Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الأربعاء، 30 مايو 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


«الممانعة» في جنوب سوريا وافتضاح المفضوح

Posted: 29 May 2018 02:32 PM PDT

أعلن ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي عن توافق بين الولايات المتحدة وروسيا والأردن لعقد اجتماع ثلاثي مكرس للحفاظ على التهدئة العسكرية في محافظات درعا والقنيطرة والسويداء جنوب سوريا، وتجديد الالتزام باتفاق خفض التصعيد الذي توصلت إليه الدول الثلاث في تشرين الثاني/ نوفمبر 2017. ونقلت وكالة رويترز تصريحات لمصدر رسمي أردني ذهبت في الاتجاه ذاته، وأشارت إلى أن وقف إطلاق النار في الجبهة الجنوبية أعطى «أفضل النتائج» خلال الفترة السابقة.
يأتي هذا التطور في أعقاب مؤشرات على اعتزام النظام السوري فتح معركة درعا، بينها إرسال تعزيزات عسكرية إلى خطوط التماس مع فصائل المعارضة في المحافظة، وإلقاء منشورات تدعو المقاتلين إلى إلقاء السلاح. لكن تطورات لاحقة تكفلت بتجميد مشروع النظام، ومهدت لعقد الاجتماع الثلاثي.
فمن جهة أولى وجهت الخارجية الأمريكية إنذاراً واضحاً إلى النظام السوري، مفاده أن الولايات المتحدة سوف تتخذ «إجراءات حازمة ومناسبة» في حال انتهاك وقف إطلاق النار في مناطق خفض التصعيد في جنوب سوريا وشمالها. ومن جهة ثانية، ذكرت تقارير أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ رئيس النظام السوري بشار الأسد ضرورة تفادي وقوع مواجهة عسكرية بين إسرائيل وإيران على الأراضي السورية، مع تشديد على عدم ممانعة تل أبيب في عودة جيش النظام إلى احتلال مواقعه على الحدود مع الاحتلال وفق ما كانت عليه قبل آذار/ مارس 2011 تاريخ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في سوريا.
وليس مستبعداً أن تكون موسكو قد توصلت إلى تفاهم مع طهران وتل أبيب حول هذا الأمر، بدليل أن عناصر «حزب الله» والميليشيات التي تسيرها إيران بدأت تنسحب بالفعل من المنطقة، وإعلان السفير الإيراني في الأردن أن بلاده لا تشارك حالياً ولا تنوي المشاركة مستقبلاً في أي عملية عسكرية يمكن أن تشهدها هذه الجبهة. وبذلك فإن دولة الاحتلال الإسرائيلي سوف تكون الغائب الحاضر في الاجتماع الثلاثي المقبل، بالنظر إلى أن مصالحها سوف توضع على رأس جدول الأعمال.
وقد تكون الخلاصة الأبرز في قراءة هذه الأنباء عن الجنوب السوري هي انكشاف المزيد من أوهام أكذوبة «السيادة» التي يتشدق بها النظام السوري بين حين وآخر، إذْ أن الدول الثلاث تجتمع وتعقد اتفاقيات وتسهر على تنفيذها وتحذر من انتهاكها، دون أن يكون للنظام السوري أي دور في إبرامها أو أدنى مشاركة في صياغة بنودها. والحال ذاتها تنطبق على التفاهمات الأمريكية ـ التركية في عفرين ومنبج، والإشراف العسكري الأمريكي على «قوات سوريا الديمقراطية» شرق الفرات.
الخلاصة الثانية هي ابتداء مرحلة تضارب المصالح بين القوى الداعمة للنظام السوري، والتي تجلت مؤخراً في تصريح بوتين حول انسحاب القوات الأجنبية من سوريا والرد الإيراني بأن لا أحد يمكن أن يجبر إيران على الخروج من سوريا، وتجلت أيضاً في التلميحات التي تشهدها الصحافة الروسية والإيرانية بصدد المنازعة حول عقود إعادة بناء سوريا بعد إنجاز التسوية السياسية.
ولا يخفى أن صمت محور «الممانعة»، حول افتضاح المفضوح في هذه الملفات، يظل أبلغ من أي ضجيج.

«الممانعة» في جنوب سوريا وافتضاح المفضوح

رأي القدس

الروائي فيليب روث اليهودي المعادي للسامية؟

Posted: 29 May 2018 02:32 PM PDT

توفي هذا الأسبوع الروائي الأمريكي الكبير فيليب روث بسكتة قلبية، عن عمر يناهز 85 سنة، تاركاً وراءه فراغاً كبيراً، وميراثاً روائياً ثميناً. العجوز المشاكس الذي أخطأته جائزة نوبل، هكذا يصفه الكثير من محبيه وأصدقائه.
حصوله على الجائزة كان حتماً سيشرفها، ويجعلها تعلو وتسمو، لكن حساباتها الضيقة تضع دوماً سداً منيعاً بينها وبين الكتّاب الكبار الأحرار. فقد ظهر على الكثير من قوائمها، لكنها في كل مرة تخطئه، كما أخطأت قبله مارسيل بروست، سيلين، بورخيس، إيطالو كالفينو، ريلكه، فيرجينيا وولف، طه حسين، لوركا، حنا مينه، وغيرهم، ربما لأن لغتهم لا تتناسب كثيراً مع النموذج الذي تريده هذه المؤسسة وتسعى إلى إشاعته وترسيخه.
عقلية نوبل لم تتغير مطلقاً وحساباتها السياسية متوقفة أيضاً عند حدود ميتة تنتصر فيها لمنطقها الذي يسجنها، بدل الانتصار للأدب وكثيراً ما فاجأت متابعيها كأن تعطيها لمغنٍ شعره لا يرقى إلى شعراء العصر. وهذه السنة حجبتها بكل بساطة، لخلاف داخلي؟ أم أنها لم تجد ولا كاتباً يستحقها؟ مع أن الأسماء العالمية التي تتكرر سنوياً عليها كثيرة.
لهذا لم ينشغل فيليب روث بها كثيراً. أهملها لأنه كان يعرف بأنها لن تُمنح له إلا إذا باع حريته في نقد الدين والجنس والسياسة الأمريكية. وظل يكتب بلا التفات إلى الوراء ولا يولي أي انتباه لمقاسات الجوائز. فقد عالجت أعماله الأدبية، التي بلغت الثلاثين، الإنسان في مختلف تحولاته الصعبة داخل مجتمع يربّي البشر على الكذب والجريمة والنفاق، ببعد ديني أو مصلحي أو عنصري.
يظل الإنسان بالنسبة لفيليب روث، أهم لغز، لا يمكن فك أسراره بسهولة. الشيء الوحيد الذي يقهر الإنسان هو تلاشيه الطبيعي، كالشيخوخة، والمرض، والمعوقات الجسدية المختلفة التي خصص لها الكثير من نصوصه الروائية. من رواياته، البصمة الإنسانية، التي اقتبستها السينما وصنعت جزءاً من شهرته، وأثارت جدلاً حول مشكلة الهوية، التي، حتى عندما نحاول تغييرها، هناك دوماً شيء ما يركض وراءنا، نتفادى العنصرية بارتداء دين جديد، فنسقط في اللاسامية بحكم الانتماء اليهودي.
عندما يتقصدك مجتمع مريض سيجد لك مدخلاً لتصفيتك بسبب ديني أو عرقي أو حتى لغوي. وهذه الرواية هي الجزء الأول من الثلاثية الأمريكية، التي تضم أيضاً: تزوجت شيوعياً والسكينة الأمريكية، وقد اقتبستها السينما بعد أن حصلت على جائزة بوليتزر. ثم رواية كولمبس، خروج، ومؤامرة ضد أمريكا التي اقتبستها بدورها السينما، بينما نميسيس التي ظهرت في 2010 تتناول حالة تحلل إنسان بسبب مرض مستعصي العلاج، وفيها الكثير منه.
اتهم بمعاداة السامية لأنه انتقد الطبقة الوسطى اليهودية الأمريكية التي تربّى فيها ويعرفها جيداً. فقد كانت حريته اللغوية من أكبر رهاناته الأدبية، ولم تمنعه لا التقاليد ولا الأديان من أن يكون كما أراد. فقد تحدث بشكل عار عن الإنسان في تحولاته مع المرض ومع الخساسة والخيانات والخوف والأطماع. صراحته تلك، جلبت له الكثير من الأعداء، وردود الفعل السيئة كانت ربما هي السبب الذي منعه من الحصول على نوبل.
فقد اتهم من أصدقائه ومحيطه الديني اليهودي، بمعاداة السامية لدرجة أن أطلق عليه اسم « اليهودي المعادي للسامية» وهو أمر كان قاسياً عليه، ولكنه تخطاه. معظم أعماله تتناول شخصية الأمريكي اليهودي في مجتمع ليس دائماً رحيماً. فهو حفيد مهاجر من أوروبا الشرقية، وتعرف على كل السلوكيات اليومية.
انتقدها بجرأة في علاقتها بالحياة والمال والأنانية، من خلال أسلوب عنيف ومباشر ضد العفة الأمريكية الكاذبة. لم يتوان عن استعمال سلاح السخرية. تناول الجنس بحرية وأظهر كل العقد التي تتخفى من وراء الدين. وهو ما جعل الأوساط الدينية اليهودية أيضاً تقوم ضده بكل أدواتها التي جعلت منه اليهودي السيىء. وأصبح المتهم رقم واحد دينياً، واعتبر من المرتدين. وقد طالب الكثير من الحاخامات بإسكاته. وحتى نعته بالعدو، والمعادي للسامية.
أحد الحاخامات صرّح بأنه لو كنا في القرون الوسطى لكان لليهود معه شأن آخر. كانت هناك نية حقيقية لدفنه تحت الصمت لأن إشاعة أنه كان معادياً للسامية حرمته أيضاً من نوبل كما حرمت قبله سيلين، وهو أمر يطرح على الكتابة جانبها الأخلاقي: هل الجائزة تعطى لنص ناجح أم لخطاب ايديولوجي؟ وإذا كانت معاداة السامية عند سيلين واضحة، ليس في كتاباته الروائية ولكن في هجائياته التي لخصها في كتابين أساءا له عبر التاريخ، لكن ذلك لم يمنعه من الدخول في لابلياد مع عدم نشر كتابيه المعاديين للسامية، كما دخل روثمان، منذ فترة وجيزة إلى البلياد التي تشكل ذاكرة البشرية الأدبية. يبقى من الصعب اتهام فيليب روث بمعاداته للسامية لأنه لم يكن كذلك.
صحيح أنه انتقد المجتمع اليهودي في أمريكا الذي تشكل فيه وانتقد المؤسسات اليهودية الدينية، لكن من دون أن يكون معادياً للسامية. معاداة السامية شيء آخر إذ هي احتقار واضطهاد شعب فقط لكونه يدين باليهودية. وفيليب روث بعيد عن هذا كلياً. المؤسسة الدينية كما في كل الديانات لا تتحمل أبداً من ينتقدها، ويبيّن نفاقها، ويعري ممارساتها التحتية. كيف نخفي اليوم الاعتداءات الجنسية في عمق الكنائس التي مارسها رجال دين كبار وتحولت إلى قضايا استلمتها العدالة وحاكمت الجناة. كيف نخفي بعض ما يمارسه فقهاء الظلام في النساء المسبيات والأطفال. كل هذا يحدث، يتحمله الأفراد بأمراضهم وليس الديانات. نعم كان فيليب روث يهودياً أمريكياً، لكنه كان واحداً من أكبر كتّاب أمريكا المعاصرة والإنسانية الذين كشفوا بجرأة المستور في مختلف مناحي الحياة.
وإلى الجحيم جائزة نوبل التي حرمته منها بسبب مواقفه الجريئة، فقد خسرت موعداً آخر مع الإنسانية. جماهيره الواسعة هي أكبر حائط صد. أعماله الروائية بيست سيلر، بلغت درجة عليا في المبيعات. سيظل فيليب روث في الذاكرة الجمعية الإنسانية، الروائي الاستثنائي الذي راهن على الإنسان أولاً وأخيراً في مواجهة مصير بشري تراجيدي يكاد يكون محتوماً.

الروائي فيليب روث اليهودي المعادي للسامية؟

واسيني الأعرج

محمد صلاح يُوحِّد الإنكليز والعرب… وزحمة فتاوى حول العلاقة الجنسية بين الأزواج في رمضان

Posted: 29 May 2018 02:32 PM PDT

من النادر تاريخيا أن يجتمع الرأي العام العربي مع نظيره البريطاني حول قضية ما بهذا التلاحم، لكن هذه المعجزة تحققت فقط مع الفرعون المصري الأسطورة محمد صلاح، وإصابته، التي تحولت كابوسا، عانت منه، ليست مصر وبريطانيا فقط، بل العالم أجمع.
واللافت هنا في لندن أنه منذ يوم السبت، غصت التلفزيونات البريطانية والصحف وصفحات المعلقين بالهجمات والانتقادات، التي ألقت باللوم على كابتن فريق ريال مدريد، سيرجيو راموس، ووصف غالبية المعلقين الإصابة بأنها ليست مرتبطة باحتكاك بل «بالحقد».
واشتعل «تويتر» غضباً بعد إصابة صلاح، وامتلأ شتائم لراموس وكرها للريال، حتى أن موقع «تويتر» في بريطانيا تعطل لدقائق، بسبب غزارة التغريدات بعد الإصابة، بحسب ما ذكرت صحيفة «دايلي ستار».
ونشرت صحيفة «ميرور» البريطانية مقالا على موقعها أمس أكدت فيه أن حوالي 300 ألف شخص وقعوا عريضة تطالب بمعاقبة سيرجيو راموس بسبب ما قام به.
السفير البريطاني، في القاهرة دخل بدوره على خط الأزمة في تغريدة عبر حسابه الرسمي، بقوله «الكل في القهاوي زعلانين، كله منك يا راموس».
وقال معلق «بي بي سي»: «صراحة.. العار لراموس.. لقد أنهى ليلة محمد صلاح، وربما كأس العالم أيضا، هو كان يعرف ما يفعله جيدا، لقد سحب ذراعه إلى الأسفل وسقط به، كان يستحق كارتا أحمر». بينما قال تلفزيون «أي تي في» إن راموس سيعاني بسبب صلاح، وقد يتعرض للطرد. وتسبب دخول أعداد كبيرة من المنتقدين في مصر وفي بريطانيا بحذف سيرجيو راموس لحسابه على «واتساب» بسبب محمد صلاح.
كما انهالت تعليقات المصريين والعرب من الفنانين والرياضين والنشطاء، الذين احتلوا حساب راموس، مهاجمين المدافع الإسباني، وقال أحدهم: «آخر مرة لعبت فيها قدامه مسح بيك أرض الملعب».
ووصل الأمر بالاتحاد الأوروبي للجودو، ليشن هجوما عنيفا على الإسباني. ونشر، صورة احتكاك راموس ومحمد صلاح، وقال: «ويكي جيت مي أسلوب خطير.. لهذا السبب لا يسمح به في لعبة الجودو.. ما رأيك أنه استخدم في دوري أبطال أوروبا!».
ويبحث الاتحاد العام لاتحادات كرة القدم الأوروبية «يويفا» احتمال إجراء تحقيق في إصابة نجم ليفربول.
وقال «يويفا» في تصريحات إلى «بي بي سي عربي»، إن لجنة الانضباط تتابع الأمر منذ انتهاء المباراة مساء السبت الماضي، وأضاف المتحدث باسمه أنه منذ انتهاء المباراة، والاتحاد يتلقى «اتصالات كثيرة» من وسائل الإعلام في مختلف أنحاء العالم للسؤال عن موقف «يويفا»، وأن الأمر الآن قيد النقاش في لجنة الانضباط في الاتحاد.
وقام المتحف البريطاني بوضع الحذاء الخاص بالنجم المصري، الذي قدّم موسماً «أسطورياً» برفقة ناديه ليفربول الإنكليزي، في قسم الآثار المصرية الفرعونية؛ احتفالاً بفوزه بجائزة «الحذاء الذهبي».
وقال المتحف البريطاني: إن «هذا الحذاء يحكي قصة أيقونة مصرية حديثة تعطي أثراً عالمياً كبيراً.
والدرس المستخلص من هذا الحدث أن القوة الناعمة، التي مثلها صلاح بأخلاقه وذكائه استطاعت أن تنجز ما عجزت عنه عقود من الدبلوماسية العربية، وركلت قدمه بصدق التحرك والثبات، كل الشعارات الجوفاء، التي يلوكها الرأي العام العربي منذ عقود والتي فشلت تماما في التعاطي والتأثير في دول العالم، كما فعل موهب عربي واحد.

فتاوى الجنس في رمضان

تغص الفضائيات العربية هذه الأيام بأسئلة تُكرر مئات المرات كل عام، لكن بأساليب وطرق مختلفة في هذا الشهر الفضيل، ولأن هناك جمهورا يطرح الأسئلة وآخر يجمع أطرفها، فان برامج التواصل تتناقلها كالنار في الهشيم.
ولعل أطرفها ما تتلقاه البرامج الدينية في الفضائيات المصرية، تأتي بعدها فضائيات الفتوى السعودية، فها هو أحدهم يسأل على التلفزيون المصري: ما هو حكم الجماع في نهار رمضان، وإن كان في الليل، ولكن أخر الغسل إلى ما بعد الفجر، فما الحكم‏؟‏
فيجيبه الشيخ: إن الوطء في نهار رمضان للصائم محرم، وفيه إثم عظيم، وتترتب عليه أمور :إنه يفسد صومه هذا اليوم، ويأثم لذلك إثماً عظيماً.» وينصحه بالكفارة، وهي عتق رقبة، فإن لم يجد صام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع أطعم ستين مسكينًا.
وإذا كانت هذه الإجابات رحمة حقيقية للمساكين، والدين يُسر وليس عسرا، فالمستهجن هنا أنه أمام المتزوجين 11 شهرا، ألم ير هؤلاء زوجاتهم طوال هذه الأشهر، وحرقت أعصابهم فقط أثناء هذا الشهر الفضيل؟!
وتسأل سيدة شيخا السؤال نفسه على فضائية سعودية، بأنها اضطرت لمعاشرة زوجها أثناء الصيام، فيرد الشيخ قائلا: ذهب جمهور الفقهاء إلى أن جماع الصائم في نهار رمضان عامدا مختارا – بأن يلتقي الختانان، وتغيب الحشفة في أحد السبيلين- مفطر يوجب القضاء والكفارة، أنزل أو لم ينزل.
ولكثرة الأسئلة المشابهة والمحرجة جدا أحيانا، اضطر الشيخ إلى وعد هؤلاء السيدات أو السادة بأنه سيجيب على هذه الأسئلة وبالتفصيل خارج البرنامج.
وتتردد أسئلة طوال البرامج حول حكم تقبيل الصائم لزوجته ومداعبتها في رمضان، وأحكام الصيام للمرأة، وإذا احتلم الصائم في نهار الصوم من رمضان، فما حكم صومه؟ وإذا جامع الرجل زوجته في رمضان، هل يفطر كل منهما وهل تكون الكفارة على الواطىء والموطوءة؟ وغيرها، وكأن الحياة تدب فقط في الأزواج حصريا في هذا الشهر!
ويسأل كسول مغربي الشيخ، أحب رمضان، لكن لا أقوى على أن أبقى صاحيا أثناء النهار، فأنام معظم الوقت، فيجيبه الشيخ: قم يا أخي اجلس مع رمضان شوي واتونس به قبل أن يرحل.
وأطرفها قول سيدة لبنانية تسأل شيخا: «مولانا أكلت جاط كبة بلبن وسمبوسك، وناسية إني صايمه، شو أعمل؟ قال لها: إعملي أرغيله (شيشه)!
ومن غرائب رمضان في سوريا أن مواطنا أعطى الموظف مئتي ألف ليرة و»بسكوتة» كانت في جيبه رشوى، كي ينجز له معاملته، فأخذ الموظف المئتي ألف ليرة، وأرجع البسكوتة لصاحبها قائلا له: إني صائم.
وتبدو هنا قلة البرامج الدينية في الفضائيات على حساب كثرة برامج الأسئلة، وكأن الجميع لا يريد أن يقرأ بنفسه، بل يعتمد على مُفسر له من شدة الكسل والاتكال والدروشة!

كاتب سوري من أسرة «القدس العربي

7gaz

محمد صلاح يُوحِّد الإنكليز والعرب… وزحمة فتاوى حول العلاقة الجنسية بين الأزواج في رمضان

أنور القاسم

ثقافة العناوين

Posted: 29 May 2018 02:31 PM PDT

منذ أن تخلص العرب من الحكم العثماني ودخول الاستعمار، وجدوا أنفسهم أمام عالم جديد على المستويات كافة. كان ذاك الدخول خروجا من عالم العزلة عن العالم الذي كان يتجدد ويتطور في غيابهم.
فرض عليهم هذا التطور اختيارين لا ثالث لهما: فهم العصر والاندماج فيه بطريقة إنتاجية وحوارية، أو الانعزال عنه بالتحصن بالتجربة التاريخية ومحاولة استرجاعها لمواجهة العالم المتطور. وإذا كان الاختيار الأول يتطلب فهما دقيقا للعصر، فإن الاختيار الثاني لم يكن سوى هروب إلى الأمام عن طريق تكريس الماضي، ولا علاقة له بالحاضر أو المستقبل.
طرحت أسئلة عديدة حول إمكانية التطور ودخول العصر، وظل التجاذب قائما بين الاختيارين، فتولدت من رحم السجالات ثنائية الأصالة والمعاصرة، وتكرست عبر الصيرورة، فلم يتم الاختيار الأنسب لدخول العصر. لا نريد تبرير ما جرى بالعوامل الخارجية التي كان لها دور في الدفع إلى محاولة المزج بين طرفي الثنائية، بدون القدرة على تحديد خريطة طريق للعمل. كانت هناك إكراهات التجاذب والصراع التي جعلت الفكر العربي منذ ما يعرف بالنهضة إلى الآن لا يبلور أسئلة خاصة، ويعمل على الإجابة عنها عن طريق التفاعل مع العصر والتراث معا. فلا القائلون بالأصالة استطاعوا قراءة التراث قراءة إنتاجية، ولا دعاة المعاصرة نجحوا في فهم طبيعة الفكر الحديث. وفي الحالتين معا ظل فكرنا ينبني على المحاكاة والتقليد: تقليد الغرب والتراث بالذهنية نفسها.
يبدو ذلك في كون علاقتنا بالفكر الغربي الحديث، وبالتراث العربي ـ الإسلامي ظلت في مختلف مجالات التفاعل قائمة على الاختزال والتبسيط، ويعود ذلك إلى غياب عملية الفهم الدقيق، من جهة، وإلى التسرع في التعامل مع النظريات لغايات سجالية محضة، من جهة ثانية. فكانت نتيجة ذلك عدم تطوير الإطارات النظرية للثقافة الغربية الحديثة، وعدم وضع التراث في سياقاته المختلفة، ولم ينجم عن ذلك سوى العجز عن فتح حوارات جدلية معهما بهدف تطوير حياتنا الثقافية والفكرية، وغياب العمل على استيعابهما وتطويرهما ليصبحا جزءا من تراثنا المعرفي، وقد تحول في ضوء إكراهات العصر وشروطه الجديدة. يتضح لنا ذلك الاختزال بجلاء في كوننا لم نقم بإنجاز قراءات ملائمة لتلك النظريات من خلال فهم مرجعياتها وسياقاتها وأبعادها المختلفة، وحدودها وإمكانات دحضها. وما دام فكرنا الحديث في جزء أساسي منه مبنيا على السجال مع الآخر المختلف أيديولوجيا وسياسيا، ويرتكز إلى جاهز ما وصلنا من التراث، فإننا كنا في كل حقبة من حقب تطور العصور المعرفية نتبنى من الفكر الغربي ما يدعم تصوراتنا السجالية، ومتى ظهر إبدال جديد كنا نسارع إليه للغايات نفسها، معتمدين الطريقة عينها في التعاطي مع جديد الفكر والنظريات.
كما أننا في ظل تلك المراغمات نجد أنفسنا نسترجع من التراث ما نعمل من خلاله على تحقيق التميز بدون استيعاب لكيفية تحويله لفائدة التطور. وما الإسلام السياسي في صورته المتطرفة سوى دليل على ذلك.
يمكننا تجسيد ذاك الاختزال والتبسيط في أننا لا نتبنى من التراث أو الغرب إلا العناوين الكبرى التي نتخذها شعارات للسجال، وليست قضايا للتفكير وتعميق البحث والسؤال. لقد اختزلنا الإسلام في «الخلافة»، وها نحن أمام البحث عن «الخليفة»، أو «الإمام»، وليس الصراع بين المسلمين إلا بين هذين القطبين. وبهذا «الإسلام» نصارع الغرب؟ لقد اختزلنا عصر الأنوار في العقلانية والعلمانية، والقرن التاسع عشر في: المادية الجدلية والاشتراكية العلمية، ولم نر فيهما معا سوى الإلحاد والمادية، فكان التجاذب الفكري العربي من خلال قطبي الثنائية مختزلا في الدين والعلم؟ فلا نحن عمقنا رؤيتنا للدين، ولا أخذنا بأسباب العلم.
ظل الاختزال نفسه في القرن العشرين. لم نطور العلوم التجريبية، ولا أحدثنا العلوم الإنسانية والاجتماعية. رفضنا الفرويدية كما رفضنا الماركسية، لأن صاحبيهما يهوديان وملحدان. وحين قبلناهما اختزلنا الفرويدية في عقدة أوديب، والماركسية في البنية التحتية. ومارسنا الاختزالات نفسها، فأمسى كل فكر لوسيان غولدمان هو «الرؤية المأساوية للعالم»، وكل عطاء الشكلانيين الروس في «الأدبية». أما البنيوية فتم تبسيطها من خلال مقولة «النص ولا شيء غير النص» ولم ينجم عنها تأسيس علوم أدبية؟ كما تم اختزال بارت في «قتل المؤلف»، و باختين في «الحوارية وتعدد اللغات»، والنقد الثقافي والنقد النسائي في الأنساق المضمرة والجنوسة، وهلم جرا.
إنها عناوين وكليشيهات مسكوكة توجه أفكارنا وممارستنا. فلا يغدو همنا إلا الدفاع عنها والبحث عن مبررات لها في الواقع والنص العربيين. ونقوم بالعمل نفسه في تحليل الظواهر السياسية والاجتماعية والاقتصادية، مع تطعيمها بنظريات تتطور مع الزمن من الليبرالية إلى العولمة.
لم نفهم من الدين أنه أخلاق وسلوك يتصل بالفرد والمجتمع، ويعمل من أجل الارتقاء بالإنسان إلى مستوى المسؤولية في إعمار الأرض من أجل رفاهيته وسعادته. كما لم نفهم من العلم أنه سعي لفهم الإنسان والعالم، فلم نطور العلوم العربية القديمة، ولم نستفد من العلوم الحديثة.
ثقافة العناوين اختزال للمعرفة. إنها تُغيِّب الإنسان والعالم، وتكتفي باتخاذهما ذريعة للسجال والصراع.

٭ كاتب مغربي

ثقافة العناوين

سعيد يقطين

المقاومة وإسرائيل تدخلان مواجهة عسكرية هي «الأعنف» منذ الحرب الأخيرة على غزة

Posted: 29 May 2018 02:31 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: تصاعد التوتر العسكري في قطاع غزة ومناطق إسرائيل الحدودية، بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال، وتبادل الطرفان الهجمات، في مشهد كان الأعنف منذ انتهاء الحرب الأخيرة على قطاع غزة صيف عام 2014. وأطلقت المقاومة عشرات القذائف على بلدات «غلاف غزة»، فيما قام الطيران الحربي والمدفعية الإسرائيلية بقصف أكثر من 35 هدفا داخل القطاع، وسط حديث عن تدخل مصري لإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه.
وأغارت طائرات حربية إسرائيلية نفاثة على عدة مواقع تتبع للمقاومة الفلسطينية، وتحديدا لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، في مناطق متفرقة شمال ووسط وجنوب قطاع غزة، ما أدى إلى تضرر تلك المواقع ومناطق محيطة، من بينها مدرسة يستخدمها طلبة الثانوية العامة في تقديم الامتحانات، بشظايا قذائف نتيجة قصف الاحتلال.
كما أعلن جيش الاحتلال أنه نفذ غارة على «نفق» مقام أسفل الحدود الجنوبية لقطاع غزة مع مصر. وقالت مصادر عسكرية إن النفق الذي جرى استهدافه «نوعي»، مدعيا أنه مخصص لتهريب الأسلحة لحركة حماس.
وقامت إسرائيل بتنفيذ الغارات وعمليات القصف المدفعي على دفعات، وقال ناطق عسكري إن الهجمات التي استهدفت أكثر من 35 هدفا وموقعا، جاءت ردا على إطلاق صواريخ من غزة.
غير أن القصف لم يمنع فصائل المقاومة في غزة من إطلاق رشقات صاروخية جديدة بعد ساعات الظهر، في تحد جديد لتهديدات إسرائيل، وذكرت تقارير محلية أن مجمل القذائف التي أطلقت على جنوب إسرائيل فاقت الـ 110 قذائف.
وكان القصف الإسرائيلي العنيف جاء بعد أقل من نصف ساعة على انتهاء اجتماع لقادة الأمن الإسرائيليين ترأسه نتنياهو، وتوعد في أعقابه بتوجيه «رد قاس» ضد غزة. وقال نتنياهو إن إسرائيل «تنظر بخطورة الى الهجمات التي شنت على تجمعاتها السكنية، على يد حركتي حماس والجهاد». وقال إن الرد عليها سيكون بـ «قوة كبيرة». وأضاف «إسرائيل ستجعل من يحاول استهدافها يدفع ثمنا باهظا»، وحمل حماس بحكم سيطرتها على غزة المسؤولية عن الهجمات.
وأعلنت الفصائل الفلسطينية المسلحة جاهزيتها لأي طارئ، ودعت النشطاء لأخذ كل احتياطات الحذر، تحسبا لـ «غدر الاحتلال».
وحمل الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم إسرائيل «المسؤولية الكاملة» عن التصعيد، وقال «إن ما قامت به المقاومة يأتي في إطار الحق الطبيعي في الدفاع عن شعبنا والرد على جرائم القتل الإسرائيلية وعمليات استهداف واغتيال المقاومين المقصودة في محافظتي رفح وشمال غزة».

رد الجهاد الإسلامي

من جهته قال مسؤول الإعلام في حركة الجهاد الإسلامي، داوود شهاب «إن دماء أبناء شعبنا ليست رخيصة حتى يستبيحها الإرهابيون دونما رادع»، مؤكدا أن رد المقاومة بإطلاق القذائف يعد عملا «مباركا»، وقال «كرامة شعبنا أغلى ما نملك».
واستنكرت حركة فتح على لسان المتحدث باسمها عاطف أبو سيف، العدوان الإسرائيلي الذي وصفته بـ «البربري»، وقال إن الهجوم يعد «حلقة جديدة في مسلسل الجرائم الاسرائيلية التي تتطلب عقابا من المجتمع الدولي».
وفي السياق طالب عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، كايد الغول، بعقد لقاء قيادي فلسطيني لبحث كيفية توحيد الرد على الاعتداءات الاسرائيلية التي طالت غزة.
جاء ذلك في الوقت الذي ترددت فيه معلومات قوية عن تدخل مصري من قبل جهاز المخابرات العامة، الذي يشرف على اتفاق التهدئة المبرم بين الطرفين عام 2014، من أجل إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه، ومنع الوصول إلى حرب جديدة على غزة. وكانت إسرائيل أعلنت صباح أمس عن إطلاق 28 قذيفة صاروخية من قطاع غزة، تجاه مناطقها الحدودية، تصدت منظومة «القبة الحديدية» للعدد الأكبر منها، فيما سقطت قذائف في مناطق مفتوحة، حسب ما قال رونين منليس الناطق بلسان جيش الاحتلال، وذلك قبل انطلاق رشقة ثانية وثالثة من صواريخ المقاومة.
وأكدت مصادر عسكرية في إسرائيل، أنه جرى مع انطلاق الصواريخ من غزة ، تفعيل «صفارات الإنذار» في عدة بلدات بالقرب من الحدود، مشيرة إلى أن الصواريخ أسفرت عن إصابة ستة إسرائيليين بجراح طفيفة.
وهذه هي المرة الأكثر إطلاقا للصواريخ من غزة على بلدات إسرائيلية دفعة واحدة، منذ انتهاء الحرب الأخيرة ضد القطاع صيف عام 2014.
وجاءت عملية إطلاق الصواريخ من غزة بعد تحذيرات عديدة أرسلتها المقاومة الفلسطينية لإسرائيل، على خلفيه تعمدها قصف مواقع المقاومة خلال الأيام الماضية، ما أوقع شهداء، في إطار فشل المنظومة العسكرية الإسرائيلية في التصدي لفعاليات «مسيرة العودة» السلمية، التي تشهدها حدود القطاع، منذ 30 آذار/مارس الماضي.
وأفاقت أصوات انفجارات ضخمة، ناجمة عن تصدي منظومة «القبة الحديدية» الإسرائيلية لصواريخ محلية الصنع أطلقت من القطاع، تجاه عدة بلدات إسرائيلية قريبة من الحدود، سكان قطاع غزة في ساعة مبكرة من صباح أمس.
وكانت إسرائيل هاجمت بعد لحظات من عملية إطلاق الصواريخ عدة مواقع ونقاط رصد للمقاومة قريبة من مناطق الحدود الشرقية بقذائف المدفعية.
وتعود أسباب هذه الموجة من التوتر إلى اليومين الماضيين، حيث قصفت المدفعية الإسرائيلية نقاط رصد للمقاومة يومي الأحد والإثنين، تعود لنشطاء حركتي حماس والجهاد، ما أدى إلى استشهاد أربعة نشطاء وإصابة خامس بجراح، حيث كان من بين الشهداء ثلاثة يتبعون حركة الجهاد سقطوا في القصف الأول، فيما استشهد ناشط من حماس في القصف الثاني.
يشار إلى أن إسرائيل أعلنت ليل الإثنين عن تعرض بلدة سديروت، الواقعة قرب الحدود الشمالية لقطاع غزة، لعملية إطلاق نار من سلاح ثقيل، أدى للتسبب بأضرار مادية في مباني البلدة.

تهديد بالتصفيات

وفي إسرائيل توعد الوزير الإسرائيلي يواف غلانت، بعودة اسرائيل لـ «سياسة التصفيات» محددة الأهداف، ضد مطلقي الصواريخ وقياداتهم، وقال «إن إسرائيل لن تسلم بالمساس بمواطنيها وبانتهاك سيادتها».
وتخلل المشاورات الأمنية الإسرائيلية بخصوص التصعيد، عقد قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال اجتماعا برؤساء مجالس بلدات «غلاف غزة» وضعهم خلاله في صورة التطورات الميدانية، حيث طلب من سكان مناطق «غلاف غزة» البقاء على مقربة من الغرف المحصنة والملاجئ.
يذكر أن عضو المجلس الوزاري المصغر، الوزير زئيف إلكين، كان قد صرح، صباح أمس، أنه يجب الرد بقوة، وإنه يتوقع أن يتخذ وزير الأمن والجيش الإسرائيلي قرارا جديا بشأن رد شديد جدا، داعيا للرد بصورة مؤلمة جدا، والحفاظ على معادلة الردع.
وردا على سؤال بشأن الرد على إطلاق قذائف الهاون، قال إنه يجدر عدم ذكر الأهداف في وسائل الإعلام، لتجنب وقوع أضرار أمنية. وانضم الكين للتهديد والوعيد «القول الفصل في الشرق الأوسط هو الفعل وليس ما يقال. في منطقتنا يحترمون من يعرف كيف يرد الضربة بشكل مؤلم». ورغم التقديرات التي تشير إلى أن حركة الجهاد الإسلامي هي التي أطلقت قذائف الهاون ردا على استشهاد عدد من عناصرها، يوم أمس الأول، إلا أن إلكين حمل حركة حماس المسؤولية، وقال إنه يجب أن تدفع ثمنا باهظا، بغض النظر عمن أطلق النار.
وعلل وزير التعليم المستوطن ورئيس «البيت اليهودي» وعضو المجلس الوزاري المصغر، نفتالي بينيت، الرد الإسرائيلي العشوائي بالقول إن قذيفة كادت تصيب روضة أطفال. وقال رئيس الكنيست، يولي إدلشتاين، إن إطلاق قذائف هاون هو خط أحمر خطير، مضيفا أن إسرائيل لن تسمح بتعريض سكان المستوطنات المحيطة بقطاع غزة للخطر. وقال وزير الداخلية، أريه درعي، في حديث إذاعي إن «إسرائيل سترد، ولكن ليس بقصف مدفعي عشوائي، وإنما على أكثر المواقع إيلاما». وكتب رئيس كتلة «يش عتيد» المعارضة، يائير لبيد، في حسابه على «تويتر» أن «الهجوم على مستوطنات غلاف غزة لن يكون بدون رد، وسترد قوات الأمن بالشدة المطلوبة»، مضيفا أنه يتوقع أن يسمع إدانات دولية واضحة للهجوم على سكان مدنيين. وانضمت بقية مكونات المعارضة للتهديد والوعيد والدعوات لرد قاس من أجل «استعادة الردع».
وفي محاولة للقيام بضربة دبلوماسية استباقية دعت وزارة الخارجية الإسرائيلية كافة السفارات في العالم لمطالبة العالم دولا ووسائل إعلام لاستنكار إطلاق «حماس والجهاد القذائف نحو مراكز مدنية مأهولة بالسكان». وعّبر دافيد منصور، مواطن إسرائيلي، عن مزاج شائع لدى أوساط إسرائيلية في مستوطنات محيطة بغزة بقوله إن سكانها « رهائن وإن كثيرين منهم يكابدون أزمات نفسية بسبب التوتر والخوف ويحتاج 70 ٪ منهم لخدمات الرفاه والشؤون الاجتماعية من سقوط القذائف وإطلاق رصاص من مدفع رشاش». وقال منصور في حديث لإذاعة جيش الاحتلال أمس إن «بلدته سديروت تحولت لمدينة أشباح «.

المقاومة وإسرائيل تدخلان مواجهة عسكرية هي «الأعنف» منذ الحرب الأخيرة على غزة
رشقات صاروخية أطلقت من القطاع والاحتلال ردّ بقصف المواقع وهدد بالعودة لـ «سياسة الاغتيال»
أشرف الهور:

سعي روسي لحل سريع في الجنوب… واتجاه لتطبيع ناعم بين النظام السوري وإسرائيل

Posted: 29 May 2018 02:30 PM PDT

دمشق – «القدس العربي» : تجري الدول الفاعلة في الشأن السوري مباحثات مكثفة لحل قضية الخاصرة الجنوبية الأكثر اهتماماً، باعتبارها ورقة تفاوضية مرتفعة الثمن، ومحسومة الأولويات في لعبة تبادل المصالح مع القوى الإقليمية والدولية، وسط الحديث عن لعب موسكو دور الوسيط من أجل مقاربة وجهات النظر بين إسرائيل وإيران والنظام، على ان تسحب الأخيرة قواتها وميليشياتها من المنطقة الجنوبية مقابل بسط سيطرة النظام السوري عليها.
محللون سوريون رأوا ان من مصلحة روسيا ايجاد حل بين نظام الاسد وإسرائيل تتلخض بتأمين عملية سياسية ناعمة للتطبيع مع إسرائيل دون ضجة ودون تكلفة عالية، كونها تعتبر ثبات النظام السوري واستقراره من أولوياتها الأولى لتنتقل إلى مرحلة هندسة الحل السياسي.
وسائل إعلام إسرائيلية قالت إن لقاءات دبلوماسية بين إسرائيل وروسيا أسفرت عن اتفاق بين الجانبين، يقضي بالسماح للنظام السوري باستعادة السيطرة على حدوده الجنوبية مع إسرائيل شريطة خلوّ المنطقة من القوات الإيرانية او الميليشيات الشيعية المؤتمرة بإمرتها كحزب الله وغيره، وذكرت القناة الإسرائيلية العاشرة مساء أمس أن الاتفاق يقضي أيضاً بعدم انتشار أية قوات من إيران أو حزب الله حليفتي النظام السوري أو أية عناصر أجنبية على الحدود، مضيفة أن إسرائيل «ستحافظ على حرية تصرفها داخل سوريا».
ونقل التلفزيون الإسرائيلي عن مسؤول رفيع المستوى ان الوساطة الروسية أفضت إلى موافقة إسرائيل على نشر قوات سورية عند حدودها الشمالية، وأفاد التقرير أن القوات السورية ستتخذ مواقع على الحدود مع إسرائيل، مقابل وعد روسي بخلو المنطقة من التواجد الإيراني و«حزب الله».
صحيفة «هآرتس» العبرية، ذكرت مساء أمس الإثنين، ان رأس النظام السوري بشار الأسد ينوي إبعاد القوات الإيرانية من الحدود السورية ـ الإسرائيلية المشتركة، وكتب المعلق العسكري للصحيفة تسيفي بارئيل أن الرئيس الأسد طلب من إيران و»حزب الله» اللبناني إبعاد قواتهما العسكرية من الحدود السورية ــ الإسرائيلية المشتركة، لمنع تدهور الأوضاع على تلك الحدود، وحتى لا تتخذ ذريعة لضرب إسرائيل لأهداف سورية أخرى على الأراضي السورية.
ونقلت القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية عن ممثل القاعدة الروسية في سوريا، أليكسندر إيفانوفو قوله ان «تعقيدات المباحثات القائمة حول اتفاق خفض التصعيد جنوبي سوريا تكمن في رفض الجانبين الإسرائيلي والأمريكي لتواجد أي قوات إيرانية أو من منظمة «حزب الله» اللبنانية ضمن تشكيلات القوات الحكومية في المنطقة، حيث يسعى الجانب الروسي إلى مقاربة وجهات النظر بين جميع الأطراف للوصول إلى حلول تنهي العنف الدائر في البلاد منذ ما يزيد عن سبع سنوات».
وامام هذه التطورات رأى الخبير العسكري غياث الحاج سليمان ان إسرائيل كانت دائماً صاحبة السياسية المنفّذة في الشرق الأوسط، لكنها طالما كانت تنفذ سياساتها بأيادٍ أمريكية، اما في المرحلة الراهنة فقد استطاعت إسرائيل ان تفرض سياستها على المنطقة علناً عبر روسيا.

موافقة إسرائيل

وذهب الخبير في العلاقات الدولية الحاج سليمان إلى ان موافقة إسرائيل على دخول قوات النظام إلى المنطقة الجنوبية واسترجاع خطوط التماس بينها وبين إسرائيل له دلالات عدة ، اولها إيضاح موقفها بانها القوة العظمى في المنطقة وهي الآمر الناهي فيها.
وأرادت إسرائيل عبر مباحثاتها مع روسيا، ابلاغ النظام السوري بانه فعلياً من «المرضي عنهم» والايضاح بأن إيران وحزب الله اللبناني من «المغضوب عليهم» من قبلها، وهي من توزع شهادة حسن وسوء السلوك على القوى الدولية.
وأوضح لـ «القدس العربي»، ان هذه الموافقة إن تمت فعلاً فهي بمثابة مصيدة لإيران من الممكن ان تقع فيها، وقال «لا يستبعد ان تقوم ايران بمحاولة زج وحداتها وميليشياتها ضمن صفوف قوات النظام وهذا ستكون له نتائج سلبية كبيرة على الجانبين، أما إسرائيل فممكن فعلاً ان تنصب هذا الفخ وتضعه تحت المراقبة الشديدة».
وأشار سليمان إلى ان موسكو تخوض وساطة في ظل مباحثات صعبة كونها فرضت اقصاء ايران وميليشياتها وعلى رأسها حزب الله، التي تحاول ترسيخ نفوذها في المنطقة لاجندات توسعية طائفية، وأضاف «ان ذلك يجري في ظل دراية روسية كاملة بانفراط عقد جيش النظام واعتبارها قوات مهلهلة لا تكفي لملء الفراغ في المنطقة».
وتحدث الخبير السياسي عن مصلحة روسيا في ايجاد حل بين الاسد وإسرائيل تكون نتائجها بتأمين عملية سياسية ناعمة للتطبيع مع إسرائيل دون ضجة ودون تكلفة عالية، وقال ان السياسية الروسية هي تطبيق للسياسية الأمريكية التي تفرض عدم وجود معارك في المنطقة الجنوبية، معتبراً الوساطة الروسية خدمة بناءً على التوجيهات الأمريكية.

هندسة الحل السياسي

الناشط السياسي درويش خليفة قال ان الاتفاق الأخير كان بمثابة مفاوضات اذ كان طلب الإسرائيليون ابتعاد الميليشيات الإيرانية شرقي طريق دمشق درعا نحو 60 كم ولكن على ما يبدو ان الروس أقنعوا الوفد الإسرائيلي فقط بـ 20 كم وعليه يبدو أن الأمور لم تحسم في المطلق.
وأضاف في لقاء مع «القدس العربي» ان المنـطقة الجنوبية من سوريا وتحديداً درعا والقنيطرة تم التوافق على خفض التصـعيد فيها بين الروس والامريكان والجانب الأردني المحاذي للحدود الجنوبية لسـوريا، بالتالي انسحاب الميليشيات الحلـيفة للنظـام (حـزب الله- فاطـميّون- فيلق القدس) باتجاه الفرقة التاسـعة في الصـنمين ما هي الا بضـغط روسي كون الروس يهندسـون خفـض التصعـيد في الجـنوب والشـمال على حد سـواء، وللـبدء باسـتثمار تواجدهم في سـوريا، وفتح الطريق الدولي حلب – دمشق وصولاً للمعـبر الحـدودي مع الأردن عـند نقـطة نصـيب.
الميليشيات الشيعية المنسحبة مؤخراً تعرضت خلال الأسابيع الاخيرة لجملة من القصف المدفعي الإسرائيلي في القنيطرة، وعلى ما يبدو برأي المتحدث ان روسيا تحاول إنهاء أشكال المعارك العسكرية كافة قبل نهاية العام الحالي لتنتقل لهندسة الحل السياسي وفق رؤيتها وهنا الكلام عن المناطق المتفق عليها في استانة فقط.
اما عودة سيطرة النظام على المناطق المنسحبة منها الميليشيات الحليفة، فلا توجد خيارات اخرى لدى الروس سوى عودة جيش الاسد واقناع الأمريكان والإسرائيليين بذلك على ان تكون هذه القوات مشلولة اي قوات حفظ نظام أقصى ما يمتلك عناصرها بنادق تسهم في إرهاب المواطن السوري.

سعي روسي لحل سريع في الجنوب… واتجاه لتطبيع ناعم بين النظام السوري وإسرائيل
معارضون: موسكو أجرت مباحثات صعبة فرضت إقصاء إيران
هبة محمد

اعتراضات بالجملة على قرار البرلمان العراقي إلغاء انتخابات الخارج وتحذيرٌ من «حرب أهلية»

Posted: 29 May 2018 02:30 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: قرر مجلس النواب العراقي الإبقاء على جلسته مفتوحة، بُغية متابعة «الخروقات» التي رافقت العملية الانتخابية في 12 أيار/ مايو الجاري، وإصدار قرارات جديدة قد تؤدي إلى سحب الثقة من مجلس المفوضين، حسب مصادر برلمانية.
وأصدر البرلمان قراراً، في جلسة أمس الأول، نصّ على «قيام الجهات المعنية، كل حسب اختصاصه، باتخاذ الوسائل التي تضمن إعادة الثقة بالعملية الانتخابية بصورة عادلة ونزيهة، منها إلغاء انتخابات الخارج، والتصويت المشروط في مخيمات النازحين في الانبار وصلاح الدين ونينوى وديالى، لما توفرت عليه الأدلة من تزوير إرادة الناخبين باستثناء اصوات الاقليات المشمولة بالكوتا».
كما تضمن القرار القيام بـ«العد والفرز اليدوي بما يقل عن 10٪ من صناديق الاقتراع في المراكز الانتخابية، وفي حال ثبوت تباين بنسبة 25٪ من ما تم فرزه وعده يدوياً، يتم إعادة العد والفرز يدوياً لجميع المحافظات، وتزويد الكيانات السياسية وفوراً بنسخة إلكترونية وصور ضوئية لأوراق الاقتراع ونتائج الانتخابات».
ووفقا لنتائج الانتخابات العراقية النهائية، فإن 232 نائبا في البرلمان العراقي الحالي خسروا بالانتخابات، ولن يكون بمقدورهم العودة إلى البرلمان، بينما اجتاز 97 منهم فقط القاسم الانتخابي وسيعودون لمقاعدهم البرلمانية مرة أخرى.
في الأثناء، حذّرت مفوضية الانتخابات من «الانقلاب» على النتائج، وذلك بعد يوم من دعوة البرلمان العراقي إلى إلغاء انتخابات الخارج والتصويت المشروط للنازحين في أربع محافظات.
وقال رئيس الدائرة الانتخابية في مفوضية الانتخابات رياض البدران، في لقاء تلفزيوني، إن هناك خطورة لـ«محاولة الانقلاب على نتائج الانتخابات» التي أعلنتها المفوضية في وقت سابق، مبيناً أن «الانقلاب على نتائج الانتخابات، قد يؤدي إلى وقوع حرب أهلية في البلاد».
وفور انتهاء الجلسة، توالت ردود أفعال الكتل السياسية والنواب (الفائزين والخاسرين)، على نصّ القرار البرلماني، وتوجه مجلس النواب بشأن «الخروقات» الانتخابية.
رئيس الوزراء حيدر العبادي انتقد دعوة البرلمان لإلغاء جزء من نتائج الانتخابات معتبراً ذلك «أمرا غير صحيح».
وقال خلال مؤتمر صحافي عقده، أمس الثلاثاء، في مبنى مجلس الوزراء وسط بغداد، بعد اجتماع للحكومة، إن «الدعوة لإلغاء نتائج الانتخابات أمر غير صحيح».
وأبدى استغرابه من تصريح مسؤول في مفوضية الإنتخابات حذر خلاله من احتمال اندلاع حرب أهلية في العراق إذا ما ألغيت نتائج الانتخابات.
كذلك، دعا تحالف «النصر» بزعامة العبادي، إلى «معالجة الشكاوى والخروق المثارة على نتائج الانتخابات عبر آليات قانونية ودستورية».
وقال المتحدث باسم الائتلاف، حسين العادلي في بيان، إن «الائتلاف يرى وجوب مراعاة الإجراءات القانونية والدستورية في معالجة الشكاوى والخروقات، حفاظا على سلامة وشرعية المسار الديمقراطي والعملية السياسية في البلاد وما يبنى عليها من مؤسسات حاكمة».
وأكد على «المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتق القوى السياسية بضرورة الالتزام بالأطر القانونية والدستورية بالتعاطي مع ملف الانتخابات، تحقيقا للعدالة وحفاظا على أصوات الناخبين».
وكما هو متوقع، رفض أعضاء مجلس النواب «الفائزين» في الانتخابات، قرار البرلمان الأخير.

صلاحيات المحكمة الاتحادية

وأكدت النائبة عن دولة القانون، عالية نصيف، إن إلغاء نتائج الانتخابات يجب أن يكون من صلاحيات المحكمة الاتحادية، فيما أشارت إلى أن قرارات البرلمان غير قانونية وغير دستورية.
وقالت، في بيان: «وفقاً للمادة 58 من الدستور العراقي، يحق لمجلس النواب أن يعقد جلسة استثنائية لمناقشة أمر معين، وهذا ما حصل أمس (الأول)»، مبينة أن «القرار الذي صدر من المجلس في الجلسة الاستثنائية بشأن الانتخابات النيابية غير دستوري وغير قانوني».
وأضافت أن «آلية العد والفرز وانتخابات الخارج والتصويت المشروط كلها أمور منصوص عليها بقانون، ولا يمكن تعديلها أو إلغاؤها بقرار من البرلمان، إذ لابد أن يكون تعديلها من خلال قانون».
وتابعت أن «عملية إلغاء نتائج الانتخابات يجب أن تأتي من المحكمة الاتحادية وليس من مجلس النواب»، معتبرة أنه «بغض النظر عن كون الجلسة الاستثنائية صحيحة، ولكن القرارات المتخذة فيها للأسف غير قانونية ولا يترتب عليها أي أثر قانوني».
كذلك، أعلن «تحالف العراق هويتنا» الذي يتزعمه رئيس «حزب الحل» جمال الكربولي، عدم تأييده لنتائج الجلسة الإستثنائية لمجلس النواب، والخاصة بالانتخابات التي رأى أنها تخالف أحكام الدستور والقوانين النافذة.
وأعتبر في بيان أن «مقررات الجلسة الإستثنائية خالفت أحكام الدستور في مواده (5 و6 و14)، وخرقت مواد قانون الانتخابات رقم (45) لسنة 2013 المعدل التي صوت عليها البرلمان نفسه وضمنها نصوص المادة (40/رابعاً وخامساً) والتي ضمنت للعراقيين للمهجرين وعراقيي الخارج حقهم في ممارسة حقوقهم المدنية والسياسية، وفقاً لأحكام المادة (20) من الدستور، وكذلك خالف أحكام المادة (5) من نص قانون التعديل الأول لقانون رقم (45) لسنة 2013 المعدل والخاص باجراءات العد والفرز الألكتروني لنتائج الانتخابات».
وأعرب البيان عن أسفه «لسوء استخدام البعض لقبة البرلمان لممارسة الضغط السياسي على المفوضية المستقلة للانتخابات والهيئة القضائية من اجل تمرير بعض الخاسرين».
وكشف «تحالف العراق هويتنا» الذي حصل على 9 مقاعد في البرلمان الجديد، أن جلسة مجلس النواب «لم تستكمل النصاب القانوني كما نصت علية أحكام الدستور في مادته (59 / أولاً) وكانت نهاية غير موفقة لعمر مجلس النواب العراقي في دورته الثالثة».

«انتهاك للدستور»

حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني»، أعلن من جانبه أن البرلمان أنهى دورته التشريعية، بأخطر انتهاك للدستور، فيما دعا رئيس الجمهورية فؤاد معصوم إلى التدخل في هذا «الموضوع الخطير».
وحمّل رئيس قائمة الاتحاد في كركوك، ريبوار طه مصطفى، في بيان له، رئاسة البرلمان «الخطأ الكبير الذي قد ينجم عنه ما لا يحمد عقباه ويلحق الضرر بالعملية السياسية في البلد».
وأضاف: «كيف يفسر عقد جلسة مشكوك فيها وإصدار قرار يقضي بإلغاء نتائج الانتخابات علما أنها ليست صلاحية برلمانية بل قضائية بحتة، حيث تنص المادة واحد وستون من الدستور على أن للبرلمان تسعة اختصاصات، ليست فيها فقرة تنص على صلاحية البرلمان بالغاء نتائج الانتخابات»، مشيرا إلى أن «قرار البرلمان باطل وغير دستوري وتجاوز على السلطة القضائية المخولة في البت بهكذا قرارات».
وتابع: «حسب الدستور والنظام الداخلي في البرلمان، لا يمكن إلغاء قانون مشرّع ومصادق عليه بقرار، وهذا مخالف لأحكام الدستور، حيث أن البرلمان أصدر قرارا بإلغاء النتائج التي أجريت استنادا إلى قانون نافذ فهل يعقل ان يكون البرلمان هو الخصم والحكم في هذه القضية»، معربا عن استغرابه «من تدخل البرلمان في عمل المفوضية والتي بالاساس هو من اختار وصوت على أعضائها وشرع قانونها».
وحذر «من خطورة هذا القرار غير المسؤول والمخالف للدستور والعقل والمنطق»، لافتا إلى أن «البرلمان أنهى دورته التشريعية بأخطر انتهاك للدستور».
وأكد «أننا سنقوم بالطعن في جلسة وقرار البرلمان لدى المحكمة الاتحادية»، داعياً «رئيس الجمهورية فؤاد معصوم بصفته حامي الدستور بالتدخل في هذا الموضوع الخطير والذي هو أكثر خطورة من فقدان بضعة مقاعد لخاسرين لم يجربهم الشعب مرة اخرى».
وحسب طه «كان الأجدر بالبرلمان أن يهتم بأمور الشعب ويعالج مشكلة الكهرباء التي يعاني منها المواطنين وهم في شهر رمضان ويناقش توفير الخدمات وعلى البعض ان يهتم للمواطن وليس للمنصب او المقعد في البرلمان»، داعياً، مفوضية الانتخابات إلى «الالتفات لما حصل في كركوك أثناء عملية سير الانتخابات تمثلت باحتجاز بعض صناديق الاقتراع والموظفين واحداث تزوير وتلاعب كبير في النتائج».
وزاد: «إلى الآن ماتزال تلك الصناديق والرامات الخاصة بأجهزة الاقتراع بحوزة بعض الأحزاب والموظفين التابعين لتلك الاحزاب»، مضيفاً: «أننا لن تنازل أبدا عن اصوات مواطنينا وناخبينا».

تأييد وتحفظ

أما رئيس كتلة «كفاءات «النائب هيثم الجبوري، فأعرب عن تأييده لقرار مجلس النواب بشأن الانتخابات، فيما أشار إلى تحفظه على نصاب الجلسة.
وقال، في بيان: «في الوقت الذي نعلن فيه تأييدنا المطلق لأي قرار يصدر من جهة تشريعية أو قضائية أو تنفيذية يهدف إلى معالجة الخروقات والشبهات التي شابت العملية الانتخابية الاخيرة، وضرورة النظر في جميع الطعون والشكوك التي يطرحها الأشخاص أو الكتل أو المنظمات فإننا نحث هذه الجهات بأخذ الطرق الدستورية والقانونية».
وأضاف : «ليس من المعقول أن نعترض على شبهة بشبهة، واليوم (أمس الأول) لم يكن النصاب مكتمل ولم يتعدى الحضور الـ 140 نائبا، وهذا منافي للنظام الداخلي والقواعد العامة في اتخاذ القرارات وأن لا نترك مجال للطعن والتشكيك في تلك القرارات».

اعتراضات بالجملة على قرار البرلمان العراقي إلغاء انتخابات الخارج وتحذيرٌ من «حرب أهلية»
العبادي اعتبره «أمرا غير صحيح»… وحزب طالباني طلب تدخل معصوم

أزمة النادي الأهلي تتواصل: بلاغ يتهم الخطيب بتلقي تمويل خارجي

Posted: 29 May 2018 02:30 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: في تطور جديد لأزمة تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة الرياضية السعودية مع النادي الأهلي المصري، تقدم المحامي محمد حامد سالم، ببلاغ للنائب العام المستشار نبيل صادق، ضد محمود الخطيب، رئيس مجلس إدارة النادي، وأعضاء مجلس الإدارة، يطالب فيه باتخاذ الإجراءات القانونية بتشكيل لجنة مالية لإدارة النادي.
وذكر المحامي في بلاغه أن «تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للرياضة في السعودية، صرح في بيان على صفحته الرسمية على موقع التواصل فيسبوك وفي حوارات تلفزيونية بشأن تمويله لحملة الخطيب إبان انتخابات النادي بمبلغ 6 ملايين جنيه مصري، وأيضا تبرعه للنادي بمبلغ يتجاوز 250 مليون جنيه بعد توليه رئاسة النادي الشرفية».
واعتبر أن «ذلك يمثل جريمة الحصول على تلقي تمويل خارجي خلال حملات الانتخابات، وكانت سببا في فوز الخطيب برئاسة النادي، وتلقي تبرعات خارجية، ما يستوجب توقيع أقصى العقوبة عليه».
في الموازاة، علق آل الشيخ على تغريدات محمد أبو تريكة، نجم الكرة المصرية المعتزل، التي طالب فيها إدارة الأهلي بفتح حساب بنكي لرد الأموال التي دفعها المسؤول السعودي.
وقال آل شيخ في تغريدات على موقع تويتر: «أبو تريكة طلب وساطتي من أجل العمل في السعودية، وكذلك للعودة للنادي الأهلي، لكن يبدو أنه تمت السيطرة عليه في البلد الذي يعيش فيه».
وأضاف «أبو تريكة اختفى منذ فترة طويلة، ولم يعد على تواصل معي، ومن ليس له خير في بلده، لن يكون له خير في الأهلي».
وكان آل الشيخ قد فتح النار على مجلس إدارة الأهلي يوم الجمعة الماضي، في بيان مطول استعرض فيه عددا من الأمور التي قال إنها حدثت بينه وبين إدارة الأهلي برئاسة محمود الخطيب، التي أدت حسب بيانه، إلى تقديمه الاعتذار عن الاستمرار في الرئاسة الشرفية للنادي.

أزمة النادي الأهلي تتواصل: بلاغ يتهم الخطيب بتلقي تمويل خارجي
آل الشيخ يردّ على أبو تريكة: طلبت وساطتي للعمل في السعودية
تامر هنداوي

ألمانيا تحيي ذكرى اعتداء زولينغن العنصري وميركل تدعو اردوغان لبرلين وسط نداءات لمكافحة العداء للأجانب

Posted: 29 May 2018 02:29 PM PDT

برلين ـ «القدس العربي » أحيت ألمانيا أمس الثلاثاء ذكرى مقتل خمسة اشخاص من أصول تركية على يد مجموعة من النازيين الجدد في حريق متعمد قبل 25 عاما، في الوقت الذي تشهد فيه البلاد عودة الإرهاب من الاجانب وتوتر العلاقات الثنائية مع تركيا.
وحضر الاحتفال التكريمي المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ووزير الخارجية التركي مولود تشاويش اوغلو ومولودة غينش (75 عاما) التي فقدت ابنتين وحفيدتين وابنة اخت في حريق عام 1993 في بلدة زولينغن.
وأكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، أمس الثلاثاء، أنّ تعرض الأتراك المقيمين في بلاده للعنصرية، «أمر يدعو للخجل». وأوضح «ماس» في لقاء مع عدد من الصحافيين العاملين في مجموعة «فونك» الإعلامية، أنّ الأتراك الذين جاؤوا إلى ألمانيا للعمل فيها، هم جزء منها.
وتطرق إلى هجوم «زولينغن» العنصري الذي وقع قبل 25 عاماً، والذي قُتل فيه 5 مواطنين أتراك لدى حرق منزلهم في المدينة الألمانية. وفي هذا السياق قال ماس: «من وظيفة الجميع عدم السكوت حيال ذلك الهجوم». ودعا الوزير إلى نبذ الكراهية والتمييز العنصري والعداء للأجانب، في ألمانيا والعالم بأسره. وحث « جميع المواطنين على التسامح والتنوع والدفاع عن القيم الإنسانية.
يذكر أنه في ليلة التاسع والعشرين من شهر أيار/مايو عام 1993 أضرم رجال يمينيون متطرفون النار في منزل عائلة جينش في مدينة زولينغن. وأدين أربعة رجال من اليمين المتطرف بتهمة القتل في هذه الواقعة في عام.1995
وحكم القضاء على منفذي الاعتداء وهم اربعة من النازيين الجدد بالسجن لفترات تتراوح بين 10 و15 عاما.
وتكافح ألمانيا موجة جديدة من الهجمات العنصرية وتصاعد نشاط اليمين المتطرف بما في ذلك دخول حزب «البديل من اجل ألمانيا» إلى البرلمان، بعد تدفق اكثر من مليون طالب لجوء إلى البلاد منذ عام 2015.
وأعربت وزارة الخارجية التركية الإثنين عن قلقها من «تزايد العنصرية ورهاب الاجانب والإسلام» مجددا في دول الاتحاد الأوروبي، ودعت السياسيين وسائل الاعلام إلى استخدام «لغة متعقلة».
كما دعا وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر لمكافحة معاداة الأجانب بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين على هجوم الحريق العمد وقال زيهوفر بالعاصمة الألمانية برلين: «معاداة الأجانب أدت إلى هذه الجريمة البشعة التي يجب أن نضعها دائما صوب أعيننا». وأضاف قائلا: «يعد ذلك تذكيرا لنا: بأن نتكاتف في مواجهة أي شكل من أشكال التطرف وفي مواجهة الكراهية وعدم التسامح ولأجل التعايش السلمي والمتنوع في مجتمعنا».
وأكدت منظمة «برو أزول» الألمانية المعنية بالدفاع عن حقوق اللاجئين ضرورة أن يكون الهجوم العنصري على عائلة من أصول تركية تذكيرا للمسؤولين السياسيين أمس الثلاثاء. وقال المدير التنفيذي للمنظمة جونتر بوركهارت لوسائل اعلام ألمانية هذا الهجوم وغيره من الهجمات العنصرية في ذلك الوقت كانت في نهاية جدل محتدم استمر طيلة أعوام حول تغيير قانون اللجوء».
ودعا بوركهارت المستشارة الألمانية وغيرها من المسؤولين إلى ضرورة «اتخاذ موقف لصالح حقوق الإنسان والحقوق الأساسية» وذلك عند المشاركة في إحياء هذه الذكرى.
وقال: إن «العنصريون واليمينيون الشعبويون مثل رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان يجب ألا يحددوا سياسة اللجوء لألمانيا وأوروبا».
وفيما تتشارك تركيا وألمانيا في التعبير عن الأسى في ذكرى هذه الجريمة، يستمر التوتر بين ميركل وأردوغان، والأخير تخوض بلاده انتخابات عامة ورئاسية في 24 حزيران/يونيو المقبل.
ومنعت برلين السياسيين الاتراك من إقامة حملات انتخابية في المدن الألمانية التي تضم أكبر جالية تركية في الخارج يبلغ عددها ثلاثة ملايين شخص يتمتع 1.4 مليون منهم بحق التصويت في تركيا.
وحذر سياسيون اتراك من ان تشاويش أوغلو لا يجب ان يستخدم مناسبة احياء ماساة عائلة غينش للدعاية لحزب العدالة والتنمية او ان يعمّق الانقسامات بين المجتمعين التركي والألماني.
بيد أن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أكد في تصريحات أن المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل دعت الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان لزيارة برلين عقب انتخابات 24 حزيران/يونيو الرئاسية والبرلمانية في تركيا. جاء ذلك في تصريحات للصحافيين، أدلى بها على هامش مشاركته في مراسم إحياء الذكرى الـ 25 لهجوم «زولينغن» العنصري، الذي قُتل فيه 5 مواطنين أتراك، عندما أحرق منزلهم في المدينة الألمانية. في حين لم تؤكد برلين هذا الأمر بعد.
وأوضح أن ميركل وجهت دعوة لأردوغان لزيارة برلين عقب الانتخابات التركية، وأنه سينقل الدعوة إلى رئيس بلاده. كما التقى جاويش أوغلو نظيره الألماني هايكو ماس، على هامش مشاركته في المراسم
ويخشى منتقدو النظام التركي ان يستغل وزير الخارجية الفرصة للقيام بحملة لصالح الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بين أفراد الجالية التركية في ألمانيا رغم رفض برلين لذلك.
وتضم الجالية التركية في ألمانيا، الاكبر في العالم مع ثلاثة ملايين نسمة، نحو 1.4 ملايين ناخب يمكنهم المشاركة في الاقتراع، وهي أصوات يريد اردوغان كسبها خصوصا وان استطلاعات الرأي تحذر من انه لن يحصل على الغالبية المطلقة في ولايته الرئاسية الثانية.
وكانت برلين منعت المسؤولين اتراك من خوض حملات على أراضيها لهذه الانتخابات على غرار ما حصل في ربيع 2017 قبل استفتاء حول توسيع سلطات الرئيس. ومن بين المعارضين لاي استغلال سياسي للحدث مولودة غينتش التي قالت «اريد تكريم ذكرى بناتي. لا اريد أي نشاط سياسي على الاطلاق».

ألمانيا تحيي ذكرى اعتداء زولينغن العنصري وميركل تدعو اردوغان لبرلين وسط نداءات لمكافحة العداء للأجانب
وزير الخارجية: ما حدث أمر يدعو للخجل
علاء جمعة

تحذير سياسي فلسطيني لـ «ميسي» ورفاقه من اللعب في القدس واتهام لإسرائيل باستغلال الرياضة لـ «أهداف عنصرية»

Posted: 29 May 2018 02:29 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: انتقلت حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، للدفاع عن القضية الفلسطينية في ميادين الرياضة، مساندة بذلك خطوة اتحاد كرة القدم الفلسطيني، ولقطع الطريق أمام مخططات إسرائيل استخدام مدينة القدس المحتلة كرويا، لتمرير مخططاتها الاستيطانية، وذلك من خلال مطالبتها والمجلس الأعلى للرياضة، دولة الأرجنتين، عدم إرسال فريقها الكروي بقيادة النجم ليونيل ميسي، للعب مباراة ودية مع إسرائيل في المدينة المقدسة.
وطالبت حركة فتح الأرجنتين «حكومة وشعبا»، واتحاد كرة القدم في هذا البلد، بإلغاء المباراة الودية التي ستجري مع «فريق دولة الاحتلال» في مدينة القدس المحتلة، باعتبار أن هكذا مباراة، وفي القدس تحديدا بمثابة «اعتداء على حقوق شعبنا الفلسطيني».
ولكشف مخططات إسرائيل من وراء إقامة هذه المباراة في المدينة المحتلة في هذا الوقت بالذات، قالت فتح على لسان المتحدث باسمها أسامة القواسمي، إن إسرائيل تسعى من وراء الخطوة لـ»تضليل الرأي العام الدولي» من خلال استغلال الرياضة، وهذه المباراة على وجه الخصوص لـ «خرق القانون والشرعية الدوليين، وقهر واضطهاد الشعب الفلسطيني».
واتهم إسرائيل باستغلال هذه «الرياضة النبيلة»، والتي من أهدافها «بناء جسور المحبة والسلام والتواصل» بين شعوب الأرض، لتحولها الى»أهداف سياسية وعنصرية واضطهاد الآخرين، وخلق الكراهية»، وأيضا لـ «تمرير قضايا مخالفة للشرعية الدولية تحت غطاء مباريات ودية في القدس عاصمة الدولة الفلسطينية».
وختم القواسمي التصريح بالتأكيد على أن الشعب الفلسطيني يكن كل الاحترام والتقدير للشعب الارجنتيني، الذي «يرفض الاحتلال الاسرائيلي والعنصرية»، معبرا عن أمله في إعادة الأرجنتين النظر في هذه المباراة.

ذكرى حرب حزيران

وعملت إسرائيل التي اتفقت مع المنتخب الأرجنتيني على إقامة المباراة يوم التاسع من الشهر المقبل، على نقل المباراة إلى مدينة القدس المحتلة، باعتبار ان الحدث يأتي في سياق احتفالاتها باحتلال باقي المدينة المقدسة، حيث يحيي الفلسطينيون في ذلك الوقت «ذكرى النكسة» الـ 51 لاحتلال المدينة وباقي مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة.
وكان اللواء جبريل الرجوب، ورئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، طلب من الأرجنتين عدم إرسال منتخبها إلى مدينة القدس المحتلة لإجراء المباراة الودية مع المنتخب الإسرائيلي.
ودعا في رسالة بعثها للاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم، واتحادات رياضية أخرى لعدم المشاركة في اللقاء الكروي الودي، والذي يأتي في إطار تحضيرات منتخب الأرجنتين لكأس العالم، واتهم إسرائيل بـ «تسييس الرياضة» واستغلال اتحاد كرة القدم «من أجل تطبيع الضم غير القانوني للقدس»، لافتا إلى أن إسرائيل تخطط لإقامة المباراة على أرض ملعب تم بناؤه على أرض قرية «المالحة» إحدى الـ 500 قرية فلسطينية التي دمرتها إسرائيل عام 1948.وأشار كذلك إلى ان إسرائيل تخطط لاصطحاب الفريق الأرجنتيني إلى البلدة القديمة في القدس، وهي «أرض فلسطينية محتلة»، لافتا إلى أن هذا الأمر يخالف لوائح اتحاد كرة القدم الدولي «الفيفا».
يشار إلى أن إسرائيل استغلت الشهر الماضي الرياضة لتمرير مخططات سياسية، واستضافت سباقا للدراجات الهوائية، شاركت فيه فرق من الإمارات والبحرين، حيث مر في أحد مراحله في شوارع مدينة القدس المحتلة، في عملية تطبيع واضحة، رغم الاعتراض الفلسطيني الرسمي على هذه المشاركة العربية.

تحذير سياسي فلسطيني لـ «ميسي» ورفاقه من اللعب في القدس واتهام لإسرائيل باستغلال الرياضة لـ «أهداف عنصرية»
المباراة ستقام على ملعب في «المالحة» إحدى القرى التي دمرها الاحتلال

البحرية الإسرائيلية تعترض أحلام وآمال أهالي غزة وتصادر «سفينة الحرية» بعد انطلاقها من المرفأ لجزيرة قبرص

Posted: 29 May 2018 02:29 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: اعترضت إسرائيل أحلام وآمال وعددا من المرضى والمصابين والطلبة والخريجين، الذين انطلقوا من قطاع غزة إلى العالم، على متن قارب لكسر الحصار، أبحر للمرة الأولى من مرفأ الصيادين، إلى ميناء ليماسول في جزيرة قبرص، بعد أن تصدت البحرية الإسرائيلية للقارب الفلسطيني على بعد 12 ميلا بحريا من شواطئ غزة.
وفي عملية هي الأولى من نوعها، انطلق من مرفأ الصيادين في مدينة غزة، قارب صغير يقل على متنه عددا من مصابي فعاليات «مسيرة العودة» السلمية، الذين يبحثون عن علاج في الخارج، إضافة إلى مرضى وطلبة مسجلين للدراسة في جامعات أجنبية، وخريجين عاطلين عن العمل، ضاقت بهم غزة بسبب اتساع دائرة الفقر والبطالة، ويأملون في إيجاد فرض خارج حدود الحصار، قاصدا ميناء «ليماسول» في قبرص، قبل اعتراضه من إسرائيل.
وقالت هيئة كسر الحصار إنها فقدت الاتصال بالمركب عندما كان على بعد 12 ميلا بحريا، ليعلن عقب ذلك قيام البحرية الإسرائيلية بالسيطرة على المركب، وقطره بالقوة إلى أحد موانئها القريبة، وعلى متنه المسافرون، ومن ضمنهم المرضى، في عملية شابهت السيطرة على سفن كسر الحصار التي كانت تتوجه من أوروبا صوب غزة في الأعوام الماضية.
وكانت إسرائيل حاولت خلال الأيام الماضية منع انطلاق هذه السفينة، بعد أن قصفت مرتين بالطيران الحربي السفن التي خصصت لنقل المشاركين، حيث جرى استبدالهم بأخرى مخصصة للصيد.
وحملت الهيئة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن أرواح المشاركين على متن «سفينة الحرية»، وطالبت على الفور المؤسسات الدولية بتوفير الحماية اللازمة للمشاركين على متن السفينة.
ولم يكن خروج المركب الصغير، المخصص لعمليات الصيد البحري الذي يعاني العاملون فيه أيضا من مضايقات إسرائيلية يومية، أمرا عاديا في غزة، فتجمعت هناك حشود كبيرة من السكان قدمت من كافة مناطق قطاع غزة، وظلت ترقب المسافرين وقاربهم حتى تواروا عن الأنظار، غير أن قلوب المودعين، عجت بالدعاء لنجاح هذه الرحلة، لتكرس واقعا جديدا، يكسر جزءا من الحصار الإسرائيلي الممتد منذ أكثر من 11 عاما.
وأقيمت في المكان مراسم وداع للمسافرين قبل انتقالهم الى ظهر القارب، حيث جرى وصول المسافرين على متن حافلة صغيرة، فيما أقلت عربة إسعاف المصابين منهم، حتى صعدوا على متن القارب بمساعدة الفريق الطبي، متكين على عكاكيز، لصعوبة حركتهم بفعل الإصابات التي أحدثتها طلقات القناصة الإسرائيليين خلال مشاركة هؤلاء الشبان في فعاليات «مسيرة العودة».
وإلى جانب الرجال شاركت نساء في الرحلة البحرية الأولى لكسر الحصار من جهة غزة، بخروج سيدة مصابة بمرض السرطان خرجت للبحث عن علاج لها غير المتوفر في غزة، إضافة إلى فتاة أخرى خرجت للالتحاق بإحدى الجامعات.
والمعروف أن إسرائيل التي تحاصر قطاع غزة منذ صيف عام 2007، تضع قيودا مشددة على حركة السكان، ولا تسمح لهم بالخروج بحرية من القطاع عبر المعابر، حيث تقصر عملية منح التصاريح على بعض التجار والمرضى والطلبة، وبسبب القيود قضى عدد كبير من المرضى الذين رفضت إسرائيل منحهم تصاريح للخروج من القطاع والعلاج في الخارج، فيما تحطمت أحلام الكثير من الطلبة بفقدانهم مقاعد الدراسة.

معبر رفح لخروج أعداد محدودة
من ذوي الحالات الإنسانية

وبموجب الحصار لم يعد أمام سكان غزة سوى معبر رفح الفاصل عن مصر، والذي لم تسمح مصر بفتحه منذ خمس سنوات، سوى مع بدايات شهر رمضان، لخروج أعداد محدودة من ذوي الحالات الإنسانية، وذلك بعد فترة إغلاق طويلة، لم يكن يفتح فيها المعبر إلا لأيام معدودة وعلى فترات متباعدة.
واختير يوم أمس لخروج الرحلة البحرية لكسر الحصار، لتكون في ذكرى انطلاق سفن «أسطول الحرية الأول»، ومن ضمنها سفينة «مرمرة التركية»، التي تعرضت عند اقترابها من سواحل غزة في نهايات أيار/ مايو من عام 2010، لهجوم عنيف من إسرائيل، أسفر عن مقتل عشرة متضامنين أتراك وإصابة العشرات، ممن كانوا على متن السفن التي كانت تقل مساعدات لغزة.
وقبل انطلاق الرحلة بدقائق قليلة، وتحديدا خلال وداع المسافرين لذويهم، التقت «القدس العربي» الشاب إيهاب أبو عرمانة، أحد المشاركين في رحلة كسر الحصار، وقال إن مشاركته ورفاقه تحمل «رسالة حياة لا رسالة موت»، مستعينا بنص الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش «على هذه الأرض ما يستحق الحياة».
ويشير إلى أن خروجه جاء بحثا عن فرصة عمل، حيث يعاني من البطالة كغيره من الخريجين وعددهم عشرات الآلاف، منذ أن تخرج من الجامعة قبل سنوات، ويقول إن جميع المشاركين في الرحلة لهم مع المعاناة قصص عدة، وإنهم جميعا يحملون هموم غزة ومشاكلها بفعل الحصار والفقر.
وقال إن المشاركين يستقلون سفينة مدنية و»ينشدون الحرية»، داعيا المجتمع الدولي للنظر إلى غزة وهمومها، وحماية الرحلة البحرية من أي اعتداء إسرائيلي.
وقد ختم الشاب أبو عرمانة حديثه بعناق والدته وأشقائه، قبل الانتقال ورفاقه إلى ظهر «قارب كسر الحصار»، فيما انهمرت في المكان دموع الأهالي، لعدم معرفتهم بما ينتظر أبناءهم في البحر.
ويأمل سكان غزة في إقامة ميناء أو «ممر مائي» يربط القطاع مباشرة بالعالم الخارج، دون المرور بإسرائيل أو مصر، في حال أغلقت المعبر.
يشار إلى أن المشاركين في الرحلة البحرية كانوا على اتصال من خلال البث المباشر للرحلة باستخدام هاتف نقال، حتى وصول المركب لمسافة ثمانية أميال بحرية عن شاطئ مدينة غزة، قبل أن ينقطع البث بشكل مفاجئ، وذلك بعدما سمع أحد المشاركين يشير إلى اقتراب زورق حربي إسرائيلي من قاربهم.

تذكير العالم بالحصار

وأقيمت في مرفأ الصيادين في مدينة غزة مراسم وداع للقارب، نظمتها الهيئة العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، حيث وضعت خلف المنصة الرئيسة للاحتفال صورة لسفن «أسطول الحرية الأول» وسفينة مرمرة التركية، التي تعرضت للهجوم الإسرائيلي العنيف.
وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش، في كلمة باسم اللجنة العليا لمسيرات العودة، إن الهدف من هذه العملية التي وصفها بـ»الرمزية»، هو كسر حصار غزة، وتذكير العالم بمعاناة السكان المحاصرين، محملا إسرائيل المسؤولية عما آلت إليه أوضاع السكان.
وكانت الهيئة العليا لكسر الحصار عن غزة أكدت أن هذه الرحلة تحمل أحلام الشعب الفلسطيني وتطلعاته في الحرية والاستقلال وتحمل أحلام إنهاء الحصار والظلم.
وأكد أدهم أبو سلمية، المتحدث باسم هيئة كسر الحصار، خلال مراسم وداع السفينة، أنها جاءت كـ «ثمرة جهود كبيرة بذلت خلال السنوات الماضية»، مطالبا بحمايتها من الاحتلال.

البحرية الإسرائيلية تعترض أحلام وآمال أهالي غزة وتصادر «سفينة الحرية» بعد انطلاقها من المرفأ لجزيرة قبرص
السفينة هي الأولى التي تطلق من القطاع للعالم وتقل مرضى وطلابا وخريجين

تراشق بين «نداء تونس» و«النهضة» حول مصير حكومة الشاهد ومراقبون يتوقعون اللجوء لانتخابات مبكّرة

Posted: 29 May 2018 02:28 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: تواصلت ردود الفعل حول تعليق المفاوضات بشأن وثيقة «قرطاج 2»، حيث جددت حركة «النهضة» تمسكها بحكومة يوسف الشاهد، فيما اعتبر حزب «نداء تونس» أنها باتت عنوانا لأزمة سياسية جديدة في البلاد، فيما توقّع بعض المراقبين اتجاه البلاد نحو انتخابات برلمانية مبكرة.
وكانت الرئاسة التونسية أعلنت تعليق المفاوضات حول وثيقة «قرطاج2» مع تواصل الخلاف حول النقطة 64 المتعلقة بمصير حكومة يوسف الشاهد، رغم اتفاق جميع الأطراف المشاركين في الحوار على بقية النقاط الـ63 التي تتضمنها الوثيقة.
ووجّه راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة» رسالة قوية وواضحة لبقية الأطراف وخاصة «نداء تونس» (شريكه في الحكم) واتحاد الشغل بقوله إن الحركة لن تقدم أية «تنازلات» في ما يتعلق بتغيير رئيس الحكومة، مضيفاً: «تغيير رئيس الحكومة ليس أمراً يسيراً في بلاد تتجه نحو انتخابات برلمانية ورئاسية سنة 2019، وحركة النهضة تعود منها الناس تقديم التنازلات، لكن عندما يصل الأمر لتعريض مصلحة البلاد للخطر، فان الحركة لا تقدم أي تنازلات».
ورد «نداء تونس» ببيان اعتبر فيه أن حكومة يوسف الشاهد التي جاء بها اتفاق قرطاج الأول فقدت صفتها كحكومة وحدة وطنية وتحولت إلى عنوان لأزمة سياسية جديدة، كما عبّر الحزب عن رفضه «تلقي أي دروس من أي كان في الحرص على المصلحة الوطنية واستقرار البلاد (في إشارة إلى تصريح الغنوشي)، ويعتبر أن هذا الأمر ينبغي أن يخرج عن دائرة المزايدات الحزبية والابتزاز السياسي». كما عبّر عن «استعداده الكامل لخوض الاستحقاقات السياسية القادمة من أي موقع كان وفق تقديرها الثابت للمصلحة الوطنية، ورفضه المطلق أن يكون أداة من أدوات ضرب التوافق الاجتماعي والسياسي الذي يمثل الاتحاد العام التونسي للشغل والمنظمات الوطنية أحد دعائمه الأساسية».
وكان نور الدين الطبّوبي الأمين العام لاتحاد الشغل أكد عقب تعليق المفاوضات حول وثيقة قرطاج أن الاتحاد لم يعد ملزماً بأي شيء، محملاً مسؤولية تعثر المفاوضات لأطراف (لم يحددها) بسبب تمسكها بموقفها بشأن النقطة الخلافية 64 المتعلقة بآلية التعديل الحكومي.
واعتبر المؤرّخ عبد الطيف الحناشي، عبر صفحته على موقع «فيسبوك»، أن اتحاد الشغل «كان واضحا في معارضته لاستمرار تولي يوسف الشاهد رئاسة الحكومة»، لكنه أشار بالمقابل إلى أن «موقف بقية الاطراف أحزاباً ومنظمات يبدو موقفها مشوّشا وغير واضح بل غريبا، خاصة بالنسبة الى «نداء تونس» الطرف الاساسي في حكومة الشاهد».
وتباينت ردود فعل المعارضة حول فشل المفاوضات حول وثيقة «قرطاج2»، حيث اعتبر حزب العمال المعارض (أحد مكونات الجبهة الشعبية) أن «الصراعات الجارية علنا وفي الكواليس حول إقالة يوسف الشّاهد وحكومته هو وجه من أوجه الخلافات التي يعيشها الائتلاف الحاكم وخاصّة نداء تونس والأوساط المؤثّرة في قصر قرطاج والسباق المبكر من أجل السيطرة على مراكز النفوذ ومؤسسات الحكم وهي صراعات لا تمت بصلة لمصلحة البلاد والشعب»، معتبراً أن وثيقة «قرطاج 2» هي «محاولة لتلميع برامج الحكومات المتعاقبة الفاشلة وتكرار نفس الخيارات فضلا عن أنها خطوة فجة نحو الإسراع بتنفيذ ما يسمّى زوراً بالإصلاحات الكبرى المملاة من صندوق النقد الدولي بما سيزيد في تعميق الأزمة الاقتصادية وتدمير حياة أوسع الطبقات والفئات الاجتماعية وجر البلاد إلى الانهيار على جميع الأصعدة».
فيما اعتبر سمير بن عمر رئيس الهيئة السياسية لحزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» أن تونس تتجه نحو تنظيم انتخابات برلمانية مبكرة، مع فشل المفاوضات الأخيرة وتواصل التجاذب السياسي بين الأحزاب الكبرى حول مصير حكومة الشاهد.
وتترقب الطبقة السياسية عودة الرئيس الباجي قائد السبسي من باريس حيث يشارك في ندوة دولية حول ليبيا، حيث ينتظر اجتماعه مع الفرقاء المتخاصمين في محاولة لتقريب وجهات النظر بينهم، قبل اتخاذ أي قرار بخصوص حكومة يوسف الشاهد، حيث يتيح الدستور لرئيس الجمهورية التوجه إلى البرلمان لطلب تجديد الثقة في الحكومة من عدمه.

تراشق بين «نداء تونس» و«النهضة» حول مصير حكومة الشاهد ومراقبون يتوقعون اللجوء لانتخابات مبكّرة
في انتظار عودة السبسي من باريس لحسم الخلاف بين الطرفين
حسن سلمان:

الاستعداد لمكافحة ظاهرتي الغش والتسريب في امتحانات الثانوية العامة والمفتي يحدد الظروف التي يجوز فيها إفطار الطلاب

Posted: 29 May 2018 02:27 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: الخبر الأول الملاحظ على الصحف القومية المصرية وكذلك صحيفة «اليوم السابع» المستقلة إنها تقوم بتهيئة الرأي العام للقبول بالزيادات التي ستفرضها على أسعار الوقود والكهرباء، وما تتحمله من خسائر تخطت المئة مليار جنيه، سوف تزداد، وإن حاولت التخفيف منها بالإعلان عن زيادات في المعاشات والتفكير في زيادات لمرتبات العاملين فيها.
والخبر الثاني اللافت هو الزيارة المفاجئة التي قام بها مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية، ورئيس الوزراء السابق المهندس إبراهيم محلب إلى أسوان، في أقصى جنوب مصر، لتفقد سير العمل في مشروع قومي ضخم، ولمتابعة ما تم من إنشاء عشرات البيوت في قرى الظهير الصحراوي في مركز نصر النوبة، وقرية وادي العرب.
واللافت أيضا أن الوفد المصاحب له تألف من اللواء أحمد جمال الدين المستشار الأمني للرئيس والدكتورة فايزة أبو النجا مستشارته للأمن القومي، فهل في ذلك إشارة إلى أن محلب سيتولى تشكيل الوزارة الجديدة، بعد أن يحلف الرئيس عبد الفتاح السيسي اليمين الدستورية يوم السبت المقبل أمام مجلس النواب؟ ومع اهتمام الأغلبية وتركيزها على امتحانات الثانوية العامة، حدد المفتي الظروف التي يجوز لطلاب الثانوية العامة الإفطار فيها. كما لا تزال مسلسلات التلفزيون الرمضانية وإصابة محمد صلاح تستحوذ على اهتمام المصريين. وإلى ما عندنا من تفاصيل الأخبار وأخبار أخرى متنوعة..

مقالب وألاعيب الحكومة

ونبدأ بالحكومة وألاعيبها في تدبير المقالب لنا، وهل هناك مقلب أسوأ من رفع الأسعار المقبل للوقود بكل أنواعه، وما سيترتب عليه تلقائيا من ارتفاع جميع أسعار السلع والخدمات مقابل زيادات طفيفة في المعاشات أو المرتبات، إن حدثت.
فقد نشرت الصحف القومية وصحيفة «اليوم السابع» جدولا موزعا عليها يتضمن بيان تكلفة المحروقات طبقا لأسعار خام برنت عند خمسة وسبعين دولارا للبرميل، بعد أن زادت الأسعار العالمية، ولأننا دولة مستوردة للبترول والغاز والسولار، رغم زيادات الإنتاج منها، فإن ذلك سينعكس على ميزانية الدولة.
وكشف البيان عن تحمل الدولة حوالي مئة وأربعة مليارات جنية سنويا، بالإضافة إلى ما تقدمه الدولة من معونات مالية لملايين الأسر في برنامج تكافل وكرامة، بما يرفع عدد المستفيدين منه لأكثر من عشرة ملايين نسمة. وأيضا ما ذكرنا به الإعلامي عماد الدين أديب في عموده اليومي في جريدة «الوطن» وهو: «الرئيس السيسى ليس من هواة التنظير والبرامج المطولة والمعلقات السياسية المعقدة، لكنه رجل أفكار وخطط ومتابعة وتنفيذ وإنجاز.
وما يميز الرئيس أنه لا يسعى إلى أن يعد الجماهير بعلاج لـ«فيروس سي»، لكنه يعالج بالفعل. الرئيس لا يحدثك عن حلم نقل العشوائيات، لكنه يذهب للناس ويزورهم وهم بالفعل داخل منازلهم الجديدة. الرئيس لا يحدثك عن قناة سوف يتم حفرها، لكنه يعبر الممر المائي بعدما يكون قد تم إنجازها.
الرئيس لا يحدثك عن ثروة سمكية سوف تؤثر على سعر الأسماك لدى المواطنين، بل يذهب إلى كفر الشيخ ليدشن أكبر مزرعة سمكية في الشرق الأوسط. الرئيس لا يحدثك عن كهرباء لن تنقطع، بل يزفّ إليك أن البلاد أصبح لديها طاقة كهربائية كافية وقابلة للتصدير.أهم تحدٍّ يواجه ولاية الرئيس الثانية هو أن يتوافر لديه أكبر قدر من القوى البشرية المخلصة المؤهلة للخدمة العامة والإنجاز، لكي تكون على مستوى أحلامه وإخلاصه وسرعة إنجازه».

الإصلاح الاقتصادي

وفي جريدة «روز اليوسف» كان رئيس تحريرها أحمد باشا غاضبا أشد الغضب ممن يهاجمون قرارات الإصلاح الاقتصادي وقال عنهم: «مع كل حزمة إجراءات تتعالى الأصوات الرافضة وتتجه الأنظار إلى «وهم الشعبية» لكن أحدًا لا ينظر إلى حقيقة الشعب.
لا تتوقف الأحاديث أبدًا عن أزمة اقتصادية تعانيها الدولة سببها الرئيسي عجز حاد في الموازنة، وبالتالي انعكاس سلبي على معدل الإنفاق على القطاعات التي تمس حياة المواطن مسا مباشرا (التعليم – الصحة – النقل الجماعى- الضمان الاجتماعي) بدون أن يجرؤ أحد على أن يتصدى لأسباب العجز في الموازنة، الذي يؤدي حتما إلى ضعف الإنفاق العام على هذه القطاعات، فلما يأتِي من يقتحم هذه الأزمة، ويتخذ خطوات جدية للتخلص الجذري من أسبابها المعروفة، التي يتم التحايل عليها والالتفاف حولها منذ عقود، وهي بدون مواربة الخلل في منظومة الدعم، ما أدى لوصول الدعم لغير مستحقيه كنموذج صارخ لتغييب مؤسسي متعمد للعدالة الاجتماعية، فلما يأتِي من يتصدى جديا لها، لذلك نقفز على الأزمة ونتحدث عن شعبيته، كما لو كان اعترافًا بأن حقوق الشعوب وآمال وآلام المواطنين ما هى إلا أدوات سياسية للمناورة، ولبناء الشعبيات على حساب الحقائق والضرورات».

معدومو الحيلة

أما طلعت إسماعيل في «الشروق» فتناول في مقاله «المبشرون بالغلاء» ما يلي: «رفعت وزارة النقل أسعار تذاكر المترو قبل قدوم شهر رمضان المعظم، ومع اقتراب العيد بما يتطلبه من نفقات إضافية وأعباء مالية على الأسرة، خاصة محدودي الدخل، ممن حولهم الغلاء إلى «معدومي» الحيلة في مواجهة البلاء، راحت الحكومة تذكرهم بارتفاع جديد في أسعار الوقود والطاقة، طبقا للخطة التي وضعتها وأعلنتها قبل سنوات، وقد حان وقت التنفيذ، حسب «خطة الإصلاح الاقتصادي»، واحتراما لتعهداتها مع صندوق النقد الدولي.
أفهم أن الحكومة تريد أن تطرق الحديد وهو ساخن، ولا تفوت الفرصة وقد هيأت المناخ لتجرع الناس ما يسميه البعض «الدواء المر» من أجل إنقاذ الاقتصاد، وتجنيب «سقوط الدولة في هاوية» عدم القدرة على سداد فوائد الديون الداخلي منها والخارجي، غير أن المبالغة في محاولة إقناع الناس بقبول ما ينتظر أن يقع فوق رؤوسهم على نحو بغبغائي، سيزيد الناس نفورا وليس قبولا، على عكس ما قد يعتقد «المبشرون بالغلاء». يتبارى العديد من كتاب الأعمدة والمقالات، في صحف الحكومة والموالاة على السواء، في الأيام الأخيرة في محاولة تصوير الأشواك على أنها ورود، ترويجا وتمهيدا للدواء المر، وراح أحدهم يتحدث عن رفع منتظر في الرواتب والمعاشات التي قد تصاحب الزيادة المنتظرة، وبما يخفف العبء ولو قليلا عن الطبقة الوسطى والفئات الاجتماعية الأكثر تأثرا برفع الأسعار، وراح آخر يعزف ألحانا عن «مظلة الحماية الاجتماعية» التي وصلت إلى شرائح من الفئات الفقيرة والمهمشة، عل الصورة «تتجمل» في مواجهة الزلزال المقبل.
البعض تحدث عن أن الزيادة في الأسعار ستطال الجميع، وأن رجال الأعمال سيطالبهم العاملون لديهم بزيادة مماثلة في رواتبهم، بمجرد أن تطبق الزيادة المنتظرة في أسعار الوقود والطاقة، غير أنه لم يحدثنا عما إذا كان رجال الأعمال سيستجيبون، وهل سيرفعون بالفعل رواتب موظفيهم، أم لا، في إطار تحمل الجميع للاعباء كلٌ حسب قدرته؟ يكتفي البعض بالتبشير بالغلاء، والدعوة إلى الصبر وتحمل البلاء، ولا يقترب من المناطق التي يخشى الولوج إليها، خوفا وطمعا، فلا يتحدث عن ضرورة تقشف الحكومة وإداراتها، أو تخفيض عدد وزاراتها، والقضاء تماما على مظاهر الأبهة والتفاخر في مواكب بعض المسؤولين ولقاءاتهم، أو الدعوة لاكتفاء كل مسؤول بسيارة واحدة تليق بمكانة منصبه، ولا نقول متواضعة، حفاظا على هيبة المنصب العام في عيون الناس، وبما يخفف من نفقات استهلاك الوقود.
إذا كان الغلاء قدر فلا تجملوه، ولا تعزفوا اللحن أكثر من مرة، عن المخاوف من الإفلاس، لو لم نتجرع السم الزعاف لـ«فاتورة الإصلاح»، وإنقاذ الدولة من شبح الانهيار الاقتصادي، بل أدخلوا إلى صلب القضية الأساسية، وهي محاربة الفساد، والقضاء على الفاسدين، وجلب المتهربين من دفع حق الدولة، ومن يحاولون ليَّ ذراعها لتحقيق مصالحهم، غير عابئين بأن مصلحتهم في استمرار الدولة مرفوعة الهامة، لا منحنية الظهر، من أجل حصولهم على المزيد من المكاسب.
الدولة تحتاج إلى الانتصار للسواد الأعظم من أبنائها، الذين وقفوا، ولا يزالوا يقفون، في ظهرها، وليس مساندة حفنة من المنتفعين، وأصحاب الأبواق الملتحقة بالركب، ممن يزاحمون بالحناجر والمناكب للخدمة في البلاط، ولو على حساب الفقراء والبسطاء من أهلنا الصابرين على الشدائد».
كاركتير

ومن ألاعيب الحكومة ومقالبها التي قالت عنها الرسامة في «المصري اليوم» دعاء العدل إنها شاهدت حرامي يقوم بسرقة مواطن في الشارع ويقول له طلع اللي معاك ويرد عليه المواطن وهو يخرج جيوبه: مش معايا غيرك».

الأحزاب السياسية

ومن مقالب وألاعيب الحكومة إلى مقالب وألاعيب الأحزاب ضد بعضها بعضا خاصة حزب «مستقبل وطن» الذي يسعي بكل الطرق لأن يكون الأكبر والظهير السياسي للنظام، إما بإغواء أعضاء مجلس نواب ينتمون لأحزاب أخرى أو ضم مستقلين.
ونشرت الدستور حديثا مع الدكتور محمد منظور نائب رئيس حزب «مستقبل وطن» أجراه معه أشرف لاشين كان أبرز ما فيه: «الأوضاع السياسية في مصر تتجه إلى الأفضل، وذلك لعدة أسباب منها حالة الاستقرار الأمني، التي أصبحنا ننعم بها جميعًا، ونجاح القوات المسلحة ورجال الشرطة في محاربة الإرهاب، خاصة في مناطق سيناء والقضاء عليه، بجانب تشجيع الدولة للأحزاب لممارسة دورها السياسي الحقيقي بشكل فعال، وتشجيع الشباب على المشاركة السياسية ومنح المرأة دورًا أكبر، وحصولها على كل حقوقها، كل هذه الأمور تؤكد أن المناخ السياسي المصري يسير بشكل جيّد وإلى الأفضل.
وأستطيع القول إن «مستقبل وطن» أصبح صاحب الأغلبية والكيان الأكبر والأقوى على الساحة، وأتمنى من كل الأحزاب والحركات السياسية ذات التوجه والأيديولوجية الموحدة أن تندمج مع بعضها بعضا، لأن ذلك في النهاية يصب في مصلحة الدولة المصرية بشكل عام، والحياة السياسية بشكل خاص.
ما زلنا جزءًا من ائتلاف «دعم مصر» حتى الآن، وغير مطروح اتخاذ أي خطوات جديدة في هذا الشأن.. كل هدفنا خلال المرحلة المقبلة توعية المجتمع والشباب والمرأة بأهمية المشاركة السياسية الإيجابية، والعمل على تثقيفهم وتأهيلهم سياسيًا وثقافيًا، من خلال أكاديمية «مستقبل وطن». «المصريين الأحرار» حزب قوي وعريق وكيانه قائم وله قاعدة شعبية عريضة في الشارع المصري، ولا يمكن لأحد أن ينكر جهودة، وانتقال أي من الأعضاء لأي من الأحزاب قرار شخصي، ولا أعتقد أن الحزب سيسقط أو ينهار، بل سيظل موجودًا ومستمرًا بقوة على الساحة المصرية».

اليد الواحدة!

ونشرت «الوطن» حديثا مع أحمد الشاعر المتحدث باسم حزب «مستقبل وطن» أجراه معه محمد حامد قال فيه: «هناك 45 نائباً انضموا للحزب حديثاً غالبيتهم من «المصريين الأحرار»، والإفصاح عن أسمائهم متروك لهم، أما بالنسبة للحفاظ عليهم فهناك سبيلان، الأول ألا يتم الإعلان الآن عن انضمام هؤلاء النواب إلى «مستقبل وطن»، والثاني هو عمل مشاورات وتنسيق مع الأغلبية تحت قبة البرلمان، لتعديل قانون ولائحة مجلس النواب، وهذا هو أقرب طريق للتعامل مع الأمر في الفترة المقبلة، خصوصاً أنه ليس من السهل إسقاط عضوية 45 نائباً سينضمون إلى الحزب، ويتطلب الأمر موافقة ثلثي أعضاء المجلس، ولا أعتقد أنه سيتم إسقاط عضويتهم.
نحن جميعاً أصبحنا ننتمي إلى كيان واحد، وعلينا العمل على تطويره، وكل ما يشغلنا هو العمل معاً ومساعدة بعضنا بعضا، لتقوية الحزب، ولا نريد أن ندخل في خلافات مع أحد، وكل أعضاء الحزب يقدمون أفضل ما لديهم حتى يكون للحزب دور قوى في الحياة السياسية والشارع، وأرى أن المجموعة الجديدة التي انضمت إلينا مؤخراً ستحدث طفرة كبيرة داخل الحزب، والجميع سيعمل يداً واحدة».

تغيير الصفة النيابية

وفي تحقيق آخر في العدد نفسه من «الوطن» لهبة أمين ومحمد طارق وسعيد حجازي ومحمد حامد جاء فيه: «قال المهندس محمد علي الضبع، أمين العلاقات العامة في حزب «مستقبل وطن»، إن إسقاط عضوية النواب المنضمين إلينا يحتاج موافقة أغلبية الثلثين، طبقاً للائحة الداخلية للبرلمان، لذلك فالحزب سيبدأ في فتح حوارات مع النواب، والكتل البرلمانية داخل المجلس لمنع تمرير هذا الأمر وإجهاض أي سيناريو لإسقاط عضويتهم.
وأكد الضبع أن انضمام هؤلاء النواب لحزب «مستقبل وطن» ليس نيابياً أكثر منه سياسياً، فهم انضموا لكيان يرون أنه أقرب لأفكارهم وتفعيل أكبر لقدراتهم الحزبية والسياسية، لافتاً إلى أنه لا توجد مشاكل من انضمام نواب من «المصريين الأحرار» إلى «مستقبل وطن»، خاصة أن مواقفهم تحت القبة كانت أقرب إلى مواقفنا، وتحول الصفة الحزبية للأعضاء لن يفرق في الكتلة التصويتية داخل البرلمان.
من جانبه، قال المستشار محمد حامد الجمل، رئيس مجلس الدولة الأسبق: إن تغيير الصفة النيابية جزء من الأوضاع الشكلية الخاصة بعضوية الأحزاب والبرلمان، ولا بد من السماح لكل نائب بالحرية في تغيير صفته الحزبية، بدون وجود معضلات سياسية، وعراقيل داخل القانون، مضيفاً: لذلك أؤيد تغيير قانون مجلس النواب وإلغاء المادة الخاصة بتغيير الصفة الحزبية، وأن توضع مادة في القانون تؤيد السماح بتغيير الصفة الحزبية بدون وجود عقوبات على النائب، فلا توجد مخالفة دستورية في هذا الشأن.
وقال الدكتور محمد نور فرحات، الفقيه الدستوري: يكون المجلس مخالفاً للدستور إذا قام أكثر من نصف المجلس بالتغيير النيابي، وأضاف أن القانون يقول أن تغيير الصفة الحزبية يؤدي إلى سقوط العضوية بموافقة ثلثي أعضاء مجلس النواب».

لا تعد مرة أخرى!

وأجرى علاء الجعودي في العدد نفسه من «الوطن» حديثا مع عصام خليل رئيس حزب «المصريين الأحرار» قال فيه عن أعضاء حزبه الذين انضموا إلى «مستقبل وطن»: «اثنــــان فقط اللذان تقدمــــا باستقالتيهما بشكل رسمي، وهما علاء عابد، وأرسل لي استقالته مكتوبة وأسامة رمضان وأعلن استقالته على الهواء في أحد البرامج التلفزيونية، وقبلت استقالته، وسوف نعرض الأمر على الهيئة العليا، وسنخطر مجلس النواب مثلما فعلت مع النائب عماد جاد، الذي استقال من الحزب من قبل، والمجلس له كامل الحرية في اتخاذ أي إجراء بشأن هؤلاء النواب.
كما أن لديّ قناعة تامة بأننب يجب ألا أقف ضد طموح النواب السياسب، ولكن عليهم أولاً التقدم باستقالتهم وأقول لكل من سيذهب لهذا الحزب لا تعد مرة أخرى».
هجرات نيابية

أما آخر مشارك في هذه المعركة غير المفهومة حتى للمشاركين فيها فسيكون حسام مؤنس في جريدة «المقال» الذي قال: «هذه الهجرة النيابية الواسعة تؤكد ما سبق أن حذّر منه كثيرون، من أن غالبية النواب الممثلين لكتل حزبية في البرلمان ليسوا تعبيرا حقيقيا عن أحزاب سياسية، بقدر ما هو تعبير عن قدر من تلاقي المصالح مع تنسيقات بعض الأجهزة التي لعبت دورا رئيسيا في صياغة مشهد انتخابات مجلس النواب الماضي، هناك خلاف واضح بين أطراف وأجهزة وشخصيات حول مفهوم حزب السلطة أو الأغلبية، الذي بدأت رحلة البحث جديا عنه بعد مشاهد الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وبينما بدا في الفترة الماضية أن ائتلاف دعم مصر هو الأقرب للعب هذا الدور، بعد طرح فكرة تحوله إلى حزب، إلا أن خلاف بعض الأحزاب المشاركة في الائتلاف من ناحية، ثم الضربة المبكرة التي وجهها حزب «مستقبل وطن» بتحركاته الأخيرة وإعلانه عن حضوره الأسبوع الماضي، تبدو بمثابة صراع مبكر حول الطرف الذي يمكن أن يلعب دور حزب السلطة أو الأغلبية».

معارك وردود

وإلى المعارك والردود ونبدأها مع محمد أمين في «المصري اليوم» الذي يتساءل: «من الذي يمتحن في الثانوية العامة، الطالب أم ولي الأمر؟ إذا أردت الحقيقة فإن الامتحان ليس للطالب وحده فقط، ولكن الامتحان للأسرة كلها والوزارة أيضاً، فالوزير يدخل الامتحان باستفتاء على تجربته.. إما أنه ناجح، وإما أنه ساقط.. فهل ينجح الوزير طارق شوقي في الثانوية العامة؟ هل يوفر مناخاً جيداً للطلاب؟ إذا كان يريد فلا يصح الكلام عن الغش. وقد أزعجني أن التصريحات الرسمية تؤكد الاستعداد لمكافحة ظاهرتي الغش والتسريب، وهما الظاهرتان اللتان ارتبطتا بالامتحان في الثانوية العامة.. فهل الامتحان يعني الغش ويعني التسريب؟ المفترض أن الغش هو الاستثناء، وأن الانضباط هو القاعدة، وأيضاً التسريب هو الاستثناء وليس القاعدة، ولا يصح التركيز عليهما فيتوتر الطلاب، فليس كل طالب «غشاشاً». فكل عام تتخذ الوزارة إجراءات «مشددة» لمواجهة الغش، هذا طبيعي، وكل عام تتخذ إجراءات لمواجهة التلاعب المنظم بتسريب الأسئلة، وهذا طبيعي أيضاً، ويحدث ذلك بالتنسيق مع جهات سيادية تصل إلى حد تحريك قوات الجيش والشرطة أمام اللجان، ما أريد أن أقوله إن إقرار الاستقرار والأمن في الغالب لا يتطلب وجود شرطي أمام كل بيت، هناك طريقة أخرى. وبالتأكيد فالامتحان لا يمر بسلام بسبب إجراءات أمنية وجهات سيادية وقوات أمن مركزي، وإنما بإشاعة جو من الطمأنينة والهدوء، حتى لا يتأثر الطالب المجتهد. هذا هو ما أريد أن أؤكد عليه وأشير إليه. كما أنه لا يصح أن نرفع شعار الغش مع كل امتحان ثانوية، لأن الصورة التي يتم تصديرها أن طلابنا لا ينجحون إلا بالغش، فكيف «تحتفلون» بنجاح الأوائل بعد ذلك؟ المهم أن نقول للطلاب اطمئنوا.. ليس لأن الامتحان سهل، أو في مستوى الطالب العادي، ولكن بحثّ الطلاب على تقديم أفضل ما عندهم، والتأكيد على أن كل «جهد في الورقة» مقدّر. فليس مطلوباً من الطلاب أن يحصلوا على 100٪ وينبغي ألا يكون دخول كليات القمة بمجاميع تفوق قدرة واضعي الامتحانات أنفسهم.. منظومة التعليم لا يمكن أن تستقر بالأمن وتدخّل الجهات السيادية، ولكن تستقر بأفكار مبتكرة وإبداعية.. ساعتها لن نتحدث عن غش منظم أو غش جماعي، أو لجان تغلق أبوابها بالجنازير والسلاسل ليبدأ الغش بتقييد المراقبين. ساعة الصفر الأسبوع المقبل.. خففوا حالة الذعر لو سمحتم.. أشيعوا جواً من الطمأنينة في نفوس الطلاب.. وفروا لهم الأجواء المناسبة والخدمات، فالطالب من لحم ودم.. ولاحظوا أنه لا يمتحن وحده، ولكن أولياء الأمور يمتحنون معه أيضاً، ولا تنسوا أن البيوت كانت تشبه المعسكرات».

«التعليم على فين»

أما حازم منير في «الوطن» فيتساءل قائلا «التعليم على فين»: «لم يعد معروفاً على وجه الدقة ما السياسة التعليمية في مصر؟ ويبدو أن القائمين على الأمر قرروا إعمال منهج التجربة والخطأ، بدلاً من إعلان تصور متكامل للأمر. قبل أسبوعين تقريباً، وجّه ولي أمر سؤالاً إلى وزير التعليم الدكتور طارق شوقي، عن نظام وقواعد القبول في المرحلة الثانوية، وفي الجامعات، وجاء رد الوزير مفاجئاً، حيث أكد أن أول دفعة ستلحق بالثانوي في النظام الجديد عام 2027 ونظيرتها في الجامعة عام 2030، مضيفاً: ما زال أمامنا وقت لندرس الأمر في ضوء التجربة. بعد أيام قليلة، أعلن وزير التعليم العالي الدكتور خالد عبدالغفار أن نظام تنسيق الجامعات ثابت خلال العامين المقبلين، وهو حديث مثير في ضوء ما سبق وأعلنه وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، إذ أن تصريح الدكتور عبدالغفار يشير إلى إدخال تعديلات بعد سنتين، وتحديداً بعد أن تصل دفعة أولى ثانوي الجديدة إلى الصف الثالث، فالتغيير سيتم بدون انتظار بلوغ طلبة أولى ابتدائب مرحلة الثانوب، كما قال الدكتور طارق. البادي أننا لا نملك رؤية متكاملة لتطوير التعليم، ويبدو أن هناك ملامح ما اكتملت في بعض الجوانب، وما زالت في البعض الآخر غير مكتملة، والفكرة ليست تحليلاً شخصياً للموقف، إنما هي من التصريحات الغريبة والمثيرة التي نتابعها من كل الأطراف. لجنة التعليم والبحث العلمي في مجلس النواب أعلنت مرات عدة أنها لم تتلقَ أي مكاتبات رسمية أو رؤى صادرة عن الحكومة بخصوص ملف تطوير التعليم، والدكتور طارق شارك في اجتماع شهد مشادة بخصوص تدريب وتأهيل المعلمين، وانتهى الأمر، وتم إغلاق الملف، ولم نسمع عن حوارات ومناقشات أخرى. الحاصل إذن أننا أمام حالة غريبة من نوعها، يتم فيها إدخال تعديلات جذرية على مناهج وطرق التعليم بدون جدل وحوار واسع، على الأقل مع المؤسسة الشعبية الرقابية الأولى على أعمال الحكومة، وأعني هنا مجلس النواب. ما معنى ذلك؟ هذا معناه أن الحكومة قررت اعتبار نفسها الجهة الوحيدة صاحبة الحق في أن ترسم وتُحدد وتُقرر ما سيكون عليه النظام التعليمي في المستقبل، وهو أمر خطير للغاية، لأننا أمام تصور سيُحدد مصير أمة لحقب وعهود. بالقطع وبالتأكيد هناك جوانب إيجابية ومن الممكن جداً وجود جوانب سلبية وقيمة الحوار إبراز الجانبين، أما إسدال الستار والتعامل مع الأمر باعتباره سراً كونياً وحقاً لا يجوز فيه المنازعة فإن ذلك يمثل خطراً ربما لا يمكن تدارك بعضه مستقبلاً، ولا نعرف من سنحاسب وكيف سنحاسب في المستقبل؟».

محاصرة الفتن

عماد الدين حسين رئيس تحرير «الشروق» يعيدنا إلى مباراة كرة القدم بين الجزائر ومصر ويربطها بما يحصل اليوم بعد إعاقة اللاعب محمد صلاح في مباراته مع فريق ليفربول ضد ريال مدريد قائلا: «في 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2009 لعبت مصر والجزائر مباراتهما الشهيرة المقامة في استاد أم درمان، وفازت الجزائر بهدف، وتأهلت لنهائيات كأس العالم، عقب نهاية المباراة حدثت اشتباكات بين جمهور البلدين نتج عنها بعض الإصابات. الأسوأ على الإطلاق كانت المعالجة الإعلامية للحدث في البلدين، تم استنهاض أسوأ ما في قاموس الشعوبية والشعبوية، ولم يكن ينقصنا وقتها إلا إعلان الحرب بين البلدين. رأينا وقتها شخصيات إعلامية كبرى تتولى مهمة حشد وتعبئة الجماهير ضد الجزائر. شاهدنا ابن رئيس الجمهورية يتحدث في التلفزيون وقتها، بما فهم منه إعطاء إشارة البدء في الهجوم على الجزائريين. شاهدنا إعلاميين يتحولون إلى جنرالات يعطون أوامر الهجوم يمينا ويسارا. وشهدنا انفلاتا وجهلا وغباء غير مسبوق من طرف أشخاص كنا نظن أنهم من النخبة والعقلاء. الأخطاء القاتلة لم تأتِ من بعض المصريين فقط، بل رأينا مثلها من جانب بعض الإخوة الجزائريين، الذين تسابقوا وقتها في تكرار كل ما فعله المصريون بالمسطرة. في تلك الأيام الكالحة رأينا بعض الجماهير المصرية المعبأة والمحتشدة تحاول مهاجمة سفارة الجزائر، وفي الناحية الأخرى رأينا هجمات على مصالح مصرية في الجزائر، مثل مصر للطيران، وشركة المقاولين العرب وأوراسكوم. الخطأ الأسوأ في تلك الأيام، أن الناس لم تفرق الخلاف بين لاعبين وفرق وإثارة الحقد والغل بين شعبين. ولا ننسى أن أحد المصريين حاول التطاول وقتها على شهداء الثورة الجزائرية، بصورة تركت جرحا نحمد الله أنه اندمل، هو ما لمسته ورأيته بعيني خلال زيارة إلى الجزائر الشقيق في شتاء عام 2012. قد يسأل البعض ولماذا نتذكر هذا الموضوع المأساوي اليوم، أليس ذلك ينْكأ الجراح؟ الإجابة ببساطة أننا كعرب لا نتعلم أحيانا من الدروس، حتى القريب منها، ونحاول تكرارها بتفاصيلها نفسها المملة والسمجة. المسألة باختصار أنه يحتمل أن يكون هناك خلاف بين لاعبين في مباراة أو إعلاميين في وسائل إعلام، أو حتى بين حكومتين، ورئيسين أو ملك ورئيس، لكن كيف نتمكن كشعوب من حصر هذا الخلاف في أضيق نطاق، وعدم تركه ليتمدد ويسيء إلى العلاقات بين الشعوب العربية. في أزمة 2009 انجرفت معظم وسائل الإعلام في البلدين إلى مستنقع بلا قرار، والحمد لله أن «الشروق» كان موقفها مختلفا ومتميزا وعروبيا ومنحازا إلى علاقات الشعبين. يومها لم ندخل في وصلات وحملات الردح المتبادلة، بل حاولنا وضع ميثاق شرف مع «الشروق الجزائرية» لوقف التصعيد، وتواصلنا مع الوزير الجزائري عز الدين الميهوبي للغرض نفسه، وثبت في النهاية أننا كنا على الجانب الصحيح المنحاز لإنسانيته وعروبته في معناها الرحب وليس المتعصب. لا أريد أن أدخل في خلافات بدأت تطفو على السطح هذه الأيام، وقد تهدد باستنساخ ما حدث في 2009، مع دولة عربية أخرى. علينا أن نتذكر أن وسائل التواصل الاجتماعي لها أحيانا تأثيرات مدمرة في مثل هذه المعارك. يكفي أن يختلق بعض المتعصبين هنا أو هناك حملة أو يطلقوا هاشتاغ يسيء لشعب آخر، وبعدها يندلع الحريق، فيأكل الأخضر واليابس. في مثل هذه المعارك ينجرف معظمنا لسيكولوجية القطيع وننحدر إلى أحط ما فينا من طباع، وننسى علاقات الود والدم واللغة والتاريخ والدين، ونستحضر فقط كل ما هو مسيء ومهين لدى الآخر. لكن هل اللوم موجه إلى الشعوب فقط؟ بالعكس الشعوب العربية في معظم هذه الأزمات مفعول بها ويتم سوقها ودفعها دفعا إلى أتون هذه المعارك بطريقة قبلية جاهلية. المتهم الأول هو بعض الأجواء الرسمية الحكومية العربية، التي تهيئ لاندلاع مثل هذه الحرائق. السلوك المنفلت لبعض المسؤولين، وعدم وضع معايير وقواعد للعلاقات قد يؤدي إلى عواقب وخيمة.. الحل أن نتعود على «احترام النفس وعدم الانزلاق»، حتى لا يتسبب خطأ هنا أو هناك في إشعال فتنة بين شعوب عربية نحن في غنى عنها تماما الآن. علينا أن نحاصر الفتن، ونترك مساحة للعقلاء كى ينزعوا فتيلها».

الفتاوى

وآخر ما لدينا فتوى من جريدة «عقيدتي» الدينية، إذ تلقى إسلام عطا سؤالا عن جواز إفطار طلاب الثانوية العامة، لأن الامتحانات ستأتي في رمضان فقال المفتي الدكتور الشيخ شوقي علام: «يجوز للطلاب المكلفين الإفطارُ في شهر رمضان، إذا كانوا يتضررون بالصوم فيه، أو يغلب على ظنهم ذلك؛ بالرسوب أو ضعف المستوى الدراسي، ولم يكن لهم بد من الاستمرار في الدراسة أو المذاكرة أو أداء الامتحان في رمضان؛ بحيث لو استمروا صائمين مع ذلك لضعفوا عن مذاكرتهم وأداء امتحاناتهم، التي لا بد لهم منها، فيجوز لهم الفطر في الأيام التي يحتاجون فيها للمذاكرة، أو أداء الامتحانات احتياجًا لا بد منه، وعليهم قضاء ما أفطروه بعد رمضان عند زوال العذر. كل طالب حسيب نفسه في ذلك، وهو أمين على دينه وضميره في معرفة مدى انطباق الرخصة عليه وتقدير الضرورة التي تسوغ له الإفطار.
ويجب التنبه إلى أن هذه الفتوى إنما هي فتوى ضرورة، والضرورة تقدر بقدرها، وأنها مشروطة بكون مذاكرة الطالب مضطرًّا إليها في شهر رمضان، ولا يمكن تأجيلها وأوضح أن هذه الفتوى ضرورة، والضرورة تقدر بقدرها، فالعمل بها مشروط بشروط لا بد من توافرها، وإلا وجب الصوم وحرم الإفطار، ووضع لها 4 شروط وهي: كون الطالب يتضرر بالصوم في رمضان تضررًا حقيقيًّا لا موهومًا بأن يغلب على الظن الرسوب أو ضعف النتيجة وتدهور المستوى بكون المذاكرة مضطرًّا إليها في شهر رمضان ولا يمكن تأجيلها لا يتجاوز الطالب في الإفطار أيام الاحتياج والضرورة للمذاكرة أو الامتحانات إلى غيرها».

الاستعداد لمكافحة ظاهرتي الغش والتسريب في امتحانات الثانوية العامة والمفتي يحدد الظروف التي يجوز فيها إفطار الطلاب

حسنين كروم

التوزير اللبنانية بدأت في التداول: هل يكون أرسلان وزيراً للدفاع؟

Posted: 29 May 2018 02:27 PM PDT

بيروت- «القدس العربي» : فيما انطلقت بورصة التوزير في الحكومة الحريرية الجديدة من خلال التداول ببعض الأسماء بعيداً من الاعلام، فإن التيار الوطني الحر يصرّ على التمثّل بستة وزراء وفق حجمه النيابي، مع فصل حصّته عن حصة رئيس الجمهورية المقترحة بثلاثة وزراء أحدهم مسيحي وآخر درزي وآخر سنّي.
وفيما يعترض الحزب التقدمي الاشتراكي على توزير الامير طلال ارسلان ولو كان من حصة رئيس الجمهورية ويطالب بالوزراء الدروز الثلاثة من حصته، فإن أوساط ارسلان لا تنفي امكان توزير ارسلان في وزارة الدفاع وهي المرة الأولى التي ينال فيها الدروز حقيبة سيادية منذ اتفاق الطائف. ومن شأن توزير ارسلان في هذه الحقيبة أن يحرج رئيس التقدمي وليد جنبلاط الذي لم يستطع تحصيل حقيبة سيادية منذ الطائف رغم دوره الأساسي في تلك الفترة.
وليس الحزب الاشتراكي وحده يعترض على حصة لرئيس الجمهورية يكون ارسلان من ضمنها بل إن القوات اللبنانية تعتبر أن اعتبار وزراء الرئيس غير وزراء التيار الحر هو لتطويق تمثيل القوات في الحكومة وتطلب تمثيلها بنفس حصة التيار.
وتسأل أوساط قواتية عبر « القدس العربي « كيف يمكن الفصل بين وزراء الرئيس ووزراء التيار في وقت خاض التيار حملته الانتخابية تحت شعار « العهد القوي «؟.وفيما تتعهّد القوات أن تكون هي حصة رئيس الجمهورية في الحكومة بعدما ساهمت في وصوله وانتخابه ، تعود بالذاكرة إلى تصريح سابق للرئيس ميشال عون يوم كان في الرابية يستغرب فيه تخصيص وزراء للرئيس ويؤكد أنه لا يوجد أي نص أو مستند يقر بمنح رئيس الجمهورية حصة وزارية.
تأتي هذه التجاذبات في حين نفت وزارة الخارجية السعودية ما ذكره الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عن احتجاز المملكة للرئيس سعد الحريري . ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية تأكيده أن ما ذكره الرئيس الفرنسي في لقائه مع قناة (بي إف إم التلفزيونية) بأن المملكة احتجزت رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري هو كلام غير صحيح، وذكر المصدر بأن المملكة العربية السعودية كانت ولا تزال تدعم استقرار وأمن لبنان وتدعم دولة الرئيس الحريري بالوسائل كافة.
وأضاف: «كلّ الشواهد تؤكد أن من يجرّ لبنان والمنطقة إلى عدم الاستقرار هو إيران وأدواتها مثل ميليشيا حزب الله الإرهابي المتورط في اغتيال دولة رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري وقتل مواطنين فرنسيين في لبنان، إضافة إلى مد إيران للميليشيات الإرهابية بما فيها ميليشيات الحوثي بالأسلحة والصواريخ الباليستية التي تستخدمها ضد المدن السعودية». وختم المصدر المسؤول تصريحه بأن المملكة تتطلع للعمل مع الرئيس الفرنسي ماكرون لمواجهة قوى الفوضى والدمار في المنطقة وعلى رأسها إيران وأدواتها.

التوزير اللبنانية بدأت في التداول: هل يكون أرسلان وزيراً للدفاع؟

سعد الياس

عشرات المدنيين حاولوا الوصول إلى إدلب تهريباً فحوصروا داخل حقل ألغام للنظام

Posted: 29 May 2018 02:26 PM PDT

حلب ـ «القدس العربي»: اعتقل فرع الأمن العسكري، التابع للنظام السوري، يوم الإثنين، عشرات الشبان السوريين، حاولوا دخول محافظة إدلب، شمال البلاد، عبر محافظة حماة في وسطها، من خلال سلوكهم لطرق التهريب، والتي تتم غالباً عبر تعاون مع حواجز النظام أو الميليشيات الموالية، وما بين المجموعات الناشطة بمجال التهريب.
مصادر محلية، أكدت لـ»القدس العربي»: أن أمن الأسد العسكري، اعتقل 23 مدنياً في سهل الغاب، بريف حماة الغربي، ضمن مناطق سيطرة النظام السوري، وذلك بعد دخولهم لحقل ألغام يتبع للأسد، مما أدى إلى محاصرتهم داخل الحقل، ومن ثم القيام باعتقالهم.
ووفق المصادر، فإن المجموعة التي تقصد ريف محافظة إدلب من بوابة التهريب، عبر سهل الغاب، بريف حماة الغربي، كانت أكثر من ذلك، وأن أكثر من عشرة أشخاص، نجحوا في الوصول لريف إدلب، ولكن قسماً كبيراً ممن نجوا من الاعتقال، وصلوا لريف إدلب- مبتوري الأطراف، وذلك بعد انفجار ألغام عدة فيهم خلال سيرهم وخروجهم من حقل الألغام التابع لقوات النظام.
أمن الأسد العسكري، وفق المصادر، قام باعتقال الشبان السوريين، على الفور، ومن ثم سوقهم إلى مركزه الرئيسي داخل مدينة حماة، وأن بعض الذين وصلوا إلى محافظة إدلب، لا زالت أوضاعهم الصحية بالغة الخطورة، جراء الإصابات الشديدة التي تعرضوا لها داخل حقل الألغام- المزروع والموجه ضد الأفراد- ضمن المنطقة الفاصلة ما بين قوات النظام السوري والمعارضة.
المعارض السوري يوسف عبد العزيز، قال لـ»القدس العربي»: عمليات التهريب من غالبية المحافظات السورية، نحو المناطق المحررة في الشمال السوري، تنشط منذ سنوات، وازدادت تلك النسبة مع تهجير مدن وبلدات أرياف حماة وحمص ودمشق.
وقال «عبد العزيز»: المئات من المدنيين السوريين يرغبون بالخروج خارج مواقع ومناطق سيطرة النظام السوري، وأن الطريق الوحيد لتحقيق تلك الرغبات، هو «شبكات التهريب»، والتي ترتبط بشكل مباشر مع قوات النظام أو الميليشيات الموالية له.
وأضاف أن شبكات التهريب، تضع مبالغ مالية كبيرة أمام الراغبين بالخروج من مناطق سيطرة الأسد، والأسعار تختلف حسب المنطقة التي سيتم الانطلاق منها، وغالباً يكون ابناء ريف دمشق، هم الأكثر دفعاً للأموال مقابل تلك الصفقة، وأن الأسعار تبدأ بألف دولار أمريكي للشخص، وقد لا تنتهي عند ثلاثة آلاف دولار أمريكي.
ونوه، إلى أن المئات من السوريين، لا يرغبون بالخروج ضمن قوافل التهجير، خوفاً من وضع اسمائهم على قائمة الإرهاب- التابعة للنظام، وفي الوقت ذاته يرفضون التسوية مع النظام السوري، فيقومون بتأجيل عمليات الخروج، لحين الانتهاء من تهجير المدن، فيسلكون هذه الطرق، والتي تكون عادة خطرة للغاية، وقد أدت إلى اعتقال العشرات من المدنيين والمنشقين عن قوات النظام السوري.

عشرات المدنيين حاولوا الوصول إلى إدلب تهريباً فحوصروا داخل حقل ألغام للنظام
المخابرات تعتقلهم… والناجون باتوا بدون أطراف

من أيقظ «عملاق» النقابات في الأردن ؟ كلام في الممنوع عن إضعاف النواب وإسقاط الحكومة و«لغز» الإضراب

Posted: 29 May 2018 02:26 PM PDT

عمان- «القدس العربي» : بدت الفكرة خارج المألوف والمتوقع الأردني المحلي منذ سنوات طويلة… رئيس الوزراء يستدعي قادة النقابات المهنية إلى مقر رئاسة الحكومة فيقف النقباء وراء عبارة واحدة «اسحب قانون الضريبة ثم نتحاور» فيرد عليهم الرئيس بالاعتذار ثم ينسحب رموز العمل النقابي من الاجتماع دون استئذان وفيما كان رئيس الحكومة يتحدث امام طاقم وزاري.
لسبب أو لآخر لا يريد كثيرون في الوسط السياسي والإعلامي والبرلماني الأردني تصديق تفكيك هذا المشهد وتداعياته فالنقابات المهنية لم تكن بالعادة تمتلك الجرأة لا على إعلان تصعيد سياسي يبدأ بإضراب عام خلافاً لكل منطق التصعيد في العالم.
ولا على صعيد الانسحاب من اجتماع رفيع المستوى مع قادة الحكومة على قلب رجل واحد وبغمزة واحدة من رئيس مجلس النقباء الذي تصادف انه شخصية معتدلة وخدمت في القطاع العام من وزن الدكتور على العبوس نقيب الاطباء.
نقابة الأطباء والتي لا تتدخل بالشؤون السياسية بالعادة هي الأكثر شراسة في التصدي لقانون الضريبة الجديد والسبب ان قطاع الأطباء في الأردن اتهمته الحكومة مرات عدة صراحة وليس تلميحًا بالتهرب الضريبي وبالإثراء المهني لا بل تم توجيه «ضربة في العتمة» ضد القطاع الطبي قبل أربع سنوات بإصدار قرار القيود على تأشيرات المرضى لدواع امنية .
خسر قطاع الطب الأردني آنذاك مئات الملايين من الدولارات بسبب قرار امني لا احد يعرف حتى اللحظة من الذي اتخذه ولماذا وان كان مجلس الوزراء في وقت سابق قد مال للمزاودة على الاطباء في الحديث عن قانون المسؤولية الطبية وعن الاثراء السريع.
في كل حال الأطباء محتقنون أكثر من غيرهم ضد الحكومة وقد سمعت «القدس العربي» نخبة عريضة من المسؤولين مباشرة وهم يقولون بأن شارع «الخالدي» الطبي وسط العاصمة فقط وهو بالمناسبة شارع متخصص بوجود عيادات طبية يتهرب من الضريبة بمقدار مليار دولار على الأقل.
طبعاً تلك مبالغة درامية من بعض الوزراء غير مسنودة بحيثيات وأرقام لكن شريحة الأطباء محتقنة جداً ضد قانون الضريبة ولذلك كان نقيبها الدكتور العبوس أول من اعلن عن الإضراب العام المفترض ان يسري اليوم الاربعاء.
قصة التصعيد بداية في الرأي العام اصبحت لغزاً محيراً لجميع الأوساط في الأردن او بمثابة سر نووي لان التصعيد البرامجي المؤسسي بالعادة ينتهي بالإضراب العام ولا يبدأ به. هنا توفرت فرصة للتشكيك في خفايا وكواليس جزئية ان تبدأ النقابات المهنية بأهم خطوة تصعيدية ينبغي ان تنتهي اليها اصلاً.
النظريات في سوق النميمة المحلي كثيرة بعضها يتحدث عن عودة النقابات المهنية في الأردن إلى دورها الطليعي المتصدر الطبيعي بمجرد تخليص بعضها من جماعة الإخوان المسلمين.
النظرية الأكثر حساسية وتنطوي على كيدية سياسية تلك التي تقول بأن من خلف الإخوان المسلمين في المؤسسات النقابية سمح لهم بالتصعيد وخدمتهم الصدفة لان الدولة في طريقها للتخلص من حكومة الرئيس الدكتور هاني الملقي أو لان الدولة لم تتحرك بقدراتها المعروفة لاحتواء حمى الاضراب العام حتى تستثمر في هذا المشهد الشعبي ضد وصفة صندوق النقد الدولي المتعلقة بقانون الضريبة تحديداً حيث المح الدكتور الملقي إلى ان حكومته مضطرة لهذا القانون على اعتبار أنه اشتراط دولي.
مثل هذه القراءة رغائبية ولا علاقة لها بشرعية تسييس التصعيد النقابي عند استثمار لحظة مواتية ولا يوجد في العمل السياسي والنقابي اصلا ما يمنع التقاطع عند اي لحظة تاريخية او مفصلية مع جهات في الدولة ضد قانون الضريبة على افتراض صدقية هذه الرواية اصلاً.
تكتمل الدائرة حول الألغاز وسط حالة احتقان شعبي شديدة حيث يسأل نشطاء على فيسبوك عن خلفية التحرك المفاجئ والصاعق نحو الإضراب العام حصرياً بعدما قررت الحكومة رفع الضرائب على البنوك وكبار الصناعيين ورجال الاعمال والتجار فيما لم تتحرك نقابات المهن في اتجاه مثل هذا التصعيد عندما زادت الحكومة ضريبة المبيعات على جميع الأردنيين حتى وصلت إلى 16 %.
الإيحاء هنا واضح ايضاً أن لعبة التصعيد النقابية لا علاقة لها بهموم المواطن البسيط بقدر ما تحركت الخيوط عندما تعلق الامر بضرائب جديدة على الاثرياء.
وهو إيحاء يبرز ضمن حالة هوسية تستغرب وجبة الانفعال والتصعيد النقابية وقد ينتج عن ضعف الأمل اصلاً وتراجعه إلى مستوى عدم توقع وجود طاقم نقابي يمكن أن يلتزم بالانسحاب من وجه رئيس الوزراء اثناء اجتماع رسمي.
حصل ذلك في كل حال وفي معايير العمل النقابي والوطني على حد تعبير نقيب المهندسين احمد الزعبي نجح الاضراب ويمكن القول بأن مستوى الالتزام العملي فيه أصبح مسالة ثانوية على أساس أن قانون الضريبة الجديد في الواقع حاولت الحكومة فرضه بدون حوار من أي نوع ويستهدف جميع المواطنين كما علق الزعبي على هامش نقاش سريع بينه وبين «القدس العربي».
الإشارة في المشهد لم تقف عند هذه الحدود بل أيضاً قرب حمى الإضراب التي ومع بعد ظهر أمس الثلاثاء وصلت إلى منحنيات حرجة وغير مسبوقة حيث لم يسبق لطبقة الصناعيين والتجار ان اعلنت المشاركة في إضراب عام.
وحيث لم يسبق ان وجهت رسالة قاسية جداً لمجلس النواب ومؤسسته ودوره في المجتمع تقول عملياً بأن العملاق النقابي يتململ وبدأ يجذب اضواء الشارع والناس ويفرض بصماته وقوته.
وهو عملاق شعبي من نافلة القول إن الواقع الموضوعي لا يقبله ويهضمه مع وجود مجلس نواب قوي لان دور النقابات خطف تماماً الاضواء عن دور النواب الآن واوصل السلطة التنفيذية برئاسية الملقي إلى مرحلة الخيارات المغرقة في الضيق فإما التراجع عن قانون الضريبة او الاستعداد للرحيل.
السؤال يبقى في الخلاصة: هل ثمة من عمل على هندسة هذا المشهد؟ الأسابيع القليلة المقبلة قد توفر الإجابة المقنعة.

من أيقظ «عملاق» النقابات في الأردن ؟ كلام في الممنوع عن إضعاف النواب وإسقاط الحكومة و«لغز» الإضراب
تكشيرة للأثرياء أم خلافة شعبية لتراث الإخوان المسلمين؟
بسام البدارين

زعيمة حزب يساري مغربي تحمّل «الدولة العميقة» مسؤولية أزمة الجمع بين «السلطة السياسية وسلطة المال»

Posted: 29 May 2018 02:26 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: حملت زعيمة حزب يساري مغربي معارض «الدولة العميقة» مسؤولية الأزمة المركبة التي يعرفها مغرب اليوم عنوانها الرئيسي الجمع ما بين السلطة السياسية وسلطة المال ودعت الى تدخل عاجل لمعاجة مطالب المجتمع من أجل الحفاظ على السلم الاجتماعي في البلاد.
وقالت نبيلة منيب الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد ومنسقة فدرالية اليسار الديمقراطي في تجمع حزبي في مدينة أزرو/ وسط البلاد ان الوضع السياسي الراهن بالمغرب «مفلس ومقلق»، ودعت إلى تدخل سريع للدولة والحكومة لمعالجة مطالب المغاربة لأجل الحفاظ على السلم الاجتماعي أمام اتساع رقعة الاحتجاجات.
وقالت إن «لوضع الحالي في المغرب مقلق وخطير، يوازيه وضع سياسي واقتصادي مفلس، وأقرت أعلى سلطة بالبلاد (الملك محمد السادس) بفشل النموذج التنموي، وأوضحت بأن المغرب بات اليوم يعيش أزمة بنيوية مركبة، أفرزت وضعا اجتماعيا خانقا، مما تسبب في اتساع دائرة الاحتجاجات وخروج المغاربة إلى الشوارع للتظاهر بالريف وجرادة وزاكورة ومناطق متعددة أخرى، وصولا إلى المقاطعة الشعبية لعدد من منتجات كبريات الشركات بالمغرب، وهو ما يتطلب تدخلا عاجلا للدولة وحكومتها لمعالجة المطالب المشروعة للمغاربة لأجل الحفاظ على السلم الاجتماعي».
وشددت منيب أن «أي مدخل لإصلاح الوضع السياسي المقلق، لا بد أن يكون عبر إصلاحات سياسية عميقة»، لأن الاختلالات التي يعرفها المغرب «اختلالات بنيوية مرتبطة بطبيعة النظام السياسي الذي يركز على الجمع ما بين السلطة السياسية وسلطة المال، مما حال دون تحقيق انتقال فعلي نحو الديمقراطية، والخروج من قاعة الانتظار التي طال أمدها منذ حصول المغرب على الاستقلال»، وهو الوضع الذي جعل حزبها «يرفض أي انخراط في الحكم دون اقترانه بإصلاح سياسي حقيقي يتبنى الديمقراطية كاملة غير منقوصة».
وقالت الأمينة العامة لحزب الاشتراكي الموحد ان المقاطعة الشعبية لعدد من المنتجات الاستهلاكية، التي نجحت في خلق شكل جديد من الاحتجاجات الشعبية، «استمرار للاحتجاجات الشعبية التي سبقتها بعدد من المناطق النائية، وهي احتجاجات مشروعة وسلمية وحضارية تنم عن اتساع وعي الشعب بحقوقه ومطالبه، وتأكيد منها على أن المغاربة اليوم باتوا يدركون جيدا بأن هناك أقلية تستفيد من النظام الأبوي، تحتكر خيرات الوطن، معتمدة على زواج سلطتها المالية بالسلطة السياسية لمصادرة حق الشعب في التوزيع العادل لثروات بلاده».
وقالت منيب ان تزاوج السلطة والمال ادى إلى اتساع دائرة الفقر والإقصاء الاجتماعي والاختلال المجالي، وفي مقابل ذلك رفعت الدولة يدها عن القطاعات الاجتماعية، وهمشت دور الأحزاب وجمعيات المجتمع المدني وأضعفت كل ما من شأنه أن يشكل سلطة مضادة لنظامها، وهو ما أفرز ظهور انتفاضات شعبية، كانت المدخل الأساسي للضغط على الدولة للشروع في إصلاحات دستورية وسياسية ومؤسساتية بقطاع القضاء والتعليم والإدارة والاقتصاد، بهدف بناء المغرب الآخر الديمقراطي الحداثي المتقدم، أساسه التضامن والكرامة ومحاربة اقتصاد الريع وربط المسؤولية بالمحاسبة.

زعيمة حزب يساري مغربي تحمّل «الدولة العميقة» مسؤولية أزمة الجمع بين «السلطة السياسية وسلطة المال»

والد الزفزافي قائد حراك الريف المغربي يشبّه الحسيمة بـ«سانتياغو في عهد بينوشيه»

Posted: 29 May 2018 02:25 PM PDT

الرباط – «القدس العربي» : انتقد أحمد الزفزافي والد ناصر الزفزافي، قائد حراك الريف، بشدة الوضعية التي تعيشها مدينة الحسيمة ومنطقة الريف، الواقعة شمال المغرب، بعد عام على بداية الاعتقالات في صفوف نشطاء حراك الريف، وهي «الذكرى» التي تحل والمحاكمة مازالت مستمرة ومعتقلو الحراك يضربون عن الطعام بعد أن أعلن ناصر دخوله في إضراب مفتوح، والحسيمة ليست أحسن حالا، حسب والد الزفزافي الذي لخص المشهد بقوله: «نحن نعيش وضعية قاتمة كسانتياغو بالشيلي في عهد بينوشيه، الآلات الأمنية في مكل مكان وفي كل شارع، وتم منع جمع عام لعائلات المعتقلين بالليل.. الحسيمة المدينة الوحيدة في جغرافيا المغرب التي كانت تنعم بقمة الأمن حتى صارت الآن تعرف تضخماً في قوات الأمن»
وأعلنت عائلة الزفزافي دخولها في إضراب عن الطعام وقررت ألا يكون فطورها في شهر الصيام سوى الماء، حسب أشرطة فيديو توثق ذلك دقائق قبل آذان المغرب، وذلك احتجاجا على وضعية ناصر في زنزانة انفرادية وما يعانيه باقي معتقلي حراك الريف في سجن عكاشة بالدار البيضاء، قال أحمد الزفزافي أنها وضعية «تتسم بالقسوة والانتقام».
وكان الزفرافي قد أعلن الأربعاء المنصرم دخوله في إضراب مفتوح عن الطعام، احتجاجا على تركه في زنزانة انفرادية منذ اعتقاله، فما كان إلا أن أعلن أحد عشر معتقلا آخر دخولهم في الإضراب كذلك تضامنا مع ناصر ومطالبة بتحسين وضعيتهم واحتجاجا على «عدم حياد المحكمة» حسب أعضاء في هيئة الدفاع قالوا أن يوم الجمعة المنصرم قدم المضربون إخباراً خطياً للمحكمة خلال الجلسة يخبرون فيه بإضرابهم وبدواعيه.
«من المتسبب في هذه الوضعية، هل هو مدير السجن الذي يجتهد في الضغط على المعتقلين كما كان يفعل مسؤولو السجون خلال سنوات الجمر والرصاص، أم من أعطوه التعليمات؟ من المتسبب في هذا الوضع المعقد ؟» يتساءل الزفزافي الأب في حديثه مع «القدس العربي» مؤكداً على أن ما تندد به الأسرة ليس فقط وضعية ابنها بل وضعية جميع معتقلي الحراك الموزعين على العديد من السجون بالبلاد ، وهو لا يفصل في حديثه بين ما يعانيه المعتقلون وبين ما تعيشه منطقة الريف منذ سنة، وهو يقول واصفاً الوضع: « ليست وضعية ابني وحده ما يؤلم، إنهم ينتقمون انتقاما فظيعا وممنهجا ويجتهدون في القسوة. ماذا فعلت لهم هذه المنطقة حتى يعيدوا ما حدث في عقود خلت بصيغة ملطفة؟ وهي منطقة عزة وتاريخ مقاومة، هل هو انتقام من التاريخ أم من المنطقة ؟ هل خرقنا القانون والدستور» يستفيض الزفزافي في أسئلته الحارقة مؤكدا «نحن لم نخرق الدستور، واضعوه هم من خرقوه، لماذا لم يفهم منظروا الدولة أنه الآن مرت سنة ولم تنجح المقاربة الأمنية؟ « خاتما كلامه « أنا شخصيا لا أقبل هذا الوضع، وأنا مضرب عن الطعام وسأشد الرحال من الحسيمة للدارالبيضاء لزيارة ابني وأنا مضرب، أبناؤنا دخلوا في إضراب وأخلاقيا فنحن أيضا مضربون ، يئسنا من عدالة الّأرض ونرجو عدالة السماء» .
ويقول عبد الكريم موساوي، أحد أعضاء هيئة الدفاع عن معتقلي الحراك «الزفزافي يطالب فقط أن يتم تمكينه من رؤية أصدقائه بالفسحة إذا تعذر إخراجه من الزنزانة الانفرادية»، موضحا أن المحكمة تدفع عنها مسؤولية وضعية الزفزافي وباقي المعتقلين وتعتبر أنها أمور تتم خارج القاعة ولا تخصها، «بينما في الحقيقة وفي روح القوانين ضمان المحاكمة العادلة ينبغي أن يتم بتوفير جميع الشروط الملائمة لكي يكون المتهم الذي يحاكم متمتعا بجميع حقوقه الأساسية التي يضمنها له الدستور والقوانين بما في ذلك السلامة الجسدية والسلامة العقلية والسلامة المعنوية أو النفسية التي لا يمكن أن تتحقق إلا بتوفير جميع الشروط الإنسانية المتعارف عليها دوليا فيما يخص أماكن الإعتقال».
واضاف موساوي وهو يؤكد أنه ليس هناك أي تبرير مقنع حول الاحتفاظ بالزفزافي في زنزانة انفرادية وبأن مسؤولية هذا الوضع تتحمله مندوبية السجون والمجلس الوطني لحقوق الإنسان وفي جزء منه المحكمة التي يدها يجب أن تطال جميع الأماكن التي يتواجد فيها السجين، كما تتحمل المسؤولية النيابة العامة التي خول لها القانون مراقبة أوضاع السجناء و أماكن الإعتقال لأنه ينبغي احترام قرينة البراءة بصفة أساسية و كذا احترام إنسانية الإنسان بغض النظر عن نوعية التهم الموجهة إليه».
وبعد إعلان المعتقلين الـ11 الإضراب عن الطعام تضامنا مع الزفزافي نقلت عائلة نبيل أحمجيق الملقب بدينامو حراك الريف، أول أمس أن هذا الأخير تم إيداعه بزنزانة انفرادية، وكتب شقيق المعتقل محمد أحمجيق في تدوينة له «أقدمت الإدارة السجنية لعكاشة بوضع المعتقل السياسي المضرب عن الطعام نبيل أحمجيق في زنزانة انفرادية».
ومازالت الجهات الرسمية المعنية بشكل أو بآخر بوضعية معتقلي حراك الريف، لم يصدر عن أي واحدة منها موقف تجاه الإضراب عن الطعام الذي باشره الزفزافي وأحد عشر معتقلا، في الوقت الذي تتقدم فيه جلسات الاستماع للشهود حيث أنهت المحكمة شوطا ساخنا من الإنصات لشهود الإثبات وعددهم اثني عشر ، وهم الشهود الذين يزكي بهم الاتهام التهم الموجهة للمعتقلين ، فيما بدأت المحكمة أمس في الإنصات لشهود النفي ، ويصل عدد الشهود إجمالا أربعة وثلاثين، وينتظر بعد إنهاء هذه المرحلة البدء في مرافعات النيابة العامة و الطرف المدني ودفاع المعتقلين ليليها إصدار الأحكام في إحدى أكبر المحاكمات في تاريخ المغرب المعاصر والتي شدت الرأي العام منذ سنة بعدما اندلع حراك الريف بالشمال بعد وفاة محسن فكري بائع الأسماك لتطفو مطالب اجتماعية وثقافية تهم المنطقة .

والد الزفزافي قائد حراك الريف المغربي يشبّه الحسيمة بـ«سانتياغو في عهد بينوشيه»

سعيدة الكامل

تصريحات خطيرة لزعماء العالم عن الانتخابات المصرية

Posted: 29 May 2018 02:25 PM PDT

تصريح السيد دونالد ج. ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية:
«تبقى الولايات المتحدة ملتزمة بمصير شعب مصر الذي عانى بصورة هائلة في ظل نظام السيسي. ندعو نظام السيسي إلى إعادة إرساء الديمقراطية وإجراء انتخابات حرّة ونزيهة والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع السجناء السياسيين وإنهاء القمع والحرمان الاقتصادي المفروضين على الشعب المصري».
تصريح زعماء مجموعة الدول السبع والاتحاد الأوروبي:
«نحن زعماء مجموعة الدول السبع، كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، متحدون في رفضنا للعملية الانتخابية التي أدّت إلى الانتخابات الرئاسية الأخيرة في مصر، بإخفاقها في احترام المعايير المقبولة دولياً وعدم توفيرها للضمانات الأساسية لعملية انتخابية شاملة ونزيهة وديمقراطية، فإن هذه الانتخابات ونتيجتها خالية من المشروعية والمصداقية.
وندين بالتالي الانتخابات الرئاسية المصرية ونتيجتها لكونها لا تمثّل إرادة المواطنين المصريين الديمقراطية. وقد فوّتت الحكومة المصرية فرصة تصحيح سياسي هي بأمسّ الحاجة إليه. فبينما يصلّب نظام السيسي تحكّمه السلطوي، لا يزال شعب مصر يعاني من انتهاكات حقوق الإنسان والحرمان الخطير. نقف متضامنين مع شعب مصر وندعو نظام السيسي إلى إعادة الديمقراطية الدستورية إلى مصر، وتنظيم انتخابات حرّة ونزيهة قادرة على أن تعكس حقاً إرادة الشعب الديمقراطية، وإلى الإفراج الفوري عن كافة السجناء السياسيين».
تصريح الاتحاد الأوروبي:
«لقد أجريت هذه الانتخابات الرئاسية بدون الالتزام بالحد الأدنى من المعايير الدولية لعملية ذات مصداقية، وبدون احترام التعدّدية السياسية والديمقراطية والشفافية وسيادة القانون. وقد حالت دون انتخابات نزيهة وعادلة عقباتٌ كبيرة أمام مشاركة أحزاب المعارضة السياسية وزعمائها، وتأليفٌ غير عادل لهيئة الإشراف على الانتخابات، وشروطٌ انتخابية منحازة وتجاوزات عديدة جرى فضحها خلال الانتخابات، بما فيها شراء الأصوات. وعليه فإن الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء سوف تنظر في اتخاذ إجراءات مناسبة.
وقد بات أكثر إلحاحاً مما في أي وقت مضى أن تتّخذ الحكومة المصرية خطوات ملموسة لاحترام دستور البلاد بشكل كامل وخلق الشروط التي سوف تتيح لجميع الفرقاء السياسيين والاجتماعيين القيام بدور نشط في التصدّي للتحدّيات العظيمة التي تواجهها بلادهم. وندعو الحكومة المصرية إلى الإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين».
لا تظنّن أن التصريحات الواردة أعلاه من نسج الخيال، بل هي تصريحات حقيقية نقلناها إلى العربية بحرفيتها، إلّا في أمرين: استبدلنا فنزويلا بمصر ومادورو بالسيسي. وقد صدرت هذه التصريحات قبل أيام قليلة إزاء الانتخابات الرئاسية والمحلّية التي أجريت في فنزويلا يوم 20 مايو/ أيار الماضي. ويعلم الجميع أن شروط الديمقراطية السياسية وحرّيات المعارضة في فنزويلا تكاد تكون مثالية مقارنة بالتي تسود في مصر والتي أجريت في ظلّها الانتخابات الرئاسية الأخيرة في أواخر مارس/ آذار الماضي.
وبعد، فما هو سرّ هذا الكيل بمكيالين الذي يؤدّي إلى مثل الإدانات الواردة أعلاه إزاء انتخابات فنزويلا بمقابل السكوت عن انتخابات مصر، بل حتى تهنئة بعض الزعماء لعبد الفتّاح السيسي بمناسبة إعادة انتخابه؟ هل هو ضربٌ من «الاستشراق» بمعنى إدوارد سعيد، يرى الزعماء الدوليون بموجبه أن الديمقراطية لا تلائم الشعوب العربية؟ كي يعتقد المرء ذلك، عليه أن يظنّ أن مواقف الدول تتحكّم بها معايير المعرفة والاعتبارات الأيديولوجية، بينما الحقيقة هي أن تلك المواقف تقوم بالدرجة الأولى على المصالح. وهي جليّة في حالتنا: فإن الدول الأغنى في الشمال العالمي مشدودة إلى الدول الأغنى في الجنوب العالمي، وهي دولنا الخليجية وعلى رأسها المملكة السعودية.
فهذه الدول مصدر أرباح طائلة تُجنيها دول الشمال من جرّاء حصولها على الأموال العظيمة الناجمة عن استغلال الثروة النفطية، سواء كان ذلك بتحوّل هذه الأموال إلى ودائع في بنوكها، أو إلى قروض لحكوماتها من خلال شراء سنداتها، أو إلى تمويل شتى المشروعات في عقر دارها، أو شراء الأبنية والأندية في عواصمها، أو شراء مصنوعاتها ولاسيما منتوجات صناعاتها الحربية. وعندما تكون أغنى دول منطقتنا المملكة السعودية، التي يسايرها زعماء الشمال العالمي وقد تعدّاهم جميعاً في الوقاحة الرئيس الأمريكي ترامب لدى استقباله وليّ العهد السعودي، وحيث أن المملكة هي بين أكثر دول العالم انعداماً للديمقراطية تتنافس وكوريا الشمالية على هذا المنصب الرفيع، فكيف بزعماء دول الشمال يدينون الحكم المصري لانعدام الديمقراطية لديه وهم يسايرون جارته ومموّلته السعودية التي ترى في هذا الحكم حليفاً رئيسياً لها؟ هوَ ذا المكيال الذي يكيل به زعماء الشمال العالمي شؤوننا.

٭ كاتب وأكاديمي من لبنان

تصريحات خطيرة لزعماء العالم عن الانتخابات المصرية

جلبير الأشقر

التنظيم السري اليهودي انتصر

Posted: 29 May 2018 02:24 PM PDT

نبدأ من النهاية: حل المواجهة بيننا وبين الفلسطينيين لا يعني معظم الإسرائيليين. «كل شيء جنة عدن»، سيقول كثيرون ممن تبنوا إحدى الجمل الشهيرة لأفيغدور ليبرمان.
هكذا أيضاً الانباء عن الخطة الأمريكية، التي ستعرض في أشهر الصيف، لا «تحرك ساكنا» لمعظمنا. سلام ترامب؟ تعالوا نتحدث عن المونديال.
سأخاطر وأقول انه لم يعد لحل الدولتين احتمال. هذا انتهى. هذا التقدير تلقى تعزيزاً، وان شئتم إحساساً تقشعر له الأبدان، وان شئتم إحساساً بالرضى، وان شئتم مخاوف وخوف مما سيأتي ـ كل شيء حسب الناظر ومواقفه بالنسبة لاستمرار وجودنا هنا ـ في البث البكر لفيلم وثائقي عن التنظيم السري اليهودي الذي عمل في المناطق في بداية الثمانينيات.
تذكير: لائحة النشاط المخطط له من أعضاء التنظيم السري، تضمنت ضمن أمور أخرى محاولة اغتيال ثلاثة رؤساء بلديات في الضفة، قتل ثلاثة طلاب واصابة 30 آخرين في الكلية الإسلامية في الخليل، خطة لهدم المساجد في الحرم وتخطيط لقتل مسافرين في خمسة باصات في شرقي القدس.
البث البكر للفيلم الفائق، الذي أخرجه وكتبه شاي غال، تم في السينماتك في تل أبيب. وكان مواطنو الشرف بعضا من رؤساء التنظيم السري، إلى جانب اثنين من رؤساء المخابرات السابقين ودوريت بينيش، النائبة العامة التي وقفت أمام رجال الإرهاب اليهودي. برأيي كان شيء ما مريض وغير سليم في هذه الصحبة بين المحققين والمحقق معهم، بين أولئك الذين حكموا لفترات حبس طويلة وقادة جهاز انفاذ القانون في حينه. ولكن الوحيدين الذين كان لهم سبب للاحتفال في هذا الموقف كان المغتالون لرؤساء بلديات نابلس، رام الله والبيرة. نجاحهم كان عظيما.
نتان نتنزون، من المغتالين لرئيس بلدية نابلس بسام الشكعة، الذي فخخت سيارته بمادة متفجرة، وقطعت ساقاه، تجول في القاعة وعلى وجهه سيمات نصر.
قبل سنة ونصف من نجاح المخابرات في العثور على آثار منفذي العمليات، قلت لنتان حين كنت مراسلا لصوت إسرائيل في تغطية المستوطنات في المناطق: لا شك عندي انكم مسؤولون عن العمليات (تذكير آخر: إلى جانب الشكعة، رئيس بلدية رام الله كريم خلف اصيب بجراح خطيرة وقطعت ساقاه، وفي محاولة اغتيال رئيس بلدية البيرة اصيب بالعمى خبير المتفجرات من حرس الحدود سليمان حرباوي). فابتسم نتان ولم يقل كلمة. لا حاجة لان يكون المرء موظفا في الدائرة اليهودية في المخابرات كي يصل إلى منفذي العمليات الإرهابية ومرسليهم.
ومع ذلك، تجدر الاشارة إلى أنه في تلك الفترة كان المستوطنون يعيشون في احساس بأن الحكومة وأذرع انفاذ القانون في المناطق لا يوفرون لهم حماية كافية، وان برأيهم يستحقونها لأنهم استوطنوا في المناطق بتشجيع من الحكومة. من هنا وحتى أخذ القانون في أيديم بعد عملية إطلاق نار ضد مجموعة تلاميذ المدرسة الدينية في الخليل، والتي قتل في اثنائها أهرون غروس، فان الطريق كانت قصيرة.
إحدى اللحظات في الفيلم الذي جسد انتصار أصحاب الفكرة التي تقول انهم «ارباب البيت الوحيدون في المناطق»، وقعت في اجتماع في قاعة مليئة حتى آخرها في المدرج الكبير في الكنيست. ضيوف الشرف كانوا الرئيس ادلشتاين ووزير الامن الداخلي اردان. بحضورهما، اعلن يهودا عصيون، مهندس تخطيط العملية في الحرم، ونتان نتنزون عن استمرار المشروع الذي هدفه بناء الهيكل الثالث في الحرم.
اكثر من 400 ألف إسرائيلي يسكنون اليوم خلف الخط الاخضر. وانخرط رؤساء التنظم السري اليهودي في المنظومة السلطوية ويرسمون اتجاه سياسة الاستيطان في المناطق. وحسب فكرهم فإن الفلسطينيين في المناطق هم ضيوف مع حقوق محدودة. يحتمل ان تكون المباحثات عن حل دائم للنزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني ستستمر، ولكن ليس لهذا معنى بالنسبة لما يجري في المناطق. فالتنظيم السري اليهودي انتصر.

شمعون شيفر
يديعوت 29/5/2018

التنظيم السري اليهودي انتصر
أكثر من 400 ألف إسرائيلي يسكنون اليوم خلف الخط الأخضر
صحف عبرية

هيئات نوبية تهاجم رئيس البرلمان المصري: يقف حائلا دون عودتنا لقرانا الأصلية

Posted: 29 May 2018 02:24 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: عادت أزمة النوبة إلى المشهد السياسي في مصر، مع مطالبات النوبيين بتطبيق المادة رقم 236 من الدستور، التي تقضي بعودتهم إلى قراهم الأصلية التي هجروا منها في أقصى جنوب البلاد.
وأصدرت الهيئات النوبية في محافظة الإسكندرية، أمس الثلاثاء، بياناً أدانت فيه التصريحات التي وصفتها بـ«الصادمة» لرئيس مجلس النواب المصري، علي عبد العال.
والأخير، كان قد رد على مطالب بعض النواب بتوطين أهالي النوبة، بأن «تحديد عرق معين أمر محظور في الدستور»، محذرا من «أي محاولات لفرض تصنيف عرقي على أي فئة في البلاد».
وقالت الهيئات النوبية في البيان : «في سابقة تعصف بالتقاليد البرلمانية الراسخة، ودون مراعاة لما يجب أن يتصف به من يعتلي كرسي رئيس البرلمان، من حياد وموضوعية، تنكر رئيس مجلس النواب لنص دستوري ملزم بإعادة توطين النوبيين في القرى التي هجروا منها».
واعتبرت أن «تصريحات عبد العال تفسر وقوفه دون عرض مشروعات القوانين الخاصة بإعادة توطين أهالي النوبة وإنشاء هيئة عليا لتنمية مناطق بحيرة ناصر في أقصى جنوب مصر على المجلس».
وتابعت: «هذه التصريحات تعني أيضا، أنه سيقف حائلا دون تنفيذ هذه المادة مستقبلا».
وأعلنت رفضها «القاطع لما جاء على لسان رئيس مجلس النواب جملة وتفصيلا»، ووصفت تصريحاته بـ«الردة في مسيرة دولة ترفع شعار احترام الدستور والقانون».
وأشارت إلى «التهجيرات المتعددة التي تعرضوا لها على مدار أكثر من قرن من الزمن، مرورا بالتعويضات الظالمة ووصولا إلى اقتلاعهم من الجذور والإلقاء بهم في ظروف معيشية صعبة».
وانتقدت «توجيه أجهزة الإعلام للهجوم عليهم دون مبرر لتشويه صورتهم ومحاولة إلصاق تهم باطلة بإشاعة فكرة الانفصال والاستقواء بالخارج ومحاولة لاستعداء باقي مكونات هذا الوطن عليهم».
وذكرت بأن «حق أبناء النوبة في العودة إلى مواطنهم الأصلية وقراهم القديمة بمسمياتها، هو حق في الحياة تضمنه المبادئ فوق الدستورية بمعناها الواسع وليس الدستور وحده».
وأكدت أن «أبناء النوبة لن يقبلوا بأي محاولات للالتفاف على النص الدستوري بقصد إفراغه من مضمونه، وسيرفضون أي رؤية تعبث بالتركيبة السكانية للمجتمع النوبي وتؤثر على ثقافته أو هويته او خلخلة تجمعه، أولا تحقق العودة بمعناها الكامل والمكتمل».
ووفق بيان الهيئات «يؤكد أبناء النوبة على حق كافة شرائح المجتمع المصري في المشاركة والاستفادة من المشروعات التنموية في جنوب السد العالي بما فيها حق التملك والإقامة، ولم ولن ندَّعي يوما ما أن هذه المناطق حكر علينا، خاصة أن المنطقة بعد استيفاء أبناء النوبة لحقوقهم فيها متسع للجميع».
وكان اجتماع لجنة تنمية جنوب الوادي، برئاسة إبراهيم محلب، مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية، الذي عقد مساء الإثنين الماضي، شهد انسحاب وفد النوبيين، بعد رفض السماح بدخول 3 من القيادات النوبية إلى الاجتماع.
والقادة النوبيون، هشام جمال وهاني يوسف وسمير سفر، تم منعهم أثناء توجههم لحضور الاجتماع، من الدخول، ما أثار غضبهم، وترتب عليه تضامن حضور المؤتمر معهم، وأعلنوا انسحابهم من الاجتماع.
وبرر المسؤولون المصرين منع القادة الثلاثة من دخول الاجتماع، بوصولهم متأخرين.
ويطالب النوبيون بوضع المادة رقم 236 من الدستور حيز التنفيذ، التي نصـت على: «تكفل الدولة وضع وتنفيذ خطة للتنمية الاقتصادية والعمرانية الشاملة للمناطق الحدودية، ومنها الصعيد وسيناء ومناطق النوبة».

هيئات نوبية تهاجم رئيس البرلمان المصري: يقف حائلا دون عودتنا لقرانا الأصلية
بعد اعتباره أن «تحديد عرق معين أمر محظور في الدستور»

عمق التجربة والكاريزما التي يتمتع بها أردوغان تجعل من إنجي مرشحاً متواضعاً أمامه

Posted: 29 May 2018 02:24 PM PDT

إسطنبول ـ «القدس العربي»: يركز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال الأيام الأخيرة على هز ثقة الشارع التركي بشخصية محرم إنجي مرشح حزب الشعب الجمهوري وأبرز منافسيه في الانتخابات الرئاسية التي ستجري بشكل مبكر ومتزامن مع الانتخابات البرلمانية في الرابع والعشرين من شهر يونيو/حزيران المقبل.
وعلى الرغم من أن محرم إنجي يتمتع بشخصية قوية ويجيد الخطابة إلا أنه يبدو متواضعاً عندما تجري مقارنته بأردوغان الذي يتمتع بتاريخ سياسي عريق إلى جانب ان تربعه على حكم تركيا منذ 16 عاماً أكسبه تجربة سياسية عميقة جعلت منه الرجل الأقوى في البلاد دون منازع طوال السنوات الماضية.
وهو يحاول بقوة كسر الصورة النمطية التي لاصقت أكبر أحزاب المعارضة التركية وزعيمه الحالي كمال كليتشدار أوغلو الذي تُجمع الكثير من الأطراف السياسية في البلاد على ضعف شخصيته وعدم تمتعه بكاريزما وفنون الخطابة التي تمكنه من التأثير على مكانة أردوغان في الشارع التركي.
في المقابل، يُعرف عن أردوغان ذو الكاريزما النادرة قدرته على مخاطبة الشارع التركي بشكل دقيق جداً حيث يجيد مخاطبة كافة فئات وشرائح المجتمع الفكرية والسياسية والاجتماعية، إلى جانب بلاغته وطلاقته وحفظه لآيات من القرآن وأحاديث وأشعار وأغاني شعبية ووطنية حماسية تساعده في تحفيز وتحشد أنصاره بشكل لا نظير له بالبلاد.
وهو يرتكز بشكل أساسي على إظهار ضعف شخصية زعيم المعارضة كمال كليتشدار أوغلو و«خوفه» من الترشح للرئاسة التركية أمامه، معتبراً أن «عدم ترشح زعيم حزب الشعب الجمهوري واختيار نائب من الحزب هو فضيحة بحق الحزب تدل على فشل زعيمه وضعفه».
ولاحقاً انتقل أردوغان إلى مهاجمة مدرس الفيزياء السابق محرم إنجي بشكل مباشر، معتبراً أنه «شخص مغمور لا يمتلك أي خبرة سياسية وهو ضحية لزعيم الحزب كمال كليتشدار أوغلو الذي يستخف فيه ولا يثق به كمرشح قادر على الفوز بالرئاسة».
وفي محاولة لهز صورته في الشارع التركي، قال أردوغان في خطاب له، الاثنين ساخراً: «كليتشدار أوغلو ينادي على (إنجي) بشكل عامي وينتقص منه ويقول له «اقترب هنا إنجي إقترب هنا» في مؤتمر تقديمه مرشحاً للرئاسة التركية»، متسائلاً كيف يمكن لهذا الشخص أن يصبح رئيساً للجمهورية؟.
وقال أردوغان: «يقدمون مرشحاً للرئاسة ومن ثم يظهر زعيم الحزب للإعلان عن برنامج مرشحه للرئاسة؟، كيف يمكن أن يحصل ذلك؟، ألا تثقون بمرشحكم؟». وقال أردوغان: «هذا ضعيف بالسياسية، لا يعني أن تصبح مرشحاً بأن تكون سياسياً قادراً على إدارة البلاد»، مضيفاً: «هم يتحدثون ونحن نفعل، هم لا يستطيعون مجرد تخيل المشاريع التي ننفذها بينما نحن نطرحها ونحولها لحقيقة واقعة على الأرض».
وانتقد أردوغان بشدة توجهات مرشح المعارضة التي أعلن عنها ومن ضمنها وقف برنامج صناعة السيارة التركية الوطنية، وإلغاء مشروع قناة إسطنبول، وقال أردوغان: «إنجي سيوقف مشروع السيارة وقناة إسطنبول، يا إنجي طبيعي أن تقول ذلك لأن حزبك لا يعرف معنى العمل والتطوير، لا يوجد في ماضيه زراعة شجرة واحدة في البلاد.. هذا الحزب دخل انتخابات وخسر، ثم خسر، ثم خسر، هذا حزب الخسائر».
ورداً على تصريحات لمحرم إنجي قال فيها إن أردوغان ذهب إلى ولاية بنسلفينيا الأمريكية للحصول على إذن من فتح الله غولن من أجل تأسيس حزب العدالة والتنمية الحاكم عام 2001، طالب الرئيس التركي من مرشح المعارضة إظهار الدليل على ذلك وإلا فإنه سيعتبره «جبان وكذاب»، وقال: «يبدو أن محرم إنجي تعلم الكذب من معلمه الكبير»، في إشارة لزعيم الحزب كليتشدار أوغلو.
والثلاثاء، رفع أردوغان دعوى قضائية رسمياً بحق مرشح المعارضة مطالباً بتعويض مالي على اتهامه بالحصول على إذن من غولن، واعتبرت الدعوى أن تصريحات إنجي فيها «إهانة لرئيس الجمهورية»، وطالبت بتعويض معنوي قيمته 100 ألف ليرة تركية.
ويحاول إنجي السير على خطى أردوغان بعقد مهرجان جماهيرية شبه يومية في المحافظات التركية وإلقاء خطابات تحاكي هموم المواطنين بكافة شرائحهم، لكن وعوده تبقى محدودة مقابل أردوغان الذي يتحدث عن إنجازات 16 عاماً قضاها حزبه في الحكم.
وما زالت استطلاعات الرأي والتقديرات تؤكد تفوق أردوغان على جميع مرشحي الرئاسة التركية، إلا أنه وفي حال فشل الرئيس التركي بحسم الانتخابات الرئاسية من الجولة الأولى، سيكون إنجي منافسه المؤكد في الجولة الثانية كونه يتمتع بثاني أكبر شريحة من الدعم بعد أردوغان، وهو ما قد يصعب الجولة الثانية على الرئيس التركي لا سيما في حال توافق جميع أحزاب المعارضة على دعم إنجي في هذه الجولة.

عمق التجربة والكاريزما التي يتمتع بها أردوغان تجعل من إنجي مرشحاً متواضعاً أمامه
اردوغان يركز على هَزّ ثقة الشارع في شخصية أبرز منافسيه لانتخابات الرئاسة التركية
إسماعيل جمال

الاحتلال يضاعف نسبة زواج القاصرات في القدس

Posted: 29 May 2018 02:23 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: تتهم جهات نسوية داخل أراضي 48 الشرطة الإسرائيلية بالتقاعس عن تطبيق القانون وحماية النساء، ليس فقط من القتل على خلفية ما يعرف بـ»جرائم شرف العائلة»، بل من زواج القاصرات.
وكشفت النائبة عن القائمة المشتركة عايدة توما- سليمان رئيسة لجنة المرأة في الكنيست عن زواج 400 طفلة دون سن الـ 18 عاما في العام الفائت دون تقديم لائحة اتهام واحدة ضد واحد من أولياء أمورهن. وكشفت أن أكثر من 92% من القاصرات اللواتي تم تزويجهنّ هنّ عربيات، معتبرة هذه الظاهرة جريمة، وتقاعسا خطيرا وغير مبرر من قبل سلطات تطبيق القانون.
وبخلاف أوساط إسلامية تتحفظ من تدخل القانون الإسرائيلي في الأحوال الشخصية ترى توما – سليمان أن ظاهرة تزويج القاصرات، أو تزويج الطفلات بمعنى أدّق، واحدة من الجرائم التي تُرتكب في حق الطفولة، وقالت إن هؤلاء الطفلات، لا يُعطين حق الاختيار بشكل حُرّ وعن وعي تام. ونوهت أن هذه الظاهرة ما زالت موجودة رغم التعديل القانوني الذي حصل قبل أربعة أعوام والقاضي برفع السن الأدنى للزواج لسن 18 بدلا من 17. وتابعت في كلمتها في الكنيست» لا شكّ أن التعديل القانوني ساهم في تقليص الظاهرة، الا انّه لا يمكن القضاء عليها نهائيًا دون أن تقوم سلطات بتطبيق القانون بأخذ دورها في محاربة هذه الجريمة».

جريمة عقوبتها السجن الفعلي

وجاء هذا الاجتماع كجزء من سلسلة جلسات عقدت بمبادرة توما- سليمان منذ عام 2015، سنة بعد تعديل القانون، تابعت فيها مدى تطبيق القانون من قبل سلطات تطبيق القانون والمحاكم الإسرائيلية.
وحسب التعديل القانوني فإن تزويج قاصر دون سن الـ18 يعتبر جريمة جنائية عقوبتها سجن فعلي حتى مدة سنتين. واستعرض مركز الأبحاث والمعلومات التابع للكنيست أمام اللجنة تقريرا للسنوات 2016-2017، حول عدد حالات تزويج القاصرات. حسب المعطيات، تم تسجيل 772 حالة تزويج قاصرات عام 2016، و672 حالة عام 2017، أي بالمجمل 1444 حالة تزويج قاصرات خلال سنتين، في حين أن الغالبية العظمى (ما يقارب 93%) من القاصرات تم تزويجهن بشكل غير قانوني وبدون تصريح من المحكمة لشؤون العائلة كما ينص التعديل المذكور. كما يظهر من المعطيات أن غالبية القاصرات اللواتي تم تزويجهن (أكثر من 92%) هنّ عربيات، 70% من القاصرات اللواتي تم تزويجهنّ هنّ فلسطينيات من الشطر الشرقي للقدس المحتلة.
وفي هذا السياق عقبت توما- سليمان على دور الاحتلال في هذه المعطيات بحيث قالت «مرّة أخرى تدفع النساء والفتيات الفلسطينيات ثمنا مضاعفا جرّاء الاحتلال. ففي ظل الفقر المدقع وانعدام الخدمات الاجتماعية والتعليمية اللازمة والكافية، يسهل تفشّي ظاهرة تزويج الفتيات. وهذا ما تظهره المعطيات للأسف»، حسب المعطيات.
ومن المعطيات التي وردت من وزارة الامن الداخلي، في أكثر من 700 حالة تزويج قاصرات خلال السنتين الأخيرتين، تم تقديم شكاوى للشرطة، وفُتح تحقيق في غالبيتها. ورغم ذلك لم تقدم لائحة اتهام واحدة خلال السنتين. كما استعرضت المحامية نسرين عليمي- كبها، عضو لجنة العمل للمساواة الأحوال الشخصية، بحثا أعدّته بهذا المضمار أكدت فيه أن التعديل القانوني أتى بثماره فعلًا إذ أنه بحسب معطيات دائرة الإحصاء المركزية فإن هنالك انخفاضا في ظاهرة تزويج القاصرات في سن الـ 17 منذ دخول القانون الذي رفع سن الزواج الأدنى من 17 عاما الى سن 18 عاما حيز التنفيذ. وهذا يدل بحسب عليمي- كبها أن القانون شكّل رادعا أمام تفشّي الظاهرة.
بالإضافة الى ذلك، تناول البحث أداء وتعاطي مؤسسات تطبيق القانون الإسرائيلية من جهاز الشرطة والنيابة العامة مع الظاهرة. وبحسب المعطيات الواردة في البحث فإنه رغم الزيادة في ملفات التحقيق من قِبل الشرطة إلا ان هناك حالة تقاعس كبيرة من قبل النيابة العامة من ناحية تقديم لوائح اتهام. إذ أنه على سبيل المثال في عام 2017 جرى التحقيق بخصوص 130 شكوى لتزويج قاصرة، وتقدمت الشرطة بتوصيات للنيابة لتقديم لوائح اتهام في 101 من بينها، ولكن لم تحرك النيابة ساكناً بخصوص أي منها.

العمل على رفع التوعية

إلا ان عليمي- كبها تؤكد ان رؤية لجنة الأحوال الشخصية لا تقتصر على تنفيذ القانون بحق المخالفين، بل ترتكز بالأساس على العمل الجماهيري التوعوي الذي رافق نشاطات اللجنة منذ بداياتها. منوهة أن تزويج الطفلات هو ظاهرة اجتماعية بالدرجة الأولى، وللحد منها يجب العمل على رفع وعي الفتيات والأهل لمخاطر تزويج الطفلات والضغط على وزارات الرفاه الاجتماعي ووزارة التربية والتعليم من أجل بناء برامج مخصصة لمنع انتشارها. وبعد مساءلة توما-سليمان، اتضح أن شرطة الاحتلال ورغم فتح ملفات التحقيق إلا انه لم يتم حتى اليوم التحقيق مع أي رجل دين قام بتزويج قاصر بشكل غير قانوني. وقالت توما- سليمان « هذا تجاوز خطير لواجب الشرطة في القيام بواجبها، يجب محاسبة كل الجهات المعنيّة، بمن في ذلك رجال الدين والمهنيّون الملزمون بتقديم تقرير حول حالات التزويج غير القانونية».
وفي السياق ذاته ، طالبت توما- سليمان مندوبي الشرطة والنيابة العامة بتزويدها بمعلومات حول أسباب إغلاق الملفات وعدم تقديم لوائح اتهام، وأيضًا معلومات حول الجهات التي قدمت الشكاوى في السنوات السابقة حتى يكون بالإمكان مراقبة ومتابعة ما إذا كانت الجهات المهنيّة كالمدارس والشؤون الاجتماعية والأجهزة الطبية، تقدم تقاريرها او شكاوى في حالات التزويج غير القانونية. كما طالبت وزارة التعليم بتزويدها بالأنظمة والتعليمات الموجهة لمديري المدارس ومستشارات التعليم حول هذا الموضوع.

الاحتلال يضاعف نسبة زواج القاصرات في القدس

وديع عواودة:

الصدر إلى الكويت… ويدعو إيران وأمريكا لعدم التدخل في شؤون العراق

Posted: 29 May 2018 02:23 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: عقبة واحدة تعترض طريق تشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر، التي ستتولى مهمة تشكيل الحكومة الجديدة، تتعلق بتحالفي «سائرون» بزعامة مقتدى الصدر، و«الفتح» بزعامة العامري.
مصدرٌ مطلعٌ على «ماراثون» المفاوضات بين التحالفات السياسية «الشيعية»، قال لـ «القدس العربي»، إن «الصدر لا يعارض التحالف مع ائتلاف العامري»، لكنه لفت في الوقت ذاته إلى «فيتو صدري سابق على حركة عصائب أهل الحق، بزعامة قيس الخزعلي، لكن سرعان ما تم تسوية ذلك الخلاف».
وطبقاً للمصدر، الذي اشترط عدم الكشف عن هويته، فإن «الفيتو الوحيد للصدر هو على زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي»، مبيناً أن «تحالف الفتح يدعم كلياً المالكي، الأمر الذي يعرقل التحالف بين العامري والصدر».
رغم ذلك، رجّح المصدر، عدم قدرة تحالف «الفتح» إقناع مقتدى الصدر بسحب الفيتو عن المالكي، مشيراً إلى أن «العقبة الوحيدة في طريق تشكيل الكتل البرلمانية الأكبر بين الفتح وسائرون، تتعلق بـ«من سينضم إلى من».
المصدر لفت أيضاً إلى أن طرح المالكي كرئيس للوزراء في المرحلة المقبلة «أمر مستبعد جداً، وغير ممكن»، عازياً السبب إلى عدم قناعة أغلب الأطراف السياسية بأدائه السابق.
ويبدو أن المخاض العسير للتحالفات، سينتهي بانضمام «الفتح» إلى «سائرون»، مع بقية الكتل المتحالفة معهم لتشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر، وتخلّي العامري عن المالكي.
وعن موقف زعيم «تيار الحكمة»، عمار الحكيم، والحزبين الكرديين الرئيسيين، أضاف المصدر قائلاً: «الحكيم يميل إلى كفة التحالف المشكّل للحكومة، وسينضم إلى أي طريف يُشكل الكتلة البرلمانية الأكبر».
أما عن موقف الأكراد، أوضح أن «الأكراد لديهم ثلاثة شروط للتحالف مع أي كتلة، هي تطبيق المادة 140 (بشأن المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل)، وإقرار قانون النفط والغاز، فضلاً عن تسوية أمر حصة الإقليم في الموازنة المالية».
أما عن موقف القوى السياسية السنّية، لفت المصدر قائلاً: «السنّة منشغلون في ترتيب أوراقهم الداخلية، ويحاولون توحيد صفوفهم تمهيداً للتفاوض مع بقية الأطراف»، مبيناً أن «القائمة الوطنية بزعامة إياد علاوي، خارج هذا الصف، والمفاوضات التي تجريها بمعزل عنهم (القوى السياسية السنّية)».

تدخل إيراني

المصدر تحدث أيضاً، عن دور قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، في المباحثات الشيعية ـ الشيعية، قائلاً: «سليماني أعطى الخطوط العامة للقوى السياسية الشيعية الفائزة بالانتخابات، ولا يتدخل بالتفاصيل».
نوه إلى أن سليماني «يسعى إلى وحدّة البيت الشيعي، وإعادة الحياة للتحالف الوطني كونه مؤسسة سياسية ترشح رئيس الوزراء المقبل، وتدعم أعضاء التحالف في الحكومة والبرلمان».
لكن زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر «رفض» تدخل إيران في الشؤون العراقية الداخلية، وكذلك الحال بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية.
وفي بيان بشأن موقف الصدر حول تصريحات بعض السياسيين عن عدم إمكانية تشكيل حكومة، إلا بموافقة لإيران وأمريكا، أكد أن «إيران دولة جارة تخاف على مصالحها. إننا نأمل منها عدم التدخل بالشأن العراقي».
وتابع «نرفض أن يتدخل أحد بشؤوننا»، لافتا إلى أن «أمريكا هي دولة محتلة لا نسمح لها بالتدخل على الاطلاق».
تصريحات الصدر جاءت بالتزامن مع «تأكيد» السفير الإيراني السابق لدى بغداد، حسن دانائي فر، دعم بلاده لتوجهات الصدر بالانفتاح على المحيط العربي وعدم التدخل في شؤون العراق الداخلية، لافتا إلى أن التيار الصدري هو أقرب تيار للمقاومة.
وكان الصدر، قد غادر أمس مطار النجف الدولي، جنوبي العراق، متوجها إلى الكويت، في زيارة غير معلنة المدة، تأتي تلبية لدعوة رسمية للقاء كبار مسؤولي الدولة.
وذكر مكتبه الإعلامي في، أن الصدر «توجه إلى الكويت في زيارة رسمية».
وأوضح أن «هذه الزيارة تأتي لتعزيز العلاقات بين البلدين».
مصدر سياسي مقرب من التيار الصدري، بين أن زيارة الصدر للكويت تأتي في إطار مساعيه لردم الهوة التي تشكلت بين العراق ودول الخليج العربي في أعقاب غزو النظام العراقي السابق لدولة الكويت (1990)، ومن ثم تولي الشيعة المقربين لإيران سدة الحكم منذ 2003.
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن الصدر سيدفع في اتجاه تحسين العلاقات مع دول الخليج من خلال الحكومة المقبلة بما يحقق التوازن في علاقات العراق الخارجية بين إيران والدول العربية.
وأشار إلى أن الصدر، يرى أن العراق يجب أن يحافظ على علاقات متوازنة مع الجميع بما يضمن حريته في اتخاذ قراراته بناء على مصالحه وليست مصالح دول الجوار. وذكر أيضا أن من المقرر أن يلتقي الصدر، أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح، وقادة بارزين آخرين لبحث العلاقات المستقبلية بين العراق والكويت.

فضاء وطني

كذلك، يتفق زعيم تحالف «الفتح» هادي العامري، وزعيم القائمة العراقية أياد علاوي، على تشكيل الحكومة العراقية المقبلة ضمن «الفضاء الوطني» بعيدا عن التأثيرات الأجنبية.
وقال علاوي خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع العامري في مقر «تحالف الفتح»، «توافقنا في الرؤى بشأن المسار الذي يجب أن يكون، ليقرر المستقبل ويشخص من الذي يجب أن يكون في مواقع الحكومة المختلفة من رئاسة الجمهورية مرورا بالوزراء».
وأضاف «يجب أن تحصل كل الاتفاقات في الفضاء الوطني، وأن نمضي قدما وأن لا نبالي بالتأثيرات الاجنبية»، مؤكداً «سنسير مع الاخوان في الفتح والنصر وسائرون ودولة القانون والوطنية والقرار واخوة آخرين، إضافة إلى الكرد الذين هم جزء لا يتجزء من العراق».
العامري أكد على «ضرورة أن يتم عبور التخندق الطائفي وحسم الأمور في الفضاء الوطني وتشكيل حكومة قوية لإنقاذ العراق مما هو فيه، فنعتقد أن الفضاء الوطني هو الحل ونحن ماضون في تشكيل حكومة إنقاذ للعراق»، مطالباً، كل دول العالم بـ«عدم التدخل بالشأن العراقي، فرئاسة الوزراء والتحالفات شأن عراقي».
لكن القيادي في «ائتلاف الوطنية»، صالح المطلك، حذّر من تحكم مزاجيات الأنظمة الإقليمية والأحزاب المتسلطة والقوى العسكرية و«الميليشياوية» في تشكيل الحكومة المقبلة.

الصدر إلى الكويت… ويدعو إيران وأمريكا لعدم التدخل في شؤون العراق
المالكي العقبة الأبرز في طريق تحالف «سائرون» و«الفتح»
مشرق ريسان

الجيش المصري يعلن مقتل اثنين من جنوده و 8 مسلحين في سيناء

Posted: 29 May 2018 02:22 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: أعلن الجيش المصري، أمس الثلاثاء، مقتل 8 مسلحين، ومجندين وإصابة ضابط و3 مجندين أثناء «عمليات الاشتباك وتطهير البؤر الإرهابية» خلال عملية «سيناء 2018» التي ينفذها في سيناء والصحراء الغربية منذ شهر فبراير/ شباط الماضي.
وفي بيانه الذي يحمل رقم 23 عن العملية، قال الجيش إن «مقتل المسلحين الثمانية جاء خلال تبادل لإطلاق النيران مع القوات أثناء عمليات التمشيط والمداهمة في وسط وشمال سيناء».
وحسب البيان عثر بحوزة المسلحين المستهدفين على «كميات من الذخائر والملابس العسكرية والمبالغ المالية وأجهزة اتصال لاسلكية وجهاز لاب توب وكاميرا تصوير وجراكن تحتوي على مواد متفجرة في وسط سيناء».
وتابع أن «القوات العسكرية ضبطت ودمرت (20) عربة من أنواع مختلفة، وعدد (79) دراجة نارية بدون لوحات معدنية خلال المداهمات».
كما قام «عناصر المهندسين العسكريين باكتشاف وتفكيك وتفجير عدد (15) عبوة ناسفة تم زراعتها على محاور التحرك المختلفة لاستهداف قوات الجيش في مناطق العمليات، إضافة إلى تدمير عدد (80) وكرا عثر بداخلها على عدد من العبوات الناسفة والذخائر ومواد الإعاشة وبعض الكتب التي تدعو إلى الفكر التكفيري وضبط (11) كغم من المواد المخدرة وسط وشمال سيناء»، طبقاً للبيان، الذي أكد كذلك «القبض على عدد (64) فردا من المطلوبين جنائياً والمشتبه بهم واتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم». وحول تأمين الحدود الغربية مع ليبيا، بين الجيش أن «القوات الجوية استهدفت ودمرت سيارتين محملتين بكميات من الأسلحة والذخائر بعد توافر معلومات استخباراتية تفيد بمحاولة اختراقهما للحدود الاستراتيجية الغربية».
وتابع: «تم اكتشاف مخزن تحت الأرض مغطى بالرمال في المنطقة الصحراوية جنوب مطروح عثر بداخله على (544) مسدسا 9 مم و (3) بندقية آلية وقناصة وعدد (3) بندقية خرطوش وكميات من الذخائر».
وزاد أن « قوات حرس الحدود تمكنت من إلقاء القبض على (578) فردا في محاولة للهجرة غير الشرعية عبر الحدود الغربية، بالإضافة إلى القبض على عدد (27) فردا يحملون جنسيات مختلفة في محاولة للتسلل عبر الحدود الغربية، وفي منطقة السلوم تم ضبط بندقية قناصة بالإضافة إلى (15) خزنة، (430) طلقة مختلفة الأعيرة، بالإضافة إلى ضبط ( 400000 ) قرص مخدر، و (615) كغم لجوهر الحشيش المخدر».
وتطرق بيان الجيش إلى نشاط القوات البحرية، مشيراً إلى «استمرارعناصر القوات الخاصة البحرية في أعمال التمشيط وتضييق الحصار بطول الساحل ومنع العناصر الإرهابية من التسلل وتشديد إجراءات التأمين والحراسة».

توزيع مساعدات

وعن المساعدات التي يقدمها لأهالي سيناء، أعلن الجيش «استمرارا لتلبية المطالب والاحتياجات التموينية لأهالي شمال ووسط سيناء خاصة في شهر رمضان، تواصل القوات المسلحة دفع القوافل الغذائية وتوزيع كميات كبيرة من الحصص التموينية لإمداد المواطنين بكافة السلع والمواد الغذائية والاحتياجات المعيشية».
وقتل نحو 208 مسلح، 34 جنديا على الأقل منذ بدء عملية «سيناء 2018» في 9 شباط/فبراير، استنادا إلى الأرقام الرسمية التي يعلنها الجيش المصري.
وفي أواخر تشرين الثاني/نوفمبر كلف الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس هيئة الأركان في القوات المسلحة بإعادة فرض الأمن في سيناء في غضون ثلاثة أشهر.
وأطلق الجيش عملية موسعة تحت اسم «سيناء 2018»، في فبراير/ شباط 2018، بعد هجوم مسلح استهدف مسجدا في شمال سيناء وأسفر عن مقتل أكثر من 300 مدني.
ومنذ أطاح الجيش بالرئيس الشرعي محمد مرسي في 2013 بعد احتجاجات شعبية ضده، تخوض قوات الأمن المصرية وخصوصا في شمال ووسط سيناء مواجهات عنيفة ضد مجموعات جهادية متطرفة، بينها الفرع المصري لتنظيم الدولة الإسلامية (ولاية سيناء) المسؤول عن شن عدد كبير من الاعتداءات الدامية في البلاد.

انتقادات حقوقية

وقبل أسبوع قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» غير الحكومية إن الجيش المصري تمادى في أعمال هدم المنازل والبنايات التجارية في شمال سيناء ضمن حملته العسكرية.
واكدت المنظمة ومقرها في نيويورك في تقرير نشر على موقعها أن «أعمال الهدم الجديدة طالت مئات الهكتارات من الأراضي الزراعية وما لا يقل عن 3 آلاف بيت وبناية تجارية، فضلا عن 600 بناية تم هدمها في كانون الثاني/يناير، وهي الحملة الأكبر من نوعها منذ بدأ الجيش رسميا أعمال الإخلاء في 2014».
لكن المتحدث العسكري المصري أكد أن «حجم التعويضات للأهالي المتضررين بلغ أكثر من 900 مليون جنيه مصري (50 مليون دولار)».
وأشار إلى «قيام القوات المسلحة بتوفير كافة السلع الأساسية والاحتياجات الإدارية والطبية للمواطنين في مناطق العمليات (…) وتأمين وصول الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية للأهالي».

الجيش المصري يعلن مقتل اثنين من جنوده و 8 مسلحين في سيناء
تفكيك 15 عبوة ناسفة… وتدمير عربتي أسلحة على الحدود مع ليبيا

الحكومة المغربية لم تفِ بالتزاماتها واعتقال 23 ناشطاً خلال أقل من اسبوعين

Posted: 29 May 2018 02:21 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: بعد هدوء دام عدة أسابيع تجددت عمليات الاعتقال في إقليم جرادة – شرق المغرب، التي بدأت حركة الاحتجاج فيها منذ أكثر من 5 أشهر، بعد مقتل شقيقين كانا يعملان في مناجم الفحم في المنطقة، في وقت تتواصل فيه الدعوات لاطلاق سراح المعتقلين. ويؤكد رئيس الحكومة الدكتور سعد الدين العثماني تفهم الحكومة لمطالب المواطنين التنموية في المنطقة.
وقال عبد الحق بنقادى محامي معتقلي حراك جرادة ان اعتقالات جديدة شهدتها المنطقة وإن «الاعتقالات لا تزال مستمرة، ووصلت خلال أقل من أسبوعين إلى 23 معتقلا، وتم فتح ملفي تحقيق جديدين بهذا الخصوص، في الوقت الذي سبق لسلطات جرادة أن تعهدت بوقف الاعتقالات مقابل توقف الساكنة عن الاحتجاج».
وقال محامي معتقلي الحراك « الظاهر أن المعتقلين الجدد تم توقيفهم بعد أن ظهروا في فيديوهات لاحتجاجات بعدد من المناطق، التي لا تزال ساكنتها تحتج». حيث الاعتقالات طاولت 12 شخصا في منتصف أيار/ مايو الجاري، وبعدها بثلاثة أيام فقط تم اعتقال 9 آخرين ليصل العدد إلى 23 معتقلا منذ بداية شهر رمضان.
ويواصل سكان منطقة جرادة خوض أشكالية نضالية خلال الأسبوع الثاني من شهر رمضان، التي بدأت برنامجها يوم السبت الماضي بالطنطنة من فوق أسطح المنازل، وترديد شعارات الحراك من فوق الأسطح يوم الأحد، قبل أن تقوم أول أمس الاثنين بخوض إضراب عام مع إخلاء الشوارع والأزقة تزامنا مع محاکمة معتقلي الحراك الأربعة استٸنافيا.
ويعتزم السكان وفي اطار البرنامج نفسه إطفاء المصابيح في المنازل والمحلات امس الثلاثاء من الساعة 23.00 إلي الساعة 23.45، ويعلقون اليوم الأربعاء ملصقات مكتوب عليها «غي عتاقلونا كاملين» (اعتقلونا كاملين) رداً على حملة الاعتقالات المتتالية، ويرتدون يوم غد الخميس شارات سوداء ليوم کامل تضامنا مع جميع معتقلي الحراك.
وأصدرت المحكمة الابتدائية بوجدة، يوم الجمعة 20 نيسان/ أبريل الماضي، أحكامها في حق 7 من معتقلي حراك الجرادة، وقضت بسنة موقوفة التنفيذ في حق معتقلين، في حين حكمت على 5 معتقلين بـ4 أشهر موقوفة التنفيذ.
وقال المحامي عبد الحق بنقادى، عضو هيئة الدفاع عن معتقلي حراك جرادة، إن المحكمة قضت في حق المعتقلين: خالد أيت الغازي وتوفيق بلكايد، بسنة موقوفة التنفيذ، و4 أشهر موقوفة التنفيذ في حق كل من: أحمد هلاوي وهشام ميمون ومحمد بناصر والعربي أهلال وعبد الرحيم كوال، وسيتم إطلاق سراح المعتقلين السبعة. وسبق للمحكمة الابتدائية بوجدة، أن قضت يوم الثلاثاء الماضي، بالسجن 3 سنوات نافذة في حق أربعة من معتقلي حراك جرادة، وحكمت بسنة ونصف سجناً نافذاً لأمين مقيلش، و6 أشهر لطارق العمري، و8 أشهر لكل من عزيز بوتشيش ومصطفى الدعينين.
وأرسلت اللجنة لدعم الحراك الشعبي بجرادة، رسالة احتجاجية مفتوحة إلى سعد الدين العثماني رئيس الحكومة، تطالبه فيها بـ»القيام بمصالحة اجتماعية ومجالية عادلة تبدأ بالإفراج الفوري عن كافة المعتقلين على خلفية الحراكات الاجتماعية ووقف المتابعات واحترام الحق في الاحتجاج السلمي وفتح حوار مسؤول مع الساكنة ينشد قولا و فعلا الإنصاف الاجتماعي وكرامة العيش لضحايا الفقر و الإقصاء و التوزيع غير العادل للثروةط.
وأضافت اللجنة «إن الحراك الاجتماعي بجرادة، وقبله حراك الريف واحتجاجات اجتماعية بمناطق عدة من البلاد، كلها مؤشرات ملموسة وواضحة على خطورة الوضع الاقتصادي والاجتماعي وتفاقم واقع الفقر و التهميش و الهشاشة الاجتماعية رغم العديد من البرامج و المبادرات التنموية و التي عجزت عن الحد من الفوارق الاجتماعية و المجالية و تحقيق العدالة الاجتماعية و كرامة العيش».
وأوضحت في رسالتها المفتوحة التي وجهت نسخة منها لكل من رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان ولرئيس النيابة العامة، انه «لا يخفى عليكم أن الحراك الاجتماعي بجرادة – خاصة و أنكم قمتم بزيارة الى جهة الشرق في أوج الحراك أي خلال شهر شباط/ فبراير 2018 و للأسف لم تكلفو أنفسكم عناء التنقل الى مدينة جرادة للإنصات الى مطالب الساكنة العادلة والمشروعة – هو حراك اجتماعي بامتياز، أي حراك سلمي وحضاري بمطالب اجتماعية تنبع من قلب معاناة الساكنة وعلى راسها إيجاد بديل اقتصادي ومراجعة غلاء فواتير الماء والكهرباء ومحاسبة المسؤولين الذين اغتنوا من هذه الأوضاع ظلما وعدوانا».
وأضافت: «أنه منذ إغلاق مناجم جرادة سنة 1998 لم تحظ هذه المدينة بفرص تنموية حقيقية من شأنها صيانة كرامة أهلها البسطاء بل أصبحت مرتعا لبارونات الفساد وآبار الموت حتى أصبحنا أمام إرادة غير مفهومة لإقبار المدينة اقتصاديا و اجتماعيا و مجاليا و مصادرة حقها في الوجود الاجتماعي و بالتالي دفن فقرائها و كادحيها أحياء».
ووجّه ياسين دوغو البرلماني عن حزب الاستقلال دعوة للملك محمد السادس للعفو عن معتقلي حراك جرادة بمناسبة شهر رمضان، وذلك أثناء حديثه عن المشاكل التي تعاني منها مناطق ومدن الشريط الحدودي الشرقي. وقال قارة لكبير النائب البرلماني عن نفس الحزب إن مدن الشريط الحدودي تعيش أزمة خانقة، من بينها مشكل الصحة حيث توفيت في الأسبوع الماضي امرأة لا يتجاوز عمرها 19 سنة أثناء الوضع بمدينة بوعرفة بسبب غياب القابلات.
وأضاف البرلماني، خلال جلسة المساءلة الشهرية لرئيس الحكومة، بمجلس النواب، أول أمس الاثنين، أنه إلى جانب مشكل الصحة هناك مشكل التزود بالماء الصالح للشرب حيث يجبر الناس على قطع مسافات تصل إلى 50 كلم للتزود بالماء، بالإضافة إلى مشكل التشغيل والتعليم، فأبناء مناطق بوعرفة وفكيك يذهبون للمدارس الابتدائية مشيا على الأقدام لمسافة 7 كيلومترات، ولا وجود للاعداديات والثانويات. حسب قول المسؤول الاستقلالي نفسه.
وقال سعد الدين العثماني إن حكومته واعية بهذه المشاكل ولديها برنامج لدعم مشاريع تنموية بالشريط الحدودي والمنطقة الشرقية ككل، بما فيها تأهيل ميناء الناظور حتى يعطي إشعاعا للمنطقة ويكون لبنة أولى في تشجيع الاستثمارات بالجهة.

الحكومة المغربية لم تفِ بالتزاماتها واعتقال 23 ناشطاً خلال أقل من اسبوعين

مؤرخ إسرائيلي: نتنياهو يقود الإسرائيليين بشكل أعمى نحو حافة الهاوية

Posted: 29 May 2018 02:20 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: يؤكد مؤرخ إسرائيلي أن الإسرائيليين ينقادون وراء رئيس حكومتهم بشكل متعجرف وأعمى، محذرا من صدمة تشبه صدمة حرب 1973 ومن تقدمهم نحو شفا الهاوية. ولفت مؤرخ إسرائيلي، البروفسور يحيَعام فايتس، في مقال نشرته صحيفة «هآرتس» إلى دعاية حزب العمل لانتخابات الكنيست، عشية حرب تشرين/أكتوبر عام 1973، التي جاء فيها التالي: «يسود الهدوء على ضفة السويس. وكذلك في صحراء سيناء، في الضفة الغربية والجولان. الخطوط آمنة، الجسور مفتوحة، القدس موحدة، تُقام المستوطنات والمكانة السياسية صلبة وهذا نتيجة لسياسة حصيفة، جريئة وبعيدة النظر».
لكن بعد أيام قليلة تبين أن الواقع مختلف عن هذه الصورة فقد اندلعت الحرب وجاء وزير الأمن الإسرائيلي، موشيه ديان، باكيا إلى رئيسة حكومة الاحتلال، غولدا مئير، خائفا من «خراب الهيكل الثالث»، بعد أن اجتازت القوات المصرية قناة السويس إلى ضفتها الشرقية المحتلة. ويحذر فايتس، الباحث المختص بتاريخ إسرائيل والصهيونية والمحاضر في جامعة حيفا، من أن الأجواء الحالية في إسرائيل، تحت قيادة رئيس الحكومة اليميني المتطرف بنيامين نتنياهو، شبيهة إلى حد كبير بالأجواء التي سادت البلاد عشية حرب أكتوبر 1973، التي ما زالت إخفاقات إسرائيل خلالها ماثلة حتى اليوم، وأن هذه الفقرة من دعاية « العمل « تؤكد على ذلك.
وأوضح فايتس أن قوة غولدا مئير وسطوتها كانتا بالغتين، ورأى أن الدليل على ذلك هو تعامل وزير المالية حينذاك، بنحاس سَبّير، معها . وعن ذلك يقول « لقد كان سبير يخاف كخوفه من الموت من إظهار نظرته الحمائمية المعتدلة حول مسألة مستقبل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 على ضوء موقفها المتطرف والأكثر وصقرية». وكان الشعور حينها أنه لا يوجد بديل لمئير، لا داخل حزبها ولا داخل كتلة اليمين المعارضة «غاحال»، المؤلفة من حزبي حيروت (الليكود اليوم) والليبراليين، بزعامة مناحيم بيغن. وحتى أن قادة «غاحال» المعارض رأوا بمئير «يهودية فخورة» وقادرة على الصمود أمام القوى الخارجية.
ومثلما هو الحال في إسرائيل اليوم، وفقا لفايتس، فإنه لم يجر في إسرائيل حينذاك أي نقاش حول مبادئ السياسة الأمنية، التي بلورتها مئير وديّان، وبموجبها أنه ليس في إمكان مصر عبور قناة السويس، وأن الجيش الإسرائيلي هو جيش لا يمكن الانتصار عليه، وأن «الوقت يلعب لصالح إسرائيل «. لكن فايتس أكد أن حرب 1973 حطمت أجواء ومشاعر النشوة، والعجرفة والتحجر السائدة في حينه إلى شظايا، وأدت أيضا إلى نهاية الحكم الطويل لحزب» العمل»، إذ صعد إلى الحكم حزب الليكود لأول مرة منذ قيام إسرائيل غدة نكبة 1948.
وتابع فايتس، أنه خلال يوم دراسي بمناسبة مرور 40 عاما على وفاة مئير، عقد الأسبوع الماضي «جاءتني فكرة مقلقة للغاية، وهي أن الأجواء السائدة عندنا الآن تشبه بشكل مخيف الأجواء التي كانت سائدة في العام 1973. وفي الإمكان أن نجد فيها المركبات الثلاثة التي سادت حينها: الأول هو شعور النشوة الحالي الحاصل بسبب عدة أمور: نقل السفارة الأمريكية إلى القدس – وهذه خطوة رمزية بدون مضمون حقيقي؛ نجاحات سلاح الجو والجيش الإسرائيلي في سوريا – التي تذكّر بإسقاط 12 طائرة ميغ سورية في أيلول/ سبتمبر 1973 وهي معركة جوية كانت بمثابة مقدمة للحرب وأحدثت نشوة ليست في مكانها؛ والفرح الهائل بفوز المغنية الشابة نيطاع برزيلاي في اليوروفيجن، وكأن الحديث عن فوز بجائزة نوبل».
وأضاف أن المركب الثاني هو «قوة رئيس الحكومة. إذ يسيطر بنيامين نتنياهو على حكومته وحزبه، وخلال ذلك يُنشئ أجواء خوف ورعب، ولا يجرؤ أحد على طرح وجهة نظر مغايرة، وحتى أن أحزاب المعارضة لا تحاول بلورة أجندة بديلة». أما المركب الثالث، وفقا لفايتس، فهو «الجمود الفكري، ففي المؤسسة الحاكمة الحالية لا يوجد من يفكر بطرق مختلفة عن طريق الحاكم ويطرح أسئلة ثاقبة، مثل هل بالإمكان وقف سفك الدماء البربري في قطاع غزة؟ هل نقل السفارة الأمريكية هو الأمر الأهم بالنسبة لنا ؟ وهل من المناسب تأييد قرار الرئيس ترامب بإلغاء الاتفاق (النووي) مع إيران بصورة أقل حماسة؟ ومن يشكك في هذه القرارات يعتبر كافرا وغير وطني. ويخلص فايتس إلى أنه «مثلما كان في عام 1973، يسير الإسرائيليون اليوم بعمى خلف زعيم متعجرف ومتغطرس، يقودنا إلى حافة الهاوية». ولم يكشف المؤرخ عن رؤيته لمستقبل الصراع مع الفلسطينيين وما هو المطلوب من طرفيه اليوم.
بهذا السياق حذرت صحيفة « هآرتس « في افتتاحيتها من أن قرار الرئيس دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة يهدف أولاً إلى مكافأة الإنجيليين على تأييدهم المتحمس لانتخابه ولولايته. وقالت إن احتفال نقل السفارة بمشاركة اثنين من الدعاة الإنجيليين المتطرفين، المثيرين للجدل، بعد أن سبق لهما الإدلاء بتصريحات عنصرية ضد اليهود، يمثل ذروة هذا الحلف غير المقدس. واستذكرت أن الإنجيلية في الولايات المتحدة تعد عشرات الملايين، الجزء الأكبر منهم يؤمن بأن إسرائيل تقرّب الظهور الثاني للمسيح المنتظر، وأن إقامة « مملكة إسرائيل « وبناء « الهيكل الثالث « هما شرطان مسبقان، منوهة أن تحقيق نبوءتهم تقتضي حرب يأجوج ومأجوج يعقبها تدمير اليهود بصورة جماعية وتحولهم إلى الديانة المسيحية. وتقودهم معتقداتهم هذه إلى التمسك بأكثر العناصر هذياناً في السياسة الإسرائيلية، وإلى حث إسرائيل على انتهاج سياسات متطرفة تعمل على تقريب أهدافهم.
واستذكرت الصحيفة أيضا أن الإنجيليين ناصروا الصهيونية على الدوام، لكن في السنوات الأخيرة تحول هذا التأييد إلى عنصر أساسي في معتقداتهم. وتابعت « في الواقع بدأت حكومات إسرائيل بتطوير العلاقات بهم بعد حرب 1967، ولكن في السنوات الأخيرة كلما اتجهت إسرائيل نحو اليمين، كلما ازداد تأثير الإنجيليين في العلاقات بين الدولتين. وتعتبر أن انتخاب ترامب قد أدى إلى وصول هذا التأثير إلى الذروة، وذلك كما ثبت من خلال الجمهور الذي حضر الاحتفال غير المسبوق في السفارة. ويسعى السفير الإسرائيلي في واشنطن، رون درامر، الذين انضم إليه أخيراً نظيره في تل أبيب ديفيد فريدمان، إلى جعل التأييد الأمريكي لإسرائيل يعتمد حصرياً على الإنجيليين، الذين يدعمون السياسة الصقرية والرافضة لإسرائيل حيال الفلسطينيين. وبرأيها يتسبب هذا التضافر بتآكل إضافي لمكانة إسرائيل في أوساط مراكز قواها التقليدية، وفي طليعتها يهود الولايات المتحدة الذين يعتبرون الإنجيليين خطراً حقيقياً على قيمهم. وتخلص للقول إن المقصود هنا هو رهان خطير ومزدوج: فمن جهة، تتنكر إسرائيل للمؤيدين الذين يمكن أن تحتاجهم في تشرين الثاني المقبل، إذا سيطر الديمقراطيون على أحد مجلسي الكونغرس. ومن ناحية أُخرى، تثبت استطلاعات الرأي أن الإنجيليين الشبان يعارضون التأييد الأعمى لإسرائيل. وتقول إن حكومة مسؤولة كانت ستغير سياستها وتمد يدها إلى الجهات التي أهملتها، وتتخلى عن الاعتماد الحصري على المسيحيين التبشيريين.

مؤرخ إسرائيلي: نتنياهو يقود الإسرائيليين بشكل أعمى نحو حافة الهاوية

منظمات حقوقية تدعو لمقاطعة مؤتمر دولي لنزع السلاح يترأسه نظام الأسد

Posted: 29 May 2018 02:20 PM PDT

أنقرة – «القدس العربي»: دعت عشر منظمات حقوقية سورية، كلاً من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وواشنطن إلى مقاطعة المؤتمر الدولي لنزع السلاح الذي بدأ بعقد الأمم المتحدة منذ يوم أمس ويستمر لحزيران المقبل، بسبب تكليف نظام الأسد بالرئاسة الدورية لهذا المؤتمر، في الوقت الذي أرسل رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية عبد الرحمن مصطفى، رسالة إلى 18 دولة، دعاها فيها إلى مقاطعة المنتدى طيلة الأسابيع الأربعة التي يتولى فيها نظام الأسد الرئاسة، واعتبر أن ذلك بمثابة صدمة لضمير الإنسانية وتنكر لضحايا الأسد في هجمـاته الكيمـيائية الـتي فاقـت مائتـي هجـوم.
وأكد مصطفى أن رئاسة نظام مارق كنظام الأسد لهذا المنتدى، يقوّض مصداقية الأمم المتحدة ويشكك بنزاهة إطار نزع السلاح، معللاً ذلك بقوله: إن «استخدام النظام للأسلحة الكيميائية وغير التقليدية القاتلة وسعيه غير الشرعي إلى امتلاك أسلحة نووية، يتعارض مع الأهداف والمبادئ الأساسية لمؤتمر نـزع السـلاح.
ورأت المنظمات السورية الحقوقية أن حضور المؤتمر يعتبر «إهانة للقيم الإنسانية» والمشاركة فيه هو بمثابة «منح وسام تقدير لمرتكب جرائم بهذه الخطورة وهذا الحجم».
واستنكرت المنظمات تكليف النظام برئاسة المؤتمر، مناشدةً المجتمع الدولي بالعدول عن هذا القرار، كما طالبت بعقد مؤتمر دولي والضغط على مجلس الأمن لإقامة «محكمة دولية خاصة بالجرائم المرتكبة في سوريا وفي مقدمتها جرائم النظام».
واعتبرت المنظمات أن تكليف النظام بترؤس المؤتمر الذي تقيمه الأمم المتحدة ويعنى بالعمل على نزع أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية ومراقبة التسلح في العالم هو «محاولة لإعادة تدوير النظام المتهم بارتكابه جرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة بحق الشعب السوري باستخدامه أسلحة محظورة بينها عشرات الهجمات بالسلاح الكيميائي». وكانت منظمة «الشعوب المهددة» التي تدافع عن حقوق الإنسان، قد أطلقت نداءً طالبت فيه الحكومة الألمانية ودول الاتحاد الأوروبي عدم المشاركة في جلسات المؤتمر طالما يرأس ممثل عن نظام الأسد هذا المنبر الأممي. وقالت المنظمة إنه «ليس منطقيًا أن تقوم حكومة نظام متّهم باستخدام أسلحة دمار شامل ومسؤول عن مقتل مئات الآلاف من المدنيين، بترؤس هيئة تابعة للأمم المتحدة، وتقرر لمن تسمح بالكلام ولمن لا تسمح»، وطالبت المجتمع الدولي بألا يُسمح للدكتاتور بشار الأسد بالعودة إلى الساحة الدولية.

منظمات حقوقية تدعو لمقاطعة مؤتمر دولي لنزع السلاح يترأسه نظام الأسد

ضابط في البيشمركه يحذر من انهيار القوات العراقية في كركوك

Posted: 29 May 2018 02:20 PM PDT

كركوك ـ «القدس العربي»: تخضع، مناطق في جنوب محافظة كركوك العراقية، وأطراف من قضاء طوز خورماتو إلى حد ما، لسيطرة ونفوذ تنظيم «الدولة الإسلامية» في ساعات الليل مع نشاطات متزايدة انتقلت من العمليات الفردية إلى الهجمات الواسعة، وفق ما أكد لـ«القدس العربي»، ضابط برتبة مقدم في قوات البيشمركه الكردية.
وتمثلت العمليات التي نفذها «الدولة» بهجمات متزامنة استهدفت الحشد العشائري والقوات الأمنية والحشد الشعبي، في مناطق نواحي العباسي والزاب والرشاد، وأدت إلى وقوع قتلى في صفوف الطرفين.
ووفقا للضابط، فإن التنظيم «أعاد نشاطاته في مناطق جنوب كركوك وقضاء الحويجة وطوز خورماتو وناحيتي الرشاد والعباسي مستهدفا الحشدين العشائري والشعبي والشرطة الاتحادية خلال اليومين الماضيين».
وبين أن «حكومة بغداد طلبت مساعدة قوات البيشمركه لضرب خلايا تنظيم الدولة، لكن حكومة الإقليم اشترطت رفع العقوبات والبدء بمفاوضات جدية للتوصل إلى حل الملفات الخلافية، خاصة الأراضي المتنازع عليها وحصة الإقليم من ميزانية الدولة والتفاهم حول تصدير نفط الإقليم وايرادات المعابر الحدودية».
وحذر الضابط من «احتمالات واردة لانهيار في صفوف القوات الأمنية في مناطق كركوك شبيهة بانهيارها أمام تنظيم الدولة عام 2014 في الموصل ومحافظات أخرى».
وأعتبر أن «خروج قوات البيشمركه من كركوك بعد الاستفتاء كان أهم أسباب ضعف الأمن في مناطق كركوك».
وأكد أن «قوات البيشمركه ستعود بشكل تدريجي إلى كركوك وجميع المناطق المتنازع عليها التي خسرتها في أكتوبر/تشرين الأول 2017 بعد التفاهم مع القوات الأمريكية، التي لن تجد خيارا لمواجهة تنظيم الدولة في تلك المناطق سوى عودة قوات البيشمركه اليها».
وزاد في هذا االسياق، أن «الأمريكيين يثقون بقدرات قوات البيشمركه، وقد جربوا التعاون معها في قتال التنظيم بعد سيطرته على الموصل وهروب القوات الأمنية منها».
ونفى أن تكون هناك «أي صلات بين قوات البيشمركه ومجموعات مسلحة كردية تقاتل قوات الحشد الشعبي والعشائري والقوات الأمنية في مناطق كركوك»، لكنه قال: إن هذه المجموعات المسلحة «هي من مقاتلين أكراد يحملون فكرا جهاديا انتفضوا ردا على اعتداءات القوات الأمنية على كركوك والمناطق المتنازع عليها».
ورأى أن «هذه المجموعات الكردية المسلحة بايعت تنظيم الدولة وهي تعمل الآن تحت قيادته وهي من تنفذ معظم الهجمات التي تشهدها المنطقة».

ضابط في البيشمركه يحذر من انهيار القوات العراقية في كركوك
بسبب تصاعد عمليات تنظيم «الدولة»
رائد الحامد

الزيادة الطبيعية في إسرائيل: تراجع عند العرب وارتفاع عند اليهود

Posted: 29 May 2018 02:19 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: تعكس معطيات واسعة جديدة صورة مركبة لإسرائيل في 2018 من ناحية واقعها الاقتصادي ـ الاجتماعي في الذكرى السبعين لقيامها تزامنا مع النكبة الفلسطينية.
وتكشف معطيات واسعة جديدة عن تحولات لافتة في مجال الزيادة الطبيعية، أهمها تراجع نسبة الانجاب لدى العرب وازديادها لدى اليهود خاصة المتدينين.
ويشير تقرير سنوي لمركز « طاوب « لدراسة السياسات الاجتماعية إلى ارتفاع جودة المعيشة في إسرائيل مع ارتفاع نسبة العمل وتفاقم الغلاء خاصة أسعار الغذاء والسكن. ومع ذلك تبقى إسرائيل مع نسبة الفقر الأعلى بين دول منظمة التنمية والتعاون الدولية، وكذلك من ناحية اتساع الفوارق الطبقية بين الإسرائيليين. كما تظهر المعطيات أن الإسرائيليين يتمتعون بشروط صحية ومتوسط أعمارهم في ارتفاع لكن الجهاز الصحي عاجز عن مواجهة تزايد الحاجة للخدمات. وهناك مؤشرات على ارتفاع نسبة التحصيل الدراسي كالارتفاع في علامات الرياضيات بمستوى خمس وحدات خاصة لدى النساء.

ارتفاع نسبة العاملات العربيات

وتشير المعطيات الخاصة بفلسطينيي الداخل أن هناك ارتفاعا بنسبة النساء المشاركات في سوق العمل، كما لدى الرجال المتدينين المتزمتين اليهود(الحريديم) الذين عادة لا يعملون لانشغالهم بتعلم التوراة. لكن التغيير الهام يرتبط بالخريطة الديموغرافية، وحسب المعطيات تبلغ نسبة اليهود 74% و 21% فلسطينيون 5% يعرف كـ « آخر «.
يشار هنا أن فلسطينيي الداخل يشكلون 17% من السكان لكن البيانات الإسرائيلية تشير دائما لـ 21% لتشمل القدس وهضبة الجولان المحتلتين عام 1967 للمعطيات السكانية. وما زالت نسبة وفيات الأطفال لدى العرب أعلى منها لدى اليهود بأربعة أضعاف نتيجة تدني شروط الحياة الاقتصادية- الاجتماعية التي تؤثّر على الحالة الصحية. ويشكل « الحريديم» 12% من سكان إسرائيل ونسبة العلمانيين والتقليديين نحو 56%. وتبلغ نسبة الزيادة الطبيعية في إسرائيل اليوم 3.11% وهذه أعلى نسبة بين دول منظمة التنمية والتعاون الدولية.
وحسب المعطيات شهد العقدان الأخيران تحولات هامة في مجال الزيادة الطبيعية لدى كل الفئات السكانية خاصة لدى فلسطينيي الداخل: منذ 1960 تراجعت نسبة الزيادة الطبيعية خاصة لدى المسلمين منهم (وفق القاموس الإسرائيلي الذي يتعامل معهم وفق طوائف) بـ 64% وهي نسبة تبلغ 70% لدى الدروز (1.5 % من فلسطينيي الداخل) وفي المقابل هناك ارتفاع بالزيادة الطبيعية لدى اليهود بنسبة 21% منذ 1990 وهذا نتيجة ازدياد التكاثر لدى المتدينين المتزمتين (الحريديم) منهم وكذلك حتى لدى اليهود العلمانيين والتقليديين المحافظين. ولذا فإن عدد التلاميذ العرب في إسرائيل الذين بدأوا تعلمهم في الصف الأول هذا العام قد تراجع وهذا يتناسب مع تراجع عدد الأولاد التي تنجبها المرأة العربية في الفترة الحالية. وتتوقع المعطيات أن ترتفع نسبة اليهود المتزمتين (الحريديم) إلى 21% في عام 2059 مقابل 29% وفق توقعات دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية. وحسب المعطيات ارتفعت نسبة الحائزين على شهادة التوجيهي في الرياضيات بمستوى خمس وحدات من 11% إلى 14% في السنوات الثلاث الأخيرة.

زيادة نسبة المتعلمين العرب

وتؤكد المعطيات الإحصائية أن العقدين الأخيرين شهدا تغييرات هامة في مجال التعليم الجامعي: انخفاض حاد بنسبة الطلاب الملتحقين بكليات الآداب وبـ 20% في كليات المجتمع. بالمقابل ارتفعت نسبة الدارسين في كلية الأعمال بـ 50% وفي المهن الطبية زادت النسبة بـ 60%. وفي هذا المضمار سجل فلسطينيو الداخل تطورا لافتا حيث ارتفعت نسبة المتعلمين منهم في المرحلة الثانوية من 63 % عام 1990 إلى 90% في 2015 مقابل 97% لدى اليهود. كما ترتفع باستمرار نسبة النساء العربيات اللواتي يتعلمن مواضيع تكنولوجية وعلمية لكنها لا تترجم في نسبة الدراسة الأكاديمية وفي سوق العمل بهذا المجال.
وشهد العقدان الأخيران ارتفاعا كبيرا في نسبة النساء العربيات اللواتي يتوجهن للجامعات وهي نسبة مضاعفة مقارنة مع الرجال العرب. ومع ذلك تتركز النساء بشكل مفرط في تعلم مواضيع التربية وهذا يفسر مسيرة نسونة جهاز التعليم: أربع من كل خمس خريجات عربيات يعملن كمعلمات. ولدى الرجال هناك ارتفاع بنسبة المتخرجين في المواضيع الطبية والصحية نتيجة الطلب على هذه المهن وازدياد فرص العمل فيها خاصة أن الرجال اليهود توجهوا أكثر للمواضيع المتعلقة بالتكنولوجيا الحديثة والأعمال، علما أن الرجال الحريديم يقبلون على دراسة المحاماة.

الزيادة الطبيعية في إسرائيل: تراجع عند العرب وارتفاع عند اليهود
تقرير إحصائي جديد

وفد عسكري أمريكي يبحث في المغرب تطوير التعاون بين البلدين

Posted: 29 May 2018 02:18 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: عقد وفد عسكري أمريكي كبير يزور المغرب، سلسلة اجتماعات مع عدد من المسؤولين المغاربة وبحث معهم تطوير التنسيق العسكري بين الجانبين.
واستقبل المفتش العام للقوات المسلحة المغربية، عبد الفتاح الوراق، اول أمس الاثنين في مقره في الرباط، وفداً عسكرياً أمريكياً برئاسة الجنرال روبرت. بي نيلر، قائد قوات مشاة بحرية الولايات المتحدة الأمريكية، الذي يقوم بزيارة عمل للمغرب وقال بلاغ رسمي مغربي ان المسؤولين العسكريين، استعرضا المجالات ذات الاهتمام المشترك وسبل تطوير التنسيق بين القوات المسلحة في كلا البلدين و»أنهما أشادا من جهة أخرى بالحصيلة الإيجابية للتعاون العسكري بين البلدين، والذي يشمل تنظيم تداريب مشتركة، لاسيما التدريب السنوي «الأسد الإفريقي»، والمشاركة في مختلف التمارين، والدعم المتبادل، والتكوين وتبادل الزيارات» بالاضافة الى فرص تطوير هذا التعاون قصد الارتقاء بالتنسيق وتطوير التناغم والانسجام والتكامل بين الجيشين من خلال تقاسم التجارب والخبرات.
وقال البلاغ أن المسؤولين اللذين أكدا تشبثهما بمبادئ وأهداف التعاون العسكري المغربي- الأمريكي، اتفقا على تطوير هذه العلاقات بنفس روح الصداقة والثقة المشتركة.
كما استقبل عبد اللطيف لوديي الوزير المغربي المكلف بإدارة الدفاع الوطني، الجنرال روبرت بي. نيلر وقال بلاغ لإدارة الدفاع الوطني أن اللقاء جاء بناء على تعليمات ملكية وان المسؤولين عبرا خلال هذا اللقاء عن ارتياحهما لمتانة وجودة ودينامية التعاون الثنائي، وهو ما يعكس العلاقات النموذجية والشراكة الاستراتيجية القائمة بين واشنطن والرباط.
واضاف ان المسؤولين استعرضا مستوى التعاون المتميز بين القوات المسلحة للبلدين كما يجسده على الخصوص تنظيم تمرينات وتدريبات مشتركة متعددة الجنسيات بانتظام وبحثا سبل تعزيز هذا التعاون، لا سيما في مجال الدعم المتبادل وتبادل التجارب والخبرات.

وفد عسكري أمريكي يبحث في المغرب تطوير التعاون بين البلدين

رمضان السوريين: آمال تكافح الآلام: غابت خيمة رمضان وحضرت خيام التهجير

Posted: 29 May 2018 02:18 PM PDT

دمشق – «القدس العربي»: تقلبت أحوال السوريين كثيراً منذ رمضان عام 2011، وصولاً لرمضان العام الحالي، أحداث كثيرة جرت، وفصول تقلبت، وحياة مدن وبلدات انتهت، وبدأ أهلها حياتهم الجديدة، وكأنهم قد بعثوا من جديد، إلا أن حسرات الموت، ومرارة الحياة، لم تمنع السوريين من البحث عن حياة جديدة، مستغلين شهر الرحمة، لتنتعش عاداتهم الاجتماعية مجدداً، موقظة الحياة في أجسادهم التي أرهقتها الحرب.
رامي السيد، يرى أن أجواء رمضان لهذا العام، مختلفة كلياً عما سبق، رغم أجواء الصيام التي ينثرها ا المهجرون في مخيمات الشمال السوري، وأن الشهر الحالي، من أصعب أشهر الصيام على أهالي جنوب دمشق، خلال السنوات السبع الماضية، بعد إنتزاع الأهالي من مناطقهم وبلداتهم.
رامي، وهو ناشط، نقلته رياح التهجير من جنوب دمشق، إلى أقصى الشمال السوري، يقول لـ «القدس العربي»: السوريون يشتهرون بالخيام الرمضانية، والتي تتحول في شهر الصيام إلى مسرح للعادات والتقاليد السورية، ولكن في هذا العام، أهالي جنوب دمشق، باتوا في الخيام – خيام التهجير، ورمضان هذا العام، أول شهر يمر عليهم في خيام التهجير، ولا أحد يعلم متى يهل العيد الذي تنتظر قلوب السوريين المهجرين بالعودة إلى مدنهم وبلداتهم، التي حرمهم منها النظام السوري أو القوات الروسية.
هناك، في مخيم «دير بلوط» في ريف حلب الشمالي، تقطنه قرابة 600 عائلة، هجرها النظام السوري بشكل قسري من عدة مدن، يقول رامي: العادات الرمضانية، لهذا العام شحيحة، في المخيم، لأن المخيم أنشأ حديثاً، وغالبية العائلات المهجرة من جنوب دمشق، وصلته من أسابيع قليلة جداً.
ولكن رغم غياب، صناعة الحلويات المنزلية، وشح الطعام، وندرة المياه، إلا إن سوريي المخيم المهجرين، وفق ما قاله رامي: يحاولون جاهدين صناعة ممرات للحياة، وإغلاق طرقات اليأس، فـ «المسحر» يجوب المخيم ليلاً موقظاً الأهالي لتناول السجور، منادياً .. «يا نايـم وحـد الدايـم»… يـا نايـم وحـد الله».

تبادل المعلبات!

من المشاهد التي رواها «رامي»- الذي لا زال يقطن مخيم «دير بلوط» لـ «القدس العربي»: أن العائلات محافظة على تراثها الجميل في شهر رمضان، رغم وحشة الغربة، ومرارة ما آلت إليه الأمور، وقبل موعـد الإفطار، تقوم العائلات بتبادل «المعلبات الغذائية» المقدمة لهم كمساعدات من قبل تركيا، وبعض العائلات تتبادل ما تم تحضيره للإفطار، بغض النظر عن قلته.
العائلات تحاول أن تعيـش.. يوماً بعد يوم، تحاول أن تتأقلم مع الحياة الجديدة في المخيم، ومن هذه النقطة، بدأ الأهالي بالتحرك لزرع بذور الحياة في المخيم، رغم الحرارة المرتفعة والخيام، التي لا تقي برداً ولا حرا، فبعضهم يبحث عن المياه، ليوفرها للحي، بمقابل أو بالمجان، وآخرون يبيعون ألواح الثلج، وأناس يبيعون المشروبات الرمضانية في المخيم، وغيرهم لا زال يبحث عن عمل.

غيـاب الأذان

في مخيم دير بلوط – بريف حلب، يقول رامي: أكثر من يزعج الأهالي المهجرين، هو غياب صوت المؤذن، فيضطر الأهالي لمراقبة الشمس، وعقارب الساعة، خاصة أن المخيم حديث الولادة، لم يمض شهراً واحد على تأسيسه.
ويزد ، رغم كل المعاناة التي يعيشها الأهالي، إلا إن هنالك شيئا ما جاء مع قوافل التهجير من جنوب دمشق- جنوب سوريا، إلى ريف حلب- شمال البلاد، فصوت المسحر وضجيج الطبل الخفيف، يهدئ بعضاً من مشقات الغربة ومرارة التهجير، فيما يبقى الجميع ينتظر عيده، لتكتمل الفرحة بعودة الأهالي إلى منازلهم التي تركوا مكرهين مجبرين.
المختصة في علم الاجتماع «ربا رفاعي»، قالت لـ «القدس العربي»: أن السوريين بشكل عام، يميلون للعادات والتقاليد الاجتماعية، وأن المظاهر الرمضانية، وأجواء العيد، لم تغب عن السوريين، رغم أهوال الحرب التي عصفت بهم منذ سنوات.
وزادت، بل إن السوريين مع دخول شهر رمضان، تتدفق الحياة مجدداً لديهم، ويتفاعلون بشكل كبير مع الحياة، التي أتعبتهم، ويحاولون خلق أجواء من الفرح والسعادة، تواسي مصاباتهم الجليلة.
«رفاعي»، رأت أن رمضان هذا العام، هو الأشد قسوة على السوريين، بسبب حملات التهجير القسري للعديد من المدن والبلدات وسط وجنوب سوريا، وأن الأهالي يمكنهم التأقلم مع الصيام ومواساة الجراح، ولكن مأساتهم باتت أكبر بكثير من هذا، فهم اليوم بلا وطن، ويتم سحق موطنهم أمام أعينهم، من قبل الدول، وهذا سيعكس نتائج سلبية على حاضرهم، وعلى مستقبل الأطفال.
وفي غوطة دمشق الغربية، يقول الناشط «عبد الرحمن» لـ «القدس العربي»: رمضان هذا العام، مختلف كلياً، فها هنا، النظام السوري لا تنام عناصره منذ أيام، رشقات الرصاص، وحتى الرشاشات المتوسطة والثقيلة، تستخدم تعبيراً من تلك القوات بـ «الانتصار» الذي حققه حلف الأسد – روسيا- إيران- حزب الله، بإحكام سيطرتهم على العاصمة وريفها بشكل كامل.
وأضاف، هنالك حالة من الاستقرار الجزئي تعيشه بلدات ريف دمشق، ولكن الخوف الكبير يمتلك السوريين- ابناء المناطق الثائرة، من انتقام مخابرات الأسد وحلفائه منهم، خاصة بعد أن أصبحوا الحلقة الأضعف، في العاصمة ومحيطها.
وتحدث الناشط، أن الأجواء الرمضانية موجودة، ولكن بنسب قليلة، معللاً ذلك بالحالة الاقتصادية السيئة التي وصلوا إليها، أما النشطات الدينية فهي تقتصر على صلاة التراويح، بأعداد أقل مما كانت عليه سابقاً، وأن الخوف الباطني من بطش الأسد، دفع الكثير من الأهالي، إلى إلتزام منازلها.
وأشار عبد الرحمن، إلى أن الأجواء في العاصمة دمشق- في حالة أفضل من ريف دمشق، ولكن، المعاناة مستمرة والأجواء غائبة وحاضرة معاً، وأن السلطة الأمنية تحيط بكافة جوانب الحياة المدنية.

7akh

رمضان السوريين: آمال تكافح الآلام: غابت خيمة رمضان وحضرت خيام التهجير
يـزرعون بـذور الحيـاة أينمـا حلـوا وارتحلـوا
هبة محمد

التقاعس العربي عن فك حصار غزة

Posted: 29 May 2018 02:18 PM PDT

التقاعس العربي عن فك حصار غزة

الإصلاح في مواجهة الاستعمار

Posted: 29 May 2018 02:17 PM PDT

كان الإصلاح يعني في الحالة الجزائرية، طوال النصف الأول من القرن العشرين، مواجهة المؤسسات الطُّرقية ونظمها القائمة على تقديس الشيخ والعائلة وتمجيد عادات وتقاليد التي تكلَّست زمن تراجع التاريخ العربي وحضارته من دين ولغة. فقد انْبَرت الحركة الإصلاحية للفكر الخرافي ومتوالياته من البدع والأساطير والأوهام. لكن الحقيقة أن معنى الإصلاح لم يكن قاصرا على هذا فحسب بقدر ما اتسع أيضا إلى مواجهة النزعة الاستعمارية التي لازمت مؤسسات السلطة الفرنسية في الجزائر. وقد تطلب الأمر، بداية من تأسيس جمعية العلماء المسلمين، أن ينهض المصلحون بمهمة الحد من غلواء وشطط الاستعمار من داخل المؤسسات، والسعي للوصول إلى المجال العام من سياسة وإدارة كأفضل سبيل حديث للنهضة والرقي وتعديل شرط حياة الجزائريين. ونعتقد، تجنبا للنيل من قيمة النشاط الكبير الذي اضطلعت به الحركة الإصلاحية، خاصة رمزها العظيم ابن باديس،أن نلتفت أيضا إلى دورها في نقد الاستعمار واستثمارها في المجال الذي تخلت عنه الإدارة الفرنسية، ونقصد الدين الإسلامي واللغة العربية والتقاليد والأعراف والأحوال الشخصية.
لم تكف السلطة الفرنسية عن إصدار تشريعات واتخاذ إجراءات وتدابير تحد من وصول الأهالي الجزائريين إلى صفة المواطنة ومن ثم التحلي بالمركز القانوني والاجتماعي الذي يليق بهم في دولة المؤسسات العامة التي يجب أن لا تميز بين أفرادها حتى تنعت فعلا بدولة المواطنين، أو مواطنين في الدولة. وعليه، بعد العودة إلى تاريخ الحركة الإصلاحية الجزائرية، علينا أن نقف مليا عند نقد المصلحين للسلطة الاستعمارية، وهم يسعون إلى محاولة فضح وكشف تناقضات ومفارقات الإدارة الفرنسية في الجزائر، ولعّل أول هذه المفارقات وصف المؤسسات العمومية في الجزائر بأنها مؤسسات جزائرية، وأن الأهلي المسلم فرنسي لكنه يبقى خاضعا للشريعة الإسلامية، كما ورد ذلك صراحة في القرار المشيخي عام 1865، علاوة على سن مدونة كاملة من القرارات والإجراءات والتدابير الزجرية والردعية تصدرها السلطة تباعا لمستجدات الأوضاع والأحوال، مدونة عرفت بقانون الأهالي أفصحت بشكل سافر عن اضطهاد عنصري يتناقض البتة مع روح ومعاني المسعى الإنساني الذي جاءت من أجله فرنسا إلى الجزائر.
وعليه، تلافيا لكل تحليل خاطئ في شأن دور العلماء الجزائريين وموقفهم من نوازل وأحداث وتصرفات السلطة الفرنسية في الجزائر، نجدهم، أي المصلحين، لم يحاربوا الاستعمار، كما يشاع في الخطاب الشعبوي وفي المواقف والآراء المتحزبة، بل عمدوا إلى نقد تصرفات الإدارة عبر التماس الشرعية واحترام القوانين والعودة إليها لتبرير كل مسعى إصلاحي، ومن ثم فإن النشاط الإصلاحي كان في المبدأ والمسعى والغاية مؤسسا على الشرعية ولم يكن خروجا عن الإطار ولا نطاق مؤسسات الدولة، وأن أسلوب مواجهة النزعة الاستعمارية لم يكن لدى العلماء وغيرهم من الإصلاحيين بمعنى الحرب أو الثورة أو التمرد،كلا.. الرد بما تمليه روح المدنية التي طالما ألح عليها ابن باديس.
إن «نقد» المصلحين للوضع الاستعماري، كما نحاول أن نشرحه في هذا المقال، مفهوم يساعد على فهم أفضل لتاريخ الحركة الإصلاحية، عبر شخصية ابن باديس، في مواجهتها ليس للطرفية ومظاهرها فحسب بل مواجهتها أيضا للسلطة الاستعمارية. ومن هنا، يمكننا أن ندرك حقيقة الحركة الإصلاحية التي واجهت عبر الإصلاح الوضع الديني المتخلف ومتعلقاته في الجزائر، كما تصدت بالنقد لمعاملات الإدارة الاستعمارية حيال الأهالي المسلمين، وينجر عن كل ذلك إضافة معنى النقد لمفهوم الإصلاح في حالة الحركة الإصلاحية، عبر جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، بذلك يستقيم فهم دور الإصلاحيين في الجزائر الذي انطوى على الإصلاح الديني ونقد الاستعمار.
نقد الحركة الإصلاحية للوجه الاستعماري في نظام الحكم الفرنسي متأتي من الوعي الذي امتلك « العلماء» لحظة دخوله في لحظة إنتاج تناقضاته الصارخة ومفارقاته الفادحة. ونأخذ على سبيل المثال، لا الحصر، المسألة الدينية، التي كانت مبرر وجود الحركة الإصلاحية أصلا. فقد تبنت الدولة الفرنسية قانون الفصل عام 1905، وتم بموجبه فصل الكنائس عن الدولة، أو ما عرف بإضفاء الصفة اللائكية على نظام الحكم كأفضل سبيل إلى خروجه عن العصر الكنسي الظلامي، ومن ثم ضبط نفوذ وسطوة الكنيسة على الفرد والمجتمع في الدنيا والآخرة. غير أن السلطة كشفت عن مظهرها الاستعماري عندما امتنعت عن تطبيق قانون الفصل على الإسلام في الجزائر، وآثرت احتكار الأوقاف ونظم الطرق والعبادات ضمن صلاحياتها وسيادتها، مورطة نفسها في مفارقة لا يمكن أن تسوّغها الدولة اللائكية الحديثة.
ومن هذا المظهر، دخلت الحركة الإصلاحية إلى ممارسة حقها في نقد الاستعمار باعتباره جهازا لإنتاج التناقضات والمفرقات، وكونه ظاهرة مناهضة للتاريخ الحديث والمعاصر الذي يأبى الوحدات والأنظمة المتناقضة داخل الدولة ذات المؤسسات العمومية. وهكذا، يكون نشاط علماء الإصلاح قد استهدف في البد والسياق والغرض نقد الاستعمار بالأسلوب المهادن والسلس والمسالم الذي لا يعرِّض الوضع القائم للخطر ويحافظ في ذات الوقت على الخاصية الجوهرية للحركة كونها حركة إصلاحية وليس ثورية، ومؤسسة محافظة لا تمت للشعبوية والطرقية بأي صلة، بل مؤسسة في مستوى الوطن كله، تقدم الدين الإسلامي للشعب كله عندما يكون المقوم الجوهري للدولة الحديثة.
ظهرت الحركة الإصلاحية الجزائرية في سياق مدني وسياسي حديث لم تعهده الحركات الإصلاحية الدنية السابقة التي كانت تأتي لحظة أفول كل قرن. فقد جاءت الحركة الإصلاحية في جزائر « تزخر» بمؤسسات إدارية حديثة تعكس وضعية استعمارية اتسمت بالتعدد والاختلاف والتنوع الذي يأبى أي احتكار للحقيقة سواء أكانت اجتماعية أو سياسية أو حتى ثقافية/ دينية. في مثل هذا السياق الجديد كل الجدة على الجزائريين، اجترح رجال الإصلاح مشروعهم من أجل النهضة الجزائرية الشاملة وهم على وعي بأنهم لا يمتلكون كل حقائق المجتمع الجزائري، وأن أفضل سبيل إلى النهضة واستعادة ملامح الأمة وخصائصها هو إصلاح الوضع عبر مؤسسات الدولة ونقد قوانين السلطة الاستعمارية بمقابلتها بمعاني العدل والإنصاف وروح المدنية الحديثة والحرية والمساواة…

٭ كاتب/ باحث جزائري

الإصلاح في مواجهة الاستعمار

نور الدين ثنيو

رئيس وزراء جديد في الأردن… ما الذي سيتغير؟

Posted: 29 May 2018 02:16 PM PDT

ما الذي يمكن أن يتغير في الأردن لو أقيل او إستقال رئيس الوزراء الحالي الدكتور هاني الملقي وتم تكليف شخصية جديدة برئاسة الحكومة ؟.
السؤال لا ينطلق من قناعات راسخة مسبقا ويمكن بطبيعة الحال اتهام من يطرحه بالعبث والسلبية والمساس بمقدرات الوطن والاساءة لرموزه الى جانب اتهامات اخرى كثيرة مثل تمرير الوطن البديل او المساهمة في ثقب الاوزون.
لكنه صنف ديناميكي غريب جدا من السؤال في الحالة الأردنية.
هذا استفسار هادف وعميق يردده الجميع وتلوكه الألسن لكن لا احد يريد تقديم اجابة شافية ومقنعة عليه لأن الاجابة الصادقة تبدأ هنا من مناقشة اضطرارية حتى اذا حسنت النوايا لقضايا وملفات صنفها الناس انفسهم دون قيادتهم باعتبارها حمراء او بين الخطوط الحمراء.
أعلم شخصيا أن الحديث عن أزمة ادوات الحكم والإدارة اصبح بمثابة مسألة تحظى بإجماع وطني حتى وان كان القوم في الطبقات العليا يصرون على انكار وجود مثل هذه الأزمة.
أعلم ويعلم الجميع أن مراوغة النخب واللف والدوران في مسألة الاصلاح السياسي اولا وقبل كل شيء من الاسباب الموجبة لسرطنة الحياة السياسية في الأردن ولتلويث المناخ وارهاق ذاكرة الناس.
يعلم الجميع ايضا أن الدائرة العميقة لا تزال تخشى من انتخابات حقيقية حتى لا اقول مزيفة فقد ناضل الجميع ضد التزوير والتلاعب لكي يواجه الشعب الأردني عبقرية التكييف.
بعيدا عن المؤامرة الكونية على الأردنيين وانقلاب الشريك الاسرائيلي عليهم والوضع الاقليمي المتفجر والضيق الاقتصادي لا بد من رصد تلك المحطات التي ينكر فيها علية القوم الأسباب الموجبة لكل هذا الاحباط النخبوي الذي تشهده البلاد والذي صادف اليوم وبحكم ما يسمى خطة الاصلاح الاقتصادي أن انتقلت عدواه وفيروساته إلى الناس والجمهور مباشرة كل على قدر حجم ومستوى احتماله.
نعود للسؤال الأصلي الجوهري : لو تم احضار آينشتاين مثلا أو جمال عبد الناصر أو حتى مهاتير محمد وتكليف أي منهم بتشكيل حكومة جديدة في الأردن.. هل سيتغير الواقع؟.
كل الأردنيين « خير وبركة» وكل من تقلد موقعا عاما او وظيفيا أو سيتقلد محترم ومسؤول ووطني.
المطلوب ليس اسقاط رئيس الوزراء الفلاني أو تعيين البديل العلاني له.. المطلوب وببساطة شديدة ليس اسقاط اي حكومة ولا الفهلوة في ترتيب مشهد انسحاب اي رئيس وزراء.
المطلوب أكثر بكثير وهو تغيير النهج في الادارة والانحياز والبوصلة واسقاط تلك المنهجية التي تمنح الثقة في المواقع العامة لأشخاص إما طارئين على الحياة العامة او على المجتمع أو أصحاب رأي متشنج ومتشدد في الطبخ الاقتصادي او اشخاص لا يمثلون حتى الشرائع الاجتماعية والمناطقية والعشائرية التي اصبحوا في الموقع العام اصلا تحت عنوان تمثيلها عبر تلك المحاصصة المقيتة.
المحاصصة تعيد تذكير الأردنيين يوميا أن فرصتهم في التغيير والاصلاح السياسي تحديدا اقرب لفرصة «إبليس في الجنة» بسبب الانحياز للإنتهازيين والاقل كفاءة.
أصحاب الكفاءة والمهنية والسجل النظيف ضمن سياقات المحاصصة نفسها يتم اقصاؤهم وفرصهم نادرة.
على مستوى التكنوقراط والبيروقراط لايزال الموقف أكثر غموضا فقد استهدف مجموعة من الموظفين التنفيذيين وعلى مدار أعوام رموز البيروقراط الحقيقي وتم اقصاء وابعاد معظمهم بحجة ودعوة الحاجة لضخ دماء جديدة مع تركيز المناصب العليا في الدولة في احضان شخصيات تكنوقراطية من الوزن المتوسط بدون اي تقدير او احترام او اعتراف بالحاجة الى زعامات سياسية.
النتيجة هنا كانت مرعبة اداريا فالتكنوقراط متوسط العمر اصبحت لديه مخالب سياسية والصف الثاني من البيروقراطيين العميقين طورد مرة بوظيفته واخرى بإقصاء المنهجي.
في الاثناء ايضا تم اختيار بعض خبراء التكنوقراط الشباب عديمي الخبرة والاعلاء من شأنهم في الوظيفة العامة العليا ومع أن هذه الشريحة تحديدا تتميز بالطاقة والرشاقة والمرونة الا انها «إجتثاثية».
وليست على تماس بالمواطن الأردني ولا تؤمن اصلا بالشارع ولا تحترم أوجاع المجتمع وبدائلها الاقتصادية جذرية وفي بعض الاحيان متوحشة وتتمركز حول إرضاء مؤسسات النقد الدولية.
طوال الوقت كانت نخب التكنوقراط الشابة التي تم زرعها في عمق دوائر القرار لا تظهر اي رحمة في سبيل سلوكها الانتهازي وطموحها الدائم في الصعود.
والغريب أن شراسة التكنوقراط هنا استهدفت ايضا مبدأ الولاية العام للحكومة وحاولت التزيين احتمالات الاعتداء على ارض الخزينة وابتكرت أساليب غريبة عن الأردنيين قيادة وشعبا وحاولت تهميش حتى المرجعيات الأمنية التي تواطأ بعضها في بعض الحالات في الوقت الذي لم تظهر فيه اي من ملامح العقلانية والرشد في احترام اوجاع المواطن الأردني وخصوصا الاقتصادية.
في الوقت نفسه تحولت طبقة من الشخصيات التنفيذية الوظيفية الى شخصيات طاغية واهتزت ثقة المواطن بالمؤسسات وتصاعدت الشللية والعاب النفوذ التي لم تكن تحصل الا نادرا في تاريخ الأردن السياسي الحديث.
وأبعدت رموز العمل العام الوطني خوفا من سلسلة اوهام يحافظ على بقائها حية بطبيعة الحال كل هؤلاء المشار اليهم من الانتهازيين والشللين وغير الموهوبين الذين خدمتهم صدفة الوظيفة العليا.
بعد كل ذلك لا يعود امر الاشخاص مهما لأن المطلوب القناعة او الاقتناع بضرورة تغيير النهج قبل أي شيء آخر.

٭ إعلامي أردني من أسرة «القدس العربي»

رئيس وزراء جديد في الأردن… ما الذي سيتغير؟

بسام البدارين

ماذا جرى داخل السفارة الإسرائيلية في تونس؟

Posted: 29 May 2018 02:15 PM PDT

في إحدى الفلل الفخمة على أطراف العاصمة تونس، صنعوا المقر المفترض لسفارة إسرائيل فيها. واجترحوا الصعب والمستحيل ليقنعوا كل من تابع فصول الأحداث التي جرت فيه، بأن كل من استدرج لذلك المبنى السري كان في حكم المفقود، وكل من كتب له الخروج منه سالما معافى، كان بحق بمثابة الوليد الجديد، وبأنه لا مجال للشك والريبة في ما أظهرته الكاميرا هناك بالصوت والصورة من مفاجآت مدوية، وبراهين قوية على أن من كانوا يحسبون مناضلين لا يساومون البتة ولا يفاوضون أو يتراجعون أبدا عن مواقفهم ومبادئهم، ويعترف لهم العدو قبل الصديق بنزاهتهم والتزامهم بقضايا الأمة وهمومها، قد انكشفوا على حقيقتهم بمجرد أن دخلوه مخدوعين وغافلين لتسقط عنهم آخر أوراق التوت التي تواروا خلفها.
ويتضح بالأخير أنهم ليسوا سوى تجار وسماسرة جشعين، لا يقلون خسة ونذالة وخداعا عن سائر الخونة والعملاء، الذين لا يهتز لهم رمش واحد حين يبيعون أنفسهم وضمائرهم، وكل ما يمكلون في مزاد مفتوح لاعلى متقدم ويتنكرون بسرعة البرق لأقوالهم وعهودهم، فداء لجشعهم ونهمهم لكسب المنافع والعطايا والمناصب.
أما كيف فعل صناع السفارة ذلك، وكيف توصلوا لمثل ذلك الاستنتاج بمثل تلك السرعة والسهولة؟ وبأي أسلوب أو طريقة أمكنهم تحقيق ذلك الاختراق التاريخي الصادم؟ فتلك قصة أخرى لم تشغل، على ما يبدو، بال المشرفين على البرنامج التلفزيوني «شالوم» الذي يبث يوميا وعلى امتداد شهر رمضان على إحدى المحطات الفضائية التونسية وتدور أحداثه داخل تلك الفيلا وحولها.
وفكرة البرنامج الذي لا يؤكد معده على أنه «كاميرا خفية» مثلما يدل عليه عنوانه، بل يصر على أنه برنامج استقصائي وسياسي بالدرجة الأولى، هي أن يُدعى وجه سياسي أو رياضي أو فني بارز، لإجراء مقابلة مع إحدى المحطات الفضائية الأجنبية، فيجد نفسه في مواجهة مباشرة وجها لوجه مع من يفترض أنه حاخام يهودي وسيدة تعمل في ما يفترض أيضا أنها السفارة الاسرائيلية في تونس، ليعرضا عليه دعمه بشتى الوسائل، بما فيها المال والعلاقات والنفوذ، حتى يقبل أن يدرب فريق كرة اسرائيليا مثلا أو ينشئ حزبا ويخوض غمار الانتخابات، أو يقوم بمسعى لأجل التمهيد لتحويل الوجود السري للسفارة إلى وجود علني، ويحد من فورة الغضب الشعبي والمواقف المناوئة لإسرائيل في تونس. وبناء على ردة فعل الضحية، وهو هنا ذلك الوجه المعروف الذي سقط في الفخ، يتحدد بنظر معد البرنامج ومن ثم الجمهور، إن كان خائنا ومطبعا، أم وطنيا مخلصا وصادقا في دفاعه عن القضية. لكن الحلقة التي تظل مفقودة وسط ذلك الشريط المتسارع من الأحداث، هي تحت أي ظرف يمكن الوصول لتلك النتيجة.
وهل من الطبيعي والمقبول أن تكون كل السبل والوسائل جائزة ومشروعة لأجل انتزاع ما يبدو اعترافا أو إقرارا بالتصالح مع العدو، وان يكون الطريق لذلك هو الترهيب وحتى الاحتجاز في تلك الفيلا، رغما عن رغبة الضيف؟ وما قيمة المواقف والردود التي تقتلع من شخص مسلوب الإرادة لا يملك حرية القرار أو حق الاختيار؟ ثم ما الغاية اصلا من وراء دعوة وجه سياسي بارز، ووصفه مثلا بأنه شخصية معروفة بعدائها الشديد للكيان الصهيوني، واختزال كل ردوده على تلك المسرحية، وعلى العرض الافتراضي للتطبيع في كلمات مجتزأة ومبتورة من قبيل «ما المشكل من الحوار؟» أو «لا مشكل لي مع إسرائيل؟» والتشديد عليها، رغم أن صاحبها أقر مرارا وتكرارا بأنه كان مجبرا تحت التهديد بالسلاح، الذي تبين لاحقا أنه مجرد لعبة على التصريح بها، مثلما أعلن ذلك عبد الرؤوف العيادي قبيل عرض البرنامج؟ لا شك أن الحالات المعاكسة الأخرى التي ظهرت على النقيض من ذلك، أي تلك التي رأينا أو سنرى فيها شخصيات تظهر قدرا واضحا من الهدوء ومن برودة الأعصاب ورباطة الجأش، وكانت قادرة حتى على أن تدخن سيجارة وتقول بثقة وطمأنينة لمحاوريها أو محتجزيها في السفارة الافتراضية، بأنها لن تبيع ولن تخون ولن تقبل بالعمل أبدا ضد مصلحة الشعب التونسي، أو أن تونس ليست للبيع، ليست بأي حال حجة على صدقية المسرحية، أو دليلا على أن طبيعة الأدوار التي ظهرت فيها تتطابق مع الواقع بالفعل، وألا وجود أبدا لعنصر الإكراه والضغط لأجل انتزاع مواقف معينة من بعض الوجوه المعروفة بالتحديد.
لقد لخص بيان نقابة الصحافيين التونسيين القصة كلها حين قال عن البرنامج إنه «استند إلى الإثارة بدون تقديم أي مضمون أو فكرة تخدم المتلقي، عدا محاولة تشويه الأشخاص ووضعهم في سياق معين لمحاكمة نواياهم». وإنه «لا يمت بصلة للمنتوج الصحافي أو الاستقصائي، ولا يستجيب لمعايير البرامج الترفيهية المعروفة بالكاميرا الخفية ويتضمن انتهاكا صارخا لاخلاقيات المهنة» و «إن استعمال القوة والترهيب في التعامل مع الضيوف وإجبارهم على مواصلة المشاركة في اللقاء، وانتزاع تصريحات منهم لا يمت للعمل التلفزيوني والإعلامي بأي شكل من الأشكال»، و»إن التمرير اليومي لمشاهد تتضمن علم الكيان الصهيوني يعتبر تطبيعا مع الكيان المحتل وتمييعا للقضية الفلسطينية». ولكن هل الحل الذي طرحته النقابة في بيانها وهو» التعويل على وعي التونسيين لمقاطعة مثل تلك البرامج» واقعي وممكن بل حتى مفيد ومجد؟
إن نظرة خاطفة على حصيلة الانتخابات البلدية التي جرت مطلع الشهر الجاري في تونس، تجعلنا نرى بوضوح كيف أنه وبتزامن مع استمرار صعود الإسلاميين وتقدمهم على منافسيهم، كان هناك ضعف ملحوظ في الإقبال على صناديق الاقتراع، خصوصا من جانب فئة الشباب. وهو ما يشير إلى أن هناك قسما واسعا من تلك الفئة بالذات ليس مقتنعا أو متحمسا على الأقل للمشاركة في العملية الديمقراطية. ومثل ذلك العزوف ليس سوى المظهر الخارجي لمشكل أعمق وأكبر، يبدو متعدد الأسباب والجذور، ويهم في جانب منه ترهل الطبقة السياسية، وعجزها عن أن تكون قريبة من ذلك الشباب ومن هواجسه وطموحاته. والإشكال الحقيقي هو ألا أحد اختبر حتى الآن ردة فعل هؤلاء، لا على مدى استيعابهم للديمقراطية والحرية وطريقة فهمهم لها فقط، بل حتى على ما يدور من حولهم من أحداث وتحديات وفي ما إذا كانوا مؤمنين وملتزمين بالفعل، مثل الأجيال التي سبقتهم، بقضايا الأمة وعلى رأسها قضية فلسطين.
إنهم لم يراكموا إلا الإحباطات ولم يعبأوا إلا بمشاعر السخط والنقمة على تلك الطبقة السياسية وعلى قضاياها وشعاراتها. ولم تتح لهم الفرصة لأن يعرفوا ما تعنيه فلسطين لهم، أو ما يعنيه التطبيع مع إسرائيل لبلدهم. فهل في غياب ذلك يستطيع هؤلاء الذين لم يخرجوا لشوارع تونس في الرابع عشر من الشهر الجاري، بمئات الآلاف للاحتجاج على قرار نقل السفارة الأمريكية للقدس، أن يقاطعوا برنامجا تلفزيونيا فقط لأنه افتقد للمعايير المهنية والاخلاقية المطلوبة؟ ربما يكون التأمل في تلك الصورة المشوشة أهم بكثير من معرفة المزيد من التفاصيل عما جرى ويجري داخل مقر تلك السفارة المزعومة.
كاتب وصحافي من تونس

ماذا جرى داخل السفارة الإسرائيلية في تونس؟

نزار بولحية

الكرد… قراءة في نتائج الانتخابات العراقية

Posted: 29 May 2018 02:15 PM PDT

حالة التفتت التي أصابت كل الكيانات السياسية أصابت بدورها وبشكل أكثر تأثيرا القائمة الكردستانية، فبعد أن كان الكرد بحزبيهم الكبيرين وبقية الأحزاب الصغيرة ينزلون الانتخابات الاتحادية بقائمة موحدة، واتفاقات مسبقة في ما بينهم للحصول على أفضل اتفاق مع حكومة بغداد. إذ لطالما لعب الكرد دور بيضة القبان في صنع التحالفات وتشكيل الكتلة الأكبر، التي ستفرز رئاسة الحكومة، لكن الحال اختلف في انتخابات 12 مايو، إذ يبدو الكرد اليوم في أضعف حالاتهم، ويعزى ذلك لعدة أسباب، منها تداعيات حالة ما بات يعرف بـ»نكسة كردستان» في إشارة إلى حال كردستان العراق، بعد فشل الاستفتاء على انفصال الإقليم في سبتمبر الماضي، كذلك بسبب استعادة الحكومة المركزية لمحافظة كركوك في اكتوبر 2017 بعد توتر كاد يشعل حربا بين الإقليم والمركز، والنتيجة خسارة الإقليم للمدينة التي اسماها القادة الكرد «قدس كردستان» عندما تبجحوا معلنين أن المادة (140) من الدستور لم يعد لها وجود، لأنها نفذت على الارض، حيث سيطرت قوات البيشمركة الكردية على الأراضي المتنازع عليها، إبان هجوم تنظيم الدولة «داعش» في يونيو 2014 عندما انسحبت القوات المسلحة العراقية من محافظات شمال وغرب العراق.
كان الإقليم يمر بسلسلة من الأزمات الاقتصادية والسياسية والقانونية، نتيجة شلل حكومة الإقليم وانقسام الإدارة إلى إدارتين، واحدة في أربيل والأخرى في السليمانية، وسوء الحالة المعيشية للمواطن الكردي، الذي لم يستلم مرتبه منذ شهور طويلة، إلا عبر دفعات متباعدة تمثل أنصاف وأرباع مرتبات، وقد ألقت الاحزاب الكردية اللوم على حكومة بغداد واتهمتها بعدم دفع مستحقات الإقليم من الموازنة الاتحادية، في سياسة تجويع للمواطن الكردي.
بينما صرحت حكومة بغداد بدورها عدة مرات بأنها تمارس دورها الدستوري في السيطرة على ثروات البلاد من النفط والغاز، وواردات حكومة الإقليم من الضرائب وجبايات المكوس والجمارك، التي لم توردها حكومة الإقليم للخزينة المركزية منذ سنوات طويلة، ولا أحد يعلم أين اختفت مليارات الدولارات من العائدات التي ابتلعها فساد حكومة الإقليم. وبينما يقاسي المواطن الكردي أقسى ظروف المعيشة، تنهب الأحزاب الكردية ببنيتها العشائرية مؤسسات الإقليم، التي حولتها إلى ضياع قبلية تتنعم بريعها عوائل الساسة المتنفذين، حتى وصل الفساد إلى مديات غير مسبوقة، استدعى فرض قبضة حديدية على مدن الإقليم التي تحولت لساحات تظاهر مستمرة ضد الفساد المستشري في مؤسسات الإقليم.
لم يكن المواطن الكردي المنكوب ينظر إلى انتخابات البرلمان الاتحادي إلا من زاوية واحدة، هي إمكانية التوصل إلى حلول مع حكومة بغداد لتعود حياة ذوي الدخل المحدود إلى طبيعتها قبل الأزمة الأخيرة، ولم يشعر الشارع الكردي بحماس اختيار ممثليه الذين سيرسلهم إلى برلمان بغداد، الذي بات يشعر بجفوة تجاهه، لذلك كانت المشاركة في مدن الاقليم ضعيفة كحال بقية مدن العراق، حيث بات الشعور باليأس من الطبقة السياسية وبلا جدوى محاولة التغيير عبر صناديق الاقتراع هو السمة العامة.
واللافت للنظر هو فقدان الناخب الكردي ثقته بالحزبين الكرديين الكبيرين، لكن تجب الإشارة إلى سطوة النفوذ العشائري القائم على كارزما عائلة بارزاني، التي أدت إلى قوة وتماسك وجود الحزب الديمقراطي الكردستاني في مناطق نفوذه التقليدية في دهوك وأربيل، ما جعله يحظى بحال أفضل مما جرى لمنافسه الأكبر الاتحاد الوطني الكردستاني في مناطق نفوذه في السليمانية وكركوك، حيث تعرض الحزب إلى هزات عنيفة أدت إلى شروخ وانشقاقات، كانت نتيجتها ولادة تيار جديد هو «تحالف الديمقراطية والعدالة»، الذي يقوده القيادي السابق في الاتحاد الوطني برهم صالح. كما ظهرت حركة منافسة جديدة هي «الجيل الجديد» التي يقودها رجل الأعمال الشاب شسوار عبد الواحد. كما أن نفوذ «حركة التغيير» بات أكبر وأكثر وضوحا وأكثر ابتعادا عن أصله بعد رحيل زعيم الحركة نوشيروان مصطفى، الذي انشق قبل سنوات عن حزب «الاتحاد الوطني» أيضا. أما بقية جسد الحزب فقد توزعه ورثة الرئيس الراحل جلال طالباني، حيث ظهر الحزب على أرض الواقع بمظهر الحزبين الأول هو جناح القيادي القوي كوسرت رسول، والثاني هو جناح عائلة طالباني، التي سيطرت على إرث الرئيس الراحل، وهذا الجناح تقوده رسميا أرملة طالباني هيرو إبراهيم أحمد ونجلاه بافل وقوباد وابن عمهم لاهور طالباني.
تمت الانتخابات في 12 مايو الجاري في أجواء مشحونة بالاتهامات بين الفرقاء السياسيين، فقد اتهمت الأحزاب بعضها بعضا، فالحزب الديمقراطي الكردستاني توقع أن يفوز بأكثر من 25 مقعدا، وأكد أن حزب الاتحاد الوطني الكردستاني قام بعمليات تزوير واسعة وتغيير النتائج في محافظة السليمانية التي يسيطر عليها، وأن الديمقراطي يرفض نتائج تلك المحافظة ويطعن بها، ويطالب بالفرز والعد اليدوي فيها.
من جانبه أعلن حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بأنه كان يتوقع الفوز بـ25 مقعدا، وأكد أن الديمقراطي قام بعمليات تزوير واسعة وتغيير النتائج في محافظة أربيل التي يسيطرعليها، وأن الاتحاد الوطني يرفض نتائج تلك المحافظة ويطعن بها، ويطالب بإعادة الفرز والعد اليدوي.
كما أشار تقرير صحافي تابع إجراء الانتخابات الاتحادية في إقليم كردستان إلى أن «عملية التصويت انتهت بمدينة السليمانية على وقع أصوات الرصاص، التي ملأت سماء المدينة في أجواء معركة حقيقية بالقرب من المقر الرئيسي لحركة التغيير في المدينة. والاشتباكات التي أعقبت الانتخابات نجمت عن استهداف مسلحين تابعين للاتحاد الوطني المقر الرئيسي لحركة التغيير وسط المدينة، إثر إعلان حركة التغيير رفض نتائج الانتخابات، وإصرارها على تعرض النظام الإلكتروني للتصويت إلى الاختراق والتلاعب المسبق من قبل الحزبين الحاكمين في الاقليم». وقد أشار تقرير صحافي لموقع «درج» إلى أن «الأحزاب الرافضة لنتائج الانتخابات وهي ستة أحزاب، تتمثل في حركة التغيير، حركة الجيل الجديد، تحالف الديمقراطية والعدالة، الجماعة الإسلامية، الاتحاد الاسلامي، الحزب الشيوعي الكردستاني، لم تتوقف عند نشر ما وصفته بأدلة على التلاعب بالنتائج، وكشف تفاصيل عن ملابسات «اختفاء الآلاف من الأصوات الانتخابية» في السليمانية على وجه الخصوص، بل شرعت في مفاوضات لتشكيل جبهة عريضة لمواجهة الحزبين والطعن بالنتائج بالطرق القانونية. والأنكى والأدهى من ذلك هو ما ذهبت إليه حركة التغيير عبر إثارة النقاش حول ضرورة تشكيل جناح عسكري سماه نواب وقياديون فيها بـ»قوة حماية الديمقراطية»، بحجة منع تكرار حوادث إغلاق برلمان كردستان والتلاعب بنتائج الانتخابات والاعتداء على المتظاهرين السلميين، وغيرها من الخروقات للحقوق والحريات».
محصلة الانتخابات الاتحادية بالنسبة للقوى الكردية تمخضت عن الفوز
بـ 58 مقعدا (كان العدد في البرلمان السابق 63 مقعدا) موزعة بالشكل التالي؛ الحزب الديمقراطي الكردستاني 25 مقعدا، أما الاتحاد الوطني الكردستاني فقد حصل على 18 مقعدا، بينما حصلت حركة التغيير على 5 مقاعد والاتحاد الاسلامي مقعدين والجماعة الإسلامية مقعدين وحركة الجيل الجديد 4 مقاعد، بينما حصل تحالف الديمقراطية والعدالة الذي يقوده برهم صالح على مقعدين، وبذلك يمكننا فرز ثلاث كتل كردية مستقلة ومتنافرة في البرلمان الاتحادي المقبل.
وقد ابتدأت الكتل الكردستانية بالتوافد على بغداد للتفاوض مع القوائم الفائزة في محاولة للتعرف على رأي الكتل، ومعرفة إمكانية التفاوض والائتلاف معها. ميزة الوفود الكردية هذه المرة انها جاءت متفرقة، فقد زار وفد الحزب الديمقراطي الكردستاني بغداد يوم 22 مايو برئاسة سكرتير الحزب فاضل ميراني، الذي التقى عددا من القادة السياسيين، ولم يعلن عن نتائج ما تمخضت عنه هذه اللقاءات إلا بكلمات فضفاضة من التطمينات والمجاملات التي تحاول أن ترسم وضعا يبدو جيدا بين الإقليم والمركز، وهذا هو ما حصل مع وفد حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي زار بغداد بعد زيارة الوفد الأول بيوم واحد، فقد وصل الوفد الثاني يوم 23 مايو برئاسة الملا بختيار مسؤول الهيئة العامة للمكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، ومما تسرب من لقاءات القيادات الكردية في بغداد يبدو ان الطريق مازال طويلا للوصول الى اتفاق واضح في تشكيل الحكومة المقبلة.
كاتب عراقي

الكرد… قراءة في نتائج الانتخابات العراقية

صادق الطائي

 ارتدادات سياسية للظاهرة السلفية

Posted: 29 May 2018 02:15 PM PDT

عانت الجماعات المنضوية تحت إطار التيار السلفي من بعض الإشكاليات البنيوية، التي سوف تتفاقم مع الوقت، مشكلة تناقضاً في الخطاب وانقسامات فكرية وعملية. إحدى هذه الإشكاليات كانت تلك المرتبطة بقضايا الحكم والدولة. من الناحية النظرية كان التيار السلفي بأجنحته المختلفة على رأس التيارات المنددة بالعلمانية، والرافضة للتعايش معها باعتبارها مناقضة للإسلام.
هذا الرفض وصل حد اعتبار الدعوة إلى العلمانية بمثابة الدعوة لملة كفر، بل إن مشايخ الاتجاه السلفي مضوا أبعد من ذلك، وصولاً لاعتبار أن الديمقراطية نفسها كفر، هي وما ارتبط بها من مجالس وأدوات، لكونها تقود في المحصلة إلى التحاكم إلى الشعب لا إلى الخالق عز وجل.
لكن كل ما سبق كان مجاله التنظير التجريدي، فكان هدف المنهج السلفي أن يحذّر من العلمانية ومن الديمقراطية ومن الاتجاهات الوطنية أو القومية، لكن بدون أن يتعمق في الشرح، أو أن يقدم أمثلة لتلك العلمانية التي يجب رفضها. كما أن هذا الاتجاه كان عاجزاً عن بيان طرق مقاومة هذه الآليات السياسية المستوحاة من الغرب التي تناقض، بحسب وصفه، حقائق الإيمان، فهو ليس تياراً سياسياً حتى يقاوم هذه التوجهات من خلال السياسة، ولا يستطيع أن يتحول لتيار سياسي لعدة أسباب، منها ما يراه من مناقضة أي تحزبٍ لصريح ما دعا إليه الدين من أن يكون المسلمون أمة واحدة. من ناحية أخرى فإن أي قبول بالتسييس كان ينظر إليه بتشكك باعتبار أنه سيقود إلى القبول بآليات العمل داخل الإطار المؤسساتي للدولة، وهو ما سيعني التراجع التدريجي عن المبادئ، خاصة إذا كانت هذه الدولة مرتضية للقيم الديمقراطية.
هذا الطريق المغلق أدى لبروز ثلاثة اتجاهات مهمة من داخل البيت السلفي، اتجاهات سوف يدب بينها عداء سيتفاقم مع الأيام. الاتجاه الأول كان ذلك الذي أصر على تسمية الأمور بمسمياتها، وأن يدوس بقلمه وخطبه على الجرح شارحاً ما تم وصفه بالعلمانية المستترة أو الخفية، وهو أن تعلن دولة ما أنها دولة للشريعة، في الوقت الذي تتجاهل فيه تنزيل هذه الشريعة في تعقيدات قضايا الحكم والتحالفات الدولية والمسائل الدقيقة في عالم الاقتصاد والسياسة. هذا الاتجاه وجد نفسه في مواجهة شرسة مع الأنظمة السياسية، التي كانت ترى أنه يفضحها ويعريها، خاصة أنه كان يركز على نقطة مفادها أن الدولة الإسلامية ليست هي فقط تلك التي يقيم فيها الحاكم الصلاة، ويرعى مسابقات التلاوة وحفظ القرآن الكريم، ويقوم بما هو شبيه لذلك من مظاهر، بل هي الدولة التي تتحرك فعلاً بما يمليه عليها إيمانها في كل مناشطها.
مواجهة أكثر شراسة كانت تنتظر أصحاب هذا التوجه من قبل رفاقهم «السلفيين» الآخرين الذين اعتبروا أن في صراحة هذا الفريق وقاحة مناقضة للأدب الذي يجب أن يتحلى به الداعية، كما اعتبر النقد الصريح أو الضمني لنظام الحكم خروجاً على الحاكم يستوجب التأديب. من ناحية أخرى كان هناك رأي أقل تشدداً يرى أن الاجتهادات التفصيلية في نقد نظم الحكم، حتى إن لم تعد خروجاً مذموماً على الحاكم، تعد نوعاً من ممارسة السياسة، التي يجب ألا ينشغل بها السلفي.
الاتجاه الثاني الذي قاد إليه ذلك الطريق المسدود، كان اتجاه جماعات العنف التي برزت متغذية على ما سمعته من مصطلحات عن «الولاء والبراء» و»الكفر بالطاغوت» الذي يدخل فيه كل نظام يحكم بغير ما أنزل الله، كما يدخل فيه كل من عاون هذا الطاغوت وإن كان موظفاً صغيراً أو شرطياً أو جندياً. يشترك أصحاب هذه الاتجاه مع غيرهم من أبناء التيار السلفي في المبادئ ذاتها الرافضة للحكم المخالف للشريعة، كما يشتركون معهم في رفض التحول لتيار أو حزب سياسي لكفرهم بالآليات الديمقراطية أو المؤسساتية. الخلاف الوحيد بين الفريقين يبقى خلافاً حول طريقة العمل، حيث توصل أصحاب المدرسة العنفية إلى أن التغيير عن طريق البيان بالكتابة والجهد الفكري على طريقة الاتجاه الأول غير ممكن، ولذلك أباحوا لأنفسهم التحول إلى منطق التغيير باليد والسلاح.
أما الاتجاه الثالث فهو الأكثر شهرة وانتشاراً، وهو ذلك الذي فضّل النأي بنفسه عن هذه الأسئلة الشائكة، معتمداً التركيز على جوهر الإيمان والتوحيد، وغير ذلك مما يرتبط بشكل وثيق بالعبادات وتزكية النفس.
قضايا الحكم تبقى إشكالاً مطروحاً على أتباع المدرسة السلفية، خاصة من أصحاب الاتجاه الأخير، فهم من الناحية النظرية، كما ذكرنا، يرون شمول الإسلام وحيويته، وأنه لا يوجد فصل بين أجزائه وتعاليمه من سياسة أو اجتماع أو أحكام، لكنهم وبشكل عملي لا يشجعون أتباعهم وتلاميذهم على الخوض في الشأن العام، الذي يجب أن يترك للمختصين ورجال الدولة، حتى بلغ الأمر ببعضهم درجة محاربة القنوات الإخبارية، بحجة أنها تضيّع الوقت، وأنه ليس من واجب المسلم أن يتابع الأخبار خاصة إذا كان مجرد شخص من العامة.
لم يكن أولئك يدركون أن التسمية الواقعية لما يمارسونه من منهج هو «العلمانية» التي ينبذونها، والتي تجعلهم يحصرون أنفسهم في حلقات المدارسة، في الوقت الذي يترك فيه أمور الحكم لرجال الحكم. أما الهزة الكبيرة التي تعرضت لها المدرسة السلفية، والتي أخضعتها لامتحان صعب، فكانت تلك التي حدثت إبان موسم الاحتجاجات العربية. كان ارتباك الأسماء المؤثرة في الاتجاه السلفي ظاهراً، حيث تراوح الموقف من مساندة النظام القديم انطلاقاً من قاعدة «طاعة ولي الأمر» الأصولية إلى إجازة الخروج في التظاهرات، الأمر الذي كان مرفوضاً بشدة في السابق. لم يقف الأمر هنا وإنما قاد هذا الواقع الجديد لتأسيس أحزاب سلفية متعايشة مع النظم الحداثية من جهة، وباحثة لنفسها عن موطئ قدم داخل الفضاء السياسي من جهة أخرى.
كان من المتوقع أن يخلق هذا التدافع الجديد تنافساً بين السلفيين وغيرهم من التيارات الإسلامية، التي كانت أسبق لممارسة السياسة، كما كان من المتوقع أن يستخدم السلفيون العصا الشرعية في هذه المعركة، مبررين دخولهم معترك السياسة بأنه كان وفق مسوغات فرضها الواقع، وأنهم إنما دخلوا المجال السياسي من أجل التطهير، وبيان الفرق عن تيارات الإسلام السياسي الأخرى، التي كثيراً ما كانت توصف بالتهاون والتمييع.
كل هذا كان متوقعاً، لكن الذي صدم وفاجأ الكثيرين هو تحول هذه المنافسة من تسابق شريف مفترض لخدمة الإسلام إلى عداء محكم ومتجذر بين السلفيين وغيرهم، ممن سيطلق عليهم في كلمة مضغوطة لفظ «الإخوان». في هذا العداء سيكون كل شيء مسموحاً. ستلقى الكثير من الاتهامات وسيتم التركيز على نقاط الخلاف وعلى ما في منهج الإخوان من تجاوزات، ثم سيجد السلفيون أنفسهم في نهاية المطاف شركاء لمن كانوا يعادونهم بالأمس من قوميين وعلمانيين، في سبيل هدف إسقاط وإضعاف الإخوان، وهي كلمة لن تشمل فقط المنضوين تحت جماعة «الأخوان المسلمين»، ولكنها ستتحول إلى تهمة قد تلاحق حتى بعض الرفاق السلفيين. هذه التحولات المتسارعة المتمثلة في ظهور السلفية بنسخها الجديدة، السياسية أو العسكرية، إضافة إلى ترسخ تحول هذا التيار إلى معاون لا يمكن التقليل من شأنه لأنظمة الطغيان والاستبداد، كل هذا بات ظاهرة مثيرة للبحث والتنقيب.
كاتب سوداني

 ارتدادات سياسية للظاهرة السلفية

د. مدى الفاتح

الثقافة الغائبة عن الانتخابات العراقية

Posted: 29 May 2018 02:14 PM PDT

لم تكن الانتخابات العراقية نظيفة.. بل كانت أكثر لؤما أو أنها غير عادلة في أقل توصيف لها.. وإذا ما أردنا تخفيف الحدّة عنها سنقول إنها لا تمتلك أدنى فعل ثقافي لها.. سواء من قبل المرشحين في الكيانات والائتلافات، أم من قبل الناخبين أنفسهم.
فما ترشح بعد الانتخابات قد لا يُعطي صورة أخرى عن الذي جرى قبلها، وما تم تحشيده لكي يكون فعلها أقل حدّة مما يريده البلد من وراء هذه الانتخابات، فما بين مؤيدين للانتخابات بحجج متعددة من ألا طريق آخر لتصحيح المسار والتخلّص من سياسات الحقبة السابقة، التي امتدت لأكثر من 15 عاما، وتبديل الوجوه واستغلال ما طرحته المرجعية الدينية من أن «المجرب لا يجرب»، وهناك من سار على نهج المقاطعة والتحشيد لها تحت حجج أيضا لا تبدأ بأنها جرت تحت الاحتلال، وأن قانون الانتخابات غير عادل، ومن صاغه هي الأحزاب الدينية ذاتها، فضلا عن أنها لا تأتي بجديد، وستعود الوجوه التي يطلق عليها القذرة والفاسدة نفسها. وما بين السببين والطريقين والمجموعتين غابت الثقافة التي يكون معادلها الموضوعي أو قاسمها المشترك هو الانتخابات، وصورها وطريقة التعامل والتعاطي معها.
إن غياب الثقافة يعد واحدا من أسباب التعاطي المختلف في عملية الانتخابات، ولذا كانت النتائج مرهونة بغياب هذا الفعل الثقافي، كون الانتخابات هي عجلة الحياة الديمقراطية، والطبيعة لفعل التغيير المراد الوصول له في إقامة دولة مدنية، ولذلك فإن العملية برمّتها كانت عبارة عن عمل تسويقي، يعتمد على أميّة الفعل السياسي والتعصّب الفكري، سواء ما كان منه تعصّبا دينيا أو عشائريا، وما يلحق بهما من تعصّب طائفي أو قومي لحق بالعملية في صورتها الأعلى.
إن غياب الثقافة الديمقراطية والعمل السياسي، هما اللذان أديا إلى تراجع في القيام بعملية انتخابية نظيفة أو غير فاسدة، لأن الجميع بدءا من الأحزاب السياسية وكتلها تعتقد إن الانتخابات هي حصة اجتماعية، في أقل تقدير لها، إن لم تكن حصة دينية أو قومية، لأن المسوغ الذي يمنح صلاحية استخدام الطرق حتى لو كانت ملتوية في الدعاية الانتخابية مثلا، هو يصب في صالح الحصول على نتائج من دون التفكير في كيفية انتهاج صيغ صحيحة وصادقة لهذه الدعاية.. فما بين استخدام العشيرة للمرشح أو المرشحة، يأتي استخدام الانتساب الديني من مثل «انتخبوا مرشحتكم العلوية الدكتورة…..»، فهي قدمت نسبها لآل الرسول صلى الله عليه وسلم، على كفاءتها العلمية، وكذلك إلى المرشح الآخر «انتخبوا مرشحكم السيد المهندس»، أو «انتخبوا من قاتل دفاعا عن أعراضكم» في إشارة الى الحشد الشعبي، أو «انتخبوا من قاتل الأمريكان» في إشارة الى الفترة التي كانت فيها ما أطلق عليها مقاومة الامريكان، قبل أن يكون هنا صلح بين الاثنين في ما بعد. وكذلك «انتخبوا مرشحكم الذي يحارب التهميش» في إشارة الى الطائفة، أو «انتخبوا من جاهد لإسقاط النظام السابق» في إشارة إلى معارضته التي لم يعد الشعب العراقي يستسيغ مثل هذه الأقوال والكتابات، فضلا عن إلصاق صور لمرشحين مع صور رؤساء وزعماء القوائم.. والأدهى من ذلك فإن غياب الثقافة تجلى في وضع صورة لزوج مرشحة بدلا من صورتها، وكأنها تريد أن تعلن أن زوجها هو فلان الفلاني.
إن هذا الجانب أثّر على ثقافة الناخب الذي تأثّر بشكل كبير في التعاطف مع الكثير من الشعارات التي انطلقت قبيل الانتخابات في الحملة الدعائية الانتخابية، وبذلك فإن نظرة فاحصة للفائزين، سنجد أن الأغلب الأعم منهم تم انتخابهم ليس لكفاءتهم، بل لعدة أسباب أولا: لأنه وجه جديد تماشيا مع مقولة المجرب لا يجرب. وثانيا: لأنه تابع لكتلة او ائتلاف يتبع زعيما له كارزما مسيطرة على العاطفة. ثالثا: ردة الفعل على ما حصل في العراق طوال 15 عاما. ورابعا: التأثير العشائري على اللوحة الانتخابية. حتى لو نظرنا إلى الفائزين فإن أغلبهم ينحدرون من المناطق الريفية والاقضية والنواحي، التي تكون فيها العشيرة هي الغالبة والحاضرة بقوة في المشهد الاجتماعي، ومرد هذا أن المقاطعين أغلبهم هم من المدنيين الذين يطالبون بالتغيير، لكنهم فضلوا المقاطعة احتجاجا على ما يمكن أن يكون بعد الانتخابات من أن لا شيء سيتغير، وأن القوى الخارجية هي التي تحدّد شكل الحكومة، وأن الوجوه ستعود ذاتها، والفساد سيبقى من دون أن يضرب بيد من حديد.
إن ما حصل في الانتخابات العراقية من تراجع في القيمة الثقافية، هو لغياب الوعي الانتخابي وبالتالي يبيّن لنا ضعف وهشاشة الثقافة الانتخابية، التي تسبّبت بها الكتل السياسية التي تلعب على عواطف الناس، أكثر مما تضع برامج محددة لعملها السياسي.. ولذا فإن هذا الغياب أدى إلى النظر الى زعامات الكتل وليس الى البرامج والمناهج.
كاتب عراقي

الثقافة الغائبة عن الانتخابات العراقية

علي لفته سعيد

السودان: أزمة اقتصادية خانقة عند سلة غذاء العرب

Posted: 29 May 2018 02:14 PM PDT

سبق وجاءت خيبة أمل سودانية مع موازنة العام 2018، وأكملت الأزمة بشُح للوقود والمواد البترولية في السودان في أيار (مايو) لتدخل أسبوعها السادس على التوالي. وأصبح من المعتاد أن تنتظر السيارات وعربات النقل في صفوف طويلة أمام محطات الوقود حتى أوقات متأخرة من الليل وتصل إلى فجر الْيَوْمَ الثاني من أجل الحصول على قليل من الوقود، والذي وضعت السلطات حداً أقصى لبيعه من المحطات الرسمية يقدر بــ (215 جنيه سوداني وهو ما يعادل 5.6 دولار).
ما حدث أن هذه السياسة تسببت في ارتفاع جنوني في تعريفة المواصلات على كافة الخطوط الداخلية والسفرية متسببة في تكدس المواطنين في مواقف المواصلات أو السير على الأقدام بسبب انعدام سيارات النقل. وبلغت الأزمة حد الانعدام التام للوقود في الولايات الطرفية والمناطق خارج العاصمة توقفت بسببها طواحين الغذاء ودوانكي المياه. حيث تشهد عدد من الأقاليم أزمة مياه حادة بسبب انعدام الغازولين.
ما حدث هنا أن هذه الأزمة للوقود، جاءت لتهدد فعليًا بفشل الموسم الزراعي الذي يعتمد عليه غالبية سكان السودان في توفير غذائهم اليومي. وتشهد محطات الوقود وجود أمني مكثف لقوات الشرطة وقوات مكافحة الشغب وجهاز الأمن والمخابرات لإجهاض أي حراك احتجاجي يشعل شرارته غضب المواطنين في صفوف الانتظار الطويلة. وبينما لم تعلن السلطات عن أي زيادة رسمية في أسعار الوقود فإن تسرب المواد البترولية إلى السوق الأسود والمتاجرة بها رفع اسعارها خارج محطات الوقود إلى مبالغ خرافية وصلت إلى 600 جنيه (16 دولارا) للغالون الواحد.
أزمة الوقود جاءت لتصب في باقي الحياة السودانية، لتشهد الأسواق ارتفاعًا كبيرًا في أسعار السلع الغذائية، وبدأ السوق يعاني كسادًا حقيقيًا نسبة لتدني القوى الشرائية وتراجع مداخيل المواطنين مع تراكم الأزمات في كل مجالات الحياة في السودان.
الواقع أن أزمة الوقود هنا تأتي كانعكاس مباشر للأزمة الاقتصادية والتي برزت مظاهرها بشدة في ميزانية العام 2018. حيث أدى إعلان الميزانية إلى إشعال احتجاجات جماهيرية، اعتقلت جراءها السلطات الأمنية معظم القادة والناشطين السياسيين في لفترة امتدت إلى ثلاثة أشهر. وأيضًا وردت مظاهر الأزمة الاقتصادية على لسان المسؤولين الحكوميين أبرزهم وزير الخارجية السابق (ابراهيم غندور) الذي اشتكى علنًا للبرلمان من عدم مقدرة السلطات المالية توفير تكلفة عمل البعثات الخارجية وهي التصريحات التي أدت إلى اقالته من منصبه مباشرة في الْيَوْمَ التالي لتلك التصريحات. كما صرح نائب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء (بكري حسن صالح)،أيضًا للبرلمان، بعجز حكومته عن توفير الميزانية المطلوبة لصيانة مصفاة المواد البترولية حتى تتمكن من العمل للمواجهة احتياجات البلاد من الوقود.
سبق ونقلت الصحف عن وزارة الصناعة أن صناعات كبيرة في طريقها للتوقف بسبب انعدام الكهرباء والوقود، مثل صناعة الاسمنت. أيضًا ظهرت مظاهر الأزمة في اعلان وزير النقل والمواصلات عن افلاس شركة الخطوط الجوية السودانية وتسريح معظم العاملين بها الذين يبلغ عددهم 2000 عامل وموظف وطيار.
وفى بورتسودان، الميناء الرئيس للسودان، سبق وشهد بيع آخر سفينة من أسطول شركة الخطوط البحرية السودانية، بالإضافة إلى اندلاع مظاهرات عارمة فيه، احتجاجًا على خطط الحكومة إلى حل الجمعيات التعاونية لعمال الشحن والتفريغ وإستبدالها بشركات خاصة. هذا إضافة لإتجاه الحكومة إلى إيجار الميناء لشركات أجنبية لإدارتها مما يعنى الإستغناء عن العمـالة التي تعـمل حاليـًا في الميـناء.
إن أكثر ما يزيد حدة أزمة الحكومة الإقتصادية والسياسية الحالية هو انسداد أفق الحلول المؤقتة التي برعت الحكومة في اللعب على حبالها لتجاوز أزماتها المتكررة. فلقد إعتادت الحكومة في السابق على التسول الدبلوماسي من خلال التنقل في مواقفه في السياسة الخارجية بين المعسكرات الإقليمية والدولية المختلفة في مقابل الدعم المادي والعيني للخروج المؤقت من الأزمات الاقتصادية. إلا أن التقلبات السريعة والمتتالية لمواقف النظام السوداني، أدى إلى فقدان الثقة في الحكومة السودانية كحليف موثوق ويمكن الاعتماد عليه، بما أدى إلى عدم مخاطرة الدول بدعم الحكومة للخروج من أزمتها الحالية تحـسبًا لتغيـير مواقفـها ومسـاندة المعسكر الآخر.
على الجانب الآخر معلوم للجميع أنه يعاني النظام من صراعات داخلية شديدة تنهش في جسده من الداخل. فقد أطلقت عودة الفريق صلاح قوش إلى الجهاز التنفيذي وتقلده لمنصب رئاسة جهاز الأمن والمخابرات الوطني، حملة تصفيات شرسة للجناح المناوئ له الذي يقوده نافع علي نافع تحت ستار شعار مكافحة الفساد. وصلت هذه الحملة إلى اعتقال مدير قسم الأمن السياسي المشهور ببطشه في تعذيب المعارضين للنظام (عبدالغفار الشريف) والذي يعتبر أبرز الوجوه الأمنية في جناح نافع. وامتدت هذه الحملة للشركات الأمنية التي تساند جناح نافع وعبدالغفار وتحتكر قطاعات واسعة في الاقتصاد السوداني. إلا أن قوش سيواجه بسؤال حرج في مواجهته لهذا الجناح عن كيف سيتعامل مع الميليشيات الحكومية وخصوصًا ميليشيا قوات الدعم السريع التي تعتبر صنيعة جناح نافع بعد أن ازدادت أهميتها بالنسبة للنظام الذي يستخدمها في أداء الأدوار الإقليمية مثل المشاركة في الحرب في اليمن وتنفيذ خطط الاتحاد الأوروبي لمكافحة الهجرة من أفريقيا وخوض الحروب الأهلية في مناطق الحرب الأهلية في دارفور الكبرى وجنوب كردفان والنيل الأزرق.
نعم تزداد حدة الصراع الداخلي في المؤتمر الوطني حول إعادة ترشيح البشير بعدما أصبح وجوده عبئًا على النظام وعلى الحركة الإسلامية. وبينما يفضل الإسلاميون بقيادة نافع علي نافع وأمين حسن عمر وآخرين من قيادات الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني الدفع بمرشح آخر في انتخابات 2020، لإنقاذ وجودهم على مقاعد الحكم، يتمسك الجناح التنفيذي ببقاء البشير بشدة وأبرز وجوه هذا الجناح هم علي عثمان محمد طه وصلاح قوش ويستند أيضًا إلى الحليف الإسلامي الآخر المؤتمر الشعبي الذي يساند علنًا بقاء البشير.
رغم أن صبر الشعب السوداني قد يكون نفد، وأنه لم يعد بالفعل يطيق ولاية الفقهاء من الملالي العسكريين الجدد، ويبدو أن الشعب ضاق ذرعًا بهذه الحوزة العسكرية الحاكمة بسبب الفساد وارتفاع الأسعار وانعدام الإصلاح وتزايد الإنفاق على اعدام الحراك الشعبي الداخلي. المواطن السوداني لم يعد يكتفي بالبقاء على الهامش تكنولوجيًا واقتصاديًا واجتماعيًا في بلاد غنية، فيما محيطه الأفريقي والعربي يستضيف شركات غوغل ومايكروسوفت وآبل وغيرها من القطاعات الرائدة تكنولوجياً.
وسط ذلك يبقى أن هناك شعبًا محبًا للحرية والعدالة الاجتماعية في السودان، ويجب عمل كل شيء حتى لا تنجح خطط الأنظمة الحاكمة في تفريق هذا الشعب.

كاتب وباحث في تاريخ العلاقات الدولية والسياسة الخارجية

السودان: أزمة اقتصادية خانقة عند سلة غذاء العرب

د . محمد عبدالرحمن عريف

«مجموعة الأزمات الدولية»: مؤتمر باريس حول ليبيا قد يؤتي «نتائج عكسية»

Posted: 29 May 2018 02:12 PM PDT

طرابلس- أ ف ب : حذّرت «مجموعة الأزمات الدولية» الاثنين من «نتائج عكسية» قد يؤتيها المؤتمر الذي استضافته باريس حول ليبيا أمس الثلاثاء برعاية الامم المتحدة ويشارك فيه أبرز المسؤولين الليبيين بهدف التمهيد لاجراء انتخابات قبل نهاية 2018 في هذا البلد الغارق في الفوضى منذ 2011.
والاجتماع الذي يستضيفه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يشارك فيه كل من رئيس الوزراء فايز السراج وخصمه المشير خليفة حفتر، الرجل القوي في شرق البلاد، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح عيسى ورئيس مجلس الدولة خالد المشري.
وأعلنت الرئاسة الفرنسية مساء الاثنين ان باريس ستسعى خلال الاجتماع لانتزاع «التزام جماعي بفعل كل يمكن فعله من اجل أن تجري انتخابات (رئاسية وتشريعية) بحلول نهاية العام».
ولكن «مجموعة الأزمات الدولية» اعتبرت في مذكرة خطية الاثنين ان «الاجتماع قد يؤتي نتائج عكسية اذا لم يكن هناك توافق أوسع يشمل أطرافاً سياسية وعسكرية أخرى».
وأوضح مركز الابحاث أن هذا المؤتمر تغيب عنه بالخصوص مدينة مصراتة التي تعتبر فصائلها المسلحة من بين الاقوى في غرب ليبيا ويعتبر ساستها من الاكثر نفوذاً.
واضافت المجموعة في مذكرتها أنه «تمت دعوة عدد من الليبيين للمشاركة على هامش المؤتمر ولكن لن تتم دعوتهم للتوقيع على الاتفاق». وأوضحت ان هذا الترتيب لم يرق بالخصوص لوفد مصراتة الذي «رفض التوجه الى باريس ما ان أُبلغ بأنه لن يُعامل كبقية الوفود الأربعة».
ولفتت الى أن «إجراء انتخابات هذا العام هو أيضاً أمر غير واقعي من وجهة نظر تقنية بحتة»، مشيرة الى ان «لا الإطار القانوني ولا الإطار الدستوري متوفرين، وهي عوائق يبدو تجاوزها مستحيلا في خلال فترة قصيرة».
واقترحت المجموعة ان يصدر عن مؤتمر باريس إعلان «مفتوح» وخالٍ من التعهدات الخطية، محذرة من ان أي خيار آخر من شأنه ان يزيد من التوترات السياسية في البلاد ومن عدائية الاطراف التي تشعر بأن المبادرة الفرنسية أقصتها او همّشتها.
ولفتت «الأزمات الدولية» الى انه «لا يزال هناك الكثير من العمل الواجب القيام به كي يثمر أي جهد يرمي لتحقيق الاستقرار في ليبيا اتفاقا على (…) استراتيجية سياسية واقتصادية وأمنية قابلة للحياة ويمكن ان تنضوي فيها مروحة واسعة من الاطراف الليبيين وداعميهم الدوليين»، وهو امر «لا تتيحه المبادرة الفرنسية».
ودعا الإليزيه الى مؤتمر باريس ممثّلين عن 19 دولة معنية بالملف الليبي: الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي وإيطاليا، القوة الاستعمارية السابقة، والدول المجاورة لليبيا (مصر وتونس وتشاد) والقوى الإقليمية (الامارات وقطر والكويت وتركيا والجزائر والمغرب). ويشارك في المؤتمر أيضا كل من الرئيس الكونغولي دنيس ساسو- نغيسو، رئيس لجنة الاتحاد الأفريقي الرفيعة المستوى حول ليبيا، ورئيس بعثة الأمم المتحدة الى ليبيا غسان سلامة.
وماكرون الذي جعل من الاستقرار إحدى أولويات سياسته الخارجية المهتمة بقوة في منطقة الساحل، سبق له وأن رعى في تموز/يوليو 2017 لقاء بين السراج وحفتر قرب باريس.
وما زالت ليبيا تعيش على وقع أعمال عنف وانقسامات عميقة رغم توقيع اتفاق سياسي في كانون الاول/ديسمبر 2015 بهدف إعادة الاستقرار للبلد الذي غرق في الفوضى إثر الإطاحة بنظام معمر القذافي في 2011.
والاتفاق السياسي الذي رعته الأمم المتحدة أدى إلى تشكيل حكومة الوفاق الوطني. لكن هذه الحكومة لا تحظى بإجماع في ليبيا حيث تواجه خصوصا منافسة سلطة موازية في شرق البلاد مدعومة من قوات المشير حفتر.

«مجموعة الأزمات الدولية»: مؤتمر باريس حول ليبيا قد يؤتي «نتائج عكسية»

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق