Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

السبت، 24 فبراير 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


الانتخابات التونسية ومفاجآت حركة «النهضة»

Posted: 23 Feb 2018 02:27 PM PST

أثار ترشيح حركة «النهضة» التونسية المواطن اليهودي سيمون سلامة ضمن إحدى قوائمها في الانتخابات البلدية جدالات مثيرة في الأوساط السياسية والشعبية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وتصاعدت الاتهامات لـ«النهضة» بدءاً من اعتبار أن الحركة الإسلامية تقوم بمناورة استعراضية، وبالتطبيع مع إسرائيل، وإرضاء الغرب، ومخالفة للشرع وبأنها تحوّلت إلى حركة علمانية، وصولاً إلى انتقادات (وشتائم) أشد بكثير.
من جهة أخرى، دافع العديدون عن قرار الحركة فاعتبر البعض ذلك تفعيلا لمبدأ المواطنة الذي ينص عليه الدستور، ووجد آخرون في الاتهامات مزايدة سياسية، كما دافع البعض الآخر عن خطوة «النهضة» واعتبرها إدماجا ليهود تونس في العملية السياسية والرهانات الانتخابية يساهم في تخفيف مشاعر الاضطهاد.
يدخل قرار «النهضة» المذكور ضمن استراتيجية عامّة لتطوير خطابها وتفعيله من القوالب الصلبة التي ترسخت ضمن الحركات الإسلامية عموماً، وقد قامت، ضمن هذا السياق، بترشيح امرأة لرئاسة إحدى قوائمها الانتخابية، وهي بذلك تخالف اتجاهاً قديما ضمن المجتمعات الإنسانية كافّة، وليس المسلمة فحسب، يحطّ من شأن المرأة ويهينها ويمنعها من دخول الفضاء السياسي والاجتماعي والاقتصادي.
تخضع هذه القرارات، عموماً، لتوجّه جديد تحاول حركة «النهضة» تكريسه، بدءاً من إعلانها فصل العمل السياسي عن الدعويّ، وإعلانها عن كونها حزباً سياسياً تونسياً لا يلتزم بقرارات خارجية (بمعنى أنها لا تنتمي للتنظيم الدولي لـ«الإخوان المسلمين»)، وتأكيدها، كما حصل في الأمثلة السابقة، على انفتاحها على الأقليات والنساء، واحترامها للديمقراطية والمؤسسات المدنية ومبدأ تداول السلطة.
أهمّية هذا التوجه في كونه يقدّم مثالاً فريداً ضمن الحركات الإسلامية في وقت تنامى فيه التطرّف الأيديولوجي الدينيّ في العالم بأجمعه، وزادت وحشيّة وتغوّل دول الاستبداد في الدول العربية، وتصاعدت العنصرية في الغرب وراج إعلان كراهية الإسلام رواجا شديدا، وتعمل الدول الرافضة للتغيير والمؤيدة للثورات المضادة على وأد محاولات تحديث الفكر السياسي الإسلامي، وإدراج حركاته ضمن المجال العام، في الوقت الذي تفتح فيه المجال لحركات السلفيّة الرجعيّة المؤيدة بشكل مطلق للسلطات، ولفقهاء السلاطين ووعاظهم الذين لا يهمهم غير تبرير سياسات الحكام.
وسواء اعتبرنا ما تفعله «النهضة» مناورات سياسية وتكتيكات انتخابية، أو وجدنا في اتجاهها محاولة لتحديث حركات الإسلام السياسي وخرطها في قضايا مجتمعاتها الاقتصادية والاجتماعية، فإن الدرس الذي تقدّمه جدير بالاهتمام، ليس من نظرائها في الحركات الإسلامية، بل كذلك من خصومها.

الانتخابات التونسية ومفاجآت حركة «النهضة»

رأي القدس

مشروع شجار: نعم للفصحى!

Posted: 23 Feb 2018 02:27 PM PST

في المترو (قطار الأنفاق) الباريسي حظيت بمقعد وبدأت قراءة مجلة أدبية هي «الحياة الثقافية التونسية» العدد 287 كانت في انتظاري في صندوقي البريدي كهدية. وانتهز الفرصة لشكر الذين يتكرمون بإرسالها لي إلى باريس منذ أعوام بفضل الصديق الأديب عبد الرحمان مجيد الربيعي العراقي/التونسي وهو من هيئة تحريرها، كما أشكر الشاعر سيف الرحبي الذي يرسل لي مجلته نزوى من سلطنة عُمان من زمان والأديب محمد عبد الله السيف الذي يزودني بـ«المجلة العربية» السعودية ويرأس تحريرها وكلها لا يباع في مكتبات باريس و(أكشاك) بيع الصحف والمجلات، وحضورها يغنيني بمعرفة بعض ما يدور أدبيا في عالمي العربي الذي غادرته إلى باريس منذ أكثر من ثلاثة عقود ولم يغادرني وما زلت أطارده وألاحق أحداثه من سياسية وأدبية ومأساوية كجزء منها، لا كمتفرجة لا مبالية، أو محايدة.

الصفحة الأخيرة، وتونس الأنس

ولأنني في المترو وأمامي خمس محطات فقط حتى أصل بدأت قراءة المجلة من صفحاتها الأخيرة المختزلة وهو ما أفعله حين يضيق الوقت ووجدتني أمام حوار مع أديب كبير أعترف أنني لم أسمع به ولفتني أنه كان يرد بالعامية التونسية على أسئلة الأكاديمي التونسي فوزي الزمرلي التي جاءت باللغة الفصحى. قرأت الحوار ولم أفهم بعض ما جاء فيه بالعامية التونسية.
أنا أعشق تونس التي زرتها مرتين من زمان وكتبت عن ذلك وبالصدفة يومها اكتشفت مدى اختلاف العامية السورية اللبنانية عن التونسية حيث قال لي احد الأدباء في سهرة أنس: مراتي «زعرة» وتعجبت إذ كيف يقول أديب عن مسلك زوجته بأنه غير لائق في عبارة «زعرة» ثم شرح لي صديق سوري يعمل في تونس وكان معنا أن «زعرة» تعني «شقراء» بالعامية التونسية! وكأنني أمام لغة أخرى.

العامية المكتوبة لغة أخرى بمعنى ما!

في زياراتي إلى تونس أحببت الخروج بمفردي والتسوق كما يحلو لي التسكع الحر وحاولت الحديث مع سائق التاكسي وفوجئت بصعوبة ذلك فهو يجهل الفصحى ويتكلم بالعامية التونسية وهي تكاد تكون لغة أخرى كما العامية الجزائرية (وأمه جزائرية) وصرت أحدثه بالفصحى المبسّطة وفهم ما أقول وسرني يومها أن في وسعنا أن نتحدث ونتحاور بلغة واحدة: هي العربية الفصحى المبسطة.
حين عدت من المــترو الباريســـي إلى البيت قرأت مجلة «الحياة الثقافية» قراءة متأنية ووجدت أن الحوار الذي تم الرد عليه بالعامية هو مع أحد أشهر أعمدة الأدب في تونس البشير خريف ـ 1917 ـ 2017 أي في عيده المئوي ـ ندوات فكرية ـ معرض وثائقي ـ عروض سينمائية، كما أن عدد المجلة كان بأكمله مكرسا له.
لقد تواصلت من زمان مع العديد من أدباء المغرب، اما البشير خريف فهذه هي المرة الأولى التي أتعارف فيها مع أبجديته ولا أتعاطف مع انحيازه للعامية قائلا بسخرية «العفو أيتها الفصحى» ولكنني أعتقد أن سعيد عقل الشاعر اللبناني الذي بنى مجده بقصائد بالفصحى ( ثم تنكر لها) كان سيبتهج به وبقوله: نحب لغتنا كما يحب كل قوم لغتهم كما نصل بهذا الحب إلى درجة التقديس، ولهذا مبرراته، ويضيف خريف. «وللعبري مميزات جليلة انفردت بها دون جميع اللغات المستعملة فهي أقدمها وأوسعها رقعة وأثرها كما» ولو كان البشير خريف حيا لتشاجرت معه أدبيا فهل العبرية هي حقا كذلك وهل لها «مميزات جليلة» أكثر من العربية كما يَذكر؟ ثم إن خريف يربط حب الجميع للعربية «لما تحييه فينا من ذكريات المجد السالف» كما يقول وذلك ليس دقيقا ولا صحيحا بمعاني الكلمة كلها إذ في وسعي الكتابة بالفرنسية والإنكليزية لكنني اختار اللغة العربية لمزاياها. أي أنني أيضا أحب اللغة العربية لأسباب عصرية وعملية وإبداعية تنبع منها في نظري.

عجزت عن قراءته إلا مترجما للفرنسية!

منذ أعوام أهداني أديب مغربي كبير رواية له، وحين بدأت بالتهامها اكتشفت عجزي عن ابتلاعها! فمعظم الرواية بالعامية المغربية التي أجهلها كملايين القراء العرب. وهكذا انتظرت صدور الترجمة الفرنسية للرواية وطالعتها ووجدتها رائعة وحزنت، إذ حين يكون في وسع كاتب الكتابة بلغة يفهمها ملايين الناس في الكثير من الأقطار، لماذا يكتب بلغة لا يفهمها إلا شعب قُطْرٍ واحد؟
وكيف يكون في وسع الروائي أن يخاطب الملايين وهو يخاطب أقل من عشرهم حين يكتب بالعامية؟ أليس هدف الكاتب الوصول إلى القراء وليس النكاية بالعربية الفصحى؟

غواية العامية

حسنا. أنا بنت شامية (عتيقة) أعرف سحر العامية، وكان زوجي اللبناني يضحك بحب حين أتحدثها شفهيا وثمة تعابير عامية كثيرة وردت في روايتي «فسيفساء دمشقية» لكنني في الكتاب ذاته كتبت في الهامش الترجمة العربية الفصحى لتلك التعابير الشامية. فأنا لن أخاطب فقط قارئي السوري ما دام في وسعي مخاطبة العرب/الملايين الذين يفهمون الفصحى. ولذا وقفت دائما مع الفصحى ضد العامية دون أن أتنصل من تقديري (المحدود) للعامية!
وتحية إلى روح الأديب المصري فاروق شوشة عاشق اللغة العربية مثلي صاحب برنامج «لغتنا الجميلة». فحراس الفصحى هم عشاقها.
في المقابل: ترى هل سأغفر يوما للشاعر الكبير باللغة العربية سعيد عقل حين خانها وقام بالدعوة للكتابة باللغة العامية اللبنانية وفشل حين نفذ ذلك؟
واليوم، وقد كادت أغنية «بلاد العرب أوطاني» تبدو حكاية عتيقة رثة بعدما تفككت فكرة العروبة لأسباب شتى، ازداد دعما للغة الفصحى التي لم يبق ما يجمعنا سواها تقريبا ـ فهل سنزرع في أبجديتها أصابع الديناميت ونتنكر لأمنا الكبيرة؟

مشروع شجار: نعم للفصحى!

غادة السمان

فضيحة القوم في ميونيخ… «سينما أونطة هاتوا فلوسنا»!

Posted: 23 Feb 2018 02:26 PM PST

وكأن قطباً تخصص في الدعاء على دول الحصار؛ فكلما أوقدوا نار التشهير ضد قطر فضحهم الله، ولا يمكن لمثلي ولكوني مشروع صوفي، إلا أن يفهم ما يجري إلا في هذا السياق، مع كون المشروع فشل سريعاً!
«القطب» عند الصوفية، يتجاوز مرحلة «الدرويش»، وفق نظرية: «من ذاق عرف، ومن عرف وصل، ومن وصل اتصل»، وأحد هؤلاء الواصلين لا بد وأن يكون قد دعا على دول الحصار بالفضيحة، فصارت كل تصرفاتهم تنتهي بفضيحة يتغنى بها الركبان، ومؤخراً كانت فضيحتهم على يد مراسل الجزيرة في ألمانيا عيسى طيبي، فحقق «خبطة صحافية» معتبرة، وكشف عن موهبة عظيمة؛ حيث قدم ما جرى بجدية، مكتفياً بسخرية الواقع، ليقدم نموذجاً لعمل فكاهي، ليس بالضرورة أن يتحول مقدمه إلى مهرج ليضحك المشاهدين!
فلأن الشقيقة الكبرى «ميونيخ» كانت تشهد انطلاق الدورة (54) لمؤتمر السياسة والأمن، فلم تشأ دول الحصار أن تفوت الفرصة دون استغلال هذه الأجواء في مهمة التشهير بقطر على أساس أنها راعية للإرهاب. فلم يملوا من عزف هذه النغمة، رغم أن دعايتهم فشلت، في اقناع الولايات المتحدة الأمريكية بذلك، فيبدو أن أولي الأمر في هذه الدول، يعيشون السكرة، حيث لم تحل الفكرة ليقفوا على أن الفيلم انتهى، وأن المشاهدين خرجوا من دار السينما وهم يهتفون: «سينما أونطة.. هاتوا فلوسنا»، وهو الهتاف الذي كان يردد قديماً عندما يشعر جمهور السينما أنه وقع ضحية دعاية مضللة دفعت بهم لتبديد أموالهم على عمل تافه، فلما شاهدوه لم يجدوا على النار هدى!

حبل المشنقة

لقد استأجرت دول الحصار قاعة في واحد من الفنادق الفخمة في مدينة «ميونيخ»، وجاءوا بعشرين فتاة في قول، وخمسة وعشرين في قول آخر، ومن النوع الذي يحل من على حبل المشنقة، كما يقول المصريون للتعبير عن جمال يستعصي على المدح، وإن افتقدن الروح، كمذيعات قناة «العربية»؛ جمال بلا روح!
فتيات كاللوز، جرى استيرادهن من أوروبا الشرقية وبالتحديد من «أوكرانيا» و»صربيا»، حتى يتم وصف المؤتمر في حضورهن، بأنه يعج بالصحافيين الألمان، وقد أظهرت الصورة أنهن في حالة من الملل الواضح، ربما لم يفهن حقيقة ما يجري، وقد انشغلن بتحدي هذا الملل، بالعبث في الهواتف النقالة، وبينما كانت إحداهن تعبث في أظافرها وقد تملكها القلق، كانت أخرى تهرب من الكاميرا، وهى تضع يدها على وجهها، وكأنها عضو في شبكة لممارسة الأعمال المنافية للآداب وقد تم القبض على أعضاء الشبكة وفي انتظار عرضهن على جهة التحقيق!
أحد المنظمون للمؤتمر، اقترب من «ماريا»، التي ذهبت إلى المنصبة لتقرأ من ورقة مكتوبة، وبالرغم من ركاكة المكتوب، فقد بدت كما لو كانت مكتوبة لكي يلقها الأمين العام للأمم المتحدة، فما محلها من الأعراب لتستخدم مفردات من نوعية «أنتهز»، «فوجئت»!
أمسكت «ماريا» بالورقة، فإذا بالمكتوب: «أنتهز هذا المؤتمر اليوم لأعلن أني فوجئت بما تقوم به قطر، وأعتقد أنه يجب على أوروبا، وألمانيا، وكل العالم أن يقفوا ذلك بشكل سريع».
ما هو الذي فوجئت به «ماريا»؟، وما هو الأمر الذي تطلب بناء عليه من أوروبا وألمانيا وكل العالم أن يقفوا عليه بشكل سريع، لأنه لا يحتمل التأخير؟!
المعنى في بطن «ماريا»، وإذا كانت لا تدري من أمرها شيئا، فان المعنى يكون في بطن من كتب هذه الكلمات، وربما خشي أن يوضح، فيزيد في عدد الكلمات، على النحو الذي يصيب «ماريا» بالارتباك، فاكتفى بهذا القدر!
أما «نانسي» فقد دعت (من منبرها هذا) الولايات المتحدة والهند إلى التوقف عن استيراد الغاز القطري. ولأول مرة أعلم أنهم في أوروبا الشرقية يعرفون «نانسي»، وإن كنت لا أعرف هل اللقب «عجرم» متداول هناك أم لا؟!
«كلمات ليست ككل الكلمات» كما وصفها «عيسى طيبي»، الذي كشف جانباً آخراً جعل من الفضيحة مدوية، عندما كان سؤال بعض الحاضرات إن كان حضورهن مجاناً، فكان الجواب: «دفعوا لي»!
لا أعرف المبرر الذي دفع دول الحصار إلى نقل الفتيات من «صربيا»، و»اوكرانيا» إلى «ميونيخ»؟ ولماذا لم يعقدوا مؤتمراً جاداً وبصحافيين ألمان حقيقيين وليسوا مزيفين؟ هل لأنه مقدر لهم الفضيحة، أم أنهم كانوا يلعبون «في المضمون»، فماذا لو قرر بعضهم أن يمارس مهنته بجدية، ويسأل أسئلة جادة؟!

«على الضيق»

كنت أتمنى أن تهتم «الجزيرة»، بالتغطيات التي جرت للمؤتمر في بعض المحطات التلفزيونية، وهل اهتمت مثلا القناة الألمانية الناطقة باللغة العربية بذلك، وأدخلت الغش والتدليس على الجماهير؟ أم أن المؤتمر كان «على الضيق»، والهدف هو التصوير وإرسال الفيديوهات إلى الممول، لان المنظمين ينفقون من «مال سائب»، والحرام يذهب من أين أتى، فلم يكن هناك اهتمام بالمتابعة، وربما صدق القوم أن المؤتمر يعج بالصحافيين الألمان؟ أم كان صاحب رأس المال هو من يقوم بالأمر بنفسه، وأن الصربيات والأوكرانيات قدمن من أبو ظبي إلى ميونيخ مباشرة، ليشهدن منافع لهن!
أسئلة لا مجال لها إذا كان المنطلق صوفياً بحتاً، وأن ما جرى كله، هو أن دول الحصار قام «قطب» بالدعاء عليها بالفضيحة، فكان ما كان!
اللافت هو أن من بين منظمي المؤتمر، أحد الشخصيات المصرية الهامشية، وبوجوده أيقنت أن الخبرة المصرية الأمنية قد انتقلت إلى الرياض وأبو ظبي، عندما كان القرار الأمني بتفجير أحد الأحزاب السياسية واصطناع نزاع داخله، يتم استقدام الشبيحة لتأييد من اختاره الأمن ليكون رئيساً لهذا الحزب، وقد تطورت الخبرة، فبدلاً من أن يكون دور الحضور أن يمثلوا دور أعضاء المؤتمر العام للأحزاب، فيقوموا بدور الصحافيين الألمان الذين «يعج بهم المؤتمر»، وبدلاً من كونهم شبيحة في الحالة المصرية، صرنا فتيات جميلات، وشعرهن ناعم كالحرير عندما تطور النموذج على أيدي دول الحصار، التي من الواضح أنها تخصص «تشهيلات نسائية»، فهل يعقل في مؤتمر «يعج بالصحافيين الألمان» لا يوجد صحافيون رجالا، وكأن الصحافة في ألمانيا هى عبارة عن «محل كوافير حريمي»، وأنها مهنة مقصورة على النساء، على أساس أنها أقرب إلى مهنة التدليك والاسترخاء!

المستشار

«الفضالي» الذي ظهر في مؤتمر «ميونيخ» كأحد المنظمين له، ويتم يقدم بوصف «المستشار» ليس قاضياً، فهو كان مجرد موظف بسيط في البرلمان المصري، تلقفته أيدي الأجهزة الأمنية فمنحته حزباً سياسياً، كما مكنته من رئاسة جمعية «الشبان المصريين» وهو المنصب الذي شغلته قامات في مجال الفكر الديني مثل الشيخ «أحمد حسن الباقوري» وزير الأوقاف في زمن عبد الناصر، لكن في أواخر عهد مبارك، كان الاتجاه الأمني هو تسفيه كل شيء، وابتذال كل المعاني الكبيرة!
ومنتحل صفة المستشار هذا كان حاضراً في موقعة «الجمل»، عندما تم الدفع بالخيل والبغال والحمير والشبيحة لاختراق ميدان التحرير في ثورة يناير، كأحد المتابعين لهذه المهمة التي أدارها عبد الفتاح السيسي. وقد واجهه «يسري فودة» بالدليل المتمثل في فيديو كشف وقوفه أعلى كوبري السادس من أكتوبر، فأسقط في يده!
ومن الواضح أن يد أبو ظبي تلقفته، بتوصية أمنية، فتعاملت معه على أنه خبرة عظيمة، فتحول إلى إنترناشيونال، وتخصص ألماني على وجه التحديد، فقد أذيعة له فضيحة أخرى وفي ألمانيا أيضاً!
لقد استأجر بعض الفقراء الذين هتفوا ضد قطر في قمة العشرين، على وقع أغنية تسلم الأيادي، وظهر في الصورة مع الناشط القبطي «نجيب جبرائيل» من باب الوحدة الوطنية، وبعد قليل ثار عليه القوم، وهتفوا باسم قطر، لأنه لم يعطيهم أجرتهم كاملة!
وربما كان هذا سبباً في التوقف عن التعامل مع «صنف العرب»، والدفع بفتيات من «صربيا» و»اوكرانيا» للقيام بالمهمة، فانتهى الأمر إلى فضيحة أيضاً!
وإذا انتقلنا من «الحالة الصوفية» إلى «الحالة الاخوانية»، جاز لنا أن نهتف: «أيها القطريون ماذا بينكم وبين ربكم»؟!
فلم تكن فضيحة دول الحصار في ألمانيا فقط، فقد شهدنا فضيحة أخرى في الولايات المتحدة الأمريكية، لمراسل الجزيرة الانكليزية سابقاً في القاهرة، الذي عقد مؤتمراً ليندد بقناة الجزيرة باعتبارها راعية للإرهاب، قبل أن تكشف إحدى الصحف الأمريكية أنه على علاقة بالإماراتي يوسف العتيبة، وتبين هذا من اختراق بريده الالكتروني، وقد زوده العتيبة بمبلغ 250 ألف دولار لكي يقيم دعوى قضائية ضد قطر، يتهمها فيه بأنها وراء اعتقاله من قبل السلطات المصرية، نتيجة علاقتها بالإرهابيين! وكان هذا الاكتشاف هو نهاية الفتى وفضيحة مدوية لإمارة أبو ظبي.
إنها دعوة «قطب»: «يجعل لكم في كل يوم فضيحة».

أرض – جو

كتبت هنا من قبل، عن الراقصة الروسية اللولبية «جوهرة»، وكيف أنه صدر قرار بترحيلها إلى بلادها، ولم أكن اطلعت على التطور الجديد في القصة فجوهرة لا تزال في مصر معززة مكرمة، لتكشف حالتها عن صراع الأجهزة في المحروسة. فجهة ألقت القبض عليها، وجهة تدخلت وأفرجت عنها. وجهة ردت على هذا بقرار ترحيلها، فردت عليها جهة أخرى بإلغاء قرار الترحيل. تماما كما حدث مع محمد فهمي مراسل «الجزيرة الانكليزية»، حيث كان يعمل في حماية جهاز أمني، فدخل جهاز أمني آخر على الخط وألقى القبض عليه ومن معه فيما عرف بقضية «خلية الماريوت». إنه الحكم العسكري في أسوأ صوره.

صحافي من مصر

فضيحة القوم في ميونيخ… «سينما أونطة هاتوا فلوسنا»!

سليم عزوز

لا تستنجدوا بالكفيل الغربي على العميل العربي!

Posted: 23 Feb 2018 02:26 PM PST

لا يسعك وأنت ترى بعض المعارضات وبعض الشعوب العربية المنكوبة وهي تستنجد بالقوى الكبرى لإنقاذها من طواغيتها السفاحين، لا يسعك إلا أن تضحك عليها بملء شدقيك، وأن تسخر من سذاجتها وأميتها السياسية الصارخة. ما أسخف الذين يستصرخون الضمير الأمريكي أو الأوروبي لحمايتهم من الذبح والتهجير والقتل في سوريا أو العراق أو اليمن أو ليبيا أو أي مكان عربي آخر منكوب بالظلم والطغيان والتخريب والتدمير. كم هم مغفلون أولئك المعارضون السوريون مثلاً الذي يتقاطرون على أمريكا وإسرائيل لمساعدتهم في إسقاط النظام السوري أو على الأقل إصلاحه أو قف همجيته ووحشيته بحق شعب أعزل.
ذات يوم قبل الثورة السورية زار أحد المعارضين السوريين واشنطن والتقى بالعديد من القيادات السياسية والأمنية طالباً منها مساعدة الشعب السوري والمعارضة في تحقيق الديمقراطية في سوريا وإنهاء نظام البطش والقتل هناك، فسأله أحد المسؤولين الأمريكيين: «وماذا يمكن أن تقدموا لنا إذا ساعدناكم في سوريا»، فقال المعارض: «نحن ليس لدينا شيء نقدمه لكم، لكننا طامعون بكرمكم كونكم الديمقراطية الأولى في العالم»، فرد المسؤول الأمريكي بسخرية فاقعة: «هل تعلم أن النظام في دمشق مستعد أن يعطينا أكثر مما نطلب منه أضعافاً مضاعفة، فإذا طلبنا منه مثلاً أن يحقق لنا أربعين في المئة من طلب ما، فنتفاجأ في اليوم التالي بأنه حقق لنا مئة وأربعين في المئة، فكيف تريد منا أن نساعدكم ببلاش؟»
من السخف الشديد أن تطلب من الكفيل الغربي أن يعاقب الوكيل العربي العميل. كيف تطلب من الغرب أن يساعدك على القضاء على وكلائه وأدواته ومرتزقته وكلاب صيده في بلادنا؟ وهل وصل هؤلاء الطغاة الذين ينهبون بلادنا ويسومون شعوبنا سوء العذاب إلى السلطة بأنفسهم، أم إنهم وصلوا بدعم غربي وأمريكي لا يخفى على أحد؟ وهل يمكن لأمريكا وإسرائيل أن ترضيا عن نظام لا يحقق لهما ما تريدان؟ ألم نر ماذا فعلت أمريكا بأي زعيم لا ينصاع لإملاءاتها؟ ألم تروا ماذا فعلوا بصدام حسين لأنه حاد عن الخط المرسوم له؟ ألم يكن إعدام صدام درساً لكل الوكلاء العرب بأن لا يفكروا أبداً في التمرد على سيدهم الأمريكي؟ وكما ترون فإن العقاب الغربي لعملائه العرب ليس واحداً، فإذا كان التمرد قوياً، فلا يكتفي السيد الأمريكي إلا بإعدام المتمرد كما فعلوا بصدام، وإذا كان التمرد بسيطاً، فيمكن أن لا يعدموا المتمرد، لكنهم يؤدبونه بطريقة بشعة، مع الاحتفاظ به في السلطة طبعاً، لأنه يبقى كلبهم في نهاية النهار، حتى لو لعب بذيله قليلاً. النظام السوري مثالاً.
باختصار شديد دعونا نكون واقعيين، فتغيير الأوضاع في بلادنا والانتقال من عهد إلى عهد ليس بيد الشعوب، حتى لو ثارت وقدمت ملايين الشهداء، وتشردت بالملايين، وخسرت أوطانها، كما هو الحال في سوريا وبقية البلدان التي ثارت على طغاتها. هل قدم شعب تضحيات كما قدم السوريون؟ لا أعتقد، مع ذلك لم يحققوا أهدافهم لأن السيد الأمريكي لم يسمح لهم بتغيير النظام الذي سلطه الغرب على السوريين. وكذلك الأمر في بقية البلدان. الكارثة السورية كانت درساً لكل الشعوب التي تفكر بتغيير حكامها وأنظمتها رغماً عن الغرب.
كم تشعر برغبة شديدة للضحك عندما ترى بعض المعارضين السوريين يتقاطرون على إسرائيل كي يغيضوا النظام السوري. لقد قلناها مرات ومرات ونكررها: على المعارضين السوريين الذين يتقربون من إسرائيل نكاية بالنظام أن يعلموا أن النظام يبقى أقرب إلى قلب إسرائيل ومصالحها منكم بمئات المرات. كم أنتم مغفلون. تقدمون خدمة جليلة للنظام ليتهمكم بالعمالة لتل أبيب، وتجعلونه يبدو وطنياً، بينما هو في الواقع ذخر استراتيجي لإسرائيل. أما أنتم مجرد ألاعيب صغيرة في أيدي الإسرائيليين لا يمكن أن تفضلكم إسرائيل على النظام مهما تقربتم منها. فقط انظروا ماذا فعل الأسد بسوريا خدمة لإسرائيل.
هل يخشى الغرب من الإسلام الوحشي المتطرف الذي يمثله «تنظيم الدولة» (داعش) وأخواتها المارقة فعلاً؟ لو كان يخشاها، ويريد القضاء عليها لسمح لشعوب المنطقة أن تخرج من تحت ربقة الاستبداد والديكتاتورية والطغيان الذي يغذي داعش ومثيلاتها ليل نهار، ولما دعم الطغاة الذين يحكموننا ويتسببون في ظهور هذه التنظيمات الإرهابية الوحشية. لكن يبدو أن الغرب يستثمر في الديكتاتورية والتطرف لاستنزاف هذه المنطقة وإبقائها تحت التخلف والخراب؟
باختصار شديد: لا تستنجدوا بصاحب المزرعة على كلاب حراسته. لا أحد يربي كلباً كي يقتله.

٭ كاتب واعلامي سوري
falkasim@gmail.com

لا تستنجدوا بالكفيل الغربي على العميل العربي!

د. فيصل القاسم

محللون: سلبية الولايات المتحدة في مواجهة فظائع النظام في الغوطة تضر بمصالحها الخارجية

Posted: 23 Feb 2018 02:26 PM PST

واشنطن – «القدس العربي» : تراقب ادارة الرئيس الامريكي دونالد المأساة السورية وجرائم الحرب المستمرة ضد السكان المحاصرين بدون ان تجرؤ على صد النظام السوري وايران وروسيا ولكن المخاوف الحقيقية بالنسبة إلى العديد من المحللين الامريكيين كانت في قضية أخرى تتمثل في ان سلبية الولايات المتحدة من الاحداث في سوريا ستساعد على تآكل موقع واشنطن في العالم وستضر بمصالحها بشكل واضح.
وقال مراقبون إن موقف الولايات المتحدة من الاحداث الاخيرة في الغوطة الشرقية تمثل في العجز امام سعى الاسد إلى تصعيد معاناة المدنيين لاجبارهم على الاستسلام في جيب المعارضة المحاصر على مشارف العاصمة دمشق وقالوا ان التكلفة في الارواح ستكون مفزعة حيث يعيش ما يقارب من 400 الف شخص في هذا الجيب وفقاً لما ذكرته الامم المتحدة، وانهم يموتون نتيجة الهجمات الجوية والحرمان من المساعدات والأدوية.
وقالت جينيفر كافاريلا، وهي محللة استخبارية في معهد الحرب بواشنطن، ان سلبية الولايات المتحدة في مواجهة عنف الاسد لا تعمق الازمة الانسانية فحسب، بل تضر بالامن القومي الامريكي، ايضًا، وانها تقوي بالفعل ادعاءات الجماعات الجهادية بان الولايات المتحدة متحالفة مع ايران في حملتها في سوريا، واضافت ان السلبية تقوض المصداقية الامريكية في جميع انحاء العالم في وقت يقوم فيه العديد من الخصوم، بما في ذلك كوريا الشمالية وإيران وروسيا بفحص الارادة الامريكية للدفاع عن مصالح البلاد. ولا يمكن للولايات المتحدة الادعاء بأنها تحاول احتواء ايران او انها تقف في وجه الرئيس الروسي فلادميير بوتين بينما تستسلم للأسد، وفي الواقع، زادت مكاسب النظام السوري وطهران وموسكو بينما خسرت واشنطن.
ومن الواضح، وفقاً لاستنتاجات العديد من المحللين، أن ادارة ترامب تحاول تجنب الاشتباك في صراع فوضوي على المدى القصير في سوريا ولكنهم قالوا ان هذه السياسة ستؤدي إلى مخاطر أسوأ وصراعات اكبر في المنطقة كما ان محاولة ادارة ترامب بفرض عقوبات لإجبار الاسد على تغيير سلوكه تبدو سياسة ضعيفة غير فعالة كما ان تعليقات الادارة تساعد بالتأكيد على مواصلة الاسد للعنف العشوائي حيث قال وزير الدفاع الامريكي جيمس ماتيس «اننا لا نشارك في الحرب الاهلية السورية» مشيراً إلى ان الولايات لا تنوي استخدام القوة دعماً للدبلوماسية كما نقل وزير الخارجية ريكس تيلرسون الرسالة نفسها، وهي بلغة أخرى، الاستسلام للأسد وايران وروسيا من خلال تجاوز جميع تدابير بناء الثقة، مثل ايصال المساعدات الانسانية.
وحاول الدبلوماسييون الامريكيون استخدام الدبلوماسية لتجميد النزاع على المستويات المحلية وكان لديهم طموحات بعودة الأطراف إلى طاولة المفاوضات وتوفير راحة مؤقتة للمدنيين من القصف المتواصل وتمكين منظمات الاغاثة من تقديم بعض الامدادات ولكن النتائج كانت مخيبة للامال حيث اختطف الاسد النهج الدبلوماسي واصبحت الولايات المتحدة والامم المتحدة متواطئتين في استخدام المجاعة كسلاح في الحرب، وقد شاهدت الولايات المتحدة النتيجة نفسها في حمص وحلب وداريا ولكن ادارة ترامب لم تغير مسارها، وبدلا من ذلك، قامت باعادة تسمية التجميد إلى مناطق التصعيد.
وقالت جينيفر كافاريلا ان الولايات المتحدة فقدت العلاقة بين الحرب والدبلوماسية، واضافت ان الدبلوماسيين الامريكيين الذين يتعاملون مع الأزمة السورية يفتقرون إلى النفوذ والمصداقية اللازمة لإجراء دبلوماسية فعالة، واستنتجت جينيفر ان السياسة الامريكية في سوريا ستشكل سابقة من شأنها ان تضر بالقدرة على منع الحروب في المستقبل من خلال الردع والدبلوماسية. واضافت ان سلوك الولايات المتحدة يشير إلى انها لا تملك الارادة للدفاع عن مصالحها او تخصيص الموارد اللازمة لتحقيـق الاهداف المعلنة.

 

محللون: سلبية الولايات المتحدة في مواجهة فظائع النظام في الغوطة تضر بمصالحها الخارجية
«دبلوماسيوها يفتقرون للنفوذ والمصداقية في علاج الأزمة السورية»
رائد صالحة

الأردن: تعديل وزاري «منزوع الدسم» بعد «سطو بيروقراطي»… ومرض الملقي انتهى بـ «تجاذبات»

Posted: 23 Feb 2018 02:25 PM PST

عمان- «القدس العربي» : قد لا تنتمي محاولة الزج مرة أخرى برجال محسوبين على الجهاز الاستشاري لمؤسسة القصر وظيفياً في عمق الحكومة على نتائج مضمونة بالنسبة للصعيد الاقتصادي كما حصل في وقت سابق قبل أكثر من عشرة أعوام. قد لا يحصل ذلك ليس فقط لأن الظروف والاعتبارات والأسماء تغيّرت. ولكن لأن تسويق حكومة الرئيس هاني الملقي مجدداً عبر «سطو» مراكز ثقل تنفيذية أخرى في دوائر القرار على ملف التعديل الوزاري خطوة حمالة أوجه من شأنها الإشارة مرة أخرى الى أن الإخفاق إن استمر أو حصل مستقبلاً بيروقراطياً يمكن أن ينعكس على تلك المساحة المخصصة وطنياً لعلاقة إيجابية بين الدولة والنظام والشعب.
تبدو محاولة السطو البيروقراطية التنفيذية تلك متعددة النكهات وتحاول الاستثمار في الحالة المرضية العلنية لرئيس الوزراء الذي يواصل الشارع الهتاف ضده. مرة يقال إن إدخال عناصر قريبة جدا من مركز القرار المرجعي الى الحكومة يحقق معادلة إنتاجية أفضل على صعيد التحفيز الاقتصادي. ومرة أخرى يقال إن مثل هذا الاقتحام مفيد لإطالة عمر الحكومة، لأن انتقال شخصيات عملية في الديوان الملكي الى عمق القرار الحكومي وفي ظرف حساس شعبياً يمكن أن يطيل عمر تجربة الإصلاح الاقتصادي الذي ينبغي أن يكتمل. الفكرة باختصار تمثلت حتى مساء الخميس الماضي في أن مدير مكتب الملك ووزير التخطيط الاقتصادي سابقاً الدكتور جعفر حسان يقترح كثيرون دخوله للحكومة في موقع الرجل الثاني للسيطرة أكثر على إيقاع الأداء الاقتصادي.

بالون اختبار

عند اختبار هذه المنهجية وإطلاقها كبالون اختبار دبت حالة من الفوضى السياسية، فقد تخربطت نسبيا ماكينة العصف الذهني عند الرئيس الملقي، وهو يعد العدة لتعديل وزاري موسع وسط اتهامات سياسية مكتوبة تشير لأن الفريق النافذ في بعض المواقع زاحم لفرض توصيته الخاصة ثم وصايته بالنتيجة على مجلس الوزراء. تلك الفوضى اتخذت أنماطاً وأشكالاً عدة، فوجود الدكتور حسان في الحكومة كوزير لا يكفي؛ لأن موقعه أكثر أهمية. ومن الطبيعي أن يجلس في مقعد نائب رئيس الوزراء حتى يتسنى له رئاسة المطبخ الاقتصادي، وهو أمر قد لا يعجب نظيره في الموقعين سابقاً وزير التخطيط الحالي عماد الفاخوري، وإن كان يعجب وزير المالية النافذ والقوي وشريك حسان في هندسة الميزانية المالية الأخيرة عمر ملحس.
الوزير حسان كان بطبيعة الحال زائراً دائماً لمكتب الرئيس الملقي يحمل ملفات القرار وينقل التوجيهات الملكية. طوال الوقت أشير لحسان في تركيب وهندسة سلسلة من التعديلات الوزارية كما أبلغ الملقي مقربون منه أن الحكومة تدار أكثر مما ينبغي في إطار الحسابات والانحيازات الشخصية للوزير حسان وعلى حساب الرئيس نفسه. والانتقال الى مستوى اختبار تجربة جديدة قوامها اليوم جلوس حسان في موقع الرجل الثاني خطوة يمكن ان تؤدي الى نتائج وتداعيات غير محسوبة، من بينها توسيع الأزمة الحالية مع الشارع لأن الاحتجاجات المطلبية كانت تعتصم في الأصل أمام ديوان الملك بدلاً من مقر رئاسة الوزراء. ومن بينها أيضاً صعوبة قبول شخصيات سياسية وطنية وازنة يحتاجها الملقي فعلياً داخل الحكومة او خارجها إذا ما أصبح حسان الرجل الثاني في الفريق ليس بحكم حداثة عهد الرجل فقط في الوظيفة. ولكن بحكم التحاسد السياسي المألوف والنفوذ الطاغي للأخير أصلاً وبحكم سلسلة خصومات بيروقراطية كان حسان طرفاً فيها في الماضي وبحكم انتقال متوقع وطبيعي للإشكالات والتجاذبات مع صاحبها عندما يجلس في الحكومة.

ضابط الإيقاع

قد تختلط أيضاً بعض الأوراق، فقد وجد الملقي صعوبة في إقناع شخصيات محددة بقبول الانضمام إليه على أساس جلوس الدكتور حسان في منصب النائب الأول لرئيس الوزراء. يبدو أن رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات الدكتور خالد الكلالدة نفد بريشه من حمى التعديلات، بعدما اقترح وزيراً للتنمية السياسية او الداخلية مستئذناً بالبقاء في مقعده الحالي. ويجد مخضرمون من وزن حسين المجالي ورجائي المعشر أيضاً صعوبة في قبول الوقوف والجلوس خلف ضابط الإيقاع المتوقع الجديد في الحـــكومة. واحد من التداعيات المرجحة لهذه التوليفة تتمثل في أن الرجل الثاني الحالي في الحكومة الدكتور ممدوح العبادي سيغادر موقعه في حال تسمية نائب لرئيس الوزراء كما يعتقد بان وزير الخارجية أيمن الصفدي قد يصر على اعتبار نفسه أقدم من زميله حسان في موقع نائب الرئيس.
الكلالدة كان واحدا من ست شخصيات على الأقل اعتذروا للملقي عن مشاركتهم في حفل التعديل الوزاري الجديد والمتوقع غدا الأحد والأخير قد يضطر للعودة مجددا الى تعيين ثلاثة نواب له دفعة واحدة او اثنين على الأقل تفاعلاً مع حاجته لإرضاء جميع مراكز القوى. وهي تجربة لم تنجح إطلاقاً منذ عام 1989 تردد في الهوامش بأن مستويات عميقة في الدولة رفضت خياراً يقضي بنقل الوزير موسى المعايطة من التنمية السياسية الى وزارة الداخلية، وهو أمر قد يضطر الملقي لاختيار شخصية تكنوقراطية في وزارة الداخلية خلفاً للوزير المخضرم غالب الزعبي الذي يتراوح أمره بين المغادرة بمعية العبادي تماماً او الانتقال الى موقع آخر في الوزارة لأغراض توازن المحاصصة قد يكون شؤون البرلمان او وزارة الدولة للشؤون القانونية. التعديل لا يبدو دسما فقد فكر الملقي أيضا بالاستعانة بوزير الداخلية الأسبق مازن الساكت ويخطط للتخلص من وزير الأوقاف الحالي وائل عربيات ويبحث عن فرصة لحسم الجدل حول وزارة النقل بتسمية أقرب المقربين إليه وهو وليد المصري وزيرا للنقل ،الأمر الذي سيؤدي الى شغور وزارة البلديات.
يبحث الملقي أيضاً او تبحث القوى التي تهندس التعديل عن بديل لوزير الطاقة الحالي صالح الخرابشة الذي طارده وبقوة شبح سلفه الدكتور إبراهيم سيف صاحب الإنجاز الأهم في مجال ترتيب ملف الطاقة البديلة والذي غادر وزارة الملقي أصلاً من دون سبب واضح.
جبهة وزير المياه المخضرم حازم الناصر لا تبدو هادئة وقد لمح عضو البرلمان البارز خليل عطية الى أن بعضهم يحاولون إقصاء الوزير الناصر برغم أنه صاحب الإنجاز العملي الوحيد في الحكومة حيث تمكن قبل أيام فقط من التقاط صورة وهو يرفع إشارة تدلل على الفرح، لأنه أنقذ – نقصد الوزير الناصر- خزينة الدولة من دفع غرامة تصل الى نصف مليار دولار في قضية النزاع عبر التحكيم الدولي بملف مياه حوض الديسي.
ثمة مرونة كبيرة في عمق طبقة التعديل الوزاري تؤدي الى تداخل الخطوط ببعضها وتنزع مسبقا الدسم والقيمة المفترضة من تعديل وزاري لا يزال غامضا ولا تعرف أسبابه وولد في ظل الإعلان عن مرض رئيس الوزراء وحاجته للعلاج وبعد حصول الحكومة على الثقة. الأهم أن الساحة السياسية وبعد رصد محاولات السطو والاختراق المشار اليه لم تشهد تقاطعاً وتجاذباً بين مراكز القوى ينهش مسألة اعتيادية مثل التعديل الوزاري كما يحصل الآن.

الأردن: تعديل وزاري «منزوع الدسم» بعد «سطو بيروقراطي»… ومرض الملقي انتهى بـ «تجاذبات»
السؤال الأهم: توصية أم «وصاية»؟… والعبادي والزعبي يغادران على الأرجح وحسان يجلس والكلالدة والمعشر اعتذرا
بسام البدارين

عاصفة تَهكّم ضد جنرال تونسي أكد أن بلاده اخترقت جهاز الموساد

Posted: 23 Feb 2018 02:25 PM PST

تونس – «القدس العربي»:أثار جنرال سابق في الجيش التونسي موجة من التهكم بعدما أكد تمكن أجهزة الاستخبارات التونسية من اختراق جهاز الموساد الإسرائيلي، نافيا ما يتم الحديث عنه حول الاختراق الأمني للبلاد من قبل أجهزة استخبارات غربية.
وخلال لقاء إذاعي، فند الجنرال المتقاعد جمال بوجاه المعلومات التي تشير إلى اختراق البلاد من قبل الاستخبارات الأجنبية، مشيرا إلى أن الغاية منها زعزعة ثقة التونسيين بالأمن والجيش.
وأضاف في فيديو تناقلته وسائل إعلام وصفحات اجتماعية «نحن نستطيع اختراق أعتى الأجهزة الأمنية في العالم، فالشعب التونسي هو من أقوى الشعوب وأذكاها وأخبثها»، وأشار إلى أن أجهزة الاستخبارات التونسية تمكنت أخيرا من اختراق جهاز الموساد الإسرائيلي، مضيفا «لا تصدقوا من يقول لكم إن جهاز الموساد قوي، فالجيش الإسرائيلي سقط إلى أسفل السافلين، والحديث عن قوة مخابراته هو كلام فارغ».
تصريح بوجاه أثار عاصفة من التهكم على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تساءلت إحدى مستخدمات فيسبوك وتُدعى شفيقة «أين كنتم حيث تم اغتيال الشهيد محمد الزواري؟ ولماذا لم تكتشفوا شبكة التجسس التي تم الإعلان عنها أخيرا (…) ولماذا لم يحاول سلاح الجو التونسي اعتراض المقاتلات الإسرئيلية في مجذرة حمام الشط عام 1985؟».
وأضاف مستخدم يُدعى نزار الطيب «أمريكا أنشأت قاعدة جوية في الجنوب التونسي لطائرات بدون طيار وذلك لمراقبة مصالحها والتجسس على الدول المجاورة. كل شيء تم بيعه في تونس، ومن ثم يأتي هذا الجنرال للحديث عن القوة والتكتيك! في الجيش تونسي هناك آلاف المهندسين والفنيين الذين يملكون القدرة على صنع أسلحة متطورة، ولكن لا تتم الاستفادة من خبراتهم، والمهم أن ترضى عليكم فرنسا وأمريكا!».
وكانت بعض وسائل الإعلام كشفت مؤخرا عما اعتبرته «أكبر فضيحة تجسس في تاريخ تونس»، حيث أشارت إلى تورط مسؤولين سابقين ورؤساء أحزاب وبنوك في تقديم معلومات حساسة لجهة فرنسية نافذة، وهو ما دعا عددا كبيرا من الأحزاب والمنظمات المدنية لمطالبة السلطات بالكشف عن حقيقة هذا الأمر، في حين أكدت الأخيرة أن المتهمين متورطون فقط في قضايا فساد وغسيل أموال.

عاصفة تَهكّم ضد جنرال تونسي أكد أن بلاده اخترقت جهاز الموساد

من هم أبرز الخاسرين من عودة عفرين إلى حضن الأسد؟ 

Posted: 23 Feb 2018 02:25 PM PST

لم يكن مشهد رايات النظام وهي ترفرف في ساحة ازادي وسط عفرين مفاجئا، فلقد تحدثنا مرارا عن المآل المتوقع لعملية عفرين، وما سينتج عنها من تمدد هيمنة دمشق بدون أي جهد حربي.
وإذا نظرنا لمكاسب وخسائر الأطراف المعنية حتى هذه اللحظة، فسنجد أن الهجوم التركي الذي دخل شهره شهره الثاني، لم يحقق لأنقرة أيا من  هدفيها المعلنين، وهما السيطرة على عفرين، وطرد وحدات الحماية التركية منها، وقياسا للقدرات المفترضة لجيشها والغطاء الجوي الذي تتمتع به قوات الجيش الحر الحليفة، فإن توسيع الشريط الحدودي بضعة كيلومترات يعتبر إنجازا محدودا، وهو ربما ما سيتم الاكتفاء به، خصوصا أن دخول قوات النظام قد يمنح تركيا مكسبا وحيدا يعوض الإخفاق بالسيطرة على عفرين، وهو تقويض سلطة الاكراد على حدودها لصالح نظام الأسد، وهو ما باتت تعلنه أنقره صراحة، كاستجابة لأولويات أمنها القومي، كدولة تعتبر الكيانات الكردية تهديدا لها، وليس نظام الأسد، على الرغم من أن الوحدات الكردية لن تغادر عفرين، ولكنها ستفقد السلطة الرسمية، مقابل بقائها متغلغلة في مفاصل المؤسسات المدنية والعسكرية في عفرين، في إطار تفاهمات يجري الإعداد لها كما يتردد، لمنح الأكراد صلاحيات محلية في مناطقهم شمال سوريا، شريطة البقاء تحت خيمة تحالف طهران دمشق، وهذه التوافقات ربما، هي ما يخفف على الأكراد في عفرين من إخفاقهم أيضا في الحفاظ على كيانهم الكردي مستقلا في جيب عفرين.
أما الثورة السورية وفصائل المعارضة التي شاركت مع أنقرة في هذه العملية، فهي بلا شك الخاسر الأبرز، فالدخول في حرب تكون محصلتها المباشرة، تمدد هيمنة نظام الأسد، العدو الأول للمعارضة، هو بلا شك اضطراب في أولويات النزاع، وارتهان لداعمي الثورة الذين لم يعودوا يرون الساحة السورية بعيون المعارضة، بل بعيون اولوياتهم القومية الخاصة، وهذه الفصائل قد لا تدرك ولا تشخص الخسارة في ضوء ضياع بوصلتها، فكثير من هذه القوى المسلحة بالمعارضة لم تعد تتحرك وفق الأهداف التي انطلقت منها، وستكتمل المفارقة إذا تذكرنا أن الفصائل الموالية لأنقرة حاربت مع الأكراد في كوباني، بقيادة القيادي بالجيش الحر العقيد العكيدي، عندما رغبت بذلك أنقرة، وها هي تحارب اليوم ضد الاكراد في عفرين!
بالنسبة للأسد، فهو بلا شك الكاسب الأول، مد نفوذ سلطاته إلى عفرين بدون اي جهد عسكري، بل بمجهود حربي من خصومه في المعارضة، ودخلت قواته باستعراض انتهازي أمام الكاميرات عند معبر الزيارة ولاحقا في ساحة ازادي، وهي تهتف «جايينك يا اردوغان» و»سنحارب العثمانيين»، في تعبير عن مشاعر دفينة تشكل هوية الميليشيات المدعومة من طهران، وهذا يطرح تساؤلات عدة، عن طبيعة الجار الذي باتت أنقرة تفضله على الأكراد قرب حدودها.
هذه القراءة، تفترض أن عملية عفرين شارفت على الانتهاء، بانتظار تفاهم روسي تركي بوقف العمليات بعد دخول قوات النظام، لكن سيكون من المفاجئ حقا، أن قررت دمشق ومن ورائها العقل المدبر طهران، الذهاب إلى أبعد من ذلك، بالاستفادة من التوافق الحالي للأكراد مع نظام الأسد، لتنفيذ عمليات جدية ضد الاتراك في عفرين، والأخطر هو التقدم في مناطق «درع الفرات» ومحاولة ازعاج الاتراك هناك، ليضطروا للانسحاب منها واعادتها للنظام بالنهاية، خصوصا إن علمنا أن الاكراد يوشكون على تسليم تل رفعت لقوات النظام، وهي المدينة الاقرب لمناطق «درع الفرات» شرقا، وسيعني هذا التطور إن حصل، أن طهران، وبعد انتهاء التهديد الجهادي السني، انتقلت إلى مرحلة جديدة لإبعاد كافة المنافسين الاقليميين والدوليين في سوريا، وعلى رأسهم تركيا والولايات المتحدة.
كاتب فلسطيني من أسرة «القدس العربي»

من هم أبرز الخاسرين من عودة عفرين إلى حضن الأسد؟

وائل عصام

 وقوع مظالم كثيرة في حق حزبيين سلميين والأجيال الجديدة غير مقتنعة بالممارسات السياسية الحالية

Posted: 23 Feb 2018 02:25 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي» : ما زالت الغالبية من الجماهير تسأل عن «الجول» الذي تحدث عنه الرئيس السيسي، حينما أكد قبل يومين على أن مصر أحرزته، في أي مرمى استقر؟ حيث ما زال الإعلام الحكومي من صحف وفضائيات يتعامل مع الصفقة التي أنجزت بشأن استيراد الغاز من تل أبيب، باعتبارها نصراً مبيناً، بينما يرى مراقبون وكتاب مستقلون، أن الصفقة المذكورة تسقط ورقة التوت عن عورة النظام، الذي وافق على شراء غاز يعلم تماماً أن عائده للمحتل الإسرائيلي. سليمان الحكيم الكاتب في «مصر العربية» توصل لنتيجة مفادها: «السيسي جاب جون ف نفسه.. بعدها سجد لله شكرا». لكن أنور الهواري رئيس التحرير الأسبق لـ«المصري اليوم» لم يكن أقل حدة إذ اعترف: «السيسي أخذ أسوأ ما في عبدالناصر وهو الديكتاتورية، وترك أحسن ما فيه وهو العدل الاجتماعي، وأخذ أسوأ ما في السادات وهو الاقتراب الزائد من إسرائيل وترك أحسن ما فيه وهو الهامش الديمقراطي، وأخذ أسوأ ما في مبارك وهو سيطرة الأمن على السياسة وترك أحسن ما فيه وهو عدم انتزاع الرغيف الحاف من أفواه الفقراء والمعدمين». وطرح رضا حموده الكاتب في «الشعب» سؤالاً: «طالما فيه حقل ظهر اللي حيغرقنا غاز زي ما قالوا.. ليه نستورد غاز من إسرائيل بـ15مليار دولار؟»
وفي الصحف المصرية الصادرة أمس الجمعة 23 فبراير/شباط كان الاهتمام متزايداً بالعملية العسكرية الكبيرة التي تخوضها القوات المسلحة في سيناء، وغيرها من المناطق الحدودية لتطهير البلاد من فلول الإرهاب، وهي العملية التي تحظى بدعم وترحيب كبيرين. وانتشرت في صحف أمس المعارك الصحافية مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، وأعرب كثير من الكتاب عن مخاوفهم بسبب تراجع الحريات بشكل متزايد وإلى التفاصيل:

هل تتسلل تل أبيب وراء الغاز

أكد خبراء ومتخصصون في مجال الطاقة، لـ«الشعب» رفضهم التام لصفقة الغاز مع العدو الصهيوني، الذي هو في الأساس ملك للشعب الفلسطيني، وتم اغتصابه كحال أراضيهم هناك، هذا فضلاً عن عدم احتياج البلاد إلى أي تعاون مع العدو الصهيوني تجاريا كان أو عسكريا، لأنه في النهاية يعد نوعا من التطبيع الذي رفضه ويرفضه الشعب المصري والعربي والإسلامي، طوال تاريخه. خبراء في مجال الطاقة، أكدوا أن صفقة استيراد الغاز من الكيان الصهيوني تمثل خطرًا على البلاد. نهاد إسماعيل ـ الخبير في شؤون النفط والطاقة ـ يشير إلى أن التكلفة السياسية لهذه الصفقة سيكون باهظ الثمن، فأقربها احتمالا تواجد قوات صهيونية في سيناء تحت ذريعة تأمين خط الغاز، وهذا بالطبع يتوقف على طبيعة الاتفاق مع النظام، الذي لا يتواني عن فعل أي شيء من أجل استمرار سيطرته. وأضاف إسماعيل: «بتوقيع هذه الاتفاقية ستصبح مصر دولة حليفة للعدو الصهيوني، ما يقيد قدرتها على انتقاد إسرائيل سياسيا، ويقلل نفوذ مصر في الملف الفلسطيني». واستهجن خبير الطاقة أن توقع مصر صفقة ملزمة لعشر سنوات لاستيراد الغاز من العدو الصهيوني، في الوقت الذي أعلنت فيه أنها ستبدأ التصدير من حقل ظهر عام 2020، وهناك حقول غاز أخرى تحت التطوير، مرجحا أن تكون هناك ضغوط سياسية أمريكية وإسرائيلية مورست على مصر لتوقيع هذه الصفقة. وقال عمرو السيد ـ الخبير والمحلل الاقتصادي ـ إن التمهيد لتوقيع مثل تلك الصفقة، التي تعد تاريخية للعدو الصهيوني، قد بدأ عقب وصول السيسي إلى سدة الحكم في البلاد بشكل فعلي».

يسرقون فلسطين بأيدينا

وفي صدارة من لفتوا الأنظار لبعد جديد في قضية الغاز جمال الجمل عبر «البديل»: «المعلن أن «استيراد الغاز» (التسمية الزائفة لسرقة ثروات فلسطين المنهوبة) سيتم عن طريق الأردن، وليس عن طريق خط أنابيب سيناء الذي تم تفجيره 12 مرة بعد ثورة يناير/كانون الثاني، لأسباب متداخلة في بعضها، ويتم ذلك بتعاقد بين شركتي دولفينوس المصرية وفجر الأردنية. لكن تكلفة الاستيراد ستكون عالية، وتزيد عن 3 أضعاف تكلفة استعادة خط العريش وتجهيزه للعمل في الاتجاه العكسي. السؤال: ما علاقة ما يحدث في سيناء بالإسراع في تأمين مد خط الغاز من المتوسط إلى العريش، أو إلى نقطة ما في المنطقة بين العريش وبئر العبد؟ وهل يفيد ذلك في فهم حالة سيناء، وتجهيزها كسوق اقتصادي جديد لخدمة الاقتصاد الصهيوني؟ والأخطر والأهم: هل تخف حدة الإرهاب «المصنوع» في سيناء، أو يتم تحريكه لمناطق أخرى، بهدف إعادة تشكيل تلك المناطق (خاصة جنوب سيناء)، وتعديل وظائفها لصالح ما نتكلم عنه ولا نتعرف عليه، حتى عندما يحدث مثل «ترتيبات الشرق الأوسط الجديد» و«صفقة القرن». وكمان، هل اتضح لكم الآن جزء بسيط من ضرورات التنازل عن تيران وصنافير، وعلى الجانب الآخر، خطوات تهيئة الأوضاع في دول الطوق كلها: سوريا ولبنان والأردن، بالإضافة إلى افتكاسة مدينة نيوم السعودية التي تبدو امتدادا صناعيا واقتصاديا واجتماعيا يوسع المجال الحيوي لإسرائيل الكبرى. الخيال الصهيوني يتحول إلى حقائق على الأرض، واحنا بنتكلم بطريقة «فوتنو بنيزة يا معنمي» و«جبنا جون كبير أوي» عشان هنطلع بحسنة حلوة من السبوبة. تبص وراك تلاقي عار العرب.. تبص قدامك تلاقي عار العرب. إنها الحرب.. فلا تصالح، ولا تتوخى الهرب».

سنصبح أغنياء

كثير من الكتاب متفائلين بالمستقبل، ومن هؤلاء كريم عبد السلام في «اليوم السابع»: «هل تذكرون أيام الطوابير على عربات أنابيب البوتاجاز وضحايا تلك الطوابير؟ وكيف كانت تلك السلعة الحيوية سببا لأزمات مجتمعية وجرائم واحتقانات وشعور بالمهانة؟ وهل تذكرون المفاوضات الشاقة التي كنا نخوضها خلال السنوات القليلة الماضية، لنحصل على الشحنات البترولية وشحنات الغاز المسال من الدول العربية بتسهيلات؟ وهل تذكرون كيف كانت بعض الدول العربية تمنع عنا تلك الشحنات عند أول اختلاف في وجهات النظر؟ وهل تذكرون كيف كانت الشركات العالمية ترفض الاستثمار في التنقيب عن الغاز والبترول في مصر وتوقف مشروعاتها بها بعد توقف سداد مستحقاتها؟ لا بد أن نتذكر تلك الأوضاع التي مررنا بها خلال السنوات السبع الماضية، حتى ندرك قيمة ما وصلنا إليه الآن، انتهاء أزمة طوابير البوتاجاز نهائيا خصوصا في فصل الشتاء، وتحقيق طفرة في مد أنابيب استهلاك الغاز الطبيعي في المحافظات، والاقتراب من تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز والبترول مع نهاية العام، وتسديد مستحقات الشركات العالمية، والدخول في شراكات جديدة مع كبريات الشركات، حتى وصلت عقود التنقيب في مختلف المناطق عندنا إلى 125 عقدا، مع تواصل الاكتشافات الضخمة، مثل حقل ظهر العملاق مع شركة إيني، وحقل أتول مع بريتش بتروليوم، وبدء تحولنا من دولة مستوردة للغاز إلى مركز إقليمي كبير للطاقة، يرتبط بدول شرق المتوسط وجنوب أوروبا. وحتى ندرك ما وصلنا إليه وما نستهدف تحقيقه، لابد أن نعرف أن الخراب والدمار الذي يجتاح المنطقة سببه أطماع الغاز بين قطر وتركيا وروسيا والولايات المتحدة، والكعكة هي خطوط إمداد أوروبا بالغاز، وبسببها دخل الدب الروسي بثقله في الأزمة السورية، وأعلن عمليا وفاة النظام العالمي الجديد أحادي القطبية».

إسرائيل تفوز دائماً

من الفائز في صفقة الغاز في صحيفة «البداية» أوضح نايل الشافعي أن الغاز الإسرائيلي المستورد إلى مصر هو للاستهلاك المحلي داخل مصر، ولن يعاد تصديره إلى خارج مصر، على الأقل لمدة عشر سنوات المقبلة لحين التمكن من مد أنبوب إسرائيلي في المياه التي تنازلت عنها مصر لقبرص وإسرائيل واليونان. وحتى اليوم لا توجد تكنولوجيا تتيح مد أنبوب على عمق 3581 مترا تحت سطح البحر، وهي أعمق نقطة لابد أن يمر بها الأنبوب الإسرائيلي، في «سهل هيرودوت» بين مصر وقبرص واليونان. ناهيك عن المشاكل السياسية بين اليونان وتركيا. سببان لاستهلاك الغاز الإسرائيلي في مصر: أولهما إسالة الغاز الإسرائيلي لتصديره تجعله باهظ السعر، إسرائيل تبيع الغاز لمصر (علاء عرفة ـ دولفينوس) 64 مليار متر مكعب بسعر 15 مليار دولار، حسب إجماع المصادر الصحافية، المتر المكعب = 35 قدما مكعبا، أي أن السعر لمصر هو 6.70 دولار للألف قدم مكعب، أي 6.72 دولار للمليون وحدة حرارية. إسالته في دمياط (أو إدكو) تتكلف نحو 1.50 ـ 2 دولار. وفك الإسالة في أوروبا يتكلف نحو 1 دولار. أي أن الغاز الإسرائيلي سيصل أوروبا بسعر يناهز 9 دولارات. بينما الغاز الروسي (الذي لا يحتاج إسالة) يباع في أوروبا بسعر يتراوح من 4 ـ 7 دولارات حسب الطلب، أي أن إسرائيل عليها بيع الغاز بسعر 1 دولار لمعامل التسييل حتى يمكنها منافسة روسيا. وهذا مستحيل. لهذا، بدون إسالة، فإن السوق المصري هو المنفذ الوحيد للغاز الإسرائيلي، ولذلك يتم إغلاق جميع صنابير حقول الغاز المصري منذ 2011، تحضيرا للسوق المصرية لتستقبل الغاز الإسرائيلي».

البعد السياسي للصفقة

يذهب بنا محمد الشناوي في «الشروق» بعيداً عند تناوله للقضية التي تشغل الكثيرين: «البعد السياسي لهذه الصفقة التي لم تتم في فراغ، بل تمت في ظروف محيطة، يعتبرها الكثيرون بدايات تمهد لمخاطر عاجلا أو آجلا، في ما يتعلق بعلاقات مصر مع عدوها التاريخي إسرائيل. وبصورة عامة لا يكاد يمر أسبوع إلا وتخرج علينا صحف إسرائيلية، أو يخرج مسؤولون إسرائيليون بصور مباشرة، أو من خلال تلميحات وتسريبات متنوعة لتذكرنا جميعا بعمق التعاون الأمني بين القاهرة وتل أبيب، خاصة في ما يتعلق بسيناء، وهو ما يقابله صمت رسمي مصري لا ينكر ما يُكتب في أغلب الأحيان. وتهدف إسرائيل من جانبها لتعويد وتطبيع الرأي العام المصري على جديد وحميمية العلاقات الثنائية المصرية الإسرائيلية. وبعدما شهدت مصر خلال السنوات الأخيرة أنماطا غريبة دخيلة على علاقتها بإسرائيل، التي ارتضى أغلبية الشعب المصري ألا تتخطى حالة «السلام البارد»، أصبحت دوائر صنع القرار الأمريكي تمتدح أحيانا عمق التعاون الأمني غير المسبوق بين القاهرة وتل أبيب، وتنتقد في أحيان أخرى عدم مشاركتها وتهميشها في ملفات التعاون الاستراتيجي بين مصر وإسرائيل. ومن الواضح أن مسار العلاقات المصرية يأخذ مسارا تصاعديا لم يحلم به أكثر الإسرائيليين تفاؤلا، وبدا ذلك بوضوح في خطوات مصرية غير مسبوقة، منها على سبيل المثال لا الحصر، عدم اتخاذ مواقف متشددة سواء من واشنطن أو تل أبيب بعد قرار ترامب نقل سفارة بلاده للقدس، وقبل ذلك كانت هناك خطوة سحب مشروع القرار المصري في مجلس الأمن الدولي الذي يدين سياسات الاستيطان الإسرائيلية في الضفة الغربية، ومن قبل ذلك محاولات مصرية مستمرة لتوسيع إطار اتفاقية الكويز».

«جول» جميل يا سيسي

حول «الجول» الذي أحرزته مصر في قضية الغاز الطبيعي قال مجدي سرحان في «الوفد»: «ننقل هنا شهادة في غاية الأهمية للوزير الراحل عمر سليمان رئيس المخابرات العامة في عهد مبارك.. كتبتها الزميلة الصحافية الدكتورة فاطمة سيد أحمد رئيسة تحرير «روز اليوسف» سابقا والمحررة العسكرية القديرة.. وتجيب عن أسئلة كثيرة مما يدور حول صفقة الغاز الطبيعي مع إسرائيل.. وبشكل محدد بُعد الأمن القومي في هذه القضية تقول الدكتورة فاطمة سيد أحمد: سألت الوزير عمر سليمان في عام 2009 عندما سربت إسرائيل الخبر الخاص بصفقة شراء الغاز الطبيعي من مصر.. فقال: «جميع أوراق الضغط التي جرى استخدامها في حرب 73 لم يعد يمكن استخدامها مرة أخرى.. وكان علينا أن نأخذ بأوراق ضغط جديدة تتواءم ومعاهدة السلام…. ووجدنا أن إسرائيل في أمَسّ الحاجة إلى الغاز.. وهو متوفر لدينا، وبيعه لهم سيوفر لنا عُملة من ناحية، ومن ناحية أخرى نريد تأمين سيناء والاستثمار فيها». ويضيف سليمان: «إن تصدير الغاز لإسرائيل كان هو بديل سلاح البترول في 73، وإن العقد قرب الانتهاء وسوف يتم رفع السعر لأننا نوفر لإسرائيل ميزة قرب المكان.. ما يجعل تكلفة توصيل الغاز لها أسرع.. ومن هنا فإن إسرائيل سربت أننا نصدر لها الغاز، لأنها الآن تنقب في حدودها البحرية وربما تستغني عن غازنا.. ولكن لا يمكنها الاستغناء عن أنابيب التوصيل، لأنها لو استبدلتها فسوف يكلفها الكثير من الأموال والوقت». وتواصل الدكتورة فاطمة: جاءت ثورة يناير.. وكانت إسرائيل قد اطمأنت على اكتشافات الغاز لديها».

وداعاً للحرية

لا جدال في أن قواعد اللعبة بين السلطة وقوى المعارضة تغيرت، وهو الأمر الذي بات عبد العظيم حماد مقتنعاً به في «الشروق»: «لا جدال في أن فكرة التجميد أو الاعتزال هي أسوأ الأفكار في هذه اللحظة من تاريخ مصر، لأنها ليست فقط استجابة انفعالية، واستسلاما نهائيا للسلطوية، ولكنها أيضا عقاب للنفس، وتبديد لمكتسبات وخبرات تنظيمية وفكرية، يعود بالحياة السياسية المصرية إلى ما قبل إقرار شرعية التعددية، مع الاعتراف بكل القيود والعقبات على هذه التعددية، ومع الاعتراف بوقوع مظالم كثيرة في حق حزبيين سلميين. سبب آخر يدعونا إلى رفض تجميد النشاط الحزبي بمعناه المحدد، والنشاط السياسي بمعناه العام هو الخذلان المتوقع من هذه الخطوة للأجيال الشابة، وهي الأغلبية بين المهتمين بمستقبل مصر حاليا، إذ أن هذه الأجيال ليست مقتنعة ـ لأسباب كثيرة ـ بالممارسات السياسية الحالية، ولا بجدوى إحياء نظام يوليو/تموز 1952، ولا باستثنائية الظروف المصرية حاضرا ومستقبلا، كمبرر أبدي لوأد التحول الديمقراطي، وليست هذه العقيدة وليدة ثورة يناير/كانون الثاني 2011 بقدر ما كانت سببا لها، ولذا فإن خذلان هذه الأجيال سوف يكون جريمة وطنية وأخلاقية. في هذه النقطة بالذات، وإعمالا لمنهج التفكير بالتمني ـ الذي لا أحبه كثيرا ـ فإنني أفترض أن إبقاء باب المشاركة السياسية مفتوحا أمام الأجيال الشابة هو نقطة التقاء للمصالح بين النظام الحاكم، وقوى المعارضة الديمقراطية، أو هذا ما يجب أن يكون، لأن إغلاق الأبواب، ومواصلة تفريغ المجتمع من التنظيمات السياسية سوف يؤديان على المدى المتوسط ـ ولا أقول البعيد ــ إلى تجذر وانتشار التنظيمات السياسية الدينية، إن لم يكن بين أعداد كبيرة من «الشباب» فسيكون بين أعداد لا يستهان بها منهم، بدون أن يجد هؤلاء الأخيرون حائط صد مدني ديمقراطي في مواجهتهم، من القاعدة إلى القمة. إن أكبر آفات الحركة الحزبية المصرية هو أن تعجل قطف الثمار، والثمار هنا ليست شيئا غير السلطة».

فرض عين

ومن قضايا الأمس ما له علاقة بالانتخابات الرئاسية المقبلة وبدوره قال علاء ثابت في «الأهرام»: «ليس الهدف من هذا المقال إطلاق فتوى دينية بشأن وجوب المشاركة في الانتخابات، سواء الرئاسية أو الانتخابات الأخرى البرلمانية والمحلية والنقابية والطلابية وانتخابات الأندية، إلخ. ولكن الهدف وضع الأمور في نصابها في ظل حالة الضبابية التي يصدرها البعض للرأي العام. فالثابت أن المشاركة في الانتخابات باعتبارها إحدى أهم إجراءات العملية الديمقراطية تدور نسبتها في كل دول العالم حول نصف عدد من لهم حق التصويت في الانتخابات، وهي بهذا المعني تكاد تكون فرض كفاية، أي أنه لا يلزم أن يشارك كل من له حق التصويت. ولم يحدث في أي من تلك الدول أن ادعت المعارضة أن تواضع تلك النسبة راجع إلى موقفها وإحجامها عن المشاركة أو حتى دعوتها للمقاطعة إن حدث، ولا أظنه حدث في دولة لديها معارضة حقيقية مهيأة ومستعدة وتسعى للوصول إلى السلطة. والثابت أيضا أن هناك العديد من العوامل والمحفزات التي تدفع المواطنين للمشاركة في الانتخابات تختلف من بلد لآخر، ومن شخص لآخر ومن فترة لأخرى. والثابت أيضا أن تنظيم انتخابات نزيهة تمكن المواطنين من الإدلاء برأيهم، حق أصيل من حقوق المواطنين، باعتبارها الوسيلة المثلى لمحاسبة أو مكافأة من انتخبوه. بمعنى أن إعادة انتخاب من سبق انتخابه تعني أنه كان عند ثقة المواطنين التي حصل عليها، ويعنى إقرارا منهم بسلامة المنهج الذي اتبعه خلال فترة انتخابه، أما إذا لم يمنحوه ثقتهم فيعني عقابا له وإقرارا منهم بأنه لم يلتزم بتحقيق إرادتهم. ومن هنا فإن الانتخابات تمثل للمعارضة الفرصة الأهم والأكبر للإعلان عن نفسها وتأكيد وجودها، ومدى شعبيتها وسلامة ما تطرحه من رؤى وسياسات مختلفة عما يطرحه وينفذه من يحكم».

مصائب قوم

«منذ أن ابتلينا نحن المصريين ودول عربية آخرى في المنطقة بمصائب الإرهاب، والفوائد تتساقط في حجور حكامنا العرب ملوكا ورؤساء. ولكثرة الفوائد التي جناها وأحصاها سليمان الحكيم في «مصر العربية»، ظن البعض ـ وهو غير ملوم بظنه ـ أن الحوادث الإرهابية التي تتوالى على أرضنا العربية هي من صناعة السلطات المحلية في كل قطر على حدة، إعمالا للمبدأ الذي يعتقد علماء الجريمة في صحته، الذي يقول «إبحث عن المستفيد». بعد أن ساعد إعمال هذا المبدأ في الكشف عن العديد من الجرائم التي كانت غامضة مجهولة الفاعل. وإذا نظرنا لجرائم الإرهاب التي تحدث الآن هنا وهناك. نجد لها من الفوائد ما يغري البعض بتحويل الشك إلى يقين بأن الفاعل هو السلطة المحلية في أي قطر.
فهي الطرف الوحيد الذي يستفيد منها، رغم كل ما ينتج عنها من مصائب تنهال على رؤس مواطنيها. وأول تلك الفوائد وأكثرها وضوحا. هو تثبيت دعائم الاستقرار لصاحب السلطان، رغم ما يدعيه من اتهام لاؤلئك الإرهابيين بمحاولة قلب نظام الحكم وتقويض دعائم الدولة. فنجده يغيب الديمقراطية ويزيحها جانبا. ويسلب الحريات لمواطنيه.
بدءا من حرية الرأي وليس انتهاء بحرية التظاهر أو الاعتصام، وأي مظهر من مظاهر الاحتجاج أو الشكوى لممارساته الممعنة في الاستبداد، بحجة منع الإرهابيين أو أنصارهم من الوصول إلى مؤسسات الدولة واستغلالها في نشر أفكارهم الهدامة أو الاتجاه بها نحو ما يحقق أغراضهم التي يراها مدمرة. ليظل وجود الإرهاب علي أرضه مبررا قويا لتزوير الانتخابات وتزييف الإرادة وتكميم الأفواه وسد المنافذ. فيرتع فيها الفساد الذي يسمح به لأنصاره ويتغاضي عنه لمؤيديه ثمنا لتأييد حكمه».

لماذا تأخر الروس؟

يبدي أكرم القصاص في «اليوم السابع» هواجس عن أسباب تأخير عودة السياحة الروسية لمصر: «طوال الفترة ما بعد سقوط الطائرة الروسية، والتزام مصر بالكثير من الإجراءات وتكرار التأجيلات، على الرغم من الوعود، وتوقيع اتفاقية المحطة النووية في الضبعة.. في ما يظهر السياحة الروسية ورقة من أوراق اللعب.. ولا تبتعد المصالح الروسية عن قضية الغاز، لأن تحول مصر إلى مركز إقليمي للغاز والتصدير لأوروبا، محتمل أن يخصم من نصيب روسيا من الغاز لأوروبا، على الرغم من أن روسيا اشترت نسبة من غاز حقل ظهر، لكنها تواجه منافسة، وصفقة الشركة الخاصة مع الغاز الإسرائيلي تؤثر على تركيا، وأيضًا على روسيا بدرجة ما.. وبالتالي تلتقي مخاوف تركيا، مع بعض مخاوف روسيا. بعد الحرب العالمية الثانية «كانت هناك قوتان عظميان، وبخروج الاتحاد السوفييتي تغيرت الصيغة، وظهرت فراغات في أوروبا الشرقية والدول التابعة للسوفييت، كمؤشر لقيام تحالفات أو صراعات، وتوقع ألفين توفلر أن تجرف التحولات العالمية قادة العالم، وتغير من شكل ونوع السلطة السياسية. العلاقات المصرية الروسية ليست هي العلاقات المصرية السوفييتية، كان زمن الأقطاب يتيح القدرة على المناورة واللعب على الأقطاب.. السوفييت يدعمون مصر في مواجهة أمريكا، وأمريكا انتزعت السادات من المعسكر السوفييتي.. علاقات القاهرة مع واشنطن، لا تعني التحالف في كل الملفات، والاتفاقية مع إسرائيل لا تعني الامتزاج والتعاون، الخلافات قائمة في القضية الفلسطينية، ونقل السفارة للقدس، والولايات المتحدة هددت الدول، التي صوتت ضد نقل السفارة الأمريكية للقدس، خاصة، ومصر رفعت الأمر في مجلس الأمن وصدر القرار وتعطل بالفيتو».

وثالثهما النيل

نتحول نحو الأزمة مع إثيوبيا حيث عبّر ماهر حسن في «المصري اليوم» عن مخاوفه من تفاقم الازمة في ما يتعلق بسد النهضة: «كان الدكتور محمد نصر الدين علام، وزير الموارد المائية والري المصري السابق قد حذر في تصريح قديم، من مخطط إثيوبي لإقامة العديد من السدود على نهر النيل، مشيرا إلى أن إعلان أديس أبابا عن إقامة أضخم سد على النيل ـ الألفية العظيم ـ يؤكد أنها ستواصل خططها للتحكم الكامل في مياه النيل الأزرق، وتمضى إثيوبيا بخطة لإقامة 4 سدود على نهر النيل للتحكم في مياه النيل ونبّه خبراء مياه أن ذلك سيحول بحيرة ناصر إلى بركة خلال سنوات من بدء تشغيل هذه السدود، وحذروا من انتهاج أديس أبابا سياسة فرض الأمر الواقع، خاصة مع بناء العديد من السدود الصغيرة، ثم قاموا بتنفيذ سد تكيزة الذي لم تحتج عليه الحكومة المصرية. كما أن إثيوبيا تظهر وكأنها الدولة التي تستأثر بمياه النيل دون غيرها من دول الحوض، وكانت إثيوبيا في 21 إبريل/نيسان 2011 قد أعلنت رفضها السماح لمصر بفحص سد الألفية إذا لم توقع القاهرة اتفاقا جديدا تتخلى بموجبه عن حقها في النقض بشأن توزيع مياه النهر، وأبدى وزير الخارجية الإثيوبي هيلامريام دسالني استعداد بلاده للتفاوض والمشاركة على المستوى الأعلى والفني، وقال «لكننا دولة ذات سيادة». انتهى سردنا التاريخى لتطور العلاقة بين مصر وإثيوبيا ولا ينقصنا سوى أن نعرف بوضوح وجلاء وشفافية إلى أي نقطة وعلى أي نحو وصلنا مع إثيوبيا في ما يتعلق بمصير مصر المائي».
لغتنا الجميلة تموت

بعيداً عن السياسة وأزماتها نتوجه نحو مهموم بحال اللغة، الشاعر فاروق جويدة في «الأهرام»: «الشيء المؤكد أن إنهيار اللغة العربية يمثل انهيارا للثقافة العربية بكل تاريخها، بل إنه يمثل خطرا حقيقيا على الإسلام، العقيدة والشريعة والنص القرآني، ولنا أن نتصور الموقف بعد سنوات قليلة وأبناؤنا في المدارس لا يعرفون شيئا من لغتهم، وكيف ستكون لغة الناس في الشوارع وأحاديثهم في الإعلام وصلواتهم في المساجد ومعاملاتهم في المؤسسات والبنوك والمستشفيات والأجهزة الحكومية. هناك دول عربية الآن انقطعت صلتها تماما باللغة العربية إننى كثيرا ما اتلقى دعوات من عواصم عربية باللغة الإنكليزية، بل إن هناك عشرات المسابقات الثقافية في أكثر من عاصمة عربية حول أشعار العامية ومعها الأغاني والمسلسلات وقليلا ما تجد نصا عربيا فصيحا في إحدى الفضائيات. حتى الفنانون الكبار يهربون الآن من اللغة العربية الفصيحة أمام ضعف مستوى اللغة وتراجعها. إن القضية لا تحتاج إلى توضيح فهي ظاهرة خطيرة نلمسها في كل شيء ولكن علينا الآن أن نتتبع أسبابها حتى نصل إلى حلول جذرية تعيد للغة العربية كرامتها في أوطانها وبين شعوبها، وينبغي ألا تقبل الدول العربية بعدم تدريس اللغة العربية في مؤسسات ومدارس التعليم الأجنبي بكل لغاته، وهذه المأساة لا تعاني منها دولة واحدة، ولكنها تنتشر كالوباء في كل الدول والعواصم العربية».

خديعة السلطة

ما زال الكذب باسم المؤامرة المفروضة على مصر يتواصل، وهو الأمر الذي يرفضه عبد الناصر سلامة في «المصري اليوم»: «أعتقد أن تعبير «هدم الدولة» يجب عدم إطلاقه على الأحزاب السياسية، يجب عدم إطلاقه على المعارضة، أو على النقد بشكل عام، يجب عدم إطلاقه على من تسول له نفسه الترشح للرئاسة، أو على من يرى أن هناك فشلاً في أي من المجالات السياسية أو الاقتصادية أو المعيشية، يجب عدم إطلاقه على السياسيين، على الكُتاب، على المتظاهرين، على الاحتجاجات بصفة عامة، حتى على من يرغبون في مقاطعة الانتخابات، أي انتخابات، أيضاً يجب عدم إطلاقه على مَن يناوئون النظام، أي نظام، ذلك أن الفرق شاسع بين الدولة والنظام، الدولة ثابتة ومستمرة، أما النظام فهو متغير، أياً كانت مدة استمراره، يجب عدم اتهام شخص بالعمل على هدم الدولة، لمجرد أن له رأياً آخر على خلاف الرأي الرسمي، جميعها وجهات نظر تقبل الصواب والخطأ، والاختلاف في الرأي يجب ألا يُفْسِد السلام الاجتماعي بأي حال من الأحوال. الآن أصبحت هذه التهمة الأكثر شيوعاً، الأكثر استخداماً، على لسان التنفيذيين، كما البرلمانيين، كما الإعلاميين، نرددها كالببغاوات، لم يفكر أحد في عواقبها، لم يحاول أحد التوقف أمام الرسالة التي يمكن أن تسفر عنها، رسالة إلى الداخل، كما هي إلى الخارج، هي دلالة واضحة على أن المجتمع منقسم من الوريد إلى الوريد، ليس انقساماً سياسياً بقدر ما هو فقدان للانتماء».

تجارة البشر

«نجحت مصر مؤخراً، كما يلفت الانتباه محمد بسيوني في «الوطن» في محاصرة الهجرة غير الشرعية، بتغليظ العقوبات على سماسرة الهجرة، وأعلن السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي بحزم عن منع مصر لعمليات الهجرة غير الشرعية منها، وهو ما انعكس فعلياً في تراجع حوادث الهجرة غير الشرعية عبر البحر إلى أوروبا من شواطئ مصر، ولكن الظاهرة ما زالت تتضخم في ليبيا والسودان والجزائر وسوريا والعراق وتركيا ودول جنوب شرق آسيا، والهجرة غير الشرعية هي الطريق السهل للهروب من الأزمات المحلية، وتعددت طرق الهجرة غير الشرعية لتشمل ركوب البحر أو السير في الصحراء لمسافات طويلة، وعبور الجبال والغابات وغيرها من الطرق الخطرة التي يكون الموت فيها معلقاً في رقاب الهاربين والمجهول دموياً دائماً.. والذين ينظمون عمليات الهجرة غير الشرعية سماسرة فقدوا العواطف ويقبلون أثماناً ضخمة مقابل الحصول على المال الحرام من المهاجرين، ومن الجهات التي تتاجر فيهم! ومع تزايد أعداد المهاجرين ظهر بزنس الإخفاء والإيواء والمتاجرة في الطعام الفاسد والدعارة، وقطع الغيار البشرية والعبودية والقتل وغيرها من الجرائم ضد الإنسانية، حيث القانون الدولى عاجز عن مواجهتها.. وكلما تحركت دولة لمواجهة هذا الوباء الخطير الذي ينتشر، وجدنا من يسارع إلى إخفاء الجرائم البشعة خلف حملات إعلامية، تبرز بكاء وعويل وجوع وقهر المهاجرين، خاصة من الأطفال والنساء والعجزة».

سوء سمعة

«لماذا لا نعرف في مصر الدفاع عن أنفسنا؟ لماذا حينما يكون لدينا حق لا نقدر على إثباته؟ يسأل عماد الدين أديب في «الوطن»، حينما يدّعي علينا البعض كذباً وبهتاناً لا تكون لدينا شجاعة المبادرة في طرح قضيتنا وإبراز الأدلة والحقائق والوقائع أمام الرأي العام سواء في مصر أو في الخارج؟ تأتى قضية الشاب البريطاني الذي توفي في أحد المستشفيات في مصر حينما كان يقوم بزيارة كسائح لبلادنا، وكل اللغط الذي أثير حولها في وسائل الإعلام البريطانية لتطرح من جديد هذه المعضلة، وتفرز هذه التساؤلات. قالوا في الصحف البريطانية إن سبب وفاة الشاب أن المستشفى في مصر رفع عنه جهاز التنفس الصناعي لعدم قدرة الشاب على دفع باقي فاتورة علاجه البالغة 7 آلاف جنيه إسترليني. وثبت من الوقائع ومن شهادة مدير المستشفي المصري، ومن شهادة طبيب التشريح البريطاني أن سبب الوفاة هو تعطل وظائف الكلى، حيث أن الشاب كان يعاني من فشل كلوي وكان يقوم بعمليات «غسيل كلوي» منذ فترة. رغم كل ذلك لم نقم بشرح الوضع وطرح الحقائق والرد على وسائل الإعلام البريطانية، وتركنا الموضوع كي يترك آثاره السلبية على سمعة بلادنا الطيبة. وكأننا شركاء في مشروع للإساءة لسمعة بلادنا ومواطنينا، وكأننا نريد أن نقول «لا تأتوا إلى مصر لأنكم لن تكونوا آمنين».

 وقوع مظالم كثيرة في حق حزبيين سلميين والأجيال الجديدة غير مقتنعة بالممارسات السياسية الحالية

حسام عبد البصير

«تايمز»: في الغوطة الشرقية يذبح الأطفال والنظام حوّلها إلى جحيم على الأرض

Posted: 23 Feb 2018 02:24 PM PST

لندن – «القدس العربي»: كتبت صحيفة «تايمز» في افتتاحيتها أن الأطفال السوريين يذبحون بسبب القصف الجوي على الغوطة الشرقية في ضواحي العاصمة دمشق. ولو لم يتوقف القصف فعلى الغرب التفكير بضرب المطارات الجوية السورية.
وقالت إن السكان الخائفين حصلوا على فسحة قصيرة من القصف يوم الخميس، ولم يكن هذا بسبب قوة الدبلوماسية الدولية أو تصميم الأمم المتحدة ولكن لسوء الأحوال الجوية. وقرر سلاح الجو السوري وقف طلعات مروحياته خوفاً من المطبات الجوية التي قد تمنعها من رمي البراميل المتفجرة. إلا أن القصف المدفعي ظل متواصلا بشكل عزز ما قاله الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتـريش أن الغـوطة أصـبحت «جـهنم على الأرض».
وتذكر الصحيفة أن هناك الكثير من النيران التي اندلعت في سوريا منذ عام 2011. فقبل ستة أعوام كانت ماري غولفين، مراسلة صحيفة «صنداي تايمز» واحدة من الذين حوصروا وقصفوا في مدينة حمص. وفي عام 2016 تم تحويل شرقي حلب إلى أنقاض. ورغم تأكيد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انهم تعلموا من درس حلب. إلا أن الغوطة الشرقية وسكانها الـ 400.000 سيواجهون المصير نفسه.
فبالنسبة للنظام فإن الدروس المستقاة من حلب تعني محاصرة وتجويع وقصف السكان حتى يصيب الإجهاد الجميع ويستسلمون وبعد ذلك تعطيهم عرضاً إما الجلاء أم التدمير الكامل. وتشير إلى أن لا أمل في قيام مجلس الأمن بحل الأزمة. فقد تم الإتفاق على وقف إطلاق النار ليتم خرقه بعد ذلك على يد الرئيس فلاديمير بوتين وبشار الأسد اللذين يحتفظان بحق سحق أي طرف يرونه هم إرهابياً. وتقول روسيا والنظام إن العملية في الغوطة جاءت بسبب إطلاق قنابل الهاون منها على العاصمة. ويزعمون أن هناك 500 إرهابي ذابوا بين السكان. مع أن معظم المحللين الغربيين يرون أن هذا الرقم مبالغ فيه.
وأياً تكن الحقيقة فقد كان الرد غير متناسب. وكما شاهدنا منذ سنوات فقد استخدم النظام القنابل الحارقة وغاز السارين من قبل. وترى الصحيفة أن محور روسيا، إيران والقيادة السورية يرتكب جرائم حرب في وقت يزعمون أنهم يقومون بعمليات مكافحة تمرد. وتزعم روسيا أنها قلقة على الخسائر في الأرواح مع أنها تدعم النظام بالسلاح والمعلومات الإستخباراتية والغطاء الجوي والاستشارة العسكرية.
وتظاهرت موسكو بأنها الضامن للنظام السوري في اتفاق تقكيك السلاح الكيميائي السوري. وسمحت بإخفاء جزء منه يستخدمه الأسد وييبد مجتمعا سوريا آخر حتى يعلن نفسه قائدا على دولة متلاشية لكنها لا تزال فاعلة.
وتقول الصحيفة إن الهجوم على الغوطة الشرقية هو جزء من لعبة نهاية صممها بوتين ووكيله السوري. فهناك 350 مليار دولار يجب توفيرها لإعمار البلاد. وكل العقود يجب أن تمر عبر الحكومة المركزية. وستمنح هذه العقود الحياة للنظام الذي سيوزعها على الروس والصينيين ويؤكد سيطرته على كل سوريا ما قبل الحرب.
وترى الصحيفة أنه يجب ان لا يكون سكان الغوطة الشرقية جزءاً من لعبة السلطة الرهيبة هذه. وهناك حاجة للمساعدات الإنسانية وإن اقتضى الأمر فعلى الولايات المتحدة تحدي سيطرة الروس على الأجواء فوق دمشق وضـرب الطيـران السـوري.
وتقول إن هناك حالة قوية لشل اسطول المروحيات التابع للأسد ومنعه من استخدام البراميل المتفجرة. ويرى البعض أن هذه العملية يمكن إنجازها بسرعة. ورغم أنها لن تنهي حكم عائلة الأسد إلا أنها ستنقذ حياة المدنيين.
وتتهم الصحيفة الغرب بالجبن حيث سمح للروس ببناء معسكر تأثير لهم أينما شاءوا. وربمـا اعتـقد الأسـد ورعاته أنهم يقومون بتحقيق النصر عبر القصف، لكن يجب أن لا يسمح لهم بالإنتصار في السلام لأن السلام هو مقبرتهم.

«واشنطن بوست»: أمريكا تفكر مع حلفائها في توسيع المنطقة الأمنية جنوبي سوريا

كتب ديفيد إغناطيوس في صحيفة «واشنطن بوست» أن سوريا تحولت مرة أخرى إلى «حفرة رهيبة». وأشار إلى أن الصورة الثابتة التي انتشرت في مؤتمر الأمن الذي انعقد في ميونيخ كانت عندما حمل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وبطريقة مسرحية بقايا طائرة إيرانية بدون طيار وحذر طهران «لا تمتحنوا صبر إسرائيل».
وتساءل إن كانت إسرائيل وإيران في محاولتهما تأكيد التأثير في سوريا تمشيان نحو الحرب. مجيباً أن الإحتمال لا، مع أن لعبة بدأت يحاول فيها صناع السياسة في روسيا والولايات المتحدة وإيران وإسرائيل تحديد قواعد اللعبة. وقال إن المواجهة بين إسرائيل وإيران تعتبر العامل الأخطر الجديد في الحرب الأهلية السورية التي تفجرت من جديد بعد أشهر من الهدوء. ويحاول النظام سحق المقاومة في الغوطة الشرقية قرب دمشق حيث لا تزال مجموعات من المسلحين الذين دعمتهم المخابرات الأمريكية مرة يكافحون اعتمادًا على أنفسهم.
ويرى الكاتب أن الوجه الجديد من النزاع السوري هو إعادة تكرار لحصار حلب ولكن بعامل جديد خطير وهو احتمال المواجهة بين إيران وإسرائيل، مشيرا إلى أن هذه النقطة هي التي تثير مخاوف المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين، خاصة بعد إسقاط مقاتلة أف-16 خلال مهمة غارات انتقامية بعد حادث الدرون. ولخص مسؤول بارز في إدارة ترامب استراتيجية القوات الإيرانية في سوريا بأن على إسرائيل الإحتفاظ بحرية التحرك لضرب التهديدات الإيرانية في سوريا وفي أي مكان، ويجب على الولايات المتحدة وروسيا توسيع المنطقة العازلة في جنوب غربي سوريا حيث لا يسمح للقوات المدعومة من إيران العمل هناك.
وتبلغ مساحة المنطقة العازلة الآن حوالي 10 كيلومترات، إلا أن الولايات المتحدة تريد توسيعه إلى 20 كيلومتراً. ويرى الكاتب أن هذه الصيغة البسيطة لا تعالج المشكلة الأكبر التي تعلم المواجهة الإسرائيلية – الإيرانية. وتساءل إن كان على إسرائيل العمل مع روسيا لتخفيف الخطر الإيراني؟ وهل على الولايات المتحدة استخدام قوتها العسكرية لوقف التقدم الإيراني في شرقي سوريا؟ مشيراً إلى تفكير مثير للجدل يتم بحثه بهدوء بين المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين.
ويدور حول واقعية إدارة القوات الأمريكية وحلفائها أكراد سوريا المناطق شرقي الفرات، لأنها عملية طويلة. والسؤال يتعلق فيما إن كان على الولايات المتحدة العمل وبطريقة تدريجية إعادة سيطرة الحكومة على ذلك الجزء من البلاد؟ ويصف مسؤولون المدخل إنه «عودة الدولة لا النظام»، وهناك شرط مهم لتحقيق هذا وهو أن عودة الدولة لا تعني إعادة سلطة بشار الأسد الذين لن يغفر له ملايين السوريين المجازر التي ارتكبها ضدهم. وكان هذا واضحاً في المجازر التي ارتكبت في الغوطة الشرقية. ويبحث المسؤولون في واشنطن وتل أبيب وموسكو إمكانية عقد صفقة بين أكراد سوريا «قوات سوريا الديمقراطية» من جهة والدولة السورية والجيش الذي سيعاد تأهيله من جهة أخرى. ولو حدث تحالف كردي مع الحكومة السورية فسيكون بمثابة الحاجز الجيد ضد التأثير الإيراني أكثر من احتلال أمريكي لا يمكن الحفاظ عليه لمدة طويلة. وربما شكل حجر أساس لإقامة سوريا جديدة.

ميليشيا وكيلة

ويرى إغناطيوس إن الولايات المتحدة في حاجة لاستراتيجية قوية ومتماسكة تستطيع من خلالها الحد من التأثير الإيراني في سوريا. ويعترف الكاتب بأن واشنطن لديها أوراق نفوذ لكنها غير متأكدة من كيفية استخدامها وهو ما يعطي المنافسين لها الفرصة للتحرك مثل تركيا وإيران وروسيا. وحسب المدير السابق للعمليات الإيرانية في وكالة الإستخبارات الأمريكية (سي آي إيه) نورمان رول إن «أكثر الخيارات كلفة في الشرق الأوسط هو أن لا تفعل شيئًا». وتقوم إيران في سوريا، بإعادة استنساخ النموذج الذي أقامته في لبنان والعراق واليمن.
ويعلق رول أن الإيرانيين يعتمدون على ثلاثة عوامل لتأكيد تأثيرهم، وكلها متوفرة اليوم في سوريا. فقد أقامت ميليشيا وكيلة باسم «المقاومة الوطنية السورية» أو «حزب الله سوريا». وهي مجموعة صغيرة ومتحركة وتتميز بالدافعية حسب أيمن جواد التميمي. وقاتلت في دمشق وتدمر وحلب وأنشأت فروعاً لها في شمال شرقي وجنوب غربي سوريا. ويختم بالقول إن الولايات المتحدة وروسيا بحاجة للعمل على تحقيق استقرار وإلا استمرت هذه الكارثة وزادت سوءا. مذكرا أن التنازع على التأثير بين القوى الأجنبية والجماعات الوكيلة لها تذكر بلبنان قبل حربي عام 1982 و 2006.

 

«تايمز»: في الغوطة الشرقية يذبح الأطفال والنظام حوّلها إلى جحيم على الأرض

إبراهيم درويش

مقتل 70 مدنيًا في قصف بأسلحة محرمة دولياً استخدمها النظام في الغوطة الشرقية

Posted: 23 Feb 2018 02:24 PM PST

دمشق – «القدس العربي» : استمرت الانتهاكات المروعة بحق المدنيين المحاصرين في الغوطة الشرقية لليوم السادس على التوالي وسط تعامي الأمم المتحدة ودول العالم عن الجرائم التي ترتكبها موسكو والنظام السوري، حيث ظهرت ردود أفعال لا ترتقي إلى حجم المأساة التي يواجهها المدنيون المعزولون عن العالم في بقعة جغرافية صغيرة قرب العاصمة دمشق.
إحصائيات دموية تنتهي بتوثيق مقتل ما لا يقل عن 50 مدنياً وتزيد عن ذلك حسب حالات الإصابات الحرجة التي توثق لاحقاً، حيث تحدثت إحصائية الأربع وعشرين ساعة الفائتة عن 70 مدنياً بشكل مبدئي، معظمهم من النساء والأطفال في ثلاث مجازر متلاحقة في كل من عربين ودوما وحمورية جراء قصف صاروخي ومدفعي إضافة إلى استهداف المناطق بالبراميل المتفجرة والصواريخ المحملة بمادة النابالم المحرمة دولياً الأمر الذي خلف عشرات القتلى ومئات الجرحى واندلاع الحرائق في الأحياء السكنية المستهدفة.
مركز الدفاع المدني في ريف دمشق قال إن النظام السوري قصف ظهر أمس الجمعة الأحياء السكنية في مدينة دوما بالقنابل العنقودية المحرمة دولياً، واسفر عن مقتل عدد من الاهالي، فيما ارتكبت المقاتلات الحربية الروسية والسورية مجزرة راح ضحيتها أكثر من 10 مدنيين بينهم طفلة وامرأة وأصيب أكثر من مئة مدني جلهم من الأطفال والنساء في مدينة عربين، جراء قصف عنيف بأكثر من 25 غارة جوية وأكثر من 18 برميلاً متفجراً من الطيران المروحي بالإضافة إلى أكثر من 150 صاروخاً وقذيفة على الأحياء السكنية في المدينة.

شل القطاع الطبي

وأكدت شهادات طبيبة ان القطاع الطبي في الغوطة الشرقية يتعرض لتحديات عديدة بينها استهداف النظام للكوادر العاملة في المنطقة المحاصرة، وكذلك المنشآت والمراكز الصحية بشكل متصاعد خلال الايام الماضية، حيث استهدف النظام وحلفاؤه 24 مركزاً طبيا ًخلال 5 ايام، الامر الذي حد بشكل كبير من قدرة الكوادر الطبية على الاستجابة فيما خرج عدد من هذه المنشآت المستهدفة عن الخدمة والبعض الآخر اضطر من تخفيض استجابته.
وذكر الطبيب محمد كتوب من مدينة دوما، ان نحو 40 بالمئة من القدرة على الاستجابة الطبيبة حالياً مفقودة، بالاضافة إلى عدم القدرة على الحركة بسبب سياسية الارض المحروقة التي يتبعها النظام السوري وحلفائه، فسيارات الاسعاف لا تملك القدرة على التنقل او نقل المصابين من موقع الاستهداف إلى النقاط الطبية.
وما يحدث الآن في رأي الطبيب كتوب هو استهداف مباشر لمنطقة الاستهداف اثناء اسعاف المصابين من هذه المناطق، مؤكداً ان أكثر من 10 سيارات اسعاف خرجت عن الخدمة خلال الخمسة أيام الماضية، في ظل تحدي آخر وهو الحصار وسط انعدام وجود المواد الطبية التي تساعد الكوادر على الاستجابة، مضيفا «المشكلة الرئيسية هي الحركة بين المراكز الطبية ومواقع الاستهداف، فالتكتيك هو استهداف البنى التحتية والمشافي الطبية والمستودعات القليلة للمواد الغذائية والافران ومقومات الحياة الاساسية للسكان، كما استهدف النظام مركزين للهلال الاحمر السوري الذي يعتبر مركزه الرئيسي في دمشق».

رسالتان من الغوطة

الناشطة الإعلامية «ميمونة العمار» من أهالي الغوطة الشرقية المحاصرين، دونت على صفحتها الشخصية على الفيسبوك «رسالتان ربما تكونان الأخيرتين لهذا العالم، واحدة عاجلة والثانية استراتيجية لكنها عاجلة أيضاً، وكتبت «إلى دعاة اللاعنف والسلام الصادقين المؤمنين من ذوي الدماء الزرقاء وأبناء الدول الكبرى ولا أقصد هنا الإساءة وإنما أصف واقعاً أن هناك حلاً لوقف شلال الدماء في الغوطة وغيرها. إذا وجد فدائيون منكم كما كانت راشيل كوري التي وقفت أمام تجريف بيوت الفلسطينيين واستطاعت منع ذلك حينها أو تأجيله على الأقل والحد منه إلى أمد، لا يمكننا سوى تصور أن أنهار دمائنا ربما من ماء، عندما ننظر إلى ردة الفعل المختلفة فيما لو كان أحد منكم عرضة للخطر أو سالت قطرة من دمه.
الثانية وهي الأهم، حسب الرسالة «عملكم أيها الدعاة في كل حين وبلا مناسبات لإلغاء باطل (حق) الفيتو من مجلس الأمن. الذي يسمح لقليل من البشر بالتحكم بمصير غالبية البشر. وهو ما منع في كثير من الحالات ردع المجرمين من ارتكاب جرائمهم على مر التاريخ منذ إعلانه، ربما لا تتمكنون من إنقاذ الإنسان في الغوطة أو في سوريا اليوم لكن ذلك سينقذ حتماً ملايين من المستضعفين مستقبلاً. ويجعلنا أهلاً لتكريم الله للإنسان، إخوتي في المبدأ لا أقصد من كلماتي تحميلكم المسؤولية أو لومكم أو المزاودة عليكم، إلا إنني طرحت ما رأيت أنه يمكن أن يحدث فرقًا في مأساة الإنسانية، ولمن يرغب منكم بالمساعدة».
وأجمعت آراء ناشطين ومعارضين على لوم الأمم المتحدة بسبب عجزها عن إيجاد حل جدي رادع للنظام السوري وحلفائه الذين يتعمدون قتل 400 ألف مدني محاصر وتعذيبهم ومنع أبسط الحقوق عنهم، حيث يجمع المعارضون للنظام السوري على تعامي الأمم المتحدة ودول أصدقاء الشعب السوري عن هذه الجرائم واهمها استهداف الجرحى والمرافق الطبية وقتل الأطفال بشكل متعمد.

ردود فعل

ناشطون من محافظة اللاذقية الساحلية اعلنوا الخميس بياناً بعنوان «أهل مكة أدرى بشعابها» مطالبين فصائل المعارضة المسلحة العاملة في ريف اللاذقية، باستهداف مراكز النظام الأمنية نصرة لريف دمشق، وجاء في البيان «نحن أهل الساحل أدرى بجبهاتنا، مواقع استراتيجية لميليشيا النظام تحت مرمى نيران مدفعية الفصائل وإن تم استهدافها، النظام هو من سيفاوض على إيقاف الهجمة على الغوطة، وانطلاقاً من هذا الأمر فإن فصائل الساحل على المحك ليثبتوا أنهم ماضون على درب الشهداء وأنهم لازالوا مع ثورة الشعب الذي قدم آلاف الشهداء والأسرى والمهجرين» حيث طالب الناشطون قيادات المعارضة في الساحل بأن يتخذوا قرارهم بالاستجابة للنداء أو رفضه مستحضرين «قسم الثورة الذي عاهدوا به الله والشعب وأنفسهم».
و كرر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا امس الجمعة، دعوته لوقف اطلاق النار في ريف دمشق، وذلك قبيل ساعات من انعقاد جلسة لمجلس الامن للتصويت على مشروع قرار لفرض هدنه إنسانية لمدة شهر واحد، وذلك لمنع القصف «المروع» للغوطة الشرقية المحاصرة وقصف العاصمة السورية دمشق بقذائف مورتر دون تمييز.
وقال دي ميستورا في بيان تلته المتحدثة باسم الأمم المتحدة أليساندرا فيلوتشي خلال إفادة في جنيف، إن وقف إطلاق النار ينبغي أن يتبعه دخول فوري للمساعدات الإنسانية بلا أي معوقات وإجلاء للمرضى والمصابين إلى خارج الغوطة، وتابع البيان أن على الدول الضامنة لعملية أستانة، وهي روسيا وإيران وتركيا، الاجتماع بسرعة لإعادة تثبيت مناطق عدم التصعيد في روسيا حسب رويترز.
الخارجة الامريكية حمّلت موسكو مسؤولية جرائم الغوطة الشرقية حيث قالت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية، هيذر ناورت، إن «روسيا هي المسؤولة عما يحدث في الغوطة الشرقية من مأساة إنسانية، جاء ذلك في تصريحات أدلت بها المسؤولة الأمريكية في مؤتمر صحافي من واشنطن، تطرقت خلالها للهجمات التي يشنها نظام الأسد ضد المدنيين بالغوطة الشرقية بريف دمشق، وذكرت أن «أكثر من 400 ألف مدني يقتلون بشكل مرعب من قبل النظام في الغوطة الشرقية، وكما نعلم جميعاً فإنه (النظام السوري) مدعوم من إيران وروسيا».
ولفتت إلى أن المسؤولية التي تقع على عاتق روسيا مختلفة، مضيفة «فإذا لم تكن تدعم سوريا، ما وقعت عمليات القتل والأحداث المروعة التي نراها حالياً، كما ذكرت ناورت أن «ما يجري من أحداث، يشير إلى انتهاء عملية أستانة (بشأن الأزمة السورية)، لذلك فإن الولايات المتحدة وبعض الدول يؤكدون دعمهم لمفاوضات جنيف».
وأوضحت ناطقة الخارجية أن النظام السوري استطاع الوقوف على قدميه من جديد بسبب الدعم الروسي في 2015، مشيرة لوجود تقارير تؤكد إمداد موسكو لدمشق بالمعدات العسكرية، وتابعت قائلة «روسيا وإيران ضامنان في مفاوضات أستانة، وقد شكلا مناطق خفض التوتر التي تعتبر الغوطة الشرقية واحدة منها التي تشهد اليوم أشياء كثيرة».
وحثت تركيا امس الجمعة كلاً من روسيا وإيران، على وقف الغارات التي يشنها النظام السوري منذ يوم الأحد على الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 400 مدني، وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو إن «على روسيا وإيران وقف النظام السوري»، معتبراً أن الهجوم على الغوطة ومحافظة إدلب الخاضعة كذلك لسيطرة المعارضة يتعارض مع الاتفاقات التي توصلت إليها أنقرة وموسكو وطهران في إطار المحادثات التي جرت في أستانة.

 

مقتل 70 مدنيًا في قصف بأسلحة محرمة دولياً استخدمها النظام في الغوطة الشرقية
أنقرة تحث موسكو وطهران للضغط على الأسد لوقف النزيف هناك
هبة محمد

اليمن: جماعة الحوثي تكشف استهداف مركز القيادة الإماراتية في مأرب بصواريخ باليستية وتقدم مبادرة سياسية لوقف الحرب

Posted: 23 Feb 2018 02:23 PM PST

تعز ـ «القدس العربي»: قالت جماعة الحوثي الانقلابية ان قواتها المسلحة أطلقت مجموعة صواريخ باليستية استهدفت مبنى القيادة العسكرية لقوات التحالف في محافظة مأرب، 170 كيلو متر شرقي صنعاء، التي كانت تضم القيادات العسكرية الإماراتية، فيما قالت مصادر عسكرية يمنية ان الدفاعات الجوية (باتريوت) التابعة لقوات التحالف اعترضت 4 صواريخ باليستية حوثية قبل وصولها إلى أهدافها.
وقالت قناة المسيرة التلفزيونية، الناطقة بلسان حال الحوثيين إن «القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر تعلن قيامها بعملية هجومية مشتركة في محافظة مأرب». وأوضحت أن «العملية المشتركة استهدفت مبنى القيادة الإماراتية في مأرب».
وأضافت إن «العملية الهجومية المشتركة استهدفت قوات الغزو في مأرب بسلاح الجو المسيّر ودفعة من الصواريخ الباليستية». مؤكدة أن هذا الهجوم استهدف بالتحديد الدفاعات الجوية للقوات الإماراتية المسمى (باك 3).
وعلمت (القدس العربي) من مصدر عسكري أن منظومة الدفاع الصاروخية (باتريوت) التابعة لقوات التحالف العربي اعترضت 3 صواريخ باليستية عصر أمس الجمعة، فيما اعترضت صاورخا رابعا صباح أمس، تم إطلاقهم على مواقع عسكرية في محافظة مأرب.
وأشار المصدر إلى أن الصواريخ الباليستية الحوثية استهدف مقرا عسكريا للجيش الحكومي كان يعقد فيه إجتماع لقيادات عسكرية رفيعة من قوات الجيش اليمني الموالي للرئيس عبدربه منصور هادي مع قيادات عسكرية من القوات الإماراتية التابعة لقوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.
وتزامنت هذه العمليات الصاروخية للحوثيين بغارات جوية مكثفة لقوات التحالف العربي بقيادة السعودية استهدفت العديد من مواقع الحوثيين في محافظة صعدة، أقصى شمال اليمن، المعقل الرئيس لجماعة الحوثي، بالإضافة إلى شنها 17 غارة جوية على مواقع عسكرية حوثية في محافظة ذمار، وسط اليمن.
وكانت جماعة الحوثيين الإنقلابية، أعلنت الخميس عن تقديمها مبادرة سياسية إلى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة بشأن وقف الحرب في اليمن، في أول مبادرة تقدمها الجماعة منذ اندلاع الحرب بينها والقوات الحكومية منذ نحو 3 سنوات.
وكشف رئيس اللجنة الثورية العليا في جماعة الحوثيين محمد علي الحوثي، في تغريدة له بموقع (تويتر)، إن جماعة الحوثي وجهت رسالة رسمية إلى الأمين العام للأمم المتحدة وأعضاء مجلس الأمن الدولي تتضمن مبادرة سياسية لحل الأزمة في اليمن.
وقال إن المبادرة الحوثية «تتضمن تشكيل لجنة للمصالحة الوطنية، والاحتكام لصندوق الانتخابات لاختيار رئيس وبرلمان يمثل كل الشعب اليمني وقواه السياسية، فضلا عن وضع ضمانات دولية ببدء إعادة الإعمار وجبر الضرر».
واشترطت لنجاح هذه المبادرة «منع أي اعتداء من دول أجنبية على اليمن وإعلان عفو عام وإطلاق كل المعتقلين لكل طرف ووضع أي ملف مختلف عليه للاستفتاء»، في إشارة إلى وقف الغارات الجوية لقوات التحالف العربي بقيادة السعودية على المواقع العسكرية الحوثية في اليمن. وشدد الحوثي أن «أي حلول لا يمكن أن تكون جذرية ما لم يتم إيقاف العدوان ورفع الحصار البري والجوي والبحري على اليمن»، وهو الشرط الذي دائما ما يطرحه الحوثيون كأساس لوقف القتال من جانبهم ضد القوات الحكومية وهو وقف الغارات الجوية على الحوثيين من قبل قوات التحالف العربي التي تدخلت في اليمن في 26 آذار / مارس 2015 لاستعادة الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي، بعد انقلاب الحوثيين عليه.
ولم تحظ هذه المبادرة بأي ردود فعل حتى الآن في اليمن والتي جاءت مع قرب تسلم المبعوث الخاص الجديد للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن البريطاني مارتن غريفيث، نهاية الشهر المقبل.
وقال سياسيون يمنيون لـ(القدس العربي) إن «جماعة الحوثي تحاول بهذه المبادرة استباق الأحداث وإبداء حسن النوايا حيال رغبتها في إحلال السلام باليمن، وبالذات بعد اغتيالها الرئيس السابق علي عبدالله صالح وخلو الساحة السياسية لها في العاصمة صنعاء».
وأوضحوا أن «المبادرة الحوثية للسلام لن تكون مكتملة ما لم توقف الحرب من طرفها أولا، لأنها هي التي بدأت الحرب، وبدأت باجتياح العاصمة صنعاء والانقلاب على السلطة الشرعية وكذلك الاستمرار في اجتياح المدن، الواحدة بعد الأخرى».
وأكدوا أن هذه المبادرة الحوثية «لن تكون سوى محاولة لشرعنة انقلابها على السلطة الشرعية، وشرعنة المجازر والانتهاكات الكبيرة التي ارتكبتها خلال الثلاث السنوات الماضية في العديد من المحافظات اليمنية وبالتالي بدهيا لن تحظى بالقبول في اليمن، لا من الحكومة ولا من الشعب الذي وقع أغلبه ضحايا للمارسات الحوثية التي دمرت أغلب مقومات الحياة لديه وأغلب بنيته التحتية».

اليمن: جماعة الحوثي تكشف استهداف مركز القيادة الإماراتية في مأرب بصواريخ باليستية وتقدم مبادرة سياسية لوقف الحرب

خالد الحمادي

السفير الإيراني في بريطانيا: طهران ولندن بصدد اتخاذ قرارات مهمة لإنهاء الأزمة اليمنية

Posted: 23 Feb 2018 02:23 PM PST

لندن ـ «القدس العربي»: قال سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بريطانيا على حسابه بموقع «تلغرام» للتواصل الاجتماعي في إشارة إلى زيارة نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون الدولية والقانونية عباس عراقجي إلى لندن، «إن زيارة عراقجي لبريطانيا لإجراء الجولة الثانية من المحادثات السياسية الشاملة بين البلدين في الظروف الدولية والإقليمية الحساسة تحظى بأهمية كبيرة، ونظراً إلى تطورات الاتفاق النووي من جهة، ومن جهة أخرى وجود مفاوضات مهمة على مستوى مجلس الأمن الدولي وعلى مستوى القوى العالمية الكبرى والقوى الإقليمية لإنهاء الأزمة اليمنية، فإن الجانبين يبذلان الجهود من خلال مزيد من التنسيق لزيادة فعالية العمل الجماعي».
وعن الاتفاق النووي أوضح «بخصوص الاتفاق النووي، فإن إيران وبريطانيا لديهما وجهة نظر مشتركة بضرورة الحفاظ على الاتفاق النووي ومعارضة أي تغيير فيه والذي يقترحه الرئيس الأمريكي، وفي هذا الإطار فقد جرت مشاورات مهمة أيضاً بين الجانبين للتصدي للمخاطر التي تهدد الاتفاق النووي، وفي هذا من الواضح هو وجود خلافات جادة في هذا المجال بين بريطانيا والدول الأوروبية مع أمريكا».
ووجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس، انتقادات لاذعة للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري بسبب توقيعهما على الاتفاق النووي، وقال إن أوباما وكيري كانا من أسوأ المفاوضين. وأضاف ترامب «كيف يمكن أن أوافق على تمديد الاتفاق الكارثي مع إيران وهي تهتف الموت لأمريكا وتضر بمصالحنا؟».
وصرح نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، خلال مؤتمر للقوى المحافظة في ولاية ماريلاند الأمريكية أن الولايات المتحدة لن تقر بعد الآن بالتزام إيران «بالاتفاق النووي الكارثي» الموقع بين طهران ودول مجموعة «5+1»، وأوضح أن واشنطن لن تتغاضى عن أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار، قائلاً إن إيران هي الداعم الرئيسي للإرهاب في العالم. وتوقع أن تعود العقوبات الأمريكية على مبيعات النفط الإيرانية.
وعن الشأن اليمني تابع بعيدي نجاد قائلاً «بطبيعة الحال، عندما يتعلق الأمر بالنقاش حول التطورات الإقليمية، فإن التفاهم المتبادل بين الجانبين ليس كاملاً، وإن البلدين لديهما اختلاف مهمة في وجهات النظر، ولكن في الوقت نفسه، ونظراً إلى موقف البلدين بضرورة إنهاء حرب اليمن بأسرع وقت ممكن والتي أدت إلى حرب شاملة لا إنسانية، فإن إيران وبريطانيا اتخذتا قرارات مهمة بخصوص العمل على إنهاء الأزمة اليمنية».
وأوضح أن إيران عارضت بشدة إدراج فقرة في مسوّدة مشروع قرار في مجلس الأمن حول اليمن يدين إيران، حيث تقرر استمرار المشاورات المكثفة بين الجانبين لحل هذه المشكلة.
لكن التطورات في جبهات القتال في اليمن تتجه نحو ما لا تشتهيه إيران وجماعة الحوثي، ما يفسر مرونة طهران في مواقفها تجاه الأزمة اليمنية، حيث عبر صالح الصماد عن خشيته من تقدم قوات الحكومة الشرعية اليمنية نحو محافظة إب وفي البيضاء، معترفاً بفداحة قتل جماعته للرئيس السابق علي عبدالله صالح، مؤكداً أن ذلك صدم المجتمع اليمني، وأنه أحدث هزة كبيرة، وأنه كان له تأثير سلبي عليهم وعلى الجبهات القتال.
وعن العلاقات الثنائية بين البلدين، أشار السفير الإيراني في لندن إلى أن محادثات عباس عراقجي مع المسؤولين البريطانيين تناولت أيضاً القضايا الثنائية ومن بينها تعزيز مستوى التعاون في المجالات التجارية والمصرفية والقنصلية، حيث أن من المؤمل أن تكون نتائجها المستقبلية مفيدة لتوسيع العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
ولفت إلى أن عراقجي ألقى خلال هذه الزيارة، كلمة مهمة في مؤسسة «تشاتام هاوس» تركزت على الاتفاق النووي، كما حضر في البرلمان البريطاني وشرح مواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية حول مختلف القضايا الإقليمية والعالمية.
وأوضح بعيدي نجاد أن محادثات المساعد السياسي لوزير الخارجية الإيراني في لندن كانت صريحة جداً وبدون مجاملة ودقيقة، وأن الجانبين اتخذا إجراءات محددة لإزالة بعض الهواجس المشتركة، مؤكداً أن تحقيق هذه التفاهمات سيؤدي دوراً مهماً في تيسير العلاقات الاقتصادية بين البلدين والحد من التوترات الإقليمية.

السفير الإيراني في بريطانيا: طهران ولندن بصدد اتخاذ قرارات مهمة لإنهاء الأزمة اليمنية
لدى إيران وبريطانيا وجهة نظر مشتركة بضرورة الحفاظ عليه وعدم تغييره

فضل شاكر لشامل روكز: لا تدخلني في لعبتك الانتخابية… وجميل السيّد يحنّ إلى «الزمن الأمني» ويدّعي على إعلامية

Posted: 23 Feb 2018 02:22 PM PST

بيروت- «القدس العربي» : يتوالى اعلان أسماء المرشحين إلى الانتخابات النيابية وآخرهم ما أعلنه أمس رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف حيث لوحظ أن معظم أسماء الحزب القومي هي مسيحية بإستثناء مرشح درزي واحد في دائرة الشوف عاليه.
الى ذلك، تستمر عملية شدّ العصب في خطابات بعض المرشحين وآخرها ما أدلى به المرشح عن المقعد الماروني في كسروان العميد المتقاعد شامل روكز حول الفنان المعتزل فضل شاكر متهماً إياه بالمشاركة في معارك عبرا ضد الجيش اللبناني عام 2013. وهذا ما دفع بالفنان الموجود في مخيم عين الحلوة إلى التغريد رداً على روكز بالقول «شامل روكز يتخطى قرارات المحكمة العسكرية، ويتهمني بأني كنت بمعارك عبرا، وأني أتوسط للهروب». وأضاف: «لا تدخلني في لعبتك الانتخابية القذرة، ليس أنا من على يديه دماء كثير من الأبرياء، والهرب من صفات من تعرفهم».
وفي تصريحات صحافية، قال فضل شاكر إن «القضاء قال كلمته، أنا لست قاتلاً، وأعتبر أن ملفي إنساني وسياسي بامتياز، وليس فيه أي شقّ جنائي، ولا أحد يستطيع تلطيخ براءتي بالكلام «. وتابع: «واليوم أشدد على ذلك بعد كلام روكز، أن لا يد لي في معركة عبرا، وكلام الأخير انتخابي».
على خط آخر، رفع اللواء جميل السيد دعوى قدح وذم ضد الإعلامية في محطة MTV جيسيكا عازار بعدما عمدت إلى اعادة تغريدة للاعلامية ديانا مقلّد تهاجم فيها السيّد المرشح عن احد المقاعد الشيعية في بعلبك الهرمل وجاء فيها «السيّد صاحب الايادي السوداء في الامن والسياسة والصحافة والمؤامرات في حقبة التسعينات سيرشّحه حزب الله على لوائحه في الانتخابات والآتي أعظم».
وقد أنذر اللواء السيّد الاعلامية عازار بإزالة الرتويت تحت طائلة الادعاء عليها بجرم القدح والذم.لكنها لم تفعل وأوضحت عبر حسابها على «تويتر»: «قيل لي بأن «مباشر» من المحكمة جاء اليوم إلى تلفزيون الـ mtv ليبلغني دعوى قدح وذم تقدم بها جميل السيد ضدي بسبب «ريتويت» لـ»تويت» للزميلة ديانا مقلد تصف فيه جميل السيد بصاحب الايادي السوداء».
واضافت « كنت تلميذة في الزمن الامني الاسود الذي إفتتحه جميل السيّد واليوم حصلت على شرف الانضمام إلى لائحة الزميلات والزملاءالذي يستهدفهم. مجرد "ريتويت" حرّك حنين جميل إلى ماض بغيض صار بضاعة بالية في لبنان والعالم العربي"، وختمت "مخطىء من يتوهّم انه قادر على إعادة زمن السيادة الجميل بذهنية العبد القبيح «.

فضل شاكر لشامل روكز: لا تدخلني في لعبتك الانتخابية… وجميل السيّد يحنّ إلى «الزمن الأمني» ويدّعي على إعلامية

سعد الياس

عباس يعلن عن التفاف دولي وعربي حول مبادرته ونيكي هيلي تكشف قرب طرح «صفقة القرن»

Posted: 23 Feb 2018 02:22 PM PST

غزة ـ «القدس العربي»: أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي أدخل المستشفى في الولايات المتحدة لإجراء فحوص طبية وصفت بالروتينية، أن المبادرة التي طرحها في مجلس الأمن قبل أيام، وحملت الرؤية الفلسطينية لعملية السلام «لاقت تجاوبا جيدا» على مستوى مجلس الأمن، وعلى المستوى العربي والإقليمي والمحلي، وذلك عقب كشف المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هيلي طرح بلادها لخطة السلام حول الشرق الأوسط قريبا، دون السماح بأي تغيير عليها.
وقال الرئيس الفلسطيني خلال مقابلة مع التلفزيون الفلسطيني الرسمي «يهمني أيضا أن يكون شعبنا راضيا عما قدمناه، وفي الوقت نفسه الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي». وأضاف «وغير ذلك من المنظمات الدولية والإقليمية أعتقد أنها ستتجاوب مع هذه الفكرة، خاصة أن ما طلبناه ليس مستحيلا».
وأكد أن ما يهمه هو «تطبيق الشرعية الدولية،» وأن تكون هناك آلية متعددة للإشراف على المفاوضات. وأضاف «لا يوجد شيء جديد، وبالتالي لا يستطيع أحد أن يرفض هذه الأفكار». وتابع «إن شاء الله يتم التجاوب العملي بمعنى أن توضع موضع التنفيذ».
يشار إلى أن الرئيس عباس طرح في خطابه أمام مجلس الأمن الأسبوع الماضي، مبادرة فلسطينية تدعو لعقد مؤتمر دولي للسلام منتصف العام الحالي، يستند لقرارات الشرعية الدولية، وبمشاركة واسعة تشمل الطرفين المعنيين، والأطراف الإقليمية والدولية. وأكد على ضرورة قبول دولة فلسطين عضوا كاملا في الأمم المتحدة، وتبادل الاعتراف بين دولة فلسطين ودولة إسرائيل على حدود عام 1967، وتشكيل آلية دولية متعددة الأطراف تساعد الجانبين في المفاوضات لحل جميع قضايا الوضع الدائم حسب اتفاق أوسلو، وطالب بتطبيق مبادرة السلام العربية وعقد اتفاق إقليمي عند التوصل لاتفاق سلام.
وحين تطرق إلى الفحوصات الدورية التي أجراها في الولايات المتحدة، قال إن وجوده في نيويورك لإلقاء الخطاب في مجلس الأمن كان «فرصة مناسبة» لإجراء بعض الفحوصات الطبية. وأضاف «فعلا أجريت هذه الفحوصات، والآن خرجنا والحمد لله كل النتائج إيجابية ومطمئنة وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى علينا».
وكان رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، قد طلب خلال لقاء مع سفراء الاتحاد الأوروبي من بلادهم البناء على مبادرة الرئيس عباس، مشددا على أهمية دور الاتحاد الأوروبي في إحلال السلام. وجدد رفض قرارات الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها، مؤكدا أن القدس الشرقية ستبقى عاصمة فلسطين الأبدية.
وجاءت تصريحات الرئيس الفلسطيني، في الوقت الذي توقعت فيه نيكي هيلي المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة، طرح بلادها لخطة السلام حول الشرق الأوسط لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي قريبا.
ونقل عن هيلي قولها في محاضرة لها في جامعة شيكاغو إن هذه الخطة «اقتربت من نهايتها، وستكون جاهزة خلال وقت قريب»، مشيرة إلى أن الخطة «غير قابلة للتغيير وستطرح كما هي».
وأوضحت أن بعض نقاط الصفقة ما زالت عالقة، وأنه سيجري بلورتها تمهيدا لنشرها، مضيفة «لا أحد لن يحب خطة السلام هذه، وأيضا لا أحد سيغير في تفاصيلها».
وكانت بذلك تشير إلى الجانب الفلسطيني الذي أعلن سابقا رفضه للخطة التي تعرف باسم «صفقة القرن» بعد الكشف عن إخراج الإدارة الأمريكية ملف القدس من التفاوض، وكذلك محاولتها شطب ملف اللاجئين.
وكتب القيادي في حركة حماس، سامي أبو زهري، تدوينة على صفحته على موقع «تويتر» رد فيها على تصريحات المندوبة الأمريكية، قال فيها «الإعلان الأمريكي عن طرح خطة ترامب قريباً ليس له قيمة، لأن الشعب الفلسطيني يرفض الخطة ولن يسمح بتمريرها».
كذلك أكد الناطق باسم حماس عبد اللطيف القانوع، أن الشعب الفلسطيني سيظل ماضيا في الانتفاضة، وأنه سيواجه مشروع ترامب المرتقب لتصفية القضية، لافتا إلى ان ذلك يتطلب تعزيز صموده بسرعة ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني.

عباس يعلن عن التفاف دولي وعربي حول مبادرته ونيكي هيلي تكشف قرب طرح «صفقة القرن»
حماس لواشنطن: شعبنا يرفض الخطة ولن يسمح بتمريرها

حملة مدنية: تزايد جريمة الاختفاء القسري ضد صحافيين ونشطاء مصريين منذ بداية 2018

Posted: 23 Feb 2018 02:22 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: أعلنت حملة «أوقفوا الاختفاء القسري»، وهي مبادرة مجتمع مدني مصرية، عن تسجيلها لتزايد وتيرة ارتكاب جريمة الإخفاء القسري ضد صحافيين ونشطاء المجتمع المدني، منذ بداية 2018.
وطالبت في بيان بـ«الكف عن تلك الجريمة، التي تهدر أبسط الحقوق الدستورية، والإجراءات القانونية العادية في قانون الإجراءات الجنائية المصري».
وأشارت إلى أن «تلك الممارسات تضاف إلى سجل حافل من القمع الذي تصادر من خلاله السلطات المجال العام، وتضيق على الحريات العامة قبيل انتخابات الرئاسة المقررة في شهر مارس/آذار 2018».
وعرضت الحملة حالات للاختفاء القسري بين الصحافيين والنشطاء في المجتمع المدني خلال الشهرين الماضيين.
وتضمنت قائمة المختفين التي رصدتها الحملة، كلا من أحمد طارق إبراهيم، محرر الأفلام في «الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان»، الذي أخفي قسريا يوم 18 فبراير/ شباط 2018، وظهر في نيابة أمن الدولة يوم 21 فبراير/ شباط الجاري.
وحسب بيان الحملة «قوة من الشرطة اقتحمت منزل إبراهيم صباح يوم الأحد 18 فبراير/ شباط، واصطحبته معها، وأخبرت والده بالسؤال عنه في قسم كرداسة، إلا أن القسم أنكر وجوده، في وقت قدم محاميه بلاغاً إلى النائب العام، حمل رقم 2253 عرائض نائب عام، ذكر فيه واقعة القبض عليه وعدم عرضه على النيابة في المواعيد القانونية، وظهر بعد ذلك في نيابة أمن الدولة العليا، في حين لم تعرف حتى الآن تفاصيل التحقيق».
وأشارت الحملة إلى «اعتقال الصحافي معتز ودنان، المراسل الصحافي، وقالت إن الأخير أخفي قسريًا يوم 16 فبراير/ شباط الجاري قبل أن يظهر في نيابة أمن الدولة يوم 21 فبراير/ شباط الجاري، بعد نشر حواره مع المستشار هشام جنينة، وإن أسرته تقدمت بتلغرافات إلى النائب العام ووزارة الداخلية عقب القبض عليه، وشكوى لنقابة الصحافيين، ثم ظهر في نيابة أمن الدولة، وأصدرت النيابة قراراً بحبسه 15 يوماً على ذمة التحقيق في القضية رقم 441 لسنة 2018 حصر أمن دولة عليا».
وتابعت: «حسن البنا، الصحافي المتدرب، أخفي قسرياً يوم 4 فبراير/ شباط الجاري، وظهر في نيابة أمن الدولة يوم 15 فبراير/ شباط الجاري».
وكانت أسرة البنا قد أصدرت بياناً بعد 48 ساعة على اختفائه، قالت فيه إنها «بحثت عنه وعن صديقه في جميع أقسام الشرطة والمستشفيات، وتمكنت من تحديد آخر مكان لوجودهما من خلال هواتفهما المحمولة، إذ تبين أنهما كانا في معسكر تابع لقوات أمن في الجيزة، وأرسلت الأسرة تلغرافات إلى النائب العام، ووزارة الداخلية، وشكوى للمجلس القومي لحقوق الإنسان للكشف عن مصير المختفين، كذلك قدم محامي أسرة البنا بلاغاً حمل رقم 792 عرائض محامي نيابات جنوب الجيزة بشأن واقعة الاختفاء».
وتضمنت قائمة الحملة، أيضاً، مصطفى الأعصر، الباحث في المركز الإقليمي للحقوق والحريات، الذي أخفي قسريًا يوم 4 فبراير/ شباط الجاري، وظهر بعد 11 يوما.
وجرى عرض البنا والأعصر على نيابة أمن الدولة العليا على ذمة القضية رقم 441 لسنة 2018 حصر أمن دولة عليا، ووجهت إليهما تهمتا «الانتماء لجماعة أسست على خلاف أحكام القانون، وبث ونشر أخبار كاذبة».
وأصدرت النيابة قراراً بحبسهما 15 يوماً على ذمة التحقيق، واستكملت أول من أمس، التحقيق مع البنا في التهمة الموجهة إليه. ومن المنتظر عرضهما في جلسة تجديد الحبس الاحتياطي يوم 27 فبراير/ شباط الجاري.
كما أشارت الحملة إلى استمرار اختفاء الصحافي حسام الوكيل، منذ 30 ديسمبر/ كانون الأول 2017.
وجددت مطالبة وزارة الداخلية والسلطات المعنية بالكشف عن مكان ومصير الوكيل، الذي ألقي القبض عليه من منزله في الإسكندرية يوم 30 ديسمبر/ كانون الأول 2017.
وشددت الحملة على أن «ممارسة الاختفاء القسري على نطاق واسع الانتشار، أو بشكل منهجي يشمل كل محافظات مصر، ترقى إلى الوصف بـ«الجريمة ضد الإنسانية التي لا تسقط بالتقادم، والتي تمتد آثارها على المستويين الاجتماعي والاقتصادي إلى كثير من العائلات التي فقدت ذويها وما تزال في رحلة البحث عنهم».
وحسب الحملة، عرّفت «الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري»، لسنة 2006، تلك الجريمة بأنها «الاعتقال أو الاحتجاز أو الاختطاف أو أي شكل من أشكال الحرمان من الحرية، يتم على أيدي موظفي الدولة، أو أشخاص أو مجموعات من الأفراد، يتصرفون بإذن أو دعم من الدولة أو بموافقتها، ويعقبه رفض الاعتراف بحرمان الشخص من حريته أو إخفاء مصير الشخص المختفي أو مكان وجوده، ما يحرمه من حماية القانون».
وأوصت الحملة السلطات المصرية بـ«الانضمام إلى الاتفاقية المذكورة، والتوقف عن ممارسة الاختفاء القسري لما يمثله من نزع للحماية القانونية عن المواطنين، وتهديد لكافة حقوقهم الشخصية والمدنية».

حملة مدنية: تزايد جريمة الاختفاء القسري ضد صحافيين ونشطاء مصريين منذ بداية 2018

تامر هنداوي

التحاق العاروري وآخرين بقيادة «حماس» في القاهرة يفتح باب التساؤلات حول الملفات المطروحة للنقاش

Posted: 23 Feb 2018 02:20 PM PST

غزة ـ «القدس العربي»: يشير التحاق وفد ثالث من قيادة حركة حماس برئاسة صالح العاروري نائب رئيس الحركة، إلى العاصمة المصرية القاهرة، بعدد من قادتها الذين وصلوا من قطاع غزة برئاسة إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي، والخارج برئاسة موسى أبو مرزوق مسؤول الشؤون الدولية، يشير الى أن هناك ملفات مهمة على جدول أعمال قيادة المكتب السياسي لا بد من بحثها بعمق واتخاذ قرارات بشأنها، في ظل التطورات التي تعصف بالقضية الفلسطينية، ومع استمرار الأزمة التي يشهدها قطاع غزة.
ومن المقرر أن يشرع أعضاء المكتب السياسي للحركة، بعقد اجتماعات في القاهرة، هي الثانية منذ انتخاب المكتب السياسي الجديد في سبتمبر/ أيلول من العام الماضي.
وكان القيادي في حماس طاهر النونو قد قال إن وفداً من قيادة الحركة وصل مساء أول أمس الخميس إلى العاصمة المصرية القاهرة للانضمام إلى وفد الحركة الموجود هناك منذ نحو اسبوعين، وإن الوفد يضم العاروري، وعضو المكتب السياسي ماهر صلاح والقيادي زاهر جبارين.
وجاء وصول الوفد بعد أيام من وصول وفد يضم كلا من أبو مرزوق، وعزت الرشق ومحمد نصر إلى العاصمة المصرية القاهرة.
ولم يعط النونو أي توضيح حول جدول أعمال وفد الحركة، أو الملفات التي ستناقش، وحول إن كان هناك لقاء آخر سيجريه وفد الحركة الموسع من جديد مع وزير المخابرات المصرية اللواء عباس كامل.غير أن توالي وصول الوفود من الخارج، فتح باب التساؤلات حول الملفات المهمة التي ستناقشها قيادة الحركة، بعد سماح القاهرة مجددا للمكتب السياسي بعقد اجتماع على أراضيها، وحول إن كانت هناك مستجدات طرأت خلال الأيام الماضية، وتحديدا بعد وصول الوفد الأول قبل أسبوعين، برئاسة إسماعيل هنية، الذي عقد سلسلة اجتماعات مع المسؤولين المصريين.
وتؤكد العملية كذلك أن هناك تطورات في حاحة إلى بحث بشكل أكبر، بخلاف الاتفاق الذي جرى عقب اجتماع هنية باللواء عباس كامل، على حل أزمات قطاع غزة، باعتباره «جزءا من الأمن القومي المصري».
وتردد أن قيادة حماس أخضعت للنقاش ملف «ما بعد الرئيس محمود عباس»، ضمن اجتماعاتها الداخلية، حيث نقل عن القيادي في الحركة أسامة حمدان قبل أيام قوله إن حركته تستعد لمرحلة ما بعد عباس، لكنه في الوقت ذاته قال إن محمد دحلان القيادي المفصول من فتح «لم يكن ولن يكون خيارا من خياراتنا».
يشار إلى أنه لم يصل إلى القاهرة كل أعضاء المكتب السياسي لحماس، من الداخل والخارج، حيث لم يغادر مع وفد حماس من غزة، رئيس الحركة في القطاع يحيى السنوار، وهو أمر يشير إلى أن ملف صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل بوساطة مصرية، غير مطروح على الطاولة، خلافا للتقارير الإسرائيلية، كون السنوار هو الشخص المكلف من حماس بإدارة هذا الملف.
وحتى اللحظة لم تشر حماس بخلاف التصريح الرسمي الذي صدر عقب لقاء وفدها الأول الذي وصل القاهرة، مع اللواء كامل، لأي تصريحات رسمية حول ما يجري بحثه، ولا عن اللقاءات التي يعقدها الوفد، وإن كانت هناك لقاءات أخرى سيجريها مع المسؤولين المصريين المشرفين على ملف فلسطين في جهاز المخابرات العامة.
وكانت الحركة قد ذكرت أن اللقاء بالوزير كامل تناول أربعة ملفات بـ «البحث المعمق»، وهي التطورات السياسية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، والأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، وملف المصالحة، إلى جانب العلاقة الثنائية على المستويين السياسي والأمني.
وعقب ذلك أكد اللواء توفيق أبو نعيم، مسؤول قوى الأمن في قطاع غزة، وأحد قياديي حماس، وجود «وعود مصرية» لتغيير واقع القطاع.
وعبر عن أمله في أن تنتهي لقاءات القاهرة بـ «تسريع عجلة المصالحة وتغيير واقع القطاع»، لافتا إلى أن الوساطة المصرية «لا يمكن أن يستغني عنها الشعب الفلسطيني».
وأضاف «القاهرة هي موطن الوفود الفلسطينية، وهي دائما مظلة للشعب الفلسطيني ليلتقي تحت ظلالها».
يشار إلى أن الجانب المصري وعد وفد حماس وقبلها مسؤول ملف المصالحة في حركة فتح عزام الأحمد، بإعادة إرسال الوفد الأمني الذي يشرف على تطبيق تفاهمات المصالحة الأخيرة.
وعلى الأرجح سيصل الوفد عند مغادرة وفد حماس القاهرة، من أجل لقائه في غزة، للبدء في عملية تطبيق المرحلة الأولى من اتفاق المصالحة الذي ينص على «تمكين» حكومة التوافق.

التحاق العاروري وآخرين بقيادة «حماس» في القاهرة يفتح باب التساؤلات حول الملفات المطروحة للنقاش
الحركة تبحث سبل تخفيف أزمة غزة وملف «ما بعد عباس»

ثلاثة رهانات حاسمة: حماس بتصعيدها البطيء وإخفاقات الجيش واليوم التالي بعد أبو مازن

Posted: 23 Feb 2018 02:20 PM PST

1. من أسبوع لآخر يتضح الوضع في قطاع غزة. نظرة واعية إلى الأشهر الأخيرة، التي شهدت مصالحة فلسطينية داخلية فاشلة، ورفع المسؤولية عن حكم حماس في القطاع، تبين صورة تصعيد زاحف. بطيء جدا ومتدرج، ولكن مع ذلك، تصعيد واضح جدا باتجاهه. فحجم إطلاق الصواريخ في الأشهر الأخيرة، وأعمال الإخلال بالنظام على الجدار، والأسبوع الأخير الذي شهد عبوات ناسفة، كل هذا يبين حركة دولاب مسنن. في كل مرة يتحرك دولاب التصعيد درجة واحدة إلى الأمام. حركة بطيئة، ولكن ثابتة ومتواصلة. أما الحركة إلى الوراء، فتكاد تكون متعذرة.
حتى قبل (الجرف الصامد)، كان زرع العبوات موضوعا عاديا. فوعي المواجهة في القطاع بعد فك الارتباط، يتعلق أساسا بإطلاق الصواريخ، ولكن على مدى السنين كان القتال على الجدار شبه متواصل. حصل زرع العبوات على طول الجدار الفاصل، وسطيا عدة مرات في الأسبوع. ومعظم الحالات كان الجيش الإسرائيلي يكتشفها، ولكن كانت كذلك عمليات كبيرة ذات نتائج قاسية.
لا تسمح حماس منذ (الجرف الصامد) لمنظمات إرهابية أخرى تنفيذ عمليات ضد الجيش الإسرائيلي على الحدود. فهل قررت الآن تغيير سياستها؟ في هذا المرحلة، من السابق لأوانه أن نعرف، لكن توجيه المشاغبين نحو الجدار يوم الجمعة القريب المقبل أيضا، وعدد إصابات أكثر في أوساط الفلسطينيين، كفيل بأن يسرّع في سياقات التصعيد.
مقارنةً بالمنظمات السلفية في القطاع التي تعمل حماس ضدهم بيد قاسية، فإن منظمة «لجان المقاومة» التي تقف خلف زرع العبوة الجمعة الماضي، موجودة في شبكة علاقات مركبة مع القيادة في غزة. في الماضي، كانت تعتبر منظمة تنتمي لحماس وعملت غير مرة بتكليف مباشر منها. كثير من مئات المخربين المنتمين لهذه المنظمة، هم من خريجي حماس وذوي تجربة عملياتية كبيرة. في السنوات الأخيرة حل تطرف ديني آخر داخل المنظمة، وبدأ ابتعاد عن حماس. ولكن نشاط المنظمة لا يزال تحت السيطرة والرقابة.
في جهاز الأمن يسمون أعمال الإرهاب التي لا تنفذها حماس أو الجهاد الإسلامي، أعمالا عاقة. هذا هو أيضا الموقف من زرع العبوة. لكن الموقف من لجان المقاومة كمنظمة عاقة، مضلل ومشوش بعض الشيء. فمقارنةً بالمنظمات السلفية الصغيرة، فإن هذه قادرة على انتاج تواصل ثابت من العمليات على الجدار الفاصل أو بإطلاق الصواريخ، وحماس موجودة في معضلة شديدة بالنسبة لها؛ إذا واصلت غض النظر، فمن شأن لجان المقاومة أن تجر للساحة الجهاد الإسلامي، ومن هنا فإن السبيل للتصعيد سيكون قصيرا.
لا تستبعد إمكانية أن تكون حماس سلّمت بفقدان الأنفاق، ولن تختار الخروج إلى معركة حول هذا الموضوع.
وبالمقابل، فإن عدم الاستقرار في القطاع، والأزمة الاقتصادية والانهيار النهائي لمساعي المصالحة، يمكنها أن تدفع حماس إلى أخذ قرار بأن لا مفر من المواجهة. حماس في معضلة سلطوية: فقد فهمت بأن ليس في وسعها حل الأزمات المدنية، وهي معنية برفع المسؤولية عن نفسها، ولكن أن تبقي لنفسها السيطرة على القطاع وعلى حركة الأموال من دون أن تحكم ومن دون أن تدفع ثمنا. بالطبع لا أمل في هذه الظروف لمصالحة حقيقية مع السلطة. التنفس الاصطناعي وحده يبقي المداولات على الطاولة. مات المريض، ولكنه يتنفس اصطناعيا. في هذه اللحظة على الأقل هذا في صالح الجميع.
الثمن الذي ستدفعه حماس في الحرب واضح جدا لها ولزعيمها في القطاع؛ يحيى السنوار، الذي يعتبر في إسرائيل متطرفا على نحو خاص، ولكن منذ انتخابه يتصرف بشكل براغماتي ويحذر من الانجرار إلى المواجهة. من جهة أخرى، بدأ الضغط الداخلي يؤثر منذ الآن. أثناء رد الجيش الإسرائيلي على العبوة الناسفة، أطلقت حماس النار على الطائرات بمدافع «دوشكا» 14 ملمتر قديمة. ليس لهذا الحدث معنى عملياتيا من ناحية طائرات سلاح الجو، ولكن من ناحية حماس هذا هدف رمزي.
كما في الشمال، ورغم التوتر، فإن المواجهة الواسعة والشاملة لا تزال غير ظاهرة في الأفق. ولكن؛ ايام قتالية، جولات تصعيد قصيرة، هي سيناريو معقول جدا للفترة القريبة المقبلة في القطاع، باحتمال أعلى مما في الجبهة الشمالية.
2. شهد يوما السبت الماضيان أحداثا عملياتية غير جيدة للجيش الإسرائيلي.
فإسقاط طائرة العاصفة في الشمال، وحادثة العبوة في الجنوب، هما حدثان كان يمكن منعهما بسلوك عملياتي سليم.
كان تركيز التحقيق في الحدثين، هو في أعمال القوة في الميدان والطائرة الوحيدة في الجو، ورغم ذلك يجب النظر أيضا إلى الصورة الواسعة في كل ما يتعلق بالرقابة والانذار المبكر، والتحكم والرقابة في المستويات المنظوماتية.
كان يمكن للحدثين أن ينتهيا بنتائج أقسى. يتأثر الرد الإسرائيلي، بشكل تقليدي، كثيرا باختبار النتيجة. لو انتهى الحدثان بقتلى، فمن المعقول الافتراض بأن رد الجيش الإسرائيلي كان سيكون أقوى بكثير. حكومة إسرائيل غير معنية بالدخول في مواجهة في أي من الجبهتين. ونتيجة لذلك، فإن المسؤولية على القادة في الميدان، كبيرة على نحو خاص. ويكاد يكون من شأن كل خطأ تكتيكي، تعقيد الوضع الموجود على أي حال على شفير اشتعال كبير.
وثمة مسؤولية ثلاثية ملقاة على عاتق القادة في الميدان: الايفاء بالمهام العملياتية، الحفاظ على أمن القوات والامتناع عن إخفاقات تكتيكية من شأنها ان تؤدي إلى معانٍ استراتيجية. هذه مهام غير بسيطة في أيام من التعقيد العملياتي والتغييرات الكبرى الجارية في كل الجبهات.
يجب أن يقلق السلوك العملياتي للقوة المشتركة في حادثة العبوة، القادة في الميدان. حوالي أربع سنوات من الهدوء الأمني في الجنوب، تؤثر أيضا في التجربة العملياتية للجنود والقادة الصغار. لم يختبر قادة الحظائر وحتى قادة السرايا الشبان، تقريبا أحداثا عملياتية تحت النار أو في ساحات العبوات. ولهذا السبب، تنكشف أكثر من مرة، في الأحداث الأولى المبشرة بالتصعيد بعد فترات هدوء، إخفاقات تكتيكية. على الحدث الأخير أن يكون إشارة تحذير.
3. ينشغل كثيرون في إسرائيل والضفة والقطاع، بمسألة اليوم التالي لعهد أبو مازن. يخيل أن الوحيد الذي لا ينشغل بهذا الموضوع هو أبو مازن نفسه، الذي عرض هذا الأسبوع في مجلس الأمن في الأمم المتحدة الخطة الفلسطينية للسلام، وطلب الاعتراف بفلسطين كعضو كامل في الأمم المتحدة في ظل مهاجمته لإسرائيل والولايات المتحدة.
بين أبو مازن والقيادة السياسية في إسرائيل ولا سيما مع نتنياهو وليبرمان، تجري مواجهة حادة، وهو يظهر لدينا كعائق كبير للسلام. ولا توجد في جهاز الأمن أيضا أوهام حول تقدم سياسي محتمل، ولكن على المستوى العسكري ـ الأمني توجد فجوة آخذة في الاتساع بين القيادة السياسية وفكر القيادة الأمنية ـ المهنية. بينما تعرض القيادة السياسية أبو مازن كإحدى المشاكل المركزية، فإن التقدير في جهاز الأمن هو أنه لا يهم من يأتي بعده، فالكفاح الفلسطيني مع إسرائيل بعد رحيله سيكون عنيفا أكثر.
أبو مازن، حسب هذا المفهوم، لا يزال بإمكانه إدارة الصراع على المستوى السياسي. بالنسبة للجهات المهنية في جهاز الأمن، هو خيار أهون الشرور، والأقل سوءاً في هذه الايام، ولا يزال يعتبر جهة كابحة. أما القيادة السياسية، كما أسلفنا، فتبث رسالة أخرى تماما.

تل ليف ـ رام
معاريف 23/2/2018

ثلاثة رهانات حاسمة: حماس بتصعيدها البطيء وإخفاقات الجيش واليوم التالي بعد أبو مازن

صحف عبرية

نائب وزير الداخلية الأفغاني يتهم إيران بالتخطيط لشن هجمات إرهابية على خط أنابيب «تابي»

Posted: 23 Feb 2018 02:19 PM PST

لندن ـ «القدس العربي»: اتهم نائب وزير الداخلية الأفغاني للشؤون الأمنية اللواء علي مراد علي، إيران بالتخطيط لشن هجمات إرهابية على خط أنابيب «تابي» لنقل الغاز من تركمنستان إلى باكستان والهند عبر أفغانستان.
فيما كشف قادة في طالبان بأنهم تلقوا الدعم المالي والتسليحي واللوجستي من إيران لشن هجمات إرهابية على خط أنابيب «تابي» للغاز.
وأفاد موقع «راديو زمانة» الناطق باللغة الفارسية التابع للبرلمان الهولندي والمفوضية الأوروبية نقلاً عن وكالة فرانس برس، بأن الرئيس الأفغاني محمد أشرف غني، والرئيس التركماني قربان قلي بردي محمد أوف، ورئيس الوزراء الباكستاني شهيد خاقان عباسي، ووزير الدولة لشؤون الخارجية الهندي أم جي أكبر، حضروا مراسم بدء عملية بناء خط أنابيب «تابي» للغاز في مدينة هرات أمس الجمعة.
وسينقل خط أنابيب «تابي» 33 مليار متر مكعب من الغاز بحلول عام 2020 من حقل «غالكينيش» في تركمنستان إلى باكستان والهند عبر أفغانستان، ويحتوي هذا الحقل على أكثر من 26 ألف مليار متر مكعب من الغاز.
وخلال المراسم أكد الرئيس الأفغاني أن هذا المشروع العملاق سيوحد دول المنطقة، وأنه يساعد على ازدهارها اقتصادياً.
ومن أهم الأهداف المعلنة لإنشاء خط أنابيب «تابي» تقليص اعتماد باكستان والهند على الغاز الروسي، ومن جهة أخرى، يعتبر هذا الخط المنافس الرئيسي لخط أنابيب آخر تعمل عليه إيران بهدف إيصال غازها من الخليج العربي إلى باكستان والهند ولاحقاً إلى الصين، ويضر بروسيا وإيران بنفس الوقت، والأخيرة هي الأكثر تضرراً.
وظهرت تلك المنافسة المحتدمة حول خطوط أنابيب الغاز في المنطقة على لسان نائب وزير الداخلية الأفغاني للشؤون الأمنية حيث حذر من أن «دول جارة» تعمل على منع بناء خط أنابيب «تابي».
واتهم اللواء علي مراد علي إيران بالتخطيط لشن هجمات إرهابية على هذا الخط.
وسلّم 10 من قادة طالبان المحليين بقيادة «محمد أيوب علي زائي» أنفسهم إلى القوات الأمنية التابعة للداخلية الأفغانية، معلنين دعمهم لبناء خط أنابيب «تابي».
وكشف «محمد أيوب علي زائي» يوم الأربعاء أن إيران وفرت لهم السلاح والمال والتدريب والدعم اللوجستي لشن هجوم إرهابية على مراسم بدء عملية بناء خط أنابيب «تابي»، وعلميات إرهابية أخرى على الخط نفسه لاحقاً.
وهدد نائب وزير الداخلية الأفغاني بأن بلاده ستتعاون مع العقوبات المفروضة على إيران، إذا لم تكف الأخيرة عن محاولاتها التخريبية ضد بلاده، قائلاً «إذا لم تركنا إيران لحالنا، لن نوقع على اتفاقية إنشاء ممر تجاري بين ميناء تشابهار الإيراني الاستراتيجي والعاصمة الأفغانية كابول».
ووقعت إيران والهند على عدة عقود واتفاقيات خلال زيارة الرئيس الإيراني الأخيرة إلى نيو دلهي، ومن أهمها العمل على إنشاء ممر اقتصادي وتجاري بين ميناء تشابهار جنوب شرقي إيران وأفغانستان. وتصدر الهند سنوياً مليون و100 ألف طن من القمح إلى أفغانستان عبر هذا الميناء. ويعتبر ميناء تشابهار الميناء الأهم المنافس للمشاريع العملاقة التي تعمل عليها الصين وباكستان في ميناء غوادر.
وحذر والي مدينة هرات الأفغاني مولوي هبية الله، إيران من ألا تحاول على الانتحار السياسي من خلال القيام بالعمليات التخريبية لمنع بناء خط أنابيب «تابي» للغاز.
ووعد مولوي هيبة الله بأن أفغانستان ستقوم بإجراء تدابير أمنية كبيرة في ولاية هرات لمنع المحاولات التخريبية من قبل بعض الدول الجارة، بالإشارة إلى إيران التي هي الدولة الوحيدة المجاورة لولاية هرات.
وستحصل أفغانستان ما لا يقل عن 400 مليون دولار سنوياً من خلال خط أنابيب «تابي» للغاز.
تجدر الإشارة إلى أن حركة طالبان فتحت مكتباً لها في طهران، والتقى قادة من الحركة مع عدد من المسؤولين الإيرانيين ومنهم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وتقول إيران إنها تتعاون مع حركة طالبان لمحاربة فرع تنظيم الدولة في أفغانستان.
اتهمت الحكومة الأفغانية مرات عديدة موسكو وطهران بدعم الإرهاب، مطالبةً إيهما بالكف عن ذلك.

نائب وزير الداخلية الأفغاني يتهم إيران بالتخطيط لشن هجمات إرهابية على خط أنابيب «تابي»
حرب الغاز تستعر
محمد المذحجي

عرب سنجار يطالبون الحكومة العراقية بإعادتهم إلى مناطقهم

Posted: 23 Feb 2018 02:19 PM PST

الموصل ـ «القدس العربي»: طالب عدد من أهالي قضاء سنجار، الحكومة العراقية، بالسماح لهم بالعودة إلى مناطقهم المحررة، وتوفير حماية أمنية، خوفاً من مهاجمتهم من قبل الميليشيات الإيزيدية.
النازحون ذكروا بأن «هناك مخططاً يسير لإفراغ القضاء، والقرى التابعة له من المكون العربي بحجة انتمائهم لتنظيم الدولة».
ودعوا إلى «تدخل دولي يوقف عمليات التغيير الديموغرافي تلك التي تستهدفهم حتى منذ ما قبل سيطرة التنظيم على القضاء قبل ثلاث سنوات».
عبدالرزاق، من سكان سنجار، قال لـ«القدس العربي» إن «عمليات التغيير الديموغرافي تلك كانت مستمرة حتى قبل دخول تنظيم الدولة القضاء وسيطرته عليه»، مبيناً أن «هناك قرى عربية تم مسحها عن الأرض بواسطة الجرافات وتفجير المنازل بهدف عدم عودة أهلها».
وحسب المصدر «كل هذه الانتهاكات كانت تحصل أمام أنظار الحكومة العراقية التي لم تستطع منعها، عندما كانت سنجار تحت سيطرة البيشمركه الكردية».
وأضاف أن «هناك آلاف العائلات العربية التي أصبحت بدون مأوى، وأغلبهم متهمون بالإرهاب وفق تهم كيدية ولن يستطيعوا العودة إلى منازلهم خوفاً من أن تتم تصفيتهم أو اعتقالهم».
وأشار إلى أن «القضاء والقرى التابعة له تحت هيمنة الميليشيات الإيزيدية والتي أغلبها تعمل خارج سيطرة الدولة وتقوم بعمليات انتهاكات مستمرة ضد المكون العربي».
وطالب الحكومة العراقية بـ«التدخل بشكل فوري لوقف هذه الانتهاكات والسماح بالسكان العرب بالعودة إلى قراهم ومزاولة حياتهم اليومية وتوفير الحماية لهم».
أبو طه اضطر لترك قريته خلال المعارك التي حدثت بين قوات البيشمركه وتنظيم «الدولة». بعد انتهاء المعارك وسيطرة القوات الكردية على القرية، وكانت معها قوات إيزيدية، منع من دخول القرية.
وقال: أخبرونا أننا العرب لامكان لنا بعد اليوم في هذه المناطق، نافياً تماماً انتماءه أو أحد أولاده للتنظيم.
وأضاف: «هناك رغبة بعدم عودة جميع العرب إلى مناطقهم».
وأكد أن قريته الآن «تحت سيطرة قوات أيزيدية ترفض عودة أي عائلة عربية، كما أنهم قاموا بتفجير كثير من المنازل التي تعود للعرب».
وتابع أن «مصير كثير من العائلات أصبح في خطر حيث يعيش أغلبهم في المخيمات، وسيبقون فيها مادامت الميليشيات الإيزيدية ترفض عودتهم».
وأبلغ السكان «عدد من النواب والمسؤولين في نينوى، ولكن لم يقوموا بحل المشاكل أو حتى التطرق لها في البرلمان».
أبو همام، وهو كذلك، من أهالي سنجار، قال إن «الميليشيات قامت باعتقال ابنه ولم يعرف مصيره حتى الآن».
وأضاف لـ«القدس العربي»: «الميليشيات تلك قامت بانتهاكات فظيعة ضد العرب منذ سيطرتها على قراهم حتى الآن، فضلاً عن قيامها بنهب وسلب الممتلكات، في حين هناك قرى كاملة تم تجريفها».
ودعا إلى «إنهاء الانتهاكات وجلب قوات نظامية تتولى الملف الأمني في المدينة، وإنهاء دور الميليشيات التي لاتزال مستمرة بجرائمها وانتهاكاتها ضد العرب، حيث أصبحت المناطق تلك خالية من العرب بشكل كامل، وهم يتهموننا بأننا كنا مع التنظيم من أجل منع عودتنا إلى منازلنا في حال بقيت هناك منازل لم تفجر».
وحسب مراقبين، تشهد محافظة نينوى شمال العراق، عمليات تغيير ديموغرافي ممنهجة من قبل بعض الميليشيات التابعة للأقليات الدينية والعرقية في المدينة، بعد استعادة الأخيرة من سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» في تموز/يوليو العام الماضي، وهيمنة تلك الميليشيات على مناطق مهمة وممارستها بعمليات قتل وتطهير عرقي وديني ضد المدنيين.

عرب سنجار يطالبون الحكومة العراقية بإعادتهم إلى مناطقهم

بين الأجندتين المحلية والدولية: فلسطينيو الداخل.. حان وقتكم لتتحدثوا اللغة الإنكليزية

Posted: 23 Feb 2018 02:19 PM PST

الناصرة – «القدس العربي»: برؤية تاريخية منذ 1948 ما زال صوت المواطنين العرب الفلسطينيين في إسرائيل غير مسموع كفاية في العالم، مقارنة مع أقليات أخرى. في ظل هذا الفراغ تستغل إسرائيل المواطنين الفلسطينيين كورقة دعائية بأشكال مختلفة للحديث عن الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط وعن «الفيلا داخل الغابة» وعن الأقليات وضمان حقوقهم السياسية والدينية.
في مرات كثيرة تستغل وجود نواب عرب في الكنيست لإيصال رسالة للعالم حول التسامح والمساواة المدنية باعتبارها روح الديمقراطية، رغم أنها تقوم على الأرض بما ينسف مزاعمها المعلنة. بالنظر للأيدي الفاعلة في إسرائيل لإسماع الألسن اللاهجة بالحلو والمعسول تبان مواطَنة عمرها سبعون عاما أنها ما زالت إجرائية ومنقوصة جدا في جوهرها، وهذا في أحسن الأحوال، فالمواطنون العرب لا يخرجون فقط من الإجماع القومي في إسرائيل وتحرّم مشاركتهم في الحكومة، بل لم تتبدل النظرة الأمنية لهم باعتبارهم تهديدا أمنيا وديمغرافيا منذ اعتبارهم هكذا من قبل رئيس حكومتها الأول دافيد بن غوريون عام 1948.
خلال زيارة نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس للكنيست في الشهر المنصرم تم إخراج كل نواب المشتركة بفظاظة، بمن فيهم أولئك الذين لم يرفعوا لافتات احتجاجية. مع ذلك تم عرض ذلك  كـ «دليل» على الديمقراطية من قبل المضيفين ومن قبل الضيف على حد سواء.
هناك عدة أسباب تتعلق بجهات مختلفة: اولا أهمل المواطنون العرب الجبهة الخارجية تاريخيا منذ 1948 بعد فقدان وطنهم غداة النكبة ومكابدتهم صدمة وخوفا دفينا من التهجير، لا سيما أن العالم العربي تركهم كما تترك الأم مولودها في السرير وتهرب. استمر الخوف لسنوات بعد فترة الحكم العسكري (1948- 1966) باعتبار أن الخروج للعالم «استعداء لإسرائيل وتحد لها».
ثانيا: يضاف لذلك سياسات الأسرلة والاحتواء، فهذه لعبت دورا بتكريس أجندة محلية فقط.
ثالثا: تشتت الفعاليات السياسية العربية في إسرائيل أيديولوجيا وسياسيا، وتغليب الأجندات والولاءات الحزبية والمصالح الشخصية للسياسيين والناشطين أدى لعدم بلورة استراتيجية سياسية تشمل أيضا تدويل بعض قضاياهم. طبعا أثقل على هذه المهمة عدم إتقان الإنكليزية كلغة دولية طيلة سنوات كثيرة في الماضي، وهذه اليوم لم تعد عائقا.
 رابعا: لا شك أن ميول الغرب المتواصلة حتى اليوم للتركيز على الصراع الكبير وعدم الاهتمام بقضايا المواطنين العرب في إسرائيل وربما تأجيلها لما بعد تسوية القضية الفلسطينية لعب دورا في إهمالهم في مؤسساته وإعلامه. وهذا يفسر السكوت على عمليات تهويد الدولة وعلى تشريعات غير ديمقراطية أخرى زادت بشكل كبير منذ عاد اليمين للحكم في 2009 ، حيث يتولى رئيسها بنيامين نتنياهو عمليات التحريض المباشر وتهويش اليهود من «التدفق في الحافلات للتصويت» حتى «العدو الخارجي هنا .. بيننا».

ما الجديد؟

هناك تغيير طفيف: نشهد في السنوات الأخيرة مبادرات فردية وغير منظمة وغير كافية، نتيجة تحول حكومات إسرائيل لسياسات استعداء سافر وضغوط فظة، مما يشجع للخروج بالشكوى للعالم. لجنة»المتابعة العربية العليا، التقطت الفكرة وأطلقت قبل عامين ونيف «اليوم العالمي لدعم الفلسطينيين في إسرائيل» وهذا ينبغي البناء عليه. حتى الآن وفي ظل إمكانات المتابعة العليا «ما زالت المبادرة محدودة وغير جامعة، تعوزها خطة مبلورة وما زالت تعتمد على السفارات الفلسطينية فحسب، وتحتاج لدعم عدة أطراف بغية بلورتها وتحديثها بما يتلاءم مع وضعنا ومطالبنا».
لا شك أن تشكيل القائمة العربية المشتركة عام 2015 زاد من ثقة السياسة العربية بذاتها، ودفع العالم للتنبه لجمهورها نتيجة ارتفاع قوة تأثيره السياسي والضجة حولها. وهذا دفع جهات سياسية وإعلامية دولية للاهتمام بالمواطنين العرب وقضاياهم. ويمكن القول إن الإعلام العالمي بحث عن فلسطينيي الداخل أكثر مما بحثوا عنه كما يحصل اليوم مثلا مع صحيفة «ذي غارديان» البريطانية التي انتدبت الكاتب الصحافي أيان بلاك لزيارة البلاد، وإعداد تقرير عن حيفا في هذه الأيام، بالإضافة لمنصات صحافية مهمة أخرى في العالم تهتم أكثر من الماضي بوضع الداخل. كما أن نواب المشتركة بادروا لزيارة مؤسسات دولية لكنها ما زالت فردية وغير منهجية وبدون رؤية وخطة عمل، وتبدو أحيانا استعراضية ضمن «حرب النجوم» بين بعض نوابها.

زيارة بريطانيا

هناك وعلى سبيل المثال، شارك كاتبا هذا التقرير مجموعة شملت الناشطة سناء كنانة والمحامي أمجد عراقي، في ندوة عن العرب في إسرائيل. ومن ضمن أهم استخلاصات التجربة جهل أوساط واسعة هناك بنا وتعطشهم لسماع قضايانا.
في رحاب معهد الدراسات العربية والإسلامية في جامعة أكزيتر تكررت التجربة في  ندوة مماثلة مع البروفسور إيلان بابيه، تخللتها أسئلة الجمهور الأجنبي عن فلسطينيي 48.
وفي حديث لاحق قال بابيه إنه تلقى في اليوم التالي رسائل يقول أصحابها إنهم سمعوا للمرة الأولى عن المجتمع الفلسطيني في إسرائيل. بل استذكر بابيه أنه سمع ملاحظات مطابقة من جهات عربية، وقال متوددا عن الجهل المتفشي حتى اليوم «سئلت من قبل طلاب من دول عربية: من هؤلاء «اليهود العرب»؟.

ما الحل؟

اولا: طبعا ليس سهلا لفت أنظار الإعلام الدولي لقضايا الأقلية العربية في إسرائيل لانشغاله عادة بقضايا أكثر. لكن بالطبع ممكن تعريف العالم بها من خلال خطة سياسية هي ثمرة عمل جماعي، أولا تكون الأدوات الإعلامية جزءا منها. على المستوى العملي يمكن المبادرة والتوجه للإعلام الدولي ومرافقته وتعريفه بقضايا ساخنة كما يجري في النقب وهدم البيوت في سائر المناطق، مثلما يمكن كتابة مقالات رأي بشكل منهجي في الإعلام الغربي المكتوب والقيام بمبادرات تعطي فرصة للإعلام أن يغطيها ومن خلالها تحقيق الهدف المنشود. على سبيل المثال زيارات دائمة لمؤسسات دولية كالبرلمان الأوروبي والأمم المتحدة ومؤسساتها، واللقاء الدائم بالسفارات الأجنبية واللقاء بمنتديات غير رسمية والتواصل مع سفارات الدول في تل أبيب ..الخ.
ثانيا: من المهم أن يتقن مندوبو المواطنين العرب في إسرائيل لغة الحقوق المنتشرة أكثر فأكثر في العالم اليوم، واستخدام خطاب المواطنة والذهاب للعالم كمواطنين في إسرائيل. على المستوى الإعلامي حان الوقت لتشكيل لجنة إعلامية وطنية تتمتع بشبكة علاقات وصداقات مع الصحافيين الأجانب تتولى صياغة خطة ناجعة للتعامل مع الإعلام الأجنبي والعبري أيضا.
لاشك أن فلسطينيي الداخل كبروا كما وكيفا ويملكون طاقات حقيقية كبيرة تحتاج للتنظيم والاستثمار بما يساعد في فضح، وربما منع ما يحاك اليوم وغدا ضد أقلية وطن أصلية لا يكفيها أن تكون محقة.
عاد كاتبا التقرير للتو من جولة في بريطانيا زارا خلالها عدة مدن وجامعات ومعاهد، وقد تعزز مجددا الوعي بما قيل.
في بريطانيا وحدها التقيا بمجموعة من الطلاب والناشطين ممن يجيدون الإنكليزية، ويمتازون بوعي سياسي وثقافة واسعة يدفئون القلب ووجدوا لهم أقرانا في كل دول العالم. هؤلاء يحتاجون لمبادرة تجمعهم وتشاركهم في صياغة مشروع علاقات عامة خارجي وتناط بهم مهمة السفير المتجول لفلسطينيي الداخل ولقضاياهم وتنظيمهم مهمة الفعاليات السياسية والأهلية، ولا بأس من امتحان وتحدي الموقف الديمقراطي المعلن من قبل المجتمع الدولي خاصة الغربي. ويستطيع فلسطينيو الداخل بسهولة تشكيل خلايا عمل على الأرض في كل المدن الرئيسية في العالم، وذلك يتطلب القليل: رصد ميزانية معينة من الأموال الهائلة المتدفقة على الأحزاب العربية من الكنيست شهريا وتدبير جماعة عمل جدية من ناشيطي المجتمع المدني والأكاديميين لمتابعة الموضوع، وتحضير مواد كافية بالإنكليزية عن أوضاعهم وتنكيل إسرائيل بهم وتمييزها ضدهم. الأمر ببساطة ممكن لو ترفعت قيادات الداخل قليلا عن التفكير في أولوياتها الفردية أولا، واستفاقت من وهم إمكانية تحقيق مطالب الجمهور العربي وضمان حياة كريمة ودرء مخاطر مستقبلية بغير ضغط خارجي على إسرائيل، شعبيا ورسميا من دول العالم ، والأرضية جاهزة، تنتظر منهم أن يلتقطوها.

بين الأجندتين المحلية والدولية: فلسطينيو الداخل.. حان وقتكم لتتحدثوا اللغة الإنكليزية

أسعد غانم ووديع عواودة:

المؤشر العالمي لسيادة القانون: مصر في المركز 110

Posted: 23 Feb 2018 02:18 PM PST

القاهرة ـ « القدس العربي»: صنّف تقرير مؤشر سيادة القانون لعام 2017-2018 الذي يصدر عن مشروع العدالة العالمي، مصر تحت رقم 110 من بين 113 دولة.
ومشروع العدالة العالمي، هو منظمة مستقلة تعمل على الترويج لسيادة القانون في العالم، وأسسها وليم اتش نيكوم عام 2006 ويقع مقرها الرئيسي في الولايات المتحدة.
ويستند المؤشر على أربعة عوامل رئيسية توضح إلى أي مدى تسري سيادة القانون في أي دولة، وأولها مدى القيود على السلطات الحكومية، ويشمل «قدرة السلطتين التشريعية والقضائية على تحديد السلطات الحكومية على نحو فعال، وتحجيم السلطات الحكومية من خلال مراجعات وتدقيق مستقل، ومعاقبة المسؤولين الحكوميين على سوء السلوك».
والعامل الثاني «تقييم غياب الفساد، عدم استخدام مسؤولي السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية والشرطة والجيش مناصبهم العامة لتحقيق أرباح شخصية».
فيما يشمل العامل الثالث «مدى الانفتاح الحكومي، حيث الحق في الحصول على المعلومات، والمشاركة المدنية، وآليات تقديم الشكاوى».
أما العامل الرابع فهو «مدى التزام الدولة بالحقوق الأساسية، ويشمل
«المساواة في المعاملة وغياب التمييز، والضمان الفعال لحق الأشخاص في الحياة، والأمن، وحصول المتهمين على حقوقهم في الإجراءات القانونية الواجبة، والضمان الفعال لحرية الرأي والتعبير، والحرية الدينية».
وقال مركز الشهاب لحقوق الإنسان، وهو منظمة حقوقية غير حكومية، قال إنه «بناء على هذه العوامل وتطبيقها في مصر، احتلت البلاد مركزا متأخرا وهو ما يعنى أن هذه العوامل شبه غائبة عن الدولة المصرية، وهو ما يلمس من خلال المتابعات اليومية للانتهاكات التي تحدث في مصر وغياب العدالة وسيادة القانون».
مصر الآن، وفق المركز «بلا دستور ولا قانون، بحجة محاربة الإرهاب، والسلطات المصرية تنتهك أبسط حقوق المواطنين بشكل يومي».
وأكد أنه «بعد الاطلاع على هذا التقرير وغيره من التقارير الحقوقية المتعلقة بحالة حقوق الإنسان في مصر ومنظومة العدالة والشفافية ومكافحة الفساد ينبغي على مصر تطبيق القانون والمعاهدات الدولية ومراجعة كافة الانتهاكات التي تحدث من قبل السلطات تجاه المواطنين».
ودعا الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات والهيئات الدولية، إلى «الضغط من أجل تعزيز حقوق الإنسان في مصر، وخاصة في ظل إصدار أحكام جماعية بالإعدام بحق المعارضين بناء على قضايا تغيب عنها أدنى معايير العدالة، وقامت السلطات المصرية بتنفيذ بعض هذه الأحكام بالفعل».

المؤشر العالمي لسيادة القانون: مصر في المركز 110

خبير عسكري لـ «القدس العربي»: قوات الأسد غير قادرة على فتح أكثر من جبهة في الوقت ذاته

Posted: 23 Feb 2018 02:17 PM PST

حلب – «القدس العربي» : عزا الخبير العسكري والمحلل الاستراتيجي العقيد فايز الأسمر، قيام النظام السوري بنقل قواته من جبهات إدلب الشرقية التي تشهد هدوءاً حذراً إلى الغوطة الشرقية التي تشهد تصعيداً حالياً، إلى عدم امتلاك النظام المقدرة على فتح أكثر من جبهة عسكرية في آن.
وأوضح الأسمر في حديثه لـ»القدس العربي»، أن النظام بات مؤخرًا يعتمد على القوة التدميرية التي تحيل المنطقة التي يريد التقدم إليها إلى أرض محروقة عبر استخدام الذخائر كافة وتلك المحرمة دولياً بمؤازرة الطائرات الحربية، وليس على القوة العسكرية البشرية في المعارك وذلك بسبب النقص الكبير في عدد العناصر. ولفت الخبير العسكري إلى ان النظام لم يعد يمتلك المقومات اللوجستية والبشرية التي تساعده على القتال في كل الجبهات، لذلك يات يلجأ إلى المناورة ما بين الجبهات.
وقال موضحاً، «يعمل النظام في حال فتح معركة على استقدام التعزيزات من كل الجبهات الأخرى، لأن قواته منتشرة في كل سوريا، وخصوصاً بعد ما توسعت مناطق سيطرته من قرابة 20 بالمئة في العام 2014، إلى 60 بالمئة من إجمالي مساحة سوريا حالياً. وأضاف الأسمر، أن النظام يمارس الترقيع عسكرياً، أي ينقل قواته المنهارة من جبهة لجبهة مستفيداً من اتفاق «خفض التصعيد».
وتابع «تم تكبيل المعارضة باتفاق خفض التصعيد، الذي جمّد الجبهات، بينما الواقع العسكري يؤكد أن النظام لا يستطيع أن يسيطر بنفس القوة في كل المناطق».
وقال «عندما شن النظام هجومه الأخير على إدلب كانت كل الجبهات هادئة من درعا للغوطة لغيرها، والآن عندما صعّد النظام في الغوطة بعدما نقل قواته إلى هناك صمتت كل الجبهات الأخرى».
وحمّل الأسمر مسؤولية تقلص مناطق المعارضة إلى الفصائل العسكرية وقياداتها، داعياً إياهم إلى المبادرة بقتال النظام للتخفيف عن الغوطة الشرقية، للاستفادة من نقل النظام قواته إلى هناك. واختتم حديثه لـ»القدس العربي» بالتأكيد على أن جيش النظام منهار تماما، وأن المليشيات باتت الحامل الأساسي لهذا الجيش.
وكانت ناشطون أكدوا أن النظام قام بنقل المجموعات المقاتلة ذاتها من دير الزور بعد مشارفة الحرب على تنظيم الدولة من نهايتها هناك، إلى إدلب التي سيطر فيها على مساحات شاسعة من أرياف حماة وإدلب وحلب، ومن ثم توجهت تلك القوات إلى الغوطة.

خبير عسكري لـ «القدس العربي»: قوات الأسد غير قادرة على فتح أكثر من جبهة في الوقت ذاته
الأسمر دعا المعارضة للمبادرة إلى قتال النظام في جبهات أخرى للتخفيف عن الغوطة
عبد الرزاق النبهان

زبير الشهودي: ترشيح سلامة تفعيل لمبدأ المواطنة في الدستور وتجريم التطبيع مطلب جماهيري في تونس

Posted: 23 Feb 2018 02:17 PM PST

تونس – «القدس العربي»: قال زبير الشهودي القيادي وعضو مجلس شورى حركة «النهضة» إن ترشيح المواطن اليهودي سيمون سلامة ضمن إحدى قائمات الحركة في الانتخابات البلدية هو محاولة لتفعيل مبدأ المواطنة الذي ينص عليه الدستور التونسي، وانتقد من يحاول استغلال هذا الأمر لاتهام «النهضة» بالطبيع مع إسرائيل، كنوع من المزايدة السياسية، مشيرا إلى أن مبدأ «تجريم التطبيع» هو مطلب جماهيري وعلى النخبة التونسية أن تدافع عنه.
وأكد، من جهة أخرى، أن ترشيح القيادية في الحركة سعاد عبد الرحيم لرئاسة أكبر بلدية في تونس تم باقتراح من القيادات المحلية لـ«النهضة» ويؤكد نزوع الحركة نحو تكريس مبدأ الحكم اللامركزي. كما وصف دعوة المفكر يوسف الصديق للنهضة بترشيح شخصية «مثلية» لإثبات مدنيتها بأنها «خروج عن الأخلاق العامة»، داعيا الصديّق إلى زيارة الطبيب.
وكان ترشيح حركة النهضة للمواطن اليهودي سيمون سلامة في مدينة «المنستير»، أثار جدلا كبيرا في تونس، حيث استنكره البعض متهما النهضة بالتطبيع، فيما رحب به آخرون ودعوا لإدماج اليهود في الحياة الساسية في تونس.
وقال الشهودي في حوار خاص مع «القدس العربي»: «ترشيح سيمون سلامة هو اجتهاد محلي أي أنه تم وفق اقتراح من القيادات المحلية للنهضة ولا علاقة للقيادة المركزية به، كما أنه ترشيح على قاعدة المواطنة فهو مواطن تونسي قبل كل شيء، وقد يساهم هذا الأمر في تفعيل مبدأ المواطنة في الدستور، وعموما إذا كانت القيادة المحلية مستوعبة للدستور وللمرحلة السياسية ومبدأ المواطنة والتعايش والتشارك فهنيئا للنهضة بقيادة محلية بهذه الكفاءة السياسية. أما فيما يتعلق بالانتقادات (والاتهمات المجانية) فهذا الأمر يدخل في باب المزايدة السياسية، وعموما نحن ندعو الجميع إلى الترفع عن الألفاظ المسيئة وعدم المس بحقوق المواطنة».
وأوضح أكثر بقوله «موقفنا مبدئي وواضح من موضوع إدانة الكيان الصهيوني، ولكن قد يبرز خلاف بشكل جلي (بين بعض الأطراف السياسية) حينما يأتي موضوع تجريم التطبيع، ويجب أن تفرز القضية المواقف المبدئية التي تحقق مصحة الوطن وتثبت في نفس الوقت قيمة وحضور القضية الفلسطينية التي تعتبر قضية مقدّسة في تونس، ولكن ما دام تجريم التطبيع هو طلب جماهيري فيجب على النخبة التونسية أن تدافع عنه، وأؤكد أن هذا رأي شخصي لا يمثل رأي النهضة». كما نفى ما أُشيع حول ترشيح النهضة لشخصية أخرى مسيحية في الانتخابات البلدية، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بمحاولة انخراط مواطن تونسي غيّر ديانته في الحركة قبل عامين.
وحول ترشيح الحركة للقيادية سعاد عبد الرحيم على رأس بلدية العاصمة (أكبر بلدية في تونس)، قال الشهودي «سعاد عبد الرحيم هي كفاءة سياسية مشهود لها وترشيحها جاء بطلب من منخرطي النهضة ولا علاقة للقيادة المركزية بذلك، وقد جاء هذا القرار تتويجا لمسار طويل من النقاش للبحث عمن يمثل الحركة في قائمة تونس، حيث اقتراح مرشحين عدة قبل أن يتم الاتفاق أخيرا على سعاد عبر الرحيم».
وأضاف «أود أن أشير إلى أن هناك انعطافا حقيقيا في وعي القاعدة والقيادة النهضوية المحلية وبالتالي هناك تكريس حقيقي للامركزية، وهناك قوة حقيقية في الدفاع عن الخيارات المحلية، فالقيادة المركزية لم تستطع التدخل كثيرا في تشكيل القوائم البلدية، وهذا مهم جدا ويؤكد أن تنظيم النهضة بدأ يذهب باتجاه اللامركزية بسرعة محترمة جدا بل أكثر مما كنا نتوقع، ويمكن القول إن الـ 350 قائمة التي قدمتها الحركة هي جهد محلي محض أي أن القيادات المحلية هي التي اختارتها بعدما اجتهدت ضمن توازناتها وقدراتها واستيعابها للخارطة الانتخابية وإن شاء الله يتوج هذا الأمر بنتيجة طيبة».
وكان المفكر الإسلامي يوسف الصدّيق دعا حركة النهضة لترشيح شخصية ملحدة أو مثلية ضمن قوائمها في الانتخابات البلدية المُقبلة «حتى تثبت أنها أصبحت بالفعل حركة مدنية وتتعامل مع الأقليات بجميع أصنافها على قدم المساواة». واعتبر -في المقابل- أن ترشيح النهضة للمواطن اليهودي سيمون سلامة ضمن إحدى قائماتها في مدينة «المنستير» هو مجرد «مناورة» انتخابية وسياسية.
وعلّق الشهودي على ذلك بقوله «هذه دعوة غير عقلانية وليست مسؤولة، وهذا الأمر لا يشرّف حركة النهضة، ففي النهاية حركة النهضة تمثل مرجعية إسلامية ولديها خلفية شعبية كبيرة لا تقبل بمثل هذه السلوكيات. وعلى هؤلاء الشواذ ومن يدعون ترشيحهم (يوسف الصديق) الذهاب إلى الطبيب. وهذا موقف مبدئي، ولا يتعلق بقضية مواطنة بل هو قضية خروج عن الأخلاق العامة التي نعيشها في البلاد».
وكانت بعض الأطراف اتهمت حركة «النهضة» بخرق القانون الانتخابي عبر التأخر بتقديم أوراق أحد المرشحين للانتخابات البلدية في مدينة «القيروان».
وأوضح الشهودي هذا الأمر بقوله «كان هناك خلل إجرائي لمترشح على قائمة القيروان وتم تداركه لأنه كان هناك شرط قانوني يمنع ترشح رئيس القائمة السابق وتم تغييره خلال جلسة تقديم الملفات وتم التدارك بسرعة، على كل حال ليس من السهل إتمام عملية الترشح لانتخابات دون وقوع أخطاء، وخاصة أنه يتم التنافس على أكثر من7100 مقعد، وبالتالي من الوارد وقوع أخطاء إجرائية كما أن شروط القانون الانتخابي مجحفة وصعبة جدا، وخاصة فيما يتعلق بتطبيق مبدأ التناصف الأفقي والعمودي وشروط التشبيب (نسبة الشباب) وإدماج ذوي الاحتياجات الخاصة وغيرها، عموما ننتظر تثبيت جميع القوائم وإذا لم تسقط أي قائمة للحركة، فهذا إنجاز تنظيمي محترم جدا ويؤكد قدرة النهضاويين على التفاعل مع القوانين والانضباط لها».
وكان رئيس هيئة الانتخابات محمد التليلي المنصري أكد أمس الجمعة أنّ الهيئة بدأت بعملية البت في الترشّحات المُقدمة لها، والتي تستمر حتى الثاني من شهر آذار/مارس المُقبل، مشيرا إلى احتمال إسقاط عدد من القائمات الانتخابية التي لم تلتزم بالقانون الانتخابي.

زبير الشهودي: ترشيح سلامة تفعيل لمبدأ المواطنة في الدستور وتجريم التطبيع مطلب جماهيري في تونس

حسن سلمان:

تتزامن مع أنباء عن صفقة سرية لتسليم لاجئين الكشف عن صفقة سلاح جديدة بين إسرائيل ورواندا

Posted: 23 Feb 2018 02:17 PM PST

الناصرة – «القدس العربي»: رغم الانتقادات لانتهاك القانون الدولي والمعايير الأخلاقية، تواصل إسرائيل تزويد بعض أنظمة الطغيان في العالم بكميات كبيرة من الأسلحة والمعدات والتقنيات المستخدمة في القتل والقمع والملاحقة. وكشفت صحيفة «معاريف»، أمس أن بعثة أمنية إسرائيلية، قامت بزيارة سرية لرواندا، خلال الأسبوع الماضي، وذلك لتسويق أسلحة وعتاد وتشكيلات سلاح في ظل حديث عن صفقة مع حكومتها لاستقبال طالبي اللجوء الذين تنوي حكومة الاحتلال ترحيلهم إليها رغم النفي الرسمي الرواندي. وشارك في بعثة وزارة الأمن الإسرائيلية موظفون من شعبة المساعدات الدفاعية والوحدة الخاصة بالقارة الأفريقية التابعة للجيش الإسرائيلي، وممثلون عن شركات تصنيع المعدات العسكرية الإسرائيلية، ومنها شركة تصنيع المعدات الإلكترونية للعتاد العسكري «ألبيت»، وشركات عسكرية أخرى. وهذه ليست صفقة السلاح الأولى التي تنجزها إسرائيل مع دول تسود فيها أحداث أمنية وترتكب فيها فظائع ضد المدنيين، بعضها يخضع لحظر دولي على بيعها السلاح، مما أثار انتقادات في العالم وداخل إسرائيل ذاتها من قبل منظمات وجهات حقوقية. كما يأتي ذلك ضمن المساعي الإسرائيلية لتعزيز علاقاتها الدبلوماسية مع الدول الأفريقية، في سبيل تنفيذ المخططات الحكومية لطرد عشرات الآلاف من طالبي اللجوء الأفارقة وترحيلهم إلى بلدانهم الأم أو إلى دولة «طرف ثالث» تقبل بهم.
وكانت رواندا قد نفت أن تكون قد وقعت على اتفاق سري مع إسرائيل لاستيعاب طالبي لجوء أفارقة. وأوضحت أن أبوابها مفتوحة أمام من يصل حدودها طواعية وليس مكرها. وأعلن نائب وزيرة خارجية رواندا، أوليفيا ندونغيرها، أن بلاده لن تستقبل طالبي لجوء يتم طردهم خلافا لرغبتهم. كما نفى وجود أي اتفاق مع إسرائيل لاستيعابهم في رواند، وذلك في نهاية كانون الثاني/ يناير الماضي.
لكن مصادر في إسرائيل كشفت في أعقاب مناقشات داخل المحكمة العليا حول قانونية طرد اللاجئين، أن إسرائيل عقدت اتفاقا سريا مع الحكومة المحلية في رواندا، رغم إنكار الأخيرة. وحسب هذا الاتفاق فإن السلطات الرواندية ستتقاضى مبلغًا يقدر بنحو 5000 دولار على كل لاجىء تستقبله من إسرائيل، ذلك بالإضافة إلى خدمات التسليح التي تقدمها لرواندا. وتستعد إسرائيل لترحيل الآلاف من طالبي اللجوء الأفارقة، إما إلى بلدانهم الأصلية أو إلى دولة ثالثة لم تحددها، ومن يرفض التهجير سيتم وضعهم بالسجن لأجل غير مسمى.
وتتكتم إسرائيل حول البلدان التي اتفقت معها لاستقبال المهاجرين الذين سيتم طردهم من البلاد بعدما دخلوها متسللين من سيناء قبل سنوات. وتتحدث منظمات مساعدة المهاجرين عن أوغندا ورواندا، لكن هاتين الدولتين الأفريقيتين نفتا تلك التقارير وأكدتا عدم عقد أي اتفاق مع إسرائيل. وتؤكد معطيات الفرع الرواندي في المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة، أن إسرائيل أرسلت بين 2014 و2017، 4000 لاجئ أفريقي إلى رواندا في إطار برنامج للمغادرة الطوعية هذه المرة.
ولا يزال سبعة فقط من هؤلاء الـ 4000 موجودين في رواندا، كما تقول المفوضية العليا للاجئين. أما الآخرون الذين أحبطتهم ظروفهم الحياتية، قد غادروا رواندا إلى بلدان مجاورة أو حاولوا الوصول إلى أوروبا.
يشار في هذا السياق الى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اجتمع في دافوس مع رئيس رواندا، بول كاغامي، على هامش منتدى دافوس الاقتصادي العالمي، وذلك على خلفية مطامع إسرائيل بالتوقيع على اتفاق معها لاستيعاب طالبي اللجوء الأفارقة، ولم يكشف عما دار بينهما.

تتزامن مع أنباء عن صفقة سرية لتسليم لاجئين الكشف عن صفقة سلاح جديدة بين إسرائيل ورواندا

أكثر من 4 آلاف متهم بالإرهاب ينتظرون قرار القضاء في الموصل

Posted: 23 Feb 2018 02:15 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: بعد انتهاء العمليات العسكرية وإعلان تحرير مدينة الموصل بالكامل تتجه الحكومة العراقية إلى محاكمة المتورطين بالانتماء لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، إضافة إلى البحث عن المفقودين والكشف عن مصيرهم. وينتظر أكثر من أربعة آلاف وخمسمئة متهم بالانتماء للتنظيم في الموصل، صدور الأحكام القضائية بحقهم، فيما أدان القضاء أكثر من 300 آخرين.
قائد عمليات نينوى اللواء نجم الجبوري قال لـ «القدس العربي» إن «هناك أشخاصاً متهمين، ولم يصدر بحقهم أمر قضائي سواء أكانوا مدانين أو غير مدانين. لدينا مشتبه بهم وننتظر قرار القاضي داعشيين كانوا أم لا».
وطبقاً لحديث القائد العسكري فإن «أعداد هؤلاء تقدر بنحو خمسة آلاف شخص»، مشيراً إلى أن «قسماً منهم تمت إدانتهم، وهؤلاء يقدر عددهم بنحو 300 شخص، أما العدد المتبقي فينتظرون صدور الأحكام القضائية بحقهم، أما بريء أو مدان».
وعن المخاوف من حدوث عمليات «ثأر» للعائلات التي ينتمي أحد أفرادها إلى التنظيم، والتي عادت إلى مدينة الموصل بعد انتهاء عمليات التحرير قال الجبوري: «لم تشهد مدينة الموصل عمليات ثأر ضد العائلات التي ينتمي أحد أفرادها إلى تنظيم الدولة الإرهابي، لكن هناك بعض الحالات حدثت ضد أفراد، وهي قليلة جداً ومحصورة، ولا تتعدى أصابع اليد».
وتابع «نحن ملتزمون بقرار الحكومة العراقية، الذي يفيد بأن الإرهابي المنتمي لتنظيم داعش هو المطلوب، أما عائلته وذووهم فهم غير مطلوبين وفقاً للقانون»، لافتاً «نحن نعمل وفقاً لهذه التوجيهات. نحن ملتزمون بتنفيذ قرارات القضاء».
كما أشار القائد العسكري إلى عدم وجود إحصائية لعدد المفقودين في مدينة الموصل، عازيا السبب في ذلك إلى أن «هناك عدداً من المفقودين قبل عمليات التحرير، وهناك من خرج من المدينة نحو بغداد أو إلى أماكن أخرى، لذلك لا نمتلك إحصائية دقيقة عن هذا الملف».

انتشال جثث

تصريحات الجبوري أكدها أيضاً النائب عن محافظة نينوى، أحمد الجربا، الذي أوضح إن «ذوي القتلى والمفقودين بدأوا في الفترة الأخيرة بتثبيت المعلومات عن ذويهم في المدينة القديمة في الجانب الأيمن من الموصل، أو في بقية المناطق».
وقال لـ «القدس العربي» إن «الرقم الوحيد الرسمي بشأن عدد المفقودين هو ما ثبتته فرق الدفاع المدني، حيث بلغ نحو ألفين و640 شخصاً تم انتشال جثثهم».
وأضاف: «عمليات انتشال الجثث لا تزال مستمرة ولم تنته حتى اللحظة. لا يمكن التكهن بالعدد الكلي، لحين تشكيل غرفة عمليات لإحصاء المفقودين».
وأشار النائب عن نينوى، إلى أن «أقارب المفقودين بدأوا بتثبيت المعلومات عن ذويهم منذ نحو شهر، بكونهم كانوا يتوقعون أن يكونوا متواجدين في مخيمات النازحين، لكن بعد تفتيش المخيمات ولم يجدوهم هناك، قاموا بتثبيت معلوماتهم». وطبقاً للمصدر «لا يمكن لجهة حكومية أو شخص أو منظمة مدنية إعطاء إحصائية دقيقة لعدد المفقودين»، مشيراً إلى أن «هناك أكثر من جهة مسؤولة عن تثبيت معلومات المفقودين وليست جهة واحدة».
وحسب المعلومات المتوفرة لدى الجربا فإن «أعداد المفقودين في فترة سيطرة تنظيم الدولة على مدينة الموصل تقدر بألف و400 شخص»، أما عن عدد الموجودين لدى الأجهزة الأمنية فأوضح أن «لا يوجد رقم دقيق عنهم».
وتابع: «هناك أكثر من جهة تتعامل مع المعتقلين، منها استخبارات الشرطة ومكافحة الإرهاب والحشد الشعبي والجيش العراقي والشرطة الاتحادية»، مبيناً إن «كل مديرية تتعامل مع الموضوع على حدة، ولا يوجد هناك سجن مركزي يعود لجميع تلك الجهات».
ووفقاً للنائب عن نينوى، «في بعض الأحيان، عندما تذهب للسؤال عن معتقل لدى إحدى الجهات، يقولون لك بأن المفارز التابعة لهذه الجهة لم تعتقله، وهذا ما يضعنا في مشكلة جديدة».
وتساءل «في حال تم اعتقال شخص، سواء كان مجرماً أو متهماً، فلماذا لا يتم إبلاغ ذويه بأنه معتقل لدى الجهة المعنية ومتى ما يتم التحقق من أنه بريء سيتم الإفراج عنه، وفي حال كان مذنباً سيعرض على القاضي وينال جزائه العادل؟».
وكشف عن معلومات تفيد بأن «تنظيم الدولة لم يبق على أي من المفقودين في فترة تواجده بالموصل على قيد الحياة، لكن عائلاتهم لا تزال تنتظر، بكونهم لم يبلغوا من قبل داعش عندما كان مسيطرا على المدينة بقتل أبنائهم».
وأوضح أن «في بعض الحالات أبلغ داعش عائلات المغدورين بقتل أبنائهم، لكن أكثر من ألف و400 شخص لم يبلغ التنظيم ذويهم عن مصيرهم، وبدأت بعد ذلك عمليات التحرير». وأضاف: «بعد انتهاء عمليات التحرير، بدأت مافيات تتاجر بمصير هؤلاء المفقودين. هذه المافيات على نوعين سياسية ومالية».
النوع الأول، وفق المصدر «يقول إن هؤلاء كانوا محتجزين في سجون تابعة للتنظيم الإرهابي، وعند اقتحام القوات المسلحة المشتركة المدينة القديمة سيطرت على تلك السجون، ونقلتهم إلى بغداد للتحقيق معهم، وهذا كلام عارٍ عن الصحة، لكن المافيات السياسية تتاجر بمعاناة أهالي الموصل لأمور انتخابية، وتدعي بأن هؤلاء ما زالوا على قيد الحياة ويجري متابعة أمرهم والتواصل مع الحكومة لاطلاق سراحهم». وأضاف: «لا يوجد أي معتقل كان لدى تنظيم الدولة وسيطرت عليه القوات الأمنية».
ولفت إلى أن النوع الثاني من المافيات هم «عصابات تتواصل مع ذوي المفقودين وتطلب منهم مبالغ مالية تتراوح بين (500 ـ 1000 دولار أمريكي) لإرسال مقطع فيديو للمفقود، وبالفعل يتم إرسال المبلغ لتقوم العصابة بإغلاق الهاتف، وشراء آخر للاتصال بعائلة أخرى وهكذا».
كذلك، كشف المصدر، عن صعوبة عودة عائلات تنظيم «الدولة» إلى مدينة الموصل في الوقت الحالي «حتى وإن سمحت الحكومة بذلك»، عازيا السبب إلى صعوبة «كبح غضب ذوي القتلى والمغدورين».
وتابع: «في حال لم تكن هناك عمليات تصفية وثأر بصورة علنية، فسنشهد عمليات سرية».
في الأثناء قال رئيس المنظمة المتحدة لحقوق الإنسان فرع نينوى، سامي الفيصل، في تصريح صحافي، إن «أكثر من 6200 شخص فقدوا في حقبة سيطرة تنظيم الدولة على الموصل»، مبينا أنهم «توزعوا بين 2000 ‏معتقل لدى تنظيم داعش و850 اختفوا في منطقة بزيبز قرب بغداد، و3320 في حفرة الخفسة جنوب الموصل، فضلا عن 520 جثة بقيت تحت أنقاض المدينة القديمة»، حسب موقع «السومرية نيوز».
وأضاف أن «أهالي المعتقلين في محافظة نينوى يطالبون الجهات الحكومية وحقوق الانسان بالكشف عن مصير أبنائهم الذين فقدوا بعد تحرير الموصل».

حقوق ذوي القتلى والمفقودين

ووافق رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، على مقررات منح حقوق وامتيازات لذوي القتلى، والجرحى والمفقودين، وكذلك، تشكيل لجنة لمتابعة إنجاز المعاملات التقاعدية لهم. وقال مكتب العبادي في بيان إن «رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي واستنادا لصلاحيات القائد العام للقوات المسلحة وافق على اعتبار حالات الوفاة خلال الخدمة ومن جرائها في ساحة العمليات العسكرية والعمل أو بسببه استشهادا»، مبينا أنه «حصلت موافقة رئيس مجلس الوزراء على محضر قرارات وتوصيات لجنتي الشهداء والجرحى التي تضمنت قرارات عديدة وتوصيات تفصيلية لتنفيذها».
وطبقاً للبيان فإن العبادي «وافق على تفعيل العمل بمنح المتطوع رتبة ضابط أو رتبة أعلى من رتبته على حالات الاستشهاد، والجريح بنسبة 100٪‏ باعتبارها حالات بطولية مشرقة لقوات الجيش والأمن الداخلي وتوفيق العمل بتلك المواد لمقاتلي هيئة الحشد الشعبي»، مشيرا إلى أنه «تمت الموافقة على ترويج معاملات منتسبي هيئة الحشد الشعبي المسجلة وفياتهم وإرسالها إلى هيئة التقاعد الوطنية للنظر بمنحهم الرواتب التقاعدية وفق القانون».
وتمت الموافقة أيضاً، وفقاً للبيان، على «تشكيل اللجنة الثلاثية وفق قانون هيئة الحشد الشعبي وقانون تعويض المتضررين لمتابعة إنجاز المعاملات التقاعدية للشهداء والجرحى، وحصر جهة متابعة منح امتيازات ذوي الشهداء (قطعة الأرض ومقاعد الحج والدراسة والأوسمة) بمؤسسة الشهداء»، لافتا إلى أنه «تمت الموافقة على أن تباشر وزارتا الدفاع والداخلية وهيئة الحشد الشعبي بترويج معاملات المفقودين والمخطوفين بغية منحهم الرواتب التقاعدية».
وحسب المكتب «حصلت موافقة رئيس مجلس الوزراء على أن تباشر دائرة التقاعد العسكري في وزارة الدفاع الخاصة بشهداء الحشد الشعبي غير المسجلين بترويج معاملاتهم التقاعدية».
كما «تمت الموافقة أيضاً على تفعيل العمل بقانون تقاعد قوى الأمن الداخلي والفقرة الخاصة بتأسيس جمعية تعنى برعاية ذوي الشهداء والجرحى والمعاقين ومنحهم الهويات وتوثيق إحصائياتهم وتوفير احتياجاتهم».

أكثر من 4 آلاف متهم بالإرهاب ينتظرون قرار القضاء في الموصل
مافيات تتاجر في مصير المفقودين
مشرق ريسان

التحقيقات في فساد نتنياهو تتسع وتتمحور حول علاقة الحكام بالإعلام

Posted: 23 Feb 2018 02:15 PM PST

الناصرة – «القدس العربي»: ضمن التحقيقات في فضائح رئيس حكومة الاحتلال وزوجته، بنيامين وسارة نتنياهو، تبين أنه بالإضافة لتلقي كميات هائلة من الشمبانيا والنبيذ الفرنسي والسيجار الكوبي، فقد حاولا شراء ذمم مالكين ومحررين وصحافيين في 13 وسيلة إعلام عبرية بغية نسج صورة إيجابية لهما بالذهنية الإسرائيلية العامة.
وحسب تسريبات رشحت من التحقيقات مع عدد كبير من كبار الموظفين المقربين من نتنياهو، أنه حاول توجيه الرأي العام حيث يريد باستخدام منصبه وسلطته للتأثير على وسائل الإعلام، وازدادت هذه الرغبة والقدرة منذ تعيينه لنفسه وزيرًا للاتصالات عام 2015، حيث استطاع التأثير على قطاع الإعلام بالكامل، بكل فروعه وتوجهاته. ووسائل الإعلام الـ13 هي: صحف «يديعوت أحرونوت»، و»يسرائيل هيوم»، و «معاريف»، والقناة العاشرة، والقناة الثانية وشركة الأخبار، والقناة 20، وقناة كان (هيئة البث العام)، وقناة الكنيست، وإذاعة الجيش، والإذاعة العامة «ريشيت بيت»، وموقع «واللا» وموقع «واينت»، وتعتبر وسائل الإعلام هذه الأكثر تأثيرًا على الإسرائيليين.

الإعلام والحكام

وبلغت أزمة القناة الإسرائيلية العاشرة ذروتها من الناحية المالية عام 2013 ومع وضع اقتراحات على طاولة لجنة الاقتصاد في الكنيست، جاءت محاولات نتنياهو في مساومة أصحاب القناة: دعم مالي مقابل تغطيات ودودة له. وتبين أن القناة العاشرة كانت من أولويات نتنياهو، إذ حاول كسب أصحابها لصفه، خاصة بعد نشر فضيحة «بيبي تورز» عام 2011، وسبق أن عمل نتنياهو لإغلاقها لاعتبارها مناوئة له.
كذلك دفع نتنياهو باتجاه حصول رجل أعمال مقرب منه على أسهم في شركة الأخبار التابعة للقناة الثانية، وكذلك سعى للسيطرة على شركات أخبار منافسة. كما كانت هيئة البث العام إحدى الأزمات السياسية الملحة خلال السنوات الأخيرة، التي بسببها هدد أكثر من حزب بالانسحاب من الحكومة، إذ أقرت خطة لإقامة هيئة جديدة للبث العام كجسم مستقل من أجل «إصلاحها» إلا أن نتنياهو فضل الإبقاء على سلطة البث القديمة والمترهلة، التي يستطيع السيطرة عليها والتدخل فيها. وبعد مداولات وسجالات كادت تكلف نتنياهو ائتلافه الحكومي، حاول فرض تسوية بموجبها يتم فصل هيئة البث العام إلى اثنتين، هيئة عادية وأخرى للأخبار، وهذه التسوية لم تحسم بعد وتنتظر قرار المحكمة العليا.
وحصلت القناة 20 على رخصة بث على أساس أنها قناة تهدف لتعليم الثقافة والتراث الإسرائيلي، لكن بعد ذلك تركزت في بث الأخبار، وباتت إحدى وسائل الإعلام الأكثر دعمًا لنتنياهو، وحظيت عدة مرات بمقابلات خاصة مع نتنياهو أو زوجته سارة، في حين قاطع نتنياهو بقية القنوات. وأخيرًا صادقت الكنيست على تعديل يعفي القناة 20 من أي التزام وتحولت إلى قناة تجارية على جميع الأصعدة، ودفع نتنياهو بهذا التعديل الذي يصب في مصلحة القناة التي بات بإمكانها منافسة باقي القنوات، أي أنها أصبحت النسخة المرئية من صحيفة «يسرائيل هيوم» الموالية له شخصيا والمدعومة بميزانية 700 مليون دولار سنويا من صديقه اليهودي الأمريكي شيلدون إديلسون.

صحيفة مجانية .. شخصية لتلميع عائلة نتنياهو

وتمتاز هذه الصحيفة اليومية المجانية بدعمها المطلق لنتنياهو. وقال الكثير من التقارير إن إديلسون يمولها بطلب من نتنياهو مقابل خدمات لم يكن يحلم بها من رئيس الحكومة الإسرائيلي. ولم يكتف نتنياهو بهذه الصحيفة، التي تعتبر الأوسع انتشارًا في إسرائيل كونها توزع مجانا، بل حاول الحصول على تغطية داعمة مماثلة من منافستها «يديعوت أحرونوت» التي يملكها رجل الأعمال أرنون (نوني) موزيس، وهذا محور الملف المعروف بملف 2000 .
وتشير تحقيقات الشرطة إلى أن نتنياهو فاوض موزيس حول الدفع بقانون يقلل عدد نشرات «يسرائيل هيوم» المجانية لتتفوق عليها «يديعوت أحرونوت» من ناحية الانتشار والعائدات المادية التي خسرتها، مقابل تغطية داعمة لنتنياهو في الصحيفة، وهذا يدفع بعض المعلقين الساخرين لنعت نتنياهو بالمحرر الرئيس للصحيفة.
كذلك الحال كان في صحيفة «معاريف» حتى عام 2012، إذ كان يملكها رجل الأعمال روحي دانكنر، وتملكها بعده رجل الأعمال إيلي عزور، وكان دانكنر أحد المقربين من نير حيفتس، المعتقل حاليًا على خلفية تحقيقات الملف 4000، الذي تدور الشبهات حول تأثيره على موقع «واللا» الإخباري لمنح نتنياهو تغطية داعمة مقابل امتيازات ومناقصات واهتمام بمصالح شركة الاتصالات «بيزك»، التي يسيطر رجل الأعمال شاؤول أولوفيتش، وهو معتقل كذلك على خلفية الملف 4000.
وقال موظفون في الصحيفة في حينه إن حيفتس حاول التأثير على المضامين كما فعل مع موقع «واللا»، الذي يملكه أولوفيتش كذلك. ويقع الموقعان الإلكترونيان الإخباريان الأكبر في إسرائيل، «واللا» و»واينت»، في صلب تحقيقات الفساد التي تدور حول نتنياهو، الأول في الملف 4000 والثاني في الملف 2000، إذ يملك رجل الأعمال أولوفيتش «واللا»، وهو الأكثر انتشارًا، ويملك موزيس «واينت»، وهو الذي يليه من ناحية الانتشار.
لم يتجاهل نتنياهو المحطات الإذاعية كذلك، إذ عمل على السيطرة على الإذاعة العامة من خلال السيطرة على هيئة البث العام، وكذلك السيطرة على إذاعة الجيش عن طريق نقلها من ملكية الجيش إلى وزارة الأمن، وهناك يمكن زيادة التدخل السياسي فيها.

استمرار التراشق ومستقبل نتنياهو

في المقابل استمر التراشق المباشر بين نتنياهو وبين وسائل الإعلام التي يتهمها بترصده لإسقاط حكمه بالكذب والتضخيم بدلا من صناديق الاقتراع، فيما تتهمه بالغرق بالفساد ومحاولة إفساد مؤسسات الكبح كالشرطة والصحافة والنيابة العامة وتدعوه بأغلبيتها للتنحي. واعتبرت محللة الشؤون الحزبية في «يديعوت أحرونوت»، سيما كدمون، أنه بإمكان نتنياهو تقديم موعد الانتخابات، وبسهولة مثلما بإمكانه في الوضع الراهن، الاستمرار في منصبه لمدة عام. وتابعت المحللة أن لا أحد يكترث بشبهات الفساد المرتبطة بالسيجار وزجاجات «وطالما لا يجري الحديث عن مغلفات، ولا توجد أموال نقدية تنتقل من يد إلى أخرى، بالإمكان المرور على ذلك مر الكرام». وتابعت «طالما الأمن مستقر والوضع الاقتصادي معقول، بإمكان نتنياهو أن يحتفل». ولفتت كدمون إلى أن قضية شركة «بيزك» هي الأخطر من بين القضايا المتورط بها نتنياهو، حتى الآن. وتابعت «ثمة احتمال أنه عندما يستدعى نتنياهو للإدلاء بشهادة في قضية بيزك، سيسأل عن موضوع الغواصات أيضا».

جلد فيل

واعتبرت كدمون أن نتنياهو، الموجود في قمة المؤسسة السياسية الإسرائيلية منذ عشرين عاما، بينها تسعة أعوام متواصلة في رئاسة الحكومة، يمتاز بمناعة قوية ومحصن من التأثر بالتقارير الإعلامية، وأنه «ليست مجرد الصدفة هي التي ولدت الطرفة بأنه يوجد في أفريقيا فيل لديه جلد نتنياهو»، كأنها تقول إن لنتنياهو جلدا سميكا جدا وغير مكترث بما يشتبه به. وتساءل المحلل السياسي في القناة الثانية أودي سيغال، في مقاله الأسبوعي في صحيفة «معاريف» أمس، عما إذا «كانت تحقيقات الشرطة، التي تزج بنتنياهو في الزاوية، وإذا ما كانت الصحافة اللاذعة، التي تضع ظهره نحو الحائط، ستؤثر بشكل ما على تصرفه وعمله كرئيس حكومة إسرائيل. ورغم أن سيغال رأى أن احتمال حدوث ذلك ضئيل، إلا أنه اعتبر أن التاريخ يدعم نظرية كهذه.
وفي محاولة للتدليل على رؤيته عاد مقارنا للوراء «قبل أن يستقيل سابقه ايهود أولمرت، قدم للرئيس الفلسطيني محمود عباس اقتراحا سخيا لتسوية سياسية شملت 96% من مناطق الضفة الغربية المحتلة. وعندما واجه أريئيل شارون تحقيقا شرطيا في قضايا فساد توجه إلى خطة الانفصال (الانسحاب من غزة) المختلف حول حقيقة الدافع لها. واعتبر سيغال أن نتنياهو قد «يقرر أنه ملزم بإنشاء إرث، أو خطوة تبقي بصمته. على سبيل المثال، خطوة يمينية مدوية ومخترقة للحدود تضعه في قمة اليمين»، وذلك بعد أن «بدأت تطفو في الأسابيع الأخيرة مبادرات الضم، التوطين وفرض السيادة (على الضفة)، على أمل أن تغري هذه نتنياهو بالإقدام على خطوة سياسية مستغلا دعم إدارة دونالد ترامب. وقد رفض نتنياهو ذلك. وهو يدرك احتمالات الورطة السياسية. لكن هذا قد يتغير». ويستبعد سيغال تكرار تجربة شارون ويقول إن أي خطوة كبيرة سيقدم عليها ستكون موصومة منذ الآن بوصمة الخدعة الإعلامية، البهلوانية ومحاولة التخلص من التحقيق. ومع ذلك يرى سيغال ان «كل شيء قد يتغير إذا انجرت إسرائيل إلى مواجهة عسكرية».

اليمين صامد

واعتبر المحلل السياسي في صحيفة «يسرائيل هيوم» المقربة من نتنياهو، عكيفا بيغمان، أنه رغم التحقيقات والضجة الإعلامية الكبيرة، إلا أن «المؤسسة السياسية في اليمين تقف صامدة. وخلافا للتوقعات في استديوهات التلفزيون وحسابات التويتر، فإن الاستطلاعات تدل بشكل مثابر على استقرار واضح في الائتلاف، وعلى تأييد لرئيس الحكومة نتنياهو وعلى شكوك وعدم ثقة تجاه الشرطة وتسريباتها. وبناء على ذلك، فإن تقييمات الوضع التي يجريها سياسيون في اليمين تدل على أنه في الوضع الحالي لن يغفر الجمهور لمن سيتسبب بإسقاط الحكومة.

التحقيقات في فساد نتنياهو تتسع وتتمحور حول علاقة الحكام بالإعلام
بعد محاولته شراء ذمم 13 صحيفة وموقعا إلكترونيا وإذاعة

مبعوث من البوليساريو يبحث في موريتانيا تطورات القضية الصحراوية

Posted: 23 Feb 2018 02:14 PM PST

نواكشوط – «القدس العربي»: أنهى عبد القادر الطالب عمر رئيس الوزراء السابق في الحكومة الصحراوية أمس زيارة لموريتانيا مبعوثا سياسيا خاصا من الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي.
وفي غياب الرئيس الموريتاني الموجود في بروكسل حاليا، اجتمع المبعوث الصحراوي مطولا مع رئيس وزراء موريتانيا يحيى ولد حدمين وتباحث معه حول عدة موضوعات تتعلق حسب تصريحات أدلى بها عبد القادر للصحافة «بآخر المستجدات والتطورات المتعلقة في قضية الصحراء وبخاصة على مستوى الأمم المتحدة واللقاءات الثنائية التي تجري بين الطرفين المعنيين ومختلف الأطراف المهتمة، لإيجاد حل سلمي يحترم حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير»، حسب تعبيره.
وأوضح عبد القادر «أن المباحثات شملت كذلك قرارات المحكمة الأوروبية التي صدرت أخيرا وآثارها على المنطقة وقرارات الاتحاد الأفريقي وما ينوي الاتحاد القيام به مستقبلا بالإضافة إلى التطورات على الميدان».
وأدرج المبعوث الصحراوي زيارته لموريتانيا «في إطار الاتصالات والمشاورات الجارية بين القيادة الصحراوية برئاسة إبراهيم غالي، والدولة الموريتانية برئاسة محمد ولد عبد العزيز»، مبرزا «أن هذه الاتصالات طبيعية بين شعبين شقيقين ودولتين جارتين».
وتعترف موريتانيا رسميًا منذ عام 1984، بالجمهورية الصحراوي وهو الاعتراف الذي جاء بعد خمس سنوات من توقيعها اتفاق سلام مع جبهة بوليساريو ينهي حالة القتال بينهما وتنسحب بموجبه موريتانيا من جزء كانت تسيطر عليه في الصحراء الغربية.
غير أن هذا الاعتراف الرسمي لم يتطوّر إلى سفارة أو تمثيلية ديبلوماسية قارة للبوليساريو في موريتانيا، فقد شهدت علاقات الطرفين الكثير من المد والجزر وصلت حتى انقطاعها في فترات معيّنة، حسب الظروف الدولية وتغيّر أنظمة الحكم في موريتانيا، وكذا حسب مؤشر العلاقات مع الجزائر أو المغرب، لكن موريتانيا مع ذلك أبقت على شعرة معاوية مع جبهة بوليساريو، وهي الشعرة التي تتطوّر أحيانًا، وتتقلّص أحيانًا أخرى.

مبعوث من البوليساريو يبحث في موريتانيا تطورات القضية الصحراوية

530 مغربيا طلبوا اللجوء في اسبانيا

Posted: 23 Feb 2018 02:13 PM PST

مدريد – «القدس العربي» : كشفت السلطات الإسبانية عن تقديم 530 مغربيا اللجوء السياسي في اسبانيا خلال سنة 2017، وهو رقم مرتفع ويعكس تراجع الحريات الذي شددت عليه تقارير حقوقية لعدد من الجمعيات الوطنية والدولية في تقييمها لحقوق الإنسان في هذا البلد المغاربي. وتساهم محاكمات نشطاء الريف في تبرير شبان مغاربة طلبات اللجوء السياسي في اسبانيا ومجموع أوروبا.
ونقلت وكالة الأنباء الإسبانية «إيفي» أمس الجمعة هذا الرقم التقريبي في انتظار صدور تقرير رسمي عن السلطات الإسبانية، وتعتبر الوكالة هذا الرقم منخفض مقارنة بباقي الجنسيات الأخرى مثل فنزويلا بحوالي عشرة آلاف طلب أو سوريا بـ 4300 طلب. لكن الرقم مرتفع نسبيا عن السنوات الماضية فقد جرى تسجيل 345 سنة 2016 و413 سنة 2015. كما يعتبر مرتفعا بحكم أن المغرب لا يعيش نزاعا خطيرا مثل سوء الأوضاع السياسية في فنزويلا أو الحرب الدائرة في سوريا منذ سنوات. وتشكل طلبات 2017، اي 530 قرابة 11% من مجموع المغاربة الذين وصلوا الى اسبانيا عبر قوارب الهجرة خلال المدة نفسها.
وهناك ثلاثة أسباب تدفع المغاربة الى تبرير اللجوء في اسبانيا، السبب السياسي أي الملاحقة بسبب أفكار ومواقف سياسية من الدولة وخاصة الملكية، ثم لأسباب دينية، حيث اعتنق بعض المغاربة الدين المسيحي ويقولون بتعرضهم للملاحقة في المغرب، ويضاف سبب ثالث وهو المثلية الجنسية، إذ يؤكد بعض المغاربة تعرضهم للمحاكمة وللمضايقة الاجتماعية بسبب ميولهم الجنسية.
وتزامن ارتفاع طلب المغاربة اللجوء السياسي أو الإنساني في اسبانيا مع التوتر الاجتماعي والسياسي الذي يعيشه المغرب بسبب الاحتجاجات الاجتماعية القوية ومنها الحراك الشعبي في الريف، لاسيما بعدما محاولة السلطات صبغه بطابع الانفصال. وقد لجأ شبان عديدون من منطقة الريف الى اسبانيا ومليلية المحتلة، وطلبوا اللجوء السياسي. ومما يساعدهم على تبرير تقديم طلبات اللجوء هو نوعية الاتهامات التي وجهها القضاء المغربي لنشطاء الريف باتهامهم بالانفصال والتنسيق مع قوى خارجية في أوروبا بل وحتى جبهة البوليساريو. بل ووصل الأمر ال فرضية تسريب أسلحة ومنها دبابات روسية مثل حالة الصحافي المعروف حميد المهداوي، مدير الجريدة الرقمية بديل الذي يحاكم بالتستر على معلومات تهم الأمن القومي للبلاد، اي عدم التبليغ عن شخص هدد بإدخال دبابات روسية الى المغرب عبر سبتة المحتلة. وفي الوقت ذاته، تشهد التقارير لجمعيات حقوقية وطنية ودولية على تدهور حقوق الإنسان في المغرب، مما يبرر تقديم الطلبات أكثر.
وكانت «القدس العربي» قد أشارت في مقال يوم 24 حزيران / يونيو الماضي الى قلق السلطات الإسبانية من ارتفاع طلبات اللجوء السياسي التي يتقدم بها المغاربة. ويعود خوفها الى تحول اسبانيا الى قاعدة لمعارضة سياسية ثم توالي هذا النوع من الطلبات، مما قد يؤثر على العلاقات مع المغرب الذي يعد شريكا تجاريا هاما وكذلك في محاربة الهجرة غير القانونية والإرهاب.
وترفض اسبانيا منح اللجوء السياسي للمغاربة مقارنة مع دول أخرى، مما يجعلهم يلجأون الى دول أخرى. ومقارنة مع إيطاليا، تقدم حوالي 2380 مغربيا بطلبات اللجوء السياسي خلال 2016 والنصف الأول من 2017. ويفضل المغاربة اللجوء الى إيطاليا والمانيا وهولندا والنرويج والسويد.

530 مغربيا طلبوا اللجوء في اسبانيا

حسين مجدوبي

ورشة فكرية في العاصمة المغربية حول «القضية الفلسطينية في الإعلام العربي»

Posted: 23 Feb 2018 02:13 PM PST

الرباط – «القدس العربي»: احتضنت العاصمة المغربية الرباط ورشة فكرية عربية حول «القضية الفلسطينية في الإعلام العربي» نظمتها النقابة الوطنية للصحافة المغربية، والفدرالية المغربية لناشري الصحف،ومنتدى فلسطين الدولي للإعلام والاتصال بمشاركة نخبة من الإعلاميين العرب والمسؤولين الحكوميين المغاربة.
واعتبر سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، أن القضية الفلسطينية تعد من بين أولويات المغاربة ملكا وحكومة وشعبا، مذكرا بدور الملك في خدمة القضية، وحبه لفلسطين بالإضافة إلى موقفه الأخير والقوي بعد الإعلان عن أن القدس عاصمة لإسرائيل. وأكد في الورشة التي نظمت يومي الخميس والجمعة أن « موقفنا سواء كنا في البيوت أو في الأحزاب أو وسائل إعلامنا أو كمسؤولين موقف لا يتزحزح هو أن الشعب الفلسطيني هو صاحب الأرض»، مضيفا أنه «لا يمكن للمغاربة إلا أن يتضامنوا مع هذا الشعب ولن يغيروا من موقفهم اتجاههم مهما حصل». وتوزعت الورشة الفكرية في أربع ندوات مركزية تعالج «واقع القضية الفلسطينية في الإعلام العربي – القدس نموذجا « وموضوع « فلسطين في الإعلام ، فرص وتحديات « وموضوع « كيف نقدم فلسطين في الإعلام ( مضامين الخطاب الإعلامي)» وموضوع « السياسات والمصطلحات الإعلامية حول القضية الفلسطينية».
وقال نور الدين مفتاح رئيس الفدرالية المغربية لناشري الصحف إن «دعم القضية الفلسطينية نابع من وجدان المغاربة» وأن» القضية الفلسطينية قضية وطنية مغربية، وليست مجرد تضامن مع شعب مضطهد وإنما انخراط في القضية ودعم لها بكل قوة رغم كل الظروف».
ودعا المسؤولين في المغرب والعالم العربي، إلى إعادة القضية الفلسطينية إلى واجهة الإعلام العربي، خاصة بعد فترة الربيع العربي التي أثرت على حضور القضية في الإعلام العربي بصفة عامة، حيث أصبحت هذه الدول «مهتمة بشؤونها الداخلية فقط»، مشيرا في ذات الوقت بأن « قطاع الإعلام التقليدي أصبح يعاني من الأزمات، ويستدعي الاهتمام به من أجل إيلاء القضايا الأساسية الأهمية المطلوبة».
وقال هشام القاسم الأمين العام لمنتدى فلسطين الدولي للإعلام والاتصال، إن المغرب يعتبر عاصمة العشق العربي في فلسطين، منوّها بدور الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس في الدفاع عن القضية الفلسطينية وعن موقفه بخصوص القدس التي هي عاصمة فلسطين. وأشاد بسياسة المغرب في خدمة القضية الفلسطينية، والدور الذي لعبته القيادة بعد الإعلان الأمريكي عن أن «القدس عاصمة إسرائيل»، مثمنا الرسالة التي وجهها الملك إلى دونالد ترامب والتي عبّر من خلالها عن رفضه لهذا القرار في الوقت الذي لزم فيه زعماء الدول العربية الأخرى الصمت.

ورشة فكرية في العاصمة المغربية حول «القضية الفلسطينية في الإعلام العربي»

الجزائر: معالجة ملف الهجرة غير الشرعية يجب أن تتم وفق احترام حقوق الإنسان

Posted: 23 Feb 2018 02:12 PM PST

الجزائر ــ «القدس العربي»: قال صديق شهاب النائب في البرلمان الجزائري إن معالجة ملف الهجرة غير الشرعية يجب أن يتم وفق احترام مبادئ حقوق الإنسان والكرامة البشرية، مشددا على أن بلاده التي تتعرض إلى تدفق متزايد للمهاجرين غير الشرعيين حريصة على معاملة المهاجرين بطريقة إنسانية، سواء كانوا فوق ترابها، أو لما تقوم بترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية تنفيذا لطلبات من هذه الأخيرة.
وأضاف أمس الجمعة خلال مشاركته في نقاش مخصص لبحث ميثاق عالمي للهجرة في مدينة نيويورك الأمريكية ممثلا لبلاده أن معالجة ملف الهجرة غير الشرعية يجب أن تتم وفق مقاربة شاملة، تقوم على الوقاية والتعاون والتضامن والمسؤولية المشتركة بين الدول المصدرة للمهاجرين وبين دول العبور والدول التي يسعى المهاجرون للاستقرار فيها.
واعتبر النائب الجزائري أن المقاربة يجب أن تأخذ في الاعتبار العلاقة الإيجابية بين إعادة توزيع اليد العاملة وبين تسريع وتيرة النمو، مؤكدا أن إرسال المهاجرين لمبالغ مالية من شأنه تسريع وتيرة النمو.
وأوضح أنه بعيدا عن التأثير العاطفي لمآسي المهاجرين غير الشرعيين في البحر أو في الصحراء، فإن مسألة الهجرة غير الشرعية يجب أن تأخذ مكانها في الأجندات السياسية مع الأخذ في الاعتبار موضوع التنمية، مشددا على أن الجزائر مقتنعة أن معالجة مشكل الهجرة غير الشرعية يفرض العودة إلى جذور المشكل، وهو قساوة الظروف المعيشية في بعض المناطق وغياب التنمية، وأنها تشجع التعاون الدولي والإقليمي والثنائي، والذي يعتبر ضمانة حقيقية لنجاح أي مقاربة في معالجة هذه الظاهرة، وتشجيع الهجرة الشرعية،والتي من شأنها المساهمة في مسار التنمية سواء في الدول التي تسقبل المهاجرين أو التي ينطلقون منها.
وذكر شهاب صديق أن الجزائر تعرضت إلى انعكاسات بسبب تدفق المهاجرين غير الشرعيين عليها، باعتبارها تقع بين الدول التي تعاني الفقر واللاستقرار والدول التي تنعم بالأمن والازدهار، الأمر الذي جعلها تستقبل في السنوات القليلة الماضية أعدادا متزايدة من المهاجرين القادمين من أفريقيا السوداء أو من دول عربية وحتى آسيوية، والذين أجبرتهم الظروف التي تمر بها بلدانهم على مغادرتها، وأن الجزائر باعتبارها دولة منبع وعبور واستقرار استقبلت عددا كبيرا من المهاجرين غير الشرعيين، ما فتئت تدعو إلى اعتماد مقاربة شاملة في معالجة هذه الظاهرة.
جدير بالذكر أن الموقف الذي عبر عنه شهاب صديق في نيويورك يأتي بعد يومين من صدور تقرير منظمة العفو الدولية فيما يخص وضعية حقوق الإنسان في العالم، والذي وجهت فيه المنظمة انتقادات إلى السلطات الجزائرية بخصوص تعاملها مع ملف المهاجرين غير الشرعيين، إذ اتهمتها بأنها قامت بتوقيف الآلاف منهم بطريقة تعسفية وقامت بترحيلهم بالقوة نحو بلدانهم، فيما كان وزير الداخلية النيجري محمد بازوم قد قال إن بلاده مستعدة لاستقبال رعايا بلده الذين لا تريدهم الجزائر على أراضيها، لكنها غير مستعدة لاستقبال رعايا من جنسيات أفريقية أخرى تقوم السلطات الجزائرية بترحيلهم نحو النيجر.

الجزائر: معالجة ملف الهجرة غير الشرعية يجب أن تتم وفق احترام حقوق الإنسان

الجيش الجزائري يضبط كميات كبيرة من الأسلحة بالقرب من الحدود مع مالي

Posted: 23 Feb 2018 02:12 PM PST

الجزائر «القدس العربي»: قال بيان صادر عن وزارة الدفاع الجزائرية إن مفرزة للجيش، اكتشفت أمس، الجمعة، مخبأ يحتوي على قطع أسلحة مختلفة وذخيرة بأدرار جنوب البلاد، وهو المخبأ الذي تم العثور عليه، في إطار دوريات المراقبة التي تقوم بها قوات الجيش بالقرب من المناطق الحدودية، دون أن يتم الكشف عن مصدر تلك الأسلحة، أو ما إذا كانت في حوزة جماعة إرهابية أو مجموعة إجرامية.
و أضاف: « كشفت مفرزة تابعة للقطاع العسكري بأدرار صباح أمس الجمعة، مخبأ للأسلحة والذخيرة يحتوي على رشاشين ثقيلين عيار 14.5 ملليمتر، مع شريطي ذخيرة ،و رشاش من نوع «أربي كا» ، مع مخزن ذخيرة، وتم العثور أيضا على قاذف صاروخي « أر بي جي 7» ، مع سبع حشوات دافعة، وبندقية رشاشة من نوع FM، مع شريطي ذخيرة، بالإضافة إلى مسدسين رشاشين من نوع كلاشنيكوف، مع مخازن ذخيرة، وبندقيتين قناصتين، مع مخازن ذخيرة «
وأشار البيان إلى أنه تم ضبط صواريخ عيار 106 ملم، وعشر صمامات قذيفة هاون عيار 82 و60 ملم، وكذا 27 حشوة دافعة، وخمس صمامات، كما تم استرجاع قذيفة هاون عيار 82 و60 ملم ، و قذيفة عيار 73 ملم، قنبلة يدوية و7 مشاعل، بالإضافة إلى كمية كبيرة من الذخيرة تقدر بـ 2800 طلقة من مختلف العيارات، حسب بيان وزارة الدفاع الجزائرية.

الجيش الجزائري يضبط كميات كبيرة من الأسلحة بالقرب من الحدود مع مالي

الرميد: تقارير منظمة العفو الدولية حول وضعية حقوق الإنسان في المغرب تفتقد للموضوعية والنزاهة

Posted: 23 Feb 2018 02:11 PM PST

الرباط –« القدس العربي»: قال مصطفى الرميد وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان المغربي، إن المنهجية التي تعتمدها منظمة العفو الدولية في إعداد تقاريرها حول وضعية حقوق الإنسان في بلاده «تفتقد للموضوعية والنزاهة» واعتبر أنها «تعتمد على مغالطات وتعميمات وأحكام قيمة جاهزة».
ووجهت منظمة العفو الدولية/ أمنستي في تقرير قدمته المنطمة الخميس في الرباط، انتقادات حادة للسلطات المغربية بشأن حقوق الإنسان وتعاطيها مع الاحتجاجات وحرية التعبير. وسجل التقرير السنوي 2017/ 2018 لمنظمة العفو الدولية حول حقوق الإنسان، أنه تم سجن عدد من الصحافيين ‏والمتظاهرين المطالبين بالعدالة الاجتماعية والحقوق السياسية في المغرب، مضيفا أنه «كثيرا ما كان إثر محاكمات ‏جائرة».‏ ودعا إلى «إجلاء الحقيقة بخصوص التعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة في المغرب، والتحقق من مزاعم بعض ‏المعتقلين الذين ذكروا أنهم تعرضوا للتعذيب وإساءة المعاملة في حجز الشرطة».وسجل التقرير أن المهاجرين «تعرضوا ‏للقوة المفرطة والاحتجاز».وأضاف إن السلطات المغربية «فرضت قيودا على بعض المنظمات في المغرب والصحراء ‏الغربية (إقليم الصحراء المتنازع عليه مع جبهة البوليساريو) والتي يرى أنها تنتقد السلطات».‏
وأشار إلى أن السلطات استخدمت مواد في القانون الجنائي تتعلق بالسب والقذف والتحريض على التظاهر أو على ‏العصيان من أجل محاكمة وسجن صحافيين ومدونين ونشطاء «انتقدوا مسؤولين أو نشروا أنباء عن انتهاكات حقوق ‏الإنسان أو فساد او احتجاجات شعبية».‏
وقال بلاغ للوزارة أرسل لـ «القدس العربي» إن المنهجية التي تعتمدها منظمة العفو الدولية «تتسم بانعدام التحليل الموضوعي والتوثيق المضبوط للادعاءات»، وأنها «بصدد دراسة تفصيلية لمضامين تقرير منظمة العفو الأخير، لإعداد الردود المناسبة بخصوص ما وردد فيه من معطيات وتقييمات لا تعكس واقع حقوق الإنسان بالمملكة المغربية، تفعيلا لقرار الحكومة القاضي بالتفاعل مع التقارير الصادرة عن المنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية، وإحداث آلية دائمة للتعاطي معها».

الرميد: تقارير منظمة العفو الدولية حول وضعية حقوق الإنسان في المغرب تفتقد للموضوعية والنزاهة

مضادات عربية للقراءة

Posted: 23 Feb 2018 02:11 PM PST

لم يكن متاحا لي في صباي شأن معظم أبناء جيلي أن اختار ما أريد قراءته، لعدم وجود المكتبات وحتى الصحف في قرانا، التي كانت غارقة في ظلام ما قبل الكهرباء، لهذا قرأنا ما تيسر لنا بالمصادفة، لكنه لم يشبع رغباتنا وفضولنا حتى في الحد الأدنى، وحين عثرت على ديوان شعري بعنوان «أباريق مهشمة» لعبد الوهاب البياتي، بدأت الأسئلة شبه المحرّمة في الثقافة والحياة تتسلل إلى ذهني، وكان اكتشافنا لصنابير الماء في المدينة هو المعادل الموضوعي لما تهشم من أباريق وخرافات في حياتنا، ومنذ تلك الفترة وأنا مهجوس بالقراءة بما يتخطى كونها إشباعا لفضول، لإدراكي أن غيابها أو بمعنى أدق تغييبها في مجتمع ما هو أقصر الطرق لتجريف الوعي وتحويل الكائن إلى أداة طيّعة لأي سلطة، سواء كانت اجتماعية أو سياسية أو معرفية، وذات يوم كانت عبارة ليست عابرة لجورج ستاينر قد أحدثت لديّ ما يشبه الانقلاب في فهم القراءة يقول، إن القراءة تغيرنا لأن فيها مخاطر عظيمة، فهي تضعف من شخصياتنا ومن إحساسنا بأنفسنا، ولا نعود قانعين بما تلقيناه أو حُقنّا به من إجابات ساذجة عن أسئلة إشكالية ووجودية بالغة التعقيد، ويضيف ستاينر هل يمكن للمرء أن يقرأ «آنا كارنينا» لتولستوي أو «البحث عن الزمن الضائع» لمارسيل بروست، بدون أن يدرك انبعاثا جديا في مشاعره الجنسية، وهل يمكن لأحدنا أن يقرأ «المسخ» أو التحول لفرانز كافكا ثم يستطيع النظر إلى نفسه في المرآة بدون إجفال، وقادتني هذه الهواجس إلى إصدار كتابين عن القراءة، تفصل بينهما بضعة عقود، الأول بعنوان «تجارب في القراءة» صدر ضمن مشروع الموسوعة الصغيرة في ثمانينيات القرن الماضي، والآخر «ثنائية الحياة والكتابة» وصدر عن دار الهلال في القاهرة قبل عدة أعوام .
ولم أكن في المرتين قد اطّلعت على تقارير أممية وإقليمية عن أحوال القراءة في العالم العربي، التي كانت صادمة لكل من أتيح له أن يقرأها، ومنها على سبيل المثال، أن العربي يقرأ ست دقائق في العام، وهي لا تكفي لقراءة فواتير الكهرباء والهاتف ورسائل الأصدقاء، ومنها أيضا أن ما بذل من جهد ووقت للبحث عبر الإنترنت عن مطرب ليس شهيرا بالقدر الكافي في العالم العربي هو أضعاف ما بذل من جهد للبحث عن منجزات عشرة مبدعين كبار بدءا من المتنبي وانتهاء بنزار قباني ونجيب محفوظ ومحمود درويش.
لهذا أخطأ من اختزلوا الأمية في النطاق الأبجدي، ما دامت هناك أميّة ثقافية وسياسية يعاني منها ملايين من تخرجوا من الجامعات، التي أصبحت أشبه بحاضنات لتفقيس الموظفين والعاطلين أيضا، وبدلا من مواجهة هذه الظاهرة ذات النتائج الكارثية على المدى الأبعد، أو المتوسط، انصرف المتخصصون إلى التوصيف وتداول الإحصاءات التي تعج بإشارات الاستفهام والتعجب.
وكنا نتمنى لو أن هناك بديلا أسمى للتوصيف، بحيث تصدر أبحاث ودراسات تفكك ظواهر أشبه بالاحجيات في حياتنا، ومنها عزوف الناس عن القراءة، وانصرافهم عن أي نشاط ذهني، وعلى سبيل المثال ظهرت في الغرب كتب ذات صلة بهذا الشجن المعرفي منها، «تاريخ القراءة ويوميات القراءة» لألبرتو مانغويل، وكذلك «القارئ العادي» لفرجينيا وولف، إضافة إلى كتاب بالغ الأهمية صدر عن دار غاليمار للنشر في باريس، من تأليف فريق من الكتاب الفرنسيين، وكان صدوره عن أشهر دار نشر فرنسية وضمن سلسلة كتاب الجيب، سببا في انتشاره الواسع، ومن خلاله تعرف القارئ بالفرنسية على علاقة أهم المبدعين بالقراءة من طراز جان جاك روسو وناتالي ساروت وستاندال، فالغرب أيضا مرّ بمراحل لم تكن للقراءة فيها أولوية، وهذا ما كان يشكو منه مبدعون مثل رامبو وهنري ميلر وغيرهما.
ويقول ميلر إن أمّه كانت تعيّره بالانصراف عن العمل إلى القراءة، وتقول ساخرة إنه يصنع الفاصولياء من الطين، ولأهمية القراءة في حياته أصدر كتابا تحدث فيه عن أهم مئة كتاب ساهمت في وعيه وتكوينه المعرفي، واعترف بأنه لو قرأ رامبو مبكرا لما كتب حرفا واحدا.
وقد يستغرب القارئ العربي وصفا طريفا للفيلسوف فريدريك نيتشة، قال عن القراءة، إنها فن المضغ ونموذجها البقرة، لأنها تقوم بعملية اجترار لما استقر في أحشائها، وكان الراحل هشام شرابي قد اعترف في مذكراته بأن عبارة نيتشة كانت دليله في القراءة بحيث يقرأ أكثر مما يكتب، بعكس ما يحدث الآن، فأعشار المثقفين ومن يتظاهرون بالتثاقف يتصورون أنهم أقرب إلى الماعز، يرضعون بضعة أشهر أو أسابيع ثم يصومون عن القراءة ليتفرغوا إلى إدرار الحليب.
إن الاستخفاف بالقراءة لا يتورط فيه سوى نموذجين من البشر، أحدهما ينكفئ داخل شرنقة، أو يعيش حياته كدودة في تفاحة عملاقة، والآخر هو الذي يختلط عليه الأمر بين المرايا والأبواب، ثم يتهشم رأسه وهو يحاول اختراق المرايا للخروج المستحيل من مداره المغلق.
إن صفة قارئ بالنسبة لفيلسوف مثل سارتر هي الأهم من كل الألقاب، وحين سئل هل هو فيلسوف، أم روائي، أم مسرحي أم ناقد؟ أجاب: أنا قارئ فقط لأنني ولدت بين الكتب وسأموت بينها أيضا، ولم يكن سارتر يعرف أن الجاحظ ولد من رحم مخطوطة ومات حين انهار رف المخطوطات عليه. إن إحصاءات التقارير عن أحوالنا المعرفية قد تكفي للكشف عن المسكوت عنه لكنها لا تقدم السبب الذي يبطل العجب.

٭ كاتب أردني

مضادات عربية للقراءة

خيري منصور

حرب الشاشات فضحت «أم تي في» و«أل بي سي» في عيون ناشطين لبنانيين: «لهون وبس» أصبحتم «حديث البلد»

Posted: 23 Feb 2018 02:11 PM PST

بيروت – «القدس العربي» : التنافس الإعلامي الحاّد بين محطتي «أم تي في» و«أل بي سي» إلى مزيدٍ من التأزم وبات يكتسب طابعاً مغايراً للغاية لـم نعهـده أبـداً فـي الاعلام اللبناني من قبل، ولا سـيما بعد أن تخّطت المواجهة كلّ الخطوط الحمر، وسقطت معها كلّ القيم المسموحة إعلامياً، ولم تعد المنافسة مشروعة بينهما لأنها لم تعد تنسحب على مواقع التواصل الاجتماعي واطلاق «الهاشتاغات» وحسب، إنما أصبحت المواجهة شخصية وبأسلحة وانتقادات جارحة لا تخلو من التشهيـر والتحقـير والاستـخفاف، وبـدل أن نـخففّ عن المشـاهدين والجـمهور في البـرامج الترفـيهية كـلّ الاعبـاء والضغوطات السياسية والاقتـصادية والاـجتماعية اقحموا الجمهور في مشـاكلهم ومعـاركـهم الإعـلامية.
وردّا على برنامج «حديث البلد»، الذي تقّدمه الإعلامية منى أبو حمزة، التي وجّهت إساءة إلى زميلتها الاعلامية ريما نجيم، من دون تسميتها في الحلقة الأولى من برنامجها، عندما سألت رئيس مجلس إدارة قناة «أم تي في» ميشال المرّ إذا مرّ عليه في أيّ فترةٍ زمنية سابقة مدّة ثلاثة أيام من دون نوم، أجاب أنه قدّ مرّ بفترة يومين على هذا النحو، فإستطردت أبو حمزة وعلّقت أنه كان يجب أن يدخل كتاب «غينيس» مكافأة على السهر يومين، كما فعل البعض، وبعد مرور الوقت، وصلت لـ أبو حمزة رسالة أن هناك إذاعيّة ردّت عليها عبر وسائل التواصل الإجتماعي، فما كان من أبو حمزة إلا أن ردّت مباشرة قائلة إنه كان يصلها أصلاً كلام مسيء عنها من قبل هذه الإذاعية.
ولم تتوقف الأمور عند هذا الحدّ بل خصّصت حلقة «لهون وبس» مع المقّدم هشام حداد على الشاشة المنافسة «أل بي سي» للردّ المباشر وللثأر من ميشال المرّ ومن الاعلامية منى أبو حمزة، وقد استخدم حداد كلّ الأساليب التي تنتقد المحطة الأخرى بأسلوبه الساخر، واستضاف للغاية عينها الاعلامية ريما نجيم، التي ردّت على أبو حمزة عبر تغريدة قالت فيها: «طوال 20 عاماً لم أكدّس أوراقي يوماً… لأحاور ضيوفي الكبار، بدءاً من الكبير منصور الرحباني… مروراً بكبار الأدباء والمثقفين والفنانين! ولَم استعِن يوماً بفريق إعداد لا في الاذاعة ولا في التلفزيون، والكلّ يشهد… ويكفيني فخراً… ويكفيني محبتكم واخلاصكم وتقديركم خلص الكلام. وسألت شو يعني جعدنة؟»!
في إشارة ساخرة منها لما قالته أبو حمزة في حلقتها وأضافت نجيم «أنا إذا بعرف أعمل شي بالحياة هو إني بحكي منيح وبحكي صح وبليسَ ردّاً ولا هجوماً ولا دفاعاً بل أيقنت أن السكوت بعد الآن ليسَ ترفّعاً إنّه جبنٌ لا أتحلّى به…» وأشارت إلى أنّ إدارة «أم تي في» قد لامت أبو حمزة. وكشفت أنها تلّقت اتصالات من قبل اعلاميين في محطة «أم تي في» أعلنت تضامنها معها.
اذاً حلقة نارية بامتياز من «لهون وبس» انسحبت عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي ضجتّ بالتعليقات الساخرة والجارحة، وقد انقسمت بين مؤّيد لهشام ولريما ومهاجم لـ «أم تي في» ومنى أبو حمزة وأخرى مؤّيدة لمنى، إلاّ أنّ أبرز ما جمعناه في «القدس العربي» ما كتبه الإعلامي والشاعر زاهي وهبي، الذي غرّد مستغرباً «ليت الشاشات اللبنانية تُوقِف المعارك الهوائية في ما بينها، وتخوض معارك الناس وحقهّم في الكهرباء والطبابة والتعليم والتنمية، ليتها تُقدِّم دراما أجمل وحوارات أرقى وكوميديا أرقى، ليتها وليتها وليتها…».
«خلصنا بقى… وين وزير_الإعلام عن حرب الشاشات… بغض النظر مع مين وع مين الحق… حرب الشاشات المعيبة بحق أصحابها أولاً لازم توقف… كمان بغض النظر عن مين البادي ومين الظالم ومين المظلوم #حرب_الشاشات . مش حلوة بحقكن وقفو هالشرشحة بقى..» .
ولاحقاً أصدرت محطة «أم تي في» بياناً ردّت فيه على كلّ ما سيق بحقّها من اتهامات وتعليقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي ورد فيه ما يلي: «إننا نتابع الحملة على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تدّعي أن محطة «أم تي في» تقف ضد حرية الرأي والتعبير، بعد سلسلة من الإنذارات التي وصلت إلى عدد من المغرّدين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي.
لذلك، يهّم المحطة أن توضح مجموعة نقاط في هذا الموضوع بالذات:
أولاً: إنّ ما تم إرساله إلى الصفحات المعنية هو إنذارات لأي صفحة تنشر مقاطع من المحتوى المنشور على شاشة «أم تي في» تبعا لقواعد «يوتيوب»، «فيسبوك» و«انستغرام» في ما يتعلق بالملكية الفكرية. إن هذا المحتوى هو ملك «أم تي في» وبعض من برامجنا يضم محتوى نتشارك حقوقه الالكترونية مع مالكي البرامج، وبالتالي، فإن المعلومات والمادة التي يضمها، من صوت وصورة، هي ملك الـ «أم تي في» وهي محمية وفقا لقوانين الملكية الفكرية، ولا يجوز إعادة نشرها لأن ذلك مخالف للقانون.
ثانياً : إن «أم تي في» ليست في وارد إقفال صفحات الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي. إننا نحترم حرية التعبير لكل شخص، وقد أثبتت التجربة أنه ورغم كل الانتقادات التي طالتنا، لم نلجأ إلى هذه الوسائل. ولقد تم إقفالنا بالقوة عام 2002 لدفاعنا عن حرية الرأي والتعبير، ولسنا في صدد تغيير موقفنا من الحرية.
ثالثاً: إنّ «أم تي في» منفتحة على كل الآراء والانتقادات، وهي تدعو كل من له تعليقات أو أفكار لمشاركتها معنا في أي وقت.
في المحصلة، اطمئنوا إلى أن «أم تي في» كانت وستبقى مساحة للحرية، وتصر على أن تبقى مؤسسة تقدم الأفضل لجمهورها، وتحترم قيم وطننا وثقافته».

حرب الشاشات فضحت «أم تي في» و«أل بي سي» في عيون ناشطين لبنانيين: «لهون وبس» أصبحتم «حديث البلد»

ناديا الياس

مصر: بين الفرنكفونية والأمركة والرفض العَمْد للكفاءات الوطنية

Posted: 23 Feb 2018 02:10 PM PST

يبدو أن مصر تشهد اندفاعا متسارعا نحو الفرنكفونية لتحل محل الأمركة، مع استمرار مظهر العلاقة الحميمية بين «المشير» والرئيس الأمريكي دونالد ترامب. والاثنتان؛ الأمركة والفرنكفونية تزيدان القرب المتنامي بين الرئاسة المصرية وأركان الدولة الصهيونية، والعلاقة بالفرنكفونية تبدو أكبر وأعقد، وهي ليست بالخفة التي تُمارس في الدوائر الرسمية والسيادية، والفرنكفونية لو لم تواجه فمن المتوقع أن يكون تأثيرها كارثيا على الثقافة الوطنية والقومية؛ الضاربة في عمق الزمن، وتزداد خطورة الفرنكفونية بفعل الفراغ الثقافي والروحي الناجم عن إهمال التعليم وإفسادة وتحويله إلى سلعة بعد أن كان خدمة مجانية للمواطنين.
والأمركة نشأت واستمرت بالإبادة؛ بأشكالها ومضامينها.. الحضارية والثقافية والتاريخية والعرقية.. وكونها بلا ظهير تاريخي اسْتَعْدَت الثقافات الوطنية وشوهت الهويات القومية، ولذلك أصيبت الشعوب المؤمركة بالخرف «الزهايمر» الثقافي، وتُصوَّر الأمركة لهذه الشعوب كعلاج لذلك الخرف.. والآلية المعتمدة للفرنكفونية هي الضم و«فَرْنَسَة» الجماعات البشرية التي تقع تحت الاستيطان الفرنسي، وكانت الجزائر؛ ذلك البلد العربي الشقيق، نموذجا فرنكفونيا صارخا قبل التحرير، ولمدة مئة وثلاثين عاما. وكانت الأمركة والفرنكفونية وما زالت من أهم روافد الحركة الصهيونية، منذ غزو نابليون للشرق العربي، وتكفله برعايتها؛ قبل تجسيدها في كيان استيطاني عنصري؛ نتابع عدوانيته ودوره الإقصائي للوجود الفلسطيني ولثقافته الوطنية والعربية.
ويأتي الاندفاع الرئاسي في وقت تعيش فيه الأمركة مأزقا شديدا وتواجه الفرنكفونية أزمة مستفحلة، والمأزق واضح من كونها تيارا بلا تاريخ، وفقد عقله ورشده بدخول دونالد ترامب ورهطه إلى البيت الأبيض. وموضوعنا هو الورطة الرسمية المصرية مع الفرنكفونية، وسبق أن تناولنا الأمركة مرارا.
ومن المفيد قراءة شهادة الكاتبة والشاعرة التونسية آمال موسى عن الفرنكفونية في مقالها المنشور هذا الشهر، واعتمدت في شهادتها على تقرير «المجلس الأعلى للفرنكفونية»، ورصدت تراجع الفرنسة (مرادف الفرنكفونية) في أفريقيا، وتقهقرها بشمالها، وانخفاض المتحدثين بها لأقل من 28‪٪‬ في الجزائر. وحصول سبعة آلاف طالب تونسي على درجة صفر في اللغة الفرنسية في امتحان البكالوريا العام الماضي. وفي المغرب تراجعت اللغة الفرنسية، وهو بلد يحتل الترتيب الخامس في قائمة الدول الفرنكفونية. وأضحت اللغة العربية في صدارة اللغات المستخدمة في شبكات «التواصل الألكتروني» بين المغاربة وعرب الشمال الافريقي.. واستشهدت على ذلك التراجع بتصريح للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حين زار تونس مؤخر وقوله: «أعلن عن رغبتي في تعزيز تعليم الفرنسية، أرغب في إعطاء دفعة للفرنكفونية في تونس».
ويبدو أن «المشير» رأى في غزو الفرنكفونية تعويضا عن خفض المعونات والقروض الاقتصادية والعسكرية الأمريكية لمصر.. ثمنا لالتزام حكوماتها بـ «اتفاقية السلام» الصهيونية، وتعويضا عن الانشغال الأمريكي في المواجهة مع روسيا وكوريا الشمالية والصين وإيران وتركيا وسوريا وحزب الله.
ويستند «المشير» في علاقته بالفرنكفونية على أكثر مجالاتها تهديدا لمستقبل مصر؛ عن طريق «الشراكة الفرنسية المصرية في إعداد وتدريب واختيار القيادات وكبار المسؤولين فى الدولة المصرية»، وهي شراكة فيما لا يجب المشاركة فيه، فإعداد وتدريب واختيار القيادات والمسؤولين؛ مهمة وطنية صرفة لا تقبل الشراكة مع أحد، فالعمل الوطني ليس اختصاصا أمريكيا ولا فرنسيا وليس شأنا صهيونيا، ولا دخل لأحد فيه.. إنه عمل مؤسسات وهيئات وطنية مسؤولة؛ بها ما يكفي من الكفاءات، وسبق أن أعادت بناء الدولة بمؤسساتها وهيئاتها بعد نكسة 1967، وقبلها تحولت مصر لورشة كبرى تسابق الزمن في إعداد وإنجاز المشروعات العملاقة؛ في الانتاج المدني والعسكري والخدمي، وكنا من جيل شاهد ذلك عن قرب، وقد تأتي فرصة لحديث مفصل عن ذلك، وكيف كانت الوفود الزائرة؛ عربية وأجنبية، تسأل من أين حصلنا على تلك الخبرات والمهارات.. وأي بلاد ذهبنا إليها للدراسة، وكان الزوار من الأشقاء العرب يسعدون حين يتأكدون أنها السواعد والعقول المصرية والعربية الخالصة مئة في المئة.
كان عنوان صحيفة «الأهرام» شبه الرسمية في 19 فبراير/شباط 2018 عن «الشراكة» المصرية الفرنسية عن طريق «المدرسة الوطنية الفرنسية للإدارة»، وقيامها بالإشراف على «الأكاديمية المصرية للشباب»؛ المُخطط لها أن تكون مصدرا رئيسيا لاختيار مسؤولي وقادة الدولة. وبذلك يقع «المشير» في المحظور؛ بتنازله عن دور الدولة في أكثر المجالات خطورة على الأمن الوطني، والتجاوز على حق الأحزاب والجماعات السياسية في تدريب وإعداد أعضائها وقياداتها، والقبول بغزو سياسي وثقافي طوعي جاء استجابة لطلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بإحياء الفرنكفونية، التي يوليها اهتماما خاصا؛ تجاوز علاقة رئيس بثقافة بلده الوطنية إلى تعويله على اللغة في استعادة الحقبة الاستعمارية. ويواجه لذلك تحديات كبيرة؛ أسبابها واضحة؛ منها أن الفرنسية لم تعد لغة عالمية، وتراجعت للمرتبة التاسعة من حيث عدد المتحدثين بها، ونسبتهم 3.05‪٪‬ من سكان العالم؛ خلافاً للإنكليزية التي يتحدث بها ربع سكان العالم، وضَعُف تأثيرها بهجرة الأجيال الشابة لها؛ بحثا عن فرص عمل أفضل وتحقيق طموحات أكبر. بجانب رد اعتبار اللغة العربية في إدارة شؤون دول المغرب العربي، إضافة إلى تأثير تراجع الدعم الفرنسي المالي والثقافي والفني لها.
وفي افتتاح حقل «ظَهَر» للغاز قال «المشير»: حنعمل (سنعمل) أكاديمية نعلم فيها الناس يعني إيه (ماذا تعني) الدولة؛ مش أي واحد ميعرفش يفك الخط (أي لا يعرف الكتابة) يتصدى لإدارة الدولة!! وهو كلام يتنافى مع اشتراطات الدستور في المؤهلات العلمية والمهنية الموضوعة لموظفي ومسؤولي الدولة، وهذه مخالفة دستورية تحتاج لتفسير، وكانت أقل المؤهلات لمرشحي الرئاسة في انتخابات 2012 هو المستوى الجامعي، والأغلبية كانوا حملة ماجستير ودكتوراه، وكلهم تقريبا ذوو كفاءات في مجالاتهم المهنية والتنظيمية، ومنهم من تصدى لفساد الحكم، وتحدى السطوة البوليسية، ويا ليت «المشير» يضرب الأمثلة المؤكدة لما يقول ويُصرح.
ومن استبعدوا من انتخابات الرئاسة الشهر المقررة الشهر المقبل يحملون شهادات جامعية، ومن المسؤولين السابقين والشخصيات العامة، التي لها باع في المجالات المدنية والعسكرية، ومن نختلف معه منهم لا نبْخسِه حقه، ونقر بجدارته العلمية والمهنية والقيادية والشخصية إذا ما استحقها، وتأكدنا من أنه كان «يفك الخط»، ويتحدث بكلام مفهوم ومرتب، و«المشير» يعلم أنه رئيس بلد معروف عنه أنه «بلد شهادات»، فرئيس الوزراء الأسبق المستبعد من الترشيح كان «يفك الخط»، وكذلك رئيس الأركان السابق الذي يعاقب على نيته في الترشح، وليس على عدم معرفته الكتابة أو عدم قدرته في التحدث إلى الناس، والقاضي ورئيس الجهاز الرقابي السابق عُزل ليس لكونه لم يحصل على شهادة تفيد معرفته الكتابة، ولم يسبق أن اعتلى قاض غير مؤهل منصة القضاء، والأمثلة لا تحصى ولا تعد.
ونصيحة يسديها رجل مخضرم مثلي إلى أي مسؤول مهما علا منصبه وكَبُرت وظيفته ألا يستهين بأحد أو يقلل من قدره، أو يزكي نفسه وينكل بمخالفيه، فهذه عادات بالية؛ نهت عنها العقائد والقيم الدينية والوضعية، ونبذتها الأعراف والتقاليد العامة والاجتماعية. ومع هذه النصيحة أضيف أن معارفنا المتواضعة والقيم، التي تربينا عليها علمتنا «أن العظمة لله وحده»!!.

٭ كاتب من مصر

مصر: بين الفرنكفونية والأمركة والرفض العَمْد للكفاءات الوطنية

محمد عبد الحكم دياب

فتحية مزالي: أبرز سيّدات دولة الاستقلال

Posted: 23 Feb 2018 02:09 PM PST

في عامي 1946 و1947 فوجىء التلاميذ في قاعة امتحانات البكالوريا الفرنسية، بجزئيها، في تونس أنه قد كان بينهم فتاة لم يتسن لهم رؤية وجهها لأنها كانت منتقبة على عادة النساء آنذاك. كانت تلك المفاجأة الأولى: طالبة علم مفردة بين جمع من الشباب في بلاد يجثم على صدرها احتلال كان يحول بين الأغلبية الساحقة من أبنائها وبين الحق في التعلّم والتقدم. ولكن المفاجأة الثانية كانت أدلّ وأوقع. إذ تبين عند إعلان النتائج أن الفتاة قد توجت الأولى في ترتيب الناجحين، متفوقة على الجميع بمن فيهم التلميذ اللامع محمد مزالي. تلك هي التونسية فتحية مختار التي انتقلت إلى رحمة الله تعالى يوم 12 من هذا الشهر عن سن تناهز التسعين.
اشتهرت هذه السيدة الفاضلة بأنها أول امرأة يسند لها منصب وزاري في دولة الاستقلال، حيث كلفها الزعيم بورقيبة عام 1983 بوزارة الأسرة والنهوض بالمرأة. وكانت من مؤسسات «الاتحاد القومي النسائي التونسي» عام 1956 و«الجمعية التونسية للتنظيم العائلي» عام 1968، بحكم اهتمامها الأصيل بقضية تحديد النسل التي ألقت بشأنها، منذ عام 1959، محاضرة في نادي عزيزة عثمانة (وهو اسم أميرة من القرن 17 كانت واسعة البر والإحسان، وتعدّ من أمجد «شهيرات التونسيات»، حسب عنوان كتاب حسن حسني عبد الوهاب). وكان اسم المثقفة والمناضلة الوطنية فتحية مختار قد اقترن باسم رجل الثقافة والسياسة الأستاذ محمد مزالي منذ زواجهما عام 1950 بعد نيلهما الإجازة في الفلسفة من جامعة السوربون. وكما أن ابنة بلدتها، رأس الجبل، توحيدة بالشيخ كانت أول طبيبة في تاريخ تونس، فقد كانت فتحية مزالي أول أستاذة فلسفة تونسية. كانت، حسب تعبير الأستاذ مزالي، «من مريدي أفلاطون دون أن تدري»: فقد اشترط أفلاطون لقبول الطلاب في أكاديميته أن «لا يدخلنّ علينا إلا من كان رياضيا». وقد اختارت هي، مع تفوقها في الرياضيات، أن تتخصص في الفلسفة!
لم يتسن لي لقاء السيدة فتحية مزالي أثناء زيارتي عام 2006 لزوجها، رحمه الله، في باريس. ولكني حظيت بمقابلتها عام 2015 في بيتها في ضواحي تونس العاصمة. استذكرت معها ما رواه الأستاذ مزالي عن تفاصيل تعرّفه بها في السوربون، وما عدّده من خصالها الشخصية والوطنية، ليس في كتابه الشهير الذي أصدره عام 2004 بعنوان «نصيبي من الحقيقة»، والذي يقدم شهادة تاريخية عن نصف قرن من الحياة السياسية في تونس. بل إن التفاصيل مروية بفرنسية كلاسيكية طليّة في كتابه الحواري (مع الكاتبة غزافيير أوليس) الذي صدر عام 1984 بعنوان «حديث الفعل». ومما قاله في سياق شرح انجذابه إلى هذه الفتاة التونسية المتفوقة إن «سجية التكتم والتحفظ فيها كانت تفعل فعل السحر».
كانت تشاطر بقية النخبة الوطنية حب المسرح. وتتقاطع ذكرياتها مع ذكريات الأستاذ مزالي حول عدد من الروائع، وخصوصا مسرحية سارتر «الأيدي القذرة» التي عرضت أول مرة عام 1948 والتي تقمص فيها الممثل بيار براسور دور «هوغو» الذي يجسد الفرد الذي يواجه مفاسد نظام الاستبداد. وتقابله شخصية «هودرير» قائلا بصوته الأجش «إن يديّ قذرتان حتى المرفقين. لقد أغطستهما في القاذورات وفي الدماء. أفتتصور أن من الممكن أن نمارس الحكم ببراءة؟» سؤال سياسي أساسي: هل يمكن ممارسة الحكم دون اتخاذ مواقف وقبول تسويات قد تبدأ بقدر من نكران المبادىء، وربما تنتهي بفرط في اقتراف الجرائم؟
عندما عين الأستاذ مزالي وزيرا للدفاع عام 1968 تعرف بضابط اسمه بن علي. ومنذئذ دخل العسكري في رعاية السياسي وحماه، وصار مدينا له بالفضل في كل شيء. ولولا الأستاذ مزالي لما كان بن علي ليحلم مجرد الحلم بإمكان العودة لأكبر المناصب الأمنية بعد إقالته بسبب فشله الذريع، عام 1980، في وقاية البلاد من الأحداث الدموية التي وقعت في مدينة قفصة نتيجة المحاولة الفاشلة التي دبرها القذافي لاغتيال الوزير الأول الهادي نويرة. أخبرتني السيدة فتحية مزالي، رحمها الله، أنها قالت لزوجها إنه ينبغي أن يحذر هذا الرجل. سألتها: لماذا؟ قالت: كان بن علي كثير الزيارات إلينا في البيت. ولم أكن أرتاح إليه. كنت أحدس أنه غدّار. ولا بد أنه استشعر ذلك مني. لهذا لم يكن يتحدث أمامي بشيء. بل كان دائما ما يستأذن الأستاذ مزالي في الخروج للتمشي والتحادث في الحديقة.

٭ كاتب تونسي

فتحية مزالي: أبرز سيّدات دولة الاستقلال

مالك التريكي

الانفجار الكبير آت يا إسرائيل

Posted: 23 Feb 2018 02:09 PM PST

قادة دولة الاحتلال وجيشها (الذي لا يقهر) وأجهزتها الأمنية بكل فروعها بما فيها الشاباك والموساد وأمان وغيرها، مرعوبون من احتمالات الانفجار الكبير في قطاع غزة، للخروج من الأوضاع المزرية التي يتسبب بها الحصار الاحتلالي، ووصلت حد الانهيار الكامل على جميع الصعد.
انفجار كبير إن تم، وسيتم إن آجلا أو عاجلا، قد يقلب الأمور رأسا على عقب، انفجار تتجه فيه الأبصار كما الحناجر، هذه المرة نحو الشرق لا الغرب، نحو الحدود مع إسرائيل لا حدود مصر. انفجار ستكون له انعكاسات على دول المنطقة والعالم أيضا.
هناك فعلا مخاوف إسرائيلية حقيقية من أن تدفع الاوضاع الاقتصادية والصحية والسياسية وغيرها في غزة، بعشرات آلاف إن لم يكن مئات آلاف المتظاهرين نحو السياج الحدودي بين غزة ودولة الاحتلال، الأمر الذي قد يشعل المنطقة في حال ارتكاب قوات الاحتلال مجازر وسقوط شهداء بين صفوف المحتجين، إضافة إلى تأليب الرأي الدولي ضد إسرائيل.
وما التهديدات التي يطلقها الناطقون باسم جيش الاحتلال، إلا دليل وتأكيد على المخاوف الحقيقية من انفجار وشيك للوضع المأساوي في قطاع غزة، الذي يعيش فيه، في ظل ظروف لا إنسانية غير محتملة، نحو مليوني نسمة معظمهم من جيل الشباب والاطفال، يعاني نحو 50% منهم من البطالة، وتعيش غالبيتهم تحت خط الفقر، ويعتمد نحو 80% على المساعدات الغذائية الخارجية، لاسيما وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأممية «الأونروا» التي تسعى إدارة دونالد ترامب لإنهائها عبر تقليص مساهماتها لها، في إطار صفقة القرن التي ترمي إلى إنهاء القضية الفلسطينية، عبر انهاء قضية اللاجئين.
فقد هدد الجنرال يوآف مردخاي منسق الشؤون المدنية في الاراضي المحتلة، استباقيا بغرض الترهيب، بالتعامل بقوة مفرطة مع أي تظاهرة تقترب من الحدود. وقال في رسالة مصورة نشرها على صفحته على موقع «فيسبوك»، إن الجيش الإسرائيلي سيستعمل القوة ضد المظاهرات الشعبية على حدود قطاع غزة، إن «تجاوزت الخط الأحمر والجيش سيعمل بشكل أكبر». وزعم أن التظاهرات تعتبر»غطاء «لعمل إرهابي» مضيفا «لن نسمح للمظاهرات قرب الحدود كل الذي يشترك فيها يتعرض للخطر».
الجنرال مردخاي في تهديده هذا لم يجئ بما هو جديد، فمنذ متى يتعامل جيش الاحتلال بقفازات مخملية مع المحتجين في قطاع غزة؟ وليس استشهاد إبراهيم أبو ثريا الشاب الفلسطيني العاجز مبتور الرجلين برصاصة في جبينه إلا واحدا من الامثلة التي تعد ولا تحصى على الوحشية التي يتعامل بها جيش الاحتلال مع المحتجين. وإذا كان هذا نموذجا يؤخذ به في التعامل مع محتجين يقفون على أرضهم، فلنا أن نتصور المجازر التي يمكن أن يرتكبها جيش الاحتلال في حال اخترقت الحشود الغفيرة الحدود.
هذه التهديدات جاءت بعد انفجار عبوة ناسفة كانت مربوطة بعلم فلسطيني مغروس على الحدود، وانفجرت عندما حاول جنود الاحتلال إزاحة العلم الذي كان مزروعا في الأرض، وتسببت في إصابة 4 جنود، حسب المزاعم الاحتلالية، رغم أن التعليمات للجنود واضحة وهي عدم الاقتراب من أي جسم مشبوه وتترك مهمة اختباره للروبوتات.
«الانفجار الشعبي» المتوقع لن يكون الأول من نوعه، فقد وقع «انفجار كبير» في يناير 2008 في اتجاه مصر بعدما زدادت الظروف المعيشية سوءا، فتدفق نحو نصف مليون نسمة من المحاصرين، الحدود بحثا عن متنفس وشراء نواقصهم من الحاجات والبضائع، أمام مرأى وسمع أجهزة نظام حسني مبارك المدنية منها والعسكرية، التي وقفت عاجزة عن فعل شيء أمام هذا الكم البشري الهائل. واستطاع نظام مبارك امتصاص الصدمة عبر السماح لهم بدخول الاراضي المصرية بدون اي احتكاك والعودة إلى غزة بعد قضاء حاجاتهم، انتعش خلالها الاقتصاد في سيناء.
لن يكون هذا هو الحال عندما يخترق تيار «الانفجار الكبير» الحدود الشرقية مع اسرائيل، وستكون الخيارات أمام إسرائيل محدودة وأحلاها مرّ، وهذا يضعها في مأزق خطير، فإما أن ترفع الحصار جزئيا وتفتح معبر إيرز أمام المحتاجين للعلاج والتعليم وزيارة الاقارب والعمل، أو أنها تفتح الحدود بالكامل وهذا لن يحصل طبعا، أو ينجح الالاف أو عشرات الالاف من اختراق الحدود، ولن يكون تعامل سلطات الاحتلال بأسلوب السلطات المصرية نفسه وسترتكب عندها المجازر.
وهنا أطرح تساؤلا، مجرد تساؤل، وإن كان يدخل في إطار نظرية المؤامرة، إن كانت العملية المذكورة مفبركة من ألفها إلى يائها حتى تبرر قوات الاحتلال أمام العالم، تعاملها «بشكل أكثر قسوة» ضد كل من تسول له نفسه من الشباب الاقتراب من السياج الفاصل بين غزة والكيان الإسرائيلي.
سبب ثان للشك هو الجلسة الخاصة التي عقدها المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر، لبحث محاولات حماس استهداف جنود الاحتلال على الجدار الحدودي مع قطاع غزة، قبل ثلاثة أيام فقط من وقوع العملية المذكورة.
والسبب الثالث هو عدم إعلان أي فصيل فلسطيني مسؤوليته عن العملية التي يتبناها في الحالات العادية التي في الكثير من الاحيان يتبناها اكثر من تنظيم، خاصة أن المصابين في العملية من جنود الاحتلال. وحتى تحميل ليبرمان لجان المقاومة الشعبية المسؤولية لم يغير من الواقع شيئا.
سبب رابع هو رد الفعل الاسرائيلي على الإصابات الاربع المفترضة في صفوف جنوده، كان سيكون مختلفا وسيستهدف قادة في التنظيم المسؤول، لكن الغارات الجوية استهدفت مناطق قرب مطار رفح ربما لتدمير أنفاق أو مشاريع أنفاق.
وليس لهذا إلا تفسير واحد هو استعداد قوات الاحتلال لارتكاب مجازر ضد المتظاهرين الذين يصلون مناطق الحدود، احتجاجا على سوء الأحوال المعيشية والصحية والبيئية وكذلك على قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، ونقل السفارة إليها وقطع مساعدات السلطة وتقليص المساهمة في ميزانية الأونروا كما اسلفنا، تمهيدا لتصفية قضية اللاجئين تلبية لرغبات بنيامين نتنياهو.
الشيء المؤكد أن التهديدات الاسرائيلية هذه لن تردع هذا «الانفحار الكبير» فهو مقبل لا محالة، إذا ما تواصل تدهور الأوضاع الصحية والمعيشية والاقتصادية، وهو المتوقع وفقا للتقارير المحلية والدولية، ولم يجر تدارك الامر بالسرعة الفائقة. ويقرأ ذلك في قول ذاك الشاب الغزي «إذا كان الخيار بين الموت من الجوع والموت على الحدود فسنختار الموت على الحدود». ويؤكده أيضا ما أعلنته جهات شعبية وتتداوله الأوساط السياسية في قطاع غزة، حول سبل انهاء الحصار الخانق والظالم من بينها خيار «مسيرة العودة الكبرى» نحو الحدود لإنهاء هذا الحصار الظالم واللاإنساني والمنافي لكل الاعراف والقوانين الدولية، الذي مضى عليه حتى الان بدون أي بوادر انفراج في الافق اكثر من أحد عشر عاما، شهد قطاع غزة خلالها، ثلاث حروب مدمرة هي الأطول في تاريخ الحروب العربية، راح ضحيتها عشرات آلاف الضحايا بين شهيد وجريح، ناهيك عن الدمار الذي طال المرافق التحتية وعشرات آلاف المساكن التي لم يعاد بناؤها رغم تعهدات الدول المانحة في قمة القاهرة في اكتوبر2014 بتوفير الأموال اللازمة5.4 مليار دولار.
واختتم بالقول كفى أيها السياسيون الفلسطينيون، كفى مماطلة وتسويفا وتبريرا وهروبا من المسؤولية، كفى انقساما وتشرذما، فلابد لهذه القوى من توحيد الصفوف لرفع المعاناة عن شعب غزة الذي ضحى ولا يزال، كفى مناكفات من اجل توجيه الغضب الاكبر نحو العدو المشترك. ولا بد من الارتقاء فوق كل المنافع الفصائلية والفردية وتغليب المصلحة العليا، مصلحة الوطن، مصلحة فلسطين يجب أن تكون فوق كل المصالح، فبدون ذلك ستكونون انتم الخاسرين وستتحملون كامل المسؤولية عما ستؤول اليه الأمور، والشعب لن يرحم وحذارِ من غضبه.
كاتب فلسطيني من أسرة «القدس العربي»

الانفجار الكبير آت يا إسرائيل

علي الصالح

التيه وفقدان المعاني والثوابت

Posted: 23 Feb 2018 02:09 PM PST

قناعةٌ تولدت ومن ثم ترسخت لديّ بأن الثورة، أي ثورة، لا تندلع في بلدٍ فتجتاح نظامه وقد تجرفه في طريقها فحسب، وإنما يصاحبها زلزالٌ يضرب ما توصف بأنها ثوابت ومفاهيم تُصور بأنها راسخة، قديمة قدم الدهر، وبالتالي فليست محل تساؤل، ناهيك عن أن يتطرق إليها أي شك.
كثيرة هي تعريفات الثورة، فكل طرفٍ يوصفها وفق مصالحه وموقعه الطبقي، ومن ثم تصوراته ومفاهيمه، بنيته الفكرية، المتوارث أغلبها (خاصةً في بلداننا)، وبعيداً عن الفلسفة (مع أن هذا هو وقتها الأنسب في نظري نظراً لانحسار المد الثوري وهجمة الثورة المضادة الشرسة الدموية) فإن الثورة كما أفهمها وأراها تمثل وثبةً نوعية تأتي نتيجة تناقض اجتماعيٍ واقتصاديٍ محتدم؛ تأتي لتتخطاه، وقد لا تنجح في إسقاط الأنظمة، نتيجة عوامل وتطوراتٍ عديدة، مما لا يتسع المجال هنا لنقاشه، إلا أن الأكيد أنها تطرح تساؤلاتٍ حارقةٍ لا حصر لها.
لم تشذ 25 يناير عن ذلك النمط قط، خاصةً في الأجيال الأصغر سناً، التي لم تعش ولم تعِ حدثاً كبيراً من قبل، فهي إما كانت صغيرةً زمن الحروب واغتيال السادات، وإما كانت لم تولد بعد فتشكل وعيها بدرجاتٍ متفاوتة زمن مبارك، برتابته وبلادته وجمود صراعاته الاجتماعية بشكلٍ عام، فأغلب معارك النظام كانت مع أطرافٍ كالجماعات العنيفة المتطرفة، وهي بطبيعة تكوينها وخطابها تنفُر من المجال العام بمعناه السياسي الحديث، بقدر ما تنفِر الجمهور. هذه القطاعات الشابة رجّتها الثورة وفتحت عليها طاقة التساؤلات والبحث عن معان عديدة، كان يتم التعامل معها في ما مضى كبديهيات ومسلمات، معاني كالوطن والانتماء والدين وعلاقته بالمجتمع والصراع الاجتماعي، وكثيرون ما يزالون يبحثون عن إجابات.
لكن ما يلفت انتباهي في هذا السياق هو ما يقوم به النظام ذاته من الناحية الأخرى من تحطيم ممنهج لكل المعاني والثوابت، التي توافق عليها الناس طيلة العهد، منذ نشأة الدولة الحديثة في مصر، وما جدّ عليها من تطوراتٍ وتغيير مسار مع نظام يوليو.
لا أعتقد أن ثمة اختلافاً بين المهتمين بالتاريخ المصري الحديث، أياً كانت انحيازاتهم أو مرجعياتهم الفكرية على كون القضية الوطنية كانت القاسم المشترك والجامع الأساسي بين شتى التيارات، حتى ما انطوت أيديولوجيته على منحىً أو نزعةً أمميةً صريحة، ثم أضيفت إلى ذلك نزعةٌ عروبيةٌ في حقبةٍ ما، وعداءٌ صار متأصلاً للكيان الصهيوني المغتصب الدخيل، بما يمثل عن حق من امتدادٍ للاستعمار وعنصرية وقرصنةً، وسمِ ما شئت من النقائص والمثالب التي تشكل انتقاصاً، بل ونفياً حقيقياً لكيان الدول العربية ،ووجودها واستقرارها وتواصلها ومنظومات أمنها المفترضة لكن كل ذلك آخذٌ في التغير بسرعةٍ مذهلة ومقلقة، ناهيك عن كونها تضرب بخشونة وحماقة في أسس هذه الدول وهذه الأنظمة في حد ذاتها.
في إحدى كتاباته المتأخرة سماها الراحل محمد حسنين هيكل بـ»المحرمات»، وبصرف النظر عن كوني كنت أفضل عدم صياغة الأمر على أرض الحلال- الحرام، فالأكيد أن الصلح مع الكيان الصهيوني كان محرماً، استقر عليه لا الخطاب الرسمي للدول العربية فحسب، وإنما ترسخت الخصومة وانعدام الثقة والعداء في السيكولوجية الجمعية لهذه الشعوب، التي نزفت في حروبها مع الكيان المغتصب المعتدي. ثم جاء السادات فاجترح ذلك المحرم متعللاً بالخير الأسمى، ألا وهو استعادة الأرض، على حساب اعتباراتٍ أخرى فائقة الأهمية، على رأسها التضامن العربي، حتى لو كان نظرياً، ومن ثم أطلق كتبته وأبواقه يشككون في جدوى العلاقة مع العرب، فصاروا يخلطون بين الشعوب والأنظمة، وأخذوا يشوهون وعي الناس المتلقي أكثرهم في سلبية خطاب الفرقة والهويات المزعزعة القلقة. كانت الحجة آنذاك استرجاع الأرض.
ثم مرت السنين، وتقادم العهد، ومع رهان الأنظمة المتتابعة على أمريكا – إسرائيل للبقاء، استمر مسلسل التنازلات والتفريط. جرت في النهر مياهٌ عكرة كثيرة. وتاه الناس، ولست مبالغاً إذا قلت إن احتلال العراق بدأ في كامب ديفيد.
أما الآن، وبعد أن غُدرت الثورات، فالنظام المصري يفرط في الأرض، الأرض نفسها التي ضحى بالتضامن العربي من أجلها، لصالح إعادة ترتيب أوراق المنطقة، بما يصب في مصلحة إسرائيل في المقام الأول، وقبل ذاك كان يبيعها الغاز بأقل من السعر العالمي، والآن يزف لنا نتنياهو بيع الغاز لمصر، حيث النظام (كعادته) لا يكلف نفسه أبسط قدرٍ من الشفافية فيتجشم عناء خروج أصغر مسؤولٍ ليشرح لنا ما الحكاية بالضبط.
قديماً، حين قام الضباط بحركتهم في يوليو 52، افتقروا لجامعٍ أيديولوجي (وربما لأي ثقافة سياسية معتبرة وعميقة ما عدا قلة منهم ) لكنهم اتفقوا على المسألة الوطنية المتمثلة في جلاء المحتل، وبناء جيشٍ وطنيٍ قوي، وربما طموحاتٍ عامة، غامضةٍ وغير مصقولةٍ عن العدالة والتنمية والتقدم، من جملة أحلامهم بمستقبلٍ أفضل لهذا البلد ينتشله من ذل الاستعمار والفقر. أما النظام حالياً فهو يضرب في التيه تماماً، فلا هم له سوى الحفاظ على الانحياز الاجتماعي نفسه للسادات – مبارك والأهم من ذلك الدولة، ذلك الصنم والطوطم الذي صار بقاؤه الخير الأسمى (وربما الأوحد) وكل ما عدا ذلك من المعاني والثوابت فلا قيمة له، بما فيه التراب الوطني ذاته. لكن المشكلة الحقيقية تكمن في أنه بنهجه الحالي يضرب في كل ما قد يشكل معنى أو قيمة للجمهور، خاصةً أن شطحاته وتفانينه كتفريعة قناة السويس الجديدة، وجموح قرارته الاقتصادية أفقرت الملايين، ومع جاذبية الرهان على نموذج الجمهور الذي يتم شحنه وتوجيهه وفق المصلحة، وقد اختُزل دوره في التصفيق، فلا بد من الالتفات إلى كون ذلك الجمهور نفسه، على خلفية الضنك والشك في قيمة أي شيء بدأ يسأم، إن لم يكن قد قطع في الملل أشواطاً بعيدة.
هذا النظام فاقد البوصلة وأي مضمونٍ حقيقي، واستمراره في هذا النهج يؤدي بالمجتمع هو الآخر لفقدان المعنى والجدوى، للتفكك والتوحش، ومع تماديه في التنازلات والصفقات كريهة الرائحة لا أملك سوى أن أسأل نفسي: ثم ماذا؟ أي كارثةٍ أخرى يسقطها على رؤوسنا في الغد؟
كاتب مصري

التيه وفقدان المعاني والثوابت

د. يحيى مصطفى كامل

التعامل التركي مع المعارضة السورية

Posted: 23 Feb 2018 02:08 PM PST

نبدأ بالقول يخطئ من يظن أن تركيا تفرض على المعارضة السورية، بكل فصائلها المدنية والعسكرية، وبكل مكوناتها القومية وتياراتها السياسية أو العرقية أو الدينية، رؤيتها. ويخطئ من يظن أن تركيا تفرض عليها وجهة النظر التركية في الحل السياسي أو العسكري، سواء كانت هذه الفصائل المعارضة على الأراضي التركية أو خارجها، وسواء كانت معارضة مدنية سياسية أو معارضة مسلحة عسكرية، وسواء كانت على الحدود التركية السورية أو في غيرها، فوجهة النظر التركية السياسية أو العسكرية هي خاصة بتركيا وحكومتها وشعبها فقط، ومن حق الشعب السوري أن يتعاون معها أو يرفضها، أو أن يتوجه إلى أي دولة أخرى للتعاون معها أو الخضوع لأوامرها ومشاريعها الاستعمارية في سوريا، فالحكومة التركية لم تمنع معارضا سوريا على الإقامة أو الخروج من سوريا بالإكراه، ولا اتخاذ مواقف سياسية تحت التهديد أو غيرها.
إن الحكومة التركية تتعامل مع الشعب السوري والأزمة السورية وفصائل المعارضة السورية بالمعايير الإنسانية والأخوية والاجتماعية بين الشعوب المتجاورة، وبالأخص ذات الهوية الحضارية الواحدة، وبحسب القوانين الحقوقية الأوروبية والدولية أيضاً، وكان هذا منذ بداية الأزمة في مارس 2011 وحتى الآن، وربما حصل تطور في التعامل التركي بين فترة وأخرى، بما يواكب التطورات الخطيرة التي وقعت في سوريا خلال السنوات السابقة، وحيث ألا أطماع لتركيا في سوريا، فإن أهداف السياسة التركية محصور بتحقيق ما يعود بالنفع على الشعبين التركي والسوري أولاً، وبما لا يهدد الأمن القومي التركي ثانياً، وبما يحفظ سوريا جارة آمنة ومستقرة ومزدهرة لشعبها ثالثاً، وبأن يكون الازدهار والاستقرار والأمان بكل الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعسكرية لصالح الشعب السوري أولاً، وعدم الاضرار بجيرانه ثانياً.
إن لجوء ثلاثة ملايين ونصف مليون سوري إلى تركيا ليس أمراً سهلاً، ومن الأهداف التركية ألا يستمر هذا اللجوء طويلاً، وان ينتهي المصير السوري السياسي بإعادة هؤلاء اللاجئين إلى بلادهم ومدنهم وقراهم، وألا يكون طردهم منها إلى الأبد ولصالح تنظيمات إرهابية، بغض النظر عن قوميتها وهويتها الفكرية والسياسية، لأن ذلك يعني مخاطر أمنية وأضرارا اجتماعية ومتاعب اقتصادية لتركيا، فوحدة سوريا وعودة شعبها إليها هدف رئيسي للحكومة التركية. وعلى الدول التي تسعى للحل في سوريا، إن لم تتم إعادة هؤلاء السوريين إلى بلادهم ومدنهم وقراهم، أن تستعد لاستقبالهم على أراضيها، بما فيها أمريكا قبل غيرها، فقبل أن تعطي أمريكا المدن العربية للأحزاب الكردية، عليها أن تأخذ موافقة سكانها العرب الأصليين، أو أن تعرض عليهم الهجرة إلى أمريكا، وليس العمل لإبقائهم في تركيا وغيرها.
من الأدلة على أن الحكومة التركية لم تتدخل في قرارات المعارضة السورية في مرحلتها السياسية الأولى، هو ان هذه المعارضة كانت تطالب الأتراك بالتدخل عندما شكلت المجلس الوطني أواخر عام 2011 في العام الأول للثورة برئاسة الدكتور برهان غليون، ولكن المسؤولين الأتراك كانوا يرفضون ذلك، ولم تتدخل تركيا في التشكيلات السياسية السورية الأخرى، التي كانت تتخذ من اسطنبول مقراً لها في الغالب، وتركت لها حرية الحركة وعقد اجتماعاتها ومؤتمراتها السياسية في تركيا، بما يتوافق مع قوانين الاتحاد الأوروبي في الحقوق الإنسانية وحقوق المعارضات السياسية في العالم مهما كانت هويتها، وكذلك سمحت تركيا المجال للمنشقين العسكريين أن يتخذوا من الإجراءات السياسية، وتقديم المساعدات الضرورية لأهلهم في الداخل، بما يدفع عنهم العدوان قبل مؤتمر جنيف1 وبعده في منتصف عام 2012.
وأعلنت الحكومة التركية رفضها الكامل لتشويه الثورة السورية بأوصاف الطائفية أو الإرهابية أو غيرها، حتى لو كانت الأطراف الأخرى التي تدعمها إيران أو روسيا، بما فيها جيش الأسد يمارسون السلوك الطائفي صراحة وعلانية، لأن تركيا كانت تهدف إلى أن تبقى صورة الثورة السورية مدنية وسلمية ودفاعية، حتى تحقيق أهدافها بالتغيير والاصلاح السياسي المنشود. ولكن بعد نحو خمس سنوات وجدت تركيا نفسها في دائرة الخداع الأمريكي والروسي والإيراني مجتمعين أو متفرقين، ووجدت عدم التحرك الأوروبي بما يتوافق مع القيم الأوروبية لحماية المدنيين من المجازر التي ترتكبها إيران وروسيا وجيش الاسد، فرفضت كل الدول الأوروبية استقبال اللاجئين السوريين في أوروبا، ولو لأسباب إنسانية فقط، ووجدت تركيا أن معظم الدول العربية تخشى على نفسها مما يجري في سوريا، أكثر مما تخشى على الشعب السوري ومستقبل دولته، فلم تجد تركيا دولة عربية أو جامعة عربية، تبنت القضية السورية وسعت لحلها، بوصفها قضية عربية قبل أن تكون إيرانية أو روسية او تركية أو أمريكية أو غيرها، وبقيت بعض الدول العربية تتعامل مع المعارضة السورية بآراء مختلفة ومترددة سياسيا، ونادرة وخجولة في دعمها عسكريا، أو بما ترضى عنه أمريكا فقط، ولذلك لم تكن مساعداتها معلنة ولا متبناة منهم، وربما خشية ردود الأفعال الإعلامية لحكومة بشار وحلفها الروسي الايراني ووسائل إعلامهم، التي تحرف الحقائق وتبث إعلاما كاذباً ضد هذه الدول، وبالأخص أن روسيا تبنت الدور العسكري الكامل في السنوات الأخيرة، وعطّلت عمل المنظمات الدولية ذات الصلة، مثل مجلس الأمن، بتوافق أمريكي وغربي لأهداف مشتركة تقوم على تدمير سوريا وقتل شعبها.
لقد مارست أمريكا منذ بداية الأزمة السورية سياسة الخداع لكل الأطراف التي تعاملت معها، وليس خداع تركيا ولا الدول العربية فقط، وكان من أسوأ نتائج الخداع الأمريكي، استمرار القتال في سوريا لسبع سنوات، مع إمكانية وقفها في العام الثاني بعد «جنيف1» مباشرة، ولكن أمريكا تعمدت إدارة الصراع في سوريا مهما ادى إلى القتل والتدمير حتى تضع أمريكا وتحديداً وزارة الدفاع الأمريكية خططها الاستراتيجية لمستقبل سوريا، وكان من أخطر نتائج الخداع الأمريكي تشتيت مواقف المعارضة السورية وشرذمتها عبر ضغوط الدول التي تعاونت مع أمريكا لحل الأزمة السورية، فأصبحت بعض فصائل المعارضة السياسية مجرد منصات إعلامية في العواصم العالمية، لا تأثير لها على أرض الواقع ولا تمثل الشعب السوري إلا صورياً. وبسبب الخداع الأمريكي أيضاً أصبحت إيران في ورطة وأزمة داخلية مع شعبها، ومع دول المنطقة، بما فيها تركيا والدول العربية، التي ترفض العدوان الإيراني في العراق وسوريا ولبنان واليمن وبعض دول الخليج وغيرها، ومن أدلة التورط الإيراني أن الشعب الإيراني أصبح يهتف في احتجاجاته الداخلية بعدم التدخل في سوريا والانسحاب منها، إضافة إلى اتهام المسؤولين الإيرانيين لروسيا بخداعهم في سوريا، علما بأن التدخل الروسي نفسه كان من أكبر الخدع الأمريكية لتوريطها عسكريا في سوريا، فقد كان هذا التدخل من أكبر نجاحات وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري مع لابروف، فعمل كثيرا مع لابروف وبوتين وجواد ظريف وزير الخارجية الإيراني حتى أصبح الجيش الروسي في المستنقع السوري من وجهة نظر أمريكية، ويحاول بوتين الانسحاب من سوريا بادعاء الانتصار والانسحاب تحت ضغوط الانتخابات الرئاسية في روسيا، ولكنه لا يجد بدا من مزيد من القتل والتدمير، لكل مظاهر الحياة الإنسانية في سوريا، انتقاما من الشعب السوري الصامد، كما يجري في الغوطة الشرقية هذه الأيام، وكما يظهر من كشف روسيا لوجهها القبيح في مجلس الأمن وفي المحافل الدولية، وهي تدافع عن جرائمها وجرائم جيش الأسد وإيران.
كل تلك الخدع أرادت أمريكا منها تأخير إيجاد الحل وإشعال المعركة أكثر، لأن هدفها يختلف عن جميع الأطراف المشاركة في الأزمة السورية، فالهدف الأمريكي في سوريا هو تقسيمها وأخذ حصتها الجغرافية بإقامة كيان باسم القومية الكردية ليكون قاعدة عسكرية لها في سوريا والمنطقة، والبنتاغون لن يتنازل عن هذا الشرط أو الهدف إلا مضطراً، وهذا التنازل أو الإفشال لن يتحقق إلا بإرادة الشعب السوري في سيطرته على أرضه ومدنه وقراه، وإخراج المحتلين لها، وليس من خلال الحلول الدولية الطامعة بالأراضي السورية والهيمنة عليها، سواء في أستانة أو جنيف.
ومع إدراك تركيا لهذه المخاطر وقيامها بالتحذير من عواقبها، إلا أنها لم تستطيع منعها، فهي أطماع لدول كبرى عسكريا وسياسيا، ولم تستطع تركيا منع إيران من التدخل العسكري في سوريا، لأنها مدعومة سياسيا وعسكريا من أمريكا وروسيا سراً وعلناً، ولكن استمرار امريكا بخداعها لتركيا بما يهدد أمنها الداخلي والخارجي جعلها تقف ضد السياسة الأمريكية مهما كانت العواقب، فأخذت تركيا من الاجراءات السياسية والعسكرية ما يحقق أهدافها السابقة لحماية أمنها القومي الداخلي والخارجي، سواء في عملية «درع الفرات» أو «غصن الزيتون»، وفتحت تركيا الباب للمعارضة السورية بأن تضع خططها لحماية مدنها واستردادها من أيدي المحتلين الإرهابيين، فالمعارضة السورية في تعاملها مع تركيا حرة سياسيا وعسكريا، ولكنها مع الموقف التركي الجديد، أمام فرصة لاسترداد مدنها وقراها وتشكيل مجالس حكمها فيها بأنفسهم أولاً، وإعادة المهجرين من أهلها إليها ثانياً، ورفض المشاريع الاستعمارية الخارجية التي تسعى لتغيير معالم سوريا الديمغرافية لأسباب طائفية أو استعمارية.
كاتب تركي

التعامل التركي مع المعارضة السورية

محمد زاهد جول

ردا على مقال د. بشير موسى نافع: «أوهام الدولة القومية تفتح الطريق إلى جهنم»

Posted: 23 Feb 2018 02:07 PM PST

في جريدة «القدس العربي»، وفي عددها الصادر في 8-2-2018 كتب د. بشير موسى نافع مقالة تحت عنوان «أوهام الدولة القومية تفتح الطريق إلى جهنم» وأريد التعقيب عليها فالعنوان كان كالمقالة بعيدا عن الحقيقة. ففي حصول جميع الشعوب على دولها القومية سوف تكون بداية للعلاقات السليمة فيما بينها لأنه لا يمكن بناء علاقات سليمة فيما بين الشعوب وهناك من يعتبر نفسه سيدا والبقية عبيدا له فالعلاقات السليمة يتم بناؤها بين الأحرار فقط.
فعلى سبيل المثال العلاقات بين الدول القومية التي انفصلت عن الاتحاد السوفيتي تتجه نحو الاستقرار فيما بينها ومع الآخرين بعيدا عن الجهنم الذي يعيشه شعب الشيشان لأن شعب الشيشان تم حرمانه من تشكيل دولته القومية.
يبدأ الدكتور بشير مقالته بمدح أحد المواقع الكردية القومية على الإنترنت بدون ذكر اسم ذلك الموقع الذي وصف «دياربكر بالمركز الرئيسي للاقتصاد والثقافة والسياسة الكردية في تركيا. ويستعيد اسمها البيزنطي القديم، آمد، باعتباره اسماً كردياً». بعد هذا المديح الذي لم يكن إلا من أجل تضليل القارئ بأن اسم آمد هو بيزنطي بشهادة موقع كردي، والحقيقة إن البيزنطيين لو كانوا يريدون أن يسموا المدينة لماذا يختارون اسما كرديا ولا يسمونها باسم بيزنطي؟
في مكان آخر يقول الدكتور بشير: «تحتل دياربكر موقعاً بارزاً في الجغرافيا المقدسة لغلاة القوميين الأكراد، التي تمتد فيها كردستان المتخيلة من غرب إيران إلى المتوسط، ومن الحدود الجورجية – التركية إلى حافة بغداد»…
أرى أن كردستان حقيقة تاريخية وثقافية وحضارية لا يتمكن أي حيادي من إنكارها واختصارها بكلمة «كردستان المتخيلة» والحقيقة الأهم أن مساحة كردستان كانت أكبر بكثير مما يذكره الكاتب.
ويقول الدكتور بشير: «وليس دياربكر المدينة الوحيدة في الجغرافيا الكردية المقدسة التي لم تكتسب كرديتها إلا مؤخراً، ومؤخراً جداً. نمت كركوك كمدينة تركمانية حول الحصن». إن الدكتور بشير، وهو بروفيسور في علم التاريخ، يعتبر مدينة آمد (دياربكر) ومدينة كركوك ليستا كرديتين بل اكتسبتا كرديتهما مؤخرا ومؤخرا جدا! فإذا كان المختص بالتاريخ يقول هذا فلا عتب على الآخرين!
لذا كان واجبا علي أن أوضح بعض ما اعتبره مغالطات وأقول للأستاذ بشير إن تاريخ كركوك كمدينة كردية يعود لآلاف السنين، وإن تواجد التركمان فيها لم يكن سوى تواجد بعض العائلات التركمانية التي وزعها العثمانيون في مختلف مدن دولتهم من أجل تسيير بريدهم الذي كان يتم بواسطة الخيول. وحينما كان البريد يصل إلى أي مدينة يكون الحصان حامل البريد منهكا فالعائلة التركمانية في تلك المدينة تقوم باستبدال الحصان المنهك بحصان آخر ومتابعة إرسال البريد إلى مدينة أخرى… ومع الزمن ازداد عدد التركمان من عائلة واحدة إلى عوائل بالتوالد وانضمام كثير من غير التركمان إليهم ليحصلوا على وظيفة ولقمة عيش عثمانية.
حينما احتل العثمانيون كردستان كان يوجد فيها 46 إمارة كردية… في البداية اعترف الأتراك بحكم الأمراء الكرد لكردستان تحت مظلة الامبراطورية العثمانية، وفيما بعد شرع الأتراك يحيكون المؤامرات للإطاحة بحكم الأمراء الكرد الذين كانوا يحكمون كردستان ومن ضمنهم كركوك وأمد (دياربكر) فمثلا كانت ولاية البصرة للشيعة وولاية بغداد للسنة وولاية شهرزور للكرد وبقيت ولاية شهرزور وعاصمتها مدينة كركوك لحوالي 300 عام خلال حكم العثمانيين وفي المئة عام الاخيرة من حكم العثمانيين انتقل مركز الولاية من كركوك إلى مدينة الموصل وأصبح اسمها ولاية الموصل. وحينما تأسست الدولة العراقية بموجب مؤتمر القاهرة الذي عقدته بريطانيا في آذار 1921 لبحث شؤون بلدان الشرق الأوسط التي كانت تحت الحكم العثماني رفض الكرد في ولاية الموصل الانضمام للعراق حتى صدر مرسوم من عصبة الأمم بضمها إلى دولة العراق في العام 1927 مع مراعاة وجود القومية الكردية.
إن كردستان بما فيهم كركوك وآمد (دياربكر) قد تم إلحاقها قسرا بدول العراق وسوريا وتركيا وإيران، وإلى اليوم لم يتم أخذ رأي الشعب الكردي في هذا الإلحاق والاحتلال الغاشم والعنصري. وحينما أجرت حكومة إقليم كردستان استفتاء للشعب الكردي بما يشمل مدينة كركوك في 25 سبتمبر/ ايلول 2017 وكانت نسبة التصويت على استقلال كردستان أكثر من 93% استنفرت جيوش تركيا وإيران والعراق استنفارا كاملا. بعضها حاصر كردستان وبعضها هاجم كردستان بجيوش مزودة بأحدث الأسلحة الأمريكية. نعم هاجموا كردستان المحررة منذ 1991.
في فقرة أخرى يقول الدكتور بشير إن «أكراد عفرين، على سبيل المثال، استقروا في هذه البقعة من شمال غربي سوريا في القرن السابع عشر بعد إخفاق تمرد إقطاعي كردي على سلطة إسطنبول، تماماً كما أشقاؤهم من أكراد عكار اللبنانية»… وفي مكان آخر يكرر ما قاله في عفرين بأن «أصالة وأحقية الوجود الكردي في كركوك وعامودا والقامشلي ودياربكر، كما في دمشق وإسطنبول وبغداد»! أرى هنا خلطا بشكل متعمد متجاهلا وجود كردستان وجبل الكرد حيث مدينة عفرين… فجبل الكرد الممتد من عفرين إلى مدينة كلس في تركيا اليوم موجود قبل الدولة السورية والتركية بأكثر من مئة سنة ضوئية ولم تدخل عفرين وجبل الكرد سوريا، بل أن سوريا هي التي دخلت واحتلت عفرين وجبل الكرد بموجب الاتفاقيات الاستعمارية في بداية القرن الماضي من اتفاقية سايكس بيكو 1916 ومعاهدة لوزان 1923 وغيرهما من أجل عدم السماح لأن يتوحد الشعب الكردي ويقيم دولته خوفا من ظهور صلاح الدين الأيوبي من جديد.
أما مقارنة وجود الكرد في عفرين وكركوك وعامودا والقامشلي ودياربكر، كوجود الكرد في دمشق وإسطنبول وبغداد أو كوجود الكرد في مدينة عكار اللبنانية فهذا استهزاء بذكاء القارئ، وبالتالي استخفاف بمختلف العلوم، لأن الدكتور بشير هنا يريد إقناع القارئ في تشبيهه هذا كأن يقول إن وجود الفرنسيين في باريس كوجود الفرنسيين في نيويورك مثلا! إن باريس جزء لا يتجزأ من فرنسا وكذلك عفرين وكركوك وعامودا والقامشلي ودياربكر هي أجزاء لا تتجزأ من كردستان، أما وجود الكرد في عكار أم وجود الفرنسيين في نيويورك فهو قضية هجرة ومهاجرين وليس لها علاقة بالأوطان.
وينهي الأستاذ بشير مقالته بالمقولة التالية: «النضال الحقيقي اليوم هو النضال ضد غلو الدولة القومية»، أي بعد أن شكل العرب بدون غلو! أكثر من 22 دولة قومية مزورة على بلاد الشعوب الاصلية من الكرد والآراميين والأقباط والنوبيين والأمازيغ وغيرهم. إن تركيا وإيران لا غلو في دولتيهما القومية أيضا والتي تم تشكيلهما على حساب استقلال كردستان وعربستان وبلوشستان وآذربيجان وشعوب اللاز واليونان والأرمن. كما أن تشكيل الباكستان في نظره لا غلو في دولتها القومية التي تشكلت على حساب استقلال شعوب البلوش والسند والسيخ والبشتون…
وبالتالي، في نظره، لا غلو في الدول القومية من مقدونيا وسلوفينيا وصربيا وكرواتيا والبوسنة والهرسك وكوسوفو ومونتينيغرو وسلوفاكيا وتيمور الشرقية وجنوب السودان وغيرها الكثير التي تشكلت خلال السنوات القليلة الماضية ولم تكن أوهاما ولم تؤد إلى جهنم. وهناك عشرات الشعوب في طريق إعلان دولها القومية مثل شعوب اسكتلندا وكاتالونيا والباسك والبلوش والتاميل والسيخ وغيرهم ولكن الدكتور بشير لا يريد أن يسمع عن الدول القومية التي ليست أوهاما كما يدعي، بل هي أمر واقع.
إن الدكتور بشير يصر على أن الدولة القومية ضرب من الخيال والأوهام والغلو لأنه في هذه المقالة يقصد بالتحديد الدولة القومية للشعب الكردي بأسلوب ومضمون عنصري مع أن الشعب الكردي كان له الفضل في تحرير القدس وفلسطين من الاحتلال الأوروبي الصليبي قبل ألف عام.

ردا على مقال د. بشير موسى نافع: «أوهام الدولة القومية تفتح الطريق إلى جهنم»

جواد ملا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق