «منشآت إدارية» إلى بير لحلو، شرق الجدار الأمني وطالبها بـ»الامتناع عن مثل هذه الأفعال المزعزعة للاستقرار». وأبدى المجلس «قلقه إزاء انتهاكات الاتفاقات القائمة، داعيا الأطراف إلى احترام التزاماتها ذات الصلة والامتناع عن أي عمل من شأنه زعزعة استقرار الوضع أو تهديد مسلسل الأمم المتحدة» والتأكيد على ضرورة الاحترام الكامل للاتفاقات العسكرية مع المينورسو بخصوص وقف إطلاق النار، كما يطلب من الأطراف الالتزام التام بهذه الاتفاقات. وقال القرار رقم 2414 أن «بعض القضايا الأساسية المتعلقة بوقف إطلاق النار وبالاتفاقات ذات الصلة لا تزال قائمة»، داعياً الأطراف إلى «اتخاذ التدابير اللازمة لضمان سلامة وحرية التنقل وتمكين الأمم المتحدة والأفراد التابعين لها، على الفور، من القيام بمهامهم، وفقا للاتفاقات السارية». دعم العملية السلمية ودعا المجلس الدول المجاورة إلى «تقديم مساهمات مهمة في العملية السياسية ومضاعفة مشاركتها في عملية التفاوض» وأن تتم هذه المفاوضات، «تحت رعاية الأمين العام، دون شروط مسبقة وبحسن نية، مع الأخذ بعين الاعتبار الجهود المبذولة منذ سنة 2006 والتطورات الجديدة منذ ذلك الحين، من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل ،دائم ومقبول» من لدن الاطراف. ويرى مراقبون أن القرار الجديد جاء في اتجاه الضغط على الطرفين لتحقيق نتائج ملموسة وبسرعة والتعاون الجاد مع مبعوث الأمين العام الجديد، هورت كوهلر، في الدخول في مفاوضات الجولة القادمة دون شروط مسبقة للتوصل إلى حل واقعي ومقبول من الأطراف. ووصف وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة مضمون القرار 2414 بـ«الإيجابي»، وقال إن بلاده تشيد بالمصادقة على هذا القرار الذي تبرز اهميته ارتباطه بالسياق الخاص لاعتماده، وهو سياق يتميز «بالانتهاكات المتعددة لوقف إطلاق النار من قبل «البوليساريو»، بتشيجع من الجزائر، وبالمحاولات المتعددة لتغيير النظام القانوني والتاريخي للمنطقة الواقعة شرق المنظومة الدفاعية"، وبـ»التحديات المتكررة لسلطة مجلس الأمن والشرعية الدولية» وبـ «إرادة المجتمع الدولي بإعادة إطلاق العملية السياسية بقيادة المبعوث الشخصي السيد هورست كوهلر، على أساس دينامية جديدة وروح متجددة، مع استخلاص الدروس والإكراهات التي تمت مواجهتها في الماضي». وأعربت جبهة البوليساريو، عن ارتياحها لقرار مجلس الأمن الجديد وأكد بيان للجبهة انها «وهي تأخذ علما بهذا التطور الجيد وأساسا المتعلق بتقليص فترة ولاية بعثة المينورسيو الذي يعكس الحاجة الضرورية والماسة إلى استئناف عاجل للعملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لتجدد التزامها بالدخول فورا وفي زمن محدد في مفاوضات مباشرة مع المغرب». وأضافت الجبهة أنها «أخذت علماً بأنه ومن خلال هذا القرار، فإن مجلس الأمن الدولي مصر على ضرورة استئناف المفاوضاتمن دون أية شروط مسبقة وبحسن نية، وهي رسالة واضحة وقوية للمغرب الذي طالما رفض المشاركة في أي مفاوضات دون شروطه المسبقة» وعبرت عن أملها في أن تستغل الولاية الجديدة للبعثة المحددة بستة أشهر كوسيلة لضمان العودة السريعة إلى طاولة المفاوضات. وأعلنت الجزائر، أنها «تسجل» بارتياح هذا القرار، الذي يؤكد مجددا «أنه لا حل لهذا النزاع إلا في ضمان ممارسة شعب الصحراء لحقه الثابت في تقرير المصير» وقال الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، عبد العزيز بن علي الشريف في تصريح عقب المصادقة على القرار «إن الجزائر تسجل بارتياح القرار الجديد بشأن الصحراء، والذي صادق عليه مجلس الأمن للأمم المتحدة. كما تعرب عن ارتياحها الكبير لهذا القرار الذي يؤكد مرة أخرى وبوضوح في ديباجته ومنطوقه..». وأضاف المسؤول الجزائري أنه «لا يمكن إذا للجزائر إلا أن تشيد بدعم مجلس الأمن التام للأمين العام ولمبعوثه الشخصي من أجل بعث المفاوضات بديناميكية وروح جديدتين من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين» و»لا يسع الجزائر إلا أن تنضم إلى النداء الذي وجهه مجلس الأمن لطرفي النزاع، وهما المملكة المغربية وجبهة البوليساريو، من أجل استئناف المفاوضات دون شروط مسبقة وبحسن نية، بهدف التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين..». وجددت الولايات المتحدة الأمريكية التأكيد أمام مجلس الأمن الدولي على أن المخطط المغربي للحكم الذاتي الذي قدمه للامم المتحدة 2007 يظل "جديا وذا مصداقية وواقعيا"، ويمثل مقاربة كفيلة بإيجاد تسوية نهائية لقضية الصحراء. واشنطن تدعم المقاربة المغربية وقالت إيمي تاشكو المنسقة السياسية ببعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، عقب اعتماد مجلس الامن للقرار 2414 «مانزال ننظر الى المخطط المغربي للحكم الذاتي على أنه جدي وذو مصداقية وواقعي، ويمثل مقاربة كفيلة بتلبية تطلعات ساكن الصحراء لتدبير شؤونها الخاصة في إطار من السلم والكرامة». وجاء في قصاصة لوكالة الانباء المغربية الرسمية ان تاشكو قالت «نأمل أيضا أن تعترف الدول المجاورة بالدور الخاص والمهم الذي يمكن أن تلعبه في دعم مسلسل التفاوض»، داعية الأطراف إلى «إظهار التزامها بحل سياسي واقعي، وقابل للتطبيق، ومستدام ، يقوم على التوافق، من خلال استئناف المفاوضات دون شروط مسبقة وبحسن نية». وأكدت أن «المواقف الجامدة لا يجب أن تعيق مسار التقدم»، مشيرة الى أن الولايات المتحدة «تتطلع الى أن تحترم جميع الأطراف التزاماتها بوقف إطلاق النار وتجنب أي عمل يمكن أن يزعزع استقرار الوضع أو يهدد المسلسل الاممي في إحالة على الاستفزازات المتكررة للبوليساريو في منطقة الكركرات الواقعة في المنطقة العازلة» وأن «التغييرات أحادية الجانب للوضع القائم على الارض لن تساعدنا على التوصل الى حل دائم وسلمي». وقال نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فلاديمير سافرونكوف، إن موسكو لم تمنع تمرير القرار حول الصحراء الغربية في مجلس الأمن، حرصا على استمرار عمل البعثة الأممية في المنطقة، وأضاف»لم نمنع تمرير القرار لاقتناعنا بضرورة استمرار عمل البعثة الأممية في الصحراء، والتي تلعب دورا في غاية الأهمية في تثبيت الاستقرار، وخاصة في ما يتعلق بإيجاد «خلفية مناسبة» لاستئناف المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو». وزاد سافرونكوف «لكن تأييد هذا القرار كان سيعني بالنسبة لنا التراجع عن موقفنا الثابت والداعم للأسس القائمة للتسوية، التي تستند بموجب قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، إلى مبدأ محوري يرضي الجميع على أي صيغة للتسوية». وشدد الدبلوماسي الروسي على عدم جواز استبدال هذا المفهوم الأساسي للتسوية في الصحراء بأي صيغ أخرى، محذرا من أن القرار الأممي الأخير «يركز بدلا من ذلك، على مفاهيم فضفاضة ومتناقضة مثل «الإمكانية العملية» و»الواقعية»، ما قد يفتح الباب أمام التأويلات المبهمة». وذكر سافرونكوف، أن عملية إعداد ومناقشة مشروع القرار «لم تتسم بالشفافية وروح التشاور»، مشيرا إلى أن نص القرار بقي «غير متوازن» بعد رفض أصحابه مقترحات «مبررة وبناءة» قدمتها روسيا وبعض أعضاء المجلس الآخرين. تمديد استثنائي وقال سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة «فرانسوا دولاتر»، إن تمديد مهمة بعثة الأمم المتحدة في الصحراء (المينورسو) لمدة ستة أشهر فقط «يجب أن يظل استثناء». واضاف إن «تمديد مهمة المينورسو لستة اشهر فقط ، والذي يهدف إلى الحفاظ على تعبئة المجلس دعما للعملية السياسية ، يجب أن يظل استثناء». واعتبر الدبلوماسي الفرنسي الذي تدعم بلاده الموقف المغربي ولعب دورا في خروج القرار بهذه الصيغة أن الحفاظ على إطار سنوي «يضمن استقرار عمليات حفظ السلام" أن النص الذي تم اعتماده اليوم يحدد أفقا "ينبغي أن يسمح لنا بشكل جماعي بمنع أي خطر للتصعيد، ودعم العمل الذي لا بديل عنه للمينورسو وتشجيع دينامية بناءة بشأن العملية السياسية». وأكد دعم بلاده الكامل للعملية السياسية برعاية الأمين العام للأمم المتحدة وتسهيل مهمة مبعوثه الشخصي هورست كوهلر «من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم لقضية الصحراء يحظى بقبول الأطراف». وقال «نأمل أن يشجع هذا التمديد على تعزيز هذه الدينامية وكذا الجهود الجادة وذات المصداقية للمضي قدما في العملية السياسية، وفقا للمعايير التي حددها مجلس الأمن». مديرية الأمن الوطني المغربي تندد بما يتم تداوله من إشاعات تمس عناصرها وتهدد باللجوء إلى القضاء الرباط – «القدس العربي»: نددت المديرية العامة للأمن الوطني المغربي في بلاغ حاد اللهجة، أول أمس السبت، بما يتم تداوله من أنباء وإشاعات تمس برجال الامن وترويج اتهامات كيدية ضدهم، وأعلنت «أنها تحتفظ لنفسها بحق اللجوء إلى القضاء، وسلك جميع المساطر القانونية والقضائية، في مواجهة كل شخص أو جهة تتعمد الترويج لاتهامات كيدية في حق مصالحها، وتحرص على إقحامها بشكل متواتر في إجراءات وتدابير ليست من صلاحياتها، بل وتُمعن في ادعاء مزاعم مغلوطة بغرض المساس بالاعتبار الشخصي لموظفيها». وذكَّرت المديرية بالإطار المرجعي والقانوني المنظم لعمل مصالحها وموظفيها، مؤكدة بان موظفي الأمن الوطني «ملتزمون بواجب التحفظ، ويباشرون مهامهم القضائية تحت سلطة النيابة العامة، وينفذون أوامر السادة قضاة التحقيق وهيئات الحكم المختصة، كما يخضعون لعدة مستويات من الرقابة القضائية والإدارية الكفيلة برصد أي تجاوز محتمل وترتيب المسؤولية اللازمة بشأنه، وهو ما يسمح بتوطيد مرتكزات الحكامة الأمنية من جهة، ويضمن التطبيق السليم والحازم للقانون من جهة ثانية». وشددت على «أن من واجبها، بمقتضى الظهير (المرسوم الملكي) المحدث لها وبموجب مقتضيات القانون، أن تسهر على التطبيق السليم لمبدأ «حماية الدولة» المكفول لموظفي الأمن الوطني ضد كل الاعتداءات اللفظية والجسدية التي يتعرضون لها بمناسبة مزاولتهم لمهامهم، وأنها لن تتوان في استنفاد كافة المساطر القانونية والقضائية المتاحة إزاء كل إهانة أو اعتداء كيفما كان نوعه، وأيا كان الشخص أو الجهة التي ترتكبه». وأوضح مصدر أمني أن «المديرية العامة للأمن الوطني تابعت في الآونة الأخيرة نشر أخبار مغلوطة وزائفة، تنطوي على قذف صريح في حق موظفيها ومصالحها؛ بحيث هناك من ادعى كذبا بأن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية حلّت بمنزل المتهم توفيق بوعشرين (الصحافي المغربي المتابع امام القضاء بتهم تتعلق باعتداءات جنسية)، وهو معطى كاذب، وهناك من زعم بأن الضابط الذي أبلغ الاستدعاء عرّض زوجة المتهم لاعتداء لفظي وهو ما نفته المعنية بالأمر في تصريحات إعلامية، بل إن البعض بات يمعن في إقحام مصالح الأمن وتحميلها المسؤولية عن إجراءات تخرج عن نطاق اختصاصها». وأضاف المصدر أن «المديرية العامة للأمن الوطني كمؤسسة مكلفة بتطبيق القانون، مهمتها المحافظة على الأمن، ملتزمة باحترام الحقوق المكفولة للأفراد والجماعات، بل ومؤتمنة على صونها وحمايتها، لكنها في المقابل ملتزمة بحماية موظفيها من الاتهامات الكيدية والتصريحات المغرضة والمزاعم الواهية، لأنها تدرك جيدا أن هناك تمييزا واضحا بين حرية التعبير وممارسة مهنة الدفاع، وبين التجريح والقذف والإمعان في إهانة ضباط الشرطة القضائية الذين يباشرون مهامهم القضائية في إطار القانون، وتحت إشراف السلطات القضائية المختصة». المغرب والبوليساريو يرحبان بقرار مجلس الأمن تمديد عمل البعثة الأممية محمود معروف |
عدد ضحايا قصف النظام بعد الضربة «التأديبية الأمريكية» فاق ضحايا «كيميائي» دوما Posted: 29 Apr 2018 02:18 PM PDT دمشق – «القدس العربي»: وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أعداد ضحايا قصف النظامين الروسي والسوري منذ الضربة العسكرية التي قادتها الإدارة الأمريكية على مواقع النظام في 14 من الشهر الجاري، عقاباً على استخدامه السلاح الكيميائي ضد المدنيين في مدينة دوما في الغوطة الشرقية. وقالت الشبكة في تقريرها الصادر، السبت، إن 64 مدنياً قتلوا على يد الحلف السوري – الروسي، بينهم 12 طفلاً و8 نساء، حيث قتلت قوات النظام 62 مدنياً، بينما قتلت القوات الروسية مدنيين اثنين. وذكرت أن نظام الأسد ارتكب مجزرتين منذ الضربة التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ضده، قبل أسبوعين. كما وثق التقرير 9 حالات اعتداء على المراكز الحيوية المدنية منذ الضربة العسكرية، واستخدام قوات الحلف السوري- الروسي أسلحة حارقة في ثلاث هجمات، بالإضافة إلى إلقاء طيران النظام قرابة 522 برميلاً متفجراً، معظمها على محافظة ريف دمشق. ونددت الشبكة بخرق النظام السوري القانون الدولي الإنساني، كما دعت في ختام تقريرها مجلس الأمن إلى الضغط على حلفاء الأسد لوقف الدعم عنه، واتخاذ قرار يردع النظام عن الاستمرار في الانتهاكات ضد المدنيين. وكانت مصادر من الدفاع المدني اكدت لـ «القدس العربي» مقتل 50 مدنياً في مدينة دوما، بالسلاح الكمييائي، أي اقل من عدد الضحايا الذين قضوا بعد الضربة الأمريكية على مواقع للنظام السوري، فيما كان قد قتل نحو 150 بمختلف صنوف الأسلحة في المدينة قبيل الحملة العسكرية التي شنها الأسد بدعم روسي على دوما، والتي افضت إلى تهجير المدنيين ومقاتلي المعارضة من جيش الإسلام إلى الشمال السوري. عدد ضحايا قصف النظام بعد الضربة «التأديبية الأمريكية» فاق ضحايا «كيميائي» دوما |
مديرية الأمن الوطني المغربي تندد بـ«إشاعات» تمس عناصرها Posted: 29 Apr 2018 02:17 PM PDT الرباط – «القدس العربي»: نددت المديرية العامة للأمن الوطني المغربي في بلاغ حاد اللهجة، أول أمس السبت، بما يتم تداوله من أنباء وإشاعات تمس برجال الامن وترويج اتهامات كيدية ضدهم، وأعلنت «أنها تحتفظ لنفسها بحق اللجوء إلى القضاء، وسلك جميع المساطر القانونية والقضائية، في مواجهة كل شخص أو جهة تتعمد الترويج لاتهامات كيدية في حق مصالحها، وتحرص على إقحامها بشكل متواتر في إجراءات وتدابير ليست من صلاحياتها، بل وتُمعن في ادعاء مزاعم مغلوطة بغرض المساس بالاعتبار الشخصي لموظفيها». وذكَّرت المديرية بالإطار المرجعي والقانوني المنظم لعمل مصالحها وموظفيها، مؤكدة بان موظفي الأمن الوطني «ملتزمون بواجب التحفظ، ويباشرون مهامهم القضائية تحت سلطة النيابة العامة، وينفذون أوامر السادة قضاة التحقيق وهيئات الحكم المختصة، كما يخضعون لعدة مستويات من الرقابة القضائية والإدارية الكفيلة برصد أي تجاوز محتمل وترتيب المسؤولية اللازمة بشأنه، وهو ما يسمح بتوطيد مرتكزات الحكامة الأمنية من جهة، ويضمن التطبيق السليم والحازم للقانون من جهة ثانية». وشددت على «أن من واجبها، بمقتضى الظهير (المرسوم الملكي) المحدث لها وبموجب مقتضيات القانون، أن تسهر على التطبيق السليم لمبدأ «حماية الدولة» المكفول لموظفي الأمن الوطني ضد كل الاعتداءات اللفظية والجسدية التي يتعرضون لها بمناسبة مزاولتهم لمهامهم، وأنها لن تتوان في استنفاد كافة المساطر القانونية والقضائية المتاحة إزاء كل إهانة أو اعتداء كيفما كان نوعه، وأيا كان الشخص أو الجهة التي ترتكبه». وأوضح مصدر أمني أن «المديرية العامة للأمن الوطني تابعت في الآونة الأخيرة نشر أخبار مغلوطة وزائفة، تنطوي على قذف صريح في حق موظفيها ومصالحها؛ بحيث هناك من ادعى كذبا بأن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية حلّت بمنزل المتهم توفيق بوعشرين (الصحافي المغربي المتابع امام القضاء بتهم تتعلق باعتداءات جنسية)، وهو معطى كاذب، وهناك من زعم بأن الضابط الذي أبلغ الاستدعاء عرّض زوجة المتهم لاعتداء لفظي وهو ما نفته المعنية بالأمر في تصريحات إعلامية، بل إن البعض بات يمعن في إقحام مصالح الأمن وتحميلها المسؤولية عن إجراءات تخرج عن نطاق اختصاصها». وأضاف المصدر أن «المديرية العامة للأمن الوطني كمؤسسة مكلفة بتطبيق القانون، مهمتها المحافظة على الأمن، ملتزمة باحترام الحقوق المكفولة للأفراد والجماعات، بل ومؤتمنة على صونها وحمايتها، لكنها في المقابل ملتزمة بحماية موظفيها من الاتهامات الكيدية والتصريحات المغرضة والمزاعم الواهية، لأنها تدرك جيدا أن هناك تمييزا واضحا بين حرية التعبير وممارسة مهنة الدفاع، وبين التجريح والقذف والإمعان في إهانة ضباط الشرطة القضائية الذين يباشرون مهامهم القضائية في إطار القانون، وتحت إشراف السلطات القضائية المختصة». مديرية الأمن الوطني المغربي تندد بـ«إشاعات» تمس عناصرها |
إسرائيل تكشف عن مخطط عسكري يقوم على «ضرب عمق غزة» واستهداف مراكز حماس لوقف «مسيرة العودة» Posted: 29 Apr 2018 02:16 PM PDT غزة ـ «القدس العربي»: مع اقتراب موعد اجتياز المشاركين في فعاليات «مسيرة العودة الكبرى» الحدود الفاصلة عن الاحتلال، في مسعى لتطبيق «حق العودة» بشكل عملي، والمقرر منتصف الشهر المقبل، كشفت إسرائيل عن لجوئها لتخطيط عسكري جديد، يقوم على أساس «تصعيد عمليات الرد» على أية محاولة لاختراق تلك الحدود المقامة من أسلاك شائكة، من خلال استهداف «عمق غزة»، على غرار ما قامت به ليل الجمعة الماضي. الكشف عن المخطط الجديد، جاء من خلال مصادر عسكرية تحدثت للإذاعة الإسرائيلية بقولها «إن الجيش قرر تصعيد عمليات الرد على أي محاولة لاختراق السياج الأمني المحيط في قطاع غزة». وأعلنت بشكل صريح أن الجيش سيضرب أهدافا في عمق القطاع مثلما فعل ليل الجمعة، متوعدة حركة حماس بأنها «ستدفع ثمنا باهظا» إذا استمرت في مثل هذه المحاولات. وحملت التصريحات تهديدات مباشرة لحركة حماس، بإمكانية استهداف مقراتها ومواقع تدريب جناحها المسلح، وربما تصل إلى مهاجمة أفراد من خلاياها العسكرية. وفي تطبيق عملي أولي لتلك التهديدات، كانت طائرات حربية إسرائيلية، نفذت ليل الجمعة غارات استهدفت ستة أهداف تابعة للقوة البحرية لحركة حماس في قطاع غزة. وقال متحدث باسم جيش الاحتلال «إن القصف جاء ردا على الأعمال الإرهابية ومحاولة التسلل واسعة النطاق الى الأراضي الإسرائيلية». وأشار بلغة التهديد أن رد الجيش لن يقتصر على «منطقة السياج»، وأنه سيستهدف حركة حماس في عمق القطاع أيضا على سطح الأرض وتحتها. وقد شملت الغارات الإسرائيلية المباغتة قاربين كانا موجودين داخل مرفأ الصيادين في مدينة غزة، يجري تجهيزهما لكسر الحصار، من خلال لجنة خاصة، وكان مقررا أن يحملا طلابا ومرضى لإخراجهم من قطاع غزة. كما شمل القصف الإسرائيلي أيضا موقعا لقوات الشرطة البحرية يقع غرب مدينة دير البلح وسط قطاع غزة. وأحدثت الغارات أضرارا مادية دون أن تتسبب في وقوع إصابات. وكانت الغارات الإسرائيلية جاءت بعد أن تمكنت مجموعة من الشبان الذين شاركوا في فعاليات «مسيرة العودة» في جمعتها الخامسة التي سميت «جمعة الشباب الثائر»، من قص السياج الفاصل بمقصات حديدية خاصة، فيما قام آخرون بجر ذلك السياج، واجتياز الحدود الفاصلة عند أكثر من نقطة حدودية شرق القطاع. ومثلت تلك العملية أولى الاختبارات العملية للمخطط الذي وضعته الجهة المشرفة على فعاليات «مسيرة العودة» لاجتياز الحدود «يوم الزحف» المقرر في 15 أيار/مايو الماضي، وهو التاريخ الذي يصادف ذكرى «نكبة فلسطين»، وقيام العصابات الصهيونية بطرد الفلسطينيين من أراضيهم في عام 1948. ويريد القائمون على فعاليات «مسيرة العودة» أن يطبقوا بذلك «حق العودة» بشكل عملي، مؤكدين أن فعالياتهم سلمية، وطالبوا مرارا بتوفير حماية دولية للتظاهرين، بسبب تعمد قوات الاحتلال استخدام «القوة المميتة» ضد المشاركين، حيث بلغ عدد الشهداء منذ بداية الفعالية يوم 30 آذار/ مارس الماضي 46 شهيدا، فيما تجاوز عدد المصابين الـ 5500 شخص، بينهم من لا يزال يعاني من آثار إصابته الخطرة. وقد طلبت مراكز حقوقية في قطاع غزة، في وقت سابق من المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، بضرورة فتح تحقيق في «الجرائم الإسرائيلية» المرتكبة ضد قطاع غزة، من أجل محاسبة المسؤولين عنها، بسبب عمليات القتل التي تطال المتظاهرين. إلى ذلك فقد تواصلت الفعاليات الشعبية في «مخيمات العودة الخمسة»، المقامة في عدة مناطق حدودية شرق قطاع غزة، وشهدت تلك المناطق العديد من الفعاليات كعادة الأيام الماضية. وأطلق شبان مشاركون من جديد طائرات ورقية محترقة، أسقطوها في أحد الأحراش الإسرائيلية بعد اجتياز الحدود، ما تسبب في إشعال حريق هناك. وأعلنت قوات الاحتلال اعتقال شاب فلسطيني، بزعم محاولته تحطيم كاميرات مراقبة موجودة في منطقة معبر المنطار «كارني» شرق مدينة غزة. وقال متحدث باسم جيش الاحتلال «تعتبر هذه المحاولة بمثابة نشاط إرهابي آخر، تحاول حماس من خلاله التسلل الى داخل إسرائيل والمساس بمواطنيها». وجاءت العملية بعد اعتقال ثلاثة شبان آخرين، بعد تمكنهم من التسلل إلى ما بعد الحدود الفاصلة، من منطقة حدودية جنوب القطاع. وفي السباق نفذت قوات الاحتلال عملية توغل برية، على الحدود الشرقية لمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، حيث دخلت المنطقة أربع جرافات عسكرية، وشرعت بعملية تجريف وتمشيط للمنطقة. كذلك قامت قوات الاحتلال المتمركزة على الشريط الحدودي شرق المدينة، بفتح نيران أسلحتها الرشاشة تجاه الأراضي الزراعية، دون إصابات، غير أن تلك الحوادث حالت دون وصول المزارعين إلى حقولهم القريبة خشية على حياتهم. وسبق ذلك أن استهدفت قوات الاحتلال مراكب الصيادين، في أكثر من منطقة في بحر قطاع غزة، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات. إسرائيل تكشف عن مخطط عسكري يقوم على «ضرب عمق غزة» واستهداف مراكز حماس لوقف «مسيرة العودة» الفعاليات الشعبية تواصلت في «مخيمات العودة» على الحدود الشرقية للقطاع |
قوات الأسد تفاوض المعارضة في ريف حمص عبر «المقاتلات الحربية» Posted: 29 Apr 2018 02:16 PM PDT حمص – «القدس العربي»: عاود سلاح الجو السوري قصفه من جديد على ريف حمص، بعد تعثر جولات المفاوضات مع المعارضة السورية، التي لم تخل بدورها من الخروقات العسكرية، حيث قتل ثلاثة مدنيين، بينهم طفل، جراء غارات جوية مكثفة نفذتها مقاتلات النظام السوري على مدن وبلدات في ريف حمص الشرقي، وسط سوريا، كما اسفرت الهجمات الجوية عن خروج مشفى قرية الزعفرانة عن الخـدمة. وردت فصائل المعارضة السورية المسلحة، على تصعيد قوات النظام عبر صواريخ «الغراد» واستهدفت مواقع عسكرية له، وأخرى تابعة لحزب الله اللبناني داخل مدينة حمص، ويأتي تصعيد قوات النظام عقب انتهاء الهدنة الخاصة بريفي حمص وحماة، والتي أبرمت مؤخراً بين المعارضة والقوات الروسية التي تتخذ قاعدة حميميم قاعدة لها. ويحاول النظام السوري بتوجيه روسي – إيراني، الضغط على المعارضة السوري بكامل مكوناتها في أرياف حمص وحماة، لأهداف مختلفة، وحسب محللين فإن موسكو تسعى إلى تأمين مطار حماة العسكري، وتحصينه من أي تهديد عسكري قريب، فيما تحاول إيران بسط سيطرتها على ريف حمص تميهدا لوصله مع بقية المناطق التي باتت تحت سيطرتها وسط سوريا. فيما تبدي فصائل المعارضة تمسكها بمعقل قواتها في المنطقة، وإزاء هذا التشبث، فشلت جولات عدة من المفاوضات بين الأطراف المتنازعة، ما دفع النظامين السوري والروسي إلى شن حملة عسكرية عنيفة، باستخدام سلاح الجو، وتعزيز الميليشيات المحلية والطائفية التابعة لطهران. ورجح البعض ان الحملة العنيفة قد لا تنتهي قبل عقد صفقة – ضمن سياق سياسة النظام- تؤدي إلى إجلاء مقاتلي المعارضة باتجاه ادلب التي باتت توصف بأنها أكبر معسكر للمعارضة، وتهجير أهالي المنطقة من رافضين التسوية مع النظام السوري إلى مخيمات النـزوج مراكز الإيـواء. ريف حمص الشمالي، وسط البلاد، يخضع لاتفاق خفض التوتر، منذ شهر آب- أغسطس 2017، والذي جرى برعاية روسية في القاهرة، دون التزام من النظام بإيقاف القصف الذي يعتبر خرقًا للاتفاق، إلا إن الاتفاق لا زال سارياً رغم الصعوبات التي تجتاحه، في ظل عجز من قبل الهيئات المعارضة على قلب الأوضاع لصالحها. وفي ريف حماة الشمالي، قصفت مدافع النظام السوري مساحات كبيرة من الحقول الزراعية الخاصة بزراعة القمح والشعير، التي تعرف بأنها عصب التجارة الحياتية لأهالي المنطقة، مما أدى إلى احتراق الحقول التي قدرها مسؤولو المنطقة بـ 400 دونم زراعي. وحسب مصادر مطلعة فإن خسائر الفلاحين قُدرت بستة ملايين ليرة سورية، أي ما يعادل 13,500 دولار أمريكي، وفق ما نقلته وكالة «سمارت» المحلية عن مصدر مسؤول في ريف حماة. النظام السوري، يتبع وفق لمصادر محلية، تعمد سياسة إلحاق الأضرار العامة بأهالي المناطق التي تبنت الثورة السورية، وذلك بهدف إضعاف القيمة المالية لهم، وتضييق الخيارات المعيشية أمامهم، كوسيلة ضغط لإبرام الهدن والمصالحات في تلك المناطق، واتخاذ هذه السبل وسائل ضغط من قبل الأهالي على التشكيلات العسكرية التابعة للمعارضة السورية. قوات الأسد تفاوض المعارضة في ريف حمص عبر «المقاتلات الحربية» مدافع جيشه تحرق 400 دونم زراعي في ريف حماة |
جامعة هارفارد تطلق برنامج «زمالة روابي» للقيادات الحالية والناشئة من فلسطين Posted: 29 Apr 2018 02:16 PM PDT نيويورك ـ «القدس العربي»: بتمويل من رجل الأعمال الفلسطيني بشار المصري، وافقت جامعة هارفارد العريقة ـ كلية كينيدي للدراسات الحكومية، على أن تنشئ برنامج زمالة باسم «زمالة روابي» لدعم الطلاب المتفوقين من فلسطين وتأهليهم ليكونوا قيادات المستقبل. جاء ذلك في بيان رسمي صادر عن جامعة هارفارد وصلت «القدس العربي» نسخة منه. وأعلنت جامعة هارفارد- كلية كينيدي- أن برنامج «زمالة روابي»سيقدم للمشاركين في البرنامج الرسوم الدراسية والتأمين الصحي والمكافآت والمساعدات المالية. «هناك حاجة إلى قيادات قطاع عام فعالة ومبدئية للتعامل مع مجموعة التحديات التي يواجهها الناس في المنطقة»، قال دوغلاس دبليو إلمندورف، عميد كلية كينيدي وأستاذ السياسة العامة فيها. وأضاف: «هذه الهبة السخية ستمكّن أجيال المستقبل من القادة من تعزيز التنمية السياسية والاجتماعية والاقتصادية للمنطقة». وجاء في البيان أن الزمالات في الكلية ستكون تنافسية وستمنح بناء على جدارة الطلاب المؤهلين المقبولين من فلسطين، مع تفضيل أولئك الذين لديهم حاجة مالية واضحة بعد التخرج من مدرسة كينيدي، وسيتم تشجيع «زملاء روابي» على استخدام معارفهم وشبكاتهم وخبراتهم المكتسبة حديثاً لتحسين الفرص وتوسيعها للشعب الفلسطيني. من جهته، قال بشار المصري:»إن كلية كينيدي بأساتذتها وطلابها الاستثنائيين وقوتها الهائلة في استقبال مجموعات وأفراد متفوقين، فإنها المكان الأكثر تأهيلا وبشكل فريد لتثقيف قادة المستقبل في فلسطين. ومن الأهمية بمكان أن ندعم أولئك الذين أصبحوا أو سيصبحون قادة قادرين على إحداث تغيير إيجابي في فلسطين، بهدف التقدم نحو مستقبل مزدهر وسلمي». وجاء في البيان أن زملاء روابي المقبولين في الكلية سيتمكنون خلال فترة دراستهم وتأهيلهم من المشاركة في الفعاليات والبرامج التي يقوم بها «مركز بيلفر للعلوم والشؤون الدولية» ضمن برنامج « مبادرة الشرق الأوسط «والتي توفر الدعم في مجال السفر والتدريب للمشاركين من الطلاب والمنتدبين، كجزء من قواعد بناء المجتمعات. من جهته ، قال طارق مسعود، أستاذ العلاقات الدولية – كرسي سلطان عُمان – وأحد أعضاء الهيئة التدريسية في «مبادرة الشرق الأوسط» إن زمالة روابي ستمكننا من «جذب الطلاب الفلسطينيين الموهوبين أكاديمياً إلى مدرسة كينيدي، والإسهام في تطويرهم كقادة وصانعي سياسات ومفكرين». وتعد «مبادرة الشرق الأوسط» التابعة لكلية كينيدي للدراسات الحكومية أفضل مكان لتدريب قيادات للعالم العربي وأحد الطرق الرئيسية التي تساهم بها كلية كينيدي في تنمية وتقدم المنطقة. وللعلم فإن اسم «زمالة روابي» أخذ من اسم مدينة «روابي» النموذجية والحديثة التي شيدها بشار المصري مع عدد من الشركاء العرب والأجانب غربي رام الله وتقع على رؤوس تلال ثلاث ومزوده بكافة الخدمات الحديثة الصديقة للبيئة مثل الملاعب والمسارح والأسواق وملاهي الأطفال ومسجد وكنيسة ومستشفى ومدارس وكليات. وجرى تصميم هذا المشروع وفق أحدث ما توصل إليه فن العمارة والممارسات البيئية المستدامة. وستبلغ الكلفة الإجمالية لمدينة روابي عند استكمالها أكثر من 850 مليون دولار. ويعتقد العديد من الفلسطينيين أن المدينة مشروع تطبيعي بحيث لا تمنع أحدا من شراء شقة أو بيت في المدينة بغض النظر عن جنسيته أو خلفيته. جامعة هارفارد تطلق برنامج «زمالة روابي» للقيادات الحالية والناشئة من فلسطين عبد الحميد صيام: |
تنظيم يوم وطني احتجاجي في المغرب لدعم الحراك الشعبي وإطلاق سراح المعتقلين Posted: 29 Apr 2018 02:15 PM PDT الرباط – «القدس العربي»: قررت اللجنة الوطنية المغربية لدعم الحراك الشعبي تنفيذ البرنامج الذي سبق الإعلان عنه والذي يتضمن تنظيم اليوم الاحتجاجي الوطني يوم الجمعة 11 أيار/ مايو 2018 ابتداء من الساعة السابعة مساء في جميع مناطق المغرب تحت شعار، «منخرطون/ات في الحراك الشعبي لتحقيق مطالبه العادلة، و إطلاق سراح المعتقلين» ودعت التنظيمات المحلية لمكوناتها لهيكلة لجان محلية لدعم الحراك الشعبي في المغرب. وقررت تنظيم ندوة وطنية حول وضعية الحقوق والحريات في المغرب و ذلك يوم السبت 02 حزيران/ يونيو 2018 وتحضير كتاب أبيض لرصد الخروقات و التجاوزات المتعلقة بواقع الحقوق و الحريات في المغرب. وشكلت اللجنة الوطنية لدعم الحراك الشعبي في الدار البيضاء لدعم الاحتجاجات التي عرفتها عدد من المناطق المغربية خلال الشهور الماضية من اجل مطالب تنموية واقتصادية واجتماعية وبارزها الاحتجاجات في منطقة الريف ومنطقة جرادة. وذكرت تقارير صحافية أن حافلة لنقل المسافرين كانت تقل عائلات معتقلي حراك الريف، قادمة من الدارالبيضاء، تعرضت للرشق بالحجارة، من طرف مجهولين، على مستوى الطريق السيار بين فاس ومكناس. ونشر نشطاء على صفحات الفيسبوك، صوراً توثق للإعتداء الذي طال الحافلة، ما تسبب في خسائر مادية على مستوى زجاج الواجهة الأمامية، وإثارة الفزع والهلع في نفوس أمهات المعتقلين، بعد أن توقفت الحافلة وانه تم تسجيل حالة إغماء واحدة في صفوف أمهات معتقلي الحراك القابعين في سجن «عكاشة» بالبيضاء. تنظيم يوم وطني احتجاجي في المغرب لدعم الحراك الشعبي وإطلاق سراح المعتقلين |
وزارة الدفاع الجزائرية تدعو بقايا الإرهابيين وعائلاتهم إلى تسليم أنفسهم Posted: 29 Apr 2018 02:15 PM PDT الجزائر- « القدس العربي»: وجهت وزارة الدفاع الجزائرية نداء إلى بقايا الإرهابيين وعائلاتهم إلى تسليم أنفسهم والرجوع إلى جادة الصواب، واغتنام فرصة الاستفادة من التدابير القانونية السارية التي تعفيهم من المتابعة القضائية. وأضاقت الوزارة في بيان صدر عنها أنها تدعو مجدداً بقايا الإرهابيين وجميع من تبقى من عائلات الإرهابيين إلى التوبة والرجوع إلى جادة الصواب، والاندماج في المجتمع، واغتنام فرصة الاستفادة من التدابير القانونية السارية التي تعفيهم من المتابعة القضائية، والتي تضمنها ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، كما دعتهم إلى الاقتداء بالكثير ممن سلموا أنفسهم للسلطات العسكرية في الآونة الأخيرة، بعد أن تأكد لهم أن طريق الإرهاب مسدود، وأن لا حل أمامهم سوى التعجيل بالنزول و العودة إلى المجتمع قبل فوات الأوان. وذكر البيان أن عائلات الإرهابيين التي مكثت لسنوات بالجبال والأدغال يستمر أفرادها يستمر أفرادها في تسليم أنفسهم تباعا للسلطات، والعودة للاندماج في المجتمع من جديد، مشيرة إلى عائلة « صالح.ف « المكونة من 10 أفراد والتي كانت في جبال مدينة جيجل ( 400 كيلومتر شرق العاصمة) والتي كسرت حاجز الخوف والتردد، وقررت الدخول من جديد في مسار الحياة الطبيعية في المجتمع، بحسب بيان وزارة الدفاع. وذكر البيان أن أفراد هذه العائلة كانوا لحظة تسليم أنفسهم في ظروف صحية ونفسية متدهورة، خاصة الأطفال الرضع، وأنه فور تسليم أنفسهم قامت السلطات العسكرية بالتكفل بهم، من خلال توفير العلاج والرعاية الصحية ومنحهم اللوازم المساعدة على تلبية حاجياتهم المستعجلة. وأوضحت الوزارة «أن أفراد العائلة أعربوا عن ارتياحهم لما لقوه من حسن المعاملة، وأبدوا استعدادهم إقناع الأشخاص المترددين لإتباع النهج الصحيح والاستجابة لنداء العقل والضمير، وتمكين عائلاتهم من تجاوز الحاجز النفسي، لتغيير الظروف المأساوية التي يعيشونها والعودة إلى أحضان المجتمع». جدير بالذكر أن السلطات الجزائرية بدأت في إعطاء الإرهابيين وعائلاتهم فرصة للاستفادة من العفو بداية من العام 1995 مع قانون الرحمة الذي اقترحه الرئيس السابق اليامين زروال، والذي كان موجها إلى فئة من الإرهابيين، تلك التي لم تقتل ولم ترتكب الجرائم، ثم جاء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة سنة 1999 بقانون الوئام المدني الذي زاد توسيع مجال الاستفادة من العفو إلى فئات أخرى من الإرهابيين، وفي سنة 2005 مرر بوتفليقة قانون المصالحة الوطنية الذي زاد أيضا في توسيع مجال الاستفادة من العفو حتى لمن ارتكب الجرائم القتل وغيرها، ورغم أنه كان من المفترض أن ينتهي العمل بتدابير المصالحة في 31 أغسطس/ آب 2006، إلا أن السلطات مددت العمل بهذه التدابير بطريقة ضمنية، وتركت الباب مفتوحا أمام الإرهابيين وعائلاتهم لتسليم أنفسهم إلى السلطات العسكرية والاستفادة من إبطال المتابعات القضائية ضدهم، وإذا كان الإرهابيون يسلمون أنفسهم في عدة مناطق من الوطن، فإن وجود العائلات منحصر بشكل كبير في ولايتي جيجل وسكيكدة شرق البلاد، علما أن جيجل تحديدا كانت من أهم معاقل الجماعات المسلحة في تسعينيات القرن الماضي، وكان الإرهابيون يقطنون من عائلاتهم التي تتكون غالبا من عدة « زوجات « بالإضافة إلى عدد كبير من الأطفال الذين ولدوا في الجبال، ولا يعرفون أي شيء عن الحياة في المدن وبين البشر العاديين. وزارة الدفاع الجزائرية تدعو بقايا الإرهابيين وعائلاتهم إلى تسليم أنفسهم |
نقاشات المنظمة تتواصل لتسمية «المجلس المركزي» برلمانا للدولة Posted: 29 Apr 2018 02:14 PM PDT غزة ـ «القدس العربي»: علمت «القدس العربي» من مصادر سياسية مطلعة، أن هناك أفكارا «طرحت بقوة» خلال المداولات بين فصائل المنظمة خلال الأيام الماضية، تنص على قيام المجلس الوطني في ختام أعماله، بالإعلان أن «المجلس المركزي» الذي سيجرى انتخابه، سيكون «برلمان دولة فلسطين»، وهو ما سيحجم بشكل كبير دور المجلس التشريعي (المعطل). وحسب المصادر فقد أكدت لـ «القدس العربي»، أن هناك نقاشات جرت بين فصائل المنظمة خلال الأيام الماضية، باتجاه الإعلان عن أن المجلس المركزي الجديد، الذي سيجرى انتخابه خلال أعمال المجلس الوطني، وهو بمثابة «البرلمان المصغر» لمنظمة التحرير، سيصبح «برلمان دولة فلسطين»، التي حظيت في عام 2012 على اعتراف من الأمم المتحدة، باعتبارها «دولة مراقب». ويدعم هذه الفكرة بقوة فريق سياسي فلسطيني يضم شخصيات قيادية من تنظيمات أخرى إضافة إلى حركة فتح، ذات الأغلبية في منظمة التحرير، فيما أبدت فصائل أخرى اعتراضها خلال المداولات التي جرت، على اتخاذ أي خطوات من شأنها أن تزيد من حجم الانقسام وتبعد مسافات المصالحة الفلسطينية، على اعتبار أن الأمر سيثير بشكل كبير حفيظة حركة حماس. وتقوم الفكرة على اعتبار المجلس المركزي برلمانا لدولة فلسطين، حيث باتت جميع المخاطبات الرسمية التي تصدر باسم القيادة الفلسطينية، تتخذ شعار الدولة بدلا من السلطة الفلسطينية، وهو ما سيعطي حق تمثيل الفلسطينيين في المحافل الدولية ذات العلاقة، للمجلس الوطني. كما سيترتب على هذه الخطوة، إسناد مهمة إدارة شؤون الدولة في حال غياب الرئيس لأي سبب بصفته «رئيسا لدولة فلسطين»، إلى رئيس المجلس المركزي، الذي سيكون هو نفسه رئيس المجلس الوطني، بدلا من رئيس المجلس التشريعي. ويقوم دعم أصحاب الفكرة على الواقع السياسي الذي تشهده الساحة الفلسطينية حاليا، من حيث تعطل أعمال المجلس التشريعي منذ بداية الانقسام في عام 2007، حيث لم يعقد أي جلسة كاملة بمشاركة كافة الأعضاء، حيث تقتصر الجلسات على نواب حركة حماس، الذين يجتمعون في مقر المجلس في مدينة غزة. وحسب المصادر فإن المداولات حول هذا الأمر لم تصل إلى قرار نهائي حتى اللحظة، رغم أنها تحظى بدعم كبير من حركة فتح وبعض الفصائل، وأن الساعات المقبلة والمشاورات التي ستنطلق مع بداية أعمال جلسة المجلس الوطني، المقرر أن يبدأ أعماله عند الساعة السادسة والنصف من مساء اليوم الإثنين، ستحدد مصير هذا المقترح. وحال اتخذت هذه الخطوة، فإنه لن يتم اللجوء لإصدار قرار رئاسي بحل المجلس التشريعي، الذي أجريت آخر انتخابات له عام 2006، لكن الخطوة من شأنها أن تهمش دور التشريعي (المعطل) لصالح «المركزي» خاصة في سن قوانين تشريعية. وعلمت «القدس العربي» من مصادر سياسية، أن المداولات بين الفصائل التي سبقت عقد الجلسة، جرى خلالها التوافق مبدئيا على تسمية أحد أعضاء المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لشغل منصب نائب رئيس المجلس الوطني، وهو المنصب الذي كان يشغله سابقا أحد قادة الجبهة الشعبية، التي قررت المقاطعة. يشار إلى أن نواب حركة حماس وعددهم 74 نائبا، رفضوا المشاركة في جلسة المجلس الوطني، باعتبارهم أعضاء في هذا المجلس، تماشيا مع قرار الحركة بالمقاطعة، وطالبوا وآخرون من النواب وشخصيات أخرى من الرئيس محمود عباس أول أمس تأجيل انعقاد المجلس. يشار إلى أنه سيتم خلال جلسات المجلس الوطني، استعراض تقارير مفصلة عن عمل لجان المنظمة، إضافة إلى تقرير للصندوق القومي. كما سيقدم أمام الأعضاء تقرير للجنة السياسية، حول مجمل الأوضاع السياسية والمخاطر التي تحيط بالقضية الفلسطينية، وآخر التحركات الدولية التي لها علاقة بالملف الفلسطيني، خاصة تلك التي شرعت بها الإدارة الأمريكية أخيرا، وسبل مواجهتها. وفي هذا السياق قال الدكتور واصل أبو يوسف، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، إن كل الأمور جاهزة لعقد جلسة المجلس الوطني مساء اليوم الإثنين، بحضور كل فصائل منظمة التحرير عدا الجبهة الشعبية. وأشار إلى أن هناك الكثير من الملفات السياسية على جدول أعمال المجلس، واصفا عقده بـ «المحطة المهمة»، لمواجهة كل المخططات التي تهدد مستقبل القضية الفلسطينية. نقاشات المنظمة تتواصل لتسمية «المجلس المركزي» برلمانا للدولة حال أقرّ المقترح رئيس المجلس سينوب عن الرئيس الفلسطيني في غيابه |
التجمع الوطني الديمقراطي يدعو للتراجع عن عقد المجلس الوطني Posted: 29 Apr 2018 02:14 PM PDT الناصرة ـ« القدس العربي»:حذّر التجمع الوطني الديمقراطي داخل أراضي 48 من تداعيات عقد المجلس الوطني الفلسطيني دون توافق داخلي، وفي ظلّ مقاطعة واسعة ودون ضمان مشاركة حركتي حماس والجهاد الإسلامي. في بيانه دعا حزب التجمّع إلى التراجع عن عقد المجلس، مشدّدًا على ضرورة الالتزام بما تمّ الاتفاق عليه بشأن إعادة بناء وتطوير منظمّة حرير لتصبح إطاراً جامعاً لكلّ القوى والفصائل الفاعلة على الساحة الفلسطينية، حتّى تقوم المنظمة بدورها الوطني بشكل أفضل، وحتّى تسدّ الطريق على محاولات المس بها أو خلق البدائل لها. وأكّد التجمع الوطني الديمقراطي على أن عقد المجلس الوطني دون التوصّل مسبقًا إلى توافق وطني شامل يزيد من التوتر ويساهم في تكريس الانقسام. واعتبر انه بدلًا من ان يكون عقد المجلس تتويجًا للمصالحة الوطنية وتنفيذًا للاتفاقيات بشأن إعادة ترتيب البيت الفلسطيني، فإنّه، وفي الظروف والشروط التي يعقد بها، يشكّل التفافًا خطيرًا على مشروع المصالحة وتجاوزًا لما جرى الاتفاق عليه والتفاهم حوله بين القوى والفصائل الوطنية، كما أنّه يفاقم من أزمة الحركة الوطنية الفلسطينية ولا يحلها. كما أكّد التجمع الوطني في بيانه على أن متطلبّات بناء استراتيجيّة وطنيّة موحّدة ضدّ الاحتلال، ومجابهة مشروع ترامب وصفقة العصر ونقل السفارة، والتصدي للتصعيد الاسرائيلي الخطير في القدس والضفة وغزّة، تقتضي أولًا، التمسك بالوحدة وإنهاء الانقسام، وليس القيام بخطوات انفراديّة تضر بالوحدة وبالمصالحة». كذلك دعا التجمّع في بيانه إلى دعم مسيرة العودة الكبرى من خلال القيام بمسيرات عودة مماثلة في الضفة الغربية والقدس والداخل الفلسطيني. وأدان بشدّة قتل المتظاهرين العزّل من قبل الجيش الإسرائيلي، مؤكّدًا على ضرورة تقديم المسؤولين عن جرائم الاعتداء على مسيرة العودة إلى المحكمة الجنائية الدولية. وتطرق البيان الى «»العقوبات» المفروضة على اهلنا في غزة من قبل السلطة الفلسطينية، واعتبرها منافية ومناقضة للمشروع الوطني الفلسطيني». ودعا الى دفع رواتب الموظفين بالكامل وفورًا وإلى تقديم كافّة الخدمات الحياتيةّ لشعبنا في غزّة ووقف اسلوب الضغط على المواطنين لتحقيق مآرب سياسية أيًا كانت طبيعتها. وأكّد أن مهمّة الساعة هي إجراء حوار وطني شامل يضمّ كافّة الفصائل الفلسطينيّة، يعيد تحديد أسس الشراكة على أساس مشروع التحرر الوطني من المشروع الصهيوني. وناشد التجمع الفلسطينيين للمشاركة في المظاهرة الكبرى في القدس في يوم 14.5.2018، والتي تنظّمها لجنة المتابعة العليا في الداخل احتجاجًا على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس. وشدّد التجمع أن هذه المظاهرة ستكون صرخة احتجاج ورفضًا لسياسة ومشاريع ترامب ونتنياهو، وتأكيدًا على أن ّالقدس هي عاصمة فلسطين. وفي قرية الولجة، جنوبي القدس المحتلة كرر القيادي في التجمع الوطني النائب جمال زحالقة موقف حزبه ضمن مؤتمر صحافي للمطالبة برفع العقوبات الفلسطينية عن قطاع غزة. وشارك في المؤتمر الشيخ عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية، وبدران جابر، عن الجبهة الشعبية، ومازن العزة، عن المبادرة الوطنية، وطاهر سيف، عن حركة أبناء البلد، وفهمي شعبان، عن حزب الشعب، وجمال زحالقة، رئيس التجمع الوطني الديمقراطي، وتولى عرافة المؤتمر الكاتب راسم عبيدات. ودعا المشاركون الى رفع العقوبات الفلسطينية عن الأهل في قطاع غزة ودفع رواتب الموظفين كاملة وفورًا وضمان تقديم الخدمات الصحية وتوفير الماء والكهرباء في القطاع بشكل لائق. وطالبوا ايضًا بإتمام المصالحة ودعم مسيرات العودة. في كلمته قال النائب د. جمال زحالقة، رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي، إنه «من المخجل ان نصل الى وضع نطالب فيه برفع العقوبات الفلسطينية عن غزّة، ولكننا وصلنا الى هذا الوضع وعليه نطالب برفع هذه العقوبات فورًا وبشكل كامل». وطالب القيادة الفلسطينية «بأخذ المسؤولية عن بناء ثلاثة آلاف بيت مدمّر وترميم عشرات آلاف البيوت التي تضررت من القصف الإسرائيلي على غزة وكذلك تحسين اوضاع المستشفيات وحث مصر على فتح معبر رفح بشكل دائم». وفِي نهاية المؤتمر لخّص زحالقة المطالب مشدّدًا على ضرورة إتمام المصالحة وتحمل كل طرف مسؤوليته وعدم الاكتفاء بإلقاء اللوم على الطرف الآخر. وأكد على ضرورة رفع العقوبات والقيام بالخطوات اللازمة لوقف تدهور الأوضاع في قطاع غزة الى كارثة إنسانية تجعله غير مناسب لحياة البشر، كما أشارت تقارير دولية. التجمع الوطني الديمقراطي يدعو للتراجع عن عقد المجلس الوطني |
الحداثة في مواجهة الجيوش اللامرئية Posted: 29 Apr 2018 02:14 PM PDT بالنظر إلى التحديث الكبير، الذي طال العلاقات المتبادلة بين الأنظمة العالمية، فإن ظاهرة التحلي – ولو شكليا- بما تيسر من السلوك الحضاري، أصبح مطلبا أساسيا، حتى في أشد حالات الصراع السياسي والاقتصادي، الذي تطفو آثاره بشكل دائم على سطح هذه العلاقات، مع التأكيد المستمر على حسن النوايا تجاه الآخر، المجسد طبعا في دولة أو شعب، خاصة تفادي التصريح باحتمال التعرض من قِبله لعدوان منظم ورسمي، لأن هذا النوع من العدوان ينتمي إلى مرحلة متقادمة، من مراحل الصدامات والتوترات العسكرية، التي تحتفظ بها الذاكرة التاريخية، وتبعا لذلك أمسى مطلب التحديث يشمل كل شيء، بما في ذلك برمجة التطبيقات ذات البعد الدبلوماسي، التي تُشَنُّ بموجبها أشد الحروب ضراوة، ذلك أن فتح جبهة مباشرة ضد جهة معينة، ليس في الواقع سوى إعلانٍ صريحٍ، عن إِيقادِ فتيل حربٍ مبيتة ضد الحداثة، التي طورت على امتداد العقود الأخيرة آلياتها الأنيقة، الموظفة، في قمع وامتهان الشعوب الضعيفة أو الممانعة. واقتداء بهذا السلوك الحضاري، أمسى الجميع مطالبا بانتهاج سياسة غض الطرف، وتحاشي التعريض بأي دولة ذات سيادةٍ، يُفترض فيها أن تكون مصدر تصعيدٍ سياسي، وطرفا مباشرا في الرفع من غليان تِنَّوْرِ الحرب، حيث يُقتَصَرُ على وضعها ضمن خانة رعاة الإرهاب، كحد أقصى لاتهامها بتحللها التام أو الجزئي من مسؤولية الالتزام بالأعراف والمواثيق الدولية. ومنهجية غض الطرف هاته، هي التي تتيح للإرهاب الفعلي إمكانية احتفاظه بغموضه ومجهوليته، وهي الوضعية التي يتحقق على ضوئها الرفع من سقف التوجس الكوني، والتعبئة المستدامة، ضد قاتلٍ مُتَخيَّلٍ وملتبس أمسى خلسة مقيما بين ظلالنا. هذه الحرب الجديدة، يتم تصريفها بشكل ملموس في الألعاب الافتراضية، التي تضج بها برامج تشغيل محركات الشبكة العنكبوتية، حيث الجميع مدعوون للمساهمة بقسط ملموس، في خوض غمار الحرب الغامضة والشاملة، بمختلف فئاتهم العمرية، لا فرق في ذلك بين الأطفال، الشبابِ أو الشيوخ، فالجميع مَعْنيون بالاندماج في مشروع حروب افتراضية، من أجل التأقلم مع الاحتمالات المباغتة، والكفيل بإحباط ما يخطط له الآخر من هجمات، وبفعل استناد مروجي هذه التمارين العسكرية إلى الجانب السيكولوجي، في استقطابهم للمزيد من المتطوعين، والمزيد من الرصاصات الطائشة، فإنهم يقومون بإعداد تطبيقات عدوانية، تستجيب لنزوات القتل لدى كل الأجيال، حيث تتأتى للعموم، إمكانية معايشة الحرب والتمرن على ويلاتها وجحيمها، بوصفها حدثا حقيقيا، وليس مجرد استيهامات، وحالما يشعر اللاعب/ المقاتل باستنفاده لأهوال اللعبة/ المعركة، فإن قدراته السيكولوجية، التكتيكية، والفيزيولوجية أيضا، تلجأ إلى تجديد طافتها، بالبحث عن معارك أكثر تعقيدا، وأكثر شراسة ودموية، أو بتعبير آخر، أكثر واقعية. والملاحظ أن المختبرات التي تتحكم في إنتاج طقوس القتل، تحتاج دائما إلى مرجعيات ذات عمق مادي وملموس، في صيغة تفجيرات منتظمة، تحدث هنا وهناك، وتكون عادة معزولة ومشحونة بعنفها المأساوي، بفعل ما تخلفه من خسائر في الممتلكات والأرواح، خاصة حينما تكون مسارح الجريمة مزودة بذاكرتها التراثية والثقافية، وكافية لتأطير كل الخطابات المحايثة، التي من شانها تعميق الوعي باحتمال تجدد حدوث هجوم محتمل، بين لحظة وأخرى، بمعنى أن التحسيس بقرب حدوث الهجوم، يتحقق عبر توظيف جميع الإمكانيات التقنية والفنية، خاصة منها الأشرطة السينمائية ذات الطابع الهوليوودي، التي يتم فيها اختلاق كائنات عدوانية شريرة ومخيفة، منتمية إلى كواكب مجهولة، أو تلك المخلوقات المُجَرْثمة التي تتوالد، وتتكاثر عن طريق الخطأ العلمي بفعل تفاعلات كيماوية، غير طبيعية، أو بفعل بحوث وتجارب مقصودة في ذاتها، وكلها تحيل ضمنيا إلى الآخر الذي ينبغي المبادرة بإفنائه. من هذا المنطلق، ينبغي التأكيد على ظاهرة الجيش اللامرئي، التي أصبحت الموضوع الأثير للأنظمة التقليدية والحداثية على السواء، فلكل شعب أعداؤه الافتراضيون، الذين يكونون عادة مؤطرين بنواياهم العدوانية، بدون أن تتوافر شروط تحديد هويتهم بشكل واضح ومباشر، الشيء الذي يستدعي القيام بمبادرات استباقية، من شأنها وضع معايير ثابتة ومعلومة للهويات المعنية بالمطاردة، من أجل اعتمادها كنماذج صالحة، لتقديم تصور عام وشامل، للجيش العرمرم المندس خلسة بين الجِلْد والعظم، الذي يمكن في أي لحظة أن يداهمك، فور انفلاته من سريته. وبما أن الموضوع يحظى باهتمام العالم أجمع، ضمن إطار تعميم حالة الإيهام بقرب تطاير شظايا الكارثة، فإن التواصل الكوني، يكون قد تمكن من إيجاد حلول عملية وحاسمة، لإشكالية التفاهم التي لن تتحقق ولو جزئيا، إلا بمنطق الإجماع على أن فوبيا الآخر، قد اكتسحت الماء والهواء، مصحوبة بكل ضمانات انعدام الأمان، فما يُوحِّد بين الأمم حاليا، ليس المشاريع الاقتصادية، أو العلمية والاجتماعية والثقافية، بل الخوف الشديد من ذلك الشيطان المتخفي الذي استطاع بفعل القدرات الإعلامية والتحليلية والتنظيرية، أن يتحول إلى فكرةٍ، لها شكلُ شبحٍ، وشكلُ حالةٍ سديمية، يتعذر تطويقها ومحاصرتها. إنها الأرضية النظرية المؤهلة نسبيا لخلق أجواء التعاطف المشترك، الذي عجزت عن تحقيقه قضايا أساسية من قبيل ضحايا الحروب، المجاعات، وقوارب الموت، وضحايا التهجير القسري، فضلا عن ضحايا الأوبئة والكوارث البيئية بكل أنواعها، فكل هذه القضايا الجوهرية واللصيقة بمصير الكائن، وبحقه في الحياة الكريمة، أمست لا تحتل سوى حيز جد متواضع في حقل الاهتمامات الدولية، كما أنها أمست موضوعا ذا طبيعة مهرجانية واحتفالية، لا تلبث أن تنزوي في هوامشها المنسية، مباشرة مع انطفاء الأضواء، وعودة المحتفلين إلى ملاذاتهم، كي يجددوا آليات تحصينهم من مخاطر ذلك المجهول، الذي استطاع بجاذبيته السحرية أن يحتل مكانته المتقدمة في الحياة العامة والخاصة، حيث إمكانية فك شيفرة القاتل اللامرئي، هي الوسيلة الأنجع لتعميق وتوثيق أواصر أي قرابة محتملة بينك وبين الآخر. كما أن الإحاطة بالمعلومة المتعلقة بالغامض المدمر، هي اللغة الوحيدة التي تمتلك سلطتها الإجرائية الكفيلة بالارتقاء بالحوار إلى إطاره العقلاني والحضاري، وبالتالي، فإن جميع ما يمكن أن يحدث من كوارث صغيرة أو كبيرة، يتم إسنادها للمجهول، لأن إلصاقها به، حتما سينزه المعنيين عن كل ما يقعون فيه من أخطاء، وعن كل ما يمكن أن يوجه إليهم من إدانات، كي يكونوا في حِلٍّ من أسبابها، ومن تداعياتها، وخارج أي متابعة أخلاقـــية، أو قانونية، وفوق كل شبهة. إن المجهول الذي قد يحمل اسمك، هو المشجب الأكثر إثارة لتعليق كل ما يتعقب دولة ما من فشل وإحباطات وانزلاقات اجتماعية واقتصادية، وتعليق كل ما يمكن أن يشوب مساراتها من انحرافات. إن الخطر المتوقع من المجهول، أمسى ضرورة تاريخية وحتمية، ومبدأ استراتيجيا بالنسبة للجميع، حيث سوف نظل بحاجة ماسة إليه، في انتظار اكتشاف شكل آخر من أشكاله، فلا يمكن تخيل استمرارية نظام ما، بدون مشاجب، وبدون قمصان عثمانية النسيج. إنها شكل من أشكال المقاومة التي تسهر الحداثة على تدبيرها، من أجل التصدي لمحتمل، ليس له أن يكون بالضرورة واضحا ومعلوما. ٭ شاعر وكاتب من المغرب الحداثة في مواجهة الجيوش اللامرئية رشيد المومني |
شجب السياسات الاسرائيلية ليس معاداة للسامية Posted: 29 Apr 2018 02:13 PM PDT ليس من الاخلاق او القيم ازدراء الآخرين، ايا كان رأيهم السياسي او معتقدهم الديني او اصلهم. فالتعددية تضفي جمالا على الحياة وثراء في الفكر والثقافة. والبلد الذي تتعدد اجناسه واديانه وثقافاته يستطيع المساهمة بسخاء في تطوير المسار الانساني. ولذلك وجدت منظمات دولية عديدة للاهتمام بتشجيع التنوع وحماية التراث الانساني. ومنظمة اليونيسكو تقوم بدور ايجابي في هذا المجال، واهتمامها بالتراث والآثار موضع تقدير كبير. كما ان استهداف ثقافات الآخرين وتراثهم سلوك غير محمود. ولذلك يمكن اعتبار مبدأ التوازن بين البشر من بين عوامل الحماية المشتركة. وقد نص القرآن الكريم على دور التنوع في حماية حقوق الآخرين ومعتقداتهم وتراثهم «ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيه اسم الله كثيرا». كما ان ازدراء الاديان ممارسة سلبية يجب مقاومتها لكي لا تدمر السلم الاجتماعي والعلاقات بين البشر. وبرغم التعرض للإسلام في الاعلام الغربي الذي تجسده ظاهرة «الإسلاموفوبيا» الا ان العلماء المسلمين لا يجيزون ازدراء الآخرين أو استهداف معتقداتهم. وبرغم فظاعة احتلال فلسطين قبل سبعين عاما، الا ان هناك تمييزا واضحا بين الجانبين السياسي والديني لقوات الاحتلال. فقد وقف العرب والمسلمون، مدعومين بالقوى التحررية في العالم، ضد الاحتلال، ولكنهم لم يستهدفوا الديانة اليهودية، حتى لو استعملها المحتلون لتبرير ما يفعلونه. وعلى العكس من ذلك فان مقدسات الدين اليهودي محترمة لدى المسلمين، والنبي موسى عليه السلام يعتبر من الانبياء الخمسة الذين يطلق القرآن الكريم تسمية «أولو العزم» وهم نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد. ومن الخطأ الكبير الخلط بين الموقفين السياسي والديني. بمعنى انه في الوقت الذي يرفض العرب والمسلمون فيه السياسات الاسرائيلية في مجالات الاحتلال والتوسع وحقوق الانسان، فانهم لا يتعرضون للديانة اليهودية بشيء، ولا مجال لاستهداف الجنس اليهودي بما هو قومية او نوع بشري. ولا يجوز علماء المسلمين استهداف اتباع الاديان الاخرى بالاذى او القتل. فالقتل على الهوية جرم كبير. بالاضافة لذلك يعتبر العرب من الجنس السامي، فهم ينتمون كاليهود إلى سام بن عاد. ومعاداة السامية تعني ايضا معاداة للعرب كما هي معاداة لليهود. ولكن الواضح ان استهداف العرب لا يصنف ضمن «معاداة السامية» التي تعتبر في الغرب جريمة، ويندر ان يتعرض من يمارسها للحساب او العقاب. هذه الحقيقة يجب ان لا تلغي الحق في النقاش السياسي حول سياسات الاحتلال الاسرائيلية في ارض فلسطين. ولا بد من التمييز بين معاداة السامية ورفض السياسات الاسرائيلية. ويرى البعض ان ما يجري من سجالات لا تنتهي في الاعلام البريطاني انما هو محاولة للتأثير على السياسات الغربية ازاء «اسرائيل»، ولا يرتبط حقا بمعاداة السامية. فمن الضرورة اعتبار التعدي على كنيس يهودي او ازدراء الديانة اليهودية او استهداف حاخام يهودي بالاذى بسب زيه مثلا او اطروحاته الدينية جريمة، ولكن ليس مقبولا ان يعتبر شجب السياسات الاسرائيلية او الدعوة لمقاطعة المنتجات الاسرائيلية او استمرار احتلال الاراضي الفلسطينة جريمة. والواضح ان هذا هو الهدف من وراء اثارة قضية «معاداة السامية» وتوسيعها لتشمل السياسيين والنشطاء المعروفين بدعمهم للقضية الفلسطينية. ولا يمكن فصل استهداف رئيس حزب العمال الحالي، جيريمي كوربين، ومناصريه عن مواقفهم الماضية والحاضرة ازاء تلك القضية. كما ان الاستهداف المتكرر للسياسيين المخضرمين مثل كين ليفينغستون ينضوي ضمن محاولات منع شجب السياسات الاسرائيلية. وكثيرا ما تم التطرق لتنامي ظاهرة «معادة السامية» في اوروبا. وقد يكون ذلك صحيحا في بعض الجوانب، ولكنها تنطلق في الاعم الاغلب من محاولات السعي للتأثير على المواقف السياسية ووقف الشجب المتواصل للسياسات الاسرائيلية التي تزداد تطرفا خصوصا مع حالة الخنوع المتنامية من بعض الانظمة العربية التي تهرع للتطبيع مع قوات الاحتلال. ويوما بعد آخر تضيق اطر النقاش في هذا المجال لأن الصهيونية استطاعت التأثير على التغلغل في الاوساط السياسية والاعلامية الغربية، فاصبح اصحابها يحاولون المساواة بين رفض الصهيونية ومعاداة السامية. وهذا يؤكد تصاعد نشاط المجموعات الصهيونية وقدرتها على التأثير والنفوذ في الاوساط العالمية. ولا بد من العودة قليلا إلى الوراء. ففي العام 1975 أقرت الأمم المتحدة القانون رقم 3379 الذي يقول ان «الصهيونية أحد اشكال العنصرية والتمييز العنصري». وكان ذلك تعبيرا عن الحجم الواسع للدول والمنظمات الدولية الداعمة للقضية الفلسطينية والرافضة للاحتلال الاسرائيلي خصوصا في ربع القرن الذي اعقب تأسيس الكيان الاسرائيلي في 1948. ولكن بعد حرب 1973 الذي نجم عنه خروج مصر من دائرة الصراع مع «اسرائيل» وادى لاحقا إلى اتفاقية كامب ديفيد، برزت ظاهرتان: تراجع الموقف العربي بشكل تدريجي بغياب مصر عن ساحة الصراع، وتعمق التحالف بين أمريكا و «اسرائيل» وانعكاس ذلك على اجواء الأمم المتحدة. كما ان خطاب الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات في الجلسة العمومية للامم المتحدة في 1974 الذي رفع فيه غصن الزيتون، كان له دوره في تداعي الموقف الدولي الداعم لقضيته. وفي موازاة ذلك تصاعد النشاط الدبلوماسي الاسرائيلي خصوصا في العالم الثالث وادى إلى مد الجسور مع دول كانت في فلك منظمة عدم الانحياز. واستطاع اللوبي الغربي في 1991 الغاء ذلك القانون من قبل الجمعية العمومية للامم المتحدة، وذلك بعد سقوط الاتحاد السوفياتي وشعور الغرب بالهيمنة على شؤون العالم، وتراجع القوى التقدمية على نطاق واسع. ولم يتوقف التداعي عند ذلك الحد بل تواصل في العقود اللاحقة حتى بلغ الامر ان تتبنى دول عربية عديدة مواقف غير ودية مع الفلسطينيين واكثر تقاربا مع «اسرائيل». وهذه الظاهرة في تصاعد لتصل إلى ما لم يكن في الحسبان سابقا، فتفتح دول عربية اجواءها لتحليق الطائرات المتوجهة إلى تل أبيب. هذا التداعي هو الذي شجع العالم على استصغار شأن العالم العربي، وساهم في منع اي اجراء ضد اي عدوان اسرائيلي على الدول العربية. فبرغم تقرير الأمم المتحدة الذي ادان «اسرائيل» بمجزرة قانا في 1996 الا ان الولايات المتحدة اجهضت بالفيتو مشروع قانون أعده مجلس الامن يدينها بشكل واضح. وكانت القوات الاسرائيلية قد قتلت اكثر من مائة من النساء والاطفال الذين لجأوا إلى مقر قوات الأمم المتحدة بقرية قانا القريبة من مدينة صور في مجزرة مروعة هزت مشاعر اصحاب الضمائر. وثمة من يقول ان اثارة مسألة معاداة السامية محاولة جديدة لردع من يستهدف السياسات الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، واقامة «قبة صاروخية» تحمي سمعة الكيان الاسرائيلي وتسقط من يسعى لاختراقها، كما يحدث مع رواية «المحرقة» التي حدثت لليهود في الحرب العالمية الثانية. ومن المؤكد ان المحرقة حدثت، وهي جريمة انسانية لا يمكن التقليل منها. وبدلا من انكارها كان بامكان المفكرين والسياسيين العرب والمسلمين اثارتها على اعلى المستويات لاسباب عديدة: اولها انها جريمة ضد الإنسانية، اذ لا يجوز قتل البشر بسبب عرقهم او انتمائهم ايا كان، ثانيها انها جريمة ارتكبها الغربيون بحق اليهود وليس للعرب او المسلمين دور فيها، وبالتالي فهي لا تدينهم ابدا. ثالثا: ان الغربيين ارتكبوها ثم سعوا للتكفير عنها بمنح الضحايا وطنا في فلسطين. بينما كان المطلوب منهم اعادة تأهيل ضحايا النازية وتعويضهم مما يملكه الغربيون انفسهم. ٭ كاتب بحريني شجب السياسات الاسرائيلية ليس معاداة للسامية د. سعيد الشهابي |
فعلا… المشكلة في المركز! Posted: 29 Apr 2018 02:12 PM PDT مخطئ من يحصر الصراع في إقليم دارفور في طابعه القبلي التقليدي، ومخطئ من ينفي هذا الطابع. مخطئ من يؤرخ لبدايات الأزمة باستيلاء حكومة الإنقاذ على السلطة، ومخطئ من يتجاهل دور سياسات وتجاوزات هذه الحكومة في تفاقم النزاع وتحويله إلى مأساة إنسانية دموية أقامت العالم ولم تقعده بعد. ومخطئ جدا من يتوهم أن انحسار العمليات العسكرية في الإقليم يعني تباشير انتهاء الأزمة. الصراعات القبلية في السودان تحولت من مجرد تنازع على الموارد المهدورة إلى تطلع مشروع لمشاركة حقيقية في السلطة واقتسام عادل للثروة، خاصة وأن هذه القبائل تقطن في مراكز إنتاج هذه الثروة. هذا هو حال الأزمة في دارفور، حيث رغم الخصوصية والحيز الجغرافي، هي امتداد للأزمة الوطنية العامة الممتدة منذ فجر الاستقلال، والتي تفاقمت وتعقدت بالمعالجات القاصرة والخاطئة علي أيدي القوى الاجتماعية التي شكلت الأنظمة المدنية والعسكرية التي تعاقبت على الحكم طيلة العقود الماضية. لكن سياسات وتجاوزات حكومة الإنقاذ فاقمت الأزمة وحولتها إلى مأساة إنسانية دولية! الكثيرون كتبوا عن أزمة دارفور. ولكن، قلما نقرأ أو نستمع، مباشرة، إلى ما تقوله الرموز القبلية في الإقليم. في حزيران/يونيو 2013، شاركت في لقاء مع قيادات القبائل العربية في دارفور، فجاء حديثهم كالآتي: جوهر الأزمة في دارفور يعود إلى انعدام التنمية وغياب الديمقراطية، والحل: علاج الأزمة السودانية ككل. الأزمة في دارفور ترتبط بصراع المصالح في المركز، وسعي المركز للاستقواء بالقبائل العربية مقابل دعمنا في الإقليم. لكن، من المهم جدا أن يتفهم الجميع حساسيتنا الشديدة تجاه شعار «تحرير دارفور» الذي رفعه البعض في بدايات تفجر الأزمة. نحن نقر ونعترف، أولا: الفور هم العمود الفقري لحل الأزمة في الإقليم. ثانيا: القبائل العربية مكون أصيل في النسيج الدارفوري. ثالثا: الجفاف الذي ضرب بحيرة تشاد دفع بهجرات كبيرة للقبائل من غرب إفريقيا إلى دارفور، عرب وغير العرب. رابعا: القبائل في دارفور متداخلة، وحتى تعيين سلطان القبيلة يأتي عبر اتفاقات سياسية غير معلنة بين القبائل، مقابل أن يتكون مجلس السلطان من القبائل الأخرى غير قبيلة السلطان. خامسا: والدار، كدار الفور أو دار الرزيقات أو دار المساليت أو دار زغاوة، هي أرض مملوكة للقبيلة التي وصلت إليها إما عبر الهجرة أو الحرب. أما الحيكورة فهي حيازة يتم التحصل عليها بمرسوم سلطاني. في لا يوجد من يمتلك الأرض ملكية مطلقة، وتصوير الأزمة وكأنها بين الرعاة وأصحاب الحواكير غير دقيق. نحن ندعو إلى تفهم وضع الرعاة، ومن جانبنا نسعى لاستقرار العرب الرحل، وندرك جيدا أن هذا الأمر يشكل حساسية عالية. ومن هنا دعوتنا بضرورة عقد مؤتمر خاص بالأرض في دارفور. المستوطنون الجدد، أو المجموعات التي تستقر في غير مناطقها، هم في الأساس قادمون من غرب إفريقيا. ومع أن المجتمع الدارفوري لديه قابلية التعامل والتعايش مع أي مستوطن جديد، فإننا نطرح تطبيق قانون الهجرة على هؤلاء المستوطنين الجدد. وعلى الرغم من ذلك، فإننا كعرب سنلتزم بإخلاء أي منطقة نتهم بأننا استولينا عليها وأقمنا فيها..!! وفي النهاية نحن مع التعايش والإخاء، في إطار سودان موحد على أساس العدل وبسط الحقوق، وعلى أساس رد المظالم وإحقاق الحقيقة. وبتاريخ 18 تموز/يوليو 2013، شاركت في لقاء مع قيادات مجلس شورى قبيلة الفور، وتلخصت وجهة نظرهم في الآتي: الفور تعرضوا للنزوح والهجرة القسرية من أراضيهم مرتين في ظل سلطتين ترفعان شعار الإسلام: في عهد الخليفة عبد الله التعايشي، والمرة الثانية في عهد الإنقاذ. والأداة المستخدمة في المرتين هي المجموعات العربية، والمجموعات القادمة من غرب أفريقيا، من مالي والنيجر وبوركينا فاسو وليبيا. نحن نلمس استجابة حقيقية من قادة القبائل العربية لمجهودات بسط السلام والمصالحة. لكن المشكلة هي سيطرة الانفلات الأمني على الواقع، وعدم القدرة لمنع تدفق السلاح إلى الإقليم. وفي كل الأحوال نحن على أتم الاستعداد للجلوس مع القبائل العربية في إطار الحوار الدارفوري، بعيدا عن تكتيكات السلطة لاستخدام نزاع الأرض في دارفور لصالح أجندتها الخاصة. ومن جانبنا، فإن مكانة قبيلتنا تفرض علينا دور الأبوة والمبادرة، لذلك نحن مستعدون لتقديم تنازلات في سبيل المصلحة العامة، بما في ذلك المساهمة والمساعدة في تمدين قبائل الرعاة الرحل، العرب، وذلك في سياق الخطط الآجلة وطويلة الأمد لمخاطبة الأزمة. نحن سعينا وحاولنا إصلاح ذات البين بين المجموعات العربية المتقاتلة في منطقة جبل عامر الغنية بالذهب، وقادة الطرفين طلبوا منا، كفور، التدخل لنزع فتيل الأزمة. من وجهة نظرنا كفور، فإن مؤشرات حل النزاع في الإقليم يجب أن تشمل: الإجابة بكل النية الصافية على سؤال: من الرابح ومن الخاسر في أزمة دارفور؟. التناول العلمي والموضوعي لمسببات الأزمة، وفي قمة ذلك مسألة ملكية الأرض، والتي ازدادت تعقيدا بشح مصادر المياه، وبعد اكتشافات الذهب والبترول والمعادن الأخرى. أي اتفاقية أو مبادرة يتم النظر إليها والتعامل معها من حيث قدرتها على تحقيق السلام، وعلاج مشكلة الأرض والمسارات، وتحقيق التنمية والاستقرار. ومن هنا فإن الاتفاقات الجزئية غير مفيدة ولن تعالج أي شيء. الالتقاء والحوار بين قادة القبائل في الإقليم، دون أي تدخل من السلطة. التعامل مع أزمة دارفور باعتبارها إحدى تجليات الأزمة العامة في البلاد. أدعوك، القارئ العزيز، إلى التأمل معي مليا في حديث هؤلاء القادة، فور وعرب، حيث «الدار»/الأرض هي القاسم المشترك والعنصر الرئيسي في تفجر الصراعات الدامية بين هذه القبائل. لكن، الأهم من ذلك، ألا ترى معي توفر الرغبة الصادقة، والاستعداد الكامل، عند الجميع، عرب وفور، للجلوس معا لإطفاء الحريق، وإرساء قيم التصالح والتعافي المتبادل؟؟. فعلا، المشكلة في المركز، وليس في الأطراف!!!!. ٭ كاتب سوداني فعلا… المشكلة في المركز! د. الشفيع خضر سعيد |
السياسة ليست جريمة Posted: 29 Apr 2018 02:12 PM PDT موت السياسة وموت الأحزاب حقيقة ماثلة في مصر اليوم، لكنها ليست قدرا مكتوبا على الجبين، ولا هي من طبائع التكوين المصري كما يروجون، وتلك عقدة لن تحل بمناقشات عبثية دائرة الآن، وزادت وتيرتها بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة. وتحمس بعضها لفكرة إنشاء «حزب دولة» جديد، أو «حزب للرئيس»، مع أن الرئيس نفسه قد لا يكون مستريحا لاختيار فات أوانه وبهتت جدواه بعد ثورتين. وقد لا يجادل أحد في حيوية المصريين الهائلة، وهذه ظاهرة تفاجئ منكريها دائما، ويتجلى فيها سحر المصريين، الذين قادوا الثورة الشعبية الكبرى في 25 يناير 2011، وموجتها الأعظم في 30 يونيو 2013، وفي جولات أخرى سبقت ولحقت، تدفقت فيها عشرات الملايين إلى الشوارع والميادين، في تحرك سلمي جبار، لم يصل بعد إلى غايته المثلى، ليس بسبب نقص في الحيوية السياسية للمصريين، ولا بسبب هجران المصريين الخلقي للسياسة كما يدعون، بل لسبب آخر أكثر وضوحا، هو أن حركة المصريين السياسية بدت شبه تلقائية، وأقرب إلى تلبية دعوات منها إلى اتباع قيادات. فلم تصادف الثورة المصرية حزبا يشبهها في الميدان، يقدر على الانتقال بها من صخب الميدان إلى صنع القرار في البرلمان، وظلت أسيرة لصور من التحايل باسمها، ولحروب أقنعة أشبه بالحفلات التنكرية، تنتحل فيها جماعات من الثورة المضادة صفة الثورة نفسها، وعلى طريقة انتحال الإخوان واليمين الديني لصفة ثورة 25 يناير، أو انتحال جماعات فلولية لصفة الهبة في 30 يونيو، بينما كانت جماعات الدعوة للثورة، من نوع «كفاية» وأخواتها و»تمرد» وأخواتها، قد ذابت قوتها مع تحقق دعواتها، فأدوارها كدور «ذكر النحل»، الذي يلقح الملكة فيموت، بينما لم يعقبها سعي جدي لإنشاء حزب للثورة اليتيمة، يتقدم لقيادة حركة الناس من أطوار الاحتجاج إلى مراحل التغيير، ويعيد تشكيل المشهد السياسى الأمامي، الذي ظل حكرا لجماعات مصالح معادية للثورة بطبيعتها، تملأ قلوب الناس بالغيظ والقنوط والحسرة، اللهم إلا في حالات مواجهة مخاطر تهدد سلامة الكيان الوطني المصري، وعلى طريقة الإجماع الشعبي في تحدي مخاطر الإرهاب واجتثاث جماعاته، وهو ما تحقق فيه نجاح لا تخطئه العين البصيرة. وبالطبع، فليست مسؤولية الدولة أن تنشئ أحزابا، ولا هي مسؤولية الرئيس، فالأحزاب لا تنشأ بإرادات فوقية، والسياسة لا تحيا من مواتها بقرار جمهوري، وإلا نكون كررنا عبثا اتصل على مدى أربعين سنة، بدأت بقرار الرئيس السادات إنشاء منابر، فأحزاب ثلاثة أواخر عام 1976، لم يكن القصد فيها خلاصا من وضع التنظيم السياسي الوحيد «الاتحاد الاشتراكي العربي» وقتها، ولا التدرج في طريق تعدد الأحزاب، بقدر ما كان القصد تسويغ ما جرى بعد حرب أكتوبر 1973 بالذات، وإكمال مظاهر الانقلاب على اختيارات ثورة 23 يوليو 1952، وإزالة أي صور ديكورية قد تنتسب إلى مواريثها، وبدليل أنه جرى استنساخ فكرة التنظيم الواحد في صور أخرى، يلصق فيها اسم رئيس الدولة على رأس حزب، تهرول إليه جماعات المنتفعين، وعلى طريقة «حزب مصر العربي الإشتراكي»، الذي سرعان ما جرى تجاوز اسمه، بسبب الدلالات الرمزية لكلمات مثل «العربي» و»الاشتراكي»، وهي إشارات لم تعد مطلوبة بعدما كان جرى وقتها، من انتفاضة الشعب المصري الأخيرة ضد حكم السادات في 18 و19 يناير 1977، ثم مواصلة الانقلاب على ثورة 1952، بانفتاح السداح مداح، وتكوين طبقة القطط السمان، ووضع البلد تحت وصاية الأمريكان، وانفتاح اليمين الديني المدعوم بفوائض «البترودولار» الخليجية، وصولا إلى عقد ما يسمى معاهدة السلام مع إسرائيل، وكلها أوضاع شجعت على إزالة ما تبقى من أقنعة والخلاص من ألفاظ قد توحى بنسب ما إلى الثورة المغدورة، وقرار السادات إعادة تسمية حزبه باسم «الحزب الوطني» على سبيل النكاية من معنى الوطن نفسه، وتعديل نص الدستور المقيد لمدد الرئاسة، وجعل تجديدها وتمديدها جائزا إلى آخر نفس في الروح، وهو ما لم يستفد به السادات شخصيا مع اغتياله في حادث منصة 6 أكتوبر 1981، وترك الجمل بما حمل لخلفه مبارك، الذي واصل رحلة الحزب الواحد برئاسته، وجعل الحكم له تلقائيا ودائما، وقنن عبث التعدد الحزبي الصوري، وأعطى لثلاثة أحزاب معارضة حصصا و»كوتات»، تفاوتت بحسب تقلبات ميول الرضا السامي. ثم أضاف لحساب «الكوتات» حصة تزايدت لتيار اليمين الديني، الذي واصل انتفاخه المرضي على السطح السياسي، وعلى أن يبقى كل طرف في مكانه، ويبقى الحكم حكرا لحزب الرئيس، الذي تحول إلى صناعة خاصة لجهاز مباحث أمن الدولة وقتها، وبتداخل وتعاون مع طبقة مليارديرات النهب الجدد من حول بيت الرئاسة. وبتحول تنامى مع النصف الثاني لحكم مبارك الذي امتد لثلاثين سنة، كان جوهره تحولا عائليا في الرئاسة، فرض دورا توريثيا لجمال مبارك، كانت نهاية قصته في ثورة 25 يناير 2011، وبطريقة كشفت خواء وعبثية شبح حمل اسم الحزب الوطني، فلم يستطع الحزب ـ إياه ـ تحريك حجر في الشارع، اللهم إلا على طريقة «موقعة الجمل» الفاضحة لخيبة الأمل، فقد تحرك الشعب، وركل بقدمه الشريفة قوائم حكم مبارك الأب والابن. كانت تلك نهاية قصة الحزب الواحد، وبقرار شعبي نهائي بات لا يحتمل النقض، أيده القضاء المصري بحكم حل ما كان يسمى «الحزب الوطني» تماما، كما أيد حل «حزب الإخوان» بعد 30 يونيو 2013، فقد كان الحزب الوطني والإخوان صنوان متنافسان، توازى حضورهما على مسرح الحوادث المصرية في الفترة التاريخية ذاتها، وفي ظروفها ذاتها، صحيح أن جماعة الإخوان عمرها الآن تسعون سنة، لكنها تضخمت، كما لم يحدث في تاريخها لا من قبل ولا من بعد، بمعية حكم السادات فمبارك، وقد جرى تقاسم الأدوار وظيفيا، فكانت كراسي الحكم لجماعة النهب، بينما تركت كراسي المجتمع لجماعة اليمين الديني. وبعد الثورة، جرى تبادل الأدوار، وكأن الثورة قامت لتحكم الثورة المضادة، وهذه هي المفارقة الصادمة، التي ما من فرصة لتجاوزها، سوى بإطلاق سراح المجتمع، وإخلاء سبيل السياسة، وإتاحة فرص التنفس بحرية، وتفكيك القيود على حريات ثلاث، حرية التنظيم وحرية التعبير وحرية الحركة، ليس باصطناع أحزاب، وفرضها على الناس، ولا بالعودة إلى تكرار دعوات ضالة، من نوع إنشاء حزب دولة جديد، لن تكون صورته أفضل من سلفه الحزب الوطني، ولن يختلف مصيره أبدا، وربما يفسر ذلك بعض ما يجري، من نوع تردد الرئيس ـ وربما إحجامه ـ في قبول الدعوات الملحة من جماعات المصالح، فما كان قبل الثورة لا يصح عوده بعدها، خاصة بعد ما تكشف من سوء المصائر. وأسلم الطرق دائما هو الخط المستقيم، وقد مرت مصر في السنوات الأخيرة بفترة إرهاب وحشي لا ينكرها سوى العميان، واستدعى ذلك أوضاعا طارئة، من نوع مضاعفة نفوذ أجهزة الأمن، والفرض المتكرر لحالة الطوارئ، وقد آن لمصر أن تتخفف من ذلك كله، حتى لو جرى التخفف بالتدريج، خصوصا بعد النجاح اللافت للجيش المصري في عملية سيناء، وتقدم العمل لاقتلاع شتلة الإرهاب الرئيسية، وبتأييد شعبي واسع، وهذه تطورات قد تشجع على تفكيك بعض أحوال الطوارئ، وربما الاكتفاء بتشديدات وتغليظات جرت على نصوص قانون مكافحة الإرهاب، وبلورة تمييز فاصل بين الإرهاب والسياسة، ووضع خطوط حمر متفق عليها، لا يقبل فيها أحد تسامحا ولا تصالحا مع الإرهاب وجماعاته، فالسلاح لا يواجه بغير السلاح، وخطط الإرهاب لا تواجه بغير محاكمات عادلة ناجزة، وبتغيير اجتماعي اقتصادي على مدى أطول، تدعمه عملية إحياء لموات السياسة، وتفكيك الاحتقان السياسي، والمبادرة إلى إصدار «قانون عفو عام»، ينهي مظالم تراكمت بالقصد، أو باختلاط الظروف، ويطلق سراح كافة المحتجزين بالسجون من غير المتهمين في عنف وإرهاب فعلي، وينطوي على «جبر ضرر» كافة الضحايا بدون تمييز، وقد سبق للرئيس أن أصدر قرارات عفو عن مئات، والمطلوب تطوير المبادرات، وإطلاق سراح آلاف من غير المتهمين بإرهاب فعلي، وبمقدور الرئيس أن يفعلها، وإن كانت في ذاتها ردا لحقوق، وليس إحياء للسياسة بالضرورة، فثمة خطوات أخرى، نظن أنها ممكنة وواجبة، إنهاء لحالة انسداد الأفق، وفتحا للمجال العام، أولها ـ بالبداهة ـ رد الاعتبار للدستور، والتقدم من وضع السلطة القابضة إلى وضع النظام السياسي، والدستور ـ لاغيره ـ هو جوهر النظام السياسي، واستسهال العبث بالدستور انقلاب على النظام السياسي، وسوابق العبث بالدستور تشي بمصير اللواحق، بينما احترام الدستور هو طريق السلامة، فلا معنى مقبول لكلام عن تعديل دستور قبل تطبيقه الملزم، وفي الدستور الحالي ما يكفي من ضمانات، يوفر تطبيقها حريات التعبير والتنظيم والتحرك مع الناس، وبكافة الوسائل السلمية الدستورية، فالأحزاب لا تنشأ بقرارات من فوق، ولا تنشق ولا تندمج ولا تختفي بقرارات دولة، وكلما كانت الأحزاب كائنات شعبية طليقة حرة، زاد الطلب على السياسة وصناديق الانتخابات، وزادت فرص التداول السلمي، وصارت السياسة نعمة لا نقمة ولا جريمة. كاتب مصري السياسة ليست جريمة عبد الحليم قنديل |
«صفقة القرن»:منطلقها فلسطين ومحورها سوريا ومنتهاها إيران؟ Posted: 29 Apr 2018 02:12 PM PDT «صفقة القرن» مشروع سياسي ارتدادي تصفوي، صاحبه دونالد ترامب. عنوانه تصفية قضية فلسطين لمصلحة الكيان العنصري الاقتلاعي الصهيوني. العنوان وحده لا يلخّص مضمون المشروع. ثمة أبعاد له وأغراض لا تقلّ خطورة عن تصفية قضية فلسطين، بل لعلها أخطر وأشمل ويمكن إجمالها بتصفية قضية العرب بما هي قضية حريتهم وتحررهم ونهضتهم ووحدة بلادهم وحقهم في العدالة والتنمية والفعل الحضاري. هذا المشروع الارتدادي التصفوي المتكامل صبّ ترامب أخيراً على نيرانه المتأججة زيتاً باعتراف أمريكا بالقدس عاصمةً لـِ»إسرائيل» ونقْل سفارتها إليها. رَفَد ذلك لاحقاً بما سماه «مبادرة سلام معدّلة» تنصّ على عودة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى التفاوض على قضايا الحل النهائي وترك ملف القدس إلى المرحلة النهائية. الفلسطينيون عموماً، شعباً وتنظيمات، رفضوا «صفقة القرن»، ومحمود عباس رفض مبادرة السلام المعدّلة. الهجوم الصهيو- أمريكي مستمر ومتطاول، وفي مواجهته تتصاعد مقاومةٌ فلسطينيةٌ متعاظمة في الوطن والشتات. الهجوم الصهيو- أمريكي متعدد الجبهات. ها هو يمتد في هذه الآونة إلى سوريا، ومن ثم الى إيران. وزير الحرب الإسرائيلي افيغدور ليبرمان شدّ رحاله الى واشنطن، حيث اجتمع إلى وزير الدفاع جيمس ماتيس، ومستشار الأمن القومي جون بولتن وبحث معهما ما وصفه بأنه «التوسع الإيراني في الشرق الأوسط، خصوصاً في سوريا». هدّد قائلاً: «كل موقع نرى فيه محاولة لتموضع ايران عسكرياً في سوريا سندمره، ولن نسمح بذلك اياً كان الثمن». في موازاة تهديدات ليبرمان، أبرز مندوب «إسرائيل» في الأمم المتحدة ما زعم انه «خريطة تبيّن أن إيران جنّدت اكثر من 80 ألف مقاتل شيعي في سوريا، وأن قاعدة التدريب تبعد نحو ثمانية كيلومترات عن دمشق». ألا توحي مزاعمه بعدوان وشيك؟ وزير الدفاع ماتيس أعلن خلال جلسة استماع في لجنة شؤون القوات المسلحة داخل مجلس الشيوخ أن الولايات المتحدة «تعتزم توسيع محاربة «داعش» من خلال إشراك دول المنطقة، ونحن لا نسحب قواتنا الآن، وأنا واثق أننا سنأسف إذا سحبناها والفرنسيون أرسلوا قوات خاصة إلى سوريا لتعزيز مهمتنا خلال الأسبوعين الماضيين، وستشاهدون جهداً جديداً في وادي الفرات في الأيام المقبلة». من الواضح، اذن، ان ثمة ترتيبات عملية يقوم الامريكيون بإعدادها لتنفيذ خطة واسعة النطاق في وادي الفرات تبدأ من شماليّ شرق دير الزور وقد تنتهي في اطراف محافظة الحسكة. اللافت في هذا المجال، انطلاق عملية واسعة لنقل مقاتلي «داعش» و»النصرة» الذين أرغموا على الانسحاب من دوما وسائر قرى غوطة دمشق الشرقية إلى بلدات وقرى وادي الفرات، بغية تحشيدهم وتنظيمهم في وحدات مقاتلة تعمل إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية الكردية («قسد») المتعاونة مع القوات الامريكية والقوات الفرنسية الخاصة، التي جرى نشرها اخيراً شمال وادي الفرات. الى ذلك، لا يستبعد مسؤولون سوريون وروس ان تتمحور أغراض الخطة الامريكية في إقامة كيان انفصالي شرق الفرات قوامه عشائر عربية تديرها قيادات سورية موالية للسعودية. كما لا يستبعدون أيضاً ان تنطوي هذه الخطة على إقامة كيان كردي سوري منفصل عن حكومة دمشق المركزية، بغية تعزيز دور الأطراف السورية المعارضة في أي مفاوضات قد تجري لاحقاً للبحث في تسوية سياسية للأزمة. للهجوم الصهيو- امريكي وجهان اقليمي ودولي يتمثّلان بالضغوط التي تمارسها «إسرائيل» في أمريكا واوروبا من أجل إلغاء الاتفاق النووي مع إيران. ترامب يبدو متجهاً الى اعتماد خيار الإلغاء، بعدما بات واضحاً أن إيران لن توافق على اي تعديل لنص الاتفاق، وأن غالبية دول اوروبا ترى مصلحتها في الإبقاء عليه. إذا ركب ترامب رأسه وألغى الاتفاق، ماذا ستكون خطوته التالية؟ ثمة احتمالان: الأول، أن تقوم إدارة ترامب بفرض عقوبات إضافية قاسية على إيران والضغط على دول اوروبا لمجاراتها في هذا السبيل. الثاني، أن تقوم أمريكا بالتحالف مع فرنسا وبريطانيا وبعض دول الخليج، بعمليات عسكرية متصاعدة لإرهاق ايران في سوريا وصولاً إلى إخراجها منها. ذلك يؤدي، في رأي انصار هذه المقاربة، الى تحقيق هدفين إستراتيجيين: حماية «اسرائيل» وإبقاء يدها هي العليا في غرب آسيا، وإضعاف نفوذ روسيا ما يساعد امريكا واوروبا ودول الخليج على الاستئثار بالمكاسب المرتجاة من مرحلة إعادة إعمار سوريا بعد الحرب. إلى ذلك، تميل القيادات المتشددة في «الدولة العميقة» داخل الولايات المتحدة، كما قيادات اليمين الإسرائيلي الحاكم الى الاعتقاد بأن روسيا ستتهيّب مواجهة التحالف الامريكي- الاوروبي- الخليجي في الساحة السورية، مخافةَ الوقوع في مستنقع استنزافٍ طويل الأمد لا طاقة لها على احتماله. كما تعتقد هذه القيادات بألا تداعيات عسكرية خطيرة لقيام إيران بالردّ على أطراف التحالف المعادي بالعودة إلى تخصيب اليورانيوم بنسبةٍ مئوية عالية لعدم جدواه، كونها ملتزمة دينياً وسياسياً بموقف المرشد الراحل الامام الخميني بتحريم صنع أسلحة نووية. كيف تراهما تردّان روسيا وإيران؟ بات واضحاً أن موسكو حزمت أمرها وقررت تزويد سوريا منظومةَ دفاعٍ جوي متطورة من طراز S-300 من شأنها إعاقة حركة سلاح الجو الإسرائيلي، وربما تكبيده خسائر فادحة في حال تصعيد اعتداءاته داخل الأراضي السورية. إيران تبدو مصممة وقادرة، على مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية على قواعد تمركزها في سوريا، بل على الردّ في العمق الإسرائيلي إذا اقتضى الأمر. وثمة بين المتخصصين في الشؤون الإيرانية مَن يعتقد ان تصعيد لهجة العداء الصهيو- امريكي والمباشرة في ترجمته على الارض سيدفع القيادة الإيرانية العليا إلى إعادة النظر بموقفها السلبي من صنع قنبلة نووية وذلك باتجاه تصنيع أحد اسلحة الدمار الشامل لتحقيق توازنٍ فاعل في الردع كاللجوء، في الاقل إلى تصنيع اسلحة نووية تكتيكية (للمدى القصير) ووضعها في متناول مقاتلي قوى المقاومة السورية واللبنانية والفلسطينية، الأمر الذي يُلحق بالكيان الصهيوني خسائر بشرية ومادية لا تُحتمل. قيادات «إسرائيل» تدرك هذه المخاطر والعواقب الهائلة، لذا يدعو بعضها الى استباق المصير الكارثي لكيانها الهشّ، بشنّ حربٍ تدميرية شاملة على إيران في الحاضر، طالما ميزان القوى ما زال يميل لمصلحة «'سرائيل» بفضل دعم الولايات المتحدة، قبل ان تنجح ايران في المستقبل المنظور، وبدعم من حلفائها، بتحقيق توازنٍ رادع وكاسرٍ لإرادة «اسرائيل» وأمريكا معاً. «إسرائيل» لن تتخذ بالتأكيد قرار الحرب على إيران إلاّ بموافقة امريكا وبدعمٍ سخي منها، وربما بشرط مشاركتها فيها. العقل والمنطق يجزمان بأن امريكا لن تنزلق الى اتخاذ قرارٍ جنوني من هذا الطراز لأنه ما زال في أروقة «دولتها العميقة»، ولاسيما في الكونغرس والبنتاغون، من العقول والإرادات ما يعصمها من نزق ساكن البيت الابيض وغلّه الأسود. هكذا يتضح أن «صفقة القرن» منطلقها فلسطين ومحورها سوريا ومنتهاها ايران، فهل كثير على قوى المقاومة في مشرق العرب اختصار مسار الآلام باجتراح نهاية قريبة للحرب الدائرة في سوريا وعليها؟ كاتب لبناني «صفقة القرن»:منطلقها فلسطين ومحورها سوريا ومنتهاها إيران؟ د. عصام نعمان |
ماذا سيحصل لأطباء الجزائر؟ Posted: 29 Apr 2018 02:11 PM PDT يقوم الأطباء المقيمون في الجزائر بإضراب عن العمل والدراسة، منذ نوفمبر 2017، ليكون بذلك من أطول الإضرابات التي عرفتها الساحة الاجتماعية في الجزائر، في السنوات الأخيرة. ليس الطول وحده هو الذي يميز هذا الإضراب الذي لجأ له الأطباء، بل ما عرفه كذلك من أشكال تفاوض وبروز قوى لنخبة طبية شابة من الجنسين، عبّرت عن قدرة كبيرة في تأطير هذا الإضراب الطويل الذي واكبه تكوين تنسيقية، تم تسييرها حتى الآن بشكل ديمقراطي، تنفذ فيه القيادة ما تقرره القاعدة في جمعيات عامة للأطباء على المستوى الوطني. تنسيقية رغم عدم حصولها على الاعتراف القانوني، الذي لم تطلبه حسب علمي، إلا انها نجحت في ربح معركة الرأي العام والحفاظ على الحركة من الاختراق والتعفن، كما يحصل عادة في مثل هذه الحركات الاحتجاجية التي تطول، بدون ان تتمكن من تحقيق مطالبها. إضراب بدأ يتعرض إلى تضييق جدي من قبل السلطات في المدة الأخيرة، عبر عنه منع المسيرة التي نظمها الأطباء أمام مقر البرلمان، في وقت كان يناقش فيه النواب قانون الصحة، الذي اتخذت منه الكثير من الفئات المهنية مواقف نقدية واضحة، وطالبت قوى سياسية معارضة داخل البرلمان بسحبه، ليقوم نواب الموالاة، كما هو متوقع، بالموافقة عليه هذا الأسبوع، على مضض، بعد إدخال تعديلات عديدة عليه. هذه المسيرة الأخيرة للأطباء التي واجهتها قوات مكافحة الشغب، بعنف لم يظهر في المسيرات السابقة التي استطاعت التنسيقية تنظيمها في أكثر من مدينة جزائرية، كقسنطينة ووهران، وحتى تلك المنظمة بالعاصمة، التي مازال المنع ساريا داخلها على كل تظاهر في شارع. وزارة الصحة التي لجأت في سياق التشدد نفسه، إلى إصدار قرار تسخير الأطباء هذا الأسبوع، بعد أن امتنعوا من جانبهم عن عدم القيام بالحد الأدنى من النشاط المهني بأقسام الاستعجالات الطبية، كما ينص على ذلك القانون المنظم للإضرابات في الجزائر. إجراء تصعيدي لجأ اليه الأطباء كاحتجاج منهم على العنف المستعمل ضدهم، من قبل قوات الأمن وهي تقوم بمنع مسيرتهم العاصمية. عنف، يمكن ان يظهر أكثر في المستقبل القريب، بمناسبة هذا الإضراب الذي طال، بدون ان يجد الحل. نتيجة عدة عوامل متعلقة بمطالب الاضراب ذاتها وبالإطار السياسي العام الذي يحصل فيه، والذي أكده قانون الصحة المعروض للمصادقة على البرلمان هذا الأسبوع. فالمطالب هذه المرة، تطرح مسألة تسيير القطاع الصحي برمته، من خلال مسألة الخدمة المدنية، التي مازالت مفروضة على الأطباء المتخصصين، دون غيرهم من خريجي الجامعات، والتي يطالب المضربون بإعادة النظر فيها وفي شروط تأديتها السيئة، التي أفرغتها من محتواها الإيجابي المعلن في الأصل وراء هذا القانون (توفير خدمة صحية متخصصة لأبناء المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية). قضايا تسيير القطاع الصحي العمومي التي تحيل إليها مطالب إضراب الأطباء التي تطرح بحدة المسألة الاجتماعية في الجزائر، التي ترفض الحكومات المتعاقبة مواجهتها بجدية وبشكل علني، لكلفتها السياسية الباهظة، ما يجعلها تتقدم خطوة وتعود إلى الوراء خطوتين، يشجعها في ذلك الطابع الريعي السائد للاقتصاد الذي يغطي على كل عيوب التسيير مهما كانت. حكومات متعاقبة تعودت على اللجوء إلى سياسة التمويه والبت في مثل هذه القضايا الحيوية خارج مؤسسات الدولة الرسمية، التي كان يفترض فيها أن تكون مجالا للنقاش واتخاذ القرار، رغم ان الساحة الإعلامية وحتى السياسية لا تتوقف عن طرح مثل هذه الأسئلة التي كونت هاجسا فعليا للمواطن الفقير، الذي يشعر بأن هناك شيئا ما يقرر ضده، لكن لا يعرف متى يظهر له، فهل ستتم خصخصة الخدمات الصحية هذه المرة؟ متى تلغى مجانية العلاج؟ إلى متى سيبقى التعليم العالي بالمجان كما هو الآن الخ؟ في جو سياسي وفكري سادت فيه الطروحات النيو- ليبرالية بشكل علني ومفضوح بين النخب الحاكمة والمعارضة. أسئلة تكرست بمناسبة هذا الإضراب الطويل الذي يقوم به أطباء الجزائر، الذين تمكنوا من اقتراح بديل جديد في تسيير حركتهم الاحتجاجية، لم يتعود عليه المفاوض الرسمي، الذي كان ينتظر أن يجد أمامه شبابا وشابات بدون تجربة، سيتمكن منهم، بعد أسبوع أو أسبوعين، باختراقهم أو رشوتهم بوعود، كما تم التعود عليه من قبل المفاوض الرسمي في حالات كثيرة أخرى، إصرار الأطباء وتعنت الطرف الرسمي الذي قد يقود هذا الإضرابات إلى نهايات غير مسبوقة، كما تم تداوله في المدة الأخيرة، بعد تداول خبر تقديم استقالة جماعية للأطباء! بعد ان قاطعوا الامتحانات المؤهلة لنهاية الدراسة للمرة الثانية. نهاية إضراب حزينة، استقالة جماعية ومغادرة للجزائر التي ستؤكد للمرة الألف ما هو معروف عن الجزائر منذ سنوات كبلد ونظام سياسي طارد لنخبه وأبنائه المتميزين علميا. ليكون المستفيد دائما هو الطرف نفسه: فرنسا، وربما هذه المرة كندا كذلك، بعد ان تنوعت هجرة الجزائريين داخل سوق دولية معولمة للكفاءات. ستستفيد فرنسا وكندا، لأسباب متعلقة بمسألة اللغة أصلا وبمنطق الهجرة التاريخي، بدون ان تستثمر هاتان الدولتان سنتيما واحدا في تكوين هؤلاء الأطباء والطبيبات الشباب (بالمئات)، الذين يتمتعون بتكوين مقبول جدا، وقابل للتحسن بسرعة، إن وجد إطار العمل الجيد الذي لم يتوفر لهم في بلدهم. إضراب الأطباء، المرشح لنهاية حزينة ونحن على أبواب شهر رمضان وعطلة الصيف، ستخمد فيه الحياة السياسية، يذهب فيه الناس إلى عطلهم. إضراب يؤكد للمرة الألف فشل النظام السياسي في تسيير ما بنته الدولة الوطنية ذاتها في الجزائر، على أكثر من صعيد. فالدولة الوطنية استثمرت، علًمت وانتجت نخبا متنوعة، يفشل النظام السياسي، الذي يعيش حالة ركود سياسي رهيب، تحت حكم الشيوخ، في تسييرها ومنحها شروط العمل والحياة في بلدها، ليكون مصيرها الطرد والهجرة القسرية، نحو الضفة الشمالية للمتوسط التي ستستقبلها بالأحضان، مع بعض النفاق الشكلي الضروري في الأول. في وقت تشكوا أوروبا من حالة شيخوخة ديموغرافية وتطبيق فعلي لسياسة الهجرة الانتقائية، التي طورها يمينها الحاكم، في أكثر من حالة وطنية، منذ سنوات، لصالح قطاعات محددة تشكو من تنافس قوي، على غرار قطاع الصحة بخدماته الصحية والبحث العلمي المرتبط به، الذي يعتمد في جزء كبير منه على هذه الهجرة. التي ستكون في استقبال المسؤول الجزائري، عندما يأتي هو وعائلته للتداوي والاستفادة من خدماتها، عندما يمرض ولا يجد من يستقبله في بلده. كاتب جزائري ماذا سيحصل لأطباء الجزائر؟ ناصر جابي |
الأسطورة «محمد صلاح»… الأمور في نِصابها Posted: 29 Apr 2018 02:11 PM PDT كان المُفكر الجزائري مالك بن نبي مُحقًا حين قال «عندما يسيطر التشويش وانعدام التماسك على عالم الأفكار تظهر علاماتهما في أبسط الأعمال، وعندما يمس انعدام التماسك في عالم الأفكار العلاقات المنطقية، يجب أن نتوقع سائر أنواع اللبس في العقول». ربما كانت المبالغة في تناول الأحداث وتضخيمها، أبرز مظاهر انعدام هذا التماسك في عالم الأفكار، حين يخرج ذلك التناول من الأُطر المنطقية المقبولة إلى حالة من الشطط. يعيش العالم العربي والإسلامي حالة من تنازُع الأفكار والتقييم لشخصية مصرية انتقلت إلى العالمية، وأعني اللاعب الموهوب محمد صلاح، الذي يلعب في صفوف ليفربول الإنكليزي، وأصبح الوجه الأبرز في وسائل الإعلام والسوشيال ميديا، وبات بدون مبالغة الشخصية المصرية الأكثر تأثيرا، ولو فُرض أنه رشّح نفسه لانتخابات رئاسية فيقينًا سوف يُحقق فوزًا كاسحًا. طرفٌ من أطراف هذا التنازع اعتبر صلاح ورقة جهّزها نظام السيسي في مصر ولمّعها، للتغطية على فشله وسوء إدارته للبلاد. فلئن كان النظام بالفعل يحاول استغلال نجاحات صلاح، إلا أن أصحاب هذا الاتجاه في التناول بالغوا في الأمر عندما تجاهلوا أن اللاعب المصري لم تكتب له هذه الشهرة إلا بعد أن غادر بلاده التي لفَظَتْه فيها أنديةٌ عريقة، وحقق شهرته بالعرق والتعب، فلا مجال للقول أنه أحد أدوات النظام، بل هو من التعسف الواضح، فهل وصول محمد صلاح إلى هذه المكانة يضاف إلى إنجازات السيسي؟ لا أرى أن هناك رابطًا أو صلة، فهو ضمن المواهب المهاجرة من مصر والدول العربية بصفة عامة، إلى حيث الغرب الذي يهتم باحتضان هذه المواهب والثروات المُهدرة في أوطانها. الشعب المصري يعيش في حالة من اليأس والإحباط والقهر، واهتمامه الزائد بمحمد صلاح يعكس تطلعاته إلى أي صورة مُبهجة تسكّن ألمه، ولو لم يجْنِ منها فائدة مادية، ومن حق هذا الشعب المقهور أن يفرح، فلا داعي لإقحام اللاعب في الشأن السياسي. لقد أُقحم صلاح رغما عنه في الشأن السياسي بالفعل، عندما انطلق الإعلام المصري يُحذر من الاستقطاب الإخواني لصلاح، وجعلوا ينتقدون لِحْيتَه وسجودَه عقب تسجيل الأهداف، وزاد الإعلام من صيحاته التحذيرية، عندما أثنى الداعية السعودي عائض القرني على اللاعب، باعتباره واجهة مشرفة للمسلمين في أوروبا، واعتبروا هذا الكلام من الداعية – الذي ينسبونه إلى الإخوان – لونًا من ألوان الاستقطاب. إذا خرجنا عن جغرافيا مصر، سنجد أن بعض الناشطين العرب ذهبوا بشأن محمد صلاح مذهبًا بعيدا، واعتبروا أن اهتمام الإنكليز به وتكريمه يدخل ضمن إنفاذ مخططات الغرب تجاه المسلمين والعرب، لإغراقهم في شؤون تلهيهم عن قضاياهم الأساسية، بل اعتبر البعض محمد صلاح جزءًا من النشاط الاستشراقي المعاصر، وعدّهُ آخرون عنصرًا من عناصر القوة الناعمة البريطانية. أنا لا أنكر أن إلهاء الشعوب الإسلامية مطلبٌ غربي، لكن هذا الكلام أعتقد أنه قيل في غير مناسبته، فالجماهير الأوروبية لا يقل جنونها الكروي عن الجماهير العربية بل هو أشد، ولَعلّنا نطالع باستمرار أنباء المعارك الطاحنة بين مشجعي الفرق الأوروبية المتنافسة، وكرة القدم أصبحت تجارة رابحة، وجزءًا أساسا في اقتصاديات الدول. ومن ناحية أخرى فهناك العديد من اللاعبين المسلمين العرب في صفوف الأندية الأوروبية، لكنهم لم يحظوْا بهذا الاهتمام البريطاني والعالمي، فتكريم اللاعب والاحتفاء به جاء بسبب إنجازاته بدون شائبة تكلف. وفي الجهة المقابلة، هناك من يتناول اللاعب المصري العالمي بصورة مُغالية، واهتمامٍ مبالغٌ فيه، وقاموا بتصويره على أنه مهدي الأمة المنتظر. من أشد ما أدهشني في هذا المضمار، قول أحد الإعلاميين: «محمد صلاح جمع السنة والشيعة في لبنان على مقهى واحد»، ولست أدري من أين للإعلامي المصري صاحب هذا التصريح بتصنيف رواد المقاهي في لبنان ومعرفة هُوياتهم، لكنها لقطة درامية استهلاكية لتجسيد القوة الناعمة المصرية. ما شاء الله، التقارب بين السنة والشيعة الذي لم تُحققه المجامع والمؤتمرات وجهود العلماء والمفكرين، تُحققه أقدام اللاعب محمد صلاح، أي هراء هذا؟ ومما يثير الضحك حتى البكاء، تعويل بعض الطيبين على اللاعب محمد صلاح في نشر الإسلام في ربوع أوروبا، ويحضرني في ذلك موقف طريف حدث لأحد الإسلاميين في مصر، عندما مر رجلان بجانبه، يقول أحدهما للآخر مُعرِّضًا بهذا الإسلامي: «محمد صلاح هو الذي سينشر الإسلام في أوروبا، وليس كمثل هؤلاء الذين يريدون نشره بالتفجيرات والإرهاب». أنا لا أُقلّل قطعًا من دور الأخلاق في نشر الإسلام، ونعلم جميعا أن الإسلام انتشر في كثير من البلاد النائية عن طريق أخلاق التجار المسلمين، ولا أُقلّل من تأثُّر بعض البريطانيين بأخلاق محمد صلاح، لكن ينبغي ألا نضخم الأمر، فالإعجاب باللاعب ليس طريقا لأن يعتنق أهل بريطانيا الإسلام، فهم يعشقون أقدام صلاح وأهدافه بالدرجة الأولى، وهذا ما يهمهم. هذا الكلام يجعلنا كمسلمين أضحوكة العالم، فلو دخلوا الإسلام بسبب إنجازات محمد صلاح الكروية، فماذا سيفعلون لو أُقعِد بالإصابة أو انخفض مستواه أو اعتزل، هل سيرتدون عن الإسلام، مثلا؟ نحن بحاجة إلى التعامل مع محمد صلاح وأمثاله من اللاعبين الناجحين بشيء من الهدوء والعقلانية، فليس محمد صلاح جزءًا من مؤامرة كونية على الإسلام والمُسلمين، وليس كذلك ممن سيُخلّصون الأمة من نكباتها أو سينهضون بها من التبعية إلى السيادة، أو من الضعف والهوان إلى العزّة والتمكين، بعضٌ من التعقّل، رحمنا ورحمكم الله.. هو لاعب مكافح مجتهد، متدين، متواضع، باذل للخير، يدخل الفرحة ليس فقط إلى قلوب المصريين، وإنما إلى كل مسلم وعربي، وهو بحق صورة مشرفة لنا جميعا، وهو في النهاية لاعب كرة، وهي ذلك الشيء المطاطي الذي يتنقل بين أقدام شباب يرتدون زيًا موحدا، في مستطيل أخضر ليس مُفاعلا نوويا يحمل شعار بلد مُسلم، ولا مُختبرا علميا، وليس سفينة فضاء عربية الصُنع، وليس حقلا للنفط يتم استخراج أسوده بأدوات أنتجتها سواعد أبناء البلد، وليس بئرًا للغاز تضجّ الكفاءات العربية والاسلامية في مراميه، وليس جامعة وصلت للعالمية بجهود الباحثين من المُسلمين. وإن كان حُكّام الجَور والتبعية يصرفون الناس عن ملاحقتهم ونقدهم بتضخيم الأحداث لإلهاء الناس، كما قال المفكر محمد الغزالي، فأين دور المصلحين والناشطين والدعاة في توعية الناس بقضاياهم، ووضع الشخصيات أمثال محمد صلاح في موضعها الصحيح، فلا تقديس ولا تبخيس، بل التحذير من التلهّي بمثل هذه الشخصيات عن معالي الأمور وعظائمها؟ أنْ تَدَعُوا الناس لفرحتهم بمحمد صلاح مع التحذير والتنبيه ووضع الأمور في نِصابها، خيرٌ من الاصطدام بأحلامهم وسعادتهم بمن يحسبونه مُخلّص آخر الزمان أو المهدي المُنتظر.. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون. كاتبة أردنية الأسطورة «محمد صلاح»… الأمور في نِصابها إحسان الفقيه |
معنى الإنتماء إلى اليسار Posted: 29 Apr 2018 02:11 PM PDT الإنتماء إلى اليسار يعتبر موضوعا ذا راهنية، إذ أن المشهد السياسي للبلاد يتعقد باضطراد ومسألة يمين / يسار تستحق التحليل المتأني. فيما مضى كان الانتماء لليسار يعود بنا إلى مرجعية الاشتراكية، وماركس والماركسية. واليوم تستحق هذه المرجعيات ومراجعة اعتبارا أن تطورات التجارب والثورات الشعبية «البروليتارية» وللفلاحين. لقد كانت نقطة الانطلاق لدى «اليسار» الاشتراكي– الماركسي إلغاء النظام الاجتماعي القائم بصفته بورجوازيا رأسماليا، فإقامة نظام اجتماعي جديد، غير مسبوق، تسود فيه المساواة والاشتراكية. وفي البلدان التي عرفت العملية الثورية عن طريق أحزاب البروليتارية أو الفلاحين، شهدت هذه الثورات انزلاقا نحو البيروقراطية الديكتاتورية مما أفشل تطلعات هذه الشعوب. وأن هذا الوضع الذي خلق القمع لم يمنع حدوث تطور إنمائي عبر تدخل قوي للدولة دون السماح بتفتح المجتع. وتطورت نماذج «التراكم الاشتراكي» هذه نحو البيروقراطية بحيث أنه بعد «البيريسترويكا» وسقوط جدار برلين تركت هذه الوضعية الباب على مصراعيه أمام قطبية عالمية وحيدة بهيمنة منظومة «النموذج» النيوليبرالي الذي هو بدوره سيعرف أزماته الدورية. منظومة ليبرالية حديثة في أزمة في المجتمعات المعاصرة، نعيش سيطرة شبه مطلقة للمنظومة النيوليبرالية، إذ أن مجتمع الاستهلاك يسود المجتمعات المصنعة وتم تصدير هذا النموذج لكافة أرجاء المعمورة، لكن أزمة هذه المنظومة العالمية أصبحت بنيوية وتولد مخلفات على كل المجتمعات. إن هذا النظام العالمي تهيمن عليه المصالح المالية للأوليغارشية العالمية، على قاعدة ثقافة ونموذج الاستهلاك المعمم. فالفضاء المالي أصبح يتطور ويتنمي في الافتراضي بصورة منفصلة تقريبا عن الاقتصاد والفضاء الإنتاجي، وعلى المستوى السياسي والاستراتيجي فإن هذا النموذج يغذي مباشرة أو بشكل غير مباشر الحروب التي تصبح معطى ثابتا في العالم المعاصر. هكذا فإن المنظومة العالمية قد صدرت نمط حياة ونموذج استهلاك للطبقات الوسطى، فأنتجت تهميش الأغلبية ومن جهة أخرى، فإن هذه المنظومة توجهت نحو الصناعات الحربية بحيث من أهم مميزات استراتيجيتها إذكاء الحروب في الشرق الأوسط وافريقيا، بارتباط مع الموارد الطبيعية وتحميل مخلفات الأزمة للبلدان الأخرى. كيف يمكن السباحة في هذا الوضع؟ في التحليلات السياسية والاستراتيجية، ينبغي أن تنطلق قوى «اليسار» من الأهداف التاريخية في لحظة ما. لذلك فإن اليسار يلزمه اعتبار المستعجل لمواجهة المخاطر المحدقة بالوطن… من هنا دوره الطليعي في لحظة تاريخية ما…. إن «العالم المعولم» يجتاز فترة تحضر مفاجآت غير سارة حتى للبلدان ذات تاريخ عريق … هذا ما شاهدناه ونحن منذ العراق إلى سوريا إلى اليمن وليبيا… ففي السياق الراهن، تواجد أنوية صلبة منها أساسا الأوليغارشيا المالية والمجمعات الصناعية العسكرية وأيضا الإعلامية. وكلها قوى لا يمكن لها الحفاظ على مصالحها إلا بإذكاء الحروب في الشرق. إن هذا السياق هو ما يميز المناخ العالمي والذي يفترض أخذه بالاعتبار من طرف القوى الفاعلة. إذ أن «اليسار» يفترض فيه القدرة لفهم التناقضات الأساسية والثانوية للمجتمع وتمثل تعقيداته، وما يتطلبه الوطن ومصلحة الشغيلة وهم التحسين المستمر لإمكانيات إنتاج الثروة ونماذج توزيعها. جوهريا هذه مميزات سياق بلداننا في العالم الراهن، وفي نطاق هذا السياق ينبغي لتيارات اليسار أن تشتغل لتطوير مجتمعاتها. أي دور لليسار؟ إن المغرب يتميز بديناميكية متناقضة، حيث هناك نوع من الانفتاح النسبي الناتج عن مسار مؤلم، لكنه في المقابل مطبوع بإشكاليات سياسية واقتصادية وثقافية. فعلى المستوى الدستوري هناك تأخر في تنزيل المقتضيات القمينة بتطوير الحياة والسياسية… مثلا في مجالات اختصاصات رئيس الحكومة، المسؤولية أمام البرلمان، فصل السلط اللاعقاب… مما يتركنا بعيدين عن مأسسة الهيئات المسؤولة وإرساء الميكانيزمات الديمقراطية… في هذا الإطار فإن الفضاء الاقتصادي يدبر بطريقة تجريبية دون استراتيجية أو رؤية عقلانية قمينة بالحفاظ على البعد الإنساني للساكنة بإقامة «نمودج تنموي» متوازن، منتج، يضمن للوطن أمنه الاستراتيجي. نموذج يمنح التوازن بين القطاعات، ويمكن من استغلال عقلاني للثروات الاستراتيجية (المائية…) ومن النجاعة والجودة في التعليم وضمان الأمن الغذائي والصحة والسكن والشغل، والحكامة. وتنعكس هذه الوضعية على المجال الثقافي بتفقير المشهد والثقافي، وتردي منظومة القيم، واحتقار العمل والإبداع والسلوك التضامني. يجب أن يكون الهم الأساسي لليسار اليوم إبداء التحليل والبرنامج الذي يسير في اتجاه التاريخ ويخدم مساره، وإن السياق الملموس هو الذي يحدد في لحظة معينة مهام اليسار. اليسار هو كذلك لأنه قادر أن يرسم مهام مرحلة ما وبرنامج اللحظة وتحيين المهام والبرنامج. إن الأساس الأول لوجود اليسار هو العمل على تقليص الفوارق الاجتماعية من خلال عملية متواصلة ومتطورة لإعادة توزيع الثروات. من أجل ذلك يجب توفير مناخ ومحيط كفيل بإنتاج ثروة «الوطن»، وإرساء ميكانيزمات التدبير العامة، سلسلة وناجعة، وبالموازاة المساهمة في إنعاش قيم التضامن الإنسانية المتجددة من خلال الذكاء الاجتماعي. من أجل بناء البرنامج الديمقراطي تاريخيا، من حيث طبيعة مهمة بناء هذا البرنامج، فإن هذه المهمة نظريا تعود للقوى الاجتماعية البورجوازية. لكن هذه الأخيرة في بلداننا لا تشتهر بمواهب مقاولاتية لكونها كثيرا ما تقوم قوتها على الريع، من هنا المهمة التاريخية لليسار للمساهمة في تغييرتاريخي يتميز عن النموذج النيوليبرالي وعن مجتمع الاستهلاك. إن تسمية «البرنامج الديمقراطي البديل» تلخص هذه المهمة التي سيضطلع بها اليسار، كمنظور «اجتماعي فكري» بديل لرؤية مجتمع الاستهلاك يؤسس لنموذج اجتماعي من نوع آخر، نموذج تنموي يضع الإنسان في موقع مركزي، ويجيب عن تساؤلات عدة بخصوص النموذج التنموي المطلوب. إذن ما هو النموذج، وما هي الرؤية التنموية؟ ما هو نموذج التصنيع ونموذج الزراعة المستحبة؟ وما موقع الخدمات والتكنولوجيا الحديثة وأي خدمات وأي تكنولوجيا سنطور ضمن هذا التطور التنموي؟ ما هو تصورنا لإشكالية الحفاظ على الطبيعة والتغيرات المناخية والماء والطاقة؟ كيف سنطور مواردنا المائية أمام الجفاف الذي سيصبح قريبا مسألة حياة أو موت؟ ثم أيضا أية استراتيجية للدفاع الوطني والتحالفات العالمية، اعتبارا للتهديدات التي تتربص بالبلاد؟. من هذه الزوايا سيتوجب مراجعة المخططات القطاعية المتواجدة لتحسين والرفع من درجات اندماج سلاسل الإنتاج، مراجعة التعاطي مع سياسات المناولة الدولية أنسنة «المنظومة الاجتماعية الاقتصادية إن برنامج اليسار الاجتماعي الاقتصادي ينبغي أن يشمل توجهات وتشجيعات لأشكال التنمية والاستثمار التي تنعش الإدخار وتضمن الأمن الغذائي والصحي، وتخفض أو تقلص من السلوكات الاستهلاكية، وتجيب على النقص الرهيب في الموارد المائية، وتحترم البيئة وتدعم التوجهات التضامنية بين المجموعات وإعادة إحياء العادات القروية والحضرية التي تنحو في هذا الاتجاه. في بلداننا نعتقد غالبا أننا نتمتع بالتنمية العصرية ذات البعد الكوني، لكننا في الحقيقة خاسرون من زاوية العلاقات الإنسانية ومنظومة القيم. إذ أن الإقتصاديات التي تشتغل فقط بمنطق الربح بشكل مطلق تتجه بالمجتمع إلى التجسيد المادي، الحسابي والمحسوب بالدقائق والثواني وتصبح النتيجة نزع الطابع الإنساني عن المجتمع والعلاقات الاجتماعية. فتجد مثلا مناخ الشغل مدبر بطريقة جافة تحت إكراهات مما يميز هذا الجو بالقرف والألم والمعاناة النفسية. كاتب مغربي معنى الإنتماء إلى اليسار عبد العالي بنشقرون |
«جهاز قطر للاستثمار» يدعم محادثات اندماج بين «سينسبري» البريطانية وفروع «أسدا» الأمريكية Posted: 29 Apr 2018 02:10 PM PDT دبي – رويترز: قال مصدر مُطَّلِع أن «جهاز قطر للاستثمار»، أكبر مساهم في «سينسبري»، يدعم محادثات الاندماج الجارية بين سلسلة متاجر البقالة البريطانية ومنافستها «أسدا» التابعة لمجموعة «وول مارت» الأمريكية. وقال المصدر ان بيان «سينسبري» المنتظر بخصوص المباحثات سيوضح موقف جهاز الاستثمار في هذا الصدد. وأحجمت «سينسبري» عن التعليق أمس الأحد. يملك «جهاز قطر للاستثمار»، المصنف ضمن أكبر عشرة صناديق سيادية في العالم، حصة تبلغ 22 في المئة في «سينسبري» التي قالت أمس الأول أنها تجري مباحثات بلغت مراحلها المتقدمة بشأن دمج ثاني وثالث أكبر سلسلتي متاجر بقالة في بريطانيا. وتخسر سلاسل متاجر بقالة كبرى في بريطانيا، ومن بينها «موريسون» التي تحتل المرتبة الرابعة، حصتها السوقية لصالح «آلدي» و«ليدل» الألمانيتين. كما أنه ينبغي عليها التعامل مع الطلب المتزايد على متاجر بيع منتجات البقالة عبر الإنترنت، وتوجـه «أمـازون» في هـذا المـجال. واتجهت «تيسكو» الشهر الماضي إلى تشديد قبضتها على قطاع الأغذية في المملكة المتحدة حيث أكملت شراء مجموعة «بوكر» للبيع بالجملة في صفقة بلغت قيمتها أربعة مليارات جنيه استرليني. ولم يعلق المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الموضوع، على ما إذا كانت الصفقة ستقلص حصة «جهاز قطر للاستثمار في سينسبري» أو الحجم المحتمل لحصته في المجموعة الناتجة عن الاندماج. ونُقل عن الشيخ عبدالله بن محمد بن سعود آل ثاني، الرئيس التنفيذي للجهاز، في الآونة الأخيرة قوله ان الصندوق لا يسيل أصولا في الخارج لدعم النظام المصرفي في البلاد، منذ أن فرضت دول عربية أخرى حظرا على قطر في يونيو/حزيران الماضي. وقال ان الصندوق لا يريد بيع أصول في الخارج من أجل جمع سيولة وإنه على وشك الإعلان عن «صفقة العمر». وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن أصول الصندوق تبلغ نحو 300 مليار دولار. سينسبري تؤكد دخولها في مفاوضات دمج «متقدمة» مع وول مارت وكانت سلسلة متاجر «سينسبري» قد قالت في بيان سابق أنها تجري مفاوضات مع شركة التجزئة الأمريكية «وول مارت» بشأن دمج محتمل مع وأضافت أنها ستدلي بإعلان الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي (0600 بتوقيت جرينتش) اليوم الأثنين. وذكرت شبكة (نيوز سكاي) أن عملية الدمج إذا تمت تقدر بنحو عشرة مليارات جنيه إسترليني (نحو 13.8 مليار دولار). ويهيمن على قطاع البقالة البريطاني «الأربعة الكبار» وهم: «تيسكو» و«سينسبري» و«آسدا» و»موريسون». ولكنهم تعرضوا لضغط متزايد في السنوات الأخيرة من التسوق الإلكتروني وكذلك من المتجرين منخفضي الأسعار الألمانيين «آلدي» و«ليدل». «جهاز قطر للاستثمار» يدعم محادثات اندماج بين «سينسبري» البريطانية وفروع «أسدا» الأمريكية |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق