Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الاثنين، 28 مايو 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


إلى أين تسير الجزائر؟

Posted: 27 May 2018 02:44 PM PDT

لتأكيد وجوده على سدّة السلطة، وممارسته لمهامه المفترضة، يظهر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ظهورات سريعة مبرمجة ومحسوبة، كما يُعلن عن لقائه شخصيات سياسية، وهو ما يتحوّل أحيانا، كما حصل مع رئيس الوزراء الفرنسي السابق مانويل فالس عام 2016، إلى فضيحة مثيرة للجدل، بعد نشر الجانب الفرنسي لصورة بوتفليقة، وهو ما أدى إلى احتجاجات رسميّة جزائرية، الأمر الذي تكرر لاحقا حين سخرت قنوات فرنسية من تلاعب التلفزيون الرسمي الجزائري بشريط فيديو للقاء بين بوتفليقة والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
مرّ بوتفليقة بأوضاع صحيّة حرجة جدا، فقد أصيب بجلطة دماغية عام 2013، وقبلها بسرطان الأمعاء، وحين يخرج، نادرا، على العموم، على كرسيه المتحرك، فإنه يفعل ذلك لالتقاط صورة، كونه لا يستطيع التحدث كثيرا، لكن القضية لا تتعلّق بعدم قدرة الرئيس الصحية على الحكم فحسب، بل تتعلّق بمسار سياسيّ وبنخبة مستفيدة.
لا ترى المجموعة الجزائرية الحاكمة، سواء في مؤسسة الرئاسة نفسها، أو الحكومة والبرلمان، وأغلب الأحزاب السياسية، في تحوّل الرئيس إلى صورة فحسب ما يثير التعجب، وباستثناء الاستنكار الذي يصدر عن مؤسسات إعلامية وحقوقية في الخارج، وبعض الأحزاب الصغيرة في الداخل، فإن «الأغلبية» الحكومية والبرلمانية والحزبية، تتقبّل وتشجّع وتسير نحو تنصيب بوتفليقة لولاية خامسة.
والحقيقة أن مسارا معقدا جعل «النخبة» الجزائرية الحاكمة تصل إلى هذا الحال البائس، بدأ هذا المسار مع موافقتها (أو إلزامها بالموافقة) على قيام بوتفليقة بتعديل الدستور، الذي كان يمنع تولّي الرئيس منصبه أكثر من ولايتين، وهو الخرق القانوني الأول الذي أوصل إلى الوضع الحالي، لأنه أسّس لفكرة الحكم المؤبد ولكل العواقب السياسية الخطيرة التي تتولد عنه.
لقد جرت خلال السنوات الطويلة لحكم الرئيس الحالي تعديلات على هذه النخبة، فبعد أن كان بوتفليقة مرشّح تسوية للعسكر والأمن عام 1999، فإن بقاءه لهذه الفترة الطويلة ساهم، كما هو الحال في الدول الشمولية، في مركزة السلطات في يديه ما أدى إلى تقليم سلطات كبار الجنرالات الذين جاؤوا به للسلطة، وهو ما دفع نخبة «جديدة» للصعود إلى السطح، وتحوّل الممسكون بالحكم حول بوتفليقة إلى شركاء ورعاة طبقة من رجال الأعمال، الذين يتقاسمون، عملياً، الامتيازات مع من بقي من الجنرالات أصحاب النفوذ.
إضافة إلى أن تأبيد وجود الحاكم هو ناتج طبيعي لمنع تداول السلطة، فإن بوتفليقة اعتمد على حاجة الجزائريين لفترة طويلة من «الاستقرار» للخروج من آثار العشرية الدموية في تسعينيات القرن الماضي، كما لنقمتهم على رموز العسكر والأمن، وخصوصاً الجنرال الأسطوري توفيق، ولكن «الاستقرار» تحول إلى استنقاع وركود واحتياز فئة قليلة على موارد الدولة، كما أدى الخلاص من رموز الأمن والجيش إلى صعود رموز جدد فوق القوانين، وأنتج مجموع ذلك سوء إدارة وفساد وإلى تردي أحوال دولة غنية جدا بالموارد ومعاناة كبيرة انتشرت ومسّت طبقات واسعة من الجزائريين.
بعد عقود من الاستقلال الذي دفعت ثمنه باهظا، ونشوء الدولة الوطنية التي رفعت برنامجا لتحديث البلاد وتقدمها، تقف الجزائر الآن أمام مفترق طريق تحضر في محوره عناصر متناقضة ومتفارقة: طبقة حاكمة تستأثر بالسلطات والموارد، وظروف اقتصادية قاسية، واستهتار كبير بالجزائريين ومستقبلهم، فإلى أين تقود هذه الطريق الجزائر؟

إلى أين تسير الجزائر؟

رأي القدس

أبو خليل القباني في واشنطن

Posted: 27 May 2018 02:43 PM PDT

أنجز الروائي والمؤرخ الفلسـطيني تيسير خلف بحـثاً فريـداً حـول المسرحي والموسيــقي السوري الــرائد أحــمد أبي خليل القباني (1833 ـ 1903)؛ يخصّ رحلــته المأثــورة إلى أمريكا، وشـيكاغو تحديداً، ربيع 1893، للمشاركة في فعالـيات «المعرض الكولومبي الدولي»، الذي كان الأضخم في زمانه. وقد وفد القباني على رأس فرقة «مرسح العادات الشرقية»، كما كان المسرح يُسمّى يومذاك، والتي أسسها من 50 ممثلاً وعازفاً وراقصاً، غالبيتهم الساحقة من شابات وشباب بيروت وجبل لبنان ودمشق وبيت لحم كما يشير خلف، استجابة لقبول السلطان العثماني عبد الحميد دعوة من الرئيس الأمريكي بنيامين هاريسون للمشاركة في المعرض.
ولا يفوت خلف التشديد، منذ مدخل تحقيقه الممتاز في رحلة القباني هذه، إلى أنّ المعرض كان «فرصة رائعة لدراسة وفهم واحدة من أندر تجارب التفاعل الثقافي المباشر بين منطقتي شرقي المتوسط، بما تحمله من أبعاد تاريخية ودينية لها تأثيرات عميقة في الوجدان الغربي المسيحي، وبين الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت تنظر إلى نفسها، منذ ذلك الوقت، بوصفها قمة هرم الحضارة الغربية». وأضيف، شخصياً، أنه إلى جانب احتضان أنشطة ثقافية وفنية تنتمي إلى عوالم غربية وشرقية مختلفة، ومتباينة؛ كان المعرض مناسبة أولى حاشدة، وكونية كما يتوجب القول، لاحتكاك الحضارات والثقافات، ثمّ الأديان على نحو خاصّ؛ ثمّ الحوار التفاعلي في ما بينها أوّلاً، وكذلك إزاء تيارات علمانية أو لادينية احتدمت حولها نقاشات ساخنة، ومثمرة، في «برلمان الأديان» الذي ضمّ 46 قسماً!
تحقيق خلف، الذي نال جائزة ابن بطوطة لتحقيق المخطوطات، وصدر مؤخراً عن المؤسسة العربية للدراسات ضمن سلسلة «ارتياد الآفاق»؛ يتوزع على ثلاثة أقسام، ثالثها ملحق يتضمن عشرات الصور الفوتوغرافية التي تغطي الرحلة، ومشاهد من العروض المسرحية والفنية، وملصقاتها، وبعض النساء والرجال المشاركين في الأنشطة، فضلاً عن تفاصيل داخلية في السفينة «إس إس ويرا» التي حملت الفرقة إلى أمريكا. وبين أطرف هذه الصور نسخة من «إخبارية» حسني البيروتي، أحد عملاء جهاز «الخفية»، الذي كتب تقريراً كيدياً ضدّ أبي خليل، لأنه «وصف المسلمين بالاستبداد والنصارى بالمظلومين»، وأنه «بصدد أخذ بعض مشايخ العرب وجبل الدروز والنصيريين إلى شيكاغو»، وأنّ «ما يخطط له هذا الخائن جعل الخطب والكلمات باللغة الإنكليزية كي لا يفهم المسلمون ما يقال عنهم»!
القسم الثاني في الكتاب يقترح عدداً وافراً من الوثائق، العثمانية التي تتصل بالمراسلات والتحضيرات للمشاركة في المعرض، ومشروع القرية التركية؛ وتلك الخاصة بالمعرض والعروض والفرق وأسماء المشاركين، إلى جانب الرحلة البحرية وتفاصيل الدخول إلى أمريكا؛ ثمّ أخبار ومقالات الصحف، العربية والأمريكية، في تغطية المعرض إجمالاً والعروض «التركية» بصفة محددة. ويعمد خلف إلى ترجمة معظم هذه الوثائق عن لغات أخرى، كما يُدرج بعض التقارير التي نشرتها جريدة «كوكب أمريكا» التي كانت تصدر باللغتين العربية والإنكليزية، في نيويورك.
القسم الأوّل، والأغنى في يقيني، هو الذي يستعرض تاريخ المشاركة وملابساتها، من الفكرة الأولى حين وصلت الدعوة الأمريكية إلى الباب العالي؛ مروراً بالتعقيدات الكثيرة التي اكتنفت اختيار الفرقة والبرنامج (خاصة في ضوء التباينات الإثنية والأنثروبولوجية والدينية، بين عرب وترك من جهة، وعرب/ ترك مسلمين أو مسيحيين شرقيين في مواجهة أمريكا التوراتية حيث ينتمي المشرق كله إلى «الأراضي المقدسة» من جهة ثانية)؛ وليس انتهاءً بالرقابات العديدة التي خضعت لها عروض القباني (مشكلات لباس النساء، الرقص الشرقي، التأويلات الدينية، الضغوط السياسية…). هذا كله في سياق التنوّع الواسع، والمفاجئ حقاً إذْ يُنظر إليه ضمن معطيات تلك الحقبة من تاريخ سوريا، والسلطنة العثمانية إجمالاً.
في إطار «مسرح العادات الشرقية»، قدّم القباني ثمانية عروض: «الدراما الكردية»، «الدراما القلمونية»، «المروءة والوفاء»، «عرس دمشقي»، «عنتر بن شداد»، «هارون الرشيد»، «العروس التركية»، و«الابن الضال». ويشير خلف إلى «حُسن استقبال هذه العروض، سواء في الصحافة الأمريكية أو الجمهور العريض وأعضاء الكونغرس؛ وكذلك التمييز لأول مرة بين وظيفة «مدير الفرقة» التي تولاها بطرس أنطونيوس واختص بالشؤون الإدارية والمالية»، مقابل وظيفة «مدير التمثيل» التي تولاها القباني في تبشير بولادة مفهوم المخرج لأوّل مرّة في التراث المسرحي العربي. ويكتب خلف: «تؤكد جميع المقالات التي كتبت حول أعمال الفرقة على فكرة الإبهار البصري متعدد المستويات، فالخشبة لا تكاد تهدأ حتى تعود للامتلاء مرّة أخرى بممثلين يشعون حيوية».
وهذا، في رأي خلف، «يردّ على نقّاد الأدب العربي المدرسي من أمثال محمد يوسف نجم وعلي الراعي وشاكر مصطفى وغيرهم، والذين أقاموا أحكامهم القطعية الظالمة حول مسرح القباني بالاعتماد على نصوص المسرحيات المنشورة له. فتجربة شيكاغو والتغطية الصحافية المواكبة لها تؤكد أنّ النصّ كان مجرد عنصر ثانوي في الفرجة المسرحية المبهرة». وليس غريباً، إذن، أن يجمع «كلّ من كتبوا عن هذه التجربة على احترافيتها العالية، وامتلاك القائمين عليها لأدواتهم الفنية»؛ إلى جانب «تقنيات التمثيل والأداء، وعلاقة الخشبة بالصالة، وتوظيف الموسيقى درامياً».
عمل تيسير خلف نموذج رفيع على الجهد البحثي المنمق الذي يستحقه القباني، رائداً مسرحياً وحامل رسائل ثقافية إنسانية وكونية أيضاً.

أبو خليل القباني في واشنطن

صبحي حديدي

الأردن والضفة حقا «وطن على وتر»… شعار دمشق لكل لاجىء… و«عزيزي..أنت مسروق»

Posted: 27 May 2018 02:43 PM PDT

يخدم الكوميدي التلفزيوني الساخر عماد فراجين بالحالة الأردنية في منطقة مهمة للغاية وهي «تشتيت» الإنتباه عن وقائع حادثة «الصوامع»، حيث قتل ستة عمال فقراء وأصيب مثلهم بموت سريري.
الأهم هو ملاحظة رصدها أحد أبناء العقبة:عدد الأردنيين الذين شتموا أم وأخت وعائلة وفصل وأصل ومنبت عماد فراجين الكوميدي إبن الضفة الغربية وصل إلى 125 ألف بني آدم، أما شهداء موقعة «الصوامع» البسطاء فلم يترحم عليهم من الأردنيين إلا عشرات الأشخاص حتى أن الحكومة فطنت لموتهم بعد تسعة أيام وقررت تقديم واجب التعزية مع تكرار النغمة الابتزازية المضللة المضحكة، التي تقول إن «الإنسان ثروة البلاد».
الفتى الفلسطيني الكوميدي بصفته «فنانا لاجئا» لشاشات عمان وتحديدا لأهمها وهي محطة «رؤيا» ومطرود من التلفزيون الفلسطيني، كما صرح، تحول لنجم الأسبوع الماضي بعدما تجرأ على عرض مشهد ساخر وكوميدي انتقد التطرف والعنصرية في مشجعي فريق الوحدات والفيصلي.
الفنان الشاب يقدم منذ عشر سنوات برنامجا لاذعا بإسم «وطن على وتر»، وفي الحلقة الأخيرة دخل «عش دبابير» البؤس الأردني الشعبي عندما تحدث عن هوس مشجعي الكرة فواجه عاصفة هوجاء وأثار «أزمة قومية».
تقصد الفراجين إثارة الضحك فقط، لكنه لمس تلك الحساسيات العنترية المستقرة في المجتمع، فانصرف القوم عن القدس وفلسطين وقانون الضريبة وانفجار الغبار، وبدت البلاد وكأنها معنية بالفراجين فقط، وما قاله تحديدا عن مشجعي الفريق الفيصلي.
لاحقا، ولتهدئة الخواطر اعتذر الفتى على الشاشة، ووعد بارتداء قميص الفيصلي فارتكب الخطيئة الثانية، لكن هذه المرة برداء فلسطيني، فقد انتقد تلفزيون «سلطة فلسطين المستقلة»، فعالجه طاقم الإدارة بسلسلة بيانات أخرجته تماما من «ملة الضفة الغربية» واتهمته بكل التهم إياها، فأصبح الفتى لا مع سيدي ولا مع ستي بخير.
شخصيا، لا أحب الشاب ولم استمتع يوما بمحاولات الكوميديا التجارية في إبتذال الضحك.
ولكن الأخير يستوجب الشكر، فقد أثبت لنا بأن «الوطن حول نهر الأردن فعلا على وتر»، لكنه وتر مغرق في البؤس والانحراف عن البوصلة.

سرقة … «لاجيء سوري»

الإبتسامة الصفراء إياها رافقت ملامح وجه المذيع السوري لنشرة الأخبار وهو يتلو على «شعب سوريا العظيم» الخبر المتعلق بالمرسوم الرئاسي الجمهوري، الذي يصادق على قرارات اللجنة الوزارية المعنية بحماية «أملاك الغائبين».
القانون حمل رقم «10» وفي الشاشات الرسمية للنظام السوري يتم تسويقه على أساس وصفة لحماية أملاك المواطنين، التي تركوها بسبب «الإرهابيين» مع ذلك الكلاشيه، الذي يطالب كل مغترب سوري بالعودة.
هي باختصار وصفة طائفية انتقامية خسيسة مريضة لسرقة أموال وعقارات المواطنين اللاجئين وللبقاء في العقم الفكري الهوسي نفسه لحكام دمشق على أساس اللجوء السوري مشكلة الدول التي فتحت الأبواب لاستقبال المعذبين.
عن أي حسم عسكري ووطني يتحدث جماعة «الممانعة» و«لن تسبى زينب مرتين»؟!
عموما، المكتوب باين من عنوانه.. لا حسم ولا ما يحزنون لأن سرقة النظام لأملاك الشعب على هذا النحو اللائق بالعصابات فقط يعني أن المسألة ليست بصدد الحسم وأن الشعب السوري سيبقى في حالة الثورة وإن إختلفت الوسيلة أو تباين المكان وعلى حد تعبير البرلماني الأردني عقله الغمار.. «المجنون ما بينسى طلابته» وأنا اقول.. «المظلوم السوري لن ينسى».
للأسف النظام السوري، وبهذه الذهنية والعقلية المقيتة يطيل عمر ما يسميه بـ «المؤامرة».

إسرائل ونصيحة مورو

قالها الباحث السعودي عبد الحميد الحكيم في شهر نيسان/أبريل الماضي عندما قرر الاسترسال في موقف بلاده السياسي، الذي يتبرع بفلسطين عمليا وسجل تهنئة لصالح الكيان الإسرائيلي بمناسبة ما سماه باستقلال دولة إسرائيل.
حظي الرجل بطبيعة الحال بجبال من الشتائم وغاب عن الانظار، لكن القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي قررت عدم تفويت الفرصة فوضعت تعليق الحكيم مع سلسلة تصريحات من بعض الدول الخليجية، من بينها واحد لضاحي خلفان وآخر لأنور عشقي وغيرهما ضمن حزمة متلفزة واحدة في برنامج حواري ثلاثي نهاية الأسبوع الحالي.
ذلك ليس مهما في كل حال… الأهم، وما لفت نظري هو الباحث الاستراتيجي الذي ظهر في البرنامج لكي يحذر كيان الاحتلال من تصديق كلام هؤلاء «الرعاع»، كما قال، مشيرا إلى نقطة استراتيجية في التحليل وهو يطرح السؤال التالي: هل لدينا في المجتمع الإسرائيلي مصلحة للاحتفال بهذه العبارات التي تتغزل بنا وتصدر عن عرب تكرههم شعوبهم؟ّ
بدا السؤال استفزازيا حتى للمذيعة الشمطاء، التي تحاول إدارة الحوار، وقد تحفزت ذاكرتي لعبارة قالها الشيخ عبد الفتاح مورو، وهو يحاول تقديم النصيحة للأمير محمد بن سلمان بأن لا تخطفه كثيرا أضواء الاسترسال بالتبرع بحقوق الشعب الفلسطيني لهدف بائس وسقيم وصغير هو «مناكدة» و»مكايدة» إيران.
الشيخ مورو، عبر عن قناعته بان إسرائيل في داخلها تفهم أنها تنتحر إذا ما قررت فجأة وضع بيضاتها في سلة قادة وزعماء عرب لا تثق بهم أو تحترمهم أصلا شعوبهم ومستقبلهم من الآن معروف.

مدير مكتب «القدس العربي» في عمان

7gaz

الأردن والضفة حقا «وطن على وتر»… شعار دمشق لكل لاجىء… و«عزيزي..أنت مسروق»

بسام البدارين

تصلب الثنائية الشيعية ومحنة الثنائية المسيحية

Posted: 27 May 2018 02:42 PM PDT

اختتمت الحرب اللبنانية بـ«حربين أهليتين فرعيتين» شيعية – شيعية بين ميليشيات «حركة أمل» و«حزب الله»، ومسيحية – مسيحية بين الحكومة العسكرية المؤقتة برئاسة قائد الجيش آنذاك العماد ميشال عون وميليشيا «القوات اللبنانية». نتائج «الفرعية الأولى» جاءت حاسمة عسكرياً، اذ بسطت الجماعة الخمينية المسلحة سيطرتها على معظم المناطق ذات الكثافة الشيعية خارج النطاق المحتل من اسرائيل وأعوانها في الشريط الحدودي، وتقلّصت رقعة سيطرة حركة أمل في بقع قليلة متناثرة، مع نفوذ أكبر لها في بيروت، في حين نجح الحزب في تحويل الضاحية الجنوبية إلى عاصمة لـ«الثورة الإسلامية في لبنان»، هذا التعبير الذي لم يغادر راياته الا في مطلع التسعينيات حين اكتفى بـ«المقاومة الإسلامية» من اركان المثلث الشعاراتي السابق (المقاومة الإسلامية، الثورة الإسلامية، الجمهورية الإسلامية). من يومها ينقسم المعنيون بالشأن، بين من يعتبر ان الحزب يبيت «أهدافه النهائية» (خيمنة البلد – من الخمينية)، وبين من يعتبره قد تخلى عن الثورة والجمهورية الإسلاميتين، مكتفيا بالمقاومة الإسلامية (في البدء كان هذا جوهر حركة اعتراض الامين العام الاسبق للحزب صبحي الطفيلي على من تولى القيادة بعده، قبل ان تنقله نتيجة التصادم مع الكتلة الحزبية الاساسية، الجنوبية، شيئا فشيئا إلى ما بات يعادل «ظهير 14 آذار»).
بيد ان الحزب ناهض بشكل صاخب اتفاق الطائف في نهايات الحرب، مع انه صار مطواعا أكثر لظروف الوصاية السورية، التي فرضت نفسها، بالدرجة الاولى وصية على تطبيق اتفاق الطائف (وهذا بحد ذاته خرق قاتل له) بعدها. مع بقائه حزبا مرتبطا عضويا بآلة حرس الثورة الإيرانية، فقد تقبل بشكل منهجي واضح، وخصوصا بعد تولي السيد حسن نصر الله الامانة العامة في اثر اغتيال اسرائيل للسيد عباس الموسوي، المعادلة السورية الوصائية، التي أعفته في المقابل من لزوم تسليم سلاحه إلى الدولة ودمج عديده في الجيش، على غرار الميليشيات الأخرى. أما حركة أمل، الخاسرة بالحرب أمام حزب الله، والأقرب في الأساس للقيادة السورية منه، فان سلبيتها في البدء تجاه اتفاق الطائف، الذي اعتبر رئيسها نبيه بري ان التوقيع عليه خيانة في تصريح محفوظ له، سرعان ما بدلها الادراك ان ايقاف الحرب والدخول في دولة المحاصصة تحت الوصاية، بعد الطائف، يعود لها، ولبري قبل سواه، بالنفع. وهكذا، لما كان رئيس المجلس النيابي أيام اتفاق الطائف حسين الحسيني يمني النفس بأن دوره في الاتفاق – الذي ما زال يحتفظ هو وحده إلى اليوم بمحاضره يمانع نشرها – من شأنه ان يعود له برئاسة برلمانية مديدة بعد الطائف، فقد قام الحسيني باستحداث قصر جمهوري ثان، هو مقر اقامة رئاسة المجلس النيابي، في عين التينة، ليظهر من ثم ان «المعادلة السورية» تقتضي انتخاب نبيه بري لهذا المنصب، بدءا من العام 1992، هو الذي سبقت له الاطاحة بالحسيني نفسه على رأس حركة أمل. وما زال بري رئيس المجلس منذ 26 عاما، وقد أعيد انتخابه قبل أيام، وبعض من انتخبه من النواب لم يكن ولد أو كان ما زال في طفولته المبكرة عندما استقر بري في «عين التينة»، المقر الذي «اخترعه» حسين الحسيني.
اقتضت المعادلة السورية التعايش المديد بين «أمل» و«حزب الله». يبقى للحزب سلاحه دونا عن باقي الميليشيات، ويدخل البرلمان، ولا يتمثل في حكومة طالما الجيش السوري يسيطر على لبنان.
يتولى نبيه بري رئاسة البرلمان دورة في اثر دورة، وتهيمن حركته على «حصة الشيعة» في مؤسسات وقطاعات وأجهزة الدولة. بقيت نسبة كبيرة من شهداء الحزب والحركة شهداء ضد بعضهم البعض، ولم تكن سهلة عملية تنقية او بتر او قمع الذاكرة، وظل الاشتباك بين الحركة والحزب حاضرا في كليات الجامعة اللبنانية طيلة التسعينيات، تماما مثل العدائية القواتية العونية في الفروع الثانية لهذه الجامعة. لم يكن ثمة تحالف انتخابي بين الحزب والحركة الا في انتخابات 2000، وليس قبل ذلك، اي في انتخابات ما بعد التحرير، وادراكا، ايضا، ان تعبئة الفراغ جنوبا، بعد انسحاب اسرائيل وتحلل الميليشيا اللحدية العميلة لها، يقتضي نوعا من «حكومة شيعية داخلية» تراعي التوازن بين المكونين السياسيين الاساسيين للطائفة، المكون «المنخرط» في الدولة، والمكون «المواكب» لها.
تبدو اليوم هذه الثنائية بين الحزب والحركة كما لو انها «مناصفة برلمانية دائمة» في حصة الشيعة ضمن مجلس النواب، واكثر من اي وقت مضى، بعد نجاحها، رغم اعتماد النسبية في قانون الانتخاب الجديد، من صد اي محاولة تسلل إلى داخل البرلمان، من خارج هذه الثنائية، بالنسبة إلى مقاعد الشيعة (باستثناء واحد، مصطفى الحسيني، ليس فعلا باستثناء، اي من خارج دائرة الاعتراض الشيعية على امل وحزب الله، واستثناء من نوع اخر، ينظر له حتى من ضمن الثنائية على انه وديعة مباشرة لبشار الاسد، اللواء جميل السيد).
توقعات ورهانات كثيرة على تصدع هذه الثنائية ظهرت عبر العقود الاخيرة. كلها تكشف عن خطأ في الحساب او عن رغبة نكرت نفسها بالواقع. الثنائية بين امل وحزب الله صلبة، رغم انها تستند إلى ماضي تناحري دموي، ماضي قسم بنتيجة هذا التناحر الوظائف بين امل والحزب. لا يمكن ان تواجه هكذا ثنائية ازمة الا عندما يواجه التقسيم الوظيفي هذا مشكلات جدية.
أما الثنائية المسيحية فلها توزيع آخر. حرب الالغاء عمقت مشكلة عون مع الطائف، ودفعت القوات للتماهي مع هذا الاتفاق، ما قلص شعبيتها بعد الحرب. عبدت هذه الحرب بالنتيجة الطريق لاقتحام الجيش السوري مناطق سيطرة عون، وايقاف الحرب اللبنانية على هذا المشهد «الختامي» المستفز للمسيحيين، بالشكل الذي منح لعون شعبية مزمنة رغم انهزامه امام التدخل السوري، وبعده الادائي الكبير عما وعد به من مقاومة اسطورية وفدائية. سهل ذلك من عملية قمع القوات اللبنانية وسجن قائدها سمير جعجع. صارت ثنائية الاخوة الاعداء ثنائية منفي ومسجون، ثنائية مزدوجة: من جهة، كما لو كان النفي والسجن يعيدان الاعتبار لوحدة المصير، بالنسبة للمسيحيين «السياديين»، بمصطلحات تلك الفترة، ومن جهة ثانية، كما لو كان اختلاف زمن قمع الحالتين، مناسبة لشماتتين متقابلتين، فالقواتيون شمتوا لمصير عون والعونيين يوم اقتحم الجيش السوري قصر بعبدا، وعاد العونيون وشمتوا بهذا الطرف الذي قبل باتفاق الطائف ودخل مهمشا في حكومة ما بعد الطائف ثم رفع من سقف اعتراضه فحظر وسجن وقمع ولفقت له الاباطيل.
رغم ان الثنائية القواتية العونية تحولت ميدانيا إلى تقاربية بنتيجة الضغط السيادي المتراكم ضد احتلال الجيش السوري للبنان، الا ان مرحلة ما بعد الانسحاب السوري من لبنان كانت مرحلة تباعدية بامتياز بين الفريقين، ولو انه تباعد ظل في منأى عن التصادم الميداني. ومع تصدع توليفة 14 اذار، نشأت ارضية جديدة للتقارب، عنوانها الابرز تأييدهما لمشروع القانون الارثوذكسي (فحواه كل طائفة تنتخب نوابها بمفردها) وصولا إلى صياغة تفاهم بصك بين الفريقين، بسحب رئيس القوات ترشيحه الرئاسي لصالح العماد عون. بيد ان العلاقة بين الفريقين عادت وتراجعت بشكل متواصل في العام الاخير بحيث لم يتحالفا في اي دائرة انتخابية مؤخرا، بل تحول التهديف على القوات إلى محور خطابي سجالي لدى رئيس التيار العوني جبران باسيل، بعد الانتخابات، وبروحية «عزل» لها حكوميا.
مع هذا، تظل الثنائية الشيعية امل حزب الله قابضة على مخيلة الثنائية الحزبية المسيحية. حتى ولو ان نتيجة هذا القبض حاليا، ان ثنائية الشيعة تكاملية اكثر فاكثر، والثنائية المسيحية تعارضية بصخب. المفارقة ان علاقة العونيين مع احد طرفي الثنائية الشيعية (حزب الله) جيدة، وليس كذلك مع حركة امل. قواتيا، لم يحدث خرق في اتجاه ايجابي مع الحزب، رغم بعض توقعات من هذا القبيل، ولم تتجاوز الايجابية مع امل حدا معنويا متواضعا. في وضع كهذا، يطرح موضوع عزل القوات في الوقت الحالي، بتشكيك ان يكون اي من الاطراف ماضيا به للآخر. لكنه يطرح من موقع التقدير بأن محنة الثنائي المسيحي لا تقارن بلحمة الثنائي الشيعي، وان نقد اثر الثنائي الشيعي على الانقسامات السياسية المسيحية هي المدخل الاول لتخفيف محنة الثنائي المسيحي.

٭ كاتب لبناني

تصلب الثنائية الشيعية ومحنة الثنائية المسيحية

وسام سعادة

نصوص مضيئة

Posted: 27 May 2018 02:42 PM PDT

في الأسبوع الماضي، أعلنت نتيجة جائزة مان بوكر العالمية، وهي جائزة جيدة أطلقتها مؤسسة مان بوكر البريطانية، احتفاء بالأدب المترجم من لغات أخرى إلى الإنكليزية، بحيث يمكن أن يتنافس عليها كتاب العالم كلهم، ما دامت ثمة نصوص لهم ترجمت للإنكليزية، وهي بالقطع جائزة لها كيانها واعتبارها الخاصين، رغم أنها أقل أهمية من جائزة مان بوكر الأصلية، التي يتنافس عليها كتاب اللغة الإنكليزية في أي مكان سنويا، ويمكن اعتبارها أهم جائزة أدبية بعد نوبل الآداب، وكل من يحصل عليها، يتوج نصه بالبريق، ويسافر إلى كل اللغات، ويدخل في الأمزجة والتذوقات كلها، وكثيرا ما نسمع عن فوز كتاب هنود أو كنديين أو أمريكان بالجائزة، ومنذ عامين فاز بها كاتب من هاييتي هو مارلون جيمس، بنص عنيف وثري في الوقت نفسه، عن المغني الراحل بوب مارلي.
الجائزة العالمية الخاصة بالأدب المترجم، فازت بها البولندية المشهورة، أولغا توكارتشوك، برواية اسمها «فلايت» وصفت بأنها ضاربة في عمق التاريخ وممتدة حتى وقتنا الحاضر، وفيها رصد لمسيرة الإنسان والحياة وتقلبتها.
وكانت في القائمة القصيرة التي أعلنت قبل ذلك أعمال أخرى لكتاب من أماكن مختلفة، وكان المفرح في الأمر أن بينهم العراقي أحمد سعداوي، بنصه «فرانكشتاين في بغداد» الصادر عن دار الجمل،، والذي حصل به على البوكر العربية منذ سنوات، وكان في مستوى الفوز بالفعل، عالم فانتازي، وبطل أسطوري هـــو «الشسمة»، أو الذي بلا اسم، تمت صياغته من الأشلاء، وحقيقة استطاع سعداوي رواية قصة حزينة ومؤسفة بأدوات جيدة، استطاع كتابة فانتازيا عربية بأدوات عربية خالصة، بعنف عربي ودم عربي ومداد عربي، ونعرف أن أدب الخيال هذا غير منتشر عندنا، وكل من يكتب يتجه بلا أي تفكير إلى كتابة خبراته الحياتية، في تلك الروايات المختلطة بالسيرة في معظم الأحوال، وكان مهما فعلا في «فرانكشتاين في بغداد»، أنها لم تنل استحسانا نقديا فقط، ولكن القارئ العادي أيضا تذوقها، بوصفها أدبا رفيعا سهلا، ومتوافقا مع مرحلة العنف التي نعيشها، لابد أن تنتج أدبا يلقي عليها الضوء أكثر.
وأعتقد جازما أن النسخة الإنكليزية التي وجدت كل هذا الرواج، ونشرت في بريطانيا وأمريكا، كانت ترجمة موفقة، استطاعت نقل النص بمعظم فنياته إلى الإنكليزية، وقد قرأت التعليقات على النص في موقع أمازون، ولم أجد قارئا إنكليزيا يشكو من رداءة الترجمة، أو تشتتها كما يحدث مع أعمال عربية كثيرة، تمت ترجمتها للإنكليزية أو أي لغة أخرى، ولم تكن في المستوى المطلوب.
كانت فرانكشتاين منافسة قوية لرواية البولندية الفائزة، وكان من الممكن أن تفوز، وما دامت وصلت للقائمة القصيرة فاحتمالات فوزها موجودة، مثل أي رواية أخرى في القائمة، ولو فازت، لكان ذلك انتصارا للأدب العربي فعلا، وبداية اكتسابه لملامح يستطيع أن يزهو بها وسط الآداب الأجنبية، لكننا نعرف أمزجة الجوائز جيدا، وأنها في الغالب ضد التوقعات، ولا أعني الجوائز الأدبية فقط، ولكن حتى الجوائز الفنية والسينمائية، وكثيرا ما نشاهد فيلما مرشحا لجائزة أوسكار بقوة، ويعتبره النقاد فائزا، يزحزح عند إعلان النتيجة، ويوضع فيلما آخر، فيه مجهود قد يكون ولكنه ليس الذي يفوز بجائزة السينما الكبيرة هذه.
بكل الأحوال أعتبر نص فرانكشتاين، نصا مضيئا، فقد نافس بقوة، ولمع ومشى بخيلاء وسط نصوص عالمية، وأثر تأثيرا إيجابيا بصورة مدهشة، وأظنه وصل إلى لغات عدة غير الإنكليزية، وينتج الآن سينمائيا وتلفزيونيا، وسيأتي وقت يذكر بجانب نصوص مضيئة أخرى، دائما ما أتذكرها حين يبهرني حدث أدبي، أو يلمع في الوجود عمل رائع، يستولي على تذوق الناس لفترة.
من النصوص المضيئة رواية، «أشياء تتداعى» للنيجيري تشينيا تشيبي، رواية كتبت في زمن بعيد، من القرن الماضي، وظلت تتمدد في كل الأوقات بعد ذلك، منتقلة بعنفوانها الأول من جيل إلى جيل، لا أحد ينسى أوكامبو البطل المهووس بتراثه، وتقاليده وعاداته، والأرواح الخيرة التي يتم استدعاؤها من العدم لتبارك الزراعة والرعي والناس، أو الشريرة التي تستدعى لتقوم المعوج. لا أحد ينسى دخول المستعمر في هيئة مبشرين بالدين المسيحي، ألغوا التقاليد، ودنسوا الأرواح الخيرة، في نظر سكان البلدة، وزرعوا دينا جـــديدا فيه ثواب وعقاب لم يكن يعرفه الناس، وكيف أن بطل القصة ضاع من جراء رفضه لما اعتبره هذيانا. إنها قصة سحرية عن التصاق الإنسان بالطبيعة، والتصاق الطبيعة بالإنسان، وفيها بجانب ذلك حس ساخر، يحيل الهم داخلها إلى سخرية سوداء، يمكن أن تجتلب ابتسامة، وقد لفت انتباهي وجود فقرات تشبه الواقعية السحرية التي نسبت بعد ذلك لكتاب أمريكا اللاتينية، وأعلم أن رواية «أشياء تتداعى» كتبت قبل أن يظهر أدب أمريكا اللاتينية بصورته التي نعرفها، السحرية في ظهور أموات من الحكماء الذين رحلوا في أزمنة غابرة، للناس، في لحظات الاحتياج القصوى، يظهرون ليضعوا الحلول المناسبة ويعودون بعد ذلك إلى ثباتهم، لكن الموضوع في النهاية، كان شيئا آخر غير إبراز تلك المناحي السحرية.
نص مضيء آخر، وصل إلى أقصى درجات القراءة، حين وزعت منه عشرات الملايين من النسخ، ووصل أيضا إلى السينما، إنه رواية «عداء الطائرة الورقية» للطبيب الأفغاني خالد حسيني، رواية كبيرة تحمل همها وعالمها بكل ما فيه من انضباط وفوضى، عالم أفغانستان في عهد حكم الطالبان، حين كانت حتى الضحكة ممنوعة، والابتسامة ممنوعة، وقراءة الكتب أو كتابتها ممنوعة بسخاء، والمجتمع كله سجين أفكار مخرفة بالية، أعادت الأفغان قرونا إلى الوراء، وأعادت المرأة بالتحديد، إلى زمن الجاهلية، قبل أن يحررها الإسلام الحقيقي، ويكرمها. من إيحاء ذلك الجو البائس، نسج حسيني قصته الأسطورية، البحث عن ولد صغير، ضاع في لجة طالبان، ومغامرة مرعبة وخطرة.
بالطبع لن أتعرض لكل تلك النصوص التي سميتها مضيئة، وهي كثيرة، وحجم إضاءتها متباين، فقط ذكرت ما ورد إلى ذهني من قراءاتي المتعددة، وهناك أعمال انتشرت بكل مواصفات الانتشار، لم أحبها شخصيا ولم أرها مضيئة أو مؤثرة، لكن أغرب ما في الأمر أنها أضاءت وأثرت.
أعود لإنجــــــاز سعداوي، وهو إنجــــاز ثابت الآن وليس نظريا، بمعنى أن ما زرع وحصد، عرفه العالم كله، ومعروف أن نصوص كثيرة حصلت على بوكر عربية قبل فرانكشتاين وبعدها، فقط يأتي تأثير فرانكشتاين، كأكثر رواية عربية تذوقها العالم مؤخرا.

٭ كاتب سوداني

نصوص مضيئة

أمير تاج السر

عرس هاري

Posted: 27 May 2018 02:42 PM PDT

■ لا يمكن لبلد أنجب شكسبير أن يتوقف عن إنجاب مزيد من القصص المبهرة للعالم، بلد الملاحم والمسارح والتقاليد التي رسّخت لثقافة حقيقية لا تزال قائمة منذ قرون.
نحن الذين مهما كنا أمة شاعرة أو ناثرة، أو أصحاب حضارة شفوية، حتى إن كان انتماؤنا لذلك اللفظي القصصي المبهر، كألف ليلة وليلة، وحكايات مدن الذهب والكنوز المدفونة، والمعلّقات، وقصص الحب القاتل وأطنان الغزل العفيف والماجن، فإننا لم نعش بعد ما يوثق صلتنا بكل ذلك التراث العظيم، كما يعيشه الإنكليز يوميا، بإحياء تراثهم على مسارحهم، وعيشه واقعيا بمتابعة حيوات أمرائهم وملوكهم، بكل تفاصيلها الثابتة والمتغيرة، في تشابك عجيب غريب لا يفصل المُعاش عن المُتَخيَّل، فخلال ذلك التاريخ الثقافي الطويل كانت الخيوط رفيعة بين الظّاهرتين.
مؤخرا بُثَّ عرس الأمير هاري على المباشر عبر قنوات فضائية عالمية، وعاش العالم بأسره وقائع انتصار الحب مجددا، واختراقه العائلة الملكية البريطانية ودمائها النبيلة. وهذه المرة برزت السندريلا السمراء بمعطيات ثقافية مختلفة، فهي ليست الأميرة المظلومة من زوجة أبيها، التي استعادت مجدها بمساعدة الجنيات، والطاقات العجيبة لهن، وليست الثلجة البيضاء التي عانت من مصير مشابه قبل أن ينقذها أمير عابر من سباتها، ولا غيرها من تلك القصص التي بدون أن نشعر تمرر رسالة واحدة وهي أن ما يحدث للأمراء لا يحدث للعامة، وأن سحر المرويات لا يكتمل إلا إذا كان محبوكا بخيوط ملكية.
فالسندريلا اليوم ليس لها أي جذور ملكية، ودماؤها خليط من الدماء الأيرلندية – الإفريقية، سيدة مكافحة من الشعب الأمريكي الذي لا يؤمن بالنبالة والقوائم الطويلة التي تزخر بها التقاليد الملكية. هي الصبية المكافحة التي قطعت طريقا طويلا تخلله الكثير من الاجتهاد لتحقق ما تريد، كما وصفها الإعلام الأجنبي، وهي المطلقة السمراء التي تكبر ابن الأميرة ديانا بثلاث سنوات، كما وصفها الإعلام العربي وضجت بالخبر «الصدمة» مواقع تواصلنا الاجتماعي. وهي السيدة البسيطة في زينتها وأناقتها التي فازت بقلب الأمير. لا يخلو كل وصف من الإشارات المربكة لنا ولثقافتنا، إذ أننا لا نفهم كيف لتلك القوانين الملكية الصارمة الموثقة أن تتغيّر رضوخا للحب؟ سواء دام أو لم يدم، طال أو لم يطل، إلاّ أنّه المنتصر حين يتم الإصرار عليه.
في مقالات سابقة تحدثت عن الحب في الأدب، عن الحب المُلهِم الذي يُحلَّلُه الشعراء لأنفسهم ويحرمونه على غيرهم، عن مجتمعاتنا العاطفية التي لا تعرف من الحب غير خواتيمه المفجعة، وعن نماذج كثيرة من تلك العواطف الجارفة التي ترمي بنا إلى مزيد من القمع وجرائم الشرف والولاء المريض للأشخاص، والمصائر المجهولة التي تكرّس لخلاصة واحدة وهي «فشل الحب»، وعن ثقوب كبيرة تنتاب علاقات الرجال والنساء، حتى في دائرة الحب الحميمة، حيث الزواج مقبرة للحب، والحب مقبرة للصدق، والصدق مقبرة للصادقين أنفسهم، في عملية تتم هكذا بالتتالي بدون أن ندرك ميكانيزماتها، ومحرّكاتها وأهدافها.
لا بوصلة في علاقاتنا في الحقيقة، غير ذلك الاهتزاز التي يحيلنا دوما للشك، واختراع الأكاذيب، والأخذ بدون عطاء يذكر، وهي كلها أمور تحدث، لكن ليس بالحجم الذي يجعلها علامة فارقة في تعاملنا اليومي، حتى انعكس ذلك ليس فقط في الخطاب الشعبي غير الموثق، بل إلى الخطاب الديني الذي يفترض أن يحترم قسطا من القدسية لتوصيله، فعلا المنابر، وحاكى الأدب والشعر، ولوى الخطاب السياسي حتى ما عادت هناك ثقة بين الطبقات على اختلافها، طبقة الشعب الهائمة على وجهها، الطبقة المثقفة، الطبقة السياسية، وطبقة الدجالين التي ارتدت العمائم وانصهرت في طبقة رجال الدين.
هل ترتبط كل هذه المعطيات بزواج هاري؟ بشكل ما نعم، حين نقرأ التغيرات التي طالت نصوصا لا تتغير إلا حين يهب الحب على القصر الملكي، وتبدأ الإسقاطات التي تعنينا على ما يحدث. لماذا انتصر الحب في هذا القصر الذي يمنع حتى تشابك أيدي الزوجين أمام الملأ؟ هاري العاشق كسر القاعدة وظهر في مناسبات عدة وهو يشبك يد ميغان؟ فهل كان يرسل الإشارات للعائلة المالكة عن مدى توطد العلاقة بينه وبين ميغان؟ ومهّد لكسر مزيد من التقاليد، تماما كما فعلت والدته؟ أم أن التساهل في ما يخص هذه التقاليد الصارمة يخص الحب فقط ولا يتجاوز خطه؟ إذ أن أغلب الزيجات الملكية كانت عليها علامات استفهام، تلتها تعديلات في بعض القوانين، إلى أن دخلت القصر سيدة ملونة نصف أوروبية، نصف إفريقية، وهذا من شأنه أن يخلق جيلا جديدا من المتمردين عاطفيا قد يفوق الزيجات السابقة كلها. الذي أركز عليه خلافا للقراءات التي تلت عرس هاري، هو ذلك الكم من الصدق الذي حظيت به هذه المرأة تحديدا، هي التي تعيش حياة مكشوفة تحت الأضواء بكل عيوبها وحسناتها، ومع هذا لم يعكر ذلك صفو خيار هاري لها زوجة، وهي عيوب تناولها أغلب المتابعين العرب باستهجان، فحسب الذوق العربي هذه الصفات لا تؤهل هذه السمراء ذات الدماء المختلطة غير النقية للزواج من أمير، حتى إن كان هذا الأمير فيه من العيوب ما خفي عنا، بل إن ميغان غير مؤهلة حتى للزواج من رجل عربي عادي، لديه من الشروط ما يجعل المرأة لا تتوقف عن تمثيل دور امرأة أخرى يختلف عن شخصيتها تماما، وهي بشخصيتها الثانية التي تحقق لها الزواج، لا تتمكن من إيجاد دور ثالث يحفظ لها الاستقرار الزوجي، والسكينة الروحية التي يعيشها أي رجل وامرأة في مجتمعات أخرى ولو بشكل مؤقت، ففي الغالب تبنى زيجاتنا وعلاقاتنا منذ البداية على كذبة، وتنتهي حسب طول أو قصر تلك الكذبة.
حتى في أدبنا العربي لم تعلق في رؤوسنا غير قصة قيس وليلى، التي لا تختلف عن قصة روميو وجولييت، ولم يبدع أدباؤنا بطلا مثل هاري بوتر، يعلم الأطفال أن الحب هو الذي ينتصر، والخير هو الذي يعم، حتى في عالم الأشرار، والسحرة والمشعوذين. لم تنجب بيئتنا صبية حالمة عالجت اكتئابها باختراع هاري الجميل الطيب المحب الذكي، ذلك أن بيئتنا خالية من صورة لهاري بتلك المواصفات، أطفالنا سحقنا طفولتهم حتى لامسنا موضع البراءة فيهم فتغيرت، وهم إن تشبهوا بهاري بوتر فلن نسمح لهم أبدا أن يستمروا في ذلك، فصورة هاري نفضل أن نتركها معلّقة في المخيال الطفولي، مثل ورقة تسقط عند أوائل موسم البلوغ.
بين هاري المتخيل، وهاري الأمير الحقيقي الذي تابعته جماهير العالم وهو يقول نعم للزواج من حبيبته السمراء، تقارب مخيف، ليس فقط كونهما يحملان الاسم نفسه، بل لأن كليهما رمز لنشر فكرة «انتصار الحب» حتى في عقر أعرق الممالك المدججة على مدى قرون بقوانين قاسية لتقليص الحرية الفردية، وترويض العواطف.

٭ شاعرة وإعلامية من البحرين

عرس هاري

بروين حبيب

مؤيدو النظام «محبطون لضياع هيبة الدولة السورية»… ومعارضوه: روسيـا ليست أقل «تعفيشاً»

Posted: 27 May 2018 02:41 PM PDT

دمشق – «القدس العربي» : شهدت الأحياء الجنوبية من العاصمة السورية – دمشق، يوم السبت، إرباكاً وصدمة بعد تعمد الشرطة العسكرية الروسية، إهانة واعتقال عناصر من الحرس الجمهوري، ومعاقبتهم في الشارع أمام الناس وإجبارهم على التمدد على الأرض بعد القبض عليهم عقب عمليات السرقة التي نفذوها في بلدات ببيلا ويلدا وبيت سحم جنوبي العاصمة.
وأظهرت مقاطع وصور، تداولها ناشطون مؤيدون ومعارضون، إذلال القوات الروسية جنود الحرس الجمهوري، أمام عشرات المدنيين، وتنفيذ بعض العقوبات العسكرية بحقهم، واعتقالهم، فيما أثارت الحادثة، حالة إحباط بين الطيف الموالي للأسد، وطالب بعضهم القيادة الروسية برد اعتبار الجيش النظامي، وآخرون حذروها من وقوع مواجهات فردية.
القناة المركزية لقاعدة حميميم الروسية عقبت على الصور بالقول: «بكل تأكيد القوات الروسية لا تسمح بحدوث انتهاكات في المناطق التي تم تحريرها بمشاركتنا، وقد تم إلقاء القبض على عناصر تتبع لإحدى الفرق القتالية البرية تنتهك القانون في مناطق جنوب العاصمة دمشق». وجاء في التصريحات الروسية، «لا تنظر القيادة الروسية بعداوة تجاه الأفراد الذين يبدون استياءهم من بعض المواقف الرسمية الروسية في البلاد، ولكن وكما هو معلوم فإن أي تصرفات غير مسؤولة من قبل أولئك الأفراد ستواجه بالطرق المناسبة».
كما أشارت قاعدة حميميم، إلى أن روسيا ستتعامل بقوة مع أي تمرد من قبل الأفراد المتورطين بانتهاك القانون ومن يساندهم في المناطق التي تم تحريرها بمشاركة من القوات الروسية. في حين أثارت الصور والمقاطع، حفظية الموالين للنظام السوري، وبعضهم أكد أن روسيا أهانت «الشرف العسكري لجيش النظام»، فيما قال آخرون: «إن روسيا تريد تبييض صفحاتها أمام المعارضة، على حساب عناصر الجيش السوري».

رسالة: نحن الآمر الناهي

المحلل السياسي المقرب من النظام السوري صلاح قيراطة عقب على الحادثة بالقول: «روسيا تريد إبلاغ الأطراف الداخلية في سوريا بأنها الآمر الناهي حتى في شؤون الامن الداخلي بما فيه القضايا ذات الصبغة الجنائية». وأضاف لـ»القدس العربي»، لقد أراد الروسي اليوم من خلال تصوير بعض عناصر شرطته العسكرية وهم يداهمون أماكن يتم فيها نهب ممتلكات مواطنين سوريين فقراء من قبل اشخاص يرتدون الزي العسكري السوري ويتنكبون السلاح الفردي، توصيل رسائل كثيرة أهمها ان موسكو قادرة على فرض قرارها على القيادة السورية التي التزمت الصمت حيال بطح جنودها أرضاً عند نعال جنود الشرطة العسكرية، محذرة حكومة النظام من ان تحاول ان تخرج عن إرادة الكرملين مؤكدين انه لولاهم لما تمكن (النظام) من الثبات إلى هذا الحين، وهم بذا يؤكدون على ما كان قد قاله يوماً الوزير لافروف عندما أشار إلى ان دخول القوات الروسية هو من حمى النظام من السقوط ، فقد كان التدخل في الوقت المناسب وهذا يعني ان جهد النظام وحليفه الإيراني الذي دفع بكل امكانياته لم يكن لهما ان يواجها تداعيات الحرب السورية.
وأضاف باختصار الروسي بمكر ودهاء تمكن من خلط الاوراق بعد ان قلب من يتكنون (بالنظام) المفاهيم عندما ظهروا او أظهروا كلصوص لا كمحررين، وليس هذا فقط، بل ان كل القيادات العسكرية من رتبة ملازم حتى رتبة جنرال ليس لهم ان يمنعوا لصوصاً سلبوا ونهبوا مضيعين ما سمي نصراً على (داعش) مقابل سرقات كان واجبهم لا ان يقوموا بها ويمارسوها بل ان يمنعوها.
وقال قيراطة «القضية كما أراها يمكن اختصارها بضياع هيبة الدولة السورية، والتحذير من القادم في حال رفعت يدها الدولة الروسية» مضيفاً، «الاهم من هذا وذاك ولم ينتبه له كثيرون أنه في خضم فوضى السلب والنهب ممن قاموا به ضمن صمت مريب لأجهزة الحكم في دمشق وانشغال السوريين وربما الاعلام العالمي بمشاهد الشذوذ الاخلاقي الذي سمي (تعفيش) فقد مر خروج قتلة داعش من مخيم اليرموك والحجر الأسود بسلاحهم الفردي والثقيل مع من أسروا من مدنيين معززين مكرمين وكذلك آمنين وربما تسند لهم مهام لاحقة بعد حين وهنا يسأل الثلاثي (الروسي والسوري والإيراني) أين كانوا لما كان السلب والنهب، ولماذا ارادوا ان يخرج القتلة بلا ضجيج اعلامي، والله يعلم اين هي وجهتم وما هي كذا مهمتهم المقبلة هل في درعا عن طريق السويداء، لا أحد يعلم سيما ان معركة درعا لن تحدث الآن بعد التحذير الأمريكي».
المنسق العام بين فصائل الثورة السورية، الدكتور عبد المنعم زين الدين، قال لـ «القدس العربي» إن روسيا تعمدت إذلال جنود الأسد وإظهار ذلك للعلن، لتقول للعالم إنها هي من يملك السيطرة التامة على قرار النظام وجيشه، فإذا أردتم رحيله فذلك يتم بالتفاوض معي على الملفات الدولية العالقة مع روسيا في العقوبات وشبه جزيرة القرم وغيرها. وأضاف، ثم إن هذه الحركة، تأتي خطوة على طريق تقليص النفوذ الإيراني المهيمن على الأرض، والذي تعهدت به روسيا أمام قوى دولية، لا سيما أنها قد اكتشفت لاحقاً أن بقاءها فقط في أجواء سوريا دون السيطرة والمشاركة البرية الفعالة على الأرض، يترك المجال لإيران كي تسيطر على الأرض وتنافسها في القرار والمكاسب.

وهم وكذب

وقال: «أما جنود الأسد فهم لا يحتاجون لهذه الرسالة أصلاً، إذ إنهم يدركون أن زعيمهم بشار يشحن بين الحين والآخر للإذلال أمام سيده بوتين، وأن سهيل الحسن يؤدي التحية للضباط الروس، وأن كل ما يتغنون به من سيطرة لما يسمى بالجيش السوري ما هو إلا وهم وكذب، فهم لا يعدو دورهم أن يكون التعفيش والرقص والهتاف، فيما المعارك والقرار والتفاوض كلها لأسيادهم الروس.»
ورأى المنسق العسكري، أن روسيا تحاول أيضاً إظهار قدر من الأخلاقيات وسط سجل أسود حافل بالجرائم، إذ تقدم نفسها على أنها طرف ضامن، لا علاقة له بموبقات النظام، مع أنها هي من دعمته وأبقته في السلطة وحمته من المحاكمة عبر استخدام الفيتو أكثر من 11 مرة في مجلس الأمن، وهي نفسها قصفت الشعب السوري بعشرات آلاف الغارات، وعقدت اتفاقيات التهجير القسري، ومارست الإرهاب والقتل.
وكانت قد شهدت أحياء جنوب العاصمة السورية – دمشق، عمليات واسعة من السرقة التي باتت تعرف بمصطلح «تعفيش» لمئات الأدوات الكهربائية والمنزلية من منازل المهجرين نحو الشمال السوري، عقب تهجير معارضي النظام في اطار الاتفاق المبرم في البلدات الثلاث والذي أخرج بموجبه فصائل المعارضة إلى الشمال السوري، وتسلمت الشرطة العسكرية الروسية إدارة المنطقة عوضاً عنهم واقامت مركزاً للمراقبة.
ورغم انتشار عمليات سرقة المنازل وتجهيزات المحال التجارية من قبل قوات النظام السوري والميليشيات الموالية له، إلا ان وزارة دفاع النظام السوري لم تحرك ساكناً، الأمر الذي نتج عنه استغلال روسيا للمشهد، بهدف إبراز سطوتها الأمنية والقانونية على المنطقة.
الناشطة السورية رغد صوفان، قالت لـ «القدس العربي»: «هذه نهاية كل من يجلب الغزاة ليقتل شعبه ويحتل ارضهم، الروس اهانوا بشار الاسد أكثر من مرة في عقر داره، وعلى مرأى ومسمع جنوده ومؤيديه، فلا نستبعد إهانتهم لعناصره». ورأت صوفان، أن الحركة الروسية ليست خوفاً ولا حرصاً على أملاك السوريين، ولكنها مجرد رسالة للعالم، وزادت، الناشطة، كامل سوريا تعفشت، والغريب أن روسيا- هذه الدولة التي احتلت سوريا، وخيراتها، لم تر من تعفيش سوريا- سوى هذه السيارة الصغيرة! التي تحمل بعض الأدوات الكهربائية.
في حين، راح العشرات من السوريين، بتعقيباتهم، إلى أن روسيا، ليس أقل تعفشياً- سرقةً للثروات السورية من النظام السوري، خاصة أنها وضعت كامل الشريط البحري الدافئ «البحر المتوسط» تحت سطوتها العسكرية، وكذلك فعلت في وسط سوريا النفطي والغازي. وأشارت بعض التعليقات، إلى إن روسيا، تحاول تمييع الأوضاع في سوريا، وتسليط الضوء على زاوية صغيرة، أمام حجم الأهوال الكبيرة التي دخلتها سوريا – حاضراً ومستقبلاً.

مؤيدو النظام «محبطون لضياع هيبة الدولة السورية»… ومعارضوه: روسيـا ليست أقل «تعفيشاً»
تفاعل حادثة إذلال واعتقال قوات روسية لعناصر من النظام في دمشق بسبب قيامهم بسرقات
هبة محمد

محاولة جديدة اليوم في البرلمان العراقي لإلغاء نتائج الانتخابات وسط اعتراض من الصدر وبارزاني

Posted: 27 May 2018 02:41 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: للمرة الثالثة على التوالي، يخفق مجلس النواب العراقي في عقد «جلسة طارئة» لبحث جمّلة الخروقات التي رافقت العملية الانتخابية التي جرت في 12 أيار/ مايو 2018، والسعي لإلغاء النتائج المترتبة عليها.
عدم تحقيق النصاب القانوني للجلسات (165 نائباً) يعدّ السبب الرئيس في عدم انعقادها، الأمر الذي دفع هيئة رئاسة البرلمان إلى تأجيلها في كل مرّة، آخرها اليوم الإثنين.
مصادر نيابية، كشفت لـ«القدس العربي»، عن جمع تواقيع 100 نائب خسروا في الانتخابات الأخيرة، لإحالة ملف خروقات العملية الانتخابية إلى الأمم المتحدة، فضلاً عن تقديم عددٍ منهم، طعوناً بالنتائج لدى المحكمة الاتحادية العليا.
وطبقاً للمصادر، فإن النواب «الخاسرين» قدموا طلباً، أواخر الأسبوع الماضي، موقعاً من أكثر من 60 نائباً لعقد الجلسة الطارئة، لكن النصاب، في الجلسات الثلاث الذي لم يتجاوز الـ150 نائباً، حال دون ذلك.
رئيس مجلس النواب، سليم الجبوري، قال في بيان، إن «الطلب لعقد جلسة استثنائية جاء من الشعور بالمسؤولية من قبل أعضاء المجلس لتصحيح المسار»، مبيناً أن «عدم اكتمال النصاب لن يمنع المجلس لاتخاذ وسائل رسمية قانونية لتقويم العملية الانتخابية. ونأمل باستمرار الجهود».
ويتطلب عقد الجلسة حضور الغالبية البسيطة (نصف زائد واحد) أي 165 نائباً من أصل 328.
واضطر الجبوري لتحويل جلسة السبت الماضي، إلى تشاورية، وأصدر لاحقًا بيانًا، دعا فيه المفوضية العليا المستقلة للانتخابات إلى التحقق من الشكاوى الانتخابية.
ويمكن لمجلس النواب (ينتهي عمره في 30 حزيران/ يونيو المقبل) تشريع قانون يلغي بموجبه نتائج الانتخابات، لكن ذلك يبدو معقداً بسبب صعوبة إقناع النواب «الفائزين» لحضور الجلسات التي دعا إليها زملائهم «الخاسرين».

مساءلة المفوضية

تحالف «سائرون» بزعامة مقتدى الصدر والشيوعيين، أبرز الكتل السياسية التي حذّرت من خطورة إلغاء نتائج الانتخابات، معتبراً أن ليس من صلاحيات مجلس النواب إلغاء أو تعديل نتائج الانتخابات.
المتحدث باسم الصدر، جعفر الموسوي، قال في بيان صحافي: «ليس من صلاحيات مجلس النواب إلغاء أو تعديل نتائج الانتخابات ولو كان من خلال تشريع قانون»، لافتاً إلى أن «مجلس النواب سيكون وقته أمام مهام بعيدة عن مفهوم التشريعات وقريبة من التأسيس إلى الفوضى».
وأوضح أن قانون مفوضية الانتخابات «رسم طرق الطعن والشكاوى والآلية التي يجب اتباعها عند ظهور النتائج»، مشيراً إلى أن «هذه الطرق تضمن تخصيص هيئة قضائية من محكمة تمييز العراق للنظر بالطعون وفقاً للقانون». وحسب المصدر، «إذا كان هناك تقصير في عمل المفوضية فلمجلس النواب مساءلتها وفقا للقانون، ومحاسبتها متى ما توفرت الأدلة والقناعة لأعضاء مجلس النواب»، مؤكداً أن «لا يجوز للمحكمة الاتحادية العليا الخوض بصحة أو عدم صحة نتائج الانتخابات».

«عواقب كارثية»

كذلك، حذّر القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، هوشيار زيباري، من «عواقب كارثية» قد تقود العراق إلى «الهاوية» إذا حاول النواب الخاسرون إبطال نتائج الانتخابات البرلمانية.
وقال، في تصريحات صحافية : «تجري حالياً محاولات خطيرة لإلغاء وإبطال نتائج انتخابات 2018 من قبل بعض السياسيين والبرلمانيين الخاسرين في الانتخابات، مما قد يسبب عواقب كارثية لأمن واستقرار العراق».
وشدد على ضرورة «وقف» هذه المحاولات و«منعهم» من دفع العراق نحو الهاوية والفوضى العارمة.
وأكد زيباري، الذي سبق له أن شغل حقيبتان وزاريتان في العراق (الخارجية، والمالية)، أن «المفوضية العليا المستقلة للانتخابات العراقية والبعثة الأممية في العراق (يونامي) الداعمة فنيا للعملية الانتخابية والقضاء، مُطالبة بزرع وإعادة الثقة بعملية انتخابات العراق 2018، ومعالجة الشكاوى والطعون وفق السياقات القانونية، وليس عبر تجاهلها وإنكارها لأن العراق في مفترق طرق فإما الإستقرار أو الفوضى».
وردّت المحكمة الاتحادية العليا، أمس الأحد، دعوى بطلب إلزامها بعدم المصادقة على نتائج انتخابات عضوية مجلس النواب «بحجة وجود خروق» رافقت العملية الانتخابية، وفقاً لبيان صحافي للمتحدث باسم المحكمة إياس الساموك. وتستمر عمليات كشف الخروقات التي رافقت العملية الانتخابية، وما شابها من حالات «تزوير» وشراء أصوات الناخبين، أبرزها ما حدث في ملف النازحين.
النائب عن محافظة الأنبار، أحمد السلماني، قال لـ«القدس العربي»، إن «التزوير الأكبر جرى في مناطق ومخيمات النازحين، سواء في محافظة الأنبار أو غيرها من المحافظات التي يتواجدون فيها».
وأضاف: «عدد النازحين الذين يحق لهم المشاركة في الانتخابات، والمدونة أسمائهم وبياناتهم لدى وزارة الهجرة والمهجرين، بلغ 18 ألف شخص. لكن عدد المصوّتين من النازحين في يوم 12 أيار/ مايو الماضي، بلغ 61 ألفاً»، متسائلاً: «من أين جاءت هذه الأسماء؟».
وتابع: «من خلال مقاطعة الأسماء، تتضح عملية التزوير الكبيرة التي جرت في مسألة النازحين»، مضيفاً في الوقت ذاته : «نحن لا نطالب بإلغاء نتائج الانتخابات، بل بإلغاء الخلل الذي رافق العملية الانتخابية، حتى لا يتكرر هذا الأمر في الانتخابات المقبلة، ويمضي التزوير، وتحقق الأحزاب المزوّرة غاياتها».
وفي 24 أيار/ مايو الجاري، قرر مجلس الوزراء، خلال جلسة طارئة، تشكيل «لجنة عليا» لدراسة التقارير والمعلومات التي تخص العملية الانتخابية، على أن تقدم توصياتها إلى مجلس الوزراء ومجلس القضاء الاعلى والمحكمة الاتحادية العليا والهيئة القضائية للانتخابات، واتخاذ الاجراءات المناسبة كل حسب اختصاصه.

اعتراض تركماني

كذلك، قال رئيس الجبهة التركمانية، النائب أرشد الصالحي، لـ«القدس العربي»، «نحن غير راضين على نتائج الانتخابات في محافظة كركوك. هناك عمليات قرصنة واضحة على الأجهزة، لا سيما إن جهاز المخابرات العراقي والأمن الوطني، كشفوا هذه القرصنة، وحالات فساد وسرقة أصوات».
واعتبر أن مجلس المفوضين في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات «سيذهب بالبلد إلى منعطف خطير»، لافتاً في الوقت عيّنه إلى أن «اللجنة الحكومية لن يكون لها تأثير، في حال أجلت عملها إلى ما بعد مصادقة المحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات».
وشدد على أهمية «الإسراع بالتحقيق وكشف المتورطين بهذه العمليات، وفي حال تأخر عمل اللجنة إلى ما بعد مصادقة المحكمة الاتحادية، فإنه سيعد تسويفاً من قبل مجلس الوزراء».
وأضاف: «العملية السياسية المقبلة ستكون مشوهة بسبب عدم الثقة. كيف يمكن تشكيل الحكومة، وهناك عدم ثقة بالأطراف التي جاءت عبر التزوير». على حدّ قوله.
وتصدّر تحالف «سائرون»، نتائج الانتخابات بحصوله على 54 مقعداً من أصل 329، يليه تحالف «الفتح»، المكون من أذرع سياسية لفصائل «الحشد الشعبي»، بزعامة هادي العامري بـ47 مقعداً، وبعدهما حل ائتلاف «النصر»، بزعامة رئيس الوزراء، حيدر العبادي، بـ42 مقعداً.

محاولة جديدة اليوم في البرلمان العراقي لإلغاء نتائج الانتخابات وسط اعتراض من الصدر وبارزاني
كشف خروقات جديدة في الأنبار ومخيمات النازحين
مشرق ريسان

مظاهرات ضد اللاجئين وأخرى معهم في ألمانيا… وسفن تغادر ميناء «كيل» لكسر الحصار عن غزة

Posted: 27 May 2018 02:41 PM PDT

برلين ـ «القدس العربي»: شهدت العاصمة الألمانية برلين أمس الاحد مواجهة سادتها اجواء التوتر بين اليمين المتطرف ومتظاهرين معادين مصممين على التضييق على خصومهم بشتى الوسائل وسط انتشار كبير للشرطة. حيث تم استدعاء الفي شرطي ـ بما في ذلك تعزيزات من مناطق اخرى ـ لضمان سلمية التظاهرات.
وقال رئيس حزب «البديل من اجل ألمانيا» في برلين غورغ بازديرسكي، في مؤتمر خلال الاسبوع الحالي «نريد ان نظهر للجميع اننا مثل ملايين الالمان في البلاد، قلقون بشأن «مستقبل ألمانيا»، شعار تظاهرة اليمين القومي
وكان حزب البديل من اجل ألمانيا فاز في الانتخابات التشريعية التي جرت في 24 ايلول/سبتمبر الماضي بحوالى 13 بالمئة من الاصوات ودخل إلى البرلمان. وهو يؤكد انه بات يريد اسماع صوته ضد المستشارة الألمانية انغيلا ميركل التي ينتقدها خصوصا بسبب فتحها الحدود امام مئات الآلاف من طالبي اللجوء.
وانطلقت المسيرة من ساحة المحطة المركزية حتى موقع بوابة براندنبورغ الرمزية حيث ألقي قادة الحزب الخطب أمام المتظاهرين. وشارك المئات في التظاهرة الأكبر منذ بداية هذا العام وكان الحزب اليميني قد توقع مشاركة عشرة ألاف شخص ألا أن هذا لم يحدث.
وفي المقابل تظاهر أيضا ألاف المتظاهرين المناهضين للبديل أمام مبنى البوندستاغ (البرلمان الألماني). وتظاهر أيضا مناهضون لحزب البديل على ضفاف نهر شبريه في مواجهة محطة القطار الرئيسية، وأعربوا عن غضبهم من مظاهرة البديل بالصيحات والتصفير. وتم أيضا رفع لافتات ضد حزب البديل على قوارب.
وإثر التوترات المستمرة، تلقت النائبة عن حزب الخضر والوزيرة السابقة ريناتي كوناست فيضا من التعليقات التي تحمل رسائل كراهية، تصل حتى تهديدها بالاغتصاب، بعد أن نشرت مقطع فيديو على الانترنت تدعو فيه الناس إلى المشاركة في الاحتجاج ضد التظاهرة.
وأصبح حزب «البديل من اجل ألمانيا» الذي تأسس في 2013، ثالث قوة سياسية في ألمانيا، مستفيدا من المخاوف التي اثارها وصول اكثر من مليون مهاجر إلى البلاد منذ 2015.
ويشغل هذا الحزب في الوقت الحالي أكثر من 90 مقعدا في البرلمان وهو الحزب المعارض الأول، بفعل الائتلاف الحكومي الذي تم التوصل اليه بصعوبة بين محافظي أنغيلا ميركل والاشتراكيين الديموقراطيين. وانتقدت الأمينة العامة للحزب المسيحي الديمقراطي الذي ترأسه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بشدة حزب البديل لأجل ألمانيا «ايه اف دي» اليميني المعارض.
وكتبت أنجريت كرامب ـ كارنباور في مقال لصحيفة «بيلد أم زونتاج» الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر الأحد: «حزب البديل يجلب معاداة السامية إلى المجالس النيابية».
وتابعت السياسية الألمانية البارزة: «النازيون القدامى والنازيون الجدد واليمينيون الشعبويون لا يرون الإنسان في كرامته بصفته فردا. هؤلاء الأشخاص يعدون تهديدا للحياة اليهودية في ألمانيا».
وتحت شعار «من السبت للسبت ـ سويا ضد معاداة السامية»، بدأ الحزب المسيحي الديمقراطي أسبوع عمل على المستوى الاتحادي منذ السبت الموافق 25 أيار/مايو الحالي وحتى السبت المقبل 2 حزيران/يونيو المقبل للتركيز على الحياة اليهودية في ألمانيا.
وفي الوقت ذاته دعت كارمب ـ كارنباور لاتخاذ إجراء أكثر تشددا ضد حوادث معادية للسامية، وكتبت: «يتم الدعوة لمعاداة اليهودية في مساجد، وتمتد على شاشات التلفاز وفي مقاطع فيديو على موقع (يوتيوب) ويتم معايشتها في أفنية مدارس. إذا لم نكن أولينا اهتماما كافيا لهذه المشكلة في الماضي، فيتعين علينا فعل ذلك بشكل مكثف حاليا».
ومنذ وصول نواب «البديل من أجل ألمانيا»، تغيرت طبيعة النقاش في البرلمان. فقد أثارت أحد رؤساء كتلة «البديل من أجل ألمانيا» النيابية أليس فيدل، صدمة عندما وجهت انتقادات إلى النساء اللواتي يرتدين «البرقع، الفتيات المحجبات، والرجال الذين يحملون سكاكين»، هؤلاء يهددون حسب فيدل، الازدهار الألماني.
وفي حين عززت الحكومة سياسة الهجرة بشكل واضح، يستمرّ تقدّم «البديل من أجل ألمانيا» في نتائج استطلاعات الرأي وقد قلّص الفارق مع الحزب الاشتراكي الديموقراطي. ويشير هذا الأمر إلى الرفض العميق للطبقة الحاكمة في بلد يشهد نموا كبيرا وحيث يزداد التفاوت الاجتماعي في السنوات الأخيرة.
واعتبر العضو في قيادة «البديل من أجل ألمانيا» أندرياس كالبيتز أن ناخبي الحزب يشعرون أن مع حكومة ميركل الرابعة، على غرار الحكومات السابقة، «لا شيء سيحصل» بالنسبة لهم. وقال ان ذلك سيكون واضحا «في الانتخابات المقبلة». إلى ذلك تعرض مسجد يونس إمره في العاصمة الألمانية برلين، فجر الأحد، إلى اعتداء من قِبل مجهولين.
وحسب مصادر إعلامية، فقد قدم مجهولون فجر الأحد، نحو المسجد التابع للشؤون الدينية للاتحاد التركي الإسلامي، في حي ويدنغ، وكتبوا على مدخل المسجد كلمة «عفرين»، وعبارات تتضمن تهديداً.
قال كنعان قورتبجر رئيس جمعية المسجد، إنّ الاعتداء جرى أثناء أداء المصلين صلاة الفجر.
وأوضح قورتبجر أنّ المصلين لم يتمكنوا من رؤية المعتدين، بسبب هربهم فور تنفيذ اعتدائهم، معربا عن اعتقاده بأن يكون المعتدين من أنصار تنظيم «ي ب ك/ ب ي د» الإرهابي.
وأشار قورتبجر أنّه تمّ إبلاغ الشرطة بالحادثة، وأنّ الأخيرة أجرت التحقيقات الميدانية اللازمة لكشف الجهة الضالعة في الاعتداء.
وأعلن وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر تمسكه بإنشاء مراكز استقبال اللاجئين التي خطط لها الائتلاف الحاكم على الرغم من الانتقاد الموجه لها من قبل الولايات الألمانية.
وقال في تصريحات خاصة لصحيفة «بيلد أم زونتاج» الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر أمس الأحد: «المحادثات مع الولايات الاتحادية تظهر أن هناك استعدادا بالتأكيد للمشاركة في المشروعات التجريبية والمشاركة أيضا في تشكيل مراكز المرساة»، مؤكدا بقوله: «سوف يقنع ذلك أيضا المتشككين».
كما أن زيهوفر يعتزم افتتاح ما يصل إلى ستة مراكز على المستوى الاتحادي حتى شهر أيلول/سبتمبر المقبل؛ حيث من المقرر أن يسكن بها أجانب إلى أن يتم إتمام إجراءات اللجوء الخاصة بهم بداخلها.
يشار إلى أن القضية حول وجود مخالفات لدى الهيئة الاتحادية للهجرة وشؤون اللاجئين يمكن أن تتسبب في زيادة صعوبة تنفيذ المشروع المركزي لاستقبال اللاجئين الخاص بزيهوفر، الذي من المقرر أن يستوعب آلاف من طالبي اللجوء بداخله، ومن المقرر تمثيل هيئة شؤون اللاجئين به إلى جانب هيئات أخرى.
يذكر أنه اتضح في منتصف نيسان/أبريل الماضي أن مديرة سابقة لفرع هيئة شؤون اللاجئين في ولاية بريمن أصدرت قرارات خلال الفترة من عام 2013 حتى عام 2016 بالموافقة على منح اللجوء لـ1200 شخص على الأقل، رغم عدم استيفائهم للشروط.
ويجري الادعاء العام الألماني تحقيقات ضد المديرة السابقة لهذا الفرع وخمسة أشخاص آخرين بتهمة الرشوة وإساءة استخدام السلطة المخولة إليهم في إصدار قرارات اللجوء.
من جهة أخرى غادر أسطول مكون من أربعة سفن ميناء مدينة «كيل»، شمالي ألمانيا، صباح الاحد في إطار رحلة انطلقت من السويد والنرويج، إلى القطاع الفلسطيني، بهدف كسر الحصار الإسرائيلي المفروض عليه منذ سنوات.
وأوضحت مصادر إعلامية أن الأسطول انطلق منتصف أيار/ مايو الحالي، ووصل إلى ألمانيا، الجمعة؛ إذ يسعى القائمون عليه إلى استغلال الرحلة في التعريف بقضية غزة في الدول التي تقع على امتداد الرحلة.
الرئيس المشارك لـ«مكتب السلام الدولي» (منظمة حقوقية غير حكومية)، رينر براون أكد أمام وسائل الاعلام إن الأسطول عازم على مواصلة طريقه إلى غزة، للتأكيد على عدم نسيان العالم الحر لذلك الجزء من العالم.
وعن طبيعة الرد الإسرائيلي على المبادرة، قال: «آمل أن تظهر الحكومة الإسرائيلية سلوكًا مدنيًا، وتتسامح مع الأفكار التي لا تتوافق معها»، مشددًا على سلمية أسطول الحرية. وأكد براون أن ما يجري في قطاع غزة «لا يتلاءم مع العالم المتحضر في القران الـ21».
وانطلق الأسطول، بالتزامن، من ميناءي «غوتنبيرغ» في السويد، و«بيرغين» في النرويج، ويضم 4 سفن تحمل أسماء «العودة» و«فلسطين» و«الحرية» و«ميريد».

مظاهرات ضد اللاجئين وأخرى معهم في ألمانيا… وسفن تغادر ميناء «كيل» لكسر الحصار عن غزة
تعرض مسجد في برلين إلى اعتداء من قِبل مجهولين
علاء جمعة

عودة الجدل حول المصالحة بين نظام السيسي والإخوان المسلمين

Posted: 27 May 2018 02:40 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: أثارت تصريحات وزير الخارجية المصري، سامح شكري، التي أكد فيها عدم وجود أي نية لدى النظام الحاكم في مصر لإجراء مصالحة مع جماعة «الإخوان المسلمين»، واتهامه الأخيرة بـ«تلوث يدها بدماء المصريين»، ردود فعل واسعة داخل وخارج مصر.
واعتبر طلعت فهمي، المتحدث باسم الجماعة، أن «حديث شكري، عن تلوث يد جماعة الإخوان بدماء المصريين، ما هي إلا افتراءات تصدر بصورة متكررة من سلطة انقلابية».
وأضاف، في تصريحات صحافية:»رمتني بدائها وانسلت.. هذا هو أصدق ما يقال ردا على مزاعم وزير خارجية الانقلاب عن استباحة جماعة الإخوان المسلمين لدماء المصريين».
وتابع أن «هذه الافتراءات تصدر بصورة متكررة من سلطة انقلابية ولغت في دماء المصريين وأعملت فيهم القتل وأزهقت الأرواح في مجازر شهد بها العالم وأثبتتها منظمات حقوقية، وهي لن تنطلي على الشعب المصري الذي لم يعد يطيق وجود هذه السلطة الانقلابية».
وزاد أن «ما يقوله هذا الوزير مؤشر على ارتباك العسكر بعد إدراكهم بأنهم باتوا في مواجهة شاملة مع الشعب الذي أيقن أنه لا مجال لأي مصالحة معهم بل هو بحاجة إلى تحرك شامل لاستعادة حريته وكافة حقوقه المهدرة».
لكن محمود حسين، الأمين العام للإخوان، أعلن أمس الأول في إفطار نظمته الجماعة في إسطنبول، «استعداد الإخوان للمصالحة بشرط إطلاق سراح جميع المعتقلين»، دون ذكر عودة مرسي، مؤكداً أن «أي مساعٍ للمصالحة، لا يتزامن معها إطلاق جميع المعتقلين فهي غير جادة ولن نلتفت إليها».
وأضاف أن «الإخوان المسلمين مع أي جهود مخلصة تعيد للشعب المصري حقوقه، وتعيد الجيش إلى ثكناته لحماية بلاده». وشدد على أن «أي مساعٍ (للمصالحة) من أي طرف كان، لا يتزامن معها إطلاق جميع المعتقلين، فهي غير جادة، ولن نلتفت إليها».
ومنذ الإطاحة بمرسي من الحكم، في 3 يوليو/تموز 2013، من منصبه كرئيس للبلاد، عادة ما تنفي السلطات المصرية تدخل الجيش في الحياة السياسية، وتؤكد أنه ليس لديها «معتقلون» بسجونها، وإنما محتجزون على ذمة قضايا جنائية.
وحذر حسين من «مأساة حقيقية داخل المعتقلات، علاوة على وجود مئات المطاردين والمخفيين قسراً والمحكومين بالإعدام».
وقال: «في الوقت الذي تتعرض فيه هذه الطليعة الصامدة إلى الوحشية، يتعرض الشعب إلى القتل والإجرام تحت اسم محاربة الإرهاب».
أما همام يوسف، مسؤول الجماعة في تركيا، فأوضح أن «الجماعة ما زالت تقدم النماذج الحية في العالم، على الرغم من كل المكائد (لم يوضحها) الإقليمية والدولية».
وأضاف: «سنبقى جزءا من شعبنا المصري العظيم، وكل الشعوب الحرة في العالم».
وتابع: «نقول لأهلنا في مصر، لا تصدقوا الكذابين، الذين يقولون إن أعدائكم الأصليين هم الإخوان وحماس (حركة إسلامية في فلسطين)، لا تصدقوهم، لأننا دعاة حق وحرية».
وأشار أن وحدة الجماعة هي جزء من وحدة الأمة، مضيفًا: «لقد حاول الأعداء شق الصف، لكنهم خابوا وخسروا».
وشدد على أن «الجماعة لا تعادي أبناءها، بل توحد الجميع تحت مبادئها، ولن يهدأ المصريون قبل أن يحققوا مطالب ثورتهم».

الهلباوي ينتقد

كمال الهلباوي، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، والقيادي السابق في جماعة «الإخوان المسلمين»، عبر عن عدم ارتياحه من التصريحات التي أطلقها شكري، حول عدم نية الدولة المصرية إجراء أي نوع من التصالح، مع من تلوثت أيديهم بالدماء، وتحديدا الإخوان.
وانتقد في تصريح لقناة «مكملين»، رفض الوزير التعامل مع الإخوان، موضحا أن «الحوار مع الجماعة الإسلامية، أسفر عن مكاسب عدة للدولة، منها استقطاب ناجح إبراهيم وكرم زهدي وغيرهم».
يذكر أن الهلباوي سبق واقترح أواخر شهر أبريل/ نيسان الماضي، تشكيل «مجلس حكماء من شخصيات مصرية وعربية ودولية، مشهود لها بالنزاهة، لقيادة وساطة تاريخية في مصر، تنهي حالة الصراع القائمة بين نظام الحكم والمعارضة، وفي مقدمتهم الإخوان، والتأسيس لمصالحة وطنية شاملة لا تستثني أحدا إلا أهل العنف والإرهاب».
الجدل حول المصالحة مع الإخوان لم يقتصر على قيادات جماعة الإخوان أو الداعين للمصالحة من داخل نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بل امتد لقيادات الحركة المدنية الديمقراطية الذين انقسموا بين مؤيد ومعارض للمصالحة مع الجماعة.
يحيى حسين، المتحدث باسم الحركة المدينة الديمقراطية التي تتشكل من 7 أحزاب معارضة، كتب مقالا بعنوان «كن كبيرا في خصومتك» نشره على صفحته الرسمية على الفيسبوك، دعا خلاله إلى «المصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين»، وانتقد أوضاع سجناء الجماعة داخل السجون، معتبرا أن «ما يلاقيه عناصر الجماعة الآن لم يلاقوه أثناء حكم عبد الناصر»، وهو الأمر الذي لاقى ردود أفعال واسعة.
وذكر بحوار دار بينه وبين عبد المنعم أبو الفتوح رئيس حزب «مصر القوية» والمرشح الرئاسي السابق، قبل اعتقال الأخير بأيام، جاء فيه أن أبو الفتوح قال له إنه «سمع من شيوخ الجماعة الذين اعتُقِلوا في عهد الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، أنهم لم يتعرضوا للتعذيب إلا في فترة التحقيق التي لم تزد عن شهرين، بعدها كان المحكوم عليهم يعيشون في السجن حياةً عاديةً ليس فيها من السجن إلا القضبان، يتريضون ويلتقون ببعضهم البعض ويقرأون بل ويؤلفون الكُتب، أما الآن فالكل يعاني من الحبس الانفرادي الصارم في انقطاعٍ كاملٍ عن الدنيا وهو وضعٌ يصيب العاقل بالجنون فما بالنا وهو مستمرٌ على مدى خمس سنوات».
وأضاف حسين: «لم يكن أبو الفتوح (67 سنة) يدري أنه سيذوق من نفس الكأس وينضم إلى أولئك المنسيين، يدخل عليه شهر رمضان وهو رهن الحبس الاحتياطى الانفرادي منذ أكثر من ثلاثة شهور، تَعَّرَض خلالها لذبحةٍ صدريةٍ 4 مراتٍ متتالية ولم يُسمح بنقله للمستشفى».

رسالة اعتراضية

أما مدحت الزاهد، رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، أحد الأحزاب المؤسسة للحركة المدنية الديمقراطية، فقد اعترض في رسالة وجهها للمتحدث باسم الحركة على دعوة المصالحة مع الإخوان.
وجاء نص الرسالة التي أرسلها إلى يحيى حسين : «الصديق العزيز مهندس يحيى.. خالص التحية والتقدير واسمح لي أن أنقل لكم رسالة شخصية من رفاقي فى حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، الرفاق يعبرون عن تقديرهم لشخصك الكريم ولدورك في القضايا الوطنية وفي الدفاع عن الحريات ومواجهة الفساد ولشجاعتك في التعبير عن مواقف الحركة المدنية الديمقراطية فيما تدلي به من تصريحات كمتحدث باسمها كما يقدرون حرصكم على تركيز الجهود على مواجهة السياسات الراهنة وعدم استغراق التيارات السياسية والفكرية في معارك متبادلة بينهم».
وتابع:»يحفزهم هذا التقدير إلى وضع بعض الملاحظات محل اعتباركم خصوصاً وأنه لا يمكن الفصل في قضايا جوهرية بين ما تبدونه من آراء شخصية أو كمتحدث للحركة يعكس ميلها العام ومبادىء التأسيس والميثاق وفيها مساحة واسعة للاجتهاد الشخصي مع الالتزام بالجوهريات ويرون فى عبارات وردت فى مقالكم ما يتناقض مع هذه الجوهريات تحديدا فيما يخص الموقف من الإخوان».
يذكر أن دعوات عديدة للمصالحة بين نظام السيسي وجماعة الإخوان المسلمين انطلقت خلال الشهور الماضية، بعضها حمل رايتها إعلاميون محسوبون على النظام مثل الإعلامي عمرو أديب الذي دعا للمصالحة مع شباب الجماعة غير المتورطين في أعمال عنف.
و«الإخوان» تأسست عام 1928، وبينما تعد حاليًا في مصر والسعودية والإمارات «جماعة إرهابية»، فإن لها حضورًا في 52 دولة حول العالم، عبر انتشار فكري وخيري، أو هياكل تنظيمية لمؤسسات أو أحزاب أو جماعات.

عودة الجدل حول المصالحة بين نظام السيسي والإخوان المسلمين
الجماعة ردّت على شكري: اتهاماته افتراءات تردّدها السلطة الانقلابية

القانون السوري رقم 10 يبعث القلق لدى لبنانيين من عدم عودة النازحين

Posted: 27 May 2018 02:40 PM PDT

بيروت- «القدس العربي» : القانون السوري الرقم 10 الذي يسمح للحكومة السورية بإعادة تطوير المناطق التي دمّرتها الحرب بات مبعثاً للقلق في لبنان الذي يستضيف نسبة كبيرة من النازحين السوريين من خسارة هؤلاء ممتلكاتهم مما يقلّل من احتمالات عودتهم إلى ديارهم.
وفي هذا الإطار، وجّه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل رسالة إلى نظيره السوري وليد المعلم أعرب فيها «عن قلق لبنان من التداعيات السلبية المحتملة عليه للقانون الرقم 10 الذي صدر في سوريا بتاريخ 44 2018 والرامي إلى وضع مخطط تنظيمي عام في المناطق التي تهدمت بفعل الحرب السورية».
وإذ أكد «أهمية هذا القانون في تشجيع الكثير من النازحين السوريين على العودة إلى مناطقهم»، إلا أنه شدد على «خشية لبنان من أن تعيق شروط تطبيق هذا القانون عودة عدد غير قليل من هـؤلاء النازحـين إلى مـناطقـهم».
وأوضح في رسالته «أن إجراءات الإعلان والنشر المتعلقة بالمراسيم التطبيقية للقانون الرقم 10 ومهلة الثلاثين يوماً التي تليها والمعطاة لمالكي العقارات للإدلاء بما يثبت ملكيتهم، غير كافية لإعلام أصحاب العلاقة من النازحين خلال الوقت المناسب».
وحذّر بالتالي من «أن عدم قدرة النازحين عملياً على الإدلاء بما يثبت ملكيتهم خلال المهلة المعطاة قد يتسبّب بخسارتهم لملكياتهم وشعورهم بفقدان الهوية الوطنية ما يؤدي إلى حرمانهم من أحد الحوافز الرئيسة لعودتهم إلى سوريا».
وفيما أعرب باسيل عن أمله في «أن يلقى هذا الملف الإهتمام اللازم من قبل الحكومة السورية إنطلاقاً من حرص البلدين المشترك على عودة النازحين إلى ديارهم في أقرب وقت»، جدد تأكيد «تمسك لبنان بحقه المكرّس دستورياً بمنع التوطين وعلى موقفه المبدئي من أن الحل المستدام الوحيد لأزمة النزوح السوري إلى أراضيه هو في عودة النازحين الآمنة والكريمة إلى المناطق الممكنة داخل سوريا مع إحترام عدم الإعادة القسرية وعدم ربط العودة بأي أمر آخر، مثل الحل السياسي».
كذلك، وجّه وزير الخارجية رسالة مماثلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ضمّنها الهواجس اللبنانية من القانون الرقم 10، ودعا فيها الأمم المتحدة إلى «إجراء ما يلزم لحماية حق النازحين السوريين في الحفاظ على أملاكهم والى التواصل والتنسيق مع السلطات السورية لهذه الغاية». كما دعا المنظمة الدولية إلى «تحمل مسؤولياتها كاملة لناحية إبلاغ كل السوريين في لبنان بهذا القانون وحضهم على إجراء ما يلزم لإثبات ملكياتهم وعلى العودة إلى سوريا».
وقال وزير الخارجية: «إن لبنان يواجه صعوبات جمّة تحول دون إمكان إبلاغه النازحين السوريين بهذا القانون، بسبب النتائج السلبية للسياسة العقيمة التي جرى اعتمادها من قبل منظمات الأمم المتحدة العاملة في مجال النازحين السوريين في لبنان والتي تقوم على حجب المعلومات التي تطلبها الحكومة اللبنانية من هذه المنظمات وغياب الشفافية المطلوبة وعلى تعقيد عملية التواصل الفعالة مع عموم النازحين السوريين، اضافة إلى غياب قاعدة معلومات واضحة عنهم وعن أماكن وجودهم».
وفي هذا الإطار، دعا باسيل الأمم المتحدة إلى «إجراء مراجعة سريعة وشاملة لسياستها حيال النازحين»، وإنتقد «التأثير السلبي المستمر الذي تسببه سياسة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين لناحية تخويف النازحين الراغبين بالعودة إلى المناطق التي توقفت فيها العمليات القتالية في سوريا»، داعياً إياها إلى «الإمتناع الحازم عن كـل ما من شـأنه إثارة هذا الخوف لديـهم».
وفي رسالتيه إلى المعلم وغوتيريش، أكد وزير الخارجية «أن السلطات في لبنان تعتزم العمل بشكل فوري وحازم لإعتماد سياسة لبنانية مترافقة مع إجراءات عملية تؤدي إلى تأمين العودة المرغوبة للنازحين السوريين وتشجيعها».

القانون السوري رقم 10 يبعث القلق لدى لبنانيين من عدم عودة النازحين
باسيل يخاطب المعلّم وغوتيريش ينتقد تخويف الراغبين في العودة
سعد الياس

الأردن عشية «إضراب عام»: كوكتيل تصعيد مع تحرر النقابات من «الأخ المسلم»… وحراك العمال: «قانون الضريبة ليس معركتنا»

Posted: 27 May 2018 02:39 PM PDT

عمان- «القدس العربي» : يختصر أبرز حراكي أردني من طبقة العمال وهو محمد السنيد تلك المسافة السياسية الملغزة في المشهد الداخلي الأردني وهو يعلن أن قانون الضريبة الجديد ليس معركة العمال.
فكرة السنيد هنا بسيطة فالرجل ورفاقه من طبقة العمال الكادحين لا يريدون التضامن مع تلك الشرائح التي تصرخ وتعلي الصوت الآن ضد قانون الضريبة الجديد وعلى أساس أبسط يشير إلى ان العمال أصلاً تحت سقف خط الضريبة. وبالتالي يعلنها السنيد بشكل مثير للجدل… «هذه ليست معركتنا» ، لكنه إعلان ينطوي على سخرية سياسية ملغزة أيضاً من كل مؤسسات العمل المدني والنقابي المترفة التي سبق ان تركت العمال وحدهم في مواجهة السلطة والحكومة.
خيار مدروس لأبرز وجه حراكي على صعيد طبقة العمال سبق ان قاد تجمعات ومسيرات صاخبة باسمها. لكنه خيار يبث في المناخ المحلي وسط الاستقطاب الحاد الذي يثيره قانون الضريبة الجديد السؤال الاصعب: لماذا قررت النقابات المهنية الإضراب العام ضد القانون الآن؟

استنتاج غريب

يعزف ناشط إعلامي وإلكتروني من الصفوف المتقدمة مثل محمد عرسان على نغمة هذا السؤال فيما يستذكر داخل أروقة السلطة مسئولون كبار المفارقة التي تتحدث عن عدم لجوء النقابات المهنية ونقابات القطاع الخاص للتصعيد في الماضي القريب عندما زادت الاسعار وضرائب المبيعات خلافاً للإعلان المثير المصاحب للإضراب العام مساء الجمعة وهو الإعلان نفسه الذي تبنته المؤسسات النقابية وسط تصفيق للتجار والصناعيين وكبار المهنيين.
يحتاج الامر في رأي كثيرين إلى تفسير فالنقابة الأكثر تصعيداً اليوم في انسجام طبيعي مع نفسها هي نقابة المهندسين والتي صفقت السلطات لفوز تيار مدني مسيس فيها تمكن من إقصاء ممثلي الإخوان المسلمين منها.
قد يعني الأمر في المحصلة استنتاجاً بمنتهى الغرابة يتمثل في أن النقابات المهنية وهي تتحرر من الإخوان المسلمين تستطيع اليوم وببساطة حشد نصف مليون على الأقل من منتسبيها خلف فكرة الإضراب العام نكاية بقانون الضريبة الجديد.
الأخطر في هذا الاستنتاج هو أن الأخ المسلم في النقابات المهمة والأساسية مثل المهندسين في الماضي كان يقود إلى حماية الحكومة والسلطة من التصعيد ومن خطوة تشبه الإضراب العام.
يستطيع الاخ المسلم سياسياً اليوم مد لسانه سخرية من الحكومة التي استهدفت التيار الإخواني في أكبر نقابتين على الاقل في البلاد وهما نقابتا المهندسين والمعلمين فدفعت السلطة نفسها ثمن التجديد وكلفة اقصاء الإخوان المسلمين لصالح دعم نشطاء قوميين او مدنيين.
على الأقل اليوم وببساطة شديدة يمكن القول بأن حكومة الرئيس الدكتور هاني الملقي تتعثر في مواجهة نظام نقابي يلجأ للتصعيد بعدما تحرر للتو من الإخوان المسلمين وفي أكثر من موقع حساس.. ذلك استنتاج غرب عند الحفر والتعمق في خفايا وخبايا المشهد السياسي الأردني الداخلي بعدما ناكفت حكومة الملقي الجميع واصرت على انجاز المطلوب منها في قانون الضريبة الجديد قبل مغادرة المشهد وانهاء حياتها السياسية.

«الإخواني» ليس وحيداً

يمكن التحدث عن عقلانية الإخوان المسلمين بدلاً من وقوفهم في المفاصل مع الدولة والنظام.
ويمكن التحدث عن عدم التصعيد في مفاصل سياسية حرجة بدلاً من ترويج الاتهامات لكن تبقى المفارقة بحاجة إلى تحليل لأن فكرة الاضراب العام التصعيدية جداً يلتقطها الجميع اليوم دون أدنى قرينة على امكانية اتهام الإخوان المسلمين لان من يقود تصعيد اليوم ضد وزارة الملقي هم حلفاء السلطة الذين ساندتهم الحكومة من وراء ستار تحت عنوان إنقاذ النقابات المهنية وتخليصها من الحضن الإخواني.
حصل ذلك على الأقل في نقابتين.
لكن العنصر الإخواني ليس وحيداً في التأثير في المجريات بالتأكيد بعد كوكتيل التصعيد ليس فقط لأن من حق نقابات مهنية بارزة مثل المحامين والمهندسين والاطباء الانسجام مع ذاتها والدفاع عن مصالح اعضائها. ولكن أيضاً لأن الطبقة الوسطى التي يجمع الخبراء بان قانون الضريبة الجديد يستهدفها هي طبقة هؤلاء المهنيين بالضرورة.
وعليه فمن الصعب اتهام هذه النقابات بالتصعيد لأجل مصالح أعضائها لأن وظيفتها الأساسية هي خدمة مصالح أعضائها وغالبيتهم من الطبقة الوسطى بدليل أن العمال الذين يعتبرون خارج نطاق القانون الجديد أعلنوها عبر شيخهم عندما اعتبر أن المعركة ليست لهم.
هي إذاً معركة الطبقة الوسطى والاثرياء والتجار والصناعيين وأصحاب رؤوس الاموال ورموز قطاع البنوك وهي شرائح سيدفع المواطن الفقير بالضرورة بما في ذلك العمال كلفة وثمن رفع الضريبة عليها لأن فارق الضريبة على مستوى السلعة او الخدمة سيدفع في النهاية من جيب المواطن البسيط.
وفي كل حال الجبهة التي تشكلت وأعلنت الإضراب العام في الأردن خلال اليومين الماضيين أخطر من أن تستطيع حكومة واحدة مواجهتها لأن الحديث اليوم عن رجال أعمال وأصحاب رأس مال وتجار وصناعيين ونقابات مهنية وأحزاب سياسية معاً في مواجهة القانون الجديد وحكومة الملقي.
… فكرة الإضراب وهي لغة حرجة في التصعيد صدرت أصلاً عن علي العبوس نقيب الاطباء وهو رجل دعم فعلاً نكاية بالإخوان المسلمين وان كان بقي قريباً منهم.
التقط مجلس النقباء الفكرة وتبنتها بقية النقابات الكبرى في الوقت الذي يهدد فيه أصلاً الطاقم الاقتصادي للحكومة كبار المهنيين مثل الأطباء والمهندسين والمحامين بمطاردتهم ضريبيًا ويتهمون أصلاً بالحصة الأكبر من فارق التهرب الضريبي. وهو اتهام بلا أدلة يعني بالنتيجة أن نقابات المهنيين الكبار من الطبيعي أن تلجأ للتصعيد لأنها من الطبيعي جداً أن تمثل مصالح أعضائها بعيداً عن أي حسابات سياسية.

الأردن عشية «إضراب عام»: كوكتيل تصعيد مع تحرر النقابات من «الأخ المسلم»… وحراك العمال: «قانون الضريبة ليس معركتنا»
وزارة الملقي في مواجهة «جذرية» بسبب القانون الجديد
بسام البدارين

وحدات من الجيش المغربي تنتشر قرب المنطقة العازلة في الصحراء

Posted: 27 May 2018 02:39 PM PDT

الرباط – «القدس العربي» : أفادت مصادر مغربية أن وحدات من الجيش المغربي انتشرت في مناطق قريبة من المنطقة العازلة التي تبلغ 5 كلم غرب الجدار الامني الذي تشيده القوات المغربية حول الصحراء الغربية وذلك في ظل أجواء توتر بعد تحركات لجبهة البوليساريو في المنطقة الواقعة شرق الجدار.
وقالت صحيفة المساء المغربية ان المفتشية العامة للقوات المسلحة المغربية أصدرت أوامر بانتقال وحدات تابعة للجيش والمشاة وفرق الدرك الحربي إلى مناطق جديدة قريبة من المنطقة العازلة في الصحراء، من بينها المعبر الجديد الذي فتحته موريتانيا مع الجزائر «شوم تندوف».
وأوضحت الصحيفة أن التحرك العسكري المغربي جاء بعد الخطوة التصعيدية التي قامت بها جبهة البوليساريو وقامت بمناورات في منطقة تفاريتي، وهي الخطوة التي استنفرت الدبلوماسية المغربية التي راسلت الأمين العام للأمم المتحدة وبعثة «مينورسو» من أجل دق ناقوس الخطر. وتم إعطاء تعليمات للوحدات العسكرية في شبة القطاع العسكري بئر كندوز وتشلا وأوسرد، من أجل الرد بحزم على أي استفزازات تستهدف القوات المغربية والبنيات العسكرية على الشريط الحدودي مع موريتانيا.
وكشفت الصحيفة عن عقد قائد المنطقة الجنوبية سلسلة من الاجتماعات مع المسؤولين العسكريين في المنطقة الجنوبية لمناقشة التوترات الموجودة في المنطقة العازلة، عقب تحركات جبهة البوليساريو التي «تتحدى القرار الأخير لمجلس الأمن، واتفاق وقف إطلاق النار الموقع مع المغرب عام 1991 تحت إشراف منظمة الأمم المتّحدة».
واحتفلت جبهة البوليساريو يوم الـ20 من شهر أيار/ مايو الجاري، بالذكرى الـ45 لتأسيسها وإطلاق حربها بداية ضد القوات الاسبانية التي كانت تحتل الصحراء الغربية ثم ضد الجيش المغربي بعد خروج اسبانيا من المنطقة وعودتها للمغرب.
وجاءت احتقالات الجبهة، التي لا تزال ترفض أية تسوية تنتقص من إقامة دولة مستقلة على المنطقة، في وقت ما زالت تسوية النزاع تعرف جموداً والأمم المتحدة لم تتجاوز القرارات والبلاغات إذا ما غيمت الأجواء وتلبدت بتوتر، وهي حال المنطقة منذ عدة اسابيع، بعد كشف المغرب عن تحركات للجبهة يصفها بالانتهاك لاتفاقية وقف إطلاق النار بين المغرب وجبهة البوليساريو رقم1 الموقعة عام 1991 تحت رعاية الأمم المتحدة. وتضمنت احتفالات الجبهة التي نظمت في بلدة تيفاريتي شرق الجدار الأمني، عرضا عسكريا ونشاطات رياضية وتعطيل ألغام ضد الأفراد، وحملت ابعاداً سياسية إذ تريد الجبهة «ترسيخ» ان المناطق شرق الجدار «مناطق محررة» وتمارس عليها السيادة فيما يقول المغرب أنها مناطق عازلة وتحت إشراف الأمم المتحدة.
وقرأ المغرب جيداً الأبعاد السياسية لاحتفالات تيفاريتي التي ليست الأولى من نوعها، لكنها توجت هذه السنة بنقل الجبهة مؤسساتها الرسمية (رئاسة الجمهورية ووزارة الدفاع) ولاجئين صحراويين من مخيمات تندوف بالجزائر الى شرق الجدار، لاستكمال الجبهة لمقومات «جمهوريتها» المعلنة من طرف واحد منذ 1976 بحيازة إقليم (أرض) تمارس عليه «سيادتها». وصعّد المغرب انتقادته لتحركات الجبهة وتقدم برسائل احتجاج رسمية للأمم المتحدة قبل اصدار مجلس الأمن الدولي قراره رقم 2414 ذات الصلة بالنزاع نهاية نيسان/ ابريل الماضي الذي دعا فيه أطراف النزاع بعدم تغيير الواقع الراهن ، وأكد على إلزام جبهة البولبساريو بسحب دورياتها المسلحة من منطقة الكركرات على الحدود الموريتانية المغربية جنوب الجدار.
كما لوّح بامكانية استخدامه الهجمات العسكرية لتدمير منشآت الجبهة في المنطقة، وتحدثت وسائل إعلام مغربية عن تحركات عسكرية مغربية وحشودات كما كشفت عن مناورات عسكرية قام ها الجيش المغربي.
وأكد المغرب في رسالته للأمين العام للأمم المتحدة، الاسبوع الماضي، بضرورة إلزام جبهة البوليساريو بعدم تغيير الواقع القائم شرق الجدار، وأوحت بضرورة تطبيق ما ورد في القرار 2414 بشان الكركات على منطقة تيفاريتي وبير لحلو شرق الجدار. وتميز موقف نيويورك بالغموض بل ان قيادة بعثتها في المنطقة (مينورسيو) شاركت باحتفالات تيفاريتي الى جانب سفراء الدول التي تعترف بالجمهورية الصحراوية، وتقول جبهة البوليساريو ان تيفاريتي وبير لحلو تقع خارج المنطقة العازلة (على بعد 90 و80 كلم من الجدار) وهي المنطقة المحددة بـ5 كلم شرق وغرب الجدار ويحظر فيها التحركات العسكرية.
أجواء المنطقة وانعكاسات احتفالات جبهة البوليساريو في تيفاريتي، ظهرت واضحة في حملة اعلامية ودبلوماسية مغربية ضد الجزائر، الداعم الأساسي لجبهة البوليساريو ويحملها المغرب مسؤولية النزاع وتطوراته. وأدخل المغرب إيران على خط النزاع الصحراوي بقطع، فجأة، علاقاته الدبلوماسية مع طهران، على خلفية ما قاله عن دعم حزب الله لجبهة البوليساريو عبر السفارة الايرانية في الجزائر و»تدريب وتسليح» عناصر الجبهة، بمساعدة من إيران، على الأراضي الجزائرية، بتندوف.
ونفت إيران الاتهامات المغربية وقالت ان الاجراء المغربي جاء نتيجة ضغوط إقليمية مورست عليه، وأشارت الى دول الخليج والولايات المتحدة. وأكد ألامين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، عدم وجود «علاقة سياسية أو تواصل»، بين حزبه وجبهة البوليساريو. وأبرزت وسائل الإعلام المغربية ما قاله نصر الله في خطاب تلفزيوني، مساء أول أمس الجمعة: «لا علاقة سياسية لحزب الله مع البوليساريو وليس هناك أي تواصل بين الجانبين..». وأضاف: «ان وزير الخارجية المغربي توجه إلى إيران وقدم ملفاً إلى وزير خارجيتها حول جبهة البوليساريو، لكنه لم يقدم، في الحقيقة، حتى دليلاً واحداً على وجود علاقة بين حزب الله وجبهة البوليساريو».
وأكد المغرب هذه العلاقة وقال وزير خارجيته ناصر بوريطة، أن حزب الله بدأ ثأره من المغرب، بعد اعتقال قاسم محمد تاج الدين في مطار الدار البيضاء بناء على مذكرة اعتقال دولية صادرة عن الولايات المتحدة الأمريكية تتهمه بتبييض الأموال والإرهاب. واضاف أن حزب الله أرسل بعد هذا الاعتقال «أسلحة وكوادر عسكرية إلى تندوف لتدريب عناصر من جبهة البوليساريو على حرب العصابات وتكوين فرق كوماندوز وتحضير عمليات عدائية ضد المغرب»، مؤكداً إرسال صواريخ «سام 9» و«سام 11» أخيراً إلى الجبهة.

وحدات من الجيش المغربي تنتشر قرب المنطقة العازلة في الصحراء

محمود معروف

مشاركة قراء مصريين في مسابقة «خامنئي للقرآن» في طهران تثير جدلا

Posted: 27 May 2018 02:39 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: أثارت مشاركة قراء مصريين في مسابقة «خامئني للقرآن» في العاصمة الإيرانية طهران، أواخر شهر إبريل/ نيسان الماضي، جدلا واسعا، خاصة مع صدور قرارات رسمية من الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف وتحذيرات من نقابة القراء المصرية، بمنع سفر أي قارئ مصري إلى إيران.
واحتفت صحف إيرانية بمشاركة 5 قراء مصريين في مسابقة «خامئني للقرآن». ووفقا لما جاء في الصحف، فإن القراء هم أحمد محمود محمد قريوط، ومحمد رشاد عبد السميع، وأحمد يسري محمد، وأحمد الشحات لاشين، ومحمد السعيد عبد الغني القميري. وانتقدت مؤسسة «محبو آل البيت» لمناهضة الفكر الشيعي، سفر قراء مصريين لطهران، وقالت في بيان إن «هؤلاء القراء خالفوا القانون بالسفر إلى إيران».
وتساءلت،: «أين الأزهر ووزارة الأوقاف ونقابة القراء عن سفر هؤلاء القراء المصريين إلى إيران بدون صفة رسمية»، مضيفة:»هل في هذا الوقت الذي تعلن فيه إيران العداء للأمة العربية وتحتل الدول العربية كالعراق ولبنان وسوريا و اليمن نرى من يمهد للتوغل الإيراني داخل مصر؟».
وتابعت: «سنستمر في كشف هؤلاء الذين تستقطبهم إيران لأننا لا نريد أن نرى رئيس مصر يفعل به الشـيعة كما فعلوا بالرئيسين الراحلين صدام حسين وعلي عبد الله صالح».
عمر حمروش، عضو اللجنة الدينية في مجلس النواب المصري، انتقد في تصريحات صحافية سفر قراء مصريين لإيران، مؤكدًا أن تصرفهم مرفوض.
وقال إن «عادة السفر التي يقوم بها عدد من القراء ومشايخ الأزهر إلى إيران أمر يحتاج إلى وقفة جادة من المؤسسات الدينية في الدولة، وعلى رأسها الأزهر الشريف ودار الإفتاء ووزارة الأوقاف، لاتخاذ إجراءات ضد كل من يخالف هذه القرارات والقواعد الخاصة بمنع السفر لدولة إيران التي تقوم بنشر التشيع في الدولة».
وأضاف أن «سفر القراء المعتاد إلى إيران أمر مرفوض بل ولا بد من فرض العقوبة المشددة ضدهم، لأن هذا الأمر تكرر في الأيام الماضية، نتيجة للدعوات التي تصل من قيادات شيعية إلى قراء وأئمة الأوقاف لإلقاء المحاضرات في إيران والاجتماعات المتبادلة مع الإيرانيين وقادة التشيع هناك».
وتعقد طهران مسابقة سنوية دولية للقرآن الكريم في حسينية الإمام الخميني في العاصمة الإيرانية طهران، وتعد نسخة هذا العام، الخامسة والثلاثين من المسابقة، بمشاركة 370 متنافسا.

مشاركة قراء مصريين في مسابقة «خامنئي للقرآن» في طهران تثير جدلا

الشرطة الاسبانية توقف أول متهم بالتحرش والاعتداءات الجنسية على العاملات المغربيات

Posted: 27 May 2018 02:38 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: أوقفت الشرطة الإسبانية أول متهم بالتحرش والاعتداءات الجنسية على العاملات المغربيات في ضيعات الفراولة الإسبانية بعد ان تحولت إلى قضية رأي عام وأثارت نقاشاً حاداً داخل أروقة البرلمان الإسباني، بينما نفت الحكومة المغربية تعرضهن لأي ممارسات مماثلة.
وأوضحت صحيفة «ألموندو» الإسبانية ليلة السبت، أن الشرطة أوقفت أول متهم على ذمة التحقيق في قضية الاعتداءات الجنسية على المهاجرات العاملات في ضيعات الفراولة الإسبانية، وهو (47 سنة) مدير إنتاج في إحداها في منطقة هويلفا، حيث تشتغل 11 ألف عاملة موسمية مغربية وذلك بعد أن توصلت الشرطة الإسبانية بشكاوى من عدة مهاجرات عاملات في ضيعته، يتهمنه فيها بالاعتداء الجنسي، حيث تم الاستماع إليه في محكمة هويلفا، وإطلاق سراحه إلى حين استكمال التحقيقات.
ونفى محمد يتيم وزير الشغل والإدماج المهني المغربي، الأسبوع الماضي، كل حالات التحرش، التي تعرضت لها العاملات المغربيات في الضيعات الإسبانية، ووجّه اتهامات لمن يروّج لها بأنه يستهدف المشروع الوطني لتشغيل المغربيات في الجارة الشمالية، وأكدت الوزارة في بلاغ لها، على يقظة عدد من القطاعات الحكومية لمتابعة الموضوع، من أجل ضمان كرامة العاملات، مع دعوتهن إلى عدم الصمت عن كل محاولات الابتـزاز، أو التحرش بهن.
وشددت وزارة الشغل والادماج المهني على أن السلطات الرسمية المغربية أو الإسبانية لا يمكن أن تسمح بشيء من هذا القبيل، فيما يقول نواب إسبان إن العاملات المغربيات لا يبلغن عن حالات الاعتداء خوفاً من فقدان عملهن.

الشرطة الاسبانية توقف أول متهم بالتحرش والاعتداءات الجنسية على العاملات المغربيات

وسائل إعلام وأجهزة رقابة أجنبية تكشف مسلسل تهريب الآثار والدوائر المصرية تتناول الواقعة بعد فضحها!

Posted: 27 May 2018 02:38 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: ركزت الصحف المصرية الصادرة يومي السبت والأحد 26 و27 مايو/أيار على ارتفاع الضجيج حول قضايا تخص مستقبل البلاد السياسي وإرساء قواعد الديمقراطية فيها، ضجيج وطحن حول الأحزاب وأخبار ومعارك عن خروج من هذا الحزب والانضمام إلى ذاك، وتشكيل حزب أغلبية لمساندة النظام، وله أغلبية في مجلس النواب.
ومن الأخبار الأخرى الواردة في صحف اليومين الماضيين، الشكوى من ارتفاعات الأسعار المتوقعة الشهر المقبل، نتيجة رفع أسعار الكهرباء والوقود والتساؤل عما ستقدمه الحكومة للموظفين وغيرهم. أما الاهتمام الأول بالنسبة لأغلبية المواطنين فكان عن امتحانات الثانوية العامة التي ستبدأ الأحد المقبل وكذلك امتحانات الجامعات والدبلومات.
أما بخصوص المسلسلات التلفزيونية، فالملاحظ إعراض الكثيرين عنها بسبب غلبة فترات الإعلانات عليها، واحتلت إصابة محمد صلاح في مباراة ليفربول مع ريال مدريد اهتمام الصحف والمواطنين. ونشرت الصحف عن استمرار شياطين الإنس في نشاطهم، فتم القبض على أربعة أفراد عندما كانوا يفكون السور الحديدي الخارجي الذي يحمي قلعة صلاح الدين، وتحميله على عربة كارو، وفرار الخامس. وفي الوراق في محافظة الجيزة اتفق شخص مع اثنين من أصدقائه على سرقة شقة شقيقه الذي يقيم معه في المنزل نفسه، بعد أن علم باحتفاظه بمبلغ كبير فيها، ودخل الاثنان للشقة لكن الزوجة أحست بهما فقاما بربطها بالحبال وتكميم فمها وسرقة المبلغ، ولما عاد زوجها اكتشف وفاتها وتوصلت المباحث إلى الجناة الثلاثة الأخ وصديقيه. وإلى ما عندنا من أخبار متنوعة.

الأحزاب السياسية

نبدأ بأبرز ما نشر عن المحاولات التي تجري في مجلس النواب لتحويل أغلبية الأعضاء من ائتلاف دعم مصر، الذي يضم عدة أحزاب إلى حزب سياسي يكون ظهيرا للنظام ومحاولات أخرى من حزب الوفد ليتحول إلى حزب معارض قوي بتكوين ائتلاف آخر بينه وبين أحزاب أخرى، وهو الأمر الذي سخر منه في «أخبار اليوم» خفيف الظل محمد عمر بقوله تحت عنوان «هوجة سياسية»: «الأغلبية الموجودة سواء ظلت على حالها أو تحولت لحزب لن تشكل الحكومة ولن تعارضها الآن أو مستقبلا، لأنها أسست وائتلفت على دعم كل الحكومات، أما باقي الأحزاب القائمة فعليها، لإضفاء مزيد من الهوجة على الهوجة، أن تدخل في مفاوضات ومشاورات ونتركها تحاول أن تندمج في بعضها، رغم علمنا أن كل الاتفاقات لن تتم ولن تندمج الأحزاب لأن أي رئيس حزب لن يقبل أن يكون مرؤوسا في حزب، وهكذا تبدو الصورة ديمقراطية للناظرين، لكن في الخلفية أشياء أخرى سيتم الترتيب لها، خلاصتها إعلان حزب جديد وربما اثنين يفتح لهما المجال واسعا، أما باقي الأحزاب فستدخل في بيت الطاعة أو البيات الشتوي غصبا عنها وبدون أن تنطق كلمة حتى لا تخرج من الصورة، إذا ارادوا منها حزبا أو اثنين ليلعبوا دور المعارضة، وقد يكون كلامي غير مفهوم، لكن لو دققت فيه وأمعنت لأدركت أن القصة من أولها لآخرها كلام وسينتهي وسيظل البحث مستمرا عن الحياة السياسية».

«كما تدين تدان»

وامتدت السخرية إلى فقرة نشرتها جريدة «أخبار اليوم» في صفحتها الرابعة والعشرين تحت عنوان «كما تدين تدان»: «بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني اجتهد رجل الأعمال نجيب ساويرس في إنشاء حزب ليبرالي يضم نخبا سياسية من مختلف التيارات السياسية، وتكفل ساويرس ماليا بكل صغيرة وكبيرة من أجل ضم أفضل العناصر للحزب. وتأتي الانتخابات البرلمانية فيقدم ساويرس عروضا مغرية لأفضل المرشحين للانتخابات، باسم الحزب بدءا من الدعاية وانتهاء بإقامة مشروعات في دوائرهم وحصد الحزب 65 مقعدا في مجلس النواب ويعهد ساويرس لزميله عصام خليل الذي اختاره دون آخرين لتولي شؤون الحزب ومسؤولية نواب الحزب في البرلمان، وبعد فترة ينقلب عصام خليل بإيعاز من آخرين على نجيب ساويرس ويستقطب معه نواب الحزب، وبالفعل يتكتلون جميعا ضد ساويرس ويقصى عن الحزب وتدور الأيام دورتها ويحدث لخليل ما فعله ساويرس، فبعد أن ظن أن الحزب ورئاسته استقرت له يفاجأ أن كل النواب الذين وقفوا معه ضد ساويرس هجروه للانضمام إلى حزب آخر داعم للحكومة».

ماذا قدمت الأحزاب؟

وإلى «الجمهورية» التي حاول فيها يحيى علي احراج كل الأحزاب حيث تحدي كل واحد منها أن يثبت أنه قام بما هو آت: «قدّم دراسة للقضاء على العشوائيات أو معالجة موضوعية لمشكلة الإيجارات القديمة والحديثة، أتحدى أي حزب تناول في برنامج أو دراسة أزمة أصحاب المعاشات الذين يتقاضون الملاليم التي لا تسمن ولا تغني من جوع، بينما أكثر من 600 مليار جنيه ضمها وزير المالية الأسبق يوسف بطرس غالي إلى الموازنة. أتحدى أي حزب أو رجل أعمال ساهم في حل أزمة إشارات السكة الحديد أو وضع تصوراً للنهوض بالخدمات في النقل والطرق، أو أزمة المرور. على كل حزب أن يدرك دوره الواعي والوطني في الحياة السياسية والاجتماعية فلم يكن أبداً دور الأحزاب المتاجرة بجريدة وتعيين البعض فيها لدخول النقابة بمبالغ طائلة. ولم يكن دور الحزب أبداً مجرد اسم يضاف إلى السيرة الذاتية لصاحبه أو تحقيق مكاسب مادية ومالية، أو التسلل إلى مجلس النواب، لقد آن الأوان أن تندمج الأحزاب الهشة في كيان واحد قوي يضيف إلى الحياة السياسية ويثري حياتنا الاجتماعية بحلول غير تقليدية للمشاكل المزمنة التي نعاني منها».

الكرة الآن في ملعب الأحزاب

وفي «الأهرام» قال عبد العظيم الباسل: «لا ينكر أحد أن الأحزاب السياسية قبل ثورة يوليو/تموز 1952 لعبت دورا مؤثرا في المسرح السياسي، بدليل وصول حزب الوفد إلى الحكم محققا أحد أهداف الديمقراطية بتبادل السلطة، ولكن ما أن قامت الثورة حتى ساد التنظيم الواحد، بدءا من الاتحاد الاشتراكي في أيام عبد الناصر، وانتهاء بالحزب الوطني في عهد مبارك. وبقيام ثورتي 25 يناير/كانون الثاني و30 يونيو/حزيران حدث انقلاب حزبي نتج عنه 102 حزب «معظمها أحزاب كرتونية وأخرى ملكية – أي تنطق بلسان مالكها – ظهر ذلك بوضوح في الانتخابات الرئاسية الماضية، حين عجزت هذه الأحزاب عن تقديم مرشحين لمنافسة الرئيس عبد الفتاح السيسي. من هنا جاءت دعوة الرئيس لتشكيل لجنة حزبية تتواصل مع السلطة التنفيذية بهدف تبادل الرؤى بين الأحزاب والحكومة حول القضايا المصيرية، وكذلك تفعيل المادة الخامسة من الدستور التي تدعو إلى التعددية الحزبية والتداول السلمي للسلطة. وما أن انطلقت هذه الدعوة من جانب الرئيس حتى شهدت أروقة الأحزاب حراكا ملحوظا، فهناك اجتماعات بحزب الوفد لإعداد وثيقة حزبية وهناك استقالات جماعية من حزب المصريين الأحرار وهرولة ملحوظة من «مستقبل وطن» بعد اندماجه مع جمعية «معا من أجل مصر» طمعا في أغلبية مزعومة، إذا كان ذلك من حق الأحزاب فإن ما نأمله أن يكون الانتقال أو الانضمام أو الائتلاف قائما في حب مصر وليس طمعا في منفعة أو مصلحة شخصية الكرة الآن في ملعب الأحزاب وحسنا مع فعله الرئيس».

«الوفد» يقبل استقالات أعضائه

أما عن الوفد الحالي فقد نشرت صحيفته «الوفد» يوم السبت البيان التالي في صفحتها الثامنة تحت عنوان «قبول استقالة حسام الخولي»: «أصدر المستشار بهاء الدين أبوشقة رئيس الوفد البيان التالي: تحقيقا لرغبة المهندس حسام الخولي نائب رئيس حزب الوفد، التي ظل يرددها في كافة وسائل الإعلام معلنا استقالته من حزب الوفد للانضمام لحزب آخر، وإنه إذ تقدم بطلب كتابي لرئيس الحزب يتضمن استقالته بتاريخ 23/5/2018 حيث أن هذا الطلب كان قد سبقه الانضمام لحزب آخر، رغم أنه مازال عضوا في حزب الوفد، ما يشكل مخالفة للائحة الحزب ونظامه الأساسي، الذي يلتزم به كافة أعضاء الوفد ومؤسساته إلا أنه ومن منطلق مبادئ الحزب وثوابته التي التزم بها الوفديون مئة عام متمسكين بمبادئهم لا يتخلون عن وفديتهم مهما كان المقابل، وإزاء هذه الرغبة والتصميم عليها، فقد قررنا قبول استقالته من الحزب بكافة تشكيلاته من تاريخ تقديمها. عاش الوفد ضمير الأمة وعاش راسخا صامدا بأبنائه المخلصين الأوفياء، مؤمنا بالحرية وضميرا للأمة وداعماً رئيسياً للحركة الوطنية المصرية، يشهد لها التاريخ. ومازال الوفديون يتمسكون بمبادئهم وأضاف رئيس الحزب بأن كل من يتقدم باستقالته ستقبل وأنه لا نية مطلقا لقبول طلب العدول عن الاستقالة لكل من استقال».

اندماج وائتلافات

أما الحقيقة في حكاية اندماج وائتلافات الأحزاب فقد كشفها يوم السبت محمد السيد صالح رئيس تحرير «المصري اليوم» السابق في إحدى فقرات بابه «حكايات السبت» وهي أنها تتم بتخطيط الأجهزة السيادية، أي أمن الدولة التابع لوزارة الداخلية والمخابرات العامة والحربية، وهو أمر ليس جديدا على الجميع، المهم أنه قال: «هل سيصبح «مستقبل وطن» حزب الأغلبية هل هناك حزب معارضة كبير في الطريق؟ أم أن ما حدث مؤخراً في «الوفد» هو تثبيت وتدعيم من الدولة ومن رئيس الحزب، وأن الخطوة المقبلة ستكون بالتأكيد هي عودة الليبرالية لأقدم حزب مصري؟ ما هو مصير باقي الأحزاب على الساحة هل ستندمج البرامج المتشابهة، هناك لقاءات عُقدت فعليًا ورغبة من أحزاب صغيرة ذابت في الشارع أو ضلت طريقها إلى البرلمان في هذا الاندماج، لكن القرارات الكبرى يقررها الكبار سواءً في الأجهزة السيادية أو في التحالفات الكبرى وخاصة دعم مصر».

رؤية القضية بعينين

«في مؤتمر الشباب الذي انعقد قبل رمضان بيوم واحد، قال الرئيس إن المؤتمر الذي يتجدد انعقاده كل فترة، يظل فرصة لسماع الأصوات المختلفة، وأن البلد في حاجة إلى الإنصات للصوت المُعارض، لأنه يمثل عوناً على حل الكثير من المشكلات! والمتصور لدى سليمان جودة في «المصري اليوم»، أن رأس الدولة حين أعلن ذلك وأكده، كان يدعو بتوجيه رئاسي إلى إفساح المجال أمام الأصوات المختلفة، على كل مستوى، وليس على المستوى السياسي وحده.. فهذه الأصوات، خصوصاً إذا امتلكت الحلول والرؤى البديلة، تعطي الدولة القدرة على أن ترى القضية الواحدة بعينين اثنتين، بدلاً من العين الواحدة التي ترى وجهاً واحداً من كل مشكلة مطروحة أمامها، ولا ترى بطبيعتها باقي الوجوه. وقد سألتُ نفسي: ماذا لو أخذنا بما دعا إليه الرئيس، في كل قضية معروضة علينا؟ وماذا لو أننا استمعنا في قانون التأمين الصحي الشامل، مثلاً، إلى الأصوات الأخرى في نقابة الأطباء؟ وماذا لو أنصتنا إلى الصوت الآخر في قانون التجارب السريرية على سبيل المثال أيضاً؟ الإجابة هي أننا كنا سنوفر على أنفسنا صدور بيان ساخط عن هذه الأصوات المختلفة في النقابة. يصف القانونان مع قوانين أخرى بأنها استباحة للمواطن، والمستشفى، والطبيب، وكنا سنوفر على أنفسنا عناء هذه الاستقالات المتوالية في النقابة، التي وصلت إلى حد استقالة أمين النقابة العام وأمينها المساعد.. وكنا سنفوز في النهاية بمشروع قانون يحظى بتوافق عام، ولا يتجاهل صوتاً لمجرد أنه صوت مختلف، وكنا سنقطع الطريق على الذين يتصيدون لنا من خارج البلاد، كل حبة، لينفخوا فيها ويحولوها بقدرة قادر، إلى قبة. كنا بالتأكيد سنكسب، كبلد، على مستويات كثيرة. وإذا كانت فرصة كهذه قد فاتتنا في قانون التأمين، فهي لا تزال مُتاحة في قانون التجارب الذي لم يُناقش نهائياً في البرلمان بعد، والذي يدور حوله الكثير من الجدل، ويمتلئ النقاش العام حول مشروعه بالكثير من وجهات النظر الأخرى. وهي وجهات نظر من أطباء كبار، يتكلمون في ما يفهمون، وليست وجهات نظر من عابري سبيل.. فعندما يتكلم الدكتور محمد غنيم في قانون طبي، فإنه يتكلم في ما يعرف.. وكذلك الدكتور أبوالغار.. ومعهما عدد آخر من الأسماء الكبيرة في دنيا الطب!. دعوة الرئيس في مؤتمر الشباب يجب أن يكون لها صدى نراه ونسمعه».

حكومة ووزراء

وإلى الحكومة وقراراتها المقبلة برفع أسعار الوقود من كهرباء وبنزين وسولار وغاز مع تعهدها بعمل حزمة إجراءات تخفف من وطأتها، حيث أبدى عماد الدين حسين رئيس تحرير «الشروق» دهشته من بعض الكتاب والصحافيين الذين أكدوا أن المواطنين سيرحبون بها ووصفهم بأنهم دببه لدرجة أنه قال تحت عنوان «حزب الدببة»: «أتحدث عن طريقة التعامل مع الأمر وأسوأ سيناريو متوقع أن يخرج البعض بحسن نية أو جهل ليقول، إن بعض المصريين يرحب بقرارات رفع الأسعار، هذا الفريق يمكن أن نطلق عليه ــ بدون أن نتجنى ــ الدببة التي قد تتسبب في قتل أصحابها، أو الإساءة إليهم وهم يحسبون أنهم يُحسنون صنعا. في الفترة الأخيرة قرأت لنماذج تنتمي لهذا الفريق يتحدثون بسذاجة منقطعة النظير ليحاولوا إقناعك أن بعض الفقراء سيرحب سعيدا ومبسوطا بقرارات رفع الأسعار. منطقيا فإن الرفع المتوقع للأسعار سيصيب الجميع بآثاره السلبية بمن فيهم الأغنياء، وبالتالي فالحل ليس أن نقول إن الناس سعيدة برفع الأسعار، بل بمحاولة إقناعهم بأنه لا يوجد بديل عن هذا القرار الصعب، لو كنت مكان الحكومة لتوقفت فورا عن الاستماع لـ«حزب الدببة» ولطلبت منهم أن يوفروا نظرياتهم الساذجة ويجتهدوا في أن يشرحوا للمواطنين الواقع الصعب جدا للاقتصاد المصري وضرورة إصلاح مواطن الخلل، وأنه إذا كانت الحكومة سترفع أسعار الطاقة، فإنها في المقابل ستزيد من حجم شبكة الحماية الاجتماعية، خصوصا للموظفين ومحددوي الدخل، مثل المخصصات التموينية وبرنامجي تكافل وكرامة، والضمان الاجتماعي واحتمال صرف علاوة غلاء، إضافة لضرورة محاربة الفساد بلا هوادة، وضمان تحصيل الضرائب من القادرين واسترداد حقوق الدولة المهدرة خصوصا من حيتان الأراضي الذين استولوا عليها بلا سند من القانون».

حزمة إجراءات للحماية الاجتماعية

وفي «الأخبار» قال رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم ياسر رزق، وهو الصحافي الوحيد المقرب جدا من الرئيس، ومن مدة طويلة عندما كان مديرا للمخابرات الحربية وياسر محررا عسكريا للأخبار قال تحت عنوان «رفع أسعار الطاقة وزيادة الأجور والمعاشات» كاشفا بصراحة عما دار بينه وبين الرئيس: «منذ 4 شهور تقريباً قيل للرئيس عبدالفتاح السيسي: ما دامت هناك حزمة من إجراءات العدالة الاجتماعية ستصاحب الخطوة المقبلة في برنامج الإصلاح الاقتصادي، مع مطلع العام المالي الجديد، لماذا لا تبكر بهذه الحزمة وتعلن عنها من الآن؟ كان ذلك مواكبا لإعلان الرئيس عن ترشحه لمدة رئاسة ثانية، وكانت الساحة الانتخابية خالية إلا من مرشح منافس وحيد في مواجهة الرئيس وجهة النظر التي قيلت كانت تستند إلى أن الناس لا تقبل عادة على الانتخابات إلا في ثلاثة أحوال، إما وجود منافسة محتدمة، أو وجود خطر يحدق بالبلاد، أو وجود حافز مشجع على المشاركة، كزيادة الأجور والمعاشات، لكن المنافسة غير موجودة والخطر على البلاد تقلص وصار بعيداً، لذا كان لابد من المطالبة بتبكير صرف زيادة الأجور والمعاشات قبيل الانتخابات لحفز الناس على النزول للتصويت. أظنني كنت واحداً من أصحاب ذلك الرأي، وأحسبني فاتحت الرئيس فيه، كان رأي الرئيس هو الرفض الغاضب، أولا لأنه لا يقبل أن يخادع الناس فيعطيهم زيادة في الدخل قبل إجراء الانتخابات، ثم يداهمهم بعد النتيجة برفع الأسعار. وثانيا كان يبدو الإجراء في رأيه نوعا من الرشوة الانتخابية يرفضها على الشعب ويأباها على نفسه، وكان الرئيس يثق بأن نزول الناس سيكون كبيراً وحاشداً وسيفاجئ المتخوفين، وقد كان على النقيض. ألمح الرئيس السيسي أكثر من مرة قبيل إجراء الانتخابات إلى ضرورة رفع أسعار رسوم بعض الخدمات، وخص بالذكر تذاكر مترو الأنفاق، لتقترب قيمتها من تكلفة التشغيل العالية والمتزايدة، ليس هناك سر في مسألة زيادة أسعار الطاقة ولا في موضوع زيادة الأجور والمعاشات، وبالتالي ليس هناك عذر عند أجهزة الحكومة والمحليات في منع المغالاة في تعريفة الركوب بسيارات الأجرة على اختلاف أنواعها، وأسعار المأكولات الشعبية وفي طرح السلع الأساسية والغذائية بالمنافذ العامة بكميات كافية وأسعار مناسبة تكبح جموح التجار الجشعين».

كاركتير

ولو ذهبنا إلى «المصري اليوم» لنرى ماذا عند الرسام عمرو سليم من أخبار سنجده مشكورا مأجورا على حسن صنيعه يخبرنا بأنه ذهب لزيارة صديق له يعاني من حالة بؤس وفقر يشاهد التلفزيون هو وزوجته التي سألته: معناها إيه الدين العام وصل خمس أضعافه؟ فقال لها لأنه عليم بالأمور أننا شعب متدين بطبعه».

المركب انطلق وكلنا في داخله

«حقيقة على الجميع أن يواجهها وهي أن أسعار الوقود والكهرباء ستشهد زيادة لا محالة، نتيجة لصعود أسعار النفط عالميا، واتساع فجوة الدعم الحكومى بما يهدد بعجز متفاقم في موازنة الدولة، في رأي دينا عبد الفتاح في «المصري اليوم»، الحكومة لا تملك سيناريو بديلا عن زيادة أسعار الوقود، الرفاهية المالية المطلوبة لاستمرار الدعم بهذا المستوى غير متوفرة، كما أن التزامنا بتطبيق برنامج إصلاحي وطني منضبط مع المؤسسات الدولية، خاصة صندوق النقد الدولي، يحتم علينا عدم إرجاء أي قرارات تتعلق بمصير السلامة المالية في الاقتصاد. وبالتالى فنحن أمام «أمر واقع» لا بد أن نتعامل معه بشكل سريع، ولا نترك الأمر للمفاجآت التي اعتدنا عليها خلال الفترة الماضية. كلٌ منا عليه أن يعيد ترتيب أولوياته في الإنفاق من ناحية، ويخفض من استهلاكه قدر الإمكان من ناحية أخرى، إلى جانب ضرورة تكثيف البحث عن مصادر دخل إضافية أو زيادة دخله، حتى يستطيع التأقلم مع مستويات الأسعار الجديدة، سواء في ما يتعلق بالوقود تحديدا أو بمختلف السلع التي ستتأثر بزيادته. المواطن مطالب بأن يكون أكثر كفاءة في إدارة دخله خلال الفترة المقبلة، فينبغى ألا يلتزم بأقساط مالية تؤثر على قدرته المعيشية في المستقبل، وينبغى ألا يرسم حدود نفقاته في ظل مستويات الأسعار السائدة التي لا تعبر عن التكلفة الحقيقية لتلك السلع. وعلى الرغم من صعوبة الموقف، وارتفاع التكلفة التي سيدفعها كل منا، خاصة أهل الطبقة الفقيرة والمتوسطة إلا أنها تمثل السبيل الوحيد نحو المرور إلى مستقبل أفضل، وتحسين مؤشرات أداء الاقتصاد وتوفير المزيد من فرص العمل والإنتاج. وعلينا جميعا أن ندرك أن جميع الدول المتقدمة التي نشير إليها الآن ونقارن أنفسنا بها بعبارات «ليه مانكونش زى ألمانيا أو اليابان أو أمريكا»، مرت بالظروف الصعبة نفسها التي نمر بها نحن الآن، وطبقت إجراءات أكثر صعوبة من تلك التي نطبقها نحن حاليا. فتلك الدول لم تبدأ تجربتها التنموية في ظروف أفضل من الظروف التي نمر بها، بل كانت ظروف أسوأ بمراحل، نتيجة خروج هذه الدول من الحرب مُدمرة ومفتقدة لكافة مواردها وقدرتها على الصمود أمام المجاعات والصراعات الأهلية التي نشبت بداخلها. ينبغى أيضا أن تقوم الحكومة بتكثيف الدعم بالنسبة للطبقات الفقيرة، مع كفالة دعم بنسب معينة للطبقة المتوسطة التي تشارك هي الأخرى بشكل كبير في تحمل تكلفة الإصلاح، بدون أن يناظر هذه التكلفة زيادة بالنسبة نفسها في الدخول. والأهم من وجهة نظري من إجراءات الحماية الاجتماعية، هو الرقابة المشددة على الأسواق؛ لضمان عدم مبالغة التجار والبائعين في زيادات أسعار السلع، مع كل زيادة في أسعار الوقود. المواطن هو الآخر مطالبٌ بدور رئيسى لدعم خطط الإصلاح وتقييد الآثار السلبية الناجمة عنها، أهمها العمل المكثف والمستمر، والتحوّل للإنتاج والتفاؤل من حالة الكسل واليأس. ومراجعة جدول الاستهلاك بشكل مستمر، وزيادة الاعتماد على المواصلات العامة كبديل للسيارات الخاصة التي تستنزف جزءا كبيرا من ميزانية المواطن مع كل زيادة في أسعار الوقود. هذا هو الحال في كل دول أوروبا، فأبناء الطبقة المتوسطة يستخدمون المواصلات العامة، ويتنقلون بين العمل والمنزل بدراجاتهم، ويوفرون بشكل كبير من استهلاكهم لأغلب السلع التي تُصنف ضمن سلع الرفاهية أو الكمالية. وذلك لصالح تدبير احتياجاتهم الأساسية، وإدخار جزء من دخولهم للمستقبل. الخلاصة أن المركب انطلق وجميعنا في داخله، فإما أن نصل للبر بتحقيق التنمية الاقتصادية السريعة والمبنية على أسس هيكلية صحيحة تضمن استدامتها، وهو الهدف المطلوب، أو أن نغرق جميعاً ولا يصل أحد».

اختراقات لمؤسسات الدولة

في مسلسل تهريب الآثار الذي تفاقم وتعاظم خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة واستباح خطوطا حمرا غير مسبوق جرأة أحد على تجاوزها، هناك ملحوظة واضحة لدى جمال سلطان في «المصريون»، وهي أن كل المعلومات التي تكشفت عن تلك الجرائم كشفتها مصادر أجنبية، ووسائل إعلام أجنبية، وأجهزة رقابة أجنبية، لا توجد حادثة واحدة كبيرة في تلك الجرائم المروعة كشفتها أجهزة مصرية أو وسائل إعلام مصرية أو أي جهة مصرية، تبدأ الجهات المصرية تناول الواقعة بعد أن يتم فضحها من قبل مؤسسات أجنبية أو وسائل إعلام أجنبية، فتبدأ الصحف والفضائيات المصرية تتحدث ـ بحذر شديد ـ عن تلك الوقائع، ونسمع عن تحركات للتحقيق سرعان ما تختفي، ولا نعرف شيئا عنها، ولا تظهر لها أي نتائج.
في واقعة تهريب تابوت فرعوني أثري طوله متران، من مطار القاهرة الذي يشهد تلك الآونة إجراءات تفتيش عالية، لا تمر منها زجاجة عطر صغيرة، لكنه سمح بتهريب تابوت أطول من مفتشي الجمارك أنفسهم، لم نعرف بتلك الجريمة إلا من الأجهزة الكويتية، ومن الإعلام الكويتي، ومن رجال الجمارك في مطار الكويت الدولي، ولولا ذلك لمرت تلك الجريمة المذهلة بصمت وذهب التابوت إلى وجهته اللصوصية بدون ضجيج ولا صخب، وفي واقعة تهريب آلاف القطع الأثرية في حاوية ـ حاوية يا مؤمن! ـ تحمل حصانة الحقيبة الدبلوماسية، من ميناء الاسكندرية إلى إيطاليا، حيث عالم الجريمة والتهريب وغسيل الأموال، لم نعرف شيئا عن الواقعة إلا عندما كشفتها الجهات الرقابية في ايطاليا، وبعد أن تناولها الإعلام الإيطالي والصحافة الإيطالية، فبدأنا ـ بحذر شديد ـ نتحدث عنها ونطرح أسئلة خجلى عن كيفية خروج «حاوية» آثار من أكبر ميناء بحري مصري بتلك السهولة. وحتى بعد أن تتكشف تلك الفضائح على يد الجهات الأجنبية، لا نجد أي نشاط يذكر للأجهزة الرقابية المصرية أو جهات التحقيق، رغم أنها جرائم مال عام ضخمة وهائلة، تصل إلى مئات الملايين من الدولارات، لا أحد يعرف في أي جيب تذهب، فضلا عن أنها آثار أمة وشعب ووطن لا تقدر بثمن، حتى لو بذهب الأرض كله، ومع ذلك نتعامل معها ببرود مؤسسي، وكأنها حادثة نشل في مترو الأنفاق مثلا، ولا تشغل بالك يا مواطن، وهو ما يفاقم من الشكوك والهواجس التي تتردد على ألسنة الناس حاليا، وأثق أن الجهات المعنية تصلها تلك الأحاديث التي لا تخرج في العلن تحت ضغط الخوف. شخصيا، أقدر الدور الذي تقوم به هيئة الرقابة الإدارية، والتي نجحت في اختراق مجالات لم يخترقها أحد قبلها، خاصة في مجال فساد القضاة وانحرافاتهم، حيث ضبطت أكثر من واقعة إجرامية لقضاة، يساومون نساء على شرفهن من أجل أن يحصلوا على حكم من «منصة العدالة» لصالحهن في بعض القضايا، أو يساومون بعض المتقاضين على مبلغ الرشوة والذي يصل أحيانا لملايين الجنيهات من أجل أن تصدر «منصة العدالة» حكما لصالح طرف ضد آخر بالباطل، وتتحول «منصة العدالة» في مصر إلى «منصة الظلم والفساد والإفساد في الأرض»، نجحت الرقابة الإدارية في ضبط أكثر من قضية في هذا المجال كان للكشف عنها ضجيج، ولا توجد جهة أخرى في الدولة تملك تلك الجرأة على تتبع تلك القضايا. لكن العتاب مستحق للرقابة الإدارية عندما يغيب صوتها وبصمتها، عن ملف تهريب الآثار المتفاقم، فلا يصح أن تنشغل الهيئة في قضايا فساد بآلاف الجنيهات، بينما يغيب جهدها عن قضايا بمئات الملايين من الدولارات، خاصة وأن حجم عمليات تهريب الآثار الأخيرة وجرأتها تكشف أن وراءها أصحاب نفوذ وأصحاب خبرات وبالتأكيد اختراقات لمؤسسات الدولة بما يسمح بعمليات تهريب ضخمة بتلك السهولة، رغم كل إجراءات الأمن والجمارك في المنافذ».

أمة لا تقرأ

وائل لطفي في «الوطن» تابع مثل غيره الضجة الكبيرة التي أثارتها محاولة عودة الداعية عمرو خالد وتلميذه مصطفى حسني للشاشات، ومنها إلى المجال العام بحيث يبدو كل شيء طبيعياً وكأننا ما زلنا في سنوات ما قبل 30 يونيو/حزيران. والحقيقة أنني شعرت بالدهشة أكثر مما شعرت بأي شيء آخر.. فالذين صدمهم إعلان عمرو خالد عن نوع معين من الدجاج، قال إنه يرتقي بالروح مع صلاة التراويح، لم ينتبهوا إلى أن ظاهرة عمرو خالد هي في أساسها ظاهرة إعلانية وتجارية من الأساس، وأن أهم ما تميز به هذا النوع من الدعاة أنهم حولوا الدين من (رسالة) إلى (سلعة) والفارق بين الاثنتين كبير.. ولم ينتبهوا أيضاً إلى أن ذلك منشور ومكتوب منذ عام 2001 على صفحات مجلة «روز اليوسف» التي كانت منبراً للتنوير ومحاربة الأفكار الظلامية.. والذين أفاقوا على أن عمرو خالد وتلميذه مصطفى حسني من الإخوان لم يدركوا أن ذلك منشور منذ ثمانية عشر عاماً على الأقل، وأنه مبني على تحليل خطاب هؤلاء الدعاة، وليس على تسريب أو لقطات موضوعة على صفحات التواصل الاجتماعي من هنا أو هناك، إن ما يستدعى هذا التوقف أننا أمام أمة لا تقرأ، أو ما يحزن في حقيقة الأمر أننا في عام 2018 ما زلنا نناقش قضية كان يجب أن نحسمها وننتهي منها في 2001، وهو ما يعني أشياء كثيرة، منها أن مصر استهلكت خلال العشر سنوات الأخيرة من حكم مبارك، ثم في السنوات التي تلت ثورة يناير/كانون الثاني في (اللاشيء)، وأن المجتمع وربما الدولة أيضاً كانت عاجزة عن أن تحسم أمرها في قضايا كثيرة جداً، وهو ما أدى ليس فقط إلى أن نبقى محلك سر، ولكن لأن نعود للوراء. وفي ظاهرة خطيرة مثل الدعاة الجدد فإنك تكتشف أنه لا توجد جهة واحدة في الدولة أو في جامعات مصر تأخذ على عاتقها دراسة هذه الظاهرة التي تؤثر على الملايين من شباب مصر، باستثناء جهد فردي قام به كاتب هذه السطور، وعبر عشرين عاماً تقريباً من متابعة الظاهرة أقول إنها لم تعالج ثقافياً أو سياسياً إطلاقاً باستثناء ما حدث مؤخراً.. وإن التعامل في ما سبق كان على مستوى القرارات الأمنية والإدارية فقط لولا نمو الرأي العام والتفكير النقدي لدى المصريين بعد 30 يونيو/حزيران. إننا يجب أن نسير للأمام ويجب ألا نعود للخلف.. أما استضافة كلية الشرطة للداعية مصطفى حسني كي يحاضر بها فله حديث آخر».

وسائل إعلام وأجهزة رقابة أجنبية تكشف مسلسل تهريب الآثار والدوائر المصرية تتناول الواقعة بعد فضحها!

حسنين كروم

أبو تريكة يطالب بفتح حساب بنكي لردّ تبرعات آل الشيخ للأهلي

Posted: 27 May 2018 02:37 PM PDT

القاهرة ـ « القدس العربي»: في حلقة جديدة من حلقات الخلاف بين النادي الأهلي المصري، وتركي آل الشيخ رئيس الهيئة الرياضية السعودية، والرئيس الشرفي السابق للنادي، أرسل محمود الخطيب، رئيس مجلس إدارة الأهلي، أمس الأحد، خطاباً رسمياً إلى خالد عبد العزيز، وزير الشباب والرياضة المصري، لتشكيل لجنة من الجهة الإدارية لمراجعة كافة الأموال التي تبرع بها آل الشيخ للنادي.
وقال في الخطاب: «الأموال التي تبرع بها تركي دخلت الحسابات البنكية للأهلي باعتمادات وقرارات رسمية من مجلس الإدارة، وتم صرفها في الأوجه المخصصة لها».
جاء ذلك رداً على اتهام آل الشيخ، إدارة الأهلي، في وقت سابق، بعدم صرف مكافآت بطولة الدوري التي أهداها للاعبين والعمال.
وقال، عبر حسابه الشخصي، على موقع التواصل الاجتماعي: «علمت وأحزنني أن وليد أزارو وعلي معلول وأحمد فتحي وعبدالله السعيد، لم يحصلوا على مكافأة الدوري التي كانت هدية بسيطة مني منذ شهرين وإلى الآن لم يتسلموها».
وتابع: «كما لم يتسلم العمال في النادي المكافآت كما هي، بل سُلِّموا جزءا بسيطا منها».
وأضاف: «ليست هذه مبادئ الأهلي، رحمك الله يا صالح سليم وعبد المحسن مرتجى».
رئيس الهيئة الرياضية السعودية، الذي ترأس النادي الأهلي المصري لمدة 5 أشهر، كشف في بيان أمس أول عن إنفاقه خلال هذه الفترة مبالغ تجاوزت الـ 260 مليون جنيه، بعضها لصالح الخطيب نفسه.
البيان، جاء عقب الأزمة التي نشبت بين آل الشيخ وبين جمهور النادي الأهلي الذي دشن هاشتاغ على موقع تويتر «تركي برا الأهلي» أجبره من خلاله على الاعتذار عن الرئاسة الشرفية للقلعة الحمراء.
وكشف المسؤول السعودي عن لقاء سري جمعه بالخطيب في الرياض، طالبه الأخير فيه بدعمه في انتخابات النادي التي جرت قبل خمسة أشهر، وأنه مول حملته الانتخابية بخمسة ملايين جنيه مصري.
وأضاف: «قبل الانتخابات بأسبوع، وأثناء وجودي في اليابان لدعم نادي الهلال في النهائي الآسيوي، تلقيت اتصالا من الخطيب يوضح فيه أن الانتخابات صعبة وشرسة، وأنه متأخر عن منافسه محمود طاهر بحسب استطلاعات الرأي نتيجة دعم عدد من رجال الأعمال المصريين لمحمود طاهر، هم أحمد أبو هشيمة ونجيب ساويرس، وأنه يطلب الدعم والتدخل في ذلك، فقمت بشكل عاجل بإرسال مبلغ مليون جنيه إضافي عن طريق الأخ حمادة اسماعيل».
وكان لافتاً، تعليق لاعب النادي الأهلي السابق، محمد أبو تريكة، على الأزمة بين الأهلي وآل الشيخ، حيث طالب، الخطيب بفتح حساب بنكي لرد مبلغ تركي الشيخ له.
وأضاف في عده تغريدات له على حسابه الخاص بـ«تويتر»: «الأهلي فوق الجميع، أتمنى من مجلس إدارة نادينا الموقر أن تفتح لنا نحن مشجعي النادي ومحبيه حسابا بنكيا لرد كل المبالغ التي قدمها معالي رئيس هيئة الرياضة في المملكة العربية السعودية الشقيقة».
وتابع «لنساهم معا في محو الحزن والألم الذي أصابنا جميعا جراء الأمور الأخيرة، ومن هنا أعلن تنازلي عن جميع مستحقاتي القديمة لدى النادي على أن توضع في هذا الحساب».
وخاطب أبو تريكة، آل شيخ قائلًا، «كلمة أخيرة لمعالي الوزير نعلم أنك تحب الأهلي ولكنك أخطأت في حقه. من يحب الأهلي يعطي ويبذل كل نفيس في سبيل رفعته ولا ينتظر المقابل، هكذا تعلمنا في مدرسة الأهلي».
وخص كذلك إدارة النادي الأهلي ببعض التغريدات، قائلاً: «كلمة لمجلس إدارة نادينا الكبير أعلم أنكم تحبون وتعشقون الأهلي، فيكم من هم أساطير لهذا النادي وسيبقون أساطيره وفيكم من تربى وكبر في هذا النادي، نشعر بحزن وألم لا أعرف كيف تزيلونه من قلوبنا وصدورنا».
واختتم بالقول: «سامحوني لا أملك سوى هذه الكلمات أكتبها على الملأ لأنني لست بينكم. ضعوا الأهلي فوقكم».
ويجيز قانون الرياضة الجديد رقم 71 لسنة 2017 ولائحته المالية تلقي تبرعات وهبات مقدمة من أشخاص طبيعيين أو اعتباريين داخل جمهورية مصر العربية مع اشتراط إخطار الجهة الإدارية المختصة بالتبرعات أو الهبات.
وحسب الفقرة الخامسة من المادة 92 لقانون الرياضة، يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على ستة أشهر وبغرامة لا تزيد على مئة ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من جمع تبرعات بالمخالفة للقانون.

أبو تريكة يطالب بفتح حساب بنكي لردّ تبرعات آل الشيخ للأهلي
رئيس النادي يدعو لتشكيل لجنة لمراجعة أموال المسؤول السعودي
تامر هنداوي

تأجيل خروج الرئيس الفلسطيني من المشفى لـ«المقاطعة»… والطاقم الطبي يطمئن

Posted: 27 May 2018 02:35 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: بالرغم من عدم مغادرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للمستشفى الاستشاري في مدينة رام الله يوم أمس على خلاف المتوقع، إلا أن الرجل استبق أي قرارات طبية تؤجل عودته لمقر «المقاطعة»، بتبديد إشاعات بقائه في منصبه والبحث عن بديل، بعقده لقاء هو الأول من نوعه مع مسؤول دولي في المشفى، في الوقت الذي غادرت فيه حركة حماس الصمت، وكشفت عبر الدكتور موسى أبو مرزوق، عن تطلعها للعب دور في ترتيبات اختيار «خليفة» الرئيس، بطريقة أوحت قبولها بمبدأ «التوافق» لصعوبة نصب صناديق الاقتراع في هذه المرحلة.
وعلى خلاف المتوقع، أعلنت الرئاسة الفلسطينية عن تأجيل خروج الرئيس عباس من المستشفى الاستشاري، يوم أمس، دون أن تعطي مزيدا من المعلومات، بعد أن أعلن صباحا أن الرئيس سيغادر المشفى الذي دخله قبل ثمانية أيام بعد ساعات الظهر.
وفي مسعى لإضعاف الإشاعات حول صحة الرئيس، والتي عادت من جديد بعد قرار تأجيل الخروج، أكد المدير الطبي للمستشفى الاستشاري الدكتور سعيد سراحنة أن صحة الرئيس «تشهد تحسنا مستمرا وسريعا»، وأن نتائج الفحوصات أظهرت بأنها تعود إلى معدلاتها الطبيعية تدريجيا، وأن الطاقم الطبي يتابع نتائج هذه الفحوصات يوميا، لتحديد موعد خروجه من المستشفى.
وجاء قرار التأجيل في الوقت الذي كانت تجري فيه الاستعدادات لعودة الرئيس لممارسة عمله في أروقة «المقاطعة»، التي اعتاد عليها بحكم الاجتماعات والاستقبالات الرسمية للرؤساء.
وفي إطار تلك الاستعدادات للعودة إلى أروقة «المقاطعة»، استقبل الرئيس مساء السبت، المبعوث الصيني للشرق الأوسط داخل المشفى الذي جهز سابقا لمتابعته للملفات السياسية، وفهم من وراء اللقاء بهذا المسؤول تحديدا، بأن الأمر يحمل في طياته رسالة تحد جديدة للإدارة الأمريكية، باختيار ممثل دولة تشهد خلافا في الرأي حول المسائل السياسية والاقتصادية مع واشنطن، لبدء نشاطات أبو مازن السياسية الخارجية، كما فهم اللقاء، بأنه راجع لعمل سياسي مدروس، أراد من خلاله الرئيس وطاقم مستشاريه، تبديد الإشاعات التي تناقلتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، حول خطورة وضعه، وبداية البحث عن «البديل» لقيادة السلطة، والتي لاقت صدى في بعض الأوساط.
ويتردد هنا بقوة أن الرئيس عباس بعد إنهاء رحلة العلاج، سيتخذ سلسلة قرارات هامة وجديدة، تهدف لترتيب وضع «البيت الفلسطيني» بشكل أقوى، وهو أمر فهمته «القدس العربي» من أحد زوار الرئيس خلال علاجه في المشفى الاستشاري، والذي أكد أيضا أن الرئيس استجاب للعلاج بشكل كامل منذ يومين، وأن الفريق الطبي المشرف على حالته، فضل بقاءه في المشفى على سبيل الراحة والمتابعة عن قرب.
ولم تكن النصائح بالراحة تلاقي آذانا صاغية، حيث أصر الرئيس على متابعة مجمل الأوضاع السياسية، عبر فريق عمله في المقاطعة وفي السلطة والمنظمة وحركة فتح، واستمع طول فترة علاجه لتقارير عدة، كما التقى مرارا كلا من الدكتور صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية، والدكتور زياد أبو عمرو، نائب رئيس الوزراء، واللواء ماجد فرج مدير المخابرات العامة، علاوة عن محادثاته الهاتفية التي أجراها مع العديد مع الزعماء العرب والمسؤولين الأجانب.
والمعروف أن الرئيس الفلسطيني لم يعتد على هذه الفترة الطويلة من الراحة منذ توليه منصبه في نهايات عام 2004، لقيامه بجولات خارجية كانت تمتد لأيام عديدة، يتنقل فيها بين العواصم العربية والأجنبية، لتأمين أكبر قدر من النصاب السياسي الدولي الداعم للقضية الفلسطينية.
وبالعودة إلى تصريح أبو مرزوق، الذي استبق خروج الرئيس من المشفى، وتحدث فيه على غير عادته أخيرا بأسلوب هادئ، من خلال تدوينة كتبها على صفحته على موقع «تويتر»، فإنه لا يفهم منها إلا أنه يأتي في سياق تطلع حماس للعب دور مركزي إلى جانب حركة فتح في اختيار «الخليفة»، مستندة بذلك لقوتها في غزة، وهيمنتها على البرلمان «المجلس التشريعي»، الذي لم تعد ترى لخصمها فتح أي دور له في المرحلة الحالية واللاحقة.
وبعد صمت من حماس دام لأسبوع، منذ دخول الرئيس عباس المشفى للعلاج من التهاب رئوي، كتب أبو مرزوق في تغريدته الأخيرة بعد أن تمنى الشفاء للرئيس بالقول «في ظل تراجع حالته الصحية يستوجب القيام بمبادرات وقرارات محسوبة حتى لا نتفاجأ جميعا بأمر يُربك الحالة الوطنية ويعمّق الشرخ الداخلي في فتح، وكذلك القاعدة الشعبية، مما يؤثّر سلبًا على مجمل قضيتنا الوطنية».
أبو مرزوق أحد مهندسي اتفاقيات المصالحة، رغم هدوء تدوينته، غمز أيضا من قناة الخلاف الفتحاوي الداخلي، والإشارة لذلك بشكل واضح بجملة «الشرخ الداخلي في فتح»، في إشارة فهمت أن المقصود بها على الأرجح محمد دحلان، القيادي المفصول من فتح، والذي دخل منذ عام مضى في تقارب غريب مع حركة حماس، للدلالة على إمكانية تأثير حماس في ذلك، وهو أمر لا تقبله حركة فتح بالمطلق، ولا تقبل أن يكون لدحلان أي دور مستقبلي في قيادة السلطة.
وقد دفع ذلك حركة فتح لإبداء غضبها وعتبها على هذه التصريحات، التي وصفها الناطق باسم الحركة، عاطف أبو سيف، لـ«القدس العربي»، بأنها محاولة لـ»الصيد بالماء العكر»، وأنها تمثل «تساوقا» مع الإشاعات الإسرائيلية.
ويقول إن النظام السياسي الفلسطيني، ومن ضمنه «مؤسسة الرئاسة» له نظمه الخاصة التي تحددها أطر ومؤسسات وقوانين منظمة التحرير ودولة فلسطين، مطالبا في ذات الوقت حركة حماس أن تنهي سيطرتها على غزة، وأن تستجيب إلى مبادرات المصالحة، ليتسنى الذهاب للاحتكام إلى صناديق الاقتراع.
ويمكن فهم الغضب الفتحاوي من حركة حماس ومن الدكتور أبو مرزوق تحديدا، هذه المرة، لتزامن طرح ملف «خلافة الرئيس»، على الطاولة بهذا الشكل المباشر والعلني، في ظل التحسن الكبير الذي طرأ على صحة الرئيس، وسط خشية من أن تكون هناك «معان أخرى بين المفردات» التي كتبها الرجل في تغريدة الهادئة.
فحركة فتح التي تقود مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وكذلك مؤسسات السلطة، والتي تهيمن بلا منازع على منصب «الرئيس» منذ دخولها منظمة التحرير، لم تطرح ملف «الخليفة» بالأصل على طاولة البحث في هذا الوقت، باعتبار أولا أن التقارير التي يعدها المشفى الاستشاري في مدينة رام الله بشكل يومي عن صحة الرئيس طول الأيام الماضية، لم تكن تحمل ما يشير لوجود خطورة على وضعه الصحي، مع استجابته منذ اليوم الأول للعلاج. وفي السبب الثاني ترى فتح أن عقد الجلسة الأخيرة للمجلس الوطني يوم 30 الماضي، والتي استمرت حتى بدايات الشهر الجاري، رسخت بشكل كامل عملية انتقال الحكم والمسؤوليات العليا للرئيس، وهو أمر اتبعته عند مرض الرئيس الراحل ياسر عرفات، باعتبار أن الناظم لعملية نقل الصلاحيات يعود للمؤسسة التشريعية، وهذه المرة عين حركة فتح على خلاف حماس، تتجه إلى «المجلس المركزي» لمنظمة التحرير، وليس التشريعي المغيب بسبب الانقسام.
وتستند فتح إلى «المركزي» الذي أوكلت له مهات المجلس الوطني الموسع بشكل كامل في الدورة الأخيرة، بما فيها اختيار أعضاء في التنفيذية، بما في ذلك «اختيار الرئيس»، للتعامل مع أي طارئ سياسي، على خلاف حماس التي فهم من تصريح أبو مرزوق أن هدفها المشاركة في عملية «الاختيار»، وأنها لن تسلم بأي عملية توافقية أو أي شكل آخر يستبعدها من دائرة صنع القرار والمشاركة، وهو أمر قد يدفع حركة فتح لتحصين قرارها بتمتين جبهة منظمة التحرير، وإعادة مشاركة الجبهة الشعبية الفصيل الثاني في المنظمة، في اللجنة التنفيذية، بعد اعتذارها عن المشاركة في المجلس الوطني الأخير.

تأجيل خروج الرئيس الفلسطيني من المشفى لـ«المقاطعة»… والطاقم الطبي يطمئن
عتب فتحاوي على موقف أبو مرزوق… وتوقعات بقرارات رئاسية هامة قريبا لترتيب «البيت الفلسطيني»
أشرف الهور:

درعا: حشود سياسية وعسكرية… ساعة الصفر بانتظار نتائج المفاوضات جنوباً

Posted: 27 May 2018 02:34 PM PDT

دمشق ـ «القدس العربي» : قالت مصادر ميدانية لـ»القدس العربي» إن حشوداً عسكرية تابعة للجيش السوري تستمر بالتوجه إلى جبهة الجنوب السوري استعداداً لمعركة مرتقبة ساحتها محافظة درعا، وقالت المصادر إن قوات من الفرق السابعة والتاسعة والأولى إضافة لوحدات من قوات النمر وقوات الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة وصلت إلى نقاطها الميدانية المحددة وفقاً لخطة الاشتباك التي تتطلبها عملية درعا، وتوزعت الحشود العسكرية على ريفي درعا والسويداء في إطار استعدادات ميدانية لعملية عسكرية واسعة تطال البلدات والأحياء التي يسيطر عليها المسلحون في محافظة درعا، وذلك في حال فشلت الوساطة التي تخوضها موسكو هناك والتي تهدف إلى تسليم تلك البلدات للحكومة السورية.
وحتى الآن لم تتوجه حشود عسكرية بشرية أو آلية تابعة للقوات الإيرانية أو لقوات حزب الله إلى محافظة درعا للاشتراك في العملية العسكرية المرتقبة هناك، وسبق أن نُقل عن السفير الإيراني في الأردن مجتبى فردوسي قوله إن القوات الإيرانية لن تشارك في معركة درعا.
في الأثناء ألقت مروحيات تابعة للجيش السوري منشورات فوق بلدات عدة في درعا أبرزها إنخل وجاسم ونوى وطفس وغيرها، تتوعّد بعملية عسكرية وشيكة وتدعو المسلحين إلى إلقاء السلاح، كما دعت المنشورات أهالي درعا إلى مشاركة الجيش في «طرد الإرهابيين».
وفي حال جرت عملية عسكرية في درعا، فإن بعض الخبراء العسكريين توقعوا أن تكون هذه المعركة على مرحلتين: الاولى تستهدف بلدات بصر الحرير، المسيفرة، صيدا بصر الشام، وهي الأسهل والأسرع، والثانية تطال بلدات جاسم، ونوى، وطفس، وباقي مناطق الحدود مع فلسطين وهي الأصعب والأطول وذلك وفق تقدير الخبراء العسكريين.
تزامناً دخلت واشنطن بشكل مباشر على خط المواجهة المرتقبة في محافظة درعا ووجهت تهديداً للحكومة السورية من مغبة الذهاب إلى عملية عسكرية في درعا، وتوعدت واشنطن بإجراءات حاسمة ضد دمشق في حال تم خرق إطلاق النار في «منطقة خفض التوتر» في الجنوب السوري.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر ناورت: «الولايات المتحدة تعبر عن قلقها إزاء تقارير عن العملية القادمة في جنوب غرب سورية، واشنطن لا تزال ملتزمة بالحفاظ على استقرار منطقة خفض التصعيد».
وقالت ناورت أيضاً: «إننا نحذر النظام السوري من القيام بأي تحركات تهدد بتوسيع النزاع أو زعزعة وقف النار»، وأضافت المتحدثة أن «الرئيس ترامب أعاد مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين تأكيد الاتفاق خلال اجتماع في فيتنام عُقد في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي». وقالت أيضاً أن الولايات المتحدة بصفتها ضامنة لمنطقة خفض التصعيد هذه بالاشتراك مع روسيا والأردن، ستتخذ إجراءات صارمة ومناسبة للرد على انتهاكات نظام الأسد.
إلى ذلك، نقلت وكالة نوفوستي الروسية عن القائم بأعمال السفارة السورية لدى الأردن أيمن علوش، قوله أن دمشق ليست بحاجة لعملية عسكرية بالمناطق الجنوبية ضد المسلحين، مشيراً إلى أن هناك إمكانية للخروج من الموقف عن طريق الحوار.
وحسب نوفوستي فإن الدبلوماسي السوري قال أيضاً إن مشكلة المنطقة الجنوبية تقترب من الحل، وأن هناك كتلة كبيرة داخل هذه المناطق تسعى إلى المصالحة والعودة إلى إطار الدولة.
وعلمت القدس العربي أيضاً أن ضباطاً كبار من قاعدة حميميم الروسية ومعهم ضباط من مكتب الأمن الوطني السوري ووجهاء موالون للحكومة السورية يخوضون مفاوضات ماراتونية مع قادة جماعات مسلحة محسوبين على الجبهة العسكرية الجنوبية في عدد من كبرى بلدات درعا حول تسليم تلك البلدات للسلطات السورية ودخول وحدات من الجيش السورية والشرطة العسكرية الروسية، وقالت معلومات للقدس العربي أن موسكو تعوّل على دخول عدد من البلدات الكبرى الرئيسية التي تضم أبرز الفصائل المسلحة في مدينة درعا إلى تسوية، بحيث تكون تلك البلدات دافعاً لبقية البلدات للانخراط في تسويات مشابهة.

درعا: حشود سياسية وعسكرية… ساعة الصفر بانتظار نتائج المفاوضات جنوباً

كامل صقر

سياسيون ليبيون يطالبون رئيس البرلمان بعزل الجنرال حفتر

Posted: 27 May 2018 02:32 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: دعا سياسيون ليبيون عقيلة صالح رئيس برلمان طبرق إلى إصدار قرار «تاريخي» يقضي بإقالة الجنرال خليفة حفتر، في وقت تتواصل فيه الإدانة للجرائم التي ترتكبها قواته في مدينة درنة شرق ليبيا.
وتساءل عبد الرحمن الشاطر عضو المجلس الأعلى للدولة «ماذا لو أصدر القائد الاعلى للجيش عقيلة صالح قراراً بإحالة اللواء حفتر لتجاوزه السن القانونية للتقاعد، وتكليف ضابط آخر بمنصب القائد العام للجيش من باب التداول السلمي على المناصب؟ هل يمكن أن يمر الموضوع بسلام من باب الضبط والربط العسكري؟».
وأضاف المحلل السياسي جمال الحاجي «عقيلة صالح إن كان له من ناصح يخدم الرجل وينقذه قبل فوات الأوان. الرجل «غاطس» في رمال متحركة وكل لحظة تمر يغطس أكثر سواء علم بذلك أم ادعى التجاهل! وهو أمام خيارين لا ثالث لهما: أن يستمر على ما هو عليه ينتظر حتفه تحت رحمة الضغوط المصرية من دون شفقة ولا رحمة ينفذ توجيهاتهم. أو ينحاز للشعب الليبي بسواده الأعظم الذي يقف مع الدولة المدنية والخروج من دائرة العسكرة والدولة المؤدلجة، ويصحح فقط ما صدر عنه وسيذكر له التاريخ والاجيال القادمة أنه أخرج ليبيا من مأزق الولاية والوصاية بموقف لا يقدم عليه إلا «كبير»، بأن يصدر قراراً بعزل مجرم الحرب حفتر. وأقسم لك بالله لا تمر عليك لحظة إلا وانت تغرق في الوحل أكثر وربما تملك اليوم هذه الورقة والتي لن تكون لها قيمة قريباً جداً».
وتتصاعد الأصوات المطالبة بوقف الغارات الجوية على مدينة درنة ورفع الحصار الذي تفرضه قوات حفتر عليها منذ أعوام عدة، في وقت يتهمها فيه عدد من المراقبين بارتكاب مجازر يومية ضد المدنيين في المدنية، ويطالبون الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للتدخل لوقف هذه المجازر.

سياسيون ليبيون يطالبون رئيس البرلمان بعزل الجنرال حفتر

حازم عبد العظيم آخر ضحايا حملة الاعتقالات في صفوف النشطاء المعارضين للسيسي

Posted: 27 May 2018 02:31 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: واصلت الأجهزة الأمنية المصرية، أمس الأحد، الحملة التي تستهدف نشطاء معارضين للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، التي كان آخر ضحاياها، الناشط السياسي حازم عبد العظيم، مسؤول الشباب في حملة السيسي الرئاسية عام 2014، قبل أن ينقلب عليه ويوجه له انتقادات حادة عبر صفحته الرسمية على موقع «تويتر».
أجهزة الأمن المصرية اعتقلت عبد العظيم فجر أمس، تنفيذا لأمر ضبط وإحضار أصدرته بشأنه نيابة أمن الدولة العليا. و .
جمال عيد، المحامي والحقوقي ورئيس الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، علّق على احتجاز عبد العظيم، بالقول إن «هذا الأمر مخالف للدستور لأنه يقتضي القيام بإبلاغ الشخصية المدانة بلحظة القبض عليها».
وقال، في تدوينة على موقع التواصل االاجتماعي «تويتر»، إن «الدستور هو أبو القوانين، وينص على وجوب إخطار المحتجز لحظة القبض عليه بالاتهامات المنسوبة له».
وأضاف:«من حق المتهم الاتصال تليفونيا بأسرته ومحاميه وإبلاغهم بمكان احتجازه وقوات الأمن تهدر هذا، والنيابة لا تحاسبها، فكيف نثق بمن يهدر الدستور».
وقدم محامون موالون للنظام المصري عشرات البلاغات ضد عبد العظيم خلال الأشهر الماضية، تتهمه بـ«نشر أخبار كاذبة والانتماء لجماعة الإخوان المسلمين وإهانة رئيس الجمهورية والدعوة لمقاطعة الانتخابات والتحريض على التظاهر». آخر هذه البلاغات قدمها سمير صبري المحامي المعروف بكثافة بلاغاته ضد المعارضين للسيسي، للنائب العام ونيابة أمن الدولة العليا.
وقال صبري إن «حازم دائم الهجوم على الدولة والتطاول البذيء الفج على رئيس الجمهورية والقوات المسلحة بعد أن اعتقد، بغباء فكره الشديد، بقدرته على إسقاط الدولة».
وذكر أن «عبد العظيم كتب على صفحته الشخصية في موقع تويتر في دعوة الإضراب ومقاطعة المترو يوم 11 إلى 15 مايو/ أيار الجاري: النظام ممكن أن يصاب بإسهال وتبول لا إرادي حال نجاح الدعوة، لأنهم يخشون أن يرفع الشعب رأسه مرة أخرى، ويقول لا، بعد أن كسروا كرامته وضمنوا انبطاحه وسكوته».
وأضاف صبري أن «ما قاله حازم عبد العظيم يشكل دعوة صريحة للتظاهر والاحتجاج ما ينتج عنه زعزعة استقرار البلاد، فالمعروف عنه معاداته للدولة وأنه هرب خارج البلاد متخذا القنوات المعادية لمصر منبرا له لمهاجمة الدولة ومؤسساتها».
وطلب «تحقيق الواقعة وإحالة حازم عبد العظيم إلى المحاكمة الجنائية».
وتوالت الانتقادات لنظام السيسي بسبب اعتقال عبد العظيم، وأعربت «الجبهة الوطنية المصرية» عن رفضها واستنكارها لاعتقاله، الذي يأتي في سياق موجة اعتقالات جديدة طالت قبله نشطاء آخرين.
وأكدت أن «هذه الموجة الجديدة من الاعتقالات، التي تترافق مع تزايد الانتهاكات داخل السجون، التي دفعت عددا من السجناء السياسيين للإضراب عن الطعام وعلى رأسهم الشيخ حازم أبو إسماعيل، إنما هي محاولة يائسة جديدة لكسر إرادة الشعب المصري وقواه ورموزه الحية، بهدف تمرير دفعة جديدة من القرارات الاقتصادية والصفقات السياسية المؤلمة التي لن يسكت عنها الشعب المصري».
وشدّدت، في بيان لها، أن «الشعب المصري سيدافع عن نفسه، وعن مقدراته، وعن لقمة عيشه وعن سيادة وطنه مهما كلفه ذلك من ثمن، ومهما طال الزمن، ومهما اتسعت دائرة الاعتقال والتنكيل».
وبعد أن جدد السيسي تهديده لمعارضيه خلال المؤتمر الوطني الخامس للشباب، الذي عقد في القاهرة يوم 16 مايو/ أيار الماضي، عندما قال خلال جلسة خاصة بمناقشة «مستقبل الأحزاب السياسية،» إن «كل الذين يتآمرون على مصر ويتحدثون في قنوات معادية سيحاسبون»، شنت أجهزة الأمن حملة اعتقالات في صفوف نشطاء سياسيين، طالت شادي الغزالي، حرب العضو السابق في ائتلاف ثورة الخامس والعشرين من يناير، حيث جرى التحقيق معه في القضية التي تحمل رقم 621 لسنة 2018 وتضم إلى جانبه ، شريف الروبي المتحدث السابق باسم حركة 6 أبريل، وشادي أبو زيد المراسل السابق في برنامج «أبلة فاهيتا»، وأمل حجازي زوجة مدير المفوضية المصرية للحقوق والحريات.
كما ألقت قوات الأمن القبض على الناشط اليساري هيثم محمدين، ووجهت له نيابة أمن الدولة العليا اتهامات تتعلق بـ«التحريض على التظاهر ضد رفع أسعار تذاكر مترو الأنفاق»، كذلك المدون الشهير وائل عباس، من منزله قبل أيام حيث وجهت له النيابة تهم «الانضمام لجماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة تضر بالأمن القومي والتواصل مع جهات أجنبية بهدف تشويه الدولة المصرية».

حازم عبد العظيم آخر ضحايا حملة الاعتقالات في صفوف النشطاء المعارضين للسيسي
يواجه اتهامات بـ«نشر أخبار كاذبة والتحريض ضد مؤسسات الدولة المصرية»

الصراع على الحصص الحكومية ينعكس اشتباكاتٍ عبر «تويتر» بين القوات اللبنانية والتيار الحر وبين أنصار جنبلاط وأرسلان

Posted: 27 May 2018 02:31 PM PDT

بيروت- «القدس العربي» : فيما يبدأ الرئيس المكلّف بتشكيل الحكومة سعد الحريري مشاورات التأليف غير الملزمة اليوم مع الكتل النيابية ، فإن الصراع على الحصص يُترجم بمعارك عبر « تويتر « ومواقع التواصل وخصوصاً بين حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي والحزب الديمقراطي اللبناني.
وقد بدأ الاشتباك غداة تغريدة معبّرة لوزير الاعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم رياشي قال فيها: «‏وظنّ نمرود انه يستطيع ان يفعل ما يشاء، ويحصل على ما يشاء، ويحتكر كل شَيْءٍ لنفسه ولا يقاسم الخبز حتى مع أخوته، وبدأ يفسد في الأرض وظنّ انه سوف يصيب الله في سهمه، فتركه العليّ ليبلغ اعلى برج بابل وأسقطه من اعلى إلى أسفل، فمات مسحوقاً! (من وحي الصوم الرمضاني).
واعتبرت تغريدة رياشي وكأنها رد على مواقف لرئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل الذي يتمسك بحصة للتيار أكبر من حصة القوات. وغرّد باسيل بالقول «العزل صار خبرية بيلجأوا لها للاستعطاف وللاستحصال على زوائد سياسية… ولا في «عزل» ولا في شي، في انّو كل واحد لازم يكتفي بحجم تمثيلو مش اكتر ولح يتمثّل؛ وما رح ينفعهم لا اتصالات واجتماعات ولا شكوى ونقّ في الداخل واكيد ما لح يفيدهم الاستقواء بالخارج».
وساند باسيل وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال سليم جريصاتي الذي علّق على تغريدة رياشي بالقول «إلى وزير الإعلام بكلّ صدق: فتّش عن نمرود تجده تحت سقف بيتك (من وحي التاريخ القديم والواقع الأحدث)».
رياشي عاد بتغريدة لاحقة ملمحاً إلى أن كلامه لم يكن يحمل معان محليّة حيث قال «غريب ان تُحمَّل تغريدة غير محلية معانٍ محلية، وكثيرة!! اوووف عن جد غريب».
ودخل على الخط أمين سر تكتل «الجمهوريّة القوية» فادي كرم قائلاً: « وزير باسيل ما تكون مفكّر حالك مالك الجمهورية، تلفيقاتك ما بقا تنفعك وأكبر دليل نتائج الانتخابات الأخيرة يلي اضطريت تستعين فيها بمجموعة كبيرة من المستقلين تا تغطي ضعفك. حاولت تعزلنا ولما ما قدرت تراجعت وانت مهزوم وكأن شيئاً لم يكن».
ولم يكن الحال بأفضل على الجبهة الدرزية، حيث غرّد مفوض الاعلام في «الحزب التقدمي الاشتراكي» رامي الريس عبر حسابه على تويتر منتقداً تكبير كتلة الأمير طلال ارسلان بإضافة 3 نواب من التيار الحر فقال «الطريق إلى مجلس الوزراء لا يمر بإستيلاد الكتل البرلمانية الهجينة… الرأي العام يعرف الحقائق ولا يخفى عليه التزوير. لو يتصرفون ببعض الذكاء بدل التذاكي»!.
وردّ مدير الإعلام في «الحزب الديمقراطي اللبناني» جاد حيدر، على الريس، فقال: «نذكركم ومن تمثلون، أنّ كتلة ضمانة الجبل والتي تعملون ليل نهار بكل قواكم ونوابكم ووزرائكم على إيهام الناس أنها كتلة هجينة وكتلة بالايعارة والايجار، هي في الحقيقة كتلة وليدة اتفاق سياسي يمثل شراكة حقيقية في الجبل مع التيار الوطني الحر وما يمثل، فهذه الكتلة برئاسة رئيس الحزب الأمير طلال ارسلان اتفق عليها قبل أكثر من شهر من موعد الانتخابات مهما كانت نتيجتها «.وأضاف»ونذكركم أيضاً أنّ الحاصل النهائي لهذه الكتلة لما جاء على ما هو عليه ولما فازت بالنواب الأربعة من خلال الكسر الأكبر لولا هذه الشراكة بيننا وبين التيار الوطني وبعض الحلفاء المستقلين، فاعتمادكم التضليل والتزوير للحقائق لم يعد ينفع ولن يجد نفعاً على الإطلاق. انتهجتم طوال مسيرتكم الاستقواء بالدولة وبالسلطة لإلغاء شريك الداخل ومن هو «موحد درزي»، فكيف لكم أن تقنعوا الرأي العام بمصالحتكم المزيفة مع الشريك المسيحي، وكيف يمكن للمسيحي ان يطمئن لكم إن كنتم لا تتقبلون الرأي الاخر في البيت الداخلي الدرزي».وختم « مهما كذبتم ومهما ضللتم، سيبقى القلق والتوتر ينتابكم من الآن فصاعداً، فأحاديتكم واحتكاركم إلى زوال أكيد».
تزامناً، تمّ التداول بتشكيلة حكومية تتوزع فيها الحصص وتُعطى فيها وزارة العدل إلى حزب الله ويكون لرئيس الجمهورية حصة وزارية من ضمنها وزير سني وآخر درزي.إلا أن هذه التشكيلة التي وردت بخط اليد إعتبرتها مصادر الحريري « تفنيصة ».

الصراع على الحصص الحكومية ينعكس اشتباكاتٍ عبر «تويتر» بين القوات اللبنانية والتيار الحر وبين أنصار جنبلاط وأرسلان

بعد تحذيرات واشنطن… النظام السوري يخفف لهجته تجاه درعا… ومعارضون: حشوده وتعزيزاته لـ «جس النبض»

Posted: 27 May 2018 02:30 PM PDT

درعا – «القدس العربي»: غداة التحذيرات الأمريكية لبشار الأسد ونظام حكمه من أي توسع في العمليات العسكرية جنوبي سوريا، سارع الأخير إلى تبرير تحركاته وتعزيز جبهاته في درعا والقنيطرة، والتنصل منها على لسان القائم بأعمال سفارة النظام لدى الأردن أيمن علوش، الذي قال إن دمشق ليست بحاجة لعملية عسكرية في المناطق الجنوبية التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في سوريا، حيث ستجد مخرجاً من الموقف عن طريق «الحوار».
وقال «هناك إمكانية أمام الحكومة السورية تتمثل في عدم الحاجة إلى إجراء عملية عسكرية ضد المسلحين في الجنوب، ووجود فرصة لإجراء حوار سلمي مع الجماعات المسلحة في المنطقة، مضيفاً أن «الحالة تبلورت بسبب وجود نوع من التفهم للوضع على الأرض داخل سوريا، وكذلك بسبب الموقف الأردني الذي ساهم وبشكل فاعل في حلحلة الموقف».
وأشار إلى مصلحة الأردن في استقرار الوضع في جنوب سوريا، مضيفاً أنه «حسب الاتفاق الموقع بين روسيا والأردن إضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فإنه يسمح ببقاء جماعات مسلحة في مناطق خفض التوتر في جنوبي سوريا، والتي أنشئت العام الفائت، موضحاً ان «مشكلة المنطقة الجنوبية تقترب من الحل، هناك كتلة كبيرة داخل هذه المناطق تسعى إلى المصالحة والعودة إلى إطار الدولة.. الجماعات ليس كثيرة، وهي مرتبطة بالمشروع الإسرائيلي وتحصل من خلاله على السلاح… تلك الجماعات يمكن إقناعها بسهولة» حسب تعبيره.

جس نبض

المحلل السياسي محمد العطار رأى خلال اتصال مع «القدس العربي» ان النظام السوري يعي تماماً خطورة أي عمل عسكري في المنطقة الجنوبية التي تخضع لتفاهم روسي أمريكي سابق، وكما تخضع لاتفاق روسي أمريكي أردني إسرائيلي، وهو على دراية كاملة بأن هذه المنطقة لن يسمح له الاقتراب منها. وأضاف الخبير السياسي، «مع ذلك فقد جهز النظام السوري فيالق وجيوشاً واستقدم تعزيزات حشدها في كل من الصنمين والكسوة باتجاه حوران لجس نبض الأردن وإسرائيل وأمريكا وكشف مدى تغاضيهم عن تحركاته العسكرية.
التحذير الأمريكي جاء سريعاً لردع النظام وتبديد خططه في المنطقة، مما جعل الأخير ينكفئ ويصدر بيانات تفيد بتنصله من الإعداد لشن هجمة على حوران والقنيطرة، بعد يوم من إلقاء الحوامات مناشير ورقية تحذر الناس من حمل السلاح، وتدفعهم باتجاه المصالحة محذرة الأهالي من المعارك وتكرار سيناريو غوطتي دمشق وحمص وغيرهما.
وتلقى الأهالي في كل من بلدات الحارة وجاسم ونوى بريف محافظة درعا مناشير ورقية معنونة باسم «القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، كتب فيها «إخوتكم في الغوطة اتخذوا القرار الصحيح وشاركوا الجيش السوري بإخراج المسلحين من بلداتهم وقراهم وعادوا إلى حياتهم الطبيعية..أيها المسلح من أجل من تقامر بحياتك … أمامك خياران: إما الموت الحتمي أو التخلي عن السلاح… رجال الجيش السوري قادمون… اتخذ قرارك قبل فوات الأوان». وأشار العطار، إلى ان «النظام السوري لن يجرؤ مرة أخرى على نشر جنوده في المنطقة، بل إنه لن ينشر حتى القصاصات الورقية مرة أخرى، فالقيادة السورية باتت تدار إما من الجنرال الإيراني قاسم سليماني او من حميميم فقط» .

قلق بشأن تقارير

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد حذرت النظام السوري يوم الجمعة من أنها ستتخذ «إجراءات حازمة ومناسبة» رداً على انتهاكات وقف إطلاق النار قائلة إنها تشعر بقلق بشأن تقارير أفادت بقرب وقوع عملية عسكرية في إحدى مناطق عدم التصعيد في شمال غربي البلاد، وحذرت الرئيس السوري بشار الأسد من توسيع نطاق الصراع.
وقالت هيذر ناورت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية في بيان في ساعة متأخرة من مساء الجمعة «ستتخذ الولايات المتحدة إجراءات حازمة ومناسبة ردا على انتهاكات نظام الأسد بوصفها ضامنا لمنطقة عدم التصعيد تلك مع روسيا والأردن».
من جهة ثانية، يبدو أن المعارضة السورية تلقت تطمينات بالحفاظ على تواجدها في المنطقة الجنوبية، حيث بادرت باندماج جديد بين فصائل الجبهة الجنوبية وبعض التشكيلات الأخرى معلنة عن «جيش الإنقاذ». حيث أعلنت مجموعة من الفصائل العسكرية المعارضة والمنتشرة في محافظتي درعا والقنيطرة جنوبي سوريا عن اندماج يضم تشكيلات من الجبهة الجنوبية و»فرقة أحرار نوى وفرقة الشهيد جميل أبو الزين وفرقة المغاوير الخاصة، وتحالف أبناء الجولان وعدد من الفصائل المستقلة».
وحسب شريط مصور نشره الجيش المنبثق حديثا، فقد تعهد «بالحفاظ على ثوابت الثورة السورية، والالتزام بالعملية السياسية التي تفضي إلى الانتقال السياسي للسلطة في سورية، ويلتزم بالحفاظ على سلامة المواطنين وصون حقوقهم وكرامتهم».
المسؤول الروسي نيكولاي تيبلوف رد على تشكيل «جيش الإنقاذ» بالقول،» اعلان الجماعات المتمردة جنوبي سوريا اندماجها ضمن تشكيل عسكري واحد يعتبر امراً مرفوضاً وسيتم التعامل معها كتنظيم متطرف بسبب تواجد تنظيم جبهة النصرة الإرهابية ضمن الكيان الجديد».

بعد تحذيرات واشنطن… النظام السوري يخفف لهجته تجاه درعا… ومعارضون: حشوده وتعزيزاته لـ «جس النبض»

الجزائر: رئيس «حزب جيل» المعارض جديد يأمل أن يتراجع النظام عن الولاية الخامسة!

Posted: 27 May 2018 02:30 PM PDT

الجزائر- «القدس العربي»: قال سفيان جيلالي رئيس حزب جيل جديد ( المعارض) في الجزائر إن الرسالة المفتوحة التي وجهّها برفقة شخصيات أخرى لدعوة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى عدم الترشح إلى ولاية رئاسية خامسة تأتي على خلفية التحركات التي تقوم بها أحزاب الموالاة والجمعيات والتنظيمات التي تدور في فلك الرئاسة لتحضير الرأي العام لقبول الإعلان عن ترشح بوتفليقة إلى فترة حكم جديدة، مشيراً إلى أن هذه خطوة أولى، وأنه ستكون هناك خطوات أخرى، إذا ما قررت السلطة فعلاً الحصول لبوتفليقة على ولاية خامسة.
وأضاف في اتصال مع «القدس العربي» أن الدافع وراء هذه الرسالة المفتوحة هو شروع أحزاب الموالاة وبعض التنظيمات والجمعيات في تعبيد الطريق أمام الإعلان عن ترشح بوتفليقة إلى فترة رئاسية خامسة في الانتخابات التي من المقرر أن تجرى في 2019، وأنه كان من الضروري لمن يرفضون هذا التوجه أن يقولوا كلمتهم أمام الجزائريين، الذين يئسوا من كل شيء ومن العمل السياسي تحديداً، وحتى وإن كانوا يعبرون عن رفضهم للوضع القائم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنهم لا يقومون بشيء من أجل تغيير هذا الواقع، وهم يتقبلون كل ما تأتي به السلطة.
وبرّر رئيس حزب جيل جديد وجود شخصيات من المجتمع المدني في قائمة الموقعين، وغياب العديد من الأحزاب المعارضة، بأن الهدف من البداية كان المزج بين شخصيات سياسية وأخرى تمثل المجتمع المدني، شرط أن تكون أسماء معروفة ولها مصداقية، كما أنه تبين أن الكثير من الأحزاب السياسية، وخاصة الممثلة في البرلمان، تقبل ولو ضمنيا بفكرة الولاية الخامسة، وتحاول التركيز على الجانب الاقتصادي والاجتماعي في تحركاتها ونشاطها، موضحا أنه تبين أن معظم الأحزاب ليست لديها إرادة في التغيير الحقيقي، وتحاول التكيف مع الوضع القائم أي كان.
واعتبر أن هذه الرسالة المفتوحة خطوة أولى على أن تكون هناك خطوات أخرى لاحقا، لأن مشروع الولاية الخامسة لم يتأكد بعد بشكل رسمي، صحيح أن هناك بوادر ومؤشرات، ولكن القرار النهائي لم يعلن عنه بعد، بما يعطي الانطباع أن الأمر غير محسوم على مستوى السلطة، مشيراً إلى أن هذه الخطوة قد تخلق نقاشا داخل النظام، وقد يراجع نفسه ويدرك خطورة هذه الخطوة، وهذا الذي نأمله من أجل مصلحة البلاد واستقرارها، أما إذا أصر النظام على الذهاب إلى الولاية الخامسة مهما كلف ذلك من ثمن، فالأكيد أن خطوات أخرى سيتم اتخاذها في إطارالتعبير عن رفض هذا القرار.
وذكر رئيس حزب جيل جديد أنه سبق وأن أعلن استعداده النزول إلى الشارع للتعبير عن رفض الولاية الخامسة، إذا ما تأكد ذلك بشكل رسمي، موضحا أنه مازال مصراً على النزول إلى الشارع من أجل إعلان رفض الولاية الخامسة بطريقة سلمية وحضارية ودعوة الجزائريين إلى التعبير عن رأيهم، إذا ما تم الإعلان عن ذلك بشكل رسمي.
وكانت 14 شخصية وطنية قد وجهت رسالة مفتوحة إلى الرئيس تدعوه فيها إلى عدم الترشح لولاية خامسة، وقال أصحاب الرسالة : «حان الوقت للأمة لتسترجع أملاكها»، مشيرين إلى أنه «في الوقت الذي تجتمع فيه قوى خبيثة، وتبدأ التحرك لدفعكم نحو طريق الولاية الخامسة، فإننا نتوجه إليكم باحترام وبكل صراحة لننبهكم بالخطأ الجسيم الذي قد تقترفونه، إذا رفضتم مرة أخرى صوت الحكمة الذي يخاطب الضمير في أوقات الخيارات المصيرية».
وأكد الموقعون على الرسالة أن خطوتهم هذه ليست بأي حال من الأحوال «تهجماً» على الرئيس ، بل هي دعوة إلى الحكمة والتعقل، مشددين على أن «أربع ولاية رئاسية كافية لرجل لكي يتمم عمله ويحقق طموحاته».
وخاطبت الشخصيات رئيس الدولة: «سنك المتقدمة وحالتك الصحية، تمنعك من التكفل بمهام تسيير الدولة»، وأنه لا يمكن الاستمرار في سياسة مخاطبة الجزائريين بالرسائل بدل الحديث إليهم مباشرة، موضحين أن حصيلة العشرين سنة الماضية ليست مرضية وبعيدة عن تلبية الطموحات المشروعة للجزائريين، وأن فترة حكم الرئيس بوتفليقة الطويلة للبلاد «انتهت إلى خلقنظام سياسي لا يستجيب إلى المعايير الحديثة لسيادة القانون».
ويوجد بين الموقعين بالإضافة إلى جيلالي سفيان كل من أحمد بن بيتور رئيس الحكومة الأسبق، والكاتب المعروف ياسمينة خضرا، والمعارض والوزير الأسبق علي بنواري، والحقوقي صالح دبوز، والمعارضة زبيدة عسول.

الجزائر: رئيس «حزب جيل» المعارض جديد يأمل أن يتراجع النظام عن الولاية الخامسة!
بعد الرسالة التي تدعو بوتفليقة إلى عدم الترشح للرئاسة مجدداً

سيارة إسعاف في كل دقيقة

Posted: 27 May 2018 02:29 PM PDT

كل نظام طبي في الغرب كان سينهار مع هذا الرقم المرتفع من الجرحى باطلاق النار في يوم واحد مثلما حدث في 14 أيار/مايو، هذا ما قاله الاطباء الدوليون. في حين أن الجهاز الطبي في غزة، الذي بطبيعته موجود منذ سنوات في وضع حافة الانهيار بسبب الحصار الإسرائيلي والانقسام الداخلي الفلسطيني ـ واجهوا هذا التحدي بصورة تثير الانفعال. في إسرائيل اليوم الدموي في 14 أيار/مايو أصبح تاريخا. في غزة التداعيات الدموية ستواصل املاء حياة آلاف العائلات لسنوات كثيرة.
عدد جرحى اطلاق النار هو الذي أدهش أكثر من القتلى الكثيرين: تقريبا نصف الـ 2770 جريحاً الذين وصلوا إلى غرفة الطوارىء كانوا جرحى من اطلاق النار، «كان واضحا أن الجنود يطلقون النار أولاً من أجل الجرح وتشويه المتظاهرين»، كان هذا هو الاستنتاج. أن يجرحوا أكثر من أن يقتلوا. إبقاء أكبر عدد من الشباب معاقين مدى الحياة.
إن استعداد المحطات العشر لتخفيف الصدمة والطوارىء كان مثيراً للاعجاب. في كل محطة قرب مواقع التظاهر كان هناك ممرضون وطلاب طب متطوعون. خلال ست دقائق بالمتوسط تمكنوا من فحص كل جريح وتشخيص نوع الاصابة وتحديد من سيرسل إلى المستشفى واعطاءه العلاج الأولي. من ساعات الظهيرة وصلت في كل دقيقة سيارة إسعاف إلى مستشفى الشفاء، الصافرات لم تتوقف. كل سيارة إسعاف أنزلت 4 ـ 5 جرحى.
في مستشفى الشفاء عملت في ذلك اليوم بدون توقف مدة 12 ساعة غرفة العمليات. في البداية تم علاج الذين أُصيبوا بالأوعية الدموية.
في الممرات انتظر مئات الجرحى الآخرين دورهم، الذين كان وضعهم أقل خطورة، يتألمون ومغمى عليهم. مسكنات الألم التي كانت موجودة كانت تتناسب مع وجع الرأس الصعب وليس مع آلام الجرح. حتى لو أن وزارة الصحة في رام الله لم تكن تقيد في السنة الاخيرة إرساليات المواد الطبية إلى غزة، بتعليمات من أعلى، لكان من المشكوك فيه أن يكون هناك ما يكفي من مواد التخدير ومسكنات الألم والمواد الطبية المستهلكة بالكميات المطلوبة لمعالجة حوالي 1300 جريح من جرحى إطلاق النار وإجراء مئات العمليات في نفس اليوم.
لا يوجد في أي مستشفى في العالم ما يكفي من الاخصائيين في جراحة الأوعية الدموية وجراحة العظام من أجل التعامل مع مئات جرحى اطلاق النار في يوم واحد. لذلك تم إحضار جراحين اضافيين، الذين تلقوا توجيهات من الاخصائيين. لا يوجد في أي مستشفى ما يكفي من الطواقم الطبية لعلاج جرحى بهذا العدد الكبير.
بعد الساعة الواحدة والنصف عندما بدأ أبناء عائلات الجرحى يتدفقون إلى المستشفى، خرجت الامور عن السيطرة. قوة من رجال الامن المسلحين لوزارة داخلية حماس استدعيت من أجل فرض النظام. القوة بقيت في المكان حتى الساعة الثامنة والنصف مساء. في الليل كان هناك سبعون جريحاً ينتظرون العلاج. في صباح اليوم التالي انتظر أربعون آخرون. الآن سيأتي دور عمليات العظام والعلاج الطبيعي، لكن لا يوجد في القطاع ما يكفي من المعالجين الطبيعيين أو من يجرون عمليات العظام وكذلك ما يكفي من المعدات الطبية.
من 30 آذار/مارس وحتى 22 أيار/مايو كان عدد الجرحى في المظاهرات 13190 شخصاً، منهم 1136 طفلاً، حسب المعطيات التي قدمتها منظمة الصحة العالمية. منهم 3360 جرحوا بالنار الحية التي أطلقها جنودنا الابطال المحميون جيداً. 332 هو عدد الجرحى الذين جراحهم تشكل خطراً على الحياة (فقط في نهاية الاسبوع توفي اثنان متأثران بجراحهما). تم القيام بعمليات بتر لخمسة أيدي و27 ساقاً. فقط في الاسبوع بين 13 أيار/مايو و20 أيار الذي جرح فيه جنودنا 3414 من سكان غزة، من بينهم كان يجب نقل 3013 للعلاج في مستشفيات وعيادات لمنظمات غير حكومية: منهم 271 طفلاً و127 امرأة. 1366 كانوا جرحى نيران.
جنودنا الشجعان يطلقون النار أيضاً على الطواقم الطبية الذين يقتربون من الجدار لاخراج الجرحى. الاوامر هي الاوامر، اطلاق النار حتى على الممرضين. لذلك، فإن الممرضين ينتظمون في مجموعات مكونة من ستة اشخاص: إذا جرح أحدهم يقوم اثنان بحمله للعلاج والثلاثة الآخرون يواصلون المهمة، وهم يصلون بأن لا يجرحوا.
في 14 أيار/مايو قتل ممرض، من طاقم «الدفاع المدني». لقد اطلقت النار عليه وهو في طريقه لاخراج جريح. خلال عشرين دقيقة تقريبا حاول زملاؤه الوصول اليه لكنهم لم يستطيعوا بسبب اطلاق النار. لقد توفي بسبب فشل رئوي. في الاسبوع بين 13 ـ 20 أيار فإن 24 شخصاً آخر من الطواقم الطبية جرحوا، 8 بالنار الحية و6 بشظايا الرصاص وواحد أصيب بشكل مباشر من قنبلة غاز مسيل للدموع و9 عانوا من استنشاق الغاز المسيل للدموع. تمت إصابة والتسبب بالضرر لـ 12 سيارة اسعاف. من 30 آذار/مارس حتى 20 أيار جرح 238 من رجال الطواقم الطبية وتضررت 38 سيارة اسعاف.
بيير كارهنفول، المدير العام للاونروا قال بعد زيارة إلى غزة في 23 أيار: «معظم العالم لا يقدر بصورة صحيحة حجم الكارثة، بمفاهيم انسانية التي حدثت في قطاع غزة من بداية المسيرات في 30 آذار، عدد الجرحى في الايام السبعة من المظاهرات يوازي عدد الجرحى طوال المواجهات في سنة 2014، وحتى أعلى منه. هذا رقم مدهش. إن نموذج جروح اختراق صغيرة وجروح خروج كبيرة تدل على أن الذخيرة التي استخدمت باطلاق النار تسببت بضرر كبير للاعضاء الداخلية وأنسجة العضلات والعظام. سواء الطاقم في مستشفيات وزارة الصحة أو طاقم في عيادات المنظمات غير الحكومية والاونروا يجدون صعوبة في التعامل مع الجروح والعلاج المعقد بشكل خاص.

عميرة هاس
هآرتس 27/5/2018

سيارة إسعاف في كل دقيقة
عدد الجرحى في سبعة أيام من المظاهرات يعادل عددهم طوال المواجهات في العام 2014 أو يزيد
صحف عبرية

طلبة ومرضى غزة يتحدون إسرائيل غدا ويبحرون من مرفأ الصيادين على متن مركب لكسر الحصار

Posted: 27 May 2018 02:29 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: في رسالة تحد جديدة لإسرائيل، لكن هذه المرة من الجهة الغربية، وليست الشرقية التي تقام فيها خمسة مخيمات للعودة، قررت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، إطلاق أول رحلة بحرية من مرفأ مدينة غزة إلى العالم بهدف كسر الحصار الإسرائيلي.
وأعلنت في مؤتمر صحافي عقدته الهيئة في مرفأ مدينة غزة، عن انطلاق الرحلة البحرية لكسر الحصار، عند الساعة الـ 11 من صباح الثلاثاء المقبل، مع الذكرى الثامنة لاعتراض الكوماندوس البحري الإسرائيلي، سفن «أسطول الحرية» وتنفيذ عجوم عنيف على «سفينة مرمرة» التركية، والذي أودى بحياة 10 متضامنين أتراك وقتها، وإصابة العشرات.
وجاء الإعلان عن انطلاق الرحلة البحرية، رغم تعمد قوات الاحتلال في مرتين سابقتين آخرهما الأسبوع الماضي، قصف المراكب التي كانت تجهز للخروج في هذه الرحلة البحرية، من خلال طائرات حربية.
وقال عضو الهيئة العليا لكسر الحصار صلاح عبد العاطي، والمسؤول عن اللجنة القانونية، خلال مؤتمر صحافي عقد في مرفأ الصيادين في مدينة غزة، حيث سيخرج قارب كسر الحصار «اليوم نعلن عن انطلاق أول رحلة بحرية من غزة إلى العالم». وأضاف «هذه الرحلة تحمل أحلام شعبنا وتطلعاته في الحرية والاستقلال وتحمل أحلام إنهاء الحصار والظلم».
ولم تحدد الهيئة الوطنية لمسيرة العودة الوجهة التي ستنطلق إليها سفينة كسر الحصار، والمتوقع أن تقابل بمنع قد يصل لاعتداء إسرائيل على ركابها، لكن في حال انطلق المركب، ستكون الرحلة الأولى التي تنطلق من غزة إلى العالم عبر البحر.
لكن عبد العاطي قال لـ» القدس العربي»، إن الكشف عن وجه الرحلة المنطلقة من قطاع غزة سيتم الإعلان عنه يوم الثلاثاء، مع بداية تحرك المركب، إضافة إلى الإعلان عن تفاصيل أخرى لها علاقة بالرحلة.
وكان القطاع اعتاد على استقبال سفن لكسر الحصار قدمت من موانئ قبرصية في بداية فرض الحصار، قبل أن تتخذ إسرائيل قرارا نهائيا بمنع وصولها بالقوة، والتي استخدمتها في التعامل مع الأسطول الأول الذي وصل إلى مشارف غزة في نهايات شهر أيار/ مايو من عام 2010.
وتلى ذلك أن منعت إسرائيل وصول قوارب أخرى لغزة، وكان على متنها نشطاء سلام وبرلمانيون عرب والرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي، وأبحرت قبل أسبوع سفن لكسر الحصار عن غزة ضمن فعاليات «أسطول الحرية» من أوروبا، أحدها تحمل اسم «عودة»، ومتوقع أن تصل غزة خلال أسابيع، بعد القيام بجولة على موانئ أوروبية.
وقال عبد العاطي في المؤتمر الصحافي «قررنا أخذ زمام المبادرة لرفع الحصار والتأكيد على حقوق أبناء شعبنا»، لافتا إلى أن غزة باتت «سجنا كبيرا معزولا عن العالم ومحروما من أبسط حقوقه بفعل الحصار الإسرائيلي».
وأشار إلى أن العمل الجديد يأتي في سياق فعاليات «مسيرات العودة»، التي قال إنها انطلقت «للتأكيد على الحقوق والثوابت الفلسطينية، وفي محاولة لكسر الحصار عن غزة»، مؤكدا أن هذه الخطوة تأتي تطبيقا لكل معايير حقوق الإنسان التي تكفل حرية التنقل والسفر.
ودعا المجتمع الدولي ومؤسسات ومنظمات عالمية لتوفير الحماية للرحلة البحرية، التي ستحمل مجموعة من الطلبة والخريجين والمرضى، مؤكدا أن الحصار الإسرائيلي يعتبر «خرقا واضحا وفاضحا لقواعد القانون الدولي الإنساني»، وأنه أيضا يمثل «عقوبات جماعية محظورة بمجمل الاتفاقيات الدولية».
وتطرق إلى آثار الحصار على مجمل الأوضاع المعيشية في قطاع غزة، بما فيها الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
والمعروف أن إسرائيل التي تفرض حصارا على غزة، يشمل البحر أيضا، رفضت سابقا إقامة «ممر مائي» يربط غزة بالعالم، كما تقوم بموجب الحصار بمنع عدد كبير من المرضى من الخروج من معبر بيت حانون «إيرز» الخاضع لسيطرتها للعلاج في مشافي الضفة، كما تحول دون خروج الطلبة من المعبر ذاته للالتحاق بجامعاتهم.
وقال المسؤول في هيئة كسر الحصار صلاح عبد العاطي في المؤتمر الصحافي، إن غزة قررت أن تأخذ زمام المبادرة، بإطلاق فعاليات «مسيرة العودة» من أجل كسر الحصار المفروض على السكان.
ولا تزال فعاليات العودة تقام بشكل منتظم في خمسة مخيمات شرق قطاع غزة، رغم الاستهداف المباشر من قبل الاحتلال للمشاركين السلميين، والذي أودى منذ 30 مارس/آذار بحياة 123 مواطنا، وإصابة أكثر من 13 ألفا آخرين.
وأكد عبد العاطي في المؤتمر الصحافي استمرار فعاليات «مسيرة العودة وكسر الحصار»، حتى تحقق أهدافها الوطنية التي حددت لها من قبل.

طلبة ومرضى غزة يتحدون إسرائيل غدا ويبحرون من مرفأ الصيادين على متن مركب لكسر الحصار
هيئة العودة تحدد وجهة الرحلة مع بداية انطلاقها ودعت لحمايتها من الاحتلال

أوروبا لا تريد 30 ألف قاصر مغربي في شوارع مدنها وتطالب الرباط بحل

Posted: 27 May 2018 02:28 PM PDT

مدريد – «القدس العربي» : أصبح موضوع القاصرين المغاربة بدون مرافقة أو بدون عائلة يؤرق عدداً من الحكومات الأوروبية التي ترغب في إيجاد حل مع الحكومة المغربية لهذا الملف الشائك بعدما فضلت المفاوضات والمقترحات.
وكانالأمر يقتصر أساساً على دولة واحدة وهي اسبانيا وبالخصوص في منطقة الأندلس جنوب البلاد، حيث يوجد آلاف القاصرين المغاربة في مراكز إيواء، لكن خلال السنوات الأخيرة تحول الى موضوع أوروبي بامتياز ينطلق من جنوب القارة الأوروبية، مثل حالة اسبانيا الى شمالها ومثل حالة السويد مروراً بدول مثل فرنسا وألمانيا.
وخلال الشهر الجاري، خصصت جرائد أوروبية كبرى مثل «لوموند» و»الباييس» ريبورتاجات عن القاصرين المغاربة، وكشف ريبورتاج «لوموند» يوم 17 أيار/ مايو الجاري كيف بدأ القاصرون المغاربة يظهرون في بعض مناطق باريس محدثين الفوضى والرعب. وتناولت «الباييس» سفر هؤلاء القاصرين من شمال المغرب وبالضبط من طنجة الى باقي أوروبا مختبئين أسفل الشاحنات والحافلات. ويختبئ القاصرون تحت الشاحنات في ظروف مأسوية وخاصة إبان البرد الشديد أو الصيف الحار، ويلقي بعضهم حتفه.
وكانت الحدود بين المغرب وسبتة المحتلة قد سجلت منذ شهرين حادثة مميتة عندما سقط قاصر من أسفل شاحنة كان مختبئاً فيها ودهسته العجلات. ويصل آخرون الى أوروبا على متن قوارب الهجرة التي عادت بقوة خلال الشهور الأخيرة.
وكان موضوع القاصرين من المواضيع التي فجرت العلاقات المغربية-السويدية منذ ثلاث سنوات، كما طالبت المانيا من المغرب ترحيل قاصريه بل وخططت لبناء مراكز إيواء في شمال المغرب، بينما تعالج فرنسا واسبانيا الملف بهدوء مع المغرب. وتنقل جريدة «الباييس» في ريبورتاج نهاية الأسبوع الماضي أن القاصرين المغاربة يتوصلون بمعلومات من طرف قاصرين آخرين نجحوا في الوصول الى أوروبا سواء كيفية الهجرة أو ما ينتظرهم في مراكز الإيواء من عيش كريم وتعليم.
وكشف الكثير من الريبورتاجات في الصحافة الأوروبية خلال السنوات الأخيرة كيف يسقط هؤلاء القاصرون ضحية التحرش الجنسي والمخدرات والإجرام. ورغم مأسوية هذه الحالة لا تشكل نهائيا أولوية لدى الحكومة والطبقة السياسية في المغرب باستثناء عمل بعض الجمعيات غير الحكومية.
ويُجهل عدد القاصرين المغاربة في أوروبا سواء الذين يقيمون في مراكز الإيواء أو يعيشون في شوارع المدن الكبرى مثل مدريد وبرشلونة وباريس ومارسيليا وبروكسل واستوكهولم  وعشرات المدن الأخرى.
وتفيد الأرقام التي حصلت عليها «القدس العربي» من خلال تتبع أرقام الجمعيات غير الحكومية ومعطيات رسمية أوروبية بوجود على الأقل 30 ألف قاصر مغربي في أوروبا بين من يعيش في مراكز الإيواء وآخرين في الشوارع. ومن ضمن الأمثلة، في معظم مدن الأندلس مثل أشبيلية وغرناطة وقرطبة ومالقا وجايين توجد مراكز إيواء القاصرين. ويتكرر هذا مع مناطق أخرى في اسبانيا مثل كتالونيا ومورسية وفالينسيا ومدريد، وخلال نهاية السنة الماضية كان يقيم في مراكز الإيواء 6500 قاصر مغربي، بينما يعتقد بوجود عدد مماثل أو أكثر يعيشون في الشوارع. كما يتكرر في دول أخرى مثل فرنسا وبلجيكا وألمانيا والسويد.
وتوجد معطيات منطقية لتفسير هذه الظاهرة الخطيرة ومنها مغادرة أكثر من 300 طفل المدرسة سنوياً في المغرب، ويحلم الكثير منهم بالوصول الى أوروبا بسبب انسداد الآفاق في  المغرب. 

أوروبا لا تريد 30 ألف قاصر مغربي في شوارع مدنها وتطالب الرباط بحل

حسين مجدوبي

أبرز مؤرخ عسكري إسرائيلي: هربنا من لبنان ولم ننسحب وحتى بعد 18عاما لا يمكن نسيان مشاعر العار

Posted: 27 May 2018 02:28 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: في الذكرى الثامنة عشرة لانسحاب إسرائيل من لبنان يرى أهم مؤرخ عسكري فيها أنها هربت من هناك وخانت حلفاءها اللبنانيين، داعيا لاستخلاص العبر والدروس. ويقول إن جنرالات أيدوا الانسحاب لكنهم لا يستطيعون نسيان مشاعر الذل والعار المترتبة عليه. ويقتبس المؤرخ دكتور أوري ميليشطاين في دراسته عن بعض هؤلاء الضباط ومنهم الجنرال بالاحتياط نوعم بن تسفي مسؤول الوحدة الغربية في جنوب لبنان، الذي يقول إنه لا يعرف تماما إذا كان الهرب هو نتيجة خلل في التنفيذ أو أنه مخطط وضعه قادة المستويين السياسي والعسكري وتم إخفاؤه عن قادة الجيش.
ويقول بن تسفي عن الانسحاب الإسرائيلي الأحادي إن كل شيء كان مخططا له دون إطلاع القادة الميدانيين ممن كانوا يؤيدون الانسحاب، شريطة أن يكون منتظما، لافتا إلى أنه حتى اليوم لا يعرف لماذا تم الانسحاب بطريقة عجولة وفوضوية. ويستذكر بن تسفي أن ضباطا عسكريين في المنطقة الشمالية كانوا عشية القرار بالانسحاب في مايو/أيار 2000 يؤيدون في مداولات داخلية انسحابا منتظما، فيما عارضه قائد هيئة الأركان شاؤول موفاز ، بينما لم يتخذ موقفا كل من قائد لواء الشمال غابي اشكنازي وضباط آخرون معه.

حدث مدهش

لكن رئيس الحكومة ووزير الأمن وقتذاك إيهود باراك حسم الموضوع نحو خطة انسحاب منظمة في نهاية يونيو/حزيران 2000 ، فشرع الجيش بإخلاء قواعد عسكرية وتحويلها مع العتاد لجيش لبنان الجنوبي. ويستذكر بن تسفي أن « حدثا مدهشا قد حصل: بدلا من انسحاب منظم شهدنا هربا. حتى من كان مؤيدا للانسحاب لا يستطيع نسيان عار الهرب من لبنان.
ويستذكر المؤرخ ميليشطاين أن باراك وعد عشية الانتخابات العامة في 1999 بسحب الجيش الإسرائيلي من لبنان في حال انتخب رئيسا للحكومة وذلك على خلفية الشعور بالإرهاق لدي الإسرائيليين من الاستنزاف المتواصل الذي تسبب بموت وإصابة عدد كبير من الجنود في لبنان.
وتقتبس الدراسة عن جنرال آخر هو سامي مغيدو المسؤول عن العلاقات مع قائد جيش لبنان الجنوبي أنطوان لحد، فيقول إن قوات جيش لبنان الجنوبي شعروا بالخوف من أن إسرائيل ستتخلى عنهم بعد وعد باراك المذكور مما تسبب بزعزعتهم وبالمساس بثقتهم بإسرائيل. ويتابع « كثرت أسئلة هؤلاء الضباط اللبنانيين ولم تكن هناك أجوبة فزادت عمليات الفرار من جيش لبنان الجنوبي، فيما توقف آخرون عن القيام بمهامهم وكفوا عن قول الحقيقة وأخذوا يتعاونون مع الجيش اللبناني ومع حزب الله. ويشير لحصول تسريبات مفادها أن الجيش الإسرائيلي يخفي خطته للانسحاب بغية مفاجأة عدوه، مرجحا أن ذلك تم نتيجة توصية المخابرات العامة (الشاباك) لوكلائهم في جنوب لبنان بالانتقال إلى إسرائيل. ويقتبس ميليشطاين عن نبيه أبو رافع أحد ضباط جيش لبنان الجنوبي قوله إنه بادر ولحد للقاء باراك في تل أبيب وهو من جهته حاول طمأنتهم بالقول « سيكون كل شيء على ما يرام « دون أن يطرح عليهم خطته.

لماذا سافر لحد لفرنسا

ويكشف أن لحد عاد والتقى موفاز في قاعدة عسكرية في الجليل الأعلى وأخبره أن الجيش يعارض انسحابا أحاديا لكنه لا يستطيع ضمان قرار باراك بهذا الخصوص وبعد اللقاء طار إلى فرنسا وعاد في يوم الانسحاب. ويعتقد أبو رافع أن الجنرال لحد كان يعلم بخطة باراك السرية، لكنه سافر لفرنسا كي لا يطلب منه تقديم أجوبة لأسئلة ضباطه وجنوده. من جهته قال لحد،حسب شهادة بن تسفي، إن إسرائيل هي التي خططت وأرسلته لأوروبا كي تقوم بالانسحاب باليوم المحدد في 23 مايو/أيار. لكن الجيش الإسرائيلي بدأ في العاشر من مايو/أيار بنقل معداته وتسليم بعض قواعده لجيش لبنان الجنوبي.

القصة منتهية

وعن ذلك قال أبو رافع «عندئذ أدركنا أن الجيش الإسرائيلي يتركنا وشأننا. نظرت بعيون جنودي وفكرت بما سأقول لهم. خلال جلساتنا قال أحد ضباطي سأبقى في لبنان حتى داخل السجن، فيما قال آخر إنه سيهرب للولايات المتحدة. قررت الاستسلام للجيش اللبناني فاتصلت ببيروت لكنهم لم يردوا علينا. طالما كان لحد في فرنسا فقد كنت الضابط الأعلى رتبة فالتقيت بالعسكري الذي صار مستقبلا قائدا للجيش بيني غانتس في مرج عيون قبيل الانسحاب بيوم فقال لي : أنتم مهمون بالنسبة لنا وستبقون معنا للنهاية وستحصلون على رواتبكم. كان بجانبي عنصر من مخابرات جيش لبنان الجنوبي فاقترب مني وقال هامسا: « قالوا لنا أن نترك الليلة» وعندئذ قلت لغانتس: لا تكمل حديثك فالقصة منتهية «. وفي اليوم التالي شهدت قرية القنيطرة جنازة للأهالي تجاوزت الخط الأحمر وامتنع الجيش الإسرائيلي عن إطلاق النار على المشيعين فأدرك حزب الله أن قواعد اللعبة قد تغيرت فانضم للمسيرة وانتقل من هناك لقرية الطيبة وسيطر على قاعدة لجيش لبنان الجنوبي الذي بدأ ينهار ويخلي جنوده الثكنات العسكرية بدون تعليمات مما فاجأ شاؤول موفاز الذي كان يشارك في تلك الساعات في تدريب عسكري شهده الجليل. وينقل ميليشطاين عن الجنرال بالاحتياط غيورا آيلاند قوله إنه عندما تزايدت المسيرات الشعبية في جنوب لبنان تمت جلسة في مستوطنة زرعي في الجليل الأعلى بمشاركة رئيس الحكومة ووزير الأمن وقائد الجيش وقائد لواء الشمال وجنرالات آخرين للتداول بالسؤال ما العمل بعدما بدأ جيش لبنان الجنوبي ينهار. ويقول آيلاند إن الخيارات المطروحة كانت صعبة، وإن ما ساعد باراك على اتخاذ قراره بالانسحاب الفوري لا يرتبط فقط بحالة تفكك جيش لبناني الجنوبي بل هو التزامن مع حدث سياسي، ففي ذاك اليوم شهدت الأمم المتحدة مداولات هدفها تخويل سكرتيرها العام الاتفاق مع إسرائيل على الانسحاب من لبنان وترسيم الحدود معه. ويتابع آيلاند» معنى ذلك أن بمقدور إسرائيل القيام بما تريده بالاعتماد على قرار الأمم المتحدة «.

واحد من فصول المهانة

وينقل ميليشطاين قوله إن لحد عاد من فرنسا في يوم الانسحاب وفي مطار اللد الدولي التقاه جنرال إسرائيلي اصطحبه لمكتب باراك وهناك سأل هل تتوقع أن نواصل السيطرة على حزام أمني؟ لكن باراك لم يعقب على السؤال وقال إن لبنان سيشهد ازدهارا اقتصاديا وإن الغرب سيستثمر فيه الكثير وسيعيش اللبنانيون بجودة عالية. وبعد اللقاء سأل غانتس الجنرال لحد عما سمعه من باراك فقال: سمعته ولم أفهم وهكذا الجنرال المرافق أيضا أجاب. ويقول أبو رافع إنه في ذاك اليوم اتصل على هواتف عدة ضباط إسرائيليين، ولاحقا تبين أنهم تلقوا تعليمات بعدم الرد علي مكالماتي، وتابع واصفا الإهانة التي خبرها « اتصلت بعضو الكنيست الدرزي أيوب قرا فدعاني للقدوم لبوابة فاطمة الحدودية وبعد قليل جاءتني مكالمة من ابن عمي حذرتني من ضباط في جيش لبنان الجنوبي ممن انتقلوا لحزب الله وغيروا مواقعهم. فعلا وصلت مع زوجتي وأبنائي الأربعة فاجتزنا الحدود ووصلنا لقرية حرفيش في الجليل حيث تركت عائلتي وعدت لجنوب لبنان وهناك التقيت مع بعض ضباط جيش لبنان الجنوبي لكنهم أمروني بإلقاء سلاحي وهم يقولون: مهمتك قد انتهت.. إذهب لإسرائيل فهناك ستأكل شرائح الدجاج الإسرائيلي. أخذوا سلاحي وتركوني في البراري وحيدا بالقرب من قرية الغجر فمشيت كثيرا حتى وصلت الى سيارتي فخلعت بزتي العسكرية وقدتها وأنا بثيابي الداخلية نحو بوابة فاطمة ومنها إلى حرفيش «.
هربنا من لبنان كما هرب المصريون من سيناء
كما ينقل ميليشطاين عن بن تسفي قوله إنه عاد في ذلك اليوم من هولندا ومن المطار طار لجنوب لبنان فوجد بعض الوحدات الإسرائيلية تنسحب على عجل تاركة معدات ثقيلة وأجهزة سرية جدا. شاهدت طوبير اللبنانيين يتدافعون نحو بوابة فاطمة وبعد يومين التقيتهم في معسكر أعد لهم بجوار طبريا وهناك سألت غانتس عما جرى فقال إنه لا يعرف فقلت له إلق المفاتيح واستقل من منصبك. هربنا من لبنان كما هرب الجنود المصريون في سيناء. هم تركوا جزماتهم العسكرية ونحن تركنا معدات عسكرية خلفنا.
ويخلص ميليشطاين للاستنتاج أن الجيش الإسرائيلي تلقى معلومات بعدم إطلاق النار على المسيرات الشعبية كي لا يقع قتلى لبنانيون ويعرض جنوده الإسرائيليين للأذى. ويقول أبو رافع إن الانسحاب كان غريبا ومعقدا حيث أطلق رجال حزب الله النار نحو بوابة فاطمة دون رد إسرائيلي، مما أدى لنسج صورة بأن إسرائيل دولة ضعيفة يمكن إلحاق الهزيمة بها. ويخلص للاستنتاج أن إسرائيل خانت عهودها مع جيش لبنان الجنوبي ومع حلفائها ونحو رجالات جيش لبنان الجنوبي لم نسدد الثمن لأننا كنا الثمن ذاته».
وردا على ما قيل قال باراك في تعقيبه إنه فخور بسحب الجيش من لبنان ووضع حد لمأساة دامت 18 عاما كلفت إسرائيل مئات القتلى وآلاف الجرحى.

أبرز مؤرخ عسكري إسرائيلي: هربنا من لبنان ولم ننسحب وحتى بعد 18عاما لا يمكن نسيان مشاعر العار

وديع عواودة:

هيئات مغربية تحمّل الدولة مسؤولية استباحة البلاد بالمشاريع التطبيعية مع الكيان الصهيوني

Posted: 27 May 2018 02:27 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: حمّلت هيئات مغربية الدولة المغربية مسؤولية استباحة المغرب بالمشاريع التطبيعية مع الكيان الصهيوني وأنشطة عناصر الموساد، واستقطاب وتجنيد «نشطاء جمعويين»، تتيسر لهم شروط وفضاءات ممارسة أنشطتهم المشبوهة تحت أعين السلطات المحلية والمركزية.
وقال بلاغ مشترك صدر عن اجتماع لمجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين والمرصد المغربي لمناهضة التطبيع والائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان في إطار اللقاءات التي تعقدها المجموعة والمرصد مع قيادات الهيئات السياسية والنقابية والحقوقية والجمعوية حيث قدما البيانات حول التطورات الخطيرة لحالات التطبيع مع الكيان الصهيوني في المغرب بصفة عامة، وملف «معهد ألفا الإسرائيلي» بشكل خاص، واستعراض ما يقوم به هذا المعهد المشبوه كأداة لاختراق النسيج المجتمعي وما يشكله من خطر على الأمن والاستقرار على المستوى الوطني من خلال إطارات في شكل «مجتمع مدني»، والتحرك المشبوه لبعض المؤسسات والأشخاص التي تنسب نفسها للمجال الصحافي أو الثقافي أو غيره والتي تعمل في العمق لفائدة المشروع الصهيوني التخريبي الذي يستهدف كل المنطقة المغاربية والعربية ويخدم الأهداف التوسعية للكيان الصهيوني المحتل.
ولاحظا التصاعد المتزايد لموجة التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي يتم تحت غطاءات اقتصادية ثقافية وفنية ورياضية وسياحية يساهم فيها أشخاص وهيئات ومؤسسات مختلفة، وأضحت حالات التطبيع تكتسي صبغة خطيرة لا تنحصر آثارها في دعم الاحتلال وإنما أصبحت تنطوي أيضاً على تهديد الأمن والاستقرار على المستوى الوطني خاصة بعدما كشف المرصد المغربي لمناهضة التطبيع ومجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين عن الأنشطة المشبوهة لما يدعى «معهد ألفا الإسرائيلي لتكوين الحراس الخاصين» الموجود في مدينة خنيفرة ويمتد نشاطه المريب إلى عدة مناطق داخل التراب المغربي، وما يمثله كحالة مستفزة وخطيرة بالنسبة لأشكال ومجالات التطبيع الأخرى بالاستباحة السافرة لأرض المغرب من طرف عناصر ترتبط بأخطبوط الإرهاب الصهيوني.
وأكد المجتمعون «مواصلة العمل بكامل اليقظة في مواجهة المخططات الصهيونية الرهيبة والانتقال بالموقف من القضية الفلسطينية من مستوى الإعلان عن الموقف التضامني المبدئي إلى مستوى تقوية الاهتمام بها في مجال التأطير والتوعية والعمل الملموس في التصدي للتطبيع وفي الدعم المتواصل للشعب الفلسطيني من أجل استعادة حقوقه الوطنية المغصوبة والموقف المبدئي الرافض لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني العنصري المحتل، مع الدعوة للمزيد من توحيد الجهود في مشروع نضالي للضغط من أجل التعجيل بإصدار قانون تجريم التطبيع، يطال كل تعامل مع الصهاينة والمؤسسات الصهيونية».
وحمّلوا الدولة المغربية «مسؤولية استباحة بلادنا بالمشاريع التطبيعية مع الكيان الصهيوني الغاصب، وأنشطة عناصر الموساد، واستقطاب وتجنيد «نشطاء جمعويين»، تتيسر لهم شروط وفضاءات ممارسة أنشطتهم المشبوهة تحت أعين السلطات المحلية والمركزية»، وطالبوها بالكشف عن كل الحقيقة في ملف «معهد ألفا الإسرائيلي»، ومحاسبة كل المتورطين فيه، بدءاً من المسؤولين عن منحهم تأشيرات دخول عناصر صهيونية لأرض المغرب، وكل المتعاونين معهم، والإعلان عنها للرأي العام واتخاذ ما يلزم من إجراءات لحماية الأرض المغربية من عملاء الصهيونية، والإعلان الرسمي عن إغلاق المعهد المذكور ومسألة ومعاقبة كل المتورطين في هذا الملف».
وناشدوا كل القوى الحية والفعاليات السياسية والنقابية والنسائية والشبابية والحقوقية والأكاديمية والثقافية والفنية والرياضية، وكل المواطنات والمواطنين الغيورين على حقوق الإنسان وحقوق الشعوب إلى المزيد من اليقظة والتعبئة، والإبداع في صيغ العمل للتصدي للتغلغل الصهيوني في بلادنا على المستوى الرسمي والشعبي، وحظروا مما تتعرض له المقاومة المدنية للمد التطبيعي في المغرب وأدواتها النضالية من استهداف خطير وتضييقات متصاعدة لإضعافها وتشتيت جهودها، وهو ما يفرض عليها تقوية فعلها الوحدوي والتضامني، لصد الحصار الذي تفرضه الدولة على أنشطة العديد منها، خاصة المشهود لها بفعاليتها النضالية ومواقفها الداعمة لصمود الشعب الفلسطيني ومناهضة التطبيع، ودعوها للمشاركة القوية في كل التظاهرات والفعاليات التي تنظمها مختلف الهيئات الوطنية دعما للقضية الفلسطينية التي تسمو على كل الحسابات الضيقة باعتبارها قضية تصفية استعمار استيطاني وتدخل ضمن الحقوق الإنسانية الأساسية ولذلك فهي تحظى بإجماع مكونات الشعب المغربي على اختلاف مشاربه وتوجهاته.

هيئات مغربية تحمّل الدولة مسؤولية استباحة البلاد بالمشاريع التطبيعية مع الكيان الصهيوني

احتجاج في موريتانيا على غموض وضآلة حصة البلاد من حقل الغاز المكتشف

Posted: 27 May 2018 02:26 PM PDT

نواكشوط – «القدس العربي»: طالب مدوّنون موريتانيون معارضون أمس حكومة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بالكشف السريع والدقيق عن تفاصيل صفقات استغلال حقول الغاز المسال المكتشفة على الحدود الموريتانية – السنغالية والتي سيبدأ تسويق إنتاجها عام 2021.
وجاءت هذه المطالبة الملحة التي عبّر عنها أبرز المدوّنين بلهجة قاسية أمس، إثر تصريحات أدلى بها مدير شركة المصافي السنغالية لإذاعة فرنسا، وأكد فيها أن استفادة موريتانيا من حقل الغاز الضخم المكتشف ستكون 7 بالمئة بينما ستكون حصة السنغال 18 بالمئة.
واتفق المدوّنون الذين أغضبهم حصول السنغال على حصة أكبر من حصة بلدهم، على توجيه أربعة أسئلة للحكومة وفقاً لما دوّنه الكاتب والمدوّن البارز الحسين محنض، «بناء على أن الحكومة، حسب قولهم، أدرى بملابسات ما وقع في شأن ما أصبح يعرف بـ»قضية الغاز» المثيرة، وتأسيسا على حق المواطن في الحصول على المعلومات.
وبحسب شركة «كوسموس» الأمريكية صاحبة رخص التنقيب والمكتشفة للغاز في موريتانيا والسنغال، فإن حقل الغاز المشترك بين موريتانيا والسنغال، يتألف من بئر (السلحفاة 1) الذي يصبح يدعى (آحميم)، ويضم 117 متراً من الغاز المسال الصافي عالي الجودة، مثلت عند حفرها منتصف 2015 ثاني أكبر اكتشاف صناعي في العالم في ذلك العام، وبئر (گومبل 1) الذي يحتوي على 101 متر من الغاز الصافي ذي الجودة العالية، وقد أظهر حفر هذه البئر أن مخزونها امتداد لمخزون بئر السلحفاة 1 الموريتانية، فبئر گومبل 1 السنغالية تبعد فقط 5 كيلومترات جنوب بئر السلحفاة 1 الموريتانية، وبئر (آحميم 2) التي تضم 78 متراً من الغاز الصافي ممتاز الجودة مكن حفرها من توسيع هذا الحقل المشترك من 50 كلم إلى 90 كلم مربع، ومن تأكيد الترابط بين الآبار الثلاث (السلحفاة 1 الموريتانية، وگومبل 1 السينغالية، وآحميم 2 الموريتانية).
«وإذا صدقت معلومات شركة «كوسموس»، يضيف المدونون، وكان معنى هذه المعلومات أن حصة موريتانيا 195 متراً من الغاز، وحصة السنغال 101 متر (أي الثلثين مقابل الثلث تقريبا) فلماذا يكون عقد التقاسم بين البلدين على أساس التناصف، وليس على أساس نسبة كل طرف؟ لاسيما وأن شركة «بي.بي» البريطانية التي ستتولى استغلال هذا الحقل المشترك، قدرته في الوثيقة المرفقة بـ15 مليار قدم مكعب من الغاز العالي الجودة، أي ما يعادل إنتاج كل إفريقيا الحالي من الغاز لسبع سنوات، وهذا ما يعني 30 إلى 50 سنة من الإنتاج بحسب الوثيقة».
وفي ما يتعلق بالسؤال الثاني، أكد المدونون «أن توقيع اتفاق التقاسم بين موريتانيا والسنغال تعثر لأشهر عديدة لأسباب مجهولة قبل أن يوفد الرئيس الموريتاني وزيره للطاقة إلى الرئيس السنغالي ويدعوه للمجيء إلى موريتانيا لإعادة الدفء إلى علاقات البلدين التي تأثرت جراء وفاة أحد صيادي مدينة سينلوي السنغالية المشهورة على إثر ممارسة قاربه للصيد غير المشروع في المياه الموريتانية، وهي الزيارة التي تمخضت في فبراير/شباط 2018 عن توقيع اتفاق تقاسم إنتاج الغاز بين البلدين، وإصدار تعليمات إلى وزيري الصيد في البلدين للبحث عن تفاهم على اتفاق جديد للصيد بينهما قبل نهاية إبريل 2018».
«فهل كان تعثر توقيع اتفاق تقاسم الإنتاج، يضيف المدوّنون، بسبب الخلاف على النسبة التي يجب أن ترجع إلى كل بلد بحسب مخزونه أم بسبب آخر وما هو ذلك السبب؟، وكيف كانت أزمة الصيد سببا في حل أزمة الغاز؟».
وسأل المدوّنون حكومة ولد عبد العزيز كذلك عن «صحة ما قاله مدير شركة التكرير الإفريقية السنغالية اسرين امبوب على أثير برنامج «لو ديبا آفريكين» من أن السنغال اتفقت في إطار مفاوضاتها على تقاسم الإنتاج مع شركات استخراج الغاز على حصة قدرها 18% مقابل حصة قدرها 7% لموريتانيا؟ ولماذا؟ طبعا السؤال ليس عن الحصص المتعلقة بأسهم كل طرف، نحن نعرف أن حصة بي.بي» من الأسهم 62% و»كوسموس» 28% وموريتانيا 10%، بل عن نسبة الاستفادة المتعلقة بالإنتاج التي ذكرها مدير الشركة السينغالي؟».
«فهل ستكون البنية التحتية الأساسية لهذا الحقل المشترك مع ما يعنيه ذلك من عوائد كبيرة على العمال والمستثمرين والدولة بالتناصف بين الأراضي الموريتانية والسنغالية، يتساءل المدوّنون، أم ستكون أو يكون معظمها على الأراضي السنغالية كما يخشى البعض؟ وهل صحيح أن السنغال ستكون هي بلد التصدير لهذا الغاز أم لا ؟».
ووقعت الحكومتان الموريتانية والسنغالية خلال زيارة قام بها الرئيس السنغالي لموريتاني في فبراير/شباط الماضي، اتفاقا للتعاون لم يكشف عن تفاصيله، على تطوير واستغلال حقل السلحفاة «أحميم الكبير»، الواقع على الحدود البحرية بين البلدين، والذي سيبدأ إنتاجه عام 2021.
ويتألف الاتفاق من خمسين نقطة بينها ثمان وأربعون نقطة مقترحة من السنغال واثنان مقترحتان من الطرف الموريتاني تتعلق بفرض أو إعفاء الغاز المسال المنتج في النطاق المشترك، من المكوس والضرائب.
وينص الاتفاق المستند، على معاهدة أفريج لعام 1976، على التوزيع المتساوي لجميع عائدات الحقل.وطالب سياسيون موريتانيون وسنغاليون معارضون ومستقلون في تصريحات وتدوينات تواصل نشرها والإدلاء بها بعد توقيع اتفاق التناصف، بنشر نص الاتفاق المبرم بين موريتانيا والسنغال يوم التاسع من فبراير/ شباط المنصرم.
وفي نواكشوط، دوّن الحسن ولد محمد زعيم المعارضة الموريتانية مطالبا «بنشر الاتفاق الموقع بين موريتانيا والسنغال».
وقال «مرتاح للاتفاق الذي حصل بين موريتانيا والشقيقة السنغال حول تقاسم حقل الغاز المشترك بين البلدين، ليس لأن ذلك يحقق الألفة بين شعبين شقيقين وينزع فتيل التوتر فحسب، رغم أهمية ذلك، بل لأنه سيساعدنا كموريتانيين في معرفة كامل حصتنا من الغاز، لأن التقاليد الديمقراطية العريقة في السنغال ستجعل الحكومة تعلن للشعب تفاصيل دخله، ونحن بحاجة لما يمكننا من معرفة حصتنا في الغاز بعد أن غُيِّبت عنا أخبار معادننا الأخرى».
وفي داكار طالب نشطاء في المجتمع المدني الرئيس السنغالي بنشر بنود الاتفاق السنغالي الموريتاني حول الغاز قبل المصادقة عليه من طرف النواب لأنه سيكون من الصعب عليهم أن يغيروا نص الاتفاق بعد إقراره.
ودعا إبراهيم ديالو رئيس «تحالف أنشروا ما تصرفون» السنغالي المستقل، بالتعامل مع الاتفاق الموريتاني السنغالي حول الغاز المسال بشفافية تامة».
وقال: «نحن نخوض معركة متواصلة من أجل شفافية تسيير القطاع النفطي والغازي، ولذا نطالب بنشر الاتفاق بين السنغال وموريتانيا حول الغاز المسال».
وأكد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في مقابلة أخيرة له مع مجلة «جون أفريك» الفرنسية «أن الغاز المسال لن يكون هو ما وحده، ما ستتقاسمه موريتانيا مع السنغال لذا كان علينا أن نتوصل بسرعة لاتفاق حول هذا الحقل الذي أكدت شركة «كوسموس» أن استغلاله سيبدأ عام 2021».
وأضاف: «ليس من السهل إبرام مثل هذه الاتفاقيات، ولا يمكن أن نستيقظ يوما ونأخذ ورقة ونوقع اتفاقا، فالاتفاقيات لا بد لها من وقت، وقد اتخذت أنا وأخي الرئيس مكي صال القرار المناسب واتفقنا على تقاسم الإنتاج وعلى إقامة منشآت الاستغلال على حدودنا المشتركة».
وأضاف «نحن في تحضيرنا السريع لاستغلال حقل الغاز المسال، لم نبحث عن مصالح دولتينا فحسب، وإنما حافظنا كذلك على مصالح شعبينا وعلى تحسين مستوى حياة السكان».
هذا ولا يستبعد محللون استراتيجيون متابعون لأوضاع غرب إفريقيا، أن تؤدي الاكتشافات المعلن عنها أخيراً لكميات ضخمة من الغاز الطبيعي الجاهزة للاستغلال، على حدود موريتانيا والسنغال، إلى تحول المنطقة الممتدة من السواحل الموريتانية الى السواحل الغينية من واقعها الحالي لتكون عما قريب نقطة استقطاب دولية قد تغيّر الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في ذلك الجزء الذي يطبعه الفقر منذ قرون.

احتجاج في موريتانيا على غموض وضآلة حصة البلاد من حقل الغاز المكتشف
إثر إعلان السنغال أن حصتها 18%

الجيش العراقي يعلن تدمير مواقع لتنظيم «الدولة» شرقي البلاد

Posted: 27 May 2018 02:25 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي» ووكالات: قال مصدر أمني عراقي، أمس الأحد، إن قوات من الجيش دمرّت مواقع لتنظيم «الدولة الإسلامية» خلال عملية عسكرية واسعة ضمن الحدود الإدارية بين محافظتي ديالى (شرق) وصلاح الدين شمالي البلاد.
وأوضح النقيب في شرطة ديالى، حبيب الشمري، إن «قوات من الجيش العراقي تتبع قيادة عمليات ديالى شنت منذ أمس عملية عسكرية واسعة لتطهير المنطقة الحدودية مع محافظة صلاح الدين»، مشيراً إلى أن «قوات الجيش دمرّت 4 مواقع بينها مراكز قيادة وسيطرة لمسلحي تنظيم الدولة».
وأضاف أن «العملية العسكرية جاءت عقب زيادة نشاط مسلحي تنظيم الدولة في مناطق حدودية داخل محافظة صلاح الدين».
وبعد 3 سنوات، وبدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، أعلن العراق في ديسمبر/كانون الأول الماضي استعادة كامل أراضيه من قبضة «الدولة»، الذي كان يسيطر على ثلث مساحة البلاد. ولا يزال التنظيم يحتفظ بخلايا نائمة متوزعة في أرجاء البلاد، وبدأ يعود تدريجيًا لأسلوبه القديم في شن هجمات خاطفة على طريقة حرب العصابات التي كان يتبعها قبل عام 2014.
في الموازاة، تحدث أكثر من مصدر ميداني لـ«القدس العربي» عن زيادة في وتيرة العمليات الأمنية التي ينفذها تنظيم «الدولة» في المناطق المحيطة في كركوك والطريق المؤدي إلى محافظة ديالى.
ووفقا للمصدر فقد كثّف تنظيم «الدولة» من عملياته الأمنية التي اتخذت طابعا جديدا «يتسم بشن هجوم واسع ثم الانسحاب»، كما حدث في الهجمات المتفرقة التي نفذها الخميس 24 أيار/مايو، و«استهدفت الحشدين الشعبي والعشائري والشرطة الاتحادية في مناطق قضاء الحويجة التابع لمحافظة كركوك وناحيتي الرشاد والعباسية ومناطق قريبة من قضاء طوز خورماتو».
وأدت هجمات التنظيم، طبقاً للمصدر إلى «وقوع عدد من القتلى والجرحى في صفوف الشرطة الاتحادية والحشد العشائري والحشد الشعبي، كما أدت إلى مقتل إصابة ثمانية من عناصر التنظيم تأكد وفاة أربعة منهم في القرى التابعة لناحية العباسي التي شهدت هجمات التنظيم».
مصدر آخر، أشار إلى عن أن «الفراغ الذي تركته قوات البيشمركه بعد انسحابها من كركوك في أعقاب تدخل القوات الأمنية بعد استفتاء الإقليم على الاستقلال، أدى إلى استغلال التنظيم لضعف القوات الأمنية وعودة نشاطاته بعد أن انتهى أي تواجد له في المنطقة التي كانت تسيطر عليها قوات البيشمركه».
المصدر أوضح لـ« القدس العربي» أن «عودة نشاطات التنظيم بشكل بات يشكل قوة عسكرية أكبر بكثير من السابق وتتمركز في المناطق الجبلية في المنطقة، والتي منها تشن هجماتها وتعود إليها».
وأكد على أن «إعداد مقاتلي تنظيم الدولة بدأت بالتزايد بشكل واضح».
إلى ذلك، ألقت شرطة محافظة نينوى شمالي العراق، القبض على مسؤول عسكري في تنظيم «الدولة» في مدينة الموصل، مركز المحافظة، وفق مسؤول أمني.
وقال قائد شرطة نينوى، العميد الركن حمد الجبوري: «بناءً على معلومات استخباراتية ألقي القبض على مسؤول عسكري في تنظيم الدولة يدعى نزار صالح في منطقة اليابسات في الجانب الغربي للموصل».
وأوضح، «المتهم مطلوب قضائياً، وكان يشغل منصب «مسؤول تفخيخ السيارات ضمن قاطع أسكي موصل خلال فترة سيطرة تنظيم الدولة على محافظة نينوى».
كذلك، أعلنت قيادة شرطة محافظة نينوى، القبض على 10 مطلوبين للقضاء بتهم إرهابية وجنائية.
وقال العميد الركن حمد النامس الجبوري، قائد شرطة نينوى، إن «مديرية مكافحة إجرام نينوى وبتعاون وتنسيق استخباراتي تمكنت من القبض على إرهابيين اثنين ينتميان إلى تنظيم الدولة، وصادرة بحقهما مذكرات».
وأشار إلى أن «القوات داهمت الموقع الذي كانا يتواجدان فيه بمنطقة الهرمات في الجانب الغربي لمدينة الموصل (مركز محافظة نينوى)».
وأوضح أن «العناصر الأمنية ضبطت في حوزة الإرهابيين سلاحا ناريا رشاشا متوسطا، وخمسة مسدسات، وكمية من العتاد، وأجهزة اتصال خلوية، وشرائح اتصال تستخدم للتمويه، ومستمسكات(أوراق ثبوتية) مزورة».
كما قال إن «القوات نجحت في القبض على 8 مطلوبين بتهم جرائم سرقة للممتلكات العامة والخاصة في الموصل».
وأشار إلى أن «المدانين بقضايا جنائية ألقي القبض على مجموعة منهم في منطقة الطيران بالجانب الغربي لمدينة الموصل، والمجموعة الأخرى في منطقة الخضراء بالجانب الشرقي للمدينة».
وبين أن «القوات الأمنية تعمل على معالجة العصابات الإرهابية والإجرامية التي تحاول أن تنشط في الموصل وأطرافها لزعزعة الوضع الأمني وتحقيق أجندات خبيثة».
وتلاحق القوات العراقية المشتبه في صلتهم بـ«الدولة»، واعتقلت آلافا منهم، منذ استعادة الموصل من التنظيم، صيف 2017.

الجيش العراقي يعلن تدمير مواقع لتنظيم «الدولة» شرقي البلاد
اعتقال مسؤول عسكري في التنظيم في الموصل… وهجمات واسعة في كركوك
رائد الحامد

محافظ المدينة يطالب المواطنين بترك القتال مع المتمردين

Posted: 27 May 2018 02:24 PM PDT

تعز ـ «القدس العربي»: أعلن محافظ الحديدة الدكتور الحسن طاهر أمس الأحد ان القوات الحكومية اليمنية حققت تقدما متسارعا باتجاه مدينة الحديدة، مركز محافظة الحديدة، غربي اليمن، بعد تحرير العديد من البلدات الساحلية التابعة لها وحدوث انهيارات كبيرة في صفوف ميليشيا الانقلابيين الحوثيين.
وقال ان «قوات الجيش الوطني والمقاومة تواصل تقدمها نحو مدينة الحديدة بخطوات سريعة بإسناد من التحالف العربي». وأضاف»ان ثلاث مديريات جديدة بمحافظة الحديدة أصبحت في حكم المحررة من ميليشيا الحوثي الانقلابية». ودعا أبناء محافظة الحديدة إلى الانتفاض على عناصر الميليشيا ومساندة الجيش الوطني والمقاومة. وأكد محافظ الحديدة أن السلطات المحلية بدأت بتفعيل دورها في المديريات والبلدات المحررة، مطالبا المسئولين المحليين في المديريات التي تعد (قيد التحرير) أن يستمروا في مقار أعمالهم الحكومية بشكل طبيعي، وألا يتركوا الفرصة للانقلابيين الحوثيين.
ودعا أبناء القبائل المحلية الذين قاتلوا في صفوف الانقلابيين الحوثيين إلى ترك السلاح والانحياز للمقاومة الشعبية المساندة للقوات الحكومية او «ان يلزموا منازلهم وعلى أولياء الأمور سحب أبناءهم وان يكونوا عونا لإخوانهم الذين ضحوا بأرواحهم من أجل حريتهم وكرامتهم» على حد قوله.
وكانت القوات الحكومية حققت خلال الأيام القليلة الماضية العديد من المكاسب العسكرية وتقدما غير مسبوق باتجاه مدينة الحديدة، على الساحل الغربي لليمن.
وذكرت مصادر محلية أن قوات المقاومة الشعبية التهامية في محافظة الحديدة المسنودة بقوات حكومية سيطرت أمس الأحد على بلدة الطائف التاريخية في منطقة الدريهمي وبذلك أصبحت قوات المقاومة الشعبية والقوات الحكومية على بعد لا يزيد عن 40 كيلو متر من مدينة الحديدة، مركز المحافظة.
ونسب موقع (المصدر أونلاين) إلى مصدر عسكري قوله إن «القوات الحكومية والمقاومة الموالية لها سيطرت على الطائف، أولى المناطق في مديرية الدريهمي على ساحل البحر الأحمر، وباتت على بعد 40 كيلومتر جنوبي مدينة الحديدة».
وكان هذا التقدم العسكري المتسارع نتيجة هجوم عنيف نفذته القوات الحكومية باتجاه مدينة الحديدة، مسنود بقصف جوي مكثف لقوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، منذ ساعات الصباح الباكر ليوم أمس الأحد في الشريط الساحلي الغربي لليمن.
وأكدت مصادر عديدة أن ميليشيا الانقلابيين الحوثيين انسحبوا من المناطق التي تقدمت نحوها القوات الحكومية والمقاومة الشعبية واتجهوا نحو المناطق الشرقية باتجاه مدن الحسينية وبيت الفقيه.
وتزامن هذا التقدم العسكري للقوات الحكومية مع شن مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية امس الأحد، غارة جوية على ميناء مدينة الحديدة الخاضع لسيطرة الانقلابيين الحوثيين، على ساحل البحر الأحمر.
وقال شهود عيان إن الغارة الجوية لقوات التحالف استهدفت مركباً بحرياً في رصيف الشؤون البحرية بالميناء، ما أدى إلى اندلاع حريق كبير وتدمير المركب بالكامل، فيما لم يسفر القصف عن سقوط ضحايا أو خسائر بشرية.
وذكر مصدر عسكري لـ(القدس العربي) أن «الضربة استهدفت هذا المركب الذي كان هدفا عسكريا لقوات التحالف إثر استخدامه من قبل الميليشيا الحوثي لأغراض عسكرية ضد القوات الحكومية المدعومة من قوات التحالف العربي بقيادة السعودية».

محافظ المدينة يطالب المواطنين بترك القتال مع المتمردين
اليمن: المقاومة الشعبية والقوات الحكومية تحقق تقدما متسارعا في اتجاه مدينة الحديدة… وانهيارات كبيرة في صفوف الحوثيين
خالد الحمادي

قلق أممي حول نتائج التحقيق في إسقاط الطائرة الماليزية التي تشير إلى المسؤولية الروسية

Posted: 27 May 2018 02:23 PM PDT

نيويورك (الأمم المتحدة) «القدس العربي»: ذكر نائب المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، أن الأمين العام، أنطونيو غوتيريش، قد لاحظ بقلق التقرير الأخير عن إسقاط طائرة تابعة لخطوط الطيران الماليزية.
وأضاف حق في مؤتمره الصحافي اليومي في المقر الدائم في نيويورك: «شدد الأمين العام على أن مجلس الأمن في قراره رقم 2166 لعام 2014، طالب جميع الدول بالتعاون الكامل مع الجهود الرامية إلى إرساء المساءلة. في مثل هذه الحالات، يشكل إثبات الحقيقة حول هذا الحدث جزءا مهما في تحقيق العدالة للضحايا وأسرهم».
وكانت روسيا قد صوتت مع مشروع القرار بعد تغييرات في اللغة مثل «إسقاط الطائرة إلى سقوط الطائرة».
يشار إلى أن الرحلة رقم 17 للخطوط الماليزية، التي كانت في طريقها من أمستردام إلى كوالالمبور في تموز/يوليو 2014، قد تحطمت فوق أوكرانيا مما أدى إلى مصرع 298 شخصا كانوا على متنها، من بينهم 193 من هولندا و 43 من ماليزيا و27 من إستراليا.
وفي أعقاب ذلك، اتخذ مجلس الأمن بالإجماع القرار 2166 الذي يدعو إلى إجراء تحقيق دولي في الحادث، وطالب في ذلك الوقت بأن تسمح الجماعات المسلحة بالوصول دون قيود إلى موقع الحادث وضمان الحفاظ على سلامته.
وفي وقت لاحق من الشهر نفسه، عقدت منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) فرقة عمل خاصة معنية بمخاطر الطيران المدني الناشئة عن مناطق النزاع. ووفق الأنباء، قال المحققون الدوليون إن الصاروخ الذي أسقط الطائرة فوق شرقي أوكرانيا كان ينتمي إلى لواء روسي. ولأول مرة، قال الفريق الذي يقوده محققون هولنديون إن الصاروخ جاء من وحدة مقرها في غرب روسيا.
بعد مرور عام على الحادث، قدمت ماليزيا مشروع قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن إجراء كان من شأنه أن ينشئ محكمة دولية لمحاكمة الأشخاص المسؤولين عن إسقاط طائرة. غير أن مشروع القرار لم يعتمد من مجلس الأمن بعد استخدام روسيا لحق النقض (الفيتو).
وفي الذكرى الأولى لتلك المأساة، أصدر بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة في ذلك الوقت، بيانا قال فيه «يجب أن يتم تكريم الضحايا من خلال جهد جماعي للتأكد من حقيقة الحادث وضمان أن لا يفلت شخص مسؤول عن الحادث من الحساب».
وزير الخارجية الهولندي، ستيف بلوك، قال إن فريق المحقيين الدوليين أرجع كارثة إسقاط الطائرة إلى روسيا وبالتالي أصبحت هولندا وأستراليا مقتنعتين الآن بأن روسيا هي المسؤولة الأولى عن هذه الكارثة، خصوصا بعد أن قال المحققون إن نظاما صاروخيا من الوحدة العسكرية 53 المضادة للطائرات التابع للقوات المسلحة الروسية جرى استخدامه لإسقاط الطائرة أثناء مرورها في أجواء شرق أوكرانيا عام 2014عام 2014.
وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في مدينة سانت بطرسبورغ «إن أوكرانيا متورطة في التحقيق. لذلك نحن غير واثقين من صحة ما تكتبه هذه اللجنة في تلك التقارير وما يستند إليها. ولكي نتعرف على التقرير بشكل أفضل، نطالب بالمشاركة الكاملة في التحقيق».

قلق أممي حول نتائج التحقيق في إسقاط الطائرة الماليزية التي تشير إلى المسؤولية الروسية

عبد الحميد صيام

المدير العام للأمن الوطني المغربي يعتذر لسائق دراجة تعرض للتعنيف والشتم من قبل ضابط

Posted: 27 May 2018 02:21 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: اتصل الوزير المغربي المكلف بحقوق الإنسان المصطفى الرميد، بالمدير العام للأمن الوطني عبد اللطيف الحموشي، على خلفية استقباله لشاب يملك دراجة ثلاثية العجلات، تعرض للتعنيف والسب والشتم من طرف ضابط أمن ممتاز في الدار البيضاء.
وأشار الرميد في تدوينة على فيسبوك، إلى أنه عبّر من خلال اتصاله بالحموشي، عن «تنويهه وتقديره للموقف النبيل والجريء والمتمثل في استقبال المواطن ضحية تعسف أحد رجال الشرطة والاعتذار له عن التعسف الذي كان ضحيته، وذلك بعد أن سبق توقيف الشرطي المعني ومباشرة الإجراءات التأديبية في حقه». واعتبر الرميد أن «هذا الاستقبال والاعتذار تعبير عن تدشين مرحلة جديدة من الحكامة الأمنية الجيدة القائمة على احترام المواطن وخدمته وصيانة كرامته، وهو ما اقتضى التنويه من أجل مزيد من المواقف المعبرة والاشارات الدالة».
واستقبل الحموشي أول أمس السبت سائق دراجة ثلاثية العجلات «تريبورت»، كان ضحية اعتداء لفظي وجسدي من طرف ضابط شرطة، بمدينة الدار البيضاء، على خلفية ارتكابه مخالفة مرورية وانتشر شريط فيديو الاعتداء على وسائط التواصل الاجتماعي.
وأصدر يوم الجمعة الماضي ، قراراً يقضي بتوقيف ضابط أمن ممتاز في مدينة الدار البيضاء، بعدما ظهر في شريط فيديو وهو يعنف جسديا ولفظيا أحد مستعملي الطريق، كما أمر بالتحقق من مدى تطبيق القانون بشكل سليم في حق هذا الأخير.
وقالت المصادر أن الحموشي قدّم اعتذاراً رسمياً باسم الشرطة المغربية لصاحب الدراجة النارية جرّاء ما تعرض له من سب وشتم واعتداء من طرف موظف الشرطة، وأكد أن القانون يجري تطبيقه بشكل سليم وحازم في حق الشرطي المخالف، بعدما تم توقيفه عن العمل وجرت إحالته على المجلس التأديبي للبت في الإخلالات والتجاوزات المنسوبة إليه، علاوة على البحث القضائي الذي يتواصل تحت إشراف النيابة العامة المختصة.
واكد المدير العام للأمن الوطني أن «تخليق المؤسسة الأمنية هو اختيار راسخ والتزام ثابت، تمليه الإرادة الملكية السامية من جهة، والمقتضيات الدستورية والقانونية من جهة ثانية، وتفرضه أيضا الاستراتيجية الأمنية الجديدة التي تحرص على القطع النهائي مع كل مظاهر التجاوز، وإرساء آليات متينة للشفافية والنزاهة والاستقامة في صفوف الوظيفة الأمنية».

المدير العام للأمن الوطني المغربي يعتذر لسائق دراجة تعرض للتعنيف والشتم من قبل ضابط

أمريكا: التفوق العسكري الإسرائيلي ونزع سلاح معارضيها

Posted: 27 May 2018 02:18 PM PDT

ظاهرة «الأمركة» او «التأمرك في العالم العربي توسعت كثيرا في الحقبة الاخيرة، وفي ذلك مؤشر لمدى تراجع الوعي السياسي والاجتماعي من جهة، ومدى فاعلية اصحاب الايديولوجيات السياسية والفكرية في توجيه الرأي العام من جهة اخرى. هذا التوسع لازمه تلاشي المناعة ضد الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين مصحوبا بالهرولة للتطبيع معه من قبل بعض الانظمة العربية. فعلى مدى العقود السبعة الماضية، وهو عمر ذلك الاحتلال الغاشم، كانت فلسطين وقضيتها مصدر وعي الجماهير العربية والإسلامية، وتصدرت حركات التحرر الوطني التي انتشرت في بلدان العالم الثالث التي كان الكثير منها تحت الاستعمار. فما من حركة تحررية الا وكانت داعمة للنضال الفلسطيني، وربما تواصلت مع منظمة التحرير بشكل او آخر. بل ان مناضلين دوليين ارتبطت اسماؤهم بالقضية مثل كارلوس الذي يرزح في احد السجون الفرنسية منذ ان سلمه السودان لفرنسا في 1994.
وطوال تلك العقود ارتبط اسم أمريكا بالتواطؤ مع الاحتلال، خصوصا ان الولايات المتحدة التزمت مبدأ ما تزال تعمل به، يقضي بالحفاظ على التفوق العسكري الاسرائيلي في منطقة الشرق الاوسط. ويمكن القول ان واشنطن ربطت سياستها في المنطقة بوجود الكيان الاسرائيلي، واعتبرته خط الدفاع الاول عن مصالحها. ولم تكن أمريكا تتدخل عسكريا بشكل مباشر لأن «اسرائيل» كانت تتكفل بذلك. ولكن موازين القوى في المنطقة تغيرت منذ قيام النظام الإسلامي في إيران في 1979 الذي انحاز بشكل واضح إلى القضية الفلسطينية وقطع علاقات إيران بالكيان الاسرائيلي. وخلال السنوات العشر الاولى من التغير السياسي في إيران بقيت «اسرائيل» في موقعها التقليدي الذي تميز بالتفوق العسكري الكبير. ولكن دخول العراق للكويت في اب/اغسطس 1990 خلق واقعا جديدا دفع الولايات المتحدة للتدخل المباشر لمواجهة القوات العراقية ومنع تغير ميزان القوى.
ونظرا للوعي التاريخي لدى الجماهير العربية فقد ادركت واشنطن خطر اي تدخل اسرائيلي في الصراع آنذاك. فتدخلت الولايات المتحدة بشكل مباشر وحدثت الحرب في شباط /فبراير وآذار/مارس 1991 التي فتحت الباب الأمريكي للتدخلات العسكرية بعد احجام امتد منذ حرب فيتنام التي الحقت بسمعة أمريكا ضررا كبيرا. ومنذ ذلك الوقت ادركت أمريكا ان «اسرائيل» لم تعد خط الدفاع الاول عن المصالح الأمريكية لأن هناك مناوئين كبارا من جهة ولأن الوعي الجماهيري كان يرفض التناغم مع الوجود الاسرائيلي.
في العامين الاخيرين عمدت واشنطن لتغيير سياستها في المنطقة، واستطاعت عبر وسائل عديدة (الطائفية، التطرف، الإرهاب، دعم قوى الثورة المضادة) شيطنة إيران والقوى المقاومة للاحتلال والقضاء على الحساسية المفرطة ضد الوجود الأمريكي.
وكان الانقلاب داخل البيت السعودي المدخل لهذا التغير. فقد ادى لقيام تحالف جديد بمشاركة مصر إلى جانب السعودية والامارات والبحرين، لتنفيذ المشروع الأمريكي في المنطقة. فجاء تطبيع العلاقة بين هذا التحالف والكيان الاسرائيلي خطوة متقدمة تهدف لانهاء عقود من التوتر في العلاقات من جهة، ولابعاد الكيان الاسرائيلي كهدف لقوى التحرر العربية والإسلامية من جهة اخرى. وعبر الوسائل المذكورة تمكنت تلك القوى من تهميش القضايا الجوهرية في العالم العربي وفي مقدمتها تحرير فلسطين والتصدي للدور الاسرائيلي وتهميش الهيمنة الأمريكية على المنطقة، بالاضافة لاحتواء نزعة الشعوب نحو الحرية والتحول الديمقراطي. فلم تمر على الامة حقبة كهذه من حيث ظاهرة العمالة المكشوفة للاجنبي، والاعتماد عليه للتعاطي مع التحديات الأمنية المنطقة من الداخل، وانعدام الحساسية ازاء الممارسات الاسرائيلية، وتكلس المشاعر الإنسانية تجاه ظواهر القتل سواء التي تمارسها المجموعات الإرهابية ام «اسرائيل». غياب هذه المشاعر يعتبر انجازا كبيرا لقوى الثورة المضادة، وعاملا يحول دون انفجار مشاعر الغضب والرغبة في التحرير، وانشغال الانظمة العربية ببعضها وتوتر العلاقات في ما بينها. وتعول الجهات التي تخطط لاستباحة المنطقة على غياب الدور الجماهيري عن ساحات الصراع وانشغال انظمتها السياسية بما هو هامشي ومحلي ولحظي.
مشروع ترامب يهدف للحفاظ على ابقاء التوازن العسكري مرجحا للكيان الاسرائيلي استمرارا لسياسة واشنطن التقليدية. ولكن ثورات الربيع العربي كشفت ان حلفاء آخرين اصبحوا مهددين بالوعي الجماهيري كما هي «اسرائيل» وان عليها تأمين وجود هذه القوى خصوصا مصر والسعودية. ولم تخف أمريكا امتعاضها يوما من السياسة الإيرانية التي جعلت فلسطين محورا اساسيا في سياساتها الخارجية منذ 1979. وطوال العقود الاربعة الماضية اشتملت الاستراتيجية الأمريكية على محور مهم: تحجيم الدور الإيراني خصوصا في قضية فلسطين، ومنع امتلاكها اسلحة تمكنها من تحقيق تفوق عسكري اقليمي. وقد تعرضت إيران لحصار استمر اربعة عقود حال دون حصولها على اية اسلحة ثقيلة، بل ان هذا الحصار حال دون حصولها على قطع غيار لاسطولها الجوي المدني الذي يبلغ عمر بعض طائراته اكثر من 40 عاما.
وبرغم توقيع الاتفاق النووي قبل اربعة اعوام، الا ان الحصار بقي مفروضا بشكل عام، الامر الذي اضعف موقف حكومة الرئيس روحاني التي وقعت الاتفاق، كما اضعف الاقتصاد كثيرا حتى تراجع سعر العملة الإيرانية هذا الشهر إلى مستويات قياسية. فما دامت الجمهورية الإسلامية ترفض الاعتراف بالكيان الاسرائيلي، وما دامت تتصدر «محور المقاومة» فستبقى تحت الحصار. ومنذ ان وصل ترامب إلى الرئاسة لم تتوقف الضغوط هنا. بل انه عمد لالغاء الاتفاق النووي ويعتزم تشديد الحصار الذي قال عنه وزير خارجيته، بومبيو، الاسبوع الماضي انه سيكون «الأشد من نوعه». هذا التوجه الأمريكي، برغم انه ينسجم مع طبيعة ترامب وتوجهاته وتعصبه، الا ان التشجيع عليه جاء من ثلاث جهات اساسية: السعودية والامارات و«اسرائيل».
استهداف الجهات المناوئة لـ «اسرائيل» لم يقتصر على إيران، بل ان قطر هي الاخرى اصبحت في فوهة المدفع، بسبب علاقاتها مع الاخوان المسلمين ومنظمة حماس، بالاضافة لتركيا. فقد شن تحالف قوى الثورة المضادة (الذي يضم دولا من بينها «اسرائيل» والسعودية والامارات ومصر والبحرين) حملة على قطر انتهت بقطع العلاقات معها من قبل دول هذا التحالف. واذا كانت علاقاتها بالجهات المذكورة من بين اسباب هذا الحصار، فثمة بعد آخر يتمثل برغبة أمريكا في اخضاع العالم العربي لقيادة سياسية يمثلها هذا التحالف. ففي الوقت الذي تتهم فيه إيران بدعم مجموعات المقاومة مثل حزب الله وحماس فانها تغض الطرف عن السياسة التوسعية لدى الامارات، وهي دولة صغيرة، حديثة التكوين وصغيرة الحجم. ولكنها تمارس دورا يفوق حجمها كثيرا. فهي تشارك في احتلال اليمن الذي يفوقها حضارة ومساحة وسكانا. وتسيطر على ميناء عدن بشكل كامل، وتتعامل مع اليمن كبلد خاضع لسيطرتها، فتدرب بعضهم ليكون ذراعا عسكريا لها، وتسعى لفصل الجنوب عن الشمال. وتحتل جزيرة سوقطرى الاستراتيجية، وتسيطر على موانئ عديدة في القرن الافريقي مثل بربرة ومصوع واسمرة. ودفعت اموالا طائلة لما يسمى جمهورية ارض الصومال، فتقوم بتدريب جنودها بعد ان أنشأت لها قاعدة عسكرية هناك. أمريكا لم تعترض على اي من تلك الخطوات، بينما تذكر من بين مبررات الانسحاب من الاتفاق النووي تعاون إيران مع المجموعات التي تقاوم «اسرائيل». القضية هنا ان الولايات المتحدة اصبحت اداة لخدمة السياسات الاسرائيلية. وبلغ تداعي الامور على الصعيدين العربي والإسلامي ان تقوم أمريكا بنقل سفارتها إلى القدس المحتلة بدون ان تواجه اية معارضة حقيقية سواء من الحكومات ام الشعوب. وقد شجعها ذلك على اعلان عزمها على الاعتراف بسيادة «اسرائيل» على منطقة الجولان السورية التي احتلتها في حرب 1967. هذا في الوقت الذي تواصل فيه قوات الاحتلال التوسع في بناء المستوطنات، وتعتزم بناء 2500 وحدة استيطانية في الضفة الغربية. وكتب وزير الدفاع الاسرائيلي، أفيغدور ليبرمان يوم الخميس الماضي تغريدة على حسابه في تويتر: «التزمنا بتسريع عمليات البناء في الضفة الغربية، وها نحن نفي بوعودنا. 2500 وحدة سكنية جديدة سنصادق عليها الأسبوع القادم في مجلس التخطيط من أجل البناء الفوري في عام 2018».

٭ كاتب بحريني

أمريكا: التفوق العسكري الإسرائيلي ونزع سلاح معارضيها

د. سعيد الشهابي

قطار التغيير في السودان

Posted: 27 May 2018 02:18 PM PDT

قطعا، نضوج البديل والإتفاق حوله سيسهم في إشعال شرارة التغيير. لكنه ليس شرطا، بدون توفره لن تشتعل الشرارة. ففي تونس ومصر، خرجت الجماهير إلى الشوارع حتى سقط النظام دون أن يكون البديل جاهزا. وفي السودان، لم يكن البديل جاهزا، لا في إكتوبر ولا في أبريل، وأنتصرت الإنتفاضة. ومع ذلك، فإن البديل المتوافق عليه من قبل قوى التغيير، يعد من أهم أسباب بلوغ التغيير لغاياته المرجوة، بينما غيابه يشكل السبب الأهم في سرقة الإنتفاضات بعد نجاحها في إسقاط الأنظمة، كما حدث في السودان بعد انتفاضتي أكتوبر 1964 وأبريل 1985. وعموما، للتغيير ديناميكيته الخاصة التي إما تفرز بدائلها الجديدة، أو تنفخ الروح في البدائل الموجودة. ومع ازدياد درجة تعقد وتشابك الواقع، وتسارع وتيرة تغيره مع متغيرات العصر العاصفة، فإن قضايا البديل لم تعد تُفهم كما كانت تُفهم في الماضي، البعيد أو القريب، مما يتطلب تجديد الفكر والأفكار بإغناء العناوين القديمة، وفي ذات الوقت باجتراح عناوين جديدة. ولقد سبق وأن قلنا بأن محصلة التغيير، وما إذا كانت ستتصدى للأزمة وتعالجها بما هو أعمق من سطحها السياسي، ترتبط بالضرورة، وبهذا القدر أو ذاك، بنوعية الوسيلة المستخدمة لتحقيق التغيير، سلمية أم مسلحة، انتفاضة أم تفاوض وتوافق. وبمعنى آخر، فإن آليات التغيير تلعب دورا كبيرا في تحديد شكل ومحتوى البديل.
واليوم، وفي ظرف السودان الراهن، إتفق الجميع، وربما لأول مرة يتفقون منذ الاستقلال، على ملامح وعناوين برنامج البديل لنظام الإنقاذ. اتفقوا على إقامة دولة العدالة والمساواة والحرية والقانون وترسيخ المؤسسية وفق معايير تشمل المشاركة العادلة في السلطة والاقتسام العادل والمتوازن للموارد والثروة، محاربة الفساد والمحسوبية والتمكين، الشفافية والمحاسبة، واختيار شكل الحكم الذي يتناسب مع جغرافية وتاريخ وسيكولوجية الشعب السوداني، وأهم من ذلك كله، اتفقوا على مراعاة التنوع والتعدد الاثني والثقافي، وضرورة الحفاظ على النسيج الاجتماعي/الاثني في البلاد. ومن هنا فإن البديل الذي يتطلع إليه الشعب السوداني، لن يكون مجرد عملية إحلال وإبدال، يتم بموجبها مجرد استبدال الجالسين على كراسي الحكم بآخرين، كما يعتقد، أو يختصر، البعض. البديل هو عملية مركبة، فيها الهدم والبناء في آن واحد. الهدم يعني ذهاب هذا النظام، أما البناء فيعني جلوس قوى التغيير الواسعة، والمتنوعة المدارس والمشارب السياسية والفكرية والايديولوجية، مع بعضها البعض من أجل التراضي والتوافق على مشروع وطني، يوقف الحرب الأهلية ويرسي قواعد سلام عادل وشامل، ويحقق التحول الديمقراطي الكامل وضمان الحريات وحقوق الانسان وحكم القانون، ويصفي دولة الحزب الواحد لصالح دولة الوطن القائمة على أساس قومي لا مركزي، ويخاطب مطالب وتطلعات المهمشين والمظلومين، ويشرع في ترجمة عناوين وملامح برنامج البديل المشار إليها أعلاه، إلى تفاصيل ممكنة التحقيق والتجسيد على أرض الواقع. قد يكون الماعون الملائم لتنفيذ الترجمة وصياغة التفاصيل هذه، والخروج بمشروع وطني متوافق عليه يعبر عنها، هو المؤتمر القومي الدستوري، أو مؤتمر حوار وطني حقيقي، أو أي لقاء جامع آخر، لا يهم…، مادام المحتوى هو نفسه. ومن ناحية أخرى، من الضروري الإشارة إلى أن عقد مثل هذا المؤتمر يتطلب مناخا ملائما يسمح بتفجير الطاقات الجماهيرية والإبداعية التي انزوت بفعل إحتكار السلطة لأجهزة الإعلام والثقافة، والتي ظلت تفرخ المدجنين الذين لا يتورعون التطبيل للحرب وتجميل التدهور الاقتصادي، وصناعة التسميات اللطيفة لتمرير الألاعيب السياسية. ولا شك أن الكلمة المفتاحية لضمان توفر مثل هذا المناخ الملائم هي الديمقراطية وتوفر الحريات كاملة ودون أي نقصان.
البعض، ربما لا يعجبه تكرار الحديث عن فشل استكمال المهام التأسيسية للدولة الوطنية السودانية، دولة ما بعد الاستقلال. ولكنها الحقيقة التي تجعل الحياة للأجيال المتعاقبة لا تبدأ من نقطة متقدمة، والأمر الذي ظل ينعكس سلبا على الصراع السياسي في البلد. فحاليا، هذه المهام تختلط في الأولويات والترتيب، والقوى المناط بها التأسيس تتشتت بدلا من أن تتجمع. وهي قوى، بحكم طبيعتها وتركيبتها الايديولوجية والاجتماعية، متعددة الألوان والأطياف والرؤى، لكن المهمة التي أمامها، مهمة التأسيس لوطن، تقتضي التمازج والتشابك، وبالضرورة التنازل، حتى تصل غاياتها في بناء دولة الوطن. بالطبع، ليس مستحيلا علاج ذاك الفشل في إستكمال مهام التأسيس، بل من الممكن التصدي له بالحراك في الاتجاهات المتعددة حتى تتقاطع الخطوط وتنتج فعلا مقاوما لعوامل التفرقة ومحاولات بناء الوطن بنظرة أحادية. ومن هنا، فإن الوعي بضرورة مقاومة المشروع الأحادي المتناقض مع مهام تأسيس الوطن القائم على واقع متعدد ومتنوع بكل ما تحمل الكلمتان من معان، يشكل عاملا أساسيا وحاسما من عوامل التغيير.
صحيح، نحن من دعاة الدولة المدنية الديمقراطية، ولكن، وأقولها واضحة وبكل شفافية، دعوتنا هذه لا تعني رمي أصحاب الخيار الإسلامي في البحر، كما أنني لا أشترط نبذهم لايديولوجيتهم حتى يتم الجلوس معهم. فالمؤتمر القومي الدستوري، أو أي لقاء شبيه، لا يقصد به هزيمة أو إلغاء الآخر، وإنما تفعيل آلية التسوية والتنازل لصالح الحفاظ على الوطن. لكن، التسوية والتنازل لا يعنيان التغاضي عن جرائم انتهاك حقوق الانسان وجرائم الفساد وهدر موارد الدولة، وفي نفس الوقت فإن عدم التغاضي هذا لا يعني الإنتقام والثأر، ولنا في تجربة جنوب أفريقيا قدوة. أما دعاة الإصلاح، من داخل النظام أو من خارجه، فسنحترم دعوتهم إذا رأينا فيها ملامح الإيمان والقناعة بمعاني المؤتمر القومي الدستوري، ومعاني المشروع الوطني البديل للنظام الحالي. وبالطبع لن نعيرها التفاتا إذا كان جل غايتها إحلال الطاقم الحالي بآخر جديد مع استمرار ذات المشروع القديم. وعموما، يعلمنا التاريخ السياسي للشعوب، أن قطار التغيير، مهما تأخر، ومهما اعترضته عراقيل القمع والطغيان، سينطلق وسيواصل مسيرته حتى المحطة التي يريدها الشعب السوداني.

٭ كاتب سوداني

قطار التغيير في السودان

د. الشفيع خضر سعيد

الإسلام والخلافة

Posted: 27 May 2018 02:17 PM PDT

الخلافة قضية دنيوية بحتة، ليس لها أصل شرعd في الإسلام، لا في الكتاب ولا في السنة، اللهم إلا أحاديث متواترة عن النبي، عليه أفضل الصلاة والسلام، تخبر بما يجري بعد موته، لكنها لا تضع قاعدة دينية من أي نوع لنظام حكم المسلمين، فلا سلطة دينية مطلقا في الإسلام، إلا في بعض تفسيرات جانبية لفرق من الشيعة، تتحدث عن الإمامة المحصورة في نسل سيدنا علي من السيدة فاطمة، وتعطي عصمة النبوة للأئمة الوارثين.
وليس في القرآن الكريم، ولا في آياته المحكمات قطعية الدلالة، أي إشارة لنظام الخلافة، ولم ترد في الكتاب كلمة خلافة ومشتقاتها، إلا على سبيل التمكين للتجربة الإنسانية في الدنيا، ومنح الفرص المتكافئة للاختيار، وعلى نحو ما جاء في سورة البقرة «وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة»، وفي سورة النور «وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض»، أو في التذكير بتجارب سبقت الدعوة المحمدية لأخذ العظة والعبرة، وعلى طريقة ذكره تعالى في سورة ص « يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض»، وحين صعدت روح النبي الكريم إلى البارئ العظيم، فلم يترك النبي وصية استخلاف من أي نوع، وتوالت من بعده حلقات عهد «الخلافة الراشدة» كما درج عليه وصف التابعين، وكان لسيدنا أبوبكر الصديق صفة «خليفة رسول الله»، ثم تغيرت الصفة من بعده إلى لقب «أمير المؤمنين»، وقد اختاره سيدنا عمر بن الخطاب، حتى لا يشق على الناس في النطق، وحتى لا يقولوا عن عمر «خليفة خليفة رسول الله»، ثم تطول العبارة الوصفية أكثر من بعده، ولم تستغرق عهود الخلفاء الراشدين في جملتها سوى ثلاثين سنة، اثنتين لأبي بكر، وعشر سنين لعمر، واثنتي عشرة سنة لسيدنا عثمان بن عفان، وخمس سنوات بالكاد لسيدنا علي ابن أبي طالب.
وفي حديث للنبي (ص)، خبر حكم الثلاثين سنة من بعده، ووصف هذه الفترة بأنها «خلافة على منهاج النبوة»، لا يعود مثلها إلا في آخر الزمان، وتوافر أشراط الساعة، وظهور «المهدي» أو بالقرب منه. وفي حديث آخر للنبي (ص) يأتي ذكر ظهور إثنا عشر خليفة أو إماما بعد وفاة الرسول، وتأكيد على عبارة «وكلهم من قريش»، وقد اختلفت فيه التفسيرات، وإن مالت إلى إجماع على وضع الخلفاء الراشدين الأربعة في قائمة الاثني عشر، ومع ميل متواتر إلى وضع الخليفة الأموي العادل عمر بن عبد العزيز في القائمة الذهبية، ولم تجاوز فترة حكمه السنتين، مع إجراء تبديلات وتوفيقات اختيارية للمفسرين، مال جلها إلى اختيار خلفاء القائمة حصرا من زمن القرن الأول الهجري، ربما استهداء بقول النبي «خير القرون قرني»، وما من وصف حاسم عند المفسرين الكبار لما يأتي بعد القرن الأول الهجري، مع التسليم طبعا بفظائع ومآس طبعت القرن الأول نفسه، اللهم سوى الاستطراد في ذكر وصف النبي لتعاقب الأزمان، وقدوم «الحكم العضوض» بعد الخلافة الشورية الأولى، ثم توالي أزمنة «الحكم الجبري» إلى نهاية الدنيا، وقدوم «المهدي» ليملأ الأرض عدلا بعد الظلم المعمم. والفكرة «المهدوية» ـ بالمناسبة ـ موجودة في كل أديان السماء، وطبيعي أن ترد في تفكير المنتمين للإسلام بصفته الدين الخاتم الجامع.
وبعيدا عن التفسيرات والنبوءات، وصدقها مؤكد في حدود ما ورد قطعيا في دلالته على لسان النبي، بعيدا عن هذا كله، فقد كانت تجربة الخلافة الإسلامية محض عمل تاريخي، حالفه الصواب أحيانا، وخالطه الخطأ في أحيان زمنية أطول.
وباستثناء تجربة دولة المدينة، وهي حالة حكم وقضاء قادها نبي يوحى إليه، ولا يصح سحب حالة النبي المعصوم على حكم أخلافه، فلم يكن للخلفاء الراشدين وضع العصمة النبوية، ولا كانت الجنة قائمة على سطح الأرض. صحيح أن الخلفاء الأربعة من العشرة المبشرين بالجنة في الآخرة، لكن زمانهم خالطته شوائب الدنيا، خاصة مع اندفاع الفتوحات الإسلامية إلى أقصى مداها، وجلبها لعوائد أسطورية. وكان عهد عمر بن الخطاب هو الأزهى بامتياز، وإن راح الخليفة الأعدل نفسه ضحية القتل غيلة، تماما كما جرى اغتيال عثمان وعلي، في ما نجا سيدنا أبوبكر وحده من قدر الاغتيال، وأوصى بالخلافة لعمر من بعده، وبطريقة مختلفة عن تولية الخليفة الأول، فقد ولى أبوبكر بمشاورات «السقيفة»، وبكونه الصديق الذي رافق النبي في رحلة الهجرة من مكة إلى يثرب، وبكونه من سادة العصبة القرشية، وحين كان عمر ينتظر الموت من بعد طعنة المجوسي، اختار ستة من صحابة النبي، وعهد إليهم باختيار خلفه، واستقر الرأي على عثمان، وولى سيدنا علي من بعده.
وفي غمرة اضطراب وفتنة سادت بعد قتل الخليفة عثمان في بيته، ورفع معاوية بن أبى سفيان والي الشام لقميص عثمان، ومعاندته لخلافة الإمام علي، وبما اضطر الأخير لنقل عاصمة الدولة من المدينة المنورة إلى الكوفة، وتوالي حروب الأحقية في الخلافة، وصولا إلى تحكيم المصاحف في معركة «صفين»، وتمرد الخوارج على سيدنا علي، وإلى حد قتل الإمام، الذي كان النبي نفسه يضعه في أرفع مقام، ويقول عنه «أنا مدينة العلم وعلي بابها»، ولم يكن سيدنا علي يضع الخلاف على الحكم في مقام الخلاف الديني، وكان ـ كرم الله وجهه ـ يقول في غمرة الحروب «لقد التقينا، وربنا واحد، ونبينا واحد، ودعوتنا إلى الإسلام واحدة»، ثم كان ما كان من انتقال إلى وضع «الحكم العضوض»، وغلبة سيوف أنصار معاوية، وتنازل الحسن بن علي لمعاوية حقنا للدماء.
لكن الصراع تجدد مع حكم يزيد بن معاوية، وجرت مقتلة الإمام الحسين في كربلاء، ومجيء الشاب معاوية الثاني خلفا لأبيه يزيد، وصحوة ضميره إلى إعادة الشيء لأصله الشورى، ومقتله السريع بالسم على يد بني عمومته في «البيت المرواني»، وكان قد قتل الصحابي عبد الله بن الزبير الذي أعلن الخلافة من مكة، ثم جرت الدماء من بعد ذلك أنهارا، وصار الحكم لمن غلب في بقية عصور الدولة الأموية، ثم الدولة العباسية، وصولا إلى رحلة الدولة العثمانية الطويلة، وإلى أن انتهت قبل نحو قرن من الزمان، ولم يكن لسلاطين بني عثمان أن يسموا أنفسهم بالخلفاء، وكان يقال للواحد منهم «صاحب مقام الخليفة»، فهم بالبداهة ليسوا من أصول قرشية ولا عربية، وهي الصفة التي برر بها متناحرون أحقيتهم في خلافة مزعومة، إلى حد ظهور ثلاثة كيانات تدعي الخلافة في وقت واحد، كما جرى مثلا في تواقت وجود الخلافة العباسية في بغداد، والخلافة الفاطمية في مصر، والخلافة الأموية في الأندلس، وحين اجتاح العالم الإسلامي المغول والصليبيون، كان الخلفاء المزعومون في زمرة الضحايا والسبايا، وكانت المواجهة من نصيب مصر التي لم تكن أبدا دارا لخلافة جامعة.
والخلاصة لا تخفي، فقد اختلفت طرق تولية الخلفاء والسلاطين، ولم يكن من نظام محدد ولا شبه محدد للولاية، وإن كان في الأمر شورى على عهود الراشدين، وقد كانت جزئية على أى حال، لم ينتظم فيها معنى محددا لصياغة مفهوم «أهل الحل والعقد»، وكان الإجماع مجازيا، فالقاعدة أنه لا إجماع في غيبة النص الشرعي، وقد زالت الشورى الجزئية بعدها، وصار الحكم لمن غلب، وإن لم تتوقف فتاوى «الأحكام السلطانية»، وامتاز بعضها برشد نسبي، نقل الأمر كله إلى أولويات الدنيا، وعلى طريقة قول المعتزلة في تفضيل الحكم للأسوس لا للأفقه.
ولم يعد من معنى للجدال الديني في القصة كلها، فقد كنا بصدد حكم دنيوي لا حكما دينيا، تتسع أراضيه الإمبراطورية بحق الفتح وحق السيف، ويقيم حضارة زاهرة في بعض العهود العباسية بالذات، أو ينتهى إلى بوار عقلي وحضاري على طريقة نهايات الدولة العثمانية، ولم يكن المسلمون بدعا في ما جرى لهم وبهم، فقد أقاموا امبراطورية كغيرها من امبراطوريات العصور الوسطى، وجرى عليها ما جرى على غيرها، من مراحل توحد وازدهار، ثم تمزق وانكسار، كالامبراطورية الرومانية التى اعتنقت المسيحية، ثم انشقت في العرش والمذهب إلى امبراطورتين غربية وشرقية، وتوالي حروب القسطنطينية في مقابل روما، ثم غزو المسلمين على مراحل لأغلب نواحي الامبراطورية الشرقية، وبعد أن أخذوا أراضي الإمبراطورية الفارسية قبلها، ولم تكن مراحل ازدهار المسلمين وقفا على حكم ديني، بل كان الصعود مع الغنى البشري واتساع الموارد وانفتاح العقل والعلم والترجمات والإبداعات والابتكارات، وهكذا تكون الحضارات بزوغا وأفولا، وبدون أن يعني زوال دولة أو دول الخلافة، ضعفا أو تراجعا في دين الإسلام بالضرورة، ولا قصورا في الدعوة إلى الدين، فقد انتشر الإسلام إلى أربع جهات الأرض، وصار الدين الأكثر حيوية وأتباعا في عصرنا، وبدون أن يعني ذلك ازدهارا في حال المسلمين، اللهم إلا باستثناءات دول أخذت بأسباب النهوض الدنيوي، فيما ظل الجمود والتخلف مسيطرا منذ زمن خلافة عثمانية، كانت لا تملك في آخر أيامها اي قوة.
وليس معنى عدم وجود أي أساس ديني لدعوى دولة الخلافة، ولا دليل على أن طلب استعادتها واجب ديني، ليس معنى ذلك، أن نغض الطرف العقلي عن طبيعة الروابط الحضارية بين دول العالم الإسلامي في عصرنا، ولا أن نتوقف عن طلب التضامن الإسلامي، بشرط التفرقة بين المعنى القومي لأمة عربية يجب توحيدها، والمعنى الحضاري لأمة إسلامية يجب التضامن بين أممها القومية المتعددة، وقد سألوا حسن البنا مؤسس الإخوان مرة عن معنى الخلافة الإسلامية التى يطلبها، وكان جوابه ـ للمفارقة ـ أنها شيء كعصبة الأمم، التي كانت قائمة قبل منظمة الأمم المتحدة، بينما كان جواب المفكر الإسلامي الجزائري مالك بن نبي قريب الشبه، فقد كان يطالب بمنظمة «كومنولث إسلامي» يشبه الكومنولث البريطاني، بينما طالب جمال عبد الناصر ـ خصم الإخوان ـ ببرلمان جامع للعالم الإسلامي «يجتمع دوريا في موسم الحج» كما ذكر في كتاب «فلسفة الثورة»، وكل ذلك شيء مختلف بالطبع عن الخلافة المزعومة دينيا في خطاب جماعات الإسلام السياسي، وعن خلافة الخرافة على طريقة «داعش» وأخواتها، وعن ألقاب الخلافة وإمارة المؤمنين التي تطلق نفاقا على ملوك ورؤساء تعرفونهم بالاسم والرسم.
كاتب مصري

الإسلام والخلافة

عبد الحليم قنديل

كيف يمكن إحباط اعتراف أمريكا بسيادة إسرائيل على الجولان؟

Posted: 27 May 2018 02:17 PM PDT

إسرائيل ناشطة في توظيف كل عداء دونالد ترامب لخدمتها ضد إيران والعرب، ولاسيما ضد سوريا وحركات المقاومة اللبنانية والفلسطينية. هي لم تكتفِ باعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لها ونقل سفارتها إليها، بل تسعى الآن إلى تحقيق ما لا يقلّ خطورةً: اعتراف الولايات المتحدة بسيادة الكيان الصهيوني على الجولان السوري المحتل.
وزير الاستخبارات الإسرائيلي يسرائيل كاتس، كشف أن الدولة العبرية تضغط على إدارة ترامب للاعتراف بسيادتها على هضبة الجولان المحتلة، متوقعاً إعلان واشنطن موافقتها خلال أشهر. مسؤول في البيت الأبيض علّق على تصريح كاتس بقوله: «نتفق مع إسرائيل في عدد كبير من القضايا». ثم ما لبثت الخارجية الأمريكية أن حذّرت سوريا من قيام جيشها بتحرير منطقة درعا من التنظيمات الإرهابية.
الإحجام الأمريكي عن تأكيد الاعتراف لا يعني نفي الطلب الإسرائيلي ولا إمكانية استجابته لاحقاً. إنه يعني، ضمناً، وضع مسألة الاعتراف قيد المساومة، وفي سياق محاولات واشنطن في هذه الآونة لابتزاز أعدائها وأعداء إسرائيل، عقب انسحابها من الاتفاق النووي وإعلانها المزيد من العقوبات الاقتصادية ضد ايران، وسعيها لحمل دول اوروبا على مجاراتها في هذا السبيل.
يجب أخذ تصريح كاتس على محمل الجدّ، وكذلك احتمال استجابته من طرف إدارة ترامب. فهو»يعلّل» طلب الاعتراف بأنه «جزء من نهجٍ لإدارة ترامب يقوم على مواجهة ما يُنظر إليه على أنه توسع إقليمي من جانب إيران، وان هذا هو الوقت المثالي للإقدام على مثل هذه الخطوة».
كيف يمكن أن تردّ سوريا على هذا التحدي القديم ـ الجديد؟
سوريا تُدرك أنها باتت مسرح صراعٍ مرير بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة، وكل العالم من جهة أخرى، ولاسيما أوروبا المتضررة من انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي، وايران التي تستهدفها أمريكا في اقتصادها وصناعة صواريخها البالستية، وصولاً إلى محاولة تفكيك نظامها السياسي، وأن إسرائيل تقوم بانتهاز هذه الفرصة من أجل دعم مخطط تقسيم بلاد الشام وبلاد الرافدين وتفكيكها إلى كيانات قَبَلية ومذهبية وإثنية حمايةً لأمنها، وضمانةً لتصفية القضية الفلسطينية. سوريا تدرك هذه التحديات والمخاطر، ومن المفترض أنها تحسّبت وخططت لمواجهتها بالتعاون مع حلفائها. فماذا تراها فاعلة؟
لا يفوت دمشق أن إيران مستهدَفَة في صميم كيانها ونظامها واقتصادها، وفي تحالفها معها ومع سائر قوى المقاومة العربية الناشطة ضد إسرائيل. كما لا يفوتها أن قيام إيران مشكورةً بدعمها كما قوى المقاومة، إنما يتمّ ايضاً في سياق استراتيجية دفاعها عن أمنها القومي ووحدتها واستقرارها. ذلك أن الاتفاق النووي لعام 2015 ترك إيران من دون سلاح نووي، ما أخلّ بتوازن القوى لصالح إسرائيل، التي تمتلك أسلحة نووية وصواريخ بعيدة المدى وطائرات صالحة لنقلها واستعمالها. من هنا تنبع مصلحة طهران في إقامة قواعد عسكرية متعددة الاغراض في سوريا للدفاع عن نفسها وعن سوريا. وعليه، من الطبيعي أن تتمسك ايران، برضى سوريا، بهذه القواعد، طالما الجولان في قبضة الاحتلال الإسرائيلي الضالع في مخطط ناشط لدعم فصائل ارهابية ومحلية عاملة على تفكيك الدولة السورية واستباحة سيادتها.
لا يفوت موسكو إنها تعاملت دائماً مع سوريا على اساس انها دولة سيّدة، وأنها وقّعت معها معاهدة لإقامة قاعدتين عسكريتين في طرطوس وحميميم لمدة 49 عاماً، وانها ملتزمة دعم دولة سوريا، سياسياً وعسكرياً، من أجل دحر التنظيمات الإرهابية وتحرير اراضيها المحتلة واستعادة سيادتها عليها، وأن سوريا بكل الصفات والمقوّمات الوطنية والجغرافية والسياسية سالفة الذكر تعتبر الجولان جزءاً لا يتجزأ من دولتها وسيادتها على كامل ترابها الوطني. وعليه، تكون روسيا ملزَمَة، تعاقدياً وأخلاقياً وعملاً بأحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي، بأن ترفض وتردع أي محاولة من إسرائيل والولايات المتحدة لتكريس احتلال الجولان وسلخه عن الدولة السورية وسيادتها وإلحاقه بدولة العدوان الإسرائيلي.
يتأسس على الواقعات والتحديات والموجبات الوطنية والأخلاقية والقانونية، سالفة الذكر، امكانية، بل وجوب، اتخاذ المواقف والخطوات اللازمة لإحباط اعتراف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على الجولان وذلك على النحو الآتي:
1 ـ اعلان صريح وصارم من الحكومة السورية باعتزامها قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، ومع أي دولة اخرى تجاريها في الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان المحتل.
2 ـ دعوة الدول العربية والإسلامية والصديقة الملتزمة بوحدة سوريا وسيادتها، إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة وكل دولة تجاريها في الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان المحتل.
3 ـ دعوة الحركات الوطنية وقوى المقاومة في عالم العرب إلى تنظيم مؤتمرات شعبية عامة لتعبئة القوى الحية ضد هجمة الولايات المتحدة واسرائيل على سوريا وادانة محاولتها تفكيك كيانها الجغرافي والسياسي واستباحة سيادتها، ودعوة الدول والحكومات والحركات الوطنية والشعبية الصديقة إلى مقاطعة الولايات المتحدة، وكل من يجاريها في سياستها العدوانية ضد سوريا وفلسطين وضد ايّ قطر عربي يواجه عدوانها عليه.
4 ـ دعوة العراق، حكومةً وشعباً، إلى إقامة جبهة سياسية وعسكرية مع سوريا ضد إسرائيل وتنظيمات الإرهاب التكفيري وضد الدول والحكومات، التي تدعم إسرائيل ووكلائها المناهضين للوحدة والسيادة الوطنيتين في سوريا والعراق ولبنان، ولدعم تحرير فلسطين وحق شعبها في العودة إلى أرضه.
5 ـ التوافق بين سوريا وايران وروسيا على دعم سوريا سياسياً واقتصادياً وعسكرياً في كفاحها لاستعادة وحدتها وسيادتها على كامل ترابها الوطني، بما في ذلك الجولان المحتل.
6 ـ دعوة ايران وروسيا إلى تزويد سوريا وحركات المقاومة بكل الأسلحة والمعدات والتجهيزات العسكرية المتطورة (أقلّه منظومة S-300) اللازمة لضمان أمنها القومي والدفاع عن شعبها وارضها ومواردها واستقرارها.
7 ـ دعوة سوريا وقوى المقاومة العربية العاملة الناشطة في ساحاتها إلى التعجيل في شن مقاومة ميدانية ومقاومة مدنية شاملتين لإجلاء القوات الأجنبية المتواجدة على اراضيها دونما ترخيص من حكومتها الشرعية.
8 ـ دعوة سوريا وإيران وروسيا إلى عدم الانخراط في اي مفاوضات إقليمية أو دولية لصياغة تسوية سياسية للأزمة والحرب قبل إجلاء جميع القوات الأجنبية المتواجدة في سوريا دونما ترخيص من حكومتها الشرعية.
9 ـ اقتصار المفاوضات الهادفة لتسوية الازمة السورية على الاطراف السوريين دون غيرهم وذلك بمشاركة الامم المتحدة وبدعمها اللوجسيتي.
10 ـ وجوب طرح أي اتفاق يتوصل إليه الأطراف السوريون في المفاوضات على الشعب السوري ليصار إلى إقراره (أو رفضه) في استفتاء شعبي ترعاه الامم المتحدة.
هل من موجب وطني أو قانوني إضافي يقتضي اعتماده؟
كاتب لبناني

كيف يمكن إحباط اعتراف أمريكا بسيادة إسرائيل على الجولان؟

د. عصام نعمان

أئمة الجزائر يهددون بالإضراب عن العمل في رمضان

Posted: 27 May 2018 02:17 PM PDT

بالتزامن مع انطلاق شهر رمضان من كل سنة يهدد أئمة الجزائر بالشروع في إضراب للمطالبة بتحسين شروط عملهم، التي يصفونها بالسيئة. تهديد وصل في السنة الماضية إلى الإعلان عن مقاطعة إقامة صلاة التراويح، ليكون الجديد هذه السنة، هو التهديد بتقليص وقت صلاة الجمعة إلى خمس دقائق فقط، كوسيلة احتجاج مبتكرة.
تهديد يكون قد أطلقه الأمين العام للتنسيقية الوطنية للائمة وموظفي الشؤون الدينية التابعة للمركزية النقابية (نقابة رسمية) التي هددت في الوقت نفسه بوقفة احتجاجية أمام مقر رئاسة الجمهورية، بعد أن سُدت، في وجهها، سبل الحوار مع وزارة الشؤون الدينية، التي لم تلب لها إلا مطلبا واحدا، من بين أكثر من مئة مطلب مرفوع، حسب تصريحات المسؤولين النقابيين، الذين يعرفون بالتجربة انهم يمثلون فئات مهنية لا تملك تجربة كبيرة في المطالبة والتنظيم النقابي. في مجتمع سادت فيه ثقافة المطالبة من كل نوع.
في حين تنشط نقابة مستقلة ثانية (المجلس الوطني المستقل للائمة وموظفي الشؤون الدينية) بالقرب من التنظيمات المستقلة الكثيرة التي تعرفها الساحة النقابية في الجزائر الممثلة للفئات الوسطى الأجيرة، المتضررة من عمل النقابة الرسمية التي سيطر عليها تاريخيا عمال الصناعة بمطالبهم الكمية التي ترفض التميز والتنوع. نقابتان تحاولان تأطير آلاف الموظفين والائمة الممارسين داخل المؤسسات الدينية، بما فيها المساجد والزوايا ومجمل البيروقراطية الدينية المركزية والمحلية (حوالي 32 ألف موظف)، توسعت مع الوقت عند رب عملها الجديد: الدولة.
الإمام الذي تحسن مستوى تعليمه مع الوقت، وتأنث جزئيا كمهنة، بعد انحياز العديد من المدارس والجامعات الوطنية والمحلية، المكلفة بإنتاج هذه البيروقراطية لتأطير الوظيفة الدينية التي تنوعت، بعد ازدياد الطلب الاجتماعي عليها (إمامة/ فتوى/ دعوة /تدريس قرآن، الخ) في الجزائر. في وقت توسعت فيه السوق الدينية وازدادت رهاناتها وصراعتها الداخلية والخارجية من داخل الإسلام ومن خارجه، كما يظهر في الحالة الجزائرية، التي تعرف تيارات تمسيح متعددة وتشيُع وأحمدية، ناهيك عن الصراعات المعروفة والمتجددة داخل الإسلام السني ومدارسه المتعددة، كالصراع مع الوهابية وفروعها الجديدة، كالمدخلية التي تمكنت من اختراق السلفية الجزائرية كما ظهر في المدة الأخيرة.
علما بأن هذا التوسع الديموغرافي في عدد الائمة لم يكن دائما لصالح المهنة، التي قد تكون شروط أدائها قد ساءت وتدهورت، بكل تأكيد رمزيتها في المجتمع الجزائري، الذي تعوَد جزء مهم منه على وظيفة إمامة مستقلة، غير تابعة للدولة، يتميز فيها الإمام بوقار خاص، وتكفل بكل حاجياته من قبل محيطه الاجتماعي المباشر، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمناطق الريفية الممثلة للتدين الشعبي الجزائري تاريخيا، التي تبنت ائمتها وحافظت عليهم وجلبتهم من بعيد في بعض الأحيان، عندما كان يتعذر إنتاجهم محليا. لتمنحهم شروط حياة وعمل مقبولة تتميز بالكثير من الاستقرار والسكينة.
عكس ما حصل مع الظاهرة الاستعمارية التي بقرطت الإمام وحولته إلى موظف لديها في المدن الكبرى التي تعايش فيها الجزائريون مع العنصر الأوروبي، ليحصل الإمام داخلها على مكانة اقتصادية أحسن حالا، في مجتمع سادت فيه البطالة والفقر، وكل أنواع الهشاشة الاجتماعية. مدينة فرض داخلها على الجزائري نمط حياة أقرب للمنطق العلماني المشوه، الذي تبنته الدولة الفرنسية الاستعمارية، بما عرف عنه من فصل للديني عن الاقتصادي ـ الاجتماعي والسياسي، تكيف معه الإمام الرسمي مكتفيا بالحيز الضيق الممنوح له (عبادات/ أحوال شخصية). عكس الإمام ـ الحر أو المستقل الذي كان موقعه الاقتصادي أقل شأنا ربما، لكنه أحسن بكثير من حيث رمزيته وإشعاعه الروحي والديني في مجتمع ريفي متجانس وفقير ثقافيا، استمرت فيه سيطرة الثقافة الجزائرية التقليدية التي مثّلها إمام القرية، من دون منافس من داخل مسجده أو زاويته، في أداء وظائفها الدينية، رغم الكثير من المنغصات كنتيجة حتمية للتحولات من كل نوع التي عاشها المجتمع الجزائري، قبل وبعد الاستقلال.
رغم التحسن في مستوى تأهيل الإمام فإن الجزائر لم تنجح، بعد الاستقلال في إنتاج إمام يتمتع بالشرعية المطلوبة في عين المواطن الجزائري، الذي بقي ينتظر فتواه من أئمة المشرق العربي ودول الخليج، عبر قنوات التلفزيون ووسائط التواصل الاجتماعي، التي أصبحت تنافس الإمام الجزائري في عقر داره، ما جعله يلجأ إلى العمل النقابي المطلبي والتهديد بالإضراب عن العمل، مثله مثل عمال الميناء والمركبات الصناعية الكبرى! لعله يعيد الاعتبار لموقعه الاجتماعي في جوانبه المادية على الأقل.
إعادة اعتبار لن تتم في واقع الحال إلا إذا تمكن الإمام من فرض استقلاله كفاعل، في حقل ديني، يتمتع بالحد الأدنى من الاستقلالية، عن تقلبات السياسة التي احترقت شرعيته بها، عندما التصق بها كموظف، ينتظر ما يجب أن يقول في خطبه كل صلاة جمعة. عند دولة تعاني نخبها السياسية من انقسامية كبيرة ينظر الجزء المتحكم من نخبتها في مقاليد السلطة إلى الإمام كقارئ قرآن على الموتى، وفي أحسن الأحوال كمردد لخطاب ديني يتم تغليف قرارات السلطة به، بعد أن تتخذ في مؤسسات صنع القرار البعيدة عن عين الإمام. نظرة لا تراعي التحولات الفعلية التي عرفتها مهنة الإمامة في الجزائر، ولا الطلب الديني الجديد الذي ينتظره المجتمع الجزائري من مؤسسة المسجد والإمامة. نظرة ما زالت في حقيقة أمرها تعيد إنتاج صورة نمطية قديمة عفا عليها الزمن للإمام الجزائري، ابن الثقافة الريفية التقليدية ومؤسسة الزاوية التي اندثرت في أجزاء مهمة من التراب الوطني.
زاوية وأنواع من السلفية المهادنة، تريد السلطة، أو لنقل جزءا من السلطة، إعادة إحيائها لمحاربة أشكال التدين الأخرى التي تقلقها، بما فيها الإسلام السياسي المحلي والدولي. وما ظهر من أشكال حيرة دينية جديدة تعيشها فئات واسعة من المجتمع الجزائري وشبابه من الجنسين. لم يعد الإمام الرسمي ومؤسسة المسجد كفيلة بتأطيرها بنجاح والحوار معها وإقناعها لا عن طريق خطبة الجمعة ولا عن طريق المسجد الافتراضي، بفتواه الإلكترونية وصفحات الفيسبوك الذي طلب وزير الشؤون الدينية فتحها من قبل الائمة للتواصل مع المواطنين/المؤمنين الذين تعقدت علاقاتهم بدينهم ولم تعد كما كانت.
كاتب جزائري

أئمة الجزائر يهددون بالإضراب عن العمل في رمضان

ناصر الجابي

العرب والأتراك: إلى أين؟

Posted: 27 May 2018 02:16 PM PDT

على أرض «بُخارَى» و»بيكند» من بلاد ما وراء النهر، كانت بداية اللقاء بين العرب والترك مع بدايات النصف الثاني من القرن الأول الهجري، حين عبَر عبد الله بن زياد والي خراسان نهر جيحون لإيصال الإسلام إلى تلك البقاع.
جمَعَهما الإسلام، وعن طريق لُغة القرآن عبَر التركي إلى الشعوب العربية، وفي ظلّه خرج العرب والترك عن دائرة حصار القومية إلى العالمية.
جاءت سلالة «القرة خانيون» التركية التي اعتنقت الإسلام في القرن التاسع الميلادي، لتبدأ مسيرة الألف عام من استبدال كتابة التركية بالأحرف العربية، وربما كان كتاب «ديوان لغات الترك» لمحمود الكاشغري الذي صنفه عام 466 هـ أبرز الموسوعات العلمية التي عرّفت العرب بثقافة  الترك، وأبرزت قيمة اللغة العربية في المكون الثقافي للأتراك.
تلمّس العرب في عهود الضعف قوةً إسلامية تجمع شتات الأمة، لذا قوبلت الدولة العثمانية الناشئة بارتياح لدى كثير من العرب، ازدادت بعد تمكُّن السلطان العثماني محمد بن مراد الثاني من تحقيق حلم المسلمين بفتح القسطنطينية عام 1453، وتدل على التفاعل والانصهار بين العرب والأتراك، تلك الرسائل المُتبادلة بين محمد الفاتح وبعض حكام العرب، التي حملت البشارة والتهاني ابتهاجا بالفتح.
وكانت للعثمانيين جهود كبيرة في حماية العرب من الأخطار الصليبية والصفوية، وأصبح اسم العثماني مرادفا لكلمة المسلم في أوروبا، فعندما كان يدخل أحد الأوروبيين في الإسلام قالوا عنه أنه صار عثمانيا. وأحبط العثمانيون محاولات برتغالية لاجتياح جِدّة في الربع الأول من القرن السادس عشر الميلادي، وقاموا بإنقاذ عرب شمال إفريقيا من البرتغاليين والإسبانيين، كما تصدوا للسفن الصليبية التي كانت تُغير على موانئ مصر والشام، وقاموا بتصفية القواعد والجيوب الصليبية، وكسروا شوكة الدولة الصفوية التي كادت تلتهم المنطقة، في معركة جالديران عام 1514.
أوْلت الدولة العثمانية الجزيرة العربية والحرمين اهتماما بالغا، ويذكر أن السلطان سليم الأول لقب نفسه «حامي حمى الحرمين الشريفين»، وكانت فكرة الخلافة الإسلامية قد اكتسبت عند الأتراك مغزىً جديدًا تجلّى في تأمين طرق الحج وحماية الأماكن المقدسة والدفاع عن الإسلام والمسلمين ووضعهم تحت شمسية الحماية، بحسب تعبير أكمل الدين إحسان أوغلي في كتابه «الدولة العثمانية تاريخ وحضارة». انصهار بين العرب والأتراك في ظل الراية الإسلامية على مدى قرون، وتلاحُم تاريخي يُعبّر عنه ما يقرب من خمسة وسبعين مليون وثيقة، هي تقريبا نصف عدد الوثائق الموجودة في الأرشيف العثماني.
ولا داعي لأن نُذكّر بأن الدولة العثمانية شأنها شأن كل الدول والإمبراطوريات كانت لها أخطاؤها ومثالِبُها، لكن في المُجمل كانت دولة تجمع القوميات المختلفة تحت راية جامعة، ولها جهودها التي لا ينكرها إلا مكابر في خدمة الأمة.
 لم تحدث هذه القطيعة بين العرب والأتراك إلا في العهود الأخيرة للدولة، حين دبّ فيها الضعف، فتنامت النعرات القومية لدى الأتراك والعرب على السواء، وعمّق من آثارها احتضان الدول الأوروبية لرموز تلك النعرات من العرب، حتى سقطت الخلافة العثمانية.
وجاءت المناهج العلمية لدى الجانبين ناقمة على الطرف الآخر وتُشيْطِنُه، فالعرب صوّروا الأتراك على أنهم غزاة محتلون، والأتراك اتهموا العرب بالخيانة، وأمعن النظام الأتاتوركي في فصل الأتراك عن العرب، حيث رأى أن صياغة الشخصية التركية الجديدة تتطلّب التقارب مع الغرب وقطع الصلة بالعرب.
وعلى الرغم من ذلك، كانت هناك محاولات تركية جادة لإعادة الجمهورية التركية إلى العالم الإسلامي العربي، كان أبرزها ما قام به نجم الدين أربكان، الذي أدرك أن المجال الحيوي لبلاده ينبغي أن يكون الدول العربية الإسلامية، وبلْور ذلك في تأسيس مجموعة الثماني الإسلامية، فبدأت العلاقة بين العرب والأتراك في الانتعاش. وجاء حزب العدالة والتنمية إلى سدة الحكم في بداية الألفية الجديدة، ليصرّح الزعيم أردوغان بنيَّتِه في إعادة دولته إلى أحضان العرب والمسلمين، وتُرجمت هذه التوجُّهات إلى واقع من العلاقات القوية والجادة على كافة الأصعدة مع عدة دول عربية، ووجّه اهتمامه إلى تصفير النزاعات والتكامل مع الدول العربية.
ربما كانت فرصة مثالية ليتوافق العرب والأتراك، يستطيع بها الجانبان تعزيز مكانتهما في المجتمع الدولي في عصر التكتلات والتحالفات، والخروج بذلك عن التبعية للشرق والغرب، والاستقلالية في القرار السياسي، لكن الواقع حمل لنا اتجاها عربيا صادمًا، يسير في اتجاه القطيعة والتجافي مع تركيا.
دولٌ عربية تُمول الانقلاب الفاشل في تركيا، وتدعم الكيان الموازي والتنظيمات الإرهابية التركية التي تستهدف زعزعة الأمن داخل الجمهورية. ودول تطلق إعلامها للترويج ضد القيادة التركية واتهامها بالفاشية والديكتاتورية، والتضخيم من شأن انخفاض قيمة الليرة مقابل الدولار، والدعوة لمقاطعة السياحة في تركيا، وتشويه التاريخ العثماني، واتهام أردوغان بدعم الإرهاب. سلسلة لا تنتهي من التحركات من قِبل بعض الدول العربية للإجهاز على النظام التركي، تنسجم وتتزامن مع جهود غربية للإطاحة بأردوغان وفريقه، تجعلنا نتساءل: لماذا؟
هل حقًا لأن تركيا تدعم الإرهاب؟
كيف وهي التي تكتوي بنيرانه وتحاربه بكل قوة داخل وخارج حدودها؟
هل لأن تركيا تتدخل في شؤون الدول العربية؟
فما صورة هذا التدخل؟ هل وجّهت قوتها العسكرية ضد مصالح الدول العربية؟
لسنا في حاجة للتذكير بأن عملية «غصن الزيتون» التي قام بها الجيش التركي في الشمال السوري حق مشروع لمنع إقامة دولة كردية تهدد الأمن القومي التركي، فتركيا لم تتدخل إلا بإقامة علاقات اقتصادية وعسكرية وتقديم مساعدات لعدة دول عربية منها فلسطين والسودان وتونس والصومال واليمن. هل فعلا يخشى العرب من مشروع تركي يعيد جغرافيا الدولة العثمانية مترامية الأطراف؟
في ظني أنها مجرد فزاعة تختفي وراءها مآرب أخرى، فالقوة الناعمة والتأثير السياسي والاقتصادي أصبح أشد قوة من الاحتلال العسكري.
فمن وجهة نظري لا يخرج تفسير هذه الحرب الضروس على تركيا عن هذه الأسباب:
أولها أن بعض الدول العربية غارقة في التبعية لأمريكا حتى النخاع، وتتحرك نحو تركيا بحسب قوة العلاقات الأمريكية التركية، التي بدأت تتأزّم منذ فترة. والثاني هي تلك النعرات القومية التي لا تزال تسيطر على بعض النخب السياسية والثقافية والإعلامية. والثالث مساندة تركيا لثورات الربيع العربي ضد ديكتاتورية الأنظمة.
الأولى بتلك الأنظمة العربية ومؤسساتها الإعلامية أن تدع تركيا وشأنها إن لم ترغب في الاستفادة من دعم العلاقات معها، ليست تركيا هي الخطر الذي يحيق بالدول العربية، وليس الصهاينة أقرب إليها من تركيا. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
كاتبة أردنية 

العرب والأتراك: إلى أين؟

إحسان الفقيه

تنشئة المواطن الحر: نحو فلسفة للأطفال في تونس

Posted: 27 May 2018 02:15 PM PDT

تبدو عبارة «فلسفة الأطفال» مثيرة للانتباه، فما المقصود بها تحديدا؟ هل يمكن أن تكون الفلسفة التي تدرس عادة في السنوات النهائية من التعليم الثانوي وفي قسم البكالوريا على وجه الخصوص، مادة للأطفال؟
وما الهدف من إدراجها في البرامج التربوية للتعليم الأساسي؟
إن كان من نافل القول الحديث اليوم عن قيمة الفلسفة ودورها في بناء تفكير معرفي ونقدي قادر على المساءلة والتفكيك والتأسيس، فإنّ «الممارسات الفلسفية الجديدة» تعرف في واقعنا الراهن اهتماما متزايدا ونقاشا حول دورها وفاعليتها.
نقصد بهذه الممارسات مجموعة من الأنشطة الفكرية التي تخلّص التفلسف من طابعه النخبوي، ومن فعل التنظير المتعالي على الواقع، بل إنّها تعيد إليه بعده الشفوي المباشر والأصيل وترسّخ فيه جانبه العملي والفاعل في الفضاء العمومي. نذكر كمثال على ذلك «المقاهي الفلسفية» التي برزت منذ بداية التسعينيات، وفلسفة الأطفال التي ظهرت مع عالم المنطق الأمريكي المختص في البيداغوجيا ماتيو ليبمان في الستينيات من القرن الماضي، إذ لاحظ الفيلسوف أنّه يحتاج إلى تبسيط بعض الأفكار حتى يتيسر على طلبته فهمها واستنتج من ثمّة إمكانية تخليص الأفكار من بعدها التجريدي الصعب، وانتهى إلى أنّ تعلمها سيكون حتما أجدى عند الصغر، بل سيساهم هذا التعليم في تحقيق التكامل مع مواد أخرى وفي إثرائها.

حق الطفل في التفكير والتعبير

تطبق فلسفة الأطفال اليوم في مناطق عديدة في العالم منها أمريكا وكندا واليابان وأستراليا، وتعنى بهذه المسألة مؤسّسات مختصة مثل معهد النهوض بفلسفة الطفل، والمجلس الدولي من أجل الفلسفة مع الأطفال.
أمّا في العالم العربي فقد تفطّن بعض الأساتذة إلى قيمة هذا الاختصاص الجديد مثل، بيار مالك الذي ذكّر في كتابه «الفلسفة وتعليمها» أنّ حق الطفل في التفكير والتعبير يعدّ من أهمّ الحقوق المعلنة سنة 1989 ودعا إلى تأسيس فكر بيداغوجي يشجع على «خلق هذه المراكز في البلدان العربية والتأسيس لتعليم فلسفي للصّغار في هذه البلدان بأسرع وقت ممكن».
لا تقوم فلسفة الأطفال على عرض تاريخ الأفكار، ولا على تسمية الفلاسفة أو شرح نظريتهم لأنّها تنطلق بكل بساطة من إمكاناتهم ومن ملكاتهم الطبيعية وقدرتهم على طرح الاستفسارات، أي هي لا تنشغل بسرد المعلومات، بل بإضفاء القيمة على الأسئلة البريئة التي يطرحونها على نحو تلقائي.
إنّها على عفويتها مهمّة وحمّالة لمشكلات عميقة حول الإنسان أو حول العالم . فمن منّا لا يستحضر أنّه فكّر في صغره في معان وجودية ثاقبة حول صيرورة الحياة؟
ومن منّا لم يتساءل يوما حول حدود الكون، ولم يسأل ولو لمرّة واحدة عن طبيعة الروح أو الجسد. تلك الاستفسارات هي ذاتها نعود إليها لاحقا بتوجس مخصوص ونبذل جهدا في طرحها لمّا نكبر في سياق نتصوّر أنّه معقّد نسمّيه «تفلسفا». إنّ اندهاش الأطفال هو بوابة المخيال، وهو أيضا بداية الفضول الذي تراهن فلسفة الطفل على تثمينه وعلى شدّ الانتباه إليه كمحرّك للمعرفة ودافع للتفكير المنطقي وسبيل للدراية والعلم.. إنّ من أولى غاياتها خلق مجال حرّ للتفكير يسمح للصغار بالتعبير، فيمنحهم ثقة في أنفسهم بدلا عن الخجل والتردّد والارتباك. يساهم هذا الحس الفضولي والنقدي طبعا في تكوين شخصيات قويّة ومتوازنة من الناحية النفسية ومبدعة، على اعتبار أنّ الأسئلة تكون مولّدة أحيانا لتصورات مغايرة ولرؤى جديدة ممكنة.

الإيقاظ الفكري

وقد استرعى انتباهنا اقتراح مجموعة من أساتذة الفلسفة الأكفّاء في تونس إدراج «فلسفة الطفل» أو «الإيقاظ الفكري» في البرامج الرسميّة للتربية، وعمل فريق بحث متكامل وتحت إشراف تفقد بيداغوجي لدراسة المناهج الممكنة لتطبيق أهدافهم النظرية والعملية..
يراهن هذا المشروع – الذي نأمل أن يطبّق على نحو سريع – على استشراف فضاء تربوي سليم. إنّ ما يهمّنا في هذا السياق أنّ تربية الأطفال على الحوار ستضمن لاحقا قدرتهم على التبرير والإقناع في الفضاء المشترك، الذي يقتضي التعايش فيه فهم الاختلاف ومعالجة المشاكل على نحو متحضّر يضمن حسن إدارة الخلافات ومعالجتها، لاسيما أنّ الحضور المكثف للفضاء الافتراضي قد يجعل المراهقين وحديثي السن يتصورون أنّ الإنترنت هو الإطار الوحيد أو الأمثل للتواصل أو للتعبير عن المواقف أو تفنيدها… ويلعب الحضور المكثّف لوسائل الإعلام والدعاية وسيلة تأثير فاعلة فيهم. أمّا أن يتمرّس الصبيان وهم يلعبون على التأمّل والتفلسف، فذلك سيكون حتما «لقاح مناعة فكرية» يحصّن عقولهم ضدّ الأدلجة والهرسلة والجهل…

باحثة تونسية

تنشئة المواطن الحر: نحو فلسفة للأطفال في تونس

إيمان الرياحي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق