Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الثلاثاء، 1 مايو 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


مصالحة السيسي والإخوان: كيف يتوحد الماء والنار؟

Posted: 30 Apr 2018 02:33 PM PDT

ما تزال مبادرة كمال الهلباوي، القيادي السابق في جماعة الإخوان المسلمين، تثير ردود أفعال متباينة حول سياق إطلاقها في السياق الراهن من الحياة السياسية المصرية، وحظوظها في أن تُترجم على أرض الواقع، هذا بافتراض أنها ستلقى الحد الأدنى من الآذان الصاغية أصلاً. وكان الهلباوي قد اقترح تشكيل «مجلس حكماء من شخصيات وطنية مصرية أو عربية أو دولية مشهود لها بالنزاهة»، تكون مهمته قيادة «وساطة تاريخية في مصر، تنهي حالة الصراع القائمة بين نظام الحكم والمعارضة، وفي مقدمتهم الإخوان»، تمهيداً لتأسيس «مصالحة وطنية شاملة لا تستثني أحداً إلا أهل العنف والإرهاب».
لكن العقبة الأولى الكفيلة بإعاقة هذه المبادرة هي أن صاحبها نفسه ليس مرحباً به على طرفي حالة الصراع من جهة أولى، كما أنه من غير المضمون أن يتوصل الحكماء إلى توافق مع طرفي المصالحة حول تحديد «أهل العنف» وتعريف مفهوم «الإرهاب» من جهة ثانية. صحيح أنه أطلق صفة «الثورة» على تظاهرات حزيران/ يونيو 2013 التي مهدت لانقلاب عبد الفتاح السيسي، إلا أن مبادرته الأخيرة سبق أن عُرضت على المستشار علي منصور في مطلع عهد السيسي فلم تلق أي استجابة. وأما من الجانب الإخواني فإن الهلباوي لا يُعتبر قيادياً منشقاً عن الجماعة فحسب، بل يُعد متستراً على الكثير من الانتهاكات التي ترتكبها أجهزة السيسي من خلال عضويته في المجلس القومي لحقوق الإنسان.
العقبة الثانية هي أن نظام السيسي غير معني بالمصالحة الوطنية في السياقات الراهنة، بل لعله غير راغب فيها، ولا يحتاج إليها في الأساس. هذا نظام واظب على مصادرة إرادة الشعب المصري، وكانت آخر المناسبات هي الانتخابات الرئاسية التي شهدت سجن المرشحين المنافسين واصطناع مرشح مثير للشفقة والضحك معاً. وقبلها لم يتردد السيسي في التنازل عن السيادة المصرية في تيران وصنافير، ويواصل اليوم تسليم مهام أمنية حساسة إلى جيش دولة الاحتلال الإسرائيلي في سيناء. وهذا نظام تقدمت حكومته إلى برلمانها المزيف بمشروع قرار لتنظيم إجراءات التحفظ والإدارة والتصرف في أموال عشرات الشركات ومئات الجمعيات الأهلية والأفراد، كلها تابعة للجماعة أو لمنتسبيها. فكيف لحكومة تمارس هذا الطراز من التنكيل، أن تدخل في مصالحة وطنية مع الجهة التي تُعتبر ضحية سياساتها؟
العقبة الأخيرة هي أن السيسي لا يملك قراراً وطنياً لكي يتصالح حوله مع معارضة من نوع جماعة الإخوان، فنظامه صار رهينة بيد أمثال محمد بن سلمان ومحمد بن زايد، اللذين لا تخفى مواقفهما العدائية تجاه الجماعة. وأما الإخوان أنفسهم فقد جربوا الحكم، وأخطأوا التقدير في محطات سياسية دفع المصريون ثمنها لاحقا. فلماذا يتوجب أن تنجح مبادرة المصالحة بين الطرفين، وكان السواد الأعظم من الشعب هو المتضرر؟ ومتى كانت النوايا الحسنة لمجلس حكماء مشهود لأعضائه بالنزاهة، أن توحد بين الماء والنار؟

مصالحة السيسي والإخوان: كيف يتوحد الماء والنار؟

رأي القدس

تحية إلى جورج خضر

Posted: 30 Apr 2018 02:31 PM PDT

يتكئ جورج خضر على كلماته التي لا تشيخ، مستعيناً بها على شيخوخة الجسد، كأن هذا الرائي، لم يكن إلا أديباً على صورة كاهن أرثوذكسي تنسّك للغة العرب، محرراً الكلمات من سلطة الزمن، مبحراً صوب الروح التي هي الكلمة كما علمّنا يوحنا.
منذ شبابي المبكر وقعت والكثيرون من أبناء جيلي تحت سحر كلمات الرجل ذو العينين الخضراوين المشعتين، الذي يتعامل مع الكلمات كما يتعامل الصائغ مع الذهب. يجلو الكلمات ويترك نثار الذهب متناثراً من حوله، ويمشي محاطاً بهالة من نور.
عرفته يافعاً في حركة الشبيبة الارثوذكسية، والتقيت به شاباً في الجامعة اللبنانية حيث كان أستاذاً للحضارة الإسلامية في كلية التربية، وجمعتنا صداقة العمر حيث ضمت أماسينا محمود درويش وخالدة سعيد وأدونيس وسمير الصايغ وآخرين، وكان سمير قصير خاتمة العقد فيها. في تلك الأماسي كان الأدب مائدتنا في مقابسات نستمع فيها إلى هذا الأديب في زي الكاهن، وهذا الكاهن الذي اتخذ لنفسه صفات الأديب.
معه تعلمت حب لغة القرآن وسُحرت بالبيان، وفي صحبته اكتشفت جماليات لغة الروح التي لا تصفو إلا في الأدب، وعلى دربه التقيت بناسك دير الحرف الياس مرقص الذي كان يتلألأ شفافية، وعلى خطاه تراءت دروب «فلسطين المستعادة».
يستطيع آخرون أن يضيئوا جوانب من شخصية هذا الرجل المتعدد المواهب، اللاهوتي والراعي والداعية العلماني الذي كان من أوائل من دعوا إلى فصل الدين عن الدولة، الرافض للنظام الطائفي، صديق رابعة العدوية وإبن عربي… صفات كثيرة تجمعت في رجل واحد لتجعل منه أيقونة حية للمحبة والتواضع ورفض الخضوع للسلطة حتى تلك التي امتلكها.
لكن صديقي جورج خضر هو الأديب الذي لم يكتب سوى مقالات تم جمعها في كتب، وتشكل نموذجاً للأدب الرفيع، ونشر كتاباً واحداً، هو كناية عن سيرة ذاتية ناقصة تحمل عنوان «لو حكيت مسرى الطفولة».
سر جورج خضر هو أنه جسّد الأدب في شخصه، لم يسبق أن رأيت نصاً أدبياً يمشي ويتكلم ويحاور، إنه نص نفسه، الذي منه تنمو المقالات والنصوص كالأغصان التي تتدلّى من شجرة مكتظة بالحياة.
في هذا النص الحي اكتشفت سر العلاقة بين الأدب والدين، وهو سر لا يحسن تأويله إلا من كان راسخاً في العلمانية، وقادراً في الوقت نفسه على اكتشاف الجماليات التي تشع من نصوص كانت في حاجة إلى إبن طرابلس الشام، الآتي إلى انطاكية حاملاً معه من الفيحاء رائحة عطر النارنج، كي يزيل عنها غبار الأيام.
كبير نقّاد العرب القدماء قدامة بن جعفر، صاحب كتاب «نقد الشعر»، أعلن أن «الشعر غير الدين»، كي يرسم الفارق بين المقدس وبين الأدب الذي يتمرد على كل المقدسات.
وكان قدامة على حق، لأن نقاد العصر العباسي حرروا الأدب من احتمالات الوصاية الدينية، كي يزهر النص الأدبي بتلاوين الحياة.
غير أن عبارة قدامة تخفي سر النصوص الأدبية المدهشة التي تحفل بها النصوص الدينية، كما تخفي البعد الروحي في الأدب.
جورج خضر كان أول من سمح لنا بأن نكتشف هذه الحقيقة عبر ممارسته الأدب في بعده الروحي، والتعامل مع النص الديني في كنوزه الأدبية.
هذا التقاطع بين الأدب والنصوص الدينية والصراع بينهما هو أحد الأسئلة الكبرى التي لا تزال إلى يومنا مدار جدل ونقاش، لكن هناك قاسما مشتركا يجمعهما ويفرقهما في آن معاً. وإذا كان التكسب ومدح الملوك والالتصاق بالسلطة قد أساء إلى البعد الروحي في الأدب، فإن التصاق المؤسسة الدينية بسلطتها وبالسلطات المختلفة قد أساء إلى البعد الأدبي في النصوص الدينية.
فالنص، مهما علا كعبه، يسقط في اللحظة التي يخدم فيها السلطة، سلطة الأدب هي اختلاجات الروح وبحث الإنسان عن المعنى الإنساني وسط ركام التاريخ، وهذا حال النص الديني المنسوج من روح الكلمات، لأنه هو الآخر يسقط ويفقد بعديه الأدبي والروحي حين يخدم السلطة، ويتحول إلى سلطة أو إلى عصا في أيدي السلاطين والمستبدين.
جورج خضر عرف كيف يكتشف الروح في الأدب، فكان تعامله مع الناصريّ، تعاملاً تراجيدياً، يذهب معه إلى الموت وينتظر القيامة.
منذ أربعة وتسعين عاماً، وإبن هذه الثقافة وأحد آبائها، يقف، فاتحاً ذراعيه، معمّداً أبناءها بالكلمة التي كانت جرحاً، كما تقول العرب، لكنها صارت معه بلسماً، يمسح الجروح بزيت المحبة.
بالأمس أعلن جورج خضر تقاعده، وانسحب من موقعه كراعٍ لجبل لبنان وخاطب خليفته بكلمات الرؤيا قبل أن يعود إلى تصوفه الذي بدأ به حياته كراهب لم يسمح له بالترهّب، فترهّب على طريقته، مطراناً يتعفف عن السلطة والمجد الباطل، وكاتباً وأديباً كتب بالنار الملتهبة في أحشائه.
بالأمس، رأيتني أمشي إلى جانب جورج خضر، في طرقات «الجبل الصغير»، مثلما كنت أفعل يافعاً، ورأيته يمسح بكلماته غبار الأيام عن جبيني، ويداوي جروح الروح وآلام المهجرين واللاجئين والغرباء بقبس من شعر امرئ القيس، حيث لا ينتسب الغريب إلا إلى الغريب، على خطى الغريب الأول:
«أجارتنا إنّا غريبانِ ها هنا
وكل غريبٍ للغريبِ نسيبُ».

تحية إلى جورج خضر

الياس خوري

سوزان نجم الدين وقيم عصر النهضة… هكذا تكلّم مازن الناطور… لماذا يمنع النظام السوري الصحون اللاقطة؟

Posted: 30 Apr 2018 02:30 PM PDT

لا يهتم مانحو جائزة «ميوركيس دور» بالرواية التي يقدمها مسلسل «شوق»وهم يقدمون لبطلته سوزان نجم الدين جائزة أفضل ممثلة عن دورها فيه. لا يعنيهم إن كان المسلسل وبطلته يجسدان رواية النظام السوري ونظرته لما يحدث في البلاد، وعلى الأرجح قد تكون الجائزة منحت بالضبط بسبب تبني تلك الرواية، ففي بلد مثل لبنان، ما زال خاضعاً بطريقة أو بأخرى لسلطة الوصاية الشمولية، وممثليها، يصعب أن يحدث ذلك بالمصادفة.
«شوق» هو رواية النظام من دون مواربة، أخطر ما فيه أنه «عفّش» حكاية الناشطة المخطوفة مع ثلاثة رفاق لها منذ سنوات، رزان زيتونة المعارضة للنظام السوري، مع شيء من التمويه، ليجعلها مجرد طبيبة نسائية مخطوفة على يد «داعش»، بل وتصوير كل أطراف المعارضة على أنها «داعش».
اللافت أن بطلة المسلسل سوزان نجم الدين قالت وهي تتسلم جائزتها، محاولة تفسير إطلالتها بفستان ينتمي إلى عصور سالفة «بدّي نوّه على طلتي، اخترت (هذا الفستان) من عصر النهضة الذي كرّس فيه بودلير والفكر الديكارتي معنى الجمال الحقيقي الذي مزج بين جمال الطبيعة وجمال الهندسة المعمارية وجمال المرأة. كمهندسة معمارية وكفنانة حبّيت أعمل هالمزج بين العصر النهضة والحالي».
لا تتوقف نجم الدين عن تذكيرنا بكل إطلالة لها بأنها درست الهندسة المعمارية، هذه هي طريقتها في محاولة تدعيم وضعها كممثلة، لكن الجديد هنا هو هذا التشدّق بأسماء كبيرة مثل ديكارت وبودلير 1821-1867، مع أننا مع الأخير نكون قد تخطينا عصر النهضة الذي يؤرخ له بدءاً من القرن الرابع عشر وحتى القرن السابع عشر!
الأهم هو أن يتحدث موال للنظام السوري، وممثل لروايته الأشد تطرفاً، عن عصر النهضة وقيم ذلك العصر، كما لو أنه قدّم للتو تحفة مماثلة، أو أفكاراً تتصادى مع أفكار ذلك العصر!

في مديح الظلام

يستحق الممثل السوري مازن الناطور جائزة التوتة الذهبية على الفيديو الذي أطلّ به على جمهور السوريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي. فالرجل استغرق ثلاث ساعات بحالها، على ما قال، يمحو ويكتب ليصل، من ثم، إلى خطاب لحثّ الناس على نزعة السلم، بتكليف من منظمة «سلام بلا حدود» التي عيّنتْه سفيراً لها، ورغم ذلك الوقت الثمين المبذول فقد قدّم الناطور الخطاب الأكثر رداءة، إن كان على مستوى الأداء، أو المضمون، أو الكتابة، إذا سلّمنا بوجود كتابة في الأساس، فالحديث يشي بمستوى أميّ تماماً عند الفنان.
فجأة بات الفنان «المكلّف» يتحدث عن «أطراف» متصارعة في بلده، ويستخدم عبارات مثل «بغض النظر عن السبب»، و«كمواطن سوري تأذيتُ كثيراً من هذه الحرب»، و«سمّوني ضد الحرب»، و«لا علاقة لي بالسياسة»، «يا جماعة الحرب ما راح تعمل شي»، و»العالم فيه خير يتسع للجميع».. كلام ذكّرني بتلك العبارة التي يقولها الكبار للأولاد، أو ذلك الذي يأتي في آخر المشاجرة ليقول «العبوا سوا يا ولاد»!، كأن ما حدث ليس سوى إشكال عابر يمكن تجاوزه بـ «تبويس الشوارب» و«مسح اللحى».
يحلم الفنان، المكنّى بـ «ضد الحرب»، ببلد موحد، قلبه على سوريا تحت راية واحدة (لا ندري إن كان الفنان قد تخلى عن علم ثورته الذي قضى في ظلّه مئات الآلاف)، مثاله في ذلك الهند التي تضم قوميات وإثنيات تحت علم واحد، ولعله هنا بالذات ساق المثال الخطأ، فالعلم الواحد، والبلد غير المقسم لم يستطع حتى أن يخفي مصائبه وفتنه التي لا تتوقف كل يوم عن الانفجار من جديد.
السلام، أخي الفنان، لا يكون بتمويه أسباب الجريمة بالحديث عن «أطراف»، ومتصارعين. وبالعكس، لا يكون السلام إلا بتحديد أسباب الكارثة، وبمحاسبة مرتكبي المجازر من دون تأجيل.
ويختتم الفنان «ضد الحرب» خطابه التاريخي بعبارة «أن تشعل شمعة خيراً من أن تلعن الظلام»؟ ويعتبر أن الحديث عن السلام بعبارات من قبيل «قديش السلام حلو» هو أشبه بإشعال تلك الشمعة.
ويظن الفنان المكلّف أن بمجرد حديثه عن السلم وعن «أطراف» فإن الناس ستركض إلى السلم. ليس الكلام و«إلقاء السلام» بكافٍ، قم افعل شيئاً يا رجل، دعنا نرك في مخيمات البؤس، احمل لهم رغيف خبز، خيمة، ثياباً دافئة، وحدّث حينها عن السلام. هكذا يكون إشعال الشمعة، أما حديثك فوالله ليس سوى نوع مموّه من مديح الظلام.

«هاي مشان الحرية»

مع أن رواية النظام الممانع تشهد ازدهاراً مطّرداً، خصوصاً مع وهم الانتصار، وعلى الرغم من الماكينة الهائلة لإعلام المؤامرة الكونية، إلا أن النظام قرر منع نظام الستالايت (الدش) في البلاد، متذرعاً بفوضى الصحون اللاقطة على السطوح، من دون أن يخفي أسبابه الرئيسية، حيث اعتبر أن نظام البث هذا كان سبباً في ما وصلت إليه حال البلد.
لكن على ماذا يخشى النظام ما دام يعتبر الآن أنه وصل إلى المجتمع المتجانس الذي يطمح إليه؟ ألا يفترض أن يكون سوريو النظام محصنين من أي روايات إعلامية مضادة بعد كل ما جرى؟ مم يخاف النظام على وجه الدقة؟ هل هذا مجرد تنكيل بمن بقي من السوريين على قيد الحياة، أم أنها اختراعات لتلهيتهم بالنضال بأشياء مطلبية، أم لعلها صفقات تجارية من أجل تمرير المعدات اللازمة لنظام الكيبل؟!

جوائز بلا حدود

حصلت الإعلامية السورية لينا الشواف، المديرة التنفيذية لراديو «روزنة» على جائزة «مراسلون بلا حدود» لعام 2018 لحرية الصحافة..
يقال إنها نالت الجائزة لكونها عرّضت حياتها للخطر. لا أحد يعرف كيف ومتى حدث ذلك بالضبط. المدافعون عنها قالوا إنها «نازلة طالعة على غازي عنتاب (في تركيا) وعلى المناطق المحررة». فيما قالت الشواف، تعليقاً على الجائزة «أنا يمكن ناجية. يمكن لو ما تركت ومشيت كنت بكون مع هدول الشباب اللي متل الورد اللي قدموا حياتهم».
لكن السؤال للزملاء في «مراسلون بلا حدود»: ألا ينبغي أن يكون المرء صحافياً أولاً؟ أن يقدم شيئاً ذا قيمة على المستوى المهني! فما بالك حين يكون مشهوداً له بتخريب مؤسسة أنشئت من أجل السوريين، وباسمهم. الأداء الإعلامي والبرامج والموقع الالكتروني تحت بصر الجميع. لن تتمكنوا من خديعة الناس طوال الوقت.

كاتب فلسطيني سوري

 

سوزان نجم الدين وقيم عصر النهضة… هكذا تكلّم مازن الناطور… لماذا يمنع النظام السوري الصحون اللاقطة؟

راشد عيسى

«أنديرا هاتاو إنديري باتشاو»

Posted: 30 Apr 2018 02:30 PM PDT

كان سانغاي ابن أنديرا غاندي الأصغر والحاكم الفعلي للهند في منتصف السبعينيات، يظن أنه يسدي خدمة كبيرة لبلاده وشعبه، حين رفع شعار (أسرة صغيرة أسرة سعيدة)، وقرر استخدام القوة الجبرية لحل المشكلة السكانية، خلال فترة الطوارئ التي دامت من منتصف 1975 حتى مطلع 1977، والتي تم فيها تعليق الحقوق الديمقراطية «مؤقتاً»، بدعوى أنه لن تكون هناك جدوى لأي تنمية اقتصادية في ظل تزايد عدد السكان، فبدأ سنّ قوانين للتعقيم الإلزامي لكل شخص لديه طفلان أو أكثر، وتقديم حوافز مالية لمن يقبلون الخضوع لعمليات التعقيم.
وفي نهاية عام 1976 كان قد تم تعقيم حوالي 21 في المئة من الأزواج في الهند، ولم يخلُ الأمر من استخدامات طائفية لتلك السياسات، كما حدث في قرية مسلمة قريبة من العاصمة الهندية، ألقى رجال الشرطة فيها القبض على جميع ذكور القرية لتعقيمهم بالقوة.
لم يتوقع سانغاي ومعاونوه أن ربط سياسات تنظيم الأسرة بوصمة الطوارئ والإجبار، سيؤدي إلى تسارع معدلات النمو السكاني في الهند، ومع أن ملايين الهنود نجحوا في إسقاط حكومة أنديرا غاندي وخليفتها المنتظر سانغاي، بعد أن انتشر شعار «أنديرا هاتاو، إنديري باتشاو: تخلص من أنديرا وانقذ قضيبك»، وقامت الحكومة الجديدة بنقض سياسات سانغاي، إلا إن سياسات تنظيم الأسرة ظلت متراجعة بشدة طيلة عقود، وعانت البلاد من كوارث مثل رفض الملايين تطعيم أطفالهم ضد الأمراض الفتاكة اعتقاداً منهم أنه حيلة لتعقيم أطفالهم.
يقدم الباحثان أبهيجيت بانرجي وإستر دوفلو هذه الوقائع كدليل على كوارث السياسات التي «توضع على أساس من الجهل بأرض الواقع فتعيش على الورق وحسب»، مؤكدَين أنه يستحيل وضع سياسات سكانية ناجعة قبل فهم الأسباب التي تدعو الفقراء لإنجاب أطفال كثر، وعلى رأسها اعتبار أغلبهم أن أطفالهم هم عقودهم الاقتصادية الآجلة، ووثائق تأمين لرعايتهم في الكبر وأوقات الشدة، بينما لا يحتاج الآباء في الدول الغنية مثلاً إلى ذلك، لأن لديهم سبلاً أخرى للتعامل مع سنوات كهولتهم كالضمان الاجتماعي والأرصدة المتبادلة وبرامج التقاعد والتأمين الصحي العام أو الخاص، ولذلك تظل أنجح السياسات السكانية هي التي تجعل إنجاب عدد كبير من الأطفال، ولاسيما الذكور غير ضروري، بسبب شبكات الضمان الاجتماعي الفعالة، والتنمية المالية التي تتيح الادخار على نحو مربح استعداداً للتقاعد، وهو ما سيؤدي أيضاً إلى الحد من التمييز ضد الإناث، وغيرها من النتائج الكارثية التي حدثت مثلاً في المجتمع الصيني، بسبب التدخل القسري للدولة في سياسات تنظيم الأسرة.
رغم أنهما ظلا يعملان مع الفقراء على مدى أكثر من 15 سنة عبر خمس قارات، لا يدعي مؤلفا كتاب «اقتصاد الفقراء» قدرتهما على تقديم وصفات جاهزة للقضاء على الفقر، بل ينبهان مراراً إلى أهمية التوقف عن إسقاط تصورات مسبقة على حياة الفقراء دون فهمها، وهو ما يجعل الكثيرين يرون عالم الفقراء بوصفه أرضاً للفرص المفقودة، ويتساءلون عن سر اتخاذهم لقرارات قد لا تغير حياتهم للأفضل، متناسين أن الفقراء ربما كانوا أكثر ارتياباً في حقيقة الفرص المفترضة وما يمكن أن تحققه من تغيير جذري لحياتهم وثمن ذلك التغيير، لذلك يفضلون عيش اللحظة الآنية والاستمتاع بحياتهم قدر طاقتهم، والاحتفال كلما لزم الأمر.
في ضوء ذلك يمكن مثلاً فهم كثير من الاختيارات الغذائية للفقراء، التي تبدو خاطئة من الناحية الصحية والاقتصادية، لأن الفقراء حين يختارون غذاءهم، لا يختارونه لرخص أسعاره وقيمته الغذائية، بل لما له من مذاق طيب يهون عليهم مرارة الحياة، ولذلك يميلون للارتياب في الغرباء الذين يطلبون منهم أن يغيروا أنماطهم الغذائية لأنهم ببساطة يحبون ما يأكلونه، ولذلك مثلاً احتج فقراء إحدى ولايات الهند بقوة على أكبر مسؤولي الولاية، حين واجه أزمة ارتفاع أسعار الأرز بشكل حاد، بنصحه المواطنين بتقليل كميات الأرز وتناول كميات أكبر من الخضروات لتحسين صحتهم، فطارده المحتجون بأكاليل الخضروات أينما وجدوه.
في السياق نفسه، يخطئ الكثيرون في تحليل أسباب حرص الفقراء على اقتناء وسائل الترفيه، التي لا تتناسب مع ظروفهم المعيشية الصعبة، لأنهم لا يدركون حاجة الإنسان الأساسية لحياة ممتعة وأقل مللاً، وهو ما فسر للباحثين انخفاض الإنفاق على الغذاء في الهند في المناطق النائية، التي بات يصلها الإرسال التلفزيوني، لتمويل شراء أجهزة تلفزيون ولو بالاستدانة. أما في مدينة أودايبور الهندية التي لا يمتلك فيها أحد تقريباً جهاز تلفزيون، ينفق الفقراء المعدمون ما قيمته 14 في المئة من ميزانياتهم على الأعياد، التي تشمل مناسبات دنيوية ودينية تساعد على البهجة والتسلية، وهو ما يحدث على النقيض في نيكاراغوا، حيث يمتلك 56 في المئة من الأسر الريفية الفقيرة جهاز راديو، ويمتلك 21 في المئة جهاز تلفزيون، في حين ينفق عدد قليل جداً من الأسر أي شيء على الأعياد، وهو ما جعل الباحثين يتفهمان لماذا قال لهما رجل يعيش في قرية نائية في المغرب أن التلفزيون أهم لديه من الطعام، لأن الحياة في قريته تبعث على الملل الشديد، ولذلك حرص على الاستدانة لشراء تلفزيون وطبق هوائي ومشغل أقراص دي في دي، مع أنه يحلم لأسرته بطعام أفضل وأوفر، وهو ما شاركه فيه فقراء في مناطق متفرقة من العالم، لأن الأشياء التي تجعل الحياة أقل مللاً تكتسب أولوية لدى الفقراء، وهو ما سبق أن لاحظه جورج أورويل في كتابه «الطريق إلى رصيف ويجان»، حين اكتشف بعد دراسته لحياة الفقراء، أنهم حين يقومون بتخفيض معاييرهم، لا يفعلون ذلك بالتخلي عن الكماليات والتركيز على الضروريات، بل يحدث العكس تماماً، ولذلك زاد استهلاك الكماليات الرخيصة، خلال ذلك العقد الذي ساده كساد اقتصادي غير مسبوق.
يشير الباحثان إلى مفارقة أنه كلما زاد المرء غنىً اتخذ الآخرون قرارات صائبة من أجله، وهو ما يحدث عكسه في ما يتعلق بالفقراء، الذين تثبت الدراسات أن آخر ما يحتاجونه من حكوماتهم هو جلب المعونات، التي ثبت أنها لم تحقق نمواً أسرع في الدول التي أدمنتها، بل يحتاجون إلى تحريك أهداف التغيير التي تتبناها الحكومات، حتى تصبح أقرب منالاً منهم، لأن قليلاً من الأمل يمكن أن يخلق دافعاً قوياً إلى التغيير، وهو ما لا يتطلب تغيير البنى الاجتماعية والسياسية بأكملها كما يدعي الكثيرون، لأن التجارب أثبتت أن التغييرات البسيطة التراكمية يمكن أن تحدث تأثيرات واسعة النطاق، فتتحول الحالات الميئوس منها أحياناً إلى معجزات صغيرة، ويتحول الفقراء بفعل القليل من الأمل إلى رواد أعمال، وهو ما يقدم الكتاب عليه نماذج مختلفة من أكثر دول العالم فقراً. لكن ذلك التغيير لن يحدث أبداً في ظل حكام فاسدين منعدمي الكفاءة، يتربحون من الفقر سياسياً حين يستغلونه لتهديد دول الغرب به، لضمان بقائهم أكثر على كراسيهم، ويتربحون من الفقر اقتصادياً، حين يستجلبون لمكافحته مساعدات ومعونات يتواصل نهبها من الذين لا يكفون عن لعن الفقراء واتهامهم بتخريب البلاد ووقف حالها، وهي اتهامات للأسف أكثر من يصدقها ويروج لها هم الفقراء أنفسهم.

ـ «اقتصاد الفقراء: إعادة نظر في أساليب محاربة الفقر» ـ أبهيجيت بانرجي وإستر دوفلو ـ ترجمة أنور الشامي ـ دار جامعة حمد بن خليفة للنشر

٭ كاتب مصري

«أنديرا هاتاو إنديري باتشاو»

بلال فضل

القانون حين يصون حرية التعبير عن الرأي

Posted: 30 Apr 2018 02:30 PM PDT

يضمن الحق في التعبير الحر عن الرأي للمواطن تناول أحكام القضاء المتعلقة بقضايا رأي عام بالتعليق والتساؤل والتفنيد والتقييم، شريطة عدم التورط في مناوءة المحاكم أثناء عملها أو التعرض للقضاة على أي نحو قد يمس السمعة والنزاهة والاحترام الشخصي والمهني.
فلسفيا وقانونيا، يستند حق تناول أحكام القضاء بشأن قضايا الرأي العام إلى المصلحة المجتمعية المتمثلة في تمكين الناس من التعرف على وجهات نظر متعددة بشأن قضايا تشغلهم وممارسة حقهم الأصيل في مراقبة عمل سلطات الدولة ومن بينها السلطة القضائية. فلسفيا وقانونيا، ينحو المشرع في سياق العهود الدولية لحقوق الإنسان والحريات الأساسية كما القاضي في محاكم البلدان الديمقراطية إلى إرسـاء مبدأ حـق المواطن في مراقبة عمل سلطات الدولة عبر تمكينه من التعبير الحر عـن الرأي، والحصول الحر على المعلومات والأفكـار، وتـداولها دون خـوف مـن تعقب أو تـهديد أو عـقاب. وينبني على ذلك وفيما خص عمل السلطة القضائية الاعتماد على دور الصحافيين والإعلاميين والسياسيين في التعليق على أحكام القضاء بشأن قضايا الرأي العام دون مناوءة للمحاكم داخل قاعاتها أو انتقاد وتجريح القضاة، ويلزم من ثم بالتعامل مع الآراء العلنية لهذه الفئات على نحو يغلب اللين والتسامح على الغلظة والضيق لما لدورهم من أهمية في تحقيق الصالح العام والتمكين للنظام الديمقراطي.
أما حال تورط أفراد من المنتمين لفئات الصحافيين والإعلاميين والسياسيين في مناوءة المحاكم داخل قاعاتها ومن ثم تعويق إدارة العدالة أو في الإخلال بثقة الناس في القضاء عبر التعرض الشخصي للقضاة أو في تهديد حق المواطن في الحصول على محاكمة عدالة من خلال نشر وتداول ما يضر بفرضية «البراءة حتى تثبت الإدانة» ويسيء للسمعة الشخصية لمن يساءلون قضائيا، يصبح إنزال العقاب بالمتورطين إن في أمر من هذه الأمور أو فيها جميعا حتميا.
وهنا تغلب المحاكم فرض غرامات مالية على توقيع عقوبات سالبة للحرية.
وإذا كانت مهمة المشرع الوطني في البلدان الديمقراطية تعد مباشرة ويسيرة نسبيا عندما يأتي إلى تجريم «المناوءة الجنائية» للمحاكم والهيئات القضائية نظرا لارتباطها بأفعال وأقوال تحدث داخل قاعات المحاكم، فهو يواجه فلسفيا وقانونيا مهمة شاقة حين يأتي على تحديد معاني ومضامين «المناوءة المدنية» للمحاكم المرتبطة بأفعال وأقوال تحدث خارج قاعات المحاكم وعندما يبحث في العقوبات ذات الصلة.
تحدد النظم القضائية الديمقراطية أفعال وأقوال المناوءة المدنية للمحاكم على نحو حصري. في النظام القضائي البريطاني، يعد مبدأ «عدم جواز تدخل الأفراد في عمل الهيئات القضائية أثناء نظرها للقضايا» مكونا أساسيا ويستهدف الحيلولة دون الإخلال بحق الأفراد في محاكمات عادلة وحق القضاة في الحياد والتنزيه عن شبهات الانحياز.
أما في أستراليا، علما أن قوانينها لا تنص على جريمة «مناوءة المحاكم»، فقد جرت محاكم الدرجات المختلفة في أحكام عديدة على تغليب جانب حرية التعبير عن الرأي وقصر معنى «مناوءة المحاكم» على نشر مواد أو آراء من شأنها تعويق إدارة العدالة، ثم قصرت معنى تعويق إدارة العدالة على الإخلال بشرط المحاكمة العادلة الذي يكفل حقوق الأفراد أطراف النزاعات المنظورة. ثم يقدم النظام القضائي الأمريكي نموذجا إضافيا لتنظيم العلاقة بين إدارة العدالة والحق في التعبيرالحر عن الرأي وصون المصالح العامة ذات الصلة بالنظام الديمقراطي المتمثلة في تمكين الناس من تداول المعلومات والآراء ومن مراقبة عمل سلطات الدولة بما فيها السلطة القضائية على نحو يعلي من قيمة الحرية، وينزع المشروعية القانونية عن القيود المفروضة على حرية التعبير عن الرأي ما لم تكن في أضيق الحدود ووثيقة الصلة بالمصلحة العامة المتمثلة في عدم تعويق العدالة أو تعطيل عمل السلطة القضائية. تميز القوانين الأمريكية بين المناوءة الجنائية وبين المناوءة المدنية للمحاكم، فتعرف المناوءة الجنائية كجريمة بالمعنى الاعتيادي تتعلق بتعويق العدالة داخل قاعات المحاكم وتقر للمواطن كافة ضمانات التقاضي العادل ذات الصلة بالجرائم الجنائية مثل الحق في الحصول على المعلومات عن الاتهامات الموجهة إليه والحق في الحصول على المشورة القانونية والحق في الدفاع عن النفس. أما المناوءة المدنية للمحاكم فتعرف كأفعال وأعمال تحتوي على عدم امتثال لأحكام أو أوامر المحاكم داخل قاعاتها أو خارجها، وينظر إليها «كخطأ» يمكن تجاوزه بالامتناع المستقبلي عنه (أي بالامتثال لأحكام وأوامر المحاكم) ولا يستدعي إجراءات التقاضي الجنائي.
الأمر الجوهري، إذن، في تعامل النظم القضائية في البلدان الديمقراطية مع تنظيم العلاقة بين المصلحة العامة المتمثلة في التمكين لإدارة العدالة وصون الثقة الشعبية في السلطة القضائية وبين الحق في التعبير الحر عن الرأي والمصلحة العامة المتمثلة في مناقشة المواطن للقضايا محل الاهتمام الجماعي وفي تمكينه من مراقبة عمل سلطات الدولة هو نزوع تلك إلى تغليب قناعتين أساسيتين:
1) حصر الأفعال والأقوال ذات الصلة «بمناوءة المحاكم» فيما قد يحدث داخل أو خارج قاعات المحاكم بغرض تعويق العدالة، إن عبر الإخلال بحق الأفراد في محاكمات عادلة أو عبر الإخلال بثقة الأفراد المتقاضين في الهيئات القضائية من خلال الانتقاد والتجريح الشخصيين لأعضائها أو عبر تعريض الهيئات القضائية لمواد وآراء من شأنها المباعدة بينها وبين جادة الحياد والتزام فرضية «البراءة حتى تثبت الإدانة» أو عبر الامتناع عن تنفيد أحكام المحاكم وأوامرها.
2) يقر المشرع والقاضي أن حرية التعبير عن الرأي تمثل ضمانة جوهرية لصون التنظيم الديمقراطي للمجتمع، وأنها تتيح التعليق على أحكام المحاكم وأوامرها ونشر المعلومات والمواد والآراء المتعلقة بها وتقييمها والنقاش حولها شريطة الامتناع الشامل عن الانتقاد والتجريح الشخصيين لأعضاء الهيئات القضائية الذين يتمتعون بالحق الأصيل في صون كرامتهم الشخصية والمهنية وحماية سمعتهم وكذلك لأطراف المنازعات المنظورة أمام المحاكم الذين يتمتعون بالحق الأصيل أيضا في تطبيق فرضية «البراءة حتى تثبت الإدانة» والتمتع بضمانات التقاضي العادل والمحاكمة العادلة.

كاتب من مصر

القانون حين يصون حرية التعبير عن الرأي

عمرو حمزاوي

ضربات صاروخية «غامضة» تربك طهران وتحرج النظام في سوريا… وبرلماني يؤكد سقوط قتلى إيرانيين ويتوعد إسرائيل

Posted: 30 Apr 2018 02:30 PM PDT

دمشق ـ لندن – «القدس العربي» : وسط إرباك إيراني شديد إثر الهجوم الصاروخي الأخير على مواقع عسكرية في محافظتي حماة وحلب خرج النظام السوري المحرج برواية رسمية قال فيها عبر صحيفة «تشرين» أن الهجوم الصاروخي انطلق من قواعد أمريكية وبريطانية شمالي الأردن، ونشرت الصحيفة الموالية لنظام بشار الأسد، خريطة حددت فيها مكان القواعد التي انطلقت منها الصواريخ، حسب زعمها، مشيرة في الخريطة إلى المواقع المستهدفة في ريفي حماة وحلب، ونقلت على صفحتها الرسمية في «فيسبوك» أن 9 صواريخ باليستية استخدمت في الهجوم.
المحلل السياسي الموالي للنظام السوري، صلاح قيراطة، قال عبر حسابه الشخصي، إن الهجمات الصاروخية في حماة، أوقعت 37 قتيلاً للنظام السوري والقوات الإيرانية، بالإضافة إلى سقوط عشرات الجرحى.
فيما وصف رئيس اللجنة العسكرية في وفد قوى الثورة السورية إلى مفاوضات أستانة العقيد «فاتح حسون» خلال اتصال مع «القدس العربي» الضربة بالنوعية، وقال، صحيح أن حصيلة القتلى من الإيرانيين في ضربات البارحة أقل عدداً من سابقتها من الضربات، إنما كان الاستهداف نوعياً.
وأضاف، ان عدد القتلى ما يقارب 80 من الميليشيات الإيرانية، 40 قتيلاً منهم تحولوا لجثث متفحمة، نتيجة قوة الانفجارات، وما يقارب 150 جريحاً حالات العديد منهم خطرة، وأشار إلى أن الضربات استهدفت مقر قيادة سرياً للحرس الثوري الإيراني، ويقيم فيه قادة عمليات إيرانيون كبار، وقد قتل عدد منهم، وهذا إشارة إلى أن مستوى الاستهداف أصبح أعلى من سابقه.

ردود إيرانية

ووفق «حسون»، فإن الموقع المستهدف، يقع جنوبي حماه في جبل له تسميات عديدة (ابو الدرداء او ما يسمى جبل البحوث العلمية، او جبل تقسيس)، ويبعد سبعة كيلو مترات عن قرية سريحين.
كما أضاف، أن مقر الحرس الثوري الإيراني المستهدف يوجد داخل البحوث العلمية في بناء محصن داخل الجبل وفي عمقه يقوده القائد في الحرس الثوري الإيراني «جواد غفاري»، وتحيط بمركز البحوث العلمية كتائب من الحرس الثوري الإيراني، وقد اعترف الاعلام الإيراني بما يقارب العشرين قتيلاً من قواتها ، والقتلى من الميليشيات الإيرانية أكثر بكثير مما اعترفت به إيران اضف إلى ذلك قتلى قوات الاسد أيضاً.
بدورها، نقلت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية الاثنين عن مصادر عسكرية أمريكية نفيها قيام الولايات المتحدة أو قوات التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة»، بقصف مواقع عسكرية تابعة لقوات النظام السوري مساء الأحد.
تضاربت التصريحات الإيرانية حول سقوط قتلى في صفوف القوات الإيرانية خلال تعرض قواعد في حماة وحلب للقصف. فبعدما نفت وكالات الأنباء الرئيسية مقتل عدد من الإيرانيين خلال القصف، أكد المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس النواب الإيراني، حسين نقوي حسيني، أنه لا يزال عدد قتلاهم جراء القصف غير واضح، متوعداً الكيان الإسرائيلي بالرد، محذراً من «مخططات خفية خلف استهداف مواقع تواجـد القـوات الإيـرانية في سـوريا».
فيما أفادت وكالة «دويتشه فيله» للأنباء الرسمية الألمانية الناطقة باللغة الفارسية، نقلاً عن مصادر حكومية سورية، بأن القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها كانت متموضعة في أحد المواقع على بعد 60 كيلو متراً عن حماة الذي تعرض للقصف الصاروخية مساء الأحد، بالإشارة إلى مقر اللواء 47 جنوبي المدينة.
وأكد موقع «تابناك» الخبري التابع لمكتب أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني والقائد العام الأسبق لقوات الحرس الثوري، اللواء محسن رضائي، أن طائرة سورية من طراز إليوشين 76 هبطت في قاعدة بالقرب من حماة قادمةً من مطار «مهرآباد» بطهران، قبل القصف الصاروخي مساء الأحد.
وتعرضت مناطق عدة في ريفي حماة وحلب شملت مقر اللواء 47 جنوب حماة، بالإضافة إلى بلدة سلحب، كذلك ضاحية الحموي ومطار النيرب بريف حلب، لهجمات صاروخية الساعة 10 و30 دقيقة مساء الأحد حسب التوقيت المحلي
. وبعدما أكدت وكالة «إسنا» للأنباء الطلابية التابعة لوزارة العلوم والأبحاث الإيرانية أن 18 عسكرياً إيرانياً قتلوا من بين 40 قتيلاً و60 جريحاً سقطوا خلال قصف مساء الأحد، قامت بحذف الخبر من موقعها على الشبكة العنكبوتية.
وبينما أفادت وسائل إعلام دولية وإقليمية تعرض موقع عسكري تابع لميليشيات «فاطميون» الشيعية الأفغانية بالقرب من نهر البارد في سهل الغاب، نفى قائد هذه الميليشيات خلال حديثه لوكالة «تسنيم» للأنباء التابعة للحرس الثوري مقتل أي من قواته.
وفي تصريحات مختلفة أخرى، أكد المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والعلاقات الخارجية في مجلس النواب الإيراني خلال حديثه إلى وكالة «إلنا» للأنباء التابعة لوزارة العمل والرفاه والشؤون الاجتماعية الإيرانية بأنه لا يزال لم يتضح عدد القتلى الإيرانيين، قائلاً إن إسرائيل هي من قام باعتداء مساء الأحد، متوعداً بأن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تغفر لتلك المجازر».
وأضاف أن استهداف الأعداء لمواقع تواجد القوات الإيرانية يظهر مخططاتهم الخفية التي يريدون تنفيذها في الساحة السورية، مشدداً على أن التواجد العسكري الإيراني في سوريا شرعي وتم بطلب من الحكومة الشرعية هناك.
وعلى صعيد آخر وفي سوريا، وصل رئيس لجنة الأمن القومي والعلاقات الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي، إلى دمشق مساء الأحد. وحسب وكالة «فارس» للأنباء التابعة للحرس الثوري، تباحث بروجردي مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، حول أحدث التطورات الدولية والإقليمية ذات الصلة بالساحة السورية. وكان بروجردي قد وصل مساء الأحد إلى دمشق على رأس وفد برلماني يضم النائب عن الطائفة الأرمنية كارن خانلريان، والنائب عن الطائفة اليهودية سيامك مره صدق، في البرلمان الإيراني.
ويرى مراقبون أن القلق الإيراني من صفقة دولية – إقليمية محتملة لإبعاد طهران عن الساحة السورية، هو السبب الرئيسي خلف محاولاتها للتكتم على سقوط قتلى لها في القصف الأخير على مواقع في حلب وحماة، وأن خياراتها في الرد أصبحت أقل من الماضي.
وكان موقع «الدبلوماسية الإيرانية» المقرب من وزارة الخارجية الإيرانية قد شدد على أنه يجب على طهران قبل خسارة أوراقها في سوريا، أن تدخل في مفاوضات جدية مع اللاعبين الرئيسيين في الساحة السورية وأن تقايض بها للحفاظ على مصالحها وصيانة أمنها القومي وإبعاد الخطر الغربي قبل فوات الأوان، خاصةً أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعطى الضوء الأخضر للتعاون مع روسيا وإيران في الملف السوري.

ضربات صاروخية «غامضة» تربك طهران وتحرج النظام في سوريا… وبرلماني يؤكد سقوط قتلى إيرانيين ويتوعد إسرائيل
مصدر عسكري سوري: عدد قتلى الإيرانيين 80… 40 منهم تحولوا إلى جثث متفحمة
هبة محمد ومحمد المذحجي

فرنجية عن صهري عون: موسوليني وصدام أعظم رجلين في التاريخ لأنهما قتلا صهريهما

Posted: 30 Apr 2018 02:30 PM PDT

بيروت- «القدس العربي» : دخل لبنان اسبوع الاستحقاق الانتخابي بعد إنجاز انتخابات المغتربين ، وقوّم وزير الخارجية جبران باسيل عملية الاقتراع في الخارج التي جرت للمرة الأولى مشيراً إلى «انّ انتخابات المغتربين سابقة ستؤدي في ما بعد إلى عودة المغترب اللبناني إلى وطنه ووطنيته ومشاركته في صنع القرار»، لافتاً إلى ان «أهم ما في الشكاوى التي وردت هو انها أتت من كل التيارات السياسية والمرشحين ومنهم التيار الوطني الحر»، وموضحاً ان «الصناديق موجودة تحت مراقبة الكاميرا والمندوبين والشفافية كاملة في هذا المجال». وقال في مؤتمر صحافي عقده ظهر امس « لبنان سجّل انتصاراً كبيراً لكل اللبنانيين في الانتشار ونسب اقتراع المغتربين كانت مقبولة جداً بعكس ما يروّج له». واذ اشار «الى تعاون حصل بين وزارتي الداخلية والخارجية ولم يجرِ تنافس بيننا»، شدّد على انّ «في تاريخ لبنان لم تحصل عملية انتخابية بهذه الشفافية، وهذا يؤكد أننا نستطيع أن نفعل الأمر نفسه في لبنان». وأوضح « أن كلفة العملية الإنتخابية في 39 دولة بلغت نحو مليون ونصف مليون دولار فيما عملية تسجيل اللبنانيين في الخارج بلغت 40 ألف دولار».
وأعلن وزير الخارجية « ان نسبة الاقتراع العامة للبنانيين في الانتشار بلغت 59 في المئة وهي نسبة جيدة»، واضاف «المحصلة لنسب المقترعين في الخارج: أستراليا 58 في المئة، أوروبا 59.5 في المئة، أفريقيا 68 في المئة، أميركا اللاتينية 45 في المئة، الدول العربية حوالى 69 في المئة، وأميركا 55 في المئة».
وكان وصل امس إلى بيروت آخر صندوق اقتراع «اغترابي» من جدة في السعودية ، بعد ثلاثة ايام على انتهاء المرحلة الأولى من انتخابات المنتشرين في الدول العربية. وبذلك يكون اكتمل نقل هذه الصناديق من الدول العربية ومجموعها 32 صندوقاً على ان يتم لاحقاً وضعه مع باقي الصناديق في مصرف لبنان. وينتظر ان يتم نقل صناديق الاقتراع من البلدان التي جرت فيها عملية الاقتراع امس والمنتشرة في استراليا، أوروبا، افريقيا واميركا، ليتم فرز كافة الصناديق في 6 ايار.

حماوة انتخابية

وكانت الحماوة الانتخابية بلغت ذروتها قبل ستة ايام على الانتخابات، ولا سيما على خط «التيار الوطني الحر» و» حركة امل» في ضوء تراشق الاتهامات بين الرئيس نبيه بري والوزير باسيل. ففي خطاب للرئيس بري خلال مهرجان لحركة امل قال «هناك اليوم من يحاول ان يسلك الطريق إلى محاولة ‏تدمير فكرة ورسالة لبنان عبر سواح انتخابيين احدهما يبرغت اليوم في دائرتنا. يتكلمون عن حرية تلة مغدوشة ونسوا ‏من حرّرها‎».
وردّ النائب زياد اسود عضو تكتل التغيير والاصلاح على بري بالقول «كما اعتبرت ان رئيس التيار الوطني الحر ‏جبران باسيل كان يبرغت عندك، فأنت ايضاً تبرغت عندنا»‎ وتعتبر حركة أمل «أن نجاح حليفها الماروني ابرهيم عازار وسقوط النائب العوني زياد أسود في جزين يعادل نجاح كل لوائحها في لبنان»، مضيفة أنه «لم يتورّع يوماً عن مهاجمة الرئيس بري والحركة في السر والعلن… وان الأمور بين الطرفين لن تهدأ راهناً، لا بل مرشحة للتصعيد عشية الاستحقاق الانتخابي، في ظل صمت «حزب الله» رغم تحيّزه الضمني لـ»أمل».
وانضم الحزب التقدمي الاشتراكي إلى الحملة على الوزير باسيل من دون أن يوفّر الأمير طلال ارسلان، واكد النائب أكرم شهيب في مهرجان انتخابي في عاليه شارك فيه مرشحو حزب القوات اللبنانية وغاب عنه مرشحا تيار المستقبل غطاس خوري ومحمد الحجار أنهم « لا يريدون حواراً ولا يريدون المصالحة، لكن الجبل قالها وسيقول المصالحة خط أحمر وسيبقى القرار لمختارة القرار و»يشربوا البحر». وأضاف: «انكروا مصالحة أسست لإزالة كابوس الوصاية واعادت النبض للبنان، فإلغائيو آخر زمن لن يلغوا إلا انفسهم ومصرون على نبش القبور ومصرّون على «الانا» أو لا أحد ومعلّموكم لم ينالوا ولن ينالوا «. وانتقد قانون الانتخاب الذي قال عنه « إنه قانون خيو لباسل وباسيل»، ولم يوفّر ضمناً ارسلان بقوله «لا ضمانة للجبل إلا وليد جنبلاط ومن ترك لك مكاناً لا يخشى مـنك بل يخشـى علـيك».

الصهران

ولفت النائب مروان حمادة إلى أن «أحدهم ينتقل من بلدة إلى بلدة ومن منطقة إلى منطقة محاولاً النيل من الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط والشهيد رفيق الحريري والقوات اللبنانية وكل من يقف امام هذه الطغمة العائلية العسكرية التي تحاول أن تطبق على البلد باسم الإصلاح»، سائلاً: «أين الاصلاح وأنا شاهد من داخل الحكومة على فسادكم».
وسخر من ارسلان بقوله «سنفوز بـ 12 مقعداً في الشوف وعاليه اما الرقم 13 فهو رقم شؤم لا يحبّه وليد جنبلاط ولذلك تركه لك».
وانسحبَ التصعيد على دائرة زغرتا فبَعدما اعتبَر باسيل من زغرتا ‏‏«أنّ مَن واجَه الهيمنة والتسلّط في لبنان، ليس كثيراً عليه ان يواجهَها في زغرتا ليكسرَها ويعود التوازن»، قائلاً ‏‏«سيكون لنا نائب في زغرتا، ونعمل لنائبين، إذا لم يكن هذه المرّة ففي المرّة المقبلة‎ »، ردّ رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية خلال مهرجان انتخابي في بنشعي بالقول «حين اقتضَت مصلحة ‏بعضِهم جاؤوا إلى ساحتنا، وقد يقولون اليوم: «إنّنا نستعيد حقوقاً، ولكنْ لا تنسوا أنّهم هم بأنانيتهم من فرّطوا ‏بحقوقِنا». وغمز فرنجية من قناة صهري عون الوزير باسيل والعميد شامل روكز بقوله «أعظم رجلين في التاريخ هما بنيتو موسوليني وصدام حسين لأنهما تجرآ وقتلا صهريهما».
اما الرئيس سعد الحريري فأجرى جولات انتخابية في عكار والضنية والمنية وعبّر عن سروره وتأثره وافتخاره بتحقيق «حلم الرئيس الشهيد» بزيارة هذه المناطق التي كان قد حرم من زيارتها إبان سطوة نظام الوصاية السورية الأمنية والمخابراتية على لبنان. وبصفته أول رئيس حكومة يزورها قال: «أتيت لتحقيق حلم الرئيس الشهيد رفيق الحريري وفي 6 أيار سيتحقق حلمه ولن أقبل أن تعود هذه المنطقة لأي وصاية غير الوصاية اللبنانية لأن اللوائح الأخرى تريد تغيير هوية المنطقة وإعادتها إلى الوصاية السورية»، داعياً أهالي طرابلس والمنية والضنية وعكار إلى «الزحف نحو صناديق الاقتراع في 6 أيار لأنه السلاح الوحيد لرد هجوم حلفاء بشار.. ولنقول لهم إنّ هذه المنطقة هويتها رفيق الحريري وهواها سعد الحريري».

فرنجية عن صهري عون: موسوليني وصدام أعظم رجلين في التاريخ لأنهما قتلا صهريهما
الحماوة الانتخابية تشتد قبل «الأحد الكبير»… وباسيل محور حملات بري و«الاشتراكي»
سعد الياس

بومبيو وفي عمق المطبخ الأردني: لا خلاف على دولة فلسطينية بل على حجمها وسيادتها ومكانها

Posted: 30 Apr 2018 02:29 PM PDT

عمان- «القدس العربي»: استثمر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بصورة مهنية ورقته الرابحة محلياً عندما عقد أمس لقاءه الأول مع وزير الخارجية الأمريكي الجديد مايك بومبيو. والصفدي يوصف بأن ورقة القوة الرابحة لديه تتمثل في انه يقدم العبارة الأقرب إلى حد التطابق مع موقف القصر الملكي.
برز ذلك جلياً عندما تمسك الصفدي خلال مؤتمره الصحافي مع بومبيو بمبدأ حل الدولتين للقضية الفلسطينية مع التأكيد على ان إسرائيل ينبغي ان تعود إلى حدود عام 1976 والتذكير بأن فلسطين هي القضية المركزية في الأردن. ومجدداً كرر الصفدي علناً الثابت الأردني حيث لا بديل عن حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على أراضي فلسطين وعاصمتها القدس.
جرعة التركيز الأردنية هنا على ثلاثية الحدود والقدس والدولة الفلسطينية دفعت الضيف الأمريكي بومبيو إلى إطلاق عبارة غامضة تتحدث عن دعم الولايات المتحدة لحل الدولتين باعتباره الأقرب مع جملة شرطية تنسجم مع موقف الرئيس الأمريكي المعلن دونالد ترامب وتتحدث عن «إذا اتفقت الأطراف المختلفة على صيغة معينة».
بومبيو سياسياً لعب بالعبارة الدبلوماسية مانحاً نظيره الأردني اشارة إلى ان حدود إسرائيل لم تتحدد بشكل نهائي بعد والقدس لم تتقرر عاصمة لإسرائيل.
المحطة التي يمكن التوقف عندها في سلسلة تصريحات بومبيو في عمان هي التي تخفف التوقعات بشأن صفقة القرن عبر الإشارة إلى انها ستكون بالاتفاق ما بين الفلسطينيين والإسرائيليين مع التأكيد على ان واشنطن ستدعم تسهيل الأمور والعمل مع الأردن لإيجاد ما وصفه بومبيو بـ»حل جيد». وهنا سياسياً مربط الفرس حيث الخلاف واضح على تفسير عبارة الحل الجيد وحيث الفرصة متاحة مجدداً للاجتهاد تحت هذا البند، الأمر الذي يدفع الوزير الصفدي لتكرار الثلاثية المشار اليها باعتبارها الحد الأدنى من الحل الجيد.
بومبيو وقبل زيارته إلى عمان ساهم في وضع بعض الرتوش في محاولة لتبديد المخاوف.
وحسب مصدر أردني رسمي تحدث لـ «القدس العربي» فلا يوجد حديث رسمي وجدي من الولايات المتحدة ضد دولة فلسطينية مستقلة لكن المشكلة تكمن في التصور الذي يمكن ان تدعمه واشنطن حول حجم هذه الدولة وموقعها الجغرافي ومستوى سيادتها.
فالمشكلة الأكبر هي المكافأة التي منحها الرئيس ترامب – بتصور غرفة القرار الأردني – لليمين الإسرائيلي مجاناً في مسألة القدس ودون بدل او تنازل حقيقي.
تللك كانت حماقة كبرى في مقايسات المسؤول الأردني نفسه من الواضح ان بومبيو يحاول تجاهلها وهو يلقي بعبارات غامضة تعكس بعض ملامح الاعتدال على امل تمكين السلطة الفلسطينية من التغيير موقفها المعلن بخصوص مظلة الرعاية الأمريكية للمفاوضات.
هنا يكمن الخلاف الجذري اساساً بين رام الله وعمان وواشنطن فالرئيس الفلسطيني محمود عباس أبلغ سياسيين أردنيين من بينهم رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري بأن موقفه بخصوص الرعاية الأمريكية قد لا يتغير لأن تغيير هذا الموقف الآن لن ينتهي بتقديم تنازل يساعد الفلسطينيين على المضي قدماً في مشوار المفاوضات.
تختلف عمان مع هذا الموقف وتحاول إبلاغ عباس بأن الأطراف الدولية الأخرى لا يمكنها ولأسباب عدة أن تكون بديلاً عن الرعاية الأمريكية للمفاوضات، فروسيا لن تتورط قبل الحسم في سوريا والدول الأوروبية ليست بصدد تحدي الرئيس ترامب او استراتيجيته في المنطقة.
اما واشنطن فتحاول تغيير قواعد اللعبة بمنح الفلسطينيين بعض الاعتدال في لهجتها وهو ما حاول بومبيو عرضه في عمان عندما تحدث عن الحل الجيد وعن صفقة القرن بصفتها نتيجة لاتفاق بين الطرفين وعندما جامل الأردن بعبارة مشروطة وغامضة ايضاً وصف فيها حل الدولتين بمفردة «الأقرب «.
لم يحسم بومبيو في عمان أياً من النقاط الشائكة وجل ما فعله خلف الستارة اقرب إلى تأخير أي حسم وإرجاء التقدم بأي تصور ووفقاً للتفسير الأردني مرد ذلك هو أن الإدارة الأمريكية برموزها الجديدة لم تحسم خياراتها بعد على صعيد الملف السوري ودخلت في اولويات لها علاقة بالملف الإيراني والاسترسال في ابتزاز السعودية ودول الخليج.
بمعنى آخر يعيد الوزير بومبيو قصداً إنتاج شكل وهوية الانطباعات عما يسمى بصفقة القرن تحت عنوان تأجيل الخطوط العريضة لأن مطبخ القرار الأمريكي غير متفرغ بعد للقضية الفلسطينية وهي نقطة تكتيكية من الواضح ان الرئيس عباس ومعه الأردن قررا العزف على اوتارها إلى ان تحصل وقائع جديدة. والى ان يحصل ذلك يريد بومبيو والطاقم الأمريكي الاستمرار في الإيحاء بان نقل السفارة إلى القدس وافتتاحها رسمياً يضع الإدارة الأمريكية في موقع هجومي وضاغط على إسرائيل لاحقاً وهو إيحاء يناسب تماماً برأي المفكر السياسي الأردني عدنان أبو عودة اليمين الإسرائيلي المنطلق من انحيازات فكرية وسياسية تستثمر بكفاءة في مثل هذه اللحظة. وبطبيعة الحال لا يرى ابو عودة ومعه آخرون من كبار الساسة الأردنيين أن مثل هذا التكتيك البائس للإدارة الأمريكية والمنحاز لليمين يمكن ان يشكل فرصة حقيقية لعملية سلام من أي نوع او حتى لتسوية فيها الحد الأدنى من الإنصاف والمعقولية والتوازن كما يلاحظ سياسي من حجم المصري.
وحتى تنقشع بعض الغيوم ويحقق بومبيو الرغبة الأردنية في الانطلاق من خبرات محددة في الملف الشائك قررت عمان وبالرغم من التحديات تكرار مواقفها المعروفة في الوقت الذي اتجه فيه بومبيو إلى تكتيكات اقرب إلى التسكين السياسي.

بومبيو وفي عمق المطبخ الأردني: لا خلاف على دولة فلسطينية بل على حجمها وسيادتها ومكانها
إرجاء «صفقة القرن» ومواقف غامضة و«مشروطة» وأولوية لملفي إيران وسوريا
بسام البدارين

الحكومة تقفز بمفردها من سفينة الأجور والمرتبات والغلاء والإدارة الأمريكية تبحث عن منفذ لخططها في سوريا

Posted: 30 Apr 2018 02:29 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: امتلأت الصحف المصرية الصادرة أمس الاثنين 30 أبريل/نيسان بالمقالات والأعمدة التي ترفض طلب الرئيس الأمريكي ترامب إرسال قوات عربية إلى سوريا لتحل محل القوات الأمريكية التي قرر سحبها من هناك. ما أغضب الناس واعتباروا هذا الطلب يتصف بالوقاحة والإهانة لأنه يريد من النظام المصري أن يرسل قواته إلى بلد عربي شقيق، لقتال جيشه، أو حتى بحجة حماية بلده من الإرهابيين الذين زرعتهم أمريكا في العراق وسوريا، وكأن سوريا ليست دولة عربية تربطها مع مصر وغيرها من أعضاء جامعة الدول العربية اتفاقية دفاع مشترك، ولا كانت جزءا من دولة موحدة مع مصر هي الجمهورية العربية المتحدة. ومصدر الغضب نابع أيضا من أن أمريكا تنظر إلى جيوش الدول العربية وكأنها قوات مرتزقة كالتي تستجلبها من أنحاء العالم لتقاتل نيابة عنها، لأنها تعتبر دم ضباطها وجنودها الأمريكيين أغلى من دماء ضباطنا وجنودنا.
ومن الأخبار الأخرى التي اهتمت بها الصحف الصادرة أمس الاثنين ما نتج من كوارث ومصائب بسبب الأمطار الغزيرة، التي عاني منها الجميع، ومتابعة ما ينشر من تحقيقات هيئة الرقابة الإدارية بخصوص الكارثة. ووعود الحكومة بطرح كميات هائلة من السلع بأسعار أقل من السوق في المجمعات الاستهلاكية، خلال شهر رمضان المقبل. كذلك طرح الجيش والشرطة السلع في منافذ البيع التابعة لها والمساعدات الضخمة التي ستقدمها وزارة الأوقاف إلى سكان مئات القرى الفقيرة طوال الشهر. والاستعدادات لامتحانات الجامعات والدبلومات والشهادات الاعدادية والثانوية، ورفع ملايين الأسر حالة الطوارئ بسببها. أما في ما يخص أخبار الحكومة التي اهتمت بها الصحف، فكانت عن إعلان طارق عامر رئيس البنك المركزي النتائج الإيجابية التي حققها الإصلاح الاقتصادي من انخفاض العجز في الميزان التجاري من عشرين مليار دولار إلى ستة مليارات فقط، وموافقة الكويت على تأجيل سحب وديعة لها قدرها أربعة مليارات دولار حان موعد استردادها، وطمأن الناس إلى أن زيادة الديون الخارجية لا تزال في دائرة الأمان، وتحت السيطرة رغم تخويفات الكثيرين.
وأبرزت الصحف تحذيرات هيئة الإرصاد من موجة حارة شديدة وأمطار أيضا، ما دعا رئيس الوزراء شريف إسماعيل إلى التشديد على جميع المحافظين بعدم مغادرة مكاتبهم. وأبرزت الصحف كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في الاحتفال بعيد العمال، التي أشاد فيها بتحملهم مصاعب الإصلاح الاقتصادي، وأبرز ما ورد في كلمته أنه يتطلع في الفترة المقبلة إلى أن يقوم مجلس النواب بسرعة الانتهاء من إصدار قانون العمل الجديد، الذي يهدف إلى تحقيق الأمان والاستقرار الوظيفي لعمال القطاع الخاص، ومواصلة أصحاب الأعمال الشرفاء على حد تعبيره، لتعزيز دورهم في حل مشكلات العمال وصون حقوقهم والاضطلاع بمسؤولياتهم الاجتماعية تجاه العمال والوطن. والمعروف أن الاحتفال بعيد العمال تم في مصر بعد ثورة 23 يوليو/تموز سنة 1952 كما أصدر الزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر قانونا بتشكيل الاتحاد العام للعمال، وكانت حكومات حزب الوفد قبل الثورة قد سمحت بانشاء نقابات عمالية ولم تتمكن هذه النقابات من تشكيل اتحاد عام لها. وإلى ما عندنا من تفاصيل الأخبار وأخبار أخرى متنوعة..

أمطار وفساد

ونبدأ بأبرز ما نشر عن هطول الأمطار الغزيرة، وما كشفت عنه من إهمال وفساد قال عنه في «الأهرام» الدكتور أسامة الغزالي حرب: «مرة أخرى أكرر ترحيبي بتولي الوزير محمد عرفان رئيس هيئة الرقابة الإدارية التحقيق في أسباب غرق حي التجمع الخامس تحت مياه الأمطار يوم الثلاثاء الماضي، وأدعوه ـ بالمناسبة ـ للتحقيق في شبهات للفساد يعاني منها ذلك الحي المتميز في القاهرة، أولاها يتعلق بالحدائق الصغيرة المنتشرة بين المساكن في التجمع الخامس، يفترض أن تتم صيانتها ورعايتها على نحو سليم، ولكن هذا لا يحدث فعليا. هناك بالفعل مقاولون من الباطن تصرف لهم مستحقات بعقود وهمية، لا تتم على أرض الواقع. ثانيها أن العقود المبرمة بين جهاز المدينة وبين السكان تنص على أن الأرض المباعة مخصصة لغرض السكن، ويحظر على الساكن «أي الساكن صاحب الأرض» استعمالها في أي غرض آخر تجاري أو صناعي أو تعليمي أو ديني، أو أي استخدام آخر، ولكن هذا كله يتم التحايل عليه، وتوجد شركات ومكاتب بكل ما يحيط بها من ضوضاء وزحام للسيارات. مثال ثالث يذكرنا بمسجد «ضرار» الذي قام بعض المنافقين ببنائه أيام الرسول «صلى الله عليه وسلم» فأمر الرسول بهدمه، حيث قام أحد الذين سبقت إدانتهم في قضية الوزير السابق إبراهيم سليمان ببناء مسجد على أرض حدائق محظور البناء فيها. إنني لا أجد في مواجهة هذا الموقف خيرا من الآية الكريمة «يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون» (البقرة 9)».

إهمال صغار الموظفين

وفي «الأهرام» أيضا أشاد أشرف أبو الهول أمس بقرار رئيس هيئة الرقابة الإدارية إيقاف عدد من المسؤولين في جهاز مدينة القاهرة الجديدة والتجمع والتحقيق معهم، إلا أنه طالب بمحاسبة صغار الموظفين الذين استغلوا الموقف للهروب من العمل وقال عنهم: «يجب ألا تتوقف المحاسبة عند كبار مسؤولي الأحياء فقط، وإنما يجب أن تمتد لتشمل كل العاملين في الأحياء والمحليات والنقل العام، بل المرور لأن معظمهم استغلوا حقيقة أن الأمطار هطلت بعد انتهاء ساعات العمل الرسمية، فأغلقوا تليفوناتهم أو تحججوا بأنهم يقطنون في أماكن بعيدة ولا يمكنهم العودة لأعمالهم للمشاركة في مواجهة الوضع الطارئ الذي عاشته القاهرة، وهو ما فاقم الأزمة فغاب سائقو عربات شفط المياه والكاسحات وعمال الكهرباء وسائقو النقل العام».

أمراض الفساد والإهمال

وفي «الجمهورية» قال ناجي قمحة: «نأمل تكرار نموذج المساءلة والحساب الجاري حول أحداث القاهرة الجديدة في كل موقع مصاب بأمراض الفساد والإهمال، ليس على مستوى البنية الأساسية، بل على مستوى الخدمات التي تقدمها الدولة وتتكلف أموالاً طائلة ولا تؤدي ثمارها المرجوة للمواطنين على المستوى المطلوب، بل تكون محل شكوى ومصدر غضب عندما تتجاهل الحكومة الشكوى ولا تبادر إلى إزالة أسبابها وحل المشكلة ومحاسبة المخطئ فاسداً كان أو مهملاً».

حقوق المجتمع لا تسقط بالتقادم

وفي بابه اليومي «شخبطة» في «المصري اليوم» طالب الكاتب الساخر عاصم حنفي بمحاسبة وزير الإسكان في عهد مبارك المهندس محمد إبراهيم سليمان الذي بنيت كل هذه الأماكن في عهده وظل في منصبه حوالي عشر سنوات وقال: «حقوق المجتمع لا تسقط بالتقادم ونهب المال العام ليس جريمة عادية يرتكبها الفرد وخلاص وهناك من الجرائم ما تلاحق صاحبها طوال حياته، وتلاحق الورثة والأبناء والأهل والأقارب بعد عمر طويل وما حدث في القاهرة الجديدة من إهمال في البنية التحتية هو جريمة مكتملة الأركان حاسبوا محمد إبراهيم سليمان».

وطن بلا «بلاعة»

واقعة سيول التجمع الأخيرة وغيرها من المناطق المتضررة أكدت في رأي إسماعيل عبد الجليل في «المصري اليوم»، أن بيت الداء في حياتنا هو التشخيص الخاطئ لمواجعنا، مما يجعل نتائج روشتة العلاج عكسية.. أسرعنا باتهام الأمطار بالغزارة بتقديرها بحوالي خمسين مليون متر مكعب، وبالمباغتة لسقوطها في غير موسمها، وظن البعض أنها أسباب كافية لتبرير القصور وتبرئة المقصرين، على الرغم من مخالفة تلك الادعاءات ألف باء المنهج العلمي، وهي أن كمية الأمطار وزمن سقوطها متواضعان للغاية، وأن توقيت سقوطها يتوافق تاريخيا مع تقلبات مناخية ربيعية معروفة في هذا التوقيت لخبراء الأرصاد الجوية.. اتهمنا الأمطار وتناسينا أن هناك اختراعا يطلق عليه «بلاعة» لتصريف مياه الأمطار بقدرة تفوق سعتها عشرات المرات لتخزينها وإعادة استخدامها. أسرعنا بتوجيه الاتهام لمخرات السيول وأنها خدعتنا بتغيير مساراتها رغم أن هناك «أطلس» في وزارة الري وصورا فضائية توثق مواقعها بما يسمح بفرص لاستخدامها في التخطيط العمراني، ولكن بعد استيفاء مرافق وبنية أساسية لتهدئة سرعة مياه الأمطار أثناء انجرافها بسدود حجرية أو ترابية أو غيره، وهو التشخيص الخاطئ نفسه لكارثة سيول العريش التي ضربت شمال سيناء في يناير/كانون الثاني 2010 إثر عاصفة أمطار أدت إلى هدم 780 منزلا وخسائر تجاوزت مئة مليون جنيه واتهمنا آنذاك مجرى السيل وتغافلنا حتى اللحظة عن التشخيص الحقيقي وهو أن سعة سد الروافعة المسؤول عن حماية وادي العريش من السيول لا تتجاوز 5 ملايين متر مكعب بينما كانت كمية الأمطار تمثل أربعين ضعف تلك السعة التخزينية، بالإضافة إلى الموقع الخاطئ للسد. فلنتوقف عن اتهام الطبيعة التي لا تملك الدفاع عن نفسها وهي تسخر من ارتباكنا في التعامل معها.
إنني أكتب تلك الكلمات وكلي حزن وأسف على مشاهد العشوائية في تعاملنا مع الظواهر الطبيعية التي تحيطنا والتي تشهد تغيرا انتقل من «حالة الشك» إلى درجة «اليقين» بالبحوث والدراسات والوقائع منذ الثمانينيات وحتى الآن، بأن العالم يشهد تغيرا مناخيا ويعيش مرحلة انتقالية مع الطبيعة».

أمركة القاهرة

وفي «الشروق» أبدى استاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة الدكتور مصطفى كامل السيد شماتته في سكان هذه المناطق لأنهم فئات انفصلت عن الشعب، وتقلد بفجاجة أسلوب الحياة في الكومباونات، وكان مقاله عنوانه «أمركة القاهرة وغرق التجمع الخامس» قال فيه: «التجمع الخامس وغيره من المنتجعات العمرانية التي نمت على صدر الخريطة الحضرية لمصر منذ الثمانينيات هو واحد من أعراض كثيرة لأمركة مدينة القاهرة، والمقصود بذلك شيوع التقليد لممارسات معمارية وأنماط سلوك أمريكية، في عاصمة ذات تراث عريق متعدد الروافد، من فرعوني وقبطي وعربي وإسلامي، وهي ظاهرة يمكن أن نجد بعض أعراضها في مدن أخرى في العالم، ولكنها في حالتنا المصرية تتجاوز حدود ما عرفته تلك العواصم الأخرى، خصوصا بسعي النخبة الحاكمة للخروج منها، وهو ما ينذر بتفاقم مشاكل مجتمعاتنا في المدن وفى الريف على حد سواء، بل ويمتد إلى سكان هذه المنتجعات الجديدة. هذا النمط من المنتجعات شاع في مصر ليس حلا لمشكلة سكن ولا لارتفاع مستوى الجريمة في المدن، ولكنه على الأقل بالنسبة لبعض أعضاء النخبة الحاكمة الجديدة، هو رمز للجاه والتميز الاجتماعي. كثيرون من أصحاب الفيلات في هذه المنتجعات يملكون بالفعل شققا في أفضل أحياء القاهرة، ولكن إغراء المعيشة في منتجعات بعضها مغلق عليهم ولا يختلطون فيها إلا بسواهم من أصحاب الدخل المرتفع والمكانة، هو الذي يجتذبهم إليها وهم يتحملون في سبيل ذلك كل عناء السفر اليومي إلى هذه المنتجعات، الذي يقتطع بكل تأكيد ما لا يقل عن ثلاث ساعات يوميا إذا كانوا سيعودون إلى منازلهم مرة واحدة في اليوم، أو ربما يفضلون الراحة في شققهم التي ما زالوا يحتفظون بها في القاهرة القديمة. هذه الرغبة في الهرب من العاصمة التاريخية للبلاد هي ما يميز بعض النخبة الحاكمة في مصر في الوقت الحاضر، وذلك بدلا من السعى لحل مشاكلها ليس فقط بالاهتمام بها ولكن بدفع التنمية الإقليمية ونشر الخدمات الثقافية والترويحية، وتوفير فرص عمل مناسبة خارجها والتخفيف من المركزية الإدارية المفرطة وإيجاد السبل التي تسمح لسكان المدن والقرى بمساءلة المسؤولين بتوفير سلطات مناسبة للأجهزة المحلية المنتخبة، لا نجد نخبة أخرى في أي من البلدان ذات الحضارات العريقة يظهر هذا التعالي على عاصمته التاريخية. حاكم روسيا يقيم فى الكرملين، وحكام الصين كانوا يقيمون حتى وقت قريب في «المدينة المحظورة» أو المحرمة في قلب بكين، وحكومة الهند ووزراؤها وقادتها السياسيون يقيمون في دلهي، ولم نسمع أن حكام بريطانيا أو فرنسا سعوا للخروج من باريس أو لندن، بل إن رؤساء فرنسا يتنافسون في وضع لمساتهم على عاصمتهم. بومبيدو شيد مركزا ثقافيا، وميتران بنى دارا للأوبرا مكان سجن الباستيل الشهير، واقترح بناء هرم داخل متحف اللوفر. ونصب الألمان احتفالات كبرى عند عودة حكومتهم إلى برلين عاصمتهم التاريخية. أما نحن فنسرع الخطى للانتقال إلى عاصمة إدارية جديدة تتفوق على مانهاتن بأبراجها الشاهقة وعلى ديزني لاند بأكبر مدينة ملاه في العالم. القاهرة تتأمرك ولكن بطريقتها الخاصة، ببيروقراطيتها مضرب الأمثال في انعدام الكفاءة، وبإدارتها التي بلغ فيها الفساد العنق، وبفهمها الساذج لقواعد العمران، وبرفضها أي مساءلة من جانب المواطنين الذين تعيش حكومتهم على ما يتيحونها لها من موارد تقوم بتبديدها».

حكومة ووزراء

والى الحكومة ووزرائها والدهشة التي انتابت محمد السيسي في «الأسبوع» من زيادة مرتبات ومعاشات الوزراء وكبار المسؤولين وقال عنها أمس الاثنين: «حقيقة استفزتني حالة الغضب التي انتابت الشعب المصري في أعقاب موافقة البرلمان وتصديق الرئيس على تعديل قانون رواتب ومعاشات رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء والوزارء والمحافظين ونوابهم، وهي الحالة التي كشفت عن حقد شعبي دفين وإيمان ضعيف وعزيمة رخوة ليثبت المصريون مجددا أنهم شعب غاوي دعايات سوداء وإشاعات مغرضة راح يطلقها العامة والغوغاء ضد أسيادنا الوزراء المحافظين بدافع الحقد والغيرة، رغم ما يعانيه مجتمع المسؤولين من ضيق معيئة وظلم اجتماعي واقع عليهم ماديا ومعنويا».

آخر الناجين وأول المحاربين

بينما شبه حازم الحديدي في «الأخبار» ذلك القرار بأنه قفزمن سفينة غارقة وقال: «في حالات الغرق ينشغل «قبطان»‬ السفينة أولا بإنقاذ الركاب، وبعد ذلك ينجو بنفسه. وفي المعارك يتصدر «‬القائد» الصفوف ليكون أيقونة الشجاعة التي تبث الروح في نفوس الجنود ليتحقق النصر، وهكذا هي المسؤولية وتلك هي تبعات وأصول القيادة، أن تكون آخر الناجين وأول المحاربين لا أن تنجو بنفسك أو تترك جنودك يقاتلون في الصف الأول وأنت تسمع مزيكا في الصف الأخير، ومن هذا المنطلق كنت أتمنى من الحكومة أن تتقدم صفوف المواطنين في معركة الغلاء ولا تتركهم يغرقون وتقفز بمفردها من سفينة الأجور والمرتبات».

كاركتير

لكن ما نسيه محمد السيسي وحازم الحديدي أن الوزراء وكبار المسؤولين مساكين وهو ما علمناه من الرسام عبد الله في جريدة «المصري اليوم» اذ شاهد وزيرا يجلس على كرسي وزوجته ترقيه وتقول: رقيتك واسترقيتك من عين كل موظف عدمان أو عامل كحيان بياخد الحد الأدنى للأجور».

الإهمال يصل إلى المتحف الكبير

في العديد من اللقاءات التي قابل فيها وائل السمري في «اليوم السابع»، الدكتور طارق سيد توفيق كان النقاش محتدما بينهما: «فالدكتور طارق يريد افتتاح المتحف المصري الكبير «جزئيا» لكي تنتعش خزينة المتحف بالتبرعات، وأنا أرى أن الافتتاح الجزئي للمتحف سيضيع شغف العالم بمشاهدته، خاصة أن لنا تجربة سيئة في مسألة الافتتاح الجزئي، فقد افتتحنا متحف الحضارة جزئيا من قبل، ولم يشعر أحد به، وإذا ما تكرر هذا الأمر مع المتحف المصري الكبير فإننا بهذا الأمر نكون قد أبطلنا فعل مفاجأة العالم بأكبر متحف في العالم. وفي الحقيقة ما يريده الدكتور توفيق أمر مشروع ومفهوم، لكنه يريد الحسن وأنا أريد الأحسن. أما فكرة افتتاح المتحف لاستجلاب التبرعات فلدينا عشرات الطرق الأخرى لمثل هذه الحلول، كان هذا النقاش محتدما قبل اليوم، وكانت وجهتي النظر قريبتين من بعضهما بعضا، أما الآن بعد اشتعال النيران في أبنية المتحف، فالأمر مختلف.المؤسف في الأمر أن البعض تعامل مع اشتعال النيران في سقالات المتحف باستخفاف، بينما التاريخ يقول لنا إن سبب احتراق «المسافر خانة» كان اشتعال النار في السقالات أيضا، ومعظم النار كما يقول بيت الشعر من «مستصغر الشرر»، وفي الحقيقة فإنني أشعر بأن هناك شيئا غير مفهوم في هذا الحريق، فلا يوجد شيء في الأبنية التي اشتعلت فيها النيران، فما الذى احترق؟ وكيف احترق؟ وكيف تحولت النيران التي لم يكشف حتى الآن عن مصدرها إلى ألسنة اللهب هذه؟ كل هذه أسئلة تفرض علينا أن نفكر جيدا وأن نحقق في ما جرى وكيف جرى. بالأمس في هذا المكان تحدثت عن فكرة آليات التعامل مع الكوارث وآليات تجنبها، وقلت إنه من المفترض أن توزع هيئة الأرصاد الجوية توقعاتها على جميع الهيئات والمصالح والوزارات المعنية من أجل الإسراع في التعامل مع الكوارث، لكن للأسف ما يحدث عكس هذا، كما قلت في المقال ذاته إن عقاب المسؤولين عن هذا التقصير لابد أن يكون دقيقا وواقعيا وحازما في الوقت ذاته، وألا يتم استثناء أي فرد من هذا العقاب، وأول من يجب أن يشمله العقاب هو الشخص المنوط به المراقبة والتأمين، وهو ما يجب أن يحدث اليوم أيضا».

قوات مصرية في سوريا

وإلى واحدة من القضايا التي يتناولها سياسيون وصحافيون أجانب وعرب ومصريون بشأن الاقتراح أو الطلب الأمريكي من مصر بأن ترسل قواتها ضمن قوات عربية إلى سوريا لتحل محل القوات الأمريكية التي قرر رئيسها دونالد ترامب سحبها ويخوضون في التفاصيل والحجج، بينما الشعب لا يهتم بها، بل ولم يسمع عنها وحتي النظام لا يوليها أي اهتمام ولا تطرأ على خياله أبدا.
وفي «المصري اليوم» قال الدكتور عمرو الشوبكي: «السؤال المطروح: أي غطاء سياسي سيحمله إرسال قوات عربية إلى سوريا في ظل غياب مسار التسوية السياسية «رغم الحديث عنه»؟ فالسعودية مرفوضة من النظام السوري وحلفائه، ومصر المقبولة من النظام وحلفائه على مضض مقبولة أيضاً من الغرب ومرفوضة من تركيا وحلفائها، وهي في النهاية أعلنت رفضها تلك الخطوة.
إن إرسال قوات عربية إلى سوريا قد يكون مطلوباً في حالة واحدة فقط هي، اكتمال أو تبلور مشروع تسوية سياسية في سوريا يُنفذ على الأرض وتقبله كل الأطراف فتدخل القوات العربية كقوات حفظ السلام وبطلب من النظام السورى «مهما كانت معارضتنا الشديدة له» وبغطاء من الجامعة العربية بمعنى أن البديل العربي يجب أن يكون غطاؤه السياسي غطاء سلام وليس غطاء حرب وهو أمر لم يتحقق بعد في سوريا.

مصر تقاوم الضغوط

وفي «الشروق» قال رئيس تحريرها عماد الدين حسين: «مصر قاومت كل الضغوط ولم ترسل قوات إلى اليمن استجابة لطلبات سعودية أكثر من مرة، علما أن الصراع في اليمن أكثر وضوحا ومن مصلحة مصر وأمنها القومي ألا يكون هناك احتلال أو هيمنة إيرانية على اليمن والبحر الأحمر وباب المندب. مصر أرسلت قوات رمزية لليمن وكان دورها مرتبطا بالأساس بحماية مضيق باب المندب، وتأمين الملاحة إلى قناة السويس، إذا كنا فعلنا ذلك في اليمن فهل يمكن تصور أن نرسل قوات إلى سوريا لتنفيذ تصورات أمريكية، وربما إسرائيلية غامضة ومريبة؟ البيت الأبيض رفض التأكيد على أن مصر وافقت على إرسال قوات إلى سوريا، وأغلب الظن أن هذه الصياغة تعني أن الحكومة المصرية ترفض الدعوات الأمريكية.
من المنطقي فهم الحرج المصري من الدخول في صراع مفتوح مع الولايات المتحدة بشأن هذه النقطة، كما يمكن فهم الحرج نفسه مع المملكة العربية السعودية المتحمسة جدا لفكرة إرسال قوات إلى سوريا، رغم أنها تحتاج إلى كل جندي من جنودها أو حتى جنود التحالف العربي لحسم المعركة في اليمن، بل حماية حدودها وأجوائها من الجرأة الحوثية المتزايدة، خصوصا في إطلاق الصواريخ الباليستية التي صارت تطال عدة مدن سعودية».

أمريكا تنصب أفخاخها

وفي «الوفد» قال إسلام الشافعي: «تبدأ الإدارة الأمريكية من جديد في البحث عن منفذ لخططها في سوريا بالدعوة لتشكيل قوة عربية تحل محل قواتها هناك، وبالطبع يتم الزج باسم مصر لتصبح على رأس ذلك التحالف، وهو الأمر الذي تحركه الرغبة العارمة لدى أمريكا والخبثاء المتربصين بمصر، لتوريطها في حرب إقليمية لإشغال جيشها عن معركته الحقيقية في مواجهة الإرهاب، وإعاقة عجلة التنمية في مصر. وبالفعل بدأت الضغوط الأمريكية مباشرة وعبر عدد من الحلفاء لدفع مصر لذلك المستنقع السوري. ويظن أصحاب تلك الدعوة الخبيثة أنهم نجحوا في نصب فخ معقد لمصر، فإما أن تدخل مصر في مكاشفة مع أمريكا حول حقيقة سياساتها في المنطقة ودعمها للإرهاب، أو تقبل بمخالفة ثوابتها القومية الرافضة لتفكيك الجيش العربي السوري وتقسيم سوريا. سيكون على مصر إن بلعت الطعم أن تخسر حليفها الاستراتيجي المهم «روسيا»، وتضع جيشها في مواجهة مباشرة مع الجيش الروسي، أو أن تقبل بتحول خلافها في الشأن السوري مع حلفائها الخليجيين من مجرد خلاف تحت الرماد إلى صراع مسلح على أرض الواقع».

معارك وردود

والى المعارك والردود المتفرقة التي لا رابط بينها، حيث طالب وجدي زين الدين رئيس تحرير «الوفد» ببذل جهود أكبر في محاربة الفساد لأنه حسب قوله: «الفاسدون يخرجون ألسنتهم للدولة، والرشاوى تزداد وتستفحل بشكل يدعو إلى الخزى والعار.
ومصالــــح الناس تتحكم فيها البيروقراطية والروتين وعلى الرافضين لذلك أن يضربوا رؤوسهم في الأسفلت أو أقرب حائط.
وهكذا تزداد المشاكل ويصدر هؤلاء الفاسدون أزمات بصفة دورية للدولة، لإظهارها بمظهر العاجز، الذي لا يقدر على فعل شيء، أليست هذه حقائق دامغة نعيشها كل ساعة؟ أليس الفساد القائم يعمل بندية شديدة ضد الدولة؟ أليس الفساد ظاهراً وصوته عالياً؟ أليس الفساد في كل القطاعات بلا استثناء ويستشرى كالنار في الهشيم؟ لقد آن الأوان لإعلان حرب حقيقية على الفساد إلى جوار الحرب على الإرهاب فضحايا الفساد أكثر من ضحايا الإرهاب».

رؤيا

أما الدكتور معتز بالله عبد الفتاح فقد كتب مقالا أمس في «اليوم السابع» عن حلم رآه للرئيس السيسي بأنه أي الرئيس يوجه خطابا للمسؤولين قال: «رأيت في ما يرى النائم السيد رئيس الجمهورية يقف أمام عدد من المسؤولين في مقدمتهم وزراء التربية والتعليم والتعليم العالي «الخطاب التعليمي» والثقافة «الخطاب الثقافي والفني» والشباب والرياضة «النشاط الرياضي» والمسؤولون عن الهيئة الوطنية للإعلام «الخطاب الإعلامي» وممثل عن الأزهر الشريف وممثل عن الكنائس المصرية «الخطاب الديني» ورئيس مجلس النواب ووزيرة التخطيط يقول رئيس الدولة: بسم الله الرحمن الرحيم لقد قررت أن تكون سنواتي الأربع المقبلة في الحكم هي سنوات إعادة صياغة نسق قيم الإنسان المصري: معرفيا وسلوكيا واجتماعيا واقتصاديا وسياسيا.
إن الدراسات العلمية تؤكد أن هناك قيما إن استوعبت الإنسان وأصبحت منهج عمله ونور بصيرته جعلت منه قادرا على عمارة الأرض واستغلال طاقاته مهما ضنت عليهم الطبيعة بالموارد.
إن كل مؤسسة من مؤسسات الدولة القائمة على صياغة العقل والقيم والوجدان مطالبة، بأن تضع هذه الرؤية منهجا لها وبناء عليه فقد قررت ما يلى: أولا: أن تتبنى وزارة التخطيط مشروع قانون بتشكيل مجلس أعلى لبناء الشخصية المصرية برئاسة رئيس الجمهورية، وأن يصدر به قانون من مجلس النواب باعتباره مجلسا مكملا للمجالس القومية والوطنية الأخرى التي تحارب الإرهاب والتطرف باعتباره مجلسا آخر لمحاربة الإسفاف والتخلف. ثانيا: يتكون هذا المجلس من الوزراء والمسؤولين والمتخصصين المعنيين ببناء الشخصية المصرية».

الخروج من عنق الزجاجة

«إن الطريق لخروج مصر من أزمتها والمباعدة بينها وبين خطر انهيار الدولة والفوضى حسب رأي جورج إسحق في «الشروق» مرتبطة بنخب سياسية وشباب واعد مرّ بتجارب كثيرة وتعلم منها وأصبح أنضج مما قبل وقادرا على إدارة الشأن العام على نحو يؤسس لقواعد دستورية وقانونية عادلة.
ولن تنجح النخب السياسية، حكما ومعارضة، في إخراج مصر من أزمتها بدون اعتماد لمبدأ الشراكة الوطنية والبحث الحقيقب عن توافقات جادة وإشراك حقيقب وشفافية وحرية تداول المعلومات.
فإذا توافقنا على هذا الأمر فسوف نخرج من عنق الزجاجة، فمن اللامنطق أنه كلما ظهرت حركات خارج الشكل النمطي نعتبرها خارجة عن السياق العام، لأن الحس الشعبي أصبح أكثر تأثيرا من كل المؤسسات الرسمية وأكثر حساسية وإحساسا بما يحدث لهم في ممارسة حياتهم اليومية. مصر ستتسع لكل المصريين إذا تحولت إلى دولة قانون وعدالة ومساواة على الكل، إذا طبقنا الدستور بكامل مواده من أكبر رأس في الدولة لأصغر رأس، بدون أي استثناءات. إذا توافر لدينا إعلام حر خارج عن سيطرة النظام الحاكم يعمل في إطار القانون والدستور والقواعد المهنية، بدون توجهات مرضية وإعطاء مسؤولية الإعلام لمهنيين محترفين، ليسوا هواة سطحيين وليس لديهم خبرة فى الحياة السياسية والاقتصادية، وتتمحور مهنتهم في السب والقذف والتشويه والتخوين، فهذا ليس إعلاما، هذا فجور إعلامي.
مصر للجميع عندما يحيا جميع مواطنيها حياة كريمة عادلة لا أن يكونوا تحت مستوى الفقر. عندما يشعر الشعب بالانتماء الحقيقى لهذا البلد بالحب والولاء لهذا الوطن والإدراك الكامل لعظمــته لا عندما يغترب عن الوطن بفوبــــيا تذهب عقــــله وتقتل وعيه وإدراكه. اسمعوا المواطنين، قدروا ظروفهم، افتحوا مجالا للحوار، أغلقوا باب العنف الأمني فقد ثبت فشله في إدارة الأزمات. ضعوا حقوق الإنسان المصري نصب عينيكم فهي الآن تتعرض لرياح عاتية من الممكن أن تدمر الكل إذا لم تتم حمايتها والحفاظ عليها.
إذا كنتم بالفعل تريدون مصر لكل المصريين.. فكما قال ابن خلدون «إن الظلم مؤذن بالخراب».

القنوات الفضائية

وفي صحيفة «الصباح» الأسبوعية التي تصدر كل اثنين قالت سالي عاطف إن هناك عشرات القنوات الفضائية على القمر الصناعي المصري نايل سات اشتراها هواة وأصحاب مصالح: «مع الأسف باتت أغلب هذه القنوات المشبوهة مجرد سبوبة تديرها مجموعة من خريجي التعليم المتوسط الذين لا يفقهون شيئا عن الإعلام أو حتى أبسط مبادئه فهم يتيحون الفرصة لأي شخص أن يصبح إعلاميًا عبر ما يسمى «بيع الهوا»، والغريب أن هذه الظاهرة تنتشر كالوباء في أغلب القنوات الحديثة ليتغير مفهوم الإعلام إلى مفهوم آخر عديم الفائدة والقيمة، بل وصلنا إلى قمة الانحدار بعدما كنا رواد الإعلام في العالم العربي، حيث انتشر الدخلاء من كل مكان بشكل فج ولم تعد المذيعات رمزًا للأناقة والبساطة ومثالًا للفتيات من جيل الرقي، بل أصبحن يتسابقن على وضع أكبر قدر من مستحضرات التجميل، حتى تتغير ملامحها تمامًا فإن صادفتها بالشارع لا تستطيع أن تعرفها. لم تتوقف الحالة على هذا، بل أصبحن يتسابقن في إظهار أكبر قدر من المفاتن ليتوه المشاهد عن المحتوى المقدم واللغة ويركز فقط على الشكل الرخيص الذي أضاع هيبة إعلامنا وسط فضائيات العالم».

الحكومة تقفز بمفردها من سفينة الأجور والمرتبات والغلاء والإدارة الأمريكية تبحث عن منفذ لخططها في سوريا

حسنين كروم

الجزائر: بن فليس يعتبر الولاية الخامسة خطرا على البلاد ويرجئ قراره بالترشح في انتخابات الرئاسة من عدمه

Posted: 30 Apr 2018 02:29 PM PDT

الجزائر – «القدس العربي»:قال علي بن فليس رئيس الحكومة الجزائرية الأسبق ورئيس حزب طلائع الحريات إن الكثير من المؤشرات توحي أن السلطة ماضية في مشروع ولاية خامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مشدداً على أن الولاية الخامسة إن تأكدت رسميا تمثل خطراً على البلاد واستقرارها، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالجزائر منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وأضاف في مقابلة نشرتها صحيفة «الوطن» ( خاصة صادرة بالفرنسية) أنه من الصعب القول بدقة إن كان مشروع الولاية الخامسة جدياً أم لا، خاصة وأن المعني الأول بالأمر لم يتحدث ولم يؤكد أو ينفي، وأنه نظراً للضبابية التي تسيطر على المشهد السياسي فإنه من الصعب تأكيد أي فرضية أو استبعادها، وأنه من الطبيعي أن زبانية النظام يروجون لولاية خامسة، لأن استمرار الوضع الحالي استمرار لمصالحهم، وهو ما يفسر، حسب بن فليس، المزايدات التي نشهدها منذ أسابيع بخصوص هذا الموضوع.
واعتبر أنه إذا ثبت «هلال» الولاية الخامسة فهذا يمثل خطراً على استقرار الجزائر، وسيزيد في حدة وتعقيد الأزمة الشاملة التي تعصف بالبلاد، وأنه سيكون بمثابة انقلاب سياسي والذي سيطيل الغموض الذي تعيشه الجزائر.
كما اعتبر أنه ما بين فرضية الولاية الخامسة، وعصب النظام واللوبيهات التي تتصارع محاولة إحراز تقدم على شطرنج الخلافة، فإن الوضع الاقتصادي يزداد تأزماً، والوضع الاجتماعي يزداد غلياناً، وأن لا شيء يبعث على الارتياح وسط هذا الجو الملغم.
وشدد على أنه في ما يتعلق بترشحه مجدداً إلى الانتخابات الرئاسية، فإن الأمر لم يحسم بعد، وأن القرار سيتخذ داخل مؤسسات الحزب في الوقت المناسب، وبعد تحليل يأخذ في الاعتبار الكثير من العوامل والاعتبارات، والأكيد، حسبه، أن الحزب ستكون له كلمته وسيقولها في الوقت المناسب.
وفي ما يتعلق بفكرة دخول المعارضة الانتخابات الرئاسية بمرشح واحد، أبدى بن فليس عدم تحمسه إلى هذه الفكرة، مشيراً إلى أن الدخول بمرشح واحد لن يغير شيئاً في مجرى الانتخابات الرئاسية المقبلة، خاصة إذا جرت هذه الأخيرة في الإطار الانتخابي والإداري المعمول به حاليا، والذي يجعل الجهاز الإداري والسياسي الذي ينظم الانتخابات هو المتحكم في مصيرها، وهو من يقوم بتحويل إرادة الناخبين حسب أهواء السلطة.
ورد رئيس الحكومة الأسبق الذي سبق أن ترشح ضد بوتفليقة في 2004 و2014 على الحملة التي تقوم بها السلطة والاحزاب الدائرة في فلكها للترويج لـ«إنجازات» الولاية الرابعة بالقول إن هذه التحركات المضطربة تعبّر عن محاولة يائسة للتغطية على حصيلة بائسة، متسائلاً عما إذا كانت الانجازات التي تتغنى بها السلطة هي حالة الشغور على مستوى الرئاسة، وطريقة تسيير الدولة، وانعكاسها على صورة البلاد في الخارج؟ أم أن الانجازات هي التزوير في المواعيد الانتخابية، أم هي الحالة التي يوجد عليها قطاع التعليم، أم المنظومة الصحية، أم قطاع الرياضة الذي تنخره المشاكل والأزمات، أم مشاريع السكن التي يضطر أصحابها للانتظار 12 سنة من دون الحصول على سكناتهم، أم الطريق السريع الذي يعتبر الكيلومتر الواحد منه الأغلى في العالم؟ أم قرار اللجوء إلى طبع المزيد من العملة للتغطية على العجز في الميزانية، والذي قدم على أنه إنجاز كبير، في حين أن الحكومة نفسها تعترف أنه الحل الوحيد الذي كان متوفرا أمامها لضمان دفع الرواتب والمعاشات.
واعتبر أن الحصيلة التي تقدم إلى المواطن هي حصيلة غير صحيحة مزورة ومجملة، وصعب التأكد منها، وأن الأمر يتعلق بحصيلة محاسباتية لا تأخذ في الاعتبار لا تكلفة الانجاز ولا مواعيد تسليم المشاريع، ولا مدى الانعكاس الإيجابي لهذه المشاريع على التنمية وعلى الحياة اليومية للمواطن.

الجزائر: بن فليس يعتبر الولاية الخامسة خطرا على البلاد ويرجئ قراره بالترشح في انتخابات الرئاسة من عدمه

الطائرات الورقية تحرق الغابات وقلوب المزارعين الإسرائيليين

Posted: 30 Apr 2018 02:28 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: منذ ثلاثة أسابيع يتم إرسال الطائرات الورقية المحترقة من جهة غزة إلى أراضي 48 ، وتعتبرها جهات إسرائيلية « إرهابا زراعيا « لأنها تتسبب بتدمير مئات الدونمات من الحقول والغابات.
ويقوم سكان غزة بإطلاق الطائرات الورقية، بشكل رئيسي، في فترة ما بعد الظهيرة، عندما تهب الرياح من الغرب، وتسبب حرائق في المناطق الزراعية. وحسب مصادر إسرائيلية تم حتى الآن احتراق عشرات الدونمات من الأراضي الزراعية ولحقت أضرار بغابات قديمة من أشجار الكينا والصنوبر القائمة على أنقاض القرى الفلسطينية المهجرة في محيط غزة.
ونقلت صحيفة « يسرائيل هيوم « المقربة من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن أفنير يونا، وهو مزارع من مستوطنة «ناحال عوز» قوله إنه يقف بجوار الحقل الذي تعرض للإحتراق مرة أخرى قبل بضعة أيام ويحاول هضم القدر الجديد. ويتابع بغضب: «وصلنا إلى وضع يحرقون فيه الأراضي ولا نعرف كيف نتعامل مع ذلك. نحن نعيش على الزراعة، وعندما يحترق مثل هذا الحقل، فهذا يسبب ضررا كبيرا. وتكلف زراعة كل دونم 700 شيكل (200 دولار) وفي هذا الحقل تم إحراق 80 دونماً «. وقالت « يسرائيل هيوم « إنه رغم فشل حماس في زيادة عدد المشاركين في مسيرات العودة إلا أنها تمكنت من تعطيل حياة السكان على الجانب الآخر من الحدود.

البطاطا مريضة

ويقول يونا: «لدينا الكثير من الحقول المحاذية للسياج والجيش يمنعنا من دخولها، لكننا ما زلنا ندخل ونخوض المخاطر، ونحن نقف أمام المتظاهرين هناك. هذا مخيف جدا، لدينا حقول بطاطا مصابة بأمراض، ولا تستطيع الطائرة رشها بالأدوية لأنها قريبة من الحدود، هناك مواقع لحماس، وهم يجلسون فيها مع الأسلحة. هذا أمر مخيف «. وفي منطقة مستوطنة باري يمكن مشاهدة الأشجار والحقول المحترقة وتقوم دوريات إسرائيلية بالمراقبة والعمل في حالة نشوب حريق. كما تقول « يسرائيل هيوم « إن أفيغدور خلفا، مدير الزراعة في القرى الزراعية في النقب، ينظر بأسى إلى 300 دونم من القمح المحترق ويشرح بأن الضرر يتجاوز الخسائر المالية. ويتابع «كمزارع، أنت تشاهد ما زرعته، ورافقت كل مرحلة من مراحل نموه. أنتجت شيئاً طوال الموسم، وتعتبره مثل طفلك. وها هو يحترق ويحرق قلبك».
وتوضح صحيفة «يديعوت أحرونوت» في هذا الصدد، أن المزارعين الإسرائيليين في مستوطنات « غلاف غزة» بدأوا بحصد حقول القمح بعد أن فهموا بأنهم إذا لم يسارعوا إلى ذلك، فلن يتبقى لديهم ما يحصدونه، بعد أن تم إحراق مئات الدونمات. ووفقا للصحيفة فقد تم، أيضا، إحراق أكثر من 200 دونم من الغابات. وقال المزارع رؤوبين نير للصحيفة: «لا نملك القدرة على مواجهة ذلك. في البداية دخلنا بأنفسنا لإخماد الحرائق، لكن الظاهرة اتسعت. مئات الدونمات من القمح احترقت هذا العام، وهذه خسارة كبيرة. لقد مررنا بتجارب كبيرة هنا في غلاف غزة، اجتزنا كل شيء، الصواريخ والأنفاق والعمليات العسكرية، لكن هذه الظاهرة لا يمكننا تحملها».

أوامر إطلاق النار سرية

وفي سياق متصل رفض الجيش الإسرائيلي كشف ماهية أوامر فتح النار على المتظاهرين على طول حدود قطاع غزة، خلال رده على التماس قدمته منظمات حقوق الإنسان للمحكمة العليا. وجاء في رد الدولة أن «أوامر إطلاق النار في منطقة الحاجز الأمني في قطاع غزة سرية». كما جاء في الرد أنه إذا طلب من الدولة كشف الأوامر في المحكمة فستفعل ذلك بحضور ممثلها فقط ووراء أبواب مغلقة وستنظر المحكمة العليا في الالتماس لاحقا.
وتطالب المنظمات التي قدمت الالتماس بإلغاء الأوامر التي تسمح للجنود بإطلاق الذخيرة الحية على المتظاهرين على حدود غزة، إذا لم يشكلوا تهديدًا حقيقيًا وفوريًا لحياة الإنسان. وبالإضافة إلى ذلك، تطلب المنظمات من المحكمة العليا التحديد بأن أوامر فتح النار خلال المظاهرات غير قانونية. وقدمت الالتماس منظمات «يش دين» (يوجد قانون)، «جمعية حقوق المواطن في إسرائيل»، «غيشاه» (مسلك)، «هموكيد: مركز الدفاع عن الأفراد»، «عدالة» و»مركز الميزان لحقوق الإنسان» في غزة. وجاء في رد الدولة أن «صيغة أوامر فتح النار تمت الموافقة عليها من قبل النائب العسكري والمستشار القانوني للحكومة»، وأنها «تتفق مع القانون الإسرائيلي ومع القانون الدولي». وفيما يتعلق بالمظاهرات التي تجرى في الأسابيع الأخيرة في قطاع غزة، زعم مندوب الجيش الإسرائيلي أن «الأحداث تشكل جزءا من الصراع المسلح بين منظمة حماس الإرهابية وإسرائيل، بكل ما يعنيه الأمر».

الفلسطينيون وصلوا إلى باب مسدود

وعلى خلفية ما يجري يعتبر البروفسور الإسرائيلي أيال زيسر في جريدة «يسرائيل هيوم»، أنه من أسبوع لآخر، يتناقص عدد سكان غزة المستعدين للمشاركة في الاضطرابات على طول السياج. زيسر المعروف بتوجهاته اليمينية المتشددة يزعم أن حماس لم تعد تخفي أن الغرض من المظاهرات ليس مسيرات احتجاج سلمية، وإنما خلفية لمحاولات الهجوم، فضلاً عن تخريب وتدمير السياج الحدودي والمرافق العسكرية والمدنية في الجانب الإسرائيلي. ويرجح أنه في شهر أيار، وحتى الخامس عشر من الشهر، سيتم تسخين الحدود وستحاول حماس تحفيز السكان على الخروج في «مسيرة العودة» وتذكير إسرائيل والعالم بأن الفلسطينيين ما زالوا ملتزمين بحلم العودة، الذي يعني عمليا القضاء على إسرائيل.

الطائرات الورقية تحرق الغابات وقلوب المزارعين الإسرائيليين

عاموس يادلين يلمح إلى أن إسرائيل قامت بالهجوم الصاروخي بين حماة وحلب

Posted: 30 Apr 2018 02:28 PM PDT

الناصرة ـ« القدس العربي»: فيما التزمت إسرائيل الرسمية الصمت، ألمح محللون عسكريون إسرائيليون إلى أنها هي التي نفذت الهجوم الصاروخي بين حماة وحمص ليلة الأحد. ففي تصريحات لإذاعة جيش الاحتلال، قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، عاموس يادلين، إن قصف القواعد العسكرية في سوريا تم على يد جيش منظم، وهناك احتمالان فقط، إما أمريكا أو إسرائيل، لافتا لعجز فصائل المعارضة عن القيام بذلك. وأوضح أن حجم التفجير وقوته لا يمكن أن يسببها مقاتلو المعارضة الواقعون تحت هجمات النظام السوري، والذين ينسحبون من مناطق الهجوم حاليًا، ولا بد أن يكون القصف قد جاء من قبل «جيش منظم». ولذا اعتبر يادلين أن «هناك احتمالين فقط، إما أن تكون الولايات المتحدة قد نفذته، كتتمة للقصف الذي بدأته قبل أسبوعين (الضربة الثلاثية مع فرنسا وبريطانيا)، ولكن، إذا لم تكن أمريكا وراء الهجوم، فهناك احتمال آخر وحيد، لا أستطيع تأكيده «، داعيا للسؤال هل استهدف القصف قافلة لنقل السلاح لحزب الله أم تم استهداف بنية تحتية إيرانية في سوريا، أم أن معلومات وردت عن رد طهران على قصف مطار؟ وتقرر إحباطه؟ وتابع «ليس سرًا أن إيران تريد الانتقام من إسرائيل
لأنهم يرون أننا مسؤولون عن القصف السابق، وقبل أن يردوا على ذلك القصف، جاء قصف آخر». وحول الأنباء الواردة عن عدد القتلى الكبير، قال يادلين إن السؤال الأساسي هو «هل القتلى سوريون أم إيرانيون؟ في حال كانوا سوريين فسينضمون لأكثر من 500 ألف قتيل سوري، أما إذا كانوا إيرانيين فسينضمون للحساب المفتوح معنا، ومعناه ان شهر أيار/ مايو سيكون متوترًا جدًا وقابلًا للتصعيد».
يشار أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة قد نفى أن يكون قد قصف أي موقع عسكرية أو مواقع لتخزين الأسلحة في حلب أو حماة». واعتبر المحلل العسكري في صحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل أن الهجوم الصاروخي استهدف «وفقا لتقديرات» مخازن أسلحة كبيرة ومن ضمنها، على ما يبدو، صواريخ أرض – أرض سعت إيران إلى نشرها في سوريا. وأضاف هرئيل المقرب من الجيش إن إسرائيل والولايات المتحدة تتعقب شحنات إيرانية إلى سوريا، وذكر بتصريحات وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، بأن إسرائيل لن تسمح بإقامة مواقع وقواعد إيرانية لإطلاق صواريخ من سوريا. ورجح هرئيل أن «توقيت وقوة الهجوم الأخير من شأنهما أن يشيران إلى استهداف مخزون أسلحة كبير، وبالتالي ربما كانت هذه محاولة لتشويش رد فعل إيراني محتمل على الهجوم المنسوب لإسرائيل قبل عشرة أيام».
ويرجح المحلل العسكري في القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي، روني دانييل، أن لا تستمر إسرائيل في صمتها الحالي حيال هذا الهجوم الصاروخي. وبحسب دانئيل المقرب للمؤسسة الامنية، فإن الهجوم الصاروخي «حدث في الحيز الخاضع لسيطرة الجيش السوري، الموالي للأسد»، مع الإشارة إلى أن المواقع المستهدفة، وفقا لتقارير إعلامية سورية وعربية، شملت أسلحة ومقرات لميليشيات إيرانية. وأضاف دانييل بلغة صريحة أنه «وقعت هجمات في الماضي ونُسبت لإسرائيل.
ووقعت هجمات كهذه وتحملت إسرائيل مسؤوليتها، فإذا من الجائز جدا أننا موجودون بالضبط في هذا الوضع نفسه». وتطرق دانييل إلى التقرير التي ادعت قيام طائرات كبيرة بنقل أسلحة من طهران إلى سوريا. واعتبر أن المنطق يقول إنه بالأمس شن سلاح الجو الإسرائيلي هجوما واسعا، حتى لو لم يتبن أحد المسؤولية عن ذلك. ويرجح دانئيل تصعيدا حيث اعتبر أن «الإيرانيين سيستمرون في هذا الاتجاه، وستمارس إسرائيل من جهتها السياسة نفسها التي لن تسمح بتمركزهم. وهكذا، من الجائز جدا أنه بانتظارنا ليالٍ أخرى كهذه ستجري فيها الأحداث ولا يتحمل أحد المسؤولية». وتساءل دانييل ما إذا سيكون هناك رد من جانب النظام السوري أو إيران على هذه الهجمات الإسرائيلية. وأضاف «هذا محتمل بالطبع، لكن يبدو أن الإيرانيين أيضا يدركون ضعفهم النسبي مقابل إسرائيل في المنطقة». مرجحا ان دفع إسرائيل لشن هجوم واسع ضد منشآتها في سوريا ليس في مصلحتهم الحالية بالتأكيد، وتابع هو الآخر « من المحتمل أننا في بداية عدة أيام متوترة وتتطلب يقظة إسرائيلية «.

عاموس يادلين يلمح إلى أن إسرائيل قامت بالهجوم الصاروخي بين حماة وحلب
تحذيرات من تصعيد

النظام يخترق «قوات قسد» في ريف دير الزور من خلال عشيرة «البقارة»

Posted: 30 Apr 2018 02:27 PM PDT

إنطاكيا – «القدس العربي» : حصلت «القدس العربي» على معلومات تفسر الهجوم الخاطف الذي شنه النظام السوري على بلدتي الجنينة والجيعة الخاضعتين لقوات سوريا الديمقراطية الكردية (قسد) في ريف دير الزور، قبل ان ينجح التحالف الدولي باستعادتهما، بقصف جوي أدى لمقتل عدد من قوات النظام.
وقال زين العابدين العكيدي، وهو ناشط يقيم في دير الزور، ان «لواء الباقر» الذي ينتمي مقاتلوه لعشيرة البقارة، وهو عماد قوات الميليشيات المهاجمة الموالية للنظام، تمكن من دخول القريتين الخاضعتين لـ»قسد» من خلال تواطؤ افراد من عشيرة البقارة المنضوين في الميليشيات العشائرية الموالية لـ»قسد»، حيث يسعى هؤلاء المقاتلون لاستعادة قراهم المُسيطر عليها من قبل «قسد»، والتي تتم ادارتها ايضاً من قبل بعض ابناء عشيرة البقارة، من الموالين لقسد، وقد رجح مصدر عشائري قريب من «قسد» في دير الزور صحة هذه المعلومات.
ويضيف سببين رئيسيين لهذا الهجوم لقوات النظام، اولهما، ان ‏نظام الاسد ومن خلفه حليفته روسيا لن يتركا ريف ديرالزور الغني بالنفط خارجاً عن سيطرتهما، والسبب الثاني هو استغلال انشغال «قسد» بالتحضير للعمليه العسكرية ضد ما تبقى من فلول عناصر «تنظيم الدولة «في مناطق ريف ديرالزور الشرقي المحاذية للعراق، وهي هجين والشـعفة والبـاغوز.
وأوضح الناشط العكيدي لـ «القدس العربي» من دير الزور، ان هناك قيادياً في «قسد» يدعى احمد الجفال من عشيرة البقارة كان مسؤولاً عن الامن في بلدة الجنينة التي تعرضت للهجوم، يعتقد ان عناصر تابعين لمجموعته هم الذين تعاونوا مع النظام، ويضيف العكيدي «احمد الجفال، كان سابقاً ضمن احد فصائل الجيش الحر وعند دخول تنظيم الدولة للمنطقه الشرقيه خرج كغيره من مقاتلي الحر، ثم عاد مع قسد بعد ان شارك في تحرير الريف من قبضه تنظيم الدولة، الرجل ينتمي لعشيرة البقارة، التي يشكل ابناؤها اغلب عناصر لواء الباقر، وهو رأس الحربة في هجوم النظام على القرى، وكان الجفال، هو المسؤول عن الامن في بلدة الجنينة (هو ومجموعته)، وفي تمام الساعه الثامنة صباحاً قام عناصر تابعون له بتسهيل دخول قوات النظام لمنطقة الجنينة، ‏حيث تم سقوط الجنينة بسرعة، ويشار هنا إلى انه حصل هناك نوع من المقاومة من قبل بعض الافراد من «قسد» من المكون العربي، ممن لم يعلموا ما جرى وتفاجأوا بدخول النظام، لكنهم انسحبوا فوراً نظراً لكثرة عدد القوات المهاجمة، واعتقلت ميليشيات النظام بعض المدنيين، الذين تفاجأوا هم ايضاً بدخول النظام، ولا نعلم مصيرهم وجلهم من المزارعين ورعاة الاغنام في بلدات الجنينة وعليان ومحيطهما» .
وبعد ‏تدخل التحالف الدولي وقدوم تعزيزات من «قسد»، تقهقر النظام، حيث سقط اغلب قتلى النظام نتيجة قصف التحالف الدولي ، الذي استهدف كلاً من الجنينة والجيعة كما استهدف مشفى القلب وجسراً حربياً كانت قوات النظام نصبته امام مشفى القلب، ليربط ضفتي الفرات ببعضهما البعض، ومشفى القلب هو احد اكبر مقرات لواء الباقر الشيعي.
لكن القيادي الجفال، المتهم حسب الناشط العكيدي بالتواطؤ مع ابناء عشيرته في لواء الباقر الموالي للنظام، قتل في هذه المعركة وهو يقاتل في صفوف قوات قسد، مما يثير علامات استفهام حول حقيقة ما حدث، ويعلق هنا الناشط العكيدي قائلا «الجفال قتل بظروف غامضة وهناك مصدر اكد لي ان التحالف الدولي قام بقصف مكان الاشتباك بالكامل، نتيجه معلومات تم ايصالها، بان هناك خيانة وهناك مجموعة عميلة، اشارة إلى (الجفال ومجموعته) قد ساعدت النظام، وتم القصف من قبل التحالف وقتل الجفال ومن معه، بينما هللت صفحات اخبارية تابعة للنظام، وقالت انها قتلت احد قياديي قسد الكبار، وبين مصدق ومكذب للخبر، لازال الجدال مستمرًا، حول الجهة التي قتلت الجفال، هل قتله التحالف ام النظام، لكن ما هو مؤكد ان عدداً من عناصره المسؤولين عن الامن، هم من ساهموا بدخول النظام، وقد لا يكون الامر تم بعلم الجفال وإشرافه، انما عناصر من مجموعته هي فقط المتورطة في الامر».
وتشير معلومات من مصادر عشائرية، ان «المتعاونين» مع النظام هربوا لبلدة الحسينية الخاضعة لسيطرة النظام في ريف دير الزور، عقب نجاح التحالف وقوات «قسد» في استعادة البلدتين من يد لواء الباقر المتشيع في غالبيته.

النظام يخترق «قوات قسد» في ريف دير الزور من خلال عشيرة «البقارة»
قبل تدخل التحالف لإجبار ميليشياته على التراجع
وائل عصام

العاهل المغربي يدعو الى تعبئة جماعية لدول افريقيا للتصدي للآثار المدمرة لتغيّر المناخ

Posted: 30 Apr 2018 02:26 PM PDT

الرباط – «القدس العربي» : دعا العاهل المغربي الملك محمد السادس، إلى تعبئة جماعية لدول أفريقيا للتصدي «للآثار المدمرة» لتغيّر المناخ على كوكب الأرض، والعمل من أجل رفع التحديات التي تواجهها القارة الافريقية.
وحذر الملك المغربي في خطاب في قمة قادة دول ورؤساء حكومات لجنة المناخ والصندوق الأزرق لحوض الكونغو، أمس الأحد في برازفيل، من الانعكاسات المترتبة عن التغيّرات المناخية، ونقص الأغذية وتراجع احتياطيات المياه، مشيراً إلى أن هذه الأخيرة «تدفع أفواجا كبيرة من السكان إلى الهجرة، وتساهم في إضعاف الدول، وتفشي الهشاشة فيها».
وتساءل العاهل المغربي «فهل يعقل أن 320 مليون إفريقية وإفريقي لا يحصلون على الماء الصالح للشرب، بينما يفوق مخزون المياه الجوفية لقارتهم 5000 مليار متر مكعب؟». وقال: «إن هذه المفارقة الصادمة ستستمر في التفاقم، ما لم نعجل باحتواء تداعياتها خلال السنوات المقبلة، لتفادي ما قد يفضي إليه التغير المناخي، من تدهور في الأراضي، وندرة في الموارد المائية، لاسيما في ظل تراكم الطمي والتلوث، الذي يهدد المسالك المائية الصالحة للملاحة والبالغة مساحتها 25000 كيلومتر مربع».
وأكد ان «هذا ما يدعونا إلى التعبئة الجماعية، التي يعد التئامنا في إطار هذه القمة خير دليل على وعينا بأهميتها وقدرتنا على تحقيقها»، مشيراً إلى «الحاجة الملحة إلى المحافظة على البيئة، بوصفها أساسا لانبثاق قارتنا كقوة جماعية صاعدة، والذي سيشكل بدوره قاعدة متينة لصرح النمو الاقتصادي الشامل».
وانطلقت الأحد القمة الأولى لقادة دول ورؤساء حكومات لجنة المناخ والصندوق الأزرق لحوض الكونغو التي بحث القادة خلالها حصيلة أنشطة لجنة المناخ لحوض الكونغو والصندوق الأزرق لحوض الكونغو، وتمكين قادة الدول من إقرار الآليات والوسائل الضرورية الكفيلة بتسريع أجرأة اللجنة في ارتباط مع تطلعات الدول والقطاع الخاص والسكان والشركاء التقنيين والماليين ورصد وجمع الموارد المخصصة لتمويل برنامج ومشاريع في مجال الاقتصاد الأزرق والاقتصاد الأخضر ومحاربة تداعيات التغيرات المناخية.
وشارك في قمة برازافيل، 15 دولة هي: أنغولا، الكاميرون، افريقيا الوسطى، الكونغو، الكونغو الديمقراطية، الغابون، غينيا الاستوائية، كينيا، رواندا، ساوتومي وبرانسيبي، تشاد، زامبيا، النيجر، غينيا، السينغال والملك ورئيس لجنة الاتحاد الإفريقي.
ودعا الملك محمد السادس القادة الافارقة إلى «العمل سوياً على مراعاة ارتفاع حرارة الأرض، وما يتصل به من مخاطر في مختلف سياساتنا، وعلى تحويل اقتصادياتنا، بما يجعلها تستجيب لمتطلبات التنمية المستدامة»، مشدداً على أهمية «إذكاء الوعي البيئي، بما يوازي حاجتنا إلى التنمية الشاملة لقارتنا». وقال:» أن افريقيا تؤكد ذاتها، وتفرض وجودها، في تطلع دائم إلى المستقبل بكل ثقة واطمئنان»، وأشار إلى أن التحديات التي تواجهها القارة عديدة، وأن اجتماع برازفيل «دليل على طابع الاستعجال، الذي يكتسيه موضوعه بالنسبة للجميع. فهو في غاية الأهمية بالنسبة لقارتنا، بل وللبشرية جمعاء، لما يجسده من وعي جماعي بالآثار المدمرة لتغير المناخ على القارة الإفريقية».
وشدد الملك على أن «مسؤوليتنا الجماعية تقتضي منا اليوم، أن نتجند جميعا من أجل حماية التنوع البيولوجي في إفريقيا»، مضيفا «أن استنزاف هذا الموروث المشترك، يتسبب في عواقب وخيمة على السكان في حياتهم اليومية، بقدر ما يقوّض أيضاً فرص التنمية الاجتماعية والاقتصادية للجماعات، التي تعتمد على هذا الرصيد في عيشها».
وأكد أن «حضورنا هنا اليوم، ليجسد حرصنا على وضع هذه القضايا في صدارة اهتماماتنا، وإيلائها الأولوية القصوى في جهودنا، ويؤكد عزمنا الراسخ على تفعيل مبادرات ملموسة، كفيلة بصون حقوق الأجيال القادمة»، مجدداً التأكيد على أن المملكة المغربية «لن تدخر أي جهد في سبيل تفعيل المشاريع الكبرى المهيكلة لقارتنا».
وقال أنه «يتعين القطع مع كل التصورات، التي تتوجس من المخاطر المرتبطة بالتحديات الإيكولوجية، وذلك باعتماد منظور يركز على استثمار الفرص التي تنطوي عليها. تلكم هي روح التزامنا المشترك اليوم: التزام عنوانه المسؤولية المشتركة والتضامن الإفريقي».

العاهل المغربي يدعو الى تعبئة جماعية لدول افريقيا للتصدي للآثار المدمرة لتغيّر المناخ

محمود معروف

السيسي يتدخل لإنهاء الأزمة بين محمد صلاح واتحاد الكرة المصري

Posted: 30 Apr 2018 02:26 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: أكد رئيس لجنة الشباب والرياضة في مجلس النواب، محمد فرج عامر، أمس الإثنين، أن «الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أصدر على الفور توجيهات بحل أزمة نجم المنتخب المصري محمد صلاح وذلك في أسرع وقت». وكان سجال حاد قد نشب بين وكيل اللاعب العالمي محمد صلاح واتحاد الكره بسبب استخدام صورة اللاعب محمد صلاح في إعلانات تجارية.
ودخل البرلمان على خط الأزمة حيث شن النواب هجوما ضد الاتحاد وممثليه ووزارة الشباب والرياضة، مطالبين كافة الأطراف المعنية بالانتصار للاعب وإبداء التفهم لظروفه ومقتضيات الأجواء والالتزامات المحيطة به. وتقدم وكيل لجنة الشباب والرياضة سمير البطيخي بطلب إحاطه استفسر خلاله عن التفاصيل التي أدت لتأزم المسألة بهذا الشكل، مؤكدا أن الطلب قائم لحين التأكد من حل المشكلة تماما ونهائيا. وأشاد بسرعة تدخل الحكومة ممثلة في وزير الشباب والرياضة خالد عبد العزيز، مطالبا فيه بسرعة حل المشكلة، واحتواء الأمور تقديرا لصلاح وحجم نجاحاته الباهرة والطفرات الكروية التي قدمها في الفترة الأخيرة. وشن النائب هجوما على اتحاد الكرة وممثليه، وطالبهم بـ»الارتقاء لمستوى أن تملك البلاد أحد اللاعبين الثلاثة الكبار في العالم، وأن يتعاملوا بشكل جديد يستوعب التزامات وعقود وارتباطات نجم بحجم محمد صلاح».
كذلك، وجه وكيل مجلس النواب سليمان وهدان، انتقادات مباشرة لطريقة تعامل الاتحاد المصري لكرة القدم مع اللاعب، وقال إن «إدارة اتحاد الكرة لأزمة صلاح فيها عدم وعي، مما يضر باللاعب ويؤثر عليه سلبا». وأشار إلى أن «محمد صلاح أصبح أملا لكل الشباب المصري على النجاح والتطوير»، مطالبا اتحاد الكرة ووزارة الرياضة بـ«سرعة التدخل من أجل إنهاء هذه المشكلة في أقرب وقت».

السيسي يتدخل لإنهاء الأزمة بين محمد صلاح واتحاد الكرة المصري

«الجيش الحر» يأسر سبعة عناصر من الوحدات الكردية في عفرين

Posted: 30 Apr 2018 02:25 PM PDT

دمشق – «القدس العربي»: أسرت فصائل المعاضة المدعومة من تركيا سبعة عناصر مسلحة تابعة لوحدات حماية الشعب الكردية، كانوا يختبئون داخل إحدى المغارات بالقرب من قرية «كفررمز» شرقي عفرين. الفيلق الثالث التابع للجيش السوري الحر، قال إن مقاتليه أسروا سبعة عناصر من الوحدات الكردية، لافتاً، وفق ما نقلته وكالة «سمارت»، إلى اندلاع مواجهات مسلحة بين الجانبين، انتهت بأسر سبعة وفرار بقية أفراد الخلية المكونة من 15 عنصراً.
وأشار المتحدث باسم المكتب الإعلامي للجبهة الشامية، التابعة للفليق الثالث، أن مقاتلي المعارضة وجدوا ألغاماً أرضية وقناصات وقنابل وذخيرة إضافة إلى مناظير ليلية في المغارة، مشيراً إلى أن عملية البحث لا تزال مستمرة عن باقي العناصر. وكان قد بدأ الجيشان التركي والسوري الحر مطلع شهر نيسان- أبريل، بعملية تمشيط كاملة لجبال مدينة عفرين وضواحيها، بحثاً عن مجموعات من الوحدات الكردية اتخذت من المرتفعات معاقل لها. وأطلقت القوات المسلحة التركية عملية «غصن الزيتون» في 20 كانون الثاني/يناير الماضي بالتعاون مع «الجيش السوري الحر»، للسيطرة على منطقة عفرين من مقاتلي منظمة «ي ب ك / بي كا كا»، لتنجح القوى المهاجمة في شهر آذار/ مارس الفائت بالسيطرة الكاملة على المدينة التي تعد المعقل الأكبر للوحدات الكردية في المنطقة.

«الجيش الحر» يأسر سبعة عناصر من الوحدات الكردية في عفرين

مصر تعيد أبو تريكة إلى «قوائم الإرهاب»

Posted: 30 Apr 2018 02:25 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: أصدرت  محكمة جنايات القاهرة، أمس الإثنين، حكما جديدا بإدراج 1529 شخصا على» قوائم الإرهاب»، بينهم اللاعب الدولي السابق محمد أبوتريكة
مصادر قانونية، قالت إن «قرار الإدراج استند إلى مذكرة النيابة العامة رقم 5 لسنة 2018 التي تضمنت الأسباب القانونية لإدراجهم  في قائمة الإرهاب على خلفية التحقيقات في القضية رقم 620 لسنة 2018». ونشرت الجريدة الرسمية المصرية، أمس أسماء المدرجين الجدد على «قوائم الإرهاب»، فيما بدأ البنك المركزي والشهر العقاري، في إغلاق حساباتهم البنكية ومنع المتهمين من التعامل فيها، كما تسلم الشهر العقاري صورة من الحكم .
وتواجه قوائم الإرهاب انتقادات واسعة في مصر، وتطالب منظمات حقوقية بإلغائها، خاصة أنها جاءت «دون محاكمة عادلة ومنصفة للمتهمين، ولا تستند إلى أدلة واقعية، ويتم إصدارها بالاعتماد على تحريات ضباط الأمن الوطني، كما أنها تصدر دون إعلان المتهم ودون تمكينه من إبداء دفاع يرد عن المنسوب إليه من دون دليل أو برهان».

مصر تعيد أبو تريكة إلى «قوائم الإرهاب»

«النصرة» تجلي مقاتليها من مخيم اليرموك مقابل تسليم 38 أسيراً للنظام وتصعيد عسكري له ضد تنظيم «الدولة»

Posted: 30 Apr 2018 02:24 PM PDT

دمشق – «القدس العربي» : يرتقب استكمال المرحلة الأولى من الاتفاق «مخيم اليرموك – كفريا والفوعة» الذي توصل اليه النظام السوري مع هيئة تحرير الشام المحاصرة في ساحة الرجية غرب مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، والذي يقضي بإجلاء مقاتلي الهيئة من ريف دمشق الجنوبي إلى إدلب، مقابل اجلاء مقاتلين من حلفاء النظام من الميليشيات الشيعية في كفريا والفوعة مع عائلاتهم إلى دمشق، تزامناً مع بدء تنفيذ اتفاق آخر في بلدات «يلدا ببيلا بيت سحم» جنوب العاصمة، يقضي باجلاء مقاتلي «جيش الإسلام واحرار الشام وجيش الابابيل» مع عائلاتهم والمدنيين الرافضين للتسوية مع النظام، إلى مناطق سيطرة المعارضة في جرابلس وادلب ودرعا، مقابل تسليم المدن للنظام السوري برعاية وضمانة روسية.

تقسيم ريف دمشق الجنوبي

وبذلك يكون النظام السوري، قد فصل ريف دمشق الجنوبي إلى قسمين، الأول «مخيم اليرموك – التضامن – القدم – العسالي – الحجر الأسود» حيث تنظيم الدولة، والقسم الثاني الذي يرتقب بسط سيطرة قوات النظام عليه في اعقاب خروج فصائل المعارضة من «يلدا – ببيلا – بيت سحم».
وتنفيذاً للاتفاق الأول، تجهزت الحافلات في مدخل مخيم اليرموك الغربي، لاجلاء مقاتلي الهيئة التي تشكل «النصرة» مكونها الرئيسي، مع عائلاتهم إلى مناطق سيطرتها في إدلب شمالي سوريا، مقابل، إفراج الأخيرة عن أسرى للنظام في بلدة «اشتبرق» غربي إدلب والبالغ عددهم قرابة 38 أسيراً.
كما دخلت نحو 20 حافلة إلى بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين والمحاصرتين من قبل فصائل المعارضة في ريف ادلب الشمالي، لإجلاء ما يقارب 1200 مقاتل من ميليشيات النظام مع عائلاتهم ونقلهم إلى مناطق سيطرة النظام في دمشق جنوباً.
ومن المقرر ان تسير الحافلات التي تقل مقاتلي الميليشيات الشيعية عبر مناطق سيطرة المعارضة في ريف ادلب وصولاً إلى معبر «الحاضر – العيس» في ريف حلب الجنوبي ومنها إلى اماكن اقامة مؤقتة، حسب مصادر موالية، فيما قال الناشط الإعلامي رامي السيد من ريف دمشق الجنوبي لـ»القدس العربي»، ان الحافلات التي دخلت مخيم اليرموك لنقل مقاتلي هيئة تحرير الشام، ستقل نحو 85 مقاتلاً من الهيئة المحاصرين في ساحة الريجة برفقة عائلاتهم، إلى إدلب شمالاً، مرجحاً ان لا يفوق اعداد الخارجين من ساحة الريجة 150 شخصاً ما بين مقاتلين ومدنيين.
ويخضع 70 ٪ من مساحة مخيم اليرموك لسيطرة تنظيم «الدولة» فيما تسيطر النصرة على حي الريجة غربي المخيم بمساحة كيلو متر واحد، ويبلغ عدد مقاتلي هيئة تحرير الشام قرابة 85 مقاتلاً، وبخروج النصرة من منطقتها، يكون النظام قد اخترق مخيم اليرموك وقضم مساحة إضافية منه دون خسائر، وزاد في تضييق الخناق على تنظيم الدولة هناك، التي تحاصر معها نحو 1000 مدني، في ظل تعثر المفاوضات بين الطرفين، وتعنت النظام واصراره على الحل العسكري.

النصرة

ويعود أصل جماعة النصرة في مخيم اليرموك إلى ما قبل دخول تنطيم الدولة إلى المخيم، حينما كانت المجموعة تطلق على نفسها «سرايا اليرموك» حيث قاتلت النظام السوري وصدت عمليات الاقتحام كما قاتلت تنظيم الدولة إبان اقتحامه وسيطرته على مخيم اليرموك عام 2015 وخلال التحالفات العسكرية أصبحت هذه المجموعة جزءاً من هيئة تحرير الشام واخذت على عاتقها قتال تنظيم الدولة وقوات النظام التي تحاول اقتحام المخيم من محاورها القتالية.
وفي هذه الأثناء وقعت جماعة النصرة داخل حصار ضمن ساحة الريجة، حيث حاصرها تنظيم الدولة من الجهة الجنوبية، بعد العملية العسكرية التي شنها التنظيم عليها نهاية عام 2016، وبين قوات النظام والميليشيات الموالية له من المداخل الشمالية للساحة.
ومع انجاز اتفاق المدن الأربع «كفريا – الفوعة ومضايا – الزبداني» تم الاتفاق ايضا مع الهيئة على خروجها الكامل من غرب اليرموك إلى الشمال السوري وبدأ الاتفاق بإخراج الحالات المرضية مقابل اخراج آخرين من كفريا والفوعة ايضاً الا ان قوات النظام نقضت الاتفاق، ومع الانتهاء من ملف الغوطة دوما وحرستا وعربين وقّعت المجموعة المحاصرة في ساحة الريجة على موافقتها الخروج من المخيم إلى شمال سوريا وتحديداً لمدينة ادلب لتجنيب المخيم عملية عسكرية وهدمه على رؤوس اصحابه، الا ان النظام عاد ورفض اخراجهم من المنطقة واصـر على الحـل العسـكري.

محاصرة التنظيم

وفيما يخص معظم مساحة مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، وإحياء التضامن والحجر الأسود حيث ينتشر تنظيم الدولة، يواصل النظام السوري تصعيده العسكري بمساندة الميليشيات الإيرانية والفلسطينية الموالية له، باسناد جوي روسي، وقصف صاروخي ومدفعي، وسط استمرار الاشتباكات بين القوات المهاجمة وتنظيم الدولة على محاور عدة.
الناشط الإعلامي عزالدين الدمشقي أوضح، ان قوات النظام تسلمت نقاط الثوار الفاصلة بين بلدة « يلدا» من جهة وإحياء «التضامن والمخيم» من جهة أخرى، وذلك ضمن الاتفاق المبرم بين الطرفين. وأضاف لـ «القدس العربي» ان المواجهات مشتعلة بين قوات النظام وتنظيم الدولة على محاور «جبهات حي التضامن» والمحاور القتالية في «مخيم اليرموك» محور «شارع فلسطين ومحور الشهداء ومحور حي الزين ويلدا» إضافة إلى جبهات «الحجر الأسود» من محور «معمل بردى وقاعدة الصواريخ» وجبهات حي التضامن من محور «شارع دعبول – ابنية الإسكان – فرن الأمين – شارع السبورات».

اتفاق البلدات الجنوبية

ووجدت فصائل المعارضة العاملة في بلدات «يلدا- ببيلا – بيت سحم» ابرزها «جيش الإسلام واحرار الشام» نفسها مجبرة على ابرام اتفاق مشابه للاتفاق الذي عقدته قيادتها في دوما وحرستا وبلدات القلمون الشرقي الشهر الفائت مع الجانب الروسي، لتجنيب المنطقة مزيدًا من التصعيد العسكري، حيث بدأ امس الاثنين تنفيذ بنود الاتفاق بتسليم جبهات التماس مع تنظيم الدولة، للنظام، تمهيداً لإجلاء المقاتلين، وتهجير المدنيين المعارضين للنظام من مناطقهم إلى مناطق أخرى تحت سيطرة المعارضة في ادلب وجرابلس وقسم قليل جداً منهم إلى درعا، فيما سينقل المدنيون إلى مخيمات اللجوء على الحدود السورية التركية.
وينص الاتفاق على تسليم فصائل المعارضة العاملة في بلدة يلدا جنوبي دمشق نقاط التماس مع تنظيم الدولة، وقال الناشط الإعلامي «رامي السيد» ان العدد التقريبي للخارجين من بلدات «يلدا – ببيلا – بيت سحم» يتراوح ما بين 15 الف شخص، إلى 20 الفاً، بينهم نسبة قليلة من اهالي البلدات، فيما ستكون النسبة الأكبر من اهالي الحجر الاسود ومخيم اليرموك النازحين إلى المنطقة، إضافة إلى مدنيين وعسكرين من أهالي محافظة ادلب من سكان حي التضامن، ومدنيين نازحين من بلدات السبينة وحجيرة والسيدة زينب التي سيطر عليها النظام اواخر عام 2013 مشيراً إلى ان نسبة اللاجئين الفلسطينين الخارجين بموجب هذا الاتفاق لا تتجاوز 15 بالمئة، فيما سيبقى في البلدات نحو 75 الف شخص، سيقوم المطلوبون منهم بتسوية وضعهم ومصالحة النظام السوري، بينما ستدخل قوات روسية لضمان امن المنطقة.

«النصرة» تجلي مقاتليها من مخيم اليرموك مقابل تسليم 38 أسيراً للنظام وتصعيد عسكري له ضد تنظيم «الدولة»
«تحرير الشام» والمعارضة تسلّمان مناطقهما جنوبي دمشق
هبة محمد

شريحة «حراطين موريتانيا» تحيي ذكرى صدور ميثاقها للاسترداد الكامل للحقوق

Posted: 30 Apr 2018 02:24 PM PDT

نواكشوط – «القدس العربي»: تحت شعار «المرأة ليست بضاعة أوقفوا المتاجرة بالحرطانيات»، تواصلت أمس في موريتانيا ندوات ومسيرات ينظمها حقوقيون وسياسيون، ناشطين في مجال الدفاع عن شريحة «الحراطين» (الأرقاء السابقون) في موريتانيا، إحياء للذكرى الخامسة لصدور ميثاق الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية لهذه الشريحة المستعربة وذات الأصول الإفريقية.
وطالب المشاركون في هذه النشاطات التي شاركت فيها القوميات الأخرى ومجموعات كبيرة من منتسبي وقادة أحزاب المعارضة، «بإنصاف شريحة الحراطين التي تعاني من الرق وآثاره».
ورفعوا المشاركون في مسيرة جابت أمس شوارع العاصمة، شعارات دعت للقضاء على ما سموه «تهميش وإقصاء شريحة الحراطين»، مطالبين «بحصولها على حقوقها في التعليم وشغل الوظائف القيادية في الدولة وأجهزتها السيادية، وباعتماد سياسة تمكن الأرقاء السابقين من تجاوز «واقع الفقر والأمية».
وأكد منظمو المسيرات على ضرورة بذل أقصى الجهود لتتجاوز هذه الشريحة هذا الواقع المؤلم، وهو ما أكدوا أنه لن يتأتى «إلا في إطار مجهود شامل على درب المساواة والإنصاف المنطقي ووضع حد للإفلات من العقاب»، مبرزين «أن ذلك يتطلب جهدا جماعيا للحكومة والمجتمع وقادة الرأي».
واعتبر العيد ولد محمد العبد منسق ميثاق الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية للحراطين «أن الميثاق شكل نقلة نوعية في تاريخ العمل على إنصاف هذه الشريحة»، داعياً «لتبني رؤية متكاملة للتعاطي مع هذا الملف الحقوقي بروح تبتعد عن رد الفعل غير المعقلن والتشنج وروح الانتقام».
وأضاف: «أن الواقع الاجتماعي المشحون بالشعور المتزايد بالغبن والإقصاء الممنهجين يشير بوضوح لانعدام الوعي والتبصر والبصيرة لدى القائمين على البلد بخطورة الوضع؛ كما يبرهن على إصرار الدولة الموريتانية الحديثة على المضي قدما فـي ممارساتها الراسخة والرامية كلها إلى إبقاء جماهير الحراطين تحت وطأة الفقر والجهل والتهميش وحرمان هذه الشريحة من المشاركة الفاعلة في الحياة الوطنية».
وأكد ولد العيد «أنه نتيجة للتصدعات والتشققات المتزايدة والمتلاحقة في أساسات الوطن ونسيجه الاجتماعي دون أن تلوح في الأفق أية بادرة لرأب الصدع، أو تجد صرخات الحق أذنا صاغية، دفع المجلس الوطني للميثاق إلى بذل الغالي والنفيس لردم الهوة ونزع فتائل التوتر».
وطالب رئيس الميثاق شريحة «الحراطين»، بعدم الانزلاق وراء من يسعون للتفرقة بينهم وشريحة «البيضان» (عرب موريتانيا).
وتحدث ولد محمد العبد عن المتاجرة بالفتيات الحرطانيات في الخارج، مؤكدا «أنهن يرسلن إلى المملكة العربية السعودية بدون ضمانات قانونية، وأنهن يعملن طيلة الوقت ويرعين الأغنام ويخدمن في البيوت ويغتصبن، وتصادر جوازات سفرهن».
ويبدأ ميثاق الحراطين وهو نص تحليلي مطلبي مطول باستقراء تاريخ الحراطين في موريتانيا مؤكدا في مقدمته «استمرار إقصاء هذه الشريحة، على الرغم من مضي أكثر من نصف قرن من الاستقلال، حيث «لا تزال موريتانيا (الدولة متعددة الأعراق والثقافات بامتياز)، تفتقر لعقد اجتماعي جاد ومؤسس على قاعدة الانتماء المشترك لأمة موحدة».
وأوضح الميثاق أن «شريحة الحراطين، المكونة الرئيسية للشعب الموريتاني لا تزال تواجه، أكثر من أي فئة عرقية أخرى، الظلم اليومي وانسداد الأفق وانعدام الفرص، فضلا عن الممارسات الراسخة للدولة الموريتانية الحديثة والرامية لاستغلالهم وتقزيم دورهم وإبقائهم في وضعية مهينة كمواطنين من الدرجة الثانية».
وشدد على «لزوم إعادة تأسيس الجمهورية على قاعدة التقاســم الحقيقي للسلطة والثروة بين كافة أبناء البلد، وهو مطلب بات يفرض نفسه اليوم أكثر من أي وقت مضى باعتباره السبيل الوحيد للخلاص من هذا الحيف المستديم الناتج عن تاريخ مرير ممتد على مدى قرون»، حسب تعبير الميثاق.
وأكد الميثاق «أن ممارسة الاسترقاق ما تزال حقيقة ثابتة في موريتانيا ما بعد الاستعمار وحتى يومنا هذا، بالرغم من النفي الرسمي وشبه الرسمي للظاهرة، وعلى الرغم من صدور قانون تحريم العبودية سنة 1981، وبالرغم من موافقة الحكومة الموريتانية في سنة 2007، بشكل متخاذل وينقصه الصدق، على سن قانون يجرم الممارسات الاسترقاقية».
وتحدث الميثاق عن الجانب الديموغرافي، فأكد «أن الحراطين مع كونهم يمثلون ما يناهز 50 ٪ من مجموع سكان البلد، لا يزالون الفئة الأكثر تهميشا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا».
وتوقف عند ما سمّاه «الغياب الملاحظ للحراطين من أسلاك التوظيف بالقطاعين العمومي وشبه العمومي نتيجة السياسات المعتمدة من طرف الدولة الموريتانية التي هي ريع خاص وحصري لعصابات الفساد المميزة من ناحية تكوينها الاجتماعي»، منتقدا «إقصاء الممثليات الدولية في موريتانيا هي الأخرى، لأطر الحراطين حيث لا تكاد توظف أي كادر أو حتى عامل بسيط من هذه الشريحة».
وقدم الميثاق إحصائيات ومقارنات لواقع الحراطين في أجهزة الدولة، فأوضح أنه «على مستوى غرفتي البرلمان لا يوجد سوى أقل من عشرة برلمانيين حراطين من أصل 151 منتخبا على مستوى هاتين الغرفتين، فيما استقر متوسط «وزيرين» من الحراطين في الحكومات الموريتانية المتعاقبة خلال الثلاثين سنة الأخيرة».
وحسب الميثاق فلم «يحصل الحراطين إلا على واحد من أصل 13 واليا، وما بين 1 إلى 2 رئيس بعثة دبلوماسية من أصل 35؛ وما بين 3 إلى 4 مدراء عامين لمؤسسات عمومية من أصل 140».
واقترح «مباشرة تشاور وطني موسع وفي أقرب الآجال، من أجل إنجاز عقد اجتماعي حقيقي مبن على قاعدة الانتماء المشترك لأمة موحدة على أسس ضمان الحرية لكافة المواطنين والمساواة الفعلية فيما بينهم، مع اتخاذ إجراءات عاجلة وفورية لصالح المحرومين والمهمشين في البلد، ثم مباشرة التحضير لعقد مؤتمر وطني حول العدالة الاجتماعية المبنية على الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للمواطن في دولة القانون».
وأكد الواقفون وراء الميثاق «أن هدفهم الوحيد هو تحقيق الحق والحقيقة لمفهوم المواطنة الحقة المبنية على إشاعة العدالة الاجتماعية وتجسيد الحرية والمساواة بين المواطنين وتشييد الوحدة الوطنية على أسس سليمة وراسخة، ناجعة ومستديمة، عملا بمبدأ المصارحة قبل المصالحة».

شريحة «حراطين موريتانيا» تحيي ذكرى صدور ميثاقها للاسترداد الكامل للحقوق

مصدر عسكري: الصواريخ أمريكية والهدف مواقع إيرانية في سوريا

Posted: 30 Apr 2018 02:23 PM PDT

دمشق – «القدس العربي» : ذكر مصدر عسكري سوري أن عدداً من المواقع العسكرية في ريفي حماة وحلب تعرضت لعدوان جديد وفق ما ذكرت وكالة «سانا» التابعة للنظام التي نقلت عن المصدر ذاته أن «بعض المواقع العسكرية في ريفي حماة وحلب تعرضت عند الساعة العاشرة والنصف من ليل أمس لعدوان جديد بصواريخ معادية». ولم يُشر المصدر العسكري إلى أن إسرائيل هي التي نفذت الهجوم الصاروخي كما أنه لم يُسمِ الولايات المتحدة كطرف يقف خلف هذا الهجوم الذي ترددت أنباء عن أنه كان قاسياً.
ولطالما كانت أغلب النقاط التي أصابتها الصواريخ المُغيرة تحوي مستودعات ومقرات عسكرية إيرانية فإن معظم الترجيحات ذهبت نحو اتهام تل أبيب بالمسؤولية عن تنفيذ هذا الهجوم. لكن مصادر «القدس العربي» أفادت بأن قاذفات معادية رصدتها رادارات الجيش السوري في سماء مدينة الرصافة التابعة لمحافظة الرقة هي التي نفذت هجمات على ثلاثة مواقع في ريفي حلب، وحماه، ما يعني أن الضربة التي حصلت مساء الأحد هي ضربة أمريكية حسب تقدير هذه المصادر التي كشفت أن الضربة الأولى استهدفت مقراً للقوات الإيرانية يحوي مستودعات ذخيرة داخل الفوج 47 وهو فوج دبابات يبعد ثلاثة كيلومترات جنوباً عن مدينة حماه وسط سوريا وأن هذا الاستهداف أوقع ضحايا إيرانيين وسوريين.
أما الضربة الثانية فاستهدفت مقراً آخر للقوات الإيرانية داخل مركز الإطفاء التابع لمدينة سلحب بريف حماه أيضاً، واستهدفت الضربة الثالثة مقراً آخر للقوات الإيرانية في قرية المالية قرب مطار النيرب العسكري ولكن دون إصابات. وأضاف المصدر أن الرادارات السورية رصدت أيضاً طائرة إنذار مبكر إسرائيلية من طراز أواكس كانت تحلق في المياه الإقليمية بالقرب من السواحل السورية قبل وخلال الضربات التي استهدفت ريفي حماه وحلب.

مصدر عسكري: الصواريخ أمريكية والهدف مواقع إيرانية في سوريا

كامل صقر

مواجهات في الضفة تسفر عن إصابة جندي إسرائيلي وعدة شبان فلسطينيين

Posted: 30 Apr 2018 02:23 PM PDT

رام الله « ـ «القدس العربي»: أصيب جندي إسرائيلي بجراح خلال مواجهات اندلعت في مدينة بيت لحم، فيما شن جيش الاحتلال حملة اعتقالات واسعة النطاق طالت 20 مواطنا، بعد عمليات اقتحام للعديد من المنازل، زعم خلالها العثور على عبوة ناسفة، فيما واصلت سلطات الاحتلال عمليات النبش والتخريب في إحدى المقابر التاريخية في مدينة القدس، تمهيدا لمصادرة جزء منها.
وشهدت عمليات الاقتحام التي قامت بها قوات الاحتلال فجرا، اندلاع مواجهات في أكثر من منطقة، حيث أسفرت مواجهات شهدها مخيم الدهيشة في مدينة بيت لحم، عن إصابة أحد جنود القوة المقتحمة، فيما قامت قوات الاحتلال باعتقال أربعة شبان من المدينة.
كذلك اندلعت مواجهات بين قوات الاحتلال وشبان فلسطينيين في مدينة نابلس، أسفرت عن إصابة شاب بالرصاص المعدني في القدم.
وشملت عملية اقتحام مدينة نابلس وضواحيها اعتقال أربعة مواطنين بينهم أسيران محرران، قبل أن تنسحب تلك القوات، وتنقل المعتقلين إلى أحد مراكز التوقيف تمهيدا لعرضهم على أجهزة الأمن.

اعتقالات ومواجهات

إلى ذلك فقد اعتقلت قوات الاحتلال الناشط في المقاومة الشعبية عايد أحمد مرار «52 عاما» ونجله، خلال اقتحام منزله في قرية بدرس غرب مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة.
وتخلل العملية قيام قوات الاحتلال بتفتيش دقيق في منزل مرار، والتحقيق مع سكانه، حيث جرى نقلهما إلى جهة مجهولة، وأثناء عملية الاقتحام للبلدة قيام الشبان بإغلاق الطرق أمام الدوريات الإسرائيلية، ورشق جنود الاحتلال بالحجارة.
وتجدر الإشارة إلى أن الناشط المعتقل يعمل محاميا وحقوقياً في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، وتشهد بلدته احتجاجات أسبوعية ينظمها الأهالي ضد سياسة الاستيطان الإسرائيلية.
كذلك قالت مصادر محلية أن مواجهات مماثلة اندلعت في بلدة جبع القريبة من مدينة جنين، أسفرت عن إصابة عدد من المواطنين بحالات اختناق، جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع.
واعتقل خلال المواجهات جنود الاحتلال أحد الفتية بعد إصابته بعيار مطاطي، فيما صادرت القوة العسكرية المقتحمة جرافة من أحد المنازل، وزعم جيش الاحتلال كذلك عثور قواته على عبوة ناسفة في حقيبة بقرية «برقين» الواقعة قرب مدينة جنين.
كما اعتقلت قوات الاحتلال أسيرا محررا في العشرينيات من العمر، من منزله وسط بلدة عزون شرق قلقيلية شمال الضفة، ومن مدينة الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال خمسة من المواطنين واقتحمت منازل آخرين من بينها منازل أسرى محررين، بعد أن قامت بخلع أبواب أحد المنازل بالقوة.
وشملت العملية العسكرية في المدينة ومحيطها، نشر حواجز عسكرية على مداخل بلدتي سعير وحلحول، وعلى مدخلي مدينة الخليل الشمالية والجنوبية، حيث قامت قوات الاحتلال بإيقاف المركبات وتفتيشها والتدقيق في بطاقات المواطنين، ما تسبب في إعاقة مرورهم.
واستمرارا لعمليات الاقتحام شبه اليومية للمسجد الأقصى، قامت مجموعة كبيرة من المستوطنين عددها يصل لنحو 100 فرد ، باقتحام باحات المسجد بحراسة أمنية مشددة.

وقفة احتجاجية

إلى ذلك فقد شاركت عائلات وعشائر ووجهاء بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى في وقفة احتجاجية عند مقبرة «باب الرحمة» الملاصقة لجدار المسجد الأقصى، للتصدي لأعمال نبش وتدنيس المقبرة.
وجاء ذلك بعدما قامت طواقم تابعة لسلطات الاحتلال، باقتحام المقبرة أول أمس بحراسة مشددة، وشرعت بنبش وحفر قبور موتى، لوضع أسلاك شائكة على جزء مهم من المقبرة كان الاحتلال وضع يده عليه، لإقامة ما يسمى بـ»الحديقة الوطنية» على رفات الموتى، في هذه المقبرة التاريخية التي توجد فيها قبور علماء ووجهاء فضلاً عن عدد من الصحابة أبرزهم عبادة بن الصامت وشداد بن أوس.
ويوم أمس اقتحمت سلطات الاحتلال المقبرة من منطقة «باب الرحمة» وشرعت بأعمال حفر مماثلة فيها لليوم الثاني على التوالي، حيث اعتدت قوات الاحتلال على شاب مقدسي بالضرب خلال تصديه للاعتداء على المقبرة، قبل أن تقوم باعتقلته.
إلى ذلك فقد رفض النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد بحر قرار الحكومة الإسرائيلية بإلغاء إقامة النواب المقدسيين ووزير القدس السابق، وقال إن ذلك «يشكل انتهاكا صارخا للحصانة البرلمانية والقوانين الدولية».
وأكد بحر في تصريح صحافي أن القرار يشكل «أبشع مظاهر التطهير السياسي والعرقي بحق الشعب الفلسطيني وقيادته المنتخبة حسب الأصول الديمقراطية».
يشار إلى ان سلطات الاحتلال كانت قد قررت بناء على تعليمات من وزير الداخلية أرييه درعي، مساء الأحد، سحب هوية نواب القدس الثلاثة ووزيرها الأسبق.
وشمل قرار وزير داخلية الاحتلال سحب إقامة النواب، محمد أبو طير، ومحمد عطون، ومحمد طوطح، والوزير الأسبق خالد أبو عرفة، بعد مصادقة الكنيست في شهر آذار/ مارس الماضي على قانون يعطي وزير الداخلية الصلاحية لسحب الإقامات من المقدسيين.
وهؤلاء النواب الثلاثة الذين رشحوا على قوائم حركة حماس، والوزير السابق، تم اعتقالهم مع مجموعة من النواب والوزراء، وحكم عليهم بالسجن وقضوا كامل محكوميتهم، وفي أعقاب الإفراج عنهم تم استدعاؤهم وصادرت الشرطة وثائقهم الثبوتية، وسلمتهم إشعارات بمغادرة المدينة.
وفي مسعى للتصدي لقرار الإبعاد عن المدينة، اعتصم هؤلاء النواب في مقر الصليب الأحمر بالمدينة، غير أن قوات خاصة إسرائيلية اعتقلتهم من هناك عام 2012، وأبعدتهم إلى مدينة رام الله.

مواجهات في الضفة تسفر عن إصابة جندي إسرائيلي وعدة شبان فلسطينيين
جيش الاحتلال أعلن اعتقال 20 مواطنا والعثور على عبوة ناسفة شمال الضفة
وديع عواودة:

مرة أخرى: نتنياهو يرّوج لأخبار كاذبة على الفيسبوك مُحرّضا على العرب

Posted: 30 Apr 2018 02:22 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: مرة أخرى يتورط رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو بكذب سافر معتمدا على شائعات ضمن تحريضه على فلسطينيي الداخل، طمعا بتسجيل نقاط شعبوية في الشارع الإسرائيلي المشبع بالكراهية. وهذه المرة نشر موقع إسرائيلي يميني(موقع القناة السابعة) أن جمهور فريق أبناء سخنين في كرة القدم ردد هتافات التحقير خلال وقوف اللاعبين دقيقة صمت حدادا على أرواح ذكرى قتلى فيضانات النقب قبيل انطلاق المباراة بين سخنين وبين فريق رعنانا الإسرائيلي. وسارع نتنياهو لمهاجمة جمهور مؤيدي فريق سخنين، واعتبر أن سلوكهم ينم عن « خزي وعار «.
وتابع نتنياهو في منشوره المعتمد على مضامين مفبركة والذي وصفته أوساط معارضة بـ « الفيك نيوز « : « أتوقع من قادة الجمهور اليهود وغير اليهود على حد سواء استنكار هذا السلوك المشين بشدة «.وبعد ساعات تكشف أن « التقرير الصحافي « الذي اعتمد عليه نتنياهو مغلوط، بل أن صافرات التحقير المزعومة من قبل أنصار فريق سخنين لم تكن تطلق أصلا. وهذا ما يؤكده تقرير الحكام وتدلل عليه كاميرات التلفزة التي أظهرت أن صافرات التحقير لم تسمع خلال المباراة. وسارع وزير الاتصالات أيوب قرا للانضمام للكذبة فقال إن « صافرات التحقير التي أطلقها جمهور سخنين خلال دقيقة صمت على ضحايا كارثة إنسانية تنم عن سلوك مهين ومخز تمس مساسا قاسيا بمشاعر العائلات وبالتعايش بين اليهود والعرب في البلاد «. كما تورط بالكذبة معلق القناة «20 « شيمعون ريكلين المقرب من نتنياهو وتبنى منشوره وقال « حتى الصافرات الحقيرة في سخنين لم تدفع الصحافيين الإسرائيليين لقول كلمة واحدة ولم ينبس القادة العرب ببنت شفة واحدة «. وهاجم رئيس « المعسكر الصهيوني « المعارض آفي غباي تصريحات نتنياهو، وقال إن الأولى برئيس حكومة عقد اجتماع شامل اليوم ليفحص ما جرى في النقب ويمنع سقوط المزيد من الضحايا بدلا من الانشغال بالتحريض بالأكاذيب على 20% من المواطنين في الدولة «.
كما هاجمت عضو الكنيست من « المعسكر الصهيوني « شيلي يحيموفيتش ما وصفتها بـ «صناعة الكذب» التي استخدمها نتنياهو ضد « الصندوق الإسرائيلي الجديد «. وقالت إن ما جرى هو أخطر من تحريض لأنه اختلاق فرية ضد جمهور كامل. وحمل رئيس « المشتركة « النائب أيمن عودة على نتنياهو فقال معقبا :»» فيك نيوز « من صنع نتنياهو الذي نسي وظيفته ويتصرف كآخر بلاطجة الملعب. الحقائق لا تهم نتنياهو… هو منشغل بالتحريض فقط. من هنا فإن جرائم الكراهية لا تبعد سوى خطوات». كما حمل النائب أحمد الطيبي على نتنياهو وكتب على صفحته في الفيسبوك « متى تشبع من التحريض؟».
وقال رئيس بلدية سخنين مازن غنايم لـ « القدس العربي « إنه يطالب نتنياهو بإبداء موقف مسؤول ويقدم الاعتذار لفريق أبناء سخنين ولأهالي المدينة بعدما تبين أن كل ما كتب ليس سوى تحريض يستند لفرية. وتساءل كيف يمكن لنتنياهو وغيره أن يستخدم حزن عائلات قتلى فيضانات النقب طمعا بتحقيق أهداف فارغة. وتابع « محزن ومقلق أن يتصرف رئيس حكومة بهذه الطريقة «. من جهته قال المعلق عيدو تسفرير في»هآرتس»:» شاهد كاتب هذا التقرير، البث ودقيقة الصمت على شاشة التلفزيون، ولم يسمع أي ضجيج غير عادي، على الرغم من أنه في الإستاد شبه الفارغ (600 متفرج فقط) يمكن سماع كل صوت بشكل جيد. وقال إنه كالمعتاد كما في أنباء الإثارة، سرعان ما انتشرت القصة كالفيروس في اسرائيل وحظيت بترويج واسع لها على العديد من الشبكات الاجتماعية، وأججت أوساط اليمين. وأشار تسفرير أنه عند الظهر حاز النبأ الكاذب على ختم رسمي عندما اختار رئيس الوزراء الإسرائيلي مشاركة صورة تقرير القناة السابعة مع 2.3 مليون متابع على الفيسبوك. وكتب: «وصمة عار، أتوقع من جميع قادة الجمهور، اليهود وغير اليهود على حد سواء، أن يدينوا هذا السلوك المشين». وتابع « هكذا، بجرة منشور واحد، لا توجد أي صلة بينه وبين الحقيقة، تحولت القصة الكاذبة إلى عناوين رئيسية في مواقع الرياضة، وامتدت أيضًا إلى نشرات الأخبار وحققت، وكيف لا، حركة مشاهدة ممتازة». وخلص تسفرير للكشف عن استدعاء مراسلين من وسيلتي إعلام كبيرتين، إلى رئيسي التحرير وطولبا بتقديم تفسير حول تجاهلهما للحدث في التقارير التي أحضراها من ملعب الدوحة الذي كانا فيه خلال المباراة، لكنهما قالا إنهما لم يسمعا هتافات تحقير. وأضاف « لكنه بالنسبة لبعض هيئات التحرير، لم يعد البحث عن الحقيقة هو الشيء المهم، ولا حتى عندما وجد مراسلهما في المكان. وصرخت العناوين: «رئيس الوزراء غضب على ازدراء دقيقة الصمت». هذا الأمر كان مسألة لا تحتمل بالنسبة لصاحب فريق هبوعيل رعنانا، أشير ألون، الذي كان طبعا في المباراة وخرج دفاعاً عن الفريق المضيف، قائلا لصحيفة «هآرتس»: «كان هناك صمت وهدوء، لا تصفير ولا ضجيج. أنا لا أفهم ما الذي يريدونه من سخنين، سلوكهم كان مثاليًا، أتوقع من رئيس الوزراء أن يفحص قبل أن يعقب، وألا يغرس الكراهية المجانية، يجب عليه الاعتذار لسخنين». ولكن، للأسف نتنياهو لم يعتذر. وحتى كتابة هذه السطور لم يبادر نتنياهو لإزالة كذبته من صفحته في الفيسبوك.

مرة أخرى: نتنياهو يرّوج لأخبار كاذبة على الفيسبوك مُحرّضا على العرب

البرلمان الجزائري يصادق بالإجماع على ترسيم رأس السنة الأمازيغية عيداً وطنياً

Posted: 30 Apr 2018 02:21 PM PDT

الجزائر – «القدس العربي»: صادق البرلمان الجزائري الاثنين على ترسيم رأس السنة الأمازيغية «ينّاير» عيداً وطنياً، وذلك بعد إقراره بمرسوم رئاسي نهاية العام الماضي من طرف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ليكون رأس السنة المصادف للثاني عشر من شهر يناير/ كانون الثاني من كل سنة عيداً وطنياً وعطلة مدفوعة الأجر على غرار رأس السنة الميلادية.
وكان مجلس الشعب قد عقد جلسة علنية للمصادقة على مشروع تعديل القانون الخاص بقائمة الأعياد الدينية، والذي تمت المصادقة عليه خلال اجتماع مجلس الوزراء الذي عقد في الـ18 من مارس/ آذار الماضي، في إطار تجسيد القرار الذي أعلن عنه الرئيس بوتفليقة، ومن أصل 462 نائباً غاب 128 نائباً عن الجلسة، فيما صوّت بقية الحاضرين بالإجماع على مقترح تعديل قانون الأعياد الوطنية الصادر سنة 1963.
وفي المقابل رفض نواب البرلمان بالغالبية المقترح الذي تقدم به حزب العمال ( تروتسكي) لترسيم الثامن من أيار/مايو عيداً وطنياً، تخليداً لذكرى ضحايا المجازر التي ارتكبتها فرنسا الاستعمارية في الثامن من أيار/مايو 1945 في مدن سطيف وقالمة وخراطة، والتي تقول الأرقام الجزائرية أن عدد الضحايا الذين سقطوا خلالها يتجاوز الـ45 ألف قتيل، ذنبهم الوحيد أنهم خرجوا للاحتفال بنهاية الحرب العالمية الثانية، اعتقاداً منهم أن الدولة الفرنسية ستفي بوعودها للجزائريين بمنحهم الاستقلال نظير وقوفهم إلى جانبها في الحرب العالمية الثانية ومحاربتهم للنازية، ومساهمتهم في تحرير فرنسا.
وكان حزب العمال الذي تقوده لويزة حنون قد اقترح ترسيم الثامن من مايو/أيار عيداً وطنياً وعطلة مدفوعة الأجر، بالنظر إلى ما يمثله هذا اليوم من تضحيات عبدت الطريق أمام اندلاع الثورة التحريرية في الأول من تشرين الثاني /نوفمبر 1954، كما أن ذلك اليوم يمثل فترة مظلمة من الماضي الإجرامي لفرنسا الاستعمارية، وشاهد على البطولات والتضحيات التي قدمها الشعب الجزائري في سبيل استقلاله والانعتاق من نير الاستعمار.
وكان الرئيس بوتفليقة قد قرر ترسيم رأس السنة الأمازيغية كعيد وطني لاحتواء الأزمة التي كانت قد بدأت تشتعل في منطقة القبائل الخريف الماضي، بعد أن رفض البرلمان مقترح تقدم به حزب العمال لتطوير اللغة الأمازيغية، وهو ما أدى إلى اندلاع احتجاجات وتظاهرات وإضرابات في عدة جامعات ومدارس بمنطقة القبائل وخارجها، والتي حاولت السلطات تجاهلها في وقت أول، ثم قمعها في وقت ثان، قبل أن يقرر الرئيس احتواء الأزمة، بالإعلان عن ترسيم رأس السنة الأمازيغية، وكذا التعجيل بإنشاء أكاديمية اللغة الأمازيغية والتعهد بتطويرها وتعميم تعليمها.

البرلمان الجزائري يصادق بالإجماع على ترسيم رأس السنة الأمازيغية عيداً وطنياً

الجالية الفلسطينية في نيوجرسي تحتفل برفع العلم الفلسطيني على مبنى بلدية مدينة كليفتون

Posted: 30 Apr 2018 02:21 PM PDT

كليفتون – (نيوجرسي)- «القدس العربي»: احتفل المئات من أبناء الجالية الفلسطينية والعربية في مدينة كليفتون، الأحد صباحا، برفع علم فلسطين فوق مبنى بلدية المدينة كتعبير رسمي عن احترام سلطات المدينة لأحد مكوناتها الرئيسية.
وقد شارك في الاحتفال المطرب الأردني المشهور عمر عبد اللات، وماجد بامية نائب السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة نيابة عن السفير رياض منصور، وعمدة المدينة، جيمس أنزالدي، الذي كان قد أعلن عن قبول رفع علم فلسطين في شهر نيسان/أبريل من كل عام، لتصبح مدينة كليفتون المدينة الثالثة في ولاية نيوجرسي التي ترفع العلم الفلسطيني بعد باترسون ونورث بيرغن. كما شارك في الاحتفال أعضاء من جماعة «ناتوري كارتا» اليهودية المؤيدين للحق الفلسطيني، بالإضافة إلى عدد من مسؤولي المدينة والشخصيات الفلسطينية والعربية الأمريكية.
وقد نظم هذا النشاط منظمة الحقوق المدنية ومركز الجالية الفلسطينية في كليفتون. وألقى خضر أبو عصب، رئيس منظمة الحقوق المدنية، كلمة في الاحتفال، كما ألقى فهيم عبد ربه، عضو مجلس تعليم كليفتون المنتخب، كلمة نيابة عن مركز الجالية الفلسطينية.
وبعد السلام الوطني الأمريكي عزف النشيد الوطنى الفلسطيني «فدائي»، ثم قام العمدة وبامية والمطرب عمر عبد اللات والشيخ محمد القطناني، أحد قيادات الجالية الفلسطينية، وذياب مصطفى، رئيس مركز الجالية الفلسطينية برفع العلم الفلسطيني على السارية قرب العلم الأمريكي، معلنا أمام الجمهور المتحمس الذي رفع مئات الأعلام الفلسطينية الصغيرة، أن مدينة كليفتون تفتخر بالمكون الأصيل من أبنائها المنحدرين من أصول فلسطينية والذين أصبحوا الآن يشكلون مع فلسطينيي مدينة باترسون المجاورة أكبر تجمع للفلسطينيين في الولايات المتحدة.
وقام نائب المراقب الدائم لفلسطين لدى الأمم المتحدة، ماجد بامية، بالثناء على جهود الجالية الفلسطينية وقدرتهم على تكوين علاقات مميزة مع أبناء المنطقة وزعماء المدينة ليصبحوا من أنصار القضية الفلسطينية. وأضاف: «إن الشعب الفلسطيني بنضاله المستمر تخطى العديد من الصعاب وأصبح علم دولته يرفرف أمام مبنى الأمم المتحدة وفي مدينة مثل كليفتنون في نيوجيرسي. وهو أمر لم نكن نتخيله منذ عقد من الزمان».
كما ألقى ضيف الشرف، المغني الأردني عمر عبد اللات، كلمة أكد فيها على وحدة الدم والهدف والمصير بين أبناء الشعب الواحد من فلسطينيين وأردنيين. ثم غنى مقطوعة من أهازيجه الوطنية عن فلسطين وخاصة أغنيته الشهيرة «يا جبل ما يهزك ريح».
وردا على سؤال «القدس العربي» قال عوني أبو هدبا، النائب السابق لعمدة مدينة باترسون وأحد المشاركين العرب في رعاية هذا الاحتفال، إن هذا اليوم بالنسبة لنا «يوم سعيد لأنه يجمع أبناء فلسطين ويؤكد على التزامهم بوطنهم وقضيتهم والتفافهم حول علم فلسطين. وفي تصريح لـ»القدس العربي» قال دياب مصطفى، رئيس مركز الجالية الفلسطينية في كليفتون: «إن هذا اليوم يدعو للفخر لما يمثله من معاني التعايش بين مكونات المجتمع الأمريكي، ويظهر بجلاء مدى اندماج الجالية الفلسطينية فيه من جهة، ومن جهة أخرى مدى اعتراف مسؤولي المدينة بالدور اللإيجابي والبناء الذي تقوم فيه الجالية الفلسطينية في المدينة».

الجالية الفلسطينية في نيوجرسي تحتفل برفع العلم الفلسطيني على مبنى بلدية مدينة كليفتون

المجلس الوطني يشرّع قرارات جديدة تعطي «المركزي» حق انتخاب أعضاء جدد في التنفيذية لاستكمال الشواغر عند عودة «الشعبية»

Posted: 30 Apr 2018 02:21 PM PDT

غزة ـ رام الله -« القدس العربي»: علمت «القدس العربي» أن المجلس الوطني الفلسطيني، الذي انطلقت أعماله مساء أمس، سيسن تشريعا جديدا، لضمان تمثيل الجبهة الشعبية (الفصيل الثاني) في المنظمة، التي أعلنت مقاطعتها لهذه الجلسة، في اللجنة التنفيذية في وقت لاحق، من خلال إيكال هذه المهمة التي تستدعي إجراء عملية انتخاب، للمجلس المركزي، الذي يسهل جمع أعضائه في أي وقت، بخلاف المجلس الوطني ذي العدد الكبير.
وحسب مصادر خاصة فقد أكدت أن ذلك الأمر جرى التوافق عليه خلال لقاءات عقدت بين وفدين قياديين من حركة فتح والجبهة الشعبية، الأسبوع قبل الماضي في مقر السفارة الفلسطينية في العاصمة المصرية القاهرة.
ومن باب تسهيل انضمام الجبهة الشعبية في وقت لاحق، حيث أعلنت مقاطعتها للجلسة الحالية لعدة اعتبارات، ستناط مهمة انتخاب العضو الجديد في اللجنة التنفيذية، كممثل عن الجبهة الشعبية للمجلس المركزي الجديد للمنظمة، الذي سيجري انتخاب أعضائه خلال جلسة المجلس الوطني الحالي.
وسيكون ذلك من خلال إجراء تعديل على النظام الأساسي للمنظمة، من خلال إضافة بند ينص على إعطاء المجلس المركزي صلاحيات المجلس الوطني عند الضرورة، وذلك بعد توافق جرى بين فصائل المنظمة.
وفي هذا السياق أيضا قال أحمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، إنه سيتم البحث في الصيغة والمخرجات التنظيمية التي ستتمخض عن المجلس ومنها، اللجنة التنفيذية وهيئة رئاسة المجلس، والاتفاق على أن يحول المجلس الوطني كافة صلاحياته «غير منقوصة» للمجلس المركزي بما في ذلك «ملء الشواغر».
وسينتخب المجلس الوطني في جلسة الحالية التي تحمل اسم «دورة القدس وحماية الشرعية الفلسطينية»، أعضاء اللجنة التنفيذية الجديدة، دون عضو واحد سيترك لتسميته من قبل الجبهة الشعبية في وقت لاحق، حيث سيختار المجلس في الجلسة الحالية 17 عضوا، غالبيتهم أعضاء جدد.
وسيعطي التشريع الجديد القائم على منح صلاحيات المجلس الوطني الخاصة بالانتخاب وإصدار التشريعات والقرارات للمجلس المركزي، للأخير حق انتخاب أعضاء جدد في مراحل لاحقة بدلا من الأعضاء، حال استقالتهم أو في حال الوفاة، دون الانتظار لعقد جلسة خاصة للمجلس الوطني للقيام بهذه المهمة.
وكانت «القدس العربي» كشفت عن وجود أفكار «طرحت بقوة»، خلال المداولات بين فصائل المنظمة خلال الأيام الماضية، تنص على قيام المجلس الوطني في ختام أعماله، بالإعلان أن «المجلس المركزي» الذي سيجرى انتخابه، سيكون «برلمان دولة فلسطين»، وهو ما سيحجم بشكل كبير دور المجلس التشريعي (المعطل).
وفي سياق قريب علمت «القدس العربي» أن الجبهة الشعبية التي قررت المقاطعة، اعتذرت عن حضور مؤتمر عقد في مدينة غزة أول أمس، للاعتراض على جلسة المجلس الوطني الحالي، وأنها طلبت من المقربين منها الاعتذار عن المشاركة بعد توجيه الدعوات إليهم، في إطار حرصها على رفض إقامة أي «أجسام موازية أو مناوئة» للمنظمة.
هذا ويتردد بقوة أنه سيغادر اللجنة التنفيذية قرابة ثلثي الأعضاء الحاليين، حيث ستبقي حركة فتح على اثنين من ممثليها الحاليين وهما الرئيس محمود عباس وصائب عريقات، فيما ستختار ثالثا بدلا من فاروق القدومي.
وستبقي الجبهة الديمقراطية على ممثلها في المجلس تيسير خالد، كذلك سيبقي حزب «فدا» على ممثله السابق صالح رأفت، والأمر ذاته عند حزب الشعب الذي سيبقي على ممثله حنا عميرة، وكذلك ستبقي جبهة التحرير العربية على ممثلها محمود إسماعيل، كما ستبقي جبهة النضال الشعبي على ممثلها أحمد مجدلاني، فيما سيغادر علي إسحاق ممثل جبهة التحرير الفلسطينية، إضافة إلى ممثل الجبهة الشعبية عبد الرحيم ملوح، حيث سيترك مكانه شاغرا لحين تسمية الجبهة لآخر، ينتخبه المجلس المركزي لاحقا.
وسيطال التغيير غالبية الأعضاء المستقلين في المجلس، وأبرزهم ياسر عبد ربه، ورياض الخضري وزكريا الأغا، وأسعد عبد الرحمن، وأحمد قريع، ومحمد زهدي النشاشيبي، وحتى اللحظة لم يعرف إن كانت الدكتورة حنان عشراوي المرأة الوحيدة في اللجنة، ستبقى ضمن قائمة المستقلين، أم سيجري استبدالها، كما سيجري استبدال عضو اللجنة التنفيذية عن المستقلين غسان الشكعة، الذي فارق الحياة قبل أشهر.
وستترك مهمة دمج دوائر منظمة التحرير، إلى اللجنة التنفيذية الجديدة، حيث ستقرر خلال اجتماعاتها المقبلة الخاصة بتوزيع المهام، عمليات الدمج بين الدوائر، أو إلغاء أي منها حسب الحاجة.
ومن المقرر أن يجري انتخاب رئيس المجلس الوطني من حركة فتح، على ان يكون نائبه من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، بعد اعتذار الجبهة الشعبية عن الحضور
وفي السياق أعلن عيسى قراقع، رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أنه سيقدم طلبا للمجلس الحالي بضرورة وضع «كوتة» للأسرى في سجون الاحتلال، في دورات المجلس المقبلة، وعبر عن أمله بأن يحظى طلبه بالموافقة.
وأكد أن 100 من الأسرى المحررين سيحضرون الجلسة الافتتاحية للمجلس، لافتا كذلك إلى أن قضية الأسرى حاضرة بقوة في أعمال المجلس الحالي.

المجلس الوطني يشرّع قرارات جديدة تعطي «المركزي» حق انتخاب أعضاء جدد في التنفيذية لاستكمال الشواغر عند عودة «الشعبية»
مهمة دمج دوائر المنظمة أو إلغاء بعضها ستترك للجنة التنفيذية الجديدة

وزارة الداخلية المغربية تفتح تحقيقاً حول أسباب تَعثُّر الحصول على بطاقة الاستفادة من نظام المساعدة الطبية

Posted: 30 Apr 2018 02:20 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: فتحت المفتشية العامة للإدارة الترابية لدى وزارة الداخلية المغربية، تحقيقا في اختلالات الحصول على بطاقات الاستفادة من نظام المساعدة الطبية «راميد»، لافتحاص شروط الولوج إلى هذه الخدمة العمومية، انطلاقا من البلديات والملحقات الإدارية في مناطق مختلفة من المملكة، وذلك بعد تلقي تقارير حول تلاعبات في عمليات التسجيل، تسببت في إغراق النظام بالمنخرطين، ليفوق عددهم 11.7 مليون مستفيد، ما يتجاوز العدد المستهدف.
وحسب مصادر الوزارة، سيتم التركيز في التحقيقات على كيفية إنجاز المعاملات الإدارية واستخلاص الوثائق المخولة للاستفادة من نظام المساعدة الطبية، لرصد الخروقات المرتبطة بالبحوث التي أنجزها أعوان سلطة ومقدمون بخصوص الظروف الاجتماعية والاقتصادية لطالبي بطاقات الاستفادة.
وأوضحت أن هذه التحقيقات، سيجري استغلالها من قبل وزارتي الصحة والمالية، بهدف وضع تصور جديد لإصلاح نظام المساعدة الطبية، منبها إلى أن السلطات تحركت منذ بداية السنة الجارية بتعليمات من رئاسة الحكومة، لغاية تعقب مسارات تمويل بقيمة 535 مليارا (5.35 مليون درهم) لفائدة النظام، الذي اقتصر الولوج إلى الخدمات الطبية المرتبطة به على 27 % من الأسر، المصنفة تحت خط الفقر، موازاة مع تنامي المستفيدين بسبب غياب المعلومة والاستبعاد الذاتي.
وكشفت المعطيات مجموعة من التجاوزات في إنجاز بحوث الوضعية السوسيو اقتصادية لطالبي «راميد»، همت تضمين تقارير وقائع غير حقيقية حول الحالة المالية لمستفيدين، إضافة إلى التلاعب في تصنيف طالبي البطاقة ضمن الفئتين الموجودتين في فقر أو في حالة هشاشة، ذلك أن الفئة الأولى تعفى من أداء أي واجبات مالية، وتتمتع بالمجانية الكاملة، فيما تلتزم الفئة الثانية بأداء مساهمة جزئية في حدود 120 درهم ما يعادل 13 دولارا للشخص في السنة، و60 دولار للأسرة كيفما كان عدد أفرادها.
وكشفت معطيات أخرى، عن اختلالات تعتري تدبير مالية نظام التغطية الصحية «راميد» حيث أن أغلب المستشفيات العمومية تفتقر لأنظمة محاسباتية دقيقة، بالنظر إلى غياب السجلات وأرشيف الفواتير الخاصة بالتحملات، بالإضافة إلى تنامي حالات تخفيض التعريفة الخاصة بالعلاجات، بأقل من كلفتها الحقيقية. وأشارت المعطيات، إلى بوادر إفلاس نظام «راميد»، الذي وصلت كلفته إلى 535 مليارا رغم مشاكل الاستفادة من علاجاته، إذ اقتصر الولوج إلى الخدمات الطبية المرتبطة به على 27 في المائة من الأسر، المصنفة تحت خط الفقر، إضافة إلى محدودية التغطية على المستوى الوطني، بسبب غياب المعلومة والاستبعاد الذاتي، وكذا فقدان الاهتمام بهذه الخدمة.
وأكدت احصائيات تراجع عدد المستفيدين من علاجات «راميد» إذ انتقل العدد من 8،5 ملايين مستفيد في 2015 إلى 6،3 ملايين بنهاية السنة ما قبل الماضية، مما يؤكد وجود اختلالات خطيرة على مستوى استهداف الفئات المستفيدة.
و تقدر التكلفة الإجمالية لتمويل هذا النظام حسب نتائج الدراسة، بحوالي 2.7 مليار درهم، تتوزع كالتالي 75 % تمويل الدولة، 6 %مساهمة الجماعات المحلية، و19 % مساهمة المستفيدين في وضعية الهشاشة. و يستفيد من هذا النظام، الأشخاص غير الخاضعين لأي نظام تأمين إجباري عن المرض وغير المتوفرين على موارد كافية، بالإضافة إلى أزواجهم والأولاد الموجودين تحت كفالتهم غير المشمولين بالتأمين الإجباري الأساسي عن المرض والأصول غير المشموليين بالتأمين الإجباري الأساسي عن المرض، هذا بالإضافة إلى المستفيدين بحكم القانون، وهم الأشخاص القاطنون في المؤسسات الخيرية ودور الأيتام والملاجئ ومؤسسات إعادة التربية ونزلاء المؤسسات السجنية والأشخاص غير المتوافرين على سكن.

وزارة الداخلية المغربية تفتح تحقيقاً حول أسباب تَعثُّر الحصول على بطاقة الاستفادة من نظام المساعدة الطبية

فاطمة الزهراء كريم الله

مقاطعة الانتخابات العراقية أو تحمل الإثم المقبل

Posted: 30 Apr 2018 02:19 PM PDT

يشير الوقوف عند بوابة الانتخابات العراقية، في 12 أيار/مايو المقبل، الى ان الدخول من خلالها سيبقي معظم ابناء الشعب، مهما حاولنا ضخ شحنة التفاؤل بالتغيير، في ذات الباحة الخربة التي يعيشون فيها الآن. الاسباب متعددة، من بينها: معظم المرشحين هم ذاتهم من النخبة الفاسدة التي غرزت اقدامها في الطائفية والعرقية والفساد منذ غزو البلد واحتلاله عام 2003. بعد مرور 15 عاما من صراعاتهم الدموية بين انفسهم وضد الآخرين من العراقيين مع محاباة المحتل الامريكي والايراني، بالامكان تلخيص « انجازاتهم» بانهم جعلوا من ارض العراق ساحة حرب بين امريكا وايران تسقيها دماء العراقيين. في ظلهم، لم يعد العراقي معروفا بعراقيته بل أصبحت هويته مسبوقة بصفات كان يشمئز منها في حياته السابقة. كان يعتقد انها صفات لا تليق به ولا يمكن استخدامها لأنها «عيب». صار العراقي المعتز بهويته الوطنية والدينية أما شيعيا أو سنيا. في ظلهم، نبع الارهاب. الناتج الطبيعي لمتلازمة الاحتلال والظلم. صارت المرأة الفخورة ببيتها وحديقتها الزاهية بالنخيل والورد الجوري، المرحبة دائما بالضيوف، وبتعليم ابنائها وتفوقهم، تحمل لقب «نازحة» تستجدي المساعدات «الانسانية». حولوا ملايين العراقيين الى نازحين يعيشون في العشوائيات والخيام. «يسكن في العشوائيات 3 ملايين و200 ألف شخص اي ما يمثل 10 بالمئة من سكان العراق»، قال وزير العمل والشؤون الاجتماعية، محمد شياع السوداني (23 نيسان 2018)، مبينا أن «هذه الأرقام مأخوذة عن احصائية دقيقة لاستراتيجية التخفيف من الفقر». يشير تقرير البنك الدولي للشهر الماضي الى «ارتفاع معدل الفقر بشكل حاد.. وتأثر النساء بشكل خاص نتيجة غياب الأمن الذي فرض عليهن قيودا في الحركة للوصل الى اماكن العمل والتعليم والصحة». حولوا العراق الغني بنفطه وثروته الزراعية وميزانيته البالغة 120 مليار دولار، سنويا، الى خرابة بينما يتم تهريب 800 مليون دولار، اسبوعيا، أما الى حساباتهم الخاصة في الخارج أو غسيل الاموال في المدن الاوروبية، عبر شراء العقارات، كما في لندن.
يتبين من رصد الحملات الانتخابية ان كل المرشحين، تقريبا، هم ذاتهم، ممن شاركوا في تحقيق «الانجازات» التي قادت الشعب ولا تزال الى الحضيض، وانهم، جميعا، بلا استثناء يتحدثون عن النزاهة والقضاء على الفساد. وان المرشحين «المستقلين»، على قلتهم، ينشطون ضمن قائمات انتخابية يترأسها فاسدون، لديهم خبرة 15 عاما، بالفساد السياسي والاداري. مما يجعل المستقل، رغم حسن الظن بنظافته، مجرد بيدق في لعبة، الفائز فيها معروف مسبقا. فلا عجب ان تتصاعد الدعوة الى مقاطعة الانتخابات، بدلا من المشاركة، كاسلوب افضل للتغيير، اذا ما كان التغيير هو ما يريده الشعب حقا.
واذا كانت هيئة علماء المسلمين ( 9 تشرين الثاني/نوفمبر)، هي التي دعت الى مقاطعة الانتخابات عام 2004، المتزامنة مع اقتحام قوات الغزو مدينة الفلوجة وتدميرها، اذ لا يمكن ان تقام انتخابات» على اشلاء القتلى ودماء الجرحى»، فان أصوات المقاطعة امتدت هذه المرة لتشمل شبابا ومنظمات مدنية متعددة، بالاضافة الى الشيخ جواد الخالصي، من المدرسة الخالصية، ببغداد، واحد مؤسسي المؤتمر التأسيسي الوطني الذي تم تشكيله اثر الاحتلال.
يرى الخالصي ان العملية السياسية التي شيدها الاحتلال « مشروع معلب قادم من الخارج»، وهي اساس البلاء الذي اصاب البلد من انقسام طائفي وعرقي، سماده الفساد. محذرا، في 16 نيسان/أبريل، من «الانشغال بالألاعيب السياسية التي تجري هذه الايام… وإنما الانشغال بإثبات استقلال البلد، وتحقيق الثوابت الكبرى وهي: الوحدة والهوية والاستقلال». داعيا الشعب العراقي (20 نيسان/أبريل)، لتخليص البلد من فتنة العملية السياسية التي رسمها الاحتلال، وان ما تحتاجه الأمة، في الحقيقة، اصبح ضحية مخططات الاحتلال والعملية السياسية والانتخابات الفاسدة. وذهب الخالصي، أبعد من ذلك، في 27 نيسان/ أبريل مؤكدا بأن «من يشارك في الانتخابات، ومن شارك، سابقاً، فإنه يتحمل الاثم الذي جرى على العراقيين طوال تلك الفترة، وسيتحمل اثم الفترة القادمة». وان «هناك هيئة تعمل بأمر الامريكان مشرفة على المشروع الانتخابي في العراق والأمر محسوم مسبقاً». يثير موقف الخالصي، وبقية المقاطعين، تساؤلا مهما حول كيفية تخليص الناس من المأساة الحالية، اذا لم تكن الانتخابات هي الطريقة الافضل؟ يقول الشاعر والمدون ابراهيم البهرزي ان «التغيير الوحيد الممكن هو باطلاق التصويت للافراد، حصرا، دون أحزاب وكتل، واعتبار العراق دائرة انتخابية واحدة، على أمل أن يجد بعض الأحرار في هذه البلاد فسحة لتقديم وجوه جديدة غير ملوثة».
ويجيب مكتب الخالصي، مبينا ان ازاحة السياسيين الحاليين «من خلال صناديق الاقتراع، خدعة لا دليل على صحتها اصلاً، والأولى ضمان لنا سلامة الانتخابات ومن ثم نناقش المشاركة فيها». التساؤل الآخر، على من يراهن دعاة المقاطعة؟ يقول الخالصي، في 24 نيسان/ أبريل: «أراهن، لحد هذه اللحظة، على بعض أبناء الشعب العراقي الذين لم يتغيروا، وأراهن على امكانية تغيير البقية نحو الاحسن، من خلال الثبات والاستمرار والحفاظ على هذه النخب الطيبة التي ما زالت تؤمن بالرسالة». وختم قائلاً: «الشيء الاهم ان هناك اناسا كانوا يقولون ان يوم 9 نيسان هو يوم تحرير للعراق، والجيش الامريكي جاء محرراً، أما الآن لا يجرؤون على القول به، علناً، بعد ان قالوه في الماضي، وهذه هي مكاسب سببها ان بعض العراقيين رفضوا الانجرار خلفها وكشفوها وفضحوها». واذا كان التعاون مع المحتل، بكل المقاييس، جريمة لا تغتفر، فأن المساهمة، بأي شكل من الاشكال، في تخريب البلد والمجتمع، لا تقل عنه اجراما. ويكفينا ان نعلم ان هناك ثلاثة ملايين طفل، انقطع عن التعليم، في جميع أنحاء العراق. وان بعضهم لم يجلس يوما في صف مدرسي، وان أكثر من ربع الأطفال يعيشون في فقر مدقع، خاصة في المناطق الجنوبية والريفية الأكثر تضرراً (حسب اليونيسيف 2018)، في بلد بالغ الثراء، لندرك حجم الخراب الذي الحقه ساسة الاحتلال والعملية السياسية بمستقبل العراق، وكيف ان انتخابهم مشاركة في الجريمة.

كاتبة من العراق

مقاطعة الانتخابات العراقية أو تحمل الإثم المقبل

هيفاء زنكنة

اعترافات (صحافية) متأخرة!

Posted: 30 Apr 2018 02:19 PM PDT

دخلتُ الصحافة قبل أكثر من 25 سنة قاصدا متعمدا، وليس بالصدفة كما هو حال كثير من الصحافيين. عند التحاقي بالجامعة تنازلت عن تخصصات أخرى (اكتشفت اليوم أنها أفضل وأفيَد) وتوجهت للصحافة بحثا عن إشباع حلم رافقني منذ طفولة.
كنت محظوظا، برفقة زملاء لا يتجاوزون عدد أصابع اليد الواحدة، فتوظفت قبل إنهاء دراستي الجامعية في زمن لا وظائف فيه بسبب أزمة مالية ضربت الجزائر وسوق العمل فيها. دخلتها مبتهجا إلى حد الغرور ربما. كانت فرحة تفوق الوصف.
لم يخطر ببالي وبال أمثالي وقتذاك أن ينتهي المطاف بنا، وبهذه المهنة، إلى هذا المنتهى.
بعد كل هذه السنوات أعترف: لو عاد بي الزمن إلى الوراء، لن أسلك الطريق نفسه. سأكتفي بالكتابة الصحافية من أجل المتعة الشخصية، لا أكثر. اليوم وجدت نفسي أنتسب إلى مهنة أصبح من الصعب الدفاع عنها. مهنة فقدت الكثير من تعاطف الناس وثقتهم وحبهم. عند التحاقي بالصحافة منحتني المؤسسة التي وظّفتني بطاقة مهنية موسومة بخطين، أخضر وأحمر، وعبارة «على السلطات المدنية والعسكرية تسهيل مهمة حامل هذه البطاقة». اليوم أسمع أن أصغر موظف في أيّ جهة مدنية أو عسكرية يمنح نفسه حق التفنن في إهانة حامل بطاقة صحافي. شيء يمنعه ولا أحد يحاسبه. أحد أسباب فقدان ذلك الرصيد المعنوي الجميل، الصحافيون وحال الصحافة.
بعد غد سيحتفل العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة. ستُكتب المقالات والتقارير وتبث الصور المفرحة والمفجعة معا. ستقام الحفلات والاحتفالات ويحتفي العاملون في الصحافة وممن حولها بمهنة لم يبق منها إلا الاسم. سنسمع الاشادات والثناء والكثير من التنظير الذي يحيل إلى ما يشبه إنكار الواقع الجديد الذي لا يدعو إلى الاحتفاء. في المنطقة العربية تعوَّد الناس على تلقي وقْعَ الصدمات والأزمات مضاعفًا عدة مرات مقارنة ببقية أنحاء العالم. وتعود الناس كذلك على الاستعداد لدفع الثمن غاليا لحالات ليسوا بالضرورة سببا أو طرفا فيها. ولذا عندما ضُربت الصحافة في العالم، كمهنة وكقيمة، كانت «الضربة» في بلاد العرب أضعافا. وكذلك الأذى الذي وقع على المهنة، وأذى المهنة على الآخرين (بعد أن أصبح لها أذى) حلَّ مضاعفا أكثر مما يجب عند العرب. في دول مثل الجزائر ومصر وتونس، على سبيل المثال لا الحصر، أصبح بعض المنتسبين للصحافة يشكلون خطراً على النظام العام وعلى المجتمع. عندما أتابع بعض ما يُكتب ويُبث في هذه البلدان (وغيرها) أشعر بالخوف على الناس وعلى الأجيال المقبلة. لن أتحدث عن الشكل في أداء المهمة الصحافية، فهو ليس قضية كبرى، ولم يعد مهما قياسا بما هو أخطر. المقصود هو المضمون الخطير والمشوّه الذي يُسوَّق إلى مجتمعات غارقة في آفات الجهل والفقر والعمى العقلي وغيرها. قد لا يلمس الناس بسرعة خطر البضاعة الصحافية التي تُسوّق لهم اليوم، لكن سيكون مطلوبا منهم مراقبة الصحة الذهنية والأخلاقية لأطفالهم وأحفادهم في المستقبل.
ولكي أكون منصفا، ليست دول منطقتنا وما شابهها وحدها «المنكوبة». حتى الغرب الديمقراطي المتحرر ناله نصيب من التغيير السلبي ومن الضرر أصاب بعض مقدساته، ومنها الصحافة. المسألة في درجات الخسارة. وكذلك في طرق تلقيها والتعامل معها. في الغرب مثلا هناك الخسائر المقبولة، مؤسسات إعلامية تفلس أو تتأثر بمنطق السوق، لكن لا يوجد خطر داهم على المجتمعات كما هو الحال عندنا.
هل من أعذار لهذا التطور السلبي؟ من يبحث سيجد. من الضروري تفهُّم قوة التغييرات الطبيعية التي تصيب المجتمعات، وخصوصا تلك الشابة و»المأزومة»، كما هو حال المجتمعات العربية. هذه التغييرات تصيب المهن والمنتسبين إليها. والصحافة من المهن التي طالها التغيير. مشكلة التغيير عند العرب أنه أسرع وأقوى من قدرة المجتمع على التحمل والمواكبة. هنا يحدث الانجراف.
ضمن هذه التفاصيل يندرج تيار الإعلام الجديد الذي، فوق أنه جرف الكثير من الثوابت والقيَم الصحافية، أصاب فئات من المجتمعات العربية بالشلل. كما أتفهم وجود وجه سلبي لانتشار ظاهرة «المواطن الصحافي» التي خلقت جيلا جديدا مختلفا من الصحافيين بات من الضروري الوثوق فيهم على الرغم مما في ذلك من ضرر على استقرار المهنة وجماليتها وحتى صدقيتها. كل هذا مفهوم لأنه لا مفر منه. لكن هذا كله لا دخل له ـ ولا مسؤولية ـ في الفلتان الكبير الذي أصاب جوقة من المذيعين في عدد من المحطات التلفزيونية المصرية. ولا ذنب له في خطط التجهيل الممنهج الذي تمارسه بعض المحطات التلفزيونية الخاصة في الجزائر، وبعض الصحف. ولا ذنب لـ»غوغل» أو «يوتيوب» في حالة الاستقطاب العميق الذي أصاب الإعلام العربي بخصوص قضايا إقليمية مثل الحرب الأهلية في سوريا أو ليبيا. ولا مسؤولية له في الجنون الذي أصاب الكثير من وسائل الإعلام الخليجية في تناولها للأزمة بين قطر من جهة والسعودية والإمارات من جهة أخرى. وقائمة الأمثلة مفتوحة.
هل كان يمكن تفادي كل هذا؟ وهل لا يزال ممكنا العودة إلى نقطة الانطلاق؟ نعم، لولا التشوه الذي يعانيه العقل العربي.

*كاتب صحافي جزائري

اعترافات (صحافية) متأخرة!

توفيق رباحي

اللغة وصناعة الأصنام

Posted: 30 Apr 2018 02:19 PM PDT

اللغة الخشبية تسمية شائعة تطلق على كل كلام شفوي أو مكتوب مؤلف من عبارات جوفاء لا علاقة لها بالواقع، وتطلق هذه العبارة عادة على لغة الساسَة. والمفارقة أن من يستعمل اللغة الخشبية من ساسة، أو غيرهم، يعتقدون وهم يستعملونها أنهم يبدعون في توصيف الواقع ولكنهم لا يحركون ثبيرا.
وعبارة اللغة الخشبية التي ابتدعها الروس الثوريون لوصف كلام القيصر استخدمت ضدهم، إذ وصف خطاب أصحاب ثورة الأمس أيضا باللغة الخشبية. وتكون لغة أولي الأمر منا خشبية أيضا وقد تكون ناعمة حسب المناسبات والأزمات. وسواء أكانت اللغة خشبية أم حريرية، فإنها في هذه السياقات تستعير وصفها من مادة أولية صلبة أو ناعمة، استعارة تؤكد أن اللغة أقدم هي من أقدم الآلات التي تصنع السلطة وأصنامها؛ فبالكلام يصنع الإنسان سيده ويبني في الآن نفسه صنما لعبادته. وباللغة يتحرر الإنسان أيضا من أصنام صنعها بنفسه، لكن تحريره باللغة أعسر من أن يبني بها أصنام عبوديته.
بالكلام نبني أكوانا كثيرة: أكوانا من الحب وأخرى من الكره وثالثة من السلطة والعبودية. اللغة تصنع السلطة بطريقتها هي، لا تكتفي بتثبيتها فقط، بل هي تصنعها وتصنع معها تماثيل المستبدين المتغطرسين، ويساهم الخاضعون في الغالب بقسط كبير في توفير الطين اللغوي الذي تبنى منه الأصنام.
ارتبط معنى الصنم في الاستعمال بالسلطتين الدينية فالسياسية، وما تزال هاتان الجهتان أكبر مشغليْن لإنتاج الأصنام. صحيح أن الأديان الموحدة كسرت بفؤوس الأنبياء والصالحين أصنامَ الشرك المادية، غير أنها لم تستطع أن تكسر صنما قائما في الذهن مصنوعا من طين اللغة، من لغة الطين. هي لغة طينية لأن فيها جميع صفات الطين وميزاته الفيزيائية، وحتى الرمزية، فهي لغة تكون أول أمرها لينة العريكة وحين تيْبَس تصبح حجرية كالأصنام من الصعب زحزحتها؛ وهي طينية لأنها لا تبنى منها الأصنام وحسب، بل يُنفخ فيها صانعها من روحه اللغوية لتخلق كائنا سياسيا أو دينيا معبودا إلى ما شاء أن يعبد: هذه هي تماثيل اللغة.
أول مادة لهذه اللغة الطينية تُصنع بها التماثيل هي الأسماء. صحيح أن الأسماء اعتباطية لا شيء في مدلولها يبرر استخدامها لمدلول معين غير أنها هي عمود صناعة الأصنام اللغوية، إذ تصبح ألقابا ثابتة وأسماء مسكوكة بمجرد أن تعلق بكل سلطة أو سلطان نعبده. لا شك في أن لكثير من أسماء الملوك والسادة الوقع نفسه الذي كان لأسماء الآلهة، مثل اللات والعزى ومناة عند من كان يعبدها. حين يذكر عبدة الأصنام أسماءَ أربابهم يغشى على أسماعهم ويقع الروع في قلوبهم، كذلك تفعل أسماء الرؤساء لدى عبدتهم. لقد صنعت العقول العابدة تماثيل بالأسماء لاكَتْها مدة وما تزال تفعل حتى بعد فنائها. العَبدةُ لا يعترفون لهؤلاء بأخطائهم التي ربما اعترفوا هم بها، ينزهونهم عن أن يُخطئوا. يصبح الاسم هو المسمى بشحمه قبل لحمه. الحديث في حضرة هؤلاء ثقيل يُتحايل فيه على اللغة فيستعمل ضمير الغيبة وتخترع الأدوات وفي لغات أخرى يُستعمل له ضمير الجمع، وتضاف إليه الصفات، فعبارة مولاي التي تعني مطلق الخضوع هي العبارة الأسنى في تاريخ المخاطبات القديمة ما من عبارة أفضل منها في وصف العبودية. وأغلب الألفاظ التي تستخدم في المخاطبات القديمة الموجهة إلى الساسة هي ألفاظ مستمدة من قاموس العبودية. فمولاي وسيدي ومرادفاتهما في اللغات هي عبارات استخدمت في عصر اللادولة بين العبد ومولاه، وحين صار الأمر للدولة لم تتغير العبارات ولم تنقص العبودية إلا نزرا وقُنعت وصار الخليفة والأمير سيدا لبشر لم يشتروهم، بل هم من سخروا أنفسهم لهم.
وبالإضافة إلى الأسماء تَصنع طُرُقٌ في القول أصنامَ الساسة والأسلوب الأقرب إلى صناعة تلكم الأصنام هو الأسلوب الإنشائي. أكثر الأساليب النافخة في ربوبية أصحاب الأصنام من السلطة هو الأمر. لقد ابتُدع الأمر لكي تطلب به سلطة عليا من شخص أدنى أن يحقق لها ما تنويه وتريده. أسلوب الأمر هو أسلوب مفضل كي ترغب الأصنام ولا تفعل عليها فقط أن تصدر أمرا لمعبوديها ولسدنتها فيحققونه ولا تردد. الأمر عمل لغوي لازِمُ القول فيه – كما يقول التداوليون اليوم- لا تَرَمْرُمَ فيه، هو فعل نافذ ولا حول ولا قوة لمن طلب منه تنفيذه. مجاز الأمر يُحمل على الحقيقة فحين يقول الصنم لعابده: «الزم دارك» مثلا في معنى (أغرب عن وجهي) سيفهمها المسؤول حرفيا وسيلزم داره لا يغادرها. وحين يقول له :أغرب عن وجهي سيفهمها في معناها المجازي لأنه لا معنى حقيقيا لها. وحين يقول له إذهب إلى الجحيم سيتمنى أن تكون هناك جحيم حتى يغور فيها إلى الأبد طاعة.
الخبر لا يصنع الأصنام السلطانية كالإنشاء، هو أسلوب ثوري يمكن من كسر الصنم: في أسطورة شهرزاد كسر الحكي وهو خبر شهريار شوكته وجعله كائنا كالبقية بالخبر تفتت صنمه. الأخبار تكسر الأصنام إن كانت تنتقم منهم بالقص الخفي الممنوع، ولكنها وهي تكسر تلك الأصنام تحوك حولها الأساطير فتعيدها إلى شدتها أو أعتى.
وما يصنع الصنم لغويا هو التوجه إلى السلطان بكلام يكون فيه المتحدث لا طالبا، بل متضرعا كأنما يدعو ربه. إن الدعاء أسلوب يتحدد بعلاقة يكون فيها العبد في رتبة الضعيف الذي يشخص إلى رب أعلى مكانا ومكانة، لا يطلق البيانيون لفظ الدعاء إلا على الكلام من العابد إلى المعبود الحقيقيين. حظر النحاة والبلاغيون ومن بعدهم المتكلمون على السلطان لفظ الدعاء بفَرَمان نحوي /بلاغي.لكن ماذا يسمى دعاء العبيد لملوكهم، بأن يمنوا عليهم؟ يفتحوا لهم باب الخير والمن والسلوى؟ هناك فراغ اصطلاحي فهذا القول ليس بالطلب، إذ هو ليس بين ندين، وليس أمرا لأن الأمر لله ولأولي الأمر منا، وليس دعاء لقداسة الدعاء فما تراه يكون؟ لا شيء أنه شيء كالدعاء لكن يقوله المؤمنون على استحياء ويشتبه الأمر على العابدين.
يمكن أن نجد في الخطاب الموجه إلى السائس أو الموجه منه عناصر كثيرة تصنع فارقية المتعالين عن صنعة أصنامهم، ولا تقرب الصلة مهما تفانى العابدون؛ بل يمكن أن نقول إن كل ما في الخطاب من عناصر لغوية تقرب ظاهرا المسافة، هي في الحقيقة تصنع البون وتحنط العلاقة وتثبتها في صورتها العلوية. فأول عبارة يقولها السياسي في خطابه الموجه إلى الشعب فيها إبعاد أو تمْسِيف على حد عبارة «بريخت»، هذه العبارة هي: أيها المواطنون. وأول عبارة يوجهها من يخاطب إلى الرئيس أو الوزير ومن لبس بزتهم تزدان بصفة، يقولون: فخامة الرئيس، ودولة الرئيس، ومعالي الوزير، وسعادة السفير.. هذه عبارات تحاك فيها الصفة مع موصوفها حياكة رفيعة كالألبسة الرفيعة التي تميز أصحاب المقامات الرفيعة أو كالنياشين التي تجمل صدور الكبار ممن رضيت الدولة عنهم. لم يفكر الساسة في زيادة صفة إلى المواطنين في خطاباتهم، ظلت فقيرة فقرا يميزها من نعومة النعت وفخامة الصفة التي لديهم. فقر اللغة نقيض أبهتها.

٭ أستاذ اللسانيات في الجامعة التونسية

اللغة وصناعة الأصنام

توفيق قريرة

مصر والأمطار: ما زلنا ننتظر الكوارث وننساها

Posted: 30 Apr 2018 02:18 PM PDT

«جاءت الأمطار مثل ثورة 25 يناير كاشفة لسوء الأحوال التي يحاول البعض التجاوز عنها، أما الخطاب المستخدم فيختلف حسب الهدف المطلوب من اللحظة، فعندما تكون هناك حاجة للتنديد بثورة يناير، وتقديم الشكر للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، يتم تعظيم الإنجازات السابقة على يناير، ولكن عندما تكون هناك حاجة للتعامل مع كارثة تهدد صورة النظام القائم، تعلو أصوات الدفاع عنه، من خلال الحديث عن الميراث الثقيل».
لم تأت تلك الكلمات تعليقا على الأمطار التي شهدتها مصر في أبريل 2018، ولكن كانت تعليقا على الأمطار التي شهدتها الإسكندرية في أكتوبر 2015 في مقال نشر في المكان نفسه في نوفمبر 2015 عن «اختزال وانتظار الكوارث».
الكارثة التي ارتبطت باستقالة المحافظ ساخرا بتأكيده في خطاب استقالته أن «الإسكندرية تحتاج إلى سباك وليس إلى محافظ»، تبعها، وكما هو معتاد، دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي، مجلس الوزراء إلى اجتماع عاجل، مع التأكيد على متابعته الوضع وتطوراته باهتمام بالغ، وتكليف رئيس مجلس الوزراء باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للسيطرة على الأوضاع. وبشكل عام كان من السهل إيجاد كبش فداء، تمثل في المحافظ الذي كانت المطالب بإقالته تتزايد قبل الكارثة بدون استجابة، وكان من السهل أن تكون الأخبار التالية مكررة، حيث المتابعة والتوجيهات ومطالبة القوات المسلحة بالتدخل حسب الضرورة.
ولكن بعد سنوات شهدت نهاية الفترة الأولى لحكم السيسي، وارتباط كثير من «الإنجازات» التي يتحدث عنها بالقوات المسلحة، وتركز جزء كبير من الحديث عن البنية التحتية، وأهمية الطرق في إحداث التنمية جاءت الأمطار التي شهدتها مصر وبعدها الاحتفال بعيد العمال لتكشف الكثير عن حالة الأزمات واستمرارها وأسباب تجددها، ليس لأن المحاسبة غائبة فقط، ولكن لأن الاعتراف بوجود الكوارث وتوفر أسبابها غائب، مثل بيئة الأمراض التي لا نعترف بوجودها ولا نوفر الأمصال الكافية لمواجهتها فتستمر في الانتشار حتى إن ظلت كامنة لبعض الوقت.
جاءت الأمطار كاشفة عن عيوب أساسية في البنية التحتية التي تفاخر بها الرئيس وجلس في أكثر من لقاء يفاوض على مدة الإنشاء اللازمة لتطرح أسئلة مباشرة فور الأزمة عن العلاقة بين ما ظهرت عليه البنية التحتية من ضعف وما خضعت له من رقابة أو ضغوط للانتهاء في أوقات زمنية قصيرة. بالطبع لا يمكن الربط بشكل مباشر بين الأزمات التي حدثت والمشاريع التي شهدت تلك المفاوضات العلنية، ولكن الأكثر أهمية تأكيد الرئيس على أن المشاريع لا تتم ولا يتم الإعلان عنها بدون دراسات مستفيضة. بالطبع ظهر الخلل واضحا أكثر من مرة في فكرة الدراسات المستفيضة، كما في مشروع قناة السويس الجديدة والتصورات التي طرحت بشكل مؤكد عن المكاسب الاقتصادية المقبلة وفرص العمل قبل أن يتغير الحديث عنها من فرصة اقتصادية إلى ترس في عجلة الممانعة ومشروع رمزي كلف الشعب الكثير من الموارد الضرورية.
جاءت الأمطار، التي أغرقت أحياء في مدينة القاهرة الجديدة وبعض ضواحي العاصمة، كاشفة للخلل في البنية التحتية في أماكن قدمت بوصفها نموذجا يقاس عليه، لما يفترض أن تكون عليه المدن الحديثة ومدن الصفوة المغلقة على من يملك. ولكن تلك المدن الاكثر حداثة لم تصمد في مواجهة الأمطار وشهدت انهيارات مهددة للحياة، بعد انهيار أنفاق وسقوف مجمعات تجارية، إلى جانب تجمعات للمياه حاصرت السيارات ومن فيها أو أغرقت المساكن في حالات أخرى.
وبالتوازي عن كشف الخلل الذي قاد البعض لوضع صور أحد الأنفاق التي تهدمت ومعها تعليق أنها أقرب للبسكويت الذي ذاب على أثر الشاي، أو الماء في تلك الحالة، كشفت الأمطار عن استمرار الفرز في مجال التناول الإعلامي بين من انتقد على استحياء، لأنه من سكان الأماكن المتضررة، بدون أن يتجاوز عن المعنى الطبقي وتأكيده أن حدوث مثل تلك الأزمات على أثر الأمطار أمور يمكن تقبلها إن حدثت في مناطق عشوائية أو قديمة وكثيفة السكان، ولا يمكن تقبلها في أماكن مميزة دفع فيها الكثير من الأموال وتسكن فيها الصفوة. إلى إلقاء البعض بالتبعية على حكم مبارك، الذي يتم تحميله الإخطاء عندما تكون وسيلة للتجاوز عن مسؤولية النظام القائم فقط.
حتى التناول نفسه ظهر واضحا فيه كيف يمكن أن تحول كميات المياه التي تحيط بالمنازل والسيارات وتمنع الحركة إلى مجرد برك وكأنها أشياء قليلة وغير قيمة، مع نشر صور لا تظهر حقيقة الموقف، ليظهر بسهولة كيف يمكن أن تتغير الحقيقة، عندما تعيد تحديد مساحة العدسة والاهتمام وتتصور أنك مصدر الأخبار الوحيد.
ركز البعض الآخر على تذكيرنا بالمقارنات الخالدة المعتادة والمكررة في وقت الكوارث، حين يتذكر الجميع أننا جزء من العالم الذي يتعرض للكوارث والأزمات، ويشهد تغيرات مناخية وحوادث طرق، في حين لا يتذكر أحد هذا العالم في مقارنات الحقوق والحريات والديمقراطية والمساواة والمنافسة والمكاشفة والمحاسبة. في الجزء الإيجابي من العالم يتم تأكيد أننا حالة خاصة لم نعد للديمقراطية بعد، والرؤساء عندنا يستحقون عقودا من الحكم من أجل تأكيد أننا مثل العالم الآخر في الكوارث فقط.هكذا علينا أن نتعامل مع العالم بانتقائية، تؤكد أننا مثل العالم في الكوارث وغيره في الايجابيات، مثله في المعاناة وغيره في غياب المحاسبة، مثله في وجود رؤساء وغيره في الحق في انتخاب حر وعادل، مثله في الظلم إن حدث وغيره في المحاسبة.
بهذا تفرغ البعض لنشر فيديوهات وصور من كوارث من دول في المنطقة وغيرها، لتأكيد حالة التشابة التي تستوجب وفقا لهم القبول بالمعاناة بدون محاسبة. وتجاوز الأمر فكرة المحاسبة إلى إسقاط الحق في الكلام، أو التعليق بالحديث عن إصدار قانون يؤكد حق مصلحة الإرصاد فقط في الحديث عن الأحوال الجوية، وبهذا بعد أن تم تأميم»تحيا مصر» والحديث عن تأميم الحق في الخوف والقلق يتم الحديث عن تأميم الحق في الحديث عن الأحوال الجوية، ثم ننتقل إلى الحق في السخرية والحق في إصدار النكات وتداولها حتى تملك السلطة الحق في إغلاق وسائل التواصل الاجتماعي وتستطيع إغلاق الدولة على نفسها كما طالب إعلامي من قبل باعتبار أن البناء يحتاج إلى إغلاق الدول والاستمتاع بإعلام الستينيات المفتقد حين يكون الإعلام صوت السلطة.
غضب وسخرية المواطن المصري على هامش كارثة الأمطار وغياب السلطة في مواجهتها، ناهيك عن مسؤوليتها في نشأتها، جدير بالاهتمام ولا يقف عند حدود الفيديو الذي سجلته مواطنة غاضبة بعد قضاء الليل في سيارتها مع طفلتها ووالدتها على الطريق الدائري، بسبب الحدث وغياب الاهتمام، ويمتد إلى التعليقات التي ربطت بين أزمات المحروسة الأخيرة والأمطار، وما كشفت عنه بداية من المطالبة بمحاسبة المسؤول في محاكمة عسكرية على طريقة هشام جنينة، إلى اسئتذان التجمع الخامس للسماح بزراعة الأرز وقصب السكر، أو إنشاء سد لمواجهة سد النهضة.
وإلى جانب كل ما سبق لم يغب الحل الذي يقدم في كل كارثة، من خلال التأكيد بشكل ساخر على أن التفسير الذي سوف يتم تقديمه هو مسؤولية الإخوان عن الأمطار، وعن إيقاف الطرق وغياب المسؤولين عن المشهد. ولكن تلك التخريجة الساخرة ما لبثت أن ظهرت بوصفها تفسيرات «حقيقية»من قبل البعض الذي أصر على إعلان مشاهدته لحوادث وقعت من قبل سائقين صغار في السن، يشك في انتمائهم، بالإضافة إلى قيام الإخوان بإسقاط بعض لوحات الإعلانات حتى تتوقف الطرق ويزيد الغضب، ولا يستطيع المسؤول التوجه إلى الجماهير! تحتاج لمجهود لتصديق تلك المقولات وإن صدقتها تحتاج إلى مجهود لتصديق انتشار تأثيرها وقدرة الإخوان، بافتراض إمكانية التعرف عليهم بالنظر، رغم كل الاستهداف والمواجهات الأمنية ودور الدولة ومؤسساتها، على الانتشار في كل المناطق وإيقاف الطرق الرئيسية ومنع المسؤولين من الوصول إلى المواطنين والرد على استفساراتهم أو إغلاق الهاتف في مواجهة تساؤلاتهم، كما أعلنت السيدة الغاضبة على الطريق الدائري.
في مواجهة كل الغضب الذي تم ترويجه والإعلان عن تولي هيئة الرقابة الإدارية التحقيق والإعلان عن وجود فساد، وإيقاف بعض المسؤولين وتحويل البعض للتحقيق، تبتعد الأضواء عن القيادات الكبرى إلى الصفوف الثانية وما تحتها، ويأتي احتفال عيد العمال ليشهد حديثا عن إنجازات ممتدة ووعود بإنجازات مقبلة وهتافات معلبة لا تغيب من احتفال إلى آخر. وفي المنتصف تغيب تفاصيل الكارثة ما لم يظل البعض ممن تضرر يطالب بحقه في المحاسبة والتعويض لتظل القضايا في مساحات ضيقة تتعلق بالمتضرر المباشر، وليس بالوطن حتى تحدث كارثة جديدة. ولكن الحقيقة كما ظهرت جلية في بعض التعليقات أن الاكتفاء بالبقاء في مدن معلبة لا يمنع من وصول الكوارث إلى بابك، وبالطريقة نفسها لا يمكن تصور أن تكون النجاة فردية ولا الإصلاح فرديا. يستمر الظلم ما دامت السلطة قادرة على تحويل القضايا إلى جزر منفصلة تخص البعض دون عموم الوطن، رغم أن ما يحدث يؤثر على الجميع، فما يحدث في سيناء والتخلي عن تيران وصنافير، وعن أراض أخرى لملوك عرب في سيناء، والأمطار التي تغرق المدن الأكثر ثراء، لا ينفصل عن وسط البلد والوراق والأرز وسد النهضة لأن الجسد الذي يعاني ويدفع الثمن واحد في النهاية.
كاتبة مصرية

مصر والأمطار: ما زلنا ننتظر الكوارث وننساها

عبير ياسين

هل استعبدتنا تكنولوجيا التواصل الاجتماعي؟

Posted: 30 Apr 2018 02:18 PM PDT

فجّرت قضية قيام أحد العاملين في شركة «كامبريدج أناليتيكا» البريطانية بجمع ملايين البيانات الشخصية من خلال تطبيق «هذه حياتك الرقمية»، الذي استعمله الكثير من مستخدمي فيسبوك، وتمرير تلك البيانات إلى الشركة وأطراف أخرى واستغلالها لمصالح سياسية، فجّرت الجدل القائم حول مصير بياناتنا الشخصية، التي نضعها تحت تصرف مواقع التواصل الاجتماعي، والتطبيقات الإلكترونية الاخرى، التي نستخدمها يوميا.
ففي أحدث كشف نقله أحد الخبراء في مقال له في صحيفة «الغارديان» البريطانية الشهر الماضي، تبيّن أن كل مساراتنا اليومية تُخزن، وأن كل ما نبحث عنه في محركات البحث يُعرف، وما نفعله على التطبيقات والمواقع التي ندخل إليها يُسجل، وكل صورنا التي نلتقطها بعدسات هواتفنا تُشاهد، وكل رسائل بريدنا اليومي تُقرأ، بل أن الكثير من التطبيقات التي نهرول سريعا لتحميلها على هواتفنا وأجهزتنا الإلكترونية لاستخدامها في حياتنا اليومية، تقوم جهات أخرى باستثمار معلوماتنا المخزونة في هذه الأجهزة، وفي التحكم في فتح كاميرات التصوير المرتبطة بهواتفنا، وفي التلصص على محادثاتنا مع الآخرين، ثم تأتي حصيلة هذا الاستثمار المعلوماتي الواسع، على هيئة إعلانات تجارية تحاكي اهتماماتنا وأمزجتنا وتدغدغ غرائزنا.
إلى هذا الحد يبدو هذا الشيء مقبولا في الغرب، لكن الاعتراض والرفض والتهديد باللجوء إلى القضاء يأتي في حالتين، يجد فيها مستخدمو مواقع التواصل الرقمي بأنها تحوي قدرا كبيرا من الخطورة والتعدي على خصوصياتهم، الاولى هي في حالة استباحة معلوماتهم من قبل عصابات تبتزهم ماديا أو معنويا. والثاني وهو الأكثر خطورة، هو قيام شركات متخصصة بالتأثير على المشاعر والقناعات، من خلال استثمار معلوماتهم الشخصية وتوجيه قناعاتهم وجهة أخرى بما يخدم أهداف سياسية معينة. وهو ما شاع أنه قد حصل لصالح الحملة الانتخابية لرئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، لذا وجدنا ضجة كبرى ومطالبات بالتحقيق جاءت من البرلمان الأوروبي والبريطاني والكونغرس الأمريكي، بسبب ضغوط شعبية كبيرة كان دافعها الذعر من الاستغلال غير القانوني لمعلوماتهم الشخصية وتزوير إراداتهم السياسية.
لاشك بأن الثورة الرقمية التي جاءت في التسلسل الثالث بعد الثورتين الزراعية والصناعية في العالم، قد غيرت عوامل التواصل الاجتماعي، ونقلتها إلى تواصل رقمي، بحيث بات من الخطأ إطلاق تسمية التواصل الاجتماعي عليها، لأنها حوّلت البشر إلى مجرد أرقام وصور في عالم الفضاء الرقمي المسمى (السايبر). هذا الفعل غيّر العوامل الاجتماعية والتقاليد والعادات المتعارف عليها بين البشر. كذلك تغيرت عوامل التواصل من لغة وتلاق جسدي محسوس إلى كتابة، وباتت المشاعر مجرد أيقونات نرسمها للتعبير للآخرين عن تفاعلنا معهم في الحزن والفرح، بدون أن يجد من هو في الطرف الآخر أي حسّية فيها، وبذلك اقترب الانسان من أن يكون آلة، واقتربت الآلة كي تكون إنسانا، لكن الجديد في هذه الثورة هو أن الصراع بات أساسه المعلومة، بعد أن كان في الثورة الزراعية أساسه الارض، وفي الثورة الصناعية كان أساسه الإنتاج.
فبعد أن ناضل الإنسان طويلا من أجل الانعتاق من عبودية الأرض وعبودية وسائل الإنتاج، صحى مجددا على استعباد مواقع التواصل الرقمي له. صحيح أنه هو من وضع تحت تصرفهم معلوماته الشخصية بموافقته على شروط الانضمام، لكن ذلك لا يعني بأي حال من الأحوال أنه وافق على أن يكون تحت طائل شكل جديد من المراقبة . قد لا تكون هذه المواقع خاضعة بصورة مباشرة لأجهزة استخبارات دولية، لكن قد تكون الحكومات قادرة على اختراق حسابات المستخدمين، بما متوفر لديها من أجهزة ومعدات متطورة. كما أنها تستخدمها كثيرا في الترويج لسياساتها وبث أيديولوجياتها وتسقيط من يخالفها الرأي، حيث استطاع الكثير من الحكومات استخدام هذه المواقع لملاحقة معارضيها والقصاص منهم، والتشهير بهم بالإعلان عن تفاصيل حياتهم الشخصية المستقاة من المواقع التي يستخدمونها.
وإذا كانت مواقع التواصل الرقمي في الدول الغربية تخضع لمعايير وقوانين تساهم في الحفاظ على خصوصيات المستخدمين إلى حد ما، وتقلل من إمكانية استغلال معلوماتهم الشخصية لأغراض غير قانونية في الحد المتوسط، فإننا في الوطن العربي تكاد تكون خصوصياتنا عارية تماما من كل ستر، فما زال الكثير من الدول العربية غير مشمول بقوانين تحمي الخصوصية، حتى التي سنّت هذه القوانين فقد ضمنتها الكثير من الثغرات التي يمكن لها خرقها، أو لم تمنح الجهات القضائية اختصاص النظر في نوع من الجرائم كهذه، وبالتالي لا يجد المُعتدى عليه جهة ما تساعده في الحصول على حقه ورفع الظلم عنه، بل إن الفترة التي تلت ما سُمي بـ(الربيع العربي) شهدت أسوأ انتهاكات للخصوصية في الوطن العربي، فلم يكن الحاكم العربي على دراية تامة بحجم الدور الذي تلعبه مواقع التواصل الرقمي، في إذكاء روح التعرض والتضامن مع الآخرين، والاستجابة لنداءات الاحتجاج والنزول إلى الشوارع والثورة. وعليه فقد اندفعت الأجهزة الأمنية العربية في تحديث منظوماتها الالكترونية الرقابية بمنظومات جديدة ومتطورة، ووضعت لها منصات إلكترونية كبيرة وعديدة للترويج لسياساتها، وأنشأت الكثير من الجيوش الالكترونية الوهمية التي تتصيد من يخالفونها الرأي. كما سارعت لتشريع الكثير من القوانين التي تمكّن اليد الأمنية من خرق خصوصيات المستخدمين لهذه المواقع.
ففي مصر أصدر النائب العام قرارا بمراقبة مواقع التواصل بحجة استغلالها في بث أخبار كاذبة. كما نوقش مشروع قانون الجريمة الإلكترونية في البرلمان المصري. وفي الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والسعودية، صدرت أحكام بالسجن على عدد من الناشطين المدونين. بينما صنفت تقارير المنظمات الدولية الإمارات والسعودية والسودان بأنها الأكثر صرامة في مراقبة المترددين على مواقع التواصل، وأنهم استوردوا أحدث الأجهزة الالكترونية المراقبة لهذه النشاطات. ولعل الخلاف الذي حصل بين دولة قطر ودول الحصار الاربع، كشف بصورة جلية حجم الرقابة المفروضة على النشاط الاجتماعي الرقمي، حيث تم اعتقال بعض المدونين الذي أعلنوا استنكارهم للاجراءات التي فُرضت على قطر.
إن حماية خصوصية المواطن العربي الذي يستخدم مواقع التواصل هي ضرب من الخيال في الوقت الراهن. ويتشارك في أسباب حصول ذلك المواطن العربي نفسه، حيث أن مجتمعاتنا العربية هي مجتمعات استهلاكية للرقمنة، وتجهل الكثير عن شروط الاستخدام الامثل لها، لاننا مازلنا نعيش في حالة التلقي السلبي لكل ما يأتينا. كما أن مشاركتنا في مواقع التواصل غالبا ما يكون الهدف منها هو التسلية وقضاء الوقت. وإذا ما جمعنا عامل أمية الوعي السياسي المتفشي في مجتمعاتنا، مع عامل أمية الوعي الرقمي السائد بيننا، فإن الحاصل سيكون خفوتا تاما لغريزة الاعتراض أو الاحتجاج على انتهاك خصوصياتنا من قبل الاخرين، في ظل حالة الخنوع التام لسلطة هواتفنا الذكية علينا، التي بتنا نحافظ عليها أكثر من حفاظنا على اولادنا.
باحث سياسي عراقي

هل استعبدتنا تكنولوجيا التواصل الاجتماعي؟

د. مثنى عبدالله

اقتصاد «البوليتيك» وانتحار المعرفة السياسية في الجزائر 

Posted: 30 Apr 2018 02:17 PM PDT

مرة أخرى لم يفوت الوزير الأول الجزائري، أحمد أويحيى فرصة لقائه بالصحافة الجزائرية، ليعيد سيمفونية السلطة المشروخة، بخصوص الوضع العام للأمة، لاسيما منها اقتصادها «البازاري» المتهاوي مذ أعلن قيام الدولة بعد الاستقلال، والتضحيات الجسام التي قدمها الشعب حتى يحيا كريما على أرض ترقد فوقها وتحتها كل وسائل الكرامة والعيشة الهانئة في ما لو اجتازت النخب الحاكمة، والدائمة في الحكم بفيتو مستتر، أنانيتها وصححت المسارات التاريخية المرّة التي مررت من خلالها، مبادراتها الخطيرة، وسياساتها الفاشلة وقادت الأمة إلى الخيبة الكبرى الحاصلة اليوم على كل الصعد، والتي بفعل تفاقم وتعقيد عناصرها، مع توالي العقود ورفض الانصياع لحقيقة وموضوعية التاريخ القاضية بضرورة التغيير والتغَيُر، إلى أن امتزجت تداعيات الفشل السياسي بالاقتصادي، بالتاريخي بالمعرفي، مفضيا ذلك كله إلى طلاسم مبهمة ترسم اليوم مصير الأمة المهول.
حتى كاد معها المشهد يغدو من قتامته مدعاة لليأس والإحباط من أبناء الأمة وشبابها الذين صاروا في منتهى أحلامهم يتصورون أنفسهم خارج البلاد، بعيدا عن هاته الأرض التي لم تستطع ضمهم على شساعتها، ولا أن تغنيهم رغم خيراتها. 
فبذات الشكل والمضمون وكذا المنطق الذي يرتحل به أويحيى إلى دور الاستئناس بالنفس السياسية، التي يرتاح المنتفعون والمتنفّعون بقصة مسلسل تطبيق برنامج الرئيس «المكسيكية»، يحمل أويحيى حقيبته ويرتحل إلى مناطق الإعلام المفترض أن تكون أسخن من مناطق السياسة، كي يعيد قراءة المشهد الأسود بنظرات أخرى تقتحم كل الحجب في مواقع اللعب السياسية، يسوق بالأرقام المغلوقة والمغلوطة مؤشرات كلامية على الورق يكذبها السوق، فيخلق في أذهان الجزائريين أوطانا أخرى بل أكوانا، غير الرقعة التي يحيون عليها وسط طاحونة الحاجات الاجتماعية والاقتصادية التي تتآكلهم يوميا، في نظرية يمكن أن تمنحه جائزة نوبل، مثل تلك التي تمنح فيزيائي الأكوان المتعددة في الفضاء. 
يتحدث عن أن تكهنات المعارضين بخصوص عواقب وتداعيات عملية التمويل غير التقليدي، أي طبع النقود الورقية الوهمية، كحل لأزمة السيولة التي يعرفها شريان الاقتصاد الوطني القائم على رؤية «بازاروية» انتفاعية من نظام قديم، يستميت في البقاء في الحكم بكل الوسائل، وأكثر ما يستميت، حين تصفعه أزمة من أزمات السوق العالمية، وهو الذي في كل مرة ومن باب لا كونيته، أو أنه يعيش بالجزائريين في كون أو أكوان أخرى يصرح بأن كل تلكم الأزمات الاقتصادية العالمية لا تأثير لها على اقتصاده البازاري، وأن البلد مع ذلك سيخرج من أزمته كونها أزمة ذاتية، لا علاقة لها بأزمات الآخرين!
لكن ما يدعو للحسرة هو ليس في اجترار هذا المسؤول، الذي ينعت في خطاب الإعلام في الجزائر بـ»صاحب المهام القذرة»، ولا غيره من المسؤولين الذين يقدمهم النظام لهذا الشعب في مواجهته لطاحونة إرهاب الفساد، الذي لم يُولَ ذات الأهمية والرصد المشهدي المأساوي، أرقاما وتحقيقا وصورا، كالذي تم به تناول إرهاب الدم، رغم أن دم الاقتصاد الجزائري وأموال الشعب نزفا مثلما نزف دمه وروحه سنوات الجمر، حين كان من يسمون برجال المال يجمعون بطرق غير أخلاقية ولاقانونية ثرواتهم من أحشاء في البنوك العمومية، والشعب يئن تحت نير الإرهاب. وما يدعو للحسرة ذلك المستوى المتدني من التعامل مع الأمر من جانب من كنا نتوقع أنهم نخب ناضجة في مستوى عهد ما بعد الأحادية، التي كانت تخنق المشهد وتخلق الأكوان المتعددة الوردية في مخيال الجزائري وتجعله في أسمى تلكم الأكوان.
وهكذا تجلت سمات الضعف في المنتوج العام المعنوي والرمزي للبلاد، من خلال استطاعة هذه السلطة الاستثمار في الرداءة، التي تم وضع أسسها من يوم استولى السياسي على الحكم أفقيا وعموديا، وجعل نفسه محور المصير، قاطعا مع كل ما من شأنه أن يعيد الأمة من تيهها وضلالها، فأنشأ معاهد نرى يوم محدودية منتوجها الفكري والعلمي والثقافي، لمواجهة مسؤول يقول إنه ابن النظام وتربى في سراديبه، لا يحسن فيما يحسن أكثر من نسخ الكلام وتنميق خطاب الأرقام، وتطريزها بلغة الوهم.
يدرك أويحيى والنظام الذي أنجبه، أن المعرفي الذي أُنتج في معهدهم وكلياتهم في الجزائر، ليس له المقدرة لا العلمية ولا الأخلاقية في أن ينتج مؤسسات رصد مستقلة للمشهد الاقتصادي، من شأنها أن تخترق الحجب الرقمية، وسحب الأوهام الكاذبة التي يخلقها خطاب السلطة لتضبيب الحقيقة وتعتيمها. هو تحكم سياسي مقيت في المعرفة، وأي سيطرة من سلطة السياسة على سلطة المعرفة، فليس النتاج يكون في الأخير غير خراب العقل وانقلاب المنطق وتقيؤ الواقع، وهو ما يحصل لهذا الشعب، مذ قيل إنه تحرر بإرادته من الاستعمار قبل خمسين سنة مضت. ولم تكن نخب المعرفة وإنتاج المعنى وحدها من أخذت نصيها في ساحة الهزيمة الكلامية، التي يجيد إدارتها الوزير الأول أحمد أويحيى، بل حتى نخب السياسة ذاتها ممن تدعي التعفف من السلطة والتأفف منها، فقط لعدم قدرتها على ملامسة حدود الموالاة وأشراطها وشروطها، التي تضعها السلطة في استغوائها وإغرائها، لمن تشاء من تلكم المعارضة باختلاف مشاربها.
فلا شيء موضوعيا جسد الهجوم المعاكس الذي انتظره الجزائريون للرد على ترهات الوزير الأول، من جانب الخطاب السياسي، ما أعطى الانطباع، بل أكد أن التعددية التي أُقرت بموجب دستور 1989 كانت مجرد تعبير عن إرادة تحول من «أحادية متعددة» كانت في الحزب الحاكم وقتها، إلى «تعددية أحادية» ألعن وأخطر من سابقتها، كونها نزعت عنها قداسة المعرفة السياسية، ولبست دنس سياسة المعرفة وخراب المال والفساد.
وهكذا عوض أن يستحضر العقل السياسي الجزائري المتجدد الناشئ سبل التغيير وإزاحة الذهنية الانتفاعية التي رسختها في الوعي جماعة وجدة، والطريقة التي استولت بها على مصير الأمة بعد الاستقلال، استطاع النظام وليد هذه الجماعة أن يستحوذ على هذه المعارضة ويصورها في رحم السياسة كيفما يشاء، لتلدها وزارة الداخلية بشرعية ورقية، وصفة مشوهة مهوشة، لا يعرف لها رأس من قدم! معارضة موسمية تشتغل على تنظيم ولائم وأعراس «البوليتيك» في الأزقة والشوارع الشعبية غير المقترعة، فاتضحت هنا أيضا قدرة السلطة الاستيعابية في التحكم بعد النخبي المعرفي، في النخبي السياسي الذي كان قبل 1989 معارضا مضارعا، ليستحيل إلى معارض بصغة الماضي. 
آخر قلاع الاستيعاب التي أعاقت سبل زرع الوعي القوي المفضي إلى انبلاج عهد التغيير، كانت في الإعلام، الذي في ما يبدو اختلط عليه الواجب المهني بكل أبجدياته المعرفية والأخلاقية، بضرورات الارتقاء إلى مستوى خطورة ما تحياه البلاد، فمهما اعترفنا بقدرة السلطة على اجتياح الساحة الإعلامية بمال البازار، وسرعة خلقها للوبياتها، من خلال ما يسمى بالتعدد السمعي البصري المصطنع، الذي يمتلك ثقله رجالات مال فترة الارهاب، ومن خلاله يسوّقون لسياسة السلطة الاقتصادية الفاشلة، إلا أن نخب الإعلام فشلت في أن تتجاوز لعبة التمزيق التي تمارسها عليها هذه السلطة، عبر الاستحكام في مصائرها المهنية والاجتماعية بالتحكم في الإشهار وتوزيعه بالطريقة التي تخدم مصالحها.
هناك ضعف في الخطاب النقدي والانتقادي لممارسة السياسة الاقتصادية خصوصا للبلاد، احتشام قد يكون لبعض حقيقته اتصال بضعف المعلومة الرقمية الاقتصادية، نتيجة عدم وجود مؤسسات رصد، مثلما أشرنا، مستقلة وذات مصداقية، لكنه مرتبط أكثر، فيما يبدو بضعف ثقافة التعامل النضالي مع الصلف والشطط السلطوي حيال هذا الحق المهني.
أكثر من ذلك عملت السلطة، بعد أن صنعت إعلاما مرتزقا إلى استغلال التمزق اللغوي والأيديولوجي المفتعل من خلال توظيف التناقضات الخطابية الموجودة بين منابر المعارضة الإعلامية، التي لن تعي بعد أن أخذ المطالب بالتجزئة لا يضعف قط من قدرة هذه السلطة على إعادة إنتاج نفسها، طالما أن الرضا بالجزء قد يريح هذا الطرف أو ذاك، ففي الوقت الذي تهاجم في جريدة «الوطن» الفرانكفونية الحكومة وسياستها الشاملة، تستثني وزارة التربية التي تضمن لها بقاء مصدر ارتزاقها أي اللغة الفرنسية، وهي الرحمة المهداة للحكومة من هذه الجريدة والتي ترتجيها وتأتيها من فِجج معارضة الكلمة ومرة أخرى تسقط الجزائر في كماشة تحكم السياسي بالإعلامي. هكذا إذن سيتواصل فيضان الزمن على أرض الجزائر مستمرا وجارفا، في وقت يتوقف فيه التاريخ بشكل كلي ليُبقي الأقدام والأقدار على الوحل، مكبلة بطين الخطيئة السياسية الأولى، التي اقترفت عشية الاستقلال، وترفض الجهات التي قامت، واستقامت بفكرها الأعوج وخيارها الأعرج، تحكم البلاد والعباد إلى الأبد، إذا لم يتحرك الجيل الثاني من عهد التعددية ليصحح المسارات الكبرى بالهدوء الذي تقتضيه المرحلة، عبر النضال الشرس لتحقيق الاستقلالية عن السلطة، لنخب المعرفة، السياسة وكذا الإعلام، نضالا مهنيا ميدانيا قاطعا مع أساليب التخويف والتخوين والاستحواذ، نضالا شبيها في صموده وعنفوانه بذلك الذي أظهره الأطباء المقيمون مثلا.
عدا عن مبادرات كهذه، سيظل المصير ماضيا فوق سحاب التخليط والتغليط الذي لم تجد سلطة الاستقلال، من خلال جماعة وجدة شيئا غيره، فاستباحت زمن وتاريخ الأمة ماضيا، حاضر ومع الأسف تكاد مستقبلا.
كاتب صحافي جزائري

اقتصاد «البوليتيك» وانتحار المعرفة السياسية في الجزائر 

بشير عمري

وائل أبو هلال

Posted: 30 Apr 2018 02:17 PM PDT

نزيف حاد من الأسئلة الأبدية انفجر في رؤوسنا ورؤوس الكثيرين، بعد النزيف الدماغي الذي انتهى بوفاة وائل أبو هلال الأسبوع الماضي!
كيف يموت مناضل بكل هذه الصلابة والقوة والعناد والصمود؟ وكيف لهذا الدماغ الذي لم يتوقف عن العمل ولو للحظة واحدة منذ 58 عاماً أن ينزف حتى النهاية؟ وكيف لدماغ قاوم الاحتلال الإسرائيلي كل هذه السنوات أن يفشل في مقاومة نزيف لشريان عاق قال لنا الأطباء إنه رفيع لدرجة أنه يكاد لا يُرى بالعين المجردة؟ أم هل كان هذا الشريان النازف مجرد ثائر أراد الانتقام لثورات العرب الفاشلة التي لطالما كان وائل أبو هلال أحد مؤيديها والمتحمسين لها، وأحد أكثر الغاضبين لفشلها أمام موجة الثورات المضادة؟
ما الذي كان يُفكر فيه أبو هلال عندما قرر دماغه أن يثور وينفجر؟ قالوا لنا إنه تناول غداءه ثم دخل في نقاش سياسي حاد، وقيل لنا أيضاً إنه كان حزيناً للأوضاع في غزة ومصر وسوريا واليمن.. لا أجوبة مطلقاً لهذه الأسئلة؛ فالشيء الوحيد الذي نعرفه أن وائل أبوهلال فارق الحياة إلى غير رجعة عند الساعة الرابعة من مساء يوم الثلاثاء الرابع والعشرين من أبريل 2018، بعد عمليتين جراحيتين رفض بعدهما التجاوب وأصر على الرحيل.. هذه هي الحقيقة الوحيدة، وما عدا ذلك فهو مجرد أسئلة وتكهنات. لحظة وفاته قال لنا الأطباء إن دماغَه توقف عن العمل، بينما قلبُه لا يزالُ ينبض.. كان هذا يعني طبياً أنه قد توفي.. أما بالنسبة للحضور فهذا كان يعني أن دماغه توقف عن النضال والمقاومة لكنَّ قلبه لا يزال ينبضُ بحُب فلسطين.
وائل أبو هلال مناضل فلسطيني أمضى حياته بعيداً عن الأضواء وعدسات الكاميرات وصفحات الجرائد، هو مجرد نموذج للاجئ فلسطيني عاش حراً، ومات واقفاً شامخاً شموخ الجبال.. كان مديراً عاماً لـ»قناة القدس» الفضائية وأحد الرجال الذين تكفلوا بإنقاذها عندما كانت يوماً ما على شفا الهاوية، وهي القناة التي لطالما أوجعت الإسرائيليين وكشفت عدوانهم.
أبو هلال كان أيضاً أحد مؤسسي مؤتمر فلسطينيي الخارج، وأحد الناشطين المطالبين بإصلاح منظمة التحرير، وهو فوق هذا وذاك، كان أحد مهندسي مسيرات العودة الكبرى، التي اعتبر أنها التحرك الأهم في تاريخ الشعب الفلسطيني، لأنها أول محاولة عملية لعودة اللاجئين الى بيوتهم.. وبمسيرة العودة الكبرى أنهى الرجل نضاله وحياته.
وائل أبو هلال ليس حالة عابرة، وإنما هو مناضل صاحب تأثير قدّم الكثير للقضية الفلسطينية، ويكفي أنه أمضى سنوات عمره الـ58 مسافراً متنقلاً من بلد إلى آخر بسبب الهم الوطني والقومي الذي يعشش في دماغه وقلبه، ولذلك فإنَّ وفاته تشكلُ خسارة إضافية للشعب الفلسطيني، وهي خسارة لا تقل بحال من الأحوال عن خسارة الشهيد فادي البطش، الذي كان أحد أبرز علماء فلسطين وخبراء الطاقة فيها.
يُشكل وائل أبوهلال نموذجاً لفلسطيني كرَّس حياته من أجل وطنه وشعبه، كما يتميز بما نحن اليوم بأمس الحاجة له، وهو أنه كان ناشطاً فوق كل اختلاف وفوق كل انقسام وفوق كل استقطاب، فهو لم يكن حمساوياً ولا فتحاوياً ولا جبهوياً ولا غير ذلك، وإنما كان فلسطينياً، وكان يرى فيه الجميع قاسماً مشتركاً بين كل الأطياف في أي لقاء عام.
هو النموذج الحي للاجئ فلسطيني توقف الزمن عنده عند بلدته في الضفة الغربية التي استباحها الاحتلال في أعقاب نكسة 1967، كان أبو هلال حينها في السابعة من عمره، وكان هو ينتفض عندما كان العربُ ينتكسون.. ولم يترك هذا العالم راحلاً إلا بعد أن شاهد الأجيال الصاعدة من أبناء الألفية الجديدة يتقاطرون باتجاه بيوتهم مطالبين بالعودة إليها في «مسيرات العودة الكبرى» عندها فقط رَحَل عن هذا العالم مطمئناً بأن هناك من يحملُ الرسالة من بعده.
كاتب فلسطيني

وائل أبو هلال

محمد عايش

كتب على المرافئ القديمة

Posted: 30 Apr 2018 02:16 PM PDT

قبل سنوات قليلة وفي ظل الحرب القاسية التي تشهدها سوريا الحبيبة انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وتناقل مستخدمو شبكة الأنترنت صورة بعدسة مجهولة لكتاب خارج من رحم الحرب والركام والأبنية المتهالكة، ويبدو أنها إحدى مناطق محافظة حمص، أما الكتاب فعليه اسم الأديبة السورية غادة السمان لم يكن « كوابيس بيروت» على الرغم من تشابه الأحداث، وانتقال كوابيس بيروت بشكل يكاد يكون متطابقا في عدة مدن وقرى سورية وعربية.
الكتاب هو «أعلنت عليك الحب» وغلافه قبلة بين شاب وفتاة يحجبهما قماش، واللوحة بريشة الفنان البلجيكي العالمي رينـيه ماغـريت.
عندما تعود للنص تجد وكأن غادة كانت هنا، وخرج صوتها من بين دفتي الكتاب، وصرخت للوطن وسط الخراب قائلة :
« إني أعلنت عليك الحب..
إني أعلنت عليك السلام..
إني أعلنت عليك الشوق..
إني أعلنت عليك الغفران..
ولست بنادمة»
علمت من خلال أحد أصدقائي في مدينة دمشق خلال الأيام الماضية أن صديقاً له يدعى « بدر « وجد عند بائع كتب على « بسطة « في منطقة الحلبوني الشهيرة بالمكتبات والكتب القديمة والمستعملة، وعلى إحدى تلك البسطات وجد الشاب بين هذه الكتب طبعة مميزة لكتاب « رحيل المرافئ القديمة « لغادة السمان، وعندما بدأ بتصفح الكتاب ذهل بإهداء وتوقيع غادة عليه، ورغم أن البائع رفع سعر الكتاب لم يبال الشاب بدر، ولم يتردد في شراء ذلك الكتاب، وحلق عاليا سعيدا بالنسخة الخاصة التي حـصل عـليها..
اطلعت على صورة تلك النسخة كتب عليها بخط منمق وباللون الأخضر المفضل لدى غادة في الكتابة «إلى إشراقة المحبة الدائمة الاستاذ (شطب الأسم بقلم ازرق !) اهدي سطوري اعتزازا بوقوفه إلى جانبي منذ البداية… منذ أيام الرسائل المهربة من دمشق إلى أيام كتبي التي قد تصبح مهربة – غادة – شتورة ذلك الصباح».
تأملت مطولا.. الإهداء والإسم المشطوب ! ترى من صاحبه ! هل باعه ام أنه سرق من أحد تلك البيوت التي هاجر أو نزح أهلها؟، أو وجد في ركام إحدى البنايات كما كتاب « أعلنت عليك الحب «، وهل صدقت تلك النبوءة التي يتجاوز عمرها الثلاثين عاما وأصبحت الكتب مهربة بشكل من الأشكال وسط هذه الفوضى؟ تذكرت ذلك الكتاب الذي أصابته رصاصة في إحدى ليالي بيروت المجنونة زمن حظر التجول والتطاير العشوائي للرصاص كتبت الأديبة عفيفة حلبي في كتابها «مش مهم « أنها اشترت نسخة قديمة من كتاب «مواطنة ملتبسة بالقراءة» رغم ان ثلث صفحاته مزقتها رصاصة.
يبدو وكأن هناك صراعا دائما بين الحرف ومسلح الحرب الأعمى الأصم الذي يجوب مدن عالمنا العربي منذ أربعين عاما، ويوجه فوهة بندقيته نحو كل حرف، ويخيل لي أنه المسلح نفسه الذي طعن ذات نهار نجيب محفوظ طعنة مميتة في الرقبة لكنه لم يمت فقد خرج كل أولاد حارته التي كتب عنهم في رواياته ليحموا حروفها.
في زمن الكتب التي هجرها أصحابها، والتي أنقذت من تحت الأنقاض، والكتب التي تلقت الرصاص.. فقد أهدىٰ المخرج التلفزيوني العتيق علاء الدين كوكش مكتبته الشخصية إلى « المكتبة الوطنية التربوية « في دمشق (نحو 30 ألف كتاب)، بينما قامت أرملة سعدالله ونوس وابنته بإهداء 4500 كتاب من مكتبة المسرحي الشهير إلى الجامعة الأمريكية في بيروت، وهو ما أثار حينها موجة غضب من بعض السوريين كاشفين عن أحقيتهم بهذا الإرث، ووجعهم وهم يشاهدون سوريا بين التهريب والتدمير تفرغ من التاريخ والحضارة والفكر، ومعلقين: أن بيروت ليست أكثر أمانا من دمشق، وهذا يعيدني إلى مقال سابق للروائية غادة السمان عندما احتلت كتبها البيت، وحتى غرفة نومها، فقررت وضعها في القبو، ولم يخطر في بالها أن تهلك الكتب في باريس المدينة الآمنة، وحصل ما لم يكن في الحسبان.
لم تأكل النيران الكتب، وإنما غرقت اثناء حدوث طوفان نهر السين، وأعلنت يومها السيدة غادة عن نيتها في التبرع بمكتبتها.
أتمنى أن يكون هناك قسم خاص يحمل أسمها، ويضم هذه الكتب في جامعة دمشق مدينة والدها، أو جامعة تشرين في اللاذقية مدينة والدتها. فمن بقي من شعوبنا في الأوطان الجريحة يستحق أن يقرأ، والكتب عندنا كما الأفكار لا تموت.

كاتب من سلطنة عمان

كتب على المرافئ القديمة

عمرو مجدح

حمّى التنافس في الانتخابات العراقية تصل حدّ التصفية الجسدية

Posted: 30 Apr 2018 02:05 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي» : بدأت المنافسة في الانتخابات التشريعية المقررة في 12 أيار/ مايو الجاري، تأخذ طريقاً آخر، بعد رصد تعرض عددٍ من المرشحين إلى هجمات مسلحة، ومحاولات اغتيال، تسببت بمقتل بعضهم، وإصابة البعض الآخر.
ائتلاف الوطنية، بزعامة إياد علاوي، كشف عن تعرض أحد مرشحيه إلى هجوم مسلح في حزام بغداد، مبيناً أن الهجوم لم يؤدِ إلى حدوث خسائر بشرية. الائتلاف أوضح، في بيان، أن «أحد مرشحي الوطنية تعرض إلى هجوم مسلح قبل يومين، حيث اعترضت مجموعة مسلحة تستقل عددا من المركبات أحد مرشحي ائتلاف الوطنية القياديين، في واحدة من مناطق حزام بغداد، وأمطرت موكبه بسيل من نيران مدافعها الرشاشة، وقد أدى الحادث إلى أضرار جسيمة في سيارات الموكب دون خسائر بشرية».
واعتبر الائتلاف الحادث، موشراً على وجود «حالة خطيرة أخذت تتكرر في انتقال الاختلافات السياسية الطبيعية بين الأطراف المرشحة من مستوى التسقيط عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، وخاصة المأجورة، إلى مرحلة التصفيات الجسدية، وهذه رابع عملية تطول ائتلاف الوطنية، مما يفرغ العملية الانتخابية من جوهرها في التنافس السلمي وتكافؤ الفرص بين الفرقاء». وطالب «جميع الأطراف السياسية إلى التزام قواعد التنافس السياسي، كما يدعو الأجهزة الأمنية إلى حفظ الأمن وحماية جميع المرشحين، ويحذر من الانزلاق إلى الفوضى وترويع المرشحين والناخبين وكسر الإرادة الشعبية في التغيير والإصلاح».

سكتة قلبية

استهداف مرشح ائتلاف الوطنية، يأتي مكملاً لسلسلة حوادث مماثلة، ففي منتصف نيسان/ أبريل الماضي، توفي المرشح عن «تحالف بغداد» الانتخابي، عن محافظة بغداد ياسين مجيد اللهيبي. مصادر محلية كشفت حينها، أن المرشح، توفي بـ«سكته قلبية» بعد ان اشتبك مع أخ مرشحة عن ائتلاف الوطنية، وأبناء مرشح عن ائتلاف الوطنية أيضاً، إثر خلاف سياسي.
لكن مصدر من أهالي المنطقة (الغزالية غربي العاصمة بغداد)، أكد لـ«القدس العربي»، «المرشح القتيل يمتلك عدداً من المولدات الكهربائية الأهلية التي تغذي أجزاء من منطقة الغزالية بالطاقة، مقابل مبالغ مالية كما هو الحال في عموم مناطق البلاد». وتابع: «عدد من الأهالي ذهبوا إلى المرشح في مساء اليوم ذاته، وطلبوا منه تخفيض سعر (الأمبير) من سبعة آلاف دينار (نحو 7 دولارات) إلى خمسة آلاف دينار (نحو 4 دولارات)، لكنه رفض»، مشيراً إلى ان «الأهالي أبلغوا اللهيبي بأنهم سيمزقون جميع صوره الدعائية في المنطقة». وطبقاً للمصدر، «في مساء اليوم ذاته، تلقى المرشح اتصالاً هاتفياً يبلغه أن جميع صوره قد تم تمزيقها، الأمر الذي أسهم في ارتفاع ضغط الدم عنده، والتسبب بسكتة قلبية، نظراً للمبالغ الطائلة التي أنفقها على طباعة ووضع صوره الدعائية». ولم يحدد المصدر فيما إذا كان من قام بهذا الفعل هم من الأهالي الغاضبين على عدم تخفيض سعر (الأمبير) أم إنهم مدفوعون من قبل المرشحين المنافسين. كذلك، قتل المرشح عن ائتلاف دولة القانون، نجم الحسناوي، أمس الأول، بسبب نزاع عشائري نشب في منطقة شرقي العاصمة العراقية بغداد. وأفادت مصادر متطابقة، أن «الحسناوي يسكن في منطقة شارع فلسطين، لكنه كان في زيارة إلى منزل عائلته في منطقة المشتل في بغداد، وأثناء تواجده هناك نشب نزاع عشائري تبعه إطلاق نار، ما تسبب في مقتله». وفي 14 من نيسان/ أبريل الماضي، توفي المرشح عن قائمة تيار الحكمة الوطني، هادي حسين العقابي عن محافظة واسط، عقب حادث سير أثناء التوجه لبغداد لحضور الإعلان الرسمي عن قائمة الحكمة، بزعامة عمار الحكيم. أما محافظة كركوك، فقد نجا المرشح عن جبهة تركمان كركوك عمار كهية، من استهدف من قبل مجهولين بقنبلة محلية الصنع اثناء تواجده في حي تسعين وسط كركوك، من دون أن يصاب بأي جروح، فيما أصيب مدني كان قرب موقع الانفجار، وفقا للمصادر.

«إلا اندمركم»

في الأثناء، انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ «إلا أندمركم»، يمثل ما أدلى به زعيم ائتلاف الوطنية، إياد علاوي خلال حديثه مع أحد المواطنين الذي استوقفه في أثناء جولة له في منطقة الأعظمية، ذات الغالبية السنّية، وسط العاصمة بغداد. مواقع التواصل الاجتماعي، تناقلت مقطعا مصورا لعلاوي، يتبادل فيه الاتهامات مع أحد أبناء المدينة. وأظهر المقطع، مواطنا عراقيا يوجه انتقادا حاداً لعلاوي قائلاً: «إنك مسؤول عني أمام الله لأني انتخبتك»، ليرد عليه نائب الرئيس العراقي: «أنا لست مسؤولا عنك». وأضاف: « لا أملك أي منصب في الدولة العراقية»، ليرد عليه المواطن أن «ما يجري للشعب انتم تتحملونه. لا كهرباء في البلد ولا صناعة ولا زراعة». لكن علاوي، اتهم المواطن بالقول: «إنكم دمرتمونا. المصريون أسقطوا حكومتين في بلادهم»، فيما رد عليه المواطن قائلا: «لا تقارنا بمصر، نحن طوائف. وأنتم دمرتمونا». وتوعد زعيم القائمة الوطنية في ختام حديثه قبل انسحابه من السجال بالقول: «والله إلا ندمركم». الأمر الذي أثار موجة من ردود الفعل الغاضبة والمنتقدة لحديث علاوي.

تأييد سنّي لمقولة السيستاني

السخط الجماهيري على سوء الأداء السياسي، يتزامن مع انتشار صور في العاصمة بغداد، كتب عليها شعار (المجرب الفاسد لا يجرب)، كردٍ على المقولة الشهيرة المنسوبة لرجل الدين الشيعي علي السيستاني تقول (المجرّب لا يجرب). تلك المقولة التي أثارت انقساماً واضحاً في تفسيرها، لاقت تأييداً من قبل رجل الدين السني البارز عبد الملك السعدي، الذي دعا إلى تبني موقف السيستاني بشأن تفسير مقولة «المجرب لا يجرب»، وذلك في المحافظات السنية. وقال في بيان له : «ظهر على شاشة بعض القنوات مرشحون للدورة البرلمانية الحالية، ممن شاركوا في العملية السياسية للدورات السابقة، على الرغم من أنه كان عليهم التنحي عن المشاركة لأنهم لم يقدموا للعراق إلا الفقر والبطالة والقتل والدمار، لأن من جرب المجرب حلَّت به الندامة، وكان عليهم أن يتركوا المجال لوجوه جديدة نجربهم».
وأضاف، أن «بعض هؤلاء الذين ظهروا على شاشة التلفاز هم من رؤساء الكتل الطائفية الذين عمقوا الفتن في البلاد وجعلوها هي الأساس في حكم البلد»، مبيناً أن «هؤلاء جعلوا من جملة دعايتهم الانتخابية، مقاومة الطائفية، وهي كلمة يترقبها كل من اكتوى بنارها، ولكن لا ندري مدى مصداقية هذه الدعاية، هل ستتحقق على أرض الواقع بعد الفوز ليعيش العراقيون تحت مظلة البيت الواحد وهي العراق فقط، فلا مذهبية ولا قومية ولا عنصرية ولا فئوية؟!». وأوضح السعدي أن بعضهم يطالب في دعايته الانتخابية بمحاسبة الفساد، وتساءل بالقول إن «لم تكونوا منهم فأين كنتم عنهم؟».

حمّى التنافس في الانتخابات العراقية تصل حدّ التصفية الجسدية
شعارات «المُجرَّب الفاسد لا يُجرَّب» تنتشر في بغداد
مشرق ريسان

ألمانيا: الكنيسة الكاثوليكية تهاجم قرار تعليق الصليب ونائبة برلمانية تعتبره أمرا مخزيا لكل مسيحي

Posted: 30 Apr 2018 02:05 PM PDT

برلين – «القدس العربي» : في تطور لافت للنظر في مسألة قرار حكومة بافاريا في تعليق الصلبان داخل جميع الهيئات الحكومية في الولاية، بداية من حزيران/ يونيو المقبل انتقدت الكنيسة الكاثوليكية هذا الأمر داعية الحكومة البافارية إلى التراجع. وفي مقابلة مع صحيفة «زود دويتشه تسايتونغ» الألمانية انتقد الممثل الأعلى للكنيسة الكاثوليكية في ألمانيا، رينهارد ماركس، قرار حكومة إقليم بافاريا مشددا أن رئيس حكومة بافاريا «أثار الانقسام والاضطراب» بقراره تعليق الصليب في الهيئات الحكومية. وتابع «لا أفهم حديث البعض عن أن الصليب رمز ثقافي».
وأوضح المتحدث الكنسي أن «الصليب رمز لرفض العنف والظلم والخطيئة، لكنه ليس رمزا ضد الآخرين». واعتبر أن «الجدل الدائر حول الصليب مهم.. يجب أن يناقش المرء ما تعنيه الحياة في مجتمع مسيحي، لكن يجب أن يشمل هذا الأمر، الجميع: المسيحيين والمسلمين واليهود وغير المؤمنين».
وبررت حكومة بافاريا، قرارها تعليق الصليب في المؤسسات الحكومية، بأنه «يعبر عن الهوية الثقافية والتاريخية في الولاية». لكن القرار أثار جدلا كبيرا في ألمانيا خلال الأيام الأخيرة، حيث حذر المجلس المركزي للمسلمين (غير حكومي) من تأثير تلك الخطوة على أصحاب الديانات الأخرى، والإشارة الرمزية التي تحملها من «إقصاء» لهؤلاء.
وأبدت غالبية كبيرة بين أصحاب الديانات الأخرى وبين طائفة اللادينيين، رفضها لتعليق صليب مسيحي في الهيئات الحكومية في البلاد، ووصلت نسبة هؤلاء إلى 87% فيما أبدى 12% موافقتهم على الأخذ بقرار حكومة بافاريا التي يحكمها الحزب المسيحي الاجتماعي الذي ينتمي إلى التيار المحافظ.
وكان رئيس وزراء ولاية بافاريا ماركوس زودر قد صرح أن الصليب ليس رمزا للمسيحية بل «اعتراف بالهوية» و«الصبغة الثقافية» لولاية بافاريا وأضاف عقب جلسة لمجلس وزراء الولاية أمس الأول: «الصليب ليس علامة لدين ما» وأن تعليقه ليس انتهاكا لمبدأ حيادية الدولة. غير أن الصليب الذي علقه زودر بعد ذلك في مدخل ديوان الحكومة في الولاية له خلفية دينية حيث كان معلقا في صالة مجلس الوزراء حتى عام 2008 وكان هدية من كاردينال ميونخ السابق فريدريش فيتر وأصبح مقدسا بأمر من الكاردينال».
وتسببت هذه الخطوة في انتقادات لزودر من جانب أحزاب في بافاريا وخارجها كما حصد زودر الكثير من الاستهزاء والسخرية في وسائل التواصل الاجتماعي حيث قال سيجي هاجل، رئيس حزب الخضر في بافاريا إنه كان من الأفضل لزودر أن يكون على مستوى المسؤولية المسيحية وأن يقدم نموذجا للتراحم وحب الآخرين في الحياة السياسية بدلا من تعليق الصليب في الهيئات. ورأت رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب الخضر أن هذا التصرف من قبل زودر مخز لكل مسيحية ومسيحي». كما رأى رئيس حزب اليسار الألماني بيرند ريكسنجر أنه «بدلا من الأمر بتعليق صليب في كل هيئة كان على الحزب المسيحي الاجتماعي أن يتمسك بالقيم المسيحية مثل حب الآخرين حيث يحتاج زودر و أعوانه.. لتعويض هذا الجانب بشكل هائل».
ورأى رئيس الحزب الليبرالي كريستيان ليندنر أن «التوظيف الدائم للأديان من قبل ماركوس زودر و الحزب المسيحي الاجتماعي من أجل السياسة الحزبية يذكر مباشرة بـ (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان، الدستور لا يعرف طائفة دينية!».
وفي سياق متصل كشفت نتائج استطلاع للرأي أن نحو ثلثي الألمان (64%) يعارضون تعليق الصليب المسيحي في كل هيئة حكومية في البلاد، على غرار ما قررته حكومة ولاية بافاريا برئاسة ماركوس زودر بالنسبة للهيئات الحكومية داخل الولاية الواقعة جنوبي ألمانيا. وأظهرت نتائج الاستطلاع الذي أجراه معهد «إمنيد» لقياس الرأي لصالح صحيفة «بيلد آم زونتاغ» الألمانية أن 29% من الألمان يؤيدون هذا القرار، فيما تراوحت إجابة 7% ممن شملهم الاستطلاع، بين عدم إعطاء رد محدد أو عدم الإجابة على السؤال.
وأوضحت النتائج رفض الغالبية لهذا القرار حتى بين الكاثوليك والبروتستانت إذ وصلت نسبة الرافضين بين الكاثوليك إلى 48% فيما ارتفعت هذه النسبة إلى 62% بين البروتسانت.

ألمانيا: الكنيسة الكاثوليكية تهاجم قرار تعليق الصليب ونائبة برلمانية تعتبره أمرا مخزيا لكل مسيحي

علاء جمعة

غضب قبطي بسبب اختفاء مسيحيات مصريات ومطالبات لوزارة الداخلية بالتدخل

Posted: 30 Apr 2018 02:04 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: تثير وقائع اختفاء مسيحيات جدلاً في مصر، فبينما يتهم الأقباط مسلمين متطرفين باختطافهن، تعلن الأجهزة الأمنية أن الوقائع لا يمكن وصفها بالاختطاف أو الاختفاء القسري، و الأمر لا يتعدى قرارا شخصيا بتغيير الديانة والدخول في الإسلام أو علاقة عاطفية تسببت في هروب الفتيات.
وقائع الاختفاء في صعيد مصر دفعت مطرانية مغاغة والعدوة للأقباط الأرثوذكس في محافظة المنيا، لمناشدة وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار، بالتدخل لمواجهة ما وصفتها بـ «ظاهرة اختفاء القاصرات والسيدات المسيحيات».
ودعت إلى «عودة جلسات النصح والإرشاد التي كان معمولاً بها سابقًا وجرى إيقافها منذ سنوات».
وجاء في بيان للمطرانية، حمل توقيع وكيلي المطرانية القمص عزرا فنجري متى، والقمص أغاثون طلعت نجيب، أن «هذه الظاهرة أصبحت في تزايد مستمر في الآونة الأخيرة مما لها من تأثير سلبي على الحياة الأسرية المسيحية والسلم الاجتماعي والوحدة الوطنية».
وطالب البيان بـ«عودة جلسات النصح والإرشاد التي كان معمولاً بها سابقًا في الدولة على مر عقود وكان لها التأثير الإيجابي في حل هذه المشكلات، قبل أن يجري إيقافها منذ سنوات قليلة مما تسبب في تفاقم المزيد من هذه المشاكل المتعلقة بهذه الظاهرة في أماكن مختلفة وفي أبرشياتنا بصفة خاصة، وبالرغم من استغاثة أصحاب الحالات والكنيسة بالقانون والقائمين عليه دون أدنى نتيجة إيجابية».
واستشهد البيان لتأكيد وقائع الاختفاء بحالة لسيدة تُدعى هناء سعد فوزي، من قرية صفانية في مركز العدوة، قال إنها «تغيبت هي وابنتها الطفلة عن منزلها بتاريخ 8 من أبريل/ نيسان الجاري، وأن والدها حرر محضرًا بذلك يوم الاختفاء، متهمًا أحد الأشخاص باختطافها، دون تدخل أو حل».
وأشار إلى أن «أسرة المذكورة والمطرانية، طالبت مرات عدة المسؤولين بالتدخل لحل الأزمة دون حل، خاصة بعد أن قال الزوج إن زوجته اتصلت به واستغاثت لنجدتها، مؤكدة نبأ اختطافها وابنتها، وأنها أجبرت على التوقيع على ورقة بيضاء لا تعلم ماذا كُتب فيها بعد ذلك».
أهل «المختطفة»، وفق البيان «جاؤوا مرات عديدة للمطرانية يستغيثون من اختفاء ابنتهم وطفلتها، وطالبوا بالتدخل في الحل لدى الجهات المسؤولة، واتصل زوجها هاتفيًا بالمطرانية يفيد بأن زوجته تستغيث به وتتواصل معه لنجدتها وبأنها مختطفة هي وابنتها ومحتجزتان في مكان غير معلوم لديها، كما أنها لم تغير ديانتها وترغب في العودة إلى أسرتها، وأنها أجبرت على التوقيع على ورقة بيضاء ولا تعلم ماذا كُتب فيها بعد ذلك».
وأكد البيان أن «المطرانية بواسطة أحد الأباء الوكلاء تواصلت بالجهات المسؤولة في المنيا للتدخل بالحل ولكن دون نتيجة حتى الآن، مطالبين وزير الداخلية بالتدخل السريع لعلاج هذه الظاهرة الضارة وحلها».

رسالة للأزهر

ووجه القس اسطفانوس شحاتة، كاهن كنيسة الأنبا كاراس والبابا كيرلس، رسالة مصورة إلى شيخ الأزهر، أحمد الطيب، بخصوص مسألة «اختفاء الفتيات القبطيات»، إذ قال: «في الفترة الأخيرة نسمع عن اختفاء فتيات قبطيات، وبعد 48 ساعة، يخرج الأمن بورقة أن الفتاة أشهرت إسلامها، ولو كانت الفتاة قاصرا، يقول الأمن إنه لا يعرف مكانها حتى تكمل السن القانونية ثم يخرج الأمن بمثل هذه الورقة».
وأضاف أن «كل الفتيات اللاتي اختفين بسبب علاقات عاطفية، ولم تكن واحدة منهن على اقتناع بالدين الإسلامي، ولم نسمع عن واحدة منهن خرجت لتكون داعية، أو توضح أسباب خروجها من المسيحية»، متسائلا: «هل الإسلام قد ضعف في هذه الأيام وأصبح لا يأخذ إلا البنات الساقطات؟هل الأزهر الشريف يزدهر بالبنت التي تمشي وراء عواطفها لانها أحبت شابا فتركت أهلها وتركت المسيحية وتركت دينها وتركت كل شيء، لأنها وقعت في هوى شاب مسلم؟».
وكشف أن «هناك جمعيات تقوم بوضع شاب في كل شارع ليعرف من هي الفتاة الضعيفة، ويستدرجها بمختلف الطرق لكي يجذبها له، ثم بعد ذلك تتم أسلمتها.
وناشد أيضا قوات الأمن أن «يعاملوا الفتيات المسيحيات في اختفائهن مثل الفتيات المسلمات، وأن يتعاملوا بالعدل»، مناشدا «الشباب المسيحي ألا يخرجوا ما بين الحين والآخر، ويتحدثوا عن اختطاف فتاة».
وشدد على أنه لا يوجد اختطاف، ولكنه «اختطاف عقول».
ودشن «اتحاد شباب ماسبيرو» الذي تشكل أواخر عام 2011 بعد اعتصام لمسيحيين أمام مبنى التلفزيون المصري احتجاجا على اختفاء فتاة مسيحية، حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تتهم وزارة الداخلية المصرية بعدم «الحياد».
ودشنوا هاشتاغ «خطف مش تحول»، ليردوا به على الأقاويل التي تزعم تحول الفتيات إلى الدين الإسلامي. واتهم الاتحاد الحركات السلفية الإسلامية، بالوقوف خلف اختفاء الفتيات.
مركز «العدل والتنمية لدراسات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» المتخصص في مجال حقوق الإنسان والأقليات، رصد فتاوى لبعض التيارات المتطرفة تنتشر بين أوساط التيارات الدينية والسلفية في مصر حيال المسيحيات.

فتاوى

وقال إن «أوساط المتطرفين وفتاوى مشايخ التطرف تعتبر أن المسلمين في حالة حرب مع المسيحيين وأن الحرب مباح فيها كل شي وأي مسيحية أو كافرة تعتبر أسيرة في الحرب».
وتعتبر تلك الفتاوى، حسب المتحدث الرسمي للمركز، زيدان القنائي أن «المرأة المسيحية من الغنائم مثل المال أو الذهب ولو تمت معاشرتها حسب قانون الحرب يعتبرون ذلك حلالا شرعا لأن المرأة المسيحية بمثابة أمة أو عبدة، وهذا ما يفسر اختفاء عدد كبير من المسيحيات القاصرات داخل مصر واختفاء 7 فتيات مسيحيات أخيرا في بعض محافظات الصعيد». وتعددت حالات اختفاء المسيحيات خلال الأشهر الماضية، ووصلت إلى 8 حالات، كانت أشهرهن كرستين لمعي التي اختفت من منزلها في القليوبية، وهي سيدة متزوجة وأم لطفلين، وقال أهلها إنها خرجت ليلة عيد القيامة ولم تعد للبيت مرة أخرى. ووفق الأجهزة الأمنية المصرية، عدد كبير من حالات الاختفاء، تعود لعلاقات عاطفية تربط فتاة مسيحية بشاب مسلم. غير أن قصة الحب التي خلفت أحداثاً عنيفة كانت بين مسلم ومسيحية قي قرية صول، في محافظة الجيزة، حيث أدت إلى سقوط قتيلين وإصابة العشرات، وهدم كنيسة، واعتصام الآلاف من الأقباط أمام مبنى ماسبيرو لنحو شهر، حتى تمت إعادة بناء الكنيسة من قبل الجيش المصري.

غضب قبطي بسبب اختفاء مسيحيات مصريات ومطالبات لوزارة الداخلية بالتدخل

ألعاب تجسس: الرياض على بؤرة الاستهداف

Posted: 30 Apr 2018 02:03 PM PDT

مبروك، نجحنا في دق أربعة أقدام، وفي ساعة ليست ناجحة بالضبط. صحافيان رائدان في الرياض يدعيان بأن إسرائيل نجحت في أن تغرس في السعودية عملاء للموساد عملوا لاشهر طويلة دون إثارة الانتباه. وحسب المنشورات، فإن الحديث يدور عن مواطنين إسرائيليين عربيين، زودا بجوازي سفر دولة عربية ثالثة. فقد وصلا إلى المملكة بذريعة البحث عن عمل، وعندما اظهرا نشاطا زائدا وسألا أسئلة اكثر مما ينبغي، بدأت ملاحقة خفية لهما، أدت إلى سقوطهما. ليس واضحا متى واين امسك بهما. والسلطات تعد فقط بأن تبدأ في المحاكمة «قريبا».
حسب ما نشر، فإن هذه هي المرة الثانية التي تكتشف فيها المخابرات السعودية عميلا إسرائيليا. في القضية الاولى، امسك بمواطن اردني قبل خمس سنوات للاشتباه بأنه جمع معلومات استخباراتية لمرسليه من إسرائيل ممن أدار معهم، حسب لائحة الاتهام، مراسلات الكترونية. وقد حكم بالسجن تسع سنوات، وقبل أن يزجوا به إلى السجن تلقى 80 جلدة دفعة واحدة.
البلاط الملكي في الرياض ليس وحيدا في هذا الشأن. في كل مرة يلوح فيها توتر في احدى الدول المجاورة، يكون الاسهل هو توجيه النار نحو «الكيان الصهيوني». هذا ينجح جيدا، على نحو حاد وموضعي ويرص الصفوف. لا يمكن احصاء كم عميلا للموساد امسك بهم في مصر قبل وبعد السلام، وأي تغطية إعلامية هائلة توجد للمسلسل التلفزيوني «الذي يقوم على اساس ملفات المخابرات». وهؤلاء سيكونون دوما عميلا أو عميلة انكشفا، اعتقلا واعترفا بالتحقيق معهما بأنهما ارسلا لهز استقرار النظام.
في لبنان ايضا تسقط إسرائيل كثمرة ناضجة في حروب أحزاب الحكم العلمانية وشركائها ذوو نزعة القوة في حزب الله. هذا لا يعني ان ايادي إسرائيل نظيفة. نحن لسنا ملائكة. ولكن مشوق الانتباه إلى أن حزب الله جعل له عادة «اكتشاف» العملاء وتسليمهم بسخاء لسلطات القضاء العسكري في كل مرة يلوح فيها توتر داخلي. والصيغة معروفة: إما ان يكونوا «انكشفوا» في عملهم في احدى دوائر الاعلام او المشتريات للجيش، او ان يكون التسييس امسك به «متلبسا في اثناء عملية تجنيد واقامة فرع محلي للموساد الإسرائيلي.
وهذا لا يعني انه لا يوجد ما يبرر النبش في داخل السعودية. بل العكس، منذ اكثر من سنة تبرز هذه الدولة وتصبح الاكثر تشويقا في العالم العربي. منتجة الدراما التي لم يسبق أن تعرفنا عليها ولا نزال لم نتعلم بعد كيف نحل لغزها. ولإسرائيل بالتأكيد سبب وجيه للبحث عن معلومات عن محيط ولي العهد، الامير محمد بن سلمان، الملك الفعلي. يمكن الاعتقاد بأن وكالات الاستخبارات في واشنطن تتجاهل ابتسامات الرئيس ترامب وتدير ملاحقة سرية جدا. وفي العالم العربي ايضا يبحث شركاء واعداء الداء قنوات خفية في داخل المملكة المغلقة. فالجميع معني اليوم بالسعودية: التوتر مع إيران، الحرب في اليمن، الثورة الداخلية الاجتماعية الاقتصادية، قضية اعتقال واستقالة رئيس الوزراء اللبناني، التنحيات الصاخبة والنزاعات داخل العائلة المالكة. ومسألة المسائل: متى سيقرر ولي العهد الشاب بأنه حان الوقت لتتويج نفسه.
نحن نعرف قليلا جدا عن منظومة الاتصالات الخفية التي بين الرياض وتل أبيب. والدليل هو أنه محظور في السعودية انتقاد إسرائيل. والدليل هو أن رئيس الوزراء نتنياهو وعد مسبقا بأن تفتح السعودية سماءها لطيران شركة الطيران الهندية، كما أنه يتحدث عن الاعجاب الشديد الذي يلقاه من دول عربية في الخليج. والدليل ايضا هو أن وزير الدفاع ليبرمان يحث الامير السعودي على «الخروج من الخزانة» وان يتأزر بالشجاعة «مثل السادات»، ويتوقف عن اخفاء ما يجري طبخه.
من يبحث عن مزيد من البراهين، فليدخل إلى موقع «السعودية ضد التطبيع» الذي يديره معارضو العائلة المالكة. هنا يمكن ايجاد قصص الف ليلة وليلة عن عدمية التطبيع بين الرياض وتل أبيب وعن منظومات الحراسة المتطورة في قصور الرياض من انتاج أزرق أبيض. لا غرو أنه مر أقل من يوم منذ اطلق ليبرمان دعوة «الخروج من الخزانة» إلى أن ردت السعودية بالكشف عن اعتقال خلية التجسس الإسرائيلية، التي كانت أو لم تكن.

سمدار بيري
يديعوت 30/4/2018

ألعاب تجسس: الرياض على بؤرة الاستهداف
الجميع معني اليوم بالسعودية وتوتر علاقتها مع إيران والحرب في اليمن
صحف عبرية

سياسة كندية مزدوجة إزاء اليمن: سلاح للتحالف السعودي أكثر من دعم الجوعى

Posted: 30 Apr 2018 02:03 PM PDT

لندن – «القدس العربي» : كشف تحقيق لصحيفة «تورنتو ستار» عن الدور المزدوج لكندا في الحرب اليمنية حيث لا يتناسب الدعم العسكري والصادرات المرسلة للسعودية مع حجم المساعدات الإنسانية للبلد الذي مزقته الحرب.
وجاء في التحقيق الذي أعده كل من بريندان كينيدي وميشيل شيفارد أن كندا أرسلت 65 مليون دولار على شكل مساعدات إنسانية لليمنيين الذين يعانون من الحرب الوحشية ولكنها صدرت أسلحة إلى الدول التي تقوم بقصف اليمن بقيمة 284 مليون دولارا.
وقالا إنه عندما أعلنت وزارة الشؤون الدولية الكندية عن حزمة من المساعدات لليمن في كانون الثاني (يناير) قالت متفاخرة أن أوتاوا قدمت 65 مليون دولار لتخفيف ما وصفتها الأمم المتحدة «أكبر كارثة إنسانية في العصر الحديث»، وما لم تذكره حكومة جاستين ترودو في بيانها أن كندا ومنذ عام 2015 منحت رخصا لتصدير السلاح والمعدات الكندية بقيمة 284 مليون دولار للدول التي تشارك في الحملة التي تقودها السعودية ضد المتمردين الحوثيين.
ويقول قيصر جاراميلو، المدير التنفيذي لمشروع بلاوشيرز،وهي مؤسسة أبحاث تقوم بدراسة صفقات السلاح الكندي «إن هذا مثل من يدفع ثمن العكازات بعدما ساعد على كسر قدمي المصاب» مشيرا للتناقض الصارخ. وقال إن الحكومة لا يمكنها الزعم بأنها تدافع عن حقوق الإنسان في الوقت الذي تساعد الفعلة :»والمشكلة هي أن كندا تريد المليارات الحلوة ولهذا تقوم بالتحايل على حقوق الإنسان».
وتلعب الحكومة دور البائع في هذه الصفقات وفي احيانا أخرى تقوم بدور الوسيط وتصادق على عقود الشركات الكندية. ولم يقل المسؤولون الكنديون فيما إن تم استخدام السلاح المصدر في الحرب اليمنينة أم لا. وأشار التحقيق إلى أن الدول العربية التي تستورد من كندا تشمل البحرين والأردن ومصر والكويت والمغرب بالإضافة إلى السعودية والإمارات.
وتضم المشتريات عربات مصفحة وقنابل وذخيرة ومعدات رقابة ومقاتلات ودرون وتطبيقات تكنولوجية وتدريب عسكري وغير ذلك. ويعني إلغاء صفقات المليارات هذه خسارة وظائف. فصفقة تزويد السعودية بعربات مصفحة بقيمة 14.8 مليار دولار تعني توفير أعمال لـ 3.000 شخص ولمدة 14 عاما. وتذهب الصفقات العسكرية الكندية أبعد من الصفقة السعودية، فمنذ بداية الحرب في اليمن والتي دخلت عامها الرابع تعاقدت كندا مع البحرين لتزويدها بصواريخ موجهة ودقيقة. وقدمت عددا من المعدات والأجهزة المتنوعة للإمارات العربية المتحدة التي تقوم جماعات حقوق الإنسان إنها تقوم بانتهاكات داخل حدودها وفي اليمن.
وفي بيان تلقته الصحيفة من المتحدث باسم وزيرة الخارجية كريستيا فريلاد قال فيه إن «كندا قلقة بشأن النزاع في اليمن» وأضاف أن الحكومة تتعامل بحذر مع الكيفية التي يمكن فيها استخدام الأسلحة الكندية ولكنه لم يقدم تفاصيل. وبحسب تقديرات الصحيفة لصادرات كندا الخارجية منذ عام 2015 فإن معظم السلاح ذهب للسعودية التي اشترت أسلحة بقيمة 240 مليون دولار ومعظهما عربات قتالية بالإضافة للبنادق والتدريب ومقذوفات صاروخية وطائرات بدون طيار وعوامل كيماوية وبيولوجية غير محددة. وقال السكرتير العام لأمنستي كندا أليكس نيف «يجب على الكنديين فهم أننا دولة تبيع السلاح». وشملت التقارير مبيعات السلاح في العامين الأولين من الحملة التي تقودها السعودية في اليمن لأن مبيعات العام الماضي لن يتم الكشف عنها إلا في الصيف. وتقوم الولايات المتحدة وبريطانيا بتسليح السعودية ولكنهما مع كندا معزولة لأن الإتحاد الأوروبي مرر عام 2016 قرارا غير ملزم لإعضائه دعا فيه لممارسة حظر على تصديرالسلاح للسعودية بسبب دورها في اليمن.
وكانت هولندا أول دولة تطبق القرار ثم فنلندا والنرويج. وأعلنت ألمانيا عن وقف السلاح لكل الدول المشاركة في الحرب اليمنية. ولم تعبر حكومة ترودو عن وقف السلاح رغم تعبيرها عن «القلق العميق» بشأن تقارير عن انتهاكات سعودية. ولا تزال تتمسك بموقفها أن وقف تصدير السلاح يرتبط بوجود مخاطر حقيقية بشأن انتهاكات حقوق الإنسان. أي وجود دليل قطعي عن استخدام السلاح الكندي في انتهاكات لحقوق الإنسان. وتساءل نيف عن حاجة الحكومة لدليل قطعي أو مبرر لكي تقوم باتخاذ إجراءات. وجاء في تحقيق الصحيفة أن الحصيلة النهائية للسلاح الكندي أكبر من الأرقام التي نشرتها الحكومة الكندية، خاصة أن أوتاوا لا تكشف عن كميات تصدير السلاح لأكبر مستورد منها، الولايات المتحدة والتي تصل إلى نصف المنتجات العسكرية الكندية. وتقوم أمريكا بدورها ببيع نصف ما تستورده لدول مثل السعودية. ولهذا لا يمكن معرفة كمية الاسلحة التي زودت بها أمريكا السعودية وذات منشأ كندي. واعترف عسكري أمريكي الشهر الماضي أمام لجنة في الكونغرس إنه لا يعرف كم من الأسلحة المصدرة استخدم في اليمن. ويرى الأكاديمي أنتوني فينتون، الأكاديمي الكندي الذي يلاحق صادرات السلاح الكندي للشرق الأوسط ومن خلال الصحافة المحلية ووسائل التواصل الإجتماعي أن بعض السلاح استخدمته السعودية والإمارات في اليمن. ورغم صعوبة التأكد من الصور إلا أن العدد الكبير يقدم دليلا واقعيا عن استخدامها في اليمن «لا توجد ذرة شك عن عدم استخدام المعدات الكندية في اليمن» و «نقوم بمتابعة هذا على قاعدة يومية ولم يمر اسبوع منذ بداية الحرب بدون رؤية سلاح كندي استخدم» .
ويقول فينتون إنه يعتقد أن الحكومة لم تقم بمتابعة ما يجري للسلاح بعد بيعه. ويشيرالتحقيق إلى أن اليمن الذي يعد من أفقر الدول العربية يعاني من دمار للبنى التحتية وجوع.
وتشعر الناشطة توكل كرمان مثل بقية اليمنيين بتجاهل العالم لهم. وقالت «لو كنت غاضبة من شيء أو حزينة فسيكون بسبب صمت المجتمع الدولي وتواطئه». وقالت في مقابلة هاتفية: «كندا تقدم كندا في يدها اليمني المساعدات الإنسانية وفي اليسرى الصواريخ». وتقول الصحيفة إن النزاع اليمني محلي بين قوى مؤيدة للرئيس عبد ربه منصور هادي والحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة. مشيرة إلى أن كل الأطراف المشاركة فيه متهمة بانتهاكات حقوق الإنسان. ويقول ستيفن أندرسون، مدير برنامج الغذاء العالمي في اليمن «إنها أزمة ولكنها تحدث ببطء». وشاهد صور ا مروعة لاطفال يعانون من فقر التغذية ولم يبق عليهم إلا الجلد « ومن الأسوأ مشاهدة عائلاتهم عاجزة عن فعل أي شيء».

سياسة كندية مزدوجة إزاء اليمن: سلاح للتحالف السعودي أكثر من دعم الجوعى
عربات مصفحة وقنابل وذخيرة ومعدات رقابة تباع له
إبراهيم درويش

الولايات المتحدة تتبع «النموذج الليبي» في المحادثات مع كوريا الشمالية… ومخاوف من نهاية غير طيبة

Posted: 30 Apr 2018 02:03 PM PDT

واشنطن – «القدس العربي» : قال جون بولتون، مستشار الرئيس الامريكي دونالد ترامب للامن القومي، ان الولايات المتحدة تتبع «النموذج الليبي » بينما تستعد لاجراء محادثات حول نزع الأسلحة النووية من كوريا الشمالية.
ووفقا لاستنتاجات العديد من المحللين الامريكيين، فإن هذه التصريحات لن تساعد على طمأنة زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون الذى يدرك تماما ان واشنطن شنت عملية عسكرية ادت إلى الاطاحة برئيس ليبيا العقيد معمر القذافي في عام 2011.
واضاف بولتون: «أعتقد بأننا ننظر إلى نموذج ليبيا في 2003 و2004 كما اننا ننظر إلى ما اتزمت به كوريا الشمالية من قبل، والاهم من ذلك، كما اعتقد، يعود إلى اكثر من ربع قرن إلى اتفاقية نزع الاسلحة النووية المشتركة بين الشمال والجنوب عام 1992 حينما اعلنت كوريا الشمالية بانها ستتخلى عن الاسلحة النووية، والتخلى عن تخصيب اليورانيوم واعادة معالجة البلوتونيوم ».
واشار إلى تعهد القذافي في عام 2003 بالتخلى عن السعى للحصول على أسلحة نووية والاستسلام للمطالب الغربية ولكن بولتون لم يتحدث قطعيا اثناء تناوله انتهاج النموذج الليبي في المحادثات مع كوريا الشمالية عن حقيقة معروفة للجميع هي ان تنازلات القذافي لم تمنع الولايات المتحدة وحلف الناتو من غزو البلاد في عام 2011 مما ادى في النهاية إلى مقتل الزعيم الليبي على أيدى المتمردين المدعومين من قبل الناتو .
ومن المرجح ان يدرك زعيم كوريا الشمالية المعنى الكامن وراء مثل هذه المقارنات، وقد يكون هذا هو السبب في أن كيم أبلغ رئيس كوريا الجنوبية مون جاي خلال لقائهما في وقت سابق من هذا الاسبوع انه سيتخلى عن طموحات بلاده النووية اذا وعدت الولايات المتحدة بعدم غزو البلاد .
وقال شبلي تلحمي، الاستاذ في الحوكمة والسياسة في جامعة ماريلاند، على صفحته الخاصة على تويتر «اننى أرسل رسالة إلى كيم جونغ أون : لقد انتهى الامر بمهاجمة ليبيا مما ادى إلى مقتل القذافي».
واتفق محللون آخرون ان كيم يراقب ما يحدث في الشرق الاوسط بانتظام، وخاصة التدخلات العسكرية الخارجية التى تقودها الولايات المتحدة التى غالبا ما تهدف إلى تغيير الأنظمة والردع .
إلى ذلك، لم يتضمن الإعلان الصادر عن زعماء كوريا الشمالية والجنوبية بنهاية الخصام الذى استمر لأكثر من ستة عقود ونزع الاسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية أى تفاصيل حول كيفية تحقيق عملية نزع الأسلحة مما ترك الفرصة لترامب للتفاوض بشأن النقاط الاكثر أهمية في الاتفاق عندما يجتمع مع كيم في أيار/مايو او حزيران/ يونيو.
وقال هاري كازيانس، مدير دراسات الدفاع في مركز المصلحة الوطنية «هذه خطوة جيدة اولية من ألف خطوة» في حين قال روبرت مانينغ من المجلس الاطلسي انه ليس من الواضح لماذا ستكون نتائج القمة المقبلة بين كيم وترامب مختلفة عن القمم السابقة في عامي 2000 و2007 التى فشلت في احراز تقدم بشأن القضية النووية على الرغم من اصرار ترامب على انه لن يتم خداعه من قبل كوريا الشمالية.

الولايات المتحدة تتبع «النموذج الليبي» في المحادثات مع كوريا الشمالية… ومخاوف من نهاية غير طيبة

رائد صالحة

3 أحزاب موحدة تدعم أردوغان و4 أحزاب معارضة مشتتة

Posted: 30 Apr 2018 02:02 PM PDT

إسطنبول ـ «القدس العربي» : يشارك في الانتخابات البرلمانية المقبلة في تركيا طيف واسع من الأحزاب السياسية التي تحمل توجهات مختلفة تمتد من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، ومنها ما هو تاريخي ومتأصل في الحياة السياسية التركية وأحزاب أخرى ظهرت على الساحة السياسية التركية حديثاً.
وفي الوقت الذي تم الإعلان فيه رسمياً عن قائمة الأحزاب التي يحق لها المشاركة في الانتخابات البرلمانية، ما زالت قائمة المرشحين إلى الانتخابات الرئاسية لم تكتمل بعد، وما زالت تتجه الأنظار بالدرجة الأولى لمعرفة المرشح المتوقع لحزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة التركية والمفترض أن يكون أقوى المنافسين للرئيس رجب طيب أردوغان.
وأمس الاثنين، أعلن رئيس اللجنة العليا للانتخابات التركية سعدي غوفن، أنّ اللجنة اتخذت كافة التدابير من أجل ضمان أمن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي قرر أردوغان إجرائها بشكل مبكر في الرابع والعشرين من حزيران/ يونيو المقبل.
وبموجب الجدول الزمني الرسمي للانتخابات، يبدأ تقديم طلبات الترشح للانتخابات الرئاسية اليوم الثلاثاء، وينتهي في السادس من الشهر الحالي، حيث يتوقع أن يعلن عن اللائحة النهائية للمرشحين للانتخابات الرئاسية في العاشر من الشهر الحالي، فيما تستمر أعمال الترشح للانتخابات البرلمانية حتى الـ21 من الشهر ذاته.
أحزاب «تحالف الشعب»
قبيل الإعلان عن الانتخابات المبكرة في تركيا بأسابيع أقر البرلمان التركي تعديلاً دستورياً يسمح للأحزاب بتشكيل تحالفات انتخابية وخوض الانتخابات بشكل مشترك، ومباشرة عقب إتمام هذه التعديلات، جرى تشكل تحالف انتخابي بين حزبي العدالة والتنمية الحاكم والحرة القومية المؤيد للحكومة تحت اسم «تحالف الشعب» الذي أعلن حزب الاتحاد الكبير تأييده دون الانضمام إليه بشكل مباشر.
حزب العدالة والتنمية الحاكم: (AKP)تأسس عام 2001 على يد أردوغان وعدد من رفاقه أبرزهم عبد الله غًل عقب انشقاقهم عن حزب الرفاه، وهو حزب إسلامي محافظ يلتزم بعلمانية البلاد، وتمكن من كسب جميع الانتخابات المحلية والبرلمانية والرئاسية التي شهدتها البلاد طوال الـ16 عاماً الماضية ويتفرد بحكم تركيا منذ ذلك الوقت، ويمتلك حالياً الأغلبية الساحقة من مقاعد البرلمان بـ315 مقعداً. حزب الحركة القومية :(MHP) تأسس عام 1969م، من قبل «ألب أرسلان توركش»، بعد تغيير اسم الحزب القديم الذي كان يسمى بحزب «القرويين الجمهوري»، وهو حزب قومي يميني محافظ، يركز على التوجهات القومية التركية، ويتصدر الأحزاب الداعية لتوسيع الحرب على المتمردين الأكراد ويرفض التسوية السياسية معهم، تراجعت شعبيته قليلاً في السنوات الأخيرة عقب انشقاق عدد من نواب الحزب، ويمتلك حالياً 36 مقعداً في البرلمان الحالي. حزب الاتحاد الكبير (BBP) : هو حزب سياسي قومي يميني محافظ، تأسس عام 1993، يعتبر أحد أقرب الأحزاب للحركة القومية وبات مقرباً من الحزب الحاكم، واعلن رئيسه مصطفى دستجي دعمه لتحالف «الشعب» مؤكداً أن مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية هو أردوغان، لكن الحزب لا يملك مقاعد في البرلمان ويمتلك شعبية محدودة في الشارع التركي.

أحزاب المعارضة

يتصدر أحزاب المعارضة حزب الشعب الجمهوري أقدم الأحزاب التركية، إلى جانب حزب الشعوب الديمقراطي الكردي وحزب «الجيد» الذي تشكل مؤخراً، وعلى الرغم من ان هذه الأحزاب فشلت حتى الآن في تشكيل تحالف انتخابي للانتخابات البرلمانية أو الاتفاق على مرشح موحد للانتخابات الرئاسية، إلا أنها ما زالت تأمل في التوحد خلف المرشح الذي يمكن أن ينتقل لجولة ثانية مع أردوغان.
حزب الشعب الجمهوري (CHP): تأسس من قبل «مصطفى كمال أتاتورك» عام 1923م، مؤسس الجمهورية عام 1923م، ثم تحول لحزب معارض، في مواجهة العدالة والتنمية منذ 2002، وهو حزب برلماني علماني يمتلك ثاني أكبر عدد من الأصوات بعد الحزب الحاكم وهو بالتالي أكبر أحزاب المعارضة، ويرأسه حالياً كمال كليتشدار أوغلو.
حزب الشعوب الديمقراطي (HDP) : تأسس عام 2008، ليحل محل حزب العمل الشعبي، الذي أسسه بعض الناشطين اليساريين الأكراد عام 1990م، وهو الحزب الأكبر الممثل للأكراد في البلاد، يقبع زعيمه السابق في السجن حالياً بتهم تتعلق بالإرهاب وتنظيم «بي كا كا»، ويمتلك الحزب ثالث أكبر عدد من المقاعد في البرلمان رفض انخفاض عددها من 59 إلى 49 بعد إسقاط عضوية البرلمان عن 10من نوابه اتهموا بدعم الإرهاب.
الحزب الجيد (İyi Parti): وهو حزب قومي علماني أسسته ميرال أكشينار العام الماضي عقب انشقاقها عن حزب الحركة القومية حيث تتخذ موقفاً مناوئا لأردوغان عكس رئيس حزبها السابق دولت بهتشيلي، وتمتلك حالياً 5 مقاعد في البرلمان ويتوقع ان يحصد الحزب نسبة أكبر في الانتخابات المقبلة التي تعتبر الأولى في تاريخ الحزب الجديد. حزب السعادة (SP): حزب سياسي تركي، منبثق من حزب الفضيلة الإسلامي الذي حلته السلطات التركية، وهو يسير على منهج زعيمه الروحي نجم الدين أربكان وقد فشل في دخول البرلمان في انتخابات 2015، واقترب مؤخراً بشكل أكبر من المعارضة التركية وجهودها الحثيثة لإنهاء حكم أردوغان.
وإلى جانب الأحزاب الـ7 المؤثرة السابقة، تشارك 4 أحزاب أخرى أقل تأثيراً في الانتخابات المقبلة وهي أحزاب «تركيا المستقلة» و»الشعب الديمقراطي» و»السعادة» و»الوطن»، و»الدعوة الحرة»

مرشحو الانتخابات الرئاسية

يتصدر مرشحو الانتخابات الرئاسية زعيم حزب العدالة والتنمية الرئيس رجب طيب أردوغان الذي أعلن عنه بشكل مبكر مرشحاً عن «تحالف الشعب» بين العدالة والتنمية والحركة القومية، فيما اعلن حزب الاتحاد الكبير دعمه لأردوغان أيضاً، وما زالت الاستطلاعات تعطي أردوغان أكثر من 50% من أصوات الناخبين.
فالمقابل، وعقب فشل المعارضة التركية في التوافق على مرشح واحد لا سيما عبد الله غًل الذي جرى تداول اسمه كأقوى خيار في هذا الإطار، بدأت هذه الأحزاب بالعمل على تقديم مرشحين لها للانتخابات الرئاسية.
وبينما أعلن حزب «الجيد» أن زعيمته ستكون مرشحة الحزب للانتخابات الرئاسية المبكرة، لم يبد حزب الشعوب الديمقراطي الكردي أي حراك حتى الآن لتقديم مرشح له للانتخابات الرئاسية، وسط تكهنات بأن الحزب ربما يمتنع عن تقديم مرشح له ويكتفي بخوض الانتخابات البرلمانية.
لكن أكبر أحزاب المعارضة ما زال يجري مباحثات واسعة ويجد صعوبة بالغة في اختيار مرشحه عقب امتناع رئيس الحزب كمال كليتشدار أوغلو عن الترشح، حيث يتم تداول عدد من أسماء قيادات للحزب بقوة أبرزهم محرم إنجي ويلماز بيكوك أرشان وأوزغور أوزال، على أن يحسم خياره خلال الأيام المقبلة. وبينما تنعدم فرص أي من مرشحي المعارضة في حسم الانتخابات من الجولة الأولى، ينصب اهتمام المعارضة التي فشلت في التوجه حتى الآن على تشتيت الأصوات لإجبار أردوغان على خوض جولة ثانية من الانتخابات الرئاسية ومحاولة التوحد خلف المرشح الذي ينتقل لهذه الجولة إن جرى ذلك- على امل إنجاحه في مهمته الصعبة امام أردوغان الذي ما زال الأقوى شعبيةً في الشارع التركي.

3 أحزاب موحدة تدعم أردوغان و4 أحزاب معارضة مشتتة

إسماعيل جمال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق