ترامب في الأمم المتحدة: الحملة الصليبية الثانية Posted: 25 Sep 2018 02:31 PM PDT الأيام الأربعة التي يقضيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أروقة الأمم المتحدة كانت حافلة ومزدحمة من جهة أولى، وربما ثقيلة الوطأة من جهة ثانية، بالنسبة إلى رجل آمن على الدوام بأن هذه الهيئة الأممية «مجرد نادٍ» فاشل، ولم ترق إلى مستوى الطموحات التي عُلقت عليها، وما تزال غير قادرة على إيجاد الحلول لكثير من المسائل. ولأن الولايات المتحدة هي الدولة رئيسة مجلس الأمن الدولي لهذا الشهر، وهذا يتصادف مع أعمال المداولات السنوية رفيعة المستوى التي تشهدها الجمعية العامة، فقد ترأس ترامب اجتماعاً لمجلس الأمن خُصص لمحاربة المخدرات، وسوف يترأس اليوم اجتماعاً ثانياً حول الحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل أراده في الأصل مكرساً لموضوع واحد حصري هو إيران. كذلك اعتلى المنصة يوم أمس لإلقاء خطبة هي الثانية له أمام الهيئة الدولية منذ انتخابه، تفاخر فيها بأن إدارته حققت ما لم تحققه أية إدارة أمريكية من قبل. وفي سنة 2017 كانت كوريا الشمالية هي تجسيد الشر، وأما هذه السنة فإن إيران تحتكر الصفة في رأي ترامب. وفي الخطاب السابق كان مبدأ «أمريكا أولاً» هو الغالب، وفي الخطاب الجديد يتجلى المبدأ في الانسحاب من مجلس حقوق الإنسان والمحكمة الجنائية الدولية، والتلويح بعدم التعاون مع المنظمات الدولية المعنية بشؤون اللاجئين والهجرة، وتهديد الأمم بخفض المعونات الخارجية. ولعل الفارق الأكبر بين الخطبتين هو أن حصاد ذلك المبدأ يتجلى اليوم على أرض الواقع بوضوح أشد، إن على صعيد داخلي في قلب إدارة ترامب ذاتها، أو على صعيد دولي يشمل حلفاء الولايات المتحدة التقليديين قبل خصومها. فلقد حضر ترامب إلى نيويورك وقد استبدل وزير خارجيته السابق ريكس تيلرسون بآخر أكثر تشدداً في السياسة الخارجية، كما استبدل مستشاره للأمن القومي هربرت ماكماستر بصقر عجوز احتقر الأمم المتحدة على الدوام. وعلى الصعيد الدولي جاء وفي جعبته قرارات الانسحاب من اتفاقية المناخ، ومن الاتفاق النووي مع إيران، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، والنزاع التجاري مع الصين والاتحاد الأوروبي. ولم تكن مصادفة محضة أن تشهد أروقة الأمم المتحدة توصّل فرنسا وألمانيا وبريطانيا والصين وروسيا إلى آلية خاصة للحفاظ على التجارة مع إيران، خاصة في ميدان استيراد النفط الإيراني حين تدخل العقوبات الأمريكية على طهران مرحلتها الثانية في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، الأمر الذي يشكل اختراقاً جدياً للحظر الذي تفرضه الولايات المتحدة منذ انسحابها من الاتفاق النووي مع إيران. كذلك لم يكن غريباً أن تكون اللقاءات الثنائية الأنجح التي عقدها ترامب على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، تلك التي جمعته بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فالاستبداد وكم الأفواه عند الأول يتكامل مع السياسة العنصرية والتوسعية عند الثاني، وكلاهما تطبيق ناجح لفلسفة ترامب حول العلاقات الدولية. أيام نيويورك الأربعة كانت حملة صليبية ثانية ضمن الحرب التي يشنها ترامب تحت شعار «ما لا أحبه، لا أحد ينبغي أن يحبه» حسب تعبيره، والحملات المقبلة قد تكون أخطر وأدهى عاقبة. ترامب في الأمم المتحدة: الحملة الصليبية الثانية رأي القدس |
السنيما وسلطة الدولة Posted: 25 Sep 2018 02:31 PM PDT قاعدة معروفة في مجال السينما، من يمول يملك حق النظر، وهو المنطق الذي حكم ويحكم السينما العالمية، والجزائرية من ضمنها. انهيار الدولة وتوقفها عن التمويل منذ الثمانينيات في الجزائر كان كارثيا، إذ دفع بالعديد من المؤسسات إلى الانهيار، لكنه في الوقت نفسه حررها من الوكالة الخلفية، ودفع بالسينمائي إلى أن يتكل على نفسه حتى ولو ظلت مساهمة الدولة قائمة جزئيا. هذه الوضعية الصعبة سمحت للكثير من السينمائيين بأن يتألقوا مثل: مرزاق علواش، والسيدة صحراوي، وإلياس، وغيرهم، بينما مات جزء كبير في غياب التمويل، مثل لخضر حامينا الذي بقي حيا قليلا بفضل السعفة الذهبية على فيلمه «سنوات الجمر»، أو ظل في محيط الدولة يستجيب لها كلما احتاجته سينمائيا. مطالب الجيل الجديد السينمائية كانت كبيرة، والحرية المالية النسبية سمحت له بالاصطدام مع مؤسسة السلطة، إذ أصبح ينادي بسينما أخرى أكثر استجابة لمعطيات العصر وأكثر حرية في تناولها للموضوعات الصعبة. وقطع نهائيا مع أطروحات الانتشاء بالانتصارات ليضع المشاهد وجها لوجه أمام وضع جديد ومعقد نشأ بعد أكثر من نصف قرن من الاستقلال. «عمر قاتلاتو الرجلة» (عمر قتلته الرجولة) لمرزاق علواش، واحد من الأفلام التي تدخل في هذه الخيارات الجديدة، فقد أعاد النظر في اليقينيات التي تأسست عليها السينما الجزائرية. فيلم بسيط في شكله، لكنه ناقد لحالة الدائرة المغلقة التي حُشر فيها بعض الشباب بسبب الخطاب الانتشائي والوثوقي. من هنا بدأت العملية النقدية الحادة سينمائيا تفرض نفسها بقوة. لكن وسائل هذا الجيل الطموح تكاد تكون منعدمة، فالرغبة كبيرة، والإمكانات منعدمة. فقد حُلَّ الديوان الوطني للإنتاج السنيمائي نهائيا. قيل وقتها لتحرير السينما نهائيا من سلطة الدولة، لكنه في الحقيقة كان تخليا كبيرا عن السينما. وأصبح على السينمائي الجزائري أن يجد مصادر تمويله، ولقد وجدها في أوروبا، وفي فرنسا تحديدا، بعد مقايضات لم تكن دائما سهلة، ثم انتهى أمر السينما الثورية بالمعنى التقليدي. وأصبحت سينما الواقع المرّ، والإرهاب لاحقا، هي المهمين على كل شيء. مع الطفرة المالية بسبب ارتفاع سعر برميل النفط في بداية الألفية الجديدة، تمّ خلق قنوات جديدة للدولة لمساعدة السينمائيين الجزائريين، لكن عادت في الوقت نفسه أجهزة الرقابة التي ضيقت على كثير من الأفلام، لكنها سمحت في الوقت نفسه للعديد من الأفلام بأن ترى النور، على الرغم من بعدها النقدي. ثم جاء مشروع إنتاج سينمائي ضخم يتعلق بقادة الولايات، في زمن الثورة. كانت الدولة، ممثلة في وزارة المجاهدين، هي الممول الأساسي للمشروع. المشكلة ها هنا ليست في الرقابة، فهي مثل المرض المعدي الذي يخترق العالم، ولكن في الرؤية؟ وهي رؤية رسمية ضيقة لا تفرق بين التاريخ والتخييل، فهي تحكم على الغث والسمين وفق رؤية، وهي الرؤية نفسها التي تخاف من التاريخ وتكتفي بمسح مسطح. إلى اليوم مثلا لا يوجد فيلم واحد عن الأمير عبد القادر، لأن العمل على الأمير يقتضي قدرا من الحرية، فطبيعة الأمير متعددة دينيا: سني، صوفي، محاور للأديان. وأنقذ أكثر من 15000 ألف مسيحي في 1860 إبان الحرب الأهلية في الشام، وماسوني أو صديق للماسونية على الأقل، ومناضل مقاتل شرس من أجل تحرير بلاده، وصديق مقرب من نابليون الثالث خاض حربا ضروسا ضد الطغيان. نحتاج حتما إلى قدر من الديمقراطية والتفتح لإنتاج فيلم الأمير. الغلاف المالي الذي وضعته الدولة ملخصة في الرئاسة، قبل سنوات، كبير جدا، لهذا بدأت الأطماع تكبر بهدف الاستيلاء على المال بمختلف الحجج التي تبرر النهم المنظم والسرقة. من نتائج هذه النظرة القاصرة انهيار مختلف المشاريع الحقيقية التي قدمت قبل سنوات طويلة. مشروع النسر الأبيض للأخضر حامينا، ومشروع المرحوم بختي بن عمار عن الأمير الذي لم ير النور قط. ثم انهيار مشروع كتاب الأمير الذي كان سينتجه المنتج المنفذ عبد العزيز طولبي بمشاركة الشركة الفرنسية للإنتاج SFP، وإخراج المخرج العالمي ريدلي سكوت المشهور بفيلمه الموضوعي عن شخصية صلاح الدين الأيوبي: مملكة السماء. ثم مشروع بوعلام بسايح الذي هو عبارة عن محطات من حياة الأمير أكثر منه سيناريو. بعدها أسندت مهمة إخراج الفيلم إلى السينمائي الأمريكي شارل بورنت، مخرج العديد من الأفلام، منها ناميبيا. أما كتابة السيناريو فتقاسمها زعيم خنشلاوي مع السينمائي الفرنسي فليب دياز. لكن المشروع بعد خسارات مالية فادحة، لم ير النور. سيناريوهات عديدة تم دفنها في الأدراج دون أن ترى النور، ما يدل على أن هناك يدا لا تريد لفيلم الأمير أن يظهر. حتى أفلام قادة الولايات لم تكن الرقابة رحيمة معها؛ فمثلا الوشاية التي ذهب ضحيتها بعض قادة الثورة تم طمسها في الكثير من الأفلام. وكريم بلقاسم، أبو اتفاقيات إيفيان التي قادت الجزائر إلى الاستقلال، تم اغتياله بعد الاستقلال. اشترط المنتج/ الدولة ضرورة توقيف كل شيء عند حدود اتفاقيات إيفيان، تفاديا للإحراج التاريخي. بدأت السنيما التاريخية تجدد نفسها مع الجيل الجديد الخالي من الطابوهات، متخطية الكثير من الإحراجات التي لم يعد أمامها أكثر من طريقين: إما تحول الممول الجزئي، وزارة المجاهدين، إلى شريك حقيقي في المشروع الذي يستحق الدفاع عنه، أو إلى مؤسسة رقابة بائسة وظيفتها مراقبة الأفلام. بينما كان من الأجدى وترك الأمر للسينمائيين ليتحملوا مسؤولياتهم التاريخية أمام الذاكرة الجمعية. للأسف، ما إن عاد المال ولو قليلا، رجعت ريما لعادتها القديمة، حتى بدأت الاصطدامات مع المخرجين الشباب. المليارات لأفلام لم تعرض في قاعات السينما تنتهي عند حدود العرض الشرفي الأول. فيلم ابن مهيدي لمخرجه بشير درايس، أثار جدلا كبيرا حول المسموح والممنوع من تاريخ الحركة الوطنية. تريد الرقابة تاريخا مسطحا، وتريد السنيما تاريخا بشريا حتى في جانبه المأساوي والتخييلي. نحن أمة نخاف من تاريخها. السنيما وسلطة الدولة واسيني الأعرج |
جماهير رفكا الطوفانية… وفيضانات أخرى: عاشوراء من نكد التاريخ إلى فرح اجتماعي والفول سيّد الأطباق المغاربية Posted: 25 Sep 2018 02:30 PM PDT لن نسمع من هنا فصاعدا بوحوش الشاشة، لأنّه في كل لحظة وثانية تنبت وحوش «اليوتوب» و»السناب شات»، ولادة آمنة لتبرير ما لا يمكن للمجتمع أن يسمح به بكل أطيافه، موجة سحرية تنقلك لأي مرفأ شئت… يحدث هذا في جمهورية رفكا الفتيّة الصاعدة، التي والحق يقال لا بد من الانحناء لها إجلالا؟ وهو محاط بآلاف المحبين والمريدين، إنه تصوف القرن الواحد والعشرين، زهد في السياسة وفي الاقتصاد وفي الولاء لكل الطقوس والعادات والتقاليد. إنّه قلب الولاءات والصناعة التقليدية للقامات العلمية والأدبيّة، جماهير المريدين أتت بحركات بهلوانية وتحديات حمقاء وابتسامات لم يكن يسمح بها، أصبحت تتربّع عاى استديوهات الأخبار وتحت تصفيقات وإعجاب الصحافيات. قد نقل مهزلة وقد يتصبّب المثقف عرقا من هول الظاهرة الرفكية، وينتفض الساسة وقد تلجأ الأحزاب السياسية إلى خدمات رفكا لشحن الجماهير الشابّة العريضة، ونحن على أبواب الانتخابات الرئاسية، كما استعمل هو وغيره للترويج السياحي لبعض الوكالات. كل شيء ممكن. ماذا لو يترشح واحد من أمثال رفكا ممن صنعهم اليوتوب وسعى في انتشاره السناب شات. رفكا حبيب الماما والمراهقات والمراهقين يزين جمله وعباراته بالضحك والابتسامات، بهكذا طريقة دخل على القلوب الصغيرة التي اضطهدت بمشاكل الكبار وأخبار الاعلام الصادمة للخطف والتجارة بأعضائهم الغضة واللا أمن. هل وجد محبوه ضالتهم خارج الطقوس الجنائزية التي ملأت المحيط. يعشقه مريدوه لأنّه لطيف جدّا، لا يعقّد الدنيا لأنها لا تحتاج المزيد. يتبعه الآلاف لأنهم ملوا من السلطات الأبوية التي جردتها التكنولوجيا من هيبتها ونجاعتها، من نصائح الآباء والتلويح بالعصي التي أصبحت بالية. فليرفق رفكا ومن هم أمثاله بالأتباع ويوجههم نحو التفتح على العالم بإيجابية بقوة العلم وسعة الثقافة، وإن كان بطريقة بهلوانية هزلية. دون أن تهدر طاقاتهم في الهتافات والصرع في الشوارع، ودون ضرب بالنعال لقيم الكبار. طوفان نوح…وفول الحياة على سفينة النجاة تذكّر قناة «النبأ» الليبية بتراث عاشوراء والتقاليد، التي كانت سائدة قبل انتشار الحلويات الصناعية وتغير كنه الاحتفالات القديمة. وذلك بعنوان يوم عاشوراء واستذكار الزمن الجميل. هذا الزمن الذي كان للشعير الدور الريادي، حيث كانت النساء تقوم بتحضيره وطحنه وإضافة بقوليات جافة أخرى له كالفول والعدس لإعداد طبق الهريسة، الذي يزيد ذوقا ونكهة بلحوم أضاحي العيد الجافة التي يطلق عليها اسم القدّيد. وأطباق أخرى يزينها البيض. تنتشر هنا وهناك في ربوع البلاد. يعود سبب الاحتفال بعاشوراء، كما أدلى أحد المسنين ممن استجوبتهم قناة «النبأ»، وحسب ما يروى أن سيدنا نوح لما طلع في السفينة أخذ من كل زوجين اثنين، وظلّ يمشي حتى توقفت سفينته وتجمع الناس كلهم وأخذوا الحبوب والبقوليات التي كانت على متن السفينة، وجمعوها، من فول وطعام وعدس، عشرة أصناف، وحطوها في إناء واحد وطبخوها، وهذا هو طبق الهريسة، الذي أصبح بسبعة مكونات باضافة لحم عيد الأضحى المجفف، وقليل من القلب ويأكل منه الجميع مدة يومين، حيث ترتاح النساء من عناء الطبخ، وتوزع على الجميع وكل جار يعطي لجاره. ويخرج الأطفال يغنون: عاشورة عاشورتي… مليلي داحورتي. (أي املئي بطني». كما تنقل لنا «ليبيا الأحرار» الأجواء التي تميّز الاحتفالات بعاشوراء قرية يوجلين، التابعة لجادو الأمازيغية، أهازيج الأطفال: عاشورا عاشورتي تنفخيلي في كورتي اللي ما تعطيني الفول يصبح راجلها مهبول ويبقى الفول سيّد الأطباق، في كل البلاد المغاربية، وله أعياد ومواسم يتربّع فيها على الموائد، فالفول يشبّع فرعون، كما يقول المثل، فيبدو أنّ للفول علاقة بفرعون وزمن سيدنا موسى. هذا الفول ما زال يوزع لغاية اليوم بين الجيران قي غرداية في وادي ميزاب، وفي أدرار وقصورها في الجنوب الغربي. وغيرها من المناطق المغاربية بمناسبة عاشوراء ويؤكل أخضر في مواسم وزيارة الأولياء الربيعيّة. كما تتجدّد فصول الزراعة كلما تتجدّد الفصول الدينية والاجتماعية من خلال عاشوراء، لذلك تحدث توليفة بين الطبيعي والثقافي. لكن الفول قد يستبدل باللحم الطازج، هذا الأخير الذي يعوّض القدّيد أو الخليع، أي اللحم المملح المجفّف. منذ قرن والصدقات تجمع في ساحة المسجد لتوزيعها على أطفال القرية. هكذا هي عاشوراء المغارب تعتبر وعاء للتعبير عن مختلف الرغبات والأماني الاجتماعية التي يراد أن تتحقق في يوم عاشوراء، تكافل اجتماعي، طلب الأمطار: «يا لله يا لله د انزار ان شا الله» انزار طقس جلب المطر، المعرف في كل البلاد العربية وتحت مسميات مختلفة. كما لا يمكن نسيان شخصيات مثل بابا عيشور، بوليفة، أو شيشباني هذا الأخير وفي السياق الليبي، يعتبر شخصية متنكّرة في ليف النخيل وأوراق الشجر وغيرها، يحمل جرابا وعصا ويدور حول البيوت يطلب الهبات والصدقات من ربات البيوت. شيشباني هو ظاهرة تنافسية بين الأحياء، التنافس الذي يطبع الاحتفالات العاشورية المغاربية عموما، فممن هو أحسن شيشبان هذا العام في هذه الأجواء التي لا توحي بالفرح أبدا، ومع هذا تبقى الذاكرة تستمتع وتمتع المشاهد بما بقي من أهازيج الأطفال العاشورية الشيشبانية: ششباني ياباني هذا حال الشيباني هذا حال أحواله ربي يقوي مزاله. تلبس الأحياء طابعا ترفيهيا عند مغيب الشمس، وتتحول إلى مسارح شعبية دون مبالغة، بما فيها من خروج عن المألوف، ولطابع هذه الاحتفالات التنكرية والتي كانت تلبي حاجات ضرورية وملحّة في المجتمع وتذكر بأحداث اجتماعية وسياسية محلية مرت بها هذه المجتمعات. وإن كانت تستلهم من مرجعيات دينية توحيدية من سفينة نجاة سيدنا نوح من الطوفان، أو ما قد تعبّر عنه مشاهد النيران التي توقد ليلة عاشوراء والطبول التي تقرع من دلالات ومحاكاة لواقعة رمي المشركين لسيدنا ابراهيم في النار والتي كانت بردا وسلاما عليه، لذلك يعمد الجميع لرشّ المياه في كل مكان واتجاه. كذلك تضرب الدفوف للتذكير بهجرة الرسول إلى المدينة واستقباله من طرف الأنصار. إحياء عاشوراء ومظاهر التكافل الاجتماعي تركز القنوات الجزائرية هذه السنة على احتفالات منطقة القبائل ومشاهد اللحوم الموزعة بعدل وترتيب المهمة، التي تنبري لها كامل الجماعة، حيث تذبح الكباش والعجول وتقسم على السكان في هذه المناطق، والتي يطلق عليها «ثمشرطت»، أو «ثوزيعث»، توزيع اللحوم على الفقراء ويتم تحضير أكل جماعي، وما يتبرع به ميسورو الحال على الفقراء وينوبون عنهم، وهي بمثابة صدقات، أي يعشرون، العشر من المنتوجات الفلاحية، كما كان في السابق. كما تحضر النساء طبق البيض وما يعرف بـ»الخفاف». كما تقدم الصدقات النقدية لشيوخ المساجد أو الطريقة الصوفية لتستعمل في صالح الجماعة وتجديد المرافق العامة، وهذا تحت دعوات الشيوخ. ويمكنك سماع بالقرب من هذه المشاهد، فرقة الطبول التقليدية ورقص الشباب وغيرهم تحت هذه الألحان. مناظر تلونها أزياء النساء، وأصوات الشيوخ وموسيقى الطبول. هذه عاشوراء اليوم، تأتي لتعبّر عن سياقات مختلفة. عاشوراء التي كانت فيها نبرة من التخوف والحزن، فكانت النسوة يمتنعن عن أعمال الصوف والخياطة ويرددن لتبرير ذلك أن «عاشورا قاشورا»، أي العمل بها غير محبب ومجلب للمشاكل والأمراض والأحزان، مثلها مثل النسيج ليلة الجمعة، هكذا هو المخيال الشعبي توليفة أفكار متضاربة تحاول أن تخلق أجواء مريحة وتتجنب المشاكل العويصة، التي لا يفكّ لغزها إلا الخوض في التاريخ الاجتماعي والرمزي. بالرغم من نسبية الفرح والحزن، تبقى عاشوراء فرصة للتعبير عن التضامن الاجتماعي وتقاسم ما لذ وطاب من الأقوات والأطباق. عاشوراء وإن تعدّدت أصول احتفالاتها ومرجعياتها التاريخية والمخيالية إلاّ أنها في الأخير استنجاد بما تبقّى من الخير في المجتمع، بتلوين الموائد وإدخال الفرح على البيوت والشوارع. هكذا وفي ظل التغيرات يطل احتفال عاشوراء في غرداية، في منطقة وادي ميزاب، بمهرج يجوب الشوارع مع الأطفال هم يرددّون: «ابياهنو انّنو صدق الله وتعلم هاي» يجذب الأطفال لهذا الاحتفال بغية تكريس قيم وعادات للمجتمع الأباضي، في أجواء اللعب والفوز بهدايا، وتحت أعين المنظمين للتظاهرة. نجد عاشوراء تحت مسميات مختلفة في الجنوب، هناك تسمية بيانو في الجنوب الغربي، وفي غرداية، ونجد سبّيبه عند طوارق واحة «جانت وغات». ولكلّ هذه الاحتفالات ما يميزها من طقوس ومعان وأهازيج، وإن وحّدها زمن الاحتفال، فإن أسبابها ودواعي ممارسة طقوسها تختلف اختلافات جوهرية. كاتبة من الجزائر جماهير رفكا الطوفانية… وفيضانات أخرى: عاشوراء من نكد التاريخ إلى فرح اجتماعي والفول سيّد الأطباق المغاربية مريم أبو زيد سبايو |
الكتاب المدرسي التفاعلي Posted: 25 Sep 2018 02:30 PM PDT في حمأة السجالات التي أثارها الكتاب المدرسي المتضمن لألفاظ من الدارجة المغربية، ما تزال تتوارد السجالات والإبداعات النصية والصورية التي تتضمنها الوسائط الشعبية الجديدة. ومن بين ما استوقفني منها تداول فيديو قصير عن تجربة سعودية دشنت هذه السنة، حول كتاب مدرسي للسنة الثانية ابتدائي، تعتمد تقنية رمز الاستجابة السريعة، المعروف بالباركود (QR) في تعليم اللغة العربية، حيث يقوم المعلم بفتح صفحة من الكتاب المدرسي تتضمن صورة لمصفوفة الرموز الشريطية الثنائية الأبعاد، وبوضع هاتف ذكي على الصورة يقوم بمسحها وقراءتها تبدأ قراءة أناشيد، أو عرض صورة، أو نص. أعجبت كثيرا بالتجربة التي يذكر الفيديو أنها من إنتاج مجموعة من المعلمات والمعلمين، وتساءلت مع نفسي لماذا يثار عندنا نقاش وسجال حول مضمون كتاب مدرسي في الوقت الذي نجد تجارب عربية مختلفة تستفيد من التقنية الجديدة للمعلومات والتواصل، في تيسير عملية التعلم والتعليم لمواد تدريس اللغة العربية والعلوم وغيرها من المواد؟ هل نحن ما نزال بعيدين عن تطوير البرمجيات المتداولة، والانتقال إلى التعليم الرقمي؟ أم أن التوجهات اللاوطنية ما تزال هي المهيمنة، والتي بدل أن تدفعنا إلى التوجه إلى المستقبل تفرض علينا الرجوع إلى الوراء لمناقشة قضايا تجاوزتها الأمم والشعوب، حول اللغة التي علينا أن نتلقى بها العلوم والمعارف؟ إن غياب الخيارات الاستراتيجية في تطوير الممارسة التربوية لا يمكنها إلا أن تسهم في الخوض في السجالات والنقاشات التي تحرف التعليم عن مساره الحقيقي لخلق الإنسان القادر على التفاعل مع العصر بالطريقة الملائمة. لا يعني هذا أن المشتغلين في القطاع التربوي التعليمي في المغرب لا علاقة لهم بالتكنولوجيا، أو الرغبة في التطوير. لقد تعرفت على بعض المفتشين والمعلمين انخرطوا في الاهتمام بالتعليم الرقمي منذ بداية الألفية الجديدة، ولكن اجتهاداتهم ظلت على مستوى شخصي، أو استثمارها في الجوانب التقنية الخاصة بالتنظيم الإداري ولم تتحول إلى الاستفادة من المحتوى التفاعلي في التأليف المدرسي، باستخدام البرمجيات الجديدة. إن ضوابط اعتماد التأليف المدرسي الذي تقدمه الوزارة الوصية لا غبار عليها لأنها ليست سوى صورة عما نجده في دفاتر الاعتماد الأجنبية أو العربية، لكن المشكل في التصريف والخلفيات السياسوية التي تؤولها التأويل المبيّت. فمبدأ الاتصال بالروح المغربية ينبغي أن ينسجم مع مبدأ تطوير الرصيد اللغوي للتلميذ، وليس تهجين لغته. ولعل هذا من العوامل التي حرفت السجال وجعلته يتركز على جوانب تبتعد بنا عن التجديد والتطوير. أتذكر أننا عندما كنا في الستينيات في المدرسة الابتدائية، كانت الكتب المدرسية المتداولة من لبنان ومصر تقرر في المدارس الحرة. وكانت على مستوى عال من حيث المادة المقدمة لتدريس العربية، رغم كونها غير مثيرة على المستوى الجمالي. لكنها كونت أجيالا من المتعلمين ما يزالون يحنون إلى تلك الحقب. أما تجربة أحمد بوكماخ فقد تحولت إلى أسطورة بسبب تفاعلها مع تلك التجارب العربية. إن الاستفادة من التقنيات الجديدة في التأليف المدرسي، مطلب مهم لتطوير المنظومة التعليمية. إنها إلى جانب ارتباطها بالعصر الذي تفتح الأجيال الجديدة أعينها على منجزاته، تقدم إمكانات هائلة في التحصيل اللغوي والمعرفي، عن طريق البعد التفاعلي، وتجربة الباركود دالة على ذلك. كما أنها من جهة أخرى تسهم في التخفيف من العبء الثقيل الذي تتحمله محفظة التلميذ المثقلة بالكتب الثقيلة والباهظة الثمن. لقد صار الدخول المدرسي مكلفا للأسر وصار الكتاب المدرسي غاليا جدا، ما دمنا لا نتحدث عن مجانية هذه الكتب إسوة ببعض الدول العربية. ولا يستفيد من استمرار هذا الوضع سوى المدارس الخاصة التي تتاجر في هذه الكتب، ولا سيما في المقررات الأجنبية، وتجار التعليم، هذا علاوة على دور النشر المحلية والمطابع الإسبانية. ويبدو لي أن من بين أسباب تردي التعليم ما يعود إلى أنه صار بقرة حلوبا لمن يبغي الثراء الفاحش، على حساب أدائه دوره في تكوين أجيال المستقبل. في حين نجد تجارب دولية وعربية بدأت تعمل في اتجاه الاستفادة من التكنولوجيا الجديدة، لما تقدمه من تقنيات في التعلم، وفي الحفاظ على البيئة أيضا، وعلى جيوب الآباء عند كل دخول مدرسي. لكن أنى لنا الاستفادة من هذه التقنيات الجديدة؟ وفي أي لغة؟ ها نحن نعود مجددا إلى لغة التدريس التي تفرض نفسها علينا. إن تدريس المعلومات بالفرنسية وعدم تقديمها بالعربية كي لا أقول تعريبها، جعل المشتغلين بها عندنا، وبتقديمها لنا لتوظيفها في الحياة العامة غير قادرين على الإنتاج بها عربيا، ولذلك ظلت لغة الإدارة والوثائق المتداولة عندنا فرنسية. فلماذا نجحت اليابان والصين والهند وبعض الدول العربية في إنتاج برمجيات بلغاتها، في حين بقيت لغة المعلومات عندنا لا علاقة لها بالروح المغربية ولا بأصالتنا. لا يمكننا تطوير الكتاب المدرسي المغربي بدون صناعة برمجيات عربية. ولن يتاح لنا أبدا تطوير المعلومات بدون اعتماد اللغة العربية في تعلمها، وبدون التفاعل مع التجارب العربية، وإلا بقينا أسارى الفرنسية التي نستبقيها بالدفاع عن الدارجة؟ ٭ كاتب مغربي الكتاب المدرسي التفاعلي سعيد يقطين |
بدء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة: الرئيس الأمريكي يتشدد تجاه إيران وأمير قطر يؤكد تمسك بلاده بالحوار لحل الأزمة الخليجية واردوغان يرفض «سلاح العقوبات» Posted: 25 Sep 2018 02:29 PM PDT الدوحة «القدس العربي» ووكالات: قال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إن بلاده متمكسة بحوار غير مشروط لحل الأزمة الخليجية، لا يمس بسيادة بلاده، داعيا إلى تحويل المحنة الخليجية إلى منحة. وخلال كلمته أمام الجمعية العامة للدورة الـ 73 للأمم المتحدة، قال أمير قطر إنه لا بد من تجاوز إدارة الأزمات والسعي لإيجاد حلول لها بعيدا عن الانتقائية وازدواجية المعايير ورفض سياسية فرض الأمر الواقع بالقوة، لافتاً إلى بلاده تقدر ضرورة وجود نظام دولي شرعي يسود فيه القانون، مشدّداً في الوقت ذاته على ضرورة القيام بإصلاحات تمكّن الأمم المتحدة القيام بمهامها، بما يستجيب لتطلعات الشعوب، وتحقيق عدالة مستدامة. وأولى الشيخ تميم نصيب الأسد من خطابه للحديث عن الأزمة الخليجية، قائلا إنه بعد عام من حصار غير مشروع تكشفت حقائق كثيرة عن تنظيم مسبق لحملة التحريض والدسّ والافتراءات التي استخدمت لافتعال الأزمة، وأدرك المجتمع الدولي زيف المزاعم لترويج الإجراءات المدبرة سلفا ضد بلاده، في انتهاك صارخ للقانون الدولي وقواعد القانون بين الدول، وأعراف وتقاليد الشعوب الخليجية. ونوه إلى أنه رغم الإجراءات التي اتخذت لإلحاق الضرر بدولة قطر والتضييق على شعبها والحرب الاقتصادية التي تعرضت لها، فقد شهدت الفترة الماضية، طيلة أزيد من عام من الحصار الجائر تعزيز دولة قطر لقوتها ونفوذها، وواصل الاقتصاد نموه وحافظ على تماسكه. كما حافظت قطر على صدارتها دوليا في الأمن الإنساني والتنمية البشرية، وتعزز إيمان الشعب بقيمه وقدراته، وازداد وحدته تماسكا. وخاطب أمير قطر الحاضرين قائلاً: ايمانا منا بأن الحوار هو السبيل الأمثل لحل الأزمة، تجاوبنا وما زلنا مع المساعي التي تقوم بها الدول الصديقة والشقيقة لإنهاء الأزمة من خلال حوار غير مشروط، قائم على احترام سيادة الدول. وجدّد التذكير بمواقف بلاده الثابتة من القضية الفلسطينية، مشيراً إلى عدم إحراز أي تقدم في قضية فلسطين، بعد فشل العملية السياسة التي بدأت قبل ربع قرن، ودعمتها الدول العربية، والنتيجة كانت المزيد من التعثر والتعقيد. وخلص الشيخ تميم إلى التأكيد على أهمية المفاوضات، مع الالتزام بالقضايا الشرعية، وفي مقدمتها مبدأ حل الدولتين والقدس الشرقية عاصمة لفلسطين إلى حدود 1967، مشدّداً على أنه لا حل لأزمات المنطقة دون حل قضية فلسطين، ولكن إسرائيل ترفض ذلك. وتابع قائلاً: لن نألوا جهدا في تقديم كافة أشكال الدعم، ومواصلة العمل مع الأطراف الدولية لتذليل الصعنوبات أمام عملية السلام. وقال الشيخ تميم إن عدم محاسبة النظام السوري يفرغ القانون الدولي من أي معنى، وسيكون لذلك الأثر على قيم السلم، ويرفع وتيرة العنف في قمع الشعوب والدوس على كرامة الشعوب. قطر وأزمة ليبيا وعن الأزمة الليبية، قال الشيخ تميم إن التطورات الخطيرة الأخيرة، تجعلنا نتطلع لعودة الأمن والاستقرار، ونشير إلى أن التدخل الأجنبي يزيد تعقد الأزمة، ويعيق الوصول إلى الحل الذي يسعى إليه الأشقاء الليبيون، داعياً الأشقاء اللليبيين لإعلاء المصلحة الوطنية. كما أكد أمير قطر أن بلاده تقدر جهود العراق لتحقيق الاستقرار والمصلحة الوطنية، بتظافر كل الأطياف السياسية، مثمنا موقف العراق في محاربة الإرهاب، مجددا التأكيد على استعداد قطر لدعم جهود إعادة إعمار العراق. ولدى تطرقه إلى ظاهرة الإرهاب، قال إن الإرهاب من أبرز التحديلات التي تواجه العالم، مشيراً إلى أن موقف قطر ثابت برفض كافة أشكال الإرهاب، مهما كانت أسبابه، وأن محاربة الظاهرة تأتي ضمن أولويات سياسية قطر، وقمنا بتطوير الأنظمة القانونية لمحاربة الإرهاب. واستطرد قائلاً: في رأينا هناك شروط ضرورية لنجاح الحرب على الإرهاب، تقوم على التعاون الدولي في محاربة الإرهاب، والعنف ضد المدنيين، وعدم اتخاذ الإرهاب وسيلة لتحقيق الأهداف السياسية، مع ضرورة معالجة جذوره، ووضع تعريف موحد للظاهرة، وعدم تحزيبه وتفصيله وفق المصالح الضيقة للدول، أو لقمع الخصوم السياسيين. وفي السياق، انتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران أمس الثلاثاء، ووصفها بأنها «ديكتاتورية فاسدة» تنهب الشعب الإيراني لسداد تكلفة العدوان في الخارج مستغلا خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة للتهديد بفرض عقوبات أخرى على طهران. وقال ترامب «زعماء إيران ينشرون الفوضى والموت والدمار. إنهم لا يحترمون جيرانهم أو حدودهم أو الحقوق السيادية للدول». وركز في كلمته على إيران التي تتهمها الولايات المتحدة بالسعي لامتلاك أسلحة نووية، وتأجيج الاضطرابات في الشرق الأوسط من خلال دعمها لجماعات متشددة في سوريا ولبنان واليمن. لكن معظم كلمة ترامب التي استغرقت 35 دقيقة كانت دفاعا عن سياساته القائمة على شعار «أمريكا أولا» الذي يمنح المصالح الأمريكية أولوية على أي خطوة نحو العولمة في رسالة لاقت صمتا بين الحضور. انتقاد إيران وبجانب هجومه على إيران، انتقد الصين بشأن ممارساتها التجارية لكنه لم يذكر التدخل الروسي في سوريا أو تدخلها في الانتخابات الأمريكية. واستخدم ترامب، الذي يبدأ تجمعاته السياسية بالتباهي بسجله الاقتصادي خلال أقل من عامين في السلطة، نفس الأسلوب أمام زعماء العالم، وأبلغهم أنه كرئيس حقق إنجازات أكبر من أي إدارة أخرى في التاريخ تقريبا. ودفعت كلماته إلى همهمات وضحك بين الحضور مما فاجأ الرئيس إلى حد ما . وقال «لم أتوقع ذلك الرد، لكن لا بأس». وأوضح ترامب، الذي قال على تويتر صباح أمس الثلاثاء إنه لن يجتمع مع الرئيس الإيراني حسن روحاني رغم وجودهما في نيويورك، أنه سيواصل الضغوط الاقتصادية على طهران لدفعها لتغيير سلوكها. وقال ترامب «ستسري عقوبات إضافية في الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر وسيتبعها المزيد ونعمل مع دول تستورد الخام الإيراني لخفض مشترياتها بشكل كبير». وأضاف أن الولايات المتحدة ستساعد في إقامة تحالف استراتيجي إقليمي بين دول الخليج والأردن ومصر في مبادرة تراها واشنطن جدارا واقيا ضد إيران. وقارن ترامب العلاقات الأمريكية مع إيران بما وصفها بالعلاقات التي شهدت تحسنا مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون الذي أشاد به ترامب لوقفه التجارب النووية والصاروخية وإعادته رفات جنود أمريكيين من الحرب الكورية في الخمسينيات. روحاني يرد على ترامب واتهم الرئيس الايراني حسن روحاني نظيره الأمريكي دونالد ترامب بمحاولة الاطاحة بالنظام ، فيما استبعد استئناف المحادثات مع واشنطن بعد انسحابها من الاتفاق النووي. وقال في كلمته امام الجمعية العامة للأمم المتحدة «من المثير للسخرية أن الحكومة الأمريكية لا تخفي حتى خطتها للاطاحة بنفس الحكومة التي تدعوها للحديث معها». وقال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إن تركيا لن تبقى صامتة أمام استخدام العقوبات كسلاح في وقت تخوض فيه بلاده مواجهة مريرة مع الولايات المتحدة بشأن مصير قس أمريكي تحتجزه أنقرة. وتقول تركيا إن على الولايات المتحدة احترام العملية القانونية بخصوص القس أندرو برانسون الذي أغضبت محاكمته في تركيا بتهم الإرهاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقال اردوغان في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة «لا يمكن لأحد منا أن يلتزم الصمت أمام الإلغاء التعسفي لاتفاقيات تجارية وأمام استخدام العقوبات الاقتصادية كسلاح». وقال الرئيس التركي «نحن نؤيد حل مشكلاتنا من خلال إجراء حوار على قدم المساواة». وتختلف أنقرة وواشنطن أيضا حول مصالح متباينة في سوريا. كما عبرت واشنطن عن قلقها لشريكتها في حلف شمال الأطلسي تركيا بشأن نشرها المزمع لأنظمة الدفاع الجوي إس ـ 400 الروسية الصنع وقالت إن هذا يمكن أن يهدد أمن بعض الأسلحة الأمريكية الصنع وغيرها من التكنولوجيا التي تستخدمها تركيا بما في ذلك الطائرة إف ـ 35 . بدء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة: الرئيس الأمريكي يتشدد تجاه إيران وأمير قطر يؤكد تمسك بلاده بالحوار لحل الأزمة الخليجية واردوغان يرفض «سلاح العقوبات» روحاني يتهم واشنطن بالسعي لإسقاط النظام في بلاده إسماعيل طلاي |
المستشار السعودي يرفع الراية البيضاء… تركي آل الشيخ يسحب استثماراته من مصر Posted: 25 Sep 2018 02:29 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: بعد أن تسبب في العديد من الأزمات في الأوساط الرياضية والفنية المصرية، ما جعله محل انتقاد شعبي واسع، خرج تركي آل الشيخ رئيس هيئة الرياضة السعودية، ليعلن عزمه سحب استثماراته من مصر. وكتب على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: «أفكر جدياً في الانسحاب من الاستثمار في الرياضة في مصر». وأضاف: «أتعرض لهجوم غريب من كل جهة وكل يوم حكاية، لماذا الصداع؟». وجاء قرار آل شيخ بعدما تعرض لهتافات مسيئة من جمهور النادي الأهلي المصري خلال مباراته الأخيرة ضد حوريا الغيني في ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا. وأعلنت قناة «بيراميدز» المملوكة لآل الشيخ، «أن الأخير اتخذ قرارا نهائيًا بالانسحاب من الاستثمار الرياضي في مصر». ونقل الإعلامي مدحت شلبي، خلال برنامجه «مساء بيراميدز»، عن رئيس هيئة الرياضة السعودية قراره بالانسحاب من الاستثمار في مصر. وأكدت القناة عبر حسابها على «تويتر» أن نادي بيراميدز سيبقى تحت تصرف الثلاثي حسام البدري وهادي خشبة وأحمد حسن. وطالب محمد حمودة، محامي آل الشيخ، من وصفهم بـ«المسيئين» و«المتجاوزين» بالاعتذار لموكله، لما «مارسوه من تحريض للجماهير والإساءة لصورة الاستثمار الرياضي في مصر». وقال في تصريحات صحافية : «تركي رجل كريم، وصاحب حق في كل مواقفه، ومظلوم، وفضل الصمت على تجاوزات في حقه من أجل مصر، وكل ما فعله هو محاولة استثمار جاد في الرياضة، وجعل نادي بيراميدز الأول على الدوري، رغم وجوده منذ أشهر قليلة». وأَضاف: «لا يليق فكريا ولا اقتصاديا ولا أخلاقيا ما مارسه البعض من التجاوز والسب والتحريض في حق رجل أراد لمصر والمصريين خيرا، حتى أن كل الدعاوى القضائية التي طالبني برفعها ضد المسيئين بقيت مجمدة، بعد أن طالبني بذلك حبا في البلد، وفتح صفحة جديدة». وسخر مصريون من قرار آل الشيخ، ونشر أحد المواطنين إعلانا ساخرا على موقع «إو إل إكس» المتخصص في تسويق المنتجات: جاء فيه: «للجادين فقط نادي الأسيوطي سابقاً، بيراميدز حالياً، استعمال شهرين فقط، بالإدارة واللاعبين، نادي بلا بطولات، الأهلي قصف جبهته كثيرا». ويحتل «بيراميدز» المركز الثاني في الدوري المصري الممتاز بعد مرور سبع جولات. وبدأ آل الشيخ الاستثمار في الرياضة قبل نحو ثلاثة أشهر عن طريق شراء أحد أندية الدوري المصري الممتاز، وهو فريق الأسيوطي، ثم غير اسم النادي إلى بيراميدز، وتعاقد مع عدد كبير من اللاعبين بأسعار مالية كبيرة. سبق وأن شغل آل شيخ منصب الرئيس الشرفي للنادي الأهلي المصري لمدة تصل لنحو خمسة أشهر، قبل أن يتخلى عن الرئاسة الشرفية إثر خلافات مع مسؤولي النادي. واندلعت الأزمة حين اتهم آل شيخ مجلس إدارة الأهلي بإهدار أموال النادي، وإفساد صفقات كبرى خاصة ببعض اللاعبين والمدير الفني الجديد، ما أثار غضب مسؤولي وجمهور النادي. ولم تقتصر الأزمات التي تسبب فيها آل الشيخ في مصر على الوسط الرياضي، بل امتدت للوسط الفني، حيث تبادل والمطربة آمال ماهر الرسائل عبر تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي. ماهر قالت إنها لن تصمت طويلا على الظلم الذي تتعرض له. وكتبت عبر صفحتها على «فيسبوك» قائلةً: «الضغوط والحرب التي اتعرض لها أنا وأشقائي وعائلتي من فترة طويلة تتزايد، أغلقوا الاستوديو الخاص بي، ثم أغلقوا صيدلية شقيقي، ونتلقى رسائل تهديد على تليفوناتنا». وأشارت في منشور آخر إلى أن «حسابات مزيّفة كثيرة تتداول أخباراً تفيد بأنها تلقّت هدايا، ولكنها ستنشر فيديو توضّح فيه من الذي أخذ تلك الهدايا»، مضيفةً أن «الهدف من الحرب التي شنت ضدها هو إجبارها على أن تكون في مكان لا تريده، وأنها فتاة مصرية ترفض الخطأ وترفض أن تنحني لأحد مهما حصل». ورغم أن الفنانة المصرية لم تذكر من وراء الحرب والتهديدات، إلا أن متابعيها انهالوا بالتعليقات التي تؤكد أن تركي آل الشيخ وراء ذلك، وجرى إطلاق حملة إلكترونية بعنوان «ادعم آمال ماهر» لمساندتها ضد ما تتعرض له من تهديد هي وعائلتها. وقبل أيام عادت من جديد لتطفو على السطح أخبار خلافات ماهر وآل الشيخ، عندما طرحت أنغام أغنيتها الجديدة «بخاف أفرح»، وهي من كلمات آل الشيخ، الأمر الذي أغضب ماهر كون الأغنية كانت لها. وسجلت ماهر الأغنية بصوتها لتصدرها ضمن الألبوم الذي تحضّر له، ولكن آل الشيخ، وبسبب الخلافات بينه وبينها سحب الأغنية لمصلحة أنغام، فما كان من ماهر إلا أن سرّبتها عبر الإنترنت بصوتها. ومنذ أكثر من عام ارتبط اسم آل الشيخ بماهر، عندما أعلن الإعلامي المصري محمد الغيطي في برنامجه عن ذلك. المستشار السعودي يرفع الراية البيضاء… تركي آل الشيخ يسحب استثماراته من مصر قال إنه يتعرّض لهجوم غريب من كل جهة وكل يوم… ومواطنون يسخرون تامر هنداوي |
لبنان: مواجهة بين الحريري ونواب حزب الله حول معاهدة تجارة ونقل أسلحة Posted: 25 Sep 2018 02:29 PM PDT بيروت – «القدس العربي»: لم تكن الأجواء العامة مريحة في اليوم الثاني للجلسة التشريعية التي إنعقدت في المجلس النيابي ، وكادت هذه الجلسة تنفرط على وقع تهديد رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري بالانسحاب في حال لم تُقرّ القروض الميسّرة المقدمة من البنك الدولي وسواه في اطار مؤتمر «سيدر» لدعم لبنان ، حيث قال «نحن وافقنا على عقد الجلسة على اساس السير بهذه المشاريع». حالة يرثى لها وجاء موقف الحريري بعد اعتراض نواب حزب الكتائب والنائب جميل السيّد على قرض 120 مليون دولار لتطوير النظام الصحي في لبنان على اساس أن هذه القروض ستزيد من حجم الدين العام وسيستفيد منها النازحون السوريون، فيما نواب آخرون لم يكونوا معترضين بل تحفّظوا على إيراد المشروع مباشرة على جدول اعمال الهيئة العامة من دون درسها في لجنة المال والموازنة. وقد رفض الرئيس الحريري «المناخات السلبية التي يُعمل على اشاعتها في ما خص الوضع الاقتصادي والنقدي». وقال «هناك حملة في البلد لضرب الاقتصاد ودفع اللبنانيين إلى الهجرة». وقال «لسنا في حالة يرثى لها ولدينا مقومات للنهوض بالاقتصاد وهناك حملة على الليرة والاقتصاد لإحباط اللبنانيين». وأضاف «حاج بقى نهجم على رياض سلامة (حاكم مصرف لبنان) والليرة، البلد مش مفلس انما يوجد عند البعض هواية إحباط اللبنانيين». وأكد ان «لبنان ملزم تنفيذ المشاريع التي اقترضنا لأجلها 12 ملياراً ونصفاً من البنك الدولي. وأشار إلى «اننا كلنا مع المبادرة الروسية ونريد انجاحها والبعض كان يراهن على أنني سأقف ضدها ، والخلاف الداخلي هو الذي يبقي النازحين على ارضنا». وبعد جدل طويل ، ولدى طلب التصويت على تأجيل إقرار المشروع وإحالته إلى لجنة المال سقط الاقتراح الذي صوّت عليه فقط نواب « تكتل لبنان القوي « ونائبا الكتائب والنائب جميل السيّد وآخرون ما يعني المباشرة بدرسة وإقراره.إلا أن النائب سليم سعاده اعترض على الامر وقال « ما فائدة وجود لجنة المال والموازنة اذا كانت المشاريع ستحوّل من فـوق رأسـنا؟». عندها أحال الرئيس بري المشروع إلى لجنة المال خلافاً لنتيجة التصويت ، فاستغرب الرئيس الحريري هذه الخطوة.ولدى طرح المشروع التالي المتعلق بقرض 200 مليون دولار لتأهيل الطرقات وقع النواب في حيرة على أساس أن ما سرى على المشروع السابق يسري على الحالي وعلى مشروعين آخرين على الجدول حيث يفترض إحالتها ايضاً إلى لجنة المال لأنها لم تدرس هذه المشاريع اصلاً. وقال الحريري «أي مشروع لقطاع الكهرباء والمياه والاتصالات سيستفيد منه ايضاً النازحون»، سائلاً «ما رأيكم ان نوقف البلد لهذا السبب»؟ فردّ جميل السيّد «هذا ابتزاز». فأجابه الحريري «هذا ليس ابتزازاً بل الحقيقة»، مضيفاً «من أول الطريق ساكتين وكل شوي قاعد بتلطوش، عشو بدك تلطوش؟»، وأضاف «انا هنا لتشريع البنود المطلوبة في سيدر اذا كنتم لا تريدون التشريع بهذه البنود فأنا سأنسحب». وتدخّل الرئيس بري لفضّ السجال وقال للسيّد «لم أعطك الكلام يا جميل»، وأيّد الرئيسَ الحريري قائلاً «كل المشاريع المتعلقة بسيدر إما تُقر او تُحال كلّها إلى اللجان لذلك فهي على قاعدة take it or leave it :. أمر لافت وكان لافتاً أن رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أبدى دعمه للسير بهذه المشاريع قائلاً «يا بتمشي هالقروض يا خلينا نفلّ». وبعدما كان نواب « تكتل لبنان القوي « صوّتوا على احالة المشروع إلى لجنة المال النيابية أعلن نائب رئيس المجلس ايلي الفرزلي تأييده رئيس الحكومة وخرج بفذلكة شكّلت مخرجاً للرئيس بري ولنواب آخرين حيث قال «أؤيد الحريري في كل ما قاله وأرفض تأجيل المشاريع المتعلقة بـCedre ودعونا لا نأتي إلى الجلسة بمواقف مسبقة». وجاء وقوف نواب حزب الله إلى جانب الحكومة في السير بمشاريع القروض بعد خلاف لافت حول البند المتعلق بإبرام معاهدة الإتجار بالأسلحة. فقد طالب نواب «الوفاء للمقاومة» باعادة المشروع إلى اللجان،وقال النائب نواف الموسوي إن « لدينا تجربة في هذا الموضوع ، فالعدو الإسرائيلي شريك في اتفاقية تجارة ونقل الأسلحة لكنه لم يلتزم بها ولا مصلحة للبنان بالتوقيع على هذه المعاهدة».وسأل « إذا كانت هناك معاهدة لانضمام لبنان إلى معاهدة الصواريخ البالستية فلا مصلحة لنا بذلك لأن الخطوة تضعف المقاومة «.وأيّد النائب حكمت ديب زميله معتبراً أن «توقيع المعاهدة قد تُقصد به المقاومة بحجة نقل وتجارة الأسلحة». فتدخّل الرئيس الحريري قائلاً «لا علاقة لاتفاقية معاهدة تجارة الأسلحة ونقلها بسلاح المقاومة ويجب على لبنان توقيعها لأنها تصب في مصلحته».وعند طرح الامر على التصويت بإعادة المعاهدة إلى اللجان سقط الاقتراح، فانسحب النائب علي عمار احتجاجاً، معتبراً انه يستهدف سلاح المقاومة. وصوّت ضد المعاهدة نواب الوفاء للمقاومة وتيار المردة والحزب القومي والنائب جميل السيد والنواب السنّة المستقلون، فيما إمتنع عن التصويت نواب حركة أمل والنائبان حكمت ديب وجورج عطالله، وسار بالمعاهدة نواب تيار المستقبل والقوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي واغلبية نواب تكتل لبنان القوي. لبنان: مواجهة بين الحريري ونواب حزب الله حول معاهدة تجارة ونقل أسلحة هرج ومرج حول مشاريع «سيدر» والقروض كاد يدفع برئيس الحكومة للانسحاب سعد الياس |
تسابق بين حزبي بارزاني وطالباني على كسب دعم الشيعة في معركة رئاسة العراق Posted: 25 Sep 2018 02:28 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي» : يراهن الحزبان الكرديان الرئيسيان على موقف القوى السياسية الشيعية في بغداد، في تحديد أحد المرشحين الكرديين لمنصب رئيس الجمهورية، الأمر الذي سيؤدي بالنتيجة إلى كشف ملامح «الكتلة الأكبر»، التي ستتولى مهمة تسمية رئيس الوزراء الجديد. تحالف «البناء» أسهم إلى حدٍّ كبير في تمرير مرشح حلفائه السنّة لمنصب رئيس البرلمان، كذلك، أوصل مرشح حزب بارزاني لمنصب النائب الثاني لرئيس مجلس النواب، الأمر الذي يشير إلى ميله وحلفائه السنّة (خميس الخنجر، وجمال الكربولي)، صوب الحزب الديمقراطي الكردستاني. النائب السابق، وعضو تحالف «البناء» ،عبد الرحمن اللويزي، قال لـ«القدس العربي»: «رغم تحقيق تحالف البناء أغلبية بسيطة، وهذا ما اتضح في اختيار رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، لكنه لا يزال بحاجة إلى الأحزاب الكردية». وأضاف: «البناء صوّت لصالح مرشح الديمقراطي الكردستاني لمنصب النائب الثاني لرئيس مجلس النواب»، في إشارة إلى قرب حزب بارزاني من تحالف العامري، مبيناً أن «تحالف البناء ينظر لعدد المقاعد، وهذا ما شهدناه في اختيار الحلبوسي، كونه ينتمي إلى كتلة لديها الثقل الأكبر بين الكتل السنية». ورأى أن تحالف البناء «دعم حلفائه السنة في الحصول على منصب رئيس البرلمان، ودعم حلفائه الأكراد في الحصول على منصب النائب الثاني لرئيس مجلس النواب، والذي يمهد لفوز مرشحهم أيضاً بمنصب رئيس الجمهورية»، لافتاً إلى أن «من غير الممكن أن يتخلى عن استحقاقه في رئاسة الوزراء». ووفقاً لمبدأ «التوافق»، تمنح الكتل السياسية السنّية التي حصلت على منصب رئيس البرلمان، أصواتها للكتل الشيعية التي أوصلتها للمنصب، لاختيار رئيس الوزراء، وكذلك الحال بالنسبة للأكراد في تحديد منصب رئيس الجمهورية. وحسب اللويزي «منصب رئيس الوزراء سيكون من حصة تحالف البناء»، لكن تحالفه «سيمنح الفرصة للآخرين في أن يكون لهم رأي وقرار في مرشحه لمنصب رئيس الوزراء، الذي يراعي مواصفات المرجعية». وتابع: «البناء لن يفرض مرشحاً على بقية الأطراف خصوصا الشيعية لرئاسة الوزراء. يجب عليه احتواء سائرون والتيار الصدري تحديداً، بعد تلويح الصدر بالخروج بتظاهرات وبالمعارضة الشعبية»، موضحاً أن «البناء لن يتنازل عن المنصب، بل سيتنازل في مسألة إشراك الآخرين في قرار المرشح الذي سيكون من البناء. سيمنح للآخرين حق الفيتو». «سائرون» وثلاثة ترشيحات وطبقاً للمصدر، فإن تحالف «سائرون» بزعامة مقتدى الصدر، وصاحب الثقل الأكبر في تحالف «الإصلاح والإعمار»، طرح ثلاثة شخصيات لمنصب رئيس الوزراء، هم عادل عبد المهدي، ومحافظ البصرة، أسعد العيداني، والقائد في جهاز مكافحة الإرهاب، الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي. وفي المقابل، طرح تحالف «الفتح» بزعامة هادي العامري، والذي يعدّ الكتلة الأبرز في تحالف «البناء»، 6 أسماء مرشحة لمنصب رئيس الوزراء، هم، علي الشكري، ومحمد شياع السوداني، وطارق نجم، وفالح الفياض، وقصي السهيل، وخلف عبد الصمد، وفق اللويزي الذي أشار في الوقت عيّنه إلى أن «في حال نجح جناحي حزب الدعوة (دولة القانون، والنصر) في التوحد، يمكن أن يكون مرشح رئاسة الوزراء من الحزب». ورجح النائب السابق، أن يكون هناك توافق بين تحالفي «البناء» و«الإصلاح والإعمار» على اثنين من المرشحين، وهما، علي الشكري وقصي السهيل، عازياً السبب في ذلك إلى «الأصول الصدرية» التي ينحدر منها كِلا المرشحين. ولم يتبق أمام الأحزاب والقوى السياسية الكردي سوى 7 أيام فقط، على منح مجلس النواب منصب رئاسة الجمهورية لأحد الأسماء المرشحة. وخلال جلسة، أمس الثلاثاء، حدد رئيس البرلمان محمد الحلبوسي الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، موعداً نهائياً لاختيار رئيس الجمهورية، فيما يواصل وفد حزب الاتحاد الوطني، سلسلة لقاءاته في بغداد، مع قادة الكتل سعياً لضمان التصويت على مرشحه برهم صالح. ويترأس وفد الاتحاد، الذي وصل بغداد مساء أمس الأول، كل من برهم صالح، ولاهور شيخ جنكي. والتقى فور وصوله الحلبوسي. وحسب بيان لمكتب الأخير، فإن اللقاء تضمن «بحث مجمل الأوضاع السياسية والحوارات والتفاهمات الجارية للخروج برؤية وطنية موحدة حول ملف انتخاب رئيس الجمهورية»، مؤكداً أهمية «حصول التوافق الوطني حول الشخصية المرشحة للمنصب». كذلك التقى الوفد بزعيم تحالف «الفتح»، هادي العامري، وجرى بحث «المستجدات والتطورات على الساحة السياسة، وما وصلت إليه التفاهمات بين الكتل السياسية من أجل الإسراع في تشكيل حكومة وطنية تخدم متطلبات الشعب العراقي»، وفق بيان لمكتب العامري. وتسلمت هيئة رئاسة مجلس النواب أكثر من 30 طلباً للترشح لمنصب رئيس الجمهورية، أبرزها مرشح الاتحاد الوطني الكردستاني، برهم صالح، ومرشح الحزب الديمقراطي، فؤاد حسين. وأسهم التنافس على المنصب، بتعميق الأزمة بين الحزبين الكرديين الرئيسيين، ودفعهما للقدوم إلى بغداد بوفدين مستقلين، لكنهما يشتركان في الهدف ذاته، وهو ضمان وصول مرشحهم لمنصب رئيس الجمهورية. شقّ الصف حركة التغيير الكردية المعارضة، حمّلت الحزبين الكرديين مسؤولية «شق الصف الكردي»، واتهمتهما بـ«الاستقتال» على منصب رئيس الجمهورية والمناصب الأخرى. وقال النائب عن الكتلة، كاوة محمد، في بيان إن «منصب رئيس الجمهورية من استحقاق الكرد، وهو جزء مهم من السلطة التنفيذية يشغله شخص كفوء ونزيه وذو رؤية وطنية بحيث يكون خيمة لكل العراقيين وحريصاً على تطبيق جميع بنود الدستور وخاصة المواد التي تتعلق بتحقيق شراكة الكرد والمكونات الأخرى في القرار السياسي العراقي، وحل المشاكل العالقة بين إقليم كردستان والحكومة الاتحادية». وأعرب عن «أسفه لتعامل الحزبين الحاكمين في إقليم كردستان (الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي الكردستاني) مع هذا المنصب السيادي المهم (رئاسة الجمهورية) من منطلقات حزبية بحتة»، معتبراً أن «الحزبين يرونه عاملاً لتقوية نفوذهما الحزبي والشخصي على حساب مصالح الشعب». وأشار إلى أن «هذا الاستحقاق كان من المفترض أن يوحد صف الأحزاب الكردستانية، ويدفعها للاتفاق على شخصية كفوءة ونزيهة بعيدا عن المحاصصة الحزبية»، متهماً «الحزبين الذين فشلا في إدارة الاقليم بالاستقتال على هذا المنصب والمناصب الأخرى». وتابع: «أصبح واضحاً للقاصي والداني، بأن الحزبين يتحملان سبب شق الصف الكردي وليست الأحزاب المعارضة»، مضيفاً أن «حركة التغيير قالتها سابقاً بأن هذين الحزبين غير جادين في تشكيل الدولة ويسعيان لاستخدام ورقة الاستفتاء للحصول على مناصب وامتيازات حزبية، واليوم يتأكد صحة قولنا فنراهم بعد سنة من إجراء الاستفتاء يهرولون متلهفين ولاهثين إلى بغداد للمساومة على حقوق الشعب للوصول إلى غاياتهم الحزبية». أما القيادية في الاتحاد الوطني الكردستاني، ريزان شيخ دلير، فأكدت أن «هيبة الدولة ومنع التدخلات الخارجية هي أهم التحديات التي ستواجه رئيس الجمهورية المقبل». وأضافت، في بيان، إن «رئيس العراق المقبل يجب أن يرسخ مبدأ هيبة البلد وجعله في مصاف الدول المتقدمة من خلال تمتين شبكة علاقاته الاقليمية والدولية». وأشارت إلى أن «العراق بأمس الحاجة لرئيس جمهورية يحافظ على حدوده وتربته ومائه وسمائه ويحمي الدستور، ويضع حداً للتدخلات الخارجية التي عصفت بالعملية السياسية طوال 15 عاماً ووضعت العراق في مهب الريح ورهناً بإرادات أخرى». وزادت أن «الشخصية التي ستنال منصب رئاسة جمهورية العراق يجب أن تتميز بعلاقاتها الوطيدة مع الجميع، إضافة إلى العلاقات الإقليمية والدولية التي يمكن أن تخدم العراق وتصل به إلى مصاف الدول المتقدمة، وأن يكون مطلعاً على عمل الحكومات السابقة وايجابياتها وسلبياتها منذ 2003 ولغاية الان». ولفتت إلى أن «العراق يحتاج إلى شخصية مستقلة ذات عقلية جبارة تعمل على تحفيز النهوض بالواقع الاقتصادي للبلد وفتح أبوابه لجميع الاستثمارات لتجعله قوة يحسب لها ألف حساب في المرحلة المقبلة». وتابعت: «تلك الشخصية يمكن أن تعمل على زيادة صلاحيات منصب رئيس الجمهورية، خصوصاً تلك المسكوت عنها في الدستور لتجعله قطباً فاعلاً في منظومة الرئاسات الثلاث». تسابق بين حزبي بارزاني وطالباني على كسب دعم الشيعة في معركة رئاسة العراق «الديمقراطي» يراهن على تحالف العامري… ووفد من «الاتحاد» يجري مباحثات في بغداد مشرق ريسان |
الرئيس التونسي يعلن «نهاية» التوافق مع «النهضة» ويدعو نجله ورئيس الحكومة لمغادرة الحياة السياسية Posted: 25 Sep 2018 02:28 PM PDT تونس – «القدس العربي»: أعلن الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي «نهاية» التوافق مع حركة النهضة، مشيرا إلى أن الحركة هي من أرادت ذلك، كما اعتبر أن «مصلحة البلاد» تقتضي مغادرة نجله (حافظ قائد السبسي) ورئيس الحكومة يوسف الشاهد الحياة السياسية، فيما نفت حركة «النهضة» تنكّرها للعلاقة التي وصفتها بـ «المتينة» التي تربطها بالرئيس التونسي، مؤكدة التزامها بمسار التوافق معه. وخلال حوار مع قناة «الحوار التونسي»، بثته الاثنين، قال الرئيس الباجي قايد السبسي إن «النهضة قررت قطع علاقتها بنا لاختلافنا في مسألة بقاء الشاهد من عدمه (…) أنا دافعت على عدم إقصاء النهضة وكلفني ذلك الكثير لأنّهم اتهموني بأنني خنت الأمانة. لكن أنا رئيس دولة ولي واجبات وهي خدمة البلاد، وقد كان لي أمل لإخراج البلاد من هذه الأزمة بالتوافق مع النهضة. (لكن) النهضة نفضت يديها من الباجي قائد السبسي، لكني يدي ممدودتان للجميع من أجل مصلحة تونس لا للمصالح الشخصية أو بسبب اقتراب الانتخابات». وحول الصراع المستمر بين نجله حافظ قائد السبسي ورئيس الحكومة يوسف الشاهد، قال الرئيس السبسي «لو يغادر الاثنان (الحياة السياسية) لن تتأثر تونس»، قبل أن يستدرك بقوله «مغادرة الاثنين في مصلحة البلاد»، كما جدد دعوته للشاهد لطرح الثقة بحكومته أمام البرلمان. كما التزم قائد السبسي بإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة في موعدها العام المقبل، لكنه أوصى التونسيين بتغيير الدستور والقانون الانتخابي بعد انتهاء فترته الرئاسية، مشيرا إلى أنه لن يقوم بهذا الأمر الآن «حتى لا يتهموني بالتشبث بالمنصب». وسارعت حركة «النهضة» إلى إصدار بيان أكدت فيه «التزامها بمسار التوافق مع رئيس الجمهورية وتقديرها لدوره الوطني منذ انطلاق الثورة في ارساء ثقافة التشاور والحوار بين الفرقاء السياسيين في مواجهة خيارات التفرد والاقصاء والمغالبة وهو ما تفاعلت معه الحركة بايجابية منذ لقاء باريس»، كما نفت «تنكرها» للعلاقة التي وصفتها بـ»المتينة»، مع الرئيس التونسي. واعتبر القيادي في حركة «النهضة»، عبد اللطيف المكي، أن إعلان الرئيس السبسي النهاية هو «محاولة للضغط على الحركة بقوّة وليس بغاية القطيعة معها»، فيما نفى نائب رئيس الحركة، علي العريض، وجود أي اتفاق أو صفقة مع رئيس الحكومة يوسف الشاهد، مشيرا إلى أن الرئيس التونسي «ما يزال أحد أهم عوامل الوحدة الوطنية، حتى وإن لم نسانده في موقفه الخاص بتغيير الحكومة”. وأثار حوار قائد السبسي ردود فعل كبيرة داخل الطبقة السياسية في تونس، حيث اعتبر الأمين العام للحزب الجمهوري، عصام الشابي، أن الرئيس السبسي «أخفق في إعادة الأمل للتونسيين من إمكانية حل الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد»، مشيرا إلى وجود «قطيعة سياسية مع رئيس الحكومة يوسف الشاهد إلى حد أنه (قائد السبسي) طعن في شرعية حكومته ودعاه الى التوجه للبرلمان». فيما نفى وليد الجلاّد النائب عن كتلة «الائتلاف الوطني» (المؤيدة للشاهد) وجود قطيعة بين الرئيس الباجي قائد السبسي ورئيس الحكومة يوسف الشاهد الذي أكد أنه سيعمل بنصيحة قائد السبسي من خلال التوجه في الأيام المقبلة إلى البرلمان لإجراء تغيير وزاري. وقد المؤرّخ والباحث السياسي د. عبد اللطيف الحنّاشي قراءة سريعة لحوار الرئيس التونسي، حيث اعتبر أن قائد السبسي أثار قضايا عدة، أبرزها «التاكيد على اجراء الانتخابات في موعدها المقرر، والقطيعة مع النهضة بطلبها (مغازلة المناهضين للنهضة: التفكير في الانتخابات)، والدفاع عن ابنه الذي أكد عدم تحمله المسؤولية في ما حدث لنداء تونس وأن الانشقاقات والانقسامات تعرفها جل الأحزاب وإدانته للسياحة الحزبية (مع العلم أنه ومؤسسي نداء أول من مارسوا هذه الآلية أيام حكم الترويكا: تيار المحبة والمؤتمر والتكتل)، ومغازلة البورقيبيين (لصالح للانتخابات)». كما اعتبر (في تدوينة على صفحته في موقع «فيسبوك»)، أن لجوء الرئيس التونسي إلى ذكر الرئيس السابق منصف المرزوقي بصفته الأكاديمية والسياسية السابقة والحالية ثلاث مرات خلال حواره الأخير هو عبارة عن «غزل ملغوم»، فهو لم يذكره في السابق بأي من الصفتين ولم يهتم به كرئيس سابق وإن مؤقتا». وأشار أيضا إلى أن قائد السبسي وجه «تحذيرا» لرئيس الحكومة يوسف الشاهد من المحيطين به، كوسيلة للإبقاء على «شعرة معاوية» بين الطرفين، معتبرا أن دعوته للحصول على شرعية البرلمان هي «دعوة ملغومة لا معنى لها في ظل تشظي نداء تونس وقطيعة النهضة مع رئيس الجمهورية». كما اعتبر أن تهديد قائد السبسي بتفعيل الفصل 99 من الدستور إنْ تطلّب الأمر «لا قيمة له مع الخريطة البرلمانية الجديدة». وينص الفصل المذكور على أنه يمكن «لرئيس الجمهورية أن يطلب من مجلس نواب الشعب التصويت على الثقة في مواصلة الحكومة لنشاطها، مرتين على الأكثر خلال كامل المدة الرئاسية، ويتم التصويت بالغالبية المطلقة لأعضاء مجلس نواب الشعب، فإن لم يجدد المجلس الثقة في الحكومة اعتبرت مستقيلة، وعندئذ يكلف رئيس الجمهورية الشخصية الأقدر لتكوين حكومة في أجل أقصاه ثلاثون يوما (…) وعند تجاوز الأجل المحدد من دون تكوين الحكومة، أو في حالة عدم الحصول على ثقة مجلس نواب الشعب، لرئيس الجمهورية الحق في حل مجلس نواب الشعب والدعوة إلى انتخابات تشريعية سابقة لأوانها في أجل أدناه خمسة وأربعون يوما وأقصاه تسعون يوما. وفي حالة تجديد المجلس الثقة في الحكومة، في المرّتين، يُعتبر رئيس الجمهورية مستقيلا». الرئيس التونسي يعلن «نهاية» التوافق مع «النهضة» ويدعو نجله ورئيس الحكومة لمغادرة الحياة السياسية الحركة تنفي تنكّرها للعلاقة «المتينة» معه… وأنباء عن توجّه يوسف الشاهد للبرلمان حسن سلمان: |
السويداء: اعتصامات غاضبة تطالب بالإفراج عن المختطفين لدى تنظيم «الدولة» Posted: 25 Sep 2018 02:27 PM PDT دمشق – «القدس العربي» : شهدت مدينة السويداء جنوبي سوريا، امس الثلاثاء اعتصامات أهلية غاضبة، مع إطباق اليوم الـ 60 على اختطاف أكثر من 30 سيدة وطفلاً خلال هجوم تنظيم «الدولة» على الريف الشرقي لمنطقة جبل العرب ذات الغالبية الدرزية، حيث طالب المعتصمون أمام «دار الطائفة» التي تعرف بمقام «عين الزمان» في مدينة السويداء، بالكشف عن مصير أهليهم لدى تنظيم الدولة. فلا تزال محافظة السويداء، الملف الأكثر إلحاحاً، في ظل مماطلة النظام السوري بالتوصل إلى صيغة معينة مع تنظيم الدولة تكشف مصير مخطوفي 25 حزيران، على غرار الصفقات التي عقدها مرارًا في مختلف المناطق السورية، مع ذات التنظيم، لا سيما بعد اتهام النظام بالضلوع وراء المجزرة المروعة التي راح ضحيتها نحو 150 مدنياً وجرح العشرات، وأكثر من 35 مخطوفاً من أهالي قرية الشبكي، في هجوم «للدولة» على المنطقة بتسهيل من ضباط نظام الاسد، وذلك عبر نقل نحو 1200 مقاتل من مخيم اليرموك إلى البادية السورية. وبحسب مدير شبكة أخبار السويداء «ريان المعروفي» لـ»القدس العربي»، فإن العشرات من سكان المحافظة وأعضاء من الهيئة الاجتماعية للعمل الوطني نفّذوا اعتصاماً سلمياً للمطالبة بالتحرك السريع والكشف عن مصير المخطوفين من نساء وأطفال والسعي للإفراج عنهم من سجون تنظيم «الدولة» المدرج على لائحة الإرهاب الدولية». وتجمع الأهالي أمام مقام «عين الزمان» ورفعوا صور المختطفين، وبحسب المصدر فإنّ تنظيم الدولة كان قد طالب خلال تواصله مع بعض أهالي المخطوفين خلال المفاوضات الأخيرة، بالإفراج عن أسراه لدى النظام السوري، ودفع مبالغ مالية مقابل الإفراج عن مختطفي 25 تموز «دون تحرك المعنيين بالملف». وتأتي الاعتصامات الاهلية بدعوات ترأستها الهيئة الاجتماعية للعمل الوطني في السويداء والتي دعت منذ أيّام للاعتصام السلمي بمناسبة مرور شهرين على الهجوم الذي شنّه تنظيم الدولة على السويداء وخطفه للنساء والأطفال من قرية «الشبكي» في الريف الشرقي من المحافظة. المرصد السوري لحقوق الانسان قال ان النظام السوري والجانب الروسي تعمدا المماطلة بعملية الإفراج عن المختطفين والمختطفات، على الرغم من تنفيذ الطرفين الأخيرين لصفقات تهجير كبيرة كانت إحداها مع تنظيم «الدولة» في جنوب العاصمة دمشق، وجرى نقل نحو ألف من عناصرها مع ما يقارب الـ 600 من عوائلهم من مخيم اليرموك في الجنوب الدمشقي إلى بادية السويداء والبادية السورية. حيث اتهم الأهالي قوات النظام والروس بدفع سكان السويداء للتطوع في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها، والمشاركة في معارك بمناطق سورية أخرى، واستخدامهم كوقود لحرب مستمرة، كما أثار شكوك الأهالي وصول الأشرطة المصورة للمختطفين، دون وجود شعار لتنظيم «الدولة»، وعدم انتشاره كذلك على المعرِّفات الرسمية للتنظيم، وإنما كان يصل عبر رسائل على مواقع التواصل الاجتماعي لمعنيين من محافظة السويداء، «وهذا ما زاد غموض مسألة الاختطاف ورفع من وتيرة الاتهامات للنظام والروس بالمماطلة، رغم المناشدات التي وجهها المختطفون رأس النظام السوري بشار الأسد وللروس ولمهندسة التغيير الديموغرافي كنانة حويجة». كما أن اللجنة التي عينت لمتابعة شؤون المختطفين، لم تتمكن من تحقيق أية عملية تقدم بسبب عدم وجود الصلاحيات من قبل النظام، لعرض صفقة جديدة يجري بموجبها تسليم المختطفين، مقابل شروط يفرضها التنظيم، كما وجه الأهالي اتهامات للنظام بعدم الاكتراث لمصير محافظة السويداء ومختطفيها، ضمن محاولته جر شبان وأبناء المحافظة للتطوع في صفوف قوات النظام. السويداء: اعتصامات غاضبة تطالب بالإفراج عن المختطفين لدى تنظيم «الدولة» بعد مضي 60 يوماً هبة محمد |
الأمير تميم يتعهد بمواصلة تقديم فرص تعليم جيدة لمليون فتاة في البلدان النامية Posted: 25 Sep 2018 02:27 PM PDT الدوحة ـ «القدس العربي»: أعلن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تعهد بلاده بتوفير تعليم ذي جودة لمليون فتاة أخرى بحلول عام 2021. جاء ذلك خلال مشاركة الشيخ تميم في المائدة المستديرة التي عقدت أمس بعنوان «حوار القادة: معا من أجل تعليم الفتيات في سياق النزاعات والظروف الهشة» بدعوة من دولة السيد جاستن ترودو رئيس وزراء كندا ضمن إعلان شارلوفوا بشأن توفير التعليم الجيد للفتيات والنساء في البلدان النامية، الذي أصدرته مجموعة الدول الصناعية السبع هذا العام، وذلك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثالثة والسبعين في مدينة نيويورك. كما أعلن أمير قطر دعمه لـ «إعلان شارلوفوا»، لافتاً إلى أن دولة قطر أعطت التعليم الأولوية على الصعيدين الداخلي والخارجي منذ زمن بعيد، مما انعكس في برامجها للمساعدات الإنمائية الدولية. ونوّه إلى أن قطر قادت الجهود الرامية إلى استصدار قرار الأمم المتحدة الرائد بشأن الحق في التعليم في حالات الطوارئ سنة 2010، والذي يشير إلى أن نسبة كبيرة من أطفال العالم غير الملتحقين بالمدارس يعيشون في مناطق متأثرة بالنزاع. وقال أمير قطر في كلمته إن كثيرا من الدول دعمت العديد من المبادرات التعليمية العالمية والإقليميـة، معربا في هذا الصدد عن فخره بأن مبادرة قطر «علِّم طفلا» نجحت مؤخراً في مساعدة 10 ملايين من الأطفال المهمشين خارج المدرسة لتلقي التعليم الابتدائي جيد النوعية، و لاشتمالها على 82 شراكة في 50 دولة بمبلغ 1,8 مليار دولار ساهمت حكومة قطر بثلثه ضمن جهوداً عالمية بين القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني والدولي. وقد تناولت المائدة المستديرة عدة قضايا، حيث تبادل القادة الآراء حول أفضل السبل للتعامل مع المعوقات التي تحول دون وصول الفتيات والنساء للتعليم الجيد وتطوير المهارات من أجل التقدم في مجال وصولهم إلى التعليم ذي الجودة في سياق النزاعات والأزمات والظروف الهشة. وحضر المائدة المستديرة عدد من رؤساء الوفود وكبار المسؤولين المشاركين في الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة والمنظمات الحكومية وغير الحكومية. مبادرات قطرية رائدة لدعم التعليم عالمياً أولت دولة اهتماما كبيرا بالتعاون الدولي في مجال دعم التعليم وتحقيق غاياته وأهدافه العالمية، وقدمت الدعم التنموي للدول النامية في مختلف أرجاء العالم، بما في ذلك دعم الدول والمنظمات الدولية ذات العلاقة مثل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» ومنظمات المجتمع المدني. وأطلقت قطر العديد من المبادرات، مراعية في ذلك الأولويات الدولية في التعليم، والتي على رأسها وجود أعداد كبيرة من الأطفال خارج المدارس سواء في المنطقة العربية أو العالم، وذلك بهدف دعم تعليم الأطفال في العالم، منها مبادرة (علِّم طفلا). وأظهرت الأعمال التي نفذها برنامج علّم طفلاً، أحد البرامج التابعة لـ «مؤسسة التعليم فوق الجميع» التي أنشأتها الشيخة مواز بنت ناصر عام 2012، بأن التغيير ممكن على نطاق واسع. وتتعهد المؤسسة بتغيير حياة 10 ملايين طفل الى الافضل. وقد نجحت العام الماضي في تغيير حياة أكثر من 6.8 مليون شخص، بما في ذلك 1.3 مليون لاجئ ونازح. ووقعت مؤسسة «التعليم فوق الجميع»، مؤخرا مذكرة تفاهم مع الوكالة الفرنسية للتنمية مدتها خمس سنوات تسهم في خفض عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس في دول إفريقيا جنوب الصحراء بمعدل (500000) طفل وبتكلفة قدرها (50) مليون دولار». كما نجحت مبادرة «أيادي الخير نحو آسيا» التي تعدّ أحد البرامج الثلاث لمؤسسة «التعليم فوق الجميع» في توفير التعليم الابتدائي النوعي لـ 385.473 طفلاً في البلدان المستهدفة، وقدم البرنامج تدريباً لـ 7.598 معلماً، إلى جانب ترميم وإنشاء 336 مدرسة. وأطلقت دولة قطر مبادرة (الفاخورة) لدعم التعليم في قطاع غزة، ودعم دولة قطر لصندوق الطوارئ بمنظمة «اليونسكو» بمبلغ (20) مليون دولار، ومبادرة رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية التي أطلقها أمام المؤتمر الثالث عشر لمنع الجريمة والعدالة الجنائية الذي عقد في الدوحة مؤخرا، لتأسيس صندوق إقليمي لتعليم وتدريب الأطفال والشباب واللاجئين والنازحين، وكذا مبادرة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية أمام المؤتمر الدولي الثالث للمانحين بتأسيس صندوق يخصص للتعليم والتطوير المهني للاجئين والنازحين السوريين. وأطلقت جمعية قطر الخيرية مشروع «ديمة» الاستراتيجي لتعليم أطفال سوريا، والذي بدأ بنحو 2000 طالب سوري قبل عام ونصف، ويستوعب الآن نحو 7000 طالب. وأنفقت الجمعية نحو 70 مليون ريال على التعليم عام 2016. الأمير تميم يتعهد بمواصلة تقديم فرص تعليم جيدة لمليون فتاة في البلدان النامية نوه بمبادرة «علم طفلاً» التي تبنتها بلاده إسماعيل طلاي |
الرئاسة الفلسطينية: خطاب عباس في الأمم المتحدة «قد يكون الفرصة الأخيرة للسلام» Posted: 25 Sep 2018 02:27 PM PDT غزة ـ «القدس العربي»: اعتبرت الرئاسة الفلسطينية أمس الثلاثاء، أن خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الجمعية العامة للأمم المتحدة «قد يكون الفرصة الأخيرة للسلام» مع إسرائيل. وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) ، إن خطاب عباس يوم غد الخميس «سيمثل مفترق طرق ويمهد لمرحلة جديدة في مواجهة التحديات الخطيرة التي تواجه الشعب الفلسطيني». وأوضح أبو ردينة أن الخطاب سيتضمن رؤية استراتيجية وطنية شاملة ستترك أثرها العميق على مجريات الأحداث هنا وفي الإقليم والعالم. وجدد التأكيد على أنه «بدون القدس والمقدسات لن يكون هناك سلام عادل ودائم في المنطقة، كما أنه بدون القدس لن يكون هناك حل، والمنطقة ستبقى في دائرة عدم الاستقرار والحروب بلا نهاية». وقال إن «الشعب الفلسطيني سيبقى صامدا على أرضه، وسيبقى متمسكا بها، وسيسقط بصموده كافة المؤامرات، ومن أي جهة جاءت». وأضاف أن الكل الفلسطيني مطالب في هذه المرحلة الخطيرة بتحمل المسؤولية الوطنية «خاصة من خلال رؤيتنا للمخططات والمشاريع الرامية إلى تقسيم المنطقة العربية وتدميرها». وشدد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية على أنه «لا شرعية لأية صفقات أو قرارات أو إجراءات يرفضها الشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية الشرعية، ودون الالتزام بالشرعية الدولية والعربية». ومن المتوقع أن يدعو عباس في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى مؤتمر دولي للسلام برعاية متعددة الأطراف لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وكان مسؤولون فلسطينيون أعلنوا أن عباس لن يعقد أي لقاءات مع الإدارة الأمريكية في نيويورك، في ظل وقف الاتصالات معها منذ اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل في كانون أول/ديسمبر الماضي. ودعت وزارة الخارجية الفلسطينية إلى دعم مبادرة الرئيس السياسية التي سيطرحها أمام مجلس الأمن، لإطلاق عملية سلام ومفاوضات جدية وحقيقية وذات معنى، ومواجهة الاستفراد الأمريكي الإسرائيلي العنيف بالشعب الفلسطيني الأعزل. وطالبت الوزارة المجتمع الدولي والرباعية الدولية وكافة الدول الحريصة على تحقيق السلام وفقاً لمبدأ «حل الدولتين» بـ «التجاوب العملي مع رسالة السلام الفلسطينية التي يحملها الرئيس للمجتمع الدولي قبل فوات الأوان». واتهمت الوزارة الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، بالإمعان في «معاداة السلام وأية جهود فلسطينية ودولية مبذولة لإعادة إطلاق قطار المفاوضات المتوقف بسبب التهرب الإسرائيلي المتكرر من استحقاقات السلام». يشار إلى أن حركة فتح ومنظمة التحرير شرعتا بتنظيم عدة فعاليات في الضفة الغربية، دعما لخطاب الرئيس عباس في الأمم المتحدة، تتمثل في تنظيم تظاهرات وحملات دعم إلكترونية. كما يشار إلى أن حركة فتح في قطاع غزة أعلنت أنها مُنعت من تنظيم أي فعالية مماثلة من أجهزة الأمن التي تديرها حركة حماس، غير أن الحركة واصلت حملتها الإلكترونية الداعمة له. في السياق واصلت حركة حماس توجيه الانتقادات للرئيس، وقال عبد اللطيف القانوع، الناطق باسم الحركة «إرادة شعبنا وتضحياته العظيمة هي أكبر من أن يمثلها رئيس السلطة في خطابه المرتقب في الأمم المتحدة». وتابع «الذي يقوض صمود شعبه ويفتقر للدعم الفصائلي والالتفاف الشعبي، لا يستحق تمثيل شعبنا العظيم وعقد المجلس الوطني بالتزامن لن يمنحه الدعم أو التأييد لأنه فاقد للشرعية وأحد أدواته الانفصالية». وبما ينذر بانفجار خلاف كبير في الساحة الفلسطينية، دعا نواب حركة حماس لعقد جلسة في مقر المجلس التشريعي في مدينة غزة اليوم، هدفها حسب الدعوة الموجهة، مناقشة «انتهاء ولاية» الرئيس و»فقدانه» تمثيل الشعب الفلسطيني. ويأتي ذلك الأمر قبل يوم واحد فقط من خطاب الرئيس أمام الجمعية العامة، والذي سيلقيه، في محاولة فهمت أن الهدف منها الضغط على الرئيس سياسيا. وقال وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب، منتقدا عدم السماح بتنظيم فعاليات داعمة من حماس، إن الإصرار على عدم إظهار التأييد والالتفاف الفلسطيني من غزة للرئيس «لن يضعفه في تحدي ترامب، ولن يحول دون رفع الصوت الفلسطيني بالمطالبة بحقوق شعبنا والتأكيد على رفض صفقة القرن من على منبر الأمم المتحدة، لكنه بكل أسف يمثل محاولة بائسة لتقديم أوراق اعتماد لأمريكا وصفقة قرنها». الرئاسة الفلسطينية: خطاب عباس في الأمم المتحدة «قد يكون الفرصة الأخيرة للسلام» حماس تصعّد في غزة وتواصل توجيه الانتقادات للخطاب أشرف الهور: |
المستوطنون يستبيحون المسجدين «الأقصى والإبراهيمي» ويؤدون «شعائر تلمودية» ويرددون النشيد الإسرائيلي Posted: 25 Sep 2018 02:26 PM PDT رام الله ـ «القدس العربي»:استغلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الاحتفالات بـ «عيد العرش اليهودي» وشنت هجمات جديدة طالت المسجدين الأقصى في مدينة القدس المحتلة، والإبراهيمي في مدينة الخليل، وذلك بتأمينها عمليات اقتحام واسعة للمستوطنين لهذين المسجدين، وإقامة «طقوس تلمودية». وهاجمت قوات الاحتلال المسجد الأقصى، واعتقلت اثنين من موظفي لجنة إعمار المسجد، من داخل مسجد قبة الصخرة، واحتجزت بطاقات عدد آخر بعدما أوقفت عملهم. وقال فراس الدبس المسؤول الإعلامي في الأوقاف الإسلامية، إن قوات الاحتلال اعتقلت الموظفين من على سطح مسجد قبة الصخرة في الأقصى المبارك. وأشار إلى أن عشرة من ضباط الاحتلال حاصروا مدخلاً رئيسياً لمسجد الصخرة ومنعوا لجنة الإعمار التابعة لدائرة الأوقاف الإسلامية من إدخال معدات للمسجد، قبل أن تحدث مشادة كلامية، نجم عنها اعتقال الموظفين. وشملت الاعتقالات الإسرائيلية من داخل المسجد شابا خلال أدائه الصلاة قرب المصلى المرواني، حيث سادت جراء عملية الاقتحام وعمليات الاعتقال حالة توتر شديدة. جاء ذلك في الوقت الذي أمنت فيه قوات الاحتلال عمليات الاقتحام التي شاركت فيها يوم أمس أعداد كبيرة من المستوطنين، الذين تعمدوا إقامة «طقوس وشعائر تلمودية»، وكذلك ترديد «النشيد الإسرائيلي» بصوت مرتفع داخل المسجد الأقصى. وكانت ما تسمى بـ»منظمات الهيكل» المزعوم، دعت جمهور المستوطنين الى المشاركة الواسعة في اقتحامات الأقصى خلال فترة «عيد العرش» الذي بدأ قبل يومين ويستمر لثمانية أيام. وكانت قوات الاحتلال اعتقلت ثلاثة مواطنين فجراً من بلدة سلوان والطور في القدس المحتلة، بينهم طفل يبلع من العمر 16 عاما. إلى ذلك فقد أغلقت سلطات الاحتلال الحرم الإبراهيمي في البلدة القديمة وسط مدينة الخليل؛ بحجة تأمين احتفال المستوطنين بـ»عيد العرش»، حيث من المقرر أن تستمر العملية حتى اليوم الأربعاء. وقال مدير الحرم ورئيس سدنته الشيخ حفظي أبو سنينة، إن سلطات الاحتلال أغلقت الحرم الإبراهيمي الشريف أمام المصلين، للسماح للمستوطنين باقتحام وتدنيس الحرم المفتوح بشقيه أمامهم، وأداء شعائرهم التلمودية بمناسبة احتفالهم بـ «عيد العرش» في جميع باحاته وساحاته وأروقته الداخلية والخارجية. وقامت قوات الاحتلال أيضا بتعزيز قواتها الموجودة على البوابات والحواجز المحيطة بالحرم، وتعمدت عرقلة دخول المواطنين القاطنين في محيطه الى منازلهم، ومنعت موظفي وقضاة المحكمة الشرعية من الوصول لتأدية عملهم كالمعتاد في مقر المحكمة في منطقة السهلة. كما قامت بمنع العاملين على خدمة الحرم من الوصول الى عملهم، ونشر الحواجز العسكرية وشددت إجراءاتها أمام المواطنين الفلسطينيين في البلدة القديمة، مقابل قيامها بتسهيل حركة المستوطنين المحتفلين بالعيد اليهودي. يشار إلى أن سلطات الاحتلال قامت بتقسيم الحرم الإبراهيمي، عقب المجزرة المروعة التي ارتكبها أحد المستوطنين يوم 25 شباط/ فبراير من عام 1994، والتي راح ضحيتها 30 شهيدا كانوا يؤدون صلاة الفجر. كما أغلقت قوات الاحتلال الطريق المؤدية إلى السوق المركزية في مدينة الخليل «شارع بئر السبع»، بحجة السماح للمستوطنين بزيارة موقع أثري، ومنعت التجار والمواطنين من دخول تلك المنطقة، وشملت الاعتداءات على المدينة كذلك اقتحام عشرات المستوطنين بحماية أمنية مشددة متنزها يقع في بلدة يطا، لأداء «شعائر تلمودية». وبموجب قرار تقسيم الحرم خصصت الجزء الأكبر منه للمستوطنين. كما تشمل قرارات الاحتلال منع أداء الأذان في كثير من الأوقات، وكذلك منع المصلين المسلمين من الدخول للحرم لأداء الصلاة. واندلعت مواجهات واسعة مع قوات الاحتلال في بلدة رمانة غرب مدينة جنين شمال الضفة الغربية. وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال أطلقت الغاز المسيل للدموع بكثافة تجاه المتظاهرين، ما أدى إلى وقوع عشرات الإصابات بحالات اختناق. وتخلل الهجوم الإسرائيلي على البلدة إغلاق المدخل الرئيس لعدة ساعات، قبل أن تنسحب من البلدة باتجاه «معسكر سالم» العسكري المجاور. واقتحمت قوات الاحتلال كذلك العديد من بلدات مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، كما قامت باقتحام بلدة نحالين غرب بيت لحم، وأطلقت قنابل الصوت والغاز بشكل مكثف صوب المواطنين. وفي السياق دعت قيادة القوى الفلسطينية إلى «تكثيف المقاومة الشعبية» في كل الأراضي المهددة بالمصادرة والهدم، وخاصة الوجود الدائم في خيمة الصمود في الخان الأحمر رفضا لقرار الاحتلال بهدم وتشريد التجمع البدوي، كذلك المشاركة في فعاليات مواجهة الاحتلال في جبل الريسان وكل المناطق المهددة بالمصادرة والاستيطان الاستعماري . وأكدت في بيان لها على ان سياسة التصعيد والجرائم التي يرتكبها الاحتلال مستفيدا من الغطاء الأمريكي المعادي لحقوق الشعب الفلسطيني «لن تنجح في كسر إرادة شعبنا المتمسك بحقوقه وثوابته ومقاومته». وشددت على «ضرورة محاسبة الاحتلال على هذه الجرائم باستخدام قناصته القتلة لإعدام أبناء شعبنا على حدود قطاع غزة، والاستهتار بإطلاق الرصاص الحي في الضفة الفلسطينية تحت ذرائع واهية بهدف التصفية والقتل»، مؤكدة أن ذلك الأمر يتطلب متابعة هذه الجرائم مع كل المحاكم الدولية، وخاصة المحكمة الجنائية الدولية «من أجل محاكمة الاحتلال على هذه الجرائم». المستوطنون يستبيحون المسجدين «الأقصى والإبراهيمي» ويؤدون «شعائر تلمودية» ويرددون النشيد الإسرائيلي القوات الإسرائيلية نشرت الحواجز وأغلقت الطرق واعتقلت موظفين من مسجد قبة الصخرة |
مؤشرات على قرب إطلاق تركيا سراح الراهب الأمريكي الذي فجر الأزمة بين البلدين Posted: 25 Sep 2018 02:26 PM PDT إسطنبول ـ «القدس العربي»: تتزايد المؤشرات على وجود نية تركية قريبة لإطلاق سراح الراهب الأمريكي أندرو برانسون الذي فجر رفض أنقرة الإفراج عنه أزمة غير مسبوقة بين البلدين، وذلك رغم فشل مساعي عقد لقاء بين الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ونظيره الأمريكي دونالد ترامب على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك التي يشارك فيها الزعيمين. أبرز هذه الإشارات جاءت على لسان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، حيث أعرب عن أمله عن يتم الإفراج عن القس «قريباً»، وقال الوزير الأمريكي: «قد يتم الافراج عنه هذا الشهر، كان ينبغي الافراج عنه الشهر الفائت وكان ينبغي الافراج عنه اليوم تحديدا»، مضيفاً: «لقد تحدثنا الى الاتراك وهم يعرفون ما نريد.. ينبغي أن تفرج تركيا فورا عن القس برانسون وعن الأمريكيين الآخرين المحتجزين في تركيا». وحسب الوزير يتوقع أن تجري مباحثات جديدة هذا الأسبوع لبحث المطلب الأمريكي بالإفراج عن القس برانسون الذي يقبع تحت الإقامة الجبرية في مدينة إزمير التركية منذ أسابيع عقب أشهر من التوقيع بالسجن، حيث يحاكم بتهم تتعلق بتقديم الدعم لتنظيمات إرهابية معادية لتركيا ودعم محاولة الانقلاب التي شهدتها البلاد منتصف عام 2016. وقبل يومين، نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، عن ما قالت إنها مصادر تركية وأمريكية متطابقة، قولها إن السلطات التركية تبعث برسائل تشير إلى أنها ستطلق سراح القس الأمريكي الشهر المقبل وتسوية الخلافات مع الولايات المتحدة. ورغم محاولات حثيثة قامت بها أطراف تركية وأمريكية من أجل عقد لقاء بين اردوغان وترامب على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، لم يجر هذا اللقاء حتى، أمس الثلاثاء، حيث تتضاءل فرص عقد لقاء من هذا القبيل نظرا لقرب مغادرة الزعيمين لمدينة نيويورك. وقبل سفره إلى نيويورك، أكد اردوغان أنه لا يوجد على جدول اعماله لقاء مع ترامب أو وجود طلب أمريكي بعقد هكذا لقاء، مشيراً إلى أنه سوف يتم بحث الطلب في حال قدومه، وذلك بعد أن شدد سابقاً على أنه لن يطلب هو شخصاً لقاء ترامب. وقبل نحو أسبوعين، جرى تغيير المدعي العام التركي في مدينة إزمير الذي ينظر في قضية برانسون، في مؤشر على احتمال حصول تغييرات في مجريات المحاكمة وهو سوف يظهر في الجلسة المقبلة المقررة في الثاني عشر من الشهر المقبل. ومع تزايد التسريبات والتكهنات، يتوقع في حال توصل المباحثات المتواصلة بين الجانبين التركي والأمريكي إلى اتفاق يقضي بالإفراج عن بونسون أن لا يتم ذلك عملياً قبيل موعد المحاكمة المقبل المقرر بداية الشهر المقبل، وبالتالي فإن التاريخ المتوقع لتنفيذ القرار هو الثاني عشر من تشرين أول/أكتوبر المقبل. وشهدت الأيام الأخيرة تراجع حدة التصريحات الهجومية المتبادلة بين الجانبين، وسط تواصل اللقاءات والاتصالات بين مسؤولي البلدين لا سيما على صعيدي وزارتي الخارجية والدفاع. وطوال الأشهر الماضية، رفضت أنقرة بشكل قطعي الإفراج عن القس الأمريكي الذي تتهمه بتقديم الدعم لتنظيمات إرهابية معادية لتركيا وتحاول الحصول على ثمن من الإدارة الأمريكية في حال قبولها الإفراج عنه، لكن ترامب ما زال يصر على عدم تقديم أي تنازلات لأنقرة مقابل الإفراج عن برانسون. لكن حتى الآن لا يعرف ما إذا قدمت الإدارة الأمريكية ثمنا ما إلى تركيا مقابل الإفراج عن برونسون، لا سيما وأن أنقرة قدمت مطالب في البداية تتعلق بتسليمها فتح الله غولن المتهم بقيادة محاولة الانقلاب، ومن ثم ركزت على طلب الإفراج عن نائب رئيس هالك بنك التركي هاكان أتيلا وإغلاق ملف المحاكمة المتعلق بالتحايل على العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران. وفي أحدث إشارة للرئيس التركي حول ملف برانسون، نقل الكاتب التركي عبد القادر سيلفي في مقال له بصحيفة «حرييت» ما قال إنها تفاصيل اللقاء الذي جمع اردوغان برجال أعمال أمريكيين كبار في أنقرة قبل أيام، والتي تضمنت تأكيد اردوغان بأن «الإدارة الأمريكية لن تجد حلًّا عبر التهديدات، لأنها لا تجدي نفعًا مع تركيا». لكن الأهم هو قوله (اردوغان): «مع أننا لسنا من أشعل الأزمة، إلا أننا نريد الحل، لكن ليس بهذا الأسلوب»، وختم الكاتب بالقول: «في بداية أزمة برانسون، وعقب تهديدات ترامب قلنا إن الولايات المتحدة لا تريد حل الأزمة، وإلا فإنها ما كانت لتتبع هذا الأسلوب. لكن إذا لاحظتم، منذ مدة والولايات المتحدة لا تنبس ببنت شفة. غيرت أسلوبها، ولهذا من المفيد النظر إلى جلسة قضية برانسون المزمع عقدها يوم 12 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل». لكن أطراف تركية تتخوف من أن تنهار المفاوضات بين الجانبين على غرار ما حصل في المحاولات السابقة، حيث كانت أنقرة تنوي الإفراج عن القس في أكثر من مناسبة، لولا تفجر خلافات في «الدقائق الأخيرة» على حد وصف كتاب أتراك قالوا إنهم كانوا مطلعين على سير المفاوضات. وعلى الرغم من عدم تأكيد أنباء الإفراج عن برانسون، ارتفعت الليرة التركية أكثر من ثلاثة بالمئة بعد تصريحات الوزير الأمريكي، وذلك بعد أن فقدت 40٪ من قيمتها منذ تفجر الأزمة بين البلدين. وارتفعت العملة التركية إلى 6.0575 ليرة للدولار بحلول الساعة 1607 بتوقيت جرينتش، مقارنة مع مستواها عند إغلاق يوم الجمعة البالغ 6.2900 ليرة. مؤشرات على قرب إطلاق تركيا سراح الراهب الأمريكي الذي فجر الأزمة بين البلدين رغم فشل مساعي عقد لقاء بين اردوغان وترامب على هامش اجتماعات الأمم المتحدة إسماعيل جمال |
مؤشرات لصدام جديد بين النظام الموريتاني وإسلاميي حزب الإصلاح والتنمية Posted: 25 Sep 2018 02:25 PM PDT نواكشوط – «القدس العربي»: اتسعت في موريتانيا، أمس، على مستوى مواقع التواصل وداخل مساجد العاصمة، نداءات التضامن التي قوبل بها القرار الذي اتخذته السلطات الأمنية بإغلاق مركز تكوين العلماء الذي يديره رجل الدين الموريتاني الشيخ محمد الحسن ولد الددو. وقد فسر قرار إغلاق هذا المركز بأنه مقدمة لصدام جديد بين نظام الرئيس الموريتاني وإسلاميي حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية الذي يعتبره الأمن السياسي الموريتاني ذراعًا من الأذرع الفكرية والمالية لحزب التجمع لكونه مسيرًا من الشيخ الددو الأب الروحي لجماعة الإخوان في موريتانيا المنضوية في هذا الحزب. ولم يخف الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، خلال مؤتمر ه الصحافي الأسبوع الماضي، تضايقه من حزب «تواصل» الإسلامي، بل ومن الإسلاميين عمومًا، حيث وصفهم بأنهم «قوة تدميرية أخطر من إسرائيل، وبأن إسرائيل أكثر إنسانية منهم». ونفى الشيخ محمد الحسن الددو في تصريح أدلى به، أمس، بعد إغلاق المركز «أن يكون مركزه سياسيًا أو له علاقة بحزب «تواصل» الإسلامي أو بأي حزب آخر». وقال: «إن المركز مجرد قلعة علمية لتدريس العلوم الشرعية طبقًا للكتاب والسنة، وأمرنا إلى الله في قضية إغلاقه». وأعلنت إدارة المركز في بيان وزعته أمس «أنها فوجئت بوصول وحدات من الشرطة لمقر المركز، في وقت كانت إدارة المركز تستعد لاستقبال طلبة العلم بعد اكتمال مسابقة دخول العام الدراسي الجديد». وأوضح البيان «أن المركز خرج طيلة سنوات العديد من العلماء وطلبة العلم، ولم تسجل على أي من خريجيه الكثيرين أي مخالفة شرعية أو خلقية، أو انحراف أو تطرف، وهذا نتيجة طبيعية للمناهج العلمية التي يعتمدها المركز، ولجهود العلماء الربانيين الذين يتولون تقديم هذه المناهج، ونحن ننبه المسؤولين وأجهزة الأمن إلى أن المركز هو آخر مظنة، وأبعد موطن عن أسباب تهديد الأمن العام، أو خرق السكينة، أو إثارة الفوضى والبلبلة». وطالبت إدارة المركز «بوقف الإجراءات التي اتخذت، وإزالة أي أثر لها قد يشوش على بداية السنة الدراسية الجديدة في وقت اكتملت الاستعدادات لها، وأعلنت لوائح المتأهلين في مسابقة دخول العام الدراسي الجديد». وتوقع الصحافي المدون محمد عالي أمين أن تكون الخطوات التالية لغلق مركز العلماء قرارًا لمجلس الوزراء بسحب ترخيص حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية واعتباره هيئة ترعى التطرف والإرهاب، مع تجميد أرصدة الحزب البنكية ومصادرة جميع ممتلكاته، ثم تبرر الداخلية قرار الحكومة بأنه يصب في إطار محاربة التطرف والغلو والحفاظ على الأمن والسكينة، وستلي ذلك تظاهرات احتجاجية على خطوة الحكومة، ثم صدور ترحيب كبير في كل من الرياض وأبوظبي والمنامة والقاهرة بخطوة الحكومة، قبل انتشار لقوات الأمن في نواكشوط ونواذيبو، وإغلاق قناة «المرابطون» باعتبارها قناة تروج أفكارًا متطرفة». وفي هذه الأثناء، تواصلت طيلة يوم أمس، على مواقع التواصل، موجة التضامن مع الإسلاميين حتى من طرف خصومهم وأعدائهم. وكان من أبرز ذلك ما كتبه المدون البارز أسماعيل الشيخ سيديا، الذي قال: «هؤلاء إما أن يئدوا المركز، فقد وأدوا أول محاولة جادة لاستعادة مجد المحظرة وتنقيتها وتمدينها في تاريخ البلد، وإما أن يحتكوا مع إخوان موريتانيا لحسابات إقليمية وداخلية، فقد نسوا أن الشيخ الددو عالم ومعلم قبل أن يكون ذا موقف سياسي، لهذا كله فإغلاق المراكز العلمية المرخصة فسق ثقافي بواح لا يركن إليه صانع قرار يحترم العلم». «قدموا لنا، يضيف المدون، أدلة قاطعة على أسباب الإغلاق أو واصلوا تجربة المركز وحسنوها إن رأيتم ذلك بدون الشيخ الددو، أو عدوا أنفسكم أعداء للثقافة والعلم؛ قلبي مع أمهات وآباء تلامذة انتظر ذووهم أن يرثوا الأنبياء يومًا، فوُصد في وجههم مكان تعلمهم». وتابع: «مقاربة مركز تكوين العلماء الحداثية كانت ستخرج علماء يلبسون الجينز ويمشون في الأسواق، ولدوا في المستشفى ويأكلون الساندويش، لكنكم ضقتم بها ذرعًا فقتلتم الحلم في خلق علماء يمتون بصلة للواقع بدل آخرين مجنحين يعتبرون المدينة سجنًا والمكاتب المكيفة إسرافًا». واعتبر إكس ولد إكس اكرك، أبرز مدوني موريتانيا، «أن إغلاق مركز تكوين العلماء قرار اتخذه الرئيس عزيز بنصيحة من مستشاريه». وأضاف: «من المفارقات أن إغراء الرئيس المبتلى بالحكم لا يكون حبًا له بقدر ما هو تمسك من بطانته بمكاسبها، وعندما تلفظه الأيام يفرون منه فرارهم من الأسد، وما ولد الطايع منا ببعيد، زينوا له سوء عمله فلما أصبح من النادمين، زادوه خبالًا، هي حملة على «تواصل» وعلى العلامة محمد الحسن، رعتها المخابرات، وبدأها البيدق محمد ولد أمين وتلقفها الكنتي وبقية الذباب». ويرى السياسي المعارض حسين حمود «أن الرئيس ولد عبد العزيز لن يقدم على حل حزب تواصل لأن تلك مغامرة وصدام مع تيار واسع من الشعب الموريتاني وكهف ستتوحد تحته المعارضة وستكون أولى خطوات إزاحته هو عن الحكم بالطريقة نفسها التي انقلب هو فيها على رئيسين من قبل». وأضاف: «إن بيع المواقف لفرنسا والغرب عن طريق حل حزب «تواصل» ليس مجديًا، فالغرب لا يعتبرون تواصل حزبًا إرهابيًا والمخابرات الفرنسية تقدر بلا شك خطورة خطوة كهذه على أمن واستقرار البلد الذي هو في النهاية من صميم أمن واستقرار مصالح فرنسا في الساحل». وأكد حسين حمود إن ما أدى إلى التسرع في اتخاذ هذه الخطوة هو رسائل جميل منصور ورئيس «تواصل» وخطبة الشيخ الددو التي كانت كلها تؤكد للرئيس «أن التخويف بالحل بات لعبة قديمة، ونحن لن ندعمك في أي مساع لمأمورية ثالثة والحصول على أغلبية في البرلمان بلا جدوى لأنه لا يمكنك من تمرير مأمورية ثالثة من خلاله دون شرعنة من نواب المعارضة حتى تتعدى القضية دون مشاكل، ونحن مستعدون للمواجهة ولن نشكل لك طوق نجاة». «هكذا، يضيف حسين حمود، تنرفز الرجل الجريح في كبرياء قوته الزائفة وقرر أن يقوم بخطوة عملية لتبرهن لهم أنه جدي وأنه يريد أيضًا أن يقلم أظافر «تواصل» ويجفف منابع تمويله قبل انتخابات 2019، فقد انتهى الرئيس للتو من اختبار قوة الإسلاميين الانتخابية، وهو لا يتصرف بضغوط من الإمارات والسعودية فلكل من هاتين الدولتين مشاكلها الكبيرة التي تلهيها عن موريتانيا كلها». وتابع: «الأكيد في خضم هذا كله أن الرجل كلما اقترب موعد الخروج الحتمي بعد 8 أشهر فقط سيزداد غضبه وهيجانه وتخبطه، وهناك من داخل نظام الرئيس ولد عبد العزيز من يحفر من تحته ليسقطه قبل موعد السقوط في 2019». ومن داخل جبهة النظام ثمة من يدافع عن قرار إغلاق مركز العلماء، حيث كتب الإعلامي سيدي محمد ولد آبه: «حين يقرر رئيس العمل الإسلامي القائد الثوري محمد ولد عبد العزيز، الذي طبع المصحف وافتتح قناة وإذاعة القرآن الكريم واكتتب الأئمة وطرد سفارة الكيان الصهيوني وأقام للدين والعزة ركنًا مكينًا في هذه الأرض، ويقرر أيضًا إغلاق «مركز تكوين العلماء» أو غيره، فذلك يعني بالضرورة أنه مركز ضرار وأن إغلاقه درء للمفاسد عن هذه الأمة». مؤشرات لصدام جديد بين النظام الموريتاني وإسلاميي حزب الإصلاح والتنمية |
باجولي: غادرت الجزائر وفي قلبي غصة لأن السلطات رفضت الترخيص لي بأخذ حصاني معي Posted: 25 Sep 2018 02:25 PM PDT الجزائر -«القدس العربي»: نشرت صحيفة «الوطن» ( خاصة صادرة بالفرنسية) في الجزائر مقاطع من كتابه المثير للجدل «الشمس لن تشرق في الشرق» الذي يحكي فيه تجربته الدبلوماسية في دول عدة مثل الجزائر والعراق وصربيا وأفغانستان، وركزت الصحيفة على المقاطع المتعلقة بتجربته التي عمل فيها مرتين. وقال برنارد باجولي الذي سبق له أيضا أن تولى قيادة جهاز الاستخبارات الخارجية إن تجربته الجزائرية كانت ثرية، وأنه عمل نهاية السبعينيات كدبلوماسي شاب في السفارة الفرنسية، ثم عاد كسفير سنة 2006 بعد أن اختاره الرئيس الأسبق جاك شيراك ليكون سفيرا قبل أن يستدعيه الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي ليعود إلى باريس ويكلفه بتولي منصب استحدث لأجله وهو منسق الأجهزة الأمنية الفرنسية على مستوى قصر الإليزيه، ليعينه بعد ذلك الرئيس السابق فرانسوا أولاند قائدا لجهاز الاستخبارات الخارجية. وتحدث السفير السابق عن يومياته في إقامة السفارة الفرنسية في العاصمة الجزائرية التي قال إنها إقامة جميلة تطل على خليج العاصمة الجزائرية، مشيرا إلى أن السفير الذي عمل في الجزائر حلال ستينيات القرن الماضي حكى له كيف أجبره الرئيس الراحل أحمد بن بلة على التنازل عن ملكيتها للدولة الجزائرية، مقابل تأجيرها للسفارة الفرنسية لمدة 60 عاما، والتي تنتهي في سنة 2023. وذكر أن الرئيس بن بلة أرسل وزير خارجيته عبد العزيز بوتفليقة آنذاك لجس نبض الجنرال شارل ديغول بخصوص تأميم الأملاك الشاغرة للأقدام السوداء ( المعمرين الأوروبيين المقيمين في الجزائر خلال الاحتلال الفرنسي) وأنه طرح السؤال باستحياء فرد عليه الجنرال قائلا»: هل تريد مني أن أصلح مصاعد البنايات إلى الأبد»؟! وأبدى باجولي اعجابه بالشعب الجزائري الذي وصفه بأنه شعب كريم ومضياف، وأن الكثير من الجزائريين كانوا يفتحون له بيوتهم، مع أن الكثير منهم حاربوا فرنسا وقتلوا فرنسيين خلال الثورة وفقدوا ذويهم في تلك الحرب، ولكن رغم ذلك لم يكرهوا الفرنسيين ولا فرنسا، مشيرا إلى أن العلاقات السياسية والدبلوماسية في المقابل كانت معقدة وباردة، ففي عهد الرئيس هواري بومدين وبمناسبة ذكرى أول نوفمبر/ تشرين الثاني التي توافق ذكرى اندلاع الثورة، كان الرئيس بومدين يجلس إلى طاولته وهو يلبس برنوسه الأسود ويدعو إليه سفراء العديد من الدول، مثل الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي والدول العربية، إلا السفير الفرنسي لم يكن يدعوه، وحتى وزير الخارجية آنذاك عبد العزيز بوتفليقة لم يكن يستقبله، فيجد نفسه مجبرا للتعامل مع موظفي الوزارة. وذكر أنه غادر الجزائر وفِي قلبه غصة، لأن السلطات الجزائرية رفضت الترخيص له بأخذ حصان اشتراه خلال فترة عمله الأولى، لأن الحصان كان من فصيلة محمية، وأنه رغم تلك الحادثة وافق بحماس لعودته إلى الجزائر كسفير سنة 2006، ولكن الرئيس الأسبق شيراك ورغم علاقته الجيدة مع النظام الجزائري قال له إنه لا يوجد ما يمكن فعله لتطوير العلاقات مع البلدين. واعتبر أن أحد الأسباب التي أدت إلى توتر العلاقات هو الدعم الفرنسي للمغرب في ملف الصحراء الغربية، وأنه لما سأل الرئيس شيراك حول الملف قال له إنه كان على وشك التوصل لاتفاق بخصوص ملف الصحراء، ولكن المغرب أفسد الأمر وتراجع في آخر لحظة، إلى درجة أن شيراك كان غاضبا كثيرا من وزير الخارجية المغربي، وأن قضية الصحراء من أولى القضايا التي ناقشها مع الرئيس بوتفليقة، والذي قال له بكل تجرد إن باريس تدعم موقف الرباط في هذه القضية منذ عهد الرئيس الأسبق فاليري جيسكار ديستان، وأنه رد قائلا إن هذا الموقف ليس فيه انحياز للمغرب على حساب الجزائر، بل هو موقف متأثر بقناعة مفادها أن هذا الملف استراتيجي ومصيري بالنسبة للمغرب، وليس كذلك بالنسبة للجزائر. وذكر أنه لما عاد إلى الجزائر وجد بلدا يحاول لملمة جراحه بعد سنوات الحرب الأهلية، الأمر الذي تسبب في تأخر كبير على كل المستويات، ولكن الإدارة الموجودة لم تكن قادرة على تدارك التأخر، فمعظم الوزارات تم إفراغها من كوادرها، ولَم يكن هناك أي رجال مال حقيقيين قادرين وراغبين في الاستثمار، وأن بعض رجال الأعمال الموجودين كانوا من صنع النظام نفسه، مشددا على أنه أصيب بالذهول من حجم الرشوة والفساد الموجودين والذي يصل إلى عائلة الرئيس. وختم السفير السابق كلامه عن الجزائر بإعادة نشر ملاحظة أرسلها إلى وزارة الخارجية، بالتأكيد على أن الجزائر لديها كل مقومات النهوض، خاصة الثروات الباطنية، والتي يفتقد إليها جيرانها، لكنها لا تستفيد من هذه الثروات، لأن هذه الثروات إما بددت أو تم الاستيلاء عليها، في ظل وجود نخبة حاكمة وضعت يدها على السلطة والثروة، وفي ظل وجود شعب لا ينتظر سوى الحصول على حصة من هذه الثروات. باجولي: غادرت الجزائر وفي قلبي غصة لأن السلطات رفضت الترخيص لي بأخذ حصاني معي سفير فرنسا السابق يحكي تجربته في كتاب «الشمس لن تشرق في الشرق» |
الكشف عن توجه مصري لجمع الفصائل الفلسطينية خلال الأيام المقبلة لبحث المصالحة والتهدئة Posted: 25 Sep 2018 02:24 PM PDT غزة ـ «القدس العربي»: كشف مسؤول فلسطيني عن وجود توجه مصري لجمع الفصائل الفلسطينية خلال الأيام المقبلة في القاهرة، لبحث عدة ملفات أهمها المصالحة الفلسطينية الداخلية، وكذلك التهدئة في قطاع غزة، ومواجهة «صفقة القرن». وقال طلال أبو ظريفة عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، إن قيادة حركة حماس وضعتهم في صورة ما جرى بحثه مع الوفد الأمني المصري الذي زار قطاع غزة مطلع الأسبوع الجاري. وأشار المسؤول الفلسطيني في تصريحات نقلتها وكالة «سوا» المحلية، إلى وجود تفكير مصري لاستضافة الفصائل الفلسطينية خلال الأيام المقبلة، لافتا إلى أن الوفد الأمني المصري أبلغ قيادة حماس بذلك. وحسب المسؤول، الذي التقى مساء أول أمس وفد من تنظيمه بالمخابرات المصرية في القاهرة، فإن ذلك اللقاء سيكون من أجل بحث قضايا التهدئة والمصالحة و»صفقة القرن» وقضايا أخرى تهم الشأن الفلسطيني. وشدد في ظل الخلاف القائم بين فتح وحماس، على تطبيق بنود اتفاق المصالحة وإنهاء حقبة الانقسام، على أن أقصر الطرق لتجاوز ذلك يكون من خلال تطبيق اتفاقيات المصالحة الموقعة في عام 2011، وكذلك اتفاق المصالحة الموقع في 12 تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، وكذلك البحث في تشكيل حكومة وحدة وطنية، لتوحيد المؤسسات والتحضير للانتخابات. وحسب أبو ظريفة فإن الوفد الأمني المصري أكد لحركة حماس استمرار القاهرة في بحث الحلول لإنهاء الانقسام الفلسطيني، باعتبار ذلك هو «المدخل الرئيس» لتجميع القوى الفلسطينية لمواجهة المخاطر التي تهدد القضية الفلسطينية. وأضاف «هناك استعداد مصري من أجل تقريب وجهات النظر، في القضايا التي لا تزال تشكل عنصر خلاف في إطار موضوع المصالحة، استنادا للاتفاقيات الموقعة»، مؤكدا أن مصر «لن تتخلى عن ورقة المصالحة». وأشار إلى أن حركة حماس أبلغتهم أن مصر بناء على ما دار مع الوفد الأمني المصري «لا يمكن أن تتخلى عن قطاع غزة، وأنها ستقدم ما يلزم من مساعدات، «لتحسين الواقع الاجتماعي»، مشيرا إلى أن مصر ستلعب دورا في إدخال كل البضائع التي يمكن إدخالها إلى قطاع غزة، أو أي مساعدات أخرى. وكشف عن وعود مصرية لإبقاء معبر رفح الفاصل عن قطاع غزة، والمخصص لحركة المسافرين مفتوحا، لافتا إلى أنه حتى منتصف تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، سيتم العمل على استكمال كل اللوجستيات للمعبر، بما يخفف على المسافرين خلال رحلات السفر أو العودة إلى قطاع غزة، وبما يسرع وتيرة عدد المسافرين. وأكد كذلك أن مصر ستلعب دورا مع الفصائل لمعالجة الأزمات التي تعيشها غزة، من خلال الاستمرار في الجهود المبذولة من أجل تحفيف الحصار. وفي السياق كان وفدان قياديان من الجبهتين الشعبية والديمقراطية، التقيا كل على حدة، بمسؤولين من جهاز المخابرات المصرية في القاهرة، لبحث سبل تنفيذ المصالحة الفلسطينية. وشدد وفد الجبهة الديمقراطية حسب بيان أصدرته، على ضرورة إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، بما يفتح الباب أمام تحمل حكومة السلطة الفلسطينية مسؤولياتها والقيام بواجباتها تجاه الشعب الفلسطيني في القطاع، برفع «الإجراءات العقابية»، وتنفيذ مشاريع اقتصادية تنموية لانتشاله من أزماته, وأكد أن التوصل إلى تهدئة مع قوات الاحتلال في إطار التوافق الوطني العام، يجب أن يكون ملزما للأطراف جميعاً، ويضمن فك الحصار ووقف سياسة القتل والاعتداءات. وقالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إن وفدا قياديا منها التقى المخابرات المصرية وبحث مجمل القضايا التي تهم الشعب الفلسطيني، وأبرزها قضية المصالحة، مشيرة إلى أنه جرى خلال اللقاء التوافق على استمرار الجهود لإنجاز ملف المصالحة بالاستناد الى الاتفاقيات الوطنية الموقعة، والعمل على معالجة مشاكل المواطنين في غزة. وكان وفد أمني مصري رفيع ضم اللواء أحمد عبد الخالق، رئيس الملف الفلسطيني في المخابرات المصرية، والمستشار مصطفى شحادة، زارا غزة السبت الماضي، والتقيا بقيادة حركة حماس برئاسة إسماعيل هنية لعدة ساعات، حيث ركز اللقاء على بحث ملف المصالحة المتعثرة. الكشف عن توجه مصري لجمع الفصائل الفلسطينية خلال الأيام المقبلة لبحث المصالحة والتهدئة |
الحركة المدنية الديمقراطية: النظام المصري ينتقم من خصومه السياسيين Posted: 25 Sep 2018 02:23 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: أدانت الحركة المدنية الديمقراطية، أمس الثلاثاء، «الإجراءات الانتقامية» التي اتخذها النظام المصري ضد خصومه السياسيين. الحركة التي تضم 7 أحزاب معارضة هي تيار الكرامة والدستور والعدل والتحالف الشعبي الاشتراكي والمصري الديمقراطي الاجتماعي والإصلاح والتنمية والعيش والحرية تحت التأسيس، إضافة إلى أكثر من 150 شخصية عامة، قالت في بيان إن «مصر شهدت في السنوات الأخيرة اتساعا ملحوظا في ظاهرة تعد من أخطر الظواهر المصاحبة للنظم الاستبدادية، وهي ظاهرة انتهاك حقوق وحريات المواطنين، بعضها يتم بالاستخدام السيئ للقانون ومعظمها يتم خارج إطار القانون فيما يعد جرائم بكل المقاييس». وأشارت إلى أن «آخر هذه الإجراءات تمثلت في طلب النيابة التحفظ على أموال السفير معصوم مرزوق مساعد وزير الخارجية الأسبق، والخبير الاقتصادي رائد سلامة، ويحيى القزاز استاذ الجيولوجيا في جامعة حلون، وعدد من المحبوسين معهم احتياطيا علي ذمة القضية 1305 لسنة 2018 المعروفة اعلاميا بقضية عيد الأضحى». وحسب البيان: «نفذت السلطات أمر التحفظ بالفعل حتى قبل أن يصدر القضاء حكمه». وأعتبرت الحركة أن «ذلك الإجراء يعد انتهاكا صارخا للدستور المصري الذي ينص صراحة في المادة 92 على حماية وصون حقوق المواطنين، إذ تؤكد هذه المادة على أن (الحقوق والحريات اللصيقة بشخص المواطن لا تقبل تعطيلا ولا انتقاصا، لا يجوز لأي قانون ينظم ممارسة الحقوق والحريات أن يقيدها بما يمس أصلها وجوهرها)». وذكر البيان كذلك بالمادة 40 حول المصادرة العامة للأموال محظورة، والتي تقول»لا تجوز المصادرة الخاصة إلا بحكم قضائي، يناقض كذلك كافة العهود و المواثيق الدولية التي وقعت عليها مصر، وبالتالي فهي ملزمة ولا يجوز تجاوزها أو تخطيها بأي صورة من الصور». وتابع: «يعد مثل هذا الإجراء أحد الأساليب القمعية التي تلجأ اليها السلطات للانتقام من خصومها السياسيين ولترويع كل من من تسول له نفسه أن يعارض سياسات النظام أو يمارس حقه المشروع دستوريا في طرح رؤى أو سياسات بديلة لتلك السياسات الفاشلة التي أوشكت أن تصل بالبلاد إلى مرحلة الكارثة التي قد تدمر الدولة المصرية ذاتها بشعبها ومؤسساتها على السواء». ورفضت الحركة وأدانت «استخدام السلطات الحاكمة في مصر لتلك الأساليب القمعية في مواجهة خصومها السياسيين»، وحذرت من «مغبة استخدامها كوسيلة للانتقام الممنهج منهم، إذ أن هذه الإجراءات، وفق البيان «لن تؤدي إلا إلى المزيد من عدم الاستقرار السياسي الأمني، وكذلك إلى المزيد من فقدان الثقة في مصداقية ومشروعية النظام ذاته». وطالبت الحركة بـ«ضرورة احترام الدستور والقانون والاتفاقيات والمواثيق الدولية التي وقعت عليها مصر والالتزام بها جميعا نصا وروحا». ودعت النظام المصري إلى «مراجعة كافة الإجراءات والقرارات المخالفة للدستور والقانون والاتفاقيات الدولية الملزمة والمتعلقة بالانتهاكات لحقوق وحريات المواطنين والتعدي على أموالهم وحرماتهم الخاصة وإلغائها فورا». وطالبت بـ«سرعة البت في قضايا وأوضاع المحبوسين علي ذمة قضايا الرأي والكف عن استخدام الحبس الاحتياطي ومصادرة الأموال الخاصة كوسيلة للانتقام من الخصوم السياسيين والتعدي على حرياتهم باحتجازهم خلف القضبان لمدد تصل الى عدة سنوات دون أحكام ودون اَي سند من قانون». وتنظر محكمة جنايات شمال القاهرة، اليوم الأربعاء، طلب النائب العام المصري بمنع التصرف والتحفظ على أموال 16 من المتهمين في القضية نفسها، التي جرى اعتقال المتهمين فيها ثالث أيام عيد الأضحى المبارك. وحسب قرار النائب العام، فالمتهمون ممنوعون من التصرف بأموالهم الشخصية دون أرصدة الشركات التي يساهمون فيها سواء كانت أموالاً نقدية أو منقولة أو سائلة. وشملت قائمة الأسماء كلا من معصوم مرزوق، ويحيى قزاز، ورائد سلامة، وغادة محمد نجيب، ونرمين حسين فتحي، وعلي بطيخ، ومحمد محسوب درويش، وإيهاب جلال، وعمرو جمال، وشريف دياب، وسامح رمضان سالم،، وعبد الفتاح سعيد، ومحمد كمال، وخالد أحمد إسماعيل، وهمام علي يوسف. وكانت أجهزة الأمن شنت حملة اعتقالات ثالث أيام عيد الأضحى، طالت مرزوق صاحب مبادرة «نداء إلى الشعب المصري»، التي طالب فيها بإجراء استفتاء شعبي على بقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وتشكيل مجلس انتقالي لإدارة شؤون البلاد والتجهيز لانتخابات رئاسية، إضافة إلى عدد من قيادات المعارضة. ووجهت النيابة للمتهمين تهم «المشاركة مع جماعة إرهابية في الدعوة لأهدافها وتلقي تمويلات بغرض الإرهاب والمشاركة في اتفاق جنائي الغرض منه ارتكاب جريمة إرهابية، كما ستواجه المتهمين بالأحراز المضبوطة بالقضية والجرائم الموجهة للمتهمين». الحركة المدنية الديمقراطية: النظام المصري ينتقم من خصومه السياسيين دعت إلى وقف إجراءات التحفظ على الأموال والكفّ عن استخدام الحبس الاحتياطي لعقاب المعارضين |
المعارضة تبحث عن فرصة لعبور حائط اليأس والفساد العدو الحقيقي للتنمية Posted: 25 Sep 2018 02:23 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: طالب الرئيس السيسي في قمه مانديلا بتعزيز الحكم الرشيد واحترام حقوق الإنسان بمختلف أبعادها ومحاربه التمييز. وبدوره أثنى مصطفى بكري ومرسي عطا الله وجلال دويدار وياسر رزق وخالد ميري وعشرات الكتاب في الصحف القومية والخاصة على تصريحات السيسي، معتبرين إياها خير رد على من يتهمون السلطة بالاستبداد. فيما اختزل سامي بلح أسس الحكم الرشيد بقوله: «من المهم جدا ألا يكون رئيس الدولة قاسي القلب على شعبه». وبدوره اكتشف كامل العشري أن النظام لم يعد يحتاج إلى إعلاميين، فقد استنسخ من أحمد موسى على كل مقعد وزيرا ومحافظا ورئيس مجلس مركز مدينة ونائبا في البرلمان وشيخا وقسيسا». وسأل أحمد النجار: لماذا لا نحترم الملكية العامة للشواطئ في حرم المدن، خاصة المدن الكبرى، أليس من حق الناس الاستمتاع بطبيعة بلادهم وببحرها في الإسكندرية ونهرها في القاهرة والمدن الكبرى الواقعة على النيل وفروعه؟». وأعلن نجل الداعية سلمان العودة: «السلطات السعودية تستخدم طريقة «إدارة التوحّش» الداعشية، وأغرب التهم الموجهة لوالدي، عدم الدعوة لولي الأمر بما فيه الكفاية». وعبّر محمود وهبة عن حزنه على ما آلت إليه حال اليمن السعيد: «العام الرابع لحرب اليمن 6 مليارات دولا ر تنفق شهريا، تم هدم كل البنية التحتية في اليمن وتشريد الملايين وقتل عشرات الآلاف من الناس». أما عمرو حسني فاكتشف أن: «الوطن ليس بسكليتة لفردين، يقودها أحدهما، ويركب الآخر خلفه بلا فرامل.. وهذا أضعف الإيمان». واهتم محمد سعد عبد اللطيف باللحظات التي يعيشها تركي آل شيخ: «رغم عدم حبي للأهلي.. لكن هتاف جمهوره العظيم اللي زعل طال عمره، لدرجة أنه قرر يمشي، هيخليني أنحني لكل التراس». وصرخ محمد حماد: «لن تخسر الرياضة المصرية من فشل مشروع آل الشيخ، الخسارة الحقيقية لهؤلاء الذين باعوا أنفسهم رخيصة لشوال منفوخ ع الفاضي». وقدمت ماجده خير الله هذه النصيحة للمتعالين: «توقف عن السخرية من شكل خلق الله وإتنيل على عينك وأنظر في المرآة». إعادة إنتاج الفشل «هل بوسعنا الهروب من فلك الحظيرة الأمريكية؟ يجيب إبراهيم نوار في «المشهد»: «القيادة المصرية وإن كانت تحاول بقوة الخروج من الحظيرة الأمريكية، التي وقعت داخلها مصر منذ اوائل سبعينيات القرن الماضي، إلا أن تعقيد الوضع العالمي، وضعف محركات القوة داخل مصر، وحدة الاستقطابات الإقليمية، يترك كثيرا من الشكوك على تلك المحاولات لدى الآخرين. باختصار، مصر داخل المشهد الإقليمي وليست خارجه، لكنها على الهامش وليست في قلبه، وسوف تظل كذلك لفترة من الزمن. مشكلة مصر الاقتصادية هي أن الحكومات المتعاقبة تتبع سياسة اقتصادية غبية وقاصرة عنوانها هو (إعادة إنتاج الفشل)، فالحكومات تسير من فشل إلى فشل، دعك من الشعارات وصراخ السياسيين وكذبهم، واشتغالات المطبلاتية وحزب (اتغطى ونام، كل شيء تمام). الأخطر هو أن السياسة الاقتصادية المصرية حاليا تسير عكس ما هو عقلاني في الاقتصاد، حيث يتم ضخ استثمارات ضخمة وسط أزمة سيولة طاحنة، لتمويل مشروعات مظهرية قليلة العائد، وبعيدة العائد، وبسببها يتم التوسع في الاقتراض الحكومي بغير حساب، كما يتم التوسع الشرس في الجباية من الأفراد، ما يهدد بحدوث شلل اقتصادي. العائدون من السعودية والخليج، إما أنهم من كبار السن، الذين سيميلون إلى قضاء وقتهم في الاستمتاع بما لم يتمتعوا به وافتقدوه خلال رحلة الهجرة المؤقتة، وإما أنهم من متوسطي العمر الذين يطمحون إلى إقامة مشاريعهم الخاصة، معتمدين على قدر من المدخرات التي حققوها في سنوات سابقة. نسبة ضئيلة جدا من العائدين من الخليج ستفضل العودة للعمل الحكومي. هذا يثير سؤالا مهما طرحه تقرير بلومبيرغ يتعلق بـ(المنافسة في السوق). وأقول صراحة إن السوق في مصر هي سوق رديئة ومشوهة، من الصعب جدا أن ينجح فيها صغار المستثمرين وحديثو الخبرة. السوق في مصر تبدأ من أبواب الرشوة والغش التجاري والصناعي، والتهريب، والنصب المالي، وغير ذلك من أوجه الفساد في السوق». حتى أنت يا كوبر كشف التصويت الذي أعلنه الفيفا بشأن اختيار أفضل لاعب في العالم عن مفاجأة كبيرة، حيث أظهر تخلي قادة المنتخبات العربية عن اللاعب محمد صلاح، فلم يصوت له سوى 4 لاعبين فقط، هم كما أشارت «التحرير» المصري عصام الحضري، حارس مرمى الإسماعيلي، بالإضافة لعمر السومة، قائد سوريا، ولاعب الأهلي السعودي، وعبد اللطيف البهداري، قائد فلسطين، ولاعب الوحدات، وعبدول با، قائد موريتانيا، ولاعب نادي أوكسير الفرنسي. بالإضافة للعرب، حصد صلاح أصوات قادة منتخبات بوركينا فاسو، وأيرلندا الشمالية، وجزر الكايمان، وتشاد، وإستونيا، وجبل طارق، وإيـــران، ومنغــــوليا، وهولــندا، وسنغافورة، والسويد. أما في فئة المدربين، فقد اختاره مدربو البحرين، وبرمودا، والكونغو الديمقراطية، ومصر، وأيسلندا، والهند، وأيرلندا الشمالية واسكتلندا. وبالنسبة لأصوات مصر فقد مثلها الثلاثي عصام الحضري، وخافيير أجيري، وهاني دانيال الصحافي في مؤسسة وطني، وصوت السد العالي لمحمد صلاح في المركز الأول، ولوكا مودريتش في المركز الثاني، وكريستيانو رونالدو في المركز الثالث، فيما صوت أجيري لمحمد صلاح في المركز الأول، ولوكا مودريتش في المركز الثاني، وأنطوان جريزمان في المركز الثالث، أما هاني دانيال فقد صوت لمحمد صلاح في المركز الأول، ولوكا مودريتش في المركز الثاني، وكريستيانو رونالدو في المركز الثالث. ومن أبرز المفاجآت أن كوبر مدرب المنتخب المصري السابق لم يمنح صوته لمحمد صلاح وفق ما نشرت «المصريون». البحر للأغنياء كان السور الذي يحجب البحر عن عيون الفقراء قرب قلعة قايتباي الشهيرة، وفي مناطق متفرقة من الكورنيش زرعت بالمنشآت السياحية، مادة ثرية للنقاش مع من التقاهم طلعت إسماعيل الكاتب في «الشروق»: «بعد أكثر من ساعتين من التسكع، قادتني قدماي للقاء صديقي القديم، الخبير السياحي شريف عبدالبديع، حيث كان يجلس برفقة أصدقائه على مقهى في منطقة كوم الدكة. المكان في شارع جانبي تتقاطع معه شوارع عرضية قصيرة، أشبه بالفروع التي تصب في النهر السابح. على وقع احتساء المشاريب التي امتدت إليها أياد سمر، تشي بجذورها الجنوبية المنشأ، تبادل الجالسون حديثا أشبه بـ«ثرثرة» أتت على ذكر أسماء لكبار المثقفين المصريين، الذين مروا على الإسكندرية، إما مقيمين، أو عابرين، وطبعا كان أديب نوبل وصاحب «ثرثرة فوق النيل» و«السمان والخريف» الأكثر حضورا على الألسنة. تحدث البعض عن أحلام التغيير التي فجرتها ثورة 25 يناير/كانون الثاني، وما تلاها من أحداث قلصت، في نظر بعض الحضور، من تلك الأحلام التي كانت قريبة المنال. حكى البعض الآخر عن إمكانية تدارك الأخطاء التي فرضتها التجاذبات، غير أن الحديث عن الإعلام المصري وبعض رموزه الذين تبددت مصداقيتهم، ولم يعد حديثهم «المستهلك»، يقنع أحدا، طغى على الجلسة التي جاءت بلا ترتيب مسبق. دارت مقارنات بين إعلام اليوم، وإعلام الأمس غير البعيد، وكيف كان الصحافي أو الإعلامي يملأ العين ويقنع الرأس، بتعبير الخمسيني المثقف الذي يقرض الشعر، ويكتب القصص القصيرة. حاولت في شطر من الحوار تصحيح بعض الصورة المغلوطة التي قد تضع كل الصحافيين في سلة واحدة، وفشلت». شعبك حزين أكثر ما يحزن عبد النبي عبد الستار في «غارديـــان المصرية»: «أن معظم الناس لم تعد تفعّل العقل ولو قليلا، فقدت القدرة على منطقية الأمور، وحيادية الشعور، لا تعرف من قاموس اللغـــة ســـوى مع أو ضد، أبيض أو أسود، صادرت كل الألوان. وربما هذا ما دفع الناس للاندهاش من انتقادي للرئيس عبدالفتاح السيسي، رغم أنني كنت مؤمنا به إيماني بنفسي، كنت أول من دشن حملة شعبية للضغط عليه ليخوض انتخابات الرئاسة، أول من وصفه بأنه منحة السماء للمصريين، أول من جاب البلاد شمالا ويمينا، غربا وشرقا للترويج له. نعم يا سادة، أنا «سيساوي» حتى النخاع، كنت ومازلت أعشق السيسي، ولكن هذا لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يدفعني للتعامل معه على أنه لا يُخطئ أو أنه في مصاف الآلهة، أو أنه نبي معصوم من الخطأ. وعندما وجدت الناس في بلدي، يصرخون، يئنون، يتوجعون من قرارات أو ممارسات أو مواقف حكومية أو رئاسية، وأشعر بأن الناس عاجزون عن تحمل كل هذه المعاناة ليعيشوا الحد الأدنى من الحياة، قررت بمحض إرادتب، أن أكون صوتا للغلابة الذين لا يجدون من يحــنو عليهم، من يرحمهم، من يشعر بهم، قررت أن أترجم عشقي للسيسي من خلال مواجهته بالواقع المرير للمصــــريين، لعل وعسى تكــــون هناك طبقة عازلة بينه وبين شعبه». من دم الغلابة من معارك صحف أمس الثلاثاء هجوم ضار ضد إعلاميي النظام، والمفاجأة أن المهاجم هو محمود الكردوسي الكاتب في «الوطن»، الذي يتولى الهجوم على نجوم الفضائيات المرضي عنهم من قبل السلطة، وهو من أشد أنصار السيسي: «بعض الإعلاميين لديهم قصور وشاليهات وسيارات فاخرة. وبعضهم يضارب في البورصة، وبعضهم يشتري بملاليم ويبيع بالملايين. اللهم لا حسد، لكن السؤال: ماذا قدم هؤلاء للبلد ليكون العائد باهظا هكذا؟ هل يدفعون ضرائب؟ هل تبرع أحدهم مثلا لصندوق «تحيا مصر»؟ هل سُئلوا: من أين لك هذا؟ هيكل – رحمه الله- كان يبيع مقالاته بالكلمة، لأنه أثرى مهنة الصحافة وتربت على يديه أجيال. أما إعلاميو هذه الأيام فليس لديهم سوى مواقفهم السياسية. بعضهم باعها و«يبلبط» بثمنها في «هاسييندا»، وبعضهم مستعد ولا يجد المشتري، وقليلون يقبضون على شرفهم المهني كالقابض على جمر. الكارثة أن الدولة والمجتمع يحاسبان الإعلام والإعلاميين بهؤلاء الفسدة، المترفين، ويأخذان الصالح بالطالح، لذا فآخر دعواي: ربنا يخرجني منها على خير». هيكل يا معذبهم لا يمكن لأحد أن يلوم فاروق جويدة على أسباب غضبه التي أعلنها في «الأهرام»: «عبرت ذكرى ميلاد الأستاذ هيكل عبورا صامتا فلا شاهدنا برنامجا عن حياته ولا استمتعنا بحوار من حواراته، بل إن الشاشات امتلأت بصخب مجنون أفقدنا القدرة على أن نستعيد ذكرى ميلاد الرجل بما يليق به اسما ودورا وتاريخا.. لا شك في أن الأستاذ هيكل كان ظاهرة فريدة بكل ما يعني التفرد.. كان صاحب جملة عربية ساحرة، بحيث تستطيع أن تكتشف كلماته من آلاف الكلمات الأخرى.. كانت عبارة هيكل غاية في التميز، بحيث لا يمكن أن يكتبها غيره. وكان من حظ هيكل أن يقترب من الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وأن يضع يده على كنز من أسرار دولة ناهضة تعيش تجربة فريدة في كل شيء.. البعض يرى أن هيكل شارك في صنع مشروع عبدالناصر، وهناك من يرى أن عبدالناصر هو الذي منح هيكل كل هذا الصخب، وهذا الدور ومهما كانت درجة التأثير أو التأثر إلا أن المؤكد أن علاقة هيكل وعبدالناصر كان لها دور كبير في هذه المرحلة من تاريخ مصر الحديث.. وإذا كان هيكل قد أفاد عبدالناصر في حياته فقد أفاده أكثر في غيابه، ولولا سلسلة الكتب والمقالات التي سجل بها هيكل مشوار عبدالناصر لخسرت ثورة يوليو/تموز الكثير من وثائقها وأحداثها وللأسف الشديد لم يبق من وثائق يوليو إلا ما كان لدى الأستاذ هيكل، وقدّمه للقارئ العربي.. هناك جانب آخر في تفرد هيكل أنه كان عاشقا من عشاق الشعر، وكان يحفظ آلاف الأبيات وكان يرى أن شوقي هو أعظم شعراء العربية». فراغ لا يسد نبقى مع الأستاذ هيكل الذي يفتقده محمد سعد عبد اللطيف في «البوابة نيوز» «على الرغم من تسلل علامات السن على وجهه، فإن ذهنه ظل حاضرا، بدا في المرات القليلة التي التقيته فيها بمكتبه على نيل الجيزة حريصا على المتابعة الدقيقة لكل ما يجري، لكن في المرة الأخيرة قبل وفاته بأسابيع وخلال احتفال أصدقائه وتلاميذه بعيد ميلاده الأخير، تفحصت وجهه فشعرت بأنني أمام رجل يلملم أوراقه، ويستعد للرحلة الأخيرة، مع ذلك لم يفته أن يلخص للحضور ما يجري ويدور، أوجز جملة واحدة وصفا دقيقا للوضع «لا تستطيع أن تستعيد سلطة وشعبية جمال عبدالناصر بسياسات إسماعيل باشا صدقي». حذّر الأستاذ في تلك الجلسة من عواقب تفكيك الجبهة الداخلية: «لو استمر التفكك في الجبهة الداخلية فمصر مقبلة على كارثة»، مؤكدا أن الدولة تحتاج إعادة النظر في أولوياتها في هذه اللحظة. وتساءل: «ماذا نفعل؟ نحن أمام ناس تائهة.. العصر طرح حقائق جديدة ومتغيرات جديدة.. ونحن خياراتنا كما هي لم تتغير ولا تصلح لمسايرة المتغيرات الجديدة.. وعندما تضيع من المجتمعات قضاياها الحقيقية، يضطرون إلى الصراخ للتعبير عن أنفسهم حتى يلتفت الآخرون لهم ويطمئنون أنفسهم أيضا». ويعود هيكل ويؤكد أن المثقفين والنخب لعبوا أدوارا مهمة قبل ثورة 23 يوليو/تموز وطرحوا قضايا كبرى وتمت مناقشتها قبل اندلاع الثورة فمهدوا لما حدث، مضيفا: «البلد للأسف جرى عليه وابور زلط فبططه»، لكنه لم يفقد الأمل، مشددا على وجود مفكرين ومثقفين يستطيعون مناقشة القضايا الكبرى، وهناك قوى منحازة لقضايا العدل والعدالة الاجتماعية لكننا نحتاج تنظيم العقل المصري». كسل مهني وقع فريق من الصحافيين في خطأ مهني فادح فجّر ينابيع الغضب داخل هاني عمارة في «الأهرام»: «تابعت وسائط التواصل الاجتماعي، كما تابع غيري ما نشر عن أن أحد المواطنين في دمياط قام بسرقة زي مدرسي لابنته لعدم قدرته المالية على شرائه مع بدء العام الدراسي، وهي واقعة من الناحية الإنسانية مؤلمة، وهو ما جعلها تخلق تعاطفا واسعا بين المتواصلين على هذه الوسائط. لكن الأكثر ألما ودهشة أن كثيرا من الزملاء الصحافيين تفاعلوا مع هذه الواقعة وراحوا يعلقون ويحللون وينتقدون ويستخدمون العبارات الثقيلة والكلمات الساخنة، بدون أن يكلف أحد نفسه ويمارس أبسط القواعد المهنية في البحث عن مصدر الخبر وأصل وأساس المعلومة، التي تبين في ما بعد أن هناك شكوكا حولها في مدى صحتها ومصداقيتها، إلى درجة أن ضابط الشرطة الذي نسبت إليه متابعة الواقعة وقيل إنه رفض تحرير محضر وإثباتها قانونا تعاطف مع السارق، بل قام بسداد قيمة الزي من ماله الخاص، أنكر ذلك وقال إنه لا يعلم عن هذا الأمر شيئا. إذن تداعيات هذه الواقعة تجعلنا نعيد النظر في كل ما ينشر على وسائط التواصل الاجتماعي ولا نأخذه على أنه حقائق، وإذا كنّا نلوم العامة من الناس على التفاعل التلقائي، بدون فرز ومراجعة مع هذه الأخبار، فلا عذر للزملاء الصحافيين والإعلاميين لأن أبسط قواعد عملهم هو تدقيق الأخبار وتوثيق المعلومات». ليس بالتابلت وحده «قدم وزير التعليم بعض الرؤى والأفكار الإصلاحية فى مجال إصلاح منظومة التعليم، بقت معضلتها الحقيقية، حسب رأي عمرو الشوبكي في «المصري اليوم» أنها لم تمتلك الأدوات الكافية لتنفيذها، ولم يعمل الوزير على امتلاك هذه الأدوات لكي يحقق ولو جانبا من هذه الأفكار، لأنها تتطلب شغلا جادا على أرض الواقع منبت الصلة تماما عن الشعارات الغريبة التى أطلقها الوزير: (العالم ينتظر تطبيق إصلاح التعليم في مصر) أو «اللقطات اللطيفة» على طريقة أن التابلت هو الذي سيصلح التعليم. والحقيقة أن مشاهد الأيام الأولى من الدراسة تقول إن مشاكل التعليم أكثر تعقيدا بكثير من إيجاد ميزانية لشراء تابلت لكل تلميذ (أو لأغلب التلاميذ) لأن من يدفع حياته ثمنا لأن يكون في «التختة الأولى» هو نتاج ثقافة عامة بائسة سيسقطها على التابلت، وسنرى مهازل في التعامل معه (من بيعه لإيجاره لتبديله إلخ). التحدي الذي يواجه منظومة التعليم في مصر ليس فقط امتلاك بعض الرؤى الإصلاحية، إنما قراءة واقع العملية التعليمية كما هو من طلاب إلى معلمين إلى أبنية تعليمية، والعمل على تغييره عبر الاستثمار فى أدوات بشرية أساسا وليس فقط في جدران وتابلت. ما جرى في الأيام الأولى من العام الدراسي الجديد صادم ويعطي مؤشرات على أن هناك مشكلات حقيقية على الأرض قد تقضي على أي تصورات لإصلاح التعليم، فموت طالب «التختة الأولى» نتيجة التدافع صحيح أنه حادث فردي (ذكر الوزير أن هناك 55 ألف مدرسة فيها أكثر من 20 مليون تلميذ) إلا إن هناك آلافا غيره يفعلون ما فعله هذا الطالب وربنا لطف ولم يموتوا، فصور الآباء الذين يلقون بأبنائهم من فوق الأسوار ليلحقوا مكانا في التختة الأولى تتكرر مئات المرات، حتى يمكننا أن نتحدث عن ظاهرة متكررة. أما التوجه اللافت لبعض المحافظين ومديري المدارس فهو التدخل في تفاصيل شكلية تتعلق بمظهر التلاميذ (لا يوجد إلا نادرا شباب يرتدي أزياء غريبة ويترك شعره مثل الفتيات كما يفعل بعض الشباب الأوروبي) حتى إن مدير إحدى المدارس جلب حلاقا على مدخل المدرسة ليحلق شعر طلابه، وأعلن محافظ آخر أنه سيضع صور الشهداء مكان صور نجوم قصص الأطفال، فى حين أن في جيلنا وكل الأجيال التي تعلمت بجد في مدارس الحكومة كانت صور الشهداء وأبطال المجتمع توضع جنبا إلى جنب مع رموز الفكر والثقافة لكل الأعمار، ولا يحتاج الأمر لمزايدة أو إلى تجويد. لا يمكن وأنت تهتم بشكل الطالب ومظهره الخارجي بكل هذه الحدة والصرامة، ويمارس كثير من مديري المدارس قهرا على التلاميذ لأسباب شكلية، تلغي بشكل كامل شخصيته، وفي الوقت نفسه تطالبه بأن يستوعب منظومة تعليمية جديدة تطالبه فيها بأن يكون نقديا ومبتكرا وصاحب رأي وشخصية مستقلة، أي تناقض هذا؟». ساع لكل مواطن هو حلم صعب المنال، كما يؤكد عباس الطرابيلي في «الوفد»: «إذا كانت الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط كشفت عن تضخم جيش الموظفين.. فلماذا لم تقترب من جيش السعاة؟ وإذا كان عندنا موظف لكل 14 مواطنا فإن عندنا ساعيا لكل موظف، وهم يشكلون ما جعلنا أكبر دولة عندها جيش من السعاة ـ وهذه كارثة ـ والطريف أننا نقلنا هذا الوباء إلى الدول العربية الشقيقة حولنا ـ وهم فئة لا تقدم إنتاجا، أي إنتاج. ومهمة الساعي هي نقل الأوراق من موظف إلى آخر. أو توفير الخدمات للموظفين أنفسهم.. من شاي إلى ساندويتشات إلى أطباق الكشري، وربما شراء الخضر للموظفات ليقمن بتجهيزه استعدادا لاستكمال الطبخ. ووجدت نظاما ـ في ألمانيا مثلا ـ عبارة عن قنوات متحركة تمر بين مكاتب الموظفين يضع فيها الموظف الأوراق والملفات لتصل إلى الموظف المطلوب. أما حكايات البوفيه في كل مكان، فهذه مرفوضة تماما.. وبدلا منها «فترة راحة وسط النهار» ليشرب فيها الموظف ما يشاء أو يتناول إفطاره. أما كارثة جلوس ساع على باب كل غرفة فهذه تترك مجالا للرشوة أو للوساطة، أي يكون الساعي وسيطا بين الموظف ومن له مصلحة.. وعلى قدر ما تدفع للساعي.. تفوز. وأتذكر هنا أنه كان في وسط صالة تحرير جريدة «الأخبار» مصعد صغير نصف متر في نصف متر لنقل البروفات والصفحات ما بين سكرتير التحرير والمطبعة.. لتوفير ما أمكن توفيرهم من السعاة.. وأسرع أيضا كان ذلك بداية لتحديث نظم العمل عندنا من الخمسينيات». حل سحري بهذه الأمنية يرجو عصام شيحة في «اليوم السابع» أن تنتهي معاناة ملايين الأسر: «ليتنا نُخرج عملية تطوير التعليم من دوائر المزايدة، وتسوية الحسابات، وتصفية مواقف قديمة. فنجاحنا، كما قلت، لن يُسجل للوزير ورفاقه، بل للمجتمع المصري. إذ لم تنجح سنغافورة، وغيرها من الدول التي طورت نظما تعليمية راقية، كفنلندا وكوريا الجنوبية، إلا باعتبارها التعليم مسؤولية مجتمعية، كما أنه عملية بناء للإنسان ذاته. التطوير عملية مستمرة لا تتوقف؛ فإذا ما توقفت ارتدت سريعا إلى الخلف. وعليه، فعمل جاد لا ينقطع نبذله بإخلاص وأمانة، وعلم ودراسة، لمواكبة كل جديد في تطوير التعليم؛ إذ لم يعد خافيا أن دولا عديدة اتجهت إلى تطوير التعليم، وأضافت من خصوصيتها الكثير، ولم يكن لتطوير التعليم لديها منافس في قمة أجندتها الوطنية. أدعو كافة رجال الأعمال، وكافة أصحاب القدرات المالية، على تخصيص نسبة 50٪ من أعمالهم الخيرية لمدة خمس سنوات، للعملية التعليمية، وفق متطلبات عملية التطوير. وعلى الأحزاب أن تقدم مبادرات حيوية في هذا الشأن. سبق أن تحايلت الحكومة، طبعا لضيق ذات اليد، على تخصيص النسبة التي نص عليها الدستور؛ إذ جاء في المادة 19 من الدستور: «تلتزم الدولة بتخصيص نسبة من الإنفاق الحكومي للتعليم لا تقل عن 4٪ من الناتج القومي الإجمالي، تتصاعد تدريجيا حتى تتفق مع المعدلات العالمية». واليوم أدعو الحكومة إلى تجاوز نسبة الـ 4٪ لأننا أمام مرحلة فارقة في عملية بناء الإنسان، الفشل فيها سيجرنا إلى الخلف كثيرا. ما زال التعليم الجامعي ينتظر ثورة مماثلة، تدفع به إلى مراتب أفضل في التصنيفات العالمية للجامعات، وتنحاز للبحث العلمي المتميز». حكومة لا تقرأ نبقى مع المعارك وصبري غنيم في «الوفد» الذي يلازمه اليأس بسبب تجاهل الوزراء لكل ما يكتبه: «نحن نطرح قضايا، وهم لا يقرأون هذه حقيقة، لكن بعد الذي رأيته من صمت أمام أهم القضايا التي يطرحها الرئيس فلم أحزن، مع أن الرئيس لم يطلب منهم البدء فورا في التخلص من الحفر والمطبات، لكنه تناول هذه القضية على اعتبار انها لا تقل تكلفة عن تكلفة شبكة الطرق التي أقامها بفكره للمصريين بكل فخر، فقد كان الرئيس يأمل لعل وعسى أن يتلقى فكرا جديدا في كيفية توفير السيولة المادية وبالأسلوب نفسه المستخدم في شبكة الطرق، على الأقل للارتقاء ببقية مشاكلنا في البنية الأساسية. أذكر أنني طرحت هذا الاقتراح على محافظ الجيزة، اللواء أحمد راشد، لعله يملك القرار ويتبناه.. ولا يمنع من أن يبدأ بحي ولو يكن حي الدقي، وساعتها تنقله بقية المحافظات يوم أن تنجح التجربة في سفلتة الشوارع من جيوبنا، وليس من خزينة الدولة التي عندها مشاكل أهم من سفلتة الشوارع، بعض الناس ترتفع أصواتهم وهم يقولون «لسه هندفع.. ومنين.. إحنا مش لاقيين نأكل» هذه النغمة مرفوضة، خاصة أنني لم أطلب في اقتراحي أن يدفع التعبان الذي لا يملك سيارة، لأن اقتراحي يلزم كل صاحب سيارة بأن يدفع 20 جنيها شهريا لصندوق اسمه «صندوق خدمات الحي» يعني لكل حى صندوق خدمات، هذا الصندوق لا يخضع للحكومة، والذي يتحكم في مصاريفه هم سكان الحي وليس المحافظ، يعنى بندفع قروشا ونأخد مقابلها خدمات فورية، وليست خدمات مؤجلة، والذي يتولى التعاقد مع شركات الطرق هم السكان أنفسهم، ونستطيع أن نختار أفضل الشركات في سفلتة الشوارع». الفساد قلنا مرارا وتكرارا إن الفساد أخطر داء يواجه المجتمع، بل هو الوجه الآخر للإرهاب، ومصر بعد ثورة 30 يونيو/حزيران كما يراها وجدي زين الدين في «الوفد» تحارب الفساد كما تحارب الإرهاب، فالدولة الجديدة لا يمكن أن تقوم لها قائمة بدون القضاء على الفساد والإرهاب، ومظاهر الفساد متعددة وكثيرة، وهي العدو الحقيقي للتنمية، بل إن أشد ما يهدد أي تنمية هو الفساد، ليس فقط باتباع الروتين والبيروقراطية، ولا باستغلال الناس، وإنما أيضا بسلب حقوق المواطنين. والكارثة الحقيقية أن فساد المحليات الذي استفحل وبات وبالا على المجتمع، هو ليس وليد الحال، وإنما منذ عقود زمنية طويلة، ومهما تحدث المرء عن الفساد داخل المحليات سنجد مصائب وبلاوي لا حصر لها على الإطلاق.. والجميع في انتظار صدور قانون المحليات، حتى يكون رادعا لكل من تسول له نفسه أن يلعب بمصير هذا البلد وحقوق الناس. والأخطر في هذا الشأن إذا كان وراء هذا الفساد مسؤولون، ومنذ ثورة 30 يونيو والجهات الرقابية تقوم بأدوار رائعة في مكافحة الفساد الذي يهدد الوطن والمواطن. خلال الأيام الماضية زارتني المهندسة منى الطورى وزوجها الدكتور أسامة شعلان، وعرضا عليّ واقعة أغرب من الخيال، تتلخص فى أن المهندسة تمتلك أرضا آلت إليها بالميراث أبا عن جد منذ زمن طويل، وفجأة طالبتها محافظة المنوفية بقطعة أرض من أملاكها، بزعم أنها لا تخصها، وتم تقديم كافة المستندات الدالة على الملكية، وكشفت كل المغالطات التي يتعمد مسؤولو محافظة المنوفية الادعاء بها، وعلى مدار عدة سنوات تصر المحافظة على الحصول على الأرض، رغم أن جميع المسؤولين وأملاك الدولة يعرفون أن محافظة المنوفية تصر على أخذ الأرض بالمغالطة والمخالفة للقانون. ورغم تغيير محافظ المنوفية السابق الذي تم القبض عليه بتهمة الفساد، واستبداله بآخر، تولى المسؤولية مؤخرا، إلا أن قيادات في المحافظة تصر على اتباع السياسة القديمة ذاتها للمحافظ السابق. وتستغيث المهندسة وزوجها بالمحافظ الحالي اللواء سعيد عباس، لإنقاذهما من براثن هذه الفوضى العارمة، إذ كيف يستبيح المسؤولون في المحافظة الاستيلاء على أرض لا تخصهم.. وأعتقد أن المحافظ لن يتوانى أبدا عن نصرة الحق وأصحابه». عيار ناري هل فيلم عيار ناري يدافع عن الشرطة، ويهاجم ثورة يناير/كانون الثاني؟ هذا ما قاله بعض من شاهدوه في العرض الخاص الذي أقيم مؤخرا لكن عماد الدين حسين لم يوافقهم مؤكدا في «الشروق»: «أن غالبية من شاركوا في ثورة يناير كانوا شرفاء يبحثون عن حياة أفضل، وغالبية من قتلوا كانوا شرفاء وشهداء، والذي حدث أن تيار الإسلام السياسي سرق نتائج الثورة لأن الأحزاب السياسية المدنية كانت ضعيفة جدا. الذين هاجموا أقسام الشرطة خلال الثورة أخطأوا، وبعضهم كانوا من المتطرفين والظلاميين، وبعضهم كانوا من اللصوص والهجامة، وبعضهم كانوا يريد الانتقام ثأرا لصراعات ومواقف سابقة مع هذا الضابط أو ذاك الأمين. السؤال هو: هل حصل البعض على لقب شهيد في ثورة يناير وهو لا يستحقه؟ الإجابة: نعم. لكن هؤلاء نسبتهم قليلة. وسؤال آخر، هل قتلت الشرطة بعض المتظاهرين خلال الثورة؟ الإجابة هي: نعم أيضا.. هم يقولون إنهم كانوا يؤدون واجبهم ويدافعون عن أقسام الشرطة والسجون. هل كل ما سبق يسيء للثورة؟ الإجابة هي: لا. ففي كل الثورات الكبرى هناك تجار موت ونباشو قبور وسارقو ثورات. من أول اللصوص الصغار نهاية بالقوى والتنظيمات السياسية الكبرى. ميزة الفيلم أنه عالج الأمر بصورة فنية جذابة لفريق عمل أجاد بصورة لافتة. شكرا للفيلم على هذه الوجبة الدسمة ولكل أبطال الفيلم أحمد الفيشاوي وروبي ومحمد ممدوح وأحمد مالك وأسماء أبو اليزيد وصفاء الطوخي». المعارضة تبحث عن فرصة لعبور حائط اليأس والفساد العدو الحقيقي للتنمية حسام عبد البصير |
متظاهرون يحتجون على مشاركة السيسي في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة Posted: 25 Sep 2018 02:23 PM PDT نيويورك ـ «القدس العربي»: كشفت الرئاسة المصرية، أمس الثلاثاء، تفاصيل اللقاء الخامس بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على هامش أعمال الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وفي بيان عبر صفحتها الرسمية على «فيسبوك» أوضحت أن «ترامب رحب بلقاء السيسي، وأعرب عن تطلعه لتكثيف التنسيق والتشاور مع مصر حول قضايا الشرق الأوسط وسبل التوصل لتسوية الأزمات به، في ضوء دور مصر الإقليمي المحوري، بما يساهم في تحقيق الاستقرار والأمن لجميع شعوب المنطقة». وبحث الطرفان، وفق البيان «عددا من الملفات الإقليمية، خاصة الوضع في كل من ليبيا وسوريا واليمن، فضلا عن القضية الفلسطينية وسبل إحياء عملية السلام». ووجه ترامب الشكر للسيسي، قائلا:»نشكر جهودكم في محاربة الإرهاب». واستطرد: «أنتم في مقدمة الدول التي تحارب الإرهاب ونشكركم على جهودكهم». الرئيس المصري أكد «موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية وأهمية التوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وفق المرجعيات الدولية»، معربا عن «حرص» بلاده على «التعاون مع الولايات المتحدة لبحث سبل إحياء ودفع عملية المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية». وأشار إلى»جهود مصر لتحقيق المصالحة الفلسطينية باعتبارها خطوة رئيسية لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي». وكتب السيسي عبر حسابه في «فيسبوك»، قائلا:ً «شرف لي لقاء شخصية عظيمة مثل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي أحدث تغييرات فريدة في سياسات الولايات المتحدة الأمريكية على مستوى العالم» أما ترامب فقد نشر صورا للقاء عبر حسابه على «تويتر»، وغرد قائلا: «كان شرفا عظيما لي أن أرحب بالرئيس السيسي في الولايات المتحدة عصر اليوم، في مدينة نيويورك. اجتماع عظيم». في السياق، احتج مصريون في الولايات المتحدة على زيارة السيسي، ومشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وتجمع متظاهرون في شارع « ماديسون أفنيو»، وهم يهتفون» هاي هاي ، السيسي لازم يروح». وقال بعضهم إنهم» هنا، لأن السيسي سيكون في الأمم المتحدة ، ونحن نقول للجميع ، ونريد إخبار القادة، بأن هذا الرجل غير مرحب فيه في الأمم المتحدة، غير مرحب فيه في الولايات المتحدة». سعيد سعيد العدل ، الذي كان بين المتظاهرين قال: «نحن نفعل هذا لأن السيسي قاتل، تدعمه الولايات المتحدة لأنه يخدم احتياجاتهم في الشرق الأوسط ، إنهم يستخدمونه». متظاهر آخر، يدعى محمود السيد، قال: «لقد كنا نتظاهر لمدة خمس سنوات منذ الانقلاب ، وتم حبس الآلاف من المصريين في السجون، لا توجد حرية للصحافة أو الكلام في مصر». وأضاف أن الاحتجاج « ليس لأننا صوّتنا لصالح الإخوان المسلمين بل لأننا صوتنا ضد تدخل الجيش». وفي المقابل، حمل عدد من مؤيدي السيسي الأعلام المصرية وأجهزة تسجيل تعزف ألحانا وطنية، وهم يرتدون قمصانا تحمل صورة الرئيس المصري. متظاهرون يحتجون على مشاركة السيسي في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة ترامب يشيد بجهود الرئيس المصري في «محاربة الإرهاب» رائد صالحة |
صحيفة إيرانية: اثنان من منفذي هجوم الأحواز من تنظيم «الدولة» وشقيقهما قتل في عملية انتحارية في سوريا Posted: 25 Sep 2018 02:22 PM PDT أنطاكيا ـ «القدس العربي»: قالت صحيفة إيرانية مقربة من الحرس الثوري ان اثنين من منفذي هجوم الأحواز ضد الحرس الثوري الإيراني هم شقيقان وشقيقهما قتل بهجوم انتحاري في صفوف تنظيم «الدولة» داخل سوريا. وأدرجت صحيفة «جافان»، سبع نقاط ترجح فيه أن تنظيم الدولة وليس الفصائل الأحوازية المعارضة هو المسؤول عن الهجوم، ذلك أن أسلوب العمل الانغماسي الذي تم فيه الهجوم في الأحواز ومن قبله في الهجوم على البرلمان الإيراني ومرقد الخميني، هو أسلوب خاص بتنظيم الدولة، بينما كانت عمليات الحركات الاحوازية التقليدية تتم عبر قصف لموقع أو هجوم من عربة ومن ثم ترك الموقع، بينما في الهجوم الأخير اختار منفذو العملية القتال حتى الموت. وجاء في نقطة تحدث عنها تقرير الصحيفة، أن الشريط الذي أصدره تنظيم الدولة يحمل صور المنفذين للعملية والذين تم التأكد من صور جثثهم بعد العملية وأن الدافع الذي تحدثوا عنه هو دافع آيدولوجي عقائدي ولا يشابه خطاب الجماعات الأحوازية المعارضة التي نفت رسميا مسؤوليتها عن الهجوم بينما أصدر تنظيم الدولة بياناً بذلك. ويتحدث التحليل في نقطة أخرى عن الخوف من شيوع الأفكار الجهادية، وغياب التربية الشيعية لدى قطاع من الأحوازيين، كما يشير الى أن الشريط الذي صور للمنفذين تم تصويره قبل عدة أيام من العملية لأن لحى المنفذين كانت أطول مما ظهرت في الشريط. ويقول وسيم نصر الباحث في الجماعات الجهادية من قناة «فرانس 24» في حديث خاص إن نشر الصحيفة الإيرانية القريبة من الحرس الثوري لهذه التفاصيل يعتبر تطوراً هاماً وحمل معلومات هامة خصوصاً تلك المتعلقة بأن «اثنين من المهاجمين أشقاء، وأن شقيقاً لهما قتل في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا». ويعتبر وسيم نصر في حديثه للقدس العربي من باريس أن هذا يعتبر «الخيط والدليل الذي يوجه بلا ريب نحو مسؤولية التنظيم، كما أنه الدليل على إدراك السلطات الإيرانية لحقيقة الأمر بالرغم من التصريحات الاتهامية لجهة أو لأخرى». وبينما تصاعد الجدل حول هوية منفذي الهجوم فور وقوعه، اصدر تنظيم الدولة شريطا يظهر فيه منفذي العملية، مما وفر دليلاً حاسماً على مسؤولية تنظيم الدولة عن العملية، ويبدو أن قطاعاً من الشباب المحبط في المجتمعات الأحوازية العربية والكردية السنية، بدأ يشعر بحالة من الإحباط من ممثليهم في أحزاب المعارضة التقليدية في الأحواز وكردستان إيران، خصوصاً ان معظم احزاب الاحواز العربية مرتبطة بالسعودية، وعرفت بكثرة التصريحات الإعلامية دون تحقيق نتائج واقعية على الأرض، وهو ما يشبه الحال الذي عاشته أحزاب العرب السنة في العراق التي هجرها معظم مؤيديها لتماهيها مع السلطات الحكومية ذات السياسات الطائفية. صحيفة إيرانية: اثنان من منفذي هجوم الأحواز من تنظيم «الدولة» وشقيقهما قتل في عملية انتحارية في سوريا وائل عصام |
المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لـ«القدس العربي»: الأمم المتحدة تعارض هدم قرية الخان الأحمر وتوصل رسالتها سرا وعلنا Posted: 25 Sep 2018 02:22 PM PDT نيويورك – «القدس العربي»: قال المتحدث الرسمي باسم أمين عام الأمم المتحدة، ستيفان دوجريك، إن الأمم المتحدة ما زالت متمسكة بالحل القائم على الدولتين حسب القرارات الدولية. إسرائيل وفلسطين تتعايشان بأمن وسلام وفق الاتفاقات الدولية». وامتنع عن التعليق على احتمال إعلان دولة تحت الاحتلال، مكتفيا بالقول «إننا لا نقدم نصيحة بهذا الشأن للفلسطينيين». وقال ردا على سؤال لـ»القدس العربي» حول ما تنوي الأمم المتحدة فعله على ضوء قرار إسرائيل بهدم قرية الخان الأحمر في الأول من تشرين أول/أكتوبر 2018، «إن موقف الأمم المتحدة معروف من مسألة الخان الأحمر وقد عبرت عن موقفها في معارضة الهدم سرا وعلنا، وقد أصدر نيكولاي ملادينوف بيانا بهذا الخصوص. إننا نعمل من وراء الستار من أجل تفادي هذه الحادثة المحتملة». وأكد دوجاريك أن المنظمة الدولية ستظل ملتزمة بدعم وضمان عمل «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا» وأنه «مع العلم بأن عجز الأونروا حاليا يبلغ 170 مليون دولار، وهو مبلغ كبير، ولكن يمكن التعاطي معه «. وبشأن بلدة الخان الأحمر الذي أعطت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أمرا بهدمها يوم الاثنين المقبل، 1 تشرين الأول 2018 ، قال دوجاريك « يشار إلى أنه في جلسته المسائية كان مجلس حقوق الإنسان قد استكمل مناقشة حالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة وباقي الأراضي العربية المحتلة الأخرى حيث تحدث في النقاش العام كل من المجموعة العربية، والمجموعة الأفريقية، ودول عدم الانحياز، ودول التعاون الإسلامي، ودول أمريكا اللاتينية، وكذلك مجلس التعاون الخليجي، إضافة لعدد من الدول المختلفة بصفتها الوطنية وكذلك عدد من مؤسسات المجتمع المدني». وأدان المتحدثون في كلماتهم، تشريع قانون أساس القومية اليهودية العنصري، كما أدانوا أيضا الإجراءات الاحتلالية الإسرائيلية غير القانونية في قرية الخان الأحمر البدوية شرقي القدس المحتلة، وكذلك قرار المحكمة العليا الإسرائيلية برفض طعن الفلسطينيين على هدم منازلهم بقرية الخان الأحمر وإبلاغ سكانها بضرورة إخلاء منازلهم بحلول الأول من تشرين الأول/أكتوبر ما يمثل سياسة غير قانونية وغير شرعية، وتتعارض مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة. واستقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقر إقامته في نيويورك، الإثنين، الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي المعنية بالشؤون الخارجية والسياسة الأمنية فيدريكا موغريني، على هامش اجتماعات الدورة الـ 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة. وأطلع عباس موغريني على آخر مستجدات القضية الفلسطينية، ومجمل التطورات في ظل انسداد العملية السياسية بسبب القرارات الأمريكية المدمرة لعملية السلام واستمرار التصعيد الإسرائيلي، وممارساته العدوانية والاستيطان وإصدار قانون القومية العنصري، حسب مصادر مرافقة للرئيس الفلسطيني. كما جرى تبادل الآراء حول الدور الأوروبي والدول المعنية، من أجل الخروج من هذا الوضع غير القابل للاستمرار، وتم التذكير بخطة السلام التي طرحها الرئيس في مجلس الأمن، الداعية إلى إقامة مؤتمر دولي للسلام وتشكيل آلية دولية متعددة الأطراف لرعاية عملية السلام. وأكدت موغريني على ثبات الموقف الأوروبي الداعم لحل الدولتين وضرورة العمل على إنقاذ هذا الوضع الخطير. وقدم الرئيس عباس شكره الجزيل لدور أوروبا السياسي، وما تقدمه من دعم اقتصادي ولبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية، مؤكدا ضرورة أن تلعب أوروبا دورا سياسيا أكبر في المرحلة المقبلة. وحضر الاجتماع أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، ونائب رئيس الوزراء زياد أبو عمرو، ووزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، ومستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي، ومندوب دولة فلسطين لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور. المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لـ«القدس العربي»: الأمم المتحدة تعارض هدم قرية الخان الأحمر وتوصل رسالتها سرا وعلنا عبد الحميد صيام: |
لماذا لا يستقيل نائب وزير العدل الذى اقترح عزل ترامب إذا كانت «الإقالة» أمرا مفروغا منه؟ Posted: 25 Sep 2018 02:21 PM PDT واشنطن ـ «القدس العربي»: اظهر مذيعو البرامج الإخبارية والحوارية في الولايات المتحدة مشاعر الغيظ، وهم ينتظرون بفارغ الصبر من المراسلين الذين يقفون امام الكاميرات في ممرات البيت الأبيض القليل من المعلومات بشأن مستقبل رجل تحيط به الأضواء حاليا بسبب دوره في التحقيقات بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية. وحسب بعض التقارير،الاثنين، زار نائب المدعى العام رود روزنشتاين، وهو القائم بأعمال المسؤول عن التحقيق بين حملة ترامب الرئاسية بهدف تقديم الاستقالة. وأصبح روزنشتاين متورطا في فضيحة تكشفت، يوم الجمعة، عندما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أنه طرح فكرة التنصت على ترامب والبحث في إمكانية عزله من المنصب بموجب التعديل 25 من الدستور، وهو إجراء لا يمكن أن يبدأ إلا من قبل أفراد من طاقم الإدارة نفسها. وعلى الرغم من أنه كان من المقرر أن يستقيل الا أن المشهد كان مغايرا للتكهنات إذ رافق رئيس هيئة الموظفين في البيت الأبيض، جون كيلي، روزنشتاين وهو يوزع الابتسامات، الى خارج المبنى، وبعد ذلك، عاد نائب المدعى العام الى مقر وزارة العدل، ولم تظهر أى اخبار عن استقالته او اقالتهع. وأخبرمساعدون في البيت الابيض المراسلين عن خطط مزعومة لاستقالة روزنشتاين في حين تداول العديد من مسؤولي وزارة العدل رويات تتناقض مع هذه التوقعات. وقال البيت الأبيض، في وقت لاحق، ان ترامب سيلتقى روزنشتاين، غدا الخميس. وتشير التقارير الى ان رحيل نائب المدعى العام أمر مفروغا منه ولكن الانقسام يسود انصار ترامب حول ما اذا كان على الرئيس إقالته قبل أو بعد موعد الانتخابات النصفية في أوئل تشرين الثاني/ نوفمبر/، وهناك افتراضات أن دور نائب المدعى العام بصفته رئيسا لتحقيقات روسيا سيكون له سلطة في الحد من نطاق التحقيق الذى يجريه المحقق الخاص، روبرت ميلر. لماذا لا يستقيل نائب وزير العدل الذى اقترح عزل ترامب إذا كانت «الإقالة» أمرا مفروغا منه؟ رائد صالحة |
700 عائلة نازحة من الأنبار تعيش ظروفا صعبة في مخيم يخضع لحصار أمني Posted: 25 Sep 2018 02:21 PM PDT الرمادي ـ «القدس العربي»: تضع القوات العراقية أكثر من 700 عائلة نازحة من مختلف مدن الأنبار تحت حراسة مشددة، في مخيم كيلو 18 الواقع غربي مدينة الرمادي منذ ثلاث سنوات، إذا تتهم أفراداً منها، بالانخراط في تنظيم «الدولة الإسلامية»، ما حوّل حياة هذه العائلات إلى جحيم، وسط تدهور الوضع المعيشي. أم إبراهيم، المتهم زوجها بالقتال إلى جانب صفوف تنظيم «الدولة»، تعيش ظروفاً معيشية صعبة، بعد رفض قوّات الأمن السماح لها بالعودة إلى جزيرة الرمادي، تتمثل بقلّة المياه الصالحة للشرب وانقطاع التيار الكهربائي بصورة مستمرة، فضلا عن تفشي الأمراض الجلدية وإنعدام المراكز الصحية ونقص المواد الإغاثية، وفق ما أكد لـ« القدس العربي». وأضافت أن «الجهات الحكومية سمحت للعديد من العائلات بمغادرة المخيم، وأعادتهم إلى مناطق سكانهم بعد إنتهاء العمليات العسكرية مباشرة، لكن أغلب تلك العائلات تعاونت مع مسلّحي تنظيم الدولة وأعيدوا لمناطقهم ليمارسوا حياتهم بشكل طبيعي، بينما ماتزال عائلات أخرى محتجزة داخل المخيم ممنوعة من العودة وتخضع أسماء أفرادها للتدقيق الأمني بين الحين والآخر». وتابعت : «كل ذنبي، أنني بقيت، أنا وأبنائي، لحظة سيطرة تنظيم الدولة واحتلاله للرمادي، إذ تعذر علينا وقتها الخروج». أم إبراهيم التي تنتظر صدور الموافقة الأمنية لترك مخيم كيلو 18 الذي تصفه بـ«المعتقل»، طالبت السلطات الحكومية في الأنبار بـ«التعجيل، بالسماح بعودة العائلات لمناطقها والتدقيق مجدداً بأسماء المطلوبين من التنظيم». وأضافت: «أوضاعنا في المخيم مأساوية ولدينا أطفال ونساء وكبار في السن مرضى وحالات حرجة بحاجة لعناية صحية ومتابعة مستمرة وبعضهم يحتاج إلى ثلاثة أنواع من الأدوية يوميا للبقاء على قيد الحياة». كذلك، اشتكت أم مصعب التي تقيم في المخيم مع أربع من بناتها لا تتجاوز أعمارهن 20 عاماً منذ أكثر من ثلاث سنوات، «من سوء الأحوال المعيشية والنفسية والصحية». وأشارت في حديث مع «القدس العربي» أن «القوّات الأمنية تحتجز معظم عائلات أسر المنتمين لمقاتلي تنظيم الدولة في هذا المخيم الذي يفتقر إلى أبسط مقومات العيش الكريم، وتفرض عليهم طوقا أمنيا محكما». وزادت : «لا أعلم عن زوجي وعن أحد أبنائي المتهمين بالانتماء لتنظيم الدولة أي شيء، هل هم قتلى أم مايزالون مغيبين في السجون العراقية أم اختطفتهم الميليشيات الشيعية». وناشدت قوّات الأمن «السماح لها بمغادرة مخيم كيلو 18 والعودة إلى بيتها لتنهي حياة البؤس والإذلال التي تعيشها وسط المخيم « مصدر أمني مطلع في الجيش العراقي، فضل عدم ذكر اسمه، قال لـ«القدس العربي»، إن «أعدادا كبيرة من هذه الأسر تمت إعادتها إلى مناطق سكانها بعد إنتهاء العمليات العسكرية وتحرير معظم المناطق واستقرار الأمن فيها». وبين أن «أغلب هذه العائلات من مدن مركز الرمادي وأقصى غرب مناطق الأنبار». وتابع: «عودة تلك العائلات أدى لإرباك الوضع الأمني في عموم مدن الأنبار، حيث عادت للتعاون مع تنظيم الدولة وشكلت خلايا نائمة نشطة وقامت باستهداف رجال الأمن في الرمادي». والقوى الأمنية، وفق المصدر «سارعت لوضع خطة عاجلة تقضي بإخراج هذه العائلات المشتبه فيها ونقلهم إلى مخيم كيلو 18 ووضعهم تحت حراسة أمنية مشددة». 700 عائلة نازحة من الأنبار تعيش ظروفا صعبة في مخيم يخضع لحصار أمني أحمد الفراجي |
عن التوتّر في تواطؤ روسيا مع إسرائيل في سوريا Posted: 25 Sep 2018 02:20 PM PDT ليس من كاشف للحقيقة في العلاقة بين الناس، أفراداً أكانوا أم جماعاتً أم دولاً، خيراً من الأزمات، إذ أنها تدفع بالناس إلى البوح بأمور كانت مستورة، فغالباً ما تنجلي خلال الأزمات حقائق كانت لتوّها محاطة بالسرّ والكتمان. وقد تأكّدت القاعدة مرّة أخرى في تأزّم العلاقات بين روسيا وإسرائيل، الذي نجم عن تسبّب طيران الدولة الصهيونية بإسقاط طائرة استطلاع إليوشينIl ـ 20M روسية فوق مياه البحر قبال الشاطئ السوري، وذلك يوم الإثنين في 17 الشهر الجاري. وقد نقلت الأزمة إلى العلن جملة أمور منها ما كان الجميع يدركه ومنها ما لم يكن معلوماً، من عامة الناس على الأقل. الحقيقة التي كان الجميع يدركها هي التعاون الوثيق القائم بين الدولة الروسية والدولة الصهيونية، وهو تعاون على حساب إيران إذ أنه يقوم على اتفاق بين الدولتين على التزام روسيا الحياد حيال التصدّي الإسرائيلي لتواجد إيران وحليفها اللبناني «حزب الله» على الأراضي السورية. ويتضمّن الاتفاق جانباً سلبياً وآخر نشطاً: الجانب السلبيّ يتمّ من خلال إبلاغ إسرائيل روسيا بطلعاتها الجوّية فوق سوريا وغاراتها على مواقع إيران وأتباعها بحيث لا تقوم الدفاعات الجوّية الروسية المتقدّمة والمنتشرة فوق الأراضي السورية بالتصدّي لها. أما الجانب النشط، فهو التزام روسيا بمنع القوات الإيرانية وحليفاتها من القيام بأي أعمال مباشرة تستهدف إسرائيل انطلاقاً من الأراضي السورية، وقد تجلّى هذا الجانب على أوضح وجه بالتزام روسيا مؤخّراً إبقاء تلك القوات على مسافة كبيرة من تخوم الجولان المحتلّ. وفي هذا الدور الأخير، تواصل روسيا بكل بساطة الدور الذي قام به نظام آل الأسد بصورة دائمة، ألا وهو منع أي عمليات ضد الاحتلال الصهيوني انطلاقاً من الأراضي السورية ومنع أي تواجد عليها قد يشكّل تهديداً للاحتلال ودولته. أما الطريف في هذا الصدد خلال الأزمة الأخيرة، فهو البراءة التي عاتب بها إسرائيل المتحدّثُ باسم «وزارة الدفاع» الروسية، آخذاً على الدولة الصهيونية «نكرانها للجميل»، وهو بذلك يقرّ علانية أن دولته تقدّم خدمات جليلة لإسرائيل في سوريا وتتوقّع منها اعترافاً بهذا الفضل عليها. غير أن ما كشفته الأزمة بصورة أوضح مما في السابق، هو أن الاتفاق بين روسيا وإسرائيل يخصّ القوات الإيرانية وتوابعها حصراً ولا يشمل القوات السورية التي تعتبرها موسكو تحت حمايتها، وكيف لا وقد تدخّلت في سوريا لنجدتها. صحيح أننا رأينا في حالات سابقة كيف تبدّلت لهجة موسكو كلّما تعرّض الطيران الإسرائيلي لمواقع سورية عوضاً عن مواقع محسوبة على إيران. بيد أن الأمر تجلّى بصورة أوضح في الأزمة الأخيرة من خلال تبادل العتاب والتبرير بين الجيشين الروسي والإسرائيلي. فقد صدر عن قوات العدوان والاحتلال الصهيونية، التي تطلق على نفسها لقب «قوات الدفاع الإسرائيلية»، بيان يتأسف بالطبع لما حصل ويُبدي «حزنه» على أرواح ضحايا الحادث، لكنّه يبرّر تخطّيه للخط الأحمر الروسي بأن الطيران الإسرائيلي كان يتصدّى لما أسماه البيان «تهديداً لا يُطاق» يتمثّل بأن الموقع العسكري السوري الذي جرى استهدافه كان على وشك تسليم أنظمة انتاج أسلحة إلى «حزب الله» اللبناني، حسب زعم البيان. أي بكلام آخر مستعار من فنّ الإفتاء، كان الاعتداء على الموقع السوري، وهو محرّم بذاته، حلالاً في الحقيقة لأنه موقع كان يتعاون مع طرف حلّل الاتفاق بين روسيا وإسرائيل الاعتداء عليه. وثمة أمرٌ آخر انجلى في الأزمة الأخيرة، هو الفرق الواضح القائم بين بوتين وقواته المسلّحة في صدد العلاقة مع إسرائيل. ولا بدّ لكل من تابع تطوّر الأحداث أن يكون قد لاحظ الفرق الجليّ في اللهجة بين «وزارة الدفاع» الروسية والرئيس الروسي. فقد جاء البيان الأول للقوات المسلّحة الروسية عنيف اللهجة ضد إسرائيل، تلاه تصريح فلاديمير بوتين الذي بدا كأنه يبرّئ إسرائيل مُعزياً الحادث إلى «تسلسل ظروف عارضة مأساوية»، ليعقبه بعد أيام عتابٌ جديد شديد اللهجة من «وزارة الدفاع» الروسية لإسرائيل، يتّهم طائراتها بتعمّد الاختباء وراء طائرة الاستطلاع الروسية ويحمّلها بالتالي مسؤولية مباشرة عن إسقاط الدفاعات الجوّية السورية لتلك الطائرة. ومن المرجّح تماماً في ضوء كل ذلك أن قرار موسكو تسليم صواريخ أرض/جوّ S ـ 300 لقوات النظام السوري إنما جاء إرضاءً للقوات المسلّحة الروسية وإخماداً لامتعاضها، على أن يكون استخدامها محصوراً بالخط الأحمر المرسوم من قِبَل موسكو وتحت رقابتها المباشرة. أي أن القوات الروسية لن تأذن باستخدام هذه الصواريخ إلّا في حالات تخطّي الطيران الإسرائيلي للخط الأحمر الروسي بتعدّيه على مواقع سورية، ولن تُستخدم الصواريخ بتاتاً في توفير غطاء للقوات الإيرانية وتوابعها. وبكلام آخر، فإن القرار الروسي هو في جوهره رسالة لإسرائيل لتذكيرها بشروط الاتفاق بينها وموسكو وحثّها على إبلاغ القوات الروسية بتحركّاتها بما يكفي من الوقت مُسبقاً بحيث يتمّ تفادي مثل الحادث الذي حصل. هذا على الأقل ما يُرجّح أن تكون موسكو قد قصدته. لكنّ رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو لم يتأخر في الاتصال بصديقه بوتين، يوم الإثنين الماضي وبعد الإعلان الروسي على الفور، ليحذّره من خطورة وضع صواريخ متقدّمة بين «أيادٍ غير مسؤولة»، حسب التعبير الذي ورد في التصريح الصادر عن مكتبه. وقد حذّر مسؤول سابق في المخابرات العسكرية الإسرائيلية في تغريدة نقلتها صحيفة «نيويورك تايمز» في اليوم ذاته من خطورة تسليم الصواريخ لأناس «غير محترفين» بما يشكّل تهديداً حسب رأيه ليس للطيران الإسرائيلي فحسب، بل أيضاً لطيران التحالف الذي تقوده أمريكا في التصدّي لتنظيم «داعش»، بل وللطيران المدني. وإزاء هذا الضغط والتنويه بما ينطوي عليه تسليم الصواريخ من مخاطر جمّة، تكوّن لدى عدد من المراقبين شكّ في أن تسليم الصواريخ سوف يتمّ بالفعل، بينما تكهّن آخرون بأن الصواريخ، إن جرى تسليمها، سوف تبقى تحت السيطرة المباشرة للأيادي الروسية «المحترفة والمسؤولة» بحيث لن تبدّل شيئاً في الواقع. ٭ كاتب وأكاديمي من لبنان عن التوتّر في تواطؤ روسيا مع إسرائيل في سوريا جلبير الأشقر |
إسرائيل ستضطر إلى التفكير مرتين قبل الهجوم التالي في سوريا Posted: 25 Sep 2018 02:20 PM PDT الخطوتان الروسيتان الأخيرتان ـ نشر تقرير يلقي كامل المسؤولية عن إسقاط الطائرة الروسية في سماء سوريا على إسرائيل، والإعلان عن نقل منظومة اس 300 متطورة إلى نظام الأسد ـ لا يجب أن تفاجئا أحدًا في إسرائيل، باستثناء بعض المؤيدين الأغبياء لرئيس الحكومة نتنياهو. فنتنياهو مهما كانت علاقاته مع الرئيس الروسي فلادمير بوتين جيدة، فإنه غير قادر على أن يجعل المشكلة تختفي مرة واحدة. روسيا تلقت ضربة محرجة عندما أسقطت نار مضادة للطائرات تابعة للجيش السوري الطائرة الروسية. وما زال لديها حتى الآن مصالح واسعة عليها تحقيقها في سوريا. وقد كان واضحًا جدًا أن هذه القضية ستؤدي إلى إدانة روسية لإسرائيل وإلى طلبات معينة منها. رغم أن القرار الأخير ما زال يتعلق ببوتين، الذي اكتفى بتصريح حذر نسبيًا غداة الحادثة. في الوقت الحالي يبدو أن معنى الخطوات الروسية سيكون تقييدًا كبيرًا لحرية عمل إسرائيل في سماء سوريا. وزير الدفاع الروسي، سرجيه شفيغو، أعلن أمس أن بلاده ستزود سوريا بمنظومة صواريخ اس300 مضادة للطائرات. وقال شفيغو إن روسيا ستستخدم أيضًا وسائل قتال إلكترونية لمنع استخدام أنظمة اعتراض بالأقمار الصناعية أمام شواطئ سوريا، وبهذا ستصعب عملية الهجمات الجوية الإسرائيلية. وستزود نظام الدفاع الجوي السوري بأنظمة سيطرة متطورة «لمنع مس سوري آخر بطائراتها». تركيب الصواريخ ووضعها تحت تصرف السوريين إلى جانب أنظمة متطورة أكثر (اس 400) التي يشغلها الروس حول قواعدهم في شمال غرب الدولة ليست عائقًا كاملا أمام هجمات إسرائيل في المستقبل. فحسب تقارير لوسائل إعلام أجنبية، فإن طائرات سلاح الجو تدربت على الطيران أمام بطاريات اس300 التي باعتها روسيا لقبرص والتي هي الآن في أيدي اليونان. يمكن الافتراض أن سلاح الجو يستطيع إيجاد طرق عمل تقلص الأخطار التي تحدق به بسبب هذه الأنظمة. أعلنت روسيا في نيسان الماضي أنها ستبيع اس300 لسوريا، بعد هجوم أمريكي وهجمات إسرائيلية أقلقتها، لكنها لم تنفذ تهديدها. بدت الخطوة الروسية هذه المرة مصممة أكثر حتى لو كان هناك شك في أن الأنظمة ستعطى خلال أسبوعين، كذلك أنه سيمر وقت حتى يصل السوريون إلى القدرة العملياتية في تشغيلها. الاختبار الحقيقي لعلاقة إسرائيل بروسيا سيأتي قريبًا، عندما يأتي إنذار استخباري جديد بشأن محاولة إيرانية لتهريب سلاح إلى لبنان، خاصة إذا حدث هذا في المسار المحاذي لقواعد روسية في شمال غرب سوريا. ولأن إيران تصمم على مواصلة إرسال الوسائل، وأن إسرائيل تقول علنًا بأنها تصمم على حقها في ضربها، فإن إسرائيل ستواجه معضلة. هل ستهاجم من قرب الروس مرة أخرى وتخاطر بتأجيج الأزمة معها، وربما بسقوط طائرة إسرائيلية؟ الإعلان عن نقل الصواريخ ينضم إلى تقرير نشرته وزارة الدفاع الروسية أول أمس حول ظروف إسقاط الطائرة الروسية يوم الإثنين الماضي. لا تستطيع موسكو اتهام المسؤول الأساسي عن الحادثة، حليفها نظام الأسد (رغم أنه من المدهش رؤية أن تهمة المضادات السورية للطائرات غير مذكورة في إعلان وزارة الدفاع الروسية). لذلك كان متوقعًا من البداية بأن المسؤولية ستلقى على إسرائيل. من المهم أن الادعاءات موجهة كلها للجيش الإسرائيلي الذي يتهمه الروس بعدم المهنية أو «الإهمال الإجرامي» على الأقل. المستوى السياسي في إسرائيل غير مذكور باستثناء ادعاء عام بشأن السياسة العدوانية الخطيرة التي تتبعها إسرائيل في سوريا. مستوى مصداقية التحقيقات الروسية مشكوك فيه. جزء من الادعاءات المتضمنة في الإعلان غريب. الروس يتحدثون عن تحذير مسبق بدقيقة واحدة فقط، ومن الغريب أن إسرائيل لم تحدد الوقت الحقيقي ـ فترة زمنية أطول بكثير. حسب أقوال طيارين إسرائيليين مجربين، فإن الادعاء بأن الطائرات القتالية الإسرائيلية اختفت خلف طائرة الاستخبارات الروسية هو ادعاء غير منطقي ولا يتلاءم مع أي تصرف عملي مقبول. والاتهام بأن إسرائيل ضللت الروس فيما يتعلق بموقع الهجوم المخطط له، لا يبدو منطقيًا. وحسب روسيا، فإن سلاح الجو أعلن عن الهجوم في شمال سوريا، في الوقت الذي حدث فيه الهجوم غرب سوريا. عمليًا، اللاذقية تقع في شمال غرب سوريا ـ كما تبرهن على ذلك نظرة خاطفة للخارطة، ولأن نظام التنسيق يعمل بنجاح منذ ثلاث سنوات، التي كان فيها مئات الهجمات الإسرائيلية، فإنه يصعب التصديق بأن الطرفين لم يستوضحا المفاهيم الأساسية فيما بينهما. الإعلان الروسي يتهم إسرائيل بنكران الجميل إزاء الخطوات التي اتخذتها من أجل المصالح الإسرائيلية، ومنها إبعاد القوات الإيرانية عن الحدود في هضبة الجولان (الروس يذكرون بعدًا كبيرًا، 140 كم، لكن الحديث فعليًا يدور عن 85 ـ 100 كم، والمنطقة الفاصلة لا تشمل دمشق، التي ما زال فيها مقاتلون إيرانيون). روسيا كذبت ونشرت معلومات كاذبة في السنوات الأخيرة حول دورها في أحداث كثيرة ـ الأمثلة الأخيرة هي التدخل في الانتخابات الأمريكية للرئاسة، تسميم العميل سكريبل وابنته في بريطانيا وظروف غزو جزيرة القرم وشرق أوكرانيا ـ يصعب التصديق أن شخصًا ما باستثناء سوريا وإيران يمكن أن يتبنى الرواية الروسية بشأن أحداث الأسبوع الماضي. ولكن مشكوك فيه إذا كان هذا سيغير شيئًا. موسكو هي التي ستقول الكلمة الأخيرة بشأن قضية الطائرة. وبوتين بعد ذلك أيضًا ربما انتظر زلة إسرائيلية من أجل أن يضع حدًا لها. هذا ليس نهاية عهد النشاط العسكري الإسرائيلي في فترة المعركة بين حربين، التي في إطارها تم إحصاء الهجمات في السنوات الست الأخيرة، لكن يبدو أن الوضع في الجبهة الشمالية لن يعود بصورة كاملة إلى الوضع الذي ساد عشية إسقاط الطائرة الروسية. إسرائيل تصرفت خلال سنوات بحرية زائدة شمال حدودها بفضل الدمج بين التصميم والنشاط الهجومي والعلاقات السياسية الجيدة مع روسيا. على الأغلب عملت بحكمة استراتيجية من خلال تحقيق جزء كبير من الأهداف التي وضعتها نصب عينيها. ولكن إسرائيل أيضًا أظهرت في الأشهر الأخيرة ثقة بالنفس مبالغ فيها في سوريا. ويصعب التصديق أن الروس أحبوا ما نشره الجيش الإسرائيلي في بداية الشهر، بشأن أكثر من 200 هجوم في سوريا منذ بداية العام الماضي. ربما أنهم في القدس لم يستوعبوا تمامًا تداعيات الوضع الجديد في سوريا، بعد أن أعاد نظام الأسد لنفسه ـ بمساعدة روسيا ـ السيطرة على معظم الدولة، ومنها منطقة الحدود مع إسرائيل. إسرائيل ليست دولة عظمى وهي غير قادرة على كل شيء. يجب عليها أن تهتم أكثر بالاعتبارات الروسية، وكما يبدو، عليها أن تلائم نمط نشاطها الهجومي. من محادثات مع شخصيات رفيعة في جهاز الأمن يتبين أنهم يعطون تداعيات الحادثة الأخيرة أهمية كبيرة. إن من يواصل الادعاء بأن هذه كانت ضربة خفيفة للجناح، منشغل جدًا بالدفاع عن الصورة الجماهيرية لنتنياهو الذي ما زال غير مستعد لتحليل الواقع بصورة موضوعية. عاموس هرئيل هآرتس 25/9/2018 إسرائيل ستضطر إلى التفكير مرتين قبل الهجوم التالي في سوريا من يقللون من تداعيات إسقاط الطائرة الروسية يهمهم أكثر الدفاع عن صورة نتنياهو صحف عبرية |
إدارة السجون الإسرائيلية تستعد لاتخاذ سلسلة «إجراءات عقابية» ضد الأسرى وتحذيرات فلسطينية من «الانفجار» Posted: 25 Sep 2018 02:20 PM PDT رام الله ـ «القدس العربي»: أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أن ادارة سجون الاحتلال تعتزم فرض سلسلة من «الإجراءات العقابية» الجديدة بحق الأسرى في مختلف السجون، خلال الفترة المقبلة. وذكرت الهيئة في بيان لها أن هذه العقوبات، وفقا لما أُبلغ به الأسرى في «هداريم»، ستتمثل في إخراج جميع الأسرى من غرفهم إلى ساحات السجن في أوقات (فحص الشبابيك والتفتيش)، والتضييق المشدد على جميع الأسرى عند خروجهم إلى ساحات المعتقل. وأوضحت أن إدارة السجن أبلغت الأسرى أنها ستمنع وبشكل قطعي إدخال أي كتب تعليمية خلال زيارات الأهل، وإلغاء جميع المشتريات للمواد الغذائية المجمدة. وذكر الأسرى لمحامي الهيئة خلال زيارته لهم، أن هذه العقوبات جاءت بها اللجنة الأخيرة التي شكلت من قبل وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد اردان لـ «تشديد الخناق على الأسرى في مختلف السجون». وقال الأسرى وفق بيان الهيئة «إن مثل هذه الأمور ستؤدي بالأوضاع داخل السجون الى الأسوأ في ظل التحريض المتطرف، وغير المسبوق من قبل اليمين الاسرائيلي، والتوجيهات العنصرية المتواصلة من قبل وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، ومدير مصلحة السجون ضدهم». وكان الوزير اردان أعلن في وقت سابق عن تشكيل لجنة متخصصة، دورها تحديد ظروف اعتقال الأسرى الفلسطينيين القابعين في السجون الإسرائيلية. وفي السياق قال نادي الأسير إن الإنجازات والاستحقاقات التي حقّقها الأسرى على المستويين المعيشي والتّنظيمي على مدار سنوات النضال؛ يتهددها الخطر بالقضاء عليها «أمام سياسة المزايدات بين المرشحين الجدد لإدارة مناصب في مصلحة سجون الاحتلال». وأوضح نادي الأسير في تقرير جديد أن الوزير أردان قام قبل نحو شهرين بتشكيل لجنة مكوّنة من أعضاء كنيست وعناصر من الشاباك لتحديد ظروف اعتقال الأسرى القابعين في سجون الاحتلال، وزيادة التّضييق عليهم، لافتاً إلى أن المعيار لاختيار أردان لإدارة جديدة لمصلحة السجون هو تقديم خطة كاملة من أجل تقليص شروط حياة الأسرى الفلسطينيين. وأشار الأسرى إلى أن عدّة إجراءات قامت بها إدارة السجون بعد زيارات اللجنة، منها مصادرة آلاف الكتب والمخطوطات التعليمية من سجني «هداريم» و»نفحه»، وتشغيل كاميرات مراقبة في ساحة الفورة المخصصة للأسيرات في سجن «هشارون»، إضافة إلى إبلاغ الأسرى بسلسلة إجراءات بناءً على توصيات اللّجنة. وأشار نادي الأسير إلى أنّه يقوم بعملية توثيق قانونية يومية عبر الحصول على تصريحات من الأسرى، كما يتابع مع مؤسسات وهيئات حقوقية محلية ودولية من بينها الأمم المتحدّة واللجنة الدّولية للصليب الأحمر «الجرائم التي ترتكبها سلطات الاحتلال بكافة عناصرها بحق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين منذ لحظة الاعتقال من المنزل وحتى الاقتياد إلى مراكز التّحقيق والمعتقلات»، لافتاً إلى أن تلك الجرائم تصل في بعض الأحيان إلى «القتل»، إلى جانب العديد من الانتهاكات والظروف الصعبة التي يعيشها الأسرى، كالحرمان من العلاج الطبي وحرمان العديد من العائلات من زيارة أبنائها الأسرى والاعتقال بلا تهم محدّدة واعتقال الأطفال وتعذيبهم وغير ذلك. وأشار رئيس نادي الأسير قدورة فارس، إلى أن الأسرى بصدد الإعداد لخطط وإجراءات لمواجهة هذه السياسة الإسرائيلية، داعياً إلى ضرورة بلورة خطة عمل وطنية وشعبية لمساندة الأسرى والأسيرات في معركتهم. إلى ذلك فقد أصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي 38 أمر اعتقال إداري بحق عدد من الأسرى، لمدد تتراوح بين ثلاثة وستة أشهر قابلة للتجديد عدّة مرات. وأوضح محامي نادي الأسير محمود الحلبي، أن من بين الأوامر الصادرة 24 أمراً صدرت بحق أسرى اعتقلوا لأول مرة، أو أعاد الاحتلال اعتقالهم بعد الإفراج عنهم. ويستند الاعتقال الإداري الى زج الأسرى في السجون لفترات قابلة للتجديد، وقد تصل إلى سنوات عدة، بزعم وجود تهم لهم في «ملف سري» لا يطلع الأسير أو محاميه عليها، بحيث يجري اعتقاله بناء على أمر من مسؤول عسكري. إدارة السجون الإسرائيلية تستعد لاتخاذ سلسلة «إجراءات عقابية» ضد الأسرى وتحذيرات فلسطينية من «الانفجار» تشمل منع إدخال الكتب وإلغاء مشتريات المواد الغذائية |
طبيب فلسطيني يعالج الاكتئاب بعمليات جراحية Posted: 25 Sep 2018 02:19 PM PDT الناصرة ـ «القدس العربي» : يجري طبيب فلسطيني بارز عمليات جراحية متطورة وغير مسبوقة في العالم يستخدم فيها الجراحة من أجل معالجة حالات الاكتئاب. ويقوم الدكتور نضال مهنا من مدينة أم الفحم داخل أراضي 48 بهذه العملية بعد نجاحه بتطوير نموذج طبي خاص به، ويدأب اليوم على تطوير المزيد من الابتكارات في مركز طبي بارز في مدينة بارز» ماونت- سييني « داخل تورنتو في كندا. والدكتور نضال مهنا هو في الأصل طبيب مختص في « الأنف والحنجرة والحلق». ويوضح الدكتور مهنا(41) لـ « القدس العربي « أنه درس الطب في القدس قبل أن يستكمل طيلة خمس سنوات في مركز طبي كندي خاص بجراحة الأورام في الرأس والرقبة، والآن هو مدير وحدة جراحة « الرأس والرقبة « في مستشفى « إيخيلوف»،أهم مستشفى في تل أبيب. وعما يقوم به يشير لإجرائه عدة عمليات جراحية منها للأورام السرطانية بواسطة الروبوت أو الناظور أو عمليات جراحة دقيقة وموضعية جدا يتحاشى فيها إجراء جراح وندوب كبيرة في الجسم. كما يقوم مهنا بتطوير نموذج طبي جديد لترميم الندوب بعد العمليات الجراحية التي يستأصل فيها الأورام، وذلك من خلال زرع أنسجة من مواقع أخرى في الجسد بالاستعانة أحيانا بأطباء تجميل. وعن العلاقة بين الجسد وبين النفس يوضح مهنا أنه يقوم باستئصال الغدة فوق الدرقية التي تسبب أحيانا حالات من الهبوط والإحباط نتيجة إصابتها بداء حميد دون تفسير وهو منتشر حيث يصيب 5-10 من كل ألف إنسان خاصة لدى النساء، وهو يسبب حجارة بالمسالك البولية وأوجاع في البطن والاكتئاب. واللافت أن توازن منسوب الكالسيوم يتحقق بسرعة وخلال مدة الاستشفاء، وهي قصيرة جدا ومعظم المتعالجين لا يحتاجون لأي دواء بعد ذلك. أما العلاج فيتم عن طريق عملية سريعة وآمنة من خلال إزالة الغدة المصابة التي تفرز كالسيوم بكمية مفرطة أو تنظم إنتاجه وسريانه داخل الجسم، وهذا المنسوب العالي من الكالسيوم يتسبب بحالة نفسية تعرف بالاكتئاب، منوها أنه يتم التعرف على الغدة المصابة بالأشعة، لكنها عملية موضعية ولا تؤثر على عضلات الرقبة ولا تمس بالبلع والاستنشاق وتتم العملية من خلال جرح دقيق جدا بحجم ملم واحد، مما يحتاج مهارة فائقة في الجراحة. ويتابع « تأتي هذه الجراحة بعد عمليات جراحية موجعة ومكلفة للجسم وللشكل». وردا على سؤال يؤكد أن الطريقة المبتكرة هذه لم تجرب بعد في العالم، وأنها حققت نجاحات كبيرة جدا حتى الآن وحتى الآن عالج بها 30 مصابا. وعلى مستوى التطبيق يقول إن الجراحة التقليدية حتى الآن تقوم بهذه الحالة بفتح جراحي للعنق ويفصل بين العضلات حتى يتم بلوغ الغدد واستئصال المصاب منها. وهذه الطريقة كانت تعرض المرضى حتى الآن لمخاطر الإصابة بـبحّة صوتية لكل العمر، علاوة على ندوب غير لطيفة في الشكل. وتستذكر سعاد، إحدى المتعالجات في هذه الطريقة المبتكرة وغير المسبوقة، أنها عندما استيقظت من العملية شعرت بالراحة الكبيرة وكأن الأطباء أزالوا كتلة من الاكتئاب كانت تثقل على قلبها. وتابعت « استنشقت عميقا وفوجئت بزوال مشاعر الضيق والشعور بالاكتئاب وكأنها لم تكن، ومن وقتها عدت لحياتي واستعدت فرحتي الطبيعية». وتنوه أن فحوصات دم اعتيادية كشفت عن تشوش منسوب الكالسيوم في جسمها، واتضح أنه هو السبب لحالة الاكتئاب التي لازمتها وحرمتها من فرح الحياة ومن الاستمتاع بأي شيء رغم توفر كل ما تحتاجه في بيتها إسكات الجينات في مختبر كندي يشرف عليه، يعمل باحثون بارزون على إسكان جينات معينة في الجسم تؤدي لأورام سرطانية، وبذلك هو يقوم بضربة استباقية لهذا الداء. ويضيف « نعطي المريض حامضا نوويا يسكت الجينات المذكورة بعد إجراء فحوصات لاكتشاف مبكر لجينات خطيرة، وحتى الآن تتم التجارب على فئران». كذلك يبحث عن طرق جديدة لعلاج جديد بديل للعلاج التقليدي لمرض السرطان يقوم على استخدام جزيئيات يتم حقنها في الجسم وهي تساعد في تحديد موضع الداء الخبيث بدقة وتساعد في تطبيق علاج بالليزر المشع لنوع من الأورام دون مواد كيميائية، بل بقمع الخلايا المصابة فقط دون التأثير على خلايا أخرى غير مصابة. وردا على سؤال آخر يقول» لم أحلم بدراسة الطب لكن مع الوقت تبلورت الفكرة وبتشجيع من والدي اللذين شجعا التعلم والاستكمال بما أريد، ولي شقيق طبيب أسنان جراح، وبقية أشقائي الستة يعملون في مجالات أخرى، ودرسوا في أم الفحم قبل التحاقهم بمعاهد عليا». طبيب فلسطيني يعالج الاكتئاب بعمليات جراحية وديع عواودة: |
رئيس الحكومة المغربية يطلب من حزبه عدم الرد على العلمي Posted: 25 Sep 2018 02:18 PM PDT الرباط – «القدس العربي» : توالت ردود فعل سريعة من قبل قيادات حزب العدالة والتنمية إثر التصريحات الهجومية التي أدلى بها رشيد الطالبي العلمي القيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار ضد الحزب الذي يقود الحكومة، ناعتًا إياه بأنه يحمل مشروعًا يتسم بالهيمنة وتخريبيًا للبلاد. وكانت ردود فعل غاضبة طالبت الحليف بالانسحاب من الحكومة قبل أن يتدخل رئيس الحكومة والأمين العام لـ «البيجدي»، سعد الدين العثماني، موجهًا نداء لأعضاء حزبه بعدم الدخول في ردود على تصريحات العلمي، وزير الشباب والرياضة في حكومته. التوجيه الذي قام به العثماني عممه الموقع الرسمي للحزب، وورد فيه أن الأمين العام يدعو أعضاء الحزب إلى عدم الرد، والاكتفاء بالرد الصادر عن نائبه سليمان العمراني، و»ذلك إلى حين اجتماع الهيئات الحزبية المخولة للنظر في الموضوع « . وكان سليمان العمراني، نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، قد سارع إلى الرد بشكل لاذع على ما ورد في الكلمة الافتتاحية للعلمي خلال الدورة الثانية للجامعة الصيفية لشبيبة الحزب، هاجم فيها البيجدي قائلاً: «إنه يقوم بتخريب البلاد عبر التشكيك في المؤسسات السياسية»، وبأنه يتخذ من نظام أردوغان نموذجًا أغلق عليه العالم وتسبب في أزمة الليرة، على حد قوله. فما كان من العمراني إلا أن تساءل عن سبب استمرار الطالبي كوزير، واستمرار حزبه في حكومة يقودها حزب بتلك المواصفات معيدًا للأذهان ما لعبه هذا الحزب من دور خلال فترة ما أصبح يعرف بـ «البلوكاج» أثناء محاولة عبد الإله بنكيران تشكيل الحكومة قبل أن ينتهي به الأمر بقرار ملكي بإعفائه ليترأسها خلفه العثماني . الأمر نفسه سار عليه عبد العزيز أفتاتي، عضو الأمانة لحزب العدالة والتنمية، الذي طالب الوزير العلمي بتقديم استقالته قائلًا في تصريحه لوكالة الأناضو : «الوزير العلمي عليه أن يقدم استقالته من الحكومة، وعلى حزبه أيضًا الانسحاب منها»، متابعًا: «أستغرب من عضو في الحكومة يهاجم رئيسها ويدعي اقتداءه بنموذج أجنبي، وفي الوقت نفسه يتدخل في شؤون دولة صديقة للمغرب»، مضيفًا أن «الإساءة كانت تجاه تركيا التي تحترم المغرب وليس لها أدنى مشكلة مع قضاياه الوطنية» . وإذا كانت ردود الفعل من جهة حزب رئيس الحكومة قد خفتت بعد التوجيه الذي قام به لإخوانه في الحزب، فإن الأمر لم يكن مشابهًا من جهة الحزب الذي بادر قيادوه خلال دورة مراكش بشن الهجوم على البيجدي إما بشكل صريح كما هو حال العلمي أو بشكل مضمر حينًا وظاهرًا حينًا كما فعل عزيز أخنوش رئيس «التجمع الوطني للأحرار» ، حيث خرج قيادي آخر من الحزب نفسه وهو مصطفى بايتاس، عضو المكتب السياسي، برد طويل على تدوينة العمراني يعتبر فيها الاشتباك مع تصريحات العلمي «اشتباكًا مصطنعًا»، وبأنها لا تمس ميثاق الأغلبية كما ادعى ذلك العمراني قائلًا: «هذه التصريحات التي قلتم عنها إنها لم تحترم ميثاق تحالف الأغلبية الحكومية، والتي بالمناسبة لا تدخل في إطاره ، لكون الميثاق جاء واضحًا متعلقًا بتنسيق العمل الحكومي وعمل الأغلبية ولم يتحفظ على إبداء أي طرف لآرائه السياسية، وإلا كنا أول من يغضب عندما كان قياديون كبار عندكم يتناوبون على مهاجمتنا بشكل منتظم وعنيف، من شيوخ ونساء وشباب، وكنا عندها نحفظ الود ونترفع عن صغائر السياسة «. وذكر القيادي التجمعي في متن رسالته المفتوحة العمراني بما كان يقوم به قياديون في العدالة و التنمية من «ضرب تحت الحزام بجميع فنون الحرب، بما من شأنه أن يقوض مبدأ التماسك والتضامن الحكومي»، على حد تعبيره، قائلاً إنه انطلاقًا من حرص الحزب على إنجاح الولاية الحكومية الحالية وضمان استمراريتها إلى نهايتها «ما فتئنا ندعو إلى ضرورة الالتزام بميثاق الأغلبية الذي وقعه رؤساء الأحزاب المشكلة للأغلبية الحكومية»، مضيفًا: «وإذا كنا قد تقبلنا إلى حد ما اعتبار تلك التجاوزات في حينها مجرد مواقف شخصية نفسية لا تستحق الرد ولا تعبر عن مواقف حزب العدالة والتنمية، فإننا نتفاجأ اليوم بالردود غير المسؤولة والمرفوضة أخلاقيًا وسياسيًا التي عبرتم عنها» . وكان حزب التجمع الوطني للأحرار قد سارع إلى سحب السمعي البصري لكلمة القيادي في صفوفه والوزير في حكومة العثماني من موقع الحزب على شبكة الانترنت وأزاله كذلك من القناة الرسيمة على «يوتيوب» . رئيس الحكومة المغربية يطلب من حزبه عدم الرد على العلمي سعيدة الكامل |
الأمين العام للحركة الشعبية المغربية يرشح نفسه لرئاسة الحزب لولاية تاسعة Posted: 25 Sep 2018 02:18 PM PDT الرباط – «القدس العربي»: أعلن محند العنصر، الأمين العام للحركة الشعبية المغربية (أغلبية حكومية)، قراره ترشيح نفسه مجددًا على رأس الحزب لولاية تاسعة. وقال العنصر في ندوة صحافية، أمس الثلاثاء، إنه أمام إلحاح عدد من مناضلي الحزب والوزراء، فقد قرر وضع ترشيحه للتنافس على الأمانة العامة للحزب من جديد، رغم أنه سبق له أن صرح قبل سبعة أشهر أنه لن يترشح لهذا المنصب، لكن أصواتًا داخل الحزب طالبته بتقديم ترشيحه مرة أخرى. وأوضح العنصر أن ما وقع في الأسابيع الأخيرة هو أن أعضاء من المكتب السياسي ووزراء وبرلمانيو الحزب، دعوه إلى الترشح من جديد وألحوا عليه كثيرًا وأنه حاول إقناعهم بإعفائه من الموضوع، لكن أمام إلحاحهم المتزايد قرر تقديم ترشيحه. وأبرز العنصر أنه قرر تقديم ترشيحه للأمانة العامة من أجل إرضاء الأصوات التي تطالب بترشيحه، مضيفًا أنها هي التي ستبت في الأمر بعد المصادقة على القانون الأساسي للحزب. ونفى العنصر تلقيه الضوء الأخضر من جهات عليا للترشح مجددًا، «سبق وأعلنت عدم ترشحي، لماذا لم تتدخل هذه الجهات لمنعي من هكذا تصريح؟». ويعقد حزب «الحركة الشعبية» مؤتمره الوطني أيام 28 و29 و30 من أيلول/ سبتمبر فيما لم يعلن سوى مصطفى سلالو ومحند العنصر ترشحهما لرئاسة الحزب. ويتولى محند العنصر رئاسة حزب الحركة الشعبية منذ سنة 1986، وقال بلاغ سابق للحزب «إنه يجدد انخراطه في التوجه الملكي الرامي إلى الانفتاح على الكفاءات الشابة والأجيال الجديدة وتأهيل العمل الحزبي، وجعله أداة فاعلة وناجعة في ترسيخ الخيار الديمقراطي». وتراجعت حظوظ محمد حصاد وزير الداخلية السابق ووزير التربية الوطنية والتعليم السابق في الأمانة العامة للحزب الذي التحق به سنة 2017 منذ إعفائه من منصبه كوزير للتربية الوطنية، بعد أن كان الحركيون يعتقدون أنه مدفوع من طرف جهات عليا للوصول إلى مقعد الأمين العام لحزب السنبلة، لكن إعفاءه جعل خصومه داخل الحزب يكشرون عن أنيابهم من أجل إبعاده. الأمين العام للحركة الشعبية المغربية يرشح نفسه لرئاسة الحزب لولاية تاسعة |
مئات النازحين يعودون إلى حماة عقب «اتفاق إدلب» Posted: 25 Sep 2018 02:17 PM PDT حماة – «القدس العربي»: شهدت مدينة كفرزيتا شمال مدينة حماة، عودة تدريجية لمئات العائلات التي كانت قد نزحت منها في الآونة الأخيرة بسبب تهديدات النظام وميليشيات إيران ، وذلك عقب التوصل إلى اتفاق بين تركيا وروسيا يقضي بمنع أي حملة عسكرية على المنطقة. وذكر المجلس المحلي في كفرزيتا، أن العائلات التي عادت إلى المدينة هي التي كانت قد نزحت بسبب التحشدات العسكرية والحملة الأخيرة التي شنتها قوات النظام وحلفاؤه على المحافظة. وكان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السوري قد اعتبر الاتفاق خطوة هامة للحفاظ على أرواح المدنيين، كما أنه أفشل مخطط النظام بتهجير السكان. ونقل الائتلاف ان العائلات بدأت بالعودة بعد الهدوء النسبي الذي شهدته المنطقة، منوهة إلى أن المدنيين يضطرون إلى العودة رغم عدم توفر الخدمات الأساسية في المدينة وعدم الاهتمام من جانب المنظمات الإنسانية. ويعمل المجلس المحلي على تأمين الخدمات الضرورية مثل المياه والخبز والكهرباء، رغم الإمكانيات الضعيفة، كما قام المجلس المحلي بالتعاون مع الدفاع المدني بتأهيل قاعات في ثلاث مدارس لاستقبال الطلاب في العام الدراسي الجديد. وفي السياق نفسه شهدت مدينة اللطامنة في الفترة ذاتها عودة نحو 600 عائلة بعد نزوحهم منها، في ظل الهـدوء النـسبي الذي رافـق الاتفـاق. وكان التصعيد العسكري الذي قام به نظام الأسد وحلفاؤه في الفترة الماضية على إدلب وريفها وريف حماة، قد أدى إلى نزوح عشرات الآلاف نحو الحدود التركية، وأكد ناشطون محليون أن الهدوء النسبي الذي أوجده الاتفاق التركي الروسي دفع الكثير من النازحين للعودة إلى بيوتهم. ورأى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة أن استمرار الهدوء والالتزام بفحوى الاتفاق كفيل بعودة الآلاف من النازحين إلى قراهم وبلداتهم في الفترات المقبلة، معرباً عن أمله بأن يساهم الاتفاق بدخول المساعدات الإنسانية إلى المحافظة وحقن دماء الأبرياء فيها. مئات النازحين يعودون إلى حماة عقب «اتفاق إدلب» |
مهنة الإبداع بين الأبرياء والتجار Posted: 25 Sep 2018 02:17 PM PDT الكتابة أو الإبداع الأدبي حالة إنسانية يمكن أن يشترك فيها كل الناس. كل إنسان يشعر كثيرا أنه في حاجة أن يكتب ما يزيح عن روحه الألم. ورغم أهمية أن يعرف من سيمتهن الكتابة تاريخها وتطورها، إلا أنه ليس عيبا أن يكتب شخص ما، ما يريد ويسميه قصة أو رواية أو قصيدة. تظل عملا بينه وبين نفسه، حتى يفكر أن يطرحه للنشر، فيجد من يدله إلى الصواب وإلى عيوب ما يكتبه . هناك بعد ذلك من يستمر ومن يتوقف، والذين يتوقفون كثيرون جدا رغم أن بعضهم قد يملك المال لينشر ما كتبه. لقد رأيت ذلك حقيقة حين كنت يوما رئيسا لسلسلة «كتابات جديدة» التي بدأت تصدر من هيئة الكتاب المصرية في النصف الثاني من سنوات التسعينيات من القرن الماضي. كنت أذهب إلى مكتبي يوما واحدا أو اثنين في الاسبوع، أستقبل الكتاب فكان يفد عليّ أطياف من الناس الطيبين. أكثرهم لا يعرف شيئا عن الكتابة لكنه يكتب ويتصور أن ما يكتبه أدب. كثير منهم كان يأتي حاملا حقيبة صغيرة يخرج منها كراسة يقول لي إنها رواية، وكراسة أخرى يقول لي إنها شعر، وثالثة يقول لي إنها قصص قصيرة. كنت ألقي نظرة سريعة على أحد الكراسات واعتذر له برفق، باعتبار أن لدينا ما يكفي النشر لعامين. أغربهم قدم لي كراسة مكتوبا عليها سعر الكتاب، ولما سألته لماذا تفعل ذلك قال لي لا بد أن يفعل ذلك حتى ينتشر الكتاب. وأذكر أنه كان قد وضع السعر خمسة جنيهات بينما سعر كتاب السلسلة كان جنيها واحدا! كان هذا الكتاب في علم الفلك كما قال لي أي لا علاقة له بالسلسلة الأدبية، وقلبت الكتاب وسألته لماذا لا تضع مراجع للبحث فقال هامسا إنه يخشي ان يعرف ذلك «أمن الدولة». هؤلاء الناس كانوا يسعدونني جدا، وكنت أراهم مادة خام للحياة، رغم أنني كنت أعتذر لهم بلباقة بعد أن أعزمهم على كوب شاي أو فنجان قهوة. هؤلاء الطيبون لا أعرف أين ذهبوا في الحياة بعد ذلك، لم أقابل أيا منهم في أى محفل ثقافي أو ندوة أو منتدى، كنت أعرف أنها الحياة المؤلمة تجعل الإنسان يكتب، تركت السلسلة الأدبية بعد سنوات قليلة، لكن ظلت ذكرى هؤلاء الناس الطيبين معي حتى الآن، وأتذكرهم الآن لسبب مؤلم جدا لا يخصهم . أعرف أن تاريخ الأدب حافل بالسرقات الأدبية، وهذه السرقات قد تكون خفيفة فيعتبرها البعض تناصا. وقد تكون عن غير قصد من أثر المصدر على قارئه. فيمكن بسهولة أن تجد أثرا للمتنبي على المعري في بعض قصائده الإنسانية، أو التي تعنى برؤية للكون، فمن قصيدة للمتنبي تقرأ : نحن بنو الموتى فما بالنا نعاف ما لا بد من شربه تبخل أيدينا بأرواحنا على زمان هي من كسبه فهذه الأرواح من جُوّه وهذه الأجسام من تُربه ومن قصيدة للمعري تقرأ: سِرْ إن اسطعت في الهواءٍ رُوَيدا لا اختيالا على رُفات العباد رُب لحدٍ قد صار لحدا مرارا ضاحكٍ من تزاحم الأضداد وقبلهما طرفة ابن العبد في قوله في معلقته: لعمرك إن الموت ما أخطا الفتي لكالطول المُرخي وثنياه باليد هذه مجرد أمثلة، وموضوع التأثر أو السرقة كبير وهناك كتب في التراث عُنيت به مثل «طبقات الشعراء» لمحمد بن سلام و«الوساطة بين المتنبي وخصومه» وغيرها كثير. الأمر استمر ويستمر حتى عصرنا وسيستمر، فالقضايا الإنسانية واحدة ومُغرية للموهوبين الكبار، ويمكن أن يتلاقوا عندها، كما أن البلاغة القديمة في تشبيهاتها مغرية. وفي العصر الحديث هناك من يتأثر بقراءات في الأدب العالمي ويجد نفسه تحت تأثير فكرة ما فالأفكار الإنسانية واحدة، تتغير فقط وسائل التعبير عنها، فلا تستطيع أن تتهم كاتبا يُعنى بالاغتراب في أعماله، بالسرقة من الفلسفة الوجودية وأفكارها، أو كاتبا يعنى بالمكان، بالسرقة من الواقعية أو الواقعية الجديدة. لكن يطل لفظ السرقة حيث تجد حدثا واحدا يتكرر، وتكون السرقة أكثر وضوحا حين يكون هذا الحدث متفردا صعبا أن يجود الإلهام به لكل الناس. وما أكثر الكتاب الذين اتهموا بالسرقة، ووجدوا لأنفسهم ملاذا في مصطلح التناص، بينما الأمر «تلاص». الجانب الآخر للمسألة إنه رغم ذلك فما يُكتب في الموضوع من نقد أو انتقاد يثري الحياة الأدبية، وإذا كان المتهم موهوبا فيستمر ويجد لنفسه عزاء في ما يكتبه. هذا كله عرفناه وتعودنا عليه لكن المحزن هو ما يحدث الآن في عالم الأدب، في عالم الرواية تحديدا. الآن عشرات الروايات هي إعادة تدوير لأفلام عالمية، خاصة روايات الرعب والخيال العلمي، لكن الكارثة تمتد إلي الروايات الأدبية، فمؤخرا كشفت أنا عن سيدة مغربية اشترت رواية من كاتب هي في الأصل رواية لغيره، كان قد اعطاها له ليراجعها لغويا، لكن هناك ما هو أكبر من ذلك. هناك للأسف من يكتبون الروايات لغيرهم نظير مبالغ مالية وغيرها. ومن تُكتَب له الرواية يكون عادة رجل مال أو أعمال يرى وجاهة العصر في الرواية، وأحيانا تجد رجلا في مركز ثقافي في مؤسسة ما كبيرة. تدرك ذلك بسهولة حين تتذكر أنك لم تعرف له أبدا اهتماما بالأدب من قبل. وحين تقرأ له أكثر من عمل لا تجد ما يشي لغويا مثلا أن الكاتب واحد. الحقيقة أن من كتب وقبض المال هو من اختلف. أعرف أن هذا النوع من الكتاب ينطفئ في يوم ما، لكن ما يثير سخطي وقرفي هو أن الكاتب الحقيقي يظل سنوات طويلة ينحت في الصخر، ليجد له مكانا طيبا بين الكتاب، ثم يظهر شخص يملك المال ويلقي في وجوهنا برواية أو روايات حاقدا على كتاب الرواية الحقيقيين الشهرة والجمهور منافسا لهم في الجوائز التي لا تسمن ولا تغني من جوع فكلها محاطة بالحسد أو ما نسميه نحن في مصر «نق» ولا أنسى يوم حصلت علي جائزة الشيخ زايد وبعد عودتي من حفل استلام الجائزة، كيف اصطدمت بسيارتي من الخلف عربة نقل كبيرة فحطمت سيارتي الجديدة وحولتها لخردة بعد أن دارت أكثر من دورة، وسيارة النقل لا ترحمها لكني خرجت سالما لأني كنت ربطت حزام القيادة، وحمدت الله علي نجاتي. أيها النقاد المحترمون ألا تجدون طريقة في كشف هذه الأعمال الأدبية التي لم يكتبها أصحابها وتريحونا من هذا النكد. نحن المبدعون لو تحدثنا قالوا غيرة ولأنهم عادة أقل قيمة منا سيضعون رؤوسهم برؤوسنا في الصحف، لكن أنتم لستم منافسين ولا يمكن الاجتراء عليكم. ما أجمل البسطاء الذين قابلتهم من قبل حين كنت رئيسا لتحرير سلسلة كتابات جديدة. وما أبشع تجار الروايات. البائع والمشتري. ٭ روائي مصري مهنة الإبداع بين الأبرياء والتجار إبراهيم عبد المجيد |
الحرب التجارية بين أمريكا والصين Posted: 25 Sep 2018 02:16 PM PDT الحرب التجارية بين أمريكا والصين |
وقفات سريعة مع تصريحات قايد السبسي Posted: 25 Sep 2018 02:16 PM PDT واضح إجمالا ولكنه غير حاسم… هكذا كان الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي في مقابلته التلفزيونية مساء أول أمس الثلاثاء والتي جاءت وسط أزمة سياسية خانقة تعيشها البلاد. انتظر البعض هذه المقابلة علها تعطي إشارات انفراج لها لكن ذلك لم يحدث. إذا ما توقفنا عند أبرز ما قاله الرئيس لقناة «الحوار التونسي» الخاصة فسنجد ما هو جلي قاطع وما هو حمّال أوجه، ما يعني في النهاية أن المقابلة لم تكن محطة فارقة لتنفيس الاحتقان في المشهد السياسي الحالي، لاسيما وقد بدا الرئيس متحدثا للسياسيين المنشغلين بخصوماتهم أكثر مما كان يتحدث لعموم الشعب الذي ضاق بها ذرعا. لنفصـّـــل قليلا: ـ يقول الرئيس إن التوافق السياسي الذي كان بينه وبين حركة «النهضة» انتهى بطلب من هذه الحركة مع أن زعيمها راشد الغنوشي صرح قبل أيام بعد لقائه بقايد السبسي أن هذا التوافق مستمر.. فكيف نفسر هذا؟! ثم أن هذا التوافق القائم منذ انتخابات 2014 يفترض أنه بين حركة «النهضة» وبين حزب «نداء تونس» الذي أسسه قايد السبسي، وبفضله وصل للرئاسة ولصدارة مجلس النواب وقتها، فكيف لا يعلن انتهاءَ هذا التوافق لا هذا الحزب ولا ذاك وإنما رئيس الدولة الذي هو فوق الأحزاب؟؟ اللهم إذا اعتبرنا أن هذا التوافق لم يكن فعلا سوى بين شخصين هما قايد السبسي والغنوشي وليس بين حزبين يتقاسمان الحكم. الرئيس أشار بالمناسبة إلى «الطريق الآخر» الذي اختارته «النهضة» (أي التحالف مع الشاهد وليس معه هو) فقال إنه يتمنى التوفيق لهذا التوجه الجديد ولكنه «لا يظن ذلك»، دون أن يوضح الأسباب بل وفي صيغة جعلته يبدو أنه يقبع في معسكر آخر غير معسكر الشاهد مع أنه يحاول جاهدا ألا يبدو بهذه الصورة. ـ لم يكن الرئيس حاسما في معالجة قضية ابنه حافظ المدير التنفيذي لحزب «نداء تونس» فقد اعتبر أنه ابنه «في الدار»، أي فقط في البيت، لكن السياسة شيء آخر. في هذه إشارة إلى أنه لا يعتزم أن يطلب منه مغادرة الساحة، التي لم يعرف له فيها اسم إلا بقدوم والده، بهدف استعادة وحدة حزبه المنسوفة، أو لتنفيس المشهد السياسي كله الذي تسمم بسبب الصراعات التي جلبها هنا وهناك. من كان سيصدق حسني مبارك إذا قال نفس الكلام عن ابنه جمال أو القذافي عن ابنه سيف الإسلام أو علي عبد الله صالح عن ابنه أحمد؟!! هكذا كان قايد السبسي للأسف. ـ حتى عندما أعطى إشارة خاطفة إلى إمكانية ذهاب ابنه في حال سبيله ربطها بذهاب رئيس الوزراء يوسف الشاهد، بمعنى إما أن يذهبا معا أو يبقيا معا، رغم أن شرعية الشاهد متأتية من البرلمان بينما لا بشرعية حتى داخل حزبه المفكك!! هل معنى ذلك أن الرئيس يرى في انسحاب ابنه وبقاء الشاهد هزيمة له شخصيا مع أنه يفترض أن الأمر ليس كذلك، اللهم إذا سلمنا نهائيا وبالدليل القاطع أن الرئيس يقف قلبا وقالبا وراء ابنه رغم كل الخراب الذي سببه لحزبه قبل أي شيء آخر. ـ مرة أخرى، يدعو قايد السبسي الشاهد لطرح الثقة في حكومته أمام البرلمان مع أن لا شيء يجبره على ذلك لا دستوريا ولا سياسيا. ما الداعي لطرح مثل هذه الثقة إذا كانت التصويت سيكون مضمونا لصالحه، بفعل موازين القوى الحالية في البرلمان التي ترجح كفة الشاهد، كما ألمح إلى ذلك الرئيس نفسه، إلا إذا كان في الأمر إرضاء لكبرياء بعض الأطراف أو نزقهم وأولهم طبعا حافظ قايد السبسي. ـ في المقابل، لم يرد الرئيس أن يلتجأ إلى الفصل 99 من الدستور الصادر مطلع 2014 ليطرح هو نفسه الثقة في الحكومة أمام البرلمان لأن هذا الفصل ملغوم وقد يقود في حالته القصوى إلى انتخابات مبكرة أو حتى استقالة الرئيس نفسه إذا ما جدد البرلمان الثقة مرتين متتاليتين في الحكومة. الرئيس هنا، إما أنه يريد أن تتم العملية بيد الشاهد لا بيده، أو أنه لا يريد أن يدخل في مواجهة مباشرة مع رئيس الوزراء، تفضح اصطفافه الكامل إلى جانب ابنه وقد تكلفه منصب الرئاسة إذا ما تعقدت الأمور أكثر. لقد بدا الرئيس في مقابلته التلفزيونية في موقف دفاعي جعله يقول بأنه «لا يساند أحدا ولا أساند إلا مصلحة تونس» دافعا عن نفسه تهمة مسعى التوريث الذي قال إنه «كلمة أصبحت أصلا تجاريا لدى البعض اليوم»… لكن للأسف الكلام وحده لا يكفي. ومع ذلك، تبقى النقطة الإيجابية الهامة والأساسية التي جاءت في مقابلة الرئيس تأكيده على أن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية ستجري في موعدها نهاية 2019 بدون «تقديم ولا تأخير»، كما بدأ البعض يروج، بحيث على التونسيين أن يتحملوا أكثر استمرار هذا النكد السياسي العام عله ينجلي بعد سنة ونيف… إذا ما سارت الأمور عادية بلا مفاجآت سارة أو سيئة. ٭ كاتب وإعلامي تونسي وقفات سريعة مع تصريحات قايد السبسي محمد كريشان |
الأردن: «دولة» تعترف بالأخطاء… ماذا بعد؟ Posted: 25 Sep 2018 02:15 PM PDT أربع عبارات تقييمية مثيرة للدهشة بدأنا نسمعها منقولة على لسان مسؤولين بارزين في الأردن ضمن تداعيات حالة «التشخيص الوطني» لابد من التوقف عندها. العبارة الأولى وقد سمعتها شخصيا من عدة رموز في غرفة القرار السياسي والأمني طوال الشهر الماضي تقول إن «رموز الحكم والإدارة المتمرسين في ترويج ثقافة الإنكار لم تعد لديهم بضاعة قابلة للعرض هذه الأيام». ذلك تطور استثنائي في قناعات مركز القرار لا يمكن بالمقابل الرد عليه بالإنكار المضاد ويشكل نقطة تحول حرجة ومهمة في طريقة تفكير المطبخ السياسي يمكن أن يبنى عليها الكثير من مشاريع «الإحتواء الوطني» وتصليب الجبهة الداخلية لو حسنت النوايا. ويتوجب أن تكون النوايا الحسنة بسبب استثنائية الظرف وحجم الضغوط على الدولة والمملكة في هذه المرحلة من تزاحم الأجندات الاقليمية و«العبث الكوني» الموقع بإسم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. العبارة الثانية اللافتة وفي المضمون تعكس تشكل قناعات إضافية خلف ستارة القرار أن آليات لعبة النخب ينبغي أن تتغير حيث إكتشف الجميع داخل الدولة اليوم وليس خارجها عدم وجود نخب حقيقية في الإدارة قادرة على التشبيك ولعب دور الحلقات الوسيطة بين الحكم والناس. هنا ايضا محطة في غاية الأهمية تقر ضمنيا أن الأسلوب القديم في إختيار وتصعيد الأدوار والأشخاص خرج من الخدمة ولم يعد مجديا أو منتجا. وسبق لنا وللعشرات من المخلصين أن حذرنا في هذا المنبر وفي غيره من أن الإشكال الأبرز أردنيا ووطنيا يجلس مسترخيا في «أزمة أدوات». وحتى يكون الإقرار هنا فعليا وصادق النوايا لابد من طرح السؤال الفني والتقني:هل سيعقب الإعتراف بإخفاق حلقة «النخب وأدوات الحكم» التي تم تصعيدها على حساب طبقة رجال الدولة والمثقفين آلية جديدة وطنية فعلية تعلي من شأن الكفاءة وتحترم المهنية؟. شخصيا لا توجد لدي أي أدلة او قرائن يمكن ان استعين بها لأجيب بـ«نعم..ثمة آلية في الطريق». لكن الإقرار نفسه مهم وصلب ووطني وإستدراكي ومن حقه علينا جميعا كأردنيين أن نمنحه الفرصة. وفي عبارة التشخيص الثالثة وعلى المستوى التنفيذي يعترف بعض كبار الدولة الأردنية اليوم بحصول «أخطاء كبيرة» على مستوى الإدارة العامة في الماضي وعندما يتعلق الأمر بهذا الإقرار تحديدا يمكن القول إن رئيس الوزراء الحالي الدكتور عمر رزاز أول المعترفين والمستثمرين في هذه الأخطاء للحصول شعبيا على فرصة لحكومته. وقد لفت الأنظار فعلا حديث الأمير حمزة بن الحسين في هذا السياق وفي مؤشر يدعم فعلا الملك عبدالله الثاني شخصيا الذي سبق الجميع عمليا بالتقييم التشخيصي الوطني عندما أمر بكسر ظهر الفساد علنا وقدر أنه.».آن الأوان لكي نمضي». طبعا أصفق للمنطق القائل بضرورة الإقرار بحصول أخطاء حيث يسقط هنا المنطق المعلب المتوارث الذي يؤمن أن «الدولة الأردنية لا تتحدث عن مشاكلها وأخطائها وينبغي أن لا تتحدث». وهو منطق طالما سمعته من رؤساء وزارات وجنرالات سابقين في سياق الاستخدام فقط لإخفاء أخطائهم والدفاع عن غياب المساءلة والمراجعة وفي بعض الأحيان ضمن سيناريو الحفاظ على «امتيازات شخصية غير ديمقراطية ومصالح شخصية على حساب الدولة والنظام والناس». من نافلة الحديث التأشير على استحالة حل اي مشكلة او تدشين مشروع لوضع حل لها بدون فرزها وتحديدها وترسيمها. مشكلتي مع منطق الإقرار بأخطاء الماضي في مسيرة سلسلة حكومات متعاقبة أنه غير متلازم بعد مع ابلاغ الشعب بتفاصيل هذه الأخطاء ويتم إستخدامه دعائيا وشعبويا فقط دون تكريس المساءلة. والمشكلة الأهم أن الشعب اليوم مطلوب منه حصريا تحمل كلفة ونتائج الأخطاء التي تعترف فيها رموز الإدارة وبدون مساءلات او محاكمات أو حتى مشاريع عامة للإنصاف والمصالحة حتى لا تتكرر الأخطاء. الدسم عمليا في الإعتراف الرابع العلني ايضا اليوم أولا بإستحالة إنجاز إصلاح إقتصادي وضريبي بدون «إصلاح سياسي». وثانيا أن الحاجة إضطرارية اليوم وملحة جدا ومن باب «البقاء «هذه المرة وليس في باب «الترف» لانتخابات غير مزورة ولم يعبث بها مماثلة لتجربة عام 1989. تلك بتقديري الشخصي «أم الاعترافات» بحيث أوصلت منهجية العبث بقانون الانتخاب وسلطة البرلمان وصناديق الإقتراع في المحصلة البلاد برمتها للوضع المأزوم الحالي حيث مصداقية معدومة في العلاقة بين الدولة والشعب وحلفاء في الخارج يتركون الأردن وحيدا في مضمار عاصفة الاستحقاق السياسي والاقتصادي. تسقط هنا تماما النظرية التي تقول إن «الدولة» لا تحتاج لشعبها ويكفي أن تقيم حساباتها وفقا للمعسكر الأمريكي والإسرائيلي والسعودي فقط فمن ينقلبون على الأردن وقيادته اليوم هم حصريا هؤلاء الشركاء الذين تم إنكار الشعب وتجاهله عشرات المرات من أجل سواد عيونهم ومن باب الرهان فقط على «الدعم الخارجي» وتجاهل الداخلي. بإختصار لابد من تقديم شهادة في النمو المدهش والسريع لحالة التشخيص الوطني الأردنية التي تمارس لأول مرة حالة تقييم صادقة يمارسها مستشارون ومسؤولون من «علبة مختلفة» وحساباتهم ليست شخصية بقدر ما هي تسعى لممارسة التقييم الصادق من باب «الولاء الحقيقي». هي إقرارات مدهشة سياسيا ووطنيا حتى اللحظة. لكنها ستسحب مجددا ما تبقى من رصيد النظام لو كانت «متذاكية» او متعلقة بظرف اقتصادي واقليمي فقط أو تكتيكية ومرحلية. نحذر بأعلى صوت من المراوغة والتفليم والتضليل هنا فاللعبة اختلفت قواعدها وأصبحت خطرة جدا وعلى الجميع. ٭ إعلامي أردني من أسرة «القدس العربي» الأردن: «دولة» تعترف بالأخطاء… ماذا بعد؟ بسام البدارين |
هل ستصيب «لعنة المرزوقي» الحلف الإماراتي المصري؟ Posted: 25 Sep 2018 02:15 PM PDT لعلكم سمعتم وقرأتم في السابق قصصا كثيرة عما يسمى بلعنة الفراعنة، ولكن هل سمعتم وقرأتم بالمقابل شيئا يدعى لعنة الإخوان أو لعنة تركيا؟ إن لم يحصل لكم ذلك بعد فاعلموا أن الأمر يتعلق بابتكار لغوي جديد للحلف الإماراتي المصري، الذي لم يعد له من هاجس آخر بعد كل الدمار والخراب الذي ألحقته تصرفاته الرعناء في المشرق والمغرب سوى اللعب على حبل الكلمات، وانتظار حصول حدث عابر لتلقفه على عجل وتقديمه على أنه الدليل العملي الثابت على المصير المظلم الذي ينتظر أي شخص أو بلد قد تسول له نفسه الأمارة بالسوء أن يقف وبأي شكل كان في وجه التيار الرسمي، أو يخرج عما رسمه من حدود وضوابط. وليس مهما أو فارقا في مثل ذلك الحدث أن تكون الضحية الافتراضية فيه دولة شقيقة أو زعيما سياسيا أو مفكرا أو خطيبا أو كاتبا أو داعية إسلاميا. فالحلف الإماراتي المصري العظيم قد تزلزله وتهزه مجرد كلمة واحدة تخرج من فم فرد أعزل وتجعله يستنفر كل طاقاته وأجهزته وقواه العسكرية وغير العسكرية للرد على ما يراه تهديدا صارخا لأمنه واستقراره، قد يفوق أي تهديد آخر قد يصدر عن جهة معادية له بالفعل. وهنا سوف لن يكون مستغربا أبدا أن يكون شخص مثل الرئيس التونسي السابق أو المؤقت، كما كان يحلو للإعلام المحلي وصفه، مستثنى من تلك القاعدة أو بعيدا وبمنأى عن مرمى مثل تلك الضربات اللفظية الانتقامية للحلف. فهو رسميا وعمليا لايزال رغم أنه خارج السلطة العدو الأول للنظامين اللذين لم يغفرا له مواقفه وتصريحاته وكتاباته، لا خلال فترة حكمه القصيرة ولا بعدها. أما المستجد الذي طرأ فهو أنه أي الرئيس السابق صار يشعر اليوم بحالة من الخذلان والمرارة الشديدة، لقد تركه وانفض من حوله من كان يعدهم أقرب المقربين منه وتركوه وحيدا يصارع أمواج الثورة المضادة التي اكتسحت تونس، ليعلنوا انسحابا جماعيا من حزبه. وذلك بالطبع يكفي وزيادة حتى يبعث في الجانب الآخر قدرا من الغبطة والنشوة بالفوز بالتحطيم المعنوي وربما السياسي أيضا، لما قد يمثل قامة أو رمزا من رموز الثورات العربية المعاصرة، والشماتة بالضربة الداخلية الموجعة التي لحقته. ورغم انه لم يعرف بعد إن كان المنصف المرزوقي قد اطلع مسبقا على بيان الاستقالة الذي وقعه ثمانون عضوا ممن قدموا كقيادات في حزب الحراك الذي أسسه فور هزيمته في الانتخابات الرئاسية الاخيرة، ونشرته معظم الصحف التونسية؟ أم أنه قرأه فقط مثل باقي التونسيين الأربعاء الماضي. فإنه كان واضحا في كلتا الحالتين من ردة فعله الأولى على تلك الخطوة، التي وصفتها أكثر من صحيفة تونسية بالزلزال السياسي الذي ضرب حزب المرزوقي، انه يحاول الظهور متماسكا أمام ما قد يعتبرها طعنة في الظهر. لقد كتب على صفحته على فيسبوك بعد يومين من زوبعة الاستقالات، رسائل شكر للمغادرين يتمنى لهم فيها التوفيق وللباقين والملتحقين المقبلين بحزبه على «تمسكهم بالحلم الكبير وقدرتنا جميعا على جعله واقع الغد» كما قال. كما لم ينس أن يشكر بالمناسبة ذاتها كل من» يؤسفهم أو يقلقهم ما يبدو صخبا وفوضى داخل الحراك (حزبه) وأيضا داخل عدد من الاحزاب وداخل النظام نفسه وداخل كثير من العقول والقلوب»، ويشكر بالاخير و»بالخصوص كل من يرفضون الإحباط، وفي أصعب الظروف يواصلون في صمت هدم الجبل الدي يسد الطريق أمام تونس ولو بالاظافر». ولكن أي معنى كان من وراء شكر من تركوا المرزوقي في المنعرج الأخير قبل بدء سباق الرئاسيات المفترض العام المقبل؟ لعله ببساطة لم يكن يقدر أن الظرف مناسب الآن حتى يفتح جبهات جديدة ويوسع لائحة خصومه الداخليين، ولعله يرغب أيضا بالتقليل من خسائره للحد الادنى الممكن، وان يحافظ على ثقة من بقي وفيا لطروحاته وأفكاره، ولعله لا يرغب كذلك بخوض حرب وهمية مع طواحين الهواء، بعد أن شدد المنسحبون في أكثر من مناسبة على ان خلافهم الوحيد معه كان خلافا سياسيا بحتا، وأنهم يكنون له كل التقدير والاحترام ولا يرغبون بالانسياق وراء حملات التهجم المجاني عليه. إنه يدرك جيدا أن صوت الفرقعة الإعلامية التي صاحبت إعلان تلك الاستقالة الجماعية أقوى من صوت الفرقعة التي حصلت داخل حزبه بالفعل. وربما كان من الطبيعي أن ينتهز خصومه الداخليون الفرصة ليروا في ذلك حجة ساطعة على عزلته أو مؤشرا على فشله الانتخابي المسبق. ولكن ما الذي يعطي شأنا حزبيا داخليا زخما خارجيا ويجعله يتحول بسرعة البرق الى فصل آخر من فصول صراع المحاورالإقليمية؟ إن الجميع يعلم جيدا أن حزب الحراك الذي أسس قبل اربع سنوات فقط ليس من الأحزاب الكبرى في تونس، وهو لا يملك تمددا أو انتشارا أو قاعدة انتخابية واسعة تسمح له بأن يتصدر المشهد البرلماني أو السياسي. لقد ارتبط الحزب في أذهان التونسيين فقط بشخص مؤسسه، ولم يسمع معظمهم أن هناك أدبيات أو برامج أو حتى قرارات ومواقف خارج تلك التي كانت تصدر عن الدكتور المرزوقي مباشرة، أو من خلال صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي. وحتى قيادات الحزب كانت تعي جيدا أن الحزب هو المرزوقي والمرزوقي هو الحزب منذ اللحظة الاولى للتأسيس. ولأجل ذلك لم يكن مثل ذلك الوضع المختل وغير الطبيعي هو الدافع الاول والوحيد لتلك الاستقالات، بل ربما كانت حسابات الربح والخسارة السياسية هي المحرك الاساسي للعملية، عكس ما لمحت له بعض المصادر من أن الموقف من الاخوان أو من تركيا أو أي جهة اخرى كان وراء تلك القطيعة. والسبب ان المرزوقي لم يغير مواقفه التي عرف بها في فترة حكمه، ولم يتراجع بالخصوص عن مطالبته بإطلاق سراح الرئيس محمد مرسي، الذي لايزال يعتبره الرئيس الشرعي وباقي السجناء السياسيين في مصر، أو عن التنبيه للدور الخطير الذي تلعبه الامارات في إجهاض الثورات وهو ما يجعل كل ما ردده الإعلام المصري والإماراتي في الايام الاخيرة عن أن ما حصل للمرزوقي كان عبارة عن انتقام إلهي أو إصابة بلعنة للاخوان أو تركيا، نوعا من الشعوذة لا اكثر ولا أقل. وهنا لم يكن وصف اعلاميين مصريين للرئيس التونسي السابق قبل ايام فقط من تلك الاستقالات بالمعتوه والارهابي والاخواني، لمجرد أنه دعا الى تحرك واسع ضد الاحكام القضائية الجائرة الأخيرة في حق الإخوان المسلمين، سوى مقدمة لحملة الشماتة المصرية والاماراتية، في ما لحق حزبه من تصدع داخلي. ولئن كان معروفا ان العبرة تبقى دوما بالخواتيم فلا احد باستطاعته ان يجزم بأن السحر لن ينقلب سريعا على الساحر، وأن العالم لن يسمع في القريب عن تفتت التحالف الاماراتي المصري، ربما بعد ان يثبت بعض المحللين البارعين ان ذلك حصل جراء اصابته بما قد تعرف لاحقا بلعنة المرزوقي! كاتب وصحافي من تونس هل ستصيب «لعنة المرزوقي» الحلف الإماراتي المصري؟ نزار بولحية |
عودة الكرد إلى بغداد Posted: 25 Sep 2018 02:15 PM PDT مرّ عام على استفتاء انفصال كردستان العراق الذي تم في 25 سبتمبر/أيلول 2017 ، والذي عد بمثابة زلزال مدمر لكردستان سياسيا واقتصاديا، إذ وصلت العلاقات بين بغداد وأربيل حينها إلى مديات غير مسبوقة من التوتر. ثم جاءت إعادة انتشار الجيش العراقي وإعادة سيطرته على المناطق المتنازع عليها، وأهمها مدينة كركوك في شهر اكتوبر/تشرين الأول اللاحق لتمثل ضربة قاسية قضت على حلم الاستقلال الكردي، وقد تبع ذلك تزايد التوتر بين الحزبين الكبيرين في كردستان، الذي قاد إلى شبه تقسيم للإقليم إلى شطرين، الأول يسيطر عليه حزب الاتحاد الوطني الكردستاني وعاصمته السليمانية، والثاني يسيطر عليه الحزب الديمقراطي الكردستاني وعاصمته أربيل، ما يعني العودة إلى حقبة الحكومتين في الإقليم. ان انتخاب رئيس الجمهورية الجديد وفق معطيات انتخابات 2018 بدا ذا نكهة مختلفة هذه المرة، فقد تعودنا سابقا على أن البيوت الثلاثة (الشيعية والسنية والكردية) تتفق داخليا لتفرز مرشحيها للمناصب المتنافس عليها، وهذا ما كان يتم أولا، لتتم بعد ذلك جولات المفاوضات، بحيث يولد الاتفاق النهائي كحزمة معطيات تم التوافق عليها بين الفرقاء السياسيين، وتضم رئيس البرلمان ثم رئيس الجمهورية واخيرا رئيس الوزراء. وكان الكرد يلعبون عادة دور بيضة القبان ويضغطون على السنة لتمرير مطالبهم، مقابل الموافقة على مرشح رئاسة البرلمان، وكذلك على الشيعة لتمرير الموافقة على مرشحهم لرئاسة الوزراء، ونتذكر جيدا قبل ثماني سنوات الدور الذي لعبته أربيل، ومسعود بارزاني تحديدا، في تشكيل حكومة 2010 التي شهدت ما عرف حينها بأزمة الكتلة الأكبر. كما أن الدورات الانتخابية السابقة كانت الاتفاقات الكردية الداخلية فيها أكثر وضوحا، والموقف الكردي رغم الخلافات والصراعات الداخلية، أكثر تماسكا تجاه بغداد. لكن هذه الانتخابات شهدت تفكك الكتلة الكردستانية وتشظيها، وبالتالي خوض انتخابات البرلمان الاتحادي بعدة قوائم كردية، ومن جانب آخر كانت حالة الإقليم محكومة بعرف غير مكتوب يحكم توزيع المناصب بين الحزبين الكرديين الكبيرين، مفاده أن رئاسة الجمهورية الاتحادية تكون من حصة الاتحاد الوطني الكردستاني، وقد شغل المنصب جلال طالباني لدورتين، ثم فؤاد معصوم في الدورة الثالثة، مقابل أن تكون رئاسة الإقليم من حصة الديمقراطي الكردستاني وقد شغل مسعود بارزاني هذا المنصب لثلاث دورات طوال المدة الماضية، رافضا التنازل عن المنصب متمسكا بكرسي الرئاسة مع كل الويلات التي أصابت الإقليم، وقد مثل فشل استفتاء الاستقلال الضربة القاصمة التي وجهت لرئاسة إقليم كردستان، عندها غادر بارزاني منصبه، لكنه أغلق الباب على كرسي الرئاسة عبر آلية غريبة أسماها تعليق منصب رئيس الإقليم، بدون أن يعلم أحد الماهية القانونية لهذا الإجراء. أما رئاسة وزراء الإقليم التي وحدت أغلب وزارات حكومتي السليمانية وأربيل فكان يتم التناوب عليها كل أربع سنوات بين الحزبين الكبيرين. لكن ظهور لاعبين جدد اقوياء على الساحة الكردية مثل، حركة «التغيير» التي انشقت عن الاتحاد الوطني، وتكتل بعض الأحزاب الصغيرة معها، جعل الأحزاب القديمة أمام تحد ومنافسة حقيقية، لذا فاز ممثل حركة «التغيير» في الدورة الأخيرة في برلمان الاقليم برئاسة البرلمان، لكن سرعان ما ضاق بذلك رئيس الاقليم، فقام بإغلاق البرلمان وطرد رئيسه من أربيل هو وكتلته الانتخابية، لتصاب الحياة السياسية في الإقليم بالشلل لمدة عامين. على خلفية هذه الأزمات والصراعات يأتي اليوم الكرد، الذين مرت علاقاتهم ببغداد في السنة الماضية بأسوأ فتراتها منذ 2003 عادوا إلى بغداد وهم يطالبون بحصتهم في المناصب الحكومية الاتحادية، وعلى رأسها منصب رئيس الجمهورية، لكن هذه المرة هنالك أكثر من مرشح كردي يتنافس على المنصب، وواقع الحال يدفعنا للتمحيص في هذه الترشيحات. المرشح الأول الذي يبدو انه يحظى بالفرصة الأكبر للفوز بمنصب رئيس الجمهورية حتى الان هو برهم صالح، السياسي الكردي الذي انشق قبل عام تقريبا عن حزبه الأصلي حزب الاتحاد الوطني الكردستاني وشكل حزبه الجديد «التحالف من أجل الديمقراطية والعدالة» والقائم على سلخ جزء من كوادر الاتحاد. وابتدأ حينها برهم صالح حربا شعواء من التصريحات والاتهامات الموجهة للاتحاد الوطني الكردستاني، متهما زملاءه في القيادة السابقة بالفساد وتحويل الحزب إلى إقطاعية عائلية. وقد صرح قبل شهرين فقط قائلا «الاتحاد الوطني حزب فاسد، نشر الظلم في الإقليم، لقد عرضوا علي منصب رئاسة الجمهورية وقد رفضت ذلك، لأنني لن اتخلى عن احترامي لنفسي أمام شعبي في سبيل ذلك». خاض برهم صالح الانتخابات الاتحادية بقائمة مستقلة عن الاتحاد الوطني الكردستاني، مؤتلفا مع بعض الاحزاب الصغيرة وشعاره الإصلاح ومحاسبة الفاسدين، ليحصل على مقعدين في البرلمان العراقي. لكن يبدو أن المعطيات تغيرت عما كانت عليه في شهر مايو/أيار الماضي. فبعد جولة مباحثات قادها المبعوث الأمريكي الخاص في بغداد بريت ماكغورك للضغط على الكرد لترشيح برهم صالح لرئاسة الجمهورية، جاءت النتيجة موافقة قيادة الاتحاد الوطني على ذلك، بشرط عودة برهم صالح إلى الاتحاد الوطني وانسحابه من حزبه الجديد، الذي قد يتفتت نتيجة ذلك. وهذا ما تم فعلا وتبع ذلك الإعلان رسميا عن برهم صالح مرشحا من قبل الاتحاد الوطني الكردستاني لرئاسة الجمهورية الذي هو حق لهذا الحزب، بحسب ما جاء في تصريح الاتحاد الوطني الكردستاني. أصبح موقف برهم صالح في الساحة الكردية اليوم، كما وصفه الكاتب الصحافي الكردي سامان نوح بقوله «يمكننا تمييز فريقين من المنزعجين من ترشيح برهم صالح لرئاسة الجمهورية اليوم، وكلاهما يهاجمانه بشدة في الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، الفريق الأول هم أنصار الحزب الديمقراطي الكردستاني، وهم منزعجون لأن عودة صالح للاتحاد الوطني يقوي وضع الاتحاد الوطني نسبيا، وهم يأملون بفوز مرشحهم بالمنصب، لذا يتهمون صالح بأنه خائن وانتهازي وغير مؤهل للمنصب. أما الفريق الثاني فهم جزء من حزب برهم صالح «التحالف من أجل الديمقراطية والعدالة» الذين يعتقدون أن صالح خانهم وأخلف وعوده لهم وشعاراته التي صدعهم بها من أجل الحصول على منصب رئيس الجمهورية». لكن من ناحية أخرى صرح النائب السابق عن محافظة نينوى عبد الرحمن اللويزي للصحافة يوم السبت 22 سبتمبر قائلا «الولايات المتحدة خسرت جولة اختيار رئيس البرلمان، وحاولت تدارك الأمر من خلال دعم ترشيح برهم صالح لمنصب رئيس الجمهورية، كون صالح كان ممثل الاتحاد الوطني الكردستاني في الولايات المتحدة في التسعينيات، ويعد شخصا قريباً ومفضلاً لدى الولايات المتحدة». وأضاف موضحاً «عودة صالح للاتحاد الوطني سيضمن قربه من إيران أيضاً، كون الاتحاد الوطني الكردستاني تربطه علاقات تاريخية مع إيران». وبعد زيارة رئيس وزراء الإقليم نيجرفان بارزاني لبغداد والنجف يوم السبت 22 سبتمبر وبعد جولة مفاوضات مع الساسة العرب، أعلن الحزب الديمقراطي الكردستاني يوم الأحد 23 سبتمبرعن تمسكه بمنصب رئيس الجمهورية، وطرح مرشحه للمنصب الدكتور فؤاد حسين، وهو كردي فيلي من مدينة خانقين، وعضو سابق في جمعية كادحي كردستان، وعمل رئيسا لديوان رئاسة إقليم كردستان. وذكر المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني، في بيانه إن مطالبته بمنصب رئيس الجمهورية «ليست من باب التنافس على المناصب، والماضي يشهد لنا بأننا لم نطلب المناصب يوماً». وبّين أنه يقصد من وراء هذه الخطوة؛ «أن نعمل بمساعدة الجميع على أن يكون لهذا المنصب من الآن فصاعداً دور وأثر أكبر، وأن يكون حامياً لمصالح كردستان وينفع شعبنا، لا أن يكون منصباً لا له دور ولا منه نفع». على الضد من هذا التوجه ترشحت وللمرة الأولى في تاريخ العراق سيدة لمنصب رئاسة الجمهورية، فقد ترشحت رسميا السياسية الكردية والنائبة السابقة في البرلمان العراقي السيدة سروة عبد الواحد، التي يشار إلى أن لديها العديد من المواقف السياسية الصارمة إزاء الأوضاع السياسية، خاصة ما يخص إقليم كردستان، إذ كانت قد أعلنت عن موقفها الصريح برفضها استفتاء الاستقلال لإقليم كردستان عن العراق، الذي جرى في سبتمبر من العام الماضي، ما يعني توجهها العراقي الواضح. كما ترشح سردار عبد الله السياسي الكردي والنائب عن حركة «التغيير» إلى منصب رئيس الجمهورية، لكنه تقدم للمنصب كمرشح مستقل. فكيف سيتم حسم الصراع على مقعد رئيس الجمهورية؟ وهل هناك صفقات غير معلنة في هذا الشأن؟ هذا ما سنعرفه قريبا. كاتب عراقي عودة الكرد إلى بغداد صادق الطائي |
ما بعد الواقعية في العلاقات الدولية Posted: 25 Sep 2018 02:14 PM PDT لنقاد الأدب عبارة شائعة تقول إن النصوص الاستثنائية تحتاج بالضرورة لنقد استثنائي. ربما يمكننا استعارة هذه العبارة ونقلها لعالم العلاقات الدولية، بحيث نقول إن الأوضاع الاستثنائية تحتاج هي الأخرى لتحليل وتنظير استثنائي. هذه القناعة تزداد لدينا يوماً بعد يوم، حيث يتبين لنا بشكل لا يدع مجالاً للشك، أن النظريات التقليدية والآليات الكلاسيكية في الاستنباط والتحليل، على ما كان فيها من إبداع، ما عادت مواكبة للتطورات السياسية المتسارعة في عالم اليوم. جعل هذا المتمسكين بهذه التقعيدات الأكاديمية يبدون أشبه بمن يتحدث لغة فصيحة عالية وسط مجتمع من العامة ذوي التعليم المحدود فتظل لغته سليمة، لكن فاشلة في تحقيق هدفها المطلوب، وهو النجاح في التواصل وإيصال الرسائل. هكذا يبدو حال من حبس نفسه داخل الصناديق الضيقة للنظريات الحاكمة للعلاقات الدولية، كالواقعية بتطوراتها المختلفة أو البنائية أو المعيارية أو غيرها. يجب أن لا يفهم كل هذا على أنه دعوة لتجاهل هذه المدارس، فلا شك أنه أمر جيد أن نطلع على هذه الأدبيات المؤسسة لعلم العلاقات الدولية، بشرط أن يكون ذلك على سبيل الإفادة والبناء عليها، لا الاكتفاء بها. عالم اليوم مختلف ومخالف لما كان عليه حاله قبل عدة عقود، وليس النظام الدولي الحالي هو ذاته الذي نشأ بعد حالة الاستقرار النسبي التي تلت الحروب العالمية، ولا هو ذلك العالم الذي تحكمت فيه حرب باردة بين معسكرين. في الوقت ذاته هو ليس ذلك العالم الذي أصبحت فيه الولايات المتحدة قوة وحيدة بعد انهيار منافستها الشيوعية. هذا هو ما نعنيه بقولنا إننا نعيش في عالم عابر للمدارس الأكاديمية والتعريفات، ففي حين يجادل البعض أن وصفه بأنه عالم القطب الواحد غير دقيق، نجد من الجهة المقابلة كثيراً مما يدل على أن تعبير «الثنائية» أو «التعددية القطبية» لا يخلو من مبالغة، خاصة في ظل ما يظهر من تحكم أمريكي شبه كامل في القرار الدولي وفي آليات الثواب والعقاب الأممية. على الأطر الإقليمية أن تتغير كذلك كثير من الثوابت، فلم يعد الأصدقاء هم الأصدقاء ولا الأعداء التقليديون هم الأعداء، وفي كثير من الأحيان تصبح العلاقات رمادية، يتآمر فيها الحلفاء الذين تجمعهم الكثير من الروابط على بعضهم بعضا، في حين نكتشف أحياناً أن بعض من كنا نظن أنهم أعداء لا نقاط التقاء بينهم لم يكونوا في الواقع على هذه الصورة، بل كانت بينهم قنوات تواصل أكبر بكثير مما كنا نظن. بشكل عام فإننا لا نعيش بأي حال عصر الثبات المفاهيمي بحيث ينتهي التاريخ وتتوج الديمقراطية والقيم الليبرالية كخيار نهائي للشعوب، كما كانت تبشر بعض الأدبيات الغربية، بل نعيش عصراً تبدو فيه الخريطة السياسية والأخلاقية العالمية وكأنها تتراجع عدة قرون للوراء، حيث يظهر من جديد العنف الديني والتيارات الأصولية، وممارسات امتهان حقوق الإنسان، ويمكن لنظرة خاطفة على الخريطة أن تنبئنا بحجم المساحة التي تشغلها أنظمة الانقلابات العسكرية والاستبداد. الديمقراطية تتعرض للتشكيك اليوم أكثر من أي وقت مضى، وفي أكثر من مكان حول العالم، بل قد وصل الحال حد الخروج للمطالبة بعودة النظام ما قبل الديمقراطي، كما فعلت بعض الشعوب التي رأت أنها قد طبقت الديمقراطية نظرياً لكن ذلك لم يحقق لا التعددية المطلوبة ولا الازدهار المتوقع. هذه الانتكاسات لا تتعلق فقط بدول العالم الثالث، بل تمتد آثارها حتى تخوم «العالم الأول» الذي شغل نفسه لعقود بالدعوة والترويج لما كان يعتبرها قيماً عالمية، قبل أن ترتد دوله، أو معظمها، بحجة حماية الأمن القومي أو الهوية، لتراهن من جديد على الشعبوية، ولتعيد غلق حدود تميزت على مدى زمن طويل بأنها كانت بلا حواجز. تسود النظرية الواقعية في عالم اليوم، وهي النظرية التي تزعم أنها ترى العالم على ما هو عليه بدون تجميل، أو محاولة للتغيير. بحسب هذه النظرية فإننا نعيش في عالم يخوض صراعاً غير نهائي يكون فيه البقاء للأقوى، ليس الأقوى أخلاقياً، ولكن الأقوى بحسب معايير القوة المادية. قد لا يكون كثير من السياسيين قد تبحروا في علم العلاقات الدولية، أو قد لا يكونون مدركين بشكل كافٍ لحقيقة كونهم جزءاً من هذه النظرية، ولكنهم وباستسلامهم الطوعي للقوى الأكبر وبتغليب ما يرونه من مصالح ضيقة على مبادئ كبيرة وأساسية مثل، كرامة الإنسان ونصرة الضعيف ومساندة الأشقاء، إنما يكونون قد تحولوا مع الزمن إلى ترس من تروس الواقعية، وتتعاظم المفارقة إذا كان هؤلاء الفاعلون ممن يدعون أنهم بصدد تغيير النظام العالمي وإعادة تعريف علاقاته، في ما هم في الواقع جزء أصيل منه. لم تسد الواقعية في عالم السياسة فقط، بل وصلت حتى عالم الفن والأدب ليرى أصحابها أن الحقيقة تقتضي أن لا يكون النصر للبطل بمفهومه الكلاسيكي المثالي، بل قد تنتهي الحبكة بانتصار الأشرار، أو قد يظهر العمل الروائي أو الفني بطلاً، لكنه ليس البطل الذي يقدم لنا رسائل أخلاقية تشجع على تقليده، ولكنه بطل قد يكون مجرماً أو بلطجياً أو حشاشاً بعلاقات نسائية متعددة (الأعمال الدرامية العربية الأخيرة)، وذلك بحجة التماس مع الواقع ونقل صورته الأمينة، مع تجاهل لحقيقة أن الواقع ليس واحداً وأن مهمة العمل الفني، تماماً كما هي مهمة المنظر السياسي، ليست هي تصوير حالاته الشاذة كحالة وحيدة لا بديل عنها، وإنما الارتقاء بالواقع الإنساني. إن إعلان الإيمان بالواقعية بشكلها الجاف محرج جداً في عالم العلاقات الدولية، ليس فقط بالنسبة للدول الأضعف التي سوف يصعب عليها الاعتراف بضعف مكانتها على الساحة الجيوسياسية، ولكن حتى بالنسبة للدول الكبرى التي ستحاول إظهار أنها إنما تتبنى رؤية مثالية تتساوى فيها الدول والشعوب، ولا يكون فيها أي فضل لأحد على أحد إلا بمعايير الالتزام بالديمقراطية وقيم الحقوق الإنسانية. ما نعرفه جميعاً هو أن الأمر لا يتجاوز حيّز التظاهر، فليس جميع حلفاء الغرب من الديمقراطيين، بل كثيراً ما تمتعت الدول الغربية بعلاقات حميمة مع أكثر الأنظمة تجبراً وفساداً. على المسرح العالمي هناك مجلس أممي للأمن متاح العضوية للجميع، لكن خمسة أعضاء فيه فقط يسيطرون عليه بلا سبب منطقي، سوى مصادفة تاريخية حدثت مع التأسيس. هناك أيضاً كثير من المنظمات العاملة في مجال الثقافة والخدمات الإنسانية وغيرها، وهي مفتوحة لمشاركة أممية «نظرية» متساوية، إلا أنها أيضاً تخضع للسيطرة، ما يجعل الخروج بأي قرار على غير رغبة دول المركز، خاصة تلك التي تقدم التمويل الأكبر، غير مطروح، أو يؤدي إلى انتكاسة لا يمكن تلافيها على صعيد عمل المنظمة بشكل عام (اليونسكو والأونروا نموذجاً). يمكننا أن نستسلم طوعاً أو كرهاً للواقعية كحقيقة حاكمة، لكن باستطاعتنا أن نفعل ما هو أكثر إيجابية من مجرد السكون وترك الحال على ما هو عليه. يمكننا أن نعمل على بحث أسباب القوة، أو المزيد من القوة، إن كنا نملك بعضاً منها، فهذا هو أهم سبل الانتقال من خانة المتفرجين أو المشجعين للعبة الدولية إلى خانة اللاعبين المؤثرين. كاتب سوداني ما بعد الواقعية في العلاقات الدولية د. مدى الفاتح |
صِدام المستقبل Posted: 25 Sep 2018 02:14 PM PDT احتضنت أكاديمية المملكة المغربية لقاء بتاريخ 18 سبتمبر/أيلول الحالي حول معالم العالم الجديد، بمحاضرة ألقاها الخبير الفرنسي تيري مونتريبال، رئيس المركز الفرنسي للعلاقات الدولية، من أوائل مراكز البحث الفرنسي الرصينة التي طبقت شهرتها الآفاق في فرنسا وخارجها، اختار لها عنوان «صِدام المستقبل». مونتريبال باحث مشهود له بالمعرفة، وكذلك بكثافة شبكة علاقاته العامة الواسعة، مع أصحاب القرار وأصحاب الرأي. والمعهد الذي يُشرف عليه من الهيئات التي يُستمع لها من لدن أصحاب القرار، لذلك لم تكن محاضرته أمرا عاديا، في مؤسسة مغربية رسمية، أخذت تخرج من الإطار التقليدي للأكاديميات، والثقافة المحافظة التي تطبعها، لتطرح قضايا آنية، مرتبطة بتحديد مفهوم الحداثة، وتستضيف من أجل ذلك ثلة من خيرة مثقفي المغرب والعالم العربي للنقاش بشأنها وتحديد مواصفاتها، وتضع على طاولة التشريح والدرس التوجهات الجديدة للدبلوماسية المغربية، وتجعل الأندلس وما ترمز له أحد مواضيعها، وتفكر في معالم العالم الجديد. خرجت الأكاديمية عن المعتاد، من خلال التفكير في عالم الغد، واستضافت من أجل ذلك باحثا وازنا. لم يأت مونتريبال لكي يزجي حقائق عامة، ولكن لكي يدق ناقوس الخطر لمعالم عالم ينتظم خارج الغرب، وضرورة الوقوف ضد المخاطر التي قد تلوح جراء هذا التحول المرتقب، أو ما أسماه بصراع المستقبل. لم يعد سرد العالم شأنا غربيا. عنّ فاعل جديد يزاحم الغرب وقد يزيحه من سؤدده، ولا يتحرج مونتريبال من نعته بالخطر، وهو الصين. يحدد المحاضر زمنا وهو سنة 2049، وهو التاريخ الذي جعلته القيادة الصينية أفقا كي تصبح القوة الاقتصادية العالمية الأولى، والذي يصادف الذكرى المئوية على استلام الحزب الشيوعي السلطة في الصين الشعبية. تاريخ يرمز إلى تحول وتحد للغرب. ثم يشخص المحاضر حالة الغرب، بداية من أمريكا، التي استأثرت بوضع الأحادية القطبية بعد سقوط حائط برلين. انتقد المحاضر السياسة الأمريكية، التي هي، حسب الخبير الفرنسي، لا تخدم الغرب، ولا أمريكا على المدى الطويل. لا يقف كثيرا عند ظاهرة ترامب، التي لا ترجع إلى الصدفة، ذلك أنه لو لم يكن ترامب لأوجدت الظروف قائدا آخر ينتهج سياسة ترامب. ليس ترامب إلا تعبيرُ الأمريكيين عن القلق حيال المستقبل، وليس بمستعبد، حسب المحاضر، أن يعاد ترشيحه لولاية ثانية. كبرى أخطاء أمريكا، بل الغرب كانت حيال روسيا، إذ راكمت الولايات المتحدة سلسلة من الأخطاء التي أهانت بها الدب الروسي.. واعتبر المحاضر أن قبول انضمام كل من جورجيا وأوكرانيا في الحلف الأطلسي، أثار حفيظة الدب الروسي ودفع به إلى أحضان الصين. ولا ينصح المحاضر بالتشنج أو الصرامة حيال روسيا، ذلك أن الصين تشكل تهديدا على روسيا كذلك، خاصة على سيبيريا التي لا تضم إلا 30 مليون نسمة، أمام الكثافة الديمغرافية للصين. المسرح الجديد للعمليات الذي تترجم فيه الصين نفوذها أو سؤددها، هو إفريقيا، وهو ما يشكل تهديدا صارخا للغرب وبالأخص لفرنسا، من خلال تقديم قروض، تمارس من خلالها ضغوطا على الدول الإفريقية، كما لو أن المحاضر يُذكّر بسياسة الغرب حيال الشرق، حين تم إغراقه بالديون في القرن التاسع عشر (مصر، الباب العالي، المغرب). والصين هي كذلك الدياسبورا الصينية، أو الجالية الصينية في الغرب، التي تشكل قوة اقتصادية ومالية قوية، منبثة داخل الغرب، ومرتبطة بالصين. ويختتم بالقول أن ليس هناك قوة يمكن أن تثبت أمام «انجراف» الغرب، سوى أوروبا. كل هذا معلوم، والطريف في تحليل الباحث، هو تعويله على شمال إفريقيا، قاطبة التي ترمز للأمل في علاقات متميزة مع أوروبا عبر فرنسا. والجديد، وهو الأمر المثير من لدن عناصر يمينية فرنسية خصّت المغرب بالأولوية، وإلى حد ما تونس، ونأت عن الجزائر، أن المحاضر تحدث عن كتلة يمكن أن تكون حلقة مهمة في ترتيب الأوراق الجديدة. ويشير إلى التوجه الجديد الذي ترمز له «ظاهرة ماكرون» التي تحيل إلى الأمل وعلاقات جديدة مع شمال إفريقيا. نعم فرنسا تغيرت وتتغير، تحت تأثير الأحداث. لم تعد ترنو إلى دور في العالم العربي، حيث تزاحمها كل من الولايات المتحدة، في الخليج ومصر والعراق، ومن ثمة تنأى سياسية فرنسا عن المقاربة الأمريكية، حتى في سوريا، حيث لها منافس شرس، وهو روسيا، وتفضل أن تضع ثقلها في بلاد المغرب أو شمال إفريقيا، أولا لاعتبارات تاريخية، وأخرى جيوستراتيجية، لأنها البوابة لإفريقيا، مما تعتبره فرنسا مجالها المحفوظ. التحليل الذي قدمه الخبير الفرنسي ليس تخرصا، بل يشكل اتجاها عاما في فرنسا، ويتساءل أصحاب الفكر والقرار في الضفة الجنوبية لحوض البحر الأبيض المتوسط، هل نقبل بدور كومبارس، في موضوع التنافس، أم ننتقل لكي نصبح فاعلين؟ ولن نكون كذلك مع حالة التشرذم القائمة، والتوتر المستشري، وانعدام الرؤية. في الأسبوع ذاته كتب علي الإدريسي وهو جامعي من المغرب مقيم بكندا، معبرا عن توجهين متضاربين في البلدان المغاربية، أولا استمرار التنافر على المستوى الرسمي، وثانيا انقشاع التقارب على المستوى الشعبي. فعلى المستوى الرسمي يمكن أن نتوقع حسب الباحث استمرار حالة تشرذم الدول المغاربية، وتعنت سياساتها «الوطنية». أما التقارب فهو يتم من خلال قواسم مشتركة سلبية، وهو استشراء عدم رضا غالبية ساكنة شمال افريقيا على وضعها العام، وقاسم النزوع للهجرة، وقاسم تدهور التعليم العمومي، وقاسم فساد الإدارة، وقاسم فساد الصحة. الخلاصة التي ننتهي إليها، بالنظر إلى التحولات العالمية الكبرى المذهلة، والوضع الجامد بشمال إفريقيا، إلا أنها لن تكون بمنأى عن «صِدام المستقبل»، وستعرف تحولات عميقة تفرضها الديناميات الداخلية، ويدفع لها السياق الدولي. كاتب مغربي صِدام المستقبل حسن اوريد |
حينما يحتفي الشرف بالجريمة Posted: 25 Sep 2018 02:14 PM PDT لا أعرف الشابة (ديانا أبو حسون) ولكني رأيت صورة فتاة، قتلت حديثاً بيد أبيها، وهل من عجب أن تصل ديانا إلى ذروة إعجابها بأبيها وهي تتلقى رصاصته (الشجاعة) في الرأس، لتغدو حكايتها إضافة نوعية على السرديات السورية السوداء عامة، ومأساة المخطوفات والشهيدات بيد تنظيم الدولة في المحافظة منذ أقلّ من شهرين بشكل خاص. لقد خضّت الحادثة محافظة السويداء طولاً وعرضاً، ولاقت من الاستنكار والشجب والإدانة ما يكفي ليموت الجاني ندامة وقهراً لو كان اللوم يقتل، ولكنّ القاتل وبالعكس من ذلك، سينفش ريش العزة كأي ديك أصيل، تغذّى بمخلفات العقل الذكوري المهزوم مادياً ومعنوياً وتخلّق بأخلاقه، ثم وجد من يغذي وهم الكبرياء المطعون بشرفه : (الله يسلم إيديه ..فطست مثل الكلبة ) ولكن المكافأة الكبرى، ستأتيه من القانون السوري في ما يسمى (جريمة الشرف). العقل الاجتماعي القاتل أي شرف هذا الذي يصبغه القانون السوري على المجرم، فيخفف عنه جرمه إلى حدود الحقّ العام، وفي جريمته اعتداء صريح على المجتمع بإعادة تصدير الجريمة إليه وتبريرها أمامه والتشجيع على ارتكابها ؟! وإذا كنت لست ذاهباً إلى تبرئة الفتاة لأثقّل على المجرم جرمه، بل إلى مناقشة العقل الاجتماعي القاتل، والقانون الذي يبيح القتل بذريعة ساقطة أخلاقياً وقانونياً، ولا في نيتي تحرير رقبة المرأة أيّ امرأة أو رجل من المسؤولية، التي هي شرط الحرية الأهم، ولكني في صدد التوزيع الجائر للمسؤولية عن (الشرف) المدّعى وإيكالها للرجل فرداً وللعقل الاجتماعي الذكوري العميق والمتجذر في وعي الجماعة، وهو وعي مأزوم تساهم المرأة في تكريسه وترسيخه، بما يساوي دور الرجل أو ربما يتفوق عليه، إذ ليست قليلة هي الحالات التي حاسبت المرأة امرأة أخرى ( بنتا أو أختاً أو غير ذلك) وذبحتها بفعل الدافع نفسه. وهنا يجب أن ينظر القانون إلى جريمة القتل بوصفها جريمة فردية، تنال العقاب الذي تستحقه، وإخراجها من توصيفها الجرمي المخفف باعتبارها إحدى تجليات العقل الاجتماعي والعرف العام، وإلا فستظل وفقاً لهذه الحالة الاستثنائية خارج قوانين وأنظمة الدولة الحديثة ومستغرقة في العرف القبلي والتقاليد البدوية المتحجرة، والتي لا تكرّس الذكر الفرد معتدياً جنسياً وقضائياً فقط، بل تكرّس هيمنة الذكورة بصفتها الاجتماعية السالبة لحقّ الحياة من المرأة أيضاً، في الوقت الذي قد يفلت فيه المعتدي على المرأة جنسياً أو شريكها من العقاب، ويظلّ جنس الرجال في الخلفية المسؤولة عن محاكمة الحالة وإصدار فتواه حولها، بما فيها تحليل قتل الضحية. وفي هذا المنحى، يأتي هياج الشرف الذئبي للأب، ليقتل ابنة تعتبر طفلة (ستة عشر ربيعاً) رغم أنّ الكثيرين قد أكدوا أنّ ديانا، قد ذهبت إلى السويداء مسافة عشرة كيلو متراً عن بلدة المزرعة، التي تتلقّى تعليمها فيها برفقة زميلة لها، أما الأب المنكود القاتل، فيبدو أنه قد رجح أنها ذهبت مع زميل لها، مما أسقط الحصن الحصين عنّ حقّها بالحياة، واستوجبت الموت بطلقة في الرأس، ليعود الوالد شامخاً إلى سجنه وقد غسل عاره بيده، وتلحق الشابة الغضة الإهاب بمثيلاتها ولكن بلا عرس ودبكة وهياص وخوض بالدم، كما جرى لفتاة سبقتها بسنوات إلى المقبرة. الإرهاب ليس حكرا على تنظيم «الدولة» الحادثة عصفت بالرؤوس ولاكتها الألسن، وارتجفت لها رُكَبُ جيل من الفتيات رأينّ بأم أعينهنّ، أنّ الخطر عليهنّ لم يكن يوماً ولن يكون محصوراً في تنظيم «الدولة»، بل في داعشية اجتماعية، لم تزل مهيمنة في عصر، تتهيأ فيه المرأة السورية للقيام بالمسؤوليات الجسام سواء في إدارة البلاد أو في مشاريع التنمية وإعادة البناء، بعد أن فقدت بلادنا طاقتها الشبابية من الذكور قتلاً وتعذيباً وتهجيراً وعطلاً دائماً، وهنا يسرني أنّ أزف هذا لمن لا يزال يترصد الفتاة، فما أن يتكوّر نهدها وتبدأ بتلمّس أنوثتها، حتى تستيقظ غريزة الوحش المختبئ بداخله، فإن مالت مع النسمة سارع إلى حبسها أو قتلها من دون إذن حتى من ربّه وربّ الفتاة الذي لم يوكّله بمحاسبتها إن أخطأت، إذ «كلّ نفس بما كسبت رهينة» وأولادكم ليسوا لكم أولادكم أبناء الحياة، ثمّ أو ليس السيد المسيح الذي قال قبل أكثر من ألفي عام: «من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر!» من هنا حقّ لنا أن نسأل القاتل بصفته الذئبية: أنسيت كم احتفيت بذكورتك وغلمتك وحُمتَ حول نساء الآخرين وبناتهم قبل ولادة ديانا وبعدها ؟! وماذا لو أنك قتلت..! وإذا كانت جريمة قتل النفس البشرية أكبر وأخطر حالة خروج على الشرف الفعلي، «من قتل نفساً بغير حقّ فكأنما قتل الناس جميعاً، ومن أحياها فكانما أحيا الناس جميعاً» فالمستهجن والمستنكر أن توصف جريمة قتل النفس التي حرّم الله (بالشرف) إذ كيف يقرّ هذا المصطلح الهجين رغم مخالفته لمعايير الشرف الحقيقية وأعراف الدين والدنيا، ومتى يهيأ للمواطن ذكراً كان أو أنثى أن يكون مسؤولاً عن جسده مسؤولية أخلاقية وجمالية ؟. تحرير العقل الذكوري لا شكّ أنّ تكريس هذه الحقوق المدنية، يرتبط ارتباطاً عضوياً بمسألة تكريس حقّ الحياة المقدسة والحرية الفردية، ونظام الحريات العامة، لذا كانت الجريمة العامة والمخففة منها مرتبطة ارتباطاً عضوياً وبنيوياً بنظام الاستبداد والقمع السياسي وحاضنه الاجتماعي، وستكون مهمة التصدّي للجريمة ومنها (جريمة اغتيال الشرف) مرتبطة بالتغيير السياسي الاجتماعي وما يحتاجه من تجديد القوانين وتحديث المتكلس منها. إنّ التصدّي للجريمة وهذه الجرائم بشكل خاص، يعني تحرير العقل الذكوري من مرجعيته البدوية، التي حرّمت على المرأة حقها بالحياة الحرة الكريمة، وهو مهمة التشريعات القانونية أولاً والنخب الثقافية والمجتمع المدني والمنظمات النسائية والجندرية، إذ من المستغرب أن يسبقنا مجلس النواب الأردني بعملية التعديل، رغم التركيبة العشائرية المعروفة كما ليس من المعقول أن يتوافق إيقاع التغيير السوري مع الصومال أو موريتانيا وهي آخر دولة ألغت الرقّ قانوناً ( 1981) وما زالت آثاره في الأعراف والتقاليد، وفي الدوائر القضائية والمحاكم أيضاً. . إنّ بقاء هذا العرف عندنا وإيجاد المبررات ومناصرته، هو بحدّ ذاته فعل لا أخلاقي، لأنه يجدد ارتباطنا بمفاهيم عفنة ويهيئ المناخ الاجتماعي والنفوس لارتكاب مزيد من الجرائم بل ربما التنافس في ارتكابها، بينما يشكل إلغاء العذر المخفف موقفاً أخلاقياً يعزّز قيم الحرية الفردية والكرامة الشخصية وإن الاعتراف بهذا يعني اعترافاً بأهلية الفرد، ليوفق بشكل إيجابي وخلّاق بين الحرية والمسؤولية. كاتب سوري حينما يحتفي الشرف بالجريمة جبر الشوفي |
رحيل الأب الروحي للرواية الكويتية إسماعيل فهد إسماعيل Posted: 25 Sep 2018 02:10 PM PDT رحل فجر يوم الثلاثاء 25/9/ 2018 في الكويت الروائي إسماعيل فهد إسماعيل عن عمر ناهز 78 عاما، بعد أن قدم للمكتبة العربية قائمة طويلة من الإصدارات الأدبية وصل عددها إلى 42 عملا إبداعيا، توزعت ما بين القصة والرواية والنص المسرحي، وقد نعته رابطة الأدباء الكويتيين في حسابها على موقع «تويتر. كانت آخر أعمال الفقيد رواية صدرت مؤخرا حملت عنوان «صندوق أسود آخر» تناول فيها قضية المواطنين الكويتيين الذين يطلق عليهم صفة (البدون) ولعل هذه القضية ليس من السهل على أي كاتب أن يتجرأ ويتصدى لها، نظرا لما تكتسبه من حساسية أمام المشرع الكويتي، وقد تركت بفعل تجاهلها وعدم معالجتها تداعيات عميقة في المجتمع الكويتي، دفع ثمنها أجيال من الآباء والأبناء والأحفاد، من بعد أن حملوا في داخلهم صراعا داخليا يؤرجحهم ما بين شعور بالانتماء إلى البلد الذي ولدوا فيه، وإحساسهم بأنهم مهمشون ولا ينتمون إليه طالما يتم التعامل معهم على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية. ومن المفارقات أن الراحل أطبق جفنيه بعد أن كان يصغي في الليلة التي سبقت رحيله إلى قراءات نقدية لروايته الأخيرة أثناء الاحتفاء ببدء الموسم الثامن للملتقى الثقافي في الكويت، الذي يتولى إدارته الكاتب طالب الرفاعي. في العام الماضي 2017 ترشحت روايته الموسومة «السبيليات» إلى القائمة القصيرة ضمن جائزة البوكر العالمية بنسختها العربية، وهذه الرواية تبدو الأقرب في الكشف عن شخصية الراحل إسماعيل فهد إسماعيل، فمن المعروف أن سيرته الذاتية تشير إلى انه من مواليد مدينة البصرة العراقية عام 1941 وقد انتقل مع عائلته للعيش في الكويت في مرحلة مبكرة من طفولته، فأكمل تعليمه هناك ونال شهادة البكالوريوس في الأدب والنقد من المعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت. قارئ رواية «السبيليات» لن يجد صعوبة في تلمس مساحة الحنين التي كان يحملها في داخله تجاه قرية «السبيليات «، المكان الأول الذي رأى فيه نور الحياة وجمال الطبيعة المطلة على شط العرب، وقد اختفى الكاتب الراحل خلف قناع أم قاسم، الشخصية المحورية لهذه الرواية، التي حملت عنوانا فرعيا «ما لم يرد ذكره من سيرة حياة أم قاسم». وملخص متنها الحكائي يسرد قصة عائلة تعيش في قرية «السبيليات» تقع الى الجنوب من مدينة البصرة العراقية، بسبب الحرب التي نشبت بين العراق وإيران تضطر مرغمة على أن تغادر إلى مدينة النجف، بعد أن تصدر القيادة العسكرية العراقية بيانا ترغم من خلاله جميع سكان القرى القاطنين في القرى والبلدات القريبة من ساحات المعارك، بان يخلوا مساكنهم خلال مدة أقصاها ثلاثة أيام. وأشار بيان القيادة، الذي أذاعته سيارة جيب عسكرية كانت تحمل مكبرا للصوت، إلى أن حالة الاستنفار لن تستغرق أكثر من ثلاثة أشهر ثم تعود الأوضاع إلى ما كانت عليه، لكن وقائع الحرب ومجرياتها تطول وتدخل عامها الثاني ولم تتوقف طبولها عن القرع، فتقرر أم قاسم أن تعود إلى قريتها مع الحمار الذي يحمل اسم «قدم الخير» لأجل أن تنقل رفات زوجها من مدينة الناصرية التي دفن فيها أثناء رحلة نزوحهم. فتعود أم قاسم إلى القرية لتواجه الحرب بما تملكه من عشق للمكان الذي تنتمي له، فتنشأ بينها وبين الجنود العراقيين الذين يرابطون هناك علاقة وثيقة تحمل الكثير من الإشارات حول حقيقة الوشائج التي تربط الإنسان بالمكان الذي يولد فيه، وعن عمق مشاعر الفقدان التي تجتاحه ما أن يبتعد عنه، إضافة إلى التساؤل الجوهري الذي تطرحه الرواية حول جدوى الحرب. لا شك في أن غياب إسماعيل فهد إسماعيل سيترك فراغا كبيرا في المشهد الإبداعي العربي، بعد أن كان واحدا من الأسماء التي تعد على أصابع اليد التي وضعت حجر الأساس في مسارالكتابة السردية في منطقة الخليج العربي. ولا يختلف اثنان من بين النقاد ومؤرخي الأدب على أنه الأب الروحي للرواية في الكويت، حيث أصدر روايته الأولى «كانت السماء زرقاء» عام 1970 وتبعها بروايات أخرى أبرزها: «المستنقعات الضوئية، الحبل، الضفاف الأخرى، ملف الحادثة 67، الشياح، النيل يجري شمالا(البدايات)، النيل يجري شمالا (النواطير)، الطيور والأصدقاء، خطوة في الحلم، النيل الطعم والرائحة، إحداثيات زمن العزلة، الشمس في برج الحوت الحياة وجه آخر، قيد الأشياء، دوائر الاستحالة، ذاكرة الحضور، الأبابيليون، العصف، يحدث أمس بعيدا .. إلى هنا، الكائن الظل، سماء نائية، طيور التاجي في حضرة العنقاء والخل الوفي، الظهور الثاني لابن لعبون، السبيليات» . سبق للكاتب الراحل أن نال جائزة الدولة التشجيعية في مجال الرواية عام 1989 وجائزة الدولة التشجيعية في مجال الدراسات النقدية عام 2002. رحيل الأب الروحي للرواية الكويتية إسماعيل فهد إسماعيل مروان ياسين الدليمي |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق