Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الخميس، 24 أغسطس 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


لماذا تتقارب السعودية مع إيران؟

Posted: 23 Aug 2017 02:33 PM PDT

تتزايد الإشارات على وجود أخذ وردّ دبلوماسيّ بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكذلك بين الأذرع السياسية والعسكرية للطرفين، وهو ما انعكس تغيّرات ملحوظة في أكثر من بلد يتجابه فيه الطرفان.
يمكن قراءة بعض هذه الإشارات في تقرير ينشر اليوم في «القدس العربي» يظهر تأكيد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أن الدبلوماسيين الإيرانيين والسعوديين سيزورون الرياض وطهران بعد انتهاء موسم الحج، وهو أمر كانت قد سبقته أنباء على لسان وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي الذي صرّح أن السعودية طلبت من بلاده التوسط بين الرياض وطهران حيث تلقت إيران الطلب بشكل إيجابي ووعدت السعودية بالتجاوب مع شروط إيرانية.
ورغم أن جهات مسؤولة في البلدين نفت الأمر لكن الحراك الدبلوماسي استمرّ، فبعد استقبال الرياض رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ووزير داخليته المذكور، عادت فاستقبلت الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، كما أن وزيري الخارجية السعودي عادل الجبير والإيراني محمد جواد ظريف تصافحا على هامش اجتماع منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول وقال التلفزيون الإيراني إن الجبير هو الذي بادر بالتحية وأنه اقترب من ظريف واحتضنه.
تلعب روسيا، في هذه الأثناء، دور الدولة الراعية للتقارب بين البلدين، فحسبما أعلنت وسائل إعلام روسية أن وزارة الخارجية الروسية وجهت دعوة للسعودية وإيران لعقد اجتماع مشترك برعاية ووساطة موسكو.
لاحتمالات التقارب أسباب عديدة داخليّة وخارجية. على الصعيد الداخلي فإن أكثر ما يهمّ القيادة السعودية الحاليّة هو تمرير خطة توريث وليّ العهد محمد بن سلمان، وهذا يقتضي تخفيض بؤر التوتّر داخل السعودية وعلى حدودها، وفي هذين الملفّين هناك تأثير كبير لإيران، التي تعلّمت هي أيضاً، على ما يبدو، من تصعيدها الكبير إثر إعدام الزعيم الشيعي نمر النمر، الذي أدّى لاقتحام سفارة السعودية في طهران، أن تتعامل بحذر شديد مع الشؤون الداخلية السعودية، والملاحظ أن حدثاً غير بسيط، كهدم الحي القديم في بلدة العوّامية الشيعية لمطاردة المسلحين وهروب آلاف السكان منها، مرّ من دون ردود فعل إيرانية تذكر.
أما على حدودها اليمنية فالملاحظ إن الحوثيين، الذين صعّدوا كثيراً في الأسابيع الأخيرة ضد السعودية، أصبحوا حاليّاً شديدي القلق والانشغال من انقلاب حليفهم الرئيس السابق علي عبد الله صالح ضدّهم، وإذا حصل هذا الأمر فعلاً فلا يمكن أن يتمّ من دون علم السعودية أو موافقتها الضمنية عليه.
إشارات الأخذ والردّ السعودية ـ الإيرانية امتدّت إلى الساحة السورية حيث رأينا تغيّراً مشهوداً في الموقف السعودي من «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة التي طُلب منها فتح أبوابها لما يسمى منصتي موسكو والقاهرة اللتين تضمّان سوريين أكثر قرباً من النظام السوريّ وأكثر استعداداً لقبول استمرار بشار الأسد في السلطة.
لا يمكن فصل إشارات التقارب هذه عن الموقف الأمريكيّ الرماديّ في هذه المنطقة، فالضجيج الكبير الذي رافق زيارة الرئيس دونالد ترامب إلى السعودية في أيار/مايو الماضي حول مواجهة إيران انحسر بسرعة لتستفيق المنطقة بأكملها على… مواجهة كبرى مع قطر!
تمخّض جبل الصراع مع إيران لتبقى في شبكة ما سمّي بـ»دول الحصار»، خطط غير قابلة للتطبيق في الموضوع الفلسطيني، وأحاديث الصفقات الخلّبية مع الشركات الأمريكية، وظهور خطوط جديدة للصراع في اليمن وسوريا وليبيا، مع تشدد أكبر مع الحركات الإسلامية السنّية.
خلف الخطوط أيضاً بدأ يتّضح الدور الإماراتيّ في كل ما يحصل، فوراء خطابات البلاغة الشديدة ضد إيران هناك خطوط التجارة الهائلة المفتوحة معها، ووراء القتال ضد الحوثيين هناك تفتيت لجبهة الرئيس اليمني منصور عبد ربه هادي وتعويم هادئ للرئيس المخلوع علي صالح، ووراء الصراع مع النظام السوري بدأت تتضح خطوط تسوية تقبل ببقاء بشار الأسد… أي باختصار إعادة النظام العربي القديم برموزه السابقة وإنهاء تامّ لأي اعتراض عليه.
وهذا كلّه يفسّر (أو لا يفسّر) هذا التقارب السعودي مع إيران!

لماذا تتقارب السعودية مع إيران؟

رأي القدس

الخوف من الأحياء الخوف من الأموات!

Posted: 23 Aug 2017 02:32 PM PDT

في حديثه المتأخّر، الذي كان من الصعب ألا يكون كذلك، يعلن الكاتب ماريو فارغاس يوسا وجهة نظره في أعمال ماركيز، أشهر كتّاب أمريكا اللاتينية، فيقول:
(كان ماركيز شخصًا ممتعًا يروي القصص بشكل مذهل، لكنه لم يكن مفكرًا، كان يتمتع بقدرة الفنان أو الشاعر، ولم تكن لديه القدرة على التفسير المنطقي لموهبته الكبيرة في الكتابة.. وكان ماركيز يشعر بالإعجاب الكبير تجاه رجال السلطة، لم يكن إعجابه أدبيا فقط بل حيّا.)
ما كتبه يوسا، بعد رحيل ماركيز، كان من الصعب أن يبوح به في حياة صاحب (مئة عام من العزلة)، وهذا أمر ينطبق على معظم الكتّاب في العالم، وعالمنا العربي، فثمة حساسيات، وما يشبه أخلاق المهنة، تمنع الكتّاب من الإدلاء بآرائهم في كتابات زملائهم، لأن العلاقات بين معظمهم أيضا، هي علاقات متوترة، حتى مع عدم وجود آراء صريحة في أعمال كاتب من قبل كاتب آخر، وقد كتبتُ منذ سنوات: لو أباحت الحكومات العربية للكتّاب استخدام المسدسات في (الحوار) مع زملائهم، لرأينا شرفات اتحادات الكتاب وروابطهم ممتلئة بالقتلى.
لقد وجدت الكتابة/ الفنون في الأصل، لحاجة لم يستطع الكلام اليومي أن يحيط بها، وكان لا بدّ من اللقاء المكتمل بين الإنسان وروحه وأفكاره كي يتحقق الجمال بصورة أصفى، والرؤية بصورة أوسع، كما أن فكرة الحرية سكنت جوهر الكتابة وعاشت فيه، وكذلك الدعوة إلى احترام الرأي الآخر، والدفاع عنه؛ فالكتابة فعل ديمقراطي بالدرجة الأولى.
عاد يوسا وأكد لنا، أن الحديث عن كاتب على قيد الحياة، من قبل زميله، مسألة محرّمة، لكن ما يؤرّق فعلا، أننا في عالمنا العربي لا نستطيع الحديث عن أولئك الكتاب الذين ملأوا الدنيا، وشكلت أعمالهم نقلات نوعية في النوع الأدبي الذي مارسوه.
منذ سنوات طرحت الدكتورة سلمى الجيوسي، وهي كاتبة وناقدة وأستاذة كبيرة وصاحبة أكبر مشروع لترجمة الأدب العربي إلى الإنكليزية، طرحت رأيها في أعمال نجيب محفوظ، فقامت الدنيا ولم تقعد، وكانت بعض التعليقات في غاية الإسفاف؛ والأمر حدث، ويحدث كلما اقترب كاتب، من أحد الكتاب الذين أصبحوا يشكلون أعمدة في حياتنا الثقافية والروحية.
لقد سمعت كثيرا من الأصدقاء النقاد المحترمين، يعلنون في جلساتهم، أن هذه الرواية أو ذلك الديوان أو تلك المجموعة القصصية أجمل بكثير وأعمق من نص ينقدونه في الورقة نفسها يعود لكاتب كبير، ولكنهم لا يجرؤون على التصريح بذلك. محزن أن تسمع من هؤلاء: أننا لا نستطيع أن نفتح أبواب الجحيم علينا! وكأنهم قضاة يقولون لك إن الذي حكمنا عليه بالسجن بريء، ولكن غريمه مُتنفّذ!
هل ثمة إرهاب فكري، هنا، يفوق إرهاب الدولة الأمنية، العسكرية، الدينية؟ أعتقد أن السؤال لا يحتاج إلى إجابة لقدرته على أن يكون إجابة بحدّ ذاته!
ماذا لو قال أحدهم، وأستعير هنا قول يوسا معكوسا: إن نجيب محفوظ مُفكر، ولكن أعماله تفتقد إلى الخيال، مثلا؟! وأقول مثلا، وأعيدها مرّات ومرّات!
في الأشهر الأخيرة ثار نقاش، لا يرقى إلى الحدّ الأدنى المطلوب من العمق، حين طُرحت بعض الآراء في أعمال كاتب فلسطيني راحل، فاشتعلت الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي، أو الانقطاع الاجتماعي، أو الإسفاف الاجتماعي في حالات كثيرة، وتحوّل الأمر إلى ما يشبه الفزعة.
بالتأكيد، لا يستطيع المرء إلا أن يكون ضد كل كتابة رديئة تنال من أي فنان أو كاتب، على قيد الحياة لم يزل، أو رحل؛ لكن كتابةً تطرح رأيا وأسئلة حول ديوان أو رواية أو فيلم أو أصحاب هذه الأعمال.. مسألة جوهرية ولا يستطيع أحد، لديه عقل، أن يحللها ويحرّمها كما يريد، لأنه بذلك سيحوّل العمل الأدبي إلى كتاب مقدّس، أو دين، ويحوّل الكاتب إلى رسول! وقد انتهى زمن بَعث الرُّسل وزمن نزول الرسالات؛ وحتى هذه الأديان نفسها، منذ وجدت، لا تنقصها الحروب التي تشتعل بينها، ولا الحروب التي تشتعل في داخلها.
ما يحدث عندنا في الأدب، هو صورة لما تمّ ترسيخه في السياسة وخارجها، إذ تمّ تحويل كثير من الأسماء إلى أيقونات يُحرَّم الاقتراب منها.
أعرف أن كل كاتب وفنان وإنسان يحبّ أن يسمع كلاما طيبا في أعماله، حيًّا، ويتمنى أن يحدث هذا بعد رحيله، ففي هذا بعض من طموح البقاء، أو الاستمرار، لكن ذلك الأمر لا يمكن أن يكون مُطلقا، لأن الاستمرار الحقيقي لأي إبداعات قائم في قدرتنا على الحوار معها، وليس الصمت تجاهها، والانشغال بنفض الغبار عنها، وحسب، كما تتمّ حراسة أي مومياء أو أي ضريح واحد من العظماء!
عظمة الفنون والكتابة في أنها إنسانية، ضد تيار العظمة الطّليق الذي يجتاح كل من ينفيه ويتجرأ على توجيه الأسئلة له. عظمتها قائمة في قدرتها على عبور أكثر من زمن باستمرارها في محاورة الروح البشرية وهواجس الكائن البشري وأسئلته وذائقته المتغيرة، واقعه، وخياله.
الذين يدافعون باستماتة عن أي نص أو مبدع يحبونه هم في الحقيقة من يقتلون النصّ ويقتلون الكاتب؛ ففكرة الكتابة الأصفى عن نفسها، أنها دعوة للخروج من القوقعة، وبحيرات الصدأ والتكلس، وكل فعل ديكتاتوري لا يبيح (للرعايا) شيئا غير تقديم فروض الطاعة للسلاطين.
فلنناقش كل شيء، فهذا ما افتقدناه دائما، لأن معضلتنا الكبرى كانت قائمة دائما في التسليم بوجود القائد المُلهم، والحزب الملهم، والدولة الأعظم، والجيش الأقوى، حتى أصبحت أعظم مساهماتنا الحضارية هي سيخ الكباب الأطول، وهرَم الشاورما المقلوب الأضخم!
فلندع الناس يطرحون آراءهم، بدل أن نواصل هذا الطريق الذي يتحوّل فيه كل إنسان إلى طاغية صغير، لا يجوز لأحد أن يقترب من، أو مما يؤمن به، أو يحبه، أو اتخذه أيقونة ومِثالا ليس هناك من هو قبله وليس هناك من هو بعده!
وبعد:
لو أنَّ الريحَ أتتْ تسألُنا أن تتفجَّرَ أو تهدأْ
لو أن الأشجارَ على التلِّ أتتْ تسألُنا أن تَخْضَرْ
لو أن العصفورَ لكي يُنشِدَ طالعنا يلتمسُ العُـذْرْ
لانطفأَ العالمُ وبقينا
غرباءَ معًا.. في هذا القَــبرْ

الخوف من الأحياء الخوف من الأموات!

إبراهيم نصر الله

حرب مكة الفضائية … والجيش السوري مظلوم… والنصر صحوة موت

Posted: 23 Aug 2017 02:32 PM PDT

ما الأهم: أن تنتصر في الحرب أم أن تتعافى منها؟ بمعنى أوضح، ما هي القيمة الحقيقية للنصر: أن تخرج من الدوامة أم أن تدخل في صحوة موت؟ أن تضيع البلد أم أن يظل الأسد؟ أن يفتتح «معرض دمشق الدولي»، أم أن يتحول الجيش السوري العظيم إلى فرق بوليسية وشبيحة أثر كالكلاب!
دمشق أمام كاميرا الـ «آر تي» والإخبارية السورية – بتجنن – تبدو للمشاهد قمرة البروج، في حفل الافتتاح، أما طريق المطار فيعج بالأعلام والسيارات والبشر والأضواء وزغاريد الرصاص، وفتيات طازجات كحليب السماء، ووفود من كل حدب وصوب، في اكتظاظ يشبه أعراس القرابين، ثم وفي أرض المعارض، دبكات وأشعار، وتصفيق حار، ورشرشات خفيفة كرذاذ الفرح لنوافير حزينة، ترقص على وقع البكاء الكظيم وتغني: حمد لله على سلامة الشهداء، ومبروك، عادت الشام، وضاعت الأمة! فهل هذا يكفي لكي ننتصر؟
مش مهم يبقى الأسد أو يذهب، ما دام وجوده وعدمه لعبة بيد الأمم لا أكثر ولا أقل، المهم أنهم كانوا هناك في موقع الحدث… أولئك الذين دمروا الشام، لا أستثني منهم أحدا… حضر المجرمون وغاب المقاومون، كأنهم جاءوا لينتقموا من الشهداء.. ألم يكن أولى بهم أن يموتوا ميتة فرعون، الذي هرع جبريل لحشو فمه بالطين والزبل كي لا يعطيه فرصة للتوبة يوم هلاكه؟
المؤسف، أن تستمر الحرب الإعلامية الرخيصة بين المناصرين والمعارضين للأسد معه أو عليه، لتأخذ شكل حرب الولايا، ومماحكات النسوان، أما الشام فقد بيعت في المزاد العلني، ولم يزل العرض قائما، ما دامت الحرب الحقيقية في حقيقة الأمر لم تنته، بل بدأت للتو، وسنرى في الأيام المقبلة ما خفي من هذه الحرب، حيث يعيد الحلفاء والأعداء ترتيب أوراقهم، بسبب تبدل المصالح والصفقات، وهنا فقط ستسقط الوجوه وتنكشف الأقنعة، وسنرى من سيوقع على عقود البيع والشراء والمحاصصة في مغارة الدم في قاسيون، التي لم يجف جرح هابيل فوق جدرانها بعد، وقد غادرتها السماء ولم يبق فيها سوى الغربان، التي تحفر القبور وتأكل الجثث!
المشهد مربك، والفرحة خائفة مترددة، مفتعلة، غشاشة، متنكرة، مؤلمة، يتيمة، مذبوحة، بل مغتصبة وبخسة وكاذبة وضعيفة خائنة مهزومة مكلومة ومنكسة ومولية أدبارها كآخر معاقل الأندلس! فهل سيهم الحزن بعدها؟ ألا يشبه حال أولئك المساخيط الذين يحتفلون بنصر طغاتهم عليهم، بينما يأنفهم الطغاة، بحال ذلك العريس، الذي سأل المأذون عن أجرته بعد توقيع عقد النكاح، قال له الشيخ: على قدر جمال زوجتك، فأعطاه العريس عشر ليرات، وحين رأى المأذون عروسه، أعاد له خمسة قائلا: أنا لا آكل مال الحرام!
حسنا إذن، قل لهم أيها القلم، «إنهم بقرفوا، إعْ»، وأنت تراهم سكارى وما هم بسكارى، أما أنت يا شام، فتعالي أرفع بندقية ذاك البطل الجنوبي فوق هامة الشمس، بما يليق بمن لا يركعون للأوثان، ولا يأكلونها، إنما يصنعونها فقط!

حرب مكة مهزلة «بي بي سي»

عندما زرت المسجد النبوي قبل أعوام قليلة، للمرة الأولى في حياتي، كنت أتمنى زيارة مثوى الرسول الكريم، الذي لم أستدل عليه، فلجأت إلى أحد الشيوخ في باحة الحرم أسأله عنه، فإذا به يهم بضربي وزجري، قبل أن أمنعه مهددة له، ليس بعروبتي ولا بإسلامي للأسف، فهذه شؤون لم تلق عنده ذرة احترام، إنما ببريطانيا العظمى، التي تحمي رعاياها حيثما حلوا، أما ذنبي كما أقره هذا المطوع، فهو: حرمة زيارة النساء للقبر! وهو ما يذكرك ببرنامج عرضته قناة «عشوائيات فكرية» عن كتاب الياباني «نوبواكي نوتوهارا»، (العرب ووجهة نظر يابانية)، الذي قدم فيه تأملا فكريا وأخلاقيا للأمة العربية، بعد أن عايش عربانها لأكثر من أربعين عاما، فكان أول ما لفته، أن تعليم الدين الإسلامي في هذه البلاد لم يمنع من تفشي وتوغل الجهل فيها، وأن الناس هنا متدينون جدا وفاسدون جدا… وأن ثقافة الحلال والحرام والشرف والعار هي الثقافة السائدة، وأن العرب إن أرادوا أن ينتقموا من طغاتهمم الذين يهزأون بهم ويحتقرونهم، يدمرون أوطانهم! وضف على ذلك، تملؤهم الأحقاد والكراهية وصنوف الانحلال، ويحدثونك عن المحبة والتسامح والأخلاق الحميدة، فهل صدق نوتوهارا، أم كذبت الـ «بي بي سي»؟
«بي بي سي» عربي «من أخطر القنوات الفضائية، التي وجب الحذر منها بمتابعتها لا بتجنبها، فرسائلها لاسعة كالثلج، في حقل عربي محترق بل شائط، ومن شاهد برنامجها «حصار مكة» سيدرك معنى ما نسوقه!
الحلقة تعرض لقصة «المهدي المنتظر» بالتزكية، محمد بن عبد الله القحطاني، ورئيسه الحركي جهيمان العتيبي، والتي بدأت في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني 1979، أول أيام حصار مكة، حيث هتفت الجموع في الحرم بالتكبير والتهليل بعد أن بشرها «خالد اليامي» أحد رجال «جهيمان» تاجر المخدرات السابق، والمتمرد السعودي، الذي ضاق ذرعا ببدع الأسرة الحاكمة، بأن علامات ظهور المهدي اكتملت، مطالبا إياها أن تفسح ممرا لعبور المهدي… وقد فعلت وهي تبكي خشوعا… ويلاه ممن ضحكت من جهلها الأمم!
أما المهدي فهو في الحقيقة محمد القحطاني، الذي بشرته جماعته السلفية بمهديته، لكنه لم يقتنع، وحين أصرت عليه الجماعة مدللة على البشرى برؤيا، قرر الاستخارة، وبعدها اقتنع، والحمد لله، أما السلطات فلم تحرك ساكنا في اليوم الأول، ولكن الأمير نايف بن سلطان ألقى بيانا بعد ذلك ينفي مسؤولية إيران وأمريكا عن الاعتداء على الحرم، ثم وقعت المواجهة الكبرى في أطهر أرض، الأرض التي كان الجاهلي يرى قاتل أبيه فيها، ويكف عنه، حتى خروجه ليقتله، فماذا حدث للمهدي يا ترى؟
«بي بي سي» تقول، إن المهدي لا يقتل، ولا يموت، والتاريخ يقول إنه قضى نحبه في المواجهات، وأعدمت السلطات السعودية كل الناجين وعلى رأسهم جهيمان، الذي ظل ينتظر جيش المهدي حتى آخر رمق، حيث لفظه قبل وصول المدد!
المذيع كاد يبكي، وهو يتلو النبأ الختامي لمعركة الأداء التمثيلي، المطعم ببعض المشاهد الحقيقية، لمصلين حزانى وحمام فزع، وباحة صلوات مهجورة، وأرض حرمين وقفت حركتها النهضوية إثر تغلغل الأصداء السوداء لأولئك المتطرفين، الذين رحلوا تاركين وراءهم إرثهم الذي لم يزل مؤثرا وفاعلا حتى اليوم، عن إساءة آل سعود للإسلام، وضرورة تحرير الحرم من احتلالهم له!
لو أنك تابعت برنامج «الجزيرة» الوثائقية عن الحشاشين، لكفرت بالتاريخ، لأنه لم يغشك، ولم يتحايل عليك، ولم يصدقك، إنما جعلك تغش نفسك به، خاصة لما تعلم أن الحشاشين كانوا عند الغرب رمزا للعشق، وأن الجنة التي يكافئ بها الشيخ القاتل الأجير كانت في حقيقة الأمر إلياذة العشاق… فهل بعد هذا تجد تفسيرا لارتداع المطوع في بداية هذه الفقرة، عن استخدام عصاه؟
يا أيها المشاهد، حجا مبرورا وسعيا مشكورا… ما ظل فيها لا كسر أصنام ولا طير أبابيل، كل ما هناك، عصيان سياحي، وضيافة أرجيلة ببلاش على كورنيش جدة!

كاتبة فلسطينية تقيم في لندن

حرب مكة الفضائية … والجيش السوري مظلوم… والنصر صحوة موت

لينا أبو بكر

التمييز بين المواطنين على أساس الدين والطائفة يشوه صورة الوطن… واتهام الاكاديميين المصريين بعدم القدرة على الإنصات

Posted: 23 Aug 2017 02:32 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: أبرزت الصحف المصرية الصادرة أمس الأربعاء 23 أغسطس/آب الاجتماع الذي عقده الرئيس عبد الفتاح السيسي مع عدد من الوزراء لبحث خطط الحكومة في الاستعداد لعيد الأضحى المبارك، وتأمين البلاد من أي عمليات إرهابية تفسد احتفالات المواطنين به.
وكذلك استعدادات مختلف الوزارات له بتوفير أماكن في القطارات للمسافرين لمدنهم، خاصة في الصعيد. وحالة الطوارئ في المستشفيات وإعداد الحدائق والمنتزهات، وتوفير اللحوم في المجمعات الاستهلاكية بأسعار أقل من السوق، وهو ما يعكس حقيقة أنها قضية تهم الأغلبية. كما اجتمع الرئيس مع شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب ونقل إليه ما لمسه أثناء زياراته الأخيرة للدول الإفريقية الأربع من إشادات بالأزهر ودوره، وطالبه بالاستمرار في تجديد الخطاب الديني، وواضح أنه أراد دعم شيخ الأزهر، ونفي أي شبهة بوجود مشكلة بين الأزهر ومؤسسة الرئاسة. كما اهتمت الصحف بجولة وزير الخارجية سامح شكري في دول البلطيق، ليتوانيا ولاتفيا واستونيا لطلب تأييدها لمرشحة مصر السفيرة مشيرة خطاب لرئاسة اليونيسكو، والمعروف أن هذه الدول كانت ضمن جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق، قبل أن يتفكك أيام الرئيس غورباتشوف. وكان الرئيس السوفييتي جوزيف ستالين قد احتلها عندما بدأ هتلر الحرب العالمية الثانية ضد بريطانيا وفرنسا ووقع معاهدة مع ستالين ثم قام هتلر عام 1942 بمهاجمة الاتحاد السوفييتي. كما أبرزت الصحف صلاة الأقباط في الشوارع أمام منازلهم احتفالا بالليلة الختامية من صوم السيدة العذراء بحماية من جيرانهم المسلمين والشرطة. وتعرض سيدة قبطية في الإسكندرية للطعن بالسكين بعد أدائها الصلاة. ومطالبة السيسي بالتدخل لوقف تحريض شخصيات معروفة في المنيا ضد الأقباط، ورئيس لجنة التعليم القبطي في بيت العائلة ينفي وجود حقبة قبطية في التاريخ المصري. واستمرار التأييد الضعيف للرئيس التونسي والهجوم الكبير ضده ووصف المؤيدين له بأنهم أخطر من «داعش».
كما ذكرت الصحف زيادات كبيرة في كميات الأمطار المتساقطة على السودان وزيادة مخزون المياه في بحيرة ناصر خلف السد العالي ومقالات عن المرحومين رفعت السعيد ومحفوظ عبد الرحمن.
أما الموضوعات التي كانت أكثر اجتذابا لاهتمامات الأغلبية فلم تتغير وهي الأسعار وزياداتها المستمرة، لدرجة أن رسام «الأهرام» فرج حسن أخبرنا أنه ذهب لزيارة قريب له فسمعه يصرخ هو زوجته، لأنه أثناء سماعه نشرة الأخبار في التلفزيون عن الأسعار خرجت نيران من الشاشة ما دفع المسكين إلى القول لزوجته: لما الدنيا تبقي مولعة كدا ما تفتحوش نشرة الأخبار. وكذلك الاهتمام بالعام الدراسي المقبل ومصروفات المدارس والحج ووقفة عرفات.
وإلى ما عندنا من أخبار متنوعة..

تقديس الحاكم الأوحد

«لا يوجد حاكم ليس له بديل سوى في أوهام الدول التي يحكمها شخص واحد. هذا رأي الكاتب فراج إسماعيل في «المصريون» فعادة تنشأ أوهام غياب البديل على تقديس الحاكم الأوحد الذي يملك كل شيء في يده، فهو الضمان لاستمرار الدولة والأمن والأمان لها، ولا سبيل سوى أن يحكم إلى الأبد. لكن هذه الأوهام لا تقول لنا.. ماذا سيكون الوضع لو تدخلت عوامل غير بشرية فغاب القائد والزعيم. لا خلاف على أن الأعمار بيد الله وكل نفس ذائقة الموت، لا فرق في ذلك بين مواطن عادي، وقائد فذ مسيطر «مكوش»، عظيم القدر والمكانة. غاب عبدالناصر فجأة مساء 28 سبتمبر/أيلول 1970 فظن الشعب المصري كله أنه انتهى وتيتم وستنهشه الذئاب وتتوقف حياته. لكنها أوهام ماتت تباعا في ظل بديل جديد بفلسفة حكم مختلفة وتفكير أكثر مرونة. ولم يمض وقت حتى تكلم الصامتون بعيوب عبدالناصر وانحرافات أجهزته وفساد نظامه. استيقظ الناس على أكذوبة الحاكم الأوحد، الذي تتوقف الدنيا بتوقف قلبه عن الحياة.
مبارك قامت دعايته طوال 30 عاما على أنه بلا بديل، وحتى ساعة تنحيه كان يزعم أن الشعب ليس أمامه إلا أحد خيارين.. هو أو الفوضى. البدائل دائما متوفرة وقد تكون أفضل بكثير، لكن الدعاية المضللة والتطبيل لحكم الفرد تحجب الشمس عنهم فلا يظهرون. الطريقة الوحيدة لاكتشاف البدائل هي الديمقراطية وصناديق الانتخابات وإطلاق الحريات. استغرب أن الدعاية الحالية تروج أيضا بأنه لا بديل للرئيس عبدالفتاح السيسي، وعلينا الانتظار في ظل الظروف الحالية غير المستقرة، مع أنه في عام 2011 كانت الظروف أسوأ بكثير، ولم يكن السيسي معروفا، بل إن الناس سمعت عنه لأول مرة عند إعلان اسمه وزيرا للدفاع. ليست هناك مدرسة لمنصب رئيس الجمهورية يتخرج فيها من يترشح له سوى مدرسة الممارسة السياسية بواسطة الأحزاب أولا، والمجالس المنتخبة وفي مقدمتها البرلمان، والإعلام الحر المتحرر من كل قيود السلطة. خنق المناخ السياسي واختيار الحكومة كلها من التكنوقراط من رئيسها إلى أقل وزاراتها أهمية، هو بمثابة خنق لأي تفكير في التغيير وتداول الحكم. في النظم الديمقراطية رئيس الحكومة السياسي هو مشروع بديل، والوزير السياسي مشروع بديل، وكذلك رؤساء الأحزاب، وحتى رئيس البرلمان. في مصر الراهنة لا شيء من ذلك. نسينا أن هناك أحزابا. شخصيا لا أتذكر منها حزبا واحدا، فقد تماهت خلف «الاتحاد الاشتراكي العربي».. أقصد ائتلاف دعم مصر».

مصلحة الوطن والمواطن

ومن «المصريون» إلى «البديل» ومقال أشرف البربري الذي تناول فيه مسألة البديل أيضا قائلا: «لما كان تاريخ مصر كله مرحلة حرجة ممتدة بلا نهاية، ولما كان رئيس مصر، أي رئيس، هو دائما بلا بديل ولا منافس لأن الله يغرس حبه في قلب شعبه يوم أدائه اليمين الدستورية، ولما كانت الانتخابات تتكلف أموالا طائلة وظروف مصر الاقتصادية لا تسمح بها، وما دمنا فتحنا ملف تعديل الدستور، خاصة مواد فترة الرئاسة فلماذا لا نفكر خارج الصندوق، ليكون التعديل المرتقب ثوريا، جامعا، مانعا ويراعي خصوصية مصر وشعبها، فيتم تعديل نص المادة 140 من الدستور التي تقول «ينتخب رئيس الجمهورية لمدة أربع سنوات ميلادية، تبدأ من اليوم التالي لانتهاء مدة سلفه، ولا يجوز إعادة انتخابه إلا لمرة واحدة»، فتصبح «ينتخب رئيس الجمهورية مرة واحدة ليستمر مدى الحياة فلا يترك منصبه إلا بثورة شعبية أو بإرادة إلهية». بهذا النص الثوري الجديد نضمن لمصر أقصى درجات الاستقرار الذي نحتاجه لتستمر عجلة التنمية في الدوران، ويتواصل البناء والإنجاز ونحافظ على مكانتنا العظيمة التي حققها لنا رؤساؤنا السابقون، الذين طبقوا هذا النص الذي لم يكن مكتوبا، فلم يغادر أحد منهم المنصب إلا بموت أو باغتيال أو بثورة. بالتأكيد هذا التعديل لن يكون هينا وتسويقه لن يكون سهلا في ظل وجود قلة مندسة من الأصوات التي تتحدث بدون وعي أحيانا، وبدون وطنية في أغلب الأحيان عن الديمقراطية وحقوق الإنسان ويتجاهلون المقولة العظيمة «عندما يكون الأمن القومي لبريطانيا (أقصد مصر) في خطر فلا تحدثني عن حقوق الإنسان». لكن الرهان يظل على تلك الأغلبية المخلصة من النواب الذين يضعون مصلحة الشعب والمواطن فوق كل اعتبار، بل وفوق مصلحة الرئيس نفسه. هذه الأغلبية قادرة على قبول التحدي وتبني هذا التعديل الثوري الذي سيجبر أي رئيس للجمهورية على البقاء في منصبه من أجل صالح مصر حتى لو لم يكن هو نفسه طامعا في السلطة أو عاشقا لها. مصر لها خصوصيتها، فلا يجتمع تحت سمائها شخصان صالحان لتولي منصب الرئاسة، ولا يظهر فيها من ينافس الرئيس أو يصلح ليكون بديلا له، مادام الرئيس على عرشه، لذلك فالكلام عن انتخابات رئاسية أو حتى استفتاء على تجديد فترة الرئاسة، هو نوع من العبث وإهدار للوقت والجهد والمال. فالشعب لن يختار إلا الرئيس ليكون ويستمر رئيسا ولن يسمح بظهور منافس أو بديل. كما أن خصوصية مصر، تضمن لها دائما انتخابات سابقة التجهيز، فلا يكون فتح لجان الاقتراع وغلقها وتسويد البطاقات إلا أمور شكلية لا تقدم ولا تؤخر، خاصة وأن الأصل في الانتخابات المصرية أنها بدون ناخبين، وبالتالي فإن تمسك البعض بضرورة إجراء انتخابات رئاسية أو حتى برلمانية على فترات، طالت هذه الفترة أو قصرت، هو نوع من العبث بمقدرات البلاد وإهدار للموارد في ما لا طائل منه. أخيرا، نقول قد لا يكون الدستور مقدسا، ونصوصه ليست عصية على التعديل، لكن الرئاسة يجب أن تكون مقدسة فلا يقترب منها أحد لا بانتخابات ولا باستفتاء، حرصا على الاستقرار واستمرار التنمية ومواصلة الإنجازات التي تبهر الدنيا، حتى لو لم نشعر بها نحن، فقد يشعر بها أبناؤنا وإذا لم يشعر بها الأبناء قد يشعر بها الأحفاد وربما أحفاد الأحفاد، فهذا لا يهم، المهم ألا نصبح زي سوريا والعراق».

فتنة تعديل الدستور

وإلى فتنة تعديل الدستور التي يطالب بها بعض أعضاء مجلس النواب ومنهم إسماعيل نصر الدين الذي نشرت له «الشروق» أمس حديثا أجراه معه محمد فتحي قال فيه: «أي دستور يجب أن يكون حلا لمشاكل المجتمع، وإذا وجدنا أثناء تطبيقه أن هناك بعض المواد التي تحتاج إلى تعديل لتواكب الواقع الذي نعيشه فيجب أن تعدل، فالدستور ليس قرآنا ولا إنجيلا، وقابل للتعديل وهذه سنة المواد التشريعية. كما أن الدستور الحالي كتب في ظروف استثنائية ضغطت على الصفوة الذين تم اختيارهم لإعداده، وهو ما أدى إلى وجود مواد تحتاج إلى تعديل. ومن خلال موقعي كنائب رأيت أنه يجب أن نعدل بعض المواد، خاصة بعد أن وجدت نحو 34 ألف قانون منها 20 ألفا مرّ عليها ما يزيد عن 50 عاما، لذلك نحتاج إلى بناء دولة على أسس قوية. ويجب أن نسعى لبناء قوانين تواكب طموح الشعب للتقدم للأمام. فأنا لم أعمل في أي وظيفة حكومية ولا يوجد لديّ متر من أراضى الدولة، ولم أدع إلى أي احتفالية من الرئاسة، ولم أقابل السيسي شخصيا حتى الآن. الدستور تم تطبيقه وهناك تناقض كبير في كلام المهاجمين للتعديلات، فالدستور منذ تاريخ صدوره قابل للتطبيق، وحتى الذي لم يطبق والخاص على سبيل المثال بالنسب المخصصة للصحة والتعليم، فالوضع الاقتصادي فرض ظروفا معينة لا يمكن معه توفير هذه النسب، مع أنها وجوبية. والبلد مشكلته الاقتصادية أكبر من أن يتحملها. الرئيس يجب أن يضع خطة للنهوض بالمجتمع وحل مشاكله، واتضح من خلال القواعد العلمية أن الدول النامية لا يصلح معها إلا الخطط الخمسية، فإذا كانت الخطة التي تصلح لمجتمعنا 5 سنوات وأنا أعطي للرئيس 4 سنوات فقط، وهو ما يعني أن الرئيس «فشل» أو ضحك على الناس، وهذا سيؤدي إلى كوارث مثل الموجودة في الوقت الحالي. اليوم كل الأسر المصرية تعاني لأن لدينا رئيسا متحمسا ومهتما أن يعمل حاجة لخدمة هذا البلد، ويبذل جهدا خارقا لكن طبيعة المجتمع لا تتحمل هذا التسارع الكبير، كما أن تكلفة الانتخابات كبيرة، حيث تتكلف نحو 4 مليارات جنيه، يعني مليارا كل سنة، ممكن أن أستغل هذه الأموال في تمويل المشروعات، والمحظور فقط هو الاقتراب من عدد فترات الرئاسة التي حددها الدستور بفترتين، لكن الدستور لم يحدد طول المدة، وهذا ما أفاد به أكبر أساتذة القانون الدستوري، وعلى رأسهم الدكتور صلاح فوزي الذي قال: «إن هذه الجزئية بالذات لا غضاضة فيها ويمكن أن ينص على أن المادة تكون 6 سنوات، طالما لم نقترب من عدد فترات الرئاسة»، بالإضافة إلى أنه خلال إعداد الدستور كان هناك مقترحان الأول أن تكون فترة الرئاسة 4 سنوات، والآخر أن تكون 5 سنوات، وكانت النسبة متقاربة جدا في التصويت من جانب أعضاء لجنة الخمسين الذين شاركوا في إعداد الدستور على المقترحين».

إضراب عمال المحلة

لا تزال ردود الأفعال على الإضراب الذي قام به عمال مصانع شركة المحلة تتوالى، وكان رد فعل هاني عسل في «الأهرام» غاضبا وكتب مقالا عنه تحت عنوان «حديث الإضراب والغلابة»: «طيب أنا طبقة وسطى ما هو ذنبي أن أتحمل وزر غيري؟ لماذا وأنا دافع للضرائب وملتزم بكل ما عليّ من واجبات تجاه الدولة أتحمل سداد 50 مليون جنيه فاتورة إضراب السادة الأفاضل عمال هذا المصنع أو ذاك؟ لماذا الإضراب حق مشروع؟ ومن قال ذلك؟ ومن يتحمل هذا؟ وهل مصر لديها رفاهية ألمانيا وكندا وبريطانيا التي تجعلها تتحمل بين الحين والآخر فاتورة تقدر قيمتها بملايين الجنيهات، بسبب إضرابات مرة في المحلة، ومرة في شبين، ومرة في المطار ومرة مش عارف فين؟ ما معنى أن نضرب عن العمل خارج القانون؟ ولماذا يعتقد بعضنا أنه فوق القانون؟ لماذا نكذب على أنفسنا؟ ولماذا نخدع أنفسنا؟ لماذا نشارك في صناعة الكسالى و«التنابلة» بأيدينا، ونزعم أننا بذلك ندافع عن حقوق الإنسان وعن الغلابة؟ ألسنا مجتمعا رأسماليا منفتحا على الاستثمار؟ أي استثمار هذا الذي يمكن أن يأتي إلى بلد تنفق فيه الدولة «دمها الحي» على مصنع خاسر؟ ولماذا يعمل المستثمر في هذا البلد؟ ثم إنني لا أفهم عن أي غلابة تتحدثون؟ عن موظف يتقاضى راتبا ولا يعمل؟ عن مصنع لا ينتج ولا يصدر ويتقاضى عماله رواتبهم من الدولة «تالت ومتلت» ورغم الخسائر يطالبون بالأرباح والعلاوات والحوافز؟ لماذا يتعين على الدولة تحمل فاتورة مصانع ومؤسسات خاسرة؟ وعشان حكاية «البعد الاجتماعي» ألا يكفي أن تتحمل الدولة رواتب هؤلاء؟ وإلا لازم «بقلاوة» و«مهلبية»؟».

سياسات الأجور

لكن رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام الأسبق والخبير الاقتصادي عبد الفتاح الجبالي قدم تفسيرا آخر في مقاله الأسبوعي بعنوان «أحداث المحلة وسياسات الأجور» قال فيه: «على الرغم من عدم اتفاقنا التام مع ما جرى من أحداث في شركة المحلة الكبرى، خلال الفترة الماضية، فإننا نخشى أن يتم التعامل معها بالمنهج نفسه المطبق منذ سنوات، فهذه الأحداث ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، طالما استمر المنهج الحالي في العلاج، الذي يتناول العرض وليس المرض ـ فهذه الأحداث تتكرر سنويا مع إقرار الموازنة العامة، ومن ثم العلاوة الخاصة للعاملين بالجهاز الإداري، ومما زاد من تعقيد المشكلة القوانين التي صدرت أخيرا وأقرت علاوات خاصة للمخاطبين بقانون الخدمة المدنية وغير المخاطبين به، فضلا عن علاوة غلاء المعيشة الاستثنائية الصادرة بالقانونين رقمي 78 و79 لسنة 2017 ـ وهنا مكمن المشكلة اذ أن جميع العاملين في الدولة سواء في المحلة الكبرى أو غيرها من الشركات يعانون المعاناة نفسها من التضخم وارتفاع الأسعار، وبالتالي يرون انهم يستحقون المعاملة نفسها. ومن المفارقات أن القانون رقم 16 لسنة 2017 الذي قرر منح العاملين غير المخاطبين بالخدمة المدنية علاوة خاصة بما لا يجاوز 10٪ من الأجر الأساسي، قد نص في مادته الثالثة على منح هذه العلاوة للعاملين في شركات القطاع العام وقطاع الأعمال العام، بينما في علاوة الغلاء الاستثنائية الصادرة بالقانون رقم 79 لسنة 2017 لم ينص على ذلك صراحة (وكانت هي الأولى بالنص وليس العكس نظرا لطبيعتها) مع الأخذ بالحسبان أنه ومنذ تطبيق نظام العلاوات الخاصة في عام 1987 ظلت تضع العاملين بالقطاع العام جنبا إلى جنب مع العاملين في الدولة، حتى عام 1992 حيث استبعد العاملون في هذا القطاع نتيجة لصدور القانون رقم 203 لسنة 1991».

مشاكل وانتقادات

وإلى المشاكل والانتقادات وأولها المشكلة التي حدثنا عنها في «الوطن» أحمد عاطف وحسن صالح في الصفحة الأخيرة بعنوان «كشك صاج يشوه ميدان عبد الناصر في طحانوب كله إلا الزعيم» قالا فيه: «أغرب ما يمكن أن يتعرض له تمثال شخصية تاريخية في ميدان عام هو ما حدث في قرية «طحانوب» الأسبوع الماضي، حيث سمحت الوحدة المحلية في القرية بإقامة «كشك» من الحديد والصاج لبائعة خضراوات تُدعى «بسيمة» أمام تمثال جمال عبدالناصر في مدخل القرية، ورغم الأهمية التي يحظى بها عبدالناصر في وجدان أهالى القرية التابعة لمركز شبين القناطر في القليوبية فإن الوحدة المحلية لم تمانع في إنشاء «الكشك» الذي حجب التمثال وشوه الميدان، ولم يكلف المسؤولون أنفسهم بالبحث عن مكان آخر لإقامته، بزعم أن صاحبته اعتادت الجلوس بـ«فرشة خضار» أمام التمثال، ومعها موافقة من المحافظ. وتقدم الأهالي بشكوى لرئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء ومحافظة القليوبية ومسؤولي المحليات لوقف «جريمة التعدي على أملاك الدولة في مدخل القرية» وطالبوا بنقل الكشك ومحاسبة مسؤولي المحليات، وأكدوا استعدادهم لإقامة دعوى قضائية حال بقاء هذا الوضع الشاذ. وقال محمد إبراهيم من أهالي القرية: إن الإهمال مسؤولية الوحدة المحلية التي تقع على بُعد خطوات من التمثال. وأضاف أن ما صنعه جدودنا وفاء لعبدالناصر لن نسمح بمحوه أو تشويهه. وقال أحمد رافع محام: المحافظ هو المسؤول الأول عن التدخل لإنهاء هذه المهزلة، مؤكدا أن الأهالي غاضبون من الإساءة للزعيم بهذه الصورة المهينة وينتظرون تصحيح الأوضاع قبل اللجوء للقضاء».

تدهور أخلاقي

وما دام الأمر كذلك فلم يكن عجيبا أن يقول شريف عابدين في «الأهرام» في عموده «في المواجهة» ما أصاب المصريين في أخلاقهم التي تدهورت وقال عنها: «لفت نظر أكاديمي ماليزي دأب على حضور محافل عربية تغيرا سلبيا في سلوك الأكاديميين المصريين عند مشاركتهم في مؤتمرات في الخارج. أهم ما لمسه الرجل أن معظم الأكاديميين المصريين لا يميلون عادة إلى الإنصات للآخرين، وأن حديثهم عن ذواتهم يغلب على الحديث عن الموضوع، وأنه ليس لديهم حرج في الحديث عما يعرفون أو لا يعرفون. ويتابع الأكاديمي الماليزي أن أكثر ما أزعجه في حديث هؤلاء أنهم يعتبرون الخلاف في الرأي خصومة شخصية. ولا يعترفون بالخطأ ويغلب عليهم طرح آراء مداهنة بدون إبداء رأي واضح في مسائل تحتمل الاختلاف والاتفاق، خشية فقدان ميزة أو مصلحة مع الطرف الآخر. ويتساءل الرجل: هل هذا سلوك خاص يرتبط بفئة اجتماعية بعينها؟ أم هي مواصفات شعب في حقبة تاريخية معينة؟ من وجهة نظري أرى أن تلك السلبيات لا تقتصرعلى فئة بعينها، بل أصبحت قاسما مشتركا في مدونة سلوك المصريين بكافة تقسيماتهم الاجتماعية والاقتصادية. وأرى أن ثورة يناير/كانون الثاني (المتهمة دائما) ليست مسؤولة وحدها عن ظهور هذه السلبيات السلوكية وإن كانت وراء اشتعال جذوتها».

صلاة الأقباط

وننتقل إلى الأقباط حيث مرت احتفالاتهم في محافظة المنيا بسلام بدون أي تعرض لهم من المشتددين، ونشرت «المصري اليوم» تحقيقا من «عزبة الفرن» لسعيد نافع وتريزا كمال جاء فيه: «احتفل الأهالي الأقباط في عزبة محمد موسى الشهيرة بـ«عزبة الفرن» التابعة لمجلس قروى أبيوها في مركز أبوقرقاص في المنيا بقداس عيد العذراء، في الليلة الختامية من صوم السيدة العذراء، مفترشين أحد الشوارع أمام منازلهم بأمان، وسط أجواء من البهجة، بدون أي اعتراضات أو مشاحنات من جيرانهم المسلمين في القرية. وأكد الأنبا مكاريوس الأسقف العام للمنيا أن المسلمين من أهالي عزبة الفرن لم يسبق لهم أن اعترضوا في أي وقت من الأوقات على صلاة إخوانهم من أقباط العزبة، في أي مكان. لافتا إلى أن علاقة ود وعشرة وجيرة طيبة تجمعهم بالمسلمين، عكس ما أشيع في عدد من وسائل الإعلام بأنهم معترضون على إقامة صلوات الأقباط في العزبة. وقال إن الأقباط الذين منعتهم قوات الأمن من الصلاة داخل المكان المخصص لذلك تنفيذا لتعليمات مسؤول أمني صلوا في شارع في القرية بأعداد أكبر، ولم يعترضهم الأهالي، ولم يحتج المسلمون كما زعمت أجهزة الأمن. وأضاف مكاريوس: «كان الأحرى بالأمن أن يتركهم يصلون في مكانهم مادام استطاع أن يحميهم في الشارع، وقد رد إخوتنا المسلمون بقوة على ادعاء البعض بأنهم معترضون وغاضبون من صلاة الأقباط. وستظل صور أقباط قرية الفرن دليل إدانة للمتعنتين ودليل إصرار على الصلاة في أسوأ الظروف»، مشيرا إلى أن السواد الأعظم من الأقباط والمسلمين يعيشون في ود وسلام، وكشف عن وجود 12 مكانا مغلقا ومخصصا لصلاة المسيحيين و70 قرية وعزبة بدون دور عبادة للأقباط، مطالبا بضرورة قيام أجهزة الدولة بتنفيذ الدستور والقانون في إنهاء تراخيص دور العبادة للأقباط وقال عدد من أهالي العزبة، إن نائبا سلفيا سابقا حاول إثارة الفتنة بين أبناء العزبة، والدفع بمواطنين لتقديم بلاغات إلى الأجهزة الأمنية بقيام أقباط بالصلاة داخل منزل شخص يدعى عبده يونان، بدون الحصول على ترخيص مؤكدين تولى النائب السابق رئاسة جمعية أهلية في مركز أبوقرقاص لا يعرف المسؤولون بالتضامن الاجتماعي مصادر تمويلها».
كما نشرت «المصري اليوم» تحقيقا من الإسكندرية لنبيل أبو شال وناصر الشرقاوي ورجب رمضان عن تعرض السيدة آمال عوض للطعن بالسكين بعد خروجها من الكنيسة.

نعيش في العصور الوسطى

أما عماد جاد في «الوطن» فكان رأيه كالتالي: «على الرغم من أن الغالبية الساحقة من المصريين ينتمون إلى أصل عرقي واحد، وأن الدستور المصري منذ دستور 1923 ينص صراحة على المساواة بين المواطنين أمام القانون، وألا تمييز بينهم بسبب الأصل أو العرق أو اللغة أو الدين، فإن الواقع المصري يقول غير ذلك، بل إن ما يُمارَس اليوم من تمييز بين المصريين على أساس الدين والطائفة بات يجرح وجه مصر ويشوه صورتها في العالم ويجعلها من الدول المصدّرة للدواعش، فكرا وبشرا. فما نحصده اليوم من ثمار مُرّة تتمثل في انتشار الفكر المتشدد وصولا إلى اعتناق البعض للفكر الداعشي، إنما هو نتاج ما زرعه النظام المصري على يد السادات منذ بداية السبعينيات، وما نشره من فكر متطرف ومتشدد وتشويه للآخر، عبر وسائل إعلام الدولة ومنابر المساجد وكتب صفراء، أعيدت طباعتها بكثافة حتى وصلنا إلى مرحلة عشّش فيها هذا الفكر فى مؤسسات الدولة المصرية، لاسيما الأجهزة التنفيذية والبيروقراطية، فالجميع يعلم تماما أن هناك أجهزة سيادية حساسة يُمنع المصريون الأقباط من دخولها، وهو مؤشر جلي على تمييز الدولة المصرية بين مواطنيها على أساس الدين. كما أن ما يحدث من تضييق على بناء وإصلاح وترميم الكنائس أمر غير مقبول ويمثل إهانة لنا كمصريين، إنني شخصيا مع حرية الرأي والاعتقاد بشكل مطلق، كما ينص دستورنا الحالي، ولكنني أيضا مع حرية ممارسة الشعائر بشكل مطلق وليس لأتباع الديانات الإبراهيمية كما ينص دستورنا، فمن حق كل إنسان أن يعتنق ما يشاء ويصلي لربه أو إلهه بالطريقة التي يعتقد فيها. الفيصل هنا هو عدم الإزعاج وعدم تعطيل المنشآت أو تعطيل العمل أو الإساءة لغيره، فيما عدا ذلك فليس من حق الدولة إطلاقا أن تتبنى دينا أو طائفة، وإلا أصبحت دولة دينية، فالدول الدينية مثل السعودية وإيران وإسرائيل هي التي تتبنى دينا أو طائفة وتميزها على غيرها من الأديان والطوائف وتمنع مواطنيها من الإيمان بدين آخر أو طائفة أخرى.. باختصار، لا تقف على مسافة واحدة من كافة الأديان. دستورنا يقول إن مصر دولة مدنية، ورئيسها يؤكد مرارا وتكرارا على أن مصر دولة مدنية نتطلع إلى أن تكون حديثة، الدين فيها لله والوطن فيها لجميع المواطنين ولا تمييز بينهم، ولكن واقعنا يقول إن مؤسساتنا لا تزال مؤسسات دولة دينية أو بنيتها دينية، مؤسسات الدولة اتخذت لنفسها مهام دينية، والأكثر خطورة هو استمرار العقلية القديمة التي تنتمى للعصور الوسطى والتي تتمثل في التضييق على المغاير ومنعه من ممارسة شعائره الدينية. الأقباط مصريون أصلاء، لا ولاء لهم خارج حدود بلدهم، يعشقون مصر أرض الأجداد، يتحملون جرائم الإرهاب من طعن وقتل وتفجير كنائس وقنص واغتيالات ويصلون لأجل من يرتكب هذه الجرائم أن يهديه الله، ويقفون بكل قوة مع الدولة كما يفعل قداسة البابا تواضروس الثاني، فلا يجوز بعد كل ذلك أن يتعرضوا لظلم المؤسسات التى تميز ضدهم بل وتُخرج حملات أمنية فجرا لمنع أقباط قرية من مجرد أداء الصلوات وممارسة الطقوس دون إزعاج لأحد فهل صلاة الأقباط تزعج مؤسسات الدولة وأجهزتها الأمنية؟ أتركوا الناس يمارسون عباداتهم وركزوا في مهامكم الحقيقية، ابتعدوا عن فكر وعقلية العصور الوسطى».

كيف يفكر السبسي

وننتقل إلى القضية الأشهر التي اطلقها الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي عن مساواة المرأة بالرجل في الميراث ورأي محمود خليل في «الوطن» عنها: «لا بأس أن يناقش النظام التونسي بقيادة السبسي نظام المواريث في الإسلام، ويقدم فهما مختلفا لما هو شائع وموروث بين المسلمين في هذا السياق، ولا بأس أيضا من مناقشة زواج المسلمة من كتابي. من حق أي مجتمع أن يناقش التأويلات المتداولة للنصوص الدينية، ويقدم اجتهادا جديدا فيها، يتناغم مع روح العصر، وفي الوقت نفسه يحترم النص. وقد أحسن الأزهر صنعا حين عرض وجهة نظره في المسألتين اللتين أثارهما النظام التونسي، قناعة من شيخه الطيب بأنه لا جرم في مناقشة الرأي بالرأي ودحض الحجة بالحجة. إقدام أي مجتمع على مراجعة بعض المفاهيم السائدة لديه أمر صحي، لكن المسألة تختلف حين تمنح المؤسسة السياسية جل اهتمامها للتجديد الفكري، في الوقت الذى تهمل فيه استحقاقاتها الأساسية المرتبطة بتطوير وتنمية المجتمع. الارتقاء بمستوى معيشة الشعوب فرض عين على الأنظمة السياسية، في حين تظل مسألة التجديد الفكري فرض كفاية، إذا نهضت به المؤسسات المسؤولة بصورة مباشرة عنه، فعلى المؤسسة السياسية ألا تقترب منه، لأن ذلك يعني أنها تجتهد في «الغطرشة» على إهمالها في القيام بواجباتها الأساسية. على مدار الأشهر القليلة الماضية شهدت تونس العديد من المظاهرات التي تحولت إلى مواجهات بين المتظاهرين والأمن للمطالبة بحل مشكلات البطالة وتوفير فرص العمل، وعندما يتراجع أداء القطاع الصناعي في الدولة التونسية بالصورة التى يصفها «المعهد التونسي الوطني»، فمعنى ذلك أن السبسي لا يلتفت إلى المشكلة الأهم التي تواجه شباب بلاده، وهي مشكلة البطالة، ويلتفت إلى أمور يصح أن تنهض بعبئها مؤسسات أخرى من مؤسسات الدولة التونسية».

التمييز بين المواطنين على أساس الدين والطائفة يشوه صورة الوطن… واتهام الاكاديميين المصريين بعدم القدرة على الإنصات

حسنين كروم

«مشروع كوشنير» يقترح مؤتمرا دوليا يؤدي للتطبيع مع الدول العربية… وتساؤلات أمريكية عن جدوى التمسك بالمبادرة العربية

Posted: 23 Aug 2017 02:31 PM PDT

عمان- «القدس العربي»: مباشرة بعد استقباله مبعوث الشرق الأوسط الأمريكي جاريد كوشنير اجرى عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحسب المصدر الرسمي فإن هذا الاتصال ناقش التنسيق المشترك. وهدف الأردن الآن أوضح مِن أي وقت مضى عندما يتعلق الأمر بتحديات القضية الفلسطينية.
يمكن القول سياسيًا أن العاهل الأردني حريص اليوم على موقف موحد ينبغي أن يسمعه الأمريكيون بخصوص القضية الفلسطينية من القيادة الفلسطينية أيضًا شريطة الانسجام في جملة سياسية وتكتيكية موحدة قدر الإمكان. لذلك يمكن اعتبار اتصال الملك الأردني مع الرئيس عباس بعد الإصغاء إلى كوشنير صيغة تحاول تجنب النمط المعتاد والمألوف في العلاقات الأردنية الفلسطينية حرصًا على أن حديث منسجم لكوشنير.
قد تبدو مهمة توحيد اللغة والمشروع صعبة إلى حد ما نظرا للحصار الإسرائيلي المفروض على السلطة الوطنية. ولكن عمّان وهي تبلّغ الرئيس عباس بما سمعته مباشرة من كوشنيرتذكر السلطة بالمواقف التي تم اتخاذها سابقًا أو الاتفاق عليها. وفرضت السلطات الأردنية تعتيمًا مباشرًا على ما سمي بالخطة الغامضة التي حضر بها كوشنير إلى المنطقة تحت عنوان إحياء عملية السلام.
لكن المسجات الأردنية كانت تتوقع مسبقًا نمط التفكير الأمريكي في عهد الرئيس دونالد ترامب وعليه تم تذكير كوشنير في عمّان بأن إسقاط حل الدولتين لا مصلحة فيه لأي طرف بما في ذلك إسرائيل مع تذكيره أيضا بأن القمة العربية المنعقدة في البحر الميت قبل أشهر قليلة وضعت أساسا يمكن الانطلاق منه للتحدث عن عملية سلام مستقرة ومفيدة للأطراف جميعها.
بموجب الخطاب الأردني ووفقًا لما تسرب حتى الآن فقد تم تأكيد أن حل الدولتين هو الخيار العربي المقبول مع التحذير من أن إسقاط حل الدولتين يعني عبثية أي مفاوضات والغرق مجددا في فوضى غياب العملية السياسية عن القضية المركزية في الشرق الأوسط. أما الانطباع الذي شكله الأردنيون مسبقًا وهم يستعدون لاستقبال كوشنير فتركز على نقاط محددة؛ أهمها أن إدارة ترامب تريد العودة للمفاوضات فورًا ومن دون جدول أعمال مسبق، على أن تكـون القضايا كلها قابلة للتفاوض، وتحديدًا تلك العالقة مع عـودة التنسـيق الأمنـي بين الإسرائيـليين والفلسـطينيين.
كوشنير يتحدث أيضًا عن مؤتمر دولي لعملية السلام وعن ضغوط يمكن أن تمارس على إسرائيل لدفع المناطق الفلسطينية إلى حالة مقبولة من الاسترخاء الاقتصادي وعن تطبيع شامل مع الدول العربية تكرسها النسخة المقترحة من المؤتمر الدولي. مقترحات كوشنير في جوهرها وصفة مباشرة تنحاز لإسرائيل وتؤسس لحالة الفوضى وتكافئ اليمين الإسرائيلي المتطرف وتعبث بالنتيجة بعملية السلام.
وانطلاقًا من شراكة الأردن الاستراتيجية في عملية السلام تقترح عمّان أن تكون بعض أفكار كوشنير نتيجة لاستئناف عملية السلام وليس شكلها الوحيد وأن يعود التفعيل لمسار حل الدولتين مع تأكيد أن مسالة مثل التطبيع والعلاقات العربية مع إسرائيل خطوة ينبغي أن تكون أيضًا نتيجة بعد إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة.
الأردن وفي اتصالاته مع الإدارة الأمريكية ركز مجددًا على أن وثيقة المبادرة العربية برأيه ومِن خبرته قد تشكل الأساس المنطقي لإدماج إسرائيل بعلاقات مع دول المنطقة. لكن مصدرًا دبلوماسيًا أمريكيًا لاحظ أمام «القدس العربي» أن إسرائيل تقيم فعلاً اتصالات وفي أكثر من اتجاه وعلى أكثر من صعيد مع دول عربية بارزة من بينها مصر والسعودية والإمارات، الأمر الذي دفع كوشنير عمليًا لإثارة تساؤل «شامت» ومحرج للمبادرة العربية مع الادعاء بأنه مطروح وبريء حول أهمية وثيقة مثل المبادرة العربية تطالب إسرائيل بتنازلات جوهرية فيما الدول العربية الراعية لهذه الوثيقة تجري أصلا اتصالات مع إسرائيل ومن دون الرجوع لمضمون الوثيقة نفسها.
كانت تلك على الأرجح ملاحظة مزعجة للأردنيين دفعتهم دبلوماسيًا للمناورة في تلك المساحة التي تطالب بالتفريق بين تواصل رسمي وعلني وقانوني وجماعي واتصالات سرية تجري بين الحين والآخر.
في الأحوال كلها عمّان استعدت جيدًا لاستقبال كوشنير وأظهرت مرونة في التعاطي مع جملة الاتصالات التي تحاول العودة لصيغة مشوهة من عملية السلام وسط رافعة تعاطف كوشنير المؤكد والواضح مع اليمين الإسرائيلي.
ميزان القوى الآن سلبيٌ جدًا في قياسات الأردنيين وما عرض على كوشنير يتضمن الدعوة السريعة لإحياء معسكر الاعتدال العربي وهي خطوة لم تعد مهمة الآن بسبب تراجع أهمية القضية الفلسطينية أصلًا. تحدث الأردن مع الأمريكيين وهو يعلم بأن خطة كوشنير غير جدية وغير عميقة ولن تؤدي لنتائج حقيقية.
لكن الحرص بيرز على التنسيق مع الرئيس عباس وظهور لغة موحدة معه على أقل تعديل تنسجم مع منطوق ومضمون خلية الأزمة التي تم تشكيلها بين عمًان ورام الله مؤخرًا في الوقت الذي ساهمت فيه زيارة كوشنير للمنطقة بإعادة ترسيم الحقائق والوقائع على الأرض خصوصًا في محور ما كان يسمى دول الاعتدال العربي إضافة إلى محور دول الحصار على قطر فقط.
الواقع يقول: إن إسرائيل تعزل الأردن الآن وتنقلب عليه سياسيًا ويبدو أنها في طريقها إلى الانقلاب على مصالحه «أمنيًا» وقريبًا فيما يحاصر اليمين الإسرائيلي الذي يسيطر بدوره على 35 % اليوم من مؤسستي الجيش والأمن رقميًا الرئيس عباس والسلطة الوطنية بصيغة تقترب من صيغة محاصرة الراحل ياسر عرفات. وحده الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي يتواصل مع اليمين الإسرائيلي وحكومة نتنياهو اليوم.. هذا ما تبقى اليوم عمليًا من محور الاعتدال وكوشنير زار عمّان وسيزور تل أبيب ورام الله وهو يعرف ذلك تمامًا.

«مشروع كوشنير» يقترح مؤتمرا دوليا يؤدي للتطبيع مع الدول العربية… وتساؤلات أمريكية عن جدوى التمسك بالمبادرة العربية
حرص على التنسيق بين عمان ورام الله… وإسرائيل تعزل الأردن سياسيًا و«أمنيًا» والسيسي وحده «يتواصل» مع نتنياهو
بسام البدارين

هل ستفرض تظاهرات صنعاء اليوم واقعاً جديداً للحرب؟

Posted: 23 Aug 2017 02:31 PM PDT

صنعاء ـ «القدس العربي»: دخل التحالف العربي في دائرة اللحظات الفارقة من التوتر المتصاعد بين حليفي الحرب والسلطة بصنعاء بتحليقه المنخفض لساعات استفزازية طويلة فوق صنعاء فجر الأربعاء مستهدفاً بغارات عدد من المناطق في محيط العاصمة ليرتكب بوحشية مجزرة بشعة باستهدافه فندق شمالي صنعاء متسبباً بمقتل أكثر من ثلاثين مواطناً كانوا نياماَ… مسجلاً بذلك رقماً جديداً في سلسلة جرائمه بحق المدنيين الأبرياء في هذا البلد.
على الرغم من أن دخول طائرات التحالف على خط الأحداث الملتهبة بين حليفي سلطة صنعاء قد خفف قليلاً من حدة التوتر بينهما، وكأنه ذكرهما ـ فقط – بمن يتربص بهما عن كثبت… إلا أن كل منهما (صالح والحوثي) لم يغيرا موقع أي منهما من موعد (الخميس) أو يغير من ترتيباته استعداداً لبرنامجه، حيث تلتقي حشود الرئيس السابق صالح في ميدان السبعين وسط العاصمة في احتفالية بمناسبة ذكرى تأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام، بينما تلتقي حشود « انصار الله» (الحوثيين) تحت شعار (التصعيد مقابل التصعيد) في مواقع متفرقة على أطراف العاصمة، في أكبر تحدٍ لاستقرار العاصمة التي يسكنها ثلاثة ملايين يمني.
في السياق ذاته توافدت الحشود إلى صنعاء من عدد من المحافظات. وتظهر استعدادات الاحتفال في شوارع المدينة من خلال اللافتات والأعلام والصور التي تحملها السيارات بعضها لحزب المؤتمر وبعضها لجماعة الحوثي… كلا يتحرك خدمة لطرفه وساحته، ولم تشهد شوارع المدينة أي احتكاك او اشتباك بينهما جدير بالاهتمام خلال الاربعاء… ولعل هذا بات مستبعداً لا سيما بعد التفاهمات الأمنية الأخيرة بين الطرفين.
اتساع دائرة أنصار صالح عما كانت عليه لم تأت حباً في صالح بل رفضاً لواقعهم اليوم الذي وصلوا فيه إلى حرمانهم من رواتب وظائفهم وتأزم أوضاعهم المعيشية في مرحلة تراجعت فيها الدولة حتى باتت توشك على الاختفاء بمفاهيمها ومؤسساتها.
لقد كرست الحرب بإجراءاتها الاقتصادية واقعاً جديداً خسرت معه حكومة هادي كثيراُ؛ إذ خيبت آمال الناس في هذه المناطق وتعاملت معهم كأداة من أدوات حربها متنصلة بذلك عن التزاماتها تجاههم، وفي المقابل صمتّ حكومة صنعاء آذانها عن سماع أنينهم والتعامل بمسؤولية وطنية مع دولتهم… علاوة على ذلك فأن الحرب بقدر ما ساوت بين مراكز القوى التقليدية في البلد فإنها أيضاً قد كشفت عورات جميع القوى السياسية التقدمية التي سقطت في (بنكنوت الحرب) وغرقت في (تناقضات الموقف) لينكشف للناس أن أحزابهم كانت بلا مشاريع سياسية… فكانت الصدمة كافية لتسقط معها أحلام الناس الكبيرة والصغيرة في هذا البلد.
في غمرة كل هذا فإن المواطن البسيط في مناطق الشمال اليمني وهو يتلفت يميناً وشمالاً باحثاً عن بصيص أمل يتجاوز به الحرب والفاقة ومن يشاركه أحلامه بالسلام لم يجد في الساحة سوى صالح ليس كمنقذ بل كخيار وحيد في واقع يريد القائمون عليه أن يغلقوه بقوتهم على قرارهم ومصيرهم… وصالح ـ هنا ـ لم يكن ينتظر الفرصة بل ساهم في تهيئتها لتصب أخطاء الجميع في جيبه مستفيداً من تجاربه السابقة في المناورة والنفس الطويل والانتهازية.
لكن ثمة مراقبين آخرين يقرأون هذه الصورة بشكل مختلف قليلاً فخالد الرويشان وزير الثقافة السابق، وهو معارض قوي، رأى أمس أن هذه الحشود التي تتوافد إلى صنعاء «ليست لحزب أو لشخص، هذه تظاهرة شعب بكاملة ضد الحوثيين تحديداً…هذه رأي الشعب … اليمن تزحف». يضيف في منشور له على حائطه في الفيسبوك: أخبرني شهود عيان أن طريق تعز – صنعاء تكاد تتوقف من حشود ملايين اليمنيين من كل المحافظات».
على صعيد الترتيب الأمني لتأمين احتفاليات الطرفين فقد اسفرت الاجتماعات بين قياداتهما (الثلاثاء) عن تسليم حماية التظاهرات للجنة الأمنية العليا التي ستتحمل المسؤولية الكاملة وضمان عدم خروج أي تظاهرة عن مسارها… ومثل هذا كان متوقعاً؛ فالطرفان يدركان مخاطر خروج التظاهرات عن مساراتها ونتائج حدوث أي صدام بينهما…فكان من الطبيعي أن يضبطوا إيقاع علاقتهم الأمنية؛ إذ ليسوا مستعدين، مهما بلغت خصومتهما، أن يقدما أنفسهما لقمة سائغة لعدو يتربص بهم (التحالف).
لا يعني ذلك أن كل الأمور على ما يرام؛ فلكل طرف أجنحته التي تتباين في مواقف كل منهما المتطرفة تجاه الطرف الآخر لاسيما في ظل ما وصل إليه التصعيد بينهما (الثلاثاء والأربعاء) وصولاً إلى عودة إعلام «انصار الله» (الحوثيين) إلى استخدام وصف الرئيس السابق صالح بـ(المخلوع) في تطور لم يتوقف عند هذا بل بلغ حد توالي صدور بيانات عن كيانات يهيمن عليها الحوثيون تتحدث بلهجة تهديد وتخوين وصلت حد المطالبة بتعطيل العمل الحزبي وإعلان حالة الطوارئ في البلاد.
لقد عكست كل تلك البيانات، وفق متابعون، حالة الارتباك التي وصل إليها الحوثيون إزاء احتفالية صالح … وهو ما يفسر مدى إدراكهم لهدفها؛ فالخوف منها ليس كما قالوا في إنها تمثل تهديداً للعاصمة؛ بل لأنهم يعرفون جيداً هدف صالح من استعراضه المنفرد لقوة الحشد في هذا التوقيت، وهو توجيه رسالة للداخل والخارج يقول من خلالها مَن هو الحاضر الأقوى في الساحة الشعبية لاسيما والحرب توشك على أن تطوي صفحاتها ويريد صالح أن يكون حاضراُ لدى تقسيم الكعكة.
لقد كانت ترتيبات معاوني صالح لهذا الاحتشاد مربكة كثيراً لخصومه لا سيما وقد كانوا يراهنون على استمرار حكم البلاد بالقوة دون أي مراهنة حقيقية على السياسة؛ وهو ما أدركه صالح منذ البداية؛ واستغله جيداً حتى حانت الفرصة فانتهزها…
لضمان سير الاحتفالات بسلام تشهد صنعاء انتشاراً امنياً مكثفا، حيث انتشرت النقاط والحواجز والمجاميع الأمنية وكانت أكثر كثافة في نطاق أماكن الاحتشاد حرصاَ منها على تلافي حدوث أي احتكاك أو تنفيذ أي عمل إرهابي يستغل الحدث ما قد يتسبب بانفجار الوضع؛ وهو ما يدركه الطرفان على ما يبدو من خلال تفاهماتهما واجراءاتهما الأمنية التي يأمل المتابعون أن تنجح في تأمين التظاهرات حتى مغادرة المحتشدين بسلام وتفويت الفرصة على ما اسموه الطرف الثالث.
وعلى أمل أن صنعاء ستتجاوز ما ستشهده الخميس بسلام فإن عديد مراقبين يرون أن ما بعد هذه الاحتفاليات لن يكون كما قبلها، فالوضع في الداخل اليمني سيتغير تبعا لذلك إيجاباً.
مصدر سياسي قال لصحيفة «القدس العربي»: إن احتشاد الخميس بطرفيه في صنعاء لو مر بسلام فسيغير معادلة الحرب في اليمن؛ لأن نجاح الاحتشاد وتحديداً لصالح حزب المؤتمر كقوة توازن صاعدة… يأتي مخالفاً لتوقعات وحسابات ما تسمى الحكومة الشرعية والتحالف واللذين كانا يراهنا على أن الحرب بما فيها الاقتصادية على مناطق سيطرة الحوثي صالح ستدفع الناس للخروج ضدهما في مساندة الشرعية؛ فاذا به العكس بخروجهما مساندة لهما وإن كان لكل حشوده؛ مما يفرض واقعا جديدا وقراءة جديدة لابد أن يصل معها العالم والتحالف إلى قناعة بإيقاف الحرب.
وتشهد البلاد منذ مارس/ آذار 2015 حرباً بين القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي مسنوداً بتحالف تقوده السعودية من جانب ومسلحي حركة أنصار الله (الحوثيين) والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح من جانب آخر.
وأعلن الحوثيون وحزب المؤتمر الشعبي العام (جناح صالح) في 28 يوليو/ تموز 2016، عن تأسيس مجلس لإدارة المناطق الخاضعة لسيطرتهم، وتشكيل حكومة.

هل ستفرض تظاهرات صنعاء اليوم واقعاً جديداً للحرب؟

تهجم مسؤول في قناة حكومية مغربية على وزيرة محجبة يثير انتقادات

Posted: 23 Aug 2017 02:31 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: أثار هجوم مسؤول في قناة حكومية مغربية على وزيرة كونها ترتدي الحجاب انتقادات واسعة واعتُبر انتهاكًا للحرية الفردية التي يعتبر هذا المسؤول نفسه من دعاتها.
وهاجم عمر الذهبي مدير التحرير بقناة ميدي 1 تيفي، بسيمة الحقاوي وزير الأسرة والتضامن، على خلفية اغتصاب فتاة في حافلة نقل عام وقال: «وزيرة غير قادرة على التخلص من حجابها، فكيف ستبدي رأيها في قضية اغتصاب جماعي لفتاة بالبيضاء» وأضاف الذهبي في تدوينة على الفيسبوك: «منذ أمس والجميع ينتظرون تعليقا للوزيرة على حادثة الاغتصاب الجماعي لفتاة، لكن يبدو أنها تعتقد أنها غير معنية بالقضية أو ربما أنها ستحمل المسؤولية للفتاة» وقال: «لا يعقل أن تكون لدينا وزيرة للمرأة ستدفع بتحرر المرأة، وهي غير قادرة حتى على التحرر من حجابها».
وقالت وزيرة الأسرة والتضامن الاجتماعي، بسيمة الحقاوي، بعد تعرضها لموجة انتقادات بسبب صمتها عن القضية التي هزت الرأي العام: «نتابع تبعات جريمة مؤسفة ومشينة تم اقترافها وتصويرها داخل حافلة للنقل الحضري، التي ارتكبها قاصرون في حق فتاة». وأضافت الحقاوي: «هاته الجريمة التي تساءلنا جميعا، كل من موقعه ومسؤوليته، مسؤولين ومنتخبين وفعاليات مدنية وإعلاميين ومؤثرين في المجتمع، تدعونا لتقديم الأجوبة العملية بكل مسؤولية وموضوعية عن سؤال كبير، وهو : «كيف يمكن لقاصر أن يمارس العنف وهو في غاية السرور ؛ كيف لقاصر أن يرتكب جريمة منتشيا كمن يلاعب شيئا؟!».
وعبرت الوزيرة عن أسفها إزاء الحادث: «أعبر عن أسفي وانشغالي بهذه الجريمة الشنعاء الغريبة عن مجتمعنا، فإنني أشيد بسلطات الأمن التي توصلت لمرتكبي الجريمة في وقت قياسي». وأكدت عزمها علی «مواصلة الجهود من أجل تنزيل السياسات العمومية سواء المتعلقة بحماية الأطفال، أو بالنهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة أو المتعلقة بالتمكين للمرأة، باستحضار الحاجة الملحة لمزيد من الإجراءات الحمائية لكل هاته الفئات وتوفير بنيات التكفل للموجودين منهم في وضعية هشاشة». وقالت: «ونحن نتابع مجری العدالة، أؤكد أنني سأواصل العمل من داخل المؤسسات من أجل التسريع بخروج قانون محاربة العنف ضد النساء الذي صادق عليه مجلس النواب وينتظر المصادقة عليه قريبا في مجلس المستشارين». ووجدت الوزيرة المغربية الكثير من الأصوات تدافع عنها أمام هجوم المسؤول التلفزيوني، ولم تقتصر هذه الاصوات على قيادات من حزبها بل شملت يساريين وأيضا ممن يضعون أنفسهم بالصف الحداثي ويناهضون التيارات الإسلامية. خاصة أن القناة التي يتولى فيها الذهبي مسؤولية التحرير، تجاهلت الجريمة المرتكبة بحق الفتاة ولم تعرها أي اهتمام.
وقال القيادي في حزب «العدالة والتنمية» وزير التشغيل محمد يتيم ردا على الذهبي: «تعريضك بحجاب السيدة الوزيرة هو اعتداء على حريتها، هو اعتداء من جنس اعتداء شباب الحافلة نفسه على الفتاة التي تظهر في الفيديو» وأضاف: «هو تعريض وإهانة للنساء المغربيات كلهن اللواتي اخترن ارتداء الحجاب». وقال عبد العلي حامي الدين، عضو الأمانة للحزب: «تشجيع الرداءة المتسترة وراء رداء «الحداثة» البريئة من أمثال هؤلاء» وخاطب الذهبي: «عليك أن تمتلك الوقاحة الكافية للتهجم على الحجاب من دون أن تعير أدنى اهتمام أنك بصدد التهجم على قيمة أساسية من قيم المجتمع». متابعا: «مع مثل هؤلاء المسؤولين لا تتعبوا أنفسكم في التساؤل عن السر وراء رداءة الإعلام».
وانضمت مديرة الاخبار بالقناة الثانية سميرة سيطايل، التي يعتبرها حزب العدالة والتنمية خصما له، إلى منتقدي الذهبي واعتبرت ان حجاب بسيمة حقاوي شأن خاص بها كما من حقها هي ألا ترتديه. وتهكم اليساري حسن طارق على ما كتبه الذهبي: «كدت أتضامن مع وزيرة حول حقها المطلق في إرتداء الحجاب من عدمه، وذلك في مواجهة تهجم مدير في قناة ميدي 1، لكن السياق الدولي تدخل ومنعني… الذل».

تهجم مسؤول في قناة حكومية مغربية على وزيرة محجبة يثير انتقادات

انتقادات لقرار محافظة بابل منع عودة النازحين إليها

Posted: 23 Aug 2017 02:30 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: أثار قرار مجلس محافظة بابل برفض عودة النازحين إلى مناطقهم في ناحية جرف النصر شمالي المحافظة، رغم تحريرها منذ أكثر من سنتين، انتقاد واستغراب الأوساط السياسية والشعبية.
وهاجم تحالف القوى العراقية، أمس الأربعاء، قرار مجلس بابل الذي هدد بمقاضاة الجهات التي تطالب بإعادة نازحي ناحية جرف الصخر إلى مناطقهم، محذراً من أن هذا الإجراء «لا قيمة له» وسيعرض المجلس للمساءلة وفق قانون حظر البعث والكيانات الطائفية، فيما لوح باللجوء إلى المجتمع الدولي لإيقاف ما وصفها بـ«جريمة التغيير الديموغرافي القسري».
ووصف بيان التحالف، «قرار مجلس المحافظة، بمقاضاة الجهات التي تطالب بإعادة نازحي ناحية جرف الصخر، أنه قرار مجحف ومخالف لبنود الدستور والقانون».
وأعتبر أن «قرار مجلس محافظة بابل لا قيمة له قانونيا كون المطالبة بعودة النازحين والمهجرين لا يعد جريمة».
وأكد أن «الدستور العراقي لا يجيز نفي العراقي أو إبعاده أو حرمانه من العودة إلى الوطن»، وبالتالي فإن هذا الإجراء سيعرض مجلس محافظة بابل للمساءلة القانونية».
وأشار البيان، إلى أن «ناحية جرف الصخر تم تحريرها منذ ما يقارب ثلاثة أعوام ولم يسمح لأهلها بالعودة إليها، منوها إلى أن «الدوافع والأهداف من منع عودة النازحين هي سياسية وليست أمنية مما يؤكد تصريحاتنا أن هناك مخططا لإجراء التغيير الديمغرافي وهو ما يحصل حاليا في هذه الناحية».
وكان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، قد عبّر خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي، عن استغربه من صدور قرار مجلس محافظة بابل، مشيراً إلى اجتماعه مع اعضاء المجلس للبحث حول أسباب ذلك المنع.
وأكد أنه «لا يعرف خلفية (القرار)»، موضحاً: «يقولون إن القرار لأسباب أمنية، ولكن نقول أن مجالس المحافظات واجبها حفظ أبناء المحافظة، وليس التمييز بينهم ،ومن أجرم وخالف فيأخذ جزاءه في القضاء ووفق القانون، أما النازحون الابرياء فيجب أن يعودوا إلى ديارهم».
وبين العبادي، أنه «ضد مثل هذه القرارات التي تثير التجاذب الطائفي، وعلى البعض أن لا يجرنا مجدداً إلى ما جرنا إليه سابقا قبل فترة ظهور تنظيم «الدولة الإسلامية».
وأضاف: «وعي المواطنين برفض الطائفية أفضل من وعي بعض المسؤولين لهذا الأمر».
وكان قائد «الحشد الشعبي» في محافظة بابل حسن فدعم، أعلن الثلاثاء الماضي، أن عدم اعادة النازحين من منطقة جرف الصخر ضمن المحافظة يعود لأسباب أمنية.
وذكر فدعم، في لقاء متلفز، أن «مجلس محافظة بابل جنوب بغداد، أصدر قرارا بعدم السماح بعودة ما أسماه بـ «الإرهاب» إلى منطقة جرف الصخر، إضافة إلى رفع دعوى قضائية ضد كل من يدعو أو يشجع على إعادة النازحين منها اليها».
وأشار إلى أن «المطالبة بعودة النازحين إلى بعض المناطق هي غطاء لعودة الإرهاب اليها».
وسبق لمصادر في الحلة، مركز بابل، أن صرحت لـ «القدس العربي» بأن «ناحية جرف الصخر التي تجاور حدود محافظة الأنبار ويسكنها حوالي 120 ألف من أهل السنة، كانت تحت سيطرة تنظيمات مناهضة للحكومة منها تنظيم «الدولة»، ولكن القوات العراقية تمكنت من تطهيرها بعد معارك عنيفة قبل سنتين، وأصبحت آمنة، إلا أن بعض الميليشيات منعت أهلها من العودة إلى مناطقهم واستولت على دورهم وأراضيهم الزراعية وبساتينهم».

انتقادات لقرار محافظة بابل منع عودة النازحين إليها

«أسود الشرقية» تتهم النظام السوري بمحاولة قتل الطيار الأسير لديها

Posted: 23 Aug 2017 02:30 PM PDT

حلب – «القدس العربي»: اتهم جيش أسود الشرقية التابع للمعارضة السورية المسلحة الثلاثاء، نظام الأسد بمحاولة قتل طياره الأسير، من خلال استهداف طائراته الحربية بغارات جوية عدة لمواقع يسيطر عليها في البادية السورية، حيث أدت إحدى هذه الغارات إلى مقتل قيادي عسكري بارز في جيش أسود الشرقية، وذلك في مسعى للنظام السوري على ما يبدو للهروب من صفقة تبادل للأسرى مع فصائل المعارضة وفق ما يراه معارضون.
وقال الناطق الإعلامي باسم جيش أسود الشرقية التابع للمعارضة السورية سعد الحاج لـ «القدس العربي»: إن الطيران الحربي التابع للنظام السوري كثف قصفه بشكل هستيري على مناطق عدة في البادية السورية والاستطلاع ليلاً نهاراً، حيث ركزت طائرات الأسد على استهداف مواقع الاشتباكات، إضافة للمناطق الحدودية ضناً منها بوجود الطيار الأسير في سجن (معتقل) قريب من المنـطقة الحـدودية.
وأضاف أن المقاتلات الحربية التابعة للنظام السوري قصفت مواقع يحتجز فيه الطيار الأسير ست مرات، معتقداً بأن نظام الأسد لا ينوي قتل الطيار بشكل مباشر وإنما محاولة اللعب على وتر اتهام فصائل المعارضة بقتله، لافتاً في الوقت ذاته إلى مقتل القيادي العسكري في جيش أسود الشرقية أحمد حسن الجراد خلال الغارات الجوية التي نفذتها الطائرات الحربية للنظام.
وظهر الطيار الأسير لدى فصائل المعارضة السورية الرائد علي الحلوة، في تسجيل مصور بثه جيش أسود الشرقية التابع للجيش السوري الحر الثلاثاء، يتهم من خلاله نظام الأسد بمحاولة التخلص منه. وأكد الطيار في التسجيل المصور، أن الطيران الحربي التابع للنظام السوري قصف المقر الذي يتواجد فيه. وتساءل الطيار الأسير «هل يريد النظام التخلص مني والتخلص من عملية التبادل؟»، مؤكداً أنه يعامل كأسير حرب من قبل فصائل المعارضة السورية المسلحة.
وكان جيش أسود الشرقية التابع للمعارضة السورية المسلحة قد قال في وقت سابق لـ «القدس العربي»، انه مستعد لمقايضة الطيار الأسير لديه علي الحلو، مقابل إطلاق سراح أول الضباط المنشقين عن جيش نظام الأسد وأحد مؤسسي الجيش الحر في سوريا، حسين الهرموش، وذلك بعيد إسقاط طائرة حربية للنظام السوري الأسبوع الماضي وأسر قائدها خلال المعارك التي يخوضها ضد قوات النظام والمليشيات الموالية لها في ريف السويداء الشرقي في منطـقة البادية السـورية.

«أسود الشرقية» تتهم النظام السوري بمحاولة قتل الطيار الأسير لديها

عبد الرزاق النبهان

 هل ينجح نتنياهو في إقناع بوتين بطرد إيران من سوريا؟

Posted: 23 Aug 2017 02:29 PM PDT

في إحساس من التخوّف العظيم من تعزز التدخل الإيراني في سورية، طار هذا الصباح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى لقاء قصير مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وجاء التعبير عن الاحساس بالالحاح، إن لم نقل الهلع، في أنه كان مستعدًا لأن يلغي إجازة الصيف لمضيفه في موقع الاستجمام سوتشي على شاطئ البحر الأسود. وليس هذا فقط بل إن العدد الكثير من التغريدات في هذا الموضوع من نتنياهو أمس، بما في ذلك البيان المسجل وصورته صحبة رئيس الموساد يوسي كوهن، ورئيس قيادة الأمن القومي مئير بن شباط، الذي تسلم لتوه مهام منصبه، واللذين يرافقانه في سفره، تشهد على ذلك.
نتنياهو وجهاز الامن كلهم قلقون جدًا من تعمّق انتشار إيران، حزب الله والمليشيات الشيعية التي أقامتها في أرجاء سورية.
واللقاء في سوتشي هو استمرار للقاءات التي عقدها الأسبوع الماضي في واشنطن رئيس الموساد، رئيس شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، اللواء هيرتسي هليفي وكبار آخرون مع نظرائهم الأمريكيين. وبقدر ما هو معروف، فقد نالوا حقنة دسمة من العطف. فالولايات المتحدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب ترى الأمور بانسجام مع إسرائيل وتعتبر إيران عدوًا، لكن قدرتها على التأثير في سورية محدودة. ذلك لأنه مثل سابقه براك أوباما، ترامب هو الآخر قرر بأن يكون التدخل الأمريكي في سورية محدود بهزيمة داعش.
في اللحظة التي يحصل فيها هذا، وهذا موضوع بضعة أشهر في أقصى الأحوال، ستترك الولايات المتحدة سورية منطقة نفوذ روسية.
وعليه؛ ففي إسرائيل أيضا يفهمون بأن روسيا هي المفتاح، ولكن هذا مفتاح ليس بالضرورة يفتح الباب الإسرائيلي. فطالما كان لإسرائيل وروسيا مصلحة مشتركة يمكن للتعاون أن ينجح. هكذا كان عندما أقيم جهاز التنسيق بين الجيشين منعًا للصدام والمعارك الجوية بين طياري سلاح جو الدولتين. هكذا كان أيضا عندما غضّت روسيا الطّرف عن هجمات سلاح الجو ضد إرساليات الصواريخ من إيران عبر سورية إلى حزب الله. أمّا الآن مصالح إسرائيل وروسيا غير متطابقة. إسرائيل تطلب طرد الوجود الإيراني ـ حزب الله والشيعة ـ من الأراضي السورية.
وبالتأكيد من قرب حدودها في هضبة الجولان. يمكن لهذا الهدف أن يتحقق بهذا التفاهم أو ذاك، من خلال محادثات بين الولايات المتحدة وروسيا، ولكن روسيا بحاجة لإيران وفروعها كي تواصل الصراع في شرق سورية ضد داعش وفلول منظمات الثوار في باقي الدولة. بالنسبة لروسيا فان المقاتلين الإيرانيين ـ الشيعة ـ حزب الله هم «الأيدي والأرجل على الأرض»، التي ستعمل من أجل تحقيق هدفها ـ تثبيت نظام الأسد.
وعليه؛ فإن فُرص نتنياهو في إقناع بوتين بطرد إيران من سورية هزيلة. وبالتأكيد ليس في المدى القصير، ومشكوك جدًا أن يكون في المدى البعيد، حين ستتحقق في سورية تسوية سلمية. إن مجال المناورة الإسرائيلية في هذا الموضوع محدود. فهي متعلقة برحمة بوتين. وما تبقى لها هو فقط الردع وقدرتها العسكرية المتفوقة على الأسد، إيران وحزب الله. الحرب ليست في الأفق، ولكن وضع إسرائيل في جبهة الشمال التي تصبح مزدوجة ـ لبنان وسورية يصبح أكثر خطورة.

يوسي ميلمان
معاريف ـ 23/8/2017

 هل ينجح نتنياهو في إقناع بوتين بطرد إيران من سوريا؟

صحف عبرية

السيسي يلتقي كوشنر بعد ساعات على قرار خفض المعونة الأمريكية لمصر

Posted: 23 Aug 2017 02:29 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: عاد ملف المعونة الأمريكية لمصر ليخيم على العلاقات بين القاهرة وواشنطن من جديد، حيث أثار قرار إدارة الرئيس دونالد ترامب، حرمان مصر من مساعدات قيمتها 95.7 مليون دولار وتأجيل صرف 195 مليون دولار أخرى لعدم إحرازها تقدما على صعيد احترام حقوق الإنسان والمعايير الديمقراطية، جدلا في مصر. وأبدت وزارة الخارجية المصرية استياءها من القرار واعتباره سوء تقدير لطبيعة العلاقات الاستراتيجية التي تربط البلدين.
وجاءت أزمة خفض المعونة الأمريكية في وقت، يزور فيه وفد أمريكي رفيع المستوى برئاسة جاريد كوشنر كبير مستشاري وصهر ترامب، وعضوية كل من جيسون غرينبلات المساعد الخاص للرئيس الأمريكي والممثل الخاص للمفاوضات الدولية، ودينا باول نائب مستشار الأمن القومي للشؤون الاستراتيجية، القاهرة في إطار جولتهم الحالية في عدد من دول المنطقة من أجل التباحث بشأن سبل دعم عملية السلام، واستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
واستقبل السيسي الوفد الأمريكي بحضور سامح شكري، وزير الخارجية، وخالد فوزي، رئيس المخابرات العامة.
وقال السفير علاء يوسف المُتحدث الرسمي باسم الرئاسة، إن «السيسي أكد خلال اللقاء مواصلة العمل على تعزيز العلاقات المتشعبة التي تجميع البلدين في مختلف المجالات، والاستمرار في التنسيق والتشاور مع الإدارة الأمريكية من أجل تطوير التعاون الثنائي بين مصر والولايات المتحدة».
وأكد السيسي على «الأهمية التي توليها مصر للتوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، و مشيراً إلى الاتصالات والجهود المستمرة التي تبذلها مصر مع الأطراف المعنية من أجل الدفع قدماً بمساعي إحياء المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وإلى ما ستساهم به تسوية القضية الفلسطينية في توفير واقع جديد في الشرق الأوسط وتفنيد الحجج التي تستخدمها المنظمات الإرهابية في المنطقة»، منوهاً إلى استعداد «مصر للتفاعل مع مختلف الجهود الدولية في هذا الملف خلال الفترة القادمة».
كما عقد وزير الخارجية سامح شكري لقاء مع الوفد الأمريكي، رغم إعلان الخارجية المصرية في وقت سابق إلغاء اللقاء بعد قرار واشنطن خفض المعونة الأمريكية لمصر
وحسب المتحدث باسم الخارجية: «استعرض شكري تقييم مصر للأوضاع السياسية والأمنية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشيراً إلى سلبيات مرحلة الجمود التي تمر بها عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وانعكاساتها على أمن واستقرار المنطقة بالكامل».
وأضاف: «محادثات شكري مع الوفد الأمريكي تناولت العناصر والمحددات التي يمكن الاستناد إليها لتشجيع الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني على استئناف المفاوضات، حيث أكد وزير الخارجية على أهمية وجود أُفُق وإطار زمني واضح ومرجعيات متفق عليها للمفاوضات»، مشيراً إلى أن «المنطقة بأكملها في حالة تعطش لإحلال السلام وإنهاء الصراع الذي دام لعقود طويلة، ومن خلال حل دائم يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة التي تعيش إلى جوار دولة إسرائيل في سلام وأمن، منوهاً إلى أن التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية من شأنه أن يسهم في تحقيق الاستقرار ووقف العنف والتوتر في المنطقة».
وأضاف أبو زيد أن «شكري استمع من الوفد الأمريكي بشأن أهداف ونتائج جولته الحالية في المنطقة، والاتصالات التي يقوم بها مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وعدد من الأطراف الإقليمية والدولية. وقد حرص وزير الخارجية على الإجابة عن الأسئلة التي طرحها الوفد بشأن رؤية وتقييم مصر لسبل دفع عملية السلام إلى الأمام، بما في ذلك تقييم الجهود التي تستهدف تحسين الوضع الاقتصادي ومستوى معيشة المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة». وكانت الخارجية المصرية استنكرت في بيان قرار الحكومة الأمريكية تخفيض المعونة المخصصة لمصر في مجالات اقتصادية واجتماعية. وأعربت عن أسفها لقرار الولايات المتحدة الأمريكية تخفيض بعض المبالغ المخصصة في إطار برنامج المساعدات الأمريكية لمصر، سواء من خلال التخفيض المباشر لبعض مكونات الشق الاقتصادي من البرنامج، أو تأجيل صرف بعض مكونات الشق العسكري.
وتابعت الخارجية في بيانها:» تعتبر مصر أن هذا الإجراء يعكس سوء تقدير لطبيعة العلاقة الاستراتيجية التي تربط البلدين على مدار عقود طويلة، واتباع نهج يفتقر للفهم الدقيق لأهمية دعم استقرار مصر ونجاح تجربتها، وحجم وطبيعة التحديات الاقتصادية والأمنية التي تواجه الشعب المصري، وخلطا للأوراق بشكل قد تكون له تداعياته السلبية على تحقيق المصالح المشتركة المصرية الأمريكية».
وأضافت: «إذ تقدر جمهورية مصر العربية أهمية الخطوة التي تم اتخاذها بالتصديق على الإطار العام لبرنامج المساعدات لعام2017، فإنها تتطلع لتعامل الإدارة الأمريكية مع البرنامج من منطلق الإدراك الكامل والتقدير للأهمية الحيوية التي يمثلها البرنامج لتحقيق مصالح الدولتين، والحفاظ على قوة العلاقة فيما بينهما، والتي تأسست دوما على المبادئ المستقرة في العلاقات الدولية والاحترام المتبادل».
وقال حافظ أبو سعدة، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، في تصريحات صحافية، إن أوضاع حقوق الإنسان في مصر تحتاج إلى تعديل، وإن من مصلحة القاهرة أن تعمل على تحسين أوضاعها في ملفات مثل قانون الجمعيات الأهلية، والتمويل الأجنبي.
وأضاف أن العلاقات بين مصر وأمريكا لا بد أن تستمر بعيدًا عن الأوضاع الحقوقية خاصة فيما يخص المعونات، أو محاولة تصحيح الأوضاع بالتعاون بين الطرفين.
وأشار إلى أن قانون الجمعيات الأهلية يتضمن عدة ملاحظات من قبل أن يتم عرضه على مجلس النواب، وأثار انتقادات الغرب، وبالتالي يحتاج إلى إعادة نظر فيه مع محاولة العودة إلى قانون الحكومة الذي شهد توافقًا على عكس القانون الحالي. وشدد أبو سعدة على ضرورة إنهاء ملف القضية «173» المعروفة بالتمويل الأجنبي للمنظمات الحقوقية، لمحاولة تحسين العلاقات بين مصر وأمريكا.
وكشفت مصادر أن عودة ملف المعونة الأمريكية لمصر عاد لسطح الأحداث مرة أخرى بعد كتابة آية حجازي، الأمريكية من أصل مصري، مقالا عن أطفال الشوارع في مصر، وقضت سنوات حبس في مصر على ذمة التحقيقات في قضية عرفت إعلاميا بقضية أطفال الشوارع واتهامها وزوجها باستغلال أطفال الشوارع في المظاهرات لإثارة الفوضى في البلاد.
وطالبت في المقال الذي نشرته جريدة «واشنطن بوست»، الخارجية الأمريكية بحجب المساعدات عن مصر بدعوى عدم احترام حقوق الإنسان.
و أشارت حجازي ـ إلى أنه بعد القبض عليها وزوجها، حاولت الشرطة الضغط عليه للاعتراف بأنها جاسوسة أمريكية، وأنهم سيفرجون عنه وسيجدون زوجة جديدة له، مؤكدة أن أحد أطفال المؤسسة أرسل لها خطابًا في أثناء وجودها بالسجن قال فيه «لا أصدق ما اتهموك به، سأقف إلى جوارك حتى تحصلي على حقوقك، وسنحتفل بعد خروجك من السجن، ولكن يجب أن تغادري البلاد التي تغيب عنها العدالة، لست مجبرة على العيش هنا، ولكن نحن مجبرون».
وتحصل مصر على مبلغ ثابت سنويا من الولايات المتحدة الأمريكية منذ توقيع اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية عام 1978 المعروفة باتفاقية «كامب ديفيد»، حيث أعلن الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت جيمي كارتر، تقديم معونة اقتصادية وأخرى عسكرية سنوية لكل من مصر وإسرائيل، تحولت منذ عام 1982 إلى منح لا ترد بواقع 3 مليارات دولار لإسرائيل، و2.1 مليار دولار لمصر، منها 815 مليون دولار معونة اقتصادية، و1.3 مليار دولار معونة عسكرية.

السيسي يلتقي كوشنر بعد ساعات على قرار خفض المعونة الأمريكية لمصر

تامر هنداوي

أطفال مدرسة «جُب الذيب» شرق بيت لحم الممولة أوروبيا يبدأون العام الدراسي في العراء بعد تفكيك ومصادرة كرفانات الصفوف

Posted: 23 Aug 2017 02:28 PM PDT

بيت لحم – «القدس العربي»: مقابل جبل هيروديون التاريخي وبين أشجار الزيتون في قرية جب الذيب شرق بيت لحم، وتحت أشعة الشمس الحارقة حيث وصلت درجة الحرارة الى 35 مئوية، جلس أطفال المدرسة في العراء في اليوم الأول من العام الدراسي الجديد في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بعد أن صادرت سلطات الاحتلال كرفانات المدرسة التي تحوي الصفوف من الأول إلى الرابع الأساسي، وحرمت ستين طالبًا وطالبة من بداية طبيعية للعام الدراسي. 
وكانت قوات الاحتلال قد وصلت إلى مدرسة جب الذيب ليل أول من أمس الثلاثاء وقامت تحت جنح الظلام بتفكيك الكرفانات ومصادرتها بحجة أنها منطقة عسكرية مغلقة، وواجهت تصدي الأهالي لمنع المصادرة بالرصاص وقنابل الغاز التي بقيت آثارها موجودة على أرضية المدرسة المبنية من الإسمنت. 
ومع بزوغ الشمس وقبيل افتتاح العام الدراسي بشكل رسمي وصل نشطاء المقاومة الشعبية الفلسطينية في بيت لحم إلى المنطقة وأحضروا معهم خيمة كبيرة وقاموا بنصبها كي يتمكن الطلبة الأطفال من الجلوس في داخلها واقتناعهم بانطلاق العام الدراسي كالمعتاد رغمًا عن الاحتلال بعد مصادرة محتويات المدرسة. 
وتحدث سامي مروة مدير تربية وتعليم بيت لحم لـ «القدس العربي» مؤكداً أن المدرسة تخدم الأطفال من عمر ست سنوات إلى تسع في محاولة لتسهيل حصول الأطفال على الحق في التعليم في المناطق البعيدة عن مراكز المدن، ورغم وجود مدرسة جب الذيب وسط أربعة تجمعات سكانية فلسطينية إلا أن الأطفال يضطرون لقطع مسافة عشرة كيلومترات يوميًا ذهاباً وإيابا للوصول إلى المدرسة. 
واعتبر أن مهاجمة الاحتلال للمدرسة ومصادرتها هو انتهاك لحقوق الأطفال أولاً ولحقوق الإنسان ثانيًا، مؤكداً أنه سيتم بناء المدرسة لتمكين الطلبة من الحصول على تعليمهم الأساسي.
وقام مدير التربية بإلقاء تحية الصباح على الأطفال ووزع عليهم الحقائب المدرسية والكتب وكذلك القرطاسية في اليوم الأول لانطلاق العام الدراسي رغم كل الظروف. 
ووصف جبرين البكري محافظ بيت لحم مصادرة كرفانات صفوف المدرسة من قبل الاحتلال بالتصرف الهمجي، كون ما كان قائمًا ليس سوى بناء بسيط يمكن الطلبة من ممارسة حقهم في التعليم، لكن الاحتلال أبى إلا أن يمارس دوره بشكل بشع بحق الأطفال. وبين أن المنطقة كونها في المناطق المصنفة «ج» حسب اتفاق أوسلو، محرومة من الكهرباء والماء وكافة مقومات الحياة، إلا أن السكان مصرون على البقاء والصمود رغم إجراءات الاحتلال. 
وتطرق إلى مصادرة سلطات الاحتلال قبل ذلك ألواح الطاقة الشمسية الخاصة بالمدرسة، لكن وبجهد الجميع من التربية والتعليم، ولجان المقاومة الشعبية وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان وفصائل العمل الوطني جرى العمل على ترسيخ واقع وجود المدرسة في هذا المكان لمنع التوسع الاستيطاني في المنطقة ودعم صمود الفلسطينيين. 
وأكد منذر عميرة رئيس اللجنة التنسيقية العليا للجان المقاومة الشعبية لمواجهة الجدار والاستيطان في فلسطين أن نشطاء المقاومة حضروا إلى مدرسة جب الذيب كي يعيدوا بناءها كي تنطلق المسيرة التعليمية وحق الأطفال الفلسطينيين في التعليم، وكذلك استمرارا لنهج المقاومة الشعبية في بناء كل ما يتم هدمه. «نريد تثبيت هذا الحق بقوة المقاومة الشعبية والإرادة الفلسطينية».
 واتفق مع عميرة كذلك المحامي فريد الأطرش من الهيئة المستقلة لحقوق الانسان، حيث أكد أن الهدف هو تعزيز صمود الناس وفضح ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ومناشدة المجتمع الدولي لوقف انتهاكات الاحتلال، «ما جرى جريمة بحق الاطفال مع انطلاق العام الدراسي».
وكان الاتحاد الأوروبي قد قدم تبرعًا لبناء المدرسة وصل إلى قرابة ثمانين ألف يورو سواء ببناء بيوت الراحة، أو جلب كرفانات للصفوف أو ألواح الطاقة الشمسية.
وأكد مصدر أوروبي لـ «القدس العربي» أن الاحتلال صادر قبل ثلاثة أيام سيارة المقاول وجميع مواد البناء التي كان يستخدمها لتجهيز المدرسة قبل انطلاق العام الدراسي. وقبل شهرين أخطر الاحتلال المدرسة بنيته هدم «بيوت الراحة». 
وأعلن المصدر أن الاتحاد الأوروبي سيعيد بناء المدرسة من جديد لتمكين الأطفال من ممارسة حقهم الطبيعي في التعليم رغم المصادرة التي جرت من قبل الاحتلال. لكن الاتحاد الأوروبي لا يفعل ما فيه الكفاية على الجانب القانوني لمنع الاحتلال من تكرار عملية المصادرة، وإنما يعيد التبرع في كل مرة لإبقاء المدرسة قائمة. 
وقال أهالي القرية «لن يستطيع الاحتلال كسر إرادتنا، هذه المدرسة ستبقى في نفس المكان لأنها لا تهدد أحداً ولا تشكل خطراً أمنياً على المستوطنين اليهود أو جيش الاحتلال فهي موجودة وسط تجمعات سكانية فلسطينية وتخدم الأطفال في التعليم الأساسي».
 

 

أطفال مدرسة «جُب الذيب» شرق بيت لحم الممولة أوروبيا يبدأون العام الدراسي في العراء بعد تفكيك ومصادرة كرفانات الصفوف

فادي أبو سعدى:

حماس والجهاد تنددان بتصريحات «سليل عائلة المهدي» للتطبيع مع إسرائيل

Posted: 23 Aug 2017 02:28 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: نددت حركتا حماس والجهاد الإسلامي، بتصريحات وزير الاستثمار السوداني مبارك الفاضل، التي أيد خلالها إقامة بلاده اتصالات مع إسرائيل، ووصفتها حماس بـ«المستهجنة والعنصرية». وعبرت حماس في بيان لها، عن «بالغ الأسف والاستهجان» لما صدر عن وزير الاستثمار السوداني مبارك الفاضل، من تصريحات وصفتها حماس بـ «التحريضية والعنصرية» ضد الشعب الفلسطيني وضد حماس والمقاومة. ورأت الحركة أن هذه التصريحات تعد «غريبة عن قيم ومبادئ وأصالة الشعب السوداني المحب لفلسطين والداعم للمقاومة». وأضافت «وهي مستهجنة من سليل عائلة المهدي المجاهدة، وخارجة عن أعراف أمتنا العربية والإسلامية التي تمثل العمق الاستراتيجي لشعبنا ولقضيتنا العادلة».
وأكدت حماس أن هذه «التصريحات المسيئة» تنم عن جهل واضح بالقضية الفلسطينية. وطالبتا السودان قيادة وشعبا وأحزابا وطنية بـ «رفض هذه التصريحات المتناقضة مع المواقف المشرفة للسودان، تجاه قضية فلسطين وحقوق شعبنا المشروعة».
وكان الوزير السوداني قد قال خلال لقاء تلفزيوني، إنه «لا يرى أي مانع في تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وإن هذا الأمر قد يفيد مصالح السودان». وساق الوزير مزاعم لتبرير دعوته للتطبيع مع الدولة التي ساهمت في تقسيم بلاده وإقامة جنوب السودان كدولة مستقلة «الفلسطينيون طبعوا العلاقات مع إسرائيل، بل حتى حركة حماس تتحدث مع إسرائيل، والفلسطينيون يتلقون أموال الضرائب من إسرائيل ويجلسون ويتحدثون مع الإسرائيليين ولديهم خلافات، لكنهم يجلسون معا».
إلى ذلك أدان الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب في تصريح صحافي، ما ورد على لسان الوزير السوداني، التي تشجع على التطبيع مع إسرائيل. وطالب شهاب القوى والشعب في السودان بـ «رفض هذه التصريحات والتصدي لأي محاولات تحرف وجهة الموقف السوداني الرسمي والشعبي الداعم للحق الفلسطيني، والمساند لمقاومة الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال».

حماس والجهاد تنددان بتصريحات «سليل عائلة المهدي» للتطبيع مع إسرائيل
عقب تصريحات أدلى بها الوزير السوداني مبارك الفاضل

نتنياهو يلتقي بوتين للتوفيق بين موسكو وواشنطن حول مستقبل سوريا برؤية إسرائيلية

Posted: 23 Aug 2017 02:27 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»: اعتبر رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في مستهل لقائه مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في منتجع سوتشي في روسيا، أمس أن «إيران تهدد وجود إسرائيل.
وقال بيان صادر عن مكتب نتنياهو قوله إنه قد شكر الرئيس بوتين على اللقاءات التي يعقدها معه لأنها مهمة بالنسبة لإسرائيل ولروسيا. كما شكره على اتفاقية خاصة بسداد مدفوعات المعاشات التقاعدية التي تم إبرامها بينهما لأنها تفيد المواطنين في كلا البلدين وشكره أيضاً على قراره الشخصي بمساعدة المواطنين الإسرائيليين المحاربين القدامى الذين خدموا في صفوف الجيش الأحمر إبان الحـرب العالمية الثانـية.
وتابع نتنياهو «نحن وأنا شخصياً لن ننسى الدور التاريخي الذي لعبته روسيا ولعبه الجيش الأحمر في تحقيق الانتصار على النازيين. نقول ذلك في كل مكان وتم قيل ذلك مرة أخرى في الكنيست».
ونقل البيان عن نتنياهو قوله إن إيران تبذل جهوداً حثيثة من أجل تعزيز تواجدها العسكري في سوريا وإن هذا يشكل خطراً على إسرائيل وعلى الشرق الأوسط وعلى العالم أجمع. مدعياً أن إيران كانت قد بدأت جهودها للاستيلاء على العراق وعلى اليمن وهي قد حققت فعلاً سيطرة على لبنان.
وتابع «نحن ننتصر جميعاً على داعش في إطار جهود دولية كبيرة جداً ونرحب بذلك ولكن ما لا نرحب به هو بأن إيران تدخل الأماكن التي يخرج منها تنظيم داعش. لن نـنسى ولو للحـظة بـأن إيران لا تـزال تـهـدد يوميــا بـتـدمير إسـرائيل. إنها تزود تنظيمات إرهابـية بالسـلاح وهي ترتـكب الإرهـاب بنفسـها».
نتنياهو الذي سارع للقاء بوتين من أجل تجنيد روسيا للتأثير على الاتفاق المتداول حول سوريا وتحجيم الوجود الإيراني فيها قال إن طهران تطور الصواريخ العابرة للقارات بهدف تزويدها بأسلحة نووية ولجميع هذه الأسباب إسرائيل تعارض مواصلة الجهود الإيرانية».
وفي لهجة تهديد لإيران قال نتنياهو في اللقاء إن إسرائيل ستدافع عن نفسها بشتى الوسائل ضد هذا التهديدات وغيرها. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه في خلفية تصريح نتنياهو هو التخوف الإسرائيلي من استقرار قوات إيرانية وقوات موالية لإيران في سوريا. يذكر أن روسيا وإيران هما حليفتا نظام الأسد في سوريا، الذي لم يسقط في الحرب الأهلية بفضل دعم هذين الحليفين وتدخلهما العسكري.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن موظف إسرائيلي رفيع قوله إن نتنياهو شدد أمام بوتين على أنه رغم التوتر بين واشنطن وموسكو، فإنه عليهما التعاون من أجل التوصل إلى تسوية في سوريا بحيث لا تؤدي إلى تعزيز قوة إيران.
وقال الموظف الإسرائيلي إن الموضوع المركزي في زيارة نتنياهو هو البحث مع بوتين حول اتفاق وقف إطلاق نار في سوريا تدفعه روسيا والولايات المتحدة في سوريا. لكنه أردف أنه «لا يوجد اتفاق كهذا حتى الآن، وإنما هناك تفاهمات فقط بشأن المناطق التي يوجد فيها اتفاق وقف إطلاق نار بين الجيش السوري والمتمردين الذين لا ينتمون إلى داعش أو القاعدة»، معتبراً أن «هذا هو الوقت الذي يمكن التأثير فيه. وتابع «ونحن نريد بذل جهد سريع وطارئ من أجل التأكد من الحفاظ على مصالحنا الأمنية. وهذا هو الهدف من اللقاء مع بوتين».
وقال إنه ينبغي محاولة التقريب بين الأمريكيين والروس فمن أجل تسوية حقيقية في سوريا يجب عليهما الجلوس معا ولن ينجح هذا من دون تعاون بينهما.
وقالت مصادر في مكتب نتنياهو إنه تلقى الأخير تلقى أمس إيجازاً من الوفد الذي زار واشنطن برئاسة رئيس الموساد والتقى مع أعضاء في مجلس الأمن القومي الأمريكي.
كما أوضح أن أعضاء الوفد «عبروا عن رضاهم من أن الولايات المتحدة فهمت بشكل كامل الموقف الإسرائيلي بشأن استقرار إيران في سوريا وتم الاتفاق على مواصلة الاتصالات الدائمة حول هذا الموضوع. لكن أوساطاً سياسية تحفظت على ذلك وكشفت أن الجانب الأمريكي أصغى للوفد الإسرائيلي لكنه لم يتعهد بالعمل وفق طلبات إسرائيل.
وهذا اللقاء الخامس الذي يعقده نتنياهو مع بوتين منذ بدء التدخل العسكري الروسي في سوريا، في أيلول/سبتمبر العام 2015. ويرافق نتنياهو في زيارته الخاطفة كل من رئيس الموساد، يوسي كوهينن ورئيس مجلس الأمن القومي، مئير ين شبات، والوزير زئيف إلكين.

نتنياهو يلتقي بوتين للتوفيق بين موسكو وواشنطن حول مستقبل سوريا برؤية إسرائيلية
قال إن إيران تهدد وجود إسرائيل ودعا لتحجيم دورها في المنطقة

مؤسسات ومنتديات ومسؤولون يدينون أشكال العنف الجنسي ضد المرأة في المغرب

Posted: 23 Aug 2017 02:27 PM PDT

الرباط – «القدس العربي» : تقع مدينة الحسيمة جغرافيا، بين برشلونة والدار البيضاء، لكن المناطق الجغرافية الثلاث تحمل عناوين الحالة المغربية: احتجاجات مجتمعية في الحسيمة باتت تحمل بعدا سياسيا، وإرهاب مصدره المغرب، فيه نبت ونما وذهب إلى برشلونة ليمارس قتل مواطنين آمنين، واغتصاب نساء في حافلة نقل عمومي في الدار البيضاء أمام الملأ وفي عز الظهيرة.
العنوان جيل مغربي يطمح لمغرب ديمقراطي متقدم يصطدم بمقاومة شرسة من فاسدين معادين للديمقراطية، ويجد نفسه، في ظل فقدانه للثقة في ما هو قائم من مؤسسات، نحو الإرهاب أو اللامبالاة بلا قيم أو مسؤولية.
وينشغل المغرب، مؤسسات ومكونات المجتمع بحادثة اغتصاب شباب لفتاة في حافلة للنقل العمومي، ويتجرأون على تصوير جريمتهم ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي ويتبادل الجميع مسؤولية ما وصل اليه الشباب المغربي، وكل طرف، يجد في الحادثة طريقة لتصفية حسابات مع طرف يعتبره خصما لمصالحه، خاصة أن جريمة الاغتصاب تترافق مع تقارير عن جرائم بشعة ترتكب يوميا ليس الاغتصاب إلا واحدا منها.
وأعلن المركز المغربي لحقوق الإنسان، أن ”ما يشهده المغرب حاليا (اغتصاب للأطفال والفتيات وتهجم واعتداء بالأسلحة البيضاء)، ينذر بانهيار منظومة القيم الإنسانية في نفوس الشباب، على نحو يوشك أن يصيب المجتمع بعطب قيمي وإنساني رهيب، حيث بات أغلبهم ممزق الهُوية ومنحلا عن القيم الإنسانية والأخلاقية، فضلا عن الدينية».
وأضاف المركز في بلاغ ارسل لـ«القدس العربي» إن «هذا الانحلال كان نتيجة انكفاء الأسر المغربية عن مستلزمات تربية الأبناء، بسبب انشغالهم المرير بالبحث عن لقمة العيش، فضلا عن السقوط في نزاعات تفضي إلى التفكك الأسري، بالنسبة لفئات عريضة مهمشة أو معدمة واضمحلال الدور التربوي والأخلاقي للمدرسة العمومية، في وقت باتت تشكل فيه محورا أساسيا في تكوين شخصية المواطن في الدول الديمقراطية».
وانتقد المركز «انتشار وسائل الإصابة بالإدمان، وتهييج غرائز اليافعين، عبر شبكات التواصل الافتراضي، والتباهي بالممارسات اللاأخلاقية، وتمييع العلاقات الإنسانية، داخل الأسرة وخارجها»، وضعف الرادع القانوني، «في الحد من الاختلالات الاجتماعية الخطيرة، التي ترى طريقها نحو المؤسسات الأمنية والقضائية، بسبب ممارسات فاسدة، وغلبة المال والنفوذ والشطط، بما يفضي بالنهاية إلى الإفلات من العقاب، ما شجع تباعا على غياب الوازع الأخلاقي والضمير الإنساني في نفوس المعتدين”.
واعتبر المركز الحقوقي أن «الدولة تشجع الإعلام التافه، وتصرف عليه ميزانيات ضخمة من الأموال العمومية، وغايته إفراغ الأجيال الصاعدة من انتمائهم الهُوياتي، من خلال تحريك الغرائز بدل العقول، وتنمية أفاعيل الغش والخداع والخيانة، وثقافة الشوفينية في عقولهم، بدل قيم المبادئ والأمانة وروح الانضباط».
وقال: إن «الجريمة المرتكبة في حق الفتاة ثابتة وتستلزم إنزال العقوبة بأولئك المجرمين، وأن المغرب قد شهد، ولا يزال، حالات اعتداءات إجرامية بشعة، لم تنل الاهتمام والضغط اللازمين، لفرض تغيير للقوانين ولسلوك المؤسسات في ضبط الوضع، كحالة اغتصاب خديجة في مدينة ابن جرير من لدن وحوش آدمية، وإطلاق سراحهم من قبل القضاء، ما دفعها إلى الانتحار، وحالة الطفلة فاطمة الزهراء من مدينة تيفلت، التي تعرضت للاختطاف والاغتصاب، قبل أن يجهز عليها الجاني ليرديها قتيلة، بعد أن أشبع غريزته البهائمية في جسد طفلة بريئة». وحمل المركز المذكور المسؤولية إلى السياسات العمومية غير الديمقراطية، التي أدت تداعياتها إلى انهيار وشيك لمنظومة القيم الإنسانية في المجتمع، وفي صفوف الشباب على وجه التحديد، قبل أن يطالب الدولة المغربية بمراجعة مقاربتها في تدبير الخدمات الاجتماعية، والبنى التحتية، المرتبطة بالحقوق الأساسية، كالتعليم البناء والصحة للجميع والتشغيل للجميع وبالاستحقاق، وإيلاء الجانب الاجتماعي والرعاية التربوية، وما يجب من أجل النهوض بقيم المجتمع، بدل التنصل منها، بدعوى العبء المالي الذي تتحمله الدولة، ما سيتسبب في تدميرها تديريجيا.
واستنكر منتدى «الزهراء للمرأة المغربية» المقرب من حزب العدالة والتنمية، ذات المرجعية الاسلامية والحزب الرئيسي بالحكومة، جريمة الاغتصاب الجماعي التي تعرضت لها الفتاة واعتبرها انتهاكا صارخا لحقها الدستوري في التمتع بالسلامة الشخصية التي يكفلها الدستور.
ودعا المنتدى إلى التطبيق العادل والصارم للقانون في حق الأحداث الجانحين المشتبه في ارتكابهم للأفعال المذكورة، مؤكدا أن العناصر التكوينية لجريمة هتك عرض مع استعمال العنف ثابتة وذلك بمقتضى القانون الجنائي، وطالب الجهات المسؤولة القيام بالإجراءات القضائية اللازمة ومتابعة كل من تبث تورطه في هذه النازلة وفقا لمقتضيات القانون وأكد أن هذه النازلة تؤشر بقوة إلى انهيار منظومة قيم المجتمع وتردي السلوك الاجتماعي لأفراده، وتساءل من جهة، الفعاليات المدنية والسياسية والحقوقية والدينية جميعها ومختلف مؤسسات التنشئة في اتخاذ المبادرات كافة الكفيلة بتربية وتأطير الشباب وفقا للهُوية المغربية. مؤكدا ضرورة أن تعمل الدولة على توفير الحماية القانونية والاعتبار الاجتماعي والمعنوي للأطفال جميعهم بكيفية متساوية بصرف النظر عن وضعيتهم العائلية حتى لا تتكرر مثل هذه الأحداث.
وقال مصطفى الرميد، وزير الدولة (نائب رئيس الحكومة) المكلف بحقوق الإنسان: إن «الاعتداءات ضد النساء كانت دائما موجودة في الفضاء العمومي، لكن الذي تغير الآن، هو بث هذه الاعتداءات وتصويرها على مواقع التواصل الاجتماعي» واضاف: إن «توالي الاعتداءات الجنسية ضد النساء في المغرب مرده غياب التربية والأخلاق وليس بسبب غياب القوانين والتشريع»، وقال: إن «الاعتداءات ضد النساء تقع في كل بقاع العالم وليس في المغرب فقط».
وقالت السوسيولوجية المغربية سمية نعمان جسوس: إن «واقعة محاولة اغتصاب فتاة داخل حافلة عمومية ليست سوى مشهد يعكس ازدواجية المجتمع المغربي الغارق في «التقليدانية» ويدعي الحداثة المزيفة والمتطرفة»، وأضافت: «حتى ستينيات القرن الماضي، كان ولوج المرأة للفضاء العمومي ممنوعا، وكان يتم تصويرها، فريسة محتملة في الشارع». واتهمت الرجل المغربي بانه «يميل إلى استعراض قوته الجنسية كلما أتيحت له الفرصة وحتى داخل الفضاء العمومي».
واعتبر عبد الصمد الديالمي، أستاذ علم الاجتماع «واقعة تصوير فتاة تتعرض للاغتصاب داخل حافلة عمومية حادثا عاديا يقع مثلها داخل المجتمع المغربي كل يوم، داعيا المنظمات النسائية لتكثيف الجهود عبر سن قوانين جديدة تحمي حقوقهن وكرامتهن». وتعتقد أوساط حقوقية أن «حادث الاعتداء الجنسي الذي تعرضت له فتاة مغربية داخل حافلة عمومية بالدار البيضاء لن يكون الأخير، وذلك راجع لغياب قانون زجري يحد من انتشار هذه الظاهرة.
واكد تقرير حكومي نشر سنة 2015، ارتفاع نسبة قضايا الاعتداء الجسدي المعروضة على المحاكم المغربية بنحو 8.33 من مئة مقارنة بسنة 2013، وهي حالات ارتكبت من قبل رجال راشدين بلغت نسبتهم نحو 88 من مئة»، وحسب وزارة العدل والحريات فان الاعتداءات الجسدية قد ارتكبت بشكل رئيسي من قبل الرجال بنسبة تبلغ 88 من مئة سنة 2014، في حين 11.4 من مئة فقط من النساء البالغات ارتكبن أفعال عنف جسدي ضد نساء خلال السنة نفسها. وكشف التقرير الذي أعدته وزارة العدل والحريات سنة 2015 عن أن «12148 حالة اعتداء جسدي تم عرضها على المحاكم المغربية برسم سنة 2014، وسجلت خمسة مناطق أزيد من 70 من مئة من مجموع قضايا الاعتداءات الجنسية المبلغ عنها والمسجلة بمحاكم الاستئناف» وان معظم النساء اللواتي تعرضن للاعتداء في المدن الكبرى، وتتراوح أعمارهن بين 18 و45 سنة، وجلهن عاطلات، كما تطال الاعتداءات الجسدية نساء العالم القروي، لكنهن يعانين في صمت.
ووفقا لمعطيات نقلها موقع «جون أفريك» استنادا إلى مصادر من مديرية الأمن فإن «55 من مئة من الاعتداءات الجسدية التي تطال النساء تكون في الفضاء العمومي (سنة 2013) وشهدت هذه النسبة انخفاضا خلال سنة 2014 بنسبة 1 من مئة، فيما ارتفعت حالات الاعتداء داخل بيوت الزوجية إلى نسبة 39 من مئة مقارنة مع سنة 2013 التي شهدت نسبة 38 من مئة، فيما بلغت هذه النسبة نحو 4 من مئة في مكان العمل سنة 2014.
وتشير المعطيات المسجلة لدى وزارة العدل والحريات إلى أن أشكال العنف الجنسي، كالتحرش اللفظي والجسدي وجرائم الاغتصاب، شكلت فقط 8.6 في المئة من مجموع قضايا العنف ضد المرأة المسجلة برسم سنتي 2013 و2014، حيث شكل الاغتصاب 70 في المئة، وقد باتت حالات الاغتصاب تعرف انتشارا واسعا بفضل وسائل التواصل الاجتماعي وأنه «تم تسجيل 1114 حالة اغتصاب سنة 2015، فيما بلغت حالات الاعتداء على الشرف نحو 400 حالة، بينما تم تسجيل 24 حالة تهم الاستغلال الجنسي لأهداف ربحية».

مؤسسات ومنتديات ومسؤولون يدينون أشكال العنف الجنسي ضد المرأة في المغرب
المركز المغربي لحقوق الإنسان: ما يحصل إنذار بانهيار منظومة القيام الإنسانية لدى الشباب
محمود معروف

حملة احتجاجية في «جبل الطور» ضد بيع أملاك الكنيسة «بيتي بيت صلاة يُدعى وأنتم جعلتموه مغارة لصوص»

Posted: 23 Aug 2017 02:27 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»: أعلن المجلس المركزيّ الأرثوذكسيّ داخل أراضي 48 عن إطلاق حراك شعبي للحفاظ على مقدرات الكنيسة، في ظل استمرار عقد صفقات لبيعها لجهات إسرائيلية وأجنبية. وبعنوان «تجلّي الحقيقة الأرثوذوكسيّة» قال المجلس في بيان إن الخطوة الأولى في الحراك الشعبيّ المبارك الذي يسعى للحفاظ على الأوقاف الأرثوذكسيّة من سوء تصرّفات البطريرك ثيوفيلوس والـمَجمع المقدّس قد انطلقت من جبل الطور حيث كنيسة القفزة، شرق – جنوب الناصرة، بعد أن تحوّل هذا البطريرك إلى «تاجر عقارات وسمسار لأوقاف الكنيسة الأرثوذكسيّة، وذلك عبْر سلسلة من صفقات وتصفيات للأملاك في أماكن شتّى في البلاد – وهو الذي يُفترَض فيه بالطبع أن يكون الحارس الأمين على الأوقاف».
وأكد المجلس المركزي أنه بعد انكشاف «هول صفقات البيع، وآخرها صفقة الطالبيّة» تَنادى عدد من الإخوة من أبناء الكنيسة ومن ممثّلين لهيئات منها، وقرّروا البدء بنشاطات احتجاجيّة أوّلها الصعود إلى جبل طابور، عشيّة عيد التجلّي الإلهيّ، ليؤدّوا الصلاة في ساحة الدير وليعبّروا بالطريقة المشروعة الرصينة الهادئة عن معارضتهم واحتجاجهم على ما تقوم به البطريركيّة. وأوضح أن المبادرة تأتي للمطالبة بكَنْس مَن يخون الرسالة المقدّسة،لافتا لتلبية الدعوةَ من قبل مجموعةٌ مبارَكة من الغيورين الناشطين والمهتمّين بهذه القضيّة. ويقول البيان إنه في المقابل، تجهّزت البطريركيّة واتصلت مسبقًا بالشرطة الإسرائيلية فقامت هذه باستدعاء ثلاثة من المنظِّمين محاولًة تهديدهم، فرفضوا التهديد وكان الردّ القاطع: «إحْنا مْنِتْهَدَّدِشْ». في ما بعد، في مدخل الدير، ليلة عيد التجلّي، كان رجال الشرطة الإسرائيلية في الانتظار ترافقهم فرقة من الوحدة الخاصّة، إضافةً إلى عشرات العناصر من شركة حراسة خاصّة مَنَع أفرادُها المحتجّين من الدخول إلى ساحة الدير، بذريعة أنّهم يرتدون قمصانًا كُتِب عليها ما يسيء إلى المكان والمناسَبة («بيتي بيت صلاة يُدعى وأنتم جعلتموه مغارة لصوص» – هذا الكلام المقتبَس من إنجيل متّى هو الذي طُبِع على تلك القمصان)، فتدخّل رجال الشرطة والوحدة الخاصّة وهدّدوا باعتقال المشاركين في الاحتجاج، ولكنّهم تراجعوا إزاء التفاف وتكاتُف الناشطين وردودهم الموضوعيّة المتّزنة.
كما كانت الشرطة الإسرائيلية قد منعت بعض الصحافيّين وعشرات المحتجّين من الصعود إلى الجبل . وقد تخلّل ذلك النشاطَ الاحتجاجيّ، الذي استمرّ لساعات، رفْعُ شعارات بعدّة لغات تُدين البطريرك و»تصرُّفه المفرِّط والـمُهين» وتوزيعُ منشور بآلاف النسَخ كُتِب بثلاث لغات (العربيّة واليونانيّة والروسيّة) خاطب أبناءَ الكنيسة المحلّيّين والحجّاجَ الأجانب الذين توافدوا بالآلاف إلى المكان. وقد تضمّن ذاك المنشور الذي وُزّع على الوافدين إلى الدير صورًا عن توقيع البطريرك على بعض الاتّفاقيّات المثيرة للاستنكار. وممّا جاء فيه: «أيّها المؤمنون الكرام. أنتم الآن تزورون هذا المكان المقدّس، ولكن لشديد الأسف ليس هنالك ما يضمن أن تتمكّنوا لاحقًا من أن تحجّوا إليه وملْكِيَّتُهُ في يد الكنيسة؛ وذلك أنّ ما باعته وتبيعه البطريركيّة من أملاك الكنيسة في أماكن أخرى، في القدس وطبريّا ويافا وغيرها، يجعل هذا المكان وغيره عرضة لخطر التآمر والضياع».
وبمساندة الشرطة ورجال الحراسة، منعَ البطريرك أبناءَ الكنيسة العرب أصحاب المكان والأرض من المشاركة في القدّاس، بينما سُمِح ذلك لغيرهم من الأجانب دونما عراقيل.
أمّا في المؤتمر الصحافيّ الذي عقده البطريرك نفسه في عمّان قبل ذلك بأيّام، فقد اتّهم السلطات الإسرائيليّة بالعمل ضدّ البطريركيّة. وتابع المجلس المركزي «في الأردنّ يشتكي إسرائيل، وفي جبل طابور يستنجد بها لتحميه من غضب أبناء الكنيسة الأرثوذكسيّة العرب». ومضى المجلس المركزي في حملته الشديدة» ويعتبر ثيوفيلوس منزوع الصلاحيّات كبطريرك، ولا نُوْليه أيّة ثقة، نثمّن عاليًا موقف غبطة البطريرك ميشيل صبّاح ونعتبره موقفًا لاهوتيًّا وطنيًّا جامعًا».
وكان بطريرك اللاتين السابق ميشيل صباح قد عبّر عن معارضته الواضحة لصفقات بيع أملاك الكنيسة الأرثوذوكسية. ودعا المجلس المركزي جميع المرجعيّات الروحيّة في فلسطين إلى دعم حراكه واستنكار البيع والتفريط، وبخاصّة الكنائس الرسميّة الصامتة. ويضيف « من جميع أبناء شعبنا نطلب المشاركة الفاعلة في هذا الحراك بشتّى أشكالها؛ فأصحاب الحقّ هم كذلك أصحاب الحلّ» .كما ذكّر أنّ من أهمّ المطالب التي يسعى إلى تحقيقها: انتخاب إدارة تمثيليّة ديمقراطيّة للكنيسة؛ وضع نظام إداريّ ماليّ يضمن الشفّافيّة؛ تعديل الدساتير والقوانين بحيث يُنَصّ فيها على منع بيع أملاك الكنيسة منعًا باتًّا، وأمّا تأجيرها فيكون لأهداف استثماريّة وبشروط صارمة مع ضمان الشفّافيّة.
وخلص المجلس المركزي لدعوة الفلسطينيين للمشاركة بالفعاليات الاحتجاجية من أجل تحرير أملاك الكنيسة وصيانتها. ويضيف «كنيستنا وأراضي الأجداد غالية علينا، وتستحقّ أن نضحّي من أجلها. لا نقبل أن يأتي يوم يتعيّب فيه بِنا الأبناء والحَفَدة لأنّنا – لا سمح الله ولا قدّر – فرّطنا بحقّنا وادّعينا متذرّعين أنّ مَطالبنا العادلة من غير الممكن تحقيقها. ورحم الله مَن قال: «الإنسان إرادة». ووعد الناطق بلسان البطريرك الأرثوذوكسية تزويدنا بالتعقيب على ما ورد أعلاه ورغم محاولاتنا المتكررة لم يصل التعقيب.

حملة احتجاجية في «جبل الطور» ضد بيع أملاك الكنيسة «بيتي بيت صلاة يُدعى وأنتم جعلتموه مغارة لصوص»

وديع عواودة:

300 ألف مريض نفسي في سوريا… ووزير الصحة لدى الحكومة المؤقتة يتهم النظام

Posted: 23 Aug 2017 02:26 PM PDT

دمشق ـ «القدس العربي» : هيأ النظام السوري الذي كان وراء المناخ الخصب لتعاظم نسبة الأمراض الجسدية والنفسية بين السوريين، بسبب حرصه على استهداف اماكن تجمع الأهالي، حيث كان السواد الأعظم من المرضى هم من المدنيين والأطفال.
وما ساهم في نمو وتفشي تلك الأمراض انهيار القطاع الصحي في كل من مناطق سيطرة النظام السوري وفصائل المعارضة على حد سواء، وتصاعد ازمة فقدان الأطباء ممن كانوا الشريحة الأكثر استهدافاً من قبل أفرع الأمن والمخابرات ومدفعية النظام، نتيجة قيامهم بواجبهم اتجاه المرضى المغضوب عليهم حكومياً.
رسمياً كشف مدير الصحة النفسية في وزارة الصحة «رمضان محفوري» أمس خلال ورشة عمل حول الصحة النفسية والإعلام التي أقامتها وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ووزارة الإعلام، عن وجود أكثر من 300 ألف شخص يحتاجون للاستشفاء من الأمراض النفسية في سوريا، يتلقى منهم 750 فقط العلاج.
وأشار «محفوري» إلى وجود 70 طبيباً مختصاً في الأمراض النفسية في سوريا، مضيفاً ان «هذا الرقم لم يتغير على الرغم من أن هناك 10 خريجين من الأطباء النفسيين في سوريا ولكن الأغلب يهاجر خارج القطر حيث يوجد أكثر من 500 طبيب نفسي سوري خارج القطر».
تحتاج المشافي النفسية في سوريا إلى 2000 طبيب مختص على اقل تقدير، حسب التصريحات الرسمية، وذلك نتيجة الارتفاع المتزايد لأعداد المرضى وهو سبب طبيعي لنتائج الحرب التي شنها بشار الأسد على الشعب السوري، حيث تتراوح النسبة الطبيعة للمرضى النفسيين في أي بلد ما بين 1 -2 %، بيد ان نسبة المرضى في مناطق سيطرة النظام السوري، ان صحت التصريحات الرسمية، فهي تتراوح ما بين 3 – 4 % من عدد السكان، فضلاً عن أولئك المرضى المتواجدين في مناطق سيطرة فصائل المعارضة ممن يصعب الوصول اليهم، لتسجيلهم ضمن الاحصائيات.
وأكد محفوري انه لا يوجد في وزارة الصحة سوى 19 طبيباً مختصاً في الأمراض النفسية، أما المؤسسات الصحية التابعة للتعليم العالي فلا يتجاوز العدد 4 أطباء وفي الخدمات الطبية والشرطة لا يزيد على طبيب واحد في كل جهة.
الدكتور محمد فراس الجنيدي وزير الصحة لدى الحكومة السورية المؤقتة لقوى الثورة والمعارضة السورية، اتهم في تصريح خاص لـ»القدس العربي»، النظام بالوقف وراء انتشار الأمراض النفسية في سوريا، جراء القصف بالحمم النارية على أحياء المدنيين، مضيفاً ان أكثر من 95 بالمئة من الحالات هي نتيجة الصواريخ والقنابل والرعب التي يقصفها النظام السوري على الأهالي.
وأضاف: ان سوريا تعاني من قبل اندلاع الثورة من نقص شديد في عدد الأطباء النفسيين، الأمر الذي انعكس أيضاً على الفترة الراهنة، حيث يوجد في المناطق المحررة طبيبين نفسيين فقط يعالجان المرضى ويقفان على الحالات النفسية التي أصيب بها المرضى نتيجة القصف والدمار وخسارة الأطراف او خسارة الأشخاص المقربين وغير ذلك.
وأكد ان عدد المرضى النفسيين حسب تصريحات النظام هو رقم مبالغ فيه، ويختلف الامر ما بين مريض نفسي او عقلي، او من يمرون بحالة نفسية نتيجة الأوضاع الراهنة، مشيراً إلى ان الظروف التي مرت على الشعب السوري و»التنازل ما بعد الصدمة والتكيف مع الواقع الجديد نتيجة الهجرة او القصف او فقد المعيل، او فقد الأطراف، والشلل، جميعها يولد حالات نفسية عند الكبار والصغار وهي أهم أسباب انتشار الأمراض النفسية العارضة التي ممكن ان تعالج وتتحسن مع الايام، وهي تختلف عن الأمراض العصبية والعقلية التي ممكن ان تكون نسبتها عالية.
وأضاف وزير الصحة انه يتعذر وجود أي إحصائية دقيقة للمرضى في المناطق المحررة، مشيراً إلى نوعين من المرضى، الأول مريض نفسي والآخر مريض عقلي، حيث يتواجد في منطقة اعزاز مركز طبي يقدم العلاج للمرضى النفسيين والعقليين، إضافة إلى بعض المراكز المنتشرة في أطمة على الحدود السورية التركية، وبعض المحافظات السورية.
وأكد ان نحو 15 مليون سوري قد هجروا خارج القطر ونسبة كبيرة منهم يعاني جراء الظروف التي مرت على الشعب السوري خلال سبع سنوات.
وأشار إلى وجود فريق طبي متخصص من الأطباء النفسيين، يدخلون عبر الأراضي التركية إلى مخيمات السوريين ويقف الأطباء على الحالات النفسية، في ظل تواصل المستمر مع المرضى عبر وسائل التواصل.
وكانت قد وجهت وزارة الصحة في الحكومة السورية المؤقتة رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو غوتيريش» بشأن القصف الممنهج الذي يقوم به النظام السوري وروسيا للمشافي والمرافق الطبية، والذي أدى إلى مقتل عدد كبير من الكوادر وتدمير المعدات والآليات والمباني وتوقف تلك المؤسسات عن العمل.
وأوضحت وزارة الصحة أنه منذ عام 2011 وحتى عام 2015، تم استهداف ما لا يقل عن 70 نقطة طبية واستشهاد 497 بين طبيب وممرض ومسعف، وأشارت الوزارة إلى أن هذه الأرقام زادت في عام 2016، حيث دُمر 286 نقطة طبية واستشهد 151 من الكوادر الطبية.
وأشارت الوزارة إلى أن عام 2017 وحتى الشهر الرابع منه شهد استهداف 32 نقطة طبية كان من ضمنها استهداف مشفى كفر تخاريم، الذي تمت إصابته بالصواريخ العنقودية والفراغية فجر امس.
وأكدت الوزارة أن المرافق الطبية بعيدة عن المقرات العسكرية وجبهات القتال، وخالية من العناصر المسلحة، كما أكدت أن تلك المرافق تقدم الخدمات الطبية لسكان المناطق المحررة بغض النظر عن الدين أو المذهب أو العرق.

300 ألف مريض نفسي في سوريا… ووزير الصحة لدى الحكومة المؤقتة يتهم النظام

هبة محمد

شفيق يهاجم اقتراحات تعديل الدستور المصري: تصرفات صبيانية غير مسؤولة

Posted: 23 Aug 2017 02:26 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: هاجم المرشح الرئاسي المصري الأسبق، أحمد شفيق، اقتراحات تعديل الدستور المصري، ووصفها بـ«التصرفات الصبيانية غير المسؤولة».
وقال في تغريدة كتبها عبر صفحته الرسمية الموثقة على موقع التغريدات القصيرة «تويتر»، مساء أول أمس الثلاثاء: «نصيحتي لكل من يبدي رأياً مؤيداً لتعديل الدستور في هذه المرحلة.. توقفوا عن هذه التصرفات الصبيانية غير المسؤولة، وغير الواعية للآثار السلبية المترتبة على هذا الإجراء».
ويعود مجلس النواب المصري للعمل في دور الانعقاد الثالث المقرر له في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
واستبق عدد من النواب الموالين لنظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بداية دور الانعقاد الثالث، وأعلنوا نيَّتهم التقدم بتعديلات دستورية.
وأعلن عضو مجلس النواب، إسماعيل نصر الدين، إدخال تعديلات دستورية على بعض المواد في الدستور المصري بدور الانعقاد الثالث، من بينها المادة «140» التي تنص على أن « يُنتخب رئيس الجمهورية لمدة أربع سنوات ميلادية، تبدأ من اليوم التالي لانتهاء مدة سلفه، ولا يجوز إعادة انتخابه إلا لمرة واحدة»، ويهدف التعديل المقترح لتصبح مدة الرئاسة 6 سنوات.
والأسبوع الماضي، كرَّر نصر الدين إعلان رغبته في التقدم بتعديل دستوري، بالتزامن مع توجيه رئيس المجلس، علي عبد العال، وعدد من السياسيين والأحزاب الموالية للنظام انتقادات للدستور، الذي شارك هو في وضعه قبل سنوات قليلة.
وتشمل مقترحات تعديل الدستور إعادة العمل بمجلس الشورى (الغرفة الثانية للبرلمان سابقاً)، وإعطاء مزيد من الصلاحيات للسيسي، تمكِّنه من تشكيل الحكومة منفرداً وإقالة وزراء.
ووفق الدستور الذي أُقر في مصر عام 2014، في أعقاب الإطاحة بحكم الرئيس المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين من رئاسة البلاد، يلزم تعديل الدستور موافقة خُمس أعضاء مجلس النواب، نحو 120 عضواً من إجمالي 596، على مقترحات تعديله، قبل مناقشتها والتصويت عليها، على أن تُقرّ بموافقة ثلثي الأعضاء، وتصبح التعديلات نافذة بموافقة الأغلبية في استفتاء شعبي.
يشار إلى أن الفريق أحمد شفيق، هو آخر رئيس وزراء لمصر في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، وسافر عقب خسارته في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة أمام محمد مرسي في 2012، لدولة الإمارات، وما زال يقيم فيها حتى الآن، وبين الحين والآخر، يتردد اسم شفيق (75 عاماً) كمرشح محتمل في رئاسيات 2018 في مصر.
وبمهاجمة شفيق مساعي تعديل الدستور، ينضم لعدد من الرموز السياسية الرافضة للمقترح، وأشهرهم النائب البرلماني السابق محمد أنور السادات، والمرشح الرئاسي الأسبق وأمين عام جامعة الدول العربية سابقا عمرو موسى، علاوة على القيادي في الحزب الوطني المنحل ووزير الشباب والرياضة الأسبق علي الدين هلال.

شفيق يهاجم اقتراحات تعديل الدستور المصري: تصرفات صبيانية غير مسؤولة

مؤمن الكامل

الحريري وقائد الجيش تفقدا الخطوط الأمامية في رأس بعلبك والجيش اللبناني يستعد للهجوم على آخر مربّعات تنظيم «الدولة» في الجرود

Posted: 23 Aug 2017 02:25 PM PDT

بيروت- «القدس العربي»: في وقت يتحضّر الجيش اللبناني للهجوم على البقعة الأخيرة التي يتمركز فيها تنظيم الدولة الإسلامية في جرود رأس بعلبك والقاع والتي تبلغ مساحتها 20 كيلومتراً فقط، تراجعت امس العمليات العسكرية وأجريت عملية تبديل محدودة بين الوحدات العسكرية وجرت دراسة للمربع الأخير الذي سيتم الهجوم عليه بهدف الحصول على أكبر معلومات تتعلق بعمليات التفخيخ الموجودة، والتي تؤخر تقدم الوحدات وتوقع خسائر في صفوفها ولاسيما أن غالبية الجنود الذين سقطوا من الجيش كانوا ضحية الالغام والمتفجرات.
من جهة أخرى قتل اثنان من أعضاء حركة فتح الفلسطينية باشتباكات مع جماعات إسلامية بمخيم عين الحلوة للاجئين في لبنان امس الأربعاء مما يرفع عدد القتلى إلى ستة في الاشتباكات الدائرة منذ أسبوع. فقد تجددت الاشتباكات بين مقاتلين إسلاميين وقوة مشتركة تضم الفصائل الفلسطينية الرئيسية وبينها حركة فتح المسؤولة عن أمن المخيم. وكان اثنان آخران من أعضاء فتح واثنان من المقاتلين الإسلاميين قتلوا سابقاً وأُصيب 15 شخصاً بينهم مدنيون في الاشتباكات التي بدأت الأسبوع الماضي.
وحول تطورات المعارك ضد تنظيم «داعش» صدر عن قيادة الجيش ـ مديرية التوجيه البيان الآتي «باشرت وحدات الجيش اعتباراً من فجر الاربعاء، تنفيذ عملية إعادة تمركز وانتشار في كامل البقعة التي حرّرتها من تنظيم «داعش» الإرهابي خلال الأيام الماضية، وتواصل استعداداتها الميدانية تمهيداً للقيام بالمرحلة الرابعة من عملية «فجر الجرود»، فيما تقوم الفرق المختصة في فوج الهندسة باستحداث طرقات جديدة وأعمال تفتيش بحثاً عن الألغام والعبوات والأفخاخ لمعالجتها فوراً. وتشير هذه القيادة إلى عدم وجود أي وقف لإطلاق النار ضدّ المجموعات الإرهابية حتى دحرها بصورة نهائية».
ونعت قيادة الجيش – مديرية التوجيه، الرقيب أول وليد محمود فريج الذي سقط متأثراً بجروح كان قد أصيب بها في جرود رأس بعلبك بتاريخ 19/8/2017، خلال قيامه بتفكيك لغم أرضي.
وفي خطوة لافتة، توجّه رئيس الحكومة سعد الحريري امس إلى منطقتي رأس بعلبك وعرسال، وزار ثكنة فوج الحدود البرية الثاني التابعة للجيش في منطقة رأس بعلبك، حيث كان في استقباله قائد الجيش العماد جوزف عون وكبار الضباط. وتفقد غرفة عمليات الجبهة واطلع على سير العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش لتحرير ما تبقى من جرود منطقتي رأس بعلبك والقاع.
بعد ذلك عقد مؤتمراً صحافياً في الثكنة تحدث خلاله عن زيارته، واستهله بالقول: «كل الحكومة تقف خلف الجيش البطل الذي يقوم بمهمة صعبة، واتكالنا على الله دائماً وعلى الجيش اللبناني خصوصاً لحماية لبنان. …هذا الجيش يرفع رأسنا ونحن نريد له ان يقوى والحكومة ستستثمر فيه لأننا نريد للدولة وحدها ان تقوم بالمهمات الأمنية، وسنكمل المشوار بإذن الله».
واضاف الحريري «أشكر الجميع وعلى رأسهم قائد الجيش العماد جوزف عون الذي وعد ووفى لهذا البلد، وأتمنى للجميع السلامة، لأن لبنان في حاجة إلى هذا الانتصار بوجه الإرهابيين الذين يقولون إنهم مسلمون، الا انه لا دخل لهم بالاسلام ولا بأي دين، فدينهم الوحيد هو القتل والتفجير، وان شاء الله سنتخلص منهم مع قيادة الجيش وكل العسكر .وأشدد على أن كل لبنان، من فخامة الرئيس، إلى دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى الحكومة وكل النواب والوزراء وكل الشعب اللبناني، الجميع يقف مع الجيش، والانتصار قريب».
وعن مصير العسكريين المخطوفين قال «نحن وقيادة الجيش وكل الأجهزة العسكرية نعتبر موضوع المخطوفين أولوية، وعندما تكون لدينا معلومات لن نخفيها عن أحد، ولكن هذه المهمة توجب علينا العمل بكل صمت كما عمل الجيش بكل صمت.تعرفون أن حكومتنا قدمت مكافآت لمعرفة مصير العسكريين، واليوم قيادة الجيش والجيش اللبناني يقومون بكل الوسائل كي نصل إلى نهاية الموضوع، ولأهالي المخطوفين أقول إن الجيش يعتبر المخطوفين جزءاً منه، ولن يتخلى عنهم. فلا الجيش اللبناني ولا الحكومة ولا أي لبناني سيتخلى عن أي مخطوف، ولذلك هذا الموضوع حساس بالنسبة الينا «.
وسئل الحريري عن حجم الدعم الدولي للجيش، فأجاب: «الدعم الدولي للجيش اللبناني يظهر في مدى التقدم الذي يحرزه الجيش، واليوم نحن في حاجة أكثر إلى الدعم، والحكومة أيضاً ستقدم الدعم وسنعمل مع كل الافرقاء ومع كل المجتمع الدولي لتأمين المساعدات للجيش، لأن هذا الأمر مهم لحماية لبنان واستقراره».
وعن مشاركة «حزب الله» من الجانب السوري في العمليات العسكرية، اجاب « نحن لا نقول شيئاً عن مشاركة حزب الله في الجهة المقابلة، لأن لا كلمة لنا في هذا الموضوع، وما يهمّنا أن الجيش اللبناني هو المسؤول عن الحدود اللبنانية وعن حمايتها، أما من الجهة الثانية فهناك معارك تحصل، ولا شك أنه عندما نحمي حدودنا لا ندع أحداً يدخل الاراضي اللبنانية، وهم يفعلون الشيء نفسه».
وعن وجود اي تحفظ على التنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري، قال «نحن نحمي أراضينا، وكان هناك مكتب تنسيق موجود في السابق، وربما يعمل في بعض الظروف، والجيش هو من يختار إذا أراد هذا التنسيق. لكن أؤكد أن الجيش اللبناني هو وحده من يقوم بهذه المعركة، وان شاء الله سيكمل هذه العملية وسينتصر فيها، وسنرى العلم اللبناني مرفوعاً على كل حدودنا اللبنانية».
وسئل الحريري: قيل إن الجيش حرر جرود رأس بعلبك والقاع، لكنه كان عاجزاً عن تحرير جرود عرسال من «جبهة النصرة»، فقام بالعملية حزب الله اجاب: «الجيش لم يكن عاجزاً عن تحرير جرود عرسال من جبهة النصرة. كان لدينا قرار سياسي في هذا الموضوع وحسابات مختلفة كحكومة وجيش. وضعنا الأمور كلها على الطاولة وكان لدينا أولوية لحماية النازحين واللبنانيين، وانتهت المعركة بالتفاوض وذهبت النصرة إلى سوريا».
ورداً على سؤال عن أن «حزب الله» الذي حرّر جرود عرسال ثبّت معادلة الجيش والشعب والمقاومة المنصوص عليها في البيان الوزاري، قال: «البيان الوزاري لا ينص على ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، ونحن كقوى سياسية في الحكومة متفقون على استقرار لبنان وحماية كل الحدود وكل اللبنانيين، وهذا سيحصل. نحن وكل الأفرقاء ومن ضمنهم حزب الله وحركة أمل والمردة والوطني الحر والقوات وكل القوى السياسية الاخرى، رغم الخلافات لن ندع أي خلاف سياسي يمسّ استقرار لبنان واقتصاده وأمنه، وأتمنى على الجميع ألا يدخلوا هذه المعركة في الخلافات. هذه معركة وطنية بأعلى مستوى، ولا يمكن لأي حزب لبناني إلا أن يكون مع الجيش اللبناني».
بعد ذلك، انتقل الحريري وقائد الجيش في آليات عسكرية إلى جرود رأس بعلبك والقاع حيث تفقدا المواقع العسكرية على الخطوط الأمامية، قبل أن ينتقل الحريري إلى عرسال ويزور بلديتها مؤكداً الوقوف إلى جانب اهالي عرسال لأنهم قدموا الكثير من التضحيات وسنقدم لهم الخدمات «، ولفت إلى « أن الجيش سينتشر في كل الجرود وسننتهي من الإرهاب قريباً»، داعياً «اهالي عرسال للعودة إلى منازلهم»، واعداً بعقد جلسة لمجلس الوزراء في عرسال.
الى ذلك، يترأس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم الخميس جلسة مجلس الوزراء التي تنعقد ظهراً في المقر الرئاسي الصيفي في قصر بيت الدين الذي ينتقل اليه رئيس الجمهورية في التاسعة صباحاً وستحضر معركة فجر الجرود على طاولة مجلس الوزراء. وكان الرئيس عون تابع آخر التطورات الأمنية في جرود رأس بعلبك والقاع، واطلع على التقدم الذي تحقق ميدانياً والإجراءات والتدابير المرتبطة بانتشار الجيش في الاماكن المحررة. وقد ابلغ الرئيس عون زواره بأن مرحلة ما بعد تحرير هذه المناطق ستكون لإنمائها وازالة الرواسب التي خلّفتها الأوضاع الشاذة التي سادت خلال الاعوام الماضية، مشدداً على انه تم تخصيص اعتمادات مالية لتحقيق عدد من المشاريع العاجلة قيمتها 30 مليون دولار، منوّهاً خصوصاً بصمود ابناء هذه المناطق في ارضهم وممتلكاتهم.

الحريري وقائد الجيش تفقدا الخطوط الأمامية في رأس بعلبك والجيش اللبناني يستعد للهجوم على آخر مربّعات تنظيم «الدولة» في الجرود
مقتل اثنين في اشتباكات في مخيم عين الحلوة
سعد الياس

المغرب: قادة الحراك يحتجون على سوء معاملتهم وأحكام جديدة بالسجن على ناشطين

Posted: 23 Aug 2017 02:25 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: أدانت محكمة مغربية من الدرجة الثانية ناشطين في حراك الريف وقضت بحبسهم 3 أشهر إلى 3 سنوات فيما يخوض قادة الحراك المعتقلون في سجن في الدار البيضاء احتجاجات على سوء معاملتهم وتؤجل جمعيات داعمة للحراك مسيرة وطنية في الرباط كانت مقررة يوم الأحد المقبل.
وقررت الغرفة الجنائية الابتدائية، في محكمة الاستئناف في الحسيمة، أمس الأول الثلاثاء، إدانة ثلاثة معتقلين على خلفية الإحتجاجات التي عرفتها منطقة الريف أخيرا، وقضت في حقهم بعقوبات حبس تراوحت بين 3 أشهر و3 سنوات حبسا نافذا.
وأدانت المحكمة متهما بالحبس 3 سنوات، بعد إدانته بتهم وضع متاريس في الطريق العمومي من شأنها تعطيل المرور به ومضايقته وإهانة وإستعمال العنف ضد رجال القوة العمومية والموظفين أثناء قيامهم بوظائفهم، نتج عنه جروح مع سبق الإصرار والترصد والعصيان المسلح بواسطة أشخاص متعددين وتعييب وتكسير أشياء مخصصة للمنفعة العامة وتخريب منقولات في جماعات باستعمال القوة والتظاهر من دون ترخيص بالطريق العمومية والتجمهر المسلح في الطرق العمومية.
وبرأت المحكمة المعتقل الثاني، من تهمة وضع متاريس في الطريق بغاية تعطيل المرور ومضايقته، وأدانته بتهم إهانة واستعمال العنف ضد موظفين عموميين أثناء قيامهم بمهامهم نتج عنه جروح والعصيان المسلح بوساطة أشخاص متعددين وتعييب وتكسير أشياء مخصصة للمنفعة العامة والتظاهر في الطريق العمومي من دون ترخيص والتجمهر المسلح في الطريق، وحكمت عليه بسنة واحدة حبسا نافذا وغرامة نافذة قدرها 500 درهم.
وأصدرت المحكمة في حق المعتقل الثالث، حكما بـ 3 أشهر حبسا نافذا، وغرامة مالية قدرها 500 درهم، بعد إدانته بتهم "التظاهر من دون ترخيص بالطرق العمومية وإهانة واستعمال العنف ضد موظفين عموميين ورجال القوة العمومية نتج عنه جروح أثناء قيامهم بوظائفهم وكسر وتعييب أشياء مخصصة للمنفعة العامة وإلحاق خسائر مادية عمدا بأشياء مملوكة للغير وحيازة السلاح من دون مبرر مشروع، وتعطيل المرور عن طريق وضع أشياء بالطريق العام والتسبب عمدا في إلحاق خسائر مادية بمنقول مملوك للغير والضرب والجرح العمديين باستعمال السلاح والرشق بالحجارة والسب والشتم العلني والتجمهر المسلح والمشاركة في ذلك والمساهمة في أعمال عنف بمناسبة مباراة رياضية ارتكب خلالها ضرب وجرح وإلحاق أضرار مادية بأملاك منقولة للغير" .
وجرت يوم أمس الأربعاء محاكمة 26 ناشطا في الحراك جرى توقيفهم في مدينة إمزورن، أثناء مشاركتهم في «مسيرة الوفاء» لعماد العتابي الذي قتل نتيجة اصابته بالرأس بشظية قنبلة مسيّلة للدموع أثناء تظاهرات في الحسيمة.
وقرر عدد من معتقلي حراك الريف، القابعين في سجن عكاشة بالدار البيضاء تعليق إضرابهم عن الطعام بفضل المفاوضات التي يجريها محاموهم والمجلس الوطني لحقوق الإنسان مع إدارة السجن، قصد الاستجابة لمطالبهم.
وقالت صحيفة «أخبار اليوم» إن محامين زاروا النشطاء وأقنعوهم بتعليق الإضراب عن الطعام، وذلك بعد نقاش مستفيض مع إدارة السجن، أخبرتهم خلاله بأن الإجراءات المتخذة ضد النشطاء مؤقتة، ووعدتهم بتسوية الوضع في أقرب الآجال. كما اتفق المحامون مع موكليهم على التنسيق المشترك، مستقبلا، قبل اتخاذ أي إجراء.
واجتمع أعضاء من المجلس الوطني لحقوق الإنسان مع ممثلين عن إدارة السجن، ونقلوا إليهم شكوى المعتقلين، وحثوهم على الاستجابة للمطالب التي سبق لناصر الزفزافي أن سجلها في لائحة أرسلها إلى المدير الجديد، وعلى رأسها تجميعهم في جناح واحد، وتمكينهم من الفسحة بشكل جماعي، وتجنب المعاملة القاسية تجاههم، فضلا عن ترك أبواب الزنازين مفتوحة طوال النهار.
واعلنت منظمات حقوقية ومدنية وحزبية تأجيل المسيرة الوطنية التي كانت قد دعت إلى تنظيمها يوم الأحد المقبل في الرباط، احتجاجا على «وفاة الناشط عماد العتابي متأثرا بجراح على مستوى الرأس، أصيب بها في إثر تدخل أمني لفض مسيرة كان قد دعا لها نشطاء حراك الريف يوم 20 تموز/ يوليو الماضي ودعما للحراك الشعبي».
وقال مصدر حقوقي: إن «تأجيل هذه المسيرة جاء في إثر مناشدة عدد من الإطارات الحقوقية والنقابية والسياسية الديمقراطية والتقدمية، بعد اجتماع لها عقد بمدينة الدار البيضاء يوم أمس الأول الثلاثاء».
وأضاف: «تم الاتفاق على تنظيم المسيرة في شهر ايلول/ سبتمبر المقبل بعد الدخول المدرسي، من دون أن يتم تحديد تاريخ معين لذلك"، مشيرا إلى أنه "من المرتقب عقد لقاءات أخرى بين الإطارات المشار إليها من اجل تدارس كيفية توسيع قاعدة المشاركة وتحديد التاريخ المناسب لتنظيم هذه المسيرة".
ودعت المنظمات المذكورة للمسيرة في بيان لها أصدرته يوم 8 اب/ اغسطس الجاري بعد الإعلان الرسمي عن وفاة الناشط عماد العتابي، واعتبرت فيه أن "عماد العتابي ينضم لقافلة شهداء الشعب المغربي من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية"، وحملت» النظام المسؤولية كاملة في وفاة (العتابي)"، وطالبت بـ"فتح تحقيق نزيه ومسؤول من طرف لجنة مستقلة يفضي إلى الكشف عن الجلادين المتورطين في هذه الجريمة الشنعاء».
وقال بلاغ المسيرة: إن المسيرة المزمع تنظيمها تأتي من أجل تأكيد مطالب الحراك الاجتماعي في الريف، وبباقي مناطق المغرب من صميم مطالب الحركة الحقوقية المغربية، ومن أجل حمل المسؤولين على الإفراج الفوري من دون قيد أو شرط عن معتقلي الحراك والتفاوض مع قياداته حول ملفهم المطلبي العادل ومن أجل تحقيق الكرامة والحرية والمساواة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان للجميع. ومن أجل القضاء على الاستبداد والقهر والظلم والفساد وللمطالبة باحترام حقوق وحريات المواطنين والمواطنات، وحقهم في التظاهر السلمي. ومن أجل التضامن مع معتقلي حراك الريف وعائلاتهم، والمطالبة، بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين بالمغرب كافة. وأهابت اللجنة الوطنية، بمكوناتها جميعا من فعاليات وتيارات وهيئات سياسية وحقوقية ونقابية وجمعوية، واللجان المحلية لدعم الحراك، والمبادرات الوطنية كلها للتعبئة لإنجاح مسيرة الوفاء لدماء شهداء الحراك وشهداء الشعب المغربي قاطبة.
ويشار إلى أن اللجنة الوطنية لدعم الريف تتكون من الحزب «الاشتراكي الموحد»، وحزب «الطليعة الديمقراطي»، وحزب «النهج الديمقراطي»، وحزب «المؤتمر الوطني الاتحادي»، وجمعية «أطاك المغرب»، و«الكنفدرالية الديمقراطية للشغل»، و«الاتحاد المغربي للشغل»، ومنظمة «حريات الإعلام حاتم»، والجمعية «المغربية لحقوق الإنسان»، والهيئة «المغربية لحقوق الإنسان».

المغرب: قادة الحراك يحتجون على سوء معاملتهم وأحكام جديدة بالسجن على ناشطين

لجنة من التيار الصدري والحزب الشيوعي للتقارب مع بقية الكتل السياسية

Posted: 23 Aug 2017 02:23 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: كشفت مصادر رفيعة داخل التيار الصدري، بزعامة مقتدى الصدر، أمس الأربعاء، عن الاتفاق على تشكيل لجنة سياسية «صدرية ـ شيوعية»، لبحث التقارب مع بقية الكتل السياسية وإعداد البرنامج الانتخابي لـ»الكتلة العابرة للطائفية»، التي يعتزم التيار تشكيلها بالتعاون مع كتل وشخصيات سياسية «وطنية».
وقال المصدر لـ «القدس العربي»، إن «نائب رئيس الهيئة السياسية في التيار الصدري نصّار الربيعي (وزير العمل والشؤون الاجتماعي/ وزير التخطيط الأسبق)، التقى مؤخراً، بوفد من الحزب الشيوعي العراقي برئاسة سكرتير الحزب رائد فهمي (وزير العلوم والتكنولوجيا الأسبق)، وأعضاء المكتب السياسي مفيد الجزائري (وزير الثقافة الأسبق) وجاسم الحلفي».
وأضاف المصدر إن «هناك تقارباً كبيراً بين التيار الصدري والحزب الشيوعي العراقي»، مشيراً إلى أن «الجانبين اتفقا على تشكيل لجنة مشتركة للتفاوض مع الكتل والشخصيات الوطنية، بغية تشكيل الكتلة العابرة للطائفية التي ينادي بها الصدر، فضلاً عن بحث البرنامج الانتخابي للكتلة» المرتقب تشكيلها.
وأكد أن «رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، قد يكون أولى الشخصيات السياسية التي سيتم اللقاء بها لإنضاج المشروع»، فيما لفت إلى «وجود تقارب مع زعيم تيار الحكمة/ رئيس التحالف الوطني عمار الحكيم، لكنه ليس قريباً من التيار».
وحسب المصدر فإن «القرار اتخذ على تشكيل اللجنة السياسية المشتركة، لكن من دون تحديد أعضاء اللجنة»، موضحاً في الوقت عينه إن «التيار يبحث حالياً الاسم الذي سيطلق على الكتلة العابرة للطائفية».
وذكر بيان للمكتب الإعلامي للتيار الصدري، في 22 آب/ أغسطس الماضي، تابعته «القدس العربي» حينها، إن «نائب رئيس الهيئة السياسية للتيار الصدري، نصار الربيعي بحث مع سكرتير الحزب الشيوعي العراقي رائد فهمي، والوفد المرافق له ‏بحضور عدد من أعضاء الهيأة السياسية ومسؤولي الملفات في مقر الهيئة في بغداد، آخر التطورات على الساحة السياسية في البلاد».
وأضاف إن «الجانبين اتفقا على تشكيل لجان مشتركة لدراسة بعض المشكلات التي تعاني منها العملية ‏السياسية، وإيجاد تفاهمات لتوحيد الخطاب الإعلامي والتوجه السياسي».
وأشار إلى أن «الجانبين اتفقا كذلك على العمل ‏الدؤوب من اجل إنهاء المحاصصة الحزبية والفئوية الضيقة، والتأكيد على ضرورة ‏تغيير شخوص المفوضية وقانون الانتخابات»، وفقاً للبيان.
وتابع إن «اللقاء تضمن بحث المواضيع ذات الاهتمام المشترك، وتبادل الطرفان ‏وجهات النظر، حول مختلف القضايا التي تمر بها الساحة السياسية، وآليات تنفيذ ‏المشاريع الإصلاحية ومحاسبة المفسدين وسبل تحقيق العدالة الاجتماعية».

لجنة من التيار الصدري والحزب الشيوعي للتقارب مع بقية الكتل السياسية

السادات يتوقع مقاطعة المصريين لانتخابات الرئاسة

Posted: 23 Aug 2017 02:23 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: توقع رئيس حزب الإصلاح والتنمية المصري، محمد أنور السادات، أمس الأربعاء، مقاطعة المصريين وعزوفهم عن التصويت في الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل، لاعتبارهم ان أصواتهم لن تغير في نتيجة الانتخابات، وأن الرئيس عبد الفتاح السيسي قادم لا محالة.
وطالب في بيان أمس، «الدولة المصرية وأجهزتها ببحث ودراسة أسباب عزوف وعدم إعلان أي من المرشحين المنافسين عن نيتهم أو قرارهم للترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة حتى وإن كانت أسبابهم ترجع إلى عدم وجود ضمانات حقيقيه لنزاهة الانتخابات وحيادية مؤسسات الدولة، ومشهد سياسي وأجهزة وإعلام كلهم مساند ومؤيد فضلا عن التصدير المستمر لفكرة أنه لا أحد يصلح لقيادة مصر في الفترة القادمة سوى الرئيس، وأيضا الدعوات التي أطلقت من جانب بعض المحسوبين على أجهزة ومؤسسات بعينها لتعديل الدستور ومد فترة الرئاسة، إلى جانب احتمالية تعرض المرشحين المنافسين لحملات شرسة من التشويه والاغتيال المعنوي».
وتوقع السادات أن «السيسي سيخرج ويؤكد رفضه لدعوات مد فترة الرئاسة، باعتبار أن الدستور ضمن بشكل صريح التداول السلمي للسلطة وعدم تخليد الرئيس، فمصر باقية ولا تقف على شخص واحد مهما كانت نجاحاته وشعبيته والشعب المصري تحمل وما زال يتحمل نتاج إجراءات وإصلاحات اقتصادية صعبة وإجراءات وتدابير كثيرة أخرى قضت على طموحه وآماله في الحريات ومشاركته الجادة فيما يتخذ من قرارات سواء بشكل مباشر (مجتمع مدني) أو عن طريق ممثليه في البرلمان».
وأكد أن «الشعب المصري سيكون له كلمة وموقف وسوف نتفاجأ بأن الشعب نفسه سيكون المنافس الحقيقي للرئيس السيسي حيث لا منافس حقيقي حتى الآن بما أوحى صراحة لكثيرين بأن الرئيس السيسي قادم لا محالة، الأمر الذي سوف يتكرر معه من جديد مشهد عزوف المواطنين والشباب عن المشاركة وشعورهم بأن صوتهم لن يغير شيئا، وهذا هو الخطر الكبير الذي يجب أن نلتفت إليه قبل أن نصطدم بمشهد انتخابي يسيء كثيرا لصورتنا في الداخل والخارج».

السادات يتوقع مقاطعة المصريين لانتخابات الرئاسة

البردويل يكشف: معبر رفح لن يفتح بشكل دائم بعد عيد الأضحى ومصر تعد بفتحه بشكل متقطع

Posted: 23 Aug 2017 02:22 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: في الوقت الذي ينتظر فيه سكان قطاع غزة المحاصرون بفارغ الصبر انتهاء الشهر الحالي، استعدادا لقيام السلطات المصرية بفتح معبر رفح، بناء على التفاهمات المبرمة مع حركة حماس مؤخرا، أعلن الدكتور صلاح البردويل القيادي في الحركة، الذي زار القاهرة مؤخرا، أن هذا المعبر لن يفتح بشكل دائم.وقال البردويل وهو عضو المكتب السياسي لحركة حماس، خلال مقابلة تلفزيونية مع «فضائية الأقصى» التابعة للحركة، في تعقيبه على عملية فتح المعبر بعد عبد الأضحى الذي يصادف يوم الجمعة المقبل «واضح أن هناك بعض الإشكالات، كلها تتعلق بالأمن في سيناء».
وأضاف «الأخوة في المخابرات المصرية قالوا لن يفتح المعبر بشكل كامل وتام، إلا بعد أن يحدث أمن كامل في سيناء». وأكد أن ربط فتح المعبر بالأمن في سيناء أصاب الحركة بـ «الإحباط والتراجع»، كونه «لا يوجد ضمان لاستتباب الأمن في أي مكان بالعالم»، لافتا إلى أنه لا يوجد أمل بفتح معبر رفح «بشكل كامل.
وأشار إلى وعود مصرية بفتح المعبر للبضائع، فقال «وتلقينا وعودًا بأن يدرس الجانب المصري ما نحتاجه وأن يتعاملوا بمرونة في إيصال البضائع».
وتواجه مصر عمليات ارهابية تستهدف قواتها الأمنية بشكل مستمر من قبل مسلحين متشددين، في مناطق سيناء، أوقعت العديد من الضحايا.
وأشار البردويل إلى أن هناك وعدا مصريا بفتح المعبر بـ«شكل متقطع» خلال الفترة المقبلة، لافتا إلى انهم في حركة حماس تلقوا «وعودات جادة» من الجانب المصري بتحسين عمليات فتح معبر رفح.
وتحدث عن وعد مصري سابق بفتح المعبر بعد عيد الأضحى، وقال إن هذا الوعد كان مرتبطا بانتهاء بناء الصالة المصرية.
يشار إلى أن مصر لجأت إلى إغلاق المعبر منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي، ولا تعيد فتحه إلا لأيام قليلة وعلى فترات متباعدة، كان آخرها الأسبوع الماضي، حين فتحت المعبر لمدة يومين متتاليين، بعد إغلاق طويل دام لـ 160 يوما متواصلة.
وشرعت السلطات المصرية مؤخرا في أعمال بناء لتوسيع صالة السفر في المعبر. وقال مواطنون فلسطينيون غادروا قطاع غزة أخيرا باتجاه السعودية لأداء فريضة الحج، وآخرون وصلوا إلى غزة خلال فتح المعبر الأخير، إن أعمال البناء في الصالة على شكلها الحالي، ربما تحتاج لأشهر عدة، وأن موعد انتهاء البناء قبل عيد الأضحى مستبعد بشكل كبير، بعدما رأوا بأعينهم آخر ما توصلت إليه السلطات المصرية من إصلاحات في المعبر.
وأشار أحدهم لـ «القدس العربي»، إلى أن أعمال الانتهاء من بناء الصالة الجديدة تحتاج إلى وقت طويل، كونها لم تقطع شوطا كبيرا للاقتراب من النهاية، وتحدث عن مشاهدة المسافرين خلال رحلة الذهاب أو العودة لغزة، مواد بناء على جنبات المعبر في الشق المصري.
غير أن أعمال البناء التي ينفذها الجانب المصري في المعبر، خاصة بعد فتحه أمام الحجاج والعالقين وبعض الحالات الإنسانية، جعل أهل غزة غير مقتنعين بعدم فتح المعبر ولو بشكل استثنائي على غرار المرات السابقة، لإخراج الحالات الإنسانية العالقة من مرضى وطلاب، وإبقاء انتظارهم حتى تنتهي عمليات البناء القائمة.
وفي هذا السياق قال الدكتور البردويل خلال المقابلة التي أجريت معه «نأمل في أن يكون هناك تسريع في العمل في الصالة»، مشيرا إلى أن التقديرات تشير إلى أن بناء وتجهيز الصالة يحتاج لأكثر من شهر، إذا ظل أمر البناء بهذه الوتيرة.
وتحدث عن المشاريع التي ناقش وفد حماس مع عدد من الفصائل أخيرا تنفيذها في قطاع غزة بدعم إماراتي، كاشفا أن المخابرات المصرية ستتولى عملية الرقابة على هذه الأموال التي ستتبرع بها الإمارات، بحيث تراقب دخولها إلى الشعب الفلسطيني، ولا تصل لـ«أيد سياسية». وقال إن حماس لا تمانع ذلك.
وسبق أن أعلن أن الإمارات وافقت على دعم مشاريع في غزة قيمتها 15 مليون دولار شهريا، وذلك في إطار التفاهمات الأخيرة بين حماس ومحمد دحلان المفصول من فتح، والمقيم في أبو ظبي.
وأشار البردويل إلى أنه خلال زيارة وفد حماس الأخيرة لمصر، برفقة عدد من الفصائل وآخرين من جماعة دحلان، تم إقرار 17 مشروعا مع القيادة المصرية لإغاثة سكان غزة.
ونفى أن تكون مصر قد طلبت من حماس قطع علاقاتها مع كل من تركيا وقطر، وأكد أن حماس لا يمكن لها أن تتدخل في الخلافات العربية.
وقال وهو يتحدث عن الخلافات العربية القائمة حاليا «نحن لم نكن في يوم من الأيام أعداء لهذا الطرف، حتى نكون حلفاء لهذا الطرف»، لكنه في الوقت ذاته أشاد كثيرا بدور قطر الداعم للفلسطينيين وقطاع غزة، وقال «قطر في أحلك الظروف قدمت لغزة ما لم تقدمه دولة عربية أخرى، وهذا يفرض علينا أن نظل مدينين بالشكر».
وتحدث القيادي في حماس عن المشاريع القطرية التي تفوق تكلفتها المليار دولار التي تنفذ في غزة، وعن الدعم السياسي الذي تقدمه قطر للقضية الفلسطينية، وقال إن حماس «لا يمكن أن تدير ظهرها لقطر أو تركيا».
إلى ذلك تطرق البردويل لملف المصالحة، وقال إنها «تحتاج إلى نوايا وشراكة حقيقية وبرنامج وطني مشترك». وأضاف أن حركته لم تغلق باب المصالحة مع الرئيس محمود عباس، وأنها تريد تطبيق ملفات المصالحة «رزمة واحدة».

البردويل يكشف: معبر رفح لن يفتح بشكل دائم بعد عيد الأضحى ومصر تعد بفتحه بشكل متقطع
قال إن المخابرات المصرية ستشرف على المشاريع الإماراتية في غزة وإن قطر قدمت ما لم تقدمه أي دولة أخرى

المرصد «الأورومتوسطي» يدعو المبعوث الأوروبي للتدخل ضدّ الاشتراطات السعودية على حجاج قطر

Posted: 23 Aug 2017 02:22 PM PDT

الدوحة ـ «القدس العربي»: حثّ المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في رسالة بعثها إلى «جان فيجل» مبعوث الاتحاد الأوروبي لتعزيز حريات الأديان خارج الاتحاد، على التدخل لدى المملكة العربية السعودية لوقف اشتراطاتها على وصول المواطنين القطريين إلى أراضيها لأداء فرضية الحج لهذا العام.
ودعا المرصد الذي يتخذ من جنيف مقرا له، المبعوث الأوروبي إلى التدخل الفوري لإنهاء أزمة الحجاج القطريين والضغط من أجل عدم توظيف الحج كأداة لتحقيق مكاسب سياسية وعدم وضع اشتراطات أمام الحجيج.
وأشار إلى أن السلطات السعودية وفي أعقاب الأزمة السياسية بين ثلاث دول خليجية وقطر – المستمرة منذ مطلع يونيو/حزيران الماضي – فرضت قيوداً جديدة على الحجاج القطريين بتحديد مكان سفرهم لأداء فريضة الحج من العاصمة القطرية الدوحة وعلى الخطوط السعودية فقط، علما أن عدد الحجاج المرخص لهم في قطر هذا العام يبلغ 1200 حاج.
وأكد أن الاشتراطات السعودية تتناقض مع مبادئ الاتحاد الأوروبي ورسالة المبعوث التي تقوم على ضمان حرية التعبد، داعيا السيد فيجل إلى التدخل لضمان عدم استخدام الشعائر الدينية لتحقيق أهداف سياسية من خلال إزالة كافة القيود المفروضة على الحجاج القطريين من السلطات السعودية. وشدّد المرصد الأورومتوسطي على أهمية تدخل المبعوث الأوروبي بالتواصل مع الأطراف المعنية بغرض إنهاء هذه المعاملة التمييزية ضد الحجاج القطريين وضمان ضرورة إبعاد مناسك الحج عن التجاذبات السياسية.
ويذكر أن مجال عمل مبعوث الاتحاد الأوروبي لتعزيز حرية الأديان خارج الاتحاد يقوم على ضمان حرية التعبد والتعبير عن الدين بكافة الأشكال، ويتضمن دوره القيام بزيارات للدول والانخراط مع المؤسسات والجهات الدينية للتأكيد على مبادئ احترام المعتقدات والسماح بأداء الشعائر الدينية بحرية تامة.
ويأتي موقف المرصد الأورومتوسطي ضمن سلسلة المواقف لعدد من الدول والمنظمات القانونية وحقوق الإنسان المطالبة بضرورة وقف الحصار المفروض على قطر منذ 5 يونية / حزيران الماضي، وتداعيات التي مسّت موسم الحج، بعد منع دولة قطر من حقها في استخدام طيرانها الوطني «الخطوط القطرية» للتوجه إلى البقاع المقسدة، وتحويل العملة القطرية، ناهيم عن غياب ضمانات ملموسة لسلامة الحجاج القطريين، الأمر الذي دفع لجان حملات تسيير العمرة والحج القطرية لإعلان موقفها النهائي الرافض لتسيير حملات لموسم الحجد هذا العام، خوفاً مما قد يطال الحجاج القطريين من مضايقات.
وكانت قطر تجاوبت إيجابا مع قرار العاهل السعودية السماح للحجاج القطريين بأداء موسم الحج، لكنها اشترطت سلامتهم، مؤكدت في الوقت ذاته أن الحجاج القطريين لا يحتاجون نفقة لأداء الفريضة، بقدر ما يحتاجون ضمانات حقيقية وملموسة لسلامتهم، والسماح لهم بأداء العبادة دون اشتراطات، أسوة بباقي الحجاج القادمين من مختلف الدول الإسلامية.

المرصد «الأورومتوسطي» يدعو المبعوث الأوروبي للتدخل ضدّ الاشتراطات السعودية على حجاج قطر

«القدس العربي» تكشف: مشاورات لإشراك حماس والجهاد في الوطني وبدائل الرفض تشمل توفير النصاب السياسي

Posted: 23 Aug 2017 02:22 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: تشير معلومات حصلت عليها «القدس العربي» من مصادر مطلعة على الاتصالات التي تجري حاليا، من قبل لجان مختصة شكلتها منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح، إلى صعوبة عقد جلسة للمجلس الوطني الفلسطيني قبل منتصف الشهر المقبل، وأن هناك خلافات في الرأي لا تزال قائمة بين فصائل المنظمة حول العديد من النقاط، في مقدمتها مكان انعقاد المجلس، ومشاركة حركتي حماس والجهاد الإسلامي، فيما أكد مسؤول كبير في المنظمة، أن نتائج هذه الاتصالات القائمة ستظهر خلال أسبوع أو عشرة أيام على أبعد تقدير.
وعلمت «القدس العربي» أن اجتماع اللجنة التنفيذية الذي عقد الأسبوع الماضي، لم يشهد حالة توافق بين الأعضاء خاصة ممثلي الفصائل على موعد محدد لعقد الجلسة، التي كان يريدها الرئيس محمود عباس قبل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأن ذلك كان السبب الرئيسي في إصدار بيان اللجنة، الذي تحدث عن استمرار الاتصالات، بخلاف ما كان يخطط له بالاتفاق على تحديد موعد ومكان الاجتماع، على أن تترك تفاصيل الحضور والمشاركة للبحث خلال الفترة التي تسبق عقد الجلسة في مدينة رام الله كمقر مركزي لها. وبات حاليا من المستحيل عقد جلسة للمجلس الوطني قبل منتصف الشهر المقبل، بسبب ضيق الوقت، خاصة وأن المشاورات القائمة لم تفض بعد لنتائج ملموسة.
وما وصل «القدس العربي» من معلومات، يشير إلى أن فصائل من منظمة التحرير الفلسطينية مقربة من حركة فتح، اتفقت في الرأي مع الطرح القائم على ضرورة التروي في انعقاد المجلس، من دون معارضة خطوات فتح والرئيس عباس الهادفة لتجديد الشرعيات الفلسطينية، من أجل مواجهة التحديات المقبلة، غير أنها رأت أن عقد المجلس دون توافق فلسطيني كامل، يشمل أيضا ضم حركتي حماس والجهاد الإسلامي، سيضعف الموقف الفلسطيني. ورأت خلال النقاشات أن عدم تحديد موعد منتصف الشهر المقبل، وترك الأمر للمشاورات أفضل الحلول لتجاوز الخلافات، والابتعاد عن الوقوع في أزمة داخل فصائل المنظمة.
واستعدادا لتلك الجلسة التي شهدت نقاشات واسعة، كان عدد من الفصائل قد أجرى تشاورات فيما بينها، لتنسيق المواقف، واتفقت على حمل وجهة النظر التي تطلب التأجيل وعدم التسرع في عقد الوطني، خاصة وأن الاجتماع سيفضي في نهايته إلى انتخاب لجنة تنفيذية واختيار مجلس مركزي جديد.
جاء ذلك في ظل طرح قوي من فصائل رئيسية في المنظمة، بينها الجبهة الشعبية، التي تعارض عقد المجلس في رام الله، بأن ترتكز المشاورات الخاصة بعقد الجلسة، على المقررات التي جرى التوصل إليها في يناير/ كانون الثاني الماضي في بيروت، خلال اللقاءات التحضيرية السابقة لعقد المجلس، التي شاركت فيها حركتا حماس والجهاد الإسلامي، وأن يتم إشراك هاتين الحركيين غير العضوين في المنظمة في النقاشات الهادفة لعقد المجلس.
وفي هذا السياق قال وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب لـ «القدس العربي»، إنه لا توجد حاليا مواعيد محددة لعقد المجلس الوطني، وأكد على ضرورة أن يحقق عقده عدة غايات، أهمها التوصل لاستراتيجية وطنية جديدة، وتحقيق «الشراكة الوطنية» في مؤسسات المنظمة، وضمان ان توفر الجلسة المقبلة «النصاب السياسي» للمجلس من خلال حضور كل فصائل المنظمة، مع بذل كل الجهود لحضور حماس والجهاد الإسلامي.
لكن العوض الذي أكد على موقف فصيله الداعم لدخول حماس والجهاد، قال إن رفضهما المشاركة لـ»شروط تعطيلية» يجب أن لا يكون مانعا لعقده بحضور فصائل المنظمة.
وقررت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في بيان صدر عقب اجتماعها برام الله، مساء يوم السبت قبل الماضي، برئاسة الرئيس محمود عباس، بناءً على توصيات اللجنة التحضيرية، برئاسة رئيس المجلس سليم الزعنون، مواصلة المشاورات والحوارات لعقد المجلس الوطني بأسرع وقت ممكن.
وعلمت «القدس العربي» أن رئاسة المجلس الوطني شكلت لجنة للتشاور مع الفصائل، وشكلت اللجنة المركزية لحركة فتح لجنة أخرى، تضم قيادات كبيرة في الحركة. وتجري حاليا اتصالات تهدف لعقد جلسة الوطني الجديدـ في إطار الاتفاق على نقطتين رئيسيتين، هما حسب ما جرى كشفه «التخلص من الاحتلال، من خلال التوصل إلى استراتيجية وطنية موحدة»، و»التوافق على تمثيل الفصائل في اللجنة التنفيذية المقبلة، والمجلس المركزي الجديد»، من خلال تحديد معايير الاختيار.
ومن المقرر أن تجري اتصالات مباشرة غير علنية بين حركتي فتح وحماس، وكذلك مع حركة الجهاد الإسلامي، للتوصل إلى حل يضمن مشاركتهما، خاصة وأن حركة فتح ورئاسة المجلس الوطني ستقدمان رؤيتهما لأعضاء اللجنة التنفيذية حال لم تصل إلى اتفاق مع حماس والجهاد، بما يضمن وقتها مشاركة كل فصائل منظمة التحرير الفلسطينية الأخرى كالجبهة الشعبية، لتجاوز أي تشكيك مستقبلي بالتمثيل والحصول على ما يعرف بـ «النصاب السياسي» الذي يضمن مشاركة غالبية الفصائل الفلسطينية.
وتدور النقاشات الحالية لعقد الوطني، التي تجريها فتح ورئاسة المجلس، حول طريقة عقد المجلس الجديد.
وفي هذا الشأن هناك عدة رؤى مقدمة، من بينها عقد المجلس بالشكل السابق، بحيث يضمن مشاركة حماس من خلال وجودها في المجلس التشريعي والاتحادات والجمعيات، مع إعطاء حصة لحركة الجهاد الإسلامي، أو اللجوء إلى دمج مسألة تجديد المجلس، من خلال اختيار بديل عن الشخصيات المستقلة التي قضت خلال الفترة السابقة أو التي استقالت من المجلس، وذلك إما عن طريق الانتخاب، وهو أمر صعب حاليا، أو من خلال التوافق الوطني على الشخصيات الجديدة، وبقاء تمثيل الأعضاء السابقين.
ولم تستبعد المصادر المطلعة، تجاوز أزمة مكان عقد المجلس التي تعترض عليها من داخل المنظمة الجبهة الشعبية، ومن خارجها حركتا حماس والجهاد، حيث يرفضان عقده في مدينة رام الله، وهنا يجري العمل من أجل تجاوز الإشكال على حل الخلافات الأصعب حول عقد الجلسة، والممثلة بالنسب التي ستعطى لهذه الفصائل، حيث سيكون تجاوز مكان الانعقاد وقتها سهلا، من خلال عقد جلسة مشتركة بين رام الله كمكان مركزي، وعاصمة عربية قريبة، والمطروح حاليا إما عمان أو بيروت، من خلال الربط التلفزيوني المباشر.
وفي هذا السياق قال الدكتور واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، الذي استفسرت منه «القدس العربي»، عن آخر التطورات، إن الصورة النهائية للاتصالات الجارية ستظهر خلال أسبوع أو عشرة أيام على أبعد تقدير. وأضاف إنه خلال هذه الفترة سيتضح إلى أين تتجه الأمور، مشيرا إلى أن المجلس الوطني من الممكن أن يعقد بوضعه الحالي، بما يضمن دخول حركة حماس والجهاد الإسلامي، من خلال مشاركة تعكس تمثيلهما كباقي فصائل المنظمة.
يشار إلى أن حركة حماس أكدت في وقت سابق، رفضها لانعقاد المجلس الوطني بشكله الحالي، وقالت إن أي قرارات ستصدر عنه «غير شرعية»، في المقابل أكد نائب أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح، فايز أبو عيطة، أن عقد المجلس الوطني بحاجة لكل الفلسطينيين لأن يكونوا جزءا منه، لكنه شدد على أنه ليس من حق حماس أو غيرها أن تضع «فيتو» على عقده.

«القدس العربي» تكشف: مشاورات لإشراك حماس والجهاد في الوطني وبدائل الرفض تشمل توفير النصاب السياسي

أشرف الهور:

«الائتلاف السوري» يحمّل التحالف الدولي وحلفاءه مسؤولية مجازر الرقة

Posted: 23 Aug 2017 02:21 PM PDT

حلب – «القدس العربي»: حمل الائتلاف الوطني السوري المعارض التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءه مسؤالية المجازر التي تقع سكان مدينة الرقة شمالي سوريا.
وجاء في بيان تسلمت «القدس العربي» نسخه منه: أن طائرات التحالف الدولي، بالشراكة مع ميليشيات «سوريــا الديمقراطية»، ارتكبت وفق ما أفادت وكالة «رويتــرز»، سلسلة من المجازر المروعة التي راح ضحيتها أكثر من 100 شهيد من المدنيين في مدينة الرقة خلال الساعات الـ48 الماضية. وأدان البيان هذه الجرائم، محملاً التحالف الدولي مسؤولية سقوط ضحايا مدنيين، وعن النتائج المترتبة على الدعم المستمر الذي يقدمه التحالف لميليشيات مسـؤولة عن ارتكـاب جـرائم حـرب.
وأشار إلى أن القصف العشوائي الجوي والبري الذي تتعرض له مدينة الرقة وريفها طيلة الأشهر الماضية تسبب بموجات نزوح كبيرة وحالة من الفوضى والهلع، فيما لا يزال عشرات الآلاف من المدنيين محاصرين في الأحياء الخاضعة لتنظيم «داعش»، ويتعرضون لمخاطر هائلة ما بين سندان التنظيم الإرهابي، ومطرقة الميليـشيات المدعـومـة والمسـاندة من التحـالف الدولـي.
وأكد البيان على أن هذه الجريمة تضاف إلى سلسلة جرائم الحرب المدانة التي ترتكب بحق المدنيين، والتي تمثل خرقاً للقانون الدولي.
وأضاف أن محاربة الإرهاب، لا يمكن أن تتم من خلال استهداف المدنيين، ولا من خلال دعم أشكال أخرى من الإرهاب، ولا يمكن توقع حل، سياسي قبل أن يتم حسم الموقف الدولي من منبع الإرهاب، ممثلاً بنظام الأسد، الذي يتحمل المسؤولية الأساسية عن انتشار الإرهاب في سوريا والمنطقة.

«الائتلاف السوري» يحمّل التحالف الدولي وحلفاءه مسؤولية مجازر الرقة

افتتاح مكتب الملحقية العسكرية القطرية في باكستان

Posted: 23 Aug 2017 02:21 PM PDT

الدوحة ـ «القدس العربي»: أعلنت مدیریة التوجیه المعنوي في وزارة الدفاع القطرية الثلاثاء عن افتتاح مكتب الملحقیة العسكریة القطریة في العاصمة الباكستانیة إسلام أباد، تحت رعایة الدكتور خالد بن محمد العطیة وزیر الدولة لشؤون الدفاع القطري، وبحضور العمید ركن طیار سالم حمد الشرقي المري الملحق العسكري بسفارة دولة قطر في جمھوریة باكستان، وعدد من كبار القیادات العسكریة الباكستانیة وعدد من الملحقین العسكریین وأعضاء مكاتب الملحقیات الباكستانیة إلى جانب أعضاء السلك الدبلوماسي القطري في إسلام أباد.
وقال العمید ركن طیار سالم حمد الشرقي المري إن افتتاح الملحقیة انجاز كبیر في توسیع آفاق التعاون بین دولة قطر وجمھوریة باكستان الإسلامیة في المجالات ذات المصالح المشتركة لا سیما في مجال الدفاع والتعاون العسكري، خاصة وأن العلاقات القطریة – الباكستانیة تحظى بجذور عمیقة بین البلدین الصدیقین وتعتبر نموذجا مثالیا مبني على الاحترام المتبادل والتعاون في كافة المجالات. يذكر أن قطر استلمت شهر يوليو / تموز الماضي أول دفعة من طائرات التدريب الخفيفة «السوبر موشاك» الباكستانية التي وصلت إلى الدوحة.
وأقامت القوات المسلحة القطرية حفل تدشين في كلية الزعيم محمد بن عبدالله العطية الجوية تحت رعاية الفريق الركن طيار غانم بن شاهين الغانم، رئيس أركان القوات المسلحة وبحضور اللواء الركن طيار أحمد بن إبراهيم المالكي نائب قائد القوات الجوية الأميرية ووفد رفيع المستوى من جمهورية باكستان الإسلامية ضم ضباطا من سلاح الجو الباكستاني، وعددا من أعضاء السفارة والملحق العسكري الباكستاني. وخلال الاحتفال تم استعراض مراحل التدريب في الكلية والخطط المستقبلية التي تنوي الكلية تنفيذها. وأعرب العميد الركن طيار سالم حمد عقيل النابت قائد كلية الزعيم محمد بن عبدالله العطية الجوية في تصريح له عن الفخر والاعتزاز بحفل تدشين وصول الدفعة الأولى من طائرات السوبر موشاك، والتي تعتبر إضافة نوعية ومميزة لأسطول طائرات التدريب في الكلية.
وأضاف أن خطط التطوير التي تنتهجها الكلية تسير وفق المخطط بالتناغم مع التطوير في كافة قطاعات القوات المسلحة الأخرى.
ونوه بأن ما تشهده الكلية اليوم من تقدم وتطور ما كان ليرى النور لولا الدعم المباشر والاهتمام من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، القائد الأعلى للقوات المسلحة، والدكتور خالد بن محمد العطية وزير الدولة لشؤون الدفاع، والفريق الركن طيار غانم بن شاهين الغانم رئيس أركان القوات المسلحة.
ومن المقرر أن توفر طائرات السوبر موشاك الباكستانية الدعم من ناحية تدريب مرشحي الطيارين في كلية الزعيم محمد بن عبدالله العطية الجوية حيث إن هذه الطائرات الخفيفة ذات المحرك المروحي تستعمل في العمليات التدريبية «الأولية والأساسية» في الطيران العسكري، بالإضافة إلى الطيران الاستعراضي والطيران الليلي. وطائرات السوبر موشاك (MFI-17 Mushshak) من إنتاج مجمع الطيران الباكستاني وتحتوي على مقعدين أو ثلاثة، حيث يصل عرض جناحيها إلى 8.85 متر، وطولها 7.15 متر، وتصل أقصى سرعة لها إلى 268 كيلو مترا في الساعة. وتم توقيع عقد شراء هذه الطائرات خلال يونيو/حزيران من العام الماضي، حيث من المقرر أن تضيف الدفعة الجديدة من تلك الطائرات التي تستخدم للتدريب العمودي المزيد من الدعم المطلوب لتدريب مرشحي الطيارين الملتحقين بالكلية، لتحل محل طائرات الغزال المستخدمة حاليا.
وتعتبر كلية الزعيم محمد بن عبدالله العطية الجوية أول كلية عسكرية في المنطقة حاصلة على شهادة نظام الجودة ISO 9001 وقد خرجت الكلية مؤخرا الدفعة الرابعة من الطيارين المقاتلين.

افتتاح مكتب الملحقية العسكرية القطرية في باكستان

إسماعيل طلاي

موريتانيا: الاهتمام منصب على اعتقال ولد غده والألمان يدخلون على الخط

Posted: 23 Aug 2017 02:20 PM PDT

نواكشوط – «القدس العربي»: واصل الرأي العام الموريتاني والدولي أمس متابعته النشطة لاستمرار السلطات القضائية والأمنية الموريتانية في اعتقال السناتور المعارض محمد ولد غده الذي مضى على حبسه أسبوعان اليوم.
وبينما دخلت الحكومة الاتحادية الألمانية على الخط مبدية قلقها لاستمرار حبس السناتور، أطلق محاميه أحمد سالم بوحبيني نداء استغاثة للرأي العام دعاه فيها للوقوف مع «هذه القضية العادلة وقفة سلمية وفق الضوابط القانونية لنضع حدا لمثل هذه الانتهاكات في حق السياسيين المعارضين»، مؤكدا أنه «يعول بصفة خاصة على الشباب والمدونين ونشطاء وسائل التواصل الاجتماعي وجالياتنا المقيمة في الخارج التي ظهر دورها الفعال والمهم خلال الاستفتاء الأخير».
وأضاف المحامي» تابعتم جميعا ما يتعرض له السناتور محمد ولد غدة منذ حادث السير، الأليم وغير المتعمد، الذي تم استخدامه من قبل السلطات العليا للبلد لتصفية الحساب معه عبر أقذر عملية تجسس عرفتها البلاد تم خلالها نشر مراسلاته الشخصية في سيناريو هوليوودي محكم يهدف إلى إلحاق أكبر قدر ممكن من تشويه صورته، واليوم، وبعد فضيحة الخامس من أغسطس/آب التي جعلت النظام يصر أكثر من أي وقت مضى على تصفية الحساب مع خصومه السياسيين، يقبع محمد في سجنه وحيدًا لا لجرم اقترفه سوى أنه حاول تسليط الضوء على خفايا ملفات الفساد وصفقات التراضي التي يراد لها أن تظل في العتمة».
«إن ما يجب أن تبرزه قضية ولد غدة»، يضيف المحامي، «هو أننا نشهد انتكاسة ديمقراطية مثيرة للقلق، فقد أدى الاستفتاء إلى إحياء الأساليب القديمة التي كنا نعتقد أنها ماتت من تورط الإدارة واستخدام وسائل الدولة والاحتيال وحشو صناديق الاقتراع وقمع المتظاهرين، وها نحن نعود إلى الاعتقالات التعسفية وعمليات الاختطاف وأماكن الاحتجاز السرية».
وزاد: «ربما يختلف بعضنا مع السناتور غدة، لكن هذا الواقع المؤسف يحتم علينا جميعًا أن نتوحد في وجه الظلم والتعسف ومصادرة الحقوق بالوقوف معه كي لا يضيع الحق في هذه الأرض ويختفي المطالبون به».
هذا وأكدت باربل كوفلر مندوبة الحكومة الاتحادية الألمانية لسياسة حقوق الإنسان في وزارة الخارجية: «أن سرية المكان الذي يوجد فيه السناتور محمد ولد غدة منذ اعتقاله من دون أمر قضائي في الحادي عشر أغسطس/آب 2017، يسبب لها قلقا كبيرا».
وأضافت: «بصفته عضوا في مجلس الشيوخ فإنه يتمتع بالحصانة البرلمانية وهذا ما يجعل اعتقاله مخالفا لمبادئ دولة القانون».
وأكدت المندوبة الألمانية: أنها «قلقة كذلك لوجود مضايقات في حرية التجمع وحرية التعبير وللانتكاسة العامة في حالة حقوق الإنسان في موريتانيا، تزامنا مع استفتاء الخامس من أغسطس /آب».
«إنني أدعو الفاعلين السياسيين»، تضيف باربل كوفلر، «إلى البحث عن طريق للحوار من أجل حل سلمي للتوترات القائمة في إطار أسس دولة القانون المعترف بها على المستوى الدولي». وأكدت «أن الوضع الحالي يلزم الموريتانيين بتوحيد جهودهم لصون السلام والانسجام الاجتماعي».
وكانت النيابة العامة في موريتانيا قد أكدت في بيان أخير لها «أن اعتقال ولد غدة يأتي بعد توصلها لمعلومات موثقة تتعلق بتشكيل منظم يهدف إلى زعزعة السلم العام»، مبرزة أنها «فتحت تحقيقات ابتدائية معمقة وشاملة، تتعلق بالتمالؤ والتخطيط لارتكاب جرائم فساد كبرى عابرة للحدود».
«وفي إطار تلك التحقيقات، تضيف النيابة، تم حتى الآن توقيف المشتبه به محمد ولد أحمد ولد غدة، طبقا لأحكام وترتيبات القوانين المعمول بها، وأتيح له اللقاء مع محاميه ضمانا لحقوق الدفاع«.
وأضافت: «وكان المشتبه به نفسه قد تم توقيفه رفقة مشتبه به آخر بناء على شكوى تقدم بها ضابط في الجيش، تتعلق باختلاق وقائع وتصريحات كاذبة. «
وفي بيان أكدت المعارضة الموريتانية «أن النيابة العامة أصدرت بيانا صادما، اعتمدت فيه لغة التهويل والتهديد، وتحدثت فيه عن «قيام أشخاص متعددين بالتمالؤ والتخطيط لارتكاب جرائم فساد كبرى عابرة للحدود ومنافية للأخلاق، في محاولة لإلهاء الرأي العام ولفت أنظاره عن الأزمة المتفاقمة التي يتخبط فيها النظام، وعن الهزيمة السياسية النكراء التي تكبدها من جراء فشل استفتائه الهزلي الذي قاطعه الشعب الموريتاني بصورة واسعة على امتداد التراب الوطني.
إن إطلاق الاتهامات الخطيرة التي لا تعتمد على أي أساس، تضيف المعارضة، وتلفيق التهم، واختلاق الأزمات والمؤامرات الوهمية، ظل دائما هو السلاح الذي تلجآ إليه الأنظمة الديكتاتورية لتبرير جرائمها ضد الديمقراطية وحرية مواطنيها ولتلبيس سوء إدارتها ونهبها لخيرات بلادها، وعندما تعجز عن حل المشاكل الحقيقية وعن مواجهة الواقع بشجاعة وحكمة وتبصر، يكون الهروب إلى الأمام لجر البلاد نحو المجهول؛ إنها محاولة لإلباس الآخرين جريمة زعزعة الأمن التي يقترفها النظام من خلال هذه الاتهامات الخطيرة واختلاق مبررات واهية لتصفية حساباته مع خصومه السياسيين.
وتابعت المعارضة: «إن اعتقال الشيخ محمد ولد غدة ليس حدثا معزولا، فهو يدخل في إطار سياسة النظام القمعية التي عادت بالبلاد إلى عهد الأحكام العرفية، المتمثلة في خنق الحريات، وقمع التظاهرات السلمية للأحزاب المعترف بها رسميا، والتنكيل بالاحتجاجات السلمية للشباب والنساء، ومحاولة كبت كل صوت يرتفع ضد الظلم والتعسف وطغيان الحكم الفردي. «
الحقيقة، حسب المعارضة هي أن الشيخ محمد ولد غدة رجل معارض، صدح عاليا بمواقفه السياسية وبعلاقاته مع الموريتانيين جميعهم الذين يقاسمونه الرأي والمواقف عينهما، وعلى العكس مما قالته النيابة فقد تم التعامل معه بصورة منافية لكل القوانين والنظم والأعراف، إذ تم اختطافه ليلا وهو يتمتع بحصانته البرلمانية من طرف أشخاص يرتدون زيا مدنيا من دون مذكرة توقيف أو مبرر، وقضى ثلاثة أيام من دون أن يعرف عنه ذووه ومحاموه أي شيء، ومن دون أن تعرف عنه العدالة أي خبر، كما منع محاموه من لقائه على انفراد في خرق سافر للقانون، ولم يقدم ملفه للعدالة إلا بعد تواصل الضغط والاحتجاجات من طرف المعارضة الديمقراطية والرأي العام والصحافة، ولا يزال حتى اليوم رهن الاختطاف التعسفي.
إن تلفيقات النظام وتهديداته، تقول المعارضة الموريتانية: لن تخيف الشيخ محمد ولد غدة، المعروف بشجاعته وثباته على مواقفه، ولن ترهب المعارضة الموريتانية التي ستواصل تصعيد نضالها من أجل الدفاع عن الحريات وعن مصالح الشعب من أجل إعادة المسلسل الديمقراطي للطريق السليم.
إننا في المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة، يضيف البيان: نجدد إدانتنا القوية لما تعرض له الشيخ محمد ولد غدة ويتعرض له من معاملة خارجة على القانون والأخلاق، كما نجدد وقوفنا الحازم وتضامننا القوي معه، وعزمنا على مواصلة النضال من أجل إطلاق سراحه واسترجاعه حقوقه كافة، وندين بشدة استخدام القضاء من أجل تصفية الحسابات مع المعارضين، ونحذر النظام من مغبة الهروب إلى الأمام واختلاق الأزمات والدفع بالبلد نحو مزيد من الاختناق السياسي ومخاطر عدم الاستقرار».
ويأتي اعتقال السناتور غدة أياما بعد نشره لمقطع فيديو تضمن شهادة صوتية للرقيب محمد ولد محمد امبارك تنفي الرواية الرسمية لحادثة تعرض الرئيس محمد ولد عبد العزيز لطلق ناري يوم 13 أكتوبر 2013.
كما يأتي اعتقاله بعد نجاحه في إقناع غالبية أعضاء مجلس الشيوخ الموريتاني بالتصويت ضد التعديلات الدستورية التي مررتها الحكومة في استفتاء شعبي نظم في الخامس آب/أغسطس الجاري، مع تمكنه من تمويل نشاطات المعارضة الموريتانية بالتنسيق مع المليونير الموريتاني المعارض محمد بوعماتو.

موريتانيا: الاهتمام منصب على اعتقال ولد غده والألمان يدخلون على الخط
محاميه وجه نداء استغاثة وأكد أن اعتقال موكله «انتكاسة ديمقراطية»

باحث يتهم سفارة مصر في برلين بمحاولة إلغاء منحته لجمعه وثائق عن الجزيرتين

Posted: 23 Aug 2017 02:19 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي» ـ من تامر هنداوي: اتهم الباحث الحقوقي، تقادم الخطيب، السفارة المصرية لدى برلين، بمحاولة إلغاء منحة الدكتوراه التي حصل عليها، والضغط عليه للعودة لمصر، عقابا له على جمعه وثائق وخرائط من مكتبة برلين تؤكد مصرية جزيرتي «تيران وصنافير» اللتين تنازلت عنهما مصر للسعودية بموجب اتفاقية إعادة ترسيم الحدود مع المملكة.
وقال: «منذ أن أخرجت خرائط مكتبة برلين المتعلقة بتيران وصنافير، وأرسلتها للمحامين في مصر وأنا تحت هذه الضغوط».
وشرح ما حدث معه من قبل «المستشار الثقافي للسفارة المصرية في برلين الدكتور أحمد فاروق حامد غنيم الأستاذ في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة والمستشار الثقافي للسفارة المصرية في برلين والمسؤول الإداري عن برنامج بعثتي للحصول على درجة الدكتوراه باعتباري مدرسا مساعدا في الجامعة في مصر ولدي إجازة للحصول على الدكتوراه من الخارج. وأخضع إداريا لوزارة التعليم العالي».
وبين الخطيب أنه «في الثاني من يونيو/ حزيران 2016 تلقى اتصالا من المستشار الثقافي في السفارة المصرية وذهب لمقابلته حيث أبلغه أنه خالف القواعد وتوجه لجامعة برينسون لجمع خرائط تيران وصنافير».
وأضاف: «طلب مني فتح حسابي الخاص في الفيسبوك للاطلاع على ما أكتبه فيه وهو ما رفضته واعترضت عليه، وفتح جهاز الكمبيوتر الخاص به ووجدت لديه قائمة مجمعة بلقاءاتي التلفزيونية المختلفة؛ وقال لي هل هذا عمل أكاديمي؟ اعترضت وقلت هذا رأيي السياسي وليس هناك ما يمنع من التعبير عن رأيي السياسي الذي كفله القانون والدستور والمواثيق الدولية، ثم قلت له: أنا أرفض كل هذه الممارسات لأنني لست في تحقيق أمني؛ فأجاب قائلا اعتبر نفسك في تحقيق أمني، وهو ما عبرت عن رفضه بشدة».
وتابع: «طلب المستشار الثقافي جواز سفري ما رفضته؛ ثم قمت مغادرا وتركت المكتب الثقافي، وهو يحاول التحفظ على جواز السفر».
وتساءل الخطيب ما «علاقة تيران وصنافير بعملي الأكاديمي، وما علاقة الفيسبوك بذلك، وماهي علاقة ظهوري في البرامج التلفزيونية المختلفة وقول رآيي، في النهاية كان يهددني بإلغاء المنحة والقرار كان متخذا مسبقا».
ووجه رسالة إلى المستشار الثقافي للسفارة المصرية في برلين أحمد فاروق حامد غنيم قال فيها: «لقد أهنت الجامعة ومنصب الأستاذ الجامعي حينما استخدمك هذا النظام في أن تنسلخ من جلدك الجامعي لترتدي ثوب الرجل الأمني».

باحث يتهم سفارة مصر في برلين بمحاولة إلغاء منحته لجمعه وثائق عن الجزيرتين

واشنطن تطالب الوكالة الدولية بتفتيش مواقع إيران العسكرية المشبوهة بالنشاط النووي

Posted: 23 Aug 2017 02:19 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: طالبت ممثلة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش المواقع الإيرانية العسكرية للتأكد من عدم مواصلة إيران أنشطتها السرية السابقة العسكرية المرتبطة بصنع القنبلة الذرية.
فيما حذّر وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أن زيارة نيكي هيلي لفيينا ستكون لها تداعيات سلبية على الاتفاق النووي.
وحسب موقع «راديو فردا» الإخباري التابع للحكومة الأمريكية، قالت نيكي هيلي قبيل زيارتها إلى فيننا ومقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن واشنطن تريد أن تعلم بأن هل مفتشي الوكالة الدولية لديهم زيارات دورية للمراكز والمواقع العسكرية الإيرانية للتأكد من التزام طهران بتعهداتها في إطار الاتفاق النووي أم لا.
وأضافت أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لديها ملف كبير في إخفاء الشق العسكري لأنشطتها النووية، وأنه كان لديها أنشطة نووية سرية عديدة في المراكز العسكرية والجامعات.
وشددت على أنه يجب أن تشمل الزيارات الدورية لمفتشي الوكالة الدولية أي موقع مشبوه في إيران ذات صلة ببرنامجها النووي، وأن الاتفاق النووي يسمح بذلك، وقالت متسائلةً «نريد أن نعرف أن هل تفعل ذلك الوكالة الدولية أم لا؟».
وأوضحت «نريد أن نعلم بأن هل تفتش الوكالة الدولية المواقع والمنشآت التي كانت إيران تعمل فيها على مشاريع نووية سرية؟ أم هناك قصور في هذا الجانب؟ أم يتم منع ذلك؟». ولفتت سفيرة أمريكا لدى الأمم المتحدة النظر إلى أنه إذا إيران ليس لديها برنامج سري نووي في مواقعها العسكري، لماذا لا تسمح بتفتيشها، وقالت «من اللافت جداً لي أن إيران قلقة من زيارتي إلى فيينا. لو كان حسابهم نظيفاً فلا ينبغي أن يقلقوا من أسئلتي للوكالة الدولية للطاقة الذرية».
وتعليقاً على تصريحات المسؤولة الأمريكية وزيارتها إلى فيننا، حذر وزير الخارجية الإيراني في رسالة بعثها إلى مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيو أمانو، من أن الزيارة المزمعة لنيكي هيلي إلى النمسا ستكون لها تداعيات سلبية على الاتفاق النووي بين إيران ودول مجموعة «5+1».
ووفقاً لوكالة فارس للأنباء التابعة للحرس الثوري، كتب ظريف في رسالة إلى أمانو حول هذه الزيارة أنه حتى قبل تنفيذ الزيارة، فأن كيفية التخطيط والدعاية حولها والمؤشر الذي تبعثه، لها تداعيات سلبية ملحوظة على التنفيذ الناجح للاتفاق النووي.

واشنطن تطالب الوكالة الدولية بتفتيش مواقع إيران العسكرية المشبوهة بالنشاط النووي

محمد المذحجي

واشنطن تعارض قرار مجلس حقوق الإنسان نشر قائمة بالشركات الناشطة في المستوطنات

Posted: 23 Aug 2017 02:18 PM PDT

رام الله – «القدس العربي»: بمناسبة اليوم العالمي للتصوير أعلن أكثر من أربعين مصورا وطالبا ومعلم تصوير فوتوغرافي في البرتغال، عن دعمهم للمقاطعة الثقافية لإسرائيل، وتعهدهم بـ«عدم قبول أي دعوات أو تمويل من الحكومة الإسرائيلية، ورفض التعاون مع أي مؤسسة متورطة مع الحكومة، حتى تلتزم إسرائيل بالقانون الدولي والمبادئ العالمية لحقوق الإنسان.»
وتعتبر هذه المبادرة الأولى من نوعها، حيث وقع على هذه العريضة مصورون معرفون في البرتغال مثل جواو بينا الحائز على جائزة التصوير الصحافي «اشتساو ايماجم» لهذا العام، ومعلم التصوير المعروف جوزيه سودو، بالإضافة إلى جواو هنريكش الذي حصل مؤخراً على جائزة المواهب الجديدة «فناك» ونونو لوبيتو مصور ومقدم برامج في التلفزيون، ويعتبر من أكثر البرتغاليين ترحالاً.
وتأتي هذه المبادرة كرد على الدعوة إلى المقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل من قبل المثقفين الفلسطينيين، علماً أن المصورين، كغيرهم من الفنانين الفلسطينيين ليسوا معفيين من وحشية الاحتلال الإسرائيلي، حيث اعتبرت اسرائيل عام 2014، من أكثر الدول خطراً على حياة الصحافيين في العالم. فقد قامت في ابريل/ نيسان الماضي بكسر أضلاع مصور وكالة الصحافة الفرنسية أحمد غربالي وبتحطيم كاميراته والاعتداء على ستة مصورين آخرين. وفي مايو/ أيار الماضي أطلق مستوطن اسرائيلي النار على المصور مجدي محمد من وكالة اسوشيتدبرس.
في غضون ذلك تعمل واشنطن ضد قرار مجلس حقوق الإنسان نشر قائمة بأسماء الشركات الناشطة في المستوطنات الاسرائيلية. ونقلت مصادر إسرائيلية عن مصادر دبلوماسية امريكية تفيد بقيام الولايات المتحدة بالعمل ضد قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بشأن نشر «القائمة السوداء» التي تضم أسماء الشركات الدولية الناشطة في المستوطنات الاسرائيلية.
وكان المجلس قد اتخذ هذا القرار في شهر مارس/ آذار الماضي، بمعارضة واشنطن واسرائيل، التي وصفت القائمة بأنها خطوة أولى على طريق فرض المقاطعة المعادية لإسرائيل.
 ورفض مسؤولون أمريكيون تفصيل أسماء الشركات التي تشملها القائمة التي تم تسليمها للدبلوماسيين الأمريكيين. وقالت الناطقة بلسان وزارة الخارجية الامريكية هيذر نويرت إن «الولايات المتحدة عارضت منذ البداية وبشدة قرار مجلس حقوق الإنسان وحاربت في الماضي ضد عدة مؤسسات تابعة للأمم المتحدة». وحسب رأيها فإن «مثل هذه القرارات لا تفيد ولا تفعل شيئا لدفع المسألة الاسرائيلية – الفلسطينية». 
وقالت هيذر نويرت إن «الولايات المتحدة انضمت الى اسرائيل في محاولة منع تمويل الامم المتحدة لإقامة مستودع المعلومات الخاص بالشركات التي تعمل في المستوطنات الاسرائيلية في الأراضي المحتلة. نحن لم ولن نشارك في إقامته او التبرع لمضمونه».

واشنطن تعارض قرار مجلس حقوق الإنسان نشر قائمة بالشركات الناشطة في المستوطنات

الجزائر: أويحيى يلتقي أرباب العمل والنقابات تحضيرا لاجتماع الثلاثية!

Posted: 23 Aug 2017 02:17 PM PDT

الجزائر – «القدس العربي»: يلتقي اليوم الخميس أحمد أويحيى رئيس الوزراء الجزائر بمقر رئاسة الوزراء بالعاصمة علي حداد رئيس منتدى رؤساء المؤسسات وعبد المجيد سيدي السعيد أمين عام المركزية النقابية لتحضير اجتماع الثلاثية المقرر عقده شهر سبتمبر/ أيلول المقبل، والذي سيتابعه الكثير من الجزائريين عن قرب، لأنه سيحمل مؤشرات المرحلة المقبلة، وسيحدد خطة طريق حكومة أويحيى خلال سنتها الأولى، خاصة في ظل ما ينسب إلى أويحيى من استعداد لاتخاذ إجراءات غير شعبية بمناسبة عرض مشروع قانون الميزانية الجديد الذي سيكشف عن خطوطه العريضة بمناسبة هذا الاجتماع.
ويعتبر هذا الاجتماع التحضيري الثاني، على اعتبار أن الأول عقد في عهد رئيس الوزراء السابق عبد المجيد تبون، وفي جو مشحون، طغت عليه القبضة الحديدية ما بين تبون وعلي حداد، والتي انتهت بإقالة رئيس الوزراء وإخراجه من الباب الضيق، وظهور حداد في صورة المنتصر، والمدعوم من قبل سعيد بوتفليقة شقيق الرئيس الجزائري، خاصة وأن أبواب الجحيم فتحت على تبون بعد اللقاء الذي جمع حداد وسعيد بوتفليقة في مقبرة العالية على هامش جنازة رضا مالك رئيس الحكومة الأسبق، الأمر الذي يجعل الثلاثية المقبلة تأتي في جو يغلب عليه الشعور بأفضلية لصالح الثنائي حداد ـ سيدي السعيد، على اعتبار أنهما توعدا بجعل تبون يدفع الثمن، وهو ما حدث فعلا.
وبعيدا عن الصراعات التي سبقت وخلفياتها التي تبقى غامضة، فإن الاجتماع سيحدد معالم المرحلة المقبلة، في ظل الأوضاع الاقتصادية الضاغطة تدفع نحو اتخاذ إجراءات غير شعبية، خاصة ما تعلق بالأسعار والضرائب، التي يرتقب أن تشهد ارتفاعا للمرة الثالثة على التوالي، على اعتبار أن السلطات عمدت إلى زيادات في الأسعار والضرائب بشكل تدريجي، لعدم استثارة الشارع الجزائري، علما أن الحكومات السابقة رفضت الاعتراف بتطبيق سياسة تقشف، رغم أن الإجراءات المطبقة خلال الثلاث سنوات الأخيرة كلها دليل وجود أزمة اقتصادية عميقة.
وسيتم خلال اجتماع الثلاثية الاتفاق على الزيادات التي سيتم تضمينها في قانون الميزانية الجديد، دون توقع أي مكاسب لصالح العمال، على اعتبار أن المركزية النقابية تروج لقرارات الحكومة وتحاولها تمريرها في أوساط العمال، أكثر مما تحاول انتزاع مكاسب لصالح الطبقة الشغيلة، أما منظمات أرباب العمل التي تدخل هذا الاجتماع بشعور المنتصر فإنها ستعمل على انتزاع مكاسب لها، خاصة ما تعلق بقانون العمل الذي يتم تحضيره منذ عدة أشهر، والذي يعطي أفضلية لأرباب العمل، على حساب العمال، سيما فيما يخص إنهاء علاقة العمل والحقوق المترتبة على ذلك، كما ستعمل هذه المنظمات على انتزاع امتيازات ضريبية جديدة وإعفاءات، وهو أمر غير مستبعد، خاصة في ظل ما يروج له الخطاب الرسمي من تشجيع للاستثمار، وقرب رجال الأعمال من مركز اتخاذ القرار، وما ينسب إلى أويحيى من استعداده لاتخاذ قرارات قاسية وغير شعبية، والتي تعود اتخاذها منذ تعيينه رئيسا للحكومة أول مرة منتصف تسعينيات القرن الماضي.

الجزائر: أويحيى يلتقي أرباب العمل والنقابات تحضيرا لاجتماع الثلاثية!

معركة التماثيل الكونفدرالية.. شرارة لحرب أهلية أمريكية جديدة؟

Posted: 23 Aug 2017 02:17 PM PDT

واشنطن ـ من أثير كاكان: بعد أن ظن الكثيرون أن صفحات التاريخ طوت الجدل الذي ظل يجتاح المجتمع الأمريكي أثناء «حقبة الرقيق» عندما كان القانون الأمريكي يعطي امتيازات وحقوق للأمريكيين البيض دون أولئك من ذوي الأصول الأفريقية، عادت الصدامات العنيفة التي شهدتها مدينة شارلوتسفيل بولاية فرجينيا الأمريكية لتسبر أغوار الماضي العميق ويطفو ذلك الجدل على السطح مجددا. فعاد الحديث عن جماعات عنيفة مسلحة ذات ماض لطخته الدماء والعنف كما هو حال حركة «كوكلوكس كلان» و«النازيون الجدد» و»ذوو الرؤوس الحليقة» وغيرهم.
مرة أخرى تعود تلك الأحداث لتنكأ جراح الحرب الأهلية والانقسام الذي تولد عنها حتى وصل الأمر إلى التماثيل والنصب التي مجدت قادتها، في ظل تراشق الاتهامات حول من هو «خائن» ومن هو «وطني»!
قد يعتقد البعض أن هذه المسألة سهلة، ويمكن حلها بسهولة كبيرة، لكن الأمر لا يبدو كذلك.
ففي ظهيرة يوم مشمس من يوم السبت 12 أغسطس/ آب الماضي، اندفع الأمريكي الأبيض المتطرف جيمس أليكس فيلدز، السبت الماضي، بسيارته «الدودج تشالنجر» فضية اللون باتجاه متظاهرين ضد العنصرية، متسببا في مقتل هيذر هاير (32 عاما)، وجرح 19 آخرين.
الحادث نفسه، جاء على خلفية احتشاد أعداد كبيرة من المؤيدين للجماعات العنصرية البيضاء واليمينية المتطرفة، بينها «كوكلكس كلان» و»النازيون الجدد»، في شارلوتسفيل، قابلها خروج مظاهرة لأعداد أخرى من مناهضي العنصرية في المدينة، قبل تعرض الأخيرة للهجوم.
وجاء احتشاد مؤيدي الجماعات العنصرية البيضاء؛ احتجاجًا على قرار المدينة إزالة تمثال الجنرال «روبرت لي»، أحد رموز الحرب الأهلية الأمريكية، والمتهم بالعنصرية وتأييد العبودية.
لكن من هو الجنرال «روبرت اي لي» الذي ما زال الأمريكيون يختلفون حوله حتى بعد مضي قرابة قرن ونصف على وفاته.
ولد الجنرال في 19 يناير/ كانون الثاني 1807 في مقاطعة ويستمورلاند في ولاية فرجينيا، وهو واحد من تسعة أبناء للحاكم التاسع لولاية فرجينيا الضابط بسلاح الفرسان «هنري لي الثالث»، وأحد الموفدين الأوائل لتمثيل المقاطعة، التي أصبحت لاحقاً ولاية فيرجينا، في الكونغرس التأسيسي للبلاد، وكان أيضا أحد المقاتلين البارزين في فرقة الخيالة المشاركة في الثورة الأمريكية (1775/1783) ضد التاج البريطاني، والذي نتج عنه لاحقاً تأسيس الولايات المتحدة الأمريكية.
سمعة والد الجنرال وبسالته في معركة تحرير البلاد، هي ما أكسبته لاحقاً لقب «لايت هورس هاري» لجرأته وحنكته وشجاعته في التصدي للجيش البريطاني.
وفقد برز نجم لي في الحرب الأمريكية – المكسيكية (1846-1848) والتي نشبت بين الجارين عقب ضم الولايات المتحدة لتكساس إليها عام 1845 بعد انفصالها عن المكسيك والذي جاء ثمرة ما يعرف بثورة تكساس عام 1836.
أصيب «لي» الذي كان برتبة نقيب خلال هذه الحرب، بجروح بسيطة، نال على إثرها ترقية تشريفيةً لرتبة عقيد (دون الامتيازات المرافقة للرتبة او زيادة في الراتب)، ووصفه القائد العسكري لهذه الحرب وأحد أهم الجنرالات العسكريين في التاريخ الأمريكي وأطولهم خدمة في هذه الرتبة (52 عاما) الجنرال وينفيلد سكوت بأنه «أفضل جندي وقعت عليه عيناي في الميدان».

الحرب الأهلية

وفي عام 1861 اندلعت الحرب الأهلية بين حلف الشمال الذي ضم عضو الحزب الجمهوري وقتها والرئيس الجديد للبلاد أبراهام لينكولن تدعمه في ذلك 23 ولاية، ويقود جيشه الجنرال «يوليسيس اس غرانت» الذي اصبح لاحقاً الرئيس الـ 18 للولايات المتحدة، في مقابل 7 ولايات جنوبية معززة بانضمام 4 أخرى مشكّلة الاتحاد الكونفدرالي الأمريكي برئاسة وزير الحرب الأسبق جيفرسون ديفيس، ويقود جيشها الجنرال ديفيد إيمانويل تويغز، والذي كان عمل الجنرال روبرت اي لي تحت قيادته كقائد جيش شمال فرجينيا.
كانت خطة الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه الرئيس الأمريكي السادس عشر أبراهام لينكولن هي محاولة فرض قوانين الغاء العبودية على جميع الولايات الأمريكية، حال فوز مرشحهم الرئاسي عام 1861، إلا أن 7 ولايات أمريكية كانت تنوي إعلان انفصالها عن الاتحاد الأمريكي في حال فوزالمرشح الجمهوري، بسبب هذه الخطة.
كانت الولايات الجنوبية تعتقد أن محاولة الرئيس فرض منع العبودية عليها، إنما هو تدخل من الحكومة الفيدرالية في صلاحيات الولاية، والتي من ضمن صلاحية حاكمها هو السماح بممارسة تجارة العبيد.
الولايات الجنوبية لم تكن تريد هذا فحسب بل أرادت أن تدعي أحقيتها في توسيع هذه الممارسة إلى ولايات آخرى.
في شتاء عام 1865 قام رئيس الاتحاد الكونفيدرالي جيفرسون ديفيس، بتعيين الجنرال لي قائدا عاماً لجيوش الكونفيدراليين الجنوبيين، إلا أن الوقت كان متأخراً وسرعان ما أعلن «لي» استسلامه أمام تقدم قوات الشمال في 9 ابريل/ نيسان 1865 منهياً بذلك الحرب الأهلية ومفسحاً الطريق للرئيس لينكولن فرض قانون الغاء العبودية.

خائن أم وطني؟

ورغم ان اليمين بشكل عام ينظر إلى الجنرال لي بأنه البطل الذي دافع عن الجنوب حتى اللحظات الأخيرة قبل إعلان الاستسلام في ربيع عام 1865، إلا أن العديد من المؤرخين يرونه اليوم «خائناً» للعهد الذي قطعه على نفسه يوم أصبح عسكرياً بالحفاظ على تلاحم «الاتحاد» بين الولايات الأمريكية في الشمال والجنوب.
ويرفض استاذا القانون ستيفن لوبيه والفريد بروفي في مقال في صحيفة «شيكاغو تريبيون» تحت عنوان «لماذا ترامب على خطأ بالمساواة بين جورج واشنطن (أول رئيس للولايات المتحدة) وبين روبرت آي لي»، حيث رفض تلك المساواة بين روبرت لي وجورج واشنطن على اعتبار ان الأول «خائن» والثاني «قائد وطني».
ويقول الأستاذان في مقالهما المشترك المنشور الأحد الماضي: «أولاً وقبل كل شي، جورج واشنطن كان وطنيا بينما روبرت لي كان خائناً، ثم أن واشنطن قاد رجال بلاده في معركة لاحراز استقلال الولايات المتحدة بينما بذل «لي» أقصى جهده من أجل تدمير اتحادنا الأكثر كمالاً، من أجل العبودية».
ويحذر الأستاذان الجامعيان بالقول: «وإياك والخطأ، فإن الغرض الرئيسي من الكونفيدرالية (في الجنوب) كان لإدامة الرق وتوسيعه، بل أن الدستور الكونفيدرالي الذي اقسم لي على الدفاع عنه وحمايته يحظر أي قوانين تمنع، معاملة العبيد السود على أنهم ليسوا ممتلكات».

موقف ترامب

وعقب عجز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إدانة الجماعات العنصرية البيضاء في شارلوتسفيل، بحجة عدم اكتمال المعلومات لديه عن الحادث وقتها، عاد ترامب يوم الثلاثاء 15 اغسطس/ آب الماضي، ليقول بعد إدانته هذه الجماعات «العديد من هؤلاء الناس (المحتجين على ازالة تمثال الجنرال روبرت لي) كانوا هنالك للاعتراض على إزالة النصب».
وتابع متسائلاً: «إذا أزلنا هذا الأسبوع روبرت آي لي، لاحظت كذلك إزالة تمثال ستونوول جاكسون (أحد الضباط الذين كانوا تحت امرة لي)، اتساءل هل سيكون جورج واشنطن الأسبوع المقبل؟ وهل سيكون توماس جيفرسون (الرئيس الثالث للولايات المتحدة) الاسبوع الذي بعده؟ ولكن سيكون عليك بحق أن تسأل نفسك، عند أي حد سنتوقف».
وأعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن استيائه للحملة التي تشنها بعض الولايات لإزالة «النُصب الكونفيدرالية» من ساحاتها العامة والأبنية الحكومية..
وقال في ثلاث تغريدات متتابعة على صفحته الشخصية على موقع «تويتر»، «من المحزن أن نرى تاريخ وثقافة بلدنا العظيم يتم تمزيقهما بإزالة تماثيلنا ونصبنا الجميلة».
وتابع في تغريدة ثانية: «لا يمكنك تغيير التاريخ، لكن يمكنك أن تتعلم منه، روبرت اي لي، وستونوول جاكسون، أيهم سيكون التالي (جورج) واشنطن؟ (توماس) جيفرسون؟ يالها من حماقة»!
واستطرد في تغريدة ثالثة: «كذلك سلبت كل هذه الجماليات من مدننا وبلداتنا ومتنزهاتنا، سيتم افتقادها بشكل كبير، ولا يمكن استبدالها بأي شيء مماثل».
التطورات الأخيرة تلك عادت إلى الأذهان مجددا تاريخ الحرب الأهلية الأمريكية.

إلى أين؟

ويرى مراقبون أن ذكريات ذلك الماضي تنامت بشكل متفاوت منذ ترشح الجمهوري دونالد ترامب لانتخابات الرئاسة الأخيرة، التي أجريت في الثامن من نوفمبر/ تشرين ثان الماضي، وكذلك تنامي الصراع السياسي بين الديمقراطيين والجمهوريين، الذي أفرز بدوره خلافات على صعيد السياسات الداخلية، أهمها تصاعد الاتهامات بضلوع ترامب وأعضاء حملته الانتخابية في تدخل روسيا لصالحه في انتخابات عام 2016، على حساب منافسته الديمقراطية، هيلاري كلنتون.
كما أن تفادي إدانة جماعات العنصريين البيض صراحة، وعدم تسميته لاعتداءات شارلوتسفيل بالـ«الإرهاب المحلي»، من بين أسباب تفاقم أزمة الاستقطاب في الولايات المتحدة، ودعم الممارسات العنصرية المتطرفة (الأناضول).

معركة التماثيل الكونفدرالية.. شرارة لحرب أهلية أمريكية جديدة؟

لماذا اسمها رواية؟

Posted: 23 Aug 2017 02:16 PM PDT

حصل لي تماما ما حصل لمصطفى ماهر حين كان يعمل على ترجمة رواية صاحبة نوبل، الفريدة يلينِك «عاشقات» التي صدرت في القاهرة سنة 2006. أنا أيضا رحت أعود إلى الغلاف فيما أنا أقرأ روايتها «شبق»* لأتأكّد من أن كلمة «رواية»، المعرّفة بالكتاب، ما زالت هناك. هذا التساؤل يظلّ مستمرا، بل ويزداد إلحاحا كلما ذهبنا بالقراءة قدما. فما ارتسم خطوطا أولى للشخصيات، لن يتضح أبدا، ولن يُستكمل تاليا بخطّ سردي يطوّر معرفتنا بهذه الشخصيات.
ميخائيل، مدير معمل الخشب، وغيرْتا زوجته، وابنهما، يظلون عند الخطوط الأولى تلك، نقاطا ثابتة تدور حولها أفكار الكاتبة، بلا توقّف، مثل دوران الأفلاك حول كواكب مترافقة. لا يتقدّم هؤلاء ولا يزدادون اقترابا منا، نحن من نقرأهم. لذلك نتساءل عن حاجة الكاتبة يلينك إلى إعطائهم أسماء، بل ونتساءل أيضا عن أهمية تعيين الأمكنة: مصنع الخشب مثلا، وكذلك الأمكنة الأخرى التي تنقّل الرواية فصولها بينها، مثل الجيم الرياضي والسوبرماركت ومهابط التزلج وغيرها. وهذه الأمكنة ليس متعينا مكانها، في النمسا مثلا، بلد الكاتبة يلينك، أو أي مكان آخر في أوروبا، ذاك أنها موجودة كأفكار تشكلت من وظائف مدنيتنا الحديثة، وليست أمكنة عيش حقيقية.
كما يطال التساؤل ميل الرواية إلى مقارنة حال مدير المصنع بحال عمّاله، وحال أسرته الصغيرة بحال أسرهم، بالتركيز على الفوارق الفاضحة بين هؤلاء وأولئك، بما يشبه ما كنا قرأناه في أعمال سبقت، أدبية وغير أدبية. ذاك أن التساؤل حول الغنى والفقر يُبقي نصوص الرواية متصلة بحال واقعية جرت كتابة إنشائها من قبل. وهذا ما يخالف تلك الجدّة الأكثر تطرّفا، التي تسعى رواية يلينك إلى بلوغها، بل إن هذه الكتابة، المطلِقة العنان للتخيّل والتداعي والاستغراق في الاستطراد، تصرّ على إبقاء قضية مثل التنازع الطبقي، أو الإجحاف الطبقي على الأصح، حاضرة كما هي، بحضورها الأزلي، رغم أن أدب يلينك يشير إلى أن مجال الكتابة بات أكثر تشعّبا واختلاطا.
لا يحتاج الأمر إلى أكثر من الخروج من التصورات القديمة للفقر، حيث تلك الصورة النمطية لعمال المصانع، المتعبون المكدّون الذين لا يملكون شيئا. فهم هنا يمكن أن يكونوا مالكين لبيوتهم، لكن «ما سدّدوا أقساطه كانوا يظنون، طوال حياتهم، أنهم يملكونه، لمجرد أن سمح لهم بالإقامة فيه». وسوى ذلك، هناك السيارة «التي انتزعناها من أجسامنا بصيغة شغل فائض ساعات في المعمل». وهناك أيضا تلك «القضية الواقعية» الأخرى، وهي التي تكون النساء فيها عالقات في سطوة الرجال. لكنها هنا سطوة محيّرة إذ أن الرجال، حتى في ذروة سيطرتهم على النساء، مستعبَدون بغريزتهم نحوهنّ. كأن الرجال موثوقون بحبل يشدّهم إلى نسائهم، بما يشبه الارتباط بحبل سرّة وهمي. أما الموضع الآخر الموصول به ذاك الحبل، فهو فرج النساء الذي يحتوي كل ما هو غريزي موغل الغريزية والبشاعة الداخلية، والخارجية أيضا، عند الرجل. لا مقطع واحدا في الكتاب يخلو من وصف دوافع الغرائز وتلبيتها السريعة والفورية، كما لو أن العالم الداخلي للرجل، وهو مدير المصنع هنا، موجود كلّه في أعماق ذلك الشق.
إخضاع المرأة من قبل رجلها، الخاضع بدوره لمكمن غريزته تلك، يجمع هنا بين المدير وعماله. هذا ما تبقى لهؤلاء «العاطلين» على كل حال، «فاستخدامهم لزوجاتهم هو الشيء المجاني الوحيد الذي تبقى لهم». يتعلّق ذلك بالجنس أولا، أو هذا ما تقصده الكاتبة حيث، «لا شك أن الجنس هو مركز حياتنا، إلا أننا نظن (أو رغم أننا نظن) أننا لا نسكن هناك». ثم أن تملّك الرجل لامرأته يجب أن يكون كاملا تاما، حيث نقرأ في الصفحة 47 من الكتاب أن رجلا منع زوجته مؤخّرا من أن تغتسل، «إذ أن رائحتها أيضا تخصّه وحده». كل شيء مرضي في العلاقة بين الرجال وزوجاتهم، بحسب ذلك الجانب من الرواية الذي أمكن تحديثه من طريق الذهاب إلى أبعد حد ممكن في إثارة التخييلات
تدعو رواية «شبق» إلى الظن بأنها تفرّق قراءها إلى حد أنه يصعب على اثنين منهم، اثنين فقط من بين ألوف قارئيها، قد يلتقيان على فهم واحد لها، بل أحسب أن ذلك التفرّق بين القراء يبدأ من آلية القراءة نفسها. يتعلّق ذلك بما يهمله القارئ، تاركا إياه من دون قراءة، وما يقرأه فعلا، ثم هناك من يبحث بين السطور عن فواصل حدثية لكي يلحمها بحوادث سبقتها قبل أربع صفحات أو خمس صفحات، أو ربما اختار بعضهم الجمل التي تنتمي إلى فنّ الشعر خصوصا، كمثل أن نقرأ عن المرأة: «إنها تحاول أن تلتقط أنفاسها في الشبكة التي اصطادتها»، أو، في مكان آخر: «لن يكون بوسع الطبيعة أن تظل حديثة الطلاء».
على أي حال يصعب توقّع كيف ستقرأ الرواية هنا، بعد أن صارت متاحة بالعربية. الأرجح أنها ستزيد حلقة الباحثين عن الجدة ضيقا. حتى هؤلاء، لن يأخذوا من الرواية إلا القليل، تبعا لمقدرتهم على متابعة ذلك الدفق المتواصل من الأفكار التي تغلب على الوقائع المسرودة. لا أعرف كيف قُرئت سابقتها «العاشقات» حين ترجمت إلى العربية، لكن يمكن التكهن بذلك من المقدمة التي كتبها لها مترجمها، والتي بدا فيها كأنه يقول إن هذه الرواية خارج الزمان والمكان، وإنه، كان يرجع كل مرة إلى ما صُنفت به ليعرف أنها رواية أو شيء آخر.
رواية «شبق» لألفريدة يلينِك نقلها إلى العربية نبيل الحفار، صدرت عن دار الجمل في 220 صفحة، 2017.
٭ روائي لبناني

لماذا اسمها رواية؟

حسن داوود

الانتخابات المحلية الأردنية ومصير التيار الإسلامي

Posted: 23 Aug 2017 02:14 PM PDT

حقق التيار الإسلامي الأردني فوزاً ملموساً في انتخابات البلديات ومجالس المحافظات الأردنية، التي عقدت في الأسبوع الماضي. إضافة إلى نجاح مرشح إسلامي برئاسة بلدية الزرقاء، ثاني أكبر مدينة أردنية، فاز نصف مرشحي القائمة الإسلامية المشكلة من الإخوان المسلمين وحلفائهم في المقاعد التي نافسوا عليها. أغلب الفائزين الآخرين كانوا من المرشحين العشائريين المستقلين، أو الشخصيات المدعومة حكومياً؛ ولم يستطع أي حزب أو جماعة سياسية أخرى تحقيق نتائج تذكر. قبل عامين فقط، كان معلقون عرب، وما بات يعرف بخبراء شؤون الإسلام على جانبي الأطلسي، يكتبون شهادة وفاة التيار الإسلامي في الأردن، وفي المجال العربي برمته. إثر الانقلاب العسكري في مصر، وانطلاق رياح الثورة المضادة في دول الثورات العربية، تعرض الإخوان المسلمون الأردنيون لأكثر من حادثة انشقاق، أغلقت مكاتبهم في أنحاء البلاد، وسارعت الدولة الأردنية للاعتراف بمجموعة منشقة صغيرة ممثلاً للجماعة. وبدا أن طموحات عدد من الشخصيات الإخوانية السابقة، والحملة الرسمية، معاً، نجحت في وضع نهاية للجماعة الإسلامية التي تعود في جذورها الأردنية إلى أربعينيات القرن الماضي. في الانتخابات الأخيرة، نهضت الجماعة الأم من جديد، وتلاشت المجموعات المنشقة كلية، تقريباً. فأي دلالات يحملها الحدث الأردني؟
ما يقوله خبراء نهاية التيار الإسلامي السياسي أن الأردن ليست مصر، ولا هي تونس أو الجزائر. فإلى جانب المشتركات العربية التي لا يمكن إنكارها، طور كل بلد عربي، منذ ولادة الدولة الحديثة في نهاية الحرب الأولى، سماته الخاصة، ويمر بسياق يختلف، بهذه الدرجة أو تلك، عن سياقات الدول الشقيقة الأخرى. ما ينطبق على الأردن، يقول هؤلاء، لا ينطبق بالضرورة على مجمل دول المجال العربي. وهذا صحيح بالتأكيد، ولكن هذا ما أغفل تماماً في نبوءات النهاية القاطعة، التي سادت قراءات الخبراء والمراقبين في الأعوام الأربعة الماضية. فاز مجموع القوى الإسلامية معاً بما يزيد عن 70 بالمئة من أصوات مقاعد برلمان الثورة المصرية الأول، والوحيد، في 2012. في العام التالي، أطاح الانقلابيون بالرئيس المنتخب، وأوقفوا عملية التحول الديمقراطي. جاء الرئيس المصري، د. محمد مرسي، من خلفية إخوانية، ولكن المؤكد أن الانقلاب كان سيقع سواء كان الرئيس إخوانياً أو غير ذلك. العرب الذين شجعوا على الانقلاب وعملوا على توفير الدعم للانقلابيين رأوا في حركة التحول التحول الديمقراطي، وليس في الإسلاميين وحسب، خطراً عليهم. وليس ثمة شك أن موقف هذا المعسكر من العرب من الحراك الثوري الديمقراطي، في مصر والعالم العربي ككل، ما كان ليتغير، بغض النظر عن الصعود الإسلامي الذي تحقق بعد 2011.
كانت مصر هي البداية، بالطبع، ولكن رياح الثورة المضادة لم تلبث أن طالت كافة بلدان الثورة العربية، من تونس وليبيا، إلى اليمن وسوريا والعراق. وحدها المغرب، التي تقدمت خطوات على طريق التحول الديمقراطي بدون حراك ثوري واسع، حافظت على استقرارها وعلى إنجازاتها الديمقراطية. وربما مثل الأردن استثناء في الحالتين. فمن جهة، وبالرغم من أن الأردن شهد حراكاً شعبياً ملموساً، نجح النظام في احتواء هذا الحراك وإجهاض مطالب التحول الديمقراطي. ولكن لا أوساط النظام في الأردن، ولا قوى الثورة المضادة العربية، غفرت للإسلاميين مشاركتهم في الحركة الشعبية. ولذا، فما إن بدأت قوى الردة العربية حربها ضد قوى الثورة والتغيير، حتى أصبح الإسلاميون الأردنيون هدفاً للانتقام.
لم تكن حركة الثورة العربية إسلامية في منطلقها، حتى في البلدان التي لعب فيها الإسلاميون دوراً رئيسياً. ولكن ما حصده الإسلاميون خلال فترة التحول الديمقراطي القصيرة كان أكبر بكثير من القوى السياسية الأخرى. يعود أحد أسباب الصعود الإسلامي السياسي خلال الفترة بين 2011 ـ 2013 إلى ضعف وتحلل القوى السياسية الأخرى، سواء بفعل تذيلها للأنظمة الحاكمة، أو فقدانها المقومات الذاتية للصمود أمام الدكتاتوريات العربية. كان الإسلاميون العرب، في تيارهم الرئيسي، ومنذ التسعينيات، على الأقل، تبنوا برامج سياسية ديمقراطية، وأصبحوا أكثر استعداداً للعمل في مناخ من التعددية السياسية. ولا يقل أهمية أن الوعود التي حملها الخطاب السياسي للقوى الإسلامية العربية أوحت بمصداقية تفوق تلك التي أطلقتها الجماعات السياسية الأخرى، سواء في محاربة الفساد والتسلط، أو تحقيق العدل والكرامة الإنسانية. ألم يكن الإسلاميون في مقدمة ضحايا الدولة العربية الحديثة منذ ولادتها؟
الصعود غير المتوقع، في معظم الأحيان، للتيار الإسلامي السياسي، الذي واكب اندلاع حركة الثورة والتغيير، جعل الإسلاميين هدفاً رئيسياً للثورة المضادة، تماماً كما عملية التحول الديمقراطي ذاتها. وهذا ما أوقع خسائر فادحة في صفوف الإسلاميين ووضعهم الشعبي، خسائر بشرية وتنظيمية، وخسائر معنوية. تعرض الآلاف من الإسلاميين، في أغلب الدول العربية، للاعتقال أو النفي أو الاغتيال، صودرت ممتلكاتهم ومؤسساتهم الإجتماعية والتعليمية والاقتصادية، وألصقت بهم كافة التهم والمساوئ. أوقعت بالإسلاميين، بكلمة أخرى، هزيمة فادحة، وليس غريباً أن تظهر قواهم السياسية بمظهر المهزوم. ولكن الهزيمة شيء، وافتراض الموت والنهاية شيء آخر.
ثمة مسألة إسلامية تسيطر على حياة العرب، وكافة شعوب المشرق، الفكرية والثقافية والسياسية، منذ النصف الثاني للقرن التاسع عشر. وسواء في حقبة الاستعمار المباشر، دولة ما بعد الاستقلال، أو دولة الأنظمة الدكتاتورية السافرة، لم تتم الإجابة على سؤال موقع الإسلام ودوره في المجال العام. أو، بكلمة أخرى، لم يتطور إجماع كاف في المجتمعات العربية ـ الإسلامية حول إجابة لهذا السؤال. وطالما ظل سؤال الإسلام يطارد المجتمعات العربية ـ الإسلامية، سيظل هناك مسوغ لوجود التيار الإسلامي السياسي. التيار الإسلامي السياسي، بهذا المعنى، ظاهرة تاريخية، وثيقة الصلة برياح التحديث التي اجتاحت المجتمعات العربية ـ الإسلامية خلال القرن ونصف القرن الماضيين. ليس هناك من تقديرات قاطعة، بالطبع، ولكن شواهد متعددة في المجال العربي ككل تشير إلى أن الإسلاميين يحتفظون بقاعدة صلبة، تدور حول 30 بالمئة من التأييد الشعبي. في مناخ حر، آمن وديمقراطي، يمكن للقوى الإسلامية أن ترفع نصيبها من التأييد إلى ما يزيد عن 50 بالمئة، وتصل إلى الحكم، منفردة أو في تحالف. في مناخ من القمع والمطاردة، يعود تأييد هذه القوى إلى مستوى القاعدة الشعبية الصلبة.
بيد أن هناك بعداً لا يقل أهمية لاستمرارية التيار الإسلام السياسي، يتعلق بالخارطة السياسية لدول المجال العربي. ففي الأغلبية العظمى من الدول العربية لم تعد هناك قوى يعتد بها، يمكن لها أن تعطي للسياسة معناها، سوى التيار الإسلامي السياسي. يعود هذا المتغير في الحياة السياسية العربية لعدد من الأسباب، يصعب التطرق إليها في هذه المساحة المحدودة. ولكن نتيجتها لا يجب أن تخفى على أحد: التيار الإسلامي السياسي هو القوة الأساسية التي يمكنها مواجهة تغول الدولة وتسلط الطبقات الحاكمة. ويكفي النظر إلى الدول التي استطاعت فيها الثورة المضادة القضاء على، أو إضعاف التعبيرات السياسية ـ الاجتماعية للتيار الإسلامي السياسي، كمصر مثلاً، وكيف عجزت الأنظمة الحاكمة أو القوى السياسية الأخرى، عن ملء الفراغ الذي تركته سياسات القمع والاجتثاث الخرقاء وباهظة التكاليف. هكذا وضع قد يكون سبباً في سرور البعض وحزن آخرين؛ ولكنه الواقع العربي السياسي، على أية حال.

٭ كاتب وباحث عربي في التاريخ الحديث

الانتخابات المحلية الأردنية ومصير التيار الإسلامي

د. بشير موسى نافع

معركة تلعفر: الطائفية بغطاء أمريكي

Posted: 23 Aug 2017 02:14 PM PDT

أعلن رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي يوم الاحد الماضي إطلاق عملية عسكرية لاستعادة مدينة تلعفر (60 كلم غرب الموصل) وما حولها وقد سيطر تنظيم الدولة/داعش على هذه المدينة في حزيران/ يونيو 2014. ولم يلتزم العبادي، كالعادة، بوعده، مع بدء عمليات استعادة الموصل في تشرين الأول/ نوفمبر 2016، بعدم دخول ميليشيا الحشد الشعبي إلى المدينة! فهذه الميليشيات تشارك بمستوى 12 لواء في المعركة، مع غياب أي موقف للسياسيين السنة! والجانب التركي! وتواطؤ أمريكي بات منهجيا!
شكلت مدينة تلعفر، التي تسكنها أغلبية تركمانية (التركمان 95٪ من مجموع السكان)، بؤرة لصراع طائفي دموي بين الاغلبية التركمانية السنية، والأقلية التركمانية الشيعية منذ 2004. وقد كانت الدولة العراقية نفسها، بفعل هيمنة الفاعل السياسي الشيعي المطلقة، سببا رئيسيا في زيادة حدة هذا الصراع، عبر السلوك الطائفي الذي مارسته من خلال اجهزتها الإدارية والعسكرية والأمنية لفرض هيمنة الأقلية الشيعية على المدينة، ومحاولة فرض هوية أحادية قسرية عليها! وصولا إلى محاولة فصلها عن محافظة نينوى وإعلانها «محافظة» من خلال قرار أتخذه مجلس الوزراء العراقي في 21 كانون الثاني/ يناير 2014 بالموافقة على مشروع قانون استحداث محافظة «تلعفر»، أي قبيل سيطرة تنظيم الدولة على المدينة. وهو ما يعكس رؤية الفاعل السياسي الشيعي لهذه المدينة، التي لا تنفصل عن سياق رؤية إقليمية ايرانية تتعلق بأهداف جيو ـ سياسية مرسومة لهذه المنطقة وترتبط ارتباطا مباشرا بالوضع في سوريا ولبنان.
هكذا شكلت تلعفر المدينة، وتلعفر المحافظة في إطار خرائط ما بعد داعش، نقطة التقاء مصالح محلية ذات طبيعة طائفية من جهة، ومصالح ذات طبيعة إقليمية من جهة اخرى (تنفيذ خط الحرير الإيراني الجديد الذي يربط إيران بالبحر الأبيض المتوسط وضمان طريق بري «آمن» بينها وبين سوريا والبحر من جهة، ولبنان حزب الله من جهة اخرى، فضلا عن الإمكانات الاقتصادية التي يوفرها هذا الطريق لعبور النفط والغاز الايراني في مرحلة لاحقة). والملاحظة الجوهرية هنا أن هذه الخرائط المحلية والإقليمية يبدو انها لا تتقاطع مع خرائط أخرى يعد لها الروس والأمريكيون، وضمنيا الايرانيون، في سوريا! فالفاعل الأمريكي المهيمن على القرار العسكري في العراق سمح لميليشيا الحشد الشعبي، وهي الذراع الإيديولوجي الايراني في العراق، بالوصول إلى الحدود العراقية السورية في المناطق الواقعة غرب نهر الفرات، في حين يمنعها من الوصول إلى هذه الحدود في مناطق شرق الفرات! صحيح ان هذه الميليشيات لم تتقدم حتى اللحظة سوى لمسافة تمتد نحو 40 كم من أصل مسافة تمتد لأكثر من 140 كم، وصولا إلى الحدود الإدارية بين محافظتي نينوى والانبار، وتمتد لمسافة تزيد عن 220 كم وصولا إلى نهر الفرات، وذلك بسبب من سيطرة تنظيم الدولة على هذه المنطقة في كل من العراق وسوريا، ولكن من الواضح ان هذه الميليشيات تنتظر وصول القوات السورية والميليشيات الحليفة لها (بينها ميليشيات عراقية هي جزء من الميليشيات الأم في العراق، وجميعها يرتبط بالقرار الإيراني بشكل مباشر!) إلى الحدود العراقية السورية في محافظتي دير الزور وحمص، لتستكمل تقدمها على الجانب العراقي من الحدود. أما مناطق شرق الفرات، عراقيا وسوريا، فليس من الواضح حتى اللحظة ما هي الخرائط المتفق عليها روسيا وامريكيا لهذه المنطقة، فهذه الحدود التي تمتد لمسافة تصل إلى 235 كم ضمن محافظة الانبار وصولا إلى الحدود الأردنية في الجانب العراقي، والتي تمتد لنحو 85 كم ضمن الحدود الإدارية لمحافظة دير الزور السورية، ومسافة 150 كم ضمن محافظة حمص، مازال معظمها يخضع عمليا لسيطرة تنظيم الدولة، باستثناء مسافة قصيرة تمتد لما لا يزيد عن 20 إلى 30 كم من الحدود الأردنية شمالا بعد سيطرة القوات العراقية على معبر الوليد في حزيران/ يونيو 2017. ومن الواضح ان هناك فيتو امريكيا تجاه وصول قوات النظام السوري إلى «مناطق محددة»، كما يبدو من قصف القوات الامريكية لقوات نظامية سورية تقدمت باتجاه التنف السوري في أيار/مايو وحزيران/ يونيو 2017، في مقابل ضور أخضر في «مناطق محددة» أخرى، كما اتضح ذلك في «معاقبة» الامريكيين لقوات معارضة تصدت لقوات نظامية سورية كانت تتقدم باتجاه البادية السورية إلى الشمال من المنطقة الاولى حيث أعلن البنتاغون في 28 تموز/ يوليو 2017 عن قطع علاقته مع فصيل «لواء شهداء القريتين» في ريف حمص الشرقي لمهاجمته قوات النظام!
بالعودة إلى تلعفر، تحدثنا في مقالة سابقة عن المدينة وأهميتها بالنسبة لما أسميناه خط الحرير الايراني باتجاه البحر الأبيض المتوسط، ونبهنا فيه إلى العمليات الانتقامية الطائفية التي ستحدث في المدينة، فضلا عن عمليات التغيير الديمغرافي التي ستتبع ذلك لضمان هيمنة الاقلية الشيعية التركمانية على المدينة، ثم المحافظة مستقبلا في سياق خرائط ما بعد داعش من دون أي تحديات. وقلنا حينها أن هذا الامر لن يكون بالتأكيد إلا بموافقة امريكية، ضمنية او صريحة. واليوم يبدو واضحا ان الفاعل السياسي السني قد فشل في تسويق اعتراضه على مشاركة ميليشيا الحشد الشعبي، بل أذعن للأمر الواقع في ظل تواطؤ امريكي صريح مع هذه الميليشيات، من جهة ثانية، فشل التركمان السنة في إقناع العبادي بضرورة تشكيل قوات «مشتركة» من التركمان السنة والشيعة لاستعادة المدينة وقد أعلن النائب حسن توران ذلك في 15 آب/ اغسطس 2017 !
أما ميليشيا الحشد العشائري، التي لا تشكل سوى غطاء سياسي ودعائي لميليشيا الحشد الشعبي، فقد أعلن السيد بنيان الجربا، عضو مجلس محافظة نينوى، في 22 آب/ اغسطس 2017 عدم مشاركة الحشد العشائري في معركة استعادة تلعفر رسميا بسبب «ضعف التسليح وغياب التدريب»! ويبدو ايضا ان الخطابات التركية الصاخبة حول الفيتو والخطوط الحمر في هذا السياق قد خفتت إلى حد الصمت! ولا يزال الأمريكيون يتابعون سياستهم المنهجية في التركيز على هزيمة تنظيم الدولة، وبالتالي استعدادهم للتعاطي مع أية قوة تؤدي هذه المهمة علنا كما هو الحال مع قوات سوريا الديمقراطية أو من خلال الصمت والتواطؤ كما هو الحال مع ميليشيا الحشد الشعبي، بل وقد تغطي على الانتهاكات المنهجية التي يقومون بها!
إن مراجعة سريعة للبيان الذي أعلنه قائد العمليات المشتركة بشأن عملية «قادمون يا تلعفر» (مرة أخرى يتم استخدام عبارة ذات حمولة ترتبط بالصراع الطائفي في العراق، تحيل إلى عبارة «قادمون يا بغداد» التي استخدمها بعض المغمورين في ساحة اعتصام الرمادي في بداية عام 2013) تكشف بوضوح عن السياق الطائفي الذي يحكم العملية العسكرية، والذي يرسخ فكرة ان المنتصرين على الأرض مصرون على فرض رؤاهم وخرائطهم. فالبيان يكشف عن مشاركة 12 لواء من الحشد الشعبي وهي: اللواء الثاني (فرقة الإمام علي القتالية)، واللواء الثالث والرابع والخامس والعاشر (منظمة بدر)، واللواء السادس (كتائب جند الإمام)، واللواء الحادي عشر (لواء علي الأكبر)، واللواء السابع عشر (سرايا الجهاد)، واللواء السادس والعشرون (فرقة العباس العسكرية)، واللواء الثالث والأربعون (عصائب اهل الحق)، واللواء السابع والأربعين (كتائب حزب الله)، واللواء الثالث والخمسون (لواء الحسين: ويتكون من تركمان شيعة من اهالي تلعفر بقيادة جعفر باب الموسوي) وليس محرجا لأحد هنا ان تسعة منها تؤمن بمبدأ الولاية العامة المطلقة للفقيه (ولاية الفقيه)، وتضع صورة الخامنئي في مكاتبها وعلى مواقعها الرسمية!
كما يكشف البيان عن مشاركة قوات الشرطة الاتحادية، ذات البنية الطائفية والتي أصبحت غطاء صريحا للميليشيات منذ هيمنة منظمة بدر عليها بعد عام 2010! وصولا إلى تبادل القيادات بينها وبين هذه الميليشيا (قائد اللواء الخامس/ منظمة بدر المشارك في العملية أبو ضرغام حيدر يوسف المطوري كان قائدا للفرقة السادسة في الشرطة الاتحادية حتى أيار/مايو 2017)!). فضلا عن قوات الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية بقيادة اللواء أبو تراب ثامر اسماعيل الحسيني (سبق للجيش الامريكي ان اعتقله في في عام 2007 بتهمة ارتباطه بالميليشيات وقيامه باعتقال وتعذيب وابتزاز مواطنين سنة (صحيفة لوس «أنجليس تايمز» في 21 أيلول/سبتمبر 2007)!
بل ان الجيش العراقي نفسه المشارك في العملية لم يبتعد كثيرا عن هذا السياق الطائفي، فالفرقة 15 المشاركة في العملية تضم في هيكليتها اللواء 92 الذي يتكون من مقاتلين تركمان شيعة من مدينة تلعفر!
في نهاية هذا المقال، نستذكر حديث تيري ايغلتن في كتابه «الإرهاب المقدس» عن الانتصارات العسكرية على الإرهاب التي تتحول إلى فشل، وتنقلب في النهاية إلى هزائم اخلاقية! وواضح ان معركة تلعفر ليست بعيدة عن هذا التوصيف!

٭ كاتب عراقي

معركة تلعفر: الطائفية بغطاء أمريكي

يحيى الكبيسي

إيران وتركيا من التنافس الإقليمي إلى التحالف الأمني

Posted: 23 Aug 2017 02:13 PM PDT

لم تكن زيارة رئيس أركان الجيش الإيراني محمد باقري إلى أنقرة بالعادية. فبالنظر إلى حجم الوفد الذي ترأسه (عشرة أشخاص) والفترة الزمنية التي استغرقتها اتصالاته ومباحثاته (ثلاثة أيام)، والسياق التاريخي الذي تمت فيه، والتصريحات التي تلت الزيارة من مسؤولي البلدين، يمكننا الافتراض أنها زيارة تاريخية فعلاً (فهي الأولى من نوعها منذ قيام الجمهورية الإسلامية في 1979) قد تؤسس لتحالف قائم على المخاطر المشتركة التي يرى البلدان أنهما يواجهانها، وإن احتفظا بمصالح متباينة في الجوار الإقليمي كانت في أساس العلاقة التنافسية السابقة.
لم يترك لنا الرئيس التركي أردوغان مجالاً للتكهنات حين صرح، في أعقاب انتهاء زيارة الوفد الإيراني، بأن البلدين يمكن أن يقوما بعمليات عسكرية مشتركة في جبال قنديل وسنجار حيث تتواجد قوات تابعة لحزب العمال الكردستاني (التركي).
وصادق بيان أصدرته قيادة الأركان الإيرانية، بصدد نتائج الزيارة، على ما قاله أردوغان، مقابل تنصل أحد قيادات الحرس الثوري الإيراني منه. قد يمكن رد هذه الازدواجية في الرؤية الإيرانية إلى تناقضات داخلية في الطبقة الحاكمة، أو إلى توزيع أدوار بهدف التشويش على الخصوم أو تجنب ردة فعل محتملة منهم، أو للضغط على القوى الفاعلة الكردية لتحقيق مكاسب معينة دون الحاجة إلى استخدام القوة بصورة مباشرة.
مهما كانت حقيقة ذلك، يبقى أن ما وحد مخاوف طهران وأنقرة ودفعهما إلى هذا التنسيق العسكري ـ الاستخباري عالي المستوى، إنما هو الموضوع الكردي العابر للإقليم، من سوريا إلى تركيا فالعراق وصولاً إلى إيران. وهذا ما يمكن وصفه بعودة إلى السياسة التقليدية للدول الأربع التي تتوزع الأراضي المتصلة التي يقيم عليها السكان الكرد، بعد سنوات من الانقطاع الذي فرضته الخضات الكبيرة منذ الاحتلال الأمريكي للعراق وصولاً إلى ثورات الربيع العربي ومآلاتها. وإذ أسقطت تلك التطورات كلاً من العراق وسوريا البعثيتين في هاوية الفوضى، لم يبق من رباعي التنسيق المعادي للكرد إلا تركيا وإيران. وبعد سنوات من تضارب الأجندات بين طهران وأنقرة، في كل من سوريا والعراق، تعود الدولتان إلى نوع من التحالف من البوابة الأمنية في مواجهة ما تريانها أخطاراً مشتركة على أمنهما القومي، هي التطلعات القومية للكرد.
العامل الآخر الذي دفع الطرفين إلى هذا التقارب هو السياسة الأمريكية لإدارة دونالد ترامب في المنطقة. وإذا كانت الحكومة التركية قد عانت الكثير من إدارة أوباما، بسبب تحالفها مع حزب الاتحاد الديمقراطي في حربها على داعش، فالمعاناة الإيرانية تخص العهد الجديد في واشنطن الذي أعلن عداءه الصريح لطهران بخلاف سلفه أوباما.
الآن تستعد الأطراف الإقليمية والدولية لمرحلة ما بعد داعش في العراق وسوريا، وتأمل موسكو في فرض تسوية سياسية في سوريا تضمن بقاء عميلها على رأس السلطة في دمشق، مع توزيع مناطق نفوذ للدول المنخرطة تحت يافطة «خفض التصعيد»، في حين تقيم واشنطن قواعد عسكرية دائمة في شرق البلاد. وفي هذا الإطار ما زال مصير الكيان الفيدرالي في شمال سوريا تحت سيطرة القوات التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، في المجهول ويخضع للتجاذبات والتكهنات معاً. ولكن من المحتمل أن يحظى هذا الكيان بحماية أمريكية وتقبل روسي، وهو ما يثير مخاوف تركيا أولاً، وإيران المستبعدة من تسويات الجنوب والغوطة وريف حمص ثانياً.
الواقع أن نوعاً من شهر العسل المديد ساد علاقة طهران بحزب العمال الكردستاني وفروعه الإقليمية، منذ اندلاع ثورات الربيع العربي، من منطلق الخصومة المشتركة لأنقرة (ولأربيل أيضاً). فقد أوقف الفرع الإيراني للحزب هجماته ضد القوات الإيرانية، في ربيع العام 2011، مقابل تخلي النظام الكيماوي في دمشق عن المناطق الكردية في الشمال والشمال الشرقي لمصلحة قوات الفرع السوري للكردستاني. ومن جهة أخرى عاد الحزب الأم في تركيا إلى إطلاق عملياته العسكرية ضد الجيش التركي، وعمل فرعه السوري على منع الكرد السوريين من المشاركة في الثورة الوطنية العامة ضد نظام آل الأسد الكيماوي، ليتفرغ هذا الأخير لمواجهة المناطق الثائرة في درعا وحمص وحماه وريف دمشق وحلب ودير الزور وإدلب وغيرها، بما يساعد على خلق انطباع بـ»ثورة سنية» ضد نظام أقلوي، سيتعزز، بعد تسلح الثورة، بموجة كاسحة من الأسلمة وصولاً إلى دخول السلفية الجهادية كطرف رئيسي في الصراع الداخلي.
اليوم، على ضوء زيارة وفد الأركان الإيراني إلى أنقرة، يمكن القول أن شهر العسل المذكور قد انتهى، ما لم يفاجئنا «الكردستاني» بانعطافة جديدة تعيد الوئام مع طهران. فالهاجس الإيراني ينصب أكثر على التطورات في كردستان العراق الذي يستعد لإجراء الاستفتاء على استقلال الإقليم بعد أسابيع قليلة. وهو الأمر الذي تعارضه طهران علناً وتطلق التهديدات ضد قيادة الإقليم ما لم تتراجع عن إجراء الاستفتاء العتيد. في حين ينصب الهاجس التركي على شمال سوريا حيث الفرع السوري للعمال الكردستاني يقوم بتكريس سلطة الأمر الواقع في حماية حليفه الأمريكي، وبرضى روسي.
لكن الوجع الإيراني هو أساساً في سوريا حيث استثمرت طهران موارد بشرية ومالية ضخمة للإبقاء على تابعها واقفاً على قدميه. وها هي موسكو تتفرد اليوم بتقرير مصير سوريا، وقد باتت وصية عليها، وقامت باستبعاد طهران من تسويات محلية (لخفض التصعيد) مع شركاء آخرين، أمريكيين وأردنيين ومصريين وربما إسرائيليين. ليبقى الحضور السياسي الوحيد لطهران في المسألة السورية هو من خلال مشاركتها في مسار آستانة. من غير أن يقلل ذلك من مخاوف طهران بصدد العراق ككل ـ وليس الإقليم الكردستاني وحده ـ بعدما بدأت السعودية تمد نفوذها إلى داخل «العراق الشيعي» نفسه.
هل يحتمل أن يغير التحالف الأمني الجديد بين طهران وأنقرة من معادلات الصراع في سوريا والعراق، وأبعد من ذلك في الصراع الإيراني ـ الخليجي؟ هذا ما ستكشف عنه الأسابيع القادمة.

٭ كاتب سوري

إيران وتركيا من التنافس الإقليمي إلى التحالف الأمني

بكر صدقي

سيلفي مع النبي

Posted: 23 Aug 2017 02:13 PM PDT

منذ فترة طويلة وأنا أحاول أن استقصي أبعاد الشخصية المحمدية، أن استكنه أعماقها، أن أصل إلى أغوار تلك الشخصية، وفي كل مرة أقف مشدوهاً عاجزاً على تخومها، وكلما قلت إنني التحمت بها، رأيت وجهه ضاحكاً يقول ما زلت على السطح.
محمد شخصية عجيبة، تغرينا بالالتحام بها، حتى إذا ما كنا قاب قوسين أو أدنى من استكناهها، حتى إذا ما وقفنا على تخوم طاقتها الروحية الهائلة، أخذنا الطوفان بعيداً في تضاريسها النفسية الهائلة، وخريطتها الذهنية الواسعة، وإذا بنا بعد كل المحاولات أطفال صغار نلهو على شاطئ البحر الذي لا قعر له، بحر زاخر بالمواقف والأقوال والأفعال والأفكار، والطاقة الروحية، التي أعادت رسم روح العالم، بطريقة مدهشة.
في الطريق إلى محمد يلتوي الطريق كثعبان صحراوي يصعد ويهبط ويلتف بين الحَرَّات الحرشاء والثَّنِيَّات الملتوية والقفار الممتدة، ليصل إلى «يثرب» التي سيسميها النبي في ما بعد «المدينة»، في إشارة بالغة إلى ميله الكبير لحياة التمدن، ونزوعه التام إلى قيم الحداثة والانبعاث. انتهت الرحلة، وصلنا إلى محمد، وهأنذا أقف أمام هيبة رجل «غيّر مجرى التاريخ»، وتلك عبارة عندما تُطلق، فإنها تحتمل الكثير من المجاز إلا في حق محمد.
الذين يغيرون مجرى التاريخ أناس بسطاء في تكوينهم النفسي، لكنها البساطة التي تحوي كمالات لا تنتهي، هي بداية المشوار الموغل في عمق الأفكار والتحولات الكبرى. هكذا كان هذا الرجل العربي العظيم، بسيطاً في عمق، وقريباً في بعد، وسهلاً في امتناع عظيم. رجل ينام على الحصيرة التي أثرت في جنبه، يأكل القليل من الطعام، يلبس البسيط من اللباس، يخرج إلى الناس، ويحدثهم في الأسواق، ويمازحهم في المنتديات العامة، ويلقى مختلف الشرائح من دون حراس، ويستقبلهم من دون بوابين، يجالس العجوز المسنة، ويمرح مع الأطفال الصغار، ويبتسم للخصم في رجولة وإباء.
هذا الراقد أمامي الآن هو الذي يشغل اليوم العالم كله: محمد فعل، محمد ترك، محمد قال، محمد ذهب، محمد عاد، محمد غزا، محمد حارب، محمد دافع، محمد يحب، محمد يكره، محمد مع المرأة، محمد ضد المرأة، محمد مع الإرهاب، محمد ضد الإرهاب، في جدل انعقد حول شخصيته، بشكل لا يزال معه هذا الرجل العظيم، والنبي الكريم «يملأ الدنيا ويشغل الناس». والعالم إزاءه بين متشوق لعودته، ومتوجس من رجوعه، بين مؤمن به «رسول سلام»، ومعتقد بأنه «زعيم حرب»، وهو في كل حالاته يفصح عن شخصية قوية تمضي لما تؤمن به في يقين من يرى بعينيه المستقبل، فيقول: «والله ليتمن هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون». وأنت تخرج من إحدى البنايات المحيطة بمرقده، تطأ أرضاً مشى عليها، وحمتها سيوفه، أرضاً لم يفكر أي من الجبابرة في غزوها، وعندما فكر أحدهم مرة أن يتوغل في بلاد العرب للوصول إليها، وقتْل محمد أو أسره، نهض إليه محمد بقوة واقتدار، ولاقاه عند تخوم الشام، في تكتيك عسكري، اعتمد على المباغتة والتحدي في آن، الأمر الذي جعل العدو يولي الأدبار.
قال لي مرة صديق أيرلندي إن محمداً زعيم الإرهاب في العالم، والأب المؤسس لمدرسة «أبوبكر البغدادي». قلت له: قبل عقود من الزمن، كان الأيرلنديون «دواعش»، وكان الفيتناميون إرهابيين، لدى القوى الإمبريالية، لا لشيء إلا لأن كلاً من الأيرلنديين والفيتناميين كانوا يدافعون عن أرضهم وثقافتهم وانتماءاتهم الدينية والتاريخية والحضارية. هل كانت حركات التحرر في العالم إرهابية؟ هل أنت إرهابي؟ وانتهى الحوار ليفتح المدى للتفكير بطريقة مختلفة حول محمد: الثائر النبيل، والمقاتل الرحيم، والفارس الكريم، والنبي العظيم.
لا شك أن الكثيرين اليوم ينفرون من صورة محمد، وهو يحمل السيف، صورة «النبي المحارب» لا تروق لهم. لكن صور «الأنبياء المقاتلين» تملأ «العهد القديم». هل قرأتم عن «رب الجنود»، في التوراة والأسفار؟ أما محمد فما جاء لإعادة تركيب العالم المادي، ولكنه قدم لإعادة رسم خريطته الفكرية، وإعادة تشكيل تصوراته الروحية.
كان محارباً في سبيل الحرية، مناضلاً في سبيل السلام، وثائراً في وجه مراكز القوى التقليدية العالمية، ومصلحاً عظيماً، وفيلسوفاً رائدا، ومفكراً كبيراً، ونبياً من الصالحين. كان سيفه في يده لكنه ما اعتدى، ولا ظلم، ولا بدأ هو الحرب في تاريخه كله. كان شعاره قبيل أية معركة أن يدعو عدوه إلى الصلح، ويوم الحديبية كان سيفه في يده، وكان في قلبه نزوع عظيم للسلام، وكان وهو «يلوح» بسيفه لخصومه إنما «يؤشر» لهم على خطورة الحرب، ونتائجها الكارثية، وكان يقول عن أعدائه والسيوف في الأكف: «والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله (حقن الدماء) إلا أعطيتهم إياها». لا تنخدعوا بصورة السيف في يد محمد، حدِّقوا في روحه ستجدون السلام والرحمة، وما صورة السيف في اليد، إلا لحماية السلم والأمن الدوليين في عهده. سيفه كان للردع بينما رغبته الحقيقية كانت في السلام.
سار هذا الرجل باقتدار عجيب في اكتمالاته من «مكة الاستضعاف» إلى «مدينة القوة»، وهو في الحالين لم يتغير، كان «شامخاً» في مكة أمام الجبابرة، وكان «ليناً» في المدينة أمام الضعفاء، وتلك هي الشخصية العظيمة، التي لا تنكسر أمام القوة المادية عند الافتقار إليها، ولا تغتر بها عند امتلاكها، تلك كانت شخصيته، وهذا كان طريقه، الطريق الذي اكتشفه كثيرون بعده، منهم المهاتما غاندي ونيلسون مانديلا، وصلاح الدين الأيوبي، وعمر المختار، الطريق الذي وقف عليها غوته، وتعرض له تولستوي، وأدهش ابن رشد وتوما الإكويني وجمال الدين الأفغاني، والكثيرين على مر التاريخ.
جاءت قريش إلى محمد يوماً لتتوجه ملكاً على العرب، لكنه رفض ملك الأجساد ليملك في ما بعد القلوب والأرواح، رفض ملك العرب ليفوضه شعب مؤمن، من دون إكراه من «رجال أمن»، أو ترهيب من «أجهزة مخابرات»، ليمتد هذا الشعب في ما بعد من حدود الصين إلى تخوم فرنسا. كان جيشه قوة منطقه، وكانت شُرطته نباهة روحه، وكان نظامه إيمانه العميق بقيم الحق والعدل والحرية والمساواة، وكانت «بيعته» محبة شعبه له، حيث نقله في سنوات معدودة إلى مصاف الشعوب الحرة التي تحمل رسائل عالمية.
أنصح كل من يقرؤون تاريخ محمد النبي أن يقتربوا من تضاريسه النفسية، أن يلتحموا بأشواقه الروحية، فهو واحد من الرجال القلائل في التاريخ، الذين لا يمكن أن نفهمهم من خلال السرد التاريخي، محمد رجل آخر لا نفهمه إلا إذا استلهمنا شخصيته، إذا ذهبنا إليه وزرناه، إلا إذا مشينا على آثاره، وذهبنا إلى حيث ذهب، وسرنا حيث سار في بادية بلاد العرب. إنك لا يمكن أن تتشبه بمحمد إذا اكتفيت بلبس جبته وعمامته، لا بد من أن تحاول استلهام روحه بدلاً من التمظهر بلباسه، وتقليد هيئته، أو طريقة مشيه، أو تناول الطعام الذي كان يتناوله. تأملوا روح محمد لا جسده، أخلاقه لا عمامته، استكنهوا أغوار نفسه، لا ألوان ثيابه، فهناك في عمق روحه تكمن النبوة، حيث لا تجدون في العمامة والجبة غير محمد البشر العادي، «ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد بمكة»، لا تحاولوا «استنساخ» «تفاصيل» محمد اليوم، ولكن انظروا إلى «مجملاته»، دققوا كثيراً في «أحكامه»، ولكن تمعنوا أكثر في «مقاصده».
هذا رجل استثنائي، لا يمكن اختصاره في جبته، أو حشر تاريخه بين دفتي كتاب عن سيرته. كما لا يمكننا أن نقيم دين محمد وفكره وفلسفته العميقة من خلال معايير تؤخذ من سياقات غير سياقاته، كأن نحاكم «شريعة محمد» وفقاً لاتفاقيات جنيف لحقوق الإنسان، أو أن نقيّم دينه وفقاً لمبادئ جون لوك، هذا خلل كبير، وجهل فاضح.
وأنا اقترب من الضريح، شعرت أن محمداً يسمعني، يراني، يشعر بي، وأنني اجتاز الحديد والرخام، وتراب الضريح لالتحم بروحه الخالدة، وشخصيته الفريدة. قلت له «السلام عليك يا رسول الله»، فوقف التاريخ أمامي ممتداً من تخوم المكان إلى مشارف الأزلية البعيدة، وبدا لي محمد في لوحة جدارية رائعة، وحوله جموع من الناس يطعهم الطعام، ويقرئهم السلام، ويقودهم في رحلة الروح إلى الله، وشعرت كأنه ألقى عليّ السلام.
ما أروع «جدارية محمد» المنتصبة أمامي الآن على «حائط الروح»، والممتدة من جزر اليابان إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة، ومن سواحل اسكندنافيا، إلى طريق رأس الرجاء الصالح. جدارية فخمة رائعة، حاول الكثيرون خربشتها ببعض الرتوش، لكنها في كل مرة تظهر رغم الرتوش والخبرشات أجمل رونقاً، وأكثر عمقاً، وأصفى ابتساما. غافلت «المطوع» الواقف الذي منع التصوير عند ضريح محمد، وأخذت تلفوني، وأدخلت بعض الضريح داخل الإطار وأخذت «سيلفي مع النبي»، ذكرى لزيارة رائعة. ليعذرني «المطوع» في مخالفة فتواه، فللعشق قانونه الخاص، الذي يجيز أخذ «السيلفي» مع الحبيب دون إذن من «قيم» الضريح. كان لدينا خطيب بدوي يحب النبي وكان يقول عنه: «أنا أشهد أنه من حمران العيون».
وأنا أشهد أنه «من حمران العيون» وأشهد أنه رسول الله.
إلى اللقاء يا محمد في زيارة مقبلة…
وأرجو أن تتقبل تحياتي وقبلاتي وأشواقي…
وسلام الله عليك فوق التراب وتحته.
كاتب يمني من أسرة «القدس العربي»

سيلفي مع النبي

د. محمد جميح

اشتر ثلاجة وخذ خروفا هدية!

Posted: 23 Aug 2017 02:13 PM PDT

في حملة تسويق ذكية، أعلن أحد المتاجر لبيع الأدوات الكهربائية في مدينة طبريا في غور فلسطين المحتل حملة مبيعات خاصة للمسلمين، بأن من يشتري ثلاجة، أو ما يعادل ثمنها من أدوات يحصل على هدية عبارة عن خروف لعيد الأضحى، فيذبحه ويخزنه في ثلاجته الجديدة، ثم يأكله على مهله.
فهرع زبائن عرب مسلمون إلى هذا المتجر ليشتروا ويحصلوا على الخروف، خصوصاً أن الموسم موسم أعراس وفتح بيوت جديدة، وهذه بلا شك حملة تسويق ذكية، أولا لأن الحملة لفتت نظر آلاف المستهلكين في المنطقة إلى المتجر، ولن يتوقف الأمر حينها على الثلاجة ولا على العيد، ثم أنه أنشأ رابطا عاطفياً بينه وبين المسلمين، فبمجرد إعلان كهذا يُشعر المسلم المسكين الذي يُنظر إليه دوليا كحزام ناسف أن صاحب المتجر اليهودي يحترمه ويحترم دينه وتقليده، ويعترف بأنه ليس حزاماً ناسفاً بالضرورة، بل يسهم معه في فرحة العيد، خصوصاً أن الحملة تأتي في الوقت الذي يتعرض المسلمون لواحدة من أشرس حملات الشيطنة في تاريخهم، لم تعرف مثلها سوى شيطنة النازية لليهود إبان الحكم الهتلري في أوروبا.
لم يكن على صاحب المتجر إلا إضافة ثمن تكلفة الخروف على ثمن الثلاجة، التي قد تكون تكلفة هدية عادية مثل الخلاط الكهربائي أو عصارة الجزر أو مقلاة البطاطا، وقد يكون مصدر الخراف الرخيصة عصابة لصوص تسرقها وتبيعها، لأن سرقة الأغنام تتفاقم في شهر ذي القعدة. كثيرون من تجار الحلال يأتون صباحاً إلى زرائبهم التي تقام عادة خارج المناطق السكنية فيجدونها فارغة، هناك عصابات محترفة في سرقة الحلال، ليس على السارق إلا أن يكسر قفل الزريبة ويحمل واحدة منها على كتفه، فتطلق ثغاءها فيتبعها القطيع إلى الشاحنة التي تكون في مكان ما بالانتظار، وليس مستهجنا أن يباع الخروف الواحد بربع ثمنه الحقيقي أو أقل.
إلا أن لاختيار الخروف هدية أثراً نفسياً إيجابياً على المستهلك المسلم، والعملية كلها لافتة للنظر، ولكن لسوء الحظ توقفت الحملة، لأن قسم الصحة في بلدية طبريا، كما يبدو، تدخل وأخذ على المتجر أن الظروف التي تنقل فيها الخراف من الحظائر إلى المتجر وكذلك وقت ومكان انتظارها ونقلها كلها غير صحية ولا مراقبة، بل ذهب آخرون في تقرير بثته القناة الثانية يوم الثلاثاء الأخير، أن العملية فيها قسوة وقلة رحمة، فالخراف تصل جائعة، ثم أنها تنقل في وسائط غير معدة لنقل البهائم، وبعض الزبائن يقيّدها من قوائمها ويلقي بها في صندوق السيارة الخلفي ويغلق عليها في هذا الحر الشديد، وهذا عمل غير أخلاقي لأنه يعني التنكيل بها وحتى تعذيبها قبيل أيام من تحولها إلى كباب وأشياش على النار، وهذا أدى إلى وقف حملة ثلاجة وخروف، ولكن المتجر ربح تعاطفا وانكشافا كبيرين بدون عناء كبير أو تكاليف إعلانية كبيرة. المهم في الموضوع أن للخرفان قوانين تحميها حتى وهي ماضية إلى الإعدام، بحيث أن عملية الذبح نفسها يجب أن تكون رحيمة، ولا تسبقها معاناة كبيرة للأضحية، ليس فقط في عملية الذبح، بل بما يسبقها من مراحل وإعدادات.
التعاطف مع الأغنام والخراف في ذي القعدة وذي الحجة ليس جديداً، فقد اعتبرت بريجيت باردو يوم النحر أنه يوم كارثي، فلكل حيوان وزهرة وشجرة ونهر في هذا الكون حماة ومطالبون بحقوقها بالعيش والموت الكريم. ويبدو أن الوحيدين الذين باتوا بلا حماية أو رحمة، قبل أو خلال وبعد ذبحهم هم المسلمون أنفسهم، ففي الوقت الذي يفلسف فيه بشار الأسد خطاباته ويدعي انتصارات، تجتمع القوى الفاعلة على الأرض السورية علنا وخفية، كي تحدد مصالح كل طرف منها، دون الأخذ بعين الاعتبار مصلحة الشعب السوري نفسه، الذي تشتت وتدمر، وتبقي على المسلخ البشري مفتوحاً بلا قيود أو حدود زمنية.
يجتمع بيبي نتنياهو ببوتين كي يضمن بقاء الوضع في سوريا، كما هو عليه، أي بدون أي حالة مستقبلية قد تقلق استقرار جبهة الجولان، بيبي يريد استمرار الحقبة الأسدية الذهبية في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، والروس يعدونه خيراً ويؤكدون مثل الأمريكان وأصدقائه العرب أن رضا إسرائيل على «قرعة راسنا من فوق»، وأن مهمة إيران هي المساهمة بتثبيت بشار الأسد وقمع المعارضة ولن يسمح لها بأكثر من هذا.
في هذه الأثناء ومع اقتراب عيد الأضحى، تتواصل وتتزايد الغارات على المدن والقرى السورية، مستهدفة الأحياء السكنية التي يذهب ضحيتها المئات بين قتيل وجريح يوميا، وصار يُعلن عن قتل وجرح مئات المدنيين كأمرعادي ومسلم به وطبيعي جدا، فلا يستحق حتى خبرا في أشرطة معظم الفضائيات، إلا من رحم ربي.
فكون المنطقة المستهدفة خاضعة لسيطرة «داعش»، أو «النصرة، أو أي قوى معارضة يحلل قصف كل ما فيها، ولا حاجة للتمييز أو للتحقق بين مدني وعسكري.
رغم كل هذه الكوارث نطمئنكم على أن الفضائيات العربية ومعها «روسيا اليوم» ستبث صوراً للسادة الرؤساء والملوك العرب وهم يقفون في الصف الأول، خلال أداء صلاة عيد الأضحى القريب، سيظهر من يحاصر الناس خاشعاً متضرعاً متقشفاً أمام عيون الكاميرات كأنه الخليفة الذي لم يصب اللحم منذ عيد الفطر، كي لا يمس درهما من بيت مال المسلمين، وسنرى حارق شعبه كالحمل الوديع وقد شبع من مرعاه خاشعا يثغو وراء شيخه فاتحاً كفيه كأنما يسترحم السماء بأن تزيد السوريين تجانسا، وسنرى المستهتر بتصليح السكك الحديد متضرعا لتخفيف حوادث القطارات، وسيظهر من دعم «داعش» وموّلها وأصحاب الفكر التكفيري يرتشفون القهوة المرة ويهنئون بعضهم بعضا بابتعاد شبح الثورات عنهم، وسيظهر فاقد الشرعية وهو يصافح بعض المواطنين الناجين من مجازره التقليدية المملة وسوف يتقبل تهاني العائدين إلى الحياة من سجونه، وسيظهر الفنانون المشبحون المسبحون بحمده ليقولوا إن الأمة يجب أن تهنئ نفسها بقيادتها الشجاعة الحكيمة التي ستعيد لها أيام الكهرباء والثلاجات، ترونها بعيدة ونراها قريبة.
كاتب فلسطيني

اشتر ثلاجة وخذ خروفا هدية!

سهيل كيوان

هل يصلح ترامب لرئاسة أمريكا؟

Posted: 23 Aug 2017 02:12 PM PDT

كان متوقعا أن يطالب أعضاء في الكونغرس الأمريكي بعدم صلاحية ترامب للرئاسة، لقد طالبت زولو فغرين بإخضاع الرئيس ترامب إلى فحص، للنظر في قدراته العقلية والنفسية، للحكم على مدى صلاحيته لحكم الدولة الأقوى في العالم. كذلك فعل ثلاثون طبيبا وعالما نفسيا من أشهر أطباء وعلماء الولايات المتحدة والعالم .
كما أشارت زولو فغرين، وبحسب موقع «ميركوري نيوز»، إلى أنها قامت بتقديم مشروع قرار إلى الكونغرس مؤخرا، ينص على ضرورة أن يطّلع نائب الرئيس مايك بينس وأعضاء الفريق الرئاسي لترامب، على نتائج الفحوصات، ليقرروا ما إذا كان الرئيس ترامب يستحق البقاء في منصبه أم لا.
تعتقد لوفغرين أن ترامب يعاني من مراحل أولية من الخرف، مشيرة إلى السلوك الغريب لديه ولخطاباته المقلقة. وبحسب الموقع نفسه، فإنه بموجب البند الخامس والعشرين (المعدل) من الدستور الأمريكي، يحق لنائب الرئيس وأغلبية أعضاء المكتب الرئاسي، تجريد الرئيس من مهامه بشكل مؤقت، بإعلانه «غير قادر على أداء سلطات وواجبات مكتبه»، ليتولى نائب الرئيس المهام الرئاسية نيابة عنه. وفي حال اعتراض الرئيس على إزاحته، يتم طرح الموضوع على الكونغرس، للحصول على عدد من الأصوات تمنعه من مزاولة مهامه الرئاسية.
وبالعودة إلى شهر ديسمبر 2016، أي قبل انتقال سلطة الولايات المتحدة إلى ترامب رسميًا، بعث ثلاثة أساتذة من كلية الطب في جامعتي هارفارد وكاليفورنيا خطابا إلى بارك أوباما يسجل أعراض الاضطراب العقلي عند ترامب، منها: داء العظمة، الاندفاع، فرط الحساسية من النقد والتجاهل، ضعف، عجز واضح في التمييز بين الخيال والواقع. الأمر الذي يعني أنه مصاب بالنرجسية.
من جانبه، يجزم جون جارتر، أحد أهم الأطباء النفسيين على صعيد أمريكا والعالم، بأن الرئيس الأمريكي مريض عقليا وخطير ولا يصلح لامتهان الرئاسة، ويستطرد في قوله مستخدما مصطلح «النرجسية الخبيثة»، التي تعتبر في الأساس مزيجًا من عدة سمات مثل: النرجسية، العدوانية، اضطراب الشخصية المعادي للمجتمع، داء العظمة والسادية. كما يدّعي جارتر، أن الفحوصات التي يسترشد بها الخبراء في الجمعية الأمريكية للطب النفسي لتشخيص مرضاهم بالنرجسية من عدمها، موجودة في معظمها لدى الرئيس ( على الرغم من أن خمسة أعراض منها تكفي لوضع التشخيص): المبالغة في الشعور بأهميته والنزعة لتضخيم حجم إنجازته ومواهبه، غياب الشعور بالتعاطف وعدم القدرة على التواصل مع احتياجات ومشاعر الآخرين. المناورة والتلاعب في القرارات المتخذة، استغلال الآخرين لمنفعته الخاصة. لديه أوهام تتعلق بتأثيره الذي لا يُقاوم على الآخرين. التفرد في أخذ القرارات. الحسد يلعب دورًا محوريًا في حياته.
الشعور بالاستحقاق كتوقعه بأنه جدير بمعاملة الآخرين الخاصة. السلوكيات المُتكبرة على كل الآخرين، حتى على من قام بانتقائهم وتعيينهم. في نظرة موضوعية إلى الرئيس ترامب خلال سبعة أشهر من تسلمه للحكم، يتضح أنه فاقد للاتزان في معظم القرارات التي يتخذها. فقد قام بطرد مستشار الأمن القومي الأمريكي مايكل فلين، وكبير موظفي البيت الأبيض راينس بريباس وعين مكانه الجنرال المتقاعد جون كيلي. كما قام بطرد مسؤول الاتصالات في البيت الأبيض، أنتوني سكاراموتشي، الذي مرت عشرة أيام فقط بين تعيينه وطرده من منصبه. من الملاحظ استعانة ترامب بكبار الجنرالات لتعيينهم مسؤولين في إدارته. كما قام بفصل مستشاره الاستراتيجي ستيف بانون. هذه التغييرات السريعة، تدلل على مدى التفكك البنيوي في إدارة الرئيس الأمريكي. بالطبع في كل إدارة أمريكية يكون في العادة تباينات في الرأي بين أفرادها، وهم من يطلق عليهم في العادة (الحمائم والصقور)، لكنهم مثلوا في كل الإدارات السابقة، إطارا مشتركاً عاماً.
في إدارة الرئيس ترامب هناك انقسام عمودي في إدارته، ولا يمكن تسمية اختلافات أفرادها بالتباينات، بل الأحرى بالصراعات البينية، الأمر الذي يجعل الصراع في إدارته لا يشبه الصراع في أي إدارة أمريكية سابقة. لا يحتمل الرئيس ترامب أي اجتهاد يقوم به أحد كبار موظفيه، وهذا ما يعاكس النهج الرئاسي الأمريكي، فمثلا شهدنا مجتهدين في إدارات أمريكية سابقة مثل، ماك غي، كيسنغر وبريجنسكي، الذين كانت شهرة الواحد منهم توازي شهرة رئيسه إن لم تفقها. الرئيس ترامب هو رئيس القوة الأعظم في العالم، وبالخطوات أو القرارات التي يتخذها، لا يؤثر على أمريكا فقط، بل على المجتمع الدولي بكامله. الرئيس ترامب يهدّد بخَوض حرب نووية ضد كوريا الشمالية، وتوعّد رئيس فنزويلا بغزو بلاده، ويهدد المكسيك إذا لم تبن جدارا على حدودها مع الولايات المتحدة للحد من الهجرة. وتحت غطاء محاربته للإرهاب، يحقد على الإسلام والمسلمين، أصدر قرارات بتعقيد حصول ست جنسيات دول إسلامية على التأشيرة الأمريكية، وأيد بشكلٍ فاضحٍ المسيرات اليمينية العنصرية للنازيين الجدد في فيرجينيا، وهذا ما لم يفعله أو يجرأ على التصريح به أي رئيس أمريكي سابق. الرئيس ترامب وعد بإعادة «العَظمة» إلى أمريكا وإصلاح بنيتها التحتية الاقتصادية، وإيجاد وظائف للعاطلين عن العمل، وحقّق بعض الإنجازات في هذا الإطار، ولكن حقق ذلك ليس بأموال الولايات المتحدة، بل بأموال العالم، ومن ضمنهم العرب، ففي زيارته للرياض حصل على عقود بـ480 مليار دولار. وأيضا من البلطجة السياسية، وإن معظم هذه الوظائف ذَهبت وتَذهب، إلى البيض ومَناطقهم من خلال استثمارات مكثفة.
قلنا في مقالة سابقة على صفحات «القدس العربي» أن الحاكم الحقيقي في الولايات المتحدة هو تحالف الرأسمال المالي مع المجمع الصناعي العسكري، ولكن حتى أطراف هذا التحالف، يريدون رجلا في البيت الأبيض يتصف بالاتزان السياسي، وهذه الصفة لا يتسم بها الرئيس ترامب. نعم المساواة والعدالة الاجتماعية، والفرص المتكافئة والتسامح والتعايش، كلها تشكل العمود الفقري في الدستور الأمريكي. وتأييد الرئيس ترامب للنازيين الجدد ومسيراتهم، تنسف كل هذه المبادئ، وتَعرض نصف المجتمع الأمريكي من غير البيض للتهميش والإقصاء، وإشعال فَتيل الحَرب الأهليّة، التي عانى المجتمع الأمريكي منها عقودا طويلة (الحرب بين الشمال والجنوب). لقد عانى سكان الولايات المتحدة السود من عنصرية الرجل الأبيض طويلا، وبالتضحيات الكبيرة، استطاعوا انتزاع حقوقهم والمساواة بالسكان البيض، كما تتحدث أوساط أمريكية كثيرة عن تنامي العنصرية والنازية في أمريكا في عهد الرئيس ترامب. أغلب الظن، أن ترامب لن يكمل سنوات ولايته الرئاسية.
الجدير ذكره، أن الجمهوريين، وفقا لمجلة «الإيكونوميست» الشهيرة (ولدوافع حزبية أمريكية) يصطفون وراء ترامب ظالما أو مظلوماً، بما يعني أن الحِزب الجمهوري قد يتردد في تأييد أي توجه للإطاحة به من الرئاسة، والأصوات التي صدرت من الحزب وتطالب برحيله عن منصبه، ما تزال قليلة، لكن بالمعنيين التكتيكي والاستراتيجي، لن يقبل الحزب برئيس مهزوز ومشكوك في قواه العقلية أن يمثله، كما أن مارك بينيس نائب ترامب، هو أيضا جمهوري.
نعم، إن النازية الجديدة تَعود بقوة في أمريكا! لا ولن تتوقّف عند حدود معينة إذا ما انطلقت، وسيَكون العالم تحت تأثيرها بالطبع. هل بات ترامب يشكل خطرا على أمريكا وعلى العالم؟ هذا ما ستوضحه الأشهر القليلة المقبلة.
كاتب فلسطيني

هل يصلح ترامب لرئاسة أمريكا؟

د. فايز رشيد

العرب في مواجهة النظام العولمي

Posted: 23 Aug 2017 02:12 PM PDT

أيا تكن مواقف الأمم والمجتمعات الأخرى من النظام النيوليبرالي الرأسمالي العولمي البالغ التوحش، فإننا، نحن العرب، نحتاج أن نبلور موقفا يستجيب لمتطلبات المرحلة التاريخية الحاضرة التي نمر بها، ويأخذ بعين الاعتبار مصالح مجتمعاتنا العليا.
لا حاجة للتذكير بأن العديد من بلدان العالم بدأت تقوم بتلك المراجعة، بما فيها من كانت تعتبر عرابة ذلك النظام العولمي، أي الولايات المتحدة الأمريكية، التي ما إن رأت مصالحها الوطنية تمس حتى بدأت تضع مصالحها الوطنية في مواجهة شعارات انفتاح العالم على بعضه بعضا السابقة، التي كانت ترفعها كذبا وتدجيلا من أجل مصالح شركاتها ومؤسساتها المالية، لا من أجل نظام اقتصادي أممي عادل يفيد الجميع.
هناك مرحلتان لا بد من ولوجهما. فأولا، لا يوجد من يطالب بالانسحاب من النظام الاقتصادي العولمي، فقد أصبح ذلك من المستحيلات بالنسبة لكل دول العالم، لكن من الممكن رفض أو تعديل أو ضبط بعض ما تطرحه هذه العولمة من شعارات ثقافية، أو تطبيقات اقتصادية وسياسية. فنحن لسنا ملزمين بقبول فكرة الفردية الأنانية المطلقة التي تجعل الفرد منسلخا عن ثقافة وسلوكيات مجتمعه، وعن التزاماته التضامنية مع مواطني بلده، وعن توازنه المادي – الروحي. عن طريق التنشئة والتعليم والإعلام والثقافة الرفيعة من الممكن منع الفرد من الانزلاق في درب الاستهلاك المجنون غير المنضبط، ومن الجلوس متفرجا على بؤس الآخرين وأوجاعهم باسم أفضلية المصالح الذاتية.
لسنا ملزمين بقبول شعار عدم تدخل سلطات الدولة في الشأن الاقتصادي، وترك ساحة الاقتصاد والمال لتحكمها حرية الأسواق وأنظمتها النفعية التنافسية. فللدولة أدوار حيوية في ضبط الاحتكار والتنافس غير الشريف، والفساد الذممي، وتركز الثروات في أياد قليلة، والتعامل مع القوى العاملة بلا عدالة، والتراجع المفجع لإمكانيات الطبقة الوسطى المعيشية. جميع تلك الأمور وغيرها، أي كل ما يجعل توزيع الثروة الوطنية توزيعا عادلا وأخلاقيا، تحتاج إلى قوانين ورقابة ومحاسبة، أي إلى تدخل جميع مؤسسات الدولة التنفيذية والتشريعية والقضائية. لسنا ملزمين بخصخصة الخدمات الاجتماعية العامة وتركها نهبا لمزاحمات وتنافسات وفساد القطاع الخاص من أجل الربح، وذلك على حساب ذوي الدخل المحدود. فخدمات من مثل التعليم والصحة والعمل والإسكان والنقل العام والمساعدات المادية والاجتماعية للفقراء والضعاف والمهمشين، يجب أن تلعب الدولة دورا كبيرا في تقديمها، أو التأكد من توفرها بأثمان معقولة ومستويات جيدة لجميع طبقات المجتمع. إن دولة الرعاية الاجتماعية يجب أن تبقى في أرض العرب ولا تضعف أو تعزل نفسها، مهما تحذلقت المدارس النيوليبرالية من تقديم الحجج الواهية اللاإنسانية لإقناع الحكومات، عن طريق هلوسات اقتصادييها ومراكز بحوثها المشبوهة، بالابتعاد عن حمل مسؤولياتها الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية والأخلاقية تجاه كل مواطنيها، وعلى الأخص غير الميسورين منهم. بمعنى آخر لسنا ملزمين بإضعاف سلطات الدولة وتمييع مسؤولياتها، وجعل الناس نهبا لثقافة عولمية سطحية وإعلام كاذب منحاز للأقوياء والأغنياء، أو الخضوع لإملاءات الشركات العابرة للقارات والحكومات الاستعمارية التي لا ترى في هذا العالم إلا ساحات نهب واستغلال. تلك هي المرحلة الأولى.
أما المرحلة الثانية فهي عدم ترك تلك الضوابط والقوانين وتدخلات سلطات الدولة التنظيمية، خصوصا في حقلي الاقتصاد والمال، نهبا للتخمين والتجريب العشوائي. المطلوب خلفية فكرية ومرجعية علمية موضوعية لتقود خطوات المرحلة الأولى وتكون مرجعية سياسية واقتصادية وثقافية لها. في الاستراتيجية السياسية، أثبتت العقود الماضية أن الاعتماد على الإمكانيات المحلية القطرية، قد فشلت فشلا ذريعا في تأمين متطلبات الأمن والتنمية البشرية والتعامل مع قوى الخارج العدائية. إن الرجوع إلى زخم الأمن القومي المشترك، وإلى بناء اقتصاد عربي تكاملي متعاضد ومتناغم، وإلى الاتفاق على استراتيجيات مشتركة في التعامل مع العدو الصهيوني والخارج الاستعماري، قد أصبح ضرورة وجودية لكل العرب، كبيرهم وصغيرهم، غنيهم وفقيرهم. التعامل مع مساوئ النيوليبرالية الرأسمالية العولمية سيكون غير مجد من دون مواجهته بجهود واستراتيجيات قومية عربية شاملة. سيخطئ القادة العرب إن اعتقدوا بأنهم يستطيعون تجنب حمل هذه المسؤولية.
لكن الإشكالية الصعبة المعقدة ستكون في الاتفاق على الخلفية الفكرية التي ستواجه بها وبآلياتها وبتحليلاتها الاجتماعية مساوئ وثغرات الجانب الاقتصادي من العولمة. فعن أي فكر نتحدث؟
دعنا أولا نؤكد على أن تجارب المجتمعات الرأسمالية العريقة، في الغرب وفي الشرق، قد أثبتت أن تصحيح النواقص الذاتية في بنية النظام الرأسمالي، المحلي أو العولمي، لا يمكن أن تأتي من داخل النظام الرأسمالي نفسه. كل ما فعله النظام الرأسمالي عبر السنين من عمره هو إيجاد حلول مؤقته لكل أزمة يدخل فيها وتهدد وجوده، حتى إذا ما أعادت الحلول المؤقتة، التي تكون عادة على حساب الفقراء والطبقة العاملة والمواطن العادي، التوازن للنظام الرأسمالي المأزوم، عادت حليمة إلى عادتها القديمة وسارت في طريق الوصول إلى الأزمة التالية. إذن، لا يمكن التعويل على الفكر الرأسمالي وتنظيماته وتطبيقاته، ولا على عرابيه من المفكرين المشبوهين، أن يقدموا للناس وللدول موازين ومقاييس ومحددات ومنطلقات لتصحيح الخلل وتجنب الكوارث التي يأتي بها النظام الاقتصادي النيوليبرالي العولمي البالغ التوحش الذي نراه أمامنا الآن. هنا يطرح السؤال التالي نفسه بقوة وتحد: هل في الفكر الاقتصادي الآخر، أي الفكر الاشتراكي، وبالأخص مدرسته الأساسية، المدرسة الماركسية، ما يمكن أن يساعد بلاد العرب في إنجاح المهمة التي نتحدث عنها؟
لسنا وحدنا نطرح هذا السؤال. إنه مطروح، حتى في أعتى مراكز الرأسمالية المعروفة من مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، بعد أن اكتشفت الرأسمالية بأنها تتخبط يمينا وشمالا وتنتقل من ظلام إلى ظلام أدكن. سنحاول الإجابة على هذا السؤال في مقال آخر، مستعينين بتجارب الآخرين وبمتطلبات مواجهة الكوارث التي يعيشها العرب.
كاتب بحريني

العرب في مواجهة النظام العولمي

د. علي محمد فخرو

حقوق المرأة العربية في مرآة ربيع الشعوب

Posted: 23 Aug 2017 02:12 PM PDT

أثارت تصريحات الرئيس، الباجي قائد السبسي، بشأن حقوق المرأة التونسية بالمساواة بالإرث، وبحق الزواج بمن تشاء، وحتى من غير المسلم، ردود فعل عديدة في وسائل الإعلام المختلفة، كل أدلى بدلوه في شأن أولوية أحقية النص الديني أم العقل الإنساني بالإتـباع، وما إلـيه من نقـاش يدور في بلادنا، مـنذ أكـثر من 14 قرنـاً، ولم يُحسـم بعد.
ما يهُمني في هذا المقال هو العلاقة الجدلية القائمة والمفترضة، بين حقوق المرأة بشـكل عـام في بلادنا، وحقنا كأمة بالتحرر من التخـلف الفكري، والأنظمة الاستبدادية والإنغلاق الديني. ولا يخفى على أحد، أن الربيـع العـربي الذي بدأ في تونس بنهاية عام 2010، لم يكن يرفع أي شعار ديني، وإنما الانتمـاء إلى الحضارة الإنسانية، عن طـريق الحصــول على الديمقراطية كنظام حكم، وأولـوية الإنســان التونسي والعربي، بتقرير من يحـكمه وكــيف؟.
لم يكن هذا الحراك الشعبي، فقط رد فعل على موت البائع المتجول، أو مرتبطا بحدث مُحدد بزمنه، في بلاد الربيع العربي، بل كان تتويجاً لتطور اجتماعي عميق، بدأ منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وأدى إلى وجود طبقة مثقفة من الشباب، وحتى ولو كانت قليلة عددياً، لكنها لم تعد تقبل، مسلمات الماضي والتبعية للزعيم أو العادات والتقاليد والحكم العائلي والقبلي، بدأت المرأة في الانعتاق من الظلم الاجتماعي، رويداً رويداً، ودخلت المدارس ثم الجامعات، حتى أنها أصبحت تُشكل في كثير من الدول العربية، غالبية الطلبة في الكليات المختلفة. لم تعد تقبل أن تبقى قابعة في بيتها تنتظر الزوج، وتتأهب لإنجاب عشرة أولاد. (حيث مُعدل الإنجاب حالياً في الدول العربية، أصبح بالمستويات العالمية نفسها، إن لم يكن أقل من ذلك في أكثر من دولة).
هذه التحولات الاجتماعية، ترافقت مع ثورة العولمة والأنترنت، فاستطاعت هذه الطبقة الوسطى الصغيرة، أن تتصل بالعالم وتتعرف على ما يدور خارج أسوار أوطانها العالية، الفاقدة سابقا لأي نافذة لرؤية الآخرً. لم تعد تقبل الاستمرار كما فعل آباؤها وأجدادها، بالتسبيح بحمد الزعيم، وانتظار المعجزات الدينية وإنجازات الحزب الحاكم.
ووجه ذلك بسخط كبير وعنف أكبر، من قِبل الأنظمة المُستبدة على امتداد الوطن العربي، والذي أسال الدم في رابعة العدوية وحمص وحماة وحلب وعدن وصنعاء والمنامة وغيرها، ودمر مدناً بأكملها، فقد أظهر الحراك الشبابي حقيقة الأنظمة التي تحكمنا منذ عشرات السنين، وعدم أهليتها ولا بأي شكل من الأشكال، لحكم البلاد والعباد.
في تحالف موضوعي غير مباشر توغل الإسلامويون المتطرفون، بعد موجة إسلاموية تبعت الثورات العربية، بهدف طمس أي فكر حداثي، ومحاولة بائسة للأنظمة لإنهاء الربيع بإغراقه بالطائفية والصراعات العقيمة والفكر المُتخلف، وهو ما نجحت به نسبياً، لأنها استطاعت أن تُثبت نفسها وتستعيد زمام المُبادرة في كثير من الأماكن. لكن الربيع العربي ليس فقط حراكا جماهيريا يقتصر على المظاهرات السلمية، وإنما تطور عميق للبيئة الاجتماعية، يستطيع أن يُطل برأسه بأشكال أخرى، مثل الماء الجارف، لا يمكن لشيء وقفه، ولو تم تحويل اتجاهه لفترة من الزمن.
مُقترحات الرئيس السبسي في تونس، ولكن أيضاً تصويت البرلمان اللبناني، على إلغاء المادة 522 من قانون العقوبات الذي يعفي المغتصب من العقوبة في حالة زواجه من الضحية؛ بعد ضغط شعبي مدني كبير، وما حدث في السياق نفسه في الأردن، وقبله في المغرب بشأن إعطاء الجنسية، يدل على أن مفهوم الحداثة والحق الإنساني والفردي، يبقى مطلب الطبقة الواعية التي قادت الربيع العربي، وليس طبعاً مطلب عُتاة قوى الإسلام السياسي بكل أطيافهم، المعروض علينا بديلاً للأنظمة.
لقد أثبتت المرأة الأردنية واللبنانية والمغربية والتونسية ونساء أُخريات كُثر، أنهن بحق معيار الحداثة والحقوق ورفع قيم الربيع العربي. لا يجب أن نرى ذلك كظاهرة مستقلة عن الأحداث الجارية منذ سبع سنوات، بل هو امتداد لها، نصف المجتمع المكون من النساء، أخذ وسيأخذ زمام المبادرة لإعادة الروح للفكر الثوري الحضاري، ودفع ظاهرة زحف الحداثة وعودة الارتباط، بين الأمة والحضارة الإنسانية، بما تعنيه من المساواة بين الناس، بغض النظر عن الجنس أو اللون أو اللغة أو العرق، كذلك أولوية الشعب بتقرير التشريعات التي تحكمه، عن طريق أنظمة ديمقراطية منتخبة، حيث يُشرع البرلمان قوانين تتوافق مع روح العصر وحاجات هذا الزمن، وعودة شيوخ الدين إلى المساجد وابتعادهم عن السياسة بشكل كاملً، وإن تدخلوا فهو فقط لتوفير الغطاء الشرعي عند الحاجة لتشريعات البرلمان وليس لمنعها، وبهذا المجال، أعطانا مُفتي الديار التونسية الشيخ عثمان بطيخ، والشيخ عبد الفتاح مورو، المرجعية الدينية لحزب النهضة ونائب الرئيس، المثال والنموذج الذي يجب أن يُحتذى، عندما دعموا بشكل واضح مقترحات الرئيس السبسي، والذي للأسف لم تُنتقد إلا من أحزاب اليسار، التي عودتنا منذ بداية الثورات على التبعية للأنظمة وتبرير سيطرة الجيش، كما هو الحال في كل من مصر وسوريا.
تحية إكبار لنساء تونس، ولكل نساء الوطن العربي، وقد رفعن بدورهن الراية عالياً لعودة الروح إلى المشروع الوطني.

طبيب عربي مقيم في فرنسا

حقوق المرأة العربية في مرآة ربيع الشعوب

د. نزار بدران

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق