Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

السبت، 1 أبريل 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


تفاهمات نظام «الممانعة» السوري وإسرائيل

Posted: 31 Mar 2017 02:33 PM PDT

تحدثت صحيفة «معاريف» أمس عن محاولة إسرائيل التأثير في محادثات الأطر الدولية المختلفة للتوصل الى اتفاق «تسوية» مع الأطراف الفاعلة في الساحة السورية (أمريكا وروسيا وتركيا) يمنع اقتراب القوات الإيرانية والشيعية من «حدودها الشمالية» ويعيد جيش نظام الرئيس بشار الأسد إلى هناك مقابل وقف غاراتها الجويّة على الأراضي السورية.
ويبدو أن المحرّك لهذا السعي الإسرائيلي هو محاولة النظام السوري، ولأول مرة بعد 19 غارة سابقة منذ عام 2013، التصدّي للطائرات الإسرائيلية المغيرة بإطلاق صاروخ مضاد للطيران أسقطته منظومة صواريخ إسرائيلية شمال القدس، بحسب الجيش الإسرائيلي، وأصاب طائرة إسرائيلية سقطت «داخل الأراضي المحتلة»، بحسب بيان الجيش السوري.
الواضح أن استخبارات تل أبيب كانت قد استشعرت قبل أسابيع إمكانية وجود بعض التغيير في قواعد الاشتباك وحرّية الحركة في الأجواء السورية مما استدعى استكشاف أبعاد ذلك عبر زيارة رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو إلى موسكو لمقابلة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صرّح نتنياهو بعدها إن إسرائيل ستواصل مهاجمة قوافل الأسلحة الموجهة لـ«حزب الله» لكنه أضاف «نحن نحرص على عدم المس بمن لا يجب المسّ فيه».
موسكو من جهتها استدعت جيري كورن السفير الإسرائيلي في اليوم التالي للهجوم للحصول على «توضيحات حول الوضع في سوريا»، وهو أمر يتجاوز معنى الاستيضاح ويوحي أن أمراً جديداً قد طرأ على قواعد اللعبة السورية بين روسيا وإسرائيل.
متابعة مجريات الأعمال العسكرية والسياسية في سوريا بعد الثورة السورية (بل والعقود الماضية عليها)، يدلّ بوضوح أن الغارات الجويّة هي مجرّد تفصيل صغير في شبكة التداخلات الإسرائيلية السوداء في مجريات الوضع السوري، وأن نفوذها يتسع لقضية قرار إبقاء الأسد في السلطة، ونزع الأسلحة الكيميائية، وكذلك بالأفضلية العسكرية والسياسية التي تعطيها واشنطن لأتباع حزب العمال الكردستاني التركي في سوريا والصدّ المتواصل لنفوذ حكومة «العدالة والتنمية» التركية وغيرها من القضايا الخطيرة التي لا يصعب اكتشاف بصمات إسرائيل فيها.
تعطي التصريحات الأمريكية الأخيرة المتواترة لوزير الخارجية ريكس تيلرسون عن أن «مصير الأسد يقرره الشعب السوري على المدى البعيد»، وكذلك تصريح سفيرة واشنطن في الأمم المتحدة نيكي هيلي عن أن «مصير الأسد ليس أولوية»، دفعة جديدة لصالح الرئيس الدموي في دمشق وتعطي مصداقية، من جهة أخرى، وتصريح شون سبايسر المتحدث باسم البيت الأبيض «فيما يتعلق بالأسد، هناك واقع سياسي علينا أن نقبله». لممانعة إسرائيل الشديدة لسقوط نظام «الممانعة» ومن هنا نفهم مطالبتها بوضع الجيش السوري على الحدود بدلاً من قوات «حزب الله» و«الحرس الثوري».
وإذا عطفنا كل ما ذكرناه على تصريحات المسؤول الإيراني مصطفى زهراني التي نشرتها «القدس العربي» أمس إن «الأسد أدار ظهره لطهران» لأنه ظن أن روسيا تستطيع مساعدته أكثر من إيران، و«أن موسكو ستبدأ التفاوض مع أمريكا وإسرائيل لمنع إيران و«حزب الله» من تأسيس قاعدة عسكرية على حدودها»، تترابط خيوط المسألة من أكثر من اتجاه.
بالمحصلة، لا يبدو أن نظام «الممانعة» في دمشق يمانع التوصل لتفاهمات وتلبية مطالب إسرائيل، بما ان ذلك يساعد على استمراره بالحكم، كما أن من صالح إسرائيل أن يبقى نظام الأسد حاكما في سوريا بعد أن فقد قدراته العسكرية لاسيما الأسلحة الكيميائية.

تفاهمات نظام «الممانعة» السوري وإسرائيل

رأي القدس

هل سترقصين في عرس زوجك؟

Posted: 31 Mar 2017 02:33 PM PDT

لا. ليست كذبة نيسان/أبريل التي تتصادف اليوم!!
وثمة خبر طالعته ولم استطع «ابتلاعه»!.. وليس كذبة أبريل ويبدو كذلك!!
والخبر هو دعوةٌ اتحفتنا بها النائبة عن «ائتلاف الوطنية»، الأخت العراقية جميلة العبيدي للتشجيع على مبدأ تعدد الزوجات بهدف علاج «ازدياد عدد الأرامل والمطلقات والعوانس» في المجتمع العراقي (بدلاً من مكافحة الأسباب التي تؤدي إلى ذلك) وطالبت بسن قانون يشجع على الزواج بأكثر من امرأة! بل وطالبت بقية النائبات بأن يقفن ضد القيود الموضوعة لمحاربة تعدد الزوجات. واقترحتْ «صرف حوافز مالية تشجع وتساعد الرجال على الزواج بأكثر من امرأة».
قيل إن العبيدي قصدت من دعوتها «تسول الشهرة» وجذب الأضواء، ولست في مجال محاكمة نوايا النائبة جميلة العبيدي فأنا أكره ذلك وبالتالي، لدي فقط أسئلة تركض داخل رأسي كالأحصنة البرية المستعصية على الترويض.

السؤال المباح والحل «السحري»!

السؤال الأول: هل ترضى النائبة جميلة العبيدي بأن يتزوج زوجها امرأة أخرى (من أجل التصدي لظاهرة ازدياد الأرامل والمطلقات والعوانس) هذا إذا كانت متزوجة او ستتزوج؟ (وابدأ بنفسك ثم بأخيك) وهل سترقص في عرس زوجها الافتراضي او الحالي فرحاً بتطبيق قانونها المقترح؟
السؤال الثاني: أليس في هذا الحل إذلال للمرأة العراقية الأبية، وبدلاً من مساعدتها على إيجاد عمل شريف تعيل به أسرتها وأولادها نرمي بها في سرير رجل آخر مقابل اللقمة (والسترة) والحاجة الجنسية؟
السؤال الثالث: ماذا عن المرأة الأخرى أي زوجة الرجل الذي تريد النائبة العبيدي دعمه بالمال للزواج من أخرى؟ هل من حقنا حل مشكلة امرأة (إذا افترضنا جدلاً ان العبيدي تحقق ذلك بدعوتها) هل يحق لنا ذلك بإمكانية تدمير حياة امرأة أخرى؟
السؤال الرابع: بدلاً من المال الذي ستنفقه الدولة من مال الضرائب (أي مال الناس) ماذا عن انفاقه في سبيل آخر، كدعم نصف المتعلمة للتدريب المهني، والمتعلمة لمتابعة الدراسة لإيجاد عمل تعيل به نفسها وأولادها دون ان تضطر لزواج بالإكراه؟
السؤال الخامس: هل فكرت النائبة العبيدي بمشاعر أطفال الذي (ترشحه) لزيجة ثانية ناهيك عن مشاعر أولاد الأرملة والمطلقة؟

لا لجميلة ونعم لميسون

هل من حق النائبة العبيدي او سواها اختراع «الحل السحري» لحياة أخرى بالزواج من زوج أخرى؟ ومن قال لها ان الرجال سينقضون على الفرصة للزواج من ثانية وبينهم من يعرف انه لن يَعدل بينهما كما ان بين الرجال من سيرفض ذلك حباً بأولاده وزوجته والرجل غالباً مخلوق طيب ومحب ومن طبعه الوفاء على الرغم من سوء ظن البعض بـ(جنس الرجال!).
فلماذا تريد العبيدي ان تسوق بعض الرجال إلى «الزواج الإجباري» بعد «الجندية الإجبارية»؟!!
وماذا عن كرامة المرأة وحقها في اختيار شريك حياتها الثاني اذا رغبت، او الوفاء لذكرى زوجها الأول؟
وكيف تبنت النائبة العبيدي تسمية «العانس»؟ أليس من حق المرأة ان تُعرِض عن الزواج من هذا وذاك دون ان توصم بصفة «عانس»؟ نحن لا ندعو الرجل غير المتزوج الذي يبلغ الخمسين «بالعانس» وهذا جيد، فلماذا نطلق هذه الصفة على المرأة غير المتزوجة؟ وبالمقابل، وبلا تحفظ اتفق مع النائبة الأخرى ميسون الدملوجي في وصفها اقتراحات العبيدي بأنها التفاف على مشاكل العراق العويصة حالياً حيث طالبت مجلس النواب والحكومة والجهات المعنية جميعاً طالبت بالعمل على النهوض بواقع حياة المرأة وتأهيلها وتمكينها مادياً ومعنوياً من اتخاذ القرار الصائب لكي تكون هي بنفسها من تقرر ما يتعلق بحياتها الشخصية وليس من خلال تشريع قوانين تخل بأسس الدولة المدنية المعاصرة… وأضيف إلى ذلك ان تلك القوانين التي تقترحها جميلة العبيدي تتضمن احتقاراً لإنسانية المرأة والرجل ايضاً، كما لو كانت المرأة سلعةً جنسيةً او خادمةً منزليةً مستلبة الحق في الاختيار وكما لو كان الرجل المسكين «دمية جنسية» او ما يدعوه الغرب (توي بوي) على استعداد لمواقعة أي امرأة بمقابل مادي تسدده الدولة هذه المرة!!..

مداواة السرطان بقرص «أسبرو»!

تريد النائبة العراقية العبيدي «التشجيع على تعدد الزوجات لوقف معاناة الأرامل».. ولكن ماذا عن معاناة الرجل المسكين ناهيك عن الزوجة الأولى وأولادهما؟ وماذا عن أولاد المرأة الأخرى المرشحة لاقتحام حياة أخرى والمعاناة بذريعة وقف معاناتها؟ كم أحببت رد ميسون الدملوجي حول «الالتفاف على مشاكل العراق العسيرة»، ففي تلك التربة الحضارية العراقية العريقة لا نستطيع تبسيط جذور المأساة بمعالجة شبه بدائية لأعراضها وتفريخ مشكلات جديدة عن ذلك العلاج المريض!

المرأة العازب لا العانس والمطلِقة

العبيدي المشجعة على تعدد الزوجات لحل مشكلة ما تدعوه المطلقات/الارامل/العوانس تنسى اننا نعيش عام 2017 وانه توجد ايضاً نساء طلقن ازواجهن بحكم «حق العصمة» الذي منحه الإسلام للمرأة المسلمة وتزوجن في ظله وقت عقد القران وليس الرجل وحده الذي (يأمر) بالطلاق بل ان المرأة ايضاً قد (تخلع) زوجها. ما أريد التأكيد عليه انه ليس في الزواج قطب سالب هو المرأة..
والتسمية الأخرى التي نحتاج إلى إعادة تعريفها هي «الأرملة». لا توجد اليوم من تفتش عن أي رجل آخر ليحل محل زوجها. صار بوسع المرأة التي تعمل أن تعيل نفسها بمساعدة الدولة بدلاً من مساعدة ذكر مسكين يتزوجها على مضض وثمة أرامل يرفضن ان يحل أي رجل محل زوج محبب لا يُنسى..
اما تسمية العانس فصارت هزلية. نحن لا نستطيع تسمية مهندسة عالمية مثل الراحلة زها حديد بأنها عانس، بل إنني أجهل اصلاً ما إذا كانت تزوجت ام لا ولست معنية بذلك..
وملايين النساء العربيات لسن (عوانس) بل اخترن (العزوبية) كبعض (الذكور).
وقد حان الوقت لنبدل في عصرنا نظرتنا إلى تسميات مكرسة وإلى الحلول اللاعصرية لها..
وإلى اللقاء في الأسبوع المقبل مع «رسائل القراء».. في « لحظة حرية».

هل سترقصين في عرس زوجك؟

غادة السمان

«حبيبي يا متغرب»: الحرية أم الشريعة؟!

Posted: 31 Mar 2017 02:32 PM PDT

وكما قالت خالدة الذكر، وذائعة الصيت، الفنانة «فايزة أحمد»: «حبيبي يا متغرب»، فقد طل علينا «متغرب» عبر شاشة «الجزيرة مباشر»، ليدافع عن «الرسالة» التي أرسلتها جماعة الإخوان المسلمين، إلى القمة العربية في «البحر الميت»، قبل أن يرد «متغرب» آخر عبر «الجزيرة مباشر» أيضاً فيعتذر عن الرسالة!
«المتغرب» الأول، يعيش في مدينة الضباب، و»المتغرب» الثاني جاء عبر الأقمار الاصطناعية من إسطنبول، والفاصل بين «المتغرب» الأول و»المتغرب الثاني» هو نهار الخميس، وكما كان الدفاع عن الرسالة سبباً في ردود فعل حادة من الرافضين لها، والذين يرون أنها اعتراف بقادة الثورة المضادة ومخربي الربيع العربي، وقد اجتمعوا في «البحر الميت»، فإن الاعتذار، ورغم أنه لا يسمن ولا يغني من جوع، إلا أنi صادف رغبة لدى الأطراف كافة لإغلاق الملف>
وكتب «المتغرب» أيضاً الشيخ عصام تليمة، ورغم كونه من الفريق المناهض للمتغربين الأول والثاني، أنه يثمن هذا الاعتذار، وانهالت علينا «التغريدات» التي تؤكد أن الاعتذار هو من شيم الكبار، مع أنه صدر لامتصاص ردة الفعل، ولا تتوافر فيه شروط التوبة النصوح!
لقد صار من المعروف بالضرورة من «المتغرب» الأول، الأستاذ إبراهيم منير أنه يلقي بقنبلته في وجوه الناس، وعند إثارتها الغبار، يظهر تلفزيونياً ليؤكد أنه فُهم خطأ، وهكذا فلا بد من أي موقف له من مذكرة تفسيرية، هي متوقفة على قوة ردة الفعل ضده، لكنه في هذه المرة، ظهر في برنامج «النافذة المسائية» على «الجزيرة مباشر»، ليبرر الرسالة، وقد دخل به الإعلامي أحمد طه إلى مناقشة ما ورد في فيها، دون أن يتطرق إلى الشكل الذي هو بلغة أهل القانون «جزء من النظام العام»!
في هذه المرة، فإن اللقاء التلفزيوني، والاعتراف الضمني بالمسؤولية عن الرسالة المرسلة إلى قمة الموتى في «البحر الميت»، كانت سبباً في ردود فعل حادة وعارمة، ولم يكن منطقياً أن يظهر «المتغرب» الأول، ليقول إنه فهم خطأ، فظهر «المتغرب» الثاني وهو من شيعته ليعلن اعتذاره عن هذه الرسالة، فتقع على «قلوب الحيارى»، على وزن «قلوب العذارى»، برداً وسلاماً، ولم يكن «المتغرب» الثالث الشيخ «تليمة» من هؤلاء الحائرين، فكما أن هناك من يظلم ليشتهر بالعدل، فقد تقبل اعتذاراً للاستهلاك المحلي، ليشتهر بالإنصاف!
أي نعم، هو اعتذار للاستهلاك المحلي، لكن على المستوى الإقليمي فإن الرسالة حققت المراد منها، فها هم الإخوان لديهم استعدادا للاعتراف لهم بالملك ولن يعودوا إلى منازعتهم إياه. وعلى المستوى الدولي فالرسالة لم تستخدم اصطلاح «الكيان الصهيوني» المعتمد لدى الجماعة، بما يمثل اعترافاً بـ «دولة إسرائيل»، والاستهلاك الذي يعني مولانا «صاحب الرسالة» هو الدولي، أما الاعتذار الذي قدمه «المتغرب» الثاني، والمتحدث الرسمي باسم الجماعة، فلن يقلل من قيمة الرسالة دوليا، وهذا الاعتذار هو ما فعله «منير» نفسه، مع «متغرب» آخر هو القيادي في الجماعة الإسلامية محمد شوقي الإسلامبولي، ورغم أنه في الهاتف، فقد شعر «الإسلامبولي»، ولأنه من «صعايدة الحركة الإسلامية» بارتياح بالغ، وخرج بطيبة قلب على «الفيسبوك» سعيداً بهذه الروح الطيبة لإبراهيم منير، الذي اعتذر له في مكالمة هاتفية، على كلام قاله في البرلمان البريطاني، عندما قال إن الإخوان لم يمارسوا العنف، ولكن من مارسه هي «الجماعة الإسلامية»!
يومئذ قال الإسلامبولي، الذي قضى حياته كلها «متغرباً» في جبال «تورا بورا»، منذ اغتل شقيقه الملازم أول «خالد» الرئيس السادات: «إن الاعتذار من شيم الكبار»، وهو كلام ينم عن طيبة قلب متناهية، من قوم يكفي ذكر اسم الواحد منهم وتذكر حياته في الجبال، لأن يقطع المرء الخلف، وما قبل الخلف. ولغير المصريين، الذين لا يعرفون معنى الخلف، عليهم ليفهموا المقصود به أن يأخذوا الدعاء بـ «النيلة» لطالبة الخلف. والذي يدعو به المصريون كلما تكلم عبد الفتاح السيسي.. من المؤكد أنكم تعرفون «النيلة» بكسر النون!
فالاتهام كان على الملأ في البرلمان البريطاني، والاعتذار تم عبر الهاتف، لكن ها هم عباد الله «الصعايدة» دائما تؤثرهم الكلمة الطيبة، وإن كانوا أعضاء في المليشيات الصومالية. وكان الإسلامبولي قد كتب «بوست» ينتقد فيه تصرف «منير»، لكن نزل الاعتذار الهاتفي على قلبه برداً وسلاماً، وأوشك أن يبايعه في المنشط والمكره.
الاعتذار عن الرسالة لم يكن ناتج عن اجتماع لمكتب الإرشاد، ولكن جاء كما قلنا عبر «الجزيرة مباشر»، ولا نعرف ما إذا كانت «رسالة القمة» تصرف فردي من «المتغرب» إبراهيم منير، أم هي نتاج اتفاق جرى في مكتب الإرشاد، وإذا كانت الأولى، فهل تسمح اللوائح لنائب المرشد أن يتصرف منفرداً، في موضوع خطير بهذا الشكل، ليس فقط في أنه يمثل تغيراً في موقف الجماعة من التعامل مع إسرائيل، ولكن في التعامل المباشر مع الثورة المضادة، وماذا فعل الثوار الذين شاركوا في مظاهرات 30 يونيو/تموز، غير أنهم اعترفوا بالثورة المضادة، ومنحوها شرعية ثورية بالخروج معها ضد الحكم المنتخب؟!
وإذا كانت الثانية، فهل يكفي الاعتذار التلفزيوني، لجبر الكسر الذي أحدثته رسالة صادرة من مكتب الإرشاد، بما يضم من قيادات تاريخية للجماعة، وماذا لو لم تستضف «الجزيرة مباشر» ، «المتغرب» منير، فينتج عن اعترافه بالرسالة حالة الغضب التي لاحظها الجميع على مواقع التواصل الاجتماعي!
عموما وكما قال الشاعر.. لا أدري حقيقة ماذا قال الشاعر؟ فقط أنا شاعر أن وراء الأكمة ما وراءها!

عودة مبارك

أفقدت براءة مبارك في قضية قتل المتظاهرين وعودته إلى منزله، اتزان البعض، ممن كانوا ينتمون لدولته، فقالوا كلاماً، وهم في هذه الحالة، يطعن في قيمة عبد الفتاح السيسي لديهم، ويثبت أنهم في تأييدهم له، لا يؤمنون إيماناً كاملاً به وأنهم في تأييدهم له ينطلقون من قاعدة: من رماك على المر؟ ومن المعروف أن الإجابة هي: الأمر منه.. أي الأكثر مرارة، فالسيسي بالنسبة لهم ليس أكثر من ضرورة هي أفضل عندهم من أي بديل ينتمي للثورة!
في برنامجه على قناة «الحياة» قال تامر أمين إن الله أبقى مبارك حياً حتى نعرف قيمته، وعلى «الجزيرة مباشر» قال نائب رئيس مركز الاتحادية لدراسات أمور الرئاسة «محمود إبراهيم»، إن الناس تقول ولا يوم من أيامك يا مبارك!
وقس على هذا كلاماً كثيرا يقال في التأكيد على قيمة مبارك، ويمثل تأكيداً على فشل السيسي، فهناك من يقولون فعلاً و»لا يوم من أيامك يا مبارك»، وهناك من يقولون ما قاله «تامر» أنهم عرفوا قيمة مبارك، لكن هذا بسبب فشل رئيسهم المختار، الذي قالوا فيه شعراً، ونصبوه قائداً، لكن فشله جعل هناك من يتحسرون على مبارك وأيامه، فلا يعرف قيمة أمه إلا من يتعامل مع زوجة أبيه!
وبالمناسبة، فلا تزال الأسئلة الوجودية لمذيع «الجزيرة» محمود مراد مطروحة لا تجد من يجيب عليها:
السؤال الأول: من هو رئيس الدعوة السلفية؟ فمنذ أن عرف السلفيون طريقهم للبرامج التلفزيونية ونحن لا نسمع إلا عن نائب الدعوة السلفية ياسر البرهامي، دون معرفة لمن هو رئيسها؟ ولماذا لا يتمدد فضائياً كما نائبه؟
السؤال الثاني: من هو رئيس مركز الاتحادية؟ حيث لا يظهر فضائيا إلا نائبه «محمود» المذكور؟
السؤال الوجودي الثالث الذي لم يطرحه «مراد» هو ما هي الصفة التشريحية لمركز الاتحادية لدراسات شؤون الرئاسة؟!

«كلام كبير» على «مكملين»

كانت حلقة رائعة، تلك التي ناقشت سؤال «الحرية أم الشريعة» في برنامج «كلام كبير» على قناة «مكملين»، أوقفت الجدل الصاخب حول حلقة «تعدد الزوجات» الذي استضاف السلفي «مصطفى البدري» المتزوج من ثلاث زوجات، فكانت ثورة عارمة، كاد المرء معها أن يرجع توقف المد الثوري إلى الانشغال بهذه الحلقة، وهو ما طرح سؤالاً عريضاً حول ما يجوز وما لا يجوز مناقشته في قنوات الثورة!
تجربتي في الصحافة الحزبية، تقول إنه عندما يفشل السياسي فإنه يعلق فشله على «شماعة» صحيفة الحزب، وعندما يتكاسل الحزبي عن النضال السياسي يريد من إعلام حزبه أن يكون بديلاً عنه، في أسوأ ملكية نمط من أنماط ملكية الصحف، عندما يعتقد المرء أنه بتوقيع استمارة عضويته في الحزب فقد أصبح من ملاك صحيفة حزبه، ومن حقه أن يتصرف فيها تصرف المالك فيما يملك نظرياً.
بعض الذين ينتمون لمعسكر رفض الانقلاب يعتقدون أنهم ملاك القنوات التلفزيونية التي تعبر عن هذا المعسكر، ومنهم من يحسد الإعلاميين لأنه يرى في نفسه أنه يمكن أن يكون إعلامياً، فليس العمل الإعلامي كمياء، وهذا بسبب حالة البطالة التي تعجل المتعطل من الذين يصدق فيهم قول عباس محمود العقاد: «الذين لا يعملون ويؤذيهم أن يعمل الآخرون»! وهناك من يتم الدفع بهم للهجوم على «مكملين» دون سواها، ومحمد ناصر دون غيره، لأسباب لا تعلمونها الله يعلمها، وقد وجدوا في حلقة التعدد فرصة للقيام بالمهام الموكولة إليهم!
ومع هذا فهناك من يعتقدون فعلاً أن «التعدد» قضية تافهة لا يجوز أن تنشغل بها قناة فضائية تقف على «خط النار»، لا بأس فحلقة «الحرية أم الشريعة» عالجت هذه القضية المهمة، وكان الرأي بأن الحرية مقدمة على تطبيق الشريعة هي الصوت الأكثر وضوحا، والأكثر منطقاً.

صحافي من مصر

«حبيبي يا متغرب»: الحرية أم الشريعة؟!

سليم عزوز

أيها العرب: لا تحلموا بالحرية!

Posted: 31 Mar 2017 02:32 PM PDT

هل كانت الثورات الشعبية أسهل بكثير في الماضي؟ هل كانت الشعوب تأخذ حقوقها بأيديها، والآن أصبحت بلا حول ولا قوة حتى لو ضحت بالغالي والنفيس؟ قلناها مراراً على مدى السنوات السبع الماضية من عمر الربيع العربي: الثورات لم تعد أبداً شأناً وطنياً داخلياً يخص الشعوب وحدها، ليس بالنسبة للعرب فقط، بل أيضاً بالنسبة لكل شعوب العالم، بمن فيها حتى شعوب الدول المتقدمة والمتوسطة القوة، فما بالك بالدول الضعيفة والمتخلفة كدول العالم الثالث عموماً والوطن العربي خصوصاً.
قالها صحافي عربي مخضرم في بداية الثورات: أيها العرب لا تراهنوا على تغيير أوضاعكم من خلال الثورات، فهذا ممنوع عليكم منعاً باتاً. لن تسمح لكم القوى الكبرى التي تمسك بزمام القيادة والتحكم في العالم أن تكونوا أحراراً ومستقلين. هذا مستحيل حتى لو دفعتم أنهاراً من الدماء. لهذا يجب عليكم أن تعلموا بأنه مسموح لكم فقط أن تحسنوا شروط التبعية في أحسن الأحوال، هذا إذا لم يعيدكم ضباع العالم إلى المربع الأول، ويجعلونكم تترحمون حتى على أيام الطغيان الخوالي، كما هو حاصل الآن في سوريا وليبيا واليمن تحديداً، حيث بات حلم الكثيرين أن يعودوا إلى حظيرة الطاعة القديمة التي كان يديرها ويتحكم بها جنرالات عرب طبعاً نيابة عن القوى الدولية، وليس بقواهم الذاتية، فالطواغيت في بلادنا مثل شعوبهم مجرد أدوات وتابعين، وهم يؤدون وظائف محددة لسادة العالم الحقيقيين.
لهذا قلت مراراً إن الديكتاتور العربي ليس المتهم الأول في قضايا القمع والاضطهاد الذي يمارسه بحق شعبه، بل هو أشبه بالسجان في السجون يؤدي وظيفة أوكلتها إليه جهة أخرى. بعبارة أخرى، فإن مهمة الكثيرين في دولنا المزعومة مقررة لهم من الخارج وليست منبثقة من قرارهم الوطني المستقل كما يدعون ويظهرون أمام شعوبهم. لا سيادة أبداً للأنظمة والدول الوظيفية في هذا العالم. كل نظام يتصرف حسب الخطط المرسومة له من الذين وضعوه على رأس السلطة في هذا البلد أو ذاك خدمة للخارج أولاً والداخل ثانياً. بعبارة أخرى، قبل أن تحكم على هذا النظام أو ذاك، انظر إلى التسلسل الهرمي للسلطة في العالم، فهذا العالم مثل شركة كبرى، لها مجلس إدارة، ولها وكلاء وموزعون ومندوبون. لا عجب إذاً أن وصف المفكر التونسي هشام جعيط الكثير من الحكام العرب بأنهم مجرد وكلاء للخارج، تماماً كوكلاء الشركات، كوكيل السيارات ووكيل الساعات ووكيل المشروبات إلى آخر القائمة من الوكالات.
وكي لا يظن البعض أن الشعوب في الدول المتقدمة هي أكثر حرية في تقرير مصيرها من العرب يجب أن يعيدوا النظر في آرائهم. ربما يعاملها ضباع العالم بطريقة أفضل منا، لكنها في نهاية المطاف تخضع لشروطهم وقيادتهم. لاحظوا أن شعوب أوروبا الشرقية ثارت ضد الطغيان الشيوعي السوفياتي في بداية التسعينيات من القرن الماضي، لكنها لم تقرر مصيرها بنفسها، بل انتقلت فوراً من تحت المظلة السوفياتية إلى تحت المظلة الأوروبية، فوضعتها أوروبا فوراً تحت جناحها، وأدخلتها في الاتحاد الأوروبي طبعاً بإيعاز أمريكي. وهذا شيء إيجابي من الناحية النظرية، ويطمح إليه الكثير من الشعوب المسحوقة في العالم الثالث، لكنه يثبت أيضاً أن ليس كل الشعوب تقرر مصيرها دائماً بنفسها، بل قد يكون الهدف من وراء تحريك هذا الشعب أو ذاك هنا وهناك ضد هذه الجهة أو تلك ليس تحريره فعلاً، بل نقله من معسكر إلى آخر كما كان يحاول الغرب أن يفعل مع دول أوروبا الشرقية على مدى حوالي نصف قرن وهي تحت النظام الشيوعي السوفياتي. لاحظوا أنه في اللحظة التي تخلصت فيها دول أوروبا الشرقية من نير الطغيان السوفياتي، التحقت بالمعسكر الغربي. بعبارة أخرى، لم يساعدها الغرب كي تتحرر، بل كي تنتقل إلى معسكره.
وكذلك الأمر بالنسبة للشعوب العربية التي ثارت. فإذا كان ممنوعاً على شعوب دول أوروبا الشرقية الأكثر تقدماً من الشعوب العربية أن تقرر مصيرها بنفسها، ويجب عليها أن تلتحق بالمنظومة الأوروبية الغربية، وتخضع لإملاءاتها وشروطها ومتطلباتها، فليس من العجب أبداً أن تمنع القوى المتحكمة بالعالم العرب من تقرير مصيرهم عبر ثوراتهم. لهذا رأينا التدخل الروسي والأمريكي وغيرهما فوراً في المنطقة العربية لهندسة الانتقال أو توجيه دفة الثورات في الاتجاه المطلوب خارجياً وليس داخلياً.
ومن سوء حظنا لم يكن حتى مسموحاً لبعض البلدان التي ثارت أن تنتقل إلى مرحلة جديدة، أو أن تقرر مصيرها، فأعادوها إلى نفس الحظيرة القديمة، لكن بوجوه جديدة. وفي سوريا الآن، لن يسمحوا للسوريين بتقرير مصيرهم بعد كل هذه التضحيات، بل يجب أن ينضووا تحت لواء قوة كبرى كروسيا أو غيرها. باختصار فإن وضع الشعوب الضعيفة في هذا العالم لا يختلف عن وضع الحيوانات الضعيفة في الغابة: القوي يُخضع الضعيف، ويضعه تحت جناحيه. باختصار، هذا العالم تحميه، وتتحكم به قوى كبرى كأمريكا وروسيا وأوروبا وغيرها، وما على الصغار الإ أن ينضموا إلى هذا المعسكر أو ذاك، وألا يحلموا بأن يكونوا مستقلين، حتى لو دفعوا ملايين الشهداء في ثوراتهم.
أرجو أن أكون مخطئاً.

٭ كاتب واعلامي سوري
falkasim@gmail.com

أيها العرب: لا تحلموا بالحرية!

د. فيصل القاسم

 قمة الأحياء على ضفاف «الميت» تقدم القاتل في ثوب الضحية وفلسطين تنتظر تصريحاً للدفن بلا مشيعين

Posted: 31 Mar 2017 02:32 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: شهدت الصحف المصرية الصادرة أمس الجمعة 31 مارس/آذار حالة من الإحباط الجماعي بسبب نتائج القمة العربية التي عقدت في الأردن، وهي قمة غابت عنها الأوليات، حيث الاهتمام بالقضية الفلسطينية شهد تراجعاً بعد أن طفا على السطح الهم السوري، وتوغل وحش الإرهاب الذي يهدد العالم العربي، فيما بقيت القدس منسية والضفة مهملة وغزة وما حولها من قرى معتقلة.
انتهت القمة على طريقة مشيع الجنائز الذي يريد أن يتم مهمته بدفن «المرحوم» على وجه السرعة ليستأنف حياته.
وبالأمس أيضا شهدت أزمة القضاة مع البرلمان مزيداً من السجال والمعارك، على ضفاف دولة تعاني من كوارث اقتصادية، وحالة من الانقسام مستمرة منذ قرابة ثلاثة أعوام، وفيما القضاة يشعرون بخيانة السلطة لهم، كانت الجماهير بمنأى عن معركة «الحرية» على أمل الانتصار في معركة الخبز الغائب، والأسعار التي تحيل الأغلبية لحفاة عراة. كما تناولت الصحف عدداً من الموضوعات واللقاءات والتصريحات التي تشغل اهتمام القراء منها: أسبوع سقوط الفساد في قبضة الرقابة الإدارية، الإعدام في انتظار مغتصب «طفلة البامبرز» في الدقهلية، الحكومة تدرس زيادة دعم البطاقات التموينية، 500 مليون دولار من «البنك الإفريقي» خلال أيام، السفير السعودي: المملكة ترحب بزيارة الرئيس السيسي في أبريل/نيسان، وزير المالية: إجراءات جديدة لتخفيف آثار الإصلاح على المواطنين، الداخلية تحتفل بـ»يوم المجند» بحضور قيادات «الدفاع»، دعوات مقاطعة السمك تصل إلى القاهرة، القضاء يجمد قرارات «حظر دخول أمريكا» إلى أجل مسمى.

نهايته اقتربت

البداية مع مقالة لإحدى أبرز مؤيدي السيسي التي انقلبت عليه فجأة وهي غادة الشريف، والتي أطلقت سهامها عبر «المصري اليوم» واحتفت بالمقالة عدة صحف منها «المصريون» و»الشعب» التي قالت: «أطلت الكاتبة الصحافية غادة الشريف، المعروفة بولائها المطلق للنظام العسكري، وتأييدها الصارم لقائد النظام عبد الفتاح السيسي، على الساحة الإعلامية من جديد، لتهاجم الجنرال نفسه الذي كتبت له بعد الانقلاب على شرعية الشعب والثورة مقالها الشهير «ياسيسي إنت تغمز بعينك بس»، بسبب سياساته التي أدخلت مصر في نفق مظلم، أعادها للخلف قرونًا طويلة.
تابعت الكاتبة إن: «ممارسات البرلمان والحكومة بدأت تضع المسامير في نعش النظام»، لتناقض مقالتها عبر صحيفة «المصري اليوم» المؤيدة للنظام، وتحول موقفها من النظام بشكل كامل وتقفز من سفينته الغارقة، ما أثار الكثير من الدهشة والتساؤلات بين متابعيها وقراء الصحيفة وكذلك على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة وحسب «الشعب» كتبت غادة عبر صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «بغض النظر عما إذا كان تحرش البرلمان بالسلطة القضائية هو لإبعاد المستشار الدكروري عن رئاسة مجلس الدولة، أو هو قربان يقدمه المستشار أبو شقة للأجهزة، لأنه أعلن ترشحه لرئاسة حزب الوفد، وما أدراك ما تفعله الأجهزة في انتخابات الأحزاب؛ بغض النظر عن هذا وذاك فكلاهما تكهنات غير مؤكدة، لكن المؤكد هو أن ممارسات البرلمان و الحكومة بدأت تضع المسامير في نعش النظام وتساءلت: هل أزمة السلطة القضائية هي المسمار قبل الأخير وللا لسه هناك حبة مسامير كمان؟ لست أدري، لكن المؤكد أن النهاية قربت قوي».

السلطة تحارب شعبها

لا تمر مناسبة إلا والرئيس السيسي وكذلك رئيس البرلمان يصران على أن مصر في حالة حرب. ويرى عمار علي حسن في «المصري اليوم»: «بينما القتال الحقيقي في سيناء، وفق أسلوب «حرب العصابات» فإن الحرب المصطنعة والمستعارة التي تجري في بقية مصر شاملة وكاملة، مؤكداً أن أهل الحكم في غفلة عن الشعب، يعيشون في أوهام وخيالات تصور لهم أن كل ما ينطقون به أو يفعلونه يصفق له الناس، إنها حرب الواحد ضد الكل، سواء كان هذا الواحد هو رئيس الجمهورية أو مؤسسة من مؤسسات الدولة، أيا كان اسمها. ولا يمر أسبوع، وإن تفاءلنا يكون شهرا، إلا وتأتينا أخبار هذه الحرب التي لا تنقطع نارها، بعد أن انطلقت كاسحة، كعاصفة هوجاء، فأحدثت صدمة ودويا هائلين، مع انهيار قيمة الجنيه والارتفاع الفاحش الفاجر للأسعار، ثم تحولت بمرور الوقت إلى أصناف من المعارك النوعية على جبهات منتقاة بعناية. فمرة ضد الصحافيين، ومرة ضد الأطباء، وثالثة ضد المحامين، وأخرى ضد أساتذة الجامعات، والآن ضد القضاة، وقبل هؤلاء كان ضد العمال بتجاهل تشغيل المصانع المتوقفة أو عدم إنشاء مصانع جديدة، وضد الفلاحين بتركهم نهبا لظروف قاسية، وضد الشباب بالتوسع في دائرة الاشتباه والقبض على الآلاف منهم بدعاوى واهية، وعدم اتخاذ خطوات حقيقية، غير مظهرية وعابرة، لتمكينهم.. يتساءل عمار: هل تتبنى السلطة الحالية طريقة «الإدارة بالأزمة»؟ إذ لا تكاد تنتهى أزمة إلا وتبدأ أخرى جديدة. ومثل هذه الطريقة قد تطيل عمر نظام بعض الوقت، وقد تجعل الشعب ينشغل أياما أو حتى أسابيع، لكنها لا تبني دولة ولا تقيم استقرارا حقيقيا. وهو ما يثير مخاوفنا حيال المستقبل المنظور، وقد يحول الحرب المصطنعة إلى حقيقية، وضحاياها ليسوا أفرادا من الجيش أو الشرطة أو حتى المدنيين، مثل الذين يستشهدون على أرض سيناء إنما ضحيتها شعب بأكمله، يموت ببطء».

يشبهون بعضهم

وإذا كان الشعب وهو ضحية السلطة الراهنة وفقاً لعمار علي حسن فإن عبد العظيم حماد في «الشروق» يرى أن المأساة متكررة منذ عقود ماضية: «الرئيس أنور السادات ظل حتى اليوم الأخير في حياته على وصف انتفاضة الخبز يومي 18، و19 يناير/كانون الثاني 1977 بأنها انتفاضة حرامية، أو أنها من تدبير الشيوعيين، على الرغم من أنه ألغى القرارات الاقتصادية التي تسببت فيها، بما يعنيه ذلك من الاعتراف بخطئها، ولكن كان يجب أن تبقى «انتفاضة حرامية»، ومن تدبير الشيوعيين، لأن الرئيس لا يخطئ. أما حسني مبارك، فلم يكن ينقصه سوى أن يؤدب التسعين مليون مصري بالعصا والفلقة، لأنهم السبب في كل المآسي، وكان دائم التقريع للمواطنين بقوله: «ها جيب لكم منين» مع أنه باع الغاز لإسرائيل بأقل كثيرا من سعره الحقيقي، وأثبتت الأيام وجود أرصدة وممتلكات ضخمة في الخارج له ولأبنائه ولرجاله شيء من ذلك. يقال الآن مثل «لقد عملت ما عليّ، فماذا فعلتم أنتم؟» وهو ما نتمنى ألا يتكرر.على أي حال ليس مطلوبا من المسؤول المصري أن يتحول إلى فدائي في مواجهة هذا القانون غير المكتوب، عندما يصطدم به، فيفعل مثلا ما فعله المرحوم الدكتور حلمي مراد عندما دأب على معارضة عبدالناصر في مذبحة القضاة وغيرها، حتى ضاق به الرئيس، وأخرجه من الوزارة مغضوبا عليه، فالله لا يكلف نفسا إلا وسعها، ولكن يمكن أن نكتفي في ظروف السياسة المصرية – بألا يتطوع الوزير بلوم المظلوم، إذا كان عاجزا عن أن يقول للظالم لا تظلم».

ماذا سيقول له؟

الرئيس السيسي متجه لأمريكا في زيارة لها دلالاتها كما يشير فاروق جويدة في «الأهرام»: «السيسي معه أوراق كثيرة لم تتوافر لسابقيه.. هناك معركة تخوضها مصر ضد حشود الإرهاب ودفعت فيها ثمنا غاليا من الشهداء والأموال والاستقرار، ورغم أن الجميع تخلى عنها في هذه المعركة إلا أنها لم تتراجع وصمدت، بل أصبحت نموذجا لتجربة فريدة وناجحة في محاربة الإرهاب. لقد اتسمت كل المواقف بالسلبية بينما كان العالم يشاهد دماء المصريين التي استباحها الإرهاب في سيناء، بل وفي قلب القاهرة وكان العالم يشاهد ما يحدث غير عابئ بما يدور، حتى انتقلت النيران إلى عواصم الغرب الكبرى، وبدأت العواصف. في الوقت الذي كانت مصر تواجه الإرهاب وحدها كان الغرب يمنع السياح عنها ويمارس ضغوطا اقتصادية ليس هذا وقتها، بل انه فتح أبوابه وإعلامـه لجماعة الإخوان المسلمين، وهى رأس الإرهاب في هذا العالم. يذهب الرئيس السيسي إلى واشنطن وهو أكثر صلابة ليقدم للغرب كل الأدلة على أن مصر نجحت في مواجهة الإرهاب، رغم أنكم تخليتم عنها ليس في معركة الحرب، ولكن في معركة البناء والتنمية. يذهب السيسي إلى واشنطن التي لم تستقبل رئيسا مصريا منذ سنوات، ومعه ملفات الاقتصاد المصري بكل جوانب القسوة فيها، وما فرضته على شعبها من الالتزامات في هذه الظروف الصعبة، لكي يؤكد للعالم أن المصريين قادرون على تحمل مسؤولية بناء بلدهم بإمكانياتهم، حتى لو كانت ضعيفة، رغم أنهم يخوضون حربا ضد عدو غاشم يهدد مصير الإنسانية كلها. إن أخطر ما حملته ملفات التحول الاقتصادي في مصر أنه مصري الهدف والقرار والأعباء، وأن الشعب تحمله بكل الشفافية والإصرار».

غير مرحب به

وممن اهتموا بزيارة السيسي لواشنطن عماد الدين أديب في «الوطن»: «يذهب الرئيس إلى واشنطن وفي يده 3 أوراق قوية، الأولى: ورقة استتباب الحكم سياسياً والسير قدماً اقتصادياً بشهادة حسن أداء من صندوق النقد الدولي. أما الورقة الثانية: فإعادة تأكيد القمة العربية في البحر الميت على مبادرة السلام العربية التي قُدمت لإسرائيل عام 2002 أي منذ 15 عاماً، ما يضع إدارة ترامب في مهمة أقل صعوبة، في محاولة تليين موقف نتنياهو الرافض لمشروع الدولتين. اما الورقة الثالثة: فإعادة جسور الحوار مع الرياض عقب اللقاء الإيجابي مع الملك سلمان، ما يقوي من الموقف الإقليمي المصري، على أساس أن مصر والسعودية هما ركيزتا معسكر الاعتدال في العالم العربي».

البرلمان يعادي نفسه

نتحول نحو الحرب ضد البرلمان وتقودها نادين عبد الله في «المصري اليوم»: «ما هي الهيبة التي يبحث عنها البرلمان فيعاقب من يمسها، ليس فقط من خارجه، بل أيضًا من داخله؟ ولماذا لا نسمع عن هذا الدفاع المستميت عن الهيبة حينما يتعلق الأمر بمشاكل ومآسي شعب. وما هي أيضًا الهيبة التي تبحث عنها الدولة ليلاً ونهارًا؟ بالتأكيد لابد أن تنهض الدولة لمواجهة أي أخطار خارجية أو داخلية تنتقص من احترامها أو احترام شعبها، وهو أمر لا غبار عليه ويتقبله أي مواطن بفخر واعتزاز. إنما السؤال هو: لماذا تنتفض الدولة بالأخص لحماية هيبتها حينما يتحدث أحدهم ناقدًا سياسة بعينها أو قرارا معينا؟ ولماذا لا يهتز لهذه الهيبة ساكن حينما يتعلق الأمر بتدهور دولة القانون في مصر إلى حد مؤلم، وتأزم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بشكل غير مسبوق؟ وما هو السبب وراء هذا الخوف المبالغ فيه من القبول بمبدأ التغريد خارج السرب؟ أما المشكلة الكبرى هنا فهي أن السعى المستميت لحماية هذه الهيبة يعني ببساطة أن ركائز وجودها الطبيعية غائبة أو على أقل تقدير مهتزة. فالهيبة لا تحتاج إلى حماية لو أن قواعد وجودها مقنعة، ولا تحتاج إلى رحلة بحث طويلة لو أن قوامها راسخ. الهيبة المفقودة تُبنى بالثقة وتتوطد بالمشاركة لا بمصادرة الرأي. وهي تتقوى بالمصارحة والمكاشفة وليس بالسلطوية أو الفوقية. فلو كان للهيبة مرادف لاخترت السلطة المعنوية، تلك السلطة التي يقبلها الشخص طواعية من كل من يثق بهم أو من لهم فضل عليه، فهي سلطة اختيارية ومقبولة لا تُفرض بالقوة ولا تُشترى بمال، يقبلها ويخضع لها الشخص لأنها تضيف له».

العدالة رهن الاعتقال

من بين الذين هاجموا البرلمان أمس محمد سعد عبد الحفيظ في «مصر العربية»: «رئيس المجلس، يبدو أنه مصر على المضي قدما في تفسير مواد الدستور وفق فهمه القاصر، حيث طرح عبد العال قبل يومين مشروع قانون تنظيم تعيين رؤساء الهيئات القضائية على المجلس، ووافقت أغلبية «دعم مصر» الميكانيكية على المشروع من حيث المبدأ، ضاربة بالمادة 185 من الدستور عرض الحائط، ورغم أن النص الصريح للمادة يقضي بأن «كل هيئة قضائية تقوم على شؤونها، إلا أن عبد العال وأعضاء «الموقر» التزموا الرأي الصادر عن الجهة المعنية بمتابعة وتشغيل السادة النواب. عبد العال برر موقفه في تمرير جريمة التدخل في شؤون العدالة بعد أن ضرب مبدأ الأقدمية في مقتل، وأعطى مشروع قانونه الحق لرئيس الجمهورية في اختيار رؤساء الهيئات القضائية وقال في جلسة الاثنين الماضي: «مشروع القانون المعروض يتعلق بإدارة مرفق القضاء وليس عمل القضاء، فإدارة المرفق تملكه السلطة التنفيذية، التي تملك إنشاء المحاكم ووضع ميزانيتها، أما مشروع القانون فلا شأن له بعمل القضاء، لأن التدخل في شؤون العدالة جريمة. وعندما واجه النائب علاء عبدالمنعم، عبد العال ورجاله بمخالفة مشروع القانون للمادة 185 من الدستور رد عليه عبد العال قائلا: إن أخذ الرأي لا يعني أن ننتظر آراء تلك الجهات. مضيفا: لو كل فئة هتعترض لن يتبقى لنا سوى العمال والفلاحين لنشرع لهم. من عليه الدور والمراد إقصاؤه، هو المستشار يحيى الدكروري، القاضي الذي أصدر الحكم التاريخي بمصرية جزيرتي تيران وصنافير. ويرى الكاتب أن رجل القانون ومجلسه مصرين على تمرير قانون مفصل لإقصاء من عليهم الدور في محكمة النقض ومجلس الدولة».

في ملعب الرئيس

على هامش أزمة تعيين رؤساء الهيئات القضائية انتهى اجتماع رؤساء أندية قضاة الأقاليم إلى قرار بمخاطبة الرئيس عبدالفتاح السيسي لحل الأزمة. ويرى محمود خليل في «الوطن»: «إن تحكيم الرئيس في نزاع بين السلطتين التشريعية التي أقرت تعديلات قانون السلطة القضائية من جهة، والقضاء من جهة أخرى، أمر محل دهشة. ولا يتفبل الكاتب فكرة أن يكون الرئيس حكماً في تعديل قانوني يخوله الحق في اختيار رؤساء الهيئات القضائية. أندية القضاة ألقت الكرة في ملعب الرئاسة، وناشدت الرئيس التدخل في حسم نزاعها مع السلطة التشريعية. وفي ظني أن تحكيم رأس السلطة التنفيذية (رئيس الدولة) في الفصل بين السلطتين التشريعية والقضائية يناقض ما استقر عليه العرف في الأنظمة الديمقراطية. فالمفترض أن كل سلطة مستقلة عن الأخرى، وقد نص دستور 2014 في مادته رقم (184) على أن «السلطة القضائية مستقلة»، وفي مادته رقم (185) على «تقوم كل جهة أو هيئة قضائية على شؤونها». وتقديري أن من بين شؤون أي هيئة قضائية تحديد الأسلوب الذي تختار به رئيسها. في ضوء ذلك لست أدري مدى دستورية المقترح الذي سبق أن تقدم به النائب أحمد حلمي الشريف أواخر عام 2016 لتعديل قوانين السلطة القضائية، بالنص على تعيين رؤساء الهيئات القضائية بقرار من رئيس الجمهورية. وبناءً عليه لجأت أندية القضاة إلى الرئيس ليتدخل في الأمر. اللجوء إلى الرئيس مستغرب، لأن التعديل يعطيه الولاية على اختيار رؤساء الهيئات، فأصحاب الدعوة إلى تحكيمه في الأزمة يفهمون أنهم يريدون منه التنازل عن اختصاص منحه إياه مجلس النواب، الأمر الذي يمكن أن يفهم منه أن دعاة تحكيم الرئيس ينظرون إليه كخصم وحكم، فكيف يمكن أن يستقيم هذا الأمر.. وهل يتوقع أصحاب الدعوة أن يتدخل الرئيس بسهولة في أمر كهذا؟».

شيء مخجل

نواصل المعركة ضد البرلمان مع مصطفى النجار في «الشروق» : لا يصدق المرء ما يراه في جلسات البرلمان الذي قرر من البداية سرية جلساته، وعدم إتاحتها للبث المباشر، مثل أي برلمان في العالم واكتفى بما يخرج من الصحافيين الحاضرين للجلسات من تغطية إعلامية محدودة وبعض المقاطع التي تعرض بعد المونتاج على شاشات التلفزين، بعد فصل نائب رأته إدارة البرلمان خرج عن الخطوط المسموحة في النقد، تم تحويل النائب هيثم الحريري إلى التحقيق بتهمة الإساءة إلى رئيس المجلس. جريمة هيثم الحريري أنه طلب الكلمة لإبداء الرأي في مشروع قانون الهيئة الوطنية للانتخابات، وهذا حقه. الذي رواه مستنكرا إحالته للتحقيق بدون جرم حقيقي قائلا: على الرغم من التسجيل الإلكتروني لطلب الكلمة في مناقشة قانون الهيئة الوطنية للانتخابات، وعلى الرغم من طلب مكتوب لمناقشة المواد 15 و16 من القانون، تمسكت بحقي في إبداء الرأي، وتجاهل رئيس المجلس طلبي، وأصر على التصويت على المادة رقم 15، وأعلنت أن هناك مخالفة للوائح من رئيس المجلس، وصوت رئيس المجلس على تحويلي لهيئة المكتب، فخور بمواقفي ومتمسك بها ومستعد لفصلي من المجلس اليوم قبل الغد، المجلس وسيلة وليس غاية، سنظل ندافع عن حقنا وعن حق الشعب، ويشرفنا أن نسدد ضريبة مواقفنا كاملة.. تابعت تغطية الإعلام للأزمة وفوجئت بتصريحات للسيد رئيس البرلمان منها (هيثم الحريري شتمني في الإعلام والصحافة ويقول لي في الجلسات أنت تخالف اللائحة، ولابد من وقفة معه). ويرفض الكاتب الربط بين موقف شخصي لرئيس البرلمان وبين كرامة المجلس واعتبار أي اختلاف مع رئيس البرلمان إهانة للمجلس».
عار صحافة السلطة

حالة من الغضب الجماعي انتابت الأوساط الإعلامية والشعبية بسبب ما نشرته «اليوم السابع» من هجوم على أمير قطر، وهو الأمر الذي أغضب الكثيرين من بينهم فراج إسماعيل في «المصريون»: «لست وحدي الذي شعر بالقرف إلى حد الغثيان من احتفال أحد المواقع الصحافية المصرية الكبيرة أمس بخروج الرئيس السيسي ووفده المرافق من قاعة القمة العربية مع بدء إلقاء أمير قطر كلمته. الصحيفة نشرت عنوانا فادحا شديد البذاءة وعديم الأدب والذوق، ولا يغفر لها أبدا إهانتها للمهنة ولمشاعر القراء، أنها نسبته لناشطين على تويتر. من سمح بنشر هذا العنوان غير اللائق يدرك أن الصحافة تتطلب التحلي بأبسط قواعد اللياقة واحترام مشاعر القراء والآداب العامة. لا يعقل النقل الحرفي لما يكتب على تويتر وغيره من وسائل التواصل، ومعروف أنه لا تحكمه أي أداب أو قواعد، ونشره على موقع صحيفة يومية المفترض أنها كبيرة سقطة لا تغتفر، فمالكها يتحكم تقريبا في معظم إمبراطورية الإعلام الخاص من صحف وقنوات، مستغلا إمبراطوريته الاقتصادية الحديدية.. كل الشكر للزميل الأستاذ هشام يونس رئيس تحرير «بوابة الأهرام» الذي رأى من مكانه في المؤتمر، الواقعة بالضبط وشرحها وفاجأ بها من غرد وكتب وتحدث في بعض القنوات المصرية عن انتصار وهمي مشين لمصر، ويدرج ضمن سيئات الإعلام غير المهني الذي يؤذي شخصيتها وعبقريتها المكانية والتاريخية ولا يكيد للآخرين كما يظنون».

عنق الزجاجة

ما من حاكم يتولى أمر البلاد إلا ويردد أننا خضنا أربع حروب، وأننا في عنق الزجاجة. ويؤكد رضا حمودة في «الشعب» على أننا سمعناها أواخر حكم الرئيس أنور السادات نهاية سبعينيات القرن الماضي، وخلّفه حسني مبارك في الطنطنة على النغمة ذاتها ـ على طريقة «العين بصيرة والأيد قصيرة »، وحكم بموجبها ثلاثين عاماً، وعندما أطل الشعب برأسه خارج القمقم بعد 25 يناير/كانون الثاني، سرعان ما دفعوه ليقبع في القاع. بمجيء السيسي الذي أكمل مشوار بيع الأوهام وتسويق الأحلام، وأن ليس في الإمكان أبدع مما كان. وحيث يلعبون على الوتر الخبيث نفسه – بأننا خرجنا من أربع حروب طاحنة (1948- 1956-1967-1973) سنظل ندفع فاتورة تأثيراتها وتبعاتها أبد الدهر، وكأننا بدعة من الأمم والشعوب التي بُعثت من جديد من تحت ركام الدمار والهزائم وصعدت من الحضيض إلى الصعيد بالجهد والعمل والنزاهة والشفافية والعدالة، وتبوأت مقعدها في القمة بين الكبار، ولم يمن عليها حكامها الأشاوس بخوض حروب كانوا هم سبب اشتعالها، فضلاً عن خسارتها في الوقت نفسه. فالحقيقة الساطعة التي يجب أن نُسلّم بها الآن- هي أننا لم نعد في عنق الزجاجة، كما أوهمونا لسنوات طويلة، على أمل الخروج سريعاً ليكسبوا مزيداً من الوقت، ويتفننوا في اختراع الأكاذيب والمُسكنات لإسكاتنا وتثبيط عزائمنا، بل سقطنا إلى قاع الزجاجة «اللعينة « بمرور الوقت، كلما صبرنا أكثر على هذا الوهم وصدّقنا وعود الحكام التي لن تتحقق أبداً ما داموا يحكموننا. في بلدٍ كمصر يُرجع الحكام المستبدون أسباب جمود الحالة الاقتصادية والسياسية «محلك سر» إلى عاملين مهمين أو أن شئت فقل تحت ذريعتين، أولها الزيادة السكانية الكبيرة، وثانيها هو التصدي للأخطار، وبالتالي يتحتم الوقوف جميعاً في وجه (أهل الشر)، وبذلك يصرفون الأنظار عن القضية الرئيسية وهي فساد السلطة».

قمة القاع

الحرب على القمة العربية الأخيرة تشتد ومن بين المنددين بها محمد حماد في «البديل»: «قبل قمة القاع في البحر الميت بقليل، كشف جنرال أمريكي عن أن إحدى الدول «الحليفة والمقربة للغاية» من أمريكا قامت باستخدام صاروخ «باتريوت» المضاد للصواريخ والطائرات، الذي تبلغ قيمته حوالي 3 ملايين دولار، في إسقاط طائرة «كوادكوبتر» الصغيرة من دون طيار. وعلق الجنرال خلال ندوة عسكرية بثها الجيش الأمريكي على يوتيوب، قائلًا: «نحن جميعًا نحب صواريخ باتريوت لفعاليتها، ولكن إسقاط مثل تلك الطائرة ليس جيدًا من الناحية الاقتصادية بسبب ارتفاع كلفته» موضحًا أن قيمة طائرة كوادكوبتر عبر موقع أمازون تبلغ 200 دولار فقط، ثم قال ساخرًا من الدولة الحليفة المقربة إلى واشنطن: «لو كنت عدوًّا لاشتريت أكبر عدد ممكن من طائرات كوادكوبتر الصغيرة بـ300 دولار، لاستنزاف كل صواريخ الباتريوت لدى الدولة الأخرى». يهزأون ويستهزئون من حلفائهم علنًا وهم يتحدثون عن الدولة الكبرى التي أول حرف من اسمها السعودية، والتي كان لها براءة اختراع إسقاط العصفور بالمدفع.. لماذا لا يهزأ بنا أعداؤنا وهم يبيعون لنا السلاح الذي نقتتل به ويقتل به بعضنا بعضًا؟ لماذا لا يهزأون بنا وهم الذين يستخدمون المال العربي في تمويل كل الحروب ضد البلدان العربية؟ كأني كنت أشاهد وقائع مسرحية قديمة تعيد الشاشات إذاعتها مرات ومرات، لا جديد في قمتهم، غير ما يبطنونه من مآسٍ جديدة، يتجمعون أو تم جمعهم ليضعوا أختامهم عليها. تعودنا منهم على أنهم لا يجتمعون إلَّا على «تراجع» مخزٍ، وعودونا على أنهم لا تتوحد كلمتهم إلَّا على «تنازل» جديد».

البحث عن أحياء

واصل العديد من الكتاب هجومهم على نتائج القمة العربية التي عقدت في الأردن ومن بين من عبروا عن استيائهم من النتائج عمرو جاد في «اليوم السابع»: «دون مبالغة في جلد الذات أو البحث عن دلالات خفية في ترتيب الصورة التذكارية للرؤساء والملوك.. الواقع يقول إن العرب اليوم في أضعف حالاتهم ككيان قومي، وهذه القمة لن تختلف عن أخواتها منذ 20 عامًا، اللهم إلا أننا افتقدنا طرائف القذافي، أما ترتيب الصورة فلم تفرضه القوة والمحورية، بقدر ما تحكمه التحالفات والأموال، تحالفات تعيد للأذهان عصبيات الجاهلية، حين كان لكل عربي حلف وجاريتان، والصراحة تستدعي أن نترك نغمة الوحدة العربية جانبًا إلى أن تبني كل دولة نفسها، وتحفظ حدودها، لأن إنقاذ الناجين على السطح أهم من البحث عن أحياء في قاع البحر الميت، فكل دولة عربية لديها حساباتها وعلاقاتها الخاصة، التي ترى فيها المصلحة حتى لو على حساب الجيران، وإن شئت صراحة أكثر فإن مصر وحدها مازالت تدفع فواتير البحث عن القومية العربية، ولما أعيتها السبل قررت أن تجعل منها شارعا في حي إمبابة تخليدًا للذكرى».

نهاية سعيدة

ومن بين اصوات المتفائلين بنهاية القمة العربية وجدي زين الدين رئيس التحرير التنفيذي لـ»الوفد»: «القمة العربية في الأردن تعد قمة المصالحة والمصارحة والتوافق العربي الجديد، بعد حالة من التصدع التي ألمت بالأمة العربية خلال الفترة الماضية، وكان من اللافت للأنظار هو اللقاء الذي جمع الرئيس عبدالفتاح السيسي مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والحقيقة أن هذا اللقاء والمكاشفة والصور الباسمة التي شاهدناها بين الزعيمين العربيين هي بمثابة رسالة واضحة وصريحة لكل الذين كانوا يريدون أن تستمر العلاقات المصرية ـ السعودية فاترة، أو على غير ما يرام. لقاء السيسي ـ سلمان، هو رسالة جديدة للأمة العربية بأنه آن الأوان لأن يلتف الجميع من أبناء الأمة العربية، للتصدي لكل الذين يريدون تدمير الأمة العربية، وأعتقد أن كلمة الرئيس السيسي في القمة كانت تركز على هذا المفهوم بشكل أوسع وأوضح، فقد كان الرئيس حريصاً جداً على أن ينبه إلى أن هناك من يريد تدمير «الدولة الوطنية» في كل البلدان العربية، وهذه هي الطامة الكبرى، التي يجب أن يحذر منها كل الأشقاء العرب. لقد نجحت قمة الأردن في أن تحتوى خلافات كثيرة بين الأشقاء العرب، وصحيح أنه سبق ذلك لقاءات مكوكية، وجاء من أبرزها زيارة العاهل البحريني الشيخ حمد للقاهرة، ودوره لا أحد ينكره في هذا الشأن، وكذلك الدور الكويتي والأردني، وهذه الجهود العربية تكللت في قمة «البحر الميت» بنجاح في حصار العلاقات الفاترة بين الأشقاء العرب».

هيا بنا نلعب

الكذب هو البضاعة الرائجة التي تقدمها السلطة للجماهير، وهو ما يشير إليه جلال الشايب في «البديل»: «الحكومة تهزل في الجد وتجد في الهزل، تعلن عن إنشاء عاصمة إدارية جديدة ستكلف الدولة مليارات الجنيهات، مساحتها أكبر من العاصمة الفرنسية باريس سبع مرات، والعاصمة الأمريكية واشنطن أربع مرات، وتعادل مساحة مطار العاصمة مرة ونصف المرة مساحة مطار هيثرو في لندن، ومساحة حديقة العاصمة أكبر بمعدل ست مرات من مساحة حديقة هايد بارك الشهيرة، ومساحة المدينة الترفيهية أكبر بمعدل تسع مرات من مساحة منتجعات «ورلد سينتوسا» في سنغافورة، ومساحة المنطقة الإدارية الحكومية أكبر بواقع ثلاث مرات من مساحة منطقة السفارات في برلين. كل ذلك، في الوقت الذي تقترض فيه الحكومة من البنك الدولي ودول الخليج، حتى تجاوز الدين الخارجي أكثر من 65 مليار دولار، وتطالب الناس بترشيد النفقات والتبرع لصالح صندوق «تحيا مصر»، ويقول رئيس الدولة موجهًا حديثه للشعب: «إننا فقرا أوي أوي». ومن صور الهزل أيضًا أن تستدعى الحكومة خبيرًا أجنبيًّا في كرة القدم في صورة مدرب للمنتخب، يتقاضى أكثر من سبعين ألف دولار في الشهر، وفي المقابل لا تجلب خبراء أجانب في المجالات المهمة والحيوية التي فشلنا في إدارتها لعقود طويلة، مثل الاقتصاد والتعليم والصحة والمرور والسكة الحديد وغيرها، التي نحتاج فيها للخبرة الأجنبية أكثر من حاجتنا للوصول إلى كأس العالم لكرة القدم».

 قمة الأحياء على ضفاف «الميت» تقدم القاتل في ثوب الضحية وفلسطين تنتظر تصريحاً للدفن بلا مشيعين

حسام عبد البصير

خفايا الإطاحة بمدير المخابرات في الأردن: السر في عبارة الملك حول «خلل في المنظومة الأمنية» والتوقيت ارتبط بالقمة والملف «المغربي»

Posted: 31 Mar 2017 02:31 PM PDT

عمان ـ «القدس العربي»: لا أحد على الإطلاق في الحالة الداخلية الأردنية التي تجنح بين الحين والآخر للغرابة الشديدة يمكنه فهم تلك الأسرار التي تدفع لبروز ظاهرة التجريح والنقد بعد ساعات قليلة من استقالة مدير المخابرات العامة رجل المستوى الأمني القوي الجنرال فيصل الشوبكي.
خلال ساعات فقط لم تكن مظاهر الترحيب بقرار القصر الملكي تغيير مدير الجهاز الأمني الأهم في البلاد ومباشرة بعد القمة العربية متسقة مع «الفروسية» كما يلاحظ الناشط النقابي الإسلامي الشرس ميسرة ملص الذي انتقد أداء الجنرال المقال مرات عدة وهو في الإدارة واعلن رفضه المشاركة في حفلة «النميمة» الجديدة.
للشوبكي الذي سيطر على الإيقاع لنحو خمس سنوات وبحكم عمله خصومات وبسبب طريقته في العمل ثمة متضررون ومنتقدون ومادحون والرجل في النهاية اجتهد وعمل فأخطأ وأصاب ولا يمكن القول بأن اي منصب في الجهاز الأمني بالعادة يمكن ان يحظى بأصدقاء حقيقيين.
المتنطحون بسرعة للاجتهاد في تبرير إحالة الشوبكي على التقاعد خصوصًا داخل الطبقة الحاكمة كانوا في الماضي القريب بالصدارة في تمجيد الرجل وتبرير الأخطاء لا بل في التسحيج له والاسترسال في تعداد مهاراته وأفضاله على النظام والدولة والشعب.
تلك قيمة ثقافية سلوكية مألوفة في النخبة والصالونات الأردنية ازدهرت فقط لأن موقع مدير المخابرات اشتبك أكثر مع التفاصيل السياسية والعلنية مؤخراً خلافاً لما كان يحصل في الماضي حيث لم يكن الرأي العام يعرف صورة الرجل ولا هويته قبل ان يحول سياسيون وإعلاميون محترفون بالنفاق هذا الموقع الوظيفي المهم إلى «تجارة» تخصهم.
في المقابل برزت بالتوازي ظاهرة الاستعجال في التصفيق الضار للمدير الجديد اللواء عدنان الجندي الذي بقي دوماً في الظل كواحد من أكفأ ضباط المخابرات وأكثرهم مهنية والذي ابعده الشوبكي اصلاً قبل اشهر قليلة وأحاله على التقاعد.
عندما يسأل رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي عن بعض التفاصيل يؤشر فوراً على ضرورة البحث في الموضوع مع «الباشا» وهي مفردة يصرفها الأردنيون للعشرات لكنها عندما تصرف رسمياً يكون المقصود فيها مدير جهاز المخابرات.
وعندما يغضب رئيس مجلس النواب عاطف طراونة يتحدث عن تعامله مع «حكومات عدة»، حتى كبارالموظفين والمستشارين في القصر الملكي درجوا على إدخال المستوى الأمني في تفاصيل ليست أمنية إطلاقاً لتغطية اعمالهم وأحياناً اخطائهم.
هنا تكمن الإشكالية التي تؤسس للمدير ظهوراً علنياً وسياسياً دائماً قد يختلف مع معايير الموقع والواجب الوظيفي كما يقدر رئيس سابق مخضرم للوزراء يتحدث لـ «القدس العربي» ويشير إلى ان قواعد علمي الرياضيات والفيزياء تقول بان المبالغة في الظهور السياسي والإعلامي لرموز المؤسسة الأمنية يعني التعرض وفورًا لما يتعرض له المدنيون حيث الحسابات والشللية وأحياناً الجهوية والمجموعات المنافقة وتنامي الشعور بـ «العظمة» وتوسيع إطار الصلاحيات بشكل يقلق ويزعج رموز كل بقية المؤسسات المشتركة في إدارة الدولة.
وهو المنطق الذي يؤشر عليه وبقوة الملك عبدالله الثاني شخصياً وهو «يكلف» الجنرال الجندي برسالة مكتوبة بالسهر على «التنسيق مع المنظومة الأمنية واستعادة ثقة المواطن الأردني بالجهاز».
لأن الرسالة نفسها سبق ان وجهت للجنرال الشوبكي شخصياً في الماضي يمكن الاستنتاج بأن الشوبكي تساهل في المهمة الأساسية التي أمر بها الملك أو لم ينفذها كما ينبغي بالتقدير الملكي، الأمر الذي استوجب التغيير وتكليف جنرال جديد محترف ومهني وتأطيره برسالة مكتوبة تتحدث اولاً عن «بقاء الخلل نفسه»، وثانياً عن أولوية مواجهته.
كانت مناسبة حديث الملك مرات عدة عن «خلل في المنظومة الأمنية» منطلقة اصلاً من أحداث لا يمكن إنكار الإخفاق الأمني فيها مثل حادثتي البقعة والركبان وخلية الإرهاب في قلعة الكرك.
عليه يمكن الاستنتاج بأن الإقرار باستمرار وجود الخلل الأمني خصوصاً بعدما أشرفت أجهزة أخرى بإبداع على «تأمين» قمة البحر الميت وبكفاءة كبيرة قد يكون أول خيط في تبرير الإطاحة بالجنرال الشوبكي والإستعانة بالجنرال الجندي الذي يحظى مع عائلته طوال الوقت بسمعة طيبة جداً.
دون ذلك تبقى الروايات المتعددة في السوق مجرد تكهنات بما فيها تلك التي تتحدث عن إخفاق الشوبكي في مسألة حضور الملك محمد السادس للقمة أو التسريبات الإلكترونية التي بدأت تروج من مصادر مجهولة تحت عنوان الإساءة للشوبكي او تحميله مسؤولية التعثر في مجالات عدة .
غير منطقي القول بأن قرار تغيير في منصب حيوي وأساسي من هذا الحجم يمكن ان يكون بمحض أي «صدفة» بقدر ما هو قرار تراكمي خصوصاً وان مؤسسة القصر «تنوع» منذ أسابيع في تجديد جنرالات المواقع الأمنية العليا.
سياسياً وأمنياً لا يمكن إنكار نجاح الشوبكي قبل رحيله بمعالجة أزمات عدة بكفاءة من بينها احتواء الحراك الشعبي والتصدي للعنف والتطرف مرات عدة واستعادة ولو قدر من «هيبة» المؤسسة الأمنية وإن كان خارج السياق الديمقراطي للخطاب الملكي طوال الوقت.
وسياسياً وأمنياً مهمة الجنرال الجديد لا يمكنها ان تكون سهلة وتؤشر على بعض الدلالات الاجتماعية والإقليمية وقد يكون من بينها مواجهة الشللية والجهوية التي تتراكم داخل المؤسسات الأمنية واستعادة مصداقية الشعب بالتوازي مع استعادة «الدور الخارجي» الذي كان مزدهراً في الماضي للمؤسسة الأمنية الأردنية والعمل ايضاً على الملفين السوري والعراقي باحتراف.
ثقة الناس في جهاز أمني عتيق ومخضرم مثل المخابرات لا يمكن التساهل فيها خصوصاً في مرحلة صعبة يهتم فيها المواطن بالأمن قبل الخبز. وفي الجهاز الأمني ثمة عشرات من الوطنيين المهنيين القادرين على الإنجاز والتصرف بمسؤولية، أحدهم الجنرال الجندي وآخرون أحيلوا بلا عدالة على التقاعد أو يتحينون الفرصة للأداء المهني والخدمة بصمت.
المحصلة من كل الجدل المثار حول القصة تقول أن الخلل في المنظومة وعليه لا تكفي المعالجة بتغيير الأفراد وتستطيع «القدس العربي» ان تؤكد بثقة أن هذا حصريًا ما يفكر فيه العاهل الأردني.
وعليه «التسحيج» للجنرال الجديد يسيء إليه ولا يخدم الدولة وردود الفعل المضادة لسلفه الشوبكي بعيداً عن «الفروسية» لا يمكنها ان تخدم النظام.

خفايا الإطاحة بمدير المخابرات في الأردن: السر في عبارة الملك حول «خلل في المنظومة الأمنية» والتوقيت ارتبط بالقمة والملف «المغربي»
أمراض النخبة تظهر بسرعة… «تسحيج» يضر بالجنرال الجديد و«تجريح» بلا فروسية ضد القديم.. و«روايات» غير صحيحة بالجملة في السوق
بسام البدارين

لماذا لم يرجع مسيحيو الموصل لبيوتهم بعد استعادتها من تنظيم «الدولة»؟

Posted: 31 Mar 2017 02:31 PM PDT

خمسة أشهر مضت على استعادة قوات الحكومة العراقية لمناطق سهل نينوى، حيث الثقل الاكبر لمسيحيي الموصل في برطلة وبعشيقة وقراقوش، ولكن حتى اليوم فان معظم تلك البلدات المسيحية تبدو مهجورة، بل وتعرضت مئات المنازل لعمليات حرق ونهب لمحتوياتها، بعد استعادة تلك المناطق في الحمدانية من سيطرة تنظيم «الدولة»، ما جعل معظم السكان المسيحيين يفضلون البقاء خارج بلداتهم، على الرغم من زوال العائق الذي كان يحول بينهم وبين عودتهم وهو تنظيم «الدولة» .
فمن هو المسؤول عن حرق بيوت مسيحيي الموصل ونهبها وتهديد امنهم؟ السكان المحليون من تلك البلدات الذين نتحدث إليهم يعرفون المسؤول عن منع عودتهم، لكن قبل التطرق إلى روايات السكان، أريد ذكر ما قاله لي أحد أبرز الصحافيين الذين شاركوا في تغطية النزاع في الموصل على مدى الاشهر الماضية، وهو يتولى إدارة تحرير الشرق الاوسط لمؤسسة إعلامية غربية عريقة، هذا الزميل الصحافي يبدي استياءه  من التحيز الاعلامي الغربي في تغطية النزاع، بدءا من طريقة معالجة ازمة الإيزيديين في سنجار، التي تابعها عن قرب، وصولا لتجاهل الضحايا المدنيين في معركة الموصل، حتى حدثت مجزرة الموصل الجديدة، إلا أن ما لفت انتباهه اخيرا، هو الصمت الكامل عن قصة حرق بيوت المسيحيين في الموصل وبلداتهم الخاوية على عروشها، بعد ان امتلأت الصحافة الغربية بالتقارير المتعاطفة معهم، إذ خلت الموصل من مسيحييها عندما كان الطرف الآخر في القصة هو تنظيم «الدولة». أما اليوم فإن خمسة اشهر مضت على إبعاد التنظيم المتشدد، ولم يتساءل أحد، لماذا ظلت الموصل خالية من مسيحييها، بل وحرقت الكثير من بيوتهم؟
الزميل الصحافي لديه إجابة واحدة عن الطرف المسؤول عن المعاناة الجديدة  لمسيحيي الموصل، وهي تتفق مع مجمل نتائج اللقاءات التي اجريناها مع سكان محليين وعناصر وضباط أمنيين، وهذا الطرف هو الحشد الشعبي، اذ تم تكليف الميليشيات الشيعية بإدارة المناطق التي تمت استعادتها من قبل قوات الحكومة بمختلف تشكيلاتها، من مكافحة ارهاب وشرطة اتحادية ورد سريع، والجيش، وغيرها من تشكيلات. وبينما تقدمت قوات الحكومة نحو جبهات القتال مع تنظيم «الدولة» فإن مهام ادارة المناطق التي تمت استعادتها أوكلت لهذه الميليشيات، فقامت عناصر بسرقة المئات من منازل المسيحيين ثم حرقها، ويقول معظم الذين زاروا سهل نينوى ان دور الميليشيات المسيحية المتواجدة هناك هامشي وشكلي ولا يعدواكونه غطاء لتواجد الميليشيات الشيعية المهيمنة تماما، وأن الحشد الشعبي يسيطر  ليس على سهل نينوى فحسب، بل على معظم حزام الموصل الجنوبي الشرقي والجنوبي مقابل تواجد خجول للقوات الحكومية، فبعد حاجز الجيش في برطله، وباتجاه قراقرش وحمام العليل، تم إحصاء أكثر من عشرين حاجزا للميليشيات، وبعدها يأتي حاجز واحد حكومي عند الجسر الصناعي الحديدي.
في الأشهر السابقة لم تكن قضية اتهام الحشد الشعبي بهذا الدور في بلدات المسيحيين أمرا سهلا، لذلك تفضل أغلب الجهات الاشارة له من دون ذكر اسمه، خوفا من توترات محلية، وهكذا فعلت إحدى المنظمات المسيحية، وهي المرصد الآشوري لحقوق الانسان، التي نشرت قبل اشهر قليلة بيانا يطالب بالتحقيق في حرق منازل المسيحيين، واصفة الاطراف المسؤولة عن ذلك بالـ»جهات العراقية المجهولة»، رغم ان قناة تلفزيونية لمسيحيي الموصل نشرت تقريرا عن بيت احد المسيحيين الذي تعرض للحرق في بغديدا قراشوش، وتحدث صاحب البيت مع زوجته عن أنهم عادوا لمنزلهم بعد إبعاد تنظيم الدولة ونظفوا البيت، ثم عادوا بعد ايام ليجدوا المنزل قد تم حرقه بالكامل، كما اظهرته الصور، واللافت ان الرجل وزوجته قالوا انهم ابلغوا القوات الحكومية بذلك وردوا عليهم بعدم قدرتهم على التعامل مع الموضوع، ثم ابلغوا الشرطة المحلية في قراقوش ليردوا عليهم بعدم معرفتهم بالجهة التي قامت بالحرق! ويعلق احد السكان المحليين على الامر بالقول إن تنظيم «الدولة» كان يفجر البيوت الخاصة بالمتعاونين مع الحكومة والقوات الامنية، لكنه لم يحرق بيوتا في منطقتنا. أما الميليشيات فهي من عرف عنها حرق البيوت، وقد اصبحت ماركة مسجلة باسمها، بعدما فعلوه بمئات المنازل في تكريت وبيجي وغيرها من المدن التي دخلوها، ويضيف معلقا عن واقع اقاربه من مسيحيي الموصل الذين هاجر معظمهم لاوروبا والولايات المتحدة «بين من يفجر البيوت ومن يحرقها، فضل كثير من المسيحيين في الموصل ترك البيوت والهجرة».  خلف هذا كله يختبئ شبح التغيير الديمغرافي، ليس فقط المتعلق بالسكان المسيحيين في سهل نينوى، بل بقضية النزاع العربي الكردي على حدود كردستان في سهل نينوى، التي يبدو ان مسيحيي سهل نينوى دفعوا ثمنا لها، فالحشد الشيعي يكثف من تواجده هناك على ما يبدو على خلفية النزاع المحتدم بين الاحزاب الشيعية وحكومة كردستان وسلطة بارزاني فيها تحديدا، والتي وصلت لتهديد القيادي بالحشد قيس الخزعلي بالهجوم على اقليم كردستان العراق، وعادت الأزمة  للتصعيد من جديد بعدما رفع الاكراد علم حكومة كردستان في كركوك قبل ايام، ورغم نجاح القوى الكردية والشيعية بنزع فتيل اكثر من مواجهة عسكرية وسياسية بينهم، فان هناك من ينتظر ويرقب تصاعد التوتر والصدام بين القوى الشيعية والكردية من جانب، وبين بارزاني وطالباني المدعوم ايرانيا من جهة اخرى .
كاتب فلسطيني من أسرة «القدس العربي»

لماذا لم يرجع مسيحيو الموصل لبيوتهم بعد استعادتها من تنظيم «الدولة»؟

وائل عصام

مجلس الديانة الإسلامية في فرنسا يطلق «ميثاق الإمام»

Posted: 31 Mar 2017 02:31 PM PDT

باريس ـ «القدس العربي»: في خطوة هي الأولى من نوعها في فرنسا، أعلن المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، يوم أمس عن إطلاق «ميثاق الإمام»، بهدف مواجهة الخطاب الديني المتطرف في عدد من المساجد الفرنسية، ومن أجل حث الأئمة على الالتزام واحترام قوانين الجمهورية الفرنسية.
وتأتي هذه الخطوة بعدما زادت حدة الضغوط من طرف الحكومة الفرنسية على ممثلي الجالية الإسلامية في فرنسا ومطالبتها بالعمل على إبراز إسلام وسطي ومعتدل، لا يتعارض مع قيم الجمهورية.
كما أن عددا من المرشحين للانتخابات الفرنسية كانوا شنوا هجوما لاذعا خلال الحملة الانتخابية، على الحضور الإسلامي في فرنسا، وكان على رأسهم، زعيما اليمين المحافظ واليمين المتطرف.
وطالب المرشح فرانسوا فيون بوضع الديانة الإسلامية تحت «المراقبة الإدارية للدولة»، وهو ما أثار حفيظة الجاليات الإسلامية، كما تعهد بحل الجمعيات السلفية أو تلك التي تتبنى فكر الإخوان المسلمين في حال فوزه.
أما زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان، فقد تعهدت بمنع الحجاب في الأماكن العمومية، وإغلاق المساجد والمنظمات الإسلامية وطرد كل الأئمة الذين ينشرون خطابا لا يتلاءم مع القوانين والقيم الفرنسية.
ويتضمن الميثاق الجديد مجموعة من الضوابط التي يتعين على أئمة مساجد فرنسا الالتزام بها في توجيهاتهم لمسلمي فرنسا. ويتوجب على كل إمام في فرنسا، أن يعلن انتماءه لقيم الجمهورية، ولمبادئ العلمانية، والتزامه بالإسلام الوسطي المعتدل، وذلك بالتوقيع خطيا على «ميثاق الإمام»، كي يصبح التزاما شخصيا.
كما أكد المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية أنه سيدعو كل مساجد فرنسا للتوقيع بدورها على الميثاق، وجعله شرطا أساسيا من شروط توظيف الأئمة.
وفي بند آخر يورد الميثاق أن كل الأديان تتعايش في فرنسا، وعلى كل مسلم أن يحترم قيم وقوانين الجمهورية الفرنسية، موضحا أن الميثاق يتحدث عن «الإسلام في فرنسا» وليس «الإسلام الفرنسي».
كما حث المسلمين على عدم الاستعانة أو «استيراد» ثقافتهم الدينية من خارج فرنسا، خصوصا من بعض الوعاظ والدعاة الذين ينشرون فتاوى وأحكام حول قضايا لا تتلاءم مع الواقع الذي يعيشه المسلمون في فرنسا بشكل عام.
ويشير «ميثاق الإمام» أيضا إلى أنه في إطار ممارسة العقيدة الإسلامية حاليا، فإن «العقاب البدني» و«تعدد الزوجات» لا مبرر لهما. في المقابل، يعتبر الميثاق الجديد أن المساواة بين الرجل والمرأة بات أمرا ضروريا.
وجاء في الميثاق أيضا أنه يحظر على المسلم بدء الحرب، ولا يسمح بـ«الجهاد» إلا في حالة الدفاع عن النفس، ضد المعتدي، كما جاء في القرآن الكريم. وإذا كان العدو على استعداد للجنوح للسلم والسلام، فمن واجب المسلمين السعي بدورهم إلى تحقيق ذالك، استنادا لكتاب الله تعالى.
وأوضح المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية أن «ميثاق الإمام» سبق أن أعلن عنه بعد اعتداءات باريس الإرهابية في تشرين الثاني/ نوفمبر،عام 2015، لكن تعطل خروجه بسبب عدم توصل المنظمات الإسلامية لتوافق حول بعض النقاط الخلافية.
ويوجد في فرنسا، نحو 2500 مسجد، وأكثر من 1600 إماما. كما أن الحكومة الفرنسية كانت قد قامت بترحيل وطرد ما لا يقل عن 20 إماما لبلدانهم الأصلية، خلال العامين الماضيين بعد اتهامهم بنشر خطاب متطرف، أو التحريض على القتال في سوريا والعراق. كما قامت السلطات الفرنسية بدهم عدد من المساجد، وقامت بحل عدد من المنظمات الإسلامية، في إطار قانون حالة الطوارئ الساري منذ الهجمات الإرهابية التي ضربت فرنسا عام 2015 و2016.

مجلس الديانة الإسلامية في فرنسا يطلق «ميثاق الإمام»

هشام حصحاص

«الإفتاء» المصرية تهاجم رسالة «الإخوان» للقمة العربية

Posted: 31 Mar 2017 02:31 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: دعا مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء المصرية، جماعة «الإخوان المسلمين» إلى «لَفظِ العنف والتبرؤ منه والتخلي عن منفذيه والإعراض عن أفكار الجماعة المتشددة والتكفيرية، التي تهدف إلى السيطرة على الأمم والشعوب، والاندماج وسط الشعوب والمجتمعات، والتعاطي مع مشكلاتها والعمل من أجل حلِّها في سياق المواطنة الكاملة والحقيقية دون أن يكون لأعضائها ولاءات غير وطنية تدفعهم للعمل ضد مصالح الدول والشعوب من أجل غايات جماعات وأهدافها».
وأشار في بيان أمس، إلى أن «العمل على أرضية الوطن ولصالحه وصالح مواطنيه هو السبيل الأمثل لنهضة الوطن وتقدمه وتحقيق تطلعات شعبه، وليس العمل على أرضية الولاءات غير الوطنية والحزبية التي تشكِّل اللبنة الأولى في التناحر والتصارع على حساب مصالح الوطن ومستقبل أهله؛ لذا فعلى جماعة الإخوان التخلي عن العنف، وقطع الصلة مع الدول والجهات الخارجية التي تستخدم الجماعة وأفرادها للإضرار بالوطن وتهديد أمن مواطنيه، والعودة إلى صفوف الوطن والانخراط في العمل الوطني المجتمعي الدافع نحو النهوض والتقدم الذي تنشده الشعوب والمجتمعات العربية».
وقال المرصد: إن «خطاب جماعة الإخوان المسلمين الموجه للقمة العربية يعكس سعي الجماعة للمتاجرة بالقضية الفلسطينية والتذرع بالدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس؛ وذلك من أجل كسب عقل الشارع العربي وقلبه وإقناعه أن الجماعة بعيدة عن العنف، وأنها تساند القادة العرب وتطالبهم بتحقيق مطالب الأمة العربية وأهدافها».
وأعتبر أن «السياق المحلي والدولي الذي تعيشه الجماعة يشكل عامل ضغط كبيرًا في ظل اتجاهٍ دولي متصاعد لإدراج الجماعة على قوائم الإرهاب وحظر أنشطتها ومصادرة أموالها، وسط رفض محلي ومجتمعي للجماعة، ولفظٍ لأفرادها من أوساط العمل الأهلي والمجتمعي، وشبه إجماع على مسؤولية الجماعة عن العنف وسفك الدماء في الكثير من البلدان العربية».
وكانت جماعة « الإخوان» وجهت رسالة إلى مؤتمر القمة العربية الذي عُقد في منطقة البحر الميت في المملكة الأردنية الهاشمية في الدورة العادية التاسعة والعشرين. وجاء فيها: «يأتي اجتماعكم وأنتم على مرمى حجر من بيت المقدس، حيث المسجد الأقصى وكنيسة القيامة الأسيران، اللذان انتهى بهما التاريخ رغم كل ما خرج من بيانات وقرارات عن القمم السابقة منذ تأسيس الجامعة العربية في عام 1945، وقبل قيام دولة إسرائيل بثلاث سنوات، وما خرج عنها من بيانات وقرارات، إلى تأكيد وجود نظام فصل عنصري على هذه الأرض المباركة».
واقترحت جماعة الإخوان «الوقوف دقيقة؛ حدادًا على ضحايا الأمة الذين يسقطون يوميا على ترابها من جراء ما يجري على أراضيها من حروب ونزاعات، ودعوة الشعوب العربية كلها من المحيط إلى الخليج إلى المشاركة فيها، وفي التوقيت ذاته لنثبت أننا أمة واحدة، بمشاعر واحدة، وآمال مشتركة»، وذلك حسب ما جاء في الرسالة.

«الإفتاء» المصرية تهاجم رسالة «الإخوان» للقمة العربية

مؤمن الكامل

الجزائر: حملة انتخابية على الأبواب وهاجس المقاطعة يؤرق السلطة!

Posted: 31 Mar 2017 02:30 PM PDT

الجزائر – «القدس العربي»: تستعد الجزائر لإجراء خامس انتخابات برلمانية منذ إقرار التعددية السياسية، دون احتساب الانتخابات التي جرت سنة 1991، وألغيت نتائج الدور الأول منها بعد فوز الإسلاميين بأغلبية المقاعد فيها، ورغم أن هذه الانتخابات لا تحمل في طياتها ظاهرياً أي رهان، إلا أنها تعتبر كذلك بالنسبة إلى السلطة، التي تريد أن تجعل منها اختباراً للإصلاحات السياسية التي شرعت فيها منذ 2011، والتي شهدت إعادة النظر في كل ترسانة القوانين المسيرة للحياة السياسية، وتوجت سنة 2016 بتعديل موسع للدستور.
وتأتي هذه الانتخابات في ظرف سياسي واقتصادي ضاغط، فالسلطة حتى وإن استطاعت أن تحافظ على التوازنات الكبرى سياسياً واقتصادياً، إلا أنها لم تستطع المرور بعد إلى بر الأمان، فالوضع الصحي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة مازال يؤثر على أداء السلطة، وعدم ممارسته مهامه بالشكل الذي كان يمارس به قبل إصابته بوعكة كشف الكثير من عيوب الجهاز التنفيذي، كما أن الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد تزداد صعوبة، في وقت تبدو فيه الحكومة عاجزة عن تقديم حلول للأزمة التي تعصف بالبلاد من جراء انهيار أسعار النفط، خاصة أن الحلول التي تقدمها الحكومة منذ أكثر من سنتين، تبدو ارتجالية ومتسرعة ويغلب عليها الغموض.
وفي هذه الأجواء تبدو الانتخابات البرلمانية كمشروع تسعى السلطة إلى إنجاحه للتغطية على الإخفاقات الأخرى، واستغلاله كمنبر لإثبات صلاحية الإصلاحات التي أدخلتها على الحياة السياسية خلال الست سنوات الماضية، بغرض إعادة إرساء قواعد جديدة للممارسة الديمقراطية، والأهم من ذلك الخروج بجرعة إضافية من الشرعية، تمكن السلطة من المواصلة حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة، علما وأنها خرجت محرجة من الانتخابات الرئاسية الأخيرة، التي حصل بموجبها الرئيس بوتفليقة على ولاية رابعة، انتخابات لم يقم بحملتها، ولم يخاطب فيها الجماهير، بسبب وضعه الصحي الصعب، علماً أنه كان خارجاً للتو من جلطة دماغية أدخلته المستشفى لمدة تجاوزت الـ80 يوماً، ثم فترة نقاهة دامت أشهراً عدة، ومازاد في تعقيد مهمة السلطة آنذاك، هو التكتل الذي شكلته المعارضة، وضم كل ألوان الطيف وكل المعارضين للنظام، والذين رفعوا شعار إسقاطه أو جره إلى طاولة التفاوض.
الانتخابات المقبلة ستكون فرصة للسلطة لتكون حكماً وليس خصماً، حكم بين أحزاب الموالاة التابعة إليها والدائرة في فلكها وأحزاب المعارضة التي تخلت عن لاءاتها وقررت المشاركة في الموعد الانتخابي المقبل، ودخلت في صراعات وملاسنات بين مشارك ومقاطع، علماً أن أغلبية الأحزاب قررت المشاركة، عدا حزبين وهما طلائع الحريات الذي أسسه علي بن فليس رئيس الحكومة الأسبق، الذي اختار المقاطعة لأنه يخشى أن تقزمه السلطة وتمنحه بضعة مقاعد تجعل منه «حزيباً» ضمن غيره، وحزب جيل جديد الذي يقول إن المقاطعة هو الخيار الاكثر انسجاماً مع مواقف المعارضة التي اختارت التكتل منذ سنة 2014، وقد اتهم الحزب أحزاب المعارضة التي قررت المشاركة بعقد صفقة مع السلطة من أجل الحصول على قطعة من الكعكة.
ورغم أنه من الناحية العددية فإن أغلبية الأحزاب ستشارك في الانتخابات، إلا أن هاجس المقاطعة يؤرق السلطة، التي تخشى من عزوف المواطنين لعدة أسباب، أولها فقدان المواطن لثقته في التغيير عن طريق الانتخابات واستقالته من الحياة السياسية، وبالتالي تعتقد أنه سيكون من السهل استمالته بخطاب المعارضة التي اختارت المقاطعة، رغم قلتها، وبالتالي فإن السلطات لن تمنح أي ترخيص للمقاطعين من أجل تنظيم تجمعات أو مهرجانات لدعوة المواطنين إلى الانصراف عن الموعد الانتخابي المقبل.
وفي إطار هذا التوجس أصدرت وزارة الإعلام ميثاق شرف لتغطية الانتخابات المقبلة، موجهاً إلى القنوات التلفزيونية الخاصة، ومن بين أهم النقاط التي تضمنها الميثاق، هو منع القنوات من منح الكلمة للمقاطعين من الأحزاب والشخصيات، وكل الذين من شأنهم ضرب مصداقية الانتخابات، وأن تعمل هذه القنوات على حث المواطنين على المشاركة بقوة في الانتخابات المقبلة، بالإضافة إلى التوقف عن بث البرامج التي يأخذ فيها رأي الشارع، لأنها، بحسب الميثاق، ليست عملية سبر آراء تخضع للمعايير العلمية المتعارف عليها.
ويرى الإعلامي رضا من قناة «الشروق» ( خاصة) أن السلطة تعيش هاجس المقاطعة، كما لو أنها كانت ستنظم أول انتخابات في تاريخها، بدليل حملة التعبئة الواسعة التي تقوم بها، فضلاً عن تصريحات وزير الإعلام التي تكشف حجم تخوف السلطة من المقاطعة.
واعتبر أن الأسباب متعددة، ولكن أهمها إدراك السلطة حجم الهوة الموجودة بين الجهاز التنفيذي والسلطة التشريعية والمواطن، وأن الخيبات المتتالية التي مني بها المواطن، وعدم تحقيق الوعود التي قطعتها الحكومات المتتالية، فضلاً عن مستوى البرلمانيين الذي يزداد تراجعاً، وتورط عدد منهم في قضايا فساد، دون أن ننسى الأزمة الاقتصادية التي وجد المواطن أنه يدفع ثمنها لوحده.
واعتبر الصحافي جعفر خلوفي أنه مهما اختلفت سيناريوهات الانتخابات يبقى العزوف الانتخابي ثابتاً يؤرق السلطة، ويضعف من مصداقية أي موعد انتخابي، معتبراً أن هذا السبب هو الذي جعل السلطة تنطلق في حملة دعائية غير مسبوقة لإقناع المواطنين بالمشاركة في الانتخابات، فالملصقات في كل مكان، ووسائل الإعلام تبث وتذيع أغاني تدعو إلى المشاركة، وخطاب سياسي يكاد يخون دعاة المقاطعة، بالإضافة إلى ميثاق تغطية الانتخابات الموجه إلى وسائل الإعلام، وهو ما يبين بشكل واضح أن السلطة تعي جيداً أن ارتفاع نسبة العزوف هو تشكيك مسبق في البرلمان المقبل، والذي سيجد نفسه أمام وضع اقتصادي معقد، يستوجب سياسات غير شعبية لن يتحمل تبعاتها الاجتماعية إلا منتخبون شرعيون جاءت بهم انتخابات بنسب مشاركة مقبولة.
وذكر أنه أمام مشاركة أغلبية أحزاب المعارضة، وجدت الأقلية التي اختارت المقاطعة نفسها أمام حصار إعلامي ودعائي حقيقي، تخللته تجاوزات لفظية من طرف أشخاص وسياسيين مقربين من السلطة، وكلها ردود فعل انفعالية لا طائل من ورائها، خاصة أن الجميع يعلم أن الشعب الجزائري يقاطع لأنه فقد الأمل في العمل السياسي ككل، ولا يقاطع استجابة لدعوات المقاطعة التي أطلقها بعض الساسة.

الجزائر: حملة انتخابية على الأبواب وهاجس المقاطعة يؤرق السلطة!

استمرار حرب الاستيلاء على عقارات الوقف السني في العراق

Posted: 31 Mar 2017 02:30 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: يواصل ديوان الوقف الشيعي وبعض الأحزاب في العراق، الاستيلاء على ممتلكات ديوان الوقف السني وعقاراته، منذ عام 2003، تحت مختلف الذرائع والأساليب، وسط معارضة ضعيفة.
وقد طالب تحالف القوى العراقية، أول أمس الخميس، رئيس مجلس الوزراء، حيدر العبادي، بـ«وضع حد للانتهاكات والتجاوزات الخطيرة على مساجد أهل السنة والتي يقوم بها مسؤولون في ديوان الوقف الشيعي، مستخدمين الترغيب والترغيب والتلاعب بسجلات التسجيل العقاري».
واستنكر في بيان له تلاه عدد من النواب السنة، «مساعي ديوان الوقف الشيعي المتمثلة بتغيير سندات العقارات الوقفية العائدة لديوان الوقف السني بالاتفاق مع دوائر التسجيل العقاري، وخاصة تلك المساجد الواقعة على الشوارع الرئيسية ذات الطابع التجاري».
وحسب التحالف، «هذه التجاوزات طالت هذه المرة جامعي القزاز في منطقة زيونة ونجاة السويدي في شارع 14 رمضان في المنصور، اذ يقوم ديوان الوقف الشيعي وبالتنسيق مع دوائر التسجيل العقاري في بغداد وبطرق غير قانونية بتغيير سندات قطع الارض المشيد عليها الجامعان اللذان يقعان على شوارع تجارية، وإبرام عقود مساطحة (استثمار طويل) لإنشاء محلات، وهي محاولة سبق لديوان الوقف السني ان رفضها للمحافظة على روحانية تلك المساجد وخصوصيتها».
وأضاف: «أولئك يكررون محاولاتهم السابقة قبل أكثر من سنتين، عندما قاموا بجولتهم المعروفة على دوائر التسجيل العقاري في بغداد والمحافظات بهدف تغيير سندات العقارات الوقفية التابعة لديوان الوقف السني وتسجيلها باسم ديوان الوقف الشيعي مستخدمين الترغيب تارة والترهيب تارة أخرى، لإجبار موظفي التسجيل العقاري على الامتثال لأوامرهم ومخالفة القوانين النافذة».
وأشار إلى أن «تلك المحاولات باءت بالفشل، بعد ان تم ابطالها واعادة تلك العقارات بأسم ديوان الوقف السني بالطرق القانونية بعد تقديم كل ما يثبت عائديتها ومفاتحة الجهات الرقابية وهيئة النزاهة بمحاسبة الموظفين الذين قاموا بتغيير سندات عائدية تلك العقارات».
وحذر البيان من «عدم اتخاد الحكومة اجراءات رادعة لوقف تلك الانتهاكات من شأنه ان يشجع ممارسيها على الاستمرار بهذا السلوك الشائن الذي من شأنه ان يسهم في خلق الفتنة الطائفية والأضرار بالوحدة الوطنية للشعب العراقي».
وفي السياق، أكد رئيس ديوان الوقف السني الأسبق عدنان الدليمي، أن «التسوية التي ينادي بها التحالف الوطني (الشيعي) هي حبر على ورق، وأن على التحالف الوطني إبداء حسن نية تجاه السنة من خلال اجراءات من بينها إطلاق سراح المعتقلين الأبرياء وإعادة مئات المساجد التابعة لاهل السنة التي تم الاستيلاء عليها من قبل الاحزاب الشيعية منذ 2003».
وأشار الدليمي إلى أن «الحديث عن التسوية والمصالحة دون أن تبدي الاحزاب الشيعية والحكومة مواقف حسن النية التي تعبر عن بعض مطالب أهل السنة المشروعة والدستورية، هي حبر على ورق».
وكانت «القدس العربي» اجرت لقاءا مع رئيس الوقف السني عدنان الدليمي خلال العام 2005، أكد خلاله أن «الميليشيات الشيعية استولت على مئات المساجد في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب وجعلتها مقرات لها، كما قتلت المئات من ائمة المساجد وخطبائها في تلك المناطق».
ويذكر أن قوات الاحتلال الأمريكي وضمن سياستها في تقسيم الدولة العراقية، قامت بعد عام 2003 بتقسيم وزارة الأوقاف والشؤون الدينية إلى أربع دوائر الوقف الشيعي والوقف السني والوقف الكردي والوقف المسيحي، ما تسبب في نزاعات فيما بينها على ممتلكات وعقارات عائدة لكل منها.

استمرار حرب الاستيلاء على عقارات الوقف السني في العراق

الأسد يكثف الضغط على مواليه في الساحل ويأمر بسحب جميع العاملين في دوائر الدولة للخدمة الإلزامية

Posted: 31 Mar 2017 02:30 PM PDT

دمشق ـ «القدس العربي»: رغم الترقيع المستمر منذ عام 2012 لوحدات الجيش المهترئة، وزعماً منه برفع أعداد مقاتليه، وصولاً لرفع كفاءاتهم، ما فتئت القيادة العسكرية للنظام السورية، تعلن عن سحب عناصر جدد، ورفع سن المطلوبين للخدمة، فتارة تشكل أولية وفيالق جديدة، وتارة تعلن عن مجموعات قتالية تحت اسم اللجان الشعبية، أو الدفاع الوطني وكتائب البعث، ودرع الوطن، وآخر ما تم تشكيله اللواء الطوعي 145، التابع للفيلق الخامس، الذي فرض على كل موظفي القطاع الحكومي في محافظة طرطوس، من عمر 25 عاماً حتى الـ 50 للالتحاق به.
وفي هذا الصدد، وبتوجيه من وزير الدفاع السوري فهد الفريج أصدر مجلس إدارة محافظة طرطوس كتاباً، كلف خلاله العاملين الذكور في محافظة طرطوس للالتحاق «باللواء الطوعي 145» مطالباً المديريات كافة بتسليم اللوائح الاسمية للموظفين بالسرعة القصوى، إلى مقرات «الدفاع الوطني» الذي يعتمد مديرية التربية والتعليم في طرطوس مقراً له، وعليه يعاقب من يخالف القرار، واستبعدت وزارة الدفاع من الخدمة العسكرية ضمن صفوف الفيلق الخامس كلٌّاً من «الوحيد، دافع البدل النقدي، المسرح بمرسوم جمهوري، الخدمة الثابتة، المؤجل دراسيا، والمعيل لأهله لوجود أخوته في الجيش»، حسب الكتاب.
ورأى المحلل العسكري محمد خير العطار في تصريح لـ «القدس العربي» أن قرار وزارة الدفاع في سحب جميع موظفي الدوائر الحكومية في طرطوس، أول ما تفعل هو شل وتعطيل دوائر الدولة في المحافظة من العنصر الذكوري الذي يمثل ما لا يقل عن 65 بالمئة من موظفي الدوائر، وإدخال عناصر لا تتمتع باللياقة القتالية المطلوبة، مما ينبئ بأن القيادة العسكرية عند النظام تهتم بالكم العددي بصرف النظر عن القدرات، وهو ما يدل على استمرار تآكل الجيش وعدم قدرته على القيام بالمهام المطلوبة منه، فضلاً عن سعيه الحثيث لمضاعفة أعداد مقاتليه لتغطية المهام الموكلة لجيشه، وتخفيف اعتماده عليها وعلى ميليشيا الحشد الشعبي وغيره من المجموعات المؤتمرة بإمرة طهران.
وكانت نقابة المهندسين السوريين قد أوعزت إلى فروعها كافة في المحافظات السورية، قبل نحو شهر، على حث مهندسيها على التطوع لدى «الفيلق الخامس اقتحام» فيما أعلن نقيب المهندسين لدى النظام السوري غياث القطيني عن إغراءات مادية مقدمة لكل مهندس يتطوع ضمن «الفيلق الخامس» على أن يكون مرتبه الشهري 150 ألف ليرة سورية، أي ما يساوي قرابة 300 دولار امريكي شهرياً، فيما سيتقاضى المتطوع العادي 200 دولار.
وجاء في البيان الصادر عن نقابة المهندسين السورين «انطلاقاً من تفعيل دور النقابة ومساهمتها في الدفاع عن الوطن، والتصدي للإرهاب التكفيري والعصابات المسلحة، ان مجلس النقابة يهيب بكم حث المهندسين في فروعكم والعاملين لديكم بنيل شرف التطوع في الفيلق الخامس للجيش العربي السوري، والذي يضم ثلاثة ألوية». وتابع البيان «ان التطوع في هذا الفيلق متاح للجميع من سن 18 وما فوق، على ان يكون المتطوع لائقاً صحياً».
وأوضح البيان الممهور بختم النقيب المهندس «غياث القطيني» ان الالتحاق ضمن الفيلق «ضعيف ولا توجد استجابة من قبل الموظفين» مرجعاً السبب إلى «ان البعض يظن بأن الفيلق الخامس هو للاقتحام، بينما هو عبارة عن فيلق يتبع للجيش والقوات المسلحة، مثل بقية الفيالق»، حسب البيان.

الأسد يكثف الضغط على مواليه في الساحل ويأمر بسحب جميع العاملين في دوائر الدولة للخدمة الإلزامية

هبة محمد

هدم الأضرحة ومقتل الشيخ «أبو حراز» في سيناء يشعل «الخلافات الصوفية»

Posted: 31 Mar 2017 02:29 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: أغلقت محافظة القاهرة، أمس الجمعة، باب الترشح للمجلس الأعلى للصوفية، وسط اتهامات للمجلس المنتهية ولايته، بالتخاذل في الرد على الحملة الشرسة التي يشنها السلفيون ضد الصوفية، أو الدفاع عن أبناء الصوفية في سيناء من عمليات الاغتيال المستمرة التي ينفذها تنظيم «ولاية سيناء» المبايع لتنظيم «الدولة الإسلامية» بحق أعضائها.
هذه الاتهامات دفعت شباب الطرق الصوفية إلى تشكيل ائتلافات تعبر عنهم بعيدا عن المجلس الأعلى للصوفية أبرزها، ائتلاف «صوفية الغد» الذي دعا شيوخ الطرق من الشباب لخوض الانتخابات، ونظم اجتماعات في مسجد الحسين في القاهرة خلال الفترة الماضية للاتفاق على دعم مرشحين بعينهم.
وقال الدكتور عبد الهادي القصبي، رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية، وكيل الجنة التضامن في مجلس النواب، في بيان، إن 16 مرشحا تقدموا حتى الآن سيتنافسون على 10 مقاعد.
وأضاف: «المرشحون الـ16 هم، الشيخ عبد الرحيم محمد العزازي، شيخ الطريقة العزازية، والشيخ سعيد حسن الشناوي، شيخ الطريقة الشناوية، والشيخ مالك علوان، شيخ الطريقة العلوانية، والشيخ محمد علي عاشور، شيخ الطريقة البرهانية، والشيخ مختار علي محمد، شيخ الطريقة الدسوقية المحمدية، والشيخ محمد علاء الدين ماضي أبو العزائم، شيخ الطريقة العزمية، والشيخ محمد عصام زكى إبراهيم، شيخ الطريقة المحمدية الشاذلية، والشيخ سالم جابر حسين الجازولي، شيخ الطريقة الجازولية، والشيخ محمود محمود أبو الفيض المنوفي، شيخ الطريقة الفيضية الشاذلية، والشيخ حسين سلامة الراضي، شيخ الطريقة الحامدية، والشيخ أحمد الصاوي، شيخ الطريقة الصاوية، والشيخ محمد عبد الخالق مصطفى الشبراوي، شيخ الطريقة الشبراوية الخلوتية، وعمرو العفيفي شيخ الطريقة العفيفية، والشيخ عبد الله المحجوب شيخ الطريقة المحجوبية، والدكتور محمد أبو هاشم شيخ الطريقة الهاشمية، والشيخ سامح المرزوقي شيخ الطريقة المرزوقية».
وقال الشيخ مصطفى زايد، منسق ائتلاف الطرق الصوفية، إن تشكيل الائتلافات جاء لعدم اهتمام مشايخ المجلس الصوفي باحتواء الشباب، وإن هناك فجوة كبيرة بين المجلس والشباب.
وقال الشيخ فكري السيد، شيخ الطريقة العروسية الشاذلية وأحد المعبرين عن تيار الشباب في الصوفية لـ«القدس العربي»، إن المجلس الحالي، فشل في تغيير نظره المجتمع للصوفية، باعتبارها فلكلورا شعبيا.
واتهم الشيخ محمد عبد الخالق الشبراوي، شيخ الطريقة الشبراوية ورئيس جبهة الإصلاح الصوفية، والمرشح لانتخابات المجلس الأعلى للطرق الصوفية، المجلس الحالي بالتخاذل عن نصرة القضايا الصوفية، وترك الدراويش فى مواجهة المتشددين. وأعتبر أن «عدم إدانة المجلس لقتل الشيخ أبو حراز على يد المتشددين في سيناء سقطة لا تُغتفر، وتضاف إلى جريمة هدم أضرحة في الغربية والجيزة».
وأضاف رئيس جبهة الإصلاح الصوفية، أن «المجلس تخاذل عن الرد، على هدم الأضرحة في المحافظات، ومنها واقعتا هدم ضريح سيدي عبد العال المغازي في زفتى في الغربية، وضريح سيدي الأربعين في المعتمدية في الجيزة، ومحاولات السلفية المستميتة للسيطرة على مسجد سيدي على عبدالرحيم، ما يجعل الطرق الصوفية المصرية تبحث عن قيادات صوفية جديدة قادرة على بعث روح الأمل من جديد، وإعادة الدور الصوفي المفقود لسابق عهده».
وتابع «المجلس لم يتحرك على المستوى المحلي أو الدولي، لإدانة اغتيال أبو حراز، أو من أجل التنسيق مع الدولة لحماية أتباع الطرق الصوفية الموجودين بشبه جزيرة سيناء». في المقابل، قال الشيخ محمد علي عاشور، شيخ الطريقة البرهامية وعضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، المرشح لعضوية المجلس القادم، إن «المجلس الحالي أدى دوره في خدمة قضايا التصوف، وإن ما يروجه البعض عن أن المجلس لم يدن مقتل الشيخ السيناوي (حراز) وأنه تراجع عن الدور المنوط، أمر غير صحيح، موضحاً أن «(أبو حراز) مثله مثل شهداء الجيش والشرطة الذين يتساقطون كل يوم».
وأضاف أن «المجلس خاطب وزارة الأوقاف للرد على هدم السلفيين للأضرحة، وطالب قيادات الوزارة بالتصدي لهذا المخطط الخبيث الذي تستغل فيه الجماعات السلفية تجديد بعض المساجد لهدم الأضرحة».
وقال الشيخ جابر قاسم، وكيل مشيخة الطرق الصوفية في الإسكندرية: «لم يحدد الموعد الرسمي المقرر لانتخابات الصوفية، واللجنة المشرفة على انتخابات المجلس الأعلى للطرق الصوفية التي يشرف على تشكيلها مجلس الوزراء لم تُشكل حتى الآن».
وأضاف، في تصريحات إعلامية:» الانتخابات تجرى في مبنى المجلس في محافظة القاهرة، في قاعة مخصصة للانتخابات تحت إشراف ممثلي وزارات الداخلية والأوقاف والثقافة والتنمية المحلية والأزهر الشريف، إضافة إلى حضور نائب محافظ القاهرة ورئيس المجلس المحلي للمحافظة». ويستلزم لإجراء الانتخابات، حضور 36 شيخ طريقة صوفية على الأقل، وحال عدم اكتمال النصاب القانوني، تؤجل الانتخابات ويحدد موعد آخر لإجرائها.

هدم الأضرحة ومقتل الشيخ «أبو حراز» في سيناء يشعل «الخلافات الصوفية»

تامر هنداوي

الصدر يوصي أنصاره بترك الخلافات

Posted: 31 Mar 2017 02:29 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أمس الجمعة، أنصاره إلى الاستمرار بخط التيار وترك الخلافات.
والقى خطيب مسجد الكوفة وصية الصدر في خطبة الجمعة، والتي طالب فيها الصدر أنصاره «استمرار في خط التيار وحب العراق وحمل راية الصدر»، حسب الوصية. وأضاف أن «على الاخوة في النظام الداخلي للتيار العمل المكلف من قبلنا وعدم التخلي عنه»، مؤكدا على «الحفاظ على النظام الداخلي وترك الخلافات».
وكان زعيم التيار نقل السبت الماضي رسالة شفوية إلى المتظاهرين الذين تجمعوا امام منزله في منطقة الحنانة في مدينة النجف شاكرا فيه رفضهم لتهديدات القتل التي وجهت اليه.
تجددت أمس التظاهرات التي يقودها أنصار التيار الصدري وسط العاصمة بغداد وعدد من المحافظات الأخرى، للمطالبة بتغيير مفوضية الانتخابات وتنفيذ الإصلاحات.
وحسب قناة NRT عربية العراقية، فإن ساحة التحرير وسط بغداد شهدت تجمعا حاشدا لأنصار التيار الصدري لتجديد المطالب بتغيير مفوضية الانتخابات وتنفيذ الإصلاحات والقضاء على الفساد الإداري والمالي.
وطالب المتظاهرون رئيس الوزراء حيدر العبادي باستكمال الإصلاحات وترشيح شخصيات مستقلة، فضلا عن توفير الخدمات وتحسين الواقع المعاشي، فيما أغلقت القوات الأمنية الشوارع المؤدية إلى ساحة التحرير ومنعت العجلات من المرور وشددت الإجراءات الأمنية حولها تحسبا للطوارئ.
كما شهدت كل من محافظات البصرة وكربلاء وميسان أيضا تظاهرات حاشدة حيث طالب المتظاهرون بتغيير مفوضية متهمين إياها بعدم الحيادية والاستقلالية ووقوعها تحت تأثير الأحزاب الحاكمة.
وواصلت الأسابيع الماضية تظاهرات يوم الجمعة، للمطالبة بضرورة اختيار اعضاء المفوضية من المستقلين، والابتعاد عن المحاصصة الحزبية والطائفية والسياسية وبناء الدولة المدنية التي يحكمها القانون وتسودها العدالة.

الصدر يوصي أنصاره بترك الخلافات

«البعث» السوري الحاكم يزج بـ «الخنساوات» في الميدان ويتحرك شرقاً لاستعادة ما فقده إيديولوجياً

Posted: 31 Mar 2017 02:28 PM PDT

دمشق ـ «القدس العربي»: الخنساوات، كتيبة نسائية تتبع لحزب البعث الحاكم في سوريا، عددها مئة وعشرون فتاة مقاتلة تخرجن منذ أيام في محافظة الحسكة أقصى الشمال الشرقي للبلاد، وتضم الكتيبة في صفوقها فتيات كرديات وآشوريات وعربيات وسريانيات أيضاً، عددهن 120 مقاتلة نفذن منذ أيام عدة مشروعاً تكتيكياً أمام الأمين القطري المساعد لحزب البعث ومعه عضو في القيادة القطرية يرأس مكتب الإعلام. وسيتولين مهام دفاعية وأمنية للمرافق وبعض النقاط الرسمية في مدينة الحسكة وخارجها.
حزب البعث الحاكم الذي ظهر منكمشاً تماماً وغائباً في بعض المواقف خلال المراحل الأولى من الأحداث السورية، يبدو اليوم أكثر حضوراً وتأثيراً في السياق الداخلي للأزمة والحرب الدائرة، بعد أن أحدث الحزب ما سمي بـ «كتائب البعث» كقوات رديفة للجيش السوري أخذ يوسع عديد هذه الكتائب وعتادها وتتلقى تلك الكتائب دعماً روسياً أيضاً.
تنشط قيادة حزب البعث الذي يتزعمه الرئيس السوري بشار الأسد إيديولوجياً وتنظيمياً وسياسياً خلال هذه المرحلة، الأمين القطري المساعد هلال هلال وعضو القيادة القطرية خلف المفتاح يطيران إلى محافظتي دير الزور والحسة وهما محافظتان خسرت فيهما الحكومة السورية مساحات جغرافية كبيرة.
ويعقد قياديا البعث (هلال وخلف) اجتماعات حزبية لكوادر في دير الزور وأخرى في الحسكة، بينما كانت المعارك على أشدها بين الجيش السوري وتنظيم داعش، ويجتهد البعث الحاكم لإثبات وجوده تنظيمياً ولوجستياً حتى في أكثر المناطق صعوبة وكأنه يريد القول إن حزب البعث مازال يسعى لدفع كوادره ومنتسبيه للانخراط في كتائب البعث أو ضمن الخدمة الاحتياطية في الجيش.

«البعث» السوري الحاكم يزج بـ «الخنساوات» في الميدان ويتحرك شرقاً لاستعادة ما فقده إيديولوجياً

كامل صقر

العبادي: انطباع العراقيين بدعم السعودية للإرهاب خاطئ

Posted: 31 Mar 2017 02:28 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: قال رئيس الوزراء حيدر العبادي، أن بلاده تأمل بإعادة علاقاته مع السعودية إلى سابق عهدها، مشيراً إلى أن «هناك انطباعا لدى العراقيين بأن السعودية داعمة للإرهاب وهذا خاطئ».
وأضاف في حوار مع قناة أمريكية أن «هناك انطباعا لدى السعودية بأن العراق يتبع إيران، وهناك انطباع لدى عامة الشعب العراقي بأن السعودية تدعم الإرهاب، والانطباعان خاطئان».
وبين أن «القوات الأمنية حققت انتصارات كبيرة على الأرض في صراعها ضد داعش رغم اكتظاظ مناطق القتال بالمدنيين وخاصة في الموصل»، معتبراً ذلك «إبداع عراقي جديد وقدرة عراقية كبيرة»
وتابع أن «العراق قدم تضحيات كبيرة في الارواح خلال القتال مع التنظيم لإخراجه من البلاد، مضيفا إن الصراع الإقليمي في المنطقة «أدى إلى نشوء داعش».
وشدد على أن «العراقيين دفعوا ثمنا غاليا من التضحيات لإخراج مقاتلي التنظيم من البلاد».
وأكد أن «السبيل لهزيمة التنظيم ومنع نشوء (داعش أخرى) هو السيطرة على الصراع الإقليمي، والصراع العربي ـ العربي» وقال «يجب أن نتولى إدارة شؤوننا وصراعاتنا دون الاعتماد على غيرنا».
وجزم بأن «العراق موحد الآن أكثر من اي وقت مضى. العراق لا يتضمن مواطنين درجة أولى وثانية وأن الكرد والعرب والسنة والشيعة والتركمان والمسيحيين والإيزيديين وكل مكونات العراق هم مواطنون درجة أولى».

العبادي: انطباع العراقيين بدعم السعودية للإرهاب خاطئ

لا «رياض» بدون «رام الله»

Posted: 31 Mar 2017 02:27 PM PDT

تنبع التصريحات المتواترة عن الحاجة إلى «حل اقليمي» للنزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني والتي يطلقها إسرائيليون ضالعون في المسيرة ويسعون إلى تسوية النزاع، من عدة أسباب: فهي تعبر عن الرغبة في التغلب على ضعف الفلسطينيين عقب الانشقاق الداخلي بين «م.ت.ف» وحماس، التطلع إلى التدخل النشط والملزم من الدول العربية بتحقيق الاتفاق، في تطبيقه والحفاظ على استقراره، والأمل بعلاقات تجارية واقتصادية مع أسواق كانت حتى الان مغلقة في وجه الإسرائيليين، بحيث تتثبت كجزء من التطبيع مع العالم العربي.
مقابلها، فإن التصريحات المشابهة التي يطلقها رئيس الوزراء وبعض من الوزراء تعبر عن رغبة في الامتناع عن حل النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني وفقا لصيغة الدولتين. الهدف: استغلال مصالح بعض الدول العربية ومخاوفها من التهديد الإيراني، والعمل على أن تفرض التسوية على الفلسطينيين أو تعمل على حفظ الوضع الراهن معهم ـ دون أن تدفع إسرائيل الثمن اللازم لاقامة تسوية مستقرة تكون مقبولة من الفلسطينيين.
أماني رئيس الوزراء هذه منقطعة عن تاريخ النزاع ومنظومة اضطرارات العالم العربي بالنسبة للفلسطينيين. وأخطر من ذلك، فإن السعي إلى تحقيقها من شأنه أن يعيد إسرائيل والفلسطينيين إلى نقطة البداية التي يراوح فيها النزاع لسنوات عديدة: «إما كل شيء أو لا شيء».
مثل القيادة الفلسطينية اليوم، بعد الحرب العالمية الاولى كان يوجد المفتي الحاج أمين الحسيني في موقف دون في مواجهة الحركة الصهيونية، التي كانت منظمة جيدا ونالت دعما دوليا واسعا. فالمعسكر الفلسطيني الذي وقف هو على رأسه كان منقسما، منشقا ومصابا بالفساد. وكان بالاساس منعزلا لان الدول العربية كانت منشغلة كل منها بشؤونها. ولما كان الحال هكذا فقد سعى المفتي إلى تجنيد العالم الاسلامي لمساعدة عرب فلسطين، بدعوى أن اليهود يسعون إلى هدم المسجد الاقصى وإقامة الهيكل على خرابه، وانه بعد احتلال فلسطين سيتوجهون إلى احتلال المنطقة بأسرها.
ولكن عرب فلسطين لم يقصدوا منح الدول العربية الحق في تمثيلهم مقابل مساعدتها لهم. فتشكيل اللجنة العربية العليا، في 1936، ضمن صدارة الفلسطينيين حتى حرب الاستقلال. وكان رفض قرار التقسيم في 1947، وخروجهم إلى الحرب لالغائه، واجتياح الجيوش المرسلة من الدول العربية إلى بلاد إسرائيل، صادر من الفلسطينيين الحق في تمثيل أنفسهم. فلم يتم اشراكهم في اتفاقات الهدنة ولا في مؤتمر المصالحة في لوزان. ومع أن المصريين اقاموا «حكومة عموم فلسطين» في غزة برئاسة المفتي، الا ان الملك عبدالله أخذ لنفسه الحق في تمثل الفلسطينيين مع ضم الضفة في 1950.
تغير الواقع بعد أن تبلورت القيادة الفلسطينية الجديدة. فمع سيطرة عرفات على «م.ت.ف» في 1969 تثبت مبدأ «القرار المستقل». أي ان الفلسطينيين يطالبون بأخذ كل القرارات المتعلقة بهم بشكل مستقل، وفقا لمصالحهم وليس وفقا لمصالح الدول العربية. وجاء قرار الجامعة العربية في 1974، بتأييد من الملك حسين، بالاعتراف بـ «م.ت.ف» كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، والغاء الحسين ضم الضفة الغربية في آذار 1988، فقد أكملوا الثورة في موضوع تمثيل الفلسطينيين. وأدى اعتراف «م.ت.ف» في نهاية ذاك العام بقرار الامم المتحدة 181 و 242 إلى إعتراف أمريكي بحق التمثيل أيضا، وفي 1993، اعترفت إسرائيل هي الاخرى بها في إطار اتفاقات اوسلو.
إن اعتراف الامم المتحدة بـ م.ت.ف كمنظمة مراقب فيها في 1974، تحول في 2012 إلى اعتراف بفلسطين في خطوط 1967 كدولة مراقب من جانب 138 دولة.
اتفاقات السلام مع مصر وبعد ذلك مع الاردن، واتفاقات اوسلو مع م.ت.ف، وضعت الفلسطينيين في مقدمة المسرح السياسي. فقد اعترفت الجامعة العربية ومؤتمر الدول الاسلامية بالاتفاقات التي وقعتها م.ت.ف. ومنحت مبادرة الجامعة العربية بالفعل إطارا لاتفاقات السلام بين إسرائيل والعالم العربي، ولكن هذه مشروطة بتسوية النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني وفقا للمعايير المقبولة من الاسرة الدولية و«م.ت.ف». صحيح أن مكانة محمود عباس و«م.ت.ف» منوطة بتأييد الدول السنية المعتدلة وهو يدفع لها بين الحين والاخر ضريبة، مثل الاتفاق الذي وقعه في آذار/مارس 2013 مع الاردن، وبموجبه فإن عبدالله الثاني هو «الوصي على المواقع المقدسة في القدس… ولا سيما الحرم الشريف»، وصاحب الصلاحيات «لتمثيل المصالح» في المواقع المقدسة. ولكن هذا دون التنازل عن البند القائل ان «حكومة دولة فلسطين، بصفتها المعبرة عن حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، لها الحق في السيادة على كل جزء من اراضيها، بما في ذلك القدس».
إن عباس على علم بهبوط شعاع القضية الفلسطينية، مثلما أجاد في التعبير عن ذلك الصحافي محمد الشيخ في صحيفة «الجزيرة» السعودية في كانون الثاني من هذا العام: «أمر آخر على الفلسطينيين أن يفهموه هو أن عرب اليوم ليسوا عرب الأمس وانه طرأ تراجع في مكانة المسألة الفلسطينية لدى العرب. فهي لم تعد المسألة الاولى في سموها بالنسبة لهم، إذ توجد حروب أهلية مدمرة في أربع دول عربية. اضافة إلى ذلك، فإن الحرب ضد الارهاب الاسلامي المزعوم، هي القلق الاول الذي يقض مضاجع كل العرب دون استثناء».
ولكن عباس، مثل باقي الزعماء العرب، يعرف أيضا بأن «الشارع العربي» بكل تياراته لن يوافق بسهولة على قبول اتفاقات سلام وتطبيع مع إسرائيل دون تسوية المسألة الفلسطينية، ومن شأن الامر ان يؤدي إلى هز الاستقرار في كل المنطقة.
يخشى عباس بالفعل من «مؤامرة» بين الادارة الأمريكية، إسرائيل وبعض الدول العربية في ما يسمى «مفاوضات اقليمية» تأتي على حساب الفلسطينيين، في ما يشبه محاولة الأمريكيين في السنة الماضية، والتي أفشلها نتنياهو. وقد اضطر هو و«م.ت.ف» إلى أن يواجها في الفترة الاخيرة اجتماعات مختلفة تهدد مكانتهما السياسية، مثل «مؤتمر دعم الانتفاضة» في طهران، مؤتمر اسطنبول الذي تحدى «م.ت.ف» و«مؤتمر الفلسطينيين في اوروبا»، الذي تنظمه حماس وسينعقد في منتصف نيسان في روتردام. من الجهة الاخرى، فإن بيان وزراء خارجية الجامعة العربية قبيل القمة العربية، التي افتتحت في عمان الأربعاء، والذي يتبنى مبادرة الجامعة العربية في 2002 كأساس للمفاوضات، عزز جدا مكانة عباس. كما أن المكالمة الهاتفية القصيرة له مع الرئيس الأمريكي ثبتت مجددا مركزيته كعنوان سياسي.
تقف إسرائيل أمام فرصة غير مسبوقة للتأثير على تصميم الواقع الشرق أوسطي، قبل أن يتبلور هذا وفقا للميول التي وصفت أعلاه ونتائجها ستكون تخليد النزاع وتقدم اهداف إيران، تركيا وقطر (بشكل مباشر أم من خلال فروعها: حماس، الجهاد الاسلامي الفلسطيني وحزب الله). فضعف «م.ت.ف» لن يخفي المسألة الفلسطينية. والاسوأ من ذلك هو أنه سيسرع فقط الانتقال إلى قيادة حماس، الكفيلة بأن تغير قريبا ميثاقها، ولكن هذا لن يجعلها شريكا لاتفاق دائم. إسرائيل ملزمة بالصحوة والحرص على مصالحها. فالطريق إلى الرياض، إلى دول الخليج ودول اخرى يجب أن تمر في رام الله.

شاؤول أرئيلي
هآرتس 31/3/2017

لا «رياض» بدون «رام الله»

صحف عبرية

«معركة إضراب الحرية والكرامة» بقيادة مروان البرغوثي في 17 من الشهر الحالي

Posted: 31 Mar 2017 02:27 PM PDT

رام الله – «القدس العربي»: بدأت التحضيرات لانطلاق معركة الحرية والإضراب المفتوح عن الطعام التي أعلن عنها الأسير مروان البرغوثي، التي قرر الأسرى إطلاقها تزامناً مع يوم الأسير الفلسطيني في السابع عشر من نيسان/ ابريل الحالي. وأكد قدورة فارس رئيس نادي الأسير أن الإضراب جاء على ضوء استمرار حكومة الاحتلال بانتهاك حقوق الأسرى الأساسية وتجريدهم من صفتهم كأسرى حرية والتعامل معهم كمجرمين وارهابيين، كما صرح بذلك وزير الجيش الإسرائيلي ليبرمان الذي يعتبر الأسرى ارهابيين ويجب إعدامهم، وبعد ان اعتبر الصندوق القومي الداعم للأسرى منظمة إرهابية.
وقال عيسى قراقع رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين أن الأسير القائد مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح سيقود معركة الحرية والكرامة في سجون الاحتلال تزامنا مع انطلاق فعاليات يوم الأسير، وذلك بإضراب مفتوح عن الطعام لكافة أسرى حركة فتح في السجون والذين يشكلون ما نسبته 65٪ من مجموع الأسرى البالغ عددهم 7000 أسير فلسطيني.

«معركة إضراب الحرية والكرامة» بقيادة مروان البرغوثي في 17 من الشهر الحالي

1200 مقاتل من «لواء الأقصى» مع عوائلهم اتجهوا إلى الرقة وبينهم مقاتلون أجانب

Posted: 31 Mar 2017 02:26 PM PDT

الرقة ـ «القدس العربي»: تحدث مصدر من «جند الأقصى» عن وصول 1200 مقاتل من «لواء الأقصى» إلى مدينة الرقة مع عوائلهم، من بينهم مئات من المقاتلين الأجانب (المهاجرين)، إضافة إلى بعض القيادات التي اعتزلت العمل مع «جبهة فتح الشام» بعد انضمامها إلى «هيئة تحرير الشام».
وقال، ان نحو «200 امرأة كن من بين الذين رافقوا مقاتلي لواء الاقصى، وهم من عائلات هؤلاء المقاتلين». وكشف ان «لواء الأقصى بايع سراً تنظيم الدولة قبل أربعة أشهر من وصوله إلى الرقة لكنه لم يعلن عن ذلك».
وأشار إلى ان «اللواء انسحب إلى الرقة مع سلاحه وذخيرته وسلاحه المتوسط وقسم من سلاحه الثقيل، فيما ترك وراءه سبع دبابات قام بإحراقها قبل مغادرته إلى الرقة بعد رفض هيئة تحرير الشام طلباً للواء الأقصى بتسليمها إلى القسم الذي رفض المغادرة إلى الرقة والتحق بحزب التركستان كانضمام وليس كبيعة»، حسب تعبيره.
وأوضح ان «لواء الأقصى قام بإحراق الدبابات حتى لا تقوم هيئة تحرير الشام بالاستيلاء عليها بعد ان رفضت تسليمها إلى مقاتلي اللواء الذين انضموا إلى حزب التركستان».
وكان من بين بنود اتفاق خروج «لواء الأقصى»، «إفراج اللواء عن أربعين مقاتلاً من مختلف فصائل المعارضة المسلحة من المحتجزين لديه»، حسب المصدر الذي أكد على فشل «لواء الأقصى» خلال المفاوضات في إطلاق سراح المقاتلين الأجانب المعتقلين لدى «هيئة تحرير الشام» لأسباب تتعلق بمحاولاتهم الوصول إلى مناطق سيطرة التنظيم.
وتمكن اللواء اثناء مغادرته ريف حماة إلى الرقة من اصطحاب عشرات المقاتلين «من جبهة فتح الشام سبق ان اعتزلوا العمل بعد دخول الجبهة في هيئة تحرير الشام مع فصائل مرتبطة بدول خارجية».
وأضاف المصدر ان «قيادي من الصف الأول في جبهة فتح الشام كان من بين الذين وصلوا إلى الرقة»، كما كان من بين تلك القيادات التي وصلت إلى الرقة «شقيق أحد أهم الامراء الشرعيين في هيئة تحرير الشام»، رفض المصدر الكشف عن اسمه.
وشهدت «جبهة فتح الشام» انشقاقات «لعدد من قياداتها الميدانية وكوادرها المتقدمة قبل اعلان هيئة تحرير الشام بحوالي اسبوعين، ووصلوا فعلاً إلى الرقة مع لواء الأقصى»، حسب تأكيدات المصدر من «جند الأقصى» لـ «القدس العربي».
من جهته، تحدث معاذ زيدان أحد قيادات «جيش الفاتحين» عن ان «قياديي اللواء انكروا بيعتهم للتنظيم أو أي علاقة تربطهم به طيلة وجودهم في ريف حماة الشرقي».
وأضاف «اننا كنا متأكدين من ان لواء الأقصى قد بايع تنظيم الدولة، لكننا لا نمتلك أي دليل قطعي على ذلك».
وأشار إلى ان «لواء الأقصى بعد حل جند الأقصى أصبح يتصرف في ريف حماة بشكل مختلف عن سلوكه السابق، وانه فعليا قريبٌ من تكتيكات تنظيم الدولة في اختيار الأهداف وتنفيذ العمليات وحتى بدء المعارك وامور أخرى تثير الشك بارتباطه بالتنظيم دون أي دليل لدينا»، حسب تعبيره.

1200 مقاتل من «لواء الأقصى» مع عوائلهم اتجهوا إلى الرقة وبينهم مقاتلون أجانب
اللواء بايع تنظيم «الدولة» سراً قبل أربعة أشهر
عبد الله العمري

«مجدو»… مسلسل إسرائيلي عن حياة الأسرى الفلسطينيين داخل «علبة كبريت»

Posted: 31 Mar 2017 02:26 PM PDT

الناصرة ـ« القدس العربي»: تواظب وزيرة الثقافة في إسرائيل ميري ريغف على محاربة كل نتاج ثقافي فلسطيني وطني، أو إسرائيلي يساري يرفض الاحتلال أو يتفهم الألم الفلسطيني، وآخر ضحاياها الآن المسلسل الوثائقي الإسرائيلي «مجدو» حول حياة الأسرى في سجن «مجدو» والقائم على أراضي قرية اللجون المهجرة من عام 1948.
والحديث يدور عن عمل تلفزيوني يظهر معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجن مجدو ويشبهه بالحياة داخل علبة كبريت أو سردين.
وفي محاولة لتبرير هجومها قالت إنه يحظر على اسرائيل دعم نشاط مسيء مثل مسلسل «مجدو». لكن ريغف اعترفت بأنها لم تشاهد الحلقة الأولى التي تم بثها. وبعث منتج المسلسل المخرج ايتسيك ليرنر، أمس، برد إلى الوزيرة، ذكرها فيها بأنه يعرفها منذ خدمتها كناطقة باسم جيش الاحتلال حين سمحت له بإخراج فيلم عن «حفات هشومير»، وقال: «أنا كإسرائيلي خدم في الجيش وخدم فيه ولداه في وحدات قتالية وخرجا من الحرب الأخيرة بسلام، لم أغمض عيني طوال خمس سنوات، وأنا، أيضا، شاركت في معارك التصدي في حرب 1973 وجرحت. وتابع « من وجهة النظر هذه، يمكنني تفهم الشعور بألم العائلات الثكلى، ومشاعر الغضب لديها. أنا أفهم بأنك تطرقت الى التقرير في القناة الثانية وليس الى المسلسل نفسه. يؤسفني أن ردك جاء قبل أن تشاهدي المسلسل». وشدد على أنه من المناسب أن تشاهد الوزيرة المسلسل لأنه يشمل الكثير من القيم والرموز التي تطرح إسرائيل كدولة ديمقراطية، منوها أن مسلسل «مجدو» يظهر الحياة كما هي بدون ألاعيب أو محاولة خدمة أي طرف. وقال إنه مقتنع بأن المشاهدين سيرون الواقع المعقد الذي يظهره المسلسل، وإن لديه إيمانا صغيرا بأن المسلسل قادر على تقليص العداء والكراهية، على الأقل من أجل الأجيال القادمة».
وقد أصدرت ريغف بيانها في أعقاب تلقيها رسالة من حركة «ام ترتسو» اليمينية حملت توقيع «منتدى العائلات الثكلى»، وادعت أن المسلسل يسلط أضواء إيجابية على « المخربين « الذين يجري وصفهم بأنهم يعيشون داخل علبة كبريت ويعانون وهو أمر لا يتقبله العقل. زاعمة بلغتها الانفعالية والسوقية أن « المخربين « في السجون الاسرائيلية يتمتعون بامتيازات وجودة حياة أفضل من أي أسير آخر». وتطالب ريغف الآن بإعادة النظر في بث المسلسل، لا بل طلبت من الصندوق الجديد للسينما تحويل معلومات إليها حول اجراءات المصادقة على تمويل المسلسل. وقالت: «منذ حصولي على منصبي وأنا أحاول منع الدعم العام من أموال الدولة لنشاطات تستهتر وتسيء وتتآمر على قيم إسرائيل ورموزها».
ولتبرير موقفها أمام تساؤلات عن تمويل وزارتها للعمل التلفزيوني، قالت ريغف إنه تمت المصادقة عليه خلال فترة سابقتها في المنصب، الوزيرة ليمور لفنات، وتم تقديم الميزانية في 2014.
وكشفت في حديثها للإذاعة العامة أمس أنها شكلت لجنة خاصة وأعادت تعريف شروط الدعم من أجل منع تكرار مثل هذا الأمر. لكن رسالة «ام ترتسو» لم تغضب ريغف فقط، بل منتدى العائلات الثكلى الاسرائيلية التي تم استخدام اسمها من دون معرفتها. وفي رسالة شديدة اللهجة بعث بها المنتدى الى المدير العام لحركة «ام ترتسو»، متان بيلج، جاء أن «هذا التوجه يتعارض مع كل ما نؤمن به، وفي أساسه محاولة الإسكات وكم الأفواه.
وتابعت الرسالة « لقد ذهلنا حين رأينا اسمنا على الرسالة. هذا عمل مؤسف ومخجل تم باسم تنظيم معروف، يهدف لتقريب القلوب والسعي إلى السلام». كما ردت لفنات على ريغف وكتبت على «تويتر»: الادعاء بأنني قررت تمويل «مجدو» أو أي مسلسل أو فيلم آخر هو كذب «. وعلى خلفية قرار ريغف بوقف دعم الوزارة المستحق لمسرح الميدان الفلسطيني في حيفا أعلن المدير الفني للمسرح الفنان عامر حليحل عن الإضراب وإغلاقه احتجاجا على حرب الوزيرة عليه وتحريضها المتواصل ضده.

«مجدو»… مسلسل إسرائيلي عن حياة الأسرى الفلسطينيين داخل «علبة كبريت»
وزيرة ثقافة حكومة الاحتلال تشن حرباً عليه

حزب «العدالة والتنمية» المغربي يبحث عن وسائل دعم رئيس الحكومة

Posted: 31 Mar 2017 02:25 PM PDT

الرباط – «القدس العربي» : استكانت «الثورة» التي عرفها حزب العدالة والتنمية المغربي وعاد البحث عن وسائل دعم سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المكلف، تهيمن على نشاطات اجهزة الحزب، بعد ان كانت وحدته مهددة، منذ اعلان العثماني عن المكونات الحزبية لحكومته، وهي التي كان يرفضها عبد الاله بن كيران الامين العام للحزب.
وبدأ الدكتور العثماني، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، اعطاء اشارات عن ملامح حكومته المقرر ان يعلن عنها خلال الاسبوع المقبل، ورشحت الامانة العامة للحزب وزراءه وحقائبهم، وينتظر العثماني ترشيحات بقية الاحزاب وموقفها من هيكلة الحكومة والحقائب المخصصة لها.
وتتكون الحكومة الموعودة التي كلف العاهل المغربي الملك محمد السادس يوم 17 اذار/ مارس الماضي بتشكيلها، من حزب العدالة والتنمية (125 مقعدًا من 395 هي كامل مقاعد مجلس النواب) والتجمع الوطني للاحرار (37 مقعداً) والحركة الشعبية (27 مقعداً) والاتحاد الاشتراكي (20 مقعداً) والاتحاد الدستوري (14 مقعداً)، بعد ان فرض على العثماني الحزبان الاخيران وهو ما كان يرفضه بن كيران وتسبب في اعفائه من مهمته، واثارت الهيكلة انتقادات واسعة في صفوف الحزب والاوساط التي تطالب بديمقراطية حقيقية وفصل السلط وتبديد التحكم اللادستوري.
وقال عبد الإله بن كيران من يريد نجاح العثماني، رئيس الحكومة المعين، في مهمته عليه أن يساعده. ومن لا يؤيده عليه أن يلتزم بالهدوء حفاظاً على وحدة الحزب «هذا هو رأسمالنا الحقيقي لي خصوا يبقا وندوزو (يجب ان يبقى وان نمرر ) بها المرحلة».
وقالت المصادر الحزبية إن الهيكلة الحكومية المتداولة حتى الان تدور حول 25 وزارة و7 كتابات دولة (نواب وزير)، وهي وزارة العدل وحقوق الإنسان، ووزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، ووزارة الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، ووزارة الاتصال والثقافة، ووزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي والتكوين كما جرى دمج بعض القطاعات في وزارات كبيرة نسبياً مع احداث كتاب دولة تحت إشراف الوزراء (أكبر من المدراء وأقل من الوزراء)، فيما اختفت في الهيكلة الجديدة وزارات الدولة (نائب رئيس الحكومة) كما جرت العادة سابقاً.
وحسم حزب العدالة والتنمية في الأسماء التي ستتقلد مناصب وزارية في حكومة سعد الدين العثماني باسمه وذلك خلال اجتماع الأمانة العامة للحزب مساء اول أمس الخميس، والذي استمر إلى الساعات الأولى من صبيحة امس الجمعة.
وقال سليمان العمراني، نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، بعد الاجتماع إن الحزب برهن مرة أخرى على أنه مدرسة للديمقراطية الداخلية، «بعد أن قدم العدالة والتنمية الدرس في 2011 بمنهجية اختياره لوزرائه المرشحين، عاد إلى هذه المنهجية قبل أربعة أيام حيث عقدنا هيئة اقتراح مرشحي الحزب لعضوية الحكومة، هذه الهيئة التي يُمثل فيها المجلس الوطني بـ 42 عضواً بالاضافة الى اعضاء الأمانة العامة، واشتغلت على مدار اليوم وتداولت في الأسماء المقترحة وأفرز هذا الاجتماع 34 اسماً ورفعت إلى الأمانة العامة.»
واضاف أن « الأمانة العامة للحزب عقدت أمس، لقاء مطولاً دام زهاء ست ساعات، عكفنا وفق المسطرة (الاجراءات) التي أصدرها المجلس الوطني على فحص هذه الأسماء وأضافت الأمانة العامة ثلاثة أسماء أخرى وتداولنا في تلك الأسماء كلها، منصباً منصباً حسب المناصب التي يمكن أن تؤول لحزب العدالة والتنمية في إطار التوافق مع باقي أحزاب الأغلبية».
وقال «إن المهم في هذه العملية، أنه في اللقاء الأول يوم السبت وفي لقاء الأمانة العامة أمس كانت الأجواء ايجابية جدًا، حيث طبع تدخلات أعضاء الأمانة العامة، الحرص على اختيار أفضل الكفاءات من حزب العدالة والتنمية أساساً لشغل هذه المهام الحكومية الكبيرة.
وأضاف أن اختيارات أعضاء الأمانة العامة في إطار الاقتراح الأولي والتداول حكمه منطق التجرد واختيار الأفضل، مستدركاً «بل إن بعض أعضاء الأمانة العامة الذين اقترحوا مرشحين اعتذروا عن تحمل المسؤولية لأسباب متعددة ورجحوا أعضاء آخرين، هذا الحمد لله نفتخر به في حزب العدالة والتنمية لأننا ننشد في النهاية أن نختار لبلدنا أفضل الكفاءات في الحزب».
وقال أن «الأمر يتعلق بالجهاز التنفيذي الذي يجب أن ينتظم من خيرة أبناء الوطن للقيام بمهام تدبير الشأن العام الوطنية و لمواصلة الإصلاحات والإسهام مع باقي الأحزاب الأغلبية للاستجابة لانتظارات المواطن في النهاية».
وأضاف «نحن في الأمانة العامة عندنا منهج، انتهينا إلى أسماء مرشحة وقد تسلمها رئيس الحكومة المكلف وفق اجراءات المجلس الوطني سوف يختار من بين الأسماء الثلاثة في كل منصب اسماً، وإذا قدر أن اختار اسماً آخر فالمسطرة تكفل له ذلك، بعد مصادقة الأمانة العامة.
وأوضح العمراني أن الأمانة العامة تداولت في 34 اسماً من اختيار لجنة الترشيح (الأمانة العامة + المجلس الوطني)، حيث تم التصويت على 3 أسماء مقترحة للاستوزار في كل قطاع، مؤكداً أن رئيس الحكومة المكلف له الحق في الموافقة أو رفض أي اسم مقترح ويمكن مراجعة اللائحة التي تم التصويت عليها في الأمانة العامة بعد التشاور مع الأحزاب الخمسة المعنية بتشكيل الحكومة.
ورفض نائب الامين العام للحزب التصريح حول تمثيلية النساء وعدد الحقائب التي يطمح لتسييرها، وقال «حرصت الأمانة العامة للحزب على أن تكون تمثيلية النساء معتبرة» أن «اللائحة التي صادقت عليها الأمانة العامة غير نهائية ويمكن مراجعتها في إطار التدقيق»، مؤكداً أن ما يسرب للصحافة غير دقيق لا من حيث الأسماء ولا في عدد الحقائب».
ونشرت على نطاق واسع بعض أسماء المرشحين للاستوزار عن الحزب (10 وزراء) الذي رشح كلاً من مصطفى الرميد لوزارة العدل وحقوق الإنسان، وعزيز الرباح لوزارة التجهيز والنقل واللوجستيك، ومصطفى الخلفي لوزارة الاتصال والثقافة، ولحسن الداودي وعبد القادر عمارة ومحمد يتيمدون الكشف عن الحقائب التي رشحوا لها نظراً لتنافس احزاب اخرى وثلاث نساء وهن بسيمة الحقاوي في وزارة الأسرة والتضامن، وجميلة المصلي وزيرة دولة في التعليم العالي، ونزهة الوافي في وزارة الجالية.
وأكد سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المعين، أنه ينتظر الأمناء العامين للأحزاب السياسية بخصوص اللوائح المقترحة للاستوزار باسمها، مجدداً التأكيد على أن «الهندسة الحكومية في اللمسات الأخيرة؛ بينما الحقائب والأسماء في انتظار الأمناء العامين» وأضاف «خلال يومين، ستكون الأسماء المقترحة جاهزة لتركيب لائحة الوزراء إذا سارت الأمور بطريقة سريعة»، وتاريخ تعيين الحكومة مرتبط بقرار الملك «هو الذي يعين الحكومة، ولا معلومات لديّ في هذا الشأن».
وكتب عبد الصمد الإدريسي، عضو الأمانة العامة للحزب «اجتماع الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية وهي تقرر في اختيار مقترحات الأسماء للاستوزار، كان اجتماعاً راقياً جداً، بحيث ان الامر مر بسلاسة كبيرة وجو من الجدية والمسؤولية والمرح والانشراح أيضاً، تطاوع وتفاهم وتداول مسؤول وتصويت شفاف».
وقال انتهى اجتماع الامانة العامة نصف ساعة قبل متتصف الليل.. وخرج مقترح الوزير.. ومقترح الوزير المنتدب.. ومقترح وزير الدولة.. لكن خرج الجميع راضياً منشرحاً فرحاً بالجو الديمقراطي الشفاف المسؤول.. بل خرجنا كلنا موحدين مؤمنين بفكرة الاصلاح عازمين متوكلين على المضي في خدمة وطننا.. ليس فينا متبرم ولا ساخط ولا غاضب».

حزب «العدالة والتنمية» المغربي يبحث عن وسائل دعم رئيس الحكومة
بن كيران: من يريد نجاح العثماني عليه أن يساعده ومن لا يؤيده عليه أن يلتزم الهدوء حفاظاً على وحدة الحزب
محمود معروف

نتنياهو يظهر «نوايا» إسرائيل الحسنة تجاه ترامب ببناء أول مستوطنة منذ 25 عاما و«تسمين» خمس أخرى

Posted: 31 Mar 2017 02:24 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: للمرة الأولى منذ 25 عاما قررت إسرائيل إقامة مستوطنة جديدة لإسكان مستوطني عامونا الذين تم إخلاؤهم قبل نحو الشهرين، وأعلن بالتزامن عن بدء تسويق 2000 شقة استيطانية جديدة بعدة مستوطنات، وسط تفهم أمريكي. جاء ذلك بعدما صادق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر على إقامة مستوطنة جديدة وعلى مواصلة البناء داخل وبجوار المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية المحتلة، ولكن تحت مسميات « لجم البناء الاستيطاني «. وكان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، قد عرض خلال الجلسة السياسة الاستيطانية، وقال إنه سيتم البناء في داخل المساحات المبنية القائمة طالما كان الأمر ممكنا. وفي حال تعذر ذلك، يتم البناء بشكل محاذ لخطوط البناء القائمة. وأضاف أنه بحال تعذر ذلك أيضا، لأسباب قضائية وأمنية وطوبوغرافية، فإن إسرائيل ستسمح بالبناء في المنطقة الأقرب لخط البناء القائم.
وكان قد عرض نتنياهو هذه الخطة، مشيرا إلى أنه على إسرائيل أن تلجم البناء من أجل إظهار نوايا حسنة تجاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وذلك لاعتباره وديا جدا ويجب أخذ طلباته بالحسبان. وحسب صحيفة» هآرتس « لم يصوت الوزراء في المجلس الوزاري المصغر على اقتراحات نتنياهو، ولكنهم عبروا عن موافقة على ما أطلق عليه « سياسة لجم البناء « في المستوطنات.
ونقلت الصحيفة عن أحد الوزراء المشاركين قوله إن نتنياهو أوضح في الجلسة أنه لم يتم التوصل إلى تفاهمات بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن البناء في المستوطنات، وإن الخلافات بين الطرفين لا تزال قائمة. كما أبلغ نتنياهو بقية الوزراء بأنه تمت المصادقة على تسويق 2000 وحدتي سكن من ضمن 5700 وحدة أعلنت حكومة الاحتلال نيتها قبل شهرين التخطيط لها داخل مستوطنات « بيتار عليت»،» ألفي ميناشيه «،»بيت آرييه»،» عادي عيد « و» عالي «.
في رده على قرار المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر إقامة مستوطنة جديدة للمستوطنين الذين تم إخلاؤهم من مستوطنة ‘»عمونا’» قال مسؤول كبير في البيت الأبيض، أمس، إن «الرئيس دونالد ترامب عبر سواء بشكل علني أم في محادثات خاصة عن قلقه بشأن المستوطنات». وفي الوقت نفسه يبرر المسؤول مخطط بناء مستوطنة جديدة وبناء ألفي وحدة سكنية بالاختباء خلف الزعم أن القرار ببناء مستوطنة جديدة سبق تصريحات ترامب بضرورة لجم الاستيطان. ففي حين تشير هذه التصريحات إلى تحفظ البيت الأبيض من إقامة المستوطنة الجديدة، فإنه لم يصدر عن البيت الأبيض أية انتقادات مباشرة للقرار، أو للنشر عن مناقصات لبناء 2000 وحدة سكنية جديدة في المستوطنات. وقال المسؤول نفسه، في بيان، إن هذه القرارات قد اتخذت قبل أن يبلور الرئيس ترامب سياسته بهذا الشأن. وأضاف المسؤول « مثلما أوضحت الإدارة فإن وجود المستوطنات ليس عقبة أمام السلام، ولكن استمرار البناء وبشكل غير منضبط لا يدفع باتجاه السلام.
والحكومة الإسرائيلية أوضحت أنها تنوي من الآن فصاعدا، تبني سياسة تأخذ قلق الرئيس بالحسبان «. أما بالنسبة لبناء 2000 وحدة سكنية استيطانية جديدة، فقد قال المسؤول نفسه إنه يجب الإشارة إلى أنه صدر بيان ببناء هذه الوحدات السكنية قبل أن يوضح الرئيس توقعاته.
وجاء في البيان أن الإدارة الأمريكية ستواصل العمل مع الإسرائيليين والفلسطينيين ومع لاعبين آخرين في المنطقة من أجل خلق الشروط التي تتيح السلام. زاعما أن الإدارة الأمريكية تأمل أن تتخذ كل الأطراف ذات الصلة خطوات منطقية من الآن فصاعدا.
وجاءت انتقادات حركة « السلام الآن « الإسرائيلية أكثر حدة من موقف البيت الأبيض حيال تسمين الاستيطان، فاعتبرت في بيانها أن نتنياهو أسير بيد المستوطنين ويبحث فقط عن البقاء بالحكم ويفضل ذلك على المصلحة الإسرائيلية.
وتابعت الحركة «سيدفع المواطنون في إسرائيل ثمن خنوع نتنياهو لأقلية ضئيلة ومتطرفة بتحويلها لدولة ثنائية القومية».
كما انتقدت حركة « يش دين « الحقوقية الإسرائيلية قرار حكومة الاحتلال وقالت في بيانها إنه مثلما كانت الحكومة مستعدة لارتكاب عدة مخالفات لتبييض عامونا فهي مستعدة لانتهاك القانون الدولي الآن بتشكيل مستوطنة جديدة».
وقد أعرب ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش في بيان عن «خيبة أمله واستيائه». وقال إن «الأمين العام أكد باستمرار انه لا توجد خطة بديلة للإسرائيليين والفلسطينيين للعيش معا في سلام وأمن، وهو يدين كافة الأعمال أحادية الجانب مثل القرار الجديد الذي يهدد السلام ويقوض حل الدولتين.
وبارك مجلس الاستيطان القرار الحكومي واعتبره رسالة لليسار مفادها أنه ستقام مستوطنة جديدة مكان كل مستوطنة تهدم. وبموجب معطيات رسمية يبلغ عدد المستوطنين اليوم نحو 550 ألف نسمة يقيمون في 125 مستوطنة وفي 100 بؤرة استيطانية عشوائية، وقد تضاعف الاستيطان منذ توقيع أوسلو عام 1993 ثلاث مرات تحت دخان المفاوضات.

نتنياهو يظهر «نوايا» إسرائيل الحسنة تجاه ترامب ببناء أول مستوطنة منذ 25 عاما و«تسمين» خمس أخرى

وديع عواودة

السيسي يزور أمريكا اليوم: الأقباط يحشدون لاستقباله والمعارضة تتخوف من تنازلات جديدة

Posted: 31 Mar 2017 02:24 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: يبدأ اليوم السبت، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، زيارة للولايات المتحدة الأمريكية تستمر عدة أيام، يلتقي خلالها نظيرة الأمريكي دونالد ترامب، في وقت بدأت الكنيسة القبطية المصرية في أمريكا استعدادها لحشد الأقباط المقيمين في الولايات الشمالية لاستقبال الرئيس المصري.
ويضم الوفد الذي سيرافق السيسي 4 وزراء هم، سامح شكري وزير الخارجية، وطارق قابيل وزير التجارة والصناعة، وسحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، وعمرو الجارجي وزير المالية.
ويعقد السيسي مجموعة من اللقاءات مع كبار المسؤولين، وأعضاء الكونغرس وغرفة التجارة المركزية، ووزير الخارجية ونائب الرئيس الأمريكي.
وحسب الخارجية المصرية، قمة السيسي وترامب ستناقش الأوضاع في فلسطين واليمن وسوريا والعراق وليبيا، إضافة إلى ملفات رئيسية تتعلق بمكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، وأهمية تعزيز التعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب والقضاء على مصادر تمويل وتسليح التنظيمات الإرهابية.
وكشفت مصادر كنسية مصرية، لـ«القدس العربي»، عن استعداد الكنائس القبطية المصرية في الولايات المتحدة الأمريكية لاستقبال السيسي خلال زيارته إلى واشنطن.
وقالت المصادر: «عدد كبير من الأقباط المصريين في أمريكا يحشدون المصريين للخروج في استقبال السيسي والترحيب به، والـقـمص مـكاريـوس ساويرس، كاهن كنيسة مارجرجس في جيرسي سيتي، جـدد دعـوة الكنيسة لكل أقباط المهجر، للخروج لاستقبال الرئيس».
وكان جوزيف نصر الله، الناشط القبطي، أكد في تصريحات صحافية، بـدء الاسـتـعـدادات لاستقبال السيسي أثناء زيارته لأمريكا، قائلًا: «هناك مجموعات بدأت في تجهيز أتوبيسات تنقل المرحبين بالرئيس، وبدأنا باستخراج التصاريح اللازمة للوجود في الأماكن القريبة من مقر إقامته وأماكن مقابلته مع ترامب».
وحول الزيارة، قال مدحت الزاهد، القائم بأعمال رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، لـ«القدس العربي» إن «قيادات المنطقة العربية يتعاملون مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، باعتباره سيفتح خزائنه ليمنح الحلول للأزمات».
وأضاف: «هناك عدة مشكلات يجب الانتباه لها عند التعامل مع ترامب، أولها انحيازه الواضح لإسرائيل، ما ظهر في مشروع تقليل المساعدات التي تمنحها أمريكا للدول الذي استثنى منه ترامب إسرائيل عند تقديمه للكونغرس الأمريكي».
وتابع «النظام المصري سيقبل بلعب إسرائيل دورا في ترتيبات أمن الإقليم، لكنه لن يتمكن من قبول الحلول التي تقدمها إسرائيل لحل الصراع في الشرق الأوسط، والمتمثلة في عملية تبادل الأراضي، ومنح الفلسطينيين أراضي في سيناء من الحدود مع غزة».
وبشأن حل الدولتين، أشار الزاهد، إلى أن «إسرائيل هي من تعرقل هذا الحل»، مؤكداً أن «النظام المصري حاول الاستفادة من التناقضات الأمريكية تحت ضغط الأزمة الاقتصادية، في انتظار المساعدات».
وبين محمد البسيوني أمين عام حزب الكرامة، أن «النظام المصري يسير في طريق التبعية للأمريكيين، وأن طبيعة العلاقات المصرية الأمريكية لم تتغير منذ عهد الرئيس الراحل أنور السادات الذي اعتبر أن أوراق اللعبة السياسية في المنطقة في يد واشنطن».
وأشار إلى أن «فترات الجذب والشد مع البيت الأبيض تتعلق بفرض مزيد من الضغوط على الإدارة المصرية بالقبول بالحلول التي تتبناها أمريكا في المنطقة، وليس خروجا عن السياسة الأمريكية».
وتابع: «كل المؤشرات تؤكد أن هناك محاولات أمريكية إسرائيلية حثيثة لجعل عام 2017، عام القضاء على القضية الفلسطينية»، معتبرا أن «نفي النظام المصري لمشروع تبادل الأراضي، ومنح الفلسطينيين جزءا من سيناء لإقامة دولة غزة الكبرى، لا يعني أن المشروع قد انتهى، خاصة أن إسرائيل تعتبره الحل الأمثل بالنسبة لها».
وحذر البسيوني من أن «الشعبين المصري والفلسطيني لن يقبلا بمثل هذه التسويات والتنازلات، وأن على النظام المصري أن يتخذ عبرة من رفض المصريين التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للمملكة السعودية».
وأعتبر أن «الشعب الذي كان يعي أن التنازل عن الجزيرتين في مصلحة إسرائيل، باعتبار أن الممر الملاحي سيتحول لممر دولي ليس لمصر سيطرة أو تحكم فيه، لن يقبل التنازل عن جزء من سيناء».
ورأى أن «هذه الزيارة ربما تمثل سلسلة جديدة من التنازلات التي تقدمها مصر للولايات المتحدة».

السيسي يزور أمريكا اليوم: الأقباط يحشدون لاستقباله والمعارضة تتخوف من تنازلات جديدة

تامر هنداوي

الرجوب : ماراثون فلسطين رسالة إنسانية للعالم بوجوب رحيل الاحتلال الذي مارس إرهابًا على مدار 50 عاماً

Posted: 31 Mar 2017 02:23 PM PDT

رام الله- «القدس العربي»: فاز العداء مارفن ستين من جنوب إفريقيا بالمركز الأول في ماراثون فلسطين الدولي بنسخته الخامسة الذي اختتم في بيت لحم أمس الجمعة. وعقب انتهاء الماراثون قام اللواء جبريل الرجوب ورئيسة بلدية بيت لحم فيرا بابون واللواء جبرين البكري محافظ بيت لحم بتكريم المشاركين وتوزيع الميداليات على الفائزين في كافة السباقات.
وقال الرجوب رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية إن ماراثون فلسطين اصبح جزءا من الرزنامة الرياضية الوطنية بمضمون انساني. وأضاف «أن الماراثون له رسالة سياسية من خلال مشاركة أكثر من 60 دولة من مختلف أنحاء العالم، جاؤوا ليقولوا ومن أمام كنيسة المهد لأرجاء العالم أنه آن الآوان لرحيل الاحتلال الذي مارس على مدار خمسين عاما إرهابا رسميا بمنهجية مقررة من الحكومة الإسرائيلية وتنفيذها من أجهزة القمع من مستوطنين وجيش لكسر الارادة».
واعتبر أنه تم إرسال رسالة مفادها أننا موجودون والعالم معنا وأن احتلال إسرائيل لأرضنا مرفوض ومدان من المجتمع الدولي، وأعرب عن أمله أن يضع العالم آليات لرحيل الاحتلال الذي ليس خطرا على الفلسطينيين فحسب وإنما على الاستقرار الإقليمي والسلم العالمي.
وتطرق إلى منع الاحتلال لعدائي قطاع غزة من المشاركة في الماراثون بالقول «ان الرفض هو اظهار لسياسة المحتل وهو برهان على معاناتنا من تقييد الحركة وبالتالي يصبح امام العالم مسؤولية انهاء الاحتلال واقامة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس». واكد الرجوب ان الماراثون أصبح معتمدا دوليا وسيعملون على نشره في الارض الفلسطينية، حيث سيصار في شهر تشرين الثاني المقبل على تنظيمه في مدينة اريحا.
بدوره قال اللواء جبرين البكري محافظ بيت لحم ان هذا الماراثون يحمل رسائل مختلفة، حيث تعتبر الرسالة الاهم من اقامته رسالة وطنية بامتياز لتركيزه على الواقع الفلسطيني الخاص بمنع حرية الحركة وسرقة الارض وإقامة الجدار العنصري وهي ممارسات عنصرية تنافي مواثيق حقوق الانسان، اضافة الى مساهمة الماراثون مع حجم المشاركة الدولية فيه والتغطية الاعلامية المحلية والدولية في فضح ممارسات الاحتلال الاسرائيلي.
كما أكد وجود رسائل رياضية وإنسانية واجتماعية حيث يفتح المجال امام تعزيز الرياضة والتركيز على قضايا مجتمعية مختلفة مثل حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة وغيرهم من شرائح المجتمع الفلسطيني المختلفة.
وكان الماراثون قد شهد مشاركة حوالي ستة آلاف عداء وناشط من المحليين والأجانب قدموا من عشرات الدول والقارات حول العالم. كما شارك فيه أيضا حوالي 500 شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة مجانا، إضافة إلى مشاركة 149 طالبا من طلاب المدارس، تم فرزهم بعد مسابقة نظمتها وزارة التربية والتعليم.
وشمل الماراثون عدة سباقات ، الرئيسي هو 42 كيلومتر والثاني 21 كيلومتر وكذلك 10كيلو متر فيما تم اضافة سباق جديد هذا العام خاص بالأسرة سمي باسم «سباق العائلة» لمسافة ثلاثة كيلومترات ونصف حسب اللجنة المنظمة.

الرجوب : ماراثون فلسطين رسالة إنسانية للعالم بوجوب رحيل الاحتلال الذي مارس إرهابًا على مدار 50 عاماً
فاز به العداء الجنوب افريقي مارفن ستين و مشاركة أكثر من 60 دولة

عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي فيصل يوسف: تعليق مشاركتنا في المفاوضات جاء بسبب تجاهل القضية الكردية وإعطاء صبغة قومية واحدة ودين واحد للدولة السورية

Posted: 31 Mar 2017 02:23 PM PDT

الحسكة ـ «القدس العربي»: قال عضو الامانة العامة للمجلس الوطني الكردي وعضو مكتب العلاقات الوطنية والخارجية فيصل يوسف في حديثه «لـ»القدس العربي»، «عقب صدور رؤية الإطار التنفيذي للقرار 2254، توجهنا بمذكرة للهيئة العليا للمفاوضات وطالبنا بتعديل بنود هذه الرؤية ولاسيما أن الفقرات التي تضمنتها أعطت صبغة لقومية واحدة ودين واحد للدولة السورية واعتمدت الثقافة العربية والإسلامية منبعاً فكرياً لأغلب السوريين، بالإضافة إلى اعتماد اللغة العربية لغة رسمية وحيدة».
وأضاف «انه دائماً كانوا يتخذون خلال الاجتماعات توصيات بأنهم بصدد تعديل هذه الرؤية واللقاء مع المجلس الوطني الكردي ولكن دائماً يتم التأجيل تحت حجج ومبررات عديدة، منوهاً «إلى مشاركتهم بجنيف في شباط المنصرم وجنيف الحالي على أمل تعديل هذه الرؤية بعد تشكيل لجنة من قبلهم لدراسة هذه المقترحات واقرارها في اجتماعات جنيف، لكنهم اجلوا إقرارها أيضًا».
وأشار إلى «اعتراض المجلس الوطني على مسألة أنه لا وجود للكرد في جنيف لأنهم كمجلس يمثل شرائح واسعة من الشعب الكردي إلا أن هيئة التنسيق أصرت على عدم الأخذ بما اتفق عليه، وادعت بأنها لا توافق على هذه الملاحظات إلا من خلال اجتماع الهيئة العليا وبعد حوارات ومناقشات كثيرة لم يأخذوا بتلك التعديلات، لذلك قررنا عدم الاستمرار في الاجتماعات وتعليق الجلسات لحين عقد اجتماعات الهيئة العليا والائتلاف وبالتالي الأخذ بما اتفقنا عليه في المراحل الماضية».
ويعتقد يوسف أن تعليق المجلس الوطني عضويته بالاجتماعات الحالية سيكون له «تأثير سلبي لا شك لأنه يعبر عن تطلعات وأهداف شرائح واسعة من الشعب الكردي الذي هـو جزء من المجتمع السوري وإقصاء الكـرد من المعادلة لا شـك هو عـودة إلى المربـع الأول والاسـتبداد».
وحسب يوسف فإن المجلس الوطني «يسعى للوصول إلى أفضل الصيغ من أجل سوريا المستقبل وانهاء سنوات القهر والإذلال التي تعرض لها الشعب السوري عامة والشعب الكردي خاصة الذي ذاق الأمرين واستهدف بوجوده».
وأكد على مطالب المجلس الوطني الكردي باعتماد سوريا دولة متعددة القوميات والأديان واعتماد ثقافات الشعوب السورية منبعاً خصباً للمسائل الفكرية في البلاد وليس ديانة أو قومية واحدة والأخذ بآلية للقرار بتوافق مع المكون المعني أن كان ذلك يخص مكوناً بذاته، بالإضافة إلى» اعتماد اللغة الكردية لغة رسمية إلى جانب اللغة العربية في المناطق الكردية كما طالب المجلس بالامركزية لضمان حقوق الشعب الكردي وباقي المكونات العريقة، لافتاً إلى وجود شخصيات في قوى المعارضة «حريصة كل الحرص على الحوار والاستجابة لمطالب الكرد الذين هم جزء من المجتمع السوري».
وقال عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري محمد يحيى مكتبي «لم نكن نود أن نصل إلى هذا الموقف وخاصة في هذه الفترة الحرجة التي تمر بها الثورة والشعب السوري فالإخوة الكرد في المجلس الوطني الكردي كان ولازال لهم دور أساسي وهام في عملية المفاوضات وهم شركاء المشروع الوطني».
وأضاف لـ «القدس العربي»، «بالتأكيد الملاحظات التي أبداها الإخوة الكرد تستحق نقاشاً معمقاً للوصول إلى تفاهم وتوافق عليها لا بمنطق الأغلبية التسلطي التي لا تراعي حقوق ومطالب الآخرين ولا بمنطق الأقلية التي تريد اقتناص الفرص لتحقيق أكبر المكاسب بل بمنطق المصلحة الوطنية السورية العليا وضمان حقوق ومطالب كل أبناء الشعب السوري بالتوازي والمساواة والعدل».
بينما قال مصدر خاص مشارك في اجتماعات جنيف لـ «القدس العربي» انه تجري الآن محاولات لاحتواء الموقف والوصول لقواسم مشتركة، «وعلينا الانتظار بعض الوقت لمعرفة ما ستفضي إليه المباحثات البينيّة بين أعضاء الوفد المفاوض، على الرغم من إدراكي لحالة الغرور التي أصابت بعض الإخوة الأكـراد نتيـجة هذا الدعم غير المسبوق للقوى الكردية من الجـانب الأمـريكي والغـربي على حـد سـواء».
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه «ان المجلس الوطني الكردي يطالب بحق الفيتو خلال المرحلة الانتقالية، مما يعني انهم طرف غير منضوٍ في العملية السياسية وغير واثق من الأطراف الأخرى والتي ستكون طرفاً في هذه المرحلة، وهو مطلب مستغرب ويدلل على انعدام الثقة بين الكرد من جهة وبقية المكونات السورية من جهة أخرى»، معتبراً تصرفات المجلس الوطني الكردي «محاولة للهيمنة والتعطيل في حال لم تجرِ الأمور كما يبتغون، وانه نظرة فوقية استعلائية غير مبررة».

عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي فيصل يوسف: تعليق مشاركتنا في المفاوضات جاء بسبب تجاهل القضية الكردية وإعطاء صبغة قومية واحدة ودين واحد للدولة السورية

عبد الرزاق النبهان

كردستان تحدد موعد الاستفتاء على الاستقلال هذا العام… وأنقرة تصف الخطوة بـ«الخاطئة»

Posted: 31 Mar 2017 02:22 PM PDT

كركوك ـ «القدس العربي» ووكالات: اعتبرت أنقرة، أمس الجمعة، أن استفتاء تنظيم إقليم كردستان، حول الاستقلال عن العراق، «خطوة خاطئة»، وذلك بعد أن أعلنت أربيل أن الاستفتاء سيجري هذا العام.
قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، «نعتقد أن هذا سيكون خطوة خاطئة، خاصة في ظل ما يمر به العراق من وضع هش، ومحاربة داعش ومكافحة تركيا لمنظمة بي كا كا».
وحول القرار الذي أصدره قبل أيام مجلس محافظة كركوك (شمال)، وسط مقاطعة أعضاء المكونين العربي والتركماني، برفع علم الإقليم الكردي إلى جانب العلم العراقي على الأبنية الرسمية في المحافظة، بيّن قالن «نرى هذا القرار أيضا خاطئا، وقلنا ذلك للمسؤولين المعنيين».
وأضاف «القرار (رفع العلم) سيتسبب في توترات جديدة قائمة على أسس عرقية أو أسس أخرى، ليس فقط في منطقة كركوك وإنما في العراق بأكمله وحتى في مناطق أخرى، وننتظر من المسؤولين هناك التراجع عن هذا القرار بشكل فوري». وكان رئيس الإقليم الكردي، مسعود بارزاني، أكد امس الأول الخميس، إنهم سينظمون في «وقت قريب» استفتاءً حول استقلال الإقليم عن العراق.
وواضح بيان صادر عن مكتب بارزاني: «سننظم استفتاءً بخصوص الاستقلال. العالم ينبغي أن يعلم بقرار شعب الإقليم».
وأكد عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني هوشيار زيباري أن الاستفتاء في إقليم كردستان سيتم هذا العام وسيقرر شعب كردستان من خلاله مصيره»، مؤكدا في الوقت ذاته على «أهمية اتخاذ الشعب الكردي قراره التاريخي في هذه المرحلة».
وسبق لرئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، أن شدد في مقابلة مع صحيفة «ذي إنكوايرر» على أن الإقليم سيجري هذا العام استفتاء تقرير المصير، لافتا إلى أن «شيئا تحت اسم عراق موحد لا وجود له»، مشيرا إلى ان «وضع العراق بعد انتهاء عملية الموصل سيتغير، وندعو أمريكا إلى أن تتعامل بواقعية مع الملف الكردي في تلك المرحلة».
في خطوة تصعيدية جديدة للقيادة الكردية في كركوك، أعلن قائد في قوات البيشمركه إن مدينة كركوك عادت إلى إقليم كردستان من الناحية العسكرية بينما لا تزال غير محسومة من الناحية الإدارية، في وقت حذر فيه، زعيم حزب الدعوة نوري المالكي من اثارة الصراع بين مكونات المحافظة.
وقال قائد قوات البيشمركه جنوب كركوك، وستا رسول، في مؤتمر صحافي، إن «رفع علم كردستان في كركوك» التي وصفها بـ «الكردستانية» حق طبيعي للشعب الكردي»، مشيرا إلى أن «العلم رفع بتضحيات القوات الكردية».
وذكر رسول، أن المدينة «عادت إلى إقليم كوردستان من الناحية العسكرية لكنها من الناحية الإدارية لم تحسم حتى الآن».
وكان مجلس محافظة كركوك قد قرر قبل أيام رفع علم كردستان على الدوائر الحكومية أسوة بمناطق الإقليم، وسط مقاطعة ممثلي المكونين العربي والتركماني ومعارضة بغداد.
وفي السياق، حذر نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، من أن «رفع علم إقليم كردستان في كركوك، سيتسبب باثارة حالة من الصراع الخطير بين مكونات المحافظة»، داعيا إلى «تشريع قانون ترسيم الحدود بين المحافظات».
وذكر في مؤتمر صحافي في بغداد «لقد تم حسم الكثير من النصوص الدستورية حول كركوك وفق المادة 140، بعد ذلك توقف العمل لأن السياق الدستوري اشترط اولا على وجوب تشريع قانون يحدد بموجبه حدود المحافظات قبل اي اجراء قانوني يتخذ في هذا الخصوص».
وأوضح أن «رئيس الجمهورية السابق جلال الطالباني بعث مسودة قانون حدود المحافظات إلى مجلس النواب طالبا تشريعه وحسم موضوع حدود المحافظات، لكن مجلس النواب لم يستجب، وبقيت مسودة القانون في البرلمان الذي يشترط اجراء الإحصاء السكاني العام قبل اتخاذ اي اجراء بشأن كركوك وبقية المناطق».
وعد المالكي أي «عمل يجري من طرف واحد قبل اكتمال السياقات الدستورية يعتبر عملا خارج على الدستور وفيه تجاوز على مبدأ الاحتكام إلى الدستور والتعايش الوطني في محافظة كركوك التي قلنا عنها انها عراق مصغر».
وحذر من أن «رفع علم إقليم كردستان في المحافظة قبل حسم الإجراءات التي نص عليها الدستور سيثير حالة من الصراع الخطير بين مكونات المحافظة قابل للتوسع».
ودعا نائب رئيس الجمهورية، جميع الأطراف في الحكومة المحلية لمحافظة كركوك ومجلس والنواب ورئاسة الجمهورية والحكومة الاتحادية إلى «استكمال العمل الدستوري وترسيم الحدود وتشريع القانون، وإجراء الإحصاء العام للسكان لحسم الامر دستورياً والتريث بالإجراءات منعا لأي أزمة خطيرة».
وتعد كركوك الغنية بحقول النفط، التي يسكنها خليط من الكرد والعرب والتركمان، واحدة من أبرز المناطق المتنازع عليها بين حكومتي بغداد وإقليم كردستان، وهي مثار خلافات وصراع واسع بين القوى السياسية العربية والكردية والتركمانية.
وتدار كركوك بشكل مشترك من قبل حكومتي كردستان وبغداد منذ عام 2003، لكن البيشمركه سيطرت على المحافظة بعد انسحاب الجيش العراقي منها بأوامر من قيادته عقب سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» على مناطق في غرب العراق عام 2014.

كردستان تحدد موعد الاستفتاء على الاستقلال هذا العام… وأنقرة تصف الخطوة بـ«الخاطئة»

هيئة حقوقية مغربية تدين كل أساليب القمع والحصار التي تطال الحراك الشعبي في الحسيمة

Posted: 31 Mar 2017 02:22 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: أدانت هيئة حقوقية مغربية «كل أساليب القمع والحصار التي تطال الحراك الشعبي بالريف، والمقاربة الأمنية التي تنهجها الدولة تجاه المنطقة، والاعتقالات العشوائية التي طالت المواطنين الأبرياء، داعيةً إلى الاستجابة الفورية للملف المطلبي للحراك الشعبي بالريف، وفق منظور تنموي شمولي مبني على الحوار الجاد مع نشطاء الحراك».
وتعرف منطقة الشمال المغربي حراكاً احتجاجياً منذ نهاية تشرين الأول/ اكتوبر الماضي، لكنه عرف تصعيداً الاسبوع الماضي اثر منع السلطات لمسيرة تلاميذ تبعتها مواجهات دموية اسفرت عن جرح العشرات من رجال الامن والمواطنين.
وقال بلاغ لمنتدى حقوق الإنسان لشمال المغرب ان المسؤولية الكاملة فيما وقع يوم الأحد 26 اذار/ مارس الماضي، من أحداث عنف في مدينة إمزورن وبني عياش، على إثر منع مسيرة تلاميذ كان من المفترض أن تنطلق من آيث بوعياش في اتجاه الحسيمة، للدولة لعدم تقديمها لحلول واقعية للاحتقان الاجتماعي الذي تعيشه المنطقة، ورفضها الدخول في حوار جاد مع المحتجين والاستجابة لمطالبهم العادلة والمشروعة».
وسجل المنتدى في بلاغه ممارسات عدة ”خطيرة” للقوات العمومية في حق المواطنين، التي تتجلى بالخصوص في التعنيف والتعذيب الجسدي في الشوارع وفي سيارات الأمن (ستافيط)، والتلفظ بألفاظ نابية وعنصرية بشكل يتناقض كلياً مع المواثيق الدولية التي صادق عليها المغرب والفصل 22 من الدستور المغربي».

هيئة حقوقية مغربية تدين كل أساليب القمع والحصار التي تطال الحراك الشعبي في الحسيمة

إدخال أطنان من نفايات المصانع الإسرائيلية الخطرة ودفنها في بلدات الخليل

Posted: 31 Mar 2017 02:21 PM PDT

رام الله ـ «القدس العربي»: يقوم بعض المهربين الفلسطينيين في منطقة الخليل بإدخال كميات كبيرة من مخلفات المصانع الكيميائية والمطابع الإسرائيلية وبعض المواد المسرطنة ودفنها في بلدات وقرى المحافظة. وتمكنت سلطة جودة البيئة الفلسطينية بالتعاون مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية من إلقاء القبض على عدد من المهربين قاموا بإدخال أربع شحنات من المواد الكيميائية الخطرة تحتوي على سموم وأصباغ وزيوت معدنية مستعملة إضافة إلى كمية من مواد كيميائية مجهولة التركيب، حيث نجح أولئك المهربون بدفن جزء من هذه المواد في أراضي بلدة بيت أمر شمال الخليل، فيما تم التحرز على عشرات البراميل التي تحتوي على مواد كيميائية «حبر وأصباغ» في بلدة حلحول.
وكشف تقرير جديد نشره «مركز العمل التنموي/ معا» انه تم ضبط 51 طناً من المواد الكيميائية مجهولة التركيب مهربة من مصانع إسرائيلية، تم دفنها في أراضي بيت أمّر وتم تغطيتها بالتراب و»روبة المحاجر» لإخفاء معالم الجريمة، فيما تم التحرز على 15 طناً من مخلفات الحبر والأصباغ الخطرة في بلدة حلحول مصدرها المطابع الإسرائيلية، إضافة إلى ضبط 10 آلاف لتر من الزيوت المعدنية المستخدمة، كما تم الكشف عن 130 لتراً من المواد الكيميائية المشبوهة والتي يعتقد انها تدخل في صناعة المخدرات، حيث تم التحرز على هذه المواد وأخذ عينات لفحصها بهدف رفع دعوة قضائية بحق المهربين المحليين، وملاحقة إسرائيل دوليًا وفقًا لاتفاقية «بازل» الدولية التي تحظر على إسرائيل استخدام الأراضي الفلسطينية مكبات للنفايات الخطرة.
وأضاف بهجت الجبارين مدير سلطة جودة البيئة في محافظة الخليل أن قيام المهربين بإدخال هذه الشحنات ليلا وطريقة دفنها وإخفاء المعلومات وإعطاء إفادات كاذبة، تؤكد على أنهم على علم بخطورة هذه المواد حيث اعترف بعضهم أنه تلقى مبلغ 200 شيقل مقابل كل طن، فيما أن كمية المواد المدفونة في بلدة بيت أمر لوحدها تكلف الجانب الإسرائيلي نحو 750 ألف شيقل للتخلص منها بطريقة سليمة داخل الخطر الأخضر، حيث تم تحويل المهربين للنيابة العامة الفلسطينية لاستكمال التحقيق بهدف تقديمهم للمحاكمة.
ويعتبر نجاح الفلسطينيين بإجبار إسرائيل على استعادة ومعالجة النفايات الخطرة التي تم تهريبها إلى مدينة طولكرم بعد إن أثبتت الفحوصات المخبرية نوعية المواد ومدى خطورتها، جعلهم يقومون بمزج المخلفات الكيميائية المدفونة في بلدة بيت أمر بمواد نفطية قبل دفنها لحرق المكونات الرئيسية لهذه المخلفات، وذلك بهدف ضياع الأدلة التي تثبت ان أصحاب المصانع الإسرائيلية متورطون في إدخال نفايات خطرة إلى الأراضي الفلسطينية، حيث تجد المختبرات الفلسطينية صعوبة في التعرف على العناصر الأساسية لهذه النفايات التي تم ضبطها بسبب المواد البترولية المضافة إليها، وبالتالي الفشل في إجبار إسرائيل على معالجة هذه الجريمة، الأمر الذي سيعود بأضرار كبيرة على المواطنين والأراضي الزراعية والمياه الجوفية.
ورغم ذلك فقد أبدى أحد الفلسطينيين من الخليل استغرابه من اتهام سلطة جودة البيئة له بإدخال مواد تشكل خطراً على صحة الفلسطينيين أو على الأراضي الزراعية. وأضاف «أنا أشتري هذه البراميل منذ سنوات، ولم أتعرض لأي مساءلة قانونية، لأنها ليست جريمة أو تشكل خطراً فهي تحتوي على بقايا الحبر، وانا أذهب بشكل متواصل للبحث عن هذه البراميل داخل الأراضي المحتلة بهدف المتاجرة بها بعد جمعها والتخلص من بقايا الأصباغ في الأراضي الفلسطينية المجاورة لمنزله أو بلدته، ومن ثم أعيد استخدامها في نقل المياه والزيوت المعدنية وبيع بعضها للاستخدام في ري المحاصيل او تخزين الحبوب وغير ذلك.
وقال محمود خليل المهندس الزراعي أن دفن أي مواد كيميائية بطريقة غير سليمة سيكون له أثر كبير على البيئة من حيث القضاء على الغطاء النباتي وتدمير التربة وتلويث المياه الجوفية بفعل تسرب المواد السامة إليها، وبالتالي إصابة الإنسان بالأمراض، مشيرا إلى أن قيام المهربين بإضافة مواد بترولية الى المواد الكيميائية التي دفنت في بلدة بيت أمر بهدف التضليل، سيزيد من خطورة الوضع ويساهم بإلحاق أضرار بالغة بالمكان، وقد تعاني الأراضي الفلسطينية التي تم الدفن فيها من كارثة بيئية لسنوات بفعل جشع المهربين.
وختم التقرير أن حبر المطابع يشكل خطراً مباشراً على صحة العاملين فيها من خلال الملامسة أو الاستنشاق، لأنها تتكون من مواد كيميائية خطرة تصيب الجلد بأمراض مختلفة كالبهاق والالتهابات المزمنة والتقرحات، فيما يؤدي استنشاق الحبر إلى الإضرار بالرئتين والتي تبدأ من التحسس والسعال وصعوبة التنفس، وتنتهي بالإصابة بمرض السرطان، كما تساهم هذه المواد في تدمير التربة والقضاء على الكائنات الحية وتلويث المياه، إذا تم التخلص منها بشكل عشوائي.

إدخال أطنان من نفايات المصانع الإسرائيلية الخطرة ودفنها في بلدات الخليل

فادي أبو سعدى

اتهامات لحكومة أربيل بترهيب وملاحقة معارضيها

Posted: 31 Mar 2017 02:21 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: اتهم برلمانيون ومثقفون أكراد، حكومة إقليم كردستان العراق، بممارسة الترهيب والتهديد بالتصفية الجسدية لمعارضيها على خلفية انتقادهم للأوضاع السياسية في الإقليم، فيما طالبوا رئاسة البرلمان العراقي بالتحرك الجاد لإيقاف هذه التهديدات.
وقال البرلماني الكردي، هوشيار عبد الله، في رسالة إلى رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري: إن «هناك حالات خطف وتهديدات ممنهجة ومنظمة من قبل جهات عليا في إقليم كردستان ضد الناشطين والصحافيين والمثقفين المستقلين والمعارضين وكل من يمارس حقة المشروع في حرية التعبير التي كفلها الدستور العراقي».
وأضاف أن «جميع شهداء الكلمة في إقليم كردستان كانوا قد أعلنوا قبل مقتلهم انهم تعرضوا للتهديد ولكن لم تتخذ أي جهة الاجراءات الكفيلة بحمايتهم وتمت تصفيتهم وسجلت الجرائم ضد مجهول»، لافتاً إلى ان «حكومة الإقليم وبدلاً من تصحيح الامور نجدها تنفي وقوع تلك الانتهاكات».
وبيّن البرلماني الكردي أن «الكاتب المعروف كاميار صابر والمقيم في استراليا تلقى تهديداً بالتصفية مالم يتوقف عن انتقاد السلطة السياسية في إقليم كردستان».
ودعا عبد الله، «رئاسة البرلمان العراقي ولجنة حقوق الانسان إلى التحرك بشكل جدي من اجل وضع حد لهذه الظاهرة التي أكد انها باتت تشكل تهديداً جدياً للديمقراطية في إقليم كردستان».
وأعلن الناشط والكاتب الكردي المقيم في فنلندا بيكار عثمان، عن تلقيه تهديداً مستمرة منذ خمسة أعوام على خلفية كتاباته وانتقاده للأوضاع في الإقليم، موضحاً أن «هذه التهديدات زادت خلال الشهر الأخير ما يدل على أنها أمر منظم وبتوجيه اشخاص ومؤسسات لها نفوذ وسلطة».
واتتهم في بيان، موجه إلى البرلمان العراقي الحزبين الحاكمين في إقليم كردستان «الاتحاد الوطني» و»الحزب الديمقراطي» ورئيس الإقليم الذي وصف بـ»غير الشرعي» بالوقوف وراء هذه التهديدات، مؤكداً بأنهم «المتهمون في أي حادثة او جريمة ترتكب بهذا الصدد».
وطالب عثمان «البرلمان العراقي بمخاطبة السفارات والبرلمان الأوروبي والمنظمات المحلية والدولية والأمم المتحدة من اجل التصدي لهذه الظاهرة وايقافها قبل وصول الايادي السوداء إليهم».
وكانت مدينة السليمانية في إقليم كردستان قد شهدت حالات اعتقال واعتداء على ممتلكات ناشطين في حركة الاحتجاجات التي تطالب بإصلاح الاوضاع المالية للموظفين والتوقف عن سياسة «توزيع أنصاف وارباع الرواتب الحكومية».
وتشهد مدن في الإقليم، مظاهرات مستمرة تطالب بوضع حد للأزمة المالية التي القت بتأثيراتها السلبية على مستوى المعيشة في وخاصة، شريحة الموظفين.
فضلاً عن أزمة سياسية حادة يشهدها الإقليم على خلفية مطالبة أحزاب الاتحاد الوطني والتغيير والجماعة الإسلامية، بإنهاء فترة رئاسة الإقليم من قبل الرئيس الحالي مسعود بارزاني، وتحول نظام الحكم إلى برلماني، وهو ما يرفضه «الحزب الديمقراطي» الحاكم.

اتهامات لحكومة أربيل بترهيب وملاحقة معارضيها

أمير العبيدي

 موريتانيا: الحكومة تقر قانونين استفتائيين حول تعديلات الدستور

Posted: 31 Mar 2017 02:20 PM PDT

نواكشوط – «القدس العربي»: أعلنت الحكومة الموريتانية أمس عن مصادقتها على مشروعي قانونين دستوريين استفتائيين يتضمنان مراجعة بعض أحكام دستور 20 تموز/يوليو 1991، طبقاً لنتائج الحوار الوطني الشامل الذي نظم من 29 أيلول/سبتمبر إلى 20 تشرين الأول/أكتوبر 2016.
وأكد ديالو ممدو باتيا وزير الدفاع الوطني في تصريحات للصحافة أمس «أن مشروع القانون الدستوري الاستفتائي الذي أجيز في اجتماع الحكومة أمس يهدف إلى استحداث تعديلات دستورية من شأنها تحسين أداء مؤسسات الجمهورية وإنشاء مجالس جهوية ستكون إطاراً تمثيلياً جديداً للمواطنين وأداة لترقية وتخطيط التنمية على الصعيد الجهوي».
وأوضح الوزير «أن الحكومة صادقت كذلك على مشروع قانون دستوري استفتائي يتضمن مراجعة المادة 8 من دستور 20 تموز/يوليو 1991 المتعقلة بالعلم الوطني، طبقاً لنتائج الحوار الوطني الشامل الذي نظم من 29 أيلول/سبتمبر إلى 20 تشرين الأول/أكتوبر 2016». وأشار إلى «أن مشروع القانون الدستوري يهدف إلى تحسين العلم الوطني سبيلاً إلى المزيد من شحذ الروح الوطنية».
وأكد «أن هذين القانونين يندرجان ضمن الإصلاحات الدستورية التي تم الشروع فيها طبقا لأحكام المادة 99 من الدستور حيث اعتمدت من طرف الأغلبية الساحقة من نواب الجمعية الوطنية وتم إلغاؤها من طرف مجلس الشيوخ بأغلبية هامة، الأمر الذي يعني انتهاء الاجراءات المنصوص عليها في المادة 99 من الدستور».
وأضاف «أنه في هذا الإطار جاءت تصريحات رئيس الجمهورية الذي قرر إحالة هذه التعديلات الى الشعب الموريتاني عملاً بالمادة 38 من الدستور التي تسمح لرئيس الجمهورية السلطة في الرجوع إلى الشعب الموريتاني في أية قضية ذات أهمية وطنية». وبالمصادقة على هذين القانونين تكون الحكومة الموريتانية قد دخلت في عمق الاستعدادات العملية لتنظيم الاستفتاء الشعبي حول التعديلات الدستورية الذي دعا إليه الرئيس محمد ولد عبد العزيز الأربعاء قبل الماضي والذي يتوقع المراقبون أن يكون استفتاءً مكلفاً من الناحيتين السياسية لكونه معتمداً سياسياً على مادة في الدستور غير مجمع عليها والمادية لكونه سيكلف الخزانة الموريتانية سبعة مليارات من الأوقية (قرابة 18 مليون يورو) في سنة بالغة الصعوبة من الوجهة الاقتصادية.
وتؤكد مصادر اللجنة المستقلة للانتخابات أن الاستفتاء قد ينظم أواخر شهر أيار /مايو المقبل، كما تؤكد أن الناخبين سيصوتون في صندوقين منفصلين أحدهما خاص بالتعديلات الدستورية والثاني خاص بتغيير العلم الوطني. وقد فصلت الحكومة بين الاستفتاءين خوفاً من أن يسقط تغيير العلم الذي يعارضه الكثيرون، بقية التعديلات المعروضة على الشعب.
ولم ينته لحد الساعة الجدل الفقهي المحتدم منذ أيام في دهاليز التواصل الاجتماعي وداخل استديوهات القنوات التلفزيونية المحلية، بين الفقهاء الدستوريين في صفي الموالاة والمعارضة حول دستورية انتقال الرئيس، بعد أن رفض مجلس الشيوخ مشروع التعديلات الدستورية، من الفصل الحادي عشر الخاص بمراجعة الدستور عبر البرلمان قبل تقديمه للاستفتاء، إلى تفعيل المادة (38) التي تسمح له باستفتاء الشعب بصورة مباشرة وهي المادة المندرجة ضمن الباب الخاص بالسلطة التنفيذية. وفيما يندفع الحزب الحاكم وحكومة الرئيس وأنصاره في الأغلبية، نحو تنظيم الاستفتاء بدون تراجع، جدد قادة المعارضة الموريتانية من أحزاب ونقابات وشخصيات مرجعية، عزمهم القوي على الوقوف بحزم في وجه ما سموه «الانقلاب الجديد، وخوض كافة أشكال النضال لإفشاله». ودعا ثلاثة رؤساء موريتانيين سابقين هم الرئيس خونا ولد هيداله وعلي ولد محمد فال وسيدي ولد الشيخ عبد الله في بيانات أصدروها « القوى الوطنية كافة الى التكاتف والتلاحم والتعبئة من أجل هبة شاملة تسد الطريق أمام مخطط الانقلابات على الشرعية والمؤسسات الدستورية، حسب تعبيرهم». وأكد منتدى المعارضة هو الآخر في بيان له أخير «أن ولد عبد العزيز قرر الانقلاب مرة أخرى على الشرعية وعلى مؤسسات الجمهورية من خلال إصراره على تمرير تعديلاته الدستورية المنبوذة التي سقطت نهائياً طبقاً لأحكام الدستور، فمحاولة ولد عبد العزيز امتطاء المادة 38 من الدستور، المقيدة نصاً وروحاً بالباب الحادي عشر ومواده المفصلة الصريحة 99 و100 و101 المحددة للطرق والإجراءات الحصرية المتعلقة بتعديل الدستور، يعتبر انتهاكاً صارخاً للقانون الأساسي الذي يحدد سير وصلاحيات مؤسسات الجمهورية، إنه تمرد جديد على الشرعية ومحاولة جديدة لفرض إرادة فرد على الأمة ومؤسساتها واستمرار في اختطاف الدولة لخدمة أجندة شخصية».
وتأتي هذه التطورات بعد أن رفض مجلس الشيوخ الموريتاني (الغرفة العليا في البرلمان) يوم 17 آذار/مارس 2017، المشروعَ الذي تقدم به الرئيس محمد ولد عبد العزيز لمراجعة الدستور الموريتاني، وهو الرفض الذي جاء بعد إقرار الجمعية الوطنية (الغرفة السفلى) لهذا المشروع يوم 9 آذار/مارس الجاري. وشكل رفض مجلس الشيوخ الذي يتمتع الرئيس فيه بأغلبية مريحة (46 من أصل 56)، سابقة في الحياة السياسية الموريتانية. وتشمل هذه التعديلات إلغاء مجلس الشيوخ والاكتفاء بغرفة النواب، وإنشاء مجالس جهوية لتحقيق اللامركزية وتعويض جانب من تمثيل الشيوخ للمقاطعات، وتغيير العلم الوطني بإضافة خطين أحمرين في أعلاه وأسفله يرمزان للمقاومة الوطنية، وإلغاء المحكمة السامية التي تحاكم الرئيس في حالة الخيانة العظمى وإسناد مهمتها للمحكمة الــعليا.
وقد وضعت هذه التطورات المشهد السياسي الموريتاني بشقيه الموالي والمعارض في حالة من الإرباك الشديد، وهي الحالة التي يتوقع أن تطبع المشهد خلال الفترة التي تفصل عن الانتخابات الرئاسية لعام 2019، بل إنها ستتحكم في الانتخابات المقبلة، حيث أن الصراع المشتعل حالياً إنما هو صراع حول خلافة الرئيس محمد ولد عبد العزيز.

 موريتانيا: الحكومة تقر قانونين استفتائيين حول تعديلات الدستور

عبد الله مولود

انفراج أزمة معتمري غزة بعد ضياع ثلاثة مواسم واجتماعات بين السلطة ومصر لترتيب نقل 2000 معتمر

Posted: 31 Mar 2017 02:20 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: بما يبشر بإمكانية السماح لمعتمري قطاع غزة من الوصول للأراضي السعودية وأداء مناسك العمرة، بعد عملية منع دامت لثلاثة مواسم، بسبب الإجراءات المصرية المتمثلة بإغلاق معبر رفح، بحث وزير النقل الفلسطيني مع وزير الطيران المصري ترتيبات نقل 2000 من معتمري القطاع لمطارات السعودية.
وبحث وزير النقل والمواصلات سميح طبيلة، مع وزير الطيران المدني المصري شريف فتحي، في القاهرة أمس الجمعة، آلية نقل المعتمرين الفلسطينيين من قطاع غزة خاصة مع بداية موسم العمرة لشهري شعبان ورمضان.
وتشير هذه المحادثات التي لم تشهد من قبل إلى وجود انفراجة في ملف أداء العمرة لسكان غزة، الذين حرموا منها منذ أن أغلقت السلطات المصرية معبر رفح، عقب عملية عزل الرئيس السابق محمد مرسي.
ولم يسجل أن خرج معتمري غزة لأداء هذه الشعيرة الدينية منذ ثلاثة مواسم، وهو ما كبد شركات الحج والعمرة خسائر مالية كبيرة. ولم تنجح مباحثات سابقة أجراها مسؤولون من غزة ومن السلطة الفلسطينية وهيئات شعبية من التوصل إلى حلول مع السلطات المصرية لإنهاء هذه الأزمة، رغم وعود كثيرة قدمت على مدار السنوات الماضية.
ووفق ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا» فإن وزير النقل قدم مقترحا للوزير المصري، يتضمن أن يتم التوافق على سفر 2000 معتمر فلسطيني في كل من عمرتي شعبان ورمضان المقبلتين.
ورغم أن العدد الذي جرى الاتفاق عليه لا يلبي حاجة السكان المحرومين من أداء هذه الشعيرة خلال المواسم الماضية، إلا أنه يعتبر بداية جيدة في حال استمر الموسم في الفترة المقبلة. وفِي نفس السياق اجتمع الوزير طبيلة مع وزير النقل المصري هشام عرفات، ورئيس سلطة الطيران المصري هاني العدوي، كل على حدة لبحث نقل المعتمرين من قطاع غزة، وذلك بحضور مدير العمليات في الوزارة منصور إبراهيم، ومدير مكتب الخطوط الجوية الفلسطينية في القاهرة حاتم أبو ريدة.
وأشاد الوزير بالجهود المصرية المبذولة دائما في مواسم الحج والعمرة وذلك بتقديم كافة المساعدات وتذليل كافة العقبات أمام المسافرين من المعتمرين، وما تقوم به وزارة الطيران المدني بالتعاون مع سفارة دولة فلسطين في القاهرة، من جهود كبيرة أثناء نقل الحجاج والمعتمرين خلال المواسم الماضية.
كذلك التقى وزير النقل والمواصلات على هامش زيارته الرسمية لمصر مع طاقم الخطوط الجوية الفلسطينية في مصر، لبحث حل متطلباتهم الإدارية.
يشار إلى السنوات الماضية لم تشهد إلا خروج حجاج غزة وقت بدء أداء فريضة الحج من كل عام، واشتكى هؤلاء من مشقة السفر من وإلى مطار القاهرة الدولي.
وفي غزة كان عدد من الشبان أطلقوا حملة تغريد على مواقع التواصل الاجتماعي، تهدف إلى الطلب من الملك السعودي زيادة حصة حجاج غزة هذا العام، حملت اسم « #غزة تشتاق لمكة».
وقال هؤلاء الشبان الذين بدأوا التغريد تحت هذا الوسم في تصريح تلقت «القدس العربي» نسخة منه، إنهم يأملون أن تأتي حملتهم بنتيجة من خلال قيام الملك سلمان بن عبد العزيز، بإعطاء توجيهاته لمكرمة ملكية تخص أهالي غزة تسمح بسفر 7500 حاج لعام 2017، تزامنا مع توسعة الحرم وإمكانية استقبال عدد أكبر، حتى تتمكن وزارة الأوقاف في غزة من فتح باب التسجيل مجددا.
وذكر القائمون على الحملة أنه قد توفي 320 شخصا من المسجلين للحج وهم ينتظرون منذ سنوات دورهم بالخروج لأداء هذه الفريضة.
كما ذكرت الحملة أن هناك رجلا من غزة يبلغ من العمر 99 عاما ينتظر أن يأتي دوره في القرعة منذ تسع سنوات.
وينتظر عشرات الآلاف من سكان غزة دورهم في أداء فريضة الحج، خاصة في ظل عدم قدرة العدد المسموح بسفره سنويا من تلبية احتياجاتهم.
وبالأصل يعاني سكان غزة بسبب الحصار وإغلاق معبر رفح الفاصل عن مصر، حيث لا تعيد سلطات القاهرة فتحه إلا لأيام معدودة بعد إغلاق مستمر يصل لشهر أو أكثر.
وهناك في القطاع أكثر من 25 ألف فلسطيني وجميعهم من ذوي الحالات الإنسانية من مرضى وطلاب وأصحاب إقامات في الخارج، ينتظرون وصول دورهم للسفر من هذا المعبر.

انفراج أزمة معتمري غزة بعد ضياع ثلاثة مواسم واجتماعات بين السلطة ومصر لترتيب نقل 2000 معتمر

الخرطوم ترفض تحذير واشنطن رعاياها من السفر لمناطق سودانية

Posted: 31 Mar 2017 02:19 PM PDT

الخرطوم ـ «القدس العربي»: اعتبرت الحكومة السودانية، أمس الجمعة، أن تحذير الولايات المتحدة الأمريكية رعاياها من السفر لعدة مناطق في السودان بسبب وجود مخاطر إرهابية، «غير موضوعي ويجافي واقع الحال في البلاد».
وأصدرت الولايات المتحدة، الخميس، بياناً قالت فيه «يجب على مواطني الولايات المتحدة تجنب السفر إلى إقليم دارفور وولايتي النيل الأزرق، وجنوب كردفان، وأخذ الحيطة والحذر قبل التخطيط للسفر للمناطق الأخرى في السودان نتيجة لمخاطر الإرهاب والنزاع المسلح».
وقالت وزارة الخارجية السودانية، في بيان إن «التقرير الأمريكي لا يستند على مبررات موضوعية ويناقض تقارير الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية التي أكدت على استتباب الأمن والاستقرار في دارفور والمنطقتين».
ورفضت وزارة الخارجية السودانية التحذير، معتبرة أن الأخير «لا يراعي التطورات المهمة والتحولات الكبيرة التي شهدتها البلاد، تود الوزارة أن تبين الحقائق التالية».
وأكدت الوزارة أن «الفترة الماضية شهدت عدة زيارات قام بها كل من المبعوث الأمريكي السابق إلى دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان، ثم المبعوث البريطاني لدارفور، بالإضافة إلى وفد ضم جميع سفراء دول الاتحاد الأوروبي والذين تنقلوا بحريةٍ تامة في جميع ولايات دارفور، كما زار مؤخراً وفد أمريكي أبيي، هذا فضلاً عن زيارات العديد من الوفود الأخرى من مختلف دول العالم».
وحسب الخارجية، فإن «حكومة السودان ماضية بقوة في سياستها لترسيخ الأمن والسلام في جميع ربوع البلاد».
وأشارت إلى أن «الرئيس السوداني أصدر وقفاً لإطلاق النار لستة أشهر كما قبلت الحكومة السودانية المقترح الأمريكي الخاص بإيصال العون الإنساني للمنطقتين».
وبينت أن «البلاد تتهيأ الآن لحكومة قومية جديدة والحكومة القادمة ثمرة لحوار وطني انتظم البلاد».
ورات الخارجية السودانية أن «الزعم بوجود الإرهاب في السودان يتناقض والإشادات التي أدلى بها رؤساء وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وغيرهم من كبار المسؤولين الأمريكيين بشأن الجهود المقدرة والتعاون الكبير لحكومة السودان في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف ودورها الواضح في صون الأمن والسلم الإقليميين».
وأكدت أن «الأجهزة الأمنية السودانية على أهبة الاستعداد واليقظة لحماية أمن واستقرار البلاد وتوفر الحماية التامة للزائرين من كافة أنحاء المعمورة».
وطلبت وزارة الخارجية السودانية من نظيرتها الأمريكية، مراجعة معلوماتها التي وصفتها بـ«غير الدقيقة»، وهي المعلومات التي استندت عليها في بيانها الدوري وتحذيراتها السالبة، وذلك اتساقاً مع روح الحوار الثنائي الإيجابي رفيع المستوى القائم بين البلدين والذي يتقدم نحو تطبيع علاقات البلدين وخدمة مصالحهما العليا بما في ذلك مكافحة الإرهاب وحماية السلم والأمن الدوليين».
وجاء في تحذير أمريكا لرعاياها أن «المجموعات الإرهابية ناشطة في السودان، وصرحت عن نيتها بإلحاق الأذى بالغربيين والمصالح الغربية عبر العمليات الانتحارية والتفجيرات والاغتيالات وعمليات الاختطاف».

الخرطوم ترفض تحذير واشنطن رعاياها من السفر لمناطق سودانية

صلاح الدين مصطفى

جبال من ورق

Posted: 31 Mar 2017 02:18 PM PDT

فرق المؤرخون والفلاسفة، ومنهم الفرد وايتهد وازوالد اشبنجلر بين الحضارة والمدنية، فالحضارة تعبير عن الكيف والنوع وعن الداخل لا الخارج، بينما المدنية تعبير عن الكم والتمدد إلى الخارج، لهذا يقاس الإنجاز في مجالات الإبداع كلها بالنوعية وليس بالكمية، وحين نرى كتّابا يزهون بعدد مؤلفاتهم التي تصل أحيانا إلى الخمسين أو الستين، نتذكر على الفور مقولة الناقد فلتشر إثر قراءته لرواية «الفهد» للكاتب الإيطالي لامبيدوزا وهي روايته الوحيدة، قال إن مؤلفها أعاد إلى كلمة إنجاز اعتبارها ودلالاتها الأصيلة، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن غزارة الإنتاج سلبية مقابل الإيجابية والامتياز لشحة الإنتاج، وبهذا المعنى فإن شكسبير وديستويفسكي وهمنغواي ونجيب محفوظ وغيرهم، ممن وصفوا بغزارة الإنتاج كان ذلك على حساب المستوى الإبداعي لنصوصهم، لكن هؤلاء ليسوا القاعدة في هذا السياق وربما كانوا الاستثناء، لأن هناك بالمقابل عشرات، بل مئات ممن أنتجوا العديد من المؤلفات التي لم تترك أثرا، لأن الغابة عندما تكون من نوع واحد من الشجر تفقد صفتها وتنوعها.
إن من يعيدون إنتاج أنفسهم وبالتحديد كتابهم الأول عدة مرات، هم على النقيض ممن يولدون بعدد ما يصدرون من كتب لأنهم يتجاوزون أنفسهم أولا، ولا يقلدون نصوصهم لأن تقليد الذات أسوأ بكثير من تقليد الآخر.
وما أعنيه بجبل الورق هو هؤلاء الذين حرموا من نعمة النقد الذاتي وتوهموا بأنهم دائما على حق، وحين تبلغ النرجسية هذا الحد يكون المصاب بها على موعد محتم مع الجنون، وهناك ثلاثة عوامل على الأقل أدت إلى فائض الكتابة والنشر في أيامنا، في مقدمتها سهولة الطباعة وارتهان دور النشر أو معظمها للمعيار التجاري المحض، خصوصا أن دور النشر العربية نادرا ما يكون لها خبراء في اختيار المخطوطات وإعدادها للنشر، على طريقة دار غاليمار الفرنسية التي كان البير كامو من أبرز خبرائها، وكذلك دار فيبر آند فيبر الإنكليزية التي كان الشاعر ت. س. إليوت خبيرها.
والعامل الثاني هو تراجع دور النقد وانحساره بحيث أتاح مساحات من الحرية للهواة، لكنها ليست الحرية بمعناها الوجودي الدقيق، بل الحرية التي قال عنها برتراند راسل إنها من إفرازات الجهل، لأن المعرفة قيد وبقدر ما تعوق العارف غزارة معارفه يتمطى الجاهل ويتثاءب في نعيمه، كما وصفه المتنبي.
جبل الورق لا يصمد أمام نسمة هواء ومن يحاول أن يتسلق سفحه يجد نفسه ملقى على الأرض لأنه لا يقوى على مقاومة جاذبية الواقع، ولدينا في هذه الآونة الرمادية سلاسل جبال من الورق، ولا ندري كم سيبقى منها إذا أخضعت لمراجعات نقدية، وإذا كان الناقد العربي القديم قال إنه أتلف زنابيل من المخطوطات لا تستحق عناء حملها أو نقلها من مكان إلى آخر، فإن اضعاف تلك الزنابيل بانتظار ناقد حصيف يعيد، كما قال جون فليتشر، لكلمة الإنجاز اعتبارها ومعناها.
والعامل الثالث الذي أدى إلى هذا الفائض الكمي من الورق المطبوع والمنشور هو مؤسسات ثقافية رسمية ونقابية وحزبية، تحتكم إلى معايير لا صلة لها بالإبداع الحقيقي، والقائمون عليها يعرفون ذلك جيدا لأن معظم ما يتراكم في المستودعات مصيره فرّامات الورق، أو تحويله حسب اعتراف ناشر لبناني إلى عُلب للحلوى وأغلفة للهدايا لكن بعد تدويره.
وإن كان ديوان العرب قد اختلط فيه الشحم والورم بتعبير المتنبي، واثقلته حمولة من النظم بسبب تعريفه غير الدقيق، وهو الموزون المقفى، فإن الرواية الآن تعاني من خلط آخر، وحين وصفها لوكاتش بأنها ملحمة البرجوازية الأوروبية، كان يعني أنها استكملت أقانيمها بعد تشكل المدينة وتحقيق قدر من الحريات، بحيث لم تتوقف عند حدود سرفانتس والنثر الغنائي، فقد فتح بابا على مصراعيه لمساءلة رؤيوية وليست أسلوبية فقط حول هذا النوع الأدبي، وها نحن نقرأ روايات عربية منها ما ليس له حظ من الرواية بمعناها الدقيق، غير تلك الإشارة على الغلاف، التي تصنفها كنوع أدبي لأمر يخص الناشر وحده، وقد لاحظت أن ضيق مساحة الحرية والوعي باستحقاقها لدى البعض يدفعهم إلى توريط شخوصهم في مصائر تمتزج فيها التراجيديا بالكوميديا، وأحيانا نجد في نص واحد عشرة شخوص هم أشبه بالأبواق التي تعبر عن المؤلف ذاته، فالرواية أحيانا تصلح اختبارا لمنسوب الديمقراطية في ثقافة مؤلفها.
ويبدو أن هناك من هواة الكتابة من تغريهم وفرة الأوراق لتسويدها، ظنا منهم أن الرواية هي تطوير وتحديث لثقافة النميمة، أو لإعادة إنتاج السيرة الذاتية بعناوين واسماء مختلفة، وإضافة إلى غياب النقد هناك تواطؤ بين الكتاب أنفسهم فهم في لقاءاتهم وحواراتهم لا يناقشون ما كتبوا بل يذكروننا بما قاله بابلو بيكاسو عن التشكيليين الذين ينفقون الوقت في الحديث عن أسعار الألوان والفرشاة والقماش، تهربا من الحديث عن الفن ذاته.
ولم يعد هناك الآن من يدافعون عن الفن الذي يمارسونه كي لا يختلط القمح بالزؤان، بحيث نقرأ شيئا يشبه ما كتبه سارتر عن فرانسوا مورياك حين أنهى إحدى مقالاته عنه بأنه ليس فنانا على الإطلاق، وما يحدث الآن هو العكس، حيث يتبادل الهواة حك الظهور وشد شعر الرأس تعبيرا عن الإعجاب المفتعل بانتظار رد الجميل.
إن سلسلة جبال من الورق قد لا تحتمل قمتها عصفورا، لكنها تصلح للتصوير أو ديكور السينما لبعض الوقت بانتظار ذلك الطفل البليغ والجسور الذي تحدث عنه أندرسون الذي قال إن الامبراطور الذي تنافس الناس في وصف ثيابه الطاووسية عارٍ تماما!

٭ كاتب أردني

جبال من ورق

خيري منصور

الفيلم الفلسطيني «حصاد الضوء» يفوز بجائزة طه حسين للأفلام في ملتقى «أولادنا» لذوي القدرات الخاصة في القاهرة

Posted: 31 Mar 2017 02:17 PM PDT

القاهرة – «القدس العربي» : اختتمت مساء أمس الجمعة في مصر فعاليات الدورة الأولى من ملتقى «اولادنا» لذوي القدرات الخاصة، الذي بدأ في الرابع والعشرين من الشهر الجاري برئاسة سهير عبد القادر مؤسس الملتقى.
أقيم حفل الختام في جامعة القاهرة وقدمه الفنان عمر السعيد والفنانة بشرى، حيث بدأ الاحتفال الذي أخرجه الدكتور عاطف عوض بالسلام الجمهوري، ثم تقديم رقصة استعراضية للفريق الفرنسي، ثم استعراض راقص قدمه طلبة أكاديمية الفنون «المعهد العالي للبالية» وصوليست غناء للطالبة زينب جمال وأغنية لزينب جمال مع طفلة من ذوي الاحتياجات الخاصة و5 طالبات، تلاها صولو غناء من مصر ومقطوعة غنائية من لبنان، وصولو غناء من مصر، بعد ذلك قدم فريق «ملتقى أولادنا» استعراض «صعيدي» وفريق الصين قدم استعراض «الشماسي».
بعد ذلك عرض فيلم قصير «ميكنغ» عن فعاليات المهرجان». ثم كانت لحظة تسليم الجوائز التي سلمتها كل من أمل مبدي، رئيسة الاتحاد الرياضي المصري للإعاقات الذهنية والسيدة سهير عبد القادر، مؤسس ورئيس الملتقى والفنان سمير صبري عضو لجنة تحكيم ابداعات أولادنا في الأفلام والغناء والاستعراض، الذي قدم الدكتور أحلام يونس، رئيسة اللجنة وتـمت دعـوة للـجنة كامـلة إلى المسـرح. حيث صـعد إلى المسرح أعضاء اللجنة الفنانة ميرفت أبو عوف والمطرب محمد ثروت، والمخرج مايكل بيرش من نيجيريا ودينا جنيون، رئيس المركز الثقافي اليوناني، وأندرية سيتريك رئيس مهرجان الحب في بلجيكا، والإعلامية رنا سلطان من الأردن، والمخرج رشيد مشهراوي من فلسـطين.
اللجنة الثانية هي لجنة إبداعات أولادنا للفنون التشكيلية والحرف اليدوية رأسها دكتور أشرف رضا، وتتكون من رئيس مؤسسة «أراك للفون»، وعضوية المخرجة شويكار خليفة والفنان التشكيلي ياسر جعيصة، وإنجي فايد، استاذة الفنون وخبيرة التسويق الثقافي، والمهندسة المعمارية ريم حمودة، والفنان التشكيلي مجدي الكفراوي والمنتجة فردوز يوليوليا من جنوب أفريقيا، والفنانة التشكيلية الينا بريستلي من انكلترا، والفنانة التشكيلية هدير حافظ من السعودية، والفنان التشكيلي معتز الإمام من السودان.
فاز فريق ليتيزيا درامز «من ايطاليا بجائزة عمار الشريعي للموسيقى، وفاز بجائزة سيد مكاوي للغناء الطفل محمد قنديل من فريق عزيمتنا الأردني وشكر خاص لفرقة «تيكاي» من نيجيريا»، وفازت بجائزة دكتورة رتيبة الحفني للاستعراض كل من فرقة شنغهاي الصينية وفرقة «الصامتين» من مصر وفرقة «أصدقاء الغد المشرق» من مصر، ونالت فرقة مؤسسة وسيلة الخير وفرقة الدبكة الأردنية وفرقة مركز الفاروق السوداني وفرقة مدارس مصر للغات شهادات شكر خاص للاستعراضات.
وفاز فيلم «وقت الحب» من بنما بجائزة طه حسين لأفضل فيلم قصير، وفاز الفيلم الفلسطيني حصاد الضوء، بجائزة طه حسين لأفضل فيلم وثائقي، وفاز الفيلم اللبناني «ربيع» بجائزة طه حسين لأفضل فيلم روائي طويل، ومنحت لجنة التحكيم جائزة خاصة لفيلم «قصة ماري» من فرنسا، ومنح الفيلم الفرنسي «اليـوم الثـامن» شـهادة شـكر خاصـة.
أما جائزة عمار الشريعي في الموسيقى ففاز بها الفنان بركات حبور من لبنان
وفاز بجائزة ماجدة موسى للفنون التشكيلية الفنانون المصريون رضا فضل وخالد عمار وأحمد ناجي.
وقدمت اللجنة شهادات شكر خاص لكل من الفنانين محمد منصور وإنجي حلمي ومصطفى عبد العال وعبد الله أيمن محمود وسلسبيل ياسر وآية محمود محمد والفنان باسكال ديوكان من بلجيكا.
بعد ذلك تم تكريم للسيناريست والشاعر مدحت العدل مؤلف أغنية الافتتاح، والموسيقار محمد رحيم ملحن الأغنية والمخرج عاطف عوض مخرج الحفل.
وأخيرا كان هناك عدد من الاستعراضات لفرق «شنغهاي» و«الغد المشرق» و»الصامتين» ، ثم كورال الشباب والرياضة، وانتهت مراسم الاحتفال بأغنية لبشرى بعنوان «طول ما جواك أمل».

الفيلم الفلسطيني «حصاد الضوء» يفوز بجائزة طه حسين للأفلام في ملتقى «أولادنا» لذوي القدرات الخاصة في القاهرة

فايزة هنداوي

بعثة مصر لدى حلف شمال الأطلسي وزيارة السيسي لواشنطن

Posted: 31 Mar 2017 02:17 PM PDT

لم يكن القرار الرسمي المصري بإنشاء بعثة دائمة لدى مقر حلف شمال الأطلسي في العاصمة البلجيكية وعاصمة الاتحاد الأوروبي؛ لم يكن مفاجئا لبعض المراقبين في القاهرة، وفي عواصم أخرى؛ عربية وغير عربية، وجاء في وقت تناقلت فيه وسائل الإعلام أخبارا عن إمكانية تأسيس «ناتو» .
وليس من المتصور أن تنحصر مهمة الحلف الجديد في التصدي لإيران فقط في منطقة برسم التمزيق والإفناء، وهذا يكشف عنه «ينس ستولتنبرغ»، أمين عام حلف شمال الأطلسى، عن علاقة هذا التقارب بالصراع على ليبيا، وأشاد وهو يرحب بقرار تعيين سفير لمصر بالحلف، وبالتعاون المشترك مع القاهرة، وأن قرار السيسي يعزز من شكل ونوع التعاون المشترك بين الناتو والقاهرة، ويزيد حجم التدريبات المشتركة بين الطرفين. ونوه أمين عام الحلف في تصريحات تليفزيونية، إلى زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري لمقر الحلف، حينما كان في زيارة رسمية لبلجيكا ووصف الزيارة بـ«بالجيدة والبناءة»، وأكدت عمق العلاقات والتعاون بين الطرفين.
وبخصوص ليبيا ذكر: إنه ناقش مع شكرى، الملف الليبي، فمصر قريبة من ليبيا، ولديها حدود مشتركة معها، بشكل يجعلها من أهم الدول التى يجب التعامل معها من أجل إحلال الاستقرار والأمن هناك، والقضاء على «تنظيم داعش»، وهذا يمثل مصلحة للجميع، من وجهة نظره، مستطردا: «باسم حلف شمال الأطلسى نعبر عن رغبتنا في بناء الهياكل الدفاعية ومؤسسات سياسية قوية في ليبيا بالتعاون مع القاهرة.. وهذا لن يتم إلا إذا كان هناك حوار مستمر بيننا وبين مصر…. وبهذه الطريقة فقط يمكن أن نعيد الاستقرار لليبيا».
أما إيران أقوى حلفاء روسيا في المنطقة، فيرى «ألكسندر بيريندجييف» استاذ العلوم السياسية بجامعة «بليخانوف» في موسكو؛ بأن «آفاق هذا التحالف لن تكون إيجابية إطلاقا».
ما الذي حدا بالرئاسة المصرية إلى الإقدام على مخاطرة من هذا النوع؟، وكيف لها أن تلقي بنفسها وببلدها في أتون صراعات لا ناقة لها فيه ولا جمل، فالناتو حلف استعماري توسعي، وتجربته في تدمير ليبيا مريرة، وما زالت شاهدة على ذلك.
منذ ذلك الزمان درج الموقف الشعبى والرسمى المصري فيما قبل ثورة يوليو 1952؛ بداية من عهد الملك فاروق، مرورا بعهد عبدالناصر وعهود من أتوا بعده؛ درج على رفض الانضمام إلى الأحلاف العسكرية، التي تكون الدول الاستعمارية طرفا فيها. وهو ما أفشل مفاوضات صدقي وعاد بنا استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة مصطفى كامل السيد إلى مناسبة توقيع اتفاقية الجلاء سنة 1954 بما تضمنته مادتها السادسة من بقاء قاعدة قناة السويس العسكرية صالحة للاستخدام، تعود لها القوات البريطانية فى حالة حدوث عدوان على مصر، أو إحدى الدول الأعضاء فى الجامعة العربية أو تركيا، كان ذلك يشي بحلف عسكري ضمني بين بريطانيا ومصر، وأشار إلى أن ذلك «كان واحدا من الانتقادات التي وجهت لهذه الاتفاقية، إلا أن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر انتهز فرصة العدوان الثلاثي على مصر والذى شاركت فيه بريطانيا وفرنسا متآمرتين مع إسرائيل لإلغاء هذه المعاهدة فى أعقاب انسحاب القوات البريطانية والفرنسية من بورسعيد 23 كانون الأول/ديسمبر سنة 1956، ولم يكن قد مضى أكثر قليلا من عامين على هذه الاتفاقية».
ونذكر حين كنا تلاميذ صغارا وخروجنا في مظاهرات دعما للحملة القوية التى أطلقها رجال الثورة ضد انضمام دول عربية لحلف بغداد سنة 1955، وإدانتهم لـ«نظرية الفراغ» التي نادى بها أيزنهاور؛ كأساس لإحلال الوجود الأمريكي لملء الفراغ الذي تتركه القوى الاستعمارية التقليدية بعد انسحابها من قواعدها ومستعمراتها في المنطقة وقرار السيسي أتى والقوات الأجنبية منتشرة على أراض عربية عدة، وبمسميات مختلفة، وتحالفات دولية لها قواتها التي تغطي كثير من بلدان الوطن العربي؛ بنفس الدعاوى والمبررات، بجانب القواعد العسكرية المقامة في مواقع أخرى على امتداد «القارة العربية»، وهذا يتم في سياق تعويل رسمي على ضعف الذاكرة الوطنية، حيث لا يكترث أولو الأمر بما يحيط مواطنيهم من أخطار؛ ما داموا يستندون إلى من يحافظ على مصالحهم ويضمن لهم استمرارهم في الحكم، ولهذا ما أصيبت الحياة السياسية العربية بالعقم وتصلب الشرايين ويبدو أن الناتو الصهيو عربي المصغر وهذا سيناريو يتكرر دائما مع من لا يتعلمون، غير مستبعد .

٭ كاتب من مصر

بعثة مصر لدى حلف شمال الأطلسي وزيارة السيسي لواشنطن

محمد عبد الحكم دياب

الرأسمالية الافتراسية أجهضت الديمقراطية

Posted: 31 Mar 2017 02:16 PM PDT

بعد حديث حول المترشحين للرئاسيات الفرنسية والتوجه السياسي والتكوين الثقافي لكلّ منهم، سألني صديق عربي يحمل الجنسية الفرنسية: إنني محتار لمن أصوت، فماذا ترى؟ قلت له: لماذا لا تصوت لجان لوك ميلنشون؟ لم يبق في فرنسا من سياسي يساري حقيقي سواه. فأجاب: أظنني سأفعل. ولكن لما رأيته بعدها بأيام، قال لي إنه سيصوت لإمانويل ماكرون. وعلّل قراره بأنه أخذ بخيار «التصويت المفيد» (حسب العبارة الشائعة)، لأن ماكرون هو المرشح الوحيد القادر على الانتصار على مارين لوبين لو وصلت إلى الدورة الثانية.
صحيح أن فرص ميلنشون في استجماع ما يكفي من الأصوات لتجاوز الدورة الأولى فرص محدودة، ولو أن من المحتمل أن النسبة التي سيحصل عليها هذه المرة قد تكون أعلى نسبة يحظى بها منذ بدء حياته السياسية، بحكم أن من المحتمل أن يجني ثمار ضعف مرشح الحزب الاشتراكي بنوا هامون، وثمار سخط «شعب اليسار» من سقوط حكومة هولاند في شراك عقيدة الرأسمالية المتوحشة، رغم أنها منبثقة رسميا عن الحزب الاشتراكي (الذي لم يبق له من الاشتراكية إلا الوهم الباهت والاسم المضلّل).
ولكنّ ما يميّز ميلنشون في هذا الزمن الذي لم يعد فيه للسياسة من معنى، بسبب استلابها لصالح حقائق السوق وبسبب تلهّف النخب الحاكمة على الامتثال لإملاءات كبريات الشركات العالمية وإرضاء مراكز القرار المالي، هو أنه سياسي ثابت على مبادئه اليسارية، لم يبدّل ولم يتنكّر. بل إنه صار في الفترة الأخيرة أكثر اقتناعا بوجوب تسخير الحكم وموارده لخدمة عامة الناس لأن السياسات المنتهجة في الدول الغربية منذ أكثر من ثلاثة عقود قد أهملت المسألة الاجتماعية، فتركت المحتاجين والضعفاء دون حماية. بل إنها قد نبذتهم إلى العراء: عراء الغاب الرأسمالي الافتراسي.
ذلك أن الديمقراطيات الغربية التي أفلحت، طيلة حوالي أربعة عقود بعد الحرب العالمية الثانية، في التأليف بين مقتضيات الليبرالية السياسية وقيم التكافل الاجتماعي (في صيغ شتى من أنظمة الديمقراطية الاشتراكية، أو ما يسمّى في صيغة أعمّ، ولكنها أدقّ، أنظمة «الاقتصاد الاجتماعي») قد تنكرت لمنجزاتها ولعهدها المجيد (النصف الثاني من القرن العشرين) الذي جعل من الرأسمالية الأوروبية أنجح نظام اجتماعي-اقتصادي في التاريخ الإنساني، وجعل أوروبا الغربية تبدو نموذجا للجنة الموعودة بالنسبة لشعوب أوروبا الشرقية. وقد بدأ هذا التنكر وهذه القطيعة منذ نهاية السبعينيات بوصول مارغريت تاتشر ورونالد ريغان إلى الحكم في بريطانيا وأمريكا في سياق ما سمي آنذاك بـ»الثورة المحافظة»، أي الثورة على مكتسبات دولة الرعاية الاجتماعية التي كانت بمثابة النعمة التي أثمرتها، بضرب بديع من مكر التاريخ، نقمة الحرب العالمية الثانية وما خلّفته من ويلات البؤس الاجتماعي.
تمثلت الثورة المحافظة، التي هي في الحقيقة أدهى ردة رجعيّة في التاريخ المعاصر، في تفكيك القطاع العام، وإقصاء الدولة من كل مجالات الفعل الاجتماعي التواصلي والتكافلي، وبيع كل شيء للقطاع الخاص بدعوى ضمان النجاعة والمردودية، حتى أنه قيل إن تاتشر خصخصت كل ما وقعت عليه يداها، ولو أتيح لها أن تخصخص حتى الأسرة المالكة، الرامزة لوحدة بريطانيا وعراقة تاريخها، لما ترددت. فقد كانت حماستها للرأسمالية المعربدة، المتحللة من كل قيد، حماسة تقرب من التعصب الديني.
وبما أن توني بلير وغوردون براون قد سارا على نهج تاتشر السياسي، حتى أن الكاتب سايمون جنكنز سلكهما في عداد من سماهم أطفال تاتشر» في كتابه «تاتشر وأبناؤها»، فإن حكم «حزب العمال الجديد» لم يفعل سوى تعميق هذا التوجه الرأسمالي المتوحش، حيث أن الجديد في حزب العمال هو أنه لم يعد لا عماليا ولا يساريا! ولهذا كان المحتجون ضد الحكومة أمام مقرها في داوننغ ستريت يرفعون لافتات كتب عليها «توري بلير». ومعروف أن «توري» هو الاسم الشعبي لحزب المحافظين. ولا تزال نزعة تغليب منطق السوق وقيم الربح هي النزعة المهيمنة في بريطانيا، حيث أن المحافظين ظلوا، منذ عودتهم إلى السلطة عام2010 بقيادة ديفيد كامرون، يهددون هيئة الإذاعة البريطانية، بي بي سي، بالخصخصة كلما لاح لهم منها ما يتوهمون أنه تحيز يساري! وبالطبع ليس في الأمر يسارية ولا يحزنون، وإنما هي حيلة يفزع إليها الساسة المحافظون كلما ضاقت بهم سبل المكر السياسي.

٭ كاتب تونسي

الرأسمالية الافتراسية أجهضت الديمقراطية

مالك التريكي

لماذا ما يزال البعض يفاجأ؟

Posted: 31 Mar 2017 02:16 PM PDT

في مسلسل الأزمات المتفاوتة الثقل والتبعات الذي بات يحتل الحياة العامة في مصر (أو ما تبقى منها) بصورةٍ متواصلة ومستمرة، وعلى خلفية العنف والتوتر المحتقن اللذين يسريان في أوصال المجتمع، فإن حدثين بالأخص يحتلان الحيز الأكبر من الأهمية في نظري، وهما غير بعيدين عن بعضهما بعضا كون مجلس الشعب طرفاً فيهما.
الأول، وربما الأبعد أثراً والأعمق مغزىً في نظري، تلك المتعلقة بقانونٍ جديد للهيئات القضائية مرره مجلس الشعب، ووفقاً له يتم استبدال قاعدة ومبدأ تولي القضاة لرئاسة تلك الهيئات بناءً على أقدميتهم، باختيار الرئيس لهم من بين ثلاثة قضاة ترشحهم كل هيئة.
أما ثاني الأزمات فبطلها النائب هيثم الحريري الذي حُول إلى التحقيق متهماً بالإساءة إلى رئيس المجلس بسبب إصراره على المطالبة بحقه في الكلمة وإبداء الرأي في مشروع قانون الهيئة الوطنية للانتخابات، إذ عقب خلافه مع رئيس المجلس في هذا الصدد اعتبر هذا الأخير أن انتقادات النائب الحريري له إهانة للمجلس ذاته.
والحقيقة أن الموقفين بالنسبة لي لا يعدوان مثالين للفكاهة، ولذلك الكم من الهزل الذي تردى إليه الوضع العام في مصر ومدى الاضمحلال والابتذال اللذين يسمان ما قد نسميه تجاوزاً الممارسة السياسية للنظام.
من البين تماماً أن الغرض من قانون الهيئات القضائية الجديد ليس سوى توسيع صلاحيات الرئيس لكي يختار من يشاء، قاضياً بذلك على أي هامشٍ قد يكون متبقياً لدى المنظومة القضائية من الاستقلالية، مما قد تتيحه آلياتها الداخلية.
والحقيقة أن ذلك يعيدني إلى ما كتبته سابقاً بصدد الحكم ببطلان الطعن المقدم من الحكومة على حكم محكمة القضاء الإداري في قضية ترسيم الحدود البحرية، أي قضية تيران وصنافير، إذ على الرغم من ترحيبي بالحكم، لم أنسق إلى التهليل والطبل والزمر بـ»القضاء الشامخ»، ووضحت حينها رأيي في كون جسد القوانين في الإجمال ليس سوى تعبيرٍ عن توازن القوى داخل التركيبة الاجتماعية، الذي يأتي في صالح الطغم أو النخب الحاكمة في نهاية المطاف، خاصةً في مجتمعاتنا التي تفتقر إلى قوى سياسية تعبر عن طبقاتٍ لها ثقل في العملية السياسية (الشكلية في أحسن الأحوال والمفتقدة من الناحية الفعلية). لكن ذلك لا يمنع أو ينفي أن لتلك المنظومة قانوناً ومنطقاً داخلياً يحكمها وأن ثمة شرفاء هنا وهناك وذوي أهواءٍ وانتماءاتٍ مغايرة للطبقة الحاكمة قد يحكمون بعكس ما تريده.
والسيسي ونظامه لا يريدان أن يسمحا أو يتيحا حتى هذا الهامش، وأكاد أجزم بأن ذلك الموقف الحرج الذي وجدوا أنفسهم فيه إبان حكم المحكمة، وراء ذلك التغيير، ففي وقتٍ مأزومٍ كالذي نمر به، حيث يتجلى كل يومٍ فشل السياسات الاقتصادية وكارثية تبعاتها على القطاعات الأوسع، بالإضافة إلى ما بات لا شك فيه من التفريط، في أوقاتٍ كتلك، يختار النظام أن يتخفف من أي موانع أو أحمالٍ من الشكليات قد تعيقه أو تحرجه.
مصر ليس فيها أي نوعٍ من الفصل بين السلطات، ومن يقول غير ذلك فإما هازلٌ أو حسن النية، أو منافقٌ وهو الأرجح. مصر فيها سلطةٌ واحدة فقط، مؤسسة الرئاسة، وكل الباقي مكسبات لون وطعم ورائحة يتم التخلص منها والعصف بها حين اللزوم، ولعل مثال المستشار هشام جنينة هو الأقرب والأحضر في الذهن.
مجلس الشعب الموجود حالياً هو مجلس «موافقات» بامتياز، شأنه في ذلك شأن كل المجالس السابقة في الحقيقة، اختير جل أعضائه في غرف أجهزة الأمن، ولعل الفارق الأساسي يكمن في التخفف أيضاً من تلك النسبة من «المعارضين» التي كان يسمح بها لإضفاء شكلٍ ديمقراطي وطابعٍ تعددي يستطيع أن يرضي به الخارج الذي يضغط من أجل الانفتاح السياسي، وربما الداخل أيضاً. هو مجلسٌ لم يأتِ ليدير الاختلاف معبراً عن قوى سياسية وراءها جماهير، كما الحال في الديمقراطيات العتيدة (على إشكاليات ذلك النموذج وحدوده التي ظهرت للعيان في السنوات الأخيرة) وإنما أُتي بها لإضفاء غلالة من المشروعية على انقلاب، ولتمييع السلطوية والمركزية اللامتناهيتين، ومن يدري فربما لتوزيع تبعات ومسؤولية الكوارث على جهاتٍ عدة واللائمة أيضاً.
قديماً، اعتُدي على عبد الرزاق باشا السنهوري الفقيه القانوني الأكبر وضُرب في مجلس الدولة، بعد أن ساعد وساند ثورة يوليو، وأسدى لهم أجل الخدمات حين اشار عليهم بالشرعية الثورة مضفياً بذلك على الانقلاب غلالة المشروعية، التي كان في أمس الحاجة إليها.
لذا، فإن ما يدهشني حقيقةً هو دهشة الكثير من الكتاب من هذه التطورات، أحسب أن المشكلة الاساسية تكمن في أنهم بالفعل صدقوا بأن هذه دولة، وأن بها مؤسسات، خاصةً أولئك الذين أقنعوا أنفسهم بأن السيسي ناصر جديد أو مخلص، لذا يبدو أنهم يجدون صعوبة بالغة في رؤية أحلامهم بانبعاثٍ قومي ٍ جديد تسقط، ومن ثم رؤية الواقع كما هو، عارياً بكل قبحه، علماً بأن «معلمهم» بنفسه اعترف بأن مصر «شبه دولة» ومن الأكيد أنه لم يفعل شيئاً ليعدل ذلك.
ولأن النظام، بدعمٍ من هؤلاء الكتاب أحياناً، قد عصف بالناشطين وبالفصيل الوحيد ربما الذي كانت له أرضيةٌ شعبية، فإنه بات القوى الوحيدة المنظمة على الساحة، ولم يعد لدى هؤلاء الهاربين من الحقيقة سوى التعبير عن جزعهم من ذلك التهديد «للفصل بين السلطات»، غير الموجود أصلاً والذي لا يكترث به النظام كثيراً، على الأقل الآن في عز أزمته.
كذلك تجدهم يناشدونه التريث لكي لا يضر ذلك بصورته أمام العالم، كأن ذلك هوأهم ما يعنيني كمواطن.
لعبةٌ بائسةٌ وسخيفةُ تماماً تلك حيث يتظاهر كل الأطراف بتصديق ما يدركون تماماً كذبه ويستمرون في لعب أدوارٍ غير مقنعة، وعلى مضض، بينما ينزلق البلد في دوامةٍ عنفٍ وفقرٍ وتوحش.
والسؤال هو: لماذا مايزال هؤلاء الواهمون يفاجأون بعد مسلسل الفشل والكذب الطويل المستمر؟ ومتى سيدرك هؤلاء عبثية ذلك ومتى سيدركون إفلاس الإصلاحية؟
كاتب مصري

لماذا ما يزال البعض يفاجأ؟

د. يحيى مصطفى كامل

ترامب وإشكالية أحزاب إيران في العراق

Posted: 31 Mar 2017 02:15 PM PDT

يرى العديد من العراقيين أن لقاء رئيس الوزراء العراقي مع الإدارة الأمريكية، اكتسب أهمية خاصة، في ظل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واحتمال استغلال الإدارة الأمريكية الجديدة لمعركة الموصل، التي أوشكت على الانتهاء، لإعادة بسط سيطرتها السياسية على بلاد الرافدين.
وكانت ذكرى مرور 14 عاما على احتلال العراق، الفرصة المناسبة للرئيس الأمريكي لتصحيح المسار الذي تتحمله إدارة باراك أوباما، والوقت الملائم لممارسة الضغوط على رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، لقطع الطريق على إيران وإنهاء وجودها في العراق، والقبول بالوجود الأمريكي الدائم بذريعة إعادة التوازن الإقليمي، بعد المصائب التي حلت بالعراق جراء الغزو في 9 أبريل، حيث لايزال العراقيون يدفعون ثمن تغيير خريطة الشرق الأوسط السياسية، من خلال مسلسل العنف والتهجير والقتل الطائفي، الذي أعاد لحاضرهم ذاكرة سقوط بغداد عاصمة الدولة العباسية على أيدي المغول عام 1258.
وإذا كان مسلسل العنف والتهجير في مدينة الموصل هو نتيجة طبيعية لغياب الدولة التي أسقطها الاحتلال، وتدخل إدارتا جورج بوش وباراك اوباما في الشؤون الداخلية العراقية، والسماح لإيران في تنصيب أحزابها في الحكم، التي تتحمل أسباب ظهور تنظيم «داعش»، لم يعد غريبا استمرار التواصل والتنسيق السياسي والعسكري بين أمريكا والحكومة العراقية، حيث أثبت ـ تزامن زيارة رئيس الوزراء العراقي مع الذكرى الرابعة عشرة لغزو العراق، استجابة لدعوة دونالد ترامب ـ ثبات وحرص الإدارة الأمريكية الجديدة على مواصلة رعاية مصالحها الخاصة في العراق منذ احتلاله على الرغم من فشلها.
وعلى الرغم من موقف حيدر العبادي في واشنطن الهادف إلى إظهار قدرة حكومته على أن تكون شريكا وفياً وطائعاً للولايات المتحدة، والتفاؤل المفرط في ما يتعلق بنجاح «الديمقراطية الوليدة» في عراق ما بعد تحرير مدينة الموصل من تنظيم «الدولة الإسلامية»، بيد أنه من السابقٌ لأوانه معرفة كيف سيكون باستطاعة حيدر العبادي إقناع العراقيين والأمريكيين بقدرته على النجاح في مشروع إعادة بناء الدولة، والتنبؤ بما سيؤول إليه المشهد السياسي المقبل بعد انتهاء معركة الموصل. إذا أخذنا بعين الاعتبار حجم وخطورة التحديات المقبلة التي ستواجه حكومته الضعيفة الواقعة تحت رحمة الأحزاب التابعة لإيران، التي ينتقدها العديد من الأمريكيين والأوربيين والعديد من منظمات حقوق الإنسان، بسبب الممارسات الطائفية المتعمقة في المؤسسات الأمنية والعسكرية التي تُهيمن عليها المليشيات، والتي لم تثبت بعد قدرتها السياسية الوطنية العابرة للطوائف في إدارة المحافظات ذات الأغلبية السنية، وتحجيم تدخل القوى الإقليمية الأخرى، بما في ذلك تركيا وإيران، اللتان تمارسان نفوذا على الأرض بطرق متنافسة.
لا شك أن الأهمية الخاصة التي اكتسبتها زيارة حيدر العبادي، أتت بفضل التغير الذي طرأ على السياسة الخارجية مع وصول دونالد ترامب من جهة، وانسجاما مع المتغيرات الأمنية والسياسية في العراق، من خلال حسم معركة الموصل من جهة أخرى. في المقابل ثمة ما يقلق الإدارة الأمريكية، وبالأخص الرئيس ترامب، هو احتمال استغلال إيران لعمليات تحرير الموصل والبدء بتوسيع نفوذها، عن طريق استخدام ميليشيات الحشد الشعبي، وهو ما تعارضه إدارة الرئيس الأمريكي، الذي يرغب على ما يبدو في تحجيم النفوذ الإيراني المتصاعد في الشرق الأوسط.
من المؤكد ان الإدارة الأمريكية نجحت في الضغط على رئيس الوزراء العراقي، للقبول بالوجود الأمريكي الدائم في العراق، بذريعة إعادة سيادة الدولة وتحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي وإنهاء النفوذ الإيراني، ولكن ليس من المؤكد صحة النجاح في تطبيق ذلك بعد عودة حيدر العبادي للعراق، إذا أخذنا بعين الاعتبار حجم الضغط المعارض داخل حزب الدعوة، الذي سيعيق تأهيله وعدم إعادة انتخابه في انتخابات العام المقبل. كما أن عداء إدارة ترامب لنظام الولي الفقيه في إيران، سيدفع رئيس الوزراء حيدر العبادي للدخول في صراع ضد زعماء الأحزاب القريبة من إيران، قد يصل حد الانفجار، ونهاية ما سمي «التحالف الوطني»، حيث من المؤمل ان يستغل نوري المالكي تعثر حيدر العبادي المحتمل، نتيجة لصعوبة تنفيذ سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة، أو قبولها من إيران وأحزابها في العراق.
وهنا لا بد من التأكيد على الأهمية الرمزية لتحرك التيار الصدري الأخير، وصلته بتداعيات الصراع الداخلي المقبل في حزب الدعوة، من خلال إصرار السيد مقتدى الصدر على تغيير آلية الانتخابات المقبلة التي جاءت في خطابه الذي القاه أمام أنصاره المشاركين في تظاهرات ساحة التحرير، داعيا إلى مقاطعتها في حال بقيت المفوضية دون تغيير.
وفي الوقت الذي يمضي العراقيون العام الرابع عشر لاحتلال وتدمير بلدهم، تدخل إدارة الرئيس ترامب في بداية سنة 2017 في العراق لإعادة بسط سيطرتها وقطع الطريق على إيران، ما يعني دخول البلاد في صراع من نوع جديد لن تدفع ثمنه عمائم قم وطهران، بل المئات والآلاف من الشيعة والسنة العرب من العراقيين.
كاتب عراقي  

ترامب وإشكالية أحزاب إيران في العراق

أمير المفرجي

الرقص بفستان أحمر أو الرقص على شرف السياسة

Posted: 31 Mar 2017 02:15 PM PDT

قامت الدنيا ولم تقعد لأن منى عبد الناصر رقصت في فرح ابنها أحمد أشرف مروان، مرتدية فستانا أحمر اللون، ولا أعرف إن كان الغضب جاء بسبب اللون الأحمر باعتباره شعار الاتحاد السوفييتي السابق؟ أم لأنه لون دم شبابنا المراق بأيدي الإرهاب ومصالح الأشقاء والقوى المتصارعة على أرضنا؟ أم أن المصيبة هي قيام سيدة مصرية، أيا ما كان موقعها التاريخي، حتى كونها ابنة الزعيم جمال عبد الناصر بالرقص في فرح ابنها الذي يتزوج للمرة الثانية، وقامت بهذا الفعل الشنيع بين جدران منزلها وليس في ملهى ليلي، وبين أعز الأصدقاء الذين تمت دعوتهم بالاسم إلى الفرح، والذين اتضح ان من بينهم إنسانا سفيها خان الأمانة وسرب لقطات فيديو لرقص أم العريس، واتضح بعد ذلك أنه صور أيضا ويا للهول الهام شاهين ترقص كما ترقص المدعوات في جميع الأفراح المصرية حسب معلوماتي المتواضعة.
طبعا ازداد الطين بلة باستغلال المشهد سياسيا، وإقحام السفير الإسرائيلي في الموضوع، وانتشار اشاعة تقول إن منى عبد الناصر رقصت للسفير الإسرائيلي، ولكي تصل الحبكة لقمة سخونتها تم شرح الموضوع لمن سيقومون بتكذيب الخبر بسؤال بديهي: ولم لا؟ وهي – أي منى عبد الناصر – زوجة الجاسوس الإسرائيلي أشرف مروان؟
 وقام كاتب سياسي بنشر مقال ناري استدعى فيه معلومات لا مجال لنقضها لأنها منسوبة إلى كتاب قرأه بعنوان «الملاك» THE ANGEL للكاتب يوري بارجوزيف عميل المخابرات الإسرائيلية المتقاعد عن أشرف مروان، الذي عمل مع الموساد لأكثر من ثلاثين عاما، وقدم له خطط حرب أكتوبر وساعة الصفر، وأنقذ حياة آلاف من الإسرائيليين، كما يقول الكتاب، متجاهلا، وأقصد الكاتب السياسي العربي، أنه من الطبيعي بعد انكشاف أمر عميل مزدوج حقق ضربات موجعة للعدو الإسرائيلي أن تحاول إسرائيل بكل الطرق إثبات أنه كان عميلها، وأنها استفادت منه أكثر مما نقل عنها من معلومات وهي بديهية لا تحتاج إلى رأي خبراء في الجاسوسية.
وما دام هناك غموض في قضية لم تحل بعد مثل قضية أشرف مروان، فمن العجيب أيضا أن نصل إلى نتيجة مذهلة بهذه الثقة مثل اتهام المخابرات المصرية بإلقائه من شرفة منزله في لندن. لكن ما يعنينا في هذا المقال هو: أولا أن السفير الإسرائيلي لم يدخل مصر منذ ثلاثة أشهر بعد أن تم استدعاؤه من قبل حكومته، وكان الأولى أن نتساءل لماذا يذاع مثل هذا الفيديو وبهذا الانتشار، وهو سؤال أولى بالرعاية لأن انتشاره بهذا الشكل السريع هو نموذج لعلم الإشاعة كما يقول الكتاب.
ثانيا: لماذا الاستكثار على منى عبد الناصر، أو أى سيدة أن تفرح وتغني، وترقص في فرح ابنها؟ هل لأنها ابنة الزعيم جمال عبد الناصرالذي رحل منذ 47 عاما؟ لقد كانت السيدة تحية زوجة الزعيم الذي لم نحظ بمثله حتى الآن، تقف من ورائه مرتدية زيا غامق اللون لا تنطق حرفا، ولا يعبر وجهها إلا عن الحياد التام. لقد لعبت الدور كما أرادوا لها أن تلعبه بكل حكمة. لكن ما علاقة منى ابنة الزعيم بهذا الموقف الذي لا ناقة لها فيه ولا جمل والذي انتهى منذ نصف قرن.
اتركونا نرقص ونغني بدلا من أن نقتل بعضنا بعضا، الفن يجعلنا نحب الحياة. ما الفرق بين من حرّم رقصها ورقص الهام شاهين وبين ما يطالب به «داعش» وأمثاله؟
لماذا لا نسأل أنفسنا: لماذا يساء إلى جمال عبد الناصر وأولاده الآن؟ الشعوب العربية تستدعيه وقت الشدة ترفع صوره وهي تحلم بأيام كانت تشعر فيها بالكرامة وتدافع عن حريتها واستقلالها، وكان هو رمز حريتها وكرامتها. ألا تتفقهون؟
بالمناسبة أحد المواقع المصرية نشر خبرا يقول إن السفير الإسرائيلي ديفيد جوفرين كان يحاضر يوم 23 مارس يوم الفرح في مركز أبحاث الأمن القومي في تل أبيب وقال أحد المعلقين ساخرا: إلا إذا كان الفرح قد أقيم في تل أبيب.
كاتبة مصرية

الرقص بفستان أحمر أو الرقص على شرف السياسة

هالة البدري

جنيف أمريكا أحبط أستانا روسيا

Posted: 31 Mar 2017 02:14 PM PDT

تزامنت اجتماعات «جنيف4 « مع مؤتمر «أستانا 3» مع الذكرى السادسة لانطلاق الثورة السورية، مع دخول مذبحة الشعب السوري عامها السابع، وقد أصبحت المواقف الدولية أكثر وضوحا.
أمريكا أعربت عن دعمها الكامل لجهود ديمستورا في «جنيف4»، بينما نظرت باقي الأطراف على أن «جنيف4» أدخل المفاوضات السياسية في متاهة السلال الأربع، التي تحتاج كل سلة منها لسنوات، وكأن أمريكا بتأييدها لدي مستورا وموقفها السلبي من مؤتمر أستانا نوع من الراحة لها وإبعاد الضغط عن نفسها، فهي تؤيد مفاوضات جنيف مهما أخذت من الزمن. بينما وجدت أمريكا بمؤتمر أستانا نوعاً من الراحة لجهودها المتعلقة بمتابعة قضايا وقف إطلاق النار، حيث كانت تتحمل قبل أستانا المباحثات العسكرية والمباحثات السياسية معاً. والاستراتيجية الأمريكية منذ أن تحولت الثورة السورية إلى صراع إقليمي أصبحت عدم وقف القتال في سوريا، إلا بوصول الأطراف المتصارعة إلى قبول مشروع التقسيم، بل وجعلها تنادي بالتقسيم بنفسها حتى تتخلص من القتال والقتل والتدمير والتشريد، وتأكد ذلك من خلال فشل روسيا إلزام أمريكا باتفاق وقف الأعمال العدائية، الذي وقعه كيري وزير الخارجية الأمريكية (السابق) مع لابروف مرتين في 2015 و2016، حتى اعلنت روسيا فقدان ثقتها بالأمريكيين في تنفيذ ما يتم التوصل اليه، لأن البنتاغون لم يكن يوافق على تنفيذ ما يتعهد به وزير الخارجية كيري.
هكذا وجدت أمريكا نفسها تتنفس الصعداء بتحمل أستانا مسؤولية وقف الأعمال القتالية وتثبيت الهدن، وقالت إنها لن تشارك في أستانا إلا بصفة مراقب، مثلها مثل الأردن، بل لن ترسل وفدا وإنما تكتفي بوجود السفير الأمريكي بأستانا، لأنها تركز على مباحثات جنيف وتؤيدها. فمشروع السلال الأربع مشروع له بداية وليست له نهاية، وما تم تسريبه من معلومات عن الجلسات التحضيرية لجنيف5، يدل على ذلك فالعناوين الرئيسية هي، سلة الحكم الانتقالي، وسلة الدستور وسلة الانتخابات، وسلة مكافحة الإرهاب، والعمل جار على مناقشة كل واحد على حدة دون الاتفاق حتى الآن على ترتيب الأولويات، فالاسد يريد أولوية الارهاب، بينما المعارضة تريد سلة الحكم، وبينما طرح مساعد دي مستورا على وفد المعارضة سؤال إمكانية بقاء الأسد في المرحلة الانتقالية، وجاء جوابها بالرفض، لم يجتمع وفد الأسد مع مساعد دي مستورا لبحث هذه المسألة، وفضل الاجتماع مع مستشار وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، ووفد إيران يتابع مفاوضات جنيف، ومرجعية بشار الجعفري روسيا وإيران قبل بشار الأسد.
لقد تم عرض قضايا هذه السلال الأربع على المعارضة وحكومة الأسد في مؤتمر «جنيف4»، والمطلوب أن تأتي الوفود إلى مؤتمر «جنيف5» وهي تحمل ردودها وافكارها على نقاط السلال، وهذه النقاط هي:
السلة الأولى: الشؤون المتعلقة بالحكم، ومبادئها الأساسية هي متطلبات محددة حول الحكم، كما ورد بقرار مجلس الأمن 2254 ويضمن أن يكون الحكم ذا مصداقية، وشاملاً، وغير طائفي، كما يضمن استمرارية المؤسسات والخدمات العامة، ويضمن حماية حقوق الإنسان، على ان تكون مهام ترتيبات الحكم هي المهام المتعلقة باستمرارية المؤسسات والخدمات العامة أولاً، والتسهيلات المتعلقة بكتابة مسودة الدستور ورقابة الأمم المتحدة على الانتخابات ثانيا، ومهام إضافية تنبثق عما يتفق عليه الطرفان ثالثاً، ومهام أخرى رابعاً.
كما سيتم بحث العناصر الأساسية تتعلق بترتيبات الحكم، ومنها آلية حكم وحيدة أو منفردة، وحكم تتم ممارسته من خلال مؤسسات متعددة، وعضوية ومهام الحكم، وحجم الحكم، ومعايير العضوية في الحكم، ومسألة الاختيار واتخاذ القرار.
أما في مسألة سلطات الحكم، فسيتم بحث مدى السلطات وشموليتها، والاستقلالية في ممارسة السلطات، والعلاقة مع المؤسسات الأخرى، وهي التشريعية أولاً، والقضائية ثانياً، وغيرها.
كما سيناقش «جنيف5» قضايا الممارسات والسياسات والآليات، بما في ذلك ميثاق العمل، الاستمرارية وإصلاح المؤسسات، في الاستمرارية أولاً، والإصلاح ثانياً، والممارسات العملية وميثاق العمل ثالثاً، والسياسات المتفق عليها رابعاً.
كما سيبحث آليات التطبيق بأن تكون قضائية ومستقلة، إضافة لمناقشة آليات الرقابة والتقرير ثانياً، إضافة لبحث التطبيق القانوني لترتيبات الحكم.
والسلة الثانية: مسائل العملية الدستورية وفق المبادئ الأساسية التالية: مبادئ أساسية جوهرية تحكم العملية أولاً، ومبادئ العملية ثانيا بحيث تكون شاملة وقادرة وشفافة وتشاركية، وبحث أنماط العملية الدستورية وفق لجنة الخبراء أولاً، وهيئة معنية وتمثيلية ثانياً، وهيئة منتخبة ثالثاً، والسكرتارية والدعم رابعاً.
كما تبحث السلة الثانية الحوار الوطني في حجمه أولاً، وشكله ثانياً، ومدته ثالثاً، واللجنة التحضيرية رابعاً، والسكرتارية خامسا، والرئاسة سادساً، والنزاعات سابعاً، والنتائج ثامنا.
وفي بند الاستشارات العامة، سيتم بحث استمزاج الرؤى قبل الشروع بالعملية أولاً، واستقبال المساهمات أثناء العملية ثانياً، وتداول ونقاش مسودة الدستور ثالثاً.
وفي المراجعة بعد المشاورات والاستفتاء ستتم مناقشة تقدير نتائج الاستشارات العامة أولاً، وبلورة النسخة الأخيرة والموافقة عليها ثانياً، والاستفتاء ثالثاً. كما ستتم دراسة الجدول الزمني للخطوات المذكورة أعلاه.
والسلة الثالثة هي لبحث المسائل الانتخابية، بدراسة العمليات الاقتراعية، وبحث هل ستكون العملية الاقتراعية استفتاء على دستور جديد أولاً، وبحث تراتبية التحضيرات ثانياً، والجدول الزمني ثالثا، على أن تتم إدارة العملية الاقتراعية في النقاط التالية، في السلطات: المؤسسات وتركيباتها أولاً، وكيفية حل النزاعات الانتخابية ثانياً، ودور حوكمة العملية الانتخابية ثالثاً، على ان يتم التوافق على إشراف الأمم المتحدة في الانتخابات المقبلة. ويناقش «جنيف 5» مسائل الانتخابات الحرة والنزيهة حسب أعلى المعايير الدولية، بمناقشة الإعلانات الدولية والعهود ومواثيق حقوق الانسان بما في ذلك الإعلان العالمي والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، واتفاقية مكافحة التمييز ضد المرأة أولاً، والإطار القانوني ثانياً، والنظام الانتخابي ثالثاً، وغيرها، وكذلك مناقشة أهلية كل السوريين للمشاركة، بمن في ذلك السوريون في الشتات، وبحث أهلية المشاركة أولاً، والاقتراع خارج البلد ثانياً، والنازحون ثالثا.
والسلة الرابعة وهي مكافحة الإرهاب وحوكمة الأمن وإجراءات بناء الثقة فسوف تبحث استراتيجية مكافحة الإرهاب وقضايا حوكمة الأمن، إضافةً إلى بناء الثقة المتوسطة والبعيدة المدى، وعمل مقاربة الظروف المولدة لانتشار الإرهاب، عبر الإجراءات السياسية أولاً، وإجراءات تربوية واجتماعية ثانياً.
وبحث طرق منع ومكافحة الإرهاب عبر الترتيبات المؤسساتية أولاً، وإنفاذ الأمور القانونية والعسكرية ثانياً، والسياسات الاجتماعية والاقتصادية ثالثاً، والوسائل القضائية رابعاً.
وبحث قدرات الدولة لمنع الإرهاب ومحاربته، بحسب المؤسسات المتعلقة بمحاربة الإرهاب أولاً، والتعاون الدولي ثانياً، ودعم الأمم المتحدة وجهات دولية فاعلة ثالثاً. ودعم حقوق الإنسان والقاعدة القانونية في مكافحة الإرهاب وغيرها، لتأسيس القاعدة القانونية لمكافحة الإرهاب أولاً، والممارسات العامة لمؤسسات الدولة.
أما مسائل الحكم المتعلقة بالأمن فتكون عبر وحدة القيادة في ما يتعلق بالقوات المسلحة النظامية وغير النظامية اولاً، والسلطات والرقابة على المؤسسات الأمنية ثانياً، وقوى شرطية ذات مصداقية وفاعلية في كل أنحاء البلد ثالثاً، ومسألة القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب.
هذه النقاط وغيرها هي موضوع بحث في مؤتمر «جنيف5»، وكل نقطة فيها تحتاج إلى مؤتمر دولي، وسنوات من البحث والاختلاف، بينما المسارات الأساسية التي تدار دوليا لمستقبل سوريا فهي التفاهمات الروسية والايرانية، بما يحفظ أمن الدولة الاسرائيلية، وأمريكا لا تعارض ذلك طالما يحول دون انتصار ثورة الشعب السوري، فالتواجد العسكري الروسي طويل الأمد، ويحتاج إلى المليشيات الإيرانية التي تحفظ وجوده دون تهديد ولا هجمات من الشعب السوري، وتبقى تجمعات السوريين العرب السنة في أقل المواقع الجغرافية، بعد إخراجهم من دمشق حماة وحمص وحلب وغيرها لصناعة جغرافيا وديمغرافيا جديدة لدولة سوريا المفيدة، التي خطط لوجودها حافظ الأسد منذ استلامه للسلطة عام 1970، واكملها بشار كخط دفاعي أخير لمواجهة أي ثورة شعبية عارمة ضد حكمهما، إضافة إلى المساعي الروسية والأمريكية لإقامة كيان كردي شمال شرق سوريا، بعد ان فرضت تركيا رؤيتها المبدئية لغرب الفرات شمال غرب سوريا بدعمها للجيش السوري الحر، الذي بدأ بتحرير أراضي غرب الفرات من التنظيمات الارهابية، وهذا يؤكد ان أمريكا بتوليها امر جنيف وإرهاقه بالمتاهات السياسية على يد دي مستورا قد تركت مؤتمر استانا عاجزا عن ان يحقق وقف إطلاق النار، فروسيا وهي تسعى لتحقيق أهدافها في سوريا لا تقبل بوقف اطلاق النار، وكذلك قوات الأسد والمليشيات الايرانية لا تقبل من الناحية العملية وقف اطلاق النار، ولذلك فإن أستانا مؤتمر لفرض وقف إطلاق النار على المعارضة السورية المسلحة، وتقييد حركة المعارضة السورية المسلحة كي لا تحبط المشاريع الروسية والأمريكية والإيرانية والكردية في سوريا، وهو ما ترفض تركيا ان تكون شريكة فيه طالما ان الأطراف الأخرى لا تلتزم بوقف اطلاق النار أيضاً.
كاتب تركي

جنيف أمريكا أحبط أستانا روسيا

محمد زاهد غول

«من غير كارنيه»: صحافيون مصريون لا تحميهم نقابتهم

Posted: 31 Mar 2017 02:14 PM PDT

القاهرة – أحمد رمضان : بعد يوم واحد من إعلان فوز عبد المحسن سلامة، بمنصب نقيب الصحافيين المصريين وهزيمة النقيب السابق يحيى قلاش، ظهر الأول على إحدى الفضائيات المصرية، يتحدث عن أزمة اقتحام نقابة الصحافيين في أيار/مايو 2016، لتفتح تصريحاته الباب مجدداً أمام مشكلة الآلاف من الصحافيين الشباب غير النقابيين.
سلامة قال في معرض حديثه عن أزمة الاقتحام إن «غير النقابي ليس صحافيا»، في الوقت الذي تسعى فيه تجمعات صحافية كبيرة لحل أزمة الزملاء غير المشمولين بالحماية النقابية والقانونية.
أزمة غير النقابيين ظهرت على السطح في إبريل/ نيسان 2014، بعد إصابة مصور صحافي بإحدى الجرائد المصرية المستقلة، بطلق ناري أثناء تغطيته مظاهرة طلابية داخل جامعة القاهرة. الزميل قال في شهادته إن الإصابة حدثت بسلاح قوات الأمن التي تعاملت مع الوقفة داخل أسوار جامعة القاهرة.
الدستور يؤكد على أن عضوية النقابات المهنية هو شرط أساسي لممارسة المهنة، وهنا تأتي أزمة الآلاف من شباب الصحافيين غير النقابيين، حيث أنهم بنص الدستور لا يجوز أن يمارسوا عملهم كصحافيين إلا بعد الالتحاق بالنقابة والحصول على عضويتها.
وينص في هذا الشأن في مادته 77 على أن «ينظم القانون إنشاء النقابات المهنية وإدارتها على أساس ديمقراطي، ويكفل استقلالها ويحدد مواردها، وطريقة قيد أعضائها، ومساءلتهم عن سلوكهم في ممارسة نشاطهم المهني، وفقاً لمواثيق الشرف الأخلاقية والمهنية. ولا تنشأ لتنظيم المهنة سوي نقابة واحدة. ولا يجوز فرض الحراسة عليها أو تدخل الجهات الإدارية في شؤونها، كما لا يجوز حل مجالس إدارتها إلا بحكم قضائي، ويؤخذ رأيها في مشروعات القوانين المتعلقة بها».
في هذه الحالة، نحن أمام قانون يمنع الصحفي من ممارسة عمله إلا بعضوية النقابة، ولكن يبدو أن نقابة الصحافيين لها في رأي أخر، حيث أن اللائحة الداخلية وشروط القيد الخاص تنص على:
يشترط لقيد الصحافي في جدول النقابة والجداول الفرعية، أن يكون «صحافياً» غير مالك لصحيفة أو وكالة أنباء تعمل في مصر أو شريكاً في ملكيتها أو مسهماً في راس مالها. وعلى الصحافي تحت التمرين أن يمضي مدة التمرين في إحدى دور الصحف التي تصدر في مصر أو وكالة من وكالات الأنباء التي يعمل فيها ويجوز بترخيص خاص من مجلس النقابة قضاء مدة التمرين في الصحف ووكالات الأنباء في الخارج.
يقول أحمد فتحي، صحافي غير نقابي، عمل في عدة مواقع أبرزها البديل واليوم السابع ومحيط، أنه يتعرض في بعض الأحيان لمضايقات بسبب عمله الصحافي، ولا يجد ردا على سؤال الأمن أو المسؤولين عموما «فين كارنيه النقابة».
فتحي خريج كلية إعلام جامعة 6 أكتوبر، يقول: «علمت أن من حق خريجي كليات ومعاهد الإعلام والصحافة، الحصول على كارنيه انتساب لنقابة الصحافيين، في الحقيقة هو لا يقدم أي خدمات لحامله، لا بدل التدريب والتكنولوجيا ولا الامتيازات النقابية الأخرى، ولكنه يظل في النهاية كارنيه لنقابة الصحافيين يحمي صاحبه».
يضيف: «عندما تواصلت مع أعضاء في الجمعية العمومية لنقابة الصحافيين وأعضاء بالمجلس أيضاً حول معرفة طريقة استخراج كارنيه الانتساب، علمت أن النقابة قررت وقف تلقي طلبات الالتحاق على هذا الجدول، وفي حالة رغبتي في ذلك، القضاء هو الحل».
قال فتحي أيضاً: «أعرف أن كارنيه النقابة لن يحمي الصحافي بشكل كامل، خاصة في ظل عداء النظام للصحافة والحريات، ولكن على الأقل سيضمن أن تتدخل النقابة بمحاميها أو يجنبنا سماع جملة «هو مش صحافي نقابي».
تضم نقابة الصحافيين لجنة تسمى «القيد الاستئنافية»، برئاسة اثنين من أعضاء المجلس المنتخبين، مهمتها النظر في القضايا المرفوعة للقيد بالنقابة، بالإضافة إلى لجنة قضائية كاملة التشكيل، في العادة، عمل هذه اللجنة حول الزملاء الذين تم رفض أوراقهم في لجنة القيد الأولى.
يحكي محمد سعد خسكية، محرر بموقع «مبتدأ»، قصته مع البحث عن عضوية النقابة عن طريق المحكمة، بعدما رفضت النقابة أوراقه وأوراق الزملاء في موقعهم الإلكتروني السابق.
يقول: «رفعت القضية بعد رفض النقابة قبول قيد الصحافيين من جريدة البديل بسبب مشاكل تتعلق بالملف التأميني للمؤسسة وتلقيها تمويلا من الخارج. إلا أن النقابة ملزمة بقبول الصحافيين طالما توافرت فيهم الشرو ط القانونية مثل التعيين والتأمينات والأرشيف وخلافه».
ويضيف: «القضية استمرت حوالي 3 سنين أمام اللجنة الاستئنافية بسبب غياب أعضاء مجلس النقابة السابق عن الحضور لجلسات متتالية فكان يتم تأجيلها تلقائيا، وعندما انعقدت الجلسة بحضور عضوي مجلس النقابة محمد شبانة وحاتم زكريا، تحججا بتوقف إصدار الجريدة، وطلب عقد وتأمينات من جريدة مستمرة في الصدور، وبعد تنفيذ طلباتهما رفضا القضية، بحجة أن الأوراق سليمة، وأن المكان الطبيعي لجنة القيد عادية وليس اللجنة الاستئنافية».
وعن الخطوة المقبلة، أوضح خسكية أن هناك معركة أخرى مقبلة في سبيل الحصول على كارنيه العضوية، ولكن هذه المرة مع جهة أخرى، يقول «أخدت الورق وقدمت في اللجنة الحالية ومنتظر انعقادها، ولكن النقابة متعنتة بخصوص الخطاب، لأن رئيس التحرير رفض إصداره».
وقال أحمد أبو القاسم، أمين عام نقابة «الصحافيين الإلكترونيين» – نقابة عمالية تحتاج إلى إقرار قانونها من قبل مجلس النواب المصري لتتحول إلى نقابة مهنية – إن التصريحات التي أدلى بها عبدالمحسن سلامة تعبر عن عداء واضح.
وأضاف أبو القاسم: «التصريحات الأخير لنقيب الصحافيين الجديد عبد المحسن سلامة، بشأن أن الصحافي غير النقابي ليس صحافيا بالأساس هي تصريحات متكررة تصدر عن العديد من كبار الصحافيين، والإشكالية أن هناك من يرى ذلك ولكنه لا يصرح به».
وأضاف: الصراع لم يعد تكامل وتطور كمان كان ولكنه صراع بقاء، لأن الصحافة الإلكترونية في طريقها للقضاء على حظوظ الصحافة الورقية في الاستمرار بشكلها الحالي».
وعن الحلول، قال أبو القاسم: «نحن حاليا نعقد العديد من ورش العمل بشأن القانون بالتعاون مع عدد من المراكز الحقوقية والصحافيين الإلكترونيين والصحافيين والإعلاميين والشخصيات العامة، استعدادا لتقديمه إلى مجلس النواب خلال الدورة البرلمانية الحالية، لنكون بذلك قد طرقنا كل الأبواب في طريق النضال من أجل انتزاع حق الاعتراف المهني بالصحافيين الإلكترونيين وغير النقابيين»، مؤكدا على ضرورة تعديل القانون ليشمل الزملاء غير النقابيين.
يبدو أن عبد المحسن سلامة بتصريحه عن أن غير النقابي ليس صحافيا، أدرك أنه أمام خسارة آلاف الصحافيين غير النقابيين من العاملين في المواقع الإلكترونية، لذلك أطلق حاتم زكريا، سكرتير عام النقابة الجديد – والمقرب من النقيب سلامة – التي حملت وعودا لحل الأزمة.
وقال حاتم: «قريبا جدا ستحل أزمة الصحافيين الإلكترونيين غير النقابيين، من خلال ضمهم في جداول نقابة الصحافيين، ولكن بشروط».
الشروط التي وضعها حاتم هي أن «يكون هيكل المواقع الإلكترونية التحريري من الصحافيين النقابيين، وأن يكون لهذا الموقع هيكل إداري ومالي، وأن يكون مؤسسة مسجلة ورسمية، وأن يكون مر على هذا الموقع عدة سنوات».

«من غير كارنيه»: صحافيون مصريون لا تحميهم نقابتهم