Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الثلاثاء، 29 مايو 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


أحزان مصر لا تقتصر على محمد صلاح و«شوال الرز»

Posted: 28 May 2018 02:34 PM PDT

تتعدد مظاهر المأزق الشامل الذي يعيشه نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وتتعاظم معها أنساق القمع التي تعتمدها أجهزة السلطة في محاولات إسكات الشارع، في وقت يشهد فيه مستوى معيشة الفئات الشعبية الفقيرة وشرائح من أبناء الطبقة الوسطى موجات غلاء وارتفاع أسعار وهبوط في القيمة الشرائية للعملة الوطنية هي الأسوأ في تاريخ مصر الحديث.
وتحت ذريعة محاربة الإرهاب، وهو الميدان الذي ينتقل فيه النظام من فشل ذريع إلى إخفاق فاضح، تقوم السلطات بهدم مئات المنازل السكنية والمحال التجارية ومئات الهكتارات من الأراضي الزراعية شمال محافظة سيناء، حيث تجاوزت أعمال الهدم المنطقتين العازلتين في رفح والعريش. وإلى جانب افتقار هذه العمليات إلى أي سند قانوني، وعقم الإجراء من ناحية ردع الإرهاب أو تحجيم مساحات انتشاره، فإن الغرض الأبعد يمكن أن يكون إخلاء شبه جزيرة سيناء من السكان والعمران البشري، وهو هدف استراتيجي سعت إليه دولة الاحتلال الإسرائيلي منذ اتفاقية كامب دافيد سنة 1978.
كما تواصل أجهزة السيسي الإمعان في حملات اعتقال ناقدي النظام ومعارضيه، أمثال النقابي العمالي هيثم محمدين والصحافي في «أخبار اليوم» محمد البطاوي والناشط السياسي شادي الغزالي والمدون الساخر شادي أبو زيد، بتهم ملفقة غالباً تتراوح بين نشر أخبار كاذبة والتحريض ضد الدولة والانضمام إلى جماعة أسست على خلاف القانون. واللافت أن معظم هؤلاء يُعاد اعتقالهم بعد فترات احتجاز متفاوتة الآجال، وعلى نحو يجعل قرارات القضاء أضحوكة رغم كل ما يكتنفها أصلاً من ضغوطات الأجهزة الأمنية وألاعيبها. ولافت أيضاً أن دائرة الاعتقال لم تعد تقتصر على هذه الفئة من مناهضي النظام، بل أخذت مؤخراً تشمل أيضاً رجالات السيسي أنفسهم، كما في اعتقال حازم عبد العظيم الذي كان مسؤول قطاع الشباب في حملة انتخاب السيسي الأولى سنة 2014.
وفي غمرة موجة الحزن الواسعة التي عمّت أبناء مصر على إصابة النجم الكروي محمد صلاح، كانت فضيحة النادي الأهلي تضاعف الأسى وتضيف إليه جرعة إهانة وطنية. وكان تركي آل الشيخ، مستشار الديوان الملكي السعودي والمقرب من ولي العهد محمد بن سلمان، أو «شوال الرز» كما يلقبه الشارع الشعبي في مصر، قد وجه إلى جماهير «الأهلي» سلسلة إهانات تبدأ من الزعم بأنه أنفق على النادي مليار جنيه، ولا تنتهي عند تفاخره بتقديم «مكافآت» شخصية لأعضاء مجلس الإدارة، وصرف الملايين على حملة انتخاب رئيس النادي. وفي هذا كله لم تكن سلطات السيسي بعيدة، بالطبع، عن دائرة الإفساد والفساد التي أدارها تركي آل الشيخ.
وليس عجيباً أن تفلح هذه الدائرة ذاتها في تهريب آثار مصرية داخل الحقائب الدبلوماسية، وأن تكون بعض نماذج المهربات بضخامة تابوت فرعوني طوله متران، وأن تتم عملية التهريب علانية من مطار القاهرة وليس عبر البرّ أو البحر. وليس مستغرباً أيضاً ألا يُفتضح أمر هذه العمليات إلا في الخارج، على يد سلطات غير مصرية في الكويت أو إيطاليا.
وهذا مشهد يؤكد أن أحزان مصر الراهنة لا تقتصر على إصابة محمد صلاح أو انتشار فضائح «شوال الرز».

 

أحزان مصر لا تقتصر على محمد صلاح و«شوال الرز»

رأي القدس

السياسة وفنون العرض

Posted: 28 May 2018 02:33 PM PDT

تحوّل الخبر السياسي إلى مجرد عرض سمعي بصري يتميز بالرداءة، لكنه يشكّل مادة الاستهلاك اليومية لجمهور لا يبالي بالمضمون، محوّلاً أشكال الاستعراض السياسية إلى غذائه اليومي.
ولقد شهدنا في لبنان مسلسلاً لفن العرض، بدأ مع حكاية كوليت والمأساة التي تعرض لها الممثل زياد عيتاني، خلال حملة إعلامية وحشية رافقت اعتقاله وتعذيبه بتهمة العمالة لإسرائيل، ثم انتهت القضية على الطريقة اللبنانية كأن شيئا لم يكن، وخرج الممثل المسرحي بريئاً بعد إصابته بكدمات التعذيب والتشهير التي لا تُمحى بسهولة.
ردة الفعل على براءة عيتاني كانت لامبالية، فالمحققون الذين قاموا بتعذيبه لا يزالون في وظائفهم ولم يتعرضوا لأي مساءلة، والإعلاميون الذين روّجوا للتهمة وحوّلوها إلى استعراض وحشي للقتل المعنوي، اكتفوا بالصمت المؤقت، ثم عادوا إلى امتطاء أعمدة الصحف وبرامج «التوك شو»، وكأن شيئاً لم يكن.
ولعل الحفلة التنكرية التي افتتحها النائب نواف الموسوي في تغريداته عن فيلم «كفرناحوم»، هي نموذج للكيفية التي تحوّلت فيها وسائل التواصل الاجتماعي إلى منصة لتسديد الفواتير الثقافية بلغة فجة لا تشي سوى بكراهية عميقة للثقافة. وقد انتهت المسألة ببيان لـ«حزب الله» يتنصل فيه من تغريدات أحد أعضاء كتلة «الوفاء للمقاومة»، وبمحاولة من النائب بولا يعقوبيان لاستعراض طول باعها التلفزيوني، فقامت بتحويل الموضوع إلى نكتة.
والطريف أن النائب المحترم لم يرَ فيلم نادين لبكي، كما أن الأكثرية الساحقة من الذين شاركوا في السجال لم يروا الفيلم أيضاً، وهذا يعني أن حفلة الردح كانت ردة فعل على مشهد نيل لبكي جائزة لجنة التحكيم، أي على العرض الختامي لمهرجان «كان» السينمائي. أي أن ما استفز الموسوي لم يكن الفيلم بل كان مشهد الفتى زين، وهو لاجئ سوري في لبنان، يقف على منصة مهرجان سينمائي دولي!
هذا بالطبع مجرد تخمين، فعناصر استفزاز السيد الموسوي قد تكون متعددة، لكنه لم يفصح عنها.
المهم هو كراهية الثقافة واحتقار المثقفين، وهذا صار موضة لبنانية خصوصاً مع مقص الرقيب الذي لا يجد ما يلهو به سوى منع الأفلام اللبنانية، واعطائنا دروسه الحصيفة في الوطنية.
نحن في بلاد الشام، أي في لبنان وسوريا وفلسطين، نعيش لحظة الذروة في فنون العرض، وإذا كانت العروض السياسية في لبنان لا تزال محدودة الأضرار، فإن العروض في سوريا وفلسطين، بلغت ذروة لم يعد القاموس يسعفنا في وصفها.
كيف نصف على سبيل المثال العرض المستمر لنهب ركام مخيم اليرموك، وهو عرض يملأ مواقع التواصل الاجتماعي، وفيه لا نرى فقط أكبر مخيم فلسطيني وقد دُمر وسُحق وصار ركاماً، بل نرى أيضاً مشهد «تعفيش» متواصل لما تبقى.
وكلمة تعفيش مصطلح استنبطته التجربة المأسوية السورية، وهي تشير إلى تحوّل جيش النظام والميليشيات المساندة له، إلى عصابات من اللصوص، التي تنهب كل شيء. واللافت أن المعفِشين لا يأبهون للكاميرات، بل يمرون أمامها بلا مبالاة حيناً وبعلامات النصر حيناً آخر، ثم يهجمون على البرادات ومواسير المياه والكومبيوترات ويحملونها على شاحنات أو سيارات أو دراجات نارية ويمضون.
أغلب الظن أن المعفِشين يريدون للمعفَش بهم أن يروا، فاللعبة كانت واضحة منذ البداية، يجب إذلال الناس حتى آخر الذل كي يعرفوا أن العبد لا يستطيع التمرد، وأن عليه الخضوع لسيده. فالنظام الاستبدادي في سوريا لم يكن معنياً يوماً باسترضاء الشعب، فالشـــعب يجب أن يشعر كل يوم أنه ذليل ومهان، وهكذا يصير الأبد الأسدي واقعاً دائماً.
يصلح اليرموك أن يكون استعارة كبرى، انه استعارة فلسطينية للمصير الذي أعدته أنظمة الاستبداد العربية لشعب زائد ولا مكان له، لأن النظام العربي لا يرى في فلسطين سوى مبرر لوجوده الخانع. وهو استعارة فلسطينية لمصير قيادات فلسطينية تخلت عن الشعب وذهبت إلى وهم السلطة، وسكرت بالخنوع.
كما أنه استعارة سوريا كبرى، استعارة للمصير السوري عل أيدي النظام، وللانهيار الأخلاقي الذي عبّرت عنه ظاهرة الإسلاميين والدواعش، التي لم تكن سوى مطية لقهر الناس، وأداة لتحويل ثورة شعب يطالب بالحرية إلى كابوس.
لكن فلسطين لم تكن في حاجة الى استعارة إضافية كي ترى نفسها في مرايا الخراب النكبوي المستمر. فالجيش الإسرائيلي يشعر بأنه بات طليق اليدين في تعامله الوحشي مع الفلسطينيين، ولم تكن رصاصات قناصة الجيش الإسرائيلي المصحوبة بالضحك والمتعة السادية، في مسيرات العودة في غزة، سوى التعبير عن شعور الإسرائيليين بأنهم ملوك فن العرض الدموي، وأنهم يمتلكون ترخيصاً أمريكياً بقتل الفلسطينيين كما يحلو لهم، وبأن تدريب جنودهم على القتل الحقيقي هو التعبير الأمثل عن «طهارة السلاح» الإسرائيلي، الذي لا يتطهر إلا بدم الضحية الفلسطينية.
من القدس الى غزة شهد العالم عرضاً متواصلاً للوقاحة وانتفاخ القوة والعنصرية واللغة الدينية الأسطورية لا سابق له، ولقد تصرف الإسرائيليون برعاية الأمريكيين وكأنهم يؤدون عرضاً لأحد أفلام «الوسترن»، ولكن باللحم الحي.
فنون العرض السياسي التي تحتل بلادنا تتميز بالبجاحة والوقاحة والغرور، ولكنها تشير في الوقت نفسه إلى أننا في لحظة تشبه الوهم، حتى القتلة يتصرفون وكأنهم في مشهد سينمائي، كأن هذه اللحظة رغم كل آلامها ليست حقيقية، كأن اللاعبين ليسوا سوى ممثلين يقفون على خشبة مصطنعة، قي مسرح يوشك على الانهيار.

السياسة وفنون العرض

الياس خوري

شيخ لبناني يدعو إلى تقليد ملكة بريطانيا… فيديوهات استثنائية للتعفيش من مخيم اليرموك… والبقاعيون غاضبون لصورتهم في مسلسل «الهيبة»

Posted: 28 May 2018 02:33 PM PDT

كم مرة حدث في التاريخ أن صفّق الناس تحت الاحتلال لمحتل، وبالضبط لأنه يعاقب ويذلّ جنوداً من جيش يفترض أنه يمثل الوطن والسيادة وخلافه!
هذا ما أظهره فيديو من بلدة ببيلا في ضواحي دمشق، ظهر فيه عسكر النظام مبطوحين على الأرض في مشهد مذل، إثر اتهامات بالتعفيش والسرقة، فيما الناس تصفق وترفع هواتفها الجوالة للتصوير (هذا يبشر بفيديوهات أخرى مقبلة للمشهد نفسه).
لا ندري إن كان يحق السؤال، لماذا يصفق الناس لعدو صريح، كالعدو الروسي الذي قصف ودمّر، ولولاه في الأساس لما استمر قتل النظام، إن لم يكن عدوهم المحلي أفظع وأكثر توحشاً. كيف وصل الناس لأن يطلبوا العدل من عدو، إلا لأنهم لم يجدوا حيلة ولا أملاً بالخلاص من ظلم وتوحش العدو المحلي؟
الفيديو أحرج النظام السوري، ما اضطره لتوضيح أن هؤلاء الذين ظهروا في الفيديو ما هم إلا مطلوبون أمنيون وأسماؤهم موزعة على الحواجز. هي واحدة من مرات قليلة يشعر معها إعلام النظام بأنه مضطر للرد والتوضيح.
لقد أحرجه مشهد عساكره المبطوحين على الأرض، لكنه لم يشعر مرة بالحرج أمام مئات فيديوهات التعفيش نفسها المبثوثة هنا وهناك، والتي لا لبس فيها، بل هي مصورة بأيدي «عفّيشة» النظام ومقاتليه.
أعرفتم لماذا اضطر هؤلاء للاستنجاد بالعدو الروسيّ!

… ويهتفون لفلسطين!

تحتاج الفيديوهات الآتية من مخيم اليرموك إلى قراءة مغايرة عن كل ما سبق. هنا خلاصة الجنون، خلاصة العبث، خلاصة المصيبة التي حلّت بهذا البلد.
الفيديوهات التي تصوّر الدمار الهائل، الذي طال كل تفصيل في المخيم مصورة من قبل بعض أبناء المخيم ممن اختاروا الوقوف إلى جانب النظام. كيف ينظر هؤلاء إلى صورتهم لحظة دخول المخيم، غزاة؟ فاتحون؟ معفّشون؟ رافعين بنادقهم وكاميراتهم وأصواتهم من دون تمويه.
كان هؤلاء يتجولون في الحارات، يعدونها شارعاً شارعاً، هذا شارع صفد، وهذا لوبية، الجاعونة، بل أكثر من ذلك، هذه خزانة أم حسن، وهذه مكوايتها، وهذا هو البرميل الذي ضرب الحيّ! يعرف المصور، المقاتل، ابن المخيم، أن مخيمه يضرب بالبراميل المتفجرة العشوائية المتوحشة.. ويعرف أن مخيمه كان يضم آلاف المدنيين من أطفال ونساء وعجائز.
غزاة المخيم أبناؤه، يعرفون حجم المصيبة، يقول أحدهم وهو يضحك «لو أمي شايفة هالشوفة لتنجلط». للقاتل أمٌ إذاً، ولأمه قلب، وسيأسى قلبها لمشهد شارع صفد الذي كان يعج يوماً بالحياة والناس والذكريات والعربات. يعرف، ويضحك.
انظر ما حلّ بمشفى فلسطين (على الأرض)، يقول مقاتل آخر، والمرح لا يفارق صوته، يضحك، يضحكون، ويهتفون لفلسطين!

تقاليد ملكية

الشيخ اللبناني سامي خضرا أمر مشاهديه، (من المنبطحين والمنهزمين حسب تعبيره)، عبر فيديو نشره على حسابه في فيسبوك، أن يهرعوا إلى تقليد ملكة بريطانيا.
خضرا تابع أخبار حفل الزفاف الملكي الأخير لهاري وميغان، وشغف على ما يبدو بأوامر للملكة دعت فيها الحاضرين في حفل الزفاف لارتداء لباس معين، وإلى عدم البهرجة والتعري، والمحافظة في الماكياج وتسريحات الشعر وحتى في الأحذية، وكله حسب الشيخ خضرا.
وتحسّر خضرا: «لو كتبت امرأة لدينا لمعازيمها أن يلبسوا كذا، ولا يلبسوا كذا، كانوا قالوا وصلنا للقمر وأنتو وين بعدكم، ودعوا الخلق للخالق».
إنه شيخ فطن من دون شك، عرف كيف ينتقي من سلوك الملوك ما يناسبه، ويهمل ما عداه، بل ويهمل أجمل ما في الزواج الملكي نفسه الذي أشار إليه، تخطي الملكية لتقاليدها والزواج من جنسية ولون وثقافة أخرى، بل من مطلقة تكبر الأمير بثلاث سنوات… إلى آخره من دروس أهملها الشيخ، وأخذ ما يناسب (على وجه الدقة ما يعتقد أنه يناسب، فلا شك أن له تفسيره الخاص للباس الذي تدعو إليه الملكة)، مجموعة الأوامر المحفوظة لديه سلفاً والتي كانت أثارت ضجيجاً وسخرية في حينها، حين أمر مثلاً أن لا تضع البنت صورتها على بروفايل الفيسبوك، وتكتفي بوضع صورة لشجرة، وطالب بأن لا تتلفت المرأة لا تتلفّت ولا ترفع الصوت في الأسواق، مفضلاً أن لا تنزل السوق من أساسه، وإن اضطرت فلتمش الحيط الحيط… هذه بعض من مطالب الشيخ الملكي السيد سامي خضرا!

صورتنا في المسلسلات

يواجه مسلسل «الهيبة- العودة» (للمخرج السوري سامر برقاوي، وقصة هوزان عكو) اعتراضاً كبيراً في البقاع اللبناني، وصل صداه إلى القضاء.
الشارع البقاعي غاضب ويتوعد ويطالب بوقف المسلسل اعتراضاً على تقديمه للبقاعيين وكأنهم عصابات مسلحة، وأن مجتمعهم يقوم على الدم والأخذ بالثأر والاتجار بالممنوعات.
وحسب بعض المتابعات الصحفية فإن «إقحام شبكة دعارة في المسلسل بقيادة امرأة بقاعية» هو أكثر ما أشعل الغضب لدى البقاعيين.
الأمور مرشحة للتصاعد أكثر على ما يبدو إن لم يتحرك القضاء لإيقاف المسلسل، فيما الشركة المنتجة اكتفت بالتنويه إلى أنها أوردت في تيترات المسلسل أن العمل لا يمت للواقع بصلة.
غريب أمر بلادنا، تستفزها صورتها في الكتب، في المسلسلات، في السينما، لكن صورتها في الواقع لا تحرك لديها ساكناً. كل الرعب وتجاوزات السلاح والخروج على القانون وتجارة المخدرات الواسعة، وسوى ذلك الكثير، ليس بإمكانه أن يستفز أحداً!

كاتب فلسطيني سوري

7gaz

شيخ لبناني يدعو إلى تقليد ملكة بريطانيا… فيديوهات استثنائية للتعفيش من مخيم اليرموك… والبقاعيون غاضبون لصورتهم في مسلسل «الهيبة»

راشد عيسى

بلاد العرب: تشوه النقاش العام وفقدان ثقة المواطنين

Posted: 28 May 2018 02:33 PM PDT

تتسم حصيلة النقاش العام بعالمنا العربي حول شؤون السياسة والمجتمع بالمحدودية الشديدة.
فالأصل في حركة الفضاء العام هو صياغة التوافق حول أولويات المجتمع الأساسية (الصالح العام) في لحظة زمنية بعينها وتطوير تصورات محددة لطرق وبرامج تنفيذها يفترض أن تقبلها الأغلبية. وعلى الرغم من أن إنجاز هذه الوظيفة يرتبط مثاليا من جهة بالإدارة الليبرالية لترابطات الدولة والمجتمع والمواطن ومن جهة أخرى بعلاقات قوة متوازنة نسبيا بين القطاعات الشعبية تسمح لها جميعاً بالتأثير في عملية صنع القرار العام، إلا أنها ليست حكراً على الديمقراطيات وفضائها التعددي.
بل أن النظم الشمولية والسلطوية عادة ما تلجأ بصورة دورية إلى إثارة حوارات حول القضايا الخلافية في وسائل الإعلام والمنتديات الفكرية تدار على نطاق واسع بواسطة النخب الحكومية، وتخلق لدى أفراد المجتمع المعني قناعة بإمكانية المشاركة في النقاش وتحديد مضامين الصالح العام بغض النظر عن محدودية اختيارات الفعل المطروحة واقعيا.
أما في عالمنا العربي، فالفضاء العام شديد التشوه. لدينا ولا شك في نفر من المجتمعات العربية صحافة بها شيء من الحرية وإعلام متنوع ومنتديات للحوار تختلف توجهاتها الأيديولوجية ومواقفها السياسية، وهي مجتمعة تثير نقاشات مستمرة حول قضايا السياسة المركزية. غير أن الصحافة والإعلام ومنتديات الحوار المتنوعة، وبحكم عاملين رئيسيين، تفشل في إنتاج توافق وطني.
من جهة، بسبب منطق النفخ في قرب مقطوعة أو مقولات «دعهم يتكلمون وينتقدون ونحن لنا أذن من طين وأخرى من عجين» التي تهيمن على تعامل النخب الحاكمة مع الفضاء العام. ومن جهة أخرى، بسبب عدم قدرة الفاعلين غير الحكوميين من أحزاب وجمعيات ومنظمات أهلية ومثقفين على الإفادة من دور الصحافة والإعلام والبناء عليه لتحديد مطالبهم الديمقراطية المشتركة والضغط على النخب الحاكمة من أجل إقرارها، تقل حصيلة نقاشاتنا العربية حول السياسة، ثانيا، لغياب الشفافية عن مجمل الفاعلين الجمعيين من جهات حكومية وغير حكومية وانعدام مصداقيتهم لدى المواطن بالتبعية. ودعونا اليوم ننحي الطائفة الأولى جانبا، فجميعنا يعلم ما بمؤسسات الدولة الوطنية من فساد ولاعقلانية. واسمحوا لي أن نمعن النظر في الطائفة الثانية. لا يشتمل مشهد المنظمات غير الحكومية في العالم العربي على العديد من الإيجابيات. فعلى الرغم من أن بعضها يضطلع بأدوار هامة في قطاعات حيوية مثل حقوق الإنسان ووضع المرأة وإصلاح النظام التعليمي وجهود محو الأمية وغيرها، إلا أن الكثير منها يفتقد الشفافية والديمقراطية الداخلية ويغيب عنه بالتالي ذات المعايير الموضوعية الضرورية لنشر ثقافة توافق ديمقراطية.
وفي حين تتميز المنظمات غير الحكومية في المجتمعات الغربية على سبيل المثال ببحثها الدؤوب عن آليات غير سلطوية لصنع القرار، كما هو الحال في الحركات المناهضة للعولمة التي تخول مؤتمرات أعضائها المنتظمة معظم الصلاحيات التنفيذية في ظل غياب جهاز بيروقراطي بالمعنى الكلاسيكي، تتسم المنظمات غير الحكومية العربية بهيمنة النمط الأبوي السلطوي المستند إلى مركزية المدير أو بالقطع المديرة. والمدير أو المديرة لا يتغيران في الأغلب الأعم إلا وفقاً لمقتضيات البيولوجيا أو في الحالات الاستثنائية النادرة التي تكتشف بها فضائح فساد من العيار الثقيل. تزداد هذه الصورة قتامة عندما نأخذ في الاعتبار الطابع النخبوي الصريح للمشهد غير الحكومي في بلاد العرب والضعف البنيوي للعلاقات الترابطية بين المنظمات غير الحكومية وبين القواعد الشعبية. باختصار، يمكن القول أن الجزء الأكبر من الانتقادات التي توجه إلى الدول ونخبها الحاكمة على صعيد غياب المعايير الحداثية في إدارة دورها العام وصياغة أنماط تعاملاتها مع المجتمع والمواطنين ينطبق أيضاً على المنظمات غير الحكومية باستثناءات محدودة يرتبط أبرزها بمنظمات حقوق الإنسان. ويصبح من الطبيعي في مثل هذا السياق أن يفقد المواطنون ثقتهم في الفضاء العام ونقاشاته وأن ينظروا بريبة مبررة إلى فاعليه الحكوميين وغير الحكوميين.
ترتبط حيوية الفضاء العام ونقاشاته، ثالثا، بهيمنة ثقافة سياسية تقبل التعددية. وليس المقصود هنا مجرد الاعتراف أو التسليم بوجود الرأي الآخر بمنطق الأمر الواقع، بل الإيمان بأهمية التنوع في الرؤى والأطروحات والبرامج بهدف تحقيق الصالح العام. فثقافة التعددية الحقة إنما تستند من جهة إلى رفض الادعاء بقدرة أي طرف من أطراف اللعبة المجتمعية على الاحتكار المطلق والدائم للإجابة الأفضل على التحديات الراهنة، ومن جهة أخرى إلى قناعة مؤداها أن جوهر الصالح العام ذاته إنما يتحدد في ظل حوار متواصل بين قوى المجتمع بمواقفها المختلفة.
على النقيض من ذلك تظهر الأوضاع العربية الراهنة غلبة التوجهات الصفرية. فالنخب الحاكمة راغبة بالأساس في مناقشة أجندة وضعت هي بنودها بمفردها واستبعدت منها ما لا يناسبها وفي الصدارة قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات، والقوى الأخرى من أحزاب معارضة وهيئات ومنظمات غير حكومية تعيد إنتاج جوهر الاستبعاد هذا فيما بينها إن على أرضية خلافاتها الإيديولوجية أو بالنظر إلى رفضها الشامل للطرح الرسمي.

٭ كاتب من مصر

بلاد العرب: تشوه النقاش العام وفقدان ثقة المواطنين

عمرو حمزاوي

خير جواسيس الأرض!

Posted: 28 May 2018 02:32 PM PDT

إذا كان أشرف مروان زوج منى ابنة جمال عبد الناصر وأحد كبار مستشاري أنور السادات في سنوات حكمه الأولى والرئيس السابق للهيئة العربية للتصنيع، جاسوساً لصالح إسرائيل بالفعل، فكيف تمكنت مصر من مباغتة إسرائيل بعبور خط بارليف؟ ولماذا لا نفترض أنه كان عميلاً مزدوجاً قام السادات بدفعه لتسريب المعلومات لإسرائيل قبل الانقضاض عليها في السادس من أكتوبر/تشرين الأول 1973؟
يتصور البعض أن طرح هذين السؤالين كافٍ لحسم كل ما يثار حول تجسس أشرف مروان لصالح إسرائيل، وهو موضوع يسبب الحديث عنه الكثير من الضيق للملايين من أنصار اليقين المطلق بأن كل من حكم مصر بعد 1952 ليسوا فقط معصومين من الخيانة، بل إنهم معصومون أيضاً من وجود خونة في الدوائر القريبة منهم، فضلاً عن عصمتهم من الفساد والفشل وضعف الكفاءة وسوء الإدارة.
لا يصمد السؤالان كثيراً في وجه المعلومات التي يكشفها كتاب «الملاك: الجاسوس المصري الذي أنقذ إسرائيل» للمؤلف الإسرائيلي يوري بار جوزيف، استناداً إلى شهادات أُخذت ونُشرت في حياة عدد من القادة العسكريين الذين شهدوا حرب أكتوبر 1973، أكدوا فيها أن أشرف مروان كان المسؤول عن تمكين الإسرائيليين من منع السوريين من السيطرة على مرتفعات الجولان في حرب أكتوبر، بعد أن أدى تحذيره بخصوص موعد بدء الحرب إلى استدعاء قوات الاحتياط قبل أربع ساعات من المعركة، ولولا ذلك لكانت إسرائيل قد تورطت في معركة طويلة مريعة بعد خسارة الجولان، وكان ذلك سيزيد من فعالية الهجوم المصري على سيناء ثم على جنوب إسرائيل، بشكل كان سيجعل خسارتها فادحة على كل الجبهات.
بالإضافة إلى ذلك فقد استفادت إسرائيل من معلومات أشرف مروان في لحظتين حاسمتين، الأولى حين قامت قاذفات مصرية بإطلاق صاروخي جو ـ أرض في اتجاه مقرات قيادة الجيش الإسرائيلي في تل أبيب، لكن إسرائيل كانت مستعدة لتلقي الصاروخين، وقامت بضربهما وإسقاطهما في البحر، لأن خطط الحرب التي نقلها مروان كشفت عن نية إطلاق مثل هذه الصواريخ على تل أبيب، ولولا ذلك لأحدث سقوط أي من الصاروخين في قلب تل أبيب ضربة ذات وقع هائل على الروح المعنوية للجمهور الإسرائيلي، أو على منحى تطور الصراع.
يكشف الكتاب أن إسرائيل بعد أن تجاوزت الفوضى العارمة التي تجلت في الأيام الأولى من الحرب على كل مستويات صناعة القرار، استفادت بعد ذلك من المعلومات التي سبق لمروان أن أمدها بها عن خطط الجيش المصري وقدراته، وصارت حظوظ الجيش الإسرائيلي أفضل بكثير في ساحة المعركة، وهو ما جعل رئيس الموساد يأمر بدفع مبلغ قدره مئة ألف دولار لأشرف مروان مكافأة على ذلك التحذير، وهو رقم فلكي بمعايير ذلك الوقت، بالإضافة إلى ما سبق له أن تقاضاه من مكافآت وهدايا، ثم تواصلت بعد اندلاع الحرب بأيام خدمات مروان لإسرائيل حين ساعدها على معرفة نوايا السادات في إدارة العمليات العسكرية، بعد الضربة الموجعة التي تلقاها الجيش المصري الثالث، بل حين أرسله السادات إلى سوريا كان أشرف في الوقت نفسه يلبي طلب الموساد بمعرفة ما الذي يفكر فيه الأسد حقاً بشأن القتال مع إسرائيل، ولقي تقرير مروان ترحيباً واسعاً لأنه كشف أن أفكار الرئيس السوري بخصوص الحرب مع إسرائيل كانت أقل عدائية بكثير مما كان يتوقع الإسرائيليون.
في معرض رده على الآراء التي تدعي أن أشرف مروان كان عميلاً مزدوجاً محنكاً، يقول مؤلف الكتاب، إنه كان على مروان في تلك الحالة أن يؤخر تسريبه لموعد الهجوم المصري السوري المشترك إلى وقت متأخر، لتصبح استفادة إسرائيل منه غير ممكنة، لكن ما حدث أن مروان لم يكن يعلم أصلاً بموعد الهجوم الذي أخفاه السادات عن كل المقربين منه، بمن فيهم وزير خارجيته محمد حسن الزيات، وأن مروان استنتج الموعد بالصدفة حين زاره في شقته في لندن صديقه محمد نصير رجل الأعمال الشهير في ما بعد، وقال له إنه سمع من المدير التنفيذي لفرع الخطوط الجوية المصرية في لندن أن هناك أوامر صدرت من وزير الطيران المدني بتغيير مواعيد رحلات الطيران، ولأن ذلك الإجراء كان جزءاً من خطة الحرب التي يعرفها أشرف وقام بتسليمها للإسرائيليين، فقد قام بتحذير إسرائيل في وقت كان كافياً لنشر الجيش النظامي استعداداً للحرب واستدعاء القوات الاحتياطية، بل توجيه ضربة استباقية، وكون إسرائيل لم تقم بتلك الخطوات، فسبب ذلك هو ارتباك قادتها، وعدم رغبة رئيس هيئة أركان الجيش إيلي عيزرا والخاضعين لنفوذه بأخذ تحذيرات مروان على محمل الجد، وكان عيزرا نفسه في ما بعد أكثر المتبنين لنظرية أن مروان كان عميلاً مزدوجاً. شارك مروان في لعبة خداع محكمة لعبها السادات، لكي يبرر عدم اقتناعه بتحذيرات مروان ومعلوماته.
يورد الكتاب تفاصيل كاملة للقاءات التي جمعت بين أشرف مروان ورئيس الموساد تسيفي زامير، الذي يصف مروان بأنه «أعظم مصدر حظينا به يوماً»، في حين يقول العميد عاموس جلبوع رئيس شعبة أبحاث الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في الثمانينيات، الذي اطلع بعناية على المواد التي قدمها مروان، أنه لم يظهر في تاريخ إسرائيل كله جاسوس «جعل مصر شفافة بالطريقة التي فعلها مروان»، في حين يصف العميد أهارون ليفران معلومات مروان بأنها «من النوع الذي ترغب فيه وكالات الاستخبارات طوال حياتها، وقد لا ترى مثلها إلا كل عدة أجيال»، وقد تم حفظ هذه المعلومات في أربعة مجلدات ضخمة في أرشيف الموساد، تتضمن جميع التقارير والوثائق التي قدمها، والتي كانت في أغلب الأحيان أصلية وليست مصورة، وهو ما كان يثير استغراب ضباط الموساد، حين يطلعهم أشرف عليها، فيقول ضاحكاً إنه مطمئن أن أحداً لن يفتشه، كما تتضمن توثيقاً لانطباعاته الشخصية التي تفوه بها في جلساته مع ضباط الموساد، والتي ساعدت قرائها من ضباط الموساد على تكوين فكرة جيدة عن الحياة في الدوائر العليا للمجتمع المصري.
لعلك لن تستغرب حين تعرف أن الأجهزة الأمنية في مصر قامت مؤخراً بوقف تداول طبعة مصرية كانت قد صدرت من كتاب «الملاك»، الذي كانت قد صدرت ترجمته العربية في بيروت مطلع العام الماضي، صحيح أن ذلك القرار جاء متأخراً بعد انتشار الكتاب على الإنترنت، لكنك لا يمكن أن تفصل القرار عن التعتيم الإعلامي الذي تم فرضه على صدور الترجمة العربية للكتاب، على عكس ما حدث حين صدرت طبعته الإنكليزية، قبل أن تحكم الأجهزة الأمنية قبضتها على الإعلام. وفي الوقت الذي يتم توجيه شراشيح التوك شو ومخبري الصحافة إلى رمي اتهامات الخيانة والعمالة لكل من يعارض نظام السيسي، يستمر فرض الرواية الأمنية التي ترى أن أشرف مروان كان بطلاً، بدون تقديم أي دلائل على بطولته المزعومة، وبدون الرد على الاتهامات الإسرائيلية التي لا تمس شخص مروان، بل تكشف عن اهتراء بنية الدولة المصرية التي يمكن لفرد قريب من رأس الدولة، أن يجعل كافة أسرارها مستباحة في وقت الحرب، فكيف هي حال البلاد إذن في وقت أصبحت إسرائيل هي الحليف الأبرز والشريك الأكثر حرصاً على بقاء نظام السيسي بأي ثمن لن يدفعه غير المصريين؟

ـ «الملاك: الجاسوس المصري الذي أنقذ إسرائيل» ـ يوري بار جوزف ـ ترجمة فادي داود ـ الدار العربية للعلوم.

٭ كاتب مصري

خير جواسيس الأرض!

بلال فضل

مؤشرات على تفاهمات بين إسرائيل وروسيا حول وجود إيران في سوريا

Posted: 28 May 2018 02:32 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: يستعد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو للقيام بزيارة إلى أوروبا في محاولة لتجنيد دول مركزية فيها لجانب إسرائيل ضد إيران بما يتعلق بتواجدها في سوريا وبالاتفاق النووي معها وبالتزامن تؤكد مصادر روسية ما نقلته مصادر إسرائيلية حول تبني موسكو موقف تل أبيب في هذا المضمار. وقال نتنياهو في الكنيست أمس إنه سيزور أوروبا الأسبوع المقبل ويلتقي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وربما ايضاً تيريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية. لافتاً إلى أنه سيبحث معهم صد الطموحات النووية الإيرانية وصد التمدد الإيراني في الشرق الأوسط.
وتابع نتنياهو إنه سيعرض موقف إسرائيل بأوضح الأشكال وقال «لدينا خبرة طويلة. كانت هناك سنوات حين وقفنا لوحدنا ضد هذين التهديدين واعتقد أن الأمور قد تغيرت إيجابياً. وبطبيعة الحال سأعرض الأمور التي تعتبر ضرورية بالنسبة لأمن إسرائيل». زاعماً أن موقف إسرائيل في الشأن السوري واضح: نؤمن أن لا مكان لأي تواجد عسكري إيراني في أي جزء من الأراضي السورية. وأضاف ملمحاً لمواقف غربية وروسية « هذا يعكس ليس موقفنا فحسب بل يمكنني أن أقول بكل ثقة إن هذا الموقف يعكس أيضا مواقف أطراف أخرى في الشرق الأوسط وخارجه. هذا سيكون المحور الرئيسي للمناقشات التي سأجريها هناك».
كما قال إنه سيمثل إسرائيل في الاحتفالات التي ستقام في فرنسا لإحياء ذكرى مرور 70 عاما على إقامة العلاقات الثقافية المتنوعة بين إسرائيل وفرنسا. هناك الكثير للاحتفال به». ونقلت وكالة الإعلام الروسية، عن وزير الخارجية، سيرغي لافروف، قوله أمس، إن قوات الحكومة السورية هي الوحيدة التي يجب أن تتواجد على الحدود الجنوبية لسورية القريبة من الأردن والجولان السوري المحتل، في إشارة إلى القوات الإيرانية والمجموعات المسلحة الموالية لها. وجاء ذلك في مؤتمر صحافي مشترك في موسكو مع وزير خارجية موزامبيق جوزيه كوندونجوا باتشيكو.
وكانت مصادر إسرائيلية قد تحدث في السابق حول التوصل إلى تفاهمات مع روسيا بشأن مناطق خفض التصعيد في الجنوب السوري، وذلك في إطار اتفاق روسي أمريكي بالتنسيق مع الأردن، حيث طالب الجانب الإسرائيلي بإبعاد القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها، بما في ذلك قوات حزب الله اللبناني، إلى مسافة تصل إلى 60 كيلومتراً داخل العمق السوري؛ «بما يضمن أمن إسرائيل».
وفي سياق متصل، قال لافروف للصحافيين بعد لقائه وزير الخارجية الموزمبيقي: «أنا شخصياً لم أر الأنباء التي تحدثت عن تحضير الولايات المتحدة خطة تتضمن سحب قواتها من قاعدة التنف العسكرية. كما قلت سابقاً، لقد اختلقت هذه المنطقة بشكل مصطنع ولأسباب غير مفهومة بتاتاً من وجهة النظر العسكرية». وأشار لافروف إلى أن الجانب الروسي خلال اتصالات بين العسكريين الروس والأمريكيين يلفت انتباه الجانب الآخر لهذه النقطة. وأوضح الوزير الروسي علانية للمرة الأولى إلى أن قوات الحكومة السورية هي الوحيدة التي يجب أن تتواجد على الحدود الجنوبية لسوريا. مؤكداً أن الاتفاق على إنشاء منطقة لخفض التوتر جنوب غربي سوريا نص منذ البداية على أن القوات السورية فقط يجب أن تبقى على تلك الحدود. وعبر، أمس، المحلل العسكري في صحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، عن تقديرات المستويين العسكري والسياسي في إسرائيل أن روسيا مستعدة لمناقشة إبعاد أو سحب القوات الإيرانية أو «الميليشيات» الموالية لها، وعلى رأسها حزب الله اللبناني، من المنطقة التي تستطيع أن تشكل منها تهديدًا على إسرائيل.
وقال هرئيل إن التغير في الموقف الروسي جاء إثر الضربات العدوانية الإسرائيلية على مواقع في سوريا في العاشر من أيار/ مايو الجاري، وذلك لتخوف روسيا من أن تتسبب الهجمات الإسرائيلية بزعزعة نظام الأسد. واعتبر هرئيل أن بشار الأسد، بات غير معنيٍ بالوجود العسكري الإيراني على الأراضي السورية، وذلك لتجنب احتكاكٍ مباشرٍ مع إسرائيل»، إذ تزعم التقديرات العسكرية الإسرائيلية أنها دمرت نصف قدرة الدفاعات الجوية السورية خلال الغارات التي أعلنت عن تنفيذها، مؤخرًا، ضد أهداف إيرانية.
يشار إلى أن إسرائيل شنت سلسلة غارات عدوانية على أهداف في سوريا ادعت أنها عسكرية إيرانية، قتل فيها ضباط إيرانيون، بينهم المسؤول عن منظومة الطائرات دون طيار الإيرانية في سوريا.

مؤشرات على تفاهمات بين إسرائيل وروسيا حول وجود إيران في سوريا
لافروف: النظام يجب أن يسيطر على الحدود… نتنياهو: لا لأي وجود إيراني
وديع عواودة

مكتب محمد بن سلمان يقرر «إبعاد الأردن» عن الاتصالات مع إسرائيل

Posted: 28 May 2018 02:32 PM PDT

لندن- «القدس العربي»: طلبت شخصيات سعودية رسمية مشرفة على ملف العلاقات والاتصالات مع إسرائيل من الجانب الثاني الحرص على عدم تدخل الأردن تحديداً بمضمون وشكل وهوية الاتصالات التي تجري مباشرة وعبر أطراف ثالثة بين شخصيات سعودية وأخرى إسرائيلية.
وبرزت في الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك مؤشرات قوية على ان مكتب ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان يصر على إقصاء وإبعاد الأردن على المستوى المؤسسي والفردي عن كل مشاريع الاتصالات التنسيقية مع إسرائيل. واستبعدت تقارير دبلوماسية عميقة درست ظاهرة الاتصالات السعودية الإسرائيلية أن يتجه الحكم السعودي إلى علاقات علنية قبل إنضاج عملية سلام.
ولاحظت هذه التقارير التي اطلعت «القدس العربي» على مضمونها أن مساحة الاتصالات بين مستشارين وباحثين سعوديين ودوائر إسرائيلية عدة تزداد وتنمو بشكل كبير خلف الستارة لكن الجانب السعودي يحرص على عدم إظهارها إلا ضمن خطة سلام إقليمية شاملة.
وأشارت التقارير نفسها إلى ان الأردن يظهر اهتماماً برصد هذه الاتصالات في الوقت الذي حرص فيه الامير محمد بن سلمان على عدم التشاور مع الأردن بخصوص مثل هذه الاتصالات كما كان يحصل عادة في الماضي.
وتلمح تلك التقارير والتقييمات إلى أن أطرافاً سعودية قريبة جداً من مكتب ولي العهد طلبت مباشرة من قنوات إسرائيلية الحرص على بقاء أي نقاشات أو اتصالات بعيدة عن الأردن وعدم وضع الأردنيين بالصورة وهو حرص تضمن أيضاً محور الاتصالات بين السعودية وشخصيات ومؤسسات فلسطينية أيضاً من بينها مؤسسة بحثية يديرها أحد أقرباء القيادي البارز في حركة فتح اللواء جبريل الرجوب.
ويعكس الطلب السعودي حسب مراجع أردنية أزمة الثقة المتواصلة بين الأردن ومجموعة الامير محمد بن سلمان خصوصاً بعد ظهور خلافات لها علاقة بالدور التركي في ملف القدس وفي ملف المسجد الأقصى بصفة حصرية.
وهو موضوع ناقشه وزيرا الخارجية في البلدين عادل الجبير وأيمن الصفدي خلال لقائهما في اسطنبول مؤخراً .
ويأخذ الأردن على الجانب السعودي امتناعه في كل المنابر واللقاءات عن دعم الوصاية الهاشمية على الاوقاف الإسلامية والمسيحية في القدس.
اما الجانب السعودي فيتهم الأردن بالعمل على تشويش مواقف السعودية وبالمبالغة في العلاقات مع تركيا ورفض اتخاذ إجراءات ضد تنظيم الإخوان المسلمين الأردني خلافاً للبوصلة السعودية.
وتجلت الخلافات الأردنية السعودية الصامتة في قمة اسطنبول الأخيرة حيث اصطحب الملك عبد الله الثاني معه اربعة من الاشقاء له في العائلة المالكة كما عقد لقاء مجاملة مع الرئيس الايراني حسن روحاني. ويحرص الطرفان في المقابل على عدم التصادم علناً لكن الخلافات تتسع بشكل كبير وتصمد في ظل غياب لقاءات على مستوى القمة.

مكتب محمد بن سلمان يقرر «إبعاد الأردن» عن الاتصالات مع إسرائيل
الخلافات تتزايد بسبب «الوصاية» وعمان تتجنب الصدام العلني مع الرياض

حملات سعودية إماراتية منظمة وغير مسبوقة لحث العرب على مقاطعة السياحة إلى تركيا لضرب اقتصادها

Posted: 28 May 2018 02:31 PM PDT

إسطنبول ـ «القدس العربي»: تصاعدت بشكل غير مسبوق حملات لحث العرب على عدم زيارة تركيا من أجل الإضرار بقطاع السياحة التركي، وبالتالي ضرب اقتصاد الدولة التي شهدت بعض الاضطرابات في الاقتصاد مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية المبكرة والمقررة في الرابع والعشرين من شهر يونيو/حزيران المقبل.
وبعد أن ظهرت هذه الدعوات على شكل اجتهادات شخصية من بعض المغردين في بعض دول الخليج لا سيما السعودية والإمارات، بدأت تأخذ طابعاً منظماً في الأيام الأخيرة وشاركت فيها وسائل إعلام ومواقع إلكترونية سعودية بالدرجة الاولى.
وتركز هذه الحملات على حث السياح الخليجيين والعرب بشكل عام على عدم زيارة تركيا والبحث عن وجهات أخرى حول العالم، وذلك من خلال استخدام أساليب متعددة أبرزها التخويف والترهيب من أن السياح العرب في تركيا يتعرضون للخطر والقتل والسرقات، وأن تركيا تشهد حالة من عدم الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي.
وقبل يومين، دعا أردوغان، المواطنين إلى المشاركة في «إفساد المؤامرة الاقتصادية التي تحاك لتركيا» عبر تحويل ما بحوزتهم من عملات أجنبية إلى الليرة التركية، وقال أردوغان: «تركيا تتعرض لهجمة خارجية»، فيما أرجع رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، أسباب اضطراب أسعار العملة المحلية في الآونة الأخيرة، إلى عمليات تلاعب، مؤكدًا أن الحكومة تعرف مصدرها، وقال: «نحن على علم بمصدر التلاعب (بسعر الليرة)، ونقول لهم وللمتعاونين معهم في الداخل: لن تنجحوا الآن كما لم تنجحوا بالأمس، مهما فعلتم ومهما حكتم من مكائد».
وعبر العديد من الوسوم أبرزها «#مقاطعة_السياحة_التركية»، و«#خطر_السياحة_في_تركيا» نشر مغردين عرب أكثرهم سعوديين آلاف التغريدات التي حثت المواطنين على عدم السياحة في تركيا والبحث عن وجهات أخرى.
ومن خلال هذه الوسوم نشرت مقاطع فيديو قتل وسرقة قالوا إنها عمليات تستهدف السياح الخليجيين في تركيا، لكن ومن خلال بحث سريع عن مصادر هذه المقاطع تبين أنها تعود لجرائم جنائية حدثت في تركيا وخارجها خلال السنوات الماضية ولا تتعلق بحوادث تعرض لها سياح عرب.
وتدريجياً توسعت الدعوات لحث العرب على عدم شراء العقارات في تركيا وسحب استثماراتهم منها، معتبرين أن تركيا تشهد «انهيار اقتصادي» و«انهيار في العملة المحلية»، مستندين إلى التراجع الذي شهدته الليرة التركية في الأسابيع الأخيرة.
وأخذت هذه الحملات طابعاً منظماً بشكل أكبر مع مشاركة وسائل إعلام سعودية وإماراتية فيها، وإعداد فيديوهات تتضمن حملات كاملة لمقاطعة السياحة والاستثمارات وشراء العقارات في تركيا ليسهل تداولها وانتشارها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
تزامن ذلك مع ما تقول الحكومة التركية إنها حملات منظمة ومؤامرة خارجية كبيرة تستهدف ضرب تركيا من خلال الاقتصاد، وحذر كبار المسؤولين الأتراك من وجود مخطط للتأثير على نتيجة الانتخابات المقبلة في تركيا من خلال الاقتصاد أيضاً.
واستقبلت تركيا خلال الربع الأول من 2018؛ 5 ملايين و138 ألف سائح، بزيادة قدرها 35-36 بالمائة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، فيما قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن بلاده تستهدف استقبال 50 مليون سائح وإيرادات بـ50 مليار دولار أمريكي، بحلول عام 2023.
والعام الماضي زار تركيا أكثر من 700 ألف سائح سعودي، كما حل السعوديين بالمرتبة الثانية عربياً في تملك العقارات بتركيا والمرتبة الاولى من حيث القيمة، وهناك مئات الشركات السعودية والسعودية التركية المشتركة إلى جانب استثمارات بمئات ملايين الدولارات، رغم التراجع الكبير في العلاقات السياسية بين البلدين.
وفي مقابل ذلك نظمت تجمعات عربية حملات مضادة لحث العرب على القدوم إلى تركيا وقضاء إجازاتهم في تركيا ناشرين آلاف الصور التي تظهر المعالم السياحية والتاريخية وجمال الطبيعة في تركيا، وذلك تحت وسم «صيفنا في تركيا أحلى».
وقال القائمون على الحملات المضادة إن ما يجري مؤامرة سياسية من قبل دول عربية معروفة تحاول ضرب السياحة والاقتصاد التركي من أجل التأثير في نتيجة الانتخابات المقبلة في البلاد في محاولة لإنهاء حكم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم.
وفي مقابل حملات التخويف والترهيب التي انتشرت على نطاق واسع، نشر آلاف العرب قصصا وصورا من رحلاتهم السياحية إلى تركيا معتبرين أن ادعاءات وجود قتل وسرقات ضد العرب غير صحيحة حاثين السياح العرب على القدوم لتركيا وعدم التأثر بـ«الحملات الموجهة».
ورداً على حملة «صيفنا في تركيا أحلى» أطلقت حملة مضادة تحت وسم «صيفنا في تركيا أخطر» و«مقاطعة السفر إلى تركيا»، وذلك بعد مواجهة كبيرة بين وسمي «انهيار الليرة التركية» والحملة المضادة التي جائت بعنوان «ادعموا الليرة التركية»، واعتبر القائمين على هذه الحملة أن ترجع قيمة صرف الليرة التركية جاء بمثابة فرصة كبيرة للسياح لقضاء رحلاتهم وإجازاتهم في تركيا والاستفادة من رخص الأسعار وارتفاع قيمة الدولار مقابل العملة المحلية.
وكان الرد الأكبر على هذه الحملات من السعودية نفسها، حيث ناشد الكثير من المغردين السعوديين بضرورة عدم الخلط بين السياحة والسياسة، لافتين إلى تجاربهم في السياحة بتركيا تكذب الحملات التي تقول إن تركيا ليس بلد آمن ويشهد عمليات قتل وسرقة وغيرها.
وخلال العام الحالي فقدت الليرة التركية 20٪ من قيمتها، وبعد أن وصلت إلى 3.92 ليرة للدولار، تراجعت الاثنين إلى 3.6عقب سلسلة إجراءات من البنك المركزي التركي كان أبرزها برفع قيمة الفائدة الأساسية إلى16.5٪ قبل أن يتم رفع قيمة الفائدة على قروض اليوم والاسبوع، الاثنين، في خطوة يتوقع أن تؤدي لمزيد من التحسن في قيمة الليرة التركية.
وينظر الكثيرون على أن تراجع قيمة الليرة هي فرصة لتعزيز السياحة والتجارة من تركيا، حيث يؤدي ذلك إلى رخص أسعار السلع لم يشتري بالدولار، وجعل تكاليف السياحة أقل بكثير من أي مكان آخر.
وبالتزامن مع ذلك، وجّه الأكاديمي والمحلل الإسرائيلي ايدي كوهين، تهديدات للاقتصاد التركي، مشيرًا إلى تأثير اللوبي اليهودي، وذلك في معرض تقييمه لتذبذب سعر صرف الليرة التركية مقابل الدولار، وكتب في تغريدة على تويتر: «خسران يا أردوغان»!، ألا تعلم أن نصف ثروة العالم لعائلة يهودية واحدة فقط وهي الداعم الأول لإسرائيل فكيف بأثرياء اليهود الكثر الآخرين»، مهدداً بأن «القادم أدهى».

حملات سعودية إماراتية منظمة وغير مسبوقة لحث العرب على مقاطعة السياحة إلى تركيا لضرب اقتصادها
اردوغان يقول إن بلاده تتعرض لمؤامرة خارجية.. ويلدريم: نعلم هذه الجهات
إسماعيل جمال

فوضى فصائلية و«حجّيات» نافذون شمالي حلب… ماذا يحدث في مناطق «درع الفرات»؟

Posted: 28 May 2018 02:31 PM PDT

أنطاكيا – «القدس العربي»: منذ أن تمكنت تركيا من هزيمة تنظيم الدولة وطرده من آخر معاقله في مدينة الباب في ريف حلب الشمالي الشرقي مطلع العام 2017، حتى باتت مناطق شمالي وشرقي حلب أشبه بـ (كانتون مستقل) ينفصل عن مناطق المعارضة في إدلب وريفها وما تبقى من ريف حلب الشمالي والغربي من جهة مدينة حلب، وتحكمه فصائل المعارضة التي دعمتها تركيا خلال العملية العسكرية ضد تنظيم الدولة والتي حملت اسم «درع الفرات» .
ورغم توحيد جميع القوى العسكرية التابعة للمعارضة في المنطقة ضمن غرفة عمليات واحدة، إلا أن الحرب الفصائلية المعتادة بين فصائل المعارضة لم تنتهي، بل في ريف حلب الشمالي، بسبب الصراع على الهيمنة على المدينة أو طرقها التجارية أو طرق المحروقات فيها، وهو ما أدى لحدوث صدامات كبيرة بين الفصائل وحتى في بعض الأحيان بين «أفراد وعائلات» محسوبة على الفصائل المختلفة في المنطقة.

أهمية المنطقة

زادت أهمية منطقة «درع الفرات» أكثر فأكثر مع وصول آلاف المهجرين من مناطق مختلفة كدمشق وريفها وحمص وحي الوعر وريف حماة وغيرها من المناطق التي استولى عليها النظام السوري، وهو ما جعلها في الآونة الأخيرة ساحة لصدامات (مناطقية) كان آخرها اشتباك بين مجموعة عسكرية من مهجري حمص محسوبة على فرقة السلطان مراد، وبين مسلحين من عائلة «تمرو».
الناشطة «جوري مالكجان» التي عملت سابقاً في ريف حلب تقول في حديث لـ»القدس العربي» إن «السبب الرئيس في الاقتتالات التي تحدث في مناطق درع الفرات هو (الصراع على النفوذ) بالدرجة الأولى، وهذا يتعلق بعدة عوامل أهمها المناطق التي من الممكن التي يسيطر عليها كل فصيل ومواردها وأهميتها الاستراتيجية، إضافة للزعامات المحلية والعشائرية منذ عهد النظام والتي تحول كل منها إلى كيان مسلح بحد ذاته في ظل فوضى السلاح».
تضيف: «لعل حادثة اقتحام مشفى الحكمة في مدينة الباب قبل مدة، خير دليل على تسلط العديدين ممن هم محسوبون من المعارضة تحت تهديد السلاح والترويع والاعتقال، وقد برز ذلك جلياً في التهديد الذي وجهه القيادي في فرقة الحمزة الذي اقتحم المستشفى (اليابا) لكل من طالب بمحاسبته بسبب اقتحامه المشفى واعتدائه على كادره»، مشيرة إلى أن التعويل على الأتراك خطأ كبير، لأن تركيا تتولى الإشراف فقط على تلك المناطق أما النفوذ الفعلي في تلك المناطق فهو للفصائل، ومؤخراً تحول الجيش التركي إلى (شرطي مصالحات وحل نزاعات) بين الفصائل في محاولات مستمرة من قبل الأتراك لـ (لملمة) الحوادث التي تجري في مناطق نفوذهم في شمال وشرقي حلب وإبقاء الوضع تحت السيطرة.

حادثة

حادثة مشفى الحكمة في مدينة الباب التي قام بها المدعو (حامد بولاد الملقب بـ «اليابا») تركت انعكاسات سلبية وعلامات استفهام طويلة حول جهاز الأمن والشرطة والقضاء ونزاهتهم وقدرتهم على ضبط الأمور في مدينة الباب، فـ (اليابا) المتحدر من مدينة بزاعة الواقعة شمالي مدينة الباب، خرج بعد ضغوط كبيرة على المجلس العسكري كما أكد الصحافي حسان كنجو في حديثه لـ»القدس العربي»، موضحاً أن (اليابا) خرج بكفالة مالية، تم دفعها بطريقة هي أشبه بالرشوة من قبل شقيقه، وأن عملية خروجه تدل على فشل ذريع لما يعرف باسم المجلس القضائي الأعلى المتضمن القضاء العسكري والمدني، وكل ما تلقاه المعتدي كان مجرد شتائم وبضع صفعات أمام عدسات الإعلام، من قبل الممرضة التي تعرضت للاعتداء من قبله أثناء اقتحام المشفى والتي تعرضت هي الأخرى لاحقاً بعد خروجه للتهديد.
ولفت الصحافي إلى أن بعض القادة هناك يمارسون القمع والإرهاب بحق المدنيين ومن يتفوه عن تجاوزاتهم يكون مصيره الاعتقال والخطف كما حدث مع الدكتور «محمود السايح» الذي اعتقله فصيل «فرقة الحمزة» منذ أواخر الشهر الماضي بعد نشره بعض التجاوزات التي قام بها بعض قادة الفصيل المذكور وغيره، وكلامه عن (حجيات الشمال) المتسلطين، وهو ما دفع بكتيبة أمنية تابعة لفرقة الحمزة لمداهمة منزله واعتقاله ونقله إلى جهة مجهولة دون معرفة مصيره حتى اللحظة، وقد ظهرت مؤخراً تطورات جديدة بخصوص قضية السايح نشرها أحد أقاربه والتي تضمنت نسخة من الاتهامات الموجهة لـ «السايح» والتي كان من أبرزها انتقاد فصائل درع الفرات ووصفهم بـ «عبيد اردوغان»، إضافة للنيل من هيبة الرئيس التركي اردوغان و«تعكير العلاقات مع دولة مجاورة».
حيث جاء في نص الوثيقة تغريدات عدة من حساب السائح، موثقة بالتاريخ والساعة من بينها قول السايح أن (سيف اردوغان خشبي وتهديداته خلبية وأنه يميل إلى الدبلوماسية الناعمة» والتي نفى السايح فيها وجود قدح وذم للرئيس التركي، معبراً عن ذلك بأنه تحليل شخصي لا أكثر، إضافة لتغريدة أخرى قال فيها «السايح» إن تصريحات اردوغان عن وأد الجيش الذي كانت واشنطن بصدد تشكيله على حدود تركيا كانت مجرد «استعراض عضلات» لا أكثر، واصفاً الرئيس التركي بـ «باباي بعد وجبة السبانخ» وقد برر السايح ذلك بأن التغريدة كانت متزامنة مع استكمال «غصن الزيتون» لعملياته نحو تل رفعت وهو ما لم يحدث.
كما تضمنت النسخة المنشورة للاتهامات على وسائل التواصل، تغريدة أخرى وصف الوجود التركي في مناطق الريف الحلبي بـ (الوصاية)، وقد كان تبرير السايح خلالها بأن ذلك كان عتاباً للرئيس التركي لأنه تحالف مع الروس والإيرانيين، إضافة لاتهامه بوصف فصائل «درع الفرات» والفصائل المدعومة تركياً بـ «مرتزقة اردوغان وتركيا»، واتهامات أخرى تتعلق بتغريدة حول تسليم الأتراك مناطق شرقي سكة الحجاز بريفي حماة وإدلب للروس وإثناء الروس على ذلك وهو ما وصفه السايح في التغريدة المنسوبة إليه بـ «المديح البوتيني لاردوغان».

أمراء حرب

لفظ «الحجي» والذي كان يستخدم في فترة ما قبل الحرب السورية للدلالة على شخص أدى مناسك الحج أو بالعامية، كان يطلق على الرجل الطاعن في السن الذي تجاوز الستين من عمره، أما ما بعد اندلاع الحرب في سوريا فقد أصبح لفظ (حجي) هو أكثر الكلمات تداولاً، كيف لا وهو اللقب الذي حمله غالبية أمراء الحرب من قادة الفصائل وغيرهم، ويكون اللقب المرافق لصفة (حجي) هو اسم البلدة أو المنطقة التي انطلق منها أو يسيطر عليها، وقد تبع حادثة اعتداء المشفى في اليوم التالي اعتداء أحد (حجيات) المنطقة ويدعى (حجي الراغبية) على أحد المدنيين وضربه بشدة، متسبباً له بجروح خطيرة في مدينة الباب أمام الجميع بسبب عرقلة مرور (موكبه) في المدينة، وهو ما دفع الأهالي للخروج بمظاهرات غاضبة أحرقوا خلالها الإطارات مطالبين باعتقال القيادي ومحاسبته».
وعلى الرغم من أن المشاكل عادة ما تنشب بين الفصائل إلا أن المتضرر الأكبر هم المدنيون، ومما زاد الطين بّلة، هو تعدي بعض عناصر الفصائل على مهجرين من مدينة دمشق في شهر نيسان الماضي، حيث كان الاعتداء آنذاك من قبل مسلحين يتبعون لإحدى العائلات المحسوبة على أحرار الشام، على مدنيين من مهجري الغوطة الشرقية، وهو ما دفع فصيل أحرار الشرقية للتدخل وحدث اشتباك آنذاك، أسفر عن وقوع إصابات بين الأطراف، قبل أن تتجدد المعارك ليلة الأمس بين مسلحين من عائلة «واكي» في الباب وبين فصيل أحرار الشرقية، بعد الخلاف على مجموعة من (الفيلات) العائدة ملكيتها لأهالي الباب والتي يستخدمها الفصيل كمقرات له بعد الاستحواذ عليها، وقد انتهت الاشتباكات بتدخل أحرار الشام وتم استبعاد أحد قادات الشرقية بعد اعتباره سبباً مـباشراً لما جـرى.

فوضى فصائلية و«حجّيات» نافذون شمالي حلب… ماذا يحدث في مناطق «درع الفرات»؟
زادت وتيرتها بعد السيطرة على مدينة عفرين

أسرار «استرخاء» العمق الأردني: صفقة القرن «على الطريق» وميزتها «ليست فلسطينية فقط»

Posted: 28 May 2018 02:30 PM PDT

عمان – «القدس العربي» : تحمل الإشارة المرجعية التي تحدثت أردنياً في لقاء خارج الإعلام عن «استحقاق إقليمي كبير» مقبل وسيكون الأردن جزءاً حيوياً منه سلسلة من التلغيزات الهادفة العميقة التي يمكن عبرها تفكيك بعض التساؤلات المفتوحة والحرجة في الافق الوطني المحلي.
لا توجد تفصيلات حول الصنف الاستحقاق الإقليمي الكبير الذي تمت الاشارة اليه في احد اللقاءات بمنزل عضو البرلمان السابق مفلح الرحيمي.
يسمح المناخ هنا بطبيعة الحال بالتحليل والغوص في التفاصيل وعندما استفسرت «القدس العربي» من أبرز المفكرين السياسيين القادرين على التحليل وهو عدنان ابو عودة بادر الأخير لنقاش مفاهيمي في التراكيب اللغوية يحفر أكثر في الأعماق بدلًا من الاسترسال في وهج الكلام وابعاده اللفظية فقط.
أي حديث مرجعي سواء كان في الأردن أو أقنية وسراديب المجتمع الدولي والدول الكبيرة والقوية في مقاربات ابو عودة عن « استحقاق إقليمي كبير» لا يعني بالضرورة وجود صلة حصرية لا بالملف الفلسطيني ولا بمستقبل العلاقة الأردنية الفلسطينية.
يقترح ابو عودة هنا التجرد من التفكير الرغائبي عندما يتعلق الامر بالزاوية المختصة بدور الأردن ومصالحه ضمن خارطة المنطقة.
ويضيف نكهة خاصة عندما يحاول تذكير الجميع بضرورة التوقف عن طرح اسئلة لها علاقة بالأردن او سوريا او فلسطين او إسرائيل فقط وبصفة منفردة لان العالم لا يتحدث في مقايسات التفكير الدولي اصلا عن انظمة وحكومات فردية ولا عن شعوب محددة بل ينظر للجميع ضمن رؤيا لها علاقة بالإقليم.
قد تبدو مثل هذه القراءة عميقة فعلاً عندما يحاول باحثون استراتيجيون شباب من طراز الدكتور عامر السبايلة مثلاً الحرص دوما على الربط بين الإقليم وبين المصالح الوطنية الأردنية.
وسط السؤال الحائر والاجابة المفتوحة على الاحتمالات تحاول المؤسسة الأردنية اليوم قياسًا بوزنها الحقيقي ومصلحتها والاهم دورها في المستقبل القريب جداً مادامت لقاءات مرجعية ملكية تلمح إلى استحقاق اقليمي مقبل ليس بالضرورة كما يؤكد ابو عودة ان يرتبط بالتفاصيل الملفات سواء السورية او الفلسطينية بقدر ما يساعد المعنيين في العودة لجذر الفهم الاصلي لما تعارف عليه الاعلاميون اليوم باعتباره صفقة القرن.
لا يتخيل كبار الساسة الأردنيون هنا صفقة القرن محصورة بالملف الفلسطيني فقط لكنها تؤسس للتلازم بين الملفين السوري والفلسطيني على اقل تقدير وقد تشمل معها لاحقاً الملف العراقي.
ليس فقط لأن التفكير الدولي يتعامل مع قضايا المنطقة بصفة جماعية ولكن أيضاً وهذا الاهم لان لاعب كبير من وزن روسيا لديه مشكلات عميقة مع الغرب ولا يستطيع بحكم واقع هذه المشكلات ان يرى سوريا بشكل منفرد بل سيشارك الأطراف القوية الأخرى في التعامل مع التفصيلات الملف السوري ضمن رؤية شاملة للإقليم وليس للجغرافيا السورية فقط.
قد يفهم ضمن هذا المنطق الخطاب الأخير للرئيس فلاديمير بوتين وهو يستقبل الرئيس بشار الاسد عن ضرورة مغادرة جميع القوى المسلحة في الداخل السوري.
وقد تفهم في السياق نفسه تلك المناورة الأمريكية الروسية الأردنية الثلاثية التي تخفي سيناريوهات ما سيحصل في جنوب سوريا.
وأردنياً في المقابل قد تفهم تلك القناعات التي توثقت «القدس العربي» من رسوخها في بعض غرف القرار الداخلية بأن لعبة الدور والمصلحة في اقليم ينبغي تأملها اصلاً انطلاقاً من القناعة بان الغالبية الساحقة من مشكلات الشرق الأوسط موجودة اصلا في منطقة الهلال الخصيب وبالتالي ما يسمى بصفقة القرن ينبغي ان يعالج ما هو ابعد واعمق من تفاصيل القضية الفلسطينية.
أهمية قناعة دوائر القرار العميق في الأردن من ان الاستحقاق الإقليمي الكبير قادم لا محالة تنبع من هوس الرأي العام الأردني النخبوي في تفسير ذلك الاسترخاء الكبير والغريب الذي تمارسه الدولة العميقة في الأردن بالرغم من انفلات التفاصيل مرة في الإقليم ومرات في الداخل.
هنا يصبح شغف التحليل أكثر هوساً لان المؤسسة المرجعية والقيادية الأردنية قد تكون منشغلة بالطبخ الاستراتيجي على حساب الانشغال بالملفات الداخلية ولو مؤقتا.
ومساحة الاسترخاء تلك التي نتحدث عنها تدفع جميع المراقبين في الأردن للاستفسار عن عدم وجود قلق حقيقي على مستوى عمق الدولة عندما يتعلق الامر بملف القدس والوصاية الهاشمية تحديداً والتي أبلغ «القدس العربي» الناطق الرسمي الدكتور الوزير محمد المومني ببساطة انه ملف خارج النقاش بالنسبة للأردن قانونياً ودولياً.
حتى عندما يتعلق الأمر بأبرز هموم الشارع الأردني وهو الوضع الاقتصادي وتراكم الديون تبرز ايضا مساحات الاسترخاء وبشكل يثير فضول التساؤل وبصيغة تعيد إلى الأذهان أن استرخاء مركز القرار الأردني رغم تعدد المشكلات ونمو التحديات بكل اصنافها ينبع اصلا في جوهره من طرف مطلع على المعلومات ولديه ميزان محدد في مجال الدور والأولويات والحصة وعليه لا مبرر للهلع السياسي الذي يظهره العامة وحتى الخاصة في بعض الأحيان.
خصوصا وان الملفات الصغيرة الداخلية ينشغل بها المواطنون مع حكومتهم التي لا تملك بالمقابل معلومات اصلا من النوع الجذري العميق والتي لأسباب متنوعة لا تظهر اي ميل من اي صنف للمزاحمة او المشاركة في صناعة اتجاهات مركز القرار والملفات الاساسية الكبيرة.

أسرار «استرخاء» العمق الأردني: صفقة القرن «على الطريق» وميزتها «ليست فلسطينية فقط»
رؤية شاملة لـ «الإقليم»… والمطبخ السياسي في عمان لديه «معطيات» والتفصيلات قد تشمل «العراق» ايضاً
بسام البدارين

جعفر الصدر مرشح «سائرون» لرئاسة الحكومة العراقية… ولا «فيتو» على العبادي

Posted: 28 May 2018 02:30 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: انتهت الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات التشريعية الأخيرة، من مرحلة النقاشات والحوارات وجس النبض، إلى مرحلة جديدة تتضمن تحديد أطراف الكتلة البرلمانية الأكبر، التي ستشكل الحكومة.
مهمة تحديد رئيس الوزراء المقبل، تعدّ «الأصعب» من مرحلة تشكيل الكتلة الأكبر، كونها ستخضع للتوافقات السياسية والتنازلات المقدمّة للحصول على المنصب، ناهيك عن توزيع الوزارات وفقاً «للنقاط» التي حصلت عليها الكتل الرابحة، حسب مراقبين.
وبعد تحديد الكتلة البرلمانية الأكبر، ستدخل الأطراف السياسية بمفاوضات جديدة هدفها اختيار رئيس الوزراء وتوزيع المناصب والوزارات.
«القدس العربي» علمت من مصادر مطلعة على المشاورات التي يجريها تحالف «سائرون» بزعامة مقتدى الصدر، (حصل على 54 مقعداً برلمانياً) بشأن تحديد منصب رئيس الوزراء المقبل، إن الصدر يخطط لترشيح جعفر الصدر، ابن عمه محمد باقر الصدر، لتولي المنصب.
وطبقاً للمصادر، فإن جعفر الصدر المقيم حالياً في العاصمة اللبنانية بيروت، من الشخصيات المرشحة لشغل منصب رئيس الوزراء الجديد.
وطبقاً للمصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، فإن جعفر الصدر غير معمّم، حصل على شهادة البكالوريوس في علم الاجتماع والانثربولوجيا من الجامعة اللبنانية، وسبق له أن فاز بعضوية مجلس النواب في عام 2010 ضمن «ائتلاف دولة القانون» بزعامة المالكي، لكنه قرر الاستقالة من المنصب بسبب «تفشي المحسوبية والمحاباة في السياسة العراقية» حينها.
وأضاف: «جعفر الصدر شخص معتدل، ويلقى ترحيباً داخل عائلة آل الصدر، كونه الابن الوحيد للمرجعي الشيعي البارز محمد باقر الصدر (شقيق محمد صادق الصدر والد مقتدى)، فضلاً عن كونه صهر الأخير».
وطرح جعفر الصدر في عام 2010 كمرشح «تسوية» لرئاسة الوزراء. وتربطه علاقات طيبة مع المالكي، فضلاً عن مقتدى الصدر، كما يعدّ أحد دعاة الدولة المدنية، طبقاً للمصدر، الذي أشار إلى أن جعفر الصدر يتنقل بين بغداد وبيروت.
وتابع المصدر: «مقتدى الصدر سبق أن ألمح إلى دعمه ترشيح محافظ ميسان علي دواي، وسكرتير الحزب الشيوعي العراقي رائد فهمي، لمنصب رئيس الوزراء المقبل»، مستبعداً حصول دوّاي على المنصب، فيما اعتبر فهمي «أكثر قبولاً».

التخلي عن «الدعوة»

وتشير الترجيحات أيضاً إلى أن زعيم تحالف «سائرون»، لا يعارض تولي رئيس الوزراء الحالي، زعيم تحالف النصر، حيدر العبادي الولاية الثانية لرئاسة الوزراء، شريطة تخليه عن حزب الدعوة الإسلامية.
وتعارض عدد من الكتل والشخصيات السياسية استمرار حزب «الدعوة» في إدارة دفة الحكم في العراق طيلة السنوات الماضية، محملين إياه مسؤولية «الإخفاقات» التي رافقت العملية السياسية العراقية بعد عام 2003.
وتناقلت تسريبات صحافية، اشتراط العبادي تجديد الولاية له، مقابل الانضمام إلى أي تحالف سياسي، غير أن المتحدث باسم تحالف «النصر» حسين العادلي نفى لـ«القدس العربي» تلك الأنباء.
وأضاف: «لا يوجد أي نوع من هذا الاصرار على تولي العبادي الولاية الثانية، بقدر كونه استحقاقا طبيعيا. لا يوجد شرط بهذا الخصوص»، مؤكداً في الوقت ذاته أن «لا توجد شخصية مطروحة في الساحة السياسية (لتولي منصب رئيس الوزراء) غير العبادي، كما لا يوجد فيتو عليه من قبل أغلب الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات».
وعن نتائج الحوارات واللقاءات التي أجراها العبادي مع زعماء الكتل السياسية الفائزة، أضاف: «نواة هذه التفاهمات العميقة هي مع سائرون، وجرى شبه اتفاق على أسس ومعايير المرحلة المقبلة»، مبيناً «نحن بصدد بلورة هذا التفاهم مع سائرون لجعله نواة الكتلة البرلمانية الأكبر».
وكشف، عن اتضاح «المعالم النهائية» لهذه التفاهمات في غضون أسبوع أو اثنين، مشيراً في الوقت عيّنه إلى أن «مباحثات تحالف النصر منفتحة على جميع القوى السياسية».
وتابع: «هناك نوع من التفاهمات الإيجابية جداً مع تحالف القرار، والقائمة العراقية، بزعامة إياد علاوي، فضلاً عن بعض الأطراف الكردستانية والقوائم الأخرى».
وسبق للعادلي، أن أكد في بيان، أن الكتل السياسية التي تم لقاؤها أثناء الحوارات بغية الإسراع بتشكيل الحكومة لم ترفض تجديد الولاية للعبادي، معتبراً أن اللأخير يحظى «بمقبولية كبيرة» من هذه الكتل، أبرزها تحالف «سائرون».
وقال العادلي إن «الكتل السياسية التي تم لقاؤها أثناء الحوارات بغية الإسراع بتشكيل الحكومة لم ترفض تجديد الولاية لرئيس الوزراء حيدر العبادي»، مبيناً أن «العبادي يحظى بمقبولية كبيرة من هذه الكتل أبرزها تحالف سائرون بزعامة مقتدى الصدر، وهو الأقرب بالوقت الحالي للتكليف بتشكيل الحكومة المقبلة».
وأضاف، أن «التفاهمات متعددة وبجميع الاتجاهات بين الكتل تلافيا منها لعبور التوقيتات التي نص عليها الدستور والمتضمنة ضرورة عقد جلسة البرلمان في الأول من شهر تموز بغية انتخاب رئيس جمهورية على أن يتكفل الأخير بتكليف مرشح الكتلة النيابية الأكثر عددا بتشكيل الحكومة».

رهان المالكي على الأكراد

وتشكلت العملية السياسية العراقية بعد عام 2003، على اتفاقٍ يقضي بتولي الشيّعة منصب رئيس الوزراء، فيما يكون منصب رئيس البرلمان من حصّة السنّة، ويبقى للأكراد منصب رئيس الجمهورية.
وطبقاً لذلك، يحاول زعيم ائتلاف «دولة القانون»، نوري المالكي، الحصول على منصب رئيس الوزراء، الذي كان الأقرب لشغله عام 2014، لولا «الالتفاف» عليه من زملائه في التحالف الوطني، الكتلة السياسية الممثلة للشيّعة، ومنحه للعبادي.
ولم يرشح ائتلاف «دولة القانون» سوى زعيمه لتولي منصب رئيس الحكومة المقبلة، فيما يدور الحديث عن ترشيح وزير العمل والشؤون الاجتماعية، القيادي في الحزب، محمد شياع السوداني كـ»مرشح تسوية».
نفى عضو ائتلاف دولة القانون سعد المطلبي، وجود تفاهمات إلى غاية الآن بين تحالفه وتحالف سائرون فيما استبعد الوصول إلى تحالف يضم الطرفين لتشكيل الحكومة. ونقلت عنه وكالة «المعلومة»، قوله إن «الحوارات مع كل الكتل السياسية والدخول في تفاصيل الحكومة الجديدة، مستمرة لتشكل الكتلة الأكبر»، نافيا «وجود حوارات بين دولة القانون وتحالف سائرون»
وأضاف أن «زعيم التيار الصدري غرد في وقت سابق عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر بعدم التحالف مع دولة القانون في تشيكل الحكومة المقبلة».
أما تحالف «الفتح»، الذي يضم فصائل «الحشد العشبي»، فيصرّ من جانبه على ترشيح زعيمه والأمين العام لمنظمة «بدر»، هادي العامري لتولي المنصب، لكن مصادر من داخل التحالف، أكدت لـ«القدس العربي»، عدم الاعتراض على المالكي لرئاسة الحكومة الجديدة.
ولم تتضح بعد ملامح الكتلة البرلمانية الأكبر، في ظل سعي جميع الأطراف «الشيعية» إلى أن تكون «محور» هذه الكتلة.
وتشير الترجيحات إلى إن الأكراد الحليف الأبرز للشيّعة، يمكنهم تحديد الكتلة الأكبر، بانضمامهم لأحد التحالفات، الفتح أم سائرون، لكنهم يحتاجون قبل ذلك إلى ترتيب أوراقهم الداخلية، وإنهاء «التشظي» الكبير الناشئ عن نتائج الانتخابات، واعتراض ستة أحزاب كردستانية عليها.

جعفر الصدر مرشح «سائرون» لرئاسة الحكومة العراقية… ولا «فيتو» على العبادي
«النصر» يرجّح نضوج تفاهمات تشكيل الكتلة الأكبر خلال أسبوعين
مشرق ريسان

قمة قطرية كويتية تبحث «دعم العمل الخليجي» قبيل إكمال الحصار عامه الأول

Posted: 28 May 2018 02:30 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: قام أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمس الاثنين، بزيارة إلى الكويت، بحث خلالها «دعم العمل الخليجي» المشترك، في خطوة تأتي قبل نحو أسبوع من مرور عام على اندلاع الازمة الدبلوماسية في الخليج.
وذكرت وكالة الأنباء الكويتية ان أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح استقبل أمير قطر وبحث معه سبل «تعزيز ودعم العمل الخليجي المشترك في إطار ما يجمع دول مجلس التعاون الخليجي من علاقات تاريخية وطيدة».
وجاءت زيارة أمير قطر إلى الكويت بعد أسبوعين من تسلمه رسالة من أمير الكويت، نقلها وزير الخارجية، الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، في 14 آيار/ مايو الحالي ، ضمن جولة شملت السعودية والإمارات والبحرين وعمان. 
وزار أمير قطر الكويت في كانون الاول/ديسمبر الماضي للمشاركة في قمة مجلس التعاون الخليجي السنوية. ويضم مجلس التعاون الخليجي قطر والكويت والسعودية والإمارات والبحرين وسلطنة عمان. وبينما تقاطع الرياض وابوظبي والمنامة منذ عام الدوحة، تقيم مسقط والكويت علاقات وطيدة معها.
وتبذل الكويت جهود وساطة لإنهاء الأزمة بين قطر وكل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر. 
وقطعت الدول الأربع، منذ 5 حزيران/ يونيو الماضي، علاقاتها مع قطر، ثم فرضت عليها «حصارا، بدعوى «دعمها للإرهاب»، وهو ما تنفيه الدوحة وتتهم الرباعي بالسعي إلى «فرض الوصاية على قرارها الوطني».
وتلعب الكويت دور الوسيط في هذه الازمة التي بدأت في الخامس من حزيران/يونيو 2017 عندما قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع الدوحة متهمة إياها بدعم تنظيمات متطرفة، وهو اتهام نفته قطر مرارا.
وخيّمت الازمة على السياسة والاقتصاد والتجارة في الدول الخليجية حيث انها ترافقت مع مقاطعة من قبل الدول الأربع لقطر، علما ان دول الخليج تعاني منذ 2014 من تراجع أسعار النفط وتشهد موازناتها السنوية العامة عجزا ماليا.

قمة قطرية كويتية تبحث «دعم العمل الخليجي» قبيل إكمال الحصار عامه الأول

تساؤلات يثيرها اتصال مشعل بدلا من هنية للاطمئنان على الرئيس… ونواب حماس يطرحون بديلا منهم لخلافة عباس

Posted: 28 May 2018 02:29 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»:لا يمكن المرور على الاتصال الذي أجراه خالد مشعل الزعيم السابق لحركة حماس، والمقيم في العاصمة القطرية الدوحة، بالرئيس محمود عباس للاطمئنان على صحته، قبل ساعات من خروجه من المشفى الاستشاري في رام الله، دون التساؤل عن سبب دفع الحركة بزعيمها السابق وليس الحالي إسماعيل هنية لإجراء هذه المكالمة، في ظل بقاء خطوط الاتصال «الإنسانية» بين الطرفين، في الوقت الذي أكد في النائب الأول لرئيس المجلس أحمد بحر، على أحقية رئيس المجلس ليكون بديلا لأبو مازن، حسب «لوائح القانون».
وفي بداية استعراض اتصال مشعل من الدوحة، التي اطمأنت أكثر من مرة على صحة الرئيس عباس، يمكن الفهم أن الأمر يحمل مدلولات عديدة، لما لقطر من دور يمكن أن تلعبه من جديد لتقريب وجهات نظر الطرفين (فتح وحماس)، وردم هوة الخلاف القائمة حاليا حول مسائل إنهاء الانقسام، مستندة إلى تجربتها السابقة حين جمعت الرئيس الفلسطيني ومشعل، ووقعا على أراضيها إحدى اتفاقيات المصالحة.
وقد نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» نبأ تلقي الرئيس عباس اتصالا من مشعل، للاطمئنان على صحته، لافتة إلى أن الأخير تمنى الشفاء العاجل والصحة والعافية للرئيس، الذي أعرب عن شكره لمشعل على هذه «اللفتة الكريمة».
وهنا يمكن أيضا أن يفسر هذا الاتصال الذي جاء في مساء اليوم الثامن على دخول الرئيس الفلسطيني للمشفى، للعلاج من التهاب رئوي، أي قبل ساعات من خروجه، على أنها محاولة أولية من «الإطار الرسمي» لحركة حماس، للدفع بقائدها السابق مشعل (خارج التشكيل القيادي الحالي)، لترطيب الأجواء، والعمل على إعادة فتح خطوط الاتصال بين الحركة ومؤسسة الرئاسة التي قطعت منذ حادثة تفجير موكب رئيس الوزراء ومدير المخابرات يوم 13 آذار/مارس الماضي، في مسعى لتجاوز الخلاف القائم حول تطبيق المصالحة، والعودة من جديد لمربع الحوارات.
والمعروف أن تلك الخطوط من الاتصال بين رئاسة المكتب السياسي لحماس ومؤسسة الرئاسة، انقطعت منذ حادثة التفجير التي أثارت غضب الرئيس كثيرا، وأعادت المصالحة التي قطعت شوطا قصيرا في تطبيق بنود الاتفاق الرئيس للمصالحة، إلى المربع الأول.
ولم تشهد الفترة الممتدة من حادثة التفجير حتى الآن أي اتصال بين هنية والرئيس عباس، على خلاف الفترة التي تلت توقيع اتفاق تطبيق المصالحة الأخير الموقع في القاهرة يوم 12 تشرين الأول /أكتوبر الماضي.
لكن يستبعد في هذا السياق أن يكون لجوء الحركة لمشعل في هذا الوقت بدلا من هنية، راجعا لعتب حماس على الرئيس عباس، بسبب الإجراءات التي اتخذها مؤخرا تجاه الحركة، والتي عملت على تراجع أوضاع القطاع بشكل كبير، خاصة وأن المعروف في علاقة الطرفين أن الاتصالات بينهما «ذات الطابع الإنساني» جرى تجنيبها بشكل كامل، ولم تنقطع بين قيادات فتح وحماس، حتى في أحلك ظروف الخلاف والانقسام.
ويقول الدكتور عدنان أبو عامر، استاذ السياسة في غزة، والمحلل السياسي، إن مشعل يتمتع بـ«علاقة جيدة» مع الرئيس عباس، وإن ذلك ربما كان السبب في إجرائه هو الاتصال في هذا الوقت، مرجحا في الوقت ذاته أن الاتصال لم يكن يحمل أي «مدلولات سياسية»، وأنه جاء في إطار الطابع الإنساني.
ويقول لـ« القدس العربي»، أن الاتصال تم بعلم كامل من قيادة حركة حماس، خاصة وأن مشعل «لا يغرد خارج سرب الحركة»، وأنه أي مشعل لا يزال يتمتع بتأثير في أطر حركة حماس، لكنه في الوقت ذاته قال إن الأفضل وجود اتصال آخر من هنية بالرئيس.
يشار إلى أن حركة حماس وعلى لسان مسؤول علاقاتها الدولية الدكتور موسى أبو مرزوق، ألمحت إلى تطلعها في لعب دور أساسي في عملية اختيار «خليفة» الرئيس، وذلك قبل اتصال مشعل بيوم واحد فقط.
وأصدر أمس الدكتور أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي، وأحد قادة حماس، بيانا قالت فيه إن من يتولى المسؤولية الرئاسية عن السلطة الفلسطينية خلفا لأبو مازن، يكون رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، ويقصد به الدكتور عزيز دويك، القيادي الآخر في حماس، وهو من سكان جنوب الضفة الغربية.
واستند بذلك إلى القانون الفلسطيني، الذي ينص على تولي رئيس المجلس رئاسة السلطة لمدة 60 يوما، في حال شغور منصب الرئيس.
وأشار إلى أن أي خطوة باتجاه تولي مركز رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية خلافاً للأحكام «تعتبر مخالفة للقانون، واغتصابا للسلطة وافسادا للحياة السياسية الفلسطينية»، محملا أي شخص أو جهة المسؤولية الكاملة عن هذه الخطوة الخطيرة التي تمس المصلحة الوطنية العليا».
غير أن هذا الرأي المقدم من حماس التي يعقد نوابها اجتماعات بمفردهم في غزة منذ وقوع الانقسام عام 2007، لا يلاقي قبولا من حركة فتح، التي تصف المجلس الحالي بـ»المعطل»، وتقول إن فترة هيئته الرئاسية انتهت، وقد دفعت أخيرا بالمجلس المركزي لمنظمة التحرير، ليكون صاحب كلمة الفصل في أي تطورات سياسية كبيرة.

تساؤلات يثيرها اتصال مشعل بدلا من هنية للاطمئنان على الرئيس… ونواب حماس يطرحون بديلا منهم لخلافة عباس
أبو مازن شكر زعيم حماس السابق على «اللفتة الطيبة» والأخير تمنى له الشفاء والعافية

عضو «الهيئة العليا» للتفاوض بشار الزعبي لـ «القدس العربي»: لن نتخلى عن شروطنا في إدارة معبر «نصيب» برقابة أردنية – روسية

Posted: 28 May 2018 02:29 PM PDT

دمشق – «القدس العربي»: تزامنت تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امس الاثنين حول فرض وجود قوات النظام السوري كقوة وحيدة على الحدود الجنوبية لسوريا القريبة من الأردن وإسرائيل بهدف ادارة معبر نصيب الحدودي، مع المقترح الأمريكي الذي أدلى به مساعد نائب وزير الخارجية الأمريكي، ديفيد ساترفيلد، والذي يفضي بانسحاب جميع الميليشيات السورية وغير السورية إلى عمق من 20 إلى 25 كيلومترًا من الحدود الأردنية، وعودة قوات النظام إلى الحدود مع تفعيل عمل مؤسسات النظام في مدينة درعا، وإعادة فتح معبر نصيب بين سوريا والأردن، إضافة إلى تشكيل آلية أمريكية – روسية للرقابة على تنفيذ هذه البنود.
التصريحات الروسية حسب مصادر واسعة الاطلاع لـ «القدس العربي» سبقتها تحركات عسكرية للنظام، وتصريحات مشابهة منه ومن أذرع روسيا الفاعلة في المنطقة الجنوبية، لجس نبض الأردن وإسرائيل، من اجل إعادة فرض النظام سيطرته على المعبر مع الأردن.
عضو الهيئة العليا للتفاوض بشار الزعبي وهو رئيس المكتب السياسي لجيش اليرموك التابع للجبهة الجنوبية، قال لـ»القدس العربي» ان المعارضة لن تتخلى عن مطلبها بشأن إدارة معبر نصيب والمشاركة في تسيير أموره بوجود رقابة أردنية – روسية، مشيراً إلى موافقة الجانب الأردني على شروط المعارضة، التي تصطدم مع رغبة النظام بفرض سيادته الكاملة على المعبر، وترك حيز «حراسة» لفصائل المعارضة.
وقال المتحدث، إن النظام غير قادر على التحرك عسكرياً لوحده في المنطقة لا سيما مع تحجيم الدور الإيراني حيث تخشى طهران من مغبة تعزيز قواتها بالقرب من إسرائيل بعد ان تلقت ضربات عدة في سوريا، مضيفا «اما التصريحات الروسية فقد سبقتها تصريحات من مسؤولين من المعارضة المقربين من روسيا وغيرها كنائب رئيس الهيئة خالد المحاميد من اجل التمهيد للأمر، وهذا ما اعتدنا عليه من ايام معركة الغوطة، ودمشق ودرعا».
وحول التفاهمات لفتح معبر نصيب قال الزعبي، ان روسيا تطالب منذ ستة أشهر بفتح المعبر الحدودي ولم نصل وقتذاك إلى أي توافق، لكن الامر مازال خاضعاً للتفاوض، وإننا في المعارضة السورية لن نقبل بتسليمه للنظام كما تريد روسيا.
ورأى ان الحل بشأن معبر نصيب بأن نكون كمعارضة شركاء في فتحه وتوكل اليها مهام الادارة وتسيير الأمور مضيفاً «لدينا مسؤولون منشقون عن النظام كانوا يديرون المعبر قبل الثورة ولديهم اختام دولية يجب ان تعاد اليهم ليتمكنوا من العودة إلى وظائفهم في المعبر، بوجود رقابة أردنية روسية بادارة المعارضة». مشيرًا إلى ان النقطة الخلافية تدور حول الأمور السيادية فقط ورفع علم النظام، اما الجانب الفني فيمكن الاتفاق عليه و»لا مشكلة لدى المعارضة من بحثه آلية حماية المعبر وتقسيم الأرباح مع النظام مع وجود موظف مدني مالي تابع للنظام السوري» وشرح ان قوات النظام السوري بعيدة عن المعبر نحو 20 كيلومترا، وهذه المسافة هي المشكلة، فلا بد ان يتم اعتبارها منطقة محايدة بين دولتين على ان تقوم المعارضة بتخليص الحافلات الداخلة والخارجة من والى الأردن، وثم تمر إلى مناطق سيطرة النظام.
وأضاف المتحدث أن المباحثات بشأن المعبر قريبة حيث يتم التمهيد لها وستكون بداية بين الروس والجانب الأردني، فيما ستتبعها جلسات تشاورية تجمع المعارضة والأردن، وفي حال التوصل لاتفاق من الممكن ان يجتمع الأطراف الثلاثة «المعارضة والأردن والروس»، في المباحثات النهائية، وهذا الثلاثي هو من سيدير المعبر في حال تم التوصل للاتفاق.
وقال الزعبي ان الشروط الاساسية التي طلبتها المعارضة لفتح المعبر أهمها عدم دخول قوات النظام إلى المعبر او فرض أي شروط سيادية، على ان يتم الاعتراف بالمعارضة السورية في إدارة معبر نصيب، مضيفاً «نتعامل مع المعبر كمنفذ حدودي فيه مصالح اقتصادية لأن معظم الشاحنات التي تمر هي «ترانزيت» ولا مشكلة لدينا في بحث آلية العمل».

عضو «الهيئة العليا» للتفاوض بشار الزعبي لـ «القدس العربي»: لن نتخلى عن شروطنا في إدارة معبر «نصيب» برقابة أردنية – روسية

هبة محمد

تقديم أسماء لا تحلم بالوزارة ولا تعرف ملفاتها ونبيلة مكرم جاءت على سبيل التشاور فتم تكليفها بالوزارة فوراً

Posted: 28 May 2018 02:29 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي» : كان الاهتمام الشعبي وفي الصحف المصرية حول إصابة لاعب ليفربول محمد صلاح، بعد أن ضربه راموس لاعب ريال مدريد وخروجه من المباراة. واتصال الرئيس السيسي به للاطمئنان عليه، وسط مخاوف شعبية من أن تمنعه الإصابة في كتفه من الانضمام للمنتخب المصري في مونديال روسيا.
يلي ذلك في الاهتمام ظهور نتيجة امتحان الشهادة الإعدادية وامتحانات الثانوية العامة يوم الأحد المقبل، ومناقشة أحداث ومسلسلات التلفزيون. ومخاوف من حجم الارتفاعات التي ستعلنها الحكومة في أسعار الوقود والكهرباء، وما يترتب عليها من ارتفاعات تلقائية. وتحذير من تحركات الأحزاب نحو تشكيل تكتلات واندماج، من سيطرة حزب النظام «مستقبل وطن» عليها، وسخرية في الوفد من الحزب الجديد، ورئيس ائتلاف دعم الدولة في مجلس النواب يحذر النواب الذين تركوا أحزابهم واتجهوا إلى «مستقبل وطن» من إسقاط عضويتهم بحكم الدستور والقانون. وتواصل الحكومة الإعلان عن مشروعاتها التي ستنجزها وتحل بها جزءا من الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها الجميع، خاصة بعد أن وفرت كل السلع في رمضان رغم ارتفاع أسعارها. وإلى ما عندنا من أخبار متنوعة..

حرب العاشر من رمضان

نبدأ بأبرز ما نشر عن ذكرى حرب السادس من أكتوبر/تشرين الأول سنة 1973 الذي وافق العاشر من شهر رمضان، وقال عنها في «الوفد» محمد عبد العليم داوود في مقال له تحت عنوان «تحرر الشعب فانتصر الجيش»: «لم يكن انتصار العاشر من رمضان، السادس من أكتوبر على العدو الصهيوني ضربة حظ أو وليد صدفة، بل سبقته عوامل كثيرة كان أهمها إعادة الثقة للشعب في نفسه، وللجيش في قدرته على تحقيق الانتصار على عدو أشاع عن نفسه بأنه لا يقهر، فلا يمكن لمنصف أن يلغي حرب الاستنزاف التي استهدفت العدو الصهيوني في عهد ناصر، التي بدأت في أعقاب أبشع هزيمة ونكسة مرت بها مصر، وضاعت سيناء في ستة أيام كانت هناك إعادة لهيكلة الجيش المصري والدفع بحملة المؤهلات العليا والمتوسطة إلى الصفوف الأولى. ففي أقل وقت اختصرت مدة التدريب نظرًا لاختيار نوعية المجند ورفع الروح المعنوية والقتالية لأفراد الجيش، وبناء سلاح الصواريخ وإنهاء دولة مراكز القوى التي بدأت في أعقاب الهزيمة، والضربة القوية التي وجهها لها السادات، وبدء الإفراج عن المعتقلين الذين اكتظت بهم سجون الخمسينيات والستينيات من كل الاتجاهات، وقيام أنور السادات بإنهاء دولة التجسس، التي كان لها أكبر الأثر في ترسيخ شرعية حكمه، بحرق التسجيلات وهدم جزء من دولة السجون لإحلال دولة القانون كرسالة مضمونها بدء انتزاع الخوف من قلب الشعب تجاه قبضة العسكر الحديدية».

حلم شيخ الأزهر

كما تناول هذه الذكرى خالد منتصر في «الوطن» بقوله تحت عنوان «هل انتصرنا في أكتوبر بحلم شيخ الازهر؟» سخر فيه مما قاله الدكتور الشيخ أسامة الأزهري المستشار الديني للرئيس السيسي في خطبة الجمعة الماضية في مسجد المشير طنطاوي: «في خطبة الشيخ أسامة الأزهري يوم الجمعة الماضي، أمام الرئيس وقادة القوات المسلحة، وفي ذكرى الاحتفال بانتصار العاشر من رمضان، الذي استعاد لنا كرامتنا بكسر أنف العدو الصهيوني، حكى الشيخ ومع كامل احترامي وتقديري له، حكاية تنتمى إلى عالم كرامات الأولياء الصالحين، وليس إلى عالم الواقع الذي لم يعد يعترف إلا بالعلم، حكاية لا أستسيغها في تلك المناسبة التي كان العقل والتخطيط والعلم مفتاحها وحل شيفرتها، وسبب انتصارها، وليس الرؤى والأحلام والكرامات والمعجزات، فقد حكى ومرجعه كتاب الدكتور محمود جامع «كيف عرفت السادات؟» أن الشيخ عبدالحليم محمود رأى النبي في المنام قبل حرب أكتوبر/تشرين الأول يبلغه بالانتصار، فذهب من فوره إلى السادات وقال له لو كنت على استعداد فادخل الحرب، على بركة الله، وحكى له الرؤيا وبشّره بالنصر. وأنا أشك في صحة هذا الكلام وأربأ بالشيخ أسامة أن يُكرّره ويعيده على مسامعنا. أعرف أنه مجرد ناقل عن كتاب محمود جامع صديق السادات، لكنني أعرف أن دراسة الشيخ أسامة تُحتّم عليه التدقيق، لأن الحكاية ليست مجرد قصة عابرة، لكن لها دلالات تنصر الفكر اللاعقلاني وتقحمه في مسائل وقرارات مصيرية، نود أن نزرع في عقول شبابنا أنها جاءت بعلم اليقظة لا برؤى المنام، وهو يعرف جيداً أن كتاب الحواديت هذا الذي ألفه «جامع» لا يُعد مرجعاً يُعتد به، وإلا فليأخذ الشيخ أسامة باقي ما فيه مرجعية أيضاً، وفيها ما يخجل ويدين السادات نفسه مما هو بعيد عن المنطق والصدق. هل يستطيع الشيخ أسامة من فوق منبر الجامع في الخطبة نفسها أن يقص علينا قصة عمولات السلاح التي اعترف بها السادات طبقاً لمذكرات صديقه محمود جامع؟ هل يستطيع الشيخ أسامة حكي تلك التفاصيل التي لا تُقنع طفلاً عن موظف شركة المضارب الذي أتى إلى محمود جامع يوسّطه للقاء السادات ليعرض عليه بيع أسلحة شرقية وغربية، ووعده بأن عمولة السادات محفوظة، وذهب تاجر الأسلحة إلى السادات بحقيبتي أسلحة، تخيلوا أسلحة في «شنط» وكأننا في صفقة سلاح في قضية ثأر في الصعيد. يا شيخ أسامة أعذرني في عدم تصديق هذه الرؤيا وقولاً واحداً لم يكن يعرف ميعاد الحرب إلا القادة العسكريون الكبار، حتى بيت السادات نفسه لم يطلع على هذا السر، ولم يكن الرئيس وقتها متفرغاً للقاءات لمناقشة رؤى وأحلام وكوابيس، فلنعد إلى العقل والعلم والتخطيط فهم طوق النجاة الوحيد الانتصارات، يا شيخنا الجليل لا تصنعها بركة الحلم كما أن الجرح النازف لا تعالجه الرقية الشرعية».

الأحزاب السياسية

وإلى أبرز ما نشر عن الأحزاب السياسية وأوله كان للسياسي والكاتب وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان جورج أسحق ومقاله في «الشروق» عن الأحزاب وقوله عما يحدث من تحركات الآن: «إن الحديث عن الأحزاب السياسية في مصر هو حديث يبعث الشجن والألم السياسي، فالأحزاب السياسية في مصر قديمًا كانت تفوق قدرة الأحزاب السياسية حديثًا في الاتصال بالجماهير، وقدرتها في التأثير عليها، وقد سجل التاريخ أحزابًا هشة قبل ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، على الرغم من أن عدد الأحزاب السياسية بلغ ما يقرب من 84 حزبًا سياسيًا قانونيًا؛ فإن الواقع المرير كشف النقاب عن أن العديد منها لم يكن يتعدى مقرًا مغمورًا وجريدة غير مقروءة، وذلك بسبب القيود التي كبلت بها الدولة على مدى عدة عقود سابقة النظام الانتخابي، وسيطرة الحزب الواحد على مقدرات البلاد. وكنا نعتقد أنه قد مضت فكرة الحزب الواحد بغير رجعة في النظام السياسي المصري، ولكن هناك إرهاصات توحى بأن فكرة الحزب الواحد الحاكم تحاول العودة والسيطرة على الحياة السياسية بحيل عديدة ومختلفة. ويجب الاعتراف بأن الأحزاب السياسية تواجه العديد من التحديات التي تضعف دورها وتحيله إلى الزوال، ولعل أهم هذه التحديات هي القبضة الأمنية على الشباب بشكل عام وعلى شباب الأحزاب بشكل خاص، وهذا كان العامل القوي في عزوف المواطنين عن المشاركة في الأحزاب، أو حتى الإيمان بدورها المجتمعي، لكن حالة الخوف من الحبس هي التي تسيطر عليهم، بالإضافة إلى إغلاق المناخ العام بشكل كامل وتحويل فكرة المعارضة إلى فكرة تحمل في طياتها اتهامات الخيانة والعمالة، وانتشار مناخ الكراهية والتحريض على كل ما هو مختلف، بالإضافة إلى زرع الأذرع الأمنية داخل الأحزاب للنبش فيها، والعمل على انقسامها ثم تدميرها. فنجاح الأحزاب يتوقف على الثقة المتبادلة بينها وبين النظام السياسي، التى تكاد تكون منعدمة في مصر، ما يصعب أو يستحيل الوصول لبناء حياة ديمقراطية حديثة وسليمة. وفي الوقت الحالي تتصاعد في مصر وتيرة دعوات إلى اندماج الأحزاب السياسية بدعوى «تعزيز التعددية والممارسات الحزبية» مقابل مخاوف من تداعيات احتمال إحياء تجربة «الحزب الحاكم» التي عانت منها البلاد لعشرات السنوات، بعد دعاوى انضمام حزب «مستقبل وطن» بكيانات سياسية أخرى غير محسوبة بشكل أو بآخر على الحزب الحاكم، ولكن أن نسمع عن تحالفات سياسية بين أحزاب سياسية ذات توجه سياسي واحد فتندمج معا هذا لم يؤد إلى حياة حزبية سليمة، بل يؤدي إلى شكل ديمقراطى ديكوري فقط. وقد جربنا هذا النمط عندما انتقلت الوجوه نفسها من الاتحاد القومي إلى الاتحاد الاشتراكي، إلى الحزب الوطني ثم الآن بالأسلوب نفسه يتجهون إلى حزب مستقبل وطن. دعوا الأحزاب تعمل بحرية تنتعش الحياة السياسية في مصر».
شق الأحزاب من الداخل

وفي «وفد» أمس الاثنين أبدى الدكتور مصطفى عبد الرازق دهشته من محاولات تسليم قيادة الحياة الحزبية إلى حزب «مستقبل وطن» وقال ساخرا: «المتابع لمشهد الحياة الحزبية في مصر لا بد أن يصاب بالدهشة من بعض التحولات التي تجري وتشير إلى صعود قوى جديدة واندثار أخرى قديمة، بدون منطق يستطيع العقل أن يتقبله، فما أن أعلنت القيادة السياسية عن رغبتها في حدوث عملية دمج للأحزاب من أجل تقوية تلك الأحزاب حتى بدت عملية هرولة نحو أحد الأحزاب الذي يتوسم الكثيرون أنه يمثل الدولة على شاكلة سلفه إن صح التعبير ائتلاف دعم مصر. وعلى ضوء ما جرى ووفقا لما أشارت إليه الأنباء فإن حزب «مستقبل وطن» الذي خرج من اللازمان واللامكان أصبح- حتى كتابة هذه السطور- صاحب أكبر عدد من المقاعد الحزبية بما يقرب من 210 مقاعد، وهو ما يمثل 40٪ من مقاعد البرلمان بعد انضمام 150 نائبا مستقلا من مؤسسي جمعية «كلنا معاك من أجل مصر» وما يقرب من 10 مستقلين آخرين و50 نائبا من حزب المصريين الأحرار، فيما أن أحزابا أخرى أكثر عراقة وأحدها اسمه يملأ الآفاق ويحتفل بمئويته هذا العام، تجد مشقة في الرهان على قيادة عملية تطوير والارتقاء بالعمل الحزبي.
وما يثير الدهشة أن عملية الانتقال إلى الحزب الذي تجري عملية تأهيله وإعداده، بما يجعله يحوز الأغلبية في البرلمان تجري في تغاضٍ تام عن عائق قانوني يتمثل في إسقاط العضوية عن النائب، حال تعديل صفته الحزبية يجعلنا نصل إلى نتيجة مؤداها أن احتضان الدولة لحزب معين وعلى النحو الذي يتم، وفي الوقت ذاته، المعوقات التي تواجهها الأحزاب بانشقاقاتها أو شقها من الداخل، لن يتيح ازدهارا للحياة الحزبية وبالتبعية لن يعزز عملية التحول الديمقراطي».

التحذير من الوقوع
في خطأ قانوني

وإلى «الأخبار» وتحقيق إسماعيل مصطفى عن المؤتمر الصحافي الذي عقده رجل الأعمال المهندس محمد السويدي، رئيس ائتلاف دعم مصر في مجلس النواب وقال فيه عما يحدث من تحركات وانتقالات من أعضاء المجلس بين الأحزاب: «إن ائتلاف دعم مصر يعد ائتلافًا سياسيًا تحت القبة قوامه 400 نائب من 6 أحزاب، والباقي مستقلون. وقد حذر السويدي نواب البرلمان من الوقوع في أي خطأ قانوني أو دستوري بشأن تحويل الصفة الحزبية. وبشأن قضية مستقبل وطن أوضح السويدي أن علاقة الائتلاف طيبة بجميع الأحزاب بدليل اندماجها في الائتلاف ومشاركتها في الاجتماعات الخاصة به، ومنها حزب مستقبل وطن الذي شاركت قياداته في اجتماع المكتب السياسي».

صراحة الوزيرة

أما محمد أمين في «المصري اليوم» فيكتب لنا عن صــراحة الوزيرة قائلا: «لم تكن تحلم بالوزارة، ولم تكن تعرف مهام الوزارة التي تم تكليفها بها، وجاءت على سبيل التشاور، فتم تكليفها فوراً.. هذه هي الوزيرة نبيلة مكرم، كانت قنصل مصر في دبي، وكان أمامهــــا مشـــوار طويل فأصبحت وزيرة، وأنا أحـــترم صراحة السفيرة نبيلة، عندما قالت بكل صدق، لـ«المصرى اليوم»، إنها جاءت إلى وزارة مش موجودة أصلاً، وإنها «مكنتش فاهمة هتعمل إيه؟» ولا ينكر أحد أنها وزيرة «ديناميكية» وأنها مجتهدة إلى حد لافت، لكنها كشفت عن طريقة تعيين الوزراء، فليس شرطاً أن تكون لديها خبرة بملفــــات الوزارة التي يمكن أن تديرها، وليس شرطاً أن تكون فاهمة «هتعــــمل إيه؟» فكل شيء يأتي بعد الوزارة. لكنها كشفت لنا صفحة مجهولة: كيف يتم اختيار الوزراء؟ فهل يُشترط أن يكون المرشح الوزاري فاهـــماً في الحكــــاية؟ إنها فرصة لكي نعرف القصة قبل التشـــكيل الوزاري المنتظر، بعد أداء الرئيس اليمين الدستورية الأسبوع المقبل. أولاً: مَن يرشح الوزراء والمحافظين؟
ثانياً: على أي أساس يتم اختيار هؤلاء؟ ثالثاً: هل تعرف «جهة الترشيح» المرشح أكثر من نفسه؟ رابعاً: هل صاحبنا القائم بالترشيح كشّاف مواهب وزارية؟ خامساً: لماذا نستبعد مَن لديه ملفات الوزارات «دائماً»؟ مرات كثيرة، قلنا إن مرشحين في تغييرات سابقة ربما ذهبوا لأداء اليمين، وهم لا يعرفون طبيعة الوزارة.. وحكى لي أحدهم أنهم طلبوه فجأة لأداء اليمين، وذهب وهو لا يريد الوزارة، وأيضاً كان لا يعرف أي وزارة.. ثم فوجئ بأنه استُبعد من وزارة كان يريدها، إلى وزارة لا يريدها، ولم يمكث فيها طويلاً، وللأمانة كان ذلك «أيام المجلس العسكري» بعد الثورة. إنها الطريقة نفسها تقريباً.. طريقة تسكين الوزراء.. تقديم أسماء لا تحلم بالوزارة ولا تنتظرها ولا تعرف ملفاتها.. مع أنه من المنطق أن يتم استدعاء مَن يعرفون الملفات، ومع أنه من الطبيعي أن يتم تكليف المرشحين بدراسة الملفات والاستعداد لأداء «المهمة الوطنية». والآن أمامنا فرصة لاختيار أكثر من مرشح وإعطائه وقتاً لدراسة ملفات الوزارة كوزير «محتمل». مأساة أن يتم تكليف وزراء بأعمال وزارات لم يحلموا بها، ولم يدرسوا ملفاتها.. ومأساة أكبر أن يكون هذا هو العادي وليس «الاستثناء».. نريد وزراء يفهمون في مهام الوزارات قبل أن يتعلموها في الوزارة، كما فعلت الوزيرة نبيلة، ونريد الاختيار بمعايير موضوعية وليس بعشوائية، ونريد حكومة تعرف «جاية ليه؟» وليس حكومة لا تعرف «جاية ليه؟» قبل حلف اليمين. أكرر مرة أخرى تهنئتي للوزيرة نبيلة على صراحتها.. فنحن نحتاج هذه المكاشفة الآن قبل حركتي الوزراء والمحافظين.. وأقسم لكم أن أحد المحافظين أيضاً قد راح يشكو عدم تعيينه «وكيل كلية»، فقالوا له: لا وكيل ولا حاجة، خلاص تبقى محافظ.. وحدث فعلاً، وكان أفشل محافظ».

دعاة وجمعيات

وإلى أبرز ما نشر عن إعلان عمرو خالد عن فوائد تناول دجاج شركة الوطنية السعودية وآثاره البديعة على صلاة التراويح، الذي لقي استهجانا شديدا أدى إلى اعتذار عمرو، ولكن ذلك لم يعد كافيا، لأن الإعلامي ياسر عبد العزيز كتب مقالا يوم الأحد في «المصري اليوم» عنوانه «في مديح الفراخ» قال فيه: «في سقطة الداعية عمرو خالد الأخيرة، الكثير مما يثير الأسى، لكن ثمة ما يمكن أن يكون نافعاً في الوقت نفسه، فقد أدرك كثيرون أن الرجل يستخدم العاطفة الدينية للبسطاء من أجل مصالح مالية، وهو في سعيه المحموم هذا لا يبالي بأي لياقة أو اعتبار. كانت تلك وستظل لعبة المتلاعبين بالدين وهم يشكلون طبقة كبيرة أكبر من أي تصور، ولعبتهم قديمة وقد بدأت مع بدء الحياة البشرية ذاتها، ما بين الدين والسوق تاريخ ممتد بدأ مع تكون معارفنا وعواطفنا الدينية، وعندما يدقق الباحث الفطن بتركيز وتجرد سيجد أن كثيراً من الأسماء اللامعة التي تستقر مُطمئنة في مقامات الولاية والهداية لم تكن أقل من عمرو خالد احتفاء بالمال، وتقديراً للسوق وتسخيراً لعواطف البسطاء الدينية من أجل تحقيق المصالح الضيقة المشبوهة، لا يمكن أن يمر حادث «فراخ عمرو خالد» بدون أن تكون هناك وقفة مع الذات، الذات التي سلمت وجدانها وعقلها لعمرو وأمثاله».
تبرعات

«تزايد إعلانات في الفضائيات عن مؤسسات تطلب تبرعات في رمضان أصبح ظاهرة، كما يرى ذلك أكرم القصاص في «اليوم السابع»، وهي تشير إلى ملف يزدحم بتفاصيل تحتاج إلى آلية جديدة يمكن من خلالها ضبط عمليات تلقي الأموال وإنفاقها. هناك مؤسسات معلومة ولها أنشطة واضحة، نجحت في كسب الثقة مثل «مؤسسة الدكتور مجدي يعقوب لأمراض وأبحاث القلب» أو معهد الأورام، ومستشفى سرطان الأطفال، ومؤسسات تحتاج إلى أموال وتقدم خدمات مهمة، لكنها تعجز عن تدبير موازنات للإعلان والدعاية، وضربنا أمثلة بمستشفيات مثل أبوالريش وقصر العيني والدمرداش ومستشفيات عامة ومركزية لا تملك خططا ولا أموالا لإنفاقها على الدعاية. في المقابل هناك جهات تبالغ في الدعاية بشكل يثير الشكوك والقلق، خاصة أن هذه المؤسسات ليس لبعضها نشاط يساوى الدعاية. وعلى الرغم من أهمية الدعاية كطريق لإعلام الناس، فإن تزاحم الجهات التي تطلب تبرعات يثير الكثير من الأسئلة عن أنشطة بعض المؤسسات المشهورة التي ليس لها أنشطة تساوي ما تتلقاه من تبرعات، أيضا هناك حاجة لوضع آلية للمحاسبة، في ظل احتمالات وجود مبالغة في الإنفاق على الإدارة أكبر، مما ينفق على الأنشطة الأساسية. خلال السنوات الماضية كانت هناك معلومات عن توظيف سياسي لبعض المؤسسات الأهلية والدينية التي استمرت سنوات، وكانت أدوات واضحة لدعم تنظيمات وجماعات متطرفة، بل إن ملفات التبرعات خلال العقود الماضية تكشف عن عمليات تلاعب كبيرة تمت خلف ستار العمل الخيري، ولا يمكن التعميم لكنها كانت بالفعل أموالا موجهة وبعضها كان يحول للخارج، بينما يحرم منه فقراء كانوا بحاجة إليه. يضاف إلى ذلك أن حجم الأموال التي تم جمعها لا يتناسب مع الخدمات التي قدمت للفقراء أو المحتاجين، أو أنها لا يتم توظيفها جيدا ويتسرب منها الكثير داخل دهاليز المؤسسات نفسها. لا أحد يمكنه التشكيك في أي مؤسسة من دون دليل، لكن تزاحم المؤسسات التي تطلب التبرع وتنفق على الدعاية كثيرا يفترض أن توضع تحت مجهر الجهات الرقابية، لضمان وصول التبرعات لمصارفها ومستحقيها، وعدم المبالغة في الإنفاق على إدارة الأموال والدعاية أكثر مما تنفق على الأنشطة الخيرية، خاصة أن هناك حالة من التشويش والتداخل تثير قلق المواطنين وربما تدفعهم إلى التوقف عن التبرع، مما قد يحرم المؤسسات والمراكز الطبية المهمة من المال لصالح المحترفين. كل هذه المعطيات والأسئلة تدفع إلى البحث عن صيغ جديدة يمكن من خلالها توجيه أموال التبرعات إلى الجهات التي تستحق مع الحفاظ على احترام فكرة العمل الأهلي والتبرع بعيدا عن الابتذال الذي يعكسه التزاحم غير المنطقي للمؤسسات التي تعلن عن دعوات للتبرع. وطبيعي أن يكون هناك قلق مشروع لدى الناس من زحام الإعلانات وتعدد الجهات التي تطلب متبرعين، وتملك من يفكرون في التبرع رغبة لأن يطمئنوا إلى وصول التبرعات لمستحقيها، وليس لجهات كل ما تفعله أنها تجيد الدعاية البروباغندا. هناك حاجة فعلية للبحث عن صيغ أهلية تعيد الثقة للجمهور وتنهى الصورة الاستجدائية التي وصلت إلى حدود تحتاج إلى مراجعة ومتابعة بشكل يعيد الثقة التي اهتزت في بعض المؤسسات لأسباب مختلفة، أهمها المبالغة في الإنفاق على الدعاية، مع عدم وجود ضمانات لوصول التبرعات لمستحقيها، هناك نبلاء في عالم العمل الأهلي، وهناك مدعون يبحثون عن مصالحهم، وليس مصالح من يعلنون باسمهم».

مشاكل وانتقادات

وإلى المشاكل والانتقادات التي سيبدأها معنا الكاتب أسامة غريب في «المصري اليوم» وهو مشهور بملاحظاته الذكية وانتقاداته اللاذعة حيث حدثنا عما يشهده مجتمعنا الآن من تفاوت صارخ بين الطبقات، فقال تحت عنوان «الفقر والداعية الداجن» وهو يقصد إعلان عمرو خالد عن الدجاج وفوائده على صلاة التراويح قال: «الفقر لا يؤدي بالضرورة إلى السخط والنقمة، ولكن التفاوت الصارخ بين الناس في مستوى المعيشة هو الذي يزرع الغضب، وقد أسهم البث الفضائي في إدخال ملايين الفقراء كهوف الإحباط والكآبة بعد أن سمحت لهم قنوات التلفزيون برؤية ليس ما يحدث في الخارج فقط، بل رؤية كيف يعيش الآخرون في بلدهم ذاته، هذا التفاوت بين الفقر المدقع والثراء الشديد أسهم في خلق الإنسان معدوم الضمير، الإنسان الذي يرحب بالكذب والغش والرشوة، وأي وسيلة تدفع به إلى مجتمع المنعّمين، أو على الأقل تسد احتياجاته الأساسية، وهكذا تفسَّخ المجتمع بعد أن أصبحت الشهامة والنجدة والوفاء عبئاً ثقيلاً على صاحبها قد يؤدي إلى تشريده وتجويع أبنائه. أما بالنسبة لدور الدين فإن ما حدث في المجتمع المصري يمثل حالة كلاسيكية يمكن تدريسها لسنوات طويلة».

بحيرات الأثرياء

أما في «الأهرام» فقد انتقد فوزي عبد الحليم الإعلانات عن المنتجعات وسط الصحراء والبحيرات الاصطناعية فيها والحدائق التي تستهلك كميات كبيرة من المياه، التي لا يجدها الكثيرون، وقال ساخرا حتى في عنوان مقاله «بحيرات الاثرياء وحنفيات الغلابة»: «في شهر رمضان الكريم، تشهد معظم أحياء القاهرة أزمة حادة في المياه بسبب ارتفاع درجة الحرارة وزيادة الاستهلاك، صنابير المياه تنساب منها القطرات شحيحة عزيزة إن وجدت، لتجدد دائما مخاوفنا من أزمة حادة في المياه مع زيادة السكان المستمرة وانخفاض نصيب الفرد منها إلى ما هو أدنى من خط الفقر المائي الذي حددته الأمم المتحدة بألف متر مكعب سنويا.. بمقدار النصف. وفي المساء، تطالعنا إعلانات المنتجعات السكنية والكومباوندات بما يستفز ملايين الفقراء العطشى، بما تحتويه من بحيرات صناعية وغابات شجرية، والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن دائما: ما هو مصدر المياه في تلك البحيرات في التجمع أو أكتوبر أو غيرها من مدن الصحراء، وهي مناطق لا توجد فيها مياه جوفية؟ وحتى لو كانت هناك مياه جوفية فهي لا بد موجودة على أعماق بعيدة في باطن الأرض، لا أظن أن أصحاب تلك المنتجعات قادرون على استخراجها؟ الإجابة المتوقعة: إنها مياه شرب. وهكذا تعيش في مصر فئات وطبقات، كل منها له اهتماماته وتوجهاته، أغلبية من الفقراء تطالبهم الدولة بترشيد استهلاكهم من المياه، مع أنهم يجدونها بصعوبة، ويدفعون في مقابلها مبالغ طائلة، وشريحة محدودة من الأثرياء تسعى وراء إعلانات تقول: بيتك على البحر في أكتوبر، أو فيلتك تطل على منطقة الشلالات في التجمع! والشريحة الأخيرة تبدو منقطعة الصلة بما يدور في المجتمع من مخاوف، ولا تشغلها كثيرا أزمة متوقعة يخشاها الجميع. وحتى لو كانت هذه المياه جوفية فهي موارد تهدر بسفه شديد في ما لا طائل منه، وكم أتمنى أن تراجع الدولة هذه التجمعات وتواجه هذا السفه بالطريقة نفسها التي تتعامل بها مع حنفيات الغلابة».

حالة ترقب

أما زميلته إيمان عراقي فانتقدت في مقالها في «الأهرام» حكومة أصبحت هوايتها المفضلة هذه الأيام إثارة حيرة وفزع المواطن المسكين، وتركه حيران يتساءل عن موعد ضربة رفع الأسعار التي ستوجهها إليه على حين غرة قالت: «حالة الترقب التي يعيشها المواطن حاليا بعد إعلان الحكومة زيادة أسعار المواد البترولية قريبا، وإن لم يكن رسميا إلى الآن وذلك وفقا للبرنامج الزمني الذي وضعته الدولة لعلاج خلل نظام الدعم السابق، وما ترتب عليه من آثار سلبية يعانيها الاقتصاد حاليا، وعلى رأسها تفاقم عجز الموازنة ونحن نعلم ذلك جيدا ومتفقون عليه الا أن طريقة إدارة الموقف غير صحيحة. المواطن في ظل الضغوط الحياتية وخاصة الاقتصادية التى لا تفرق بين غني وفقير، أصبح لديه استعداد لتصديق أي شائعات خاصة الأسوأ، وهذه الحالة يطلق عليها في علم النفس حالة الإيحاء والترقب، وهذا أفضل وقت وأفضل فرصة لدس السم في العسل والنفخ في النار وزيادة حاله الاحتقان بين المواطن والدولة وهذا ما تسعى إليه دول وجماعات معروفة للجميع ويطلق عليها الحروب النفسية. وعلى صعيد آخر بدأ بعض التجار المستغلين تهيئة السوق والمستهلك لموجة جديدة من زيادة الأسعار، وطبعا كله على حساب المواطن. وللحد من هذه الظاهرة وطمأنة الناس لابد ان تتوافر المعلومة الصحيحة من الجهة المسؤولة بمعنى ان يخرج الوزير ويقول وفقا للجدول الزمني الموضوع مسبقا سيتم تخفيض الدعم عن المواد البترولية بنسبة محددة.. وهذا سيترتب عليه ارتفاع أسعار المواد البترولية بقيمة محددة على أن يبدأ التطبيق في تاريخ محدد. حالة المصارحة هي السبيل الوحيد لمواجهة مخاوف الناس، خاصة أن القيادة السياسية تنتهج أسلوب المصارحة والمواجهة في أصعب الملفات خاصة الاقتصادية والسياسية، فاحترام عقلية المواطن ووضعه أمام مسؤولياته تجاه بلده سيحقق أفضل نتيجة، ولنا تجارب سابقة ناجحة وإتاحة المعلومة الصحيحة فى الموعد المناسب هي السبيل الوحيد للقضاء على حالة الانتظار، وتهيئة الرأي العام لقبول القرار حتى إن كان صعبا ونضيع الفرصة على المستفيدين من مناخ القلق والتوتر وتوقع الأسوأ بين المواطن والحكومة».

«مصالحة لن تغضب أحدا»

وآخر المعارك من نصيب أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر الدكتور مصطفى كامل السيد في مقاله الأسبوعي في «الشروق» وكان عنوانه «مصالحة لن تغضب أحدا» مهد لما يريده بالقول بأنه: «لا يدعو إلى مصالحة مع الإخوان وغيرهم من الجماعات التي رفعت السلاح في وجه الدولة، وإنما لمصالحة من نوع آخر بين الجامعات المصرية والنظام، بل بين النظام وبين من اختارهم ليتولوا المسؤولية فيها، بعد الاطاحة بحكم الإخوان. ومما قاله أيضا إن النظام وضع قواعد جديدة، أولى هذه القواعد هي أسلوب اختيار القيادات الجامعية من العمداء ورؤساء الجامعات، وكاتب هذه السطور هو من أنصار انتخاب القيادات الجامعية، لأنه الأكثر اتساقا مع النص الدستوري الذي يقضي باستقلال الجامعات. ولا أظن أنها حسبما أعرف جاءت بقيادات من الإخوان المسلمين، إذا كان ذلك هو ما تخشاه أجهزة الأمن، وأصبح قرار تعيين القيادات الجامعية من رؤساء الجامعات يأتى من رئيس الجمهورية الذي امتدت سلطته للمرة الأولى أيضا في تاريخ مصر إلى تعيين عمداء الكليات. يثور السؤال إذا كانت كل القيادات الجامعية التي جرى تعيينها منذ يونيو/حزيران 2014 هي من المرضي عنهم أمنيا، ولا أعتبر ذلك قدحا فيهم، ولكن ألا يستدعي ذلك أن تثق فيهم هذه الأجهزة الأمنية وتترك لهم إدارة الجامعة التي يفترض أنها مستقلة دستوريا عن السلطة التنفيذية، وإذا ما أهملوا في الوفاء باعتبارات الأمن القومي كما تفهمها هذه الأجهزة سيكون بوسعها لاحقا أن تعترض على تجديد تعيينهم، أو تأتى بآخرين يحلون محلهم ويحظون برضائها ليس هذا هو الحال، كما سيتضح في النقاط التالية. القاعدة الثانية التي جرى إبلاغها لأساتذة الجامعات أنه لا يمكن لهم الالتقاء بشخصيات أجنبية سواء من أساتذة الجامعات أو الصحافيين قبل الحصول على موافقة الأجهزة الأمنية في الجامعات».

تقديم أسماء لا تحلم بالوزارة ولا تعرف ملفاتها ونبيلة مكرم جاءت على سبيل التشاور فتم تكليفها بالوزارة فوراً

حسنين كروم

حكيم بنشماش يضع خريطة طريق في مقدمها «حماية المجتمع من مخاطر الإسلام السياسي» والتوجهات الشعبوية

Posted: 28 May 2018 02:28 PM PDT

الرباط ـ «القدس العربي» : جرت العادة غداة مؤتمرات الأحزاب السياسية أن كثيراً من المحللين المغاربة ينتظرون برقية التهئنة التي يبعثها العاهل المغربي للأمين العام المنتخب لمعرفة العبارات المستعملة فيها، من أجل قياس درجة رضا القصر على المعني بالأمر. وهو ما حصل مع حكيم بنشماش الذي انتخب ليلة السبت/ الأحد أميناً عاماً جديداً لحزب «الأصالة والمعاصرة» المعارض خلفاً لإلياس العماري.
فقد أثنت الرسالة الملكية على الرصيد النضالي داخل الحزب لحكيم بنشماش، وكذلك على تجربته ومؤهلاته، بالإضافة إلى الإشادة بتشبثه المكين بمقدسات البلاد وثوابتها. وفي ما يشبه الجواب على ما أُثير حول احتمال غضب القصر على إلياس العماري، تضمنت رسالة العاهل المغربي إشارة بالاسم إلى الأمين العام السابق، حيث جاء فيها: «لا يفوتنا أن نطلب منك إبلاغ جميع عضوات وأعضاء حزب الأصالة والمعاصرة، بمن فيهم سلفك، السيد إلياس العماري، عبارات موصول تقديرنا السامي».
ووضع الأمين العام الجديد لحزب «الأصالة والمعاصرة» خارطة طريق في صيغة برنامج لفترة قصيرة المدى تمتد إلى غاية سنة 2020، وهي الخارطة التي عمّمها على المؤتمرين قبل انعقاد الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني السبت الماضي، ومن أبرز عناوينها الكبيرة: «حماية المشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي من مخاطر الإسلام السياسي والتوجهات الشعوبية واحتواء أزمات التمثيلية والوساطة».
وأكد بنشماش، أنه سيعمل على «الامتناع عن أي تنسيق أو عمل مشترك مع ممثلي مشروع الإسلام السياسي أو حاملي الفكر المحافظ، مع الحفاظ على خط عدم التحالف والتنسيق مع حزب العدالة والتنمية، باعتباره حاملاً حزبياً لمشروع غير دنيوي، ومضاد للمشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي».
تصريحات بنشماش استفزت حزب العدالة والتنمية ورد عليها الامين العام للحزب رئيس الحكومة الدكتور سعد الدين العثماني وقال من دون أن يسمّي بنشماش: «من قال لك اننا نريد التنسيق معكم». وقالت أمينة ماء العينين، البرلمانية والقيادية البارزة بالحزب العدالة والتنمية، والمتزعمة لتيار «استعادة المبادرة» أن «الرئيس الجديد لحزب الأصالة والمعاصرة مصر على عدم أخذ العبر وتأمل دروس التاريخ، حيث أنه مصر على إعادة إنتاج نفس الأولويات التي سقطت في كل الامتحانات». وقالت ماء العينين في تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك: «كنا نظن أن تحولات المجتمع والسياسة ستدفع لإجراء المراجعات اللازمة، غير أن البعض ما زال يصر على التشبث بلغة الإقصاء والاستئصال، وهو يردد شعارات الديمقراطية، متجاهلاً ما ينتظره المجتمع من التزام ومصداقية وعمل جاد».
وأضافت: «لقد كنت زميلاً لي في المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، ممثلاً للمعارضة في مجلس المستشارين، ولم تكن أبداً حاضراً ولم يسمع لك صوت في وقت قضينا فيه الساعات والأيام الطويلة في النقاش والبحث وتدبير الاختلاف ولم نجدك هناك، لا لتحاورنا ولا لتترافع ضدنا، ولا لتواجهنا».
واستغربت ماء العينين، أن يكون مشروع بنشماش قائماً على محاصرة الإسلام السياسي داخل مؤسسات للدولة، بينما الهيئات التمثيلية أحدثت في اطار الديمقراطية التشاركية لضمان التعددية والحوار.
يذكر أن حزب «الأصالة والمعاصرة» الذي تأسس عام 2008 جاء امتداداً لـ «حركة لكل الديمقراطيين» التي كان يتزعمها فؤاد علي الهمة (مستشار العاهل المغربي حالياً)، وجاء الحزب ثانيا في الانتخابات التشريعية لعام 2016 بحصوله على 102 مقعد في مجلس النواب. ويجعل «الأصالة والمعاصرة» من فكرة التحالف مع حزب «العدالة والتنمية» (الذي حصل على المرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية السابقة) خطاً أحمر. وقد تولى منصب الأمانة العام لهذا الحزب المعارض كل من: حسن بنعدي ومحمد الشيخ بيد الله ومصطفى باكوري وإلياس العماري.

حكيم بنشماش يضع خريطة طريق في مقدمها «حماية المجتمع من مخاطر الإسلام السياسي» والتوجهات الشعبوية

الطاهر الطويل

مجلس الشورى القطري يوافق على مشروع قانون بشأن بطاقة الإقامة الدائمة لغير المواطنين

Posted: 28 May 2018 02:28 PM PDT

الدوحة «القدس العربي»: وافق مجلس الشورى القطري على مشروع القانون بشأن منح الإقامة الدائمة لغير القطريين، وقرر إحالة توصياته بشأنه إلى مجلس الوزراء للمصادقة عليه.
وخلال جلسته الأسبوعية العادية الاثنين برئاسة أحمد بن عبدالله بن زيد آل محمود، استهل المجلس جلسته بمناقشة تقرير لجنة الشؤون الداخلية والخارجية حول مشروع قانون بشأن بطاقة الإقامة الدائمة.
وبموجب أحكام مشروع القانون، فإنه لوزير الداخلية منح بطاقة الإقامة الدائمة لغير القطري إذا توافرت فيه الشروط التي حددها المشروع، كما يجوز بقرار من وزير الداخلية منح تلك البطاقة لأبناء القطرية المتزوجة من غير القطري، وكذلك للذين أدوا خدمات جليلة للدولة، ولذوي الكفاءات الخاصة التي تحتاج إليها الدولة.
ونص مشروع القانون على إنشاء لجنة بوزارة الداخلية تختص بالنظر في طلبات منح بطاقة الإقامة الدائمة وفقاً لأحكام مشروع القانون.
وبعد مناقشة تقرير لجنة الشؤون الداخلية والخارجية، وافق المجلس على مشروع القانون وقرر إحالة توصياته بشأنه إلى الحكومة الموقرة.
وواصل مجلس الشورى النظر في جدول أعماله، حيث تقدم عدد من الأعضاء بطلب مناقشة عامة بشأن الضرر الواقع على أبناء الأم القطرية المطلقة أو الأرملة من أزواج من دول الحصار، ودراسة الضرر المترتب على ذلك واقتراح التوصيات المناسبة والخيارات المتاحة بشأنه بما يرفع الضرر عنهم. وبعد المناقشة قرر المجلس إحالة الطلب إلى لجنة الشؤون الداخلية والخارجية لدراسته ورفع تقرير بشأنه إلى المجلس.
وكان الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية القطري اطلع يوم 15 آذار/ مايو الحالي لجنة الشؤون الداخلية والخارجية بمجلس الشورى على تصور الحكومة بشأن مشروع قانون بطاقة الإقامة الدائمة، وقام بالرد على استفسارات اللجنة المتعلقة بمشروع القانون. وصادق مجلس الوزراء القطري بتاريخ 2 آب/ أغسطس الماضي على مشروع قانون بشأن بطاقة الإقامة الدائمة في قطر، في خطوة تعد سابقة في منطقة الخليج.
وبموجب أحكام المشروع «يحق لوزير الداخلية منح بطاقة الإقامة الدائمة لغير القطري إذا توافرت فيه الشروط التي حددها القانون». كما يجوز بقرار من وزير الداخلية منح تلك البطاقة لغير القطري اذا كان من أبناء القطرية المتزوجة من غير قطري، والذين أدوا خدمات جليلة للدولة. إلى جانب ذوي الكفاءات الخاصة التي تحتاج إليها الدولة. ونص بيان مجلس الوزراء على أن «تمنح بطاقة الإقامة الدائمة حامليها عددا من الامتيازات والتي تتمثل في معاملتهم معاملة القطريين في التعليم والرعاية الصحية في المؤسسات الحكومية، وتمنحهم الأولوية في التعيين بعد القطريين في الوظائف العامة العسكرية والمدنية، كما يكون لحامل تلك البطاقة الحق في التملك العقاري وفي ممارسة بعض الأنشطة التجارية بدون شريك قطري، وذلك وفقاً للقرارات التنفيذية التي سيصدرها مجلس الوزراء وفقاً لأحكام هذا القانون».
وكان مشروع قانون الإقامة الدائمة الذي أعلن عنه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قد أثار ردود فعل مرحبة، وتناولته وسال الإعلام العالمية، في سياق الإصلاحات التي تقوم بها دولة قطر لتطوير حقوق المواطنين والمقيمين فيها، من قبيل إلغاء قانون الكفالة واستبداله بقانون للعمل، والحديث عن قرب الإلغاء النهائي للخروجية، وصولا إلى انضمام قطر إلى العهد الدولي الخاص بالحقوق السياسية والمدنية والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وإقرار العديد من التشريعات لتعزيز مسيرة حقوق الإنسان في قطر.
ورحبت منظمة «هيومن رايتس ووتش» في تقريررها العالمي 2018 الذي أعلنت عنه شهر كانون الثاني/ يناير الماضي بمشروع قانون الإقامة الدائمة، لافتة إلى أن قطر أعلنت عن مجموعة إصلاحات حقوقية مهمة خلال عام 2017، وإن نُفذت هذه الإصلاحات، ستكون بمثابة أكثر المعايير الحقوقية تقدماً في منطقة الخليج.
وقالت بلقيس واللي ـ باحثة أولى مختصة في شؤون قطر في «هيومن رايتس ووتش» ـ : «كان من الممكن أن ترد قطر على الأزمة السياسية التي واجهتها بالاستبداد، لكنها ردت على انهيار علاقاتها بدول الجوار برفع مستوى معايير حقوق الإنسان في الخليج، سيكون تنفيذها لالتزاماتها المتصلة باحترام حقوق المرأة القطرية وملايين العمال الوافدين واللاجئين الضعفاء في البلاد مقياساً حقيقياً لنجاحها في عام 2018».
وأشار التقرير إلى أنه جاءت أهم التزامات الإصلاح الحكومية في شكل إجراءات حمائية لحوالي مليوني عاملة منزلية وافدة في البلاد يُشكلن 95 ٪ من قوة العمل، ولكنهن ممنوعات من العمل النقابي أو العمل الجماعي، أصدرت الحكومة قانوناً جديداً لحماية عاملات المنازل الوافدات، وتعهدت بإنهاء نظام الكفالة واعتماد حد أدنى للأجور.

مجلس الشورى القطري يوافق على مشروع قانون بشأن بطاقة الإقامة الدائمة لغير المواطنين

إسماعيل طلاي

حماس تنتقل للساحة الرياضية وتتمنى شفاء محمد صلاح قبل كأس العالم وإسرائيل تحرم أسراها من مشاهدة المونديال تلفزيونيا

Posted: 28 May 2018 02:27 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: لم ينقطع حديث السكان الغزيين المثقلين بهموم الحصار الإسرائيلي، عن حادثة «الاعتداء المتعمدة»، التي اقترفها مدافع فريق ريال مدريد سرخيو راموس، ضد نجم منتخب مصر لكرة القدم ولاعب نادي ليفربول الإنكليزي محمد صلاح، خلال المباراة النهاية لأبطال أوروبا، وكغيرهم من العرب تمنوا شفاء «النجم العربي» لمشاركة منتخب بلاده في كأس العالم في روسيا، وهو أمر عبرت عنه أيضا حركة حماس، التي عوقب أسراها بقرار إسرائيلي بمنعهم من حضور المونديال تلفزيونيا. ولا تزال مواقع التواصل الاجتماعي تعج بالتعليقات المتعاطفة مع النجم محمد صلاح، ودفعت الحادثة مشجعي نادي ريال مدريد في غزة على خلاف كل مرة، إلى عدم الاحتفال بالفوز بكأس دوري أندية أوروبا، تضامنا مع «المنتخب الشقيق» و»نجم العرب» على غرار المرات السابقة، وأبدوا تعاطفا كبيرا في تعليقاتهم مع اللاعب المصري.
كذلك شهدت مواقع التواصل الاجتماعي هجوما على مدافع ريال مدريد، وكتب أحد المعلقين منتقدا أن هذا اللاعب «عار على كرة القدم»، فيما طالب أخرون بتركيز الدعاء على راموس بذكر اسمه كاملا، حتى يكون هدف الدعاء محددا. وجرى نشر تدوينة خاصة تناقلها الكثير من محبي صلاح ومشجعي المنتخب المصري في هذا الخصوص جاء فيها «معلش يا جماعة موضوع الدعاء العشوائي على راموس ده عيب جداً اسمه سيرخيو راموس ومامته اسمها پاكي والرباط الصليبي اسمه curciate ligament».
وبعد مرور ثلاثة أيام على الإصابة العنيفة التي أخرجت محمد صلاح من المباراة باكيا، وهو أمر أثر كثيرا في متابعيه خشية من صعوبة الإصابة، لا يزال المهتمون بكرة القدم في غزة كغيرهم في مصر، يتابعون أخبار إصابة هذا اللاعب، ويتطلعون لشفائه التام من الإصابة قبل انطلاق المونديال العالمي.
وأصيب محمد صلاح، الذي يقود هجوم فريق ليفربول الإنكليزي، في منطقة الكتف خلال تلك المباراة، ما أجبره على الخروج من الملعب بعد نصف ساعة تقريبا، وهو أمر أثر على قوة فريقه الذي خرج خاسرا بنتيجة ثلاثة أهداف إلى هدف واحد.
وفي هذا السياق تمنى الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم «الشفاء العاجل» لصلاح، وكتب على صفحته على موقع «فيس وك» يقول «نتمنى الشفاء العاجل للاعب القدير ذي الخلق الرفيع محمد صلاح مهاجم ليفربول ومنتخب مصر». وأعرب عن أمله في أن يتمكن اللاعب المصري من المشاركة في كأس العالم لكرة القدم، وقال ممتدحا صلاح إنه «مثال مشرف للحركة الرياضية العالمية وجدير بكل هذا الحب والتقدير».
من المقرر أن تنطلق بطولة كأس العالم في روسيا يوم 14 حزيران/ يونيو المقبل، حيث يلعب المنتخب المصري في المجموعة الأولى التي تضم منتخبات روسيا والسعودية وأورغواي.
وفي موضوع قريب، له علاقة أيضا بمونديال روسيا، أصدر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد اردان، قرارا لمصلحة السجون الإسرائيلية يقضي بمنع أسرى حركة حماس من مشاهدة تلك المباريات، التي تبدأ الشهر المقبل.
وجاء القرار الإسرائيلي في إطار العقوبات التي تفرضها سلطات الاحتلال على أسرى الحركة، للضغط تجاه إطلاقها سراح الجنود الإسرائيليين الأسرى لديها في غزة.
وقال اردان انه لا ينوي «السماح للإرهابيين» بمشاهدة المباريات في الوقت الذي تحتجز فيه حماس جنودا ومواطنين إسرائيليين.
ولا يزال الجناح العسكري لحركة حماس يحتجز أربعة إسرائيليين، بينهم جنديان وقعا بالأسر خلال الحرب الأخيرة على غزة صيف عام 2014، ولم تبدأ أي مفاوضات لإطلاق سراحهم بعد.

حماس تنتقل للساحة الرياضية وتتمنى شفاء محمد صلاح قبل كأس العالم وإسرائيل تحرم أسراها من مشاهدة المونديال تلفزيونيا
دعوات فيسبوكية تحدد اسم «سيرخيو راموس» ووالدته للدعاء عليه انتقاما لصلاح

قلق في واشنطن من مخاطر مواجهات السياسة الخارجية لإدارة ترامب

Posted: 28 May 2018 02:27 PM PDT

واشنطن ـ «القدس العربي»: يقود فريق الأمن القومي في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مواجهات شديدة الخطورة مع حلفاء وخصوم الولايات المتحدة بطريقة قد تؤدى إلى التسبب في الحاق أضرار جسيمة بالمصالح الأمنية للبلاد ولكن اذا نجحت هذه المواجهات فانها ستؤدى إلى نفوذ أمريكي متزايد مع التقليل من أولويات الاخرين، وخاصة في اوروبا.
المواجهة الاولى مع إيران حيث ألغى ترامب مشاركة الولايات المتحدة في الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران، وهو قرار عارضته الدول الاوروبية الموقعة على الاتفاق، المانيا وفرنسا وبريطانيا, اذ انتقدت الاطراف الاوروبية قرار الالغاء ووصفته بانه احادى الجانب وبدأت في التفاوض مع طهران للحفاظ على الاستثمارات المالية الاخيرة في حين تخطط وزارة الخزانة الأمريكية إلى فرض غرامات مالية جديدة على إيران من شأنها ان تعرض قدرة الشركات الاوروبية على تمويل العقود.
وهددت ادارة ترامب صراحة إيران اذ نصح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، في خطاب هام ألقاه في 21 ايار/ مايو قادة طهران بأن الولايات المتحدة مستعدة لإعادة التفاوض بشأن الصفقة النووية اذا تخلت إيران عن تطوير أى اسلحة نووية واوقفت مداخلاتها المسلحة في الشرق الاوسط، بما في ذلك اليمن ولبنان وسوريا، ووفقا لما قاله العديد من المحللين الأمريكين، فان رفض طهران لهذه المطالب قد يعنى اندلاع حرب بين إيران والولايات المتحدة في الخليج العربي.
والخطر الإضافي لواشنطن من المواجهة مع إيران هو ان أوروبا، التى تنتقد اعمال ترامب الاحادية الجانب مثل نقل السفارة إلى القدس المحتلة والانسحاب من اتفاقية المناخ، ستقرر الحفاظ على الاتفاق النووي ومحاولة انقاذ الفوائد الاقتصادية مع عدم تعريض تجارتها للخطر ولكن هذا سيعنى في نهاية المطاف ان اوروبا ستتخلص من العلاقات الاقتصادية والسياسية مع الولايات المتحدة مع امال في الحفاظ على علاقات امنية حيوية.
المواجهة الثانية الخطرة لادارة ترامب هي مع كوريا الشمالية وطموحاتها النووية، والخطر هنا من شقين بعد دراما الاسابيع الاخيرة التى شهدت موافقات والغاءات على اجتماعات وقمم اذ قد يقرر زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون الانسحاب من اجتماع سنغافورة او الحضور ولكنه قد يرفض تفكيك الترسانه النووية والمضى قدما في اعادة توحيد شبه الجزيرة الكورية، وقد يزعم كيم ان ترامب يقف في طريق معاهدة سلام كورية، والخطر الثانى هو قيام كيم بالابتعاد عن اصرار ترامب على نزع الاسلحة النووية، ولذلك فان الفشل في سنغافورة قد يفتح افاق المصادمات المسلحة للقوات الكورية والأمريكية في شمال شرق اسيا.
ويتعامل خبراء أمريكيون، من بينهم المحلل دونالد نيوتشريلين، مع موضوع التجارة مع الصين كخطر ثالث حقيقي لسياسة ادارة ترامب، وعلى الرغم من ان احتمال ان تكون هناك مواجهة بين الولايات المتحدة والصين في المستقبل القريب امرا بعيدا الا ان امكانية اندلاع الحرب التجارية تبدو حقيقية اذ وعد ترامب اثناء حملته الانتخابية بخفض العجز التجاري مع الصين بمقدار 200 مليار دولار على الاقل.
وقال الجانبان انهما يأملان في تجنب حرب تجارية ولكن الضغوط المحلية تزداد على الرئيس الصينى ونظيره الأمريكي، واذا تم فرض رسوم جمركية في نهاية المطاف على صادرات الصين فقد تنتقم الصين عبر فرض القيود على المنتجات الزراعية الأمريكية، والحرب التجارية بالتاكيد ستضر بالعلاقات السياسية والاقتصادية، مما يجعل حل تهديد كوريا الشمالية امرا صعبا

قلق في واشنطن من مخاطر مواجهات السياسة الخارجية لإدارة ترامب

رائد صالحة

العاهل المغربي قرر إقامة مشفى ميداني في غزة

Posted: 28 May 2018 02:26 PM PDT

الرباط ـ «القدس العربي»: قالت وزارة الخارجية المغربية إن العاهل المغربي الملك محمد السادس، اعطى تعليمات من أجل إقامة مستشفى ميداني طبي جراحي للقوات المسلحة المغربية في غزة في الأراضي الفلسطينية، بهدف تقديم العلاجات الضرورية للجرحى والضحايا المدنيين في الأحداث الأخيرة التي شهدها قطاع غزة.وقالت الوزارة في بلاغ نشر أول أمس الأحد إن هذه المبادرة «التي تتزامن مع شهر رمضان الأبرك، تنسجم مع الالتزامات التاريخية والمتجددة باستمرار للملك تجاه القضية الفلسطينية، وتجسد التضامن الفعلي إزاء الشعب الفلسطيني الشقيق».
وقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إن رئيس الحكومة المغربي سعد الدين العثماني اتصل هاتفيا برئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، صباح أمس الإثنين، وأبلغه بقرار الملك محمد السادس إرسال مستشفى ميداني إلى قطاع غزة لعلاج جرحى مسيرات العودة. وأوضحت الحركة أن قرار الملك جاء بعد اتصال هاتفي أجراه هنية بالعثماني، الأحد، حول تداعيات قرار إدارة ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، حيث قدم زعيم حماس مطالب إلى المغرب، من بينها تقديم مساعدة طبية عاجلة لجرحى مسيرات العودة، فيما أكد العثماني أنه سيتابع بجدية المطالب التي تقدم بها هنية.
وقالت حركة حماس إن وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، اتصل بدوره برئيس المكتب السياسي للحركة، صباح أمس الإثنين، حول الموضوع نفسه ، وأكد له حرص المغرب على مواصلة دعم الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية. وقالت الحركة الأحد إن اسماعيل هنية أجرى اتصالا بسعد الدين العثماني، أعرب فيه عن أمله في قيام المغرب بحكم علاقته التاريخية بالقضية الفلسطينية وملف القدس، بدور بارز في التصدي للخطوات التي تمس بعروبة وإسلامية المدينة المقدسة.
ويعرف عدد من المدن المغربية تظاهرات تضامنية مع الشعب الفلسطيني واحتجاجا على العدوان الصهيوني المستمر في غزة وبقية الأراضي المحتلة وتنديدا بالسياسات الأمريكية الداعمة لهذا العدوان والتي كان آخرها قرار نقل السفارة الأمريكية الى مدينة القدس.

العاهل المغربي قرر إقامة مشفى ميداني في غزة

محمود معروف:

الصحافيون في مصر ليسوا مع التطبيع

Posted: 28 May 2018 02:25 PM PDT

«هل المشاركة الصحافية في تغطية الاحتفالات التي يعقدها الكيان الصهيوني (إحياء ليوم الاستقلال) تعتبر إعترافاً بالتطبيع أو عملاً مهنياً؟»، هذا السؤال الذي طرح هذا الشهر من قبل عدد من الصحافيين المصريين في الشبكات الاجتماعية أثير على خلفية الدعوة التي تلقوها من السفارة الإسرائيلية للمشاركة في الاحتفال بعيد الاستقلال الذي جرى في فندق «ريتس كارلتون» في القاهرة.
ليس هناك جديد في الدعوة. حتى ثورة الربيع العربي اعتادت السفارة على إجراء الاحتفال وأن تدعو اليه أيضاً مراسلين الذين معظمهم (اذا لم يكن جميعهم) غابوا عنه. قبل سبع سنوات، بعد الثورة والهجوم على السفارة الإسرائيلية في القاهرة، توقفت الاحتفالات. التجديد يكمن إذاً في مجرد طرح السؤال من قبل الصحافيين. في السابق كان واضحا للجميع أن المشاركة في احتفال يوم الاستقلال هو جريمة خطيرة ضد المنع المطلق للقيام بتطبيع مع إسرائيل، الذي فرضته نقابة الصحافيين على أعضائها في بداية الثمانينيات بعد التوقيع على اتفاق كامب ديفيد. وفجأة ثار لديها «تساؤل خطير» الذي يثير الشك كما يبدو في صلاحية المنع.
إلا أنه في هذه المرة أيضاً الاجابة كانت قاطعة وواضحة. عضو نقابة الصحافيين محمد سعد عبد الحفيظ قال إن «المشاركة في احتفالات الكيان الصهيوني في يوم ذكرى النكبة تناقض قرار الجمعية العامة لنقابة الصحافيين الذي يحظر أي تطبيع، مهني أو شخصي، مع الكيان الصهيوني». الاجابة تشمل أيضاً تهديداً يقضي بأن من يخرق هذا القرار «سيستدعى للتحقيق في النقابة». في الماضي انتهى تحقيق كهذا بطرد الصحافي من النقابة، الذي معناه سحب رخصته للعمل في هذا المجال. في رد آخر على السؤال، رفعت الصحافية إكرام يوسف تصريحاً ذكرت فيه صحافياً مصرياً «تفاخر بعلاقته الودية مع الملحق الصحافي في السفارة الإسرائيلية وحتى أنه اعلن أنه شارك في الاحتفال بيوم الاستقلال. بعد أن جمعنا توقيعات من أجل طرده من النقابة، طلب أن يثبت أنه شارك حقا في الاحتفال. هؤلاء هم جبناء وخونة».
الصحافي الكبير الهامي الميرغني اضاف أنه «علينا مقاطعة ليس فقط فندق ريتس كارلتون الذي استضاف الاحتفال… هل بيع جزر تيران وسنافير للسعودية (في أعقاب قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي) هو جريمة أقل من تدنيس القاهرة باحتفال تأسيس دولة العدو الصهيوني؟. النظام الذي يسعى إلى السلام الدافيء مع إسرائيل لا يهمه شيء سوى إرضاء ترامب وإسرائيل». الميرغني طلب مقاطعة كل الشركات المصرية، الاكاديميين وغيرهم المتعاونين مع إسرائيل و«نشر اسماء هؤلاء المطبعين».
من اعتقد أن التعاون العسكري بين إسرائيل ومصر، بين السيسي ونتنياهو، والحرب المشتركة ضد الإرهاب، كل ذلك سيحدث تحولاً أيضاً في نظرة الصحافيين لإسرائيل، يمكنه أن يتمهل. مقاطعة إسرائيل ما زالت حتى الآن جزءاً لا يتجزأ من الرؤية الوطنية لمعظم الصحافيين في مصر.
أيضاً هنا يوجد تناقض في سلوك الصحافيين المصريين. من جانب هم يفرضون مقاطعة جارفة، تلزم كل صحافي من الصحافيين وتمنع أي انحراف عنها، ومن الجهة الاخرى يديرون نضالاً ضد قمع الصحف، ضد الرقابة التي اشتدت في عهد السيسي وضد الاوامر التي ينشرها المجلس الاعلى لتنظيم الاعلام، الذي انشيء على يده بدل وزارة الاعلام. ظاهريا هذا مجلس مستقل وظيفته ضمن أمور أخرى تطبيق بند في الدستور يطالب بحرية الصحافة. ولكن مؤخراً ينشغل المجلس الذي يترأسه الصحافي المخضرم والمشهور مكرم محمد أكرم في صوغ أوامر تحظر على الصحف المس بدول أخرى».القصد ليس منع توجيه انتقاد لحكومات أخرى»، شرح أكرم، «بل المس بشعوب وأديان أخرى».
أكرم الذي يؤيد السلام مع إسرائيل واعتاد الالتقاء بين فينة وأخرى مع صحافيين إسرائيليين قال في السابق للصحيفة، بصفته ما زال محرر الصحيفة الاسبوعية «المصور»، إن قرار منع صحافيين مصريين من زيارة إسرائيل والالتقاء مع إسرائيليين «يمس حرية الصحافة». عندما عُيّن رئيساً للمجلس الاعلى قال للصحيفة: «الآن أنا في وظيفة أخرى تلزمني بالدفاع عن حرية الصحافة، بما في ذلك عن قراراتها بعدم تطبيع العلاقة مع إسرائيل».
منذ ذلك الحين وسّع المجلس نشاطه إلى ما هو أبعد من الصحافة ووسائل الاعلام، أيضاً إلى مجال السينما والمسلسلات التلفزيونية. لقد قرر المجلس من بين قراراته، أنه سيتم فرض غرامة عالية على كل محطة تلفزيون وراديو تستخدم «تعبيرات مسيئة». إن القرار حول ما هي التعبيرات المسيئة يوجد في أيدي المجلس. المجلس ومن خلال صلاحياته أغلق اكثر من 30 موقع أخبار على الانترنت من بين حوالي 500 موقع تم اغلاقها بتعليمات من الحكومة. في مصر يوجد 21 صحافياً رهن الاعتقال، عشرات رجال الاعلام تم استدعاؤهم للتحقيق، وحظر على الصحافيين الكتابة عن متنافسين محتملين في الانتخابات للرئاسة التي جرت في آذار/مارس الماضي.
المعارضة للتطبيع مع إسرائيل، إدانة الإخوان المسلمين وانتقاد الرئيس ترامب وقطر بقيت المجالات الوحيدة التي يستطيع فيها الصحافيون المصريون أن يكتبوا عنها من دون خوف طالما أن انتقادهم يتساوق مع سياسة النظام.

تسفي برئيل
هآرتس 28/5/2018

الصحافيون في مصر ليسوا مع التطبيع
مقاطعة إسرائيل ما زالت حتى الآن جزءاً لا يتجزأ من الرؤية الوطنية لمعظم الإعلاميين
صحف عبرية

رئيس «الائتلاف» المعارض يبحث مع المبعوث الهولندي جرائم النظام

Posted: 28 May 2018 02:25 PM PDT

أنقرة ـ «القدس العربي»: التقى رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، عبد الرحمن مصطفى، المبعوث الهولندي الخاص إلى سوريا جيرارد ستيغ، وبحث معه جرائم الحرب التي يرتكبها النظام والميليشيات الإرهابية الإيرانية بحق المدنيين في سوريا.
وناقش الاجتماع إمكانية تفعيل مسار العملية السياسية في جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة، وأكد الجانبان على ضرورة العمل من أجل إيجاد حل سياسي وفق بيان جنيف والقرار 2254، وتحقيق الانتقال السياسي الشامل في سوريا.
واستنكر مصطفى، تناوب نظام الأسد، على رئاسة «منتدى الأمم المتحدة لنزع السلاح الكيماوي والنووي»، معتبراً أنه بمثابة صدمة لضمير الإنسانية وتنكر لضحايا الأسد في هجماته الكيماوية التي فاقت مائتي هجوم.
وحذر رئيس الائتلاف الوطني خلال اللقاء من آثار القانون رقم 10 الصادر عن نظام الأسد، والذي يعطي الحق للنظام بمصادرة أملاك النازحين والمهجرين بحجة إعادة تنظيم المناطق المدمرة، وهو ما قد يحوّل دون عودة اللاجئين إلى مناطقهم.
ودعا إلى ضرورة حماية المدنيين في إدلب وريفها بعد أن أصبحت المنطقة مزدحمة بالسكان بسبب وصول أعداد كبيرة من المهجرين إليها.

رئيس «الائتلاف» المعارض يبحث مع المبعوث الهولندي جرائم النظام

«النهضة» التونسية: لا نتمسك بشخصية الشاهد وعلى موقعي وثيقة «قرطاج2» الالتزام ببنودها

Posted: 28 May 2018 02:24 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: قالت حركة «النهضة» انها لا تتمسك بشخصية يوسف الشاهد على رأس الحكومة التونسية بقدر سعيها لإيجاد استقرار سياسي يمكّن رئيس الحكومة الحالي أو المقبل من تنفيذ برنامج الإصلاحات الكبرى الذي تتضمنه وثيقة «قرطاج 2 «، ودعت المنظمات الكبرى بالالتزام بتطبيق بنود الوثيقة الـ63 قبل الاتفاق حول النقطة الأخيرى (64) المتعلقة بإحداث تعديل جزئي أو كلي للحكومة، معتبرة أن المجيء بحكومة جديدة دون التزام الأطراف الموقعة على الوثيقة بتطبيق بنودها، سيعيد البلاد إلى المربع الأول.
وكان مجلس شورى «النهضة» أيّد في اجتماعه الأخير موقف رئيس الحركة راشد الغنّوشي الداعي إلى الاستقرار والتوافق حول الإصلاحات الكبرى التي تتضمنها وثيقة «قرطاج 2»، كما فوّض الغنوشي بالاستمرار في المشاورات مع بقية الأطراف الموقعة على الوثيقة للوصول إلى حل للخلاف المستمر حول النقطة الأخيرة من الوثيقة المتعلقة بكيفية تعديل الحكومة.
واعتبر مراقبون أن موقف مجلس الشورى الأخير يعتبر مقدمة لـ»تخلي» حركة «النهضة» عن يوسف الشاهد على رأس الحكومة التونسية وقبولها باستبدالها بشخصية أخرى لتنفيذ بنود وثيقة «قرطاج 2».
إلا أن زبير الشهودي عضو مجلس الشورى أكد أن الحركة تسعى لفتح آفاق جديدة لإدارة الحوار، مؤكداً أن الحركة لم تتخلّ عن الشاهد لأنها لا تتمسك أساساً بالأشخاص بل ما يهمها هو توضيح الجهة التي ستنفذ برنامج الإصلاحات الكبرى الوارد في الوثيقة، مشيراً إلى أن الرسائل التي تبعث بها أغلب الأطراف المشاركة في الحوار تتلخص بالدعوة إلى إزاحة يوسف الشاهد من دون اقتراح البديل القادر على تنفيذ ما ورد في الوثيقة المذكورة.
وأضاف في تصريح خاص لـ«القدس العربي»: «نحتاج إلى تعميق الحوار، فكما استطعنا أن نتفق حول 63 نقطة نحتاج للتدقيق في النقطة 64 بتفاصيلها، فإما أن يتم الاتفاق على التعاطي مع يوسف الشاهد بعد القيام بتعديل جزئي في حكومته، أو يتم الحديث عن شخصية أخرى قادرة على تنفيذ الإصلاحات. لكن المشكلة أن أطروحة إزاحة الشاهد ما زالت ناقصة لأنها لا تتحدث عن البديل، وهو ما يجعل النهضة تدافع عن عدم إزاحة الشاهد في الوقت الحالي».
وكان الموقعون على وثيقة قرطاج فشلوا في التوصل إلى اتفاق حول مصير حكومة يوسف الشاهد، في ظل تمسك حركة «النهضة» ببقاء الشاهد على رأس الحكومة مع قيامه بتعديل جزئي لها، وهو ما دعاهم إلى الاجتماع مجدداً الاثنين للحسم في مصير الحكومة الحالية.
وقال الشهودي «لا نحتاج إلى حسم سريع في موضوع الحكومة، بل يجب أن ندخل في حوار جدي حول ما إذا كان تغيير رئيس الحكومة سيعود بالنفع على المرحلة وخاصة في ما يتعلق بالإصلاحات الكبرى، وأن لدينا التزاماتنا المالية مع المنظمات الدولية المانحة، بمعنى: هل تغيير رئيس الحكومة يعني الذهاب إلى الإصلاحات أم أن الاستقرار هو الذي يحقق النفاذ للإصلاحات، فلأول مرة يمكن الحديث عن إيجاد برنامج وطني مشترك بين القوى الأساسية حول الأجندة الاقتصادية والاجتماعية في تونس، لكن يبقى السؤال هو من سينفذ ذلك؟
وكان الأمين العام لاتحاد الشغل نور الدين الطبوبي عبّر عن «استغرابه» الشديد من تمسك حركة النهضة بيوسف الشاهد، متسائلاً « هل يمكن أن تفشل كل الحكومة وينجح رئيسها؟».
وقال الشهودي «موقف الاتحاد متقلب كثيراً في الفترة الأخيرة، فتارة يطالب بتغيير بعض الوزراء، ثم يستقر رأيه للدفاع عن رئيس الحكومة، ثم يعود ليطالب بإزاحته، يجب أن نكون متواضعين وأن نعترف أن تغيير رؤساء الحكومات السابقة لم يساهم في تحسين الأداء، فإذا تحدثنا عن الفشل فالجميع فشِل (بمعيار الاتحاد)، لكن السؤال هو: هل ستكون الأطراف الاجتماعية مستعدة للالتزام بالإصلاحات الكبرى؟ فالإصلاحات الكبرى تمس من منظوري (أعضاء) المنظمات الكبرى وبالتالي نحتاج إلى تحمل قيادة هذه المنظمات لمسؤوليتها السياسية والأخلاقية والتزامها بـ63 نقطة التي تم الاتفاق عليها، وبعد ذلك يمكن الحديث عمن سينفذ هذه النقاط، بمعنى: دعونا نمضي على الـ63 نقطة المُتفق عليها ونلتزم بتطبيقها، وبعدها سيكون الحوار إيجابيا حول بقاء الحكومة الحالية من عدمه».

«النهضة» التونسية: لا نتمسك بشخصية الشاهد وعلى موقعي وثيقة «قرطاج2» الالتزام ببنودها
اعتبرت أن تخلي المنظمات الكبرى عن تعهداتها سيعيد البلاد إلى المربع الأول
حسن سلمان:

الحريري يتجه إلى حكومة وفاق وطني: لا أحد يريد وضع العصي في الدواليب

Posted: 28 May 2018 02:24 PM PDT

بيروت – «القدس العربي»: لفت رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري بعد جولة الاستشارات النيابية غير الملزمة في المجلس النيابي ، إلى « تعاون كبير بين الجميع لتسهيل تأليف الحكومة»، وقال « كان هناك توافق لتسريع تشكيل الحكومة، ولا شك ان هدف الجميع هو العمل لتحسين الاقتصاد الوطني وتقوية مؤسسات الدولة «.
واوضح انه « سيعمل وفق افضل وسيلة لتشكيل حكومة وفاق وطني، وان نجمع انفسنا لتحصين وضعنا الداخلي، والوضع الاقتصادي هو الاخطر ويجب علينا ان نعمل وفق الفرصة المتاحة عبر مؤتمر سيدر، وانا متفائل جدا».
وعن كثرة المطالب قال الحريري « يحق للجميع ان يطلبوا ما يريدون، وهذه الفترة مشاورات، ونحن قادرون على الوصول إلى تفاهمات».
وتعليقاً على حصة رئيس الجمهورية قال «لا شك ان رئيس الجمهورية كانت له في السابق حصة في الحكومة ولا أحد يريد وضع العصي في الدواليب.»
وكان الحريري أجرى مشاوراته مع الكتل النيابية لتأليف الحكومة واستهلها بلقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري ثم الرئيس نجيب ميقاتي وبعده الرئيس تمام سلام الذي قال «نأمل ان تكون هناك سرعة بتأليف حكومة لحاجة البلد إلى السلطة التنفيذية خصوصاً اننا مقبلون على ورشة كبيرة لكن انا مع التأني وليس التسرّع»، مضيفاً «سمعت من الحريري كلاماً عن المداورة وانا اشجعه ولديه توجه ايضاَ لفصل النيابة عن الوزارة وأشجعه على ذلك ليقوم كل جانب بدوره». وقال رداً على سؤال «لست مرشحاً للتوزير».
بعدها التقى الرئيس الحريري نائب رئيس مجلس النواب النائب ايلي الفرزلي، الذي قال «لا يمكن تصور مجلس النواب دون معارضة فيه، والتسويق لنقل كل الكتل إلى الحكومة وتعطيل العمل الرقابي لا يخدم مصلحة البلاد».
أما كتلة التنمية والتحرير، فتحدث باسمها النائب أنور الخليل بعد لقائها الحريري، فأوضح أننا «أكدنا التزامنا الدستور ووثيقة الوفاق الوطني، وطالبنا بتعزيز مناعة لبنان عبر تعزيز امكانيات الجيش، وبالسعي لتشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية، وبالتمسك بمعادلة «الجيش والشعب والمقاومة»، وقال « نصرّ على وزارة سيادية باتت معروفة وكوننا 17 نائباً يجب ان نمثل بـ 4 وزراء في الحكومة».
وتحدثت النائب بهية الحريري باسم كتلة المستقبل فقالت «نطالب بحكومة تكامل وطني تتمكن من النهوض بالبلاد ومن تطبيق مشاريع سيدر، وطالبنا بتشكيل سريع ضمن سياسة اليد الممدودة وبتفعيل مثيل المرأة». واضافت « نريد تمثيلاً عادلاً للمناطق ونحن مع حكومة ثلاثينية ان لم يكن أقلّ من ذلك، ونطالب بإشراك جميع الكتل في عملية النهوض كما نتمنى اعتماد المداورة».
أما تكتل لبنان القوي فتحدث باسمه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ، فقال «طرحنا حكومة وحدة وطنية موسعة تضم أكبر عدد من القوى وتعكس نتيجة الانتخابات النيابية، وقد بحثنا في حصتنا من دون المرور على حصة رئيس الجمهورية أو سواه، كما طالبنا بتمثيل الطائفتين العلوية والسريانية في الحكومة، وبتوزيع الحقائب السيادية على الطوائف الصغرى ايضاً «. وتابع «لسنا مع تكريس اي حقيبة لأي طرف ومنذ العام 2005 نحن محرومون من الحصول على المالية او الداخلية وقد آن الاوان اليوم ليحصل تكتلنا عليهما لأنه يحق لنا الحصول على احدى الحقائب السيادية».
وتحدث النائب محمد رعد باسم كتلة الوفاء للمقاومة فقال «عرضنا للوضع الاقتصادي وللتحديات الخارجية التي تتطلب حزماً في التعاطي، وطالبنا بوزارة وازنة هي من حقنا، وطالبنا بوزارة تخطيط، ونتمنى التوفيق للرئيس الحريري». وعن العقوبات على الحزب قال « هذا شأن خارجي».
وأعلن النائب تيمور جنبلاط باسم اللقاء الديموقراطي « أننا تمنينا النجاح بتشكيل الحكومة سريعاً للعمل على حل الملفات العالقة وركزنا على اهمية تشكيل حكومة وحدة وطنية، والتشاور سيبقى مستمراً كوننا لم نطالب باي وزارة اليوم».
أما النائب فريد الخازن فتحدث باسم التكتل الوطني، فقال «طالبنا الرئيس الحريري بتشكيل حكومة وحدة وطنية، وبإقرار الاصلاحات الضرورية وتنفيذها جديا لوضع حد للفساد، كما تمسّكنا بالمشاركة في الحكومة عبر مقعدين مسيحي ومسلم كون تكتلنا عابر للطوائف، وقد طالبنا بحقيبة الاشغال او الطاقة او الاتصالات مع بحقيبة أخرى خدماتية».
النائب جورج عدوان تحدث باسم تكتل «الجمهورية القوية»، فأشار إلى «أننا أبلغنا الرئيس الحريري استعدادنا للتعاون معه وتسهيل مهمته بما يخدم مصلحة الناس والبلاد لأننا إن لم نحارب الفساد، فإننا ذاهبون إلى ما لا تحمد عقباه»، مضيفاً «ما يهمنا هو معايير تشكيل الحكومة ويجب ان تنطلق من نتائج الانتخابات، وبعد ان اختار المسيحيون كتلتين لتثيلهم، يجب ان يكون تمثيل القوات في الحكومة موازياً لتمثيل التيار الوطني الحر». وعن حصة رئيس الجمهورية، قال عدوان «نحن كقوات، نتعهد ان نكون حصّة رئيس الجمهورية في الحكومة، لأننا لعبنا دوراً أساسياً في انتخابه». ورأى ان «من يحاول عزل القوات يرفض ارادة الناس ويرفض محاربة الفساد ويرفض السيادة»، خاتماً «اليوم تحدثنا في المبادئ لا في الحقائب، ونحن ندعم الحريري وماضون في دعمه».
وشملت المشاورات كتلة الوسط المستقل، ثم كتلة الكتائب التي تحدث بإسمها النائب سامي الجميل قائلاً «نتمنى للرئيس الحريري التوفيق وهو يستمع إلى كل وجهات النظر، وستكون لنا جلسة اخرى معه عندما يصبح لديه تصوّر لشكل الحكومة والمشاركين فيها واولويتها «.
أما كتلة ضمانة الجبل، فتحدث باسمها رئيسها النائب طلال ارسلان، مشيراً إلى «اننا شددنا على أن يكون للكتلة تمثيل درزي صريح احتراماً لنتائج الإنتخابات»، مضيفاً «اذا اردنا احترام الواقع، فقد ادت الانتخابات في الجبل، شاء من شاء وابى من ابى، إلى كتلتين نيابيتين ومن حقهما الطبيعي ان تتمثلا «.
أما كتلة نواب الأرمن، فأعلن رئيسها النائب هاغوب بقردونيان « اننا طالبنا بتسلّم الطائفة الارمنية وزارة مثل كل الطوائف دون تسمية هذه الوزارة»، مضيفاً «طالبنا بألا يتسرّع الرئيس في تشكيل الحكومة كي لا نقع في مشاكل بعد التأليف وطالبنا بحكومة من 32 وزيراً من ضمنهم 2 أرمن وبعدم تكريس وزارات لطوائف».
وأشار النائب ميشال معوض بعد لقائه الحريري إلى «أن امام الحكومة مسؤولية حماية لبنان بظل التطورات الخطيرة على مستوى المنطقة ما يتطلب عودة الجميع تحت سقف الدولة». وقال «بحثنا العلاقة الثنائية مع الحريري وتوافقنا على طي صفحة البرودة في العلاقة وبناء صفحة من التعاون انطلاقاً من التاريخ والقناعات المشتركة ومما أفرزته الانتخابات النيابية».
أما النائب جميل السيد فقال بعد لقائه الحريري «استعرضنا ما حصل في العام 2005 وما حصل بمسألة الاعتقال السياسي وأبدى كل تفهم لطبيعة المرحلة السابقة والظروف الاستثائية التي رافقتها»، مضيفاً «الحريري كان متلقيًا وشعرت من كلامه أن الماضي مضى ونحن نتحدث عن المستقبل، وقلت له قد أتغاضى عن ظلم يقوم به سياسي بموضوع العدالة لكن لا اتغاضى عن ضابط أو قاضٍ يرتكب خطأ ويزوّر»، مشيراً إلى « ان الخلاف الاستراتيجي مع الحريري موجود وسيبقى. وقد تمنيت أن تُسند حقيبة العدل إلى فريقنا السياسي كنوع من رد الاعتبار لما تعرضنا له».
كذلك شملت المشاورات النواب عبد الرحيم مراد، فؤاد مخزومي، ادي دمرجيان، أسامة سعد، عدنان طرابلسي وبولا يعقوبيان.
وكان الرئيس بري توقّع «ألا يتجاوز مخاض التأليف فترة «الشهر» وقال «لا مصلحة لأحد بتأخير ولادة الحكومة ولا بوضع العُقد أمامها»، نافياً في الوقت عينه «وجود أي نيّة في عزل «القوات اللبنانية». وقال «كل واحد لازم يأخذ حجمُه ولكن أيضاً ما بدنا حدا يكبّر حجرُه». كما لفت في ما يتصل بما يُثار حول مطالب «حزب الله» التوزيرية إلى أن «الحزب لن تكون له اي مطالب تعجيزية إنما ستكون له حصته الوزارية بصفته قوة أساسية في البلد». وعن لقائه والسيد حسن نصرالله قال «نحن متفقان إلى حد التطابق في غالبية العناوين ، وأنا والسيد حسن نصرالله جسدان في قلب واحد».

الحريري يتجه إلى حكومة وفاق وطني: لا أحد يريد وضع العصي في الدواليب
استمرار التجاذب على الحصص بين «القوات» و»التيار»… وجميل السيّد نبش الماضي وطالب بالعدل
سعد الياس

محافظ كركوك يؤكد حدوث عمليات تلاعب في الانتخابات

Posted: 28 May 2018 02:23 PM PDT

كركوك ـ «القدس العربي»: لا تزال نتائج الانتخابات في كركوك، تثير الجدل، بسبب اعتراض المكونين العربي والتركماني، واتهامهما الأحزاب الكردية بالاعتماد على «التزوير» للفوز في أغلبية المقاعد النيابية.
محافظ كركوك بالوكالة راكان سعيد الجبوري، قال أمس الاثنين، إن «انتخابات كركوك شهدت حدوث عمليات تلاعب فيها».
وأضاف، في بيان أن «نبين أن ما أثير من ملاحظات وأفعال وأصوات بشأن حدوث عمليات تلاعب في انتخابات كركوك هو أمر مؤكد لنا وللكثيرين»، موضحاً: «ذهبت لبغداد وبحضور عدد من أعضاء المفوضية العليا، وجرى فحص صندوق اقتراع أثبت صحة ما طالب به المتظاهرون وأهالي كركوك، حيث تم بعدها التوقيع على استمارة تؤكد صحة العد الالكتروني بعد التحقق من الصندوق».
وبين، أن «المفوضية تعمل على استغلال هذه الاستمارة للتأكيد أن كركوك تؤيد عمل مفوضية الانتخابات دون الإشارة لعمليات التلاعب والشكاوى والملاحظات ومطالب المتظاهرين».
في المقابل، النائب عن قائمة الاتحاد الوطني الكردستاني، شوان الداودي، وجه أمس، نداء إلى رئيس الوزراء حيدر العبادي وقائد عمليات كركوك وقائد الشرطة الاتحادية، بشأن تحركات بعض الجهات المعترضة على نتائج الانتخابات، مشيراً إلى أن تلك التحركات تعرض مستقبل المدينة إلى الخطر.
وقال إن هناك «محاولات مشبوهة وهادفة من قبل بعض الجهات لتعكير صفو روح التعايش والتاخي في كركوك».
وأضاف أن «الدستور العراقي كفل حق التظاهر وإبداء الرأي لكل فرد من افراد المجتمع في ظل التعددية والديمقراطية، إلا اننا لاحظنا منذ فترة وبحجة الاحتجاج على نتائج الانتخابات الأخيرة قيام المجاميع الخاسرة فيها بمحاولات لتأجيج نار الفتنة قومية من خلال استفزاز شريحة من الجماهير باستخدام عبارات مهينة وخصوصاً ضد مكون رئيسي ومعين مما حول ساحات الاحتجاج والاعتصام تلك إلى بؤرة للعنف والتأمر ضد التعايش و التآخي والسلم في كركوك.
واوضح أن «هذا يذكرنا وللأسف بساحات الاعتصام قبل داعش وأننا وبالرغم من تأكيدنا حرصنا المستمر على حفظ روح التعايش بين مكونات كركوك نهيب بالجهات المسؤولة أن تضع حدا لما يجري وإلا فأن العاقبة سوف لن تكون أفضل من النتائج الكارثية التي حدثت نتيجة لساحات الأعتصام المعروفة للجميع والتي ستشكل خطرا على السلم المجتمعي في كركوك، والعراق بشكل عام.
ودعا، جميع الجهات وعلى رأسهم رئيس مجلس الوزراء وكذلك القائد العام للعمليات في كركوك وقائد الشرطة الاتحادية فيها بصفتهم المسؤولين عن الملف الأمني في كركوك كي يضعوا حدا لتلك التجركات.
وأشار إلى أن «تلك الأصوات تثير النعرات القومية وتهدد السلم والتعايش فيها من خلال استهداف مكون رئيسي عرف بنضاله وتضحياته من أجل الديمقراطية وترسيخها في العراق».

محافظ كركوك يؤكد حدوث عمليات تلاعب في الانتخابات

بيت عائلة الرئيس الفلسطيني أبو مازن في صفد.. بين الحقيقة والأسطورة

Posted: 28 May 2018 02:23 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن بيت عائلته في صفد قد هدم ولم يعد قائما، وذلك ردا على إعلان أحد وسطاء بيع الشقق السكنية عن «بيع بيت» يتبع للرئيس عباس.
على خلفية الأحاديث في مدينة صفد عن طرح البيت التاريخي للرئيس محمود عباس في مسقط رأسه، زارت «القدس العربي» المكان واتضح أن البيت المنسوب للرئيس عباس في شارع الملك فيصل (اليوم شارع يروشلايم وفق التسمية الإسرائيلية) مطروح فعلا للبيع بعد انتهاء أعمال ترميم في طابقه الثاني بعدما استخدمه حزب «الليكود» الحاكم مقرا له سنوات طويلة. ويبدو البيت في حالة جيدة ويستخدم طابقه الأرضي كمحل تجاري لبيع الملابس، ومحل آخر يستخدم بقالة، وهو بيت فلسطيني تقليدي مبني من الحجر الجليلي الصلب وفي جهته الغربية تقوم شرفة تظللها عريشة مغطاة بأوراق شجرة كرمى. وخلف البيت من الجهة الجنوبية يقوم بيت فلسطيني آخر مثبتة في واجهته منحوتة حجرية تحمل اسم صاحب البيت.
وردا على سؤال «القدس العربي» يرجح المؤرخ الدكتور مصطفى عباسي ابن مدينة صفد المقيم في بلدة الجش المجاورة، أن بيت عائلة الرئيس عباس، موجود في حي الجورة (حي جابوتنسكي اليوم وفق التسمية الإسرائيلية) قد هدم ضمن مجموعة بيوت أخرى في الحي الذي كان يقام فيه سوق «السويقة» لأنه ليس السوق المركزي في المدينة. في المقابل يرجح أيضا أن البيت الذي ينسب لعائلة الرئيس عباس في شارع الملك فيصل قد استخدم من قبل العائلة كمحال تجارية لبيع الألبان والأجبان بالجملة. بالمقابل هناك روايات أخرى تؤكد أن البيت ما زال قائما في حي الجورة حيث تتقدمه شجرة سرو ضخمة ويستخدم اليوم مدرسة دينية يهودية تدعى «نادفورنا» وعلى مقربة منه مسجد الجورة أو السويقة الذي لم تنج من أعمال التجريف والهدم سوى مئذنته، كما يوضح المؤرخ عباسي، لافتا لوجود بيوت أيضا نجت من الهدم في الحي.
أما الرئيس عباس الذي اطلع بنفسه من خلال مكتب التواصل مع فلسطينيي الداخل وأحد قادتهم، على صور البيت المذكور في شارع الملك فيصل، فقال إن بيت العائلة في حي الجورة قد هدم منذ سنوات كثيرة ولم يتطرق للبيت المنسوب لعائلته في شارع الملك فيصل.

ماذا تعني لك هذه الصورة ؟

وفي لقاء مباشر سابق معه كرئيس للحكومة الفلسطينية في يونيو/حزيران 2003 قال إنه كان في الثالثة عشرة من عمره يوم هجرّت عائلته من صفد، وإنه يذكر الكثير من معالمها. وحينما تم تسليمه في مطلع اللقاء المذكور صورة كبيرة لمدينة صفد تتبع أحياءها ومعالمها وهو يسميها واحدا تلو الآخر وقد احمرت وجنتاه وعيناه انفعالا بمشاهد ترمز لطفولته وصباه. كان يعاين ما في الصورة بعناية فائقة، وحينما سئل عما تعني له الصورة قال «والله تعني لي أحلى الذكريات وتعني لي الألم أيضا لأن هذا المكان عشت فيه وتربيت فيه 13 عاما وفي الأخير فقدته. كنت أعرف كل حجر وكل تفصيلة في البلد. منذ وقع نظري على الصورة تعرفت على كل شيء ورأيت الجامع الأحمر من الفترة المملوكية. البلد لم تكن كبيرة، كنا نتجول فيها من أولها إلى آخرها. تعني لي ذكريات رائعة وفي نفس الوقت مؤلمة».

أجمل مدينة في العالم

ولاحقا وفي حديث لصحيفة «الأيام» الفلسطينية قال أبو مازن إنه يذكر مدرسته المطلة على بحيرة طبريا من الجنوب وعلى جبل الشيخ من الجهة الشرقية الشمالية. وفي حديث لوكالة الأنباء الفرنسية في 28 يوليو/تموز 2010 قال عن صفد إنها أجمل مدينة في العالم بفضل طبيعتها الجبلية الخضراء.
يشار إلى أن الرئيس أبو مازن قد حاول زيارة صفد بعد توقيع أوسلو وبناء السلطة الوطنية في سبتمبر/ أيلول 1994 لكن مستوطني المدينة خرجوا للشوارع متظاهرين وهددوا بالاعتداء عليه، فاكتفى بزيارة قرية دير الأسد القريبة، وفيها استقبل بحفاوة شعبية كبيرة. وبعد أسابيع قام أبو مازن بزيارة خاصة غير رسمية لصفد ليلا برفقة زوجته وأحمد الطيبي مستشار الرئيس عرفات وقتها. وقد زار أبو مازن حي الجورة حيث لا تزال بعض البيوت القديمة قائمة، وبعضها مهجور، ومسجد الجورة الذي لم تتبق منه سوى مئذنته. وحسب ما نشرته صحيفة « هآرتس»( 16.04.2003) وقف أبو مازن قليلا مقابل المدرسة الدينية المجاورة لشجرتي زيتون وسرو كبيرتين وقد أشار بيده نحو خرائب تقوم على تل صغير وهو يقول «هناك كان بيتنا» وما لبثوا أن غادروا المكان واستراحوا في مطعم بنت الغابة.
ويؤكد المهندس الدبلوماسي الفلسطيني سابقا مروان عبد الحميد الذي هجر من صفد في نكبة 1948 لـ «القدس العربي» أن بيت عائلة الرئيس عباس في حي الجورة قد تعرض للهدم منذ عقود، ولا يستبعد أن البيت المنسوب لعائلته في شارع الملك فيصل استخدم مقرا تجاريا من قبل والد الرئيس أبو مازن. ويشير أبو سامر الذي عمل بالماضي مستشارا للرئيس لشؤون التنمية والإعمار أنه زار صفد قبل سنوات قليلة ووقف داخل ما كان يعرف بـ»ساحة العيد» قبالة بيت عائلته المحاذية لمبنى السرايا في المدينة ويستخدم اليوم مقرا لمتحف. ويستذكر عبد الحميد أن نحو 18 ألف فلسطيني وبضعة آلاف من اليهود سكنوا صفد قبل 1948' لافتا إلى أن اليهود منحوا مقعدا واحدا في البلدية التي كان زكي قدورة آخر رؤسائها قبيل النكبة.

يهود صفد 

وسبق وأكد يهودي صفدي يدعى بنيامين غايغر (89 عاما) أنه عرف أبو مازن في طفولتهما هناك حيث كان يتراشق معه بالحجارة ضمن لعبة كانت مألوفة، لافتا أنه كان يرافق عائلته في زيارة الحي لاقتناء الخضراوات وزيت الزيتون. أما مارجليت مناحم، يهودي من صفد، فقد استضاف الرئيس عباس في بيته في حيفا قبل نحو عشرين عاما، ولم يكشف عما دار في محادثتهما، مكتفيا بالقول إنه أهداه صورة قديمة لحي الجورة في صفد. في مقابلة مع القناة الإسرائيلية الثانية عام 2012 قال الرئيس عباس إنه بشكل شخصي يرغب بزيارة مدينته كزائر ولا ينوي ممارسة حقه بالعودة لبيته، لكنه أكد لاحقا أن قضية العودة ينبغي أن تسوى بشكل عادل وفق مبادرة السلام العربية. 

بيت عائلة الرئيس الفلسطيني أبو مازن في صفد.. بين الحقيقة والأسطورة

وديع عواودة:

الجزائر: الحكومة تضع نفسها في ورطة بسبب تسعيرة وثائق الهوية البيومترية!

Posted: 28 May 2018 02:22 PM PDT

الجزائر – «القدس العربي»: وضعت الحكومة الجزائرية نفسها في ورطة بسبب قانون الميزانية التكميلي الذي تضمن زيادات في الرسوم الخاصة بإصدار وثائق الهوية، والتي جاءت صادمة لعموم الجزائريين، وزادت في توريط نفسها عندما سعت إلى تبرير هذه الخطوة بمبررات اعتبرتها الصحافة الجزائرية واهية وعرجاء.
وكانت الحكومة وبعد أن تم تسريب نص مشروع قانون الميزانية التكميلي قد قررت الخروج عن صمتها، وفيما اعتقد البعض أن الحكومة التي أصدرت بياناً حول الموضوع ستقول إن ما تم تسريبه غير صحيح، وأنها لن تفرض زيادات بهذا المستوى المبالغ فيه، راحت تبرر وتتحدث عن تكاليف لإنجاز هذه الوثائق، وأن المواطن يجب أن يدفع ثمنها.
وتورط وزير الداخلية نور الدين بدوي الذي ترشحه الكثير من الأوساط السياسية لتولي رئاسة الوزراء في التغيير الحكومي المقبل، في تبريرات غريبة ومقارنات لا تستقيم، إذ قال إن التطور له ثمن، وأن هذه الوثائق تكلف خزينة الدولة مبالغ مالية، وأن المواطن الفرنسي يدفع 33 يورو للحصول على بطاقة الهويةK وهو الكلام الذي لم يمر مرور الكرام، لأن الكثير من وسائل الإعلام وحتى نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي، بحثوا لمعرفة ما إذا كان كلام الوزير صحيحاً، فوجدوا أن بطاقة الهوية في فرنسا مجانية وذلك منذ عام 1998، وأنه في حالة طلب تجديدها وعدم تقديم البطاقة منتهية الصلاحية، وهو شيء قلما يحدث، يدفع المواطن 25 يورو وليس 33 يورو كما قال وزير الداخلية الجزائري، كما أنه حتى لو افترضنا أن المبلغ الذي تحدث عنه الوزير صحيح، فإن المقارنة لا تستقيم، لأن المستوى المعيشي في فرنسا مختلف عن مستوى المعيشة في الجزائر، بمعنى أنه حتى لو اضطر المواطن لدفع ثمن للحصول على بطاقة الهوية، فإن ذلك لن يمثل سوى 1,67 من الراتب الأدنى المضمون، في حين أنها تمثل 13,89 بالمائة من الراتب الأدنى المضمون في الجزائر.
كما أن جواز السفر الجزائري سيكون «سعره» عشرة آلاف دينار جزائري ما يعادل 73 يورو، في حين أنه في المغرب لا يتجاوز 300 درهم ما يعادل حوالي 3600 دينار جزائري، أما بطاقة الهوية في تونس فلا يتجاوز ما يدفعه المواطن نظير الحصول عليها 3 دنانير تونسية ما يعادل 136 ديناراً جزائرياً، في حين بطاقة الهوية سيصبح الحصول عليها في الجزائر يتطلب 2500 دينار جزائري.
وتساءل الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بنوع من السخرية الممزوجة بالخبث عن سبب عدم فرض تسعيرة خاصة ببطاقة الانتخاب، ما دام لكل وثيقة تكلفة حسب التبريرات التي تقدمها الحكومة، أم أن حاجة السلطة لذهاب المواطنين إلى التصويت في المواعيد الانتخابية تجعلها تقدما لهم مجانا، كما انطلقت حملات تدعو إلى مقاطعة هذه الوثائق البيومترية التي تريد الحكومة «بيعها» إلى مواطنيها بمبررات غير مقنعة.

الجزائر: الحكومة تضع نفسها في ورطة بسبب تسعيرة وثائق الهوية البيومترية!

الرئيس عباس يغادر المشفى ويزاول اليوم عمله في «المقاطعة»

Posted: 28 May 2018 02:22 PM PDT

رام الله ـ غزة ـ «القدس العربي»: من المقرر أن يباشر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مهام عمله الرئاسية من مقر «المقاطعة» في مدينة رام الله، ابتداء من اليوم الثلاثاء، بعد تماثله للشفاء وخروجه أمس من المشفى الاستشاري في مدينة رام الله، فيما لا يزال موضوع استحداث منصب «نائب الرئيس» مطروحا على طاولة النقاشات داخل أروقة القيادة الفلسطينية.
وقال الرئيس الفلسطيني في تصريحات مقتضبة للصحافيين عند مغادرته المشفى، إنه سيعود لممارسة عمله اعتبارا من اليوم الثلاثاء كالمعتاد.
وأشاد الرئيس عباس بالمشفى الذي قدم له العلاج، كما شكر الفلسطينيين في كل مكان في العالم، الذين سألوا عن صحته، وقال «إن شاء الله صحة الوطن بخير ونحن إن شاء الله سنصل إلى مبتغانا في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس».
وأضاف في رسالة سياسية جديدة بعثها إلى الإدارة الأمريكية وحكومة إسرائيل «إذا قضية القدس أدخلتنا المستشفى سنخرج من المستشفى لتكون القدس عاصمة فلسطين».
كما شكر الرئيس عباس الملوك والقادة والزعماء والساسة والرؤساء الذي سألوا عنه خلال مرضه.
وكان الرئيس دخل المستشفى للعلاج من التهاب رئوي في العشرين من الشهر الجاري، وكان دخوله وقتها هو الثالث خلال أيام قليلة، بعد أن أجرى عملية في الأذن الوسطى.
وهذه المرة لوحظ خروج الرئيس عباس من المشفى برفقة المدير الطبي ونجليه، اللذين وقفا إلى جواره حين تحدث بتصريحات مقتضبة للصحافيين. ورافق نجلا الرئيس «ياسر وطارق» والدهما طوال فترة إقامته في المشفى الاستشاري في مدينة رام الله، وظهرا برفقته في صور بثهما الإعلام الرسمي.
وينتظر الرئيسَ عباس اليوم بعودته من جديد لمقر «المقاطعة»، كمٌ كبير من اتصالات لا تنقطع مع المجتمع الدولي، بحكم تطورات الملف الفلسطيني، واتصالات واجتماعات أخرى على مستوى العمل الداخلي الفلسطيني سواء في منظمة التحرير أو حركة فتح، حيث يديرهم الرئيس أبو مازن منذ 14 عاما.
ولم يسلم الرئيس الفلسطيني من كم هائل من الإشاعات، تناولها الإعلام الإسرائيلي على وجه الخصوص، والتي ذهبت للحديث عن خطورة الوضع الصحي له، وزعم بعضها وفاته قبل خروجه بساعات قليلة من المشفى.
وقد نفت حركة فتح على لسان الناطق باسمها أسامة القواسمي، الإشاعات التي تطرقت خلال الساعات الماضية لصحة الرئيس، بما فيها تلك الإشاعة التي تحدثت عن وفاته.
وأكد القواسمي، عبر صفحته على موقع «فيسبوك»، أن كل التصريحات التي تخرج على لسان أعضاء المركزية حول صحة الرئيس أو مغادرة أحد أبنائه للوطن «أكاذيب وافتراءات وأخبار مفبركة لا صحة لها»، وطالب بالتوقف التام عن نقل «الإشاعات المغرضة».
لكن عملية مرض الرئيس الفلسطيني الأخيرة، أعادت من جديد وبقوة الحديث السابق عن استحداث منصب «نائب الرئيس»، وهو أمر لا يستبعد طرحه داخل أروقة القرار في منظمة التحرير الفلسطينية.
وبالرغم من عدم إدراج هذا البند على جدول اجتماعات المجلس المركزي، الذي تجري الاستعدادات لعقده بعد انتهاء شهر رمضان وإجازة عيد الفطر، إلا أن احتمالية مناقشته غير مستبعدة، إذا ما قرر الرئيس عباس ذلك، حسب ما قال مصدر سياسي مسؤول.
وأكد هذا المصدر لـ«القدس العربي»، أن عملية استحداث منصب «نائب الرئيس»، ليكون نائبا للرئيس في منظمة التحرير ودولة فلسطين، أمر ليس بالصعب، ويمكن إقراره من قبل المجلس المركزي لمنظمة التحرير.
وفي هذه الحالة ستدفع حركة فتح بأحد قادتها البارزين لتولي هذا المنصب الجديد.

الرئيس عباس يغادر المشفى ويزاول اليوم عمله في «المقاطعة»
بعد تسعة أيام قضاها فيه شهدت عشرات الإشاعات أبرزها وفاته ومغادرة أحد أبنائه للخارج
أشرف الهور:

رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى يشارك في المؤتمر الدولي لمناقشة الأزمة الليبية

Posted: 28 May 2018 02:22 PM PDT

الجزائر – «القدس العربي»:كلّف الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة رئيس الوزراء أحمد أويحيى المشاركة في الاجتماع المخصص للوضع في ليبيا، والذي تستضيفه العاصمة الفرنسية باريس، اليوم الثلاثاء، والذي يشرف عليه الرئيس إيمانويل ماكرون.
وقال بيان صدر عن رئاسة الوزراء إن الرئيس بوتفليقة قد اختار رئيس الوزراء لتمثيله في هذا الاجتماع، الذي دعي إليه الرئيس الجزائري من طرف نظيره الفرنسي، وهو اجتماع ستشارك فيه مختلف أطراف الأزمة الليبية يتقدمهم كل من فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني والماريشال خلفية حفتر، وذلك تحت رعاية الأمم المتحدة.
ويهدف اجتماع باريس إلى خلق ظروف للخروج من الأزمة التي تعيشها ليبيا، ويشارك في هذا الاجتماع دول مجلس الأمن، بالإضافة إلى إيطاليا ( المستعمر السابق) بالإضافة إلى دول الجوار الليبي مثل مصر وتونس وتشاد، بالإضافة إلى القوى الإقليمية المعنية بالملف الليبي مثل الإمارات وقطر وتركيا والمغرب والكويت والجزائر.
ويأتي هذا الاجتماع بعد أيام قليلة من اجتماع استضافته العاصمة الجزائرية والذي خصص لمناقشة تطورات الوضع في ليبيا، والذي ترأسه وزير الخارجية الجزائري عبدالقادر مساهل، بحضور نظيريه التونسي خميس الجهيناوي، والمصري سامح شكري، والذي تم فيه الاتفاق على «أهمية وضع خطة العمل الأممية حيز التنفيذ»، كما تم التأكيد على ضرورة أن تبذل كل أطراف الأزمة في ليبيا المزيد من الجهد، وأن تقدم تنازلات أكثر في سبيل المصلحة الوطنية، التي تبقى فوق كل الاعتبارات والحسابات، بغرض التوصل إلى توافق بين كل الأطراف، ووضع حد للمرحلة الانتقالية التي تعيشها البلاد.
وخلص الاجتماع لبحث تطورات الوضع في ليبيا، وآفاق الحلّ السياسي للأزمة، بالتأكيد على «ضرورة توفير الظروف الملائمة والكفيلة بتنفيذ خطة العمل الأممية في أقرب الآجال».
ودعا وزراء الدول الثلاث الأطراف الليبية «إلى تحمل مسؤولياتهم، ومواصلة الجهد لتجسيد هذا المسار، بإرساء توافقات موسعة تمهد لمصالحة وطنية شاملة»، مع الإشارة إلى أن المصالحات المحلية بين مختلف الأطراف السياسية والاجتماعية خطوة مهمة على طريق المصالحة الشاملة.
ودعا الوزراء الثلاثة إلى أهمية المساهمة في التعجيل بتجسيد هذا المسار، وكل تفاصيل خطة العمل من أجل ليبيا، وأن أي تأخير في التوصل إلى حل للأزمة من شأنه تصعيد الأزمة، وتغذية العنف والإرهاب وتوسيع رقعتيهما وتعميق الصراعات.
وحذر البيان الختامي الصادر عن الاجتماع من «تردّي الأوضاع المعيشية للشعب الليبي، بسبب حالة عدم الاستقرار واستمرار الانسداد السياسي»، مع التأكيد على «أولوية توفير الخدمات العامة للمواطن الليبي، وتحسين ظروف حياته اليومية».
وفي المقابل تعتبر هذه المرة الأولى منذ فترة طويلة التي يتم فيها تكليف أحمد أويحيى بتمثيل الرئيس بوتفليقة في أي نشاط محلي أو دولي، علماً أن الرئاسة تعمدت منذ أشهرتكليف عدة مسؤولين بتمثيل الرئيس في مناسبات مختلفة، مثل وزير الداخلية نور الدين بدوي ورئيس مجلس الشورى عبد القادر بن صالح، باستثناء أحمد أويحيى الذي حُجّم في الفترة الأخيرة بشكل كبير، إلى درجة أن الكثير من المراقبين توقعوا إقالته في أقرب فرصة.

رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى يشارك في المؤتمر الدولي لمناقشة الأزمة الليبية

العثماني: المغرب لا يمكن أن يتنازل عن وحدته الترابية

Posted: 28 May 2018 02:21 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: أكد رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، أن الدبلوماسية المغربية نشطة في المحافل الدولية للدفاع عن القضية الوطنية (قضية الصحراء) التي توحدت حولها كل القوى والأحزاب الوطنية وجعلتها الحكومة من ضمن أولى أولوياتها.
وأضاف أمس الاثنين في معرض جوابه في مجلس النواب على أسئلة النواب، بخصوص مستجدات النزاع مع جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، أن المغرب لا يمكنه التنازل على وحدته الترابية بأي شكل من الأشكال، وأن لا حل لقضية الصحراء إلا داخل وجود الصحراء ضمن حدوده، معتبراً أن المقاربة مقاربة شاملة.
وشدد على أن المغرب مستعد لكل شيء من أجل الدفاع عن وحدته وصحرائه، ولا يمكنه التنازل عن جزء من ترابه، وأن المقاربة الشمولية تحتاج إلى الدعم من الجميع، وتقوية جبهتنا الداخلية لأنها الأداة الأساسية والفعالة للرد على الخصوم.
وأشار أنه بعد الاستفزازات التي قامت بها الجبهة، قام المغرب برد قوي دوليا وإقليميا، ومحليا، ورد الأمور إلى نصابها، نتج عنه اعتراف مجلس الأمن بجهود المغرب الذي تحلى بضبط النفس، والرد المتزن رغم استفزازات البوليساريو، ونتج عن هذه السياسة، ترحيب الأمم المتحدة بقراراته وتفاعله الإيجابي مع توصيات مجلس الأمن، الذي دعا الانفصاليين للانسحاب من المنطقة المنزوعة السلاح، وتعبيره عن أسفه لأعمالها المزعزعة للاستقرار، وفي هذا القرار إنصاف لموقف المغرب.
وأكد رئيس الحكومة المغربية إنه في كل أسبوع هناك نقطة اشتباك مع «الانفصاليين»، ورصد للدبلوماسية المغربية للاختراقات المتكررة التي تقوم بها البوليساريو ومواجهاتها بما يلزم.
وقالت عزوها العراك، النائبة البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية، في تعقيبها على كلام العثماني، إن قرار مجلس الأمن كان إيجابيا لكن لا بد من عدم إغفال أن بعض فقرات القرار مثل استئناف المفاوضات بدون قيد أو شرط، سلبية للمغرب، الذي يضع دائما سيادة ووحدة أراضيه كشرط أساسي لأي حل في النزاع.
وأوضحت أنه بالرغم من واقعية القرار وروح التوافق كمعيار للحل السياسي للنزاع في الصحراء، «نعبر عن قلقنا من بعض الفقرات الأخرى بنفس القرار التي تدعو إلى استئناف المفاوضات دون قيد أو شرط مما يصب مباشرة في المطلب الانفصالي الجزائري الذي يعتبر المفاوضات هدفا بحد ذاته لأنها تخدم البروبغندا الانفصالية في الداخل كما الخارج».

العثماني: المغرب لا يمكن أن يتنازل عن وحدته الترابية

إسرائيل تعلن اكتشاف طائرة «رباعية المراوح» تحمل متفجرات أطلقت من غزة

Posted: 28 May 2018 02:21 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اكتشاف طائرة صغيرة «رباعية المراوح»، احتوت على متفجرات تم إطلاقها من قطاع غزة.
وحسب زعم جيش الاحتلال فإنه كان من المفترض ان تنفجر الطائرة داخل الأراضي الإسرائيلية، وأنه عثر عليها بعد ان سقطت في منطقة المجلس الإقليمي «شاعار هانيغيف»، حيث تبين خلال فحصها أنها كانت تحمل مواد متفجرة.
جاء ذلك بعد عملية استهداف إسرائيلية جرت أول أمس لنقطة رصد للمقاومة الفلسطينية، أسفرت عن استشهاد ثلاثة من نشطاء الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، بعد إعلان الاحتلال عن تفجير عبوة ناسفة بالقرب من السياج الأمني المحيط بقطاع غزة.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال ونين مانيليس، في أعقاب الحادث «إننا نسمع التهديدات من التنظيمات الإرهابية في غزة والمدعومة من إيران» متوعدا بخدمات جديدة بقوله «من يلعب بالنار يعرض نفسه للخطر».
وحسب تقارير إسرائيلية فإن الطائرة أطلقت من قطاع غزة ليلا، وعبرت منطقة السياج في الجزء الشمالي منه، وهبطت هناك، وأن التحقيق في الحادثة لا يزال جاريا، باعتبار الحادثة تمثل تصعيدا جديدا في تكتيكات المتظاهرين الغزيين.
يشار إلى أن النشطاء المشاركين في فعاليات «مسيرات العودة» اعتادوا خلال الفترة الماضية على إطلاق «طائرات ورقية محترقة» كانت تحدث عن إسقاطها في الأحراش الإسرائيلية حرائق كبيرة. ولم تستطع سلطات الاحتلال رغم إعلانها سابقا عن تطوير سلاح جديد للتعامل مع هذه الطائرات الورقية وقفها، حيث لا يزال العديد منها يتساقط في مناطق «غلاف غزة».
يشار إلى أن وزارة الجيش الإسرائيلية أعلنت عن إقامة «عائق بحري» جديد في شاطئ منطقة «زيكيم» الى الشمال من قطاع غزة، لمنع أي محاولات لعناصر فلسطينية التسلل الى إسرائيل عن طريق البحر، وذلك تحسبا لأي مواجهة عسكرية مقبلة.

إسرائيل تعلن اكتشاف طائرة «رباعية المراوح» تحمل متفجرات أطلقت من غزة

قانون جديد في إسرائيل يسمح بإبعاد نائب يدعو لمقاومتها أو التحريض عليها

Posted: 28 May 2018 02:21 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: يواصل البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) تشريع قوانين تهدف سرا وعلانية لتضييق الخناق على فلسطينيي الداخل وممثليهم السياسيين، وهو يجد دعما من المحكمة العليا التي باتت هي الأخرى تتبنى خطا مناصرا لليمين والمستوطنين. ورفضت المحكمة العليا بالإجماع التماسات ضد قانون جديد يسمح بفصل عضو كنيست يتهم بـ «التحريض على العنصرية ودعم الكفاح المسلح ضد إسرائيل، شريطة أن يتم ذلك بتأييد 90 نائبا، وهذا ما يعتبره فلسطينيو الداخل محاولة خطيرة لضرب تمثيلهم السياسي. وستبدأ عملية فصل النائب في حال وقع على الطلب 70 عضو كنيست، يجب أن يكون 10 منهم من خارج الائتلاف الحكومي. وكتبت القرار رئيسة المحكمة العليا استير حيوت، وأيدها في ذلك ثمانية قضاة آخرون. وأشارت في قرارها إلى أن «قانون الفصل يمس بالحقوق الأساسية الهامة في نظامنا» لكنه ينطوي على منظومة ضوابط وتوازنات و»لا يمكن القول إنه ينفي جوهر الهوية الديمقراطية للدولة ويهز أسس البنية الدستورية». ورفضت المحكمة ادعاء الملتمسين بأن القانون يشكل تغييراً في النظام الانتخابي في إسرائيل، وحددت بأنه لا يؤثر على المساواة في فرص القوائم المتنافسة في الانتخابات.
وفي الواقع قالت حيوت إن قانون الإبعاد هو قانون مكمل لبند آخر في القانون نفسه، والذي يحدد بأنه لا يتم انتخاب شخص للكنيست إذا كانت أعماله أو تصريحاته تنطوي على تحريض عنصري أو دعم للإرهاب.» ومع ذلك قالت إنه «من المناسب استخدام سلطة الإبعاد بشكل صارم وضيق، وعدم استخدامها إلا في الحالات القصوى للظروف الاستثنائية».

المحكمة فشلت

وردا على رفض الالتماس، قالت التنظيمات التي التمست إلى العليا، مركز «عدالة» و»جمعية حقوق المواطن»، إن «المحكمة العليا فشلت في مهامها كمدافع عن الأقليات. وأكدا أن المحكمة العليا أخضعت حقوق الإنسان لأغلبية يهودية مفترسة، تعمل علانية على إخراج النواب العرب من الكنيست. كما أكدا أن المحكمة العليا حددت بذلك بأن القانون ينطبق على الجميع بالتساوي، رغم أنه من الواضح للجميع أن الضحايا الوحيدين لقانون الإبعاد هم أعضاء الكنيست من أحزاب الأقلية، وخاصة العرب. لكن المحكمة العليا برأي « عدالة « و « جمعية حقوق المواطن « قررت أن تدير ظهرها للنواب العرب وتعرضهم للاضطهاد الناجم عن الاعتبارات السياسية الضيقة لزملائهم في الكنيست.
وتعرب المنظمتان عن قلق بالغ وتعتبران أن الموافقة على قانون الإبعاد من البرلمان تثير مخاوف جدية حول قدرة المحكمة العليا على حماية الأقلية من التدابير الحكومية. وقال عضو الكنيست يوسف جبارين (القائمة المشتركة) لـ « القدس العربي « إن المحكمة الإسرائيلية العليا فشلت مجددا في حماية الأقلية العربية من قانون الفصل الذي يمس أعضاء الكنيست العرب ويجعل حقوقهم خاضعة لطغيان الأغلبية». ونوه إلى أن الغرض من القانون هو اضطهاد أعضاء الكنيست العرب، الذين يمثلون الجمهور العربي المظلوم، واستمرار حملة نزع الشرعية ضدهم. وتابع « المحكمة العليا قررت اليوم ترك أعضاء الكنيست العرب تحت رحمة نشوة القوة لهذه الحكومة وضحية دائمة لطغيان الأغلبية». في المقابل عبر رئيس الكنيست يولي ادلشتاين (الليكود) عن سعادته لأن قضاة المحكمة العليا أدركوا أيضا أنه لا يوجد مكان لنواب يحرضون على العنصرية ويدعمون الكفاح المسلح ضد إسرائيل. وأضاف « ولكن ما يسعدني أكثر هو أن القضاة قرروا عدم التدخل في تشريعات الكنيست، وهذه خطوة هامة للتوازن بين السلطات الثلاث».

«الفصل العنصري خط أحمر»

وتعرض عضو الكنيست إيتان كابل (المعسكر الصهيوني) إلى انتقادات من حزبه المعارض في أعقاب مبادرته السياسية الداعية إلى فرض القانون الإسرائيلي على كتل المستوطنات في غوش عتصيون ومعاليه أدوميم وكارني شومرون وأريئيل وغور الأردن. ووفقا للخطة التي نشرها كابل (في هآرتس 26 أيار)، والتي أطلق عليها اسم «خطة اليقظة»، لن يعيش السكان اليهود في الضفة الغربية تحت الحكم العسكري، بينما لن يحصل الفلسطينيون الذين يعيشون في الأراضي المحتلة التي سيتم ضمها لإسرائيل على الجنسية الإسرائيلية.
وقال زميل كابل في الحزب، عضو الكنيست ايتسيك شمولي إن فرضية كابل خاطئة وخاسرة، لأن الفشل ليس أيديولوجياً بل قيادي، بسبب سلوك كلا الجانبين اللذين يرفضان التقدم». وقال شمولي لصحيفة «هآرتس» إن» كابل يسعى إلى إزالة تهديد الدولة الواحدة، لكنه يقربه من عتبة الباب مرتين. معتبرا أن الضم الأحادي الجانب سيقود إلى دعم دولي للمطلب الذي سيطرحه الفلسطينيون بنيل الحقوق المتساوية في دولة واحدة، والاقتراح الخاص بتفعيل أنظمة قانونية منفصلة للإسرائيليين والفلسطينيين يعني فرض نظام الفصل العنصري لجميع المقاصد والأغراض. وتابع « هذا خط أحمر وليس مجرد فارق بسيط».
وعلى عكس شمولي، فإن معظم أعضاء الكنيست الذين انتقدوا كابل لم يفعلوا ذلك علانية وبأسمائهم. وأرجع أحدهم خطة كابل إلى الانتخابات الداخلية في حزب العمل، زاعمًا أن نشر الخطة يهدف إلى ترميم صورته العامة. وقال «من الواضح انه يشم رائحة الانتخابات التمهيدية ويفهم الضائقة الانتخابية التي يواجهها ويسعى إلى جعل نفسه على صلة.» وادعى أعضاء آخرون في الحزب أن الخطة غير قابلة للتطبيق، واتهموا كابل بتبني أجندة الأحزاب اليمينية. وقال عضو الكنيست ميكي روزنتال في مقابلة مع راديو جيش الاحتلال أمس «حتى وزير التعليم نفتالي بينت، الذي هنأ كابل، لا يجرؤ على اقتراح مثل هذا الشيء».
وقال رئيس المعسكر الصهيوني، آفي غباي، إن موقف كابل غير مقبول على الحزب. وقال لراديو الجنوب: «إيتان كابل عرض موقفه، فلا بأس. نحن حزب ديمقراطي، ويسمح للناس بأن يقولوا رأيهم». وأضاف غباي أن» الحزب صادق، قبل شهر، على نظرته بشأن هذه القضية. نحن نعتقد أولا وقبل كل شيء أنه يجب القيام بكل شيء من أجل أمن إسرائيل». وناشد أعضاء «الحرس الفتي» في الحزب الرئيس غباي والأمين العام عيران حرموني، بتعليق عضوية كابل، وكتبت رئيسة «الحرس الفتي»، ياعيل سيني، على فيسبوك: «لبالغ الأسف، فإن اقتراح عضو الكنيست كابل، يتبنى مواقف البيت اليهودي وخطة الضم التي يطرحها بينت.» وفي الوقت نفسه، طلب «الحرس الفتي» تعليق عضوية النائب نحمان شاي( المعسكر الصهيوني) الذي وصف اليسار بأنه «وصمة عار»، واعتذر عن ذلك. وكتبت سيني: «كلاهما لا يستحقان تمثيل حزب العمال وقيمه وناخبيه. التصريحات الانهزامية والجبانة والانتهازية لهذين العضوين في الكنيست تشير إلى فقدان الطريق والارتباك الأخلاقي العميق».
ودعا كابل في مقالته إلى التطبيق الكامل للقانون الإسرائيلي على الكتل الاستيطانية، لأنها تعيش تحت «مجموعة معقدة من القوانين، تنقسم بين القانون العسكري والقانون الإسرائيلي، وأحيانًا القانون الأردني أيضًا». وزعم كابل «هذا الوضع يضر بالمدنيين الإسرائيليين الذين يعيشون في ظل الحكم العسكري الذي يميز بينهم وبين جميع المواطنين الإسرائيليين ويفرض قيودا غير ضرورية عليهم. وفي لقاء أجرته معه الإذاعة العامة سئل كابل عما إذا كان الفلسطينيون الذين يعيشون في مناطق الكتل الاستيطانية سيحصلون على المواطنة، فرد قائلا: «لا، أي مواطنة. عم تتحدثون؟ أنا أقول بأنني لا أضمهم بشكل مطلق، أنا أحدد أن من يتواجدون في الكتل، سيخضعون للقانون الإسرائيلي». وبعد ذلك قال: «أنا أفضل أولئك الذين يعيشون في الكتل على مليوني عربي تم ضمهم إلي». وحول السكان العرب في الكتل الاستيطانية قال: «سيشكلون جزءًا لا يتجزأ من الكتل، لن يحصلوا على جنسية إسرائيلية، لأنك لا تحول الأرض إلى جزء لا يتجزأ من إسرائيل».

قانون جديد في إسرائيل يسمح بإبعاد نائب يدعو لمقاومتها أو التحريض عليها
المحكمة العليا صادقت عليه

اشتباكات بين الأكراد والعرب داخل «قسد» في الرقة

Posted: 28 May 2018 02:20 PM PDT

دمشق – «القدس العربي»: تجري منذ الأحد مواجهات عنيفة بين قوات «قسد» ذات الغالبية الكردية، وبين لواء «ثوار الرقة» أبرز المكونات العربية داخل قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من التحالف الدولي لقتال تنظيم الدولة في سوريا، في مدينة الرقة السورية.
المواجهات التي تخلتلها حشود عسكرية هي الأضخم بين الجانبين، شملت العديد من الأحياء السكنية في المدينة، وسط دعوات من قبل لواء ثوار الرقة لأهالي المدينة، للوقوف معه ضد الهجوم الذي تشنه قوات «قسد» على اللواء، بعد توتر كبير بين الطرفين.
وأثناء المواجهات بين الجانبين قامت قوات «قسد» باستخدام الرشاشات الثقيلة التي طالت نيرانها منازل المدنيين في المنطقة، دون تسجيل إصابات، وذلك بعد أن استقدمت «قسد» مزيداً من التعزيزات العسكرية. وذكرت وسائل إعلام معارضة أن قوات «قسد» هاجمت مقر «لواء ثوار الرقة» في حي «الرميلة» بالقرب من دوار البرازي شمال شرقي مركز مدينة الرقة. وأشارت المصادر، إلى إن قوات من التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، تدخلت لفض النزاع الدائر بين الطرفين المنضويين تحت قيادة موحدة.
وتجدر الإشارة إلى أن لواء ثوار الرقة من أوائل الألوية التابعة للجيش السوري الحر شكل في مدينة الرقة قبيل تحريره، ثم تعرض للتهجير والملاحقة بعد سيطرة تنظيم الدولة على الرقة.

اشتباكات بين الأكراد والعرب داخل «قسد» في الرقة

ارتفاع أسعار القمح في المدينة بسبب سرقات المسلحين

Posted: 28 May 2018 02:19 PM PDT

الموصل ـ «القدس العربي»: ارتفعت أسعار القمح في الموصل بشكل ملحوظ خلال الأيام الماضية، تزامناً مع تأخر في صرف مواد البطاقة التموينية للأهالي. وعزا مختصون أسباب ارتفاع ذلك، إلى نفاذ المخزون من تلك المادة في الصوامع والمخازن، إضافة إلى الإنتاج القليل هذا العام، بسبب قلة تساقط الأمطار في البلاد هذا الموسم.
مواطنون ذكروا أن اسعار القمح ارتفعت إلى الضعف لأسباب مجهولة وتكاد تحصل لأول مرة خلال سنوات، داعين إلى تدخل الحكومة المركزية بدعم أسعار القمح كونها مصدرا غذائيا رئيسيا وأساسيا للمواطنين.
مصدر خاص، قال لـ«القدس العربي»، أن «الموصل كانت تحتوي على مخزون كبير جداً من مادة القمح، غير أن الجماعات المسلحة خلال الفترة السابقة قامت بنقل المحاصيل إلى خارج المدينة وبيعها إلى تجار».
وأضاف المصدر، الذي يعمل في وزارة التجارة العراقية، ورفض الكشف عن هويته أن «تنظيم الدولة عمد إلى تخزين كميات هائلة من القمح خلال الفترة التي سبقت المعارك العسكرية ووضعها في صوامع التخزين، إضافة إلى مخازن أخرى كبيرة بعد امتلاء تلك الصوامع».
وبين أن «الجماعات المسلحة تستغل الوضع الأمني المتدهور، وتقوم بنقل ذلك المخزون إلى خارج المدينة، حيث تم إفراغ الموصل بشكل كامل، الأمر الذي أدى إلى حدوث شح ما جعل مستحقات البطاقة التموينية يتأخر توزيعها إلى المواطنين».
ولفت إلى أن «مادة الطحين التي يتم توزيعها في مفردات البطاقة التموينية هي من القمح العراقي الذي يطحن في مطاحن المدينة»، مبينا أن «هناك مشاكل وأسبابا قد تراكمت أدت إلى ارتفاع الاسعار في الأسواق العامة وأهمها نفاذ كمية المحاصيل المخزونة بسبب سرقتها وكذلك الجفاف الذي مرت به المدينة وعدم هطول الأمطار أدى إلى قلة الانتاج هذا الموسم».
وحسب المصدر «لو لم تتم سرقة ما تملكه المحافظة من مخزون، لكان قد سد حاجتها وربما يتم تصديره إلى باقي المحافظات التي تعاني من نفس المشكلة، ولكن الجماعات قامت بسرقته».
ونينوى، تعتبر المحافظة الأولى بإنتاج القمح والشعير على مستوى العراق، ويقدر إنتاجها السنوي حوالي نصف ما ينتج في البلاد، وفق المصدر الذي أكد أن «المحافظة ستشهد ارتفاعا بالأسعار خلال الأيام المقبلة ما لم تضع الحكومة العراقية يدها وتقوم بدعم الأسعار حيث أن أغلب سكان المدينة يستخدمون القمح بشكل يومي وأساسي، الأمر الذي سيخلق أزمة مادية واقتصادية كبيرة في المدينة تضاف إلى أزماتها الأخرى».

ارتفاع أسعار القمح في المدينة بسبب سرقات المسلحين

فيلم أمريكي يستعرض قصة أول قاضية شرعية فلسطينية

Posted: 28 May 2018 02:18 PM PDT

سان فرانسيسكو – «القدس العربي» : استقبل جمهور ونقاد مدينة سان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا فيلم «القاضية» بإشادة واسعة، بعد أن بدأت بعض دور السينما الأمريكية في عرضه في مدن محدودة. ويتحدث الفيلم عن خلود الفقيه، التي أصبحت أول قاضية في المحاكم الشرعية الفلسطينة، وكيف أصبحت الفقيه، التي بدأت عملها كمحامية لضحايا العنف المنزلي، وكيف واصلت الدفاع عن النساء من خلال التأكيد عن الحقوق التي يمتلكونها بدون دراية.
يتابع الفيلم من خلال دعمها المستمر لحقوق المرأة، ويقدم نظرة قريبة على الطريقة، التي تنتقل فيها النضالات الشخصية والمهنية، بما في ذلك عبر نظام المحاكم، وهي كلها مدفوعة بمفهوم واحد هو «إذا لم أتمكن من تحقيق العدالة لنفسي، لا أستطيع تحقيق العدالة للأخرين».
ويستعرض الفيلم لمحات عن مظاهر الحياة البسيطة في الضفة الغربية المحتلة قبل أن يركز على مشوار الفقيه، قبل أن تصبح أول قاضية شرعية في الشرق الأوسط بما في ذلك تجاربها القانونية في الدفاع عن النساء اللواتي تعرضن للإساءة ومسائل الطلاق ودعم الطفل والعنف المنزلي والهجر وما يتعلق بحقوق المرأة في مجتمع مرتبط بالتقاليد ولكنه متطور.
وقال النقاد إنه كانت هناك امكانية لاريكا كوهين، منتجة ومخرجة العمل، للتعمق أكثر في النقاط الأساسية التي استعرضها الفيلم، ولكن أسلوبها الجذاب سمح بالقاء النظرة على ثورة اجتماعية طموحة تمثلت في تعيين غير مسبوق للقاضية الشرعية في عام 2009، وعلى حد تعبير النقاد، فقد كان الأمر مثل القاء صخرة في مياه راكدة.
وتحدثت القراءات النقدية الأمريكية للفيلم بالذات حول حوار جرى بين كوهن والشيخ التميمي، رئيس القضاة اعترف خلاله أنه كان يعتقد في البداية بان القاضية الفقيه كانت تمزح عندما أخبرته بأنه لا يوجد نص ديني يحظر على الإناث العمل كقاضية شرعية مع أدلة، وهذا بدوره يمثل انقلابا.
تعامل الفيلم الوثائقي بفنية عالية المستوى مع قصص المواجهات اليومية للقاضية مع التفسيرات الخاطئة للنصوص التي تستخدم بشكل روتيني، وقارن النقاد بين فيلم القاضية وفيلم «كرة القدم التي نثق فيها» الحاصل على جائزة الإيمي للمخرجة نفسها.
والتقط فيلم «القاضية» الحياة الفلسطينية التي لا تظهر عادة في سجلات الأحداث اليومية، كما وفر فرصة للجمهور العالمي لرؤية الجمال الطبيعي الخلاب للضفة الغربية المحتلة في مشاهد بديلة للصور المرعبة التي يمكن مشاهدتها كل يوم على محطات التلفزيون ومنصات التواصل الاجتماعي.
والفيلم فرصة نادرة غير متوقعة لتقديم تعريف بسيط لمفهوم الشريعة التي أصبحت مصطلحا يستخدم لمعاداة الإسلام في الغرب.

7akh

فيلم أمريكي يستعرض قصة أول قاضية شرعية فلسطينية
إشادة واسعة من نقاد وجمهور سان فرانسيكسو
رائد صالحة

إلى الفائزين بالانتخابات‪:‬ ماذا عن هولوكوست قصف الموصل؟

Posted: 28 May 2018 02:17 PM PDT

لا يكاد يخلو يوم دون انتشال المزيد من الجثث من تحت الأنقاض، في المدينة القديمة، بالموصل، على الرغم من مرور عام، تقريبا، على اعلان حكومة حيدر العبادي الانتصار على منظمة الدولة الإسلامية (داعش). ومع انشغال المسؤولين والسياسيين بمماحكات تزييف الانتخابات، او عدم تزييفها، ظاهريا، والتنسيق فيما بينهم لإبقاء ذات الوجوه، بأقنعة مختلفة، في الحكم، عمليا، تم دفع الموصل، بعيدا، عن المسؤولية الحكومية والأخلاقية، ليعيش أهلها في ظلال موت من نوع مغاير، نتيجة الخراب والتلوث والاخطار الصحية، وحالة الإحباط، والوقوف على حافة الجنون يأسا.
ليست هناك احصائيات دقيقة حول عدد الضحايا الذين لايزالون تحت الأنقاض. الا ان عمليات انتشال مئات الجثث من تحت الأنقاض في المدينة القديمة المستمرة، ورائحة تفسخ الموت القوية، تشير الى ان العملية أبعد ما تكون عن نهايتها. اذ ان وضع حد للمأساة ليس من أولويات الحكومة، وان كانت قد جعلت من إعادة اعمار الموصل شعارا للاستجداء في مؤتمر المانحين بالكويت.
يقول متطوعون مدنيون أخذوا على عاتقهم مهمة انقاذ المدينة من الموت، انهم بحاجة ماسة الى المعدات التي تسهل عملية الانتشال وان حجم الكارثة أكبر بكثير من امكانياتهم المتواضعة، كما تبين اشرطة الفيديو المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، المؤكدة، في الوقت نفسه، ان عمليات الانتشال وان كانت ضرورية، كحل سريع إزاء تقاعس الحكومة عن القيام بواجبها، الا انها تتم بشكل لا يوثق، بشكل علمي صحيح، اعداد الضحايا وظروف قتلهم ناهيك عن هويتهم ودفنهم بشكل يليق بالكرامة الانسانية.
عن عدد الضحايا، أخبر ضابط جهد الإنقاذ في غرب الموصل وكالة رويترز، في 12 أيار/ مايو، أن 763 جثة انتشلت خلال ثلاثة أيام فقط، وتحدث محافظ نينوى عن رفع 2838 جثة من تحت الأنقاض منذ تموز الماضي، تعود 600 منها إلى عناصر «داعش». وقاربت الأرقام في الأيام الأخيرة الخمسة آلاف، وقال الناطق باسم دائرة الدفاع المدني في الموصل (7 أيار/ مايو) ان «فرق الدفاع المدني في الموصل تمكنت من انتشال 22 جثة تعود لأطفال بأعمار متفاوتة».
أدى انتشار أفلام عمليات انتشال، وتنامي التغطية الإعلامية الدولية، وازدياد نقمة الناس على بطء سيرورة العمل، الى مسارعة رئيس الوزراء، وهو الذي يعيش مرحلة المناورات للحفاظ على منصبه، بتشكيل لجنة « بأمره» تواصل عمليات الانتشال من تحت ركام المدينة. وهي خطوة كان من واجبه القيام بها فور اعلان الانتصار وليس بعد عام تقريبا.
ان النقطة الاساسية التي ستحدد علاقة أهل الموصل وبقية المدن المنكوبة التي تعرضت لقصف طيران التحالف، بقيادة أمريكا، بأية حكومة مقبلة، هي الاعتراف بالمسؤولية عما جرى من خراب، وإصلاح الضرر، وعدم الاكتفاء برميها، كلية، على تنظيم « داعش». وكان واجب الحكومة العراقية ان تجد السبل الملائمة، مهما كانت صعوبة الامر، لحماية حياة المواطنين وتقليل فرص تعرضهم للخطر، لا المشاركة بقصفهم والطلب منهم عدم مغادرة المباني، كما فعل العبادي باعتباره قائدا للقوات المسلحة، فكانت النتيجة مجزرة دفن 300 شخص تحت ركام المباني، خلال يوم واحد، بذريعة وجود إرهابيين. وهي ذات الحجة التي استخدمتها قوات التحالف الأمريكي – البريطاني، في قصفها مدينة درسدن الألمانية، عام 1945، والحرب العالمية الثانية على وشك الانتهاء. سبب القصف الجوي خرابا هائلا وسقوط آلاف الضحايا، خلال ثلاثة أيام من رمي المدينة بثلاثة آلاف وتسعمائة طن من القنابل الحارقة، عالية التفجير، وتبين الوثائق التاريخية، باعتراف مسؤولين عسكريين ساهم بعضهم في تنفيذ العملية، بان الاهداف العسكرية الاستراتيجية، لم تبرر استخدام القوة المفرطة التي سببت تهديم المدينة وسقوط اعداد الضحايا، مما يجعلها جريمة حرب وليس تحريرا. مما دفع المؤرخين الى تسمية العملية» هولوكوست قصف درسدن».
في الموصل، كرر التحالف الدولي، بقيادة أمريكا، ارتكاب الجريمة. ويوثق فريق موقع « ايروور»، البريطاني المختص، الحرب الجوية، بدقة، في العراق وسوريا، واصفا عدد ضحايا القصف الجوي الأمريكي، المدنيين، بالعراق « بأنه الأعلى منذ حرب فيتنام، ومع ذلك لا تبدي الحكومات الغربية والعراقية أي اهتمام بتوثيق اعداد الضحايا». استخدمت أمريكا لقصف الموصل، القاذفة الجوية بي 52، التي تعتبر رمز القوة العسكرية الامريكية، تستخدم فيما يعرف بـ «القصف البساطي»، وتم تحديثها لتُزود بالصواريخ والقنابل الموجهة بالليزر، وكان قصفها للموصل جزءا من تجربتها بعد التحديث. كما استخدمت طائرات أف 16 وأف-أي 18، وطائرات ريبر بدون طيار، بالإضافة الى مروحيات الأباتشي قاذفة القنابل. ليست هناك احصائيات عن كمية القنابل التي استخدمت وان ثبت استخدامها قنابل بوزن 500 رطل. واستخدامها كارثي في مدينة مكتظة كالموصل. الامر الذي دفع فريقا صحافيا هولنديا الى التقرير بان عدد الضحايا من المدنيين هو31 مرة أكثر من ارقام التحالف المعلنة. وإذا كان تنظيم داعش قد زرع الألغام، ولا يزال الكثير منها مدفونا تحت الركام، فان قوات التحالف رمت على المدينة» ذخائر أسقطت من الجو، قنابل تزن الواحدة 500 رطل، تخترق الأرض لمسافة 15 مترا أو أكثر»، حسب مدير برنامج الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام، مؤكدا « أن مجرد إخراج واحدة منها يستغرق أياما وأحيانا أسابيع».
سيكون لتبعية المسؤولين والساسة العراقيين قوات التحالف حربها المختلقة ضد « الإرهاب» و صمت « النخبة» العراقية عن جرائم متكررة في العديد من المدن العراقية، بذريعة محاربة الإرهاب، بدون تمحيص الأسباب واثارة التساؤلات، انعكاسات خطيرة، مستقبلا، حين يجر المجتمع أنفاسه، فيصبح قادرا على المطالبة بالحقيقة وتحقيق العدالة للضحايا واهاليهم. ولن يتم ذلك في أجواء التلفيق السياسي، وحملات التضليل، وانعدام التوثيق. وهو من اساسيات عمل الحكومة وواجبها، لو توفرت النية لتحقيق المصالحة ووضع حد لروح الانتقام. اذ من المضحك مطالبة التنظيمات الإرهابية، وهي « الإرهابية» بحكم توصيفها وممارستها، بحماية حياة المواطنين، بينما لا يطبق الامر، نفسه، على الحكومات والدول. وهذا هو بالضبط ما عجزت عن تحقيقه حكومات الاحتلال المتعاقبة.

٭ كاتبة من العراق

إلى الفائزين بالانتخابات‪:‬ ماذا عن هولوكوست قصف الموصل؟

هيفاء زنكنة

«الكاميرا الخفية»‪:‬ مافيا جديدة تعيد تدوير أمراضنا النفسية!

Posted: 28 May 2018 02:16 PM PDT

قبل سنوات قليلة كنت أجلس وحيدا في حديقة عامة جميلة في كيبيك بكندا. في لحظة صفاء ذهني نادرة، اقتربت مني فتاة في ريعان شبابها كانت تدفع كرسيا متحركا يجلس عليه رجل ظننته والدها. طلبت مساعدتي في السير بالكرسي وقالت أنها ستعود بسرعة من الحمَّام. من دون تفكير بادرتُ بالإيجاب وساعدتُ بأكثر مما طلبتْ. بعد لحظات ظهرت مواقف جعلتني اكتشف أنني وقعت ضحية مقلب من مقالب الكاميرا الخفية.
لم يكن في المقلب أيَّ ترويع أو خوف أو استفزاز، لكن ذلك لا يكفي ليسمح بعضهم لأنفسهم بوضع آخرين في مثل تلك المواقف. ولم يكفِ لمنع مزاجي من التقلب إلى نقيض ما كنته.
في تلك المواقف ينتابك شعور بأن الآخرين استهزأوا بطيبتك، وبأنهم عاملوك كساذج وبأنك لا تستحق ذلك الفخ، فلماذا أنت؟ أسمعت فريق التصوير، وقد التف من حولي عدد من الرجال والنساء، من الكلام «الخشن» ما لم يسمعوه في حياتهم من قبل. اعتذروا، تأسفوا، حاولوا بشتى الطرق تلطيف مزاجي، لكنهم فشلوا.
قالوا إن العفوية التي تصرفت بها وصدق الغضب الذي بدر مني جعل اللقطات من أفضل ما سجلوا في تلك السلسلة. زاد في «نجاح» المقلب (بمقاييسهم) كوني زائرا أنتقل بالشتائم من الفرنسية إلى الإنكليزية بلكنة أجنبية.
لكن موقفي ظل صارما: لم أقطع نصف الكرة الأرضية إلى هنا لتضحكوا عليَّ بهذه الطريقة!
أسرد هذه الواقعة وفي ذهني السيل الجارف من «الكاميرا الخفية» التي تجتاح التلفزيونات العربية كلما حلَّ شهر رمضان المعظم. هناك سؤال ملح ملازم لهذه البدعة: كيف تلقى «الكاميرا الخفية» هذا الرواج على الرغم من أنها تتمادى في الإسفاف والتطاول على «الضحايا» وحتى ترويعهم؟ هذا الرواج شعبيا هو الذي يجعل المحطات التلفزية العربية تتبارى في تسجيل المواقف الأكثر جرأة وخطورة، والأكثر «إبداعا».
سر رواج «الكاميرا الخفية» يجب البحث عنه في المتلقي (المستهلك) وليس في المقالب. تفاعل الناس مع المقالب وردود فعلهم عليها هو الذي يمنحها وقودا ويشجعها على البحث دائما عن المزيد. الناس، بتفاعلهم مع تلك المقالب، إنما يبحثون عن أنفسهم فيجدونها فيها. المواقف تشبههم، والضحايا كذلك، ومواقع التصوير يعرفونها ومتآلفين معها لأنها من مجالهم الجغرافي اليومي حتى وإن كانت بعيدة عنهم مسافةً. والضحية هو ذلك الرجل (أو المرأة) الذي ينافسهم في الفضاء العام من شارع إلى سوق إلى سيارة أجرة أو باص.. إلخ. لذلك كلما كان أذى المقلب شديدا على الضحية، ارتفع منسوب سعادة المتلقي التلفزيوني.
باختصار، في الأمر كثير من التنفيس وإعادة تدوير أمراضنا النفسية: العنف المخزّن في أعماقنا والذي قد نجد صعوبة في تصديره إلى خارجها، تعبّر عنه مقالب «الكاميرا الخفية» فتُرضي غرورنا (بدل أن نتعاطف مع الضحية في وجه هذه المافيا الجديدة).
في الجزائر اشتكى صحافيون إلى وزير الإعلام من الفلتان الموجود في حلقات هذه السنة (السنوات الماضية لم تكن أفضل حالا). ودعت صحف منها «الوطن» إلى وضع حد للعنف الذي تحمله «الكاميرا الخفية» في القنوات المحلية.
وفي تونس الحال أسوأ، وترتفع كذلك أصوات منددة بالإفراط في العنف والإساءة للضحايا. وأتوقع أن في بلدان أخرى، الحال مشابه.
حقيقة الأمر أن «الكاميرا الخفية» هي منتوج تلفزيوني كغيره من المنتجات. العادة والتقليد وانعدام الإبداع عوامل ربطته بشهر رمضان. تختلف هذه الأعمال بكونها ضحلة خالية من أيّ إبداع، ولا تتطلب رأسمال، ولا تحتاج لجهد خارق. بل لا تحتاج أصلا إلى جودة فنية وفي المضمون لأن المتلقي، في الغالب، لا تهمه الجوانب الفنية ولا يفهم فيها كثيرا.
ليس من الذكاء أن يُطلب من الحكومة إيقاف بث هذه الأعمال، على الرغم من انحطاطها. ذلك يعني بشكل ما تحريض السلطات على المساس بحرية التعبير والبث. ناهيك عن أن الحكومات غارقة في عجزها وهيئات مراقبة البث لا تملك أدوات فرض سياساتها. الذي يوقف هذه المهازل المتكررة هو وعي الجمهور وترفعه عنها. عندما يدرك الجمهور حجم التجهيل والأذى النفسي والاجتماعي المرافق لكل لحظة بث من «الكاميرا الخفية» سيسحب ثقتها فيها. وسحب الثقة يعني، بالمنطق، تراجعها أو اختفاءها.
الحكومات تستطيع أن تهم بطرق أخرى مثل سنِّ تشريعات تحمي الضحايا وتمنحهم حق مطالبة «الجلاد» بعدم بث المقلب، ثم ملاحقته قضائيا إذا كان لا بد من ذلك. والحماية تعني أيضا تشجيع الناس على عدم التفريط في حقهم، ومرافقتهم في المسار القضائي بالتوعية والمساعدة المادية والمعنوية.
هناك تحدٍّ أكبر يقوم على إيجاد البديل، إنتاج تلفزيوني جيد يسحق شعبيا «الكاميرا الخفية» وأصحابها. لكن وسط موجة التجهيل والتسطيح السائدة تلفزيونيا، تلكم معركة مستحيلة حتى ليبدو الإبقاء على «الكاميرا الخفية» أقل كلفة!

٭ كاتب صحافي جزائري

«الكاميرا الخفية»‪:‬ مافيا جديدة تعيد تدوير أمراضنا النفسية!

توفيق رباحي

أي إرادات ستشكل الحكومة العراقية المقبلة؟

Posted: 28 May 2018 02:16 PM PDT

بعد مهزلة انتخابية كبرى مازالت تتكشف يوميا حجم الخروقات التي تمت فيها، لابد من التذكير دائما بأن من وصلوا إلى البرلمان وصلوا بشرعية 44 في المئة، حسب بيانات المفوضية المستقلة للانتخابات، أو بشرعية 16 ـ 20 في المئة حسب بيانات واستطلاعات مستقلة.
معنى ذلك أن ما يقارب 70 في المئة من الشعب العراقي لا يثقون بمن وصلوا إلى البرلمان الجديد. وإذا أضفنا إلى ذلك إرادات وإملاءات واشنطن وطهران المتدخلتين في الساحة العراقية، تتوضح لنا تماما صورة الحكومة المقبلة بصورة شخوصها، وبنهجها السياسي على الصعيدين الداخلي والخارجي. فالحرب الإعلامية الدائرة اليوم بين أمريكا وإيران، وادعاءات واشنطن بمحاولة تقطيع أوصال الأذرع الايرانية في المنطقة، تعطي انطباعا بأن نتائج الانتخابات التي رفعت مقتدى الصدر إلى مرتبة الفائز الأول، سوف تعطيها فرصة كبرى للدفع بحلفائها العرب للوقوف مع الرجل ودعمه وتقوية موقفه، من خلال دفع بعض القوائم المحسوبة والمدعومة من المحيط العربي بالتحالف معه، لتشكيل الكتلة الاكبر. على أعتبار أن مقتدى الصدر يقف في الجانب الاخر المضاد للموقف الإيراني والتشكيلات المتفرعة منها في الساحة العراقية.
وقد ظهرت بعض الإشارات الدولية والعربية التي تعبر عن ارتياح واضح لفوز قائمة «سائرون» التي يتزعمها الصدر في الانتخابات الأخيرة. وهنا لابد من التذكير بأن هذا الفعل فيه مؤشرات مُكلفة وليست مؤشرات عادية، وكلفتها تتعدى الصعيد الشخصي إلى الصعيد العام. فالتحرك بهذا الاتجاه يعطي طهران صورة بأن واشنطن تبحث عن رجل الهدف المطلوب منه مواجهة إيران. وفي هذه الحالة سيواجه مقتدى الصدر السيناريو نفسه الذي واجه والده في تسعينيات القرن المنصرم. آنذاك شغرت الحوزة العلمية في النجف من المرجع الاعلى، فتدخلت السلطات العراقية في الموضوع بغية سحب المرجعية من التأثيرات الإيرانية وجعلها عربية، فدعمت والد مقتدى الصدر العربي الأصل علنا للوصول إلى هذا الموقع. ولما لمرجعية النجف من سطوة على مقلديها في العالم، التي يمكن استثمار سلطانها سياسيا في التنافس القائم بين العرب وإيران، تم اغتيال والد مقتدى الصدر في ظروف غامضة. قيل وقتها إن إيران هي التي قامت بذلك الفعل لقطع الطريق على محاولة تسنم عربي لهذا الموقع الحساس. فهل يتكرر السيناريو نفسه اليوم لنجله مقتدى؟ يقينا أن مقتدى كان قد أثار زوبعة كبرى في الاوساط السياسية والدينية الشيعية، حينما زار عدة دول عربية مؤخرا، خاصة أن تلك الدول تعتبر من الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة. صحيح أن رئيس الوزراء زار الدول نفسها لكنه سياسي وليس رجلا بعمامة كمقتدى الصدر. هنالك فرق كبير بين الحالتين. قد لا تتجرأ إيران على تصفية الصدر، وتحاول تحجيمه بأذرعها الفاعلة في المشهد العراقي، لكن من يضمن أن لا تقوم جهات محسوبة عليها بالفعل، خاصة أن مراكز القرار في طهران كثيرة متشعبة؟
أما على الصعيد العام فلن تسمح إيران لأحزاب الإسلام السياسي الشيعي بانفراط عقدها. هي اليوم تواجه المشهد الذي واجهته في انتخابات عام 2010، حينما فاز الشيعي إياد علاوي في الانتخابات، فأجبرت تلك الاحزاب على التحالف وتشكيل الكتلة الأكبر لإقصاء الأخير، على اعتبار أنه علماني ولا يؤيد التواجد الايراني في البنية السياسية العراقية. نعم إنه تقريبا المشهد نفسه تراه أمامها. صحيح أن الفائز مقتدى الصدر ليس علمانيا ولكنها تعتبره ليس على منوالها. فيه رائحة تآمر غربي عربي ضدها، كما تعتقد. كما أن تحالفه يضم شيوعيين ومدنيين وعلمانيين وبعضها أحزاب عريقه. فمن يضمن ألا يسيطر هؤلاء على التيار الصدري، الذي يضم أناسا بسطاء لا يفهمون ألاعيب السياسة، فتتكرر سيطرة الحزب الشيوعي على رئيس الوزراء، الذي قد يختاره تحالف الصدر، كما حصل في عهد عبدالكريم قاسم في خمسينيات القرن المنصرم؟ وهل يُعقل أن تعزز إيران تواجدها في سوريا بعد كل الذي فعلته لإيقاف بشار الاسد على قدميه مرة ثانية، كما تعزز وجودها في لبنان من خلال حزب الله، الذي تقدم كثيرا وعزز مواقعه السياسية أكثر من قبل في الانتخابات النيابية الاخيرة قبل أسابيع، ثم تسمح للآخرين بأن يأخذوا منها العراق، الذي هو أقرب إلى حدودها وفيه مرجعية النجف، ويُصدّر خمسة ملايين برميل نفط يوميا، وأهم من كل من سوريا ولبنان بالنسبة لمشروعها؟
يقينا لا يمكن أن يتخيل العقل الإيراني حدوث هذا السيناريو، لذلك في جعبة صانع القرار في طهران ثلاثة مسارات. المسار الأول إعادة تجميع أحزاب الإسلام السياسي الشيعي، وتطعيمهم بحلفاء لها من السنة والكرد، لتشكيل الكتلة البرلمانية الاكبر التي تصوت على رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة. هنا ستصبح قائمة «سائرون» التي يتزعمها مقتدى الصدر ليست صانعة الملوك. وطهران تدرك جيدا خطورة الموقف في هذا المسار، لأن التيار الصدري خصوصا وحلفاءه عموما سيشعرون بأنهم تعرضوا إلى مؤامرة خادعة أقصتهم من المشهد. عندها ستعم الفوضى البلاد ويتقاتل الجميع مع الجميع، وهنالك تحذيرات صادرة من التيار الصدري تحديدا، تسري اليوم في الشارع من حدوث سيناريو كهذا.
أما المسار الثاني الذي قد يسلكه صانع القرار الايراني فهو، الإيعاز لقوائم هي من صنعتها وفازت في الانتخابات، بالانضمام إلى تحالف «سائرون» وتشكيل الكتلة الاكبر في البرلمان. هنا هي تراهن على محدودية الخبرة السياسية للتيار الصدري، وعدم وجود كوادر لديه قادرة على إدارة الدولة. وبالتالي ستكون إمكانية احتوائه أكبر من الدفع به خارج المعادلة، كما في المسار الأول. كما أن التيار سيبقى منتشيا بأنه من شكّل الكتلة الاكبر والحكومة، وهذا مكسب معنوي كبير لهم، حيث سيقولون إن الفقراء هم من شكلوا السلطة هذه المرة.
المسار الثالث هو تشكيل معارضة قوية في البرلمان من تحالف المالكي والعامري، يقف بالرصاد لأي تحرك حكومي لا يخدم أهدافها وتوجهاتها.
أين الارادة الامريكية في مشهد تشكيل الحكومة العراقية المقبلة؟ سؤال مهم يظهر في هذا المسرح. هذه الارادة تُراهن على التجديد لرئيس الوزراء الحالي لولاية ثانية، وإعادة تشكيل ما يسمى بحكومة الوحدة الوطنية، سنة وشيعة وأكرادا، وهي أمنية أوروبية كذلك، كما أن لديها قابلية كبيرة للتعايش مع الارادة الايرانية في هذا البلد في كل الظروف والاحوال. ومنذ خمسة عشر عاما ولحد اليوم لم تستطع توفير البديل، ولم تكن قادرة إطلاقا على الدفع بأحد مريديها للوصول إلى الموقع الاول، لان كل من دعمتهم في أيام المعارضة خدعوها وباعوا ولاءاتهم إلى إيران. لذلك هي اتخذت طريق البحث عمن لديه نزعت الخروج من العباءة الايرانية كي تدعمه. ولم تكف يدها عن التدخل في الانتخابات التي حصلت لدعم هذا الطرف ضد ذاك. فهنالك منظمات تابعة لها وبأغطية كثيرة تتدخل بعمق وبصورة جوهرية في العملية الانتخابية، لكن الاوراق التي بيد طهران أكثر عددا من التي بيدها.
اليوم تعلم الولايات المتحدة وبعد انسحابها من الاتفاق النووي مع إيران، وتحقيق مكاسب برلمانية لقوى ميليشياوية تابعة لطهران في العراق، باتت تعرف بأن تحول البلد إلى ساحة حرب وارد تماما، وبالتالي هي ستراهن على حلفائها العرب وتركيا لتشكيل طرف سياسي قادر على موازنة الفعل الايراني، لكنها ستبقى تمارس اللعبة الدفاعية في المشهد عكس التوجه الهجومي الايراني.
باحث سياسي عراقي

أي إرادات ستشكل الحكومة العراقية المقبلة؟

د. مثنى عبدالله

هل يحاسب الأهلي من أجل مصر؟

Posted: 28 May 2018 02:15 PM PDT

تفتح المرحلة الجديدة من قضية النادي الأهلي مع رئيس الهيئة الرياضية السعودية، تركي آل الشيخ، الذي اعتذر عن منصب الرئاسة الشرفية للنادي في 24 مايو الجاري، الكثير من القضايا التي تتجاوز حدود النادي ومشجعيه، إلى مصر ومستقبلها. 
تصور قد يرى البعض أنه مزيد ويتجاوز حدود الحدث، ولكن جوهر القضية يتعلق بقيمة المؤسسة التي نتعامل معها، وطبيعة الواقع في مصر، التي تجعل بعض المؤسسات أشبه بالدولة الصغيرة، والدولة أقرب للمؤسسة الكبيرة. شبكة علاقات تترابط بين السياسة والرياضة والإعلام وغيرها، وبين المال والنفوذ والمناصب، وآليات إدارة تتشابه في التفاصيل باختلاف النسب، ومواطن أو مشجع يطلب في حالات ويستبعد في أخرى، بدون أن يهتم أحد برأيه الحقيقي أو يتوقف عن طلب دعمه عندما تتأزم الأمور، أو تفتح صناديق الانتخابات والتبرعات.
يعد الأهلي، كما غيره من المؤسسات والهيئات الكبرى، جزءا من نظام يحكم بالآليات نفسها، ويبدو أن البعض يحاول الحفاظ على الإدارة وإنقاذها، رغم دورها المباشر أو غير المباشر في القضية، من وجهة نظر الولاء للنادي والحفاظ على كرامته. ولا يفتقد المشهد حتى يتشابه مع الواقع إلا بعض التفاصيل، من نوعية تكرار شعار «يحيا الأهلي» ثلاث مرات، والإخوان وأهل الشر سبب الأزمة، ولابد من الحفاظ على «الكتلة الصلبة» من المشجعين، وتبرع من أجل صندوق دعم الأهلي، والمشجع الصالح هو الذي يدعم ويؤيد بدون نقاش أو محاسبة.
بداية، ومن أجل التأكيد، لا يقصد بالحديث الأهلي أو غيره بشكل شخصي، بقدر ما يقصد به مصر في اللحظة والمستقبل، هو تعميم الحالية من أجل المشهد الأكبر للوطن. ما يحدث في التعامل مع كل حدث، هو جزء من المشهد وتفاصيله، وما نقبله في حدث يمكن أن يتحول إلى سابقة تعمم في غيرها، والعكس، وما ندفع ثمنه في ظل غياب الديمقراطية في الحكم لا يختلف عن تهميش المواطن في أوجه أخرى متعددة. 
لم يهتم أحد برأى الجماهير عندما اعترضت على الرئاسة الشرفية، لدرجة أن أحد التعليقات رد على كلمات اعتذار آل الشيخ بقوله: «أنت حاولت تسعد جماهير الأهلي كثير… بس النهاردة بس قدرت فعلا تسعدهم»، أين كان النادي من روح الجماهير؟ سؤال لا يختلف عن السلطة عندما لا تقرأ الشعب ومطالبه الحقيقية. يطلب من الجماهير نفسها الآن أن تدفع ثمن ما حصل عليه النادي من أجل تلك الرئاسة، التي اعترف آل الشيخ بأنها تحولت إلى وسيلة للتمويل، وأن إجمالي ما دفعه تجاوز 260 مليون جنيه بعضها لصالح رئيس مجلس الإدارة محمد الخطيب نفسه. 
وبالعودة خطوات قليلة للخلف، أثار آل الشيخ مع اعتذاره، العديد من أوجه الخلاف بينه وبين النادي، ويفتح نافذة إلى أجزاء من تفاصيل المشهد المصري، وما خلف البريق الذي يغلف الصور. حدث يدخلنا مرة أخرى إلى جزء من عالم غرفة «صورة دوريان جراي»، رائعة أوسكار وايلد، بكل ما فيها من تفاصيل القبح، والحقيقة التي لا تظهر من الخارج، والتي يبدو أن علينا أن نكرر زيارتها حتى نصل إلى قراءة أفضل للواقع، بعيدا عن محاولات الاستغلال بالشعارات الكبرى، والصور المحسنة في عالم السياسة، كما في غيرها.
يأتي اقتراح اللاعب الأسبق محمد أبو تريكة، بكل ما يمثله من قيمة لدى المشجعين مثيرا للجدل، لأنه يقدم طوق نجاة غير مطلوب لإدارة النادي، وحائلا قد يمنع من محاسبة حقيقية تظل مطلوبة ليس للنادي فقط، ولكن لمصر ومصالحها. من شأن اقتراح أبو تريكة، أن يتحول إلى ستار يخفي الحقيقة، ويعيد رسم لوحة جديدة براقة لدوريان جراي، أو الأهلي وإدارته، بدلا من فتح الباب والمحاسبة. توقيت الاقتراح أو التفكير في تنفيذه قبل التحقيق المفترض، يمكن أن يمنع من محاسبة مطلوبة للمشهد حتى لا يتكرر، ولا يتحول إلى تقليد عندما تفشل المؤسسات وتزداد أخطاء الإدارة وتغيب المحاسبة باسم الولاء بدون محاسبة وبدون مكاشفة. قد يرى البعض أن النقد في اللحظة غير مطلوب، وكذلك حديث غير المتخصص في الرياضة، ولكن اتهامات آل الشيخ لا تتعلق بالرياضة وكرة القدم، ولكن بالسياسة والانتخابات، والإدارة والسلطة، والتبرعات وطرق التصرف فيها. وهو ما يحتاج إلى محاسبة من أجل كرامة مصر والأهلي، ومن أجل مستقبل مصر والأهلي. أما الحديث عن مساندة النادي والتبرعات بدون نقاش، ومع ما تمثله من استخدام للولاء للنادي والإحساس بالإهانة القومية التي يولدها البعض من الحدث، من أجل إغلاق الملف، فإنه إهانة يمكن أن تتكرر ما دام الشعب هو الذي سيدفع الثمن.
فكرة تقديم التبرعات للنادي من أجل إنهاء الموقف، تتجاوز التعامل في عالم الدول إلى الأفراد، حين يرغب الفرد في رد أموال اقترضها من شخص، بعد أن تحدث عنه بشكل سلبي، بطريقة تقلل من صاحب الأموال. ولكن الحقيقة أننا في عالم الدول، والنادي ليس مؤسسة شخصية، والأموال لم تقدم لفرد، بل حصلت عليها إدارة مؤسسة تعمل داخل الدولة، ووفقا لقواعدها المنظمة، ومن يطالب بالتسديد لم يحصل على التبرعات أو يستفاد منها أو يشارك في القرار، وعلى العكس اعترض عليه من البداية.
من جانبه، وبعد أن نفى النادي تعليقات آل الشيخ السلبية عن الإدارة والتصرف في الأموال التي منحها للنادي وللخطيب من أجل حملته الانتخابية، أعلن عن إرسال رسالة إلى وزير الشباب والرياضة المصري، طالب فيها بتشكيل لجنة مالية رفيعة المستوى من الجهة الإدارية لمراجعة التبرعات، مؤكدا أن كل الأموال التي تبرع بها آل الشيخ دخلت الحسابات البنكية للنادي باعتمادات وقرارات رسمية من مجلس الإدارة، وتم صرفها في الأوجه المخصصة لها بمستندات موثقة.
تعد المحاسبة والشفافية الوسيلة الأمثل للرد على الاتهامات المقدمة، وما تثيره من تساؤلات عن إدارة النادي للجزء المالي من أزمة الرئاسة الشرفية بكل ما أحيط بها، ومن مصلحة إدارة وجماهير النادي والجميع الإصرار عليها، والالتزام بما يليها من نتائج. وتعتمد الخطوة الثانية والخاصة بقرار رد الأموال من عدمه، ودور الجماهير في التنفيذ، على اعتبارات ما بعد التحقيق، وقدرة النادي على سداد الأموال التي حصل عليها. وفي كل الحالات لا يتصور أن يتم تحميل الجماهير ثمن أخطاء مجلس الإدارة بدون محاسبة، خاصة أن كل ما حدث يرتبط بفكرة الرئاسة الشرفية، التي تعرضت لانتقادات كبيرة داخل مصر، لدرجة أن أحد المشجعين طالب آل الشيخ بالبقاء لأن وجوده كان عاملا ايجابيا حوّل الإدارة إلى هدف مستمر للسخرية.
المشكلة الأساسية، إلى جانب التجاوز عن محاسبة المسؤول، مطالبة الجماهير بتحمل ثمن أخطاء لا يحاسب المسؤول عنها. ومن شأن فتح حساب للنادي لرد الأموال بدون محاسبة المسؤول عن القرارات التي أدت للحظة، وبدون عقاب أن يتكرر الحدث ويتم استنفاد البشر بطرق مختلفة من السلطة للمنظمات والهيئات الأخرى، التي لا تقوم بالضرورة بمراعاة المشجعين ورغبتهم، ولا تفتح صناديق دعم للجماهير، ولا تستمتع لصوت الاعتراض عندما يرفع عاليا ما دامت لا تحتاج لهم في انتخابات أو صور احتفالية.
ويظل السؤال دوما مطروحا، لماذا يطالب الناس بدفع ثمن الكرامة والسمعة، ولا يحاسب أحد على التسبب في الإساءة؟ ولماذا يدفع الناس ولا يشاركون في اتخاذ القرار؟ لماذا لم تتم مراعاة موقف الجماهير عندما اعترضت، على العكس توسع الأمر وامتد من الأهلي إلى اقتراح رئاسة نادي الزمالك الشرفية قبل أن يعتذر آل الشيخ ويحرج الزمالك، ويعود الأن ليرتد موقف الأهلي على النادي والجميع.
في الوقت نفسه، تتجاوز القضية آل الشيخ الذي عرض ما لديه وقبل صفقة معينة يتحدث الآن عن عدم التزام الأطراف الأخرى بها، السؤال أين الأطراف الأخرى، ولماذا يرغب البعض أن نتعامل معها وكأنها ضحية أو في درجة مشجعي النادي، رغم اختلاف المسؤولية والدور والسلطة. من البداية أثار دخول آل الشيخ للمشهد، الكثير من الجدل والانتقادات المصرية، التي تجاوزت النادي ومشجعيه، وتم التعامل مع الموقف بوصفه صفقة مالية تنازل فيها مجلس الإدارة عن مكانة وتاريخ النادي، مقابل المكاسب المادية. لهذا، وفي ظل كل الاعتبارات السياسية التي تحيط بالموقف، كان من الطبيعى أن يتفاقم الحدث مثل كرة الثلج، وأن تظهر تعليقات سلبية للغاية من الجميع، ولكن يظل السؤال دوما عن دور مجلس الإدارة ومن اتخذ القرار، وحقيقة أن بعض القرارات لا تنتهي بالرجوع عنها أو اعتذار طرف وخروجه منها لأن كل التفاعلات تظل في المشهد حية.
وأن كان من الصعب ردم السلبيات التي ظهرت وما زالت، فمن المهم أن يحاسب المسؤول عنها وأن نخرج من مرحلة الفرحة التي يعبر عنها البعض بأن الأعتذار انتصار لصوت الجماهير، والبدء في محاسبة المسؤول الذي أنتج الأزمة أو سمح لها بالتواجد والتوسع، حتى لا ندفع أثمانا مشابهة، وندخل في صراعات أخرى في المستقبل.
كاتبة مصرية

هل يحاسب الأهلي من أجل مصر؟

عبير ياسين

كيف تسقط الدول العربية ضحية برامج التجسس التي تقتنيها؟

Posted: 28 May 2018 02:15 PM PDT

كشفت شركة كاسبرسكي الروسية المتخصصة في محاربة التجسس الرقمي والفيروسات، عن وجود نظام تجسس جديد يحمل اسم زوبارك، يستطيع الاطلاع على مضمون مكالمات ومراسلات واتساب، وكالعادة، قامت معظم الدول العربية من المحيط مثل المغرب إلى الخليج مثل الإمارات والسعودية بشراء هذا النظام التجسسي.
ولم تقدم كاسبرسكي الكثير من المعطيات حول نظام التجسس هذا، باستثناء استهدافه مستعملي برنامج أندرويد في الهواتف النقالة. ويعترف خبراؤها بمحدودية تأثير هذا النظام في التجسس بشكل كبير على الهواتف النقالة. وطرح خبراء كاسبرسكي التجسس من باب الاحتمال الكبير، وليس من باب اليقين والتأكيد. والمتعارف عليه أن نظام واتساب للاتصالات أو التواصل والمراسلة من أعقد البرامج المشفرة، ولا يتفوق عليه سوى القليل من برامج التواصل، وعلى رأسها سينيال، هذا الأخير الذي لم يحظ بعد بانتشار واسع حتى الآن، خاصة في العالم العربي، رغم توصية العميل الهارب من وكالة الأمن القومي إدوارد سنودن باستعماله والتخلي عن باقي البرامج.
وعملية فك شيفرات برامج التواصل والدردشة ليست بالعمل السهل، وتعجز دول ذات باع كبير في العالم الرقمي في حل شيفرة واتساب أو برامج أخرى. وتعتبر الصين رائدة في التجسس الرقمي، وتتحدى الولايات المتحدة في هذا الشأن، ولكنها تقف حائرة أمام برامج التواصل، وهو ما أدى بها الى منع استعمال واتساب ضمن برامج أخرى. وتتوفر إيران على تجربة مهمة في هذا المجال، لكنها فضلت حظر استعمال تلغرام بعدما عجزت عن التجسس على مستعمليه. ورغم اقتناء دولة الإمارات العربية كل برامج التجسس، فهي تقف عاجزة أمام مستعملي نظام الشبكة الافتراضية الخاصة VPN وهو برنامج مجاني في شبكة الإنترنت ويناور أغلبية برامج التجسس، فأقدمت هذه الدول الخليجية على منع تحميله، وتبني عقوبات سجنية ومالية في حق كل من يثبت في حقه استعمال هذا البرنامج.
وهذه البرامج هي من المميزات الإيجابية التي حملتها شبكة الإنترنت، وبقدر ما تبدو نعمة على الشعوب، فهي نقمة على الأنظمة، خاصة تلك التي تستمر في انتهاك حقوق شعوبها ومنها خصوصيات الفرد والجماعة. ويكفي الاطلاع على التغييرات الاجتماعية التي تساهم فيها هذه البرامج إلى جانب شبكات التواصل مثل الفيسبوك لمعرفة دورها الكبير الذي سيتضح مع السنوات المقبلة.
وهكذا، فقد كشفت شركة كاسبرسكي عن لائحة من الدول العربية ضمن زبائن الشركة التي صنعت نظام التجسس زوبارك. ولا تحمل اللائحة أي مفاجأة بحكم قيام الدول غير الديمقراطية بالبحث عن كل السبل لتحويل بلدانها إلى أشبه بالضيعة، التي جاء ذكرها في رواية «1984» لجورج أورويل. لكن هذه الدول خاصة العربية منها تعتبر غبية للغاية لسببين وهما:
في المقام الأول، الدول المتقدمة لا تعتمد على برامج تجسس أجنبية، بل عادة ما تعمل على تطوير البرامج الخاصة بها بنفسها، فهي تخشى من عدم التحكم في البرامج الأجنبية. ولهذا، تجد معظم الدول تقوم بتطوير برامج مضادة للفيروسات والتجسس الرقمي والإلكتروني من صنع خبرائها، وتمنع استعمال برامج أجنبية. ومن ضمن الأمثلة، تعتبر إسرائيل متطورة في عالم التجسس الرقمي، لكن كل الدول الغربية ترفض شراء برامج منها. وفي مثال آخر، منعت كل الدول الغربية تقريبا على مؤسساتها استعمال نظام كاسبرسكي المضاد للفيروسات تحت ذريعة استعمال المخابرات الروسية للمعطيات التي يتم الحصول عليها من طرف مستعملي هذا البرنامج.
في المقام الثاني، الدول العربية التي تقتني برامج التجسس، لا تتوفر على خبراء لتغيير الشيفرة المعمول بها، وبالتالي تقع ضحية التجسس من طرف الدول التي تقف سرا وراء الشركات التي تبيع هذه البرامج. وتبقى قمة الغباء أنه في الوقت الذي تقوم فيه الأنظمة العربية بالتجسس على مواطنيها، تكون هي كذلك عرضة للتجسس من طرف هذه الشركات من خلال البرامج نفسها التي باعتها إياها.
وعلاقة بالنقطة الأخيرة، تعتقد الدول العربية أن الشركات المتخصصة في التجسس الرقمي ستبيعها البرامج المستقلة تماما، التي لا يمكن التحكم فيها. هذا الاعتقاد هو سذاجة حقيقية، لأن بيع برنامج التجسس بكل شيفراته كنظام مستقل يتعارض مع قوانين كل الدول المتقدمة، فهو يدخل في خانة تفويت التكنولوجيا التي يعاقب عليها بالسجن والغرامة.
ولا توجد أي دولة عربية تتحكم في أمنها الرقمي، بل كلها مخترقة من طرف الاستخبارات الكبرى، كما لا توجد أي دولة عربية تسيطر أو تطلع على برامج التواصل من نوع واتساب وسينيال وتلغرام، فهي لا تتوفر على القدرة، رغم أن استخبارات هذه الدول العربية تروج لقدراتها الرقمية لتهريب الناشطين السياسيين والإعلاميين والمجتمع المدني. ونسوق مثال دال في هذا الشأن: تعتبر الشركة الإيطالية Hacking Team رائدة في التجسس في الإنترنت، وباعت برامج لمعظم الدول العربية، لكن خلال يوليو 2015، قام ناشطون باختراق هذه الشركة نفسها ونشر فواتيرها المالية، ومنها فواتير بعض الدول العربية وكل محادثاتها.
الكثير من دول العالم تسير نحو إنشاء برامج تواصل رقمي خاصة بها للحفاظ على أمنها القومي، نظرا لما تشكله الإنترنت والتواصل الرقمي من أهمية في الوقت الراهن، خاصة المستقبل. لكن الأنظمة العربية لن تسير في هذا الركب، فهي لم تدعم البحث العلمي واكتفت باستيراد كل شيء من الخارج.
كاتب مغربي من أسرة «القدس العربي»

كيف تسقط الدول العربية ضحية برامج التجسس التي تقتنيها؟
 
د. حسين مجدوبي

التحالف الضروري مع إيران

Posted: 28 May 2018 02:15 PM PDT

ليس أمام حركة حماس سوى إعادة العلاقات مع إيران إلى سالف عهدها، وإعادة التحالف مع حزب الله اللبناني، والاعتراف بأن القطيعة السابقة كانت خطأ يتوجب تصحيحه، وهذا ما ربما تتنبه، أو تنبهت له، القيادة الجديدة للحركة.
في السياسة لا توجد ثوابت، فالثابت الوحيد هو التغير، والمنطقة العربية تغيرت وتتغير، وتحولات السنوات الماضية كانت بكل أسف تصب في غير صالح القضية الفلسطينية، ولا في صالح أي من الفصائل، بما فيها حركتا حماس وفتح، ولذلك فإن هذه التغيرات تستدعي البحث عن حلفاء جدد، وهذا ينسحب على حركة فتح والسلطة الفلسطينية أيضاً، التي تواجه أكبر تهديد وجودي واستراتيجي بسبب مضي الولايات المتحدة في ترتيبات «صفقة القرن».
التحولات الجديدة في المنطقة تُحتم على حركة حماس التحالف مع إيران وحزب الله وتحييد القضايا الخلافية وفي مقدمتها سوريا (التي هي ربما الخلاف الوحيد)، والحال هنا مشابه للتقارب الحاصل فعلاً بين حماس ومصر، على الرغم من كون الحركة جزءاً تاريخياً من جماعة الاخوان المسلمين التي تتصارع مع نظام السيسي، لكنها في نهاية المطاف لا تستطيع أن تحارب بالنيابة عن أحد لا في مصر ولا في سوريا ولا في أي مكان آخر. حركة حماس متورطة في حُكم وإدارة قطاع غزة منذ سنوات بحكم الأمر الواقع، وهو ما يوجب عليها أن تتعامل على قاعدة المسؤولية عن مليوني فلسطيني، وأن تدير معركة «الحصار الإسرائيلي» بحكمة، وهو ما يُفسر الزيارات المتكررة لقيادة حماس إلى القاهرة والتقارب مع مصر، وهو ما انتهى مؤخراً إلى فتح معبر رفح طوال شهر رمضان في أطول عملية تسهيل على المعبر منذ سنوات. وكما أعادت حماس علاقتها مع القاهرة فليس أمامها إلا أن تعيدها أيضاً مع إيران وحزب الله، الذي هو في نهاية المطاف حركة مقاومة عربية، وإن تورط في نزاعات وصراعات جانبية، لأن التصدي لمشروع «صفقة القرن» وتجنب الانفجار في غزة وتأمين الحاجات الأساسية للحياة في القطاع يوجب الانفتاح على كل الأطراف التي تقبل ذلك في المنطقة، ويوجب عدم الانجرار إلى معارك لا علاقة للفلسطينيين بها.
المشكلة التي تواجهها حماس اليوم هي أن القوى العربية وقوى الإسلام السُني في المنطقة لا تقدم لها أي نوع من الدعم، لا بل أن بعض الأنظمة العربية أصبحت تتحالف مع إسرائيل وتتعامل مع الحركة على أساس أنها «منظمة ارهابية»، وهذا في الوقت الذي دخلت فيه حماس في خصومة مع إيران وحزب الله منذ خروجها من سوريا، ما انتهى بها إلى أن تقف وحدها ومعها مليونا فلسطيني في القطاع يطلبون الماء والكهرباء والطعام والخدمات والوظائف.. وما فاقم من سوء الأوضاع هو الانقسام الداخلي أيضاً الذي جعل الضفة الغربية والسلطة الفلسطينية في معزل عما يجري في غزة.
حركة حماس ارتكبت ثلاثة أخطاء استراتيجية في تاريخها يتوجب تصحيحها ما استطاعت الحركة إلى ذلك سبيلا، الخطأ الأول هو المشاركة في انتخابات عام 2006 التي جرّت حركة حماس إلى مربع المنافسة مع فتح على السلطة، التي هي أساساً مجرد أداة مؤقتة لإدارة شعب تحت الاحتلال. أما الخطأ الثاني فكان الخروج من سوريا والقطيعة مع إيران وحزب الله، ما كان يعني بالضرورة أن الحركة فقدت حلفاءها في المنطقة، ووضعت البيض في سلة المجهول. والخطأ الثالث هو «وثيقة المبادئ والسياسات العامة» التي صدرت عن القيادة السابقة للحركة في أيامها الأخيرة، وهي وثيقة يطول الحديثُ فيها، لكنَّ المؤكد أنها ليست مفيدة وما كان ينبغي لها أن تصدر.
بناء على هذا كله فإن التصريحات الأخيرة لزعيم حركة حماس في غزة يحيى السنوار، التي تحدث فيها عن علاقات قوية مع إيران تصب في اتجاه تصحيح المسار، فالأولوية اليوم هي لتسيير شؤون مليوني فلسطيني في غزة وتأمين حياتهم، وهذا يتطلب بالضرورة بناء علاقات جيدة مع مصر أولاً ثم مع ايران وحزب الله ثانياً، وتحييد ملفات الخلاف، ومن يريد إلقاء اللوم على حركة حماس بسبب هذه التحالفات والعلاقات فعليه أولاً أن يسأل: أين الدعم العربي؟ وهو الدعم الذي تفتقده حماس وفتح معاً بكل أسف في ظل تهافت عربي على التطبيع مع اسرائيل.
كاتب فلسطيني

التحالف الضروري مع إيران

محمد عايش

سوريا: عن حرب أهلية يتجاهلها كثيرون

Posted: 28 May 2018 02:14 PM PDT

كان الأخضر الابراهيمي أول مسؤول دولي يستخدم مصطلح الحرب الأهلية للإشارة إلى الأحداث الجارية في سوريا وسائل إعلام غربية كانت تتجنب ذكر هذا المصطلح ربما باستثناء قناة «بي بي سي» البريطانية.
وبالطبع كان كل من وسائل إعلام النظام والمعارضة تتحاشى استخدام هذا المصطلح كلا لأسبابه الخاصة، لكن الواقع أن أول من أشار إلى الثورة السورية على أنها حرب أهلية دون تسميتها بالاسم هي بثينة شعبان، الأولى في بيان تلته باسم القصر بعد أسبوع من انطلاق الثورة ذكرت فيه لأول مرة كلمتي سني وعـلوي.
والثانية حين اتهمت فصائل مقاتلة بخطف أطفال علويين من الساحل السوري ونقلهم إلى ريف دمشق حيث ادعت نقتلهم للتغطية على مجزرة الكيميائي التي قام بها النظام و حلفاؤه…
أدخل النظام السوري ميليشيات ذات عنوان طائفي بحت كالفاطميين والحشد والزينبيين وغيرها من ميليشيات عراقية وايرانية وافغانية تقاتل تحت راية مظلومية الشيعة لدحر السنة الأمويين الذين اغتصبوا الخلافة قبل أربعة عشر قرنا
وفي المقابل وردا على هذا الشعار الطائفي بدأت بالظهور منظمات وميليشيات معارضة للأولى ترفع رايات الجهاد الإسلامي السني أو السلفي وتحمل مشروع إقامة دولة إسلامية أو إمارات إسلامية.
كلا الفريقين استخدما شعارات إسلامية مذهبية طائفية تم تغذيتها من إعلام خليجي مذهبي موجه بعناية للاستيلاء على الخطاب السياسي للمعارضة السورية وقبلها مضاد للخطاب السياسي الوطني للثورة.
كلا الفريقين كانا غريبين عن العقل السياسي السوري مواليا أو معارضا.
من متابعة خطاب الفريقين المتصارعين في سوريا وخطابهما المذهبي المرفوع والمستعار من الصراع العقائدي الدعائي في القرون الوسطى نستشف أجواء حرب أهلية لكن في المجال الخطابي والإعلامي والنفسي فحسب.
لكن هل وصل الامر إلى درجة اعتبار الحرب الدائرة في سوريا وقبلها الصراع السياسي المتفجر منـذ 18 آذار/مـارس 2011 حـربا أهـلية؟
نبدأ بتعريف كلاسيكي للحرب الأهلية. تعرف ويكبيديا الحرب الأهلية بقولها إنها الحرب الداخلية في بلد ما التي يكون أطرافها جماعات مختلفة من السكان. كل فرد فيها يرى في عدوه وفي من يريد أن يبقى على الحياد خائنا لا يمكن التعايش معه ولا العمل معه في التقسيم الترابي نفسه يكون الهدف لدى الأطراف السيطرة على مقاليد الأمور وممارسة السيادة. أما أسباب الحرب، فقد تكون سياسية أو طبقية أو دينية أو عرقية أو إقليمية أو مزيج من هذه العوامل.
ويعتبر اللجوء إلى الحرب الأهلية حالة قصوى من حالات حق دفع الظلم والثورة على حكومة أو فئة حاكمة أخلت بحقوق الشعوب والمواطن، كما جاء في دستور الثورة الفرنسية الصادر عام 1793، أو بموجب مبادئ حق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها المتضمن في ميثاق الأمم المتحدة.
تتصف الحروب الأهلية بالضراوة والعنف وبالنتائج الاقتصادية والاجتماعية المدمرة على المدى القريب، والمؤثرة بعمق على المدى البعيد، لأنها تشمل مناطق آهلة بالسكان وتكون خاضعة لهجمات متقطعة وغير منتظرة، وتفرق بين الأهل والجيران فتشل الحياة الاقتصادية وتمزق النسيج الاجتماعي، ويحتاج المجتمع إلى عدة عقود من الزمن لإعادة البناء والتوازن والوئام.
و كثيرا ما تشكل الحروب الأهلية فرصة لتدخل الدول الكبرى أو المجاورة في مجريات الأمور الداخلية للدولة المعرضة لمثل تلك الحروب.
ما سبق من حديث عن الحرب الأهلية يختصر بالفعل الثورة والحرب السوريتين ابتداء مما ارتكبته من مذابح ميليشيات تابعة للنظام تحت يافطة شيعية أو كمجموعة من طائفة واحدة قد يشير إلى أنها حرب أهلية تقوم بها طائفة حاكمة مدعومة من ميليشيات طائفية ضد مدنيين عزل معارضين للنظام تابعين لطائفة بعينها.
لكن ما ينفي هذا الزعم في المقابل هو سلوك ميليشيات سلفية تكفيرية تجاه طوائف تكفرها فرغم خطابها التكفيري للشيعة والعلويين لم يتم اثبات قيام هذه الميليشيات بأي مذبحة ضد الشيعة أو العلويين في سوريا باستثناء خطف نساء علويات في الساحل، وهو أمر يثير شكوكا في تعاون أو تغاضي النظام عن الأمر، وفي هجوم على ضاحية عمالية في ريف دمشق يسكنها علويون وطوائف أخرى.
على العكس من ذلك فقد تركز جهاد تلك الميليشيات التكفيرية الجهادية ضد السوريين السنة المعارضين غالبا للنظام ظهر ذلك على الخصوص في الرقة ودير الزور وفي كل مكان حلت فيه هذه الميليشيات بالأخص ميليشيا تنظيم الدولة التي أتيح لها إقامة دويلة إسلامية في تلك المناطق.
كما أن هذه المليشيات التكفيرية السلفية خاضت حروبا فيما بينها ذهب ضحية احدى تلك الحروب أكثر من 700 مقاتل في معركة واحدة في ريف دمشق كان احد اطرافها جيش الاسلام،
في الواقع يصح استخدام مصطلح حرب أهلية لوصف القتال المتجدد بين الميليشيات السلفية على اعتبار أنها تنتمي إلى طائفة واحدة وعقيدة سياسية واحدة.. كما يمكن استخدام المصطلح لوصف الصراع السوري بين جيش نظام ومجموعات معارضة يشترك كلاهما في أنهما يحملان هوية سورية واحدة ولهما أصول عربية عرقية ثقافية واحدة.
لا يجب أن ننسى أن مستوى الأحقاد الدفينة عند الطائفة العلوية تجاه السنة الأمويين بالتحديد ليس بالقليل فهو جزء من الهوية النفسية الدينية للعلويين الذين يحملون مظلومية تاريخية وعاشوا طوال قرون معزولين ومهمشين فيما كان يحمل السنة المجاورون لهم مشاعر تفوق واستعلاء باعتبارهم «الفئة» الغالبة والأقوى والأكثر عددا «الفئة» المالكة والحاكمة.
فاذا لم يكن مصطلح الحرب الأهلية المصطلح المناسب لوصف النزاع العسكري السياسي بين السوريين فان هذا المصطلح يصح لوصف الصراع الإعلامي والشفهي اليومي الذي بدأ قبل سبع سنوات كما أن مصطلح حرب أهلية باردة يصح لوصف الصراع النفسي المذهبي الجاري منذ ألف عام في عقولهم ونفوسهم والذي تلوكه ألسنتهم وتبوح به كتبهم الصفراء علنا.

كاتب سوري

سوريا: عن حرب أهلية يتجاهلها كثيرون

فادي آدم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق