برلمان العراق: شطرنج أقرب إلى كراسٍ موسيقية Posted: 25 Aug 2018 02:15 PM PDT بينما تنزلق الكتل البرلمانية العراقية إلى حلقة مفرغة تلو أخرى، في قلب الدوامة ذاتها التي تدور بهم حول مناورات التوصل إلى تحالف ذهبي قادر على تشكيل الحكومة العتيدة المقبلة؛ تذهب الاحتجاجات الشعبية في الجنوب نحو منعطف جديد فارق، لن يتأخر في قلب الطاولة على رؤوس المناورين، أجمعين ربما. المطالب هذه المرة تجاوزت الحاجات المعيشية والخدمات العامة والكهرباء والفساد، لأنّ المعتصمين والمتظاهرين بدأوا يطالبون بمنح البصرة حقوق الإقليم، كاملة غير منقوصة، فليس إقليم كردستان بأفضل منهم في استحقاق هذا المطلب. والبصريون يذكّرون أخوتهم المواطنين العراقيين في المناطق الأخرى (ولكن في «المنطقة الخضراء» البغدادية على وجه الخصوص، حيث ينزلق الساسة وتتخبط المناورات) أنّ البصرة تزوّد الحكومة الاتحادية بالنسبة الأكبر من الموازنة، وتنتج 2،8 مليون برميل من النفط يومياً، وتتمتع جغرافياً بموقع فريد برّي وبحري، ولا يتلقى أبناؤها (قرابة 1،5 مليون نسمة) إلا النزر اليسير من هذه المزايا. ليس في وسع السادة مقتدى الصدر وحيدر العبادي وعمار الحكيم وإياد علاوي، من جهة أولى؛ ولا السادة نوري المالكي وهادي العامري وأسامة النجيفي وجمال الكربولي وأحزاب إقليم كردستان، من جهة ثانية؛ صمّ الآذان عن هتافات البصرة، وسواها من مدن الجنوب وبلداته وقراه. هذه باتت تنادي الفاسدين بأسمائهم، اهتداءً بما درجت على اعتماده مرجعية آية الله علي السيستاني، وتنذر بأنّ المرحلة التالية قد لا تشبه سواها، خاصة تجارب الانتخابات وتشكيل الحكومات في أعقاب دورتَيْ 2010 و2014. الحال ذاتها تسري، كما يشير المنطق البسيط، على أسماع قائد «فيلق القدس»، الجنرال قاسم سليماني، الذي وصل إلى العراق لترتيب (وربما الإشراف على) شؤون الفئة الثانية؛ أو أسماع بيرت ماكغورك، المبعوث الأمريكي الخاص، الذي التحق بالبلد أيضاً وباشر جولات مكوكية بين بغداد وأربيل، لمساندة الفئة الثانية. اللعبة، مع ذلك، تعطي الدلائل الشكلية على شطرنج محتدم، قائم على قواعد تقليدية في احتساب القوى وضبط التوازنات، ربما على مستوى اكتساب هذا البرلماني المتذبذب بين الفئتين، أو تلك المجموعة المتطلعة إلى حقيبة وزارية أو أخرى. ومن هنا فإنّ مضمون الأخذ والعطاء يميل، أكثر من الشطرنج الذي يتيح ترقية البيدق إلى وزير، نحو لعبة الكراسي الموسيقية التي تُشعل التنافس على الكرسيّ الواحد المبتغى. كلّ هذا بالرغم من أنّ معطيات ماضي العراق، ومنذ الاجتياح الأمريكي سنة 2003، وتنصيب الحكومات المرتهنة للاحتلال أو للجارة إيران، لا تشجع على التماس أيّ تغيير جوهري في ميزان المناورات والصفقات والعهود، ثمّ النكث بها والانقلاب عليها. وهنا لا يحتاج المرء إلى مراقب غربي مستشرق، أو حتى مستعرب يدّعي الخبرة بشؤون العراق وشجونه، كي يدرك طبائع جعجعة بلا طحن تخيم على المشهد هذه الأيام، أو خلال الأسابيع التي ستعقب التئام المجلس النيابي وابتداء العدّ العكسي نحو التكليف؛ أو أن يستقبل المرء ذاته مختلف التأويلات حول غرائب مثل جود الشيوعيين في تحالف «سائرون» الصدري، أو عجائب مثل أن يحمل تحالف المالكي اسم «دولة القانون»! وعلى نحو أو آخر، قد يكون الطحن آخر ما ينتظره المواطن العراقي من هؤلاء الساسة وهذه الكتل، خاصة بعد أن تمخض الجبل في اجتماعات فندق بابل عن «نواة» فقط، فشلت في الانقلاب إلى كتلة، رغم أنها تضمّ العدد الأكبر من مقاعد البرلمان. وما خلا المساعي الحميدة (أي: الابتزاز أو الضغط أو التهديد أو التشهير…) التي يواصل بذلها سليماني وماكغورك، كلٌّ على طريقته وبأدواته وما تحويه جعبته من تنويعات العصا والجزرة؛ يبقى تمويه أحجار الشطرنج في كراسٍ موسيقية، أو العكس، هو الكوميديا الأفضل حظاً في انتزاع ضحكة نادرة من مواطن عراقي، تتناهبه الأوجاع أكثر من المسرات! 11RAI برلمان العراق: شطرنج أقرب إلى كراسٍ موسيقية صبحي حديدي |
سوريا: نظام التعفيش وابتلاع الجثث Posted: 25 Aug 2018 02:15 PM PDT كثيرةٌ هي الأهوال التي سلّطها نظام الأسد على عموم السوريّين على مدى عقود. ومخيفٌ مقدار العنف الذي أنزله بهم في السنوات السبع الماضية. يكفي تعداد أسماء مدن وبلدات على مدى الخريطة السورية لاستذكار المجازر التي نُفّذت فيها وحالات الحصار والتهجير والقتل بالبراميل أو بالغاز الكيماوي التي أصابت أهلها. وإذ ينبغي التذكير الدوري بالجرائم هذه لكيلا يطويها النسيان، وللبناء الحقوقي عليها يوماً ومنع الحصانة عن مرتكبيها، فإن التدقيق راهناً في وقائع بعضها ومؤّدياته يُعين على تشريح فلسفة الحُكم الأسدي ومرامي عنفه سياسياً ورمزياً. النصّ التالي محاولة لفعل ذلك عبر التوقّف عند جريمتين منظّمتين ومتماديتين يرتكبهما النظام ضمن الحيّز الجغرافي الذي يسيطر عليه، أي خارج السياق الحربي والقصف عن بُعد. جريمتان هما التجسيد الأبلغ لشكل العلاقة التي يريدها في تعامله مع «المواطنين»: التعفيش والاستباحة من جهة، واعتقال عشرات الألوف وقتل الآلاف منهم تعذيباً وإخفاء جثامينهم من جهة ثانية. في التعفيش ومدلولاته لا يرتبط السطو على البيوت والأملاك الخاصة بسلوكيّات جنودٍ وشبّيحة يرون في مناطق حاصروها وقصفوها ثم اجتاحوها حيّزاً للنهب والانتفاع والانتقام من عدوّ وإذلاله فقط. فمسألة «التعفيش» على ما يسمّيها السوريّون، مسألة تتخطّى السلوكيّات هذه أو المبادرات الميدانية والفوضى التي ترافقها. هي سياسة «نظاميّة» قائمة في ذاتها، تُتيح للمُقاتلين دفاعاً عن الحكم الأسدي غنائم تعزّز ولاءهم، وتكشف بالمقابل لعموم الناس هشاشتهم وانكشافهم إن نجوا من القتل على احتمالات الاستباحة الكاملة لحياتهم العامة كما لشؤونهم الخاصة ومقتنياتهم المنزلية. فتسليط الجنود والشبّيحة على الناجين، وعلى ما سلم من مساكنهم ومكاتبهم وورش عملهم من التدمير، هو تذكير من النظام لهم بأنهم كائنات معدومة الحقوق، منهوبٌ حاضرها ومُعلّق مستقبلها على مشيئته. يملك القول في حياتها ومماتِها، يُحيل عمارها إلى حطام، ويصادر إن شاء ذكريات ماضيها الحميمة. وتلك، إذ تحويها الصالونات والمكتبات وأجهزة الكمبيوتر ولوحات الجدران وأدراج الخزائن وغرف النوم، تصبح في لحظة مُلكاً لِسارقين يعبثون بها ويبيعون بعضها في أسواقٍ يُطلقون عليها مسمّيات طائفية (أسواق السنّة)، يعرف الشُراة فيها مصدرَ ما يشترون، ناهبين حاجيات غيرهم وماضي حياته المعلّقة، ومفاقِمين في فعلتهم الخوف والكراهية وما قد يلِد من مركّبهما من عنف جديد. بهذا، يسعى النظام إلى تحويل محكوميه إلى فصيلين رئيسيّين، سارق ومسروق، وبينهما فصائل أُخرى من المذعورين أو الشامتين أو الصامتين، شرط توازن القوى بينها وإفلاتها من عقابه هو الولاء له وممارسة العنف باسمه أو الصمت والقبول بالمهانة بوصفها فريضة الطاعة أو ضريبتها التي لا مفرّ منها. القتل في المعتقلات وخطف الجثامين الأكثر فظاعة وتوحّشاً من فعل التعفيش ومؤدّياته، هو بالطبع ما يُمارسه النظام في معتقلاته حيث عشرات الألوف من الموقوفين والمُختطفين والمفقودين. مزيج من الوحشية القروسطية والبيروقراطية الحديثة تدير سجوناً وآلة تعذيب وقتل وإخفاء لجثث المعنّفين، وشائعات واقتصاد مافياوي وإفادات وفاة غامضة، وشهادات خارجين من الجحيم، تُحيلنا جميعها إلى مستويات مقاربة ثلاثة لمسألة الاعتقال والإخفاء في سوريا اليوم. المستوى الأول، مرتبط بمعنى تحويل «إدارة» الاعتقال والتعذيب إلى حالة بيروقراطية روتينية تُفضي إلى صناعة إبادةٍ أطاحت حتى العام 2017 وفق تقارير «منظّمة العفو الدولية» بما لا يقلّ عن 30 ألف معتقل ومعتقلة، قُتلوا تعذيباً أو تجويعاً أو مرضاً أو إعداماً. وقد وثّقت عدسة المصوّر العسكري المنشق «قيصر» لِجثث أكثر من 5 آلاف منهم، مرقّمةٍ بدقّة (وبرقمين متسلسلين أحياناً) يشهد ناجون من المعتقلات أنهم كانوا يُجبرون على حملها إلى شاحنات تنقلها إلى أماكن مجهولة. المستوى الثاني متعلّق بخلق اقتصاد مافياوي قائم على ابتزاز عائلات المعتقلين مقابل وعود بإطلاق سراحهم أو تأمين معلومات عنهم، أو تسليم جثثهم، أو حمايتهم من التعذيب الشديد أو إدخال أدوية لهم أو نقلهم إلى سجون أقل «صعوبة» واكتظاظاً من غيرها. واستفاد ويستفيد من هذا الاقتصاد ضبّاط ومحامون وقضاة وسماسرة من صلب آلة النظام، يقدّمون وعوداً غالباً لا تتحقّق ومعلومات في أكثرها كاذبة، وينهشون أملاك ذوي المفقودين، مكرّسين التكامل بين آلة القتل والجهاز الإداري المُسيّر لها والأجسام الأمنية والقضائية ومعها الوسطاء وتجّار الوعود المستفيدين منها. أما المستوى الثالث، فيقوم على تعميم رعب وقلق وثقافة شائعات وشكّ لا تصيب عائلات المعتقلين وحدهم، بل جميع المحيطين بها أو المتواصلين معها. فإبقاء كل معلومة عن مصير هذا المختفي أو ذاك أقرب إلى الإشاعة منها إلى الواقعة، والتمنّع عن تسليم جثث من قيل إنهم قضوا ثم تقديم شهادات وفاة أو تواريخ موت توضع في خانات السجلات الرسمية، يُبقي شرائح واسعة من المجتمع في حالة ترقّب دائم، وكأنها رهائن تنتظر يقيناً لا يأتي من خلف الجدران أو من تحت الأرض. هكذا لا يُخفي النظام في ممارساته وفي مستوياتها واستهدافاتها، لا سيّما سرقة الجثث، آثار جريمته بمقدار ما يُبقيها سيفاً مسلّطاً على عائلات الضحايا وبيئاتهم الاجتماعية، يسكن الخوف بعضهم على مصير أحبّتهم، ويمنع غياب الجثامين عن بعضهم الآخر الحداد ويعلّق حياته على انتظار أليم. لا تأكيد حياة ولا تأكيد موت ولا تاريخ مثبتاً طالما أن المعنيّين بالوفاة بلا أثر. ولا قدرة على تحديد أمكنة احتجاز أو دفن لهم، بما يجعلهم أشباحاً هائمة، ويجعل الأحاديث عنهم تكهّنات وتمنّيات وتحسّرات. العيش بين الأشباح يقتل نظام الأسد من السوريّين وفلسطينيّي سوريا ويُخفي الكثيرين. يُعذّب ويغتصب ويجوّع ويُعيد بناء جدران الخوف والصمت التي تداعت بعد العام 2011. يحفر في ذاكرة الناجين الوجع والجوع والاستباحة، ويُبقي ذوي المفقودين معلّقين على الدوام بين الأمل واليأس، فرائس لمافيات الوعود، أو باحثين عن جثث ابتلعها كما ابتلع المعفَشون أغراض ضحاياهم وصورهم وبعض ماضيهم وحاضرهم. يمارس النظام تسلّطه إذاً على الأحياء، ويُمارسه أيضاً على جثث القتلى. كأنه في صناعة الإبادة هذه لا يكتفي بالقتل، بل يبحث عن تحويل قتلاه إلى أشباح. فلا قتيل بلا جسد، ولا موت بلا قبر، بل أشباح تذكّر الناجين كلّ يوم بما قد ينتظرهم، وتذكّر القتلة أنفسهم بأنها قد تطاردهم إن تهاوت آلتهم وسقط نظامهم. «سوريا الأسد» هي بهذا المعنى سوريا الأشباح، أو سوريا الرعب والإشاعة والاستباحة والانتظار. وهي في ذلك، وفي سواه من أمور، لم تعد قضية سورية ولا إقليمية، ولا حتى أرض صراعات دولية قديمة أو مستجدّة. صارت قضية وجودية، يتطلّب التعامل معها تعاملاً مع التحدّيات التي تفرضها على الإنسانية جمعاء. ذلك أن عشرات الألوف من الأشباح قد لا تبقى حبيسة ترابها وحدودها أو ما نجا من جدرانها… 11RAI سوريا: نظام التعفيش وابتلاع الجثث زياد ماجد |
يوسف متي نموذجاً: التجريب السردي في ضوء تداخل الأنواع Posted: 25 Aug 2018 02:15 PM PDT قد يبدو الحديث عن التداخل بين نوعين سرديين أمراً غير معتاد بدرجة معينة، بينما يكون حديثنا عن التداخل بين شكلين أدبيين أحدهما شعري أو مسرحي مع آخر سردي أو التداخل بين الأدب وفن من الفنون، كالسينما، أو علم من العلوم كالتاريخ، أمراً معتادا وطبيعيا. وإذا كانت المعتادية واللامعتادية مطروحة للنقاش على أرضية مرحلة نقدية توصف بأنها ما بعد حداثية، فما بالنا إذن لو علمنا أن مثل هذا التداخل حصل في مرحلة كلاسيكية وتحديدا في منتصف ثلاثينيات القرن العشرين، بين شكلين سرديين أحدهما القصة القصيرة والآخر الأقصوصة أو القصة القصيرة جدا. ثم كيف سنفسر هذا التداخل؛ أهو مؤطر في نظرية أدبية ما؟ أم هو تجريب يسابق التنظير؟ أم أنه تجريب شكلي لا علاقة له بنظريات الأدب والنقد؟ لعل التساؤل الأخير هو الأقرب إلى المنطق، أقول هذا وأنا بصدد القصة القصيرة «حطام» ليوسف متي، المنشورة عام 1934، التي حظيت ببعض الاهتمام النقدي في إطار التناول الموضوعي ومعطياته الاجتماعية ومضامينه الأخلاقية، ما يضعها في خانة قصص المضمون العاطفي الذي شاع عند القصاصين الثلاثينيين في العراق بحسب عبد الإله أحمد. صحيح أن الاهتمام بالبعد الموضوعي يكشف عن جانب كبير من مقدرة القاص وموهبته في توظيف هذا الفن توظيفا دلاليا، يجعل القصة بمثابة درس حياتي غزير المعاني، كثير الخبرات واسع المعطيات، بيد أن هناك جانبا مهما آخر لا يقل أهمية في الكشف عن براعة القاص وتفوقه السردي في استثمار التخييل، لصنع قالب فني يصب فيه المحتوى الموضوعي، وبالشكل الذي لا نكاد معه نفصل الفكرة عن قالبها الذي تصب فيه. وكثيرا ما يُقصر النقد الأدبي في التدليل على الكفاءة السردية للبناء، بسبب هذا التغاضي عن رؤية الشكل خلل المضمون، ليسدل الستار على تلك الكفاءة وليغض الطرف عن الثراء الفني الذي ينماز به فن القصة القصيرة. وهو ما نال من قيمة قصة «الحطام» القصيرة نيلا سلبيا، كونه أشّر على عاطفية المحتوى، وتناسى تجريبية الشكل المبتكرة والمستحدثة، بما يسبق نظريات الأدب الحداثية أصلا. وقد أظهر القاص يوسف متي، وعيا عاليا بصناعة القالب القصصي القصير من خلال تقسيم سطح الورقة إلى مقطوعات قصصية قصيرة جدا، تتألف كل مقطوعة من كلمة أو اثنتين، هي بمثابة عتبات عنوانية محصورة عادة بين قوسين كبيرين ومتخذة إحدى صيغ الإنشاء البلاغي كأن يكون استفهاما (كيف تراني؟) أو يكون نداء (جميلة) أو أمرا (قبلني) أو إخبارا (بضاعة مزجاة) ليأتي بعد عتبة العنوان مقطع يتألف من بضعة أسطر، حتى إذا ما قطعناه وفصلناه عن ما قبله وما بعده، فسيبدو كقصة قصيرة جدا، وفي الآن نفسه سيندرج مع سائر المقاطع، جزءا من الكل العام لبناء القصة القصيرة «حطام» ومن ذلك هذا المقطع الذي به تفتتح القصة (هل أجرب؟) «وهز رأسه بعنف وهو يحدّث نفسه، وانعطف على جانب من الطريق، وصمم على أن لا يتعب نفسه بالتردد وإعمال الخاطر، وقابله زقاق مظلم لمح فيه رجالا يسيرون كالأشباح فتحامل على نفسه واستمر في سيره». إن هذا المقطع له صلة بما سيليه، ومع ذلك يتمتع باستقلالية عما بعده، وقد توفرت فيه عناصر البناء الفني من حبكة مسببة وزمان مسترجع ووصف مكاني وتكثيف لغوي وراو عليم بضمير الغائب، وبوجهة نظر موضوعية، ليأتي المقطع الثاني قصة قصيرة جدا أيضا، بيد أنه يكمل البناء العام لقصة «حطام». هكذا تتشكل القصة القصيرة من توالي أحداث تتركب اثنتي عشرة مرة على شكل حبكات سردية جزئية. وما هذا القطع والوصل في طريقة بناء الحبكة السردية إلا تكنيك فني يعكس المحنة التي تدلل عليها ثيمة العنونة، بمعنى أن الحطام هو صورة تالية لحالة الوئام وصورة سابقة لحالة إعادة اللملمة من جديد. وكان مارتن والاس قد نقل عن جريماس وفي معرض حديثه عن التكثيفات الزمانية، كيف أن المنطق المزدوج في السرد يتوالى من أجل تحقيق ما سماه بروب «المحنة» من خلال ثلاث خطوات هي: 1ـ مواجهة 2 ـ انتصار 3 ـ انتقال شيء ما. وعلى هذه الخطوات يتوزع التأزم العاطفي والتحطم النفسي، وما يرافقه من فاعلية سردية بين الشخصيتين الوحيدتين في القصة، شخصية الرجل الشاب القوي البنية والعزيمة، وشخصية المرأة التي تحمل اسم جميلة، لكنها جمعت الجمال بالرذيلة والجاذبية بالسقوط. وإذ تبدو القصة من الناحية الموضوعية موباسانية، تدخل عالم الإغواء الأنثوي من باب السقوط الأخلاقي للجسد، فإنها تجعل المرأة تبدو في صورة أفعى مغوية هي سبب الخطيئة، وأساس الرذيلة، وهذا موضوع أثير من موضوعات كتابة القصة القصيرة، وقد شاع توظيفه في الأدب الكلاسيكي. ويتولى السارد العليم مسك زمام السرد، مستعملا صيغة الغياب، واصفا العالم الخارجي بدقة، نافذا في الوقت نفسه إلى أغوار الشخصية مستنبطا دواخل الجسدين المذكر والمؤنث، بأسلوب تتّابع فيه الأحداث، وفق زمانية استرجاعية، وقد عملت التساؤلات الموظفة في تضاعيف السرد على الدفع بالحبكة نحو التصعيد بسرعة والتأزم بمرونة. ولا خلاف أن هذه القصة القصيرة تندرج في إطار أدب الواقعية النقدية، كونها ترسم صورة متأزمة للجسد الذي يقوده اثنان العقل وما يلتزم به من مبادئ والقلب وما تكتنفه من مشاعر مضطرمة، فيندفع إما إلى إشباعها خاسرا رهان القيم، وإما يطفق نابذا لها، فيربح الرهان وبذلك تتغلب الفطرة على أساليب الشيطنة والعفرتة. ولئن كان أساس التصعيد في القصة عاطفيا، والأزمة نفسية لذلك تحتدم مشاعر العفة مع الرغبة، والدناسة مع البراءة، والدناءة مع الطهر، والسمو مع الضعة، ويعمل توظيف الحوار الخارجي على تدعيم هذا التأزم عند الشخصيتين معا، كما يكون للاستبطان دور مهم في انفراج المحنة وبلوغ التأزم خط النهاية. ومن أمثلة استبطان دواخل الشخصية قول السارد: «وانمسح من ذهنه أثر الفتاة العذراء التي أحبها كثيرا، وخسر في سبيلها كثيرا، واستطاب هذا النقاء وداخله فرح وحشي امتلأ به صدره فانطلق في أثرها». وحقق توظيف الوصف دورا تفسيريا ليكون جزءا من التحبيك القصير، ومن دلائل البراعة السردية من ناحية التجريب الشكلي، توظيف الراوي العليم لرائحة الياسمين بشكل عمّق الأزمة النفسية ودلل عليها بفاعلية النزوع النفسي للخير أو الشر، كما أبان عن الفارق بين الظاهر الذي لا يمكنه أن يخفي ما هو مدنس ومتشظ، والباطن وما تزدحم فيه من المشاعر السامية المهذبة، أو الأحاسيس المادية المبتذلة. يضاف إلى ما تقدم قدرة السارد على توزيع الأحداث، بطريقة حافظت على ازدواجية البطولة في القصة، وجعلت الشخصيتين تكابدان الأزمة نفسها أزمة الوقوع في الإغواء أو مقاومته، لتكون المحصلة سقوطا محتما للجسد المؤنث وتساميا عاليا للجسد المذكر، وهكذا كان مصير الأول البكاء والندم والانتحاب والنشيج، ومصير الجسد الثاني الانتقام والحزم والغيرة والإباء. وستتجسد المفارقة في تكرار عبارة «عطر الياسمين» إذ يظل هذا العطر مرافقا الجسدين معا في إشارة اليغورية إلى تضادية الكيان الإنساني، بين أن يكون ضحية لفتنة الإغواء، أو يكون جلادا لذاته بقوة الإرادة ومتانة اليقين، فيجتمع الواقعي المأساوي بالمنحى الجمالي، ويتلاقى المتضادان الانتقام والغرام والقصاص والشفقة «ولمع في عينيه أثر الانتقام على شفته المرتعشة وقد تغضن وجهه الخشن وهو يتنفس بسرعة، ورفع يده وأنزلها على وجهها بلطمة شديدة ثم أخرى وثالثة. وتركها يشيعه نشيجها المتقطع العالي مع شذا عطر الياسمين». وبذلك يكون القاص يوسف متي أبا للتجريب القصصي القصير في العراق الذي احتفى بالشكل احتفاء كبيرا، ولم ينس المحتوى الذي جرّب فيه الشكل فأحسن التجريب، ليكون رائدا من رواد القصة العربية القصيرة في القرن العشرين. 11RAI يوسف متي نموذجاً: التجريب السردي في ضوء تداخل الأنواع نادية هناوي |
الحكومة العراقية والولادة المتعسرة Posted: 25 Aug 2018 02:15 PM PDT بعد أن صادقت المحكمة العليا الاتحادية في العراق على نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في أيار (مايو) الماضي، ابتدأ العد العكسي لاجتماع البرلمان وانتخاب رئيس الجمهورية الذي سيتولى تكليف الكتلة النيابية الأوفر حظاً بتشكيل الحكومة المقبلة. العوامل الخارجية، وخاصة الصراع الأمريكي ـ الإيراني في العراق والمنطقة، تلعب الدور الأبرز في اصطفاف الكتلتين الرئيسيتين، ولكن العوامل الطائفية والإثنية والمناطقية ليست غائبة عن المشهد، في غمرة يأس شعبي عام إزاء آفاق التغيير وتوفير الخدمات ورفع مستوى المعيشة ومكافحة الفساد. (ملف الحدث، ص 8 ـ 13) الحكومة العراقية والولادة المتعسرة |
هل تنجح تركيا في نقل تحالفها الاستراتيجي من واشنطن إلى نموذج «روسي أوروبي»؟ Posted: 25 Aug 2018 02:14 PM PDT إسطنبول ـ «القدس العربي» : كان من المتوقع والمفهوم سياسياً أن تسارع روسيا إلى التقارب بشكل أكبر مع تركيا فور تصاعد الخلافات بين أنقرة وواشنطن، لكن المفاجئ وغير المتوقع هو مبادرة أوروبا إلى مخالفة التوجه الأمريكي ضد تركيا ومسارعة كبرى دول الاتحاد إلى تعزيز العلاقات مع تركيا رغم الخلافات الكبيرة والمتصاعدة بين أنقرة وبروكسل طوال السنوات الماضية. وبعد أن كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يركز كل خططه نحو تعزيز العلاقات بشكل أكبر مع روسيا والتوجه أكثر نحو الصين وإيران وباكستان والتوسع تجارياً في آسيا وافريقيا لمواجهة الآثار السياسية والاقتصادية للأزمة مع أمريكا، تلقف التضامن الأوروبي مع بلاده بشكل سريع ووضع نصب عينيه استراتيجية جديدة في محاولة لطي الخلافات مع دول الاتحاد وفتح صفحة جديدة من التعاون. ومع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقوبات اقتصادية على تركيا ودخول الاقتصاد التركي في مشاكل كبيرة تمثلت في تراجع تاريخي بسعر صرف الليرة التركية أمام الدولار، سارعت فرنسا وألمانيا أكبر دولتين في الاتحاد الأوروبي إلى تأكيد وقوفهما إلى جانب تركيا وأعلنا مرحلة جديد من تعزيز التعاون والعلاقات الاقتصادية مع أنقرة وذلك من خلال اتصالات هاتفية جرت بين أردوغان ووزير ماليته من جهة، وأنغيلا ميركل وإيمانويل ماكرون ووزيري ماليتهما من جهة أخرى. وفي إجراءات متلاحقة لا تبدو عفوية أو مصادفة على الإطلاق، قرر القضاء التركي الإفراج عن جنديين يونانيين كانا محتجزين في تركيا بتهم تتعلق بالتجسس واجتياز الحدود، قبل أن يتم الإفراج عن رئيس منظمة العفو الدولية في تركيا، ورفع حظر السفر عن صحافية ألمانية، وهي جميعها قضايا كانت أحد أسباب الخلافات الأخيرة بين تركيا والاتحاد الأوروبي. على الجانب التركي، هناك إجماع على تبني خطاب يفصل بين الخلاف مع الغرب بشكل عام والخلاف مع الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى ضرورة عدم الخلط بين حلف الناتو والاتحاد الأوروبي، أي أن الجانب التركي تدارك الأمر بسرعة وبدأ بتبني سياسة عامة تتعلق بحصر الخلاف مع أمريكا دون معاداة «الغرب» بشكل عام أو حلف شمال الأطلسي «الناتو». وفي المقابل، لا يرى الاتحاد الأوروبي من مصلحته أبداً أن تشهد تركيا أزمة اقتصادية تنعكس على الاتحاد في كافة المجلات، حيث يخشى أن تؤدي أزمة اقتصادية في تركيا إلى هز الاستقرار السياسي فيها الأمر الذي يمكن ان يتصاعد على شكل انعدام للاستقرار الأمني يقود تركيا لأن تصبح دولة فاشلة تعاني من تراجع الاستقرار السياسي والأمني، في سيناريو يراه مراقبون «مرعباً» لأوروبا التي تعتبر تركيا حائط الصد الأول عنها أمام مناطق النزاع في العالم العربي لا سيما في سوريا والعراق. ويعطي الاتحاد الأوروبي أولوية لمنع تحول تركيا إلى دولة ضعيفة أو فاشلة على الصعيد الداخلي ما يعني فقدان الاستقرار الأمني وخطر انتقال الإرهاب من مناطق النزاع بسوريا والعراق إلى تركيا ومنها إلى أوروبا، إلى جانب انفجار أزمات غير مسبوقة كأزمة لاجئين نحو الاتحاد الأوروبي، إلى جانب الاثار الاقتصادية الكبيرة التي ستلحق بالأسواق الأوروبية في حال تعمق الأزمة الاقتصادية بتركيا. وفي مقال له بصحيفة «بوسطا» تحت عنوان «بروكسل أم واشنطن أيهما شريك استراتيجي لأنقرة»، اعتبر الكاتب التركي هاكان جليك أن مصطلح الشراكة الاستراتيجية المستخدم لتعريف العلاقة بين الولايات المتحدة وتركيا أصابه وهن وانهاك شديدين، معتبراً أنه من غير الممكن إطلاق تسمية الشريك الاستراتيجي على بلد قدم كل أشكال الدعم لجميع التنظيمات الإرهابية المعادية لتركيا ومنها غولن و«بي كا كا» والوحدات الكردية في شمالي سوريا. ويقول الكاتب: «على الرغم من جميع الخلافات والاختلاف في وجهات النظر اتخذ الاتحاد الأوروبي وروسيا موقفًا أقرب إلى هذا التعريف (الشريك الاستراتيجي)، عندما يتعلق الأمر بتركيا»، وبعد أن عدد الكاتب حجم الاستثمارات الأوروبية في تركيا والتعاون الاقتصادي القائم بين البلدين ختم مقاله بعبارة «برأيي هذه هي الشراكة الاستراتيجية الحقيقية»، ويقصد هنا الاتحاد الأوروبي. وعلى الجانب الآخر، كثف المسؤولين الاتراك لقاءاتهم مع نظرائهم الروس منذ تصاعد الأزمة مع واشنطن، وجرت سلسلة لقاءات واتصالات بين اردوغان وبوتين، وجاوش أوغلو ولافروف، وتواصلت لتشمل وزيري دفاع ورئيسي استخبارات البلدين، حيث أعلن البلدين نيتهما تعزيز العلاقات بينهما في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية. وقال بوتين، الجمعة: «علاقتنا مع تركيا تزداد عمقًا وثراءً بمضامين جديدة، والتعاون بيننا يتطور في القضايا الإقليمية والاقتصادية»، في حين أكدت مصادر عسكرية روسية تسليم تركيا منظومة صواريخ أي 400 الدفاعية بداية عام 2019 وهي الصفقة التي تعتبر أحد أبرز ملفات الخلاف بين أنقرة وواشنطن. وبينما تحاول تركيا اللعب على وتر الابتعاد عن أمريكا للحصول على مزيد من التعاون والدعم من موسكو، تعلم أنقرة جيداً الأسباب التي تجعل من الاتحاد الأوروبي يقف إلى جانبها، وفي مقابل تركيزها على تعزيز العلاقات بالتوازي بين موسكو وبروكسل، لا يعرف أحد حتى الآن مدى قدرتها على الاستمرار والنجاح في هذه السياسية المعقدة. 11TAG هل تنجح تركيا في نقل تحالفها الاستراتيجي من واشنطن إلى نموذج «روسي أوروبي»؟ إسماعيل جمال |
الأحزاب الشيعية وسباق تشكيل الكتلة الأكبر Posted: 25 Aug 2018 02:14 PM PDT منذ ان انتهت الانتخابات البرلمانية العراقية التي اجريت 12 أيار/مايو الماضي، والكل ينتظر تشكيل البرلمان الذي سيفرز بدوره الحكومة المقبلة. لكن وضع العراق السياسي بات مختلفا عما سواه في دول العالم، إذ لا تمثل الانتخابات البرلمانية سوى خطوة أولى تكون مصحوبة عادة بكم هائل من الاتهامات بالتزوير والتلاعب والطعن بالنتائج. وبعد ان تتجاوز الهيئة المشرفة على العملية الانتخابية هذه المطبات، يبدأ مارثون ما بات يعرف بتشكيل الكتلة الأكبر تحت قبة البرلمان، إذ ان ما تفرزه الانتخابات من نتائج قد يتعرض للتغيير بعد ان يتم إدماج كتل مع بعضها ويتحالف الأصدقاء والأعداء ليكونوا ما يعرف بالكتلة الأكبر، وإذا تم ذلك فإن هذه الخطوة أيضا لا تعد حاسمة لتنهي قلق تشكيل البرلمان والحكومة، إذ يجب التعريج بخطوة ثالثة على إرضاء حتى الكتل الصغيرة التي تطالب بحصتها من الحكومة المقبلة وإلا فإنها ستبدأ في خلق العراقيل المعطلة للعملية السياسية كلها. معسكرا الشيعة منذ الأيام الأولى التي تلت الانتخابات وبالرغم من الحراك الذي شمل كل الأحزاب الشيعية إلا ان المراقب كان يلحظ بوضوح وجود خطين واضحين في الحراك الشيعي، ومعيار التقسيم كان متمثلا بمدى القرب من إيران. فالفريق الأول كان يضم الأحزاب والحركات الأكثر قربا لإيران وهي كتلة الفتح بقيادة هادي العامري وكتلة دولة القانون بقيادة نوري المالكي، بينما كان الفريق الأبعد عن إيران ممثلا في كتلة سائرون بقيادة مقتدى الصدر وكتلة النصر بقيادة حيدر العبادي وتيار الحكمة بقيادة عمار الحكيم. وربما كان معيار البعد والقرب من إيران غير واضح، حتى اعتبر بعض المتعجلين ان الائتلاف الذي يحاول مقتدى الصدر تشكيله سيمثل تيارا يعمل على وضع حد للتدخلات الإيرانية في العراق، وأشاعوا عنه انه يتلقى دعما خليجيا وأمريكيا للقيام بذلك. بينما أشاع منتقدو الفريق الآخر أن التحالف الذي يحاول هادي العامري تشكيله سيجعل من العراق حديقة خلفية لإيران وبالتالي سيفتح جبهات الحرب على المصالح الأمريكية في العراق. وكان لكل من التيارين حلفاء من السنة والكرد يحاول ان يكمل بهم نصاب تشكيل الكتلة الأكبر، وكانت تقاربات كل تيار مع أحزاب سنية وكردية محكومة بمعايير مصلحية آنية براغماتية تنطلق من مقولة ان السياسة فن الممكن، والواقع يضمر أشياء مختلفة عن هذا الشعار بشكل جوهري. غياب المعارضة سبقت الانتخابات الأخيرة تصريحات عدد من زعماء الأحزاب الشيعية التي تصاعدت بشكل ملفت مطالبة العملية السياسية بالخروج من ربقة الحكومات الائتلافية التي عرفت عراقيا بالمحاصصة، والتي باتت تمثل الشماعة التي علقت عليها كل مشاكل العراق على مدى 15 عاما من العملية السياسية المتعثرة. ومع ان المحاصصة الحزبية وحكومات المشاركة التي تشكلت منذ 2005 كانت معضلة حقيقية، إلا ان واقع الحال السياسي العراقي يقول ان كل الطبقة السياسية كانت مرتاحة بل وسعيدة بذلك، لأن هذه الحكومات الائتلافية أنتجت تخادم الفاسدين بين مختلف فصائل الفرقاء السياسيين، وكانت سببا رئيسيا في تفشي الفساد وتغوله واستشراء الفشل والرثاثة السياسية التي سيطرت على المشهد العراقي. واتسمت طبيعة العمل السياسي بالتكالب على المناصب والاستحواذ على المؤسسات وتحويل مؤسسات الخدمة العامة إلى إقطاعيات حزبية وعائلية وعشائرية، لتقوم الأحزاب بتوزيع ريعها على مناصريها من المؤيدين في عملية استزلام بائسة، حيث يعد السياسي ناخبيه بتوزيع الوظائف والريع دون وجه قانوني. ولطالما كانت الديمقراطية العراقية الجديدة عرجاء لأن الكل مشاركون في الحكومة، والكل يراقب أداء السلطة التنفيذية الذي هو جزء منها أصلا، وبالتالي تمت التغطية على صفقات فساد أهلكت البلد ونخرت كل مؤسساته. قبيل الانتخابات الأخيرة تصاعدت أصوات وتحديدا من كتلة دولة القانون التي يقودها نوري المالكي مطالبة بتشكيل حكومة أغلبية سياسية، وعلى من لا يحصل على الأصوات الكافية ان يكون جزءا من معارضة برلمانية، وهذا ما يحصل في كل التجارب الديمقراطية. لكن ما ان أعلنت نتيجة الانتخابات التي كانت مخيبىة لدولة القانون التي حصلت على 25 مقعدا فقط، حتى ابتدأت الطروحات التي تشي بعودة العملية السياسية إلى سابق عهدها، ومحاولة تشكيل ائتلاف الكتلة الأكبر القائم على الأسس القديمة نفسها. ومع كل انتخابات شهدها العراق تتصاعد الأصوات بالتبشير بتكوين ائتلاف عابر للطائفية يشمل كل المكونات، وأضيف إليه منذ 2015 صفة سحرية أخرى هي محاربة الفساد وتشكيل حكومة كفاءات وتكنوقراط، وأضاف لها مقتدى الصدر هذه المرة توصيف غامض جديد هو «الحكومة الأبوية». وواقع الحال على الأرض ينبئ بتكذيب كل ذلك، فلا الائتلافات عابرة للطائفية ولا الحكومات تحارب الفساد ولا تجدي كل الأسماء المهنية والتكنوقراط التي فيها لتنهض وتخلص المواطن من الخراب، إذ تسيطر على القرارات الوجوه الكالحة نفسها لقادة الكتل من اخطبوطات العملية السياسية. بعد انتهاء عمليات إعادة العد والفرز وإعلان تصديق النتائج من اللجنة القضائية وإحالتها للمحكمة الاتحادية للتصديق على عضوية من فاز في الانتخابات البرلمانية، تصاعدت وتيرة الحراك السياسي كما كان متوقعا لتشكيل ما يعرف بالكتلة الأكبر، والخطوة الأبرز التي شهدتها الأيام الفائتة هي ما عرف باجتماع فندق بابل وسط بغداد العاصمة الذي تم في 19 اب/اغسطس الجاري والذي حضره كل من رئيس الوزراء زعيم كتلة النصر (42 مقعدا) حيدر العبادي، وزعيم كتلة سائرون (54 مقعدا) مقتدى الصدر، وزعيم تيار الحكمة (20 مقعدا) عمار الحكيم، وكاظم الشمري وصالح المطلك عن ائتلاف الوطنية (25 مقعداً). وكان متوقعا اشتراك جمال الكربولي وأسامة النجيفي وهما قياديّان في كتلة المحور الوطني السنية (نحو 25 مقعدا) التي يتزعمها خميس الخنجر، بالإضافة إلى ممثلين عن الحزبين الكرديين الرئيسيين (43 مقعدا) لإعلان كتلة يتجاوز عدد مقاعدها 200 مقعد وتتولى تشكيل الحكومة الجديدة. لكن الذي حصل هو انسحاب كتلة المحور الوطني بقيادة خميس الخنجر والكتلة الكردستانية من الاجتماع، مما أضعف موقف المجتمعين وختم الاجتماع ببيان ضعيف اللغة والمحتوى. وابتدأت التسريبات حول حقيقة ما جرى في فندق بابل تنتشر صحافيا وعلى صفحات التواصل الاجتماعي. إذ سرب المقربون من تيار الحكمة بقيادة عمار الحكيم، انهم رفضوا الائتلاف مع الخنجر المتهم بدعم تنظيم «داعش» الإرهابي، وان صفحته السياسية مليئة بالاتهامات التي تمنع الكتل الشيعية من التعاطي معه، واتهمت من طرف آخر العامري والمالكي بقبول الائتلاف مع من تلطخت يده ـ والمقصود هنا الخنجر ـ بالأمس القريب «بدماء شهداء الحشد الشعبي» الشيعي. بينما أشارت بعض التسريبات الصحافية إلى »توصل الحزبين الكرديين الرئيسيين إلى تفاهمات مع تحالف المحور الوطني (السني) بقيادة خميس الخنجر للعمل كجبهة سياسية واحدة تتفاوض على تشكيل الحكومة العراقية الجديدة». وحسب المصادر فإن اتفاقا يوفر ضمانات مكتوبة، يؤسس لتحالف سني كردي على أنقاض التحالف الشيعي الكردي السابق، اعتبره الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، يؤسس لخريطة جديدة في العملية السياسية. وأشارت هذه التسريبات لتصريحات المصادر المطلعة، التي أفادت بأن أطرافا إقليمية وخليجية، دخلت على خط قيادات سنّية وكردية لتوجيه المسار نحو تشكيل الكتلة الأكبر في البرلمان العراقي، وعزت هذه المصادر فشل اجتماع فندق بابل لضغوط بعض الدول الخليجية التي مورست في هذا الشأن والتي أدت إلى نفور محور (الخنجر ـ النجيفي ـ الكربولي) من تحالف (الصدر ـ العبادي ـ الحكيم ـ علاوي) بعد ان كانوا على وشك التحالف. اسرار اجتماع أربيل وقد أشارت بعض المصادر الصحافية إلى اجتماع عقد في أربيل عاصمة إقليم كردستان متزامنا مع اجتماع فندق بابل، وحضره ممثلو الأحزاب الكردية وممثلو الكتل السنية، وكان من المقرر ان ينتقل المجتمعون بعد مناقشة أجندتهم السياسية وتوحيد مطالبهم لتقديمها في اجتماع فندق بابل، لكن بعض التطورات حصلت في اللحظات الأخيرة في أربيل حالت دون مجيء قسم منهم إلى بغداد رغم الضغوط التي مارسها المبعوث الأمريكي بريت ماكغورك. وأوضحت مصادر مطلعة على تفاصيل اجتماع أربيل أن «ماكغورك وضع طائرة خاصة تحت تصرفهم للانتقال من أربيل إلى بغداد للمشاركة في اجتماع فندق بابل» لكن بعض قيادات كتلة المحور الوطني السنية بقيادة الخنجر رفضت هذه الضغوط بحجة عدم تفتيت البيت السني، مما أدى إلى إرجاء الإعلان عن تشكيل الكتلة الأكبر واستبدالها بما أعلن عنه تحت مسمى «نواة» الكتلة الأكبر. وما يزال الشد والجذب بين الكتل السياسية العراقية في أوله، والنزاع بين نفوذ الولايات المتحدة وإيران ودول الإقليم على أشده، ويتوقع المراقبون ان يستغرق تشكيل الكتلة الأكبر مداه الدستوري المحدد بـ 90 يوما لتشكيل الحكومة تبدأ بعد أول اجتماع للبرلمان الجديد. كما يتوقع بعض المراقبين ان الحكومة الجديدة لن تكون إلا امتدادا للحكومات الائتلافية السابقة. 11HAD الأحزاب الشيعية وسباق تشكيل الكتلة الأكبر صادق الطائي |
إشكالية الوصول للكتلة الأكبر Posted: 25 Aug 2018 02:14 PM PDT لم يبقَ أمام الأحزاب في العراق الوقت اللازم لإعلان الكتلة الكبرى، التي تؤهلهم لتشكيل الحكومة بعد قرب انتهاء المدة القانونية المتعارف عليها، حيث بات من المستعجل أن يطلب رئيس الجمهورية دعوة البرلمان الجديد، لعقد جلسته الأولى، وهذا يعني انه لم يتبق للكتل السياسية إلا فترة قصيرة لتكوين الكتلة الأكبر، والبدء بتشكيل الحكومة. وعلى العكس قد تعيق هذه الإشكالية الدستورية نظام العملية السياسية التي أقرها الدستور وتدفع بالعراق إلى نظام سياسي غير واضح المعالم والحدود. وفي خضم الأزمة الانتخابية الفاشلة التي عاشها العراق ومقاطعة أغلبية العراقيين المشاركة في التصويت، انطلاقا من فكرة رفض الشارع العراقي، لإفساح المجال لعودة الفاسدين والمزورين تحت قبة البرلمان، والدور الأمريكي ـ الإيراني في استمرار العملية السياسية، يرى كل من له بصيرة وطنية، ان مستقبل العملية السياسية في العراق بات قاتما مع تفاقم حدة تأثير العوامل الخارجية، نتيجة لتزامن العقوبات الاقتصادية الأمريكية على طهران مع فترة الانتخابات، وأليات تشكيل الحكومة العراقية، التي تنذر بنهاية التوافق الأمريكي ـ الإيراني على العملية السياسية في العراق واحتمال انفجار المشهد السياسي العراقي في النهاية نتيجة لصراع أحزاب الدين السياسي فيما بينها في حالة الإخفاق في التوصل لحلول تضمن لها الحصول على الكتلة الأكبر. وعلى الرغم من تصاعد حدة النشاط الذي تشهده العاصمة لتشكيل الحكومة، والتفاؤل المُصاحب لتصريحات زعماء الأحزاب المتصارعة، وباختلاف تنوعها وتبعيتها القائلة «ان عملية الوصول للكتلة الأكبر قطعت أشواطا كبيرة، ولم يتبق منها الإعلان الرسمي»، بيد ان حالة المشهد العراقي القابع وراء الكواليس، يخفي في طياته الكثير من الحقائق التي أفرزتها التعقيدات السياسية الخارجية، الناتجة من تداعيات تطور الصراع الأمريكي ـ الإيراني، والاحتمال الكبير لتأثيره على الوضع السياسي والاقتصادي للعراق. ناهيك عن حجم المشاكل الداخلية العالقة للمكونين السني والكردي مع الأحزاب الشيعية، التي أفرزها نظام المكونات الطائفي، والتي قد تقف عائقاً في طريق الوصول لحلول تضمن تشكيل الكتلة الأكبر. وفي الوقت الذي تتسارع خطى هذه القوى السياسية نحو هدف الوصول إلى الكتلة البرلمانية الأكبر، ليتسنى لها تشكيل الحكومة المقبلة، وفي الوقت الذي تتزايد التصريحات، وتتعدد المصادر عن نجاح هذه التحالفات التي تقوم بها أحزاب الدين السياسي السنية والشيعية، للوصول وحسب ما يرددونه للكتلة الأكبر، يدخل الصراع الأمريكي مع إيران المشهد السياسي العراقي ويزيده تعقيداً وانقساما، إلى درجة التأثير على قدرة إيران أو أمريكا على فرض العامل الطائفي في ترتيب المشهد السياسي لصالحهما. من هنا ونتيجة لهذا التطور في الصراع الأمريكي ـ الإيراني وتداعياته على استمرار العملية السياسية، بات من الواضح احتمال تأثيره على استمرار وحدة التحالف الوطني الشيعي، في ظل صراع المناصب وانقسام ولاء زعماء الأحزاب الشيعية بين أمريكا وإيران، مع تزايد الضغط الأمريكي والإيراني على حد سواء، إذا أخذنا بعين الاعتبار، اتساع فجوة الخلاف بين كتلتي «سائرون» المدعومة من مقتدى الصدر و«النصر» بزعامة حيدر العبادي، وكتلتي «الفتح» بزعامة هادي العامري و«دولة القانون» بزعامة نوري المالكي، والذي قد لا يتلاءم نوعاً ما مع التوجهات العامة للاستراتيجية الإيرانية التي اعتادت طهران من فرضها في العراق، في الوقت الذي حسمت الولايات المتحدة على ما يبدو، خيارها باتجاه الاستمرار في دعم حليفها القادم من حزب الدعوة، المتمثل في شخصية رئيس الوزراء حيدر العبادي، وذلك طبقا للرسائل التي أوصلها المبعوث الأمريكي ماكغورك إلى الزعماء العراقيين، لتخرج في النهاية عقدة صراع الفوز بالكتلة الأكبر من يد الأحزاب التابعة لإيران، بانتظار من سيقرر في النهاية وبما ستؤول عليه نتائج الأزمة الأمريكية مع إيران. وبالإضافة إلى هذه الإشكالية الناتجة من انقسام الأحزاب الشيعية وتحولها إلى كتلتين متصارعتين للوصول للكتلة الأكبر، وعجز إيران عن تلافي تداعياتها على مستقبل وجودها في العراق، يدخل العامل الداخلي المتمثل في قدرة المكونين الكردي والسني على عدم الانصياع للدعوة الإيرانية ورفض المشاركة في ائتلاف الكتلة الأكبر التي تفضلها إيران، بحجة الحاجة الضرورية لتنفيذ مطالب المكون السني فيما يتعلق بملفات المناطق المحررة من تنظيم «الدولة» ونبذ النظام الطائفي، من خلال احترام حقوقهم المشروعة في دولة المواطنة، والمطالب الأخرى الخاصة بالأكراد التي حددها الدستور في المادة 140. من الواضح، ان سعي إيران والإدارة الأمريكية للتأثير على العملية السياسية بالرغم من الصعوبات السياسية والاقتصادية التي يواجها نطام الولي الفقيه واستمرار تدخله في الشأن العراقي، ستعيق لا محالة احتمالات نجاح الوصول لعقد تحالفات لتشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر لتشكيل الحكومة، وكما ان إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن استراتيجيتها للوصول إلى اتفاق جديد، لوضع حد للتمدد الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، وإعادته إلى داخل حدوده الجغرافية، سيستغرق بعض الوقت، لهذا بات من الصعوبة استمرار هذه المعادلة بشكلها الذي تعود عليه الساسة العراقيين، نظرا للإرادة الأمريكية الواضحة لتحجيم الدور الإيراني في العراق، لما يتمتع هذا البلد من موقع استراتيجي في سياسة التمدد القومي، حيث أن سحب يد إيران من العراق، ستنقطع كافة خطوط الشبكة التي تربط سوريا ولبنان بإيران وهذا سيؤثر بالتأكيد على شكل وطبيعة الحكومة العراقية المقبلة. وتبدو مشكلة تعذر تشكيل ما يعرف بالكتلة الأكبر، التي هي أولى خطوات تشكيل الحكومة الجديدة شيئاً طبيعياً ومألوفا للمشهد السياسي العراقي، نتيجة لاستمرار العملية التوافقية التي جمعت الأحزاب العراقية استناداً إلى مبدأ المكونات وما عُرف بمبدأ المحاصصة، الذي أتاح لممثلي هذه المكونات حرية المراوغة، وتمسك كل طرف من الأطراف بشروطه الفئوية، والإصرار على الاشتراك بحقائب الحكومة المغرية، لتتشابه في النهاية وتتطابق مع الأسباب السابقة التي حالت في صعوبة الوصول لاتفاق سريع في ولادة الحكومات في فترة عراق ما بعد الاحتلال، نتيجة لدور التوافق الأمريكي ـ الإيراني وقدرته في ترتيب الأمور وتقسيم الحصص بين الأحزاب المشاركة في العملية السياسية. من هنا، لم يعد خافيا، ان الضوء الأخضر الأمريكي ـ الإيراني التوافقي الذي تنتظره إحدى الكتلتين الرئيسيتين، للوصول إلى كتلة تشكيل الحكومة، قد يطول ولن يأتي هذه المرة، وهذا ما قد يدفع بالعراق إلى القبول بحكومة طوارئ في حال لم يتم التوصل لحكومة جديدة ناتجة من الكتلة الأكبر، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار حجم وأهمية العوامل الداخلية والخارجية، التي أثرت أخيراً على الوضع السياسي والاجتماعي العراقي، والتي قد تمنع استمرار العملية السياسية التوافقية بشكلها الحالي، نتيجة للتغيرات التي طرأت على الوضع الإقليمي بعد الخلاف الأمريكي ـ الإيراني، وتزوير الانتخابات التي سمحت ببقاء الفاسدين، ما زاد في اتساع رقعة الاحتجاجات الشعبية، بعد التقاء أهداف العراقيين، للوصول إلى هدف تغيير طبيعة النظام. 11HAD إشكالية الوصول للكتلة الأكبر أمير المفرجي |
العبادي يخسر حلفاءه والأزمة الخليجية تشظي البيت السني Posted: 25 Aug 2018 02:13 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: لم تفلح جهود الداعم الأبرز لتحالف «سائرون» مقتدى الصدر، حتى الآن، في تشكيل تحالف يسعى من خلاله لتكوين الكتلة البرلمانية الأكبر، الممهدة لاختيار الكابينة الجديدة. تحركات الصدر التحالفية تعدّ الوحيدة «المعلنة» مقارنة بخصمه زعيم ائتلاف «دولة القانون» نوري المالكي، فبعد خمسة أيام فقط من إجراء الانتخابات التشريعية في 12 أيار/مايو الماضي، أعلن زعيم تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم تحالفه «رسمياً» مع الصدر، قبل أن يقدم الأخير على «جذب» رئيس الوزراء العراقي زعيم تحالف «النصر» حيدر العبادي إلى صفه أواخر حزيران/ يونيو الماضي. وفي خطوة «أكثر نضجاً» عقد الصدر والعبادي والحكيم، وصالح المطلك وكاظم الشمري، ممثلين عن كتلة الوطنية بزعامة أياد علاوي، اجتماعاً في فندق بابل وسط العاصمة بغداد، كان من المقرر له أن يشهد إعلان الكتلة البرلمانية الأكبر، غير إن الانسحابات و«الانشقاقات» داخل الكتل المجتمعة، حالت دون ذلك، الأمر الذي حوّل فحوى الاجتماع إلى إعلان «نواة» الكتلة الأكبر. وتشير المصادر إلى إن «اجتماع بابل» كان بدعم ومباركة أمريكية، خلافاً للطموح الإيراني الساعي إلى إعادة إحياء التحالف الوطني «الشيعي»، عبر دعم محور المالكي ـ العامري. النائب عن محافظة نينوى عبد الرحمن اللويزي، صنّف «المتغيبين» عن اجتماع بابل على ثلاثة فرق؛ الأول هم «الطامعون بالمناصب. هؤلاء وجدوا في التخلف عن الاجتماع فرصة للتملص من الالتزام مع العبادي، الذي كان البقاء معه سيكلفهم كل نقاطهم الانتخابية، وسيحرمهم من طموحهم بتبوء منصب ما». أما الفريق الثاني، حسب وجهة نظر اللويزي، فهم «الذين تخلفوا تبعاً لتخلف الفياض (رئيس حركة عطاء، ومستشار الأمن القومي، المنشق عن العبادي أخيراً) لأنهم جزء من كتلته، وهم منصور مرعيد، وبسمة بسيم (عن نينوى)». وطبقاً للويزي فإن الفريق الأخير، يضم المتخلفين بتأثيرات إقليمية، وهم (زعيم تحالف القرار أسامة النجيفي، وزعيم المشروع العربي خميس الخنجر، والحزب الإسلامي)»، لافتاً إلى إن «مصلحة إيران وتركيا اللتان تتعرضان لعقوبات أمريكية، في عدم تمكين المحور الأمريكي من دعم مرشحٍ يلتزم بتطبيق تلك العقوبات على البلدين، التي كان لها أثر واضح في التآم شمل حلفائهما العراقيين، ناهيك عن وحدة الايديولوجيا (الإسلام السياسي). ربما لو لم تتزامن العقوبات على الــبلــدين وتجري في وقت واحد لكنا أمام مشهد مختلف». على حدّ قوله. وكتب في سلسلة منشورات على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، تحدث فيها عن «تحليل» لأسباب غياب قادة سياسيين عن «اجتماع بابل»، أبرزهم وزير الدفاع السابق، والداعم لتحالف بيارق الخير خالد العبدي. وأعرب عن استغرابه من «تخلف العبيدي عن اجتماع فندق بابل، فهو قد ضم جميع الكتل السياسية القريبة من توجهه، فضلا عن كونه يملك علاقة مميزة بالسيد مقتدى الصدر وسبق له اللقاء بالدكتور أياد علاوي أيضاً». وأضاف: «العبيدي يعلم أكثر من غيره أن نجاح العبادي في الحصول على الولاية الثانية سيطيح بجميع آماله في الحصول على منصب» مشيراً إلى إن «حصول هذا السيناريو سيستهلك نقاط العبيدي الانتخابية، لذلك وجد في تخلف الفياض والحزب الإسلامي عن الحضور فرصة للتملص من التزامه مع العبادي مع أن المحور الذي انتظم فيه العبادي الآن هو الأقرب للعبيدي من حيث توجهاته السياسية». لقاء المالكي بالصدر ولحسم النزاع بين المحورين الأساسيين المتنافسين على تشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر، تناقلت وسائل إعلام محلية أخيراً، أنباء عن سعي سياسي لتقريب وجهات النظر بين الصدر والمالكي، وجمعهم بلقاء ثنائي يهدف إلى ذوبان الجليد بينهما. وأشارت الأنباء إلى رفض المالكي لقاء الصدر، لكن رئيس المجموعة العراقية للدراسات الاستراتيجية (غير حكومية)، الدكتور واثق الهاشمي، نفى ذلك، فيما لم يستبعد عقد مثل هكذا لقاءات بين الزعيمين السياسيين. وقال الهاشمي، الذي يعطي استشارات لحكومة العبادي، لـ«القدس العربي»، إن «الأنباء التي تحدثت عن رفض المالكي لقاء الصدر، غير صحيحة»، لكنه لفت إلى إنه «لا ضير في أن يكون مثل هكذا لقاء بين القيادات السياسية العراقية. لكنني أستبعد هذا الأمر». وأضاف: «الصدر يعتزم إجراء لقاءات سياسية بهدف تشكيل الكتلة الأكبر، بعد مصادقة المحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات». وطبقاً للهاشمي فإن «تحقيق لقاء بين الصدر والمالكي «أمر غير مستبعد، ويمكن للاعب الخارجي ممارسة هذا الدور، وتحديداً إيران»، مشيراً إلى إن «إيران تسعى لإعادة التحالف الشيعي بكامله، لكنها تحتاج إلى (سائرون) لتشكيل التحالف الشيعي الذي سيكون في هذه الحالة الكتلة الأكبر». وتابع قائلاً: «هناك ثلاثة سيناريوهات قادمة، الأول يتمثل بنجاح سائرون والحكمة والوطنية والنصر، في تشكيل الكتلة الأكبر»، فيما رأى إن السيناريو الثاني، «هو دولة القانون والفتح والحزبين الكرديين وجزء من كتلة المحور الوطني». وأضاف: «أما السيناريو الثالث، وهو المرجّح، هو نجاح إيران في توحيد البيت الشيعي، وأمريكا توحد البيت السني، والدول العربية والخليجية وتركيا توحد البيت السني»، مبيناً إن ملامح السيناريو الثالث بدأت تتضح من خلال «تشكيل تحالف المحور الوطني (السني)، رغم الخلافات الكبيرة حول منصب رئيس البرلمان، بين أسامة النجيفي من جهة، ومحمد الحلبوسي من جهة ثانية». واعتبر الهاشمي السيناريو الأخير بأنه «يمثل العودة للمربع الأول، هو الأكثر ترجيحاً، ويعني تشكيل حكومة شراكة وطنية سيئة الصيت، وعدم تشكيل معارضة برلمانية». وعبر أيضاً عن أسفه الشديد لعدم وجود قوى سياسية تقبل بدور المعـــارضــة، «هذه الثـقــافة غير موجـــودة في العــراق، رغم إن جميع القوى الســيـــاسية كانت تــؤدي دور المعارضة في زمان النظام السابق». وتابع: «لم نشاهد في البرامج الانتخابية للكتل، أي حديث عن المعارضة. جميع الكتل السياسية تبحث عن مناصب وتقاسم النفوذ. نتمنى أن نجد معارضة حقيقية في البرلمان لأول مرة في العراق»، مضيفاً: «متى ما كانت هناك معارضة فإنها ستكون الخطوة الأولى لبناء دولة المؤسسات التي نفتقد إليها منذ زمن طويل». 11HAD العبادي يخسر حلفاءه والأزمة الخليجية تشظي البيت السني مشرق ريسان |
تشكيل الحكومة المقبلة في العراق بين ماكغورك وسليماني Posted: 25 Aug 2018 02:13 PM PDT ما يهم طهران قبل كل شيء في السجال المستمر حول تشكيل الحكومة العراقية، ليس أن يعيد شيعة العراق تأسيس تحالفهم على أساس مذهبي كما في كل التحالفات السابقة منذ سقوط نظام صدام حسين العام 2003 فهي صارت تملك بسبب المساعدة في استعادة المدن العراقية من التنظيم الاٍرهابي علاقات قوية مع زعماء بارزين من السنَّة (الشيخ خالد المُلا مثلا) وقادة ميدانيين مسيحيين أبرزهم ريان الكلداني أمين عام حركة بابليون الحشدية، إلى جانب علاقاتها التقليدية مع الكرد خصوصاً الاتحاد الوطني الكردستاني. فطهران هذه المرة أمام استحقاق المواجهة السياسية والاقتصادية وربما العسكرية غير المباشرة (في فصول إقليمية) مع عدوها اللدود الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين في المنطقة خاصة السعودية وإسرائيل، وهم نافذون بشكل وآخر مع واشنطن في العملية السياسيّة عبر حلفائها العراقيين إلى الواجهة أكثر من ذي قبل، بل ظهروا وكأنهم من يحدد بوصلتها ويرسم خطوطها في معركة تشكيل (الكتلة الأكبر) التي تعين الحكومة، بينما حلفاء إيران تحولوا إلى توابع للمتغيرات ومتأثرين بها بعد انفراط عقد تحالفهم (الوطني) وانضمام زعيم التيار الصدري سيد مقتدى الصدر، وإلى حد ما زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم إلى المحور المنافس لمحور حلفاء إيران. وتدرك طهران جيداً في خضم هذه المواجهة التي تصاعدت بتدشين حزمة أولية من العقوبات الأمريكية عليها، وإعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الالتزام ببعض بنودها وحرك بذلك مياهاً راكدة داخل حزبه، حزب الدعوة الإسلامية حول الموقف العقائدي من ولاية الفقيه، أن عليها تغيير قواعد اللعبة مع الحلفاء التقليديين، وعدم التفريط بمقتدى الصّدر وإن بدا معادياً لها من خلال تقاربه اللافت مع السعودية خصمها التقليدي في الصراع على مناطق النفوذ في المنطقة، ولهذا رضيت بلقاء مبعوث خاص أرسله زعيم التيار الصدري إلى قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني (التقيا في العراق) بينما يواصل مقتدى تنسيقه مع الرياض وتحديداً السفير السابق ثامر السبهان، ويتواصل أيضاً مع حزب الله حليف إيران الاستراتيجي الذي وجه أمينه العام حسن نصر الله مبعوثاً خاصاً إلى العراق في محاولة لإعادة تشكيل كتلة أكبر لا تستجيب بالضرورة الى ما تبحث عنه واشنطن في العراق بالنسبة للمواجهة مع إيران، مستغلاً خلافات السعودية داخل الإقليم. قلق الوجود الأمريكي يفهم الإيرانيون أن واشنطن لن تدخل معهم في حرب مباشرة، لكنّهم لا يستبعدون أنها تخطط لإضعاف نظام الجمهورية الإسلامية من الدّاخل، ولذلك فهم ينظرون بعين الشك والريبة إلى حرصها على تعزيز وجودها العسكري في العراق والإبقاء عليه، وطرق سمعهم أن المبعوث الأمريكي الخاص بريت ماكغورك حدد لحلفائهم هذا السقف، ويجب أن يوافقوا عليه، إلى جانب شروط أخرى مررها ماكغورك عبر الأطراف السنّية والكردية المتحاورة، لتشكيل الكتلة الأكبر خصوصاً ما يتعلق بالحشد الشعبي، ليس فقط إخراجه من المدن (المحررة) وإنما عزله تماماً عن المرجعية الدينية، وعن إيران. من هنا تفهم طهران أن المعادلة الراهنة في العراق معقدة وعليها أن لا تذهب بعيداً في مطالبها حول إخراج الوجود العسكري الأمريكي، وأن تمارس نوعاً من (التقية السياسية) في رفضه بالعلن والقبول به عبر حلفائها في المفاوضات نحو تشكيل الحكومة ولكل مقام مقال، مع ترك باب المساومة بشأنه مفتوحاً، مع أنها تدرك جيداً أن هذا الوجود ليس لأغراض تدريبية كما تقول الحكومة العراقية، وهو يستهدفها بشكل أو بآخر في نهاية المطاف. ولقد أصبح من نافلة القول إن الموجود حالياً هو المساومة أو المزايدة بورقة الوجود العسكري الأمريكي، بعد إعلان العبادي موقفه المؤيد لواشنطن بشأن الالتزام ببعض عقوبات ترامب على إيران وهو غير قادر على تنفيذها على أرض الواقع وقد رفضها عمار الحكيم حليفه في مفاوضات فندق بابل، التي أسفرت عن تشكيل ما أصبح يعرف بـ «كتلة النواة» لأنه مستفيد اقتصادياً من التعامل التجاري مع إيران. الاٍرهاب مرة أخرى وفي خضم هذا السجال، تتخوف أوساط سياسية وشعبية من عودة وشيكة للإرهاب بشكله السابق أو ربما بأشد منه خصوصاً بعد الرسالة الصوتية المنسوبة لزعيم «تنظيم الدولة الإسلامية» لأنصاره وعناصره بالثبات والاستقامة، وهو أمر ينسجم وفق ما يراه متابعون، مع ما قاله البنتاغون يوم 16 من هذا الشهر: «تقيمنا أن تنظيم الدولة في العراق اليوم أقوى من القاعدة في أقوى وجود لها في 2006 ـ 2007 وهو ما يوحي أن التنظيم في موقع ويعمل على إعادة تشكيل خلافته» وهو يتوافق أيضاً مع ما قالته الأمم المتحدة في تقييم لها بالنص «رغم هزيمته في الموصل والرقة، التنظيم الإرهابي ما زال يمتلك من 20 إلى 30 ألف مقاتل موزعين بين العراق وسوريا». والأهم من كل ذلك لدى هؤلاء هو ما ذكره الجنرال مايك ناغاتا، مدير التخطيط الاستراتيجي في مركز مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة الشهر الفائت: «آلاف المقاتلين من تنظيم الدولة هربوا من المناطق التي خسرها التنظيم في العراق وسوريا وهم الآن متسترون في بعض المناطق وما زالت هناك جيوب للتنظيم في سوريا والعراق، ويجب القضاء عليها وإنهاء المهمة». مبيناً أن «ما حدث في العراق في ظل تنظيم القاعدة عاد ونشأ بطريقة مختلفة على يد تنظيم الدولة، ومن الممكن جداً أن يظهر تنظيم جديد كما حدث من قبل». كل ذلك عزز لدى الإيرانيين وحلفائهم أن إعلان «النصر» من قبل العبادي كان لأغراض انتخابية، ويجب إذاً التركيز على ذلك في المفاوضات نحو تشكيل حكومة تُبقي على هدف محاربة التنظيم، بما يبرر استمرار الاستعانة مجدداً بالجارة إيران، وتجنب استعداءها، لصالح المحور الأمريكي، وهذا أيضاً ما يحاول الاستفادة منه حيدر العبادي كورقة سياسية في المفاوضات للفوز بولاية ثانية، وتقديم طلب لترامب باستثناء العراق من الالتزام بالعقوبات، وقد حصل على دعم لافت من السفارة الأمريكية التي قالت إن المطلوب فقط من العراق هو الالتزام برفض التعامل بالدولار «وقد تحقق ذلك». بين التفاهم والصدام وفي هذا الواقع يمكن القول إن المفاوضات نحو تشكيل الحكومة بين زعماء الكتل (العراقية) تجري كلها تحت سقف ما يحدده المبعوث الأمريكي بريت ماكغورك، وقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني. وبالنسبة لسليماني فهو يسعى إلى دمج حلفائه الكرد بحلفائه التقليديين من الشيعة دون التفريط بمقتدى الصدر، مستفيداً من فجوات محلية وخلافات إقليمية تعرقل تشكيل تحالف قوي محوره كتلة «النواة» وهو يعمل مع حلفائه مستفيدين من موقف المرجعية الداعي للإسراع بتشكيل الحكومة، لعرقلة مساعي ماكغورك لتشكيل حكومة طوارئ تُبقي على العبادي وتمهد لفرضه في مرحلة لاحقة، وسط مخاوف من إعادة الاصطفاف الطائفي الذي برز مجدداً في المفاوضات، إذ ظهر الكرد (وهم سنّة ارتفع منسوب إحساسهم المذهبي خلال أزمة الاستفتاء) متحدين مع ممثلي السنّة في العملية السياسية، بينما يبدو سياسيو الشيعة منقسمين، وإذا نجح سليماني في إعادة تحالفهم (الوطني) فإن العراق كما يرى متابعون سيعود مرة أخرى إلى المربع الأول، وهؤلاء أعادوا التذكير مجدّدا بأن بذور الفتنة الطائفية في العراق زُرعت في مؤتمر المعارضة العراقية، الذي عقد في لندن منتصف شهر كانون الأول/ديسمبر عام 2002 وما تلاه من اجتماع آخر استضافته بلدة صلاح الدين الكردية، شمال العراق، عندما رعى كل ذلك بجدارة، السفير الأمريكي السابق في العراق زلماي خليل زادة، وكرّسه الحاكم المدني السابق بول بريمر، حين أسس مجلس الحكم المُـنحل، ووضع قانون إدارة الدولة الذي أصبح محور الدستور الجديد للعراق الجديد، وتم سن قانون انتخابات يفرز على الدوام كتلاً صغيرة فائزة تعجز عن تشكيل الكتلة الأكبر برلمانياً، إلا بالمحاصصة، وهذا يعني أن الانتصار على الاٍرهاب الذي يعتمد الطائفية في مساره، يظل حلماً بعيد المنال في العراق الجديد. 11HAD تشكيل الحكومة المقبلة في العراق بين ماكغورك وسليماني نجاح محمد علي |
شدّ حبال بين كتلتي بغداد وثلاثي أربيل في مفاوضات تشكيل الحكومة Posted: 25 Aug 2018 02:12 PM PDT بينما تشتد السجالات في المحيط الدولي على مصير التنافس الأمريكي الإيراني على شكل الحكومة المقبلة في بغداد، هناك حراك داخلي مباشر بين الكتل السياسية حول الاصطفاف الذي سترسو عليه كل كتلة من الكتل في نهاية المطاف. وبدأ يتضح للعيان ان مصير الجماعات السياسية السنية والكردية ستكون في إحدى الكتلتين الرئيسيتين التي بدأ يتبلور شكلهما تدريجياً، وهما تحالف سائرون بقيادة الصدر من جهة وكتلة الفتح بقيادة هادي العامري من جهة أخرى، على اعتبار ان فرص تشكيل كتلة ثالثة بالمعطيات الحالية أصبح أقرب إلى المستحيل. وطالما ان التكتلين اللذين ترأسهما جهات سياسية شيعية لم ينهيا الشكل الأخير لتحالفهما، فإن الطرفين السني والكردي أيضاً، والذي سيكون لهما حيز واسع في شكل الحكومة المقبلة في بغداد يراقبان المستجدات، ويحاولان اختيار المسار الأنسب لهما، والذي سيدر عليهما بالفائدة والحماية والمراكز السياسية المهمة، ويشكل لهما دور ذا ثقل في عملية صنع القرار العراقي العام الذي انطبع برونق مذهبي أحادي في زمن نوري المالكي بعيداً عن حقيقة البلاد المتنوعة. ومع الوقت يمكن الحديث عن أن ملامح التحالف الذي يقوده مقتدى الصدر تبدو أكثر جليةً ووضوحاً للوصول للسلطة، في حين ان التكتل الذي يقوده هادي العامري القيادي في الحشد الشعبي والقريب من إيران يتجه نحو المعارضة رغم تمسكه بقدرته مع المالكي على تشكيل تحالفات واسعة مع السنة والأكراد، وتحويل الكتلة الأولى إلى صف المعارضة، وهو احتمال فيما يبدو ضئيل التحقق، وبدأ يخبو، إلا إذا كانت هناك عروض من فريق هادي العامري تجاري المطالب السنية والكردية ولم يسخ بها الصدر وحلفاؤه. ومع إقرار النتائج النهائية بعد عملية إعادة فرز الأصوات يدوياً التي قامت بها مفوضية الانتخابات يكون تحالف سائرون الذي يقوده مقتدى الصدر المتحالف مع الشيوعيين في المقدمة، ويليه هادي العامري وتحالفه «الفتح» في المرتبة الثانية في حين يكون حيدر العبادي في الترتيب الثالث، رغم ان الغرب كان يمني النفس بظهور قائمته في الترتيب الأول بعد تحرير الموصل تحت حكمه من «داعش». ومع ان كل الكتل الفائزة عاجزة عن تشكيل الحكومة فالكل يحتاج إلى تحالفات تصل به للنصف زائدا واحد التي يحتاجها لتشكيل الحكومة. وأصبح تحالف النصر الذي يقوده العبادي بشكل شبه نهائي متحالفا مع الصدر وتيار الحكمة الذي يقوده رجل الدين الشيعي عمار الحكيم، وكذلك مع القائمة التي يتزعمها اياد علاوي، في الوقت الذي اصطف فيه تحالف الفتح مع دولة القانون التي يقودها نوري المالكي في جبهة واحدة، ورغم أنه حتى اللحظة لم يظهر أي قرار نهائي من تحالف النصر أو سائرون عن استبعاد الاقتراب من تحالف الفتح أو دولة القانون وهما مدعومان من طهران، إلا أن كل المؤشرات تتحدث عن طلاق شبه كلي للنصر وسائرون عن الفتح ودولة القانون، بعد ورود أنباء عن محاولات إيرانية لشق صف النصر بتحريض البعض من أعضائه على الانشقاق منه والانضمام للفتح ودولة القانون. ومع ظهور ملامح المسارين تتجه الأنظار إلى المجموعتين الكردية والسنية لحسم معركة تشكيل الحكومة، وهو ما تفهمه المجموعتان جيداً، وتحاولان استثماره بشكل مثالي لصالح تعزيز مطالبهما قبل الانضمام لواحد من التكتلين السابقي الذكر. وبالرغم ان التكتلين يعرفان كم المطالب المطلوب منهما لإرضاء السنة والأكراد في العراق، وخاصة بعد سنوات الخصام بين بغداد وأربيل ومع المناطق السنية فإن التكتلين فيما يبدو لا خيار لديهما سوى محاولة كسب تلك المجموعتين ولو بتنازلات تعتبرها بغداد مؤلمة، وتعتبرها المجموعتان حقوقا كانت بغداد تغض النظر عنها. محاولات الاختزال في أربيل خرجت الانتخابات بنتائج تصفها المعارضة بالمخيبة وغير المقبولة، في حين يصفها حزبا الحكم (الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني) بالواقعية، حيث توجت بحصول الحزب الديمقراطي على نحو 25 مقعدا في البرلمان الاتحادي في بغداد، بينما حصل الاتحاد الوطني الكردستاني على 18 مقعدا، وحركة التغيير على 5 مقاعد، وحراك الجيل الجديد على 4 مقاعد، ومقعدين لكل من التحالف من أجل الديمقراطية والعدالة، والاتحاد الإسلامي، والجماعة الإسلامية، علماً أن الأحزاب الخمسة الأخيرة تعتبر معارضة للحزبين الكرديين المنتصرين. النصر الذي حازه الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني زاد من الغضب لدى أحزاب المعارضة التي كانت تمني النفس بنتائج أفضل بكثير من التي حصلت عليها، وصعبت تلك النتائج من نجاح محاولات «توحيد الصف» التي يدعو لها الديمقراطي الكردستاني حتى اللحظة. وفي وقت زاد خلاف المعارضة مع الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني زادت المنافسة بين الحزبين المنتصرين على الحصص في بغداد، وكانت الأخبار عن مرشحي منصب رئاسة الجمهورية من الحزبين جزءا من صور تلك المنافسة. ورغم تقارب الموقف بين الحزبين الكرديين الرئيسيين إلا أن توحدهما في بغداد لم يعلن بشكل نهائي بعد. وفي المشهد العام للتوزع السياسي في أربيل، هناك ثلاث كتل كردية سياسية تبحث عن موطئ قدم لها في بغداد المنقسمة أصلاً هي الأخرى لكتلتين غير رسميتين. ويجري الحديث عن ثلاثة أجنحة داخل المشهد السياسي الكردي وهي، الديمقراطي الكردستاني، والاتحاد الوطني، وجناح أحزاب المعارضة المجتمعة، إلا أن التقارب بين الديمقراطي الكردستاني صاحب أعلى تمثيل نيابي كردي في بغداد مع الاتحاد الوطني بدأ يسير نحو التحول إلى تحالف راسخ سيزيد من تماسك الأكراد في مطالبهم من بغداد حسب العديد من المراقبين. ويحاول الكثيرون الدفع بالمعارضة إلى التحالف مع الحزبين لزيادة الوزن الكردي في بغداد، ولعدم فتح مجال لكتلتي بغداد بشق صف الأحزاب الكردية، والاستفادة من تشتتهم، تخشى الأحزاب المعارضة أن يكون تحالفهم (في حال تم) سبباً في خسارتهم الأصوات الداخلية لقواعدهم الحزبية مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية لإقليم كردستان. في حين يبقى موقف الحزبين قويا أمام بغداد في المفاوضات مع بدء تحول الكتل الكردية إلى اثنتين، والتي قد تنتهي بكتلة كردية كبرى واحدة (تتكون من تحالف رسمي بين الديمقراطي والاتحاد الوطني وتحالف غير رسمي ولكنه شبه ضمني على وحدة المطالب بين الحزبين وكتلة المعارضة الكردية في بغداد) فإن كتلتي بغداد تحاول ان تتفادى التدخل في الخلاف الكردي السياسي الحالي مخافة اغضاب الأطراف المتنافسة، وخسارة دعمها مستقبلاً، رغم الحديث عن محاولات تواصل بغداد مع الأطراف الكردستانية جميعاً. ولا يمر يوم بدون أخبار عن وفود غربية وخاصة أمريكية وزيارات إيرانية للساسة الأكراد بغية دفعهم للانخراط مع كتلة من التي يدعمها الطرف المعني. ويجد الأكراد وساستهم أنفسهم أقرب إلى واشنطن إلا أنهم يأخذون عليها صمتها عن دخول الحشد الشعبي والجيش العراقي كركوك ومعظم المناطق المتنازع عليها بعد استفتاء الإقليم على الاستقلال حينها، وهو ما يُصعب من حراك بريت ماكغورك في أربيل ويزيد من مطالبات الأكراد للطرفين الدوليين المسؤولين والمتنافسين (واشنطن / طهران) عن ضمانات خطية لحماية حقوقهم من تقلبات بغداد مستقبلاً. ويعزز من موقف الكتل الكردية الثلاث تقاربها مع السنة العراقيين، وخاصة مع لقاءات دورية كردية مع ممثلي السنة الذين شعروا هم أيضاً بالتهميش خلال السنوات السابقة حتى اللحظة، ويحاولون مثلهم مثل الأحزاب الكردية الاستثمار الأمثل في الكتلة المقبلة التي ستقود الحكومة في بغداد. ويبدو ان التوجه العام للأكراد يتجه نحو الانضمام لتيار العبادي إلا أن الحديث عن قرار رسمي ونهائي من قبل الأكراد ضرب من الخيال حتى اللحظة. ويسعى الأكراد المتفقون جميعاً على عدد من المطالب المركزية التي يجب على بغداد قبولها، للوصول بعدها إلى تعهدات خطية منها، وبرعاية أمريكية قبل إعلان انضمامهم لمجموعة العبادي والصدر، وهو ما لم تعلن واشنطن التزامها به حتى اللحظة، ما يمكن ان يقبله تحالف الفتح، الذي يتلقى الدعم من طهران لحاجة إيران المطلقة لحكومة موالية لها في بغداد لتخفيف مضار الحصار الأمريكي عليها. بمعنى آخر فان إيران التي كانت ترعى مع تركيا الهجوم على كركوك ضد قوات البيشمركه قبل فترة ليست ببعيدة وشاركت في الحصار السياسي والاقتصادي على الإقليم مستعدة حالياً للضغط على تكتل الفتح حليفها في بغداد للقبول بالشروط الكردية مهما كانت عالية لتخفيف عزلتها مع العالم، وهو شيء يضعه الأكراد في الاعتبار، ولكنهم يعلمون ان ذلك يقوض السياسات الأمريكية في العراق، وهو شيء لا تحبذه الأحزاب السياسية الكردية ولا يغامرون بالدخول بهكذا متاهات. ورغم ان الخريطة السياسية النهائية لشكل التحالف الذي ستنتج عنه الحكومة في بغداد لم تعلن به، إلا أن الأحزاب الكردية تدرك قوة مركزها الحالي في وجه بغداد، وتحاول توحيد مواقفها أقله ضمنياً لتستطيع طرح مطالبها التي تتجاوز الخلافات الحزبية، وتقترب من أن تكون مطالب تتعلق بالهوية والجغرافية. ومع التنافس الأمريكي الإيراني على حكومة بغداد تأتي الإشارات عن اختيار الأكراد شبه النهائي التعاون مع العبادي، وبالتالي واشنطن، ولكن، مع المطالبة بتعهدات من العبادي بتنفيذ مطالبهم وعلى رأسها قضية تحديد مصير كركوك المجمدة منذ سنوات بسبب قرارات المركز، ومشاكل الميزانية، وبيع النفط، والحصص الوزارية. 11HAD شدّ حبال بين كتلتي بغداد وثلاثي أربيل في مفاوضات تشكيل الحكومة براء صبري |
الإدارة الأمريكية تريد حكومة عراقية جديدة تلتزم بسياسة العقوبات ضد طهران Posted: 25 Aug 2018 02:12 PM PDT واشنطن ـ «القدس العربي»: تتصاعد الاتهامات الأمريكية ضد الدور الإيراني في الخريطة السياسية العراقية إلى حد القول ان طهران تلعب لعبة مدمرة في الفوضى التي أعقبت الانتخابات ضمن سياسة تهدف إلى السيطرة الكاملة على أي حكومة عراقية جديدة. وهناك اعتقاد سائد في واشنطن، بين صناع السياسة ومستودعات التفكير ومراكز الأبحاث، ان النفوذ في العراق، بالنسبة لإيران، أصبح أكثر الحاحا منذ ان قرر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران والقوى الأوروبية، الأمر الذي زاد من تأجيج الأزمة الاقتصادية الإيرانية. وقال محللون أمريكيون ان السياسيين العراقيين يقعون في مرمى النيران المتبادلة بين القوى العالمية والإقليمية، أما الشعب فما عليه سوى مشاهدة الصراع. العلاقة بين العراق وإيران معقدة، خلافا لما تعتقد الصحافة الأمريكية والغربية، التي عادة ما تشير إلى أن معظم الأحزاب السياسية العراقية هي مجرد امتداد للنفوذ الإيراني، في حين ان هناك بعض الكتل العراقية، بما في ذلك الشيعية، تعارض اليد الثقيلة لطهران. وفي الواقع، عملية تشكيل الحكومة في بغداد ليست بسيطة وانما هي عملية دقيقة ومعقدة حيث يجب اعتبار الأغلبية الشيعية والسنة والأقليات، بما في ذلك الأكراد والتركمان، ومما يزيد الأمور تعقيدا ان الكتل الدينية ليست متناسقة، إذ ينقسم الشيعة إلى أربع كتل منافسة مع ميليشيات خاصة تحت غطاء أمني، بما في ذلك التحالف الذي يرأسه رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي إضافة إلى تحالف مقتدى الصدر الذي يحاول البقاء على مسافة واحدة مع كل من إيران والولايات المتحدة، وتحالف عمار الحكيم الذي يعارض العقوبات الأمريكية بشدة ضد إيران. وينقسم السنة الذين تم استثناؤهم من السلطة السياسية والميزانيات إلى ولاءات متعددة في حين ينشغل الأكراد بمشاكل داخلية. المهم هنا، ان تخرج الحكومة العراقية الجديدة من وسط الصراع الأمريكي ـ الإيراني قوية بدون ان تضطر لمواجهة واشنطن أو طهران، ومن الواضح ان بعض الأطراف تريد سحب بغداد إلى الجانب الإيراني، والآخر يريد سحبها إلى الجانب الأمريكي. وقال محللون أمريكيون، ان التنافس الجيوسياسي بين الولايات المتحدة وإيران لعب دورا حيويا في الفوضى التي أعقبت الانتخابات وهناك رهان في واشنطن على رفض العراقيين للأنشطة الإيرانية في نهاية الأمر استنادا على إشارات تدل على تعب الناس من التأثير الإيراني. وبالنسبة لإيران، فان العراق أكثر أهمية من مجرد جبهة من أجل الهيمنة الإقليمية ضد الولايات المتحدة، إذ أصبحت البلاد قناة لتجاوز العقوبات الأمريكية ومصدرا للدولار والعمليات المصرفية، وهناك محاولات جدية من طهران لدعم رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي الذي يكن عداء شديدا للسنة والأكراد للوصول إلى الحكم عبر اقناع المزيد من الزعماء السياسيين باقامة كتلة بديلة لدعمه، ولاحظ محللون ان إيران قد تنجح في الضغط على الأكراد من خلال اللعب في قضية فتح وغلق المعابر الحدودية. وأشار محللون أمريكيون إلى ان الولايات المتحدة تخشى عودة المالكي، وهي تؤيد بقوة ترشيح العبادي. وما يهم الولايات المتحدة في الوقت الحاضر من الحكومة العراقية الجديدة هو ان تلتزم بسياسة العقوبات بغض النظر عن الثمن السياسي. ولاحظ خبراء صعوبة التزام العراق بالعقوبات ضد إيران، فعلى الرغم من قول رئيس الوزراء حيدر العبادي إن بلاده ستلتزم على مضض بجولة العقوبات التي أعلنتها إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلا ان الساحة السياسية العراقية شهدت تنافسا في الدعوة إلى إعادة العلاقات التجارية مع طهران، والسبب، وفقا لتحليلات قدمتها الصحافة الأمريكية، ان العراق الذي يتقاسم حدودا طولها 1485 كيلومترا مع إيران يمكن ان يتضرر من العقوبات مع الإشارة إلى ان العراق يعتمد على جارته الشرقية في كل شيء بدءا من امدادات الغاز إلى المياه والمواد الغذائية. وإذا لم تستجب الولايات المتحدة لمطلب العراق بالحصول على اعفاءات من العقوبات، مثلما حدث مع الأردن الذي حصل على اعفاءات خاصة عندما فرض العالم الغربي عقوبات على الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وحتى العبادي، قال انه لا يمكن تحمل العقوبات مؤكدا بانه تعهد فقط بعدم استخدام الدولار. موقف الولايات المتحدة ما زال مشوشا بشأن مدى التزام العراق بالعقوبات الأمريكية ضد إيران، ففي حين قام العديد من المسؤولين من وزارة الخزانة الأمريكية بزيارة إلى البنك المركزي العراقي للتاكيد على معاقبة أي بنك يجري تعاملات مالية مع طهران مع تذكير بان للحكومة العراقية حسابات مصرفية في الولايات المتحدة يمكن تجميدها، إلا ان صناع السياسة في واشنطن يعلمون تماما بانه لا خيار لبغداد سوى خرق العقوبات إذ تم التشديد على الأمر بسبب اعتماد العراق على امدادات الغاز المكرر والمياه والمواد الغذائية من إيران. لدى إيران نفوذ سياسي في العراق، وهي ستستخدم كل قوتها لنسج تركيبة الحكومة العراقية الجديدة، وهذا بالتأكيد يعني ان السلطة الجديدة ستتخذ قرارات لا تعارض المصالح الإيرانية. وبعيدا عن تأثير الضغوط الأمريكية والإيرانية على تشكيلة الحكومة المقبلة فان القوى الأخرى تبدو غير مؤثرة في المشهد بشكل فعال، وليست هناك خطوات قد تساعد العراق ليصبح أكثر استقلالية. في نهاية المطاف، ستساعد هستيريا إدارة ترامب باتجاه فرض العقوبات ضد إيران بأي ثمن، وتهديد جيران طهران بالعقوبات على شيء واحد فقط هو تشجيع بغداد على الاقتراب من طهران بدلا من الابتعاد، وهناك اعتقاد بين مجموعة غير قليلة من المحللين ان إيران تستفيد حاليا من الفوضى العراقية الناجمة عن التدخل الأمريكي. 11HAD الإدارة الأمريكية تريد حكومة عراقية جديدة تلتزم بسياسة العقوبات ضد طهران رائد صالحة |
المفكر الموريتاني محمد سيد أحمد فال الوداني: على الدول المغاربية مواجهة سؤال التحديث بكل جرأة ومسؤولية ومصالحة مع الذات والتاريخ Posted: 25 Aug 2018 02:12 PM PDT محمد سيد أحمد فال الوداني، مفكر موريتاني وأستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة نواكشوط العصرية، ورئيس مركز «مبدأ» للبحوث الاستراتيجية في موريتانيا، وأحد أبرز الباحثين المتنورين في موريتانيا ومنطقة الساحل والمنطقة المغاربية. في حوار مع «القدس العربي» كشف الوداني قراءته لتفاعلات ما يسمي الربيع العربي، كما تحدث بتحليل معمق عن العوامل المعقدة التي تتفاعل في منطقة الساحل والمنطقة المغاربية وتوقف أمام منعطفات انتخابية كبرى، تمر بها موريتانيا ابتداء من الشهر المقبل. وفي ما يلي نص الحوار: ○ عوامل كثيرة تتفاعل في منطقة الساحل والمنطقة المغاربية من بينها الحروب السياسية والتناقضات الاجتماعية، كيف تتصورون مآلات هذه المنطقة؟ • تتضافر عوامل عدة لتشكل أرضية خصبة لتفشي الانقسامات الحادة داخل الدول المغاربية، فهناك التركيبة السكانية والخلافات البينية، كما تختلف في بعض جوانب تاريخها السياسي والاجتماعي والنضالي، وحتى في طبيعة المقاربات التنموية التي تؤثر في كثير من مناحي الحياة وطبيعة الحكومات والسلط إضافة إلى الفقر والأمية وغياب التنمية. وقد ولد كل هذا وساعد على ظهور التطرف العنيف، الذي غذاه تأويل الغلاة المتشددين، وبطش الغزاة المستعمرين، ما جعل الحاجة ماسة لطرح رؤية استراتيجية للمستقبل المغاربي بوصفه مجالا لتقاطع المصالح المشتركة بين الأمة المغربية الواحدة التي تشترك في التاريخ والدين والمصير، وفتح السبل أمام شعوبنا لتتبوأ مكانتها بين الشعوب في إطار إقليمي سياسي واقتصادي مندمج. وهناك أيضا حاجة إلى نفس أو تعاط علمي في المقاربات والممارسات، وإلى حس مغاربي نميز فيه بين انتمائنا الوطني والمغاربي ونرجح فيه مصالحنا الاستراتيجية المشتركة لتوفير القدر الذي تستحقه شعوبنا من الاستقلال والتنمية. فلم يعد من المستساغ، اعتبار الدولة المغاربية الموروثة عن الاستعمار شكلا وحدودا ومنهجا دراسيا، مسؤولة وحدها عما آلت إليه الأوضاع السياسية في بلداننا، كما لا يمكن إرجاع هذه الأوضاع إلى العوامل الجيوسياسية كخلافات بعض الدول الأعضاء فقط، فهناك عوامل معقدة ومتداخلة يشتبك فيها الوطني بالإقليمي والدولي، ويتحمل فيها المجتمع وعلى رأسه النخب والمثقفون جانبا كبيرا من مسؤولية التواطؤ عبر الصمت أو الانتصار الفج لكيانات ما قبل الدولة (القبيلة، الفئة، الجهة، الشريحة)؛ ولعل السؤال المشروع أن يطرح هنا هو: هل هناك استعداد من قبل الدولة في المغرب العربي والنخب المغاربية عموما للإصلاح السياسي والدخول في عصر الفعل الحضاري؟ إن على الدول المغاربية مواجهة سؤال التحديث بكل جرأة ومسؤولية ومصالحة مع الذات والتاريخ. أما بخصوص دول الساحل، فإنها تئن تحت واقع الفقر والجهل والتخلف وغياب الحكامة الراشدة منذ أمد، ولم يكن سقوط ليبيا والحرب الأهلية فيها وفي مالي وتهديد النيجر ومشاكل دول جنوب الصحراء عموما، إلا زيادة في الصدمة واندفاعا أعمى نحو المجهول. ولا أعتقد أن هناك غدا مشرقا قريبا ينتظر دول هذه المنطقة، إلا بشرط حدوث تغيير بنيوي يطال معالم المقاربات التنموية والاجتماعية بهذه البلدان، أو إذا ما أخذ أصحاب القرار في المنطقة الساحلية درسا من الماضي والحاضر، ليولوا وجوههم شطر توزيع العدالة والثروة والسلطة ونشر المعرفة والأخذ بناصية العلم والحكامة الرشيدة. ○ مشكلة قومية «الفلان» في مالي ومعضلة «الحراطين وهم الأرقاء السابقون» في موريتانيا، قضيتان تدفعان بمنطقة التماس العربي الافريقي إلى حروب عرقية، كيف تنظرون لهذا الملف الذي يتعقد مع الأيام؟ • هاتان المشكلتان مختلفتان في الطبيعة والسياق. فقضية «الحراطين» قضية موريتانية بامتياز، لأنهم مكون رئيسي أصيل وتليد من مكونات المجتمع الموريتاني، يحتاج نقاشه لقدر من الروية والحكمة والجرأة بغية رأب الصدع في الجسم الاجتماعي الموريتاني. إن تحدي مخلفات الرق والتفاوت، وهي ظاهرة اجتماعية عاشتها كل الشعوب والأمم يدفع الدولة بالضرورة باتجاه البحث عن تسوية شاملة ونهائية لمخلفات الإرث الإنساني وقد قطعت أشواطا كبيرة صراحة في هذا السياق: (ترسانة قانونية، وتمييز إيجابي، ومقاربة تنموية راشدة)، وستظل مشكلة «الحراطين» من أخطر المشكلات التي تهدد الوحدة الوطنية وتوفر مداخل للعابثين بالأمن الوطني وإذكاء الصراع خصوصا وأنه في ظل التنافس الحدي بين النخب والشخصيات السياسية، قد تشكل هذه الوضعية أرضية وفرصة لتوظيف كافة الأوراق من قبل هذا الطرف أو ذاك، مما يهدد الوحدة الوطنية والأمن والسلام والسكينة. ورغم ذلك، فإنني أتوقع أن يكون الإسراع في إنشاء مدرسة جمهورية وتنمية شاملة ومشاركة جميع النخب في معالجة هذه الاختلالات وتحمل كل فرد مسؤوليته تجاه الدولة والوطن والدين والتاريخ، كل ذلك سيجعل موريتانيا قوية مزدهرة ومنسجمة وما ذلك على الله بعزيز. ويختلف موضوع «الحراطين» عن موضوع قومية «الفلان» الذين يشكلون جزءا معتبرا وهاما من مكونات أغلب دول غرب افريقيا. فقد دخلت قومية «الفلان» منذ فترة في مشاكل عنف طائفي في وسط مالي، قد تؤدي إلى حروب أهلية ليس في جمهورية مالي فحسب، بل في المحيط الإقليمي كله، والواقع أن المكونات العرقية لهذه الدول تحتاج لمراجعة العلاقة بينها وإقامة دولة الحق والقانون. وبصراحة يشكل بناء وتحيين العقود الاجتماعية في العديد من دول العالم والعالم العربي خصوصا اليوم رهانا أساسيا وثقافيا يتطلب الجهد الوافر لضمان الاندماج الاجتماعي، ولعل الوضع الطائفي أو الاجتماعي في المنطقة العربية عموما والذي لا يكاد يخلو منه أي قطر عربي، أهم الحالات التي تستوجب الدراسة والتحليل لفهم ديناميكية تلك الهويات ومعوقات الاندماج الاجتماعي ولإيجاد حلول لأزمة التعايش على أساس عقد اجتماعي أساسه التأكيد على فكرة المساواة القانونية والسياسية بغض النظر عن الانتماءات الأولية. إن الوضع الطائفي لا يعبر عن حالة استاتيكية ثابتة لأن ذلك ينفي ضمنيا سيرورات التفاعل المجتمعي، وإنما يعبر عن توصيف لحالة منخرطة ضمن سيرورات صناعة الطائفية أوجدها وضع اجتماعي غير مستقر مرتبط بتنامي الشعور بالتهديد (السياسي، الاقتصادي، العشائري، القبلي…). وتطرح إشكالات الطائفية في العادة وفق مسارات تسيس وتأدلج الهويات وكأن تاريخها هو تاريخ سياسي محض، وهذا مجانب للصواب، وتارة يطرح التمييز بين الطوائف على أساس النشاط الاقتصادي، وتارة يطرح وفق الأساس الإثني الذي ينفي في كثير من الأحيان واقع التمازج والتصاهر الثقافي الذي عاشته وتعيشه الشعوب وفق أسطورة «العرق الخالص» وتارة يطرح من خلال منطق الأقليات رغم أن الأقلية لم تعد تحسب بالعدد بل بالفاعلية لتكون مقاربة الأقليات في دولة القانون هي آلية التحليل وتارة يطرح من خلال الطرح القومي ليعكس درجة الاختلاف بين مسار تبلور القومية في الدول ومسار ميلاد الوعي القومي، وكأن كل جماعة هي مشروع انقسام في جسم الدولة. وتارة يقدم البعد الطائفي ضمن امتداد جهوي دولي يتجاوز حدود الدولة القطرية ليرسم للتضامن الطائفي أبعادا دولية وإقليمية، ومن هنا تتدخل القوى الدولية لرسم حدود التلاقي والتلاغي. والحقيقة أن الحل يكمن في إقامة دولة العدل والقانون والبحث عن النجاعة، كما يكمن في التنمية والعدل لكونهما صنوين. ○ موريتانا مقبلة على منعطفات انتخابية كبرى، كيف تتصورون مستقبلها بعد هذ الاستحقاقات؟ • تعتبر المرحلة الحالية مفصلية في التاريخ السياسي الموريتاني وتتميز بعدة أمور منها: ـ قرب الاستحقاقات الانتخابية 1 أيلول/سبتمبر2018. ـ تعدد وتزامن الانتخابات (الجهوية، النيابية، البلدية). ـ تجربة المجالس الجهوية لأول مرة في التاريخ الموريتاني. ـ مشاركة جميع الأطراف السياسية في الانتخابات المقبلة. ـ منع الترشحات المستقلة. ـ مشاركة كل الأحزاب بسبب إكراهات الخوف من سحب التراخيص. ـ اندماج بعض الحركات غير المرخص لها بالعمل السياسي في أحزاب سياسية، ومشاركتها في الانتخابات مثل حركة «إيرا». ـ قرب الاستحقاق الرئاسي الذي سيقصي بعض المترشحين التقليديين للرئاسة بفعل أحكام الدستور الحالي للجمهورية. إن المتأمل في واقع التجربة السياسية الموريتانية الراهنة وتعقيداتها وتجلياتها المتعددة، يكتشف أنها ليست سوى حلقة من حلقات التاريخ السياسي الموريتاني الذي شكل تراكما من التزاوج بين الانتخابات والانقلابات. وموريتانيا تقف حاليا بين يدي لحظة فارقة، واستحقاق تاريخي، يتطلب من الأحزاب، والمنظمات السياسية، وقوى المجتمع المدني، مراجعة شاملة لماضي الأداء والتحفز لنقلة جديدة في التنمية السياسية تتفادى الأخطار وتوظف الفرص وتجابه التحديات الوطنية الكبرى. أرجو لها وأتوقع لها أيضا، مستقبلا زاهرا وعبورا آمنا نحو التنمية والديموقراطية. ○ قريبا يبدأ استغلال أكبر حقل للغاز في غرب افريقيا وتعلمون ما لهذه الثروات من تأثير سلبي على الاستقرار حيثما استغلت كيف تتصورون انعكاسات هذه النعمة وماهي شروط عدم تحولها إلى نقمة؟ • سببت الثروات وتسبب دائما حروبا كثيرة وطموحات مختلفة، لكن الخطر يكمن في الشركات غير الوطنية التي لها من النفوذ ما به تسقط حكومات وتدمر دولا، وليس طموح الشركات إلا مظلة لطموحات دول كبرى وقوى أكبر. رغم كل هذا لكن مع ذلك يبقى الإحجام عن استغلال ثروات البلد بسبب الخوف من المجهول والتوجسات وكوابيس التفكك، خيارا غير وارد خاصة في بلد مسلم ومسالم مثل موريتانيا، ومن هنا جاء استغلال المناجم الموريتانية (الحديد، الذهب النحاس، والغاز والنفط …الخ)، ليشكل أملا وغدا مشرقا لاقتصاد الطفرة الذي يشرئب إلى كل الموريتانيين. ويتميز حقل غاز «أحميم/تورتي» على حدود موريتانيا والسنغال بميزات مهمة منها قربه من الشواطئ الأوروبية والأمريكية، وجودة نوعية الغاز المسال في هذا الحقل. وسينجم عن اشتراك الدولتين الموريتانية والسنغالية في استغلال حقل الغاز إنهاء أبديا للصراعات المزمن بينهما، لكن ينبغي ألا نغفل أن الشراكة في الحقول قد تسبب أيضا صداعا مزمنا بين الأنظمة وحتى الشركات المستغلة للحقل. وبالنظر لقلة عدد السكان في موريتانيا، فستكون عائدات هذه الثروات مضافة للثروات الأخرى كالسمك والحديد، مصدرا كبيرا للدخل في موريتانيا وتغييرا جذريا في مستوى الدخل ومؤشرات التنمية. إلا أن ذلك يستلزم القيام بأمور كثيرة منها، ضبط حالة مدنية قوية، وضبط الحدود وممراتها، وتنمية الكفاءات الوطنية، وإعطاء الأولوية لتنمية الموارد البشرية، ومرتنة الوظائف مع الانفتاح على الخبرات والكفاءات، وترتيب أولويات التنمية ومراعاة مؤشرات النمو. وأعتقد أن من الممكن التحكم في إشكالية الثروة هل هي نعمة أو نقمة، أم هي منحة في جوفها محنة أو العكس، من خلال عقلنة تسيير تلك الموارد وطبيعة الاستغلال. وقد أقمنا على مستوى مركز «مبدأ» ندوة هي الأولى من نوعها حول استغلال حقل الغاز المشترك بين موريتانيا والسنغال واستضفنا لها خبراء من الدولتين، بحضور الشركة البريطانية المستغلة «بريتش بتروليوم». وقد اعتبر المشاركون أن استغلال حقل غاز «آحميم/تورتي» سيكون بداية مرحلة جديدة مهمة جدا للدولتين وللشركة أيضا. ○ ناقشت ندوات مركز «مبدأ» قضايا وظواهر سياسية واجتماعية واقتصادية كثيرة، ماهي أهم قضية نوقشت وشخصت الواقع المغاربي والعربي بدقة وما هي استخلاصاتكم من كل ذلك؟ • ناقش المركز عدة قضايا مهمة جدا، وأعتقد ان أهم استخلاص فيها هو ان نقاش الأفكار والقضايا ودخول المثقف العضوي، بلغة غرامشي، على خط الفعل في التاريخ والتأثير فيه أهم بكثير من الاستقالة المعنوية من الشأن العام، فاغتيال العقل يبدأ بذلك الوعي الزائف الذي يجعل المثقف بعيدا عن قضايا أمته بسبب انشغاله بالمشاكل بدل القضايا أو ما أسميه «سيادة المشاكل على القضايا». وأذكر هنا نماذج من بعض الندوات الدولية المهمة التي أقامها المركز، فمنها على سبيل المثال لا الحصر، ندوة قضايا الأمن والاستقرار في منطقة الساحل الواقع والمآلات، ومنها ندوة معوقات الانتقال الديمقراطي في بلدان المغرب العربي، ومنها ندوة الجماعات الجهادية في الساحل والصحراء من القاعدة إلى الدولة، ومنا، أيضا، ندوة رهانات التحول في المنطقة العربية. اعتقد انها كلها مواضيع مهمة ويضيق المقام هنا عن سرد استخلاصاتها. ○ إلى أين يتجه الربيع العربي حسب استقراءاتكم؟ • لا يمكن تقييم ما حدث في السنوات الأخيرة وسمي ربيعا عربيا تقييما سريعا ولا يمكن الحكم عليه بالنجاح مطلقا، ولا حتى بالفشل المطلق أيضا. ولا يمكن تفسيره تفسيرا تآمريا كما يحلو للبعض، مع أنه لا يمكن الحكم عليه بالخلو في بعض محطاته ومساراته، من تآمرية غذتها وتغذيها أيد في الداخل العربي مؤازرة بأيد غربية، ويمكننا هنا أن نطرح سؤالا: كم استمرت الثورة الفرنسية حتى اكتملت وأينعت وحان قطافها؟ وهل يمكن أن نفسر هذا الحراك تفسيرا أحاديا بعامل واحد أم بعدة عوامل تضافرت ليحصل ما حصل؟؟ هل شارك: الغزاة (المستعمرون) والغلاة المتشددون والبغاة الدكتاتوريون في صياغة واقع مظلم تفجر عنه ما تفجر ووصلت شظاياه هنا وهناك وهنالك؟ ولماذا غاب دعاة الفتنة أو غيبوا عن قلب إسرائيل؟ لماذا لم تطلق «داعش» وهي على حدود إسرائيل رصاصة واحدة ضد هذا الكيان؟ وما السبب في ذلك؟ هل في الأمر تآمرية حقا؟ ولماذا يشترط البعض الثورة كشرط للتغيير والتقدم؟ ألم تتقدم جل الدول الغربية بدون ثورات؟ لكن ذلك لا يلغي أن ما حدث كان نتيجة ما شيدوا بعض القادة من ضحايا هذا الربيع من أنظمة كرست الفساد والانسداد والاستبداد. عموما، كان من نتائج الربيع العربي حصول تغيير في العقليات وحصول تغيير في طبيعة التعاطي مع مطالب الشعوب وكانت وسائط التواصل الاجتماعي صاحبت السبق في المواكبة والريادة مما أبعد الفعل النخبوي وأبعد العقلانية والواقعية في الطرح والخطاب والترشيد والتسديد واستخلاص العبر. ○ يزداد النزاع حدة بين الشقيقات في الخليج العربي كيف تتصورون انعكاسات ومآلات ما يجري هناك؟ • النزاع بين الشقيقات في الخليج أثر ويؤثر على جميع الأصعدة، حيث أثرت هزاته الارتدادية على كل المنطقة بما فيها المغاربية بسبب المكانة والثقل التاريخي والوزن الاقتصادي والدور المحوري لدول الخليج. ولكنني، رغم ما عليه الأمور من تعقيد واضح، أتوقع أن يدفع صوت الحكمة والعقل واستشراف مصير عالم متعدد الأقطاب وتغيير موازين القوى في العالم الأشقاء في الخليج إلى تغليب لغة المصلحة العامة وبالتالي التخفيف من الانعكاسات السلبية التي أدت لاستنزاف الخيرات واستفراد العدو بالقرارات المصيرية لبلداننا في لحظة نحن في حاجة إلى التآزر والتعاضد والتراحم في عالم يسير بسرعة نحو تحولات كبرى تعيد ترتيب أوراق اللعبة والقوة والنفوذ في حالة تشهدها عادة مراكز القوى كل قرن. 11HAW المفكر الموريتاني محمد سيد أحمد فال الوداني: على الدول المغاربية مواجهة سؤال التحديث بكل جرأة ومسؤولية ومصالحة مع الذات والتاريخ حاوره: عبد الله مولود |
زواج السـوريات من المقاتلين الأجانـب Posted: 25 Aug 2018 02:11 PM PDT رغم عدم وصول نسبتها إلى أرقام قياسية، إلا إن زواج السوريات من المقاتلين الأجانب، أو ما يعرف محلياً بـ «المهاجرين» منذ سنوات، يعد من الأحداث الاجتماعية المقلقة في المجتمع السوري، خاصة تلك التداعيات التي تنتظر الأطفال مجهولي النسب، بعد تحفظ السواد الأعظم من المقاتلين المهاجرين عن إظهار نسبهم الحقيقي، والاكتفاء بالأسماء المستعارة، والتي تعتبر الخطوة الأولى وفق مصادر حقوقية في تضييع مستقبل العائلة، ووضع السوريات أمام تحديات مجتمعية لا يمكن تفاديها مع مرور الأيام. سوريا، وخاصة في المناطق التي انتشرت فيها المجموعات الجهادية كـ «دير الزور والرقة وحلب وحمص» مع بعض الحالات في الجنوب السوري، وثقت عشرات المشاهد، من زواج المقاتلين غير السوريين، من سوريات، وفق العديد من المسوغات، مختلفة المرجعيات والاعتقادات المحلية، ووسط ظروف مؤقتة سيطرت على مفاصل الحياة المدنية السورية، في ظل حرب أتت أكلها على معالم الحياة، بما فيها ثقاقات الشعب، وجعلت من الفتيات، رهائن لتلك التطورات، ووضعت أرواح الأطفال المجهولي النسب في غياهب مستقبل مرير. ووفق العديد من المصادر المحلية، فإن عملية زواج المقاتلين الأجانب، من سوريات، تتم دون العادات والتقاليد المعمول فيها في البلاد، وبعضها يكون بشكل شبه سري، لا يعلم به سوى المقاتلين من المنتمين إلى التنظيمات الجهادية، وتتكفل المحاكم التابعة لهذا التنظيم أو ذاك بتثبيت عملية الزواج، وتوثقه ضمن قيودها الخاصة. تداعيات سلبية عشرات الأطفال، كانوا نتاج زواج المقاتلين الأجانب من سوريات، علماً انه ليست هناك احصائيات دقيقة حول مجملهم، ولكن مصادر محلية، تتحدث أن تلك الأعداد متوسطة النسبة، ولكنها كارثية على الواقع المحلي لما ستخلفه من تداعيات سلبية كبيرة على مستقبل هؤلاء الأطفال. المعارض السوري أسامة المصري، وهو أحد المطلعين على بعض الحالات، يرى أن الطبيعة الاجتماعية للسوريين، تتقبل أي أحد يرتدي اللباس الطويل، وطويل اللحية، فيتم التعامل معه بأريحية، وأن هذه الملامح تدفع العائلات لقبول عرض الزواج، بأيسر الطرق المعروفة. لم ينته الخطب هنا، بحسب ما رواه المصري خلال حديث خاص مع «القدس العربي»: إذ إن غالبية المقاتلين الذين تزوجوا بسوريات، لا يقدمون لعائلة الزوجة الاسم والنسب الحقيقيين، ويكتفي بالاسم المستعار كـ «أبو عائشة الأردني» على سبيل المثال، حيث يرفض الزوج الإدلاء بأي تفاصيل، تحت حجة «الضرورات الأمنية»، وبعد الزواج، لا يتم توثيق الأطفال في السجلات المدنية في المناطق المحررة، وأن النظام السوري يرفض التعامل مع هذه الحالات. المقاتلون الأجانب المنتمون للتنظيمات الجهادية، يغادرون عائلاتهم تناسباً مع التطورات العسكرية الميدانية، تاركين خلفهم إرثاً ليس بالأمر الهين، وفق المصري، وأن المستقبل المجهول وحده المعلومة الواضحة حيال واقعهم. ليس الطفل وحده، من ولد والمعاناة برفقته، بل أن مصير الزوجات لا يقل ألماً، فهي لا تعرف كيف ستتعامل مع الواقع الراهن، وكيف تعرف نفسها، هل هي متزوجة، أم زوجة متوفي، أم مطلقة؟ دافع القبول بتزويج السوريات من المقاتلين الأجانب، حسب المصري، هو العاطفة، وبعضها سببها الخوف من التنظيمات التي بسطت نفوذها على مدينة ما، وبعض الحالات يكون الإغراء المالي أحد المشرعات لنجاح نماذج هذه الحالات. الزواج أمره خطير، بحسب المجلس الإسلامي السوري، وشأنه عظيم، وتترتب عليه حقوق وواجبات، وأحكامٌ ونتائج، ومصاهرة ونسب؛ لذا يجب أن يكون مبنياً على العلم والوضوح، ومعرفة الزوجين وتعيينهما، والجهالة بأحد الزوجين في العقد محرّم، ومآله خطير. وإذا جمع مجهول الاسم إلى ذلك انتساباً إلى جماعات «الغلو»، فإن هذا يزيد من المفاسد والآثار المترتبة على إجراء هذا العقد، فيكون أولى بالتحريم والمنع، لا سيما أن مجاهيل الغلاة، وخاصة إن كانوا غير سوريين، مشكوك في حقيقة أمرهم، ودينهم، وأخلاقهم، وقد يكونون من العملاء المدسوسين، أو من غير المسلمين. الإسلامي السوري نوه إلى إن الشريعة الإسلامية عنيت بحقوق الزوجين، وأولادهما، والمجتمع، وجعلت مِن مقاصدها الكبرى حفظ الضروريات، ومنها حفظ النسب والعرض والمال، وهي ضروريات متعلقة بعقد النكاح، وإنّ الإخلال بهذه الكليات أو بعضها يُعدّ تفريطاً بأصول التشريع ومقاصده، وبأمن المجتمع واستقراره، ويتسبب في خراب الديار، وضياع الأنساب، وهدر الأعراض. كذلك، تضييع حق المرأة في معرفة زوجها وشريكها، تضييع حقوق المرأة مِن الميراث والنفقة عند ذهاب الزوج المجهول، وعدم إمكان الوصول إليه، وتعريض المرأة للفتنة عند غياب الزوج، وبقاؤها معلّقة في عصمته، وعدم معرفة المحارم كوالد الزوج وأولاده. والمتعلق بالولد، وفق المجلس الإسلامي: أنّه لا يُعلم نسبُه، ولا عائلتُه، يؤدي هذا الزواج إلى تضييع انتساب الولد لبلده، وعدم القدرة على الحصول على أوراقها الثبوتية، وما في ذلك من مصاعب ومخاطر لا تخفى. ومِن المفاسد المتعلقة بالمجتمع والأمة: أنّ كثيراً مِن الأبناء سيولدون في حال غياب آبائهم، والجهل بحالهم، فلا يجدون مَن يهتم بهم ويربيهم، وينشأ جيلٌ مِن الأطفال الضائعين الذين يشكّلون عبئاً على المجتمع، ويكوّنون بيئةً خصبة للانحراف والجريمة، وفي هذا جناية على الشعب جميعه. انتهاك كبير لحقوق الإنسان مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني، قال لـ «القدس العربي»: ظاهرة زواج المقاتلين الأجانب من السوريات، هي انتهاك كبير لحقوق الإنسان، وكانت أكثر المناطق التي شهدت هذه الأحداث، الرقة، كون تنظيم الدولة سيطر عليها لسنوات طويلة، وانتشر فيها على مساحات كبيرة. وأرجع المصدر الحقوقي أسباب تزويج السوريات لمقاتلين أجانب، إلى ثلاثة محاور، الأول هو الخوف من التنظيمات المتشددة في سوريا، والزواج من أحد مقاتلي تلك التنظيمات، يجعلها محمية من قبل التنظيم، والمرجع الثاني، وهو الإقتراب الفكري من هذا المقاتل، وعملية الاقتراب الإيديولوجي، تسهل عملية الزواج، بما فيها تزويج الفتيات القاصرات، والعامل الثالث، الفقر. واعتبر عبد الغني، أن من يتحمل المسؤولية ومرتكب الانتهاك، هو والد الزوجة، معللاً ذلك بأن الوالد ليس من حقه الإقدام على مثل هذه الخطوات، وفي المناطق المذكورة، لا يوجد قانون محلي، لذلك يتم تطبيق القانون الدولي لحقوق الإنسان، بالتالي، هذه الأنواع من عمليات الزواج، تساهم بشكل أو آخر في تحطيم المجتمع السوري. ومصير هؤلاء الأطفال، ضحايا الزواج المجهول، وفق مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، غير مسجل بشكل قانوني، أو مسجل في محاكم شرعية محلية، وفي حال حدوث أي تطور عسكري أو تدمير هذه المحكمة، تضيع الوثائق فتضيع معها حقوق السورية وأطفالها. في غالبية الأحيان، تكون هوية الزوج المقاتل غير سوري، وبالتالي فهو مجهول الهوية، مما يعني ان الزواج غير مثبت، وفي حال قتل الزوج، لا توجد طريقة لتثبت الأم زواجها، وأطفالها، فتضيع حقوق كليهما، في مثل هذه الحالات. في حين قالت مصادر محلية لـ «القدس العربي»: العائلات التي وافقت على تزويج فتياتها من المقاتلين المهاجرين أو الأجانب، تحاول إخفاء الحادثة أمام المجتمع المحلي، وحتى الرأي العام، لما يترتب على أرباب تلك العائلات من مسؤولية قانونية، وكذلك خوفاً من العبارات التي قد تطلق على هذه السيدة أو تلك. كما أفاد مصدر خاص، بأن النظام السوري، يحاول عبر مجموعات سرية، الحصول على معلومات محلية حول اسم السوريات المتزوجات من المقاتلين الأجانب، بهدف الاستفادة منها في الجانب الاستخباراتي. الناشط المعارض أبو محمد الإدلبي، قال لـ «القدس العربي»: سوريا، كانت عايشت في أواخر عام 2012 حتى عام 2015، توافداً غير مسبوق للمقاتلين الأجانب بعد تعمد النظام إفراغ جيوبه العسكرية من النقاط الحدودية، الأمر الذي سهل عبور المقاتلين نحو العمق السوري». وأضاف، «المقاتلون الأجانب ممن دخلوا سوريا في تلك الحقبة، كانوا من مختلف الجنسيات، وبعضهم متزوج وبعضهم لا، وفِي سوريا كليهما جنح نحو الزواج من السوريات، كخيار أقل مسؤولية وكلفة، وكحل بديل عن احضار الزوجة المنحدرة من ذات وطن المقاتل الأصلي». وقد وقع في ذلك المستنقع، الطبقات السورية غير المتعلمة في أكثر الحالات، وكان العامل المادي من الدوافع المؤثرة على تزويج السوريات من مقاتلين أجانب مجهولي النسب، وغالبية المتزوجات هن زوجات شهداء أو مطلقات، وبعد حدوث الزواج ترحل السورية مع زوجها من مدينة لأخرى. ولكن مع انحسار الرقعة الجغرافية للجهاديين في سوريا، رحل الزوج – أي المقاتل الأجنبي، وترك زوجته وأطفاله دون أي إثبات قانونية تحفظ حقوقهم، فيما تلجأ العائلات إلى البحث عبر طرقها الخاصة عن أي وسيلة للوصول إلى عائلة زوجها في موطنه الأصلي، عساه تلملم بعضاً من حقوقها وحقوق أطفالها، وتبعد عن نفسها أي إجراءات دولية قد تطالها مستقبلاً. الإدلبي، رأى أن توسع تنظيم «الدولة» وجبهة النصرة في منتصف أعوام الثورة السورية، انعكس على الواقع الاجتماعي، وجعل تزوج السوريات من المقاتلين الأجانب أمرا غير مرفوض، لاعتقاد العائلات السورية الموافقة على تزويج بناتها من الأجانب، بان تلك التنظيمات خطت مستقبلها وثبتت قواعدها، وستكون هي السلطة المقبلة. وهنا وفق ذات المصدر، فان المنظمات الإنسانية والحقوقية تتحمل مسؤولية كبيرة لعدم تقديم الوعي اللازم للعائلات السورية، وأن لكل حرب ضريبة باهظة سيدفع المدنيون ثمنها في كل الأحوال. وأضاف المصدر المطلع على بعض الحالات في الشمال السوري، بعض السوريات ممن تزوجن بمقاتلين أجانب، تعرضن للضرب المبرح، ومنعن من زيارة عائلاتهن، وبعض الحالات كانت ناجحة نتيجة تقارب الواقع الاجتماعي للمقاتل والحياة الاجتماعية السورية، ولكن هناك بعض الزيجات، لا يوجد فيها أي تقارب من ناحية العرق أو اللغة وحتى العادات الاجتماعية بين المقاتل الأجنبي والسورية، مما أدى إلى انهيار سريع في الحياة الزوجية، وهذا أيضاً عاد بأضرار غير قليلة على الزوجة السورية، أما المقاتل فعاد وتزوج بأخرى. «مين زوجك؟» مجموعة من الناشطين الإعلاميين والحقوقيين في مناطق إدلب وريف حلب الغربي، وريف حماة الشمالي، كانوا قد أطلقوا، مطلع عام 2018، مبادرة تدعو النساء السوريات لعدم الزواج من المقاتلين الأجانب تحت عنوان «مين زوجك؟». ما يقرب من الـ 1750 حالة زواج لسوريات من مهاجرين، 1124 منهن أنجبن أطفالاً، وبلغ عدد المولدين لآباء مهاجرين 1826 طفلاً، في حين لا توجد أي احصائيات لزواج رجال سوريين من أجنبيات مهاجرات لفصائل إسلامية، وفق ما نقله موقع «سناك سوري». كما شملت الحملة جلسات حوارية نسائية بالتعاون مع عدد من المنظمات والفرق المدنية في المناطق المستهدفة، بالإضافة لحملة إعلامية عن طريق لصق بوسترات وبروشورات ورسوم غرافيتي على جدران الأماكن العامة في النطاق الجغرافي للحملة والنشر الإعلامي والتعريف بها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. 11HOR زواج السـوريات من المقاتلين الأجانـب حرب اجتماعية تدمر المتورطين فيها حسام محمد |
استمرار العجز المالي لـ«الأونروا» ينذر باضطرابات اجتماعية في المخيمات تهدد الاستقرار في الدول المضيفة Posted: 25 Aug 2018 02:11 PM PDT بيروت ـ «القدس العربي»: ليست جديدة أزمات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى «الأونروا». عجز الوكالة كان حاضراً على الدوام، ويطفو على السطح بشكل كبير مع بدء العام الدراسي من كل عام، بما يُهدّد مستقبل مئات الآلاف من الطلبة اللاجئين الذين تتولى «الأونروا» مسؤولية تأمين حق التعليم لهم في مخيمات الداخل والشتات. فمنذ مطلع الألفية الثالثة، برز عجز مالي متكرر في ماليتها، جرّاء تزايد المتطلبات المالية بفعل الحروب والأزمات المندلعة وتزايد أعداد اللاجئين الفلسطينيين، من دون أن يترافق مع زيادة الميزانية. هذا التحدّي كان يتمّ تلافيه عاماً بعد عام عن طريق الدول المانحة، لكن الأزمة هذه السنة تحمل في طيّاتها مخاطر وجودية مع إعلان الولايات المتحدة تقليص مساهمتها في موازنة «الأونروا» العامة، وهي المساهمة الأكبر بين الدول المانحة، والتي تبلغ نحو 360 مليون دولار إلى 60 مليوناً عام 2018، كإحدى وسائل «التطويع السياسي» من بوابة الضغوط المالية. لم يوارب ترامب في «تغريدة» له على «تويتر» حين كتب إنه سيُوقف تقديم أموال للفلسطينيين، إذ «لم يعودوا مستعدّين للمشاركة في محادثات سلام مع إسرائيل»، وحين أضاف في «تغريدة» أخرى «أننا ندفع مئات الملايين من الدولارات سنوياً ولا نحصل على أي تقدير أو احترام. هم لا يريدون حتى التفاوض على اتفاقية سلام طال انتظارها مع إسرائيل». سلاح الاقتصاد أنجع بات السلاح الاقتصادي والمالي سلاحاً قوياً وناجعاً في المعادلة. آثاره مدمّرة من دون حروب وأسلحة فتاكة وشلالات دماء وضجيج العالم، ومفاعيله السياسية مؤثرة ولا تقل إيلاماً عن «رائحة البارود». الخطورة أن «الأونروا» أصبحت على مفترق طرق. ما كشفته مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، في تقرير لها، من أن صهر الرئيس الأمريكي ومستشاره جاريد كوشنر، يعمل على إلغاء وضعية مليونيّ لاجئ فلسطيني، مُعبراً وفقاً لمضمون رسائل بريدية بينه وبين عدد من كبار المسؤولين الأمريكيين، بينهم مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط جايسون غرينبلات، عن «ضرورة بذل جهد حقيقي لتعطيل الأونروا، التي تُديم الستاتيكو القائم، ولا تُساعد في عملية السلام»، معلناً أن «إدارة ترامب مستعدة لإعادة صياغة شروط قضية اللاجئين الفلسطينيين لصالح إسرائيل كما فعلت في قضية نقل السفارة إلى القدس». هي الأهداف نفسها لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرامية بدورها إلى إنهاء وجود «الأونروا» إلى الأبد، كونها «تُبقي قضية اللاجئين الفلسطينيين حيّة وتخلّدها، وتؤكد رواية ما يُسمى بحق العودة». قادة إسرائيل يدركون معنى استمرار تلك الوكالة الفريدة من نوعها بين وكالات الأمم المتحدة، التي تركّز حصراً على اللاجئين الفلسطينيين، والتي تُعتبر «الوكالة الأممية الأهمّ» من حيث قدرتها على تقديم المساعدة الإنسانية الفعّالة. سبعة عقود على الولادة فمع نكبة العام 1948، تأسست «هيئة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين» لتقديم العون إلى أن تتأمن العودة التي كان يُؤمّل أن تكون سريعة. لكن تعقيدات القضية آنذاك فرضت الحاجة إلى تطوير دورها من أعمال الإغاثة المباشرة وتقديم المساعدات العاجلة التي تحفظ الحياة، إلى العمل على تلبية الحاجات الأساسية للاجئين، المتمثلة بالمأكل والتعليم والصحة والخدمات الأساسية، فكان أن تحوّلت إلى «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى الأونروا»، بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة في 8 كانون الأول/ديسمبر 1949، ودخلت حيز التنفيذ في الأول من أيار/مايو 1950، بحيث شمل عملها كل الدول المحيطة التي تستقبل اللاجئين الفلسطينيين. واستمر، منذ ذلك الحين، تمديد تفويض الوكالة إلى أن أصبح بمثابة تقليد يسري عند طرح الموضوع كل ثلاث سنوات، وما زالت تتواصل لسبعة عقود. ما يُقلق رئيس لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني الدكتور حسن منيمنة «أن هناك مسعى حقيقياً من جانب الولايات المتحدة لإلغاء «الأونروا» وشطبها وتحويل مسؤولية متابعة اللاجئين الفلسطينيين إلى المفوضية العامة للاجئين، ما يعني إسقاط حق العودة للفلسطينيين بالدرجة الأولى، وتحويل هؤلاء الفلسطينيين – الذين هم أصحاب الحق بالعودة – إلى مجرّد لاجئين مثلهم مثل ملايين اللاجئين الذين تُعنى بهم هذه المنظمة». النجاح في التخلص من «الشاهد الدولي» على الحق الفلسطيني بالعودة عبر إلغاء المنظمة الأممية التي تُعنى بشؤون اللاجئين الفلسطينيين، سينعكس سلباً بالدرجة الأولى على الدول المضيفة، وهي لبنان والأردن وسوريا، وعلى اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة. لا قدرة على الأعباء الإضافية بالنسبة للبنان، فقد أَعلن خلال مؤتمر الهيئة الاستشارية لـ «الأونروا»، التي تضم كل الدول المانحة والدول المضيفة، أنه لا يمكن له أن يحلّ محلّ «وكالة الغوث والتشغيل»، لا في تقديم الخدمات ولا في تولي أي دور يندرج في صميم عملها. فإلى الموقف المبدئي للحكومة اللبنانية الرافض لكل محاولات «توطين» الفلسطينيين، فإن لبنان غير قادر على تحمّل أعباء إضافية، في ظل ما يتكشّف من توجهات بأن تتحمّل الدول المضيفة المسؤوليات التي تعجز «الأونروا» عن القيام بها نتيجة العجز المالي. الأخطر من وجهة نظر رئيس لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني هو الشعور بغياب الاهتمام والمتابعة العربية، وخاصة من قبل الدول المضيفة للاجئين، لمواجهة هذه الأزمة القادمة المفتوحة على أن تكبر أكثر، فيما يبدو أن ضغوط الولايات المتحدة على بعض الدول المانحة لتقليص مساهماتها ستؤتي ثمارها لجهة زيادة عجز «الأونروا» بشكل أكبر. وفي هذا الإطار، يتخوّف منيمنة من أن يؤدي الموقف السياسي الأمريكي، الذي ساهم في خلق فجوة مالية كبيرة، إلى حدوث اضطرابات اجتماعية داخل المخيمات، وهذا سينعكس سلباً على حالة الاستقرار في لبنان وفي الدول المضيفة، لا سيما وأن هذه الدول عاجزة عن احتواء الموقف والتحوّط لتداعياته على أمنها الاجتماعي. ويرى، تالياً، حاجة فعلية للدول المضيفة أن ترسم سياستها لمواجهة هذا التحدي الذي يتمثل بتقليص خدمات «الأونروا» ومحاولات توقيف عملها، وأن تدفع هذه الدول بالجامعة العربية وبسائر المؤسسات للعمل على تأمين بدائل لهذه المساهمة الأمريكية، حيث لا يبدو أن هناك إمكانية لتراجع أمريكي عن هذه السياسة. في حساب الأرقام، تمكنت «الأونروا» من تقليص العجز المالي من 446 مليون دولار إلى 217 مليون دولار، حسب الناطق الرسمي باسم «الأونروا»، سامي مشعشع. وخرج المفوض العام للوكالة بيير كرينبول الأسبوع الماضي ليعلن عن قرار فتح المدارس التابعة للوكالة لبدء العام الدراسي في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، وفي غزة والأردن ولبنان وسوريا، وعددها 711 مدرسة، تستقبل 526 ألف طالب وطالبة، لكنه كان واضحاً أن الوكالة لم تخرج من دائرة الخطر، ولديها تمويل يكفي لإدارة عملياتها حتى نهاية شهر أيلول/سبتمبر. وهي تحتاج إلى 217 مليوناً إضافية ليس فقط لضمان فتح المدارس، ولكن لضمان استمرارها حتى نهاية هذا العام. تدابير تقشفية غير مسبوقة وفق إحصاءات «الأونروا» في لبنان، فإن هناك نحو 32 ألف طالب وطالبة يدرسون في مدارس الوكالة الـ69 الموزعين على 12 مخيماً منتشرين بين الشمال وبيروت والجنوب. لكن المسألة بالتأكيد لا تقتصر على التعليم، بل تشمل خدماتها أيضاً الرعاية الصحية والإغاثة والخدمات الاجتماعية والبنية التحتية وتحسين المخيمات والحماية والإقراض الصغير، والتي تُقدم إلى اللاجئين. غير أن ثمة تضاربا في الأرقام الحالية لعدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. أرقام «الأونروا « تصل إلى 447 ألف لاجئ، فيما الإحصاء الرسمي اللبناني الأول من نوعه الذي أنجزته إدارة الإحصاء المركزي اللبناني والجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني وبإشراف لجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني في المخيمات الاثني عشر و156 تجمعا سكانيا حيث أماكن تواجد غالبية الفلسطينيين في لبنان أشر إلى رقم 174 ألفاً و422 فلسطينياً، وهو ما خالف كل التوقعات وكل عمليات تضخيم الأرقام التي توّظف سياسياً في البلاد التي تعيش على وقع إشكالية الوجود الفلسطيني وهاجس التوطين وما يمكن أن ينجم عنه من تبدلات ديموغرافية تخل بالتوازن الطائفي كما المذهبي، وسط الصراع المحموم في لبنان والمنطقة الذي يأخذ سمة مذهبية بامتياز. وسواء كانت الأعداد هي وفق الإحصاء الرسمي أو إحصاء «الأونروا»، فإن أزمة العجز تتواصل فصولا، ومعها اضطرت الوكالة إلى تقليص خدماتها أو خفض نوعيتها أو اجتزاء تنفيذ بعضها، وبرز ذلك بشكل جلي في تأخير تنفيذ إعادة إعمار مخيم نهر البارد، وكذلك في تأخير مشاريع تحسين أوضاع المخيمات أو اجتزائها. وباشرت «الوكالة» أيضاً باتخاذ تدابير تقشفية صارمة غير مسبوقة، بدأتها بقرار دمج بعض المدارس ببعضها ورفع عدد الطلبة في مدارسها إلى سقف الخمسين طالباً للصف الواحد، مع ما يترتب على ذلك من تدن في مستوى التعليم، وإيقاف العقود الاستشارية الدولية، وتجميد التوظيف، وقامت بفتح باب التقاعد الطوعي لموظفيها. تحديات ردم الفجوة يصف الناطق الرسمي باسم «الأونروا» «الشهور الستة الماضية بأنها كانت قاسية على الوكالة وعلى اللاجئين الفلسطينيين، وأن تداعيات الأزمة المالية الخانقة وتأثيرها على الخدمات يثير مخاوف عميقة حيال المستقبل، بحيث يشكل العجز المالي الحالي أكبر عجز شهدته «الأونروا» في تاريخها، ولا يجوز إخفاء المخاطر المقلقة جداً، التي قد تواجهها في معرض تقديم خدماتها، إذا لم تتلقَ تمويلاً إضافياً وسريعاً في الأشهر المقبلة التي ستكون حاسمة. ما بذله المفوض العام وطاقمه خلال الأشهر القليلة الماضية مكّن الوكالة، حتى اللحظة، من الإبقاء على خدماتها الحيوية والطارئة لأكثر من 5 ملايين لاجئ فلسطيني، في رفض وتحدٍ للأمر الواقع لأن تفويضها واضح. ورغم تأكيده أن «الأونروا» باقية وستستمر في خدمة لاجئي فلسطين وتوفير الحماية لهم ما استطاعت حتى تحل قضيتهم حلاً عادلاً يبقى السؤال-التحدي هو كيف؟ إذا استمرت واشنطن في تقليص مساهمتها، وفي مواصلة ضغوطها على الدول المانحة لخفض مساهماتهم أيضا، كورقة مساومة وضغط على الأطراف المعنية ليس فقط بهذا الملف بل بالموضوع الأم المتمثل بالصراع العربي-الإسرائيلي في لحظة إقليمية حاسمة تتقدم فيها الرؤية الأمريكية للحل مستفيدة من ضعف المنظومة العربية وتشتتها، بحيث وجد الرئيس الأمريكي أن لا عوائق حقيقية عربية-دولية يمكنها أن تثنيه عن تنفيذ الاعتراف الأمريكي بأن القدس عاصمة للإسرائيل عبر نقل السفارة الأمريكية إلى القدس. القرار لصاحب المال ليس من قبيل الصدفة أن تكون الولايات المتحدة تتصدر لائحة المانحين يليها الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة واليابان وبعض الدول الأخرى. ما هو لافت أن الحصة العربية المتفق عليها بين جامعة الدول العربية و»الاونروا» تبلغ نسبتها 7.8 في المئة من إجمالي الموازنة، ولا يتجاوز حد المساهمة العربية الأقصى عادة نسبة 2.8 في المئة في أحسن الأحوال. مع اشتداد الأزمة راهنا، قامت الدول العربية بدفع الحصة المقررة وهي 7.8 في المئة من إجمالي موازنة الوكالة، لكن ذلك غير كاف بالتأكيد، فمن يمسك المال، يمسك القرار. فكيف إذا كان الواقع اليوم في المنطقة يحكمه صراع مستحكم تحت عنوان مواجهة النفوذ الإيراني الذي قد يكون ثمنه باهظاً جداً على مستوى القضية الفلسطينية التي بقيت قضية العرب المركزية حتى الأمس القريب! استمرار العجز المالي لـ«الأونروا» ينذر باضطرابات اجتماعية في المخيمات تهدد الاستقرار في الدول المضيفة رلى موفّق |
مدينة خليل الرحمن: عنب وذهب ومواجهات Posted: 25 Aug 2018 02:11 PM PDT الخليل ـ فلسطين ـ «القدس العربي»: مدينة خليل الرحمن، كبرى المدن الفلسطينية ورابع مدينة مقدسة للمسلمين بعد مكة والمدينة والقدس، وأكثر المحافظات استقلالا من الناحية الاقتصادية، وأكبرها من الناحية السكانية وأكثرها تعرضا لمضايقات المستوطنين لأنها المدينة الوحيدة التي زرعت في احشائها خمس بؤر استيطانية متقاربة يصل عدد ساكنيها نحو 400 متطرف اقتطعوا من لحمها خمس مساحتها وسكنوا في حلقها وعيونها وعلى صدور أبنائها بناء على بروتوكول خاص لحماية هؤلاء القتلة وقعته السلطة الفلسطينية مع نتنياهو عام 1997 برعاية أمريكية. فالخليل، من جهة، مكتظة بالسكان يصعب السير في شوارعها بسبب الازدحام ومن جهة أخرى حيث المستوطنين تكاد تكون أقرب إلى مدينة الأشباح التي هجرها سكانها وأغلقوا بيوتهم خلفهم ومهروا محلاتهم بالشمع الأحمر كأنهم لن يعودوا إليها أبدا. وأغرب ما تعرضت له الخليل أنها عوقبت على مجزرة ارتكبها متطرف صهيوني في رمضان 1994 عندما تسلل باروخ غولدشتاين مع صلاة الفجر يوم 15رمضان (25 شباط/فبراير 1994) إلى داخل الحرم الإبراهيمي وأفرغ ثلاثة مخازن من رشاشه في المصلين مخلفا 29 شهيدا وأكثر من 150 جريحا. وعندما أفرغ كل ذخيرته قام عليه من تبقى من الأحياء وقتلوه بالأحذية. استغلت سلطات الاحتلال المذبحة وفرضت حصارا لمدة ستة أشهر وأغلقت كافة الشوارع المؤدية إلى الحرم الإبراهيمي بما فيها شارع الشهداء أهم وكافة المحلات المتلاصقة فيه وقامت بتقسيم المسجد زمانيا ومكانيا بين أهل الخليل وسكانها الذين يزيدون عن ربع المليون وبين حفنة من المستوطنين. فبدل معاقبة الجناة الذين سهلوا المذبحة وساهموا فيها عوقب سكان المدينة عقابا أبديا مهد لاقتطاع ربع المدينة للمستوطنين عام 1997. مهد الصناعات المحلية زيارة فلسطين لا تكتمل إلا بزيارة الخليل والاطلاع على معاناة أهلها وزيارة معالمها التاريخية المقدسة والاطلاع على نشاط أهلها التجاري والصناعي والزراعي. فالخليل سلة العنب في فلسطين ومهد الصناعات المحلية وأكبر أسواق البلاد تصديرا واستيرادا. لكن الوصول إلى المدينة ليس بالأمر السهل. فحملة هويات الضفة لا بد أن يتبعوا طريقا متعرجة بعيدة يطلق عليها «طريق وادي النار» تستغرق على الأقل ساعتين بدون حواجز. أما حملة هوية القدس أو الوثائق الأجنبية فيمكنهم المرور من الشارع الرئيسي قرب بيت لحم في رحلة تستغرق 40 دقيقة دون حواجز. ولكن الداخل للخليل مضطر أن يمر على حاجز يسميه الأهالي «دوار الموت» لكثرة ما جندلت قوات الاحتلال من أبرياء من بينهم امرأة عمرها سبعون عاما. فالدوار تلتقي فيه أربع طرق يستخدمها المستوطنون في مجمع مستوطنات «غوش عتصيون». فلا يكاد يخلو الدوار من مرور مستوطنين أو وقوف بعضهم في انتظار المواصلات. وقد توزع جنود الاحتلال على الزوايا الأربع وجلسوا في حالة استعداد تام لإطلاق النار. فأي حركة مشبوهة أو تعطل سيارة أو خروج أحد من سيارته لأسباب طبيعية أو إنزال راكب يجابه بإطلاق النار الفوري. فشعار قوات الاحتلال «أقتل ثم حقق. أقتل ثم إذا لزم الأمر برر». القطاع الصناعي بعد جولة في المدينة على الأقدام كانت وقفتي الأولى في غرفة الصناعة والتجارة للتعرف من المسؤولين على أنشطة الخليل التجارية والصناعية. لقاؤنا الأول كان مع إسماعيل الشريف مدير العلاقات العامة في الغرفة. وأكد أن حديثة سيبتعد قليلا عن السياسة ويحصره في الصناعة والتجارة لعاصمة فلسطين الاقتصادية. وقد أسهب في توضيح القطاعات الصناعية التي تشتهر بها الخليل وخاصة الحرف اليدوية. وقال في الخليل 2400 منشأة صناعية مقسمة إلى 13 قطاعا، من بينها الصناعات الخشبية كالأثاث، والأبواب. ومنها صناعة الرخام المشهور. فحجر الخليل من أفضل الحجارة في الشرق الأوسط ويطلبونه في كثير من دول الخليج لبناء فللهم. قطاع الصناعات الجلدية كالأحذية تعرض للتدمير بسبب البضائع الصينية الرخيصة التي غزت البلاد. «كان يعمل في هذا القطاع نحو 35000 عامل في الثمانينيات والآن لا يعمل فيه أكثر من 5000 عامل بسبب تراجع الإنتاج المحلي». والخليل مشهورة بصناعة الألبان ومشتقاتها الغذائية وشركتا الجنيدي وجبريل معروفتان في كل أنحاء الشرق الأوسط. وفي الخليل يوجد مصنع نسيج. وللعلم فالمدينة تحتوي على المصنع الوحيد في فلسطين لصناعة الكوفية الفلسطينية الشهيرة. وكذلك فيها مصانع تتعلق بالإنشاءات ومواد البناء كالطوب والإسمنت والبلاط والجدران. وقطاع الصناعات البلاستكية يتطور بشكل مطرد. وقد استحوذت الخليل على 70 من صناعات البلاستيك في كل أرض فلسطين التاريخية. إضافة إلى الصناعات الورقية والكرتون، وقطاع الحرف اليدوية والتحف والهدايا المشهورة وخاصة قنديل الخليل الذي دخل الصناعات العالمية منذ بداية القرن التاسع عشر. وتابع قائلا إن القطاع الثاني الأهم في الخليل والذي يشكل أحد أعمدة الاقتصاد على مستوى فلسطين هو قطاع المعادن الثمينة. ففيها 45 مصنعا للذهب والمجوهرات من أصل 60 على مستوى فلسطين كلها تنتج عشرات الكيلوغرامات من الذهب والمجوهرات والحلي ومشكلة هذا القطاع في استيراد الذهب الخام بسبب القيود الإسرائيلية وإرغام الفلسطينيين على دفع ضرائب بقيمة 12 في المئة. وقال الشريف إن هناك بطالة في الخليل مثلها مثل بقية المدن الفلسطينية بسبب المواسم الزراعية أو السياحية والأهم من هذا الوضع الأمني الذي يؤدي أحيانا إلى الإغلاقات والاعتقالات والإعاقة على الحواجز. وأكثر من يشعر بالبطالة هم خريجو الجامعات. والخليل فيها جامعتان «الخليل» و»جامعة بوليتكنيك» أي المعهد التكنولوجي إضافة إلى فروع جامعة القدس المفتوحة والمعاهد وكليات المجتمع. وقد تابع الدكتور طارق التميمي، الأمين العام لغرفة التجارة والصناعة، شرح كيف أن 40 في المئة من ناتج الدخل القومي في فلسطين آت من الخليل كما تشمل المدينة 45 في المئة من الصناعات المحلية على مستوى الوطن. لقد تحولت المدينة في الأربعين سنة الماضية إلى عاصمة اقتصادية. لقد استولت الخليل على سوق بعض الصناعات الاستهلاكية في فلسطين وإسرائيل مجتمعتين مثل الاحتياجات البلاستكية الاستهلاكية. لكن يجب أن نعترف أن الميزان التجاري مختل تماما لصالح إسرائيل حسب ما جاء في اتفاقية باريس الاقتصادية لعام 1995 والتي ربطت عجلة الاقتصاد الفلسطيني بالإسرائيلية وجعلت الاقتصادين «في غلاف واحد». وحجم التبادل بين إسرائيل وفلسطين أكثر من عشرة مليارات دولار منها 85 في المئة لصالح إسرائيل. فلسطين تشكل ثاني أكبر سوق تجاري لإسرائيل بعد الولايات المتحدة. نحن أهم لإسرائيل من الهند والصين وفرنسا. كذلك تعاني السلطة الفلسطينية من المنافسة مع المصنوعات الخارجية وكثير من المستوردات الفلسطينية تسجل تحت اسم إسرائيل لأننا لا نستطيع أن نستورد كثيرا من المواد مباشرة إلا عبر تاجر إسرائيلي. وتعمل الغرفة على تشجيع التجار على أن يستوردوا دون المرور عبر إسرائيل لأن كثيرا من الدول تقيم علاقاتها مع الفلسطينيين من خلال التجارة وحجم التبادل التجاري وخاصة إذا انضمت فلسطين لمنظمة التجارة العالمية. وأضاف إن غرفة الخليل التجارية قامت بتشغيل 500 شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة في المصانع المحلية وهي نسبة عالية. وقد حصلنا على جائزة دولية لريادتنا في هذا المجال. وقد أنشأنا «التحالف الوطني الفلسطيني لتشغيل ذوي الإعاقة» ويضم خمس مؤسسات أساسية تعمل معا من أجل دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في ميدان التشغيل. من جهة أخرى قررت الغرفة التجارية بالتعاون مع البلدية والمحافظة أن تحل مشكلة انعدام فرص العمل والتجارة في البلدة القديمة بعد أن أغلقت سلطات الاحتلال 512 محلا تجاريا منذ مذبحة 1994. كما أن هناك 3000 محل تجاري أغلقت بإرادة أصحابها بسبب عدم امكانية تحمل التكاليف من أجرة وضرائب ومصاريف أخرى دون دخل بسبب غياب الناس. وقررت الغرفة التجارية أن تعيد الحياة لتلك المنطقة. «قمنا بشراء حافلتين تعملان بالطاقة الكهربائية لنقل الجمهور من باب الزاوية إلى البلدة القديمة مجانا ابتداء من شهر رمضان الفائت تتسع كل حافلة 14 راكبا ومهمتهما تشجيع الناس على الوصول إلى تلك المنطقة المعدمة من السكان بسبب البؤر الاستيطانية والإغلاق الدائم لعلنا نعيد النشاط التجاري للبلدة القديمة». كما أنشأنا مؤسسة استهلاكية في البلدة القديمة مدعومة من الغرفة التجارية لتبيع البضائع بسعر أقل 10 في المئة من السوق كي نشجع المستهلكين على الذهاب إلى البلدة القديمة للتسوق بأسعار أقل من السوق الخارجي ليس فقط في رمضان بل طوال أيام السنة. ومن المعروف على المستوى الفلسطيني أن الخليل أكثر بلدان فلسطين محافظة وتمسكا بالتقاليد، حيث لم تعرف المدينة في تاريخها مرافق ترفيهية كدور السينما والمسارح والحدائق العامة. وأكد الدكتور التميمي أن المسؤولين في المدينة بدأوا يفكرون في إضافة لمسات ترفيهية في المدينة ابتداء من الحدائق العامة والمساحات الخضراء، صحيح أنها قليلة ومعظمها في الضواحي، لكن هناك حركة واسعة في افتتاح المطاعم والمقاهي والنوادي وهذا شيء جديد في المدينة التي تنقصها مهارات الخدمات. وقد قررت الغرفة التجارية أن تساهم في سد ثغرة الخدمات بإنشاء «أكاديمية الطهي» على طراز عالمي لتدريب طهاة مهرة من جهة وتدريب عمال الخدمات بطريقة مهنية راقية وقريبا سيتم افتتاح الأكاديمية ومقرها في الغرفة التجارية. كما أنشأت الغرفة التجارية «وحدة صاحبات الأعمال» تضم أكثر من 300 سيدة يعملن في قطاع التجارة والصناعة وبعضهن يملكن أسماء كبيرة في هذا المجال. مثل ميرا الزعتري، وهي خليلية وسعت مشاريع والدها في تجارة الأحذية لتشمل 100 دولة من بينها محلات تجارية في الولايات المتحدة. مواجهة الاستيطان في مقر محافظة الخليل التقينا المحافظ، كمال أحمد حميد، ليحدثنا عن المشكلة الأساسية التي تواجه أكبر محافظات الوطن وهي الاستيطان الذي يتمدد كالأخطبوط ليس فقط حول المدينة بل وفي أحشائها الداخلية. وقال إن التحدي الأكبر أمام كبرى محافظات الوطن، حيث يزيد عدد سكانها عن 630000 نسمة هو كيفية حماية الأرض ومنتوجاتها من اعتداءات المستوطنين المحميين من قبل قوات الجيش. فمستوطنة كريات أربع تتداخل مع المدينة ولا يفصلها عن الخليل إلا شارع. ويقوم سكانها بالاعتداء على الناس والأرض والأشجار والمواشي. وأما البؤر الصغيرة داخل المدينة فهي التي حرمت 20 في المئة من سكان المدينة من العيش بهدوء في بيوتهم وقرب مصادر رزقهم. وحتى القلة من السكان الذين صمدوا في بيوتهم فحياتهم أقرب إلى الجحيم. وفي الخليل كما هو معروف ارتكبت أكبر مجزرة داخل الحرم الإبراهيمي عام 1994 ويكاد لا يمضي يوم أو إثنان دون قتل أو جرح أو اعتقالات بسبب التداخل الكبير بين المستوطنين وسكان المدينة. عين كامل حميد، محافظا للخليل عام 2010 وهو من مواليد بيت لحم القريبة من الخليل. ودخل سجون الاحتلال تسع مرات. فقضية الأسرى ومعاناتهم قريبة من قلبه ولا يكاد يترك مناسبة دون أن يشيد ببطولات الأسرى. تضم محافظة الخليل عددا من المدن المتوسطة مثل حلحول ويطا ودورا وبني نعيم وبيت أمر وغيرها. وهي مشهورة بكروم العنب فيها وبمشتقات عديدة من العنب يتفنن أهلها في صناعاتها وبيعها أو تخزينها لأيام الشتاء. يقول بديع الدويك، أحد نشطاء حقوق الإنسان في المدينة، إن السكان العرب الباقين في المدينة القديمة يمنع عليهم اقفال بيوتهم بل أغلاقها فقط ويستطيع أفراد الأمن والجيش اقتحام البيوت في أي وقت في الليل أو النهار. كما يقوم المستوطنون برمي القاذورات وفضلات الطعام فوق رؤوس الفلسطينيين. وقد يمنعونهم من مغادرة المنزل لأيام وقد يحرمونهم من العودة إلى منازلهم في حالة حدوث طارئ. إنهم يعيشون في سجن حقيقي. ويحاصرهم الخوف في كل مكان كي يتركوا بيوتهم وأملاكهم. وفي الطريق إلى معاينة الحرم الإبراهيمي ومشاهدة ما جرى لهذا المسجد التاريخي الذي يضم رفات الأنبياء إبراهيم وزوجته سارة ويعقوب وإسحق وزوجتيهما رفقة وليئة الذي صنفته اليونسكو عام 2017 على قائمة التراث الإنساني كملك حصري للفلسطينيين، استوقفني الصحافي الفلسطيني رائد أبو رميلة ليؤكد لي أنه شاهد ووثق العديد من الإعدامات الميداينة قرب الحرم الإبراهيمي ونشر الصور في عدة أفلام وثائقية. ومن الذين وثق إعدامهم دانيا إرشيد ومهدي المحتسب، وإيهاب مسعود، وعبد الله العجلوني وياسمين الزرو، وكلها إعدامات من نقطة الصفر. «لدي وثائق حول اعتقالات الأطفال ومداهمات البيوت واستخدام الرصاص الحي ضد المحتجين. في الانتفاضتين الأولى والثانية لم تكن هناك اعدامات ميدانية بهذا الشكل وخاصة ضد الأطفال ـ كانت هناك انتهاكات ـ أما في الهبة الأخيرة منذ عام 2015 فالإعدام ممارسة منتشرة تماما ضد الأطفال» قال أبو رميلة. أترك الخليل وينتابني شعور مزدوج، فمن جهة تعطيك هذه المدينة شحنة من أسباب صمودها وإبداعاتها وحركتها التجارية الدؤوبة وروح التضحية والمثابرة والإنتاج التي يتمتع به أهلها. وفي الوقت نفسه يعتصر قلبك ألم دفين لما تعرضت له من ظلم وقهر ومعاناة بسبب المستوطنين الذي يعيشون بقوة بنادقهم داخل المدينة ويتمددون خارجها كبقع السرطان الذي إذا لم يتم استئصاله فالنتيجة أنه سيقضي عليك. مدينة خليل الرحمن: عنب وذهب ومواجهات عبد الحميد صيام |
مصطلح الأدب النسوي ملتبس والكتابة لا تخضع لجنس كاتبها Posted: 25 Aug 2018 02:10 PM PDT «الكتابة تشبيه الإنتاج» هكذا قال أديب وهو يعرفها، وهي تحتاج إلى عوامل أولية لكي تكتمل صورة الإبداع لأي نصّ أدبي، ولهذا فان لا فواصل ولا حدود في الأدب بين عناصره وكتابه، لأن اللغة هي المعيار الأكبر لتحديد الإبداع من عدمه، ولأنه أي الأدب هو روح الحياة. إلا ان الواقع النقدي فرض العديد من المصطلحات التي أريد منها أن تكون طريقة لتفكيك عناصر الأدب وتقريبها إلى المتلقي سواء منها ما كان تجييلا أو تأريخا أو جنسا، لذلك دأب النقاد على تصنيف الأدب بحسب المدارس التي يؤمنون بها أو التي تمكنهم من ولوج النصوص الأدبية بكل عناوينها، ومن هذه التصنيفات ما أطلق عليه الأدب النسوي، ولهذا يتبادر السؤال، هل اللغة التي تكتب فيها المرأة تختلف عن التي يكتب فيها الرجل، وهل هناك أدب رجولي أو رجالي لكي يتم فيها عزل أو اختصار التسمية، وهل هناك أدب نسوي أصلا، وإذا ما كان هناك مثل هذا التوجه ما هي ملامحه؟ هذا السؤال طرحناه على الأديبات العربيات. التابو الرابع الروائية العراقية رغد السهيل تشير إلى وجود إشكالية أو التباس في مصطلح الأدب النسوي، من وجهة نظرها الشخصية هو ليس ما تكتبه المرأة. وتوضح انه لا يمكن تقسيم الأدب على جنس الكاتب إنما هو الأدب الذي يحمل الرؤية والفلسفة النسوية لكل مناحي الحياة. فالفلسفة النسوية تصب في السياسة والتعليم والاقتصاد والصحة والأدب والفن لتحمل رؤية وتوجهات وأفكار النساء في هذه المضامين لهدف رفع المرأة واخراجها من حالة الضعف ودفعها للمشاركة بالبناء والعمل وتشجيعها لتكوين رؤيتها المستقلة عن الأفكار الذكورية. وتشير إلى ان هناك الكثير من الكاتبات تندرج كتاباتهن ضمن أفكار ورؤية ذكوريّة، فلا يمكن إذن ضمّها للأدب النسوي. وتتحدث عن تجربتها فتقول، لقد وجدت أن من تُمارس الكتابة بهذا الأدب ستواجه التابو الرابع وهو رأي الآخر أو الثقافة السائدة في المجتمع وهي الثقافة الذكورية التي لا تتقبل دائما أفكارا مختلفة قد تحملها الكاتبات. كما ان هذا الأدب يستطيع الكتابة به الرجل أيضا ما دام يَصْب بنفس الغاية والهدف. فقاسم أمين غالبية كتاباته ان لم تكن جميعها تندرج ضمن الأدب النسوي. وتضيف ان فرجينيا وولف كانت تقاوم التابو الرابع فتصور انها ترمي الملاك الحارس بالمحبرة وتقصد به الوعي الذاتي الذي يطلب تغيير عبارة أو فكرة مجاملة للآخر. وتؤكد من جديد نحن النساء نتربى في مجتمعات تفرض علينا الخضوع للرأي السائد وتظل الخشية والحذر أثناء كتاباتنا ترافقنا. قاموس اللغة الشاعرة العراقية غرام الربيعي تقول إن اللغة هي قاموس واحد لكل بني آدم، وتعابيرها تتبع كيفية استخدامها وتبعا لمشاعرهم التي تعكس أجواءها تلك التعابير، وحتما يتغير حيز تأثيرها لو استخدمها رجل عن امرأة ، لان الاختلاف وارد في كثير من البنى لشخص وذات كل من المرأة والرجل، ناهيك عن الفروق الجسدية والنفسية التي تتبعها فروق نفسية وفكرية تبنى عليها ردود الأفعال تجاه الأفعال والأقوال، وبالتالي على المنتج الفكري وما يحيط به من ظروف بيئية وإنسانية كاملة لا تنفصل عن ماهية الشكل المنتج. وتضيف، ان الكتابة ناتج فكري إنساني يتأثر بمكنونات كثيرة لابد من توقع الاختلاف فيها، أما المصطلحات التي أطلقها النقاد على تجنيس الكتابة فلم أعد أراها واضحة ومحددة ان كانت فقط لبيان جنس الكاتب للتعريف أو التفريق، ومنها ما جعل التصنيف هو إدراج الكتابة النسوية في المراتب الأدنى تصنيفا لتناولها بدونية في المقياس الإبداعي حتى الثناء عند النقد في النصوص النسوية كأنها في ميزان الكتابة الرجالية أو الذكورية على انها المعيار للنقد متناسين غياب المعايير الحقيقية لهذا التباين الذي أولدته الظروف الطبيعية وغير الطبيعية للمجتمعات. وترى الربيعي انه لم يعط النقاد الملامح الواضحة بعد عن فكرة التجنيس الكتابي وسببه باعتباره خطوات تمييز أو تميز، مقارنة أو مفارقة، مدح أو ذم. وتضيف انه لا بأس من تسمية النصوص عند الضرورة الإعلانية والتأشير ولكن ليس على حساب المقياس والتميز لأنه سيكون تمييزا غير عادل وغير مبرر. وإلا فان اللغة واحدة والمعاني والدلالات غير مختلف عنها والوقائع الثابتة لا تتغير إلا بفعل الانزياحات الإبداعية وحبكتها حداثويا لتفاعل الكاتب معها وتلك مقاييس الإبداع لكلا الجنسين عند تشكلات الخطاب الفكري والإنساني لهما وان تكون التقييمات لبحث الأفكار وطرق صياغته لا على أساس أجناسها المنتجة لها مع أخذ الاعتبار للطبيعيات الواردة والسرياليات الممكنة في أي نتاج. التصنيف وارد لبعض الضرورات أراها بدون أي تحجيم للنص أو كاتبه لان ذلك تحدده ملامح الإبداع للنص عند غياب أو موت المؤلف. فقاعة صابون الشاعرة اللبنانية فاطمة منصور، تنتقد التوصيف وتعتبره كلاسيكيا وتقليديا حين يتناول بحث موضوع الأدب النسوي فانه يستهل بتعريف الأدب أولا ثم ينطلق إلى تقديم الأدب النسوي من خلال عبارات حداثوية لا تختلف عن الكلمات الكلاسيكية التي يحتويها متن التعريف بالأدب عامة. وتضيف انها ستتجاوز الإجابة لتعرج على مفهوم عام مفاده ان الأدب سواء كان نسويا أو ذكوريا محصلة لتطور فكري وغنى إنساني في بيئة ملائمة. وتذهب إلى التاريخ فتقول، أن الأدب كان أحد أبرز عوامل الثورة ومشعل فتائلها يفعٌل الثورة وفق رؤيا بالتطور والتغيير لكن ان يكون صدى لهياج جماهيري ملتبس، فهذا أمر يفقد الأدب بعض قيمته. وتربطه بالواقع وتقول هذا هو حال أدبنا العربي في المرحلة الراهنة نسويا أو ذكوريا. فالأدب الرؤيوي انكفأ في ظل هيمنة ثقافات ظلامية باتت طاغية فتوهمنا بأننا نعيش ربيعا عربيا وننتظر زهوره كي تتفتح فيما الجفاف الفكري والأوهام تتحكم بالساحة العربية. تمضي منصور بقولها، في الحديث عن أدب نسوي أو ذكوري في الحالة العربية الراهنة لن نقع إلا على فقاقيع صابون تتلاشى ما أن تلامسها شمس الفن لان ما يعتبر ربيعا عربيا ليس إلا كذبة واهية لا يمكن للأدب أن يتقبل مرها. لكنها تستدرك بحديثها عن الأدب النسوي كقيمة مضافة من خلال إنجازات موثقة لأديبات لامعات تركن بصماتهن في أحداث ثورة أنثوية ساهمت في فضح الجوانب المجتمعية الضيقة والسيئة مما جعلها ثورة ريادية على مستوى الحركة الأدبية والاجتماعية. وتلفت الانتباه إلى ان إذا كنا بصدد الحديث عن أدب نسوي بعد ما يسمى بالربيع العربي فطبيعي ألا نقع على غير ما هو غزل يتخطى حدود الحشمة أحيانا أو أدب مشوه بفعل تشوه الذوق الأدبي حيث نلاحظ احباطا لدى صاحبات المواهب المطوقات اليوم بثقافة ظلامية. سؤال الانكسار الشاعرة السورية وفاء دلا تعتقد انه لا يوجد أدب نسوي وأدب رجالي وهذا كلام بعيد كل البعد عن الإبداع. وتضيف ان الشعر شعر والإبداع الحقيقي هو من سيحدد هوية من كتبه سواء شاعرة أم شاعر، بل وتؤكد أن النص هو أنا وهذا ينطبق على المبدع عموماً سواء امرأة أو رجل وعن تجربتها تقول انه يمثلها «أنا (وفاء)» ذلك إذا اتفقنا على أنَّ أي عمل ابداعي يأتي من تجربة. فلغة المبدع مهما وَصَلَ بها إلى مساحات الخصوصية، أسلوبية كانت أم معجمية، يبقى حضورها التاريخي الموروث والمُتجدِّد أكبر من خصوصية لُغة المُبدِع. وتشير إلى ان الأهم من هذا وذاك أن الشعر لا يطيق ولا يتقبل التكرار، يريد دائما التجديد والانقلاب على السّائد لغة وإبداعا ورؤية إنَّه انقلاب على اللُّغة ونماذجها المسطورة وعلى الإيقاع وأنماطه المتوارَثة وأيضا على المعاني وخريطتها الثَّابتة المتحجرة التي كانت تكتب في القصيدة القديمة، وهو انقلاب على المكان والزّمان معانقةً للمنطق والسَّرمد. وتمضي دلا فتقول إن النشاط النقدي في مختلف مدارِسه يهدف إلى توسيع الدائرة التي يلتقي فيها وَعْي النص بوعي المتَلقي وهنا تتوضح فكرة عدم أهمية التسمية حسب الجنس، فالنص الشعري يبتلينا أم نحن الذين نبتلي القصيدة. السائد الاجتماعي وتحدد الكاتبة والصحافية المصرية سماح عادل، الفرق بين كتابات النساء والرجال ليس في اللغة وإنما في الرؤية والتناول، فالكاتب له رؤيته تجاه العالم، وتناوله لموضوعات تخص حياته المفعمة بالنشاط والتي ترتبط بشكل كبير بالعالم في الخارج أقصد خارج البيت وبتحقيقه لنجاحات أو ربما معاناته من إخفاقات. وتضيف انه يهتم بالحروب والصراعات التي أشعلها الذكور بالأساس في حين أن النساء يتناولن موضوعات تخصهن، ترتبط بالبيت المسجونات فيه وبالجسد المسجونات أيضا داخل إطاره. وتنوه إلى ان بعض النقاد قد يتهم كتابات النساء بأنها تدور حول الجسد دون أن يعوا أن المرأة حبست داخل جسدها منذ قرون بعيدة. وتعتقد بوجود أدب رجالي وتفسر ذلك لان السائد هو كتابات الرجال فقد تعامل معها النقاد والمتخصصون باعتبارها النموذج الأمثل للكتابة أو بالأحرى الوحيد وهمشوا كتابات النساء وتجاهلوها تماما في دراساتهم وتأريخهم للأدب. وفي رأي الكاتبة عادل، ان أبرز ملامح الأدب الرجالي أنه يدور حول عالم الرجل الذي ينظر للمرأة نظرة دونية ويعتبرها موضوعا للحب أو للجنس أو حتى يحب تصويرها في صورة الوطن ذلك العالم الذي يمتلئ بكل ما يهتم به الرجال ويتوقون إليه. وتستدرك عن رأيها بوجود أدب نسوي فتقول نعم موجود لكنه ظهر في الغرب اعتمادا على حركة نسوية قوية اكتسبت كثيرا من الحقوق بالنضال على الأرض. هذا الأدب له قواعده وأصوله ويعتمد على نشر الوعي بقضايا النساء ورصد اللامساواة الاجتماعية التي تعاني منها، كما يقدم نماذج لبطلات من النساء، ورؤيتهن للعالم ولأنفسهن في ظل التفاوت الاجتماعي الذي يرزحن تحت وطأته. وعن الوطن العربي تقول، ان أهم ملامح كتابات العربيات التمرد على التفاوت الاجتماعي ورفض الظلم الواقع عليهن ورصد إحساسهن بالعالم الخارجي وتصوير الانعكاسات النفسية التي تنتج عن ما يفعله المجتمع بهن والتي قد يصفها بعض النقاد بشكل سلبي، مصورين أن النساء اللاتي لا يهتممن بالقضايا الكبرى لا يمكن اعتبارهن كاتبات أدب قيم. الدلالة على المرأة الشاعرة التونسية آمال رجب المناعي، تختلف في رأيها، وتعتقد أن اللغة هي المدى الذي يتحرك فيه الإنسان في تمظهرات ذهنية من خلال الحروف والكلمات. وتضيف ان اللغة لا حدود لها في معناها ومضمونها فهي تحمل مشاعر وأفكارا تتأتى من معاناة الذات الكاتبة ”المرأة”. قد تختلف الكتابة من كاتب إلى آخر وهو ما يجعل القارئ ينساق مع كتابة دون أخرى. وتشير المناعي انه لعل الشيء ”المخفي” الذي يشد إلى المكتوب وهو ما نقول عنه كتابة نابعة من الأعماق أو تحاكي الواقع أو تتجاوز إلى فكرة وإلى حلم وهو حال الكتابة النسوية التي تكشف ”الأنثى كاتب” التي تختزل واقعا في العادة ”ذكوريا” تنقله هي بمحبة ومعاناة إلى أفكار ترسمها بالحروف وباللغة التي تتغير من بلاد إلى أخرى ولكن تحمل فكرة وحلما تتشارك فيه العديد من النساء في العالم. وترى إن ”فعل الكتابة” هو في الحقيقة ”تحد” للواقع في العادة يكبل المرأة التي اختزل دورها في أعمال منزلية وتربية الأطفال وخدمة الرجال. وترى أيضا ان فعل الكتابة هـو إرادة الحياة وإثبات ”الذات المفكرة» الواقعية إلى ذات حالمة ومبدعة وليست تلك المرأة التي تُرد إلى ”وضعية دونية” تجعلها تابعة إلى رجل يقودها بالضرورة وارتباطا مع ”منطق المفروض». وتؤكد إن ”الكتابة النسوية” هي ضرورة تدل على المرأة دون سواها، وهي تختلف قطعا عن كتابة الرجل لسبب بسيط، أن المعاناة ليست واحدة وإن تشابهت في بعض المرات الكـتابة النسوية حسب ما أعتقد هي تفرد وانعتاق. 11ADA مصطلح الأدب النسوي ملتبس والكتابة لا تخضع لجنس كاتبها أديبات عربيات علي لفته سعيد |
اشتهرت بها مناطق الصحراء المغربية خلال مسامرات الزواج: «الكدرة» رقصة شعبية مركزها الجسد الأنثوي في بعده الجمالي والصوفي Posted: 25 Aug 2018 02:10 PM PDT الرباط ـ «القدس العربي»: تندرج رقصة «الكدرة» ضمن الفنون الشعبية الصحراوية المغربية ذات المنحى الحركي مثل الرقص الصوفي وفن سباق الهجن والألعاب الرجالية التي تعتمد توظيف الجسد داخل فضاء مستدير يسمى «القام» وغيرها من الفنون الإيقاعية التي تجسد العلاقة الحميمية لإنسان الصحراء مع المكان والزمان. وتعدّ هذه الرقصة اللون الغنائي والتعبير الحركي الأساسي الذي يضفي السمة الاحتفالية على الأمسيات والمسامرات الليلية أثناء أيام الزواج في مناطق الصحراء، بل إن هذه الرقصة الشعبية أضحت تمثل عاملا مساهما في نسج العلاقات الاجتماعية وتماسكها بين الرجال والنساء. وفي كتاب بعنوان «رقصة الكدرة: الطقوس والجسد» يوضح الناقد والفنان التشكيلي إبراهيم الحَيْسَن أن هذه الرقصة من اختصاص الفتيات العازبات والنساء المطلقات (وفي حالات نادرة المتزوجات منهن، لكن دون أن يكشفن عن جوانب من أجسادهن) وتتكلف بإحضارهن وصيفة (خادم أو معلمة) بعد تهييئهن وتوصيتهن بعدم فتح الأعين إلا وفق القدر اللازم الذي يمكنهن من رؤية ما حولهن، فضلا عن تحريك الأصابع انسجاما مع حركات الأذرع والتلويح بالضفائر وغير ذلك. يشيع عند الكثيرين أن رقصة «الكدرة» تستمد اسمها من طبل الإيقاع الذي تنقره إحدى النساء، فتزن به إيقاع الرقصة والجُمل الغنائية، ولا ضير أن يقوم بهذا العمل أحد الرجال الحاضرين. لكن الباحث إبراهيم الحيْسَن يوضح أن الحقيقة غير ذلك، فكلمة «الكدرة» أو بالأحرى «الكادرة» هي ـ في رأيه ـ المرأة «القادرة» ذات الشخصية القوية المؤثرة، ولا غرو في أن يكون هذا المفهوم مطابقا لمنزلة المرأة الصحراوية في المجتمع منذ أقدم العصور. كما يورد تفسيرا آخر للكلمة، فيقول إن رقصة «الكدرة» التي تُنطق بكاف معقوف أو جيم حسب النطق المصري، مشتقة من «القدْر»، الآنية الخزفية، لأن آلة التزيين فيها عبارة عن قدر أو جرة من الطين مغلفة الفوهة بالجلد، وينقر عليها بقضيبين، بينما يصاحبها الحاضرون بالضرب الموزون على الأكف، وعلى مجموع هذه النقرات ترقص الراقصة، وتتشابك أصابعها، ويتمايل رأسها، والحاضرون يشاركونها نشوتها الفنية «الروحية»، إذ تعتبر «الكدرة» شكلا إبداعيا شعبيا ينحو فيه الأداء الغنائي/الحركي نحو ما يعرف بـ»العرض الجماعي» الذي يقوم على الاستجابة الجماعية للغناء والرقص، وهما من التعبيرات التي تجسد تعلق وحب الصحراويين للموسيقى والرقص أكثر من غيرهما من الفنون. وتختص النساء بالرقص الذي يقتصر على سيدة واحدة تقوم بالرقص وسط حلقة من الرجال يحيطون بها ويشجعونها بالتصفيق وترديد بعض اللوازم. تستغرق رقصة «الكدرة» مجموعة من الجولات الإيقاعية، وكل جولة تتمثل في الأصل إنشاد ثلاث «حمّايات» وفق خط لحني يبدأ انفراديا ليصير متصاعدا، حيث ينخرط في أدائه أفراد المجموعة، وقد يطول إنشاد «الحمّاية» مثلما قد يقصر، تبعًا لقدرة الراقصة على الاستمرار في الرقص. دلالات الفضاء الدائري تجري الرقصة في فضاء دائري تتوسطه الراقصة، وهو فضاء يطلق عليه أهل الصحراء اسم «الكارة» الذي يعود الاشتقاق اللفظي فيه إلى المصطلح اللاتيني «أكورا» Agora الذي يعني الساحة ذات الشكل الدائري، وقد يضيق هذا الفضاء مثلما قد يتسع بحسب عدد المشاركين (من الرجال والنساء) في الأداء الجماعي المميز لهذه الرقصة الشعبية. ويبين الباحث إبراهيم الحيْسن أنه حتى «الكدرة»/ الإناء بشكلها المستدير تظل محمّلة بالعديد من الرموز والأدلة ذات المنحى الصوفي، ففكرة الدائرة (كصورة رمزية للخلود وكشكل هندسي تام لا بداية ولا نهاية له) تحيل على الحركة والحياة البشرية التي تعبّر عنها الراقصة في دورانها حول ذاتها. كما أن الغشاء الجلدي الذي يغلف فوهتها يرمز إلى الانتماء البيئي (جلد الغنم أو البقر أو وبر الإبل)، بالإضافة إلى أن الضربات التي تؤدى عليها بالقضيبين تختزل أصواتا إيقاعية متناغمة بالغة الاتصال بالأرض والجذور. ويتضح من خلال حركات اليدين التي تقوم بها الراقصة في هذا المكون الفرجوي الشعبي الصحراوي أن رقصة «الكدرة» تنسجم في جوانب عديدة مع رقص «الناتيا» الهندي النابع من عبادة جماعية، وهو يقوم على حركة اليدين المسماة «الهاستا مود دراس» التي تؤدى أثناء ترتيل الكتب المقدسة عند الهندوس، مثلما يلاحظ مؤلف الدراسة. فإذا كان الجسد تشكيلا رمزيا نكوّنه عبر تمثلاتنا الثقافية والحضارية ـ كما بيّن ذلك جاك لاكان ـ فإن الراقصة مركز المشاهدة تستعمل جسدها كاملا كمادة لإثارة البهجة في نفوس المتفرجين باعتماد حركات جسمانية وإيماءات احتفالية بمحض تقاليد وأعراف راسخة. على هذه القاعدة الرمزية، يتحرك الجسد في رقصة «الكدرة» متساميا عاليا راسما بذلك العديد من العلامات المتحركة، ويتم الرقص إبداعا وفنا حركيا من اختصاص النساء اللواتي يبدعن في تحريك الأذرع والأصابع وتقليب الأكف وهز الرأس يمينا ويسارا، مع تمايل نحو الفوق والتحت، لدرجة إيصال الجسد أحيانا إلى حد الغثيان والإغماء. أما الرجال فيقتصر دورهم على ترديد بعض الأذكار والأناشيد والأدعية التي يغلب عليها الطابع الديني والغزلي، وتسمى بـ»الحمّايات»، إذ ينشد البعض نصف «الحمّاية» الأولى، ليردد الباقون نصفها الثاني، وذلك ضمن أنساق وصنوف مقامية متواترة متنوعة الدرجات والإيقاعات، يقودها «نكار» (أي نقار) مهمته الضرب على «الكدرة» (القِدْر) بواسطة قضيبين دقيقين يطلق عليهما «لمغازل». احتفالية الجسد يقول المؤلف: في رقصة «الكدرة» يكون عرض الجسد مباحا في حدود شروط أخلاقية يحددها المجتمع، فيها ينكسر جدار الكبت على صخرة الرقص، ويتحول المشهد إلى احتفال الجسد بذاته ضمن طقوس جماعية مليئة بالحيوية والحماس. أناشيد متعالية بالترديد، وكلمات متصاعدة تنتهي بالانتقال إلى عوالم أخرى، عوالم «الحضرة» و»الجدبة» والوجد الصوفي. وخلال الأداء/ الرقص وما يصاحبه من طقوس، تنسج وتتعاضد علاقات الحب بين المرأة والرجل، ويكشف الوجدان عن الطاقة الداخلية التي تملأه. رقص ولعب وحب وعشق وإعجاب متبادل يحظى باعتراف الجماعة. جسد راقص ومتحرك وباحث عن الاحتضان والسكونية والاستقرار الاجتماعي: الزواج. ولأن الشرط الأساسي في رقصة «الكدرة» هو مفارقة الجسد لذاتيه والدخول في إهاب شخصية جسدية أخرى، فإن الجسد في هذه الرقصة الشعبية يتخذ صورا متعددة تبعا لوظائفه الأنثروبولوجية والثقافية؛ فهو لا يأخذ معناه إلا من خلال تأثيراته الرمزية والجمالية التي يمارسها على المتفرج. إنه هو من يعبّر عن هوية الراقص وموضوع الرقص في آن. لذلك، يمكن اعتبار الجسد في رقصة «الكدرة» صوفيا مندمجا في جسد الجماعة، وجسدا موسوما بالعديد من الإشارات والرموز التي تجسد الرغبة في التحرر من قيد التقاليد الاجتماعية الضيقة. بهذا الفهم، يكون خطاب الجسد بليونته وقصدية إيماءاته قد خلق حالة تلق بصري تنصهر فيها الاستعارات والمجازات التي تعمل الراقصة على تطويعها إبداعيا، لتحقيق التواصل غير الكلامي. وهكذا، فرقصة «الكدرة» ـ كما يستنتج مؤلف الكتاب ـ شكل تعبيري يرسم العديد من القيم الجمالية والفنية الراسخة في الذاكرة الجماعية لمناطق الصحراء في ارتباطها بتحولات الزمان وشروط المكان وخصوصياته، لتظل تشكل إبداعا حركيا تتناقله الأجيال وتتوارثه جيلا بعد جيل. 11ADA اشتهرت بها مناطق الصحراء المغربية خلال مسامرات الزواج: «الكدرة» رقصة شعبية مركزها الجسد الأنثوي في بعده الجمالي والصوفي الطاهر الطويل |
«وأطوف عارياً» للروائي المصري طارق الطيب: بنية عميقة مدهشة خلف سرد شاعري شفاف Posted: 25 Aug 2018 02:10 PM PDT ما الذي تطلبه الرواية في مديح ظلها العالي، أكثر من سيلان دمعك وأنت تنهيها بغبطةِ انسجام الروح، وهي تشهد أبهى ما يكون من ختامٍ لتلاقح الأكوان، وتعيشُ فتنةَ جعلها طرفَ معادلةِ وحدة الرواية/ القارئ، بعد أن عاشت، على مدى ثلاثمائة صفحة ونيف، نعمة القراءة المتفاعلة للتناغم الأخاذ بين الشكل والمضمون في وحدتهما، التي تتحقق فقط على أيدي من يدخلون شاطئ الكتابة عراة إلا من الشمس: «تقول نادين إن مينا اتصل يعتذر لتأخره نصف ساعة. تبتسم شهدة وتضع الصندوق بينهما على المائدة المنخفضة وتخلع إيشاربها الأزرق، فيظهر رأسها عارياً لامعاً بلا شعر. تسألها نادين في جزع: «حبيبتي! هل أنت بخير؟»، «نعم بكل خير، لا تقلقي يا حبيبتي!» تكمل وهي تفتح الصندوق الأبيض: «هديتي لك، شيء من قلبي وروحي!». تصمت نادين عاجزة عن فهم ما يحدث، بينما ترفع شُهدة الهدية بين يديها كمن يقدم قرباناً. تسيطر موسيقى الجاز على الغرفة بضوئها الخافت المريح. تفتح نادين الهدية بأصابع هادئة وعينين متعجلتين، تمسك الهدية بين يديها، ترفعها بينهما عالياً لينسدل الشعر الغزير مهتزاً مكتنزاً بالحياة، تلتقي أربع عيون لامعة دامعة… ما إن يدخل مينا مبادراً بالاعتذار عن التأخير حتى يشعر كمن هوي به من مائة طابق في ثانية ورفع لألف طابق بعدها بثانية. تحت الضوء الخافت شُهدة واقفة إلى جوار نادين. من وجهِ واحدةٍ منهما تطل ابتسامة مفعمة بطيبة أصيلة وعذوبة نبيلة، وتلتمع عينا الأخرى بألق ناعم عصي على الوصف». الحبيبة الأولى القديمة شُهدة من القاهرة، الحبيب المشترك مينا المصري/ النمساوي، والحبيبة الثانية الجديدة نادين من فيينا، في رواية «وأطوف عارياً» للكاتب الشاعر المصري طارق الطيب، ثالوثٌ رئيسي فاتنٌ مبلورٌ بحرفية عالية، ومسنود بشخصيات غنيةٍ مدروسة تتحرك متحدة به، دون إقحام حتى لو حملت الشخصية نقل وجهة نظرٍ مُدينةٍ للواقع. ثالوث يتحرك نابضاً بالحياة، في تداخل فني ثري بالمعرفة والتماسك مع الموضوع، لثقافة الشرق، وثقافة الغرب المعروضة من خلال كليات فنون ومتاحف ومكتبات وشخصيات وأمكنة فيينا. وثالوث يتحرك بتداخل سرد الواقع والذكريات، ليخلق مع تداخل سرد الكاتب، مسرحاً لتعايشِ وصراعِ الثقافتين، وعرض بهاء تضاد وتناسق زييهما معاً، مع نزع ثياب تسترهما المخادع على الخشبة، بلعبةِ إبداع فني تتمحور حول العري، بجميع صوره التي تعري الذات والآخر، كي تضعنا عراة أمام أنفسنا، محدقين بما ألبسها أسلافنا وارتضينا لها ما ألبسوها من سلاسل. ليس هذا من أجل تكسيرنا فحسب، وإنما للملمة شظايانا أيضاً، وإعادة أرواحنا إلى أجسادنا في هذا التكسير الملهم الدافع لعيش التناغم الأخاذ الذي يمكننا صنعه، لو تعاملنا بالمواجهة وبالحب وبالقدرة على إخراج ما بداخل صناديقنا السوداء. في طواف بطله «مينا» عكس عقارب الساعة، من اليمين إلى اليسار حتى في تجواله بمكانٍ أو بمعرضٍ أو بمعايشة لوحةٍ؛ وعارياً، كما الطواف القديم حول الكعبة؛ يبني الطيب روايته، بهيكلية بسيطة تتكون من مبتدأ تحت عنوان الصندوق الأسود، يتبعه واحدٌ وعشرون فصلاً بالأرقام، وخبرٍ تحت عنوان الصندوق الأبيض يتبعه فصل أخير بالرقم 22. وينسج الروائي جدران وأرضيات وأسقف عمارته بسرد شفاف يتناغم بقوة مع محور روايته الذي يتركز حول العري كعامل للتعرية، ويخلقُ العري في هذه الرواية الشفافة بنية عميقة مدهشة مشدودة بسرد شاعري عميق وفاتن. يتمّ هذا سواء عبر شخصية البطل أو البطلة اللذين يسردان، أو من قبل شخص الكاتب الذي يكمل نقص ما لا يكشفانه من أسرار صندوقيهما الأسودين، أو يُبقي الأسرار كماهي لأن: «المقدور عليه ربما هو إزاحة جزء عن الذاكرة إلى حين، فعصمة الإظهار والإخفاء جزء منها بيد صاحب الذكريات، وجزء بيد قدرية لا سلطان له عليها»، ولأن المتعة لا تكتمل ولا تستمر إلا بالنقص والتساؤل كما تشاء لعبة الإبداع. ويمر هذا الكشف والتكاشف بسرد صور مدهشة لأشكال العري، غنية عميقة ومتواشجة بقوة مع موضوعها، إضافة إلى تميزها بالكشف الثقافي الخلاق عن جذور هذه الأشكال، ليصل هذا الكشف إلى منتهاه بتكامل الشرق والغرب المحبين بهدية الحبيبة الأولى شهدة أجمل ما فيها للحبيبة الثانية نادين التي أذهب العلاج الكيميائي بشعرها. ومن خلال عمله كموديل عاري في إحدى كليات الرسم في فيينا، وثقافته كفنان محلل واسع المعرفة، وعلاقاته الاجتماعية مع شخصيات متنوعة في فيينا حيث يسكن، يبلور مينا أبعاد العري الذي تتمحور حوله الرواية. ونمر في هذا على الصدام مع النفس عند العمل موديلاً عارياً من قبل رجل شرقي، تجلد ثقافته العري بسيف الحرام، حيث: «غِصتُ في ذاتي عارياً، أتستر بأسئلة ربما تمنحني معنىً للملابس على الجسم ومعنى للحجب، حتى امتحنني سؤال قديم: هل فعلاً كان الحجيج ــ رجالاً ونساء ــ في زمن ما يطوفون حول الكعبة عرايا ظناً بأن الثياب التي ارتكبت فيها الذنوب لا تليق بأن يطاف بها حول الكعبة؟». كما نمر في تجربة حبيبته شُهدة على تعرية عورة الفتاة قبيل بلوغها، وتدمير ذاتها بإعصار الختان الذي يتجاوز قتل شهوتها إلى قتل روحها. ونمر على العري في الفن وبالأخص لدى الرسام روبنز حيث: «أتيت من بلاد محملة بألف عيب للعري، موشومة بحتمية الخباء والحجاب والغطاء لكل أنثى، لكن هذا الفن لا يقدم صورة الشهوانية الماجنة الهابطة على إطلاقها؛ إنما ينزع حقيقة البصر نحو البصيرة». كما نمر على ردود الأفعال حول العري في السينما من خلال فيلم «الخطيئة الأصلية» لأنجلينا جولي وأنطونيو بانديراس، مثلما نمر على شواطئ الجسم المتحرر المعروفة بـ FKK، حيث «فضلت أن أتأمل هذا العالم المدهش. كل الأجسام التي أمامي كانت تتمتع بحريةٍ أضفت جمالاً على المشهد. مشهد إنساني لا يمكن وصفه بالعري. كنت أرى الناس أقرب إلى طبيعتهم وأقرب للطبيعة». وتصل أبعاد العري إلى آمادها من المرارة في فضح مينا لمهانة العري في توحش الغزاة الأمريكيين لبغداد، حيث في شاطئ العراة «لم أشعر بأي مهانة، لكني رأيت المهانة في تقريرٍ عرض بالصدفة مساء اليوم نفسه على قناة ألمانية عن سجن أبو غريب في العراق». وأيضاً حيث يعيش مينا كابوس ما حدث من اغتصاب للسجناء وتصويرهم: «رأيت شُهدة، كانت زوجتي في الحلم. أوقفوها أمامي وهددوني باستباحتها، لم ينتظروا طويلاً ونفذوا التهديد». وحيث: «في كل مرة كان يغتصبها كنت أرى بطنها ينتفخ من الحبل. استغاثت بي: أتوسل إليك يا مينا اقتلني! اذبحني بعاري يا مينا!». وحيث تصل مهانة العري بالمهان إلى رد الفعل بما لا يشاء: «غضبي العارم أسال جسمي وحوّله لمعدن أبيض في شكلٍ مستدير ضخم… صرت أرتفع وأتخذ شكل قنبلة ذرية ضخمة… قنبلة ترتفع رويداً نحو السماء متجهة بإصرار نحو الغرب». بحرفية الخبير، وذكاء الربط الذي يسم هذه الرواية، يكمل الطيب بنيته العميقة باختيار إبداعي لزمنها، زمن ثورات «الربيع العربي»، حيث انتشرت ظاهرة الهجرة غير الشرعية، ليكشف دون خوض في السياسة جانب اضطرار الناس قسراً للهجرة من بلادهم رغم مصائر مواجهة دروب موتهم غرقاً أو اختناقاً، ونثرهم جثثاً عارية منتفخة ومنهوشةً من أسماك البحر على الشواطئ. كما يعري زيف السياسة الأوروبية تجاه اللاجئين، ويغوص في جذور العنصرية النمساوية تجاه الأجانب، سواء من خلال مشاهداته وقراءاته أو من خلال ناشطي حقوق الإنسان مثل صديقه النمساوي المختلط مانويل، وحبيبته النمساوية نادين، ويعري تشرش التمييز العنصري في اللغة وفي كتب التراث المقدمة للأطفال. وتلعب الحرفة دورها في نزع ثياب المباشرة عن استخدام هذا الزمن، حيث نعيش، مع مينا منذ بداية الرواية تشويق مصير أخيه الذي غاب بحادث غرق غامض على شواطئ جزيرة لامبيدوزا، وَهَم الخلاص في جنوب إيطاليا. بالعودة إلى ختام الرواية الدامع المُدمِع البهي، لن يسعنا سوى إعادة الإعجاب بالربط الآسر بين لعبة انكشاف أسرار الصندوق الأسود والحياة التي تنهج سلوك الإخفاء والتجلي في جريانها، وسوى الإشارة إلى ثراء هذه الرواية بشخصيات آسرة تشبع شغف القارئ باكتشافات ذاتية لأبعاد العري في حياته. كذلك لا نملك سوى التحسر لأن المقام لا يسمح بعرض عشرات الاستشهادات المدهشة التي تُبرز شاعرية هذه الرواية وشفافيتها، بدءاً من جملة إهدائها الفاتن إلى ليزي: «لن أتقاسم معك الأحلام، سأهديك النصف الذي لي، ليصبح حلمك مكتملاً». طارق الطيب: «وأطوف عارياً» دار العين للنشر، القاهرة 2018 273 صفحة. «وأطوف عارياً» للروائي المصري طارق الطيب: بنية عميقة مدهشة خلف سرد شاعري شفاف المثنى الشيخ عطية |
باسم حنا شاهين في «ألبير قصيري والسخرية»: تمجيد الهامش رداً على تهافت الحداثة Posted: 25 Aug 2018 02:09 PM PDT القاهرة ــ «القدس العربي»: «أهنئ نفسي كل يوم لأنني تخليت عن كل شيء. امتهان عمل، أياً ما كان هو العبودية. والمجد؟ الحقيقة، لم يكن لدي أي طموح فيه. تحتاج لروح حقيرة لتمني الشهرة في عالم غبي إلى هذا الحد. استعراض موهبة المرء أو أن تبدو مجيداً؟ أمام مَن؟ هل يمكن أن تخبرني؟». (ألبير قصيري). على الرغم من قِلة مؤلفاته، وشهرته بأنه أكبر كاتب كسول في العالم، أو (إله الكسل)، ستظل أعمال ألبير قصيري (3 نوفمبر 1913 ــ 22 يونيو 2008) صورة حيّة لتجسيد حياة المجتمع المصري الأكثر عمقاً وصدقاً من كتابات كثيرة ادعت أو حاولت جاهدة أن تصل إلى هذه الدرجة من الصدق والوعي الفني. فقد اكتشف مبكراً ومن خلال كتاباته الأولى أن الأمر محكوماً عليه بالفشل، وأن لا سبيل سوى السخرية من كل شيء، فما الجدوى رغم مظاهر الحضارة الهشة أن يضيع الفرد تماماً ويصبح مجرد أداة أو أن يصبح الشعب مجرد كتلة من المجاذيب الموهومين. ومن هذه الرؤية التي أصبحت وجهة نظراً تأصلت في أعماله اللاحقة، خلق قصيري كائناته، وأعطاها بلا جعجعة صوتها الأكثر تأثيراً، وفعلها الأسمى، كرد فعل على كل التفاهات والموبقات، بل والخيالات التي قد تراود الحالمين الأكثر تفاهة. ومؤخراً صدر عن المركز القومي للترجمة في القاهرة كتاب بعنوان «ألبير قصيري والسخرية … التهميش إجابة على الحداثة»، تأليف باسم حنا شاهين، وترجمة راوية صادق، حيث يحاول مؤلفه استعراض عالم قصيري ورؤيته لمشروعات والمقولات الكبرى، والتي بالطبع تثير السخرية الآن، لكن الرجل اكتشفها منذ أربعينيات القرن الفائت. ربما الهدوء والكسل، بل وقداسة التعطل في ظل نظام لا يعرف سوى استعراض ذاته، هما سمة قصيري ومخلوقاته، فالرجل من القِلة التي عاشت وفعلت ما تكتبه، فلا يمكن فصل هذه المخلوقات عن صاحبها. في صحة التحديث تتناقض صورة القاهرة التي كتب عنها قصيري في الأربعينيات وصورة المخلوقات الهائمة التي كانت تسكنها، فالميادين التي تتشابه وميادين أوروبا، تتنافى وشحاذيها المنتشرون في الحواري والأزقة، عالم الظل هذا هو الحقيقي، وهو ما كتب عنه قصيري بعد ذلك عن تلك المدينة الإسمنتية الخانقة، حيث تدور الأحداث في ما بعد تبعات السبعينيات، كما في رواية «ألوان العار». ومن منطلق مقولة قصيري في روايته «العنف والسخرية»: «فلا ينبغي أخذ العالم على محمل الجد، فهذا هو ما يبتغونه». وبذلك تصبح الشخصيات بعيدة عن أي ثورة أو معارضة، فهناك حالة من الازدراء الكلي، ليس لقوى السلطة فحسب، بل أيضاً للخطابية بوصفها ضرورة في التعبير اللازم لمحاربة هذه السلطة، فالشخصيات ضد كل من الخطاب السياسي وخطاب الاحتجاج في الوقت نفسه، لأنهم بذلك سيأخذون ما يحدث على محمل الجد، وهو ما تريده السلطة تماماً. وبذلك لا يتبقى سوى السخرية والضحك، باللجوء إلى التافه والمجاني. عن المجتمع المصري يستعرض المؤلف في فصل هام اختلاف قصيري عن غيره من الكتاب الفرانكفونيين، كأنرديه شديد وجوج حنين على سبيل المثال، فقد ارتبطت الكتابة لديه بنشاط القراءة، وليس كما حنين بإرادة سياسية، أو كما أندريه شديد بتساؤل لغوي. فقد قرأ قصيري في سن مبكرة للشعراء والروائيين الفرنسيين، لاسيما بودلير، الذي كان له أكبر الأثر عليه وعلى كتاباته ورؤيته التي تبلورت في ما بعد. أما في ما يخص المجتمع المصري وصورته لدى قصيري، فقد اتفق قصيري مع حال الذين كتب عنهم، وإن انطلق المر من تناقض أدى إلى الشعور بالتهميش، بداية فهو يكتب بالفرنسية، يعيش في حي برجوازي ويكتب عن الشعب المصري، بمعنى أنه يعد كاتباً (شعبياً) يصنع أدباً في لغة عصيّة على مَن يصفهم. من ناحية أخرى يتميز قصيري عن معاصريه، سواء الذين يكتبون بالعربية أو الفرنسية بوجهة النظر التي يعالج بها موضوعاته، فهي بعيدة تماماً عن المقاومة أو الشجب، وقد اتخذ من السخرية أداة فعالة لكسر حالة الواقع وتأثيره، كما في أعمال محفوظ ويوسف إدرس على سبيل المثال. فمحفوظ سيصور المعوزين في ظلم وبؤس، ويتيح المجال لتساؤلات دينية وسياسية، بينما قصيري عن طريق السخرية والتهكم، كطريقة وجود لفهم العالم، يصور واقعاً مختلفاً على النقيض. متبطلون مختلفون لم يحتف كاتب بحالة التبطل أو الكسل أكثر من ألبير قصيري، ويفرد المؤلف فصلاً عن حالة الاحتفاء هذه، كأنها المواجهة الحقة للعالم. بداية من العامل، والكسول ثم صاحب الفلسفة في النهاية. فحالة التبطل خيارات مختلفة لمن يمارسونها، بداية من النوم الحزين للشخصيات الأولى، ثم نوم الكسالى الفلسفي، وأخيراً التمرد والسخرية، إزاحة عالم المهرجين تماماً، وكأنه لم يكن. وما دام عالم قصيري عالم هامشي، فكل ما تسكنه هي شخصيات متبطلة، وما يميزها هو وضعها المختار، حتى الشخصيات المحكومة بقيم السوق (العمل) فهي دوماً في تبطل عابر، ومرجو إلى أقصى حد ــ ولا ننسى شخصية الكردي في «شحاذون ومعتزون» وكيف لكونه الوحيد يحتل مكانة الموظف الحكومي، فهو الوحيد أيضاً الذي يتحدث بخطابات وشعارات رنانة عن العدالة والعمل البطولي الخارق، والمتمثل في إنقاذ حبيبته من بيت الهوى ــ حالة التبطل المنشود هذه يختتم بها قصيري الرواية نفسها، وقد تحوّل الضابط نور الدين في النهاية إلى متبطل مشارك لجوهر أستاذ الفلسفة جلسته عللى المقهى، فما العمل أمام موت مجاني لجموع البشر في لحظة ــ يقصد القنبلة الذرية ــ أي نضال مرجو، وأي شعارات أو تفاهات يمكن أن تقال إزاء حياة إنسان. ولكن هل تغيّر الأمر؟ وهل أصبح العالم أكثر تقدماً ووعياً؟ الإجابة عن قصيري منذ الأربعينيات. وفي الأخير، ورداً على سؤال قصيري لماذا تكتب؟ يجيب قائلاً «حتى لا يذهب إلى العمل مَن قرأ لي في اليوم التالي». باسم حنا شاهين: «ألبير قصيري والسخرية: التهميش إجابة على الحداثة» ترجمة راوية صادق المركز القومي للترجمة، القاهرة 2017 187 صفحة. باسم حنا شاهين في «ألبير قصيري والسخرية»: تمجيد الهامش رداً على تهافت الحداثة محمد عبد الرحيم |
هشام جابر: أفكار عروضنا تبدأ برؤيا و»ديسكوتيك نانا» جزء من التسطيح السائد Posted: 25 Aug 2018 02:09 PM PDT بيروت ـ «القدس العربي»: يوظف المخرج والمؤلف والمعد هشام جابر كماً لا بأس به من السخرية في عروضه المسرحية الغنائية. يقرأ في تفاصيل المراحل الزمنية التي تمر بها الأغنيات، ويجد الرابط الذي يمكِّنه من صياغة عرض نقدي متماسك، للسخرية فيه حيزها الواضح. بعد عرضين ناجحين جداً هما «هشك بشك» و»بار فاروق» انطلق مؤخراً «ديسكوتيك نانا» متناولاً مرحلة الثمانينيات من القرن الماضي والتي شكلت في رأي جابر امتدادا لما نحن عليه من تسطيح خاصة على صعيد التلفزيون. تلك العروض المميزة يحتضنها منذ سبع سنوات مترو المدينة في شارع الحمرا، والذي بات مقصداً لفئة من الناس تطلب السهر والفن بنوعية جيدة. مع هشام جابر هذا الحوار: ○ في «ديسكوتيك نانا» هل رأيت الفن يمهد طريق الاقتصاد والاجتماع والسياسة؟ • لا يمهد الفن لأي من افتراضات السؤال إلا عندما يكون مدعوماً وضمن بروباغندا. كأن تطلب سلطة ما من فنان معين تسويق أفكار محددة. عندها يصبح كفنان مساهماً في مشروع ما. في زمننا هذا ليس للفن قدرة كبيرة في التسويق لأفكار. ○ لكنك وفي عرض «ديسكوتيك نانا» قلت أن البرنامج التلفزيوني مدعوم من»اعاشة النخلتين»؟ • «ديسكوتيك نانا» برنامج إعلاني حواري. الرعاية الإعلانية التي وردت خاصة بهذا النوع من الحوارات الفنية هدفها التسطيح. ○ بعد «هشك بشك» و»بار فاروق» عن مظاهر حياة الفن في مصر عدت إلى لبنان لماذا في رأيك لا تزال الأغنيات التي اخترتها مطبوعة في ذاكرة الناس؟ • شكل «هشك بشك» نظرة إلى مصر بين العشرينيات والستينيات. وجاء «بار فاروق» معبراً عن مرحلة ما قبل الحرب الأهلية في لبنان سنة 1975. فالعرض خُتم مع شوشو الذي رحل قبيل الحرب. أغنيات مرحلة الثمانينيات لا تزال في بال الناس نظراً لقرب المرحلة. سماع الموسيقى في حالات الحروب أثره أكبر بكثير من حالات السلم. في الحرب يحتاج أحدنا لما ينتشله من تداعياتها، وخاصة الدمار النفسي. ○ تضخمت جرعة السخرية من سنوات الثمانينيات. هل هو انتقام من ذاك الزمن عبر شخصية المذيعة «نانا»؟ • حتى وإن تضخمت السخرية فهي لم تبلغ ما كانته في الثمانينيات. في خضم الحرب الأهلية اقترب الفن الذي تمّ تسويقه من الهستيريا. بالكاد كان المغنون يتمكنون من الوصول إلى الأستوديو لتسجيل أصواتهم نتيجة الحرب، ومع ذلك قدموا أغنيات ربما تعبر عن حال اسبانيا أكثر من لبنان. قالت أغنياتهم أن الحياة جميلة، فيما كانت القيامة قائمة. هي مرحلة متواصلة مع الحاضر. فكافة برامج التلفزيون تذهب في الإتجاه نفسه. لقد تكرس ما كان سائداً في الثمانينيات وما بعدها. نحن في الألفية الثالثة ومواصفات الإعلاميات على الشاشات هي التحلّي بكم من الهبل. برامج الصباح على الشاشات فيها حجم من الكوميديا يفوق ما ظهر في «ديسكوتيك نانا». بدأت نواة ما نحن عليه منذ الثمانينيات، ووصلنا حاضراً إلى تكريس التسطيح. مواصفات المطلوبين على الشاشات محصورة بالشكل فقط. ○ لماذا أهملت أغنية «قرقورك يا بديعة» التي انتشرت كالنار في الهشيم في المرحلة التي تناولتها؟ • لا قدرة على تناول الأغنيات جميعها فهي لا تُحصى. ريبرتوار «ديسكوتيك نانا» قابل للتغيير، مما يتيح لنا لاحقاً تناول معظم الأغنيات التي كانت سائدة. ○ كيف تقرأ في تجاوب الجمهور مع «ديسكوتيك نانا»؟ • توقعنا تفاعلاً من الحضور، إنما أقل. التقط الجمهور سريعاً نوع السخرية التي نقدمها من اللحظة الأولى، وانسابت الأجواء سلسة منذ العرض الأول ولا تزال. نحن بصدد إعادة نظر في مرحلة ما، وكان من الجمهور أن تابع الحكايات معنا. يبدو أن ما أردناها كان واضحاً لدى الحضور وأحسوا به. ○ مع بدء العروض أمام الجمهور هل يخضع مسرحك لإعادة هيكلة؟ • ينتهي تأليف العرض عندما نمل من ذلك. في مترو المدينة لدينا «بريفيلاج» في تأليف العرض حتى خلال حضور الجمهور. وهذا ما حدث في الواقع. إذاً التأليف قائم طالما العرض قائم وبشكل يومي. يعتمد مسرحنا على شباك التذاكر، والجمهور مميز بعقلية محددة ترغب بهذه الأجواء. إذاً يتطور العرض مع الجمهور ومع الممثلين أيضاً الذين يمرون بمراحل تدريجية بحيث يصبح كل منهم الشخصية. ○ من هي العين التي تسندك كي يستمر العرض ويتجدد كما «هشك بشك»؟ • لكل منا رؤيته في العمل الذي يقوم به. أعمل لتحقيق ما أراه. فالعين تبدأ عملها باكراً ومن ثم يصبح الخيال واقعاً. ○ بعد حضورك كمعد ومخرج ومنتج في مهرجانات بيت الدين وجبيل. هل من جديد لأي مهرجان في لبنان؟ • قررنا استراحة من المهرجانات لأنها تستهلك الوقت، مما يترجم تقصيراً في مترو المدينة. فنحن نحتاج بعد كل مهرجان لأشهر كي نقلّع. القرار هو المترو أولاً. ○ هل سيرتكم الظروف مع بدء المترو قبل سبع سنوات أم كانت لديكم رؤيا؟ • تحقق الكثير من الفكرة الأساسية. نحن صالة تقدم عروضها دون دعم مالي من أحد، ونعتمد شباك التذاكر اليومي. في البدء ضحك من فكرتي كثيرون. هدف المترو منذ انطلاقه أن يصحح التجارب الغلط، وأن يبني عليها. نبني مع جمهورنا إمكانية الخطأ وكذلك العودة للصواب. كما ونبني معه تراكما. ○ عربياً كنتم في مصر فقط لماذا؟ • لا نسعى لسفر عربي أو أوروبي، فعملنا يومي. قد نلبي بعض الدعوات. في المترو فريق عمل كبير وليس سهلاً حمل الحقيبة والسفر. ربما لاحقاً نسعى لعروض خارجية. ○ صالة مترو المدينة تأخذ 120 شخصا هل فكرت يوماً في التوسع؟ • صحيح. انما وضع لبنان لا يشجع مطلقاً. في الأوضاع السائدة أمنياً واقتصادياً في بلدنا والمحيط، جيد البقاء على حالنا. ○ بدأت مشروع مترو المدينة بهدف الجمع بين الثقافة والتسلية. هل لا تزال المعادلة سارية المفعول أم عدّلها الواقع؟ • بالتأكيد سارية المفعول. هو كتابنا الأكبر. نقدم التسلية بما يحترم عقول البشر ولن نبدل المسار. ○ هل تجمعك الحميمية مع مترو المدينة أم البزنيس؟ • في مترو المدينة نحن شركة، نمارس عملنا وكأننا جمعية، ولا وجود للـ»بزنيس». ليس للبزنيس أن يتواجد مع 120 مقعداً، وعشرة عناصر على المسرح، والعدد نفسه في الكواليس. في حسابات البزنيس هذا لا يدر أرباحاً. هو مشروع عمرنا، ومشروعنا الفني. الـ»بزنيس» الذي نهدف له أن نستمر في تقديم ما نريده وبالنوعية التي نرغبها. ○ هل تخشى المنافسة؟ • بل أطلبها حتى لا أمل. المنافسة بمستوى راقي جيدة في مستويات الحياة جميعها. ○ كيف تحتفظ كمخرج ومنتج بعناصر أساسية شكلت بصمة في عروضك؟ حتى المغنين صاروا ممثلين؟ • كل إنسان في داخله ممثل علينا البحث عنه. مهم جداً وجود فريق اعتاد أحده الآخر. وهذا ما يوفر وقت الشروحات والتمارين على وجه الخصوص. وكذلك مهم جداً وجود عناصر جديدة تؤمن غنى للعمل، وتمنح شكلاً آخر خلال البروفات. ○ وكيف تكتشف الجدد؟ • عبر الكاستينغ. آخر سبت من كل شهر لدينا كاستينغ مفتوح لكل من يريد حتى لو بأكل التفاح. ومن يعرضون على مسرحنا يمكن أن نراهم من زوايا مختلفة في التمثيل. ○ هل بات مترو المدينة علامة فارقة في شارع الحمرا؟ • بعد سبع سنوات ومع مسرح يومي ضروري. 365 عرضا سنوياً مضروباً بـ 7، إن لم يكن مترو المدينة علامة فارقة فنحن في كارثة إذاً. ○ أليس صعباً أن يفتح مسرح على مدار الأسبوع؟ • أردنا مسرحاً بنوعية جيدة، وبسعر بطاقة بمتناول الناس، وهذا ما يفترض العمل اليومي لتغطية التكاليف. أن يكون في بيروت مسرح يومي، فهذا أمر مهم لبيروت ولنا. وأظنه يمد من يرغب بشعور الأمان. ○ هل بت تعرف رواد الصالة؟ • تبدأ العروض مع الأقرب من الناس، ومن ثم تتوسع الدائرة. حضر «هشك بشك» ما يزيد على 30 ألف فمن أين لي معرفتهم؟ ○ هل تهتم كمخرج ومعد بالتوجه إلى جيل الشباب؟ • أتوجه للجمهور ولا أرى الناس أجيالاً. قد أكون حيال أحدهم بعمر الـ60 سنة لكنه شاب أكثر من آخر في العشرين. ○ أن يتشابه اسمك مع العميد والمحلل العسكري هشام جابر هل من مفارقة؟ • لا أعرف العميد شخصياً إنما شكله لطيف. دائماً أتلقى اتصالات باسمه. لا يمر أسبوع دون أن يرّن هاتفي ويُطلب العميد هشام جابر لحوار تلفزيوني أو إذاعي. هشام جابر: أفكار عروضنا تبدأ برؤيا و»ديسكوتيك نانا» جزء من التسطيح السائد مرحلتنا امتداد للثمانينيات زهرة مرعي |
توم كروز وميريل ستريب ودينزل واشنطن ينافسون نجوم مصر على ايرادات موسم عيد الأضحى Posted: 25 Aug 2018 02:08 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: كان محظورا على دور العرض السينمائي في مصر خلال سنوات طويلة عرض أي أفلام أجنبية في مواسم الأعياد، وذلك لمنح الفرصة للأفلام المصرية، نظرا للإقبال الجماهيري الكبير على الأفلام الأجنبية مما يؤثر على إيرادات الأفلام المصرية، إلا انه منذ فترة سمحت غرفة صناعة السينما في مصر بعرض الأفلام الأجنبية في هذه المواسم نظرا لقلة الأفلام المصرية إذ لا تكفي دور العرض التي زادت في القاهرة في الفترة الأخيرة بسبب المولات التي انتشرت. ويحتوي المول الواحد على أكثر من دار عرض، بينما لا يعرض في موسم عيد الأضحى سوى 7 أفلام فقط هي «البدلة» لتامر حسني وأكرم حسني من إخراج محمد جمال العدل، و«الديزل» لمحمد رمضان و«بني آدم» بطولة يوسف الشريف، و«تراب الماس» بطولة آسر ياسين ومنة شلبي وغياد نصار ومحمد ممدوح وتأليف أحمد مراد وإخراج مروان وحيد حامد، و«الكويسين» بطولة أحمد فهمي و«بيكيا» بطولة محمد رجب وإخراج محمد حمدي. ويعرض حاليا في مصر عدد من الأفلام الأجنبية التي حققت نجاحا كبيرا، لتنافس الأفلام المصرية على إيرادات موسم عيد الأضحى ومنها الجزء الجديد من سلسلة أفلام الأكشن «Mission Impossible Fallout» من بطولة توم كروز، وريبيكا فيرغسون، وهنري كافيل، وفانيسا كيربي، وميشيل موناجان، وإخراج كريستوفر ماك كويري، الذي يشارك في الكتابة بمساعدة بروس جيلر. الفيلم هو الجزء السادس في سلسلة «Mission Impossible» التي تحتل المركز الـ 17 من حيث أكثر الأفلام أرباحاً في تاريخ السينما. تدور أحداثه حول مهمة يقوم بها الفريق بقيادة إيثان هانت، والتي يسابقون فيها الزمن بعد أن ذهبت إحدى مهماتهم على نحو خاطئ. الفيلم الثاني المعروض هو «The Meg» وهو مأخوذ عن رواية بنفس الاسم تم إصدارها عام 1997 تأليف ستيف ألتن وإخراج جون تيرتلتوب، بطولة جيسون ستاثام، وروبي روز. تدور أحداث الفيلم حول الغواص الخبير وقبطان البحرية جوناس تايلور الذي يجد نفسه في مواجهة قرش عملاق يبلغ طوله سبعين قدما، لتحرير المحاصرين في غواصة وهم مهددون بالهلاك خاصة مع خروج القرش للشاطئ. كما يعرض فيلم الرسوم المتحركة «هوتيل ترانسيلفانيا 3» الذي يدور حول الرحلة البحرية التي ينطلق فيها الكونت دراكولا برفقة عائلته وأصدقائه من الوحوش والبشر، وبينما يستمتع الجميع برحلتهم، تكتشف مافيس أن والدها الكونت دراكولا وقع في حب قبطان السفينة إيريكا التي تخفي سرًا غامضًا يهدد بالقضاء على جنس مصاصي الدماء، فتحاول مافيس إنقاذ والدها وعائلتها من الخطر المحيط بهم. يعرض أيضا الجزء الثاني من الفيلم الغنائي»Mamma Mia « وهو من اﺧﺮاﺝ فيلدا لويد، وتأليف كاثرين جونسون وبطولة ميريل ستريب وآماندا سيفريد. وتدور أحداثه عندما تكتشف صوفي (أماندا سيفريد) بعد قراءتها لمذاكرات والدتها أنها لم تعلم من هو والدها الحقيقي من بين أصدقاء والدتها وأحبائها القدامى، وبما أن صوفي تستعد لعرسها، والتي حلمت دائما بأن يسير والدها بجانبها إلى حبيبها في جزيرة يونانية، تضطر لدعوة جميع أحباء والدتها لتحاول التعرف على والدها الحقيقي من بينهم. تتوالى الأحداث ولكن تحدث الفوضى بمجرد رؤية والدتها لهم، لتصاب بعصبية لوضعها في ذلك الموقف الحرج، كما يغضب حبيب صوفي من تصرفاتها الغريبة في ليلة زفافهما. كما يشاهد الجمهور المصري فيلم «Skyscraper» ويسعى فيه البطل لإنقاذ عائلته المكونة من زوجته وطفليه والمحتجزة في أعلى مبنى في العالم، وهو ليس برج خليفة لكن مبنى آخر تخيلي اتخذه صناع الفيلم لتصوير مغامرتهم. يعرض في مصر أيضا «The Equalizer 2» الذي حقق إجمالي إيرادات وصل إلى 102 مليون دولار، تم تقديم الجزء الأول من الفيلم عام 2014 بطولة دينزل واشنطن وإخراج أنطوان فوكوا، وهو مستوحى من مسلسل تلفزيوني يحمل الاسم نفسه. وتدور أحداث الفيلم حول جاسوس سابق في وكالة المخابرات العسكرية روبرت ماكول، يحاول تحقيق العدالة للمقهورين والمسحوقين. توم كروز وميريل ستريب ودينزل واشنطن ينافسون نجوم مصر على ايرادات موسم عيد الأضحى فايزة هنداوي |
هل فشل مشروع مورينيو مع مانشستر يونايتد؟ وما البديل؟ Posted: 25 Aug 2018 02:08 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: من الوهلة الأولى، قد يبدو العنوان صادما بالنسبة لعشاق النادي الإنكليزي العريق مانشستر يونايتد، لكن بالنظر لوضع الفريق سواء مع جوزيه مورينيو أو من تعاقبوا على حُكم «مسرح الأحلام» بعد شيخ المدربين سير أليكس فيرغسون، سنجد أنه بالكاد لا يتقدم خطوة صحيحة واحدة إلى الأمام، رغم حجم الإنفاق غير المسبوق في تاريخ الكيان منذ تقاعد السير في صيف 2013. جرائم قبل مورينيو لو عُدنا بالذاكرة خمس سنوات للوراء، سنتذكر الطريقة الاستعلائية التي تعاملت بها عائلة غليزر الأمريكية المستحوذة على النادي، فبدلاً من القيام بثورة تصحيح كبرى بعد اعتزال المدرب الأسطوري، بجلب اسم كبير في عالم التدريب، ودعمه بصفقات من الطراز العالمي، قامت الإدارة بترسيخ المقولة الشهيرة «تمخض الجبل فولد فأرا»! فجاؤوا بمواطن فيرغسون الاسكتلندي ديفيد مويز ولاعبه المُفضل في «غوديسون بارك» مروان فيلايني. حتى أن الأخير جاء في آخر لحظات «الديد لاين» لإنقاذ الصورة وحفظ ماء وجه الإدارة أمام الجماهير، ليدفع الفريق ضريبة باهظة الثمن، انعكست من خلال الأداء والنتائج الكارثية في أول موسم بعد السير، والذي انتهى بشكل مأساوي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بخروج مُبكر من كل البطولات، والأسوأ من ذلك، إنهاء البريميرليغ في المركز السابع غير المؤهل حتى لبطولة أوروبا الثانية «اليوربا ليغ»! في صورة عكست مدى تأثر مانشستر يونايتد بأكمله برحيل مؤسس النهضة الحديثة، لتستفيق الإدارة بعد عام كامل، بمحاولة إنقاذ أولى، بتعيين الهولندي لويس فان خال، على رأس القيادة الفنية، على أمل أن تسعفه شخصيته كمدرب معروف عنه الصرامة، أن تُعيد الاتزان لليونايتد من جديد. فراغ كبير بصوت الهضبة عمرو دياب، تحسر عشاق النادي على حالة التخبط التي عاشها الفريق، حتى بعد قدوم المُخضرم الهولندي وتمويله بدعم سخي تخطى حاجز 190 مليون جنيه إسترليني، لتجديد الدماء بأسماء من نوعية أنخيل دي ماريا وأندير هيريرا وفالكاو، على سبيل الإعار، ولوك شو وديلي بليند وماركوس روخو. هل لاحظتم شيئا؟ ثلاثة لاعبين في مركز الظهير الأيسر! بتكلفة بلغت 75 مليونا بعملة المملكة، وهو رقم ضخم جدا قياسا بأسعار اللاعبين قبل التضخم الكبير في آخر صيفين، مع ذلك لم يحدث أي جديد على أرض الواقع، فقط اكتفى مدرب ثالث العالم في مونديال البرازيل 2014، بالمركز الرابع الذي أعاد الفريق لدوري الأبطال، والسبب؟ ضخ الملايين في المراكز التي لا يحتاجها الفريق، كما بالغ في الإنفاق على مركز الظهير الأيسر، في الوقت الذي بُحت فيه الأصوات، لشراء قلب دفاع أو اثنين بمواصفات مُختلفة بعد رحيل الثنائي المُخضرم ريو فرديناند ونيمانيا فيديتش، هذا بجانب المستوى الصادم الذي ظهر عليه دي ماريا وفالكاو بالذات، وكلاهما فشل في تحقيق تطلعات الجماهير، ومن قبلهما فان خال نفسه، لم يحظ بدعم حقيقي من الجماهير ولا من وسائل الإعلام البريطانية، فهو عاش عامين بنفس أحاسيس ومشاعر المحكوم عليه بالإعدام وينتظر لحظة التنفيذ كل يوم. ونتذكر كم الشائعات والتقارير التي تحدثت عن إقالته في جُل أوقات موسمه الثاني بالتحديد، وتصريحاته النارية تجاه مروجي الشائعات ضده. أعظم ناد في الكون هكذا أطلق «سبيشال وان» العنان لنفسه، في تصريحاته الأولى بعد تسلمه الدفة الفنية من أستاذه، الذي استفاق بعد ساعات من فوزه بكأس الاتحاد الإنكليزي، على نبأ إقالته. هنا اعتقد الجميع أن الأمور ستسير على ما يُرام، بتسلم جوزيه مورينيو مشروع إعادة شخصية وهيبة مانشستر يونايتد المفقودة من بعد فيرغسون، خاصة بعد الأسماء الرنانة التي اصطحبها معه في بداية مشواره مع الفريق، بضم مهاجمه المُفضل زلاتان إبراهيموفيتش بالإضافة لبول بوغبا، كأغلى لاعب في العالم في صيف 2016 مقابل 89 مليون إسترليني، ومعه إريك بايلي وهنريخ مخيتاريان، إلا أن الواقع كان أكثر قسوة على «المو» قبل الأنصار، بسلسلة من الإصابات المتلاحقة، التي أربكته في النصف الثاني، وما زاد الطين بلة، الحملة المُخيبة على مستوى الدوري، بالحصول على المركز السادس، أسوأ من فان خال، الذي حصل على المركز الخامس في موسمه الثاني، لكن من حُسن حظ المدرب البرتغالي، أنه أنقذ عنقه بالظفر بكأس اليوربا ليغ على حساب أياكس في المباراة النهائية، وسبقها بأربعة أشهر بكأس الرابطة الإنكليزية، وهو ما أمن له التأهل لدوري الأبطال، بفضل المقعد الخاص ببطل الدوري الأوروبي. وهضم عشاق النادي ما حققه مورينيو في موسمه الأول، مقارنة بالعثرات التي واجهها، أما تقييم موسمه الثاني، فلم يكن مُرضيا لشريحة لا يُستهان بها، لعدم ظهور بصمات مشروعه بشكل مُقنع، كما الحال مع بيب غوارديولا في مشروعه مع مانشستر سيتي ولا يورغن كلوب مع ليفربول، والمقصد. كل مدربي البريميرليغ يعرفون طريقة وأسلوب لعب الريدز مع مدربه الألماني، لكنه يفوز بها. نفس الأمر مع الفيلسوف الكتالوني، لا يُغير فلسفته سواء في مبارياته على ملعب «الاتحاد» أو خارج الديار، مع ذلك، يسير بخطى عملاقة نحو تحقيق أهدافه ومشروعه مع «السكاي بلوز». أما اليونايتد مع مورينيو؟ كما قال غاري نيفل، أشبه بالمشروع الذي توقف بعد إنجاز 75٪ منه. دور المدير أصاب نيفل كبد الحقيقة بهذا الوصف، بعد تخلي المدير التنفيذي إد وودورد عن مورينيو في نهاية الطريق. فالرجل الذي كان بالأمس القريب لا يخسر أي صفقة أمام أي منافس في السوق حتى لو كان ريال مدريد أو مانشستر سيتي كما فعل في صفقتي بوغبا وأليكسيس سانشيز، وكذا أظهر تمسك الإدارة بمشروع المدرب، بالموافقة على تمديد عقده في بداية العام. فجأة تحول إلى النقيض 180٪، بالاكتفاء بصفقة البرازيلي فريد من شاختار دونيتسك، رغم أن المدرب حدد ما لا يقل عن 3 أسماء أخرى، منها قلب دفاع وجناح من الطراز العالمي، كي يَحدث التطور الذي تبحث عنه الجماهير، في الأداء والنتائج، وهو ما يُعطي المدرب «حُجة» قوية أمام الجماهير، بعد كارثة الانحناء أمام برايتون بنتيجة 3-2، بعدما انتهى الشوط الأول بتأخر الفريق بثلاثية مقابل هدف، للمرة الثالثة في التاريخ، يخرج اليونايتد متأخرا بأكثر من هدفين في أول 45 دقيقة في الدوري الإنكليزي الممتاز! لذا كان من الأفضل، أن يُكمل إد وودورد الطريق للنهاية، على الأقل ليتخلص من حجج مورينيو ويستطيع مُحاسبته على هزيمة مُهينة كهزيمة برايتون، أظهرت مساوئ الفريق وضعف مركز قلب الدفاع وهشاشة المُستمرة منذ رحيل فيديتش وفرديناند، ومع استمرار الوضع كما هو عليه، دون ظهور تحسن واضح خصوصا على مستوى النتائج، بعدم الابتعاد عن المنافسة على لقب البريميرليغ، فقد تصدق التقارير التي بدأت تتكهن حول مستقبله قبل فترة أعياد الميلاد. مسؤولية مورينيو يتحمل هو الآخر جزءا كبيرا من مسؤولية فقدان الثقة بينه وبين الجماهير، كيف؟ لاحظنا مع بداية الموسم مبالغته في ترشيح ليفربول للفوز باللقب، ليفتح المجال للحديث عن حجم إنفاق كلوب الهائل، لكن لو نظر لنفسه، سيجد أنه أنفق 392.55 منذ صيف 2016، بينما الآخر أنفق 411، لكن في نهاية المطاف، تمكن المدرب الألماني من الوصول للتوليفة السحرية التي يقودها محمد صلاح ومعه ثنائي الهجوم المرعب ساديو ماني وفيرمينو، والساحر الجديد نابي كيتا وبقية كتيبة أحمر الميرسيساسيد، في الوقت الذي ما زال فيه مورينيو يبحث عن صفقات جديدة، ولم يُكمل فيه مشروعه للنهاية، إضافة إلى ذلك، اختفاء ظاهرة خروج أبناء أكاديمية النادي في حقبته، رغم أنه معروف دائما عن هذه المدرسة، أنها تُصدر للفريق خامات نموذجية للمستقبل، آخرها ماركوس راشفورد وجيسي لينغارد. ربما يكون الأخير يسير بشكل جيد مع مورينيو، لكن المُحير أن مستوى راشفورد تراجع بشكل صادم عما كان تحت قيادة فان خال، وأسوأ منه أنطوني مارسيال. حتى أليكسيس سانشيز، لم يجد نفسه بقميص مانشستر يونايتد. وكذا لوكاكو، ظهر الفارق الكبير بين مستواه مع اليونايتد ومع منتخب بلاده في كأس العالم، ناهيك عن غياب الهوية، بلعب كل مباراة بطريقة وتشكيل مختلف، على عكس المُنتظر والمتوقع منه، بجانب الابتعاد عن الألقاب منذ لقب الدوري الأوروبي، وما يُخيف الجماهير أكثر من أي وقت مضى، الإحصائية التي تقول أن رصيد مورينيو عادة ينفد مع فرقه مع أول موسمين، على غرار ما حدث معه في ولايته الأولى والثانية مع تشلسي وفي تجربته مع الريال، نجح في أول موسمين، وضل الطريق في الثالث. هل تعلم؟ للمرة الأولى في مسيرة مورينيو كمدرب، يفشل في تحقيق لقب الدوري مع فريق يقوده بعد محاولتين، في كل تجاربه السابق باستثناء مانشستر يونايتد، عرف التتويج بلقب الدوري مع فرقه في الموسم الثاني، كانت أشبه بالعادة سواء فاز باللقب من الموسم الأول أو لا، يقابلها تراجع صادم في الموسم الثالث يُكلفه منصبه، هذا في أوج وأعظم لحظاته كمدرب كان يُشرف على تدريب أساطير من نوعية دروغبا وفرانك لامبارد وجون تيري وكريستيانو رونالدو، وكل نجوم فرقه السابقة، الذين كان يعرف مفاتيحهم، بأسلوبه التحفيزي الذي جعل أكثر من لاعب يُكرر عبارة «مستعد للموت من أجل مورينيو»، أبرزهم وأشهرهم على الإطلاق زلاتان إبراهيموفيتش وويلسي شنايدر خلال حقبة «الإنتر»، فما بالك بعد تعثره في موسمه الثاني وبدايته غير المبشرة في الموسم الثالث بجانب مع يُقال عن حربه الباردة مع المدير التنفيذي على خلفية الميركاتو الصيفي الجاف، وتوتر علاقته مع لاعبين بأعينهم كهيريرا ومارسيال وآخرين، يحتاجون معاملة مختلفة عن الطريقة التي كان يتعامل بها مع الأجيال القديمة قبل ظهور بعبع وسائل التواصل الاجتماعي، التي بات لها تأثير لا ينكره إلا من يعيش في كوكب آخر. والحل؟ سيكون أشبه بالمُخدر أو المُسكن. بإبعاد اللاعبين عن ضغط «الميديا والإعلام» قبل ملحمة توتنهام، وتحضيرهم بشكل جيد، لتفادي التعرض لهزيمة جديدة من شأنها أن تُضاعف موجة الهجوم على المدرب واللاعبين معا، لذا، يحتاج مورينيو ورجاله التعبير عن أنفسهم على أكمل وجه أمام سبيرز، لإظهار مدى جديتهم أمام الجماهير في أول اختبار حقيقي على ملعب «أولد ترافورد»، على أمل أن تكون بداية للعودة للطريق الصحيح، قبل تزايد نزيف النقاط وتكرار سيناريو المواسم الخمسة الماضية، التي لم يُنافس خلالها الفريق على اللقب المُفضل «البريميرليغ». في هذه الحالة سيُثبت الفريق، أن ما حدث أمام برايتون مُجرد حالة عابرة، ومعها سيكون مورينيو في أمان حتى فترة أعياد الميلاد على أقل تقدير، أما التخبط وعدم ظهور ملامح تطوير أو تحسين الصورة الباهتة، وقبلها مزاحمة تشلسي وليفربول ومانشستر سيتي على اللقب، قد يُقابله قرار لا يصب في مصلحة مورينيو، خاصة مع بعد ظهور ملامح حملة البحث عن خليفته، بتسابق الصحف والمواقع العالمية، في إبراز واستعراض أقوى أسماء المدربين المتاحين الآن على الساحة، ليكون القرار بيد الإدارة في حالة تم الاستغناء عن المدرب في منتصف الموسم. هدوء ما قبل العاصفة! حاول المدير التنفيذي للنادي، تهدئة الجماهير، بنفي صحة ما أثير عن رغبة الإدارة في طرد المدرب، وأكد أن النادي لم يطرح فكرة إقالة مورينيو، لكن العديد من وسائل الإعلام البريطانية، تؤكد أن طرح الفكرة في الغرفة المتحكمة في النادي مُجرد مسألة وقت، إلا إذا أثبت المدرب العكس، ورد عليهم بالأداء والنتائج على أرض الملعب، ستكون أشبه بالصفعة لكل الشامتين والمتربصين، الذين ينتظرون إقالته في القريب العاجل. والسؤال الذي يفرض نفسه الآن: هل سيستعيد «سبيشال وان» سحره وبريقه مع «الشياطين الحمر» في المرحلة المقبلة؟ أم سيواجه نفس المصير في موسمه الثالث المنحوس مع فرقه السابقة؟ الأمر متروك له لينسف الشائعات التي لا تتوقف عن ربط أسماء مدربين آخرين بمنصبه، كأنطونيو كونتي وزين الدين زيدان، كأقوى اثنين ضمن قائمة المحتملين، وبدرجة أقل ماوريسيو بوتشيتينو وماسيميليانو أليغري وليوناردو جارديم ودييغو سيميوني. هل فشل مشروع مورينيو مع مانشستر يونايتد؟ وما البديل؟ عادل منصور |
لماذا أحجم كبار أوروبا عن الانفاق في سوق الانتقالات؟ Posted: 25 Aug 2018 02:08 PM PDT قد يكون ريال مدريد الاسباني ومانشستر يونايتد الانكليزي اثرى ناديين في عالم كرة القدم، على مدى السنوات الماضية، من حيث المداخيل والايرادات، ومعهما العملاق الألماني بايرن ميونيخ، الذي تفوق مداخيله بكثير ما يجنيه نظراؤه في البوندسليغا. لكن ما يجمع هذه الاندية الثلاثة العملاقة هذا الموسم، احجامها عن صرف مبالغ كبيرة في سوق الانتقالات، رغم انتظار أنصارها القيام بهذا الامر، لكن يبدو وكأن اتفاقاً بينها على تهدئة سوق الانتقالات بعد اشتعالها الموسم الماضي. عندما قرر باريس سان جيرمان كسر كل قواعد اللعبة والمألوف ومعهما الرقم القياسي في قيمة بدل الانتقال للاعبين بضم المهاجم البرازيلي نيمار من برشلونة، بدفع 220 مليون يورو لفك عقده من ناديه، كأنه يقول «هذا هو العالم الجديد ونحن نقوده»، وهذا الأمر قاد تلقائيا الى ردود أفعال، فالأندية التي ترغب في بيع نجومها وضعت أرقاماً فلكية جديدة الى جانب تسعيرة نجومها، لكن منذ قرر النادي الفرنسي القيام بهذه الخطوة، فان 3 صفقات فقط تخطت حاجز 100 مليون يورو، وكلها الموسم الماضي، احداها لسان جيرمان نفسه بضمه النجم الفرنسي كيليان مبابي من موناكو، في حين ان الصفقتين الأخريين جاءتا كرد فعل من برشلونة على الخسارة غير المتوقعة لنيمار، بضمه الفرنسي عثمان ديمبيلي من بوروسيا دورتموند والبرازيلي فيليب كوتينيو من ليفربول، لتهدأ هذا الصيف هذه السوق الجديدة، خصوصا بعدما ردع اليويفا أصحاب الثروات بالتلويح بقانون اللعب النظيف، قبل ان يكسرها يوفنتوس بدفع نحو 100 مليون يورو لضم واحد من أفضل لاعبين اثنين في العالم، كريستيانو رونالدو، في خطوة يعتبرها البعض مدروسة، في حين اعتبرها آخرون مغامرة خاسرة للاعب يبلغ 33 عاماً. لكن الملفت هذا العام، ان العمالقة الثلاثة الريال ويونايتد والبايرن، أحجموا عن الانفاق، وكأنهم يريدون ان يقودوا أسهم سوق اللاعبين الى التراجع في أسعارها الخرافية، فعلى غير عادته لم ينجرف رئيس الريال فلورنتينو بيريز خلف أهوائه بضم أبرز نجوم كأس العالم، ربما لأن أفضل لاعب في المونديال الروسي هو جليس الاحتياطيين في الريال، لوكا مودريتش، رغم تصريحات متكررة من مدربه الجديد جولين لوبيتيغي بأنه بحاجة الى مهاجم جديد ومدافع جديد، وهو لا يقصد اي وجوه جديدة، بل نجوم من العيار الثقيل، لكن بيريز أصبح رجلاً أكثر براغماتية في الأعوام الاخيرة، وبات يدرك ان فكرة «الغلاكتيكوز» التي انتهجها في العقد الماضي حققت هدفها باعادة النادي الملكي الى مصاف النخبة، وهو يدرك ان سعر اللاعب يتضخم عندما يبدي الريال اهتمامه بضمه، فآثر سياسة ضم صغار السن من المواهب والواعدين، والذين تكون لديهم قيمة مادية في المستقبل حتى لو أخفقوا، بدل ضم نجم في نهاية العشرينات يرحل مجانا بنهاية مسيرته مع الريال، فلهذا سد ثغرات رئيسية كحراسة المرمى بضم كورتوا بسعر معقول (35 مليونا) كونه العام الاخير قبل نهاية عقده مع تشلسي، والمدافع الايمن أودريوزولا (22 عاماً) والجناح البرازيلي فينسيوس (18 عاما) والحارس الواعد لونين (19 عاماً)، ولن يرضخ لمطالبات ضم هازارد او كاين الا اذا كانت الاسعار شبيهة بسعر كورتوا، او ربما بنجم واعد مثل مبابي. اما في يونايتد فالأمر مشابه، الى درجة أوصلت المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو حد الجنون، فهو يعشق النجم المخضرم الذي يفوق الـ27 عاماً (ماتيتش واليكسيس) ولا يحبذ العمل مع الصغار والواعدين مثل راشفورد ومارسيال، وهو ما رفضته الادارة ورفضت مطالبته الملحة لضم ويليان (30 عاما) والدرفيريلد (29 عاما)، لان لا نجاعة مالية ستجنى منهما لاحقاً، ولهذا نرى أجواء موبوءة في «اولد ترافورد» اليوم. اما البايرن، فآثر التريث والابتعاد عن سوق مشتعلة، وفضل أسلوب ضم صغار الواعدين مثل الكندي الفونسو ديفيز (17 عاما) وبيع «العجوز» أرتورو فيدال، وانتظار الوقت المناسب لتعزيز صفوفه وربما اقتناص أفضل المواهب من الاندية الالمانية مجاناً. هذا التقشف انتهجته ايضا فرق مانشستر سيتي وتوتنهام وارسنال ونابولي وموناكو، وكأن اتفاقا مبطنا على التعمد في اخفاض قيمة بدل انتقال اللاعبين في سوق لا ترحم. twitter: @khaldounElcheik لماذا أحجم كبار أوروبا عن الانفاق في سوق الانتقالات؟ خلدون الشيخ |
مدربو الليغا بلسان «اسباني» بحت! Posted: 25 Aug 2018 02:07 PM PDT مدريد ـ «القدس العربي»: يبدو أن مهمة تدريب أحد الأندية الإسبانية لا يصلح أي شخص للقيام بها، حيث أن جميع مدربي الفرق الـ20 في نسخة الموسم الحالي من الدوري الإسباني (الليغا)، يتحدثون الإسبانية وتنقسم جنسياتهم بين إسبانيا والأرجنتين. ويبلغ عدد المدربين الإسبان 15 مدربا، فيما يحمل الخمسة الآخرون جنسية الأرجنتين، وهو ما يتماشى بشكل كبير مع المنطق. والمدربون الأرجنتينيون الذين يعملون هذا الموسم في الدوري الإسباني هم: دييغو سيميوني مع أتلتيكو مدريد، وادواردو بيريزو مع أتلتيك بلباو، وماوريسيو بيلغرينو مع ليغانيس، وأنطونيو محمد مع سيلتا فيغو، وليو فرانكو مع هويسكا. وبذلك يجمع الدوري الإسباني هذا الموسم وللمرة الأولى منذ موسم 2010/2009 بين 20 مدربا يتحدثون جميعا اللغة ذاتها. وفي الموسم المذكور كان هناك 17 مدربا إسبانيا ومدرب مكسيكي واحد وآخر أرجنتيني وآخر من تشيلي. ولم تتكرر هذه الظاهرة طوال عقد كامل شهد توافد مدربين يحملون جنسيات مختلفة، كالدنماركية والبرتغالية والفرنسية والرومانية والبريطانية. ومع رحيل الفرنسي زين الدين زيدان عن ريال مدريد واستبداله بالإسباني جولين لوبيتيغي وإقالة الإيطالي فينشينزو مونتيلا عن إشبيلية بعد أربعة أشهر فقط من توليه المسؤولية، تقلص عدد المدربين الدوليين في الدوري الإسباني. ويتناقض هذا الوضع مع مثيله في الدوري الإنكليزي على سبيل المثال، حيث لا يوجد على رأس القيادة الفنية للأندية الستة الأكبر فيها أي مدرب إنكليزي، بل هناك مدربان من إسبانيا، وهما جوسيب غوارديولا مع مانشستر سيتي، واوناي ايمري مع أرسنال، بالإضافة إلى البرتغالي جوزيه مورينيو مع مانشستر يونايتد، والألماني يورغن كلوب مع ليفربول والإيطالي ماوريزيو ساري مع تشلسي. ويبدو جليا أن إجادة اللغة والدراية الكبيرة بالكرة الإسبانية عاملان أساسيان يحددان اختيار هوية المدرب لقيادة فريق في الدوري الإسباني. ورغم ذلك، قد تنبئ هذه الظاهرة عن مشكلة متنامية، ألا وهي عودة الدوري الإسباني تدريجيا لأن يصبح مسابقة محلية بشكل أكبر في كل مرة مع تراجع الصفة العالمية عنه، رغم محاولات تطويره التي يتولاها القائمون على إدارته والنجاحات الكبيرة التي تحققها أنديته الكبرى. وتتجلى هذه المشكلة في أوضح صورها في هروب أبرز النجوم في المسابقة الإسبانية، سواء من اللاعبين كما الحال مع كريستيانو رونالدو ونيمار، أو المدربين مثل زين الدين زيدان. وسيكون لوبيتيغي هذا الموسم أهم الوجوه الجديدة في قائمة مدربي الدوري الإسباني، فهو يخوض موسمه الأول على رأس القيادة الفنية لريال مدريد بعد رحيله المفاجئ عن المنتخب الإسباني عشية انطلاق كأس العالم 2018. وسيستكمل ارنستو فالفيردي مشواره مع برشلونة، وهو إسباني آخر، بجانب مواطنيه ابيلاردو فيرنانديز مع الافيس، وكوكي ستين مع ريال بيتيس، وخوسيه لويس مينديلبار مع ايبار، وروبي لوبيز مع ليفانتي، وميشيل مع رايو فايكانو، واسير غاريتانو مع ريال سوسيداد، وبابلو ماشين مع إشبيلية، ومارسيلينو غارسيا تورال مع بلنسية، وسيرخيو غونزاليز مع بلد الوليد، وخافيير كايخا مع فياريال. أما بالنسبة للمدربين الأرجنتينيين، فها هو سيميوني يستعد لخوض موسم آخر مع أتلتيكو مدريد الذي دعم صفوفه هذا الصيف بشكل لم يسبق له مثيل، فيما يسعى بيريزو للثأر مع أتلتيك بلباو بعد إقالته من إشبيلية، في الوقت الذي عاد فيه بيلغرينو إلى الدوري الإسباني بعد أن قدم قبل عامين موسما رائعا مع ألافيس. ويواجه أنطونيو محمد تجربته الأولى كمدرب في الدوري الإسباني مع سيلتا، فيما يستعد ليو فرانكو لأول تجاربه في عالم التدريب مع هويسكا. بيد أن هذا المشهد قد يطرأ عليه تغير سريع بعد انطلاق البطولة، كما حدث في الماضي. ومن بين الفرق الـ20 المشاركة في الدوري الإسباني، هناك 13 فريقا تعاقدوا مع مدربين جدد غير هؤلاء الذين كانوا يعملون معهم الموسم الماضي. لكن السؤال الذي يتبادر للذهن الآن هو: كم منهم سيستطيع الصمود والاحتفاظ بمنصبه حتى نهاية الموسم؟ مدربو الليغا بلسان «اسباني» بحت! |
البايرن مرشح فوق العادة… كالعادة! هل هناك من يمكن ان يكسر احتكاره؟ Posted: 25 Aug 2018 02:07 PM PDT برلين ـ «القدس العربي»: انطلقت منافسات الدوري الالماني أمس الاول الجمعة، ومعظم الترشيحات تصب في صالح بايرن ميونيخ للدفاع عن لقبه رغم تغيير ادارته الفنية وعدم التعاقد مع أي نجم من أصحاب الشهرة، ورغم هذا، يراود الأمل البعض في كسر احتكار البايرن للقب بعد ستة مواسم متتالية توج فيها الفريق البافاري. ويخوض البايرن فعاليات الموسم الجديد تحت قيادة المدرب الكرواتي نيكو كوفاتش وبدون نجوم بارزين جدد، لكنه يطمح إلى الفوز باللقب المحلي للموسم السابع على التوالي وتمديد رقمه القياسي في عدد الألقاب المتتالية. وفرض البايرن هيمنته وتفوقه على جميع المنافسين خلال المواسم الستة الماضية ويمكنه معادلة الرقم القياسي لعدد مرات الفوز المتتالية باللقب في بطولات الدوري الأوروبية الخمس الكبرى والذي يستحوذ عليه ليون الفرنسي ويوفنتوس الإيطالي برصيد سبعة ألقاب متتالية. ومع دورتموند، يبرز شالكه وهوفنهايم وباير ليفركوزن ولايبزيغ كفرق مرشحة لمنافسة البايرن. وافتتح البايرن الموسم الجديد بفوز ساحق 5/صفر على إنتراخت فرانكفورت في الكأس السوبر الألماني ولكنه كان بعيدا للغاية عن المستوى المنتظر منه في فوزه 1/صفر على دروشتيرسن من الدرجة الرابعة في كأس المانيا. وشهدت سوق انتقالات اللاعبين هذ الصيف هدوءا من البايرن حيث عاد الثنائي سيرج نابري وريناتو سانشيز إلى الفريق بعد انتهاء إعارتهما، كما ضم ليون غوريتسكا من شالكه في صفقة انتقال حر. ورحل التشيلي الدولي أرتورو فيدال عن البايرن إلى برشلونة وقد ينتقل المدافع جيروم بواتينغ إلى باريس سان جيرمان كما يدور الجدل في سوق الانتقالات بشأن مستقبل سيباستيان رودي. ويتوقع 15 من مدربي الفرق الـ18 في البوندسليغا أن يتوج البايرن باللقب مجددا. وقال دومينيكو تيديسكو مدرب شالكه: «ببساطة، لأن البايرن لديه أفضل فريق». وأوضح مايكل كولنر مدرب نورنبرغ: «ما من فريق آخر يمكنه مضاهاة البايرن». ورغم هذا، رشح جوليان ناغلسمان مدرب هوفنهايم فريق ليفركوزن، فيما رشح هايكو هيرليش مدرب ليفركوزن فريق دورتموند الذي كان آخر فريق يتوج باللقب قبل احتكار البايرن للقب في المواسم الستة الماضية، حيث فاز دمورتموند بلقبي 2011 و2012 .وقدم دورتموند موسما هزيلا الموسم الماضي، حيث حل رابعا خلف البايرن وشالكه وهوفنهايم. ويخوض الموسم الجديد تحت قيادة لوسيان فافر المدرب السابق لبوروسيا مونشنغلادباخ. ورحل عن دورتموند عدد كبير من اللاعبين خلال الانتقالات الحالية، بينهم أندري شورله، فيما استقدم لاعبون جدد في مقدمتهم البلجيكي أكسيل فيتسل. وقال فافر، الذي يبدو حذرا للغاية: «يجب أن نتحلى بالواقعية، في الموسم الحالي على الأقل. سنشهد بداية جديدة قد تحتاج لبعض الوقت». ويرغب شالكه في تأكيد جدارته باحتلال المركز الثاني الموسم الماضي رغم فقدانه للاعبين مثل غوريتسكا وماكس ماير. وحقق هوفنهايم الموسم الماضي أفضل مركز له في تاريخ مشاركاته بالبوندسليغا حيث احتل المركز الثالث، لكن الجدل يدور حاليا بشأن مستقبل ناغلسمان بعدما أعلن المدرب أنه قد ينتقل لتدريب لايبزيغ العام المقبل. وأنهى لايبزيغ الموسم الماضي في المركز السادس رغم احتلاله مركز الوصيف في 2017 في أول موسم له بالبوندسليغا. وتولى رالف لارانغنيك المدير الرياضي للايبزيغ منصب المدرب أيضا بعد رحيل المدرب رالف هازنهاتل. وفي المقابل، يينتظر أن يشهد الموسم الجديد صراع بعض الأندية للهروب من الهبوط مثل فرايبورغ وفورتونا دوسلدورف ونورنبرغ الصاعدين هذا الموسم. البايرن مرشح فوق العادة… كالعادة! هل هناك من يمكن ان يكسر احتكاره؟ انطلاق منافسات الدوري الألماني |
كوفاتش يواجه التحدي الأكبر في إعادة هيكلة البايرن! Posted: 25 Aug 2018 02:06 PM PDT برلين ـ «القدس العربي»: في حين يبرز بايرن ميونيخ مجددا كأقوى المرشحين للفوز بالدوري الألماني، سيكون مدربه الجديد الكرواتي نيكو كوفاتش مطالبا بمنحه مزيدا من المرونة الخططية والبدء بشكل فوري في منح الفرصة للاعبين الشبان بالفريق. وينتظر أن يقود كوفاتش الفريق على الأقل إلى تمديد رقمه القياسي في عدد مرات الفوز المتتالية بلقب البوندسليغا والتتويج باللقب للموسم السابع على التوالي في أول موسم مدربا للفريق. لكن كوفاتش، اللاعب السابق للبايرن، سيكون أمام تحد آخر وهو إعادة هيكلة الفريق الذي يضم حاليا العديد من كبار السن. وأظهرت آخر مباراة رسمية خاضها البايرن الموسم الماضي مدى حاجة الفريق إلى مزيد من المرونة الخططية، حيث خسر 1/3 أمام إنتراخت فرانكفورت في نهائي كأس ألمانيا عندما كان كوفاتش لا يزال مدربا لفرانكفورت. ويبدأ كوفاتش (46 عاما) مهمته بفريق لم يشهد أي تغييرات حقيقية عما كان عليه الموسم الماضي، حيث غاب عن الإنفاق في سوق الانتقالات هذا الصيف. واستعاد مهاجمه سيرج نابري ولاعب الوسط ريناتو سانشيز بعد انتهاء إعارتهما، كما ضم لاعب الوسط ليون غوريتسكا من شالكه في صفقة انتقال حر. وفي المقابل، باع البايرن التشيلي أرتورو فيدال إلى برشلونة، كما يدور الجدل حول إمكانية انتقال قلب دفاعه الدولي جيروم بواتينغ إلى باريس سان جيرمان ولاعب الوسط سيباستيان رودي إلى شالكه أو لايبزيغ. وإذا رحل بواتينغ، قد يكون حافزا للبايرن على الإنفاق ببذخ قبل غلق باب الانتقالات يوم الجمعة المقبل لتدعيم دفاعه، وربما يكون الخيار الأمثل الإسراع بضم بنيامين بافار الفائز مع المنتخب الفرنسي بكأس العالم 2018 بعدما كان مقررا أن يضمه من شتوتغارت في صيف 2019 .وإذا لجأ البايرن لهذه الخطوة، سيكون البايرن في هذه الحالة مطالبا بدفع مبلغ أكبر من 35 مليون يورو التي كان سينفقها لضم بافار في 2019 . ولم يطالب كوفاتش إدارة النادي بضم لاعبين أصحاب أسعار هائلة، لكنه يسعى إلى الاستفادة بشكل أفضل من كل لاعب تحت تصرفه. وقال خلال فترة الإعداد: «لدي أفكاري. ولدي رؤيتي» في إشارة إلى حاجة البايرن لتعديل طريقة لعبه التي اتبعها منذ كان الإسباني جوسيب غوارديولا مدربا للفريق والتي اعتمدت على الاستحواذ على الكرة. ومن الناحية الخططية، يتضمن هذا مزيدا من المرونة، مثل التنقل بين الاعتماد على أربعة مدافعين وثلاثة مدافعين والاعتماد على طريقة اللعب 3/5/2 أو 3/4/3 طبقا لسير المباراة. وقال كوفاتش: «سنعدل نظاما أو آخر»، مشيرا إلى أنه لم يعد مقبولا أن ينهي الفريق المباراة بنفس طريقة اللعب التي يبدأ بها اللقاء، حيث يتعين عليه أن يتحلى بالقدرة على رد الفعل. ونال عمل كوفاتش حتى الآن استحسان مسؤولي البايرن. وأشاد كارل هاينز رومينيغه الرئيس التنفيذي للنادي مؤخرا بأداء كوفاتش، وقال: «من الملاحظ أنه يقود الفريق إلى تدريبات صعبة. الأكثر أهمية، أنه يحظى بثقتنا التامة ويتعامل مع المهمة بحماس». ويملك البايرن أفضل فريق في الدوري الألماني كما يرغب كوفاتش في تجديد شباب الفريق الذي يرجح أن يعتمد في بداية الموسم على الثنائي المخضرم الفرنسي فرانك ريبيري (35 عاما) والهولندي آريين روبن (34 عاما) ولكنهما سيجدان منافسة قوية من نابري (23 عاما) وكينغسلي كومان (22 عاما). كما سيدعم الثنائي غوريتسكا (23 عاما) وسانشيز (21 عاما) خط الوسط، علما أن لاعب الوسط الإسباني خافي مارتينيز سيحتفل بعيد ميلاده الثلاثين قريبا، كما يضم الخط توماس مولر (29 عاما). كذلك، يحتوي هذا الخط على عنصري الخبرة خاميس رودريغز (27 عاما) وتياغو (27 عاما). وفي الدفاع، سيكون بافار (22 عاما)، سواء انتقل للفريق هذا الصيف أو في 2019، إضافة كبيرة للبايرن. ويتنافس نيكلاس سوله (23 عاما) في هذا الخط أيضا مع بواتينغ وماتس هوملز اللذين سيحتفلان بعيد ميلادهما الثلاثين قبل نهاية العام. وبدأ البايرن الاستعداد لمزيد من التغيير من خلال التعاقد في كانون الثاني/يناير الماضي مع الكندي الموهوب ألفونسو ديفيز (17 عاما) مقابل نحو عشرة ملايين يورو. وكشف البايرن عن وجهيه في أول مباراتين رسميتين بالموسم الحالي، فسحق إنتراخت فرانكفورت 5/صفر في الكأس السوبر، لكنه فاز 1/صفر بصعوبة بعدها بستة أيام فقط على دروشتيرسن آسل من الدرجة الرابعة، في بداية مسيرة الفريق بكأس ألمانيا هذا الموسم. وظل التعادل قائما حتى الدقيقة 81 التي شهدت تسجيل المهاجم البولندي روبرت ليفاندوسكي لهدف المباراة الوحيد. وكان البايرن أكد في الفترة الماضية أن ليفاندوسكي ليس للبيع ليقطع الطريق أمام محاولات ريال مدريد وأندية أخرى تسعى لضمه. ووصف كوفاتش أداء فريقه في هذه المباراة بأنه «بطيء الحركة». ولم يتضح بعد مدى قدرة البايرن على المنافسة بقوة على دوري أبطال أوروبا، علما أن الفريق دأب على الخروج من دور الثمانية أو المربع الذهبي منذ فوزه بآخر لقب عام 2013 .ويأمل كوفاتش أيضا في أن يتجاوز لاعبون مثل مولر ومانويل نوير الحارس وقائد الفريق وماتس هوملز كارثة الخروج المبكر والمهين للمنتخب الألماني من كأس العالم 2018، حيث ودع اللاعبون البطولة من الدور الأول .وقال أولي هونيس رئيس البايرن إن النادي قد ينفق ببذخ في سوق الانتقالات على مدار الـ12 شهرا المقبلة، ما يعني أن النادي سيبحث عن صفقات أخرى بخلاف التعاقد مع بافار مقابل 35 مليون وضم خاميس بشكل نهائي من ريال مدريد مقابل 42 مليون يورو بعد انهاء فترة إعارته هذا الموسم. وقال هونيس: «اللاعبون المتواجدون حاليا بالفريق هم من سيقررون إذا كان يتوجب علينا هذا العام المقبل». كوفاتش يواجه التحدي الأكبر في إعادة هيكلة البايرن! |
سوق انتقالات ضعيفة لأندية البوندسليغا Posted: 25 Aug 2018 02:06 PM PDT برلين ـ «القدس العربي»: لم ينفق بايرن ميونيخ أي مبلغ على التعاقد مع لاعبين جدد، بينما أنفق بوروسيا دورتموند 73 مليون يورو على لاعبين جدد، قبل انطلاق منافسات الدوري الألماني. ويعتبر امتناع البايرن عن التعاقدات الجديدة من بين أسباب انفاق الأندية الـ18 التي تشكل البوندسليغا 413 مليون يورو حتى الآن فقط، وهو رقم بعيد للغاية عما انفقته الموسم الماضي والبالغ 600 مليون يورو. ومع ذلك يظل باب الانتقالات مفتوحا حتى 31 آب/أغسطس الجاري وسط تكهنات بأن بايرن ميونيخ قد يبيع المدافع جيروم بواتينغ ولاعب الوسط سيبستيان رودي. كما أن دورتموند ما زال يفتقد مهاجما مناسبا. وحتى الآن حققت الأندية الألمانية فائضا بـ10 ملايين يورو مع إيرادات انتقالات وصلت 423 مليون يورو. وحصل لايبزيغ وحده على 70 مليون يورو من انتقال نابي كيتا إلى ليفربول الإنكليزي، بينما كان دورتموند أكثر الفرق شراء للاعبين في محاولة للاقتراب من البايرن في جدول الترتيب. ويملك دورتموند ثلاثة من أغلى أربعة لاعبين تم التعاقد معهم في الدوري، وهم عبدو ديالو (ماينز 28 مليون يورو) وتوماس ديلايني (بريمن 20 مليون يورو) والبلجيكي أكسيل فيتسل (كوانجيان الصيني 20 مليون يورو). ويبقى أن نرى إذا كان دورتموند سيتمكن من التعاقد مع مهاجم مشهور خلفا لبيير إيمريك أوباميانغ من عدمه، حيث وصف مايكل زورك المدير الرياضي للنادي أن المبالغ المطلوبة للتعاقد مع مهاجم «غير واقعية» لناديه. وهناك ثلاثة فرق أخرى أبرمت صفقات قياسية، حيث أنفق بوروسيا مونشنغلادباخ 23 مليون يورو للتعاقد مع الحسن بليا من نيس الفرنسي، بينما أنفق فيردر بريمن 15 مليونا للتعاقد مع دافي كلاسين من إيفرتون، فيما أنفق ماينز 8 ملايين للتعاقد مع جان فيليب ماتيتا من ليون الفرنسي. واستعاد بايرن ميونيخ خدمات سيرج نابري وريناتو سانشيز بعدما انتهت اعارتهما، كما انضم للفريق ليون غوريتسكا من شالكه في صفقة انتقال حر. وبدلا من ذلك، أصبح البايرن أكثر ثراء، حيث باع دوغلاس كوستا ليوفنتوس مقابل 40 مليون يورو، وأرتور فيدال إلى برشلونة مقابل 18 مليونا. ويريد البايرن الحصول على 50 مليونا للاستغناء عن بواتينغ وعلى الأقل 15 مليونا للاستغناء عن رودي. كل هذا يمكن استغلاله العام المقبل عندما يدفع 42 مليون يورو لجعل صفقة خاميس رودريغز دائمة، و35 مليون يورو للتعاقد مع المدافع الفرنسي بنيامين بافار من شتوتغارت. سوق انتقالات ضعيفة لأندية البوندسليغا |
غزة: التعليم المهني وجهة الطلبة الجدد Posted: 25 Aug 2018 02:06 PM PDT أدى تردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع نسبة الفقر لدى نسبة كبيرة من الأسر الغزاوية، إلى صعوبة تسجيل أبنائهم من خريجي الثانوية العامة في مقاعد الدراسة الجامعية، رغم الحملات الدعائية التي تقوم بها الجامعات لاستقطاب الطلبة مع بداية العام الدراسي الجديد. لكن ارتفاع كلفة الساعات الدراسية للتخصصات دفع العديد من الطلبة إلى التراجع عن الالتحاق بالدراسة الجامعية، والتوجه نحو التعليم المهني، الذي يكسب الطالب حرفة صناعية تخدمه في حياته مع تنامي أعداد الخريجين العاطلين عن العمل. هذا التراجع الواسع أثر بشكل سلبي على الجامعات، ودفعها للتخلي عن بعض المدرسين الأكاديميين نتيجة الأزمات المالية التي تعصف بها. في جامعة الأزهر في غزة التقت «القدس العربي» بمجموعة من الطلبة الذين زاروها ليس بنية التسجيل، ولكن للتجول في أروقتها والاطـــلاع على برامج التخصصات الذي نشرته الجامعة، لعلهم يجـدون ما يمكـنـهم من الالتحاق وخوض تجربة الدراســة الجــامعية وكي يحققوا حلـمـهم في الوصــول والالتحاق بمقاعدها. الطالب يحيى وافي واحد من الذين تخرجوا من الثانوية العامة وحاصل على معدل 78 في المئة من الفرع العلمي، لا يزال يتجول كل يوم في جامعات قطاع غزة، لعله يؤمن مقعدا دراسيا ويكمل مشواره التعليمي الذي يصر على إكماله رغم ظروفه الاقتصادية الصعبة. يقول ان وضع أسرته صعب، وكافح طيلة حياته الدراسية لكي يحقق حلمه في التعليم الجامعي، ومن ثم يجد وظيفة يعيل فيها أسرته التي تعاني الفقر الشديد في غياب من يعيلهم، وهو يحلم في دخول تخصص التمريض ولكن حسب قوله ان ساعة الدراسة لهذا المجال تبلغ 20 ديناراً أردنيا، وهذا مبلغ صعب الحصول عليه وإكمال مشوار دراسي يمتد لأربع سنوات. في المقابل وبعد أن عجز الطالب سعيد حمو الحاصل على معدل 72 في المئة الفرع الأدبي، في إيجاد تخصص مناسب يلتحق فيه، قرر اختصار الوقت والالتحاق بمدرسة الإمام الشافعي للتدريب المهني، بعد أن أقتنع أن واقع الدراسة الجامعية لا يخدم مستقبل الطالب نظراً لغياب فرص العمل وتكدس الخريجين بالآلاف، حيث سيدرس الكهرباء لمدة عامين، ومن ثم سيصبح صاحب مهنة يتمكن من خلالها جمع قوت يومه وتحقيق نقلة نوعية لحياته وأسرته. وتتجه أعمال أصحاب المهن الحرة الحرفية والصناعية في قطاع غزة نحو الأفضل نتيجة حاجة سوق العمل لهم، مقارنة بالشباب الخريجين الذين لم يملكوا أدنى وسيلة عمل تنقذ حياتهم. وأتجه عدد كبير من الطلبة إلى فكرة التعليم المهني خاصة بعد التصريحات التي خرج بها وزير العمل الفلسطيني مأمون أبو شهلا، والذي أحبط فيها الطلبة الجدد، بعد تحذيرهم من صعوبة إيجاد فرص عمل بعد التخرج من الجامعة نتيجة ارتفاع نسبة الخريجين، إضافة إلى قوله ان الجامعات الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية تقوم سنوياً بتخريج أعداد ضخمة من الخريجين غير المؤهلين لسوق العمل، وغالبيتهم يحملون شهادات في تخصصات غير مطلوبة في السوق بينما يوجد حوالي 70 تخصصاً غير موجود في فلسطين والسوق في حاجه لها. هذه التصريحات شكلت عامل خوف وقلق لدى الطلاب وعائلاتهم، ودفعت كثيرين إلى عدم الالتحاق بالجامعات خوفاً على مستقبلهم، بالإضافة إلى أن مثل هذه التصريحات أثارت حالة من الغضب بين رؤساء الجامعات إذ رأوا فيها تحريضاً على الطلاب، وبينوا في تصريحات صحافية أن الجامعات الفلسطينية تخرج الأطباء والمهندسين الذين أثبتوا جدارتهم خلال عملهم سواء في الداخل والخارج، ولكن المشكلة تكمن في وزارة العمل ذاتها التي لا تقوم بتوفير فرص عمل للخريجين، ما يدفع إلى هجرة العقول إلى الخارج. غزة: التعليم المهني وجهة الطلبة الجدد إسماعيل عبد الهادي |
ألمانيا والسعودية ـ أزمة صامتة قد تنفجر على الطريقة الكندية! Posted: 25 Aug 2018 02:05 PM PDT وصل لهيب الأزمة الدبلوماسية الصامتة بين برلين والرياض إلى قطاع صناعة الأدوية الأوروبية والأمريكية الذي دق ناقوس الخطر بشأن تداعيات القيود التي تفرضها السعودية على القطاع، فهل تصل العلاقات بين البلدين إلى القطيعة؟ في رسالة وُصفت بأنها شديدة اللهجة وُجهت إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، عبرت رابطات صناعة دواء أوروبية وأمريكية عن قلقها العميق بشأن شروط التوريد الصارمة التي باتت الرياض تفرضها على العقاقير الألمانية ردا على انتقادات سابقة لبرلين بشأن وضعية حقوق الإنسان في المملكة. وكما كان عليه الأمر في الحالة الكندية، كان رد فعل السعودية متشددا وإن اتسم في الحالة الألمانية بنوع من الصمت ودون ضجيج إعلامي. فحينما انتقد زيغمار غابرييل، وزير خارجية ألمانيا السابق، ما وصفها بـ»روح المغامرة» في إشارة إلى سياسة السعودية في الشرق الأوسط، استدعت الرياض سفيرها في برلين وجمدت عمليا دينامية العلاقات الاقتصادية بين البلدين. صرخة رابطات صناعات الأدوية الغربية جاءت مدوية لأنها استثنائية من حيث الشكل والمضمون، إذ جاء فيها أن «الإجراءات (السعودية) يمكن أن تكون لها تداعيات على تموين مستدام بأدوية حيوية ومبتكرة في علاج المرضى في المملكة العربية السعودية». وهذا ما يطرح تحديات كبرى على ألمانيا من حيث معادلة الجمع بين الحفاظ على مصالحها الاقتصادية والدفاع عن قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان في زمن الشعبوية. جمر تحت الرماد بدأت تأثير سلاح الزجر الاقتصادي الذي تنتهجه الرياض ضد ألمانيا، يظهر أثره تدريجيا، فحتى قبل رسالة قطاع صناعة الأدوية، سبق لغرفة التجارة والصناعة الألمانية أن أعربت عن قلقها من التراجع المطرد للصادرات نحو السعودية إذ وصلت النسبة إلى 5 بالمئة وانخفضت بذلك إلى نحو ثلاثة مليارات يورو خلال النصف الأول من العام الجاري 2018. يذكر أن حجم الصادرات الألمانية إلى السعودية بلغ 6.6 مليار يورو عام 2017، وكان يبلغ 9.9 مليار يورو عام 2015. وأرجعت الغرفة التراجع بالدرجة الأولى إلى انخفاض أسعار النفط، ولكن أيضا للتوتر السياسي بين الرياض وبرلين. وقال أوليفر أومز من غرفة التجارة والصناعة الألمانية في الرياض «على مدى الأشهر الستة الأخيرة تجد شركات الرعاية الصحية الألمانية صعوبة في العمل في السعودية، إنها ليست مقاطعة عامة لكن قطاع الرعاية الصحية يعاني بوضوح». ورغم أن المستشارة أنغيلا ميركل هاتفت الأمير محمد بن سلمان في محاولة لخفض حدة التوتر، لكن الخلاف استمر إذ واصلت السعودية استبعاد الشركات الألمانية مثل سيمنس هيلثينيرز وباير وبوهرنغر إنغلهايم من مناقصات الرعاية الصحية العامة في السعودية. وفي حوار مع DW أقر الإعلامي والخبير السعودي عبد العزيز الخميس ضمنيا بأن الأزمة مرتبطة بما أسماه التدخل في الشؤون الداخلية لبلاده من قبل دول ككندا وألمانيا مؤكد أن «على ألمانيا فهم احترام السيادة السعودية». وحاول الخميس التقليل من شأن الأزمة الحالية بقوله «الذي أعرفه أن العلاقات السعودية الألمانية لم تصل لنقطة اللاعودة، فوزير الخارجية السابق زيغمار غابرييل، ذهب إلى غير رجعة، وهو معروف بتشدده وميوله اليسارية، تلك الأزمة انتهت وأعتقد أنها لم تصل إلى مستوى الأزمة مع كندا». قطاع الأدوية الأكثر تضررا رسالة قطاع الأدوية هي نقطة تحول جديدة وهي تؤكد تقارير سابقة غير رسمية حول معاقبة الرياض لشركات ألمانية. لكن وجود الرسالة، المكتوبة بتاريخ 12 يونيو/حزيران والموجهة إلى ولي العهد، لم ترد في أي تقارير من قبل. وأكدت الرسالة أنه «قد يكون لهذا الإجراء تداعيات سلبية كبيرة على الإمداد المستدام لأدوية مبتكرة وضرورية للغاية لمعالجة المرضى في المملكة العربية السعودية.» وتضيف الرسالة أن من شأن هذه الخطوة «النيل بدرجة كبيرة من نظرة رجال الأعمال للسعودية كموقع للاستثمار في الأدوية المبتكرة في المستقبل». وقال متحدث باسم سيمنس «قرار الحكومة السعودية يؤثر بالفعل على نشاطنا المحلي». ولم يذكر المتحدث أرقاما منفصلة لحجم نشاطها السعودي. وأضاف «نعمل على التوصل إلى حل بالتعاون مع السلطات الأمريكية لتعبئة سلاسل توريداتنا العالمية من أجل التغلب على قيود وزارة الصحة السعودية». ويذكر أن السعودية أكبر سوق أدوية في الشرق الأوسط وإفريقيا بمبيعات بلغت 7.6 مليار دولار العام الماضي. وبهذا الصدد اعتبر يوهان فادفول، النائب البرلماني البارز من حزب المستشارة ميركل الخلاف مع السعودية «ضار جدا». حقوق الإنسان ومخاطر القطيعة تجد ألمانيا نفسها في وضع غير مريح بسبب تراجع الصوت الغربي في الدفاع عن القيم الديمقراطية، فدخول إدارة الرئيس دونالد ترامب في تحالف استراتيجي مع ولي العهد محمد بن سلمان جعل الصوت الأمريكي الوازن يخذل الغرب في قضايا حقوق الإنسان، وبات الزعماء العرب غير مكترثين للانتقادات بهذا الشأن. غير أن عبد العزيز الخميس يرى أن «الذي تغير هم الآخرون، لم يحدث في الماضي أن انتقد وزير خارجية ألماني أو كندي السعودية بهذه الطريقة المباشرة. كانت هناك رسائل صامتة، ثم من الذي يدعو ألمانيا أو كندا للتدخل في الشؤون الداخلية للمملكة، وهل يمكن لنا التدخل في الشؤون الداخلية لألمانيا على ألمانيا احترام القوانين السعودية». واستطرد الخميس أنه «لا يمكن فرض التقاليد والعادات الغربية على مجتمعات شرقية يمكن أن تُحدث أزمة لو هي فُرضت». غير أنه وهو يقول ذلك يعلم تماما أن حقوق الإنسان كونية، وأن أي شخص في ألمانيا يمكن أن ينتقد سياسة الحكومة أو غيرها دون الخوف من أن يُزج به في غياهب السجون. ألمانيا والسعودية ـ أزمة صامتة قد تنفجر على الطريقة الكندية! |
ماريانخيلا تفر من الجوع في فنزويلا Posted: 25 Aug 2018 02:05 PM PDT تكبدت ماري أنخيلا اسكانيو عناء رحلة طويلة وشاقة للهرب من بلدها فنزويلا الغارق في أزمة رهيبة وهي تخشى أن تفقد جنينها بسبب نزيف تعاني منه. وهي غادرت ماراكاي في ولاية أراغوا في وسط فنزويلا قبل عشرين يوما برفقة قريبين لها. طفلها الأول جوانخيل البالغ سنتين بقي مع زوجها ووالديه. وقد سئمت هذه الشابة البالغة 21 عاما الوضع في بلادها «حيث لا نعثر على شيء، لا أغذية ولا أدوية»، فقررت إعادة بناء حياتها في مكان آخر. وتقول «كنا مكتنزين وها نحن اليوم نحيلون». رغم حملها، خسرت 15 كيلوغراما من وزنها في غضون ثلاثة أشهر. وقد شحب لون جلدها الداكن في جبال الأنديس الكولومبية. لكن وضعها لم يثنها عن الانطلاق على الطرقات للوصول إلى كيتو عاصمة الإكوادور على بعد 2400 كيلومتر من ماراكاي. وتؤكد «ينبغي المجازفة لأن البقاء في فنزويلا يعني الموت» واصفة حكومة نيكولاس مادورو بانها «منحرفة». زوجها أورلاندو الذي يعمل بناء لم يعد أجره يكفي لإعالة عائلته وهو بقي في فنزويلا ليهتم أيضا بوالدته التي تعاني السكري. وهي تستذكر بتأثر كيف قالت لصغيرها إنها ذاهبة للعمل وستعود مساء مشددة على أن «الفراق كان صعبا». مع ستة ملايين بوليفار في جيبها (حوالي 1،7 دولار في السوق السوداء) دفعت كلفة النقل إلى كوكوتا المعبر الرئيسي للاجئين الفنزويليين في كولومبيا. كولومبيا الخارجة ببطء من نزاع مسلح استمر أكثر من نصف قرن، استضافت أكثر من مليون نازح من فنزويلا في الأشهر الستة عشر الأخيرة. ويعبرها فنزويليون أيضا في طريقهم إلى الإكوادور والبيرو ومن ثم تشيلي أو الارجنتين. وهي باتت تفتقر إلى المال في كوكوتا وباشرت سيرها الطويل راجية سائقي الشاحنات والسيارات نقلها وقد فوجئت بحسن الضيافة الكولومبية. فقد نقلها أشخاص عدة مع قريبيها وقدموا الطعام لهم. وتقول «لقد أكلت أكثر مما كنت آكل في فنزويلا!» مشيرة إلى أن وزنها زاد خمسة كيلوغرامات في غضون أسبوعين. وتضيف «في حال رزقت بطفلة سأسميها جوانخيلا فيكون اسمي واسما طفلي تنتهي بكلمة انخيل (ملاك). عائلة ملائكة». إلا ان ظروف النزوح الشاقة بدأت تؤثر عليها من برد قارس ليلا على الطرقات وغثيان وتقيؤ بسبب الحمل وانفصال عن ابنها الذي تسمع صوته من وقت إلى آخر عبر الهاتف. وقد زاد ضغطها النفسي مع إعلان الإكوادور تشديد شروط الدخول إلى أراضيها. وكانت كيتو تنوي الاشتراط على النازحين الفنزويليين الذين يصلون بالآلاف يوميا إلى جسر روميتشاكا أن يكونوا مزودين بجواز سفر وهي وثيقة يصعب الحصول عليها بسبب النقص في الورق والصعوبات البيروقراطية. إلا أنها عادت وتخلت عن هذا الإجراء. لكن ماريانخيلا محظوظة إذ إنها تمارس ألعابا قتالية شبيهة بالكاراتيه، وكان يُسمح لها بصفتها رياضية تشارك في مسابقات دولية بالحصول على جواز سفر منذ 11 عاما. إلا أن قريبيها حصلا على إذن إقامة موقت بسبب عدم حيازتهما جواز سفر. وهي تأمل من خلال جواز السفر أن تجد عملا في الإكوادور التي تعتمد الدولار في مداولاتها ما سيسمح لها بإرسال المال إلى عائلتها. وستتمكن بذلك خصوصا من شراء الأغذية والحفاضات لطفلها المقبل. عند عبورها الحدود الخميس قبّلت الجواز إلا أن فرحتها لم تدم إذ إنها بدأت تنزف. وتقول فيما بدأ الليل يسدل ستاره البارد «قد لا يكون بالشيء المهم. وقد يكون». (أ ف ب) ماريانخيلا تفر من الجوع في فنزويلا |
جدل على الانترنت حول تصريحات وزير سعودي أشاد بإسرائيل وهاجم قطر Posted: 25 Aug 2018 02:05 PM PDT لندن – «القدس العربي»: فجَّر وزير الأوقاف السعودي عبد اللطيف آل الشيخ موجة جديدة من الجدل على الانترنت وعبر شبكات التواصل الاجتماعي في أعقاب تصريحات لافتة تزامنت مع أداء أكثر من مليوني مسلم لفريضة الحج. حيث استهجن المعلقون ما اعتبروه مدحاً لإسرائيل وهجوماً على دولة قطر، وهي تصريحات احتفى بها الإسرائيليون أنفسهم واعتبروا أنها شهادة خير في جانبهم. وقال الوزير السعودي في تصريحاته المثيرة للجدل إن إسرائيل سهلت للحجاج الفلسطينيين أمورهم بينما عرقلتهم «دولة عربية» في إشارة منه إلى دولة قطر التي لم يصل منها أي حاج لأداء الفريضة في الأراضي المقدسة للعام الثاني على التوالي بسبب الأزمة السياسية والحصار المفروض عليها من قبل أربع دول عربية بينها السعودية ذاتها التي أغلقت الحدود والمطارات أمام القطريين. وكتب حساب «إسرائيل بالعربية» الرسمي الذي تديره الحكومة على شبكة «تويتر»: «الحمد لله أن إسرائيل سهلت توجه أكثر من 4000 من المواطنين المسلمين في البلاد، إلى الديار الحجازية المقدسة لأداء فريضة الحج». ووضعت الحكومة الإسرائيلية ضمن تدوينتها صورة للوزير السعودي وهو يثني على إسرائيل. وكان الوزير السعودي قال في تصريحات له بالصوت والصورة: «ما أثار العجب أن دولة إسرائيل التي نعرف عنها الشيء الكثير لم تمنع الحجاج المسلمين من القدوم للمملكة لأداء فريضتهم». وأثارت تصريحات الوزير السعودي موجة من الجدل على شبكات التواصل في مختلف أنحاء العالم العربي، حيث كتب الناشط محمد هلال الخالدي: «وزير الأوقاف السعودي عبد اللطيف آل الشيخ يمدح إسرائيل لأنها لا تمنع المسلمين من أداء فريضة الحج. الكيان الصهيوني كيان محتل. يحتل أرضا ليست له، ويمارس العنف الشرس ضد شعب يعيشون على أرضهم. كيف يمدحهم وزير الأوقاف؟ كل هذا بسبب خلاف سياسي مع قطر؟! يا الله سترك». فيما كتب معلق آخر: «تطبيع سعودي في الحج. وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد عبد اللطيف آل الشيخ يثني على دولة الاحتلال». أما منصور العلي فغرد يقول: «يُفترض عدم تسميتها دولة (إسرائيل)، الاسم الصحيح هو العدو الصهيوني والعدو المحتل والكيان الصهيوني، هكذا فهمنا وتعلمنا سنين طويلة فكيف أصبحت دولة إسرائيل؟». ونشر حساب «سعوديون ضد التطبيع» تغريدة يقول فيها: «عبد اللطيف آل الشيخ أحد كهنة آل سعود ووزير الشؤون الإسلامية يعترف بالكيان الصهيوني واصفا أياه بـ»دولة إسرائيل» ويجمّل إرهاب هذا الكيان المحتل لأنه سمح للفلسطينيين بالحج. سابقا كان الغزل مع الصهاينة بلسان الإعلاميين والآن بلسان «الكهنة» وغدا سترونه على منبر الحرمين المكي والمدني». أما إبراهيم بكر فغرد قائلاً: «حقيقي شيء مخز فعلا، وزير الشؤون الإسلامية يعترف بدولة إسرائيل والإعلام الإسرائيلي لا يعترف بالسعودية». وهذه ليست المرة الأولى التي يثير فيها آل الشيخ جدلاً بسبب تصريحات اعتبرها الكثيرون غير موفقة أو غير مناسبة، حيث سبق أن قال في تغريده قديمة إن «كان الشرفاء العرب يحاربون المستعمر لإخراجه من أوطانهم واستشهد الكثير منهم واليوم نرى سفلة العرب يقدمون أوطانهم للمستعمر التركي ليبني قواعد فيها ضد شعبهم والعرب جميعا والذي سيستعبدهم ويمعن في إذلالهم تبا لكم أيها الحثالة خبتم وخاب مسعاكم وستلعنكم الأجيال». 7med جدل على الانترنت حول تصريحات وزير سعودي أشاد بإسرائيل وهاجم قطر |
صورة «خروف» تثير الجدل في الأردن وتضطر رئيس الحكومة للتعليق Posted: 25 Aug 2018 02:04 PM PDT لندن – «القدس العربي»: اضطر رئيس الحكومة في الأردن إلى الخروج عن صمته والتعليق عبر حسابه على «تويتر» من أجل التوضيح بشأن صورة «خروف» جرى تداولها على نطاق واسع على شبكات التواصل الاجتماعي وتحولت إلى حديث الأردنيين خلال عطلة عيد الأضحى، كما اضطرت إحدى الوزارات أيضاً إلى إصدار بيان لوسائل الإعلام يوضح قصة «الخروف» والصورة التي أثارت اهتمام الناس. وفي التفاصيل التي رصدتها «القدس العربي» على شبكات التواصل الاجتماعي، فإن أحد الأردنيين تمكن من التقاط صورة خلال العيد، أي خلال العطلة الرسمية في الأردن، وتظهر في الصورة سيارة نقل حكومية استخدمها سائقها في عملية نقل للخروف الذي اشتراه ليكون أضحيته في العيد، وهو ما فجر جدلاً بشأن استخدام المركبات الحكومية الممولة من الضرائب وخزينة الدولة في أغراض شخصية من قبل الموظفين العامين المؤتمنين عليها. وتصاعد الجدل والحديث عن الصورة التي يظهر فيها استخدام السيارة الحكومية في يوم عطلة، ما يعني بالنسبة لمن يراها أن الشخص المؤتمن على هذه السيارة كان يستخدمها خلال العطلة لأغراضه الشخصية، وهو ما يشكل مخالفة للقانون وانتهاكاً للأمانة، فضلاً عن أن كثيرين يتحدثون عن عدم قانونية إبقاء السيارة خلال العطلة أصلاً مع السائق أو الموظف وضرورة أن يتم تسليمها إلى الجهة الحكومية المالكة لها. ووصل الجدل إلى درجة أن أحد المواطنين أرسل الصورة إلى رئيس الحكومة الدكتور عمر الرزاز ووجه له سؤالاً مباشراً بشأنها، فيما لم يتردد رئيس الوزراء عن الرد على المواطن وفتح جدلاً جانبياً حول ضرورة مراقبة المركبات وتتبعها من أجل ضمان أن لا يتم استخدامها في غير الأغراض الرسمية، فضلاً عن أن نظام التتبع المركزي يمكن أيضاً أن يرفع من فعالية وكفاءة المركبات الحكومية بشكل كبير، حسب ما أكد رئيس الحكومة في ردوده على «تويتر». لكن الأهم من رد رئيس الوزراء على «تويتر» واهتمامه بأسئلة الأردنيين وتعليقاتهم، أن وزارة التنمية الاجتماعية قطعت إجازة العيد وأصدرت بياناً صحافياً لإنهاء الجدل بشأن السيارة الحكومية وتوضيح مضمون الصورة، حيث اعترفت أن السيارة تتبع لها، لكنها أوضحت بأنها كانت في مهمة رسمية خلال عطلة العيد الرسمية. وقالت الوزارة في البيان إن سيارة النقل هي إحدى مركبات الوزارة وتعود لمركز أحداث «أطفال قاصرين» في مدينة إربد، وتم التقاط الصورة أثناء شراء أضحية للموجودين في المركز ضمن نشاطات الوزارة التي تقوم بها خلال عيد الأضحى. وأضافت الوزارة إنها تكلف المراكز التابعة لها من دور للرعاية والحماية بتقديم كافة النشاطات التي يتضمنها عيد الأضحى ومن بينها شراء الأضاحي، ليعيش المقيمون في الدار أجواء العيد من مشاعر الفرح والود والمحبة في ما بين النزلاء الذين يقضون مدة محكوميتهم وبين المشرفين عليه. وأكدت أن نشاطات العيد لا تقتصر على الأضاحي فقط، بل تبدأ بأداء صلاة العيد وحضور ذبح الأضاحي، وكذلك تتضمن عطلة العيد زيارات ورحلات ترفيهية يسبقها شراء للملابس وحلويات العيد. وأشارت الوزارة إلى أنها تكلف إدارات المراكز على الدوام بشراء الأضاحي للمقيمين فيها. وسبق أن ثار مثل هذا الجدل مراراً بشأن إساءة استخدام السيارات الحكومية، أو استخدامها في الأغراض الشخصية، وكثيراً ما يتمكن مواطنون في الأردن من تصوير مثل هذه السيارات خارج أوقات الدوام الرسمي مثل العطلات الرسمية أو عطلات نهاية الأسبوع، ويتداولون الصور على أن عملية الاستخدام تتم بشكل غير مشروع. يشار إلى أن السيارات الحكومية يعرفها الأردنيون من الأرقام الخاصة بها، حيث يكون لون اللوحة أحمر، بما يجعل المواطن العادي أو شرطي المرور أو المسؤول يعرف على الفور بأنها مملوكة للحكومة ولا يجوز استخدامها إلا في العمل الرسمي، كما أن الحكومة تستطيع على الفور معرفة الدائرة التي تتبع لها المركبة بواسطة رقمها، ومعرفة الموظف الحكومي المسؤول عن هذه المركبة بالتحديد، وبالتالي تسهل ملاحقته ومساءلته. 7med صورة «خروف» تثير الجدل في الأردن وتضطر رئيس الحكومة للتعليق |
موجة الاعتقالات الجديدة تشغل المصريين على شبكات التواصل وتهيمن على اهتمامهم Posted: 25 Aug 2018 02:04 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: هيمنت أخبار الاعتقالات المفاجئة التي شهدتها مصر والتي طالت عدداً من السياسيين والنشطاء المعروفين والمستقلين، بمن فيهم الدبلوماسي السابق والشخصية البارزة معصوم مرزوق، على شبكات التواصل الاجتماعي وجددت الجدل حول الحريات في البلاد واستهداف النشطاء والسياسيين بغض النظر عن توجهاتهم. واعتقلت أجهزة الأمن المصرية يوم الخميس الماضي السياسي البارز معصوم مرزوق، و6 آخرين وأحالتهم إلى النيابة العامة التي قررت توقيفهم 15 يوما على ذمة التحقيق بعد أن وجهت لهم عدة تهم من بينها «التحريض على التظاهر» وذلك في أعقاب دعوتهم إلى الاحتشاد في ميدان التحرير وسط القاهرة يوم 31 آب/أغسطس الحالي في إطار مبادرة للمصالحة السياسية الداخلية تهدف إلى إنهاء الأزمة في مصر. وقال طارق العوضي، عضو هيئة الدفاع عن المتهمين، إن نيابة أمن الدولة العليا وجهت لمرزوق ومن معه عدة اتهامات وهي: «مشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أهدافها والاشتراك في تمويلها، والاشتراك في اتفاق جنائي الغرض منه ارتكاب جريمة التحريض على التظاهر». ومن بين المعتقلين إضافة إلى مرزوق الخبير الاقتصادي رائد سلامة، والأكاديمي المعروف يحيى القزاز، وجميعهم من المعارضين لجماعة الإخوان المسلمين ومن المشاركين في التظاهرات التي أدت إلى إسقاط الرئيس المدني المنتخب محمد مرسي في صيف العام 2013. وأثارت هذه الاعتقالات موجة جديدة من الانتقاد للنظام في مصر على شبكات التواصل الاجتماعي، كما جددت الجدل بشأن الحريات في البلاد وتصدرت اهتمام المصريين على نطاق واسع، فيما انطلقت دعوات سريعة على «فيسبوك» و»تويتر» من أجل إطلاق سراح المعتقلين فوراً وضمان حقهم في التعبير عن آرائهم. وسرعان ما تصدر الهاشتاغ «#معصوم_مرزوق» قائمة الوسوم الأكثر تداولاً في مصر خلال الأيام الماضية في تعبير واضح عن الاهتمام بهذه الموجة الجديدة من الاعتقالات، فيما أعرب كثير من المغردين والمعلقين عن تخوفهم من أن تتواصل حملة الاعتقالات حتى نهاية الشهر وتطال أعداداً أكبر من وجوه السياسة البارزين في مصر. وعلق الناشط الحقوقي والمحامي المصري المعروف هيثم أبو خليل، على الاعتقالات الجديدة عبر تدوينة على «فيسبوك» قال فيها: «أي شخص حاول إلقاء حجر في مياة السياسة المصرية الآسنة تم التنكيل به. تذكروا النائب الصعيدي الجدع محمد العمدة الذي يدفع ثمن طرحه مبادرة منذ 3 سنوات. السيسي وعصابته يقتاتون على حالة الإنهيار الحاصلة في مصر ويفزعهم أي محاولة لحلحلة الأمور». أما الصحافي والكاتب المستقل تامر أبو عرب، فكتب معلقاً على ما يجري بالقول: «كل الناس شايفة إن النظام مستقر ومسيطر إلا النظام نفسه، رعب غير طبيعي من أي مبادرة/مقال/بوست واستسهال غير طبيعي لحبس الناس من غير حتى المعايير الأخلاقية للخصومة اللي كانت موجودة في الأنظمة الأخلاقية ومنها عدم حبس سيدات أو كبار سن أو قصّر. مش قادر أفهم إيه السياق اللي يخليك تحبس راجل سبعيني زي معصوم مرزوق كل اللي عمله مبادرة «سياسية» لم تلاقِ أي ترحيب حتى داخل الفصيل المنتمي له السفير معصوم وانتهى الأمر، ومش قادر أفهم أكتر وأكتر خطوة القبض على باحث اقتصادي مهني ومهم زي الدكتور رائد سلامة لا عمل مبادرة ولا بيتكلم في السياسة ونشاطه وشغله كله على ملف الاقتصاد المتخصص فيه واللي لو خد فرصة ودور واتسمع لآرائه يمكن وضع الاقتصاد المتهاوي كان اختلف». وأضاف أبو عرب: «يا جماعة اللي بيحصل ده غلط وخطر وآخرته وحشة على الكل، يا جماعة بلاش دايما ايديكم تبقى سابقة لسانكم، يا جماعة أدوات السلطة مش قبض وحبس وتنكيل بس فيه برضه حوار ومواءمات وسياسة، يا جماعة انتوا بتقولوا دايما انكم أنقذتونا من مصير سوريا والعراق وفي نفس الوقت ماشيين على وصفة حافظ وصدام بالمللي. يا جماعة عيب بقى». وغرد الناشط الحقوقي والمحامي جمال عيد على «تويتر» قائلاً: «محمود بدر وزملاؤه عملوا حركة تمرد أيام مرسي فأصبحوا أعضاء برلمان ومجلس حقوق الإنسان في عهد السيسي اللي بقى رئيس. عمرو بدر عمل حركة شبيهة اسمها البداية اتحبس. معصوم مرزوق عمل مبادرة ممكن تكون مثالية، اتقبض عليه من شوية!! السؤال: هل ستكفي الـ 20 سجن الجدد لاستيعاب معارضي السيسي؟ لا أظن». وأضاف عيد في تغريدة أخرى: «وهل بعد القبض على معصوم مرزوق ستُلفق له تهمة الانضمام لجماعة محظورة ونشر أخبار كاذبة». أما الدكتور سيف عبد الفتاح، فغرد يقول: «عار عليكم اعتقال السفير معصوم مرزوق، أحد أبطال الصاعقة المصرية في حرب أكتوبر والحاصل على نوط الشجاعة من الطبقة الأولى». وكتب أيمن شويقي مغرداً: «لستُ سعيداً ولا شامتاً باعتقال السفير معصوم مرزوق الذي جاب العالم شرقاً وغرباً لاقناعهم بالتعجيل بالإطاحة بمرسي وكتب عشرات المقالات في الأهرام تأييداً للانقلاب ولكن ما يحدث ضروري كي يتعلم الجميع الأدب واحترام صندوق الانتخابات الذي قضينا عقوداً نحلم بنزاهته ثم كفرنا به مع أول تجربة». أما الناشط الإسلامي أسامة رشدي، فغرد معلقاً: «لا كرامة لمصري في بلده تحت حكم تتار العسكر، الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد، واستطالوا على الأحرار بالإرهاب والقمع وتكميم الأفواه. اعتقال السفير معصوم مرزوق من منزله بسبب ما طرحه من أفكار تمثل مخرجا من أزمة الوطن بحسب وجهة نظره يعني أنه لم يعد هناك متسع لفكر أو رأي أو مبادرة. فاشيون». وكتب الدكتور جمال حشمت: «اعتقال معصوم مرزوق، وكمال خليل وغيرهما يؤكد أن النظام الانقلابي مأزوم، قلق، خائف، افتقد الثقة في النفس، وخاصة أن الخلاف يصل مع (مؤيديه المعترفين بثورة 30 يونيو ورئاسة السيسي) إلى هذا الحد بعد اعتقال عسكريين مثل سامي عنان وقضاة مثل هشام جنينة وصحافيين مثل صلاح دياب وجامعيين مثل حازم عبد العظيم، وذلك لهو من دلائل الاضطراب التي تسبب الانهيار. استبشروا خيراً». وغرد الناشط مجدي مغيرة، قائلاً: «اعتقال معصوم مرزوق صاحب المبادرة الأخيرة، كما حدث مع عنان وجنينة من قبل، يعني أن النظام لم يعد يحتمل كلمة، ولو كانت في صالحه بنسبة 99 في المئة هي والله علامات الرعب لا علامات الاستقرار». وكتب جمال نصار: «القبض على السفير معصوم مرزوق كان متوقعاً من سلطة غاشمة لا تسمع إلا صوتها ولا ترى إلا نفسها، وأعتقد أنه لا يمكن زحزحتها عن السلطة بنداء هنا أو مبادرة هناك، بل لا بد من تحرك الكتلة الصلبة من الشعب المصري لاسترداد حقوقها، متى يكون ذلك؟ في علم الله». يشار إلى أن معصوم مرزوق، دبلوماسي وسياسي مصري عريق، عمل خلال مسيرته كسفير لمصر في عدة دول قبل أن يصل إلى منصب مساعد وزير الخارجية، كما عمل قبل حياته السياسية في سلاح الصاعقة في الجيش المصري، وشارك في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر سنة 1973 أما مبادرته الأخيرة فهي عبارة عن خريطة طريق تحتوي على تسعة بنود موجهة إلى الحكام والمحكومين في مصر وتهدف لإخراج البلاد من الأزمة الراهنة. 7med موجة الاعتقالات الجديدة تشغل المصريين على شبكات التواصل وتهيمن على اهتمامهم |
إضافة متوقعة على هواتف «آيفون» كان يكرهها ستيف جوبز Posted: 25 Aug 2018 02:04 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: تحدثت تقارير صحافية غربية عن إضافة محتملة للأجيال المقبلة من هواتف «آيفون» يتوقع أن تثير غضب بعض المستخدمين، فضلاً عن أنها تشكل مخالفة لوصية مخترع الهاتف ومؤسس شركة «آبل» الراحل ستيف جوبز الذي كان يكره هذه الإضافة. وحسب التقارير فإن الإضافة المحتملة تتمثل في «قلم» للتحكم في الشاشة والانتقال بسهولة أكثر، وتحقيق دقة أعلى من اللمس بالأصبع، لكن وجود قلم مصاحب للهاتف المحمول ميزة يكرهها الكثير من المستخدمين وليس فقط جوبز، وكانت العديد من الشركات قد طرحتها مع هواتفها في السابق، بما في ذلك «سامسونغ» التي طرحت العديد من الطرازات المصاحبة لقلم في السنوات الماضية. وحسب تقرير لصحيفة «صن» البريطانية فإن ستيف جوبز الذي أسس الشركة وتوفي سنة 2011 كان قد وعد بعدم إضافة القلم إلى هواتف آيفون. ومن المتوقع أن تطرح شركة «آبل» أحدث جيل من هواتفها المحمولة خلال الشهر المقبل، فيما تتحدث بعض التقارير عن أن الشركة ستكشف عن هاتفها الجديد تحديداً في 12 أو 13 من أيلول/سبتمبر المقبل. وزودت شركة «آبل» أجهزتها اللوحية بأقلام اللمس سنة 2015 لكنها لم تقم بإضافة الميزة إلى هواتفها بخلاف شركة «سامسونغ» التي حافظت على الخاصية في هواتف «نوت». وقال جوبز عند إطلاق أول هاتف من «آيفون» سنة 2007 إنه لا أحد يريد قلما في الجهاز الذكي، وبالتالي لا داعي لإضافته، وصرّح مازحا: «أعطانا الإله عشرة أقلام (في إشارة إلى الأصابع التي يمكن استخدامها على الشاشة) فما الذي يدفعنا لنخترع قلما آخر؟». ويرجح خبراء أن تطرح «آبل» ثلاثة هواتف آيفون هذا الموسم وسط توقعات بأن تضم الأجهزة هاتفا منخفض التكلفة يسعى إلى جلب المزيد من الزبائن للشركة الأمريكية بعدما اشتكى البعض من سعر «آيفون X» الباهظ. ومن المتوقع أن تطلق الشركة هواتفها بشاشات متفاوتة الأحجام، إذ يرجح أن تكون الأولى والثانية من نوع «أموليد» وبحجم 5.8 و6.5 إنشات، أما الجهاز الأرخص فستكون له شاشة «إل سي دي» بحجم 6.1 إنشات. إضافة متوقعة على هواتف «آيفون» كان يكرهها ستيف جوبز |
اختبار أضخم طائرة في العالم مهمتها غزو الفضاء Posted: 25 Aug 2018 02:03 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: تستعد شركة أمريكية متخصصة لاختبار أضخم طائرة في العالم، وهي الطائرة التي يتوقع أن تُحدث اختراقاً في عالم النقل الفضائي، لكنها لن تكون مخصصة لنقل الركاب أو الاستخدام التجاري وإنما ستقوم بعمليات نقل فضائي أخرى تتعلق بالأقمار الصناعية، وسوف تؤدي لإحداث طفرة في هذا المجال. وأعلنت شركة «ستراتولونش» التي تتخذ من مدينة «سياتل» الأمريكية مقراً، إنها سوف تختبر الطائرة العملاقة الخارقة خلال الخريف، أي خلال الشهور أو الأسابيع القليلة المقبلة، مشيرة إلى أنها «أكبر طائرة في العالم». ونقلت جريدة «مترو» البريطانية عن الشركة التي يملكها الملياردير والشريك المؤسس لمايكروسوفت بول ألن قولها إنها ستختبر صواريخ متوسطة الارتفاع وطائرة شحن فضائية «قابلة لإعادة الاستخدام» وهما أداتان من شأنهما تمكين الشركة من السيطرة على سوق النقل الفضائي، وجعل إطلاق الأقمار الصناعية أمراً في غاية السهولة واليسر والسرعة. ويتعين على المركبات المطورة التنافس محليا مع رواد الأعمال الفضائيين الآخرين والشركات الصناعية القوية، مثل «سبيس إكس» التي يملكها الملياردير المعروف إيلون موسك، وشركة «يونايتد لونش إيليانس» التي نتجت عن الشراكة بين «بوينغ» و»لوكهيد مارتن». وتقول شركة «ستراتولونش» التي أسسها بول ألن عام 2011 إن مركبات الإطلاق ستجعل إرسال الأقمار الاصطناعية إلى الفضاء «سهلا مثل حجز رحلة طيران». وقال ألن: «لا يتم بناء مثل هذه الطائرة الضخمة ما لم نكن جديين جدا، ليس فقط حول الرغبة في رؤية الطائرة تحلق، ولكن لنرى أنها تحقق غرضها في نقل المركبات إلى المدار». وحسب المعلومات التي نشرتها جريدة «مترو» البريطانية فإن الطائرة الأكبر في العالم تتميز بجناحين، كل منهما أطول من ملعب كرة قدم، كما تضم الطائرة ستة محركات كبيرة، وهي مصممة لنقل صاروخ وحمولة بوزن إجمالي يصل إلى 250 ألف كيلو غرام. ومن المتوقع إطلاق حوالي 800 قمر اصطناعي صغير سنويا ابتداء من عام 2020 أي أكثر من ضعف المعدل السنوي على مدى العقد الماضي، حسب محللي الفضاء. وشهد عالم الطيران في السنوات الأخيرة طفرة غير مسبوقة بفضل الابتكارات الجديدة والتنافس الكبير بين الشركات على إنتاج ما هو جديد ومطور، فيما تشهد تكنولوجيا الطائرات بدون طيار أيضا طفرة كبيرة في العالم منذ سنوات، حيث دخل هذا النوع من الطائرات في كافة مناحي الحياة ولم يتوقف على المجالات العسكرية. ودخلت طائرات بدون طيار مؤخراً في مجال أعمال الانقاذ والطوارئ حيث تمت تجربتها على سواحل فرنسا لمساعدة وإنقاذ السباحين في حالات الطوارئ. ويمكن لطائرة الدرون التي تم ابتكارها للمشاركة في عمليات الانقاذ والتي يبلغ وزنها 3.9 كيلو غرام قطع مسافة 80 كلم في الساعة للوصول إلى نقطة الخطر، وهي أسرع بنحو 4 دقائق من المنقذ البحري. وأظهرت التجارب التي أجريت على طائرات الدرون في السويد، أنها قد توفر وسائل الإسعاف اللازمة للمريض، أسرع بـ 16 دقيقة من وسائل الاستجابة الطبية الطارئة، ما يمكن أن يحافظ على حياة الكثير من المرضى الذين يكونون في حالة صحية صعبة أو حرجة. وكانت شركة صينية متخصصة في عالم الطيران الخفيف ابتكرت طائرة جديدة بدون طيار مؤخراً مخصصة لرش المحاصيل الزراعية بالمبيدات الحشرية المطلوبة. ويتوقع أن تحدث نقلة نوعية في عالم الزراعة على مستوى العالم، وأن تكون متوفرة حتى بالنسبة لصغار المزارعين والمزارع المتواضعة. ودخلت طائرات «درون» أيضا إلى عالم نقل البضائع، حيث تعمل شركة «أمازون» على استخدامها في توصيل المشتريات لزبائنها بأسرع وقت، حيث تباع البضاعة على الانترنت ويتم إيصالها بواسطة الطائرات بدون طيار المسيرة عن بعد. كما تستخدم طائرات «درون» في الأعمال العسكرية على نطاق واسع، حيث تمكنت الولايات المتحدة من ابتكار جيل جديد من هذه الطائرات، قادرة بمفردها على القيام بمهام قتالية وعسكرية دون أي تدخل بشري، سواء عن قرب أو عن بُعد، ما يعني أنها أكثر ذكاء من الطائرات بدون طيار المعهودة والمستخدمة حالياً في مختلف أنحاء العالم للأغراض العسكرية. اختبار أضخم طائرة في العالم مهمتها غزو الفضاء |
الحياة ممكنة خارج المجموعة الشمسية Posted: 25 Aug 2018 02:03 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: تمكّن علماء فضاء أمريكيون من تحقيق اكتشاف جديد من شأنه التوصل إلى وجود حياة ممكنة خارج المجموعة الشمسية برمتها، وليس فقط خارج كوكب الأرض وحده الذي يعيش على سطحه البشر حالياً. واكتشف علماء في جامعة هارفارد وجود كواكب تغطيها كميات كبيرة من المياه أكثر مما كنا نعتقد سابقا، على أن هذه الكواكب موجودة خارج مجموعتنا الشمسية، ما يعزز بطبيعة الحال من احتمال وجود حياة هناك، وربما وجود مخلوقات أخرى لم نصل إليها ولم تصل إلينا حتى الآن. ووجدت الدراسة الجديدة أن أحجام الكواكب الخارجية القريبة يمكن تفسيرها، بوجود كميات كبيرة من الماء، حسب ما نشرت جريدة «اندبندنت» البريطانية. ويشير هذا الاكتشاف الناجم عن تحليل بيانات تلسكوب كيبلر الفضائي «صائد الكواكب الخارجية» إلى وجود العديد من الكواكب المائية الشبيهة بالأرض، في جميع أنحاء المجرة. وهذا بدوره يمكن أن يدل على وجود كواكب أخرى قادرة على دعم الحياة، تماما مثل الأرض. وقال رئيس فريق البحث، الدكتور لي زينغ، من جامعة هارفارد: «لقد كانت مفاجأة كبيرة بالنسبة لنا أن ندرك احتمال وجود الكثير من العوالم المائية، ولكن هذه المياه ليست مماثلة لما يوجد على الأرض. ومن المتوقع أن تتراوح درجة حرارة السطح بين 200 إلى 500 درجة مئوية، ويمكن أن يغطي سطحها غلاف جوي غني ببخار الماء، مع وجود طبقة مائية سائلة تحته». ووجدت الدراسات السابقة أن العديد من الكواكب الخارجية المؤكدة أو المحتملة، وعددها 4 آلاف كوكب، تتراوح أحجامها بين قياسين: كواكب تبلغ 1.5 نصف قطر الأرض، وأخرى تبلغ 2.5 ضعف حجم كوكبنا. ووجد العلماء أن أصغر الكواكب تميل إلى أن تكون صخرية، ولكن أكبرها «ربما عوالم مائية» كما يتوقعون العثور على المزيد من هذه الكواكب في السنوات المقبلة. ومن المقرر أن تبدأ مهمة «TESS» التابعة لوكالة «ناسا» بالبحث عن المزيد من الكواكب الخارجية بالتعاون مع تلسكوب جيمس ويب الفضائي المقرر إطلاقه في عام 2021. الحياة ممكنة خارج المجموعة الشمسية |
سترة نسائية ذكية لمكافحة التحرش في الأماكن العامة Posted: 25 Aug 2018 02:03 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: ابتكر طلاب يدروسون في مجال صناعة «الروبوت» في إحدى جامعات المكسيك سترة ذكية يمكن للنساء ارتداءها من أجل الاحتماء من المتحرشين، وتحتوي على تقنية غير مسبوقة تستطيع معاقبة من يحاول التحرش بالسيدات في الأماكن العامة. ويأتي الجهاز على شكل سترة قابلة للارتداء مضادة للتحرش، صُممت كأداة حماية بدلا من السلاح، حيث يمكن أن تؤدي إلى صدمة كهربائية بقوة 90 فولتا، حسب ما نشرت شبكة «روسيا اليوم» عن هذه السترة المبتكرة. وطور باحثو المعهد التكنولوجي والتعليم العالي في «Monterrey» هذه السترة القطنية التي تزن 400 غرام فقط، ولديها ما يكفي من القوة لإطلاق تيار كهربائي خفيف، وفقا لوسائل الإعلام المحلية. وتهدف السترة إلى حماية النساء وضحايا الاعتداء الجنسي، فمن خلال الضغط على زر مخفي فيها، يتم إطلاق صدمة كهربائية تمنح الضحية وقتا كافيا للهرب وطلب المساعدة. وفي الوقت الحالي، فإن السترة، التي يأمل المصنعون بيعها بسعر 50 دولارا أمريكيا تقريبا، تحتوي على منصات الصدمة الكهربائية على الذراعين فقط، لكن من الممكن تطوير ملابس أخرى مزودة بالصدمة الكهربائية مستقبلاً، بما في ذلك البنطلونات والفساتين. وتقول دراسة أجراها المعهد الوطني للإحصاء والجغرافيا في المكسيك إن 96 في المئة من النساء اللواتي شاركن في الاستقصاء تعرضن لشكل من أشكال التحرش في العاصمة، على حد قولهن، وهو ما يعني أن هذا الابتكار من شأنه أن يقضي على واحدة من المشاكل الاجتماعية المهمة التي تعاني منها النساء في البلاد. ولا تتوقف مشكلة التحرش على النساء في المكسيك وإنما تنتشر المشكلة ذاتها في العالم العربي، حيث سبق أن اعتبرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن مصر من أسوأ دول العالم في نسب التحرش بالنساء، وقالت إنها تحتل المرتبة الثانية عالمياً بعد أفغانستان. وتقول دراسة تابعة للمركز المصري لحقوق المرأة عن التحرش الجنسي أن 83 في المئة من النساء المصريات يتعرضن لشكل من أشكال التحرش، وأن 64 في المئة منهن يتعرضن للتحرش بصفة يومية، و33.9 في المئة يتعرضن للتحرش أكثر من مرة ولكن ليس بصفة دائمة. سترة نسائية ذكية لمكافحة التحرش في الأماكن العامة |
ميزة جديدة في «واتساب» تستعيد المحادثات مع المحظورين Posted: 25 Aug 2018 02:02 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: ذكرت تقارير تقنية أن تطبيق واتساب يتجه لإطلاق ميزة تمكّن المستخدم من الاحتفاظ بمحادثاته مع أشخاص قام بحظرهم أو بالتبليغ عنهم. وستتيح الميزة المرتقبة الاحتفاظ بالمحادثات بعد الحظر والتبليغ، سواء تعلق الأمر بمحادثات فردية، أو في إطار مجموعات واتساب. ووفق ما نقل موقع «إنديان إكسبريس» فإن الميزة ستتوفر في الإصدار التجريبي «بيتا» من نظام التشغيل آندرويد 2.18.246. وتساعد الميزة الأشخاص الذين يتعرضون للتهديد أو الابتزاز في منصة التراسل على الاحتفاظ بدليل ملموس حتى يقدموه إلى الشرطة، حتى بعد حجب الأشخاص الذين يقومون بذلك. وستكون عملية الاحتفاظ بالرسائل سهلة، إذ يتوجب على المستخدم أن يفتح المحادثة ثم يضغط على «إظهار المتصل» وعندئذ يمكنه أن يقوم بالحظر والتبليغ، مع الانتباه إلى رسالة معروضة تسأله حول ما إذا كان يرغب فعلا في حذف الرسائل أو الاحتفاظ بنسخة عنها. ميزة جديدة في «واتساب» تستعيد المحادثات مع المحظورين |
عام على مأساة مسلمي الروهينجا Posted: 25 Aug 2018 02:02 PM PDT نظم عدة آلاف من مسلمي الروهينجا مظاهرات في مخيمات اللاجئين التي يمكثون بها جنوب شرقي بنغلاديش أمس، في الذكرى الأولى لإجبارهم على الفرار من بطش حملة عسكرية استهدفتهم في ميانمار. ونظم المتظاهرون مسيرات سلمية في الطرق القريبة من المخيمات في منطقة كوكس بازار، حاملين لافتات كتب عليها «نريد العدالة»، كما طالبوا بعودة آمنة لمنازلهم في ميانمار. وكان حوالي 700 ألف من مسلمي الروهينجا عبروا الحدود إلى بنغلاديش، بعد أن شن جيش ميانمار حملة قمع ضد الأقلية العرقية، مدعيا أنها جاءت ردا على هجمات استهدفت مواقع أمنية شنها من يشتبه أنهم من المتمردين الإسلاميين في ولاية راخين في 25 آب/أغسطس 2017 . 10SOW عام على مأساة مسلمي الروهينجا |
آلاف المرضى يطلقون صيحة الفزع نقص الأدوية في تونس أزمة طارئة أم مستديمة؟ Posted: 25 Aug 2018 02:01 PM PDT تونس ـ «القدس العربي»: تشهد تونس أزمة غير مسبوقة في قطاع الدواء انطلقت معها صيحات الفزع خشية من ان يمس هذا النقص الاستراتيجي في مخزون الأدوية حياة المرضى وخاصة أصحاب الأمراض المزمنة مثل السكري وضغط الدم والأورام السرطانية وغيرها. ولم تعتد تونس سابقا على مواجهة أزمة من هذا النوع خاصة وأن صناعة الأدوية عرفت على الدوام ازدهارا وتقدما ملحوظا مقارنة بالمحيط العربي. لكن خلال الأعوام التي تلت ثورة 14 كانون الثاني/يناير 2011 ونتيجة للأزمات الاقتصادية المستفحلة، بات نقص المواد الأساسية الحياتية للمواطنين أمرا مألوفا، لكن هذه الأزمة تجاوزت هذه المرة كل الخطوط الحمراء لان الموضوع يتعلق بقطاع الدواء وبصحة آلاف المواطنين ممن يعانون أمراضا خطيرة ومزمنة. ورغم ان رئيس الحكومة يوسف الشاهد تعهّد بتوفير مبلغ قدره 500 مليون دينار للصيدلية المركزية، في سياق برنامج إنقاذ لهذه المؤسسة، إضافة إلى دعوة مصنعي الأدوية إلى إبرام عقد أهداف مع الحكومة، إلا ان أزمة النقص الحاد في الأدوية الأساسية والهامة تحتاج إلى استراتيجية كاملة من أجل اعادة المحزون الدوائي في الصيدلية المركزية للبلاد إلى مستواه الطبيعي وتفادي الوقوع في هكذا وضع محرج. ودفعت هذه الأزمة بعض المغتربين في الخارج إلى إطلاق مبادرة لإرسال الأدوية للداخل، مثل «شبكة التونسيين في باريس» التي أعلنت عبر صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» عن استعدادها لإرسال الدواء للمرضى أصحاب الحالات الحرجة. ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هو من يقف وراء هذه الأزمة وهل أسبابها مؤقتة أم دائمة، وهل هناك لوبيات تقف وراء هذه المعاناة على خلفية سعيها لرفع السعر كما حصل في قطاعات أخرى تمس حياة المواطنين اليومية مثل الحليب وغيره؟ معاناة صعبة المواطنة حليمة فطناسي (62 عاما من ولاية بنزرت) قالت لـ «القدس العربي» عن تأثير أزمة الدواء عليها: «أعاني من مرض السكري وضغط الدم واحتاج إلى ابر الأنسولين بشكل يومي وقد أمضى زوجي الأيام الماضية يبحث عن الدواء من صيدلية إلى أخرى لكن دون جدوى». مشيرة إلى ان نقص الدواء أثر سلبا على صحتها وعرضها لوعكة صحية لم تشف منها إلى اليوم وزاد من تدهور صحتها. وتتابع متسائلة «إلى أين تسير البلاد في ظل النقص الفادح في الأدوية وارتفاع أسعار المواد الغذائية وفقدان مواد أساسية مثل الحليب وغيره؟». أما المواطنة روان كعلي (35 عاما من القيروان) فقالت لـ «القدس العربي»: «لقد أثرت أزمة الدواء على وضع ابني الذي يبلغ العامين ونصف ويحتاج إلى بخاخات خاصة بمرض الحساسية الصدرية بشكل دائم وتفاجأت عندما ذهبت لاقتنائها كعادتي من الصيدلية من عدم توفرها، ودخلت في رحلة معاناة وبحث شاق من صيدلية إلى اخرى حتى حصلت على بخاخة واحدة لا تكفيه سوى شهر واحد». وأعربت عن أملها بان تحل أزمة الدواء قريبا وقبل دخول فصل الخريف وما يصاحبه من تأثيرات سلبية على مرضى الحساسية مما يتطلب أخذ جرعات اضافية من بخاخات الحساسية. وتقول حنان العجيلي وهي تعمل في صيدلية في تونس العاصمة لـ «القدس العربي» ان هناك قائمة أدوية في لائحة الانتظار والمرضى ينتظرون تأمينها من قبل الصيدلية المركزية. وتضيف: «تأتينا يوميا عشرات الحالات لمرضى يبحثون عن الأدوية المفقودة وبالأخص أدوية السكري والضغط ونحن كعاملين في القطاع الصيدلي نشعر بالعجز عن تأمين أبسط احتياجات وحقوق المواطن وهي الدواء وذلك لأول مرة في تاريخ تونس». الأسباب والحلول ايمن المكي الرئيس المدير العام للصيدلية المركزية للبلاد أكد لـ«القدس العربي» ان ما حدث في قطاع الأدوية هو أزمة متراكمة نتجت عن عدة أسباب منها عدم تسديد مستحقات الصيدلية المركزية تجاه الصناديق الاجتماعية والمؤسسات الاستشفائية العمومية مع انزلاق الدينار الذي كلف الصيدلية المركزية مبالغ مالية كبيرة قدرت بحوالي 163 مليون دينار تونسي، اضف إلى ذلك كلفة دعم الأدوية التي ترتفع إلى 139 مليون دينار. هذه العوامل أدت إلى ان تصبح الصيدلية المركزية في وضعية مالية صعبة جدا وباتت عاجزة عن تسديد مستحقات المخابر الأجنبية التي ترتفع إلى حوالي 500 مليون دينار». أما عن نوعية الأدوية المفقودة فيجيب بالقول: «يجب التوضيح ان الأزمة لم تمس كل الأدوية بل فقط بعض التي يتم استيرادها. وأريد ان اطمئن المرضى ان المخزون الاستراتيجي لعموم الأدوية يصل إلى 88 يوما من الاستهلاك الوطني ولكن نتج عن الاضطرابات في بعض العناوين والأدوية ان هناك صعوبات في سلك توزيع ووصول الأدوية للمستهلك وكذلك نقص في التزويد لبعض العناوين أو المنتجات الطبية الأمر الذي جعلنا في وضعية اضطراب في بعض العناوين». أما عن النقص في بعض أدوية الأمراض المزمنة مثل الضغط والسكري فيقول محدثنا: «هناك أكثر من 10 عناوين لأدوية السكري، ولكن الاضطراب والنقص حدث في منتجين فقط. وبالنسبية للأنسولين لدينا مخزون استراتيجي يغطي استهلاك 5 أشهر ونصف ولكن هناك عنوانين أو منتوجين شهدا اضطرابا. ويمكن للمرضى الرجوع إلى الأطباء لتعويضها بعناوين أخرى شبيهة أو رديفة ومن عائلة بيولوجية واحدة. ونريد هنا ان نطمئن المرضى والتونسيين ان شحنات الأدوية بدأت تصل وتوفير الأنسولين بمختلف عناوينه سيرجع إلى النسق العادي قريبا. وبخصوص أدوات الحساسية أيضا وغيرها أكد ان النسق سيعود بشكل عام في جميع الأدوية التي شهدت اضطرابات. وأشار المكي إلى ان هناك مجلسا وزاريا انعقد في 11 حزيران/يوليو الماضي تم على أثره اتخاذ قرارات منها سداد مستحقات المخابر الأجنبية على قسطين ابتداء من الشهر الحالي مشيرا إلى ان المخابر الأجنبية تفاعلت وأعادت تزويد قطاع الأدوية بعد ان لمست جدية من قبل الصيدلية المركزية في تسديد مستحقاتها. آلاف المرضى يطلقون صيحة الفزع نقص الأدوية في تونس أزمة طارئة أم مستديمة؟ روعة قاسم |
طاجن السمك Posted: 25 Aug 2018 02:01 PM PDT المقادير: كيلو فيليه سمك هامور 2 كأس ونصف طحينة كأس ماء ربع كأس زيت زيتون ملعقة زيت زيتون ربع كأس عصير ليمون ملح فلفل 2 ملعقة كبيرة كمون 2 ملعقة صغيرة كزبرة يابسة مطحونة باقة كزبرة مفرومة فرما ناعما صنوبر للزينة 2 ملعقة كبيرة زبدة 5 بصلات كبيرة مفرومة فرما ناعما 5 فصوص ثوم مهروسة طريقة التحضير نتبل سمك الفيلية بالملح والفلفل وملعقة واحدة من الكمون وملعقة من الكزبرة اليابسة وزيت الزيتون. نضعه في الفرن ونشوح على الجانبين حتى نحصل على لون ذهبي. نخلط الطحينة بالماء والليمون والملح والكزبرة اليابسة والكمون جيدا حتى نحصل على صوص رخو قليلا. في مقلاة نضع زيت الزيتون ونشوح البصل حتى يذبل فقط. نضيف إليه الثوم ونشوحه أيضا. نضيف خليط البصل والثوم والزيت إلى خليط الطحينة ونخلطها سويا ثم نتركها على نار متوسطة حتى تبدأ الفقاعات بالظهور. في مقلاة نشوح الصنوبر قليلا مع الزبدة حتى يشقر ثم يرفع من على النار. نرص قطع السمك في صحن بايريكس ونسكب عليه الصوص حتى يغمر السمك. نغطي بورق الألمنيوم ونضعه في الفرن لمدة 10 دقائق ثم نرفعه من الفرن ونزين بالكزبرة الخضراء والصنوبر ونقدمه ساخنا. |
تلوث الهواء يزيد مخاطر الإصابة بمرض الكلى المزمن Posted: 25 Aug 2018 02:01 PM PDT حذّرت دراسة أمريكية حديثة، من أن تلوث الهواء يؤثر بشكل مباشر على الكليتين، ويزيد مخاطر الإصابة بمرض الكلى المزمن. الدراسة أجراها باحثون بكلية الطب في جامعة ميشيغان الأمريكية، ونشروا نتائجها، في العدد الأخير من دورية «PLOS ONE» العلمية. وأجرى فريق البحث دراسته لرصد تأثير التعرض للجسيمات الدقيقة المحمولة جوًا التي يقل قطرها عن 2.5 ميكرومتر، على الكلى. وتنبعث الجسيمات الدقيقة المحمولة جوا في الغالب من مصادر صناعية، بالإضافة إلى عوادم السيارات، والطهي بالخشب والتدخين، ويمكن استنشاقها فتستقر في الرئة. وأضافوا أن هناك أدلة على أن الهواء الملوث يزيد من مخاطر أمراض الجهاز التنفسي مثل الربو، وكذلك التهاب الأعضاء، وتفاقم مرض السكري وغيره من الأمراض التي تهدد الحياة، لكن الدراسة ركزت على تأثير تلوث الهواء على الكلى. وكشفت الدراسة، أن هناك علاقة بين زيادة التعرض للجسيمات الدقيقة المحمولة جوًا التي يقل قطرها عن 2.5 ميكرومتر، وارتفاع معدلات الإصابة بمرض الكلى المزمن، وفقا لبيانات المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها. وأضافت أن الهواء الملوث يحتوي على معادن ثقيلة مثل الرصاص والزئبق والكادميوم وكلها تؤثر سلبًا على الكلى. وكشفت الدراسة، أن الهواء الملوث يزيد مخاطر الإصابة بمرض الكلى المزمن بنسبة 19٪ بين الرجال، و13٪ بين النساء. وقالت الدكتورة جينيفر براغ – غريشام، قائد فريق البحث: «على غرار التدخين، يحتوي الهواء الملوث على سموم مؤذية يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على الكليتين». وأضافت: «هناك كمية كبيرة من الدم تتدفق عبر الكلى على مدار الساعة، ويؤثر تلوث الهواء على انتظام الدورة الدموية، لذلك فإن الكلى أول من يشعر بتلك التأثيرات». وأوضحت: «لا يزال من المهم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتلافي التعرض لتلوث الهواء، وخاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من حالات صحية قائمة أو يعيشون في مدن ذات كثافة سكانية عالية أو ملوثة». واختتمت حديثها قائلة: «في المناطق الملوثة بشدة، ضع في اعتبارك ارتداء الأقنعة التي تغطي الأنف والفم، والحد من ساعات العمل في الخارج، والحد من ساعات العمل الطويلة بجانب حركة المرور الكثيفة أيضًا». وكانت دراسة سابقة كشفت أن أعداد المصابين بمرض الكلى المزمن ارتفعت على الصعيد العالمي، إذ يقدرون بنحو 500 مليون مريض، كثير منهم وصلوا إلى مرحلة الفشل الكلوي، التي تتطلب إجراء عملية غسيل كلوي بشكل مستمر أو الخضوع لعملية زرع الكلى. ويعتبر تلوث الهواء عامل خطر مساهم لعدد من الأمراض، بما فيها مرض القلب التاجي، وأمراض الرئة، والسرطان، والسكتة، والسكري. وحسب تقرير صدر عن البنك الدولي في 2016، يتسبب تلوث الهواء في وفاة شخص من بين كل 10 أشخاص حول العالم، ما يجعله رابع أكبر عامل خطر دوليًا، والأكبر في الدول الفقيرة، حيث يتسبب في 93٪ من الوفيات أو الأمراض غير المميتة. (الأناضول) تلوث الهواء يزيد مخاطر الإصابة بمرض الكلى المزمن |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق