أحكام «الحراك» في المغرب: هل انتصرت المؤسسة الأمنية؟ Posted: 27 Jun 2018 02:31 PM PDT دخلت قضية حراك الريف، ومعها المغرب، أمس مرحلة جديدة مع إعلان القضاء أحكاماً قاسية على 53 من المشاركين ونال قائد الحركة، ناصر الزفزافي وثلاثة من رفاقه حكما بالحبس 20 عاماً، فيما أدين المتهمون الآخرون بأحكام وصل بعضها إلى 15 عاما. شابت إجراءات المحاكمة ملابسات عديدة، وانتهى الأمر بالمتهمين، وبهيئة الدفاع عنهم من المحامين، إلى رفض حضور جلساتها، وهو تصرّف يدل على إحساس باليأس وانقطاع الرجاء من إمكان حصولهم على عدالة حقيقية تتوازى مع الاتهامات التي رفعت ضدّهم، كما تعرّض قائد الحراك (ونشطاء آخرون معتقلون) لأشكال مخجلة من إساءة المعاملة والإهانات التي أضعفت كثيرا مصداقية المؤسسات القضائية والأمنية وأساءت إلى سمعة الحكومة والدولة في المغرب. كان لافتا، في هذا الصدد، أن يتحدث وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان، مصطفى الرميد، عن «أمل كبير في أن تصدر أحكام أكثر عدالة تكرس في القضاء وتؤسس لمصالحة جديدة مع سكان المنطقة»، فحديث الوزير في الحكومة عن «أحكام أكثر عدالة» يفترض بالتالي أن هذه الأحكام جائرة، وشاركه في ذلك أمين عام حزب التقدم والاشتراكية، نبيل بنعبد الله، الذي رأى أن الأحكام «لن تسهم في إذكاء جو الانفراج». فإذا كان وزراء الحكومة يقولون ذلك عن تلك الأحكام فهل نستغرب أن يعتبر نشطاء حقوقيون ما حصل «مجزرة قضائية»، وتأكيدا على «عدم استقلالية القضاء»، وغياب شروط المحكمة العادلة، وأن يرى آخرون في ذلك عودة لـ«سنوات الرصاص» التي عاشها المغرب في ستينيات وثمانينيات القرن الماضي، والتي كان الريف، الذي يحاكم قادة حراكه اليوم، أحد أكبر ضحاياها، كما كانت فترة طبعت البلاد بالانتهاكات والاختفاء والتعذيب وتركت أثرا مريرا في نفوس المغاربة كما أثّرت بشكل كارثي على شؤون البلاد الاقتصادية والاجتماعية والتنموية. يوضّح التاريخ السابق والحالي وجود علاقة عضوية بين انفلات عقال أجهزة الأمن، وما يستتبعه ذلك من ضعف مؤسسات القضاء والتشريع والحكم، وبين تراجع التنمية السياسية والاقتصادية، ودخول البلاد في أزمات سياسية تعكس اختلالا بين الحكام والمحكومين. والحقيقة أن سكان الريف لم يدخلوا في احتجاجاتهم العارمة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2016 انتقاما من ذاك الظلم الذي حاق بهم في الماضي بقدر ما كانوا يحتجّون على ظلامات الحاضر المستمرّة، والمفترض في المجتمعات السليمة سياسيا أن تجد النخب في اندلاع احتجاجات أسبابا لتحرّكها هي أيضاً لمراجعة أخطاء التاريخ والحاضر، فتحاول معالجة القضايا الملتهبة قبل أن يرتفع سقف الاحتجاج إلى مساءلة النظام السياسي برمّته. صحيح أن المؤسسة الأمنية في المغرب لم تستخدم أدوات البطش العنيفة التي طبعت «سنوات الرصاص» في القرن الماضي لكنّها حين قطعت أبواب الاحتجاج السلميّة العامّة، فتحت أبواب أشكال أخرى من الاحتجاج السلبيّ، كالمقاطعة التي شهدها المغرب ضد كبريات الشركات، والتي يمثّل بعض أصحابها، رموز «المخزن» المغربي السياسية، كما أنها أدخلت المغرب في استعصاء سياسيّ مؤسف لن يعود على البلاد بالخير. متى تتعلّم النخب السياسية أن زمن معالجة الأزمات بالقمع قد مضى وأنه أسلوب بائس يضرّ الحكام بقدر ما يضرّ المحكومين؟ أحكام «الحراك» في المغرب: هل انتصرت المؤسسة الأمنية؟ رأي القدس |
عن فلسطين… وكرامة أطيب من الخبز وجهنم التي تطرُق الأبواب Posted: 27 Jun 2018 02:31 PM PDT كانت المؤامرات التي تحاك ضد الشعب الفلسطيني، تحاك ضده في الخفاء، أحياناً من قبل أولئك الذين يتسابقون لنجدته، وهم يدفعون به إلى الهاوية، أو إلى خارج وطنه، وهم يتقدمون، وأحياناً من أولئك الذين يرتدون كوفيته، ويخطبون ملء أفواههم يحرضّونه على أن يموت أكثر، ليعيشوا هم، وأحياناً من استعمار واضح لا يرتدي قناعاً، لكن مَن يرتدون كوفيته ومن يتدافعون لنجدته، هم الذين لا يتوقفون عن إعادة القناع لوجه المُستعمر، كلما انزلق قليلاً، وظهر تحته وجه العدو الصهيوني. كل مكروه لحق بالشعب الفلسطيني كان رغماً عنه، حتى وإن بدا أحياناً أنه قابل به. ثورة 1936 التي تم إيقافها بوعود الزعامات العربية، والفلسطينية، بتواطؤ فوزي القاوقجي، الذي كانت صوره تعلق في بيوت الفلسطينيين، ثم ما لبث أن استدار عليهم، القاوقجي الذي اتفقت كل الزعامات على تعيينه قائداً لجيوش الإنقاذ، ذلك (الثائر) الذي فجعني وأنا أتابع خطاه أثناء كتابة (زمن الخيول البيضاء)، وأصل إلى نتيجة تؤكد أنه واحد من أسوأ الزعامات. وما أثار دهشتي أكثر أن كشف دوره لم يتم من قبل المؤرخين، بصورة واضحة، على حد علمي، حتى نهايات القرن الماضي على الأقل. ومثل فوزي القاوقجي، هناك زعامات فلسطينية في الأمس القريب واليوم، لم يكن دورها أقل خيانة عن دور القاوقجي، لكن أزلامهم الصغار المستعدين لتصفية كل من يطأ تراب قبور هؤلاء الزعماء أو فصول سيرتهم ما زالوا يحرسونهم، وكأن فلسطين قد تحررت على أيديهم، وكأن كل من ينتقدونهم ليسوا أكثر من مندسّين يغيظهم عرس التحرير الذي اكتمل! ما لم تفهمه الزعامات، التي بتنا نراها تقف في الأسواق مرغية مزبدة، مهددة القريب والبعيد بأحط صورة يمكن أن نراها، ما لم تفهمه، هي ومن أحاطوا بها، يحرسونها، في مشهد يذكّرنا بأفلام المافيا، ما لم تفهمه هذه الزعامات والسلطة الفاسدة التي يدافعون عنها، وتدافع عنهم، أنهم يمهدون لدمار أكبر يترصّد فلسطين وشعبها. يفرح كثير من هؤلاء أن هناك عواصم تحميهم، قريبة وبعيدة، عواصم باتت تتحلى بأبشع أشكال الوقاحة، وهي تُسخِّر قوّتها ونفوذها لسحق فلسطين والفلسطينيين وإدخالهم إلى قفص الطاعة، صاغرين، مُذلّين، مُهانين. لقد تغيّر الزمن الذي كانت فيه الأنظمة اللقيطة تُسيِّر جيوش إنقاذ، كان ثمة بعض الخجل يدفعها لأن تكذب، وتدفع الفلسطيني، للتغابي، أو التصديق، لكن الأمر لم يعد كذلك اليوم، لا في الضفة الغربية التي تتفاخر فيها الزعامات بجماليات السجن الذي يقبع شعبها فيه، ولا في قطاع غزة الذي تتفاخر فيه الزعامات بإمارة الانقسام متغافلة عن قباحات السجن. (وكل بما لديهم فرحون) فلسطين تُحشر اليوم في أضيق الزوايا، رغم أنها كقضية ضمير تُحقق اليوم انتصارات متتالية في العالم، وأحد الأسباب الكبيرة لهذا الاندفاع المحموم لإنهاء قضيتها، هو إدراك كل من يناصر الكيان الصهيوني، أن فلسطين تكبر اليوم، وتنتصر، وتتحوّل إلى قضية تمسّ قلوب شعوب كثيرة، ومثقفين، وفنانين، وأكاديميين، وحتى دولا ضعيفة، تدرك أن كرامتها أطيب من لقمة خبزها، فتتمرد. هذا التسارع من أنظمتنا اللقيطة، التي تمارس الثغاء في حظائر سيد البيت الأبيض، الذي لا أجد صفة تليق به فعلاً، هذا التسارع لا يهدف إلا لشيء واحــــد: قطْع الطريق على العالم الذي يقــــــف مع جوهر فلسطين كقضية عادلة، كي لا تنتصر هذه القضـــية أكثر، تماماً كما تقطع الآلة العسكرية الصهيونية الطريق على أمواج مسيرات العودة، وكما تقطع الطـــائرات المقاتلة الصهيونية طرق السماء على طائرات الأطفال الفلسطينيين الورقية. لقد دفع كثير من الأنظمة التي تآمرت على فلسطين والفلسطينيين، في الخفاء، عام النكبة، ثمناً غالياً، وظلّ بعضها يدفعه حتى اليوم، فما بالنا بأنظمة تتآمر اليوم على الهواء مباشرة، كما يقتُل الصهاينة أطفال فلسطين على الهواء مباشرة. لن ينجو أي متآمر على فلسطين من لعنتها. كل شيء حدث في الماضي رغماً عن فلسطين والفلسطينيين والشعوب العربية، النكبة والنكسة، والمجازر المتلاحقة، وكامب ديفيد ووادي عربة، وأوسلو وموقّعوه الذين دمروا فلسطين في ربع قرن أكثر مما دمّرها الصهاينة منذ أن وضعوا أول حجر في أساس أول مستوطنة صهيونية في نهايات القرن التاسع عشر. من يعتقد أنه سينجو إذا أنهى القضية الفلسطينية، ولن ينهيها، سيهلك، ولن يحميه أحد، لا البيت الأبيض الذي يستمتع اليوم بفرائه وثغائه وحليب أرضه، ولا الشعوب التي لن تقبل إلى الأبد أن تكون لقمة خبزها نوعاً من أنواع الرشوة، لتظل ساكتة. سيبقى طعم الكرامة، دائماً، أطيب بكثير من طعم الخبز… وثمة جهنم، هنا وهنا وهناك، على وشك أن تطرُق أبواب هذه الأنظمة اللقيطة بعد قليل. عن فلسطين… وكرامة أطيب من الخبز وجهنم التي تطرُق الأبواب إبراهيم نصر الله |
رسالة إلى محمد صلاح: لا تعتذر عما فعلت!حرب أصابع المغاربة والتوانسة في الساحة الحمراء والشوالي بطل العرب في المونديال! Posted: 27 Jun 2018 02:30 PM PDT الآن، آن لك يا محمد صلاح أن ترى الوجه الآخر للإنكليز، وأن تكون أنت الضوء الوحيد، الذي كلما سطع، كلما عكس لجةَ الظلمات التي يغرق بها من حولك، ولكن، هل يحزن من يؤمن بأن (المجانين الذين يعتقدون أن في إمكانهم تغيير العالم، هم وحدهم القادرون فعلا على التغيير)؟ حين يصبح عقلك قبعة ملؤها السماء، لن تضيق الأرض أبدا بحذائك، فلا تقلق، الصورة الأجمل ليست تلك التي يلتقطها لك المصورون المحترفون، بل التي رسمها أطفال الشوارع على الجدران العمياء والشواطئ العطشى والأسقف العارية والقلوب المتكسرة، والشباك المخزوقة، فهل يفرح إذن، من يرى أن الذين استحوا هم فقط الذين ماتوا!؟ الزفة بين مشهدين… يا دي الكسوف! تأمل حضورك بين مشهدين لا ثالث لهما إلا السياسة… فصورتك، منتشيا بالنجاح، في ملاعب الغرباء، تسدد، فتنهمر صلوات الغزاة من حبات عرقك، وتتصبب هتافات الجماهير من ابتسامة شاربيك، ليست هي ذات الصورة التي تظهر فيها مذهولا ومسائلا الغيب: ( لماذا نصرت بي عدوك، وهزمت قومك بنصري؟ لماذا لم يكن الله مع العرب في كأس العالم؟ ولماذا كانت صلواتي في بلاد الغرباء أقرب إلى السماء منها بين أبناء بلادي؟) ثم قارن بين زفتين، زفة الإنكليز لبطل البريميرليج، وبين زفة المنتخب المصري الجنائزية لفريق بلا بطل… وبين جمهور إنكليزي يَعِدْ محمد صلاح باتباع دينه كلما استجاب الغيب لصلواته، وجمهور عربي يقرأ الفاتحة مغمض العينين كلما اقترب الدعاء من الشباك، فما أن يخرج «آوت» أو تسلل، حتى يبدأ بِسَبّ دين اللاعبين! وحياة أمك أيها المشاهد، أين البلاء: فينا أم في ماذا! كل ده كوم، وما جرى بعد قاديروف أفندي، كوم! فجأة تغير المشهد، فالجماهير العربية، تخشى على محمد صلاح من عروبته، ترجوه أن يبتعد عن العرب لأنهم سيطيحون بمجده، ويسممون دمه، ويشوهون صورته، جماهير ساذجة ولكنها صادقة، توحدت بنجاحك، ومزقتك بإخفاقاتها، أصبحت عندها أكبر من العروبة، وأجدر بأمانتها من العرب… أرادتك أن تبتعد لتحتفظ بك، خافت خسرانك، كلما تمسكت بها، ففضلت أن تكسبك، متنازلة عنك لعدوها… ويلاه ما أفظع العجز! المشكلة ليست في أننا «هرمنا»، إنما في امتلاكنا طاقة مهولة على تجديد الهرم أو إعادة تصنيعه، يا دي الكسوف! الغضب بين ثقافتين: المماحكة والمحاكمة! لازم تلعبها صح يا أبو صلاح، ولا تنس أنك غيرت صورة اللاعب الرقم، والرصيد، والصفقة، إلى اللاعب الرمز والقيمة والنموذج، وهذا لا يرضي تُجّار الصورة في سوق الرياضة، لأن المال في لغتهم، وحده الذي يتكلم، وأما الأخلاق، فمجرد برستيج دعائي غير مسموح التعامل معه بعد انتهاء التصوير! الميديا الإنكليزية تحاملت على صورة محمد صلاح إلى جانب قاتل المثليين، الذي فعل ما لم يفعله لوط، فما يجري هنا عكس ما يجري في عالمك العربي، الذي يتناول الحدث ضمن مُقَبّلاتْ إعلامية، أو فَكّة «فراطة» تواصل اجتماعي سرعان ما تتبدد، ويستفيق الرّبع أو الشلّة على ثرثرات صباحية على «الواتس آب»… هنا أيها المشاهد، حيث تصبح الصورة حكاية، ثم قضية ثم ثورة، ثم لوحا محفوظا، يتحدد به مصير أمم بأكملها، لأن الإنكليز مصابون بحساسية مفرطة ضد الخطأ، والدليل: «قالولو»! لو أنك تابعت واحدا من عدة فيديوهات منتشرة على اليوتيوب، توثق لمسيرة صلاح بعيون الغرب، لرأيت كيف يحكم هؤلاء على المشهد ويحاكمونه، فلقد أجمعوا على حب صلاح، لأنه ملتزم بالصلاة في مواعيدها وفي المسجد، لا يشرب الكحول، لا يرتاد الملاهي الليلية، يغتسل قبل المباراة وبعدها… وكلها خصال سماوية تجعل منه إنسانا مثاليا، ولكن ما الذي تغير بعد واقعة قديروف؟ فك الحزام أيها المشاهد، فمحمد صلاح أصبح بنظرهم مسلما.. كأنه لم يكن كذلك أصلا!! كيف؟ لقد خرج صلاح من المسجد ليدخل بلاط الحاكم المسلم، فيتحول إلى مسلم سياسي، يا للطامة! سخرية أم مسخرة؟! انظر ماذا تنشر صحيفة «التلغراف» هذا الأسبوع: «تلقى اللاعب النقد بعد القبض على صورته مع حاكم الشيشان، الذي اتهم باختراقات فظيعة لحقوق الإنسان، وهو ما لم يستحق من صلاح أكثر من الشعور بالخيبة وعدم الرضا)! ثم تنشر الصحيفة نبذة بشعة عن قديروف، معتبرة الجنسية الفخرية التي منحها المجرم للاعب ليفربول شرفا مشكوكا فيه! خاصة وأن تغريداته على تويتر تبشر بمباراة ودية بين منتخبه ومنتخب مصر، ثم تختم الصحيفة: من غير المقبول أن يتحدث لاعب كرة قدم عن المساواة ثم يقبل جائزة من رجل يضطهد المثليين، فيسمح له باستغلاله مقتحما غرفته، ثم يسحبه من سريره ليصطحبه في جولة كاميراتية! علما بأن الصحيفة اعترضت ضمنيا على غموض تغريدة رجل أعمال صلاح: «نحترم الجميع»! صحيفة «الإندبندنت» اعتبرت أن صلاح يقدم على مخاطرة جديدة، مستنكرة: صلاح مواطن فخري في جمهويرية الشيشان؟ نعم هذا الخبر صحيح! الصحيفة تسترسل بالتفاصيل المملة، مراوحة بين جرائم قديرف وبين مظاهر احتفائه بصلاح، فأين الكارثة؟ بصراحة هي فجيعة، عندما تعلم أن قديروف في اتصاله هذا الأسبوع مع «بي بي سي» البريطانية – ضحك ساخرا من تهمة تسخير صلاح لبروباغندا سياسية، مؤكدا أنه لم يَدْع المنتخب المصري ولا صلاح، بل هم الذين اختاروه (ركضوا وراءه)! فماذا فعلتْ بك الصورة يا أبو صلاح؟ أما «الغارديان»، فحاولت بهدلة المشهد، حيث سخرت من تصفيق اللاعب المصري بأدب جم، والحرص على الظهور كضيف مهذب، بابتساماته اللطيفة، وقلة حديثه، متسائلة عما كان يدور في خلده أثناء كل هذا؟ فكيف انقلب الدلال إلى نقمة، والتقديس إلى تهكم، والاحتفاء إلى نقد، بسبب صورة! ثم ما المطلوب تحديدا من صلاح؟ هل يعتذر صلاح لليفربول؟ ولماذا يعتذر؟ إن كان ملزما قانونيا بمرافقة منتخبه حسب الأوامر الإدارية؟ وهو ما لا يخل بانتمائه لناديه، أوْلى لهم ثم أولى أن يعاقبوا «الفيفا»، التي وافقت على التدريبات على أرض قديروف، ثم إن كان المصريون يعتبرون لاعبهم بطلا دوليا، فعلى الدولة أن تحاكم مدير المنتخب الوطني، وأن تؤازر لاعبها في أزمته هذه، وقد احترم قوانين الفيفا وذهب إلى اسرائيل، وصافح الإسرائيليين بالبوكسات الناعمة، والخدائع التي لا تخترق البروتوكولات، وأغاظهم إلى الحد الذي كادوا فيه إليه، فمن أقسى عليه: خبث أعدائه أم حمق أشقائه؟ أبطال المونديال العرب الحق الوحيد لليفربول في الاعتراض، حين يسمح صلاح للحاكم الشيشاني أن يعلق الميداليةعلى قميص المنتخب الإنكليزي، أو حين يستغل صلاح الكرة لخطاب سياسي يخدم أعداء إنكلترا، أو يناهضها، ما عدا ذلك، فلا تعتذر عما فعلت يا محمد صلاح، بل ليعتذروا كلهم لك، وقد ظلمك الجميع حين عدلت معهم جميعا… ولم تزل كشجرة الحطاب، التي تظلله وهو يهوي بفأسه على جذعها ليجتثها! في الفيفا – دولة الرياضة، لم يتبق عليك سوى أن تخوض حرب الرماية على طريقة الإنكليز، الذين عاقب الفرنسيون أسراهم بقطع الأصابع التي تتحكم في ريش السهام، فما كان منهم بعد أن انتصروا سوى رفع الأصابع الوسطى كعلامة للتحدي، وهو ما فعله المغاربة والتوانسة في الساحة الحمراء وهم يناكفون الصهاينة برفع علم فلسطين، وعلامة الشرف، أما إن سألت عن بطل العرب في المونديال الأحمر، فهو عصام الشوالي، الذي انتصر على الصورة بالصوت، وبدّع بتعليقات ولا أروع، خصوصا وهو يشهد على شطارة العرب على بعضهم بعضا فقط، أما حين يتعلق الأمر بالآخرين، فنحن وحيدون، يا إلهي، في حروبنا وألعابنا وسمواتنا، وقبورنا، وعروشنا حتى في غرف نومنا، نحن وحيدون جدا… فهل أوصيك بنا أيها التاريخ؟… ويلاه! كاتبة فلسطينية تقيم في لندن 7GAZ رسالة إلى محمد صلاح: لا تعتذر عما فعلت!حرب أصابع المغاربة والتوانسة في الساحة الحمراء والشوالي بطل العرب في المونديال! لينا أبو بكر |
العرب و آيسلندا وكأس العالم!! Posted: 27 Jun 2018 02:30 PM PDT المشاركة العربية في مونديال روسيا لحد الآن أثارت الكثير من التساؤلات والتعليقات وكانت أحيانا مادة للسخرية والاستهزاء في شبكات التواصل الاجتماعي من طرف جماهير الكرة العربية التي عبرت عن تذمرها من الآداء والنتائج والاخفاق على الأقل في التأهل للدور الثاني الذي يعتبر بالنسبة لهم إنجازا كبيرا في كل الظروف يستحق الانفاق عليه والافتخار به لإلهاء الناس وامتصاص غضبهم وتذمرهم من إخفاقات متنوعة في مجالات عديدة غطت عليها الكرة. ماعدا آداء المنتخب المغربي المتميز أمام البرتغال وإسبانيا فإن المنتخبات العربية تلقت 24 هدفا ولم تسجل سوى6 أهداف، ولم تحصل سوى على 4 نقاط من أصل 33 نقطة ممكنة في 11 مباراة لعبتها قبل مواجهة تونس لبنما في المجموعة السابعة، وهو رصيد تعيس ومخيب من حيث الأرقام إذا استثنينا تحقيق السعودية لأول فوز لها في نهائيات كأس العالم منذ 24 عاما على منتخب مصر في مباراة كانت أقرب الى الودية منها الى الندية الرسمية وكان فيها المنتخب السعودي أفضل من المصري الذي كان ظلا لنفسه وخيب آمال جماهيره وعشاقه التي كانت تنتظر آداءا ونتائج أفضل في مجموعة تعتبر الأسهل وربما الأضعف لأنها لا تضم أي منتخب مصنف مع الكبار! قد يكون من السابق لأوانه القيام بتقييم شامل ودقيق للمشاركة العربية في مونديال روسيا بأكبر عدد من المنتخبات عبر التاريخ لكن الأكيد أنها لم تكن موفقة ولا تعد بتغييرات ترفع سقف الطموحات مستقبلا لأن العقدة ستستمر ويستمر معها التسيير العشوائي والارتجالي للقدرات والمواهب الفنية التي نزخر بها والتي تفوق دون أدنى شك قدرات إيران مثلا وكوستاريكا واليابان وكوريا الجنوبية وبنما وكذلك آيسلندا. جزيرة آيسلندا التي لا يتعدى عدد سكانها 340 ألف نسمة لم تكن مخيبة في المونديال خطفت التعادل من الأرجنتين في أول مشاركة لها في المونديال بمنتخب يضم لاعبين هواة يحترفون الطب والمحاماة والفن والتجارة وغيرها من المهن لكنهم كانوا متشبعين بإرادة وعزيمة وتنظيم رائع امتدادا لتشبع مجتمعهم بقيم العدالة والحرية وجودة التعليم التي جعلت من جزيرتهم تحتل المركز الرابع عشر ضمن الدول الأكثر تطورا وفي مستوى إنتاجية الفرد وجودة التعليم والخدمات الصحية والحريات الشخصية والعدالة الاجتماعية وكذا تكافؤ الفرص بين المواطنين.. قد يتساءل البعض ما هي علاقة الكرة بالتنمية والتطور والعدالة، وقد يقول البعض لا مجال لربط هذا بذاك وبأن الكرة هي مجرد لعبة لا علاقة لها بشؤون حياتية أخرى، لكن الحقيقة أنها جزء من كل لا يمكن فصله عن بعضه البعض لأن الكرة هي أيضا فكر وفلسفة وتخطيط وتسيير متقن للمهارات التي تتوفر عليها البلدان العربية ولا نحسن استغلالها والاستثمار فيها، والفشل أو النجاح هما امتداد لنجاح أو فشل منظومة سياسية ورياضية واجتماعية وفكرية مرتبطة بالمجتمع برمته. الكرة عندنا تلقى اهتماما إعلاميا جماهيريا لا مثيل له لكنها لا تحضي بالاهتمام نفسه والعناية والإتقان من طرف المسيرين والمدربين الذين تخضع خياراتهم لاعتبارات ذاتية غير مهنية لا علاقة لها بالاحترافية والكرة الحديثة ومتطلباتها الفكرية والعلمية فتجد السعودية مثلا تقيل مدربها الذي قادها إلى المونديال قبل أشهر قليلة من الحدث، وتجد مصر تصر على الاعتماد على نجمها محمد صلاح وتقحمه مصابا رغم أن المنتخب لعب مباراة جيدة أمام الاورغواي من دون صلاح، وتجد نفسك لا تفهم بعض الخيارات الفنية والتكتيكية لنبيل معلول وهيرفي رونار. قد يقول البعض أيضا بأن خروج المنتخبات العربية هو أمر طبيعي وعادي في ظل الصعوبات التي واجهتها منتخبات اسبانيا، البرتغال والأرجنتين للمرور الى الدور الثاني لكن الأمر مختلف تماما بين منتخبات عملاقة تتعثر لأسباب ظرفية ومنتخبات عربية تنفق الكثير المال دون أن تقدر على مسايرة المستوى العالي وتخرج في كل مرة تجر أذيال الخيبة وتجعلنا نندم على التأهل والمشاركة في أكبر محفل كروي عالمي. قد يقول البعض الآخر أن المنتخبات الافريقية لا تختلف عن نظيراتها العربية في نوعية المشاكل التي تتخبط فيها ومع ذلك تحقق نتائج أفضل من العرب على غرار ما تفعله نيجيريا والسنغال وقبلهما غانا وكوت ديفوار والكاميرون، لكن العكس هو الصحيح فالمنتخبات الإفريقية كان بإمكانها الوصول دوما الى أدوار متقدمة لو كان التسيير والتنظيم والتخطيط في مستوى المواهب التي تملكها القارة السمراء والتي تبقى نتائجها دائما أفضل من نتائج العرب في النهائيات في وقت لازلنا نراوح مكاننا ونرتكب نفس الأخطاء رغم مشاركاتنا العديدة في نهائيات كأس العالم وقدراتنا المادية والبشرية التي تفوق قدرات آيسلندا مثلا.. العبرة ليست بالعدد ولا بالأموال المصروفة، والتخطيط للنجاح ليس ظرفيا مرافقا لما قبل الحدث بل إنه منظومة متكاملة تلعب فيها التفاصيل دورا كبيرا، ونحن العرب في غالب الأحيان نهمل التفاصيل الخفية لأنها لا تهم اعلى الأقل لأنه في نظرنا لا تظهر في الواجهة ، على الرغم من أن آيسلندا أظهرتها التفاصيل إلى العالم كصورة نمطية ترابطت فيها الكرة بجميع مكونات البلد، آيسلندا مثال يستحق البناء عليه لمن يبحث عن النجاح الدائم لا الظرفي … العرب سيقولون كالعادة سنرى وسنفكر بعد اربع سنوات!! إعلامي جزائري العرب و آيسلندا وكأس العالم!! حفيظ دراجي |
بسبب 5 مقاعد فقط في البرلمان هل بات اردوغان رهينة ابتزاز حلفائه في حزب «الحركة القومية»؟ Posted: 27 Jun 2018 02:30 PM PDT إسطنبول ـ «القدس العربي»: على الرغم من أن «تحالف الجمهور» الذي شكله الرئيس التركي رجب طيب اردوغان نجح في الحصول على الأغلبية البرلمانية المريحة في البرلمان التركي المقبل، بموجب نتائج انتخابات الأحد الماضي، إلا أن حزب العدالة والتنمية الحاكم فشل وبفارق ضئيل جداً من ضمان الأغلبية البرلمانية بمفرده. هذا المشهد الذي سعى اردوغان بقوة لتجنبه، بات أمراً واقعاً في البرلمان المقبل، وذلك بسبب حصول حزب العدالة والتنمية على 295 مقعداً في البرلمان، من أصل 600 مقعد، ليفقد بذلك الأغلبية البرلمانية ـ نصف عدد مقاعد البرلمان ـ بفارق 5 مقاعد فقط. مساعي اردوغان لضمان الأغلبية البرلمانية بمفرده كانت تهدف بشكل واضح إلى تجنب الوقوع تحت طائلة ابتزاز أيمن الأحزاب التركية الأخرى ومنها حزب الحركة القومية على الرغم من أن حليفه الأساسي وكان الدافع الأساسي للتحالف معه ضمان الأغلبية البرلمانية. وخلال العامين الأخيرين وقبل عقد التحالف بشكل رسمي بين الحزبين، دعم حزب الحركة القومية جميع خطوات اردوغان في البرلمان لا سيما تمرير التعديلات الدستورية وصولاً للاستفتاء الذي دعمه شعبياً أيضاً، قبل أن يتكلل كل هذا التعاون بـ«تحالف الجمهور» الذي حصل على 53.7٪ من أصوات الناخبين، وما مجمله 344 مقعداً في البرلمان. لكن وقبيل ساعات من الاجتماع الهام الذي انعقد بين اردوغان وزعيم حزب الحركة القومية، الأربعاء، في إسطنبول، أطلق أحد كبار قادة الحركة القومية تصريحاً صادماً لوسائل الإعلام، ما ولد مخاوف غير مسبوقة ببدء خلافات مبكرة بين قطبي «تحالف الجمهور». وفي تصريحه، قال «صفر أيجان» مساعد رئيس الحركة القومية: «من الآن فصاعداً، حزب الحركة القومية هو من يقوم بسياسات البرلمان، ماذا سنقول نحن سيكون هو الشيء الذي يطبق، الآن الحركة القومية في موقع الأهم في البرلمان، حزب الحركة القومية من أنقذ اردوغان والعدالة والتنمية في الانتخابات». وفي تحرك سريع جداً، لتهدئة الأجواء قبيل اللقاء المقرر بين اردوغان وبهتشيلي، أعلن حزب الحركة القومية أنه أعفى مساعد رئيس الحزب «صفر أيجان» من مهامه، في خطوة من المؤكد أنها جاءت على خلفية تصريحاته التي أثارت غضباً كبيراً في أوساط العدالة والتنمية. ولا يعرف حتى الآن ما إن كان اتفاق التحالف الذى جرى بين اردوغان وزعيم الحركة القومية دولت بهتشيلي يشمل مشاركة الأخير في إدارة البلاد خلال المرحلة المقبلة أم لا، لكن الحزب سيلعب دوراً محورياً في ترجيح كفة التصويت بالبرلمان لتحالف اردوغان أو المعارضة، وهو ما يجعل من نوابه الأهم في البرلمان. وكانت أنباء سابقة تحدثت عن عرض اردوغان على دولت بهتشيلي بأن يشغل منصب نائب الرئيس في نظام الحكم الجديد، وهو الطرح المستبعد نوعاً ما، لكن لم يجر نفيه أو تأكيده من قبل الطرفين، كما تحدثت أنباء أخرى عن مساعي للحزب بالحصول على إحدى الوزارات الهامة في الفترة المقبلة، وطرح اسم وزارة الداخلية كخيار مفضل للحزب القومي الذي يسعى لتعزيز الحرب على الإرهاب لا سيما حزب العمال الكردستاني. وأمس الأربعاء، قالت مصادر في الرئاسة التركية إن اردوغان استقبل في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة دولت بهتشيلي، وذلك بحضور رئيس الوزراء بن علي يلدريم، وذلك في أول لقاء بينهم منذ انتخابات الأحد التي فاز فيها تحالفهم. وقال يلدريم في تصريح قبيل الاجتماع، إن اللقاء سيركز على «بحث إجراءات المرحلة المقبل»، وبغض النظر عن مستوى التوافق أو الخلافات التي سيشهدها «تحالف الجمهور»، تتوقع مصادر تركية أن يسعى اردوغان بقوة خلال الفترة المقبلة من أجل تأمين 5 نواب آخرين لصالح العدالة والتنمية لإتمام عدد النواب اللازم للحصول على الأغلبية البرلمانية بمفرده. ولتحقيق هذا الهدف، يمكن أن يسعى اردوغان إلى محاولة استمالة عدد من النواب من الأحزاب الأخرى للانتقال إلى الكتلة البرلمانية لحزبه، حيث يتيح القانون التركي للنواب التنقل بين الأحزاب، وهو أمر شائع في السياسة التركية، قد يمكن اردوغان ولو بعد أشهر من الخروج من أي ابتزاز يمكن أن يتعرض له من حليفه حزب الحركة القومية. بسبب 5 مقاعد فقط في البرلمان هل بات اردوغان رهينة ابتزاز حلفائه في حزب «الحركة القومية»؟ إسماعيل جمال |
الجزائر: زلزال سياسي في أعقاب إقالة مدير الأمن Posted: 27 Jun 2018 02:30 PM PDT الجزائر – «القدس العربي»: فجّر القرار، الذي اتخذه الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بإقالة اللواء عبد الغني هامل مدير الأمن العام ( الشرطة) ساعات قليلة بعد تصريحات مثيرة للجدل حول قضية الكوكايين، صدمة في الشارع الجزائري والأوساط السياسية، خاصة وأن قرار الإقالة صدر بسرعة، والمعني به هو المسؤول الأول عن الأمن، وأحد رموز السلطة الحالية، وأكثر المقربين من الرئاسة، وإبعاده بهذه الطريقة جاء بعد تصريحات مثيرة وخطيرة بخصوص قضية الكوكايين لصاحبها كمال شيخي الشهير باسم «البوشي» ( الجزار)! ومنذ أن أطلق اللواء عبد الغني هامل تصريحاته بخصوص قضية الكوكايين صباح أمس الأول، بدا أن شيئا ما ليس على ما يرام، فاللواء هامل ظهر على غير العادة متوتراً، وخوضه في فضيحة الكوكايين لم يكن منتظراً، والجميع توقع أن تصريحات بمثل هذه الخطورة لن تمر مرور الكرام. بالعودة إلى قضية الكوكايين فقد تمكنت فرقة تابعة للجيش نهاية الشهر الماضي بإبطال محاولة تهريب 701 كيلوغرام من مادة الكوكايين، هذه الكمية ضخمة بكل المقاييس، بل يمكن القول من دون مبالغة إنها أكبر عملية تهريب تم إبطالها في الجزائر، ولا أحد يدري ما إذا كان أباطرة المخدرات قد تمكنوا من إدخال كمية مماثلة مرة واحدة من قبل. الإعلان عن إبطال عملية التهريب منذ البداية لفت الانتباه، لأن عملية الحجز تمت بطريقة غير معهودة، إذ تدخل الجيش بباخرة حربية وطائرة هليلكوبتر لتفتيش الباخرة التي كانت تحمل شحنة لحوم مجمدة وبينها شحنة الكوكايين، وتم تفتيشها وهي في عرض البحر بالقرب ميناء وهران، ثم مرافقتها إلى رصيف الميناء لمواصلة التفتيش. المتهم الرئيسي وبسرعة ذكر اسم كمال شيخي الشهير باسم «كمال البوشي» ( الجزار) باعتباره المتهم الرئيسي في القضية،على أساس أنه صاحب شحنة اللحوم، وبالتالي هو المسؤول عن المخدرات التي دست بين حاويات اللحم المستوردة من البرازيل، ورغم أن عموم الجزائريين لا يعرفون «البوشي»، إلا أن وسائل الاعلام بدأت تتحدث عن تمتعه بشبكة علاقات قوية بين المسؤولين، وتوقعت الكشف عن أسماء ورؤوس كبيرة متورطة مع هذا الجزار البسيط، الذي تقول الكثير من المصادر إنه كان يتاجر في المخدرات منذ صغره، والذي تحول إلى أحد أباطرة استيراداللحوم، وصاحب أهم المشاريع العقارية الفخمة في العاصمة. ومع بداية التحقيقات على مستوى القضاء انكشف أول خيوط القضية، وراحت وسائل الاعلام تنشر بعض جوانب التحقيق، بالتأكيد على توقيف أربعة قضاة عن العمل واستدعاؤهم للتحقيق، بعد أن تبين أنهم تورطوا مع «البوشي»ليس في قضية المخدرات، بل في مشاريعه العقارية، بتقديم تسهيلات إليه مقابل الحصول على ترقيات ومناصب بفضل علاقاته. وكان من الطبيعي أن يتساءل كل من يقرأ هذا الكلام عن نوعية العلاقات التي كان «البوشي» يتمتع بها حتى يتمكن من الحصول لمن يقدمون له خدمات على مناصب وترقيات. التحقيق مع سائق هامل و ذكرت الصحافة أن من بين الأسماء التي تم استدعاؤها للتحقيق السائق الشخصي للواء عبد الغني هامل مدير الأمن العام، وكذا نجل عبد المجيد تبون رئيس الوزراء السابق، مع الإشارة إلى أن أسماء أخرى سيتم استدعاؤها على خلفية تحليل ما تم العثور عليه في أرشيف كاميرات المراقبة الخاصة بالمتهم الرئيسي في قضية الكوكايين، الذي كان يصور كل من يدخل مكتبه وكل من يتلقى رشوة صوتا وصورة. وبعد هذه المعلومات التي كشفت عنها الصحافة بدأت الشهية تنفتح لمفاجآت جديدة في القضية، لكن المديرية العامة للأمن سارعت إلى نفي ما تم تداوله بشأن تورط السائق الشخصي للواء عبد الغني هامل، مؤكدة أن هذا غيرصحيح، وأن الشخص المعني هو سائق في حظيرة العتاد التابعة للمديرية، وليس السائق الشخصي للواء. وتحركت نقابة القضاة بدورها لتؤكد أن كل ما تداوله عبر وسائل الإعلام عن تورط قضاة مع «البوشي» كذب، وأن الهدف من الترويج لهذه الأكاذيب هو الإساءة إلى جهاز القضاء، الأمر الذي أعطى انطباعاً أن القضية تسير لتكون مجرد فقاعة هواء، وأن الأمر في الأخير لن يتعدى محاكمة «البوشي» وشقيقيه وموظفين بشركته ووكيل العبور، لكن وزير العدل أعاد بعث القضية من جديد لما صرح الاثنين أن القضية تفرعت عنها ثلاث قضايا إضافية بالإضافة إلى قضية الكوكايين، وأن هناك الكثير من الموظفين والمسؤولين ممن قدموا تسهيلات للمتهم الرئيسي في نشاطه العقاري تم أو سيتم استدعاؤهم، خلال الأيام القليلة المقبلة، وذلك بعد فحص ما تضمنه أرشيف كاميرات المراقبة التي كان المتهم يضعها في مكتبه، مشدداً على أن لا أحد سيفلت من الحساب والعقاب مهما كان منصبه أو درجة مسؤولياته، من دون أن ينفي الوزير وجود قضاة معنيين بالتحقيق، خلافا لما ذهبت إليه نقابة القضاة. إلى غاية هنا الأمور بدت عادية إلى حد ما، لكن دخول مدير الأمن العام على الخط فجأة خلط الأوراق وأعطى للقضية بعداً آخر، إذ تضمنت تصريحات اللواء هامل يوم الثلاثاء ثلاث نقاط رئيسية: الأولى هي أن مدير الشرطة أكد أن التحقيق المبدئي شهد خروقات وتجاوزات، الثانية قال إن المؤسسة الأمنية التي يشرف عليها ستسلم الملفات الموجودة بحوزتها إلى القضاء، والثالثة هي مقولته الخطيرة والتي تحمل أكثر من معنى :» الذي يريد أن يحارب الفساد عليه أن يكون أولاً نظيفا». هذا الكلام كان له وقع القنبلة الانشطارية، تفرعت عنه عشرات الأسئلة من قبيل: إلى من وجه اللواء هامل كلامه؟ من الجهة التي كان يقصد لما قال إن التحقيق المبدئي شهد خروقات وتجاوزات؟ وماهي الملفات الموجودة على مستوى الشرطة، والتي لم تسلم إلى القضاء بعد؟ والأهم إلى من كان اللواء يتوجه لما قال :» إن الذي يريد محاربة الفساد يجب أن يكون نظيفا»؟ أسئلة تجر إجابات الواحدة منها أخطر من الأخرى، وبدا أن الأمر يتعلق بصراع بين عصب النظام، وأن قضية «البوشي» تحولت من تهريب مخدرات إلى قضية دولة! رد الفعل على هذا الكلام لم يتأخر كثيراً، ففي اليوم نفسه صدر مرسوم عن رئاسة الجمهورية يعلن إقالة اللواء عبد الغني هامل وتعويضه بمدير الحماية المدينة العقيد مصطفى لهبيري، من دون أن يقدم البيان أية تفسيرات أو تبريرات. الجزائر: زلزال سياسي في أعقاب إقالة مدير الأمن بعد تصريحات مثيرة بخصوص قضية الكوكايين! |
الحكم بأكثر من 273 سنة سجناً نافذاً على معتقلي حراك الريف في المغرب Posted: 27 Jun 2018 02:29 PM PDT الرباط – «القدس العربي» : لا أحد يستطيع التقدير إلى أين ستأخذ المغرب، الأحكام، التي صدرت مساء الثلاثاء، ضد قادة حراك الريف، وموجة الغضب والاستنكار التي خلفتها واندلاع التظاهرات في عدد من المدن، منذ لحظة الاعلان عن الاحكام، لا تؤشر على هدوء قريب خاصة في منطقة الريف، التي تحمل في تاريخها توتراً مع الدولة، نتاج التهميش والاهمال الذي تعرفه منذ الاستقلال، وعمق تدبير الدولة لاحتجاجات سلمية اندلعت في خريف 2016، هذا التوتر الذي بات جرحا بالاحكام التي اتفق على وصفها بـ»القاسية». وأصدرت محكمة الاستئناف بالدار البيضاء في ساعة متأخرة من ليلة أول أمس الثلاثاء، بعد 84 جلسة انطلقت في آب/ أغسطس 2017، أحكامها بالسجن لأكثر من 200 سنة، ضد قادة «حراك الريف»، وصلت إلى 20 سنة سجناً نافذاً ضد زعيم الحراك ناصر الزفزافي وثلاثة معتقلين آخرين من رفاقه فيما تراوحت الأحكام الأخرى ما بين 15 و3 سنوات نافذة من دون أن ينال البراءة أي من المتهمين الـ53 الذين حوكموا أمامها بتهم المشاركة في المس بسلامة الدولة الداخلية عن طريق دفع السكان إلى إحداث التخريب في دوار أو منطقة، وجنح المساهمة في تنظيم مظاهرات بالطرق العمومية وفي عقد تجمعات عمومية بدون سابق تصريح، وإهانة هيئة منظمة ورجال القوة العامة أثناء قيامهم بوظائفهم، والتهديد بارتكاب فعل من أفعال الاعتداء على الأموال، والتحريض على العصيان والتحريض علناً ضد الوحدة الترابية للبلاد. كما يتابعون من أجل جنح المشاركة في المس بالسلامة الداخلية للدولة عن طريق تسلم مبالغ مالية وفوائد لتمويل نشاط ودعاية من شأنها المساس بوحدة المملكة المغربية وسيادتها وزعزعة ولاء المواطنين لها ولمؤسسات الشعب المغربي ، والمساهمة في تنظيم مظاهرات بالطرق العمومية وعقد تجمعات عمومية بدون سابق تصريح والمشاركة في التحريض علناً ضد الوحدة الترابية. وكانت محكمة الاستئناف بالدار البيضاء قد قررت إدراج ملف المعتقلين، على خلفية حراك الريف للمداولة، في حين التزم المتهمون ومحاموهم الصمت. وتتفاوت تهمهم بين المشاركة في تظاهرات غير مرخصة، والمس بأمن الدولة التي تصل عقوبتها إلى الإعدام. وكانوا قد أكدوا أن «الحراك» كان سلميا وأنهم خرجوا للتظاهر احتجاجا على الفساد، وللمطالبة بإنماء منطقتهم. النيابة أكدت الاتهامات وأكدت النيابة العامة في مرافعاتها الأسبوع الماضي كل الاتهامات الموجهة لقادة الحراك بـ»التآمر من أجل المس بأمن الدولة وتلقي أموال من أشخاص في الخارج ينشطون ضمن حركة تسعى لفصل الريف عن المغرب». وأنكر قادة الحراك وعلى رأسهم ناصر الزفزافي (39 سنة) كل هذه الاتهامات أثناء مثولهم أمام القاضي، مؤكدين أن «الحراك» كان سلميا وأنهم خرجوا للتظاهر احتجاجا على الفساد، وللمطالبة بتنمية اقتصادية واجتماعية لمنطقتهم وأعلنوا مقاطعة ما تبقى من جلسات احتجاجاً على «انحياز» المحكمة و»ميلها المسبق نحو الإدانة». وأعلن دفاع المعتقلين أن الطعن في الحكم الصادر أمس سيكون بعد عشرة أيام. وأوضح محمد أغناج، محامي المعتقلين في سجن الدار البيضاء، أن الطعن في الحكم الاستئنافي الصادر (أول) أمس الثلاثاء، قد يتم فعليا إذا قرر المعتقلون ذلك. وكتب آغناج تدوينة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، امس الأربعاء «الطعن بالاستئناف سيكون خلال العشرة أيام المقبلة إذا قرر المعتقلون ذلك، لكن جلسات الاستئناف لن تنطلق قبل شهرين على الأقل». وشهد مقر المحكمة الاستئنافية في الدار البيضاء غلياناً كبيراً وصراخاً من قبل أسر المعتقلين المدانين، للتعبير عن رفض الأحكام التي جاءت بسلب الحريات لمدد زمنية طويلة، من دون أي نطق بالبراءة. واهتزت ردهات المحكمة بالشعارات الغاضبة من طرف عائلات المعتقلين على خلفية «حراك الريف»، بعد النطق بالأحكام ورفعت العائلات شعارات غاضبة اهتزت لها أركان المحكمة من قبيل «هي كلمة واحدة.. هاد الدولة فاسدة». وعبّرت المحامية أسماء الوديع، عضو هيئة دفاع معتقلي حراك الريف، عن صدمتها البالغة من هذه الأحكام الثقيلة التي قضت بها المحكمة في حق المعتقلين والتي وصل إجماليها إلى أكثر من 259 سنة. وقالت إن هيئة الحكم تجاهلت عدداً من وسائل الإثبات التي كان بإمكانها تبرئة المتهمين من المنسوب إليهم وان المحكمة اعتمدت فقط على محاضر الشرطة وشهود الإثباث، لكنها غضت الطرف عن باقي الدفوعات ومرافعات المحامين وغيرها. واعتبرت الوديع أن المحكمة بقراراتها القاسية قتلت بصيص الأمل الذي كان معلقا على الجهاز القضائي، مضيفة: «عدنا لزمن سنوات الرصاص». حكم ظالم! وقال أحمد الزفزافي، والد ناصر الزفزافي لـ»القدس العربي» ان الحكم قاس جداً وظالم و»لا نعرف من أصدره، هؤلاء خيرة شباب المنطقة، استغاثوا بالدولة كي تبني لهم مدرسة فإذا باستغاثتهم تتحول إلى اعتقالهم، الدولة بالنسبة لنا عبارة عن أب، والأب لا يحق له أخلاقيا وشرعا و قانونا أن يعاقب أبناءه الذين يطالبونه بالخبز وبالعلاج والمدراسة». وأضاف أن هؤلاء خرجوا «في مسيرات سلمية وأظهرت للعالم رقياً تشهد به الديمقراطيات الأوروبية والسلطات عندنا اعتبرتها فوضى، في حين طيلة سبعة أشهر كنا نخرج من دون إحداث أي فوضى ولم يجرح أحد أو يكسر كأس، وكنا ننتظر إنجاز المشاريع وتنزيلها في منطقتنا فإذا بمشاريع أمنية تنزل علينا ونحن لم نفاجأ بهذه الأحكام لأننا ألفنها منذ القدم». وقال الزفزافي الأب إنه زار إبنه اليوم (امس) الأربعاء في سجن «عكاشة» بالدار البيضاء و»أن ناصر يتمتع بمعنويات عالية ومرتفعة جداً وبصحة جيدة، وهذا ما عايشه مدة ساعتين خلال زيارته». وأشار إلى أن إبنه علّق على الحكم بعبارة واحدة هي «مرحبا بكل حكم يصدر في حقي، وأنه لا تخيفه الأحكام القاسية، لأنه وطني حتى النخاع وسيتحمل كل الأحكام وسيستمر في النضال من أجل الوطن». واضاف أن ناصر يحيي من سجنه كل شرفاء الوطن وكل الأحرار والحرائر الذين وقفوا معه. وكتبت هدى السكاكي، زوجة الحبيب الحنودي، الذي حكم عليه بـ 5 سنوات سجناَ نافذة، في تدوينة لها على جدارها بموقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك «أعدكم وأعاهدكم، أنني سأربي جيلاً زفزافياً، وحنودياً، وعاقبونا وانتقموا منا، فعادة حليمة لن تتخلى عنها، ونعلم أنكم مستعدون لطحن الشعب». وتساءلت «من المفروض الذي يجب أن يكون في السجن؟ أليس من طحن الشهيد؟ أم الذين فضحوه؟، وهل تعاقبون أبنائي وتنتقمون منهم لأنهم أرادوا أن يقتسموا معكم كسرة الخبز؟». وقالت زوجة الحنودي «تكرهون الريف وأبناءه، ولكنا سنظل وطنيين، لأن في دمائنا عروق الوطنية، والانتماء لهذه الأرض الطيبة، وحبنا لها لن يثنينا في الاستمرار في التشبث بها، وأحملكم كامل المسؤوولية، فيما سيعيشه أبنائي من دون أبيهم، فخمس سنوات، سيحرمون فيها من حنان أبيهم». وقال محمد أحمجيق بعد الحكم على أخيه، نبيل أحمجيق، المعروف إعلامياً بـ «دينامو» حراك الريف: «سنظل واقفين كالأشجار، وأقوياء كصلابة الحجر لا نلين». واعتبر أن الأحكام الصادرة في حق أبرز نشطاء حراك الريف، مصدرها «الحقد على الريفين». وأضاف: «أيها المغاربة، إن مصيبتكم في قضائكم.. ونحن أقوياء وصامدون ومبتسمون، رغما عن الظلم». مظاهرات في عدة مدن مغربية وخرجت عدة مظاهرات تلقائية في عدة مدن مغربية ليلة الثلاثاء الأربعاء بعد صدور الأحكام ودعت صفحة «الحراك الشعبي بالرباط» إلى وقفة احتجاجية مساء امس الاربعاء في الرباط للتنديد بـ «الأحكام القاسية» في حق «معتقلي الحراك». وشهدت الشوارع خاصة في منطقة الريف والشمال الشرقي نزول متظاهرين احتلوا شوارع في مسيرات تلقائية وهم ينددون بالأحكام القاسية، ويرفعون شعارات تناصر المعتقلين. وخرج ساكن مدينة الحسيمة، كبرى حواضر الريف منذ ليلة الثلاثاء، للاحتجاج في أحياء المدينة فور الإعلان عن الأحكام رافعين شعارات تطالب بإطلاق سراح جميع المعتقلين، ومنددين بـ«الأحكام الجائرة والظالمة»، في حين سارعت القوات الأمنية لتطويق وفض هذه الاحتجاجات بعدد من الأحياء خصوصا حي «باريو بريرو» مسقط رأس ناصر الزفزافي. تجدد الاحتجاجات وأظهرت فيديوهات بثها نشطاء على «فيسبوك» بتقنية البث المباشر تجدد الاحتجاجات بأحياء الحسيمة، تطالب بإطلاق سراح معتقلي حراك الريف، وتستنكر «الأحكام الثقيلة» التي صدرت على أزيد من 20 معتقلا، كما ردد المحتجون في الآن ذاته شعار «الموت ولا المذلة». وأصدر نشطاء الحراك الشعبي في الناظور، بيانا يدعون من خلاله إلى الخروج للإحتجاج مساء امس الأربعاء تنديداً بالأحكام الصادرة في حق الزفزافي ومن معه. وأدان البيان الأحكام «الجائرة» ودعا جميع «الأحرار والحرائر» إلى المزيد من الصمود والنضال، والوقوف إلى جانب عائلات المعتقلين وفاء للمعتقلين وسلمية الحراك الشعبي، داعين الساكنة في الوقت نفسه بالخروج للتعبير عن غضبهم إزاء هذه الأحكام التي وصلت إلى أزيد من 300 سنة نافذة في حق أبناء الريف. وقالت مصادر في المدينة انه موازاةً مع الخرجات الاحتجاجية التي لا تزال القوات العمومية تشدد الخناق عليها وسط مدينة الحسيمة، وان حناجر النساء تعالت بالزغاريد الصادحة من عُقر المنازل وأسطحها، وسَط بكاء ونواح وصراخ بعضهن، تعبيراً عـن استنكارهـنّ لهذه الأحكام في حقّ أبناء المنطقة، ورفع رجال المدينة شعار «الموت ولا المذلة.. عاش الريف». وخرج حشد كبير من طلبة الكلية المتعددة التخصصات بالناظور في مسيرة إحتجاجية، صباح امس الأربعاء تنديداً بالأحكام وقاطع الطلبة والطالبات الإمتحانات الجامعية، لصباح أمس، كرد فعل على الأحكام الصادرة في حق ناصر الزفزافي ورفاقه. وجاب الطلبة أهم الشوارع المحيطة بالكلية المتعددة التخصصات بالناظور مرددين شعارات «الموت ولا المذلة» و «الشعب يريد صراح المعتقل» و»المعتقل خلا وصية لا تراجع على القضية». وكان طلبة جامعة وجدة، خرجوا ليلة أول أمس للإحتجاج والتضامن مع معتقلي الحراك الشعبي الريف، مرددين شعارات من قبيل «المعتقل ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح» و»كلنا ناصر الزفزافي». ومنذ اللحظات الأولى التي أعقبت النطق بالأحكام، عمّ الحزن، واستوطن السواد بروفايلات وتدوينات ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، وعبّر فاعلون من مختلف المشارب عن غضبهم وسخطهم، وذهب البعض منهم للقول بعودة سنوات الرصاص، واغتيال ما بقي من أمل وحلم. وتواترت تدوينات تنعى الوطن وتبكي الظلم والقهر الذي يتعرض له شبابه. حملة تضامن واسعة وفور صدور الأحكام التي تم اعتبارها «جد قاسية»، اجتاح السواد موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، احتجاجا وتضامنا مع معتقلي حراك الريف وعائلاتهم، وبدت الصدمة والذهول القاسم المشترك بين رواد الفضاء الأزرق، والذي كانوا ينتظرون أن يطوي القضاء هذا الملف ويحكم ببراءة المعتقلين. وذهبت البرلمانية أمينة ماء العينين للتعبير الصريح بالقول: « أنا حزينة جداً». وأضافت «إنه يوم صعب تفقد فيه الكلمات للتعبير». وكتب خالد البوقرعي «لكَ اللهُ يا وطناً يحفرون له كَي يقعَ إلى الهاوية»، واعتبر القيادي الشاب والكاتب العام لشبيبة العدالة والتنمية، محمد امكراز، أن مسار الإصلاح طويل وشاق. وأضاف «نكتشف في كل مرة أننا مازلنا في البداية وأن هناك إصرار غير بريء على إخراج القطار عن السكة». وفي ظل أجواء الحزن والاستنكار والتنديد قال المحامي المثير للجدل، محمد الحسني الكروط، الذي ناب عن الدولة في ملف حراك الريف، ان «هذه الأحكام، التي صدرت في حق المعتقلين على خلفية حراك الريف، مخففة». وقال للمحتجين الذين رفعوا شعارات وسط المحكمة: «حمدوا الله ما جاش الإعدام.. راه كانوا باغين (يريدون) يقلبوا لينا لبلاد.. وهادي أحكام مخففة». الحكم بأكثر من 273 سنة سجناً نافذاً على معتقلي حراك الريف في المغرب محمود معروف |
لبنان: القيادات السياسية تنزع صفة «الطائفية» عن الخلاف بين موارنة العاقورة وشيعة اليمونة Posted: 27 Jun 2018 02:29 PM PDT بيروت – «القدس العربي» : غضب عارم عبّر عنه امس أهالي بلدة العاقورة المارونية بعد الاعتداء من قبل مجموعة مسلحة من بلدة اليمونة الشيعية على شرطيين من البلدية في جرد البلدة المتنازع عليه تاريخياً والذي رسّمه القاضي العقاري في العام 1967. وقد سعت القيادات السياسية إلى نزع الصفة الطائفية عن هذا النزاع وحصره بشأن عقاري وقانوني بحت.وعقد رئيس بلدية العاقورة منصور وهبي مؤتمراً صحافياً إتهم خلاله رئيس بلدية اليمونة طلال شريف بالتحريض على الاعتداء. وشارك في المؤتمر عضو «كتلة الجمهورية القوية» النائب زياد الحواط وعضو «تكتل لبنان القوي» النائب شامل روكز وحشد من اهالي العاقورة الذين أطلق بعضهم تهديدات بتسليم الفاعلين إلى القضاء خلال 48 ساعة وإلا لكل حادث حديث. واعتبر رئيس بلدية العاقورة أن «ما حصل الثلاثاء في جرود بلدتنا العاقورة تعدٍ ليس على الأرض فقط، بل على الأحكام والقوانين وكل نظام القيَم والأخلاق وحسن الجوار والعلاقات بين القرى والمناطق، وعلى ما يبدو، أننا نعيش في زمن العصور الجاهليّة وثقافة الغزو المتجذّرة في بعض العقول العفنة من حقبات بائدة». ولفت إلى أن «هذا الإعتداء السافر والمشين والمستنكَر والمخزي لأصحابه لم يقع فقط على الأحكام القضائية السارية المفعول، بل على قيَم بلدة العاقورة وأهلها وسكّانها بما تشكّل من قيَم تاريخيّة مارونيّة ومسيحيّة ولبنانيّة». وأعلن أن «ما يدّعيه رئيس بلدية اليمونة عن ميليشيات عاقوريّة مسلّحة في الجرود قد سقط مع هذا الإعتداء وتأكّد للجميع أن ادعاءاتهم كلّها باطلة ومن نسج خياله الميليشيوي الذي لا يعيش إلاّ على الدم والاعتداء، لأن الكلّ بات يعلم أين توجد العصابات المسلّحة المحددة بالزيّ والسلاح وصرعة الدرّاجات الناريّة، والأرجح المسروقة من أصحابها». وأضاف: «في الوقائع ان دوريّة يوميّة تقوم بها شرطة بلديّة العاقورة بشكل روتيني وعلى الطريق نفسها، ونحن مطمئنون إلى وجود الجيش اللبناني على الحدود الشرقية لأرضنا، فوجئت بكمين مسلّح مُحكَم نُصب لها عن سابق تصوّر وتصميم، أطلق عناصره النار عليها برشاشات أوتوماتيكية ومن مسافة قريبة جداً ثم تقدموا في اتجاه عنصري الدورية وطلبوا منهما الترجّل من سيّارة الجيب التي كانا يستقلانها وهي تابعة لبلديّة العاقورة وقد أصيبت بطلقات ناريّة عدّة وأسمعوهما كلاماً بذيئاً يَندى له كل جبين حرّ وأقدموا على تكسير هاتفيهما المحمولين وقالوا لهما: «سلّموا على ميشال عون ورئيس بلديتكم منصور وهبي. حرّرنا جرد عرسال واليوم حرّرنا جرد العاقورة». ووضع وهبي «هذه الاعتداءات المستمرّة والمتكرّرة على القوانين والأحكام والأرض وناسها برسم الرؤساء الثلاثة وجميع القيادات الأمنية والعسكريّة والمراجع القضائية وان الاستغلال كما التوقيت لهذا الإعتداء السافر أتى بعد انطلاق الخطّة الامنيّة في محافظة البقاع الشمالي والجميع يعلم ان بلدة اليمونة جزء من هذه المحافظة ما يطرح ألف سؤال وسؤال برسم المعنيين»، مشيراً إلى أنه «سبق هذا الإعتداء المسلّح من هذه العصابات المنظّمة كلام للنائب جميل السيّد بمثابة تهديد ورسائل وقحة وفجّة لأبناء العاقورة وقيادة الجيش اللبناني على حدّ سواء… وقد وصلت الرسالة «. وأكد أن «التهديد والوعيد مرفوضان ومُدانان ولا يمرّان مرور الكرام مع ابناء العاقورة والجميع يعلم ذلك وأوّلهم النائب السيّد ورئيس بلديّة اليمونة اللذان يأخذان المنطقة إلى زواريب نسيها أهلنا ولن ندعهم ينجحون في إيقاظ فتنة لعن الله من يحاول إيقاظها «. وتوجّه إلى جميع القيادات والمسؤولين وأبناء جيرة وأصدقاء وأحبّاء إلى الإيعاز لمن يلزم»، لوقف الإعتداءات الميليشيوية قبل فوات الأوان والعمل بجدية على انتشار الجيش اللبناني على خطّ المساحة الذي وضعه الرئيس القاضي عبدو بو خير سنة 1936 والذي رسمته وثبتته مساحة اليمونة عام 1967 مع توقيع قاضي البقاع العقاري في حينها لوضع الأمور في نصابها القانوني الصحيح وتسليم المسلّحين المعتدين إلى القضاء المختصّ وعلى رأسهم محرّضهم رئيس بلديّة اليمونة طلال شريف، وترك القضاء يأخذ مجراه القانوني لوأد الفتنة واستئناف المراجع المختصة أعمال المساحة في بلدة العاقورة انطلاقاً من خط القاضي بو خير بين العاقورة واليمونة». وختم: «وأخيراً لمن تسوّل له نفسه أنه يستطيع أن ينتهك حرمات الأراضي والاعتداء على أصحابها، نقول له ان الإعتداء لن يمر وسيأخذ كل ذي حقّ حقّه وبالقانون وإذا لا سمح الله تقاعست المراجع المختصة فعندها لكل حادث حديث ..» وتحدث النائب الحواط، فرأى « أن ما حصل من إعتداء هو نتيجة تفلّت السلاح غير الشرعي «.وشدد « على ضرورة احترام القوانين وتنفيذ الأحكام القضائية ولا سيما منها تحديد خط المساحة العقارية الصادر عن القاضي عبدو أبو خير عام 1936، والذي رسمته وثبتته مساحة اليمونة عام 1967 «، معلناً تضامنه مع أبناء العاقورة.وناشد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري والرئيس المكلف سعد الحريري التدخل لحل هذه القضية، مشدداً «على ضرورة عدم إعطاء السجال طابعاً طائفياً». وشدّد النائب روكز على أن «الجيش اللبناني لا ينفذ أحكاماً قضائية، بل يساعد الأجهزة الأمنية المختصة في تنفيذها «. وأكد» أن الخطة الأمنية التي انطلقت أخيراً في محافظة البقاع الشمالي ستشمل جرد العاقورة»، مشددا على ضرورة احترام القوانين المرعية الاجراء. وكان منصور تلقى اتصالي دعم وتأييد من رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. وأصدر جعجع بياناً أكد فيه «أن الخلاف ليس طائفياً ولا سياسياً، بل عقاري بحت، وتالياً، يجب ان يحلّ بالطرق القانونية والعقارية، لا بالعنف على غرار الاعتداء الذي استهدف دورية تابعة لشرطة بلدية العاقورة في اليومين الماضيين». واعتبر «أن العودة إلى السجلات العقارية والقوانين المرعية الاجراء هي الطريق الوحيد إلى حل الإشكال العقاري الواقع بين البلدتين وليس اي تصرف آخر». وختم: «انطلاقاً من هنا، نستنكر أشد الاستنكار استخدام العنف ونطالب المراجع القضائية والأمنية المعنية باتخاذ اقصى التدابير المنصوص عليها قانوناً في حق الفاعلين لكي يكونوا عبرةً للجميع في ان استخدام العنف بين بعضنا كلبنانيين ممنوع منعاً باتاً». كذلك، أصدرت «حركة الأرض اللبنانية» بياناً اعتبرت فيه أنه « أمام التعدي الخطير على شرطة بلدية العاقورة و»نزعة الاوباش» التي يمارسها بعض من يظنون انهم فوق القانون ويتمادون من خلال المقاومة بفائض القوة يضعوننا امام هاجس الطمع بأرضنا والتطاول على كرامتنا ، ندعو الدولة بكل اجهزتها الامنية والقضائية إلى التحرك واجراء المقتضى للحد من المساس بالحقوق والكرامات «. لبنان: القيادات السياسية تنزع صفة «الطائفية» عن الخلاف بين موارنة العاقورة وشيعة اليمونة رسالة المسلحين «سلّموا على عون… حرّرنا جرد عرسال واليوم حرّرنا جرد العاقورة» سعد الياس |
مشرعون ونقاد: تأييد المحكمة العليا لقرار ترامب بحظر دخول مواطني دول إسلامية… عار Posted: 27 Jun 2018 02:28 PM PDT واشنطن ـ «القدس العربي»: جادل رئيس قضاة المحكمة الأمريكية العليا جون روبرتس اثناء دفاعه عن قرار تأييد الأمر التنفيذي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحظر السفر من بعض الدول الإسلامية لأمريكا أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار سلطة الرئاسة وليس تصريحات الرئيس. هذه الحجة، وفقا لآراء الكثير من النقاد، تدور في حلقة مفرغة لأن ( الرئيس ) ليس لديه سلطة لمخالفة الشروط التاسيسية للدستور الأمريكي الذى يحظر على الحكومة تفضيل دين واحد على آخر، لذا فإن النظر في تصريحات ترامب ضرورية لتحديد نواياه وسلطته. وشرح أحد قضاة المحكمة العليا المعارضين للقرار نفاق موقف الأغلبية وتأثيرهم المدمر بالقول إن المحكمة قضت قبل أسابيع فقط في قرار 7 ـ 2 لصالح خباز رفض تقديم كعكة لزوجين من نفس الجنس، لأن لجنة الحقوق المدنية في ولاية كولورادو أعربت عن عداء صريح تجاه معتقدات الخباز الدينية. واشارت القاضية سوتومايور إلى مخاوف يثيرها القرار مثل مدى تسامح وحياد الممثل الحكومي في التوصل ال قرار يؤثر على الحرية الدينية الأساسية للأفراد كما أن الجهات الحكومية لن تكون مسؤولة عن خرق التعديل الأول في الدستور، والذى ينص على الحياد والتسامح الدينى، وقالت إن القرار يعنى تآكل المبادئ الأساسية للامة، ويخبر الأقليات أنهم غرباء وليسوا جزءا من المجتمع. وقال واحد من اثنين من المشرعين المسلمين في الكونغرس ان قرار المحكمة العليا سوف يسجل في التاريخ باعتباره «علامة عار» من المحكمة مثل قضية بليسي ضد فيرغسون في عام 1896 التى أيدت قوانين الفصل على أنها دستوية. وتضمنت قضية ترامب ضد ولاية هاواي محاولة لإسقاط الدعوى القضائية التى رفعتها الولاية لوقف قرار حظر السفر من إيران وليبيا وكوريا الشمالية والصومال وسوريا وفنزويلا واليمن، وكان هذا ثالث تكرار للحظر حيث تم اسقاط العراق وتشاد من القائمة. وجادلت هاواي أن الحظر الذى جاء بعد تصريح حملة ترامب بمنع المسلين من دخول الولايات المتحدة كان مدفوعا بالتمييز الديني، بدلا من الأمن القومي في حين قال رئيس القضاة الذى صاغ رأى الأغلبية إن الحظر مبنى بشكل صريح على أهداف مشروعة عبر منع دخول المواطنين الذين لا يمكن فحصهم بشكل كاف. وأضاف النائب كيث اليسون، نائب رئيس اللجنة الوطية الديمقراطية، أن القرار يقوض القيمة الأساسية للتسامح الدينى الذى تأسست عليه أمريكا، وقال «أشعر بخيبة أمل عميقة لأن هذا القرار يعطى الشرعية للتميز وكره الإسلام.. تحتل أمريكا مكانة فريدة في العالم لأنها أمة من المهاجرين، ويجب أن تبقى أمريكا أرضا للأحرار حيث يمكن للأسرة الهاربة من الاضطهاد في كوريا الشمالية او الحرب الأهلية في سوريا أن تبحث عن مأوى». ووصف الحكم بأنه غير عادل مثل قرار كوريماتسو الذى أيد معسكرات الاعتقال اليابانية او بليسي ضد فيرغسون اما العضو المسلم الاخر في الكونغرس، النائب أندري كارسون، فقال : ان هذا القرار يتعلق بسلطة الرئيس وليس تاكيدا على سياسة الرئيس المتعصبة في حين وطالب نيل كاتيال، المحامي العام السابق للولايات المتحدة، بحل تشريعي للقضية. وتجمع عشرات الأشخاص خارج المركز الإسلامي لمقاطعة باسيك في ولاية نيوجرسي لابداء معارضتهم لقرار المحكمة العليا، ووقف اكثر من 100 شخص امام مبنى مجلس مدينة بورتلاند في ولاية اوريغون، وهم يحملون لافتات احتجاج، وتحدثوا ضد ادارة ترامب، وقد بدأت التظاهرة صامتة حيث لم يتحدث أى أحد في أول 30 دقيقة ولكن بعد ان وقف راعى الحفل وهو يحث الجميع للتعبير عن ارئهم تسارعت على الفور التعليقات التى تنتقد بشراسة سياسات ترامب. ورفض مجلس العلاقات الأمريكية ـ الإسلامية قرار المحكمة اذ قال ناد عوض، المدير التنفيذي للمجلس، ان قرار المحكمة مخيب للامال للغاية، للمسلمين وكل الأمريكان الذين يؤمنون بالمساواة في الحماية كما انتقد عوض قرار المحكمة قائلا بأنه يعطى ترامب يدا طليقة لاعادة حقن التمييز ضد عقيدة معينة في نظام الهجرة الذى تم رفضه منذ اكثر من 50 عاما. وقال محللون قانيون ان معارضة القاضية سوتومايور لحكم تأييد القرار كانت لاذعة للغاية اذ انها اوضحت إلى عمل ترامب يستند على تحيز ديني. مشرعون ونقاد: تأييد المحكمة العليا لقرار ترامب بحظر دخول مواطني دول إسلامية… عار منح شرعية للتميز الدينى وكراهية الإسلام رائد صالحة |
سيناريو «ثقة على الحافة» في البرلمان الأردني وإلحاح خلف الستارة على «انتقالية» المرحلة Posted: 27 Jun 2018 02:28 PM PDT عمان- «القدس العربي»: لا يوجد وصفة جاهزة وفعالة تساعد رئيس الوزراء الأردني الجديد الدكتور عمر الرزاز في تجنب المطب الوشيك بعدما بدأت تنمو خلف ستارة كواليس القرار وفي وقت مبكر جداً وبصيغة التهامس المألوف نغمة «ثقة على الحافة». فهو يواجه مرحلة الثقة البرلمانية بخطاب لا ينتمي إلى المألوف والمعروف في ثقافة النواب حيث تمهيد مع مجلس النواب وكتله لصيغة البيان الوزاري وحديث عن الإصلاح الجذري والشامل مع اعضاء برلمانيين هم في غالبيتهم فرديون وشخصانيون وفي نسبة كبيرة منهم مستعدون لترسيم المواقف عبر «ألو» الشهيرة». في كل حال ما تتهامس به الأبواب الخلفية مبكرًا اليوم وقبل التاسع من شهر تموز حيث دورة استثنائية لأغراض ثقة البرلمان يتعلق برواج الفكرة التي تتحدث عن ان الرزاز كشخص وكتجربة ينبغي التعامل معهما على اساس «مجرد مرحلة انتقالية». تستطيع «القدس العربي» ان تتوثق من ان هذا المنطق بدأ فعلاً يتم ترويجه خلف الكواليس وعلى أساس أن فكرة ولاية الرزاز والإيقاع الذي تطرحه حكومته كانا محصلة فقط لأحداث الدوار الرابع الشهيرة التي انتهت عملياً ثم نتيجة لضائقة اقتصادية تفككت نسبياً وعزلة إقليمية ودولية لم تعد قائمة بسبب تداعيات الدور فيما يسمى بصفقة القرن. ذلك تماماً المنطق الذي يقال اليوم في مواقع الثقل الأساسية التي بدأت تستعد لإعاقة التجربة على أساس ان حكومة الرزاز برمتها ليست أكثر من خطوة انتقالية وتطرح خطاباً لا ينتمي للواقع ولا تقبله مراكز القوى في الدولة بالنتيجة. وعلى أساس ان الحكومة تشكلت بعد ان سقطت أخرى شعبياً وفي لحظة انفلتت فيها الأمور وفقدت فيها الدولة بعض أدواتها المؤثرة وبالتالي يتم تكريس هذه الثقافة بهدوء اليوم انطلاقاً من التقاط الأنفاس وصعوبة تكريس تلك الرواية التي تتحدث عن ناشطين في التيار المدني من ابناء الطبقة الوسطى تمكنوا في ظرف معقد من خطف الكاميرا واللحظة والأضواء واضطرت الدولة للاسترخاء أمامهم فيما تتطلب الضرورة اليوم منع تكريس منطقهم الذي اسقط الكثير من القوى الكلاسيكية في اليمين واليسار. وقفز الرزاز للواجهة مستثمراً في هذا المناخ . داخل مجلس النواب وخارجه ثمة من يعد العدة للكمين التالي على أمل إعاقة الرزاز وبعد العودة الدافئة للأحضان الأمريكية وهضم فكرة الدور الجديد في معادلتي الجنوب السوري والقضية الفلسطينية. الكمين المشار إليه ثمة من يدعمه داخل طاقم الرزاز وحجم النافذين الذين أغضبهم الرجل من فريق التأزيم الاقتصادي برئاسة الملقي منشغلون بحكم قوانين الفيزياء السياسية بأي محاولة لإعاقة التجربة الجديدة. عبقرية رموز تلك النظرية تتحدث مبكراً عن ضرب عصفورين بحجر واحد لكي يفهم الرزاز وصحبه من الحراكيين والمدنيين والليبراليين بأن «جمعتهم السياسية مشمشية فقط». العصفور الأول العصفور الأول هو كبح جماح الحكومة ومشاريعها التي لا تنتمي للواقع برأي الحرس القديم والتيار المحافظ عبر تأطير برنامج الرزاز باعتباره مجرد مرحلة تكتيكية انتقالية. أما العصفور الثاني فهو ترميم ما تيسر من هيبة مجلس النواب واستعادتها بعدما قفزت الحكومة فعلياً وتيارها المدني على جثة البرلمان التي انهكتها مؤسسات الدولة قبل غيرها. الآلية المقترحة في هذا الكمين واضحة اليوم فالتهامس يتحدث عن الاسترسال بالتدخل في خيارات النواب عندما يبدأ استحقاق الثقة بعد اقل من اسبوعين. صعب جداً ترك الحكومة لمصيرها في جلسات الثقة والسيناريو المرسوم مسبقا هو حصول الرزاز على ثقة تمكنه من اكمال المشوار لكن تبقي على الحافة وضعيفة بحيث لا يعمل الرجل وطاقمه باسترخاء شديد في بناء مشروعات لها علاقة بعقد اجتماع جديد او حوار وطني مختلف وشامل يمكن ان يقصي كل مراكز الثقل الكلاسيكية في الإدارة والمجتمع. لا يبدو رئيس الوزراء الجديد الذي يقبله ويهضمه المجتمع الدولي المالي تحديدا صلبا بما يكفي حتى يتجاوز خبرات نصب الكمائن عبر البرلمان . لكن الخيارات ضيقة فأمام «القدس العربي» اكد رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة على التشاركية مع الحكومة وعلى ضرورة الانتقال الفعلي والجدي بحكم تحديات اللحظة الراهنة إلى مستوى الشراكة المنتجة والعمل المؤسسي. مطبخ الحركة لا يريد الطراونة الغرق في التكهنات الآن لكن عميد كتلة الإصلاح البرلماني المحسوبة على التيار الإسلامي الدكتور عبد الله العكايلة يؤشر وهو يتحدث لـ «القدس العربي» على تلك البداية الخاطئة وغير المنطقية للرزاز معتبراً ان مصير أي حكومة وشرعيتها لا تكتمل إلا عبر مجلس النواب ومنتقداً بروز حالة من الغرور السياسي عند الحكومة. قد لا يحتفظ عكايلة بتقديره لفترة اطول اذا ما نجح فريق الرزاز خلال مناورات الثقة في اصطياد بيضة قبان في التصويت هي بالضرورة كتلة الإصلاح لكن الثمن السياسي لكي يحصل الرزاز على ذلك لن يكون قليلاً وان كان حبل النجاة في حسابات الثقة المبكرة للحكومة مرتبطاً بالحبل السري سياسياً للعكايلة ومجموعته. ما يقوله في اللقاءات المغلقة رموز مطبخ الحركة الإسلامية مثل الشيخ زكي بني ارشيد والشيخ مراد العضايلة ولا يخالفهم العكايلة يقود إلى نفس استنتاج المخاوف من ان تكون الافكار الكبيرة التي يتحدث بها الرزاز ويطرحها مجرد وهم تكتيكي لأغراض الاحتواء فقط في ظل الازمة الاقتصادية. يسأل قادة الإخوان المسلمين وبعض فصحاء البرلمان انفسهم بصمت عن ما اذا كانت حكومة الرزاز مجرد خطوة جديدة متذاكية فيما يشهد أحد رموز الحكومة السابقة التي تم إسقاطها شعبياً وأمام «القدس العربي» بأن شكوكه تكبر في إمكانية الاسترسال في لعبة الاحتواء بعد الآن لأن المطلوب قرارات تقنع الأردنيين وترضي الشارع. ولان القوى التي تراقب المشهد وتضع الرزاز على اكتافها اليوم لا تنتمي لمدارس اليسار الكلاسيكي ولا اليميني المعروف. التقط ما هو جوهري في هذه المسألة مخضرم من وزن طاهر المصري فحذر الرزاز علناً من تجاهل أو خذلان الأصوات الشابة التي قفزت بحكومته كما حذره من كلاسيكيات إقامة حوار سياسي أو إصلاح عبر لجان تتشكل كما كان يحصل في الماضي او تنتهي بوثائق جديدة تضاف إلى متحف الغبار. السؤال هو وقبل أيام فقط من استحقاق الثقة البرلمانية: هل يستطيع الرزاز تجاوز المطب المبكر بعدما تم تفخيخ حكومته من الداخل… وكيف؟ سيناريو «ثقة على الحافة» في البرلمان الأردني وإلحاح خلف الستارة على «انتقالية» المرحلة «كمين» مبكر في طريق حكومة الرزاز… بيضة القبان «إخوانية» والمصري أطلق التحذير الأهم بسام البدارين |
رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني يشن هجوماً عنيفاً على روسيا Posted: 27 Jun 2018 02:27 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: شنّ رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس النواب الإيراني، حشمت الله فلاحت بيشة، هجوماً عنيفاً على روسيا، وقال إن الإيرانيين أصبحوا ألعوبة في يد الروس، مهاجماً السياسة الخارجية لبلاده لأن روسيا وسوريا أصبحتا من المقدسات التي لا تمس في هذه السياسة، وأنه لا يمكن انتقادهما، مؤكداً أن موسكو أفسدت محاولات بلاده لحل مشاكلها مع باقي الدول أكثر من مرة. وخلال حديثه الخاص لوكالة «إسنا» للأنباء التابعة لوزارة العلوم والأبحاث الإيرانية، أشار فلاحت بيشة إلى أن روسيا خدعت إيران عدة مرات، موجهاً هجوماً حاداً على موسكو قائلاً إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية أصبحت ألعوبة في يد الروس، وهاجم سياسة بلاده الخارجية لأن سوريا وروسيا ودولاً أخرى أصبحت من المقدسات التي لا يمكن انتقادها. وطالب رئيس لجنة الأمن القومي النيابية بإعادة النظر بشكل أساسي في سياسة إيران الخارجية، مضيفاً أن الروس غدروا الإيرانيين في الساحة السورية ومنظمة «أوبك»، بالإشارة إلى دعم موسكو لموقف الرياض في زيادة إنتاج النفط ومحاولات روسيا لأخذ جزء من حصة إيران في أسواق النفط. ولفت فلاحت بيشة النظر إلى أن الروس خلال السنوات الماضية صوتوا ضد إيران 7 مرات في المنظمات الدولية، مؤكداً على أن موسكو تلعب وفق اللعبة الغربية ضد إيران، وأنها أفسدت محاولات بلاده لحل مشاكلها مع باقي الدول أكثر من مرة. وأكد أن دعم روسيا لموقف السعودية في اجتماع منظمة «أوبك» الأخير، هو رسالة واضحة للولايات المتحدة في أن موسكو تدعم وبقوة سياسة واشنطن ضد طهران لقطع تصدير نفطها إلى الأسواق العالمية. وقال إن روسيا تثبت أقدامها بشكل تدريجي في المنطقة، وإنها بعد الانتهاء من ذلك، ستخرج الجمهورية الإسلامية الإيرانية من مجموعة أصدقائها حتى في القطاع الاقتصادي، وأن موسكو ستضع إيران في قائمة أعدائها. وتجدر الإشارة إلى أنه تم انتخاب حشمت الله فلاحت بيشة الأحد ليحل محل علاء الدين بروجردي الرئيس السابق للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس النواب الإيراني. ويعرف بروجروي بتأييده اللامحدود للنظام السوري وتعزيز العلاقات مع روسيا، بينما فلاحت بيشة هو من المحافظين المقربين للرئيس حسن روحاني ومن المنتقدين لروسيا. وعلى الصعيد ذاته، شنً مستشار وزير الخارجية وسفير إيران السابق لدى الأمم المتحدة في جنيف، علي خُرّم، هجوماً حاداً على روسيا قائلاً إن موسكو طعنت إيران من الخلف في ملفي سوريا وأسعار النفط، وإنها تتعاون مع أمريكا والسعودية في خفض صادرات نفط بلاده. وخلال حديثه الخاص لصحيفة «آرمان إمروز» الإيرانية، طالب بعدم الرهان على الدور الأوروبي للحفاظ على الاتفاق النووي. وحذر علي خُرّم من تزايد الضغوط الدولية على إيران وأضاف أن بلاده مقبلة على أيام عصيبة وخطيرة للغاية. وأوضح «أمريكا لديها خطة على 3 مراحل لإنهاك إيران، تتمثل في العقوبات القاسية، ثم الحصار وتبني برنامج النفط مقابل الغذاء، كما حصل مع العراق سابقاً، وفي المرحلة الثالثة إذا لم تستسلم إيران ستقدم على عمل عسكري ضدها». وأضاف أن روسيا لم تطعن إيران في الظهر على الساحة السورية فحسب، بل تطوعت لطرد إيران من صادرات نفط أوبك، لترد سريعاً بشكل سلبي على توجهنا نحو الشرق، بالإشارة إلى توجه طهران نحو الصين والتقارب من بكين. رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني يشن هجوماً عنيفاً على روسيا قال إن بلاده أصبحت ألعوبة في يد موسكو محمد المذحجي |
«مشاجرة» بين وزيرة السياحة وقائد طائرة تثير جدلاً في تونس Posted: 27 Jun 2018 02:27 PM PDT تونس – «القدس العربي» : أثارت «مشاجرة» بين وزيرة السياحة وقائد طائرة للخطوط التونسية، جدلاً كبيراً في البلاد، حيث اتهم عدد من الركاب الوزيرة بالتسبب في تأخير الرحلة المتجهة إلى بلغراد. ودعا سياسيون ونشطاء إلى إقالتها، فيما نفت كل من وزارة السياحة وإدارة الخطوط التونسية هذا الأمر، متهمة قائد الطائرة بالإساءة إلى وزيرة السياحة وعدد من العاملين في الوزارة. وتناقل سياسيون ونشطاء تدوينة لمسافرة تونسية تُدعى وفاء فراويس، اتهمت فيها وزيرة السياحة سلمى اللومي بالتسبب في تأخير الرحلة المتجهة إلى العاصمة الصربية بلغراد والدخول في شجار مع قائد الطائرة الذي لامها وفريقها الوزاري على التأخير الكبير وتعطيل الرحلة، مشيرة إلى أن الوزيرة اضطرت للمغادرة بعد مهاجمتها لفظيا من قبل عدد من الركاب. وعلّق رياض الشعيبي رئيس حزب «البناء الوطني» منتقداً اللومي «مرشحة لتولي منصب رئيسة الحكومة الجديدة، لكن العقلية هي هي!»، حيث أكد أن وزيرة السياحة اتصلت بوزير النقل رضوان عيارة وطلبت منه «استبدال» قائد الطائرة، مشيراً إلى أن طاقم الطائرة ساند قائدها ورفض تنفيذ تعليمات الوزير المتعلقة بتغيير قائد الطائرة، وهدد بتعطيل الرحلة المذكورة ورحلات عدة أخرى، قبل أن تغادر الوزيرة على متن طائرة أخرى متجهة نحو اسطنبول. وأعادت المحامية ليلى حداد نشر تدوينة الشعيبي منتقدة «سلوك» الوزيرة. وأضاف مستخدم يُدعى مراد «عليها تقديم استقالتها حالاً ولو كان هناك قضاء مستقل لأحالها على المحاكمة من أجل استغلال منصبها لاختراق القانون والاعتداء على حرمة مؤسسة عمومية وعلى ملك الشعب التونسي»، فيما أشاد عشرات النشطاء بموقف الطيار الذي اعتبروا أنه احترم القانون ومهنته وتصدى للوزيرة بعد تـجاوزها القـانون. فيما أصدرت وزارة السياحة بيانا فنّدت فيه ما ورد على لسان عدد من المسافرين والنشطاء، وأكدت أن الوزيرة وفريقها كانوا موجودين في الطائرة قبل عشرين دقيقة من الإقلاع، مشيرة إلى أن قائد الطائرة «تعمّد – بإستعمال مكبّر الصوت – التهجّم على وزارة السياحة والصناعات التقليدية متّهما إيّاها بتعطيل الرحلة (…) ولم يكتف قائد الطائرة بهذا الحدّ، بل تعمّد الإساءة للوزارة ولأحد أفراد الوفد الرسمي، ممّا أجبر الوفد على مغادرة الطائرة». كما أصدرت الخطوط التونسية بيانا (تلقت «القدس العربي» نسخة منه) أيدت فيه الرواية التي ذكرتها وزارة السياحة حول وجود الوزيرة ومرافقيها على متن الطائرة، مشيرة إلى أنه «على وجه الخطأ، تم إعلام قائد الطائرة الذي أعلن عبر مكبر الصوت عن تأخّر وصول الوزيرة، والحال أنّها كانت جالسة في مقعدها داخل الطائرة. وعلى إثر هذا اللّبس تفيد الخطوط التونسية أنه قد تم فتح تحقيق بهدف كشف ملابسات هذه الحادثة وأسبـاب وقوعـها». فيما شكّك نشطاء في صحة بيان المؤسستين، حيث اعتبر مهاب القروي المدير التنفيذي لمنظمة «أنا يقظ» المتخصصة بالشفافية أن بيان وزارة السياحية مبهم وغير واضح. وأضاف مصطفى عبد الكبير رئيس المرصد التونسي لحقوق الإنسان: «صحيح ثمة مشكلة في التاخير. المسؤول يجب أن يكون أول شخص يحترم المواعيد، وقائد الطائرة لديه كل الحق في ما فعل». وتعرضت الوزيرة في وقت سابق لانتقادات عدة، حيث اتهمها البعض بالاهتمام بدور العبادة اليهودية على حساب المساجد والرموز الدينية الإسلامية، وهو ما نفته الوزيرة لاحقاً، كما انتقد البعض ارتداءها للحجاب خلال زيارتها للسعودية، و بررت اللومي ذلك باحترامها للعادات والتقاليد في السعودية، داعية إلى التركيز على عملها لا لباسها. كما انتقد الرئيس السابق منصف المرزوقي اللغة العربية «الركيكة» لدى الوزيرة، معتبراً أنها «جاهلة» بأبسط قواعد اللغة، وردت اللومي بأنها مستعدة لاجتياز امتحان للغة العربية. «مشاجرة» بين وزيرة السياحة وقائد طائرة تثير جدلاً في تونس سياسيون ونشطاء يطالبون بإقالتها والوزارة تنفي حسن سلمان |
اليمن: هادي يلتقي مبعوث الأمم المتحدة لبلاده في عدن ويصر على ضرورة تسليم الحوثيين لسلاح الدولة Posted: 27 Jun 2018 02:27 PM PDT تعز ـ صنعاء ـ «القدس العربي»: التقى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في عدن أمس الأربعاء المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث والوفد المرافق له بحضور رئيس الوزراء اليمني احمد عبيد بن دغر وأصر على ضرورة تسليم الحوثيين لسلاح الدولة المنهوب كمدخل لإحلال السلام في اليمن. وقالت المصادر الحكومية اليمنية ان هادي ناقش خلال اللقاء مع مبعوث الأمم المتحدة العديد من القضايا والموضوعات المتصلة بحل الأزمة اليمنية وتطورات الأوضاع على مختلف الصعد وفي مقدمتها مسودة خريطة الطريق التي تبناها غريفيث ويسعى إلى اقناع الحكومة اليمنية والانقلابيين الحوثي ببنودها خلال مشاوراته الراهنة. وذكر هادي خلال لقائه مع غريفيث تفاصيل تجارب الحوارات السابقة مع الانقلابيين الحوثيين والتي أوضح انها باءت بالفشل «لتعنت المليشيا الحوثية لأنها لازالت تمتلك سلاح الدولة المنهوب من المدفعية والدبابات وكذلك الصواريخ التي تأتيها تهريبا عبر ميناء الحديدة ومن البحر لتهديد أشقاءنا في السعودية ودوّل الخليج». و أوضح «لذلك نقول مجددا على المليشيات ان تنصاع لقرارات الشرعية الدولية وتفك الحصار عن تعز وكل المدن». وقال ان «معركة الحديدة هي جزء من معركتنا الوطنية مع الانقلابيين في صعده وصنعاء وتعز وغيرها حتى تحقيق تطلعات شعبنا في السلام وتطبيق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وتسليم السلاح والجنوح للسلام باعتبار لاخيار غيره لمصلحة الشعب اليمني». وأضاف ان الانقلابيين الحوثيين يحفرون اليوم الخنادق في مدينة الحديدة ويقطعون الخدمات على المواطنين هناك «بهدف المتاجرة والمزايدة بمعاناتهم التي يعبثون بها وتسويقها لمصلحة مشروعهم الاقصائي الظلامي». وعبر المبعوث الأممي مارتن غريفث عن سروره بهذا اللقاء وزيارته الأولى لعدن بما تحمله من انطباع إيجابي على كل المقاييس للوقوف على مستجدات الأوضاع وخطوات السلام وآفاقه المتاحة مثمنا جهود فخامة الرئيس الحميدة نحو السلام وتأكيده على ذلك وفق المرجعيات الثلاث. الخارجية ترحب بجهود غريفيث وأوضح وزير الخارجية اليمني خالد حسين اليماني ان هادي رحب بالجهود الكبيرة التي يبذلها المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن لتنفيذ بنود مبادرة الحديدة والمقدمة في 31 أيار (مايو) الماضي، «في ضوء التعديلات التي أجريت عليها ضمن رؤية الحكومة اليمنية بأن المبادرة هي حزمة متكاملة تقوم في الأساس على مبدأ الانسحاب الكامل للحوثيين من ميناء ومدينة الحديدة ودخول قوات من وزارة الداخلية إلى المنطقة لضمان الامن فيها واستمرار الاعمال الاغاثية والتجارية الحالية في ميناء الحديدة وحماية المنشآت المدنية والسكان المدنيين وكمدخل لتطبيق القرار 2216 بالانسحاب وتسليم السلاح». وقال في تصريح صحافي «لا يمكن تصور إدارة الميناء وتوفير الأمن فيه بمعزل عن مدينة الحديدة، بل لا يمكن تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الساحل الغربي وحماية الملاحة الدولية دون مغادرة كافة المليشيات الحوثية للمحافظة كاملة بما في ذلك خروجها من مينائي الصليف ورأس عيسى ومؤسسات الدولة». وأشار اليماني إلى ان هادي حث مبعوث الأمم المتحدة على ضرورة مواصلة جهوده للوصول إلى إنفاذ استحقاقات القرار 2216 والمرجعيات المتفق عليها وإنفاذ الالتزامات الواردة في القانون الدولي والقانون الانساني والبيانات الرئاسية الصادرة عن مجلس الأمن «والتي تؤكد جميعها على رفض الاعتداءات المتكررة من قبل المليشيات الحوثية التي تستهدف الملاحة الدولية وقصف السفن التجارية المدنية بالصواريخ ونشر الالغام البحرية العشوائية خارج ميناء الحديدة وفي المجرى الملاحي الدولي في منطقة جنوب البحر الاحمر». موقف الاتحاد الأوروبي إلى ذلك، قالت مفوضة الشؤون الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي «فيريدريكا موغيريني» أمس (الأربعاء) إن وزراء الخارجية في الاتحاد التقوا المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن «مارتن غريفتث» وأجروا «مناقشة معمقة» معه حول كيفية دعم الاتحاد لعمله بشكل أفضل بهدف وضع حد للتصعيد العسكري، واستـئناف المفاوضات، ومن ثم ضمان التنفيذ في إطار الأمم المتحدة وفي أفضل الشروط الممكنة. ووفق بيان صحافي للمفوضية الأوروبية عن المؤتمر الصحافي الذي عقدته عقب اجتماع مشترك لوزراء الخارجية والدفاع في الاتحاد أمس…فإن وزراء الخارجية التقوا «مارتن غريفتث»، وحصلوا منه على معلومات كاملة عن التطورات الحالية للوضع اليمني وحول عمله الدبلوماسي في المنطقة وخارجها. وحسب البيان الذي نشره موقع (رايلف ويب) التابع للأمم المتحدة…قالت «موغيريني»: لقد سمعنا جميعاً من المبعوث الخاص للأمم المتحدة «مارتن غريفيث» أن التوصل إلى اتفاق سلام صعب للغاية ـ ولكنه ممكن، ومن أجل أن تكون هناك فرصة، فإن الحاجة واضحة: أن يتوقف التصعيد العسكري وأن تستأنف الأطراف محادثات السلام. لقد انقضت الآن عامين على عدم وجود محادثات. ورداً على سؤال حول قبول الحوثيين بإمكانية أن يخضع ميناء الحديدة للأمم المتحدة كما نقل ذلك المبعوث الأممي لليمن…أجابت «فيريدريكا موغريني»: إن هذه الخيار قد يكون صالحاً لنا، لكن لدينا قلق شديد بشأن الوضع الإنساني وعواقف القيام بمزيد من العمليات العسكرية ليس على الميناء فحسب بل وأيضاً على مدينة الحديدة، ولهذا السبب ذكرت أننا نعتقد إنه يجب أن نتجنب ذلك بقدر ما يتعلق الأمر بمواقف محددة للدول الأعضاء. اليمن: هادي يلتقي مبعوث الأمم المتحدة لبلاده في عدن ويصر على ضرورة تسليم الحوثيين لسلاح الدولة موغيريني: يجب على الأسلحة أن تترك فرصة للدبلوماسية خالد الحمادي وأحمد الأغبري |
العثور على جثث ثمانية اختطفهم «الدولة»… ومطالبة بإرسال قوات إضافية لحماية كركوك Posted: 27 Jun 2018 02:26 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: لم تفلح الجهود في إنقاذ «المخطوفين الستة»، الذين اختطفهم تنظيم «الدولة الإسلامية» قبل أكثر من 10 أيام، على طريق بغداد ـ كركوك، حيث عثر على جثثهم، واثنين آخرين، أمس الأربعاء في أطراف محافظة صلاح الدين. وفي وقتٍ سابق من الاسبوع الجاري، ظهر «المخطوفون الستة» في مقطع فيديو نشره التنظيم، وهم يطالبون الحكومة العراقية بالتدخل لإنقاذهم، وتلبية طلب التنظيم بإطلاق سراح «نسائه المعتقلات» في السجون العراقية، مقابل الإفراج عن الرهائن. عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان (غير الحكومية)، علي البياتي، أكد لـ«القدس العربي»، حصوله على معلومات من مصادر أمنية وصفها بـ«الموثوقة»، تفيد بـ«العثور على جثث المختطفين في طريق بغداد ـ كركوك، وهم مقتولون، وعددهم 8»، وحسب مصادر البياتي، فإن «الجثث تم العثور عليها قرب تل الشرف، مقابل ناحية سليمان بيك، التابعة لمحافظة صلاح الدين». ودعا، البرلمان العراقي إلى «عقد جلسة طارئة لمناقشة الوضع الأمني المتدهور في محافظات صلاح الدين وكركوك وديالى، لوجود ضحايا بشكل يومي، جراء نشاط عصابات داعش في هذه المناطق، واستجواب ومحاسبة المقصرين». وأضاف: «نأسف لهذه المعلومات عن وجود تحركات لعصابات داعش في أطراف كركوك وصلاح الدين وديالى، تم الإعلان عنها من قبل العديد من القيادات الأمنية وبعض التقارير الدولية». وتابع: «نحن نشهد اليوم عمليات خطف وقتل لمواطنين أبرياء، وهذا يستدعي الحكومة العراقية إلى أن يكون لها وقفة، وتنشيط وتقوية الجانب الاستخباري لمنع حدوث أي تجاوز أو اعتداء على المواطنين». وشدد البياتي، وهو من أهالي محافظة كركوك أيضاً، على ضرورة، أن «لا يؤثر الوضع السياسي في بغداد، بسبب ما حدث بعد الانتخابات، على وضع البلد الأمني، وأن لا يكون المواطن الضحية نتيجة لذلك»، مؤكداً أهمية «الاهتمام وتركيز على الجانب الأمني والاستخباري تحديدا، للحفاظ على حياة المدنيين في هذه المناطق». ويأتي تصريح المسؤول الأممي، بالتزامن مع دعوة محافظ كركوك راكان الجبوري، رئيس الحكومة الاتحادية حيدر العبادي، إلى إرسال قوة أمنية إضافية لتأمين المدينة، التي تعد من أبرز المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل. ورغم سيطرة القوات الأمنية الاتحادية على محافظة كركوك، وبقية المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل في 16 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بعد انسحاب قوات البيشمركه الكردية والأسايش (قوات أمنية كردية خاصة)، غير أن الوضع الأمني في المدينة، الغنيّة بالنفط، والمناطق المحيطة بها، لم يشهد استقراراً كاملاً. وأدان الجبوري، خلال لقائه سردار اغا، رئيس قبيلة الكاكائية في العراق، الهجوم على القرى الكاكائية والهجمات الإرهابية التي تشهدها مناطق جنوبي كركوك وغربيه، حسب بيان لمكتب المحافظ. ودعا، العبادي، لزيادة عديد القوات الأمنية في محافظة كركوك «بما يضمن الانتشار الشامل وسد الفراغات وقطع الطرق التي تستغلها العصابات الإرهابية». وعلى صعيد متصل بحث الجبوري مع أليس وولبول، نائب الممثلة الخاصة للشؤون السياسية والمساعدة الانتخابية في بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق يونامي، الوضع الامني والسياسي في كركوك. وأكدت المبعوثة الأممية حرص البعثة على الاهتمام بجميع فئات ومكونات كركوك ـ ومنها الكاكائية، والعمل على ضمان الأمن لهم والحفاظ على وجودهم. في الأثناء، حذّر المتحدث باسم العشائر العربية في المناطق المتنازع عليها مزاحم الحويت، مما وصفها «كارثة كبيرة» في هذه المناطق، محملاً جهتين المسؤولية وراء الخروقات الأمنية الحاصلة فيها. وقال إن «ما يحصل في كركوك وداقوق وطوزخورماتو وخانقين وسهل نينوى وغرب دجلة، تعد كارثة كبيرة»، مضيفاً أن «العمليات الاجرامية والسيطرات الوهمية وشن هجمات لتنظيم داعش على المناطق المتنازع عليها، وخاصة على القرى الكردية، نعدها عقوبة على هذا المناطق»، وفقاً لموقع «شفق نيوز». تهاون وإهمال واتهم، وفقاً للتصريح، «الحكومة العراقية المنتهية ولايتها» بـ«التهاون والإهمال في التعامل مع هذا الملف». واشار إلى أن «يوماً بعد يوم تتم معاقبة المناطق المتنازع عليها ويشن تنظيم داعش هجمات عليها»، منوهاً إلى أن «العشائر في المناطق المتنازع عليها لن تقف مكتوفة الأيادي، وستطالب بإعادة انتشار قوات البيشمركه، التي كان لها دور كبير بحماية المناطق التي كانت تحت حمايتها وحافظت عليها». وتابع: «بعد انسحاب قوات البيشمركه من المناطق المتنازع عليها أعاد داعش تنظيمه فيها، وقام بارتكاب جرائم مجدداً»، محمّلاً «الحكومة العراقية والتحالف الدولي مسؤولية ما يحصل في المناطق التي كانت مؤمنة بالكامل من قبل قوات البيشمركه». ويصرّ الحزبان الكرديان الرئيسيان (الديمقراطي الكردستاني ـ بزعامة مسعود بارزاني، والاتحاد الوطني ـ بزعامة رئيس الجمهورية الراحل جلال طالباني) على المشاركة في تأمين المتنازع عليها. فجوات أمنية في المقابل، أعلن المجلس العربي في محافظة كركوك، رفضه لدعوات عودة الاسايش والبيشمركه إلى المحافظة، معتبراً أن الوضع السابق في قاطع غرب داقوق كان مبنيا على التفاهم مع «الإرهابيين والمهربين». شدد على أن «لا يمكن استغلال أي خرق أمني للمطالبة بحالات «تمس كرامة» باقي المكونات في المحافظة. وقال المجلس في بيان، «ندين ونستنكر كافة الجرائم الإرهابية والحوادث الجنائية التي تستهدف أبناء كركوك كافة، ونطالب القوات الأمنية ببذل أقصى الجهود لأجل معالجة الفجوات الأمنية التي يستغلها الإرهابيون وضعاف النفوس»، وتابع «كما نرفض أية دعوة لاستغلال موضوع الثغرات الأمنية بمطالبات غير دستورية وغير قانونية بعودة الاسايش والبيشمركة للمحافظة بشكل قاطع ونهائي». وأضاف، «في الوقت الذي نثمن فيه كل الجهود والتضحيات التي قدمت دفاعا عن كركوك بشكل عام، إلا اننا نذّكر بأن جزءا من قوات البيشمركة والاسايش كانت تقوم بتهريب الأسلحة وأدوات السيارات الاحتياطية والمواد الغذائية في نفس القاطع غرب داقوق الذي تتحدث عنه الجهات السياسية الكردية حاليا»، مشيراً إلى أن «هذا يوضح إن الحالة الأمنية في هذا القاطع كانت قبل فرض القانون مبنية على تفاهمات مع الإرهابيين والمهربين وليس حالة فرض أمن حقيقي». وطبقاً لبيان المجلس، فإن «الجماهير العربية متمسكة بصيغة التعايش السلمي بين كل مكونات كركوك، ولا يمكن استغلال فجوة أو خرق أمني للمطالبة بحالات تمس كرامة باقي المكونات في المحافظة». وأعتبر أن «كان يفترض من السياسيين الأكراد مساندة القوات الأمنية العراقية في تعزيز قبضتها الأمنية التي تحمي كل كركوك ومكوناتها وأهلها من التنظيمات الإرهابية سواء داعش أوغيرها من الجماعات المسلحة والإرهابية والأجنبية التي تتواجد على حدود المحافظة وتهدد أمن العراق في الصميم». ودعا، رئيس الوزراء إلى «تعزيز القوات الأمنية المتواجدة في كركوك بما يساهم في تثبيت ركائز الأمن والاستقرار والسلم الأهلي فيها». وتزامن ذلك، مع إعلان قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت، عن مقتل مسؤول مشاجب تنظيم «الدولة» في اشتباكٍ مسلحٍ مع قوة من الشرطة الاتحادية. وقال جودت في بيان، إن «قوة من الشرطة الاتحادية اشتبكت اليوم (أمس)، مع عناصر داعش في منطقة وادي الشحة، بعد تطهير قرية دكشمان الصغرى، وتفتيش البزول التي تحيط بها والاراضي الزراعية»، مبيناً أن «العملية اسفرت عن قتل الإرهابي المكنى أبو أيوب، مسؤول المشاجب في ما يسمى بولاية الرشاد وهو شقيق الإرهابي برزان هندي المكنى أبو سليمان الجوالي». وأضاف أن «العملية اسفرت أيضا عن إلقاء القبض على 4 أشخاص من المشتبه بهم وبحوزتهم بندقية كلاشنكوف (…) على الطريق العام الصفرة ـ الفتحة»، لافتا إلى أن «هناك معلومات استخبارية وردت عن تواجد الارهابي عضيد خماس عبد الله ذنون الجبوري، والذي يعمل في مفرزة فنية لصناعة العبوات في ما يسمى بولاية كركوك، حيث تمكنت القوات من مداهمة المكان واعتقاله». أتاوات وتهريب نفط الاضطراب الأمني لم يقتصر على محافظة كركوك وحسب، بل امتد إلى محافظة صلاح الدين المحاذية لكركوك من جهة الشمال. رئيس مجلس صلاح الدين أحمد الكريم، أعلن ان المحافظة مهددة من قبل التنظيم، فيما اتهم عناصر أمنية بالانشغال بـ«الاتاوات وتهريب النفط». وقال في بيان له، إن «محافظة صلاح الدين مهددة من قبل داعش، وعناصر بالقوات الأمنية منشغلة بتهريب النفط وأخذ الاتاوات من المواطنين في السيطرات»، مبينا أن «داعش يختار الأماكن والأوقات المناسبة لتنفيذ هجماته، وقد أبلغنا الحكومة المركزية بكل تلك الأمور». وحذر، «من كارثة ستحل بمحافظة صلاح الدين اذا لم تتم معالجة تواجد داعش في المحافظة»، مشيرا إلى أن «هناك عائلات بدأت تنزح من مناطقها بسبب تواجد داعش». تصريح المسؤول المحلي أثار حفيظة قيادة عمليات المحافظة، التي دعته إلى ذكر الأسماء المسؤولة عن موضوع تهريب النفط وأخذ الأتاوات. وقالت القيادة في بيان إن «قوات عمليات صلاح الدين العاملة في المحافظة تواصل الليل بالنهار لتأمين الحماية الكافية للمواطنين هناك»، داعية الكريم إلى «قياس مستوى الأمن، من خلال الواقع الأمني على الأرض، حيث وبفضل جهود قواتنا الأمنية لم تؤشر حوادث تذكر منذ انتهاء العمليات العسكرية، وأن الكل يلاحظ الاستقرار الأمني في المحافظة». وأضافت: «أما بخصوص ما أدلى به الكريم بشأن موضوع تهريب النفط وأخذ الأتاوات، فاننا ندعوه أيضا إلى ذكر الأسماء المسؤلة عن هذا الموضوع بشكل صريح وتزويد الأجهزة الأمنية بها لكي تتخذ الاجراءات القانونية اصوليا، ان وجد هذا الأمر»، مطمئنة «المواطنين في محافظة صلاح الدين ونؤكد لهم أن رجال القوات الأمنية ستبذل الغالي والنفيس لضمان عدم عودة المحافظة إلى ما قبل عام 2014». العثور على جثث ثمانية اختطفهم «الدولة»… ومطالبة بإرسال قوات إضافية لحماية كركوك التنظيم يهدد صلاح الدين… والشرطة الاتحادية تعلن تصفية أحد قيادييه مشرق ريسان |
السيسي يجدد الشكوك في توجهات القطاع الخاص والاستثمار الأجنبي ويطالب الحكومة بدعم القطاع العام وتطويره Posted: 27 Jun 2018 02:26 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي» : خطفت الخيبة التي أحاطت بالمنتخب الوطني لكرة القدم في مونديال روسيا الاهتمام الجماهيري، وسحبته وراءها، كما سحبت الغالبية من الكتاب والصحافيين في الصحف المصرية الصادرة أمس الأربعاء 27 يونيو/حزيران للتعليق عليها والانصراف المؤقت عن الاهتمام بذكرى ثورة يونيو. ومن الأخبار الأخرى التي لا تزال تجد صدى لها في تحقيقات وآراء الكتاب والصحافيين الشكوى المتفاقمة من ارتفاع أسعار السلع والخدمات، وفشل معظم الأسر في تحقيق التوازن بين دخولهم والحد الأدنى من مصروفاتهم. وتحذير النظام من انفجار شعبي إذا واصل الضغط على الطبقة الفقيرة والمتوسطة، ومطالبته بفرض ضرائب تصاعدية على المليونيرات. وكذلك اهتمام الأغلبية بامتحانات الثانوية العامة التي ستنتهي يوم الاحد المقبل. ومن أخبار الصحف، اشتداد الحملات المطالبة بفتح ملفات الفساد في اتحاد الكرة، وصفقات البيزنس، وأثر وجود فيفي عبده والفنانين عند اللاعبين في هزيمتهم، واتهام مهاجميهم بالحقد الطبقي عليهم، وصحيفة «الأهالي» تشن أعنف هجوم ضد النظام في ذكرى ثورة يونيو. ورجال الأعمال والمستثمرون تجددت شكوكهم في الرئيس السيسي، رغم أنهم يعترفون بالتسهيلات الهائلة التي يقدمها نظامه لهم، والاستجابة المستمرة لحل مشاكلهم، وذلك بسبب اجتماعه الأخير مع رئيس الوزراء وعدد من الوزراء ومطالبته لهم بالعمل على دعم مصانع وشركات القطاع العام وتطويرها وتحقيق أقصى استفادة منها، وتطوير الإدارة فيها، بالاستعانة بقيادات من القطاع الخاص، كما هو الحال في قطاع الكهرباء الذي نهض به الدكتور محمد شاكر نهضة هائلة، وهو من القطاع الخاص، وغيره من المسؤولين، المهم تطوير وتوسيع القطاع العام وهو ما لا يريحهم لأنهم لا يعرفون الحجم الذي سيصل إليه في الاقتصاد، خاصة مع قيام الجيش بمشروعات أخرى. واهتمام بزيادة دخل الدولة من قناة السويس وانخفاض العجز في الميزانية، وبالأزمة التي أثارها الكاتب وحيد حامد حول مستشفى سرطان الأطفال 57357 مما اضطر وزيرة التضامن الاجتماعي الدكتورة غادة والي إلى أن تشكل لجنة لبحث الوضع يرأسها المستشار القانوني للوزارة، وتضم ممثلين عن إدارة العلاج الحر في وزارة الصحة وأستاذ متخصص في أورام الأطفال وأستاذ متخصص في إدارة المستشفيات، وممثلين عن الجهاز المركزي للمحاسبات، وهيئة الرقابة الإدارية وأن تسلم تقريرها في ظرف عشرة أيام. وإلى ما عندنا من تفاصيل الأخبار وأخبار أخرى غيرها. خيبة المنتخب نبدأ بردود الأفعال على «خيبة الأمل راكبة جمل» وهو مثل شعبي يقال عند حدوث خيبة بحيث يراها الناس جميعا في الشارع بأن تكون على ظهر جمل، وهو أكثر الحيوانات ارتفاعا عن الأرض فقال عنها خالد منتصر في «الوطن»: «ما حدث في مونديال روسيا تلخيص مصغر لهذا السيناريو الكئيب الماتش يروح وييجى على رأى المصريين، لكن الذي يروح ولا يجيء هو هذا الانتماء، هو هذا الاسم واللقب الذي تحمله (مصري) هذا هو ما أحس وأشعر بأن الكثيرين صاروا يتعاملون معه كأنتيكة أو قطعة روبابيكيا، لا بد من التخلص منها بأبخس الأسعار. رئيس نادٍ كبير يتعاقد ويتحدث عن صفقات للاعبين ما زالوا هناك في كأس العالم في انتظار مباراة مع منافس يشرف عليه المشتري ومهندس الصفقة، ماذا تسمى هذا التصرف؟ عضو اتحاد كرة وكان رئيساً للبعثة يضحك ملء شدقيه في المدرجات عند هزيمتنا من روسيا «وله نِفس يهزر ويضحك ويرسل فيديوهات وإنستغرام» إنه سلوك وروح عابر السبيل نزيل غرفة الفندق لا صاحب البيت. إدارة تصر على الشيشان كمكان إقامة وتتحدث عن مكانته في الجهاد الإسلامي وكأنها ذاهبة لغزوة وليس لتنافس رياضي وترضى أن تسافر أربع ساعات للمباراة مجاملة لصاحب المكان الذي عليه علامات استفهام سياسية، ورطت معها الزهرة الوحيدة التي نتباهى بها في العالم، ورطة سياسية لا داعي لها على الإطلاق وسببها الوحيد هو الحماقة، إنها روح ساكن غرفة الفندق اللي رايح فـ»يكتّر من الفضايح». منظومة فساد متكاملة وفي «الأخبار» قالت الناقدة الأديبة عبلة الرويني: «بداية لا بد من إقالة اتحاد كرة القدم والتحقيق مع أعضائه ومحاسبتهم، ليس بسبب هزيمة المنتخب وخروجه المؤسف من الدورالأول في المونديال، لكن لأن الهزيمة ليست رياضية والفشل هو نتيجة طبيعية لمقدمات خربة فاسدة، منظومة فساد كاملة ليست فقط كافية لهزيمة فريق كرة قدم، لكن كافيه لهدم الرياضة بأكملها. في المونديال فتش عن»البزنس» و«أسواق البيع والشراء» فهو ما ذهب الجميع من أجله، من أزمة تذاكر المباريات مع الفيفا وبيع تذاكر الدعوات، إلى صفقة الشيشان واختيار مدينة «غروزني» الشيشانية لإقامة المنتخب، رغم بعدها أكثر من ساعتين عن ملاعب المونديال، لا لشيء سوي السمسرة. «تمنح الفيفا لكل منتخب مشارك مليونا و800 ألف دولار للإقامة»، بينما حصل اتحاد الكرة على إقامة مجانية للمنتخب من الرئيس الشيشاني رمضان قديروف، مقابل استثمار سياسي استخدمت خلاله نجومية محمد صلاح لتوريطه في مشهد سياسي، منح فيه لقب المواطن الشيشاني، ثم تجاوزات الشركة الراعية للمنتخب، وإعلانات الفنانين والتظاهرات الاستعراضية وبزنس الفضائيات المفتوح في معسكر المنتخب وغرف اللاعبين أيضا». أم الخسائر ومن «الأخبار» إلى «الأهرام» التي نشر فيها فاروق جويدة مقالا تحت عنوان «فضيحة المونديال»: «كانت لنا قصص كثيرة مع كأس العالم في كرة القدم وجاءت المأساة الأخيرة لتكتب صفحات سوداء في هذا الملف الحزين، أن نخرج من جميع المباريات بلا انتصار واحد، وأن نخسر جميع المباريات، كانت الهزيمة الأولى مع أوروغواي ثم الهزيمة الثانية مع روسيا، ثم كانت أم الخسائر مع السعودية. كان كأس العالم في سنوات مضت من القصص والحكايات الدامية في حياة المصريين، ولهذا ظلت مصر 28 عاما بلا مشاركة حتى جاء مهرجان موسكو ليكشف لنا بوضوح أساليب الفهلوة والتحايل، التي تقوم عليها الأنشطة الرياضية في مصر، فهي لا تتجاوز حدود الإعلانات والسفريات وبيع اللاعبين والعمولات، وكلها أعمال غير مشروعة يقوم عليها مجموعة من الأشخاص، وجدوا فيها وسيلة لجمع المال، حلالا أم حراما، لأنهم لا يصلحون لأي شيء آخر، وما بين صفقات المدربين والمباريات المضروبة أفسد هؤلاء الكرة المصرية ووضعوها في آخر الصفوف، فقد خسر الفريق المصري جميع المباريات التجريبية وكان هذا يكفي لكي نعرف قدراته». الحقد الطبقي أما زميله شريف عابدين فقد اعتبر غضب الجمهور من تواجد الفنانين بين المنتخب نتيجة للحقد الطبقي وشرح وجهة نظره بالقول: «الخناقة التي نشبت الأسبوع الماضي بين الفنانين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي على خلفية توجه وفد من أهل الفن إلى روسيا، لدعم المنتخب، تمثل قمة جبل جليد من الاضطراب والتشابك بين فئات المجتمع، الذي يمكن بمنتهى الأريحية وصفه بأنه مجتمع يعيش محنة كبرى. ظهر الاندهاش الممزوج بالألم في تصريحات الفنانين الذين أصيبوا بالفزع تحت وابل من الاتهامات الغاضبة بأنهم وراء تردي نتائج المنتخب، وإخراج اللاعبين من تركيزهم، لدرجة أن أحدهم قال إنه لم يكن يتصور هذا القدر من الكراهية للفنانين، الذين طالما قدموا الإبداع والترفيه لجمهورهم الذي لم يكن هو الآخر يضن عليهم بالتقدير المعنوي والمادي، فماذا حدث؟ ما حدث أنه منذ 25 يناير/كانون الثاني 2011 لم تعد مصر كما كانت قبل هذا التاريخ، توارت الضوابط التي تحكم العلاقة بين الطبقات الاجتماعية بفعل حالة عدم الاستقرار التي واكبت ثورة يناير، وما تخللتها من صراعات سياسية واجتماعية اخترقت حالة الجمود التي عاشها المجتمع طوال 30 عاما، وساعد بزوغ دور مواقع التواصل الاجتماعي في ترسيخ حالة الاشتباك العنيف بين الطبقات، وهى حالة فاقمتها الظروف الاقتصادية الصعبة، وعدم قدرة الطبقتين الدنيا والمتوسطة على تحمل المزيد من آلام الإصلاح الاقتصادي، معظم من وجه الاتهامات للفنانين باختراق معسكر المنتخب لالتقاط الصور مع اللاعبين، يعلمون أن ذلك لم يحدث بالصورة التي تؤثر على إعداد اللاعبين، وأن وراء الفشل الكروي أسبابا أخرى، لكن هؤلاء تمسكوا باتهاماتهم تحت تأثير حالة من الحقد الطبقي ضد فئة متهمة بأنها تجني الأموال الطائلة ولا تشعر بمعاناة الفقير، بل تستمتع بأموال دافع الضرائب». معاناة الناس نظل في «الأهرام» لنكون مع سمير شحاتة وقوله عن وجود فيفي عبدة: «بينما انشغل كثيرون بزيارة فيفي عبده للمونديال وبضعة فنانين وإعلاميين أصحاب الوجوه المتكررة تتصدر المشهد وفقا لسيناريوهات معدة مسبقا لم تحسن إدارتها، كان يمكن أن يكونوا مقنعين وإيجابيين لو رأيناهم على المدرجات بلا زفة ولا ضجيج، اللافت هجوم الميديا عليهم يعود ذلك إلى سخرية بعضهم من أوجاع الناس بسبب الغلاء وصعوبات الحياة، نحن نمر بظروف استثنائية تتطلب مساندة بعضنا بعضا بدون مزايدات على الوطن ومعاناة الناس». كيفية التعامل مع صدمة الخسارة ونترك «الأهرام» إلى «اليوم السابع» لنقرأ مقال أكرم القصاص رئيس التحرير التنفيذي وقوله فيه: «الفرح بالصعود تحول إلى أمل ورهان لا يستندان إلى العقل والمنطق، كبر الأمل لكن صدمة الخسارة كالعادة في الرياضة أحزنتنا، وهناك أسباب للحزن المضاعف ظهرت من أداء الاتحاد، ومن الطريقة المكررة في اللعب الدفاعي، والرهان على هزيمة المنافسين وليس الفوز. الأمل ولد صغيرًا بمجرد الصعود لكأس العالم، لكنه كبر قليلًا ليصبح رغبة في الصمود والصعود لأعلى، لم يكن التحدي كبيرًا، لكن الأداء لم يكن على المستوى المطلوب. المنتخب أدى جيدًا في مباراته الأولى مع أوروغواي وخسر، لكن الجمهور قدر له هذا في المباريات التالية، كان الأداء مرتبكًا مع روسيا والسعودية، رهان على هزيمة الخصم وليس اقتناص الفوز، ظلت خطط المدير الفني هيكتور كوبر ثابتة. وفي المباراة الأخيرة هاجم الفريق السعودي وارتبك منتخبنا، انتهت المباراة وتحول الأمر إلى هجوم من كل جهة، اتهامات مرة للاتحاد وأخرى للاعبين، لا مانع من الدعوة لمحاسبة اتحاد كرة القدم على أخطاء عديدة تحتاج إلى تحقيق، والأهم هو أن نتجاوز العتاب والمحاكمة إلى المحاسبة والسعي لتلافي هذه الأخطاء استعدادًا لسباق آخر بعد أربع سنوات. البحث عن مدير فني وعن سياسة للكرة تتجاوز البزنس إلى الإدارة والتركيز والاحترام، وحتى لا يطغى البحث عن الأرباح والغنائم على السعي للفوز، وهو فوز بالمناسبة يعود بالأرباح على الجميع، بدون تفريط، والأهم هو الانتقال من الغضب إلى البحث عن فوز آخر». ثورة يونيو وإلى ذكرى ثورة الثلاثين من يونيو/حزيران 2013 التي أطاحت بحكم الإخوان المسلمين حيث شنت جريدة «الأهالي» هجمات عنيفة على النظام، رغم تأييد الحزب للنظام والرئيس، بدأها عضو المكتب السياسي للحزب وأستاذ الاقتصاد الدكتور جودة عبد الخالق تحت عنوان «خطاب مفتوح إلى السيد الرئيس» قائلا: «سيادة الرئيس بداية إليكم تهنئة قلبية بمناسبة فوزكم بالولاية الثانية، وبمناسبة حلول العيد الخامس لثورة 30 يونيو، والآن إسمح لي كمواطن مصري أن أتفاعل مع بعض ما صرحتم به في الأسابيع الأخيرة بخصوص الاقتصاد والسياسة عن الاقتصاد، قلتم: إن مصر تواجه مشكلة اقتصادية كبيرة، وإن برنامج الإصلاح الاقتصادي كان حتميًّا، وإن علينا أن نقدم تضحيات، وأن نتحمل ونصبر من حيث المبدأ. طبعا كل التضحيات تهون في سبيل الوطن المفدَّى – والنَفْسِ قبل النفيس، لكن الملاحظ الواقع أن السياسات والإجراءات التي طبقتموها باسم الإصلاح الاقتصادي تُحَمِّل الفقراء والطبقة الوسطى عبئًا أكبر كثيرًا مما تُحَمِّل الأغنياء. صدقني سيادة الرئيس الفقراء والطبقة الوسطى يكابدون ويتألمون في صبر وصمت، وعلينا أن نتحاشى اللحظة التي ينفد فيها صبرهم، وينتهي صمتهم، فيتحول الأمر إلى غليان يؤدي إلى انفجار- لا قَدَّرَ الله وهذا يحتاج إلى حكمتك لضبط ميزان العدالة الاجتماعية الذي مال ميلًا شديدًا وخطيرًا». انفراط عقد التحالف بينما قالت رئيسة التحرير أمينة النقاش تحت عنوان «أسئلة العام الخامس من الثورة»: «في العيد الخامس لثورة 30 يونيو/حزيران يحق لنا أن نسأل: لماذا انفرط عقد التحالف الذي قاد تلك الثورة؟ وما مسؤولية السياسات القائمة عن تحلله؟ وكيف لا نتوقف لمراجعة تلك السياسات التي قسمت المجتمع المصري إلى أمتين، إحداهما تهبط إلى السفح بسرعة جنونية لتصبح في قاع من الفقر والحاجة والعجز عن مواصلة الحياة بكرامة. والثانية تقفز إلى عنان السماء مسيجة بحماية رسمية ومعزولة في منتجعاتها وأحيائها الراقية، متخمة بامتيازات لا تستحقها وغير مطالبة حتى بتسديد واجباتها؟ صحيح أن الرئيس السيسي لم يفرط في وعوده بغير السير في طريق شاق مبلل بالعرق والدموع والتضحيات للتوصل إلى حياة تسودها العدالة والحرية والمساواة، لكن هذا الوعد ما زال ينتظر على صعيد العدالة الاجتماعية النزول إلى أرض الواقع، ولأن التضحيات لا تتم بقرار رسمي بل تحدث برضا الناس وإرادتهم الحرة والبلاغة التي يستخدمها المسؤولون لتبرير السخط من غلاء المعيشة، لم تعد حلاً فلم يعد هناك بديل عن تعديل تلك الأخطاء والاعتراف بها لتواصل ثورة 30 يونيو تحقيق أهدافها لبناء مستقبل تظلله رايات العدل والحرية والمساواة». «كفاية حنية يا ريس» وإلى زميلها منصور عبد الغني في «الأهالي»الذي تساءل في مقال له تحت عنوان «أين الرفق بالناس»: «في 25 يونيو/كانون الثاني عام 2013 كنت واحداً من ملايين المصريين الذين تساقطت دموعهم وابتلت جباههم، وهم يستمعون إلى صوت الناطق باسم الجيش وهو يقول، إن هذا الشعب العظيم لم يجد من يحنو عليه أو يرفق به، واعتبرت أن الرفقة بالمصريين والحنو عليهم بمثابة عهد قطعه الرئيس عبدالفتاح السيسي على نفسه، وأن هذا العهد هو الدستور الحقيقي لدولة 30 يونيو/حزيران التي حازت رضا وتأييدا شعبيا غير مسبوق، قرارات رفع الأسعار الأخيرة، سواء في توقيت إصدارها أو نسب الزيادات فيها ومدلول إعلانها من حكومة لم تستكمل الشكل الدستوري لشرعيتها، تفتقر لأي نوع من الرفق بالناس ومراعاة ظروفهم أو أخذ معاناتهم في الحسبان، وهو ما دفع المصريين إلى إطلاق عبارات مثل «كفاية حنية يا ريس». كاركتير وإلى هنا والهجوم طبيعي، ولكن زادته زميلتهم الرسامة سحر بأن قالت إنها شاهدت مراحل التطور الطبيعي للمواطن المصري في أربع مراحل، الأولى والمواطن يسير مرتديا ملابس أنيقة، ثم أصبحت مليئة بالرقع، وفي الثالثة أصبح عاريا تماما، بينما الرقع على جسمه والرابعة مات وبقيت الرقع». الخروج من عنق الزجاجة وهذا المشهد أثار استنكار صلاح عطية في «الجمهورية» فقال مؤيدا النظام: «الولاية الجديدة للرئيس عبدالفتاح السيسي التي ستقود مصر، بإذن اللَّه، إلى الخروج نهائياً من عنق الزجاجة والخروج إلى آفاق أرحب، وتحقيق الإصلاحات التي يتوق إليها الشعب، خاصة في مجالات التعليم والصحة، فضلاً عن الاقتصاد، وينتهزون بداية هذه الولاية التي ستقضي عليهم إلى الأبد، لكي يصعّدوا من هجماتهم ضد مصر ورئيسها، ويستغلون المعاناة التي نعيشها جميعاً مع الدواء المر للإصلاح الاقتصادي لكي يحاولوا تأليب بعض أفراد الطبقات الكادحة ضد بلدهم ورئيسهم، ولكن هذا الشعب الصامد والصابر يدرك أن تحقيق النجاح في خطة الإصلاح الاقتصادي يتطلب بالضرورة الصبر على الإجراءات التي أدت إلى رفع الأسعار، مؤمناً بأن الأمر في النهاية سوف يقودنا إلى ما نرجوه لهذا الوطن من نجاح وازدهار. حمى اللَّه مصر ورعى شعبها ووفق قائدها». المخططات الأمريكية كما أيد النظام المؤرخ الدكتور عاصم الدسوقي أستاذ التاريخ، وإن أعترض على اتجاهه للقطاع الخاص وذلك في حديث نشرته له «الدستور» وأجرته معه حنان عقيل قال فيه: «يُحسب للرئيس السيسي في فترة ولايته الأولى، أنه حافظ على تماسك الدولة وعلى وحدة الشعب تحت مظلة دولة واحدة وحكم واحد، ومنع سيناريو اندلاع حرب أهلية في البلاد، كما حدث بالفعل في العراق وسوريا وليبيا واليمن. كما أنه أفشل المخططات الأمريكية التي أرادت استخدام جماعة الإخوان في إثارة الفتنة بين طوائف المصريين، ومن ثم تعزيز إمكانية التدخل لحل النزاع في مصر. ويمكن أن نقول إن إفشال هذا السيناريو هو الإنجاز الأكبر في فترة ما بعد 30 يونيو/حزيران، من جهة أخرى أراد الرئيس السيسي أن يُشرِك الشعب المصري في تحمُل المسؤولية في بعض الإجراءات الاقتصادية، لكن المشكلة الرئيسية هي أنه لم يحدث إلى الآن تخلٍ عن الاقتصاد الحر، ما يسمح بتحقيق العدالة الاجتماعية. وعند سؤاله عن أبعاد المخطط الأمريكي الذي تحدث عنه؟ رد الدسوقي قائلا: المخطط الأمريكي قديم ويمكن من خلاله تفسير ما أطلق عليه «ثورات الربيع العربي»، وفهم ما يدور في البلدان العربية الآن بشكل واضح. في 2004 نشر الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريز مشروع «الشرق الأوسط العظيم»، وفيه جاء تخطيط تقسيمي لبلدان الشرق الأوسط إلى وحدات صغيرة، اعتمادًا على تقسيمات عرقية وطائفية، هذا المخطط تم إفشاله في مصر، لأن الموروث الثقافي المصري عبر التاريخ صنع وحدة واحدة في الثقافة بين المصريين، لا تستطيع أن تفرق بين أي شخص على أساس دينه. «الربيع العربي» مصطلح أمريكى في رأيي، إذ كان الغرب – وأمريكا على وجه الخصوص- يأمل في نجاح مخططاتهم القائمة على الإتيان بحكومات تعمل على التفكيك، وأستحضر هنا حدثين من التاريخ: في 1956 حاولت حكومة المجر التحرر من سيطرة الاتحاد السوفييتي وكان هناك تشجيع أمريكي لهذه الحركة، إلا أن الاتحاد السوفييتي أفشل المحاولة، ووقتها أطلقت أمريكا على هذه الحركة «ربيع بودابست». الحدث الثاني كان عام 1968 في تشيكوسلوفاكيا للخروج من سيطرة الاتحاد السوفييتي وأُطلق عليه آنذاك «ربيع براغ»، من هنا جاءت التسمية الأمريكية «الربيع العربي»، فلو كانت الثورات ضد المصلحة الأمريكية لكانت قد تصدت لها ووصفتها بأنها حركات ضد حكومات منتخبة». الأزمة الاقتصادية «تتصاعد أسعار السلع والخدمات في مصر المحروسة، بلا سبب واضح ولا دراسة اجتماعية ولا تخضع لمنطق أو عقل. كما يرى ذلك الدكتور محمد بسيوني في «الوطن»، وفي رأيه أيضا تزيد الأسعار بأهواء فاجرة طامعة قاسية لا تعرف معاني الإنسانية.. والثمن يدفعه الجميع، الفقراء والأغنياء والمجتمع كله.. وحتى من يتحصّلون على عوائد مالية ضخمة بغير حق، من شركات أو رجال أعمال، يدفعون الثمن بطريقة أو أخرى، حيث تزداد ضدهم الكراهية وتطالهم أزمات الفقر، من ضغوط نفسية ومخاطر بيئية وعدم استقرار اجتماعي وسياسي وضياع لراحة البال، مع مشاكل اجتماعية بالجملة، منها تزايد مرعب لمعدلات الطلاق بين حديثي الزواج وانتشار الجرائم والتوتر بين الناس. وعلى الرغم من أن الله سبحانه أنعم علينا، خلال العامين السابقين، بزيادة محاصيل الفاكهة والخضراوات وجدنا الكيلو الواحد يباع للمستهلك بخمسة أضعاف السعر المشترَى به من الفلاح، أو يصدر للخارج بسعر ضخم، وتضغطون على الفلاح لحد الخنق، وهو منتج السلعة وتتركون التجار والمصدرين في جشعهم وفُجرهم يمرحون بلا حساب ولا رقابة ولا حساب؟ وسعر الغاز للمنازل زاد عشرة أضعاف خلال شهور قليلة لمعدل الاستهلاك نفسه فلماذا؟ وإذا كان وزير البترول السابق قد أعلن أن 400 فرد (أصحاب الشركات كثيفة استخدام الطاقة) يحصلون على 80٪ من إجمالي دعم الدولة للغاز، والـ90 مليون مصري يحصلون على 20٪ من الدعم، فهل نلغي الدعم على الجميع أم نراعي فروق الدخل للطبقات؟ وفي زيادة سعر استهلاك مياه الشرب خالفت الحكومة إجراءات الدستور والقانون في فرض الزيادات، وهو المتكرر مع كل زيادة جديدة في أسعار الخدمات والسلع الأساسية. إن من يحمّلون غالبية الشعب المصري من الفقراء والطبقة الوسطى والموظفين فاتورة الفشل الإداري الحكومي، ويمارسون الفجور في الضغط على الشعب يلعبون بالنار، لأن الجوع لا يعرف معنى الصبر، والمجتمع لن يحتمل مغامرات زيادة أسعار مياه الشرب والكهرباء والغاز والبنزين والمواصلات والسلع الغذائية دفعة واحدة. والأجور والدخول كما هي ولم تزد بمستوى زيادات كل الأسعار.. حذارِ.. والله غالب». مشاكل وانتقادات بهاء أبو شقة في «الوفد» كتب: ما زال الحديث متواصلاً عن القوانين المغيبة التي تحتاج إلى تفعيل لوقف الفوضى، فلا يمكن بأي حال من الأحوال ونحن نؤسس للدولة المصرية العصرية أن يتم تجاهل تفعيل القوانين، في حين أنها مسألة في غاية الأهمية في ظل الظرف التاريخي الذي تمر به البلاد بعد الثورتين العظيمتين.. تفعيل القوانين الآن بات ضرورة ملحة ليشعر الناس أن هناك تغييراً حقيقياً حدث لهم. مطلوب تفعيل القوانين المعطلة للقضاء على الفوضى العارمة في الشوارع، التي يضجر منها المواطن يومياً، وهذا هو دور السلطة التنفيذية في البلاد، فهي التي يجب عليها تطبيق القانون في الشارع، وهنا يشعر المواطن، بأن الحكومة تعايش مشاكل الناس، وتسعى إلى إيجاد الحلول لها، ولا يتم ذلك إلا بتطبيق القانون وتفعيله.. والخلل في الشوارع هو مسؤولية السلطة التنفيذية المتمثلة في رؤساء الأحياء والمدن والقرى، وطبعاً على رأسهم سلطة المحافظين.. ونحن في مصر الحديثة يجب أن يعرف القائمون على السلطة التنفيذية، أن دورهم الرئيسي هو الالتحام بمشاكل الناس والسعي الدؤوب على حل هذه المشاكل. وفي هذا الصدد مصر تحتاج إلى محافظين لا يجلسون في المكاتب المكيفة، أو ينفصلون عن واقع المواطنين الحقيقي، وهذه فرصة الآن لاختيار محافظين يدركون أن دورهم هو الالتحام بالجماهير ومشاكلهم، ولو حدث ذلك سيضطر رؤساء الأحياء والمدن إلى أن يتعايشوا مع مشاكل الناس.. وبما أننا على وشك أن يكون هناك تغيير في حركة المحافظين، وجب حسن اختيار هذه القيادات التي تلتحم بالناس وتعرف مشاكلهم ووضع الحلول لها.. الخلل في الشوارع المسؤول عنه بالدرجة الأولى السلطة التنفيذية التي آثرت أن تكون بمعزل عن الناس، وبالتالي لا يتم تفعيل القوانين، وتكدست المشاكل واستفحلت وضجر الناس، ووصل بهم الإحساس بعدم وجود من يرعاهم. الفوضى بالشوارع يجب أن تزول في أسرع وقت، ولن يتم ذلك قبل اختيار سلطة تنفيذية قادرة على اقتحام مشاكل المواطنين، للقضاء على كل الظواهر السلبية التي تؤرق خلق الله. وفي هذه الحالة سيتم تفعيل القوانين المعطلة من أجل القضاء على هذه الفوضى.. والمسألة – كما يقولون – ليست كيمياء وإنما تحتاج إلى قرار سليم وتنفيذ سليم، وفى هذه الحالة تزول الفوضى وتنقشع.. ولنا في عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – القدوة، فقد كان هذا الصحابي الجليل القائم على السلطة التنفيذية في زمانه القدوة والمثل، أليس هو القائل لو أن بغلة تعثرت في العراق أخاف أن يسألني عنها الله، لماذا لم تمهد لها الطريق يا عمر.. يقول عمر هذا في المدينة المنورة ويخشى الله أن يسأله عن تمهيد الطريق أمام بغلة في العراق. الفوضى علاجها تفعيل القانون، واتخاذ القرار المناسب وتنفيذه بشكل جيد، وفى هذه الحالة سيكون الأمر في حاجة إلى سلطة تنفيذية تعمل بجد ونشاط بعيداً عن التكاسل، وساعتها يشعر المواطن بتغيير في حياته بعد الثورتين العظيمتين في 25 يناير/كانون الثاني و30 يونيو/حزيران». التطرف والمتطرفون وإلى مشكلة التطرف والمتطرفين وأسبابها التي قال عنها أستاذ الجامعة الدكتور محمد رؤوف حامد في مقال له في جريدة «الشروق»: «عندما يختلف شخص بشدة في الرأي أو في خاصية «أو معيار» ما عن التيار العام، أو عن السائد أو عن الأغلب وجودًا، أو قبولا في مجتمع ما ــ فإنه يُعد متطرفا مقارنة بالآخرين، ذلك أنه يمكن للتطرف أن يشتد شراسة وأن يتحول إلى إرهاب في ظل مناخ، أو سياق مجتمعي يحمل في حد ذاته نبضات تطرف، وفي المقابل يكون في خلو السياقات المجتمعية من نبضات التطرف يمكن الإشارة إلى ما يلي سهو الدولة عن مسؤوليتها في منع البلطجة المرورية، ومن أخطارها برطعة «التوك توك» بدون تراخيص أو أى نظام، وظاهرة سير الموتوسيكلات والسيارات عكس الاتجاه وبدون ضوء. لقد تفاقمت حوادث العنف المروري حتى صارت كوارثها تتشابه مع كوارث الإرهاب، ذلك إضافة إلى ترك مساحة كبيرة لممارسات البلطجة والإتاوة في الشارع الحياتي العام، تأخر الدولة عن منع العنف البيني «بين أفراد المجتمع وبعضهم» والذى يتجلى يوميا في أخبار وتقارير صحافية متنوعة تتضمن التهديد وهتك العرض والاغتصاب والقتل والإهمال بشأن حياة الآخرين مثلما يحدث في حالات تؤدي إلى الصعق الكهربائي». أسماء مشتركة للإناث والذكور عباس الطرابيلي في «المصري اليوم» قام بتوضيح الأسباب التي كانت وراء إطلاق أسماء نسائية على الرجال بحيث صارت مشتركة بينهم وقال عنها: «في فترات القهر والظلم السياسي الذي تعرض له الإخوة المسيحيون لجأوا إلى إطلاق أسماء تحتمل أن تكون للمسلمين من الجنسين، فوجدنا من أسماء الرجال بين المسيحيين أسماء جمال وكمال وأنور ومراد وكامل ونجيب، تماماً كما وجدنا بينهم- من النساء- من تحمل أسماء مثل ميرفت وليلى وهكذا، ولكن في الفترات التي ساد فيها العدل الاجتماعي والمساواة عاد الإخوة المسيحيون إلى أسمائهم المسيحية القديمة مثل، بطرس وصليب وشنودة للرجال، الوضع نفسه في الأسماء المسيحية بالنسبة للنساء، وكان للإخوة المسيحيين هنا كل العذر في الحالتين، ورأينا ذلك في كل نظم الحكم عندنا، ولكن ما الذي يجعل البعض منا يطلق على أولاده الذكور أسماء تحتمل أن تكون للرجال وللنساء معاً؟ مثلاً أسماء مثل سناء ورجاء ووفاء وثناء وإحسان وآمال وصلاح وشيرين ورأفت وجهاد، ولا تتعجبوا في ذلك، بسبب أن اللغة التركية لا تعرف حرف التاء الدائرية ولكنها تعرف فقط التاء الأخرى، نجد ذلك انعكس على الأسماء لذلك وجدنا عزة تحولت إلى عزت وحكمة أصبحت حكمت ورأفة باتت رأفت وحشمة تكتب حشمت وعفة نجدها عفت وعصمة تُقرأ وتُكتب عصمت وهكذا». النساء الغارمات ومن اسماء النساء والرجال إلى مشكلة النساء الغارمات، أي اللاتي يتم حبسهن بسبب عدم تسديد ما عليهن من ديون، حيث اقترحت منى رجب في «الدستور» تغيير القانون بأن يكون الحكم على الغارمة العمل مجانا في جهة حكومية طول مدة العقوبة بدلا من حبسها وقالت: «قضية لا تحتمل التأخير ومن الصعب إيقافها لسببين: أولهما: الفقر الشديد، وثانيهما: الجهل فالفقر يجعل ربة الأسرة عاجزة عن سداد قيمة دين تكون قد اقترضته لضرورة قصوى لديها، مثل جهاز ابنة لها أو علاج عاجل لزوجها، أو عملية ضرورية لابنها، إنها حاجات أساسية يعجز كثير من الأسر الأشد فقرًا عن سدادها، وحينما يحين موعد الدفع لا تستطيع لضيق ذات اليد، فتكون النتيجة الحتمية السجن. أما الجهل فلأن الأمية تجعل الغارمة توقع على مبلغ يتضاعف بدون أن تدري ذلك، وهكذا تكون النتيجة أيضا السجن وهذا يستدعى أن أذكر اللفتة الإنسانية التي قام بها الرئيس السيسي، حيث أصدر قرارًا بالإفراج عن كل الغارمات لقضاء الأعياد في بيوتهن مع عائلاتهن وتسديد ديونهن من صندوق «تحيا مصر». إن الأم التي تسجن بسبب الفقر وعدم القدرة على استيفاء ضرورات أبنائها، من الظلم أن يكون عقابها السجن لأن معنى ذلك ضياع أسرة بأكملها وضياع سمعتها بعد ذلك، ومن الصعب أن تجد عملًا شريفًا بعد السجن لأنها ستظل وصمة عار تطاردها طوال حياتها». السيسي يجدد الشكوك في توجهات القطاع الخاص والاستثمار الأجنبي ويطالب الحكومة بدعم القطاع العام وتطويره حسنين كروم |
قوات النظامين الروسي والسوري تواصل عدوانها على درعا وتقتل أكثر من 20 مدنياً Posted: 27 Jun 2018 02:26 PM PDT دمشق – «القدس العربي»: على الرغم من مزاعمها بعدم الانسحاب من اتفاقية خفض التصعيد جنوبي البلاد، وتبرير هجماتها على محافظة درعا بـ»الرد على الإرهاب» حسب ما صرح به ممثل قاعدة «حميميم» الروسية في سوريا، الكسندر إيفانوف، تواصل القوات الروسية دعمها للنظام السوري على محاور عدة، لتطبيق خطة تقسيم المنطقة إلى جيوب، تبدأ من قطع الطريق الفاصل بين الريفين الشرقي والغربي لمحافظة درعا عبر محاولة انتزاع السيطرة على كتيبة الدفاع الجوي في درعا البلد، ومتابعة الخرق الذي أحدثته القوات المتحالفة «الروسية جواً والقوات الإيرانية والسورية براً» في أعقاب سيطرتها على منطقة اللجاة وبلدات بصر الحرير ومليحة العطش وناحتة والمليحة الشرقية، واكمال مسيرها في شق المساحة الجغرافية باتجاه المناطق الجنوبية الشرقية، وصولاً إلى الحدود الأردنية. كما عملت قوات النظام السوري على تعزيز هجمات قواتها بالتمهيد الناري أمام تقدم الوحدات العسكرية في القطاع الجنوبي الشرقي من مدينة درعا باتجاه منشآت الصوامع بهدف قطع طرق وخطوط إمداد فصائل المعارضة من الريف الشرقي إلى درعا البلد، ومنطقة طريق السد ودرعا البلد باتجاه الحدود الأردنية. من جهتها ذكرت غرفة العمليات المركزية التابعة للجيش السوري الحر في درعا في بيان لها امس «أن حوران بمقاتليها وغرفة عمليّاتها العسكريّة ومؤسّساتها وهيئاتها اتّخذت قرارها بالثبات والصمود في وجه النظام وميليشيات إيران وطائرات روسيا» وأشارت الغرفة إلى تخلي الولايات المتحدة عن دعم فصائل المعارضة بقولها «تحقَّقت لنا الإرادة بعد أن تخلَّى العالم كلُّه عنّا، وتركنا لمواجهة النَّصر منذ ما يقارب 8 أيَّام حصل خلالها تقدّم في محاور عدّة في منطقة بصر الحرير ومليحة العطش كلَّفتهم الكثير وكبَّدتهم خسائر كبيرة». سقوط مناطق وأوضح البيان «أنَّ خوف الدول – التي لم تستطع حماية اتفاقاتها التي تنتهك على مرأى ومسمع العالم – وقلقها على الجنوب لا يترجم بفرضِ خيارات التَّفاوض، فالتَّرجمة الحقيقيَّة جاءت من الميدان حيث أعلنت حوران النَّفير العام في مختلف صفوفها وجنَّدت أبناءها ليكونوا تحت إمرة غرفة العمليات قيادة وتوجيهاً، وهذا الالتفاف من الحاضنة الشَّعبيَّة حول قيادتها العسكريَّة لهو مفتاح النَّصر». وطالبت غرفة العمليات «العالم بتحمُّل مسؤوليَّاته والالتزام بتنفيذ قراراته التي تفضي لحلٍّ شاملٍ على مستوى سوريا، يقي البلاد حمم الحروب». مدير المكتب الإعلامي لغرفة العمليات المركزية في الجنوب أوضح لـ «القدس العربي» ان «كلاً من بصر الحرير ومليحة العطش أصبحت كاملة تحت سيطرة ميليشيات النظام السوري، وتزامناً تحاول قوات النظام السوري اختراق «درعا المدينة» والتقدم نحو القاعدة الجوية في ريف درعا الغربي من أجل قطع الطريق الواصل بين درعا المدينة وريفها الغربي، حيث تم تدمير دبابة وصد هجماته». وأكد فشل النظام السوري في عمليته الأخيرة حيث «تم التنصت على أجهزة خاصة بميليشيا حزب الله بعد منتصف ليلة امس أثناء تسللهم إلى القاعدة الجوية غرب درعا واستهدافهم وجرح 3 منهم فيما طلب البقية مؤازرة جوية ومدفعية حتى تمكنوا من فك الحصار يوم الأربعاء». وقالت «عمليات البنيان المرصوص» التابعة للغرفة المركزية إنها أفشلت محاولة تسلل لقوات النظام مساء الثلاثاء، جنوب غربي مدينة درعا، تمكنت خلالها الفصائل من قتل عشرة عناصر من قوات النظام والميليشيات المرافقة لها، واستمرت الاشتباكات لساعات عدة استهدفت خلالها قوات النظام مواقع الفصائل بكافة أنواع الأسلحة، مشيرة إلى ان فصائل المعارضة استهدفت مواقع قوات النظام في حي سجنة ومناطق سيطرته في غرب مدينة درعا بقذائف الهاون وراجمات الصواريخ، ما أسفر عن مصرع وإصابة عدد من العناصر. مصدر ميداني وصف لـ «القدس العربي» الوضع العسكري في ريف درعا الشرقي بالـ «سيئ» مبيناً أن قوات المعارضة السورية بدأت عقب خروج مناطق هامة من سيطرتها بتشكيل خطوط دفاعية جديدة في قلب الريف الشرقي، وتحدثت عن اتباع القوى المهاجمة لسياسة الأرض المحروقة ضد المناطق المكشوفة والتي تسيطر عليها التشكيلات العسكرية للمعارضة، الأمر الذي يجعل إمكانية المواجهات المباشرة ضعيفة، وخيار الحفاظ على المناطق مجازفة ستكلفها ثمناً باهظاً، مشيراً إلى أن الانسحاب للخطوط الخلفية كان خياراً لتفادي الخسائر البشرية في صفوفها. الوضع الإنساني وبلغت حصيلة قتلى الأربع وعشرين ساعة الفائتة نحو ثمانية عشر مدنياً بينهم أطفال في مدن وبلدات درعا. قتل 8 منهم يوم امس الأربعاء، بغارات جوية روسية على بلدات ريف درعا الشرقي في كل من الجيزة والمسيفرة والحراك وأصيب اضعافهم بجروح متفاوتة، تزامناً مع تواصل موجات نزوح عشرات العائلات من سكان شرق درعا، فيما وثقت جهات مدينة مقتل اكثر من 40 مديناً في درعا منذ بداية الحملة على المنطقة قبل نحو 10 أيام. ووصف أحد أبناء المحافظة الجنوبية الناشط الإعلامي غياس الشرع، الأوضاع بالكارثية وقال في سؤال عن أحوال الاهالي «لا مكان آمناً في درعا حيث يستهدف الطيران الريفين الشرقي والغربي والمنطقة الوسطى مما أدى إلى سقوط الكثير من الشهداء والجرحى المدنيين وخروج المشافي الميدانية وفرق الدفاع المدني عن الخدمة مما ينذر بكارثة إنسانية في المنطقة». وتداول ناشطون ميدانيون صوراً لخمسة أطفال في أحد المراكز الطبية، قضوا نتيجة قصف مقاتلات النظامين السوري الروسي الذي يستهدف منازلهم واحيائهم السكنية، فيما تروج وسائل إعلام موالية إلى ان التقدم العسكري في درعا يتزامن مع تقدم في «المصالحات الوطنية» وتسليم مدنيين ومقاتلين أنفسهم للنظام السوري، وزعم المصدر ان «الجهات المختصة بالتعاون مع لجان المصالحة المحلية في درعا سوت أوضاع 400 شخص في بلدات كريم الجنوبي وايب وجدل والرويسات بريف درعا الشمالي الشرقي، بينهم 31 مسلحاً سلموا أنفسهم وأسلحتهم و100 من المتخلفين عن الخدمة الالزامية والاحتياطية، إضافة إلى تسوية أوضاع نحو 150 شخصاً بينهم عدد من المسلحين في قرية الشرائع». صفقة دولية الناشط السياسي السوري درويش خليفة، قال: إن المعطيات تشير إلى صدق الرواية التي تفيد بوجود صفقة دولية، بين موسكو وواشنطن وعمان، وقد وصلت بطورها النهائي، والتي تتمحور في صلبها حول تحقيق تطلعات إسرائيل لإبعاد إيران عن حدودها، والسماح للنظام بالوصول لمعبر نصيب الحدودي. والاتفاق على عدم تحول الجغرافيا السورية إلى ساحة صراع بين إيران وإسرائيل. وحسب رؤية درويش، فإن المنطقة الجنوبية ستشهد حلاً عبر اتفاق يقضي بدخول الشرطة العسكرية الروسية إلى المنطقة، مع بقاء الفصائل العسكرية الثورية مجردة من سلاحها الثقيل، بينما سيكون الخاسر الأكبر، في هذه المعادلة، هو حزب الله وفصائل الحرس الثوري الإيراني، مستغرباً عدم تذرع النظام وحلفائه، بحملتهم على المنطقة الجنوبية بتواجد «داعش». قوات النظامين الروسي والسوري تواصل عدوانها على درعا وتقتل أكثر من 20 مدنياً وسط تخاذل المجتمع الدولي ونزوح كثيف من المدينة هبة محمد |
علاوي يصرّ على الفرّز والعدّ الشامل… وائتلافا المالكي والحكيم أبرز المعترضين Posted: 27 Jun 2018 02:25 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: يعتزم مجلس النواب العراقي، عقد جلسته اليوم الخميس، للتصويت على «التعديل الرابع» لقانون انتخابات مجلس النواب، بهدف تمديد عمر الدورة البرلمانية الحالية (الأخيرة) بعد الـ30 من حزيران/ يونيو الجاري، لحين إنهاء عملية الفرزّ والعدّ اليدوي، وإعلان النتائج النهائية للانتخابات. ويحتاج المجلس إلى تحقيق النصاب القانون لجلسة اليوم، لضمان تمرير «التعديل»، الأمر الذي قد لا يكون سهلاً بسبب اعتراض أغلب الكتل السياسية على «التمديد». ائتلاف «دولة القانون» بزعامة نوري المالكي، اعتبر أن تمديد الفصل التشريعي الأخير لمجلس النواب «يفتقر للاساس الدستوري»، داعياً، الكتل السياسية، للالتزام بنصوص الدستور وتفسيرات المحكمة الاتحادية. وقال في بيان: «في الوقت الذي يترقب الجميع ما تؤول اليه الإجراءات المتخذة من قبل الجهات المختصة في مسألة التحقيق بنتائج الانتخابات التشريعية وإتمام عملية العد والفرز اليدوي وما يليه من حوارات وتفاهمات بين الكتل السياسية لعقد الجلسة الاولى لمجلس النواب (…) الحديث يجري عن وجود رغبة لتمديد الفصل التشريعي الأخير لمجلس النواب الحالي، والذي يفتقر للأساس الدستوري». وأهاب، بجميع الكتل «الالتزام بنصوص الدستور وتفسيرات المحكمة الاتحادية، بغية الوقوف على أرض صلبة والوصول إلى واقع سياسي مستقر وحكومة تستجيب لاستحقاقات المواطنين وتوفير الخدمات والإعمار والقضاء على بؤر الفساد واستئصاله». كذلك، عدّت كتلة « الحكمة» النيابية، بزعامة عمار الحكيم، الدعوات التي تطالب بتمديد عمر البرلمان العراقي «سابقة خطيرة»، داعية إلى الالتزام بما أقرته المحكمة الاتحادية العليا بشأن الانتخابات. وقالت في بيان: «ايماناً منا بالأطر الدستورية الثابتة فإن كتلة الحكمة النيابية تعلن رفضها الكامل لكل المقترحات والدعوات التي تطالب وتسعى إلى تمديد عمر مجلس النواب الحالي والذي تنتهي مهام عمله في 30 حزيران/ يونيو من السنة الحالية». وأضاف البيان أن «العمل على تمديد عمل مجلس النواب يعد سابقة خطيرة توثر على استقرار النظام السياسي في العراق ومخالفة واضحة للمادة 56 من الدستور». ودعا «جميع الكتل والجهات السياسية إلى اعتماد المنهج الصحيح الذي يساهم في المحافظة على استقرار العملية السياسية في العراق والالتزام بما أقرته المحكمة الاتحادية مؤخرا، وما اعتمده القُضاة المنتدبون من مجلس القضاء الأعلى باعادة العد والفرز اليدوي للصناديق المطعون بصحتها فقط». الاعتراض على سعي البرلمان تمديد عمر الدورة البرلمانية الأخيرة، لم يشمل الكتل «الشيعية»، بل طالب الأكراد أيضاً. النائب عن حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، ريبوار طه، أكد عدم مشاركة كتلته في جلسة مجلس النواب المتعلقة بتمديد عمر البرلمان. وقال في تصريح أورده الموقع الرسمي للحزب، إن كتلة الاتحاد الوطني لن تشارك في جلسة مجلس النواب»، معتبراً أن تمديد عمر مجلس «انتهاك للدستور وتمرد على الشعب». ضغوط تحالف «خاسرون» في المقابل، كشف النائب عن تيار «الحكمة» علي البديري، عن ضغوط يمارسها «تحالف خاسرون» على الكتل الفائزة للحصول على مكاسب في الحكومة المقبلة والمشاركة بتسمية رئيسها. وقال في تصريح، إن «الكتل والشخصيات الخاسرة تعمل على استخدام ضغوط كبيرة وقوية على القوائم الفائزة من خلال إثارة الفوضى والتهديد بتمديد عمل مجلس النواب والعد والفرز اليدوي»، مبينا أن «تحالف «خاسرون» يسعى بكل قوة للحصول على مكاسب في الحكومة المقبلة والمشاركة بتسمية رئيسها». وأضاف أن «تلك الأطراف الخاسرة تسعى لفرض رأيها وتسعى من خلال تحشيد أكبر عدد من النواب لحضور جلسة الغد (اليوم) بغية التصويت على التعديل الرابع لقانون الانتخابات وتمديد عمل البرلمان لعدة اشهر بذريعة العد والفرز اليدوي». وحسب المصدر «الخاسرين يريدون إطالة عمر مجلس النواب الحالي ومن ثم الطعن بالقانون والانتظار لحين صدور قرار المحكمة الاتحادية وهذه الامور ستؤخر تشكيل الحكومة المقبلة لعدة أشهر وهو ما يريده الخاسرون». ولفت إلى أن «تلك الأطراف الخاسرة تلوح بورقة حكومة تصريف الأعمال أو حكومة الانقاذ لفترة لا تقل عن ستة أشهر بذريعة إلغاء الانتخابات والتزوير كورقة أخرى تلعبها تلك الأطراف للوصول إلى مكاسبها السياسية». لكن النائب عن التحالف الوطني، عضو حزب الدعوة الإسلامية، جاسم محمد جعفر، كشف عن اتفاق بين الكتل السياسية لإكمال النصاب القانوني خلال جلسة اليوم، مبينا أن التعديل الرابع لقانون الانتخابات سيمرر خلال الجلسة. وقال في تصريح، إن «اغلب الكتل السياسية اتفقت على حضور نوابها خلال جلسة الخميس لإكمال النصاب القانوني»، مبيناً أن «التعديل الرابع من قانون انتخابات مجلس المحافظات سيمدد حسب الاتفاقات». وأضاف: «تمديد عمل مجلس النواب سيواجه عائقا قانونيا من المحكمة الاتحادية»، مشيراُ إلى أن «الأزمة السياسية لن تنتهي إلا بعد الانتهاء من عملية العد والفرز اليدوي وإعلان نتائج الانتخابات بشكل نهائي ومصادقتها». التفاف على قرار القضاء نائب رئيس الجمهورية، زعيم ائتلاف الوطنية، إياد علاوي، يعدّ من أبرز المدافعين عن إجراء عملية الفرزّ والعدّ اليدوي «الشامل». ودعا إلى الإسراع في إجراء عملية العد والفرز اليدوي لنتائج الانتخابات الأخيرة، مؤكداً ضرورة توفير المستلزمات التي تضمن إجراء العملية بـ«سلاسة ونزاهة». وقال مكتب علاوي في بيان، إن الأخير استقبل «سفير الولايات المتحدة لدى العراق دوغلاس سليمان، وجرى خلال اللقاء استعرض مجمل التطورات على الساحة السياسية في ضوء قرار المحكمة الاتحادية الاخير حول تعديل قانون الانتخابات، بالإضافة إلى الحراك الجاري وطبيعة التفاهمات التي أعلن عنها بين القوائم الفائزة». وشدد خلال اللقاء، حسب البيان، على «أهمية الاسراع بإجراء عمليات العد والفرز اليدوي وفق ما جاء في قرار المحكمة الاتحادية»، محذراً من أن «الالتفاف على تلك القرارات سيعيد العملية إلى المربع الأول». وأكد «كامل الالتزام والاحترام لقرارات مجلس القضاء الأعلى والمحكمة الاتحادية»، لافتاً إلى «ضرورة تنفيذ ما جاء بقرارات مجلس النواب التي أقرتها المحكمة الاتحادية بشمول إجراءات العد والفرز اليدوي لجميع المحطات». وأضاف: «من الضروري توفير كافة المستلزمات التي تضمن إجراء العملية بسرعة وسلاسة ونزاهة، لضمان الخروج بنتائج صحيحة تمثل اإرادة الناخب العراقي بعيداً عن حالات التلاعب والتزوير التي شهدتها سابقاً». علاوي يصرّ على الفرّز والعدّ الشامل… وائتلافا المالكي والحكيم أبرز المعترضين البرلمان يخوض تحدي «التمديد» اليوم… وحزب طالباني يقاطع الجلسة مشرق ريسان |
اتفاق على وقف دائم لإطلاق النار بين مشار وسلفاكير يشمل تأمين النفط وتشكيل حكومة انتقالية Posted: 27 Jun 2018 02:25 PM PDT الخرطوم ـ «القدس العربي» ـ وكالات: اتفق رئيس جنوب السودان، سلفا كير وخصمه رياك مشار، أمس الأربعاء، على وقف «دائم» لإطلاق النار يدخل حيز التنفيذ في غضون 72 ساعة، ما يثير أملا بالتوصل إلى اتفاق سلام لوضع حد للحرب الأهلية التي تشهدها البلاد. وقال وزير خارجية السودان، الدرديري محمد أحمد: «اتفقت كل الأطراف على وقف دائم لإطلاق النار (سيبدأ) في غضون 72 ساعة». وبعد ذلك وقع الخصمان وثيقة بذلك بحضور الرئيس السوداني عمر البشير في الخرطوم. كير أكد عقب التوقيع على الاتفاق أن «هذا يوم توقعه شعبنا في جنوب السودان وقد أتى الآن». أما مشار فاعتبر أن وقف إطلاق النار يجب أن يؤدي في النهاية إلى «إنهاء الحرب». وورد في نص الاتفاق، الذي تلاه أحمد، «ينهي الطرفان الترتيبات الخاصة بوقف إطلاق النار بما في ذلك فض الاشتباك والفصل بين القوات المتمركزة في مواجهة بعضهما، وفتح المعابر للأغراض الإنسانية والإفراج عن الأسرى والمعتقلين السياسيين». وأضاف «ينفذ وقف إطلاق النار وفقا لما جاء في اتفاقية وقف العدائيات الموقعة في 21 ديسمبر/ كانون الأول 2017». وفي كانون الأول/ ديسمبر الماضي، أبرمت حكومة جنوب السودان والمعارضة المسلحة، اتفاقا في أديس أبابا، لوقف العدائيات، وفتح ممرات آمنة لإغاثة المدنيين كجزء من مبادرة لإحياء اتفاقية السلام الموقعة بين الجانبين في أغسطس/ آب 2015. كما جاء في نص الاتفاق، الذي سمي بـ«إعلان الخرطوم»، أنه «في غضون 72 ساعة من توقيع هذا الإعلان ينهي الطرفان كل الترتيبات الخاصة بوقف إطلاق النار بما في ذلك فض الاشتباك والفصل بين القوات المتمركزة في مواجهة بعضهما؛ وسحب القوات الصديقة من جميع مسارح العمليات». جمع الأسلحة وحسب وزير الخارجية السوداني، تضمن اتفاق السلام أيضا، «اتخاذ الترتيبات الأمنية اللازمة لجعل القوات المسلحة في جنوب السودان والشرطة وجهاز الأمن ذات طابع قومي، خال من القبلية والنزعات العرقية وأن تتخذ كافة الإجراءات اللازمة لجمع الأسلحة من المواطنين في جميع أنحاء البلاد». وأشار أحمد إلى أن الجانبين اتفقا على فترة انتقالية مدتها 36 شهرا يتم خلالها تقاسم السلطة وتهيئة البلاد لإجراء انتخابات حرة ونزيهة بمشاركة كل الأحزاب. وسيتم، وفق الاتفاق، تأمين حقول نفط في ولاية «الوحدة» (غرب)، التي تشهد بين الحين والآخر مواجهات شرسة بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة التابعة لريك مشار. كما أقر الاتفاق أن «تتولى جوبا بالتعاون الخرطوم إعادة تأهيل حقول النفط المذكورة أعلاه؛ وأي حقول أخرى يتفق عليها وذلك بالعودة بالإنتاج النفطي لمستوياته السابقة». ويشارك كير ومشار، منذ الإثنين في جولة جديدة من المحادثات في الخرطوم لحل للنزاع الذي تشهده البلاد منذ 2013. وكان الزعيمان أعربا في الأيام الأخيرة عن أملهما في التوصل إلى اتفاق سلام. وتأتي المحادثات في أعقاب قمة لدول شرق أفريقيا في أديس ابابا انتهت دون تحقيق اختراق بعد أن أمهلت الأمم المتحدة أطراف النزاع حتى نهاية حزيران/يونيو من أجل التوصل «إلى اتفاق سياسي قابل للاستمرار» مع التلويح بفرض عقوبات. وقال البشير: «نقدم هذا الاتفاق هدية لشعب جنوب السودان.. وهذا الاتفاق يقول إن السلام قد بدأ في العودة إلى جنوب السودان». الولايات المتحدة الأمريكية، رحبت بالاختراق الذي شهدته المباحثات بين مشار وسيلفا كير في الخرطوم. وقال دبلوماسي سوداني إن مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقية نقل لوزير الخارجية السوداني الدرديري محمد أحمد عبر اتصال هاتفي، مساء الثلاثاء، ترحيب بلاده بالمباحثات. وحسب بيان للمتحدث باسم الخارجية السودانية السفير قريب الله الخضر فإن وزير الخارجية الدرديري محمد أحمد تلقى اتصالاً هاتفياً من دونالد ياماهوتو مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقية. وأكد البيان أن «الاتصال تناول تطورات الأوضاع في جمهورية جنوب السودان في ضوء جولة المفاوضات بين الفرقاء والتي تستضيفها الخرطوم هذه الأيام بناءً على مقررات قمة منظمة إيغاد الأخيرة». اختراق مهم مساعد وزير الخارجية الأمريكي عبر عن ترحيب بلاده بهذه الجولة من المفاوضات، مثمناً الاختراق المهم الذي تم تحقيقه، طبقاً للبيان. وأكد المسؤول الأمريكي «دعم الولايات المتحدة للجهود التي يضطلع بها السودان في هذا الصدد»، متمنياً أن «يتواصل التنسيق والتشاور الثنائي بين البلدين حول كافة القضايا سيما المتعلقة بتحقيق وتعزيز حالة الأمن والسلم الإقليميين ومعالجة قضايا المنطقة خدمةً لمصالح شعوبها». واندلعت الحرب في جنوب السودان في كانون الأول/ديسمبر 2013 عندما اتهم كير نائبه في ذلك الوقت مشار بالتخطيط للانقلاب عليه. وأدت الحرب إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو أربعة ملايين. واشتعلت الحرب في البداية بين أكبر مجموعتين عرقيتين في جنوب السودان، الدينكا التي ينتمي إليها كير، والنوير التي ينتمي إليها مشار، وظهرت منذ ذلك الحين ميليشيات أصغر تتقاتل في ما بينها ما يثير الشكوك بشأن قدرة الزعيمين على وقف الحرب. وحصل جنوب السودان الذي يضم عدة اثنيات على استقلاله عن السودان في 2011 بعد حرب طويلة ودامية. اتفاق على وقف دائم لإطلاق النار بين مشار وسلفاكير يشمل تأمين النفط وتشكيل حكومة انتقالية ترحيب أمريكي… والبشير يعتبر أن السلام بدأ في العودة إلى جنوب السودان |
نازحة سورية من دير الزور تنتحر بحرق نفسها بـ»الكاز» بسبب تعنيف زوجها Posted: 27 Jun 2018 02:24 PM PDT انطاكيا – «القدس العربي»: توفيت نازحة سورية تنتمي لبلدة الميادين في دير الزور، متأثرة بحروق شديدة جراء اقدامها على محاولة الانتحار بحرق نفسها، قبل عدة أيام في مخيم للنازحين السوريين في مدينة الحسكة شمال شرق سوريا، بعد تعرضها للتعنيف الجسدي من زوجها. الشابة التي تدعى (دنيا)، ٢٣ عاما، من مواليد مدينة الميادين بريف ديرالزور الشرقي، وقد نزحت مع زوجها الى بلدة مركدة بريف الحسكة الجنوبي، وهي متزوجة منذ عامين، ولم ترزق بأطفال، قامت بسكب مادة نفطية على جسمها (الكاز) ثم أضرمت النار بنفسها، ليتم اسعافها إلى المشفى الوطني بمدينة الحسكة، حيث تعرضت لحروق شديدة من الدرجة الثالثة، وبعد تدهور وضعها نتيجة الحروق الشديدة، تم تحويلها إلى مشفى الحكمة الخاص في الحسكة، لكن دون جدوى، اذ فارقت الحياة. التقرير الطبي الصادر عن المشفى، كشف ما يبدو انه سبب اقدام الفتاة على الانتحار، اذ اتضح وجود كدمات على جسدها، وتبين أن سبب تلك الكدمات هو تعنيف وضرب زوجها المتكرر لها، ولأكثر من مرة، مما دفعها للانتحار بهذه الطريقة، ويقول نازحون كانوا يسكنون في المخيم نفسه حيث كانت تعيش (دنيا)، ان الحياة الصعبة التي كانت تعيشها مع زوجها كان لها أثر سيء في حالتها النفسية مما دفعها للانتحار بهذا الشكل القاسي. وسجلت مناطق محافظة الحسكة خلال الأعوام الماضية عدد من حالات الانتحار خصوصا بين الفتيات القاصرات، وعدد من الشباب نتيجة الظروف الاجتماعية أو النفسية الناتجة عن الحرب في سوريا . وقد تزايدت حالات الانتحار في المنطقة الشرقية خصوصاً، بعد اندلاع الحرب في البلاد، منها ما تم توثيقة ومنها مالم يتم توثيقه، في العامين الاخيرين كانت اغلب هذه الحالات نتيجة الظروف المعيشية السيئة من الفقر والعوز والنزوح وآثار النزاع الدائر، ومنها ما حصل نتيجة العنف الأسري، ففي العام الماضي 2017 أقدم الشاب (أ – د) من قرية خويتلة في ريف القحطانية بمحافظة الحسكة على الانتحار، وذلك بعد اعتقال شقيقه الوحيد من قبل الوحدات الكردية، وفي العام نفسه أيضاً، قامت الشابة (ف – م) من الحسكة بإطلاق النار على نفسها بعدما أجبرها أهلها على الزواج، حيث تعرضت للضرب من قبلهم مما جعلها تقدم على الانتحار . وفي مطلع العام الحالي قامت الفتاة (ف – هـ) (16 عاما) بالانتحار شنقاً في منزلها في الحسكة وهي طالبة في الصف العاشر، ولم تعرف الأسباب التي دفعتها للانتحار. وفي منطقة الشدادي قام الطفل (ر – خ) البالغ من العمر 12 عاما بالانتحار وذلك بطلق ناري، حيث كان يعاني من أوضاع مادية صعبة بعد فقدان منزله بسبب القصف، وهو نازح من ريف الحسكة. نازحة سورية من دير الزور تنتحر بحرق نفسها بـ»الكاز» بسبب تعنيف زوجها |
إسرائيل تعطي إشارات للرد في «عمق غزة» وتستهدف سيارة قيادي في القسام… والمقاومة تردّ بالصواريخ Posted: 27 Jun 2018 02:24 PM PDT غزة – «القدس العربي» : أعطت إسرائيل إشارات جديدة تنذر بنواياها العسكرية لنقل التصعيد العسكري المحدود الذي تشهده بين الحين والآخر مناطق الحدود الفاصلة، إلى قلب قطاع غزة، بقصفها سيارة ناشط من المقاومة، لاتهامه بالوقوف وراء عمليات إطلاق «الطائرات والبالونات الحارقة»، وذلك بعد قصف طال خلال الساعات الـ 24 الماضية، عددا من مطلقيها، وهو ما استدعى ردا من المقاومة بقصف مناطق «غلاف غزة» الإسرائيلية بعدة صواريخ. وبالرغم من التسريبات الإسرائيلية الأخيرة عن وجود خطط لتحسين الأوضاع الإنسانية المتردية في قطاع غزة، من خلال إقامة «ممر مائي» يربط القطاع بجزيرة قبرص، وكذلك إقامة محطة توليد كهرباء بالطاقة الشمسية، إلا أن جيش الاحتلال، بما ينذر باندلاع مواجهة مسلحة جديدة، ارتأى تصعيد الأوضاع الميدانية، باستخدام طائراته بقصف سيارة مدنية في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ما أسفر عن إصابة شخص بجراح طفيفة. واستهدفت الغارة سيارة أحد نشطاء المقاومة، وأصابتها بصاروخ أدى إلى اشتعال النيران فيها وإحداث أضرار بمنازل المواطنين المجاورة. وقال أفيحاي أدرعي الناطق باسم جيش الاحتلال، أن قواته أغارت على سيارة تابعة لناشط في خلية لحركة حماس، ضالع في عمليات إطلاق «البالونات الحارقة» على المناطق الإسرائيلية. وأشار كذلك إلى قيام دبابة إسرائيلية بقصف موقعي رصد تابعين لحماس في شمال قطاع، مشيرا إلى أن نشطاء الحركة قاموا بإطلاق عدة صواريخ تجاه الأراضي الإسرائيلية، وحمل أدرعي حماس «ثمن الإرهاب وعدم الاستقرار». رشقة صاروخية وردت المقاومة فور قصف السيارة، بإطلاق رشقة صاروخية تجاه البلدات الإسرائيلية القريبة من حدود قطاع غزة، واعترفت مصادر إسرائيلية بسقوط 12 قذيفة صاروخية في أراضيها، استهدفت التجمعات السكنية الإسرائيلية في «غلاف غزة» دون وقوع إصابات. وذكرت أن «منظومة القبة الحديدية» تمكنت من اعتراض ثلاثا منها، إحداها في سماء مدينة سديروت. ودوت صفارات الإنذار الإسرائيلية في عدة مناطق وبلدات قريبة من حدود القطاع، تنذر الإسرائيليين بقرب سقوط قذائف تطلقها المقاومة الفلسطينية من غزة. وقال الوزير الإسرائيلي عن «حزب الليكود» يوفال شتاينتس، للإذاعة الإسرائيلية «ليس هناك خيار آخر أمام إسرائيل في المرحلة الراهنة سوى الرد على اعتداءات حماس». وقال إنه على المدى البعيد، سيكون ربط قطاع غزة بالعالم يعد «أمرا صحيحا»، وذلك في تلميحه إلى خطة إنعاش غزة اقتصاديا من أجل وقف موجات التصعيد. بدورها أكدت حركة حماس أن تصعيد الاحتلال الإسرائيلي وتعمد استهدافه للمتظاهرين السلميين والمقاومين «استدعى سرعة رد المقاومة الفلسطينية». وقال الناطق باسم الحركة فوزي برهوم في بيان صحافي «إن رد المقاومة يأتي في إطار جهوزيتها التامة للقيام بواجبها بالدفاع عن شعبنا وحماية مصالحه»، وأكد على أن كل ما يترتب على استمرار الاحتلال في حماقاته «سيثبت فشل سياساته وخطأ حساباته وعليه أن يتحمل عواقبها». يشار إلى أن غرفة العمليات المشتركة للمقاومة الفلسطينية، كانت قد أكدت قبل أيام أنها ستستمر في الرد على أي هجوم إسرائيلي يستهدف قطاع غزة، ضمن معادلة «القصف بالقصف»، وتعهدت بعدم السماح للاحتلال بفرض معادلاته على الشعب الفلسطيني ومقاومته. وأمس أكدت لجان المقاومة بأن المعادلة في الميدان واضحة، مضيفة في تعقيبها على الهجمات الإسرائيلية «كل قصف أو اعتداء اسرائيلي سيقابل بالرد الفوري والمناسب لردعه». وكانت قوات الاحتلال، قد قامت قبل قصف سيارة الناشط في حماس وسط غزة، بشن سلسلة غارات جوية، استهدفت مجموعات شبابية وسيارة مدنية مساء الثلاثاء، وزعمت وقتها أن القصف استهدف مجموعات من الشبان الفلسطينيين المسؤولين عن إطلاق «البالونات الحارقة»، على مناطقها الحدودية. ولم تسفر الغارات عن وقوع إصابات، لكنها أحدثت أضرارا مادية، وحملت هي والغارة التي استهدفت سيارة الناشط في حماس، رسائل إسرائيلية جديدة تفيد بإمكانية توسيع نطاق المواجهة إلى عمق القطاع، لوقف تنامي ظاهرة «الطائرات والبالونات الحارقة». 15 حريقا في مناطق «غلاف غزة» وقبل ذلك أعلن جيش الاحتلال عن نشوب نحو 15 حريقا في مناطق «غلاف غزة» بعضها دام لبعض الوقت حتى تمكنت طواقم الإطفاء من السيطرة عليها. وأمس تكررت عمليات إطلاق «البالونات الحارقة» تجاه الأحراش الإسرائيلية القريبة من الحدود، ما أدى إلى اشتعال النيران في عدة مناطق إسرائيلية. وكان الشبان الفلسطينيون قد لجأوا لـ»الطائرات والبالونات الحارقة» منذ انطلاق فعاليات «مسيرات العودة» على حدود غزة يوم 30 مارس/ آذار الماضي، كشكل جديد من المقاومة الشعبية، التي حققت نجاحات في إلحاق الخسائر بالجانب الإسرائيلي. وتسببت تلك «الطائرات والبالونات» في حرق مساحات واسعة من الأراضي الإسرائيلية والأحراش القريبة من حدود القطاع، حيث أفادت إحصائية إسرائيلية أنها تسببت في أكثر من 400 حريق في مناطق الغلاف. وكان وزراء إسرائيليون قد طالبوا بمعاملة مطلقي «الطائرات والبالونات الحارقة» معاملة مطلقي الصواريخ، واستهدافهم وقتلهم بغارات جوية. يشار إلى أن الهيئة الوطنية لمخيمات مسيرة العودة وكسر الحصار، دعت للمشاركة بشكل واسع في جمعة «من غزة إلى الضفة وحدة دم ومصير مشترك». وأكدت أن المسيرات تأتي تأكيدًا على وحدة الشعب الفلسطيني في كافة أماكن وجوده. وأكدت استمرار مسيرة العودة كـ «مسيرات شعبية بأدوات سلمية»، رفضا للاحتلال وسياساته، وكذلك رفضا لكافة المحاولات الأمريكية لفرض حلول تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني الوطنية. إسرائيل تعطي إشارات للرد في «عمق غزة» وتستهدف سيارة قيادي في القسام… والمقاومة تردّ بالصواريخ ردا على إطلاق «الطائرات والبالونات الحارقة» أشرف الهور: |
العالول يردّ على دويك «لا أنت ولا غيرك سيقوم بإعادة الفوضى» ويؤكد: هناك مناضلون في حماس لن يقبلوا فصل غزة عن الوطن Posted: 27 Jun 2018 02:23 PM PDT رام الله ـ «القدس العربي»: أعلن محمود العالول، نائب رئيس حركة فتح، أن الشعب الفلسطيني لن يسمح باستثمار الأوضاع الإنسانية في غزة، مقابل التنازل عن حقوقه الأساسية، وأن الشعب مستعد لـ «الجوع»، رفضا للتنازل عن القدس، وذلك في رده على المخططات الأمريكية الرامية لتمرير «صفقة القرن» من خلال مشاريع إنسانية في قطاع غزة. وقال خلال استضافته على شاشة التلفزيون الفلسطيني الرسمي «جاهزون للجوع لكن لا يمكن مقابل حل أوضاعنا الإنسانية التنازل عن القدس وحقوقنا الأساسية». وأضاف معقبا على جولة مبعوثي الإدارة الأمريكية لتسويق مخطط «صفقة القرن»، أن إفشال المحاولات الأمريكية المتساوقة مع الاحتلال الإسرائيلي «يتم عبر الثبات على الموقف الفلسطيني السياسي والموقف الميداني، والحفاظ على الوحدة الفلسطينية وتحقيق الانسجام الداخلي». وكان مبعوثا الإدارة الأمريكية جاريد كوشنر، وجيسون غرينبيلات، قد قاما خلال الأيام الماضية بجولة في المنطقة شملت عدة دول عربية وإسرائيل، لمناقشة مقترحات «صفقة القرن»، وكذلك مشاريع اقتصادية لغزة، بهدف تمرير الصفقة، وسط تحذيرات كبيرة من القيادة الفلسطينية من التعاطي مع هذه الصفة التي اسمتها «صفقة غزة». وأشار العالول خلال حديثه إلى أن الإدارة الأمريكية لم تستطع حتى اللحظة تحقيق أي شيء بهذه الصفقة «بفعل الصمود الفلسطيني على مواقفه بعناد شديد رغم اختلاف ميزان القوى مع الاحتلال الإسرائيلي». وقال «الأمريكان اعتقدوا أنهم يستطيعون الضغط علينا من خلال بعض الأصدقاء والأشقاء». وأضاف «الموقف الفلسطيني كان صامدا وعنيدا مما شجع الأشقاء العرب جميعا على اتخاذ موقف جيد وإيجابي أمام الوفد الأمريكي الذي زار المنطقة». وأكد أن العرب أشاروا بوضوح إلى أن أصحاب القضية هم الفلسطينيون، مؤكداً أن الإدارة الأمريكية «لم تجد آذانا صاغية لمحاولاتها خاصة من الداخل الفلسطيني». لكن القيادي الكبير في فتح انتقد حركة حماس، وقال إن هناك أصواتا لديها «تتناغم مع هذه المسألة»، وكان يشير إلى محاولات أمريكا تسويق «صفقة القرن» من خلال مشاريع اقتصادية في القطاع. وتساءل «لماذا تخرج أصوات من حماس للحديث عن شرعية التفاوض مع الاحتلال والعدو الإسرائيلي وعن هدنة طويلة الأمد في هذا التوقيت بالذات»، مضيفا «فهذا يضفي شبهة». لكن العالول أشار إلى وجود مناضلين في حماس، وقال «أريد أن نحسن الظن بحماس، لا شك أن فيها أصواتا خرجت وتناغمت مع الموقف الأمريكي، لكننا لا ننكر وجود مناضلين فيها لا يمكنهم القبول بفصل قطاع غزة عن الكل الفلسطيني». وتطرق إلى ما نقل على لسان رئيس المجلس التشريعي عزيز دويك، وحديثه عن القانون وعن المجلس التشريعي، وأحقيته في الرئاسة حال غياب الرئيس محمود عباس، وتحذيره من فوضى حال تم تجاوز القانون الفلسطيني، فقال «شعبنا اكتوى بنار الفوضى سابقا، ونحن وعدناه بأن الفوضى لا يمكن أن تعود للجسم وللمجتمع الفلسطيني وسنحمي الأمن والأمان، ونقول له (دويك) لا أنت ولا غيرك سيقوم بإعادة الفوضى لشعبنا، وسوف نتصدى لذلك بكل ما أوتينا من قوة». وكان دويك قد نفى ما نسب إليه من تصريحات حول أحقيته في منصب الرئاسة، وقال إن الأخبار عارية عن الصحة. يشار إلى أن حركة فتح كانت نفت بقاء دويك القيادي في حماس في منصب رئاسة التشريعي، لإنقضاء مدة ولايته، حيث لم يعقد المجلس أي اجتماع كامل بحضور الكتل البرلمانية منذ وقوع الانقسام السياسي في منتصف عام 2007. وفيما يتعلق بانعقاد المجلس المركزي، أكد نائب رئيس حركة فتح، أن التحضير للمجلس سيتم من خلال التفاهم مع كل الأجسام في منظمة التحرير والمجلس المركزي لـ «التأكيد على العمل المشترك.» وقال»نحن نبحث الآن فكرة وجود سمات تشريعية للمجلس المركزي، وهناك مجموعة من الخيارات»، مشيراً إلى مجموعة من اللجان التي تدرس كل الخيارات. وتطرق إلى ملف المصالحة الداخلية، وقال «لا يمكن أن نيأس من البحث عن حل للقضية الفلسطينية، وسنبقى نناضل من أجل استعادة الوحدة الوطنية، ولن نترك أية فرصة لتحقيق ذلك». وأضاف «ربما قريبا ستسمعون نداءات جديدة أو جهوداً جديدة فيما يتعلق بهذا الموضوع». وأشاد العالول بالموقف الروسي وتصريحات وزير خارجيتها حول مخططات «صفقة القرن»، وقال إن لدى الروس مبادرات قد تظهر في الفترة المقبلة، لطرحها على الطرفين. العالول يردّ على دويك «لا أنت ولا غيرك سيقوم بإعادة الفوضى» ويؤكد: هناك مناضلون في حماس لن يقبلوا فصل غزة عن الوطن كشف عن مقترحات لإعطاء «المركزي» صفة التشريع وعن خطة جديدة للمصالحة |
خطة مصر لحماس Posted: 27 Jun 2018 02:23 PM PDT مصر ستعرض قريباً على حماس خطة لتحسين الوضع في القطاع تشمل إقامة منطقة تجارة مشتركة بين القطاع وشمال شبه جزيرة سيناء، تحسين الحركة في معبر رفح واستخدام مطار العريش. هذا ما نشرته صحيفة «الاخبار» اللبنانية أمس. الخطة ستعرض على وفد حماس الذي سيسافر قريبا إلى القاهرة للتباحث مع المخابرات المصرية حول الوضع الانساني في القطاع. حسب التقرير، مصر تخطط لتنفيذ الخطة حتى لو عارضتها حماس. وقد جاء عن المخابرات المصرية بأنهم سيواصلون الجهود لتحقيق المصالحة وأنهم ينتظرون إجابات من الرئيس الفلسطيني محمود عباس. في حماس لم ينفوا التقرير، لكنهم رفضوا إعطاء أي تفاصيل عن الوفد. مصدر فلسطيني مطلع قال في محادثة مع هآرتس إن الوفد سيكون مكوناً من موظفين كبار وليس من ممثلي المستوى السياسي. حسب أقواله فإنهم في حماس حذرون، على الاقل علنا، من منح بعد سياسي للعملية. ومع ذلك هم لن يعارضوا المشاريع المدنية التي تؤدي إلى تحسين الوضع الانساني والاقتصادي في القطاع. لذلك فإن النقاشات ستجري فقط لجهات مهنية. هذا التقرير يأتي على خلفية زيارة وفد أمريكي برئاسة غارد كوشنر للقاهرة، وفي المقابل، لقاء بين كبار رجال المكتب السياسي لحماس وممثلين روس برئاسة وزير الخارجية سرجيه لافروف. رئيس الوفد إلى روسيا، موسى أبو مرزوق، قال أول أمس إن الروس اتفقوا معهم على عدم تأييد صفقة القرن الأمريكية. ايضا في السلطة الفلسطينية يواصلون جهودهم لافشال الخطة الأمريكية: عباس سيسافر إلى موسكو في الشهر القادم للالتقاء مع الرئيس الروسي بوتين، وسيكون موجوداً في المباراة النهائية للمونديال. في مكتبه قالوا إنه سيستغل هذا اللقاء الدولي لمحادثات سياسية مع بوتين وزعماء العالم الذين سيصلون إلى العاصمة الروسية. المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني نبيل أبو ردينة هاجم أمس مرة أخرى الخطة الأمريكية. حسب اقواله «صفقة القرن تحولت لتصبح صفقة غزة: هدف الخطة هو إلغاء الشخصية الوطنية الفلسطينية وتحطيم الطموح الفلسطيني لانشاء دولة عاصمتها القدس الشرقية». وقد وصف خطوات أمريكا بـ «عرض فارغ لدفع العملية السياسية». وحسب أقوال أبو ردينة فإن كل اقتراح لانشاء ميناء بحري أو مشروع آخر في قطاع غزة في ظل غياب الحل السياسي هو محاولة للهروب من الواقع المتفجر. وأكد على أن الادارة الأمريكية تعيش في وهم أن إخراج القدس من المفاوضات سيمهد الارضية لصفقة غزة، التي هي صفقة مرفوضة من قبل الفلسطينيين والدول العربية وكذلك من قبل المجتمع الدولي. في السلطة الفلسطينية متحمسون من أقوال كوشنر نفسه الذي أكد في مقابلته مع صحيفة «القدس» بأن الدول العربية أوضحت مواقفها وأن كل حل يجب أن يكون على أساس إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية. حسب مخطط يضمن احترام إرادة الفلسطينيين. مصدر فلسطيني كبير قال للصحيفة بأنه لا توجد دولة عربية ستتعاون مع الأمريكيين علناً. جاكي خوري هآرتس 27/6/2018 خطة مصر لحماس ستشمل إقامة منطقة تجارة مشتركة بين غزة وسيناء لتنشيط الاقتصاد في القطاع صحف عبرية |
قائمة العار لمنتهكي حقوق الأطفال تشمل دول التحالف والحوثيين وإسرائيل Posted: 27 Jun 2018 02:22 PM PDT نيويورك (الأمم المتحدة) «القدس العربي»: للمرة الثالثة على التوالي يدرج إسم التحالف العربي بقيادة السعودية ضمن قوائم الدول والجماعات والكيانات التي تننتهك حقوق الإطفال في الصراعات المسلحة، جاء ذلك في تقرير فرجينيا غامبا، وكيلة الأمين العام المعنية بموضوع إنتهاكات حقوق الأطفال في الصراعات المسلحة بين 1 كانون الثاني /يناير إلى 31 كانون الأول/ديسمبر من عام 2017. وقد حول الأمين العام التقرير، الذي لم يصدر بعد، إلى مجلس الأمن لمناقشته أولا قبل نشره رسميا لكن «القدس العربي» حصلت على نسخة مسبقة منه. وقد أدرج التقرير على قائمة العار جماعة الحوثيين وقوات الحكومة اليمنية وقوات الحزام الأمني المدعومة من الإمارات واللجان الشعبية وتنظيم القاعدة. وقد رفض المتحدث الرسمي للأمين العام، ستيفان دوجريك، الرد على سؤال حول إدراج إسم التحالف العربي على قائمة الدول المنتهكة لحقوق الأطفال، ورفض التعليق على التقرير لأنه لم يصدر بعد. وقال ردا على سؤال: «وأنصح أن يقرأ التقرير بكامله وأن تقرأ الملحقات والسرديات التي يتضمنها التقرير إذ إنه يتبع منهجا موضوعيا في تقديم المعلومات. والهدف الأعلى من التقرير هو تحسين وضع الأطفال في النزاعات المسلحة وتقديم تقارير حول من ينتهك تلك الحقوق». يتكون التقرير من 43 صفحة حيث يقدم تفاصيل عن مدى إنتهاكات حقوق الأطفال من قبل الدول والكيانات والجماعات المسلحة في عشرات مناطق الصراع التي تشمل دولا مثل أفغانستان واليمن والسودان وجنوب السودان ومالي والكونغو وإسرائيل وميانمار وكولمبيا والعراق وسوريا ولبنان وليبيا. ويخصص التقرير تحت بند اليمن 16 فقرة (200 ـ 216) حيث يشير إلى أن الأمم المتحدة تحققت من قتل وإصابة نحو 1300 طفل ويتحمل التحالف مسؤولية مقتل 600 شخص من بينهم 270 طفلا، بينما يتحمل الحوثيون مقتل 300 شخص من بينهم 80 طفلا. كما حمل التقرير المسؤولية لـ«قوات دولية أخرى» تساند دول التحالف عن مقتل 19 شخصا. ويدرج ملحقا إصطلح على تسميته قائمة العار للدول والجماعات المنتهكة لحقوق الأطفال وتشمل القائمة دول التحالف العربي بالإضافة إلى القوات الحكومية التابعة لحكومة اليمن الشرعية وقوات الحوثيين والحزام الأمني والقاعدة والميليشيات المساندة للحكومة ومن بينهم جماعات سلفية. كما تتضمن القائمة قوات الحشد الشعبي العراقية. وفي سوريا تشمل القائمة قوات النظام الحكومية بالإضافة إلى ست جماعات تعمل خارج إطار الدولة ومنها داعش وجيش الإسلام وأحرار الشام وجبهة النصرة سابقا ووحدات الحماية الشعبية وجماعات منضوية تحت ما يسمى «جيش سوريا الحر». وحول فلسطين وإسرائيل جاء في التقرير أنه وطوال عام 2017، ظل الوضع الأمني والسياسي متوترين بشكل كبير وقد شهدت المنطقة العديد من الحوادث الموثقة وقعت بين تموز/يوليو وكانون الأول/ديسمبر 2017 خلال مظاهرات واشتباكات بين الفلسطينيين وقوات الامن الاسرائيلية في الأرض الفلسطينية المحتلة. كما تم اعتقال عدد كبير من الأطفال واحتجازهم من قبل إسرائيل لجرائم أمنية مزعومة. ووفقا لبيانات السجن التي قدمتها دائرة خدمة السجون بناء على طلب بموجب قانون حرية المعلومات، بين كانون الثاني/يناير وكانون الأول/ديسمبر 2017، تم احتجاز ما معدله 312 طفلاً شهرياً. وفي نهاية عام 2017، كان ما لا يقل عن 352 طفلاً محتجزين من بينهم 244 تم احتجازهم قبل المحاكمة أو أثناء المحاكمة. وقد حصلت الأمم المتحدة على شهادات من 162 فتى فلسطينيًا تتراوح أعمارهم بين 12 و 17 عامًا احتجزتهم القوات الإسرائيلية، حيث ذكروا أنهم تعرضوا لمعاملة سيئة وخروقات للإجراءات القانونية. الأمم المتحدة وثقت أيضا خمس حالات لأطفال محتجزين إدارياً عام 2017. وقد وثقت الأمم المتحدة مقتل 15 طفلا فلسطينيا من بينهم فتاتان خلال عام 2017 في الضفة الغربية وقطاع غزة من بينهم خمسة تتراوح أعمارهم بين 15 ـ 17 سنة. ووقد خصص التقرير عشر فقرات لموضوع إسرائيل لكنها لم تدرج على قائمة العار. ويقدم الأمين العام في نهاية تقريره مجموعة من التوصيات التي تعبر عن القلق حول حجم الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال في مناطق النزاعات المسلحة ويطلب من جميع الدول وقف القتل والتجنيد والاستخدام والعنف الجنسي والاختطاف. ويضيف: «وندعو جميع الأطراف إلى الإنهاء الفوري واتخاذ جميع التدابير اللازمة لمنع مثل هذا القدرمن الانتهاكات، بما في ذلك من خلال ضمان مساءله الجناة». قائمة العار لمنتهكي حقوق الأطفال تشمل دول التحالف والحوثيين وإسرائيل عبد الحميد صيام |
جنرال وخبير إسرائيلي: «صفقة القرن» من إنتاج نتنياهو وستصب الزيت على نار الصراع Posted: 27 Jun 2018 02:22 PM PDT الناصرة – «القدس العربي» : يحذر خبير إسرائيلي وجنرال بالاحتياط من أن صفقة القرن تحمل اسم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، لكنها من إنتاج رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو، وأنها ستلقى فشلا حتميا وستصب الزيت على النار بدلا من تسويته، مشددا على أن نتنياهو منذ بلغ سدة الحكم وهو يتهرب من تسوية الصراع مع الفلسطينيين. ويؤكد الجنرال الإسرائيلي في الاحتياط شاؤول أرئيلي في برنامج للقناة العاشرة أن « صفقة القرن» تحمل اسم ترامب لكنها في الواقع من صناعة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وأن بصماته عليها لا يمكن التستر عليها. ويوضح أن «صفقة القرن» سلة تحمل أفكار نتنياهو حول مستقبل الضفة الغربية المحتلة التي تحول دون تسوية الصراع بل تعيد طرفيه للوراء. شاؤول أرئيلي المؤيد لتسوية الدولتين، ويحذر من تبعات خطيرة لفقدانها على مستقبل إسرائيل، ينقل عن مصادر إسرائيلية عليمة قولها إن «صفقة القرن» تشمل القدس موحدة بشطريها كعاصمة لإسرائيل. كما أنها تبقي منطقة الأغوار تحت الاحتلال الإسرائيلي وتبقي على عدد أكبر من المستوطنات تماما وفق تصريحات سابقة لنتنياهو. ويشير الى أن «صفقة القرن» تبنت رؤية نتنياهو الأمنية أيضا المتمثلة بإقامة دويلة فلسطينية على قسم من الضفة الغربية تكون منزوعة السلاح ومحدودة السيادة بعد شطب حق اللاجئين بالعودة لديارهم. ويراجع أرئيلي مضامين «صفقة القرن» ويؤكد أنها تتطابق بندا بندا مع تصريحات صدرت عن نتنياهو في السنوات الأخيرة. ألون كان أول من اقترح دويلة فلسطينية ويذكر أن القيادي الإسرائيلي الجنرال الوزير يغئال ألون كان أول من دعا لتسوية الصراع بعد 1967 بدون الدول العربية ومن خلال دويلة بلا حدود خارجية تبقى تحت السيادة الإسرائيلية، لافتا إلى أن قيادات إسرائيلية سبقت واقترحت عروضا مشابهة منها «الحكم الذاتي» لمناحيم بيغن في اتفاقية كامب ديفيد مع مصر و»اتفاق أوسلو» الذي ينص على ما هو أقل من دولة فلسطينية تقوم بالتدريج ضمن مسيرة لا بخطوة واحدة من شأنها تعريض أمن إسرائيل للخطر. ويقول أرئيلي إن نتنياهو منذ انتخب رئيسا للحكومة في المرة الأولى عام 1996، أعلن أن الحكم الذاتي الفلسطيني تحت السيطرة الإسرائيلية هو الحل وهو الضمانة لأمن إسرائيل. ويستذكر أن نتنياهو نجح بمنع تطبيق ما نص عليه اتفاق أوسلو بالمراوغة والمماطلة رغم موافقته على نقل الخليل للسيادة الفلسطينية عام 1997، معتبرا ذلك ثمنا سدده مقابل إعاقة تطبيق كل ما يقضي به «أوسلو». كما يشير أرئيلي إلى أن خليفة نتنياهو، إيهود باراك، كان قد اقترح ما يشابه طرح رابين، فور انتخابه رئيسا للحكومة في 1999 والداعي لإبقاء الأغوار ضمن منطقة تبلغ مساحتها 11% من الضفة الغربية تحت السيطرة الإسرائيلية يقيم فيها نحو 80% من المستوطنين، وذلك دون مبادلة أرض. وعلل باراك طرحه بضرورة احتفاظ إسرائيل بسيطرتها على المعابر بين فلسطين وبين الأردن. وفي قضية القدس اقترح على الرئيس الأمريكي بيل كلينتون أن تحصل السلطة الفلسطينية على سيادة في الحي الإسلامي من البلدة القديمة وعلى كنيسة القيامة وربما حي النصارى، علاوة على قرى حول القدس دون التنازل عن الشطر الشرقي للمدينة. ويتابع «لاحقا وفي مؤتمر كامب ديفيد عام 2000 ولقاء طابا في 2001 عدّل باراك موقفه بعدما تبنى رؤية كلينتون وفيها تحدث عن سيطرة إسرائيلية على 6% من الضفة الغربية، وتقاسم القدس، ودولة فلسطينية منزوعة السلاح وعودة لاجئين لها. أما رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت فقد واصل مسيرة التغيير بالموقف الإسرائيلي ووافق في مؤتمر أنابوليس قبل عشر سنوات على ما يقترب من الحد الأدنى الفلسطيني حول الحل الدائم: خطوط 1967 وتبادل أراض، وتقاسم القدس وتسوية قضية اللاجئين بعودتهم للدولة الفلسطينية بالأساس. ويضيف «عند هذه النقطة توقفت المفاوضات في نهاية 2008 بعدما تنحى أولمرت. وقبلها اقترح الفلسطينيون تبادل أرض بمساحة تتراوح نسبتها بين 1.9% الى 4 % مما يتيح الإبقاء على 63-80% من المستوطنات وهذا يشمل ضم الأحياء اليهودية في القدس الشرقية وحائط البراق ونصف الحي الأرمني مع إبقاء الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح وعودة 80-100 ألف لاجئ لديارهم داخل أراضي 48. خطاب نتنياهو في بار ايلان كان كذبا ويعود أرئيلي لرئيس حكومة الاحتلال الحالي نتنياهو ويقول إنه أقدم فور عودته للحكم للانسحاب من هذه التفاهمات دفعة واحدة . ويضيف «خطاب نتنياهو في بار إيلان الكاذب عام 2009 أثار الأمل لدى أوساط واسعة لم تتعمق بتفاصيل هذا الخطاب ما لبث أن حظي بأفضل تعليق من قبل والده الراحل بن تسيون نتنياهو الذي قال وقتها للقناة الثانية إن نجله لا يؤيد دولة فلسطينية خلافا لما جاء في خطابه إلا بشروط لن يقبلها العرب للأبد وقد سمعت ذلك من ابني». ويستذكر أن نتنياهو لاحقا حدد أن القدس لن تقسم ولن تخضع لمفاوضات وحدود 1967 لن تكون أساسا لتبادل أراض. وفي مقابلة معه عام 2015 قال نتنياهو إن الدولة التي يريدها الفلسطينيون بشروطهم غير واردة بالحسبان. ويشدد الجنرال الإسرائيلي على أن الرئيس الأمريكي ترامب قرر تجاهل كل التفاهمات والتقدم في مفاوضات سابقة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية من كامب ديفيد إلى طابا، متبنيا ما طرحاه جيسون غرينبلات وجاريد كوشنر. ويتابع «هكذا لخص وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري في محاضرة مغلقة في دبي قبل شهور: نحتاج لنوايا كي نصنع السلام. أولمرت، وباراك ورابين وبيريز أشاروا لطرق كيف يتم إنجازه وترامب يتجاهل ذلك. لا يوجد في إسرائيل قادة يريدون صنع السلام ومعظم أعضاء حكومتها يقولون علانية إنهم يعارضون دولة فلسطينية للأبد». كما قال كيري إن ترامب يحاول تجنيد إسرائيل لطرح غير مقبول على الفلسطينيين بلوره السفير الأمريكي ديفيد فريدمان. ويخلص الى القول إن تسوية الصراع تحتاج لوسطاء ولطرفين معنيين بها و»صفقة القرن» في حال خرجت للنور ستكون بمثابة «صب زيت على النار» وستدفع طرفي الصراع نحو التحصن والتمترس في مواقعهما. ويضيف «سيرفضها الفلسطينيون جملة وتفصيلا وستستغل حكومة إسرائيل ذلك للنهاية حتى «تثبت» عدم وجود شريك، ولذا لم يبق أمام الإسرائيليين والفلسطينيين سوى الأمنية بأن يطرح ترامب مقترحا عادلا يستند لتفاهمات ومفاوضات سابقة على شكل خطة كلينتون وجورج بوش الابن أو أن يحتفظ بـ «صفقة القرن» لنفسه. يشار الى أن أرئيلي واحد من الخبراء البارزين في الصراع وفي موضوع الخرائط والحدود، وهو ممن يرون أن «الدولتين» مصلحة عليا لإسرائيل أيضا. جنرال وخبير إسرائيلي: «صفقة القرن» من إنتاج نتنياهو وستصب الزيت على نار الصراع وديع عواودة: |
حملة استنكار وإدانة واسعة للأحكام من قادة أحزاب وناشطين سياسيين وحقوقيين Posted: 27 Jun 2018 02:21 PM PDT الرباط – «القدس العربي»: حظيت الأحكام التي أصدرتها محكمة الاستئناف في الدار البيضاء، مساء أول أمس الثلاثاء، باستنكار وادانة مختلف الفاعلين السياسين والحقوقيين، ولم يتمكن المسؤولون المغاربة الذين علقوا على هذه الاحكام من الدفاع عنها. وفي أول تفاعل لرئيس الحكومة مع الأحكام قال سعد الدين العثماني: «لا أريد لأي مغربي أن يُسجن، وأتمنى للجميع الحرية والعيش الكريم». واضاف في تعليق على سؤال في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «لكن القضاء مستقل عن الحكومة، ولا يحق لها دستوريا وقانونيا التدخل في أحكامه، ولننتظر مرحلة الاستئناف التي هي جزء من مراحل التقاضي». وقال مصطفى الرميد وزير الدولة المكلف بحقوق الانسان، انه يأمل أن تصدر أحكاما أكثر عدالة في المرحلة الاستئنافية، تؤسس لمصالحة جديدة مع المنطقة وتكرس الثقة في القضاء وان «الأحكام الصادرة في قضية أحداث الحسيمة التي يظهر أنها لم تحظ بالاستحسان العام تبقى أحكاما صادرة عن القضاء الذي لا يمكن الجدال في أحكامه إلا ممن اطلع على وثائق الملف وتابع القضية مباشرة واستمع الى المناقشات والمرافعات». وتابع « القضية ستعاد مناقشتها أمام غرفة الجنايات الاستئنافية التي تتكون من خمسة قضاة يفترض فيهم الكفاءة والتجربة التي تتجاوز ما لدى زملائهم في المرحلة الابتدائية وأملي كبير في أن تصدر بشأن هذه القضية أحكام أكثر عدالة تكرس الثقة في القضاء وتؤسس لمصالحة جديدة مع سكان المنطقة». أحكام قاسية ووصف نبيل بن عبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، المشارك في الحكومة بـ3 حقائب، الأحكام بـ»الأحكام القضائية القاسية»، و»لن تساهم في إذكاء جو الانفراج». وقال في تدوينة على حسابه في موقع «فيسبوك»، إنه «كما هو الشأن بالنسبة لأوساط مغربية عديدة، تأثرنا كثيراً بالأحكام القضائية القاسية الصادرة في حق نشطاء الريف. ومع احترامنا لاستقلالية القضاء، فإننا في حزب التقدم والإشتراكية نعتبر أن هذه الأحكام لن تسهم في إذكاء جو الإنفراج الذي نتطلع إلى أن يسود في بلادنا، ونأمل بقوة أن يتم إعمال كافة سبل المراجعة القانونية والقضائية الممكنة بالنسبة لهذا الملف بِمَا يمكن من ضخ النفس الديمقراطي اللازم في الحياة السياسية الوطنية». وقالت نبيلة منيب الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد (معارضة يسارية) إن الأحكام القاسية أظهرت بشكل مؤكد أن قوس ما يسمّى بالانتقال الديمقراطي قد أغلق. وأضافت «نخاف بهذه الأحكام على استقرار بلدنا، لذلك على الشعب أن يتحرك وينتفض ويقول لا ضد هذا الظلم، وأنه لا بد من النضال حتى يتحقق الانفراج السياسي ويحدث تعاقد اجتماعي جديد». وأكدت انه لا يمكن التخلي عنه «وإلا نضع المفاتيح جانبا ونخرج من السياسة إن لم نكن قادرين على نصرة قضايا المغاربة» وأن القضاء يجب أن يساءل لأنه كيف يعقل أن يخرج بهذه الأحكام الجائرة وتساءلت «هل مسؤولو البلد يريديون تخريب التماسك الاجتماعي وتخريب المغرب وأن تقع عندنا حروب ومآس». وأضافت منيب: «أن البكاء على هذا الواقع لا يكفي بل يجب التحرك حتى نقطع مع الريع والاحتكار وأن نضغط بالقوة الازمة حتى يحدث التغيير الحقيقي وأن لا نسمح بهذه الردة وهذا الظلم». القضاء ليس مستقلاً وقالت جماعة العدل والإحسان، أقوى الجماعات المغربية ذات المرجعية الاسلامية، انها تلقت بألم واستياء عميق نبأ الأحكام القاسية التي «تعود بنا اليوم إلى ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان»، مشيرة إلى أنه «يكفي من فر من الريف إلى هولندا وألمانيا وبلجيكا وكورسيكا». وأضافت ان «قيمة الوطن بأهله، ولن نستقدم شعوبا لتستوطن هذه الأرض إن زهد فيها أهلها بحثا عن الكرامة والعدالة في أرض الله الواسعة»، مؤكداً على أن «ورش المصالحة والعدالة الانتقالية وجبر الضرر الجماعي خطوة تاريخية تنتظر استئنافها بنفس جاد. ولعل مناطق الريف من المناطق المعنية بهذا الأمر». وأكدت أن «المقاربة الأمنية الزجرية المتبوعة بالمحاكمات الماراثونية أمام قضاء يشهد قضاته بعدم استقلاليته، قد تخمد نار الاحتجاج مؤقتا، وقد تخنق أصواتا، وتكمم أفواها، وتجمد أقلاما…. إلى حين… وقد تفرز نفاقا وانتهازية… لكنها لن تغير موقفا، ولن تصنع رأيا، ولن تبني وطناً. بل في المقابل تعمق الجراح ولا تداويها، وتؤجج الغضب ولا تطفأه». وقال حسن بناجح ، القيادي في الجماعة في تصريح لـ»القدس العربي» ان «الذي صدر ضد معتقلي حراك الريف هو حكم سياسي لا علاقة له بالقانون، حكم قاس جداً، حضر فيه كل شيء إلا العدالة والقانون، كان حكما انتقاميا من شباب كل ذنبهم انهم صرخوا ضد الفساد الذي تعترف الدولة بوجوده وفِي مقدمهم الملك نفسه الذي قام بمجموعة من الإقالات في صفوف المسؤولين في المنطقة، وعِوَض ان يتلقى هؤلاء الشباب التنويه والاستجابة لمطالبهم تم الانتقام منهم بهذه الأحكام التي وقعت على عدم إستقلالية القضاء وعلى توظيفه في تصفية حسابات سياسية مع الشعب ومع معارضين». مجزرة قضائية ووصفت خديجة الرياضي الحقوقية والرئيسة السابقة للجمعية المغربية لحقوق الانسان الأحكام بـ «المجزرة القضائية الحقيقية التي فاقت كل الحدود وأنها لا تعرف كيف تصفها لأنها فاقت الخيال وحتى أقوى المتشائمين لم تخطر بباله هذه الأحكام التي تؤكد أن البلاد تسير إلى الهاوية وإلى ما لا يحمد عقباه وهذا أمر خطير جداً». وأكدت أن الديكتاتورية في المغرب ما زالت مستمرة وأن سنوات الرصاص لم تذهب حتى تطل علينا من جديد بل هي مستمرة بأشكال مختلفة، ونحن نعيشها بأساليب متعددة. إن القضاء متورط في هذه التراجعات الخطيرة التي يعرفها المغرب وأنه آلية للقمع والاضطهاد. وقال المحامي والحقوقي ونقيب المحامين السابق عبد الرحمان بنعمرو إن الأحكام التي صدرت يوم أول أمس الثلاثاء بحق معتقلي نشطاء حراك الريف الاجتماعي قاسية وفوق المعقول. وأكد أن القضاء في المغرب منذ الاستقلال إلى اليوم لم يكن أبداً مستقلاً ونزيهاً، لأن استقلالية القضاء في الأصل مرتبطة بالديمقراطية وهذا غير موجود في المغرب الذي لم يرس بعد دولة على أسس ديمقراطية تراعي حقوق الإنسان وحريات التعبير. واعتبر أبو حفص، محمد عبد الوهاب رفيقي، أحد رموز السلفية في المغرب رئيس مركز الميزان للدراسات والوساطة والإعلام، أن الأحكام قاسية جداً وقال: «20 سنة لناس احتجوا على وضعهم المعيشي جاتني قاسية، وقاسية جداً». كارثة بكل المقايييس وقال فؤاد عبد المومني، ناشط مدني وعضو في جمعية ترانسبارانسي ان الأحكام كارثة بكل المقايييس. وأوضح في تصريح لـ»القدس العربي»: إنها كارثة بالنسبة لشباب ناضل من أجل مطالب بسيطة ومشروعة ويرى نفسه مرسلاً في غياهب السجون لسنوات وعقود، وكارثة كذلك بالنسبة لأسرهم و ذويهم و أبناء جهتهم وجيلهم الذين أرادوا الإيمان بوعود دولة الحق والقانون». وقال المعطي منجب رئيس جمعية الحرية الآن «أن الأحكام ليست فقط قاسية بل جريمة دولة ضد مناضلي الريف، خيرة شباب المغرب الذين رفضوا الحكرة المخزنية، وأن ذنبهم الوحيد انهم أظهروا للنظام السلطوي أنهم أحرار حقاً وليسوا عبيداً، إذ قالوا لا للفساد ولا للاستبداد و نعم للديمقراطية الاجتماعية و السياسية والمساواة ونعم للحرية وللإنعناق من نير هيمنة السلطوية، وأنهم يريدون دولة مدنية وديمقراطية تحترم قانونها ودستورها .. قساوة الأحكام تدل على إرادة الهروب الى الأمام من طرف الدولة وترهيب المجتمع والمعارضة» . وأدان مرصد الشمال لحقوق الإنسان ما سمّاه بـ»الأحكام المهزلة»، معتبراً إياها «وصمة عار في جبين الدولة المغربية». وقال في بلاغ أُرسل لـ«القدس العربي»: «تلقيت بدهشة كبيرة واستياء عميق هذه الأحكام القضائية القاسية والجائرة في حق معتقلين لمطالبتهم بكلية ومستشفى ومدارس وحقهم في التنمية». وأضاف أن المحاكمة «دائرة ودامت أزيد من سنة، وسط انتهاك شنيع لحقوق المعتقلين، وأن الأحكام رسالة واضحة من طرف السلطات المغربية بتسلط سيف القضاء والاعتقال نحو جميع الأصوات الحرة المطالبة بالكرامة والعيش الكريم وبالحقوق الأساسية التي تضمنها المواثيق والمعاهدات الدولية». واعتبر المرصد أن «القمع والاعتقال والتنكيل وتكميم الأفواه … النهج الوحيد للدول الديكتاتورية في التعامل مع مطالب مواطنيها. نهج سيكون له انعكاس سلبي على الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي … وسيؤدي إلى مزيد من الاحتقان المفضي إلى تفجر الأوضاع عاجلا ام آجلا». ووصف عادل بن حمزة القيادي في حزب الاستقلال الأحكام بـ«الانتقام الديمقراطي». وكتبت الحقوقية لطيفة البوحسيني على حائطها: «لن نرقص على إيقاعات موازينك، فميزان العدل اختل بين يديك … سنبكي ظلما، لكننا سنجمع قوانا لنصمد في وجه قبحك». وعلقت ناشطة تدعى خديجة، قائلة: «حكم على ناصر الزفزافي بـ 20 سنة سيمضيها داخل السجن نحو الامام…وحكم على بلادي بـ 20 سنة للوراء…». حملة استنكار وإدانة واسعة للأحكام من قادة أحزاب وناشطين سياسيين وحقوقيين |
توثيق قائمة تضم أسماء 34361 ضحية للهجرة من بينهم ليبيون ماتوا في البحر ومراكز الاعتقال الأوروبية Posted: 27 Jun 2018 02:20 PM PDT لندن – «القدس العربي»: وثقت شبكة من المنظمات الأوروبية المناهضة للعنصرية لأول مرة لائحة بأسماء ليبيين لقوا مصرعهم غرقاً في البحر الأبيض المتوسط أو بسبب سوء المعاملة أو في مراكز الاعتقال في أوروبا. وكشفت صحيفة غارديان البريطانية أسماء 34361 ضحية للهجرة من ضمنهم ليبيون قضوا خلال الفترة ما بين العام 1993 و5 أيار / مايو 2018، حيث جمعت اللائحة في سابقة هي الأولى من نوعها، شبكة من المنظمات المناهضة للعنصرية، تدعى «متحدون من أجل التفاعل الثقافي» (يونايتد فور أنثير كيلتيرال)، وتضم بين صفوفها 550 منظمة منتشرة عبر دول مختلفة من العالم. وتضمنت اللائحة التي اطلعت عليها «بوابة الوسط»، أمس الأربعاء، معلومات عن تاريخ الوفاة لليبيين وأسبابها، وأعمار الضحايا، ويقول معدو الوثيقة إن الوفيات لا تحدث في البحر فحسب، بل في وحدات الاحتجاز ومراكز اللجوء وفي المدن الأوروبية. ويمكن تصنيف الوفيات على أساس جنسياتهم، سواء كانوا ليبيين أو من دول أخرى توفوا فوق الأراضي الليبية، إذ تبدأ القائمة في الخامس من مايو/أيار الماضي، وهو تاريخ حادث وقع قبالة سواحل طرابلس، وأسفر عن وفاة مهاجر أفريقي، حسبما تظهره الوثيقة. وقدرت اللائحة أعداد الضحايا ممن يحملون الجنسية الليبية بنحو 306 أشخاص توفي معظمهم أثناء محاولة العبور إلى الضفة الأخرى من أوروبا، كما شملت القائمة حادث غرق قارب قبالة سواحل ليبيا كان على متنه 150 شخصا، فيما تم العثور على ثماني جثث تعود لليبيين. وأشار المصدر إلى وفاة شاب ليبي (17 سنة) دهسا على الطريق السريع في فرنسا. وحسب القائمة، توفي ليبي يبلغ من العمر 43 عاما بالانسداد الرئوي في شباط / فبراير 2014 بعد أن رفض حارس الأمن تقديم يد المساعدة في مركز احتجاز في إيطاليا، كما تجمد ثمانية أشخاص حتى الموت أثناء الإبحار من ليبيا إلى لامبيدوسا مطلع يناير/كانون الثاني 2009، كما عثر على ثلاثة مراهقين ليبيين العام 2006 على متن قارب متجه إلى إيطاليا. وتوفي ليبي (32 عاما) في حريق بمركز احتجاز في مطار أمستردام في تشرين الأول/ أكتوبر 2005 ، ووقائع أخرى مشابهة حدثت لأشخاص ليبيين أثناء مساعيهم للهجرة عبر قوارب إلى إيطاليا. ويوضح كاتب المقال الصحافي، أليكس نيدهام، أن هذا العدد من الضحايا يشمل فقط أولئك الذين جرى الإبلاغ عن وفاتهم. لكنه قال: «يمكن أن تقدم القائمة الاسمية الأمل للكثير من العائلات التي حاولت على مر سنين التعرف على مآل أبنائها، الذين ظلوا مجهولي المصير بعد أن قرروا يوما خوض الرحلة نحو أوروبا». وينتظر أن تعرض قائمة 34 ألف ضحية في معرض «بانو سانات أوغلو» في لندن، مرفقة بالصور، بعد غدٍ الخميس، بدعم من منظمة «متحدون من أجل التفاعل الثقافي»، التي تنشط في مجال مكافحة العنصرية. توثيق قائمة تضم أسماء 34361 ضحية للهجرة من بينهم ليبيون ماتوا في البحر ومراكز الاعتقال الأوروبية |
موريتانيا: حقوقيو الأمم المتحدة يعيدون قضية السيناتور «ولد غده» للواجهة Posted: 27 Jun 2018 02:19 PM PDT نواكشوط – «القدس العربي»: أعادت مجموعة العمل حول الاعتقال التعسفي المنبثقة عن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أمس للواجهة قضية السيناتور الموريتاني المعارض محمد ولد غده المعتقل منذ أشهر، وذلك في مذكرة توصلت بها الحكومة الموريتانية، ألزمت المجموعة فيها حكومة نواكشوط بإطلاق سراحه السيناتور المذكور لعدم شرعية اعتقاله. وطالبت المذكرة الحكومة الموريتانية «بتعويض السيناتور عما لحق به من أضرار مادية ومعنوية، مع القيام بتحقيق في ظروف وملابسات هذه الحالة، وعدم تكرار هذا النوع من الاعتقالات التعسفية». وجاءت هذه المذكرة بعد أن قامت مجموعة العمل بدراسة الرد الذي تلقته من الحكومة الموريتانية بتاريخ 12 مارس/آذار 2018 حول الاستفسارات التي كانت قد وجهتها لها بتاريخ 19 يناير/كانون الثاني 2018 حول هذه القضية. وأكدت المذكرة التي اطلعت عليها «القدس العربي» «أن اعتقال السيناتور محمد ولد غده يعتبر تعسفيا، مستدلة من بين أمور أخرى، بأن اعتقاله تم بسبب نشاطه في الحملة ضد التعديلات الدستورية، وأنه تم اعتقاله وهو لا يزال يتمتع بحصانته البرلمانية بسبب نشاطه في حملة رفض التعديلات الدستورية، وأن احتجازه الاحترازي قد تجاوز الآجال القانونية من دون السماح له بلقاء ذويه أو محاميه، وأنه تم اعتقاله على أساس تهمة «جرائم عابرة للحدود على نطاق واسع» وهي جريمة غير مكيفة في القانون الموريتاني. وفي يوم 12 مارس/آذار 2018، قدمت الحكومة ردوداً إلى مجموعة العمل حول الاعتقال التعسفي المنبثقة عن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أكدت فيها «أن اعتقال وحبس محمد غده تما طبقاً للقوانين والنظم المعمول بها، وبالتالي فإن الحكومة الموريتانية تؤكد أن حبس العارض ليس تعسفيا حسب الفئات 1، و2 و5. وحول مقتضيات تصنيف ولد غده في الفئة 1 لدى المجموعة، أكدت الحكومة «أن محمد غده تم إعلامه تماما بأسباب اعتقاله وأنه استفاد منذ بداية حبسه من جميع الحقوق المعترف به للشخص المحبوس». وأوضحت الحكومة «أن الجريمة المستهدفة هي الفساد وأن مصطلح عابرة للقارات يصف الإطار الذي ارتكبت فيه الأفعال المجرمة». وثمنت المعارضة الموريتانية في بيان نشرته أمس «عمل مجموعة العمل حول الاعتقال التعسفي»، مؤكدة «أنه امتاز بالموضوعية والإنصاف.» مجددة «المطالبة القوية بإطلاق سراح السيناتور محمد ولد غده واسترجاعه لكافة حقوقه، وبالوقف الفوري للمتابعات الظالمة التي تطاول رجال الأعمال والشيوخ والصحافيين والنقابيين المشمولين في هذا الملف الذي يتكشف يوما بعد يوم، تضيف المعارضة، مدى زيفه أمام الرأي العام الوطني والدولي». وطالبت المعارضة «السلطات بتنفيذ مقتضيات المذكرة الصادرة مجموعة العمل حول الاعتقال التعسفي المنبثقة عن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تطبيقا لالتزامات موريتانيا واحتراما للمعاهدات والمواثيق الدولية التي صادقت عليها». وكانت الحكومة الموريتانية قد فندت في وقت سابق على لسان الناطق باسمها الوزير محمد الأمين الشيخ المعلومات التي ساقها الفريق المختص بمتابعة قضايا الاعتقال التعسفي التابع لمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في رسالة وجهها للحكومة الموريتانية وألزمها فيها بالكشف عن أسباب اعتقال السيناتور في ظرف ستين يوما. وأكد الوزير أن «هذه الرسالة تضمنت معلومات مغلوطة وخاطئة ومكذوبة وهي نتيجة طبيعية لكون هذه اللجنة تستقي معلوماتها من مصدر واحد غير نزيه وطرف في المشكلة ومشاكس»، منبهاً بهذا الصدد إلى «أن من المعروف أن الطرف الواحد لا تبنى عليه حقائق باعتباره منحازاً». وأوضح «أن من الأكاذيب التي تضمنتها هذه الرسالة أن المعني (السيناتور السابق غده)، اعتقل على خلفية تشكيل لجنة للتحقيق في صفقات التراضي وهذا أمر، يقول الوزير، يجانب الحقيقة لأن هذه اللجنة لم تشكل إلا بعد التعديلات الدستورية التي ألغت مجلس الشيوخ، والكل يعرف أن البرلمان يشكل اللجان كيف شاء ومتى شاء ولم تكن في يوم من الأيام سبباً في اعتقال أحد». وقال: «كما تضمنت هذه الرسالة أن المعني معتقل بسبب معارضته للتعديلات الدستورية، والكل يعرف أن هذه التعديلات عارضها معظم الشيوخ ولم تكن تلك المعارضة سبباً في اعتقال أي منهم». وشدد الوزير الناطق الحكومي الموريتاني على «أن الكل مطلع على التسجيلات التي أثبتت أن المعني كان يتولى توزيع رشاوي ليس فقط على بعض الشيوخ لمنعهم من التصويت لصالح هذه التعديلات، وإنما على بعض المعارضين للقيام بنشاطات مخلة بالأمن ولبعض الشباب للقيام بالفوضى». يذكر أن مجموعة العمل حول الحبس التعسفي من قبل لجنة حقوق الإنسان التي أسست بموجب قرار اللجنة رقم 1991/42، تعمل حاليا بموجب مأمورية من ثلاث سنوات ممنوحة لها بقرار مجلس حقوق الإنسان رقم 33/30 الصادر بتاريخ 30 سبتمبر 2016. ويأتي اعتقال السيناتور غده بعد نجاحه في إقناع غالبية أعضاء مجلس الشيوخ الموريتاني بالتصويت يوم 17 مارس/آذار 2017 ضد التعديلات الدستورية التي مررتها الحكومة عبر استفتاء شعبي نظم يوم الخامس من أغسطس/آب 2017 وقاطعته المعارضة، مع تمكن السيناتور غده من تمويل نشاطات المعارضة الموريتانية المضادة لتعديل الدستور بالتنسيق مع المليونير الموريتاني المعارض محمد بوعماتو. ويوجد السيناتور الشاب ولد غده منذ سبتمبر/أيلول الماضي رهن الاعتقال القضائي التحفظي في ملف يضم 13 شيخا وصحافيين ونقابيين إضافة لرجل الأعمال محمد بوعماتو ومدير أعماله محمد الدباغ اللذين صدرت بحقـهما مـذكرتا اعتـقال دولـية. يذكر أن ولد غده كان قد اعتقل يوم 18 أغسطس/آب 2017، إثر بيان للنيابة العامة بنواكشوط، أعلنت فيه عن وجود تحقيقات بسبب «جرائم عابرة للحدود على نطاق واسع وأجنبية على أخلاق وقيم مجتمعنا»، بعد ذلك تم اتهام محمد غده يوم 31 أغسطس/أب 2017 من قبل قاضي تحقيق بأفعال «الرشوة» طبقاً للقانون رقم 2016/014 حول محاربة الفساد والصادر بتاريخ 15 إبريل 2016، وفي يوم 1 سبتمبر/أيلول 2017، تم وضع محمد غده في الحبس المؤقت بالسجن المدني بنواكشوط. وفي يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول 2017، تم إخراج محمد غده من زنزانته لتقديمه لأول مرة إلى قاضي تحقيق حيث أكد محاموه «أنه عومل معاملة شريفة وإنسانية، حيث تم تقييده ومنعه من الأكل ومن شراب الماء». ويؤكد محامو السـيناتور غده «أن اعتقاله ليس قانونيا بصفته سيناتوراً يتمتع بالحصانة الدبلوماسية المنصوص عليها في المادة 50 من الدستور الموريتاني والتي تنص على أنه «لا يـرخص في متابعة أو توقيف عضو من أعضـاء البرلمـان أثناء دوراته لأسـباب جنائية أو جنحية ما عدا التلبس بالجريمة إلا بإذن من الغرفة التي ينتمي إليها»، وهـو ما يـرى المـحامون «أنـه لم يطـبق على محـمد غده خـلال اعـتقاله يـوم 10 أغسـطس/آب 2017». موريتانيا: حقوقيو الأمم المتحدة يعيدون قضية السيناتور «ولد غده» للواجهة ألزموا الحكومة بتحريره والمعارضة تثمن وتطالب بتصحيح الوضع |
ليبرمان يعلن تمكن الجيش الإسرائيلي من نزع «السلاح الاستراتيجي» لحماس Posted: 27 Jun 2018 02:19 PM PDT غزة ـ «القدس العربي»: قال وزير الجيش الإسرائيلي افيغدور ليبرمان، إن جيشه تمكن من «نزع السلاح الاستراتيجي» لحركة حماس، ويقصد «الانفاق الهجومية». ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن ليبرمان قوله خلال حفل منح جوائز «أمن اسرائيل» لهذا العام، إن الجيش تمكن من نزع هذا السلاح، وتحويله الى «مقابر». ومنحت إسرائيل هذا العام الجائرة لمطوري ثلاثة مشاريع أمنية مهمة تساهم في الحفاظ على «قوة الدولة وتفوقها في ساحة المعركة». ومن بين الحائزين على الجوائز مطوّرو مشروع اكتشاف «الأنفاق الهجومية» ومطوّرو مشروع يتعلق بتكنولوجيا «البيانات الضخمة»، الذي قالت إسرائيل إنه يساعد على إحباط «العمليات الإرهابية». وجرى الكشف أن مشروع اكتشاف الأنفاق يشمل عدة اختراعات تكنولوجية بارعة. وقام بمنح الجوائز كل من الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين ووزير الجيش أفيغدور ليبرمان ورئيس الأركان الجنرال غادي ايزنكوت . وأكد رفلين ضرورة قيام إسرائيل، الى جانب تعزيز قدراتها الدفاعية، بـ «بلورة بديل سياسي عن المواجهة العسكرية». يشار إلى نشطاء المقاومة الفلسطينية قاموا بتشييد الكثير من «الأنفاق الهجومية» وبعضها مقام أسفل الحدود الفاصلة عن إسرائيل، ومن بين تلك الأنفاق ما جرى اكتشاف اختراقه للحدود، والوصول إلى مناطق إسرائيلية، حيث أعلن جيش الاحتلال خلال الأشهر الماضية عن اكتشاف العديد منها وتدميرها بفعل التكنولوجيا. وتبني إسرائيل حاليا «جدارا إسمنتيا» على حدود غزة، جزء منه في باطن الأرض، وآخر فوقها، لمواجهة «أنفاق المقاومة». واستخدمت المقاومة هذه الأنفاق في الحرب الأخيرة في صيف 2014، في شن هجمات خلف خطوط القوات الإسرائيلية المتوغلة، كان من بينها التسلل لثكنة عسكرية وقتل جنودها قبل العودة إلى غزة، كما أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس عن قيامها بأسر جنود من المعركة باستخدام تلك الأنفاق. وكشف قبل أيام قليلة، أن جيش الاحتلال أقام وحدة لـ «»الحرب تحت الأرض»، وذلك في أعقاب الكم الهائل من المعلومات الواردة من أجهزة الاستشعار المثبتة في العائق التكنولوجي المصمم لاكتشاف الأنفاق التي تمر من أسفل الحدود مع قطاع غزة. وأشار تقرير نشره موقع «واللا» الإسرائيلي أن أجهزة الاستشعار والمجسات التي تم دمجها بالعائق التكنولوجي والجدار العازل الذي بني تحت الأرض على طول المنطقة الحدودية لقطاع غزة، كلفت خزانة وزارة الأمن الإسرائيلية مليارات الشواقل، وأن كمًا هائلًا من المعلومات يرد بواسطتها وأن تراكم المعلومات دفع قيادة لواء غزة في جيش الاحتلال إلى إقامة «وحدة الحرب تحت الأرض». وتوكل لهذه الوحدة مهمة جمع المعلومات وتحليلها وتقديمها للقيادة العسكرية، ومن ثم نقل المعلومات إلى الميدان لإجراء الاختبارات المختلفة، من أجل استبعاد إمكانيات حفر الأنفاق والمساعدة في رسم الخرائط، وتحييد الأنفاق التي يتم حفرها وصولا إلى تدميرها. ليبرمان يعلن تمكن الجيش الإسرائيلي من نزع «السلاح الاستراتيجي» لحماس بعد الإعلان عن تشكيل وحدة لـ «الحرب تحت الأرض» |
استهداف المرافق الصحية في درعا Posted: 27 Jun 2018 02:18 PM PDT درعا – «القدس العربي»: قصفت قوات نظام الأسد والطيران الروسي معظم المستشفيات الميدانية والمرافق الصحية في درعا، مما أدى إلى خروجها عن الخدمة، في تكرار واضح لجرائم الحرب التي ارتكبت في وقت سابق في الغوطة الشرقية وحلب. وقال الائتلاف السوري المعارضة إن القصف الجوي والصاروخي المكثف على مدن وبلدات درعا، ركزت على المرافق الحيوية، وخصوصاً النقاط الطبية في ريف درعا الشرقي، ولفت ناشطون من المنطقة إلى أنهم سمعوا أصوات انفجارات ضخمة نتيجة القصف، مرجحين أن يكون نوع القنابل المستخدم، محرماً دولياً. وأشار إلى أن «تدمير المرافق الحيوية في المنطقة يجعل من الأوضاع الإنسانية سيئة للغاية، وصعبة التحمل، مما يُجبر السكان على النزوح باتجاه مناطق أخرى أكثر أمناً أو إلى الحدود الأردنية». استهداف المرافق الصحية في درعا في تكرار لسيناريو الغوطة وحلب |
«هيئة التفاوض» تدين الصمت الدولي حيال جرائم النظام Posted: 27 Jun 2018 02:18 PM PDT أنقرة – «القدس العربي»: دعت هيئة التفاوض السورية إلى عقد جلسة طارئة في مجلس الأمن لبحث جرائم الحرب التي يرتكبها نظام الأسد وحلفائه في محافظة درعا، مطالبة بوقف العمليات العسكرية بشكل فوري على اعتبارها خرقاً للقرارات الدولية. وأدانت الهيئة صمت مجلس الأمن وتخليه عن واجباته القانونية والسياسية في حماية المدنيين السوريين، وإيقافه استخدام القوة والأسلحة المحرمة دولياً من قبل قوات نظام الأسد ضد المدنيين. وذكر جينس ليرك، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أن 45 ألف شخص على الأقل غادروا درعا باتجاه الأردن جراء التصعيد العسكري لقوات النظام، ومن بين المدنيين أطفالا قُتلوا وأصيبوا في العملية. كما دعت منظمة العفو الدولية، الحكومة الأردنية، إلى فتح حدودها أمام النازحين، وقالت مستشارة منظمة العفو الدولية لشؤون اللاجئين والمهاجرين منى الكيخيا، إن «على الحكومة الأردنية فتح حدودها أمام الفارين من وجه الآلة العسكرية لقوات النظام وحلفائه»، وأردفت قائلة: «يعيش الفارون من سوريا حالة يائسة بين الحياة والموت ولا يمكن للأردن أن تتخلى عنهم بكل بساطة. «هيئة التفاوض» تدين الصمت الدولي حيال جرائم النظام |
نجوم السينما المصرية الصغار:من الشهرة والأضواء إلى الاعتزال المبكر والنسيان! Posted: 27 Jun 2018 02:17 PM PDT القاهرة – «القدس العربي» : ظاهرة نجوم السينما الصغار لا بد أن يبدأ الكلام عنها من الطفلة فيروز، الفنانة المصرية فهي الأكثر شهرة وتمكناً وصاحبة الرصيد الأوفر من البطولات السينمائية المطلقة في أفلام يحفظها الجمهور المصري والعربي عن ظهر قلب، فقد منحها الفنان الراحل أنور وجدي فرصاً ثمينة ساهمت بشكل كبير في نجوميتها ونجاحها، فقد تقاسمت معه البطولة في أفلام مهمة كان من بينها «دهب وياسمين وفيروز هانم، ومن خلال هذه الأفلام صارت الطفلة الموهوبة نجمه يشار إليها بالبنان، ولكن بدأت نجوميتها وانتهت عند مرحلة الطفولة، فحين كبرت فيروز لم تمتد مسيرتها، كما كان متوقعاً واكتفت بما حققته وعاشت عليه إلى أن توفيت قبل سنوات قليلة. الحالة ذاتها تكررت مع أطفال آخرين كان أبرزهم أحمد يحيى، الذي لعب بطولات كثيرة مع كبار النجوم كان أشهرهم عبد الحليم حافظ في فيلم «حكاية حب»، حيث لعب يحيى دور سمير شقيقه الأصغر، وأيضاً شارك الطفل الموهوب النجوم الكبار، زكي رستم ومحمود المليجي وفريد شوقي في فيلم «رصيف نمرة خمسة» وتعددت أدواره وظهر نبوغه الفني في عشرات الأدوار المهمة، ولكنة حين نضج وصار شاباً فتياً اختار مجالاً آخر غير التمثيل وفوجئنا به مخرجاً كبيراً بعد عدة سنوات وحقق نجاحاً ملحوظاً وراء الكاميرا وهو البطل الصغير، الذي أدهش الملايين بخفة الظل وخفة الحركة وسرعة البديهة، وفي ما يخص أحمد يحيى لم يكن تحوله مفاجأة كبرى، لأنه ظل على علاقته بالسينما ولم يهجرها تماماً وإنما غير وجهته فقط من ممثل بارع موعود بالنجومية إلى مخرج يبحث عن التميز ويفني وقتاً طويلاً في إيجاد الفكرة الملائمة التي يقدمها ويختلف بها عن سائر المخرجين وهي عملية شاقة في ظل تزاحم الساحة الفنية بالساعين فيها والمشتغلين بها، فالكل يبحث لنفسه عن موطئ قدم كي يثبت أنه موجود ولديه القدرة على الإبداع. ويأتي ذكر الطفل أحمد فرحات مقروناً اسمه بفيلمين مهمين كان له نصيب أكبر من المساحة الإبداعية فيهما، الأول فيلم «طاقية الإخفاء» مع عبد المنعم إبراهيم وتوفيق الدقن وزهرة العلا، والثاني «إشاعة حب» مع يوسف وهبي وعمر الشريف وهند رستم وسعاد حسني، ومما لا شك فيه أن أداء فرحات الطفولي التلقائي كان له أثر بالغ في نجاح الفيلم وإكسابه طابعاً كوميدياً كان جديداً آن ذاك على عمر الشريف، ويعد علامة فارقة ومختلفة في مشواره الفني. ورغم النجاح الملحوظ للطفل أحمد فرحات إلا أنه انقطع فترة طويلة عن السينما وعمل في مجال آخر ولم يظهر إلا من خلال أدوار صغيرة كضيف شرف في بعض الأعمال الكوميدية الخفيفة بعد أن زاد حنينه للكاميرا والأضواء وعز عليه أن يترك كل ما حققه من نجومية الطفولة فعاد على استحياء وقد صار رجلاً مسناً. ولا يمكن أن ننسى في هذا الصدد نجوم الجيل الآخر من الممثلين الصغار ومن ثم لا ننسى شريف صلاح الدين، الذي جسد دور عميد الأدب العربي طه حسين وهو طفل في مسلسل «الأيام»، رائعة المخرج الكبير يحيى العلمي وبداية التألق في مشوار النجم أحمد زكي، فقد تفوق شريف على نفسه في تجسيد الدور المسند إليه وهو من الصعوبة بمكان، كون البطل كفيفاً ويحتاج لقدرات فائقة في التدريب والتجسيد والتعامل الصعب مع الكاميرا، وهي معضلات تجاوزها البطل الصغير ببراعة وبقي دوره التاريخي نقطة الارتكاز الحقيقية في حياته الإبداعية التي لم تستمر على الوتيرة نفسها بعد تخطي شريف صلاح الدين مرحلة الطفولة وانخراطه في عوالم أخرى لم يكن الفن وحده غايته فيها فتوقف قسراً أو طوعاً وتوارى بعيداً عن الأضواء وبات دوره في أيام طه حسين في ذمة التاريخ. ولم تتوقف أدوار الصغار واستمرت في تواترها وظهرت مواهب جديدة بقي منها مؤمن حسن، الطفل الوسيم الذي لعب دور ابن عادل إمام ونورا في فيلم «عنتر شايل سيفه»، ولم يكن هذا دوره الوحيد ولكنه كان الأشهر، وكغيرة لم يستمر مؤمن في التمثيل بعد سن البلوغ، فيما يؤكد أن البطولة في الأدوار التي قام بها ونجح فيها كان قوامها الطفولة ذاتها بما تضفيه من براءة وحضور وارتياح يستشعره المشاهد فيرتبط بالنجوم الصغار إلى أن تنتهي طفولتهم ويدخلون في أطوار المراحل التالية من المراهقة والشباب فيصبح كأي موهبة أخرى. آخر هؤلاء النجوم الذين بدأوا صغاراً كان الفنان ماهر عصام، الذي وافته المنية قبل أسابيع قليلة عن عمر يناهز الثامنة والثلاثين، وقد ترك من الأعمال ما يستحق التوقف والإشادة، فقد اكتشفه المخرج الكبير يوسف شاهين وقدمه في فيلم «اليوم السادس»، ثم كان دوره الأهم مع آثار الحكيم، حيث لعب دور ابنها في فيلم «النمر والأنثى» أمام عادل إمام وأثبت جدارة في تقمص الدور وتقديم شخصية الولد الشقي، الذي يعرف وحده كلمة السر التي اتفقت عليها عصابة تهريب المخدرات، التي يتزعمها المعلم الكبير عبده القماش «أنور إسماعيل»، اشتهر ماهر بهذا الدور فاستعان به الفنان الراحل نور الشريف في دور تلميذ في المرحلة الثانوية وكان قد تجاوز سن الطفولة وبات على أعتاب المراهقة فأسند إليه دورا مهما في فيلم «أولى ثانوي» مع مجموعة من الوجوه الجديدة، وبعدها توالت أدواره المتميزة والناجحة، ولكنه اختفى فجأة أيضاً وصار ظهوره عزيزاً لأساب غير معلومة لدى الجمهور إلى أن جاء خبر وفاته ليفسر حالة الاختفاء ويضع الإجابة الشافية عن السؤال الذي طالما تردد. أين ذهب ماهر عصام؟ ولماذا يظهر سريعاً ويختفي؟! رحم الله الفتى الموهوب. 7AKH نجوم السينما المصرية الصغار:من الشهرة والأضواء إلى الاعتزال المبكر والنسيان! كمال القاضي |
مهنٌ غريبة لكتّاب أمريكا Posted: 27 Jun 2018 02:17 PM PDT إن شئت أن تعرف في أي مهن غريبة عن الكتابة عمل الكتّاب لن تحتاج إلى أكثر من أن تسأل غوغل عن ذلك. وها غوغل يجيب: - وليم فوكنر، وهو أهم روائي في القرن العشرين، حسب مراكز تقييم عدة، كان يعمل مدير مكتب بريد. - كين كاسي، كاتب «طيران فوق عش الكوكو» عمل حارسا في مستشفى للأمراض العقلية. - جي. د. سالنجر صاحب أحد الكتب الأكثر شهرة في الولايات المتحدة والعالم، كان مدير الترفيه عن ركاب باخرة سياحية سويدية. - هاربر لي كاتب رواية «لتقتل الطائر المحاكي» To Kill a Mocking Bird كان حاجز تذاكر في إحدى شركات الطيران. - ف. سكوت فيتزجيرالد مؤلف «غاتسبي العظيم» عمل منمّقا لجمل إعلانية كانت تُكتب على جوانب الحافلات. الأكثرغرابة في ذلك الافتراق بين طبيعة الكتابة ومهن كتّابها هو ما نقرأه عن السيرة الموجزة لستيفن ريد، الكندي – الأمريكي الذي توفي بداية الأسبوع الماضي. كان سارق بنوك في كلا البلدين اللذين عاش في منطقة حدودية تفصل بينهما. لم يقتصر ما قام به على عملية سرقة واحدة، بل شارك في مئات العمليات من ضمن عصابة «المنبّه»، حسب التسمية التي أطلقتها الـ FBI عليها. ولم تكن الكتابة مرحلة تالية قطعت سابقتها، فالكاتب عاد مرّة أخرى إلى السطو على البنوك، على الرغم من أن كتابه نصف السيرة – نصف الرواية «إطلاق سراح الأرنب الكبير» لقي انتشارا واسعا بين القراء حين صدوره. كان منقسما بين طريقتي الحياة، حيث الالتزام بالعصابة ابتداء من عمر الثالثة والعشرين، والانخراط في حياة الكتابة والنشر وزواجه من ناشرته الشاعرة الكندية سوزان ماسغريف. وفي ما يتعلّق بهذا الازدواج بين العالمين اشتهر له قوله «إنني أعرف عن حياة المصارف أكثر مما يعرف موظّفوها. وفي المقابل، المقابل العكسي أعني، عمل مدرسا وألقى محاضرات. كل ذلك في حياة تغلب فيها أيام الإقامة في السجن على الإقامة خارجه. في المقالة التي نشرتها نيويورك تايمز منذ أيام، إثر وفاته، ذكرت أنه تنقّل بين عشرين سجنا في البلدين، الولايات المتحدة وكندا، هو الدمث، الطيب حسب زوجته التي قالت مخاطبة أحدهم: «قد يساعدك إن انثقبت عجلة سيارتك. ليس شخصا عنيفا…من الصعب تخيّله حاملا السلاح في مصرف». ٭ ٭ ٭ هذا الافتراق بين الكتابة ومهن كتابها يبدو خصيصة أمريكية. هناك لا يقتصرالاختلاف بين المهنة وضدّها على ابتعاد الأولى مسافة عن الثانية، كأن يكون الكاتب الروائي كاتبا في وزارة أو ديوان على ما هو حال معظم الكتاب العرب، الآن كما في أزمنة كثيرة سبقت. الفارق بين الكتاب الأمريكيين وكتاب العالم أن أولئك الأولين جاؤوا من تنوّع مهن الحياة المختلفة ولم يبارحها أكثرهم. هذا ما جعل الرواية الأمريكية الأكثر اتصالا بحياة مجتمعها وأكثر خروجا عن الأطر الثابتة للكتابة. كيف كان كين كاسي سيكتب «طيران فوق عشّ الكوكو» لو لم يعمل حارسا، بل ضابطا، لنوبات المرضى العقليين لو لم يكن هناك، مقيما بينهم؟ كيف كان من الممكن الاقتراب إلى هذا القدر من حياة السجون لولا ستيفن ريد؟ كيف كنا سنقرأ روايات على ذاك القدر من الاختلاف الذي اتسع معه مجال الرواية وعالمها؟ الرواية الأمريكية حرّرت الكتابة من الأنماط الراسخة أولا، ثم من الاصطفاف ضمن مدارس أدبية ثانيا، كما في فرنسا على سبيل المثال. الرواية الأمريكية هي كاتبها الفرد غير المنتمي لمن سبقه أو لمن زامنه. أن يقول نقاد أن الرواية مجالها الأفراد ومشكلاتهم المتأتية عن طمس فردياتهم أو إخفائها، هل يظل ذلك يعني الكثير إن نحَّينا جانبا ما نعرفه عن الرواية الأمريكية. ٭ ٭ ٭ عندنا، من ما تثقّفنا به، الكاتب هو الشخص قليل الحركة وقليل الحياة. في فيلم سينمائي مصري لم أعد أذكر عنوانه، أحضر رجل كاتبا إلى بيته لتتأثر بشخصيته الابنة التي لا تجد معنى لحياتها. ما زلت أذكر هذا الكاتب في الفيلم القديم. كان طويلا رخيم الصوت يرتدي بدلة وربطة عنق ونظارات لكي يصير شبيها بطه حسين. كل شخصه موجود في حكمته وتعقّله وصوته الرخيم. الأغرب أنني، بعد أن شاهدت الفيلم، بدوت متعلّقا بالصورة التي مثّلها ذلك الكاتب، مثلي مثل تلك الفتاة التي، حسب ما أذكر، شهدت في تلك الشخصيةعلى الاستقامة الاجتماعية والاحترام الضروريين ليكون المرء أديبا. هكذا بدا طه حسين نفسه، لمن أتيح له أن يشاهد حوارات معه حفظها اليو تيوب. حتى أنني أدركت أن الأديب في ذاك الفيلم المذكور أعلاه مستوحى حقا من تلك المقابلة. على أي حال بقينا، نحن محبي الأدب، متمسّكين بالصورة التي تألّفت لنا عن نجيب محفوظ، الدقيق في مواعيده حتى أنك تستطيع أن تضبط ساعتك على مروره يوميا على كوبري قصر النيل. هكذا هو في حياته وفي شغله. «أقرأ ثلاث ساعات وأكتب ثلاث ساعات في اليوم»، قال مرة وموحيا بأن هذا الترتيب ظل مستمرا محافَظا عليه عشرات السنوات. كما أنه، هو محفوظ، لم يوافق يحيى حقّي حين دعاه إلى أن يكون أقل التزاما بوظيفته الحكومية، من أجل أن يكون أكثر تفرّغا لأدبه. لكن محفوظ استطاع أن يسرّب لنا شيئا من حياته الخاصة، وذلك بقوله إنه يسهر مع من سماهم الحرافيش، لكن ذلك مرةّ في الأسبوع لم يتغير موعدها طيلة السنوات الخمسين. ٭ روائي لبناني مهنٌ غريبة لكتّاب أمريكا حسن داوود |
بلاغة الجمهور… بلاغة الشعب مقاربة معرفية Posted: 27 Jun 2018 02:17 PM PDT ■ دوما هناك سؤال مثار قوامه: لماذا الحرص على دراسة أشكال الخطابات الشعبية المختلفة؟ وتتمثل الإجابة في أن دراسة مثل هذه الخطابات ونصوصها لا تعني الانصراف عن دراسة خطابات وأدب النخبة على اختلاف أشكاله وأنواعه وبلاغاته، وإنما يعني مضي الدراسة النقدية البلاغية في آفاق واسعة، تتجاوز أدبيات النخبة، إلى كل ما تنتجه قرائح العقول والألسنة في كل شرائح المجتمع، بهدف التعرف على آدابهم الشفاهية المعبرة عن ذائقتهم الجمالية ونفسياتهم وأفكارهم، كذلك الوقوف على رؤى أبناء المجتمع وتفاعلهم مع القضايا العامة، وما يدور في رقعة الأوطان من أمور سياسية واقتصادية واجتماعية وفكرية ، لتكون المحصلة في النهاية الوقوف على مظاهر التعبير الفني وأشكاله، والنظر إلى أدب الجماهير بوصفه مرايا نتعرف من خلالها على النفسية الجمعية، بكل أبعادها الثقافية والفكرية. وصرنا الآن في حاجة إلى التبحر في مثل هذه الدراسات، لأنها تمثل مؤشرات ـ بجانب دراسات أخرى – على معرفة نفسيات الشعوب. فمن أبرز الإشكاليات التي أُخِذَت على تحليل الخطاب الإبداعي أنه توجه بشكل مباشر إلى المقاربة الوصفية لما يحويه الخطاب الإبداعي على مستوى الجماليات والطروحات فيما يسمى نحو ( أجرومية ) الخطاب، وأعطى القليل من الاهتمام إلى ما يمكن أن نطلق عليه (أجرومية) المجتمع»، فكانت المحصلة: الاهتمام بالبعد التوصيفي لمحتويات الخطاب، وتواري التساؤلات الخاصة بكيفيات إنتاج الخطاب وتوزيعه واستهلاكه وسياقاته، وما يمكن أن يفعله في لحظة تاريخية معينة من تأثير، وأغرق نقد الخطاب في تحليل المفاهيم، فصار أقرب للنقد الإيديولوجي على حساب التحليل الوصفي / الكيفي، مما أدى في النهاية إلى فجوة / فجوات بين النقد ودراسة خطابات بعينها، تنتجها النخبة والأدباء والكتّاب المرتبطون بهم أو غير المرتبطين، مع إهمال في المقابل للخطابات المختلفة التي تنتجها العامة أو الأشخاص غير النخبويين والبسطاء ومن هم على شاكلتهم. وقد تم تجسير هذه الفجوة من خلال ما يعرف بالتحليل النقدي للخطاب Critical Discourse Analysis عبر مقاربة جامعة ما بين التحليل الوصفي التفصيلي للتجليات اللغوية والنصية للخطاب، وتحليل الحجج وأساليب البرهنة ونقد علاقات السلطة التي تعبر عنها وتنتجها أو تقاومها وتؤسس بديلا لها. فيمكن الجزم بأن الدراسات البلاغية المعاصرة، وعبر تبنيها لاستراتيجيات عديدة في تحليل النصوص والخطابات ؛ قد توسعت ونظرت إلى أشكال البلاغات التي ينتجها الجمهور، والتي تشمل مختلف الخطابات العامة صوتية ومرئية ومكتوبة، بجانب الشفاهيات اليومية الممثلة في النكات والطرائف والتعليقات، وما يتم نشره في وسائل التواصل الاجتماعي Social Media، لنجد أنفسنا أمام كم هائل من الخطابات، التي يتعين الوقوف أمامها بالتحليل والتفسير ورصد أبرز معالمها وجمالياتها، وهذا أحد نواتج انفتاح التحليل النقدي للخطاب، الذي استهدف شرائح واسعة من المجتمع، بهدف الوقوف على تفاعلاتها المختلفة مع القضايا المثارة، ولمعرفة اتجاهات تفكيرها ومشاعرها. وعلى صعيد الدراسات البلاغية فإن تحليل بلاغة الجماهير هو أحد أوجه اكتشاف جماليات جديدة، تتجاوز الجماليات في النصوص الأدبية التقليدية حيث تمثل مختلف أنماط التعبيرات الرمزية (القولية والمرسومة والحركية) سبلا مهمة في فهم طبيعة المخزون الثقافي الجمعي، بل فهم الجماعة والمجتمع نفسه، فهي أشبه بالمرايا العاكسة لنفسية الشعوب، لما تحمله من قيم ومعتقدات وتوجهات وإشارات. كما تكشف من جهة أخرى – بطرق مباشرة أو غير مباشرة – عن جوانب خفية للمجتمع، سواء كانت في شكل أفكار أو تطلعات أو رغبات مكبوتة أو مواقف متبناة، لأنها تمتلك قدرا كبيرا من التلقائية في صياغتها وتكاد تكون أقرب إلى التعبير الفطري عن توجهات الناس، نظرا لارتباطها بالواقع الاجتماعي والمعيش اليومي. ولنا أن نتخيل كم الأنماط التعبيرية المنتجة بشكل يومي في أي مجتمع، لنعرف حجم التحدي الذي يواجه الباحثين لرصد اتجاهات تلك الأنماط، ومتابعتها. أيضا، فإن تلك منهجية تحليل الخطاب للفنون القولية الجماهيرية لابد أن تكون مختلفة في نظرتها وأدواتها وإجراءاتها فهناك اختلاف كبير بين ما تنتجه اللغة المحكية / العامية، وما نجده في اللغة المكتوبة الرسمية . فلدى المتكلم تشكيلة كاملة من المؤثرات مصدرها نبرة الصوت وكذلك ملامح الوجه وأشكال الوقفة والحركات، فيستطيع المتكلم دائما تجاوز آثار الكلمات، آخذا في حسبانه الموقف والسياق وطبيعة المستمعين له خاصة أنه يستطيع أن يرى المتكلم وينوّع من مؤثراته الصوتية والحركية كي يحقق الغاية المرادة، مدركا كيفية وقوع الأداء في ذات المتلقي، وهل ما يقصده ملائم للموقف والعمر والنفسية والعقل أم لا. وهناك فنون قولية وحركية وبصرية تحتاج إلى أشخاص ذوي ملكات خاصة في إنتاجها وتسويقها، فإلقاء النكات والطرائف مثلا يحتاج مهارة وشخصية ضاحكة وقدرة على التمثيل والتأثير، لا تتوافر للكثيرين، وهذا يصدق أيضا على الأغاني الشعبية، ورواة السير الشعبية، والأشكال التمثيلية الشعبية وغيرها ؛ لنصل في النهاية إلى أن هناك إبداعات جماهيرية تُؤدَّى بشكل عفوي ارتجالي من جانب منشئيها، وهناك بلاشك بارعون فيها، وهناك إبداعات جماهيرية أيضا قد يكون فيها ارتجال أو إعداد مسبق، ولكنها في النهاية تحتاج إلى ميزات خاصة في من يقدمها. وفي جميع الأحوال، فإن دارس الخطاب الجماهيري يضع كل ما سبق في حسبانه كي يخرج بتصور مكتمل عن النص ومنشئه وسياقاته ورسائله. أيضا، فإن بلاغة الجماهير المنطوقة لها سمات خاصة، تفوق الرسمي والمدون، وتتمثل أبرز هذه السمات في أنها نصوص مجهولة المؤلف في أحايين كثيرة، أو جماعية التأليف في أحايين أخرى، وفي جميع الأحوال، فإنها نصوص غير ثابتة، يتم تغييرها بالزيادة والحذف، حسب السياقات الملقاة فيها، وبعض النصوص يتم إعادة إنتاجها وتكون مأخوذة عن شفاهيات قديمة، وقد رأينا أمثالا شعبية وأغاني ونكات وطرائف قيلت في حقب تاريخية سابقة، وتم استحضارها في مواقف جديدة، بنصها أو بتغييرات فيها. ٭ أكاديمي مصري بلاغة الجمهور… بلاغة الشعب مقاربة معرفية مصطفى عطية جمعة |
الحالة العربية: بين فوز أردوغان وغياب الإصلاح Posted: 27 Jun 2018 02:15 PM PDT إن إعادة إنتخاب أردوغان رئيسا لتركيا في ظل عملية تنافسية بين قوى سياسية متناقضة يمثل إنتصارا لتجربة ديمقراطية في دولة إسلامية قيادية ومؤثرة. فالديمقراطية التركية على نواقصها تقدم نموذجا لإقليم عربي تتعثر فيه كل الافكار الخاصة بالحقوق والتنمية. إن النظام الديمقراطي والانتخاب للبرلمانات ووجود الأحزاب وتنظيم المجتمع المدني إنعكاس لمدى قوة المجتمع وثقة نخبه بنفسها، وهو إنعكاس لتماسك مؤسساته. هذا يتناقض مع واقع الدول العربية التي تتأخر وتتراجع بسبب غياب الحريات وضعف الأحزاب وسيطرة الفساد وغياب التنمية. وبينما تستعد تركيا للتحول بصورة واضحة من نظام برلماني لنظام رئاسي، لازالت الحالة العربية مرتبكة حول الإصلاح. الوضع العربي فقد ذاته، وهو يزداد إعتمادا على السياسات الأمريكية المتوترة بينما يحلم في صفقة قرن فاشلة لن تأتي للدول العربية المتورطة فيها إلا بمزيد من عدم الإستقرار. الحالة العربية غارقة في الإستفراد السياسي والخمول بلا أدنى حوار وبلا تفاعل مع المجتمع، اما الحالة التركية فتتعلم من اخطائها وتنتقل بفعالية من نظام عسكري يقوم على سيطرة الجيش والعسكريين لنظام يتحكم به القادة المدنيون و المنتخبون. حتى اللحظة يبقى العالم العربي وكأنه سفينة تائهة وسط رياح عاتية. إن الضعف الذاتي العربي جعل مركز القرار العربي ينتقل لروسيا والولايات المتحدة وكوشنر وترامب وهو ينتقل بنفس الوقت لتركيا وإيران. نجاح التجربة التركية في ظل ازمات العالم العربي سوف يفعل فعله في العالم العربي. فقد سأم العرب سوء الإدارة وغياب الحقوق وسقوط دولة القانون وسيطرة الأمن والجيوش في ظل إنغلاق النخب على نفسها. بل سأم العرب فوضى الإقتصاد وضعف الإنتاج وإنتشار البطالة وكثافة الفساد. لهذا لن يكون مفاجئا ان تنتشر في العالم العربي سلسلة من الحركات الشعبية و السياسية والتشكيلات النقابية التي تتمحور حول الطبقات الشعبية الفقيرة والطبقة الوسطى المتآكلة. إن غياب القدرة العربية على التعامل مع الفساد والتنمية والحقوق ستستمر بينما ستستمر الحركات الشعبية الناتجة عن فئات غير قادرة على تحمل اعباء المعيشة والأوضاع الاقتصادية السيئة و البطالة. إن الوطن العربي بطوله وعرضه (باستثناء بعض الدول الغنية وقليلة السكان) لا يملك حلولا للمشكلات التي يعاني منها الناس، وهذا يعني ان الناس ستزداد استعدادا لأخذ قضيتها بيدها. ما وقع في الأردن من حركة احتجاج ليس نهاية الاحتجاج، بل وفق احد التحليلات، يمثل كل هذا بداية لحركات سيكون لها قرين في أكثر من موقع ومكان في العالم العربي. إن محاولة احتواء الحراكات العربية من خلال توزيع أموال الدعم سوف يسهم في التسكين المؤقت. لكن «التسكين» في الحالة العربية سيؤدي لمزيد من التهاب المشكلة. لقد دخل العرب منذ أحداث الأردن في الشهر الماضي في دائرة جديدة من الاحتجاجات، وذلك بسبب غياب المؤسسات التي تستوعب احتياجات السكان وآمالهم. أن الانفجارات القادمة قد تتحول لفيضانات يصعب التحكم بتوجهاتها وآفاقها وآثارها. إن الديون التي تعاني منها الدول العربية هي مظهر المشكلة وليست السبب الأساسي لها، فهذه الديون بسبب سياسات الإستدانة وبسبب عدم بناء صناعة إنتاجية نجدها مرشحة للتضخم، أما بعض العملات العربية في أكثر من مكان فهي معرضة للهبوط والتراجع. هذا كله مرتبط بفقدان النخب للرؤية والاحساس بمعاناة الطبقات الشعبية، لكنه مرتبط بعجز النظام العربي مواجهة وتقليص الفساد. ومن الطبيعي أن نتساءل من أين ستأتي الإستثمارات الدولية لبلدان لا تتمتع بالشفافية، بينما أنظمتها السياسية تعاني من ضيق صدر، ولديها طبقات وسطى ضعيفة وحياة ثقافية ساكنة، وإقتصاد تابع يقوم على الديون؟ من أين يأتي الإستثمار في دول لا تحترم دولة القانون، إذ بمقدور السياسي ان يضع يده على اموال الآخرين؟ في ظل اجواء كهذه ستهرب رؤوس الأموال وسيزداد حجم التحدي. ان المحاولات التي تقوم بها العديد من الدول العربية لاصلاح إقتصادي دون التعرض للإصلاح السياسي وبناء دولة القانون وتحقيق التمثيل السياسي، ستواجه تحديات تفوق كل التوقعات. فالنظام العربي لديه نخب غارقة في التقليدية وهي في الجوهر معادية للإصلاح وبعضها جزء من منظومة الفساد، وهذه النخب لن تسمح للقوى المتنورة (عمر البزاز نموذجا) في الأنظمة العربية بتحقيق إصلاحاتها. فبالرغم وجود قوى مستنيرة في الحكومات العربية وفي قلب النظام الملكي والجمهوري، الا أن هذه القوى محاطة بالقوى القديمة التي سببت المشكلة بالأساس. إن الخوف من الإصلاح في النظام العربي لازال مرتبطا بأثره على هيمنة الفئات المتنفذة التي فشلت في تحقيق أي من طموحات السكان، وهذا الخوف لن يحرك الاقتصاد ولن يجدد المؤسسات ولن يؤدي لنهضة واعدة. لهذا سيبقى الوضع العربي التقليدي طارد للشباب و للابداع وللمعرفة. ان أخطر ما يقع الآن في الوضع العربي هو رفع الآمال حول الدعم وحل الازمات لأعلى سقف، لكن سيعقب ذلك سقوط الآمال بعد وضوح الحقيقة. إن إنهيار الآمال في الأعوام القادمة سيؤدي لموجة ثورية تتجاوز بمراحل ما وقع في 2011. لهذا ليس من الغريب أن تنجذب الناس في البلدان العربية للنموذج التركي بسبب نجاحه، فهناك عربيا ترحيب شعبي (يقابله ضيق رسمي في أكثر من مكان) بفوز أردوغان رئيسا لتركيا. إن جانبا مما يرمز اليه النموذج التركي تحول لمصدر الهام للعرب، خاصة وأن هذا النموذج يقع في دولة تتقاطع مع الاقليم في مجالات الثقافة والدين والتجربة التاريخية وعدد من الهموم المشتركة. بل والأهم ان لدى تركيا موقفا مستقلا عن مراكز القرار الدولية بينما تعاني الكثير من الدول العربية من التبعية للولايات المتحدة والغرب. العرب تواقون للخلاص من العجز الاقتصادي كما والسياسي والنفسي والمعنوي، وهم في رحلة بحث عن مخرج فعال لمحنتهم، وهذا بحد ذاته سبب من أسباب انجذابهم لنموذج تركي يحيي فيهم الأمل بالنجاح في تحقيق العدالة والتنمية والاستقلال. ٭ استاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الحالة العربية: بين فوز أردوغان وغياب الإصلاح شفيق ناظم الغبرا |
القُطرية العربية… أزمة ذات أم أزمة موضوع؟ Posted: 27 Jun 2018 02:15 PM PDT ليست تنجلي أزمة القُطرية العربية فقط في فشلها الموضوعي في تحقيق الاندماج الوحدوي الذي ردده خطاب الاستقلال مع صعود حركات التحرر وانبساط المد القومي الناصري في مصر والبعثي في سوريا والعراق، بل إن الأمر ليمتد إلى منتهى إخفاقها التاريخي في التعبير عن ذاتها بوصفها نموذجا طارئا على العقل السياسي العربي المعاصر، واليوم تكاد مسارات الأحداث وشاكلة تطورها، تفصح عن هول وفداحة خيبة الوعي التاريخي العربي في ظل انكسار القومية العربية البائدة في أحلام الأجيال الجديدة الناهضة تحت ظلال العولمة، حيث تتبدد الحدود بفعل سيطرة عالم الافتراض المأهول بالعقول اليوم، حتى صار الوعي القطري بعينه مهددا بذات المصير، لا بل صارت قوميات ميتة تنبعث، بشكل أو بآخر، هنا وهناك، من سحيق النسيان في التاريخ، وتستقيم على أنقاضه تسعى لاستغلال حالة الفراغ او الاستفراغ الحاصلة في الوعي السياسي العربي، تطالب بالارتجاع والاسترجاع لذوات خاصة وهويات أولى هامشية، مشوهة ومحملة برمزيات عدائية قاطعة من التاريخ، مقطعة للنسيج المرتسم على الجغرافيا مذ تشكل هذا الحزام الناطق باللغة العربية من الشمال الإفريقي إلى الضفة الجنوبية الغربية من آسيا المسماة «الشرق الأوسط» تروم بعضها تحقيق، لا فقط الانفصال الجغرافي والسياسي، بل والتاريخي أيضا، وهذا بالقفز حتى الرابط العقدي الذي كان الخلفية المؤسسة للنسيج قبل قرون عدة مضت، وهو ما توضحه بعض الانتهاكات لشعائر تعبدية تشكل سمة النسق الثقافي الموحد والمترفع عن التمايزات اللغوية كانتهاك حرمة شهر الصيام علنا وفي الأماكن العمومية. والسؤال الذي يفرض نفسه في مسرح الأزمة، هو كيف فشلت الدولة الوطنية العربية في التأسيس لوعي وحدوي قادر على تحقيق حلم الاندماج في كيان واحد، رغم مرور عقود من انتزاع الاستقلال الوطني في أكثر من قطر عربي؟، وهل كان حقيقة حلم هذا الاندماج كامنا في إرادة وإدارة المشاريع القطرية ممن استلموا الأوطان غنيمة من يد الاستعمار؟ أسئلة، سيقودنا مساق محاولة الإجابة عنها حتما، إلى الوقوف على عمق الأزمة التي عاشتها ولا تزال، القطرية العربية على كل الصُعد تقريبا، منطلقة في ذلك من المرتسم الهوياتي أي ما تعلق بالذات الجزئية، إلى السياسات الواجب سلكها لتحقيق حلم التنمية القطرية وفق المرجعية المشتركة تاريخا وجغرافية ويؤثر بعضها على بعض بسبب الترادف والترابط التاريخي والجغرافي. أشرنا في كم من مقام جدلي بشأن الخصوصية القُطرية العربية، إلى أن تشكل هاته الأخيرة، لم يكن وليد تأسيس ذاتي، بل لم تكن الشعوب العربية ممن شهدوا ميلاد تجربته، إنما استقام لديهم على إرادة المد الموجي الحداثي الغربي العاتي، الذي أعاد رسم وجه الجغرافيا وسمات التاريخ، بقوة فكره وفكرة قوته، الاستعماريتين اللتين نجمتا عن نهضة حضارية قاطعة من كلاسيكيات التأسي الحضاري، حين جمحت وجنحت كلية للعقل الخالص وواقعيته النفعية المادية الاقتصادية الصرفة، إذ اجتزأ وجزأ هذا الحزام البشري النائم وفق إرادة قواه المستضعفة، اجتزاءات وتجزيئات حوّلت مجرى الوعي للمثقف العربي البسيط إذ ذاك من كليانية الانتماء إلى جزء يستدعي معنى جديدا في التاريخ ومبرر الاستمرار فيه، من هنا أخذت تتجلى جدالات الهوية بين منفصل عن الكُليانية ومتصل بها، نظرا لطارئية المنقلب الوجودي للعربي، الذي لم يكن له شأن فيه لا على صُعد الاستحداث والتأسيس ولا المعايشة والمسايرة في التجربة ولا يزال هذا الجدل قائما إلى اليوم. تعقيدات نموذج الدولة الوطنية الذي ألبسه الاستعمار لوعي عربي بسيط، يحمل فهما تراثيا سخيفا وخفيفا للدولة ومؤسسات حكمها، ويعجز عن التعاطي من مقتضيات وأسئلة الدولة الحديثة ببُناها المتداخلة ومؤسساتها المتصلة عضويا والمنفصلة وظيفيا، ومواثيقها السياسية والسيادية التي تتداخل في أعدادها كل مفرزات المعرفة التاريخية، أدت إلى ظهور أزمة مزدوجة الأبعاد، بعد ذاتي يتعلق بطبيعة الكينونة القطرية وعيا وممارسة، وبعد موضوعي متعلق بمشروع هذا الكيان ومدى قدرته على تحقيق التمايز القطري تنمية وإبداعا. ولعل ما زاد من تعقيد مسألة الاستواء على الوعي القطري لدى الإنسان العربي بالشكل الذي يمكنه من تأمل التجربة ومراكمتها بما يتيح له تطوير وسائله في فهم واستيعاب التاريخ القطري الذي هو رمز الحداثة السياسية، هو أنه استلم وجودا قطريا غريبا عنه وسُلم هو بذاته إلى سلطة عنف لا تمنحه وسيلة الاستيعاب اللحظي الجديد لطبيعة الوجود بل ترغمه على التعود عليه ! فالقطريات العربية بهذا هي نتاج إرادة فكر وعنف استعماري استلمتها إرادة وعنف الاستقلالي، من جماعات ثورية وثروية استغلت بساطة العقل السياسي العربي في فترة ما بعد الاستعمار، لتبني لها سلطة مستثناة من مكينيزمات التحول والانتقال السلس الذي تنظمه القوانين وتضمنه المؤسسات، فتشخصنت الدولة وتماهت في شرعيات متعددة، قبلية، عسكرية، ثورية، تفرض نفسها كنموذج أوحد وسليم لبقاء الكيان القطري الموحد لكونه مهددا بتنوعه الطائفي، المذهبي والإثني، الذي جُمع في الأوعية الجغرافية من طرف الآخر أي الاستعمار، وهذا مع الحرص على أن تظل آليات تحديث الوعي المدني والسياسي، كالتعدديات، السياسية، النقابية والجمعوية تحت إمرة الأجهزة الأمنية تدريها بالشكل الذي يعيق أي تطور باتجاه اكتساب تقاليد المواطنة وثقافاتها تتوج في الأخير برفع مطالب التغيير الجذري الواعي والواسع. الكثير ربط في نقد التجربة القومية، وصعود الحركات الأممية الواسعة الأخرى في شاكلة الإسلام السياسي والأقليات الإثنية والمذهبية المنتشرة في جسد القطريات العربية من المغرب إلى المشرق، مع بداية انطفاء الوهج الجماهيري للمشروع القومي وفشله السياسي والعسكري بهزيمة الجيوش العربية النكراء سنة 1967، لكن هل حقا تغذى المشروع القومي بالشكل الذي يلزمه من التجربة القطرية حتى يكتمل مساره؟ وهل كانت العناوين القطرية ماضية بخلاف الشعارات باتجاه تحقيق هذا الحلم الذي استحال إلى وهم؟ طبعا تشهد التجارب القبلية والبعدية بعدم الجدية في التجاوب من المشروع القومي، لأسباب موضوعية تشترطها خصوصيات التاريخ ذاته، وعليه لا يمكن البتة القول بأن حركات التمرد الرمزي كانت نشازا فقط على المشروع القومي، بل لقد كانت كذلك حتى على الشروع الوطني القطري ذاته، طالما أن مستويات الانصهار في البوتقة الوطنية كانت أدنى بكثير من مقتضيات الشرط البنائي القطري الصحيح، فالشللية والطائفية ليست تنبسط في المجتمع أفقيا فحسب، بل وعموديا أيضا، أين تتنازع وتتوزع مؤسسات الدولة وفق محاصصات وولاءات وانتماءات تضمن توازنا طائفيا او اثنيا مفتعلا، ما جعل الهوة تزداد اتسعا فيما بين المكونات وتتفجر المطالب الرمزية لتلكم الجماعات المارقة عن المشروع القطري الاستقلالي، في أكثر من قطر، تحت أسماء ومسميات عديدة، تُستغل سياسيا وجيو استراتيجيا بما يخدم مصالح أصحاب اللعبة. والغريب أن المعارضة النخبية للمشروع القطري والقومي، والذي ترفعه حركات النشاز الإثني خاصة، وحركات الإسلام السياسي، تسلك في مشروعها المطلبي، ذات المسار الواهم للقومية العربية البائدة وتروم الحلول محلها، فكما يحلم الأكراد بالمشرق بأمة كردية تلم أشلاءها الموزعة على محاور عدة، عربية، تركية إيرانية يحلم البربر في منطقة المغربي العربي، بدورهم ببعث أمة تمتد من أقاصي المغرب إلى تخوم الفسطاط بمنطقة سيوى بمصر، حلم لواء وحدة قومية قائمة على التماثل اللغوي، هذا فضلا عن حلم الخلافة الإسلامية الذي يجمع في عقول حملته مشرق الأرض بمغربها في دولة موحدة وقيادة واحدة، كما لو أن سقوط المشروع القومي العربي بسبب غياب الأساس القطري الصحيح الذي استحال تأسيسه للأسباب التي ذكرنا، لا يعنيها ولا يؤكد ولا بأي شكل احتمال أن تلقى ذات المصير، ليظل الفراغ بالوعي الوجودي النموذجي السياسي قائما ويعيق عملية الانتقال من زلل التأسيس إلى مسارات البناء الحضاري بما يخدم الإنسان والتاريخ. ٭ كاتب جزائري القُطرية العربية… أزمة ذات أم أزمة موضوع؟ بشير عمري |
الانتخابات التركية: فاز أردوغان والقوميون… خسر الإسلاميون والعلمانيون Posted: 27 Jun 2018 02:15 PM PDT لم تخرج نتائج الانتخابات الرئاسية والنيابية في تركيا، عن توقعات مؤسسة «كوندا» لأبحاث الرأي العام. ففاز الرئيس أردوغان في الجولة الأولى، بفارق 23 نقطة عن أقرب منافسيه، في حين كانت أغلب التوقعات تدور حول احتمال حاجته إلى جولة ثانية يواجه فيها مرشح حزب الشعب الجمهوري محرم إينجة الذي سطع نجمه في الشهرين الأخيرين بوصفه البديل المحتمل لأردوغان بعد 16عاماً أمضاها الأخير في السلطة، بين مقعدي رئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية. فوز صريح أقر به منافسه الذي تمكن من جمع حشود كبيرة في الحواضر الكبرى، إسطنبول وأنقرة وإزمير ودياربكر، ونجح في تجاوز نسبة ناخبي حزبه، حزب الشعب الجمهوري، بثماني نقاط. وإذا صرفنا النظر عن بعض التوقعات المتطرفة القائمة على الرغبة، فقد حصل إينجة على النسبة المتوقعة (30٪) وهو ما يمكن اعتباره نجاحاً بمقاييس شعبية التيار العلماني الذي يمثله. في حين كان حزب الشعب الجمهوري أكبر الخاسرين، فقد تراجعت شعبيته بأكثر من ثلاث نقاط عن آخر انتخابات خاضها. وهو ما يعزز الاعتقاد السائد بأن الحزب الذي أسسه مصطفى كمال أتاتورك، منذ قيام الجمهورية التركية، وحكم البلاد بصورة منفردة نحو ربع قرن، لا يمكنه أن يشكل بديلاً لمستقبل تركيا ما لم يتخلص من إرث ماضيه المثقل بالحكم النخبوي المدعوم من المؤسسة العسكرية، وحاضره الهامشي المعبر عن قسم من الطبقة الوسطى المدينية المتنعمة بثمار الحداثة والدخل المرتفع. لكن خسارة الحزب العلماني لم تنعكس أوتوماتيكياً في فوز التيار الإسلامي. فقد خسر هذا أيضاً الكثير من شعبيته التقليدية، بسبب طول إقامته في السلطة، وابتعاده عن القضية التي تأسس عليها حزب العدالة والتنمية، قضية العدالة للطبقات المهمشة، ليتحول إلى ممثل لأقلية جديدة تتمتع بنعم السلطة وامتيازاتها ومفاسدها. صحيح أنه ما زال الحزب الأول في نسبة أصوات الناخبين، بالقياس إلى الأحزاب الأخرى، لكنه فقد الغالبية المطلقة التي طالما مكنته من الاحتفاظ بالسلطة منفرداً. فهو اليوم، بـ295 نائباً في البرلمان المؤلف من 600 مقعد، سيحتاج إلى استمرار التحالف مع حزب الحركة القومية، بقيادة القومي المتشدد دولت بهجلي، بعد الانتخابات كما كان قبلها. وفي رسالة التهنئة التي وجهها بهجلي لشريكه في «تحالف الجمهور» الرئيس أردوغان، شدد على أن «الشعب قد كلف حزبه مهمة تحقيق التوازن والرقابة على السلطة التنفيذية» ما يعني أنه سيكون الشريك الصغير ذي القوة التي تتجاوز حجمه. الواقع أن حزب الحركة القومية قد حقق مفاجأة كبيرة لم يتوقعها أحد، بحصوله على نسبة تزيد قليلاً على 11٪ من أصوات الناخبين في عموم تركيا. وكانت التوقعات هي فشله في تجاوز حاجز 10٪ بسبب انشقاق مرال آكشنر عن الحزب وتشكيلها حزباً قومياً جديداً أسمته بالحزب الخيّر. ولعل المفاجأة الأكبر هي أن مجموع نسبتي الحزبين القوميين معاً قد ارتفعت إلى أكثر من 21٪ من أصوات الناخبين، في حين أن الحزب الأم، قبل الانشقاق، كان قد حصل على 16٪ من الأصوات، في آخر انتخابات عامة جرت في أول تشرين الثاني 2015. أي أن التيار القومي قد حقق قفزة بمقدار 5 نقاط، وهو التيار الهامشي في الحياة السياسية التركية طوال تاريخ الجمهورية. كذلك حقق حزب الشعوب الديمقراطي فوزاً صريحاً بحصوله على أكثر من 11٪ من أصوات الناخبين، على رغم الظروف الصعبة التي واجهها في السنوات السابقة، من اعتقال رئيس الحزب صلاح الدين دميرتاش وعدد من نواب الحزب، والتضييق عليه ومحاربته بشتى الوسائل لكي يفشل في تجاوز الحاجز البرلماني. ربما تكون بعض أصوات ناخبين من خارج القاعدة التقليدية للحزب قد ساعدت، جزئياً، في تحقيق هذا النجاح، لكن أغلب التقديرات تقول إن الحزب الكردي قد حقق نسبة العشرة في المئة، على الأقل، بأصوات ناخبيه المتمسكين بضرورة المشاركة الكردية في الحياة السياسية، بعيداً عن اللجوء إلى السلاح كحال حزب العمال الكردستاني الذي فقد الكثير من شعبيته التقليدية، في السنوات الأخيرة. كذلك فقد حزب العدالة والتنمية قسماً من شعبيته في المناطق الكردية لمصلحة «الشعوب الديمقراطي». فسكان تلك المناطق ذات الغالبية الكردية الذين اكتووا بنيران الحرب، في 2015، يحملون مسؤولية مأساتهم وتدمير مدنهم وتهجيرهم إلى كل من الحكومة وحزب العمال الكردستاني على التوالي. واستفاد المرشح الجمهوري محرم إينجة من مقاربته الجديدة المرنة للمشكلة الكردية، على رغم انتمائه إلى التيار القومي في حزب الشعب الجمهوري. فقد زار دمرتاش في سجنه ووجه رسائل إيجابية إلى الكرد، فلاقى استقبالاً حسناً في دياربكر، أثناء حملته الانتخابية، تمثل في حشود كبيرة اجتمعت في ساحة المدينة للاستماع إلى خطابه. وهو الأمر الوحيد الذي عبر عن تجاوز الخطاب التقليدي لحزب الشعب الجمهوري، في حين أن غياب رؤية متكاملة لمستقبل تركيا، لدى إينجة، قد أدى إلى فشله في تمثيل بديل حقيقي عن أردوغان ومنافس قوي له. الخاسر الآخر البارز هو رئيس حزب السعادة تمل قرامولا أوغلو وحزبه الإسلامي وريث التركة الأربكانية. فقد قدم، في السنة الأخيرة، أداءً لافتاً يتجاوز الحجم المحدود لحزبه، فتبوأ موقع المعارض الرئيسي لأردوغان، بخطاب موزون وجامع، وصفات قيادية ممتازة. وهو ما رفع من منسوب التوقعات بشأنه وبشأن حزبه. صحيح أن أحداً لم يتوقع قفزة كبيرة في شعبيتهما، ولكن كانت هناك توقعات كثيرة حول احتمال استقطاب الحزب وزعيمه لكتلة وازنة من إسلاميي الحزب الحاكم ممن شعروا بابتعاد «العدالة والتنمية» عن مبادئه الأصلية التي ناصروه من أجلها. كذلك خسرت المرشحة الرئاسية القومية مرال آكشنر، وحزبها «الخيّر»، بخلاف طموحاتها الكبيرة. صحيح أنها تمكنت من استقطاب قسم من القاعدة الاجتماعية للتيار القومي، لكنه استقطاب متواضع بالقياس إلى التوقعات، في حين استطاع الحزب الأم الذي انشقت عنه ترميم شعبيته المتآكلة بفعل الانشقاق، بفضل تحالفه مع «العدالة والتنمية» وجذب هذا الأخير، إيديولوجياً، إليه، بدلاً من العكس. أي أن الحليف الصغير هو الذي قولب الحليف الكبير على أجندته القومية. الخلاصة أن أردوغان هو الذي فاز في هذه الانتخابات المصيرية، وسيكون أول رئيس بصلاحيات موسعة في النظام السياسي الجديد. ٭ كاتب سوري الانتخابات التركية: فاز أردوغان والقوميون… خسر الإسلاميون والعلمانيون بكر صدقي |
دردشة تركية Posted: 27 Jun 2018 02:14 PM PDT مثّل فوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حدثاً بارزا داخل تركيا والإقليم وفِي عواصم عالمية أخرى. كان السباق محموماً على تركيا وفيها وإليها دخلياً وخارجياً. أوروبا التي لا تكن وداً لأردوغان وقفت حائرة بين حاجتها لتركيا ورغبتها في التخلص من حضور أردوغان، حاجتها لصد موجات المهاجرين واللاجئين إليها، ورغبتها الخفية في التخلص من رئيس تركي لم يعد مكترثاً بالبقاء طويلاً أم أبواب الاتحاد الأوروبي الذي لم يفتح لتركيا منذ تأسيسه. جولة على عناوين ومضامين الصحف في برلين ولندن وباريس وفيينا، تكشف عن تزايد القلق من تشكل «ديكتاتور» بطريقة ديمقراطية. أما الصحافة الإسرائيلية فتحدثت في الأخبار والمقالات عن «هتلر تركي» جديد، وبشّرت الإسرائيليين بأن علاقات أنقرة وتل أبيب لن تعود إلى سابق عهدها،الذي كانت عليه قبل مجيء «السلطان أردوغان» إلى سدة الحكم، وأن على إسرائيل أن تتعايش مع فترة مقبلة يستمر فيها نظام أردوغان، ولكن بسلطات واسعة للرئيس التركي، ضمنها له الدستور الجديد الذي أتاح التحول إلى النظام الرئاسي، والذي بموجبه سيتمكن أردوغان من تعيين نصف قضاة المحكمة العليا، وسيكون مطلق الصلاحيات في تعيين وعزل قيادات المؤسستين العسكرية والأمنية، إلى غير ذلك من الصلاحيات الواسعة. المعارضة التركية الضعيفة أصلاً حاولت ضخ المزيد من الدماء في عروقها الجافة عن طريق الزج بمرشح رئاسي قوي نسبياً، بدلاً من المرشح التقليدي لها، الذي انهزم هو وحزبه أمام أردوغان وحزبه مرات عديدة. جاء محرم إنجي، واستطاع بشكل لافت تحريك البحيرة الراكدة، امتلك قدرات خطابية لافتة، استطاع عقد مهرجانات انتخابية متلاحقة، وكان يحضر أحياناً ثلاثة مهرجانات في اليوم الواحد. عزف إنجي على وتر اللاجئين السوريين لإحراج خصمه أردوغان، توعد بإعادتهم إلى سوريا، وهو ما أكسبه بعض الدعم لدى شارع تركي عانى من ضغط اللاجئين لسنوات طويلة. استطاعت المعارضة اقتباس تكتيكات أردوغان الانتخابية، وعمدت إلى اصطياد ما تراه أخطاء وتناقضات وقع فيها أردوغان، من خلال عرض مقاطع من لقاءاته وتصريحاته، على شاشات ضخمة، أثناء عقد المهرجانات الانتخابية للمعارضة، لإضعاف موقف أردوغان والطعن في مصداقيته. وبسبب نجاح إنجي في التحشيد الجماهيري، وصعوده السريع أثناء المهرجانات الانتخابية، ولقدرته على إثارة غضب أردوغان في أكثر من مرة، كانت استطلاعات الرأي تقلل من فرص أردوغان في حسم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية لصالحه، وكان السيناريو الأقرب للتحقق حسب الكثير من تلك الاستطلاعات يتمثل في حسم أردوغان للانتخابات الرئاسية، وتغلب المعارضة على أغلبية المقاعد في البرلمان التركي، بعد توحدها في جبهة واحدة. وخلال الفترة التي سبقت الانتخابات، وإبان فترة المهرجانات الخطابية، عانت الليرة التركية من تداعيات خطيرة، بعد أن تدهور سعرها بشكل مخيف أمام العملات الأجنبية، وهو الأمر الذي أرجعه أردوغان وحزبه إلى «مؤامرة خارجية» تستهدف ضرب الاقتصاد التركي للتأثير على الانتخابات لصالح المعارضة، وضد أردوغان، وهو ما كانت المعارضة تصر على دحضه، وتقول بأن سبب تدهور سعر الليرة يرجع إلى الفساد، والسياسات الاقتصادية الفاشلة لحكومة أردوغان. ومع كل تلك العوامل التي تصب في صالح المعارضة، إلا أن ما حدث كان بالفعل صادماً لأحزاب المعارضة المشكلة من: حزب الشعب الجمهوري، والحزب الجيد، وحزب السعادة الإسلامي، وحزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد. استطاع أردوغان حسم الانتخابات الرئاسية، وحاز الأغلبية البرلمانية بتحالفه مع حليفه حزب الحركة القومية بزعامة دولة بهتشيلي، حسب النتائج غير الرسمية للانتخابات، وأقر أبرز منافسي أردوغان بهزيمته في الانتخابات. يقول بعض المتابعين للشأن التركي إن أسباب فوز أردوغان وحزبه ترجع إلى عوامل عدة داخلية وخارجية. ويؤكدون أن خوف المواطن التركي من الدخول في مرحلة من عدم الاستقرار السياسي بإضعاف أردوغان ربما تؤثر على الأوضاع الأمنية والاقتصادية في البلاد،هذا الخوف كان عاملاً مهماً في دفع الناخبين إلى تفضيل خيارات أردوغان وحزبه، ثم إن الدعاية الإعلامية الخارجية المضادة لأردوغان انعكست، في ما يبدو، لصالحه، وهذا يحدث عند مرور البلدان المعنية بتحديات خطيرة، تماماً، كما صبت تهديدات زعيم «القاعدة» الراحل أسامة بن لادن للأمريكيين إن هم أعادوا انتخاب بوش الابن في صالح الرئيس الأسبق. إضافة إلى أن رصيد اردوغان من النجاحات الاقتصادية كان له دور في تحديد نتائج الانتخابات، رغم ما أصاب الاقتصاد التركي من ضعف في الأداء خلال السنوات الأخيرة، كما كان للحضور الطاغي لشخصية أردوغان الكاريزمية دور فاعل ليس على أدائه كمرشح رئاسي وحسب، ولكن على أداء حزبه في الانتخابات البرلمانية. يضاف إلى ذلك أنه على الرغم من محاولات إنجي للعزف على الوتر الديني لكسب أصوات الشرائح المتدينة، إلا أنه بدا مضحكاً عندما قال بأنه حتى إن كان لا يواظب على الصلوات الخمس، لكنه يؤدي صلاة الجمعة بشكل مستمر، في دعاية استغلها حزب العدالة والتنمية ضد إنجي، الذي انهالت عليه السخريات التي استفاد منها أردوغان. يضاف إلى ذلك أن الشريحة المتدينة لدى الأكراد أعطت أصواتها لصالح أردوغان وحزب العدالة والتنمية، وهذه الشريحة تقدر بـ10% من أصوات الناخبين الأكراد، ناهيك عن أصوات القوميين الأتراك التي كسبها أردوغان وحزبه بتحالفه مع دولة بهتشيلي. بقيت الإشارة إلى أن فوز أردوغان كان الأصعب ضمن نجاحاته السابقة، وهو ما يؤشر إلى أن المعارضة، وإن لم تفز هذه المرة، إلا أنها وضعت في ما يبدو قدمها على مسار صحيح وإن كان طويلاً، إلا أنه ربما يؤهلها لمنافسة وربما إقصاء حزب العدالة عن تصدره، ما لم يسع أردوغان والحزب إلى التغلب على العقبات في الطريق، وهي عقبات تتعلق بأمن ومعيشة المواطن التركي الذي منح أردوغان وحلفاءه تفويضاً لحكمه لسنوات مقبلة. وفِي هذا السياق، سيكون على أردوغان وضع المؤسسة مكان الشخصية، والعمل المؤسسي محل الكاريزما، الأمر الذي يتطلب إبداء مرونة أكبر لإتاحة الفرصة للرؤى المختلفة داخل الحزب وخارجه، ضمن إطار مؤسسي يفصل بين الأشخاص والمؤسسات، بما يمكن لسيادة دولة القانون لا الفرد. ومهما يكن من أمر فإن نجاح أردوغان لا يتمثل في فوزه في الانتخابات الرئاسية، وفوز حزبه وحلفائه في الانتخابات التشريعية وحسب، ولكن يتجسد في تكريس قيم ديمقراطية تكون فيها منافسة حقيقية في أجواء ملائمة، على الرغم من الحديث عن قمع المعارضين، الذين يتحدث أنصاره عن أن سجنهم لم يحل بينهم وبين ممارسة حقهم الديمقراطي في التصويت. أما العرب فعليهم بدلاً من الانقسام حول أردوغان أن يتعلموا من الدرس التركي، وأن يدرسوا خياراتهم في نسج العلاقة العربية مع تركيا خلال السنوات المقبلة. كاتب يمني من أسرة «القدس العربي» دردشة تركية د. محمد جميح |
في المغرب: التُّهم الجاهزة لمن يريد إسقاط الفساد Posted: 27 Jun 2018 02:14 PM PDT حكمت محكمة مغربية في الدار البيضاء مساء الثلاثاء الأخير، على العشرات من الناشطين في ما سُمي بحراك الريف، بالسّجن الفعلي الذي يصل إلى عشرين عاماً على قادة هذا الحراك ومنهم، ناصر الزفزافي ونبيل أحمجيق وسمير إيجيد، وبأحكام أخرى لعشرات من الناشطين بالسجن النافذ، تراوحت بين خمسة أعوام وعشرين عاماً. وأتت هذه الأحكام، بعد توجيه تهم شتى، منها، التخابر مع جهات أجنبية، والحصول على تمويل خارجي بهدف زعزعة استقرار البلاد، إغلاق طرق بالقوة، والاعتداء على رجال أمن خلال قيامهم بواجبهم، إثارة الفتنة، ولا ننسى أن إحدى التهم هي التحريض والتآمر لفصل الريف عن الدولة المغربية، إضافة لتهم أخرى نستطيع التأكيد أنها جاهزة ومشتركة في معظم أقبية التحقيق في الأنظمة العربية، والمغرب واحد منها. ليس صدفة أيضاً أنه بعد صدور الأحكام، كانت قوات الأمن جاهزة ومستعدة للقمع في مناطق الحراك، لعلم المسؤولين المسبق، بأن الأحكام جائرة وستكون لها ردود فعل، كذلك ليس صدفة اشتعال النيران في مدرسة تدعى مدرسة «القدس» في إحدى مناطق حراك الريف، وهذه قد تكون أشعلتها أيدي جواسيس، بهدف تسهيل عملية قمع المحتجّين، وهو الأسلوب المعهود نفسه في الأنظمة القمعية. في شريط مسجّل لها قالت إحدى محاميات الدفاع، أن التهم الموجهة لموكليها مفبركة، والأدلة التي ساقتها النيابة العامة ضعيفة، ومنها اتصال من مجهول عرض الدعم المالي على الزفزافي، وبالتالي فالأحكام عبارة عن انتقام سياسي. وصاح بعض المتواجدين أمام المحكمة بعد صدور الأحكام «الشعب يريد إسقاط الفساد»، وكتب المحامي عبد المؤمن الحريري أحد المدافعين عن المعتقلين على صفحته في الفيسبوك: «بعد أن عايشوه معي سنة انتهت بليلة عصيبة، كيف أقنع أبنائي بأن هذا الوطن سيتسع لأحلامهم وطموحاتهم وأنه لن يقسو عليهم». التجارب الطويلة والمريرة مع أنظمة العالم العربي، علّمتنا أن التهمة قد تكون في واد، والحقيقة في واد آخر، تعلمنا منذ عقود، أن نتعامل بحذر شديد مع ما تدّعيه السلطات، وخصوصاً عندما تتحدث عن تهم كبيرة مثل إثارة الفتنة والتخابر مع عميل أجنبي، والتآمر على الوطن وعلى استقراره، تعلمنا أن هذه المفردات منزاحة إلى أبعد الحدود عن معانيها الأصلية، وهي تتكرر لدى الجميع بهدف سجن وقمع وإخماد كل حراك اجتماعي يحارب الفساد المتجذّر، الذي له أنياب حادة وشرسة، وكأن هذه الأنظمة خريجة مدرسة أمن وتحقيقات وتلفيقات واحدة. إنها التهم نفسها التي تساق ضد أبناء الأمة العربية من المحيط إلى الخليج، حيثما يرفع أحد صوته ضد الغلاء والفساد، أو إذا طالب بمحاكمة مسؤول فاسد، أو طالب بحريات مدنية وحقوق إنسانية. نعلم جيّدا أن ذنب هؤلاء المغاربة الفقراء المهمّشين، هو أنهم طالبوا بحقوقهم المعيشية البسيطة، طالبوا بخدمات، بجامعة ومستشفى ورعاية صحية لذوي الاحتياجات الخاصة، وأن الأحكام ضدهم هي انتقام سلطوي، ورد على حركة المقاطعة لمنتجات بعض الشركات، التي هدفت أن تضغط لتخفيض الأسعار، ونعلم أنه التزاوج بين السلطة الفاسدة والمال وقوى القمع المتمثلة بما يسمى المخزن في المغرب الشقيق. بدأ الحراك المغربي في الريف، منذ مصرع بائع السمك الشهيد محسن فكري في سيارة ضغط القمامة، عندما حاول إنقاذ سمكاته التي ألقى بها موظفو البلدية في ميناء مدينة الحسيمة إلى سيارة القمامة، فما كان من عامل الشاحنة إلا أن ضغط المسكين مع السمكات والقمامة، والفيديو يظهر أنه قصد ذلك، كان هذا في أكتوبر/تشرين الأول عام 2016، وهي قضية فضحت مدى استهتار المسؤولين بحياة الإنسان، ورغم توصيات الملك في حينه بالتحقيق بعمق في هذه الجريمة بهدف امتصاص الغضب الشعبي، إلا أن الغلبة كانت للفساد المنظّم، ولم تنصف السلطات الضحية، وأقسى ما حُكم به على المتورّطين في الجريمة النكراء، هو السّجن لمدة ثمانية أشهر، ودفع غرامات مالية تافهة ببضع مئات من الدولارات. بعد هذه الحادثة توالت التحركات الشعبية، إلى أن وصلت في الفترة الأخيرة إلى مرحلة مقاطعة السّلع الغذائية والمحروقات، بهدف الضغط على الشركات المحتكرة للبضائع لتخفيض أسعارها، وهو حق مشروع في نضال سلمي وراقٍ، من أجل تحسين الظروف المعيشية للناس، إلا أن السلطات القمعية بطبيعة الحال لا تفهم سوى لغة القوة، فهي تشعر بأن أي تراجع أمام المطالب الشعبية سيؤدي بالناس إلى المزيد من المطالب، ولهذا تسرع السلطات لقمع القيادات المناضلة، ثم تغلظ الأحكام عليهم، ليكونوا عبرة لغيرهم، هذا إضافة للإهانات وسلب الكرامة أثناء التحقيقات بهدف كسر النفوس والمعنويات. كان ناصر الزفزافي قد اعتقل في مايو/أيار عام 2017، بعدما دخل مسجداً مع بعض رفاقه في الحسيمة وطلبوا من خطيب الجمعة أن يتحدث عن أمور واقعية مثل تحسين الطرقات والخدمات والمدارس وغيرها، فاعتقل بعدها بأيام بتهمة عرقلة العبادات. واجبنا، فلسطينيين وعربا وبشرا، أن نرفع أصواتنا إلى جانب الشعوب العربية المقموعة، ومنها شعب المغرب الشقيق، هذه الشعوب الصابرة، التي وقفت وتقف مع شعب فلسطين في كل مناسبة، وترفع صوتها ضد جرائم الاحتلال، حقها علينا كفلسطينيين وكجزء من الشعوب العربية المضطهدة، أن نتضامن معها، مع ضحايا القمع في كل الوطن العربي، بل وعلى سطح الكرة الأرضية كله، فنحن نعرف مثلما يعرف كل مغربي في الريف وفي المدينة، ومثلما يعرف كل عربي مسؤول وغير مسؤول، أن هناك تهماً سياسية جاهزة، ضد كل من يرفع صوته بالاحتجاج على فساد هذا النظام أو ذاك، ولكل من يخرج شاهراً حنجرته مطالباً بحقوقه الأساسية في الحرية والعمل والمسكن والعيش الكريم، نعم فليسقط الفساد في المغرب وفي كل الوطن العربي. كاتب فلسطيني في المغرب: التُّهم الجاهزة لمن يريد إسقاط الفساد سهيل كيوان |
للدول لا لأنظمتها Posted: 27 Jun 2018 02:13 PM PDT لعل محمد حسنين هيكل، أعطى درسا كبيرا ومهمّا لكل العاملين في الصحافة كما الكتّاب، عندما عنون كتابه المهم بـ»لمصر.. لا لعبدالناصر» على الرغم من العلاقة الوثيقة بين الرجلين، وعلى الرّغم من أنّ الكتاب عبارة عن مجموعة من المقالات التي كتبها هيكل عام 74 ونشرت خارج مصر، والتي يفنّد فيها الاتهامات التي صدرت ضد الرئيس عبد الناصر في إطار حرب التشويه، التي شنها كثيرون وقتها عليه، بمعونة الأدعياء ومتحيني الفرص من الانتهازيين، وأعداء عبد الناصر الخارجيين، بالإضافة إلى وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية، التي ينسب إليها هيكل الحملة ككل، ويروي مخطط اغتيال عبد الناصر معنويا، الذي جاء تالياً بعد فشل الوكالة في اغتياله مادياً بعد عدة محاولات مثبتة، كتب عنها كثيرون منهم هشام شرابي وغيره. درسْ هيكل في كتابه تمثّل في أن الولاء يكون للدولة لا لرئيسها، ولا لنظامها، مهما فعل الرئيس في سبيل وطنه، رغم أن إنجازات عبدالناصر كانت أكثر من أن تُعَدّ أو أن تحصى، ولم ينحصر دوره على الصعيد المصري فقط، وإنما تعداه إلى الصعيد العربي أيضاً، وعلى الأصعدة الإقليمية، والقارّية والعالمية في نصرة قضايا حركات التحرر الوطني عربيا وعالميا. ولهذا حاز تأييد الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج، وقضى آخر لحظات حياته في لمّ الشمل العربي، وفي سبيل مصلحة الأمة العربية، لهذا بكته الجماهير العربية يوم وفاته، بعدها ظلّ كارهوه يحاولون تشويه سمعته ميّتاً، فلم يستطيعوا، وثبت قطعا أنه مات فقيرا، وكان رصيده البنكي لا يتجاوز الـ3000 جنيه مصري. وبعد ثورة 23 يوليو 52 ظلّ يسكن في بيته في منشيّة البكري. فقط جرى توسيعه قليلا بعد تسلّمه لرئاسة الجمهورية ليتناسب مع مهامه كرئيس دولة. في زمننا الحاضر، تقرن العديد من الدول العربية بأسماء رؤسائها، الذين يتفننون في إظهار ثرائهم، وبطانة الزعيم وجوقاته الإعلامية المتعددة، تصدر بيانات الإشادة ببعد نظره وحكمته وعطائه لشعبه ولأمته وللإنسانية جمعاء! أما التغني بالقضية الفلسطينية فحدّث ولا حرج: تُقَرّر المليارات للمحافظة على عروبة القدس، وتمرّ الأشهر والسنوات ولا يصل القدس دولار واحد مما هو مقرّر. وبدأت أسطوانة جديدة في عالم «الأعراب» تنادي بـ»يهودية إسرائيل» و»حق اليهود التاريخي في أرض فلسطين» و»أن الفلسطينيين طارئون»! إلى آخر هذه المقولات، التي تقال لتبرير الحلف بين إسرائيل وبعض العرب، الذي ظاهره محاربة الإرهاب، وحقيقته تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية تصفية تامة وبأيدٍ عربية، وتدعيم الوجود الإسرائيلي في المنطقة، لتكون إسرائيل الدولة المقرّرة في رسم أجندتها حاليا ومستقبلاً. إقران الدولة بزعيمها هو نهج عربي عام، كما التغنّي بأمجاده وفضائله، حتى أنهم يصورون، الشعوب العربيّة تتنفس الهواء فقط بفضل حكّامها، ولولا أفضالهم لم ولن يتنفس أي عربي الهواء! رغم أن شرائح كبيرة من المجتمعات العربية تعاني الفاقة والعَوَز وعدم القدرة على تدبير القوت اليومي لعائلاتها، ومنع الحرّيات عن الجماهير بمختلف أشكالها وإخفاء المعتقلين في سجون النظام، التي لا يعرف مواقعها إلا الله والحاكم الذي جاء بالصدفة وأصبح حاكما، كما المخابرات الظلامية، يُمنع كل نقد في بلدان «الديمقراطية» المشوّهة والمفصّلة على هوى الحاكم الطاغوت! سوى مقالات الإشادة بالزعيم، الذي تحتلّ أخباره ثلاثة أرباع نشرات الأخبار، بحيث عزف المشاهد العربي عن مشاهدة القنوات الرسمية التابعة للأنظمة. من يقرأ عن تجربة الرئيس الفرنسي شارل ديغول الذي قاد مقاومة بلاده في الحرب العالمية الثانية، وترأس حكومة فرنسا الحرة في لندن، ثم ترأس اللجنة الفرنسية للتحرير الوطني، التي أصبحت في ما بعد الحكومة الفرنسية المؤقتة. سيجد أن كلّ تاريخ ديغول الوطني لم يشفع له لدى الشعب الفرنسي حينما خرج في مظاهرات مناوئة لسياساته عام 1968، واستجابة لمطالب المتظاهرين الذين شكل الطلاب والعمال الغالبية بينهم، قرر ديغول أن يجري استفتاء حول تطبيق المزيد من اللامركزية في فرنسا، وتعهد قبل إجراء الاستفتاء بالتنحي عن منصبه في حال لم توافق نسبة كبيرة من الفرنسيين على تطبيق اللامركزية في البلاد. وفي مساء يوم 28 أبريل عام 1969 أعلن ديغول تنحيه عن منصبه، بعد أن حققت الموافقة على تطبيق اللامركزية نسبة أقل قليلا من النسبة التي حددها سلفا . في عالمنا العربي تجري انتخابات الرؤساء، وتأتي نتائج الرئيس المرشّح بأكثر من 90% (هذا إذا لم تكن 99.99%) ومؤخرا، بدأ بعض الرؤساء العرب، الإيعاز لبعض المرشحين للدخول في انتخابات الرئاسة لتزويقها! أما من يشكل خطرا حقيقيا على الرئيس، فيجري اختراع مشاكل له فيصدر قرار من المحكمة الدستورية بمنعه من الترّشح! في عالمنا العربي لن ينزاح الحاكم عن منصبه إلا بالموت! بالفعل، صدق الخليفة العادل عمر بن الخطاب عندما صرخ في وجه والي مصر قائلا، «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً» وكان ذلك نتيجة ظلم مارسه الوالي بحق ابن قبطي. الفاروق سأل الناس قائلا: «من رأى منكم فيَّ اعوجاجاً فليقوِّمه». فقام رجل بدوي من عامة الناس وقال:»والله لو رأينا فيك اعوجاجاً لقوّمناه بسيوفنا» فقال عمر: «الحمد لله الذي جعل في هذه الأمة من يقوِّم اعوجاج عمر بسيفه»، ولم تقطع رقبة البدوي، ولم يتم إخفاؤه في سجن، ليجري قضم عظامه بالكماشة يومياً. الآن، لا يستطيع مواطن عربي مناقشة مسؤول صغير، وإلا لكتب فيه تقريرا بأنه يريد قلب نظام الحكم. لا يدرك زعماء عالمنا العربي أن التواضع هو من شيم العظماء! وأن المنصب لو دام لغيرك، لما انتقل إليك! ربما لا يعرفون أننا في زمن من الصعب فيه (إن لم يكن من المستحيل، إخفاء الحقائق)، ربما يجهلون أن تحقيق الديمقراطية الحقّة هي الوسيلة للوصول إلى قلوب الجماهير والسبيل لانخراطه في الدفاع عن الوطن، إذا ما فكّرت جهة ما في الاعتداء عليه. حرّية التعبير، بما في ذلك انتقاد النظام الحاكم، هي حقوق مكفولة للإنسان ولدت معه، وهي السياج الحامي للوطن من كل المؤامرات! حرية التعبير تخلق شعوبا حرّة تطال رؤوسها السماء! عندما تتعرض أي دولة عربية لاعتداء خارجي، تقف معها كلّ الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج، ولدى الكثيرين من أبناء أمتنا الاستعداد للقتال مع الدولة ضد العدو الخارجي، بغض النظر عن موقف الفرد العربي من النظام القائم على رأسها، فقانون الحياة أن الأنظمة زائلة، والدول هي الباقية، لذلك فإن تأييد الجماهير العربية منصبّ على تأييد الدول وليس على تأييد أنظمتها. كاتب فلسطيني للدول لا لأنظمتها د. فايز رشيد |
ظاهرة الخليج العربي Posted: 27 Jun 2018 02:13 PM PDT هناك ظاهرة جديدة ومثيرة للقلق تبلورت تدريجيا عبر السبعين سنة الماضية في الحياة السياسية والثقافية العربية. وهي ظاهرة تستحق الكثير من الدراسة التحليلية لفهم أسبابها، ووسائل القائمين على ترسيخها، وأخطارها الكارثية التي نراها أمامنا. إنها ما يمكن تسميتها بظاهرة التأثيرات المتعددة والمتنامية للخليج العربي في حياة المجتمعات والشعوب العربية، وعلى الأخص التأثيرات السياسية والثقافية والأمنية والإعلامية. لقد بدأت تأثيرات تلك الظاهرة السلبية عند هجرة الملايين من ابناء الأمة العربية إلى منطقة الخليج العربي للعمل فيها. لم تكتف تلك الملايين بالاستفادة المالية من الثروة البترولية الهائلة التي تدفقت على كل دول الخليج العربية بفعل الارتفاع الكبير في أسعار المنتجات البترولية، وإنما تشبعت أيضا، على مرور الزمن، بعادات وسلوكيات وأفكار جديدة، التي كانت خليطا من عادات وسلوكيات البداوة من جهة، ومن عادات وسلوكيات الحياة الرغيدة المرفهة التي تصاحب الغنى الفاحش المبني على ثروة ريعية ليس فيها جهد ولا معاناة من جهة أخرى. لقد عاد الملايين إلى مختلف أجزاء الوطن العربي بعادات التبذير المظهري والاستهلاك النهم لكل شيء مادي معنوي، والتفاخر بالأنساب والعلاقات الزبونية، والاحتقار للعمل اليدوي الشاق، والكسل الذهني أمام تحديات وتعقيدات الحياة العصرية. وبالطبع عاد المتدينون منهم بأفكار وممارسات فقهية متزمتة، مختلفة وعنفية. وقد ساعد على غرس كل تلك القيم والسلوكيات وتجذيرها في النفوس والعقول، إعلام رسمي يشخصن الحياة السياسية، ويبالغ في المدح والتجميل وتغطية العيوب العامة، ليتبعه بروز إعلام خاص معني بالدرجة الأولى بخدمة مصالح مالكيه الزبونية، أكثر من خدمة المصالح العامة وتقديم الترفيه على الثقافة. وبالطبع توسع الإعلامان، الرسمي والخاص، بصورة مذهلة ليسيطرا على مساحات الفنون والسياسة والدين في كل أرض العرب، ويحدثا ضجيجا سلبيا في النفوس والقيم والعقول. لقد لعبت تلك التأثيرات السلوكية والفكرية والدينية دورا واضحا في تهيئة المجتمعات العربية للانتقال إلى ما نحن عليه اليوم من أوضاع حضارية سلبية. لكن لم يقف الأمر عند تلك الحدود، إذ أدخلت الثروة النفطية في رؤوس البعض اعتقادا خاطئا بأن امتلاك المال الكثير يجب أن يصاحبه امتلاك النفوذ والقيادة في الحياة العربية، وعلى الأخص السياسية والأمنية. فجأة، ومن دون امتلاك لفكر سياسي عميق ورزين وواضح، رأينا البعض يريد أن تكون له كلمة مسموعة ومطاعة في كل ما يدور في وطن العرب الكبير، سواء على المستويات الوطنية المحلية الداخلية أو على المستوى القومي العربي والمستوى الإسلامي. ولا يحتاج الإنسان للتذكير بالأدوار السلبية التي لعبها البعض في الجامعة العربية، ودفعها لاتخاذ قرارات خاطئة بحق هذا القطر العربي أو ذاك. فجأة رأينا البعض ينغمس في اللعبة الجهادية التكفيرية المجنونة، تمويلا وتسليحا وتدريبا وتنسيقا مع المعسكر الصهيو- أمريكي الاستخباراتي. وها نحن اليوم نرى البعض منغمسا في أوحال اللعبة التآمرية الدولية الكبرى، لتمزيق المجتمعات العربية، ولإغلاق الملف الفلسطيني في صالح العدو التاريخي الاستيطاني المجرم، ولتأجيج الصراعات المذهبية الطائفية، ولإضعاف النظام الأقليمي العربي. هنا يحق لنا أن نطرح الأسئلة: *ترى متى سيأتي اليوم الذي لا نرى فيه أو نسمع أو نقرأ الأسرار المسربة التي تتحدث عن تورط هذه الدولة الخليجية أو تلك، كشريك فاعل، في صراع داخلي مدمر عبثي، يفرض على هذه الدولة العربية أو تلك، سواء في مشرق الوطن العربي أو في مغربه؟ *متى سنصل إلى أن لا نسمع ولا نقرأ عن تمويل هذه الجهة أو تلك لهذا الفصيل الجهادي، أو عن قيام هذه الجهة أو تلك بعمل وظيفي لخدمة دولة عدوة خارجية، أو تبني هذه الجهة أو تلك لمعارض انتهازي مرتبط بأجهزة الاستخبارات الخارجية؟ ما يؤلم إلى حدود الفجيعة أنه كان بإمكان الخليج العربي أن يستعمل ثرواته الهائلة لتكون رافعة اقتصادية وحضارية لكل الوطن العربي، في مواجهة الفقر والجهل والمرض والتخلف، لكننا، مع الأسف، سمحنا لأنفسنا أن نقلب ظاهرة واعدة مليئة بالخير والإمكانيات الإيجابية إلى ظاهرة مليئة بالسلبيات والتأثيرات الضارة. هذا ما يفعله غياب الفكر العاقل المتزن الإنساني. كاتب بحريني ظاهرة الخليج العربي علي محمد فخرو |
فعلها مُجدداً بائع البطيخ! Posted: 27 Jun 2018 02:12 PM PDT تترقب حدقة عيون أجيالنا إلى قادة تذكرهم بذلك العملاق العظيم (النبي محمد عليه الصلاة والسلام) والذي تكونت باكورة ذاته وكيانه من رحم الواقع والمجتمع، لينشأ ما بين معاناة الفقر واليتم كي يكون ملهماً يبعث الأمل في النفوس والأرواح من أجل أن لا يتسلل إليها المرض والإنهزام. فيعملُ راعياً للمواشي والأغنام ليكون رحيماً بالحيوان قبل عطفه وحنانه على الإنسان وهو الذي بُعث رحمة للعالمين، وبالتجارة ليكون شاهداً وقائداً على رحلتي العز والإباء من بعد الصيف والشتاء وليعبدوا ربَّ البيت والإنسان الذي أطعمهم من نعمة التوحيد والإيمان وليتحرروا من العبودية والهوان. أستهلُ بهذه الكليمات المتواضعة عن سيرة الحبيب المصطفى وأنا أتطلعُ إلى العرس الإنتخابي التركي فمَن يبحث عن الديمقراطية الإسلاميّة بأبهى صورها فما عليه إلا أن يفتح نافذة من نوافذ الأثير ليجد أن العرس الإنتخابي التركي سوف يزفه إليها زفا. وما دفعني إلى التذكير في مدرسة الحبيب الرائدة هي حالة اليأس التي أُصيب بها الكثير من أبناء أُمتنا خصوصاً تلك البلاد التي تشهد توترا أمنيا وسياسيا مما أثرَّ على أرزاقهم ومعايشهم، ناهيك عن الشباب الجامعي ممن قضوا سنين طويلةً في الدراسة والتحصيل ثم تخرجوا ليعصروا كفوفهم وأصابعهم حسرات، وقد نَقل لي الكثير منهم عن حجم المعاناة التي يعانونها وأنا أعي جيداً بكلمة الكثير! وها أنا أجيبهم من رحم التراث والواقع فملهمنا الأول وقدوتنا الأسمى قد حمل لنا مشعل الحرية من صحراء البادية وهو يرعى المواشي والأغنام واشترى لنا الكرامة من قطرات جبينه المقدس وهو يتاجر لكي يحطم براثين الأصنام. هنالك ظاهرةً سيئة تسللت إلى ثقافة البعض من أبنائنا نتيجة الفهم المغلوط والمنتكس فما أن تمتدح سياسيا قد حقق انجازات مشرفة وتقدما ملحوظا لبلدهِ حتى ينهالوا عليك قذفاً وطعناً، لأنهم يظنون ذلك وعظاً للسلاطين كما حدث مع مقالات سابقة كتبتها عن الطيب اردوغان، علماً أنّني أشدتُ بسياسيين غربيين وعالميين أيضاً لكن ثائرتهم لم تثر حنقاً كما أثارت على مدح سياسي من أبنائنا المسلمين ويا سبحان الله على ذلك. الطيب أُردوغان والذي وُلد في أفقر أحياء أُسطنبول ولأُسرة متواضعة الدخل قد تاجر في رحلتي التعليم والسياسة كرحلة العملاق الهاشمي في الشتاء والصيف إلاّ أنَّ الحبيب كان يرعى غنماً والطيب يبيع بطيخاً و«سيمت» كيك السمسم، لكي يعين عائلته ويسد إحتياجاته الدراسيّة فقد كان أبوه فقيراً كما قال في إحدى مقابلاته التلفزيونية، ثم يستمر في مواصلة المشوار ليتخطى استحقاقات إنتخابية وبجدارة وقد تخللتها إنجازات لا تخفى على كل متتبع لبيب من عمدة إسطنبول تلك المدينة التي تكونت فيها شخصيته وأحبها كما هي أحبته إلى دخول تركيا في مجموعة العشرين الأقوياء عالمياً. حينما عبرت عن آليات التصويت في تركيا بالعرس الإنتخابي فربما لم أُعطها حقها من الوصف لأنّ عدد المصوتين قد وصل إلى 50 مليوناً و65 ألف و 80 ناخباً فعليّاً بما يقارب نسبة 90 في المئة مع إنسيابية في التصويت ونزاهة قد أشاد بها خُبراء دوليون ومحليون ثم تُعلن النتائج في اليوم نفسه من غير أيِّ طعون مُعتبرة سوى أمور هامشية تكون في جميع دول العالم، فيا لها من مفخرة واعتزاز لنا كمسلمين بحيث لدينا دولةً تواكب عالم السرعة والتقدم، وما يزيدها نكهةً مع سرعة إعلان نتائجها أن كاتب هذه السطور من العراق والذي مرت على بلده إنتخابات قد تخطت شهرها الأول ويناهز الثاني على التخطي والعبور ومازال فرز الأصوات في رحمة الصناديق المحترقة….! نحتاج كعرب ومسلمين أن نوظف كل ظاهرة من شأنها أن تكون عاملاً مهماً بإعادة الإستقرار والإزدهار إلى بلادنا، وأنا ألتمس بصاحب الظاهرة الأوردوغانية بل ولي ثقة به مع شرفاء وأحرار الأمة من إعادة قرآءتنا للواقع مُجدداً، وأن نجعل لشبابنا وجيلنا الفتي أكثر تمكين في صنع القرار كما رأيتهم قد عزفوا وطنية وإخلاص في جنة الأرض الخضراء (تركيا) تحت لوآء قائدهم وملهم مسيرتهم والذي بدأ المشوار من حالة أبسطهم إلى أن أصبح زعيماً ومدرسة يقتدى بها. كاتب عراقي فعلها مُجدداً بائع البطيخ! إحسان بن ثامر |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق