Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الأربعاء، 28 فبراير 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


مصر: أم زبيدة وتهمة «الاستقواء بالخارج»

Posted: 28 Feb 2018 02:30 PM PST

استشاط النظام المصري غضبا بسبب فيلم وثائقي بثته قناة «بي بي سي» البريطانية تناول قضية الاختفاء القسري، وحرّك بسرعة مسؤوليه القانونيين لـ«ضبط وسائل الإعلام التي تبث أكاذيب من شأنها الإضرار بمصالح مصر»، كما قال بيان النائب العام المصري نبيل صادق، الذي رفع فجأة الادعاء إلى مستوى اصطلاحي جديد لا علاقة له بالقانون، مستخدما مصطلح «قوى الشر»، وهو مصطلح يثير السخرية والتعجب حين يصدر عن مؤسسة قضائية مهمّة.
وإذا كان النائب العام يتصرّف ويتحدث بهذه الطريقة فلا غرابة أن يقوم أحد المحامين المختصين بإعلان الدعاوى القضائية ضد كل من يتهدد النظام، بتقديم دعوى مستعجلة لترحيل المراسلة البريطانية التي قدمت الفيلم، وباعتبار «بي بي سي» «قناة عميلة تتعمد نشر أخبار عارية من الصحة كأكذوبة اختفاء الفتاة زبيدة قسريا». كما حرّك النظام الهيئة الوطنية للاستعلامات التي دعت «بي بي سي» للاعتذار. لكن الأنكى من كل ذلك أن السلطات الأمنية طالبت باعتقال إحدى المشاركات في الفيلم، والمدعوة أم زبيدة، تحت طائلة اتهامها «بنشر أخبار كاذبة والاستقواء بالخارج».
الاستنفار الأمني ضد السيدة المذكورة جاء بسبب كشفها، في الفيلم الآنف الذكر، اختفاء ابنتها قسريا واتهامها وزارة الداخلية بإخفائها والاعتداء عليها واغتصابها، الأمر الذي أثار عليها أجهزة الأمن فردّت بطرقها المعهودة التي لا يهمها الإساءة للعقل والمنطق ويجمع بين الفظاظة اللاأخلاقية والعدوانية المكشوفة عبر إظهار الفتاة على التلفزيون مع الإعلامي عمرو أديب لتكذب شهادة أمها، وهو ما ردّت عليه الأم المنكوبة بكشف تفاصيل عن اعتقال الفتاة وتعذيبها ثم رميها بعد قرابة شهر في منطقة أكتوبر.
في أوركسترا الفضائح القانونية والإعلامية والأمنية هذه، يتواجه جبروت الدولة، بقضّها وقضيضها، مع مواطنين بسطاء ليس لديهم طرق للدفاع عن أنفسهم فيستنفر النائب العام المعيّن والمحامي المأجور والإعلامي السليط اللسان لتحطيم كرامة عائلة لأن أحد أفرادها، أم زبيدة، تجرأت على قول الحقيقة التي يعرفها الناس جميعا.
أما لماذا تنفعل أجهزة الأمن وتوابعها القانونية والإعلامية من كشف حقيقة معروفة فلأنها، أولا، تأخذها العزة بالإثم، وثانياً، وهو الأهم، لأن الكاشف هو قناة بريطانية، وهو ما قد يزعج ولاة الأمور في مصر لأن الإعلام الغربيّ لديه من يسمعه من أصحاب الشأن الأجانب، والذين قد يقرّعون النظام ومسؤوليه على انكشاف أفعالهم الشائنة، أو يتهددونه بمحاسبته، وكل ذلك في وقت يسعى فيه الرئيس المصريّ لإعادة تنصيبه رئيسا في انتخابات همشت كل منافسيه وأبعدت خصومه وصارت البلاد جاهزة للحفل.
تهمة «الاستقواء بالخارج» الموجهة من نظام تحمي إسرائيل حدوده من شعبه، لمجرد دفاع أم عن ابنتها، بهذا المعنى، هو تنافس مع النظام على أذن «الخارج» واهتمامه، فالنظام، كما يفعل في كل شيء على أرض مصر، يريد احتكار «الاستقواء بالخارج» لنفسه، ولا يريد منافسين له في الأمر.

مصر: أم زبيدة وتهمة «الاستقواء بالخارج»

رأي القدس

عن فوائد الفساد والواسطات…

Posted: 28 Feb 2018 02:29 PM PST

لا يُذكرُ الفساد والواسطات إلا بالسوء، ولكن في بعض الأحيان يكون فيها فوائد لبعض الناس.
كان بن لولو ضابط شرطة من أصل مغربي في منطقة الجليل الغربي، وكان معروفاً بقسوته، كان لسانه زفراً، فلا يتورع عن إطلاق الشتائم بالعربية الفصيحة أو المحكية المغربية، لا يفرّق بين صغير أو كبير، ولا بين مجرم وبريء،
إضافة إلى رذالته مع المعتقلين لأسباب تافهة، فقد آمن بالعنف طريقاً لفرض هيبته.
كان يقيم في بيت من البيوت الجاهزة في مستوطنة حديثة أقيمت في السبعينيات من القرن الماضي على أراضي قرى منطقة سهل البطوف.
بن لولو وبعد أن أصبح ضابطاً كبيراً مهيمناً بلا منازع، اقتنى قسيمة بناء ليبني فيها فيللا يستمتع ويتباهى بها . وكان لا بد له من أصحاب المهن ، وفي هذه الحالة، فإنهم من عمال ومقاولي المنطقة من العرب.
قرر فهد مقاول البناء مراعاة بن لولو لغاية في نفسه، فوفّر عليه مبلغاً كبيراً من المال، كانت التجربة الأولى عندما سُجِّلت ضد المقاول مخالفة سير باهظة أحضرها لبن لولو وسأله ما العمل في هذا؟ أخذ بن لولو المخالفة، وبطريقته ألغاها على الفور. صار فهد مقاول البناء عنواناً لأبناء عائلته وأصدقائه وأصدقاء أصدقائه في قضايا مخالفات السير، ثم صار واسطة لتحرير معتقلين لأسباب جنائية، أو لمنع اعتقال مخالفين، فما أن تقع المشكلة حتى ينصحوك بالذهاب إلى فهد المقاول قبل المحامي.
بعد البنّاء جاء القصّار الذي تعلم الدرس وطبقه بنجاح ثم جاء الكهربائي والبلاط والنجار ومقاول أعمال الألومينوم والسّباك والزجّاج والدهان وملمّع البلاط وحتى الجنائني، وما أن جهزت فيللا بن لولو ودخل ليسكنها حتى كان جميع المهنيين الذين عملوا فيها أصحاب واسطة قوية وحظوة لديه.
بن لولو تحول إلى إنسان رائع بالفعل، ولم يعد الرجل المخيف، وعُرف أن اسمه بنيامين، وصرت تسمع من يناديه عند مروره في القرية بلا تكلّف..بيني بيني، ما الذي تفعله هنا، تعال اشرب قهوة.
في المقابل رد بن لولو الجميل (وليس الرشوة)، فهو يعطي أرقام هواتف المهنيين الذين عملوا في بيته لزملائه في جهاز الشرطة ومعارفه من شركة الهاتف والكهرباء ومصلحة التأمين الوطني وضريبة الدخل والإطفائية ومسؤول هنا وموظف هناك، وواحد ينقل إلى الآخر.
وهكذا فمشاكل الهاتف يحلها أو يحاول حلها البلاط مصطفى، والمشكلة مع شركة الكهرباء يحاول حلها الجنائني سعيد، وإذا تورطت مع ضريبة الدخل فليس لك إلا توفيق مجلس السيارات فقد يحلها، وإذا لاحقك التأمين الوطني فربما ساعدك عبدو الطبّاخ، وكل هذا بالعقل وبدون ضجة. إلى جانب هذا نشأ أدعياء، وأكثر من واحد ادعى قدرته على حل مشاكل توصيلات الكهرباء أو الهاتف مقابل دفعة على الحساب، ثم يتلاشى.
تعلمت قيادة السيارة في نتانيا، أخبرني كثيرون في ذلك الزمان أن لكل معلم قيادة علاقة مع المُمتحِنين، هناك اتفاق فيما بينهم، من يقدّم زجاجة مشروب كحولي ينجح، ويفضل أن تكون من صنف كونياك نابليون، وبدونها قد تعمل عشرة امتحانات وأكثر. رفضت الفكرة، وقررت أن أنجح بجدارة، وبدون تقديم الرشوة رغم تفاهتها.
فشلت في الامتحان الأول وهذا ربما كان مبرّرا، في الامتحان الثاني سمعتهما يتحدثان بالييدش، وهي خليط من العبرية والألمانية مع تشويه للكلمات بإضافة حرف للكلمة خصوصاً حرف العين، وبما أنني أعرف العبرية وبعض الألمانية فأفهم بعض الكلام بالييدش، سأله الممتحن! هل توجد قنينة(إيز عِس آ فلايش)…فرد عليه.(ناين) لا.وفهمت أنني فشلت رغم أنني لم أخطئ . في الامتحان الثالث أصررت على النجاح بدون مساعدة نابليون وهُزمت مرة أخرى، وقررت أن لا أنتظر للامتحان العاشر، في الرابع أحضرتها، نابليونية لا تنزل الأحزان ساحتها، لو مسّها حجرٌ مسّته سراء.
دسستها تحت مقعد الأستاذ وقلت»هذه للتفاؤل فقط».
انطلقنا وسأله السؤال التقليدي بالييدش:وكان رده «عِس» بلا. أنت سائق ماهر مبروكة الرخصة. صحيح أن نابليون هُزم في عكا ولكن له هيبته في نتانيا. وقد عرفت هذه الظاهرة في حينه برخص نتانيا، حيث كانت نسبة المتورطين منهم في الحوادث مرتفعة.
بعد أكثر من ثلاثة عقود من الزمن أجرت إحدى القنوات تحقيقاً صحافياً وكشفت الغطاء، وتبين أن موتسارت وشتراوس وجورج واشنطون وكثيرين غيرهم من المشاهير متورطون إلى جانب نابليون.
من قصص الواسطة الغريبة التي صادفتها كانت في تجمع سكني عربي غير معترف به، وهو عبارة عن بيوت من التنك والجبص، محرومة من الخدمات.
في يوم ما، ذهبت إلى هذا التجمع لإعداد تقرير صحافي، وفوجئت بوجود وصلة كهرباء عادية في أحد البيوت وسط الحي ومباشرة من شركة الكهرباء دون البيوت كلها، وهذا أمر شبه مستحيل في تلك المنطقة، سألت الرجل كيف حصلت على وصلة الكهرباء؟ فقال: أنا أشتغل منذ سنوات في مصنع للكرتون، وتشتغل معي سيدة روسية، نشأت بيننا علاقة مودّة، انتُخب ليبرمان وصار وزيراً للبنى التحتية عام 2001، ابنة زميلتي في العمل ناشطة مع حزب ليبرمان وتوظفت في مكتبه، حكيت لزميلتي الروسية عن معاناتي، فطلبت من ابنتها مساعدتي، وهذه طلبت التفاصيل مني فأرسلتها لها، بعد شهرين وصلتني رسالة موافقة على وصلة كهرباء. دفعت ثمن الوصلة وجاء فنيو شركة الكهرباء وأوصلوا بيتي بالتيار.
ـ ليبرمان! تساءلت متعجِّبا..
ـ نعم ليبرمان ما غيره..
طبعا لا أقصد هنا تبرير الفساد والواسطات فأضرارها الكبيرة لا تقاس بفوائدها الهامشية، خصوصاً عندما تتعلق الأمور بقضايا جدّية، فقد يعفى بعض المجرمين من عقابهم الذي يستحقون، ويخفف عنهم، وخصوصاً أن السلطة نفسها معنية بفوضى في ما تسميه الوسط العربي، فهي تغض الطرف مثلا عن السلاح غير المرخص، طالما أنه يستخدم لتخريب السلم الاجتماعي في مجتمعنا، حتى تحوّل إطلاق النار الليلي في معظم قرانا إلى ظاهرة رعادية، في زمن ما كانت رصاصة واحدة تدخلك السجن، صار بعضهم يطلق الرصاص من أسلحة غير مرخصة بشكل شبه علني وبلا رادع، وهذه ليست قضية فساد، بل هو إفساد وتخريب رسمي موجّه وعنصري.

عن فوائد الفساد والواسطات…

سهيل كيوان

ماذا يحدث للإعلام العربي والإعلاميين؟ وهل صارت الحكومات تفضل المخبرين والمهرجين و«الصيع»؟

Posted: 28 Feb 2018 02:29 PM PST

يتكالب الجميع في الشرق الأوسط هذه الأيام على الإعلاميين الواقعين تحت ضربات الأجهزة الأمنية، والميليشيات المسلحة، والجماعات الإرهابية، والمتطرفين الدينيين، مضافا اليها تعرضهم لقهر القوانين التقليدية، وسلطة أشباح فوق القانون، وكل ذلك في ظل سلطات حكومية تزداد قمعية وتتقارب في تعاطيها مع الإعلام والإعلاميين لتجند بعضهم مخبرين وكتبة مأجورين أو مذيعين فارغين، وصحافيين صيع، وسط مناخ من الخوف والترهيب غير مسبوق.
مناسبة الحديث ما يجري الآن في مصر والمغرب والسعودية وسوريا من تكميم للأفواه وقمع للأصوات الحرة والتراجع عن المكتسبات، التي تحققت في العقد الأخير، بفضل بعض الفضائيات ووسائط التواصل الاجتماعي.
ففي خطوة مفاجئة أصدر النائب العام المصري أمس أمرا للمحامين العامين ورؤساء النيابة بمتابعة وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، واتخاذ إجراءات جنائية ضدها، إذا قامت ببث «أخبار أو بيانات أو إشاعات كاذبة». الخبر جيد إذا كان هناك قانون يحتكم اليه الجميع، كما هو الحال هنا في الغرب، أما في البلاد العربية فمآله في اتجاه واحد دائما وهو تصفية الأصوات المنتقدة والمعارضة والوطنية.
ويتساوق هذا الأمر مع حملة تقودها القنوات التلفزيونية المصرية على محطة «بي بي سي» العربية بعد بثها تقريرا حول أوضاع حقوق الإنسان، تقول القاهرة إنه «تضمن أخطاء وتجاوزات مهنية ومزاعم بشأن الأوضاع في مصر». أما والأمر على هذا الحال، فلا يوجد أسهل وأجدى من محاكمة هيئة الإذاعة البريطانية والحصول على تكذيب هنا في لندن وتعويض أيضا، إذا كان التقرير مفبركا فعلا، وليس عبر وسائل إعلام لا تتمتع بأي درجة من الحرية والحقوق القانونية.
لكن التعاطي مع «بي بي سي» بهذه الطريقة يبرر التعاطي مع «الجزيرة» بالطريقة نفسها، بعد أن القت السلطات المصرية هذا الشهر القبض على السياسي والمرشح الرئاسي السابق عبد المنعم أبو الفتوح بعد ظهوره في مقابلة تلفزيونية يتيمة مع «الجزيرة مباشر».

أزمة القنوات المصرية

تعاني القنوات الفضائيات المصرية تضييقا متناميا قد يدفع لاغلاق أغلبها والإبقاء على القنوات الرسمية ضمن سياسة إغلاق النوافذ، التي تأتي بالرياح الإعلامية، فقد أصدرت المحكمة الاقتصادية هذا الأسبوع حكما ضد شبكة قنوات «الحياة» بالحجز على العلامات التجارية كافة الخاصة بالشبكة.
وبسبب هذه الأزمة المالية الطاحنة، تقدم الإعلامي عماد أديب باستقالته من قناة «الحياة» بعد نحو ثلاثة أشهر من انضمامه لها؛ في تزامن مع استقالة الإعلامية جيهان منصور، قبل أيام من إطلاق برنامجها الجديد على القناة.
وبعد أن تخطت ديون القناة حاجز مليار جنيه، أعلن مالك قنوات الحياة السيد البدوي بيعها في أيلول/ سبتمبر الماضي لشركة «فالكون»، المملوكة للمخابرات العامة، مقابل 1.4 مليار جنيه، لكنه عاد وأعلن الأسبوع الماضي تراجعه عن الصفقة، قائلا إن «فالكون» عجزت عن سداد قيمة الصفقة في الموعد المتفق عليه.
ولم تكن «الحياة» وحدها الضحية، فهناك أنباء عن أن شبكة قنوات «أون تي في» تستعد للاستغناء عن خدمات 300 موظف، بما يمثل ثلث العاملين بها، وخطة لتقليص الميزانية، عبر إلغاء بعض البرامج، وتخفيض رواتب العاملين بنسبة 50.%
كما تعاني قناتا «سي بي سي» و«النهار» من هذه الأزمات، ومن مشكلات مالية أدت إلى تأخر رواتب العاملين فيهما لعدة أشهر. والحبل على الجرار. فهل نرى عودة للقنوات الرسمية المحنطة وحصر الإعلام والاخبار بها مع ترقب الموت السريري للقنوات الخاصة؟

الإعلام المغربي وبدء فقدان المكاسب

والإعلام في المغرب ليس بأفضل حال كثيرا، فقد وجه النائب العام هذا الأسبوع تهما لمدير جريدة «الأخبار اليوم»، بـ «الاغتصاب وتجارة البشر وهتك العرض بالعنف والاستغلال الجنسي». وهذه اتهامات قد تقضي على أي وسيلة إعلامية، وإرهاب غيرها، حتى دون محاكمة.
وأفضل من يستطيع إجلاء الحقائق هنا هي مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب، التي عبر إعلاميوها وحقوقيوها عن تضامنهم، مؤكدين أن الاعتقال «إساءة للجسم الصحافي المغربي برمته واستهداف لحرية الصحافة في المملكة».
وقالت الصحافية في إذاعة «راديو بلس»، سعيدة العلوي، على «فيسبوك»، إن «الطريقة التي اعتقل بها توفيق بوعشرين غير مقبولة وغير مفهومة! «، متسائلة: «لماذا لم يتم استدعاؤه للتحقيق معه، بدل اقتحام 20 رجل أمن بزي مدني ورسمي لمقر الجريدة وترهيب الصحافيين العاملين وإخراجهم من مقر عملهم؟».
وقال عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية الحاكم، حسن حمورو، إن «توفيق بوعشرين صحافي وليس مجرما! «، مضيفا: «التعبير عن الرأي حق وليس جريمة!».
فيما أعرب عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، حسن بناجح، عن استغرابه من الطريقة «الاستعراضية» التي اعتقل فيها الصحافي. وأكد أن «هذا الأسلوب وحده، بغض النظر عن مسلسل المحاكمات والغرامات وحملات التشهير ضد الصحافي بوعشرين، كاف ليدل على قصد إسكات الرأي المخالف. وهذا يأتي ضمن مسلسل متواصل من التصفية المالية والمعنوية لعدد من أصحاب الرأي». فهل بدأ المغرب يفقد المكاسب الإعلامية التي راكمها في السنوات الماضية؟

السعودية الجديدة تستولي على الإعلام

مع أن الأخبار الآتية من السعودية تروج لتغيير كبير في المملكة، بدءا من تمكين المرأة في المجتمع وإحداث مراكز للترفيه وتغيير التوجهات المحافظة جدا للبلاد، إلا أن ذلك لا يمكن أن يتحقق دون إعلام حر وقانون عصري واضح للنشر والبث، فلا يمكن أن يغير استضافة فرقة أو مطرب أو إحياء حفل، توجهات مجتمع، كما أنه في غياب السلطة الرابعة وسجن الصحافيين والسيطرة على الفضائيات حتى المستقلة منها، مثل «أم بي سي» وغيرها لا يمكن إلا وأن يدق ناقوس الخطر على مستقبل الإعلام في البلاد.
وتغيير مكانة المملكة التي تقبع في المرتبة 165 (من أصل 180 دولة) على جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة لا يتحقق أبدا في القضاء على الإعلام الجديد، الذي ظهر في البلاد، كما هو حاصل الآن، خاصة مواقع «تويتر» و«الفيسبوك» التي تحظى بشعبية كبيرة بين السعوديين والتي تثير جدلا واسعا حول موضوعات دينية وسياسية في البلاد التي يعتبر فيها مثل هذا النقاش العام جريمة وغير قانوني، رغم أنه أفضل وسيلة عصرية تعتمدها دول العالم المتقدم.
وقد أصبح هذا الإعلام الجديد يحل محل الصحافة التقليدية، التي باتت بدورها تلجأ لما يعرف بنشرة الأخبار ومتابعات الأحداث عبر هذه الشبكات، كما أن سقف الحرية اللامحدود في مواقع مثل تويتر وفيسبوك، إضافة إلى تطور وسائل الاتصال زادا من فعالية هذه المواقع بسرعة نشر الأخبار، ورغم بعض سلبيات هذه المواقع إلا أنها حققت قفزة في نقل المعلومة والخبر إلى جانب جديتها وجرأتها في طرح القضايا السعودية خاصة المُحرمة منها.
والأخطر من ذلك، تدشين أول إعلام تفريقي وكيدي، ظهر عقب خلق الأزمة الخليجية، بحيث تفرغ الإعلام في السعودية والامارات لسياسة اصطفاف غير مسبوقة، بنيت على عقيدة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن، والتي تقضي بأن من ليس معنا فهو حتما ضدنا، وهذا أبشع أنواع الاعلام في العالم، وسقط في جميع الدول المتحضرة.
كما أن هذا الاصطفاف دفع السعودية والامارات الى شراء إعلاميين ووسائل إعلام أجنبية، بل وغربية لشراء صمتها أو تجنيدها، ليس لخدمة البلاد، بل لمهاجمة من يخالف هذه الدول آراءها في كل شيء.
ويبقى أن اعتقال الناشطين والمثقفين والإصلاحيين السعوديين، الذين وجدوا في تويتر منبرا لافكارهم المقومة للحكم في السعودية يثير تساؤلات كثيرة، منها هل تقود تويتر وغيرها من وسائل التواصل ثورة حقيقية في السعودية؟

كاتب من أسرة «القدس العربي»

 

ماذا يحدث للإعلام العربي والإعلاميين؟ وهل صارت الحكومات تفضل المخبرين والمهرجين و«الصيع»؟

أنور القاسم

الصمود وحده لا يكفي

Posted: 28 Feb 2018 02:29 PM PST

لماذا لا يفكر المقاومون في بلادنا في ما يمكن لهم ويجب عليهم فعله بعد النصر؟ ألا يمكن أن يغير ذلك من طريقتهم في المقاومة ويجعلها أكثر فاعلية؟ ولماذا يرضينا الإصرار والصمود فقط دون التفكير في خطوات تالية؟ أسئلة يطرحها المفكر الفلسطيني الفذ إدوارد سعيد وهو يتأمل كيف يفضل الفلسطينيون، منذ سنوات النكبة، فكرة البقاء في مكان واحد «خشية أن نفقد ما لدينا»، ومع أنهم نجحوا بشكل مشرف في تحقيق وعي وطني فلسطيني، لكنهم لم يتمكنوا من إيجاد آلية أو سياسة «لتحويل الطرد إلى عودة، لتحويل الهزيمة والخسارة إلى ما يشبه نصراً حقيقياً».
يطرح إدوارد سعيد أسئلته الداعية للتفكير والمراجعة، في كتاب «السلطة والسياسة والثقافة» الذي يضم أهم حواراته التي أجراها في الأعوام ما بين 1976 و2000، مضيفاً أسئلة ستجدها متعلقة بكل حركات الإصلاح والتغيير في أوطاننا المنكوبة: «لماذا لا نستطيع التفكير جماعيا بالطريقة ذاتها التي يفكر فيها رجل أعمال فلسطيني ناجح، فهو يؤسس شركة ويجني ثمار الربح ويؤسس شيئاً ليدوم، أو أن نفعل ما يفعله المثقف الفلسطيني عندما يدرس موضوعاً وينتج كتاباً مهماً، هذا أمر يمكن استصلاحه وتجسيده، أما على المستوى الوطني فجميع مؤسساتنا، بلا استثناء تقريبا، تعيش حوالي عشر سنوات، ثم تموت ويبدأ كل شيء من جديد، نعيد اكتشاف العجلة ونبدأ من الصفر»، ثم يتحدث عن علم التفاصيل الذي يتوافر في حياة الكثيرين منا على المستوى الشخصي لكننا نفتقده على الصعيد الجماعي، وهو ما يراه مهماً في تفسير شيوع الانهزامية السلبية التي سادت لدى الكثيرين بعد اتفاقيات أوسلو، ودفعتهم للقبول بأن كل ما سيحصلون عليه من إسرائيل، هو فقط ما ستعطيه لهم إسرائيل.
«لماذا؟ ماذا حدث لإرادتنا؟ ماذا حدث لأهدافنا؟ لماذا ليست أبداً جزءاً من المعادلة»، يسأل إدوارد في حوار نشر سنة 95 في مجلة «دراسات فلسطينية»، روى فيه بعض تفاصيل ذهابه في عام 91 إلى جنوب إفريقيا بعد إطلاق سراح نيلسون مانديلا بقليل، ليكون الفلسطيني الأول الذي يذهب إلى هناك، ويلتقي بمانديلا ووالتر سيسولو ويسألهما: كيف حدث هذا وقد كنتما إرهابيين ومنفيين وسجينين؟ فتكون إجابتهما: «أولاً لم نتخل أبداً عن مبادئنا، لم نغير ما نحارب من أجله. ثانياً ركزنا على البعد الدولي، لأن نجاحنا الدولي في إعلان نظام الفصل العنصري نظاما غير شرعي أعطى الناس في الداخل الأمل من أجل متابعة النضال». يعلق إدوارد بحزن مقارناً ذلك الموقف بما يجري على الساحة الفلسطينية: «في المقابل نحن الآن لا شيء سوى مهزلة دولية، ما شعور الفلسطينيين عندما يرون عرفات يتبختر وكأنه يقود شيئا ما، بينما هو يعمل تحت إبهام السلطات العسكرية الإسرائيلية، نحن في حاجة إلى تغيير نوعي للوعي، حيث نتحرك من مجرد محاولة البقاء إلى محاولة التحرر والتحرك والانتصار. أعتقد أن هذا هو ما فشل جيلي في فعله. لقد كانوا في جنوب إفريقيا غاية في الصلابة من الناحية الأستراتيجية، وغايةً في المرونة من الناحية التكتيكية، نحن عكسهم تماماً».
في أحد حواراته يورد إدوارد سعيد مقتطفاً مهماً يتحدث فيه الصحافي ليون ويزلتيير عن النفوذ اليهودي في أمريكا، مؤكداً أنه إذا كان الصوت اليهودي أصبح مسموعاً هناك، فليس لأن اليهود جاؤوا إلى بلد يتميز بالترحيب الجذري تجاههم، فمعاداة السامية والكراهية التي واجهها اليهود حين جاؤوا إلى أمريكا لا تقل بالتأكيد عن معاداة الإسلام الموجودة حالياً، «لكن ما فعله اليهود هو أنهم نظموا أنفسهم فكريا وسياسيا، أسسسوا مؤسسات كجمعية مكافحة تشويه السمعة، وأصروا على أن قضيتهم يجب أن تُسمع.. عندما وجد اليهود أنفسهم في ورطة، لم ينتظروا أن يفهمهم العالم بالشكل الصحيح، تصرفوا كي ينقذوا أنفسهم»، وهو الدرس الذي يجب أن تتعلمه كل الأقليات المعرضة للهجوم والعدائية: «ليس المهم أن يفهمهم العالم، المهم فعلا أن تفهموا أنفسكم وأن تنقذوا أنفسكم».
يتحدث إدوارد سعيد عن حاجتنا في العالم العربي إلى لغة نقدية وثقافة واسعة النطاق، لا إلى شتائم متبادلة ومرادفات بلاغية للقتل السياسي، حاجتنا إلى لغة تتطور من خلال نقد السلطة بشكل رئيسي، لغة تجعلنا قادرين على البوح بما نؤمن به في عالمنا، بدون أن يطغى علينا النموذج الأصولي المستلب تجاه الماضي، حاجتنا إلى التخلص من الشعور بالريفية والعزلة، الذي يسودنا في العالم العربي، لاحظ أنه كان يقول ذلك في سنة 91، وحتى الآن لم تتغير التفاصيل التي تحدث عنها، فنحن حتى الآن «لسنا طرفاً في النقاش الدائر في العالم، لا في أدبنا ولا في أعمالنا الفكرية، عجزنا عن المشاركة يقع على عاتقنا بشكل كبير، نحن في مركز الاهتمام العالمي، لكننا دائماً خارجه»، وهو ما رأى سعيد أنه لا طريق للخلاص منه «سوى بتثبيت ذواتنا، من خلال الاندماج بقضية أو حركة سياسية، تجعل الفرد يماثل نفسه ويربطها بقضايا متعلقة بالعدالة والمبادئ والحقيقة»، ومع أنه يسخر بمرارة من كون القضايا التي طالما ربط نفسه بها فاشلة، ولا أمل لديها في النجاح في المستقبل القريب، لكنه يعلن أنه «لم يفقد الأمل، ولم يُشف من التفاؤل، وربما كان في ذلك حماقة، وربما كان التفاؤل مرضاً عُضالاً»، لكنه يبني تفاؤله على أهم درس تعلمه الفلسطينيون، وربما تعلمه بعض الإسرائيليين أيضاً، وهو أن «لا خيار عسكرياً بيننا، يمكنهم أن يذبحونا، لكنهم لن يتخلصوا من كل الفلسطينيين، ولن يطفئوا شعلة الوطنية الفلسطينية».
حين يسأله أحد محاوريه عن شعوره تجاه المعارك التي لا يتوقف عن خوضها، يقول إن أكثر ما أزعجه أنها حرمته من نعمة الخصوصية، بعد أن أصبح معروفاً في أوساط كثيرة بسبب ظهوره الإعلامي، فخرجت أفكاره عن نطاق سيطرته، لتجد من يتلقاها ويشكلها مسبقاً بما يحسبه وجهة نظره، سواء من زاوية التعاطف أو المنافرة، فأصبح عليه أن يبذل جهداً ضخماً كي يضبط نفسه ولا ينجرف إلى اليأس، لأن تبادل وجهات النظر مع الناس أصبح من الصعب جداً «ينطبق هذا على الجمهور عربياً كان أم أمريكياً»، لكنه يؤكد أنه ليس مهتماً بأن يكون لديه أتباع ولا يريد لأحد أن يكون مثله، ولا يهمه تسليم الناس علباً مليئة بالأساليب المرشحة للتطبيق، فهو لا يكتب لشخص ما، بل بمناسبة ما، والأهم أنه يكتب لنفسه أيضاً، وليس لقارئه المفترض فقط.
في ظل وضع معقد كهذا، يعبر إدوارد سعيد عن توقه الدائم ككاتب مستقل إلى حريته، وحلمه بالتخلص من كل هذا التشكيل المسبق لأفكاره، مستشهداً بقصة تروى عن الكاتب المسرحي الألماني الشرقي هاينر موللر، حين سئل بعد سقوط الشيوعية: «ألست متحمساً الآن بعد ما خُلعت القيود، لتكتب مسرحيات تتطرق إلى الوضع السياسي والحكومة وما إلى ذلك» لكنه قال: «لا، في الحقيقة تعني الحرية الآن حرية قراءة بروست، حرية البقاء في البيت، في مكتبتي»، وهي حرية لم ينلها إدوارد سعيد، لكنها لا تزال وستظل حلماً لكل كاتب عربي مستقل.
….
ـ «السلطة والسياسة والثقافة»: حــــوارات مع إدوارد ســـعيد ـ أعدتها وقدمتها غاوري فسواناثان ـ ترجمة نائلة قلقيلي حجازي ـ دار الآداب

٭ كاتب مصري

الصمود وحده لا يكفي

بلال فضل

محمد صلاح ظاهرة تعدت كرة القدم

Posted: 28 Feb 2018 02:29 PM PST

أن تكون لاعب كرة متميزا في عالمنا العربي وفي افريقيا فهو أمر عادي ووارد، حدث عبر التاريخ، ويحدث اليوم وغدا بالنظر للمواهب الكثيرة التي تزخر بها القارة السمراء والبلاد العربية، لكن أن تتألق في كبرى الدوريات العالمية وفي أحد أعرق الفرق الأوروبية، وتصبح أحد هدافي الدوري الإنكليزي الممتاز، وتتلقى الاعجاب والاحترام من الإعلاميين والمحللين وكل الجماهير، ويغني لك عشاق ليفربول في معقل الأنفيلد تقديرا لمهاراتك وأخلاقك، فهذا هو الذي يميز المصري محمد صلاح عن بقية اللاعبين العرب والأفارقة اليوم، ويجعل منه ظاهرة تعدت بحدودها لعبة كرة القدم لأن الرجل لم يعد مجرد لاعب كرة لدى المصريين خاصة، بل رمزا وقدوة ومثالا للنجاح قد يفتح أفاقا جديدة للأجيال الصاعدة في مصر وخارج مصر.
الأكثر من كل هذا أن تكون لاعبا مصريا، معروف عنه صعوبة تأقلمه مع الأجواء الأوروبية من زمان رغم مهاراته وفنياته، هذا الأمر يحسب أيضا لمحمد صلاح الذي انطلق من فريق المقاولون العرب الى بازل السويسري ثم إلى تشلسي، وفيورنتينا، وروما وبعدها إلى ليفربول في ظرف وجيز خاطفا الأضواء والإعجاب كلاعب وكإنسان متواضع وملتزم تحول في ظرف وجيز الى أفضل لاعب في افريقيا وأحد أفضل اللاعبين والهدافين في أوروبا.
صحيح أن النجم السابق محمد أبوتريكة يبقى واحدا من رموز الكرة المصرية منذ بداية الألفية الجديدة بمهاراته وأخلاقه وانجازاته مع الأهلي والمنتخب المصري، لكن حدود تميزه وتألقه لم تتعد القارة السمراء ولم يتأهل للمشاركة في كأس العالم مثلما يحدث اليوم مع محمد صلاح في أحد أعرق الأندية العالمية وأقوى البطولات الأوروبية.
محمد صلاح تحول في ظرف وجيز الى ظاهرة زمانه لأنه يؤدي موسما رائعا جعل منه هدافا للفريق والأبرز في الدوري الإنكليزي الممتاز بمجموع ثلاثين هدفا وعشر تمريرات حاسمة في جميع المسابقات، محمد صلاح صار ظاهرة زمانه بتواضعه واجتهاده وتحسن أدائه من موسم لأخر، بل من أسبوع لآخر، ظاهرة زمانه لأنه صار بإمكانه اللعب في أي ناد أوروبي بأريحية تامة وبدون عقدة بعدما قاد منتخب بلاده الى مونديال روسيا مسجلا خمسة أهداف في التصفيات.
عندما نقول عن محمد صلاح أنه ظاهرة زمانه، وأن ما يفعله في إنكلترا مع ليفربول خارق للعادة فإننا نستند في ذلك الى كونه خريج المدرسة المصرية وليس مدرسة كروية أوروبية، نشأ وترعرع في مصر حيث تعلم أبجديات الكرة قبل أن يهاجر وعمره عشرون عاما الى سويسرا فأنكلترا ثم إيطاليا وبعدها العودة الى إنكلترا وهو أمر كان دائما يصعب على اللاعب المصري عبر التاريخ مهما كانت قدراته الفنية بالنظر لطبيعة اللاعبين المصريين الذين كانوا يجدون صعوبات في التأقلم مع متطلبات الاحتراف في أوروبا ولا يجدون أنفسهم بعيدا عن الأهلي والزمالك والنادي الإسماعيلي والإعلام المصري والجماهير المصرية، وبعيدا عن الحياة في مصر وسط الأهل والأحباب.
ماعدا أحمد حسام ميدو الذي لعب في بلجيكا وهولندا واسبانيا وفرنسا وإيطاليا وإنكلترا على مدى أكثر من عشر سنوات دون القدرة على الاستقرار لأكثر من موسمين في الفريق نفسه فان محمد صلاح الذي لعب لخمسة نواد أوروبية في ستة مواسم كان في كل مرة يرتقي الى مستويات أفضل ويحصد التتويجات الفردية والثناء والإعجاب لدرجة وصفته جماهير ليفربول «بالملك المصري الجديد»، وهو وصف لا يطلق عبثا على أي لاعب إلا اذا ملك القلوب وأقنع العقول بانه فعلا متميز ويستحق الثناء.
أما عندما نقول بأن محمد صلاح ظاهرة “تعدت حدود كرة القدم” فالمقصود هو تحوله الى ماركة مصرية مسجلة مشجعة لكل لاعب مصري يملك المهارات ويحلم بالتألق عالميا مثلما يفعل حاليا، مما سيفتح الأبواب لأجيال أخرى تهاجر وتغامر وتبادر بعيدا عن مصر ونواديها لاكتساب الخبرة والتجربة والاحتكاك بالأندية الأوروبية الكبيرة مما سينعكس أيضا على اللاعب ومنتخب بلاده ويشجع الآخرين على الاحتراف الفعلي الذي صار حتميا وضروريا للارتقاء الى المستوى العالي بعيدا عن الانحراف الحاصل في دورياتنا العربية ونوادينا وملاعبنا وحتى بعض جماهيرنا، لذلك الخامات موجودة وكل مبتدئ في أي مجال رياضي عليه بتتبع مراحل نجاح “ظاهرة تعدت حدود اللعبة” اسمها محمد صلاح.

اعلامي جزائري

محمد صلاح ظاهرة تعدت كرة القدم

حفيظ دراجي

الأردن: الكشف عن معلومات مثيرة بعد ملاسنة بين نائب وتاجر بلاط اصطاد «أصحاب مواقع حساسة» والتقط صورهم في حفلات ماجنة

Posted: 28 Feb 2018 02:28 PM PST

عمان- «القدس العربي» : كشفت ملاسنة عبر وسائل الإعلام بين عضو في البرلمان ورجل أعمال متخصص بتجارة البلاط والسيراميك عن أزمة جديدة في الأردن من المتوقع أن لا تقف عند حدود الشخصين بسبب طبيعة العلاقات التي كشفتها المساجلة بين شبكة نافذة من الشخصيات العامة وقطاع التجار والمستثمرين.
وبعد سلسلة تصريحات تحت قبة البرلمان للنائب خالد الفناطسة حول دور مشبوه لرجل أعمال وصفه بـ «البليط» نسبة إلى عمله في قطاع البلاط والسيراميك. فوجئ الرأي العام برجل أعمال معروف يدعى صلاح شحادة يصدر بياناً يتحدث فيه من باب التوضيح كما قال عن تلك الاتهامات التي بناها الفناطسة.
الفناطسة كان قد تحدث عن تاجر بلاط وسيراميك أقام علاقات مشبوهة مع شبكة من المسؤولين في مواقع حساسة وقال الفناطسة إن الرجل أقام حفلات ماجنة لنافذين من بينهم أعضاء في البرلمان وقام بابتزازهم كما ابتز العديد من رجال الأعمال .
ولجأ الفناطسة إلى أسلوب التشويق بالإفراج عن المعلومات التي لديه عبر جرعات عدة مما أثار جدلاً عاصفاً لدى الرأي العام قبل ان يتطوع البليط نفسه واسمه صلاح شحادة للكشف عن هُويته حيث أصدر بياناً مفصلاً بلغة عميقة وفصيحة استهجن فيه إساءة النواب لمهنة البليط لأن من عملوا فيها أطعموا أولادهم المال الحلال وليس السحت الحرام مستغرباً أن يعيب النواب على الناس مهنهم. ووصف شحادة معلومات الفناطسة بأنها مزيفة ومن ضروب الحقد لكنه كشف وهو يرد على الأخير وجود علاقات فعلية بينه وبين مسؤولين كبار عندما سأل: منذ متى يعاب على الأردني أن يصادق مسؤولاً او جنرالاً سابقاً؟ .. وهل ندين الناس اذا كان لهم أصدقاء في السلطة؟
فعل شحادة ذلك برغم أن الفناطسة لم يتحدث عن وجود علاقات بجنرال سابق لكن شحادة أضاف أنه فخور بتحالفه مع أبناء بلده. وزعم شحادة بأن كل مؤسساته مفتوحة لجهات الرقابة بكل ورقة وكل فلس وبكل درب ملمحا إلى ان خطاب النائب سقط من محتواه ومستغربا ان ينهش النواب كرامة الاستثمار بدلاً من حمايته مطالبا بان يترك ملف الاتهامات للقضاء حتى يعرف الناس والدولة ان شتيمته كانت موجهة ولم تأت في باب الحرص على الوطن بل في باب نسج علاقة مع احد الأشخاص من الذين تنازع معهم حول قضية عقارية.
واستغرب شحادة توظيف بعضهم لمؤسسة عريقة للنيل من سمعته كما استغرب تداول فيديو لم يرد ذكره أصلا في خطاب الفناطسة وقال إن الخراب والدمار والحقد واغتيال الضمير أمر سهل والأصعب هو فتح مسارات رزق للناس واعداً بأن يتعرى للناس المشهد كاملا لكي يكتشف الجميع من المستغل ومن الذي حاول الاستغلال؟
ولدت هذه القضية في إطار نكاية بين نائب ورجل أعمال وحققت معدلات قياسية في شغف الرأي العام قبل ان تضيف المزيد من الاثارة على مشهد داخلي لا تنقصه الإثارة خصوصاً بعد الإعلان مساء أمس عن تعرض مدير شركة صينية استثمارية كبيرة في الأردن للاعتداء مجدداً من قبل شخصين أحدهما من أصحاب الأسبقيات. وتم نقل المستثمر إلى المستشفى وتبين ان أحد المعتدين انهيت خدماته من الشركة وآخر كان ينتفع بالتعامل مع الشركة فيما تقيم هذه الشركة في الأردن استثمارا بقيمة 600 مليون دولار . وكانت إدارة الأمن العام قد شكلت قسما خاصا لملاحقة حالات الاعتداء على المستثمرين التي تكررت أكثر من مرة.

الأردن: الكشف عن معلومات مثيرة بعد ملاسنة بين نائب وتاجر بلاط اصطاد «أصحاب مواقع حساسة» والتقط صورهم في حفلات ماجنة
فضائح بالجملة عندما يقرر البرلمان الاهتمام بـ «الاستثمار»
بسام البدارين

بعد فيلم الـ«بي بي سي» عن التعذيب… مصر تلاحق «قوى الشر» في الإعلام ووسائل التواصل

Posted: 28 Feb 2018 02:28 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: لم يكتف النظام المصري بالهجوم على هيئة الإذاعة البريطانية الـ «بي بي سي»، على خلفية بثها فيلماً وثائقياً تناول قضايا الاختفاء القسري والتعذيب في سجونه، بل استغل ذلك لفرض مزيد من القيود على حرية الإعلام.
فقد أصدر النائب العام، المستشار نبيل صادق، قرارا بـ«متابعة وضبط وسائل الإعلام التي تبث أكاذيب وأخبارا غير حقيقية من شأنها الإضرار بمصالح مصر».
واستخدم النائب العام في بيانه مصطلح «قوى الشر» الذي اعتاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ترديده في الآونة الأخيرة عندما يتحدث عن معارضيه أو المختلفين معه. وأشار في بيانه إلى «محاولة قوى الشر النيل من أمن وسلامة الوطن ببث ونشر الأكاذيب والأخبار غير الحقيقية من خلال وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي».
وكلف النائب العام، حسب البيان «المحامين العموم، ورؤساء النيابة العامة كل في دائرة اختصاصه، بمتابعة هذه المواقع ووسائل التواصل الاجتماعي، والاستمرار في متابعة تلك الوسائل والمواقع، وضبط ما يبث منها ويصدر عنها عمدا من أخبار أو بيانات أو إشاعات كاذبة من شأنها تكدير الأمن العام أو إلقاء الرعب في نفوس أفراد المجتمع أو يترتب عليها إلحاق الضرر بالمصلحة العامة للدولة المصرية، واتخاذ ما يلزم حيالها من إجراءات جنائية، وعلى الجهات المسؤولة عن الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وانطلاقا من التزامها المهني ودورها الوطني إخطار النيابة العامة بكل ما يمثل خروجا عن مواثيق الإعلام والنشر». كذلك طالب «الجهات المسؤولة عن الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وانطلاقا من التزامها المهني ودورها الوطني بإخطار النيابة العامة بكل ما يمثل خروجا عن مواثيق الإعلام والنشر».
وجاء هذا القرار بعد يوم من دعوة الهيئة الوطنية للاستعلامات، وهي هيئة حكومية مصرية، المسؤولين المصريين، لمقاطعة هيئة الإذاعة البريطانية الـ «بي بي سي» ومطالبتها بالاعتذار عما جاء في فيلمها الوثائقي الذي تناول قضية الاختفاء القسري.
وعرف الفيلم الوثائقي إعلاميا بفيلم «فتاة البي بي سي»، نسبة إلى قصة الفتاة زبيدة التي ظهرت والدتها فيه وتحدثت عن اختفاء ابنتها وتعرضها للاختفاء القسري.

اعتقال أم زبيدة

وكشف المحامي عزت غنيم مدير التنسيقية المصرية للحقوق والحريات، عن اعتقال منى محمود محمد ابراهيم الشهيرة بـ«أم زبيدة»، فجر أمس، من منزلها.
وكان المحامي طارق محمود تقدم ببلاغ إلى النائب العام حمل رقم 2642 لسنة 2018، ضد أم زبيدة اتهمها بـ«نشر أخبار كاذبة والاستقواء بالخارج».
وقال محمود في بلاغه : «بتاريخ 25 فبراير/ شباط 2018، ومن خلال برنامج تليفزيوني ملفق بثته قناة بي بي سي عربي، ظهرت المقدم ضدها البلاغ، تستنجد برئيس الولايات المتحدة الأمريكية، مدعية كذباً أن ابنتها قد اختفت قسرياً واتهمت وزارة الداخلية بإخفائها والاعتداء عليها واغتصابها». وأضاف: «المقدم ضدها البلاغ تعد من الكوادر الإخوانية المنتمية لجماعة الإخوان الإرهابية المحظورة والمدرجة قياداتها على قوائم الكيانات الإرهابية التي تهدد الأمن القومي المصري والمصالح العليا للبلاد».
كانت هيئة الإذاعة البريطانية بثت فيلما وثائقياً بشأن الاختفاء القسري في مصر أعدته المراسلة البريطانية السابقة في القاهرة، أورلا غورين. الأخيرة أجرت مقابلات مع معتقلين سابقين وأسرهم، تحدثوا عن معاناتهم وما تعرضوا له من تعذيب ممنهج اعتمدته سلطات الرئيس المصري عبد الفتاح، قبل أن تظهر زبيدة أمس الأول مع الإعلامي الموالي للنظام، عمرو أديب، ما دفع الهيئة العامة للاستعلامات لإصدار بيان آخر طالبت فيه الشبكة البريطانية بـ«الاعتذار الفوري» عن هذا الفيلم الوثائقي، مؤكدة أن ظهورالفتاة وتكذيبها لما ورد في شهادة أمها، يثبت صحة ما جاء في البيان الأول للهيئة الذي فند مزاعم وأكاذيب تقريرها.
وعادت والدة زبيدة للظهور مرة أخرى، ووصفت في تصريحات تلفزيونية عبر إحدى قنوات المعارضة التي تبث من تركيا، حوار ابنتها مع أديب بـ«الهزلي». وقالت إنها مُصرة على التصريحات التي أدلت بها لشبكة الـ«بي بي سي»، مؤكدة أن ابنتها بعد اعتقالها في 15يوليو/ تموز 2016 خرجت بعد 28 يومًا مُعذبة، ووجدها أحد المارة ملقاة في الشيخ زايد في منطقة أكتوبر، حسب قولها. وحول معرفتها بزوج ابنتها سعيد عبد العظيم، قالت: «أعرفه وكان معتقلا من 5 شهور وابنه معتقل أيضاً». وأكدت أن التعذيب، هو ما يجعل ابنتها تقول خلاف ما حدث.

دعوى ترحيل

إلى ذلك، أقام المحامي سمير صبري، دعوى مستعجلة أمام محكمة القضاء الإداري ضد وزير الداخلية بصفته الرئيس الأعلى لمصلحة الجوازات والهجرة والجنسية، بطلب ترحيل أورلا غورين، معدة وثائقي الـ«بي بي سي».
وقال صبري: «تقرير هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي الذي أعدته أورلا غورين، المراسلة السابقة للإذاعة البريطانية في القاهرة، كاذب».
وأضاف: «بي بي سي هي قناة عميلة تعمل ضد مصر، وتتعمد نشر أخبار عارية عن الصحة كأكذوبة اختفاء الفتاة زبيدة قسريا».
وتابع: «لم تكن هي الحالة الأولى للقناة، ولكن سبقتها محاولات عديدة من جماعة الإخوان للترويج لاختفاء مجموعة من الأشخاص قسريًا، والاستعانة بفضائيات مثل بي بي سي للترويج لذلك، بهدف زعزعة الاستقرار في مصر. لم تكتف جماعة الإخوان بالترويج لشائعات اختفاء عناصرها في السجون، وذهبت لأبعد من ذلك، زاعمة وجود حالات الاختفاء القسري في معسكرات الأمن المركزي، وغاب عن بالها أنه لا يجوز دخول المدنيين إلى هذه المعسكرات».

بعد فيلم الـ«بي بي سي» عن التعذيب… مصر تلاحق «قوى الشر» في الإعلام ووسائل التواصل
النائب العام يوجّه بضبط من يبثّ أكاذيب وشائعات تسبب تكدير الأمن

الصلوات الجماعية ورفع الجنود شعارات رابعة و«الذئب الأغبر» تعيد الجدل في تركيا حول «علمانية وتسييس الجيش»

Posted: 28 Feb 2018 02:28 PM PST

إسطنبول ـ «القدس العربي»: عاد الجدل حول الجيش في تركيا من جديد وبقوة على خلفية تجدد الاتهامات للحكومة التركية والرئيس رجب طيب أردوغان بالعمل على تسييس الجيش التركي وتغيير عقيدته وذلك بالتزامن مع عملية عفرين التي ينفذها ضد الوحدات الكردية في مدينة عفرين السورية.
هذه الاتهامات تصاعدت في الأيام الماضية مع ظهور العديد من الصور لجنود من الجيش التركي يرفعون شعار «رابعة» الذي رفعه أردوغان عقب الإطاحة بالرئيس المصري السابق محمد مرسي وقتل أعداد كبيرة من المعتصمين المصريين في ميدان رابعة العدوية في العاصمة القاهرة.
كما رفع جنود آخرون شعار «الذئب الأغبر» الذي يعتبر رمزاً لحزب الحركة القومية المعارض المقرب جداً من الحكومة وأردوغان في السنوات الأخيرة، والذي توصل لاتفاق قبل أيام لتشكيل تحالف انتخابي «تحالف الشعب» مع حزب العدالة والتنمية الحاكم لخوض الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة بشكل مشترك.
وترى المعارضة لا سيما العلمانية منها متمثلة في أكبر أحزابها «الشعب الجمهوري» في هذه الصور دليلاً على ما تقول إنه «حجم التسييس» الذي يتعرض له الجيش التركي على يد الرئيس أردوغان، وتطالب بإبقاء الجيش التركي بعيداً عن الأحزاب والتجاذبات السياسية الداخلية.
وظهرت بشكل أقوى هذه الاتهامات عقب محاولة الانقلاب الفاشلة التي قام بها عدد كبير من ضباط الجيش على أردوغان في الخامس عشر من تموز/ يوليو عام 2016، حيث رأت المعارضة أن أردوغان استغل هذه المحاولة ليس فقط لمعاقبة المتهمين بالمشاركة في الانقلاب وإنما لتطهير الجيش وإحكام سيطرته على جميع أركانه عبر إبعاد الضباط غير المنتمين للحزب الحاكم، وهو ما نفته الحكومة مراراً.
لكن أردوغان أوضح سابقاً في أحد خطاباته الجماهيرية أنه يقصد بشعار رابعة الثوابت التركية الأربعة الأساسية «أمة واحدة، وطن واحد، علم واحد، دولة واحدة»، لكن المعارضة لا زالت تعتبره شعاراً مرتبط بجماعة الإخوان المسلمين وحزب العدالة والتنمية الحاكم.
وانتشرت على نطاق واسع صورة لجندي على ظهر دبابة كانت تعبر الحدود التركية نحو عفرين رافعاً شعار رابعة في يد وشعار الذئب الأغبر باليد الأخرى، ما ولد ردود فعل متباينة أبرزها تلك الردود التي اعتبرته مؤشراً غير مسبوق على حجم التسييس الذي وصل إليه الجيش التركي.
وكتبت إحدى الصحف عنواناً على الصورة «هل هذه القوات المسلحة التركية أم أنها القوات المسلحة لحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية؟»، بينما أرفق حساب على تويتر لحزب «الخير» الجديد في تركيا صورة لأردوغان وهو يمر وعلى جانبيه عشرات الشبان الصغار التابعين للحزب الحاكم وقد ارتدوا الزي العسكري ورفعوا شعار رابعة للترحيب به، وعلق عليها بالقول: «لا يمكن قبول هذا الحد من التسييس والأدلجة للجيش وصورته».
وعلى الرغم من أن إشارة «الذئب الأغبر» لم تكن محل خلاف داخل البلاد كونها تعبر عن القوميين الأتراك وليس فقط عن حزب الحركة القومية في البلاد، إلا أن التقارب الأخير للحزب القومي مع الحزب الحاكم جعل المعارضة تنظر بحساسية كبيرة إلى هذا الشعار.
وبينما كتب آلاف الأتراك عبر وسوم «لا لتسييس الجيش» و«الجيش هو جيش تركيا»، على تويتر، عبر آخرون عن فخرهم واعتزازهم بمقاطع الفيديو التي تظهر وداع جنود الجيش لرفاقهم بالتكبير، وصور أخرى لأداء الجنود للصلاة، وسط استخدام واسع لوصف «المحمديين» في إشارة لجنود الجيش التركي.
وإلى جانب ذلك، تتهم المعارضة العلمانية أردوغان بالسعي إلى ما تقول إنها «أسلمة الجيش» لا سيما مع انتشار صور ومقاطع فيديو متعددة للجنود الأتراك وهم يؤدون الصلاة أثناء الخدمة وفي مقرات الجيش، وكان آخرها الجمعة الماضية عندما أدى آلاف من عناصر القوات الخاصة صلاة الجمعة بشكل جماعي، وهو ما تحدث عنه في خطاباته الجماهيرية طوال الأيام الماضية باعتباره مصدراً للفخر بالمرحلة التي وصل إليها الجيش التركي.
ويرفض الرئيس التركي بشكل قاطع استخدام مصطلح «أسلمة الجيش» أو «أسلمة المجتمع التركي»، مشدداً على أن 99٪ من الشعب التركي مسلمين.
وخلال السنوات الأخيرة أجرى أردوغان تغييرات واسعة في بنية وتركيبة الجيش التركي، وسمح للجنود بأداء الصلاة وقام ببناء المساجد داخل الثكنات العسكرية، إلى جانب السماح لمنتسبات الجيش بإرتداء الحجاب، وغيرها من الإجراءات التي اعتبرت بمثابة محاولة لتغيير العقيدة العلمانية التي ضل يحافظ عليها الجيش التركي لعقود طويلة.

الصلوات الجماعية ورفع الجنود شعارات رابعة و«الذئب الأغبر» تعيد الجدل في تركيا حول «علمانية وتسييس الجيش»

إسماعيل جمال

«مجزرة القطارين» في مصر… جثث وأشلاء بعد خروج عربتي أحدهما عن القضبان واصطدامهما بآخر للبضائع

Posted: 28 Feb 2018 02:27 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: استيقظت مصر على فاجعة حادث قطار جديد، أمس الأربعاء، إذ لقي 19 مواطنا مصرعهم، وأصيب نحو 60 آخرين، كحصيلة أولية، إثر اصطدام قطارين على خط «إيتاي البارود ـ القاهرة»، وصبّت الأوساط السياسية والنيابية في مصر الغضب على وزير النقل، محملين إياه المسؤولية.
وتلقى مدير أمن البحيرة، اللواء علاء الدين عبد الفتاح، إخطارا من النجدة يفيد بتصادم قطار ركاب وآخر للبضائع، أمام محطة أبو الخاوي التابعة لمركز كوم حمادة، ما أسفر عن مصرع 17 شخصا كحصيلة أولية.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية، خالد مجاهد، أن «هناك تضاربا في أعداد الوفيات، نتيجة نقل الأهالي عددا من المصابين والوفيات إلى مستشفيات خاصة، دون حصرها من خلال هيئة الإسعاف التابعة لوزارة الصحة».
وأوضح في تصريحات صحافية أن «الحصر التقديري للحادث كشف وجود 7 جثث كاملة، إضافة إلى أشلاء لم تتمكن الوزارة من تحديد هويتها»، مشيراً إلى أن «أعداد المصابين التي وصلت إلى وزارة الصحة بلغت نحو 23 مصابا، بينما هناك 17 مصابا تم نقلهم بواسطة الأهالي».
وأشار إلى أن «المصابين تم نقلهم إلى مستشفيات بدر، وإيتاي البارود، ودمنهور التعليمي ووادي النطرون».
ووجه وزير الصحة بنقل جميع المصابين إلى مستشفى دمنهور التعليمي، نظرًا للتجهيزات المتوفرة بها.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الصحة أن «الحالة الصحية للمصابين مستقرة، إلا أن هناك من 4 إلى 6 حالات غير مستقرة، بينهم طفل عمره 10 سنوات مصاب بنزيف داخلي، وسيدة مصابة بكدمة في الجمجمة».
وأكد مصدر مسؤول في الهيئة القومية لسكك حديد مصر أن «غرفة العمليات المركزية في الهيئة تتابع سير حركة القطارات على الوجهين القبلي والبحري، أولا بأول، لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة حال حدوث أزمات».

السيناريوهات البديلة

وأشار إلى أن «الهيئة تتابع الموقف لحظياً لوضع السيناريوهات البديلة، وتجنب حدوث كارثة آخرى في توقيتات رحلات القطارات».
وأكد رئيس هيئة السكة الحديد المصرية، سيد سالم، أن «احتكاك عربتين من قطار الركاب رقم 678 بعد سقوطهما من على شريط السكة الحديد، بقطار بضائع وراء حادث قطار ركاب البحيرة».
وقال إن «قطار الركاب كان متوقفا في محطة أبو الخاوي في نطاق مركز كوم حمادة، وتصادم قطار البضائع بالعربتين اللتين خرجتا عن القضبان».
وانتقل فريق من نيابة جنوب محافظة البحيرة، لإجراء معاينة تصويرية لمكان حادث القطارين.
لكن شاهد عيان، أمين الفيومي، قال إن «قطار الركاب القادم من إيتاي للقاهرة وقطار البضاعة القادم من القاهرة، تقابلا عند تحويلة في محطة أبو الخاوي، حيث يسير القطاران على نفس الخط، ولكن عامل التحويلة فتحها، ومن المعروف أن قطار الركاب يمر ويقف قطار البضائع ليمر بعد انتهاء عربات الأول، ولكن هذا ما لم يحدث مما تسبب في الحادث، حيث مرت عربة سائق قطار الركاب فقط وكان قطار البضائع مقبلا بسرعته ليصطدم بالعربة التي لم تعبر من التحويلة بعد».
وسارع أهالي منطقة أبو الخاوي إلى القطار لنقل المصابين والجثامين، حسب ما قال شاهد العيان لصحيفة «الوطن» المصرية.
وأمر النائب العام المصري، المستشار نبيل صادق، بانتقال فريق من أعضاء النيابة العامة إلى منطقة الحادث، لإجراء معاينة ونقل المتوفين إلى أقرب مستشفى.
كما أمر بندب مفتشي الصحة لتوقيع الكشف الطبي عليهم وتسليمهم لذويهم، عقب التعرف عليهم والانتقال إلى المستشفيات لسماع شهادات المصابين من جراء الحادث.
وكلّف أيضاً بندب لجنة هندسية لموقع الحادث وإجراء المعاينة اللازمة للوقوف على أسبابه والمسؤول عنه تحديدا.
رئيس الوزراء، شريف إسماعيل، كذلك، كلف وزير النقل هشام عرفات، بالتوجه إلى موقع الحادث لمتابعة المستجدات أولاً بأول على الأرض، والتعامل الفوري مع تداعياته، واتخاذ الإجراءات اللازمة في ضوء ما يتم معرفته من أسباب وقوع الحادث.
كما وجه وزير الصحة بحشد جميع الإمكانات اللازمة لنقل الوفيات والمصابين، والتأكد من توفير كل سبل الرعاية الطبية لهم، وكذلك وزير النقل بالإسراع في رفع آثار الحادث لعدم تعطيل حركة القطارات.
كما كلف غرفة العمليات المركزية التابعة لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمتابعة تداعيات حادث قطاري البحيرة، ورفع تقارير عنه لضمان التعامل السريع مع الحادث.
وقال وزير التعليم العالي، خالد عبد الغفار، إنه قد تم رفع درجة الاستعداد القصوى في مستشفيات طنطا والإسكندرية وكفر الشيخ الجامعية، لاستقبال المصابين في حادث قطاري البحيرة.
وأعلن المتحدث باسم وزارة النقل، محمد عز، أنه يتم تدوير القطارات الآتية من القاهرة لإيتاي البارود من محطة «الطيارية»، وتدوير القطارات القادمة من ايتاي البارود إلى القاهرة من محطة التحرير.
وطالب وزير النقل، هشام عرفات، قيادات الهيئة القومية لسكك حديد مصر، بموافاته بتقرير كامل عن الأسباب الحقيقية وراء كارثة قطار البحيرة، مشيرًا إلى أنه سيتم محاسبة المخطئين.

المرشح «الكومبارس» يعزي

وقدم المرشح الوحيد المنافس للرئيس عبد الفتاح السيسي في انتخابات الرئاسة، رئيس حزب الغد، موسى مصطفى موسى، الملقب بـ«الكومبارس» العزاء لأسر وأهالي ضحايا حادث تصادم القطارين في محافظة البحيرة.
وقال في تصريحات صحافية إن «الحادث آلمنا جميعا»، مشيرا إلى ضرورة فتح تحقيق عاجل في هذه الواقعة.
وناشد جميع المسؤولين عن قطاع السكة الحديد بمراجعة كافة الأمور الفنية الخاصة بالسلامة والأمان، لجميع المواطنين بدقة، حتى لا يتكرر مثل هذا الحادث الأليم.
كذلك، صبّ أعضاء مجلس النواب المصري جام غضبهم على وزير النقل المصري، وقال رئيس لجنة النقل والمواصلات في البرلمان، هشام عبد الواحد، إن اللجنة ستعقد اجتماعا طارئا خلال أيام للاستماع بعناية لآراء كافة الجهات المسؤولة والمختصة ووثيقة الصلة بحادث قطار البضائع الذي وقع في محافظة البحيرة، مشددا على أن «السكك الحديدية في البلاد تحتاج إلى مزيد من التطوير والاهتمام للوصول إلى مرحلة لا نسمع فيها عن تلك الحوادث»، التي وصفها بـ«المؤلمة».
وتابع في تصريحات صحافية أن «السكك الحديدية بها مشكلات منذ عقود طويلة من الزمن، وأنه تم بالفعل توقيع اتفاقيات وتخصيص تمويلات وشراء جرارات وتوقيع عقود للصيانة».
وأضاف: «حتى تؤتي هذه الخطوات ثمارها يجب انتظار المزيد من الوقت»، لافتا إلى أن «المعالجة بحكمة وهدوء للأحداث الحالية مطلوبة للغاية لتجنبها مستقبلا».
عضو لجنة التنمية المحلية في البرلمان، النائب سليمان فضل العميري، أكد اعتزامه تقديم بيان عاجل لاستدعاء وزير النقل هشام عرفات للبرلمان، وتشكيل لجنة تقصي حقائق لمعرفة أسباب تصادم قطاري البحيرة، والذي تسبب بوفاة 19 مواطنا.
وشدد، في بيان أمس، على ضرورة محاسبة المقصرين في هذه الحادثة، حتى لا يمر هذا الأمر مرور الكرام كما اعتادت قيادات النقل، وكما حدث في عشرات الحالات السابقة، مشيرا إلى ضرورة اتخاذ مواقف أكثر صرامة مما حدث من قبل مع المقصرين.
وأضاف أن القطارات كانت في وقت سابق الوسيلة الوحيدة الأكثر أمانا للنقل في مصر، وتحولت الآن إلى الأكثر تسيبا وإهمالا، مطالبا باتخاذ كافة الإجراءات التي تساعد في عودة السكة الحديد إلى وضعها الطبيعي، مشيرا إلى أن سكة حديد مصر نتيجة للإهمال والفساد أصبحت أسوأ سكك الحديد في العالم.

«كارثة تستوجب المحاسبة»

أما عضو مجلس النواب عن دائرة مركز كفر الدوار التابع لمحافظة البحيرة، محمود شعلان، فوصف حادث تصادم القطارين بـ«كارثة تستوجب المحاسبة»، مطالبا بضرورة عقد اجتماع عاجل للجنة النقل في البرلمان واستدعاء وزير النقل لمواجهته بهذه الأخطاء المتكررة.
ووجه في تصريحات صحافية انتقادات لاذعة لوزير النقل، قائلا: «أين هو من هذه الحوادث، يجلس في مكتبه المكيف، وأرواح الناس تذهب هباءً».
واتهم النائب وزير النقل بـ«الفشل» لعدم وجود أي تطوير أو إصلاح في قطاع النقل منذ توليه المسؤولية، مطالبا بمحاسبة الوزير والمسؤولين المقصرين.
وقال النائب عن محافظة البحيرة، عصام القاضي، إن الحادث المؤسف الذي شهدته المحافظة يؤكد وجود حالة إهمال جسيمة تستوجب المساءلة والمحاسبة.
وبين أن مثل هذه الحوادث تكشف دائما وجود إهمال غير عادي، وعدم وجود متابعة، فضلا عن غياب الصيانة الدورية، متابعا: «هناك شيء ما خطأ، وندفع ثمنها من أرواحنا».
وتابع: يجب أن تكون هناك كانت محاسبة سياسية قبل أن تكون جنائية، ويجب أن يتحمل الجميع المسؤولية.

«مجزرة القطارين» في مصر… جثث وأشلاء بعد خروج عربتي أحدهما عن القضبان واصطدامهما بآخر للبضائع
19 قتيلا وعشرات المصابين… وغضب سياسي وبرلماني من وزير النقل واستدعاؤه للاستجواب
مؤمن الكامل

إيران توجه تهمة «التآمر على الأمن القومي» للمحتجات على الحجاب القسري

Posted: 28 Feb 2018 02:27 PM PST

لندن ـ «القدس العربي»: وجهت السلطة القضائية الإيرانية تهمة «التآمر على الأمن القومي» إلى مريم شريعتمداري المحتجة على الحجاب القسري التي تعرضت لاعتداء من قبل شرطي إيراني ودفعها من منصة مؤقتة أقامتها في شارع مكتظ بطهران.
وأفاد موقع «بيك إيران» الإخباري عن نشطاء في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان في إيران أنهم أعربوا عن استغرابهم إزاء توجيه السلطات القضائية اتهام «التآمر على الأمن القومي» إلى مريم شريعتمداري، وتساءلوا قائلين ما هي الحيثيات التي استندت إليها المحكمة في توجيه هكذا اتهام.
وأثار تسجيل مصور يظهر مريم شريعتمداري واقفة على المنصة ملوحة بيديها في الهواء وشعرها مكشوفا قبل أن يبدأ حشد بالتصفيق لها.
وفي الجزء الثاني من التسجيل، الذي يبدو أنه التقط بهاتف جوال، ظهر عنصر شرطة اقترب من المرأة ودفعها من المنصة فيما سمع صوت رجل يسأل «أين حقوق الإنسان؟».
وفي تعليقها على الحادثة، كتبت الناشطة والمحامية المدافعة عن حقوق الإنسان نسرين ستودة، على حسابها على موقع «الفيسبوك» للتواصل الاجتماعي إن الشرطة خالفت القانون لأنه «لا يحق لأي رجل التعامل مع امرأة بهذه الطريقة».
وأعرب مستخدمو موقع «تويتر» كذلك عن غضبهم حيال تصرف الشرطي وكتب أحدهم أن «مخالفة القانون من قبل أشخاص يرتدون بزات عناصر انفاذ القانون هي مشكلتنا في إيران».
وقال آخر إن «الشرطة التي أوقعت الفتاة في شارع انقلاب هي ذاتها المسؤولة عن ضمان أمن ونجاح الانتخابات».
ومنذ كانون الأول/ ديسمبر الماضي، اعتقلت السلطات الإيرانية ما لا يقل عن 30 امرأة لتحديهن للحجاب القسري التي تفرضها إيران عليهن، من خلال خلع غطاء الرأس في شوارع طهران المكتظة.
وفي خطوة تظهر مدى الاستياء لدى النساء من المضايقات والضغوط الكبيرة التي يفرضها النظام الإيراني ضدهن، اتسعت الحملة ضد الحجاب القسري والتحقت الإيرانيات المحجبات إلى هذه الحملة، وأعلن تضامنهن مع النساء اللواتي اعتقلتهن الشرطة الإيرانية بسبب خلع غطاء الرأس في بعض شوارع طهران ومدن أخرى.
وكان موقع قناة الـ«بي سي سي» الناطق باللغة الفارسية التابع للحكومة البريطانية، قد أفاد أن الحملة ضد الحجاب القسري بدأت تنتشر في عدة مدن أخرى إيرانية فضلاً على طهران، وأن الصور التي تم تداولها في مختلف شبكات التواصل الاجتماعي خاصةً «الفيسبوك» و«انستغرام» تؤكد أن النساء المحجبات التحقن بهذه الحملة أيضاً.
وأضاف أن إحدى الإيرانيات المحجبات في شارع «خيام» بمدينة مشهد شمال شرقي إيران، رفعت غطاء الرأس النسائي على عصا لبضع دقائق أمام المارّة.
وفي تصريحات تظهر قلق السلطات الإيرانية، هاجم النائب العام الإيراني بشدة احتجاجات النساء على الحجاب القسري، واعتبر أن سبب ذلك هو الجهل، وأن الهدف هو معارضة الشرع المقدس، على حد قوله، معلناً دعمه الكامل لما تقوم به الشرطة وميليشيات الباسيج التابعة للحرس الثوري في إرغام النساء على ارتداء الحجاب حسب المعايير التي حددتها السلطات المعنية في إيران.
وكعادة المسؤولين الإيرانيين المتداولة، ربط جعفري دولت آبادي هذه الحملة بخارج البلاد، قائلاً إن بعض المحتجين على الحجاب القسري تلقوا الأوامر من خارج البلاد.

إيران توجه تهمة «التآمر على الأمن القومي» للمحتجات على الحجاب القسري

محمد المذحجي

السنوات الثلاث الماضية نموذج مؤسف للعودة للدولة البوليسية وقمع الحريات العامة والعدوان على حقوق الإنسان

Posted: 28 Feb 2018 02:27 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: لا يزال اهتمام الصحف المصرية الصادرة يوم أمس الأربعاء 28 فبراير/شباط مركزا على نقل عمليات الجيش والشرطة في سيناء في إطار العملية الشاملة «سيناء 2018».
وتسرّب قدر من القلق إليها لسببين، الأول هو الحجم الكبير للعمليات ضد أهداف كثيرة للإرهابيين ما أعطى الانطباع بكثرتهم، فالبيان الثاني عشر الذي صدر عن العمليات في الأيام الأربعة الماضية، تحدث عن استهداف القوات الجوية وتدمير عشرين هدفا، وتدمير عدد آخر من مقرات الإرهابيين، التي تستخدمها كقواعد انطلاق لها في هجماتها.
وقامت المدفعية بضرب مئة وخمسة وثمانين هدفا يختبئ فيها الإرهابيون، ويخزنون المؤن والذخيرة، واحباط محاولة انتحارية من أربعة إرهابيين، يرتدون ملابس تشبه ملابس الجيش، وارتدوا تحتها أحزمة ناسفة، وقتلهم قبل أن يصلوا إلى الجنود والضباط، ومهاجمة مكان في مدينة العريش يختبئ فيه سبعة من الإرهابيين ثم قتلهم. واكتشاف وتدمير مئتين وخمسة وسبعين ملجأ ومخزنا وخنادق مجهزة هندسيا ومليئة بالأسلحة والذخائر، وأطعمة وإطارات سيارات، والتحفظ على عشرات من السيارات والدراجات البخارية.
أما السبب الثاني فكان استشهاد ضابط صف ومجندين وإصابة ثلاثة ضباط وأربعة مجندين في اشتباكات مع الإرهابيين، خاصة أن رئيس أركان حرب الجيش الفريق محمد فريد طلب من الرئيس السيسي مد المهلة التي حددها للقضاء على الإرهاب بثلاثة شهور، فوافق الرئيس. واستمرت الحملات في جميع المحافظات الداعمة لانتخاب الرئيس السيسي الذي يتعرض لمنافسة من موسى مصطفى موسى. وقد أخبرنا الرسام أنور في «المصري اليوم» أنه كان يسير في أحد الشوارع فشاهد مقدمة برامج تلفزيونية تسأل مواطنا: «هتختار المرشح رقم واحد ولا المرشح رقم واحد، فرد عليها وكأنه معارض، لأ أنا عندي رأي آخر تاني هختار المرشح رقم واحد».
واهتم كثيرون بالاجتماع الذي عقده الرئيس مع رئيس الوزراء وعدد من الوزراء، وشدد على ضرورة إزالة أي تعديات على أراضي الدولة واستعادتها، مهما كان منصب أو نفوذ من قاموا بذلك، وأنه لا تهاون في تنفيذ هذه التعليمات، وأن العهد الذي سمح لهم بذلك انتهى، ولن يعود. وتابع كثيرون قضية الفتاة زبيدة ولا تزال الأغلبية معجبة بأغنية «الصاعقة»، قالوا أيه علينا قالوا أيه، لما تثيره فيهم من حنين إلى الأغاني الوطنية في عهد عبد الناصر. وإلى ما عندنا من أخبار متنوعة..

الجيش والإرهاب

وأبرز ردود الأفعال على العملية العسكرية الشاملة «سيناء 2018» التي تنفذها قوات الجيش والشرطة، قال في «الأخبار» رئيس تحريرها الأسبق محمد حسن البنا: «لم تنته المعركة بدحر الإرهابيين في سيناء، لكنها تنتهي عندما نقتل الفكر الإرهابي في العقول، عندما يدرك كل مواطن أن عليه واجبا تجاه وطنه، كما أن له حقوقا. ينتهي الإرهاب عندما يقوم كل مسؤول بدوره بدون تقاعس عندما يجد كل شاب فرصة عمل تناسب قدراته. ينتهي الإرهاب بوعي الآباء والأمهات بدورهم الكبير في البيت وتربية ورعاية الأبناء، وكذا المدرسة والجامعة ومركز الشباب، وكافة منظمات المجتمع المدني. عندما يدرك رجال الأعمال والمستثمرون دورهم في فتح فرص العمل أمام الشباب. عندما يقوم الأزهر والكنيسة بدورهما في مكافحة الفكر الإرهابي، وأيضا الوقوف في وجه الانحلال الذي يؤدي إلى نتائج عكسية في المجتمع».

بين التهوين والتهويل

وفي «الشروق» قال رئيس تحريرها عماد الدين حسين، الذي حضر مع غيره من رؤساء التحرير افتتاح الرئيس السيسي مقر قيادة شرق القناة لمكافحة الإرهاب وقال: «قبل نحو ثلاثة أشهر، طلب الرئيس عبدالفتاح السيسي من الفريق محمد فريد رئيس الأركان أن يقضي على الإرهاب في سيناء خلال ثلاثة شهور، وظُهر الأحد الماضي طلب رئيس الأركان من الرئيس مد المهلة قليلا، وهو ما وافق عليه الرئيس. مطلب رئيس الأركان منطقي جدا وطبيعي، وموافقة الرئيس عين الصواب. أحد أهم الأسباب للقضاء على الإرهاب أن نشخصه جيدا وأن نعرف حقيقة قوة الإرهابيين، بحيث لا نهون أو نهول منها. كنت موجودا صباح الأحد الماضي في قاعدة شرق القناة لمكافحة الإرهاب في سيناء، ضمن مجموعة من إعلاميين ومسؤولين حضروا قيام الرئيس السيسي بتدشين هذه القاعدة، وهي صرح عسكري كبير، أتمنى أن يأتي وقت ويعرف المصريون أهميتها. من بين أهم الأشياء التي سمعتها في هذا اليوم أن القادة ــ سواء كانوا ميدانيين على الأرض، أو في غرف العمليات، أو في وزارة الدفاع ــ يتعاملون بجدية مع التهديد الإرهابي، والحمد لله اختفت النبرة التي شاعت في بعض وسائل الإعلام لفترة طويلة، وهي أن الإرهابيين مجرد شرذمة صغيرة سوف يتم القضاء عليهم خلال أسبوع أو شهر أو بضعة أشهر. الكلام يوم الأحد كان مختلفا وهو أننا نتعامل مع عدو وخصم شرس ليس فقط على المستوى الفكري ــ حيث يكفر الجميع ــ ولكن لأنه أيضا ينفذ عمليات غاية في الإجرام والوحشية، ويتلقى دعما خارجيا متواصلا وضخما سواء على مستوى السلاح أو التمويل أو التخطيط أو الترويج الإعلامي».

انتخابات الرئاسة

وبالنسبة للمنافسة في انتخابات الرئاسة بين الرئيس السيسي ورئيس حزب الغد موسى مصطفى موسى، نشرت «الأخبار» حديثا لموسى أجراه معه حسن أبو العباس، ومما قاله فيه عن أسباب اختياره رمز الطائرة له: «وجدت أن السيسي حصل على رمز النجمة، ووجدت أن الميزان حصل عليه المعزول محمد مرسي، ورمز السلم حصل عليه الفريق أحمد شفيق، والنسر لحمدين صباحي، لذا كان يجب اختيار رمز لم يحصل عليه أحد من قبل للاستفادة منه في المرات المقبلة. استقررت على رمز الشمس مسبقا لكنني وجدت إمكانية حدوث اختلاط مع رمز النجمة، حتى توافقنا على «‬الطائرة». كما أن شعار الحملة هو «‬هنكمل هنطور مصر أحلى» لكن في الآخر هي مجرد شعارات تعطي رؤية عامة، لكنها ليست الهدف الأساسي لنا، وهو كيفية خدمة المصريين. من المقرر أن يعقد مؤتمر جماهير حاشد في محافظة القاهرة يوم 23 مارس/آذار، لكي يكون نقطة ارتكاز تتم من خلالها دعوة محافظات: الجيزة والقليوبية والغربية والدقهلية والسويس والشرقية والإسماعيلية وبورسعيد ودمياط‬. أنا ما قدرش أقول إمكانياتي هتبقى أيه، ولن استند إلى أي شخص، سأخوض الدعاية بإمكانياتي المادية، وهعمل توازن إلى حد ما ولو معايا 100 ألف جنيه، هعمل بيها دعاية، ولو معايا مليون هعمل بيها دعاية». أنا لا أبحث عن أصوات نقابية أو أصوات من جماعة الإخوان الإرهابية، أنا أبحث عن صوت المواطن المصري الحقيقي، اللي عايز يديني صوته اقتناعا إني أقدر أعمل حاجة.
وسئل موسى عن أول قرار له إذا فاز في الانتخابات فقال: أول قرار هو الاستعجال في المناقشة مع البنوك والدولة في فتح أكثر من 1000 مصنع مغلق، وتمليك الأسهم للشباب ومن ثم أعطى الفرصة لمليونين أو ثلاثة ملايين شاب فورا لتأهيلهم وتدريبهم عن طريق شركات لتدريبهم بهدف تغيير المفاهيم والتأهيل لسوق العمل خلال 6 أشهر».

إحياء الحياة السياسية والحزبية

وفي «اليوم السابع» قال الكاتب السياسي وعضو مجلس الشعب السابق جمال أسعد عبدالملاك:
«السيسي هو رئيس مصر حتى عام 2022، وعلى كل من يدعي حبه للوطن والخوف على مصر أن يعمل من الآن وليس غدا على إحياء الحياة السياسية والحزبية، وعلى ممارسة الخلاف على أرضية الرأي والرأي الآخر لصالح أي نظام، والأهم لصالح مصر. تداول السلطة حق مشروع والأهم هو تمهيد الطريق وتهيئة المناخ لأن يكون هذا التداول في الإطار الدستوري، والالتزام بالقانون حتى تسلم مصر من الدسائس والمؤامرات المحيطة بها من كل جانب، وحتى تصبح مصر بالفعل ملكا لكل المصريين المحبين والخائفين عليها والعاملين لمصلحتها لا لمصالحهم الشخصية حمى الله مصر وشعبها العظيم».

«الجمهورية الرابعة»

ثم نتحول إلى «الوطن» لنكون مع الدكتور مجدي علام ومقاله بعنوان «الجمهورية الرابعة والرئيس الثاني»، والرابعة هي التي أسقط فيها السيسي حكم الإخوان وقال عن أسباب اختياره له: «إزالة الحكم الديني المتشدد من سدنة رئاسة الجمهورية ليصبح منصب الرئيس راعيا لكل الأديان والأعراق والطبقات. إعادة الدولة المصرية بكل مؤسساتها للشارع المصري لتحقيق الأمن للمواطن والأمان لأسرته من مسكن وملبس ومأكل وتعليم وصحة. إعلان انتهاء فترة توقف التنمية وعودة العمل في برامج التنمية التي توقفت، وكل شرايين المرافق التي انسدت طوال عطلة طويلة أجبرت عليها الدولة منذ أحداث يناير/كانون الثاني، بدء خطة عاجلة لعودة المكانة المصرية داخل محيطها العربي والإفريقي والمتوسطي والدولي، بعد أن تحطمت صورة مصر، وأصبحت لعبة في يد الصغار من قطر إلى إثيوبيا. بناء جيش قوي قادر على إرهاب الأعداء وقادر على مساندة الأشقاء ونافذ الأثر في المحيط الأمني المصري من حدود مصر شرقا عند رفح وطابا إلى حدودها غربا عند السلوم وتوشكى، وشمالا بساحل المتوسط، وجنوبا بحدود بحيرة ناصر وحلايب وشلاتين. تحقيق آمال الشباب في مستقبل مشرق ودولة فتية وتحقيق آمال الكبار والآباء في الأمان الاجتماعي والأمن الغذائي والدوائي، وعودة قوة مصر الناعمة وعودة الوعي الوطني بسد قنوات الفتنة، وطرد مذيعي الفضائح، ونشر المعلومات الصحيحة. والسؤال الثاني هنا: هل هذه البنود تحققت واستطاع السيسي أن يلتزم بها ونفّذ كثيرا منها ويسير في تنفيذ الباقي أم لا؟ والختام هنا: أترك لضمير كل ناخب يفكر في عدم الذهاب للجان هل استطاع السيسي أم لا؟ إذا كان نعم فاذهب وإذا كان لا فلا تذهب».

معارك وردود

وإلى المعارك والردود المتنوعة وأولها لأحمد أيوب رئيس تحرير مجلة «المصور» الذي سأل تحت عنوان «وطن لا ينتقم» الذين يتهمون الدولة بالباطل باضطهاد الذين ينتمون للإخوان المسلمين فكريا بدون أن يمارسوا أي عمل عدائي فقال: «هل مارس التمييز ضد واحد منهم بأي شكل؟ هل فتش أحد رجال الأجهزة الأمنية ذات يوم في الماضي أو الحاضر السياسي لأي من الحاصلين على شقق في مشروع الأسمرات السكاني الضخم أو وحدات الإسكان الاجتماعي ليتأكد إن كان اخوانيا أو غير ذلك؟ هل فتشت الأجهزة الأمنية في هوية من استفادوا من حملة علاج فيروس سي الذين زاد عددهم على 14 مليون مريض؟ هل يعرف موزعو المواد التموينية المدعومة الهوية السياسية لكافة الأسر التي تستفيد من هذه المقررات المطروحة للشعب الطيب، هل اشترطوا على أي مواطن قبل أن يتسلم بطاقته أن يكتب إقرارا أنه مساند للرئيس، أو حتى ضد الجماعة الإرهابية أو لا ينتمي لها؟ هل يستوقف القاضي المسؤول عن أي صندوق انتخابي المواطن، أي مواطن، ليسأله عن انتمائه السياسي؟ هل رفضت أي من الجمعيات الاستهلاكية طلبا لمواطن لأنه إخواني؟ مثل هذه الأسئلة التي تبدأ بهل، ويمكن نسج عشرات من الأسئلة المشابهة لها بسهولة، والجواب القاطع والنهائي والمؤكد عليها هو لا وألف لا، لم يحدث ولن يحدث هذا هو الواقع أو جزء من الواقع الذي يقول إن الجماعة الإرهابية المحظورة ومن يؤمنون بأفكارها المسمومة والمندسين بين الناس منهم، وهي حقيقة تعلمها الأجهزة الأمنية، قبل أن يعرفها الصحافيون، يحصلون على خدمات الدولة المصرية بدون أي تمييز لهم عن الآخرين، وفقا للدستور الذي لا يؤمنون به، ووفقا لقواعد الدولة المصرية الحديثة التي يريدون استبدالها بدولة دينية متطرفة، ووفقا للقاعدة الراسخة التي تقول إن الرئيس السيسي يتعامل كرئيس لكل المصريين، وإن مصر دولة كل المصريين وليس لبعض أفراد الشعب فقط».

«أهل الشر»

لكن عضو المكتب السياسي لحزب التجمع اليساري حسين عبد الرازق كان له رأي آخر انتقد فيه الرئيس السيسي وقال تحت عنوان «الإرهاب وأهل الشر»: «توقفت طويلا أمام تعبير أهل الشر، الذي استخدمه كثيرا الرئيس عبد الفتاح السيسي في وصف القائمين على العمليات الإرهابية ضد ضباط الشرطة والجيش والمصريين بصفة عامة، كنت أظن أنه تعبير جديد استخدمه الرئيس في العام الماضي، إلا أنني اكتشفت أن الرئيس يستخدمه في وصف القائمين على العمليات الإرهابية، تحريضا وتحضيرا وتنفيذا منذ توليه السلطة، ولكن الخطير في استخدام تعبير «أهل الشر» تمثل في وصف الرئيس لبعض المعارضين السياسيين السلميين والذين مارسوا حق التظاهر، بدون اعتبار للقيود التي يفرضها القانون الجائر لتنظيم حق التظاهر بـ«أهل الشر»، سواء الذين عارضوا تسليم جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، أو الذين تظاهروا أو شاركوا في وقفات احتجاجية، أو حتى عبّروا عن رأيهم على مواقع التواصل الاجتماعي. لقد قدمت السلطات المصرية في السنوات الثلاث الماضية نموذجا مؤسفا للعودة للدولة البوليسية وقمع الحريات العامة والعدوان على حقوق الإنسان. فتعريف الإرهاب في القانون المصري تعريف واسع وفضفاض، يمكن أن يستوعب أي نقد أو تعبير عن الرأي، ويجرم حق الإضراب والاعتصام، ويستخدم ألفاظا وعبارات غير منضبطة يمكن تفسيرها تفسيرات عديدة قد لا يقصدها المشرع. والتزم المرسوم بقانون رقم 94 لسنة 2015 الذي أصدره السيسي بهذا التعريف للإرهاب، وتجاهل الجهود الدولية والمحلية لوضع تعريف دقيق للإرهاب، الذي انتهى إلى أنه «يقصد بالإرهاب في تطبيق أحكام هذا القانون استخداما غير شرعي ولا مبرر للقوة أو التهديد بها ضد أفراد أو جماعات أو أجهزة أو مؤسسات الدولة من أجل إحداث تغيير سياسي أو تحقيق أهداف سياسية عقائدية أو اجتماعية أو عنصرية. وما نحتاجه الآن هو تبني هذا التعريف لـ«الإرهاب» والكف عن استخدام عبارات غير دقيقة ولا معنى لها في القانون مثل «أهل الشر» والخلط المتعمد، أو حتى بدون قصد بين العمل الاحتجاجي السلمي واللجوء للعنف وممارسة الإرهاب».

مشاكل وانتقادات

وإلى المشاكل ومنها مشكلة الرسوم التي فرضتها وزارة السياحة على أصحاب العمرات المتكررة وقال عنها في «الأهرام» هاني عسل: «حسنا فعلت وزارة السياحة بإصدار الضوابط الجديدة لرحلات العمرة، حتى إن جاءت هذه الضوابط متأخرة لسنوات، بل لعقود. وحسنا ستفعل الوزارة أيضا إذا أصرت على موقفها للنهاية ورفضت ضغوط وابتزاز أصحاب الشركات و«محترفي» الحج والعمرة والمتاجرين بالدين وباللوبيات التي تساندهم في البرلمان والإعلام .الضوابط المعلن عنها لا يرفضها عاقل أو غيور على اقتصاد هذا البلد، فهي تتضمن فرض رسوم إضافية «فقط» على كل معتمر سبق له أداء العمرة خلال السنوات الثلاث الماضية قدرها 2000 ريال سعودي، أي ما يعادل 10 آلاف جنيه مصري، على أن يتم سداد هذا المبلغ بواسطة المواطن في حساب خاص في البنك المركزي، وتستثنى من هذه الرسوم بعض الفئات. لا أفهم أي خطأ في هذا؟ وأي تجاوز في هذا؟ ولماذا الاعتراض والغضب وتغليب المصالح الشخصية على المصلحة العامة، ولماذا تحويل الدين إلى وسيلة ابتزاز للدولة وإهدار لحصيلتها من النقد الأجنبي؟ ولماذا إلصاق تهمة ارتفاع الأسعار بالدولة والحكومة رغم أن هذه قضية وتلك قضية أخرى؟ هل كل المصريين يسافرون للحج أو العمرة فعلا؟ أم لأغراض أخرى؟ ومن أتفه ما تردد في وسط «الزحمة» أن رسوم العمرة المتكررة ستذهب من البنك المركزى «إجباريا» إلى صندوق «تحيا مصر»، علما بأنني شخصيا أرى، بصراحة، أن التبرع لـ«تحيا مصر» يجب أن يكون إجباريا بالفعل لبعض الفئات، وعلى رأسها أصحاب العمرات المتكررة، ومن قبلهم «هواة الحج» إلى دبى وتركيا وفرنسا».

قرار تعويم الجنيه وآثاره

وثاني المشاكل وهي قرار تعويم الجنيه وآثاره، فقد نشرت «المصري اليوم» حديثا مع المفكر الاقتصادي شريف دولار أجراه معه محمد البحراوي قال فيه دفاعا عن القرار وارتفاع الأسعار:
«هذه القرارات هي اعتراف بالواقع، لأنه كان لا يمكن الاستمرار أكثر في الخلل وخلال 2017 تدفق نقد أجنبي كبير بسبب استقرار سعر الصرف، ولكي نجلب نقدا أجنبيا رفعنا الفائدة إلى 20٪ و16٪ على شهادات الاستثمار لمدة 3 سنوات، ما ساهم في وجود مخزون نقد أجنبي في البنوك، وصل إلى 90 مليار دولار، وغطى التزاماتنا المختلفة واستيرادنا وتصحيح الأسعار بالوضع الجديد، وفرض ضريبة قيمة مضافة، والدولار الجمركي، أدت لارتفاع الأسعار، وليس التعويم هو ما أدى لذلك، لأنه، في حقيقة الأمر، البائعون والمستوردون قبل التعويم كانوا يحسبون الأسعار طبقا لسعر الدولار في السوق السوداء، وكنا نستورد مستلزمات الإنتاج والبضائع الجاهزة في المولات، لكننا تمكنا من تغطية فاتورة الاستيراد المقدرة بحوالي 70 مليار دولار، ووصلنا لبرنامج مع صندوق النقد والبنك الدوليظ، وتم ضخ أموال وسددنا حوالى 44 مليار دولار من مستحقات شركات البترول، ولهم حوالي 2 مليار، وسددنا خدمة الديون، وساعد على ذلك تحويلات للمصريين في الخارج وضخ العملة للبنوك بسبب الفائدة الكبيرة، وأدت زيادة الأسعار إلى ترشيد المصريين للاستهلاك، وهو ما أدى إلى انخفاض في فاتورة الاستيراد حوالي 20 مليار دولار».

مشاكل الأحزاب السياسية

وحظيت مشاكل الأحزاب السياسية وضعفها رغم كثرتها باهتمام واضح، حيث رئيس مكتبة الإسكندرية الدكتور مصطفى الفقي جذور أزمتها بقوله في «المصري اليوم»: «إن الإجهاد السياسي ـ إذا جاز التعبير ـ الذي يأتي في أعقاب الثورات يؤدي بالضرورة إلى حالة من الركود في النشاط العام، كتلك التي نشهدها حاليا، قد أرهقت الكثير من العناصر نفسها في أنشطة ثورية تحت اسم «الناشطون السياسيون» ولكن في هذه الأحداث المتتالية والتغييرات الكبيرة فإن حالة من الإرهاق السياسي أبعدت عددا كبيرا من القيادات، خصوصا الشابة منهم حتى توهم بعضهم بأنه أدى دوره وانتهى، وأن عليه أن يرقب المشهد بدون أن يكون طرفا فاعلا فيه، خصوصا أن نظام الحكم أصبح يتكفل بالبناء والتعمير وضرب الفساد ومكافحة الإرهاب، فتصور كثير من الناشطين أن الدولة تقوم نيابة عنهم بما كانوا يريدون، وكأن أهدافهم تحققت ولم يعد هناك مبرر لمواصلة العمل السياسي. أريد أن أقول بوضوح وصراحة إن حالة الفراغ السياسي التي تحيط بنا بعد ثورتين كبيرتين هي أمر متوقع، خصوصا أن الخلفية التاريخية للعمل الحزبي في «مصر» تساعد هي الأخرى على ذلك، من هنا فإننا ندعو إلى الإسراع في البدء بعملية تربية الكوادر على المستويات الحكومية والحزبية، لأن «مصر» بلد كبير وليست عقيما كما أنها قادرة على الدفع بأجيال جديدة في كل الحالات، ولا يتصور البعض أن الفراغ السياسي ميزة، بل هو في رأينا حالة مؤقتة يجب الخروج منها بأسرع وقت».

الحياة الحزبية المصرية

كما نشرت «الوطن» حديثا مع محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق أجراه معه عادل الدرجلي قال فيه: «من المؤكد أن الحياة الحزبية في مصر ضعيفة، وهذا شيء واضح جدا، وأرى أن البرلمان المصري أوجد حالة جديدة تخص الحياة الحزبية في مصر، وأزال حواجز كثيرة بين الأحزاب وجعل ممثلي الأحزاب في البرلمان تقريبا كلهم وحدة واحدة، سواء داخل ائتلاف «دعم مصر» أو خارجه، فحدود الأحزاب داخل البرلمان غير موجودة أو واضحة، وأذاب فكرة الانتماء للأحزاب، فقد ألغيت الحدود داخل البرلمان، من أجل أن تكون هناك حياة حزبية قوية. ينبغي توفر 3 عناصر، أولا الإمكانيات المادية وهي التي تهيئ العمل الحزبى ليكون موجودا في الشارع، ويشعر به المواطن. والأمر الثاني نظرة المواطن نفسه للأحزاب التي حتى الآن تحتاج إلى تحسين وتطوير، لأن المواطن حتى الآن لم ير في الأحزاب ما يلبي طموحاته بوجود حياة سياسية واضحة. والعامل الثالث إرادة الدولة نفسها، فمن المؤكد أن لإرادة الدولة دورا مهما في الحياة الحزبية داخل مصر. أرى أن القضية الوطنية كانت السبب الأبرز في تنشيط وتقوية الحياة الحزبية في مرحلتها الأولى، وكانت تنمي رغبة الناس للانضمام للأحزاب من أجل محاربة الاستعمار، ومن هنا أعتقد أن العمل السياسي يحتاج إلى تعليم وتربية سياسية فترة طويلة لإنتاج الكوادر اللازمة للعمل الحزبي بدليل أن الأحزاب في الخارج لديها مراكز لتنمية فكر الشباب، ونحن لا نملك هذه المؤسسات ومعظم الأحزاب غير موجود، ولو أردنا أن نذكر أسماء 20 حزبا لن نستطيع أن نتذكر هذا العدد من الأحزاب الموجودة على الأرض، وهناك مجموعة أخرى من الأحزاب لا يوجد لها أي ذكر أو وجود في الحياة السياسية وبالتالي تم إفراغ الأمر من مضمونه».

«قالوا أيه علينا؟»

وإلى الأغنية التي تنتشر بين الناس من جميع الأعمار انتشار النار في الهشيم وهي أغنية «قالوا ايه علينا دولا» التي يغنيها فرد بصوت قوي ومتميز وأجش ووراءه مجموعة ترد عليه، واحتار الناس من يكون مردد الأغنية وكلماتها هي نقلا عن تحقيق مجلة «المصور» لأشرف التعلبي:
«قالوا ايه علينا دولا، وقالوا أيه قالوا أيه علينا دولا، وقالوا أيه منسي بأه اسمه الأسطورة أيه من أسوان للمعمورة، وقالوا أيه شبراوي وحسنين عرسان شبراوي وحسنين عرسان قالوا نموت ولا يدخل مصر خسيس وجبان، وقالوااا أيه خالد مغربي دبابة خالد مغربي دبابة بطل وجنبه أحنا غلابة، أرفع بالصوت قالوا أيه دولا. وقالوا أيه لم تكن كلمات بل كانت طلقات رصاص خرجت من عقل وقلب الرائد السابق محمد وديع، خرجت الكلمات قذائف بعد استشهاد البطل أحمد منسي لتعلن عن صمود الأبطال وتؤكد أنهم سيكملون مسيرة تطهير أرض الفيروز من العناصر التكفيرية وعن علاقته بالبطل الشهيد أحمد منسي قال الرائد محمد وديع كنت متواصلا بشكل دائم مع الشهيد أحمد منسي ونتحدث باستمرار بحكم أننا زملاء طوال 15 سنة في الصاعقة ونخدم أحيانا مع بعض ونذهب إلى الكلية الحربية لتأدية عرض الكلية فقد كانت علاقة جيدة». وأجري أشرف حوارا معه جاء فيه: «الرائد محمدوديع خرج على المعاش الطبي برتبة رائد في يناير/كانون الثاني 2016 بعد أن تعرض لعدة إصابات في يديه إلى جانب ضعف سمعي وإصابات أخرى تراكمت خلال سنوات مضت أثناء التدريبات، يبوح ما بداخله بكل ألم على فراق زميل الكفاح والصمود. يروي البطل وديع قصة قالوا أيه قائلا، بعد أن خرجت على المعاش أصبحت والشهيد أحمد منسي نتحدث أكثر، وكنت أحدثه عن حياتي بعد خروجي من الخدمة العسكرية، وكان دائما لديه إحساس بأنه لن يكمل في الخدمة، وبالفعل ما هي إلا أشهر قليلة ونال الشهادة، وبعد استشهاده بفترة قصيرة ألفت أربعة شعارات فطلب زميلي في مدرسة الصاعقة إحداها لتتدرب عليها فرقة الصاعقة، وقال أريد شعار باسم الرجالة اللي لسه رايحين كلهم، فأرسلت 4 شعارات فكان رده أن الكلمات لا تكفي وأن هذه الكلمات تحتاج للحن فتعذر تواجدي مع الأبطال في مدرسة الصاعقة، لتلقينهم الشعار، الرائد محمد وديع يتذكر رغبته الملحة في إيصال رسالته ورسالة كل مقاتل إلى الشعب، قائلا ذهبت إلى زميل في أحد المواقع وكان معه عشرون عسكريا وبدأت أشرح لهم عن هدف الشعار وما قيمته ولماذا نريد إنتاج هذا الشعار، وإن هذا شعار الصاعقة كلها يتجري به الصبح ليكون مع الفرق جاهز الكلمات واللحن وأكمل فقط، كانوا عشرين عسكريا رغم أنه في الطابور تجد مئة أو مئتين ويصلون إلى 3 آلاف بطل، وبدأنا نردد وكنت أرفع صوتي لآخره ليصل إحساسي لهم وحرقة دمي على الشهداء، وبالفعل بدأ الأفراد يرددون خلفي بأعلى صوت لم نسجل في استديو مجهز أو بأجهزة حديثة، لكن كنا نسجل في أحد المواقع في الصحراء، وتم تسجيل الشعار على تليفون محمول».

زبيدة وبي. بي. سي

ومن قالوا أيه علينا دولا قالوا أيه إلى ما قالته هيئة الإذاعة البريطانية باللغة العربية في تحقيق لها عن الاختفاء القسري لفتاة اسمها زبيدة، وتكذيب زبيدة لها التي حكت قصتها على إحدى القنوات الفضائية ونشرت «الأهرام» أمس الأربعاء تحقيقا حولها لفاطمة الدسوقي ومحمود فؤاد جاء فيه: «أنا موجودة» كلمة بسيطة خرجت من الفتاة زبيدة المعروفة إعلاميا بـ«فتاة الـ bbc « لكنها كانت كفيلة بأن تكشف واحدة من أسوأ نماذج التزييف الإعلامي الذي دأبت على ممارسته في الآونة الأخيرة هيئة الإذاعة البريطانية، الذي تجلي قبل فترة ببث تقرير يفتقد لأبسط قواعد المهنية.
قالت المحطة إنه تضمن شهادة لوالدة الفتاة ادعت خلالها اختفاء الابنة قسريا. قبل أيام اطلت زبيدة إبراهيم محمود على فضائية on المصرية لتكشف جانبا من التزييف الذي دأبت عليه جماعة الإخوان وأجنحتها الإعلامية في الداخل والخارج، ومن بينها مؤسسات صحافية وإعلامية معروفة. وروت زبيدة الحقيقة وراء البروباغندا الإعلامية التي نفذتها محطة bbc مؤكدة انقطاع اخبارها عن اسرتها قبل ما يزيد على عام بعد خروجها من السجن وزواجها وإنجابها طفلا. وقد بررت زبيدة هذا الانقطاع بخوفها من أن ترفض الأسرة زواجها بتلك الطريقة. قضت زبيدة عشرة أيام بصحبة والدتها في الاعتصام الذي نفذته جماعة الإخوان في النهضة، قبل أن تشارك في مسيرة نظمتها الجماعة في ميدان عبد المنعم رياض لاحقا ويتم القبض عليها وتقضي بعض الوقت في سجن القناطر، لتخرج بعد ذلك وتتزوج وتقطع علاقتها بالأم لأنها حسبما قالت: «من وقتها لم أتصل بوالدتي عبر الهاتف أو حتى أخبرها بزواجي لأنها ببساطة كانت سوف ترفض الحديث معي»، إنها لم تتعرض خلال فترة حبسها لأي انتهاكات من أي نوع، وهو النفي الذي يدحض كل المزاعم التي روجتها والدتها التي خرجت عبر أثير هيئة الإذاعة البريطانية لتروج كلاما من قبيل تعرض اختفاء الابنة قسريا قبل أكثر من عام بل تعرضها للاغتصاب في السجن في فترة سابقة».

الإعلام الكاذب

وفي «الوطن» قال الإعلامي عماد الدين أديب في عموده اليومي «بهدووووء» تحت عنوان «هنا الـ بي بي سي»: «لم أفاجأ بالخطأ المهني الفادح الذي وقعت فيه «بي بي سي» البريطانية في مسألة السيدة زبيدة التي تم الادعاء بأنها اختفت اختفاء قسريا، وأنه تم تعذيبها والاعتداء عليها في السجون المصرية. لم أفاجأ لأن بي بي سي بشكل عام هي مرآة للسياسة متعددة الأوجه للمصالح الخارجية البريطانية التي تحاول دائما أن تمسك العصا من كل الاتجاهات. ومهما أقسمتَ لي بأن هيئة الإذاعة البريطانية هيئة مستقلة ذات سيادة بعيدة عن مصالح وسياسات الدولة في بريطانيا، فإن الشواهد التاريخية منذ تأسيسها تؤكد غير ذلك. ومن المحزن أن يحتوى القسم العربي في بي بي سي كثيرا من العناصر المهاجرة من العالم العربي، لسبب أو لآخر، والراغبة في حرية التعبير عن أوضاع الدول التي هاجرت أو أُجبرت على الهجرة منها. وقصة زبيدة هي نموذج صارخ لضعف مهنية هذه المؤسسة الإعلامية التاريخية، لعدة أسباب: تم بناء قصة نموذج زبيدة على مصدر واحد هو الأم، بدون الاعتماد على أي مصدر آخر. في قاموس بي بي سي المهني أن الخبر لا يصبح خبرا قابلا للإذاعة أو البث إلا إذا تم تأكيده من 3 مصادر مختلفة، لا تنتمي لبعضها بعضا وهو مبدأ تم إغفاله تماما في قصة زبيدة، لم يتم ذكر أن أم زبيدة من المتعاطفين مع جماعة الإخوان، كل ذلك لا يمكن تفسيره ـ فقط ـ بضعف مهنية، ولكن الأمر أصبح جزءا من الجيل الخامس للحروب الذي يستخدم «الإعلام الكاذب» كجزء من إسقاط الدول وهدم ثقة المجتمعات في أنظمتها».

السنوات الثلاث الماضية نموذج مؤسف للعودة للدولة البوليسية وقمع الحريات العامة والعدوان على حقوق الإنسان

حسنين كروم

العراق يتحدى الولايات المتحدة معتزماً شراء منظومة صواريخ دفاعية روسية

Posted: 28 Feb 2018 02:26 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: عبّر العراق عن نيته الطلب من روسيا شراء منظومة صواريخ دفاعية، حسب ما قال وزير الخارجية، إبراهيم الجعفري، أمس الأربعاء، معتبراً أن لبلده «الحق في أن يبحث عن أفضل الفرص لتعزيز وضعه الدفاعي بعد أن دفع ثمنا غاليا في محاربة الإرهاب».
المكتب الإعلامي للجعفري، ذكر، في بيان، أن «وزير الخارجية وقع مع نائب الرئيس الروسي، ديمتري روغوزين، محضر الاجتماع السابع للجنة المشتركة العراقـية ـ الروسية في ختام الاجتماعات التي عقدت في العاصمة موسكو، حيث أوضح الجعفري أنه جرى مناقشة تعميق العلاقات العراقـية ـ الروسية على أكثر من صعيد، ومنها الملفات ذات الطابع الاستراتيجي والحيوي».
وكشف عن «نية العراق الطلب من روسيا شراء منظومة صواريخ دفاعية»، مبينا أن «النية منعقدة على الاستفادة من هذه الفرصة، ونحن ندرس الإشكالات كافة وما يحيطها من صعوبات ونعمل على تذليلها».
وأشار إلى أن «العراق له الحق في أن يبحث عن أفضل الفرص لتعزيز وضعه الدفاعي بعد أن دفع ثمنا غاليا في محاربة الإرهاب وما تعرّضت له ثرواته وإنسانه من تدمير».
نائب الرئيس الروسي بين أن «النجاحات العسكرية التي حقـقها العراق على الإرهاب تحتاج إلى نجاحات اقتصادية كبيرة، وهو ما تشهده العلاقات الروسية ـ العراقـية».
وترأس الجعفري الجانب العراقي في الاجتماع السابع للجنة العراقـية ـ الروسيـة المشتركة، حيث أجرى الجانبان تقييماً لبرنامج تنمية العلاقات التجارية والاقتصادية، وأكدا سعيهما المشترك لتقويتها، وتعميقها. كما اتفق الطرفان على عقد الدورة الثامنة لاجتماع اللجنة المشتركة في بغداد عام 2019، وسيتم الاتفاق على موعد عقدها، وجدول أعمالها عبر القنوات الدبلوماسية.
وجاء التصريح فيما تنفي الحكومة العراقية التعاقد مع الجانب الروسي على استيراد منظومة (أس ـ 400) حسب تصريح سابق للمتحدث باسم مكتب العبادي لـ«القدس العربي».
كما يأتي بعد تحذير من وزارة الخارجية الأمريكية السلطات العراقية من تبعات عقد صفقات لشراء أسلحة روسية، وذلك وفقا لقانون مواجهة أعداء أمريكا عبر العقوبات.
وأكدت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية هيذر نويرت الأسبوع الماضي أن «الولايات المتحدة تتحدث مع دول كثيرة، ومنها العراق لتشرح مغزى القانون المذكور والتبعات الممكنة لعقد هذه الدول صفقات دفاعية مع روسيا».
وأشارت إلى أنها «لا تعلم هل تم توقيع الصفقة بين العراق وروسيا بشأن منظومات إس ـ 400 أم لا».
وكشفت لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي عن قيام بعض دول الخليج بالضغط على الولايات المتحدة الأمريكية من أجل منع العراق من تطوير منظومته العسكرية.
وقال عضو اللجنة النائب عماد يوخنا في تصريح له إن «العراق لديه سياسة تسليح خاصة، وكل ما يصدر عن الجانب الأمريكي لا يعني لنا شيئاً»، مبينا أن «الولايات المتحدة تتعامل بازدواجية ولا تحترم اتفاقية التعاون الأمني مع العراق».
وأضاف أن «الجيش العراقي بصورة عامة يتبع العقيدة الروسية في التسليح والتدريب، إلا أن الحاجة اليوم تتطلب تنوع مصادر التسليح بالاعتماد على أكثر من دولة»، مؤكداً أن «أمريكا اعترضت على تسليح العراق بمنظومة الدفاع الجوي الروسية ( أس ـ 400)، على الرغم من أن العراق لم يقدم على شراء المنظومة المذكورة، لكنه طرح الفكرة فقط».

ضغوط خليجية

وأوضح أن «دول الخليج لا يسرها امتلاك العراق لمنظومة الدفاع الجوي الروسية، على الرغم من امتلاكهم إياها، حيث قاموا بالضغط على الجانب الأمريكي من أجل منع العراق من الحصول عليها»، من دون كشف هذه الدول.
وبعد إعلان العراق انتهاء العمليات العسكرية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) بدأ يعيد ترتيب وتنظيم قواته التي شاركت في عمليات التحرير لنحو ثلاثة أعوام متتالية (2014 ـ 2017).
ويرى مراقبون أن العراق يتجه لتطوير ترسانته العسكرية بعد أن كان ينفق جّلَ موازنته على السلاح والعتاد لإدامة زخم المعارك.
ويسعى العراق إلى تحصين دفاعاته الجوية أسوة بالدول الجارة لصد أي هجمات قد تأتي من خارج الحدود في ظل حديث عن تحركات للتنظيم على الحدود بين العراق وسوريا.

3 آلاف من «الدولة» قرب القائم

وكشف القيادي في حشد محافظة الأنبار، قطري العبيدي، أمس الاربعاء، عن تواجد 3 الاف عنصر من التنظيم قرب منطقة القائم غربي المحافظة، التي تشهد تواجدا كثيفا للقوات الأمريكية، مطالبا رئيس الوزراء حيدر العبادي بمفاتحة الجانب السوري لقصف تجمعاتهم.
وقال في تصريح له إن «نحو ثلاثة آلاف داعشي يتحصنون في منطقة (هجين) بالقرب من منطقة البو كمال السورية شمال نهر الفرات، والتي لا تبعد سوى 3 كم عن قضاء القائم غربي الأنبار، مما يشكل خطرا على القاطع الغربي للمحافظة»، داعيا رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي إلى «التدخل لاستحصال الموافقة من الجانب السوري لقصف التجمع».
وأضاف أن «معلومات استخباراتية أكدت أن معظم المتواجدين في هذه المنطقة من الذين هربوا إبان تحرير المناطق الغربية من قبل القوات الأمنية والقوات الساندة لها باتجاه تلك المنطقة، ومعظمهم من جنسيات أجنبية»، لافتاً إلى أن «الطيران الأمريكي الذي يحلق فوق سماء تلك المنطقة لم يتحرك لقصف هذه التجمع من دون معرفة الأسباب».

العراق يتحدى الولايات المتحدة معتزماً شراء منظومة صواريخ دفاعية روسية
واشنطن حذرت من إبرام الصفقة… ولجنة الأمن البرلمانية اتهمت دولاً خليجية بمنعها

عودة الجدل حول التعذيب في تونس وسط اتهامات لعناصر الأمن بـ«التمرد» على الدولة

Posted: 28 Feb 2018 02:26 PM PST

تونس – «القدس العربي»: لم يتوقف الجدل حول اقتحام عناصر الأمر لمحكمة بن عروس التونسية، حيث نشرت الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب «تقريرا صادما» حول تعرض المتهم «الضحية» لتعذيب شديد من قبل عناصر الأمن، أكده أيضا محاميه، وهو ما أعاد قضية التعذيب إلى الواجهة.
وكان عدد من عناصر الأمن التونسيين اقتحموا الاثنين مقر المحكمة الابتدائية في ولاية «بن عروس» المتاخمة للعاصمة، حيث حاصروا مبنى المحاكمة مطالبين بالإفراج عن بعض زملائهم المتهمين بـ»تعذيب» عنصر إرهابي متورط في جريمتي اغتيال السياسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي.

تقرير صادمة حول التعذيب

ونشرت الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب تقريرا تضمن شهادة المتهم عامر بلعزي أكد فيه تعرض لتعذيب شديد من قبل عناصر الأمن الذين قال إنهم اقتحموا منزله وأخذوه عنوة إلى أحد مراكز الأمن، مشيرا إلى أنهم طالبوه بالاعتراف بأعمال لم يقترفها.
وأضاف «قال لي رئيس الفرقة أنت لست رجلا (وقذفه بكلام بذيء امتنع عن ذكره) ثم طلب مني نزع ثيابي فرفضت واستجديته عدم فعل ذلك، إلا أنه سرعان ما التف حولي أربعة أعوان وانهالوا عليّ ضربا بقبضة اليد وكانت يداي مكبلتين بالأغلال إلى الأمام ونزعوا جميع ثيابي الفوقية، ثم طلب مني رئيس الفرقة نزع سروالي فرفضت كذلك وبكيت له مستجديا عدم فعل ذلك، إلا أنهم واصلوا ضربهم لي بكل ما أوتوا من قوة حتى دفعوني نحو الشباك وكنت أحاول إخفاء وجهي بيديّ المكبلتين، وإذا بإحدى اللّكمات القوية تدفعني نحو البلور فتهشم ورأيت إصبع يدي اليسرى (البنصر) يتدلّى من كفّي والدم يندفع منه ومن يديّ، فصحت من هول ما رأيت حتى أغمي عليّ وفقدت وعيي، لكنهم واصلو ضربي وركلي بالأرجل ثم سكبوا الماء على جسمي وأنفي وفمي حتى «شرقت»، وعندما استفقت من الغيبوبة وجدت نفسي عاريا تماما من كل ثيابي وسروالي وتباني ملقيين أمامي».
وتابع المتهم «لم يكتفوا بذلك رغم الحالة التي كنت عليها فأخذوني إلى السقيفة ووضعوني تحت المطر وألبسوني عجلة مطاطية ورشوا عليّ الغاز وواصلوا سكب الماء عليّ، وقد تولى رئيس الفرقة تسجيلي بفيديو بواسطة هاتفه الجوّال وهدّدني بأنه سينشر ذلك التسجيل على صفحات الفيسبوك، ثم أعلمني أنه لن يفعل وسيحتفظ به لديه على قرص ليزري، وبقيت على تلك الحالة حتى الساعة الثانية صباحا، حينها أخذوني إلى مستشفى الحروق ببن عروس حيث تلقيت العلاج اللازم، وبعد ذلك تم نقلي إلى مركز الإيقاف في بوشوشة حوالي الساعة الثالثة والنصف صباحا ومن هناك أحضروني اليوم لسماعي من قبل النيابة العمومية».
وبعد معاينتهم لحالته، أكد أعضاء الهيئة أن المتهم «يحمل ضمّادات على مستوى اليدين تغطي الكفين والكوعين، وآثار بقايا دم متجمّد على مستوى الرأس والأذن اليسرى، وزرقة على مستوى الوجه خاصة على الخد والعين اليسرى، وآثار دم واضحة على ملابسه من الأمام والخلف وعلى مستوى الكمّين، آثار دم واضحة على جواربه وعلى مستوى القدم من الجهة الأمامية».
فيما قدم مهدي زقروبة محامي المتهم شهادته حول هذا الأمر، مشيرا إلى أن تعرض للتهديد من قبل عناصر الأمن، حيث كتب على صفحته في موقع «فيسبوك»: «تم تكليفي رفقة زميل آخر لنيابة المحتفظ به عامر بلعزي، وعند التوجه لمقر فرقة الشرطة العدلية بحمام الأنف للاطلاع على الملف وحضور سماع المنوب، تم إعلامنا أنه وقع سماعه ليلا وتمسك بالانكار في خصوص واقعة السرقة (بلعزي يواجه تهمة أخرى تتعلق بالإرهاب). وتم إعلامنا أنه قام بالاعتداء على نفسه فطلبت رفقة زميلى مقابلته وتم ذلك فتفاجأنا بآثار عنف على أجزاء مختلفة من جسده وصرح المنوب انه تعرض لشتى أنواع العنف. وقمنا بإيداع شكاية جزائية في التعذيب ضد كل من سيقع الكشف عنه طبق أحكام الفصل 101مكرر الذي ينص على أنه يعاقب بالسجن مدة 8 أعوام الموظف العمومي او شبهه الذي يخضع شخصا للتعذيب وذلك حال مباشرته لوظيفه اوبمناسبة مباشرته له».
وأضاف زقروبة «في خصوص موضوع شبهة التعذيب، وبعد عرض المنوب على الطبيب الشرعي وعند استدعاء الدفاع للحضور معه لسماعه في الموضوع، تمسكنا بكون الجهة المتعهدة بالبحث غير محايدة بسبب الانتماء لنفس السلك وفي نفس المواضيع المشابهة لهذه الحالة يتم تعهيد مركزية الحرس الوطني بالعوينة مما أثار حفيظة الأمنيين المتواجدين وتعرضنا لاستفزاز من طرف اطارين امنيين ابنهما موقوف مع المنوب في قضية الحق العام. التقرير الطبي جاء صادما للجميع وتم سماع خمسة أمنيين تم الاحتفاظ بثلاثة وإبقاء اثنين بحالة تقديم وباجراء المكافحة القانونية بحشر مجموعة وعرضها على المنوب تعرف على ثلاثة منهم وأعطى بكل دقة مافعلوا وفي خصوص رئيس المركز واحد الأعوان أكد أنهما حاضرين للواقعة ولم يعتديا عليه».
وتابع « يوم الاثنين توجهت للمحكمة لأداء واجبي ومعرفة مآل المحضرين والحضور مع المنوب لاتفاجأ بتوجه عنصرين أمنيين عند دخولى للمحكمة بالسب والشتم والتهديد والوعيد بعد سماعي لكلمات تنعش مستمعها من قاموس خاص جدا والمؤلم في الأمر والدتي التي ذكرت في هذا الموضع وهي الأم العظيمة التى شقيت وتعبت لتربيتنا ليأتي من يسبها هكذا وكأننا اقترفنا جرما خطيرا بتقديمنا لهذه الشكاية. وتم بث الأكاذيب على أساس انه لايوجد اي ضرر تعرض له المنوب وانه إرهابي مشارك في اغتيال الشهيدين وتحركت الأذرع الإعلامية لتغطية ذلك وقد تأكدت من الزميل أن المنوب لم يقع إحالته مطلقا في ملف الشهيدين شكري بلعيد والحاج محمد البراهمي».

الأمن يتمرد على الدولة

وأثار تقرير هيئة الوقاية من التعذيب ومحامي بلعزيز موجة استنكار واسعة دفعت أحد النشطاء للقول إن «الدولة التونسية تفقد إنسانيتها»، فيما حذر جمعية المحامين الشبان من «تغول الجهاز البوليسي»، ووصفت عدة منظمات مدنية تعامل عناصر الأمن مع المتهم ومحاميه بـ»السلوك الهمجي» واعتبرت أنهم يحاولون «التمرد» على الدولة التونسية، فيما طالب عشرات السياسيين والحقوقيين بحل نقابات الأمن كونها باتت تشكل خطرا على الوضع العام في البلاد.
وتساءل القاضي أحمد الرحموني (رئيس المرصد التونسي لاستقلال القضاء) « من يحرس الحراس؟ أمنيون (من المفروض حماتها) يطوقون المحكمة ويعبثون بحرمتها.. برمزيتها أمام الناس! ما جد أمس أمام المحكمة الابتدائية ببن عروس- تحت مظلة النقابات الأمنية – ليست اول حادثة ولا مجرد واقعة!».
وأضاف «هل تحولت القوات النظامية الى «مليشيات مسلحة»؟! تجمهر وتطويق واستعمال السيارات الوظيفية وتهديد واقتحام لبهو المحكمة ورفع السلاح واعتداء على محام وعلامات انتصار…الخ . ماذا يجري؟ وماذا يريدون؟ عمليات «بوليسية» شبه عسكرية لاستعراض القوة وممارسة الضغط بهدف «تخليص» عدد من الأمنيين يمثلون – كباقي المواطنين- أمام قاضي التحقيق. فهل يمكن ان تمر حادثة بن عروس (مثلما مرت غيرها !) دون محاسبة وأن يسكت في كل مرة وزير الداخلية وبقية المسؤولين ويفلت المذنبون من العقاب؟».
وأضاف الحقوقي والرئيس السابق منصف المرزوقي «لم يختفِ التعذيب فجأة إبان رئاستي لتأصل الممارسات، لكنه انخفض بكيفية هامة والدليل أن منظمة العفو الدولية لم تنشر أي تقرير وعادت للنشر سنة 2016. كنت أردّد الأوامر في كل مجلس أمن قومي بإنهاء الممارسة المشينة. كلّفت مستشارا خبيرا بالموضوع هو خالد بن مبارك ليتابع أي حالة تصل لعلمه».
وأضاف «التجاوزات الفردية موجودة في كل النظم لكن عندما لا تتصدى لها بقوة الإرادة السياسية فإنها تصبح تجاوزات الدولة والنظام. على السلطة الحالية أن تواصل المجهودات التي بدأت في حكم الترويكا لكي تختفي من بلادنا هذه الجرائم المرتكبة باسم القانون وهي نقيضه المطلق كما يجب التذكير بأنها جريمة لا يمحوها الزمان ومن ثمة ضرورة محاكمة الجلادين لكي تبعث رسالة واضحة : في تونس لا تعذيب بعد اليوم».
يُذكر أنا النائب ياسين العياري أكد أنه سيلجأ للقضاء لحل النقابات الأمنية في البلاد، مشيرا إلى أنه تقدم أيضا بطلب مساءلة لوزير الداخلية حول اقتحام عناصر الأمن لمحكمة بن عروس.

عودة الجدل حول التعذيب في تونس وسط اتهامات لعناصر الأمن بـ«التمرد» على الدولة

حسن سلمان:

تشويش الجيش المصري على الاتصالات في سيناء يعطّل الهواتف المحمولة في جنوب غزة وإسرائيل

Posted: 28 Feb 2018 02:26 PM PST

غزة – «القدس العربي»: لم يعد في الإمكان إجراء اتصالات عبر الهواتف المحمولة في مناطق جنوب قطاع غزة القريبة من الحدود المصرية، بالشكل المطلوب في كثير من الأحيان، وهو أمر انتقل سريعا إلى مناطق جنوب إسرائيل، القريبة، رغم التقنيات العالية التي تملكها شركات الاتصالات في تل أبيب.
وسبب ذلك عمليات تشويش مردها الجيش المصري، الذي يقوم منذ أسابيع بحملة عسكرية في مناطق شبه جزيرة سيناء ضد الجماعات المسلحة هناك.
ويشتكي سكان جنوب القطاع منذ أيام، من فقدانهم خاصية الاتصال عبر هواتفهم المحمولة، واضطر الكثيرون منهم لاستخدام الشبكات الأرضية، التي لا تلبي احتياجاتهم في التواصل مع الآخرين سواء داخل أو خارج المنطقة.
وأكد عدد منهم لـ «القدس العربي» أن المشكلة لا تزال قائمة حتى اللحظة، حيث تظهر بشكل مفاجئ وتختفي بالطريقة ذاتها، دون أن يكون لها موعد محدد.
وقد دفعت العملية شركات الاتصال الخليوية العاملة في غزة، إلى الإعلان عن مواجهتها عمليات «تشويش» على تردداتها، وقدمت بذلك اعتذارا لهذا الخلل لمشتركيها، وقالت إنه «خارج عن إرادتها»، مضيفة أن التشويش يأتي من خارج قطاع غزة، وقالت أيضا إن الطواقم الفنية للشركة تعمل على إيجاد الحلول لإعادة الخدمة بالسرعة الممكنة.
وجاء اعتذار الشركات بعد الضغط الكبير الذي واجهته من المشتركين.
ورغم أن شركات الاتصال الالكتروني، لم تحدد مصدر التشويش، الذي اعتقد في بادئ الأمر أنه قادم كما مرات سابقة من طرف إسرائيل، إلا أنه سرعان ما ربطوا بين التشويش وبين العملية العسكرية المستمرة في سيناء، التي عطل فيها الجيش المصري الاتصالات بالكامل التي لم تطالهم فحسب بل وصلت الى سكان البلدات الإسرائيلية القاطنين قرب حدود مصر.
وكحال سكان جنوب قطاع غزة، اشتكى سكان جنوب إسرائيل من عمليات «تشويش» ينفذها الجيش المصري، وطالبوا بالتدخل لوقف تلك العملية.
وتقول القناة الإسرائيلية الثانية في تقرير أعدته حول الأمر، إن سكان ما يعرف بـ«غلاف غزة» اشتكوا رسميا من استمرار التشويش على هواتفهم النقالة، لأكثر من أسبوع الأمر الذي عطل الكثير من مصالحهم وأثر على شعور الأمن داخلهم.
وذكرت القناة الإسرائيلية الثانية أن التشويش مصدره شمال جزيرة سيناء، حيث يخوض الجيش المصري حربا ضد مسلحين متطرفين.
ونفل التقرير عن رئيس المجلس الإقليمي «أشكول» غادي يركوني، قوله إن سكان تلك البلدة «يدفعون ثمن وجودهم في المثلث الحدودي» قطاع غزة ومصر والنقب»، وطالب الجهات المختصة في تل أبيب بسرعة التدخل لحل المسألة.
ودعا الى ضرورة التواصل مع الجانب المصري بـ «السرعة الممكنة» لحل الإشكال، واشتكى بالقول إنه لا يمكن ترك سكان الغلاف وهي المنطقة» الأكثر سخونة «حسب وصفه، دون تغطية من الهواتف النقالة، حيث تعتبر الاتصالات الخليوية وسيلة التواصل الأولى ساعة الطوارئ.
وكانت وزارة الاتصالات الإسرائيلية قد أعلنت قبل أيام، كما جرى الإعلان في غزة عن تعرض الشبكات الالكترونية الإسرائيلية للتشويش، وخاصة في مناطق الجنوب، وذكرت أن تقديراتها تقول أن مصدر التشويش من الحدود الجنوبية، وأنه يجري التحري حول هذا الأمر والعمل مع الجهات المختصة لإنهاء العملية.
ويتردد أن عملية التشويش على الاتصالات من قبل الجيش المصري، مردها تعطيل أي عبوات أو ألغام يجري تفجيرها عبر الهواتف المحمولة.

تشويش الجيش المصري على الاتصالات في سيناء يعطّل الهواتف المحمولة في جنوب غزة وإسرائيل

أشرف الهور:

الحريري يلتقي العاهل السعودي وولي العهد في أول زيارة للرياض منذ استقالته

Posted: 28 Feb 2018 02:25 PM PST

بيروت- «القدس العربي» : برزت أمس زيارة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري إلى الرياض وهي الأولى منذ أزمة استقالته الشهيرة التي تسبّبت في فتور في العلاقة اللبنانية السعودية. وكان في استقبال الحريري في المطار المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا والوزير المفوض وليد البخاري والسفير اللبناني في المملكة العربية السعودية فوزي كبارة والمراسم الملكية.
وأعلن محمد الحجار، النائب في البرلمان اللبناني عن كتلة تيار «المستقبل»، أمس ، أن زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري، إلى السعودية ترمي إلى الحصول على دعم الرياض. وقال الحجار، في اتصال هاتفي مع الأناضول، إن «زيارة الحريري، إلى السعودية عادية، وتهدف إلى إمكانية الحصول على دعم الرياض في مؤتمرات الدعم الدولية المخصصة للبنان». ويستعدّ لبنان لعقد مؤتمريْن دولييْن للحصول على الدعم الاقتصادي، الأول لدعم القوات المسلحة اللبنانية تحت عنوان «روما 2»، ويعقد بالعاصمة الإيطالية في 15 مارس/ آذار المقبل.
كما تستضيف العاصمة الفرنسية مؤتمر «باريس 4» لدعم لبنان، وذلك في 6 أبريل/ نيسان المقبل. ووفق الحجار «للسعودية باع طويل في دعم لبنان في أحلك الظروف التي مرت عليه، قبل الحرب الأهلية (1975- 1990) وبعدها، وحتى يومنا هذا». وأشار إلى أن «السعودية ولا تتدخل في الشؤون الداخلية للبنان، وخاصة في الانتخابات البرلمانية المزمع عقدها في مايو (أيار) المقبل، ولكن للمملكة أصدقاء في لبنان لمواجهة المشروع الإيراني الذي يحاول زعزعة استقرار البلاد والمنطقة». وشدد على أن زيارة الحريري، «ستخصص للبحث في العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها».
وفي وقت سابق أمس، التقى العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، في مكتبه بقصر اليمامة، في العاصمة الرياض، الحريري. وهذا أول لقاء بينهما، منذ أزمة تقديم الأخير استقالته من الرياض منذ نحو أربعة أشهر، قبل أن يتراجع عنها في بيروت. وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، إنه «جرى خلال اللقاء (بين الملك سلمان والحريري) استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، وبحث مستجدات الأحداث على الساحة اللبنانية». ومن المقرر أن يلتقي الحريري، خلال زيارته، التي لم يعلن عن مدتها، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وتأتي الزيارة بعد جفاء شهدته العلاقات بين الجانبين، إثر إعلان الحريري استقالته من رئاسة الحكومة في 4 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، في كلمة متلفزة من الرياض، قبل أن يتراجع عنها لدى عودته إلى بلاده.
واتهم مسؤولون لبنانيون، بينهم الرئيس ميشال عون، الرياض بـ «احتجاز» الحريري، و»إجباره» على الاستقالة، وهو ما نفته الرياض.
واللافت أن مدير مكتب رئيس الحكومة نادر الحريري لم يكن في عداد الوفد المرافق للحريري الذي إقتصر فقط على وزير الداخلية نهاد المشنوق المعني بملف الانتخابات ما أوحى بأن الملف الانتخابي قبل انتخابات 6 ايار/مايو هو من مواضيع البحث في ضوء رغبة المملكة في اعادة جمع صفوف قوى 14 آذار عشية تأليف اللوائح الانتخابية التي لم يتبلور فيها التحالف بين تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية أقوى فريقين في قوى 14 آذار.
وفي انتظار تبلور نتائج زيارة الرئيس الحريري إلى الرياض فإن البعض يعتبر أن ما بعد زيارة المملكة غير ما قبلها ، وأن هذه الزيارة هي أبعد من مؤتمرات الدعم الخاصة بلبنان التي ستنعقد في باريس وروما.

الحريري يلتقي العاهل السعودي وولي العهد في أول زيارة للرياض منذ استقالته
برلماني لبناني: الجولة ترمي للحصول على دعم
سعد الياس ووكالات

محام من هيئة الدفاع : بوعشرين يعتبر اعتقاله محاولة لتخويف الناس تهيئة لشيء كبير يدبر للمغرب

Posted: 28 Feb 2018 02:25 PM PST

الرباط –« القدس العربي»: قال المحامي عبد الصمد الإدريسي من هيئة دفاع الصحافي توفيق بوعشرين مدير نشر جريدة «أخبار اليوم» أن بوعشرين يعتبر أن اعتقاله محاولة لتخويف الناس، وذلك في إطار التحضير لشيء كبير يُهيئ للمغرب في الفترة المقبلة، مبرزا أن ملفه هو بداية فقط.
وأشار المحامي المغربي في ندوة لهيئة الدفاع عن بوعشرين نظمت مساء الثلاثاء في الرباط أن بوعشرين كان يعلم بمخطط الإطاحة به منذ أيام قبل اعتقاله، وأن هيئة الدفاع تفاجأت بكونه كان يعرف تفاصيل ملفه بشكل جد دقيق رغم أنه كان رهن الحراسة النظرية وكان ممنوعا من أي معلومة وانه تلقى إشارات حول طبيعة ملف حتى قبل اعتقاله، وأنه مصر على استمرار «أخبار اليوم» ويعتزم نقل ملكية النشر إلى أشخاص يثق بهم، مضيفا أن بوعشرين كان يُدرك أنه سيدفع الثمن نظير كتاباته.
واعتقل توفيق بوعشرين من مقر الجريدة يوم 23 شباط/ فبراير الماضي ووجهت له النيابة العامة تهم «الاشتباه في ارتكابه جنايات الاتجار بالبشر باستغلال الحاجة والضعف واستعمال السلطة والنفوذ لغرض الاستغلال الجنسي عن طريق الاعتياد والتهديد بالتشهير، وارتكابه ضد شخصين مجتمعين، وهتك العرض بالعنف والاغتصاب ومحاولة الاغتصاب»، وأيضا من أجل «جنح التحرش الجنسي وجلب واستدراج أشخاص للبغاء، من بينهم امرأة حامل، واستعمال وسائل للتصوير والتسجيل»؛ وهي الأفعال التي يشتبه أنها ارتكبت في حق 8 ضحايا وقع تصويرهن بواسطة لقطات فيديو يناهز عددها 50 شريطا مسجلا على قرص صلب ومسجل فيديو رقمي»
وأضاف بوعشرين، مستغربا، على لسان دفاعه، انه «أول شخص يحاكم بقانون الاتجار بالبشر، بعد ان مر بدون مناقشة في غرفتي البرلمان، كما هو الشأن في آذار / مارس 2008، حيث حوكم بقانون «إهانة العلم الوطني»، التي قال إنه «كان أيضا أول من حوكم به».
وقال الإدريسي إن بوعشرين طلب مواجهة المشتكيات، مضيفا أن الفرقة الوطنية، اكتفت فقط بقراءة تصريحاتهن عليه وأن المواجهة عادية بين الطرفين، مسجلا أن إحدى المشتكيات صرحت بتاريخ معين، أن بوعشرين كان يتواجد خارج المغرب، وفيما بعد تم حذف التاريخ وهو 24 تشرين الأول/ أكتوبر.
وقالت الصحافية خلود الجابري، إحدى المشتكيات ضد توفيق بوعشرين إن هذا الأخير لم يغتصبها، وإنما حاول اغتصابها..». وأضافت في أول ظهور إعلامي لها »أنا مستعدة للذهاب مع أي شخص يشك أنه تم اغتصابي، عند اي طبيب يختاره لإثبات أنني لازلت عذراء» وقالت «حاول اغتصابي، لأنه كان يستدرجني، ويطلب مني البقاء إلى الساعة السادسة، بينما نحن كنا نغادر في الخامسة، وكان يتذرع بالعمل، بينما يحاول تلمس جسدي أو تقبيلي، وأنا كنت أرفض، وفي مرات أخرى استعمل القوة والعنف».
كما خرجت نعيمة لحروري أول من رفعت دعوى قضائية في الموضوع، وقالت إنها تعرضت لاعتداء جنسي مرفوق بالغضب والإكراه من طرف بوعشرين. وكتبت إنها وضعت شكاية ضد توفيق بوعشرين، مدير نشر أخبار اليوم، قبل اعتقاله بأسبوع. وقالت «قدمت شكوى لأني تعرضت للاعتداء من توفيق بوعشرين.. اعتداء مرفوق بالغصب، وقال موقع فبراير إن المشتكية لم تذكر في أي سياق التقت بتوفيق بوعشرين وما نوع العلاقة التي تربطها به، خاصة وأنها ليست صحافية في مؤسسته.
ووجه الوكيل العام للملك (النائب العام) استدعاء الحضور لمجموعة من المشتكيات للحضور في جلسة 8 آذار/ مارس التي حددها لبداية محاكمة بوعشرين من أجل التهمة التي وجهت إليه بعد تحقيق الفرقة الوطنية للشرطة القضائية وهن كل من نعيمة لحروري، خلود جابري، أسماء حلاوي، برناني عفاق، مشكور ابتسام، الهواري آمال، واكريميش أسماء.
وقال المحامي عبد الصمد الإدريسي إن بوعشرين تلقى إشارات حول طبيعة ملفه حتى قبل اعتقاله، مشيرا أن جهة طلبت منه عدم الحديث نهائيا عن شخصيتين، واحدة يراد لها أن تُغتال سياسيا، وأخرى يراد لها أن تبرز، دون ذكر تلك الشخصّيات بالإسم. الا ان تفسيرات جاءت بان المقصود بالشخص الأول هو عبد الاله بن كيران رئيس الحكومة السابق والامين العام السابق لحزب العدالة والتنمية والشخصية الثانية هو عزيز اخنوش وزير الفلاحة ورئيس التجمع الوطني للاحرار.
وحذّر النقيب محمد زيان، عضو هيئة دفاع بوعشرين من تجاوز القانون في المحاكمة وقال إنه ليس من حق النيابة إحالة الملف الى الجلسة مباشرة، لأن القانون يلزمه أن يمر إلى التحقيق «نتكلم عن الاغتصاب ولا توجد شهادة طبية، نتكلم عن الفساد ولا شكاية بالفساد، نتكلم عن الافتضاض ولا شهادة، وبالتالي الملف غير جاهز» وأوضح أن متابعة بوعشرين بتهمة الاتجار بالبشر، مع وجود امرأة حامل، ينبغي لزوما الإحالة على غرفة التحقيق «النيابة العامة خرقت أبسط حقوق الإنسان وهو الدفاع، وسنقوم باللازم إن لم توقف النيابة العامة الشطط».
وقال النقيب زيان في رسالة حادة إلى رئاسة النيابة العامة: «حذار من تجاوز القانون من أحد الأطراف، أكان متهما أو ضحية أو مطالبا بالحق المدني، بأن يتصرف دون احترام حقوق جميع الأطراف؛ لأن نظام السلطة القضائية واضح، خاصة فيما يتصل بقانون تنظيم القضاء في المغرب» و«القاضي الذي يمنع أحد الأطراف، ضحية أو متهما، من ممارسة حقوقه بما فيها حق الدفاع، فيجب توقيفه عاجلا ودون إنذار في حالة قام بخرق القانون ويجب أن يحال على السلطة القضائية»، فيما هدد برفع شكاية لتوقيف رئيس النيابة العامة «مهما كان حجمه وشكل تعيينه».
وانتقد المحامي المغربي كذلك أمر الوكيل العام للملك في محكمة الاستئناف في الدار البيضاء بإحالة بوعشرين على غرفة الجنايات في حالة اعتقال، لمحاكمته يوم الثامن من آذار/ مارس المقبل، «أقول لرئيس النيابة العامة، ليس من حق وكيل الملك أن يحيل ملف بوعشرين إلى الجلسة مباشرة لأن القانون يلزم أن يمر على قاضي التحقيق» ويرى أنه لا يمكن إحالة ملف ما مباشرة إلى جلسة المحاكمة، إلا في ثلاث حالات، حيث يتعلق الأمر بـ»وجود حالة تلبس، وهذا ينتفي في هذه القضية، أو ليس أن يكون الملف جاهزا، وإلى يومنا هذا الملف غير جاهز؛ لأن هناك اتهامات بالاغتصاب والافتضاض، وليس هناك أي شهادة طبية في الموضوع».
وشدد النقيب على ضرورة مرور ملف بوعشرين على غرفة التحقيق وأمام أنظار قاضي التحقيق، مهاجما من جديد النيابة العامة بالقول إنها «خرقت أبسط قاعدة في حقوق الإنسان، حيث منعته من حق الدفاع، وسنقوم باللازم في المقبل من الأيام».
من جهة أخرى قال المحامي عبد الصمد الإدريسي ان إدارة سجن عين برجة حيث يتابع بوعشرين في حالة اعتقال، «امتنعت عن تمكينه من الحصول على شراء الماء والأكل من ماله الخاص» وان موكله «ضغط عليه من أجل تقديم طلب الحصول على الطعام..»، مشيرا إلى ان إدارة السجن «لم تستجب للطلب حتى حدود الرابعة والنصف من مساء اليوم (اول امس الثلاثاء)» وأضاف أن إدارة السجن «منعته أيضا من الفسحة القانونية، ومن الحصول على قلم للكتابة وبعض الكتب، ومن لوازم عادية مثل الأغطية أحضرها له شقيقه».
ونفت المديرية العامة لإدارة السجون ما جاء في تصريحات الإدريسي وقالت إن «تصريحاته لا تعدو أن تكون ادعاءات كاذبة، حيث لم يتقدم المعني بالأمر بأية شكاية تخص ظروف إقامته منذ إيداعه في المؤسسة».
وذكر بلاغ للمديرية أنه «بمجرد إيداع النزيل المذكور بالمؤسسة السجنية بتاريخ 26 شباط/ فبراير 2018، تم تمكينه من جميع الحقوق التي يخولها له القانون، حيث تم مده بدليل النزيل، وعرضه على الطاقم الطبي للمؤسسة، مع تمكينه من سرير ووسادة وأغطية كافية داخل غرفة تستجيب للمعايير المطلوبة، ومزودة بجهاز تلفزيون، كما تم تزويده بجميع الأواني الخاصة بالأكل وكذا بمواد النظافة، إضافة إلى وجبة العشاء» و«بتاريخ 27 فبراير / شباط 2018، استفاد النزيل (ت.ب) من الوجبات الغذائية الرئيسية، كما استفاد من الفسحة وفق ما تنص عليه الضوابط القانونية» كما استفاد «من الزيارة العائلية في شخص شقيقه، والذي جلب له مجموعة مــن الأغراض، عبارة عن كتب ومجلات وكذا ملابس وأغطية، قدمت له بعد إخضاعها للتفتيش وفقا لما ينص عليه القانون المنظم للمؤسسات السجنية، كما أودع لفائدته مبلغ مالي بمقصف المؤسسة، اقتنى به في نفس اليوم مجموعة من المقتنيات، من ضمنها دفتــر وأقلام. كما استفاد النزيل المذكور من زيارة محامييه الأربعة والمخابرة معهم إلى حدود الساعة الرابعة والنصف بعد الزوال».

محام من هيئة الدفاع : بوعشرين يعتبر اعتقاله محاولة لتخويف الناس تهيئة لشيء كبير يدبر للمغرب

12 انتهاكا مارسها النظام المصري ضد أبو الفتوح وهيئة الدفاع تطالب بتحقيقات قضائية

Posted: 28 Feb 2018 02:25 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: تقدمت هيئة الدفاع عن المنعم أبو الفتوح، رئيس حزب «مصر القوية» والمرشح الرئاسي السابق، أمس الأربعاء، بطلب للمجلس الأعلى للقضاء حمل رقم 242 لسنة 2018 للمطالبة بانتداب قاضي تحقيقات، بدلاً من نيابة أمن الدولة.
وذكرت في بيان أن «نيابة أمن الدولة العليا تتعسف مع أبو الفتوح، وتمنعه من حقوقه القانونية والدستورية في التحقيقات المتهم فيها بنشر وإذاعة أخبار كاذبة من شأنها الإضرار بالمصالح القومية للبلاد، وتولي قيادة بجماعة أنشأت على خلاف أحكام القانون».
وتضمن البيان 12 نقطة، وصفتها بـ«الانتهكات التي تمارس في حق أبو الفتوح، تمثلت في القبض عليه من مكتبه في التجمع الخامس على يد قوة أمنية دون تقديم أي إذن من النيابة العامة، وعرضه على نيابة استثنائية المحكومة بإجراءات استثنائية مطعون في دستوريتها».
وحسب البيان «النيابة رفضت إطلاع المحامين على مذكرة تحريات الأمن الوطني»، مؤكدة أن «المحامين لم يطلعوا عليها إلا بعد نشرها في الإعلام، إضافة إلى رفض النيابة إطلاع هيئة الدفاع على ماهية الأحراز التي تم إدعاء ضبطها في منزل أبو الفتوح رغم عدم تفتيشه أساسا»ً.
وأشارت الهيئة إلى «حملة إعلامية موجهة ومركزة ضد شخص أبو الفتوح لا تهدف إلا الانتقاص من شأنه والحط من مكانته وترديد الأكاذيب والافتراءات، في تحريض صارخ لا يمكن أن يقبل به في دولة عدالة وقانون نحو أي مواطن حتى لو كان في موضع اتهام ما زال في طور التحقيق».
واعتبرت أن «ما تردد عن وجود أحراز ومخطوطات تم ضبطها في مكتب أبو الفتوح، ادعاءات لا أساس لها من الصحة، خاصة أن القوة الأمنية لم تقم باصطحاب أي أوراق أو أحراز من أي نوع حين تم القبض عليه من مكتبه، فضلاً عن أنها لم تقم بتفتيش مكتبه أو منزله نظراً لعدم تقديمهم ما يفيد حصولهم على إذن من النيابة بالضبط والتفتيش».
ولفتت إلى «رفض النيابة إطلاع أبو الفتوح أو هيئة دفاعه على محاضر التحريات التي قدمها الأمن الوطني وبالتبعية محاضر التحقيق، في مخالفة صريحة للمادة 52 من قانون المحاماة، فضلا عن منعه من الحق في الانفراد بهيئة دفاعه للتشاور معهم، في انتقاص قانوني لأبسط حقوقه التي نص عليها قانون المرافعات والمادة 84 من قانون الإجراءات الجنائية والمادة 53 من قانون المحاماة».
ونفت «ما ورد في بيان وزارة الداخلية، واعتبرته مليئا بالأكاذيب عن نشاط الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح داخل مصر وخارجها، وادعاءها عليه بمقابلة أشخاص لا يعرف بعضهم في لندن، في حين أن أولئك الأشخاص لم يكونوا في لندن أثناء زيارته الأخيرة لها».
كما انتقدت «وضع أبو الفتوح في قائمة الإرهاب بقرار من محكمة جنايات القاهرة». واعتبرت أن «القرار جاء وفق قانون معيب دستورياً اعتماداً على مذكرة مقدمة من الأمن الوطني مليئة بالاتهامات الزائفة».
ونبهت الهيئة إلى «حبس أبو الفتوح في زنزانة انفرادية في سجن مزرعة طرة». وقالت إن «مكان الحجز لا يليق بالآدميين، إضافة إلى منعه من التريض سوى ساعة واحدة يومياً ومنعه من التواصل الإنساني داخل محبسه».
وحسب البيان «لم تتعامل النيابة بجدية مع طلبات أبو الفتوح وهيئة دفاعه الخاصة بظروفه الصحية وعلى رأسها عرضه علي مستشفى السجن».
وأشارت الهيئة إلى «عدم قيام النيابة بسؤال أبو الفتوح عن أي من تلك الاتهامات التي نشرت في بيان الداخلية وعدم إعطائه الفرصة ولفريق دفاعه بدحضها وتهافت ما جاء بها».
وأوضحت أن «جلسات التحقيق تركزت على السؤال عن تاريخ أبو الفتوح السياسي مما دفعه الي الامتناع عن الإجابة عن هذه الأسئلة واستكمال التحقيق بهذا الشكل».
وكانت الأجهزة الأمنية المصرية، اعقتلت أبو الفتوح، بعد عودته من العاصمة البريطانية لندن، في ضوء إذن قضائي صادر بهذا الشأن من نيابة أمن الدولة العليا التي كانت قد تسلمت تحريات أجراها قطاع الأمن الوطني، تفيد بتخطيطه لـ»ارتكاب عدد من الجرائم الإرهابية والاعتداءات المسلحة على منشآت الدولة ومؤسساتها، على نحو من شأنه إشاعة الفوضى في البلاد، الأمر الذي يستوجب التحقيق معه بمعرفة النيابة».

12 انتهاكا مارسها النظام المصري ضد أبو الفتوح وهيئة الدفاع تطالب بتحقيقات قضائية
بينها اعتقاله دون إذن من النيابة… وعدم كشف محاضر التحريات
تامر هنداوي

مسيحيو الموصل يرفضون العودة لعدم ثقتهم في الوضع الأمني

Posted: 28 Feb 2018 02:23 PM PST

الموصل ـ «القدس العربي»: رغم استعادة الموصل بكاملها من سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) لكن مسيحيي المدينة لا يزالون يرفضون العودة إليها خشية من إضطراب الوضع الأمني فيها أو حتى عودة نشاط الجماعات المسلحة التي كانت تستهدف الأقليات الدينية والعرقية.
مواطنون مسيحيون، أكدوا لـ«القدس العربي» عدم وجود رغبة لديهم بالعودة إلى المدينة لعدم ثقتهم بالحكومة العراقية، وذلك لعدم قدرتها على حمايتهم.
وقالوا إنهم يفضلون البقاء في إقليم كردستان أو الهجرة إلى خارج البلاد، لأنهم عانوا من بطش الجماعات الإرهابية على مدى 14 عاماً قبل سيطرة التنظيم على المدينة، والذي قام هو أخيرا بتهجيرهم ونهب أموالهم ومنازلهم.
أبو رامي، أحد سكان المدينة، أكد لـ«القدس العربي»: أنه «يحب مدينته كثيراً، ولكنه يخشى العودة إليها خوفاً على حياته وحياة عائلته»، مضيفاً أنه «لا يستبعد أن يعود نشاط تلك الجماعات وسيكون المسيحيون أكثر الأقليات استهدافاً وعرضة للقتل».
وبين أن «المسيحيين تعرضوا للقتل والتصفيات خلال السنوات الماضية، ولم تستطع الحكومة حمايتهم ما جعل الأغلبية منهم تترك البلد وتهاجر إلى أوروبا ودول العالم الأخرى، ولم يبق إلا القليل منهم وأغلبيتهم في محافظات كردستان».
وأشار إلى أنهم «خسروا الكثير من ممتلكاتهم وأموالهم خلال سيطرة داعش على المدينة الذي استباحها واعتبرها غنائم حرب، وهم ليسوا على استعداد لأن يبنوا حياتهم من جديد، ومن المحتمل أن يخسروا مايبنون مرة أخرى بسبب مايشهده العراق من اضطرابات أمنية وسياسية بشكل مستمر على مر السنين، موضحا «من الأفضل أن نبني حياتنا خارج العراق أو البقاء في كردستان على الأقل».
أما يوسف متى فقال لـ«القدس العربي»: «من الممكن عودة المسيحيين إلى المدينة في حال تم إنشاء إقليم لهم في سهل نينوى، وتشكلت قوات من تلك المناطق لحمايتهم أسوة بإقليم كردستان الذي ينعم بالأمن عكس مايجري في المحافظات العراقية الأخرى»، مبيناً أن «نصف عائلته خارج العراق والنصف الآخر يفكرون باللحاق بمن سبقهم للخارج».
وأضاف أن «الأوضاع الحالية لا تشجع المسيحيين على العودة، حيث أننا لا نملك الثقة بالحكومة العراقية، وعلينا نحن كمسيحيين العيش في إقليم مستقل إدارياً وأمنياً حينها يمكننا العيش في العراق، وإلا لايمكن لمن هاجروا واستقروا خارج العراق أن تطلب الحكومة العراقية منهم العودة، فحياتهم في تلك الدول أفضل بكثير مما كانت عليه في العراق».
كذلك أوضحت أم مايا أن «عمليات التهجير القسري لم تكن في الموصل فقط، بل سبقتها عمليات تهجير في العاصمة بغداد وقد اغتيل كثير من المسيحيين فيها»، مبينة أن «عقارات وأملاك المسيحيين قد تم الاستحواذ عليها من قبل بعض المتنفذين وقاموا بتحويلها بأسمائهم في مناطق حيوية في العاصمة بغداد».
وأضافت أن «تنظيم داعش قام بإكمال مسلسل التهجير ضدنا حتى أصبحنا بلا وطن وصرنا مشردين في مختلف دول العالم»، وقالت إنها «تتمنى العودة إلى منزلها ولكنها تشعر أن حياتها ستكون في خطر، حيث أصبح من الصعب أن يعود العراق ويستقر الوضع الأمني فيه».
صباح من مسيحيي الموصل أيضاً قال إن «المسيحيين قد تعرضوا لأكبر عملية تهجير في تاريخ العراق على يد تنظيم داعش»، محملاً الحكومة العراقية المسؤولية التي لم تقم بحمايتهم وتركتهم تحت رحمة الإرهابيين.
وأضاف أنهم «بدأوا يشعرون بأنهم غير مرحب بهم في العراق وكثير من الأطراف تحاول إفراغ العراق من جميع الأقليات الدينية والعرقية».
وأعتبر أن «النزاعات الطائفية في البلاد لايمكن إنهاؤها لأن هناك جهات سياسية مستفيدة من هذه الصراعات».

مسيحيو الموصل يرفضون العودة لعدم ثقتهم في الوضع الأمني

عمر الجبوري

وفد حماس اختتم زيارته للقاهرة ويرفض الموازنة الفلسطينية ويطالب برحيل الحكومة ومحاسبتها

Posted: 28 Feb 2018 02:23 PM PST

غزة ـ «القدس العربي»:بينما لا يزال الوفد الأمني المصري يواصل مهامه في قطاع غزة الهادفة إلى الانتهاء من المرحلة الأولى من تطبيق اتفاق المصالحة، والعمل على «تمكين» حكومة التوافق، رفض نواب حركة حماس في القطاع إقرار حكومة التوافق برئاسة رامي الحمد الله، موازنة عام 2018، ودعوا إلى رحيلها.
وقال أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي، خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر المجلس في غزة، وشارك فيه نواب من الحركة، إن إقرار الحكومة لموازنة عام 2018، يمثل «فسادا ماليا وسياسيا، وانتهاكا لأبسط القواعد القانونية والدستورية وأحكام القانون الأساسي».
وأضاف بحر وهو من قادة حماس، أن إقرار الموازنة يمثل «سابقة خطيرة» في تاريخ السلطة الوطنية الفلسطينية، لافتا إلى أن الموازنة يتم اعتمادها من قبل «السلطة التشريعية» في الدولة، وتصدر بقانون عن المجلس التشريعي، وفي جلسة خاصة يعقدها المجلس لهذا الغرض.
وكانت الحكومة الفلسطينية قد أقرت أول من أمس الموازنة العامة لسنة 2018، وقررت إحالتها إلى الرئيس محمود عباس للمصادقة عليها، بعد أن عقدت جلسة مشاركة بين الضفة وغزة.
وأوضحت أنه تم إعداد موازنة الأساس مع الأخذ بعين الاعتبار بقاء الوضع الحالي القائم في قطاع غزة، نتيجة استمرار حركة حماس في رفضها «تمكين» الحكومة تمكيناً شاملاً، واستمرار الحكومة في «تحمّل مسؤوليتها الوطنية التي تحملتها للعام الحادي عشر على التوالي تجاه أهلنا في قطاع غزة». وبلغت قيمة الموازنة خمسة مليارات دولار.
ولم تعرض أي من الحكومات الفلسطينية التي تعاقبت منذ بداية الانقسام، موازناتها على المجلس التشريعي، منذ وقوع الانقسام صيف عام 2007. ولم يعقد المجلس التشريعي من وقتها أي جلسة كاملة النصاب، في حين يعقد نواب حماس جلسات لهم في غزة، دون مشاركة باقي الكتل وفي مقدمتها كتلة حركة فتح.
وقال بحر في المؤتمر الصحافي إن إقرار الموازنة يعد «امعاناً من حكومة الحمد الله في مخالفة أحكام القانون الأساسي الفلسطيني والنظام الداخلي للمجلس التشريعي، واستمراراً لنهج التفرد الذي تمارسه حركة فتح ورئيسها محمود عباس».
واعتبر أن ما جرى «أسلوب لا قانوني ولا أخلاقي»، لافتا إلى أنه «لا يخدم المصالحة وإنما يزيد من عمق حالة الانقسام القائمة ويشكل فساداً سياسياً ومالياً، يستوجب المحاسبة والمساءلة بل والملاحقة القضائية».
واتهم بحر بحرمان قطاع غزة من «حقه الطبيعي وحصته المفترضة» في الموازنة العامة والمقدرة بنسبة 40٪، محملا رئيس الحكومة «المسؤولية الشخصية» عن هذه المخالفات، وما وصفها بـ «الجرائم السياسية والمالية بحق أبناء شعبنا»، وطالبه بـ «الاستقالة والرحيل».
جاء ذلك في ظل مواصلة الوفد الأمني المصري لقاءاته مع مسؤولين حكوميين، بهدف التوصل إلى «آلية» تقود إلى تطبيق تفاهمات المصالحة حول «تمكين» الحكومة من خلال نقل «جباية غزة» لخزينة السلطة، ودمج موظفي القطاع في الوظيفة الرسمية، إضافة إلى بحث مسألة سيطرة الحكومة على جهاز الشرطة والدفاع المدني، وإعادة الموظفين القدامى للعمل.
وكانت حماس قد أكدت حرصها على إنجاح المساعي المصرية لتطبيق اتفاقيات المصالحة، وعلى إنجاح مهمة الوفد الأمني المصري الموجود في قطاع غزة منذ الأحد الماضي. وقال الناطق باسمها حازم قاسم في تصريح صحافي تلقت «القدس العربي» نسخة منه، عقب لقاء جديد لقيادة الحركة مع الوفد الأمني المصري، إن حركته أكدت «حرصها الواضح» على إنجاح المساعي المصرية لـ «تطبيق اتفاقات المصالحة». وأشار إلى أنها قدمت كل ما هو مطلوب منها في هذا المسار، وأنها ستواصل بذل كل جهد ممكن لإنجاحه.
وأضاف أن حماس رحبت بالوفد المصري، وقدرت جهده المتواصل في رعاية المصالحة الفلسطينية في مراحلها المختلفة، مبيناً أنه دار خلال اللقاء «حوار معمق» لكل القضايا والتفاصيل المتعلقة بملف المصالحة.
ولفت إلى أن الوفد المصري أكد على استمرار اللقاءات التي تهدف إلى إيجاد الآليات المناسبة لإنجاح اتفاقات المصالحة، وتحقيق الوحدة الوطنية.
وأوضح الناطق باسم حماس كذلك أن الوفد أكد على استمراره في رعاية المصالحة، وتقديره لـ «الخطوات التي قامت بها حماس في مشوار المصالحة».
وكان رئيس حماس يحيى السنوار قد عقد لقاء آخر مع الوفد الأمني المصري برئاسة اللواء سامح نبيل المسؤول عن الملف الفلسطيني، في مكتب الحركة في القطاع.

وفد حماس اختتم زيارته للقاهرة ويرفض الموازنة الفلسطينية ويطالب برحيل الحكومة ومحاسبتها
في ظل مواصلة التحركات لإنهاء المرحلة الأولى من المصالحة

نداء تونس: «العقاب الجماعي» للتجمعيين لا يليق إلا بالأنظمة الفاشية

Posted: 28 Feb 2018 02:22 PM PST

تونس – «القدس العربي»: ندد حزب «نداء تونس» الحاكم بما أسماه «العقاب الجماعي» لرموز نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي من قبل هيئة الانتخابات بعد حرمانهم من الترشح لعضوية مكاتب الاقتراع في الانتخابات البلدية، معتبرا أن هذه الممارسات «لا تليق الا بالأنظمة الفاشية والدكتاتورية».
وكانت هيئة الانتخابات أصدرت قبل أيام بيانا حددت فيه شروط الترشح لعضوية مكاتب الاقتراع في الانتخابات البلدية، حيث ورد في موانع الترشح لهذا المنصب أن لا يكون المترشح تحمل أي مسؤوليات في حزب التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل، بما فيها «رئيس أو عضو في الديوان السياسي عضو باللجنة المركزية، المسؤولية السياسية بالإدارة المركزية: أمين قار أو أمين مساعد أو مدير ديوان أو امين عام للاتحاد التونسي لمنظمات الشباب أو مدير مركز الدراسات والتكوين أو رئيس دائرة أو عضو المكتب الوطني لطلبة التجمع الدستوري الديمقراطي أو عضو لجنة تنسيق أو عضو جامعة ترابية أو مهنية أو رئيس شعبة مهنية أو ترابية».
واستنكر «نداء تونس» هذه الممارسات «الإقصائية التمييزية والمتناقضة مع منطق الديمقراطية والمساواة ومسار الانتقال الديمقراطي في بلادنا»، مشيرا إلى أنه سيعمل جاهدا عى «إلغاء كل أشكال الحيف السياسي والتمييز المتنافي مع الدستور والأعراف والقوانين الدولية الضامنة لحقوق الإنسان والرافضة لإجراءات العقاب الجماعي التي لا تليق الا بالأنظمة الفاشية والدكتاتورية»، مشددة على أن «حركة نداء تونس، التي ترى في نفسها امتدادا لتجربة الحركة الوطنية وحزبها القائد الحزب الدستوري، لن تسمح أبدا الآن وفي المستقبل بهضم حقوق العائلة الدستورية والتجمعية، التي ساهمت عبر مراحل عديدة من تاريخ بلادنا في بناء الدولة وخدمة المجتمع».
وكان بعض رؤساء الأحزاب المحسوبة على النظام السابق اتهموا هيئة الانتخابات بإقصائهم عبر القرار الأخير، مهددين باللجوء إلى القضاء، فيما أكدت الهيئة أنها التزمت بتطبيق ما ورد في القانون الانتخابي.

نداء تونس: «العقاب الجماعي» للتجمعيين لا يليق إلا بالأنظمة الفاشية

المصلون يؤمون «كنيسة القيامة» وسط إشادة بوحدة الموقف المسيحي والفلسطيني

Posted: 28 Feb 2018 02:22 PM PST

رام الله ـ «القدس العربي»: عادت الحياة من جديد إلى «كنيسة القيامة»، بعد أن سجلت بأبوابها المغلقة انتصارا على القوانين الإسرائيلية التعسفية، ودخلت أفواج من المسيحيين إليها، وأدوا الصلوات التي حرموا منها «احتجاجا» على مدار الأيام الثلاثة الماضية، لرفضهم فرض الضرائب على أملاك الكنائس في مدينة القدس المحتلة.
واعتلت وجوه المصلين الذين دخلوا باحات الكنيسة ابتسامات، غابت عنهم على مدار الأيام الثلاثة الماضية، التي حرموا خلالها من الصلاة في الداخل، التزاما بقرار البطاركة المشرفين على إدارتها بإغلاقها حتى إشعار آخر، احتجاجا على قرار إسرائيلي يقضي بتغيير «الوضع القائم» وفرض ضرائب على أملاك الكنائس في القدس، تمهيدا لمصادرتها.
وكان المصلون من المقدسيين والزوار الأجانب، يؤدون صلواتهم أمام بوابة الكنيسة وباحتها الخارجية خلال الأيام الماضية.
وجاء قرار إعادة فتح الكنيسة أبوابها، تنفيذا لقرار البطاركة، الذين قرروا وقف الخطوات التصعيدية ضد سياسات الاحتلال، بعد خضوع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لمطالبهم، وإصدار قرار يلغي سياسة الضرائب.
واعيد فتح أبواب «كنيسة القيامة» فجر أمس، عقب اجتماع طارئ لرؤساء الكنائس عقد الليلة قبل الماضية. وقام المسؤول عن فتح وإغلاق كنيسة القيامة، وجيه نسيبة، بإعادة فتح أبواب الكنيسة المغلقة.
وجاء في نص بيان رؤساء الكنائس «نحن، رؤساء الكنائس المسؤولين عن كنيسة القيامة و»الوضع القائم» (الستاتوس كوو) بطريركية الروم الارثوذكس وحراسة الأرض المقدسة وبطريركية الأرمن – نشكر الله على البيان الذي صدر اليوم عن رئيس الحكومة نتنياهو ونقدم شكرنا لكل من بذل جهودا جبارة للحفاظ على الوجود المسيحي في القدس والدفاع عن الوضع القائم.
بعد تدخل بناء من رئيس الحكومة، فإن الكنائس تتطلع للعمل مع الوزير هنغبي وجميع من يحب القدس لضمان بقاء مدينتنا المقدسة، التي لا يزال وجودنا المسيحي يواجه تحديات، مكانا تعيش وتنمو فيه الديانات التوحيدية الثلاث. وإثر التطورات الاخيرة، فإننا نعلن بهذا بأن كنيسة القيامة، مكان صلب سيدنا يسوع المسيح وقيامته، ستفتح للحجاج غدا، 28 شباط 2018، الساعة الرابعة فجرا».
وكانت بلدية الاحتلال في مدينة القدس، قد أعلنت عزمها فرض ضرائب على 882 عقارا مسيحيا في المدينة، تقدر بـ أكثر من 150 مليون دولار، في خطوة تهدف في مرحلة لاحقة إلى مصادرة أملاك الكنائس، عندما تعجز عن دفع الضرائب.
وأكدت الدكتورة حنان عشراوي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن قرار إسرائيل بتجميد الضرائب «انتصار للموقف الموحد للكنائس المسيحية».
وقالت في بيان صحافي «إن الحراك المحلي والعالمي أثمر وساهم في لجم المؤسسة الإسرائيلية ودفعها نحو تجميد قرارها»، مؤكدة أن المطلوب الآن هو مواصلة هذا الحراك لـ «إجبار إسرائيل على إلغاء إجراءاتها الجائرة ووقف انتهاكاتها المتواصلة والممنهجة بحق المقدسات الفلسطينية».
وطالبت عشراوي المجتمع الدولي بضرورة التدخل لمنع سيطرة إسرائيل على المقدسات والأوقاف الفلسطينية تطبيقا للقرارات والقوانين الدولية، مشددة على ضرورة أن ترفع يدها عن الأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية، «وألا تعبث بالوضع القائم والوضع التاريخي والقانوني».
وأكدت أن إسرائيل لا تمتلك صلاحية المساس بها وبوضعها الموروث منذ قرون، معتبرة أن إقامة لجنة للتباحث في مسار جديد لفرض الضرائب على الكنائس المقدسية هو «أمر غير مقبول ولا يشكل حلا»، مضيفة «الأماكن المقدسة لا تخضع لسيادة دولة الاحتلال وقراراتها».
من جهتها قالت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، أن إعادة فتح أبواب «كنيسة القيامة» يمثل «انتصاراً جديداً يكمل انتصار المسجد الأقصى المبارك بعد إزالة البوابات الإلكترونية عن مداخله وأبوابه».
وأشار الأمين العام للهيئة الدكتور حنا عيسى إلى اللحمة المسيحية الإسلامية الفريدة من نوعها في فلسطين، التي تجلت مجدداً على عتبات «كنيسة القيامة» حتى تم تجميد كافة القرارات التهويدية ضد الكنائس في القدس، مشيدا بقرار كنائس القدس الرافض للضرائب وخطواتها الاحتجاجية حتى تم تجميد هذه القرارات، مؤكداً على أن مطالب الاحتلال وقراراته الخاصة بفرض الضرائب على الكنائس «يقوض الطابع المقدس للمدينة المحتلة، ويعيق الكنائس عن القيام بدورها».
وأكد على ان وحدة الموقف المسيحي أولاً، ووحدة الموقف الفلسطيني ثانياً، والتحام الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين «كان له الدور الأبرز في وقف الهجمة التهويدية الشرسة ضد الكنائس».
إلى ذلك طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية الأمم المتحدة ومنظماتها ومؤسساتها المختصة، بضرورة «التحرك العاجل» لتنفيذ قراراتها بشأن القدس، و»الدفاع عن ما تبقى من مصداقيتها في وجه الغطرسة والانتهاكات الاسرائيلية المتواصلة».
وقالت في بيان لها إن عدم اتخاذ الإجراءات الكفيلة بردع سلطات الاحتلال ومحاسبتها على جرائمها «بات يشكل غطاء يستغله ائتلاف نتنياهو اليميني، لتنفيذ المزيد من عدوانه على المقدسات المسيحية والإسلامية في المدينة المقدسة».

المصلون يؤمون «كنيسة القيامة» وسط إشادة بوحدة الموقف المسيحي والفلسطيني
عقب تراجع نتنياهو عن فرض الضرائب

مجلس الوزراء القطري يدين هجمات النظام السوري «الوحشية» المستمرة على غوطة دمشق

Posted: 28 Feb 2018 02:21 PM PST

الدوحة «القدس العربي» : طالب مجلس الوزراء القطري المجتمع الدولي بالعمل الجاد واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتنفيذ قرار مجلس الأمن ووقف هذه المأساة الإنسانية والتصدي الحازم لتحدي النظام السوري للقانون الدولي ولقرارات الشرعية الدولية. وأكد أن عدم تنفيذ القرار المشار إليه، بالسرعة والحسم المطلوبين سيؤدي إلى مزيد من إراقة دماء الأبرياء في سوريا وتشريدهم وإهدار حقوقهم .
جاء ذلك في البيان الصادر عن المجلس عقب اجتماعه العادي الأربعاء، برئاسة رئيس الوزراء الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، بمقره في الديوان الأميري.
وجاء في البيان الذي أدلى به الدكتور حسن بن لحدان الحسن المهندي، وزير العدل والقائم بأعمال وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء القطري، قوله «دان المجلس واستنكر مواصلة النظام السوري هجماته الوحشية في الغوطة الشرقية في انتهاك صارخ لقرار مجلس الأمن الدولي رقم (2401) الصادر يوم السبت الماضي بإجماع أعضائه، والذي يطالب بوقف الأعمال العدائية في سوريا دون تأخير، ولمدة ثلاثين يوما لإفساح المجال أمام إيصال المساعدات الإنسانية وإجلاء المرضى والمصابين».

جرائم ضد الإنسانية

وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قال إن ما يجري في الغوطة الشرقية جرائم ضد الإنسانية، لافتاً إلى أن حماية المدنيين مسؤولية المجتمع الدولي التي لا يجوز أن يتملص منها.
وفي تغريدة له، عبر حسابه الرسمي في «تويتر»، قال أمير قطر: «بغض النظر عن الخلافات السياسية، ما يجري في الغوطة الشرقية هو جرائم ضد الإنسانية وتبقى حماية المدنيين في هذه الحالة مسؤولية المجتمع الدولي التي لا يجوز أن يتملص منها».
ويأتي موقف الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تأكيداً لمواقف دولة قطر من الأزمة السياسية، حيث تتمسك الدوحة بضرورة رحيل الأسد من السلطة كشرط لأي حل للأزمة. وأكدت قطر مرارًا أن بشار الأسد مجرم حرب ارتكب جرائم في حق شعبه ولا يمكن أن يكون جزءاً من أي عملية سياسية لحل الأزمة السورية.

«قطر الخيرية»

وقالت «قطر الخيرية» إن إجمالي المستفيدين من مشاريعها لإغاثة المتضررين السوريين، فاق 16.2 مليون نازح ولاجئ، بتكلفة بلغت 544.5 مليون ريال قطري، وذلك خلال الفترة (نيسان/ أبريل عام 2011 – نهاية ديسمبر 2017 )، شملت مساعدات إغاثية في مجالات الغذاء والإيواء والصحة والتعليم.
ولفت قطر الخيرية إلى أن مشاريعها الإغاثية لصالح المتضررين السوريين على الداخل السوري، حيث بلغت نسبة المستفيدين هناك 72% من إجمالي المستفيدين في الداخل ودول اللجوء. ونوهت إلى ارتفاع حجم تدخل قطر الخيرية الإغاثي لصالح النازحين واللاجئين السوريين عام 2017 مقارنة بالأعوام السابقة، حيث بلغت نسبة عدد المستفيدين العام الماضي 28 % من إجمالي عدد المستفيدين عن الفترة (2011 ـ 2017).
وبسبب تواصل الأزمات التي تشهدها دول عدة ، فقد احتلت مشاريع الإغاثة حيزاً كبيراً من أنشطة قطر الخيرية، خصوصاً في السنوات السبع الأخيرة، وكان النصيب الأكبر للنازحين واللاجئين من أبناء الشعب السوري الشقيق نتيجة لفداحة الأضرار التي خلفتها هذه الأزمة، وحجم المعاناة الإنسانية المرتبطة بها.
وخلال المدة الفترة من 2011- 2017، بلغ عدد المستفيدين من مشاريع الإمداد الغذائي لقطر الخيرية 8.584.755 شخصاً، فيما بلغ عدد المستفيدين من مشاريع الإيواء والمشاريع غير الغذائية 2.012.704 أشخاص. في حين، وصل عدد المستفيدين من المشاريع الصحية 2.769.085 شخصاً. ومن المشاريع التعليمية بلغ 2.841.046 شخصاً.
وقالت «قطر الخيرية» إنها تولي المشاريع الإغاثية في الداخل السوري تركيزا أكبر، حيث بلغت نسبة المستفيدين من مشاريعها هناك 72% من إجمالي المستفيدين من مشاريعها الإغاثية للنازحين واللاجئين السوريين عموما، خلال 6 أعوام، وبواقع 11.669.464 شخصا، فيما بلغت نسبة المستفيدين من مشاريعها في دول اللجوء (تركيا ، لبنان، الأردن، العراق، دول أخرى ) أكثر من 28% من إجمالي المستفيدين من مشاريعها الإغاثية للنازحين واللاجئين السوريين وبواقع 4.538.126 شخصا.
وشهد عام 2017 ارتفاع وتيرة تدخل قطر الخيرية الإغاثي لصالح النازحين واللاجئين السوريين بشكل واضح مقارنة بالأعوام التي سبقته، حيث بلغ عدد المستفيدين من المشاريع الإغاثية المنفذة في مجالات الغذاء والإيواء والصحة والتعليم خلال العام الماضي 4.609.751 متضررا، وهو ما يشكل أكثر من 28% من إجمالي عدد المستفيدين من الجهد الإغاثي لقطر الخيرية لصالح الشعب السوري عن الفترة (نيسان/ أبريل 2011 – كانون الأول/ ديسمبر 2017)
كما ازداد حجم المشاريع المنفذة خلال الماضي لتصل التكلفة الإجمالية لها 189,634,600 ريال قطري، وهو ما يشكل حوالي 35% من إجمالي قيمة المشاريع التي نفذتها قطر الخيرية لصالح الشعب السوري في الفترة (نيسان/ أبريل 2011 – كانون الأول/ ديسمبر 2017). وسبق لقطر الخيرية أن احتلت المرتبة الأولى عالميا في إغاثة الشعب السوري على مستوى المنظمات الإنسانية غير الحكوميةNGOs ، لعدة أعوام سابقة ، حسب تقرير التتبع المالي للمساعدات الإغاثية الدولية « FTS» التابع لـ «أوتشا».

مجلس الوزراء القطري يدين هجمات النظام السوري «الوحشية» المستمرة على غوطة دمشق
16.2 مليون سوري مستفيد من مشاريع «قطر الخيرية» خلال 6 أعوام
إسماعيل طلاي

استرداد الأموال العراقية المهربة… لجنة برلمانية تكشف عن عجز وعرقلة والحكومة تعوِّل على «الانتربول»

Posted: 28 Feb 2018 02:20 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: أكدت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب العراقي، أمس الأربعاء، عدم إنجاز شيء من قبل الجهات المعنية في الدولة العراقية ومجلس النواب في ملف استرداد الأموال العراقية المهربة إلى الخارج.
وقال عضو اللجنة، هلال السهلاني في بيان صحافي، إن «مجلس النواب ناقش هذا الملف العام الماضي بحضور الأطراف المعنية بملف استرداد الأموال العراقية، ومنها وزارتا الخارجية والداخلية وجهاز المخابرات وديوان الرقابة المالية والبنك المركزي وهيئة النزاهة، حيث استمعنا إلى تقارير تلك الجهات، لكن لم نخرج بشيء جديد».
وأضاف: «خلال المناقشات وجدنا أن الأموال المهربة لازالت كما هي، عدا نسبة ضئيلة منها تمت إعادتها إلى العراق»، مبيناً أن «هناك تسيبا وعجزا واضحا وعرقلة من قبل بعض الجهات، فضلاً عن عوائق قانونية تفتعلها الدول التي تريد أن تستولي على تلك الأموال لأطول مدة ممكنة».
وتابع أن «استرداد الأموال المهربة هو من الملفات الخطيرة التي هدر فيها المال العام، لكن الجهات المعنية في الدولة العراقية وهي نحو 7 مؤسسات، وكذلك مجلس النواب، لم تنجز شيئا في ذلك الملف عموماً».
تصريح الهلالي يأتي بعد يوم واحد من استقبال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في مكتبه ببغداد أمين عام منظمة الانتربول يورغن شتوك.
وجرى خلال اللقاء، وفقاً لبيان أورده المكتب الإعلامي للعبادي، «مناقشة تبادل الخبرات وبناء القدرات بجرائم المعلوماتية والتواصل الاجتماعي وغسيل الأموال والإرهاب، والعمل مع العراق في حملته لاستعادة الأموال المهربة واستعادة المجرمين الهاربين».
وثمّن شتوك «انتصارات القوات العراقية على الإرهاب»، مبيناً أن «العراق أصبح عضوا فاعلاً ومتكاملاً في بناء وتفعيل منظومة الإشعار والتحذير المسبق وبناء منظومة بايوميترية عالمية واستخدام تطبيقات الذكاء الصناعي وقواعد البيانات للكشف عن جرائم التزوير والتهريب».
وطبقاً لأمين عام منظمة الانتربول فإن «العراقيين بذلوا دماءهم دفاعاً عن أمن العالم، لذا نقف الآن مع العراق لحفظ أمنه وأمن العالم».
في الأثناء أعلنت هيئة النزاهة صدور مذكرة استقدام بحق محافظ نينوى نوفل العاكوب.
وقالت في بيان مقتضب، «تم إصدار أمر استقدام بحق محافظ نينوى الحالي نوفل حمادي سلطان العاكوب». وأضافت الهيئة أن «الأمر صدر من محكمة التحقيق المختصة بالنظر في قضايا النزاهة في نينوى».
وسبق لعضو مجلس نينوى حسام الدين العبار أن كشف عن تقديم مجلس المحافظة طلبا رسمياً إلى رئيس الوزراء حيدر العبادي بـ«سحب اليد» عن المحافظ نوفل العاكوب بسبب «ملفات فساد». في المقابل كذّب الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، ادعاءات نائب في كتلة دولة القانون النيابية، بشأن وجود 350 الف موظف وهمي في حكومة الإقليم، يستفيد الحزب من تسلم رواتبهم.
وذكر بيان للمتحدث باسم الحزب محمد محمود إنه ينفي أن يكون للحزب 350 الف موظف وهمي في حكومة الإقليم يستفيد من رواتبهم.
وأشار البيان إلى أنهم «بمثل هذه التهم يسعون إلى زيادة المشكلات أمام معالجة الخلافات بين أربيل وبغداد وزيادة عدم الاستقرار في الأوضاع»، مشيراً إلى أن «معلومات نشرت في عدد من المواقع والمراكز الإعلامية عن لسان نائب عن دولة القانون باسم رسول راضي، عن وجود 350 ألف موظف وهمي في حكومة إقليم كردستان، يستفيد الحزب الديمقراطي الكردستاني من رواتبهم، مشددا على أن جميع تلك المعلومات كاذبة ووهمية».
وأضاف: «يعلن للشعب العراقي عموما وإقليم كردستان خصوصاً أن مثل هذه المعلومات ما هي إلا محاولة للتخريب»، لافتا إلى أن «معلومات هذا النائب وهمية وهي تأتي فقط في إطار كيل التهم للحزب الديمقراطي الكردستاني».
واعتبر أن «كيل مثل هذه التهم لا يأتي إلا لصرف أنظار الناس عن الفساد الكبير الذي يتم التغطية عليه، في قطاعات الجيش والكهرباء والمشاريع الوهمية الخدمية الأخرى في جنوب ووسط العراق، والتي تقدر بمئات مليارات الدولارات المهدرة، والتي ذهبت أموالها لحسابات المسؤولين وجيوب من يكيلون التهم وأمثالهم».
وتابع: «إنهم يسعون بمثل هذه التهم لخلق المشكلات أمام مساعي معالجة المشكلات بين بغداد واربيل، وجعل الأوضاع أكثر اضطرابا لكي يقوموا بالصيد في الماء العكر»، حسب تعبيره.
وأكد المتحدث باسم حزب بارزاني، استخدام الإقليم النظام البايومتري لتسجيل الموظفين، مبيناً أن الإقليم يعمل وفق القانون والموظفين يتبعون الحكومة، لا الأحزاب.

استرداد الأموال العراقية المهربة… لجنة برلمانية تكشف عن عجز وعرقلة والحكومة تعوِّل على «الانتربول»

ارتياح أوروبي لتأكيد الرئيس الموريتاني عدم ترشحه لانتخابات 2019

Posted: 28 Feb 2018 02:20 PM PST

نواكشوط-«القدس العربي»: استمر المشهد السياسي الموريتاني أمس في اهتمامه بتصريحات الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز التي أكد فيها قبل يومين أنه لا ينوي تعديل الدستور ولا الترشح لانتخابات 2019 الرئاسية.
وتزامنت هذه الـتأكيدات مع نشاط سياسيين ونواب وعمد في الموالاة يطالبون الرئيس في تظاهرات يومية أمام قصر الرئاسة، بتعديل الدستور وبالترشح لانتخابات 2019 «لاحتياج موريتانيا لذلك»، حسب قولهم.
وكان الرئيس الموريتاني قد توقف خلال عودته قبل يومين من بروكسل لتحية تجمع المطالبين ببقائه في الرئاسة وهو ما اعتبرته المعارضة «تصرفا مقلقا».
وأعرب الاتحاد الأوروبي على لسان السفير جياكو ما ديرازو رئيس بعثته في موريتانيا عن «ارتياحه لتأكيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز في مقابلته الأخيرة على عدم ترشحه لولاية ثالثة بعد انتهاء ولايته الحالية بعد عام».
وقال في مؤتمر صحافي أمس «لقد سجلنا قرار الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز والتزامه باحترام الدستور».
وأعربت المعارضة الموريتانية في بيان أخير لها حول الموضوع «عن كامل ارتياحها للموقف الذي أعلن عنه الرئيس محمد ولد عبد العزيز مؤخرا، والمتمثل في نيته احترام المواد الدستورية المتعلقة بعدد المأموريات، وعدم عزمه الترشح لمأمورية ثالثة».
وأكدت المعارضة المنتظمة بأحزابها ونقاباتها وشخصياتها المرجعية في منتدى الديمقراطية والوحدة في بيان وزعته أمس الأول «أنها ستبقى مع ذلك يقظة تجاه كل المناورات»، معتبرة «أن موقف الرئيس يعتبر خطوة إيجابية على طريق تكريس التناوب السلمي على السلطة، إلا أن هذه الخطوة، تضيف المعارضة، تبقى ناقصة المفعول إذا لم تصاحبها الإجراءات الكفيلة بضمان عبور البلاد لهذا المنعطف الحاسم».
وعلى رأس الإجراءات التي طالبت بها المعارضة الموريتانية «تنظيم تشاور وطني يمكن القوى الحية والفاعلة من التلاقي والحوار لتحديد قواعد ترسم مسارا يضمن تنظيم انتخابات توافقية مفتوحة وشفافة وحرة، توفر الضمانات الكافية لتكافؤ الفرص بين الفرقاء السياسيين، وتضمن حياد السلطة وعدم توظيف الإدارة وهيبة الدولة ووسائلها لصالح مرشح ضد الآخرين».
«إن الإصرار على منهج الانفراد بالسلطة، والأحادية في تسيير المسلسل الانتخابي، والاستمرار في اختطاف الدولة لصالح فريق سياسي ضد الآخرين، تضيف المعارضة، من شأنه أن يفرغ هذه الخطوة من محتواها وأن يحيدها عن المغزى الذي ينتظره منها جميع الموريتانيين، والذي هو التبادل السلمي والديمقراطي على السلطة».
وطالبت المعارضة كذلك الرئيس بإظهار «إرادة سياسية حقيقية في وضع حد للتوتر وتهدئة الساحة السياسية عن طريق وضع حد لسياسات القمع والإقصاء، وتحرير السجناء السياسيين، ووقف المتابعات القضائية التعسفية»، مبرزة «أن الإصرار على الاستمرار في نهج قمع وإقصاء الخصوم السياسيين لا يعبر عن حسن النية وليس من شأنه حلحلة الأزمة الراهنة وتهيئة الاستحقاقات القادمة في الظروف الملائمة».
ويأتي بيان المعارضة إثر إعلان الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في مقابلة نشرتها مجلة «جون أفريك» أمس «أنه لن يعدل الدستور الموريتاني ليترشح للانتخابات الرئاسية المقررة منتصف عام 2019»، لكن الرئيس أكد في تصريحاته عزمه على دعم أحد المترشحين.
وأكد الرئيس الموريتاني «أن هناك شكوكا تحوم حول قضية ترشحه لمأمورية إضافية»، مضيفا قوله «أنا ملتزم بالدستور الذي يحدد مدد الرئاسة بمأموريتين وقد قمنا بالفعل بتعديلات في الدستور لكننا لم نتعرض للمواد الخاصة بمدد الرئاسة ولن ألمس هذه المواد أبدا».
وردا على سؤال حول ما إذا كان سيعد خليفة له في الانتخابات الرئاسية المقبلة قال الريس الموريتاني «المستقبل سيحدد ذلك، وأنا لم أحدد اختياراتي بعد، فبإمكان أي واحد من الثلاثة ملايين ونصف موريتاني الذين هم ساكنة البلد، أن يترشح وأنا سأدعم أحد المترشحين».
وحول ما إذا ذلك المترشح الذي سيدعمه الرئيس هو الفريق محمد غزواني قائد أركان الجيوش الحالي وساعده الأيمن، قال الرئيس الموريتاني «أحتفظ بعلاقات ممتازة مع غزواني منذ أكثر من ثلاثين سنة شأنه شأن آخرين يعملون معي في تنمية البلد». وبخصوص ما إذا كان سينسحب نهائيا من الحياة السياسية في موريتانيا، أوضح الرئيس ولد عبد العزيز «أنه موريتاني وسيظل، وأنه سيبقى ما دام حيا، مهتما بما يجري في بلده».
واستبعد الرئيس الموريتاني في تصريحاته إجراء حوار جديد مع المعارضة مؤكدا قوله «لسنا نغلق الباب لكن لن أظل منشغلا بتنظيم الحوارات بشكل مستمر، لا يمكنني أن أصرف ولايتي الرئاسيتين في تنظيم الحوارات فأنا بحاجة لأن أعمل وأن أبني بلدي وأن أنفذ برنامجي».
وكان محمد جميل منصور الرئيس الأسبق لحزب التجمع (المحسوب على الإخوان) والذي يقود أكبر كتلة معارضة في البرلمان، قد أكد في تدوينة له أمس «أن جواب الرئيس كان واضحا »سألتزم بالدستور الذي يحد المدد المأموريات الرئاسية باثنتين»، ثم أكمل » لقد راجعنا الدستور لكننا لم نمس هذه المادة ولن ألمسها مستقبلا »، ودون شك ليس في هذه الإجابة لبس والبحث عن تأويلات لا يخدمها ظاهر الجواب لا داعي له وبالتالي في هذا المستوى الأمر يستحق التسجيل ولا بأس بالترحيب والتشجيع حتى ولو كنا نعرف أن الالتزام بالدستور واجب وأن الدستور يمنع تعديل مواد المأموريات».
وقال « شوش ونغص على هذه الإجابة الواضحة أمران أولهما توقف الرئيس في طريقه من المطار ليحيي مجموعة خارجة على القانون وتدعو صراحة لانتهاك الدستور وهو الذي أقسم على احترامه وعلى ألا يسهم مباشرة أو على نحو غير مباشر فيما يؤدي إلى تعديله في محور المأموريات وتحديدها باثنتين».
«وأما الثانية، يضيف ولد منصور، فالأخبار التي نقلها موقع «موند أفريك» عن محاولات لسحب الإجابة محل الارتياح والتي وصلت حد مفاوضات أجرتها شخصية معروفة مقربة من النظام مع» جون أفريك» من أجل هذا السحب، دون التسليم بصحة المعلومة».
واختار الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز وسيلة إعلام أجنبية هي أسبوعية «جون أفريك»، لإبراز مواقفه من الملفات المحلية والدولية الآنية وهو أمر لم يرض عنه المدونون الموريتانيون واعتبروه «إبعادا للإعلام الوطني أو مخاطبة للداخل من الخارج»؛ غير أن تصريحات الرئيس كانت مهمة لكونها كشفت، بعد صمت طويل، عن مواقفه من عدة قضايا يتقدمها عدم ترشحه لانتخابات 2019 التي تربك الساحة السياسية المحلية منذ فترة طويلة.

ارتياح أوروبي لتأكيد الرئيس الموريتاني عدم ترشحه لانتخابات 2019

وفد كردي يصل النجف للقاء السيستاني… وحزب طالباني يحذّر العبادي من اعتماد سياسة المالكي لكسب الأصوات

Posted: 28 Feb 2018 02:20 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: وصل وفد يمثل الأحزاب السياسية في إقليم كردستان العراق، إلى محافظة النجف، للقاء المرجع الشيعي، علي السيستاني، إضافة إلى المشاركة في عددٍ من الندوات والنقاشات لمنظمات محلية.
وطبقاً لمصادر كردية فإن الوفد يضم ممثلين عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، والاتحاد الوطني الكردستاني، وحركة التغيير، وتحالف الديمقراطية والعدالة، والاتحاد الإسلامي الكردستاني.
وقال المتحدث باسم الاتحاد الوطني، سعدي بيره، في مؤتمر صحافي، عقده في أربيل، إن «الوفد لا يمثل حكومة إقليم كردستان، بل يمثل الأحزاب والأطراف السياسية»، مبيناً أن «زيارة النجف تمت بين مركز ميري للدراسات مع منظمة في النجف».
وأضاف «اليوم (أمس) بعد وصول مجموعة إلى النجف، هناك جلسة ستعقد بين منظمة محلية بشأن الحكومة الرشيدة، وغدا (اليوم) هناك 20 شخصية ستذهب من مركز ميري والأطراف السياسية وستبدأ بزيارة صحن الإمام علي، وبعدها تكون حوارات عبر ندوة حول الحوكمة والأزمات ومصادرها وكيفية حلها».
أوضح «نريد أن نبين رفضنا استخدام المنبر والمناسبات الدينية ضد إقليم كردستان».
في الموازاة انتقد المتحدث باسم الاتحاد الوطني الكردستاني «عدم التزام» رئيس مجلس الوزراء العراق حيدر العبادي بالتعهدات التي قطعها في حل الخلافات والقضايا العالقة مع إقليم كردستان.
وأضاف: «لدينا مشكلة مع العبادي، اذ لا نستطيع التعامل معه بما يقوله يوميا، حيث يقطع وعودا على نفسه في يوم ويتراجع عنها في اليوم الآخر».
واعتبر السياسي الكردستاني أن الهدف من مؤتمرات العبادي «الاحتفال ببطولاته على داعش، وهذا غير صحيح فإن الشعب العراقي هو من هزم التنظيم وليس هو كما يعتقد».
وتابع: «العبادي يمارس حربا نفسية ضد شعب كردستان»، منوها أنه «لا يمكن للعبادي عن طريق الإذلال والإجبار أن يكسب ود شعب كردستان».
وأشار إلى أن «جزءا مما يجري يعود إلى الحملة الانتخابية التي يقوم بها العبادي ولكن عليه أن يأخذ بنظر الاعتبار أن سلفه المالكي حاول عن طريق تشكيل عمليات دجلة كسب صوت العرب السنة ولكنه فشل في الحصول على صوت واحد منهم».
في غضون ذلك طالب رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية حاكم الزاملي، قوات الأسايش الكردية بتسليم محتجزي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) إلى قوات الحكومة الاتحادية، معربا عن خشيته من استخدامهم في عمليات ضد القوات الأمنية والمواطنين.
وقال في تصريح صحافي له، اثناء تفقده ناحية السعدونية التابعة لقضاء الحويجة، التي قتل فيها عدد من منتسبي الحشد الشعبي في وقت سابق، إن «قيادة الشرطة الاتحادية بدأت تنتشر في مناطق الحويجة والرياض والرشاد والسعدونية لتطهر هذه المناطق من الخلايا الإرهابية النائمة»، مشيرا إلى أنها تمكنت من قتل اثنين من كبار قيادات داعش الذين ساهموا في استهداف قوات الحشد الشعبي»، حسب موقع كتلة «الأحرار» الصدرية.
وأضاف «تم إنشاء مقر مسيطر لتأمين محافظة كركوك وضواحيها بقيادة لواء ركن من الضباط الكفوئين».
وتابع: «تم نشر القطعات العسكرية من أجل مسك العقد في هذه المناطق لملاحقة بقية عناصر عصابات داعش الهاربة».
ودعا إلى «مسك مناطق الفراغ بين محافظات اربيل والسليمانية والمناطق الأخرى المحاذية للمناطق التي تم فرض القانون فيها»، مؤكدا على «أهمية عدم السماح باستغلال تلك الأراضي لإيصال الدعم للإرهابيين».
وطالب بـ«تسليم الخمسة آلاف داعشي الذين سلموا أنفسهم في وقت سابق لقوات البيشمركه والموجودين الآن في سجون الاسايش، إلى الحكومة الاتحادية ليكون هنالك اطمئنان بأن وضع هؤلاء الإرهابين ومصيرهم مسيطر عليه»، معربا عن خشيته في «استخدام اؤلئك الإرهابيين في عمليات ضد القوات الأمنية والمواطنين في محافظة كركوك وقضاء طوزخورماتو ومدينة الموصل».

وفد كردي يصل النجف للقاء السيستاني… وحزب طالباني يحذّر العبادي من اعتماد سياسة المالكي لكسب الأصوات

أردوغان يؤدي زيارة لموريتانيا دامت ساعات

Posted: 28 Feb 2018 02:19 PM PST

نواكشوط – «القدس العربي»: دامت زيارة الرئيس التركي طيب رجب أردوغان لموريتانيا مساء أمس ساعات معدودة لكنها شهدت مباحثات بين الرئيسين وتوقيع اتفاقيات تعاون وتفقد لمشروعات تركية.
وزار الرئيس التركي مع مضيفه الموريتاني ورشات سير العمل داخل المدرسة التركية التي تشيد مقابل السفارة الأمريكية غربي العاصمة نواكشوط، كما تفقدت حرمه مدرسة المعارف التركية للبنات الواقعة غرب العاصمة.
ومن المقرر أن تستغرق جولة الرئيس التركي الأفريقية، التي شملت الجزائر والتي ستشمل أيضا السنغال ومالي، خمسة أيام.
ومنذ وصوله الحكم، يسعى أردوغان لتعزيز العلاقات مع القارة الأفريقية وهي جهود انعكست في زيادة عدد سفارات بلاده وتوسيع رحلات شركة الخطوط الجوية التركية عبر دول القارة السمراء.

أردوغان يؤدي زيارة لموريتانيا دامت ساعات

بناه العثمانيون في 1906.. مسجد بئر السبع… يشهد كل شيء إلا الصلاة

Posted: 28 Feb 2018 02:19 PM PST

الناصرة – «القدس العربي»: المسجد الكبير في مدينة بئر السبع داخل أراضي 48 واحد من المساجد التاريخية الأنيقة، لكنه استخدم سجنا ومقرا للشرطة ومحكمة ومتحفا ولغايات أخرى عدا الصلاة، وهو ما زال موصدا أمام المسلمين.
و»المسجد الكبير» هو المسجد الأول في النقب، بني في 1906 مع بناء المدينة التي تعتبر عاصمة جنوب فلسطين، على يد العثمانيين، لتتوسط الطريق بين غزة والخليل. وقد أمّ المسجد سكان المدينة المسلمون وزائروها للصلاة حتى احتلال المدينة عام 1948. وأعاد العثمانيون بناء مدينة بئر السبع في 1900 قريبا من مصر وتعزيزا للأمن في صحراء النقب، كذلك أراد الأتراك أن تكون مدينة بئر السبع عاملاً مهمًا في توطين البدو وجمع الضرائب.
وما زال المسجد الأنيق ذو المئذنة الحجرية والقبة البيضاء موصدا ومهملاً وفوق مدخله ثبتت على لوحة رخامية طغراء عثمانية باتت متهالكة، ولم ينج منها سوى التاريخ وهو سنة 1324ﮬ الموافق سنة 1906 ميلادية. أما الطغراء فهي للسلطان عبد الحميد الثاني وهذا نصها» الغازي عبد الحميد خان بن عبد المجيد المظفر دائمًا».
من جهته يوضح المؤرخ عارف العارف في كتابه «تاريخ بئر السبع وقبائلها» أن حجارة المسجد جلبت على ظهور الجمال من مناطق بعيدة.
بعد نكبة 1948 حُوّل المسجد إلى معتقل ثم إلى مقر شرطة إسرائيلية ولاحقا لقاعة محكمة حتى سنة 1953 حيث حول إلى «متحف النقب» حتى سنة 1991، وبعدها أغلق وأخرجت منه معروضات المتحف. في عام 2002 تقدمت لجنة الدفاع عن حقوق البدو واللجنة الإسلامية في النقب بالتماس إلى المحكمة العليا في القدس ضد بلدية بئر السبع وسلطة التطوير ووزير الأديان ووزير العلوم والثقافة مطالبين بإعادة المسجد إلى عهدة المسلمين. ورغم ذلك قامت بلدية بئر السبع بترميم المسجد غير منتظرة لقرار المحكمة واستخدمته كما تشاء. في 22 يونيو/ حزيران 2011 أصدرت المحكمة العليا قرارًا برفض التماس، وجعل المسجد متحفًا للحضارة الإسلامية وشعوب الشرق، وفعلا تم افتتاحه كمتحف في 2012 ولكن ما عرض فيه لم تكن له أية صلة بالحضارة الإسلامية، وإنما جسد بمعروضاته الرواية التاريخية الصهيونية. وفي سبتمبر/ أيلول 2012 قامت البلدية بافتتاح معرض سنوي للخمور في ساحة المسجد، وقبل شهور تم تنظيم عروض رسم داخل المسجد.
وفي هذا الصدد يشار إلى أن عشرات الكنس اليهودية ما زالت بالحفظ والصون في تونس والمغرب ومصر ودول عربية أخرى. وخلال زيارة وفد من فلسطينيي الداخل لسوريا عام 1997 قام أعضاؤه بزيارة بعض كنس دمشق ومنها كنيس كان قيد البناء على أيدي عمال فلسطينيين من مخيم اليرموك. وما زالت مؤسسة « الأقصى» لحماية المقدسات ترفض تحويل المسجد لمتحف أو مركز ثقافي، وتعتبر أن القرار يحمل في طياته أنفاسا عنصرية فوقية لا تعترف بالآخر وتؤكد أن قداسته لا تزول في التقادم ولا في عاديات الزمان.

100 مسجد

ويوضح رئيس جمعية الأقصى الشيخ كامل ريان لـ «القدس العربي» أن مسجد بئر السبع سيبقى مسجدا شامخا يطاول بحقيقته القرآنية المقدسة عنان السماء، وسيظل بالنسبة لنا مسجدا مقدسا تقام فيه الصلوات، شأنه شأن مقدساتنا المغتصبة التي تلعن الظلم والظالمين. ولا يختلف مصير أشقاء مسجد بئر السبع من هذه الناحية، حيث أن هناك نحو 100 مسجد في أراضي 48 حولها الاحتلال منذ 1948 إلى خمارات وملاه ليلية واسطبلات وحظائر وكنس كما تشهد مآذن صفد وطبريا وعسقلان وعين الزيتون والعباسية ويافا وغيرها.

قنبلة في المسجد

وضمن حديث الذكريات يوضح الشيخ عودة الأشهب (93 عاما) وهو شيوعي من الخليل أصلا مقيم في حيفا منذ النكبة، أن الجيش الإسرائيلي اعتقله وسجنه داخل المسجد الكبير في بئر السبع مع بقية الأسرى فور سقوط المدينة عام 1949. ويقول لـ «القدس العربي» إن قوات من الهغاناه بقيادة ضابط يدعى يتسحاق سديه جاءت واعتقلت المئات من الشباب الفلسطينيين والجنود المصريين وقتها. ويستذكر اقتيادهم إلى المسجد الكبير في بئر السبع حيث بقوا فيه مدة أسبوعين. ويتابع «تعرضنا داخل المسجد للضرب يوميا بل قام أحد الجنود الصهاينة بإلقاء قنبلة نحونا انتقاما لشقيقه الذي قتل في المعارك كما زعم ونتيجة لذلك قتل عدد كبير منا وتلطخت أرضية المسجد بدمائنا».

تلويث وتدنيس

ويشير الى أن الجيش منعهم من مغادرة المسجد طيلة أسبوعين واضطرهم لقضاء حاجاتهم داخل «كرادل» أي دلاء كبيرة وضعت تحت المنبر فكانت تمتلىء بسرعة وتلوث المكان، فيما كان جنود الهغاناه يثبتون مدفعا رشاشا على باب المسجد موجها نحوهم.
وكان مركز «عدالة» الحقوقي قد طالب بإعادة فتح المسجد للصلاة عدة مرات، منوها لوجود كنيس واحد لكل 700 مواطن يهودي في المدينة التي تعد 200 ألف نسمة فيما يحرم خمسة آلاف مواطن عربي فيها مع عشرات الآلاف من سكان النقب الصلاة في المسجد داخل المدينة.

لا للأذان والطرابيش

نائب رئيس بلدية بئر السبع  إيلي بوكير، يهودي من أصل تونسي، جدد حملته العنصرية ضد المساعي العربية لإعادة افتتاح المسجد الكبير. وقال لصحيفة عبرية محلية أمس» جئت من تونس عندما كان عمري ستة أعوام ولا يزال ضجيج الأذان يقض مضاجعي وهنا توقعنا أن نتخلص من أصوات المؤذنين ومن الطرابيش». وسبق أن شارك بوكير برفقة متطرفين بسرقة أحذية المصلين الذين أدوا صلاة الجماعة قبالة المكان قبل سنوات، فيما أقدم في الجمعة التالية على نثر روث البقر في باحة المسجد لمنع المصلين من أداء الصلاة.

بناه العثمانيون في 1906.. مسجد بئر السبع… يشهد كل شيء إلا الصلاة

وديع عواودة:

عائلة نجل شقيق بن علي تُحمّل الدولة التونسية مسؤولية وفاته

Posted: 28 Feb 2018 02:18 PM PST

تونس – «القدس العربي»:حملت عائلة نجل شقيق الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي الدولة التونسية مسؤولية وفاته، بعد منعه من السفر للخارج بهدف العلاج.
وتوفي سفيان بن علي قبل أيام بعد معاناة مع مرض السرطان الذي أصيب به خلال فترة إيقافه إبان الثورة التونسية، وفق ما أكدته عائلته التي اتهمت السلطات بـ«إهمال» وضعه الصحي وعدم تمكينه من العلاج اللازم.
ودونت نفيسة الجيلاني (شقيقة زوجة سفيان) على صفحتها في موقع «فيسبوك»: «في 14 يناير/ كانون الثاني 2011 تم القبض عليه، ووضعوا كلاشنيكوف على رأسه أمام أطفاله (أعمارهم بين سنتين و5 سنوات)، وسجنوه لمدة سنة ونصف، ثم أفرجوا عنه لمدة 48 ساعة، وخلال 48 ساعة التي قضاها خارج السجن، أخذناه إلى الطبيب الذي طلب التدخل العاجل لعلاجه، لكنهم أوقفوه مجددا لمدة 7 أشهر أخرى وانتشر السرطان. الأطباء أكدوا حينها أنه من الممكن إنقاذه لو تم تقديم العلاج ضمن الوقت المحدد، ونحن توسلنا لهم (للسلطات) للسماح له بالسفر للخارج من أجل العلاج لكن دون جدوى، وبدلا من ذلك تم الحكم عليه بالسجن لمدة 15 عاما، كما قاموا بتدنيس قبر والده (مصف بن علي) وأهانوا العاملة كلها، كما أن الشرطة والجيش أساؤوا معاملته. خمس سنوات من الألم المبرح والمنع من السفر. لم يمنحوه أي فرصة. لم يكن يريد الموت، أراد البقاء مع زوجته وأولاده وأسرته».
ويواجه الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي المقيم حاليا في السعودية، أحكاما عدة بالسجن بلغت حتى الآن 4 أحكام بالسجن المؤبد، فضلا عن 197 سنة سجنا، تضاف لها غرامة مالية بقية 213 مليون دينار تونسي (85 مليون دولار).

عائلة نجل شقيق بن علي تُحمّل الدولة التونسية مسؤولية وفاته

اكتشاف خاتم بيزنطي نادر عمره 700 سنة في مرج بني عامر شمال شرق فلسطين

Posted: 28 Feb 2018 02:18 PM PST

الناصرة – «القدس العربي»: شهدت فلسطين حضارات وثقافات كثيرة تركت آثارا على مختلف أنواعها يتواصل الكشف عنها، وبالأمس كشف النقاب عن خاتم بيزنطي نادر مصنوع من البرونز في منطقة مرج بن عامر يحمل صورة القديس نقولا اليوناني. وعثر على الخاتم  داخل حديقة بيتية مغطى بالتراب وبحالة ممتازة، وقد تمت صناعته في القرن الثاني عشر خلال الحقبة الصليبية.
ويحمل الخاتم البرونزي صورة رجل أقرع وبيده عصا، ويؤكد الباحثون الأثريون أن هذه صورة القديس نقولا وهو يحمل عصا المطران التي لازمته. وولد الأسقف اليوناني القديس نقولا في اليونان عام 270 ميلادي، واشتهر بكونه حسب التقاليد المسيحية أسقفا في مدينة ميرا ليكيا في آسيا الصغرى وحيكت حوله أساطير وقصص كثيرة.
وحسب هذه التقاليد فإن القديس نقولا هو شفيع البحارة وسيد عابري السبيل خاصة الحجاج. كما نسبت للقديس نقولا مزايا خاصة كمن يصنع عجائب ويمنح الهدايا والأيقونات والمال للمحتاجين بالخفاء، وتنسب له التقاليد المسيحية أسطورة سانتا كلاوس موزع الهدايا عشية عيد الميلاد.
على خلفية ذلك دأب الحجاج المسيحيون القادمون للديار المقدسة من تركيا، واليونان، وروسيا والبلقان وبقية مناطق الدولة البيزنطية على الاحتفاظ بصورة القديس نقولا إيمانا بأنه سيحميهم من كل ضرر.
ولا يستبعد الباحثون أن الخاتم البرونزي المكتشف يعود لأحد الحجاج الذي وصل فلسطين وقتذاك واحتمى بالقديس نقولا بواسطة الخاتم. وقد عثر على هذا الخاتم في اكتشاف غير مسبوق بالقرب من منطقة مجيدو التاريخية القريبة من قرية اللجون الفلسطينية، ومن هناك كانت تمر طريق لجبل الطور والناصرة والطابغة في طبريا وبقية الجليل، وهي طريق للحج كما يرجح. ويعتقد الباحثون أن الخاتم المكتشف سيثري المعرفة الأثرية الخاصة في البلاد.

اكتشاف خاتم بيزنطي نادر عمره 700 سنة في مرج بني عامر شمال شرق فلسطين

قوات الاحتلال تصادر أراض في شمال الضفة ومواجهات عنيفة تعمّ المناطق الفلسطينية

Posted: 28 Feb 2018 02:18 PM PST

رام الله ـ غزة ـ «القدس العربي»: في سياق المخططات الإسرائيلية الرامية إلى سلب المزيد من أراضي الضفة الغربية المحتلة، لصالح المشاريع الاستيطانية، صادرت سلطات الاحتلال أمس 24 دونما تابعة لإحدى قرى مدينة نابلس شمال الضفة، وذلك لشق طريق استيطاني .
وشهد مخيم بلاطة شرق مدينة نابلس، يوم أمس أيضا، اقتحاما شارك فيه أكثر من 1000 مستوطن بحماية جيش الاحتلال، قبر يوسف حيث وقعت مواجهات.
وقررت قوات الاحتلال الإسرائيلي وضع يدها على 24 دونما، تتبع قرية بورين جنوب نابلس. وقال غسان دغلس، مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة، إن قوات الاحتلال قررت وضع يدها على 24 دونما من أراضي بورين، من منطقة المربعة، بهدف شق طريق استيطاني يصل إلى مستوطنة «براخا» شرق القرية. وأشار إلى أن هذا القرار يهدد بالاستيلاء على عشرات الدونمات المزروعة، لافتا أيضا إلى أن القرار يشدد من الحصار على قرية بورين المحاطة بعدد من المستوطنات، وينعكس على «التمدد العمراني» للقرية من مختلف الجوانب.
ودأبت سلطات الاحتلال أخيرا على إرساء مناقصات جديدة لتشييد المزيد من البيوت داخل المستوطنات، وكذلك منح تراخيص لمستوطنات جديدة، بالترافق مع قيام مستوطنين متطرفين بالاستيلاء على أراض فلسطينية، وإقامة «بؤر استيطانية جديدة».
وفي مخيم بلاطة شرق مدينة نابلس اقتحم نحو 1000 مستوطن «قبر يوسف»، تحت حراسة جيش الاحتلال لأداء طقوس دينية. ووقعت مواجهات عنيفة.
وهدمت قوات الاحتلال أسوارا استنادية، ومنشآت زراعية، ومحطات لتعبئة الوقود في بلدة حزما شمال شرق مدينة القدس المحتلة، بحجة عدم الترخيص.
وجاءت العملية الجديدة في ظل الحصار العسكري المشدد الذي تفرضه سلطات الاحتلال على البلدة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، في إطار «سياسة العقاب الجماعي».
وأخطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي عددا من الفلسطينيين في قرية الجفتلك في الأغوار الوسطى، بهدم عدد من المنشآت السكنية، بذريعة أنها أقيمت من دون تراخيص.
كذلك اقتحم عشرات المستوطنين اليهود، باحات المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال الخاصة، وذلك مع بدء «عيد المساخر»، وتلبية لدعوات من قبل جمعيات صهيونية، للمشاركة الواسعة في اقتحام الأقصى يومي الأربعاء والخميس.
وشهد مخيم الأمعري القريب من مدينة رام الله، مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال التي استخدمت الأعيرة النارية وقنابل الغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين، وأسفرت المواجهات عن إصابة فلسطينيين، أحدهما في منطقة البطن.
كذلك أصيب عشرات الطلبة بحالات اختناق، من الغاز المسيل للدموع الذي أطلقته قوات الاحتلال، تجاه مدرسة تقع في منطقة واد النصارى في مدينة الخليل.
وقال شهود عيان إن القوات الإسرائيلية أطلقت كمية كبيرة من قنابل الغاز المسيل للدموع صوب المدرسة، ما تسبب في حالات الاختناق الكثيرة.
وفي السياق ذاته، وفي خطوة تشير إلى تعمد قوات الاحتلال الاعتداء على طلبة المدارس، وتشويش عملية التعليم، منعت تلك القوات طلبة مدرسة بلدة اللبن الشرقية جنوب نابلس، من الوصول إليها، حيث وجدت قوات من جيش الاحتلال منذ ساعات الصباح الباكر عند المدخل الرئيس للمدرسة الواقعة على الشارع الرئيس، ومنعت الطلبة من الوصول إلى مدرستهم.
وطالبت قوات الاحتلال الطلبة بسلوك طريق بديل عن الشارع الرئيس، يستغرق السير فيه نحو نصف ساعة، لمنعهم من الوصول إليها من الشارع الرئيس الذي يوفر وقتا طويلا عليهم.
وفي سياق قريب، اعتقلت قوّات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس 21 فلسطينيا، من مناطق متفرقة في الضفة الغربية، خلال عمليات اقتحام وتفتيش طالت عشرات المنازل، ما أدى إلى تخريب ممتلكاتها. وطالت عملية الاعتقال رجلا مسنا هو الشيخ علي مصطفى الوحش (85 عاما) من مدينة بيت لحم، وهو رجل من وجهاء المدينة المعروفين بالحل العشائري.
وزعم جيش الاحتلال أن قواته التي نفذت عمليات المداهمة، عثرت على أسلحة وذخيرة في بلدة الخضر التابعة لمدينة بيت لحم.
يشار إلى أن مصادر عسكرية إسرائيلية ذكرت أن قوة من جيش الاحتلال تعرضت لإطلاق نار من قبل مسلحين فلسطينيين، على حاجز العسكري يقع قرب مدينة رام الله، دون أن يسفر الهجوم عن وقوع إصابات، وشرع جيش الاحتلال عقب العملية بالبحث عن مطلقي النار، بعد أن أغلق المعبر بعد الهجوم المسلح.
يذكر أن الفعاليات الجماهيرية ضد الاحتلال جاءت عقب قرارات الرئيس الأمريكي الأخيرة اعتبار مدينة القدس عاصمة لدولة الاحتلال، حيث تتصاعد المواجهات يوم الجمعة من كل أسبوع، باعتباره «يوم عضب جماهيري».
وفي هذا السياق أوضحت دراسة إحصائية أعدها مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني، أن تسعة شهداء ارتقوا خلال شهر فبراير/ شباط الماضي، جراء المواجهات مع الاحتلال، ما رفع أعداد الشهداء منذ إعلان ترامب في السادس من ديسمبر/ كانون الأول الماضي إلى 35 شهيداً.
وذكر التقرير أن مناطق قطاع غزة تصدرت قائمة المناطق الفلسطينية التي سقط فيها شهداء، حيث بلغ عدد شهدائها 20 شهيداً، بينهم شهيدان من عناصر المقاومة استشهدا في «مهمة جهادية».
وأوضح أن من بين الشهداء 11 طفلاً، أعمارهم لا تتجاوز الثامنة عشرة، إضافة إلى مسنة عمرها (75 عاما) من مدينة أريحا. وذكر التقرير أيضا أن قوات الاحتلال لا تزال تحتجز جثامين ثلاثة من هؤلاء الشهداء.

قوات الاحتلال تصادر أراض في شمال الضفة ومواجهات عنيفة تعمّ المناطق الفلسطينية
35 شهيدا سقطوا منذ إعلان ترامب قراره

توقيف إضراب قطاع التعليم في الجزائر يثير التساؤلات والأطباء المقيمون يتظاهرون في قسنطينة!

Posted: 28 Feb 2018 02:17 PM PST

الجزائر ــ «القدس العربي»: قررت نقابة المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التعليم في الجزائر توقيف الإضراب المفتوح الذي دخلته منذ حوالي شهر، بعد قبضة حديدية مع وزارة التعليم، وتهديدات وعقوبات، ودون أن تتحقق المطالَب التي رفعتها النقابة، الأمر الذي خلف عدة تساؤلات حول الأسباب التي جعلت هذه النقابة تتراجع وتُظهر وزيرة التعليم في صورة المنتصر!
وكانت النقابة التي يقودها مسعود بوديبة والتي صنعت الحدث لأكثر من شهر، قد قررت فجأة التراجع عن قرار الإضراب المفتوح الذي دخلت فيه منذ أكثر من شهر، واستئناف الدراسة بداية من اليوم الخميس، وهذا بعد أسابيع من إضراب كان يبدو بمثابة طريق مسدود، خاصة في ظل رفض الوزارة التفاوض مع النقابة حول المطالَب التي ترفعها، ولجوئها إلى القضاء منذ بداية الإضراب لاستصدار قرار بعدم شرعيته، ثم الشروع في اتخاذ إجراءات عقابية ضد الأساتذة الذين رفضوا استئناف التدريس، بفصل عدد منهم، الأمر الذي أدى إلى تأزم الوضع أكثر، إلى درجة أن المجلس المستقل لمستخدمي قطاع التعليم اتهم الوزارة بخرق قوانين الجمهورية، وباتخاذ إجراءات تعسفية في حق الأساتذة والعمل على تشويههم، مع التأكيد على الاستمرار في الإضراب حتى تحقيق مطالبهم.
لكن الأمور تغيرت فجأة فالوزيرة نورية بن غبريط التي كانت تؤكد أنها صارمة وبأنها لن تتراجع عن قرارات فصل الأساتذة المضربين الذين لم يلتحقوا بمناصب عملهم، تراجعت فجأة وأكدت أن قرارات الفصل ليست نهائية، وأنه بإمكان الاستاذة المفصولين تقديم طعون، ومباشرة بعد هذا التصريح سارعت النقابة إلى الإعلان عن توقيف الإضراب دون الدخول في مفاوضات رسمية أو التوصل إلى أي اتفاق معلن بخصوص المطالب العديدة التي كانت ترفعها النقابة.
القرار خلف عدة تساؤلات وفتح الباب إلى تكهنات وإشاعات، فضلا عن تداول أنباء عن أن توقيف الإضراب وتراجع وزيرة التعليم عن تهديداتها وإجراءاتها العقابية، يكون تفسيره هو تدخل الرئاسة أو الرئيس عبد العزيز بوتفليقة شخصيا، من أجل حلحلة هذه الأزمة التي كانت تسير بالمدرسة الجزائرية إلى التعفين.
في المقابل تظاهر أمس الأربعاء آلاف الأطباء المقيمين في مدينة قسنطينة (400 كيلومتر شرق العاصمة) في إطار حركتهم الاحتجاجية التي بدأت منذ أكثر من ثلاثة أشهر والتي أدت إلى شلل في المستشفيات الجزائرية، وقد رفع الأطباء الذين تظاهروا في مدينة الجسور المعلقة شعارات منددة بعدم استجابة وزارة الصحة إلى مطالبهم، وأخرى منددة بوضعية الطبيب المقيم، والمشاكل التي يتخبط فيها قطاع الصحة، وجرت المظاهرة التي شارك فيها أطباء من كل أنحاء البلاد دون تسجيل أية حوادث تذكر، فالسلطات التي ترفض المظاهرات في العاصمة تتساهل مع المظاهرات في المدن الأخرى، الأمر الذي جعل الأطباء يتظاهرون مرة في وهران ومرة في قسنطينة.
وتأتي هذه المظاهرة في وقت قررت فيه وزارة التعليم إعادة بعث اللجنة القطاعية المكلفة بالتفاوض مع ممثلي الطلبة المقيمين، مما يشتم منه أنه تدخل من جهات عليا للبحث عن وضع حد لهذا الإضراب الذي طال، وتحول إلى صداع في رأس الحكومة، ومعاناة بالنسبة للمواطنين وللأطباء أيضا، لكن إلى غاية كتابة هذه السطور لا يوجد أي مؤشر على اقتراب نهاية هذه الحركة الاحتجاجية، خاصة في ظل تمسك كل طرف بمواقفه، خاصة ما تعلق بموضوع الخدمة المدنية، فالأطباء يطالبون بإلغاء إجبارية الخدمة المدنية في المناطق النائية، والحكومة ترفض ذلك جملة وتفصيلا.

توقيف إضراب قطاع التعليم في الجزائر يثير التساؤلات والأطباء المقيمون يتظاهرون في قسنطينة!

المفاوضات بين المغرب والاتحاد الأوروبي ستستأنف قريبا لتجديد اتفاقية الصيد البحري

Posted: 28 Feb 2018 02:16 PM PST

الرباط – «القدس العربي»: علمت «القدس العربي» أن مفاوضات جديدة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، ستستأنف خلال الأيام القادمة، لتجديد اتفاقية الصيد البحري التي تنتهي في تموز/ يوليو القادم، على إيقاع إصدار محكمة العدل الأوروبية حكما يوم الثلاثاء اعتبر فيه أن أي اتفاق بين المغرب والاتحاد لا يسري على الأقاليم الصحراوية واعتبر ان الصحراء الغربية التي استردها المغرب من إسبانيا 1976 ليست جزءا من التراب المغربي.
وقال وزير الخارجية والتعاون الدولي المغربي ناصر بوريطة إن «المغرب لم يسبق له أن كان يجري وراء التوقيع على اتفاق الصيد البحري مع الاتحاد الأوروبي»، وأكد أن المحادثات من أجل تجديد الاتفاق «تسير بشكل عادي وقد انطلقت في كانون الثاني/ يناير الماضي في بروكسل»، وأن هذه المحادثات «تقول إن المنتجات الآتية من الأقاليم الجنوبية، تستفيد من اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي»، وهذا معناه «أن الصحراء معنية بالاتفاق».
وقال إن «الجزائر والبوليساريو هما من يروجان لتأويلات خاطئة»، وحين بدأ المغرب والاتحاد الأوروبي يرتبون لاتفاق للشراكة بينهما، بدأت هناك تأويلات تروج من قبيل «أن هناك نقصا في الشفافية، أي أن المفوضية تتفاوض بدون الإفصاح عما تتفاوض حوله»، وإضافة لذلك باتوا «يرددون بأي صفة تتفاوض المفوضية مع المغرب من أجل التوقيع على اتفاق الصيد البحري» وأكد الوزير المغربي استعداد بلاده للاستمرار في الاتفاقية، انطلاقا من ثوابته ومن سيادته على المناطق الجنوبية» و«لا شيء يضرب حق المغرب على التوقيع على الاتفاقيات التي تهم أقاليمه الجنوبية، كما أنه لا يحدد طرفا آخر للتوقيع».
وشدد وزير الخارجية والتعاون الدولي على أن «المغرب يتفاوض انطلاقا من سيادته على كل أراضيه، وينطلق من قوته وإدارته للأقاليم الجنوبية»، وأنه «لا اتفاق خارج سيادة المغرب»، مؤكدا على أن موقف المغرب وأوروبا «منسجم من شرعية اتفاقية الشراكة في مواجهة موقف الجزائر والبوليساريو».
وتسمح اتفاقية الصيد البحري الموقعة بين المغرب والاتحاد الأوروبي للسفن الأوروبية بولوج منطقة الصيد الأطلسية للمغرب، مقابل 30 مليون أورو سنويا يدفعها الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى عشرة ملايين يورو مساهمة من أصحاب السفن.
وفور إعلان حكم المحكمة الأوروبية أعرب الاتحاد الأوروبي والمغرب عزمهما مواصلة شراكتهما الاستراتيجية، والحفاظ عليها وتعزيزها. وأكدا أنهما سيظلان «حريصين على الحفاظ على تعاونهما في مجال الصيد البحري».
وأكدت الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي المكلفة في الشؤون الخارجية وسياسة الأمن، نائبة رئيس المفوضية الأوروبية فيديريكا موغيريني، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي ناصر بوريطة، في تصريح مشترك، أنهما «أخذا علما بقرار محكمة العدل الأوروبية الصادر اليوم (الثلاثاء) بخصوص اتفاق الصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي « و»تشبثهما بالشراكة الاستراتيجية بين المغرب والاتحاد الأوروبي وعزمهما الحفاظ عليها وتقويتها» واتفقا على « مواصلة تعزيز حوارهما السياسي والحفاظ على استقرار علاقاتهما التجارية».
وسجلا في التصريح المشترك أن «روح التشاور الوثيق والصادق التي طبعت مسلسل ملائمة الاتفاق الفلاحي خلقت رصيدا ثمينا من الثقة من أجل تعميق هذه الشراكة» وأكدا «عزمهما الحفاظ على تعاونهما في مجال الصيد البحري» و»إرادتهما التفاوض حول الآليات الضرورية المتعلقة بالشراكة في مجال الصيد البحري» وأنهما «وبهذه الروح والثقة المتجددين، يؤكدان غنى وحيوية العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، وتشبثهما الكامل بالتطوير المستمر لهذه الأخيرة في جميع المجالات ذات الاهتمام المشترك « ومن بينها «القضايا الاستراتيجية كسياسة الهجرة، والأمن والتنمية الإقليمية والبحث العلمي، وهي قضايا اتفق بخصوصها الطرفان على تكثيف أو توسيع أنشطتها المتعددة للتعاون السارية المفعول» وجددا التأكيد على دعمهما لمسلسل الأمم المتحدة، وجهود الأمين العام من أجل التوصل إلى حل سياسي نهائي لقضية الصحراء.
وقال وزير الفلاحة والصيد البحري المغربي إن قرار محكمة العدل الأوروبية بشأن اتفاقية الصيد البحري بين الاتحاد والمغرب، والذي قالت فيه إن «الاتفاقية لا يجب أن تشمل مياه الأقاليم الجنوبية»، لم يوافق المحامي العام في رأيه بشأن حظر الصيد، كما أن المحكمة لم تعط أي دور للبوليساريو في هذه القضية».
وأضاف عزيز أخنوش أن «القرار لا يعترض على قدرة المغرب للتفاوض على اتفاق الصيد البحري بما في ذلك المناطق الجنوبية»، وأن «الإحداثيات المتضمنة في الاتفاقية ليست محددة بما فيه الكفاية لدمج المناطق الجنوبية وفقاً للقرار» المشابه لـ»قرار سابق يهم الاتفاقية الفلاحية بين المغرب والاتحاد الأوروبي» و»سيكون من الضروري تكييف الآليات لكي تتماشى مع الحكم الصادر عن المحكمة» مؤكدا أن «نشاط الصيد سيستمر حتى نهاية الفترة المنصوص عليها في الاتفاق أي تموز/ يوليو المقبل. نحن في آجال معقولة لبدء المفاوضات من أجل المستقبل».
وانتقد الخبير المغربي في شؤون الصحراء عبد المجيد بلغزال محاولات المسؤولين المغاربة التقليل من ثقل الخسارة، التي جاءت في قرار محكمة العدل الأوروبية «بل ذهب البعض الى اعتبار النازلة شأنا أوروبيا خالصا، وأن المتضرر الأول من قرار المحكمة هو قطاع الصيد الغسباني، بل إن وزير الفلاحة وعوض الاعتراف بالمسؤولية والتقصير، قال لوسائل الإعلام إن قرار المحكمة لم يعط للبوليساريو اي دور، فيما حرص وزير الخارجية على توزيع الابتسامات العريضة، في لقائه مع موغريني، مشددا على الدخول في مفاوضات استراتيجية ولا تفريط في مصالحنا الوطنية».
وأكد حق المغاربة في التوجس من نغمة تصريحات المسؤولين المغاربة «التي نحت نحو التطبيع المطلق مع الحكم الصادر وكان هذا الحكم لا قيمة له إطلاقا» وقال «توجسنا مرتبط بكون الحكم وإن لم يقض بإلغاء الاتفاقية، وبصرف النظر عن كونه تصدى لمسألة هي من طبيعة الاختصاص الحصري لمجلس الأمن، إلا أن خطورته تكمن في تمكين جبهة البوليساريو من امتلاك تراكم قانوني يمكن ان يشكل اليات للضغط على الموقف في مجلس الأمن.
وقال إن «ادعاء وزير الفلاحة بأن القرار لم يعط للبوليساريو اي دور هو هروب من المسؤولية واستخفاف بالعقل الجماعي للمغاربة» و»اذا كان وزير الخارجية قد أكد بأن لا تفريط في المصالح الوطنية، فمن حقنا اليوم أمام سيادة منطق التطبيع مع الحكم،من حقنا ان نتوجس ونحن نذكر ان بلادنا سبق وان قبلت باتفاق للتبادل الحر مع أمريكا،لا يشمل الأقاليم الجنوبية».
ويرى الخبير الاقتصادي المغربي مهدي لحلو أن القرار الصادر عن المحكمة الأوروبية يشكل إخفاقا للسياسة الخارجية المغربية في أوروبا، لأن الحكومة غائبة عن الملف وقال إن «التعامل السياسي والتجاري والأمني مع الاتحاد الأوروبي واللجنة الأوروبية غير سليم لأن الاتحاد الأوروبي رغم اتفاقياته مع المغرب فهو في العمق ضد مصالحه سواء على مستوى البرلمان الأوروبي او المؤسسة القضائية ويطرح مشكلة التراجع السياسي المغربي في أوروبا، وتفوق اللوبي الجزائري، ما يدل على ديناميكيته التي لا يتوفر عليها المغرب وأن هذا «الفوز» الجزائري في محافل أوروبا سيكون له تداعيات في محافل أخرى خصوصا في الاتحاد الأفريقي الذي عاد اليه المغرب قبل سنة .
وكشف أن اللجنة الأوروبية لن تتخلى عن الاتفاق بشكل او بآخر، وبالنسبة للجزء المتعلق بخيرات الصحراء، وأن اتفاق الصيد البحري جزء ضعيف مقارنة مع المعاملات التجارية بين المغرب والاتحاد الأوروبي الا أن الاشكال هو سياسي محض، و»هو ما يدفعنا مبدأيا إلى التأكيد على تحرك المؤسسات السياسية ومنظمات المجتمع المدني للتعريف بقضية الصحراء وهو أمر أصبح ضرورة ملحة ويمكن للمغرب الضغط نحو الاتحاد الأوروبي على المستوى الأمني وأزمة الهجرة وأيضا الشركات الأوروبية الموجودة في المغرب، لأن مؤسسات أوروبية ترى أن هناك مصالح سياسية وأمنية واستراتيجية هي أقوى من مصلحة المدعي العام الأوروبي.

المفاوضات بين المغرب والاتحاد الأوروبي ستستأنف قريبا لتجديد اتفاقية الصيد البحري

محمود معروف

واشنطن: المعركة ضد تنظيم «الدولة» والمنظمات الإرهابية انتقلت من الحلول العسكرية إلى التدابير الأمنية

Posted: 28 Feb 2018 02:16 PM PST

واشنطن ـ «القدس العربي»: أكد مسؤولون أمريكيون ان المعركة ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» والمنظمات الإرهابية الاخرى في الشرق الأوسط قد تحولت من مرحلة عسكرية إلى أخرى أمنية، وقالوا ان الصراع انتقل من الحلول العسكرية إلى حلول أنفاذ القانون على نحو متزايد في وقت تحاول فيه الجماعة التكيف مع الظروف الجديدة ولذلك هناك حاجة لاتخاذ تدابير أمنية يمكن ان تضمن هزيمة دائمة للجماعة وغيرها من المنظمات المتطرفة.
وحدد مبعوث الادارة الأمريكية لمكافحة الإرهاب الجهود الأمنية والمدنية التى يمكن القيام بها في المرحلة الجديدة قائلا ان الجهود ستشمل مقاضاة المقاتلين الاجانب وجمع واستخدام أدلة من ساحة المعركة وتحديث القوانين التى تستهدف تهديدات الإرهاب اضافة إلى القيام بفحص أكثر صرامة للحدود وتبادل المعلومات بشكل أفضل بين الحكومات والجهات المعنية ناهيك عن معاقبة الشركات التابعة او الموالية لداعش او تلك التى تساعد على حصولها على الاموال والتمويل والتصدى للروايات الإرهابية.
وقال ناثان سايلز، سفير واشنطن ومنسق مكافحة الإرهاب، ان الولايات المتحدة ودول التحالف المناهض لداعش في حاجة إلى أسترتيجية منسقة وفعالة لهذه المرحلة المقبلة من الصراع، واضاف «ولتحقيق ذلك نحتاج إلى فهم مشترك لتطور (داعش) والأدوات المناسبة للمواجهة، وفي الوقت الذى يزداد فيه تشتت التنظيم، يجب ان تكون أولويتنا في وقف التنظيم من اعادة تشكيل نفسه كقوة قتالية مع ملاذات امنية كما يجب ان نبعد أفراد التنظيم عن استخدام الانترنت لنشر التطرف أو تجنيد اتباع جدد».
ولاحظ في كلمة القاها في المؤتمر الدولي لتعبئة جهود أنفاذ القانون لهزيمة داعش ان مجلس الأمن الدولي قد دعم هذه الجهود بقوة عندما أعتمد بالاجماع قرار 2396 الذى يتضمن عددا من الادوات والالتزامات الرئيسية في محاربة الإرهاب مثل قوائم مراقبو الإرهابيين وتبادل المعلومات وملاحقة المقاتلين والإجراءات اللازمة لقطع تدفق الاموال عن المنظمات الإرهابية.
وكشف مسؤولون من ادارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ان الولايات المتحدة تستعرض يوميا بيانات لأكثر من مليون شخص يدخلون البلاد عن طريق البر والبحر والجو، وقالوا بأن السلطات المعنية تستعرض هذه الاسماء والبيانات وتقارنها مع المعلومات المتوفرة في قوائم مراقبة الإرهابيين لتحديد التهديدات المحتملة مما يوفر الكثير من المعلومات التى يمكن ان تستفيد منها الدول الاخرى.
واضاف سايلز ان الولايات المتحدة عقدت اتفاقيات مع 69 دولة لتبادل المعلومات بشأن الإرهابيين اضافة إلى تبادل المعلومات من خلال منصات متعددة الاطراف مثل الانتربول، وقال ان بيانات المنصة الدولية تضاعف من عملية القدرة على التحقق من قوائم المراقبة المحلية مما يسمح للدول بفحص المسافرين على الرغم من عدم حصولهم على معلومات في وقت سابق.
وحذرت ادارة ترامب من ان الاشتراك للوصول إلى قاعدة بيانات الانتربول لا يكفى وانه لا فائدة من استخدامها إذا لم تقم سلطات إنفاذ القانون وسلطات مراقبة الحدود بالتحرك في الوقت الحقيقي والوصول السلس اضافة إلى التحرك بسرعة كافية لاحباط الهجوم التالي.
وطالبت الولايات المتحدة الدول الأخرى بسن قوانين ملائمة تضمن توفر الأدوات اللازمة للمدعيين العاميين للتعامل مع المرحلة التالية من تهديد (داعش) اضافة إلى سن قوانين تغطى نطاقات واسعة من العقوبات المفروضة على الأنشطة الإرهابية، ونبه العديد من المسؤولين الأمريكيين في المؤتمر إلى خطورة الفشل في احتجاز المقاتلين لان ذلك سيؤدى إلى عواقب اكثر صرامة.

واشنطن: المعركة ضد تنظيم «الدولة» والمنظمات الإرهابية انتقلت من الحلول العسكرية إلى التدابير الأمنية

رائد صالحة

زيارة السفير الفرنسي لهيئة الانتخابات تثير موجة استنكار في تونس

Posted: 28 Feb 2018 02:15 PM PST

تونس – «القدس العربي»: أثارت زيارة السفير الفرنسي أوليفيي بوافر دارفور لهيئة الانتخابات موجة استنكار في تونس، حيث تساءل عدد من النشطاء عن أسباب الزيارة، محذرين من تدخل الأجنبي في الانتخابات البلدية المُقبلة.
ونشرت هيئة الانتخابات في صفحتها على موقع «فيسبوك» صورا لزيارة بوافر دارفور إلى مقر الهيئة مرفوقا بعدد من المسؤولين في السارة، مشيرة إلى أن لقاءه برئيس الهيئة محمد التليلي المنصري وعدد من أعضائها يأتي في إطار «الحديث عن آخر استعدادات الهيئة للانتخابات البلدية المزمع اجراؤها يوم 6 ماي 2018 (الأمنيين والعسكريين يوم 29 أفريل 2018) وسبل التعاون بين الطرفين»، كما نقلت عن السفير الفرنسي تأكيده «دعم بلاده للمسار الديمقراطي في تونس».
وأثارت الزيارة ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كتب أحد النشطاء مخاطبا هيئة الانتخابات «اعطني سببا واحدا يدفعكم للقاء مع سفير دولة أجنبية، ماذا كنتم تناقشون، وما دخل سفير فرنسا في عملكم؟»، وتساءل ناشط آخر يُدعى عصام «ألا تخجلون من الاعتراف بلقائكم بسفير أجنبي؟ هل هذه مستعمرة أم دولة مستقلة؟».
فيما اعتبر ناشط يُدعى منصور أن «الديمقراطية التونسية ما زالت جديدة، ومن الطبيعي أن تكون هناك مساعدة فرنسية ولا داعٍ للحساسية أبدا»، وهو ما عرضه للانتقاد من نشطاء آخرين.
وكان موقع تونسي ساخر أثار أخيرا موجة من التهكم بعدما أعلن عن ترشح سفير فرنسا للانتخابات البلدية، فيما رشحه آخرون لرئاسة الحكومة.
وعادة ما تثير النشاطات المكثفة للسفير الفرنسي جدلا في تونس، فتارة يكرّم مدير أحد المهرجانات وتارة يشارك في استقبال جثامين ضحايا هجوم إرهابي ويزور عناصر الأمن للاطمئنان على صحتهم، ومن ثم يتجول في الأسواق الشعبية بمفرده ويشارك في جميع الطقوس والأعياد التونسية، وهذا ما دفع عددا من الأحزاب التونسية أخيرا إلى التنديد بتدخله في الحياة العامة ومطالبة السلطات بتحديد نشاط السفراء الأجانب.

زيارة السفير الفرنسي لهيئة الانتخابات تثير موجة استنكار في تونس

عندما يؤدي العمى القومي إلى إيقاع الضرر بالنفس

Posted: 28 Feb 2018 02:12 PM PST

فيلمان سيطرا على شاشات دور السينما في بريطانيا، خلال الشهور القليلة الماضية، نفذهما، بحرفية وإبداع، مخرجان بريطانيان: «دنكرك» لكريستوفر نولان، و«الساعة القاتمة» لجو رايت. كلا الفيلمين رشح لأكثر من أوسكار، وقد نالا بالفعل جوائز عدة من أكاديمية الفيلم وفنون التلفاز البريطانية. في الفيلم الأول، يقدم نولان رؤية ملحمية لواحدة من أهم المحطات المبكرة للحرب العالمية الثانية، عندما نجحت بريطانيا في إجلاء 300 ألف من الجنود من الساحل الفرنسي، في صيف 1940، تحت تهديد غارات الطائرات النازية وطلائع قوات الجيش الألماني.
وفي الثاني، يقدم رايت سيرة سينمائية لنمط قيادة ونستون تشرشل في تلك الأيام المظلمة من 1940، قبل قليل من، وبعد توليه رئاسة الحكومة خلفاً لتشامبرلن، ودفعه بريطانيا للوقوف في مواجهة الهيمنة النازية على القارة الأوروبية، بالرغم من عدم توفر مسوغات مقنعة للنصر. في تجسيده لتشرشل، يقوم غاري أولدمان بواحد من أفضل أدوار مسيرته الفنية؛ بينما يبرز كينيث براناه، في دور ضابط البحرية البريطانية المسؤول عن تنظيم عملية الإجلاء بدنكرك، بالرغم من العدد المحدود من اللقطات التي يظهر فيها، وحرص نولان على تجنب صناعة شريط يتمحور حول بطل فرد واحد.
بدأ عرض الفيلمين في الشهور الأخيرة من 2017؛ وبالنظر إلى حجم العملين، انطلق الإعداد لهما قبل الاستفتاء البريطاني على الخروج من الاتحاد الأوروبي في صيف 2016. ولذا، وبغض النظر عن موقف نولان أو رايت من توجه بريطانيا للخروج من الاتحاد، الذي يعرف اختصاراً بالبريكست، فالمؤكد أن الفيلمين لم يقصد بهما لا التشجيع على، ولا معارضة الموقف من الاتحاد الأوروبي. ولكن ذلك لم يمنع استغلال الفيلمين من قبل أنصار البريكست، سواء في دوائر الإعلام الشعبية، أو من قبل عدد من السياسيين البريطانيين المناهضين للعلاقة مع أوروبا. كلا الفيلمين ولد أصداء إيجابية لدى المشاهد البريطاني، ليس فقط لمستواهما الفني الرفيع، ولكن أيضاً لاستعادتهما تاريخ أيام عصيبة، ولحظات الصمود اليائس، الذي أدى في النهاية إلى تغيير تاريخ القارة الأوروبية والعالم. في لقطة آسرة، يقف ضابط البحرية البريطانية على طرف المرسى الصغير بدانكرك، بعد أن أجلي معظم الجنود البريطانيين، مقرراً البقاء للإشراف على إجلاء من تبقى من الجنود الفرنسيين، ليقول بتواضع عنيد أن ما يبقيه ليس سوى الأمل. وهذا ما رآه البعض من أنصار البريكست في الفيلمين: نحن البريطانيين من ظل واقفاً في مواجهة الطغيان النازي، عندما كانت القارة تنهار تحت جنازير دبابات البانزر وطرقات أقدام جنود الفيرماخت، ولن نخضع اليوم لحكم أقلية بروكسل، التي تحلم بإقامة دولة أوروبية شمولية أخرى!
لم ير هؤلاء الجوانب الأسطورية في الفيلمين، اللذين لم يخف مخرجاهما عزمهما تقديم سردية تاريخية أقرب إلى ما حدث، إلى حد اللجوء، أحياناً، إلى ما يشبه السينما الوثائقية. تجاهل نولان، مثلاً، كما لاحظت «نيويورك تايمز» في اليوم الأول لعرض الفيلم، وجود عشرات الآلاف من أبناء المستعمرات البريطانية والفرنسية، الآسيويين والأفارقة، الذين ساهموا مساهمة كبيرة في الجهد الحربي البريطاني والفرنسي. كما قدم انتصار الإجلاء الملحمي من دانكرك وكأنه صنيعة سفن الصيد والمتعة الصغيرة، التي قادها بريطانيون عاديون في ظروف جوية قاسية؛ بينما يعرف مؤرخو الحرب الثانية أن الإسطول البريطاني من تحمل العبء الأكبر لعملية الإجلاء، وأن مساهمة السفن الخاصة كانت هامشية إلى حد كبير. وأظهر رايت تشرشل مستخدماً قطار لندن، الأندرغراوند، مثل عموم الشعب، بل وساعياً إلى استطلاع موقف رفاقه المسافرين من الحرب، وما إن كانوا يؤيدون الصمود في مواجهة الغزو النازي أو الذهاب إلى صفقة تفاوضية. وهذه، بالطبع، رواية لا أصل لها؛ فالزعيم الشهير، ابن الارستقراطية البريطانية، لم يكن يؤمن بالقيادة من أسفل، وتكشف سيرته عزوفاً عن الاختلاط بعموم الناس، وعداء للطبقة العاملة.
بيد أن مثل هذه الانتقادات لم تترك أثراً يذكر على رؤية أنصار البريكست للفيلمين. التاريخ، في النهاية، يصنعه المؤرخون؛ وقد تمثل نولان ورايت دور المؤرخ بجدارة، وصنعا صورة بطولية لعلاقة الجزيرة البريطانية بجوارها الأوروبي، وعززا، من حيث لم يقصدا، على الأرجح، السردية القومية للبريكستيين.
تعيش بريطانيا، منذ صوتت بأغلبية صغيرة، في صيف 2016، للخروج من الاتحاد الأوروبي، انقساماً متفاقماً، وانشغالاً متأزماً بنفسها. هذه هي المرة الأولى التي تختار فيها دولة مغادرة الاتحاد؛ وإلى جانب تعقيد وصعوبة التفاوض حول شروط الطلاق، تبدو الخيارات المتاحة جميعها سيئة. تصور أنصار البقاء في الاتحاد أن مرور الزمن سيكشف للأغلبية أن وعود الذين قادوا حملة الخروج استندت إلى أكاذيب أو حسابات خاطئة، وأن تياراً قوياً سيتبلور، يتيح العودة، بصورة أو بأخرى، عن نتائج استفتاء 2016. ولكن ذلك لم يحدث. ثمة نزعة قومية صلبة، سيما في الكتلة الإنجليزية، التي تمثل أغلبية الشعب البريطاني، لم تزل على رأيها في وضع نهاية للعضوية في الاتحاد. في الوقت نفسه، لم يعد ثمة شك، حتى في تقارير أكثر مؤسسات الدولة عقلانية وحيادية، مثل بنك إنجلترا، أن الخروج بلا اتفاق حول مستقبل العلاقة مع أوروبا، سيما العلاقة الاقتصادية ـ التجارية، سيوقع ضرراً بالغاً بالاقتصاد البريطاني. ولذا، فقد أصبح سؤال الاتفاق شغل الحكومة البريطانية الشاغل، ومصدر جدل انقسامي متفاقم، داخل الطبقة السياسية وخارجها. كيف يمكن التوصل إلى اتفاق بريطاني ـ أوروبي، يستجيب للتصويت بالخروج من الاتحاد، ويكفل استمرار العلاقات التجارية السلسة مع شريك بريطانيا التجاري الأكبر، بأقل تكلفة مالية ممكنة؟
بصورة من الصور، يبدو التصويت بالخروج في استفتاء 2016 وكأن بريطانيا أطلقت النار على قدمها، وكأنها، بسابق تصميم وتصور، أوقعت ضرراً بالغاً بذاتها. وليس مثل حالة الحيرة والانقسام، والجدل الذي لا يزداد إلا حدة، دليلاً على ما فعلته بريطانيا بنفسها. وهذا ما ولد جدلاً من نوع آخر، سيما بين علماء السياسة والتاريخ، حول لماذا، لماذا صوتت الأغلبية البريطانية في ذلك اليوم الحاسم من يونيو/ حزيران 2016 بالخروج من الاتحاد. أوضح الأسباب، بالطبع، كان براعة حملة البريكست، وعدم تورع قادتها عن إطلاق الوعود الكاذبة، وتصوير الخروج وكأنه الإجابة الأبلغ على كل حاجات البلاد الاقتصادية. ويتعلق السبب الرئيسي الآخر بقصور الاتحاد الأوروبي ذاته، وعجزه عن بناء مؤسسات ديمقراطية، تعمل على تجسير المسافة بين مركز قرار الاتحاد في بروكسل والشعوب الأوروبية في أنحاء القارة. ولكن المسألة التي لا خلاف حولها أن التصويت بالخروج ولد من تصاعد مثير في المشاعر القومية البريطانية؛ وأن جميع تعبيرات خطاب البريكست، من استعادة السيادة، التحكم في الحدود والخشية من أعداد المهاجرين، ليست سوى انعكاس لتأزم قومي بريطاني.
ولأن لابد لكل تأزم قومي من عدو، وهمي أو فعلي، فما تستبطنه هذه الموجة من القومية البريطانية هو الإحجام المقيم عن التأقلم مع القوة الألمانية المتزايدة في القارة الأوروبية. في كتابه «خلف خطوط الدبلوماسية»، يقول باتريك رايت، كبير الدبلوماسيين البريطانيين في نهاية الثمانينيات، أن رئيسة الحكومة آنذاك، مارغريت ثاتشر، كانت مسكونة بالخوف من هيمنة الألمان على أوروبا. ثاتشر، كما هو معروف، هي من أسس لخطاب مناكفة أوروبا والتشكيك في العلاقة البريطانية مع القارة. وما إن وصلت بريطانيا لحظة الاستفتاء على العضوية في الاتحاد، بعد عقود من ذهاب تاتشر، حتى كانت القومية البريطانية من الحدة بحيث لم تعد فيه لتكترث بإيقاع الضرر بالمصالح البريطانية ذاتها.

٭ كاتب وباحث عربي في التاريخ الحديث

عندما يؤدي العمى القومي إلى إيقاع الضرر بالنفس

د. بشير موسى نافع

الانتخابات البرلمانية العراقية: خارطة التوقعات

Posted: 28 Feb 2018 02:12 PM PST

بدا واضحا من خلال قوائم التحالفات والأحزاب التي ستخوض انتخابات مجلس النواب العراقي لعام 2018 أننا أمام انقسامات بينية في الكتل ذات الطبيعة الهوياتية (شيعية، وسنية، وكردية) لم تشهدها الانتخابات الثلاثة الماضية (2005، 2010، 2014)، وهو ما سيغير طبيعة الخارطة الانتخابية المتوقعة. فالقوائم التي تمثل الأحزاب والكيانات السياسية الشيعية التي هيمنت على المشهد السياسي بعد 2003 تدخل هذه الانتخابات بأربعة تحالفات أساسية هي: النصر برئاسة حيدر العبادي، والفتح برئاسة هادي العامري، ودولة القانون برئاسة نوري المالكي، وسائرون التي تمثل التيار الصدري. فيما يدخل تيار الحكمة برئاسة عمار الحكيم هذه الانتخابات منفردا بعد انفراط عقد تحالفه مع تحالف النصر. أما الأحزاب السنية فقد توزعت على تحالفين أساسيين هما تحالف القرار العراقي برئاسة أسامة النجيفي، وتحالف الوطنية برئاسة أياد علاوي، فيما توزعت الأحزاب الأخرى بين تحالف النصر وتحالفات محلية شكلت واحدا من أهم مظاهر هذه الانتخابات. أما الأحزاب الكردية فقد توزعت على تحالفين رئيسين: قائمة السلام الكردستانية التي ضمت الحزبين الكرديين الرئيسين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني، وقائمة ليستي ناشتمان التي ضمت حركة التغيير والجماعة الإسلامية الكردستانية فضلا عن التحالف من أجل الديمقراطية الذي شكله برهم صالح بعد انشقاقه عن الاتحاد الوطني.
ولم يقف حد هذه الانقسامات البينية على التحالفات الهوياتية، بل تجاوزها إلى الانقسامات البينية داخل الأحزاب والكيانات السياسية نفسها! فحزب الدعوة الإسلامية يخوض هذه الانتخابات بقائمتين (النصر ودولة القانون) في مخالفة صريحة لقانون الأحزاب، ولكن كالعادة الأقوياء في العراق لا يشملهم حكم القانون! فيما انقسم المجلس الأعلى الإسلامي، عبر الانشقاق هذه المرة، إلى قائمة المجلس الأعلى التي دخلت ضمن ائتلاف الفتح في ظاهرة استثنائية (كانت منظمة بدر جزء من المجلس الأعلى حتى انشقاقه بسبب الخلاف على الولاية الثانية للمالكي، واليوم يدخل المجلس الأعلى في تحالف تقوده بدر!)، وقائمة تيار الحكمة. أما الحزب الإسلامي فقد توزع، عبر قرار براغماتي في محاولة للحصول على أكبر عدد من المقاعد عبر التحالفات، إلى أكثر من «حزب» في أكثر من تحالف، فيما نشر بعضا من أعضائه ضمن تحالفات أخرى!
ولكن، وعلى الرغم من هذا الانقسام البيني الهوياتي، لم تتمكن أي من التحالفات من بناء تحالفات عابرة للهويات بشكل حقيقي، فقد بقينا في إطار «تزويقات» لأغراض دعائية أكثر منها تحالفات عبر هوياتية حقيقية، وهو أمر سبق لنا أن شاهدناه في انتخابات 2010 التي شهدت صخبا عاليا حول بناء تحالفات عبر هوياتية ولكن نتائج تلك الانتخابات ذات الطبيعة الهوياتية البحتة من جهة، وسلوك القائمة العراقية في مفاوضات تشكيل الحكومة، ثم تفككها على أسس هوياتية لاحقا من جهة أخرى، كشفت زيف هذا الصخب. وبالتالي لا يمكن في النهاية توصيف تحالفي النصر والوطنية إلا توصيفا هوياتيا! فتحالف النصر ضم 28 حزبا وكيانا سياسيا غالبيتها العظمى شيعية وبالتالي لا يمكن توصيفه من الناحية السياسية إلا على أنه تحالف هوياتي/ شيعي. أما تحالف الوطنية والذي ضم 21 حزبا وكيانا سياسيا فلا يمكن في النهاية إلا توصيفه سياسيا على أنه تحالف سني (19 حزبا سنيا من مجموع 21 حزبا). وبسبب استقطاب تحالف النصر لبعض الشخصيات السياسية، تحديدا من نواب محافظة الموصل، فإنه سيكون قادرا هذه المرة على الحصول على بضعة مقاعد سنية في محافظة نينوى تحديدا، تماما كما سيحصل تحالف الوطنية على بضعة مقاعد شيعية في بغداد تحديدا! ولكن هذا لن يغير الطبيعة الهوياتية لهذين التحالفين، ففي النهاية نحن أمام تحالفات عبر هوياتية شكلية، أما السلوك السياسي والسلوك التصويتي فسيبقى سلوكا هوياتيا بحتا! وهو ما وجدناه في جميع القوائم عبر الهوياتية الشكلية التي جمعها أياد علاوي في الانتخابات الثلاثة السابقة!
كما بدا من الواضح أنه ليس ثمة عامل أيديولوجي أو رؤى سياسية أو حتى مواقف مشتركة تحكم تشكيل هذه التحالفات، ربما باستثناء تحالف سائرون الذي جمع التيار الصدري مع الحزب الشيوعي العراقي والذي كان نتيجة متوقعة لعمل مشترك في الحركة الاحتجاجية طوال السنتين الماضيتين! فالعامل الرئيسي التي حكم تشكيل هذه التحالفات هي إمكانية حصول التحالف على الأصوات التي تترجم إلى مقاعد، فضلا عن عاملين آخرين يتعلقان بالمآل السياسي وإمكانية الوصول إلى موارد الدولة! هكذا وجدنا سيولة حقيقية في تحولات الأحزاب والكيانات السياسية والمرشحين بين هذه التحالفات. فغالبية الأحزاب التي تحالفت مع حيدر العبادي إنما تحالفت معه لأنه يشغل منصب رئيس مجلس الوزراء وليس لأنه يمثل منظورا سياسيا مختلفا عن الآخرين. وهذه الحالة سبق أن رأيناها في انتخابات عام 2010 عندما تسابق الكثيرون للتحالف مع المالكي عندما كان رئيسا لمجلس الوزراء ولكنه لم يجد في هذه الانتخابات أكثر من 8 أحزاب مغمورة للتحالف معه بعضها تحالف معه لأسباب قرابية وليست سياسية!
بناء على المعطيات المتقدمة ستتوزع أصوات الجمهور الشيعي بين القوائم الخمسة المتقدمة، وسيبقى نوري المالكي مصدر القوة الرئيس في تحالف دولة القانون، خاصة بعد فشله في استقطاب أي قوة سياسية حقيقية إلى جانبه، وسيحدد عدد المقاعد التي يفوز بها هذا التحالف بعدد الأصوات التي يحصل عليها المالكي في بغداد بشكل رئيسي، فضلا عن مجموع المقاعد التي يحصل عليها في المحافظات الوسطى والجنوبية، وبالتالي من المتوقع أن لا يزيد مجموع المقاعد التي سيحصل عليها هذا التحالف عن 30 مقعدا. أما تحالفا النصر والفتح فمن المتوقع أن لا تزيد مقاعد الأول عن 40 مقعدا، في حين تبقى حدود الثاني في حدود 35 مقعدا في أفضل الأحوال، خاصة وأن تحالف الفتح يعتمد بشكل رئيس على قدرة منظمة بدر على الحصول على الأصوات، إذ تبقى قدرة المتحالفين معها في تحالف الفتح محدودة جدا في الحصول على الأصوات على الرغم من طموحاتها المفرطة! أما تحالف سائرون فسيبقى محافظا على نسبة الـ 20٪ من الأصوات الشيعية، وهو حجم جمهوره الثابت نسبيا، ولا يمكن التعويل على المتحالفين معه في تجاوز هذه النسبة، فالأصوات التي يمكن أن يحصل عليها الحزب الشيوعي، حليفه الرئيسي، محدودة جدا. وبالتالي ستبقى حصة التيار الصدري ضمن حدود 30 ـ 32 مقعدا. وأخيرا تبدو حظوظ تيار الحكمة الذي قرر النزول منفردا الأدنى ضمن هذه التحالفات، وبالتالي لن يتجاوز حدود 15 مقعدا.
سنيا ستتوزع المقاعد بشكل رئيس بين التحالفين الكبيرين: القرار العراقي والوطنية، وبين القوائم المحلية العديدة التي ستدخل هذه الانتخابات. وبالتالي سنكون أمام تشتيت كبير في الأصوات من جهة، فضلا عن توزيع المقاعد بين هذه الكيانات بطريقة تفرض عليهم جميعا، تحديدا القوائم المحلية، إعادة بناء تحالفات جديدة مع أحد هذين التحالفين فيما بعد الانتخابات. والرهان الرئيس هنا يتعلق بمدى استعداد الجمهور السني للذهاب إلى صناديق الاقتراع، تحديدا النازحين منهم من جهة، وحجم التدخلات في العملية الانتخابية من قبل القوات العسكرية والأمنية فضلا عن ميليشيا الحشد الشعبي والميليشيات العشائرية المتحالفة معها! خاصة وأن حجم الأصوات وعدد المقاعد السنية كانت عرضة لاختلالات كبيرة بين انتخابات وأخرى نتيحة للتدخلات المباشرة في منع الجمهور من الوصول إلى مراكز الاقتراع كما جرى في انتخابات عام 2014.
كرديا تبدو هذه الانتخابات هي الأصعب فالاستفتاء وارتداداته سيفقد الأحزاب الكردية بعضا من مقاعدها في محافظات نينوى وكركوك وديالى، وبالتالي ستكون نسبة الأحزاب الكردية، المنقسمة أصلا، من مقاعد مجلس النواب أقل مما حصلت عليه في أي انتخابات ماضية! وفيما سيحافظ الحزب الديمقراطي على أصواته في محافظتي اربيل ودهوك، يواجه حزب الاتحاد الوطني الكردستاني منافسة شديدة في محافظتي السليمانية وكركوك ستفقده بعضا من مقاعده.

٭ كاتب عراقي

الانتخابات البرلمانية العراقية: خارطة التوقعات

يحيى الكبيسي

ما الذي يمنح اقتحام الغوطة كل هذه الأهمية؟

Posted: 28 Feb 2018 02:11 PM PST

قد يبدو السؤال الوارد في العنوان ساذجاً، بالنظر إلى قرب المنطقة التي تتعرض لحرب إبادة من عاصمة النظام الكيماوي، ومن البديهي أن يسعى المذكور وحلفاؤه إلى استعادة السيطرة عليها. ولكن ألم تكن الحال كذلك طوال السنوات السابقة التي أمضاها السكان في حصار خانق وقصف دائم؟ لماذا صدر الآن فقط قرار الحسم بشأنها؟
للجواب على هذا السؤال لا بد من تركيز النظر على روسيا، لا على النظام. فالروسي الذي تصرف بانتشاء المنتصرين، بعد نجاحه في اجتياح حلب الشرقية، وأطلق مسار آستانة، بالاشتراك مع إيران وتركيا، ثم أعلن تحقيق النصر، على لسان الرئيس بوتين، من قاعدة حميميم قرب اللاذقية، تلقى، بعد ذلك، سلسلة من الصفعات أعادت إليه الرشد من سكرة النصر الزائف، فبات ينظر إلى الغوطة كلقمة سائغة يمكنه ابتلاعها بسهولة، على أمل أن يعود إلى إعلان النصر مرة أخرى.
فقبل كل شيء اتضح للعالم أن ما أعلنته روسيا، مع شريكيها السوري والإيراني، من مناطق خفض التصعيد، لم يكن سوى خدعة لمواصلة قضم المزيد من الأراضي الخارجة عن سيطرة النظام، وفقدت تلك «الخطة» كل ما رافق صدورها من تعويم إعلامي. أضف إلى ذلك أن تقسيم سوريا وتقطيع أوصالها بتلك الطريقة، قد شكل أرضية مناسبة لتعلن واشنطن أيضاً عن منطقة نفوذها شرقي نهر الفرات، بعد انتهاء الهدف الأصلي المعلن للانخراط العسكري الأمريكي في سوريا، أي محاربة تنظيم «الدولة» (داعش)، منطقة نفوذ محمية بالقوة الفظة، كلما اقتضت الحاجة، ولفترة غير محددة.
وبين إعلان النصر على لسان بوتين، قبل أشهر في حميميم، ومعركة تدمير الغوطة، أغارت طائرات بلا طيار «مجهولة المصدر» على قاعدتي حميميم وطرطوس الروسيتين، ثم أسقطت طائرة سوخوي متطورة جنوب إدلب بمضادات طيران حرارية محمولة على الكتف، وقتل أكثر من مئة مرتزق روسي بصواريخ أمريكية قرب مدينة دير الزور، إضافة إلى عدد غير معروف من مقاتلي ميليشيات الأممية الشيعية التابعة لإيران.
وكانت الترجمة السياسية لهذه الخسائر الميدانية في «مؤتمر الحوار الوطني» في سوتشي الذي انتهى بفشل مدوٍ أزال كل أوهام النصر السريع من رأس الثنائي بوتين ـ لافروف.
وهكذا اتضح أن «النصر» على حلب قد فقد كل بريقه وطواه النسيان أمام الانتكاسات الروسية المتتالية. وإذ فشلت الحملة العسكرية باتجاه دير الزور حين اصطدمت بتصميم الأمريكيين على الدفاع عن منطقة نفوذهم، لم يبق أمام بوتين سوى البحث عن نصر عسكري جديد يعيد الاعتبار إلى حصرية الإمساك الروسي بالملف السوري. فلم يكن أمامه سوى خيارين: الغوطة أو إدلب. وبما أن تعقيدات كثيرة تحيط بموضوع إدلب (تركيا، وغزوها لعفرين المجاورة، وإقامتها لنقاط مراقبة وصولاً إلى جنوب مدينة حلب، والصراع الدامي بين الفصائل..)، فضلاً عن توقف زخم تقدم قوات النظام هناك من الجنوب، فلم يبق إلا الغوطة الشرقية المحاصرة منذ أكثر من خمس سنوات، هدفاً «سهلاً» للعدوان الروسي.
أما مرد سهولته المفترضة فهو عدم اهتمام الولايات المتحدة، وحلفائها الغربيين، بتلك المنطقة المتروكة لمصيرها. العقل الإجرامي لبوتين المتشكل على مقاس الحرب على غروزني، لا يحسب حساباً، بطبيعة الحال، لا لسكان الغوطة المدنيين ولا للفصائل المسلحة المسيطرة عليها. هو يكتفي بمراقبة الدول المتدخلة، فيحدد، بناء على ذلك، مدى سهولة ابتلاع الهدف أو صعوبته. لذلك فهو، على الأرجح، لم يشاهد مظاهرات أهل الغوطة الذين هتفوا قائلين إنهم لن يرحلوا، وسخروا من باصات الترحيل الخضراء.
لم يرفع الروسي الفيتو، هذه المرة، في مجلس الأمن، عند التصويت على مشروع القرار رقم 2401 القاضي بهدنة فورية وشاملة على الأراضي السورية، لمدة 30 يوماً، لأن في نيته استخدام هذا القرار لتحقيق نصره على الغوطة باستسلام أهلها وترحيلهم. فباحتقار شديد لمجلس الأمن وقراره، واصل الطيران الروسي غاراته المدمرة على الغوطة، منذ لحظة إعلان قرار مجلس الأمن، ثم أعلن، في اليوم التالي، عن «هدنة يومية لمدة خمس ساعات» لإجلاء السكان المدنيين! كأنما ليقول: أنا مجلس الأمن، وأنا من يقرر تفاصيل الهدنة وتواتر القصف والهدوء! ملقياً قفاز تحديه في وجه الدول الأعضاء، وخاصةً الولايات المتحدة التي أذلته في الأشهر القليلة الماضية، واثقاً من أنها لن تكترث للمزيد من الضحايا المدنيين وأشلاء الأطفال الممزقة بالقنابل الروسية.
بنظرة إجمالية، يبدو «الدب الروسي» في سوريا، مثل الفيل الشهير، في المثل الإنكليزي، الذي دخل متجر الزجاجيات، يحطم كل شيء، بقصد أو برعونة خرقاء، ولكن بلا أي جدوى. ولن يستطيع، طبعاً، أن يعيد ترتيب المتجر ليصبح قابلاً للاستخدام من جديد.
إذا حدثت المعجزة وتمكن أهل الغوطة من كسر العدوان الروسي، سيكون بوسع الروس، الشهر المقبل، إعادة انتخاب رئيس تمرغ أنفه في الوحل والدم. فهنيئاً لهم به.

٭ كاتب سوري

ما الذي يمنح اقتحام الغوطة كل هذه الأهمية؟

بكر صدقي

عن المشكل الإيراني

Posted: 28 Feb 2018 02:11 PM PST

مع حمام الدم المنسكب في سوريا والعراق واليمن، ومع التداعيات المرتدة لهذا الدم في بلدان أخرى، يبدو أننا يجب أن نبحث عن مقاربات أخرى لمعرفة طبيعة ودواعي الصراع، حيث لا يمكن لمن يرقب حركة تاريخ هذه المنطقة أن يظل مقيداً بالنظرة التقليدية المكرورة في تفسير صراعاتها الداخلية، وهي النظرة الاستشراقية التي تقوم على أساس أن الصراع هو ضرب من محاولات الأقلية المضطهَدة في أن تدافع عن نفسها في وجه أكثرية مضطهِدة.
هذه النظرة لم تعد تفي بالغرض عند التعرض لمحاولات جادة لتفسير ما يجري في المشرق العربي، خاصة وقد تسلحت الأقلية بغطاء دولي في صراعها المرير مع الأكثرية المحيطة، هذا الغطاء الذي لم يُمنح للأقلية مجاناً، ولكنه أعطي لها من أجل إطالة الصراع بهدف استنزاف الأكثرية، والتأسيس لحروب انتقامية مستقبلية، ولشغل المسلمين والعرب تحديداً بتلك الصراعات عن مواجهة استحقاقات أخرى.
ينبغي في تقديري أن يعاد تعريف الصراع على اعتبار أنه صراع بين أقلية مدعومة دولياً لأغراض كولونيالية في نفوس الداعمين، وأكثرية مستنزفة مادياً وروحياً وفكرياً، ومشيطنة بشكل مستمر لاستمرار استهدافها. وعلى ذلك يمكننا القول إن أهم محرك للصراع اليوم هو محاولات الأقلية في أن تلعب دور الأكثرية، أو محاولات الأقلية في أن تتحول إلى أكثرية، وليس بالضرورة أن تتحول تلك الأقلية إلى أكثرية عددية أو كمية، ولكن أن تكون الأقلية أكثرية نوعية أو كيفية، بما يُمَكِّنها من التحكم في أدوات السلطة والثروة، بشكل يجعلها تلعب دور الأكثرية سياسياً واقتصادياً وثقافياً، وبصورة تُمكّنها- حسبما يصدر عنها من أدبيات- من أن تعيد صياغة تاريخ المنطقة حسب رؤاها التي لا تخلو من جنوح أيديولوجي طوباوي بعيد المنال.
وعند الحديث عن مصطلحي «الأقلية» و»الأكثرية»، فإن الذهن ينبغي ألا ينصرف لهذين المصطلحين في بُعدهما الديني وحسب، ولكن يجب أن يفهم أن هذين المصطلحين يتضمنان أبعاداً سياسية واجتماعية وقومية، لا يعدو البعد الديني إزاءها أن يكون مجرد ثيمة من ثيمات متعددة تعطي هذين المصطلحين آفاقهما الدلالية المكتملة. وهنا يمكن أن نلحظ نزوع الأقلية القومي، وطموحها الامبراطوري الملتبس بالعباءة الدينية في تضمين الدستور الإيراني مادة أساسية عن «تصدير الثورة الإسلامية» إلى كل العالم. وعند قراءة هذه المادة، ستمثل أمامنا حقيقة عارية، وهي أننا لم نعد أمام أقلية دينية تحاول الدفاع عن نفسها (حسب الرواية التقليدية)، ولكننا إزاء «أحلام قومية» تحاول أن تخرج خارج إطار حدودها السياسية والدينية والجغرافية، متسلحة بخيال أيديولوجي خصب، وتقدم تكنولوجي نسبي، لفتح العالم، (أو العالم العربي على الأقل)، وإخضاعه لحكم «الولي الفقيه» الذي يعد نائب «الإمام الغائب»، حسب النظرية التي أعاد إنتاجها الراحل الخميني في سبعينيات القرن الماضي. يمكن- إذن- أن نفهم جانباً من المشكل الإيراني في ضوء الحديث عن حركة التاريخ، باعتبارها موجات من الصراع والصراع المضاد، ذلك الصراع الذي يأخذ طابعاً دينياً أيديولوجياً، بينما هو في حقيقته صراع مادي على المكاسب السياسية والاقتصادية، يتغلف بالطابع الديني الأيديولوجي لأغراض التبرير والتسويق والتحشيد للمعركة. وهنا تتبدى نباهة الإنسان في خداع نفسه، بافتعال مبررات أخلاقية لصراعاته التاريخية لإرضاء شهوة المال ونزوة السلطة وشهوات ونزوات أخرى مرتبطة بهما، أو لنقل- باستعارة بعض المصطلحات النظرية في تفسير التاريخ- إن الإنسان يسعى من أجل تحقيق «الأنساق الدنيا» (السياسية والاقتصادية) متذرعاً ومتدرعاً في الوقت نفسه بدعاية «الأنساق العليا» (الأفكار والأيديولوجيات)، وهو ما يجعل الصراعات السياسية والاقتصادية تتلفع بعباءات دينية وقيمية جذابة.
وبالعودة إلى المشكل الإيراني هنا يمكن القول إن «الأنساق الدنيا» لطهران، تمثل جوهر الصراع الدائر حالياً في المشرق العربي، مهما تلفعت طهران بعباءة «الأنساق العليا»، المتجلية في دعاوى تصدير «قيم الثورة الإسلامية»، التي لا تعني سوى تصدير النسخة الإيرانية من التشيع، التي تختصر «التشيع الديني» في «التشيع السياسي»، وهي نسخة ممتزجة بلون قومي فارسي مؤطر في «ولاية الفقيه»، وهو الأمر الذي يعارضه كثير من مراجع الشيعة في إيران وخارجها. وهنا يبدو أن جزءاً من المشكل الإيراني يتمثل في»الاستحضار المؤدلج» للتاريخ، ذلك التاريخ الذي عندما يحضر ممتزجاً بالأيديولوجيا في الزمن الحاضر، فإنه لا يعني أكثر من حضور الصراعات الدين- أيديولوجية، التي لا تلبث أن تنفجر في شكل صراعات مسلحة تُعمِل أثرها في أسس الأيديولوجيات التي فجرتها، في دورة من الصيرورة الجدلية التي تعكس طبيعة الصراعات في المنطقة والعالم.
مشكلة إيران المزمنة التي تشكل «غُبناً تاريخياً» ضاغطاً على الوجدان الإيراني، في تجلياته الفارسية، تكمن في أن إيران دولة تمثل أقلية إسلامية بالمعنى الديني، وتمثل جزيرة محاطة ببحر من الأغلبية بالمعنى الديموغرافي، الذي ترى فيه إيران عائقاً أمام طموحاتها في تحقيق أحلامها الإمبراطورية، الملتبسة بأوهام طوباوية قادت المنطقة إلى حمامات الدم المتفجرة في غير ما بلد عربي. وعلى الرغم من أن مبدأ تصدير الثورة في الدستور الإيراني لا ينص على بقعة جغرافية محدد لتصدير هذه الثورة إليه، إلا أن الملحوظ أن الاهتمام الأكبر في تصديرها ينصب على المنطقة العربية، وهذا يعكس «خضة الوجدان» الفارسي إزاء «الفتوحات الإسلامية» التي يعتبرها الكثير من القوميين الفرس «غزواً عربياً» لبلادهم، ظل يضغط على شعورهم القومي للانتقام بين الفترة والأخرى على طول تاريخ المنطقة في ما بعد الإسلام. ثم إن الاهتمام الإيراني بالمنطقة العربية يأتي لكون العرب إجمالاً يمثلون المقابل القومي والمذهبي للكينونة الإيرانية في قوميتها الفارسية، الأمر الذي يثير لدى الإيرانيين حساسيات الماضي بكل نزاعاته القومية الملتبسة بعباءة طائفية. ثم إن المنطقة العربية تضم الديار المقدسة الإسلامية التي يرى راسم الطموح الامبراطوري في طهران أنها يجب ألا تكون في يد دولة عربية، ومن هنا يمكن فهم محاولات إيران المتلاحقة لجعل «الأماكن المقدسة الإسلامية في مكة والمدينة تحت إشراف هيئة إسلامية مشتركة، وإعطاء مكة – تحديداً- وضعاً أشبه ما يكون بوضع الفاتيكان في العالم المسيحي، تمهيداً لـ»تطهيرها» من سيطرة أعداء «أهل البيت» المفترضين، الذين هم- في الواقع- الخصوم السياسيون لإيران نفسها.
وبالمجمل فإن أحد الأسباب المهمة للصراعات المتفجرة في البلدان الإسلامية يمكن أن يختصر- كما سبق- في محاولات الأقلية في أن تكون أكثرية، أو لنقل محاولات الطائفة في أن تتحول إلى أمة، أو أن تلعب دورها، في ظل غياب الأمة عن لعب هذا الدور، أو محاولات الخريطة ذات الحدود الجغرافية في أن تتحول إلى تاريخ يتعالى على الخرائط والحدود، أو محاولات «القومية الفارسية» في أن تكون هي «التشيع الديني»، أو بتعبير آخر محاولات «ولاية الفقيه» في أن تكون هي الإسلام، حيث ما عداها يعد ضلالاً مبيناً وخروجاً على الإمام المهدي وعلى النبي وعلى تعاليم الله، حسبما يصرح الحوزويون المرتبطون بنظام «ولاية الفقيه» في طهران. وبالمجمل فإن ما يجري اليوم من صراعات في المشرق العربي هو إحدى محاولات إيران المتكررة عبر التاريخ في أن تكون هي العالم الإسلامي، أو أن تقوده على أقل التقديرات.
كاتب يمني من أسرة «القدس العربي»

عن المشكل الإيراني

د. محمد جميح

يحولونه صراعاً دينيا… إسكات الأذان وإغلاق الكنائس

Posted: 28 Feb 2018 02:11 PM PST

المتابع للمتغيرات والقرارات الإسرائيلية، يكتشف بلا أدنى شك، أن وراء كل قرار تتخذه الحكومات الإسرائيلية، أهدافا مخفية بعيدة المدى، فما من قرار يؤخذ بحرفيته فقط. نعم، تهدف إسرائيل منذ عقود في محاولات محمومة لتحويل الصراع الفلسطيني العربي – الصهيوني من صراع وطني تحرري للضحية المعتدى عليها، ضد المعتدي السارق للأرض الفلسطينية، وللتاريخ والتراث والحضارة الفلسطينية، إلى صراع «يهودي مع كل من الإسلام والمسيحية»، وكأن صراع شعبنا هو مع الديانة اليهودية! هذا تضليل إرهابي وتحوير مقصود لشكل الصراع، لأن الكيان هو المستفيد الأول والأخير من هذا التحوير.
ولأننا ندرك حقيقة الصهيونية، فإن اسطوانتها المقبلة ستكون: الكره الإسلامي – المسيحي – العربي، لليهود كيهود! بمعنى آخر ستلصق بنا تهمة «العداء للسامية»! التهمة الجاهزة «إسرائيلياً» وصهيونياً لإلصاقها، بكل من يتحدث عن حقيقة: عدوانية وعنصرية ومذابح إسرائيل واغتصابها للحقوق الوطنية الفلسطينية والأخرى العربية.
وللدليل على صحة ما نقول: فإن مجموعة القوانين والاقتراحات التي تحاول الكنيست الإسرائيلية تشريعها، هي جزء من الهدف الإستراتيجي السياسي لها، بتحويل الصراع إلى ديني، ذلك، في سياق حملتها الداعية لفرض الفكر الصهيوني على العالم عامة، وعلى الجانب الفلسطيني خاصة، عن طريق إصرارها على تحقيق «يهودية الدولة».
إسرائيل تسعى إلى بسط سيادة الاحتلال على المسجد الأقصى، وقد صادقت بالقراءة الثانية والثالثة على القانون الذي سبق أن تقدم به باريف ليفين، الذي يميز بين المسيحيين والمسلمين من فلسطينيي الـ48، فتلك القوانين العنصرية تهدف إلى خلق واقع جديد على حساب شعبنا وحقوقه المتعلقة بالهوية الوطنية التاريخية، رغم عدم شرعيتها ومخالفتها للقانون الدولي. إسرائيل تسعى إلى استخدام الدين باعتباره ذريعة لفرض الولاية على أماكن دينية ليست ملكها! وإن محاولاتها مستمرة لممارسة التمييز العنصري بين أبناء الشعب الفلسطيني من مسيحيين ومسلمين ودروز .هذا الأمر يعيدنا إلى القرون الوسطى وإلى الحملات الصليبية على فلسطين، واستخدام التطرف والدين لإثارة الفتن والطائفية بين أبناء الشعب الواحد، من أجل السيطرة على شعب وأرض الآخرين،.نعم، في ظل غياب كامل للقيم الأخلاقية في إسرائيل، واقتراف كل ما لا يجوز فعله: القتل، التدمير، اغتيال الأطفال الأبرياء، إطلاق النار لمجرد الشك، في ظل كل ذلك، تثبت دولة الاحتلال بالممارسة أنها دولة غير ديمقراطية ولا تحترم مبادئ حقوق الإنسان، والفاشية التي تمارسها، ليس على شعب رازح تحت الاحتلال فقط ،وإنما داخل إسرائيل نفسها على أهلنا في منطقة 48، حيث ترسخ نظاماُ بائداً (حاربه العالم) من خلال القوانين العنصرية التي يشرعها «الكنيست» والتي تعتبر تعدياً على المبادئ الدولية التي تحرّم العنصرية والتطهير العرقي.
منذ إنشاء دولتها عام 1948 وقبل ذلك بسنوات عديدة، وبالإضافة إلى مذابحها وجرائمها وتهجيرها القسري للفلسطينيين من وطنهم، واستيلائها عنوة على الأرض الفلسطينية، فإن إسرائيل تسارع عاما بعد عام لتشريع قوانين التمييز العنصري ونشرها طولا وعرضا، وشن حملات التحريض على الكراهية والعنصرية وشيطنة الفلسطينيين والعرب، وتستمر في العدوان على الأرض والمقدسات والحقوق الفلسطينية، وعلى هوية شعبنا وثقافته الإنسانية والتاريخية. اليهود يعتقدون بامتياز التوراة على الكتب السماوية الأخرى، وأنهم خارج الشعوب وفوق المجتمعات، و»أن كافة الأجناس الأخرى، أقل قدراً عند الله من اليهود، لذلك فهم فوق كل الشعوب». هذا ما لا نقوله نحن، بل ما قاله المفكرون اليهود في كتبهم وفيها عرّفوا الصهيونية بأنها: «تشكيل سياسي حرص الحاخامات والبورجوازيون اليهود على إنشائه لهدف سيطرتهم الجماعية على فلسطين»، ومن هؤلاء الباحثين اليهود: شلومو ساند، نعوم تشومسكي، إيلان بابيه، نورمان فلنكشتاين، إسرائيل شاحاك وغيرهم كثيرون.
من جهة ثانية، أعلن الائتلاف الإسرائيلي الحاكم منذ أسبوع، عزمه الإسراع في سن قانون ما يسمى «الدولة القومية»، الذي ينفي حق الشعب الفلسطيني في وطنه، وقانون إسكات أذان المساجد، بعد قرابة عام على تمرير القانونين بالقراءة التمهيدية.. وأعلنت لجنة حكومية خاصة، أنها أدخلت على مشروع قانون إسكات الأذان، بندا «يجيز» للشرطة اقتحام المساجد ومصادرة مكبرات الصوت في حال كان الصوت مرتفعا، في حين سيتم حظر الأذان بمكبرات الصوت عند صلاة الفجر. وحسب مصادر برلمانية، فإن نتنياهو أمر في الأيام الأخيرة، بالإسراع في دفع قانون «القومية» العنصري الخطير، الذي أقر بالقراءة التمهيدية في أوائل مايو العام الماضي 2017. كما أمر بتسريع قانون إسكات أذان المساجد، الذي أقره الكنيست بالقراءة التمهيدية في أوائل مارس 2017، ولم يتم الدفع بالقانونين للكنيست إلا قبل ايام قليلة، وحسب التقدير فإن نتنياهو معني بحرف الأنظار عن قضايا الفساد المتورط بها.
للعلم، تاريخ العلاقة بين المسلمين واليهود يمتد طويلاً في التاريخ: في الأندلس، احتضن المسلمون اليهود المهجرّين قسراً من مناطق أوروبية مختلفة. وفي عام 1492 عندما أصدر الملك الإسباني فرديناند مرسوماً بطرد اليهود ما لم يعتنقوا المسيحية، عرض السلطان العثماني بايزيد عليهم الهجرة إلى مناطق الدولة العثمانية، لكن معظمهم استقر في شمال إفريقيا، فهي الأقرب إلى الأندلس.
في الوطن العربي عاش اليهود مع المسلمين في أقطارهم في سلام ووئام، كذلك في فلسطين. على صعيد آخر، أغلق بطاركة ورؤساء كنائس مسيحية، كنيسة القيامة في القدس المحتلة، احتجاجاً على عدوان الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، وسياسته الخاصة بفرض الضرائب الباهظة جدا على الكنائس والمؤسسات المسيحية في المدينة المحتلة، لذا قرر رؤساء كنائس الروم الكاثوليك والروم الأرثوذكس والأرمن إغلاق الكنيسة حتى إشعار آخر، لأول مرة منذ الاحتلال الإسرائيلي للقدس عام 1967، متهمين سلطات الاحتلال، في بيانهم المشترك، «بهجوم ممنهج لم يسبق له مثيل على المسيحيين في القدس المحتلة»، في إطار سياستها الجديدة للضرائب ومشروع قانون حول الملكية. وقال رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا، إن قرار إغلاق كنيسة القيامة «تعبير عن رفض الإجراء الإسرائيلي بفرض الضرائب على الكنائس والمؤسسات المسيحية في القدس المحتلة». وأضاف إنه «يحق لكنائسنا التعبير عن رفضها واحتجاجها، وسط إجماع كل الكنائس المسيحية في عموم فلسطين المحتلة على رفض قرار الاحتلال الظالم، الذي يشكل تطاولاً على المقدسات الدينية، ويستهدف سياسياً، الضغط على الكنائس والمؤسسات المسيحية في القدس المحتلة».
من جانبها دعت ممثلة وزارة المالية الإسرائيلية برئاسة الوزير كحلون، إلى الاستيلاء على إدارة الكنائس وعقاراتها ومؤسساتها من الحكومة الإسرائيلية. بالطبع إسرائيل تدعو إلى تقاسم الأقصى بين اليهود والمسلمين، وهي تحفر الأنفاق تحته لينهار تلقائيا وتبني هيكلها المزعوم مكانه. إسرائيل بعد قرار ترامب حول القدس، تريد المدينة وتريد كل دولتها، يهودية نقية خالصة، خالية من العرب الفلسطينيين، مسيحيين ومسلمين. لأجل أهداف رسمتها بدقة: محاولة تحويل الصراع إلى «ديني»، فهي ستكون المستفيد الأول والأخير من ذلك: يغطي حقيقة وأساس الصراع معها، ويكسبها قطاعات أكبر من يهود العالم، حيث سيبدو اليهود أقلية أمام مئات ملايين العرب المسلمين، لذا سيزيد ذلك من حجم مؤيديها على الساحة العالمية باعتبارها أقلية، وهذا سيحقق مزيداً من التعاطف مع خطواتها العنصرية والترانسفيربة للعرب وسيطرتها على كل الأماكن المقدسة، إسلامية ومسيحية، وسيثّبت الدعم المادي والمعنوي لهذا الوجود. كل ذلك، بالإضافة إلى شطب القضية الفلسطينية والحقوق الوطنية لشعبنا وقضايا اللاجئين والعودة، ومسح الرواية العربية الفلسطينية، وإحلال الرواية الصهيونية المختلقة محلها، والتركيز على المطالبة بقيمة 7 مليارات دولار من الدول العربية، هي قيمة أملاك اليهود بالسعر الحالي، التي تدعي إسرائيل أن السلطات العربية أجبرتهم على الهجرة إلى إسرائيل.. فليتنبه شعبنا وأمتنا ودولنا العربية والإسلامية ومسيحيونا لمخططاتها القذرة على هذا الصعيد.
كاتب فلسطيني

يحولونه صراعاً دينيا… إسكات الأذان وإغلاق الكنائس

د. فايز رشيد

صراع وجود بين «هيئة تحرير الشام» و«جبهة تحرير سوريا»

Posted: 28 Feb 2018 02:10 PM PST

تتقلص الخيارات أمام جبهة فتح الشام التي تقود هيئة تحرير الشام مع تصاعد حرب الاستئصال في محافظة أدلب وريف حلب الغربي. الثابت يقينا أن هناك ما يشبه «الانقلاب» ضد جبهة فتح الشام في الأوساط الاجتماعية، ضمن مناطق سيطرتها عموما. ولا يمكن الفصل القطعي بين ما تواجهه جبهة فتح الشام التي تقود، والإرادة الدولية التي ترفض القبول بعزل الجبهة عن تنظيم «القاعدة» الأم في التصنيفات التي تضعها على قائمة المنظمات الإرهابية، رغم ان الجبهة أعلنت فك ارتباطها واتخذت مسمى بديلا عن جبهة النصرة التي ارتبطت تنظيميا بـ»القاعدة».
ففي قرار مجلس الأمن الأخير حول الغوطة الشرقية، استثنى القرار التنظيمات الإرهابية، كما يصفها، من وقف إطلاق النار لمدة ثلاثين يوما، بما فيها تنظيم «الدولة» و»هيئة تحرير الشام» أو «جبهة النصرة»، كما جاء في بيان المجلس، كدلالة على عدم الاعتراف الاممي بقرار فك «جبهة فتح الشام» التي تقود الهيئة عن تنظيم «القاعدة».
وتدعم هيئة التفاوض العليا لائتلاف قوى الثورة والمعارضة وناشطون ومنظمات المجتمع المدني الهجوم الذي تشنه جبهة تحرير سوريا على هيئة تحرير الشام. وبعيدا عن الأسباب التي أدت إلى اندلاع موجة المواجهة الأخيرة، التي تعددت الروايات بين قائل إنها جاءت على خلفية اغتيال القيادي في «هيئة تحرير الشام» أبو ايمن المصري في 16 فبراير على حاجز لحركة نور الدين الزنكي، وقائل عن تخوف الهيئة من تحرير المناطق الفاصلة بين قوات «درع الفرات» وحركة نور الدين زنكي وزيادة نفوذها بالاتصال جغرافيا بريف حلب الشمالي، واحتمال وصول قوات «درع الفرات» إلى محافظة أدلب بسهولة، قد يبدو الاحتمال الثاني هو الأكثر ترجيحا، إذ كثيرا ما تم اغتيال قياديين من الفصائل تعقبها اشتباكات في أحيان قليلة ثم تتم تسوية الامر بشكل ما. ومع تحقيق قوات درع الفرات نجاحات ميدانية في محيط منطقة العمليات في عفرين، فإنها في الوقت ذاته تكون قد اقتربت نسبيا من وصل مناطق سيطرتها في ريف حلب الشمالي بمناطق سيطرة حركة نور الدين زنكي في ريف حلب الغربي، ما تراه هيئة تحرير الشام تهديدا لمكاسبها ونفوذها.
وتتخوف هيئة تحرير الشام من وصول قوات درع الفرات الحليفة لتركيا إلى مناطق سيطرتها في أدلب وريف حلب الغربي، وتهدد بخيار المواجهة بصرف النظر عن الموقف التركي الذي يركز في المرحلة الراهنة على عملية غصن الزيتون في منطقة عفرين في الوقت ذاته الذي يلتزم بمخرجات اتفاق الاستانة لخفض التصعيد وتثبيت نقاط مراقبة بدون اعتراض من الهيئة. وكانت هيئة تحرير الشام قد نشرت صورا لمقاتليها على خطوط التماس مع نقاط تمركز قوات درع الفرات في ريف أدلب الشمالي، محذرة من دخول هذه القوات إلى ادلب ومتوعدة بقتالها. ومع اقتراب قوات درع الفرات المشاركة في عملية غصن الزيتون من مناطق سيطرة حركة نور الدين زنكي في ريف حلب الغربي، تزداد احتمالات دخول هذه القوات إلى جانب جبهة تحرير سوريا لاستئصال هيئة تحرير الشام، التي ستواجه احتمالات ثأر لمقاتلين معظمهم من فصائل سبق ان تقاتلت مع الهيئة وانتهى القتال بحلها وتفكيكها.
في كل الأحوال، قد تكون بدايات الحملة المزدوجة على هيئة تحرير الشام بشقيها العسكري والشعبي ابتدأت منذ معارك مطار أبو الضهور، واتهامات لاحقت الهيئة بعدم جديتها في قتال النظام و»تسليمها» عشرات القرى والبلدات من دون قتال في الوقت ذاته الذي تسخر إمكانياتها لتشديد القبضة الأمنية والعسكرية على مناطق سيطرتها وقتال الفصائل الأخرى. في بلدة بنش في محافظة ادلب تظاهر سكانها مطلع الشهر ضد ما سموه «الفصائلية»، أعقبتها إجراءات رادعة من هيئة تحرير الشام شملت اعتقال عدد من المتظاهرين ومقتل أحدهم ما أدى إلى ارتفاع وتيرة الغضب ضد الهيئة في حالة احتقان شعبي غير مسبوقة، تصاعدت حدتها بعد رفض الهيئة بيانا لسكان البلدة طالبوا بوقف الاعتقالات، واحترام حق التعبير وتوجيه السلاح لرفد الجبهات ضد قوات النظام، التي كانت تتقدم من محور مطار أبو الضهور نحو بلدة سراقب شرق ادلب. بعد مقتل أبو ايمن المصري أعلنت حركة نور الدين زنكي تحالفها مع حركة احرار الشام الإسلامية، تحت مسمى «جبهة تحرير سوريا» التي تقود الان المواجهة العسكرية ضد هيئة تحرير الشام.
في عودة إلى تاريخ الاقتتال الفصائلي البيني وتشكيل التحالفات وتفكيكها ظلت الغلبة في الميدان العسكري لهيئة تحرير الشام، التي استطاعت خلال فترات متباعدة استئصال على الأقل عشرة فصائل، من بينها فصائل مهمة مثل جبهة ثوار سوريا بقيادة جمال معروف، وإخراجها من الساحة بشكل كامل. كما ان جميع التحالفات التي شكلتها جبهة النصرة ومختلف مسمياتها اللاحقة، كانت بقيادتها مهما بلغ عدد الفصائل والتشكيلات التي تضمها وقوتها على الأرض. المواجهات الراهنة تبدو خلافا لمواجهات سابقة ظلت الغلبة فيها لهيئة تحرير الشام؛ وقد تكون المرة الأولى التي تتواصل خسارة الهيئة لمناطق سيطرتها لصالح فصائل أخرى. ومنذ اندلاع الاشتباكات خسرت هيئة تحرير الشام عشرات القرى والبلدات التابعة لها في معاركها الاستئصالية مع جبهة تحرير سوريا في ريف ادلب الجنوبي ومعرة النعمان ومناطق أخرى. ويشي استمرار المواجهات بفشل جهود الوساطة بين الهيئة والجبهة حتى الان؛ ولا يبدو في الأفق ما يشير إلى رغبة جبهة تحرير سوريا في التوصل إلى حلول توفيقية، مع معلومات عن مبادرات لوضع حد للمواجهات المسلحة. وكالعادة فإن أي مبادرة لا تخلو من إعلان وقف متبادل لاطلاق النار، والقبول بالجلوس إلى «محكمة شرعية» لاستعادة حقوق الطرفين والافراج عن الاسرى.
وحثت جبهة تحرير سوريا سكان المناطق في ادلب على الإدلاء باي معلومات تفضي للقبض على أربعة قياديين من هيئة تحرير الشام، كونهم مطلوبين للعدالة الثورية، بتهم التحريض والمشاركة في قتل السوريين؛ وتضمنت لائحة المطلوبين، أبو محمد الجولاني وأبو ماريا القحطاني وأبو اليقضان المصري وأبو الفتح الفرغلي، في تصعيد للحملة ضد هيئة تحرير الشام في الأوساط الاجتماعية واجهته الهيئة ببث تسجيل مصور لاعترافات الضالعين باغتيال كبار قيادييها، وتوجيه الاتهامات بشكل مباشر إلى كل من حركة نور الدين زنكي وحركة أحرار الشام الإسلامية. وليس بعيدا عن هذا، هناك تراكمات من حقوق ضائعة بين الفصائل لم تستطع «المحاكم الشرعية» ولا الاتفاقيات الثنائية من ردها إلى أصحابها، سواء ما يتعلق بالدماء أو الأموال أو الأسلحة والمقرات.
يبقى من نافلة القول التذكير بحقيقة أن قلة المواجهات مع قوات النظام أو على الأقل المواجهات ذات الطابع الدفاعي تتيح الفرصة في الغالب لاقتتال بيني بين الفصائل في إطار الصراع على النفوذ والمكاسب المتوخاة من السيطرة على المناطق ومنافذ العبور، سواء مع تركيا أو مع قوات النظام بما تستجلبه من عائدات مالية.
كاتب عراقي

صراع وجود بين «هيئة تحرير الشام» و«جبهة تحرير سوريا»

رائد الحامد

ماذا يقترح المتحذلقون والساخرون؟

Posted: 28 Feb 2018 02:10 PM PST

لا يمكن أن تلوم البعض عندما يصابون بخيبة الأمل والشعور باليأس أمام الأوضاع المأساوية المفجعة المجنونة التي يعيشها وطنهم العربي، بل نتفهم عندما تقود تلك الخيبات البعض إلى الرغبة في اعتزال حياتهم العامة والانكفاء داخل قوقعة الحياة الخاصة. فالمصائب والانتكاسات كثيرة، والآلام عميقة لا تطاق، ثم إن الشعور بضياع الجهود وبعقم التضحيات التي بذلوها طيلة حياتهم في سبيل الصالح العام يولد عند البعض مشاعر الشماتة والرغبة في الانتقام.
النتيجة هي انقلاب هؤلاء من مثقفين ومناضلين ملتزمين بقضايا أمتهم إلى متحذلقين وساخرين مستخفين بكل شعار وفكر وممارسة، يتمسك بهم القابضون على الجمر، والمصرون على ألا يموتوا إلا وهم واقفون ومرفوعو الرأس. ولكن، هل حقا أن الوصول إلى تلك الحالة من اليأس والشعور بأن الأحزاب والحكومات والجيوش قد خذلتهم يستدعي الكفر بكل شيء؟ فالنضال من أجل أي نوع من الوحدة العربية، سواء أكانت جزئية أو شاملة، هو مراهقة سياسية يجب أن نخرج منها. والحديث عن الفكر الاشتراكي هو هذر طوباوي تخطاه الزمن وأثبتت استحالة تحقيقه في الواقع تجربة الاتحاد السوفييتي السابق، عبر سبعين سنة من المحاولات.
أما رفض ومقاومة الوجود الصهيوني الاستعماري الاستيطاني في فلسطين، فهو نوع من العبث الطفولي العاجز في السياسة، الذي يجهل كيف يتعامل مع الواقع الدولي، ويتعامى عن رؤية الإمكانيات الصهيونية التكنولوجية والسياسية والعسكرية الهائلة المدعومة من دولة عظمى. وأما المطالبة بالاستقلال القومي وحرية الأوطان ورفض التدخلات الأجنبية وهيمنتها على مفاصل الحياة العربية، فإنه دليل على الجهل بمتطلبات العولمة الاقتصادية وتعقيدات تشابك المصالح المتبادلة بين الدول.
إنه إذن رفض لكل أفكار وشعارات وأهداف كل الأيديولوجيات التي طرحت على نطاق عربي واسع خلال القرن العشرين، سواء أكانت الأيديولوجية القومية العربية بشتى تنظيماتها السياسية، أم كانت الإسلامية السياسية بمختلف طروحاتها، أم كانت الماركسية بكل أنواع مسمياتها، أم حتى الليبرالية الكلاسيكية التي تزيحها بقوة وإصرار النيوليبرالية البراغماتية العولمية التي تجتاح عالمنا وعصرنا الحالي. إن الرفض لكل فكر أيديولوجي شامل، حتى ولو كان متماسكا، والانتقال إلى التعامل مع ما تأتي به الأيام بصور تجزيئية لا ترابط بينها، والانصياع لحقائق الواقع بدون موازين قيمية وسياسية أو وطنية أو قومية، هو الذي تطالب تلك الجماعات بممارسته، وتعتبره دليلا على انتقالنا إلى العقلانية والنضج السياسي. حسنا، هذا هو منطقهم، فلنسأل عن معاني ونتائج ذلك المنطق.
أولاَ، نحن نفترض أنهم يتكلمون بصفتهم أصحاب معرفة وثقافة، فما هي صفات ومهمات المثقفين عبر التاريخ الإنساني كله؟ هذا موضوع كبير وواسع، ولكن يمكن اختصاره في أن المثقفين عبّروا دوما عن ضمير المجتمع، واندمجوا فكرا وممارسة في قضايا المصير العام، وهيأوا المجتمعات للقبول بالتغيرات المجتمعية الكبرى، من خلال لعب أدوار المجددين الفكريين والمصلحين الاجتماعيين في آن، ولعبوا كلما تطلب الأمر، أدوار حاملي المعرفة والدعاة والمناضلين، وانتهى بعضهم إلى تحمل مرارات التهميش والسجون أو حتى الشهادة. فهل تستطيع جماعة المتحذلقين والساخرين من ثوابت الأمة وأحلامها، والداعين إلى استسلامها لقدرها ولجلاديها ولمستبيحي ثرواتها، أن تدعي بأنها تتكلم كجماعة مثقفة، إذ هل تنطبق عليهم أي من تلك الصفات ويلتزمون بأي من تلك المسؤوليات؟ فاذا كانت صفة المثقف لا تنطبق عليهم، فبأي صفة يتحدثون؟ وهل نلام إن بدأنا نشم في أقوالهم ومواقفهم رائحة خدمة هذه الجهة الأجنبية أو تلك السلطة المحلية؟
ثانيا، لنفترض حسن النية ولنعذر الضعف الإنساني في هؤلاء، ولنطرح السؤال التالي: ما الذي يقترحونه بديلا عن تلك الثوابت في الأيديولوجيات العربية المختلفة؟ هل يقترحون القبول بتجزئة الأمة العربية الحالي إلى دويلات ودول عاجزة أو متناحرة أو محتلة أو فقيرة؟ هل حقا أن التفكير في نوع اتحادي عملي ومعقول وتدرجي هو ممارسة للمراهقة السياسية؟ ألا يرون ان العالم كله يتجه إلى تكوين تكتلات اقتصادية أو سياسية أو أمنية قادرة على السباحة في بحار العالم الحالي الهائجة والمليئة بكل أنواع الأخطار؟ هل أن المناداة بنظام عدالة اجتماعية تقود إلى توزيع عادل للثروة، وبناء للكرامة الإنسانية في كل مواطن، وتوسيع أكبر للطبقة المتوسطة، وقضاء على الفقر المدقع، هي حديث عن أفكار بالية ما عادت صالحة لعصرنا العولمي الرأسمالي المتوحش؟ هل يريدون التضحية بحقوق وأحلام وتطلعات مشروعة لاثني عشر مليون فلسطيني عربي باسم الواقعية السياسية في التعامل مع الفكر والممارسات والجرائم الصهيونية؟ وماذا عن مشروع إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل؟ هل سيقبلونه بدون مقاومة له ولحامليه وداعميه؟ ما الذي يقترحونه لإيقاف التدخلات والاحتلالات والابتزازات والنهب للثروات التي تمارسها القوى الاستعمارية بحق الوطن العربي كله؟ هل يرضيهم انتقال الحل والعقد لكل قضية عربية إلى يد الآخرين، وموت الجامعة العربية البطيء، وتمزيق كل تجمع إقليمي عربي؟ ما الذي يقترحونه لمواجهة هذا الوضع المأساوي في حياة كل العرب؟
لن نقبل بسماع قهقهات هؤلاء المتحذلقين ولعبهم بالنار، واستخفافهم بكل ثوابت مطروحة لإخراج هذه الأمة من تخلفها التاريخي، ومن ضعفها المذل وهي تنتظر الموت. إذا كانت لديهم أفكار أفضل، تحمي هذه الأمة وتخرجها من الجحيم الذي تعيشه، فليقدمونها، وإلا فليسكتوا وليدعوا الآخرين ليقبضوا على الجمر. ما يوجع القلب أننا أصبحنا نعيش في عصر عربي لا يتصف بتواضع مثقفيه، وإنما بصلف بعضهم إلى حدود الجنون والانتحار.
كاتب بحريني

ماذا يقترح المتحذلقون والساخرون؟

د. علي محمد فخرو

لمناسبة ذكرى الوحدة السورية المصرية: الاتحاد في ظل نظام شمولي

Posted: 28 Feb 2018 02:09 PM PST

يقول الفيلسوف الإنكليزي كارل بوبر: «لا يوجد شيء اسمه حقيقة تاريخية، بل هناك قراءات وأوجه بشرية لها»، وهذه الأوجه لا تستطيع الرؤية بحياد مهما حاولت، فالعقل البشري الذي يرى الأحداث ويرويها هو منتج لسلسلة متراكمة من الخبرات، وساحة وعي مصغرة لديالكتيك تتضارب فيه الأفكار المستمدة من الخبرات بشكل مستمر لتنتج فكرة جديدة، هذه الأفكار تشكل رؤيتي تجاه الأحداث لأنظر عبرها، العقل الحاوي لهذه الأفكار هو بصري وبصيرتي، لذا ليس ثمة وجود حقيقي لموضوعية حيادية بالمعنى الفلسفي (مستقل عن العقل)».
اعتقد ان موضوع الوحدة السورية المصرية تحت عنوان «الجمهورية العربية المتحدة» التي أعلنت يوم 22 فبراير/شباط 1958 بتوقيع ميثاق الجمهورية المتحدة من قبل الرئيسين السوري شكري القوتلي والمصري جمال عبد الناصر قد أرهقها الباحثون والكتاب بحثا وتمحيصاً من وجهات نظر متعددة سواء من المؤيدين لهذه الوحدة أو الناقمين الرافضين المنددين بها وبمن سعى فيها. واعتقد أيضا أنه من الإنصاف حين نريد محاكمة مرحلة تاريخية أن نحاكمها وفق ظروف ومعطيات تلك الحقبة التاريخية وأن لا تحاكم وفق معطيات الحاضر.
لو اطلعنا على المزاج العربي العام السائد في تلك الحقبة سنلاحظ أن الوحدة العربية كانت مطلباً جماهيرياً عربياً من المحيط إلى الخليج، خاصة وأن الثورة العربية الكبرى طعنت من قبل مدعي ما أدى إلى وأد حلم الدولة العربية الكبرى بعد الاستقلال عن الخلافة العثمانية. ويمكننا القول إن الناس كانوا حديثي عهد بالكيانات العربية المصطنعة على يد سايكس بيكو اللذين وضعا حدود الكيانات العربية الحالية.
بالعودة للموضوع الرئيس الوحدة السورية المصرية نظن أن الشعب العربي في سوريا ومصر قد رحبا بشكل كبير بقيام هذه الوحدة. لكن المسألة ليست هنا بل المسألة كانت هل الذين وضعوا أساس هذه الوحدة قد وضعوها على أسس واقعية خاضعة لمراجعات وتدقيق أم أنها خطوة ارتجالية فرضتها طبيعة المرحلة.
شخصيا أرى أن توجه السوريين إلى مصر عبد الناصر وطلبهم قيام وحدة سورية مصرية كان موقفا ارتجالياً فرضته عليهم ظروف تلك الحقبة المتمثلة في حلف بغداد ومشروع الهلال الخصيب وما كان يثار حول فكرة سوريا الكبرى ومنظرها الحزب القومي السوري الاجتماعي»انطوان سعادة». وهذا ما أكد عليه الرئيس السوري الأسبق الفريق أمين الحافظ، في شهادته على العصر.
ومما يدعم قولنا هذا ما أشار إليه الحافظ في المقابلة نفسها عندما قال: «توجهت مجموعة من الضباط السوريين إلى مصر دون علم رئيس الجمهورية حينها شكري القوتلي ورئيس الحكومة صبري العسلي». هنا علينا أن نتوقف كما توقف العقيد النحلاوي مهندس الانفصال لنطرح تساؤلا كيف قبل عبد الناصر أن يستقبل وفد الضباط السوريين دون التنسيق مع القيادة السورية المتمثلة في الرئيس شكري القوتلي وحكومة صبري العسلي؟ وهل صحيح أن عبد الناصر فاجأه الموضوع وكان مترددا لدرجة فرض شروط؟ أم أن موضوع الوحدة السورية المصرية كان له إرهاصات منذ العدوان الثلاثي أو حرب 1956 كما تعرف في مصر أو أزمة السويس؟
حين أعلن عبد الناصر تأميم قناة السويس انعقد المجلس النيابي السوري فوراً وقرر تأييد مصر في تأميمها للقناة والوقوف إلى جانبها ضد أي عدوان محتمل عليها، وتشكلت الهيئة العربية السورية لنصرة مصر، شاركت فيها جميع الأحزاب السورية وخرج الشعب العربي في سوريا بمدنها وأريافها ليشترك في مهرجانات يـوم مصـر. وما إن قصفت هوائيات الإذاعة المصرية وأسكت إرسالها حتى أعلنت إذاعة دمشق نداء: «هنا القاهرة»، ومن ثم نسف أنابيب البترول في سوريا يوم 2/11/1956، والعائدة لشركة (أي بي سي) البريطانية، في ثلاث محطات للضخ، وامتناع العمال السوريين عن إفراغ السفن القادمة من فرنسا وبريطانيا إلى الموانئ السورية.
قد يستشهد أحدهم على القبول الشعبي السوري للوحدة مع مصر بذكر حادثة النقمة الشعبية التي عمت سوريا ما دفع الشعب السوري الثائر لنصرة مصر فألقيت القنابل على القنصلية الفرنسية في دمشق، وحلب، وهوجمت المؤسسات الثقافية الفرنسية والبريطانية.
بغض النظر عن اعتقادنا اليوم أن إصرارعبد الناصرعلى الوحدة الاندماجية الكاملة مع سوريا وعاصمتها القاهرة كان من أهم اسباب الانفصال برغم أن عبد الناصر أراد من هذا الشرط أن يضمن له كامل السيطرة على الأقليم الشمالي وتخوفه من ضباط الجيش السوري وانقلاباتهم المتكررة. لكنه جاء بعكس ما يشتهي عبد الناصر حيث أن الوحدة الاندماجية الكاملة كانت كارثة خاصة على السوريين الذين اعتادوا الحياة الديمقراطية الكاملة بعد الاستقلال وكانت معيشتهم تعتمد على ما يسمونه اليوم اقتصاد السوق ومعظم أراضيهم وتجارتهم ومعاملهم والبنوك خاصتهم والصحف كانت ملكيات خاصة فجاء عبد الناصر بقرار الاندماج الكامل وفرض التأميم على المصانع والأراضي والبنوك في سوريا مما أثار غضب الطبقة الرأسمالية في سوريا عليه، ومن ثم التحول إلى النظام الاشتراكي في بلد رأسمالي صناعي تجاري كان كارثة حقيقية بالنسبة للصناعيين والتجار السوريين، الأمر الذي كان نتيجته أن تدهورت الملكية الخاصة في سوريا وتراجعت الأنشطة التجارية والصناعية التي كانت مزدهرة بشكل كبير جدا في سوريا. وشيئاً فشيئا بدأت دمشق تفقد درورها السياسي والثقافي والتجاري بسب الممارسات التعسفية التي اتخذها عبد الناصر وحكومة الوحدة. هنا علينا أن نتوقف لنتساءل حول تأميم أراضي الملاك وعدم توزيع أملاك الدولة على الفلاحين وهي بآلاف الهكتارات، الأمر الذي دمر الملكية الخاصة وأوجد حساسيات مجتمعية .
نعتقد أنه حتى اليوم لم تتعاف الصناعة والتجارة السورية من آثار تلك الحقبة المدمرة بالنسبة للاقتصاد، ونعطي مثالا المصانع التي كانت مزدهرة وذات مكانة مرموقة في المنطقة والإقليم مثل السكر، النسيج، المطاحن ترزح اليوم تحت وطأة الديون التي تقدر بالمليارات وبعضها أغلق مثل الغزل والنسيج، بينما كانت قبل الوحدة أثناء الملكية الخاصة مزدهرة جدا ولها سمعة دولية. حتى شركة الطيران العربية السورية التي كان بحسابها ملايين الدولارات بعد الانفصال خرجت مفلسة شبه منهارة.
بالنسبة للجيش تعلمون كيف كانت تدار الأمورالعسكرية في الجمهورية العربية المتحدة بطريقة تعسفية قيل فيها الكثير حول تهميش دور الضباط السوريين وعدم الوثوق بهم وتسريح عدد منهم وعدم ترفيعهم مما أثار نقمة الجيش الأول «سوري». وكان نتيجته بعد الانفصال أن سيطر ضباط الأقليات على الجيش خاصة «اللجنة العسكرية» التي حكم أفرادها سوريا في ما بعد بيد من حديد وكله بفضل سياسات عبد الناصر وعبد الحكيم عامر.
الصحافة تم تدميرها بشكل كامل والأحزاب السياسية تم تعطيلها وحلها شرطاً للوحدة فلكم أن تتخيلوا سوريا، التي كان فيها أكثر من مئة صحيفة في تلك الفترة وعشرات الأحزاب بمختلف توجهاتها يسارية، إسلامية، شيوعية، قومية، باتت خالية من تلك الصحف والأحزاب. كان هذا خيارا كارثيا ما زلنا نعاني منه حتى اليوم خاصة لو تذكرنا أنه وبعد الانفصال لم ينتخب مجلس شعب لسنوات وفرض قانون الطوارئ الذي حكمت فيه سوريا حتى اليوم.
إن عدم وضع دستور دائم للجمهورية العربية المتحدة والحكم بوثيقة دستورية أو إعلان دستوري كما يسميه البعض اليوم كان قمة في المهزلة السياسية الأمر الذي منح عبد الناصر كامل الصلاحيات السياسية والاقتصادية والعسكرية. لقد كان الحاكم بأمره بكل ما تعنيه الكلمة وما تحتويه من عبارات. وما كان لهذا الأمر أن يستقيم في ظل إقليمين غير متواصلين جغرافيا وفي ظل فوارق اجتماعية وثقافية وطبقية بين الإقليمين الشمالي والجنوبي. صحيح أن الوحدة العربية والدين واللغة والقرابة تجمع بين الشعب في سوريا ومصر لكن ثمة فوارق كبيرة جدا بينهما وقد عشت في مصر ما يقارب الخمس سنين واطلعت على تلك الفوارق الثقافية والاجتماعية والكثافة السكانية. وقد قيل كثيرا في الموضوع من باب تدفق القوى العاملة من الجنوب إلى الشمال وإغراق السوق وتحول الإقليم الشمالي إلى مزرعة للإقليم الجنوبي وعدم تكافؤ الفرص ووجود اختلافات جوهرية في العادات والتقاليد والموروث الحضاري والفكري والميول السياسية والخيارات الاقتصادية. هنا نعود إلى المربع الأول، هل جرت دراسة موضوع الوحدة الاندماجية الكاملة كما قلنا في البداية؟ أعتقد بعد الشرح وما يعيشه السوريون في مصر اليوم يدركون الاختلاف الذي تحدثت عنه وبالتالي كان من الافضل أن تقوم الوحدة التي هي مطلب جماهيري على أسس أكثر واقعية، وأن تخضع لمحاكاة الواقع المعاش ودراسة الأسلوب الأنجع لشكل الوحدة. وربما كانت الوحدة الفدرالية أوالكونفدرالية أفضل في مرحلة معينة ثم الانتقال إلى الوحدة ااإندماجية بعد تهيئة الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية « قوانين أحزاب، قوانين تجارية، دستور، فصل السلطات» وغيرها.
لكن أن تأتي وتؤمم مصانع وأراضي وبنوكا كانت مزدهرة وفي بلد رأسمالي ، ثم تتحول إلى النظام الاشتراكي شكليا هي خطوة غير موفقة على الإطلاق. وكلنا يعلم كيف كانت تدار تلك المرحلة الزمنية «اللي شاف قصر وضعه تحت الحراسة واللي شاف فدانين عملهم عزبة واللي واللي « كما جاء في فلم «حتى لا يطير الدخان» عن قصة إحسان عبد القدوس.
حتى لا نظلم تلك الحقبة لنعود إلى ظروف الوحدة ولنتذكر أن السعودية التي كانت تنافس الملك فاروق ومن ثم عبد الناصر على زعامة العالم العربي والإسلامي لم تكن مرتاحة لهذه الخطوة الاندماجية، وقيل إنها دفعت أموالا وعرضت أخرى لتفشل الوحدة الوليدة،
كما أن الهاشميين كانوا ضد الوحدة خوفا على ملكهم، وكذلك لبنان والطائفيين العنصريين كانوا ضد الوحدة خوفا من عودة لبنان إلى كونه جزءا من سوريا ومن ثم من الجمهورية العربية المتحدة.
اعتقد من وجهة نظر حيادية أن الذين قاموا بالوحدة والذين قاموا بالانفصال لم يقوموا بهما بشكل يسمح لها بالاستمرار والتوسع لتشمل بقية الأقطار العربية، وأعتقد أيضا أن الطرفين قاما بها لأسباب شخصية ولخدمة مصالح خاصة بعيدة عن حتمية وضرورة الوحدة التي تنبع من الشعوب لا من ضباط ينقلبون على أنفسهم وليس لديهم أي رؤية أو تصور لمشروع وحدوي حقيقي.
النتيجة المستفادة من تجربة الوحدة أنه من غير الممكن قيام وحدة أو استمرارها بين ثقافتين مختلفتين دون ديمقراطية، ولا يمكن أن تجتمع الاندماجية مع نظام استبدادي شمولي. نعود لمقولة كارل بوبر وتعدد الأوجه لنقرأ الوحدة من أي وجه؟ أو نراها بأي منظور؟

كاتب وباحث سوري

لمناسبة ذكرى الوحدة السورية المصرية: الاتحاد في ظل نظام شمولي

ميسرة بكور