Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الخميس، 31 مايو 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


فرنسا وحفتر: تفكيك ليبيا أسهل من تركيبها؟

Posted: 31 May 2018 02:33 PM PDT

لم يمض وقت على الصورة التذكارية لاجتماع الثلاثاء الماضي في باريس لأطراف الأزمة الليبية الذي رعاه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شخصيا، وكذلك الأمم المتحدة ومسؤولون كبار من عشرين دولة قبل أن يرتفع من جديد دخان المعارك اللفظية والفعلية على الأرض الليبية.
ولعلّ الجدل الطريف الذي أثارته تلك الصورة حول «حجب» الجنرال خليفة حفتر للرئيس التونسي الباجي قائد السبسي لا يخفي التجهّم التراجيدي الذي استطار بين الليبيين الموجودين فيها، وما كان ينقص، لأولئك الأطراف (الذين يفترض أنهم موجودون للتوافق على خطة خروج من الأزمة)، لتنكشف المرارات الفاقعة بينهم، سوى أن يسحبوا سيوفهم أو مسدساتهم ويقضي الواحد منهم على الآخر!
صحيح أن الفرقاء الليبيين لم يوقعوا على وثيقة ملزمة في باريس، واكتفوا بإعلان مبادئ من ثماني نقاط، لكن وتيرة التصعيد، عسكريا وسياسيا، ارتفعت حالما عادوا إلى ليبيا بعد الاجتماع، إلى مستوى حادّ وغير مسبوق، فرئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري قال إن اللواء المتقاعد (!) خليفة حفتر «مطلوب للنائب العام العسكري في ليبيا بتهمة الانقلاب» وأنه مطلوب أيضا للعدالة في فرنسا، وفي هذا نقض لشرعيّة التفاوض أصلا مع حفتر، كما أنه نقد لفرنسا التي قامت بفرض الاجتماع به.
بل إن المشري قال بصراحة إن حفتر لا يقود حربا على الإرهاب بل يقوم بتصفية خصومه السياسيين، وإنه لم يتحالف مع قوات حكومة الوفاق للقضاء على الإرهاب في بنغازي، بل قام بوضع خصومه السياسيين في سلة واحدة لتصفية الخصومة السياسية معهم.
أما حفتر فرد بسرعة وبطريقتين، الأولى عبر قيام قواته بغارات جوية قصفت مناطق سكنية في مدينة درنة الليبية، والثانية عبر تصريحات لمصدر في جيشه اعتبر أن «الجلوس لا يعني الاتفاق ولم يتم التوقيع على أي اتفاق في اجتماع باريس»، وهو ما يترجم عمليّاً بأن «جلوس» حفتر في باريس مع خصومه الليبيين، ثم وقوفه للتصوير التذكاري، كان نزهة سياحية على حساب الإليزيه، وأن على الرئيس الفرنسي ماكرون، الذي ورّط مسؤوليه بتنظيم الاجتماع، ومندوب الأمم المتحدة في ليبيا، غسان سلامة، نقع خططهم، وما كّتب أو قيل في المؤتمر في مياه البحر المتوسط.
الواضح جدا أن كل اجتماع لحفتر مع أي طرف ليبي آخر محكوم بالفشل، لأن حفتر صار عقدة الأزمة الليبية والسبب الأكبر لاستمرارها، فأي خطط سياسية أو اجتماعات أو خطط للمصالحة لا تؤدي بالجنرال العنيد إلى رئاسة الجمهورية فلا معنى لها في حساباته.
من المثير للتأمل أن السيرة العسكرية والسياسية لحفتر قامت على كونه أحد ضباط معمر القذافي الكبار، وعلى هزيمته الشنيعة في التشاد، وتبع ذلك أسره، ثم تسفيره بطائرة خاصة للولايات المتحدة الأمريكية، واشتغاله مع المخابرات المركزية هناك، وعودته من ثم بعد الثورة الليبية حيث تمت رعايته من قبل الإمارات ومصر السيسي، وهي سيرة شائنة ومخيفة لا يمكن أن ينتج عنها أي خير لليبيا أو الليبيين، وأن المعادلة صارت إما إنهاء ظاهرة الجنرال أو تطويب ليبيا باسم حفتر وأبنائه، وهو أمر قد يكون أسوأ من استعادة سيناريو القذافي لأنه يضيف إلى الطغيان والغطرسة وتوريث البلاد لأولاده، التبعية لأبو ظبي والقاهرة، والسي آي إيه.

فرنسا وحفتر: تفكيك ليبيا أسهل من تركيبها؟

رأي القدس

شمس

Posted: 31 May 2018 02:33 PM PDT

المواضيع ذاتها تتكرر مع كل قدوم للشهر الفضيل، أحدها ذكرته في المقال السابق والذي يدور حول العلاقة بين المجاهرة بالإفطار ومشاعر المسلمين، وآخر، وهو موضوع مقال اليوم، يدور حول صحية الصوم علمياً وهي النقطة التي يجتهد الكثير من علماء وعامة المسلمين على إبرازها وتأكيدها والتدليل عليها بآراء يفترض أنها علمية بعضها له شيء من الصحة ومعظمها لم يُسمع بها من قبل. ليس هناك من سبب منطقي للدفع بالفائدة العلمية للصوم، أو لغيره من العبادات والتي عموماً لا تحتاج لإثبات علمي لفوائدها، فالمفترض أن لها بعداً روحانياً نفسياً هو الذي يمكن أن يدور الحوار حوله، حيث أن العبادات يفترض أن تكون مبنية على ممارسات تأملية تغذي الروح وتلهم النفس، لا تقوي النظر وتحسّن عمل الجهاز العصبي.
إن هذه المحاولات المستمرة لربط الدين بالعلم، أو لمحاولة إثبات صحة التعاليم الدينية علمياً، أو للإجتهاد في إنتقاء آيات والدفع بتفسيرها في إتجاه التنبؤ العلمي، كلها محاولات إستشكالية تضع النص الديني في مواجهة غير ضرورية مع العلم، فالعلم متغيّر والدين ثابت، العلم يقوم على الشك والدين يقوم على القطعيات، العلم يدفع لهدم نظرياته وإعادة تركيبها لتوافق المعرفة والمعطيات المتجددة والدين يدفع لتثبيت أفكاره ومفاهيمه ويجتهد في المحافظة على شكلها الأًصلي. إذن لا الطريق واحد ولا الهدف واحد، فطريق العلم هو الشك في حين طريق الدين هو اليقين، وهدف العلم هو التغيير والتطوير في حين هدف الدين هو الثبات والتعزيز، العلم مشغول بأداة السؤال «كيف» في حين يتعامل الدين مع أداة السؤال «لماذا»، العلم يرحب بالنقد والدحض في حين الدين يقوى ويستمر بالإيمان الذي يتجنب التشكّك والتساؤل والإنتقاد.
إن نتاج المحاولة المستمرة لربط التوجهين، مع الأخذ بعين الإعتبار الطبيعة الشرسة للعلم في النقد ودحض المثبت والسعي المستمر للتغيير، ستضع الدين وتعالميه في طريق هذا القطار المتوحش السريع. ليس هناك من سبب للسعي لإثبات الفائدة العلمية الصوم، فالصوم في النهاية عبادة روحانية يفترض أنها تقوم على معاناة تورد المثوبة في النهاية أياً كان تفسير معنى هذه المعاناة أو الغاية منها. إن الإمتناع عن شرب الماء لما يقرب من الإثنتي عشرة ساعة وخصوصاً في الأجواء الصيفية الحارة لا يمكن أن يكون مفيداً علمياً على سبيل المثال، إلا أن هذا التعليم الديني لم يتم فرضه على أساس صحته العلمية أو فوائده البدنية، إنما بني على أساس معناه الفلسفي وبعده المعنوي. هذا، ومحاولة الربط المستمرة بين العبادة وفوائدها العلمية تضع معظم العبادات في مأزق لا داعي له، فلا يمكن أن يكون الحج على سبيل المثال مفيداً علمياً بما ينتج عنه من حشر لملايين البشر في أماكن محدودة وبشكل متلاصق مما يشجع إنتقال الأمراض ويرفع نسبة الإصابات البدنية والمناوشات الكلامية والجسدية، إلا أن الغرض من الحج ليس هو صحة الإنسان البدينة، الحج معني بمعانٍ أخرى مختلفة لربما أهمها الإرتحال عناءً من أجل الإله ومحاولة إزاحة الفوارق الطبقية ولو على مدى أيام بين الحجاج، وهو ما أصبح في الواقع منتفياً بالنسبة للكثيرين هذه الأيام بما نسمع من مخملية حملات الحج ذات الخمس والسبع نجوم.
إن هذه المحاولات ذاتها لصبغ النص القرآني بصبغة علمية تنبؤية قد خلقت مأزقاً لا يجب أن يكون حين التعامل مع نص روحاني أخلاقي. فمن محاولات لإثبات المعجزات الشفائية للقرآن الى الدفع بعلمية توصيفه مثلاً في موضوع التطور الجنيني أو حالة القمر الى الإستماتة في التفسير لفرض معاني تنبؤية على آياته، كل هذه من شأنها أن تجعل هذا النص عرضة للدحض والنقد العلميين، وعندما يكون العلم طرفاً في الموضوع، فلا يمكن عندها الإحتماء بقدسية أو تقاليدية، سيهبط العلم بسكينه الحاد يشرح ويحلّل بلا رحمة أو هوادة أو إعتراف بعيب أو حرام أو تمييز لأي خط أحمر.
الصيام فريضة، من إعتقد فيها لا يحتاج لإثبات علمي عليها، بل لربما المعاناة والضرر البدنيان يكونان مدعاة مثوبة لا مدعاة شك خصوصاً للمــــؤمن، فالإيمـــان، من لفظه وتوصيفه، هو إعتقاد بما لا دليل عليه ولا إثــــبات علمي له. أنت لا تؤمن أن الشمس نجم مشتعل في الفضاء على سبيل المثال، الموضوع لا يحتاج لإيمانك لأنه مثبت علمياً تراه بعينيك وتختبره على مسام جلدك، الا أنك تحتاج لأن تؤمن بوجود الجنة والنار اللتين لا دليل عليهما ولا إثبات علمياً لوجودهما. الأخيران يحتاجان لما يسمّى faith أو الإيمان، وهو الإعتقاد الروحاني بما لا يمكن تمييزه بالحواس الإنسانية الخمس. وماذا لو أتى العلم بدلائل قاطعة على ضرر الصوم مثلاً، هل يعني هذا التوقف عن ممارسة هذه الفريضة؟ هل يبيح ذلك إلغاءها من المنظومة الدينية؟
لقد قطعت الحوارات الإنسانية والعلمية طريقاً طويلاً، ونحن في مكاننا نراوح، ذات النقاشات البائرة كل سنة، لا معنى حقيقياً لها، لا ناتج عنها، لا تفتح سوى باب نقد قاس لا يحتمله المسلمون أًصلاً ولا يستطيعون مجاراة جرأته ولا يجب عليهم ذلك، فالمسلمون ليسوا كلهم علماء ولا خبراء ولا يفترض بهم الدفاع عن عقيدتهم علمياً، المسلمون، مثلهم مثل بقية أصحاب الأديان في هذه الدنيا، معنيون بتعاليمهم روحانياً ونفسياً وأخلاقياً، ولا يجب بهم أن يحمّلوا أنفسهم أو النص الديني أكثر من ذلك.

شمس

د. ابتهال الخطيب

هاري وميغان: الحب في خدمة بروباغاندا النظام الملكي… الحلقة الأخيرة من «التاج» قبل انطلاق «صراع العروش»

Posted: 31 May 2018 02:32 PM PDT

1.9 مليار من المشاهدين أفلتوا من إيقاع الزمن السائر دوما على حائط اليوميات الخانقة ليلتحقوا باللحظات الحالمة الآسرة، التي احتفت بها غالبية شاشات التلفزيون العالمية مباشرة على الهواء بتغطيتها حفل الزفاف الملكي البريطاني، الذي جمع الأمير هاري، حفيد ملكة بريطانيا، وخطيبته الممثلة الأمريكيّة ميغان برباط الزواج المقدّس.
وكما لو كان عرضا هائلا لبرنامج من «تلفزيون الواقع» قدمت المؤسسة الملكية البريطانية أبدع مسرحيّة رومانسيّة أعدّت بعناية حتى أدق التفاصيل على أرض قلعة وندسور التي أمّتها أعداد غفيرة من المدعوين الرسميين والطواقم الديبلوماسيّة والأمنية والإعلاميّة وعشرات المشاهير زادت بكل حال عن مجموع القوات التي حاصرت القلعة الملكية الحصينة قبل 800 عام أثناء ثورة البارونات.
أكوام المشاهدين جمعهم الفضول البشري والسعي لكسر رتابة أخبار الحروب والانتخابات وأحياناً السّذاجة وأوهام الرومانسيّة الفارغة التي ما فترت، رغم كل تقدم أدوات المعرفة تتحكم بعقول كثير من النساء المعاصرات فيحلمن بالأمير الفارس الآتي ببزة عسكريّة مزركشة ليخطفها على حصانه الأبيض ويتخذها أميرة في القلعة الملكيّة – ربما بانتظار موت الملكة الأم – كي تصير هي الملكة وسيّدة البلاد الأولى.
لكن الأمر كان بالنسبة للمؤسسة الملكيّة الحاكمة في بريطانيا انتصاراً اعلاميّاً هاماً ضمن استراتيجيّة نضال مستمر للبقاء على رأس الهرم الاجتماعي بتكلفة شبه معدومة – وإن تكلّف الحفل ما يقدر بخمسين مليون جنيه استرليني من جيب دافعي الضرائب البريطانيين -.

استراتيجيّة إعلاميّة مدروسة

العائلة الملكيّة البريطانيّة تدرك حتى النخاع أن وجودها المُكلف (نصف مليار جنيه استرليني سنوياً تدفعها خزينة الدّولة) صار مصدراً للإحراج أمام غالبية المواطنين البريطانيين، الذين عضّهم الفقر بنابه أو كاد، لا سيّما بعد سياسات التقشف المقيتة وميزانيّات تقليص الإنفاق على الخدمات العامة والتقدمات الاجتماعيّة، التي انتهجتها الحكومات المتعاقبة منذ أزمة 2008 الماليّة الأخيرة.
وحتى بمقاييس الدّول الأوروبيّة المجاورة فإن التكاليف المباشرة للاحتفاظ برأس شكلي للحكم البريطاني، متمثلاً في العائلة الملكيّة تزيد عن تلك التي تتكلفها رئاسة الجمهوريّة الإيرلنديّة الفاعلة سياسيّاً مثلاً بـ12 مرّة، ناهيك عن التكاليف غير المباشرة التي تتحملها ميزانيات الأمن والاستخبارات لتوفير الحماية لأفراد السّلالة حيثما ذهبوا.
ولذا فإن استراتيجيّة صراع البقاء التي تقودها الملكة العجوز – ومنذ ستينيّات القرن الماضي و ثورات الطلاب – تقوم على التظاهر بالاقتراب من الشعب، وهي استراتيجيّة تعلمتها الملكة طويلة العمر من جدّها الملك إدوارد السابع، الذي عاصر وقت زوال ملكيّات برّ أوروبا الباذخة وأراد حفظ مُلك أسرته من ذلك المصير فاختط سياسة دعائيّة قوامها التغطيّة على حقيقة اعتلاء العائلة قمّة الهرم الاجتماعي البريطاني من خلال مخاطبة مشاعر العامة مباشرة ودفع الكتل الشعبيّة للوقوع في غرام أفرادها.

حلقة ديانا وتشارلز خدمت الاستراتيجيّة قبل أن تتحول وبالاً عليها

كانت سياسة أليزابيث الثانية تعمل كما يرام في هذا الاتجاه، إذ وجد الكثيرون بأن الملكة التي لا تحكم ولا تُسأل عن شيء وفق العرف السائد للبلاد – المفتقدة إلى دستور ناظم حتى اليوم – تُكسب البلاد نوعاً من صورة جاذبة للسياح ورمزاً للقيم القوميّة والليبراليّة، التي تقول الرواية الرسميّة إن بريطانيا خاضت من أجلها الحرب العالميّة الثانية وقدّمت على مذبحها ملايين الضحايا والكثير من التضحيات.
وهي كانت تأمل بتحقق انتقال سلس للتاج إلى يد ابنها تشارلز فحوّلت قصّة زواجه من الأميرة الساحرة ديانا سبنسر إلى همروجة استعراض إعلامي عالمي أعادت لمؤسسة الملكيّة البريطانيّة شعبيتها من جديد وأطفأت الأضواء عن الجمهوريين البريطانيين القلائل الذين تواروا وراء ستار الرومانسيّة العصريّة المستعادة.
لكن انكشاف حقيقة أسطورة الرومانسيّة تلك بخروج ديانا عن النص ومقتلها الغامض في حادث سيارة في باريس، وظهور السيّدة كاميلا عشيقة الأمير تشارلز قبل وأثناء وبعد مرحلة الأميرة الراحلة أضاع كل جهود الملكة الأم المتراكمة لعقود، وبدأت الأصوات تتعالى من جديد عن معنى الاحتفاظ بالعائلة الرمزيّة المعنى عالية التكلفة في وقت تتناثر فيه فضائح أفرادها عبر كل أثير.

أولاد ديانا أمل الملكيّة الأخير

استوعبت الملكة الأم برصيدها الشخصي في قلوب البريطانيين نكسة تشارلز – ديانا، وكانت تعلم بأن تصعيد ولدها – وهو الأمر الإجباري وفق العرف البريطاني – وزوجته الجديدة إلى العرش سيكون بمثابة ضربة قاصمة لحظوظ استمراريّة الحكم البريطاني في البلاد. فتشارلز و كاميليا كلاهما لا يمتلكان أي شعبيّة حقيقية، ويراهما الكثيرون بمثابة كهنة فاسدين تآمروا على ملكة القلوب ديانا وتسببوا في قهرها وربما مقتلها بشكل أو بآخر، ولذلك فإن أعين النظام الملكي اتجهت إلى الجيل الجديد: الأميرين وليم وهاري. فهما كأولاد ديانا لا شك سيكونان أقرب إلى الشعب من والدهما، وهما ما زالا في ريعان الشباب – مقارنة بتشارلز العجوز – وبالتالي فإن تولي أحدهما العرش سيكون بمثابة ضمانة ديمومة واستقرار.
لذلك عوملت مسألة تزويج الأميرين بكثير عناية وكأنها مسألة أمن الإمبراطوريّة فلم تُترك أي مساحة للارتجال ونفذت مسرحيات الحب والزفاف والإنجاب الملكي لوليم وكيت بدقّة إنجليزيّة متناهية. وهو ما حدث مرّة أخرى في زواج هاري وميغان.

قصّة حب: أم عمل مؤسسي ممنهج؟

حتى لو صدّقنا الرواية الرسميّة المكتوبة بدّقة عن قصة الغرام المزعوم بين هاري وميغان، وقبلنا أن كيوبيد – وليس منسوبي القصر – هو وراء اللقاء الأوّل المرتّب الذي أشعل القلبين، فإن ميغان تمثل اختراقاً عبقرياً في خدمة استراتيجيّة العائلة للبقاء. فالأمير هاري ترتيبه في أولوية تولي العرش متأخر (السادس) وبالتالي فإن حظوظه قليلة بحمل لقب ملك المملكة المتحدة الأمر الذي يجعل المغامرة باستقطاب نموذج جديد من الأميرات يحقق الأهداف الاستراتيجيّة بعيدة المدى أمراً ممكناً.
ميغان إلى جوار أنها تتمتع بصحة جيّدة للإنجاب، فهي وجه مقبول شعبياً، وتحسن بحكم خبرتها المهنيّة الهوليوودية التصرّف في المجال العام. كما أن انحدارها من دماء مختلطة (سوداء الأم) يمنح العائلة الإرستقراطيّة الحاكمة الصرف وجهاً عصرياً مختلفاً، وكذلك جنسيتها الأمريكيّة التي تجعل العلاقات بين بريطانيا والولايات المتحدة ذات نفس عائلي حميم.

إستعراض لا يلغي الواقع: إنها الحلقة الأخيرة من مسلسل «التاج»

وهكذا دبّر أمر الزواج بليل، وبذلت المؤسسة الملكيّة جهداً هائلاً لإظهار حفل الزّفاف كما يليق برومانسيات فانتازيّة تفوقت فيها ربما على هوليوود ذاتها، وأخفت كل تعاسات ودوافع ومشاعر العائلتين وراء الابتسامات المرسومة وباقات الأزهار الباذخة.
لكن الواقع الموضوعي يقول إن هذا الاستعراض الملكي بالتحديد هو أشبه بحلقة أخيرة من مسلسل (التاج) الذي أنتجته نيتفليكس أخيراً ليحكي قصة الملكة الأم وفق الرواية الرسميّة للقصر والمتسمة باللّطف وتصاعد شذى السعادة والحبور في كل وقت.
فالخبراء في الشأن البريطاني يعتقدون أن هذا العرض هو بمثابة آخر إنجاز شخصي للملكة كصانعة أفلام، وأن غيابها المحتّم بحكم تقدّم السّن سيفتح على العائلة الحاكمة بوابات تحديات وصراعات وضغوطات محليّة ستجعل من الموسم القادم من مسلسل أسرة وندسور أشبه بمسلسل (صراع العروش) أكثر منه بمسلسل (التاج).
وليس هنالك شك بأن ميغان المقبلة من قلب مؤسسة صناعة الأساطير الأمريكيّة الهوليوودية ستحسن لعب دورها بإتقان في ذلك الصراع، الذي يحتمل كل المفاجاءات الدراميّة بما فيها إمكان تصعيد ملك ربع دمائه إفريقيّة على عرش الدّولة التي اخترعت العنصريّة للعالم.

إعلامية من لبنان تقيم في لندن

7gaz

هاري وميغان: الحب في خدمة بروباغاندا النظام الملكي… الحلقة الأخيرة من «التاج» قبل انطلاق «صراع العروش»

ندى حطيط

ميليشيات النظام السوري: سيرورة المحاق بعد الصعود

Posted: 31 May 2018 02:32 PM PDT

إذا صحت الأنباء عن مصادرة أموال أيمن جابر، الرأس الثاني القيادي في ميليشيات «صقور الصحراء» و«مغاوير البحر»، التي ظلت تتبع للنظام السوري (المخابرات العسكرية، الفيلق الخامس، وزارة النفط) حتى تفريقها؛ فإنّ محاق أمير الحرب هذا سوف لن يتجاوز إضافة اسم جديد على لائحة طويلة، طويلة، تشمل المئات ممن سادوا على امتداد 48 سنة من حكم آل الأسد، ثمّ بادوا بحكم سُنن كثيرة؛ بينها انتهاء الصلاحية، أو استنفاد الخدمة، أو الإفراط في الطموح، أو الوقوع في تقاطع نيران بين الرؤوس الأكبر، أو الانقلاب إلى عائق في كثير أو قليل. تلك كانت حال أمثال ناجي جميل، علي حيدر، علي الصالح، شفيق فياض، محمد الخولي، علي دوبا، حكمت الشهابي، عبد الرحكم خليفاوي، عبد الرؤوف الكسم، محمد الزعبي، عبد الحليم خدام، خلال عقود الأسد الأب؛ وحال آصف شوكت، غازي كنعان، بهجت سليمان، محمد منصورة، حافظ مخلوف، جامع جامع، رستم غزالة، خلال سنوات الأسد الوريث.
الفارق عن هؤلاء، ولكن الشبه الكبير مع عشرات سواهم، أنّ آل جابر لم يترعرعوا في حاضنة السلطة الفعلية، ولم يكونوا ضباط أمن وجيش وقيادات حزبية أو حكومية، بل صعدوا من الحضيض، وارتقوا السلّم اعتماداً على طرائق إثراء متعددة، غير مشروعة، مكّنتهم منها تماسيح النهب في قلب عائلة السلطة، التي حاصصتهم في الملايين والمليارات ضمن ما يشبه صيغة «المرابع» مع صاحب المزرعة؛ ثمّ توجّب أن يخدموا النظام عسكرياً هذه المرّة، عن طريق تشكيل ميليشيات قتالية تخضع لإشراف الأجهزة، وتعوّض بعض الاستنزاف الذي أخذت الوحدات النظامية تعاني منه في جبهات مختلفة. وهكذا، في عام 2013، أطلق محمد وأيمن جابر ميليشيات «صقور الصحراء» لكي تؤدي مهمات محددة؛ مثل حماية آبار النفط في محيط دير الزور، ومرافقة قوافل نقل الخام العراقي والإيراني إلى مصفاة حمص، ثمّ المشاركة في عمليات قتالية خاصة هنا وهناك.
ولقد حققت هذه الميليشيات بعض النجاحات خلال مواكبتها لعمليات جيش النظام في بعض مناطق الساحل السوري، بلدات كسب وسلمى وربيعة بصفة خاصة؛ لكنها، في المقابل، فشلت فشلاً ذريعاً في حماية آبار النفط، التي سرعان ما استولت عليها «داعش»؛ وفي حزيران (يونيو) 2016 تعرضت ـ وشقيقتها الميليشيا الثانية، «مغاوير البحر» ـ إلى هزيمة نكراء في هجوم إثريا ـ الرقة، ومُنيت بخسائر فادحة أثارت سخط الموالين بسبب ما تردد عن مسؤولية الوحدات النظامية في هذه النتيجة. قبل ذلك، في شباط (فبراير) 2015، قُتل العميد الركن محسن سعيد حسين وهو يقود ميليشيات آل جابر في هجوم على حقل الشاعر النفطي، لكي يتضح أن هذا الضابط كان نائباً لرئيس فرع البادية في المخابرات العسكرية، وأحد ضباط الحرس الجمهوري قبلئذ؛ الأمر الذي كشف النقاب عن مدى الارتباط المباشر بين ميليشيات آل جابر والأجهزة الأمنية.
لم يكن الأمر خافياً بالطبع، ولم يكن مستغرباً أو غير مألوف، إذْ كان الشقيقان جابر يردّان إلى خزينة النظام بعض ثمار ما كسباه من مليارات طيلة سنوات من «المرابعة» مع عائلة النظام، وفواز الأسد ابن عمّ بشار بصفة خاصة، في اللاذقية؛ وكذلك بعد عام 2005 حين آل إليه خطّ النفط العراقي. لائحة «رجال الأعمال» الذين توجب أن يسددوا ما للنظام بذمتهم، خاصة بعد عام 2012، عن طريق تمويل قطعان «الشبيحة»؛ كانت تشمل أمثال محمد حمشو وجورج حسواني ومجد سليمان، وعلى رأسهم صيرفي النظام رامي مخلوف؛ فشهدت سوريا تشكيل ميليشيات وكيانات مثل «قوات درع القلمون»، «قوات الدفاع الوطني»، «كتائب الجبلاوي»، «فهود حمص»، «درع الوطن»، «فوج مغاوير البادية»، «أسود القائد الخالد»، «أسود الفرات»، «لواء خيبر»، «لواء أسد الحق»، فضلاً عن اثنتين من الميليشيات المسيحية: «قوات الغضب» و«سوتورو».
بعد التدخل الروسي في سوريا، خريف 2015، حظيت ميليشيات آل جابر باهتمام الاستخبارات الروسية، وبدأ قادة عسكريون روس يتعمدون الظهور مع رجال الميليشيا والتجوّل برفقتهم في قرى الساحل والمشاركة في احتفالاتهم ومآدبهم ومآتمهم. وأشارت تقارير متطابقة إلى أنّ الميليشيا حصلت على صواريخ مضادة للدروع من طراز «كونكرس»، ودبابات متقدمة ـ 72 وت ـ 90، خاصة بعد زجها في معركة حلب. الوجه الثاني لهذه العلاقة الخاصة تمثل في سلسلة المصالح المشتركة بين آل جابر والمافيا الروسية، التي كانت أصلاً تعود إلى سنوات خلت وتوطدت أكثر مع استقرار الروس في حميميم وطرطوس. تلك كانت إشارة الإنذار الأولى حول ذهاب الميليشيات أبعد مما يحقّ لها، خاصة وأنها ارتبطت بشخصَي محمد وأيمن جابر اللذين لا يتمتعان في قرى الساحل السوري بسمعة أخرى غير النهب والتسلط، في وقت شهد سعي الأسد المحموم إلى إعادة استرضاء الطائفة العلوية والتغطية على الأثمان الباهظة التي تسددها من دماء أبنائها دفاعاً عن النظام.
ولعلّ القشة التي قصمت ظهر البعير كانت أنباء الصدام بين موكب الأسد وموكب إبراهيم جابر، الشقيق الثالث، على طريق القرداحة دون سواه، وذيوع الحكاية في طول قرى الساحل وعرضها، وما ألحقته من أذى بسلطة الأسد نفسه من جهة؛ وكذلك ما أشارت إليه من تعاظم نفوذ آل جابر، من جهة ثانية. الأرجح أنّ الواقعة لم تكن متعمدة، فليس لعين آل جابر أن تعلو على حاجب آل الأسد في كلّ حال، ولا مصلحة لهم أساساً في الذهاب إلى حماقة مثل هذه. لكنّ مجرد الاحتكاك بين الموكبين كان كافياً في ذاته لإحداث الصدمة، فضلاً عن التنبيه إلى الخطوط الحمر المتعارف عليها حتى دون اتفاق، وهذا «بروتوكول» يشمل عوائل النظام ـ آل الأسد وآل مخلوف وآل شاليش وآل نجيب… ـ فيما بينهم؛ فكيف بأسرة مغمورة صعدت من الحضيض، بترخيص من ماهر الأسد وفواز الأسد ورامي مخلوف! وهكذا توجب «تأديب» مرتكب الخطيئة، واقتياده إلى سجن القصر الجمهوري، وحلّ مرافقته، وإرسال الرسائل اللازمة حول هوية صاحب اليد العليا في تلك الأعالي…
أمّا في العمق، من جانب آخر مهّد الأرض لمحاق آل جابر، فقد كان التناقض المتزايد بين الرعاية الروسية لهذه الميليشيات، والتنافس مع «لواء سيف الحق أسد الله الغالب»، الذي يحظى برعاية ثلاثية في قرى الساحل السوري: إيران و«حزب الله» والحرس الجمهوري. ورغم أنّ المنطق الطبيعي يشير إلى أنّ الرعايتين يمكن أن تتكاملا، بالنظر إلى التطابق في مصالح الطرفين من حيث خدمة النظام؛ إلا أنّ عوامل أخرى، غير ثانوية في الواقع، كانت تتدخل لتعكير صفو العلاقة. ثمة، أولاً، صراع التبشير داخل صفوف الطائفة العلوية، بين تيار التشيّع الإثني عشري، والتيار المحلي الذي يحرص على «العادات والتقاليد». وثمة، ثانياً، ما تختلف فيه موسكو مع طهران حول اقتسام النفوذ في سوريا، وفي مناطق الساحل السوري تحديداً، وحول طرائق إدارة الحرب والسلام، وكسب الحلفاء أو تقليم أظافر الخصوم في هذا كله.
شتان إذن، وفي الخلاصة، بين محمد جابر الذي أفردت «وول ستريت جورنال» مساحة سخية من صفحاتها لرسم صورة قلمية له، منذ العام 2013، والذي كان «يطير في كل شهر إلى بغداد حاملاً حقائب محشوة بمئات آلاف الدولارات» بالنيابة عن النظام السوري، و«يودع نصف مليون دولار في أحد المصارف العراقية»؛ وبين الرجل إياه في محاقه، وأخيه، ومصادرة أموالهما المنقولة وغير المنقولة، وفق ما تشير التقارير. شتان، مع استذكار القول المأثور: ما طار طير وارتفع!

٭ كاتب وباحث سوري يقيم في باريس

ميليشيات النظام السوري: سيرورة المحاق بعد الصعود

صبحي حديدي

قرار إحضار مستنطقات بالقوة يثير جدلاً في قضية الصحافي المغربي توفيق بوعشرين

Posted: 31 May 2018 02:32 PM PDT

الرباط – «القدس العربي» : أثار قرار المحكمة اللجوء للقوة العمومية من أجل استدعاء النساء المستنطقات من طرف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية في قضية الصحافي توفيق بوعشرين، استنكاراً في أوساط هيئة الدفاع عن بوعشرين ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي ، ممن رأوا في القرار إقحاما قسريا لنساء عبّرن بشكل قاطع عن عدم رغبتهن بالزج بأسمائهن في هذا الملف بعدما صرحن أمام الرأي العام عدم تعرضهن لأي تحرش أو اعتداء من قبل بوعشرين .
وأفادت مصادر لـ«القدس العربي» أنه تم إحضار المستنطقة وصال طالع بالقوة العمومية لجلسة مساء أول أمس الأربعاء ، وحسب ذات المصادر فإن المستنطقة أكدت أنها لم تتعرض لاعتداء من طرف بوعشرين وبأنها لم تكمل مشاهدة الشريط خلال عرضه عليها لدى الفرقة الوطنية حيث أغمي عليها ووقعت المحضر في ما بعد من دون اطلاع عليه، في حين لم تحضر ثلاث مستنطقات أخريات. ووصفت هيئة الدفاع عن مؤسس جريدة «أخبار اليوم» و موقع «اليوم 24» الإجراء بـ«الملتبس» وبالـ«سابقة من نوعها» بعد انعقاد أزيد من ثلاثين جلسة للنظر في القضية ، واعتبرت اللجوء للقوة العمومية إجراء «لا أصل له في القانون « و «مدخلا للتأثير على الإرادة الحرة لهؤلاء النساء المستنطقات و خاصة أن منهن من وجهّن رسالة للسلطة القضائية و للمحكمة و للنيابة العامة وللرأي العام ، بأنهن لم يكنّ يوما ضحية لأي اعتداء من أي نوع من طرف الصحافي بوعشرين»، حسب ما جاء في بيان لأعضاء الدفاع، توصلت «القدس العربي» بنسخة منه.
وكانت الصحافية ، حنان باكور، رئيسة تحرير الموقع الإلكتروني «اليوم 24» قد كتبت على صفحتها بالفايسبوك تعليقا على الإجراء الذي اتخذته المحكمة بأنه يعني إحضار المستنطقات «رغما عن إرادتهن» لـ»حضور جلسة قضية سبق وقلت أنا وعدد من المصرحات أنه لا علاقة لنا بها «، مسترسلة «لكن المحكمة، ومن يقفون وراء هذا الملف، مصرون على «جرنا» بالقوة، وأتخيل أي نوع من القوة يمكن استعماله، من أجل غاية هم فقط من يدركها». وتضيف باكور « لن أكون حطباً لأي قضية أبداً، وخصوصا هذه القضية.. ولن أضع يدي على السكين الذي يراد أن يذبح بها توفيق مهما كلفني ذلك».
عفاف برناني التي كانت قد لجأت إلى الطعن بالزور في محضر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية أمام محكمة النقض حيث رفضت أن ينسب إليها أنها تعرضت للتحرش الجنسي من لدن الصحافي بوعشرين ، قالت أنها لن تخرج من بيتها إلا «جثة هامدة» في ردها على قرار المحكمة اللجوء للقوة من أجل إحضارها و باقي المصرحات، وأضافت في تدوينة لها على الفايسبوك « والله ما نشهد زور آعباد االله..آش هاد الظلم واش هاد الحكرة ..بعد الحبس دبا مستعدة للموت ..إيلا كانت نهايتي بكلمة حق مرحبا..سالينا».
وكانت المحكمة قد قضت بإدانة برناني بستة أشهر حبسا نافذا وأداء غرامة مالية قدرها 1000 درهم ، بعد إدانتها بتهمتي «البلاغ الكاذب و القذف» ، بعدا طعنت بالزور ف في محضر الشرطة القضائية .
وتحدث المحامي ، عبد المولى المروري ، عضو هيئة دفاع بوعشرين، عن أوجه الغرابة في هذه المحاكمة ، ذاكرا ما يتعرض له دفاع بوعشرين من ضغوطات بلغت حد «متابعة محاميين لأنهما يتمسكان بحقهما في الدفاع وهما زيان و الإدريسي ..»، مضيفا أنها «محاكمة يتم فيها رفض كل طلبات هيئة دفاع بوعشرين ، محاكمة ماراطونية يومية، ولا أحد يعرف سبب ذلك»، خاتما كلامه «الحقيقة في هذا الملف معتقلة، ولا سبيل إلا الصبر و النضال من أجل تحريرها» .
وعلقت المدونة مايسة سلامة الناجي التي تحظى كتاباتها بمتابعة كبيرة على الفضاء الأزرق، على قرار المحكمة إحضار المستنطقات بالقوة بأنه بعدما نهشت «المستنقعات الإلكترونية في أعراضهن، لرفضهن خوض تلك المهزلة.. « فإن هؤلاء النساء «يتوعدهن القضاء بسحلهن من بيوتهن و إحضارهن بالقوة ليشهدن كرها تحت الضغط و الترهيب و الإخضاع والتهديد ضد بوعشرين «، خاتمة تدوينة طويلة ، حول المفارقات التي تحفل بها محاكمة الصحافي يوعشرين ، بالقول « مرة أخرى لا أبرئ بوعشرين ، إنما أطالب بالابتعاد عن النساء اللواتي رفضن الاشتراك في هذه المهزلة، كما أطالب له بلجنة مراقبة تضمن له محاكمة عادلة ..عادلة وسنقبل بالحكم كيفما كان « .
ودعت مجموعة من الصحافيين(ات) و الحقوقيين(ات) إلى تأسيس لجنة تحمل اسم «لجنة الحقيقة في ملف توفيق بوعشرين» خاصة بعد المستجدات الأخيرة في القضية و بسب اللبس المحيط بها ، حيث قالت الحقوقية الحائزة على جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، خديجة الرياضي أنه «بعد جعل الجلسات سرية وعدم تمكين الملاحظين من متابعتها وخاصة الحقوقيين و بعد التناقضات الصارخة بين تصريحات دفاع الطرفين ، أصبح من الضروري تشكيل لجنة للحقيقة حول هذا الملف»، مضيفة في تصريحها لـ«القدس العربي» أن ما يستوجب هذه اللجنة هو «إذا كانت قضية جريمة عادية فلماذا كل هذه الانتهاكات الخطيرة للقانون و المساطر؟ «، مؤكدة أنها « ليست دعوة للإفلات من العقاب، فلا يمكن لأي حقوقي أن يدافع عن الإفلات من العقاب لكن من واجب كل الحقوقيين أن يدافعوا عن الحق في المحاكمة العادلة». وفي نفس السياق أكد الصحافي ، سليمان الريسوني أنه «بدأت ترشح مجموعة من المعطيات التي تنم عن وجود اختلالات سواء في توقيف توفيق بوعشرين أو في سير محاكمته هو ومجموعة من النساء المستنطقات في هذا الملف مثل عفاف برناني التي اتهمت ضابط شرطة بتزوير محضر الاستماع لها ، أو من خلال الحملة الإعلامية الشرسة التي تخوضها بعض المنابرالمحسوبة على السلطة»، قائلا في تصريحه «القدس العربي» إننا في هذه اللجنة لن نتدخل في الملف المعروض على القضاء لكننا سنحاول بناء على المعطيات تحري الحقيقة و مراقبة ما إن كانت محاكمة تتصف بشروط المحاكمة العادلة خصوصا بعد تغييب المراقبين الدوليين والوطنيين بسبب سرية الجلسات «.
وكانت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ، وهي أكبر جمعية حقوقية مستقلة في المغرب، قد اعتبرت في بيان لها أن الأجواء التي واكبت وتلت اعتقال توفيق بوعشرين، لها تأثير على الضمانات الواجبة لتكون محاكمة عادلة ، كما أشارت إلى «الضغوطات التي تتعرض لها المصرحات وحملة التشهير التي واكبت هذا الملف» .

قرار إحضار مستنطقات بالقوة يثير جدلاً في قضية الصحافي المغربي توفيق بوعشرين

سعيدة الكامل

«العدالة والتنمية» يخوض الانتخابات التركية الحاسمة في أضعف حالاته منذ 16عاماً… لكن المعارضة أضعف

Posted: 31 May 2018 02:31 PM PDT

اسطنبول ـ «القدس العربي»: كان قرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتقديم موعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة في البلاد مفاجئاً حتى لشريحة واسعة من القيادة والقاعدة الشعبية لحزب العدالة والتنمية الحاكم الذين يعلمون جيداً أن حزبهم يمر في أضعف حالاته منذ وصوله السلطة قبل 16 عاماً.
هذا التراجع في مكانة الحزب وتماسكه وقوته في الشارع التركي ظهر بشكل واضح لأول مرة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية وتحويل نظام الحكم في البلاد من برلماني إلى رئاسي والذي جرى في نيسان/أبريل من العام الماضي، حيث تمكن تحالف الموالاة بتمرير الاستفتاء بنسبة لم تتجاوز الـ1٪ كثيراً مع خسارة الحزب الحاكم لأغلبيته التي تمتع بها طوال السنوات الماضية في المحافظات الكبرى لا سيما إسطنبول والعاصمة أنقرة.
ومنذ ذلك التاريخ، اعترف أردوغان بشكل علني أن هذه النتائج كانت بمثابة إنذار من الشعب للحزب، وأعلن عن بدء حملة إصلاحات واسعة في محاولة لإعادة ترتيب صفوف الحزب، وقام بتغييرات واسعة في قيادات أذرع الحزب التاريخية والشبابية والنسائية، وقاد حملة استنهاض لقواعده في المحافظات التركية الـ81، إلى جانب تغيير عدد من رؤساء كبرى البلديات في البلاد في محاولة لتقديم نموذج خدماتي جديد لإرضاء المواطنين وإعادة بناء ثقتهم بالحزب.
لكن وقبيل إتمام هذه الإصلاحات جرى الإعلان عن الانتخابات المبكرة في الرابع والعشرين من حزيران/ يونيو الجاري، وهو ما جعل الحزب غير قادر حتى على عقد المؤتمر العام له قبيل هذا التاريخ، ما أعطى مؤشراً آخراً على حجم الصعوبات التي يمر بها العدالة والتنمية.
وإلى جانب ذلك، يعاني الحزب من صعوبات أخرى جوهرية ولدت خشية كبيرة من أن تؤثر بشكل كبير على حجم التصويت له في الانتخابات المقبلة، لعل أبرزها مشكلة عائلات المتهمين بالمشاركة في محاولة الانقلاب الأخيرة والمتهمين أيضاً بالانتماء إلى تنظيم فتح الله غولن والذي بات يسمى بـ«تنظيم غولن الإرهابي».
وعلى الرغم من التأييد الشعبي لحملة التطهير التي قام بها أردوغان ضد هؤلاء المتهمين، لا سيما المشاركين بشكل مباشر في إراقة الدماء بمحاولة الانقلاب، إلا أن حديثاً قوياً يجري عن وجود «مظلومين» تتم محاكمتهم أو يجري اعتقالهم أو تم فصلهم من عملهم لمجرد الاشتباه بانتمائهم لتنظيم غولن.
هذه الشريحة من المتهمين أو «المظلومين» تعد ربما بمئات الآلاف من الأشخاص وعائلاتهم والمتعاطفين معهم ربما يلجئون إلى الانتقام من حزب العدالة والتنمية وأردوغان بالتصويت ضدهم في الانتخابات المقبلة. وفي تأكيد لهذه المخاوف، تعالت في الأيام الماضية أصوات من داخل تحالف الموالاة تلمح إلى إمكانية إصدار عفو عام عقب الانتخابات وهي ما اعتبرت بمثابة محاولة لاستمالة هذه الشريحة، لكن الحكومة نفت لاحقاً وجود «عفو عام» على أجندتها في الوقت الحالي.
كما تأتي هذه الانتخابات في ظل صعوبات اقتصادية كبيرة مرت بها البلاد في الآونة الأخيرة ما فتح الباب واسعاً أمام التشكيك بالمكانة المتقدمة جداً التي رسخت عن قدرة الحزب على تنمية وتطوير اقتصاد البلاد، حيث شهدت الأشهر الأخيرة ارتفاعاً كبيراً في نسب التضخم ما زاد من غلاء الأسعار وولد صعوبات اقتصادية شعر بها المواطن في الأشهر الأخيرة.
ولم تستطيع حكومات العدالة والتنمية التي حققت أرقاماً لافتة وكبيرة في نسبة النمو والسياحة والتصدير وغيرها من إخفاء وجود مشاكل في قطاعات اقتصادية أخرى كالعقارات، لكن المشكلة الأكبر والأخطر التي مرت بها الحكومة هي الانخفاض الكبير في قيمة العملة التركية مقابل العملات الأجنبية، ما دفعها لاتخاذ قرار تاريخي بالتماشي مع البنك المركزي لرفع أسعار الفائدة في خطوة تخالف توجهاتها في محاولة اجبارية للسيطرة على تراجع قيمة الليرة.
كما أن الحزب الحاكم ما زال يعاني من ارتدادات الثورات العربية لا سيما الأزمة السورية وما رافقها من وصول ملايين اللاجئين العرب إلى تركيا 3.5 مليون فقط من سوريا وهو ما جعل من هذا الملف ورقة قوية بيد المعارضة التي تستغل تململ شريحة من الشعب التركي من سياسات الحكومة في الشرق الأوسط لا سيما في ملف اللاجئين لدعوة الناخبين للتصويت لها في الاستحقاق الانتخابي المقبل.
وإلى جانب التحديات الخارجية، عانى الحزب الحاكم من بعض المشاكل الداخلية وتململ عدد من قياداته التاريخية والمؤسسة له، ما أفقد الحزب واحدة من أهم مميزاته التي تمثلت لسنوات في الولاء والتماسك قبل أن يبتعد وتتعارض مواقف عدد من قياداته البارزة لا سيما الرئيس السابق عبد الله غول، والمؤسس بولنت أرينتش، ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو الذي.
كما يجري «حديث خافت» داخل أروقة الحزب عن وجود تململ وعدم رضا عن سياسات أردوغان في طريقة قيادة الحزب لدى شريحة ليست قليلة من قيادات الصف الأول والثاني، وعن رغبتهم في إحداث تغيير.
وعلى الرغم من جميع المشاكل السابقة وغيرها الكثير التي يعاني منها الحزب الحاكم، إلا أن ذلك لا يعني حتى الآن أن المعارضة التركية في حال أفضل، حيث تؤكد جميع المؤشرات واستطلاعات الرأي على أن العدالة والتنمية وأردوغان ما زالوا يتمتعون بأوسع قاعدة شعبية في تركيا.
ورغم كل السابق، إلا أن العدالة والتنمية يبقى الحزب الأكثر تماسكاً وقوة وقدرة على مخاطبة الشارع التركي، أمام المعارضة المشتتة والتي تعاني من ترهل وضعف كبير في الأداء وفشل متلاحق في مخاطبة الشارع وكسب نسب أعلى في الانتخابات تمكنهم من الوصول للسلطة وإنهاء 16 عاماً من حكم العدالة والتنمية.
لكن الأهم في هذا السياق أن تمتع أردوغان والحزب الحاكم بأعلى نسب من الأصوات لا يعني قدرتهم على حسم الانتخابات بطريقة سهلة، فما زالت هناك شكوك حول مدى قدرة أردوغان على حسم الانتخابات الرئاسية من الجولة الأولى بحصوله على 50٪ من أصوات الناخبين، وعدم الانجرار لجولة ثانية ربما تتوحد فيها المعارضة وتزيد فرصها في المنافسة.
كما أن المعضلة الأبرز للحزب الحاكم تتمثل في خشيته الواسعة من عدم قدرته على حصد أغلبية برلمانية مريحة تمكن الرئيس من ممارسة مهامه بسهولة وتجانس مع البرلمان، وهو ما دفع أردوغان لجعل عنوان حملته الانتخابية «رئيس قوي، مجلس قوي، تركيا قوية»، حاثاً الشعب على إفراز مجلس قوي إلى جانب الرئيس.

«العدالة والتنمية» يخوض الانتخابات التركية الحاسمة في أضعف حالاته منذ 16عاماً… لكن المعارضة أضعف
مخاوف من أن تفرز الانتخابات مجلسا ضعيفا لا يملك فيه الأغلبية المريحة
إسماعيل جمال

عندما تغادر الطبقة الوسطى «الصمت»… ما الذي يحدث في الأردن؟

Posted: 31 May 2018 02:30 PM PDT

عمان- «القدس العربي»: ترتفع الأصوات وتحديداً من طبقة رجال الدولة وكبار السياسيين في أشد لغة تحذيرية في الأردن بالتزامن مع «الإضراب العام» الناجح الذي قفز فجأة بالطبقة الوسطى في المجتمع لمستويات التصعيد المسيس ولهتافات ستبدأ رسمياً مع الأسبوع المقبل وعبر مجمع النقابات المهنية بالمطالبة بإسقاط وزارة الرئيس الدكتور هاني الملقي. ويمكن في السياق وببساطة ملاحظة «ردة فعل» تشرعن الإضراب الذي زرع علامات سؤال حول المستقبل الوشيك لحكومة الملقي من قبل شخصيات شريكة من داخل مؤسسات القرار وأجهزة الدولة.
وهي رسالة صدرت بكل حال في البداية وقبل الجميع عن رئيس مجلس الأعيان المخضرم فيصل الفايز الذي صرح علناً بأن الإضراب حق دستوري مشروع للشعب الأردني خلافًا للموقف الحكومي الذي عبر عنه موظف رفيع المستوى في رئاسة الوزراء ومسؤول عن ديوان التشريع هو نوفان العجارمة. العجارمة مال بوضوح وبصفة قال إنها شخصية لـ»تطريز» فتوى قانونية ودستورية حاولت التشكيك بشرعية الإضراب وحظره مهدداً الموظفين في القطاع العام من عقوبات القانون ومخالفة اللوائح إذا ما شاركوا في الإضراب. هذه الجملة التطريزية لم تصمد طويلاً لأن حكومة الملقي كانت بصدد الدفاع المرتبك عن الذات فقد دخلت فتوى قانونية مرجعية بقلم وزير مختص وسابق هو ابراهيم الجازي الذي نشر رأياً يمتدح الإضراب وساجل في اتجاه شرعيته كحق دستوري للمواطن الأردني.
الجازي كان يتحدث في البعد القانوني لكن رئيس مجلس الاعيان قرر وصف الإضراب بأنه حق دستوري قبل ان يسترسل رئيس مجلس النواب عاطف طراونة في جملة نقدية علنية مرتين وخلال الاسبوع نفسه ليس فقط في عدم معارضة الإضراب وفحواه ولكن أيضاً في إطار انتقاد الحكومة والاعلان بأن رئيسها هاني الملقي رفض النصائح ووقع في «فخ ارقام المستشارين».

تشكيك عميق

الطراونة في مجالسه غير الرسمية يلاحظ بأن حكومة الملقي تحاول تحويل أزمتها مع الشارع والنقابات المهنية إلى أزمة بين النقابات المهنية ومجلس النواب وعليه استبق الاحداث واصدر تصريحاً تالياً إنطوى على تشكيك عميق بأن يقبل مجلس النواب بصيغة القانون كما مررتها الحكومة.
يبدو ان الإضراب فتح مجالاً امام رئيس الوزراء نفسه لمحاولة تقييم وإقرار غير علني بالإخفاق في تمرير القانون او الاقرار بالتسرع في تحدث نائبه جعفر حسان ووزير ماليته عمر ملحس عن «حوار وطني» سبق اقرار صيغة القانون ولم يحصل فعلاً. ويرى مقربون من الملقي اليوم بأن إشارته المتكررة إلى ان القانون موجود الان بين يدي النواب تنطوي ضمنياً على صيغة اقرب للإستسلام بالتوازي مع الاصرار على عدم سحب القانون تنفيذاً لشرط النقابات المهنية التي اعلنت بعد نجاح الإضراب بأن نشاطها التالي الاربعاء المقبل سيكون الاعتصام ليس لإسقاط القانون بل لإسقاط الحكومة.
لاحقاً أيضاً دخل على الخطوط رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري الذي امتدح الإضراب علناً ووصفه بأنه «عمل لا يمكن الإستهانة به» خصوصاً وان الإضراب وبعد 24 ساعة منه صاحبته تقييمات تتحدث عن إيقاظ عملاق النقابات المهنية فجأة والمجازفة بإغضاب الطبقة الوسطى التي قالت كلمتها في الشارع بحراك منظم وحضاري وقانوني وسلمي لم تحصل خلاله ولا مخالفة واحدة للقانون خلافا لحراكات متنوعة سابقة. المصري زاد في تصريح منقول عنه لصحيفة عمون متحدثاً عن قانون الضريبة المثير للجدل بإعتباره «القشة التي قصمت ظهر البعير».
وإزاء مثل هذه التحولات خصوصاً في خطاب طبقة من رجال الدولة يمكن بناء استنتاجات محددة حول تمكن الإضراب الناجح من رسم لوحة جديدة ستنحصر قيمتها السياسية وبسبب كفاءة ونظافة تنفيذ الإضراب في الإطاحة المزدوجة بقانون الضريبة الجديد وبالحكومة معاً. ويلمح الطراونة للمسألة الأولى وهو يتحدث عن فتح المجال لحوار مع النواب بالخصوص مع الإشارة لصعوبة عبور الصيغة التي حولتها الحكومة حيث بات في حكم المستبعد تماماً ان تنفذ الحكومة بصيغتها التي أخفقت جراء غياب الحوار وحصول أخطاء وممارسات مغرورة في الخطاب والشرح من قبل بعض الوزراء.

تداعيات الإضراب

من المرجح في المقابل ان سقوط صيغة وزارة الملقي سيعجل بسقفها الزمني أيضاً بعدما أصبحت المواجهة شخصية وحتمية بينها وبين الشارع خصوصاً بقواه المستجدة التي تستعيد زمام المبادرة اليوم مثل النقابات المهنية والملتقيات الاجتماعية الاقتصادية التي بدأت بتنظيم نفسها بعيداً عن الأجندات السياسية او الحزبية وبطريقة لا يمكن مقابلتها بلعبة الاتهامات الكلاسيكية.
بقاء وزارة الملقي بطاقمها الاقتصادي «التأزيمي» كما هو أصبح مسألة مستبعدة اليوم منطقياً بعد تداعيات الإضراب. ويحصل ذلك فيما توثقت «القدس العربي» من عملية تقييم ومراجعة تجري لباقة من أهم الأسس التي بنيت عليها خطة ما يسمى بالإصلاح الاقتصادي عند فريق الملقي خصوصاً عندما يتعلق الأمر بتأسيس حالة لرأي مخالف داخل مؤسسات القرار يتحدث عن إنتاجية التصعيد الضريبي في مواجهة «تراجع واردات الخزينة» وطبيعة تلك الحوارات «الإسترضائية» التي تجري مع صندوق النقد الدولي والتي تم تازيم الشارع الأردني بسببها.
ملف العلاقة مع الصندوق الدولي أصبح نفسه وليس منطق «الجباية» فقط يحتاج للمراجعة وهو ملف من المرجح انه مفتوح على احتمالات عميقة جداً في حال فتحه بعمق وعلى مصراعيه وعلى اساس ان «إرضاء المؤسسات المانحة» مسألة ينبغي ان تتفعل في سياق تكتيك لا ينتهي وليس شرطاً ان ينتهي بالتازيم الوطني او على حساب الوضع الداخلي.
سياسياً يمكن القول اليوم وبعد الإضراب بأن على المحك ليس قانون الضريبة الجديد نفسه الذي تسبب بإيقاظ عملاق الطبقة الوسطى بسبب سوء إدارة إنتاجه وعرضه بل الحكومة وإستمرارها و»النهج» المعتمد تحديداً من قبل قائد الطاقم الاقتصادي الدكتور حسان في برنامج «الاستدانة لدفع فوائد الديوان» والاسترضاء الدولي غير المدروس الذي يسقط كل اعتبارات الداخل.

عندما تغادر الطبقة الوسطى «الصمت»… ما الذي يحدث في الأردن؟
وزارة الملقي «في الفخ» ورسائل مهمة من طبقة رجال الدولة تتغزل بالإضراب
بسام البدارين

1875 طعنا على نتائج الانتخابات العراقية… وتنافس بين الصدر والعامري على «الكتلة الأكبر»

Posted: 31 May 2018 02:30 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: انتقل زعماء التحالفين الفائزين في الانتخابات التشريعية الأخيرة، إلى مرحلة جديدة في طريق تشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر عدداً، والممهدة لتحديد الحكومة المقبلة، ومنصب رئيس الوزراء الجديد.
زعيم تحالف «سائرون» مقتدى الصدر، اختار دولة الكويت لتكون محطته الأولى في إطلاع الدول الإقليمية على ما يخطط له في المرحلة المقبلة، في حين قرر زعيم تحالف «الفتح» هادي العامري، اللقاء في بغداد بسفراء الدول العربية والغربية.
العامري الذي يتزعم تحالفاً مكوّناً من قادة الفصائل الشيعيّة المسلحة، المنضوية في «الحشد الشعبي»، أبلغ ممثلي تلك الدول، أنه يريد «إعادة هيّبة الدولة وحصر السلاح بيدها، فضلاً عن سعيه لعلاقاتٍ طيبة مع كافة دول العالم، وفي شتّى المجالات».
وقال، خلال مؤتمر صحافي عقده مع سفراء الدول، «إننا مصممون على إعادة هيبة الدولة وفرض القانون وحصر السلاح بيد الدولة. إننا مصممون أيضاً على ترميم النسيج الاجتماعي»، مشيراً إلى «إننا نتطلع إلى علاقات مع كافة دول العالم في جميع المجالات، إلا الكيان الصهيوني الغاشم، وما يقوم به من أعمال ضد الشعب الفلسطيني».
وشدد على «ضرورة «تشكيل تحالف عربي لمكافحة ومواجهة الإرهاب».
كذلك، لم يغفل العامري عن «الخروقات» التي رافقت العملية الانتخابية التي جرت في 12 أيار/ مايو الماضي، لكنه اعتبر أن «لا مبرر لإلغاء نتائجها».
وتابع: «كل مكون له الحق أن يرشح شخص ما للرئاسات الثلاث»، مؤكداً أن «التحالفات الجديدة يجب أن تكون مبنية على أساس الفضاء الوطني، وعلى كل القوائم الجلوس وإقامة حوار وطني شامل».

أحقية المكونات

ومنذ عام 2003، أفضى اتفاق سياسي إلى أن يكون منصب رئاسة الجمهورية من حصة الأكراد، فيما يتولى الشيّعة منصب رئيس الوزراء، والسنّة رئاسة مجلس النواب.
لكن المفوضية العليا لحقوق الإنسان (غير حكومية)، عبّرت عن رفضها لهذا التوجه، وطالبت بأحقيّة كل المكونات العراقية في تولي المناصب الرئاسية الثلاث.
عضو المفوضية والمتحدث باسمها، علي البياتي، قال لـ«القدس العربي»، إن «الإعلان العالمي لحقوق الإنسان يؤكد على مبدأ التساوي بين الناس، لأن الجميع يولدون أحرارا متساويين بجميع الحقوق والحريات دون أي تمييز».
وشدد على أن «ليس هناك ما يمنع أن يتسلم منصب رئيس الجمهورية أو البرلمان أو الوزراء من التركمان او المسيحيين أو الصابئة أو اليزيدية أو الفيلية أو الكاكائية طالما هم شركاء في هذا الوطن».
وانطلاقاً من مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، دعا إلى «عدم التمييز بسبب العرق أو الجنس أو اللغة أو الدين، وحق الجميع بتسلم المناصب من رئاسات الجمهورية والنواب والوزراء وفق الكفاءات والخبرات».
وأكد أن «من حق جميع أبناء الشعب العراقي الحصول على فرص العمل، وفسح المجال للطاقات الشابة المعطلة لما يقارب من عقد دون أن تجد لها فرصة عمل ومجال للمشاركة في بناء الدولة، وبما يضمن تجاوز التلكؤ في منظومة الدولة ومؤسساتها».
وأضاف: «اعتماد التقسيم أو التوزيع الطائفي والعرقي لأغلب المناصب والمواقع في الدولة، وليس الكفاءة، انعكس بشكل واضح بضعف المشاركة في الانتخابات التي بينت عدم رضا الشعب عن العملية السياسية ومخرجاتها التي تحتاج إلى مراجعة حقيقية للكثير من تفاصيلها».
وطالب، الجهات الحكومية المعنية بـ«تطبيق بنود الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري واحترام الحقوق، خاصة أن العراق هو أحد الموقعين على هذه الاتفاقية وبما يمنح الجميع فرص متساوية في العمل والانجاز والحياة الكريمة».

رفض قرار البرلمان

في الموازاة، أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، أمس، أنها لن تستجيب لقرار البرلمان بإلغاء جزء من نتائج الانتخابات البرلمانية، وإجراء العد والفرز اليدوي لـ10 في المائة من صناديق الاقتراع.
وقال رئيس المفوضية، معن الهيتاوي، في مؤتمر صحافي في العاصمة بغداد، إن قرار البرلمان العراقي بشأن إلغاء النتائج وإجراء العد والفرز اليدوي يخالف القوانين النافذة.
وأشار إلى أن المفوضية ستنتظر صدور قرار من المحكمة الاتحادية العليا (أعلى سلطة قضائية في البلاد)، لحسم الجدل فيما إذا كان قرار البرلمان متوافقا مع القوانين النافذة من عدمها، ومن ثم يكون القرار القضائي ملزما لجميع الأطراف.
كذلك، أعلنت المفوضية، أنها تسلمت 1875 طعنا من الكتل السياسية ضد نتائج الانتخابات.
جاء ذلك على لسان رئيس الإدارة الانتخابية في المفوضية، رياض البدران، في مؤتمر صحافي عقده في مقر المفوضية في العاصمة العراقية بغداد، برفقة مسؤولي المفوضية.
وقال البدران، «اليوم (أمس)، كان آخر يوم لاستلام الطعون التي بلغ عددها 1875 طعنا».
وأضاف «المفوضية تعاملت مع الطعون والشكاوى بكل جدية، وسهلنا كافة الإجراءات لاستلامها».
وبيّن أن «الهيئة القضائية في مفوضية الانتخابات ستنظر في الطعون خلال 10 أيام».
وأشار إلى أن «من حق الكتل السياسية المعترضة على قرارات الهيئة القضائية في المفوضية الطعن فيها أمام محكمة التمييز الاتحادية التي تكون قرارتها باتة».
ودافع، عن نزاهة نتائج الانتخابات بالقول، إن «المفوضية أجرت خمس عمليات فحص على أجهزة العد والفرز، وثبت صحتها».

1875 طعنا على نتائج الانتخابات العراقية… وتنافس بين الصدر والعامري على «الكتلة الأكبر»
منظمة أممية تحذّر من التمييز في تولي المناصب الرئاسية
من مشرق ريسان

دحلان ينتقل من أبو ظبي إلى القاهرة بحثا عن دور مقبل .. وخطة عباس لصدّ «اللعب هنا وهناك» تضع حدا للطامحين من خارج المنظمة

Posted: 31 May 2018 02:30 PM PDT

غزة ـ»القدس العربي» : يرى العارفون بتفاصيل الملفات الفلسطينية الداخلية، في عملية انتقال محمد دحلان القيادي المفصول من حركة فتح، من مكان إقامته الأول في دولة الإمارات، إلى العاصمة المصرية القاهرة، للإقامة بشكل مؤقت في مقره الثاني منذ الخروج  من رام الله، أنها تأتي في إطار البحث عن دور جديد، بسبب ما تشهده أروقة القيادة الفلسطينية حاليا من نقاشات واسعة، لترتيب وضع المؤسسات الوطنية، التي غادرها بشكل كامل منذ عام 2011.
وعلمت «القدس العربي» من مصادر خاصة، ان هناك ما يشير إلى أن دحلان تواجد منذ أيام عدة في العاصمة المصرية القاهرة، وهي زيارة تزامنت مع وجود الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في المشفى. وعقد دحلان هناك عدة اجتماعات مع مساعديه وفريقه الذي يعمل بحرية في العاصمة المصرية.
وأبقى دحلان على غير العادة زيارته للقاهرة في طي السرية، فلم يشر هو إليها، ولم يتحدث عنها مساعدوه بشكل علني، وهو ما يفسر أن لهذه الزيارة مآرب أخرى، تشير التقديرات الى أنها تتعلق في العودة مجددا إلى «دائرة الضوء»، ولعب دور في المرحلة المقبلة، التي تحدث عنها الرئيس محمود عباس صراحه بأنها ستكون «مرحلة المؤسسات»، حينما ألمح بطريقته، للكيفية التي تضمن انتقال الحكم في دوائر دولة فلسطين ومنظمة التحرير، التي وضع فيها حدا جديدا أمام أطماح دحلان.
ولا تخفى على أحد رغبة دحلان بالعودة من جديد للواجهة، وتقلد مناصب قيادية تنقله إلى رأس الحكم في منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية وحركة فتح، وهو الأمر الذي دفعه على الأرجح لزيارة مصر، القريبة جغرافيا من الوطن، على عكس المسافات الواسعة ما بين فلسطين الإمارات، وهي رغبات باتت حاليا شبة مستحيلة، بعد أن وضع الرئيس الفلسطيني في أول اجتماع له عقب مغادرته المشفى مخطط انتقال الحكم، القائم على التركز على دور مؤسسات منظمة التحرير، بدلا من «ثقافة قيادة الفرد».
وهنا يتوجب التوقف قليلا، فالتصريحات التي أدلى بها الرئيس عباس في مستهل اجتماع اللجنة المركزية لفتح، ونقلها الإعلام الرسمي، تباعد دحلان كثيرا عن أحلامه المستقبلية. فحديث أبو مازن كان واضحا بشأن المرحلة المقبلة، حين أعلن سعيه لعقد جلسة قريبة للمجلس المركزي، المناط به مهام التشريع حاليا بدلا من المجلس التشريعي، وذلك من أجل استكمال «كل مؤسسات المنظمة»، مشيرا إلى أهمية هذا الأمر، كي لا يستطيع أحد اختراق الموقف الفلسطيني واللعب هنا أو هناك حسب توصيف الرئيس، الذي أرسل بتصريحاته رسائل في كل اتجاه.
ورغم عودة الرئيس عباس لمزاولة عمله من جديد في مقر «المقاطعة» بالآلية السابقة نفسها ، بعد تماثله التام للشفاء، وعودته منذ اليوم الثاني للعمل بترؤس الاجتماعات الطويلة، التي بدأها بقيادة فتح، إلا أن تصريحاته فتحت الباب أمام التكهنات حول وجود مخطط لكيفية انتقال الحكم، أو اختيار نائب للرئيس من خلال إيكال المهمة لمنظمة التحرير، كما فسرت على أنها رسالة موجهة لكل القيادات والمؤسسات خارج المنظمة، بما فيها حماس ودحلان على وجه الخصوص، مفادها أنه لن يكون لها أي دور في تحديد ملامح المرحلة المقبلة، من خارج هذا الإطار.
يذكر أن دحلان الذي فصل بقرار من اللجنة المركزية لفتح عام 2011، لم يعد يرتبط رسميا بأي منصب قيادي تعترف به أطر المنظمة، فهو أيضا لم يستدع وفريقه لحضور اجتماعات المجلس الوطني الأخيرة، علاوة عن الخصومة الكبيرة بينه وبين غالبية أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح، بمن فيهم «المؤثرون».
وهنا لا يستبعد المطلعون على خفايا الأمور الفلسطينية، أن يعيد دحلان تفعيل ملف العلاقة مع حركة حماس، وهو أمر على الأرجح لن تمانعه الحركة، لتكوين جهة تحرك وترفض قرارات المجلس المركزي المقبلة، إذا ما كانت لها علاقة بترتيبات مستقبلية للحكم، واختيار «نائب للرئيس» من خلال طرح الطرفين بديل «التشريعي» للقيادة القائم على تولي رئيس المجلس التشريعي مقاليد الحكم، بدلا من بديل «المركزي»، الذي تدعمه حركة فتح.

دحلان ينتقل من أبو ظبي إلى القاهرة بحثا عن دور مقبل .. وخطة عباس لصدّ «اللعب هنا وهناك» تضع حدا للطامحين من خارج المنظمة

أشرف الهور:

تونس: اتصالات بين مؤسسي الحزب الحاكم لترميم ما «أفسده» نجل الرئيس

Posted: 31 May 2018 02:30 PM PDT

تونس – «القدس العربي» : تتواصل ردود الفعل حول خطاب رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد، حيث لجأ عدد من قياديي حزبه (نداء تونس) لاتهام حركة النهضة بـ»اختراق الحزب»، فيما تحدث أحد القياديين السابقين عن اتصالات بين مؤسسي الحزب لإعادته وترميمه وإصلاح ما «أفسده» نجل الرئيس، حافظ قائد السبسي، في وقت نفت فيه مصادر من «النداء» و»مشروع تونس» وجود لقاء بين قيادتي الحزبين لتشكيل «حلف» ضد حركة «النهضة».
وكان الشاهد شن هجوماً كبيراً على نجل الرئيس التونسي، حافظ قائد السبسي (المدير التنفيذي لحزب نداء تونس)، حيث اتهمه بتدمير الحزب الحاكم، مشيراً إلى أنه حان الوقت للبدء بـ»إصلاح» الحزب ليستعيد ثقة التونسيين.
ودوّن القيادي في «نداء تونس» خالد شوكات على صفحته في موقع «فيسبوك» مخاطبا الشاهد «ويحك .. لقد قطعت الشعرة يا رجل»، فيما تحدثت البرلمانية والقيادية في الحزب أُنس حطّاب عن «اختراق» حركة «النهضة» للحزب، حيث كتبت «اختراق الاخوان لحركة نداء تونس وشق الصفوف أصبح واضحا. الحديث عن أزمة قبل تشكيل المجالس البلدية، وفي الأثناء تعمل حركة النهضة على استقطاب اكثر ما يمكن من المستقلين كي تنال الغالبية. ولكن لن يمر مخططكم هذه المرة لأن القواعد ظهرت انضج ممن يقودها، ولن تكون حركة النهضة الأولى في المجالس المحلية. دعوة إلى كل الطيف التقدمي للتركيز فقط على تحالفاتهم المحلية مع من يشبههم لا غير».
فيما اعتبر رضا بلحاج منسق حزب «تونس أولا» والقيادي السابق في «النداء» أن رئيس الحكومة يسعى للتشبث بالحكم وترحيل الأزمة القائمة في البلاد إلى الأطراف الأخرى، داعيا الشاهد إلى الاستقالة وعدم استعمال الإعلام العمومي في تصفية حسابات سياسية وحزبية ضيقة.
من جانب آخر، أكد لزهر العكرمي القيادي السابق وأحد مؤسسي «نداء تونس» وجود اتصالات بين عدد من مؤسسي الحزب لـ»إعادة الحزب إلى من صوّت له في انتخابات 2014، والذين أضاعهم المدير التنفيذي حافظ قائد السبسي»، مشيراً إلى أن خطاب الشاهد كان «خطاب مصارحة حول حقيقة من أوقف الحرب على الفساد»، في إشارة إلى حافظ قائد السبسي.
كما أكد القيادي السابق عبد الستار المسعودي ما ذكره العكرمي، مشيراً إلى احتمال عقد مؤتمر جديد لنداء تونس يضم المؤسسين و»المناضلين القدامي» في الحزب، مشيراً إلى أن السياسيين الذين انضموا للحزب بعد مؤتمر سوسة غير معنيين بالمشاركة.
وفي السياق، أكدت مصادر صحافية وجود مشاورات لعقد اجتماع «إفطار» بين حافظ قائد السبسي ومحسن مرزوق الأمين العام لحركة «مشروع تونس» بهدف مناقشة إمكانية تشكيل تحالف جديد ضد حركة «النهضة»، إلا أن مصادر من داخل الحزبين نفت هذه الأنباء بشكل كلي.
وتسببت الخلافات داخل نداء تونس إلى انشقاق عدد من القيادات عن الحزب الأم وتأسيسها أحزاب جديدة على غرار حركة «مشروع تونس» التي يقودها محسن مرزوق وحزب «تونس أولا» الذي يقوده رضا بلحاج وحزب «بني وطني» الذي يقوده الوزير السابق سعيد العايدي.

تونس: اتصالات بين مؤسسي الحزب الحاكم لترميم ما «أفسده» نجل الرئيس

حسن سلمان

السيسي واثق من أن النجاح حليفه في المستقبل والخوف على صلاح لا ينسي الجماهير أبو تريكة

Posted: 31 May 2018 02:29 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: للمعارك الصحافية مذاق خاص في شهر الصوم فهي تسقط الأقنعة عن مدمني النفاق، الذين عاشوا أفضل أيامهم في زمن المخلوع مبارك، وبحلول شمس ثورة يناير/كانون الثاني، ظن المصريون أن شجرة النفاق اجتثت، غير أن الحقيقة المؤلمة كشفت أن الشجرة ذاتها ما زالت جذورها حية وأنها انبتت منافقين جددا لا يقلون موهبة ولا حرفية عن أسلافهم الذين عادوا للخدمة مجدداً.
في الصحف المصرية الصادرة أمس الخميس 31 مايو/أيار، بدت السلطة أكثر ثقة من أن خصومها من الكتاب تواروا خلف الأنظار، خشية البطش بهم، بعد أن شهدت الأسابيع الماضية المزيد من الملاحقة لكل من يسعى للنيل من «الشجرة المقدسة». وتناولت الصحف عدداً من الأخبار التي تشغل بال الرأي العام، وفي صدارتها: وزارة التعليم تخاطب النائب العام لملاحقة صفحات «الغش الإلكتروني». وزير الكهرباء: الإعلان عن الزيادة الجديدة في الوقت المناسب. علاج 1.8 مليون مصاب بفيروس «سي» والتخلص من قوائم الانتظار. ارتفاع قياسي للودائع في البنوك إلى 3.4 تريليون جنيه، 25 مليار جنيه لتقوية شبكات التوزيع وتحسين الخدمة. الانتهاء من 47 كيلومترا في محور 30 يونيو/حزيران.. والتشغيل خلال أسابيع. حزمة مشروعات استثمارية للصعيد بـ 10 مليارات جنيه. الصحة: 4 مبادرات جديدة للحد من الزيادة السكانية. الاحتلال يكثف غاراته على غزة، ووساطة مصرية تنهى التصعيد. «المركزي»: ارتفاع الدين الخارجي إلى 82.8 مليار دولار نهاية 2017.

لهذا نحبه

«لماذا كل هذا الولع باللاعب محمد صلاح والخوف عليه؟ يجيب عبد الله السناوي في «الشروق»، بعض الأسباب تعود إلى شعبية كرة القدم في مصر، كما غيرها من الدول، لكنها لا تفسر وحدها حالة التوحد مع لاعب، أيا كانت موهبته، عند إصابته في مباراة. وبعض الأسباب تعود إلى أنه قد لا يتمكن من اللحاق بـ«مونديال موسكو» بما يؤثر بالسلب على أداء المنتخب المصري، الذي غاب 28 عاما عن هذه المشاركات الدولية، لكنها لا تصلح تفسيرا للجزع الذي انتاب قطاعات لا يستهان بها من الرأي العام من مشهد سقوطه مصابا في كتفه، بدون أن تكون كرة القدم في أولوياتها، وربما لم تشاهد مباراة واحدة في حياتها. بقدر اتساع ظاهرته خارج كل ما هو مألوف ومعتاد. ربما نحتاج إلى دراسات وبحوث ميدانية وموضوعية في علوم النفس والاجتماع والسياسة، تنظر في أسبابها العميقة التي جعلت القول ممكنا بأنه «لا يوجد شيء آخر يبهج ويوحد المصريين غيره». هذا القول الشائع ينطوي على رسالتين متناقضتين، الأولى ــ إيجابية من زاوية الاعتزاز الوطني بأي إنجاز على مستوى دولي، علمي، أو دبلوماسي، أو أدبي، أو فني، أو رياضي، يحققه مواطنون لديهم الموهبة والكفاءة والقدرة على الإبداع. والثانية ـ سلبية من زاوية الشعور بأنه لا يوجد شيء آخر يبهج، أو يوحد، أو يعطي أملا في المستقبل. من ناحية موضوعية لا يصح تحميل محمد صلاح فوق طاقته، أو تسييس ظاهرته خارج طبيعتها الأصلية، فهو في البدء والمنتهى لاعب كرة قدم تمكن من إحراز مكانة متقدمة في اللعبة الأكثر شعبية بموهبته ومثابرته والتزامه بقواعد الاحتراف وتطوير قدراته».

الموت لراموس

اهتمت «المصريون» بتداعيات الإصابة التي تعرض لها اللاعب في فريق نادي ليفربول محمد صلاح، الذي أصبح معشوق الملايين حول العالم، أما في سائر القرى والمدن المصرية فلا حديث إلا عن اللاعب ومستقبله في الملاعب والمخاوف من احتمال عدم قدرته اللحاق بالمنتخب القومي المصري في مباريات نهائي كأس العالم، التي من المقرر أن تنطلق في غضون أسبوعين، وقد نظم المئات من محبي اللاعب محمد صلاح نجم منتخب المحترف بين صفوف ليفربول الإنكليزي، في محافظة الأقصر رافعين «الشوم» ولافتات تحمل صور صلاح مطالبين بالثأر من مدافع ريال مدريد الإسباني سرجيو راموس، بسبب تعمده إصابة اللاعب المصري في نهائي دوري أبطال أوروبا السبت الماضي. وتعرض صلاح لإصابة بتمزق في مفصل الكتف، ما ترتب عليه غيابه لمدة 3 أسابيع، وهو ما يهدد مشاركته مع منتخب مصر في مباراة أوروغواي في الجولة الأولى لدور المجموعات في كأس العالم 2018 في روسيا. وقد خيمت الصدمة على معظم المصريين إثر تواتر الأنباء التي تشير إلى عدم إمكانية مشاركة محمد صلاح في أولى مباريات فريقه المقررة مع أرغواي».

الأيقونة

ومن هجاء راموس للثناء على محمد أبو تريكة على يد جمال سلطان في «المصريون»: «ليس مجرد موهبة مرت في الملاعب المصرية، بل هو كنز إنجازات وانتصارات لفريقه وناديه الكبير، النادي الأهلي، كما أنه كنز إنجازات لمصر ومنتخبها الوطني، ولا أذكر أن لاعبا حقق لمصر مثل هذه الإنجازات التي حققها أبو تريكه، وفي أي معيار فإن هذا اللاعب بطل قومي، بما حققه من إنجازات، وبما ارتبط به اسمه من بطولات كبرى سادت بها مصر على قارة إفريقيا عدة دورات ولسنوات طويلة، ومثل أبو تريكة ـ في الدول الأخرى ـ تتعامل معه دولته ووطنه بشكل استثنائي، كأيقونة رائعة يحمونها ويفخرون بها وبتاريخها، ويوظفون وهجها في إلهام الناشئين والأجيال الجديدة لتعمل على منواله، وتحقق ما حققه أو حتى تفوق ما حققه إن أمكنها. أبو تريكة الذي اشتهر بأخلاقه الرفيعة، وتدينه الوسطي المعتدل، خطف قلوب ملايين العرب والمسلمين حول العالم وفي العواصم العربية المختلفة، عندما أعلن تعاطفه الكامل مع أهلنا في فلسطين أيام العدوان «الإسرائيلي» على غزة، ووظف المباريات الكبرى التي يتابعها عشرات الملايين عبر الشاشات لكي يبرز تحت قميصه شعارات كتبها مؤيدة لغزة الصامدة ولفلسطين، رغم ما يمكن أن يتعرض له من عقوبات رياضية قاسية، لم يعبأ بها وبحساباتها، فأصبح رمزا رياضيا عربيا آسرا لقلوب الملايين، وليس فقط رمزا مصريا. لاعب موهوب ومرموق وبطل قومي مصري مثل هذا، لماذا تعاديه الدولة ومؤسساتها، ولماذا تسلط عليه بعض الأجهزة أدواتها الإعلامية لسبه وشتيمته وهجائه ومحاولة تشويه صورته».

المعارضة تحمي النظام

ومن معارك «الشعب» الصحافية نقد محمد سيف الدولة للسلطة: «أيمكن أن نقول لا للأمريكان أو لإسرائيل أو لكامب ديفيد، أو لنادي باريس وصندوق النقد والبنك الدوليين ومنظمة التجارة العالمية، وللشركات متعددة الجنسية ووكلائها وتابعيها من الطبقة الرأسمالية المصرية المشهورة، باسم رجال الأعمال؟ أم أننا يجب أن نحترم موازين القوى العسكرية والاقتصادية والدولية والطبقية، وفقا للقاعدة الشهيرة «رحم الله امرأ عرف قدر نفسه» ثم نبحث لنا عن قوى كبرى نتبعها ونحتمي بها ونسير في ركابها، كالولايات المتحدة الامريكية، وفقا لنظرية السادات الشهيرة التي لا تزال تُحكم بها مصر، وهي أن 99٪ من أوراق اللعبة في أيدى الأمريكان؟ في بلادنا؛ في العالم الثالث، التي تعاني من اختلال هائل في موازين القوى العسكرية والاقتصادية والتكنولوجية، مع القوى الكبرى المعادية والطامعة والشريرة، يكون السلاح الأول للمناعة الوطنية ولمواجهة الضغوط الأجنبية، هو سلاح المعارضة السياسية والجماهيرية. فإذا قامت السلطة الحاكمة بالقضاء عليها، فإنها تفقد مناعتها فورا، وتكون عرضة للسقوط فريسة سهلة تحت الضغوط والشروط الخارجية. ففي أي مفاوضات مع الولايات المتحدة وربيبتها (إسرائيل) على سبيل المثال، وإذا حسبنا الحكاية بموجب موازين القوى، فإننا سنخسر أي مفاوضات، وسنكون نحن حتما الطرف الذي يقدم التنازلات. والطريقة الوحيدة للصمود أمام الضغط الأمريكي أو الدولي هو الاحتماء بالمعارضة الوطنية، والتذرع بها لرفض ضغوط الخصوم والأعداء. ولذلك حين يقوم الحكام أو السلطات بالعصف بالمعارضة، فاعلم أنهم إنما يفعلون ذلك لصالح أعداء الوطن، لتجريد البلاد من أي مقدرة على الرفض والمقاومة، وانهم يعتبرون أن مصدر شرعيتهم الحقيقي هم «الخواجات» ورضاهم السامي، وأن سبب استمرارهم في عروشهم هو قيامهم بهذا الدور».

السيرعلى الاشواك

من أبرز مؤيدي السيسي مرسي عطا الله في «الأهرام»: «لم ‬يعد ‬خافيا ‬على ‬أحد ‬أن ‬إصرار ‬مصر ‬بعد ‬30 ‬يونيو/حزيران ‬2013 ‬على ‬انتهاج ‬الطريق ‬الصعب ‬لاستعادة ‬الأمن ‬والأمان، ‬وإعادة ‬إطلاق ‬مسيرة ‬التنمية ‬والإصلاح ‬الاقتصادي، ‬يتعرض ‬لمقاومة ‬شرسة ‬من جميع ‬القوى ‬المتحالفة ‬ضد ‬مصر، ‬تحت ‬رايات ‬الشر ‬والكراهية، ‬التي ‬ما زالت ‬تحلم ‬بإطفاء ‬مشاعل ‬التنوير ‬سعيا ‬إلى ‬الحرية ‬السياسية ‬داخل ‬عباءة ‬الهوية ‬الوطنية ‬المصرية ‬الخالصة، ‬التي ‬كانت بمنزلة ‬العنوان ‬الأبرز ‬ليوم ‬30 ‬يونيو.‬ وإذا ‬كان ‬سلاح ‬الإرهاب ‬الأسود ‬قد ‬أصيب ‬بالعطب ‬التام ‬أمام ‬بسالة ‬قواتنا ‬المسلحة ‬في ‬سيناء ‬وأجهزة ‬الأمن ‬على ‬طول ‬وعرض ‬الوادي، ‬فإن ‬الأشرار ‬والكارهين ‬يحاولون ‬الآن ‬النفاذ ‬إلى ‬الوعي ‬الجمعي ‬للمصريين، ‬من ‬خلال ‬السعي ‬لنقل ‬المعركة ‬من ‬صدام ‬بالمدافع ‬والذخائر ،‬إلى ‬تراشق ‬بالأكاذيب ‬والشائعات، ‬سعيا ‬إلى ‬خلخلة ‬الجبهة ‬الداخلية، وهنا ‬تجيء ‬مسؤولية ‬أصحاب ‬الكلمة ‬والرأي ‬المنتمين ‬لتراب ‬هذا ‬الوطن، ‬في ‬سرعة ‬الانتقال ‬من ‬خنادق ‬الدفاع ‬والرد ‬على ‬التخرصات ‬والافتراءات ‬الكذوبة ،‬إلى ‬ميادين ‬الهجوم ‬والمبادأة ‬بأسلحة ‬الحقيقة، ‬التي ‬تنعش ‬الآمال ‬والأحلام ‬العريضة ‬لشعب ‬يستحق ‬حاضرا ‬طيبا ‬وغدا ‬أفضل، ‬بعد ‬أن ‬أثبت ‬وعيا ‬وصمودا ‬في ‬وجه ‬أشرس ‬حرب ‬نفسية ‬شنتها ‬ضده ‬قوى ‬الشر ‬والكراهية.‬ وإذا ‬كنا ‬نواجه ‬بالفعل ‬مصاعب ‬اقتصادية ‬واجتماعية ‬قابلة ‬للاستمرار ‬معنا ‬لفترة ‬أخرى، ‬فإن ‬علينا ‬أن ‬نكون ‬على ‬يقين ‬أن ‬هذه ‬المصاعب ــ ‬مهما ‬تعاظمت ‬ومهما ‬اشتدت ــ ‬فإنها ‬مصاعب ‬مؤقتة ‬المدى ‬ولن ‬يطول ‬أمدها، ‬وإنما ‬على ‬العكس ‬سيعقبها ‬الخير ‬والفرج ‬بمشيئة ‬الله، ‬وبما ‬يؤكد ‬صحة ‬الحكمة ‬القائلة: «‬اشتدي ‬اشتدي ‬أزمة ‬تنفرجي».

الفساد لا لون له

«محاربة جادة تجري الآن للفساد على كل المستويات هي الرسالة التي يعتبرها محمد بركات في «الأخبار» الواضحة والمعلنة التي تقول بها الوقائع المتعددة والمتتالية التي تقوم بضبطها الجهات الرقابية في الآونة الأخيرة وبطول الأربعة أعوام الماضية على وجه التحديد، واللافت للانتباه بدرجة بالغة الشدة هو أن هذه الوقائع التي يتم خلالها ضبط الفاسدين وإلقاء القبض عليهم، لم تقتصر على فئة معينة أو مستوى وظيفي أو اجتماعي معين، بل شملت كل الفئات وكل المستويات، طالما أن هناك ممارسات أو إجراءات أو تصرفات وسلوكيات تحمل في طياتها فسادا أو انحرافا عن القانون، وتشتمل على مخالفة صريحة للإجراءات الصحيحة والرسمية المعمول بها. وفي هذا الإطار لم تفرق وقائع الضبط بين وزير خان الأمانة، أو موظف صغير خان ضميره ولم يقم بواجبه كما ينبغي. كلاهما أخطأ وكل منهما يجب أن يحاسب على ما فعل، بغض النظر عن موقعه الوظيفي، وبغض النظر أيضا عن مستواه الاجتماعي. وأحدث الوقائع في هذا الخصوص، هو ما أعلن عنه قبل أيام، من إلقاء القبض على بعض القيادات الكبرى في وزارة التموين بتهمة الرشوة، وقد سبقت هذه وقائع أخرى كثيرة، وبالقطع ستتلوها وقائع أخرى أيضا، طالما ظلت هناك نفوس ضعيفة تنساق وراء أهوائها، وتسعى للإثراء السريع وغير المشروع بالفساد والرشوة والانحراف عن القانون، وطالما بقيت نفوس ضالة مات ضميرها وأهملت في أداء واجبها واستحلت المال الحرام».

فاسدون في رمضان

«ألقت السلطات القبض على 4 مرتشين من كبار المسؤولين في وزارة التموين، وهو الأمر الذي كان له وقع الصدمة على محمد أمين في «المصري اليوم» لسببين، الأول لأن العصابة كانت «ترتشي» وهي «صائمة». والثاني أن «الفريق الوزاري» كان يدير الوزارة لحسابه الخاص، فكانت الرقابة لهم بالمرصاد.. فلم تؤخرهم ولم تتسامح معهم.. لكنها أيضاً لا «تتبلى عليهم».. فلم نعرف أن قضية رقابية تم تلفيقها في السنوات الأخيرة، بالعكس فإنها تعمل مع الوزارات، حتى لا تحدث جرائم مال عام. وأريد هنا أن أقدم «شهادة» لوجه الله والوطن، فلولا الرئيس السيسي ما كنا نرى وزراء في الحكم يسقطون، وما كنا نرى محافظين في الحكم يُقبض عليهم.. وما كنا نرى أسماء ترى نفسها فوق القانون تُقاد إلى السجون والزنازين.. هذا هو العدل.. فلا تترك الشريف وتحبس الضعيف.. وأعتقد أن الوزير عرفان لا يستأذن أحداً، ولا حتى الوزير الذي تعمل معه العصابة. ويحزنني أنني كلما تخيلت أننا طهرنا مصر من اللصوص والعصابات فوجئت بعصابة أخرى «تجعل الحليم حيران» سواء لبشاعتها وتنظيمها، أو لسقوطها في رمضان. وكلما تصورت أن جماعة الإرهاب استسلمت وانهارت فوجئت بجماعة أخرى تقيم معسكراً هنا أو هناك لتضرب الأمن وتروع الناس، وتوقع الاغتيالات أيضاً في شهر «رمضان»، وآخرها «معسكر الواحات» ولا أدري صراحة كيف كانت البلاد بلا «رقابة إدارية» يقظة، أو «أمن وطني» لا ينام؟ فماذا كانت تعمل فينا عصابات الإرهابيين والمرتشين؟ وماذا كنا نفعل مع عصابة علي بابا؟ وماذا كنا نفعل مع معسكرات القتل والتخريب؟ من أجل ذلك كانت الخطة هي تسريح أمن الدولة بعد الثورة.. كان الهدف أن تصبح مصر فوضى».

الكذب له ناسه

بدا عباس الطرابيلي في «الوفد» منفعلاً للغاية: «لا تصدقوا ما نشرته الصحف القومية أمس، من أن القاهرة هي أرخص مدن العالم.. وأن زيوريخ أغلى مدينة. أنا نفسي أعتبرها كذبة أبريل/نيسان، ولو وقعت في آخر يوم من شهر مايو/أيار. وإذا كان المثل يقول إذا كان القائل كذوبًا.. فإن العاقل لن يعقلها.. ورغم أن الخبر جاء من دراسة لبنك سويسري إلا أنني أعتبرها آخر كذبة، فعلى أي أساس، هل سعر اللحوم في مصر أرخص منها في أمريكا ـ رغم فرق سعر الدولار ـ أقول ذلك لأن اللحوم المستوردة من أسواق العالم.. أعلى مما تباع، حتى في دول الخليج.. وإذا كان الأمر يتطلب مقارنة أسعار الأرز عندنا، بما هو موجود في جنوب شرق آسيا.. أيضًا تتأكد الأكذوبة والكلام نفسه يطال أسعار الفواكه من برقوق وبطيخ وعنب، وكلها إنتاج مصري أصيل، وليست مستوردة تخضع للجمارك وتكاليف النقل العالية. والأخطر أن الصحف الرسمية المسماة بالقومية من باب التخفيف على المواطن المصري تعمدت إبراز هذا الخبر في صفحاتها الأولى.. فليس هناك مصري واحد يمكن أن يصدق ذلك.. حتى في الفول الذي نأكله مدمسًا أو على هيئة أقراص طعمية فإننا نستورد معظمه من كندا وبعضًا من إستراليا وأمريكا.. وإذا كانوا هناك يقدمونه غداءً للحيوانات لزيادة نسبة الدهن فيها.. فمن المؤكد أن يصل إلينا بأسعار عالية هو والعدس رفيق الفول في قدرة التدميس! وكذلك فإن أسعار الأرز تزداد أسعارها عامًا بعد عام.. كما أننا أكبر مستورد للقمح في العالم كله.. ومن المؤكد أن الهدف من نشر هذا الخبر تجميل صورة الاقتصاد المصري. فهل يعقل أن يباع عندنا بأقل مما يباع في بلاد إنتاجه».

الغلاء مقبل

«لا جديد تحت الشمس، سوى الحديث عن الغلاء المقبل، وحسب مصطفى عبد الرازق في «الوفد»، فمجمل تصريحات المسؤولين وعلى رأسهم الرئيس السيسي نفسه، تحاول على مدار السنوات الماضية، ومنذ إبرام الاتفاق المعروف مع صندوق النقد بقرض الاثني عشر مليار دولار، شرح الأمر للمواطن، بكل الطرق التي تيسر عليه فهمه الموقف الاقتصادي للدولة ولزومية وحيوية وأهمية وضرورة – وكل المصطلحات المناسبة لهذا التعبير – الإصلاح الاقتصادي. وهذا صحيح، ولعل متابعة متأنية لكل المؤتمرات الجماهيرية التي يشارك فيها الرئيس بما فيها مؤتمرات الشباب ومبادرة «اسأل الرئيس» تشير إلى ذلك. لكن قرارات يوليو/تموز نقلة إضافية جديدة أعتقد – وأتصور أن أجهزة الدولة والمواطن نفسه لديه الاعتقاد نفسه – أنها تتطلب روشتة خاصة للتعامل مع الموقف. ولعل مما يعبر عن هذه الحالة تصريح وزير الكهرباء محمد شاكر منذ أيام قليلة ويكشف الصراع النفسي ـ إن صح التعبير ـ الذي تجد الدولة فيه نفسها ومحاولة إيصال الرسالة إلى المواطن بكافة السبل، حيث راح يؤكد أنه لا يرغب في رفع أسعار الكهرباء، موضحًا: «أنا ببقى مضايق، وأنا برفع الأسعار، لكن العدو أمامنا والبحر خلفنا.. هنعمل إيه». وسبب هذا الصراع النفسي الذي تجد الدولة فيه نفسها إدراكها أن المواطن يعاني بالفعل وأنه وصل في تلك المعاناة إلى مراحل صعبة. إن الدولة ترى أنها أمام بديلين أحلاهما مر.. ترك الأسعار على ما هي عليه بدون رفع وهذا يمثل – من وجهة نظر المسؤولين – خللا اقتصاديا لا يعبر عن منطق رشيد، والمواطن يرى أن من حقه أن يشم نفسه ولا تهوى عليه هراوة رفع الأسعار سنويا».

هل المثقف خائن؟

«الذين يتحدثون دائماً عما يسمونه «‬خيانة المثقفين» أو تراجع دورهم وتهافت مواقفهم.. لا ينطقون دائما، كما يرى جلال عارف في «الأخبار» عن حق أن ما حدث من تراجع في العديد من مجالات الثقافة والفنون كان جزءا من تراجع عام أصاب الحياة المصرية، بسبب سياسات خاطئة ورؤى غائبة، وفساد تحالف مع تجار الدين ليقود الوطن إلى الأوضاع التي ثارت عليها مصر مرتين في ثلاث سنوات، والتي مازلنا نناضل لمعالجة ميراثها الوبيل، في وقت كانت الثقافة والإبداع في مصر ينتظران كل الدعم من الدولة لتواصل دورها التنويري، ومعركتها في مقاومة ثقافة المتاجرين بالدين، التي كانت تزحف في الداخل، وتلقي الدعم من الخارج.. في هذا الوقت كانت الدولة تتبع سياسة ‬«وعملت نفسي نايمة» وتترك المجال لأنصار التخلف في الداخل، وتسلم مفاتيح التحكم في الإبداع لمن يمولون من الخارج. وهكذا كان على الدراما التلفزيونية (على سبيل المثال) وهي في أوج.. تألقها أن تواجه موقفا يتسلم فيه صناعها العظام كشف الشروط والمحاذير التي وضعها «الكفيل الفني» لكي يتم شراء ما أبدعوه! ولم يكن هناك مفر أمام المبدعين بعد أن قبلت جهات الإنتاج الرسمية عندنا أن يكون القرار في ما تنتجه في أيدي من يريدون حكم الحياة بأفكار القرون الوسطى. ولن أنسى أبدا والد الشعراء العظيم فؤاد حداد وهو يخبرني يوما والسعادة تغمره، أن التلفزيون المصري (الرسمي طبعا) سينتج رائعته «الحضرة الزكية» لتعرض في رمضان، وأن من يلحنها هو الموسيقار المبدع محمد الموجي. ثم لا أنسى فؤاد حداد وهو يخبرني بعد فترة أن المشروع تم إلغاؤه لأن «الكفيل الفني» تخلي خوفا من جماعات لن تسمح بعرضه لانها تعتبر «‬المدائح النبوية» خروجا على صحيح الدين!».

للبيع

«في واقعة ضبط السلطات الإيطالية لحاوية دبلوماسية تضم آثارا مهربة منها نحو 118 قطعة مصرية، انصب للأسف اهتمام وسائل الإعلام المختلفة، واهتمام الرأي العام الداخلي، كما يؤكد محمد سمير في «اليوم السابع» بشغف الكشف عن اسم الشخص صاحب هذه الواقعة، بدون الاهتمام بخطورة الواقعة نفسها، التي تدلنا بدون أدنى شك أن عملية «النزيف المستمر»، لتهريب كنوزنا الأثرية للخارج ما زال لا يجد من يستطيع إيقافه حتى الآن، وهو ما ينبغي معه أن أستدعي من ذاكرة التاريخ العبارة الشهيرة للكاتب الساخر الرائع جلال عامر «رحمة الله عليه» التي يلخص فيها في كلمات شديدة الحكمة والبلاغة حالنا في هذا الشأن، حيث يقول: «إذا استمرت سرقة الآثار بالمعدل نفسه فلن يتبقى في مصر إلا آثار الحكيم». لابد أن نصارح أنفسنا بكل تجرد وأمانة أن إجراءات تأمين كنوزنا ومناطقنا الأثرية المختلفة ما زالت ضعيفة للغاية، وبها العديد من الثغرات، وهو ما يشجع مافيا التهريب الحقيرة على استمرار عملياتهم القذرة».

أمريكا ترقص على السلم

«صورة أمريكا في زمن ترامب تختلف عن صورة أمريكا في زمن من سبقوه في البيت الأبيض. لكن أهم ما يميز هذه المرحلة في حياة أمريكا السياسية، كما يشير سعيد اللاوندي في «الوطن» هو التردد في اتخاذ القرارات، فضلاً عن براعة الرئيس ترامب في إشعال الحرائق في كل مكان. فمثلاً عندما اتخذ قراراً بأن تكون القدس، «كامل القدس»، عاصمة لإسرائيل ضارباً عُرض الحائط بالمرجعيات الدولية التي تحتفظ بها المنظمة الأممية العالمية، التي تتحدث عن القدس الشرقية باعتبارها عاصمة لدولة فلسطين، والقدس الغربية بوصفها عاصمة لإسرائيل. الغريب أن معظم دول العالم رفضت هذا القرار الأمريكي الجائر، لأنه يهدم مباحثات السلام التي تجري منذ سنوات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ورغم ذلك أصرت أمريكا على موقفها، ونقلت سفارتها إلى القدس بدلاً من تل أبيب، فأشعلت الحرائق في الشرق الأوسط، بدون أن تبالي بالمظاهرات الفلسطينية التي تخرج كل يوم جمعة تطالب بالقدس مدينتهم، وبالمسجد الأقصى التي منعت فيه إسرائيل الصلاة، وفرضت أمريكا موقفها وتعاملت مع دول العالم، وكأنها دول تحكمها أمريكا بالحديد والنار.. فما تراه سيكون وما لا تراه لن يحدث! وانتقلت أمريكا – ترامب إلى مكان آخر في الشرق الأوسط، وهو إيران، فقامت بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني الغربي ظناً منها أن انسحابها سيجعل دول الاتحاد الأوروبي تنسحب هي الأخرى، وبذلك ينهار الاتفاق تماماً، لكن ما حدث هو العكس فالاتحاد الأوروبي تمسك بالاتفاق وذهب مسؤولون أوروبيون والتقوا بمسؤولين إيرانيين، وأعلنوا أن هدفهم هو الإبقاء على الاتفاق الذي تم بين دول 5+1 من بينها أمريكا، فإذا انسحبت فليبق الاتفاق مع الدول الخمس».

ليبيا تحتاج لهذا

«المسألة الليبية تحتاج لمزيد من الاهتمام، كما يصر محمد أبو الفضل في «الأهرام»: «الحماس الذي تبديه جهات إقليمية ودولية لإجراء الانتخابات في ليبيا قبل نهاية العام، يبدو في ظاهره حالة إيجابية، ترمي إلى إنهاء فترة قاتمة من التوترات والصراعات الدامية، وفي جوهره حالة سلبية يمكن أن تضاعف المشكلات، لم تكن هذه الرغبة موجودة بالدرجة ذاتها قبل بضعة أشهر. الاهتمام المفاجئ الذي تظهره بعض القوى بالانتخابات وحرق مراحل، تعديل اتفاق الصخيرات، وإقرار الدستور، وعقد مؤتمر جامع للوفاق الوطني، دليل ضعف وليس قوة. العجز يؤدي إلى الهروب والمراوغة في الوفاء بالاستحقاقات اللازمة. الشجاعة تقتضي الوفاء بخطة الأمم المتحدة على الأرض. تنفيذ ما جرى الاتفاق عليه في المؤتمرات التي عقدت في الدول المعنية بالتسوية في ليبيا. الدفع باتجاه الانتخابات في أي بلد يستلزم تهيئة البيئة السياسية والأمنية. جعل الأجواء مواتية لتقبل ما يترتب عنها. التجهيز جيدا لعملية مضنية كي تكون النتائج معبرة عن الواقع بكل تشابكاته. منع من يمتلك زمام القوة من فرض النفوذ عنوة. وقف الخلل الحاصل في التوازنات جراء دعم دول لهذا الجناح بالسلاح، وفرض حصار على ذاك. في ليبيا وضع نادر من الخلل الجسيم. ميلشيات تتقاتل لتحقيق المكاسب. جيش يحاول لملمة المؤسسة العسكرية التي تم تخريبها عمدا. قوى سياسية تجرى وراء أهدافها الآنية. قبائل لا تزال تقبض على زمام أمور كثيرة. أقاليم تحلم بالانفصال لعدم قدرتها على الاندماج. دول خارجية تتدخل وتنتهك سيادة البلاد بذريعة الحفاظ على مصالحها. فوق كل ذلك هناك حكومة لا تحظى بإجماع وطني. حكومة لا تسيطر على مؤسسات الدولة التي اختطفتها الميلشيات المتطرفة».

العراق على الطريق

ومن ليبيا للعراق الذي تهتم بأحواله شيرين شمس الدين في «الشروق»: «أفرزت نتائج انتخابات 2018 ملاحظتين أساسيتين. أولا، نجح الصدر في فرض نفسه كلاعب أساسي على الساحة العراقية، سواء شارك في تشكيل الحكومة المقبلة أو انضم إلى صفوف المعارضة. وكانت شخصية الصدر المثيرة للجدل قد مرت بتحولات عدة، على الأقل ظاهريا، فقد حاول عقب عودته عام 2011، بعد ثلاث سنوات من المنفى الاختياري في إيران، تحسين صورته السابقة كراديكالي متمرد ومثير للشغب. واختار الصدر خطابا وطنيا عراقيا، غير طائفي وشعبوي المزاج، ونصّب نفسه راعيا للإصلاح، وعرّابا لحركة مكافحة الفساد منذ 2016، داعيا أتباعه إلى الانضمام للحركة الاحتجاجية والاعتصام عند بوابة المنطقة الخضراء في بغداد، حتى انتهى به الأمر إلى الدخول في تحالف «سائرون» الانتخابي عام 2018. تجمع الصدر بإيران علاقة خاصة وأحيانا إشكالية، فهو يرفض التبعية ويمثل خط والده غير المنسجم مع ولاية الفقيه، ويشوب علاقته مع القوى العراقية المقربة من إيران (خاصة المالكي وبعض فصائل الحشد الشعبي) الكثير من التوتر، ويعقد الوضع علاقاته الودية مع المملكة العربية السعودية ودول خليجية سنية أخرى. تبرر هذه العلاقات الشائكة مخاوف البعض من أن يلقى الصدر مصير إياد علاوي نفسه بعد انتخابات 2010، حين فازت قائمته بالمرتبة الأولى ولكنها حرمت من تشكيل الحكومة بسبب التدخلات الخارجية، خاصة الإيرانية في تحالفات ما بعد الانتخابات. ثانيا، على الرغم من ضعف المشاركة التي لم تتعد نسبة 44٪ ممن لهم حق التصويت، وعلى الرغم من كل ما شاب العملية الانتخابية من خروقات واتهامات بالتزوير، أثبتت نتائج الانتخابات أن قسما كبيرا من العراقيين رافضون لنظام المحاصصة، ويقبلون على التصويت لصالح القوائم العابرة للطوائف، مما يحمل بارقة أمل».

الكلب المحظوظ

«هل نسميه سفهًا.. أم إخلاصًا لكلب فقد بصره حزناً على صاحبه الذي مات.. هذه قصة حقيقية يرويها صبري غنيم في «المصري اليوم» لسيدة شابة ترملت بعد رحلة زواج جمعت بينها وبين زوج لم ينعم بطفل طوال حياته الزوجية، فقرر تبني كلب، أصبح ينتظره كل ليلة على باب الفيلا ويظل جالسا بجوار طاولة الطعام حتى ينتهيا من تناوله.. وفجأة يختفي الزوج من حياته، بعد أن لبى نداء ربه بدون سابق إنذار، مع أنه كان في هذه الليلة يداعبه وهو لا يعرف أنها مداعبة الوداع، فقد كان الكلب ينبح بصوت عال وكأنه يشير إلى خطر مقبل، فيرحل الزوج تاركا ابتسامة على وجهه ويودع زوجته وكلبه الأمين. تقول فتحية هانم «الكلب أصيب بحالة اكتئاب حزناً على رحيل زوجي.. وامتنع عن الأكل حتى ضعف بصره»، فحملته إلى طبيب عيون متخصص في جراحة عيون الحيوانات، وقرر أن يجري له عملية جراحية ليسترد بصره.. وكونها تختار لندن لأن بها أكبر مستشفى لعلاج الكلاب، فهي على حد تعبيرها تملك المال الذي ورثته عن الزوج، وترى أن للكلب ميراثا غير شرعي عن وفائه وإخلاصه. الذي يسمع الخبر بدون أن يقرأ تفاصيله قد يرى أن مثل هذا التصرف هو نوع من السفه، على اعتبار أن هناك بني آدميين لا يجدون ثمن علاجهم في مصر حتى تأتي هي إلى لندن لتعالج كلبا.. مؤكد أنك ستتهمها بـ«الخبل»، مع أنها ترى أن الذي يحدث هو أمر طبيعي طالما أن لديها المال، وسوف تصرف على علاجه سواء في مصر أو في لندن».

السيسي واثق من أن النجاح حليفه في المستقبل والخوف على صلاح لا ينسي الجماهير أبو تريكة

حسام عبد البصير

القاضي العربي يشرعن سلب الأرض خدمة للاستيطان والقاضية اليهودية تطعن في قراره

Posted: 31 May 2018 02:29 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»: قبيل إنهاء عمله في المحكمة الإسرائيلية العليا أصدر القاضي العربي سليم جبران قرارا قبل عام أباح فيه مصادرة أراض فلسطينية، خاصة في الضفة الغربية المحتلة لصالح المستوطنين، لكن رئيسة المحكمة اليهودية طعنت أمس بالقرار واعتبرته غير ملزم.
وقالت الرئيسة القاضية استر حيوت إن قرار جبران غير ملزم على اعتبار أنه «يتناقض مع القرارات السابقة للمحكمة وليس له أي قوة قانونية».
ورفضت رئيسة المحكمة العليا، طلب منظمة «يش دين ـ يوجد قانون» لعقد جلسة أخرى لمناقشة حكم جبران، الصادر في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2017 بخصوص البؤرة الاستيطانية «عامونا»، إلا أنها أشارت إلى أن القرار الصادر عن جبران «غير قابل للتنفيذ من الناحية القانونية في الوقت الحالي».
وكانت هيئة المحكمة الإسرائيلية العليا المؤلفة من ثلاثة قضاة، برئاسة القاضي سليم جبران، قد أصدرت في تشرين الثاني 2017، قرارا يتيح للمستوطنين الاستيلاء على أراض فلسطينية خاصة، بادعاء أنهم «جزء من السكان المحليين» في الضفة الغربية المحتلة. وزعم جبران حينها أنه نظرا لأن أصحاب الأراضي سيستفيدون اقتصاديا من الأراضي المصادرة، فلا حاجة إلى النظر في آرائهم بشأن طبيعة استخدام هذه الأراضي. لكن صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية كشفت في حينها ان جبران اتخذ قراره المذكور بتوجيه او ضغط من وزيرة القضاء اييلت شاكيد من حزب البيت اليهودي الاستيطاني.
واستنادا لقرار جبران، أفتى المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، أفيحاي مندلبليت، بشرعية مصادرة أراض فلسطينية بملكية خاصة، بزعم الاحتياجات العامة في المستوطنات، التي كان قد عارضها في الماضي، على اعتبار أن «تنظيم الطريق يثير صعوبات قانونية لأنه يقتصر على خدمة السكان اليهود في الضفة الغربية».
في المقابل أكدت حيوت أن قرار جبران يلغي أحكامًا سابقة صدرت عن المحكمة نفسها، وأنه غير قابل للتطبيق وغير ملزم، واقتبست وجهة النظر القانونية التي كتبها مندلبليت في أعقاب الحكم. وأشارت إلى أن المستشار القضائي للحكومة كان على علم بأن «قرارات جبران تنحرف عن الوضع القانوني التقليدي الذي ساد لسنوات». واوضحت أن «مصادرة الأراضي الخاصة في الضفة الغربية لصالح المستوطنين للأغراض العامة، التي تخدم الاستيطان الإسرائيلي، لا يمكن تحقيقه إلا عندما يخدم في الوقت ذاته الفلسطيني» في الضفة الغربية، إذ لا تتيح المحكمة ازدواجية قضائية على المنطقة ذاتها».
ورفضت حيوت طلب «يش دين/ يوجد قانون» بعقد جلسة لمناقشة حكم جبران، على اعتبار أن الحكم غير ملزم قانونيًا، وأنه «بيان عابر، وبالتالي لا فائدة من عقد جلسة استماع أخرى حول هذه المسألة».

القاضي العربي يشرعن سلب الأرض خدمة للاستيطان والقاضية اليهودية تطعن في قراره
بضغط من وزيرة القضاء الإسرائيلية

رئيس اللجنة العسكرية لـ«الناتو» يعلن عن توسيع حضور الحلف في العراق

Posted: 31 May 2018 02:28 PM PDT

نواكشوط – «القدس العربي»: أعلن الجنرال باتر بافل رئيس اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي، أعلى سلطة في هذه المنظومة العسكرية الغربية، «أن الحلف بصدد توسيع وترسيخ حضوره في العراق ضمن التحالف الدولي المضاد لتنظيم «داعش»، الذي بدأ وجوده ينحسر».
وأوضح في تصريحات أدلى بها في اختتام زيارة عمل أنهاها أمس لموريتانيا «أن الحلف يخطط حالياً لإكمال ما بدأه في العراق من أجل أن يحافظ على النتائج التي حققها هناك، ولتحقيق ذلك، يضيف الجنرال بافل، سينظم الحلف في يوليو/تموز المقبل مهمة تدريبية جديدة في العراق».
وقال «أفضل طريقة لمكافحة الإرهاب هي بدون شك المساعدة في تكوين القوات المسلحة المحلية»، مضيفا «يجب أن نعرف الطريقة التي نرسي بها الأمن والاستقرار في محيطنا». وحول تدخل حلف الناتو في ليبيا عام 2011 وانعكاساته، أوضح بافل «أن حلف الأطلسي تدخل في ليبيا بتفويض من الأمم المتحدة لحماية المدنيين ضد ضربات النظام، كما حظي تدخله بدعم من مجلس الأمن الدولي ومجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية، وقد أتقن الحلف المهمة التي كلف بها».
وأضاف «بعد أي تدخل عسكري ينبغي السهر على نزع أسلحة المجموعات شبه العسكرية ومساعدة البلد على تطوير مؤسساته الأمنية والدفاعية، وهذه مهمة تعود للمجموعة الدولية». وقال «أظهرت الأزمة في ليبيا أن حلف الناتو قادر بشكل فعال على استخدام القوة لحماية المدنيين كما سبق له أن فعل في البلقان».
وبخصوص الوضع الحالي في ليبيا، أكد الجنرال بافل «أن حلف الناتو يدعم حاليا وبدون تحفظ، جهود الأمم المتحدة الهادفة لإيجاد حل سياسي للأزمة، وهو مستعد لمساعدة ليبيا في إعادة بناء مؤسساتها الأمنية والعسكرية وبخاصة وزارة للدفاع الوطني وقيادة الأركان وجهاز الاستخبارات والأمن»، مشيراً «إلى أن خبراء حلف الناتو مستعدون ضمن التعاون مع الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وفي الإطار الثنائي، للتباحث مع السلطات الليبية حول الطرق التي يمكن للحلف أن يساعد بها هذا البلد الممزق».
وحول التعاون بين حلف الناتو ومجموعة دول الساحل الخمس، أوضح الجنرال باتر بافل «أنه ليس هناك في الوقت الحالي تعاون بين الحلف ومجموعة دول الساحل الخمس، فالحلف لم يتلقَ أي طلب للتعاون وليس له أي تفويض للقيام بأي دور في المنطقة، والمحادثات التي أجريتها خلال زيارتي هذه مع كبار مسؤولي مجموعة دول الساحل الخمس هي الأولى من نوعها وإذا عدت لبروكسل فإننا سنتدارس على المستوى السياسي بشكل محمق النقاط التي ناقشناها هنا، ونحن نفضل في الوقت الراهن الاطلاع على تطور الأوضاع في الساحل والاقتصار على تبادل المعلومات في هذا الشأن».
وقال «للحلف تعاونه مع الجزائر والمغرب وهما بلدان لهما مثل موريتانيا تنسيقهما معنا ضمن الحوار المتوسطي، وفرنسا التي هي عضو في حلف الناتو توفر لنا المعلومات المتعلقة بالوضع العسكري والأمني في الساحل، ولدينا كذلك تنسيقنا في هذا الشأن مع الاتحاد الأوروبي».
وعن الإرهاب الدولي، أوضح الجنرال بافل «أن الإرهاب ليس له مكان محدد ولا دين محدد»، مشيراً «إلى أن حلف الناتو يتولى منذ عدة سنوات دوراً مهماً في مجال مكافحة الإرهاب، والدليل على ذلك خطته في جنوب آسيا التي مكنته، حسب بافل، من الحضور الكبير في أفغانستان حيث نشر آلافاً من الجنود وعدداً كبيراً من الخبراء».
وحول الدور الذي يقوم به حلف الأطلسي في مجال مكافحة القرصنة البحرية والتهريب والهجرة، أكد الجنرال بافل «أن الحلف قام ما بين 2008 و2016 بعدة عمليات لمواجهة القرصنة وحماية البواخر العابرة للمياه الدولية، ضمن عملية «درع المحيط» التي مكنته من توسيع مقاربته الخاصة بمكافحة القرصنة حيث اقترح على الدول المهتمة تقديم مساعداته لها في بناء دفاعات ذاتية».
وقال «لم تسجل أي عملية قرصنة بحرية ناجحة منذ 2012 وأنهى حلف الناتو مهمة «درع المحيط» منتصف ديسمبر/كانون الأول عام 2016 لكنه يواصل دوره في مجال التصدي للقرصنة البحرية بشكل فعال».
وتوقف الجنرال باتر بافل رئيس اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي أمام الشراكة بين موريتانيا والحلف، فأوضح أنها «تعود لعام 1995 وأنها تطورت خلال السنوات الإحدى عشرة التي مضت على تأسيسها».
وأكد «أن حلف الناتو ساهم في تدعيم المنظومة العسكرية الموريتانية للتكوين والتأهيل، كما ساهم في مأسسة العلاقات بين مدارس التكوين التابعة له والمدرسة العسكرية الموريتانية لمختلف الأسلحة».
وتحدث الجنرال باتر فايل كذلك «عن تمويل حلف الناتو لبناء مخزنين كبيرين آمنين للأسلحة والمعدات العسكرية، إلى جانب تكوين متخصص في المساعدة الفنية للتخلص من الأسلحة القديمة، وتوفير أنظمة محمولة للدفاع الجوي».
وقررت موريتانيا وحلف شمال الأطلسي خلال زيارة الجنرال بافل لنواكشوط التي أنهاها أمس توثيق تعاونهما في المجالات الأمنية والعسكرية والاستخباراتية.
وأجرى الجنرال بافل خلال الزيارة محادثات مع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، وعقد جلسات عمل مع قائد الأركان العامة للجيوش الموريتانية الجنرال غزواني.
وأكد الجنرال باتر بافل في توضيحات عن زيارته لموريتانيا « أن اتصالاته في نواكشوط مكنته من إجراء مناقشات مهمة حول التعاون بين حلف الأطلسي وموريتانيا في إطار الحوار المتوسطي، كما مكنته من التباحث حول الوضع الأمني في الساحل من خلال ما تقوم مجموعة دول الساحل الخمس في مواقع انتشارها في الشريط الساحلي الصحراوي».
وأوضح «أن التعاون بين الحلف وموريتانيا يشمل برامج متعددة ومهمة، بينها برنامج تعزيز التكوين والدفاع بين حلف الأطلسي والمدرسة الوطنية للأركان الموريتانية وهو برنامج سيساعد مؤطري المدرسة على تحسين الخبرة والتخطيط وفقا لأحدث مستويات التخطيط العملياتي المتبعة لدى الحلف».
وقال الجنرال بافل «أن الشراكة مع موريتانيا ستشمل برنامجاً يوسع نطاقات استخدام العلوم لتشمل مجالات السلم والأمن»، مشيراً إلى «أن حلف شمال الأطلسي سيمّول إقامة مراكز لتسيير الأزمات في نواكشوط وفي مناطق داخلية أخرى، بغية تحسين الأمن وإقامة منشآت تخزين للذخيرة في هذه المواقع».
وأشار الجنرال بافل «إلى أن جو الأمن الحالي في أوروبا والشرق الأوسط وانعكاسات الأوضاع في ليبيا والعراق وسوريا على السلام العالمي، تمثل بحق تهديدات وتحديات على مستوى الأمن المشترك تحتم تعاونا مكثفا أكثر من أي وقت مضى بين موريتانيا وعدد من الدول والأطراف التي تنسق جهودها ضمن شراكة الحوار المتوسطي».

رئيس اللجنة العسكرية لـ«الناتو» يعلن عن توسيع حضور الحلف في العراق
تدخلنا في ليبيا بتفويض دولي ومستعدون للمشاركة في إعادة بنائها

تفاهمات روسية ـ إسرائيلية جديدة حول سوريا

Posted: 31 May 2018 02:28 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: أوضحت مصادر في روسيا وإسرائيل أنهما توصلتا لتفاهمات جديدة حول «مناطق خفض التصعيد والوجود العسكري في جنوب سوريا».
جاء ذلك في لقاء جمع وزير الجيش الإسرائيلي، مع نظيره الروسي سيرغي شويغو في موسكو أمس، بعد أقل من أسبوعين من زيارة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو للكرملين، في زيارة هي التاسعة منذ عامين.
وأوضح محلل الشؤون الإستراتيجية يوسي ميلمان أن التفاهمات تنص على «إبعاد القوات الإيرانية عن خط الهدنة مسافة 20 كيلومترا، وعدم بناء أيّ قواعد إيرانيّة دائمة، جوية أو صاروخية في سوريا، وحرية تصرف إسرائيلية في سوريا ضد القواعد الإيرانية مشروطة بالتنسيق مع موسكو (بما في ذلك هجمات عسكرية وضربات جوية).
وأكد في تحليل نشرته صحيفة «معاريف» في موقعها الإلكتروني أمس أن روسيا ستنقل التفاهمات الإسرائيلية الروسية إلى رئيس النظام السوري، بشار الأسد، الذي سينقلها بدوره إلى طهران. وأشار إلى أن التحرك الإسرائيلي في سوريا مشروط بعدم استهداف قوات نظام الأسد، إنما القواعد الإيرانية فقط.
وحسب المصدر الإسرائيلي، شدد وزير الدفاع الروسي في بداية اللقاء على ضرورة تفعيل «إمكانية مناقشة القضايا الحيوية والمهمة حول التسوية السورية. وأضاف شويغو أن «تراكم العديد من المسائل في الشأن السوري من الضروري بحثها». داعيا لمناقشة كل المسائل المتعلقة بالعمل على الحدود وفي المنطقة الجنوبية لخفض التصعيد خاصة البنود التي يوجد فيها اتفاق عليها مع الأردن والولايات المتحدة.
وقال ليبرمان، حسب « معاريف»، خلال اللقاء إن «إسرائيل تقدر تفهم روسيا لاحتياجاتها الأمنية، خاصة في الوضع على حدودها الشمالية» منوها أنه «من المهم مواصلة حوارنا والحفاظ على الخط المفتوح بين الجيشين الإسرائيلي والروسي في جميع القضايا المدرجة على جدول الأعمال.
واستغرق الاجتماع بين ليبرمان وشويغو، الذي عقد في وزارة الدفاع الروسية، ساعة ونصف الساعة، وحضره رئيس شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، تامير هايمن؛ وأطراف أمنية أخرى.
هذا ما أكدته مصادر روسية أيضا حيث قالت وكالة «تاس» الروسية للأنباء إن شويغو وليبرمان ناقشا الوضع في منطقة خفض التصعيد على الحدود السورية الأردنية، والمناطق التي تحتلها إسرائيل في الجولان السوري.

تفاهمات روسية ـ إسرائيلية جديدة حول سوريا

«هيومن رايتس ووتش»: «زوّار الفجر» يعتقلون نشطاء في مصر

Posted: 31 May 2018 02:27 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أمس الخميس، في تقرير حمل عنوان «زوار الفجر يعتقلون النشطاء»، إن «الشرطة المصرية وجهاز الأمن الوطني نفذا حملة اعتقالات ضد منتقدي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مداهمات جرت فجراً، منذ بداية مايو/أيار 2018».
واكدت أن «أجهزة الأمن احتجزت النشطاء لفترة وجيزة سرا بمعزل عن العالم»، مشيرة إلى أن «التهم التي وجهت إلى النشطاء مستندة إلى منشوراتهم على وسائل التواصل الاجتماعي ونشاطهم السلمي فقط».
سارة ليا ويتسن، مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في «هيومن رايتس ووتش»، قالت إن «الاضطهاد في مصر وصل درجة قيام قوات السيسي باعتقال نشطاء معروفين خلال نومهم، لمجرد كلامهم»
وأضافت :»الرسالة واضحة: الانتقاد، بل وحتى التهكم البسيط، يؤدي بالمصريين إلى السجن الفوري».
وطالبت، السلطات المصرية بـ«وقف اعتقال منتقديها، والإفراج عن أي شخص سُجن أو حُوكم لعمله الحقوقي السلمي أو ممارسة حقه في حرية التعبير».
وحسب تقرير المنظمة «حملة الاعتقالات جاءت عقب إصدار النائب العام المصري نبيل صادق بيانا في فبراير/شباط الماضي، يأمر النيابة العامة بمراقبة مواقع التواصل الاجتماعي التي تنشر الأكاذيب والأخبار غير الحقيقية»، مهدداً بأن «المحامين العموم ورؤساء النيابة سيتخذون إجراءات قانونية ضد وسائل الإعلام والمواقع التي تبث أخبارا كاذبة، من شأنها إلقاء الرعب في نفوس أفراد المجتمع أو تكدير الأمن العام».
«هيومن رايتس ووتش» بينت أن بين المعتقلين حازم عبد العظيم، ناشط سياسي، محتجز منذ 27 مايو/أيار، والصحافي والناشط الحقوقي المعروف وائل عباس، منذ 23 مايو/أيار، وشادي الغزالي حرب وهيثم محمدين؛ والناشطة أمل فتحي، وشادي أبو زيد، معد برنامج تلفزيوني ساخر.
وتناول تقرير المنظمة ظروف وأسباب اعتقال الناشط السياسي عبد العظيم، مذكراً أن الأخير شخصية بارزة في حملة انتخاب السيسي عام 2014، لكنه أصبح لاحقا من منتقديه.
وأشار إلى نشر عبد العظيم في مارس/آذار الماضي على حسابه في تويتر تسجيلات لمكالمتين هاتفيتين قال إنهما من عناصر أمن يهددونه بسبب انتقاداته.
وتابع أن «تقارير إعلامية أكدت قيام نيابة أمن الدولة العليا بحبسه 15 يوما على ذمة التحقيق، متهمةً إياه بـ «الانضمام لجماعة إرهابية» و«بث ونشر أخبار كاذبة».

المدون الشهير

أما فيما يخص اعتقال وائل عباس المدون الشهير، الذي احتجزته الأجهزة الأمنية من منزله يوم 23 مايو/أيار الماضي، فقد نقل تقرير المنظمة عن «الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان»، وهي جماعة حقوقية مستقلة، إشارتها إلى عدم «تقديم قوات الشرطة التي داهمت منزل عباس مذكرة أو شرح لأسباب اعتقاله، إضافة إلى مصادرة ممتلكاته الشخصية، كحاسبه المحمول وعدة كتب».
وكان عباس نشر رسالة على حسابه على «فيسبوك» الساعة 5 صباحا، قائلا: «أنا ببتقبض عليا» (يتم القبض عليّ)، قبل أن يصبح الحساب غير متوفر.
المنظمة لفتت إلى عدم تمكن محامي عباس من تحديد مكانه أو الاتصال به في البداية، لكنهم عثروا عليه لاحقا في مقر النيابة العامة.
وقال جمال عيد، رئيس الشبكة ومحامي عباس، إن «عناصر الأمن الوطني استجوبوا عباس عدة مرات قبل عرضه أمام النيابة، التي أمرت بحبسه 15 يوما على ذمة التحقيق متهمةً إياه بالانتماء إلى «منظمة إرهابية»، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لأفكار الجماعة و«نشر أخبار كاذبة».
ونقل التقرير عنه قوله إن النيابة اتهمت عباس في القضية رقم 441 لعام 2018، التي ادعت فيها النيابة أن المعتقلين كانوا جزءا من «الجناح الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين»، وهي القضية التي اتهم فيها صحافيون وناشطون عديدون خلال الأسابيع الماضية، منهم منتقدو «الإخوان المسلمين»، كعادل صبري، رئيس تحرير الموقع الإخباري المستقل «مصر العربية».
وأسس عباس، وهو مدون حائز على عدة جوائز، مدونة «الوعي المصري»، وكتب عن تعذيب الشرطة والفساد ونشر مقاطع فيديو وصور للاحتجاجات، وتلقى عدة جوائز كجائزة «هيلمان هاميت» لعام 2008 من «هيومن رايتس ووتش» و«جائزة نايت للصحافة الدولية» عام 2007. سمّته «سي أن أن» «شخصية العام في الشرق الأوسط» في 2007. وعباس أيضاً ناشط على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة «فيسبوك».

الشوبكي ومحمدين

التقرير تطرق كذلك إلى اعتقال أجهزة الأمن المصرية طالب الدكتوراة في «جامعة واشنطن»، وليد خليل الشوبكي، في القضية نفسها، وكيف أمرت النيابة بحبسه في 28 مايو / أيار الماضي، بعد أن استجوبته دون محام.
وأشار إلى أن قوات الأمن قد احتجزته بمعزل عن العالم الخارجي 4 أيام تقريبا، وأن اعتقاله جاء بعد بعد فترة وجيزة من مقابلته أستاذ القانون محمد نور فرحات، بشأن عمله على استقلال القضاء في مصر.
كما تناول اعتقال الناشط السياسي هيثم محمدين، المدافع عن الحقوق الاجتماعية، في 18 مايو/أيار الماضي بتهمتيّ «الانضمام إلى منظمة إرهابية» و«التحريض على التظاهر».
وأضاف أن نيابة أمن الدولة العليا أمرت بحبس المحامي هيثم محمدين، الناشط المدافع عن حقوق العمال، 15 يوما، في نفس القضية التي استجوبت فيها السلطات الغزالي حرب.

«إهانة الرئيس»

وحسب «هيومن رايتس واتش»، «في 15 مايو/أيار الماضي، استدعت نيابة الجيزة، شادي الغزالي حرب للاستجواب بعد شكوى من أحد المحامين استنادا إلى منشوراته على تويتر، التي تناولت موضوعات متصلة بشؤون خارجية مثيرة للجدل، مثل عزم السيسي التنازل عن جزيرتين في البحر الأحمر للسعودية».
واتهمه الادعاء في البداية بـ«إهانة الرئيس» قائلا إنه سيُطلق سراحه بكفالة. لكن عندما ذهب محاميه لإنهاء إجراءات إطلاق سراحه، وجد أنه حوّل إلى مقر نيابة أمن الدولة العليا بقضية أخرى، التي أمرت باحتجازه 15 يوما على ذمة التحقيق واتّهمته بـ«نشر أخبار كاذبة» و«الانضمام إلى جماعة محظورة».
التقرير رصد احتجاز أمل فتحي، ناشطة سياسية، التي اعتُقلت من بيتها في 11 مايو/أيار الماضي، بعد أن نشرت فيديو على حسابها على فيسبوك تنتقد فيه عدم قيام الحكومة والشرطة بحماية النساء من التحرش في الأماكن العامة، وتنتقد كفاءة موظفي مصرف حكومي.
وألقت قوات الأمن القبض على زوجها محمد لطفي، رئيس «المفوضية المصرية للحقوق والحريات»، وهي مجموعة حقوقية مستقلة، وأخذت الشرطة ابنهما البالغ من العمر 3 سنوات إلى مركز الشرطة معهما وأطلقت سراحه ولطفي بعد بضع ساعات، لكنها أبقت على فتحي، مدعيةً أن قضيتها بحاجة إلى مراجعة النيابة، وأبقت نيابة حي المعادي في القاهرة على احتجازها بتهمة «النية بإسقاط النظام الحاكم» و«إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعية» ونشر الشائعات.
واعتقلت أجهزة الأمن، وفق التقرير، شادي أبو زيد، معد برامج ساخرة، في 6 مايو/أيار الماضي، وقالت شقيقة أبو زيد إن الشرطة صادرت جهازي حاسب محمول وهاتفين ونقودا وكاميرا ومتعلقات شخصية أخرى، خلال مداهمتها منزله، وأمرت نيابة أمن الدولة العليا بتوقيفه بتهمة «الانضمام إلى منظمة إرهابية» و«نشر أخبار كاذبة».
واشتهر أبو زيد بفيديو ساخر يوزع فيه بالونات مصنوعة من واقيات ذكرية لعناصر شرطة، وكان في السابق مراسلا للبرنامج الكوميدي «أبلة فاهيتا». في 28 مايو/أيار الماضي، تقدم محامو الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان بشكوى تتهم الشرطة بسرقة ممتلكات أبو زيد بعد أن أبلغت الشرطة النيابة بأن كل ما صادرته من منزله كان نقودا، ولم يتم إرجاع العناصر المصادرة.

انتهاك للقانون الدولي

وأشار التقرير إلى أن أعضاء النيابة يمتلكون صلاحيات واسعة في القانون المصري، في انتهاك للقانون الدولي، تسمح لها باحتجاز المشتبه في ارتكابهم جنايات في الحبس الاحتياطي لمدة تصل إلى 5 أشهر دون عرضهم أمام قاضٍ، ويمكن للقضاة تمديد المدة حتى عامين دون جلسات استماع مناسبة، أو مبرر حقيقي، وهناك عشرات الآلاف من السجناء في السجن بدون محاكمة في مصر.
وتنص المادة 57 من الدستور المصري على أنه «لا يجوز» حرمان المواطنين من الحق في «استخدام وسائل الاتصال العامة بكافة أشكالها» ولا يجوز تعطيلها أو وقفها تعسفا، وتنص المادة 71 على أنه: «يُحظر بأي وجه فرض رقابة على الصحف ووسائل الإعلام المصرية أو مصادرتها أو وقفها أو إغلاقها».

«هيومن رايتس ووتش»: «زوّار الفجر» يعتقلون نشطاء في مصر
أجهزة الأمن تخفي المحتجزين لفترة.. والتهم منشورات على وسائل التواصل

حرائق جديدة في أحراش «غلاف غزة» ودعوات لـ«جمعة غضب» اليوم على الحدود

Posted: 31 May 2018 02:27 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: تسببت «طائرات ورقية حارقة» جديدة أطلقها نشطاء «مسيرات العودة» السلمية، تجاه بلدات إسرائيلية حدودية، في نشوب حرائق في عدة مناطق في غلاف غزة. وذكرت تقارير إسرائيلية أن حرائق اندلعت في أحراش «كيسوفيم» و»العين الثالثة» و«كفار سعد»، وجميعها تقع قرب الحدود الشرقية لقطاع غزة. ودفعت إسرائيل بفرق الدفاع المدني على الفور لتلك المناطق من أجل العمل على إخماد هذه الحرائق.
ولوحظ خلال الأيام الماضية تكثيف الشبان المشاركين في فعاليات «مسيرات العودة» عمليات إطلاق هذه الطائرات التي تحمل كتلا نارية، إلى ما بعد الحدود، بهدف إحداث الحرائق.
وفي السياق أطلقت قوات الاحتلال النار تجاه شبان حاولوا إزالة السياج الشائك قبالة بلدة خزاعة الشرق مدينة خانيونس، جنوب القطاع. ولم يسفر إطلاق النار عن أي إصابات.
إلى ذلك دعت الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار، السكان للمشاركة الفاعلة اليوم في فعاليات «جمعة من غزة إلى حيفا وحدة دم ومصير مشترك». وأطلق هذ الاسم من قبل الهيئة، عقب الاحتجاجات التي شهدتها مدينة حيفا مساندة لقطاع غزة. وأكدت استمرار فعالياتها برا وبحرا، حتى تحقيق هدف المسيرات، المتمثل بكسر الحصار المفروض على غزة من قبل الاحتلال.
وعلى صعيد الاعتداءات الإسرائيلية أطلق سلاح بحرية الاحتلال، أمس النيران من الأسلحة الثقيلة، تجاه مراكب الصيادين في بحر مدينة غزة.
وحسب صيادين فإن الزوارق الحربية الإسرائيلية قامت ايضا بالاعتداء على مراكب الصيادين، وفتحت صوبها خراطيم المياه العادمة، ما أجبر الصيادين على العودة إلى الساحل خشية من تعرض حياتهم للخطر.

حرائق جديدة في أحراش «غلاف غزة» ودعوات لـ«جمعة غضب» اليوم على الحدود
بفعل «الطائرات الورقية الحارقة»

حماس ما زالت شريكاً خفياً

Posted: 31 May 2018 02:25 PM PDT

«انتهى العهد الذي فيه قواعد المواجهة يتم تحديدها بصورة حصرية من طرف واحد»، قيل أمس في بيان مشترك لرؤساء الاذرع العسكرية للتنظيمات في غزة. هذا القول استهدف كما يبدو إعطاء إشارات لإسرائيل بأنها لم تعد تستطيع مهاجمة غزة بدون رد، لكن هي أيضاً تقيد أيدي التنظيمات التي تأخذ على عاتقها عدم المبادرة للهجوم طالما أن إسرائيل لا تقوم بذلك.
هذه هي الصيغة التي كانت في أساس تفاهمات الجرف الصامد في العام 2014، وهذه هي نفس التوافقات التي أخذتها التنظيمات على نفسها أمس في أعقاب الوساطة المصرية التي تقريبا كادت أن تفشل. العودة إلى نقطة البداية تضع من جديد حماس كمسؤولة عن كل التطورات في القطاع سواء من قبلها أو من قبل تنظيمات أخرى مثل الجهاد الإسلامي، اللجان الشعبية أو التنظيمات السلفية. استعداد إسرائيل للعودة إلى خطوط 2014 تدل من جانبها أن إسرائيل ترى في «حماس» شريكة مسؤولة حتى لو كانت لا تجري معها حواراً مباشراً.
فعلياً، إسرائيل تتصرف في غزة وكأنه لا توجد هناك سلطة فلسطينية التي عن طريقها اعتادت في الماضي إجراء حوارات بشأن تهدئة القطاع. وبهذا فإنها تؤمن بأنها نجحت في استكمال الفصل المريح بين القطاع والضفة الغربية، فصل كان ضروريا لها من أجل رفض العملية السياسية بذريعة أنه طالما أن السلطة لا تسيطر على القطاع فلا معنى لاجراء مفاوضات سياسية معها.
ولكن هذا الفصل يجري فقط في المستوى العسكري، وهو لا يستطيع أن يصمد عندما وفي حال أن يطرح الرئيس ترامب خطته السياسية. في هذه الاثناء سيساعد هذا الفصل على ادارة الاحتلال في غزة حسب الشروط التي تحددها إسرائيل ومصر. حماس كشريكة خفية، على الاقل من جانب إسرائيل، تعيش بسلام مع هذه الشروط طالما أنها حصلت من مصر على وعود بفتح معبر رفح، كما عملت حقاً بمناسبة شهر رمضان، ويبدو أنها تستطيع أيضاً الحصول على أموال من دولة الامارات التي ساهمت بتمويل القطاع ومستعدة أن تضع تحت تصرف الحكومة في غزة أموالاً تبلغ عشرات الملايين في اللحظة التي تتحول فيها المصالحة بين فتح وحماس إلى واقع على الارض.
حماس والجهاد الإسلامي، ورغم الفجوة الايديولوجية بينهما تتفقان حول مسألة المصالحة الفلسطينية ومسألة الرعاية المصرية. والخلاف في قيادة الجهاد بين مؤيدي العلاقة مع إيران وبين المعارضين لها ليس متوقعا أن تعيق في الفترة القريبة تطبيق التوافقات التي تم التوصل اليها، والتي تشمل ضمن أمور أخرى إبعاد قطر وتركيا عن أي تدخل في القطاع.
إسرائيل التي سارعت إلى وضع انتصارها في المواجهة العسكرية على لائحة النتائج، لم تحقق انعطافة في الوضع القائم الذي ساد قبل الاحداث، وإذا أرادت إظهار قدرة على الردع فانه هنا أيضاً تبين لها أن ردع الجرف الصامد قد تقلص، سواء ازاء مسيرات العودة أو أمام المعركة الثنائية التي أدارها ضدها الجهاد وحماس. بدل الردع نشأ ميزان توافقات بينها وبين التنظيمات وكأن الامر يتعلق بعلاقات بين دولتين متعاديتين تسلّمان بقيود القوة لهما.
المكسب الكبير، إذا أمكن التطرق لهذه الاحداث بمفاهيم حسابية، هو من نصيب مصر التي أثبتت ثانية قوتها في تحقيق تهدئة في المكان والزمان الذي تكون مطلوبة فيه. مكانة مصر كشريكة في إدارة غزة من الخارج جاءت من علاقات الثقة السائدة بينها وبين إسرائيل وبينها وبين حماس والجهاد الإسلامي. حتى لو كانت ظروف بناء الثقة غير متشابهة.
مع إسرائيل نشأ تعاون غير مسبوق على خلفية محاربة مصر للإرهاب في سيناء والذي في إطاره سمحت إسرائيل لمصر بإدخال قوات كبيرة إلى سيناء بما في ذلك سلاح الجو من خلال خرق فعلي لاتفاق كامب ديفيد، وفي المقابل حصلت إسرائيل على حرب مصرية مصممة ضد أنفاق حماس وضد مسارات السلاح للتنظيمات.
حماس في المقابل اضطرت إلى تبني الحضن المصري بعد أن انفصلت عن إيران على خلفية انتقادها الشديد للرئيس بشار الاسد وبسبب الضغط الاقتصادي الذي فرضته مصر على عبور التجارة والسكان منها واليها، وبهذا فقد زادت حرارة وعاء الضغط. الامر المهم هو أنه خلافا لإسرائيل، فان مصر غير واقعة تحت ضغط دولي بسبب سياستها تجاه غزة، في حين أن إسرائيل تعتبر المسؤولة الحصرية عن الحصار الذي يستمر منذ 11 سنة.
ولكن اعتماد إسرائيل على قدرة مصر على مواصلة ولعب دور الوسيط النزيه الذي يمكنه تجميد أي مواجهة عسكرية تلزم إسرائيل بالاسهام بنصيبها في استقرار اقتصاد غزة. ليس فقط بسبب اعتبارات انسانية التي لا تقلق بشكل خاص إسرائيل، بل من أجل منع حدوث أعمال مثل نموذج مسيرات العودة أو التدهور إلى مواجهة عسكرية. هذه الضرورة تقوي فعلياً حماس، لكن هذا هو الثمن الذي ستضطر إسرائيل لدفعه من أجل أن يواصل هذا الشريك تحمل المسؤولية تجاه التفاهمات التي تم التوصل اليها في المواجهة الاخيرة.
اضافة إلى ذلك، مواصلة سياسة الحصار لن يكون لها معنى كبير إذا قررت مصر فتح معبر رفح على مصراعيه كجزء من سياستها للحفاظ على قوة حماس الضرورية لها ـ مثلما هي لإسرائيل ـ من أجل الحفاظ على حدودها من الشرق. يجب الأمل بأن تعترف إسرائيل أخيراً بعدم جدوى سياسة الحصار وأن لا ترى فيها ذخراً هاماً ثمنه باهظ جداً.

تسفي برئيل
هآرتس 31/5/2018

حماس ما زالت شريكاً خفياً
بدل الردع حققت إسرائيل ميزاناً من التوافقات والرابح الأكبر هو مصر
صحف عبرية

مسؤول ملف الأسرى الإسرائيليين يكشف رفض إبرام صفقة تبادل مع حماس على غرار «شاليط»

Posted: 31 May 2018 02:25 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: كشف منسق ملف الأسرى والمفقودين الإسرائيليين في إسرائيل، ان دولة الاحتلال لن تقدم على إبرام صفقة تبادل جديدة مع حركة حماس، على غرار الصفقة التي أبرمت في عام 2011. ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن يارون بلوم مسؤول ملف المفقودين الإسرائيليين خلال لقاء مغلق مع أعضاء لجنة الخارجية والأمن، قوله إن إسرائيل «لن تبرم اية صفقة تبادل مع حركة حماس على غرار صفقة شاليط». وأضاف «الاتفاق المقبول لدى إسرائيل هو إعادة جنديي جيش الدفاع والمواطنين الإسرائيليين، لقاء خطة لإعادة إعمار قطاع غزة بالكامل».
وحسب ما جرى ذكره فإن نقاش جلسة الخارجية والأمن البرلمانية في إسرائيل، حضرها أفراد من عائلة ابرا مانغيستو المحتجز في غزة. ونقل عن والدته قولها إن العائلة تواجه حاليا أربع سنوات من الصمت، لا تعلم فيها وضع ابنها، متهمة الحكومة الاسرائيلية بعدم الاكتراث بمواطنيها، بزعمها أن إسرائيل تمنح العلاج لأسرى حماس، في حين لا تعلم إن كان يقدم في غزة الدواء لابنها أم لا.يشار إلى إن إسرائيل استجابت بوساطة مصرية عام 2011، لمطالب حركة حماس، وأطلقت سراح 1027 أسيرا فلسطينيا، بينهم الكثير من ذوي المحكوميات العالية والمؤبدات، مقابل إطلاق حماس سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي اختطف من داخل موقع عسكري على حدود غزة عام 2006.
وحاليا يحتجز الجناح العسكري لحركة حماس أربعة إسرائيليين بينهم جنديان، أسرا خلال الحرب الأخيرة على غزة صيف عام 2014، ورغم أن إسرائيل ذكرت أن الجنديين قتلا، إلا أن الجناح العسكري لحماس يرفض تقديم أي معلومات عن مصيرهما حتى اللحظة. ويطلب قبل أن يفتح باب النقاش حول صفقة التبادل الجديدة، أن تقوم إسرائيل بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين الذين أعادت إسرائيل اعتقالهم بعد إطلاق سراحهم في صفقة التبادل الأخيرة.
وأخيرا كشف يحيى السنوار قائد حركة حماس في غزة، أن إسرائيل تراجعت عن عقد صفقة تبادل أسرى خلال الفترة الماضية، حين وصولها إلى مراحل متقدمة، موضحا أن حكومة الاحتلال تبدو غير مستعدة لعقد صفقة جديدة.

مسؤول ملف الأسرى الإسرائيليين يكشف رفض إبرام صفقة تبادل مع حماس على غرار «شاليط»
قال إن بلاده تقبل إعادة جنودها مقابل خطة إعمار كاملة لغزة

المعارضة الكردية والجبهة التركمانية تهاجمان معصوم: يعمل لصالح حزبه ويدافع عن «المزورين»

Posted: 31 May 2018 02:24 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: أبدى رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، أمس الخميس، «اعتراضه» على قرار البرلمان الأخير بإلغاء نتائج الانتخابات في الخارج وبعض المحافظات وإعادة العد والفرز واعتبره «مخالف للدستور».
وتعدّ الوظيفة الأساسية لرئيس الجمهورية هي «حماية الدستور»، إضافة إلى المصادقة على القوانين الصادرة من البرلمان، لكن مراقبين يرون أن توجه معصوم يأتي متناغماً مع موقف حزبه (الاتحاد الوطني الكردستاني) الرافض لإجراء البرلمان الأخير.
ونقلت الفضائية العراقية الرسمية، خبراً عاجلاً عن رئاسة الجمهورية قالت فيه، إن «قرار مجلس النواب بشأن إلغاء نتائج الانتخابات في بعض المحافظات وإعادة العد والفرز، مخالف للدستور».
وطلبت الرئاسة، رأي المحكمة الاتحادية حول مدى دستورية قراري مجلس النواب ومجلس الوزراء بهذا الشأن، وأيضا رأيها عن ابقاء الجلسة لمجلس النواب مفتوحة.
وطبقاً لمصادر مطّلعة، فإن كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني، قدمت طعناً لدى المحكمة الاتحادية بشرعية جلسة البرلمان التي عقدها الاثنين الماضي.
وطبقاً للمصادر، فإن الطعن يتعلق بعدم تحقيق نصاب الجلسة في 28 أيار/ مايو الماضي، الأمر الذي يجعل كل ما يترتب عليها «غير قانوني»، كما اعتبر الحزب، الجلسة الاستثنائية أنها تعقد لمرة واحدة وتتناول موضوعاً محدداً ولا يمكن تركها مفتوحة.
كتلة التغيير الكردستانية، فانتقدت «بشدّة» تصريحات معصوم التي وصف فيها الجلسة الاستثنائية لمجلس النواب بشأن الانتخابات بأنها «غير دستورية»، متهماً الرئاسة أنها «مؤسسة مسلوبة الإرادة من قبل الاتحاد الوطني الكردستاني».

رئاسة مسلوبة الإرادة

وقال النائب عن التغيير، هوشيار عبدالله في بيان، «نحن لا نستغرب من دفاع رئاسة الجمهورية عن التزوير في الانتخابات، سيما بعد أن ثبت للجميع أن هذه المؤسسة طيلة السنوات الأربع الماضية مسلوبة الإرادة من قبل الاتحاد الوطني الكردستاني، ومعظم مواقفها وبياناتها وتصريحاتها تم تفصيلها على مقاس هذا الحزب المتورط في تزوير الانتخابات»، حسب تعبيره.
وأوضح أن «هذه المؤسسة تتصرف بنفس حزبي وفقاً لمصالح حزبية ليس فقط في قراراتها، وإنما فيما يتعلق أيضا بنثرياتها وتعييناتها وكل المناصب الموجودة داخلها والتي تدار من قبل حزب رئيس الجمهورية «.
واعتبر، موقف رئاسة الجمهورية من الجلسة الاستثنائية التي عقدها مجلس النواب مؤخراً، «منحاز ويتعارض مع الدستور، وكلنا نعرف تماما أن الجلسة دستورية، والشيء غير الدستوري هو الدفاع عن فضيحة دولية وصلت رائحتها إلى أروقة الأمم المتحدة بدلاً من الدفاع عن إرادة الناس وأصواتهم».
كذلك، أصدرت أحزاب، التغيير الكردستانية والاتحاد الإسلامي الكردستاني والجماعة الإسلامية الكردستانية، بيانا مشتركًا بشأن ما كلام معصوم حول قرار البرلمان، فيما دعته إلى عدم الدفاع عن المزورين والفاسدين.
وقالت، إن «رئيس الجمهورية حسب الدستور يفترض أن يكون حاميا له وحريصا على الدفاع عنه، والذي مع الأسف لم نسمع له صوتا في محافل ومواقف عديدة سابقة حين حصلت خروقات وتجاوزات رافقها إصدار لقوانين وقرارات غير دستورية مست العراق عموما وإقليم كردستان خصوصا، نراه اليوم يتدخل بأمور ليست من اختصاصه وخارج صلاحياته الدستورية من خلال مفاتحته المحكمة الاتحادية بشأن إجراءات البرلمان حول الانتخابات»، مبيناً أن معصوم»وضع نفسه في خندق الدفاع عن المزورين».

رمز البلاد

وأضافت أن «المادة 67 من الدستور تنص على أن رئيس الجمهورية هو رمز وحدة البلد ويسهر على ضمان الالتزام بالدستور والحفاظ على وحدة العراق، كما أن المادة 68 تنص على أن رئيس الجمهورية ينبغي أن يتحلى بالنزاهة والعدالة والاستقامة ولا نعلم هل أن إحقاق الحق وتطبيق القانون والبحث عن العدالة والحفاظ على أصوات الناخبين وصوت الشارع ومحاسبة المزورين هو خرق للدستور أم أن الدفاع عنهم والتستر عليهم هو الخرق للدستور».
وتابعت أن «صلاحیات رئیس الجمهوریة حددها الدستور في المادة 73 والتي لم تضع له أي حق بالتدخل بعمل السلطة التشريعية والتي هي أعلى السلطات في العراق، كما انه تناسى أن منصبه تقلده عن طريق البرلمان وأن النظام في العراق هو برلماني».
وأوضحت أن «المادة 102 من الدستور تحدثت عن أن مفوضية الانتخابات تخضع للرقابة وإشراف البرلمان وهو المعني بمتابعة عملها والإشراف عليها، وتتشكل المفوضیة من قبل البرلمان وهو أمر آخر يعطي الحق للبرلمان بتعديل قانون المفوضية في حال اقتضت المصلحة العامة هذا التعديل».
ودعت الأحزاب، رئیس الجمهورية إلى «احترام الدستور والصلاحیات الاخری والحيادية بمواقفه والكف عن الانحياز والدفاع عن المزورين والفاسدين»، مشددة على ضرورة أن «يكون رئيسا لكل العراق ولیس لحزبه او جهة السیاسیة معینة».
في السياق، جهت الجبهة التركمانية العراقية، انتقادات لاذعة إلى معصوم، بشأن موقفه الأخير من قرار البرلمان واعتبرت أنه «يدافع عن مزوري الانتخابات».
وقال رئيس الجبهة أرشد الصالحي، في بيان، إن «رئيس الجمهورية لا يملك أي صلاحية للتدخل في شؤون مجلس النواب، وذلك باعتبار البرلمان أعلى سلطة حسب الدستور».
وأضاف أن «رئيس الجمهورية، يجب أن يكون عادلا، والعدالة تتحقق بإرجاع الأصوات المسلوبة، وأن إرادة الناخب قد تم تزويرها من خلال القرصنة الالكترونية المبرمجة».

المعارضة الكردية والجبهة التركمانية تهاجمان معصوم: يعمل لصالح حزبه ويدافع عن «المزورين»

ينابيع الذكريات ما زالت تتدفق حطين.. خصوبة الجغرافيا والتاريخ

Posted: 31 May 2018 02:24 PM PDT

الناصرة ـ»القدس العربي» :تنشر «القدس العربي» على حلقات، تقارير خاصة إحياء للذكرى السبعين لنكبة فلسطين.وهذه هي الحلقة الرابعة.
والهدف هو ترميم الذاكرة بأسماء أعلام في السياسة والاقتصاد، والثقافة والأدب والفن والصحافة، علاوة على معالم عمرانية/ أثرية وحضارية، وذلك استنادا غلى مصادر مكتوبة وعلى الرواية التاريخية الشفوية…
نتورط أحيانا في التركيز المفرط على النكبة وما شهدته من مجازر وجرائم وتهجير الخ ..على حساب ذاكرة فلسطين قبل 1948 بمدنها وأريافها: ثقافة ومجتمع واقتصاد وغيره. لذا هنا زاوية جديدة (حكاية عن بلدي).. هي جولة بين البحر والنهر بحثا عن ملامح وطن.. اعتلته طبقات من غبار الأيام ولا تزال الصهيونية تسعى بمنهجية لطمسها، وتشويه سمعتها بمزاعم « القفار والصحارى والمستنقعات».. ونحن أحيانا نساهم في هذا الغياب والتغييب، ولذا فالزاوية مفتوحة لمقترحات ولمن يرغب في المساهمة بصور وكلمات قليلة مجددة تنعش الذاكرة وتثريها.
حطين ذاكرة كبيرة وقرية فلسطينية صغيرة في الجليل، غنية بأخلاق أهلها وموارد جغرافيتها وثراء تاريخها المشحون، قامت على أنقاضها مستعمرتا كفار زيتيم وأربيل. حطين التي ارتبط اسمها بصلاح الدين، بين طبريا ونمرين، في واجهتها البعيدة تطل صفد بوضوح، قامت بيوتها على سفح جبل حطين وخلفها «قرنان» يحملان اسمها وهدمتها السلطات الإسرائيلية في خمسينيات القرن الماضي بعدما تنبهت أن المتبقين من أهلها صاروا يعودون لفلاحة أراضيهم فتم تحميلهم على شاحنة وألقت بهم بين المغار وعيلبون.
تشرف حطين على سهل خصب تحمل اسمه، من حولها انتشرت الكروم والحقول وكانت أكثرها خصوبة منطقة وادي الليمون المتجه نحو وادي الحمام شمالا، وبفضل ينابيعها هناك وفي مناطق أخرى زرع الأهالي كروم الجوز الأمريكي.
ويستذكر أهالي حطين أن أهالي القرى المجاورة عرابة وسخنين ودير حنا وعيلبون ونمرين ولوبية كانوا يمرون من حطين وهم في طريقهم لطبريا للاستراحة عند القسطل والارتواء من مياهه هم ودوابهم. ونقلت حطين قسما من محاصيلها (باذنجان وبندورة وقرنبيط والحمضيات والتفاح والمشمش والتوت وغيرها الكثير) لمدينة طبريا كما فعلت قرى أخرى حتى عرابة البطوف.
وحتى أراضي مستوطنة «متسبيه» تقوم على منطقة «عين الكتب» التي كانت تتبع لأهالي حطين وباعها بالخدعة إقطاعي لبناني يدعى مصباح رمضان عام 1908 كما يؤكد في شهادته محمد توفيق حوراني لـ «زوخروت».

بين حطين وطبريا

ويوضح حوراني أن حطين امتلكت 23 ألف دونم، منها 1600 دونم زرعت بالريّ. ويتابع «كل البلاد اللي حوالينا ييجوا خضرة وميّ من حطين وكانت أغنى البلاد بالحلال كمان». ويشير الى وفرة عيون حطين منها نبع تدفق قريبا من النبي شعيب ومنه تفرعت قنوات من الإسمنت المسلح بين البيوت ودخلت حتى مسجدها التاريخي، وفيها كان يسبح الأولاد في الصيف وبفضلها تم ري البساتين حسب الساعات ومساحة الأرض وتناوب الأهالي بالليل والنهار على تقاسم الماء.
ومن عائلات حطين، شبايطة والسعدية وحوراني والدحابرة وأبو سويد ورباح وغيرها، ولكل منها مضافة تشهد سهرات الأهالي وروايات الزير سالم وعنترة وغيرهما.
ويستذكر حوراني تعبيد الشارع الرئيسي بين حطين وطبريا على يد مقاول من حيفا يدعى حسن شبلاق صاحب شركة شبلاق- عبد الفتاح. ويضيف « صاروا يعطونا بالمدرسة عمليات حسابية عن الشارع مثل قديش طول الشارع وكم كوب بدو وقديش التكلفة».
لوفرة كروم الزيتون أقيمت في حطين عدة معاصر زيت، اثنتان تتبعان لعائلة رباح ومعصرة لعائلة عزام وأخرى لعائلة شبايطة، وحينما كان  الموسم يفيض بخيره كان البعض ينتقل لعصر الزيتون في كفركنا حيث تعمل معصرة بالموتور لا بقوة الخيل، كما يقول الشيخ محمود رباح، أبو شوقي، عن والده في الموسم الأخير قبل النكبة. وهو ما زال يذكر في مخيلته نفسه طفلا يركب على أكياس الزيتون في الشاحنة. ويستعيد أبو شوقي أيام الدراسة في طفولته حيث قطعت عليه النكبة تعليمه وهو في الصف الرابع، ويشير إلى أن بعض أبناء بلدته دأبوا على استكمال تعلمهم حتى الثاني ثانوي « في طبريا أو حيفا أو البصة.
ويغرف أبو شوقي من ذاكرته الحيّة فيقول إن مدير مدرسته صلاح حديد من مدينة صفد استبدل المدير بدوي عبد المجيد من نابلس وأدار التعليم وفق نظام صارم، وساعده معلمون يذكر منهم المربي سامي عزوقا من جنين ومحمد خرطبيل من طبريا والأستاذ أحمد من قرية إمتين قضاء نابلس ومعلم آخر من دير القاسي في الجليل الأعلى. وقد تعلمت البنات في حطين للصفوف الدنيا فقط.
في شهادتها تقول الحاجة سهام فالح شبايطة إن المدرسة كانت للأولاد لكن والدها رغب بتعليم بناته، وإن بنتا واحدة تعلمت في طبريا بعد الابتدائية واسمها غزالة الرباح، وهي بنت المختار واليوم مقيمة في أبو ظبي. وتضيف «صار أهالي حطين يقولو لأبوها: بعثتها تتعلم عشان بكرا تصير تكتب مكاتيب لصاحبها.. فكان يرد عليهم «تكتب هي أحسن ما حدا يكتبلها».
ومن بين الخريجين البارزين جاد عزام الذي توفيت والدته وهو صغير فرعته جدته وهي سيدة خرساء. ويضيف «كانت جدته تملك بستانا بجوار المسجد، وفيه تزرع عدة أنواع من الخضراوات والنباتات كالبقدونس والنعناع  وتضع المحصول في طبق وتحمله على رأسها وتبيعه في طبريا. فشب جاد وكبر وتخرج من الكلية الرشيدية في القدس بفضلها. وغداة النكبة عمل مديرا في مدرسة في بعلبك اللبنانية ولاحقا عمل في إدارة شركة أرامكو في السعودية.
ومن الخريجين البارزين أيضا سعيد محمد خطيب الذي استكمل تعليمه في مدرسة سنبل التبشيرية في صفد مدينة والدته، لكن دورية للقوات البريطانية خرجت من منطقة «غينوسار» قتلته في منطقة وادي الليمون خلال الثورة الفلسطينية عام 1936 سوية مع اثنين من أبناء عمه ظنا منها بأنهم مسلحون.

مسجد حطين

ولم يبق من عمارة حطين سوى مسجد نجا من الاندثار بفضل ترميم وصيانة بعض أهالي البلدة الباقين في الوطن، وهو مسجد تاريخي مبني على أسس مسجد بني بعد انتصار صلاح الدين على الصليبيين في حطين. ومن وقتها بني قريبا من الموقع مقام سيدنا شعيب حيث كانت عائلة القيّم من حطين تتولى صيانته. ويذكر منهم الشيخ الراحل ذيب القيّم. وعن ذلك يقول توفيق حوراني في شهادته «كانت عائلة القيم، وربما أصلها من صفد، تحافظ على قبر النبي شعيب وتتولى التنظيف والصيانة والفراش. وفي إبريل/ نيسان قدم مئات الدروز من جبل العرب في سوريا والجليل والكرمل وكان أهالي حطين يستضيفون بني معروف في بيوتهم».
ويشير أبو شوقي إلى أن علاقات أهالي حطين مع الدروز كانت طيبة، وأن عمه أحمد قاسم رباح تميز بعلاقات صداقة معهم. ويتابع «حينما هجرنا إلى لبنان مررنا من بيت جن استرحنا  في بيت أحد أصدقاء جدي من عائلة أبو حيّة وهكذا في طريق العودة للبلاد من هناك حللنا ضيوفا عليهم قبل أن نستقر في دير حنا وبقينا نحن الأحفاد على علاقة طيبة حتى اليوم. وداخل المسجد أقيم عقد تتلمذ فيه أبناء القرية في الصف الأول قبل انتقالهم للمدرسة الابتدائية.
وقد شاركت في حفل تأبين الشيخ حسن عبد الله أبو حيّة قبل سنوات وذكرت أنهم ساهموا بإبقاء بعض العائلات في البلاد، ولما أنهيت عانقني أبناء العائلة بحرارة لأنني كنت شاهدا ونحن نتبادل الزيارات حتى اليوم. وقتها كنت بالثانية عشرة من عمري وأذكر جيدا. 

الشيخ محمود

ويستذكر أبو شوقي قصة مشحونة يرويها بشغف لعبرتها الجميلة، فيقول إن الشيخ الراحل محمود شعبان من حطين سافر في أربعينيات القرن الماضي إلى القاهرة ومكث فيها ثماني سنوات وعاد منها بعد إجازته في الأزهر. وحينما وصل حطين احتفل الأقرباء والأصدقاء به ورغبوا بتعيينه إماما في مسجد البلدة بدلا من الشيخ محمد أحمد نعيم (الزيتاوي) الذي حل وشقيقه أحمد ضيفين على البلدة قادمين من بلدتهما زيتا في الضفة الغربية. لكن الشيخ شعبان بكرم أخلاقه رفض وقال معللا رفضه هل يعقل أن أعود من الأزهر مستغلا علمي لأقطع أرزاق شيخ زميل لي؟ وما لبث أن عين إماما لمسجد طرعان فانتقل إليها واستقر فيها وتزوج وكوّن أسرة. ويوضح أبو شوقي أنه حينما وقعت النكبة في 1948 تم تهجير الشيخين من زيتا مع بقية أهالي حطين إلى لبنان، فيما بقي الشيخ شعبان وأسرته في طرعان وفيها باتت ذريته شجرة خضراء. مؤكدا أنها تبدو قصة بسيطة لكنها تنطوي على عبرة كبيرة. ويستذكر المؤرخ وليد الخالدي (كي لا ننسى) أن حطين تهجرت يوم سقطت الناصرة وجارتها لوبية في تموز 48 ونزح أهلها لمنطقة وادي سلامة ونجا بعض المحظوظين من جحيم التهجير واللجوء وبقوا في عرابة ودير حنا وكفركنا وشفاعمرو وعيلبون وغيرها.

مختارا حطين

كما يشير أبو شوقي إلى مأساة مختاري حطين، أولهما أحمد عزام أبو راضي الذي نزح عن بلدته واستقر في مدرسة على أطراف قرية الجش في نهاية 1948 لكن عصابة صهيونية داهمت المدرسة وفتحت النار على المختار وعائلته وقتلتهم كافتهم عدا الابن البكر محمود هرب من النافذة وأصيب بساقه وهو هارب وبعد شهور عاد للبلاد من لبنان ليطلع على مصير عائلته.
ويوضح أن الابن محمود وصل سخنين  سيرا على الأقدام واستقر في بيت إبراهيم عبد الله خلايلة وبعد أيام عاد للبنان وفي الطريق قتلته دورية إسرائيلية، وبذلك تم محو العائلة بأكملها. أما مختار حطين الثاني فهو أحمد قاسم رباح، الذي أتاح التعليم لبناته، فنجا من الموت لكن مأساة أخرى كانت من نصيبه كما يروي أبو شوقي، منوها أن هذا المختار كان ملاّكا كبيرا في حطين حيث بلغت مساحة أراضيه نحو 1000 دونم مزروعة بالكروم والحقول. ويشير الى أنه استقر مهجرا في دير حنا بعدما كان في الطريق إلى لبنان لكن أصدقاء له من بيت جن ساعدوه في البقاء بعد استضافته لعشرة أيام.
ولاحقا عرضت عليه السلطات الإسرائيلية مبادلة أرضه في حطين مقابل قطعة أرض للبناء في دير حنا مساحتها 25 دونما لكن رفضه كان قاطعا: «لن أفرط بأرضي في حطين حتى لو منحتوني كل دير حنا وما فيها». وبقي في دير حنا يواجه مصيره بعد سلبه أملاكه في حطين فواجه حالة ضيق موجعة حتى توفي محتفظا بكبريائه عام 1979.

ينابيع الذكريات ما زالت تتدفق حطين.. خصوبة الجغرافيا والتاريخ
معالم وأعلام من فلسطين (4)
وديع عواودة:

ردود متفاوتة ردا على سؤال «القدس العربي» لعدد من السفراء في الأمم المتحدة حول حق الفلسطينيين في الحماية الدولية

Posted: 31 May 2018 02:23 PM PDT

نيويورك ـ «القدس العربي»: كان يوم الأربعاء في الأمم المتحدة يوم فلسطين، رغم أن مجلس الأمن ناقش المسألة العراقية في الصباح والنزاع في أوكرانيا في الجلسات المسائية. إلا أن جلسة الساعة الثالثة التي دعت إليها السفيرة الأمريكية للأمم المتحدة، نيكي هيلي، حول ما أسمته «إرهاب حماس ضد المدنيين الإسرائيليين الأبرياء» كانت محور الاهتمام الأكبر للصحافة المعتمدة طوال اليوم. وحرص أكثر من سفير على أن يقف أمام منطقة اللقاءات العابرة مع الصحافيين أثناء دخولهم أو خروجهم من مجلس الأمن لتقديم بعض التعليقات على مواقف بلادهم حول ما جرى ويجري في قطاع غزة.
السفيرة البريطانية لدى الأمم المتحدة، كارن بيرس، قالت ردا على سؤال لـ«القدس العربي» حول ما إذا كانت تتوقع أن يرمي الفلسطينيون في قطاع غزة الورود على محتليهم بعد 11 سنة من الحصار وقتل 118 ضحية بريئة بالإضافة إلى آلاف الجرحى، وما إذا كان من حقهم الحماية ومقاومة الاحتلال قالت: «هذا سؤال خارج السياق، ولكن نحن كلنا قلقون على ما آلت إليه الأوضاع في غزة، وكلنا أيضا قلقون على الثمن الذي يدفعه المدنيون. وقد دعونا الى تحقيق مستقل لمعرفة ما جرى من استهداف من الجانب الإسرائيلي للمحتجين الفلسطينيين. ونحن ندعو كل من له تأثير على الأطراف أن يعمل على تهدئة الوضع والتراجع عن العنف. وفي اجتماع مجلس الأمن الأخير في 15 مايو/ أيار الماضي سألت (نيكولاي) ملادينوف مبعوث الأمين العام لعملية السلام في الشرق الأوسط) إذا كان بإمكانه تقديم اقتراحات باسم الأمم المتحدة لتهدئة الأوضاع في غزة. ونحن ننتظر هذه المقترحات لنقرر ما هي الخطوة التالية».
السفير الإسرائيلي داني دانون، وهو في طريقه لمجلس الأمن توقف قليلا أمام الصحافة المعتمدة ليأخذ سؤالين أو ثلاثة من صحافيين اختيروا بعناية، إلا أنه وبعد أن هم بالمغادرة توقف ليأخذ سؤال «القدس العربي» حول ماذا يتوقع من الفلسطينيين أن يفعلوا بعد قتل وجرح هذا العدد الكبير من المدنيين ؟ وحتى في الضفة الغربية، «وهل الدفاع عن النفس حق لكم فقط أما الفلسطينيون فليس أمامهم إلا القتل؟ قال: «أشعر بالأسى للأبرياء الذين يرسلون من قبل حماس إلى السياج الأمني. نحن ليس لدينا نية لقتل أحد. ولكن عندما نواجه بحشد جماهيري كبير من نحو 40 ألفا متجهين نحو حدودنا فلا خيار أمامنا إلا الدفاع عن أنفسنا. وهذا ما تقوم به كل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. وما أتوقعه من الفلسطينيين أن يتحلوا بالشجاعة ويواجهوا احتلال حركة حماس لقطاع غزة».
سفير الجامعة العربية، ماجد عبد الفتاح، قال إن مجلس الأمن يجب ألا يقبل بازدواجية المعايير. لقد عطلت الولايات المتحدة إصدار بيان صحافي لإدانة مقتل 118 فلسطينيا وجرح الآلاف، فكيف تتوقع مندوبة الولايات المتحدة من المجلس أن يتبنى بيانا صحافيا يدين ما حدث أمس وكأنه حدث مقطوع عما شهده القطاع منذ 30 مارس؟».
أما السفير المصري محمد إدريس فقال «إن الوضع خطير وهناك أعداد كبيرة من المدنيين الذي سقطوا بين قتيل وجريح. نحن نحاول أن نحتوي الوضع ونوقف مسلسل سقوط مزيد من الضحايا». وردا على سؤال لـ»القدس العربي» حول جهود المصالحة بين حركتي فتح وحماس التي تقودها مصر قال» «نعم هناك جهود كبيرة تقودها مصر. وهناك نتائج إيجابية لكن هذه الجهود متواصلة كي نصل إلى نتائج ملموسة».
وقال السفير الفلسطيني رياض منصور، حول الخطوة التالية بعد مجلس الأمن «إن جهود المجموعة العربية متواصلة. والآن هناك تركيز على إنجاح مشروع القرار الكويتي. وكما تعرفون أن جهود المجموعة العربية لاستصدار بيان يدعو إلى التحقيق في مجازر غزة قد فشل بسبب موقف أحد أعضاء المجلس الدائمين لكننا تابعنا استكشاف الخيارات الأخرى، فقدمنا إحالة للوضع للمحكمة الجنائية الدولية، كما قام مجلس حقوق الإنسان باعتماد قرار لإنشاء فريق تحقيق مستقل في ما ارتكبته إسرائيل من جرائم منذ الثلاثين من مارس/ آذار الماضي. وهنا في مجلس الأمن ما زلنا ننتظر التصويت على مشروع القرار الكويتي، فإذا لم يتم اعتماده فسنقوم بدراسة خياراتنا الأخرى بما في ذلك دعوة الجمعية العامة للنظر في المسألة».

ردود متفاوتة ردا على سؤال «القدس العربي» لعدد من السفراء في الأمم المتحدة حول حق الفلسطينيين في الحماية الدولية

أنباء عن لقاء غير مُعلن بين السبسي والغنوشي لتحديد مصير حكومة الشاهد

Posted: 31 May 2018 02:23 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: تحدثت مصادر إعلامية تونسية عن لقاء «غير مُعلن» تم الخميس في قصر قرطاج بين الرئيس الباجي قائد السبسي ورئيس حركة «النهضة» راشد الغنوشي، وتناول مصير حكومة يوسف الشاهد.
وذكرت وسائل إعلام محلية إن قائد السبسي والغنوشي تناولا الخلافات الأخيرة التي أدت إلى تعليق العمل بوثيقة قرطاج وخاصة النقطة 64 المتعلقة بمصير حكومة يوسف الشاهد، فضلاً عن مضمون خطاب الشاهد الأخير. وكان الشاهد شنّ في خطابه الأخير هجوماً كبيراً على نجل الرئيس والمدير التنفيذي لحزب «نداء تونس» حافظ قائد السبسي، حيث اتهمه بتدمير الحزب، داعيا إلى البدء بـ»إصلاح» الحزب ليستعيد ثقة التونسيين.
ولم يتم الإعلان عن اللقاء بشكل رسمي، سواء من قبل الرئاسة التونسية أو حركة «النهضة»، ولكن يتوقع أن ينعكس مضمونه على مجريات الأحداث السياسية المقبلة في البلاد، حيث ساهم التوافق المستمر بين «الشيخين» (قائد السبسي والغنوشي) والذي تم الاتفاق عليه في لقاء باريس عام 2013 في الاستقرار السياسي والأمني في البلاد خلال السنوات الأخيرة.

أنباء عن لقاء غير مُعلن بين السبسي والغنوشي لتحديد مصير حكومة الشاهد

حقوقيون مغاربة يطالبون هيئات حكومية بالتدخل لانقاذ حياة معتقلين على خلفية حراك الريف

Posted: 31 May 2018 02:22 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: وجّه حقوقيون مغاربة رسالة عاجلة لهيئات حكومية، من أجل إنقاذ حياة معتقلين على خلفية حراك الريف في سجن عكاشة بالدار البيضاء بعد مرور أكثر من أسبوع على دخول قائد حراك الريف المعتقل في سجن عكاشة، ناصر الزفزافي، ورفاقه، في إضراب مفتوح عن الطعام تحت شعار «اللا عودة».
وقالت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان (مستقلة) في رسالة مفتوحة لكل من وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان ووزير العدل، ورئيس النيابة العامة ورئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان والمندوب العام لإدارة السجون، أنها تتابع بقلق كبير استمرار التجاهل، الذي يواجه به الإضراب اللامحدود عن الطعام الذي يخوضه المعتقلون السياسيون على خلفية الحراك في الريف، في المركب السجني عكاشة بالبيضاء، وهو الإضراب الذي انطلق منذ 23 ايار/ مايو 2018، وينخرط فيه المعتقلون على مجموعات، وذلك من أجل حث السلطات المعنية بملفهم على الاستجابة الفورية لمطالبهم العادلة والمشروعة.
ولفتت الجمعية انتباه الجهات الحكومية المعنية لخطورة الأمر، إذ أن أوضاع المعتقلين المضربين حسب أسرهم ودفاعهم، تزداد تدهوراً، في ظل ترجيح التحاق مجموعات أخرى بالإضراب، خصوصا مع التجاهل الذي يواجهون به، الشيء الذي حسب الجمعية الحقوقية فتح حواراً عاجلاً مع المضربين للنظر في مطالبهم العادلة والمشروعة، ومعالجة هذه الوضعية قبل حصول أية فاجعة، أو حدوث مخلفات خطيرة تنعكس على صحتهم، احتراما للحق في الحياة والحق في السلامة البدنية والأمان الشخصي
وطالبت المصالح المعنية بفتح بحث بشأن المضايقات، التي تطاول معتقلي الحراك داخل المؤسسة السجنية، والتي تمس حقوقهم وكرامتهم وكرامة عائلاتهم، احتراما لحقوق السجناء المنصوص عليها في القواعد النموذجية لمعاملة السجناء الصادرة عن الأمم المتحدة.

حقوقيون مغاربة يطالبون هيئات حكومية بالتدخل لانقاذ حياة معتقلين على خلفية حراك الريف

شكري لـ «وفد الكونغرس»: حجم الدعم الأمريكي لا يحقق المصالح المشتركة للبلدين

Posted: 31 May 2018 02:22 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: هيمنت ملفات القضية الفلسطينية، وأزمة سد النهضة الإثيوبي وتأثيره على الأمن المائي المصري، وعملية «سيناء 2018» التي ينفذها الجيش في سيناء والوادي والصحراء الغربية والمستمرة منذ شهر فبراير/ شباط الماضي، على اللقاء الذي جمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى، أمس الخميس، بوفد من أعضاء مجلس النواب الأمريكى برئاسة النائب داريل عيسى، وبحضور سامح شكري، وزير الخارجية، واللواء عباس كامل القائم بأعمال رئيس المخابرات العامة، بالإضافة إلى القائم بأعمال السفير الأمريكي لدى القاهرة، توماس غولدبرغر.
شكري انتقد خلال اللقاء المنفصل الذي جمعه بالوفد، حجم الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لبلاده، وقال إن «الدعم، خلال الفترة الماضية، لا يعكس خصوصية العلاقة بين البلدين ولا يحقق المصالح المشتركة».
وشدد على «الدور الهام الذي يضطلع به الكونغرس في نقل صورة أكثر وضوحاً للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مصر».
وقال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، إن «السيسي رحب بالوفد» مشيراً إلى «أهمية العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، ومؤكداً الحرص على تعزيز التعاون والتنسيق مع الإدارة الأمريكية حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك، خاصة في ظل الظروف التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، وسعى الدولتين إلى إعادة الأمن والاستقرار إليها». وأضاف أن «أعضاء الوفد الأمريكي أكدوا حرص الولايات المتحدة على تعزيز العلاقات الثنائية مع مصر ودعمها للاستمرار في دورها المحوري كركيزة للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط».
كما أشاد أعضاء الوفد الأمريكي «بما تشهده مصر من إنجازات على صعيد مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف، وأعربوا عن تقديرهم للجهود التي تمت على صعيد إعادة الأمن والاستقرار وتحقيق التنمية الاقتصادية». وووفق المتحدث «تم خلال اللقاء التطرق إلى الجهود المصرية في مواجهة الإرهاب، حيث أشار السيسي إلى التقدم المُحرز على الصعيدين العسكري والتنموي فى سيناء، وخطة التنمية الشاملة الجاري تنفيذها، لتلبية الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية لأهالي سيناء، وإعطاء أولوية قصوى لإقامة المشروعات التنموية هناك باعتبارها أهم محاور مكافحة الإرهاب».
كما جرى «استعراض آخر التطورات على صعيد عملية السلام فى الشرق الأوسط، حيث استعرض السيسي الجهود المصرية في هذا الإطار، فضلاً عما اتخذته من إجراءات لتخفيف الضغوط والمعاناة على قطاع غزة».
وشدد السيسي على «أهمية التوصل لتسوية سياسية عادلة وشاملة للقضية تقوم على إنشاء دولة فلسطينية مستقلة وفقاً لمقررات الشرعية الدولية، الأمر الذي من شأنه المساهمة بفعالية في استقرار منطقة الشرق الأوسط وتحقيق الأمن لكافة شعوبها».
المستشار أحمد أبو زيد المتحدث باسم الخارجية المصرية، بين أن «وفد الكونغرس حرص على الاستماع لشرح مستفيض للتطورات السياسية والأمنية والاقتصادية الجارية في مصر، وبرنامج الحكومة المصرية في عملية الإصلاح، فضلاً عن نتائج العملية الشاملة «سيناء 2018» وما يقوم به الجيش المصري من جهود ويقدمه من تضحيات فى مجال مكافحة الإرهاب».
وأضاف أن «مناقشات شكري والوفد، تناولت بشكل مستفيض التطورات الخاصة بالقضية الفلسطينية والجمود الذي يعتري عملية السلام، حيث استعرض وزير الخارجية رؤية مصر وتقييمها للمخاطر الناجمة عن التصعيد الحالي في الأراضي الفلسطينية المحتلة ومخاطر استمرار الجمود في عملية السلام وتأثيره على انعدام الأمل تدريجيا لدى المواطن الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية».

شكري لـ «وفد الكونغرس»: حجم الدعم الأمريكي لا يحقق المصالح المشتركة للبلدين

حزب رئيس الوزراء الجزائري يقلّل من أهمية رسالة مجموعة الـ14 التي تدعو بوتفليقة إلى عدم الترشح!

Posted: 31 May 2018 02:22 PM PDT

الجزائر – «القدس العربي»: قال صديق شهاب الناطق باسم التجمع الوطني الديمقراطي (حزب رئيس الوزراء) في الجزائر أن الرسالة التي وجهتها مجموعة من الشخصيات لمطالبة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بعدم الترشح إلى ولاية رئاسية خامسة ليست ذات أهمية كبيرة، وأنها هي نفسها تذهب عكس اتجاه الديمقراطية التي تمنح الحق لأي مواطن الترشح.
وأضاف في تصريح لـ«القدس العربي» أن تلك الرسالة كانت بمثابة ضربة في الهواء، وأنه لا وجود لأي رد فعل من طرف السلطة عليها، معتبراً أن صدور مثل هذه الرسالة ووجود أشخاص يعارضون ترشح الرئيس بوتفليقة دليل على أن هناك ديمقراطية في البلاد.
واعتبر أن الرسالة التي أصدرتها تلك الشخصيات دليل تخبط لدى بعض من يمثلون المعارضة، لأنه لا يمكن أن ندعي الدفاع عن الديمقراطية ثم نطالب شخصا بعدم الترشح، موضحا أن هذا يعود الى تخبط المعارضة وعدم تمكنها من إقناع ولو جزء بسيط من الجزائريين بمسعاها، بل إن الكثير من الأحزاب المعارضة لم تنضم إلى هذه المبادرة، وهو دليل على أنها لم تكن ناضجة كفاية، وأن أصحابها اختاروا إطلاقها من أجل احداث فرقعة لا غير.
أما في ما يتعلق بالمبررات التي ساقها أصحاب الرسالة، بما يتعلق برفض ترشح بوتفليقة وفِي مقدمها وضعه الصحي، قال شهاب إن الرئيس واجه الجزائريين بحقيقة مرضه ولَم يخفها عنهم، وأن الجزائريين قبلوا بالوضع كما هو ومنحوا ثقتهم في 2014، ولا شيء تغير منذ ذلك الوقت، كما أن مؤسسات الدولة تسير بشكل عادي، والرئيس يتولى تنفيذ مهامه الدستورية من دون أن يكون لوضعه الصحي أي تأثير.
وذكر أن موعد الانتخابات الرئاسية مازال بعيداً نسبياً، وأنه خلال الأسابيع والأشهر المقبلة سنشهد الكثير من التصريحات والمبادرات من طرف الأحزاب والسياسيين، في حين أن الرئيس لم يفصل بعد في موضوع ترشحه للموعد الانتخابي المقبل في 2019.
وكانت 14 شخصية وطنية قد وجهت رسالة مفتوحة إلى الرئيس تدعوه فيها إلى عدم الترشح لولاية خامسة، مؤكدين على أن الوقت قد حان لتسترجع الأمة أملاكها، مشيرين إلى أنه «في الوقت الذي تجتمع فيه قوى خبيثة، وتبدأ التحرك لدفعكم نحو طريق الولاية الخامسة، فإننا نتوجه إليكم باحترام وبكل صراحة لننبهكم بالخطأ الجسيم الذي قد تقترفونه، إذا رفضتم مرة أخرى صوت الحكمة الذي يخاطب الضمير في أوقات الخيارات المصيرية».
وحرص أصحاب الرسالة على التأكيد أن خطوتهم هذه ليست بأي حال من الأحوال تهجما على الرئيس ، بل هي دعوة إلى الحكمة والتعقل، مشددين على أن «أربع ولايات رئاسية كافية لرجل لكي يتمم عمله ويحقق طموحاته».
وخاطبت الشخصيات رئيس الدولة: «تقدمك في السن وحالتك الصحية، يمنعانك من التكفل بمهام تسيير الدولة»، وأنه لا يمكن الاستمرار في سياسة مخاطبة الجزائريين بالرسائل بدل الحديث إليهم مباشرة، موضحين أن حصيلة العشرين سنة الماضية ليست مرضية وبعيدة عن تلبية الطموحات المشروعة للجزائريين، وأن فترة حكم الرئيس بوتفليقة الطويلة للبلاد «انتهت إلى خلق نظام سياسي لا يستجيب إلى المعايير الحديثة لسيادة القانون».
ويوجد بين الموقعين جيلالي سفيان رئيس حزب جيل جديد وأحمد بن بيتور رئيس الحكومة الأسبق، والكاتب المعروف ياسمينة خضرا، والمعارض والوزير الأسبق علي بنواري، والحقوقي صالح دبوز، والناشطة السياسية أميرة بوراوي.

حزب رئيس الوزراء الجزائري يقلّل من أهمية رسالة مجموعة الـ14 التي تدعو بوتفليقة إلى عدم الترشح!

الجبوري يدعو الرئيس العراقي للحيلولة دون تمرير «أخطاء» العملية الانتخابية

Posted: 31 May 2018 02:21 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: دعا رئيس البرلمان العراقي، سليم الجبوري، الذي يعدّ «الدافع» الرئيس مع نائبه الأول، زعيم المجلس الأعلى الإسلامي همام حمودي، أمس الخميس، لإلغاء نتائج الانتخابات.
وطالب، الرئاسة العراقية إلى التدخل قانونيا للحيلولة دون تمرير ما أسماها «الأخطاء الكارثية» التي شابت العملية الانتخابية.
وقال مكتبه، في بيان: «في الوقت يسعى فيه مجلس النواب العراقي وحسب الدستور للدفاع عن مسار العملية السياسية وتصويب الأخطاء التي شابت العملية الانتخابية لإحقاق الحق وحماية إرادة الشعب العراقي، فإنه يأمل أن تقف مؤسسات الدولة السيادية لدعم هذا التوجه وتصويب الأخطاء والتجاوزات الحاصلة في الانتخابات الأخيرة، كون هذه المؤسسات معنية بالسهر على تطبيق الدستور وحماية العملية الديمقراطية والنأي بنفسها عن مساندة اي محاولة للالتفات على الإجراءات الدستورية والقانونية».
واضاف أن «عمليات التزوير التي حدثت في الانتخابات والتي ترتقي إلى مستوى تحريف إرادة الشعب العراقي بعملية واسعة ومنظمة ومخطط لها مسبقا ستشكل فضيحة كبرى تسيء إلى العراق والعملية السياسية برمتها إذا ما تم السكوت عليها وتمريرها، ولكل ما سبق فإن مجلس النواب ومن صلاحياته الدستورية الكاملة إلى تاريخ ‏30‏/6‏/2018 ماض في تشريع القوانين واتخاذ القرارات التي من شأنها حماية المسار الديمقراطي وبالتعاون مع مؤسسات الدولة السيادية والتنفيذية».
وتابع: «بناءً على ذلك فإن المجلس يدعو سلطتي الرئاسة والقضاء إلى تفعيل مهمتهما الدستورية وتحمل مسؤوليتهما التاريخية بشكل يحمي العدالة والديمقراطية، ويقطع الطريق على الإرادات السياسية التي تسعى إلى تمرير الأخطاء الكارثية التي شابت العملية الانتخابية».
ومن المقرر أن يستأنف البرلمان جلسته الطارئة السبت المقبل، لاستكمال القراءة الثانية لتعديل قانون الانتخابات، على أمل التصويت على القانون يوم الاثنين المقبل.

الجبوري يدعو الرئيس العراقي للحيلولة دون تمرير «أخطاء» العملية الانتخابية

نقابة الصحافة في المغرب تحذر من اتخاذ إجراءات تقيّد الحريات الإعلامية

Posted: 31 May 2018 02:20 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: حذرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية من تراجع وتضييق على حرية الصحافة في المغرب من خلال تعديلات قانونية قدمتها الحكومة للبرلمان في إطار مشروع قانون وتتعلق بمقتضيات من قانون الصحافة والنشر إلى لجنة التعليم والثقافة والاتصال في مجلس النواب.
واعتبرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية في بلاغ ارسل لـ»القدس العربي» أن مشروع القانون المعروض على أنظار البرلمان يشكل «تراجعا عن قانون الصحافة والنشر وخروجا عن روح دستور 2011، وتضييقا جديدا على حرية الصحافة والنشر في بلادنا، وترهيبا للصحافيين والصحافيات باستخدام مقصلة القانون الجنائي». وأكدت رفضها المطلق لهذه التعديلات التي ستزيد من التضييق على حرية الصحافة وتطالب من الفرق النيابية في البرلمان رفضها.
وأشارت النقابة إلى أنها وجهت في وقت سابق مذكرة تفصيلية في شأن هذه التعديلات إلى الحكومة أثناء مناقشتها في اجتماعات المجلس الحكومي، وسجلت فيها معارضتها الشديدة لنقل فصول إلى القانون الجنائي، معبرة عن قلقها الشديد من استمرار نقل هذه الفصول بما يوسع من دائرة المنع والتضييق، وعارضت بشدة تعديل فصلين يحصنان مسيرة الشأن العام من أية مراقبة أو مساءلة، وطالبت في مذكرتها بالعدول عن هذا السلوك، كما أنها لم تر مانعا في نفس المذكرة من تعديل فصول أخرى ذات صبغة تنظيمية صرفة، وسجلت النقابة بقلق كبير عدم أخد اقتراحاتها بعين الاعتبار قبل إحالة مشاريع التعديلات على البرلمان.
وجددت النقابة التأكيد على موقفها الثابت في شأن اقتطاع فصول من قانون الصحافة والنشر ونقلها إلى القانون الجنائي، مما يفرغ قانون الصحافة والنشر من محتواه ويفقده مشروعية الوجود.
من جهة أخرى قررت المحكمة الابتدائية بالرباط، ظهر امس الخميس تأجيل جلسة محاكمة 4 صحافيين وبرلماني إلى 4 تموز/ يوليو المقبل، على خلفية نشر صحف لمعلومات تتعلق بلجنة تقصي الحقائق حول صندوق التقاعد.
ويتابع حكيم بنشماش، رئيس مجلس المستشارين (الغرفة التشريعية الثانية) والأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، أربعة صحافيين وبرلماني، بعد نشر أخبار صحيحة حول أشغال لجنة تقصي الحقائق حول صناديق التقاعد وهم كل من المستشار البرلماني عن الكونفدرالية الديمقراطية عبد الحق حيسان، والصحافيين محمد أحداد، وعبد الحق بلشكر، وكوثر زاكي، وعبد الإله ساخير.

نقابة الصحافة في المغرب تحذر من اتخاذ إجراءات تقيّد الحريات الإعلامية

اعتقال مسؤولين في «الدولة الإسلامية» في الموصل وديالى

Posted: 31 May 2018 02:20 PM PDT

صلاح الدين ـ «القدس العربي» وكالات: اعتقلت قوات الأمن العراقي، أمس الخميس، قياديا في تنظيم «الدولة الإسلامية» وخمسة من معاونيه، في محافظة ديالى، شرق العاصمة بغداد.
وقال النقيب في شرطة ديالى، حبيب الشمري، إن «القوات الأمنية تمكنت خلال حملة مداهمة، استنادا إلى معلومات استخباراتية، من اعتقال مسؤول زرع العبوات الناسفة في تنظيم الدولة في محافظة ديالى، ويدعى أبو ياسين، إلى جانب خمسة من معاونيه».
وحسب المصدر، «جرى اعتقال المدعو أبو ياسين في منزل في منطقة نائية في قضاء خانقين شرق مدينة بعقوبة (مركز ديالى)، على مقربة من الحدود مع إيران».
وأضاف أن «أبو ياسين ضالع في عمليات اغتيال، وهو المسؤول عن التفجيرات الأخيرة في ديالى».
كذلك، أفاد مصدر أمني مسؤول، أن القوات العراقية ألقت القبض على ما يسمى «مسؤول المساجد وديوان الزكاة» في تنظيم «الدولة»، جنوب مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى (شمال).
وقال الرائد عبد السميع البلاوي، في جهاز شرطة نينوى، إن «قوة أمنية مشتركة، وبناءً على معلومات استخباراتية دقيقة، داهمت مخيم النازحين جنوب الموصل، وتم تنفيذ عملية تفتيش دقيقة لجميع الأشخاص المقيمين فيه».
وتابع أن «القوات ألقت القبض على المدعو علي داثان خزعل، والذي كان يشغل منصب ما يسمى مسؤول المساجد وديوان الزكاة، في صفوف تنظيم الدولة، خلال احتلاله للموصل».
وأضاف أن «الإرهابي معاق (أطرافه السفلى مبتورة)، وكان متخفيا بين النازحين طيلة الفترة الماضية بمستمسكات (وثائق) ثبوتية مزورة له ولعائلته، وبعد توفر شهود عيان والأدلة الملموسة تم إلقاء القبض عليه».
ولفت إلى أن «القوات الأمنية التي أنجزت المهمة، سلّمت الإرهابي إلى جهاز الأمن الوطني للتحقيق معه، والإفادة من المعلومات التي سوف يقدمها للتعامل معها بما يعزز أمن واستقرار المنطقة».
وكشف أن «القوات الأمنية سوف تنفذ حملة أمنية واسعة، وفق معلومات استخباراتية دقيقة داخل مخيمات النازحين، جنوب الموصل وشرقها، بهدف القبض على بعض المطلوبين للقضاء بتهم إرهابية».
وتلاحق القوات العراقية المشتبه في صلتهم بـ«الدولة» واعتقلت آلافا منهم، منذ استعادة الموصل من التنظيم، صيف 2017.
وأعلنت بغداد، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، اكتمال استعادة الأراضي التي كان يسيطر عليها «الدولة»، منذ صيف 2014، والتي مثلت ثلث مساحة العراق.
لكن التنظيم يمتلك خلايا نائمة في أرجاء العراق، وعاد إلى شن هجمات خاطفة، كما كان يفعل قبل 2014.
في المقابل، تصاعدت وتيرة الهجمات العسكرية المباغتة، التي تشنها خلايا نائمة تابعة لمسلّحي تنظيم «الدولة» على عدة قرى حدودية بين محافظات صلاح الدين ونينوى وديالى، شمال العراق خلال الأسبوع الماضي.
ضابط عراقي، ذكر لـ«القدس العربي» أن «تنظيم الدولة لايزال قويا وقادرا على استهداف مناطق عديدة من محافظتي صلاح الدين ونينوى من خلال شن عمليات عسكرية نوعية أشبه بأسلوب الكر والفر».
ووفقاً للمصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، فإن «خلايا مقاتلي التنظيم لايزالون يتخذون من المناطق الحدودية شديدة الوعورة بين محافظات صلاح الدين وديالى والموصل، وهي مناطق مطبيجة وسلسلة جبال حمرين ومكحول، أوكارا خطرة يختبئون فيها من ضربات القوّات الأمنية العراقية، ومن هناك يشنون هجمات عسكرية تستهدف قرى صلاح الدين والمناطق المحيطة، وثم ينسحبون لتلك الملاذات الآمنة بسهولة.
وبيّن أن «مقاتلي تنظيم الدولة عادوا ثانية بقوة إلى منطقة مطبيجة شرق قضاء الضلوعية، وشنوا هجمات خاطفة ومدروسة استهدفت قوّات الأمن وميليشيات الحشد الشعبي والحشد العشائري، مستندين على طبيعة المنطقة الوعرة التي تمتاز بمساحات شاسعة من الأراضي الزراعية الكثيفة».
وأشار إلى أن التنظيم «شن هجمات، فجر الأربعاء، ضد المفارز الأمنية في قرى وهاب السلمان والبوعواد بأطراف مطبيجة، وقرى صليبي الواقعة ضمن حدود محافظتي نينوى وصلاح الدين، بعد أن فرض كامل سيطرته على تلك القرى».
ولفت إلى «ضعف التواجد العسكري للقوّات الأمنية في تلك المناطق الحدودية الاستراتيجية، وكذلك التباطؤ في شن عمليات عسكرية مستمرة لتطهير تلك المناطق من خلايا تنظيم الدولة نهائيا، ما أدى إلى ظهور هذه البؤر المسلحة التي لاتزال تشكل خطورة».
وطبقاً للمصدر «من الصعب هزيمة مقاتلي الدولة في الوقت الحالي، خاصة في منطقة مطبيجة، والسبب يعود إلى انخراط المئات من أبناء تلك المنطقة في صفوف التنظيم التي خبروها جيدا، حيث يعرفون الطرق والكهوف والوديان المتداخلة لمهاجمة القوّات النظامية العراقية، الأمر الذي يجعل مهاجمتهم وسحقهم أقرب إلى الخيال».

اعتقال مسؤولين في «الدولة الإسلامية» في الموصل وديالى
ضابط: مقاتلو التنظيم عادوا بقوة إلى «المطبيجة» في صلاح الدين

إثيوبيا: إنجاز أكثر من 65٪ من عمليات تشييد سدّ النهضة

Posted: 31 May 2018 02:19 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: أعلن السفير الإثيوبي لدى الخرطوم، ملوقيتا زودي، مساء الأربعاء، عن أنه سيتم الاحتفال قريبا جدا بانتهاء بناء سد النهضة بعد إنجاز أكثر من 65٪ من عمليات التشييد.
وقال في تصريح صحافي على هامش حفل إفطار رمضاني نظمته السفارة الإثيوبية لوكالات الأنباء والصحافة المحلية، إن «العمل في السد يسير على قدم وساق».
وأضاف:» كما تعلمون هو مشروع كبير جدا وما زال ينتظرنا الكثير لكن عمليات البناء تسير بشكل جيد ومتواصل ولم تتوقف ولو لدقيقة واحدة، حتى الآن أنجزنا أكثر من 65 ٪ من عمليات البناء وقريبا جدا، ربما في أقل من عام سنحتفل بإنجاز سد النهضة».
وعقدت جامعة أديس أبابا أمس مؤتمرا لتقديم الوعي إلى الطلاب الأجانب حول سد النهضة الإثيوبي، وشارك فيه طلاب من جنوب السودان وأوغندا ورواند.
وقال هيلو أبراهام، مدير العلاقات العامة في مكتب تنسيق تعبئة المشاركة العامة في بناء سد النهضة، في أديس أبابا، خلال المناسبة، إن «الشعب الإثيوبي يأمل بالاستفادة من النهر، وشارك في بناء السد الشعوب والقوميات الإثيوبية وبلغ بناؤه حاليا 65٪، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الإثيوبية».
وذكر أن «السد ستستفيد منه كل دول المصب (إثيوبيا والسودان ومصر)، مشيرا إلى أن «هذه الدول الثلاث عقدت اجتماعا ثلاثيا تشاوريا 18 مرة للتباحث عن كيفية الاستفادة من مياه النيل ووقعت أيضا اتفاقيات. وأضاف» أن إثيوبيا تبني السد لتغيير حياة المواطنين وليس لإلحاق الأضرار بدول المصب».
وركز المؤتمر حول المناقشات الثلاثية التي جرت بين دول المصب، وقدمت أوراق بحث من مختلف مدرسي الجامعة. وذكر المسؤولون أن إثيوبيا تبني السد وفقا لمبادئ عدم إلحاق الأضرار بدول المصب، كما تفتح بابا أمام وسائل الإعلام والمثقفين لزيارة السد.
وطالب أحمد إسماعيل، رئيس لجنة العلاقات الأفريقية في حزب المحافظين، الخارجية المصرية، بإتاحة المعلومات الكافية أمام الرأي العام المصري خاصة فيما يتعلق بأزمة سد النهضة باعتبارها قضية مصير ووجود.
وقال في بيان إن «كشف المعلومات أمام الرأي العام سيؤدي إلى خلق فرص وأفكار من شأنها الانعكاس على تحسين النتائج».
وأضاف أن «هناك العديد من الأهداف والموضوعات المقررة مناقشتها مع الجانب السوداني خلال الزيارة المرتقبة للرئيس عبد الفتاح السيسي للخرطوم في شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل»، مؤكدا أن «على رأس هذه الملفات سد النهضة والتعاون في مجال الربط الكهربائي، إضافة إلى بحث المشكلات الإقليمية ومحاولة تقريب وجهات النظر بين الدولتين بشأن القضايا العالقة بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين».

إثيوبيا: إنجاز أكثر من 65٪ من عمليات تشييد سدّ النهضة
حزب المحافظين يطالب الخارجية المصرية بكشف معلومات الأزمة أمام الرأي العام
تامر هنداوي

السفارة الأمريكية تحذر السلطات التونسية من فيروس الكتروني مصدره كوريا الشمالية

Posted: 31 May 2018 02:19 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: حذّرت السفارة الأمريكية السلطات التونسية من اختراق مواقع حكومية عبر «برمجيات خبيثة» قالت إن حكومة كوريا الشمالية تستخدمها.
وحذرت السفارة على موقعها الرسمي من نوعين من الفيروسات قالت إن وزارة الأمن الداخلي الأمريكي ومكتب التحقيقات الفيدرالي رصداهما مؤخراً ومصدرهما حكومة كوريا الشمالية، مشيرة إلى أن «تونس من ضمن 17 بلداً تم رصد عناوين IP مصابة داخلها»، حيث نشرت قائمة بهذه الفيروسات وكيفية الحماية منها.
وكانت وكالة السلامة المعلوماتية في تونس أصدرت في وقت سابق تحذيراً من «برمجية خبيثة تهدف للتحيل من خلال قرصنة وتشفير المعطيات الموجودة بالقرص الصلب ثمّ طلب فدية من الضحية لاسترجاعها»، مشيرة إلى أن هذا الفيروس «تمكن من إصابة بنوك ومؤسسات عمومية وشركات نقل عالمية ومؤسسات إعلامية، من دون تسجيل أي حالة قرصنة من هذا القبيل في تونس».

السفارة الأمريكية تحذر السلطات التونسية من فيروس الكتروني مصدره كوريا الشمالية

جهاز مكافحة الهجرة الليبي: إجراءات عودة المغاربة ستستكمل قريباً

Posted: 31 May 2018 02:19 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: أعلن جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في طرابلس/ ليبيا، عن قرب استكمال إجراءات عودة مغاربة دخلوا في إضراب عن الطعام، احتجاجاً على تأخير في إعادتهم إلى بلادهم من قبل سلطات البلاد.
وطمأن محمد بشر رئيس جهاز مكافحة الهجره غير الشرعية الليبي، عبر فيديو بثه على صفحة الجهاز على «فيسبوك»، المهاجرين المغاربة من نزلاء جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية فرع طرابلس طريق السكة، الأربعاء بعد مأدبة إفطار جماعي مع المهاجرين غير الشرعيين، بأن الوفد المغربي سيصل إلى طرابلس اليوم (أمس) الخميس وأن إجراءتهم القانونية ستكون جاهزة خلال 72 ساعة.
ودخل المهاجرون المغاربة في ليبيا، يوم الأحد الماضي في إضراب مفتوح عن الطعام، وذلك احتجاجا على ما اعتبروه «تأخيراً في إعادتهم إلى بلادهم من قبل سلطات البلاد».
ونقل عن حسنى أبو عيانة، رئيس المكتب الإعلامي بإدارة الهجرة المناهضة للمخالفات فى طرابلس، أنه «تم تأجيل ترحيل المهاجرين الذي كان مقرراً قبل رمضان»، مضيفا أن 60 نزيلا في مركز الهجرة قاموا بإضراب عن الطعام. وأضاف أبو عيانة أن «وفداً من السفارة المغربية قام بزيارة للمهاجرين فى نيسان/ أبريل الماضى وجمع معلوماتهم عن وثائق السفر المؤقتة التى تمكنهم من مغادرة ليبيا».
وعمل الوفد القنصلي المغربي في حينه على وضع آخر اللمسات التي تسبق عودة عدد من المهاجرين غير الشرعيين المغاربة الذين لا يتوافرون على وثائق تثبت هويتهم، أو الذين ضاعت منهم إبان الرحلة، وذلك من أجل استكمال إصدار وثائق ثبوتية جديدة لهم، تعجّل بعودتهم إلى أحضان أسرهم قبل بداية شهر رمضان، وهو ما لم يتم حتى الان.

جهاز مكافحة الهجرة الليبي: إجراءات عودة المغاربة ستستكمل قريباً

وهج الصورة الرقمية الساطع

Posted: 31 May 2018 02:18 PM PDT

إن الزمن الذي نعيشه هو موسم الصورة في الأساس، كخطاب بديل عن الخطاب اللغوي المعروف (الشفهي /الكتابي) ولكنها لا تقصيه تماما، بل تعتمد عليه في بعض الحالات مثل الملصقات، إذ يكون إدراج الجانب اللغوي ضروريا لإيصال المعلومات إلى المتلقي، فالصورة لوحدها يمكن أن تحدد الإطار الثقافي والاجتماعي والسياسي والديني، بينما يهتم النص في علاقته بالصورة بالإطار المفاهيمي .
يقول السيميائي الإيطالي ماسيموليوني: قلمّا تمر لحظة بدون أن نلقي نظرة على حساباتنا في الفيسبوك، سواء عبر حواسيبنا أو هواتفنا أو أجهزتنا الذكية، إن هذه النظرة لا تمر بدون أن تقع أبصارنا على صور ثابتة أو متحركة، تعد علامات بصرية مهمة بحكم تداولها أكثر على شبكة الإنترنت. من الواضح أننا نعيش في عصر ثقافة ما بعد المسموع، عصر الصورة والمجتمع الفرجوي، فكانت المعرفة في ما مضى قد ركزت على ثقافة الأذن والسماع، لكن عصرنا هذا أضاف عنصرا آخر يتكامل مع الأول ويغنيه، وهو عالم الصورة وثقافة العين، وإنه من المعروف أن المعركة التي تدور رحاها اليوم هي معركة السيطرة على الصورة، بشتى أشكالها ومختلف أنواعها، وصحيح أن الصورة كانت من أبرز مكونات الفن، إلا أنها الآن مع التطور الهائل وتقدم المرئي على المسموع واقتحام العين لثقافة الأذن، صارت معادلا بصريا صوريا تخترق كل الأبينة الفكرية والاجتماعية والنفسية للمتلقي، باعتبارها سيرورة رمزية وثقافية لأحداث العالم، ومدخلا أساسيا لتحليل وتأويل أشكال التعبيرات الثقافية في عالمنا المعاصر، وميدانا جديدا يدخل في تشكيل أنظمة التواصل، كالتبليغ والنشر والإشهار والاحتجاج، إذ يمكن النظر إليها بوصفها وسيلة تواصلية فعالة متعددة الوظائف وعنصرا من عناصر التمثيل الثقافي والبناء الاجتماعي للواقع، تعيد تشكيل العالم مانحة لنا تمثلات رمزية عن الحدث موجهة لتكون موضوع اتصال وبث في الفضاء العمومي، إذ تنخرط في هذا التوجه وسائل الإعلام في عملية البناء الدلالي والاجتماعي للواقع، متوسلة بالطاقة التعبيرية والتأثيرية للصورة بإعادة تشكيل أحداث العالم، وتحولها إلى معلومات تحتكم في بنياتها وتصوراتها إلى ذهنية جماعية، فهي برأي حسن حنفي العالم المتوسط بين الواقع والفكر، بين الحس والعقل، فالإنسان لا يعيش وسط عالم الأشياء، بل وسط عالم من الصور تحدد رؤيته للعالم وطبيعة علاقاته الاجتماعية، إنها محملٌ دلالي وخطابي تواصلي بين الباث والمتلقي، تمثل حاملا ثقافيا ومكونا من مكونات الثقافة المؤسس على مرجعيات بصرية دالة على أفكار الشعوب وثقافاتهم وحضاراتهم، وهي أيضا الراوية للأحداث، والممارسة لعمليات تأثير وتأثر في البعد السوسيو- ثقافي ذاته، لما تمارسه من عمليات أيديولوجية في مختلف المجتمعات، تكثيفاً لمجمل العلاقات الإنسانية، وهي تكشف مواقع الأفراد من القضايا التي تحيط بهم، ونظرة كل منهم إلى معاناتهم الشخصية، ومعاناة الآخرين، ورؤيتهم للطرائق التي يمكن أن يعالجوا بها مشكلاتهم، نقول هذا استناداً لما يرتسم في مخيلتنا من انطباعات وأحاسيس متفرقة، لقاء مشاهدة صورة ما لكل منا على حدة، ومن هنا تتجلى العلاقة الجدلية التي تنشئها الصورة المرئية في ذاكرة المتلقي، فهي تمثل الحامل السوسيو ـ ثقافي والنفسي التواصلي.
إن الصورة تصحب الخطاب، لأنها من المفروض أن تفهم بسرعة، وأن يفهمها أكبر قدر من المتلقين، فهي وسيلة إيضاح مساعدة على الفهم، لأنها تتميز بنسق أيقوني خاص قد يجعلها تصل إلى المعنى من أقرب مرمى، فتقدم للمتلقي خدمة مهمة جدا، لأنها تكثف من فعل التبليغ، وبذلك تتسلط الحساسية المتأثرة لديه وتخاطبه بطريقة مختلفة عما تخاطبه اللغة، فتعمل على إيقاظ الإنسان الذي يرقد في أعماقه. وإذا كانت اللغة تصف وتسرد بواسطة الكلمات والجمل حسبما يقتضيه النسق اللغوي، فإن الصورة تسرد بفضائها البصري، وما يؤثثه من مكونات، بذلك تكون لها دلالات متجذرة في المجتمع والثقافة التي تنتمي إليها أو تتحدث عنها.
إذن تعد الصورة من هذه الزاوية ملفوظا بصريا مركبا ينتج دلالته استنادا لعناصر تمثيلية ذات تفاعل قائم على شروط معرفية وسياقية، عبر شبكة من العمليات والأشياء المركبة التي تشير إلى إنتاج دلالة ما تمثيلا أيقونياً تشكيليا، لا يشتغل إلا في حدود تأويلية، ككيان حامل لدلالات عبر نظام دلالي مجسد في أشكال من صنع الإنسان، وتصرفه في العناصر الطبيعية، وما تركهما من تجارب أودعها أثاثه وثيابه ومعماره وألوانه وأشكاله وخطوطه، بالتالي تمكنيه من تحديد موقعه داخل ما يحيط به من الألوان والأشكال والأحجام. فالصورة ليست مجرد شكل ومزيج من الألوان، بل تتخطى ذلك إلى حد وصفها بأنها خطاب متكامل غير قابل للتجزيء، إنها تمثل الواقع لكنها تقلصه من حيث الحجم والزاوية واللون، لكنها لا تحوله ولا تبدله، وهذا ما ذهب إليه أغلب الباحثين، بوصفها عبارة عن نص له مدلولات، ويحتوي على أنظمته الخاصة بالتأويل، وهذا ما يؤكده سعيد بنكراد في قوله: للصورة مداخلها ومخارجها، لها أنماط للوجود وأنماط للتأويل، إنها نص وككل نص تتحدد باعتبارها تنظيما خاصا لوحدات دلالية، متجلية من خلال أشياء أو سلوكيات أو كائنات في أوضاع متنوعة. بذلك تشيّد الصورة نفسها لغة مرئية متسقة ومتماسكة، من خلال إحالاتها وتسنينها الثقافي الرمزي، في صياغة وتنميط هذا الكون، وفقا لتلابيب الثقافة الكونية، إنها لا تقف عند هذا الحد وحسب، بل تسير إلى أكثر من هذا، وسنظل نقرأها باستمرار وفي كل قراءة ينبثق لنا معنى، ليظل التأويل إلى ما لانهاية، فالمُؤولات تتجاوز وبشكل أكثر دينامية كل ما تمدنا به القراءة الإخبارية والتعيينية للصورة، وبالتالي استحالت الصورة لغة تخاطبنا برموزها وأشكالها المكونة للبناء التأليفي للفضاء ومساحاتها الملونة، ونحن نفهمها ونسعى للتواصل معها، من خلال إعادة القراءة التحليلية لهذه المكونات الجمالية البصرية، لتوفيرها إمكانية التفكير والفهم لعدد كبير من الهواجس المعرفية، بسبب كثافتها الدلالية وتراثها الرمزي، فهي لا تكتفي بإظهار ما هو مرئي، بل تعبر عن جملة من التوترات الدلالية المتدفقة، التي تسعى إلى فرضها من خلال التطور التكنولوجي والرقمي، سواء كان الأمر متعلقا بالممارسة التشكيلية القائمة على الوسائط الافتراضية أم المادية الحسية.
استنادا لهذه التنويعات أصبحت الصورة في مجتمعاتنا مصدرا لصناعة القيم والرموز وتشكيل الوعي والوجدان والذوق والسلوك، هكذا يتحقق المثل القائل: صورة واحدة تساوي ألف كلمة، وهناك من يقول صورة واحدة تساوي مليون كلمة، فلكل صورة لغتها وخطابها بل لغاتها وخطبها، بحيث تسمح بالحقيقة المراد إظهارها ساطعة سطوع نور الشمس، بتوجيه الرأي العام إلى إنشاء فكر يخدم قضية ما، سواء كانت أخلاقية أو سياسية أو اجتماعية أو ثقافية، فهي المعبرة عن الحدث والدالة عليه.

٭ كاتب مغربي

وهج الصورة الرقمية الساطع

محسن المحمدي

بين التشبيه والاستعارة

Posted: 31 May 2018 02:18 PM PDT

لئن كانت البلاغة العربية قد انبنت في جوانب كبيرة من منظومتها على المنطق الأرسطي، ونشأت وترعرعت تحت رعايته ووصايته ، فإن التشبيه كعنصر من عناصر هذه البلاغة، وباعتباره أيضا لا يخل بمقولة «الصدق والوضوح» سيكون «أكثر الأنواع البلاغية أهمية بالنسبة للناقد والبلاغي القديم، والحديث عنه بمثابة مقدمة ضرورية لا يمكن تأمل الاستعارة والمجاز دونها». والتشبيه في أصله «عملية فنية جمالية، تهدف إلى توضيح فكرة أو تقريب معنى آخر أو تمثيل شيء بشيء مدحا أو ذما، تزيينا أو تقبيحا».
نستخلص مما سبق أن التشبيه هو مشابهة بين طرفين فقط. أي أنه يحافظ على تفرد وتميز كل طرف على حدة. صحيح أن هناك صفات التقاطع والتشابه بين الطرفين الخاضعين لعملية التشبيه، لكن صفة التمايز والاختلاف عديدة، وأكثر بكثير من صفات التقاطع، ما يضمن حق التباعد والتفرد لكل طرف في هذه العملية.
ولقد حاول جل النقاد واللغويين العرب القدامى تشييد ذوق أدبي بعينه، وكذا ذر بذور الانبهار بالتشبيه والاندهاش لقوته. وكان لقدامة دور كبير في تقديس التشبيه وجعله غرضا من أغراض الشعر، من خلال كتابه «نقد الشعر» ناهيك عن أنه افتتن بالتشبيه الذي يكتفي بعنصر واحد في التماثل بين طرفيه مع الإبقاء على مسافة كبرى من التمايزات والفروق، إيثارا للوضوح واحتراما للنظام اللغوي الموروث. لذلك فالشيء ينبغي في نظره ألا يشابه مثيله من جميع الجهات، لكيلا يكون إياه.
وحقيقة الأمر أن دفاع النقاد العرب القدامى كلهم بالإجماع عن التشبيه لم يكن وليد إعجاب حقيقي بقدرة هذا النوع من التصوير على الخلق والابتكار، وإنما كان ناتجا في الأساس عن خلفية دينية محضة ترى في ضرورة الحفاظ على بنية اللغة العربية الموروثة ونظامها، حفاظا على لغة القرآن المقدسة، التي ينبغي ألا تشوبها أي شائبة. ورغم النضج الكبير الذي أبان عنه الجرجاني إلا أنه لم يخف استحسانه الكبير للتشبيه القائم على التناسب المنطقي، بدون الإشارة إلى الأبعاد النفسية له. وتصور الجرجاني بخصوص البلاغة عامة هو تصور منسجم مع تصور الأشعري الذي يرى في مبدأ «الصدق» ثابتا لا يمكن الانزياح عنه، ذلك أنه لا يؤيد قضية الغلو المطلق في المشابهة. ومهما حاول ابن رشيق القفز على مقولة التناسب العقلي، التي وجهت البلاغيين العرب القدامى وتجاوزها إلى العلاقات النفسية التي تجمع بين أطراف التشبيه، إلا أنه لم يستطع ذلك إلا بشكل نسبي. فهو الذي يعرف التشبيه قائلا: «التشبيه: صفة الشيء بما قاربه وشاكله من جهة واحدة أو جهات كثيرة لا من جميع جهاته، لأنه لو ناسبه مناسبة كلية لكان إياه».
ومن جملة ما اشترط اللغويون في التشبيه، الوضوح والندرة قصد تقريب المراد من السامع. فسبيل «التشبيه إذا كانت فائدته إنما هي تقريب المشبه من فهم السامع وإيضاحه له – أن تشبه الأدنى بالأعلى، إذا أردت مدحه، وتشبه الأعلى بالأدنى إذا أردت ذمه». وإذا كان اللغويون العرب القدامى قد تعاملوا مع التشبيه بنوع من التقديس والتعاطف الشديدين فإن الاستعارة كنوع بلاغي ووجه آخر للصورة الشعرية، قد لقيت نوعا من التحفظ. والسبب يتمثل في كون التشبيه يحافظ على الحدود بين الأطراف المعنية في العملية، وكذا على تميزها وتفردها من خلال إصراره على أداة التشبيه.
ونظرا لهذا التمايز في المضمون بين طرفي التشبيه، كان البلاغيون يستحسنون الغرابة فيه. في حين أن الاستعارة تمتاز بالعمق والاختلاط بفعل إلغائها للحدود وعدم إبقائها على تمايز وفرادة الأشياء. لهذه الأسباب كان النقاد ينفرون من الاستعارات العميقة التي تتميز بالغموض، ويستلطفون الاستعارات القريبة حفاظا على مبدأ الوضوح وخاصية الفواصل. ولا بد من الإشارة إلى أن جل النقاد واللغويين العرب القدماء لم يتعاملوا مع الاستعارة بهذا التجاوز النسبي، إلا لاعتبار واحد، المتمثل في أن القرآن الكريم يحتوي على مجموعة من الاستعارات لا يمكن الطعن فيها وفي قيمتها. ولعل الهجوم الذي تعرض له أصحاب التجديد، المسرفين في الغموض، من طرف المحافظين، لأكبر دليل على هذا التحفظ تجاه الاستعارة. وعموما فإن جل النقاد والبلاغيين العرب القدامى، خصوصا منهم نقاد القرن الرابع الهجري، اعتبروا الاستعارة نافلة من نوافل الشعر، يمكن الاستغناء عنها، بعكس التشبيه الذي خصوه بكبير عنايتهم. وحتى إن اقتنعوا بالاستعارة، فإن اقتناعهم كان على مضض، واشترطوا فيها تقريب الشبه ومناسبة المستعار له للمستعار منه قصد الإبانة والنقل لا الادعاء بأن هذا هو ذاك.
وعلى هذا الأساس سينطلق عبد القاهر الجرجاني في تعريفه للاستعارة وكذا الدفاع عنها، علما بأن الاستعارة لم يعد لها الاعتبار نسبيا إلا مع عبد القاهر. فهو الذي يعرّف الاستعارة تعريفا يتجاوز كونها مجرد نقل للعبارة، لكي تصبح في مكان غيرها. يقول: «فقد تبين من غير وجه أن «الاستعارة» إنما هي ادعاء معنى الاسم للشيء، لا نقل الاسم عن الشيء. وإذا أثبت أنها ادعاء معنى الاسم للشيء، علمت أن الذي قالوه من «إنها تعليق للعبارة على غير ما وضعت له في اللغة، ونقل لها عما وضعت له»، كلام قد تسامحوا فيه لأنه إذا كانت «الاستعارة» ادعاء معنى الاسم، لم يكن الاسم مزالا عما وضع له، بل مقرا عليه. إن الاستعارة عند عبد القاهر لا تقوم على نقل اسم مكان اسم، وإنما تقوم كما تبين على ادعاء معنى اسم لاسم آخر وهذا ما يميزه بنسبة ما عن الذين سبقوه.
صفوة القول إن عبد القاهر الجرجاني، على الرغم من كل هذا، لم يضف شيئا يذكر لموقف الشراح والنقاد الذين سبقوه أو عاصروه بخصوص «الاستعارة» سوى أنه فضلها على التشبيه وأقحمها في المجاز كما أنه تأمل في عناصرها بما تخلقه من تداعيات في ذهن المتلقي.

٭ كاتب مغربي

بين التشبيه والاستعارة

محمد الديهاجي

الانتخابات العراقية وأزمة الدولة

Posted: 31 May 2018 02:17 PM PDT

ليس ثمة جديد في الجدل الدائر في العراق حول نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، فهو مجرد مناسبة اخرى للكشف عن أزمة الدولة! لا يتعلق الامر هنا بديمقراطية ناشئة تتلمس طريقها الصعب والطويل، بل بسياق قائم على مصفوفة اخطاء، وخطايا، لا يمكن لها أن تنتج غير الفشل.
في العام 2005، وفي أول انتخابات برلمانية بعد الاستفتاء على الدستور، اعترضت جبهة التوافق العراقية حينها على نتائج الانتخابات، وتقدمت إلى المحكمة الاتحادية بدعوى تطعن في دستورية قانون الانتخابات الذي سلبها بضعة مقاعد، بسبب احتساب القانون للمقاعد على أساس المسجلين في السجل الانتخابي وليس على أساس العدد الكلي للسكان. وبدل أن تبت المحكمة الاتحادية بسرعة في هكذا طلب يتعلق بشرعية الانتخابات نفسها، وجدناها تماطل لمدة 16 شهرا لتقرر في النهاية بعدم دستورية هذا القانون، لأنه ينتهك أحكام الدستور الصريحة، التي احتسبت عدد المقاعد على أساس السكان أولا، والتي قررت أيضا بطلان أي نص قانوني يتعارض معه. ولكنها في الوقت نفسه قررت أيضا أن هذا الحكم بعدم الدستورية «لا يمس الاجراءات التي جرت بموجبها انتخابات المجلس النيابي الحالي»!
وفي العام 2010، كان للمحكمة الاتحادية مرة أخرى حضور في الانتخابات، بعيدا عن دورها المقرر دستوريا بالمصادقة على نتائج الانتخابات. فبعد توالي النتائج الأولية للانتخابات، وتيقن أحد أطرافها بعدم حصوله على المركز الاول فيها، توجه إلى المحكمة الاتحادية مطالبا إياها بتفسير المادة الدستورية التي تصف الطرف الذي يكلف بتشكيل الحكومة، وكان رد المحكمة السريع على غير العادة (قدمت الدعوى يوم 21/3/ 2010 وجاء رد المحكمة يوم 25/3/2010) بأن الكتلة النيابية الأكثر عددا هي ليست الكتلة الفائزة في الانتخابات بل الكتلة التي تتشكل بعد الانتخابات!
وحيث ان تشكيل الكتلة الأكبر في هذه الانتخابات تأخر كثيرا، وهو ما يتعارض مع التوقيتات الدستورية المتعلقة بعقد الجلسة الاولى للبرلمان، وانتخاب رئيس المجلس ثم رئيس الجمهورية وأخيرا تكليف مرشح الكتلة الأكثر عددا، ومن ثم اضطرار الجميع إلى جلسة مفتوحة للبرلمان، تقدم بعض الناشطين بدعوى للمحكمة الاتحادية للبت في شرعية الجلسة المفتوحة. في هذه المرة تأخرت المحكمة الاتحادية أربعة أشهر قبل البت في الدعوى، وبعد ان حسمت الكتل السياسية ترشيحاتها!
في ظل هذه الإشكاليات الدستورية والقانونية، كان رئيس الجمهورية صاحب الصلاحية الحصرية في «ضمان الالتزام بالدستور» بعيدا عن المشهد تماما، ومن يراجع إداء رؤساء الجمهورية المتتالين سيكتشف بوضوح أنهم تعاملوا مع هذا المنصب في سياق المتطلبات الحزبية والفئوية أكثر منه في سياق متطلبات المنصب نفسه!
لقد عمد الأمريكيون بعد احتلالهم العراق إلى اعتماد مبدأ الفصل بين السلطات، التي لم يكن مفكرا فيه في العراق قبل ذلك! ليس من خلال فصل السلطة القضائية عن السلطة التنفيذية وحسب، بل من خلال اعتماد فكرة الهيئات المستقلة التي عمدت سلطة الائتلاف المؤقتة إلى تشكيلها تباعا عبر أوامر وتعليمات، أو من خلال قانون إدارة الدولة. وقد أفرد الدستور العراقـي لاحقا لهذه الهيئات المستقلة مكانة خاصة، عندما عدها واحدة من السلطات الاتحادية بعيدا عن السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية. إلا أن هذه الاستقلالية تم إنكارها مبكرا، ولم تستطع البنى الذهنية للنخب السياسية العراقية أن تتسق مع هذه الفكرة؛ بداية عبر محاولات الهيمنة السياسية عليها، ثم عبر قرار للمحكمة الاتحادية العليا جرد هذه الهيئات المستقلة من صفة الاستقلالية وجعلها تابعة للسلطة التنفيذية! ثم عبر قرار ثان وأد مفهوم الاستقلالية تماما عندما قررت أن مفهوم الاستقلالية لا يعني عدم الانتماء للأحزاب، إنما المقصود به أن هؤلاء «مستقلون في أداء مهامهم»!
هكذا تشكلت مفوضية الانتخابات عبر لجنة في مجلس النواب حرصت على ضمان تمثيل الأحزاب المهيمنة داخل هذه التشكيلة، هكذا لم ينزعج أحد عندما تم تسريب اتفاق على ترشيح عضو لتمثيل «ورعاية مصالح» المجلس الاعلى وتيار الحكمة، في ظل تواطؤ جماعي على تحويل «المفوضية العليا المستقلة للانتخابات» إلى مفوضية لرعاية مصالح الاحزاب المهيمنة على مجلس النواب!
في ظل هكذا مقدمات يبدو من الصعب التفكير أن مفوضية انتخابات تعتمد على مرشحين حزبيين، او مرشحين لأحزاب، ان تدير انتخابات نزيهة وشفافة بأي حال من الأحوال. خاصة وأن هؤلاء الأعضاء الذين سيشكلون «مجلس المفوضين» و«الدائرة الانتخابية» لديهم سلطة شبه مطلقة فيما يتعلق بالانتخابات. بداية من تشكيل مكاتب الانتخابات الفرعية على مستوى المحافظات، وصولا إلى إعلان نتائج الانتخابات. وبالتالي فأن الأحزاب التي «يمثلها» أعضاء مجلس المفوضين ستحظى عمليا بقدرة كبيرة على التدخل في «إدارة» الانتخابات عبر السيطرة على هذه المكاتب من خلال «ممثليها»، بداية من الاستحواذ على منصب مدير المكتب وموظفيه، مرورا بالسيطرة على المراكز والمحطات الانتخابية عبر تعيين ممثلي هذه الأحزاب فيها، وانتهاء بالسيطرة على العمليات الخاصة بالعد والفرز! فضلا عن أن سيطرة الاحزاب على مفوضية الانتخابات سيجعلهم «يتحكمون»، واقعا، بالعملية الانتخابية كاملة. وبالتالي تبدو الاتهامات الموجهة إلى مفوضية الانتخابات، والتي تسوقها الجهات التي أنتجتها وفق معاييرها أصلا، غير مسوغة، وغير مفهومة تماما.
بموازاة هذه الوقائع، أعلن يان كوبيتش الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق في إفادة في مجلس الأمن يوم الثلاثاء 30 أيار/ مايو 2018 أن ما أسماه «الترهيب الفعال للناخبين بواسطة بعض التشكيلات المسلحة، والتدخل السياسي» كانت حاضرة في الانتخابات الأخيرة، من دون ان يسمي طبعا هذه «التشكيلات المسلحة» لكي لا يغضب أحدا. وطوال الأشهر الماضية، كان مطلب إخراج هؤلاء هذه «التشكيلات المسلحة» مطلبا جوهريا للكثير من الأحزاب والقوى السنية، من دون أن يخرج أحد، بما فيها الأمم المتحدة، عن تواطئه وصمته، فيما يتعلق بهذه المسألة! والاهم هنا ان السيد يان كوبيتش نسي كما يبدو ان يطلع مجلس الأمن على العلاقة العضوية التي تربط هذه «التشكيلات المسلحة» بقائمة انتخابية محددة، استطاعت أن تحقق مكاسب غير مسبوقة في مناطق انتشارها في محافظات نينوى وصلاح الدين وديالى بواسطة هذا الترهيب الفعال!
في معرض تسويغ الدكتور فؤاد معصوم لواقعة عدم الالتزام بالمدة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية في العام 2010، قال بأنها ليست بأول قارورة كسرت في الإسلام. وهذه الكناية التي تستخدم أحيانا لتوصيف الانتهاكات، الصريحة أو الضمنية، لبعض أحكام الإسلام، تعكس وعي النخبة السياسية العراقية لمبدأ حكم القانون The Role of Low الذي يعد مبدأ أساسيا للدولة الحديثة وللديمقراطية.
ولعل مفردة القارورة نفسها تقدم توصيفا فريدا لحقيقة حكم القانون في العراق الحديث، ملكيا وجمهوريا، دكتاتوريا وديمقراطيا مفترضا، وهو انه هش وقابل للكسر أولا، وبأنه لا إصلاح له إن انكسر، تماما كما القارورة! ومراجعة سريعة لتاريخ كسر قوارير الدولة العراقية على مدى ما يقرب من مائة سنة من عمرها يوضح بجلاء استمراء هذا التكسير.

٭ كاتب عراقي

الانتخابات العراقية وأزمة الدولة

يحيى الكبيسي

 المغرب: إلى أين يتجه الحراك الاجتماعي؟

Posted: 31 May 2018 02:17 PM PDT

حصلت في بحر الأسبوع الماضي في المغرب خمسة مؤشرات تعطي صورة عن الاحتقان الاجتماعي، ودرجة وعي السلطة السياسية بمخاطره، والجدية التي تطبع تصرفها في التعاطي معه.
أول هذه المؤشرات، هو الخروج الإعلامي للمدير العام لشركة سنطرال دانون، الذي كشف حجم الضرر الذي ألحقته المقاطعة بشركته، والقرارات التي ستتخذها تفاعلا مع هذه المتغيرات، إذ لم يكتف المدير العام بالاعتراف بأثر هذه المقاطعة، ولكنه تحدث عن فعل اجتماعي غير معهود، ولم يسبق للشركة أن واجهت تحديا مثله، كما اعتراف بفشل كل الحملات التواصلية التي قامت بها شركته لاحتواء تداعياته، مع ممارسة قدر كبير من الضغط على الحكومة، من خلال اتخاذ قرار تخفيض نسبة التوريد من تعاونيات جمع الحليب بـ 30 في المائة، وتسريح عدد مهم من العمال الذين لم يتجاوز عقدهم مع الشركة ستة أشهر حسب تصريحه.
ثاني هذه المؤشرات، هو خروج وزير الحكامة والشؤون العامة السيد لحسن الداودي، بقرار جريء، يحاول امتصاص الغضب الشعبي حول ارتفاع أسعار المحروقات، وكذا تداعيات تقرير اللجنة الاستطلاعية حول هذه الأسعار الذي كشف الاحتكار البشع الذي تمارسه شركات المحروقات لتحقيق أرباح خيالية على حساب القدرة الشرائية للمواطنين، إذ ساير الوزير بعض توصيات هذه اللجنة، وقررت الحكومة تبعا لذلك أن تصدر مرسوما يسقف أسعار المحروقات، ويقيد مساحة المناورة الربحية للشركات.
ثالث هذه المؤشرات، هو تداعي الأغلبية الحكومية للاجتماع بعد خلافات طويلة، وطرح المسألة الاجتماعية للنقاش، وفي عمقها حماية القدرة الشرائية للمواطنين، وإعادة إحياء ملف الحوار الاجتماعي مع النقابات، ورمي الكرة في ملعبها بخصوص توقيع الاتفاق والإعراب عن قدر كبير من المرونة لتوقيع هذا الاتفاق، ومحاولة تبشير الجمهور باستعداد الحكومة بالرفع من الأجور. وضمن نفس المؤشر يمكن أن نقرأ مذكرة حزب الاستقلال إلى رئيس الحكومة بتعديل قانون المالية والتنصيص ضمن هذا التعديل على الزيادة في الأجور.
رابع هذه المؤشرات، وهو انطلاق حملة مقاطعة جديدة تستهدف مهرجان موازين على خلفية الأموال الضخمة التي ترصد للفنانين الأجانب على حساب مستوى العيش المتدني الذي تعيشه عدد واسع من الأسر المغربية
أما المؤشر الخامس ذو التجلي السياسي، فتمثل في ترسيم نهاية دور إلياس العماري في قيادة حزب الأصالة والمعاصرة، مع ظهور توتر في العلاقة بين مكوني فريق الأحرار بالبرلمان، وامتعاض الاتحاد الدستوري من هيمنة الأحرار على الفريق البرلماني المشترك.
في المشهد العام، تبدو قضية شركة سنطرال دانون وخروجها الإعلامي جزئيا، فالشركة المتضررة من وقع المقاطعة الشعبية، تستعمل ورقة الفلاحين والعمال للضغط على الدولة للتدخل لإنقاذها، ويبدو أنها استعملت هذه الورقة مبكرا، وتفاعلت معها الحكومة إيجابا في السابق، لما خرجت بخطاب تصعيدي تهديدي للمقاطعين، واستندت إلى حجة أن المتضرر الأكبر من المقاطعة سيكون الفلاحين، وأن الشركة لا تجني ربحا أكبر من 20 سنتيما في اللتر الواحد.
لكن ما يهم في خروج المدير العام للشركة، ليس هي الأوراق التي تستعملها شركته للدفاع عن مصالحها، ولكن، توصيفه للمقاطعة وأثرها بأن الشركة لم تعرف هذا التحدي من قبل، وهو توصيف يكشف إلى أي حد بلغ الاحتقان الاجتماعي في المغرب على خلفية تضرر القدرة الشرائية للمواطنين.
أما المؤشرات المندرجة ضمن فعل الحكومة، أو فعل الأغلبية، فيسير في الاتجاه نفسه، أي الإقرار بمخاطر الاحتقان الاجتماعي، والدرجة التي بلغها، مع الحاجة السريعة والفورية للتفاعل معها بقرارات مقنعة وقادرة على التهدئة، واستباق الزمن، قبل أن يغادر الاحتقان الاجتماعي طبيعته الاجتماعية، ويتحول إلى حالة نفسية هادرة كما حدث مع منتجات شركة سنطرال دانون التي قامت بكل ما يمكنها القيام به من أجل التصالح والتفاعل الإيجابي مع المقاطعة، لكنها انتهت في آخر المطاف إلى الإعلان عما يشبه الإفلاس. ولذلك، فتحريك ملف الحوار الاجتماعي، وكذا تسقيف أسعار المحروقات، فضلا عن قرارات سابقة، تمحورت حول مراقبة الأسعار في شهر رمضان، وإيقاع العقوبات الزجرية في حق المضاربين والمحتكرين فضلا عن محارب السلع المغشوشة، كل ذلك يصب في الاتجاه نفسه.
قد تبدو المؤشرات الثلاثة الأولى منسجمة، فهي في مجموعها، تعطي صورة عن حجم الاحتقان ودرجة الوعي به، والحاجة إلى التفاعل السريع معه قبل أن يتحول إلى مقدمات لربيع ديمقراطي جديد في المغرب.
لكن، بالنسبة إلى، الدعوة لمقاطعة مهرجان موازين، وكذا المتغيرات التي حدثت مؤخرا في الحقل السياسي، فتبدو مخرجاتها متناقضة ظاهريا. فإذا كان من المفهوم أن رجوع الأمين العام لحزب الأحرار إلى الوراء، يفيد فهم رسالة الجمهور بإمكانية التضحية ببعض الرموز التي تزاوج بين المال والسلطة وربما التضحية برهان سياسي، وإذا كان من المفهوم ايضا أن التخلص من قيادة البام السابقة (إلياس العماري) تندرج ضمن،ترتيب خارطة ما قبل انتخابات 2021، وإزاحة الأوراق الخاسرة التي تسببت في وقوع السيناريوهات غير المرغوب فيها، فإن إضافة المضمون السياسي للدعوة إلى مقاطعة موازين، يجمع العناوين التي شكلت بالأمس شعارات 20 فبراير.
لحد الآن، ليست لدينا معطيات دقيقة عن حجم التفاعل مع الدعوة لمقاطعة مهرجان موازين، ولم تظهر أيضا مؤشرات على فعل استباقي من جانب السلطة السياسية بهذا الخصوص، فما برز هو التعاطي السريع والفوري مع البعد الاجتماعي في الحراك، واستباق بعض الخطوات في، ترتيب الحقل السياسي، وهو ما، يعني بأن السلطات السياسية تدرك مخاطر التعالق الموجود بين الاجتماعي والسياسي، وتسعى بشكل سريع لتحييد الاجتماعي، ومنع، سيناريو تحوله إلى مضمون سياسي.
تقديري إلى اليوم، أن لدى السلطة السياسية إمكانية للنجاح في هذا السيناريو، خاصة وأن طبيعة الحراك ومستوياته لم تصل لدرجة إنتاج جواب سياسي، لكن، التأخر أو التعثر في معالجة القضية الاجتماعية، وعدم الإقدام على خطوات اجتماعية سريعة ومقنعة، يمكن أن يدفع الاحتقان الاجتماعي إلى التحول لطلب على جواب إصلاحي ديمقراطي ربما بسقف أعلى نسبيا من سقف حركة 20 فبراير.

٭ كاتب وباحث مغربي

 المغرب: إلى أين يتجه الحراك الاجتماعي؟

بلال التليدي

نيكي هيلي من الغرور إلى الفشل

Posted: 31 May 2018 02:16 PM PDT

في مؤتمر اللجنة الأمريكية الإسرائيلية للعلاقات العامة المعروفة باسم «أيباك» الذي عقد في مارس من هذا العام، وقف المئات في قاعة المؤتمر يهتفون بصوت مدو: «نحن نحبك يا نيكي». وكانت ترد عليهم «وأنا أحبكم أيضا. يشرفني أن أكون بين أصدقائي». وأعلنت أن أيام مناطحة إسرائيل والاستفراد بها في الأمم المتحدة قد ولت. ويبدو أن «نمراتا رانداوا» كما سماها والداها الهنديان، صدقت نفسها وظنت أنها عندما تتكلم يصفق لها الحاضرون، ويرمون عليها القبل والورود، كما فعلت جماعة «الأيباك».
ولكنها ما فتئت تتعرض للصدمات، داخل الأمم المتحدة وخارجها، فيرتطم غرورها بالواقع وتتجمد في مكانها، لا تعرف كيف تخفي علامات الحنق والإحباط من على جبينها.
طلاب جامعة هيوستون أطاحوا بذلك الغرور الذي حملته معها إلى ولاية تكساس، معقل المحافظين الجدد واليمين الأمريكي والحزب الجمهوري الأكثر صلابة في الولايات المتحدة. وقفت يوم 24 مايو بكل ثقة على المنصة لتلقي محاضرة عن السياسة الخارجية في عهد الرئيس دونالد ترامب قائلة: «جئت إلى هنا بعد بضعة أسابيع من الانشغال الشديد بالسياسة الخارجية الأمريكية»، فقاطعها أحد الطلبة صائحا: «نيكي هيلي، يداك ملطختان بالدم، أنت توافقين على الإبادة الجماعية لشعب كامل، أنت شريكة للإرهابيين والمستعمرين». ثم وقف العشرات من المتظاهرين في القاعة يهتفون لفلسطين، وهم يلوحون بالأعلام الفلسطينية ويرددون: «نيكي نيكي ألا ترين؟ أنتِ تشرعين في حملة قتل. نيكي هيلي لا يمكنك الاختباء، لقد وافقت على الإبادة الجماعية». تسمرت في مكانها وعلامات الهزيمة والذهول والإحباط كانت واضحة تماما على وجهها. وكأني بها تقول «أين هذا الجمهور من جمهور الأيباك».
مجلس الأمن وأحداث غزة
منذ انطلاق مسيرات العودة في غزة يوم 30 مارس الماضي، استطاعت نيكي هيلي أن تفشل ثلاث محاولات قام بها السفير الكويتي، منصور العتيبي، العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن، لاستصدار بيان صحافي من المجلس يعبر عن موقف الحد الأدنى للأعضاء من المجازر التي ترتكبها إسرائيل ضد المتظاهرين المدنيين. كان البيان الصحافي الذي أعدته الكويت بالتشاور مع المجموعة العربية يحتوي على فقرات بسيطة، تدين استهداف المدنيين، وتؤكد على حقهم في التظاهر السلمي، وتدعو إلى رفع الحصار عن غزة، ثم تدعو فقرة أخيرة فيه إلى إجراء تحقيق عادل وشفاف ومحايد في قتل المدنيين. استطاعت هيلي أن تفشل صدور البيان في ثلاث محاولات متتالية ليس مهارة منها، بل بسبب «الصوت المعطـّل». فحسب آلية عمل مجلس الأمن لا يصدر عن المجلس بيان رئاسي أو بيان صحافي إلا بالإجماع. وقد حظيت تلك البيانات المخففة والمتوازنة على دعم بقية أعضاء المجلس الأربعة عشر. لكن القواعد الإجرائية في إصدار البيانات عن المجلس واضحة لا تحتمل التأويل، فأي خروج عن الإجماع يؤدي إلى إلغاء إصدار البيان.
قامت بعدها الكويت بطرح مشروع قرار يتضمن ثلاثة عناصر أساسية: المطالبة بتأمين الحماية للشعب الفلسطيني، وإيجاد آلية لتلك الحماية يقترحها الأمين العام، أنطونيو غوتيريش ومبعوثه الخاص نيكولاي ملادينوف، مستفيدين من سابقتين في هذا المجال، وهما اعتماد مجلس الأمن القرار 605 (1987) بعد بداية الانتفاضة الأولى، ثم اعتماد المجلس القرار 905 (1994) بعد مجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل، وكلاهما يتضمن بندا حول حماية المدنيين الفلسطينيين. كما يتضمن مشروع القرار الكويتي بندا يدين استهداف المدنيين والاستخدام المفرط للقوة، كما يطالب مشروع القرار برفع الحصار عن غزة وتسهيل مرور المعونات والبضائع للتخفيف من الحالة الإنسانية المتدهورة في القطاع. ومن المفروض أن يصوت المجلس على مشروع القرار هذا الخميس أو الجمعة. وليس لدينا شك أن سيف الفيتو الأمريكي واقف بالمرصاد للإطاحة به.
جلسة الأربعاء وفشل ثلاثي للسفيرة الأمريكية
أطلقت حركتا حماس والجهاد يوم 29 مايو زخات من المقذوفات البدائية ضد إسرائيل (سنطلق عليها مجازا صواريخ) لم تسبب حتى كسر غصن في شجرة. ارتطم واحد منها قرب دار حضانة للأطفال، لكن أحدا لم يصب بأذى. جاء إطلاق الصواريخ من حركتي حماس والجهاد، ردا على قيام إسرائيل بشن غارات جوية في اليوم السابق أدت إلى استشهاد ثلاثة عناصر تابعين للحركتين. أعطت حادثة إطلاق الصواريخ فرصة للمندوبة الأمريكية بأن تصب جام حقدها على الفلسطينيين. فوجهت رسالة إلى رئيسة المجلس، سفيرة بولندا، طالبة عقد جلسة طارئة. وهذا حق من حقوق كل عضو في المجلس. ويجب أن تصنف الجلسة تحت أحد البنود التي يتعامل معها مجلس الأمن. رفضت نيكي هيلي أن تعقد الجلسة تحت البند المعتاد وهو «الحالة في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية». وطرحت بندا بديلا تحت عنوان «الإرهاب وآثاره على السلم والأمن الدوليين»، لربط ما قامت به حركة حماس بالإرهاب. ولكن رئيسة المجلس وبعد المشاورات رفضت اقتراح نيكي هيلي واستبدلت البند بعنوان آخر أكثر موضوعية « التهديدات للسلم والأمن الدوليين». وكان هذا الفشل الأول لنيكي هيلي.
ثم قامت السفيرة الأمريكية بتوزيع بيان صحافي على الدول الأعضاء يدين ما قامت به حركة حماس باعتباره عملا إرهابيا يستهدف إلحاق أكبر الضرر بالمدنيين. وينص البيان الصحافي في أحد بنوده على اعتبار حركة حماس حركة إرهابية ويطالب المجلس بإدراج الحركة على قائمة المجموعات الإرهابية، أسوة بـ»القاعدة» و»داعش» و»بوكو حرام» وغيرها. وهنا جاء دور السفير الكويتي ليستخدم الآلية نفسها التي استخدمتها هيلي للإطاحة بالبيانات الصحافية الثلاثة، فأطاح العتيبي ببيانها الصحافي عندما خرج عن الصمت، كاسرا أي إجماع حوله، وبالتالي فشلت نيكي هيلي في استدراج المجلس لتبني موقفها الذي صاغه لها حرفيا السفير الإسرائيلي داني دانون. وهذا هو الفشل الثاني.
أما الفشل الثالث فقد تمثل في مضمون مداولات المجلس يوم الأربعاء. لقد تفردت هيلي في اعتبار حادثة إطلاق الصواريخ مقطوعة عن جذورها وغير مرتبطة بأي حدث قبلها أو بعدها، ويجب أن ينظر إليها فقط كعمل إرهابي خطير يهدد الأمن والسلم الدوليين. وهذا الموقف لم ينطل على أي من الدول الأعضاء. فقد تحدث كافة المندوبين عن الوضع في غزة، الذي أدى إلى مثل هذا التفاقم الخطيرمن زاويتين: الحصار المطبق الذي تعيشه غزة منذ أكثر من 11 عاما، والذي أدى إلى انتشار حالة من القهر والظلم واليأس والغضب، ما أدى إلى الانفجار. ومن جهة أخرى، تم ربط الحادثة بما شهدته غزة منذ انطلاق مسيرات العودة يوم 30 مارس الماضي، التي أدت إلى استشهاد 118 فلسطينيا، من بينهم نحو 15 طفلا وجرح ما يزيد عن 13 ألف شخص. وقد حذّر مبعوث الأمم المتحدة في فلسطين المحتلة، نيكولاي ملادينوف، في كلمته من أن الأوضاع في غزة مرشحة لانفجار أكبر، إذا لم يتم القيام بإجراءات سريعة للتعامل مع الأوضاع الإنسانية المتردية.
كانت نيكي تستمع إلى كلمات المندوبين الواحد بعد الآخر وهم يذكرون بأن جوهر المشكلة هو الاحتلال، وما دام الاحتلال قائما فلن يكون هناك هدوء، بل ذهب مندوب السويد بعيدا عندما عرج على قرار إسرائيل بهدم تجمع للبدو في منطقة الخان الأحمر، وطالب إسرائيل بوقف هذه الممارسات. وعندما جاء دور كلمة السفير الفلسطيني، رياض منصور، خرجت من القاعة حتى لا تسمع الرد الموسع على ما جاء في كلمتها من مغالطات وتزوير للوقائع وطرح سردية شاذة لا يتفق معها أحد.
وأخيرا لديّ سؤال أريد أن أوجهه لحركة حماس: ماذا استفادت من إطلاق هذه المقذوفات البدائية؟ لماذ تصرالحركة دائما على تبديد التعاطف الدولي وتعطي العدو الصهيوني فرصة للخروج من مأزقه؟ لماذا يأتي مسؤول من حماس ليدعي أنه يرسل المقاتلين في ثياب مدنية في تلك المسيرات؟ وهو ما رحب به وزير الدفاع الإسرائيلي واعتبره شهادة لصالح الرواية الإسرائيلية؟ ألا يرون أن مسيرات العودة كانت من أعظم أنواع المواجهات مع الكيان، ووضعته وحليفته في الزاوية بسبب سلميتها وحسن تنظيمها وتوحدها تحت علم واحد، فلماذ يأتي من يبدد مثل هذا الزخم الوطني الكبير ويعطي أعداءه ذخيرة لدعم حججه الواهية.
وأود أن أشير هنا إلى أن مشروع القرار الكويتي المذكور، كان يحظى قبل هذه الحادثة بإجماع 14 عضوا في المجلس وكانت ستقف الولايات المتحدة وحيدة في الاعتراض عليه بالفيتو، إلا أن الحادثة الأخيرة بددت ذلك الإجماع. أتمنى يوما أن يكون للحركة مستشار لديه بعد نظر أكبر من عقلية التنظيم وأبعد من حدود قطاع غزة.
محاضر في مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة رتغرز بولاية نيوجرسي

نيكي هيلي من الغرور إلى الفشل

د. عبد الحميد صيام

ماذا إذا كان قاضيك غريمك؟

Posted: 31 May 2018 02:16 PM PDT

ظهرت محكمة «العدل العليا» إلاسرائيلية بكامل عُريها وقباحته، بعد أن أصدرت، خلال الأسبوعين الفائتين، سلسلة من القرارات المعيبة، فاجأت الجنّ ومَن ما زالوا يؤمنون بأنها صرح العدل الأعلى ومذبح الديمقراطية الأطهر.
موقفي الشخصي من هذه المؤسسة، غير النزيهة، معلن منذ زمن؛ فلقد دعوت الفلسطينيين مرارًا إلى ضرورة التوقّف عن التظلّم أمام قضاتها، والامتناع عن رفع الالتماسات إليهم؛ فهي، كما ثبت، بالبراهين القاطعة، ليست إلا ذراعا في ماكينة الاحتلال، تنفّذ ما أنيط بها من مهام لتسويغ قمعه وتجميل ضرباته وتعميق جروح الفلسطينيين ودفنها تحت ضمادات التخدير الخانق.
قد تعكس إشكالية توجه الفلسطينيين إلى المحكمة العليا الإسرائيلية واحدًا من أوجه الخلاف الجذري بين واقعنا، نحن المواطنين العرب في إسرائيل، وواقع فلسطينيي الضفة المحتلة وغزة؛ وقد يُثبت هذا الخلاف ما قلناه ونقوله دومًا؛ فرغم كوننا جزءًا من الشعب الفلسطيني، إلا أننا نعيش في واقعين سياسيين مختلفين، ونواجه تحديّات مغايرة، تفرض، بالتالي، اختلافًا في وجهاتنا السياسية، وفي أساليب ووسائل النضال ضد سياسات الاحتلال هناك وضد سياسات القمع العنصرية وأهدافها، هنا.
فتظلُّمُنا، كمواطنين في الدولة، أمام المحكمة العليا هو أمر مبرَّر وطبيعي، وفي كثير من الحالات هو خيار المواطن أو المؤسسة الأصحّ والأنسب؛ فليس كسلطة القانون فيصل لمواطن يشكو تعسّف الدولة وممارسات أجهزتها، وليس كالمساواة أمام القانون شرع معترف به في فقه العقود المدنية بين الابن/الفرد وبين الدولة/الأم.
لم تنصفنا هذه المحكمة كأقلية قومية واجهت وتواجه سياسة قمع عنصري، فعلى الرغم من محاولات قضاتها الظهور وكأنهم تروس المواطنين العرب، وحماة حقوقهم الأساسية، إلا أنّ واقعنا ومعاناتنا المستمرة يكذبان هذه الادعاءات والفرضيّات؛ فباستثناء بعض القرارات الإيجابية المنصفة، أثبتت سياسات المحكمة العليا، عبر العقود الخالية، وقوفها في صف القمع في الخنادق نفسها مع العنصريين؛ مع أن معظم قضاتها عرفوا كيف يسوّغون انحرافاتهم عن بوصلة الحق، وكيف يسددون «طعناتهم» بسلاسة خبيثة وبحرفية مبهرة.
يترك ما يجري في داخل المجتمع الإسرائيلي آثاره على منظومة التوازنات التقليدية السائدة بين السلطة القضائية والسلطتين التشريعية والتنفيذية، وقد أدى ذلك إلى نشوء حالة من التنافر الجوهري وعدم الرضا من دور الجهاز القضائي، ما دفع بالقوى الجديدة إلى السعي من أجل السيطرة عليه أو تركيعه.
كانت أشدّ معارك قادة اليمين العقائدي المتطرف ضد قضاة المحكمة العليا، فاستعدوهم بشهوة «نيرونية» وأعلنوا عليهم الحرب وكشفوا، من دون خوف أو تردّد أو خجل، عن استعدادهم لتقويض أسس المحكمة حتى لو استدعى ذلك هجومهم عليها ببولدوزر من نوع D-9، وهو أحد أقوى آليات الهدم والتدمير!
شعر القضاة بدنو أجلهم فحاولوا، بأساليب منضبطة، الاعتراض على مخططات اليمين السافرة؛ لكنهم مارسوا، بالوقت نفسه، سياسة المهادنة وقطف الرأس، وكأنهم لا يعرفون دروس التاريخ؛ فحين تهرب الضحية مذعورة من صيّادها يصير هو أسرع من القدر. وحين تحني ظهرها، كي تمر العاصفة، تصير هي مداسًا للقطيع.
حذّرنا القضاة من رقصهم على موسيقى النار، وجرّبنا تعليمهم حكمة «الثور الأبيض» في حكايا أسلافنا، لكنهم أعرضوا واستمروا في تراجعهم؛ وكنا كما توقعنا، نحن المواطنين العرب، قرابينهم المقدمة على مذابح العنصرية، وكانت حقوقنا المسلوبة رشاواهم لسكارى القمع والعنجهية. يعرض أمامنا مسلسل رعب وتُمثّل بعض فصوله في قاعات «محكمة العدل العليا» وتستدعي تساؤلنا: إلى متى ستبقى لنا هذه القاعات عنوانًا طبيعيا أو بقعة ضوء وطاقةً للأمل؟ فقبل أيام رفضت محكمة العدل العليا التماسًا قدّمه النائب في القائمة المشتركة الدكتور يوسف جبارين ضد قانون يتيح لأعضاء الكنيست الإسرائيلي فصل أحد أعضائه إذا صوّت تسعون عضوًا من أصل مئة وعشرين على فصله، إذا «وجدوه» محرضًا على العنصرية أو يدعم الكفاح المسلح ضد إسرائيل.
يذكر أن القرار صدر بتوقيع تسعة قضاة، بعدما التأموا كهيئة موسّعة، برزت في مقدمتها رئيسة المحكمة القاضية استر حيوت، التي كتبت بشكل متناقض أنها تعتقد أن «قانون الفصل يمسّ مسّاً حقيقيًا بالحقوق الاساسية، التي هي من الأمور المهمة في نظامنا». وفي قرار آخر رفضت المحكمة نفسها التماسًا طالبت فيه مجموعة من المنظمات الإسرائيلية غير الحكومية إصدار أمر قضائي يمنع بموجبه جيش الاحتلال الإسرائيلي من استخدام الذخيرة الحية ضد الفلسطينيين المتظاهرين، الذين لا يشكلون تهديدًا مباشرًا على أرواح الجنود الاسرائيليين عند الحدود مع غزة.
من اللافت والمستفز أن رئيسة المحكمة تبنت موقف الجيش، حين قضت بأن حركة «حماس» والتنظيمات الفلسطينية الأخرى تمثل تحديًا كبيرًا للقوات الاسرائيلية، بواسطة دمج منفذي الهجمات، عمدًا مع المدنيين، بمن فيهم النساء والاطفال، وذلك يصعّب من مهمة الجيش. وعلى «جبهة» أخرى رفضت المحكمة ذاتها التماسًا بمنع جيش الاحتلال من هدم المجمع السكاني «الخان الأحمر» الذي تقطنه 35 عائلة فلسطينية بدوية. علاوة على وحشية تهجير هذه العائلات من بيوتها؛ فقد شكّل المكان شوكة في حلق التمدّد الاستيطاني اليهودي، بحيث منع تواصل المستعمرات الزاحفة من جهة أريحا، وارتباطها مع الأحياء الاستيطانية التي أقامتها إسرائيل في الجهات الشرقية لمدينة القدس.
لن يكفي مقال واحد لسرد مواقف هذه المحكمة المعيبة، لاسيما في السنوات الأخيرة، ولا كيف كان دورها مكملاً لسياسات الحكومة المضطهدة ضد مواطنيها هنا، وفي الجهة الأخرى مسوّغًا ومسيّرًا لموبقات الاحتلال ضد السكان الفلسطينيين هناك.
يجب أن يحسم موضوع هذه المحكمة في فلسطين؛ وإلى أن ينجز ذلك أظن أننا نقترب نحن، المواطنين العرب في اسرائيل، من نقطة سنجبر فيها على إعادة النظر في علاقتنا مع الجهاز القضائي الإسرائيلي، خاصة مع محكمة العدل العليا.
فمن سيتولى هذه المهمة؟
لقد كتب المحامي حسن جبارين مدير مركز «عدالة» مقالًا في جريدة «هآرتس»، نشره بتاريخ 12/5/2018 تحت عنوان: «محكمة العدل العليا لم تدافع عن الأقلية»،
حاول، وهو صاحب خبرة طويلة في هذه الساحة، أن يثبت كيف امتنعت المحكمة وبشكل ممنهج عن مساندة حقوق الأقلية العربية في إسرائيل، وكيف ساهمت قراراتها بتمرير جميع القوانين التي انتقصت من الحقوق الأساسية لهذه الأقلية، وتلك التي مسّت شرعية وجودها. للمقال أهمّية أكاديمية، لكنه يفتقر إلى موقف واضح تجاه مستقبل العلاقة مع هذه المحكمة، أو إلى نظرة تتعرض لوسائل التأثير عليها وفرص تغيير سياساتها تجاه المواطنين العرب. قد يعتبر المقال بداية لتوجّه أعمق سيستأنف الكاتب معالجته قريبًا، وبأسلوب أكثر حزمًا وصراحة، كما يليق بالموضوع وبمكانة «العدالة» وبمن كانوا شركاء في تكريس حالة الغبن التي نعاني منها في إسرائيل ويعاني منها الفلسطينيون في الأراضي المحتلة .
جاءت قرارات كثيرة للمحكمة العليا منافية للقوانين الانسانية البديهية، يجب التعاطي معها على هذه القاعدة، مثلما فعلت مثلًا منظمة «بتسيلم» في تعقيبها اللافت والمميز؛ حين أعلنت قبل أيام وعلى أثر اصدار المحكمة العليا قرارها بشأن هدم البيوت في موقع «الخان الاحمر» أنّ المحكمة العليا «سمحت للدولة أن تنفذ جريمة حرب وفي حالة تنفيذها سيتحمل القضاة مسؤوليتها كذلك». كلام لا يشوبه غموض؛ فالقضاة، عندما يجيزون للدولة اقتراف جرائم حرب، يصبحون هم شركاء بالفعل وبالمسؤولية.
على جميع الأحوال، تثير قضية العلاقة مع المحكمة العليا جملة من الإشكالات ومن التساؤلات، وفي طليعتها دور القيادة وغيابها في تحديد أساليب النضال على جميع تفرّعاته، وتثير كذلك أفكارًا حول أسس وقوالب تحديد العلاقة مع الدولة ومؤسساتها ومن سيتولى مسؤولية كل ذلك.
كاتب فلسطيني

ماذا إذا كان قاضيك غريمك؟

جواد بولس

ما العمل؟ السؤال الأردني في إضراب النقابات

Posted: 31 May 2018 02:15 PM PDT

قبل سنوات أغلق مستثمر هندي مصنعاً للملابس في الأردن، يشغل ما يزيد عن 1200 عامل، بدون أن تكترث الحكومة أو تتساءل عن الأسباب، وبدون أن يتصدى أي من المسؤولين لمجرد الاستماع لوجهة نظر المستثمر الذي أتى للأردن ليستفيد من اتفاقيات موقعة مع الحكومة الأمريكية تستورد بموجبها حصة من المنتجات الأردنية.
وبعد أن تحمل المستثمر تكلفة استقدام 900 عامل من بنغلاديش إلى الأردن، وقام بتوظيف البقية من الأردنيين، بدأت التغيرات في القوانين والتعليمات تحاصره، حتى وصلت إلى نقطة الخلاف حول مدخل العمالة، وتشبث وزارة العمل بفرض الحد الأدنى من الأجور على العاملين القادمين من بنغلاديش، وفشلت محاولات المستثمر في توضيح أن العاملة البنغالية تتقاضى أصلاً أضعاف ما كانت تتقاضاه في بلادها، وأنها تحصل على الإسكان وثلاث وجبات يومياً مجاناً، بالطبع يقدم هذه الخدمات السوق الأردني، وبعد مغادرته تلقى بعض العاملين السابقين في المصنع هواتف من مسؤولين يرغبون في تحديد موعد مع المستثمر، الذي أسرف في محاولات التواصل قبل أن يضحي بكثير من الأموال تمثلت في تفكيك أعماله في الأردن.
هذه القصة ليست بمعزل عن الأزمة الراهنة التي يعاني منها الاقتصاد الأردني، وتعبر عن شخصية الموظف الحكومي الرفيع في الأردن، الذي تمازج عضوياً ونفسياً مع بنود المساعدات والمنح، وممارسات الريعية والمحاباة، التي أوصلت الأردن إلى مأزق غير مسبوق، واستغلاق مستحكم ألقى ظلاله الثقيلة والكئيبة أمام الحكومة الحالية، التي وجدت نفسها بدون حلول أخرى سوى (جيب المواطن) المرهق أصلاً بضرائب كثيرة غير مباشرة على المبيعات والمحروقات والاتصالات، وفي هذه المرة، وجدت الحكومة مزاجاً شعبياً غير مطواع ولا مهادن، كما اعتادته، وشهد الأردن يوم الأربعاء الثلاثين من مايو إضراباً عاماً، على الرغم من الاختلاف حول مداه وتأثيره، إلا أنه سيكتسب رمزية واسعة، وربما يكون مقدمة لمجموعة أخرى من الإجراءات التصعيدية، خاصة أن بعضاً من الشخصيات الحكومية أتت من مدارس غير سياسية، ومنهم وزير المالية، الذي قضى ردحاً من عمره في وظيفة قيادية في مصرف كبير لم يعتد فيه على معارضة قراراته أو مناقشتها، وهو ما بدا في بعض التسريبات حول مواقفه التفاوضية المتعنتة، كما أن الشخصية الأردنية بشكل عام تميل إلى نزعة العناد، وحديثاً، السخرية، وهذه الخلطة غير اعتيادية في الأردن، وربما تتطلب أسلوباً جديداً في التعامل، إذا استطاعت الحكومة أن تلتقط الرسالة.
تحالف قوى الشعب، هذا الوصف يصلح لعنوان الإضراب الأخير، الذي ترافق باعتصام رمزي في مجمع النقابات، وكان أصحاب بعض الشركات قد دفعوا موظفيهم للمشاركة، كما اندمجت بعض الوحدات الحكومية في عملية الإضراب، بطريقة متحضرة تقوم على ممارسة واعية ومنضبطة، جعلت تصريحات الناطق الرسمي حول الأيدي الخفية ونسبة الـ49% من التعليقات التصعيدية من سوريا، مجرد نكتة استقبلها الأردنيون بما يليق بها من سخرية مريرة، وتوالت الإعلانات التهكمية، ليوقع الأردنيون بأسمائها متبوعة بمدن ومناطق سورية، وأمام الأداء الشعبي الذي يؤكد أن الأردنيين تحصنوا مقدماً أمام ترسانة الاتهامات والتخويفات الحكومية، ظهرت الحكومة منفصلة عن الواقع وغير قادرة على حيازة أي قدر من التعاطف، حتى من شخصيات وازنة في المنظومة السياسية الأردنية، وحتى بعض الأقلام التي تقدم بضاعة قديمة من مخلفات مراحل سياسية بائدة، والتي دفعت في هذه اللحظة بالحديث عن الأردنيين من أصول فلسطينية، وجدت نفسها أمام نوبة من الوعي ألجمتها في حججها، التي ليس مهماً النوايا التي وراءها، فالأردنيون يعرفون أكثر من أي وقت مضى أن القصة تتوزع أفقياً بين فئات مستفيدة وأخرى تتعرض للضيم والإجحاف، وأن أي تقسيم رأسي إقليمي أو مناطقي هو محاولة للانفراد بالحراك الوطني وتفكيكه.
وجوه جديدة لم تكن يوماً في خانة المعارضة، ولم تهتم على الإطلاق بالتواجد على الطيف السياسي، خرجت إلى الشارع، وبينهم من لن يمسهم مشروع الضريبة بشكل مباشر، فالإضراب ربما حركته فئات مجتمعية ستزيد أعباءها الضريبية، أو تتخوف من موجة ركود يمكن أن تضرب الاقتصاد الأردني وتبدد مكتسباتها، وهذه الحالة لن تستثني أحداً، فصاحب العمل الذي سيغلق أبوابه سيترك وراءه عشرات، وربما المئات تستقبلهم معدلات البطالة التي وصلت مع الحكومة الحالية إلى معدلات كبيرة ومقلقة، حتى بالمقاييس الرسمية التلطيفية.
الرسالة الخفية هي الإدانة الكاملة لنهج عابر للحكومات، اقتضى دائماً التأجيل والتسويف، وليس من العدل في شيء أن تتحمل حكومة الرئيس الملقي المسؤولية وحدها، فالأمور تدهورت بدون خطوات فعلية لمعالجة الأوضاع السيئة في زمن حكومة النسور، التي بقيت في المسؤولية لأربع سنوات كاملة، فلا استطاعت أن تستقطب الاستثمار، ولا أن تحفز القطاعات الاقتصادية، وانتظرت المجتمع الدولي بأن يقدم المكافآت والمنح للأردن على استضافته لمئات الآلاف من اللاجئين السوريين، ولكن الظروف الاقتصادية السيئة أغرت أيضاً حلفاء تقليديين للأردن بأن يمارسوا ضغوطاً متزايدة لدفعه إلى مواقف على درجة عالية من الخطورة، في قضايا تتسم أصلاً بحساسية في الشارع الأردني مثل الموقف من الأزمة السورية.
عملياً، قانون الضريبة ضروري، وكثير من الأردنيين مستعدون لمناقشته، ولكن من حقهم التساؤل عن الخدمات التي تقدمها الحكومة وهي تتغول ضريبياً وجبائياً عليهم، فالمرافق التعليمية والصحية لا ترتقي لما يمكن أن يتناسب مع حجم الأعباء الضريبية التي دفعت، والحديث عن محاصرة الفساد لا يسفر سوى عن بعض الأخبار هنا وهناك عن رشوة لموظف صغير، أو مخالفة لموظف متوسط، والوزراء التكنوقراط يبدون بدون أي موهبة سياسية، يطلقون تصريحات عشوائية تثير حفيظة الشارع، الذي يراهم مجرد نتاجات لنخبة مغلقة منفصلة عنهم، بينما يراوح الإصلاح السياسي مكانه، بدون تقدم يمكن البناء عليه، وبالوصول إلى محطة الإضراب الأخير كان الأردنيون يتساءلون عن تغيب الأحزاب السياسية وتصدر النقابات للمشهد.
وصلت الرسالة الشعبية إلى العديد من الأطراف داخل الدولة في الأردن، وتبدو الحكومة في موقف حرج فلا أحد يستطيع أن يسحب من رصيد شعبيته أو مكانته ليقدم لها هدية مجانية، وهي التي تعاملت باستعلاء واستخفاف مع جميع التحذيرات التي انطلقت من شخصيات وطنية وسياسية، ولكن يبقى السؤال قائماً ومشروعاً وملحاً، عما يجب اتخاذه من خطوات من أجل الخروج من المأزق الاقتصادي، في ظل انفلات المديونية وتراجع القطاعات المولدة للدخل التي يمكن أن تسددها، وعن موقف الحلفاء التقليديين للأردن الذين ربما يرون أن دوره الاستراتيجي أخذ في التراجع أمام حالة الوله والغزل مع (إسرائيل)، وأن مواقفه المتعنتة في موضوع القدس تعكر صفو الصفقات الكبرى تحت الطاولة.
كاتب أردني

ما العمل؟ السؤال الأردني في إضراب النقابات

سامح المحاريق

المنظمات الدولية والأداء الوظيفي المتواصل

Posted: 31 May 2018 02:15 PM PDT

يوجدُ تخلف نفسي وأخلاقي وحالات عجز واضحة، خاصة في الغرب الذي يحتكر فكرة التقدم والهيمنة بطابعها المادي، وثمة ضرب من فوكويامية معممة حول فكرة التطور، وفي خضم مشاكل العالم لم يحصل بعد النضج الثقافي والإنساني للشعوب، سواء الشرقية منها أو الغربية.
فقد وصل الجميع إلى حافة الانهيار والإفلاس من الناحية الأخلاقية ولم تحدث إعادة تقييم أو تفكير في مثل هذا الوضع، وبسبب الإهمال الدولي ظلت دول بعينها تضع السياسة في العالم وتتحكم في مصير الشعوب كما ترغب، وفق أنانية مفرطة يتبخترُ بفعلها المجانين على الساحة الدولية، ويسُود الظن أن العالم فقد أي إمكانية للتجانس العالمي، مع بقاء الدول المولعة بالحروب تُردد الفلسفات الذرائعية نفسها، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، التي مازالت تتخبط في مجدها الذاتي المغرور، وتراهن على قوتها العسكرية وأجهزتها الأممية، التي وضعتها لتُجيز العدوان الدولي والأفعال الإجرامية، في نوع من الكذب والتمويه بوجود مرجعيات دولية تعاقدية يحتكم إليها الجميع. وهي مغالطة مفضوحة منذ طور مبكر جدا، حتى قبل أن يتكهن فوكوياما تكهنا دقيقا في بداية التسعينيات عندما قال، إن الأمم المتحدة نافعة تماما كأداة لأحادية القطب الأمريكية، ولعلها تكون بالفعل الآلية الرئيسية التي ستمارس من خلالها أحادية القطب في المستقبل. وبالفعل كانت الهيئات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، السلاح الرسمي للولايات المتحدة وبريطانيا، اللتين استخدمتاه لتشريع المغامرات غير القانونية والمعاملة الشيطانية للمعتقلين، واحتلال الدول الأجنبية ذات السيادة، وحماية الدول الاستراتيجية الصديقة. وضمن عنف الغاب وقع استخدام الأمم المتحدة للسيطرة على بقية الدول ومقدراتها، وإجبارها على الخضوع للعهر السياسي والاقتصادي. وإلى الآن لا تتعامل منظمة الأمم المتحدة مع قضية الدول الأعضاء المعتدية، ولا تكبح جماحها وهي التي أنشئت لغرض منع وقوع الحروب والدفع باتجاه السلم العالمي، وكل جلسات مجلس الأمن أو غيره مرايا عاكسة للنفاق السياسي المُعلن والمُضمر.
ولكن مثل هذه الهيئات الدولية أصبحت تشكل اليوم خطرا حقيقيا على الدول الصغيرة، مهما حاولت أن تخفي ذلك من خلال بعض الأعمال الخيرية، فالأمم المتحدة تعد السلاح الرسمي للولايات المتحدة وبريطانيا وهما تستخدمانه لتشريع احتلال الدول ذات السيادة والتعدي السافر على أراضيها، وتحطيم مؤسساتها وتخريب بنيتها التحتية، وإن كانت عضوا في مثل هذه المنظمات، ولا يهم إن عادت العراق أو ليبيا أو سوريا أو غيرها من الدول التي طالها العدوان بأشكاله المباشرة، أو الموكولة آلاف السنين إلى الوراء، فالأهم حماية الدول الاستراتيجية الصديقة، وفي مقدمتها اسرائيل الكيان الوظيفي في الشرق الأوسط.
هناك ثقافة مراهقة انتشرت في العالم بأكمله، وهي غير قادرة على تدشين قاعدة لمجتمع دولي له مرجعيات إنسانية، وأكبر دليل على ذلك عجز العالم أن يمكن الفلسطينيين من الحصول على دولة قابلة للحياة، وليس ذلك بالأمر المستغرب من دول مارقة استغلت الأمم المتحدة، لكي تُجيز العدوان الدولي، في المقابل تحرص على حماية شركاء التحالف، وعلى رأسهم إسرائيل، وبالتالي تغض البصر عن كل التجاوزات التي يأتيها الكيان الصهيوني بحثا عن تصفية القضية الفلسطينية نهائيا وتبخر حلم الدولة. فكل ما يهم أمريكا السيطرة الاقتصادية وزيادة حجم النفوذ على العالم. وتلك سياسة بلا أخلاق بسببها جرت مصادرة طرق العيش الخيرة التي دعت إليها الديانات السماوية المُوجهة لتعديل تصرفات البشر وتقويم اعوجاجها ورفع أخلاقياتها. ويبدو أن تشكل أخوة إنسانية مشروطة بإزاحة المتحكمين في السياسة الدولية، كونهم مجموعة من الخارجين عن القانون والأعراف الانسانية. وما لم يحدث ذلك ستبقى الديمقراطية فلسفة تُباع لا تمتلك أسسا دولية خيرة، وستَحجُب السياسات القاصرة التفكير العقلاني والعمل المنطقي.
أما السياسة الاقتصادية الدولية التي تُسبب الحرمان وتُعمق التفاوت فتواصلها باق بقاء أفراد العصابة المزودين بمركب الغرور، والصورة التي تتضح للعالم  مفادها إخفاق مُخز للسياسة الدولية في إدارة الأزمات، وطمع لا محدود في خيرات البلدان وإشعال للفتن والحروب، حيثما يكون النفط أو حينما لا يكون مُزود النفط خاضعا لإرادة أمريكا وإسرائيل ومستعدا لتلبية الرغبات والشروط.
إنه زمن النفاق الذي بدأه بوش في ادعائه بأنه سيقاتل لأجل نصرة الخير في مقابل الشر، وأن أمريكا ستنشر القيم الديمقراطية في العراق وفي كل أنحاء العالم، فهي الامبراطورية الأهم في التاريخ، حسب أقوال منظري أمركة العالم، وهي المفردة التي أعادها دونالد ترامب إلى الأذهان معتبرا أنها البديل للعولمة، أمركة العالم وليس عولمة العالم. وهو تحد بالنسبة إلى الدول العربية  المتضررة اقتصاديا والتابعة ماليا التي تجد نفسها أمام ضرورة التفكير من جديد في دلالات مثل تلك السياسات وتقييمها إجرائيا، وأن تفتح من جديد صفحات من تفكيرنا العقلاني، السياسي منه والعلمي خصوصا، وفق ما تدعو إليه شروط السياق التاريخي الجديد وما تطرحه مكتسبات العلوم الإنسانية المعاصرة، بالنظر إلى تحديات العصر وطبيعة العلاقات الدولية، التي تحكمها المصالح بالدرجة الأولى، وهي مصالح متغيرة بتغير المحاور والتحالفات الجيوسياسية. ولا مهرب والحال كذلك من امتلاك رؤية استراتيجية تكون نتاج عقلية جديدة غير مستعدة، أن تخضع للعهر السياسي والاقتصادي وسيلة للبقاء أو المنفعة المادية، كما هو شأن الديكتاتوريات العربية التي عززت القطرية، على حساب أي مشاريع وحدوية أو تكاملية، وإذا واصلت الحكومات القائمة الآن المسار نفسه، فسوف يستمر تذللها وعبوديتها للزعماء الدائمين للأمم المتحدة، ولن تكرر سوى المأساة لأوطانها وشعوبها التي تستحق حياة أفضل. 
كاتب تونسي

المنظمات الدولية والأداء الوظيفي المتواصل

 لطفي العبيدي

مفارقات مذهلة بين حدثين يفصل بينهما أسبوعان فقط

Posted: 31 May 2018 02:15 PM PDT

مدة كل واحد من الحَدَثين المعنيين في مسلسل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لا تزيد عن بضع ساعات في كل واحد من يومي الحَدَثين: الرابع عشر من الشهر الماضي، (عشية ذكرى النكبة الفلسطينية سنة 1948)، والتاسع والعشرين من الشهر ذاته، أي يوم الثلاثاء من هذا الأسبوع، في فارق زمني قصير للغاية، مدته خمسة عشر يوما فقط.
الحدث الأول: مظاهرة فلسطينية، سلمية، شارك فيها عشرات الآلاف من أهل قطاع غزة واللاجئين فيه، ضمن مسلسل نشاط وطني فلسطيني تحت اسم «مسيرات العودة»، الذي انطلق في الذكرى الثانية والاربعين لـ»يوم الارض» عام 1976.
الحدث الثاني: مواجهات عسكرية فلسطينية إسرائيلية لبضع ساعات، استخدمت فيها من كلا طرفي الصراع، «صواريخ فلسطينية» (!!) وقذائف مدفعية ودبابات وطائرات حقيقية.
خسائر الفلسطينيين الحقيقية الملموسة في الحدث الأول: 62 شهيدا، بينهم أطفال كثيرون، وأكثر من 2000 جريح ومصاب، بينهم بالتأكيد أكثر من 200 مصاب، سيظلون معاقين، وعائلات تحطمت حياتها، ومجتمع يدفع الثمن على مدى عشرات السنين.
خسائر الإسرائيليين الحقيقية الملموسة في الحدث الأول: صفر في الأرواح. صفر في الاصابات. بعض المزروعات.
خسائر الفلسطينيين الحقيقية الملموسة في الحدث الثاني: صفر في الأرواح. إصابات وبعض تدمير في عدد من المنشآت والمواقع. واحد من الانفاق في منطقة رفح، يصل الى مناطق الاحتلال 1948، بعد مروره في عمق أراضي سيناء المصرية.
خسائر اسرائيل الحقيقية الملموسة في الحدث الثاني: صفر في الأرواح، صفر في الإصابات. كسور في ثلاث درجات من درج بيت في إحدى المستوطنات على حدود قطاع غزة. حفرة في ساحة حديقة للأطفال.
لا مجال ولا مكان للمقارنة. ولكن…
نصل هنا إلى الفحوى وإلى الدرس الذي تسعى إسرائيل لتلقينه لحماس: استمروا في تمسككم بسياستكم السابقة، قبل تحولكم المرفوض باتجاه اعتماد سياسة تبني النضال الفلسطيني الجماهيري السلمي، الذي يفضح اسرائيل في العالم، ويؤلب الرأي العام العالمي ضدها وضد احتلالها واستعمارها ومجمل سياساتها العنصرية الفاشية. فذلك ما لا تستطيع اسرائيل القبول به والسكوت عنه. وهي لذلك ستضربكم بقوة، وتكبدكم خسائر بالارواح تُعدّ بالعشرات، وخسائر في الاصابات تُعدّ بالآلاف، وخسائر بالإعاقات تُعّد بالمئات، وتلحق كل ذلك بما هو أخطر عليكم: تهديدكم كقيادات لحركة حماس بالتصفية الجسدية، ونقل هذا التهديد، تأكيدا لجديّته، ليس فقط بتصريحات علنية لمسؤولين ووزراء وجنرالات في الجيش والأجهزة الأمنية فقط، بل عبر وسطاء عرب ايضا.
مقابل هذه الرسالة الاسرائيلية البالغة الدموية، عبر فوهات بنادق جنود في جيشها، قنّاصة/ صيّادي بشر مدنيين فلسطينيين، ردا على تحرك ونشاطات فلسطينية سلمية، وتعزيز تلك الرسالة بتهديد صريح بضرب رؤوس قادة حماس، فإنها ترسل رسالة سلامة وأمان «مشفّرة»، عبر تغطيتها بقصف طائرات وبقذائف دبابات ومدفعية وقطع بحرية، ولا تقتل احدا بالمطلق. إنها رسالة تعني بوضوح، أن استمروا في نهجكم المعروف، الذي يوفر لكم عباءة وجلبابا مقاوما، ويوفر لاسرائيل، في الوقت ذاته، ساترا لعوَراتها الاحتلالية والاستعمارية والعنصرية، ومبررا لاستمرارها في عدوانها وطغيانها، ولاحتفاظها أيضا بصورة الضحية، في مواجهة فلسطينيين وعرب ومسلمين غلاظ القلوب، يرفعون رايات محو اسرائيل والاسرائيليين من الوجود.
آن للفلسطينيين ان يستوعبوا الدرس: لا تستطيع إسرائيل العنصرية، دولة الاحتلال والاستعمار والأبرتهايد، تحمل أي نضال فلسطيني سلمي يعرّي سياساتها ويفضحها. وهي ترتكب في مواجهة هذا النضال الفلسطيني المشروع كل الحماقات والموبقات التي ترغمها على التخلي عن سياساتها هذه، وهو نضال مؤهل وكفيل بتقريب نهايتها، كدولة، اذا استمرت في اعتماد هذه السياسات. على أن إسرائيل لم تكن واثقة تماما من وصول رسالتيها: الرسالة الواضحة الصريحة، والرسالة المُشَفّرة، إلى قادة حماس، فألحقتها برسالة أكثر وضوحا وأكثر صراحة، عبر مقال للصحافي الإسرائيلي يوآف ليمور، وفي جريدة «يسرائيل هَيوم»، البوق الرسمي لحكومة نتنياهو المغرقة في العنصرية، تحت عنوان: «على حماس أن تقرر، هدنة أم حربا»، وهو المقال الذي انتهى بالقول: «على حماس أن تختار وتسلك واحدا من طريقين: الهدنة أو الحرب»، وكأنه يقول لقادة حماس أنه لا خيار ثالث أمامكم، فاختيار طريق نضال فلسطيني جماهيري سلمي، هو في نظر اسرائيل طريق حرب. ولم يقتصر هذا الموقف الإسرائيلي على التهديد لحماس، وقياداتها على وجه الخصوص، فقط، بل تم تدعيمه بالإغراءات. وتمثل ذلك بإرسال وعود تضمنتها مقالات عديدة في الصحافة الإسرائيلية، لعل أوضحها ما قاله المحلل العسكري في جريدة «هآرتس» الاسرائيلية، أمس الأول، حول ان اسرائيل «مستعدة للتساهل حول طلبها نزع سلاح حماس في قطاع غزة، مقابل استعداد حماس لاعتماد سياسة اعادة إعمار غزة» وهو البرنامج الذي يتضمن إنشاء ما يمكن اعتباره مناطق صناعية على ارض سيناء المصرية، ملاصقا لحدود غزة، لتكون مواقع لاستيعاب اليد العاملة في قطاع غزة الذي يعاني من مستويات مرعبة من البطالة.
هذه المفارقات تشكّل رسالة للفلسطينيين جميعهم، فردا فردا، ولأبناء قطاع غزة تحديدا، أكثر من غيرهم من الفلسطينيين، وهي موجهة بشكل أخَصّ، الى قادة حركة المقاومة الاسلامية (حماس). لسببين: أولهما أن حركة حماس هي القوة التي تسيطر، عمليا، على قطاع غزة، منذ انقلابها الدموي في مثل هذا الشهر سنة 2007؛ وثانيهما أن مدى استيعابها للدرس البالغ الوضوح، بين مفارقات الحدثين المعنيَّين، يكشف مدى التزامها بالمصلحة الوطنية الفلسطينية من عدمه.
من حق حماس ان تنزعج وأن تستنكر استدعاءها الى قاعة الامتحان، ومطالبتها بالاجابة على السؤال. لكن حق الجماهير الفلسطينية عموما، وفي قطاع غزة تحديدا، في الحصول على جواب للسؤال، يتقدم على حق حماس ويفوقه اهمية. فهذه الجماهير هي التي تقدم التضحيات من ارواح ابنائها وتتكبد آلام وعذابات وجراح وإعاقات ابنائها وعائلاتهم.
نقول كل هذا ونحن على بعد اربعة ايام فقط، من الذكرى الحادية والخمسين لكارثة حرب حزيران المشينة. على مدى هذه العقود الخمسة لم تستطع إسرائيل المستعمِرة ان تبتلع ما استعمرته من ارض دولة فلسطين. ونقوله بعد اسبوعين من الذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية، التي لم تستطع اسرائيل المحتلة هضم الفلسطينيين فيها وسلخهم عن شعبهم الفلسطيني العربي. نقول هذا ونحن نشهد اطفال وشباب فلسطين في قطاع غزة يعيدون الاعتبار والاحترام للورق: تمكن شعب الصين بملياره ونصف المليار من البشر، بقيادة زعيمه الاسطوري ماو تسي تونغ، ان يُعمِّم تعبير «الاستعمار نمر من ورق»، تحقيرا للاستعمار وقوته. وها نحن نشهد تحويل أطفال وشباب فلسطين في قطاع غزة لـ»طائرات من ورق» أدوات قتالية، وسلاحا، يزعج ويؤلم من يمتلكون طائرات الإف 35 القتالية الأمريكية الصنع، التي ترى ولا تُرى.
يبقى السؤال الأخير.
إلى أين تتجه غزة؟ وبأي اتجاه تهُبّ رياح «غزة الغزيّين»؟.
ثم، بأي اتجاه تَهُبّ رياح «غزة حماس»؟.
لا ارى مبرراً لليأس.
كاتب فلسطيني

مفارقات مذهلة بين حدثين يفصل بينهما أسبوعان فقط

عماد شقور

مسيرات العودة إلى الطنطورة

Posted: 31 May 2018 02:14 PM PDT

خلال السنوات الأربع الماضية توالت المسيرات إلى موقع بلدة الطنطورة، على شاطئ البحر جنوبي حيفا، تحت شعار «عائدون يا طنطورة»، وقد ضمت أحدث تلك المسيرات المئات من مواطني الأرض الفلسطينية المحتلة منذ العام 1948. من القدس والمثلث والجليل، شيبا وشبانا وأطفالا، ذكورا وإناثا، رافعين اعلام فلسطين مؤكدين التزامهم بالثوابت الوطنية، وبالذات عروبة القدس وحق العودة، مرددين الأناشيد والهتافات الوطنية.
وكانت الطنطورة أواخر عهد الانتداب البريطاني على فلسطين بلدة مزدهرة، تضم نحو ألف وسبعمائة نسمة. وقد تعرضت في 21/5/1948 لهجوم للقوات الصهيونية، فخاص مواطنوها شيبا وشبانا، بأسلحتهم المحدودة، معركة استشهادية في مواجهة قوات الغزو، التي ارتكبت بعد استيلائها على البلدة واحدة من أبشع المجازر التي اقترفها العدو خلال حرب 1948/1949.
وحسب شهادة أحد أبناء الطنطورة أثناء المسيرة الأخيرة، أنه بعد توقف مقاومة البلدة اختار قادة العدوان مئتين وخمسين شابا، قسموا إلى مجموعات، تضم كل مجموعة عشرة شباب، كانوا يؤمرون تحت تهديد السلاح بحفر قبورهم، ثم يجري إعدامهم، ولقد خلدت الروائية المبدعة رضوى عاشور في رواية «الطنطورية» مقاومة مواطني البلدة المنكوبة، شيبا وشبابا، ذكورا وإناثا، في واحدة من أبلغ الروايات العربية التي تناولت أحداث النكبة.
ويذكر الباحث العربي د. سلمان أبو ستة، المختص في قضية اللاجئين وحق العودة، أن المجازر التي تحقق المؤرخون من وقوعها خمس وثلاثون مجزرة، وهناك مجازر عديدة أخرى، كما قدم توصيفا للكيفية المعتمدة في التعاطي مع ضحايا الإرهاب الصهيوني، وذلك استنادا إلى أبحاث المؤرخين الإسرائيليين واليهود الجدد، وتقارير مراقبي الهدنة، الذين شاهدها بعضهم وحقق فيها البعض الآخر.
فهو يقول: «كانت القوات الإسرائيلية تطوق القرية من جهات ثلاث، وتترك الرابعة مفتوحة، وتجمع النساء والأطفال في مكان منعزل، ثم تطردهم باتجاه لبنان، بعد أن يجردهم الجنود مما لديهم من المصاغ والنقود. أما الرجال فينتقى منهم عدد يُرمى بالرصاص في دفعة واحدة أو دفعات، ويؤمر بعضهم بحفر القبور لدفن الجثث، ويؤخذ الأقوياء منهم إلى معسكرات سخرة ليقوموا بنقل أحجار المنازل العربية المهدمة حيث يبقون هناك لعدة شهور، ويخرج الآخرون مشيا على الأقدام نحو حدود لبنان، أو ينقلون بالسيارات إلى اللجون، ثم يطردون بإطلاق الرصاص فوق رؤوسهم إلى خطوط القوات العراقية، بعد نهب ما يحملونه من نقود أو ساعات، ويؤكد «هذا هو الأسلوب الثابت لا يختلف إلا قليلا هنا أو هناك، ما يجعل الإدعاء بأن هذه الفظائع فردية أو عارضة لظروف الحرب محض هراء».
ويذكر المؤرخ الإسرائيلي بني موريس أن بن غوريون بدءا من نيسان / أبريل 1948 عمل على وضع خطوط اساسية لرسالة الترحيل «الترانسفير» وأوضح أنه لا يوجد أمر خطي صريح منه بهذا الخصوص، وإن كانت فكرة الترحيل موجودة، وأن القيادة برمتها كانت تعي هذه الفكرة، والضباط يفهمون المطلوب. وتحت قيادة بن غوريون تكون إجماع الترحيل، وأن بن غوريون كان أحد المؤمنين بـ «الترانسفير» من منطلق قناعته أنه لن تكون هناك دولة يهودية بوجود أقلية كبيرة ومعادية في وسطها، وأن دولة كهذه لن تكون قادرة على البقاءS.
وكان الباقون في الأرض العربية التي احتلت سنة 1948 قد اخضعوا للحكم العسكري، الذي تواصل العمل به حتى العام 1966. إلا أنهم لم يستسلموا للأمر الواقع، ففي العام 1959 تشكل تنظيم «جماعة الأرض» معتمدا النضال السياسي – الاجتماعي. وفي سياق النهضة الوطنية لعرب الأرض المحتلة حينها تشكلت سنة 1969 «حركة أبناء البلد» التي عارضت قرار التقسيم، وطالبت بعودة اللاجئين إلى ديارهم واستردادهم أملاكهم والتعويض عليهم. مؤكدة أن عرب الأرض المحتلة جزء لا يتجزأ من الشعب العربي الفلسطيني، معتبرة منظمة التحرير الفلسطينية ممثلهم الشرعي والوحيد.
ولقد شكل إضراب «يوم الأرض « في 30 مارس / آذار 1976 انعطافا في واقع الصامدين في الأرض المحتلة سنة 1948، في مجال التنظيم والعمل السياسي، والتعبير عن الهوية القومية، ومطالبة إسرائيل الاعتراف بهم كأقلية قومية. أما قمة تطورهم في العمل السياسي فكانت بإعلانهم في 24/6/1987 «يوم المساواة»، الذي كان حصيلة نشاط سياسي قاموا به على مستوى القضية الفلسطينية. وعلاقتهم بالأكثرية الإسرائيلية تحت شعار «السلام والمساواة»، ما أفقد السلطة الصهيونية الشعور بالسيطرة عليهم.
وقد حمل سلوكهم حينها تبدل الشعور بالعجز إلى شعور بالثقة بالنفس والقدرة على التأثير في الأحداث، والتفاعل مع الأحداث في إسرائيل والمنطقة بسرعة وبصورة منتظمة.
وحين النظر بموضوعية لمسيرات العودة إلى الطنطورة التي توالت خلال السنوات الأربع الماضية، بما حفلت به هذا العام من مشاركة المئات من القدس إلى حيفا، مع غلبة الجيل الرابع من مواليد ما بعد النكبة، وما شهدته من رفع الاعلام الفلسطينية، وإعلان تضامنهم مع مسيرات عروبة القدس وحق العودة وكسر حصار قطاع غزة، التي توالت في قطاع الصمود والتصدي منذ إحياء ذكرى يوم الأرض في 30/3/2018.
كل ذلك يدل بوضوح تام على التطور الكيفي في معرفة ووعي وإرادة وقدرات وعزم مواطني الأرض المحتلة منذ العام 1948، وأنه ليس من المغالاة القول بفشل الممارسات العنصرية الصهيونية في قهر إرادتهم والتزامهم الوطني ما يؤشر لاحتمالات مستقبلية واعدة.

كاتب فلسطيني

مسيرات العودة إلى الطنطورة

عوني فرسخ

مشاورات دبلوماسية كبيرة حول كوريا الشمالية مع عقد لقاء بين بومبيو ومساعد كيم أون

Posted: 31 May 2018 02:07 PM PDT

نيويورك ـ أ ف ب: تواصلت المشاورات الدبلوماسية حول كوريا الشمالية أمس الخميس مع عقد لقاءات جديدة بين الجنرال الكوري الشمالي كيم يونغ شول الذي يُعد الذراع اليمنى لزعيم كوريا الشمالية ووزير الخارجية الأمريكيية في نيويورك، في حين دعت موسكو كيم جونغ اون لزيارة روسيا.
وأعلن الرئيس الأمريكيي دونالد ترامب الخميس انه يتوقع تلقي رسالة قريبا جدا من الزعيم الكوري الشمالي.
واستقبل الزعيم الكوري الشمالي الخميس للمرة الأولى في بيونغ يانغ وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، في مؤشر إضافي على الحراك الدبلوماسي حول شبه الجزيرة الكورية المنقمسة.
ومنذ بداية العام، تشهد كوريا الشمالية بعد سنوات من التوتر بسبب برامجها النووية والبالستية، «انفراجا» ملحوظا إلا أنه لا يخلو من المفاجآت.
وقال لافروف لكيم في أول زيارة له إلى كوريا الشمالية منذ 2009 «تعالوا إلى روسيا وسيكون من دواعي سرورنا استقبالكم»، حسب بيان نشرته موسكو التي نشرت صورا ومشاهد فيديو من اللقاء يظهر فيها الرجلان يتصافحان ويجلسان حول طاولة.
وحثّ وزير الخارجية الروسية كل الأطراف على «تجنّب الرغبة في فرض (كل شيء بشكل فوري)».
ويشكل هذا التصريح رسالة واضحة إلى واشنطن التي تطالب «بنزع كامل للأسلحة النووية قابل للتحقق ولا يمكن الرجوع عنه». وهي لا تنوي التراجع عن العقوبات الدولية الا بعد انتهاء هذه العملية الطويلة والمعقدة او تحقيق تقدم كبير فيها.
وبعد أقل من أسبوع على توجيه ترامب رسالة إلى كيم ألغى فيها القمة الثنائية غير المسبوقة المرتقبة في 12 حزيران/يونيو في سنغافورة، منتقدا «عدائية» كوريا الشمالية، التقط بومبيو صورة مع الجنرال كيم يونغ شول وهما يتأملان مانهاتن من نافذة في شقة تقع في الطابق التاسع والثلاثين من برج قريب من مقر الامم المتحدة.
والجنرال كيم هو أكبر مسؤول كوري شمالي يزور الأراضي الأمريكيية منذ 18 عاماً. وكان بومبيو وكيم يونغ شول، اللذان التقيا مؤخرا مرتين في بيونغ يانغ، أجريا محادثات استغرقت ساعة ونصف الساعة حول مائدة العشاء الاربعاء.
واستأنف بومبيو والجنرال كيم مجددا صباح الخميس عند الساعة التاسعة (13.00 ت غ) محادثاتهما على مائدة الفطور، بهدف التحضير لقمة ترامب ـ كيم. وسيعقد وزير الخارجية الأمريكيي بعد ذلك مؤتمرا صحافيا عند الساعة 14.15 (18.15 ت غ). وكتب ترامب الخميس في تغريدة «لقاءات جيدة جدا مع كوريا الشمالية».
وكتب بومبيو الذي رافقه اندرو كيم، رئيس إدارة كوريا في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكيية (سي آي ايه)، في تغريدة «عشاء عمل شهي مع كيم يونغ شول في نيويورك مساء أمس. الوجبة تضمنت لحوما وذرة وأجبان».
وتهدف المفاوضات الأمريكيية الكورية الشمالية إلى تحديد ما إذا كانت واشنطن وبيونغ يانغ قادرتين على التوافق على برنامج عمل للقمة التي حدد موعدها في 12 حزيران/يونيو، أي الاسراع في التحضيرات.
وبعد تحوّل موقف ترامب الخميس الماضي، عاد التفاؤل، مع ترقب البيت الأبيض عقد القمة كما كان مقررا في البداية.
وقالت الناطقة باسم البيت الابيض ساره ساندرز مساء الثلاثاء «يجب أن يكون نزع السلاح النووي» لكوريا الشمالية «على الطاولة وفي صلب اللقاء». وأضافت «الرئيس يجب أن يشعر بأننا نحرز تقدما على هذه الجبهة».
ويحاول بومبيو وكيم يونغ شول التوفيق بين توقعات لا يمكن الجمع بينها من حيث المبدأ.
ووافقت بيونغ يانغ على نزع الاسلحة النووية لكنها ترفض ان تكون التنازلات من طرف واحد، ويمكن ان يكون تعريفها لنزع الاسلحة النووية بعيدا عما يراه الأمريكييون، بما أن الكوريين الشماليين يؤكدون ان ترسانتهم الذرية هي ضمانة لبقاء النظام.
وقال مسؤول أمريكيي كبير مساء الاربعاء «يجب ان نقنعهم بأن برنامجهم النووي يفاقم عدم الاستقرار»، مؤكدا ان واشنطن مستعدة لتقديم «ضمانات» لامنهم.
والجنرال كيم رسميا نائب رئيس اللجنة المركزية للحزب الحاكم وحضر في الجنوب دورة الالعاب الاولمبية الشتوية، ثم القمتين بين الكوريتين ورافق كيم جونغ اون مرتين في لقاءي قمة مع الرئيس الصيني شي جينبينغ.

مشاورات دبلوماسية كبيرة حول كوريا الشمالية مع عقد لقاء بين بومبيو ومساعد كيم أون
ترامب: لقاءات جيدة جداً

سفير السعودية في موسكو: المفاوضات بشأن منظومات إس 400 ـ تسير بشكل جيد

Posted: 31 May 2018 02:07 PM PDT

القاهرة ـ د ب أ: شدد السفير السعودي في موسكو، رائد بن خالد قرملي، أن المحادثات بين الرياض وموسكو بشأن توريد منظومات الدفاع الجوي الروسية «إس400 ـ » إلى السعودية تسير بشكل جيد.
ورجح، في تصريح لوكالة «سبوتنيك» نشرته أمس الخميس، أن تتم الصفقة بعد انتهاء المراجعة الفنية.
وقال: «ما يحدث الآن هو مناقشة التفاصيل الفنية حول نقل الآليات، وتفاصيل تقنية أخرى بين الخبراء من الجانبين… يحتاج الخبراء لإنهاء مناقشاتهم».
وأضاف: «لا يمكننا وضع تاريخ محدد لإنهاء المحادثات، لكنها تسير بشكل جيد جدا».
كان قريملي قال في شباط/فبراير الماضي إن «المفاوضات حول توريد المنظومة الروسية إلى المملكة بلغت مراحلها الأخيرة».
كانت روسيا أعلنت أنه تم التوصل لاتفاق مع المملكة لبيعها المنظومة وغيرها من المنظومات والأسلحة على هامش زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز لموسكو في تشرين أول/أكتوبر الماضي.
يذكر أن أنظمة إس 400 ـ هي أحدث أنظمة الصواريخ الروسية طويلة المدى المضادة للطائرات، ودخلت الخدمة منذ 2007، وهي مصممة لتدمير الطائرات والتصدي لصواريخ كروز والصواريخ الباليستية، بما في ذلك الصواريخ متوسطة المدى، والأهداف السطحية. ويمكن للنظام ضرب الأهداف الهوائية على مسافة تصل إلى 400 كيلومتر والأهداف الباليستية التكتيكية التي تحلق بسرعة 8ر4 كلم في الثانية على مسافة تصل إلى 60 كيلومترا.
وفي السياق، استقبل وزير الخارجية السعودي عادل بن أحمد الجبير وفدًا رفيعًا من الخارجية الفرنسية برئاسة السفير جيروم بونافون رئيس إدارة إفريقيا الشمالية والشرق الأوسط بالوزارة.
وتأتي زيارة الوفد الفرنسي بعد نفي السعودية، الثلاثاء، تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، التي قال فيها إن المملكة احتجزت رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري لديها في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
وقالت وكالة الأنباء السعودية أمس الخميس، إن «اللقاء جرى بالرياض، مساء الأربعاء، وبحث عددًا من القضايا الإقليمية والدولية ومستجداتها».
كما تم خلال اللقاء «استعراض مجهودات المملكة الرائدة في الأعمال الإنسانية والإغاثية والتنموية المقدمة للشعب اليمني وسبل تعزيز التعاون المشترك في هذا الإطار». ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية (لم تسمه)، أن ما ذكره الرئيس الفرنسي في لقائه مع قناة «بي إف إم» التلفزيونية، من أن المملكة احتجزت الحريري «هو كلام غير صحيح».
وفي 4 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، أعلن الحريري استقالته أثناء زيارة إلى السعودية، قائلًا في خطاب متلفز من الرياض، إنه يعتقد بوجود مخطط لاغتياله.
وفي 9 من الشهر نفسه، أجرى ماكرون زيارة سريعة إلى الرياض على خلفية الأزمة، ثم وصل الحريري باريس قادمًا من السعودية في 18 من الشهر نفسه، تلبية لدعوة من ماكرون.

سفير السعودية في موسكو: المفاوضات بشأن منظومات إس 400 ـ تسير بشكل جيد
وفد دبلوماسي فرنسي في الرياض غداة تصريحات ماكرون عن احتجاز الحريري

الرئيس اليمني يلتقي المبعوث الدولي في الرياض ويشدد على مرجعيات الحل

Posted: 31 May 2018 02:06 PM PDT

عواصم ـ وكالات: التقى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أمس الخميس، المبعوث الأممي إلى البلاد مارتن غريفيث، ضمن جولة جديدة للأخير، تسبق عرضه لخطة السلام على مجلس الأمن الأسبوع المقبل.
وخلال اللقاء الذي جرى في العاصمة السعودية الرياض، أكد هادي، على موقفه الدائم والثابت نحو السلام الذي يستحقه الشعب اليمني المرتكز على المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الأممية ذات الصلة وفِي مقدمتها القرار 2216، وفق وكالة الأنباء اليمنية الرسمية.
وعن فرص نجاح مفاوضات السلام، قال هادي إن «تجربتنا مع مليشيا الحوثي الانقلابية في محطات السلام المختلفة تتمثل في عدم رغبتهم وجنوحهم للسلام باعتبارهم أدوات لمخططات إيران التوسعية في اليمن والمنطقة».
وعبّر المبعوث الأممي عن تطلعه إلى «إرساء معالم الأمن والسلام والاستقرار الذي يدعمه المجتمع الدولي وينشده الشعب اليمني».
والأربعاء، قالت مصادر مقربة من المبعوث الأممي، إن غريفيث، وصل السعودية للقاء هادي، وأعضاء الحكومة الشرعية، المقيمين في المملكة بشكل مؤقت، وذلك قبيل تقديم إطار لخارطة سلام، أمام مجلس الأمن الدولي، الأسبوع المقبل.
وناقش ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في وقت مبكر من فجر الخميس، مع الرئيس عبدربه منصور هادي، مستجدات الأوضاع على الساحة اليمنية.
جاء اللقاء غداة لقاء لهادي، مع العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وقبيل ساعات من لقاء مرتقب، للرئيس اليمني بالمبعوث الأممي مارتن جريفيث، في مدينة جدة السعودية.
اللقاء مع المبعوث الأممي يأتي في إطار جولة أخيرة يجريها جريفيث لإنضاج إطار لخارطة سلام يمنية من المقرر أن يتم عرضها على مجلس الأمن الدولي، مطلع يونيو/حزيران المقبل.
وذكرت وكالة «واس» الرسمية، أن الأمير محمد بن سلمان، التقى بالرئيس هادي، في مدينة جدة وبحث معه «المستجدات والتطورات على الساحة اليمنية والجهود المبذولة تجاهها».
ووفقا للوكالة، فقد ناقش الجانبان أيضا «الأعمال الإغاثية الإنسانية والتنموية للشعب اليمني».
ولم تكشف أي تفاصيل إضافية حول ما إذا كان اللقاء قد ناقش رؤية موحدة لعرضها على المبعوث الأممي من جانب الحكومة الشرعية والتحالف العربي المساند لها.
لكن مدير مكتب الرئاسة اليمنية، عبدالله العليمي، ذكر على صفحته في موقع «تويتر»، أن اللقاء « يعكس مدى الجدية الكاملة من القيادة السعودية في تحقيق أهداف التحالف العربي المتمثلة في إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة».
وأضاف المسؤول اليمني «الروح المتوثبة والاستيعاب الكامل للأوضاع في اليمن لدى القيادة السعودية والتي نلمسها بصورة مستمرة تؤكد بصورة قاطعة أن المملكة هي السند الأكبر والظهر القوي للشعب اليمني كما كانت دوماً».
وتسعى الأمم المتحدة، إلى إطلاع الأطراف اليمنية، على النسخة النهائية لإطار خارطة السلام، والتي من المقرر أن يعرضها المبعوث، مارتن جريفيث، على مجلس الأمن الدولي، في السادس من حزيران/يونيو المقبل.
إلى ذلك، ناقش وزير الداخلية اليمني، أحمد الميسري، ونظيره الإماراتي، سيف بن زايد، مساء الأربعاء، في أبو ظبي، التنسيق الأمني بين بلديهما، وسبل مكافحة الإرهاب.
وحسب وكالة سبأ «الحكومية»، التي أوردت الخبر، تم خلال اللقاء تأكيد ضرورة وأهمية توحيد القرار تحت مرجعية وزارة الداخلية اليمنية ومع مختلف الأجهزة الأمنية التابعة لها في المحافظات المحررة.
وأشاد الميسري «بما قدمته وتقدمه دولة الإمارات من مؤازرة ودعم للأجهزة الأمنية في المحافظات اليمنية المحررة».
وكان وزير الداخلية اليمني، قد وصل الأربعاء، العاصمة الإمارتية، أبو ظبي، في زيارة رسمية تستمر لعدة أيام.
تأتي هذه الزيارة بعد أيام من تصريحات أدلى بها الميسري، لقناة «بي.بي.أس» الأمريكية، قال فيها «إن هناك احتلالاً إماراتياً لمدينة عدن غير معلن». وأشار أن الحكومة اليمنية لا يمكن لها الذهاب إلى الميناء أو المطار في عدن ولا دخول المدينة دون موافقة الإمارات.
وفي 22 أيار/ مايو الحالي، أعلنت وزارة الداخلية اليمنية، أنها تضع اللمسات الأخيرة لتوحيد الأجهزة الأمنية، تحت مظلة الحكومة الشرعية.
وتعاني المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية، وخاصة الجنوبية منها، من انفلات أمني، وتعدد التشكيلات الأمنية بين الموالية للشرعية وأخرى تم إنشاؤها بدعم من الإمارات.
وتُشرف الإمارات على الملف العسكري في المحافظات الجنوبية المحررة من جماعة «أنصار الله» (الحوثي)،
وتتهم الإمارات من قبل مسؤولين في الحكومة اليمنية وناشطين موالين لها، بدعم وإنشاء ألوية عسكرية موالية لها، مثل «النخبة الحضرمية»، و«النخبة الشبوانية»، و«الحزام الأمني».
واعتبرت أمس الخميس ان القوات اليمنية التي تدعمها في هذا البلد في مواجهة المتمردين الحوثيين، أصبحت على أعتاب «نصر قريب» مع تقدمها نحو مدينة الحديدة الاستراتيجية غرب البلد الغارق في نزاع مسلح منذ سنوات.
وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش في حسابه في تويتر «ونحن نتابع التقدم الملحمي تجاه الحديدة لنا الحق أن نفخر بجيش الإمارات»، الشريك الرئيسي في قيادة التحالف العسكري في البلد الفقير.
وأضاف «نعم امتحان اليمن كان ويبقى عسيرا ولكنه الإبتلاء الذي لا خيار دون مواجهته». وتابع «ابشروا فالنصر قريب».
ويدور نزاع مسلح في اليمن منذ سنوات بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا والمتمردين الذين يسيطرون على صنعاء والحديدة ومناطق اخرى. وتدخلت السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/مارس 2015 دعما للسلطة المعترف بها.

الرئيس اليمني يلتقي المبعوث الدولي في الرياض ويشدد على مرجعيات الحل
الميسري يناقش مع بن زايد في أبوظبي القضايا الأمنية