الجمعية العمومية للأمم المتحدة: المضحك والمبكي وما بينهما! Posted: 26 Sep 2018 02:29 PM PDT اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة هو الجسم الوحيد التابع للمنظمة الأممية الذي تتمثل فيه الدول بشكل متساو فيكون للولايات المتحدة الأمريكية (أقوى وأغنى دول العالم) صوت واحد مثلها مثل أصغر دول العالم سكانا ومساحة كـ (موناكو وناورو وتوفالو وسان مارينو) أو أفقرها كـ (مالاوي أو الكونغو الديمقراطية أو ليبيريا)، وقرارات الجمعية غير ملزمة فالاجتماع هو مكان للنقاش العامّ حيث يقوم زعماء العالم بإلقاء خطبهم حول القضايا التي تهم حكوماتهم، ويعطى كل واحد من الـ193 دولة عضوا في الأمم المتحدة 15 دقيقة للكلام، وهذه العناصر، ربما، هو ما يعطي لهذا الاجتماع الكبير أهمّيته، كما أنه يعطيه بعض لحظاته المؤثرة، سلباً أو إيجابا. إحدى هذه اللحظات المؤثرة في يوم الافتتاح تثير الابتسام والضحك والسخرية، كما حصل حين لم يستطع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقاومة عادته المزعجة بالتفاخر المبالغ فيه حين قال إنه «في أقل من سنتين حققت إدارتي ما لم تحققه أي إدارة أمريكية على مرّ التاريخ»، وهو ما دفع زعماء العالم ووفودها للقهقهة. إحدى اللحظات المثيرة للسخرية على المستوى العربي تمثلت في مشاركة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قمة «نيلسون مانديلا» للسلام في مدينة نيويورك، على هامش اجتماعات الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وقد ردد السيسي في خطابه دعوات للعالم بمحاربة العنصرية والتمييز والطائفية، كما دعا للحفاظ على قيم التسامح والاحترام المتبادل وتفهم وقبول الآخر الخ… من لزوميات البضاعة البلاغية التي تتنافى بمجملها مع السياسات التي شهدتها مصر في عهد الرئيس السيسي الميمون، وقد لاحظ كثيرون المفارقة الساخرة في هذه المشاركة والتصريحات المزركشة في مديح حقوق الإنسان والسلام والمبادئ الأخلاقية من رئيس يقوم حكمه على البطش والقتل والاعتقال والإرهاب. أحد المشاهد العربية الأخرى المثيرة تمثّل في حجز الرئيس اللبناني طائرتين، الأولى ضمّت وفدا فضفاضا من أكثر من خمسين شخصا بينهم زوجته وابنته وطبيبه وحراسه، وأخرى لنقل الوقود تم إنزال 150 من ركابها، وهذا في بلد يعاني من عجز في الميزانية يعادل 5 مليارات دولار (من أصل 15.8 مليار دولار)، ويعاني من أزمة سياسية كبرى تمنع تشكيل حكومة، ويتحكم بقراره العسكري والسياسي حزب تموّله دولة أخرى! على الجانب الآخر من هذا الأمر كشف الأمين العام للأمم المتحدة عن الوجه المبكي لأوضاع العالم فتحدث عن وصول الأرض للحظة حرجة من الاحترار، معتبرا أن زعماء العالم لديهم سنتان فقط للتحرك ضد «خطر انقراض» الجنس البشري، الذي يسير بسرعة أكبر من سرعة التحرك ضده، ومن أن العالم يعاني من «مرض عطب الثقة» حيث فقد البشر ثقتهم بالمؤسسات السياسية، فالعلاقات بين القوى الكبرى غير واضحة و«المبادئ الديمقراطية تحت الحصار»، والنظام العالمي تسوده الفوضى. أشار غوتيريش أيضا إلى أن لاجئي الروهينجا ما زالوا لاجئين وأن الأزمة السورية ما زالت ملتهبة وأن العلاقات بين أمريكا وإيران تتردى كما تحدث عن الحرب في اليمن، وأن حل الدولتين للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني «أصبح أكثر ابتعادا». زعماء آخرون كرجب طيب إردوغان تناول بدوره جوانب من أزمات بلاده مع الولايات المتحدة الأمريكية، كما أشار إلى نجاح بلاده في منع النظام السوري وروسيا من اجتياح محافظة إدلب، فيما تحدث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عن الأزمة الخليجية، رافضا حل الأزمات بالقوة، ومبديا مجددا رغبته بحل للمحنة يقوم على احترام السيادة والقوانين الدولية، كما قام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمواجهة رؤية ترامب حول إيران والقضية الفلسطينية. حضرت أيضا مشاهد أخرى تحمل الأمل والابتسامة المفرحة كما حصل حين قامت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاكيندا ارديرن بصناعة التاريخ على طريقتها حين أحضرت طفلتها ذات الثلاثة أشهر إلى منصة الجمعية العامة معتبرة ذلك «قرارا عمليا»، أما الرئيس النيوزيلندي (وهو زوج جاكيندا في الوقت نفسه) فأعطى ابنته وصف: «الطفلة النيوزيلندية الأولى». الجمعية العمومية للأمم المتحدة: المضحك والمبكي وما بينهما! رأي القدس |
ثمن المسدّس… Posted: 26 Sep 2018 02:29 PM PDT تخيّل شخصا ما لا يوجد بينك وبينه أي تقارب فكري، تختلفان في كل قضية تُطرح مهما ظننتها بسيطة، والأهم أن الخلاف بينكما لا يؤدي إلى نتيجة أو اتفاق على شيء، ولكنه كثيرا ما يزورك، وفي كل مرة يثير أعصابك ويعكّر مزاجك وهو في غاية البرود، كأنّما يؤدّي وظيفة أو كأنه يتلذذ بتعذيبك، لكنك تتقبّله لعلاقة قربى وصلة رحم أو لصداقة قديمة بينكما، ولم يعد في العمر متّسع لإلغائها أو استبدالها. أحيانا أكون مستغرقا في قراءة ممتعة، وهذا نادرا ما يحدث في السنوات الأخيرة، وفجأة يرنّ جرس المدخل، أقوم وبيدي الكتاب، أفتح الباب فأجده واقفا مبتسما متأهّبا للدخول، أبتسم في وجهه وأقول هاشا باشا: أهلاااااااان، وأشعره بعكس ما أضمر لزياراته الكثيرة. أضع الكتاب مفتوحا ومقلوبا على الطاولة بيني وبينه، كأنني أحثّه على الإسراع في إنهاء زيارته كي أواصل القراءة. يستقر في مجلسه ويقول بهدوء: يبدو أنك تقرأ؟ -نعم رواية ممتعة.. يبستم- وماذا تفيد الروايات والقصص؟ إنها لن تغيّر من الواقع شيئا. ولكنها متعة أن تعيش في عالم غير هذا الذي تعرفه! يضحك: إذن لماذا لا تسافر وترى العالم بعينيك؟ كل شيء صار رخيصا، هل تريد أن أبحث لك عن رحلة رخيصة ومقبولة؟ ماذا تحب؟ روما أم إسطنبول أم مدريد؟ سأبحث لك في البوكينج؟ لا لا، بارك الله بك، لا أفكر في السفر الآن… لكنّه يواصل البحث في هاتفه عن أماكن وأسعار يقترحها للسفر، وأنا ممتعض ولا أصغي لمقترحاته المتعددة حول المدن وأسماء الفنادق والأسعار ووكلاء السفر، أتثاءب وأتنفس الصعداء بملل وأخيرا يقول: يجب أن أقوم! أقول لنفسي: «فُرِجت، ها هو سينهي زيارته»، وأقول له كعادة العرب ولكن ببرود يصل درجة الصفر:على شو مستعجل؟ وكأنه ينتظرها، فيتلقّفها ويرتاح من جديد في مقعده، ويواصل الجلوس، نتحدث عن الأبناء ودراستهم الجامعية وعملهم وخطوبة أحدهم للمرّة الألف. أشعر بنعاس، فأقوم إلى الحمام وأغسلُ وجهي على أمل أن يعلن انتهاء الزيارة، ولكنه ينتظر عودتي، ليقول: أرجو أن لا أكون قد أثقلت عليك؟ - لا أبدا، أهلا وسهلا، أنا مستأنس بك… -حقّا؟ -نعم فأنا أشكرك، لقد منحتني فِكرة لمقالة.. -أنا؟ -نعم أنت… -هل ستكتب عن سلك التعليم والتقاعد؟ -لا، بل عنك أنت… -أنت تمزح… -لا، أنا لا أمزح، صدّقني سأكتب مقالة عنك… يضحك- وما هو موضوعها؟ لا أستطيع الاعتراف بما يدور في ذهني فأتراجع: هل صدّقت أنني سأكتب عنك؟ إنني أمزح يا رجل.. -عرفت بأنك تمزح، فماذا يمكن أن تكتب عني؟ لا يمضي يومان حتى يعود، وتطل زوجتي بملامح متضامنة معي: إنه يسأل عنك؟ لا أستطيع الإدعاء بأنني لست في البيت، أو بأنني نائم، مثلما يفعل بعضهم، أجد في هذا تفاهة، فإما أن أستقبله باحترام، أو أن أكون شجاعا وأصارحه بأن يخفّف من زياراته، أو ينظّمها هاتفيا على الأقل. إلا أن زياراته تزايدت، بل تفاقمت، بعد تقاعده عن العمل، صارت المسافة بين زيارة وأخرى تضيق، ثلاث وحتى أربع مرات خلال الأسبوع. أتذمّر على مسمع زوجتي من حديثه المملّ المتكرر، وطريقته المستفزة في الحوار، وتذمّره الدائم من الحياة، رغم أن دخله هو وزوجته ثلاثة أضعاف دخلي أنا وزوجتي، ويسافر وزوجته إلى بلاد الله الواسعة، ولكن كأنه لم يستفد من رحلاته ومهنته شيئا سوى أن يستفزني، ويبدو خاملا جدا مثل بطارية انتهت صلاحيتها. لم تعد زوجتي تذكر اسمه، لتخبرني بوصوله، فقط تقول: إجا.. لا إله إلا الله، استغفر الله العظيم، أتّجه إلى الباب أفتحه، وأقول بنبرة حيادية باردة جدا: تفضّل أهلا وسهلا… يدخل بهدوء وفي غاية الذوق والأدب يستقر في مكانه، وأحيانا يقترح «برّا توجد نسمة لطيفة، تعال نقعد برّا». أجالسه بحذر، محاولا الابتعاد عن المواضيع التي قد تنتهي بتنغيص نهاري، وأسأله كالعادة عن الأولاد ويسألني. -هل تكتب شيئا جديدا؟ -نعم نعم، أكتب دائما… -وهل يوجد قراء؟ -يعني لا يخلو الأمر من قارئ هنا وآخر هناك؟ -وهل تربح من هذا شيئا؟ أهمس في داخلي، لا حول ولا قوة إلا بالله من هذا السؤال البارد المتكرر، وأقول: لا يا أخي، لا، لا يوجد أي ربح. يضحك: إذن لماذا تكتب؟! -هذه هواية ومتعة. - متعة بلا مقابل؟ أنا لا أستطيع أن أكتب عشرة أسطر… في إحدى زياراته قلت لزوجتي قبل أن أفتح له الباب: «هل تستطيعين أن تدبّري لي ألف دولار»؟ استغرَبت وقالت- «خير شو القصة؟ لشو بدّك الألف دولار»؟؟ - «بدّي أشتري مسدّسا من السوق السوداء وأطخّه وأستريح». ضحكنا، وصرت أقول لها في كل زيارة له: دبّري الألف دولار بسرعة، لا مناص من طخِّه… صارت في كل مرة يأتي تقول لي بصوت منخفض: -حضِّر المُسدّس.. فأرد عليها:لا مناص، لا مناص من طخّه. نبتسم ونستقبله. في إحدى الزيارات سمعني أسالها السؤال التقليدي بعد ولوجه البيت: ألم تدبّري الألف دولار؟ فتدخّل- هل تريد شراء شيء ما؟ -لا لا شيء..إني أمزح معها.. -بشرفك لا تخفي عني ..لماذا تريدها؟ -سأشتري مسدّسا، قلت مُبتسما.. -لا سمح الله، لسنا من هؤلاء، احك بجد، هل تريد ألف دولار؟ - يا زلمة إنس الموضوع، نحن نمزح. دارت الحوارات الباردة بيننا، وكالعادة قال لي «سأقوم الآن»، ثم بدأ جلسة طويلة من جديد، وأخيرا خرج وأنا أتوعّد نفسي، يجب أن أخبره بأن زياراته بهذه الوتيرة باتت تضايقني. لم تمض ساعة على خروجه حتى رنّ جرس الباب، ذهَبت زوجتي وعادت وهي شبه مذهولة: إنه هو… -لا مفر من المسدّس لا لا مفرُّ… - هذا جُنّ تماما… فتحتُ الباب، وهذه المرّة تنهّدتُ وقلت بجفاء: يبدو أنك نسيت شيئا ما؟ فرد بهدوء وعيناه الصفراوان تلمعان: أقسم بالله إنك ستأخذها… ولك شو هذا؟ كان يمسك شيئا ما في قبضته: خذ هذه ألفا، اقض حاجتك بها، وأعدها متى تشاء. يا رجل، عن ماذا تتحدث؟! لا تحاول الرفض، لقد أقسمت عليك بالله العظيم أن تأخذها وأعدها متى تشاء، نحن أصدقاء نحن أخوة، ثم دفعني من صدري ودخل، وألقى بضع وريقات خضراء من فئة المئة دولار على طاولة الصالون وخرج مسرعا: سأذهب الآن لإحضار ابنتي من محطة القطار، «بكرا برجع بشوفك إن شاء الله». «وإن شاء الله ألاقي حدا يبيعني المسدّس…». |
هل خلف عدي صدام حسين نجلا سريا؟ الجُبن و«قلة الشرف» في قتل ناشطة عراقية وشوكولاتة سورية تصل إلى الفضاء Posted: 26 Sep 2018 02:29 PM PDT يبدو أن قدر الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وأسرته أن يكونوا أرضا خصبة للخيال والمؤامرات والقصص البوليسية والأفلام، لعل آخرها أنباء ظهور «حفيد» لصدام حسين من نجله عدي، لكن هذه المرة من زوجته التركية الأصل «سافيم تورون»، التي تعرفت على عدي عندما ذهبت في عام 1982 إلى بغداد لزيارة عمتها المتزوجة من أحد أبناء الجالية التركمانية في العراق. صورة الشاب، التي تناقلتها بعض المحطات العراقية ووسائط التواصل، تشي بشبه كبير لهذا الشخص، الذي يدعى مسعود مع صورعدي. ومن أجل زيادة التشويق صارت هناك خلفية، على طريقة الفيلم الهندي، للقضية، التي ساندت عرضها بما قالته صحيفة «حرييت» التركية سابقا: إنه «خلال إقامتها في فندق في بغداد، شاركت سافيم في مسابقة ملكة الجمال، وفازت باللقب، وحضر ذلك الحفل كل من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وابنه عدي، وهناك بدأت قصة سافيم وعدي معا حتى حفل زفافهما، إلا أن زواجهما استمر ثمانية أشهر فقط، وعند عودتها إلى تركيا، كانت حبلى في شهرها الثالث بابنها مسعود». لكن ما هو رأي أسرة الرئيس العراقي، في ذلك: رغد، ابنة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، تنفي أن يكون لشقيقها الراحل عدي، أي ابن على الإطلاق. وقالت عبر حسابها على وسائل التواصل إن «الشخص (مسعود) الذي يدعي أنه ابن عدي لا يمت له بأي صلة». وأضافت أن «كل ما ينشره من صور خاصة، إنما هي مسروقة من حسابات أشخاص آخرين». هذه القصص تصلح أن تكون فيلما رومانسيا، لكن ليس كل من يشبه أحدا يعني من ذريته أو قريب إليه، فقد صارت هناك الآن وسائط كثيرة تحسم هذه القضايا، أهمها اختبارات الحمض النووي، وكي توضع القضية، التي تثار إعلاميا منذ سنتين في مكانها يقتضي الحسم فيها، كي لا تبقى تداعب خيالات الكثيرين. لحظة اغتيال وردة عراقية تداول ناشطون ومغردون مقطع فيديو يروي مشهد اقدام ملثمين على اغتيال الناشطة العراقية، سعاد العلي، بالرصاص في محافظة البصرة جنوب العراق، والتي كانت تعمل وتنتمي لشبكة «صوتها» للمدافعات عن حقوق الإنسان. من يشاهد اللقطة ينتابه الذعر والغضب العارم والقهر من استرخاص بعض «الحيوانات البشرية»، في معظم الدول العربية، لأهم ما وهب الله الإنسان، أي حق الحياة، فكيف يستطيع هؤلاء النوم بعد اليوم، وهم قد قتلوا أما لأربعة أطفال، وسيدة كان همها الى جانب تربية أبنائها إعلاء كرامة الانسان العراقي والدفاع عن حقوقه وشرفه، فأي شرف لهذا الجبان، الذي فعل فعلته بخسة وانسل موليا أدبار الغدر، فلن تجمعه مع الرجولة أي صفة بعد الآن. موجة اعتقال وسجن عشرات النشطاء في البصرة العراقية، وصمة عار ولا وطنية، بعد التظاهرات وعمليات إحراق القنصلية الإيرانية ومقرات الأحزاب الموالية لها من قبل محتجين غاضبين. وتوجيه تهم العمالة للعديد من الناشطين مردود على أصحابه، الذين تنطبق عليهم هذه التهم تمام، فليس من الشرف ولا الوطنية قهر حق المواطن العراقي في الدفاع عن بلده وأهله وحقه في الكرامة. مطلوب من الفضائيات والقنوات الوطنية العراقية أن تتعاطى مع هذه القضية بشرف المهنة والإنسانية وتضيء على هذا السواد الأخلاقي الحالك لقاتلي الناشطة، فهناك مخاطر وتهديدات تطال الناشطين كلهم بصورة يومية من قبل ما تسمى بميليشيات الأحزاب. «شوكولاتة من أجل السلام» عرض التلفزيون الكندي تقريرا مدهشا حول نجاح أسرة سورية مهاجرة، هربا من الحرب، في تأسيس «إمبراطورية» للشكولاته في وقت قياسي، والتي لفتت قصتها في مقاطعة نوفاسكوشا الكندية الأنظار، بعد حديث رئيس الوزراء جاستن ترودو عنها أمام حشد من رؤساء الدول. «شوكولاته من أجل السلام»، متجر أسسته العائلة، – التي كانت تملك مصنعاً للشوكولاته في دمشق – اضطرت رب الأسرة عصام هدهد للمغادرة إلى لبنان، ثم الى كندا بعد خسارة منزلهم ومقتل أحد أقاربهم. أعضاء الأسرة، الذين أصبحوا نجوما في الإعلام في كندا والعالم أوصلوا منتوجاتهم الى وكالة ناسا، حيث ظهر روادها في الفضاء، بينما تطوف قطع شوكولاته السلام في الهواء في المحطة، التي تنعدم فيها الجاذبية. ويصف طارق هدهد الشركة بأنها رسالة يسعون من خلالها لتحقيق هدف اجتماعي، والتأكيد أن السلام هو أنبل ما هو على وجه الأرض. وتزامن هذا النجاح مع عرض «غوغل» قصة العائلة المهاجرة الملهمة في فيديو، على الصفحة الرئيسية أمام أي مستخدم يفتح الموقع أو التطبيق على هاتفه المحمول في كل أنحاء كندا يوم السبت الماضي بمناسبة يوم السلام الدولي. نجاح السوريين في المهجر ليس حدثا عرضيا، فقد أسس المهاجرون الأوائل تراثا من النجاح والابداع في كل دول العالم، والشواهد على ذلك لا تحصى من رؤساء لدول وأحزاب وشركات، وليس انتهاء بالنابغة السوري عبدالقادر علاف، الذي تفوق في اليابان بلد العلماء والمخترعين، بعد أن احتفت به وكرمته طوكيو، بعد نجاح مشروعه في التحكم في الكومبيوتر باستعمال حركات العينين وإشارات الدماغ، وهو مشروع مفيد جدا وخلاق للأصحاء والمعاقين، وهو حاليا يعمل مع اليابانيين على مشروع كبير للتحكم في رجل آلي، وكأننا أمام ستيف جوبز جديد. والسؤال الجدلي الأكبر هنا، لماذا ينجح شبابنا في دول العالم ويصبحون قتلة ومجرمين في مساقط رؤوسهم وبلدانهم، وهل هي سياسة خارجية أم داخلية، وهل ستبقى مسكوتا عليها بعد الثورات العربية؟ كاتب من أسرة «القدس العربي» هل خلف عدي صدام حسين نجلا سريا؟ الجُبن و«قلة الشرف» في قتل ناشطة عراقية وشوكولاتة سورية تصل إلى الفضاء أنور القاسم |
رونالدو… هل هو طفل كبير؟ Posted: 26 Sep 2018 02:28 PM PDT بعدما صنع الحدث بغيابه عن حفل الاتحاد الأوروبي لاختيار أفضل لاعب في القارة، ها هو رونالدو يصنع الحدث بغيابه مجددا عن حفل الفيفا لاختيار الأفضل لسنة 2018 بعدما تأكد له بأنه لن يكون المتوج، وبعدما صنع الحدث والجدل برد فعله إثر تلقيه أول بطاقة حمراء في مشواره في دوري الأبطال عندما واجه بلنسية بقميص فريقه الجديد يوفنتوس، أمر أعتبر من طرف رونالدو وبعض المتابعين بأنه مؤامرة يراد من خلالها الإنتقام منه إثر غيابه عن حفل الاتحاد الأوروبي لاختيار أفضل لاعب للسنة، ويرى منه أيضا تصفية حسابات من ادارة الريال التي لم تغفر له مغادرته النادي. صحيح أن احتساب الخطأ من عدمه في كرة القدم يعود لتقدير حكم المباراة، لكن عندما يتعلق الأمر بحالة طرد لرونالدو مباشرة بعد انتقاله من الريال الى اليوفي، فإن الأمر يصبح مثيرا للجدل ويطرح الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام، خاصة بسبب الضغوطات المفروضة عليه إعلاميا ونفسيا منذ قرر مغادرة الريال، وبعد صومه عن التهديف في الجولات الثلاث الأولى قبل أن يسجل ثنائية أمام ساسولو ويضيف الثالث الى رصيده في مواجهة فروزينوني. بغض النظر عن مشاعر رونالدو ومدى استحقاقه للبطاقة من عدمه، فإن رد فعله بعد تلقيه البطاقة الحمراء ووجهه الباكي كالطفل الصغير كان بمثابة الحدث الذي انقسم بشأنه المحللون، بين من اعتبر رد فعله عادية وطبيعية لنجم كبير لا يقبل الخسارة، ومن اعتبرها مبالغة منه للتغطية على اخفاقه في الاحتفاظ بلقبي الأفضل أوروبيا وعالميا، ولكسب التعاطف والحصول على عقوبة مخففة. تتويج رونالدو من عدمه بلقب أفضل لاعب في العالم لسنة 2018 لم يكن حدثا، لأن الكل كان يعلم أن الكرواتي لوكا مودريش أفضل لاعب في أوروبا وفي كأس العالم الأخيرة هو الذي سيتوج باللقب العالمي، وكان الكل يترقب حضور النجم البرتغالي الحفل من عدمه، فصنع الحدث مجددا بغيابه في سابقة فريدة من نوعها اقترنت بغياب ميسي الذي كان ضمن التشكيلة المثالية ولم يكن ضمن قائمة المتنافسين على التاج، ما زاد من تذمر المتابعين الذين لم يرق لهم تصرف النجمين المسيطرين على تتويجات الفيفا والاتحاد الأوروبي طيلة السنوات العشر الماضية، ما أفقد الحفل نكهته واعتبر بمثابة قلة احترام تجاه الفيفا وعشاقهما وجماهير الكرة التي خاب ظنها في نجمين كبيرين لم يتقبلا بأن يذهب التتويج الى لاعب آخر غيرهما. لا أحد يشكك في قدرات ميسي ورونالدو باعتبارهما الأفضل على مدى سنوات العقد الأخير، ولا أحد يقلل من قيمة انجازات رونالدو سنة 2018 التي صار فيها أول لاعب في التاريخ يتوج خمس مرات بلقب دوري الأبطال، وأول لاعب في تاريخ المنافسة يسجل أحد عشر هدفا في مباريات متتالية، وحقق لقب أفضل هداف في دوري الأبطال للمرة السادسة على التوالي بخمسة عشر هدفا، وصار رابع لاعب في التاريخ يسجل في أربع نهائيات متتالية لكأس العالم، ليصبح أفضل هداف أوروبي مع المنتخب بتسجيله مئة وتسعة أهداف، لكن لا أحد بالمقابل بامكانه التشكيك في تتويج الكرواتي لوكا مودريتش باللقبين الأوروبي والعالمي، وبأنه كان الأفضل سنة 2018 في تقدير المدربين واللاعبين والاعلاميبن الذين اختاروه الأفضل بالنظر لوزنه في الريال الذي توج معه بدوري الأبطال للمرة الثالثة على التوالي، ووزنه في منتخب كرواتيا الذي بلغ معه نهائي كأس العالم في روسيا. بتصرفه المبالغ فيه إثر حصوله على البطاقة الحمراء في دوري الأبطال، وغيابه عن حفلي الاتحاد الأوروبي والفيفا أثبت رونالدو بأنه «طفل كبير» لا يقبل الخسارة، ولا يقبل أن يكون الثاني أو الثالث رغم تصريحات رئيس الريال فلورنتينو بيريز الأخيرة التي أشاد فيها بالنجم البرتغالي واعتبره ثاني أفضل لاعب في تاريخ الريال بعد ألفريدو ديستيفانو، معددا انجازاته التي تصل الى ستة عشر لقبا، بينها خمسة في دوري الأبطال، مسجلا معه 451 هدفا في ظرف تسعة مواسم. لكن المقربين من رونالدو اعتبروا حرمان الابن المدلل من تتويجات الاتحادين الأوروبي والدولي فيها رائحة انتقام من ادارة الريال الذي غادره، وحرمانه من لقب جائزة «بوشكاش» لأحسن هدف فيها إنتقام من الفيفا على غيابه عن الحفل مثلما كانت البطاقة الحمراء في نظر رونالدو انتقاما منه على غيابه عن حفل الاتحاد الأوروبي. الحفلان افتقدا هذا العام للكثير من النكهة في غياب «الطفلين» عن منصة التتويج التي تعودت على تداولهما على مدى عشر سنوات، وهو أمر لا يليق برونالدو ولا ميسي، لكن ذلك لا يمنعنا من طرح تساؤلات بشأن المعايير التي اعتمدتها الفيفا في اختيارها البلجيكي تيبو كورتوا أفضل حارس في العالم مقابل عدم اختياره في التشكيلة المثالية، واختيار داني ألفيش في نفس التشكيلة بدون أن يتألق مع فريقه ومنتخب بلاده، وكذا ابعاد محمد صلاح عن التشكيلة المثالية وهو الذي كان مرشحا للفوز بجائزة أفضل لاعب لتتم ترضيته بجائزة «بوشكاش» كصاحب أفضل هدف لم يكن هو الافضل في نظر الكثيرين، ومع ذلك كان على ميسي ورونالدو الحضور من أجل سمعتيهما وعشاقهما في العالم. الدموع قد تفضح المشاعر التي يخفيها أي لاعب، والروح الرياضية تكرسها المواقف حتى ولو كانت الملامح طفولية، وحتى ولو كان الأمر يتعلق برونالدو وميسي. ٭ إعلامي جزائري رونالدو… هل هو طفل كبير؟ حفيظ دراجي |
إعلاميون متلوّنون يجيدون تغيير بوصلتهم مع كل نظام جديد ومشكلة سد النهضة ربما يطول التفاوض بشأنها Posted: 26 Sep 2018 02:28 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي» : لم يعدم الرئيس السيسي حتى وهو خارج البلاد الدعم من عشرات الكتاب الذين اجتهدوا في التعبير عن ولائهم له وأبدو إعجابهم بما حققته مصر من إنجازات خلال الفترة الأولى لولايته، وها هو أحد رؤساء التحرير يطلق صاروخا مفاده، أن مصر باتت مهيأة لقيادة العالم! فيما أشار نقيب الصحافيين عبد المحسن سلامة إلى قوة الاقتصاد الوطني والرخاء المقبل، مؤكدا أن المواطن في مصر في وسعه أن يتناول طعامه مقابل أقل من ربع دولار. أما مكرم محمد أحمد فتفوق على الجميع حينما قال: السيسي أصبح شخصية دولية مهمة لتحقيق الاستقرار العالمي! فيما أكد السيسي أن الشعب المصري قام بجهد جبار لاستعادة دولته وإنقاذ هويته. وبينما فقدت مصر واحدا من أبرز مفكريها جلال أمين الذي نعاه يحيى قلاش: «عاشق من عشاق الوطن، وعقل متقد سبر أغوار الشخصية المصرية، انحاز للأغلبية من البسطاء بالموقف والمعرفة والعلم». فيما تفرد محمود وهبة بين أقرانه من الاقتصاديين بنعي الميزانيه والسبب من وجهة نظره: «خلوها من الأموال وخسفها التام بالديون.. أين رأي المعارضة والإعلام ووزارة المالية والبنك المركزي والحكومة والبرلمان؟» نادر فرجاني أوجز فأنجز: «هذا تعبير عن الولاءات الحقيقية: لم يصوت لمحمد صلاح إلا مصر وفلسطين، بينما صوتت جميع البلدان العربية الخليجية حلفاء العصابة الإجرامية الحاكمة ضده». دقيقة سكوت لله «إبراهيم عبده واحد من ألمع أساتذة الصحافة في مصر قبل ثورة يوليو/تموز 1952 وبعدها. مؤلف كتاب «ومن النفاق ما قتل» وهو كما يخبرنا عنه محمود خليل في «الوطن»، يعالج حالة الضياع التي تعيشها الأمم التي يسودها النفاق، والمآلات الكارثية التي تنتهي إليها. تتوجه أغلب أفكار الكتاب إلى فترة السبعينيات، التي احترف فيها العديد من الساسة والإعلاميين نفاق الرئيس السادات، وكيف أنه كان يطرب لذلك، رغم علمه بأن من يصفِّقون ويطبِّلون ويرقصون من حوله، أوجعتهم أيديهم من التصفيق وشبعوا طبلا ورقصا أيام سلفه الرئيس جمال عبدالناصر. لم ينسَ الكاتب وهو يقدم للطبعة الثالثة من كتابه، صدرت عام 1983، أن يوجه رسالة إلى حسني مبارك الذي كان قد ترأس الجمهورية عقب اغتيال الرئيس السادات في حادث المنصة الشهير (أكتوبر/تشرين الأول 1981)، نصحه فيها بأن يكون رئيسا لكل المصريين، وألا يتحزَّب ولا يستجيب لمن يدعوه إلى التحزُّب أو رئاسة حزب، وأن يعلم أن الديمقراطية هي أكبر ضمانة للاستقرار، وأنسب بيئة للتنمية، وحذره من النفاق والمنافقين، حرصا على أُمته وحرصا على نظام حكمه. نصيحة إبراهيم عبده صالحة أيضا لهذا الزمان. لعلك تتفق معي بأن أهل المغنى في الإعلام أوجعوا دماغنا، وأصبح الجمهور في عرض «دقيقة سكوت لله». إعلاميون متلوّنون، يجيدون تغيير جلدهم وتغيير بوصلتهم مع كل نظام جديد. يفتقرون إلى أدنى درجات الاستقامة، ولا يتورعون عن التناقض مع أنفسهم عشرات المرات في الدقيقة الواحدة، ولك أن تتخيل كم من المرات يتناقضون فيها مع أنفسهم عبر تجربتهم في العمل. مَن كانوا يصفقون له بالأمس يلعنونه اليوم. هذه الفصيلة من الإعلاميين التي سوّتهم تجربتهم من «نفاق» يضرون أكثر مما ينفعون. وأمثال هؤلاء ينطبق عليهم ما قِيل للحسين من بعض مَن حذروه من أهل العراق: «إن هؤلاء قوم قلوبهم معك وسيوفهم عليك». أما مشاهد النفاق لدى بعض المسؤولين داخل عدد من مؤسساتنا فتستطيع أن تجدها في هذا المسؤول أو ذاك، الذي يستغرق بلسانه في الحديث عن الوطن والوطنية والعطاء والعمل، في حين تجد بعضهم حوّل المؤسسات التي يقودها إلى تكية أو عزبة شخصية». كيمياء السيسي وولع ترامب من أبرز المتيمين بالسيسي مرسي عطالله في «الأهرام»: «عندما يحرص الرئيس الأمريكي على الالتقاء بالرئيس المصري كل عام على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي يشارك فيها معظم زعماء العالم، فإن الأمر أكبر من أن ينظر إليه في إطار كيمياء العلاقة الودية الخاصة التي تجمع بين السيسي وترامب. أريد أن أقول: إن منطقة الشرق الأوسط بسبب ظروفها المعقدة والملتبسة في السنوات الأخيرة، أصبحت تمثل جزءا مهما وحساسا من أجندة السياسة الخارجية الأمريكية أكثر من أي وقت مضى، ومن ثم يعلق الرئيس ترامب أهمية كبرى على الاستماع للرئيس السيسي، والتعرف على رؤيته في الترتيبات المرتقبة لكيفية التعامل مع قضايا المنطقة، وكلها أمور مرتبطة ارتباطا وثيقا بالحرب ضد الإرهاب. ولأن مصر تدرك أهمية الدور الأمريكي في توجيه بوصلة السياسة الدولية، يجيء الحرص المضاعف من جانب الرئيس السيسي على اغتنام فرصة وجوده في نيويورك لكي يجلس وجها لوجه مع ترامب لاستعراض أحداث السنوات القليلة التي مضت، وكيف يمكن للتعاون المصري الأمريكي إزاحة العواصف والسحب الداكنة التي تغطي سماء الشرق الأوسط، وتسهم في استمرار اشتعال البرق ودوي الرعد، وبالتالي تعثر جهود التسوية السياسية في كل بؤر التوتر. ومن حسن الحظ أن يلتقي السيسي مع ترامب وجها لوجه، مستندا إلى صحة رؤيته التي نقلها لترامب في أول لقاء جمع بينهما، والتي ارتكزت على اعتبارات تعكس فهما صحيحا لنفسية شعوب المنطقة، وضرورة مراعاة مصالحها القومية بالتوازي مع مراعاة المصالح العليا لأمريكا أيضا، حتى لا تزداد المسافات ابتعادا، وتتسع الخلافات وتتعمق بين الشعوب العربية والسياسة الأمريكية، التي انزلقت بتفعيل قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل إلى أبعد درجات الاستفزاز». ربما نذهب للحرب نتوجه لسد النهضة حيث يسأل مكرم محمد أحمد في «الأهرام»: «هل تأخذ مصر موقف الانتظار، وتعلق كل آمالها على تفاوض شاق لا نعرف على وجه التحديد متى ينتهى باتفاق صحيح مع إثيوبيا؟ أم أن الواقع الراهن في مصر، خاصة مع الزيادة المهولة في أعداد السكان وثبات حصة مصر المائية من النيل، تلزمنا بأن تكون لمصر رؤيتها الشاملة وخططها الخاصة التي تعتمد على جهود المصريين، بصرف النظر عن التفاوض، مع الحفاظ على علاقات وطيدة مع إثيوبيا، التي لا تزال تؤكد أن هدفها الأول من سد النهضة وأي مشروعات أخرى على النيل الأزرق، هو الحصول على الكهرباء، وأن مصالح مصر المائية ينبغي ألا تُضار. آخذا في الاعتبار أن القضية بالنسبة لمصر قضية حياة أو موت، وأن مصر غادرت تماما مرحلة عابرة سادت فيها الفوضى الشاملة بعد ثورة يناير/كانون الثاني ودخلت على امتداد السنوات الأربع الماضية مرحلة إعادة بناء قوتها الشاملة، الكفيلة بالحفاظ على كل حقوقها، وأظن أن ثقة مصر في قدرة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الذي ينتمي لقبائل الأورومو، أكبر القبائل الإثيوبية والمالكة معظم أراضيها، تمثل خيارا صحيحا لمصر، لا يتعارض مع واجب اليقظة والحذر، أو مع مسؤوليات أنفسنا كمصريين يواجهون اختبارا صعبا. ومن المؤكد أن أول واجبات مصر تجاه نفسها أن تغادر موقف الانتظار، لأن مشكلة سد النهضة ربما يطول التفاوض بشأنها ويتعذر الوصول إلى تسوية عاجلة للأزمة، خاصة مع الصعوبات الكبيرة التي تواجه عملية استكمال بناء سد النهضة وتشغيله، وأن تستمر في إجراء تقشُف مائي صارم بدأته بالفعل قبل عامين، ويحقق تقدما ضخما في الحد من استهلاك الوارد من مياه النيل، ويرفع إنتاجها من عمليات تدوير مياه الصرف أراضيها». «رفض ذكر اسمه» «كثيرا ما تلجأ الصحف لتجهيل مصادرها، فهل ذلك يعد خروجا على القواعد؟ عماد الدين حسين في «الشروق» يرى الأمر على العكس تماما، تلجأ الصحف لهذا النوع من المصادر، لأنها لو ذكرت اسمه لحرقته تماما. تخيلوا لو أن المصدر الذي كتب افتتاحية «نيويورك تايمز» ذكر اسمه، أو كشفته الصحيفة. المؤكد أن ترامب سوف ينكل به بشكل لا يتخيله أحد. وبالتالي فالسؤال الجوهري الذي يفترض أن يسأله الغاضبون من حكاية المصادر غير المعلنة هو: هل الخبر صحيح أم لا؟ هذا هو المعيار الرئيسي. في مرات كثيرة يتم تسريب معلومات أو أفكار أو آراء حتى يمكن قياس رد فعل الرأي العام.. وحدث ذلك في مصر في الماضي، ويحدث في الحاضر، وسيستمر في المستقبل. تخيلوا وزيرا يريد أن يلفت النظر إلى خطأ ما داخل حكومته.. فهل يخرج ويقول: أنا الوزير الفلاني اعترض على سياسة زميلي الوزير أو رئيس الحكومة؟ أم يسرب الخبر أو القصة للصحافي، ويكتبها تحت اسم مصدر رفض ذكر اسمه، وبالتالي تتم معالجة الخطأ؟ نحن ننسى أن معظم القصص الصحافية العظيمة بدأت من أخبار لا مصادر رسمية لها، وفي مقدمة ذلك فضيحة «ووترغيت» التي فجرها الصحافي الشاب وقتها بوب وودورد، ونتيجة لها تم طرد الرئيس نيكسون من البيت الأبيض. المصدر وقتها كان ضابطا في البحرية الأمريكية، كان يمد الصحافي بالمعلومات خلال لقاءات داخل دورة مياه. وودورد صار صحافيا عظيما وهو الذي ألف ونشر قبل أيام الكتاب الأخير «الخوف» وفيه فضح العالم العبثي الموجود داخل البيت الأبيض. معظم معلومات الكتاب منسوبة لمصادر لم تذكر اسمها.. فهل تتهم المؤلف بأنه لا يفهم و«الواشنطن بوسطت» باعتبارها «صحيفة نص لبة؟». لولا المصادر التي تفضل عدم ذكر اسمها لماتت الصحف». السيسي مفكرا من بين الذين اشادوا بالرئيس أيمن عبد المجيد في «روزاليوسف»: «وجّه الرئيس عبد الفتاح السيسي، رسائل لا تخطئها عين مدقق للعالم، داعيا قادته لمواجهة النفس.. «حتى لا يُختطف المستقبل». عبارة بليغة، قالها الرئيس عبد الفتاح السيسي، كان الرئيس يستخدم صيغة الجمع، «إننا اليوم»، «اجتماعنا»، «فلنتحرك معا»، «مواجهة أنفسنا»، ليحمل كل قائد في العالم مسؤوليته، ولكل دولة حسب حجمها دورها، فالمسؤولية مشتركة، والتحديات أكبر من أن تواجهها دولة أو قارة بمفردها، وثمن التخاذل سيدفعه الجميع، والإرهاب المتفشي عالميا، وآثار الهجرة غير الشرعية خير دليل. من ذا الذي يمكنه أن «يختطف المستقبل» من وجهة نظر مصر؟ الفقر والمرض والأوبئة، ومحاولات التنظيمات الإرهابية اختطاف العقول. لا شك أنه تشخيص عميق، لدولة ضاربة بجذورها في عمق التاريخ، ناقوس خطر تدقه مصر، صاحبة الحضارة، بلسان صدق رئاسي، من منبر الأمم المتحدة، مواجهة النظام العالمي، بسوءاته، وتشخيصا للمرض، بدون اكتفاء بذكر العرض. لكن كيف سيادة الرئيس يكون العلاج؟ العلاج في تطوير النظام الدولي ليكون أكثر عدالة، ودعم العالم المتقدم لجهود التنمية في العالم النامي، ومواجهة الفقر بالتنمية المستدامة، ومواجهة الإرهاب، بصدق. إنها اتساق الرؤية، وثبات الموقف، والقدرة على مواجهة النفس والعالم، ففي كلمة الرئيس العام الماضي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قال: «بصراحة شديدة، لا مجال لأي حديث جدي عن مصداقية نظام دولي يكيل بمكيالين». ليس آخرهم «قرار وزارة الأوقاف بمنع الشيخ محمد سعيد رسلان، أحد رموز السلفية المدخلية في مصر، من صعود المنبر، أو إلقاء أي دروس دينية في المساجد، ليس هو الأول من نوعه، إذ شهدت السنوات الماضية، كما أفادت «المصريون» قرارات مماثلة بمنع عدد من العلماء والمشايخ، من اعتلاء المنابر. ويُعتبر الداعية السلفي، من أشد المعارضين لجماعة الإخوان. وقررت وزارة الأوقاف سابقا منع الشيخ محمد جبريل، إمام مسجد عمرو بن العاص، من أي عمل دعوي، نتيجة خروجه على تعليمات الوزارة ودعائه على الحكام. كما صدر قرار مماثل بمنع الداعية السلفي، الشيخ محمد حسان. كما شملت قائمة الممنوعين، الدكتور سالم عبد الجليل، وكيل أول وزارة الأوقاف، مقدم برنامج «المسلمون يتساءلون» سابقا، وتضمنت قائمة الممنوعين الشيخ عبد الله رشدي، إمام وخطيب مسجد السيدة نفيسة سابقا، بعدما قررت لجنة القيم في وزارة الأوقاف إحالته، للعمل الإداري. وكانت وزارة الأوقاف، قد أصدرت من نحو ثلاثة أعوام قائمة سوداء للممنوعين من الخطابة تصدر القائمة، اتحاد العلماء المسلمين الذي يترأسه الدكتور يوسف القرضاوي، وأعضاؤه. وشملت القائمة، أسماء عديدة منها: سلامة عبد القوي، مستشار وزير أوقاف الإخوان، وجمال عبد الستار، وكيل الأوقاف في عهد الجماعة، والدكتور محمد الصغير، والشيخ أحمد عامر، والشيخ أحمد هليل مدير عام الإرشاد الديني ومستشار الوزير السابق، والدكتور صلاح سلطان، الأمين السابق للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، والدكتور جمال عبد الستار، وكيل الوزارة السابق لشؤون الدعوة الهارب في الخارج، والدكتور عبده مقلد، رئيس القطاع الديني. وضمت أيضا، الشيخ عبد العزيز رجب، أحد أعضاء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والشيخ جمال علي يونس، وكيل وزارة الأوقاف السابق في الفيوم». ليس كمثله يوم أما مصطفى الفقي في «المصري اليوم» فيقول في ذكرى وفاة جمال عبد الناصر: «في مثل هذا اليوم منذ ثمانية وأربعين عاما كان الشعب المصري، بل الأمة العربية يختزنان إحساسا مبهما لحدث ضخم سوف يقع، وبالفعل رحل الزعيم العربي في اليوم التالي، وكأنما اهتزت أركان الدنيا الأربعة وطأطأة مدافع الأسطول السادس الأمريكي رؤوسها في البحر المتوسط إجلالا واحتراما، على حد تعبير الأستاذ محمد حسنين هيكل في توصيف بعض مشاهد الظاهرة التاريخية، التي يصعب، بل قد يستحيل نسيانها، ومنذ أعلن نائب الرئيس وقتها أنور السادات في حديث تلفزيوني مقتضب عن رحيل الرئيس عبدالناصر، انقلبت الدنيا رأسا على عقب، وقد سمعت الخبر في أحد المطاعم في الزمالك، وكانت معي زوجتى وبعض الأصدقاء، فإذا الخبر ينزل علينا كالصاعقة ليبدد الأحلام ويدفع بالأوهام، حتى أن البعض ظن أن الوطن قد انتهى، وأن مصر لن تقوم لها قائمة، فلقد مات الذي تعلقت به الجماهير في السراء والضراء، في الانتصار والانكسار، وكان مصدرا لالتهاب مشاعرهم وإثارة أحزانهم، لأن الرجل قد رحل والأرض محتلة، وإن كانت مصر واقفة على قدميها باسقة كالنخيل لم تركع ولم تستسلم، بل واصلت حرب الاستنزاف الضارية – وهي واحدة من أمجد حروب الشعب المصري – واحتشدت في أذهان الملايين آلام النكسة وذكريات «رأس العش»، و«شدوان»، وإغراق الباخرة «ليبرتي» إلى جانب حائط الصواريخ والأوضاع الصعبة التي كان يعيش فيها الشعب المصري عازما على رد العدوان واسترداد الأرض، إعمالا لمبدأ ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة، ولقد شهدت وأنا شاب في تلك الأيام الصعبة أحزان مصر عندما تدفقت الملايين في الشوارع وجاء زعماء الدول من كل حدب وصوب، ومضى الموكب الحزين يحمل الرئيس الراحل الذي ملأ الدنيا وشغل الناس». لهذا تزدهر الفتنة «لماذا تجد الفتنة الطائفية حاضنة لها بين المجتمعات الفقيرة؟ القضية كما يرى سامح فوزي في «الشروق»، ليست فقط تعصبا أو عنفا طائفيا أو تزمتا تجاه حق قطاع من المواطنين في ممارسة شعائره الدينية، ولكن أيضا غياب البيئة المحلية القادرة على استيعاب المواطنين، وتمكينهم من حقوقهم، وإتاحة المجال أمامهم لتطوير قدراتهم، والتمتع بفرص اقتصادية حقيقية. إذا تحقق ذلك أتصور أننا لن نجد أمثلة لأحداث طائفية، أو على الأقل سوف تقل وتيرتها، حين ينشغل الناس بتطوير واقعهم، بدلا من أن يكونوا أسرى داعية متطرف، وواقع اجتماعي خانق، وبيئة اقتصادية طاردة لهم، وفائض بشري لا يجد فرصة مناسبة في الحياة. واللافت أن الواقع الاجتماعي يتغير بدون وجود بحث اجتماعي جيد يتابع هذا التغير، ويرصد اتجاهاته. هل تغيرت تركيبة القرية المصرية؟ نعم، نريد من يدرس توازنات القوة فيها، التغير في التركيبة الاجتماعية، والتحديات الاقتصادية فيها، ويقترح حلولا ترمي إلى تغيير هذا الواقع باستخدام أدوات البحث الاجتماعي الحديثة: الحوكمة الجيدة، أساليب المشاركة المجتمعية الجديدة، اتجاهات التنمية الحديثة، خلق رأسمال اجتماعي، ومشروعات تحقق التضامن بين المواطنين على اختلاف معتقداتهم ومواقعهم الاجتماعية. في كل مرة يقع حادث توتر ديني، ونسمع عن قرية منسية من هذه القرى التي يعتصرها الفقر وغياب التنمية، أرى ترديدا للكلام نفسه بدون إبداع، وتستمر المشكلة، ويغيب الحل». هل يتراجع عن موقفه؟ أكد حسام البدري، رئيس نادي بيراميدز وفقا لـ«المصريون»: «أن ما يفعله تركي آل شيخ في مصر نابع من عشقه للوطن المصري، وفكره من أجل النهوض بالرياضة المصرية. وأكمل، سأقنع آل شيخ بضرورة الاستمرار والحفاظ على هذا المشروع الناجح في الدوري، الذي يحسب لآل الشيخ، الذي أثبت قدرته الكبيرة على العمل تحت الضغوط. وأفكاره التي أتت بثمارها بشكل كبير على الكرة المصرية حتى الآن. وأردف: أن ما تم بذله من مجهود وتعب وأسلوب منظم واحترافي من قبل المستشار تركي آل الشيخ من حيث القدرات التي يتمتع بها، ساعدت في تكوين الفريق بهذا الشكل القوي، الذي يستحق الاحترام والتقدير والدعم من الجميع، في ظل وجود فريق العمل، بالاضافة لنا كقدرات مثل أحمد حسن وهادي خشبة وأحمد أيوب وغيرهم من الكفاءات الفنية والإدارية في النادي. وأضاف: لن أسمح لأي مغرضين أو غير واعين بإيقاف مسيرة هذا العمل الناجح، الذي يعود بالإضافة والنفع على مصرنا الحبيبة.. وأطالب جموع المسؤولين والجماهير المحترمة التي تقدر دور الاستثمار في مجال الرياضة بمواجهة تلك الحملات المغرضة التي لا تهدف للنيل من المستشار تركي آل الشيخ، بل الإضرار بالاقتصاد الرياضي في مصرنا الحبيبة». ولا يهمك يا صلاح مثل معظم المصريين كان جلال عارف في «الأخبار» يتمني أن يفوز محمد صلاح باللقب العالمي كأفضل لاعبي الكرة في العام الماضي: «كان نجمنا صلاح قد حقق في الموسم الماضي حضورا استثنائيا في ساحة كرة القدم العالمية، واستطاع خلال عام واحد أن يفرض نفسه في مقدمة لاعبي العالم. لكن الجوائز لها حسابات أخرى، رجحت فوز الكرواتي مودريتش لينهي عشر سنوات، من سيطرة الثنائي ميسي ورونالدو على صدارة لاعبي العالم. وفاز صلاح بجائزة الهدف الأفضل في الموسم الماضي، وجاء ثالثا في ترتيب أفضل اللاعبين. وانتهي احتفال «الفيفا» وبقيت ملاحظات وأسئلة عديدة، وأول الملاحظات أن تخلو التشكيلة المثالية لفريق العام من محمد صلاح، وهو أحد ثلاثة لاعبين هم الأفضل في العالم، فالموسم الماضي باعتراف «الفيفا» نفسها! كان يمكن أن يكون الأمر مفهوما لو أنهم قالوا إنها تشكيلة الأفضل في كأس العالم. أما أن يقال إننا أمام الفريق الأفضل في الموسم بدون صلاح.. فهو أمر لا يمكن تبريره إلا بسيطرة التسويق والتربيطات التي تتحكم في التصويت الذي يحتاج لمراجعة. واضح أن التصويت كان محكوما باللقطة الأخيرة في كأس العالم. قبل الكأس كانت الجائزة بعيدة جدا عن مودريتش. لكن مونديال موسكو قلب الأوضاع، وصعد مودريتش إلى الصدارة بقيادته فريق كرواتيا المحدود الإمكانيات إلى نهائي الكأس.. بينما كان نجمنا صلاح مازال يعاني من الإصابة، وكان منتخبنا في أسوأ حالاته، ولو نجح المنتخب في الصعود للأدوار النهائية، لربما كان الأمر قد تغير. أرجو أن تنتهي بسرعة «الهرتلة» حول التصويت العربي والأفريقي في هذه الجوائز. التصويت شخصي، والصفحة ينبغي أن تقلب». الشمس ستشرق يوما السعادة التي تنتاب جلال دويدار في «الأخبار» بسبب أحكام الإعدام والسجن التي تعرض لها رموز الإخوان كبيرة: «إن أحدا لا يستطيع الادعاء بأنه لم يتم توفير كل سبل المحاكمة العادلة لهؤلاء الذين اختاروا أن تتلطخ أيديهم بدماء الأبرياء، الذين أسند إليهم حماية أمن واستقرار هذا الوطن. لا جدال أن توالي الأحكام التي تمت وفقا للإجراءات القضائية المرعية سوف تؤشر إلى إعلان إغلاق ملف هذه الحقبة السوداء الدامية من تاريخ الدولة المصرية. إنها تمثل آخر حلقات المسيرة الإجرامية لجماعة الإرهاب الإخواني التي اتخذت من الدين – البريء من أعمالها وأفعالها – غطاء وستارا لأهدافها ومخططاتها غير السوية. إنه وعلى ضوء إصدار الأحكام في قضايا إرهاب وإجرام هذه الجماعة، فإن الشعب المصري الذي أضير من هذه الجرائم سوف يتنفس الصعداء، ويشعر بالراحة النفسية. إن هذه الأحكام الصادرة ما هي إلا تجسيد لما تقضي به شريعة الله بأن «السن بالسن والعين بالعين والبادي أظلم»». إننا جميعا وبعد صدور هذه الأحكام نترقب قيام أبطال قواتنا المسلحة والشرطة في وضع اللمسات الأخيرة لعملية القضاء على الفلول الإرهابية في سيناء. تحقيق هذا الإنجاز سوف يجعلنا نتطلع إلى بدء مرحلة جديدة من تحقيق الآمال والانطلاق نحو آفاق المستقبل المزدهر بإذن الله. هذه المرحلة تحتاج إلى بذل الجهد والعرق من أجل رفعة هذا الوطن. أخيرا أقول إنه لابد أن يؤمن كل منا بأن ما سوف يتحقق سيعم خيره على الجميع. هذا يتطلب أن يؤدي كل فرد ما هو منوط به من عمل». مكانة النصارى في الإسلام يطرح علاء عريبي سؤالا تاريخيا في «الوفد»: «هل شارك النصارى في موقعة الجمل؟ قد تفاجأ عندما تقرأ هذا السؤال، وتصاب بالدهشة والحيرة، وقد تضع بجوار السؤال سؤالا آخر: تقصد موقعة الجمل التي جرت أحداثها في ميدان التحرير خلال ثورة يناير/كانون الثاني؟ أم موقعة الجمل التي دارت عام 36 هجرية، بسبب الثأر من قتلة سيدنا عثمان بن عفان، وكانت بين الإمام علي بن أبي طالب والصحابيين الزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله اللذين قتلا في الموقعة، وكانت تناصرهما السيدة عائشة أم المؤمنين؟ قبل 135 سنة، وعلى وجه التحديد سنة 1883، بعد عام من ثورة الزعيم أحمد عرابي، أصدر المستشرق الهولندي مارتاين تيودور هوتسما (ت سنة 1943) لأول مرة، كتاب «تاريخ اليعقوبي»، وهوتسما كان أيامها مساعدا لمحافظ مخطوطات مكتبة جامعة ليدن، سبق وحصل سنة 1875 على دكتوراه في موضوع «النزاع حول العقيدة في الإسلام»، وخلال عمله في قسم المخطوطات عثر على مخطوط كتاب التاريخ الخاص باليعقوبي (أحمد بن إسحاق بن جعفر بن وهب بن واضح)، فقام بتحقيقه ونشره في طبعة من جامعة ليدن. في الجزء الثاني عند ذكر اليعقوبي لموقعة الجمل، جاءت الفقرة التالية صـفحة 213: «وأعطى (يقصد الإمام علي بن أبي طالب) الناس بالسوية، لم يفضل أحدا على أحد، وأعطى الموالي كما أعطى الصلبية، فقيل له في ذلك. فقال: قرأت ما بين الدفتين فلم أجد لولد إسماعيل على ولد إسحاق فضلا، هذا وأخذ عودا من الأرض فوضعه بين إصبعيه»، في الهامش ذكر كلمة الصلبية، بأنها كانت في المخطوط: صليه، وقام هو(هوتسما) بتصحيحها إلى: صلبية، بمعنى الصليبيين، وهو ما يعنى أن الإخوة المسيحيين انضموا إلى جيش الإمام علي، وحاربوا تحت راية الصحابة الذين خرجوا طلبا للثأر ممن قتلوا سيدنا عثمان بن عفان». بوتين حينما يغضب «إسرائيل كعادتها لا تعترف بالجميل، ولا تشكر من يقدمه، بل تعمل دائما، كما يقول حسين أبو طالب في «الوطن»، على استفزازه وابتزازه حتى الرمق الأخير. لا يهمها سوى مصلحتها الآنية، شعورها بالقوة والتفوق مضافا إليهما الغرور والحماية المطلقة من أي عقاب، يدفعان دائما إلى المغامرة حتى الحد الأقصى. هذه الخصائص ليست جديدة على إسرائيل وقادتها من اليمين المتعصب. شهادتنا نحن العرب على السلوك الإسرائيلي تبدو مجروحة في أعين الكثيرين، الذين يرون أنها شهادة تنطلق من منطلق صراعي ووجودى في آن. لكن كيف يكون الرأي حين تأتي هذه الشهادة موثقة ومدعمة بالأدلة اليقينية من قوة عظمى قدمت الكثير من الخدمات الجليلة لإسرائيل ولأمنها، ثم حصلت على جزاء سنمار؟ أتحدث هنا عن الموقف الروسي الجديد تجاه إسرائيل، بعد أن تسببت تصرفات طياريها في إسقاط طائرة عسكرية روسية وعلى متنها 15 ضابطا، كانوا في مهمة للمراقبة الدورية شرق سوريا بحرا. في تصريحات المسؤولين الروس، كوزير الدفاع والمتحدث الرسمي باسم الوزارة وباسم الكرملين، وبعد أن تحققوا بما فيه الكفاية عن الذي حصل ولماذا حصل يوم 17 سبتمبر/أيلول الحالي، نلاحظ حديثا يخلو من الدبلوماسية والمجاملات وتعمد الحفاظ على المشاعر الإسرائيلية، كما كان في السابق، نلاحظ أيضا عبارات حادة لم تستخدم من قبل في وصف التصرفات الإسرائيلية، من قبيل أنها تصرفات استفزازية وعدائية، وأن سلوك طياريها يوم الحادثة يدل على عدم المهنية أو على الأقل الاستهتار الإجرامي، وأنه بمثابة رد جاحد على خدمات روسيا، وانتهاك مباشر للاتفاقات الروسية – الإسرائيلية الموقّعة عام 2015 للحيلولة دون وقوع حوادث تصادم غير مرغوبة في سوريا. مثل هذه الأوصاف الحادة شديدة الخشونة تعبر عن غضب شديد وشعور بالخديعة». وداعا يا صاحبي نتوجه لتونس بصحبة الكاتب عمرو الشوبكي في «المصري اليوم»: «قرار الرئيس التونسى الباجي قائد السبسي بفك التوافق مع حركة النهضة التونسية، كان يمكن اختزاله في أعقاب الثورة التونسية بأنه تجسيد للاستقطاب المدني العلماني، وأنه بداية صراع مفتوح على الهوية ومدنية الدولة، بين تيار مدني علماني متجذر، والتيار الإسلامي. وإذا كان من الصعب تجاهل الجانب الفكري بالكامل كأحد أسباب فك الشراكة بين الرئيس التونسي والنهضة، إلا أنه ليس السبب الرئيسي وراء إنهاء 5 سنوات من التوافق السياسي بين الجانبين. والحقيقة أن أهمية تجربة تونس وأحد أبرز جوانبها الإيجابية (رغم بعض الإخفاقات) هو نجاحها في تحويل «صراعات الوجود»، في كثير من البلدان العربية، بين التيارات السياسية الرئيسية، خاصة بين التيارات المدنية والإسلامية إلى صراعات سياسية تقبل بالحلول الوسط والمناورات المتبادلة. والحقيقة أن فك التوافق بين نداء تونس، الذي يعبر عنه الرئيس وحركة النهضة، جاء عقب تأييد الأخيرة لرئيس الوزراء يوسف الشاهد المجمدة عضويته في النداء، عقب خلاف عميق مع نجل الرئيس التونسي حافظ السبسي، الذي يقود حزب نداء تونس والطامح في خلافة أبيه في رئاسة الجمهورية. والحقيقة أن النهضة قررت أن تدعم يوسف الشاهد لكي يستمر في رئاسة الحكومة على خلاف رأي معظم أعضاء نداء تونس، وأعلنت أن نوابها سيصوتون لصالحه لكي يستمر رئيسا للوزراء. هناك تذمر لدى قطاعات واسعة من المجتمع التونسى من أداء رئيس الحكومة، ومن تفاقم الأزمة الاقتصادية، ولأن النهضة لم تعط طوال تاريخها اهتماما بالقضايا الاجتماعية، فركزت على مصلحتها السياسية في إضعاف نداء تونس، بدعم انشقاق أحد قادته (أي الشاهد)، ثم دعمها له كرئيس حكومة، ثم من الوارد أن تتخلى عنه مستقبلا بعد أن تحقق هدفها وهو انقسام النداء». إعلاميون متلوّنون يجيدون تغيير بوصلتهم مع كل نظام جديد ومشكلة سد النهضة ربما يطول التفاوض بشأنها حسام عبد البصير |
ترامب… وحيدا على السطح Posted: 26 Sep 2018 02:27 PM PDT وقف دونالد ترامب على المنصة في الأمم المتحدة، وفي خطاب مكتوب جيدا، وبلا أي خروج عن النص تقريبا، أزاح من على رأسه تاج زعيم العالم الحر الذي كان محفوظا دوما للرؤساء الأمريكيين قبله. لقد كان هذا التاج في وضع مهزوز من اليوم الذي انتخب فيه، ولكنه عرض أمس بشكل متواصل ومرتب عقيدته التي تقوم أولاوقبل كل شيء على الفرضية الأساس بأن «أمريكا أولا». لا كما خطاباته السابقة، التي كانت جملة من الصرخات والعبارات المجزوءة التي لا ترتبط بقول أو بفكر، فقد وضع الأمور أمس على الطاولة بهدوء نسبي، وبشكل كدي كي لا يكون بعد اليوم شك لدى أحد في أنه ضد العولمة، ضد المساعدات الأجنبية ـ إلا إذا تلقت أمريكا مقابلاً لها. وهو مع الوطنية العميقة ومع الحماية المطلقة للسيادة الأمريكية. أكثر ما تحدث ترامب إلى مشاركي الجمعية، اسمع صوته لناخبيه: في ضواحي بنسلفانيا وفي قرى اوهايو سيهتفون لسماع خطاب ملتهب، يركل فيه رئيسهم بساقيه الخلفيتين العالم ويعطيهم ما أرادوه دومًا ـ أمريكا منعزلة، محوطة بالمياه ومنغلقة، ومن ناحيتهم فليحترق العالم. لقد كانت الفكرة الأمريكية القديمة مبنية على أن الولايات المتحدة لا تساعد العالم انطلاقًا من سخاء دولة غنية فحسب، بل انطلاقًا من الرغبة في تحقيق قيم منشودة للحرية والديمقراطية، وانطلاقًا من الفهم بأن مثل هذه المساعدة يمكنها أن ترفع مكانة الوطنيين المكافحين في البلدان الأخرى أيضًا، وتقربهم من الولايات المتحدة بشعور من الامتنان واعتراف بمكانتها كرائدة عالمية. لقد أيدت أمريكا العولمة لأن هذا كان هو الحد أو ذاك هو الحل، وإن لم يكن الحل الكامل، لمساعدة الفقراء، المهمشين، أولئك الذين لم تؤخذ منهم الفرصة بل لم تعطَ لهم أبدًا. أما أمس ومن على منصة الأمم المتحدة لم يرفع الرئيس أمريكا بل رفع الترامبية: في خطاب بدا وكأنه كتب من أفضل الدعائيين اليمينيين، عرض بفخار أمريكا الجديدة، وباستفزاز. أمريكا التي لن تمد يدًا للمصالحة، إنما توجه للعالم قبضة مشدودة. لحظة حرجة سجلت في بداية الخطاب عندما أظهر العالم لترامب ما الذي يفكر به عنه: الرئيس الأمريكي تباهى بأنه في أقل من سنتين أنهى مهام أكثر مما أنهى كل رئيس آخر قبله. ومع أن الضحك كان مكبوتًا ولكن ترامب سمع. غير أن هذا من ناحيته لا يغير شيئًا: فقد خلق لنفسه فقاعة منعزلة عن الواقع ويؤمن بأن ما يفكر به عن نفسسه وإنجازاته هو الواقع، فلا يهمه العالم. وهو يستهدف انتخابات منتصف الولاية في تشرين الثاني، ويعرف بأنها ستكون مثابة استفتاء على شكل أدائه. لقد استهدف هذا الخطاب إيقاظ ناخبيه وتذكيرهم بما يحبون.. بأنه يمكنه أن يهدد إيران بمزيد من العقوبات، وأنه يعرف كيف يروي أن روحاني طلب لقاءه ورفض، رغم أن روحاني قال أمس إن ترامب بالذات هو الذي طلب لقاءه ثماني مرات. ولكن ماذا يهم الحقيقة حين يكون كل شيء ملفقًا، وناخبوه يقولون في الاستطلاعات إنهم لا يتأثرون على الإطلاق من أن الرئيس يكذب. لأول مرة عرض ترامب خطًا سياسيًا مرتبًا يبعد أمريكا عن العالم. في إسرائيل لم يكن من سر حين نقل السفارة إلى القدس وانسحب من الاتفاق النووي، ولكن عندما تنسحب أمريكا من قيادة العالم، فإن هذا هو الأمر الأكثر فظاعة، الذي يمكن أن يحصل لإسرائيل. هذا يعني أن أمريكا ضعيفة في أسرة الشعوب، وأن واحدًا آخر سيأخذ الدفة ويبقي ترامب في منصب الشرطي الأمريكي الغاضب. أورلي ازولاي يديعوت 26/9/2018 ترامب… وحيدا على السطح يعلن لأول مرة بوضوح وهدوء انعزال أمريكا عن قيادة العالم صحف عبرية |
الرئيس عباس قبل خطابه: القضية تمر بأصعب الظروف Posted: 26 Sep 2018 02:27 PM PDT غزة – رام الله – «القدس العربي»: استبق الرئيس محمود عباس أمس خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم، بالإعلان أن القضية الفلسطينية الآن تمر في «أصعب الظروف». في الوقت ذاته قال محمود العالول نائب رئيس حركة فتح، إن القيادة الفلسطينية ستكون في حِلّ من الالتزامات والاتفاقات مع الاحتلال. وقال خلال استقباله أعضاء من الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة، وهو يشير إلى الظروف الصعبة التي تمر بها القضية «لن نيأس وسنصمد حتى تحقيق أهدافنا وثوابتنا الوطنية المتمثلة بالحرية والاستقلال وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية». وأكد أن الإدارة الأمريكية بقراراتها المتمثلة في الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها، وإزاحة ملف اللاجئين من طاولة المفاوضات وقطع المساعدات عن وكالة «الأونروا» «أخرجت نفسها كوسيط وحيد للعملية السياسية»، مضيفا «بالتالي أصبحت هناك ضرورة لعقد مؤتمر دولي للسلام ينتج عنه تشكيل آلية دولية لرعاية عملية السلام». ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا» عن الرئيس قوله «الإجراءات الإسرائيلية الخطيرة المتمثلة بمواصلة سياسة الاستيطان واستمرار الاعتداءات التي تستهدف الأرض والإنسان الفلسطيني لا يمكن السكوت عنها، وسنواصل جهودنا على المستويات كافة واتخاذ القرارات من أجل حماية شعبنا والحفاظ على حقوقه التي كفلها القانون الدولي». وأكد على أهمية قضيتي المسجد الأقصى المبارك، وقرية الخان الأحمر، موضحا خطورة هذه القضايا، وتعهد بعدم مرورها. وحذر من خطورة المساس بمكانة ووضع المسجد الأقصى، وقال إنها «ستجر المنطقة إلى مزيد من التوتر وتدهور الأوضاع». وفيما يتعلق بملف المصالحة الوطنية، أكد حرص القيادة الفلسطينية على تحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام لمواجهة المخاطر المحدقة بقضيتنا الوطنية. ومن المقرر أن يلقي الرئيس الفلسطيني اليوم خطابا في الأمم المتحدة، سيحدد فيه معالم التحرك الفلسطيني المقبل، في ظل القرارات الأمريكية والإسرائيلية الأخيرة، وسيبلغ حسب مسؤولين فلسطينيين المجتمع الدولي، بأنه سيذهب باتجاه تطبيق قرارات المجلسين الوطني والمركزي، بخصوص وقف العمل بالاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل، وكذلك وقف التعهدات التي قدمها سابقا للإدارة الأمريكية، بخصوص الانضمام لمزيد من المنظمات الدولية، علاوة على طلبه من المجتمع الدولي الاعتراف بدولة فلسطينية على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. إلى ذلك وجهت القيادة الفلسطينية والفصائل، انتقادات حادة لخطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي ألقاه في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأكد محمود العالول، نائب رئيس حركة فتح إن «القيادة ستكون في حل من الالتزامات والاتفاقات مع دولة الاحتلال جراء تنصل الأخيرة منها»، وذلك في تعقيبه على خطاب ترامب، الذي قال إنه «معادٍ لقضيتنا وشعبنا»، لافتا إلى أنه، أي ترامب، «لم يعد منحازا لدولة الاحتلال فقط وإنما هو شريك في هذا الاحتلال». وأكد أن هذه الفترة تخلو من أي تواصل مع الإدارة الأمريكية، نظرا لمواقفها وقراراتها السابقة التي تجلت في الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها، لافتا كذلك إلى أن المجلس المركزي سيعقد جلسة له بعد عودة الرئيس عباس، وسيضع آلية لتنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي السابقة. وطالب العالول الكل الفلسطيني بـ «الاصطفاف في خندق واحد» لدعم القيادة والرئيس عباس في «معركة الحفاظ على الثوابت والحقوق الوطنية»، مستهجنا موقف حركة حماس الذي وصفه بـ «المخيب للآمال جراء وقوفه إلى جانب الاحتلال وأعوانه». وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، إن إدارة الرئيس ترامب تصر على إغلاق الأبواب أمام السلام، ولا تستطيع لعب اي دور في صناعته بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لافتا إلى أنها «اختارت مكافأة جرائم الحرب والاستيطان الاستعماري والابرتهايد، الذى تمارسه سلطة الاحتلال إسرائيل»، مؤكدا أن رفض ترامب للمحكمة الجنائية الدولية يمثل «رفضا للقانون الدولي». وأكدت حركة الجهاد الإسلامي على ضرورة توحيد الصفوف «في مواجهة السياسات الصهيوأمريكية والتوقف عن المراهنة على الدور الأمريكي». ووصفت خطاب ترامب بـ «الاستعلائي والعدائي». وأكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن الرئيس الأمريكي عكس في خطابه «الوجه الحقيقي البشع للإمبريالية الأمريكية، التي تواصل إغراق العالم في بحر من الدماء والدمار والخراب والاستقواء على الشعوب المفقرة». ويوم أمس تظاهر عشرات اللاجئين الفلسطينيين أمام مقر الأمم المتحدة في مدينة غزة رفضا لخطاب الرئيس الأمريكي وقراراته التي تمس «الأونروا». ورفع المشاركون وبينهم أطفال لافتات تندد بقرارات ترامب ضد «الأونروا»، التي أدت إلى خلق أزمة مالية كبيرة، تعاني منها هذه المنظمة الدولية، وكتب على لافتات «لا للمساس بحقوق اللاجئين»، و«حقوق اللاجئين خط أحمر». الرئيس عباس قبل خطابه: القضية تمر بأصعب الظروف ردود فلسطينية غاضبة على خطاب ترامب في الجمعية العامة |
آل الشيخ يهدد المصريين: «سترون وجهي الثاني» … وقناته تهاجم ثورة 25 يناير Posted: 26 Sep 2018 02:27 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: تواصلت تداعيات إعلان تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الرياضة السعودية، الانسحاب من الاستثمار في مصر، حيث شنت قناة «بيراميدز» المملوكة للمستشار السعودي، هجوما على النادي الأهلي المصري، ورئيس مجلس إدارته محمود الخطيب، كما هاجمت ثورة الخامس والعشرين من يناير/ كانون الثاني 2011، باعتبارها أفرزت روابط المشجعين « الألتراس» التي رددت هتافات «مسيئة» لآل الشيخ خلال مباراة الأهلي مع فريق حورويا الغيني في ربع النهائي من بطولة الدوري الأفريقي. وشن الإعلامي مدحت شلبي، هجوما حادا على جماهير النادي الأهلي وألتراس الأهلاوي. وكان في اليوم السابق قد أذاع بنفسه خبر انسحاب آل شيخ، بعد يومين من تداول فيديو لجماهير النادي الأهلي على نطاق واسع تهاجم آل شيخ وتوجه له سبابا حادا، فضلا عن مهاجمتها لمدحت شلبي الذي انحاز لصاحب القناة في أزمته مع النادي الأهلي. هجوم شلبي على جماهير الأهلي وصل لحد تحميلهم مسؤولية قتل زملائهم في مذبحة بورسعيد التي صدر فيها حكم القضاء بإدانة مسؤولين في النادي المصري. إذ اتهم شلبي ألتراس الأهلاوي، بأنهم السبب الرئيسي في مقتل 72 شخصاً من جماهير النادي في استاد بورسعيد عام 2012 في الواقعة الشهيرة بـ«مذبحة بورسعيد». وقال «إذا كنت ناسي أفكرك.. اثنين من كابوهات أهلاوي بدأوا الاشتباك بجماهير بورسعيد وضربهم بأحد الشماريخ قبل المباراة ثم حملوا لافتة كبيرة كتب عليها بلد البالة مجبتش رجالة». وتابع : «أنتم من حرضتم الجانب الآخر على قتل زملائكم الذين أكلتم معهم عيش وملح، ومات 72 شابا فلذة أكباد آبائهم.. وكسرتوا وشتمتوا وفعلتوا أفعالا مشينة». وانتقل شلبي في حديثه بالهجوم على ثورة الخامس والعشرين من يناير/ كانون الثاني 2011، قائلا إن «المجموعة، التي تواجدت في ملعب دار السلام، أثناء لقاء الأهلي وحورويا، منقادة وراء من استأجرها»، مشيرا إلى أن هذا « نتاج ما تسمى ثورة يناير، وما أتت به جماعة الإخوان الذين استباحوا المحاكم والأقسام». واتهم مجلس إدارة الأهلي ورئيسه محمود الخطيب باستئجار مشجعين لسب تركي آل الشيخ، بعد أن تحدث الأخيرعن دفع ما يقرب من 40 مليون جينه مصري للنادي، ودعم الخطيب في انتخابات مجلس الإدارة الأخيرة. وعلق شلبي على سب بعض جماهير الأهلي له في المباراة الأخيرة قائلا :»والدتي جزمتها بكل واحد جاب سيرتها، منذ ثورة يناير ساد عدم الاحترام والأغلبية العظمى كانوا من المنفلتين والمنحلين». وأضاف: «أمي ربتنا وكبرتنا رجالة ووضعتنا في صدر المجتمع بفضل الله لكن مجموعة من الرعاع تجيب سيرتها، لن أعطي للأمر أهمية». الديوان الملكي السعودي رد على هتافات جماهير النادي الأهلي المصري ضد آل الشيخ. إذ قال سعود القحطاني، المستشار في الديوان، إن «هتاف بعض جماهير النادي الأهلي المصري، ضد المستشار تركي آل الشيخ، لا يمثل مصر ولا أهلها»، واصفا الفاعلين بـ«الغوغاء». وقال في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «ما حصل من إساءة لوالدتي ووالدة أخي تركي من بعض الغوغاء لا يمثل مصر ولا أهلها وشعبها الطيب»، وتابع: «تكاتف الجميع من سعوديين خصوصا وخليجيين ومصريين وعرب عموما في هاشتاغ إلا تركي آل الشيخ، دلالة أكيدة أن هذه التصرفات إساءة لصاحبها، ورفعة وعزة لمن صبر عليها، وعند الله تجتمع الخصوم». كذلك خرج تركي آل الشيخ أمس بتصريحات جديدة مرتبطة بأزمته الحالية التي تسببت في انسحابه من الاستثمار في الرياضة المصرية. وقال عبر حسابه الرسمي على موقع «فيسبوك»: «من اللحظة دي الوجه الثاني… ثاني!» (منذ هذه اللحظة سترون الوجه الثاني). واعتاد آل الشيخ نشر تدويناته المتعلقة بالرياضة المصرية على موقع «فيسبوك»، فيما ينشر تغريداته المتعلقة بالرياضة السعودية على موقع «تويتر». كما أن التعليقات كلها جاءت متعلقة بقراره الأخير بشأن الانسحاب من الرياضة المصرية. آل الشيخ يهدد المصريين: «سترون وجهي الثاني» … وقناته تهاجم ثورة 25 يناير سعود القحطاني: شاتمو المستشار غوغاء وهذه التصرفات إساءة لصاحبها |
انتحار راهب مصري ورد اسمه في تحقيقات مقتل رئيس دير أبو مقار Posted: 26 Sep 2018 02:26 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: تتواصل الأزمة التي تعيشها الكنيسة القبطية المصرية، منذ مقتل الأنبا إبيفانيوس رئيس دير أبو مقار في 29 يوليو/ تموز الماضي، فيما وجهت الأجهزة الأمنية تهمة القتل لراهبين في الدير. وفي أحدث تداعيات للأزمة، أقدم الراهب زينون المقاري، في دير المحرق في أسيوط، على الانتحار، حسب مصادر في الدير. القس بولس حليم ، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أعلن وفاة زينون، المنقول حديثا للدير المحرق في أسيوط بناء على قرار لجنة الرهبنة. وذكر بيان صادر عن الكاتدرائية، أن الراهب المتوفى «تم نقله إلى مستشفى سانت ماريا في أسيوط عقب تعرضه لأزمة صحية مفاجئة، وأن النيابة تجري تحقيقات لمعرفة سبب الوفاة». وقالت مصادر إن «الراهب زينون المقاري توفي في مستشفى سانت ماريا في مدينة أسيوط جنوب مصر بعدما تم نقله لها فجر أمس من مركز القوصية مقر الدير إلى مدينة أسيوط عبر الطريق الزراعي، وهي المسافة التي تستغرق ما يقرب من الساعة، حيث لفظ الراهب أنفاسه الأخيرة قبل وصوله إلى المستشفى» وقال مصدر في الدير المحرق في أسيوط، إن «الرهبان طرقوا أبواب غرفته بين الساعة الثالثة والرابعة فجرا من أجل استدعائه لتسبحة نصف الليل، فوجدوه يعاني من آلام شديدة في البطن نقلوه على أثرها لمستشفى سانت ماريا التابع للدير الذي يتلقى فيه الآباء الرهبان علاجهم، ولفظ أنفاسه قبل الوصول إلى المستشفى بدقيقتين وتحديدا بعد الوصول إلى مدينة أسيوط، مع التأكيد على انتحاره». وزينون المقاري، يبلغ من العمر 45 عاما، وهو من رهبان دير أبو مقار المنقولين منذ شهر إلى أديرة أخرى، بعد مقتل الأسقف أنبا إبيفانيوس. وهو من بين مجموعة رهبان اعتادوا افتعال المشكلات مع الأنبا ابيفانيوس رئيس الدير المقتول. وتعقد محكمة جنايات دمنهور، اليوم الخميس، جلسة لمحاكمة المتهمين بقتل الأنبا إبيفانيوس. وكانت النيابة العامة قررت أواخر أغسطس/أب الماضي، إحالة الراهبين أشعياء وفلتاؤس، المتهمين بالجريمة إلى محكمة جنايات الإسكندرية، لمحاكمتهما بتهمة «القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد». انتحار راهب مصري ورد اسمه في تحقيقات مقتل رئيس دير أبو مقار |
إلغاء حكم إدراج مرشد الإخوان و50 آخرين على قوائم الإرهاب في قضية «غرفة عمليات رابعة» Posted: 26 Sep 2018 02:26 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: ألغت أعلى محكمة طعون مصرية، أمس الأربعاء، قرار إدراج المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، محمد بديع، و50 آخرين على «قوائم الإرهاب»، إذ قبلت محكمة النقض الطعن المقدم ضد إدراج بديع و50 آخرين، على قوائم الإرهابيين على خلفية اتهامات بالقضية المعروفة إعلاميًا بـ «غرفة عمليات رابعة». وقررت المحكمة إعادة الدعوى لدائرة أخرى جديدة. وفي مايو/ أيار 2017، أدرجت محكمة جنايات القاهرة، 51 شخصًا على «قوائم الإرهابيين» على رأسهم محمد بديع، ونشر القرار في الجريدة الرسمية في يوينو/حزيران من العام نفسه، قبل أن يتم الطعن عليه من قبل المتهمين. ويحاكم في القضية 51 شخصًا (39 حضوريًا و12 غيابيًا) بتهمة «إعداد غرفة عمليات لتوجيه تحركات جماعة الإخوان بهدف مواجهة الدولة»، في الفترة من يوليو/ تموز 2013 إلى يناير/ كانون الثاني 2014، وهي التهمة التي ينفيها المتهمون. وفي 14 أبريل /نيسان الماضي، قضت محكمة النقض في حكم نهائي، بنفس القضية، بتأييد عقوبة السجن المؤبد (25 عامًا) بحق بديع، وعضوي مكتب الإرشاد في الجماعة (أعلى هيئة تنفيذية في الإخوان) محمود غزلان، وحسام أبو بكر. كما أيدت المحكمة حكم السجن 5 سنوات بحق 15 آخرين، وبراءة 21 آخرين، بينما هناك 12 متهمًا غيابيًا لم يقدموا طعونًا أمام النقض. وفي 14 أغسطس / آب 2013، فضت قوات من الجيش والشرطة بالقوة اعتصامين لأنصار الإخوان في ميداني «رابعة العدوية» و«نهضة مصر» في القاهرة الكبرى، وأسفر الفض عن سقوط 632 قتيلًا، منهم 8 أفراد شرطة، بحسب «المجلس القومي لحقوق الإنسان» في مصر (شبه حكومي)، في الوقت الذي قالت منظمات حقوقية محلية ودولية (غير رسمية) إن أعداد القتلى تجاوزت 1000 شخص. في الموازاة، قررت محكمة جنايات شمال القاهرة تأييد أمر التحفظ على أموال 16 متهما في القضية رقم 1305 لسنة 2018 والمعروفة إعلامياً بـ«قضية معتقلي العيد». وكانت نيابة أمن الدولة العليا تقدمت بطلب للتحفظ على أموال المتهمين. وشنت أجهزة الأمن حملة اعتقالات ثالث أيام عيد الأضحى المبارك، طالت السفير معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق وصاحب مبادرة «نداء إلى الشعب المصري» التي طالب فيها بإجراء استفتاء شعبي على بقاء السيسي والخبير الاقتصادي رائد سلامة، ويحيى القزاز استاذ الجيولوجيا في جامعة حلوان وأحد مؤسسي حركة كفاية التي لعبت دورا في الإطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك. وتضمنت أسماء المتهمين في القضية التي طالبت النيابة بالتحفظ على أموالهم، كلا من غادة محمد نجيب، ونرمين حسين فتحي، وعلي بطيخ، ومحمد محسوب درويش، وإيهاب جلال، وعمرو جمال، وشريف دياب، وسامح رمضان سالم، وعبد الفتاح سعيد، ومحمد كمال، وخالد أحمد إسماعيل، وهمام علي يوسف. وقررت نيابة أمن الدولة العليا، تجديد حبس المتهمين 15 يوما على ذمة التحقيقات الجارية في القضية المتهمين فيها بـ«مشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أهدافها، وتلقي تمويل بغرض الإرهاب والمشاركة في اتفاق جنائي الغرض منه ارتكاب جريمة إرهابية، كما ستواجه المتهمين بالأحراز المضبوطة بالقضية والجرائم الموجهة للمتهمين». إلغاء حكم إدراج مرشد الإخوان و50 آخرين على قوائم الإرهاب في قضية «غرفة عمليات رابعة» محكمة مصرية تؤيد التحفظ على أموال معصوم مرزوق و15 آخرين |
إعلان تسليم «إس 300» للنظام السوري بداية تفاوض على شروط وقواعد اشتباك قابلة للانفجار Posted: 26 Sep 2018 02:26 PM PDT دمشق – «القدس العربي»: شكلت لحظة إسقاط الطائرة الروسية مؤخراً منعطفاً مهماً في معادلات وقواعد الاشتباك الجوي في سوريا؛ التي بنيت وفق تفاهمات أمنية بالغة الحذر لمنع التصادم من جهة ولمنع التدخل في تحسين كفة الصراع؛ وهذا ما تم خلال أكثر من 200 طلعة وضربة جوية إسرائيلية وما تم أيضاً في عملية التحالف الدولي وحتى بتدخلات أمريكية؛ إلا أن لحظة اعلان موسكو تسليم نظام الأسد منظومة الدفاع الجوية «إس 300» إثر غارة إسرائيلية وصفت بالمتعمدة، أرادها الروس أن تكون بداية تفاوض على شروط وقواعد اشتباك جديدة ستغدو أكثر قلقاً، وورقة ضغط مفيدة من أجل المساومة حسب مراقبين. حيث أعلنت روسيا أنها ستسلم سوريا أنظمة آلية للتحكم في جميع وسائل الدفاع الجوي، عقب اتهام روسيا لإسرائيل بالتسبب في إسقاط طائرة روسية ومقتل 25 عسكرياً كانوا على متنها، اذ قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن بلاده مضطرة لاتخاذ الإجراءات الكافية لتعزيز أمن القوات الروسية في سوريا بسبب الغارات الإسرائيلية، مشيرًا إلى ان العملية لن تأخذ أكثر من أسبوعين حتى تتمكن دمشق من إغلاق أجوائها أمام الهجمات الإسرائيلية. وفي قراءة هذه التطورات، يرى البعض ان موسكو أرادت من إعلان تسليم «إس 300» للنظام والتي يتوقع أنه تم تسليمها قبل ذلك، أن توجه رسائل عدة حسب الباحث السياسي معن طلاع الذي رأى ان الرسائل موجهة إلى إسرائيل وأمريكا مفادها أن تلك الحوادث من شأنها «تزمين التورط الروسي» وبالتالي روسيا ماضية في تحسين قدرات منظومة النظام الدفاعية وإنعاش استراتيجية توازن الردع؛ ومن جهة ثانية استغلت موسكو هذه الحادثة للتهرب من عدم قدرتها على تحجيم التواجد الإيراني في سوريا سواء إبان معركة درعا التي خلعت فيها المجموعات الإيرانية ثيابها العسكرية وارتدت بزات الجيش السوري، أو تغلغل تلك المجموعات في بنية الجيش الرسمي ووصولاً إلى نقل القوة النوعية إلى أماكن تواجد الروس أنفسهم؛ فأرادت موسكو تغيير تلك القواعد وتقليص مساحات التدخل الدولية التي من شأنها إرباك الهندسة الروسية لمدخلات المشهد السوري ميدانياً وسياسيًا. في المقابل لا يتوقع أن يدفع هذا الإعلان كلاً من إسرائيل والولايات المتحدة إلى التخلي عن بنك الأهداف الأمنية المحدد وذلك لاعتبارين، الأول يتعلق بنوع السلاح المسلم نفسه وقدرة اسرائيل على التعامل معه؛ والثاني متعلق بتنامي اتجاهات المضي في تحسين أمريكا لقدرات حليفتها العسكرية والأمنية، حسب المتحدث الذي أوضح فيما يتعلق بالسيناريوهات المرتبطة بتلك الأزمة، بأن الاحتواء سيكون العنوان الأبرز ولكن ستتعقد قواعد الاشتباك لتكون قابلة للانفجار في أي لحظة والانتقال من صراعات مباشرة؛ وسيبقى تحدي ضبط إيران هو محور السياسات الدولية؛ إذ بات التواجد الإيراني أكثر عضوية في المشهد السوري ولا يمكن لموسكو الاستغناء عنه خاصة بعد الامتيازات الممنوحة لها سواء مما أفرزته اتفاقيات الاستانة أو مما تحصلت عليه من النظام وتدخلها في عمليات إعادة بناء الجيش وولوج الميليشيات المحلية الموالية لها ضمن القوى النوعية في الجيش السوري من جهة ثانية. وبدأ التصعيد بمحاولة السيطرة على إدلب، حيث استعد النظام السوري لشن العملية العسكرية، حتى بالأسلحة الكيميائية ولكن الضغط الدولي حال دون ذلك، في ظل عدم رغبة واشنطن اعلان انتصار الروس، ثم جاءت الضربات في الساحل السوري وإسقاط الطائرة ومقتل الجنود الروس كان خسارة كبيرة لموسكو وبوتين والرأي العام الروسي. وفي هذا الصدد قال الخبير السياسي زكريا ملاحفجي لـ «القدس العربي» ان التصعيد الروسي بدأ منذ حشد النظام السوري قواته وميليشياته استعداداً لما وصفها «معركة الحسم» في ادلب، ولم تنته بإعلان موسكو تسليم منظومة اس 300 للنظام السوري كردة فعل على اسقاط طائرته العسكرية ومقتل الجنود الروس على متنها، مضيفاً «أن الجانب الأمريكي لا يرغب في فتح المعابر من قبل النظام والروس في سوريا لأنه مصدر سيادي واقتصادي مهم، وخاصة بوجود الإيراني الذي أصبح أولوية لدى الأمريكي الذي يربط مصير النظام السوري بوجود الإيراني بكل المفاصل الحيوية فالضغط الأمريكي يتركز على إيران عبر كل المحاور العسكرية والاقتصادية والسياسية وأكد الأمريكي انه موجود في سوريا طالما ايران موجودة هناك. وفي ظل هذا الفضاء الملبد في المنطقة تلجأ موسكو إلى التصعيد والتخبط والحديث عن منح النظام منظومة الصواريخ «اس 300» علماً ان «حميميم» تضم منظومة إس 400 منذ عام 2015، تحت اشراف روسي كامل، لكن افتعال الازمة يبدو حسب ملاحفجي، «كأزمة الصواريخ الكوبية، من أجل المساومة وربما دفع النظام لمواجهة الاعاقات الدولية لما يريده الروس إضافة لتصعيد بتهديد المنطقة، لاسيما ان استفادة الروس من الإيراني على الأرض باتت أضعف في ظل توجيه الضربات المستمرة التي أصبحت بوتيرة متسارعة لكل الأهداف الحيوية الإيرانية وفي الوقت نفسه الروسي يحتاج الإيراني وغير قادر على وقف وجودها في سوريا». ورجح الخبير السياسي ان تحمل الايام القادمة مزيدًا من التصعيد من قبل الروس، فيما سيواجه الأمريكي طهران عبر إسرائيل وتعزيز وجوده العسكري في الخليج العربي، مضيفاً ان كل ذلك سيحدد من حجم الروس في المنطقة ويوقفه ويضعف الإيراني أيضاً، وهذا ما قد يضع النظام السوري في زاوية ضعيفة للغاية ومهددة. إعلان تسليم «إس 300» للنظام السوري بداية تفاوض على شروط وقواعد اشتباك قابلة للانفجار باحث سياسي لـ «القدس العربي»: موسكو غير قادرة على تحجيم الوجود الإيراني هبة محمد |
التشييع يغزو بلدات الغوطة الشرقية مهدداً «سور دمشق السني» Posted: 26 Sep 2018 02:25 PM PDT دمشق – «القدس العربي»: شكلت ضواحي وأرياف العاصمة السورية دمشق، مسرحاً هاماً للمشروع الإيراني الهادف إلى تأسيس حزام شيعي في العمق السوري مستخدماً لذلك الظروف الملائمة التي أوجدها النظام السوري خلال مرحلتي حكم الأسدين، الأب والابن، فلم تكن الرمزية السياسية لضواحي العاصمة فقط، هي ما يقلق الجانب الإيراني، فقد أدرك خطر الثقل الذي تشكله الحاضنة السنية في الغوطة التي يناهز تعداد أهلها اكثر من 400 ألف نسمة، وما تحمله من عمق للسنّة في دمشق، يعرقل المد الشيعي ويقف حجر عثرة امام تحقيق الهلال المنشود الذي يمتد من ايران للعراق ويصل إلى البحر الأبيض المتوسط، فيما يرى الدمشقيون محاولات نشر التشيع امتداداً مذهبياً للاحتلال الفارسي الإيراني. ورغم اعتقاد البعض بأن الثورة السورية جمدت التمدد الشيعي في غوطة دمشق، إلا أن المرحلة التي اعقبت تهجير مقاتلي المعارضة السورية وعائلاتهم من الغوطة الشرقية، أظهرت المساعي الإيرانية والمخططات التي يقودها حزب الله والتي عادت إلى العمل بآليات مضاعفة عن تلك التي كانت تستخدم قبيل اندلاع الاحتجاجات في البلاد. مصادر محلية تحدثت لـ «القدس العربي»، عن عودة مظاهر التشيّع إلى التكتل السني الأبرز على المشارف الشرقية للعاصمة، التي انتزعت قوات النظام السوري السيطرة عليها، عقب اتفاق التهجير الذي أدى اخراج مقاتلي المعارضة لدى جيش الإسلام وفيلق الرحمن وأحرار الشام وعائلاتهم إلى الشمال السوري. بلدة «حتيتة التركمان» في الغوطة، حيث تمكن حزب الله اللبناني عبر جهات محلية على تشييع عشرات العائلات فيها، عبر سيدات سوريات معتنقات للمذهب الشيعي أقمن حلقات أهلية مهتمة بدعوات التشيع، وفي هذا الاطار قال المعارض السوري «يوسف البستاني»، لـ «القدس العربي» بأن ظاهرة «الغزو الطائفي» للغوطة الشرقية تستهدف بلدة «حتيتة التركمان» والعديد من البلدات المحيطة فيها بالضواحي القريبة، وصولاً إلى بلدة «المليحة» التي كانت قبل اندلاع الثورة السورية مركزاً رئيسياً لإيران وحزب الله اللبناني بنشر التشيع. البستاني، الذي يتحدر من الغوطة الشرقية، تحدث بأن هذا المشروع بدأ بالتصاعد منذ عام 2006، وكانت الأداة المستخدمة لتذليل العقبات أمام المشروع، هي «أحاديث المقاومة والممانعة»، مما أدى إلى خلق الأرضية والمناخ المناسبين لذلك. في شهر تموز- يوليو الماضي، رُفعت في بلدة «المليحة»، لوحة ثلاثية كبيرة للأمين العام لـ»حزب الله» اللبناني حسن نصر الله، وإلى جانبيه صورتان أصغر لبشار وماهر الأسد، فوق بوابة جامع المليحة الكبير. وأثار وضع تلك الصورة، وفق ما نقله «صوت العاصمة»، بلبلة بين سكان المليحة الأصليين، وتدخل بعض الوجهاء كوسطاء، فتم نقل اللوحة إلى الطرف الأيسر من واجهة الجامع، بحيث تُطلُّ على الساحة الرئيسية للبلدة، من دون أن ينتقص ذلك من رمزيتها، إذ لم يجرؤ الوجهاء السُنّة على الاعتراض على وضع الصورة فوق بوابة الجامع إلا لأن ذلك «حرام شرعاً»، لا على رمزية الصورة. وبدأت الرغبة العلنية في تشيع سكان بلدة المليحة، تظهر مع افتتاح مكاتب عقارية، تخصصت في إدارة عمليات بيع وشراء العقارات بين السُنّة والشيعة، لتنظيم عمليات تمليك لسكان شيعة، أصولاً. وشهدت الحركة الأخيرة، وفق ذات المصدر، بيع السنّة لعقاراتهم نشاطاً واسعاً، خلال السنوات القليلة الماضية، وعمليات التملك زادت من أعداد الشيعة في المدينة، وبدأوا بترميم ممتلكاتهم بعد استيلاء النظام عليها. ومن خلال علاقاتهم القوية مع النظام، تم تخصيص 200 مليون ليرة سورية من الحكومة كدفعة أولى لـ»إعادة تأهيل» البلدة، ليتم افتتاح البلدية و»الفرقة الحزبية» ومخفر الشرطة. الباحث السياسي السوري وائل الخالدي، عقب على ما يحاك في الغوطة الشرقية، بأن طهران استفادت من تجربة حزب الله في لبنان عبر استغلال الضواحي للعواصم الناقمة بطبعها على الفارق الطبقي مع المدينة وتأطيرها وأدلجتها لاستخدامها سياسياً لاحقاً وحتى عسكرياً وإعادة انتاج ما يسمى بالثورة الخمينية. وأضاف الخالدي لـ»القدس العربي»، كما حدث في «احتلال» حزب الله للعاصمة بيروت في 7 أيار الشهير، وكما حصل في اليمن مع الحوثيين، وكذلك ما حصل في بغداد قبل هذا كله، ايران تعد وتجهز آلية في حال خروجها العسكري من سوريا، يفرض واقع سياسي وآيديولوجي وعقدي يحفظ له مكاسبها وقدرتها على التحكم بمستقبل الدولة التي احتلتها، عبر آليات مستقبلية تعتبر ديمقراطية وشرعية، تماماً كما يحدث بانتخابات لبنان، حيث تسيطر الأقليات الشيعية على كامل قرار الدولة». الاحتلال الديني لأهالي ضواحي العاصمة دمشق، من منظور الباحث المعارض، يندرج تحت أسلوب فارسي قديم اعتمدته طهران، وهو التهديد والتخويف وبعدها الوعيد بالسعادة الأزلية، والغريب أن هذا الأسلوب نفع تلك الدولة التي امتد حكمها من العراق إلى المغرب العربي، وتقوم ايران باستخدام الاسلوب نفسه بتخويف الشباب الذين كبروا خلال الثورة السورية، ولم يتلق أغلبهم التعليم اللازم، وتخوفهم بالسحب الاحتياطي او الاعـتقال. ويبدو حزب الله وفق المصادر، يولي اهتمامه الأكبر للعاصمة دمشق وضواحيها، في ظل سيطرة قواته شبه الكاملة على جنوب دمشق، ودخول مدينة داريا وغيرها من مدن غربي دمشق تحت نفوذه، بالإضافة إلى انتشاره الواسع في الريف الملاصق للأراضي اللبناني، ما يجعل المد الشيعي قاب قوسين أو أدنى من إحكام قبضته على العاصمة السورية، مقابل انهيار السور السني للعاصمة دمشق. التشييع يغزو بلدات الغوطة الشرقية مهدداً «سور دمشق السني» عشرات العائلات في حتيتة التركمان في الغوطة تم تشييعها على يد «حزب الله» |
ماكرون لوفد هيئة التفاوض المعارضة من نيويورك: ندعم اتفاق «إدلب» Posted: 26 Sep 2018 02:25 PM PDT دمشق – «القدس العربي»: التقى وفد هيئة التفاوض السورية برئاسة نصر الحريري الثلاثاء بالرئيس الفرنسي مانويل ماكرون والوفد المرافق له على هامش أعمال الدورة 73 للجمعية العمومية لهيئة الأمم المتحدة في نيويورك، وعبر الرئيس الفرنسي عن وقوف فرنسا مع الشعب السوري في سعيه للوصول إلى حل للمعاناة وللأزمة التي يعاني منها، مبدياً موقفاً مؤيداً وثابتاً تجاه التطورات الأخيرة في محافظة إدلب. وأشار ماكرون إلى وجود تنسيق ما بين فرنسا والدول الأوروبية وكذلك مع الأطراف الموقعة على الاتفاق الأخير بغية تثبيت الاتفاق وتوفير الحماية للمدنيين، مؤكداً على ضرورة الدفع بالمسار السياسي حسب القرارات الدولية بما في ذلك مسألة تشكيل اللجنة الدستورية ودور الأمم المتحدة في مراحل تشكيلها وعدم السماح لأي طرف بالتلاعب بها أو عرقلة عملها، كما شدد الرئيس الفرنسي على ربط إعادة الإعمار بتغيير سياسي حقيقي في سوريا وفقاً للقرارات الدولية وأنه لا غنى عن التواصل مع الجانب الروسي للوصول إلى حل سياسي شامل يمهد لبناء مستقبل يليق بسوريا وشعب سوريا. كما التقى الوفد المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا وعدداً من رؤساء الوفود الدولية في نيويورك. ماكرون لوفد هيئة التفاوض المعارضة من نيويورك: ندعم اتفاق «إدلب» |
مناطق في شمالي سوريا تحولت إلى ما يشبه «ولايات تركية» Posted: 26 Sep 2018 02:25 PM PDT إسطنبول – «القدس العربي» : يتزايد نفوذ أنقرة في المناطق التي يسيطر عليها الجيش التركي وقوى المعارضة السورية التابعة له في شمالي سوريا، مع توسعه من الجانب العسكري المباشر إلى جوانب أمنية واستخبارية واقتصادية واجتماعية وثقافية جعلت من هذه المناطق أشبه بولايات تركية. وتتفاوت آراء السوريين بين من يرى في هذا النفوذ المتصاعد فرصة كبيرة لتحقيق الأمن ومنع هجمات النظام وإعادة تلك المناطق للنظام العام ودفعها نحو التطوير في المجالات كافة ، وبين يرى في هذا النفوذ خطراً على مستقبل تلك المناطق وارتباطها بسوريا على المدى البعيد لا سيما تعاظم الآثار الاجتماعية والثقافية على السكان من كافة الأجيال من حيث ارتباطهم بتركيا أكثر من سوريا، على حد تعبيرهم. وتشمل هذه المناطق ما سيطر عليه الجيش التركي ضمن عملية «درع الفرات» في ريف حلب الشمالي والمناطق التي يضمها كالباب وجرابلس وأعزاز والراعي، وصولاً إلى المناطق التي تمت السيطرة عليها في عملية «غصن الزيتون» وهي عفرين ومحيطها الواسع، وليس انتهاءً بمحافظة إدلب التي يتعزز الوجود التركي فيها لا سيما عقب اتفاق إنشاء منطقة منزوعة السلاح في المحافظة وما يتضمنه من تعزيز السيطرة التركية على المحافظة عبر نقاط المراقبة الـ12 التي ينتشر فيها الجيش التركي. ويسيطر الجيش التركي بشكل مباشر عبر قواته ومن خلال عناصر «الجيش السوري الحر» و»الشرطة» الذين يدينون بولاء كامل لأنقرة ويلتزمون بتوجيهاتها على المناطق التي تم فرض السيطرة عليها ضمن عملية «درع الفرت» التي نفذها الجيش التركي عام 2016، كما يتمتع بنفس النفوذ في منطقة عفرين الشاسعة جداً بجميع قراها وأريافها التي سيطر عليها خلال عملية «غصن الزيتون» التي نفذها بداية العام الجاري، فيما يتزايد النفوذ التركي بشكل سريع في إدلب التي تعتبر واحدة من أكبر المحافظات السورية. وعلى الصعيد الاستخباري، باتت الاستخبارات التركية تتمتع بنفوذ كبير جداً في مناطق شمالي سوريا، وتعمل بأريحية كبيرة، حيث ظهر ذلك بشكل جلي في الأسابيع الأخيرة التي شهدت سلسلة عمليات ناجحة للاستخبارات التركية تمكنت خلالها من اعتقال عدد من المطلوبين لها من الوحدات الكردية ونقلتهم إلى تركيا بسهولة. خرق استخباري وبعد أن تمكنت المخابرات التركية من جلب من تقول إنه مخطط تفجيرات «ريحانلي» وجلبه من معقل النظام السوري في مدينة اللاذقية إلى تركيا، تمكن الجهاز من جلب 9 عناصر من الوحدات الكردية متهمين بقتل جنود اتراك، قيل أن يتمكن، الأربعاء، من جلب عنصرين جديدين من الوحدات الكردية متهمين بقتل جنود أتراك خلال عملية غصن الزيتون. وفعلياً تدار الكثير من هذه المناطق وبشكل خاص مناطق درع الفرات وعفرين من قبل ولاة ورؤساء البلديات التركية المحاذية لها من الجانب التركي، حيث يعتبر ولاة ولايات غازي عنتاب وكليس وهاتاي التركية الحاكم الفعلي للمناطق المقابلة لها في الجانب السوري. وإلى جانب المجالس المحلية التي يديرها أشخاص موالون لتركيا بشكل كامل وبتوجيهات مباشرة من الولاة الأتراك، تم تشكيل أجهزة شرطة محلية تتكون من آلاف العناصر الذين تلقوا تدريبهم على يد الأمن التركي وبعقيدة الشرطة التركية، وظهروا في الكثير من مقاطع الفيديو وهم يهتفون لتركيا ويحملون الأعلام التركية. وعلى الصعيد الخدماتي، تم ربط هذه المناطق بشبكات الكهرباء والماء والغاز الطبيعي من قبل الشركات التركية وبإشراف الولاة الاتراك، وتجارياً، تحولت بدرجة أساسية جرابلس والباب وبنسب أقل عفرين وإدلب إلى ما يشبه السوق المفتوحة للمنتجات والشركات التركية. وتتولى شركات المقاولات التركية عمليات البناء المتعلقة ببناء المساكن والمحلات التجارية، والمجمعات السكنية والمباني والدوائر التابعة للمجالس المحلية، فيما تولت الشركات التركية مناقصات كبرى لإنشاء شبكة من الطرق السريعة التي تصل بين تركيا ومناطق سيطرتها في شمالي سوريا، وبين هذه المناطق بعضها ببعض لتسهيل ربطها والتنقل المدني والعسكري والتجاري بينها. الدفع بالليرة التركية كما لجأ البريد التركي الرسمي (PTT) إلى فتح فروع له في هذه المناطق، وهو البريد الذي يقوم بمعاملات مالية أشبه بالبنوك ويتلقى دفعات الفواتير الشهرية، حيث يدفع السكان فواتير الخدمات الأساسية بالليرة التركية عبر البريد التركي، ويقوم بالحوالات المالية بين داخل سوريا وتركيا، إلى جانب البريد التقليدي بين البلدين. كما لجأت شركات الاتصالات الخلوية التركية الأساسية إلى فتح فروع لها في هذه المناطق والتنافس هناك على بيع خدماتها، وعمدت إلى نصب أعمدة تعزيز الإرسال داخل الأراضي السورية، كما تنتشر فروع لها لبيع وتوزيع خدماتها بالتجزئة داخل الأحياء في تلك المناطق. ومع زيادة النفوذ التجاري هناك، بات التعامل بالليرة التركية جزء أساسي من حياة السكان والتجار هناك، وفي مناطق مثل جرابلس والباب باتت الليرة التركية تطغى على نظيرتها السورية في كثير من التعاملات التجارية، وبات السكان تتأثر حياتهم بشكل مباشر بصعود وهبوط العملة التركية التي فقدت أكثر من 40% من قيمتها في الأسابيع الأخيرة وتأثر فيها السكان هناك بشكل كبير. كما تمنح رواتب الكثير من العاملين في الهيئات المحلية والمشاريع التي تديرها الشركات التركية ويعمل بها سوريون، إلى جانب رواتب العاملين في سلك التعليم والشرطة المحلية والدوائر المحلية وغيرها من المعاملات المالية والرواتب بالليرة التركية. وفي قطاع التعليم، عملت تركيا على إعادة ترميم وبناء المدارس التي تضررت بفعل المعارك التي دارت في تلك المناطق، وخلال فترة قصيرة إعادة عشرات آلاف الطلاب إلى مقاعد الدارسة، وجرى الحديث عن إجراء بعض التعديلات المتعلقة بتاريخ الدولة العثمانية في المنهاج الذي أعدته وزارة التربية والتعليم فيما تعرف بالحكومة السورية المؤقتة التابعة للمعارضة السورية. جامعات تركية وإلى جانب المدارس، دفعت أنقرة بالجامعات التركية لبناء فروع لها في مناطق سيطرتها شمالي سوريا، ومؤخراً تم افتتاح فرعين كبيرين لجامعتين تركيتين «غازي عنتاب» و»حراء»، إلى جانب فتح مدارس مهنية وصناعية وهيئات تعليمية أخرى، وفي المدارس والجامعات على حد سواء يجري تعليم اللغة التركية على نطاق واسع وهو ما زاد من عدد الناطقين بها في شمالي سوريا بشكل كبير. وباتت الكثير من أسماء المدارس والجامعات والطرق والمفترقات الرئيسية والمباني الحكومية وأحياء سكنية تحمل أسماء جديدة جزء منها أسماء تركية، وأخرى بأسماء جنود أتراك قتلوا خلال سيطرة الجيش التركي على تلك المناطق. وإلى جانب العلم السوري، يمكن رؤية العلم التركي في معظم الأماكن والمرافق العامة. مناطق في شمالي سوريا تحولت إلى ما يشبه «ولايات تركية» النفوذ التركي امتد من الجانب العسكري – الأمني ووصل إلى التعليم واللغة إسماعيل جمال |
رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي يتكلَّم في مؤتمر مناهض لإيران بحضور وفود خليجية Posted: 26 Sep 2018 02:24 PM PDT نيويورك (الأمم المتحدة) «القدس العربي»: انعقد في نيويورك مؤتمر «متحدون ضد إيران نووية» بمشاركة وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، وسفير الإمارات في واشنطن، يوسف العتيبة، ووزير الخارجية اليمني، خالد اليماني، وسفير البحرين في واشنطن، الشيخ عبد الله بن راشد، ووزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي جون بولتون، ورئيس جهاز الموساد الإسرائيلي، يوسي كوهين. إضافة إلى أطراف أمريكية ودولية ومعروفة بمواقفها اليمينية على الساحة السياسية، كالفرنسي برنارد هنري ليفي، والذي أيد تدخل فرنسا والدول الغربية في ليبيا ومناطق أخرى في المنطقة. وقد اتهمت الدول العربية المشاركة والمدعومة من قبل الولايات المتحدة، إيران بالتدخل في شؤونها الداخلية، وكانت من بين القوى العالمية القليلة التي رحبت بقرار ترامب التخلي بشكل أحادي عن الاتفاقية التي وقعتها الدول الستة مع إيران عام 2015 ووافقت إيران بموجبها على نزع السلاح النووي مقابل رفع العقوبات. وانعقد المؤتمر على هامش أعمال دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، في فندق ويستان غراند سنترال في مدينة نيويورك، وذلك بمناسبة مرور عشر أعوام على تأسيس المنظمة غير الحكومية التي أسسها عدة أشخاص نافذين في السياسة الأمريكية من بينهم دينيس روس، مسؤول ملف الشرق الأوسط في إدارة بوش الأب وإدارة بيل كلنتون. ومن ضمن المستشارين وأعضاء مجلس الإدارة للمنظمة اليمينية، جيب بوش، حاكم سابق لولاية فلوريدا، وعضو الكونغرس السابق جوزيف ليبرمان، وغيرهم. وأطلق جون بولتون، مستشار الأمن القومي ألمريكي، تحذيراً لإيران خلال المؤتمر حيث قال للنظام في خطاب شديد اللهجة: «إننا نراقب، وسوف نلاحقك، وسيكون هناك ثمن عال تدفعه إيران إذا استمرت في مسارها الحالي». جاءت تصريحات بولتون بعد ساعات من خطاب الرئيس ترامب المثير للجدل أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي دعا فيه «جميع الدول لعزل النظام الإيراني ما دام عدوانه مستمرا». واستمرت فعاليات المؤتمر طوال نهار الثلاثاء في نيويورك حيث عقدت حلقات نقاش مختلفة من بينها حلقة جمعت كلا من العتيبي والجبير وروس وبريان هوك، مستشار الإدارة الأمريكية للأمن القومي والمبعوث الأمريكي الخاص بإيران. وقال هوك خلال مداخلته إن «إيران زودت الحوثيين بالسلاح والدعم اللوجستي ويجب منعها من تحويل سوريا واليمن إلى لبنان آخر». أما وزير الخارجية السعودي فرأى أن « إيران بدون سلاح نووي بلد خطير جدا، فما بالك لو أن إيران تمتلك سلاحا نوويا ـ عندها لا يمكن لأحد وقفها. إن الخطر في توجهاتهم». ثم أضاف العتيبي: «في كل مرة مددنا يدنا (للإيرانيين) تم رفضها. علينا أن نقاوم العنف الإيراني». وتحدث وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، خلال النقاشات بعدما قدمه عضو الكونغرس الأمريكي السابق والمعروف بمواقفه اليمينية والصهيونية جوزيف ليبرمان. وقال ليبرمان «توصلت الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي إلى اتفاق مع إيران في الوقت الذي بدأنا نلاحظ فيه النتائج الإيجابية للعقوبات التي فرضناها على إيران». وقاطع معارضون لسياسات الولايات المتحدة تجاه إيران الوزير الأمريكي مباشرة بعد بدء الحديث. وقام المسؤولون بإخراجهم من قاعة الفندق. وحيا بومبيو في بداية حديثه رئيس الموساد الإسرائيلي المتواجد في المؤتمر. ثم هاجم إيران والرئيس روحاني وقال إنه يستغل لقاءات الجمعية العامة لرسم صورة إيجابية عن بلاده. ثم أضاف بومبيو»علينا أن نضغط على إيران كي تتصرف كدولة عادية. وأشعر بالقلق الشديد لقرار الاتحاد الأوربي». وكان الاتحاد الأوربي قد أعلن ليل أمس في نيويورك وعلى لسان وزيرة خارجيته فريديريكا موغيريني أنه سينشئ كيانا قانونيا لمواصلة التجارة مع إيران وشراء النفط الإيراني والتالي تفادي العقوبات الأمريكية الحالية والمستقبلة المتوقع فرضها في الشهر المقبل بسبب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني. ثم أضاف إن هذه الخطوة الأوربية «تساعد إيران وسياسات الإرهاب التي تميزها». ثم هاجم وزير الخارجية الأمريكي حزب الله اللبناني وقال إن إيران تدعمه وتيسر العمليات التي يقوم بها ضد إسرائيليين وأهداف إسرائيلية في مناطق مختلفة من العالم. وأدعى الوزير الأمريكي أن بلاده تدعم اللاجئين الفلسطينيين أكثر مما تفعل إيران التي تدعم حركة «حماس» و«الجهاد الإسلامي» وليس منظمة الأونروا. وقد أغلقت الجلسة تماما عندما بدأ ممثل الموساد الإسرائيلي يتحدث في المؤتمر. وقال الوزير الأمريكي إن بلاده سترد على إيران وعلى أي تهديد لمصالحها واستهدافها لأي أهداف أمريكية. وحاول الوزير الأمريكي الحديث عن خروقات حقوق الإنسان في إيران محاولا تصوير حكومته على أنها تدعم الشعب الإيراني ومطالبه بالحرية والديمقراطية وضد خروقات حقوق الإنسان في إيران. وللعلم فإن الولايات المتحدة قد انسحبت من عضوية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لانتقاده سياسة الولايات المتحدة وإسرائيل. وللعلم فإن الاستخبارات الأمريكية والمخابرات الإسرائيلية والوكالة الدولية للطاقة الذرية قد نفت مرارًا وتكرارًا إدعاء المجموعة بأن إيران تسعى للحصول على أسلحة نووية. وبالمثل، فإن ادعاءاتها بأن إيران متورطة في هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر لم تثبت قط. ومع ذلك فإن تجمع «متحدون ضد إيران نووية» يعتبر مصدراً موثوقاً لطرح نقاط حوار على كلا الجبهتين لصانعي السياسة المعادية لإيران في واشنطن. لقد دفعت المجموعة إلى اتخاذ مجموعة شاملة من الإجراءات التي تهدف إلى عزل إيران دولياً، وإضعاف اقتصادها، وزيادة إمكانية المواجهة العسكرية بين الولايات المتحدة وإيران. رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي يتكلَّم في مؤتمر مناهض لإيران بحضور وفود خليجية بولتون: طهران ستدفع ثمناً عالياً إذا استمرت في سلوكها الحالي عبد الحميد صيام |
اليمن: احتفالات في مناطق سيطرة الشرعية بذكرى ثورة أيلول التي اطاحت نظام الإمامة والحوثيون يطلقون عدداً من الصواريخ على مأرب Posted: 26 Sep 2018 02:24 PM PDT تعز ـ «القدس العربي»: أقامت مدينتا تعز ومأرب أمس احتفالات ضخمة بمناسبة الذكرى السادسة والخمسين لثورة 26 أيلول (سبتمبر) 1962 التي اطاحت بنظام حكم الإمامة الطائفي الذي تحاول جماعة الحوثي استعادته، عبرالانقلاب الذي نفذته في 21 أيلول (سبتمبر) 2014 سعيا للإطاحة بالنظام الجمهوري. تضمن هذا الاحتفال في مدينة تعز عرضا عسكريا ضخما واحتفالا جماهيريا، رغم الحصار والآلام والجراح التي تحيط بها من كل جانب منذ مطلع الانقلاب الحوثي على النظام الجمهوري، حيث لم يعد الاحتفاء بمثل هذه المناسبة مجرد ذكرى سياسية عابرة قدر ما هو محاولة لتعزيز الحضور الجمهوري وإحيائه في نفوس الجيل الجديد الذي تحاول جماعة الحوثي الانقلابية محو كل آثار الثورة ضد الامامة من ذاكرة الأجيال ومحو كل ما له علاقة بذلك. وكان احتفاء محافظة تعز، بذكرى الثورة الأم أيلول (سبتمبر) مزيجا من الاحتفاء الشعبي شاركت فيه كل مكوناتها الرسمية والجماهيرية والحزبية والاجتماعية، من خلال عرض شبابي جماهيري وعسكري لمختلف الوحدات العسكرية في محافظة تعز. حضر هذه الاحتفالية من الجانب الحكومي نائب وزير الشباب والرياضة منير الوجيه وقيادات السلطة المحلية والقيادات الأمنية والعسكرية والسياسية وحشد جماهيري كبير من المواطنين. وقال الوجيه في كلمته التي هنأ فيها الجماهير اليمنية بهذه المناسبة التي حررت اليمنيين من الحكم الإمامي، ان «دلالات الاحتفاء بهذه المناسبة في مدينة تعز يعكس بأنها مهد الثورة اليمنية». وأشاد الوجيه بالتضحيات الجسيمة التي قدمتها محافظة تعز عبر مراحل النضال العديدة، داعيًا الجماهير إلى مزيد من التلاحم جنب إلى جنب لدحر القوى الانقلابية الظلامية السلالية التي تحاول عبثًا إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، في إشارة الى جماعة الحوثي الانقلابية التي تعتنق النهج الامامي الطائفي فكرا وسلوكا على أرض الواقع. وأشاد وكيل محافظة تعز الدكتور عبد القوي المخلافي، بالبطولات التي سطرها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية واعتبرها المحفّز والداعم لـ«إعادة السلطة الشرعية للبلاد وإفشال مخططات الانقلابيين الحوثيين ومشروعهم الطائفي الذي استهدف تمزيق الوحدة الوطنية ونسيجها الاجتماعي». الى ذلك شهدت محافظة مأرب أمس، عرضاً عسكرياً شاركت فيه وحدات رمزية من مختلف الألوية والوحدات العسكرية والأمنية احتفاءً بذكرى ثورة أيلول (سبتمبر)، أقامته رئاسة هيئة الأركان العامة، التي تعهدت قواتها بالحفاظ على الجمهورية اليمنية ومبادئ الثورة، والدفاع عن أمن واستقرار الوطن وحماية السيادة الوطنية والحفاظ على مكتسبات الثورة والجمهورية، مجددة العهد باستعادة الدولة وتطهير اليمن من الإنقلابيين الحوثيين الموالين لإيران. وقال رئيس هيئة الاركان العامة اللواء الركن طاهر العقيلي في كلمته بهذا العرض العسكري، إن «القوات المسلحة بقيادة رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة المشير الركن عبدربه منصور هادي، باتت اليوم تشكل قوة ضاربة وقادرة على تحقيق النصر وردع كل من تسول له نفسه العودة بالشعب اليمني الى ما قبل 26 أيلول/سبتمبر 1962». وأضاف العقيلي «سنشهد يوما قريبا يضيئ فجره كيوم السادس من أيلول/سبتمبر يعيد الأمل للشعب ويؤسس لنهضته الحقيقية ويدفن أحلام الامامة الى الأبد». موضحا أن «الجيش الوطني والشرفاء الأحرار من أبناء الشعب اليمني سوف يسيرون نحو تحقيق أهداف الثورة التي ضحى من أجلها القردعي، وعبدالمغني، والزبيري ولبوزة، والقشيبي والشدادي، واليافعي وعلي ناصر هادي والصبيحي وكل الأحرار». وانحصر الاحتفاء بهذه الثورة في هاتين المدينتين فقط، بينما لم تشهد بقية المدن التي تقع تحت سلطة الحكومة الشرعية أي احتفالات أو أي مظاهر احتفائية بها مطلقا، خاصة المدن والمحافظات الجنوبية نظرا لوقوعها تحت نفوذ وسيطرة القوات الإماراتية الداعمة للحركة الانفصالية هناك وخروج أغلبها عن سيطرة السلطة الشرعية. وذكر سياسيون لـ(القدس العربي) ان غياب الاحتفاء بهذه المناسبة هناك «يعد ّتعبيرا عن حالة غياب فعلي لسلطات الدولة في المحافظات الجنوبية والتي أصبحت تتلاشى تدريجيا بفعل السيطرة الإماراتية على تلك المحافظات، في ظل عجز الدولة عن مجابهته». وأوضحوا أن «هذه الحالة أصبحت توازي الانقلاب الحوثي في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات الشمالية اذا استمر الحال على هذا النحو، الذي يعطي انطباعا بأنه احتلالا خارجيا بعد تحررها من القبضة الانقلابية الحوثية». وفي السياق، قال مصدر عسكري حكومي أمس الأربعاء، إن الدفاعات الجوية للتحالف العربي اعترضت عدداً من الصواريخ الباليستية أطلقها المسلحون الحوثيون على مدينة مارب (شرق صنعاء). وذكر لـ«المصدر أونلاين»، أن الدفاعات في معسكر تداوين دمرت الصواريخ قبل أن تسقط على المدينة، التي تشهد فعاليات احتفائية رسمية بمناسبة ذكرى ثورتي 26 أيلول/سبتمبر و14 تشرين أول/اكتوبر. وأشار إلى أن شظايا الصواريخ سقطت في أماكن غير مأهولة. ومنذ فترة طويلة توقف الحوثيون عن قصف مدينة مأرب، وهذه هي المرة الأولى التي يجري فيها قصف المدينة التي تعد مركزاً للقوات التابعة للحكومة الشرعية، بعدد كبير من الصواريخ الباليستية. اليمن: احتفالات في مناطق سيطرة الشرعية بذكرى ثورة أيلول التي اطاحت نظام الإمامة والحوثيون يطلقون عدداً من الصواريخ على مأرب خالد الحمادي |
قطر رداً على تقرير «العفو الدولية»: شركة «ميركوري مينا» لم تعد موجودة في الدوحة… وسنفتح تحقيقاً شاملاً Posted: 26 Sep 2018 02:24 PM PDT الدوحة ـ «القدس العربي»: أكدت وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية في دولة قطر، أمس الأربعاء، رفضها التام للتقرير الذي أصدرته منظمة العفو الدولية، مفاده أن عشرات الأجانب العاملين في قطر في ورشة بناء إحدى منشآت نهائيات كأس العالم في كرة القدم لم يتلقّوا رواتبهم منذ أشهر، حسب ما نقلته وكالة فرانس برس. وقال بيان وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية البيان أن شركة (ميركوري مينا) لم تعد تعمل في دولة قطر، وعلى الرغم من ذلك تم اتخاذ الإجراءات القانونية وسيتم فتح تحقيق شامل بشأنها، حتى يتم معالجة المشاكل والانتهاكات التي قامت بها الشركة وعلاج أي مسائل متبقية. وأكدت الوزارة في بيانها بأن دولة قطر تعمل بشكل وثيق مع المجتمع الدولي على مدى سنوات سعياً لتحسين القوانين واللوائح والسياسيات المتعلقة بالعمالة الوافدة، كما أن المنظمات غير الحكومية تقوم بزيارة دولة قطر بشكل مستقل وتؤدي عملها دون أي تدخل. وعملت الدولة بإصلاح قوانين العمل والممارسات المتعلقة به بشكل ملحوظ وذلك منذ أن بدأت بالتعاون مع منظمة العمل الدولية والمنظمات الدولية الاخرى بما في ذلك منظمة العفو الدولية، ومن ضمن تلك الإصلاحات: إلغاء تصاريح الخروج وتطبيق نظام حماية الأجور وتطبيق إجراءات إضافية اخرى تسعى إلى حماية العمال الوافدين منذ توظيفهم حتى عودتهم الى بلدانهم. وأكد البيان أن دولة قطر ستسعى دائماً للعمل على تطبيق المزيد من الإصلاحات وتسعى جاهداً لتكون رائدة إقليمياً فيما يتعلق بإصلاحات قوانين العمل. وجاء بيان وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية في دولة قطر رداً على تقرير لمنظمة العفو الدولية الأربعاء، قالت فيه إنّ عشرات الأجانب العاملين في قطر في ورشة بناء إحدى منشآت نهائيات كأس العالم في كرة القدم التي تستضيفها الدوحة في 2022 لم يتلقّوا رواتبهم من أشهر، حسب ما نقلته وكالة فرانس برس. وأشارت إلى أن عمالاً من النيبال والهند والفيليبين لهم في ذمّة شركة «مركوري مينا» الهندسية التي تشغّلهم في قطر رواتب متأخرة قدرها 1700 يورو لكل منهم، لافتةً إلى أن هذا المبلغ يمثّل بالنسبة الى بعض هؤلاء العمال راتب عشرة أشهر. وأعربت المنظمة الحقوقية عن أسفها لأنّ عدم دفع هذه المستحقّات «دمّر حياة» العديدين، طالبت الحكومة القطرية بأن تسدّد بنفسها هذه المبالغ لمستحقّيها. ونقل التقرير عن ستيف كوكبورن مدير القضايا الدولية في أمنستي قوله إنّه «من خلال حرصها على تلقّيهم رواتبهم، يمكن لقطر أن (…) تظهر أنها جدّية في (رغبتها المعلنة) بتحسين حقوق العمال». وأوضحت المنظمة الحقوقية أنّها أعدّت تقريرها استناداً إلى إفادات 78 من عمّال الشركة، مشيرة إلى أنّها تعتقد أنّ عدد العمال الذين لم يتلقّوا مستحقاتهم هو أكبر بكثير وقد يكون بالمئات. وقالت أمنستي إنّ الشركة الهندسية توقّفت عن دفع الرواتب في شباط/فبراير 2016، وقد استمر الحال على هذا المنوال طوال أكثر من عام. واعتبرت أنّ نظام «الكفالة» المتّبع في قطر والذي يتيح للشركات منع عمالها من العمل لدى شركة أخرى أو مغادرة البلاد سمح لشركات عديدة باستغلال عمالها. وأضافت أمنستي أنّ قسماً من هؤلاء العمال سُمح لهم بمغادرة قطر ولكن على نفقتهم الشخصية، مشيرة إلى أنّ بعضاً ممن لم يتلقّوا رواتبهم قالوا إنهم اضطروا لإخراج أطفالهم من المدرسة، بينما اضطر آخرون للاستدانة. وأوضح تقرير المنظمة الحقوقية أنّ رئيس مجلس إدارة «مركوري مينا» أقرّ في مقابلة أجرتها معه في تشرين الثاني/نوفمبر بأنّ شركته تواجه «مشاكل ماليّة». في حين، قالت وكالة فرانس برس إنها حاولت الاتصال بالشركة لاستيضاحها الأمر، لكنّها لم تتلقّ جوابا. قطر رداً على تقرير «العفو الدولية»: شركة «ميركوري مينا» لم تعد موجودة في الدوحة… وسنفتح تحقيقاً شاملاً إسماعيل طلاي |
دهشة في ألمانيا لرغبة حزب البديل المتطرف ضم يهود إليه وولاية ألمانية تنشئ مفوضية خاصة لقضايا معاداة السامية Posted: 26 Sep 2018 02:23 PM PDT برلين ـ «القدس العربي»: في خطوة أثارت الاستغراب في ألمانيا يعتزم أعضاء يهود في حزب البديل من أجل ألمانيا AFD اليميني المعارض تأسيس رابطة على مستوى ألمانيا مطلع شهر تشرين أول/ أكتوبر المقبل. ولطالما ظهرت شعارات معادية للسامية في مظاهرات نظمها هذا الحزب اليمني المتطرف. وقال ديمتري شولتس عضو مؤسس للرابطة إن «حزب البديل يعد الحزب الوحيد في جمهورية ألمانيا الاتحادية الذي طرح موضوع كراهية المسلمين لليهود للنقاش دون أن يقلل منها». وأضاف أن حدوث «هجرة جماعية لرجال شباب منحدرين من دائرة ثقافية إسلامية» يعد أمرا مضرا للحياة اليهودية في ألمانيا بسبب «تنشئتهم الاجتماعية المعادية للسامية». وكانت صحيفة «فرانكفورتر ألغيماينه تسايتونغ» ذكرت أنباء عن ذلك في عددها الصادر يوم السبت الماضي. ومن المقرر أن تنعقد الجمعية التأسيسية للرابطة يوم السابع من تشرين أول/أكتوبر المقبل في مدينة أوفنباخ في ولاية هيسن غربي ألمانيا. وقال شولتس إنه لم يتم البت حتى الآن في اسم الرابطة، موضحا أنها تسمى بشكل مبدئي «جيه ايه اف دي». ومن المتوقع أن يحضر عضوا المجلس التنفيذي الاتحادي لحزب البديل وهما بيأتركس فون شتروخ ويواخيم كوس حفل الافتتاح. وحسب شولتس، من المزمع أن يلقي روبرت لامبرو المتحدث باسم الحزب في ولاية هيسن وإريكا شتاينباخ النائبة السابقة عن الحزب المسيحي الديمقراطي والتي تدعم حزب البديل حاليا كلمة التحية. وأشار شولتس إلى أنه ليس هناك تعارض بين أن يكون المرء يهوديا وعضوا في حزب البديل في الوقت ذاته، وقال: «لا ننكر أن هناك بعض الوقائع المعادية للسامية في صفوف حزب البديل، ولكن يتم المبالغة بشكل مفرط في الإدراك العام لتأثير هؤلاء الأعضاء «. وقال كوس، أحد رئيسي المسيحيين في حزب البديل: «كان هناك أربعة من مرشحينا المباشرين يعتنقون اليهودية في الانتخابات المحلية في ولاية بادن ـ فورتمبرغ». من ناحية أخرى، تساءلت الرئيسة السابقة للمجلس الأعلى لليهود في ألمانيا عن «كيف يمكن لأشخاص يهود أن يبرروا لأنفسهم ذلك»، وأضافت المسؤولة السابقة، في تصريحات لصحيفة «بيلد» الألمانية واسعة الانتشار، «حزب البديل من اجل ألمانيا يستمد وجوده من معاداة السامية». من جهة أخرى أقرت ولاية بافاريا إنشاء مفوضية خاصة بقضايا معاداة السامية، وهو ما رحب به يوزيف شوستر رئيس المجلس الأعلى لليهود في ألمانيا. وتأتي هذه المبادرة بعد تصريحات سابقة لمفوض الحكومة الألمانية لشؤون مكافحة معاداة السامية، فيليكس كلاين، نشرتها صحيفة «راينيشه بوست» بأنه «لا ينبغي أن يسود في المجتمع لا مبالاة تجاه الاعتداءات المعادية للسامية، لذلك يتعين علينا أيضا الانشغال حتى بالوقائع التي لم تتخط حد العقوبة الجنائية، والتصدي لها»، مشيرا في ذلك إلى نموذج مركز الاستقصاء والمعلومات لمكافحة معاداة السامية في برلين. وأضاف كلاين «هدفي هو الحصول على نظرة شاملة لعدد الوقائع المعادية للسامية التي لم تتخط حد العقوبة الجنائية، مثل التنمر أو التدنيس أو الممارسات العدائية»، موضحا أن مراكز الاتصال من المفترض تنظيمها عبر رابطة اتحادية وتمويلها بمخصصات وزارة الأسرة. وقال «قبل إنشاء هذه المراكز يتعين علينا وضع معايير تحدد طبيعة الواقعة المعادية للسامية… آمل أن يطبق هذا النظام بحلول نهاية هذا العام». وفي ذات السياق طالب وزير العدل في ولاية بافاريا الألمانية بملاحقة معاداة السامية في الخارج جنائيا وفقا للقانون الألماني. وقال الوزير فينفريد باوسباك إنه «لابد أن تكون هيئاتنا الجنائية قادرة على مواجهة أي نوع من معاداة السامية بكل حزم وصرامة». فيما أكدت شارلوت كنوبلوخ الرئيسة السابقة للمجلس والرئيسة الحالية للجمعية الثقافية العبرية في ميونيخ على أهمية هذه المبادرة في وقت يشهد فيه العداء لليهود تناميا مطردا في ألمانيا. وشدد باوسباك القيادي في الحزب المسيحي الاجتماعي في ولاية بافاريا على ضرورة عدم السماح بأي تحريض ضد السامية وقال إن على الحكومة الاتحادية أن تتعامل بسرعة مع هذه القضية. وبشكل محدد فإن باوسباك يقصد ملاحقة الجناة الذين يغادرون ألمانيا مثلا إلى الخارج لتحميل مواد محظورة في ألمانيا على شبكة الانترنت و خاصة تلك التي تعادي الأجانب وتحرض على كراهية الآخرين. وناشد الوزير البافاري وزيرة العدل الاتحادية، كاتارينا بارلي، على سرعة التقدم بمشروع قانون بهذا المعنى طالب به وزراء العدل بالولايات الألمانية خلال مؤتمرهم الذي عقد في حزيران/يونيو الماضي. وقال إنه من غير المقبول أن تكون هناك ثغرات قانونية تسمح بالتهرب من العقوبة ورأى أن هذه الثغرات «استهزاء بالضحايا». وفي السياق حذر بودو رامولوف رئيس وزراء ولاية تورينغن، وهو من حزب اليسار، من تحميل اللاجئين المنحدرين من بلدان إسلامية وحدهم مسؤولية تنامي العداء للسامية في ألمانيا. واوضح أن هذه الظاهرة كانت موجودة دائما في ألمانيا بل وشاعت حاليا بين لطبقات الوسطى في المجتمع. واستطرد قائلا في تصريح لوكالة الأنباء الإنجيلية) قبيل زيارة لمعسكر الاعتقال النازي آوشفيتز في بولندا «إن هذا لا يُحسب على اللاجئين ولكن في الوقت نفسه لا يمكن تجاهل المشكل». وأكد رامولوف أن بعض الشباب من اللاجئين يظهرون العداء ضد إسرائيل، ولكن فيما يتعلق بالعداء للسامية «لا يقومون إلا بفتح فصل جديد». دهشة في ألمانيا لرغبة حزب البديل المتطرف ضم يهود إليه وولاية ألمانية تنشئ مفوضية خاصة لقضايا معاداة السامية علاء جمعة |
سلطات الاحتلال تفرض عقوبات جديدة على غزة وتتوغل بعد مواجهات مع «وحدة الإرباك الليلي» Posted: 26 Sep 2018 02:23 PM PDT غزة – «القدس العربي»: نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي عملية توغل برية على الحدود الشرقية لشمال قطاع غزة، وأغلقت معبر بيت حانون «إيرز»، المخصص لمرور الأفراد بشكل مفاجئ. جاء ذلك بعد فعاليات ليلية استمرت حتى فجر أمس، نفذها شبان مشاركون في «وحدات الإرباك الليلي»، أسفرت عن وقوع عدة إصابات في صفوفهم إحداها خطيرة، جراء استهدافهم من قبل جنود القناصة. وأغلقت سلطات الاحتلال معبر إيرز الواقع شمال القطاع الذي كان مغلقا خلال اليوميين الماضيين بسبب الأعياد اليهودية، أمام تنقل الأفراد، حتى إشعار آخر. وقالت هيئة الشؤون المدنية في القطاع، إن سلطات الاحتلال أبلغتهم بقرار الإغلاق أمام تنقل المواطنين والتجار، عدا المرضى والأجانب. وزعمت سلطات الاحتلال ان إغلاق هذا المعبر يعود لاستمرار «مسيرات العودة» الشعبية السلمية على حدود القطاع. إلى ذلك توغلت عدة آليات عسكرية اسرائيلية بشكل محدود شرق بلدة جباليا شمال قطاع غزة، وشرعت بأعمال تسوية وتجريف في الأراضي المحاذية. وتمت عملية التوغل البرية التي حالت دون وصول المزارعين لحقولهم القريبة، بغطاء من طائرات الاستطلاع الاسرائيلية، التي حامت فوق المكان بشكل مكثف. وجاءت العملية بعد مواجهات اندلعت ليل أول من أمس، الثلاثاء واستمرت حتى ساعات الفجر الأولى، قام بها شبان ناشطون في «وحدات الإرباك الليلي»، التي تعمل على استفزاز جنود الاحتلال المنتشرين على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة. وأسفرت المواجهات حسبما ذكرت مصادر طبية عن إصابة ستة شبان بأعيرة نارية، ووصفت إحداها بالخطيرة. وكان مئات الشبان قد انتشروا في أكثر من منطقة حدودية، حيث أشعلوا النيران في إطارات السيارات، وأطلقوا عبر مكبرات الصوت صفارات الإنذار، إضافة إلى توجيه أشعة وأضواء الليزر صوب الجانب الآخر من الحدود. وتهدف الفعاليات هذه التي تشكل إضافة إلى فعاليات «مسيرة العودة» إلى إرباك جنود الاحتلال، وإبقائهم في حالة استنفار دائم واستفزازهم. وترافق ذلك مع عودة وحدة «البالونات الحارقة» للعمل من جديد، بعد توقف خلال فترة مباحثات التهدئة التي توقفت قبل شهر. وأعلنت إسرائيل أن عدة حرائق وقعت في المناطق الحدودية، خلال الساعات الـ 48 الماضية، جراء هذه «البالونات الحارقة». يشار إلى أن القائمين على فعاليات «مسيرة العودة» قرروا منذ أسبوعين، العودة إلى تصعيد الفعاليات، بسبب التباطؤ في تنفيذ اتفاق التهدئة، حيث لم تعقد جولة المباحثات الثانية بالرعاية المصرية قبل شهر، التي كانت ستشهد الإعلان عن بدء سريان الاتفاق الجديد، الذي يمر بعدة مراحل. وأكد رئيس الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، ان الهيئة اتخذت قراراً واضحاً بـ «مواصلة وتصعيد مسيرات العودة وكسر الحصار خلال الأيام القادمة»، مؤكدا استمرارها حتى تحقيق كامل أهدافها. وأضاف «كل المحاولات التي تسعى لوقف مسيرات العودة وكسر الحصار أو الالتفاف عليها لن تنجح ولن يثنينا أحد عن الاستمرار بالمسيرات الشعبية حتى تحقيق كامل أهدافها». يشار إلى أن فعاليات «مسيرة العودة» انطلقت في 30 مارس/ آذار الماضي، بإقامة خمسة مخيمات عودة على الحدود الشرقية للقطاع. وأسفرت الفعاليات عن استشهاد 195 بينهم أطفال ونساء، إضافة إلى إصابة أكثر من 20 ألفا أخرين بجراح متفاوتة، جراء استخدام قوات الاحتلال «القوة المفرطة» ضد المتظاهرين. سلطات الاحتلال تفرض عقوبات جديدة على غزة وتتوغل بعد مواجهات مع «وحدة الإرباك الليلي» ست إصابات إحداها خطيرة |
الاحتلال يعتقل 15فلسطينيا بينهم صحافية في الضفة وآلاف المستوطنون يستبيحون الأقصى وساحة البراق Posted: 26 Sep 2018 02:22 PM PDT رام الله -« القدس العربي»: شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس الأربعاء، حملة اقتحامات واسعة في مناطق مختلفة في الضفة الغربية المحتلة، نجم عنها اعتقال 15 فلسطينيا، بينهم كاتبة صحافية، فيما واصل المستوطنون الاقتحامات للمسجد الأقصى وساحة البراق وعدد من المناطق الفلسطينية، وأقاموا «طقوسا تلمودية»، بمناسبة حلول أحد الأعياد اليهودية. ونفذت قوات الاحتلال حملات مداهمة للعديد من المدن والبلدات الفلسطينية في الضفة، واعتقلت قوات الجيش عددا من مدينة طولكرم شمال الضفة، بعد مداهمة منازلهم، بإطلاق وابل من قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، في الوقت الذي جابت فيه شوارع المدينة، خاصة المنطقة الجنوبية منها. واعتقلت ثلاثة من مدينة قلقيلية شمال الضفة، وقالت مصادر محلية إن الشابين المعتقلين تعرضا للضرب المبرح من قبل جنود الاحتلال لحظة الاعتقال، إضافة إلى تعمد الجيش تخريب محتويات منازلهم خلال عملية التفتيش. وأصيب عدد من الفلسطينيين، في قرية رمانة غرب جنين، بحالات اختناق، جراء اطلاق قوات الاحتلال، قنابل الغاز باتجاه منازلهم، بعد قيامها باقتحام القرية، كما قامت دوريات أخرى بالاستيلاء على أسطح منزلين في قرية زبوبا غرب المدينة، بعد اقتحامها لليوم الثالث على التوالي، وحولتهما الى نقطة مراقبة عسكرية، وتخلل العملية مداهمة عشرات المنازل واستجواب ساكنيها. وشملت الاعتقالات شابين من بلدة المغير شمال مدينة رام الله وسط الضفة، وشابا آخر من مخيم قلنديا للاجئين جنوب المدينة عقب دهم منزل عائلته وتفتيشه، كما داهمت قوات الاحتلال بلدة رنتيس غرب المدينة وصادرت مركبات من البلدة، بحجة عدم الترخيص. وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال اعتقلت أيضا شابين أخرين من بلدة أبو ديس شرق مدينة القدس المحتلة، إضافة إلى اعتقال رجل ونجله من بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، بعد الاعتداء عليهما بالضرب. وفي مدينة الخليل جنوب الضفة، اعتقلت قوات الاحتلال الكاتبة والناشطة إسراء خضر لافي، عقب دهم منزل عائلتها في بلدة صوريف شمال المدينة، إضافة إلى اعتقال شاب أخر من نفس البلدة. وشملت حملة جيش الاحتلال في المدينة عمليات تفتيش في بلدة اذنا غرب الخليل، حيث عبثت بالمنازل، ونصبت حواجز عسكرية على مداخل بلدات وقرى ومخيمات المدينة ونشرت دوريات راجلة على الطرق الالتفافية بكثافة بحجة الأعياد اليهودية. وواصلت قوات الاحتلال إغلاق الحرم الإبراهيمي لليوم الثاني على التوالي أمام المصلين المسلمين، لتمكين المستوطنين من الاحتفال بالأعياد اليهودية داخل الحرم الشرف. وذكر بيان لجيش الاحتلال، أن قواته اعتقلت 15 فلسطينيا، بتهمة ممارسة أنشطة تتعلّق بالمقاومة الشعبية، وزعمت البيان أن الجيش عثر خلال حملات الدهم والتفتيش على أسلحة في أحد بلدات الخليل. وقال إن إحدى دورياته تعرضت لعبوة ناسفة محلية الصنع، أثناء اقتحام قوات الاحتلال لمخيم الجلزون للاجئين الفلسطينيين شمال رام الله، دون وقوع إصابات. إلى ذلك قامت قوات الاحتلال بتأمين عمليات اقتحام جديدة للمستوطنين، طالت المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي، وعدة مناطق بالضفة، حيث تعمد المقتحمون إقامة «طقوس تلمودية» بمناسبة «عيد العرش». واقتحم عشرات آلاف المستوطنين باحات الأقصى وساحة البراق في ثالث أيام العيد اليهودي، وشرعوا بجولات استفزازية داخل المسجد، ونشبت مشادات مع حراس المسجد الأقصى، الذين تصدوا لمحاولات المقتحمين إقامة «طقوس تلمودية»، فيما قام المئات منهم بأداء هذه الطقوس في ساحة البراق، ومنطقة «باب الرحمة» و»باب حطة». وجاء الاقتحامات تلبية لدعوات جماعات «منظمات الهيكل» المزعوم لمستوطنين للمشاركة الواسعة خلال فترة «عيد العرش» الذي يستمر لثمانية أيام. كما فرضت قوات الاحتلال حصارا عسكريا على قرية سبسطية شمال مدينة نابلس، بحجة احتفالات المستوطنين ودخولهم إلى المنطقة الواقعة شمال المدينة، وذكرت أن الحصار سيستمر 48 ساعة، لتمكين المستوطنين من دخول المكان وإقامة الاحتفالات بالعيد. وسبق ذلك أن قامت مجموعات أخرى من المستوطنين باقتحام منطقة «بئر حرم الرامة» الأثرية في مدينة الخليل، وأدوا هناك «طقوسا تلمودية». وقال المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين، إن العدوان القمعي والعنصري بحق المقدسات الفلسطينية «جريمة نكراء»، رافضا المبررات التي تسوقها سلطات الاحتلال لهذه «التجاوزات العدوانية» بزعم الاحتفال بـ «أعياد دينية». وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين، عمليات تعميق الاستيطان المتواصلة في أرض دولة فلسطين، وحملت الحكومة الاسرائيلية وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب وانحيازها الأعمى للاحتلال، «المسؤولية الكاملة عن النتائج الكارثية المدمرة للاستيطان على الحل السياسي التفاوضي للصراع، وعلى فرص تحقيق السلام».وقالت في بيان لها، إن عدم تنفيذ قرارات الشرعية الدولية والقرارات الخاصة بالاستيطان وفي مقدمتها القرار 2334، والاكتفاء بتشخيص نتائج الاحتلال الكارثية على الاوضاع في المنطقة والعالم «بات يشكل هروبا من مواجهة اسرائيل بحقائق جرائمها وانتهاكاتها الجسيمة واستخفافها بالقانون الدولي، ان لم يكن تواطؤا معها». الاحتلال يعتقل 15فلسطينيا بينهم صحافية في الضفة وآلاف المستوطنون يستبيحون الأقصى وساحة البراق إصابات في مواجهات متفرقة اثناء التصدي لحملات الدهم والتفتيش |
إسرائيل تتنكر للواقع وتنضم للهجوم على «الأونروا»: لا يوجد ملايين اللاجئين بل هناك عشرات الآلاف Posted: 26 Sep 2018 02:22 PM PDT الناصرة ـ «القدس العربي»: بعد الكشف عن تآمر الولايات المتحدة على اللاجئين ومعاداتها بالتالي لوكالة غوثهم «الأونروا» غيرت إسرائيل أيضًا بشكل أساسي موقفها تجاه المنظمة، ضد مكانة «اللاجئ الفلسطيني»، كما تحددها المنظمة. وفي «وثيقة السياسة» التي صيغت قبل أيام في وزارة الخارجية في حكومة الاحتلال تطرح إسرائيل سلسلة من الذرائع التي لم يسبق سماعها حتى اليوم، تركز على «نقاط الحوار» الجديدة المتعلقة بالأونروا، التي وصفتها المصادر السياسية الإسرائيلية بأنها ثورية. وفي هذه الوثيقة تنفي إسرائيل الادعاء بوجود أكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني ، وهو موضوع يعتبر أحد القضايا الأساسية في المفاوضات مع الفلسطينيين. كما تزعم وزارة خارجية الاحتلال للمرة الأولى أن التعريف الموسَّع «للاجئين الفلسطينيين» هو تعريف زائف ويظلم اللاجئين الحقيقيين في العالم. وتلمح الوثيقة إلى أن «اللاجئين» الذين يعيشون في الأردن يجب أن يستقروا في المملكة. ويستدل من النقاط الرئيسية للوثيقة أن «قرار الرئيس ترامب بوقف التمويل للأونروا يجعل من الواضح أن المنظمة ليست جزءًا من الحل وإنما هي جزء من المشكلة». كما تنص الوثيقة المعادية لحق العودة على أنه «بدلاً من تقديم المساعدة الاجتماعية، تزيد الأونروا من حدة الصراع من خلال تضخيم عدد اللاجئين المزيفين، وتعميق الكراهية وتقويض حق إسرائيل في الوجود، وتعزيز الارتباط مع حماس «. وتضيف أن «وكالة الغوث تديم وضع اللاجئين وتؤجج دوامة الصراع واليأس»، وتنص على أن «هناك قلة قليلة من الفلسطينيين الذين يستوفون التعريف القانوني لمكانة اللاجئ، وأن عدة عشرات الآلاف فقط، من أصل 5.3 مليون مسجل في الأونروا، هم لاجئون «. كما تدعي الوثيقة العدوانية أنه «من خلال تضخيم عدد اللاجئين المسجلين، ترسخ الأونروا طلب «العودة «، وهو تعبير ملطف لتدمير إسرائيل» وتعتبر أن «اللاجئين الفلسطينيين الحقيقيين يستحقون المساعدة الدولية نفسها التي يحصل عليها اللاجئون الآخرون من وكالة الأمم المتحدة للاجئين، من أجل وضع حد لوضعهم، وليس إدامته». وضمن محاولات الشيطنة تكرر إسرائيل في الوثيقة تأكيد المعلومات التي تم الإفصاح عنها سابقاً، بأن الأونروا تحافظ على اتصال بحماس، وتساعد بشكل فعال في التحريض ضد إسرائيل. وتعرض الوثيقة قائمة طويلة مما تعتبرها أدلة على هذه المزاعم. وتتضمن الوثيقة جزءا آخر يجيب عن الأسئلة التي قد يوجهها المحاورون في العالم للممثلين الإسرائيليين. وعلى سبيل المثال فهي تحاول الطعن بالحق الطبيعي والشرعي حق العودة المنصوص عليه في قرار الأمم المتحدة رقم 194 ، وتدعي أن «القرار الأممي شأنه شأن قرارات الجمعية العامة الأخرى، ليس له أي سند قانوني». وردا على تصريح محتمل من قبل الدول الغربية بأن «ولاية الأونروا لا يمكن تغييرها بسبب الغالبية التلقائية في الأمم المتحدة»، تقول وزارة الخارجية الإسرائيلية إن الدول الجادة ستتخذ خطوات لتصحيح ما يجب تصحيحه في الأونروا ولا يمكن للدول الغربية التستر خلف الجمعية العامة للأمم المتحدة «. تقرير البنك الدولي: الاقتصاد في قطاع غزة ينهار في هذا السياق يحدد التقرير الصادر عن البنك الدولي، أمس، أن شخصا واحدا من بين كل اثنين من سكان قطاع غزة، يعيش في حالة فقر، وأن معدل البطالة بين الشباب يبلغ أكثر من 70 في المئة. ويشدد واضعو التقرير على أن الاقتصاد في قطاع غزة يتراجع بشكل حاد. ويوضحون أنه حتى لو تم تقديم ميزانيات خارجية، فلن يكون من الممكن وقف التدهور الاقتصادي. ووفقاً للتقرير، الذي سيعرض اليوم الخميس أمام اجتماع الدول المانحة للسلطة الفلسطينية، فقد كان هناك نمو سلبي بنسبة 6٪ في الاقتصاد في القطاع، خلال الربع الأول من عام 2018، ويتواصل انخفاضه منذ ذلك الوقت. ووفقا للتقرير فإن أسباب هذا الانخفاض، هو الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من عشر سنوات، وتقليص التحويلات المالية الشهرية من السلطة الفلسطينية التي وصلت إلى 30 مليون دولار، وتقليص برنامج المساعدات من قبل ترامب الذي قدر بـ 50 مليون دولار، وتقليص المساعدات التي تقدمها الأونروا، وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين. ويتناول مؤلفو التقرير الحالة الاقتصادية في الضفة الغربية، ويشيرون إلى تباطؤ النمو الذي ميزها في الماضي. وحسب تقييمات التقرير فإن الاقتصاد في الضفة، أيضا، سيشهد تباطؤا ملموسا خلال الفترة القريبة. ويشير التقرير إلى أن السلطة الفلسطينية تعاني من انخفاض بأموال المانحين ومن عجز سنوي قدره 1.24 مليار دولار. وينضم إلى ذلك قرار إسرائيل الأخير بعدم تحويل عائدات الضرائب المقدرة بنحو 350 مليون دولار سنوياً، وهو ما يشكل خطراً كبيراً على اقتصاد السلطة الفلسطينية. ووفقا للتقرير فإن هذا الوضع لا يسمح للسلطة الفلسطينية بتقديم مساعدات اقتصادية لقطاع غزة. وقالت مارينا ويس، المديرة الإقليمية للبنك الدولي في الضفة الغربية وقطاع غزة، بلغتها الدبلوماسية المنتقاة إن «حالة الحرب والعزلة والصراعات الداخلية أبقت غزة في حالة شلل اقتصادي وضائقة إنسانية متزايدة». وتابعت في حديث لصحيفة « هآرتس» أمس «في الوضع الذي يصارع فيه الناس من أجل البقاء، ويتزايد الفقر، وترتفع معدلات البطالة وتتدهور الخدمات العامة مثل الصحة والمياه والصرف الصحي، هناك حاجة إلى حلول حقيقية ومستدامة، ولا يكفي الاكتفاء بالتدخل قصير الأجل». وأكدت أن الوضع الاقتصادي والاجتماعي في غزة يتدهور منذ عشر سنوات، لكن التدهور زاد بشكل كبير في الأشهر الأخيرة ووصل إلى نقطة حرجة. إن الإحباط المتزايد ينضم إلى التوترات التي وصلت بالفعل إلى مستوى الغليان وتعيد إلى الوراء تطوير أكبر جمهور شبابي في المنطقة «. مسؤولية إسرائيل والسلطة ويقترح تقرير البنك الدولي عدة حلول للأزمة، قصيرة وطويلة المدى على السواء، تضمن استمرار إمدادات الكهرباء والماء والتعليم والصحة – وهي خدمات ضرورية لرفاهية السكان وتنجيع اقتصاد غزة. وعلى المدى الطويل تشير إلى الحاجة لزيادة القوة الشرائية للأسر وزيادة مصادر الدخل التقليدية، بما في ذلك توسيع نطاق الصيد من ثلاثة أميال إلى 20 ميلاً، على النحو المتفق عليه في التسعينيات. ويحمل التقرير المسؤولية عن حل الأزمة لإسرائيل والسلطة الفلسطينية. ويدعو الحكومة الإسرائيلية إلى رفع القيود المفروضة على التجارة وحركة الناس، وهي خطوة يقول التقرير إنها ستحسن الوضع الاقتصادي في قطاع غزة. كما يدعو السلطة الفلسطينية إلى تطوير سياسة تؤدي إلى تنمية اقتصادية حديثة، خاصة دعم مبادرات للتجارة المحوسبة. كما يلاحظ التقرير أن «الحكومة في غزة بحاجة إلى العمل بشفافية والشروع في إصلاحات تؤدي إلى بيئة أعمال إيجابية وانتعاش اقتصادي». إسرائيل تتنكر للواقع وتنضم للهجوم على «الأونروا»: لا يوجد ملايين اللاجئين بل هناك عشرات الآلاف تقرير أممي جديد عن مأساة غزة يعرض اليوم على الدول المانحة |
هل تشهد غزة «هجرة أطباء» للعالم في ظل حصار إسرائيلي ـ مصري مطبق Posted: 26 Sep 2018 02:22 PM PDT الناصرة – «القدس العربي»: عاد وفد طبي من الداخل من غزة بعد زيارة خاطفة ليومين، قدم خلالها مساعدات متنوعة في مستشفياتها. وقد عبّر بعض الأطباء المشاركين عن صدمتهم مجددا من تدهور حياة الأهالي هناك، ومن الحالة الطبية المأسوية في ظل الحصار ومن «هجرة الأطباء» للخارج. كما كشف بعض المشاركين في الوفد الطبي الذي شمل أطباء متخصصين وخبراء نفسيين عن «هجرة أطباء» من القطاع إلى العالم الكبير نتيجة ضيق فرص وإمكانيات العمل والحصار الخانق. الدكتور إياد خمايسي من بلدة كفركنا في الجليل يواظب على زيارة غزة منذ سنوات ضمن وفود طبية تقدم مساعدات مهنية وإنسانية لمستشفياتها ومرضاها منذ سنوات. ورغم تجربته الغنية وزياراته الكثيرة للقطاع الدكتور إياد خمايسي (مدير وحدة تنظير الجهاز الهضمي المتقدم في مستشفى رمبام – حيفا وفي مستشفى العائلة المقدسة – الناصرة) عبر عن صدمته مجددا من مأساة الأهالي في ظل الحصار والفقر والحرمان من الحق الأساسي بسلامة الجسم والصحة والتداوي. ويوضح لـ «القدس العربي « أنها كانت زيارة خاطفة تبلغ نصف ساعة للشوارع والأسواق كي يعود بانطباعات موجعة عن حياة البؤس والشقاء كما يتجلى في بسطات يبيع فيها بعض الناس حبات قليلة من الخضراوات. يشار الى أن المستشفى الأوروبي حيوي جدا لأنه على الحدود مع إسرائيل ويستقبل عشرات الإصابات كل أسبوع. ويعمل خمايسي على تجميع أطباء مستشفيات غزة ضمن ورشة حول جراحة الناظور واستخدام التقنيات الحديثة وإدارة نقاش حولها، علاوة على إرشادات طبية وعمليات جراحية. نقص حاد في الأدوية كذلك أشار الى نقص حاد في أدوية كثيرة، منها فقدان الجيل الجديد من المضادات الحيوية وكذلك أدوية مرض السكري. وأجرى الدكتور إياد خمايسي عمليات في البنكرياس والكبد لعدة مرضى تم استحضارهم للمستشفى الأوروبي من عدة مستشفيات، لافتا الى وجود مرضى لم يتمكن الوفد الطبي من معالجتهم بسبب الدور الطويل «مما دفع المشرفين هناك على تهريبنا من باب خلفي كي نشارك في مؤتمر طبي في غزة». كما أشار لوجود أعداد هائلة من المرضى بسبب الحصار الشامل. وتابع «باتت السلطات الإسرائيلية تمنع مغادرة 95% من المرضى خارج القطاع للتداوي وكذلك مصر. خمايسي الذي يزور غزة مرتين أو ثلاث مرات كل عام لتقديم مساعدات طبية وإنسانية على شكل علاجات وإرشادات، دعا كل من بوسعه المساعدة لأن يسعى لزيادة التراخيص المعطاة لزيادة عدد الأطباء من الداخل ممن يتاح لهم الدخول الى غزة والمساهمة في لملمة جراحها النازفة». وأضاف « بعض المرضى في غزة خضعوا لعمليات جراحية بمساعدة طواقمنا ومنهم من يحتاج لعمليات استكمالية ولا يحصلون على فرصة لأن المستشفيات تعطي الأولوية لمن يواجهون خطر الموت الفوري». لكنه عبر عن صدمته أيضا من هجرة الأطباء العاملين في غزة في ظل حالة الحصار وتدني فرص وإمكانيات العمل. وينقل الدكتور إياد عن بعض زملائه في غزة قولهم إن عددا كبيرا من الأطباء قد غادروا مستشفيات غزة في السنة الأخيرة، منهم عشرون طبيبا تركوا عملهم في العام الأخير من مستشفى الأوروبي – خان يونس وحده، وهو مستشفى كبير يعمل فيه نحو 200 طبيب. ويذهب هؤلاء الأطباء حسب ما قيل على مسامع الدكتور خمايسي لدول أوروبية كالسويد وألمانيا وكذلك لتركيا. ويتابع «تنبهت للموضوع بعدما سألت عن بعض الأطباء ممن غابوا عن اللقاءات هذه المرة، ولما سألت كشفوا عن «هجرة الأطباء» . هذه كارثة طبية، ففي الزيارة الأخيرة لم أجد طبيبا مختصا في التصوير بواسطة جهاز «أم أرأي»». هناك مبالغة في عدد الأطباء المهاجرين في المقابل أوضح مدير العيادات الميدانية في منظمة « أطباء من أجل حقوق الإنسان « الفلسطينية، صلاح حاج يحيى، أن هناك نحو 50 طبيبا قد غادروا غزة منذ عدة سنوات وليس خلال العام الأخير. وقال حاج يحيى لـ «القدس العربي» إن الحديث عن «هجرة أطباء» من غزة فيه شيء من المبالغة، لافتا إلى أن «بعض الأطباء قد غادر من أجل التخصص من طرف وزارة الصحة، فيما غادر آخرون من أجل تحسين ظروف الحياة في ظل الحصار وقد عاد قسم كبير منهم للقطاع». وأشار إلى أن الوفد الطبي المذكور قام على مدار أربعة ايام بإجراء أكثر من عشرين عملية جراحية ونظم يوما طبيا في مخيم البريج وعاين حالات المئات من المرضى، وكذلك أقام مؤتمرا طبيا كبيرا بمشاركة وزارة الصحة الفلسطينية شارك فيه المئات من الاطباء من كافة المشافي في قطاع غزه، كذلك حمل أعضاء الوفد المساعدات الطبية بأكثر من خمسين ألف دولار. وضم الوفد صلاح الحاج يحيى رئيس الوفد والى جانبه الأطباء مصطفى ياسين، وعبد الله بويرات، وزيد عباسي، وإياد خمايسي، وفراس أبو عكر، وجمال حجازي، وجمال دقدوقي، وعرين حاج يحيى، وعبد خلايلي، ورفيق مصالحة، وعبد دراوشة. واستذكر أن الوفد أجرى العمليات الجراحية في مستشفيات الأوروبي في خان يونس والشفاء في غزه، لافتا لكونها عمليات نوعية ومعقدة من خلالها تم تدريب الكادر الطبي المحلي فيما نظم يوم طبي كبير في مخيم البريج وذلك لإبراز مشكلة اللاجئين الفلسطينيين على خلفية قرار الرئيس الأمريكي ترامب بوقف المساعدات لوكالة الأونروا. وفي قاعة أبو حصيرة على شاطئ غزه نظم المؤتمر المشترك لأطباء حقوق الإنسان ووزارة الصحة، حيث قدمت عشر محاضرات علمية أمام الأطباء الغزيين. وعلى هامش الزيارة التقى الوفد الطبي من أراضي 48 بوكيل وزارة الصحه الدكتور يوسف أبو الريش ومدير عام المشافي الدكتور عبد اللطيف الحاج، والدكتورأشرف ابو مهادي والدكتور أشرف القدرة الناطق بلسان الوزارة. وقد استمع الوفد الى المشاكل التي يعاني منها الجهاز الصحي كنقص الأدوية والأجهزة والمعدات وانقطاع التيار الكهربائي ونقص السولار للمولدات الكهربائية. وخلص حاج يحيى للقول « أثناء تجوال الوفد ولقاء المواطنين يتضح الوضع المأسوي للمواطنين في كافة مناحي الحياه، الفقر والبطالة وانعدام الأمل بالتغيير بعد 11 عاماً من الحصار الظالم على القطاع وثلاث حروب أدت الى دمار شامل في القطاع «. هل تشهد غزة «هجرة أطباء» للعالم في ظل حصار إسرائيلي ـ مصري مطبق وفد من فلسطينيي الداخل يعود منها بانطباعات موجعة وديع عواودة: |
المغرب: «العدالة والتنمية» و«الأحرار» يتبادلان الاتهامات وسط أنباء عن تعديلات حكومية Posted: 26 Sep 2018 02:21 PM PDT الرباط – «القدس العربي»: على عكس ما كان متوقعًا، فتح حزب العدالة والتنمية (الحزب الرئيسي في الحكومة المغربية) النار من جديد على وزير مشارك وعضو قيادي في التجمع الوطني للأحرار (أغلبية حكومية) بعد اتهام هذا الأخير للعدالة والتنمية بلعب دور تخريبي في المغرب. ووصف حزب العدالة والتنمية (البيجيدي) تصريحات رشيد الطالبي العلمي القيادي في التجمع الوطني للأحرار (الحمامة) الذي يتولي حقيبة الشباب والرياضة، والتي هاجم خلالها حزب المصباح بلهجة شديدة، وصفها بـ«السافرة» و«الخطأ الجسيم»، وحذره من خرق ميثاق الأغلبية الحكومية وضرب قيم وأخلاق العمل المشترك. وتأتي هذه الهجمات المتبادلة بين «العدالة والتنمية» و«الأحرار» في وقت تتحدث فيه أوساط حزبية عن تعديلات حكومية، وأن رئيس الحكومة سعد الدين العثماني فتح نقاشًا في بعض الدوائر يهم فكرة الاستغناء عن تسعة كتاب دولة في الحكومة الحالية، في أقرب تعديل ستشهده حكومته. وقال موقع «العمق» إن فكرة رئيس الحكومة تقوم على الاستغناء عن اثنين من كتاب الدولة بالنسبة لأحزاب العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية، والاستغناء عن كاتب دولة واحد بالنسبة لأحزاب الاتحاد الدستوري والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والتقدم والاشتراكية، وأن العثماني ما يزال يبحث عن صيغة لا تتضرر من خلالها كثيرًا تمثيلية النساء في حكومته، بالنظر إلى كون النساء يشكلن 7 مناصب من أصل 12 كاتب دولة بالحكومة التي رأت النور شهر نيسان/ أبريل من عام 2017. وقال باحث مغربي إن على النيابة العامة فتح تحقيق في تصريحات الطالبي، التي اتهم فيها حزب رئيس الحكومة بلعب دور تخريبي. وعبرت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية في بلاغ لها، أمس الأربعاء، عن استغرابها من استمرار وزير في حكومة يقودها حزب «يحمل مشروعًا دخيلًا يسعى لتخريب البلاد»، وهي العبارة التي قالها العلمي خلال الجلسة الافتتاحية لجامعة الشباب الأحرار في مراكش، الجمعة المنصرمة، وأثارت غضبًا عارمًا لدى قادة وقواعد العدالة والتنمية. واعتبر حزب (البيجيدي) أن التصريحات الصادرة عن القيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار «تضمنت إساءات بالغة وتعريضًا مغرضًا بحزب العدالة والتنمية الذي يرأس أمينه العام الحكومة»، مستنكرًا «هذا التهجم السافر وغير المسؤول والمناقض لمبادئ ومقتضيات القانون التنظيمي المتعلق بتنظيم وتسيير أشغال الحكومة الذي نص خاصة على مبدأي المسؤولية والتضامن الحكومي». وسجل البلاغ الذي أرسل لـ»القدس العربي» بـ»امتعاض شديد الشرود كبير لتلك التصريحات عن السياق السياسي الإيجابي الذي يشهد انطلاقة عدد من الأوراش والمشاريع الإصلاحية والتنموية، والتي تقتضي من الحكومة والأحزاب المكونة لها مزيدًا من التماسك والتعبئة الجماعية لتعزيز الثقة وتوفير الأجواء الإيجابية اللازمة لإنجاحها». وشددت الأمانة العامة للحزب على أن تهجم العلمي يناقض ميثاق الأغلبية الذي أكد على «الحرص على تماسك الأغلبية وعدم الإساءة للأحزاب المكونة لها»، وهو التصرف الذي خرق بشكل سافر قيم وأخلاق العمل المشترك ويجعله في حكم الخطأ الجسيم. وأكدت على دعوة الأمين العام سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، إلى «عموم مناضلات ومناضلي الحزب إلى عدم الالتفات إلى محاولات البعض جر الحزب إلى معارك هامشية تصرفهم عن مواصلة مسار الإصلاح»، مشددة على ضرورة «الانخراط الجاد والمسؤول والمستمر، نهوضًا بالأدوار المنوطة بهم من مختلف المواقع والمسؤوليات، واجتهادًا في خدمة المواطنين والصالح العام». وقال العثماني في تعميم لأعضاء حزبه بـ«عدم الرد على تصريحات القيادي التجمعي رشيد الطالبي العلمي بشأن الحزب، بعد بيان نائبه الأول سليمان العمراني، إلى حين اجتماع الهيئات الحزبية المخولة للنظر في الموضوع». وهاجم رشيد الطالي العلمي، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار ووزير الشباب والرياضة، في مؤتمر حزبي، حليفه في الحكومة وحزب العدالة والتنمية، معتبرًا أنه يسعى إلى «تخريب البلد» بالتشكيك في المؤسسات والمنتخبين. وقال إن «العدالة والتنمية» بدأ من 2010 في التشكيك في المؤسسات من برلمان وجماعات ترابية، «غير أنهم لم يستطيعوا الحصول على العدد الكافي من الأصوات لتنفيذ الجزء الثاني من برنامجهم»، وأن الانتخابات الجزئية الأخيرة بدائرة مرتيل المضيق الفنيدق التي ظفر بها مرشح التجمع، الخميس المنصرم، «هي امتحان للذين يضربون في التجمع ورئيسه، والجواب كان من عند المواطنين والمواطنات بإعطاء صوتهم لمرشح الأحرار». وواصل العلمي مهاجمة البيجيدي معتبرًا أن نموذجهم الذين يفتخرون به، في إشارة منه إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، هو من سبب انهيار عملة الليرة، «ها أنتم ترون كيف كان حال الليرة سنة 2002 قبل أن يأتي الزعيم ويغلق على نفسه العالم فأصبحت حالة الليرة على ما هي عليه اليوم»، وقال إن «التشكيك في المؤسسات السياسية والمنتخبين والبرلمان هدفها تخريب البلاد، ليضعوا أيديهم على البلاد ونسوا أن البلاد فيها الأولياء الصالحون، وفي عمرها 14 قرنًا، وفيها التجمعيون والتجمعيات «لي ما غايخليوهمش» (لن يسمحوا لهم)». وقال الباحث والمحلل السياسي عبد الرحيم العلام، إنه من الواضح «أن الطالب العالمي نسي نفسه، وتحدث بلسان حزب معارض وليس بلسان حزب في الأغلبية». ويعتقد أن العثماني سيقدم شكوى للديوان الملكي في هذا الموضوع حتى يثبت أن هنالك أحزابًا أخرى تعتمد أسلوب الصراع، على رأسها حزب التجمع الوطني للأحرار الذي أخل بميثاق الأغلبية». وأضاف أن على «النيابة العامة اليوم أن تتحرك للتحقيق في موضوع يتهم فيه الرجل حزب رئيس الحكومة، وهو حزب حليف له بكونه لديه مشروع تخريبي يخرب البلد. التصريحات يفترض أن تكون عليها أدلة تستدعي الاستماع للطالبي العالمي لتقديمها إلى النيابة العامة للتحقيق في الموضوع إن كان هنالك فعلًا مشروع تخريبي، وهذا كلام كبير وخطير لأنه صادر عن وزير مطلع ربما على بعض المعطيات، ولم يصدر عن شخص عادي». المغرب: «العدالة والتنمية» و«الأحرار» يتبادلان الاتهامات وسط أنباء عن تعديلات حكومية |
المحكمة ترفض رفع السرية عن محاكمة توفيق بوعشرين وخبرة الدرك المغربي تتسبب في احتقان الجلسة Posted: 26 Sep 2018 02:21 PM PDT الرباط – «القدس العربي»: على وقع متوتر ومشادات حادة بين المحامين عن الطرفين، انتهت محاكمة الصحافي توفيق بوعشرين، مالك جريدة «أخبار اليوم»، برفض المحكمة رفع السرية عن الجلسات وبالتأجيل إلى غاية الإثنين المقبل. ونشبت التوترات بين هيئتي الدفاع في جلسة الإثنين الماضي، حول موضوع مناقشة الخبرة الصادرة عن مختبر الدرك الملكي بخصوص الأشرطة الجنسية التي ينسبها الاتهام لبوعشرين من عدمه، لتؤخر المحكمة الملف إلى غاية بدء المرافعات في الأسبوع المقبل. وطالب دفاع بوعشرين برفع السرية عن الجلسات، خصوصًا أن مرحلة عرض الفيديوهات قد انتهت ولم يبق إلا مرافعات المحامين، وهي ذات بعد قانوني صرف، حسب عضو من هيئة دفاع بوعشرين، قال إن رأي المطالبين بالحق المدني كان هو الر فض، وبناء عليه رفضت المحكمة رفع السرية، مضيفًا في تصريحه لـ «القدس العربي»: « ذكرنا المحكمة ببعض طلباتنا التي لم يتم الجواب عليها من قبيل أن توفيق ودفاعه لم يبد ملاحظاته على أكثر من 30 فيديو، والمحكمة سبق ووعدت بإعطائنا فرصة»، متابعًا أن المحكمة لم تحسم بعد في لائحة الشهود التي سبق أن تقدم بها الدفاع وبأنها «لم تحدد بعد هوية ما أشارت إليه المحاضر من وجود كاميرا بيضاء تبين فيما بعد أنها ليست كاميرا.» الجدل الذي أثاره موضوع الخبرة التقنية بين طرفي الدفاع عن بوعشرين وعن المشتكيات، كان بسبب حديث دفاع الصحافي عن توجهه للمطالبة بخبرة دولية عن الفيديوهات، وهو الأمر الذي أثار حفيظة دفاع المشتكيات، معتبرًا أن ذلك فيه تبخيس لما للمغرب من خبراء. وهي الخبرة التي سبق أن نظمت هيئة دفاع بوعشرين ندوة صحافية بشأنها أعلنت خلالها أن الخبرة التي أنجزها الدرك الملكي لم تثبت أن الشخص المتواجد في الأشرطة هو توفيق بوعشرين، إضافة إلى عرض مجموعة من الوثائق التي اعتبرها الدفاع دليل براءة بوعشرين المعتقل منذ 23 شباط/ فبراير المنصرم. وكشفت هيئة الدفاع عن أن الخبرة أظهرت وجود أجهزة لم تكن ضمن المحجوزات التي قالت المحاضر إنه تم العثور عليها في مكتب بوعشرين، ويتعلق الأمر بميكروفون وبإكسيورات، حيث سبق أن أكد الدفاع للمحكمة حسب ما أدلى به المحامي عبد المولى المروري أن هناك ميكروفونًا أبيض ضمن المحجوزات، لكن المحكمة تمسكت بأن الأمر يتعلق بكاميرا بيضاء، يقول المروري، إلى جانب كاميرا أخرى سوداء، ولا وجود لميكروفون، مؤكدًا: «لكن الخبرة، خبرة الدرك، أفادت بأن الأمر يتعلق بميكروفون وليس كاميرا» معتبرًا أن الملف خال من أي دليل يدين بوعشرين، وبأن النيابة العامة لجأت للخبرة للبحث من خلالها عن دليل ضد بوعشرين . وحسب المروري، فإن ما أثبتته الخبرة هو أن الفيديوهات التي تم استخراجها من جهاز DVR وتم تسيجلها في قرص CD «لم يطلها تحريف» من دون أن تجيب عن أسئلة ما إذا كان الشخص الموجود في الفيديوهات هو فعلًا بوعشرين وما إذا كان المكتب الذي يظهر هو مكتبه، وهي أسئلة يقول المروري إنه من المستحيل أن تجيب عنها الخبرة لأسباب تقنية تتعلق بدرجة دقة الكاميرا التي تم التصوير بها والتي لا تمكن من التعرف على هوية الشخص الذي يظهر، إضافة إلى سبب موضوعي يقول المروري، هو كون الشخص الذي يظهر ليس هو بوعشرين . كما عممت هيئة الدفاع على وسائل الإعلام مجموعة من الوثائق من شواهد طبية وعقود عمل ورسائل إلكترونية تقول إنها تثبت براءة بوعشرين كتقديم تواريخ مدللة بوثائق إدارية تقول إنه كان متواجدًا في أماكن أخرى في اللحظة التي يؤرخها الفيديو الذي ينسبه الاتهام له، مثل وثيقة عن ارتكابه مخالفة طرقية في الرباط، في حين يقول الاتهام أنه هو المتواجد لحظتها في شريط جنسي في مكتبه بالدار البيضاء . وانطلقت قضية بوعشرين بعد أن داهمت أعداد كبيرة من الشرطة مكتبه في مقر الجريدة في الدار البيضاء وتلقي عليه القبض، ليصحو الرأي العام على صدمة طبيعة التهم الموجهة لصحافي كاتب افتتاحيات كان معروفًا انزعاج جهات في السلطة منها، وهو معروف بانتقاده للسلطوية والأوضاع السياسية والاجتماعية بالمغرب. وكانت التهم الموجة إليه «اتجار بالبشر» و»اغتصاب» و»تحرش جنسي». وما زالت أطوار المحاكمة التي انطلقت في الثامن من مارس/آذار ووصفها المحامي عبد الصمد الإدريسي بمحاكمة القرن، مستمرة في إثارة تجاذب بين من يرى فيها محاكمة سياسية لخط تحريري ولقلم مزعج ومن يرى أنها تتعلق بقضايا الحق العام . المحكمة ترفض رفع السرية عن محاكمة توفيق بوعشرين وخبرة الدرك المغربي تتسبب في احتقان الجلسة سعيدة الكامل |
الدبلوماسية المغربية تكثف جهودها في أروقة الأمم المتحدة لكسب التأييد لموقفها من قضية الصحراء الغربية Posted: 26 Sep 2018 02:21 PM PDT الرباط – «القدس العربي»: يقوم المغرب بحملة دبلوماسية مكثفة في أورقة الأمم المتحدة، في نيويورك، على هامش الدورة الـ 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، لكسب المزيد من التأييد لمقاربته لنزاع الصحراء مع جبهة البوليساريو التي تدعمها الجزائر، وتقول بحق الصحراويين في إقامة دولة مستقلة على الصحراء الغربية التي استردها المغرب من إسبانيا 1976. والتقى الدكتور سعد الدين العثماني رئيس الحكومة المغربية وناصر بوريطة وزير خارجيته، عددًا من قادة العالم ومسؤولين من مختلف الدول لتوضيح المقاربة المغربية من النزاع الذي يعقد مجلس الأمن الدولي نهاية شهر تشرين الأول/ أكتوبر المقبل دورة اجتماعات تخصص لمتابعة ملف النزاع وتمديد ولاية قوات الأمم المتحدة المنتشرة بالمنطقة (مينورسيو)، في وقت يسعى الرئيس الألماني الأسبق هورست كوهلر، بصفته مبعوثًا للأمين العام للأمم المتحدة للمنطقة، لعقد مفاوضات بين الأطراف المعنية بالنزاع، دون أن ينجح حتى الآن في تحديد مكان وموعد هذه المفاوضات، لإصرار المغرب على إشراك الجزائر كطرف أساسي وأصيل بالنزاع، فيما تقول الجزائر إنها ليست طرفًا، وتحضر المفاوضات كطرف معني أسوة بموريتانيا. وأكد سعد الدين العثماني رئيس الحكومة المغربية أن الجزائر تتحمل المسؤولية السياسية والقانونية والإنسانية للنزاع الصحراوي والوضعية المأساوية للمحتجزين (اللاجئين الصحراويين) في مخيمات تندوف، باعتبارها البلد المضيف. وقال العثماني، الذي يرأس وفد بلاده في الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أول أمس الثلاثاء، في نيويورك: «على المجتمع الدولي حث الجزائر على تحمل كامل مسؤوليتها، والسماح للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالنهوض بالولاية المنوطة بها في تسجيل، وإحصاء سكان نتدوف»، ودعا إلى تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي، والاستجابة لنداءات الأمين العام للأمم المتحدة، والهيئات الإنسانية المختصة. ودعا العثماني إلى تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي، والاستجابة لنداءات الأمين العام للأمم المتحدة، والهيئات الإنسانية المختصة، وطالب بـ»ضرورة العمل على إيجاد حل سياسي مستدام، كما دعا الجزائر إلى تحمل مسؤوليتها التاريخية والسياسية في افتعال وتأجيج واستدامة هذا النزاع». من جهة أخرى، أكد رئيس الحكومة المغربية في كلمته أن بلاده جعلت علاقاتها مع القارة الإفريقية من أولى أولويات سياسته الخارجية، في إطار رؤية إستراتيجية مندمجة واستباقية، وانطلاقًا من انتمائه الإفريقي المتجذر والروابط التاريخية والإنسانية العريقة التي تجمعه مع الدول الإفريقية، «حرص الملك على اقتراح تصور إفريقي لكل إشكالية تطرح على مستوى الأجندة الدولية، من أجل المساهمة في دعم الجهود الإفريقية والدولية لكسب رهانات السلم والتنمية، والحكامة الجيدة». وقال وبصفته عضوًا في مجلس السلم والأمن الإفريقي فإن «المغرب عازم على الاضطلاع بمسؤوليته في حشد الجهود من أجل الحفاظ على الأمن والسلم وتعزيز الاستقرار بالقارة الإفريقية، بما يدعم جهود الأمم المتحدة في هذا الإطار». وطالب العثماني بإيجاد حل عادل ونهائي للقضية الفلسطينية باعتبارها جوهر الصراع في المنطقة وأساس أمنها واستقرارها، لدرء المخاطر التي تحدق بمنطقة الشرق الأوسط، وأشاد بالدور الذي يلعبه الملك محمد السادس، بصفته رئيس لجنة القدس الشريف. وجدد دعوة بلاده لـ«تركيز الجهود على إعادة إطلاق العملية السياسية، استنادًا إلى المرجعيات الدولية والثنائية، بما يمكن الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة، وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة على كامل أراضيه الوطنية، وعاصمتها القدس الشريف»، وأكد أن المغرب يرفض أي مساس بالوضع التاريخي والقانوني والسياسي للمدينة، ويدعو إلى جهد عالمي يحفظ وضعها، ويحميه من كل الإجراءات التي تستهدفه. وجدد رئيس الحكومة المغربية، الدكتور سعد الدين العثماني، التأكيد على أن بلاده تبقى على الدوام «عضوًا نشيطًا في منظمة الأمم المتحدة، وفاعلًا مسؤولًا في المنتظم الدولي، وستظل تؤمن بمبادئ المنظمة وتثق في جدوى العمل متعدد الأطراف»، ويجدد دعمه الكامل للمبادرات التي أطلقها، الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، خاصة في مجال حفظ وبناء السلام، وتحديث آليات عمل المنظمة وتحقيق التنمية المستدامة، منوهًا بجهوده الرامية إلى المضي قدمًا في مسار إصلاح منظمة الأمم المتحدة، وتعزيز دورها وتحقيق الأهداف السامية التي أنشئت من أجلها. وأشار رئيس الحكومة المغربية إلى وجود قناعة تامة اليوم «بأن التقلبات والتحولات الكبرى التي يشهدها العالم من شأنها التأكيد بقوة وإلحاح على ضرورة تضافر جهود كل أعضاء المجتمع الدولي، أيًا كانوا ومهما كانت مصالحهم». فالعمل متعدد الأطراف، هو «في صلبه ضد الانزواء والميل إلى إدامة الوضع القائم، وعنوان للتقدم والتفاهم والتأقلم، إذ سيظل النظام متعدد الأطراف ضروريًا ومطلوبًا، لمعالجة التحديات والقضايا المطروحة على المجموعة الدولية». وقال إن أولويات السياسة الخارجية لبلاده هي الانخراط في نظام متعدد الأطراف قوامه التوازن والواقعية والنجاعة والانفتاح والطموح، الشيء الذي يتطلب «العمل معًا لبلورة مقاربات توافقية من منطلق منظور إنساني وتضامني، لرفع التحديات المشتركة الملحة، خاصة في مجالات التغيرات المناخية ومكافحة الإرهاب والهجرة. الدبلوماسية المغربية تكثف جهودها في أروقة الأمم المتحدة لكسب التأييد لموقفها من قضية الصحراء الغربية محمود معروف |
العراق: وفاة 5 قادة من جهاز مكافحة الإرهاب المدعوم أمريكياً تثير تساؤلات… وأطراف سياسية تتهم إيران Posted: 26 Sep 2018 02:20 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: أثار وفاة خمسة من قادة جهاز مكافحة الإرهاب العراقي، الذي أسسته ودرّبته القوات الأمريكية، تساؤلات وعلامات استفهام، عن السبب الحقيقي وراء هذه الحوادث، فيما إذا كانت حوادث عرضية طبيعية أو تقف وراءها أيادٍ خفية، خصوصاً أنها جاءت بعد أنباء عن احتمال ترشيح القائد في جهاز مكافحة الإرهاب عبدالوهاب الساعدي، الذي قيل أنه يميل للمحور الأمريكي، لمنصب رئاسة الوزراء. ويُعرَف عن جهاز مكافحة الإرهاب عدم ميوله لأي جهة سياسية، وسبق أن رفض خلال المعارك ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في الموصل أن يشارك معه «الحشد الشعبي» في الجبهات التي يقاتل فيها. وخلال الفترة الماضية، توفي قادة من الجهاز، إضافة إلى ضابطين من الجيش والشرطة الاتحادية في ظروف غامضة. فقد توفي اللواء فاضل برواري، قائد العمليات الخاصة في جهاز مكافحة الإرهاب، في العشرين من الشهر الحالي، بفعل ما قيل أنها سكتة قلبية، وهو السبب الصحي نفسه الذي قيل عند وفاة المقدم عامر رمضان، من الجهاز نفسه. أما، العميد عبد الأمير الخزرجي، معاون قائد القوات الخاصة، فقد أصيب إثر حادث سير بعد عودته من فاتحة فاضل برواري، وحالته حرجة. كذلك، لقي النقيب عقيل غانم، وهو خبير متفجرات في الشرطة الاتحادية، مصرعه وبقي السبب مجهولا لحد الآن. في التاسع من الشهر الحالي، توفي الرائد فؤاد الربيعي من جهاز مكافحة الإرهاب إثر حادث سير على طريق ديالى، وبالطريقة نفسها قتل الرائد فراس البلداوي وهو آمر فوج المثتى. وايضاً، اغتيل العقيد رعد سحاب النداوي آمر الفوج الثالث ـ لواء 71 في الجيش بمسدس كاتم بغرفته وداخل وحدته العسكرية في المقر في ناحية ربيعة شمال غرب الموصل، ودُوِّنت الحادثة على أنها انتحار. مرض السرطان، كان السبب المعلن لرحيل المقدم عامر عبد الحسين الأسدي والذي توفي بتاريخ 23 في الشهر الحالي. وتعليقاً على هذه الحوادث المتعاقبة، قال العقيد في الجيش السابق، أحمد الدليمي، لـ« القدس العربي»: «لا أشك أن أذرع إيران في العراق المُمَثَّلة بالميلشيات تحاول إضعاف أي جهة عسكرية لا تدين بالولاء المطلق لنظام الملالي، وأخطر جهة على هذه الميلشيات هي جهاز مكافحة الإرهاب المُدرّب والمُجهّز أمريكياً والذي لا يدين بالولاء لأي جهة سياسية، وهو الذي رفض مشاركة الحشد في معركة الموصل، كما قام بتنفيذ عدّة عمليات داخل الموصل بعد انتهاء معاركها لتحجيم دور الحشد هناك». الجهاز، كذلك «لم يتدخل لمنع المتظاهرين من حرق القنصلية الإيرانية في البصرة والتي اعتبرتها أطراف عشائرية وسياسية أنها تمثل صفعة قوية لطهران في جنوب العراق». وأضاف : «لا شك أنهم قلقون من حدوث إنقلاب عسكري ضدهم فقاموا بتنفيذ هذه الاغتيالات لاستباق أحداث يظنون أنها قد تحدث». تغلغل الميليشيات كذلك، أكد اللواء المتقاعد سعود عبد «أظن أن هناك محاولة اغتيال لدور جهاز مكافحة الإرهاب ككل، من خلال نشر الميليشيات في كل شبر من العراق وتمكينها من التغلغل في مفاصل مهمة وأماكن حساسة، فقد باتت يد الجهاز قصيرة عن متابعة عمليات الخطف والتصفية السياسية وابتزاز الناس وأخذ الأتاوات من المواطنين والتجار وحتى ابتزاز مسؤولين سياسيين للتأثير على آرائهم وتغيير مواقفهم، وهو ما ينعكس سلباً على سمعة القوات الأمنية ككل، هذا برأيي أخطر مما إذا كان قادة جهاز مكافحة الإرهاب ماتوا بصورة عرضية أو بفعل فاعل، لأن اغتيال سمعة الجهاز وهَزَّ صورته التي تشكلت بعد معركة الموصل هو أخطر من قتل عدد من قادته الذين سيتمكن الجهاز بقدرته الاستخبارية العالية على تحديد الأسباب الفعلية لوفاتهم عاجلاً أم آجلا». الناشط والصحافي الذي يتحدر لمدينة الموصل، خالد الخليل، أوضح أن «خلال معركة الموصل وحتى تتواجد القوات الحكومية فيها ليومنا هذا، تظهر خلافات وتباينات في السياسة المتبعة بين جهاز مكافحة الارهاب وقيادة الحشد الشعبي الموالي لإيران»، مبيناً أن «التنافس بين تلك الأجهزة وضباطها داخل الموصل بات أمرا معتادا». وقال السياسي العراقي الشيعي إياد جمال الدين على حسابه في «تويتر»: إن «إيران وبواسطة جواسيسها وميليشياتها بدأت بحملة اغتيالات منظّمة لضبّاط جهاز مكافحة الإرهاب في العراق». وأضاف «هذا ما يُقلق إيران، خصوصاً أنّ أكثر ضبّاط الجهاز شيعة غير تابعين لإيران أو السيستاني، وإنما هم عراقيون وطنيون». وتابع: «إيران تتوهّم أنّ جهاز مكافحة الإرهاب ربّما يقوم بانقلاب لطرد جواسيس إيران من العراق، ولذلك بادرت لتصفية ضبّاطه، إن تلك الحوادث يكتنفها تعتيم عراقي ودولي». كما كان ملفتاً دخول الإعلامي الإسرائيلي إيدي كوهين على خط التعليقات على تلك الحوادث، فقد قال على حسابه في «تويتر»: «المخابرات الإيرانية مستمرة بتصفية ضباط جهاز مكافحة الإرهاب في العراق والحكومة العراقية لا تحرك ساكناً». «شائعات كاذبة» وبعد الضجة الإعلامية التي سببتها هذه الحوادث، أدلى المتحدث الرسمي باسم جهاز مكافحة الإرهاب صباح النعمان، الاثنين الماضي، بتصريحات صحافية حول الأنباء التي أفادت بفقدان الجهاز لضباط توفوا بالطريقة نفسها التي توفي بها قائد الفرقة الذهبية اللواء فاضل برواري. وقال إن «لا صحة للأنباء التي تحدثت عن وفاة ضباط برتب مختلفة في جهاز مكافحة الإرهاب إثر نوبات قلبية مفاجئة كالتي أودت بحياة قائد الفرقة الذهبية في الجهاز اللواء فاضل برواري»، مشيراً إلى أن «بعد وفاة برواري توفي ضابطين في الجهاز بحادث سير في محافظة ديالى، ولم تسجل أي حالة وفاة أخرى». وأضاف أن «الأنباء التي تتحدث عن وفاة ضباط في جهاز مكافحة الإرهاب بطرق غامضة هي مجرد إشاعات كاذبة يراد منها التأثير على نفسية مقاتلي الجهاز، وبث رسائل مأساوية الى الشعب العراقي بعد الانتصارات التي حققها جهاز مكافحة الإرهاب ضد تنظيم داعش الإرهابي». لكن، كلام النعمان الذي أشار إلى وفاة ثلاثة من ضباط الجهاز بحوادث مرضية أو عرضية، اختلف عن كلام الضابط في الجهاز، علي محمد، الذي نشر توضيحا على صفحته في «الفيسبوك» لـ«دحض الشائعات»، لافتاً إلى أن أربعة ضباط تُوفّوا خلال حوادث شرحها في بيان مطول مع ذكر الأسماء وسبب وتاريخ الوفاة، وهو ما رآه مراقبون تضاربا وتخبطا في التصريحات لإخفاء شيءٍ ما. العراق: وفاة 5 قادة من جهاز مكافحة الإرهاب المدعوم أمريكياً تثير تساؤلات… وأطراف سياسية تتهم إيران تنوعت الأسباب المعلنة لمصرعهم بين السكتة القلبية وحوادث السير |
البصرة: حالات التسمم ترتفع إلى أكثر من 95 ألفاً… وتلويح بتظاهرات أوسع Posted: 26 Sep 2018 02:20 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: تزامناً مع استمرار عمليات الاعتقال التي تطال الناشطين في الحراك الاحتجاجي في البصرة، شهدت المدينة الغنية بالنفط حادثة اغتيال إحدى الناشطات وسط المحافظة في وضح النهار. وتناقل مدونون على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، مقطع فيديو مأخوذ من إحدى كاميرات المراقبة، يوضح لحظة اغتيال الناشطة المدنية عضو منظمة «الود» لحقوق الإنسان، سعاد العلي، في منطقة العباسية. وظهرت العلي وهي تسير مع أحد الأشخاص، متجهة صوب سيارة ذات دفعٍ رباعي، وفور وصولها ومحاولتها ركوب السيارة ظهر شخص من خلفها يحمل مسدساً، بدا كأنه كاتم للصوت، وأطلق عليها الرصاص حتى أرداها قتيلة. ردّة الفعل الوحيدة على الحادث، كانت لرئيس الجمهورية، فؤاد معصوم، الذي أدان «بشدة» جريمة اغتيال العلي من قبل مسلحين مجهولين في البصرة. ووجه في بيان رئاسي، السلطات الأمنية بـ«إلقاء القبض العاجل على الجناة وتقديمهم إلى العدالة لنيل القصاص العادل على هذه الجريمة»، معتبراً أن ما حدث «جريمة تستحق أشد الإدانة والاستنكار»، فيما عبّر عن خالص التعازي إلى أسرتها وزملائها. وفي حادثة أخرى، تناقلت عدد من المواقع الإخبارية المحلية خبراً أفاد باختطاف الممرضة والناشطة المدنية، هاجر يوسف، بعد تقديمها العديد من المساعدات الطبية للجرحى من المصابين في تظاهرات البصرة الأخيرة، مشيرة إلى أن «مجموعة من الملثمين قاموا بضربها حتى فقدت الوعي ثم قاموا بخطفها إلى مكان مجهول». قيادة شرطة البصرة، أفادت أن المتورط بحادثة اغتيال العلي هو طليقها، لكن زملاءها الناشطين رجّحوا وقوف جهات حزبية وراء عمليات اغتيال واعتقال نشطاء الحراك الاحتجاجي، كردّة فعل على حرق المتظاهرين الغاضبين مقار بعد الأحزاب السياسية في المحافظة في 7 أيلول/ سبتمبر الجاري. الناشط المدني (أبو حيدر)، أكد لـ«القدس العربي»، إن «هنالك استهدافا واضحا للناشطين المدنيين في محافظة البصرة»، مبيناً أن «قيادة شرطة المحافظة تقول إن قاتل الناشطة المدنية سعاد العلي هو طليقها، لكن حتى الآن لم يتسن التأكد من خبر قيادة الشرطة هل هو صحيح أم لا؟ في ظل وجود نفي لإدعاء قيادة الشرطة». وطبقاً للناشط البصري فإن طليق الناشطة القتيلة «هو مشرف تربوي ورجل مثقف»، معتبراً أن «هناك غموضا في القضية». وبالتزامن مع حملة استهداف الناشطين، أكد المصدر أن «هنالك أيضاً حملة اعتقالات واسعة تطال ناشطي البصرة، ولا نعرف الجهة التي تقف وراء تلك الأعمال»، مرجّحاً في الوقت ذاته أن «تكون الأهداف سياسية وحزبية، للنيل من الناشطين بهدف إسكات الصوت البصري». واعتبر، الاعتقالات وحملات التصفيات التي تطال الناشطين، «ردة فعل لبعض الأحزاب السياسية التي جرى إحراق مقارها ومكاتبها في المحافظة في وقت سابق. إنها محاولة لإسكات الصوت البصري». تخوّف ورغم «تخوّف» نشطاء البصرة من عمليات الاعتقال والمطاردة، غير أنهم أكدوا تجدد التظاهرات بصورة أوسع بعد انتهاء المهلة التي منحوها للحكومة، والتي من المقرر أن تنتهي في غضون الأسبوعين المقبلين. الناشط في الحراك الاحتجاجي، محمد الوائلي، قال لـ«القدس العربي»، إن «الجهات التي تقف وراء اغتيال الناشطة المدنية (العلي) سياسية»، موضّحاً أن «القوات الأمنية أبلغتنا أن طليقها قام بعملية الاغتيال. نحن لا نريد أن نستبق الأحداث وننتظر نتائج التحقيق». وأكد أن جميع الناشطين المدنيين والمشاركين في التظاهرات والحراك الاحتجاجي في البصرة «متخوفون من حملات الاعتقال. الجميع مهدد بالاعتقال بتهمة الترويج للتظاهرات وحرق المقار الحزبية». واعتبر أن سكون الحراك الاحتجاجي في المحافظة، مقارنة بالأسابيع الماضية، «هدوء يسبق العاصفة»، مشيراً إلى أن «أهالي البصرة أعطوا مهلة للحكومة لتنفيذ الوعود التي أطلقتها، لكن بعد انتهاء المهلة ستنطلق التظاهرات من جديد وستكون أكبر». وختم حديثه بالقول: «أهالي البصرة لا يخافون من شيء. هم ثوريون، وسترى النتيجة خلال الأسبوعين المقبلين». وبهدف حل أزمة شح المياه في البصرة، إضافة إلى ارتفاع حالات التسمم، قرر مجلس النواب تشكيل لجنة بشأن المحافظة، ووضع المقترحات للتصويت عليها في جلسة اليوم الخميس. وقال رئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي، خلال استضافة البرلمان وزراء الموارد المائية، والصحة، والبلديات والإعمار، أمس الأول: «تم تشكيل لجنة فرعية من نواب البصرة مع رئيس مجلس المحافظة ومحافظ البصرة، ووضع المقترحات للتصويت عليها في جلسة الخميس (اليوم)، وتوفير التخصيصات اللازمة بموجب القوانين». وهدد بـ«سحب يد الوزير الذي يثبت تقصيره»، مشدداً على أهمية «رفع التجاوزات على خط المياه الواصل إلى البصرة». وأضاف: «سنعمل على الإسراع بنقل الصلاحيات التي أقرها قانون المحافظات رقم 21 من المركزية الى مؤسسات مجلس المحافظة ومحاسبة من يثبت تعطيله القوانين». كذلك، أكد وزير الموارد المائية، حسن الجنابي، خلال جلسة الاستضافة، على الالتزام بقرارات مجلس الوزراء الخاصة بتحسين أوضاع البصرة وتوفير المياه لمواطنيها. وقال في بيان نشره مجلس النواب، إن «الوزارة ستلجأ إلى مستشار دولي لإقتراح الحلول للحكومة». وبشأن استفسار النائب الأول لرئيس المجلس، حسن الكعبي، عن موقف الوزارة من إنشاء سد على شط العرب، أوضح وزير الموارد المائية بأن «توصيات الحكومة ملزمة للوزارة بشان السد وفيها فائدة لحل المشكلة»، مبينا أن «الوزارة تعتمد بخزن المياه على سد حمرين وإطلاق المياه منه إلى البصرة على أن لا تسبب أي شح في المياه في محافظة ديالى». محافظ البصرة، أسعد العيداني، حمّل، وزارة الموارد المائية مسؤولية هدر المياه عند أكتاف الأنهار الواصلة إلى محافظة البصرة، وعدم استحصال حصة المحافظة من المياه. وقال في بيان نشره المجلس أيضاً: «ليست هناك تجاوزات على قناة البدعة الا من قبل دوائر حكومية مثل محطة الكهرباء»، لافتا إلى أن «مشروع ماء البصرة الكبير بحاجة إلى توسيع لسد النقص الحاصل في ضخ المياه للمواطنين». أما النائب عن محافظة البصرة عدي عواد (مقدم طلب الاستضافة)، فشدد على أهمية معالجة، وزارة الموارد المائية، قلة الحصص المائية الواردة إلى البصرة، داعياً، وزارة الصحة إلى توزيع حبوب تنقية المياه بعد تسجيل 95 ألف حالة تسمم بسبب المياه الملوثة. في حين، شدد النائب عن البصرة، فالح الخزعلي، على ضرورة «إنشاء سد مائي والاهتمام بمشروع ماء البدعة، فضلاً عن ايجاد حل لرمي النفايات التي اثرت على الوضع البيئي وساهمت في تلوث المياه»، مقترحاً «إجراء استضافة فصلية كل ثلاثة أشهر في مجلس النواب للوزراء». في السياق، اتخذت ما وزيرة الصحة، عديلة حمود، كافة الإجراءات الخاصة بفحص مياه الشرب في البصرة بشكل مستمر من أجل تلافي الإصابات بين المواطنين. وأشارت في بيان نشره موقع مجلس النواب، إلى أن «أجور الخدمات في الطوارئ مجانية، وستجري متابعة كل ماهو خلاف التعليمات»، لافتة إلى أن «وزارة الصحة اتخذت إجراءات عملية من أجل ضمان جودة المياه وصلاحيتها للاستهلاك البشري». إصابة نائبة جلسة الثلاثاء، لم تشهد مشاركة النائبة عن محافظة البصرة انتصار الموسوي، بسبب تعرضها للإصابة بالتسمم جراء تلوث المياه. وقالت في بيان لها أمس، إن «تعرضي للإصابة بالتسمم حصل بسبب تلوث المياه الذي تعانيه مناطق شمال البصرة»، لافتة إلى أن «تلك المناطق تعد الأكثر تضررا بسبب ملوحة وشح المياه». وأضافت أن «مناطق شمال البصرة تشهد انقطاعا مستمرا في المياه ويصل إلى أكثر من أربعة أيام مقابل تجهيز تلك المناطق بالمياه ليوم واحد فقط، فضلا عن عدم تصفية المياه من الشوائب والملوثات والتي تسببت بإصابة الآلاف من أهالي المحافظة بالتسمم البكتيري». وتابعت أن «تعرضي للإصابة بالتسمم منعني من الحضور لجلسة مجلس النواب التي عقدت أمس (الأول)»، مطالبة الحكومة بـ«الإسراع في إيجاد الحلول لإنقاذ أهالي المحافظة والحد من تزايد التسمم». في الأثناء، قال النائب عن محافظة البصرة، حسن خلاطي، لـ«القدس العربي»، «قدمنا ورقة عمل في جلسة الثلاثاء، وركزنا على الحلول العملية والواقعية للأزمة»، مبيناً «قدمنا عدة مقترحات التي ينبغي التركيز عليها». وأضاف: «هناك حلول عاجلة وسريعة، مثل تكثيف الجهود لصيانة محطة تحلية المياه (أر أو)، إضافة إلى حلول متوسطة تتمثل بمد أنبوب ناقل للمياه من شمال البصرة إلى مركز المدينة، فضلاً عن حلول استراتيجية تتمثل بإنشاء محطة تحلية عملاقة، وسد البصرة وإكمال مشروع ماء البصرة الكبير. جميع هذه الحلول تحتاج إلى تكثيف الجهود وتوحيدها». أربعة أسباب كذلك، أشار النائب عن الجبهة التركماني، أحمد حيدر، إلى «أربعة أسباب» أدت إلى أزمة محافظة البصرة. وقال لـ«القدس العربي»، إن «هناك 4 أسباب أدت إلى تفاقم أزمة البصرة، تمت مناقشتها في جلسة مجلس النواب الأخيرة»، مبيناً أن هذه الأسباب تتعلق بـ«قلة التخصيصات المالية بعد عام 2014، وضعف متابعة الوزراء المعنيين، إضافة إلى تداخل الصلاحيات والسلطات بين الحكومتين الاتحادية والمحلية، وعدم وجود خطط استراتيجية لحل الأزمة». ورأى أن الحل الجذري لأزمة البصرة يتمثل بـ«إصلاح هذه المنظومة بأكملها، عبر تنسيق وتخطيط استراتيجي، وهذا الأمر يحتاج وقتاً». وتابع: «هناك حلول وقتية مثل صيانة مضخات المياه، وترميم قناة البدعة التي توصل الماء للبصرة. هذه الحلو تم العمل عليها، ناهيك عن الخطوة الأولى التي اتخذتها المرجعية الدينية العليا، بإرسال وكيلها السيد أحمد الصافي، الذي بدأ بهذه الخطوات، ونأمل من الحكومة الاستمرار بهذا المشوار، لتخفيف الأزمة بحلول سريعة والعمل على حلول اخرى استراتيجية بعيدة المدى لضمان حل نهائي لأزمة البصرة». البصرة: حالات التسمم ترتفع إلى أكثر من 95 ألفاً… وتلويح بتظاهرات أوسع ناشطون عراقيون يتخوفون من عمليات الاعتقال والمطاردة مشرق ريسان |
سياسيون تونسيون يطالبون الرئيس الباجي قائد السبسي بالابتعاد عن التجاذبات السياسية والحزبية Posted: 26 Sep 2018 02:20 PM PDT تونس – «القدس العربي»: لم يتوقف الجدل حول الحوار الأخير للرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، حيث دعا بعض السياسيين إلى «حجب الثقة» عن قائد السبسي بسبب موقفه «المنحاز» لنجله، على اعتبار أنه «لم يعد ضامنا للوحدة الوطنية»، فيما تساءل آخرون حول تبعات نهاية التوافق بين رئيس الجمهورية وحركة النهضة، وسط معلومات عن احتمال لجوء الحركة الإسلامية لعقد «توافق جديد» مع رئيس الحكومة يوسف الشاهد. وكان الرئيس التونسي أعلن «نهاية» التوافق مع حركة «النهضة»، مشيرا إلى أن الحركة هي التي أرادت ذلك، كما اعتبر أن «مصلحة البلاد» تقتضي مغادرة نجله (حافظ قائد السبسي) ورئيس الحكومة يوسف الشاهد الحياة السياسية، فيما نفت حركة «النهضة» تنكّرها للعلاقة «المتينة» التي تربطها بالرئيس التونسي. ودوّن محمد القوماني عضو المكتب السياسي لحركة «النهضة»: «النهاية الدراماتيكية التي صار إليها التوافق الذي صنع الاستثناء التونسي، بعد صمود خمس سنوات، لن يخفّف من وطأتها السجال حول من المتسبّب فيها؟ وهل أنّها إعلان قطيعة أو مجرّد جفاء مؤقّت؟ هذه النهاية، التي يرقص البعض من خصوم التوافق، على اختلاف مواقعهم، طربا لإعلانها، ليست في المحصّلة سوى عنوان فشل لأنصار التوافق والمراهنين عليه». وأضاف النائب عن الحركة «عبد اللطيف المكّي»: «يجب أن يبقى الرئيس فوق الابتزازات الحزبية والتجاذبات على الساحة السياسية وأن يحتفظ بموقعه على المسافة نفسها من جميع الأطراف»، وتابع في تدوينة أخرى «أرى أن مابقي من قيادات النداء يجب أن يعملوا على تجنيب رئيس البلاد هذا الحرج المتواصل في الخلافات بين الحزب والحكومة». واعتبرت هاجر بن الشيخ أحمد النائبة عن كتلة «الائتلاف الوطني» أن الرئيس التونسي قام في حواره الأخير بـ«خرق جسيم للدستور» بعد اصطفافه إلى جانب نجله ضد رئيس الحكومة، حيث دوّنت «نحن أمام خرق جسيم للدستور، الرئيس لم يعد الضامن للوحدة الوطنية. تحدثت قبل شهرين في نطاق ضيق عن ضرورة سحب الثقة منه، والآن أقولها في العلن». وأضافت ليلى الشتّاوي النائبة عن الكتلة نفسها « الباجي قائد السبسي كبير العائلة. لكنه للأسف اليوم أصبح من الماضي، ولا يمكن أن يكون لا حاضر تونس ولا مستقبلها». وأضافت «كنت أتمنى أن يؤدي دورا أكبر من هذا، وأن يلعب دور الأب الذي يجمع أبناءه ولا يفرق بينهم». وكانت حركة «النهضة» أصدرت بيانا أكدت فيه «التزامها بمسار التوافق مع رئيس الجمهورية وتقديرها لدوره الوطني منذ انطلاق الثورة في إرساء ثقافة التشاور والحوار بين الفرقاء السياسيين في مواجهة خيارات التفرد والإقصاء والمغالبة وهو ما تفاعلت معه الحركة بإيجابية منذ لقاء باريس»، كما نفت «تنكرها» للعلاقة التي وصفتها بـ«المتينة»، مع الرئيس التونسي. وكتب طارق الكحلاوي، القيادي السابق في حزب «حراك تونس الإرادة»، «ما معنى «إعلان القطيعة» بين السبسي والنهضة؟ قطيعة مع رئيس ضعيف بلا دعم حزبي برلماني ودعم دولي وإقليمي يتحول للشاهد بخطى متسارعة. لن يتجاوز تأثيره الفعلي إعلان قطيعة في «فيسبوك» بين صديق وصديقته. الخاسر فيه السبسي لا غير. أما النهضة فبصدد تجديد شريكها في «التوافق». في المقابل نرى مجددا أن قرطاج على الرغم من جاذبيتها وسحرها ليست إلا فخا. في النهاية من يملك البرلمان هو الذي يملك مفاتيح اللعبة. درس متجدد: من ينصحك بالرئاسية فهو ينصحك بحتفك. ونصيحة النهضة للشاهد بعدم الترشح هي وصفة لإنقاذه والحفاظ على ديمومته السياسية». واعتبر غازي الشواشي أمين عام حزب «التيار الديمقراطي» أن إعلان قائد السبسي القطيعة مع النهضة «خير دليل على أنّ توافق الطرفين هو توافق مغشوش وغير مبني على قواعد سليمة، هذه القطيعة سببها يوسف الشاهد ولا علاقة لها بالأزمة في تونس وما يعانيه التونسي. هم غير معنيين بمشاكل المواطنين وحالة الإحباط التي يعيشونها، وهدفهم الوحيد هو السلطة والمناصب”. وتحت عنوان «التوافق بين الذّرائعيّ والمبدئيّ»، دوّن الباحث سامي براهم «هل نهاية التّوافق مع أحد رأسي السلطة التنفيذيّة سيفتح الباب لتوافق مع رأس السلطة التنفيذيّة الآخر؟ أيّ توافق سواء كان قديما أو جديدا هو توافق ذرائعيّ قصير النّفس إذا كان القصد منه مجرّد المرور إلى سدّة الحكم من جديد وتثبيت الوجود في الحكم. التوافقات تكون بين الأحزاب ومؤسساتها ونخبها لا بين شخصين ، ويكون حول برامج ورؤى استراتيجيّة لا حول غايات ظرفيّة وأجندات فئويّة. التّوافق ثقافة سياسيّة قد يتحوّل إذا توسّع إلى تعاقد معنويّ وجبهة وطنيّة يحتاجها البلد لتجاوز أزمته الاقتصاديّة والاجتماعية واستشراء الفساد واستضعاف الدّولة. ما يحدث في تونس عمليّة فرز نوعيّ تتمّ بشكل متعثّر لكنّه ضروري تستدعيه مقتضيات التّأسيس الدّيمقراطي. ولم يعلّق رئيس الحكومة يوسف الشاهد على خطاب الرئيس الباجي قائد السبسي، إلا أن ولدي الجلاد النائب عن كتلة «الائتلاف الوطني» المؤيدة للشاهد، أكد أن رئيس الحكومة سيعمل بـ«نصيحة» قائد السبسي من خلال التوجه في الأيام المقبلة إلى البرلمان للحصول على ثقته حول تغيير وزاري سيجريه قريبا. سياسيون تونسيون يطالبون الرئيس الباجي قائد السبسي بالابتعاد عن التجاذبات السياسية والحزبية التوافقات بين الأحزاب ومؤسساتها ونخبها ينبغي أن تكون حول برامج ورؤى استراتيجيّة وليس بين شخصين حسن سلمان: |
موريتانيا: الإسلاميون يشدون أحزمة المواجهة والمعارضة تعلن وقوفها إلى جانبهم Posted: 26 Sep 2018 02:19 PM PDT نواكشوط – «القدس العربي»: تابع الرأي العام الموريتاني، أمس، انشغاله بالمواجهة المتجهة للتصعيد، بين نظام الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز وإسلاميي حزب التجمع، وهي المواجهة التي فجرها إغلاق السلطات لمركز تكوين العلماء الذي تؤكد السلطات الأمنية أنه مؤسسة تابعة للحزب وأن رئيسها الشيخ محمد الحسن ولد الددو هو الأب الروحي لإخوان موريتانيا. وزادت إجراءات غلق مركز العلماء من تعاطف العموم مع الإسلاميين الموريتانيين، حيث تواصلت أمس تدوينات تسفيه قرار غلق المركز وتبرئته وتبرئة القائمين عليه، بل وتبرئة حزب التجمع «تواصل» من التطرف والغلو. وأعلنت المعارضة الموريتانية بجميع أطيافها عن وقوفها إلى جانب حزب التجمع، حيث أكدت في بيان وزعته أمس «أن حزب «تواصل» بشكل خاص، برهن على منهجه السلمي ورؤيته الديمقراطية في أكثر من مناسبة، وشهد شركاء البلاد التنمويون على مكانة هذا الحزب بوصفه ركنًا مكينًا من أركان الديمقراطية الموريتانية، وشهدوا للقائمين عليه بالمسؤولية والمسالمة والبعد عن العنف والإرهاب قولًا وفعلًا. وسبق للرئيس محمد ولد عبد العزيز، يضيف البيان، أن أقر لهم بذلك على رؤوس الأشهاد فما الذي اكتشفه اليوم في هذا الحزب أو غيره مما لم يكن يعرفه؟ يتساءل تجمع المعارضة. وذهبت المعارضة الموريتانية لأبعد من ذلك حيث أكدت في بيانها «أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز تعرض في مؤتمره الصحافي الأخير للنيل من أحزاب سياسية وشخصيات وطنية حيث وصفهم بعبارات غير لائقة، وتهديدات مرفوضة، وافتراءات لا تخدم أمن البلاد واستقرارها، بل تضر بسمعتها ونموها ضرارًا بالغًا». «فمما يعلمه القاصي والداني، تضيف المعارضة، أن الأحزاب المكونة لتحالف المعارضة الديمقراطية ومن بينها حزب «تواصل»، أحزاب مسؤولة تضع في مقدمة اهتمامها العناية بأمن البلد واستقراره، ولم تقبل هذه الأحزاب أبدًا الانجرار إلى دائرة العنف، رغم الاستفزازات المذكورة التي تعرضت لها». «إن تحالف المعارضة الديمقراطية، يضيف البيان، ليؤكد إدانته القوية لسياسة التهديد وتلفيق التهم الباطلة ضد الخصوم السياسيين، كما يؤكد على وحدة تحالف المعارضة ووقوفه صفًا واحدًا ضد التهديدات الموجهة لحزب «تواصل»، فالمعارضة جسم سياسي واحد، ولا مجال للاستفراد بطرف منها دون غيره». وأكدت المعارضة الموريتانية «رفضها لاستمرار التحجير على حريات القادة والناشطين السياسيين من الشيوخ والنقابيين والصحافيين والإغلاق التعسفي لمعهد تكوين العلماء»، محذرة «الجميع من مخاطر التصعيد وتهديد أمن البلاد واستقرارها، لا لشيء إلا من أجل خلق جو مشحون يضع مستقبل البلاد في مهب الريح». ولم تتراجع السلطات الموريتانية عن قرارها الخاص بإغلاق مركز العلماء، كما أنها لم تقدم لحد يوم أمس توضيحات عن أسباب الإغلاق التي دعا نشطاء المعارضة وأنصار حزب التجمع لتقديمها للرأي العام. وشدد الشيخ محمد الحسن ولد الددو الموجود حاليًا في تركيا، التأكيد في تصريح له أمس على «أن إقدام السلطات الموريتانية على إغلاق المركز هو تصرف خارج القانون»، رافضاً «أي تهمة قد تلفق ضد المركز أو القائمين عليه». وأضاف «أن مركز العلماء يعمل مثل غيره من المحاظر الموريتانية، مقدمًا الدروس لأزيد من 500 طالب، كما يتولى التدريس فيه خمسة وأربعون من كبار العلماء الموريتانيين، ويؤمه الطلاب من مختلف أرجاء العالم». وقال «أن المركز لا علاقة له بأي دولة ولا بأي حزب ولا بأي تنظيم، ليست له أي أعمال أخرى يقوم بها، فعمله مقصور ومحصور على تعليم الناس شريعة ربهم»، حسب تعبيره. واتسعت مواقف التضامن مع مركز العلماء في حادثة سحب ترخيصه، حيث أكدت هيئة علماء فلسطين في الخارج «أن تهم الإرهاب الموجّهة إلى مركز تكوين العلماء لا يمكن لأحدٍ أن يصدّقها». ودعت في بيان وزعته أمس «الرئاسة الموريتانية للتراجع عن قرار سحب ترخيص المركز، مشددة على أنه «لا يصبّ في مصلحة موريتانيا واستقرارها». وشددت الهيئة على أن «المركز وأمثاله من مؤسسات العلم الشّرعي التي تتبنّى الخطاب الإسلاميّ الوسطيّ البعيد عن انتحال المبطلين وتحريف الغالين؛ هو ضمانةٌ حقيقيّةٌ لحفظ المجتمعات من الغلوّ والتّطرّف، وهذا يوجب الحفاظ على هذه المؤسسات ودعمها لا إغلاقها». ولفتت التي تضم علماء فلسطين في الخارج النظر إلى أنها «عرفت المركز ورئيسه والقائمين عليه روّادًا للوسطيّة في العالم الإسلاميّ، وهو مركزٌ علميّ شرعيّ يمثّل منارةً معرفيّةً، ومفخرةً لموريتانيا وشعبها الكريم الأصيل». وأكدت الهيئة أن «أيّ صراعٍ من هذا النّوع يصبّ في صالح أعداء الأمّة وفي مقدّمتهم الكيان الصّهيوني»، لافتة إلى أنها تلقت «ببالغ الاستغراب أنباء إغلاق مركز تكوين العلماء في موريتانيا الشّقيقة، وسحب ترخيصه بقرارٍ من الرئيس الموريتانيّ»، معلنة تضامنها «الكامل مع إخواننا العلماء في المركز وعلى رأسهم العلّامة الشّيخ محمّد الحسن ولد الدّدو الشّنقيطي مؤسّس المركز ورئيسه». وتحت عنوان «ما وراء إغلاق مركز تكوين العلماء في موريتانيا»، دخلت الكاتبة الأردنية التركية إحسان الفقيه على الأزمة التي يمر بها إسلاميو موريتانيا في مواجهة حكومتهم، حيث أكدت في مقال لها أمس «أن السبب في إغلاق المركز هو عدوى الاستبداد الذي هيمن على الأمة، حين أحكمت الأنظمة الديكتاتورية قبضتها على البلاد والعباد وانطلقت من واقع التبعية للغرب والخوف على العروش لضرب كل فكرة إسلامية مستقلة فردًا أو جماعة أو مؤسسة أبت الدوران في فلك مصالح الحكام والتطبيل لهم وتبرير استبدادهم». وأضافت: «لا تأخذنكم الدهشة لإغلاق هذا الصرح العلمي، فمؤسّسه والقائم عليه هو الشيخ العلامة محمد الحسن ولد الددو الشنقيطي، وما أدراكم من هو الددو؟ هو العالِم الذي دعم ثورات الربيع العربي وأيد حقوق الشعوب في التظاهرات السلمية ولم يعتبرها كعلماء السلطان خروجًا على الحاكم، وأسقط شرعية الأنظمة الجائرة المحاربة لشريعة الله وعباده». وتابعت الكاتبة: «الدول التي تنفق المليارات على إجهاض ثورات الربيع وملاحقة الإسلاميين في كل مكان وإسقاط الأنظمة الديموقراطية، هي ذاتها التي أوعزت إلى النظام الموريتاني بتجفيف منابع العلم والدعوة لمنع إنتاج المئات والآلاف من أمثال الددو الشنقيطي». «البعض، تقول إحسان، يظن أن النظام أغلق مركز تكوين العلماء الذي يترأسه الشيخ على خلفية صدعه بالحق، حيث عارض قول الرئيس الموريتاني «الكيان الصهيوني أكثر إنسانية من الإسلام السياسي»، لكن الراصد لواقع تعامل النظام الموريتاني مع الإسلاميين وتصريحاته الأخيرة التي تحمل تهديدات صريحة للتيار الإسلامي يدرك أن الأمر دُبّر بليل، وأن هناك نية مُبيتة لتجفيف ذلك المنبع العلمي». موريتانيا: الإسلاميون يشدون أحزمة المواجهة والمعارضة تعلن وقوفها إلى جانبهم علماء فلسطين في الخارج يتضامنون معهم والوضع يتجه نحو التصعيد |
«إخوان الجزائر» يدعون الحكومة للتحاور مع متقاعدي الجيش وينتقدون استمرار الغموض بشأن انتخابات الرئاسة Posted: 26 Sep 2018 02:19 PM PDT الجزائر «القدس العربي»: قال بيان صدر عن حركة مجتمع السلم أمس الأربعاء إن المكتب التنفيذي الوطني اجتمع برئاسة عبد الرزاق مقري رئيس الحركة، وناقش مختلف المستجدات والتطورات سواء تعلق ذلك بالأمور التنظيمية الداخلية، أو القضايا المطروحة على الساحة الوطنية، وحتى بعض القضايا الدولية، إذ أثنى المكتب على عملية التجديد الخاصة بهياكل الحركة، والتي ستدخل مرحلتها الثانية الشهر المقبل، معتبرا أن عملية التجديد هذه هي سلوك ديمقراطي من شأنه رفع العمل الحزبي، ويساهم كذلك في نشر ثقافة التداول والفعل الديمقراطي في المجتمع الجزائري. واعتبر البيان، الذي وقعه عبد الرزاق مقري، أن « استمرار حالة الغموض بشأن الانتخابات الرئاسية دليل على فقدان الرؤية لدى منظومة الحكم، واستمرار التجاذب على السيطرة على السلطة في الأروقة المظلمة بعيدا عن المصلحة الوطنية »، مؤكدا أن « السلوك الديمقراطي والشفافية في إدارة الشأن العام هما ما يضمن الأمان والتطور والاستقرار لهذا البلد. « ورأى أن « سياسة انتظار ارتفاع أسعار البترول للتبشير بسلامة الاقتصاد الوطني دليل على الفشل وعدم أهلية تسيير البلد، موضحا أن أزمة النفط في الجزائر لا تتعلق بالأسعار فقط بل بتراجع الإنتاج وارتفاع الاستهلاك المحلي للطاقة، وأن المطلوب اقتصاديا هو التحاق الجزائر بالدول الجديدة الصاعدة، وليس استدامة إدارة الأزمات». ووصف البيان لجوء وزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل لاستعمال للغة الأجنبية في خطابه على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة تفريطا في السيادة الوطنية وانتهاكا للدستور، مشددا على أن عدم اتخاذ إجراءات سيادية تجاه هذه الحادثة، دليل على عدم صدق أصحاب القرار في حديثهم المتكرر عن الوطنية. في المقابل دعت الحركة إلى ضرورة فتح حوار مع معطوبي ومتقاعدي الجيش، وضمان حقهم في الاحتجاج وتنظيم شؤونهم، والابتعاد في التعامل مع مطالب المواطنين المشروعة بالعنف في كل الأحوال، في إشارة إلى الاحتجاجات التي يقوم بها متقاعدو ومعطوبو الجيش منذ أيام على مشارف العاصمة، والتعزيزات الأمنية الكبيرة التي أرسلت لمنعهم من دخول العاصمة، ولتفريقهم باستخدام القوة، الأمر الذي أدى إلى إصابات عدة في صفوف المتظاهرين. ودعا في الأخير الحكومات والشعوب إلى التمسك بالقضية الفلسطينية، ودعم مقاومة شعبها بكل الوسائل، مع التأكيد على أن مصير الأمة سيظل مرتبطا بفلسطين وأن البوصلة ستظل، كما كانت عبر الزمن، هي القدس الشريف. جدير بالذكر أن الحركة لم تحسم موقفها بعد من الانتخابات الرئاسية المقبلة، فكل الخيارات مازالت مطروحة، بما في ذلك المشاركة في الانتخابات بمرشح واحد، وكذا دخول المعارضة بمرشح واحد في تلك الانتخابات، حتى وإن كانت الحركة التي يقودها مقري مقتنعة أنها هي الأولى بقيادة المعارضة، ومن ثمة مرشحها هو الأولى بأن يحظى بدعم كل المعارضة، لكن يبدو يبقى خيار المقاطعة، الذي يبدو الأضعف. «إخوان الجزائر» يدعون الحكومة للتحاور مع متقاعدي الجيش وينتقدون استمرار الغموض بشأن انتخابات الرئاسة |
لماذا زار العاهل الأردني مقر «سي إن إن»؟… لهجة جديدة في «مناكفة» ترامب في ملف القدس ومواجهة «كمين» نصبته إدارته Posted: 26 Sep 2018 02:19 PM PDT عمان – «القدس العربي»: اجتهدت دوائر التحليل المستقل في الأردن وهي تحاول تفكيك هوامش خطاب الملك عبدالله الثاني الاخير والمهم في منبر الأمم المتحدة بالبحث عن إجابة للسؤال التالي: ما هوالسبب الذي دفع الملك والوفد المرافق لـ»زيارة خاصة» لمقر محطة «سي إن إن» الشهيرة ؟ هنا لا يبدو الأمر متعلقاً فقط بالجهد الإعلامي الملكي الذي يحاول شرح وجهة نظر الأردن في مختلف القضايا والملفات الأساسية وتحديدا بالقضية الفلسطينية والقدس. بل يتعلق ايضاً بجملة «مناكفة» مرصودة أردنياً لصقور إدارة الرئيس دونالد ترامب الذي يعلن مشاعره السلبية دوما تجاه محطة «سي إن إن» ويخاصمها بل ويهاجمها. وطبعاً الأردن خصوصاً في الظرف الحالي ليس بصدد مناكفة إدارة ترامب بقدر ما يجتهد في «تجنب شرورها». وعليه سياسياً يمكن اعتبار تلك الزيارة الخاصة رسالة احتجاج أردنية بصوت اعلى قليلاً من حليف وصديق مهم في المنطقة للولايات المتحدة على طريقة التعامل مع المصالح الأمريكية خصوصاً وان القائم بالأعمال بالسفارة الامريكية في عمان تحديداً شارك وهو يزور مجلس النواب في الدفاع عن «قانون الضريبة» الجديد المرفوض شعبياً والمثير لأقصى طاقات الجدل وتجادل في المسألة مع رئيس مجلس النواب عاطف طراونة الذي رفع شعار «نرفض الإملاءات». على نحو أو آخر بدأت عملية إقرار قانون الضريبة في الأردن صباح أمس بجلسة صاخبة في البرلمان الأردني وبعد ساعات من الخطاب الذي ألقاه الملك عبدالله الثاني في الأمم المتحدة وتضمن عبارات واضحة الملامح في التعارض التام مع توجهات إدارة ترامب خصوصاً في القضية الفلسطينية، وتضمن الخطاب ايضاً توسعاً في شرح السبب المباشر للأزمة المالية الأردنية وهو ملف اللاجئين. خطاب ملك الأردن ركز بوضوح على مسألتين هما ملفا القدس واللاجئين اللذان ارهقا ميزانية بلاده. وداخل مكتب رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز تزيد الجرعات التي تقال لأعضاء البرلمان عن ضرورة الانتباه لـ»الكمين» الذي وضعه الرئيس ترامب تحديداً في طريق المملكة للضغط عليها وإجبارها حصرياً على قبول خطته التي تحمل إسم صفقة القرن. على هامش تسويق قانون الضريبة الجديد المرفوض شعبياً تشرح الحكومة لحلفائها في البرلمان بأن المطلوب «تركيع الأردن» وإجباره على قبول ما تعرضه إدارة ترامب الذي يشعر بدوره وحسب المفكر والخبير السياسي عدنان أبوعوده أنه يريد ان يقول للعالم أنه الرئيس الوحيد الذي «حل «القضية الفلسطينية. وهنا استوفت الشروحات الحكومية شروطها عبر إشارات ملغزة لأن تشدد صندوق النقد الدولي المفاجئ قبل اسابيع قليلة ولد بتعليمات من «البيت الأبيض». والأهم أن التسوية التشريعية التي طهيت لقانون الضريبة هي عبارة عن محاولة «تكتيكية» لشراء المزيد من الوقت على أمل ان تتغير المعادلة في مستوى التنسيق والتواصل بين الأردن والأمريكيين. في مستويات أعمق داخل القرار الأردني نوقشت مرات عدة المفارقة التالية: عمان تفقد سحرها المعهود وتأثيرها في المؤسسات الأمريكية… وفي اجتماع بغطاء ملكي قيلت بوضوح الإشارة التالية..»إدارة ترامب..أنها تحاصرنا». وثمة من يروج خلف ستارة القرار الأردني اليوم للسيناريو الذي يقترح تجنب اي إحتكاك او صدام مباشر مع ماكينة الرئيس ترامب المتهور والنفاذ مرحلياً بأقل الخسائر والإنتظار لعل الظروف تتغير بعد عامين. ويحصل كل ذلك مع إدارة ترامب لسبب بدأت اوساط القرار الأردني ترجح ان له علاقة بـ»واجب جديد» مطلوب من الأردن في مرحلة ترامب على ضوء تسويته الغريبة التي يقترحها للقضية الفلسطينية. في المستوى المرجعي تقرر إبلاغ جميع المؤسسات المحلية الأردنية بالقرار الأساسي: سنلاعب إدارة ترامب قدر الإمكان لكن القرار واضح في ملف القدس وهو»لن نقبل ما يعرضه مهما تطلب الامر حتى لو تنازل الرئيس محمود عباس». في مسألة الدولة الفلسطنيية تقرر ايضاً مقاومة خيارات لا تضع الضفة الغربية لأي دولة مستقبلية باسم فلسطيني وقالها وزير الاعلام الاسبق الدكتور محمد مومني بوضوح امام «القدس العربي»: لا يوجد عاقل لا يفهم بأن عدم قيام دولة فلسطينية يعني المساس بهوية الدولة الأردنية. لذلك صرح الرئيس الرزاز علنا قبل أسبوعين: «موقف الأردن من القدس والقضية الفلسطينية حسمه جلالة الملك». ولذلك ايضا – وهذا الأهم – ألقى الملك الأردني في الأمم المتحدة خطاباً لعشر دقائق خصص ثلثيها للقدس والدولة الفلسطينية حصرياً والثلث الاخير لبقية القضايا بما فيها تلك التي تمثل المصالح الأردنية الذاتية. في خطابه اكتفى الرئيس ترامب بإشارة صغيرة يذكر فيها صداقة بلاده مع المملكة الأردنية الهاشمية فيما تغزل في السعودية وإسرائيل. أما الملك وفي خطابه وبعد زيارته لمحطة سي إن إن فقد إستعمل تعبيرات قد تكون تستعمل لأول مرة في خطاب الأردن من طراز «لن نقبل وسنتصدى». تلك لهجة غير معتادة لعمان وامام الرئيس الأمريكي لم تغلف بإنشائيات دبلوماسية تصعد وسط تصور محاولات تتوسع لمحاصرة الأردن إقتصادياً ومالياً ولأسباب «سياسية» بالتأكيد كما يرجـح ابـو عـوده ومومنـي والـرزاز نفسـه. حتى في غرف عمان البرلمانية والسياسية لم يعد الأمر يقال سرًا فالإنطباع متكرس بان ترامب ينصب كميناً للأردنيين ويعبث في الطبق الرئيسي ويريد «حسم» القضية الفلسطينية على حسابهم . وما تقرر على الاقل محاولة المقاومة بكل الخبرات والمهارات اللازمة التي لا تؤدي لمواجهة أعنف لاحقاً. على الأرجح زيارة سي إن إن في هذا السياق.. كذلك جرعة الصراخ في محاولة العودة لمربع «المجتمع الدولي». لماذا زار العاهل الأردني مقر «سي إن إن»؟… لهجة جديدة في «مناكفة» ترامب في ملف القدس ومواجهة «كمين» نصبته إدارته عبارة «لن نقبل وسنتصدى حتى لو تنازل عباس» تصدرت في المطبخ بسام البدارين |
مالك قناة «الجديد» اللبنانية: لا معين لنا ولا سلطة علينا ولا نتوسّل أحداً Posted: 26 Sep 2018 02:18 PM PDT بيروت – «القدس العربي» : أقامت محطة «الجديد» اللبنانية سهرة فنيّة في «كازينو لبنان» احتفاءَ باطلاقها شبكة برامجها الجديدة لفصل الخريف بحضور سياسي وفنيّ وإعلامي وأسرة المحطة، وأحيا السهرة النجم راغب علامة، الذي أشعل بحضوره وصوته وجاذبيته الأجواء فرحاً وصخباً وبهجة عبر تقديمه باقة منوّعة من الأغاني القديمة والجديدة التي حقّقت انتشاراً واسعاً وناجحاً. وكانت لعلامة مواقف سياسية أطلقها في المناسبة بعد تقديمه التهاني لقناة «الجديد» ولرئيس مجلس إدارتها تحسين خياط، الذي اعتبره انساناً جباراً، مثنياً في الوقت عينه على المحطة، التي اعتبر نفسه فرداً من عائلتها، خصوصاً وأنها واكبته ودعمته ودعمها، كما قال. وأشاد علامة بالمؤسسات الأمنية في لبنان، ولا سيما منها مؤسسة الجيش اللبناني وفرع المعلومات والأمن العام الذين يعملون بشفافية، بعيداً كلّ البعد عن الطائفية، وتمنى على المجلس النيابي أن يبادر بمحاسبة السلطة التنفيذية المتمثلة بالوزراء، مطالباً في الوقت عينه بفصل الوزارة عن النيابة لأنّ مهمة النائب هي محاسبة الحكومة. وأكدّ أنه يرفع الصوت عالياً في وجه السياسيين لأنّ البلد وصل الى الحضيض. وتوّلت الاعلامية رابعة الزيات والإعلامي شادي خليفة تقديم السهرة المميّزة التي نقلت مباشرة على الهواء وتخللتها كلمات واشادات لعدد من رجال السياسة والفنّ والاعلام الذين عبروا على سجادة حمراء واخذوا صوراً تذكارية في المناسبة. وألقى رئيس مجلس إدارة قناة «الجديد» تحسين خياط كلمة أكدّ فيها على استقلالية القناة التي تتمتع بها، مشدداً في الوقت عينه «على أهمية الاعلام الحرّ الذي يعتبر أقوى من أية وزارة، وسلطته تبقى أقوى وأشد وقعاً في زمن يتسابقون فيه على الوزارات والمناصب». وقال «نحن صحافيون متحررون على باب الله لا معين لنا ولا سلطة علينا ولا نتوسّل أحداً»، وأضاف «قناة «الجديد» يقودها جيش من المحاربين القدامى والجدد ولن نتوقف عن كشف الفساد والمشاركين فيه أكانوا على مستوى فاعل أو مشارك، وهذا لا يتحقق بمجهودنا فقط وإنّما بمراسلينا من الرأي العام نفسه». واضاف خياط «أنّ المحطة تمثّل كلاّ من «المظلوم والمقهور في وطنه والمريض والمحروم والمهمّش والخريج من دون وظيفة والمرأة المسلوبة حقوقها والشباب المهاجر والعمال والمنتظرين على أبواب قرض سكني. فلا مساومة على حقوقكم أبداً ولا مساومة على وطن مسلوب. هكذا نرى الاستقلال والسيادة». وختم «معاً نتنفس الحريات ونبني وطناً ومهما حاولوا تغيير صورة المحطة فإنّ التاريخ يشهد بقدراتها». أما شبكة البرامج الجديدة فأتت منّوعة وغنية وفقاً لما تمّ الاعلان عنه في السهرة وهي تناسب كلّ الاذواق وقد تضمنت البرامج التالية: - يوم الاثنين برنامج «طوني خليفة»عند الساعة 9:30مساء، يتضمن العديد من الفقرات التي جمعها خليفة من برامجه السابقة وبخاصة برنامج «للنشر»، فتتضمن فقرة اجتماعية قضائية، فقرة ترفيهية وفقرة مسابقات وغيرها من الفقرات. - يوم الثلاثاء الساعة 9:30 مساء برنامج «تحت السيطرة» مع الفنانة اليمنية أروى، وهو برنامج حواري فني، تشويقي، تفاعلي وترفيهي. - يوم الاربعاء الساعة 9:30 مساء، برنامج «أنا هيك» مع الاعلامي نيشان ديرهاروتيونيان الذي عاد الى المحطة التي انطلق منها بعد أن تنقّل في عدة محطات محلية وعربية. - يوم الخميس الساعة 9:30 مساء هو موعد مع الضحك والتسلية مع برنامج «قدح وجم» مع المخرج والممثل شربل خليل. - يوم الجمعة الساعة 9:30 مساء، يطل الممثل كارلوس عازار على المشاهدين بعيداً عن التمثيل بل من خلال تقديم برنامجه الجديد «كلنا للوطن». - يوم السبت الساعة 9:30 مساء، موعد مع التسلية والترفيه مع برنامج «ذا رينغ كيدز» مع الفنان هيثم زيات. ويتضمن البرنامج 12 موهبة غنائية من الأطفال الذين سيتنافسون على اللقب. وسيكون الفنان هيثم زيات هو الحكم على المتبارين. يوم الأحد عند الساعة 6:30 مساء برنامج «داليا والتجديد» مع المهندسة الداخلية داليا كريم. ويتضمن برنامجها تجديد وتغيير لمنازل المواطنين المحتاجين. واضافة الى هذه البرامج المنوّعة ستعرض محطة الجديد مسلسلين الأول هو: مسلسل «البيت الابيض2» بجزئه الثاني سيعرض يومي الخميس والجمعة مباشرة بعد نشرة الاخبار المسائية 8:40 والمسلسل هو من انتاج شركة «مروى غروب» لصاحبها مروان حداد والكتابة لكريستين بطرس والاخراج لكنان اسكندراني أما البطولة فهي لجويل داغر وجيسكار ابي نادر وجهاد الاطرش وسواهم. أما المسلسل الآخر فهو بعنوان «حنين الدم» من انتاج إيلي معلوف وتأليف زينة عبد الرازق واخراج شربل خوري، أما البطولة فهي لعمار شلق وفيفيان انطونيوس ونيكول طعمة وعلي منيمنة وسواهم، أما عرض العمل فسيكون من الاثنين الى الاربعاء الساعة 8:40 مساء بعد نشرة الأخبار المسائية. كما تضمن حفل إطلاق دورة برامج قناة «الجديد» مفاجأة تمّثلت بتقديم مفتاح شقة لشاب وفتاة يخطّطان للزواج إلا أنّ الظروف المادية الصعبة حالت دون تحقيق ذلك، وقد زفّ الخبر نجم السهرة راغب علامة والاعلامية رابعة الزيات. كما تضمن السهرة أيضاً لوحة فنية راقصة على أغنية جديدة للقناة جاء مطلعها على الشكل التالي: «نحن للإنسان حكاية، نحن للزمان الجايي، نحن للحرية مرايي، مرايتنا الجديد، نحن الكلمة الجريئة، نحن صوت الحقيقة نحن الشاشة الصديقة، شاشتنا الجديد». مالك قناة «الجديد» اللبنانية: لا معين لنا ولا سلطة علينا ولا نتوسّل أحداً ناديا الياس |
شعراء لا نعرفهم ولا يعرفوننا! Posted: 26 Sep 2018 02:18 PM PDT لم يرسل لنا شعراء الجيل الجديد دعوة لحضور أمسيتهم. ونحن لسنا أصدقاءهم على الفيسبوك لنقرأ البوست الذي أبلغوا به الناس عنها. كما أننا، في مجال العلاقات الشخصية، لا نعرفهم ولا يعرفوننا، وهم كثيرون. في الخبر الذي نقله التلفزيون عن أمسيتهم تلك بدوا، هم وجمهورهم، مالئين القاعة الواسعة. كأنهم التقوا في عرض مسرحي أو غنائي أو في عرض أوّل لفيلم سينمائي. لم يشهد الشعر الذي زامنّاه وعايشناه، أقصد الشعر الحديث منذ قصيدة التفعيلة والشعر الحرّ وقصيدة النثر إلخ، جمهورا عريضا كهذا. كنا نقول بأن الشعر العمودي ظلّ منتصرا حتى بعد إزاحته وإماتته. في القاعات حيث كانت تقام أمسيات الشعر الحديث كنا نقدّر عدد الحضور بين العشرين والثلاثين. وفي إحدى تلك السنوات فاجأنا التكريم الذي أقيم لمحمد مهدي الجواهري بعد موته. كانوا «فوق الألفين»، صرنا نقول بعد انتهاء الحفل. لكن أين كان هؤلاء قبل مجيئهم إلى الاحتفال، من أين أتوا؟ رحنا نتساءل يومذاك إذ كنا نظن أن الشعر القديم وشاعره الجواهري تخلّفا وانقضى عهدهما. هؤلاء، المشاركون في الاحتفال بالجواهري فاجأونا آنذاك، ومثلهم يفعل الآن الشعراء الجدد. بدا هؤلاء الأخيرون، من جمعهم الكثير، كأنهم تكتّلوا في الخفاء، مثل تنظيم أو حزب. السيدة التي ظهرت على التلفزيون ناطقة باسمهم قالت إنهم مختلفون عما نعرفه في التقليد الشعري. وهي ذكرت شيئا من ذلك الاختلاف بقولها إنهم يلقون الشعر مترافقا مع حركات يؤدّونها بأيديهم وأجسامهم، أي أنهم يؤدّونه تمثيليا. وقد فكرّنا أن هذا ليس جديدا تماما، إذ أن الشعر السابق كان متجها نحو ذلك، لكن من دون مبالغة قد تجعل الشعر قريبا من خفّة الاستعراض. هنا، مع هذا الاتجاه الجديد، المتألّف من الشباب، إذ لم يظهر بين الجمع الذي صوّرته الكاميرا التلفزيونية «مخضرم» واحد، ربما تكون الخفة مقصودة، وكذلك الاستعراض. «الشاعر هنا لا يحمل ورقة ولا قلما»، قالت تلك السيدة الناطقة باسمهم قاصدة أننا لم نعد في زمن الكلمات والحروف. كان يجب علينا أن نكون هناك إذن، أن نحضر، لكي نستمع إلى ما يقوله هؤلاء في شعرهم، ونعرف ما هو الجديد الذي يحمله إلقاؤهم له. لكنهم لم يوجّهوا لنا دعوة. الأرجح أنهم لا يعرفوننا، والعناوين التي يضمّها بريدهم تختلف عن تلك التي نتلقّى الرسائل منها. وهم إلى ذلك يحيون أمسياتهم في قاعات ونوادٍ لا نعرفها. لا أقصد الأمسيات الشعرية وحدها، بل العروض المختلفة، التجهيزية والمشهدية التي هي فنّهم الجديد، ذاك الذي لم تكن أفكاره وأدواته معروفة لنا. وقد ابتعد هؤلاء مسافة عن بيروت، كأنما من أجل أن يكونوا أكثر ابتعادا وانفصالا عن الزمن الذي لا يرونه زمنهم. لا يحبّون أن يعرضوا فنونهم الجديدة في أمكنة سبقهم إليها القديمون، ثم إنهم، هناك حيث يجتمعون لإقامة أنشطتهم، يتاح لهم أن يكونوا لوحدهم، وإن صدف أن وجد أحد نفسه بينهم، سريعا ما يقرّر أنه لن يعود إلى هنا مرّة ثانية. ذاك لأنه يشعر، أو يشعرونه، بأنه دخيل بينهم، يقف وحده بين حلقاتهم التي تتجمع ثم تنفضّ لتعود إلى التشكل من جديد. هم، جيل الثقافة الجديد، لم يأتوا من ثقافة سبقتهم. لا يحبّون ذلك التعاقب الذي يكونون فيه الحلقة الجديدة من سلسلة متساوية الحلقات. كما لا يهمهم أن يكون الفرق الذي يحدثونه قليلا أو كبيرا. لا يريدون أن يقال إنهم تقدموا عن سابقيهم مسافة هي هذه. في تلك الأمسية التي قصدها ذلك الرجل المفرد، الذي شعر بأنه دخيل بينهم، كان ما شهده وسمعه من المؤدّين في تلك القاعة هو مما يصعب أن يُسمع ويُشاهد إلا فيها. كأن هؤلاء كانوا يفجرون قنابل في ما هم يتكلمون عن مسائل ممنوع الكلام حولها في الخارج. ففيما يمكن أن يستغرق السجال حول مسائل تتعلّق بالمثلية أو بالالتزام الديني وبتقاليد الالتزام الأهلي عشر سنوات، ليجري السماح بإدراج كلمة واحدة من قاموسها في الأفلام السينمائية مثلا، وجد الدخيل أن هؤلاء الجدد قد قفزوا هكذا فجأة نحو زمن آخر تماما. ذلك البطء في التقدم عند الجيل السابق جرى قطع أشواطه هنا دفعة واحدة. لقد وصل هؤلاء الجدد إلى الحرية من دون أن يروا أنهم مضطرون للمفاوضة حولها. وكذلك فعلوا في ما اتفق سواهم على تسميته تغيير القواعد المعمول بها. ٭ روائي لبناني شعراء لا نعرفهم ولا يعرفوننا! حسن داوود |
كلمات منقوشة بأحرف من نار Posted: 26 Sep 2018 02:17 PM PDT ■ في الآونة الأخيرة قرأت ثلاثة كتب لبلزاك الذي مات في الواحدة والخمسين من عمره، كتب ما يقرب من خمسين رواية ومجموعة قصصية. لم يكن لديه متسع من الوقت يكفي لاحتواء هذا الكم الهائل من الكلمات بين دفات الكتب، فكان ينام معظم النهار ليكتب طيلة الليل كشهرزاد وهي تحكي. وفي رواية «خيالات ضائعة» وهي أطول رواياته إطلاقا، نجد على الأقل بطلا واحدا من أبطالها وهو يصر على مثل هذه المسابقة العنيدة، متابعة اختراعه ورقا جيدا للطباعة سنة بعد سنة وهو يصهر العمر والحياة، ولا ينتهي إصراره وملاحقته هدا الاختراع الذي في النهاية يستغله غرماؤه، وقد أوقع به أرباب الأعمال ورجال القانون بألاعيبهم وأحابيلهم. ولا يهتم (داوود سيشار) بطل هذه الرواية لذلك كله. فهو من الناحية العملية ساذج سذاجة بلزاك نفسه، الذي طوحت به أطماعه في عالم الطباعة في مثل هذه النهاية اللامجدية. ولكن الجدوى هي في هده الملاحقة المستمرة للخيال المغري، والكلمات تتهاوى من بلزاك انتقاما من الذين قهروه في حياة المال والمادة. صفحة إثر صفحة وهو يصور اللؤم الإنساني المستغل للقيم. والطريف أن عاشق الكلمات في الرواية هو الشاعر (لوسيان) اخو زوجة (سيشار) الذي تحمله ألفاظه السحرية من حضيض الريف وبلاهة الحقول إلى أحضان (السيدة دوبارجتون) ومعها إلى باريس ومنها إلى الخسارة والإملاق. إذ يكون المجتمع له بالمرصاد، ما يجعله عالة على ممثلة، ثم إلى محاولة الانتحار. إلى أن يعثر عليه وينقذه ذلك الدبلوماسي الإسباني راهب طليطلة الذي يأخذه في عربة ويطلعه بفصاحة عن دسائس الحكم وعلى تناقضات المجتمع، التي لا بد من فهمها ثم الحصول على الدوقة المرجوة. أكاد أجزم أن هذا الراهب الداهية هو الأصل في شخصية (المفتش الأعظم) في رواية دستويفسكي «الأخوة كرامازوف». ولئن أخفق (لوسيان) في الحصول على الدوقة، فقد أفلح بلزاك بعد خوض بحار من كلمات لسنين عديدة من حياته في الزواج من النبيلة البولونية (السيدة هانكا ). ولكن لم يكتب له هناء طويل، إذ مات بعد الزواج بأشهر خمسة. وفي رواية ستندال «شارتروز دوبارم» 1839 هذا البحر المتلاطم من الكلمات الذي يصور الحياة في دويلة من دويلات إيطاليا. قد تعد نموذجا لأي دولة كبرى، الأمير، الوزير، العشيقات، الثائرون الجمهوريون، العملاء، الجواسيس والسجون. إنها صورة عاجة بكل قضايا الحكم. وهي في مضامينها الأساسية مازالت جزءا من عصرنا الراهن، بما فيها هذا التناقض بين عقائد المرء وعلاقاته الشخصية النفعية. وهي أن يكون بطلها الشاب الثائر ( فابريزيود نفو) فإن البطولة بمعناها الروائي الدينامي موزعة على رجال ونساء كثيرين منهم، الوزير الداهية (الكونت موسكا) وكأنك ترى دخائل الداهية السياسي النمساوي ميترنيخ عراب الحلف المقدس ضد بونابرت. وعشيقته (جينا سان سفرينا)، وهي تداري حبها (للكونت موسكا) دعامة الحكم في هذه الدويلة من ناحية، ولابن أخيها (فابريزيو) المتمرد على الحكم من ناحية أخرى. وحاكم بارما الأمير (أرنستوا الرابع) وهوامير ميكيافلي من الرأس حتى القدم، و(كيليليا) تلك الفتاة المعذبة التي تطوي ضلوعها على حبها المقهور الصامت (لفابريزيو) فهي رغم ذلك تنقذه من السجن ويكاد يكون أبوها هو الضحية. ثم هناك الشاعر الثائر (فرانتا بيلا) الذي يشعل الثورة ويصرف عليها من مال الدوقة (جينا) خليلة الوزير (موسكا) ويختبئ في بيتها كل ما اقتضى ذلك نشاطه الثوري. (فابريزيو) يصل بين هذه الأطراف وعشرات الأطراف الأخرى بشخصيته القلقة المحمومة والكلمات تنساب وتتواثب مرة أخرى، تواثب هذا المتمرد على الأمير، حيث يتمثل البغي في نعومة الألفاظ والمداهنة والنفاق المعسول ووراءها تكمن القسوة والدسيسة ثم القتل. كان ستندال نفسه لا يحب من الكلمات إلا أبسطها وأكثرها مباشرة، يلعب بها لعب الساحر، ويرسم بها صورة لدهاء الحكام وحقاراتهم ثم دهاء المتمردين وخستهم. وهو واقعي في تفاصيله، حيث يبدو معاصره بلزاك وإن كان موغلا في الواقعية رومانسيا في عواطفه، حيث يذرف البطل العاشق لديه كلما أخفق، سيلا من الدموع. مع أن هذا الأخير كان معنيا بتصوير حياة الريف وحياه المدينة وكذا الحياة الفلسفية في رواياته التي أطلق عليها اسم «الكوميديا الإنسانية». أما ستندال الدبلوماسي المحترف فمع أن موضوعه يشبه قلاعا رهيبة وقصورا ومؤامرات ودسائس كلها رومانسية الروح، فإنه يزم على عواطفه ويسيرها بقبضة رجل لا تخدعه الحياة لحظة واحدة. وقد قارنه بلزاك امتداحا بوولتر سكوت فثارت ثائرته على هذه المقارنة ناعتا سكوت بالبلادة والكلام الأجوف. بين طرفي بلزاك وستندال نرى الكاتب الفرنسي تيوفيل غوتييه وهو يكتب في شبابه في سن الرابعة والعشرين رواية «مدموازيل دوموبان» 1835. إنها رواية المرأة الفاتنة بصورها العديدة من الشيطان إلى الملاك، وإن يكن أميل إلى شيطانيتها الناعمة الخطرة واللذيذة. و(مادلين دي موبان) هذه البطلة الفاتنة تتنكر في كل زي. لاسيما زي الرجال وتوحي بشتى أنواع الحب، إذ لا حياء في الحب عند غوتييه. الحب لديه شبق، كما هو ضرب من ضروب الصوفية والتجلي العرفاني. فقد كان غوتييه من أول عهده من رواد الرومانسية الفرنسية. بعدهم بقليل في الطرف الآخر من المحيط الأطلسي نرى شابا آخر قضى أول الصبا بحارا يجوب الآفاق بين جزر المحيط شمالا وجنوبا. يخلق هو أيضا حبالا من الكلمات الرهيبة كالبحار التي جابها في الشتاءات المظلمة. إنه هرمان ميلفل صاحب الرائعة «موبي دك» أو الحوت (1851). كانت أول عبارة وصف بها بطله (إسماعيل) هي جوّاب الآفاق والأب المثالي لذرية انتشرت عبر الأرض، و( إسماعيل ) إذ يجوب الآفاق يريد تطهيرها من رجسها الكامن فيها. إنه يراقب الكابتن (أهاب) وهو مساعد البطل (إسماعيل) في بحته الدؤوب عن الحوت الأبيض الذي يمثل الشر ويجعل من (أهاب) رجلا عبوسا ومتجهما قليل الكلام. وإذا نطق فإنه يفجر دماميل الرعب في كيان البشرية. وهرمان ميلفل يقتادنا جميعا مع (إسماعيل) و(أهاب) هذا الربان الشجاع حتى النخاع عبر أوقيانوس الألفاظ والرموز وهو رمز للتضحية والفداء من أجل بناء مجتمع تعمره القيم الحميدة. كما أن إسماعيل رمز لبقاء الذرية الصالحة واستمرارها. فقد عبر (أهاب) بحار الدنيا لينازل الحوت الأبيض، ولن يكون الصراع سهلا. إنه صراع يحتدم لأيام ثلاثة بلياليها وإذا ما انتهى بعد لأي وكفاح إلى انتصار الإنسان، يكون هذا الانتصار فاجعا، إذ يحطم الحوت السفينة الصغيرة ويلقيها بربانها الشامخ وكل من عليها من رجال إلا (إسماعيل) لابد له من نجاة حتى تستمر الذرية. وكاتب آخر استبدت به حمى الكلمات الى درجة الاعجاز. انه دوستويفسكي. كم من الكلمات كتبها صاحب «الجريمة والعقاب» ثم من الشخصيات التي رسمها وهي تقارع مصائرها العاتية. حتى رواية «الأبله» مثلا في حوالي ألف صفحة كتبها وهو في المنفى متنقلا من بلد إلى بلد وقد هرب من روسيا التي يحبها، حيث حاصر نفسه في غرفة في فندق وهو يكتبها عن إنسان كامل سماه الأبله. يقول دوستويفسكي «انهيت رواية الأبله وقد تحول رأسي إلى طاحونة هواء لست أدري كيف نجوت من الجنون» إن هذا الممسوس بالعبقرية كان يكتب بغزارة وبدون انقطاع وهو يستدين من أصدقائه. فقد عانى من نوبات الصرع قبل الشروع في كتابتها، وقد تكررت عليه هذه النوبات بأفدح مما يطيقه إنسان. يكاد المرء يعجز عن حصر هذه التجربة المذهلة والمعقدة في تصوير البراءة، التمرد، البؤس، العشق، النذالة والخوف… إنها صورة المسيح من جديد في عالم لم يعد يستطيع تحمل المحبة والتضحية ولم يعد يؤمن بها كما ينبغي. فالطبقة الأرستقراطية وزمرة الجنرالات كانتا هدفا مرسوما بدقة لسهامه النقدية ذما وتحطيما. إنه تجسيد لذلك الهوس الغامض المقدس الذي يجعل من الإنسان مخلوقا يحار في سره القديسون كما كان يردد دوستويفسكي هذا الروائي العظيم حد الأسطورة. ٭ كاتب مغربي كلمات منقوشة بأحرف من نار ناصر الحرشي |
بداية نهاية الدولة الكبرى: أمريكا Posted: 26 Sep 2018 02:16 PM PDT تصريح الرئيس ترامب بأنه على دول الخليج والأوبيك تخفيض الأسعار فورا، يعكس الحالة البائسة التي وصلت اليها الادارة الأمريكية بقيادة ترامب. هذه دعوة لن تلقى من دول الخليج أو بالأحرى من مجموع دول الأوبيك الاذن الصاغية، ولن يكون من الممكن لهذه الدول صغيرة كانت أم كبيرة أن تتلقى التعليمات من ترامب عبر تويتر أو عبر خطابه في الجمعية العمومية منذ يومين. بل يبدو ان ترامب لا يعرف ان الاوابك والاوبيك لم تعد القوة الاساسية في سوق النفط، وان تأثيرها في الاسعار لم يعد كالسابق. لكن في المقابل إن قيام ترامب بخوض حرب اقتصادية مع الصين، هو الآخر بداية لمواجهة لن يعرف الرئيس الأمريكي كيف ينهيها. إن أثر هذه العقوبات على الإقتصاد الأمريكي سيكون أسوأ من أثر حرب العراق في 2003، والسبب في ذلك ان الصين الرد الصيني في مقابل الفعل الأمريكي سيكون مؤثرا. لأسباب تاريخية تتعلق بالعولمة والتقنيات الحديثة وإنتشارها لم تعد الولايات المتحدة الأمريكية في المقدمة، فالكثير من الصناعات الأساسية الأمريكية انتقلت رويدا رويدا للصين واسيا حيث العمالة الأقل تكلفة. وعندما نسعى لمعرفة المجالات التي يعمل بها الأمريكيون، سنجد انها تقلصت عشرات المرات نسبة لما كان عليه الحال في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين. الأمريكيون اليوم يعملون في مجال الخدمات بأكثر من اي شيء آخر، لأن معظم الصناعات الالكترونية والتلفزات والتكنولوجيا والسيارات وغيرها شهدت تحولات جعلت الصين تسبق الولايات المتحدة. والولايات المتحدة لازالت الدولة الثانية في العالم بعد الصين في الصناعة. إن المعركة الاقتصادية مع الصين، وبمعزل عن التفاهم مع أوروبا والمكسيك وكندا، لن ينقذ هذه الصناعات أو يعيد الكثير من مصانعها إلى الولايات المتحدة. ولو دققنا لوجدنا ان ملكية بعض أكبر المؤسسات الإقتصادية الأمريكية لم تعد أمريكية كالسابق. ولم تعد بعض أكبر وأهم المؤسسات والشركات الكبرى أمريكية الملكية. فعلى سبيل المثال انتقلت ملكية المؤسسات التجارية التالية من الملكية الأمريكية لملكيات غير أمريكية ومنها: هوليداي ان، سيفين 11، جنرال اليكتريك، بيرغر كينغ، هوفر، موتورولا، Amc سينما، بادوايزر، فايرستون. من جهة أخرى إن أرباح وولمارت الأمريكي من خارج أمريكا هي اليوم بنسبة 26٪، بينما أرباح اكسون موبل من خارج الولايات المتحدة تصل لـ 45٪، اما فورد فارباحه من خارج الولايات المتحدة: 51٪، بينما ارباح اي بي إم من خارج الولايات المتحدة 64٪، كما أن بوينغ تجني: 41٪ من ارباحها من خارج أمريكا بينما داو كيميكال:67٪. وبنك اوف أمريكا: 20٪، ومكدونالد 64٪. ونايكي 50٪. هذا يثير السؤال: عن ماذا يتحدث الرئيس ترامب، وكيف يتهم اوبك بينما دولته تشن الحروب وتحقق الارباح الخيالية من العالم كله. لقد تغير العالم بفضل العولمة التي قادتها الولايات المتحدة، وما محاولة تدميرها إلا شكل من اشكال تدمير الاقتصاد الأمريكي أولا. بسبب الضرائب المفروضة على البضائع الصينية الآن وبنسب ستصل لـ 25٪ سيدفع المستهلك الأمريكي الثمن. لكن المتمعن بوضع الصين سيكتشف انها بعد عشرين عاما ستتجاوز الولايات المتحدة في حجم الاقتصاد، وان الحرب الاقتصادية على الصين ستدفعها نحو اوروبا التي يشن عليها ايضا ترامب حربا اقتصادية. هذه التطورات تؤكد بأن الصين لن ترحب بالشركات الأمريكية كالسابق على أراضيها، وهذا يعني ان فرص تطور التحالف الصيني الاوروبي قائمة، وفرص تداخل روسيا مع هذا التحالف هي الأخرى ممكنة. العالم يتغير، وانتصار الولايات المتحدة في الحرب الباردة في العام 1991 تآكل بفضل حروب، وبفضل الالتزام الأمريكي بسياسات اليمين الإسرائيلي في سياسات متناقضة تجاه الشرق الأوسط. وقد تعاملت الولايات المتحدة مع انتصارها في الحرب الباردة بالكثير من الثقة، مما دفعها لإدخال دول اوروبا الشرقية في الناتو، ومنعها لبروز قوة أخرى في العالم منافسة لها. لكن هذا التمدد بحد ذاته أخاف روسيا واستفزها، فقد اعتبرت روسيا بأن الولايات المتحدة تقوم بغزو مجالها الجغرافي، لهذا جاء الرد الروسي في كل من جورجيا وأوكرانيا من خلال مواجهات عسكرية وتمدد واحتلال، بل يمكن القول بأن التدخل الروسي (السلبي) في الانتخابات الأمريكية لم يكن إلا جزء من الرد الروسي على التدخل الأمريكي في مجالها الجغرافي والعسكري. ومن علامات تراجع الولايات المتحدة ضعف قدرتها على التعامل مع المسألة السورية مقابل تعاظم القدرة الروسية والتركية والإيرانية، وهذا يعني أن حل القضية السورية لم يعد كما كان الامر سابقا في كوسوفو والبوسنة حلا أمريكيا. وينطبق ذات التحليل على صفقة القرن التي دعمتها الادارة الأمريكية بقوة. لكن دعم الولايا ت المتحدة لصفقة القرن لم يكن يعني الا تخليها عن إتفاق اوسلو الذي دعمته في تسعينات القرن العشرين، وهو يعني انها لم تعد حتى شريكا محايدا او شبه محايد خاصة مع إعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل. هذا الإنحياز أفقد الولايات المتحدة المصداقية والصدقية. إن حالة الادمان التي يعيشها ترامب تجاه فرض العقوبات يعكس ضعفا. فالعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على كوبا الدولة الصغيرة التي تبعد عن فلوريدا بضعة اميال لم تأت باية نتائج، وهذا يعني ان العقوبات على إيران وغيرها من الدول بما فيها روسيا لن تخدم اهداف السياسة الأمريكية. فأن كان هدف العقوبات أن تنسحب إيران من الاقليم، فمن الواضح ان العقوبات ستجعلها تتورط أكثر من الاقليم وستجعلها تعتقد بأن وجودها في الاقليم وانتشار قوتها ضمانة لعدم التعامل معها كما تم التعامل مع العراق في 2003، وان كان الهدف من العقوبات على إيران جعلها تعود للتفاوض فمن الواضح ان إيران ستنتظر لحين ذهاب ترامب من المشهد قبل العودة للتفاوض. وهذا يعني انه امام إيران ودول اخرى ان تنتظر للعام 2020 وربما للعام 2024. ان دخول الولايات المتحدة في معركة تجارية مع أكثر من اقليم واكثر من قارة بنفس الوقت هو الخطأ الاستراتيجي الذي يصيب الولايات المتحدة في ظل قيادة ترامب. في هذا تتنازل الولايات المتحدة عن قيادتها للعالم وعن قيادتها لاوروبا وقيادتها لأمريكا اللاتينية لصالح وهم (إستعادة القوة الأمريكية والصناعات والسيطرة ورفع مكانة العرق الابيض الأمريكي). لن يكون بالامكان تحقيق هذه الطموحات لاسباب اقتصادية وسياسية وبسبب نشوء قوى كبرى جديدة وبسبب حركة الديمغرافيا وتحولات مستمرة في المجتمع الأمريكي. ان تدمير العولمة من قبل الدولة التي بنتها سيترك مع نهاية عهد ترامب الولايات المتحدة فاقدة للقدرة على حماية النظام العالمي الأمني والاقتصادي الذي قادته. إن أثر ترامب على أمريكا قد لا يقل عن أثر غورباتشوف على الاتحاد السوفياتي، سيتضح هذا مع نهاية 8 سنوات من حكم ترامب. قد يفوز ترامب في العام 2020، لكن فوزه سيكون مدمرا للدولة الكبرى. وهذا قد يعني أن الولايات المتحدة قد تفشل حتى في التزاماتها الأمنية تجاه أصدقائها. إن لهذا التطور في العقد المقبل انعكاسا كبيرا في منطقة الخليج التي تعتمد على الولايات المتحدة في جانب كبير من أمنها. سيتغير كل شيء خلال السنوات القادمة. العالم يتغير ولا بد من الإستعداد لهذا التغير. ٭ استاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت بداية نهاية الدولة الكبرى: أمريكا شفيق ناظم الغبرا |
عندما يرتكب بلطجي «حارة الشرق الأوسط» حماقة… Posted: 26 Sep 2018 02:16 PM PDT يتندّر اليهود بترديد طرفة تتحدث عن أبٍ يهودي يقول لابنه الصغير: سيكون غدا يوما ماطرا في البرازيل، فتكون ردة فعل الطفل اليهودي هي سؤال ابيه: «هل هذا جيّد لليهود؟». وهم بذلك يقصدون ان تقييمهم لاي حدث في العالم وفي الطبيعة، ومهما كان بعيدا عنهم، لا يستند الا لقاعدة واحدة فقط، قاعدة: هل في ذلك الحدث فائدة ومنفعة لليهود، ام فيه ضرر عليهم. برغم ان سوريا هي نحن، هي جزء منا كما نحن جزء منها، وبرغم ان إسرائيل هي العدو، وبـ»أل التعريف»، وبرغم ان روسيا هي الأقرب الينا، فأنني استعير السؤال من الطفل اليهودي لأسأل: هل ما يجري في سوريا هذه الأيام، من اشتباك، وربما صدام، بين إسرائيل وروسيا، جيّد للفلسطينيين؟. جوابي: نعم، هو كذلك. أخيرا، وبعد طول انتظار، ارتكبت إسرائيل «بلطجي حارة الشرق الاوسط»، الحماقة المتوقعة. لكل حارة بلطجي خاص بها. وبلطجي حارتنا، حارة الشرق الاوسط، هو إسرائيل. ولكل حارة «قبضاي» خاص بها. والحارة التي تفتقر الى قبضاي، تستعين او تستعير قبضاي، ولو من حارة بعيدة، وقبضاي حارتنا المستعار والمستعان به، هو روسيا. لا حاجة للسؤال حول ما اذا كانت إسرائيل ستدفع ثمن فعلها الاحمق هذا، او، وبالأصح: فعلتها الحمقاء. ذلك امر مفروغ منه. لكنه ينقلنا الى السؤال التالي، والأهم: بأي عملة ستسدد إسرائيل لروسيا ثمن حماقتها بالتسبب باسقاط طائرة اليوشين 20 الروسية، ومقتل الخمسة عشر ضابطا وجنديا روسيا من سلاح الاستخبارات الذين كانوا على متنها، مطلع الاسبوع الماضي؟. هل ستضطر الى تسديده بالشيكل الإسرائيلي، ام ستنجح بتأمين تسديده بالدولار الأمريكي؟؟. كل الدلائل، حتى الآن، تشير الى ان التسديد، كاملا، او جزئيا على الاقل، سيكون بالشيكل الإسرائيلي. وبوادر ذلك في تزويد «الجيش العربي السوري»، (ولا اقول جيش الرئيس السوري بشار الاسد، كما تسميه إسرائيل)، بصواريخ إس 300، اضافة الى اجهزة الكترونية عسكرية للتشويش على طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، وحظر الطيران واغلاق الاجواء في بعض محيط الحدود السورية، وخاصة في محيطي اللاذقية وطرطوس حيث القاعدتين الروسيتين، الجوية والبحرية. اكثر ما يلفت انتباه أي متابع للتطورات والاحداث في إسرائيل، على مدى الايام العشرة الاخيرة، هو الضيق الإسرائيلي، بالغ الوضوح، من ميل الولايات المتحدة الأمريكية، الى اتخاذ موقف الحياد، او اللا مبالاة، او التلكّؤ «الصاخب»، من اتخاذ خطوات عملية، او حتى خطوات كلامية علنية، بخصوص هذا الحدث الذي طغى وغطى على كل حدث يتابعه الإسرائيليون، من رئيس حكومتهم حتى آخر موزع جرائد، لآخر بيت في تل ابيب. لا يعني ذلك ان إسرائيل ستتحمل وحدها وِزر فِعلتها. فلها في أمريكا روافع، وفي يد روافعها ما يمكن ان يرغم «سيّد» البيت الابيض، على المساهمة في تسديد ثمن الحماقة الإسرائيلية، ان لم يكن بالكامل، فجزئيا على الاقل، وان لم يكن في البر الاوكراني، ففي القِرِم مثلا، وان لم يكن هناك، ففي أي مكان في اوروبا، وإن لم يكن هناك ولا هنالك، ففي أي «محظيّة» من محظياته العربية.. وهن كثيرات. حدثان هامان في اسبوعين متتالين. بطلا الحدثين بلطجيان: رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، والرئيس الأمريكي، دونالد ترامب. واقول «بلطجيان»، لكي لا اكرر مع الإيرانيين تعبيري «الشيطان الاكبر» و«الشيطان الاصغر». نبدأ بأولهما: ـ حدث التسبب الإسرائيلي باسقاط طائرة اليوشين 20 الروسية، ومقتل الخمسة عشر ضابطا وجنديا روسيا الذين كانوا على متنها، مطلع الاسبوع الماضي، هو الشرارة الاولى في سلسلة هزات ارضية وزلازل وتفجر براكين كانت نائمة منذ عقود. يقول علماء الجيولوجيا ان حركة الصفائح التكتونية في باطن الارض تحدث الزلازل والبراكين، فهل يكون اسقاط الطائرة الروسية بمثابة تحريك لصفائح تكتونية سياسية وعسكرية في المنطقة؟. اميل للاجابة بالايجاب على هذا التساؤل. فها قد مضى عشرة ايام كاملة، من حدث اسقاط الطائرة الروسية لغاية كتابة هذه السطور، وكل ساعة في هذه الايام، تحمل تصعيدا روسيا غير مسبوق. وآخر ما هو معلن، حتى الآن، هو ان روسيا رفضت استقبال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، (الذي يكثر التباهي وادعاء الصداقة الحميمة مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين)، او استقبال وزير الدفاع الإسرائيلي، افيغدور ليبرمان، (الذي يتقن الروسية ويتزعم حزب المهاجرين اليهود من دول الاتحاد السوفياتي سابقا)، بل ورفضت استقبال رئيس مجلس الامن القومي الإسرائيلي، مئير بن شبات، واشترطت اقتصار اللقاء في موسكو، على قائد سلاح الطيران الإسرائيلي، عميكام نوركين، ومن يساعده من الضباط لتوضيح ما يدعونه من تسلسل للاحداث التي انتهت باسقاط الطائرة العسكرية الروسية. بلطجي «حارة الشرق الاوسط» هو إسرائيل: فرض نفسه على المنطقة؛ ابتلع ارض فلسطين، (وهو أعجز من ان يهضمها)؛ قطع تواصل العالم العربي؛ تآمر مع بريطانيا وفرنسا في العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956؛ استعان بالولايات المتحدة الأمريكية ليضرب الحلم العربي (في الوحدة والتحرر واللحاق بركب العصر) في الصميم، في حرب حزيران/يونيو 1967؛ تحالف مع تركيا المسيّرة من أمريكا ليضغط على الشمال العربي، وعندما سعت تركيا ونجحت في بدء التحرر من الهيمنة الأمريكية، تصدى لها «البلطجي» وارسل جنوده لقتل متضامنين مدنيين اتراك على ظهر باخرة مدنية تركية؛ تحالف مع إيران الشاه محمد رضا بهلوي، وعندما تخلص الشعب الإيراني منه، ناصب «البلطجي» إيران العداء، يؤلب الرأي العام العالمي عليها، ويغتال علماءها، ويتجسس عليها، ويتحرش بها؛ يعربد في سماء دول الجوار على متن طائرات حربية أمريكية، يقصف ويقتل ويدمّر: من بحر البقر حتى مفاعل تموز في العراق، ومن حمام الشط في تونس حتى دير الزور في سوريا؛ يجتاح لبنان ويحاصر عاصمته بيروت، يحرّض ويحمي ويشجع على ارتكاب مجزرة صبرا وشاتيلا لقتل ابناء واحفاد من استولى على بيوتهم واملاكهم ووطنهم وحوّلهم الى لاجئين. تاريخ حافل من المجازر والموبقات والاجرام والظلم، لم تتوقف يوما واحدا منذ مئة عام، وان تكن قد زادت منذ عام النكبة وتجسيد الحركة الصهيونية العنصرية بـ«دولة إسرائيل»، ثم للتمادي في عربدتها بعد حرب حزيران/يونيو 1967 الى أضعاف ما كانت عليه. هذا المسلسل المتواصل من العربدة الإسرائيلية، يمكن تقسيمه الى مراحل، ليتسنى لنا التركيز على مرحلته الحالية، مرحلة العربدة في سماء لبنان وسوريا، وتوجيه ضربات تدميرية لمواقع سورية ولقواعد إيرانية على الاراضي السورية، في غارات بمعدل غارة طيران كل ثلاثة ايام، على مدى السنة ونصف السنة الماضية، حسب ما صرح به قائد سلاح الطيران الإسرائيلي قبل اسبوعين. في مطلع الاسبوع الماضي وقع ما كان لا بد له ان يقع. اذ رغم التنسيق الذي توافقت عليه إسرائيل وروسيا، منذ ان تدخلت روسيا في الحرب في سوريا وعلى سوريا قبل ثلاث سنوات، وأدّى تدخلها الى عكس اتجاه تطور الامور هناك، فان كثافة غارات الطيران الإسرائيلي في مناطق تتواجد فيها قوات وقواعد روسية على الارض السورية، وطائرات روسية ايضا في الاجواء السورية، كان لا بد له ان يصل الى وقوع حادثة ما، تكشف استحالة ان تكون نتائج التنسيق ناجحة مئة في المئة. وتكفي الاشارة هنا الى انه لا تكاد ان تكون حرب حقيقية واحدة، خالية من سقوط ضحايا بـ«نيران صديقة»، أي بنيران فرقة عسكرية من جيش ما على فرقة عسكرية من الجيش نفسه. الى اين سينتقل الجيش العربي السوري من النقطة التي وصلها بتزوُّده بسلاح يردع الطيران الحربي الإسرائيلي؟ كنا نقول: لا حرب بدون مصر، ولا سلام بدون سوريا. لكننا الآن امام معادلة جديدة تفتح للجيش العربي السوري بابا جديدا. مرة اخرى: هل هذا جيد للفلسطينيين. جوابي: نعم. ٭ كاتب فلسطيني عندما يرتكب بلطجي «حارة الشرق الأوسط» حماقة… عماد شقور |
هل هناك حقاً معارضة في الداخل السوري؟ Posted: 26 Sep 2018 02:15 PM PDT أثارت تصريحات أدلى بها الفنان السوري المعروف يوسف عبدلكي، لقناة فرانس 24 العربية، جدلاً في الأوساط المعارضة. عبدلكي فنان تشكيلي بارز في مجالات الرسم والنحت والكاريكاتير، له أسلوبه الخاص، ودائم التطوير لموضوعاته. وهو، إلى ذلك، معارض سياسي معروف لنظام الأسد، ينتمي إلى حزب يساري معارض، وقضى سنوات من عمره في المعتقل، وأخرى في المنفى، قبل أن يعود، بصورة نهائية، إلى سوريا في مطلع عهد بشار الكيماوي، ليتابع من الداخل نشاطه الفني والسياسي. في الحوار الذي أجرته معه قناة فرانس 24، طغى الجانب السياسي على الجانب الفني في نشاطه، وهو أمر مفهوم بالنظر إلى الوضع في سوريا. بل إن نشاطه الفني أُخضِعَ، في الحوار كما في الجدل اللاحق حوله، لمعايير سياسية، فاعتبر البعض أن مجرد خروجه من سوريا بمناسبة معرض فني لأعماله في برلين، هو نوع من الترويج لتأهيل النظام، أو على الأقل يمكن تجييره لهذه الغاية. لن أدخل في محاسبة النوايا أو إمكانيات التجيير، بل سأحاول مقاربة بعض النقاط في حديث عبدلكي، وأولها كلامه عن «وجود معارضة واسعة للنظام في الداخل» كما قال. والمقصود بالداخل، هنا، هو مناطق سيطرة النظام، لا المناطق التي ما زالت خارج سيطرته. فهل صحيح أن هناك معارضة «واسعة» هناك، وكيف تعبر عن نفسها، وما النشاط السياسي الذي تمارسه؟ نحن نعرف أن هناك معارضين معروفين بتاريخهم المعارض، آثروا البقاء في الداخل. لكن عددهم محدود جداً قد لا يتجاوز بعض عشرات، ولا يمارسون نشاطاً سياسياً معارضاً، بل أرغمتهم الظروف وخيارهم الشخصي على التزام الصمت والكمون. فإذا حدث وظهروا على وسائل الإعلام المرئية أو المقروءة، عبروا، عموماً، عن خط سياسي ناقد للنظام ومعارض بشدة لما يسمونه «معارضة الخارج». فلا يمكن اعتباره «الخط الثالث» الذي يقوم، نظرياً، على «الوقوف على مسافة واحدة» من طرفي الصراع. فهو أشد عداءً لـ«معارضة الخارج» من تحفظاته على النظام. وتقوم «فلسفة» هذا الخط أساساً على أن «الوطن» قبل «التغيير» في سلم الأولويات. ذلك أنه إذا ضاع الوطن لا يبقى معنى للتغيير. لكن الغريب في الأمر أنهم يحمِّلون المعارضة «الخارجية» مسؤولية هذا الضياع أو الدمار، بأكثر مما يحملون النظام، هذا إذا حملوه شيئاً من المسؤولية أصلاً. ليس هذا ما قاله يوسف عبدلكي، بل هو فحوى الخطاب العام لـ«معارضة الداخل» كما تسمي نفسها، هذه هي المعارضة التي تحدث عبدلكي عن وجودها. أما المعارضة الاجتماعية، فلا نعرف عنها شيئاً، وأستبعد أن يعرف عنها عبدلكي الذي يعيش في الداخل شيئاً، ما لم تكن معارضة سرية لا تعبر عن نفسها بالقول أو بالفعل. هي إذن كحال قسم كبير من المجتمع السوري في سنوات وعقود ما قبل الثورة، لا يحب النظام لكنه غير قادر على فعل شيء لتغييره. بل أكثر من ذلك: يتظاهر بالولاء درءًا للعواقب، وقد يتمادى بعضه في إظهار الولاء من خلال استهداف أي شخص أو كيان معارض، بالقول أو بالفعل. الواقع أن الزمن قد تجاوز هذا التقسيم التقليدي بين معارضة الداخل ومعارضة الخارج، وذلك بعد دخول «هيئة التنسيق» ـ أبرز أطر معارضة الداخل ـ في بنية الهيئة العليا للمفاوضات التي جبِّت أيضاً «الائتلاف المعارض» الذي كان، إلى زمن معين يمثل حصرياً معارضة الخارج. الغريب في الأمر أن هذا الإطار الموحد الذي ضم، إلى الهيئة والائتلاف، منصتي موسكو والقاهرة ـ ممثلتي معارضة النظام لنفسه ـ، لم يتجاوز الإشكاليات القديمة التي كانت تقسم المعارضة بين الداخل والخارج، فقد ظل الجدل البيزنطي بين الطرفين حول خلافات تجاوزها الزمن السوري، كالسلمية والتسلح، والعلمانية والأسلمة، والتدخل الخارجي والارتهان.. إلى آخر هذه المناقشات التي من المفترض أنها باتت من الماضي. الخلاصة هي أن كلاً من معارضتي الداخل والخارج قد تغيرتا مع تغير الشروط، وفقدتا أي حيثية اجتماعية يمكن المراهنة عليها، وتهمشت المعارضة ككل لمصلحة صراع إقليمي ـ دولي يفيض خارج الحدود السورية ذاتها، لأنه صراع هيمنة على الإقليم ككل بواسطة الصراع السوري وغيره من الصراعات المترابطة. أما الحديث عن معارضة مستقبلية في الداخل، من خلال التسليم باستمرار النظام، فهو ضرب من التنجيم الذي لا يقوم على أي أسس يمكن الاستدلال بها. أعني أن هناك بعض المعارضين (بصرف النظر عن داخليتهم أو خارجيتهم) قد استسلموا لفكرة أن نظام الأسد باق، ويجب البحث عن وسائل جديدة لمعارضته بعد انتهاء الحرب، ويقترح بعضهم أن يكون ذلك من الداخل، سواء بالموجودين هناك حالياً أو بمن سينضم إليهم من «العائدين». تنطوي هذه الدعوى على فكرة أن النظام سيقبل، بعد انتهاء الحرب، بوجود معارضة في الداخل. وربما يستند مروجو هذه الفكرة على أن المسار السياسي الذي يقوده ديمستورا (دستور وانتخابات) سوف يؤدي إلى تغيير نسبي في النظام مع بقائه في الحكم وفقاً للمشروع الروسي، وفي أحسن الاحتمالات وفقاً لقرار مجلس الأمن المعني بالتسوية السياسية. والحال أن النظام قد أثبت، خلال السنوات السابقة، أنه غير قابل للإصلاح أو للدخول في تسوية سياسية قابلة للحياة، ناهيكم عن «تقاسم السلطة» على حد تعبير عبدلكي في الحوار نفسه. وتشير بعض إجراءاته، كترميم تماثيل حافظ الأسد التي كان قد دمرها الثوار في السنوات السابقة، إلى أنه لا يملك أي تصور عن سوريا لا ـ أسدية. وهو فوق ذلك قد فقد أي استقلال عن الروس والإيرانيين، وبات عاجزاً تماماً حتى عن ضبط ميليشياته. فإذا كان المقصود هو أن الروس قادرون على إرغامه على الدخول في تسوية سياسية مع المعارضة، فلذلك معنى واحد هو إنشاء سلطة «مختلطة» تابعة للاحتلال الروسي، ولا نعرف ما إذا كان هذا أقصى ما تحلم به المعارضة ككل، بداخلييها وخارجييها. ٭ كاتب سوري هل هناك حقاً معارضة في الداخل السوري؟ بكر صدقي |
نار تحت الرماد في إيران Posted: 26 Sep 2018 02:15 PM PDT السبت الماضي، وأثناء عرض عسكري في قلب مدينة الأحواز العربية في إيران، تم هجوم كبير في دلالاته ومغزاه، بالغ في نوعيته وعدد ضحاياه، ولافت في مكانه وزمانه. مكان الهجوم هو العرض العسكري الذي جرى إلى جوار أكبر معسكرات القوات البرية الإيرانية، وهو معكسر اللواء 92 مدرع التابع للحرس الثوري الإيراني، وزمانه يأتي على إثر تهديدات متبادلة بين واشنطن وطهران، وحملة أمريكية شرسة لاستهداف قطاعات حيوية في الاقتصاد الإيراني، أهمها قطاع الطاقة، على خلفية انسحاب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني، الذي رأى ترامب أنه «الصفقة الأسوأ»، التي تحتم التفاوض على اتفاق جديد. كما يأتي الهجوم في ظل ظروف وتعقيدات في الساحتين: الشعبية والسياسية في إيران داخل إيران نفسها، وقطيعة شبه تامة بين إيران وعدد من جيرانها العرب. المسؤولون الإيرانيون، وجرياً على عادتهم في «تفجير اللغة»، أطلقوا- بعد الهجوم -أنواعاً من الوعيد في كل الاتجاهات، ووزعوا التهم على فاعلين دوليين وإقليميين، ودول وصفوها بـ»مرتزقة أمريكا»، جرياً على منوال قاموس ستينيات وسبعينيات القرن الماضي في التخوين. ذهب بعض المحللين إلى أن الحرس الثوري الإيراني هو من دبر استهداف العرض العسكري في قلب الأحواز، واتهمت بعض فصائل المعارضة الأحوازية مخابرات النظام بتدبير العملية. وفي الواقع، يمكن فهم اتهامات الأحوازيين للنظام بتدبير الهجوم، خشية منهم من أن يوظف النظام الإيراني الهجوم للتضييق على أنشطتهم السياسية في الدول الغربية التي ينشطون فيها، ومحاولة للنأي بالنفس عن ما وصف بـ»عمل إرهابي» مدان. والغريب أنه رغم تبني تنظيم «الدولة» للهجوم في إيران، إلا أن مسؤولين إيرانيين نفوا ضلوع التنظيم في الهجوم، مؤكدين أنهم «يعرفون جيداً من دبر هذا الهجوم»، حسب تصريحات الرئيس حسن روحاني، ثم عادوا إلى تأكيد فرضية هجوم التنظيم على لسان مسؤولين آخرين. والواقع أن تبني تنظيم «الدولة» يمكن التشكيك فيه، لأن طبيعة الهجوم، ليست طبيعة عمليات التنظيم، ثم إن التنظيم دأب خلال الفترة الأخيرة على تبني عمليات لم يقم بها أصلاً، حسب تأكيدات أجهزة أمن واستخبارات في عدد من الدول الغربية، لغرض كسب المزيد من الدعاية الإعلامية لا غير، وأما عن عودة الإيرانيين لتأكيد فرضية «دعشنة الهجوم»، فقد لا تخلو من محاولات لتسييس الهجوم، على اعتبار أن إيران ضحية من ضحايا الإرهاب، للتشويش على الصورة النمطية عن إيران في كثير من الأدبيات العالمية، بأنها دولة «راعية للإرهاب». أما بعض المراقبين الذين قالوا إن الهجوم من تدبير النظام، فهم يسوقون فكرة غير منطقية، وهي أن النظام الإيراني تعمد إهانة نفسه في المكان الأكثر تحصيناً من الناحية الأمنية، والأكثر رمزية من الناحية العسكرية، في ساحة عرض عسكري، تقع بالقرب من أكبر معسكرات الدروع في إيران، كل ذلك من أجل أن يوجد ذريعة – هو أصلاً في غنىً عنها – لاستهداف خصومه. وعلى قدر ما يبدو هذا التحليل ساذجاً، فإن النظام تلقى ضربة مهينة، لا يمكن أن تكون إلا من خصوم تعمدوا تقديم هذه الإهانة في ذكرى حرب إيران على العراق. الهجوم عمل جريء، ولا بد أنه قام على معلومات استخبارية من داخل الحلقات الأمنية الضيقة في النظام، بالشكل الذي سهّل دخول السلاح والأفراد إلى ساحة العرض. وخلال الأيام الماضية حذّر مسؤولون أمريكيون كبار من أن أي هجوم تتعرض له مصالح بلادهم، على يد أي من المليشيات التي تدعمها طهران في العراق، فإن واشنطن سترد داخل الأراضي الإيرانية. هل يمكن الربط بين التصريحات والهجوم؟ هل أراد الأمريكيون أن يحذروا طهران من الرد على الهجوم قبل وقوعه؟ هل تدفع واشنطن طهران إلى ارتكاب حماقة، تدفع إيران ثمنها؟ هل تخبط الإيرانيين في ما يخص الجهة المنفذة يعد محاولة لتفريق دم جنود طهران بين القبائل، حتى لا يعاب على النظام عدم الرد، رغم توعده بـ»رد ساحق مميت»؟ ويأتي هنا سؤال حول وجود ضحايا مدنيين في الهجوم، ووجود أطفال، يمكن أن نتساءل عن طبيعة وجودهم في عرض عسكري قرب معسكر ضخم للقوات البرية الإيرانية؟ وأياً ما تكن الإجابات، فإن هجوم السبت يعد إهانة كبيرة لنظام ظل يوهم بأنه محصن ضد الاختراقات، ويعمل على تثبيت دعايته السياسية والعسكرية داخلياً وخارجياً، ومن هنا يمكن فهم حالة التخبط في توزيع التهم، والحدة المبالغ فيها في التهديد، في محاولة لاستعادة الهيبة التي تعرضت لهزة في الأحواز. بالطبع، المنفذون هم من عرب الأحواز، وقد نشرت طهران أسماءهم، وأكثر الظن أنهم دخلوا إيران من شمال العراق، حيث تضعف القبضة الأمنية الإيرانية على الحدود هناك، وربما كان للمتمردين الأكراد دور لوجستي وأمني. والشيء الغريب أن الهجوم استمر، حسب وسائل الإعلام الإيرانية قرابة 15 دقيقة، قبل أن تقتل قوى الأمن المسلحين الذين قتلوا قرابة 30 عنصراً، كثير منهم من عناصر الحرس الثوري الإيراني، ما يدفع للتساؤل حول كمية الأسلحة المستعملة، وربما عدد المهاجمين، وهل قتلوا جميعاً، أم أن إيران تتكتم على بعضهم أحياء. وبغض النظر عن كل ما سبق فإن نظام طهران لا يريد أن يفهم أنه يدفع اليوم فاتورة اضطهاده للأقليات العرقية والدينية من مثل السنة والأكراد والعرب والبلوش وغيرهم، داخل إيران، كما يدفع هذا النظام، وسيظل – حسب المؤشرات- يدفع فاتورة مغامراته في بلدان المنطقة بإشاعة الفوضى والفتن الطائفية، وتدخله في الحروب الأهلية في البلدان العربية التي تتواجد فيها مليشياته. ولعل نيكي هايلي سفيرة واشنطن في الأمم المتحدة قد نصحت النظام في طهران، بعد أن وجهت أصابع الاتهام إلى أمريكا وإسرائيل ودول خليجية و»مرتزقة»، عندما ذكرته بأن عليه بدلاً من كيل التهم أن «ينظر إلى الداخل». ليس كل كلام السيدة هايلي حكيماً ولا موزوناً، ولكنها – هنا- محضت النصح لمطلقي التصريحات النارية في طهران، بأن «النار تحت الرماد». كاتب يمني من أسرة «القدس العربي» نار تحت الرماد في إيران د. محمد جميح |
الصهيونية لن تنسلخ عن جلدها ولن تغير مضمونها Posted: 26 Sep 2018 02:15 PM PDT بعد انعدام كافة الإمكانيات أمام حل الدولتين، للأسباب المعروفة وأهمها سن قانون القومية، بدأ الحديث السياسي من قوى فلسطينية وعربية عن إمكانية حل الدولة الثنائية «القومية»، أو حل الدولة الديمقراطية العلمانية الواحدة. للأسف، لطالما راهن فلسطينيون وعرب على حل الدولتين، وفوجئ هؤلاء بعقم مراهنتهم على هذا الحل، حتى بعد مضي سبعين عاما على إنشاء إسرائيل. نتساءل: إلى أي مدى ستقودنا المراهنة الجديدة على أحد هذين الحلين؟ وكم ستمضي من السنوات على المراهنين الجدد، قبل اتضاح الحقيقة الناصعة لهم، بأن من الاستحالة بمكان الوصول إلى أحد هذين الحلين. الذين يعتقدون بإمكانية أي منهما، إما لم يحسنوا قراءة عدوهم وأعدائهم، وفقا لمبدأ حمورابي «العين بالعين والسن بالسن»، كما مبدأ هنيبعل القائد العسكري القرطاجي الشهير: «إعرف عدوك، قاتله، ولا تقع أسيرا بين يديه»، أو إنهم يراهنون على تحولات تاريخية في الحركة الصهيونية، أي أنهم يراهنون على أن الصهيونية ستسلخ جلدها وتغيرمضمونها، وتصبح صهيونية ديمقراطية، تدين العنصرية والعدوانية، وتستنكر ارتكاب المجازر وحرب الإبادة الجماعية، وتصبح حركة إنسانية تقدمية. في هذا المجال نود التذكير بقصيدة المرحوم الشاعر محمود درويش «عاشق من فلسطين» حين يقول: «فبيض النمل لا يلد النسور/ وبيضة الأفعى يخبئ قشرها ثعبان». أما استحالة تحقيق أحد هذين الحلين، فتتلخص في الأسباب التالية: *أولاَ، إن الصهيونية انتقلت من مفهومها الديني إلى مفهوم سياسي بشكل حديث نسبياً، حين بدأ البحث عن أهمية إيجاد وطن لليهود، بعد أن استقر الرأي على إقامته في فلسطين، كون الأخيرة ستكون مصدر جذب لليهود من مختلف أنحاء العالم للهجرة إليها. ليس صدفةً أن ظهر ذلك بعد بروز عصر القوميات في أوروبا، وبدء نشوء الدولة بعد الانتقال من عصر الإقطاع. شعر قادة الحركة الصهيونية بمواءمة الظرف للمناداة بـ»دولة قومية» لليهود، في استغلال واضح لقرار مجلس العموم البريطاني بمنع هجرة اليهود إلى بريطانيا (ثم جرى إلغاء القرار). في المؤتمر الصهيوني الأول في بازل عام 1897 فإن مفهوم الإرهاب، ظهر مع بروز الصهيونية كحركة سياسية.. وهي التي اعتمدت في مؤتمرها الأول، ثلاثة مبادئ لإنشاء الدولة: الإرهاب كوسيلة لتحقيق الحلم الصهيوني وبقاء دولته. ثانيا، الإمساك والسيطرة على وسائل الإعلام في العالم. ثالثا، الإمساك بكافة الأساليب والطرق برأس المال في دول العالم. *ثانيا: لاجتذاب اليهود، كان لا بد من اختراع شعارات جذب دينية للمهاجرين: مثل «أرض الميعاد» و»شعب الله المختار» و»أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض» الخ. بالفعل، بدأت الحركة الصهيونية بالترويج لهذه الشعارات في الأوساط والتجمعات اليهودية في أوروبا، وعقدت اتفاقيات مع العديد من الدول (بما فيها ألمانيا) للتضييق على اليهود، وصولا إلى إجبارهم على الهجرة إلى فلسطين. وهنا لا بد من الإشارة إلى مفهوم مغلوط وخاطئ، أن الدول الأوروبية سعت للتخلص من اليهود، حقيقة الأمر أن الصهيونية هي التي روجت لهذا المفهوم، لتصديق ادعاءاتها بـ»العداء لليهود». هذا لا يعني مطلقا، عدم ظهور موجات عداء لليهودية. ولكن مثلما أوضحنا في مقالة سابقة على صفحات «القدس العربي» أن موجات العداء لليهود، ظهرت بفعل اليهود أنفسهم: اعتقادهم بامتياز توراتهم، أنهم فوق كل الشعوب الأخرى، لقد عمل حاخامات القرون الوسطى على زرع هذين المبدأين في الذهنية اليهودية، لتعزيز سيطرتهم على التجمعات اليهودية، وإقامة التحالفات مع زعماء الدول الأوروبية ورأس المال المالي فيها، خاصة مع بزوغ نوايا استعمارية لها. بالمناسبة، لطالما ضغط الحاخامات على اليهود للسكن معا في الحارة ذاتها أو الموقع ذاته، لم يكن الأمر عفويا بالطبع، ولكن لتعزيز سلطة الحاخامات عليهم ولأنهم متشربون بمزايا وخصائص استثنائية عن كل الآخرين، ولرفع أسهم الحاخامات لدى حكام الدول. بالمعنى الفعلي، كان كل ما سبق عبارة عن إرهاصات، شكّلت بروفة لمشروع إقامة الدولة اليهودية في فلسطين. وكانت قد بدأت في أواسط القرن الثامن عشر (في عام 1740 تحديدا – بداية التأريخ للثورة الصناعية، حتى أواسط القرن التاسع عشر في عام 1860 تحديدا ـ ووصول الثورة الصناعية إلى فائض الإنتاج) بدأت العلاقات تتزايد بين الحاخامات والصناعيين، الذين بدأوا بدورهم في مراكمة رأس المال. ما دفعهم للبحث عن أسواق جديدة لتصريف منتجاتهم من جهة، ولامتصاص ثروات البلدان من المواد الخام، بمعنى آخر تبلور شكل جديد من الاستعمار من خلال الاحتلال المباشر. تمت رسمنة هذا التحالف في مؤتمر كامبل بنرمان، الذي امتدت أعماله من 1905 -1907، وعقد على جلسات متباعدة، وكان أحد قرارته، زرع دولة في فلسطين عدوة لسكان المنطقة وصديقة للاستعمار، تفصل شطري الوطن العربي، وتمنع وحدة بلدانه، بذلك أصبح التحاف عضويا بين الصهيونية والاستعمار، أو الأصح قولا إنهما اندمجا معا. جاءت اتفاقية سايكس – بيكو، كما وعد بلفور ترجمة تفصيلية لاتفاقية كامبل بنرمان. *ثالثا. منذ ما قبل إنشاء دولة الكيان الصهيوني حتى هذه اللحظة، أي على مدى يقارب المئة عام، فإن الذي يتطور فيها شعارات مثل، مزيد من التطرف والإرهاب والعدوان، مزيد من اغتصاب الأرض الفلسطينية والعربية، مزيد من تهجير الفلسطينيين، مزيد من العنصرية بحقهم. الدليل على صحة ما نقول: إن طبيعة التحولات الداخلية في إسرائيل، وفقا لإحصائيات إسرائيلية عديدة أجريت على مدى سنوات قليلة ماضية، تؤكد مضي الشارع الإسرائيلي قدما نحو التطرف في حدوده القصوى، فالتأكيدات تشي بأن نسبة الأحزاب الدينية واليمينية المتطرفة سيبلغ حجمها بنسبة 60-62% من الإسرائيليين عام 1930. أيضا، فإن آخر 5 دورات لانتخابات الكنيست، مكنت هذه الأحزاب من مضاعفة عدد أعضائها فيه. دلائل كثيرة أخرى يمكن الاستناد إليها. *رابعا، إن تدخل المؤسسة الدينية التوراتية في الحياة السياسية والاجتماعية الإسرائيلية، كما العسكرية بالطبع، ينمو باطراد مع عدد السنوات التي تمر على إسرائيل كدولة. يكفي هذا العامل وحده لتبيان عقم المراهنة على أي من الحلول الاستراتيجية مع هذه الدولة العنصرية، بحكم المصادر التي استقت منها تشريعاتها الدستورية والقانونية، وأصول سياساتها المنتهجة ضد الفلسطينيين والعرب والإنسانية برمتها. فـ»الأنا» الطاغية مقارنة مع كل الأغيار(غير اليهود) لا يمكنها إنتاج أي نمط من التعايش معهم، في دولة اعتبرت وما زالت وستظل تعتبر، دولة خص بها يهوه (الله حسب تسميتهم وفي عرفهم!) اليهود دون غيرهم، فكيف يمكن التفريط بحق إلهي؟ *خامسا، في تاريخ إسرائيل منذ وجودها حتى اليوم، فإنها الوحيدة تقريبا، التي وقفت مع الأنظمة العنصرية في القارات الثلاث: آسيا، إفريقيا وأمريكا اللاتينية. كما وقفت مع الاستعمار الفرنسي للجزائر، ومع العدوان (بل شاركت فيه) الثلاثي على مصر، ومع الاحتلال الأمريكي لفيتنام، ومع نظامي الفصل العنصري في جنوب إفريقيا وروديسيا، ومع السفاح بينوشيه في تشيلي، فهل يمكن لدولة كهذه أن تجنح للقبول بدولة ثنائية القومية (مع خطأ اعتبار اليهود قومية، فاليهودية هي ديانة أولا وأخيرا) أو دولة ديمقراطية علمانية واحدة؟ *سادسا وأخيرا وليس آخرا: القوة والإرهاب، مبدآن سيظلان ملازمين للوجود الإسرائيلي نفسه، استنادا إلى قانون أمني إسرائيلي (من جملة قوانين أخرى) اشتقها بن غوريون ومجموعة من السياسيين والعسكرين (تجري تعديلات عليها بين الفينة والأخرى، لكن من دون المساس بالأسس) بهدف منع إجبار إسرائيل على حل لا تريده. بالنسبة للولايات المتحدة ستظل حليفة استراتيجية لإسرائيل وببغاء لها. أما من يراهن على تغيير الصهيونية لمضامينها، فهو ليس أكثر من واهم. كاتب فلسطيني الصهيونية لن تنسلخ عن جلدها ولن تغير مضمونها د. فايز رشيد |
نظام عربي ضد نفسه Posted: 26 Sep 2018 02:14 PM PDT العالم العربي مجموعة من الدول، اشتركت في أنها خَضَعت للاستعمار واسْتَقَلّت عنه في لحظة زمنية حديثة. فقد خاضت تجربة الاستقلال عن الاستعمار في كافة أشكاله، انتداب وحماية واستيطان. أما المشترك الآخر الذي ساهم في وصف العالم العربي أنه كذلك، فهو تجربة بناء أنظمة تسلطية عربية تعادي الوحدة أو النظام العربي الموَحَّد. فالخاصية الأساسية المعاصرة للعالم العربي هي تشييد أنظمة سياسية غير ديمقراطية تتنكر في الجوهر والأساس لفكرة الاتحاد الذي يفضي إلى نظام عربي واحد كأفضل شكل يتماشى مع الكيانات السياسية القائمة اليوم في المجتمع الدولي. إن «الإنجاز» العربي الكبير الذي مثّل خاصية العرب هو إخفاقهم، عن وعي وإصرار، في تحقيق الوحدة العربية ومن ثم النظام العربي الواحد الذي يمكنه من مواجهة التحديات الكبرى التي عصفت به بعد لحظة الاستقلال، أو ما بعد الكولونيالية بما في ذلك الوجود الإسرائيلي في المنطقة. وعليه، فإننا في هذا البحث لا ننطلق من وجود وحدة عربية، ولا يبدو أنها سوف توجد في المستقبل القريب والمتوسط، لأن كل المؤشرات والدلائل لا تفيد إلاَّ البحث عن الاستقلال الذاتي والابتعاد عن شبح النظام العربي الواحد. ومن هنا، فالخطاب الوحدوي كما يجري التعامل معه ليس ما يناسب الوضع العربي القائم والمأمول، بل يفارقه ويتناقض معه على طول الخط، بل إن الوضع كما يكشفه الربيع العربي آيل إلى مزيد من التَّفَتّت والشِّقَاق والانقسَام، كنتائج للتَّدَخلات الخارجية، وهذا ما حدث في السودان، الذي انقسم رسميا إلى شطرين، وما سوف يُرَشح أن يَحْدث في اليمن وفي سورية في غضون سنوات، حيث تتم التسوية بالتَّقسيم وتَفتِيت السِّيَادة. نريد أن نؤكد أن العالم العربي لم يعد يُعْرف ويعرّف بأنه، تلك المنطقة من العالم التي تشترك في مقَوِّمَات ثَقَافِيّة محدِّدة للأمة، بل هي أيضا تلك المنطقة التي أخفقت في تحقيق وضع ما بعد الأمة، أي الدولة العربية الواحدة. وبدلا من ذلك، أنجزت كيانات سياسية مصطنعة غير قابلة للتواصل مع القانون الدولي العام، ولا تَقْدر على مواجهة التحديات الكبرى بذخيرة وعدّة تصدر عن كل كيان الأمة العربية. وإذن فمنطقة العالم العربي هي تلك الجهة التي يتكلم فيها سكّانها اللغة العربية، إلا أنها هي أيضا المنطقة التي يتحدث فيها السكان نفسهم عدداً من اللهجات تعيق التواصل مع الكيان الواحد. غير أن الحائل الكبير عن التَّعبير عن النظام العربي الواحد هو تجربة الكيانات العربية التي عملت على إرساء نظام عربي قُطْري غير قابل للوحدة، لا ينسجم مع الذات العربية، ولا يصلح إلا حلقة استراتيجية للحسابات وتقديرات القوى الكبرى في هذا العالم. والشاهد على ذلك ما يجري من تدخلات في العالم العربي، الخليج، الشام، والمغرب العربي. هذه الشراسة والهجمة الفادحة على المنطقة لم يشهد لها ذكر في التاريخ الحديث والمعاصر. فالمشهد الكارثي يبين في نهاية التحليل وآخر المطاف، أن العالم العربي حلقة في سلسلة السياسة الدولية، ولم يتمكن بعد من الاكتفاء بذاته ولا الاستقلال بشخصيته التاريخية. كَرَّست الأنظمة العربية حُكْمَا سلطويَا لا يقبل التعديل والإصلاح، إلا بانهيار نظام الحكم ذاته، على ما صرنا نعرف من خلال لحظة الثورات العربية منذ سنوات، التي لا تزال تداعياتها قائمة في أكثر من بلد عربي. فقوة العامل السياسي في عالمنا المعاصر، أقوى من بقية الاعتبارات التي شكلت العالم العربي، فالسياسة قوة تغيير وتدمير لا يضاهيها أي اعتبار آخر، وهذا ما لم يكن في حسبان العرب، خاصة منهم القوى المعارضة، التي تركت الحكّام يعبثون بإرادة الشعوب وثرواتها ومصيرها. كما أن قوة التغيير التي استتبعت الفعل السياسي المُدَمِّر في الحالة العربية، تم في سياق عولمة كاسحة وفي زمن فائق. وبتعبير آخر يفيد المعنى نفسه، أن ما جرى زمن حكم الأنظمة الوطنية العربية، في غضون نصف قرن من بعد الاستقلال، أقوى، بما لا يقاس، من أزمنة سابقة عن التاريخ الحديث والمعاصر. وهكذا أخفق النظام العربي التّسًلطي في إتمام ملامح الهوية العربية في بعدها السياسي، بل عمل على تشويه بقية المقَوِّمات والقَواسَمَ التي عُرِف بها العالم العربي لحظة النهضة العربية، أي لحظة الخروج من الأسر الاستعماري. وهكذا، نستبعد في هذا البحث إمكانية تحقيق الانتقال الديمقراطي للعالم العربي كنظام واحد، بقدر ما نأمل ونتوقع إمكانية تحقيق ذلك في بعض الدول كلا على حدة، حسب المتوفر في جعبتها الخاصة وما يساعدها في ذلك من عوامل خارجية. ونعني بذلك، أن إمكان التحول الديمقراطي يؤخذ حالة حالة، أي كل دولة على حدة، والتجارب التي يمكن أن نقدمها في الصدد: ـ الحالة التونسية، التي شهدت أول حراك شعبي إلى الديمقراطية الذي مهّد إلى الثورات العربية، خاصة بعد وصول حركة النهضة الإسلامية إلى الحكم عبر صندوق الانتخابات وخروجها منه أيضا عبر الاقتراع العام، سارعت على إثره حركة النهضة إلى فك الارتباط ما بين الدعوي والسياسي، كأفضل طريق للتجاوب مع فكر الدولة المدنية الحديثة، وأفضل ضامن على تجريد الإسلام مما رَانَ عليه من عنف وإرهاب وتوظيفه الفاسد في السياسة. ـ كما يمكن أن نقدّم مثال المملكة المغربية التي بادرت، في بداية إرهاصات الثورات العربية إلى استيعاب الوضع عبر إصلاحات دستورية، تَمَكَّن على أثرها حزب العدالة والتنمية، ذو التوجه الإسلامي إلى الوصول إلى الحكم عبر انتخابات عادية، أرست أول لبنة للنظام الديمقراطي، أي وصول المعارضة إلى الحكم. ـ ويمكن أن نواصل إعطاء تجارب تفيد بإمكانية الانتقال الديمقراطي في نماذج أخرى مثل بلدان الخليج، حيث نقل أمير قطر الحكم إلى ابنه في سياق وضع عربي وعالمي يلح على تجديد الأجيال كأفضل طريقة للتداول السلمي للحكم. العالم العربي ليس دولة واحدة، بينما العالم المعاصر، كما تشكل منذ الحرب العالمية الأولى، يلح على ضرورة توفر كيان سياسي واحد يستوعب خصائصه الذاتية كقاعدة أساس لمؤسسة سياسية واحدة تعرف بالدولة. فشرط التأهل إلى استحقاق العضوية في المجتمع الدولي كفاعل، استيفاء شرط الكيان الواحد القادر على الاندراج في التاريخ الكبير الذي يسمح ببناء مؤسسات الدولة/ الأمة، ومن ثم إمكانية الانتقال السلس إلى الديمقراطية. والسؤال الإشكالي في حالة العالم العربي، كنظام إقليمي، هو كيف السبيل إلى الانتقال إلى نظام ديمقراطي بأكثر من كيان سياسي يريد أن يعبر عن تجربة عربية خاصة؟ يبدو أن السؤال يؤشر إلى مأزق حقيقي غير قابل للتحقيق؟ كاتب وباحث جزائري نظام عربي ضد نفسه د. نورالدين ثنيو |
كوارث البيئة العربية المقبلة Posted: 26 Sep 2018 02:14 PM PDT إضافة إلى الفواجع السياسية والأمنية والكوارث الاقتصادية والعمرانية التي يواجهها الوطن العربي في الحاضر، سيواجه هذا الوطن في المستقبل القريب كوارث بيئية، أين منها تلك الفواجع والكوارث الحالية. المشاكل البيئية في الوطن العربي كثيرة، فهناك ظاهرة تنامي التصحر وتقلص الأرض الصالحة للزراعة. وهناك إشكالية شح المياه غير الكافية للزراعة وللنمو السكاني الكبير، خصوصاً بعد تناقص تدفق مياه الأنهار العربية الكبرى مثل النيل والفرات ودجلة، بسبب بناء السدود الحاجزة لمياه الأنهار في بلدان مصادر تلك الأنهر، وتنامي استهلاكها من قبل سكانها المتزايدين. وهناك التصاعد المذهل الخطر في التلوث الهوائي والمائي والأرضي في كبرى المدن العربية. وبالطبع هناك المزيد الكثير مما يصعب الدخول في تفاصيله. هذا في ما يتعلق بالمشاكل البيئية الذاتية العربية، لكن المشكلة لن تقف عند هذه الأسباب الذاتية المحلية، إذ أن الوطن العربي، كغيره من مناطق العالم، سيكون أيضاً مشمولاً بمضاعفات المشاكل البيئية، التي ستواجهها الكرة الأرضية برمتها، وعلى رأسها ظاهرة الاحتباس الحراري، التي يتحدث القاصي والداني عنها، والتي ستهدد العالم بكوارث طبيعية مدمرة، مثل العواصف والفيضانات وارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات، بسبب ذوبان الثلوج في القطبين الشمالي والجنوبي. والواقع أن الظواهر الكوكبية تلك بدأت بالفعل في شكل تزايد في وتيرة التقلبات الطقسية العنيفة، التي لم تر مثلها المجتمعات البشرية من قبل، وستزداد تلك الظواهر شدة وتدميراً، إذا استمر العالم في إخفاقه في الوفاء بالقرار الذي أخذته الغالبية الساحقة من دول العالم منذ بضع سنوات والقاضي بالعمل على تقليص الانبعاثات الكربونية الناتجة عن كل النشاطات البشرية الإنتاجية والاستهلاكية المعتمدة على البترول والفحم والغاز لإنتاج الطاقة التي تحتاجها تلك النشاطات. لقد نص ذلك القرار التاريخي على الضرورة القصوى لعدم السماح لارتفاع حرارة الأرض أكثر من درجتين (سنتيغريد)، وإلا فإن الكوكب الأرضي سيواجه كوارث طبيعية غير قابلة للسيطرة عليها، ولا يمكن تجنب دمارها الهائل للمجتمعات البشرية. لكن، وكالعادة، فشل العديد من الدول، وعلى الأخص الصناعية المتقدمة، في الحد من انبعاث الغازات الحرارية الملوثة كنتيجة منطقية لتبنيها للمسلمات النيوليبرالية العولمية المنادية بالنمو الاقتصادي الصناعي والتجاري المستمر إلى ما لا نهاية، وبالدفع نحو ظاهرة الاستهلاك العالمي النهم لكل منتج. واستطاعت لوبيات الشركات الكبرى، إقناع الساسة بعدم مس توسعهم الاقتصادي والتجاري، وبالتالي عدم المساس بأرباحهم من جهة، ومن جهة أخرى ترك العالم، بما فيه الطبيعة، خاضعاً لمنطق الأسواق المتنافسة بلا قيود أو مبادئ أو التزامات إنسانية. ولما كان الوطن العربي جزءاً من العالم المعولم، وخاضعاً لمتطلبات النظام النيوليبرالي الرأسمالي، فإن النتيجة هي أن يعاني ضعف ما يعانية الآخرون: نتائج إخفاقاته الذاتية ونتائج إخفاقات باقي العالم من حوله. إن الوعي باقتراب تلك الكوارث البيئية مفقود، مع الأسف، لدى أغلب مؤسسات إدارات الحكم والمجتمعات في بلاد العرب، ذلك أن انغماسها العبثي في مماحكات الصراعات الدينية والمذهبية والقبلية من جهة، وسقوط غالبيتها تحت إملاءات الخارج من جهة أخرى، يجعلها مشدودة إلى جنون الحاضر على حساب متطلبات المستقبل. فإذا كان جوع ملايين الأطفال العرب وأمراضهم، وتشردهم في الشوارع وفي معسكرات اللاجئين الهائمين على وجوههم، وإذا كان دمار المدن بمدارسها ومستشفياتها ومساكنها وأسواقها، وإذا كان بيع النساء العربيات وشراؤهم في أسواق نخاسة البرابرة الجهاديين المتوحشين كبيع وشراء العبيد والبغايا، إذا كان كل ذلك لا يحرك ساكناً في ضمائر الغالبية الساحقة من المسؤولين العرب ولا حتى يقنعهم بالاجتماع لمناقشة تلك المآسي، وفعل شيء لمعالجتها، فهل ننتظر أن يوجد وعي بإمكانية حدوث ظواهر طبيعية مفجعة، هي الأخرى ستنشر الجوع والمرض والدمار في طول وعرض الوطن العربي؟ الكتاب يقرأ من عنوانه، وعنوان الكتاب العربي الذي يكتبه مجانين هذه الأمة في الحاضر يخبرنا بأن الضمائر ماتت، والقيم والأخلاق تراجعت، والقلوب قست والأنانية الفاسدة تهيمن على المشهد، وبالتالي فلا مكان لتجفيف دمع أو لتهدئة نواح أو لضمة حنان لا للبشر ولا للبيئة. في طول وعرض بلاد العرب يرقص الشياطين بافتخار وفرح وشماته، بينما تقف الملايين في ازدحامات البؤس والتيه واليأس. إذا كانت المجتمعات العربية تريد، على الأقل، تجنيب نفسها، مع بقية العالم، ما ينتظره كوكب الأرض من غضب الطبيعة فلتنخرط مؤسساتها في النضالات الكونية ضد الفكر والنظام الاقتصادي العولمي الذي سيسبب، إن لم يردع ويواجه، الكوارث الكونية الطبيعية من جهة، ولتتوقف تلك المجتمعات عن التفرج على بؤسها، وعن الاستسلام لمسببي ذلك البؤس من جهة أخرى. وإلا فمثلما تقف أمة العرب على حافة الانقراض الحضاري سيقف وطن العرب على حافة الانقراض الجغرافي. البيئة العربية يجب أن تصبح ضمن أولوية أجندة النضال العربي، يداً بيد مع النضال من أجل شعارات الحرية والديمقراطية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية التي رفعتها جموع الملايين من شعوب هذه الأمة. كاتب بحريني كوارث البيئة العربية المقبلة علي محمد فخرو |
اليمن: حكومة «السيلفي» في الأمم المتحدة Posted: 26 Sep 2018 02:14 PM PDT لم أكن أخطط البتة أن أضع هذا العنوان لمقالتي التحليلية حول اجتماعات الدورة الـ 73 لمؤتمر الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، التي يشارك بها أكثر من 140 زعيما ورئيس دولة. لكن أحد الزملاء عضو مجلس نقابة الصحافيين اليمنيين المقيم في جنيف، كتب عن الموضوع ذاته، وكتب على حسابه على فيسبوك «هل تريدون أن تعرفوا سبب انحطاط الشرعية.. هذه الصورة مثالا.. رئيس يلتقط له مرافقوه صورة سيلفي كالمراهقين.» واستهجن من تصرفات البعثة اليمنية في نيويورك، التي من المفترض أن تكون غير متفرغة لالتقاط السيلفي، بل التحضر لإلقاء كلمة اليمن، وطرح قضاياه المصيرية في أروقة الأمم المتحدة، خاصة أنه يمر بوضع اقتصادي كارثي وعلى شفا مجاعة محدقة، ويرزح تحت وطأة حرب ضروس وحصار جوي وبحري، منذ أكثر من ثلاثة أعوام ونصف ومقبلا على عامه الرابع. دون اَي حلول حقيقية وعاجله تلوح في الأفق خاصة الوضع الإنساني، لا من دول التحالف، ولا من حكومة تفترض أنها تمثل شعبا يعاني الأمرين وأنا أتفق معه بكل المقاييس في ذلك.. فقد اعتبر الزميل الاستاذ نبيل الأسيدي التقاط سفير اليمن في واشنطن الدكتور أحمد عِوَض بن مبارك صورة سيلفي له وللرئيس اليمني الشرعي عبد ربه منصور هادي، بصحبة اللواء رشاد العليمي مستشار رئيس الجمهورية وقيادي مؤتمري، في أروقة الأمم المتحدة أنها مراهقة سياسية، مثل صغار الصبية قبل البلوغ، بينما نعتبرها نحن كصحافيين يمنيين أيضا رداءة ما بعدها رداءة في العمل السياسي وسقوطا مدويا لرئاسة وفد عربي وحكومة يمنية في منظمة عريقة كالأمم المتحدة، يعاني شعبها من مجاعة حقيقة وكارثة إنسانية غير مسبوقة ربما في التاريخ الحديث. نحن لسنا ضد التصوير وليست عندنا فوبيا تصوير، بل كان الأجدر بالدكتور بن مبارك أن يلتقطها أو أن تكون تلك الصور السيلفي خارج باحة جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أو مقر البعثة اليمنية أو في إحدى سيارات البعثة اليمنية، لأن مقر انعقاد الاجتماعات خصص لإلقاء الكلمات، واستماع الوفود لكلمات قادة الدول ورؤساء البعثات، كان مخجلا ومعيبا في آن أن يقوم السيد أحمد بن مبارك بالتقاط صور سيلفي له ولأعضاء البعثة بمعيّة الرئيس اليمني هادي، وكأن اليمن الاكوادور أو سنغافورة ولا تعاني الجوع والتمزق والفراغ الأمني، والانهيار الاقتصادي للعملة اليمنية.. بينما كان رؤساء الوفود يتحضرون للإلقاء والحديث، او الاستماع لمن لم يحن دوره بعد، نعم كانت كافة وفود الدول المشاركة منهمكة في سماع الكلمات، لكل وفد والتحضير لكلمة بلادهم، وبعثتنا اليمنية بقيادة بن مبارك مشغولون بالسيلفي مع الرئيس هادي، إنها مهزلة سياسية بامتياز وفِي أروقة منظمة دولية مثـل الأمم المتـحدة. وكأن الشعب اليمني لم يكن ينتظر من بعثة بلده سوى هذه المهمة والتقاط الصور، دون طرح قضايا هامة تلامس قضاياه وأوضاعه الداخلية المزرية، ناهيك عن ورطة حكومة بن دغر هي الأخرى في القاهرة بداية الأسبوع الجاري، واستعانتها بشركة خاصة ووهمية السجل، لتأمين مبلغ لا يعادل بدل سفر شهري لنائب وزير في الحكومة ذاتها.. نشعر بالأسى والحزن هل حكومتنا الشرعية عاجزة عن دفع مبلغ 2500$ لتأمين فعالية اللجنة الاقتصادية في القاهرة، حتي تستعين بشركة مثل شركة السيد الأكحلي «ديب روت»، إنه افلاس منقطع النظير وهي ورطة لم نكن نتمناها لرئاسة حكومتنا الشرعية ولا للسيد الدكتور أحمد عبيد بن دغر! تمخض الجبل فأنجب فأرا.. كنّا نعتقد أن الملف الاقتصادي مهم وهو الأمل الوحيد الباقي لشعب يحتضر ولَم نكن نعلم أن حكومتنا الموقرة رخيصة لهذة الدرجة.. السؤال هنا لو أحدهم عرض على الحكومة ندوة او فاعلية رسمية ب 10 آلاف دولار.. هل ستتغير قرارات او مخرجات الندوة؟ أو أن بعض الوزراء سيعمل فقرة ترفيه للمشاهدين!. نتمنى لبعثتنا اليمنية التوفيق والنجاح في مهامها في الأمم المتحدة، ونأمل أن نرى منها عملا وحراكا في المحافل الدولية وفِي أروقة الأمم المتحدة، يخدم شعبنا اليمني الذي ينتظر الفرج على أحر من الجمر. صحافي من اليمن يقيم في نيويورك اليمن: حكومة «السيلفي» في الأمم المتحدة محمد رشاد عبيد |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق