Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الاثنين، 28 أغسطس 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


من الذي زيّف قلادة نجيب محفوظ؟

Posted: 27 Aug 2017 02:34 PM PDT

ذكرت «القدس العربي» في تقرير نشرته حادثة كاشفة بمعانيها ودلالاتها حين روت على لسان أم كلثوم، ابنة الكاتب المصري الكبير نجيب محفوظ، أن «قلادة النيل»، وهي أرفع وسام تمنحه الدولة المصرية للعظماء، التي حصل عليها قبل نحو 29 عاماً، كانت مزيّفة، وأن الكاتب الشهير، الذي كان معروفا بترفعه وزهده، عرف بالأمر بعد يوم واحد من تسلّمه الوسام ففضّل الصمت وسكت على الإهانة التي وجّهت له وللدولة المصرية التي يُفترض أنها كانت تكرّم أعظم كتابها الأحياء آنذاك، وهو الأديب العربي الوحيد الذي نال جائزة نوبل للآداب (عام 1988).
المثير للسخرية أن الرئيس المصري المخلوع محمد حسني مبارك هو الذي سلّم محفوظ الوسام بنفسه، وهذا يعني واحداً من أمرين، أما أن مبارك كان يعلم بتزييف القلادة ويكون بالتالي مشاركاً في إهانة مقام الكاتب وفي تحقير كيان الدولة المصرية، أو أنه لم يكن يعلم، وأن الجهاز الحكوميّ الذي يشرف على صياغة هذه الأوسمة، أو أحد أفراده النافذين، قام بعملية فساد هائلة الرمزيّة من دون أن يخشى من انفضاح أمره، إمّا لمعرفته بترفع محفوظ الأخلاقي الذي سيمنعه من المساءلة أو الكشف عن هذه الفضيحة، أو لأنه يُدرك أنه قادر على الإفلات من المحاسبة، وفي الحالتين فإن جريمة اللصوصية والفساد تلك لا يمكن أن تكون بعيدة عن نفوذ أحد أفراد بطانة الرئيس الأسبق.
تتعلّق حادثة الفساد تلك بعمل يزن قرابة 488 غراما ذهباً محلاة بأحجار من الياقوت والفيروز الأزرق، وقيمة الذهب تعادل، في الأسعار الحالية له، أقل من عشرين ألف دولار، وهو أمر يكشف مقدار الخسة التي قد تدفع مسؤولا أمنيّا أو جهة حكومية للوصول لدرك من الانحطاط يؤهل صاحبه لارتكاب جريمة التزييف بترصّد ووعي كافيين ومن دون خشية من انفضاح الأمر، وهو أمر لا نعرف إن كان مورس على محفوظ فقط، لمعرفة بطباعه، ولأنه كاتب فحسب، أم أن التزييف لحق بأشخاص آخرين حصلوا على القلادة كالمطربة أم كلثوم، والجراح مجدي يعقوب، وعالم الكيمياء أحمد زويل.
التعليقات التي جرت على الحادثة أخذت مسارين، الأول استنكر ما حصل وساءل وزارة الثقافة والجهة الحكومية المسؤولة عن تصنيع الأوسمة وبعضها اتهمت نظام مبارك بالفساد، والثاني استهجن أقوال ابنة محفوظ، بل إن رئيس مصلحة سك العملة عبد الرؤوف ثروت قال إن الكلام غير صحيح وإن القلادة «يمكن أن تكون تم تبديلها» وتساءل «من يؤكد لنا أن هذه القلادة هي الأصلية؟».
تعليقات التشكيك تجعل من الإهانة اثنتين، مرّة عند تسليم القلادة واكتشاف زيفها، ومرة أخرى حين تتهم عائلة محفوظ بتبديلها رغم أنها تبرّعت بالقلادة إلى متحف خصص لتكريم الكاتب الراحل.
أما التعليقات التي تقصر الفساد على عهد مبارك فهي تدّعي أن الفساد انتهى إلى غير رجعة مع رحيل الرئيس الأسبق عن الحكم، فتتجاهل الروابط المكينة بين عهدي مبارك والرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي الذي عملت أركانه التنفيذية والتشريعية والقضائية على محو كل آثار فساد وجرائم مبارك وأفرجت عن وجوه نظامه فيما زجّت بأركان حكم الرئيس محمد مرسي في السجون بتهم ثقيلة أحكامها تتراوح بين الإعدام والمؤبد.
بهذا المعنى فإن القلادة المزيّفة تطوّق أعناق أركان نظامي مبارك والسيسي معاً، وما يجري هو شكل من أشكال التزييف التاريخي ليس تزييف القلادة إلا نقطة في بحره.

من الذي زيّف قلادة نجيب محفوظ؟

رأي القدس

الليدي ديانا وإدمان «الفُرجة»

Posted: 27 Aug 2017 02:34 PM PDT

في 31 آب (أغسطس) الجاري، تحلّ الذكرى العشرون لمصرع الليدي ديانا (1961 ـ 1997)، صحبة دودي الفايد، والمرافق، والسائق؛ ليس دون مزيد من المراجعات المختلفة، التي تزعم الغوص أعمق في شخصيتها، واستكشاف أوراقها الخبيئة؛ وإطلاق، أو إعادة إنتاج، الأحكام القِيَمية والنفسية والاجتماعية والسياسية حول حياتها ومماتها. وليس دون مزيد من نظريات المؤامرة، غنيّ عن القول، كما في إصرار مايكل مانسفيلد (المحامي البريطاني المختصّ بالقضايا الساخنة، ذات الجاذبية الإعلامية القصوى)، أنّ بعض الإشارات الدفينة في أوراق أميرة ويلز تبلغ شأو التنبؤ بجريمة القتل المقبلة، وتسمية القاتل.

في هذه المناسبة تُستعاد فكرة الفيلسوف الفرنسي الراحل ميشيل فوكو، حول خضوع مجتمعات الغرب إلى إدمان يومي اسمه “الفُرجة”، يتزامن مع وقوعها ضحية جهاز معقد أعلى اسمه “المراقبة اللصيقة”. وهذا المبدأ الأخير، “الدائم، المشدد، كليّ الحضور، القادر على تسليط الضوء على كلّ شيء، وأي شيء؛ لا تمارسه الدولة/ السلطة فحسب، بل يتولى تطويره المبدأ الأول بالذات: الفرجة. وفي هذا الصدد تُستعاد، أيضاً، تعليقات بلانتو، رسام الكاريكاتير الفرنسي المعروف، كما تبلورت في عدد من الرسوم اللاذعة؛ لعلّ أطرفها، وأكثرها قسوة، ذاك الذي يلتقط مصوّراً صحفياً يقتحم صالة التحرير وهو يهتف بحماس: “في حوزتي جميع صور مجزرة الجزائر الأخيرة!”. زملاؤه، الغارقون حتى آذانهم في تغطية خبر مصرع الليدي ديانا كما يتضح من محتويات الصالة، يردّون عليه بما معناه: “من أي عصر حجري يجيء هذا؟”.

وليس الأمر أن التكافؤ كان مطلوباً بين مصرع ديانا، ومقتل أكثر من 250 جزائرياً في ليلة ذبح رهيبة، إذْ من السذاجة الحثّ على أي نوع من أنواع المقارنة بين جاذبية الحدثين، من الناحية الإعلامية تحديداً. ولكنّ الطغيان المعقد الذي مارسته، وتمارسه، اللعبة المتبادلة بين الرقابة اللصيقة والفرجة في مثال الحدث الأول، تجاوز حدود التغطية والعمل الإعلامي. وقد يصحّ السجال بأنه تجاوز كامل النطاق العريض للفضول الإنساني الطبيعي إزاء واقعة ساخنة، تلوّح بتفاصيل متشعبة ساخنة بدورها.

ذلك التلازم بين المراقبة اللصيقة والفرجة بدأ من مفرزة المصوّرين المتطفلين (الـ”بابارازي”)، الذين طاردوا سيارة المرسيدس حتى النفق الأخير، وحلّت عليهم لعنة التسبب في مصرع الأميرة؛ ثمّ تجلى أكثر في بيان قصر بكنغهام المتأخر، الذي عبّر عن مشاعر الأسى والحداد، ليس استجابة لداعي الفاجعة على الأرجح، بل رضوخاً لضغط شارع داخلي أخذ يميل إلى تحويل الليدي الصريعة إلى “صاحبة السموّ، القديسة داي، ملكة القلوب”. يومذاك لم تتأخر صحف التابلويد البريطانية، إذْ كيف لها أن تتخلف عن ركب الشارع الغارق في الحزن والحداد؛ فتناست السهام التي اعتادت توجيهها إلى الأميرة، وصوّبتها في المقابل على القصر، الذي تأخّر في اللحاق بالشارع.

بالقدر ذاته، بدت الصبية ديانا سبنسر، ذاتها، ضحية تلك الحركة التبادلية بين إدمان الفرجة وجهاز الرقابة اللصيقة. لقد أدركت، وربما في وقت مبكر للغاية من دخولها إلى ردهات قصر بكنغهام، أن محتدها الأرستقراطي الرفيع لا يكفي لكي تواصل إنسانيتها الطبيعية، وسط أصنام موناركية يسيل في عروقها دم ملكي من نوع مختلف “النقاء”. ولقد اهتدت إلى وسائل الإعلام بوصفها السلاح الرادع الجبار، الذي لا مناص لها من استخدامه، إذا كانت ستخوض أية معارك فاصلة مع تلك الأصنام والدماء الملكية. ثم اهتدت إلى الصورة بوصفها التتويج الطوطمي الأقصى لهذه العقود الحداثية وما بعد الحداثية، وأدركت ـ على نحو تدريجي بطيء ولكنه معمّق وبارع ـ أنها سيّدة صورة… بل السيدة الأكثر أسراً واجتذاباً للصورة، في طول العالم وعرضه.

وقد يقتضي الإنصاف القول إنها كانت، هنا، الأكثر صدقاً مع طويتها الحقيقية: الرؤوفة، المتوثبة، المغامرة، اللا ـ بيروقراطية، القريبة من نبض الشارع، الطليقة، والعاشقة للحياة. كانت الصورة مدفعيتها الثقيلة وهي تحتضن مريضاً مصاباً بالـ”إيدز″ أو تسير ببسالة في حقل ألغام مضادة للأفراد، أو تزور مشفى لعلاج سرطان الثدي، أو تغرق في إطراقة فلسفية وهي تتأمّل أعجوبة “تاج محل” وكأنها تعانق تاريخ الإنسانية الواحدة ممثلاً في صرح آسيوي كوني تطهر من رجس الكولونيالية البريطانية، أو تحمل طفلها (الملك الآتي!) على ظهرها كما يمكن أن تفعل أيّ أمّ رؤوم عادية، أو تقبّل زوجها الأمير (الرصين، ثقيل الظل) على ملأ من رعيته والعالم. وهنا أيضاً، كان السلاح فعالاً وحاسماً ولا يقاوم.

الإنصاف، إياه، يقتضي التسليم بأنها نجحت كثيراً، بل وأنجزت سلسلة اختراقات كبرى ألحقت “الضرر المفيد”، إذا صحّ القول، بتراث ملكي أخلاقي وفلسفي عتيق، لا تغيب عنه رائحة العفونة؛ وامتلكت جسارة نبيلة باتت علامة فارقة لسيدة طلّقت التاج بقرار منها، وأمست حرّة في مشاعرها وأقوالها وأفعالها، وفي “استثمار” فتنتها الشخصية حيثما توجّب تقويض تقليد فاسد.

ما خلا أنّ تشييد بدائل معافاة، أكثر تحرراً من صفة الصنم الملكي، وأشدّ نأياً عن شخص الأميرة المصنوعة من سيلوفان، الأقرب إلى امرأة من لحم ودم… ظلّ يصطدم بداء عضال لا شفاء منه، يخلط الرقابة بالفرجة!

الليدي ديانا وإدمان «الفُرجة»

صبحي حديدي

نجدت أنزور يسقط في براثن «التسحيج» الأردني لبشار الأسد… وعبدالله صالح «يتشقلب» أمام الرصاص

Posted: 27 Aug 2017 02:33 PM PDT

بالغت وزيرتنا الأنيقة المختصة بالاتصالات والتكنولوجيا، مجد شويكة، وهي تعلن عبر برنامج «أخبار وحوار» في تلفزيون الأردن.. قائلة «جففنا منابع الفساد» عبر نوافذ الحكومة الإلكترونية.
رغم هذه المبالغة، إلا أن الوزيرة تستطيع الاحتفال، وهي تحرم طبقة يبدو أنها «أوسع مما ينبغي» من صغار الموظفين من «الرشوة».. تلك خطوة مهمة وأساسية، لأن جهاز الكومبيوتر لا يرتشي عند التقدم بأي معاملة.
خطوة مهمة لسبب بسيط، وهو أن التوسع الأفقي والعمودي في ظاهرة الرشوة في الأردن خطر استراتيجي محدق تقلق منه الآن أعلى المرجعيات بعدما اقترب الموظف الأردني، للأسف الشديد، من التجربة السورية، وتلك المصرية في هذا المجال.
أيضا من سخروا من الوزيرة وضحكوا على عبارة أكبر من الواقع مثل «تجفيف منابع الفساد» بالغوا قليلا، لأن المرأة الذكية، التي تدير قطاع التكنولوجيا تعرف تماما ما تهرف به، وهي تتحدث عن تلك النوافذ الإلكترونية، التي تتيح التعامل مع الجزء الرسمي من أي عمل من دون عنصر بشري.
طبعا كنت أفضل أن تدلي الوزيرة بتصريح منطقي أكثر على وزن.. «أتمتة النظام ساهم في الحد من الرشوة وصغار المرتشين».. على أساس أن «المرتشين الكبار» سيتكفل بهم التاريخ.
عموما فهمت الآن ما هو السبب، الذي يعطل مشروع الحكومة الإلكترونية في الأردن منذ عشرة أعوام، فهو مشروع يجهز على دور المراسلين ووسطاء شبكات الرشوة وسماسرة تمرير المعاملات.. هؤلاء للأسف اكتشفت مؤخرا فقط بأنهم أكبر بكثير مما نتخيل.

رشاقة رئيس مخلوع

«رشاقة» الرئيس اليمني المخلوع، علي عبدالله صالح، الذي عاد للواجهة اليوم متحايلا من دون بقية الزعماء العرب على «الربيع العربي».
الرشاقة أظهرتها محطة «الجزيرة»، وهي تعتمد التنويع في زوايا الكاميرا للتظاهرة الحاشدة التي قادها صالح في ساحات العاصمة صنعاء.
ما لم تكشفه لنا محطة «سي أن أن»، وهي تغطي المناسبة أيضا وتستعرض السيناريوهات هي الطريقة التي حصل خلالها صالح على ساتر زجاجي مضاد للرصاص للتحدث من خلفه مع الشعب اليمني المكلوم، وعلى طريقة بابا الفاتيكان.
أشعر بحاجة ملحة لمعرفة الجهة، التي زودت صالح بذلك اللوح الزجاجي المضاد للرصاص فهو مستورد على الأرجح، ومن غير المنطقي أن يكون من مخلفات عهد صالح بعدما دمرت قصوره ومخازنه.
في تقديرنا.. معرفة كيفية تأمين الزجاج المضاد للرصاص تقودنا لاستنتاج سياسي أكثر منطقية في فهم التقلبات والشقلبات والمناورات المباغتة، التي ركب موجتها صالح وبالتالي فهم ما الذي يحصل في اليمن.
صنعاء وفي معظمها في الحد الأدنى من الوقود والطعام والطاقة والمياه، وسؤالي قد يبدو ساذجا: كيف تسرب الزجاج إياه ومن أي ميناء تم تمريره؟
قال لنا مستثمر متخصص في الزجاج إن هذا النوع ينتج بكفاءة في خمسة بلدان من بينها أمريكا وكندا وأوكرانيا وإسرائيل، أما الدولة الخامسة فلم تحدد بعد لكنها «خليجية».

أنزور والتسحيج الأردني

لا أعرف سببا يدفعني لاحترام فنان أو مثقف كبير يتخلى فجأة عن تراثه ليرتدي بدلة رسمية، ويتحدث باسم أي نظام، خصوصا إذا كان النظام السوري.
يملك نظام دمشق مئات الأشخاص الحواة الصالحين لوظيفة أمنية بامتياز اسمها «مساعد رئيس مجلس الشعب»، فمن يشغل هذه الوظيفة تنحصر واجباته في «عد الأصوات» واستقبال الوفود الهامشية وقيادة اجتماع في حال موت رئيس المجلس ونائبه.
عموما المخرج السوري الشهير، نجدت أنزور، فعلها مجددا على طريقة «رغدة» حيث كانت كاميرا التلفزيون السوري الرسمي وأخرى صغيرة تتبع قناة «الميادين» في تغطية مباشرة للحدث الكبير العملاق المتمثل بأن وفدا أردنيا شعبيا زار دمشق لتهنئتها بالحسم والانتصار الكبيرين.
عمو أنزور حاول «مناغشة» ضيوف نظامه بالإشارة إلى أن بداية نجوميته انطلقت في الأردن، العزيز على قلبه، ولم يفعل ما ينبغي أن يفعله أي فنان قبل أي حديث مجتر بالسياسة، حيث لم يترحم أو يتأسف على الضحايا والمهجرين والأسرى والمصابين من أبناء شعبه، الذين طالما صفقوا لمسلسلاته الدرامية.
لا مشكلة في ذلك، لأنه يقلد معلمه الرئيس في هذا السياق، ويريد أن ينتحل شخصية «برلماني سحيج» بامتياز فقد للتو إرثه الفني والثقافي.
لدينا في عمان نُمَر كثيرة من طراز أنزور في أيامه الأخيرة.. هؤلاء لا أحد يحفل بهم.
وبوضوح أظهرت القناة السورية رئيس الوفد الأردني الضيف وهو يسجل على مسامعنا سرا نوويا، لم نكن نعرفه بلا وجل وهو يبلغ أنزور.. «كنا نعتقد أن بشار الأسد قائد لسوريا، وإذا به قائد للأمة العربية كلها».
ما شاء الله.. حتى أنزور، الذي يحصل على راتبه من بشار الأسد لم يتجرأ على مقولة من هذا الوزن.
عموما، للتسحيج أنماط وألوان وأشكال، وله فضائيات تنقله باعتباره من الأخبار العاجلة وبعض التسحيج على نظام المقاولات عابر للحدود والأوطان وهو ذلك الصنف الذي غاص فيه أنزور حتى رجليه.
ما استذكره بالسياق هو قناعتي بأن مثل هذه الوفود التي تعبر الحدود بين العواصم سبق أن «قضت» على الرئيس الراحل صدام حسين.. والله دوما أعلم.

مدير مكتب «القدس العربي» في عمان

نجدت أنزور يسقط في براثن «التسحيج» الأردني لبشار الأسد… وعبدالله صالح «يتشقلب» أمام الرصاص

بسام البدارين

الحقوق الجديدة التي انتزعها «حزب الله» هذا الصيف

Posted: 27 Aug 2017 02:33 PM PDT

أقلّه في صيف 2006 كانت الحكومة اللبنانية، حكومة الرئيس فؤاد السنيورة آنذاك، لا تزال تضطلع بالشأن التفاوضي، حتى عندما يتفرّد الحزب المسلّح المرابط فيها، «حزب الله»، بقرار الحرب، ضارباً عرض الحائط بمفهوم الحكومة.
كان الشقاق بيّناً خلال فترة حرب تموز/يوليو بين الحزب وبين أكثرية الحكومة التي كانت أول حكومة يشارك فيها بشكل رسمي، فأكثرية الحكومة لم تستطع أن تبلع التفرّد الحزبي بقرار الحرب والسلم، في حين لم يتردد إعلام الحزب والدائرين في فلكه في التهديف على جهات في الحكومة، بتهمة أنها مشاركة في الحرب الإسرائيلية عليه. مع ذلك، لم يمنع هذا الجو المشحون و»التوعدي» الحكومة في أيام الحرب والحصار من أن تزاول، باستقلالية كبيرة، دورها التفاوضي، الذي استحق تقريظاً من الرئيس نبيه بري إذ وصف حكومة السنيورة بـ «المقاومة الديبلوماسية». وقبل أن تضع الحرب أوزارها، ويباشر بعدها العد العكسي لانسحاب وزراء حركة بري و»حزب الله» من الحكومة ومحاصرة مقرها ووسط العاصمة لعام ونصف انتهت بالزج بالسلاح في أزقتها، أتى هذا العمل التفاوضي أُكلَه، بالتخفيف من وطأة القرار 1701 على «حزب الله»، فلا مطار دولي تحت وصاية دولية، ولا فصل سابع، ولا مراقبة لتدفق الأسلحة على الحزب من البوابة السورية.
طبعا، الأرضية الموضوعية لتخفيف وقع القرار وتليين مندرجاته تمثلت بالانسداد في العملية الحربية التدميرية الإسرائيلية، والأعطاب التي كشفتها الحرب في آلة الحرب الإسرائيلية، وانتهاء فترة السماح الأمريكية لها من دون نجاحها في تحقيق نتائج واضحة، هذا إن لم تكن الحرب أساساً حملة «تأديبية» من دون أهداف استراتيجية.
إلا أن هذه الأرضية الموضوعية لتخفيض مستوى القرار الدولي ما كانت لتفلح تخفيضا محققاً له لولا المفاوضة التي قادتها الحكومة، التي كانت في الآن نفسه تفاوض حول شكل إنهاء عدوان حربي، فيما أحد طرفي النزاع عضو فيها، وهي لم تستشر من الأساس في أمر إشعال المواجهة في ذلك الصيف، بل كان يرابط لها الحزب إياه، على الكوع، فور انتهاء المعارك.
لم نكن يومها في وضعية جناحين، عسكري وسياسي، يتفرعان من جسم واحد، لكن التفاوض أعطى بحق، حيزا من الاستقلالية للحكومة، لا يقلل من إبعاد الأخيرة عن منصة تقرير حال الحرب من حال السلم، إنما من دون أن يؤدي هذا الإبعاد للحكومة عن «السيادة» لإبعادها عن «السياسة».
ما يحدث في صيف هذا العام مختلف للغاية. قرار الحرب والسلم الذي انتزعه الحزب في صيف 2006 أسس عليه تدخلا في الحرب السورية إلى جانب نظام آل الأسد، وكذلك حقه في تحديد التوقيت المناسب للمعركة مع جبهة النصرة في جرود عرسال، من دون الرجوع هنا أيضا، ولو بروتوكوليا، للمظلة الحكومية، فكان على الجيش أن يتخذ إبان معركة جرد عرسال وضعية مركبة: فهو غير مشارك في الهجوم الذي يشنه الحزب من الجهة اللبنانية للحدود، والجيش السوري زائد الحزب من الجهة السورية لها، لكنه منتشر في المنطقة المحيطة بعرسال ومخيمات اللاجئين لمنع تسلل المسلحين من الجرد إليها. وبعد قليل من معركة عرسال التي انتهت بالتفاوض بين حزب الله وجبهة النصرة، كانت معركة جرود رأس بعلبك والقاع ضد مجموعة مسلحة متطرفة اختطفت الجزء الآخر من عسكريي الجيش، وسرت إشاعات منذ سنوات بأنها أعدمتهم، وتبايع هذه المجموعة «تنظيم الدولة» (داعش) من دون أن يكون واضحا شكل الارتباط بينها وبين «كيان داعش الترابي» في الرقة.
هذه المعركة تولاها سلاح الشرعية اللبنانية، نافيا التنسيق مع الحزب والجيش السوري، وهذا مسوغ من ناحية الاصطلاحات العسكرية، فما من غرفة عمليات مشتركة بين هذه الأطراف رغم وجودها في حالة حرب مع مجموعة متطرفة ممتدة على جانبي الحدود. مع هذا أصر الحزب وإعلامه على أن التنسيق حاصل وأنه ضروري وأن نفيه غير مستحب، وأن ضرورته القصوى تكمن في التعاون مع الجانب السوري للكشف عن مصير العسكريين المخطوفين، فكانت النتيجة، هنا أيضا، أن من تولى المفاوضة، هو بشكل أساسي «حزب الله». أي أن الحزب تولى هذا الصيف، بالتتابع، شأن المفاوضة مع كل من النصرة والمجموعة التي تبايع «داعش»، بصرف النظر عن كونه المحارب الوحيد من الجانب اللبناني ضد الأولى، والتزام الجيش بالقتال ضد الثانية. في الحالتين، الخاتمة نفسها: الحزب، قاتل أم لم يقاتل، من الجانب اللبناني من الحدود، هو المفاوض اللبناني الأساسي مع هذه المجموعات. ما عاد للحكومة ما كان لها عام 2006، من مضمار للتفاوض تختص به، رغم انحسار أسباب السيادة التي تستند إليها. هذا المضمار اقتطعه الحزب لنفسه أيضا، وليس من دون إبداء فروسية «قروسطية» مع المجموعات المندحرة، بحفظ دمها وتأمين سفرها مئات الكيلومترات بعيدا عن الحدود اللبنانية، كما لو كنا في أجواء فيلم الناصر صلاح الدين ليوسف شاهين، بعيداً عن المعالم الشكلانية لمفهوم الدولة.
الحزب ديبلوماسيّ نفسه في حرب الجرود وديبلوماسي الدولة حتى وهي تخوض، ولو بالشكل، معركة غير ممهورة بختمه. وأكثر، يتصرف كما لو أنه يجمع بشكل عضوي بين أقصى الكفاحية والتفاني، وبين الحد الأقصى من الحلم والرأفة و»العفو عند المقدرة». وليس النافع هنا تصديق أو تكذيب هذه الصورة المزدوجة، إنما التوقف عن أخذ هذه الأمور كبداهات. ليس حق التفاني بمطلق، لأي نفر أو رهط في دولة، إنما التفاني يكون في نطاق العقد الاجتماعي الذي يفرز رزمة حقوق وواجبات، وليس «العفو عند المقدرة» ـ مع بقائه أفضل من «الثأرية»، إلا الجانب الآخر من تقويض فكرة القانون، عندما لا يكون القانون والدستور ومؤسسات الدولة قنوات تأطيره ومرجعه. «العفو عند المقدرة» عن المسلحين المتنسبين إلى «داعش» يترافق اليوم مع محاولة طي ملف العسكريين المقتولين غيلة، بطنين «مارتيرولوجيا تلفزيونية» يفترض أن لا تحول دون فتح تحقيق قضائي حول مصير العسكريين، متى وكيف قتلوا وأين، حتى لو بقي الملف فارغا يجب أن يفتح. وربما كان هذا أكثر ما يمكن فعله في لبنان الآن، في ظرف انتزع الحزب الخميني لنفسه ليس فقط الحق في التفاني، وقرار الحرب والسلم، ودعم الانتفاضات أو دعم بقاء الأنظمة بوجهها، بل كذلك الحق في العفو عند المقدرة، وفي المفاوضة على العمليات العسكرية جميعها. الحق في احتكار السياسة أكثر فأكثر.

٭ كاتب لبناني

الحقوق الجديدة التي انتزعها «حزب الله» هذا الصيف

وسام سعادة

معارك الكتابة

Posted: 27 Aug 2017 02:33 PM PDT

منذ فترة، كتب لي أحد القراء المهتمين، معلقا على ما سماه: سلبية كتاب هذه الأيام، وأنهم لا يستجيبون كثيرا للاستفزاز، ولا يردون على الهجوم الذي قد يطالهم ويطال أعمالهم الإبداعية، وحتى أولئك الذين قد يشكك في انتمائهم القومي لأوطانهم، تجد من يستفزهم في هذه الناحية، ويتجاهلون الرد، على عكس ما كان سائدا في السابق، حين كانت المعارك الأدبية تنشأ كثيرا بين الأدباء، وتثري الحياة الثقافية.
في الحقيقة هذا سؤال جيد، وحتى أنا شخصيا وخلال معرفتي بالحياة الثقافية، منذ أن طرقتها قارئا في بداية الصبا، ثم شاعرا وكاتبا بعد ذلك، تعرفت أيضا إلى الخصومات الأدبية والفنية، بمعنى أن مبدعا ما يتعرض لهجوم من أحد منافسيه أو مجايليه من المبدعين، ويقوم بالرد على الهجوم، ثم يقوم من أشعل ذلك الهجوم بالرد على الرد، وهكذا تكون ثمة معركة أدبية جيدة، قد تتعرض أثناء اشتعالها إلى كثير من القيم الأدبية، وترسخها، وتتعرض لأشياء قد تكون خافية على القارئ العادي، بالنسبة لإنتاج أطرافها، وطريقة كتابتهم، وطقوس الكتابة عندهم، وهذا ما قصده القارئ صاحب التساؤل، من جملته: إثراء الحياة الثقافية.
هذا بالطبع إن كانت المعركة نظيفة ولم تتلوث باتهامات جانبية، أو تمس شرفا أو أخلاقا كتابية، مثل أن يُتهم مبدع حقيقي بالسرقة من الآخرين بلا أي دليل، ويتهم آخر بالسطو على التراث غير المنتشر كثيرا، ولا يعرفه الناس، واستخراج نصوص منه، تستخدم في العملية الإبداعية، بلا أي إشارة لمصدرها. وعلى الرغم من أن بعض تلك الاتهامات قد يكون صحيحا بالفعل حين يأتي أحدهم بمقال لشخص مغمور، أو حتى معروف، عثر عليه في مكان ما، ويضع عليه توقيعه وينشره، ومثل أن يترجم آخر مقالا حيويا لكاتب غربي، وينشره باسمه، متوهما أن المسألة ستمر، وأن لا أحد ينتبه، ولكن لسوء الحظ في هذا الزمن بالذات، ومع وجود الإنترنت، وعينها الحادة، التي تصل لكل مخبوء في الدنيا، دائما ما ينكشف الأمر، ويسقط من سطا إبداعيا واجتماعيا، وكنت عثرت على شخص، يستخدم مقالات لي نشرت من قبل، وصدرت في كتاب، ويعيد نشرها باسمه في صحيفة عربية واسعة الانتشار، لكنني لم أقل شيئا.
في الماضي، أي قبل أكثر من عشرين عاما، كان نشاط المشاحنات الأدبية مقصورا على المقاهي التي يتجمع فيها المبدعون، سواء لعرض إنتاجهم أو الاستماع لإنتاج الغير، والإدلاء برأي فيه، ودائما ما توجد مقاه في أي مدينة كبرى، تعرف بأنها مقاه أدبية، ويمكن أن تكتسب هذه الصفة بصورة قوية، حين يجلس فيها بانتظام، كتاب من قامة نجيب محفوظ، وتوفيق الحكيم، وسهيل إدريس، وحنا مينا، ويأتي إليها الضيف الزائر مباشرة وعلى ثقة أنه سيلتقي بأحد ما، وغالبا هذا ما يحدث، وأحيانا لا يحدث ربما لسوء حظ أن تأتي الزيارة لتلك المقاهي، في يوم لا يكون فيه أحد المبدعين موجودا، وأذكر أنني زرت بيروت مرة، لنشر كتابي «مرايا ساحلية»، وكنت أعرف أن عددا من المقاهي في شارع الحمراء، تضم مبدعي تلك المدينة الجميلة المبدعة، وكنت متشوقا للقائهم، وذهبت بالفعل مرات عدة، ولم أعثر على أحد أعرفه، أو أتبين ملامحه، وغالبا ما كان هناك أشخاص من المبدعين لكنهم لم يكونوا بذلك البريق الذي يعثر عليه زائر، فورا ومن الوهلة الأولى.
بالنسبة للقاهرة، يكون الأمر أسهل، حيث لا يخلو مقهى «زهرة البستان» الواقع في وسط البلد، مثلا،، من أحد الذين أعرفهم أو أستطيع التعرف إليهم، في أي يوم من أيام الأسبوع، ذلك أن مقهى البستان بالتحديد، أصبح جزءا من الحركة الثقافية في مصر، ويبدو لي أن مجرد الجلوس على مقعد من مقاعده الشعبية، يلهم بشيء من الإبداع.
أعود لمسألة الهجوم ورد الهجوم، وهي مسائل موجودة وما تزال، ويمارسها الكثيرون لكن ببعض الخفوت، وربما لم تعد تمثل منحى ثقافيا مهما في هذه الأيام، خاصة أن نقد الأعمال الإبداعية وتناولها من قبل نقاد لهم وزن كبير، لم يعد مطروحا بشدة أيضا بسبب صعوبة الحصول على العمل الإبداعي نفسه، وسط التراكم الكتابي، كما قلت في مقالي السابق.
المبدع في أي زمان ومكان، وفي أي ثقافة من الثقافات، لا بد أن يواجه بالرضى من البعض، وبالسخط من البعض الآخر، وأحيانا تجد المبدع نفسه ساخطا على آخرين، بلا سبب سوى أنهم مبدعون أيضا، ولهم أسماء في الساحة الثقافية، ولأن الأدب في حد ذاته تجربة كئيبة، ولا ترتقي لتصبح وسيلة سلسة لكسب المال، تبقى تلك المنابر القليلة المتاحة، للظهور، وللحصول على بعض الكسب، محاطة بالجميع، كل يحاول أن يرتقيها، وتبدأ هنا تلك المعارك التي تتتحول بعد ذلك إلى خصومات مزمنة.
أتحدث أيضا عن ما يثار في الخصومات من نبش الإبداع القديم، وإحضاره كما هو، ليعرض في الحاضر بدون أي تغيير في شكله أو جوهره، فيما يسمى تناصا في اللغة المهذبة، وسرقة في اللغة الأخرى.
أنا أعتقد أن المسألة أقل كثيرا من أن تصنع هجوما وهجوما مضادا، أو تبحث عن تبرير هنا وهناك. كل من يأتي بشيء من التراث، مهما كان غير ملم بمسألة الاستفادة من ذلك، لا يمكن أن يضع مقاطع كاملة أو صفحات بلا تدخل منه، ذلك ببساطة أن ما قيل في التراث، لا يمكن أن يتماشى مع الحاضر بلا تعديل لهيئته ووضعه في الحاضر. حتى محاكاة اللغة التراثية تبدو صعبة، والقارئ يحس بمللها وبأنها كانت مقحمة بلا إبداع.
أعتقد أن الأمر مشروع، والكاتب الروائي أو الشاعر، غير مطالب بكتابة مصادره في روايته أو قصيدته حتى يصدق الناس، أنه استفاد من شيء، ولم يأخذه غصبا، وتأتي هنا إشكاية كتابة الشخصيات التاريخية الحقيقية التي لها صفحات مدونة في مصادر معينة، مثل شخصية ابن عربي، وصلاح الدين، وسعد زغلول وغيرهم، فالذي يستوحي تلك الشخصية ويكتبها روائيا لا بد أن يلم بمصادرها المعروفة، وبالتالي قد يلفت بعض الأنظار التي لن ترضى عن كتابته مهما أجاد.

كاتب سوداني

معارك الكتابة

أمير تاج السر

الأندلس ليست لنا

Posted: 27 Aug 2017 02:32 PM PDT

نبكي القدس والأندلس، ونبكي أمجاد الدولة العثمانية على أساس أنها دولة إسلامية بسطت نفوذها على ثلث الكرة الأرضية، نبكي الخسارات التي لحقت بنا منذ مطلع الإسلام إلى يومنا هذا، لا تمر بنا هزيمة وإلا وأرخنا لها بدموعنا ووثّقنا لها بكثير من النصوص من شعر ومسرح ورواية وقصة. تحضر خساراتنا في ثرثرات المقاهي، وأحاديث البيوت ونقاشات التلفزيون وتسكن ذاكرتنا، كما تبرز بقصد أو بدون قصد في قاموسنا اللغوي.
لم نهتم كثيرا بالخسارات العلمية إلاّ لاحقا، لكن المكسب العسكري الذي حققته الغزوات الإسلامية ظلّ نصب أعيننا، وحين انكسرنا وخسرنا تلك المكاسب لم نتمسّك بمنتوجنا الفكري والعلمي (هذا إن كان فعلا منتوجنا الشخصي وليس منتوج الحركة العلمية والفكرية التي تطورت وأثمرت في تلك الحقبة لتلاقي أسباب عدة أدت إليه). لماذا لم نعط أهمية لذلك المنتوج وقمنا بحمايته؟ سؤال يجب أن نجيب عنه بصراحة ونحن نبحث في الأسباب التي دمرت العقل عندنا، وهو تدمير لم يأت من الجناح الغالب لنا، بل من الداخل المستقر آنذاك. أما تصرفنا بعد الحروب الصليبية وما تلاها من انتكاسات فلم يختلف عن تصرف المغلوبين على أمرهم حين أحنوا رؤوسهم أمام الغالب. فالمغلوب يتبع الغالب وينصاع له، حسب نظرية ابن خلدون القديمة الصالحة لكل مكان وزمان.
تخلينا عن منتوجنا العلمي والفكري من تلقاء أنفسنا، بل إننا تعاملنا معه بعدوانية غير مفهومة أحيانا، فتاريخ ثمانية قرون من الغلبة العسكرية لم يكن كافيا لجعل ذلك المنتوج يفرد أجنحته على العالم ويحقق ما حققته حضارات مشابهة.
واليوم أمام ما حدث في كتالونيا من اعتداءات تبنتها جهات متطرفة إسلامية، وما حدث في مسجد في غرناطة من طرف متطرفين إسبان أشياء مخيفة، حدوثها لا ينبئ بخير مقبل بقدر ما ينبئ بتغيرات لن تكون مُرضِية لكل الأطراف حتى المسالمة منها.
تطفو على السطح لغة الحسرة التي تنادي بـ»الأندلس التي كانت لنا» وأسماء كثيرا ما قرأناها في كتب التاريخ مثل، طارق بن زياد وموسى بن نصير. وكلام صادم وطائش، ومفرغ من كل عقلانية. بالمختصر هناك تشفٍّ مبطن في ردات فعل العرب على شبكات التواصل الاجتماعي أمام أفعال إرهابية. وهذا يعني أننا في دوّامة غياب العقل، لم نعد نفرّق بين لغة الإرهاب ولغة الحوار، وأن ما حدث ويحدث من تفجيرات في الغرب لا يخرج عن مفهوم الجريمة، ولا شيء يبرر له، لا سقوط الأندلس في أيدي الصليبيين ولا كون الأندلس كانت لنا.
يجب قراءة أخطاء الملوك كما هي، ومعرفة حقيقة كل غزو على هذه البسيطة، فلكل حرب غطاء، وغطاء الغزوات العربية الإسلامية كان الدين، تماما كما كان غطاء الحروب الصليبية، أمّا المكاسب والخسارات فلم تتعلّق أبدا بنصرة الحق، ولا بنشر الدين الذي منبعه واحد، لأن المسيحية أيضا ابنة هذا الشرق، ولو أنها بقيت في كنف العقل هي والإسلام، ولم يستول عليها ملوك وأباطرة ورجال حرّكتهم غرائز وأطماع مادية، لشهد العالم نهضة كبرى. فلماذا هذا الخطاب المتطرِّف اليوم؟ ومن يحرّكه؟ وما أهدافه؟
صحيح أن الأدب العربي بكى الأندلس ولا يزال، ولكنه كان وظلّ أدبا، أمّا اليوم فما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي هو «قلة أدب» وتحريض ودعوات للتكفير والقتل.
فما الذي أوصلنا إلى هذا الحضيض؟ نطرح السؤال لأن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت واجهة لنا، وأزاحت وسائل الإعلام بكل أنواعها إلى هامش بعيد عن حقل الرؤية. ولأن هذا الجيل «الإلكتروني» ناقم على كل شيء، ويعتقد أن المعلومات القليلة والسطحية التي تعلّمها منذ نعومة أظفاره من البرامج المدرسية كلها صحيحة وكافية لدخوله سجالات كبيرة وعميقة، فإنّه من الصّعب تصحيح طريقة تفكيره، خاصة بعد أن ضخمت شبكات التواصل حجم الـ» أنا» عنده ووجد في سحر هذا التواصل ما يمكنه من قول ما يريد حول ما يريد، مدركا أنه من الصعب اليوم تكميم فمه، وهو يمتلك زمام هذه التكنولوجيا غير المراقبة، إن صحّ التعبير، وأن أي تطاول على غيره يبقيه محميا. وهذه المعطيات التي يتسلح بها أي «نكرة» وهو يوجه خطابه العبثي – الشبيه بالضجيج أكثر منه بالكلام المفهوم المنطقي – للمثقف أدخل هذا الأخير في غرفة معزولة، هي غرفة « اللاتأثير». إنه انتصار الغوغاء وكل محاولة اليوم للسيطرة على ما يحدث ستجعل الكثيرين يجرفهم السيل. إذ ليس من حقنا أن نكمم أفواه الناس، كمثقفين وأقلام تدافع عن الحريات وحقوق الإنسان كاملة، لكن وقوفنا أمام خطورة انتشار الكراهية عبر هذه اللغة الإلكترونية التي بإمكانها أن تخترق الحدود وتجند شبان من كل الجنسيات والديانات، وترمي بهم في تنظيمات إرهابية فإن الأمر في غاية الخطورة. إنه ليس «حلما لاسترجاع ما كان لنا» ولا «تصفية حسابات مع الاستعمار القديم» إنه في الحقيقة غياب كامل لمعرفة الحقيقة، وانتحار بطيء لشعوب لا تملك شيئا وتقف في مواجهة ترسانة من الأسلحة العسكرية والعلمية والاقتصادية.
نحن مجانين إن اعتقدنا أن إرهاب الدول التي تعيش في النعيم الذي حُرمنا منه بجرائم متفرّقة قد يعيد لنا توازننا، وكل تفسير يصبُّ في خانة «تدمير الآخر نصرة لنا» تفسير يزيد من تركيز حقنة الكراهية التي أصبح المدمنون عليها يبيعونها بثمن بخس، لتوسيع دائرة انتشارها، ويبدو أن «الأرباح المادية» التي تتحقق بسبب الدمار وسحق شعوبنا من تلقاء نفسها يخدم جهات لا تخرج أبدا للنور.
هل الظرف مناسب للتعبير عن مشاعرنا التملكية التي تفيض بالكراهية؟ أليست هذه الكراهية تبريرا جيدا على أنّ كل عمل إرهابي هو إسلامي بالضرورة؟ ما لم يخطر على بال أحد في تفجيرات مدريد 2004 مثلا، التي أودت بمئتي شخص تقريبا؟
تغيٌّرُ الخطاب الذي أصبح في متناول شبكة التواصل الاجتماعي وأغلب التحليلات المبنية عليها مع معطيات هذه المرحلة أخذ منحى فاصلا بين الجريمة والإرهاب، واضعا القانون على هامش ما يحدث، ومطلقا العنان لمزيد من الأحقاد المسببة بشكل رئيسي لكل أنواع الجريمة، هذا إن استثنينا الأمراض النفسية وردات الفعل السريعة المؤدية لجرائم معيّنة.
الخلاصة أن هذا الخطاب انبعث من وقائع تاريخية مغلوطة، فالغزو له مفهوم واحد سواء نحن من قمنا به أو غيرنا، وعلى هذا الأساس فالأندلس ليست لنا، وما وصلنا من تاريخها الناصع أخفى الكثير من الصراعات والاغتيالات والجرائم، لهذا قبل أن ننصاع عاطفيا خلف « المعلومة الوهمية» التي خدّرتنا طيلة قرون علينا تصحيحها حتى لا نظلم أجيالا جديدة تذهب في الطريق نفسه. أما من يحرك الخطاب ويدلق الزيت على النار؟ فهي نفسها الأطماع البشرية القديمة، لا جديد في تاريخ الإنسان، فأخطاؤه هي نفسها وغرائزه إن لم تُهَذّب فإنها ستكرر التاريخ بحذافيره وما سيختلف هو الوسيلة لا غير.
على هذا الأساس إن أعدنا قراءة قصيدة نزار قباني التي تغزّل فيها بفتاة إسبانية ورأى فيها أجفان بلقيس وجيد سعاد، وحين عانقها شـــــعر بأنه يعانق طارق بن زياد، علينا أن نفـــرّق بين الشعر والواقعة التاريخية المحزنة، فبلقيس قتلت بتفجير في بيروت بأيدٍ عربية، وطارق بن زياد كوفئ على انتصاراته بعزله فمات معدما في شوارع دمشق، أمّا سعاد فتعيش في شجارات دائمة مع رجلها، لا هدنة ولا سلام من العصر الجاهلي إلى يومنا هذا.طبعا هذا الرّجل نفسه هو الذي يحلم باسترجاع الأندلس وأمجاد الماضي ويكتب كلاما بذيئا على تويتر وفيسبوك بعد أن اقتنى «كومبيوترا» وأصبح بإمكانه أن يتواصل مع العالم بكبسة زر.

٭ شاعرة وإعلامية من البحرين

الأندلس ليست لنا

بروين حبيب

تحت مسمى السوق الحرة الفوضى والعشوائية تسم حركة الأسواق المصرية والحكومة عاجزة عن ضبط الأسعار

Posted: 27 Aug 2017 02:32 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: خبر سياسي مهم تناولته الصحف المصرية الصادرة يومي السبت والأحد 26 و27 أغسطس/آب، وهو وقف أمريكا صرف مبلغ خمسة وتسعين مليون دولار من المعونة المدنية، وتاجيل صرف مبلغ مائة وخمسة وتسعين مليونا أخرى بتوصية من وزارة الخارجية، لان مصر لا تلتزم بمعايير حقوق الإنسان، كما تحددها امريكا بسبب قانون الجمعيات الأهلية، واتصال الرئيس الأمريكي ترامب بسرعة بالرئيس السيسي، ليؤكد له أن العلاقات بين البلدين متينة واستراتيجية وستظل كذلك، وتفهم الرئيس للقرار رغم الانتقاد الذي وجهته وزارة الخارجية المصرية له.
ومن اهتموا بالقرار عدد من الكتاب والناشطين في مجال حقوق الإنسان، بينما واصلت الأغلبية اهتماماتها التي تشغلها باستمرار، وهي مشكلة الأسعار المتزايدة، وأسعار ملابس تلاميذ المدارس، وأخبار الحج وأسعار الأضاحي وارتفاع أسعار اللحوم في عيد الأضحى المبارك، بينما تؤكد الحكومة انها ستغرق الأسواق بها وتبيعها بأسعار أقل من السوق. والاهتمام كذلك بمشاكل بعض مدن المحافظات التي تعاني من قصور في الصرف الصحي ونقص الإمكانيات في مستشفياتها، واعلان الحكومة أنها تواصل العمل للانتهاء من خطتها لبناء خمسة مطارات في عدد من المحافظات، وتحقيق مصلحة الطيران المدني أرباحا بلغت مليار جنيه. وكان هناك اهتمام إلى حد ما بواقعة تعرض لواء سابق في الجيش وزوجته وأحفاده للاعتداء من بلطجية رجل أعمال اسمه إبراهيم سليمان، وتكسير فيلته بعد أن أحضر عشرات منهم وإصدار النيابة أمرا بضبطه وحبس ثلاثة تم القبض عليهم قبل أن يفر الآخرون عندما حضرت الشرطة. وإصدار وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار أوامر مشددة بالقبض على رجل الأعمال والبلطجية جميعا وتوزيع صورهم على الدوريات والأكمنة. وانفردت «الأهرام» أمس الأحد في صفحتيها الأولى والثامنة بنشر معلومات عن موافقة الحكومة على خصخصة مرفق السكة الحديد وتأجيره أو بيعه للمستثمرين الأجانب بالاتفاق مع صندوق النقد الدولي، بعد أن كانت قد نفت تصريحات لوزير النقل بعد حادثة تصادم القطارين في الإسكندرية بأن الحل هو الخصخصة، كما نفي الوزير والآن تعود لتؤكد الخبر. ومن أخبار الصحف الأخرى، ابنة نجيب محفوظ تنفي انضمامها إلى «داعش» وتتهم كاتبا كبيرا بترويج الإشاعة عنها، وتؤكد أن قلادة النيل التي أهداها مبارك لوالدها «فالصو» وليست من الذهب. وعضو مجلس نواب قبطي يطالب السيسي بالتدخل لمنع القيادات الأمنية من الانحياز للمتطرفين ضد الأقباط، وأم الواعظات في الإسكندرية تحذر من خطر السلفيين بعد أن تركت عملها مهندسة وتفرغت للدعوة. واعتراض على محاولات تصفية العمالة في التلفزيون الحكومي. وأسباب ارتفاع نسبة الطلاق إلى 40٪ وكيف تحول من عار إلى موضة. وإلى ما عندنا من أخبار متنوعة..

مصر وأمريكا

وعن العلاقة مع أمريكا كتب ياسر رزق رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم مقاله في الصفحة السابعة من «الأخبار» وكان بعنوان « هل تخلى ترامب عن وعوده للسيسي؟» قال فيه: «بموجب قرار سابق للكونغرس في عهد أوباما يلزم الإدارة الأمريكية تجميد نسبة 15٪ من المساعدات العسكرية لمصر، أي مبلغ 195 مليون دولار، إلا إذا أثبت وزير الخارجية الأمريكي أن مصر تحرز تقدما في ملفي حقوق الإنسان والديمقراطية، أو إذا طلب صرف المبلغ كاستثناء لاعتبارات تتعلق بالأمن القومي، قبيل حلول نهاية شهر سبتمبر/أيلول.
وبالفعل طلب وزير الخارجية ريكس تيلرسون الاستثناء، لكنه علق صرف المبلغ لحين تحقيق تقدم في ملفي الجمعيات الأهلية وحقوق الإنسان! قرار الكونغرس بشطب مبلغ 95.7 مليون دولار كان متوقعا لدى الحكومة المصرية.
وقرار تيلرسون بتعليق صرف مبلغ 195 مليون دولار من المساعدات العسكرية المخصصة عن العام الماضي لم يكن مفاجئا للحكومة المصرية، فقد أبلغه تيلرسون إلى وزير الخارجية سامح شكري قبل إعلانه بيوم واحد، لكنه مع ذلك بدا غير مواكب لمسار العلاقات، لذا كان بيان الخارجية المصرية قويا في وصفه للقرار بأنه «سوء تقدير لطبيعة العلاقات الاستراتيجية بين البلدين». غير أن هناك حقائق ينبغي النظر إليها عند تقييم القرار وأصدائه وتأثيراته على العلاقات المصرية الأمريكية، فالرئيس ترامب ليس وحده صانع القرار، فهناك الكونغرس الذي يضغط بعض أقطابه من الجمهوريين لخفض وتيرة تقدم العلاقات مع مصر، بدعوى وجود مواطنين أمريكيين محبوسين على ذمة قضايا تظاهر، ينبغي الإفراج عنهم. وتقييد حرية الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني. ومن أبرز هؤلاء الأقطاب السيناتور جون ماكين المرشح الرئاسي الأسبق والسيناتور ليندسي جراهام رئيس اللجنة الفرعية للاعتمادات في مجلس الشيوخ، والنائب ماركو روبيو المرشح السابق في انتخابات الرئاسة التمهيدية. أما داخل الإدارة الأمريكية فما زال المسؤولون عن ملف مصر في الخارجية الأمريكية وفي مجلس الأمن القومي هم أنفسهم الذين كانوا موجودين في عهد أوباما، ومن ثم لا تخفي بصماتهم على قرار تيلرسون! بينما داخل البيت الأبيض لم يبلغ الفريق المعاون للرئيس ترامب مرحلة الاستقرار والتناغم في ظل تغييرات متتالية جرت على الفريق، وأعمال تصيد وملاحقة إعلامية لأعضائه بغرض إفشال ساكن البيت الأبيض غير المرغوب فيه إعلاميا».

بناء القدرة الذاتية

أما في «المصريون» فكان مقال طه خليفة عن الفرص الضائعة في بناء القدرة الذاتية ومما جاء فيه: « قضية المساعدات الأمريكية لمصر تفتح الباب على مناطق نقاش عدة لا تقتصر على المساعدات في كونها مسألة مالية ومادية عسكرية واقتصادية فقط، إنما في كونها بابا للسياسة المتغيرة، وطبيعة العلاقات التي يصعب ضبطها على وتيرة واحدة بين أمريكا الدولة العظمى، ومصر الدولة الكبرى في إقليمها، والمشكلة في هذه العلاقة المختلة أن كثيرا من الأوراق المصرية متروكة في أيدي الأمريكان. طالما أن مصر لا تحرر نفسها من تلك العلاقة غير المتكافئة ولا المتوازنة ولا الندية، فإنها ستظل تتعرض للتعامل القاسي من إدارة إلى أخرى، أو التعامل حسب المصالح الأمريكية المرغوب تحقيقها.
لا يسعد أحد أن تعتبر الأنظمة المختلفة في مصر أن أمريكا قبلة العالم السياسية لها، إذا انفتح بابها انفتحت الأبواب الأخرى بالتبعية، بدأ السادات علاقة التماهي مع الأمريكان، ووطدها مبارك، وكانوا يحرجونه كثيرا، وضغوطهم زادت عليه في عهد بوش الابن، حتى انقطع عن الذهاب للبيت الأبيض لمدة أربع سنوات، ورغم ثورة يناير/كانون الثاني التحررية من الاستبداد والتبعية للخارج فإن المجلس العسكري وبعده مرسي كانا حريصين على تمتين العلاقات مع الأمريكي، وبعد الثالث من يوليو/تموز وإزاحة الإخوان عن الحكم زادت الرغبة في تقوية العلاقات والتقرب أكثر من واشنطن، لاعتبارات منها أن يثّبت النظام الجديد شرعيته الدولية، ويكتسب الرضا العالمي والمدخل لذلك هو أمريكا، ورغم ضجيج الحديث الإعلامي والنخبوي عن أن أمريكا تناوئ النظام الجديد العداء، فإنه كان لا يفوت فرصة إلا ويؤكد على خصوصية واستراتيجية العلاقة وبناء الشراكة، ولما يمم وجهه شطر روسيا والصين لإحداث التوازن في علاقاته الدولية بين الشرق والغرب فإن ذلك لم يدم طويلا حيث عاد سريعا إلى واشنطن يخطب ودها، وعليه توترت علاقاته مع الروس.
كما لا يسعد أحد أيضا أن تدخل مصر في عداء مع الأمريكان، فلا طاقة لها بذلك، والأزمات المزمنة سياسية واقتصادية تجعل القاهرة في حاجة دائمة للانفتاح على العالم كله، وتلك الحاجة أكثر إلحاحا اليوم مع سلطة أطلقت شعارات ضخمة لكن المنتج على الأرض لايزال دون المأمول، وقد اُضطرت لاتخاذ قرارات اقتصادية تعصف بفئات عديدة من شعب يئن أصلا من الفقر، ولم تخفف بالسياسة وطأة الاقتصاد، ولم تنجح في الاقتصاد لتعوض غياب السياسة، الطريق في اتجاهيه السياسي والاقتصادي يمتلئ بالمطبات، وحتى معادلة مبارك صارت مطلبا، هامش من الحرية يخفف من تململ مصاعب الحياة، وتلك المعادلة في وقتها كانت مجال هجوم كبير على نظامه، لكنها تبدو اليوم أملا، فالحرية والعيش معا في أزمة».

ابنة نجيب محفوظ

وبمناسبة اقتراب ذكرى وفاة الأديب نجيب محفوظ في الثلاثين من أغسطس/آب عام 2006 نشرت مجلة «روز اليوسف» حديثا مع ابنته أم كلثوم، أبرز ما فيه الاسئلة والإجابات التالية: «ـ ما حكاية اسم أم كلثوم رغم أنك معروفة بـهدى؟ * اسمي الرسمي أم كلثوم، حيث أرادت والدتي تسميتي نور الهدى، فقال والدي طالما سيكون الاسم لمغنية فلتكن أم كلثوم، لأنه كان يعشق اثنتين ويعتبرهما تجلبان له السعادة وهما سعاد حسني وأم كلثوم، لكن بعد ذلك صار اسمي الذي أحبه والمتداول حتى في أسرتي وبين أصدقائي هو هدى. ـ لماذا اتهمك البعض بأنك متشددة بل وقالوا «داعشية»؟ ضحكت بمرارة ثم أجابت هذا صحيح فقد ظللنا لفترة طويلة نرفض الظهور في الإعلام، لأننا كنا نعتبر أن النجم الحقيقي هو نجيب محفوظ وليس نحن، كما ربط البعض بين ارتدائي للحجاب والتشدد وهذا أمر غريب لأنه حرية شخصية يجب أن يحترمها الجميع ما دامت لا تسيء لأحد، وهل يفترض ألا ألتزم دينيا لأني ابنة نجيب محفوظ، رغم أن أبانا نفسه كان متدينا، لكن في الحقيقة إن كاتبا كبيرا هو من يقف وراء كل هذه الشائعات، بل صل به الأمر أن أشاع أنني أكفر والدي وأنني ضد رواية «اولاد حارتنا» وإنني إخوانية. ـ لماذا يفعل كل هذا ومن هو هذا الكاتب الكبير؟ *لا أريد أن أذكر اسمه لأنه يتربص بي، وقد يرفع قضية ضدي، وتستطيع أن تسأل أي شخص في الوسط الثقافي سيدلك عليه، فهو يغتال والدي بعد وفاته بتشويه سمعة أسرته والنيل مني ومن أمي وأختي، رحمها الله. والحكاية كلها أنني وبدون قصد دمرت له بيزنس التجارة بأديب نوبل، الذي كان يمارسه هو ومجموعة ممن حوله، حيث كان يريد احتكار الكلام عن نجيب محفوظ ويدعي أنه العالم ببواطن الأمور وكل أسراره وهذا غير صحيح بالمرة، بل إنه كان يقول كلاما كثيرا مغلوطا وللأسف الصدفة وحدها هي التي جعلته من المحيطين حول والدي في آخر أيامه، لكن من كانوا يقولون كلاما دقيقا وصحيحا ولا يتاجرون بنجيب محفوظ هما جمال الغيطاني ويوسف القعيد، وعندما خرجت وقلت ذلك ضربت لأخينا السبوبة فحرض شخصا يرفع قضية ضدي يتهمني بأنني «داعشية».

ليس دفاعا عن مبارك

ولم يقف الأمر عند هذا الحد وإنما أثارت هدى مشكلة أخرى عندما قالت في برنامج تلفزيوني مع مقدمة البرامج مني الشاذلي إن قلادة النيل التي منحها الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك لوالدها لم تكن ذهبا، بل «فالصو» وهو ما أثار غضب وسخرية أستاذ الطب والكاتب الدكتور خالد منتصر فرد عليها في بابه اليومي «خارج النص» يوم السبت في «الوطن» بمقال عنوانه «ليس دفاعا عن مبارك ولكن عن نجيب محفوظ» قال فيه: «تلقف الجميع تصريح ابنة نجيب محفوظ للإعلامية منى الشاذلي بأن قلادة النيل التي منحها مبارك لوالدها كانت مزيفة ومطلية بقشرة، وهذا ليس خبرا عاديا يمر مرور الكرام وأتحداها أن تثبت أمام المصريين صدق كلامها. عمليا ليس تحديا للحفاظ على صورة مبارك فأنا أتهمه اتهاما صريحا بأنه ارتكب جريمة ترك الفكر السلفي يرعى في الشارع المصري ويصحّر عقول المصريين، ولن أغفرها له ولن يسامحه المصريون عليها. وأنا لا أدافع عنه على الإطلاق ولكنني أدافع عن نجيب محفوظ الذي هو أخلد من ألف مبارك. أنا وأنت وكل المصريين من منحنا نجيب محفوظ قلادة النيل وليس مبارك، ومن حقنا جميعا أن نتأكد أننا لم نُخدع. ابنة نجيب محفوظ تروج لصورة ذهنية عن أبيها هي صورة تنفع لتاجر «مانيفاتورة» أو سمسار عقارات، وليس لروائي عالمي مبدع يقرأ له العالم كله بانبهار. تحليلي الشخصي أن ابنة نجيب محفوظ تكره علمانية والدها وهذا شيء مؤسف، فنجيب محفوظ هو ابن الحقبة الليبرالية العلمانية، وهذا سر خلوده وتألقه ووهجه. وشطب تلك الصفة عن شخصيته وإلباسه ثوب الدرويش والإصرار على بناء زاوية تحمل اسمه بدلا من متحف، هي محاولات اعتذار غير مسؤولة عما تعتبره البنت خطيئة أبيها مثل كتابته لرواية «أولاد حارتنا» مثلا. هذه المحاولات لم يفعلها الصحافي الإخواني محمد عبدالقدوس مع أبيه الذي ظل فخورا بتراثه الروائي، ورغم خلافي الفكرى مع محمد عبدالقدوس فإننى أحترم وأقدر له موقفه هذا. القضية ليست قضية قلادة نيل ولا حتى قضية نجيب محفوظ. القضية صارت قضية عقل مصري حتى المثقف منه، عقل يصدق ما يتمناه وما ينحاز له حتى لو كان يخاصم المنطق. ما دمت كارها لمبارك فمستعد أن أصدق أي حكاية مختلقة وهمية لا يصدقها طفل حتى ولو شوهت تلك الحكاية قامة فكرية وإبداعية في حياتنا، مثل قامة نجيب محفوظ، وإظهارها على أنها منسحقة تخشى البوح بسر خطير مثل هذا السر واختزاله في صورة رجل سمسار قلادات، وليس رجلا يبحث عن المجد الأدبي».

الشعب آخر من يعلم

ومن الاتهام بأن القلادة التي منحها مبارك لنجيب «فالصو» إلى علاقة نجيب محفوظ مع خالد الذكر وهو ما ذكرتنا به مشكورة سناء البيسي في «الأهرام» في صفحتها الأسبوعية، إذ خصصت جزءا منها عن محفوظ وعبد الناصر وقالت: «لم يدخل نجيب محفوظ معتقلات عبدالناصر ولا السادات رغم الانتقادات الصريحة التي كان يوجهها عبر رواياته وقصصه لسلبيات موجودة في المجتمع في عهديهما، محاولا تعريتها ولفت الأنظار إليها، ولكن السلطة كانت واثقة من حسن نواياه في كتاباته، وكان ناصر نفسه مدركا لهذه الحقيقة، بدليل تدخله لصالح محفوظ بعد نشر روايته «ثرثرة فوق النيل» ولم يترك الأمر لانفعال المشير عبدالحكيم عامر. ويتذكر محفوظ المرة الوحيدة التي التقى فيها بعبدالناصر وكلّمه وجها لوجه، عندما زار ناصر مبنى «الأهرام» الجديد، ورافقه هيكل إلى حجرة أدباء الأهرام، وعندما جاء دوره في المصافحة قال له ناصر مبتسما: «يا نجيب بقى لنا زمان ماقريناش لك حاجة» ورد عليه هيكل: «ستنشر له الأهرام قصة غدا ولكنها من النوع اللي يودي في داهية» وعقّب عبدالناصر على الجملة الأخيرة موجها حديثه إلى هيكل: «يوديك انت». ومن هنا ظل لدى نجيب محفوظ شعور بالاطمئنان والثقة، وأنه لن يتعرض لأي نوع من الغدر طالما هناك عبدالناصر. وكان في جملة آرائه عنه يرى له أخطاء لا تُغتفر ومنها إخفاؤه المعلومات عن الشعب لدرجة أنه لم يعرف شيئا عن مرضه إلا بعد وفاته، ليفاجأ بأنه كان مصابا بمرض خطير في القلب وأنه كان ممنوعا من العمل لفترة غير قصيرة، وأن مصر تحكمها لجنة وأن الروس يعلمون بحقيقة مرضه حين كانوا يعالجونه، بينما شعبه كان آخر من يعلم. ويعتقد محفوظ أيضا أن الأمريكان كانوا يعرفون بمرض عبدالناصر ويعدون العُدة لما بعده، ونزلت وفاة ناصر على نجيب كالصاعقة ليُودعه بمرثية أدبية بليغة على هيئة حوار جاء في بعضها: – حياك الله يا أكرم زاهد. -
حياكم الله وهداكم.
– إنى أحني رأسي حبا وإجلالا.
- تحية متقبلة ولكن لا تنس قولي: «إرفع رأسك يا أخي».
– سيكون أحب الطرق إلى نفسي الطريق إلى مسجدك.
– طريق الحق هو الطريق إلى العلم والاشتراكية.
– نستودعك الله يا أكرم من ذهب.
- كلنا ماضون ومصر هي الباقية».
متحف نجيب محفوظ

أما ماجد حبتة فكان مقاله في «الدستور» عن نجيب محفوظ والمتحف الذي سيفتتح قريبا ويضم مقتنيات الكاتب الراحل: «ليست تلك هي المرة الأولى التي يُثار فيها جدل حول «قلادة النيل»، التي حصل عليها نجيب محفوظ، لكنها المرة الأولى التي ينال فيها الموضوع كل هذا الاهتمام، ويحدث فيها كل هذا اللّغط حول أرفع درجة تكريم مصرية، يجوز إهداؤها لـ«رؤساء الدول ولأولياء العهود ولنواب الرؤساء، كما يجوز منحها لمن يقدمون خدمات جليلة للوطن أو للإنسانية»، كما تقول المادة الرابعة من القانون رقم 528 لسنه 1953، المعدل بالقانون رقم 12 لسنة 1972، بشأن الأوسمة والأنواط المدنية. وفي ما يخص المتحف قال حبتة، نشير إلى أن حلمي النمنم وزير الثقافة استقبل ابنتي صاحب نوبل في سبتمبر/أيلول الماضي، ولم تكن فاطمة «أو فاتن» قد فارقت الحياة وقتها، وقال لهما وقتها إنه في انتظار موافقة الآثار على تحويل تكية محمد بك أبوالذهب في الجمالية لتكون متحفا ومركزا لنجيب محفوظ. وقبل أيام أعلن خالد العناني وزير الآثار أن الوزارة «قدمت كل الموافقات والتسهيلات لإقامة المتحف» وقام ظهر الخميس 10 أغسطس/آب يرافقه وزير الثقافة وأم كلثوم أو هدى بزيارة التكية، ومن هناك أعلن وزير الثقافة أن افتتاح المتحف سيكون في ديسمبر/كانون الأول المقبل في ذكرى ميلاد صاحب نوبل، أو قبل ذلك بقليل. غير أن أم كلثوم أبدت سعادتها بعد زيارتها «التكية» بما تحقق في تجهيز المتحف. فما أسعدني جدا هو أن تنقل «بوابة الأهرام» على لسانها أنها ستقوم بتسليم بعض المقتنيات الخاصة بوالدها لوزارة الثقافة لعرضها في المتحف، ومن ضمنها؛ كتاباته وأوراقه بخط يده و«الباسبورت» الخاص به، إذ كان قد أشيع بين ما أشيع أن «باسبورت» أو جواز سفر صاحب نوبل معروض للبيع بـ150 ألف جنيه في بورصة هواة اقتناء جوازات السفر! وأخيرا قد تكون الإشارة مهمة وقد لا تكون إلا أن نجيب محفوظ، رحمه الله، ظل يخفى خبر زواجه عمن حوله ولم يعرف أحد شيئا عن زواجه إلا بعد عشر سنوات عندما تشاجرت أم كلثوم أو هدى مع زميلة لها في المدرسة فعرف الشاعر صلاح جاهين بالأمر من والد الطالبة وبالتالي عرف كل خلق الله خبر الزواج».

مشاكل وانتقادات

وإلى زيادة كبيرة في نسبة العنوسة، وليت الأمر وقف عند هذا الحد وإنما زادت نسبة النذالة وقلت الشهامة أو كما قال عنها وهو حزين مدبولي عتمان في «الجمهورية» في بابه «دائرة الوعي»: «عندما نتحدث عن « الفريضة الغائبة « يتجة تفكير الغالبية إلى الجهاد، وينسون أن هناك فرائض كثيرة غائبة، وغيابها قد يكون أشد خطرا على حاضر الوطن ومستقبله من غياب الجهاد، بل أن حضورها ضروري كمقدمة تسبق الجهاد، سواء كان للدفاع عن الوطن أو مجاهدة النفس وشهواتها. وأرى أن تواجدها داخل نفوس المواطنين وظهورها في تعاملاتهم مع بعض البعض سيؤدي إلى قوة المجتمع ونهضته وتقدمه وعزة مواطنيه، ما يجبر الأعداء على مهابته وعدم التفكير في الاعتداء عليه والفرائض الغائبة عن مجتمعنا كثيرة، في مقدمتها الصدق والأمانة والشهامة والكرم والإخلاص والبر والإحسان، والتفاهم والمشاورة والتضحية، والمودة والتواضع والوفاء، وغيرها من الفضائل. وللأمانة نقول إنها ليست غائبة كليا ولكنها تتواجد لدى القلة، وأتوقف في مقال اليوم عند الوفاء وأرى أنه أكثر الفرائض غيابا، بل في كثير من الأحيان تنقلب إلى العكس. وجاء في معجم المعاني الجامع أن الوفاء هو إخلاص واعتراف بالجميل أمانة ثبات ومحافظة على العهد وضد الغدر والنكران. جاء في المعجم الوسيط عن الوفاء: وفي الشيء يفي وفاء ووفيا: تم يقال : فلان نذره وفاء: أداه وعمل به وأوفي بالوعد والعهد».

تفاوت في الأسعار

وليت الأمر وقف عند قلة الشهامة وزيادة النذالة وإنما امتد ليطال الجشع والسرقة في الأقوات أو كما قال في «الأهرام» رأفت أمين في عموده «الناس والاقتصاد»: «المتابع لحركة الأسواق خلال الفترة الاخيرة يجد حالة من الفوضى والعشوائية لا مثيل لها، فكل واحد يفعل ما يحلو له تحت زعم السوق الحرة صحيح نطالب بالسوق الحرة، ولكن المنضبطة غير المنفلتة، والتي نعيشها حاليا. فأسعار السلعة الواحدة تختلف من منطقة لأخرى بأضعاف سعرها. فمن خلال متابعتى للاسواق عن قرب وجدت هذا التفاوت الكبير في الأسعار، خاصة بالنسبة للخضر والفاكهة، وهو ما لم يكن يحدث من قبل في هذه الصورة، فعلى سبيل المثال كيلو الليمون يباع بسعر يتراوح بين 3 و4 جنيهات في سوق، وفي آخر يتراوح بين 8 و9 جنيهات وبالجودة نفسها. وتتساءل عن الأسباب فلا تجد إجابة منطقية، فتكاليف النقل واحدة وأجور العمالة تقريبا متساوية، والجميع يبيعون بضاعتهم على الرصيف، فلماذا هذا التفاوت؟ في ظل السوق الحرة الدولة عليها دور مهم كمراقب والتدخل لضبط الأسعار من خلال طرح السلع بأسعارها الحقيقية من خلال منافذها المنتشرة في جميع أنحاء البلاد، ولكن هذا لا يحدث إلا في اللحوم والدواجن وبعض السلع الأخرى مثل الزيت والسكر والأرز. أما السلع الأكثر استهلاكا واليومية مثل الخضر والفاكهة فلا تتدخل فيها، بدون إبداء الأسباب، مع تحفظنا هنا على مستوى الخدمة التي تقدم في المجمعات، التي تزداد سوءا يوما بعد آخر، لذلك فهي أداة غير مؤهله للمنافسة».
معارك وردود

وإلى المعارك والردود ومحمد السيد صالح رئيس تحرير «المصري اليوم» في بابه الأسبوعي «حكايات السبت» الذي انتقد فيه ما حدث لصاحب الجريدة ورجل الأعمال صلاح دياب عندما قامت مباحث التموين بمهاجمة محلات حلويات لابوار التي يملكها دياب، وقالت إنها ضبطت منتجات منتهية الصلاحية ومستوردة ومهربة. وقال بدون إشارة للواقعة بالتحديد تحت عنوان «مناخ الاستثمار»: «من يخطط للاستثمار في مصر؟ من لديه الفكر السياسي الشامل ليقدم صورة إيجابية لمستقبل مصر ومشاريعها الجديدة في الساحل الشمالي الغربي ومنخفض القطارة وفي مشروع قناة السويس أو المثلث الذهبى أو العاصمة الإدارية؟ هل قانون الاستثمار يكفي ومن خلفه جهد الوزيرة الذكية والأنيقة والدؤوبة سحر نصر، وخبرات مهاب مميش ونجاحه في حفر القناة الجديدة، وعلاقاته الممتدة مع الوكلاء هنا وهناك، وقبلهما نشاط رئيس الوزراء وخبرته وثقة الهيئات الدولية، خاصة صندوق النقد في قدراته هل تكفي جهودهم؟ كلهم يعملون بإخلاص لإنجاح مناخ الاستثمار، لكنني أزعم أن هناك شخصيات أو «جهات» تكره كل هؤلاء، تكره الحكومة بمن فيها، بل تكره الرئيس نفسه. شخص أو «جهة» كلما خبت أزمة أو «فتنة» هنا أو هناك تسعى لخلق ثورة قلق جديدة تنشغل بها وتشغلنا بها أيضا في الأسبوع نفسه الذي تصدر فيه اللائحة التنفيذية لقانون الاستثمار يتم تشويه مستثمرين ورجال شرفاء! من يصدق دعايتنا عن المناخ الجاذب للمشروعات ولرجال الأعمال؟ ما فائدة الزيارات الخارجية لمسؤولينا؟ سحر نصر ومهاب مميش في شرق آسيا الرئيس يستعد لزيارة الصين وفيتنام، لدينا قائمة طويلة بمشروعات ناجحة، ولكن كل ذلك قد يتعرض للشوشرة باختلاق قصص وهمية حول مزاعم بمخالفات وقضايا فساد لهم. أتمنى مزيدا من الاستقرار لمصر وأن تفكر بعض الجهات التي تصدر بيانات ركيكة أو غير دقيقة أن هناك أصولا لابد من مراعاتها حتى لا تحدث آثار سلبية أكثر من فائدتها. أنصح باللجوء لخبراء سياسيين أو إعلاميين. كما أوجه سؤالا واحدا ومحددا إلى أي من المستشارين الاقتصاديين الرسميين: هل يتأثر مناخ الاستثمار بالدعاية السلبية المستمرة لرجال الأعمال الوطنيين؟ كما أوجه سؤالا آخر إلى القائمين على الأمر: هل تهمكم حقا تقديم صورة صادقة وإيجابية عن مصر؟ أم أن المناكفة السياسية والرغبة في الانتصار وبالضربة القاضية تشغلكم عن ذلك؟».

مشاكل الأقباط

وإلى أشقائنا الأقباط حيث فاجأنا يـــوم الســـبت عماد جاد في عموده «درة الشرق» في الصفحــــة العاشرة من «الوطــــن» وهو يوجه خطابا مفتوحا إلى الرئيس وهو عنوان المقـــال، عبر فيه عن تقديره كمواطن مصري قبطي له، إلا أنه شكا له أن الأجهزة الأمنية تعمل للإساءة له وذلك بتحالفها مع المتطرفين ضد الأقباط وقال: «سيادة الرئيس اتخذت خطوات شجاعة وغير مسبوقة على طريق بناء دولة المواطنة.
والأقباط يتمنون ذلك لكن يا سيادة الرئيس ما زال الظلم قائما من قبل عناصر أمنية وتنفيذية لا تزال تعمل وفق عقلية التمييز، تستخدم المتطرفين فزاعة لمنع بناء الكنائس وحرمان الأقباط من الصلاة إلى خالقهم خالق الكل، الأمر الذي أصاب قطاعا منهم بالإحباط وهناك من يستغل ذلك داخل أجهزة الدولة الأمنية ومؤسساتها التنفيذية كي يؤثر سلبا على حب وتقدير الأقباط لك وعلى الإنجازات التي تحققها سيادتك على الأرض في كافة المجالات.
سيادة الرئيس أكتب لكم هذا الخطاب المفتوح بعد أن عجزت عن توصيله بطرق مباشرة وغير مباشرة. أرجوك تدخل لإنهاء معاناة الأقباط كمواطنين مصريين لهم كل الحقوق وعليهم كل الواجبات، يعشقون مصر وترابها الوطني ويرون فيك زعامة تاريخية وشجاعة منقطعة النظير في إرساء أسس دولة المواطنة والمساواة».

معاناة أسر قبطية

وفي حقيقة الأمر فإن عماد لم يشر إلى وقائع محددة، بينما الاسبوع الماضي احتفل الأقباط في الشوارع وفي حماية المسلمين ومشاركتهم بنهاية صوم العذراء في المنيا. بينما نشرت «الدستور» يوم السبت في صفحتها الأولى تحقيقا لولاء جمال جاء فيه: «ردت الدكتورة غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي على ما نشرته «الدستور» (أمس الأول الخميس) عن معاناة 70 أسرة قبطية منتقلة من مدينة العريش في محافظة شمال سيناء إلى القاهرة من أزمة مالية ومطالبتها بتدخل رئيس الوزراء ووزيرة التضامن، عن طريق تقديم الدعم المادي لها بمواجهة غلاء الأسعار. وقالت الوزيرة إن نحو سبعين أسرة تقدمت ببياناتها للوزارة طالبة الدعم منها 5 أسر لم يرد ما يفيد بإقامتها في شمال سيناء، وأسرتان ثبت بالفحص إقامتهما في القليوبية وواحدة في سوهاج.
وأفادت مديرية شمال سيناء بعدم وجودهما في أثناء الاحداث في المحافظة مشيرة إلى أنه تم منح مصروف جيب وبدل ملبس لـ60 أسرة باجمالي 74 ألف جنيه. وأشارت والي إلى أن 13 أسرة نازحة تقدمت بعقود ايجارية في القاهرة وجرى صرف 300 جنيه شهريا لكل أسرة مساهمة في القيمة الإيجارية».

تحت مسمى السوق الحرة الفوضى والعشوائية تسم حركة الأسواق المصرية والحكومة عاجزة عن ضبط الأسعار

حسنين كروم

رسائل «شوق وحنين سياسي» بالقطعة بين عمان ودمشق وعبر «قنوات بائسة»

Posted: 27 Aug 2017 02:32 PM PDT

عمان – «القدس العربي»: بؤس القناة اليتيمة التي تستخدمها عمّان الآن علنًا في التواصل الاستدراكي مع دمشق قد يعكس الرغبة وبأي شكل في إعادة إنتاج الموقف والحسابات مع النظام السوري الجار أكثر مما يعكس نوايا طيبة على الأقل من جهة دمشق التي اختارت بوضوح قنوات محددة من بين نشطاء أردنيين موالين لها ولنظامها لاستقبالهم بدفء أولًا وتوجيه رسائل عبرهم ثانيًا.
مثل هذه المهمة لا تبدو سياسية أو أمنية بامتياز ولا تعكس روحًا طيبة واستدراكية في العلاقات المأزومة بين الطرفين ليس فقط لأن عمّان تبدو بحاجة أية قناة اتصال من أي نوع بالنظام السوري. ولكن أيضا لأن دمشق تتقصد عدم التعامل بجدية مع نوايا الانفتاح الأردني الظاهرة على السطح. في هذا السياق على الأقل ثمة مشاهد ومقتطفات ينبغي تأملها والوقوف عندها.
على نحو مفاجئ يجتمع نشطاء ونقابيون أردنيون من الأنصار العلنيين للنظام السوري والمتحدثين دومًا عن مؤامرة كبيرة عند نقطة بعنوان تنظيم زيارة وفد نقابي شعبي إلى دمشق لتهنئة الرئيس بشار الأسد ونظامه على الحسم العسكري أو ما يسمى بالانتصار. هنا تحديدًا ثمة تفاصيل فأعضاء الوفد يتبادلون في الأثناء وهم بانتظار مقابلة الرئيس بشار لهم مع قيادات سورية إشارات ورسائل بعنوان الحنين المشترك لعلاقات جوار جديدة قائمة بطبيعة الحال على المستجدات الأساسية.
بوضوح شديد توفر دمشق للوفد الأردني سلسلة كبيرة من التسهيلات وبوضوح أشد لا تمنع سلطات عمّان زيارة الوفد ولا تناكفها بل تتقبل إلى حد نسبي تلك الرسائل الصادرة من الطرف الآخر التي بدأت تجد مكانًا لها في أعمدة الصحافة الأردنية.
يترأس الوفد بطبيعة الحال محام أردني اشتهر بتأييده العلني للرئيس بشار الأسد. وهو المحامي سميح خريس وبين أعضاء الوفد ثلة من المثقفين والنشطاء من معسكر دعاة المؤامرة الكبرى على سوريا باعتبارها «قلب العروبة النابض» وباعتبار الرئيس الشاب بشار الأسد اليوم «زعيمًا للأمة» وليس لسوريا فحسب ما نقل عن خريس نفسه وفي اتصال مع صحيفة عمون الإلكترونية.
في الأحوال كلها يعزف الطرفان بإيقاع متدرج لحن الحنين المشترك، فيلتقي الوفد أحمد حسّون مفتي النظام السوري المثير للجدل، فيوصل الأخير رسالة يستذكر فيها بعض إيجابيات العلاقة في الماضي مع أمير هاشمي.
كما ينقل المحامي خريس رسالة أخرى من قيادي يتحدث عن عدم وجود عقوبات أو محاسبات لأي لاجئ سوري يعود من الأردن. قبل ذلك يمارس المخرج التلفزيوني السوري الشهير نجدت أنزور بصفته نائباً لرئيس مجلس الشعب السوري وصلة حنين درامية تتعلق ببدايته الإبداعية في الأردن الشقيق.
يواصل خريس ورفاقه حتى بعد ظهر الأحد انتظار وترقب مقابلة الرئيس بشار، ويعجبه في الأثناء دور ناقل الرسائل الإيجابية على أمل تطوير منظومة الامتثال، بناء على ما وصفه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بالمتغيرات والمستجدات في الملف السوري. في الأثناء أيضاً ثمة رسائل على شكل توقيتات، وبالقطعة مرة ترحب بعودة النشاط السياحي إلى دمشق، ومرة ثانية تتوقع إعادة افتتاح معبر نصيب الحدودي مع الأردن قبل نهاية شهر أيلول كما تصدر بالتوازي سلسلة من إشارات ذلك الحنين الذي يغطي في الواقع على مساحات جذرية وعميقة من الارتياب المشترك الذي وصل إلى مستوى الخصومة في بعض الأحيان.
باختصار شديد؛ بدا أن الرئيس بشار الأسد يتعامل مع الأردنيين باعتباره منتصراً، وعلى أساس حسم المعركة لمصلتحه وبناء على التخلص من نظريته القديمة بعنوان درعا مشكلة أردنية. وتظهر الحكومة الأردنية بالمقابل مجاملة غير مسبوقة منذ عام 2011 على الأقل، برغم عدم وجود قناة اتصال مباشرة بين الجانبين وبرغم بؤس القناة التي تستخدم حاليًا.
يتحدث هنا وزير الاتصال الناطق الرسمي الأردني الدكتور محمد المومني ملمحاً إلى استعداد بلاده لاستئناف علاقات طبيعية مع الجار السوري دون التمكن بصفة رسمية وقطعية من تحديد توقيت رسمي لإعادة افتتاح معبر نصيب الحدودي وهو أمر لم يعد ثنائيا بكل الأحوال بل دخل في سياق الترتيبات الإقليمية والدولية.
حكومة الأردن بدأت عملياً منسوب مشروع التقارب مع نظام دمشق عبر استذكار أو تذكير السوريين بإيجابيات الموقف الأردني حيث لم تشارك عمّان بأي عمل عسكري ضد النظام أو داخل عمق الأراضي السورية. وحيث استوعب الأردن عددا هائلا من اللاجئين وسهر على تأمين الحدود بين البلدين طوال غياب النظام السوري، كما سهر على ترتيبات مع موسكو ضمنت عودة جيش النظام إلى حدود الأردن في بادية الشمال مع سورية ومنعت إدخال السلاح والمقاتلين وأوقفت غرفة التنسيق الأمنية العسكرية لمصلحة المعارضـة.
عمّان تستطيع التذكير أيضا بأن تنظيمات العشائر السورية المسلحة المدعومة منها انسحبت من دون قتال في مناطق البادية المقابلة وأن نظرتها الاستراتيجية للملف السوري تغيرت من حيث الشكل والمعطيات. الإشكال الأردني هنا يتمثل بعدم وجود أداة حقيقية فعالة لقياس منسوب مصداقية النظام السوري في تصديق رواية أن الأردن لم يشارك في المؤامرة.
ظروف عمّان السياسية والإقليمية الآن قد لا تسمح لها بترف له علاقة بالبحث عن أداة قياس مقنعة ليس فقط لأن الأمريكيين تركوا المنطقة وأخلوها أصلا، وبالتالي تركوا الأردن وحيدا في الجبهة السورية . ولكن أيضاً لأن قائد الجيش الأردني الجنرال محمود فريحات رسم مبكرا قبل سبعة أشهر حدودا مختلفة للعبة السياسية عندما أعلن بأن أية رصاصة أردنية ستنطلق ضد عصابات الإرهاب الداعشية فقط داخل سوريا أو على الحدود، ولن تطلق أية رصـاصة في الاتجـاه المضـاد للجـيش السوري، وهي قواعد عـمل بمصـداقية مرتـفعة التزمـها الأردن طـوال الأزمـة.
المستجدات بهذا المعنى تتفاعل وتتعاظم على الجبهة الأردنية السورية وثمة مشكلة واحدة فقط في ميكانيزم تبادل الحنين السياسي وهي تلك المتعلقة بالقنوات البائسة التي تستخدم.

رسائل «شوق وحنين سياسي» بالقطعة بين عمان ودمشق وعبر «قنوات بائسة»
أنصار النظام السوري يعرضون خدماتهم والمفتي حسّون والمخرج أنزور على الخط
بسام بدارين

خطيب المسجد الأموي: من فاته الوقوف على جبل «عرفات» فليقف على جبل «قاسيون»

Posted: 27 Aug 2017 02:31 PM PDT

دمشق – «القدس العربي»: قال إمام وخطيب مسجد بني أمية الكبير في قلب العاصمة السورية – دمشق «مأمون رحمة» خلال خطبة يوم الجمعة أمام المصلين ان «من فاته أن يحج إلى بيت الله الحرام وان يقف على جبل عرفات هذا العام وفي الأعوام السابقة، بسبب منع النظام السعودي الغاشم، فليقف على جبل «قاسيون» جبل الانتصارات» وفق تعبيره.
وأضاف «رحمة» خلال خطبته في المسجد الأموي، «أن النظام السعودي الوهابي الغاشم منع الشرفاء من الوقوف على جبل الرحمة في عرفات». وزاد، «ومن فاته الطواف والسعي بين الصفا والمروى، فليسعَ على بيوت الشهداء والجرحى لنطوف بينهم، فإن الله جل جلاله يوجد في كل مكان، وفي كل زمان».
كما قال إمام وخطيب المسجد الأموي بدمشق: «إذا أردت أن تجد الله، فسوف تجده عند بيوت الشهداء، تجده عند أصحاب البيوت المنكسرة، هناك نحج وهناك نطوف» بالإشارة إلى قتلى قوات النظام السوري ولجانه الشعبية.
وفي بادرة جديدة أخرى من قبل خطيب المسجد الأموي، «رحمة» استشهاده بأقوال «هتلر» في خطبة المسجد، ثم أقوال «بشار الأسد» بعيداً عن آيات القرآن وأحاديث الرسول محمد عليه الصلاة والسلام. وقال «رحمة»، «إن التقدم والحضارة، هما نتيجة جهود العبقرية، لا نتيجة ثرثرة الأكثرية!»، في مقولة منسوبة لهتلر، كما ذكر إمام وخطيب المسجد اسم «بشار الأسد» مرات عدة ، واصفاً إياه بـ «العبد المؤمن».
وكان قد خصص «مأمون رحمة» خطيب الجامع الأموي بدمشق معظم وقت خطبة الجمعة قبل الأخيرة، للترويج لمعرض دمشق الدولي، متماشياً مع آلة النظام الإعلامية. كما يكرر «رحمة» تسمية الرئيس الروسي «بوتين» خلال خطب الجمعة في المسجد بـ «القائد العملاق الفذ»، ويعتبر رحمة من أبرز أئمة الدين الموالين للنظام السوري، ويحتل المرتبة الثانية، بعد المفتي «أحمد حسون».
والشيخ رحمة من مواليد بلدة كفربطنا، في غوطة دمشق الشرقية، وكان قد تتلمذ وتخرج على يد الشيخ الراحل محمد سعيد البوطي في معهد الفتح بالعاصمة السورية- دمشق.
ويعتبر جامع بني أمية الكبير، والمعروف اختصارًا بالجامع الأموي، من أبرز المعالم الإسلامية في سوريا والعالم الإسلامي، والمسجد أمر ببنائه «الوليد بن عبد الملك»، ويُعد رابع أشهر المساجد الإسلامية بعد حرمي مكة والمدينة، والمسجد الأقصى في فلسطين.

خطيب المسجد الأموي: من فاته الوقوف على جبل «عرفات» فليقف على جبل «قاسيون»

أزمة أردوغان ميركل تتصاعد.. هل يؤثر الناخبون الأتراك في نتيجة الانتخابات الألمانية؟

Posted: 27 Aug 2017 02:31 PM PDT

إسطنبول ـ «القدس العربي»: مع اقتراب الانتخابات العامة المقررة في ألمانيا الشهر المقبل، تتصاعد أزمة كبيرة وغير مسبوقة بين برلين وأنقرة، وذلك عقب اتهام المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالتدخل في الشؤون الداخلية الألمانية ومحاولة التأثير على نتيجة الانتخابات لا سيما عقب دعوة أردوغان للناخبين من أصل تركي لعدم التصويت إلى تحالف ميركل الانتخابي.
التوتر في العلاقات التركية ـ الألمانية قائم ومنذ فترة طويلة، لكنه تصاعد عقب محاولة الانقلاب في تركيا واتهام أنقرة لبرلين بالتعاطف مع «الانقلابيين»، وزاد الغضب التركي مع منح ألمانيا اللجوء السياسي لعشرات الجنرالات المتهمين بالمشاركة في محاولة الانقلاب، والكشف مؤخراً عن احتمال تواجد «عادل أكسوز» الرجل الثاني في تنظيم غولن في ألمانيا، واتهامات أخرى للمخابرات الألمانية بتهريب «أكسوز» من تركيا إلى ألمانيا عبر قاعدة الناتو في مدينة قونيا التركية.
كما تتهم تركيا ألمانيا بإيواء آلاف من أنصار تنظيم بي كا كا الإرهابي على أراضيها، وعلى الرغم من تقديم تركيا قرابة 4500 طلب من أجل تسليم مطلوبين متهمين بأعمال إرهابية والانتماء إلى بي كا كا، إلا أن ألمانيا لم تسلم إلا 3 منهم طوال السنوات الماضية، حسب إحصائية لوزارة العدل التركية، الأمر الذي دفع وسائل الإعلام التركية إلى شن حملة غير مسبوقة ضد ألمانيا تحت عنوان «ألمانيا حاضنة الإرهابيين».
وكان الاستفتاء الذي جرى في تركيا أبريل/نيسان الماضي حول التعديل الدستوري وتحويل نظام الحكم في البلاد من برلماني إلى رئاسي سبباً آخراً لإضافة مزيد من التصعيد على الأزمة بين البلدين، وذلك بعدما منحت السلطات الألمانية المسؤولين الأتراك من تنظيم حملات لدعم التصويت بـ«نعم» في الاستفتاء للجالية التركية في ألمانيا، واتهام أردوغان لبرلين بالعمل على دعم المعارضة والتدخل في شأن داخلي تركي في محاولة لإفشال التصويت بـ»نعم» بالاستفتاء الذي حمسه أردوغان بفارق طفيف.
وفي خطوة رأى فيها المراقبون محاولة من أردوغان للانتقام من الحكومة الألمانية، بدأ الرئيس التركي منذ أيام في مطالبة الجالية التركية في ألمانيا بعدم التصويت للأحزاب «المعادية لتركيا»، ولاحقاً دعا صراحةً لـ»معاقبة» تحالف ميركل الانتخابي وعدم التصويت له في الانتخابات المقررة في الرابع والعشرين من الشهر المقبل.
تصريحات أردوغان التي أثارت غضب برلين واعتبرتها ميركل «تدخلاً سافراً» في الشأن الداخلي الألماني فتحت الباب أمام تصريحات حادة وغير مسبوقة بين مسؤولي البلدين كان أشدها ما قاله وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل بأن «تركيا لن تصبح عضواً في الاتحاد الأوروبي ما دام يحكمها أردوغان»، وهو ما رد عليه نائب رئيس الوزراء التركي بكير بوزداغ بالقول: «السياسيون الألمان لا يمتلكون أدوات لشرح ما سيقومون به لشعبهم؛ لذلك يلجأون إلى الإساءة لتركيا وشعبها ورئيسها وحكومتها، معتقدين أنهم سيبنون مستقبل ألمانيا على هذه الإساءة».
وبينما رد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم على تصريحات الوزير الألماني بالقول «إنه يهذي، فليهتم بعمله، وشؤون بلاده، لا يمكن لأحد أن يهدد تركيا، ولا يحق لأحد التدخل في شؤونها الداخلية»، وشدد وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو على أنه «يتعين على ألمانيا أن تكون حذرة أكثر في مسألة كيفية مواصلة علاقاتها مع بلد مثل تركيا».
وفي ظل تصاعد هذه الأزمة، تكشف الأرقام عن أن تأثير الناخبين من أصول تركية في الانتخابات العامة في ألمانيا يبقى ضعيفاً إلى حد كبير، وذلك على الرغم من أنهم يشكلون أكبر تكتل ناخبين من أصول غير ألمانية، أن الأمر لا يتعدى محاولة من قبل أردوغان لإزعاج السياسيين الألمان رداً على ما اعتبره «تدخلهم في الاستفتاء الماضي في تركيا».
فعدد الألمان الذين يحق لهم الانتخاب حسب آخر إحصائية رسمية وصل إلى قرابة 61.5 مليون ناخب ألماني، عدد من هم من أصول تركية لا يتجاوز الـ 720 ألف ناخب من أصل قرابة 3.5 مليون تركي يعيشون في ألمانيا، وذلك حسب تقديرات غير رسمية.
وعلى الرغم من أن الناخبين من أصول تركية يعتبرون أكثر فعالية كونهم يشاركون بقوة في التصويت على عكس الناخبين من أصول ألمانيا الذين يتوجهون بنسب أقل إلى صناديق الاقتراع، إلا أن تأثيرهم يبقى محدوداً جداً في الانتخابات الرئاسية والعامة، ويظهر تأثيرهم بشكل أكبر بكثير في العديد من المحافظات بالانتخابات المحلية كونهم يتركزون في عدد من المناطق تمكنهم من تشكيل أغلبية فيها.
وحسب استطلاع أجراه معهد «أمنيد» لقياس الرأي (خاص)، لصالح صحيفة «بيلد» الألمانية، ونشر امس، فإن الاتحاد المسيحي (يمين وسط) تراجع نقطة واحدة لأول مرة منذ شهرين، مسجلا 38٪ من نوايا التصويت، قبل شهر من الانتخابات التشريعية. ومنذ أواخر يونيو/حزيران الماضي، لم يتراجع الاتحاد المسيحي عن 39٪ من نوايا التصويت، إلا في استطلاع الأحد.
وتنتظر ألمانيا في 24 الشهر المقبل انتخابات تشريعية تمني ميركل (صعدت للسلطة في 2005) النفس بأن تبقيها لولاية رابعة على رأس الحكومة، فيما يريد «الاشتراكيون الديمقراطيون»، بزعامة مارتن شولتز، إنهاء سيطرة الاتحاد المسيحي على الحكومة. وتقود ميركل حاليا ائتلافا حكوميا مكونا من الاتحاد المسيحي والاشتراكيين الديمقراطيين.

أزمة أردوغان ميركل تتصاعد.. هل يؤثر الناخبون الأتراك في نتيجة الانتخابات الألمانية؟

إسماعيل جمال

زعيم حزب السلطة الأول يوقع الجزائريين في مقلب شبيه بـ «الكاميرا الخفية»

Posted: 27 Aug 2017 02:31 PM PDT

الجزائر ــ «القدس العربي»: أوقع جمال ولد عباس أمين عام جبهة التحرير الوطني، حزب السلطة الأول في الجزائر، الكثير من الجزائريين في مقلب شبيه بمقالب الكاميرا الخفية، لكنه لم يكن مضحكا ولا طريفا، بل اعتبره الكثير من المراقبين دليلا آخر على الرداءة التي ترزح تحتها النخبة السياسية، كما تذكروا مقولة عبد الحميد مهري الأمين العام الأسبق للحزب وواحد من أكثر الشخصيات الثورية نزاهة، لما قال:» نحن في زمن الرداءة، وللرداءة أهلها».
كل شيء بدأ الجمعة مساء، إذ شرعت وسائل الإعلام الجزائرية ومواقع التواصل الاجتماعي تتناقل تصريحا لجمال ولد عباس أمين عام حزب جبهة التحرير الوطني يقول فيه ترقبوا غدا مفاجأة كبيرة، الأمر الذي جعل تلك الليلة حبلى بالتخمينات والتوقعات، فهناك من اعتقد أن الرئيس سيعلن انتخابات رئاسية مبكرة، وهناك من توقع أن شقيقه سعيد بوتفليقة سيعلن نيته في الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، وفريق آخر اعتبر أن المفاجأة هي عودة رئيس الوزراء السابق عبد المالك سلال مديرا لديوان الرئاسة، وفريق رابع توقع تعيين عبد العزيز بلخادم المغضوب عليه من الرئاسة، الذي صدر فيه حقه أغرب قرار في التاريخ، بتجريده من حقه في ممارسة السياسة، من دون حكم قضائي، ومن دون تقديم أي أسباب أو شروحات، بل كادت البرقية التي صدرت عن وكالة الأنباء الرسمية تقول إن بلخادم ممنوع من حضور حفلات الزواج والختان!
استفاق الجزائريون يوم السبت وهم يضربون أخماسا في أسداس، متوقعين أن تصدر قرارات قد تغير حياتهم، أو على الأقل تغير المشهد السياسي الذي يكاد يتفق الكثير من المراقبين على أنه بائس، ولكن في الأخير لم تكن المفاجأة سوى أن الرئيس بوتفليقة استدعى الهيئة الناخبة ليوم 23 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل لانتخاب ممثليهم في المجالس البلدية والولائية، ويخرج ولد عباس بملء فاه ليقول للجزائريين إن هذه هي المفاجأة التي وعدهم بها، مع أن الأمر لا يعدو أن يكون إجراء شكليا لا أكثر ولا أقل، والانتخابات المحلية في حد ذاتها ليست بالحدث الذي يستقطب الاهتمام، كما أنه ولا مرة كان تحديد موعد أي انتخابات حدثا ومفاجأة تعلن قبل ذلك بيوم أو يومين! الأمر الذي أكد مرة أخرى أن مستوى الممارسة السياسية في الجزائر، بشهادة الكثير من السياسيين والمراقبين تراجع إلى مستويات دنيا، وأن قادة الأحزاب تائهون لا يعرفون في أي واد يهيمون.

زعيم حزب السلطة الأول يوقع الجزائريين في مقلب شبيه بـ «الكاميرا الخفية»

التشيك تُلقي بخبرتها في مجال انتاج البيرة داخل سوريا… و«اللبنانية» في خطر

Posted: 27 Aug 2017 02:30 PM PDT

طرطوس ـ «القدس العربي»: داخل معمل البيرة الجديد الذي أُنشئ مؤخراً في مدينة صافيتا الساحلية السورية لا تبدو الحرب أنها مرّت هناك، فالآلات وصلت من جمهورية التشيك الأوروبية وهي من طراز العام 2016، آلات رقمية بالمطلق بلغت تكلفة شرائها وشحنها وتركيبها ما يقارب الـ 7 مليون دولار (ثلاثة مليارات ونصف مليار ليرة سورية).
التشيكيون مهتمون بمساعدة مجموعة من المغتربين المقيمين في التشيك لبناء واحد من أكبر مصانع البيرة، وهم يقدمون خلاصة تاريخهم في إنتاج البيرة للسوريين. ولم تأخذ التشيك موقفاً متطرفاً تجاه الحرب السورية إسوة بمعظم دول الاتحاد الأوروبي وحافظت على علاقات دبلوماسية واضحة مع دمشق طيلة السنوات الماضية وكانت أيضاً همزة الوصل بين دمشق والاتحاد الأوروبي في ملفات كثيرة. أكثر من خمسة عشر خبيراً تشيكياً أشرفوا على إنشاء المعمل وتركيب الآلات وإقلاع عملية الانتاج ويقومون بتدريب العمال والفنيين السوريين على إنتاج البيرة في صافيتا التابعة لمحافظة طرطوس.
واعتمد طارق أحمد ونبيل عباس اللذان أنشآ المعمل على نكهة «بلزن» التشيكية للبيرة، وعلى شركة EBIA التشيكية المتخصصة بإنشاء معامل البيرة، ومن التشيك أيضاً يستورد أصحاب المعمل مواد الانتاج الأساسية وهي ملت الشعير، وعسبة الدينار، وخميرة البيرة، والقوارير واللصاقات. وحسب أصحاب المعمل فإن أسعار البيرة المنتَجة في صافيتا التي تبعد عن العاصمة دمشق أكثر من 200 ستكون أقل من الأصناف المستورة من الخارج.
ويستورد السوريون «بيرتهم» طيلة فترة الحرب الماضية وحتى الآن من إنتاج لبناني بالدرجة الأولى إضافة لأصناف أوروبية، لكن البيرة اللبنانية ستكون في خطر خلال الأشهر المقبلة لاسيما وأن مؤسسي معمل البيرة في صافيتا يضعون خططاً مستقبيلة لإنتاج خمسة عشر مليون ليتر من البيرة سنوياً.
وكان لدى السوريين معملان لإنتاج البيرة سابقاً، يكفيان حاجة عشاق البيرة داخل البلاد، الأول في المنطقة الصناعية قرب حندرات شمال شرق حلب، والثاني في بلدة قدسيا في ريف دمشق، وكلاهما توقفا عن الانتاج بسبب الحرب ومازالا إلى الآن.

التشيك تُلقي بخبرتها في مجال انتاج البيرة داخل سوريا… و«اللبنانية» في خطر

كامل صقر

صحيفة تركية تكشف تفاصيل اعتقال 5 متهمين بالمشاركة في اختراق وكالة الأنباء القطرية

Posted: 27 Aug 2017 02:30 PM PDT

إسطنبول ـ «القدس العربي»: كشفت صحيفة تركية تفاصيل جديدة عن ظروف وطريقة اعتقال 5 متهمين بالمشاركة في اختراق وكالة الأنباء القطرية وهي الحادثة التي اندلعت بموجبها الأزمة بين قطر وعدد من الدول الخليجية، التي اتهمتها الدوحة بتدبير اختراق الوكالة لاتخاذه كمبرر للحملة المتواصلة ضدها.
وأوضحت صحيفة «يني شفق» المقربة من الحكومة التركية أن اعتقال المشتبه بهم الـ5 جرى بتنسيق كامل بين وزارة الداخلية والمدعي العام القطري مع السلطات التركية التي قامت بعملية أمنية معقدة من أجل الوصول إلى المشتبه بهم واعتقالهم قبل أيام.
وقبل يومين، نقلت وسائل إعلام قطرية عن النائب العام القطري علي المري تأكيده اعتقال السلطات التركية خمسة من قراصنة الكمبيوتر لعلاقتهم باختراق موقع وكالة الأنباء القطرية في أبريل/ نيسان الماضي، وأضاف: «أُلقي القبض على خمسة أشخاص ويجري التحقيق معهم. الإدعاء القطري يعمل مع السلطات التركية لمتابعة القضية».
وحسب ما نقلت الصحيفة عن مصادر خاصة بها فإن الجهات الرسمية القطرية طلبت بشكل رسمي من تركيا تعقب عنواني أي بي «IP» جرى استخدامها في عملية القرصنة، التي استهدفت وكالة الأنباء القطرية وثبت أنهما يتبعان لعناوين داخل تركيا.
وبناء على الطلب القطري، فتحت وزارة العدل التركية تحقيقاً حول الأمر وتولى هذه المهمة المدعي العام في العاصمة أنقرة ومع بداية التحقيق تم التأكد من أن أحد العناوين مرتبط بشخص في مدينة إسطنبول، والآخر في مدينة تشاناكلي التركية.
وتقول الصحيفة: «في السابع عشر من الشهر الماضي بدأت الجهات الأمنية التركية بتنفيذ عملية أمنية ضد العنوانين، وبعد الوصول إلى العنوان الأول في إسطنبول وفحص المستندات الإلكترونية في العنوان لم يتم التوصل إلى نتائج مهمة»، مضيفةً: «في وقت متزامن كانت فرق أمنية أخرى وصلت إلى العنوان الآخر في مدينة تشاناكلي حيث تبين أن الشخص المطلوب قد انتقل إلى مدينة أخرى هي (دينيزلي) التركية».
وتتابع الصحيفة: «جرى تنفيذ عملية ضد المشتبه به صاحب العنوان وهو أحد قراصنة الإنترنت المعروفين، حيث تم اعتقاله ويدعي (M.V)، وتمت مصادرة كميات كبيرة من الوثائق والأجهزة الإلكترونية ومنها 14 جهاز كمبيوتر وأجهزة كمبيوتر محمولة وأخرى لوحية وعدد من الهواتف المحمولة وأجهزة إلكترونية أخرى كثيرة».
وعقب قيام الجهات الأمنية المختصة بإجراء مسح وتحقيق في كافة الوثائق والأجهزة الإلكترونية التي جرى التحفظ عليها من منزل المشتبه به الأول، جرى التوصل إلى خيوط وأدلة مكنت من اعتقال 4 أشخاص آخرين على صلة مباشرة بالعمل معه، حيث يجري التحقيق حالياً حول نوعية المهمة التي قام بها المشتبه بهم الـ5 الذين يعملون في الاختراق والقرصنة عبر الانترنت في اختراق وكالة الأنباء القطرية، وصلاتهم واتصالاتهم بالخارج لا سيما دول الحصار المفروض على قطر.
ولفتت الصحيفة أن الجهات الرسمية التركية تواصل التحقيق وهي على اتصال دائم مع الجهات القطرية لا سيما النائب العام القطري علي المري.

صحيفة تركية تكشف تفاصيل اعتقال 5 متهمين بالمشاركة في اختراق وكالة الأنباء القطرية

هل دفعت تهديدات إسرائيل الحريري للعمل لمنع بناء مصانع أسلحة في لبنان؟

Posted: 27 Aug 2017 02:29 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: تساءلت جهات إسرائيلية أمس «هل وقفت تهديدات إسرائيل وراء قيام رئيس حكومة لبنان سعد الحريري بالعمل لمنع إيران من بناء مصانع صواريخ لها في الجنوب اللبناني؟».
وقالت صحيفة «يديعوت احرونوت» إن الحريري يعمل لمنع اقامة مصانع الصواريخ التي تخطط إيران وحزب الله لإنشائها على أراضي دولته. وتعلل ذلك بالقول إن الحريري ورفاقه يفهمون ان إقامة مثل هذه المصانع من شأنه إشعال الحرب، وان من سيدفع الثمن هم سكان لبنان. مشيرة الى أنه على خلفية موقف الحريري، يمكن الافتراض أن إيران وحزب الله ترتبكان اليوم في مسألة ما إذا سيتم نقل المشروع الى الأراضي السورية.
ومن المتوقع ان يكون المعيار الرئيسي الحاسم هو مستوى وحجم السيطرة الإيرانية في سورية. وتستذكر الصحيفة الإسرائيلية أن تصريح وزير الأمن افيغدور ليبرمان، يوم الخميس الماضي، أن «اسرائيل لن تسلم بإقامة مصانع السلاح على الأراضي اللبنانية» سمع جيدا في بيروت. وتابعت «في الماضي اكتفى القادة في اسرائيل بالقول إن «اسرائيل ستعرف ما تفعله في هذا الموضوع»، لكن التصريح الحالي يعني تغيير السياسة. وكشفت «يديعوت احرونوت» قبل نحو شهرين، عن مأزق مهاجمة مصانع الصواريخ في لبنان، الذي طرح أمام المجلس الوزاري المصغر، بل حظي بتصديق من رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية هرتسي هليفي، خلال مؤتمر عقد في هرتسليا. ومنذ ذلك الوقت تواجه اسرائيل معضلة: هل تهاجم وتوجه ضربة تستبق تفعيل المصانع، وما ثمن ذلك وهل سيؤدي لإشعال حرب؟.
وبعد مراكمة حزب الله لحجم كبير من الصواريخ، يتجاوز 100 ألف، يعمل الآن على تركيز جهوده لإقامة ما تسميه اسرائيل «مشروع الإصابة الدقيقة» : تطوير الصواريخ طويلة المدى الى حد يجعلها تضرب نقاطا حساسة في اسرائيل بدقة عالية. ويفتقد حزب الله حاليا لمثل هذه الصواريخ، وعندما حاول تهريبها عبر سورية، نجحت اسرائيل بمهاجمتها بدقة قبل اجتيازها للحدود. ومن هنا فهمت إيران وحزب الله انه لا مفر من نقل الانتاج الى الأراضي اللبنانية.
يشار الى ان إقامة المصانع على الأراضي اللبنانية يمنح نوعا من «شهادة التأمين» التي كانت قائمة حتى اليوم، على الأقل: فقد امتنع الجيش عن مهاجمة أسلحة على الأراضي اللبنانية في إطار الشروط غير الرسمية التي تم تحديدها بين حزب الله واسرائيل في السنوات الأخيرة. ويتزامن ذلك مع تهديدات علنية أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضد إيران خلال زيارته الأخيرة لموسكو حيث قال إن إسرائيل تتكلم وتنفذ ما تقول ولن تسمح بـ «لبننة سوريا» وجعلها قاعدة عسكرية إيرانية محاذية للجولان السوري المحتل والواقع تحت السيطرة الإسرائيلية. ولهذا الغرض كان وفد إسرائيلي أمني رفيع قد عاد من واشنطن في محاولة للتأثير على تفاهمات واشنطن وموسكو حول مستقبل سوريا والسعي للحيلولة دون تعميق هيمنة طهران في سوريا، لكن مراقبين محليين يستبعدون نجاحها بذلك.

هل دفعت تهديدات إسرائيل الحريري للعمل لمنع بناء مصانع أسلحة في لبنان؟

إسرائيل بين «دارين تاتور» وقناة «الجزيرة»

Posted: 27 Aug 2017 02:29 PM PDT

عندي كلمات طيبة قليلة، هذا إذا كانت أصلا، لأقولها عن قصيدة «قاوموهم» التي بعثت بها الشاعرة دارين تاتور إلى السجن، استمرارًا للإقامة الجبرية، وحرمتها من قدرة الوصول إلى العالم الواسع ونزعت منها هاتفها المحمول. في واقع الأمر ليس لدي كلمات طيبة على الاطلاق عن قصيدة التحريض. ضعفها في مباشرتها، في سطحيتها. رأيت تاتور بعد المحاكمة تحاول الإقناع بأنها لا تدعو إلى انتفاضة مسلحة. ليس مؤكدًا أن هذه نية الشاعرة. الحقيقة هي أنه حتى الفضيحة لم يسبق لي أن سمعت اسمها. فدارين تاتور ليست محمود درويش ولا تلمس طرف حذائه. في أقصى الأحوال هي مواطنة إسرائيلية مجندة للكفاح الفلسطيني مسلحة بكنز هزيل من الكلمات. ليس لديها الثراء اللغوي وكنز الصور التي تشهد على نضج الشاعر. ليس لها الدهاء والسلاسة الرومانسية لدرويش، وبالأساس ليس لديها الذكاء الإبداعي ـ السياسي، ذاك الذي أشعل حماسة الشارع الفلسطيني في قصائد درويش الوطنية المركبة، وأثار غضب الإسرائيليين لأنه لمسهم.
إن الجلبة التي أثارتها إسرائيل حول تاتور رفعت مستوى مكانتها دفعة واحدة. ففجأة توقع منظمة الكتاب الدوليين عريضة، يقف إلى جانبها عشرة حائزين على جائزة إسرائيل، وللتو سيجرى في مسرح يافا عرضا تضامنيا وستطلق فيه، إذا لم تردعهم وزارة الثقافة في اللحظة الأخيرة، تصريحات حماسية. على أفضل رأيي، فإن تاتور لا تستحق الجهد. إذا كانت لا تزال قيد الإقامة الجبرية، فحرروها. ففي دولة تتباهى بأنها الديمقراطية الوحيدة في حارتنا، هناك سبل أبسط لإنهاء القضية بهدوء. في ذروة «قضية الشاعرة» طرأ إلى خيالي وضع ليس معقولا على الإطلاق.
ماذا كان سيحصل لو أن مقر البث لقناة «الجزيرة» في قطر قرر ارسال إلياس كرام، المراسل النشط (اكثر مما ينبغي) في إسرائيل، للبحث عن تاتور التي تعربد المنشورات عنها في وسائل الإعلام العربية، وانتزاع مقابلة متلفزة منها. لا يوجد هنا أي موضوع شاذ. فإذا كانت تاتور عنصرا إخباريا فلما لا يمنح الصحافي كرام ـ الذي هو مواطن إسرائيلي ـ زمن شاشة للشاعرة المظلومة، التي هي أيضا تحمل بطاقة هُوية إسرائيلية؟
هذا لن يحصل. ففي الاستماع الذي جرى في المكتب الصحافي الحكومي، أخرجوا إلى كرام تصريحاته قبل سنة ونصف السنة، حين ادعى أن عمله كصحافي يعتبر مساهمته غير العنيفة للمقاومة. فليقل شكرا، يقولون في جاتب الاتهام، ففي مصر كانوا سيلقون به إلى السجن فورا، وفي الأردن لا يمكنه العمل على الاطلاق، في السعودية، في إمارات الخليج وفي المغرب لم يعد مراسلون لـ «الجزيرة». كيف تكون مواجهة الحظر؟ حين يثور موضوع إخباري، يستدعي خبراء إلى الاستديو في الدوحة ويتم الاتصال الهاتفي بمن يوافق على الحديث من الميدان.
ان الديمقراطية الإسرائيلية هي التي توجد الآن قيد الاختبار. فعندما يجري رئيس الوزراء نتنياهو مقابلة صحافية مع نفسه على الفيسبوك ويخلق لنفسه صحافيين مدجنين، وعندما تهدد وزيرة الثقافة بالحرمان من الميزانيات، وعندما يجتهد وزير الاتصالات الجديد ليتميز في نظر من عينه، من يضمن الا تكون تنضج حملة ملاحقة للصحافيين الانتقاديين، كأولئك الذين سيعتبرون «ليس منا»؟
دعوكم من كرام. ما الذي دعاكم لأن تتذكروا أن تستخرجوا ضده تصريحا قبل أكثر من سنة؟ ألا يروق لكم؟ فلا تتعاونوا معه ولا تتدافعوا نحو كاميرات «الجزيرة». قمتم بعملية استماع؟ يكفي. الرسالة وصلت. لا تتخذوا صورة الدول الأخرى في الشرق الأوسط، التي تجمع المواد ضد الصحافيين وتزج بالشعراء إلى السجون. ابحثوا عن سبل اكثر احتراما لمواجهة التعابير التي تثير لكم أعصابكم. فكروا كيف نبدو نحن جميعنا في نظر العالم، حين تسير شاعرة وهي مكبلة الأقدام. عند الحديث عن الإعلام، نحن أيضا لسنا ملائكة. إذا كان ملحا لكم أعطوه مع وقف التنفيذ، وتذكروا أن كرام لم يتجاوز القانون ومرسلوه لن يتنازلوا.

سمدار بيري
يديعوت 27/8/2017

إسرائيل بين «دارين تاتور» وقناة «الجزيرة»

صحف عبرية

شعارات مناوئة لملك اسبانيا في تظاهرة برشلونة ضد الإرهاب وانتقاد لعلاقات مدريد بالسعودية

Posted: 27 Aug 2017 02:28 PM PDT

مدريد- «القدس العربي»: شهدت برشلونة يوم الست الماضي تظاهرة ضخمة للتنديد بالاعتداء الإرهابي الذي تعرضت له المدينة منذ عشرة أيام وخلف 15 قتيلا، لكن التظاهرة طغى عليها الجدل السياسي بعد اعتراض عدد من الهيئات السياسية ومواطنين على حضور الملك فيلبي السادس وعلاقة إسبانيا ببعض الدول الخليجية ومنها السعودية.
وكان إقليم كتالونيا مسرحا لعمليتين إرهابيتين منذ عشرة أيام في كل من برشلونة وكامبريلس نفذته خلية من الإرهابيين فاجأت الأجهزة الأمنية والاستخباراتية بطريقة عملها. وجرى الاتفاق على تظاهرة يشارك فيها الجميع للتنديد بالإرهاب لتأكيد الوحدة في مواجهة الإرهاب، لكن الاختلافات السياسية بين الحكومة المركزية وبعض الهيئات السياسية المطالبة بالاستقلال طغت على المسيرة التي جرت السبت الماضي. وكانت التظاهرة ضخمة، لكنها لم تحظ بالإجماع، فقد عارض عدد من القوى ترؤس ملك إسبانيا فيلبي السادس المسيرة وفضلت قيام شخصيات تمثل الشرطة ورجال الإطفاء والمجتمع المدني رئاسة المسيرة.
ورفع عدد مهم من المشاركين يقدر بالآلاف شعارات ضد مشاركة الملك فيلبي السادس في المسيرة، حيث رددوا شعارات تطالب برحيله ولافتات تندد بالإرهاب وبالسياسة العسكرية المتبعة من طرف الغرب ومنها إسبانيا التي تسبب في المآسي. وقبل التظاهرة، وقع جدل قوي وسط القوى اليسارية الراديكالية الذين طالبوا ملك إسبانيا بقطع العلاقات مع دول الخليج وعلى رأسها العربية السعودية بتهمة فرضية تمويل الإرهاب عبر أنشطة دينية تنشر التطرف. وأوضح زعيم حزب بوديموس بابلو إيغلسياس، القوة السياسية الثالثة في إسبانيا أن مواجهة الإرهاب واتخاذ الإجراءات الاحترازية يتضمن أساسا إعادة النظر في العلاقات مع دول تمول الإرهاب ومنها العربية السعودية. وكتبت جريدة الموندو إن الشعارات ضد ملك إسبانيا كانت قوية وصادمة وتجاوزت الحدود، فهي لم تطالب فقط برحيله وعدم المشاركة بل ردد الكثيرون شعارات مثل «الملك العاهر». ولم ينج رئيس الحكومة ماريانو راخوي بدوره من الشعارات المناوئة.
وكان منتظرا أن يترتب عن هذه الاعتداءات الإرهابية تلاحما سياسيا في إسبانيا، لكن هذا التلاحم صمد بضعة أيام لتعود المواجهة بين الحكومة المركزية وكتالونيا الراغبة في الاستقلال. فقد وجهت حكومة الحكم الذاتي نقدا لاذعا الى مدريد تتهمها بحجب معلومات مهمة حول مكافحة الإرهاب عن شرطة الحكومة المعروفة باسم «موسوس دي سكوادرا»، واعتبرت هذا التصرف تلاعبا بأمن الشعب الكتالاني. في الوقت ذاته، تشير المعطيات إلى مساهمة هذا العمل الإرهابي في خلق الهوة بين إسبانيا وكتالونيا سياسية، وإصرار حكومة الحكم الذاتي في كتالونيا على تقرير المصير يوم الأول من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل مهما كلف الأمر.

شعارات مناوئة لملك اسبانيا في تظاهرة برشلونة ضد الإرهاب وانتقاد لعلاقات مدريد بالسعودية

حسين مجدوبي

«الإهمال الطبي»… وسيلة نظام السيسي لتصفية قيادات «الإخوان» في السجون

Posted: 27 Aug 2017 02:28 PM PDT

القاهرة ـ « القدس العربي»: يبدو أن «الإهمال الطبي» بات وسيلة يتبعها نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتصفية القيادات المعارضة المحتجزة في السجون، خصوصاً المنتمية لجماعة « الإخوان المسلمين».
فقد توفي عضو مكتب الارشاد في جماعة «الإخوان» في مصر، المهندس عبد العظيم الشرقاوي، داخل المستشفى العام في بني سويف، أول أمس السبت، بعد احتجازه 6 أيام داخل قسم العناية المركزة في المستشفى إثر تدهور حالته الصحية داخل سجن بني سويف.
وأصدرت جبهتا جماعة «الإخوان المسلمين»، القيادات» و»المكتب العام»، بيانين لنعي «الشرقاوي» هاجمتا فيه نظام السيسي.
وقالت جبهة قيادات الإخوان في بيان إنها «افتقدت علمًا من أعلامها وقائدًا مجاهدًا من قادتها؛ هو المهندس عبد العظيم الشرقاوي، عضو مكتب الإرشاد؛ الذي تم اغتياله بالإهمال الطبي داخل سجون الظلم والطغيان، سجون النظام المصري».
وأضافت: «لقد توفي الشرقاوي بعد رحلة قاسية من الإهمال الطبي ومنع العلاج والدواء، وعاش فترة طويلة في سجن انفرادي شديد الحراسة – كغيره من قادة الجماعة وشبابها – يقاسي الموت البطيء، ولم تتحرك للمجرمين أي مشاعر إنسانية بل ازدادت تبلدًا وقسوة حتى فاضت روحه الطاهرة إلى بارئها».
وحملت جبهة القيادات في جماعة الإخوان «النظام المصري الحالي بكل رموزه المسؤولية الجنائية عن وفاة الشرقاوي، التي تضاف إلى سجلهم الأسود في القتل البطيء بالإهمال الطبي للدكتور فريد إسماعيل والنائب محمد الفلاحجي والدكتور طارق الغندور، وأكثر من 900 حالة إهمال طبي موثقة من المنظمات الحقوقية توفي منها 150 مسجونا، والإخفاء القسري لخمسة آلاف وخمسمئة حالة تمت تصفية خمسمئة منهم بتوثيق المنظمات الحقوقية، إضافة إلى القتل الممنهج خارج نطاق القانون لقادة الإخوان وشبابهم كالشهيد محمد كمال عضو مكتب الإرشاد، والنائب ناصر الحافي والدكتور هشام خفاجي وإخوانهم من شهداء شقة أكتوبر وغيرهم من شباب الجماعة الأطهار».
وشددت على «دماء قادة وشباب الإخوان كانت وستظل وقودا يضيء طريق الحق ومشاعل الثورة وليعلم المجرمون أن الأرض لا تشرب الدماء».
وأكدت أن «تلك الجرائم بحق قادتها وأبنائها لن يثنيها عن المضي على طريق الدعوة إلى الله وطريق الثورة حتى إسقاط الانقلاب ومحاكمة رموزه واسترداد الشعب المصري لكافة حقوقه».
كذلك نعت جبهة «المكتب العام لجماعة الإخوان المسلمين «جبهة الشباب»، إلى الأمة «البرلماني عبد العظيم الشرقاوي، عضو مكتب الإرشاد، الذي استشهد في محبسه بالسجن، بعدما أمرضوه ومنعوا عنه العلاج والدواء».
وحملت الجبهة «السلطة الحالية مسؤولية موت الشرقاوي، معتبرة أنه بمثابة إعدام متعمد لبريء».
وأكدت أن «إنقاذ الأرواح يبدأ بإسقاط الانقلاب، وبإنفاذ القصاص العادل، وهما المخرج الآمن للوطن، بعدما شاع فيه المتقلبون القتل والدم، وتدعو الجماعة جميع المراكز والتجمعات الحقوقية داخليا وفي الخارج لدعم حقوق المعتقلين وسلامتهم».
وأطلق نشطاء على موقع التغريدات القصيرة «تويتر» وسما باسم «الشرقاوي شهيدا»، تصدر الموقع هجوما على النظام المصري وأجهزته الأمنية والإهمال الطبي في السجون.
وأكد حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة الإخوان في تغريدات له، أن «منع العلاج عن المعتقلين السياسيين جريمة قتل عمد مع سبق الإصرار»، وأشار إلى أن «أبسط أنواع الحقوق للمعتقلين تسلبها منهم إدارة السجون المصرية».
وكتب حساب باسم «ثائرة رابعاوية»: «دماء قادة وشباب الإخوان كانت وستظل وقودا يضيء طريق الحق ومشاعل الثورة، وليعلم المجرمون أن الأرض لا تشرب الدماء».
ومن أبرز قيادات الإخوان الذين توفوا داخل السجون المصرية منذ الإطاحة بحكم الرئيس الأسبق محمد مرسي في 3 يوليو/تموز 2013، طارق الغندور، القيادي في حزب «الحرية والعدالة» وأستاذ الطب بجامعة عين شمس. وقد توفي في نوفمبر2014/تشرين الثاني، بعدما تعرض في سجنه لنزيف حاد استمر 8 ساعات بلا مغيث، حسب ما أكد شقيقه أسعد الغندور في أحد اللقاءات الإعلامية.
وقال أسعد «إن «شقيقه ظل ينزف ثماني ساعات وهو مكبل اليدين، وبعد النزيف الحاد زاره الطبيب المناوب بعد طلوع النهار، رغم أن هذا الطبيب موجود ليلا وطوال فترة النزيف، لكن لم يمر عليه إلا بعد أن تأكد أنه توفي إكلينيكيا وانخفض الهيموغلوبين من 11 إلى 3.5، أي إنه توفي تماما بحسب التقارير التي حصلت عليها العائلة».
أما فريد إسماعيل الذي وافته المنية داخل مستشفى سجن العقرب في منطقة سجون طرة في 13 مايو/أيار 2015، فهو ثاني أشهر قيادات الإخوان الذين توفوا داخل السجون.
بعدها بأيام في 25 مايو 2015، توفي النائب الإخواني السابق محمد الفلاحجي في سجن جمصة العمومي، نتيجة ما وصفته الأوساط الإخوانية بـ»الإهمال الطبي في السجن».
وكانت حالة الفلاحجي الصحية تدهورت ليتم نقله للمستشفى مرتين في مارس/آذار وإبريل/نيسان من عام 2015، لكن أسرته أشارت إلى أنه لم يتلق العناية الصحية اللازمة وشككت في أن نقله لم يكن بغرض العلاج.

«الإهمال الطبي»… وسيلة نظام السيسي لتصفية قيادات «الإخوان» في السجون

 متحدث «فيلق الرحمن» يرد على التهديدات الروسية مهددا بعودة المعارك: اتفاق «تخفيض التوتر» يكلف موسكو تأمين رحيل «النصرة»

Posted: 27 Aug 2017 02:27 PM PDT

دمشق – «القدس العربي»: رد المتحدث الرسمي باسم فيلق الرحمن احد تشكيلات المعارضة المسلحة في ريف دمشق المحاصر، على تهديد وزارة الدفاع الروسية بزيادة وتيرة العنف واقتراب الحلول الدموية في الغوطة الشرقية بسبب بقاء النصرة حتى الآن في ريف. وأكد وائل علوان أن «اتفاق تخفيف التصعيد يكلف الجانب الروسي بضمان تأمين الطريق لجبهة النصرة للخروج باتجاه إدلب في الشمال» مهدداً بعودة المعارك في حال استمر القصف، وذلك في تصريح خاص لـ»القدس العربي».
وقال ان أمر خروج جبهة النصرة من الغوطة الشرقية باتجاه ادلب والمناطق المحررة هو أمر تتشارك مسؤوليته جميع المؤسسات المدنية والعسكرية العاملة في المنطقة، مضيفاً ان ليس لديه تفاصيل حول اذا ما كانت قد بدأت المفاوضات والاستعدادات لخروج النصرة حالياً.
تصريح المتحدث الرسمي لفيلق الرحمن أتى ردًا على التهديدات التي أطلقتها وزارة الدفاع الروسية على لسان القناة المركزية لقاعدة حميميم الروسية، امس، بالتصعيد مجدداً بالغوطة الشرقية وخرق الاتفاق الموقع مؤخراً مع فيلق الرحمن، وزيادة وتيرة العنف بسبب عدم خروج جبهة النصرة من المنطقة، مؤكداً ان قيادة الفيلق قد خاطبت ممثلي موسكو الموقعين على اتفاق تخفيف التصعيد، مطالباً بضغط حقيقي على بشار الاسد، لالزامه بوقف اطلاق النار.
وهدد «علوان» بعودة الوضع العسكري في الغوطة الشرقية إلى ما كان عليه من معارك ومواجهات بين فيلق الرحمن والقوات التي تحاول اقتحام ريف دمشق وأطراف الغوطة، مؤكداً ان بعض القنوات الروسية غير الرسمية تعمد إلى وضع الذرائع التي تغطي خروقات النظام الصريحة والتي يرتكبها بشكل يومي بذرائع واهية لاتنسجم مع الاتفاق وبنوده حسب المصدر.
وتحرص حكومة موسكو على غض طرفها عن أي خرق تفتعله وزارة الدفاع الروسية، بأيادي قوات النظام السوري، فاتحة المجال أمام الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد لخرق دفاعات فصائل المعارضة علها تفلح في انتزاع المزيد من الرقعة الجغرافية التي تسيطر عليها الأخيرة، بحجة عدم التنسيق لخروج جبهة النصرة، وإلى ان يحين ذلك الوقت، تتلاعب موسكو كونها اللاعب الأكبر المسموح له بقيادة الملف السوري بأي اتفاق تضمنه وتشرف على تنفيذه في محكمة باتت هي فيها الخصم والقاضي وذكرت حميميم انه «حتى الآن لم تنفذ مجموعات المعارضة المسلحة المعتدلة شرق العاصمة دمشق تعهداتها بطرد الجماعات المتطرفة، الأمر الذي من شأنه زيادة وتيرة العنف من جديد في منطقة خفض التوتر في الغوطة الشرقية».
وكانت حميميم قد أكدت سابقاً انها ستلجأ إلى تطبيق الحلول الدموية في ريف دمشق المحاصر، بالرغم من اتفاق تخفيف التصعيد حيث ذكرت انه «حتى الآن لم يقدم مقاتلوا التنظيمات المتشددة في منطقة خفض التوتر في الغوطة الشرقية، أي مؤشرات على قبولهم بالخروج الآمن من المنطقة المحددة، وبرامج الدعم السرية المقدمة من الدول الداعمة للإرهاب، أعطت تعليماتها للتنظيم المتـشدد بالتـشبث بقرار البـقاء في المنـطقة، الأمر الذي سيـجعل من تطـبيق الحـلول الدمـوية أمراً حتـمياً».
أكثر من ثمانية أيام على دخول اتفاق «تخفيض التصعيد» في ريف دمشق المحاصر، حيز التنفيذ، ولم يمر يوم واحد منها دون قصف، او وقوع ضحايا بين المدنيين، الامر الذي يوضح هدف موسكو الذي قد رسمته مسبقًا ولن تحيد عنه، والذي يتلخص بأن في كل مصالحة او مهادنة او ما يسمى منطقة منخفضة التوتر يجب ان يكون هناك تهجير، والتهجير هذا له مهمتان، الاولى منه هي رسالة موجهة إلى المجتمع الدولي بأن روسيا تخوض حرباً ضد الارهاب، والثانية هي اشعار منها إلى اهالي تلك المنطقة بوجوب التخلص من مجموعة ما، تسميها «إرهابيين» وصولاً للخلاص من القتل وسفك الدماء والحصار المفروض الذي يرغب غالبية السكان في التخلص منه.
وقال مصدر عسكري في ادلب وهو من أهالي مدينة داريا التي هجّر مقالتوها قبل عام من الآن، بأن المدينة كانت خالية من النصرة كما هو حال مدينة معضمية الشام وقرى وبلدات الغوطة الغربية ممن هجروا جميعهم بالرغم من عدم وجود اي تنظيم متطرف في تلك المنطقة، وكان هدف ايقاف القصف وفتح المعابر الإنسانية هو خروج الثوار اصحاب الأرض، ممن يطلق عليهم اسم المعارضة المعتدلة.
واكد علون لـ»القدس العربي» ان اتفاق تخفيف التصعيد ومنذ الساعات الأولى لتوقيعه في جنيف ودخوله حيز التنفيذ سجل خروقات كبيرة للنظام وقوات الفرقة الرابعة بقصف ممنهج على بلدات واحياء الغوطة الشرقية وحي جوبر الدمشقي، فضلاً عن استهدف نقطة «جادة الاصمعي» في حي جوبر بغاز الكلور في اليوم الأول من توقيع الاتفاق ودخوله حيز التنفيذ، ثم سجل معنيون بتوثيق خروق الاتفاق، الكثير من حالات القصف التي سقط على إثرها ضحايا من المدنيين، كما حصل مجزرة في بلدة حموريا.
الناشط الاعلامي اسامة المصري تحدث بدوره لـ «القدس العربي» تحدث عن خروقات النظام السوري واكد ان الأخيرة خرقت اتفاق وقف إطلاق النار شرق العاصمة دمشق، وقصفت المنطقة بأكثر من 16 صاروخ «أرض-أرض» وقذائف المدفعية المنطقة الممتدة بين حي جوبر ومدينة زملكا وبلدة عين ترما، من مواقعها في ثكنة كمال مشارقة، ما أدى إلى جرح مدنيين، فيما تمكن الثوار في فيلق الرحمن من إحباط محاولات عدة تقدم لقوات «الفرقة الرابعة» التي تعتبر القوة الضاربة لدى قوات النظام السوري.
ومن جهة ثانية تستمر المعارك منذ أكثر من شهرين على محاور عين ترما وجوبر دون اي توقف، وكانت آخر تلك المعارك صباح الاحد، حيث تمكن فيلق الرحمن من قتل عدد من العناصر المقتحمة في معارك جوبر عين ترما، خلال المواجهات التي دارت منذ فجر امس، في حين رد النظام بقصف بيوت المدنيين في المنطقة. وكان «فيلق الرحمن» أعلن عن التوصل إلى اتفاق مع روسيا يقضي بوقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية، على أن يدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من الساعة التاسعة مساء يوم الجمعة 18 آب/أغسطس من الشهر الجاري.

 متحدث «فيلق الرحمن» يرد على التهديدات الروسية مهددا بعودة المعارك: اتفاق «تخفيض التوتر» يكلف موسكو تأمين رحيل «النصرة»

هبة محمد

الجيش اللبناني يعلن وقف إطلاق النار ضد «الدولة» لجلاء مصير عسكرييه المختطفين لدى التنظيم

Posted: 27 Aug 2017 02:27 PM PDT

بيروت- « القدس العربي»: بعد قصف مركّز نفذه الجيش اللبناني براً وجواً ليل السبت الاحد ، اعلنت قيادة الجيش اللبناني في بيان صباح امس الاحد وقفاً لاطلاق النار بعد ايام على انطلاق معركة فجر الجرود في 19 آب/اغسطس على تنظيم الدولة الإسلامية في جرود رأس بعلبك والقاع على الحدود الشرقية مع سوريا.
وصدر عن قيادة الجيش– مديرية التوجيه البيان الآتي «تعلن قيادة الجيش عن وقف لإطلاق النار إعتباراً من تاريخه السـاعة 7.00، وذـلك إفـساحاً للمجـال أمام المرحلة الأخيرة للمفـاوضات المتعلـقة بمصـير العسـكريين المختـطفين».
وأفيد أن إعلان الجيش لوقف إطلاق النار يأتي بعد استسلام داعش في الميدان وتقديمه معلومات عن العسكريين المختطفين لديه تزامناً مع اعلان الإعلام الحربي لحزب الله أنّ وقف إطلاق نار ابتداءً من الساعة السابعة صباحاً، يأتي في إطار اتفاق شامل لإنهاء المعركة في القلمون الغربي.
والجنود التسعة المخطوفون لدى داعش هم جزء من ثلاثين عسكرياً لبنانياً احتجزوا من قبل جبهة النصرة وتنظيم الدولة بعد معارك عنيفة شهدتها بلدة عرسال في 2014.
وأفرج عن 16 من هؤلاء العسكريين في 2015 بعد أن أعدمت جبهة النصرة أربعة منهم وتوفي خامس متأثراً بإصابته. ولا يزال تسعة عسكريين مخطوفين لدى تنظيم الدولة الإسلامية من دون توافر معلومات عنهم، وأفيد ان أحد هؤلاء الجنود عبد الرحيم محمد دياب قد انضم منذ أكثر من سنتين إلى تنظيم داعش بسبب قرابته بأحد قياديي التنظيم، وهو مجهول المصير ولم يعرف اذا كان يقاتل مع المسلحين أو أنه قتل.
في هذه الأثناء ، وبعدما تداولت مواقع اعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي أنباء غير رسمية عن أن العسكريين لدى تنظيم الدولة قتلوا في وقت سابق وأن فحوص DNA تجري للجثث للتأكد من مطابقتها مع الاهل، أكد اللواء عباس ابراهيم في اللحظة التي وصل بها إلى خيمة اهالي العسكريين في رياض الصلح انتشال 6 رُفات يعتقد أنها لستة جنود من العسكريين المخطوفين لكن لا يستطيع أن يؤكد حتى إجراء فحص الحمض النووي، واشار إلى أنه كانت لدينا معلومات عن استشهاد العسكريين منذ شباط/فبراير 2015 لكننا لم نستطع أن نؤكد ذلك»، وقال «كنت أتمنى أن تكون نهاية هذا الملف كغيره من الملفات السابقة»، موضحاً «أن الجثامين المنتشلة موجودة ضمن الأراضي اللبنانية».
وشدد على أن معركة «فجر الجرود» لن تنتهي حتى رحيل آخر عناصر داعش عن الأراضي اللبنانية. وأوضخ أن: «من استسلم من داعش هم من أخبرونا بمكان العسكريين والباقين سيتم ترحيلهم إلى سوريا».
وختم اللواء ابراهيم: «نحن بموقع المنتصر والفارض للشروط ولن نساوم مع داعش، وأوجه تحية باسمي وباسم قائد الجيش لأهالي العسكريين ولصمودهم وصبرهم.»
وكان المتحدث باسم أهالي العسكريين المخطوفين لدى داعش حسين يوسف تمنى وبالتزامن مع وصول أهالي العسكريين إلى ساحة رياض الصلح انتظاراً للمعلومات النهائية عن مصير أبنائهم.
وتمنى «من الجميع وبخاصة وسائل الإعلام الوقوف إلى جانب الأهالي بهذه الظروف الدقيقة التي تمر على الأهالي، وعدم تبني أي خبر لا يصدر عن قيادة الجيش أو اللواء عباس ابراهيم»، مشيراً إلى أنه «على الرغم من الأجواء السيئة التي نمر بها إلا أنه لن يفقد الأمل حتى آخر لحظة بشأن العسكريين».
ونفى أن «يكون الأهالي قد نعوا أولادهم»، طالباً من الإعلام أن «يكون شفافاً خاصة وأنه وقف إلى جانبنا طيلة ثلاث سنوات وجعل من قضية العسكريين قضيته».وأكد « أن الأهالي سيستوعبون النتيجة مهما كانت بكل قوة وإيمان»، مؤكداً على «وقوفه الدائم إلى جانب الجيش اللبناني «.
في غضون ذلك، كانت المفاوضات تفضي إلى تسلّم حزب الله جثامين 4 قتلى من اجل اجراء فحوض الحمض النووي على أن يتسلّم في المرحلة الثالثة من الاتفاق أسيره عند خروج المسلحين مع عائلاتهم.
وكان وزراء في «التيار الوطني الحر» زاروا غرفة عمليات الجيش اللبناني الكائنة في ثكنة فوج حماية الحدود البرية في رأس بعلبك، وهم وزير الخارجية والمغترببن جبران باسيل، الدفاع يعقوب الصراف، الطاقة والمياه سيزار أبي خليل، السياحة أواديس كيـدانيان والإقتـصاد رائد خـوري.
وبعد الزيارة أدلى الوزير باسيل بتصريح لوسائل الإعلام قال فيه: «إن لبنان كله يعيش نصراً جديداً وسجّله لبنان وحيداً، مثلما أنه البلد الوحيد إلذي إنتصر على إسرائيل، لبنان ينتصر على الإرهاب التكفيري بقدراته الذاتية وقوته، الإنتصار الأول أعاد للبنان قراره السيادي «هيدا قرار لبناني صافي» بإرادة اللبنانيين والإنتصار الثاني إنه يحرر أرضه، أما الانتصار الثالث والأهم فهو يحافظ على السيادة ويحصن الوحدة بوحدة كل اللبنانيين قوة للبنان، فقوة الدولة والجيش والشعب اللبناني قوة وليس الضعف الذي إعتقد البعض إنه قادر على الحفاظ والوحدة، واليوم فكرنا يذهب إلى المختطفين العسكريين والمصور سمير كساب والمطرانين، هذه نماذج على الإرهاب الذي تمارسه داعش وليس فقط داعش ستطرد بل سوف يمحى الفـكر الداعشـي».
وكانت كلمة للوزير الصراف قال فيها: «نحن هنا لنشهد على القرار السياسي الذي وقف وراء الجيش ونشهد على درس يلقنه الجيش للجميع ، وكما قال القائد المعركة بحاجة لمعدات والانتصار بحاجة لرجال.هؤلاء الرجال هم من حرّر لبنان من الفكر الإرهابي وهذا ما جئنا نقف وراءه. وحكماً لن يكون هناك أي تفاوض لولا الضغط العسكري الميداني للجيش والعمليات العسكرية».
وقال « لا تفاوض بأي موضوع قبل أن تنجلي الحقيقة عن الأسرى»، مضيفاً «لم يعد في لبنان جيش وأمن عام وأمن داخلي فهناك موجود قوات مسلحة برئاسة القائد الأعلى للقوات المسلحة فخامة الرئيس العماد ميشال عون بقيادة سياسية واحدة ودينية ورؤية وهدف واحد، وعندما تأتينا أية معطيات عن الأسرى ستسطّر قيادة الجيش بياناً رسمياً».

الجيش اللبناني يعلن وقف إطلاق النار ضد «الدولة» لجلاء مصير عسكرييه المختطفين لدى التنظيم
تزامناً مع مفاوضات لتسليم أسير و4 جثامين لحزب الله… ومعلومات عن مقتل العسكريين
سعد الياس

ألمانيا تتجه لمزيد من التشدد في مواجهة تركيا ودعوات سياسية لفرض إرادة ألمانية لحل الأزمة

Posted: 27 Aug 2017 02:26 PM PDT

برلين ـ «القدس العربي»: يبدو أن التوتر في العلاقات بين تركيا وألمانيا مرشح للتصاعد بعد أن أظهر استطلاع حديث للرأي تأييد غالبية الألمان لممارسة حكومتهم ضغوطا اقتصادية على أنقرة.
وبين الاستطلاع، الذي نشرت القناة الثانية في التلفزيون الألماني «تسي دي إف» نتائجه أن 72 ٪ من الألمان، الذين يحق لهم الانتخاب، يؤيدون ممارسة ألمانيا المزيد من الضغوط الاقتصادية على تركيا، بينما عارض ذلك 22 ٪ من الذين شملهم الاستطلاع.
يذكر أن الحكومة الألمانية أعلنت قبل نحو شهر تخليها عن السياسة المعتدلة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وذلك في أعقاب القبض على الناشط الحقوقي الألماني بيتر شتويتنر.
وفي خطوة تصعيدية حث مارتن شولتس المرشح الاشتراكي لمنصب المستشار الألماني والمنافس للمستشارة أنغيلا ميركل على المنصب على تحديد فترة زمنية لتركيا حتى تفرج عن الألمان السجناء لديها.
وأعرب مجددا عن قناعته بإنهاء مفاوضات توسيع الاتحاد الجمركي الأوروبي مع تركيا كوسيلة للضغط عليها. وقال في تصريحات لصحيفة «راينيشه بوست»: أمس «علينا أن نحدد للرئيس التركي فترة زمنية، إن لم يفرج أردوغان عن السجناء الألمان خلالها ينهي الاتحاد الأوروبي مفاوضاته مع تركيا بشأن توسيع الاتحاد الجمركي الأوروبي».
وأشار منافس ميركل إلى أن هذا الإجراء سيضر بتركيا بشدة، إلا أن الرئيس رجب طيب أردوغان يبدو أنه لا يفهم لغة أخرى غير ذلك. مضيفا أن معونات الاتحاد الأوروبي للدول المرشحة للالتحاق بعضويته يجب أن تحجب عن تركيا.
ودخلت تركيا مع الاتحاد الأوروبي في اتحاد جمركي منذ 1996، وتبدي الحكومة التركية رغبة قوية في توسيع هذا الاتحاد.
وشدد وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل من إرشادات السفر إلى تركيا وحذر الشركات الألمانية من الاستثمار هناك. وكان غابريل قال في مقابلة مع صحيفة «بيلد» الألمانية الصادرة الأحد ردا على سؤال حول ما إذا كان بإمكانه أن يوصي شخصيا مواطنيه بقضاء عطلة في تركيا: «لا يمكن فعل ذلك (قضاء عطلة في تركيا) حاليا بضمير مرتاح»، وذلك في إشارة منه إلى مخاطر التعرض للاعتقال في تركيا، مضيفا أن كل فرد عليه أن يدرس مثل هذا القرار جيدا، وقال: «لا يمكننا اتخاذ القرار كدولة بالنيابة عن أحد».
وفي المقابل أعلنت وزارة الخارجية الألمانية أنها لا تخطط لإصدار تحذير رسمي من السفر إلى تركيا، وذلك رغم النصائح العامة التي أدلى بها جابريل بهذا الشأن. وتشهد العلاقات التركية ـ الألمانية توترا شديدا منذ شهر نيسان/أبريل على خلفية قيام برلين بمنع ساسة أتراك للترويج للاستفتاء الذي جرى في ذات الشهر لتوسيع صلاحيات الرئيس التركي، ومنع أنقرة برلمانيين ألمان من زيارة جنود ألمان في قاعدة إنجرليك، إضافة إلى اعتقال الصحافي الألماني التركي دينيز يوجيل في تركيا، والمترجمة الألمانية ميسالي تولو كورلو.
وفي ظل استمرار التوتر في العلاقات الألمانية ـ التركية وهجمات الرئيس أردوغان على السياسيين الألمان ورد وزير الخارجية الألماني عليه، يشهد التعاون بين الجانبين تدهورا يصفه وزير الداخلية الألماني دي ميزير بأنه أسوأ من ذي قبل.
فقد ذكر وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير، في مقابلة مع وسائل إعلام ألمانية أن «التعاون مع السلطات الأمنية التركية ساء بصورة ملحوظة عن ذي قبل»، مضيفا أن ألمانيا لا تتوافق مع الحكومة التركية في تعريفها للإرهاب.
وأكد دي ميزير أن ألمانيا لديها مصلحة في التعاون مع الجانب التركي، في إطار ما يفهمه الجانب الألماني تحت مصطلح الإرهاب، وقال: «لدينا مصلحة في تبادل المعلومات عن مسار سفر الجهاديين، أو في إبلاغ تركيا لنا عند عودة أنصار لداعش عبر أراضيها».
وذكر الوزير أن تركيا نفسها كانت ضحية للإرهاب على نحو كبير خلال العام الماضي، وقال: «لهذا نتعاون، وهذا هو الأمر السليم». وأضاف دي ميزير: «لكننا لن نُجبَر على تبني تعريف الجانب التركي للإرهاب… لا نرى أيضا أن معارضا كرديا يمكن تصنيفه بصورة جزافية على أنه إرهابي. الجانب التركي يفعل ذلك. لذلك لا يوجد تعاون تحت شعار (مكافحة الإرهاب)».
تجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين ألمانيا وتركيا متوترة بشدة منذ فترة طويلة. ومن النقاط الخلافية المحورية اعتقال مواطنين ألمان في تركيا. وتتهم تركيا ألمانيا بحماية انقلابين وأفراد مشتبه في صلتهم بالإرهاب، حسب المفهوم التركي.

ألمانيا تتجه لمزيد من التشدد في مواجهة تركيا ودعوات سياسية لفرض إرادة ألمانية لحل الأزمة

علاء جمعة

بعد عامين من المعارك الجيش اليمني يقتحم مدينة «ميدي» الساحلية ويسيطر على أحيائها الشرقية

Posted: 27 Aug 2017 02:26 PM PDT

مأرب (اليمن) علي عويضة: اقتحمت قوات الجيش اليمني، أمس، مدينة ميدي الساحلية غربي البلاد، بعد نحو عامين من المعارك مع مسلحي الحوثيين على تخوم المدينة.
وقال الرائد بندر المهدي، نائب رئيس شعبة الإعلام في المنطقة العسكرية الخامسة في الجيش اليمني، إن «قوات المنطقة اقتحمت مدينة ميدي الساحلية في محافظة حجة، وسيطرت على أجزاء واسعة من أحيائها الشرقية».
وأضاف أن «الجيش بدأ منتصف مساء البارحة عملية عسكرية للسيطرة على المدينة بمشاركة قوات التحالف العربي، وبمساندة مقاتلات الأباتشي».
وقال أنه تم اقتحام الأحياء الشرقية للمدينة وأصبحت آمنة، فيما تجري معارك باتجاه الساحل الغربي، حيث فر مسلحو الحوثي باتجاهه».
ولفت إلى «سقوط قتلى في صفوف الحوثيين، بينهم 6 مسلحين تمت مشاهدة جثثهم في الأحياء الشرقية، فيما لا تزال عمليات تمشيط تجري في بقية الأحياء».
وتدور منذ أشهر معارك متقطعة بين الجيش اليمني وعناصر الحوثيين في مدينة ميدي الساحلية، التي يسيطرون عليها منذ أكثر من عامين، وتتهمهم الحكومة باستخدام ميناءها لتهريب الأسلحة.
كما كثف طيران التحالف العربي غاراته على مواقع الحوثيين في مدينتي «ميدي» الساحلية و»حرض» الحدودية، وأدت تلك الغارات لمقتل العشرات من الحوثيين حسب بيانات سابقة للجيش اليمني. (الأناضول)

بعد عامين من المعارك الجيش اليمني يقتحم مدينة «ميدي» الساحلية ويسيطر على أحيائها الشرقية

«الشاباك» يكشف وجود جيل جديد لتنظيم «تمرد» اليهودي في الضفة ودعوات لاقتحامات واسعة للأقصى تزامنا مع السماح لأعضاء الكنيست

Posted: 27 Aug 2017 02:25 PM PDT

رام الله ـ «القدس العربي»: كشفت مصادر في جهاز الأمن العام الإسرائيلي «الشاباك» انه رصد في الأشهر الأخيرة وجود «جيل ثان لتنظيم تمرد».
و»تمرد» هو تنظيم يهودي إرهابي في مناطق الضفة الغربية، تجمع أفراده في بؤرة استيطانية يطلق عليها اسم «بلاديم». ومن ضمن جرائم «الجيل الأول» من هذا التنظيم إحراق بيت عائلة دوابشة في قرية دوما وقتل ثلاثة من أفرادها، وإحراق كنيسة الخبز والسمك على ضفاف بحيرة طبرية.
ويهاجم أفراد تنظيم «تمرد» الإرهابي، الذي انبثق من حركة «شبيبة التلال» اليمينية المتطــــرفة والإرهابية، الفلسطينيين والأماكن الدينية غير اليهودية ونشطاء سلام إسرائيليين، وكذلك الجنود والضباط في جيــــش الاحتلال الإسرائيلي.
وكانت قوات الاحتلال قد أخلت البؤرة الاستيطانية العشوائية «بلاديم»، وكان الاعتقاد أن النشاط الإرهابي قد تلاشى لكن عمليات مراقبة يقول الشاباك إنه نفذها أظهرت عودة عناصر «تمرد»، وهم شبان صغار وفتية يهود إلى التجمع من أجل القيام بأنشطة إرهابية.
وحسب مصادر صحافية اسرائيلية مطلعة على عمل «الشاباك» ونشاط «شبيبة التلال» فإن وصف هذه المجموعة بأنها «قاعدة» و»تنظيم إرهابي» مبالغ فيه، وأن تنظيم «تمرد» هو مجموعة اجتماعية غير معروفة، وتوجد فيه نواة صلبة وهوامش بينما أعضاؤه، وهم بضع عشرات من الشبان في سن16 الى 25 عاما، لا يتصرفون كتنظيم هرمي أو تنظيم منظم.
يشار إلى أن قائد هذا التنظيم يدعى مئير إتينغر وهو حفيد الحاخام المتطرف مئير كهانا. ووصف الشاباك إتينغر بأنه «الهدف رقم واحد للدائرة اليهودية» في الشاباك، الذي اعتقد أنه في أعقاب إخلاء البؤرة الاستيطانية «بلاديم» واعتقال عدد من أفراد التنظيم الإرهابي وإصدار أوامر إبعاد عن الضفة الغربية ضد عناصر في التنظيم أدى إلى تراجع نشاطه.
لكن مصدرا في أجهزة الأمن الإسرائيلية خسب صحيفة «هآرتس» أشار إلى أن نقطة التحول وعودة أفراد التنظيم إلى مزاولة نشاط إرهابي حدثت أثناء إخلاء البؤرة الاستيطانية العشوائية «عمونا»، في شباط/ فبراير الماضي، وبعد أن تعاملت قوات الأمن الإسرائيلية أثناء الإخلاء بنعومة، منذئذ تزايدت الهجمات ضد فلسطينيين ونشطاء يساريين وجنود».
وقال «الشاباك» إنه في تلك الفترة بدأ نشطاء قدامى بالعودة إلى الميدان، إلى جانب نشطاء جدد انضموا إليهم. وأضاف ان النشطاء الجدد لم يتعرفوا على أساليب «الشاباك» ولديهم حافز على ممارسة نشاط التنظيم «وليس لديهم خوف أو ارتداع مثل النشطاء القدامى».
وارتكب هذا التنظيم الإرهابي اعتداءات عديدة بعد إخلاء «عمونا»، بينها إحراق سيارتين في بلدة حوارة وقرية بورين، ومحاولة إلحاق أضرار بسيارة دبلوماسية قرب القنصلية الإسبانية في القدس وموقع للأمم المتحدة في القدس أيضا.
وحسب «الشاباك»، فإن بحوزته قائمة بأسماء بضع عشرات من النشطاء الجدد في التنظيم، ومنذ مطلع العام الحالي أصدر الجيش الإسرائيلي 47 أمرا إداريا ضد عناصر في التنظيم، بينها 28 أمرا ما زالت سارية المفعول حتى الآن. وهناك خمسة نشطاء فقط معتقلون في السجن، في أعقاب خرقهم لأوامر إدارية ضدهم.
وتزامنا مع هذا الكشف، طالبت ما تسمى «منظمة عائدون إلى المعبد» اليهودية المتطرفة حكومة الاحتلال الإسرائيلي بالسماح لها باقتحامات واسعة للمسجد الأقصى عشية أعياد رأس السنة العبرية. وتزامن ذلك مع سماح حكومة الاحتلال باستئناف اقتحامات أعضاء الكنيست اليهود للمسجد الاقصى غدا الثلاثاء، كخطوة تجريبية إذا نجحت فستليها اقتحامات مماثلة.
في الوقت نفسه، واصل نشطاء من القدس وخارجها دعواتهم للمقدسيين خاصة والفلسطينيين عامة بضرورة شدّ الرحال الى المسجد الأقصى، والوجود المبكر فيه صباح الثلاثاء، للتصدي لاقتحامات أعضاء الكنيست واليهود المتطرفين. وكانت عصابات المستوطنين قد جددت اقتحاماتها الاستفزازية للمسجد الأقصى عبر باب المغاربة، تحت حراسة شرطة الاحتلال وقواتها الخاصة.
وفي السياق أفاد مركز معلومات وادي حلوة في سلوان بظهور تشققات في منزل أحد المقدسيين في حي وادي حلوة وسط بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى بسبب الحفريات المتواصلة لسلطات الاحتلال أسفل الشارع الرئيسي لشق المزيد من الأنفاق باتجاه الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى وتفريغ الأتربة.
ولفت المركز إلى أن تشققات ظهرت في منزل يعود لعائلة الراحل لطفي عطا الله صيام في الحي، علما أن المنطقة ذاتها شهدت خلال الفترات السابقة خاصة في فصول الشتاء العديد من الانهيارات الأرضية، والتشققات والتصدعات في مباني المنطقة بسبب الحفريات المتواصلة.
بدورها قالت وزارة الخارجية الفلسطينية إنه ومنذ أن حقق المقدسيون بصمودهم وثباتهم إنجازا واضحا في دفاعهم عن المسجد الأقصى، في وجه مخططات الاحتلال الرامية الى تعميق تغييراته على الوضع التاريخي والقانوني للمسجد، لم تتوقف محاولات الاحتلال الهادفة الى كسر إرادتهم في الصمود والمواجهة، بل صعد من إجراءاته وتدابيره التهويدية والقمعية ضد القدس وبلدتها القديمة ومقدساتها، وفي مقدمتها المسجد الأقصى وضد الفلسطيني المقدسي الثابت والمتمسك بحقه في الوجود الحر والسيادي على أرض مدينته المقدسة.
وأدانت الوزارة إجراءات الاحتلال الاستعمارية التوسعية بحق القدس وأبنائها، ودعت مجددا العالمين العربي والاسلامي الى تنفيذ قراراتهما الخاصة بالقدس، عبر اعتماد آلية حقيقية قادرة على توفير مقومات الدعم لصمود المقدسيين في وجه الاحتلال ومخططاته على المستويات كافة. كما طالبت المجتمع الدولي ومنظماته المختصة بحماية القرارات الأممية الخاصة في القدس والدفاع عنها، وإجبار سلطات الاحتلال على التراجع عن عدوانها المتواصل على المدينة المقدسة المحتلة، والانصياع للشرعية الدولية والاتفاقيات الموقعة.

«الشاباك» يكشف وجود جيل جديد لتنظيم «تمرد» اليهودي في الضفة ودعوات لاقتحامات واسعة للأقصى تزامنا مع السماح لأعضاء الكنيست

مصدر فلسطيني: عباس يعطي الإدارة الأمريكية مهلة أربعة أشهر للتقدم بخطة سلام

Posted: 27 Aug 2017 02:25 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: بدأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) العاصمة التركية انقرة في زيارة تستغرق ثلاثة أيام تلبية لدعوة من الرئيس طيب رجب اردوغان. ووصل الرئيس عباس والوفد المرافق مساء أمس الأحد.
ويفترض ان يبحث الرئيسان وفق بيان صادر عن المكتب الصحافي الرئاسي «العلاقات الثنائية بين تركيا ودولة فلسطين الصديقة والشقيقة» والمصالحة الفلسطينية – الفلسطينية. وما يؤكد أن المصالحة ستكون موضوعا رئيسيا في المباحثات، مرافقة عزام الاحمد مسؤول ملف المصالحة، إلى جانب الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، والمستشار الدبلوماسي مجدي الخالدي، وسفير فلسطين لدى تركيا فائد مصطفى.
وسيبحث الزعيمان أيضا موضوع القدس المحتلة والاعتداءات على الحرم القدس والأقصى، وتنشيط عملية السلام بعد زيارة الوفد الأمريكي للمنطقة ولقائه الرئيس عباس يوم الخميس الماضي.
وفي هذا السياق نفى مسؤولون في البيت الأبيض أن يكون الوفد الأمريكي بقيادة صهر الرئيس ومستشاره جاريد كوشنر ومسؤول ملف المفاوضات جيسون غرينبلات، قد أبلغ الرئيس عباس ان تجميد الاستيطان يعني سقوط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ونقلت صحيفة «يسرائيل هيوم»، عن مصدر فلسطيني رفيع قوله إن كوشنر، مستشار الرئيس ترامب، طلب من الرئيس عباس، تجميد الخطوات الدبلوماسية ضد اسرائيل لفترة أربعة أشهر، مقابل التزام امريكي بطرح خطة سياسية متكاملة لتحريك عملية السلام.
وقال المصدر، إن الإدارة في واشنطن تنوي صياغة خطة سياسية تشمل جدولا زمنيا محددا بشكل مسبق، يتم خلاله مناقشـــة كل المسائل الجوهرية في المفاوضات، شريطة ان يحافظ الفلسطينيون على «الهدوء».
وأعرب عباس عن موافقته المبدئية على طلب كوشنير، لكنه طالب بالتزام وضمان شخصي من الرئيس دونالد ترامب لهذه الخطة. واتفق هو وكوشنير على عقد لقاء بين عباس وترامب خلال المؤتمر السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة، في سبتمبر/ أيلول المقبل، وخلال ذلك يلتزم ترامب أمام عباس بصياغة وعرض الخطة السياسية التي يجري العمل عليها.
يذكر ان ترامب كان قد نشر على حسابه في «تويتر» أنه يتوقع عقد لقاء بينه وبين نتنياهو في نيويورك، على هامش أعمال الجمعية العامة.

مصدر فلسطيني: عباس يعطي الإدارة الأمريكية مهلة أربعة أشهر للتقدم بخطة سلام
الرئيس الفلسطيني يبدأ اليوم محادثاته مع اردوغان في أنقرة

هجمات شبه يومية لتنظيم «الدولة» على النقاط الحدودية المحاذية لسوريا والسعودية

Posted: 27 Aug 2017 02:24 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: يستمر مسلسل خطف الضباط والجنود والمنتسبين ضمن قوات حرس الحدود العراقية، خصوصاً في المنطقة المحاذية للحدود مع السعودية، وسط صمت الحكومة العراقية والمؤسسات الأمنية المعنيّة.
ويشن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) هجمات شبه يومية على النقاط الحدودية العراقية، المحاذية لسوريا والسعودية (غرب العراق)، آخرها وقع يوم الجمعة، حينما هاجم عناصر التنظيم نقطة حدودية تابعة للواء الخامس/ حرس الحدود، في منطقة عرعر الحدودية مع السعودية (نحو 291 كم جنوب غرب مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار).
وعلمت «القدس العربي» من مصدر أمني في اللواء المذكور، إن عناصر التنظيم اختطفوا ضابطاً برتبة نقيب (عقيل خزعل فريج)، وشرطيين اثنين (عباس، ووسام العيبي).
وحسب المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، فإن «التعرض وقع في المنطقة المحصورة بين مخفري مكر النعام والخليل، على الحدود العراقية ـ السعودية، التابعة للواء الخامس، ضمن قيادة قوات حرس الحدود العراقية»، مرجحاً أن «يكون المخطوفون مصابين إثر هجوم التنظيم».
وفور وقوع الحادث، أرسلت القيادة العراقية، لجنة تحقيق، برئاسة العميد ليث جبار الفرطوسي، لكشف ملابسات الحادث، والبحث عن المخطوفين. لكن عبوة ناسفة انفجرت بسيارة الفرطوسي، الأمر الذي أدى إلى وفاته على الفور، وتدمير العجلة بالكامل.
وطبقاً للمصدر، فإن «جميع العجلات المتواجدة في مقر اللواء لا تعمل (…) لا نمتلك الدعم المناسب لتقفي أثرهم»، مرجحاً أن يكون التنظيم اصطحب المخطوفين (الضابط والشرطيين) إلى منطقة الرطبة (نحو 210 كم شمال غرب منفذ عرعر الحدودي).
وأضاف إن «الهجمات عادة ما تكون على الحدود العراقية المحاذية للسعودية، وخير دليل على ذلك اختطاف الضابط بكر السامرائي».
وفي أواخر شباط/ فبراير الماضي، بث تنظيم «الدولة» تسجيلا جديداً، يُظهر إعدامه عسكريين من قوات حرس الحدود العراقية، بينهم ضابط، بعد خطفهم من منطقة النخيب في محافظة الأنبار في كانون الثاني/ يناير الماضي.
ووثق التسجيل إعدام الضابط «ذبحاً»، في حين أعدم رفيقه الأول «رمياً بالرصاص» داخل حفرة يعتقد أنه أجبر على حفرها كعادة التنظيم في إصدارات سابقة. فيما لم يعرف مصير الثالث، حيث لم تظهر صور إعدامه.
وكانت عائلة الضابط بكر عباس ياسين السامرائي، أعلنت اختطافه في الأنبار، ليبقى أمر السامرائي ورفاقه مجهولا، حتى أعلن إعدامه من قبل التنظيم.
وأكدت المصادر إن القوات التابعة لقيادة حرس الحدود تعاني من نقص كبير في السلاح والعتاد والآليات، الأمر الذي يضعها «باستمرار» عرضة للاستهداف من قبل عناصر التنظيم.
ووفقاً للمصدر، وهو جندي في اللواء الخامس، فإن «جميع المخافر الحدودية العراقية مع سوريا والسعودية تشهد تعرضات مستمرة، غير إن المنطقة المحصورة بين مخفري مكر النعام والخليل (مع السعودية) الأكثر خطورة»، لافتاً إلى إن «عناصر التنظيم ينفذون هجمات ليلية على المخفرين ويضعون عبوات ناسفة وكمائن قبل انسحابهم».
وتابع حديثه قائلاً: «هذه ليست المرة الأولى التي ينفذ فيها التنظيم هجمات على المنطقة (…) ويختطف ضباطاً ومنتسبين من قواتنا»، مبيناً إن «الدولة لم تتمكن من كشف مصير أي مختطف».
وأشار إلى إن «المسافة بين مقر اللواء (الخامس) والنقاط الحدودية تبعد نحو سبع ساعات في السيارة، ما يعني إنه في حال حدوث أي تعرض، يحتاج الإسناد إلى ساعات طويلة حتى يصل المكان (…) بعد أن ينفد عتاد الجنود ويُقتلون!».
وأكد المصدر إن «عناصر التنظيم يخطفون نحو 5 أشخاص، في هذه المنطقة يومياً، لأن قواتنا لا تمتلك سوى السلاح الخفيف (بندقية كلاشنيكوف)، ولا يمكنهم الصمود أمام هجمات داعش وسلاحهم».
وأوضّح إن «معنويات الجنود في هذا القاطع منهارة، بسبب الهجمات اليومية والسيارات الملغومة»، لافتاً إلى «تعرض مخفر اعنازة الحدودي (التابع للواء الخامس أيضاً) إلى هجوم بسيارة ملغومة، مؤخراً، يقودها انتحاري، أسفر عن تدمير المخفر بالكامل وقتل عدد من المنتسبين». من دون ذكر مزيد من التفصيلات عن أعدادهم.
وزاد بالقول إن «قوات حرس الحدود لا تمتلك نواظير ليلية أو أسلحة متوسطة وثقيلة»، مضيفاً إن «السيطرة على الحدود تحتاج دعماً وإسناداً جوياً، إضافة إلى مسح متواصل للشريط الحدودي بالطائرات».
وأطلق مدوّنون على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» مناشدات إلى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، ووزير الداخلية قاسم الأعرجي، للتحري عن مصير الضابط والجنود المخطوفين، وإيجاد حل لمنع هجمات التنظيم على المخافر الدودية.

هجمات شبه يومية لتنظيم «الدولة» على النقاط الحدودية المحاذية لسوريا والسعودية

الخارجية المصرية: علمنا بقرار خفض المعونة الأمريكية قبل إعلانه بساعات

Posted: 27 Aug 2017 02:24 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: نفت الخارجية المصرية، أمس الأحد، ما تردد عن علمها مسبقاً، بقرار خفض المعونة الأمريكية، قبل إصدار القرار بفترة طويلة.
وقال المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية إن سامح شكري وزير الخارجية تلقى اتصالاً من نظيره الأمريكي ريكس تيليرسون مساء 22 أغسطس/ أب الجاري، وهو في مطار مدينة فيلنيوس عاصمة ليتوانيا في طريق العودة إلى القاهرة، وإن الاتصال كان بعد صدور القرار الأمريكي بالفعل، وقُبيل ساعات بسيطة من الإعلان عنه.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلنت قبل أيام حرمان مصر من مساعدات قيمتها 95.7 مليون دولار وتأجيل صرف 195 مليون دولار أخرى، لعدم إحرازها تقدما على صعيد احترام حقوق الإنسان والمعايير الديمقراطية.
وفي سياق منفصل، بدأ شكري أمس، جولة أوروبية تشمل زيارة كل من ألمانيا وبيلاروسيا ورومانيا، و تستهدف تعزيز علاقات مصر مع الدول الثلاث، وإجراء مشاورات حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وقال المستشار أحمد أبو زيد إن جولة شكري ستبدأ في العاصمة الألمانية برلين، وتستغرق بضع ساعات، يلتقي خلالها نظيره الألماني زيغمار غابرييل، لمناقشة عدد من الموضوعات الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها الأزمة الليبية وعملية السلام في الشرق الأوسط وسبل مواجهة الهجرة غير الشرعية، ويعقُب اللقاء مؤتمر صحافي للوزيرين.
وأضاف أن شكري سيتوجه عقب ذلك إلى بيلاروسيا، حيث سيلتقي مع رئيس بيلاروسيا ألكساندر لوكاشينكا، حاملاً رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، تؤكد على أهمية مواصلة البناء على الزيارة الأخيرة للرئيس إلى القاهرة، والتي كشفت عن مجالات جديدة وآفاق واسعة للتعاون بين البلدين، وحرص مصر على التنسيق المستمر مع بيلاروسيا في شتى المجالات. كما سيلتقي شكري مع كل من وزير الخارجية، ووزير التجارة البيلاروسيين ورئيس الجمعية الوطنية.
وحول زيارة شكري إلى رومانيا، أوضح أبو زيد أن وزير الخارجية سيكون في بوخارست يوم 29 اغسطس/ اب الجاري، حيث سيسلم رسالة من السيسي إلى كلاوس يوهانيس رئيس رومانيا، تؤكد على اهتمام مصر بتعزيز وتطوير علاقاتها الثنائية مع رومانيا، خاصة بعد أن احتفل البلدان بمرور 110 أعوام على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما خلال عام 2016. كما أن شكري سيجري مباحثات مع كل من وزير خارجية رومانيا، ورئيسي مجلس الشيخ والنواب.
وأضاف أبو زيد أن الزيارة ستشهد أيضا التوقيع على ثلاث اتفاقيات، الأولى تتعلق بالتعاون في مجال السياحة، والثانية تُعنى بإنشاء آلية للحوار السياسي، والثالثة حول الإعفاء المتبادل من تأشيرة الدخول لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية.
تجدر الإشارة الي ان وزير الخارجية سيحل ضيف شرف ومتحدثا رئيسيا امام الملتقى السنوي لسفراء رومانيا في الخارج اثناء وجوده في بوخارست، حيث من المنتظر ان يلقي بيانا يتضمن شرح رؤية مصر تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المصري والروماني.

الخارجية المصرية: علمنا بقرار خفض المعونة الأمريكية قبل إعلانه بساعات

سكان الحسيمة وبقية مناطق الريف المغربي يقاطعون احتفالات الأضحى تضامنا مع المعتقلين

Posted: 27 Aug 2017 02:23 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: يذهب ساكنة مدينة الحسيمة وبقية مناطق الريف إلى مقاطعة الشعائر التقليدية لاحتفالات عيد الأضحى والاكتفاء بأداء صلاة، تضامنا مع معتقليهم الذين لا زال مصيرهم بين إحالة على النيابة العامة مع تهم تصل عقوبتها للإعدام أو المؤبد أو جدران زنزانة يمضون فيها أحكاما بالسجن لفترات مختلفة.
وبرغم ما خلقه هذا التوجه، فإن مقاطعة شعائر الاحتفالات عنوان لشكل جديد من الاحتجاج، بعد أن أوقف الحراك الشعبي المندلع منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2016، الاحتجاج في الشارع احتراما للمناسبات الوطنية والدينية.
وتستمر محاكم مدن الريف النظر في ملفات النشطاء المعتقلين وأدانت المحكمة الابتدائية بالناظور، مساء الجمعة ستة موقوفين ينتسبون لـ«حراك الريف» بالعروي، وقضت بحق كل منهم الحبس شهرا نافذا وغرامة مالية بـ 2000 درهم (200 دولار)، فيما قضت بحبس متهم آخر بشهرين نافذين، على خلفية الأحداث التي عرفتها مدينة العروي (جنوب الناظور بنحو 20 كلم) يوم 12 آب/ أغسطس الجاري وتضمن قرار الإدانة بتهم تتعلق بالاعتداء على القوات العمومية والتجمهر المسلح والعصيان، وبرأت المحكمة متهما واحدا كان متابعا في حالة سراح مما نسب إليه، وتوبع الأشخاص الموقوفين.
وقضت المحكمة ذاتها، برفع المدة الحبسية الصادرة في حق الناشط الريفي هشام بليش إلى ثلاثة أشهر بعد أن صدر منه شغب داخل قاعة المحكمة.
وقالت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إن المحكمة قضت ببراءة سعيد قدوري، عضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وسعيد المرابط؛ فيما أطلق سراح ثلاثة آخرون، من بينهم قاصر، مع غرامة مالية قدرها 1000 درهم.
وكانت المحكمة قد قضت بإطلاق سراح 3 نشطاء آخرين مع غرامة مالية قدرها 2000 درهم، فيما حكم على ثلاثة قاصرين بشهر حبسا نافذا مع غرامة مالية قدرها 2000 درهم.
واعتبرت هذه الأحكام أخف أحكام تصدر بحق ناشطي الحراك، منذ بداية الاعتقالات والمحاكمات على خلفية حراك الريف.
وكانت مدينة العروي التي تبعد عن مركز الناظور بنحو 20 كلم شهدت اندلاع مواجهات يوم 12 آب/ أغسطس الجاري، تدخلت في إثرها عناصر الأمن التي اعتقلت عددا من المشاركين في المظاهرة التي نُظمت تضامنا مع معتقلي حراك الريف.
وأوقفت السلطات الأمنية بمدينة الحسيمة يوم الجمعة طفلا يبلغ من العمر 14 سنة، وذلك بعد أن وجهت له استدعاء للحضور لمقر الأمن في المدينة ذاتها، قبل أن تُفرِج عنه.
وجرى اعتقال الطفل أيوب الهاني شقيق محمد الهاني أحد معتقلي حراك الريف في سجن عكاشة في مدينة الدار البيضاء، من أمام متجر العائلة بالحسيمة قبل أن يجري إطلاق سراحه، من دون أن يُعرف ما إذا كانت الشرطة قد استمعت له في محضر رسمي أم لا.
وكتب عضو هيئة دفاع معتقلي حراك الريف عبد الصادق البوشتاوي، "استدعاء الطفل أيوب الهاني البالغ من العمر 14سنة وهو تلميذ في المستوى الإعدادي يتيم الأب ومعيله الوحيد أخوه محمد الهاني معتقل في الدار البيضاء من طرف شرطة الحسيمة" وأضاف «لم أَجِد عبارة تناسب هذا الفعل إنها المقاربة الأمنية القمعية وإحدى مظاهر سنوات الانتهاكات الجسيمة التي عادت بصيغة منمّقة».
وقال الصحافي ومدير موقع «بديل أنفو» حميد المهداوي: إنه أصيب داخل زنزانته بـ«الجْرْبَة»، إضافة إلى إذاقته العذاب في إثر تنقيله من سجن يبعد عن الآخر بأكثر من 600 كيلومتر، ومن دون أكل أو شرب قبل وخلال وبعد الوصول، وفي الغد يحضر لجلسة المحاكمة»، على حد تعبيره.
وأوضح المهداوي في رسالة وجهها للرأي العام من داخل السجن المحلي للحسيمة: إنه «داخل الزنزانة منغمس في الأوساخ وينظف الأرضيات والجنبات النتنة وقد ذعر لما وجده داخل زنزانته في سجن «عكاشة» من دون أن يرى نور الشمس لمدة 23 ساعة متواصلة، كما يتم حرمانه من زيارة طبيب الأسنان حيث فاتته ثلاثة مواعيد متتالية لمعاينة حالة الفم بعد وضع مقود الأسنان، إضافة إلى معاناته مع حاسة البصر حيث أصبح في حاجة إلى نظارات جديدة، وهي المطالب التي نقلها للمسؤولين في السجن من دون رد».
وتساءل «كيف يتم اعتقال صحافي لا لشيء سوى لأنه كان ينور الرأي العام في ساحة عمومية ويتبادل الأفكار مع مواطنين، كما أنه كان يوضح لهم بعض اللبس القانوني بخصوص عبارة «الاختطاف»، وكذا في ما يتعلق بمنع المسيرة الاحتجاجية لـ 20 يوليوز، وكل ذلك موثق، ولا يتضمن أي تحريض على التظاهر أو ما شابه».
وأضاف المهداوي في رسالته: «إنني أقول للذين دبروا اعتقالي: الغلبة لكم اليوم، فالشرطة معكم والنيابة العامة معكم، وقد يكون القضاء معكم، فاصنعوا به ما شئتم، وبسُلافة ما شئتم، وبيوسف ما شئتم، وببشرى ما شئتم، وبالوطن ما شئتم، وبأبنائه ما شئتم ولكن حسابكم عند الله عسير». وأعلن قاضي التحقيق لدى غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف في الدار البيضاء، انتهاء تحقيقه التفصيلي، مع حميد المهدوي وأن الملف وضع بين يدي النيابة العامة للاطلاع عليه، وتقديم ملتمساتها، في أجل لا يتجاوز خمسة أيام، قبل إصدار قرار الإحالة بشكل رسمي.
وحكمت محكمة الحسيمة الشهر الماضي على حميد المهدوي، بعقوبة حبسية، بلغت ثلاثة أشهر، بتهمة تحريض المواطنين على الاحتجاج باستعمال الصياح، ويتابع الآن بتهم جديدة، تتعلق بعدم التبليغ عن أخبار تمس بسلامة الدولة، على خلفية مكالمة أجراها مع مهاجر مغربي في هولندا.
وقالت تقارير صحافية إن الحكومة الإسبانية رفضت استقبال صحافي من الريف طلب الحماية، قبل أن تسلمه للسلطات الأمنية المغربية.
وكشف موقع "كوريو ديبلوماتيكو" الإسباني، عن أن حالة الصحافي المغربي، نجيب بالغربي، مدير نشر موقع "الريف24″، شبيهة بحالة صحافيين تركيين أقدما، بدورهما، على تقديم طلب الحماية في إسبانيا ضد النظام التركي. وقالت: إن من بين 200 معتقل سياسي ريفي في السجون المغربية، يوجد عدد مهم من الصحافيين بينهم محمد أسريحي عن موقع "الريف 24 "، في وقت كشفت فيه عن أن آخرين حاولوا الوصول إلى إسبانيا، كما هي الحال بالنسبة لنجيب بالغربي، مدير موقع "ريف إكسبريس"، الذي تم تسليمه للسلطات الأمنية بالمعبر الحدودي بني أنصار.
وهي الاعتقالات التي سببت أزمة بين السلطات المغربية ومنظمة مراسلون بلا حدود التي خصصت بيانا بشأنها.

سكان الحسيمة وبقية مناطق الريف المغربي يقاطعون احتفالات الأضحى تضامنا مع المعتقلين

محمود معروف

موريتانيا: تحقيقات مع جميع من لهم علاقة بالمُعارض بوعماتو المقيم في المغرب

Posted: 27 Aug 2017 02:23 PM PDT

نواكشوط – «القدس العربي»: ستكون محاكمة رجل الأعمال الموريتاني المعارض محمد ولد بوعماتو ابن عم الرئيس المقيم في المغرب بجنسيته الفرنسية، التي ستجري قريبا، محاكمة سياسية كبرى وفقا لتوقعات المراقبين، ولما تدل عليه التحقيقات المتواصلة مع جميع من لهم علاقة بالمعارض المذكور ومن تلقى منه مساعدة أو مكالمة أو تلقاها من أحد أنصاره السياسيين.
وشملت التحقيقات حتى الآن الشيخة المعلومة بنت الميداح التي ورد اسمها في تسريبات بصوت السناتور غدة متلقية أموالًا من رجل الأعمال بوعماتو، كما شملت الاستجوابات الصحافي موسى صمبا سي مدير نشر صحيفة «لكوتيدياه دي نواكشوط المستقلة»، والصحافي جدنا ولد ديدا المدير الناشر لموقع «موريب» المستقل، والصحافي باكر باي انداي مدير نشر موقع «اكريديم» المستقل، إضافة للكاتب الصحافي احمد ولد الشيخ المدير الناشر لصحيفة «لوكلام» أعرق الصحف المستقلة الذي لم يستجوب لوجـوده حاليـا في الخـارج.
وتعتمد التحقيقات التي تواصلها مفوضية الجرائم الاقتصادية للأسبوع الثاني، على التسجيلات الصوتية التي ضبطها الأمن الموريتاني قبل شهرين في هاتف السناتور المعارض محمد ولد غدة الموجود حاليا قيد الاعتقال للأسبوع الثالث ضمن متعلقات هذا الملف السياسي المعقد الذي اعتبرته النيابة العامة قائما «على ارتكاب جرائم عابرة للحدود» في إشارة لرجل الأعمال بوعماتو المقيم بالمغرب.
وأكد المحامي أحمد سالم محامي السناتور محمد ولد غدة في بيان وزعه أمس» أن الإرهاصات التي نشهدها اليوم هي محاولة من قبل الجهاز الأمني لتصفية الحساب مع محمد ولد بوعماتو الذي يوجد خارج البلاد منذ سبع سنين».
وقال: «كان جليا منذ بداية قضية السناتور محمد ولد غدة، تخبط النظام وارتجالية تصرفاته لحاجة في نفس يعقوب ولا أدل على ذلك من فوضوية المسطرة القانونية التي اتبعت معه، حيث حاول النظام أن يحول حادث سير مؤسف وغير متعمد إلى فرصة للتجسس وتصفية الحساب مع خصومه السياسيين، ومن هناك بدأ مسلسل الظلم الذي يعيشه ولد غدة اليوم بخرق حصانته البرلمانية ثم منعه من السفر ثم اختطافه لمدة أيام من دون السماح له بلقاء الأسرة أو المحامين وفي فترة الاعتقال انتقل من إدارة أمن الدولة إلى الدرك ثم إلى شرطة الجرائم الاقتصادية ولا ندري اليوم ماهي وجهته المقبلة.»
وبعد انكشاف المستور، يضيف المحامي، تأكد لي من خلال مراحل هذا المسلسل جميعها، ومن خلال محطاته المربكة، ومن خلال اللقاءات التي أجريتها وحتى من خلال تصريحات مسؤولين رسميين، أن المخطط يحاول فاشلا حتى الآن الوصول إلى محمد ولد بوعماتو مرورا بمحمد ولد الدباغ (مدير أعمال بوعماتو)، ما جعل كل شخص تربطه به علاقة من بعيد أو من قريب، عرضة للاستجواب والتحقيق».
وضمن ردود الفعل التي ـأثارتها هذه التحقيقات، أعلن المرصد الموريتاني لحقوق الإنسان «أنه يتابع ما تعرض له السناتور محمد ولد غدة منذ اعتقاله في العاشر من الشهر الجاري حيث اكتنفت عملية اعتقاله الكثير من المخالفات والخروقات القانونية، فانتهكت حصانته البرلمانية فضلا عن حرمانه من لقاء أفراد عائلته ومحاميه والنفاذ الفوري للعدالة إلى غير ذلك من الضمانات الحقوقية الأساسية التي تنص بنود الدستور والمواثيق القانونية على تطبيقها مع أي مواطن فور الحرمان من الحرية». وأضاف: «في السياق نفسه سجلنا ما كان النواب والصحافيون والنقابيون عرضة له على أيدي شرطة الجرائم الاقتصادية من توقيف واستجواب يتنافى وحرية الرأي والتعبير المكفولة».
«إن المرصد الموريتاني لحقوق الإنسان وأمام هذه الوضعية، يضيف البيان: يسجل أن هذا النوع من الممارسات يزيد من المخاطر والتهديدات لحرية الرأي، ويشكل تراجعا عن سقف الحريات العامة في البلد، كما أنه يعد انتهاكا لحرمة أشخاص ومؤسسات من طرف جهات كان ينبغي أن تكون ضامنة للحريات وكافلة للحقوق الأساسية كما هو مرسوم دستوريا وقانونيا».
وفي تصريحات للصحافة، أكدت الشيخة المعلومة بنت الميداح «أن الأسئلة التي وجهها لها المحققون تناولت ظروف تصويت الشيوخ ضد مشروع التعديلات الدستورية في السابع عشر من شهر مارس/ آذار الماضي». وأضافت في تصريح لوكالة «الأخبار» المستقلة: «أنها تلقت أسئلة حول استفادة أعضاء مجلس الشيوخ المناوئين لمشروع التعديلات الدستورية من بعض التمويلات».
وفيما يتعلق باستجواب الشرطة للصحافيين، أكد الاتحاد المهني للصحف المستقلة في موريتانيا «رفضه القاطع لتدخل الحكومة أو أية جهة سياسية أيا كانت في السياسات التحريرية للمؤسسات الصحافية المستقلة».
وجدد «دعوته للحكومة من أجل الإقلاع عن سياسة تضييق الخناق على الصحافة المستقلة عبر حرمانها من الحقوق المهنية جميعها التي تكفلها الأنظمة الديمقراطية عبر العالم بما في ذلك انتهاج سياسة تجفيف المصادر التقليدية لدعمها». وحث الاتحاد الحكومة «على النأي بالصحافة عن الصراعات والخلافات السياسية التي ليست طرفا فيها ولا يمكن أن تكون كذلك».
ونددت مجموعة من عمداء المهنة الصحافية في بيان وزع أمس «باستجواب عدد من الصحافيين يوم الجمعة حول إنتاجهم الإعلامي وخطهم التحريري، ومصادر تمويلهم».
واستنكر العمداء في بيانهم «قيام السلطات العمومية بتسليط سلاح التخويف من أجل تكميم أفواه الصحافيين، ووضع حد لحرياتهم إذا لم يسيروا في فلك النظام ووفق رغباته، فمثل هذه التصرفات يبرهن على تراجع الحريات الفردية، كما يتنافى مع الخطاب الرسمي الذي يفتخر فيه النظام بالدفاع عن مبادئ الديمقراطية في البلد.»
وطالبوا عمداء المهنة «الحكومة بالوقف الفوري للإجراءات التعسفية في حق الصحافيين بسبب خطهم التحريري، رافضين «استخدام الأحداث السياسية لتصفية الحسابات».
وفي تحليل لفتح ملف المعارض الموريتاني محمد ولد بوعماتو، أكدت صحيفة «الوسط» الموريتانية المستقلة «أن قدرة الملياردير ولد بوعماتو على التخفي، وعدم ظهوره بأي تصريح إعلامي واضح، وكذا علاقاته الواسعة في أوساط غربية، وإفريقية، فضلا عن ثروته الطائلة، كل ذلك مكنه من البقاء بعيدا عن أعين الرقيب، وأبقى خـُططه طي الكتمان على الأقل بالنسبة لعامة شعبه، إلا أن القدر تدخل لفضح تلك الخطط، والكشف عن شركاء ولد بوعماتو في الداخل».
واليوم، تضيف الوسط، بات الملياردير الكتوم أمام وضع لا يــُحسد عليه، وخيارات محدودة، فإما أن يتبنى «عملاءه» في الداخل، وينبري للدفاع عنهم، وهو ما سيجعله طرفا مباشرا بالمعنى القانوني المحض، ويـُحرج الدول التي تستضيفه، والتي منحته جوازات سفرها، وإما أن يتبرأ من عملائه في الداخل، ويتركهم لمصيرهم، وهو ما سيفقده ما تبقى من أوراق بيده في الداخل».

موريتانيا: تحقيقات مع جميع من لهم علاقة بالمُعارض بوعماتو المقيم في المغرب
استجواب صحافيين ونقابيين وشيوخ تمهيدًا لمحاكمة سياسية كبرى

السلطة تجمد بعض «الخطوات الحاسمة» تجاه غزة ولجنة خاصة أوصت الرئيس بالتخفيف والسماح لموظفي الصحة والتعليم بالعمل

Posted: 27 Aug 2017 02:22 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي» أكدت مصدر فلسطيني مطلع لـ «القدس العربي»، أن قرار الرئيس محمود عباس الأخير، القاضي بالسماح لموظفي الصحة والتعليم في قطاع غزة، ممن أحيلوا مؤخرا لـ «التقاعد المبكر» بالعودة إلى العمل من جديد، يأتي ضمن توصيات جرى اتخاذها، الهدف منها جعل الإجراءات التي طبقت بحق غزة تمس حركة حماس، دون أن تؤثر كثيرا في حياة السكان. وذكر أن اللجنة المركزية لحركة فتح، شكلت لجنة خاصة، لدراسة الإجراءات المتخذة بحق الموظفين في غزة، وذلك بعد اعتراض الهيئة القيادية لحركة فتح في القطاع على هذه الإجراءات التي كادت أن تؤدي إلى مشاكل كبيرة جدا، بتوقف موظفي الصحة والتعليم عن العمل، بعد إحالتهم للتقاعد.
أخيرا وضمن «الإجراءات الحاسمة» التي اتخذت لدفع حماس القبول بمقترحات الرئيس عباس للمصالحة، جرت إحالة آلاف الموظفين من العاملين في قطاعات مدنية وعسكرية مختلقة لـ «التقاعد المبكر»، فيما جرى أيضا خصم جزء من رواتب الموظفين، حيث أثر ذلك بشكل كبير على الوضع الاقتصادي. وهدفت الخطوات بمجلمها للضغط على حماس، وحملها لحل اللجنة الإدارية، خاصة وأن أي مشاكل اقتصادية تعود بالضرر على الحركة التي تحكم غزة فعليا.
وتخوف السكان بشكل كبير من مردود سلبي كبير يطال حياتهم، مع إحالة أطباء أكفاء للتقاعد، ما يحرمهم من تلقي العلاج على أيدي أطباء مختصين، وكذلك خشي الأهالي من تدني مستوى التعليم، بعد إحالة معلمين ذوي خبرة للتقاعد، غير أن الخطوة الجديدة بالسماح لهم بالعمل، ساهمت في تبديد المخاوف، غير أنها لم تحل المشاكل الاقتصادية التي لا تزال تعصف بغزة، جراء تطبيق قانون التقاعد، أو الخصم من الرواتب.
وعلمت «القدس العربي» أن اللجنة التي شكلتها فتح، سترفع توصيات أخرى للقيادة الفلسطينية خلال الفترة المقبلة، تهدف إلى التخفيف عن سكان غزة، ضمن «الإجراءات الحاسمة» المتخذة، خاصة تلك التي تؤثر على «الوضع الإنساني»، كونها تخشى من حدوث شواغر كبيرة في قطاعات الصحة والتعليم.
وحسب المصدر، فإنه في سياق ذلك جرى تجميد العديد من الخطوات التي أقرت ضمن خطوات معاقبة حماس.
وكان الدكتور رامي الحمد الله، رئيس الوزراء الفلسطيني، قد أعلن السبت أنه عقب التشاور مع الرئيس عباس، وموافقته، جرى السماح لموظفي قطاع الصحة والتعليم الذين تمت إحالتهم للتقاعد مؤخرا، الاستمرار بالعمل في وزاراتهم من أجل ضمان تقديم الخدمات للمواطنين في القطاع. وجدد الحمد الله مطالبته لقيادة حماس بحل اللجنة الإدارية في غزة، وتمكين حكومة الوفاق الوطني من ممارسة عملها لإنهاء الانقسام. وتطبيقا للقرار شرع عدد كبيرة من موظفي السلطة الفلسطينية في القطاعئ، العاملين في حقل الصحة والتعليم، وممن أحيلوا إلى «التقاعد المبكر»، بالعودة مجددا للعمل، بناء على قرار الرئيس والحكومة.
ولن يكون قرار السماح بعودة الموظفين، حائلا أمام استمرار السلطة بتطبيق القانون على موظفين جدد من القطاع، وأن الأمر متروك للحكومة، حيث لم يلغ قرار إحالة موظفي الصحة والتعليم الذين سمح لهم العودة للعمل.
ومن المقرر أن يبقى هؤلاء يتلقون رواتبهم من هيئة التأمين والمعاشات، بدلا من وزارة المالية الفلسطينية، وأن أمر عودتهم من جديد للعمل وإلغاء قانون الإحالة مرتبط بقبول حماس، مقترحات الرئيس للمصالحة، وفي مقدمتها حل اللجنة الإدارية التي شكلتها لإدارة المؤسسات الحكومية في قطاع غزة.
يشار إلى أن «الخطوات الحاسمة» التي لجأت السلطة لاتخاذها بحق غزة، هدفها إحداث تأثير اقتصادي ومالي كبير يمس حماس.
وفي السياق كانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، قد طالبت بإلغاء كل الخطوات المتخذة بحق قطاع غزة، وقال عضو المكتب السياسي للجبهة جميل مزهر خلال مسيرة جماهيرية «إن الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في قطاع غزة مستمرة في التدهور، بفعل استمرار واشتداد الحصار الصهيوني، إضافة لما اتّخذته السلطة الفلسطينية من إجراءات عقابية». ودعا إلى وقفها والعمل مباشرة على تعزيز صمود الشعب الفلسطيني، كما طالب حماس بحل اللجنة الإدارية من أجل «نزع الذرائع» أمام السلطة واتخاذها مزيدا من الإجراءات.

السلطة تجمد بعض «الخطوات الحاسمة» تجاه غزة ولجنة خاصة أوصت الرئيس بالتخفيف والسماح لموظفي الصحة والتعليم بالعمل
هدفها جعل «الخطوات الحاسمة» موجهة لحماس دون المس بحياة السكان

خلاف حول دلالة إعلان بدء معركة دير الزور قريبا؟

Posted: 27 Aug 2017 02:21 PM PDT

حلب – «القدس العربي»: أثارت تصريحات رئيس مجلس دير الزور العسكري المنضوي ضمن قوات سوريا الديمقراطية المكونة أساساً من وحدات الحماية الكردية قبل أيام بشأن اقتراب موعد معركة السيطرة على دير الزور تساؤلات بشأن مغزى هذه التصريحات التي تتزامن مع فشل مساع أمريكية في عقد تفاهمات بين قسد وفصائل المعارضة السورية.
وصرح رئيس مجلس دير الزور العسكري المنضوي ضمن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) أحمد أبو خولة، أن الهجوم على تنظيم الدولة الإسلامية في دير الزور ربما يبدأ خلال أسابيع بالتزامن مع عملية الرقة، مشيرًا إلى أن مجلس دير الزور العسكري يضم أربعة الآلاف مقاتل من أبناء المحافظة سيكونون رأس حربة المعركة المقبلة.
ويرى مدير المكتب الإعلامي للمجلس العسكري الموحد لدير الزور التابع للمعارضة السورية سيف النجدي: «أن إعلان قوات سوريا الديمقراطية قرب معركة دير الزور ما هو إلا محاولة لضم أكبر عدد من مقاتلي أبناء دير الزور إليها، حيث أنهم أعلنوا قبل نحو شهرين عن معركة دير الزور، الأمر الذي دفع أعداداً كبيرة من المقاتلين للانضمام إليها.
وأشار النجدي في حديثه لـ»القدس العربي» إلى أن عروضاً جاءت لمجلس دير الزور العسكري التابع للمعارضة السورية من جهات دولية لم يسمها لأجل معركة دير الزور، حيث يتضمن أحدها العمل المشترك مع قسد، وهذا ما نرفض، اما العرض الثاني فالعمل بدون قسد لكن بوجود قوة عسكرية كبيرة وقيادة واحدة، لكنه أيضاً صعب جداً بسبب عدم تنازل فصيل لآخر او قائد لآخر لقيادة المعركة.
ويعتقد النجدي أن معركة دير الزور ستكون اضخم من معركة الموصل بسبب حصار المحافظة من جهاتها الأربع، وبالتالي فإن تنظيم الدولة لن يستسلم بتلك السهولة، فضلا لعدم وجود العدد الكافي من المقاتلين لدى قوات سوريا الديمقراطية لاقتحام دير الزور حيث ان المعركة لا تعتمد فقط على الطيران بل على المشاة أيضاً، لذلك فإن معركة السيطرة على دير الزور لا تزال بعيدة على أرض الواقع.
ويرى عضو الائتلاف الوطني السوري السابق المحامي حسين البسيس: أن إعلان قوات سوريا الديمقراطية اقتراب موعد معركة دير الزور جاء لتخفيف الضغط من حدة المعارك التي تشهدها مدينة الرقة، فضلاً عن تشتيت القوة العسكرية لتنظيم داعش الذي سيصب في مصلحتها في نهاية الأمر من ناحية محاربتها الناجحة للارهاب، وبالتالي بأنها حليف قوي للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن. وتوقع دخول قوات قسد إلى معركة السيطرة على دير الزور عبر بوابة مجلس دير الزور العسكري برعاية التحالف الدولي، لكن السيطرة الكاملة ستكون للوحدات الكردية، حيث سيؤدي هذا الأمر في النتائج إلى ظهور مشاكل واعمال انتقامية اثناء سير المعارك، فالتحالف الدولي يعتبر مسؤولاً أمام ما سيحدث بسبب رفضه دخوله الجيش الحر من ابناء دير الزور وحصر الدخول الا بالتنسيق مع قسد التي يرفضها العرب لاعتبار الوحدات الكردية العمود الفقري لها.
وهو يعتقد أن أهم تداعيات دخول قوات قسد إلى دير الزور ستحدث كما حدث في محافظة الحسكة عندما تم استثمار النفط لصالح نظام الاسد، فيما سيكون هناك فراغ امني في المناطق المحررة لعدم وجود كوادر قادرة على ضبط المنطقة امنياً وسيحدث استقطاب وتجنيد لعدد من الشباب لصالح قسد بسبب الوضع الاقتصادي، بالإضافة إلى حدوث صدام بين العرب وقسد بعد تحرير المنطقة كونها منطقة عربية بشكل كامل.
يشار إلى أن تصريحات التي أدلى بها رئيس مجلس دير الزور العسكري التابع إلى قوات سوريا الديمقراطية بشأن اقتراب موعد معركة دير الزور تأتي في ظل تواتر أنباء عن فشل مساعٍ أمريكية بشأن عقد تفاهمات بين قسد التي تشكل الوحدات الكردية الغالبية العظمى فيها وفصائل المعارضة السورية المسلحة، تمهيدا للإعلان عن بدء عمليات عسكرية مشتركة في اتجاه دير الزور حسب مصادر.

خلاف حول دلالة إعلان بدء معركة دير الزور قريبا؟

عبد الرزاق النبهان

الإعصار «هارفي» يهدد ولايات أمريكية بكارثة سيول ومقتل شخصين وانقطاع التيار الكهربائي عن مدن

Posted: 27 Aug 2017 02:20 PM PDT

هيوستون (تكساس) من بريان ثيفينوت: تصدت طواقم الإغاثة لارتفاع مياه الفيضانات في وقت مبكر من صباح أمس وأخرجت مئات السكان الذين تقطعت بهم السبل من منازلهم وسياراتهم في جنوب شرق تكساس مع تقدم الإعصار هارفي، أقوى إعصار يجتاح الولاية منذ 50 عاما، في المناطق الداخلية من الولاية.
وقال إيد جونزاليس قائد شرطة هاريس كاونتي على تويتر إن العاصفة قتلت شخصين على الأقل وإن عدد القتلى يمكن أن يرتفع إذ أن نوابه يستجيبون لتقارير عن امرأة وطفل قتلا داخل مركبة غارقة على طريق سريع قرب هيوستون.
وقال أحد السكان إنه شاهد جثة امرأة طافية في الشارع أثناء سيول مفاجئة في الجزء الغربي نفسه من المدينة. وقال السكان لقناة تلفزيون ايه.بي.سي 13 إن ارتفاع المياه بلغ بضعة أقدام.
وألغى مطار وليام بي. هوبي في هيوستون كل الرحلات في وقت مبكر من صباح أمس بسبب مياه الفيضان التي غمرت المدرج. وقال المطار إن منطقة الوصول غمرتها المياه وأصدرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية إنذارات من سيول مفاجئة في المنطقة المحيطة.
وقال السارجنت كولن هاوارد من شرطة هيوستون إن حالة الوفاة المؤكدة الثانية امرأة لاقت حتفهما عندما كانت تقود سيارتها في شوارع غمرتها المياه في غرب المدينة.
وقال «بدا أن مركبتها دخلت في مياه عميقة وأنها غرقت نتيجة لذلك».
وحثت السلطات السكان على الابتعاد عن الشوارع في هيوستون ومدن أخرى في جنوب شرق تكساس مع هطول الأمطار بمعدل يصل إلى خمس بوصات في الساعة ما أدى إلى غمر الشوارع بالمياه.
ومساء يوم الجمعة توفي رجل في حريق بمنزل في بلدة روكبورت الواقعة على بعد 48 كيلومترا إلى الشمال من كوربوس كريستي وقال مسؤولون إن نحو 12 شخصا في المنطقة أيضا تعرضوا لإصابات.
وقال مركز المعلومات المشترك في هاريس كاونتي إن المسعفين نفذوا مئات من عمليات الإنقاذ في وقت مبكر من صباح أمس.
واجتاح هارفي ولاية تكساس مركز صناعة النفط والغاز في الولايات المتحدة في وقت متأخر الجمعة كإعصار من الفئة الرابعة برياح تصل سرعتها إلى 210 كيلومترات في الساعة وهو أقوى إعصار من نوعه يجتاح تكساس منذ العام 1961.
وأطاح الإعصار بأسطح المنازل واقتلع خطوط الكهرباء وأحدث عواصف وفيضانات. كما أدى إلى تراجع إنتاج الولايات المتحدة من النفط والبنزين مما دفع الأسعار للارتفاع.
وضعف الإعصار إلى عاصفة مدارية لكن من المتوقع أن يواصل اجتياح تكساس لعدة أيام مصحوبا بأمطار يصل منسوبها إلى 102 سنتيمتر.
وتعرضت روكبورت لضربة مباشرة من العاصفة وغمرت المياه الشوارع وسقطت خطوط الكهرباء وانتشر الحطام مساء يوم السبت. وفي مركز لبيع السيارات انقلبت نحو عشر سيارات في وسط أحد الشوارع.
وبحلول مساء السبت وصلت قافلة عربات عسكرية إلى منطقة روكبورت تقل أشخاصا ومعدات للمساعدة في جهود إزالة آثار الإعصار. وأعلن مسؤولون في المدينة حظر تجول ليلي.
وقال أحد السكان ويدعى جويل فالديز (57 عاما) لرويترز «كان الأمر فظيعا». وقال إن العاصفة اقتلعت جزءا من سقف منزله مشيرا إلى أنه «شعر وكأن المنزل بأكمله يتحرك».
كان جريج أبوت حاكم ولاية تكساس قال إن 1800 عسكري سيشاركون في جهود عمليات إزالة أثار الإعصار بينما سينضم نحو ألف آخرين إلى عمليات البحث والإنقاذ.
وقالت شركات مرافق في تكساس إن الكهرباء انقطعت عن نحو ربع مليون عميل. وتواصل هبوب الرياح وهطول الأمطار على الساحل فيما بدأ السكان تقييم الأضرار.
وذكرت مصلحة العدالة الجنائية في تكساس أنها اضطرت إلى إجلاء نحو 4500 نزيل من ثلاثة سجون بالولاية بسبب ارتفاع منسوب المياه. وبدا أن روكبورت من أكثر البلدات المتضررة بالإعصار هارفي.
وقبل وصول الإعصار إلى اليابسة أصدر رئيس البلدية إرشادات للسكان بكتابة أسمائهم على أذرعهم ليسهل التعرف عليهم في حالة الوفاة أو الإصابة.
وقال خفر السواحل الأمريكي إنه أنقذ 15 شخصا من على متن قوارب يوم السبت وإنه يتابع سفينتين عالقتين تحملان آلاف الأشخاص في خليج المكسيك بسبب العاصفة.
وقال مسؤولو طوارئ ووسائل إعلام محلية إن مدرسة ثانوية وفندقا ومجمعا لرعاية المسنين ومنشآت أخرى لحقت بها أضرار من بينها ما يستخدم كملاجئ من الأعاصير.
وانقطع التيار الكهربائي عن مدينة بورت لافاكا الساحلية إلى الشمال وأغرقت المياه بعض الشوارع.
وقال رئيس بلدية المدينة جاك ويتلو بعد أن تفقد المدينة يوم السبت «هناك الكثير من الأشجار التي سقطت والحطام لدرجة أن تكلفة عمليات التطهير ستكون هائلة».
وخلت شوارع مدينة كوربوس كريستي التي يقطنها نحو 320 ألف نسمة من المارة في وقت مبكر من صباح يوم السبت مع استمرار هبوب الرياح العاتية مما تسبب في تحطم لوحات إعلانات ضخمة.
وتخضع المدينة لأمر إخلاء طوعي من قبل وصول العاصفة إليها.
وقال المركز الوطني الأمريكي للأعاصير إن هارفي ضعف إلى عاصفة مدارية يوم السبت مشيرا إلى أن مركز العاصفة يبعد نحو 95 كيلومترا جنوب شرقي مدينة سان أنطونيو برياح سرعتها نحو 104 كيلومترات.
وقال سيلفستر تيرنر رئيس مدينة هيوستون، رابع أكبر المدن الأمريكية سكانا والتي يوجد بها نحو مليوني شخص من بين ستة ملايين في مسار العاصفة، إن المدينة شهدت هطول أمطار غزيرة بلغ منسوبها نحو 40 سنتيمترا حتى الآن وإنها ستستقبل ما بين 60 و 90 سنتيمترا خلال الأيام المقبلة. وأظهر أحدث تتبع للعاصفة لتوقع مسارها أن الإعصار هارفي سيستدير عائدا نحو ساحل خليج المكسيك قبل أن يستدير مجددا نحو الشمال غداُ الثلاثاء.
وأعاد حجم وقوة الإعصار إلى الأذهان الإعصار كاترينا الذي اجتاح نيو أورليانز كإعصار من الفئة الثالثة في العام 2005 وتسبب في وفاة 1800 شخص. (رويترز)

الإعصار «هارفي» يهدد ولايات أمريكية بكارثة سيول ومقتل شخصين وانقطاع التيار الكهربائي عن مدن

عرب وتركمان كركوك يرفضون مشاركة محافظتهم في استفتاء استقلال كردستان

Posted: 27 Aug 2017 02:19 PM PDT

كركوك ـ «القدس العربي»: جدد ممثلو العرب والتركمان في كركوك، رفضهم إشراك محافظتهم في الاستفتاء على انفصال الإقليم عن العراق لأنها ليست ضمن محافظات الاقليم، داعين الحكومة الاتحادية إلى التدخل لحماية العرب فيها من الضغوط والانتهاكات.
وقال النائب عن كركوك، محمد تميم، في لقاء صحافي إن «العرب في المناطق المتنازع عليها، في كركوك وسهل نينوى وديالى وغيرها، يتعرضون لضغوط وترهيب من الأجهزة الأمنية الكردية، لرفضهم الاشتراك في الاستفتاء المقرر في ايلول/ سبتمبر المقبل».
وأشار إلى أن «الأجهزة الأمنية الكردية بدأت تصعد الموقف تزامنا مع اقتراب الاستفتاء».
وشدد النائب عن اتحاد القوى الوطنية، على أن «عرب كركوك يرفضون هذا الاستفتاء وسيقاطعونه، وعلى الحكومة الاتحادية أن تتحرك لمنع إجراء الاستفتاء في المحافظة».
وبين أن «محافظ كركوك، نجم الدين كريم، طلب من مجلس المحافظة أن يصوت في جلسة الثلاثاء المقبل على الانضمام إلى الاستفتاء».
وعبّر عن قناعته أن «سيناريو التصويت سيمرر، كما حصل في جلسة رفع العلم الكردي على المحافظة».
وأكد أن «ممثلي العرب والتركمان سيقاطعون الجلسة، وسيلجأون إلى القضاء لإلغاء القرار، كما فعلوا مع قرار رفع العلم»، داعيا الحكومة المركزية إلى أن «يكون لها دور في هذا الموضوع».
وعن تصاعد الاعتداءات ضد عرب المحافظة، قال تميم: «كنا نحسن الظن سابقا ونعتبر الخروقات والاعتداءات تصرفات فردية، ولكنها الآن تشمل كل المناطق المتنازع عليها، ووصلت إلى خطف النساء العربيات وقتلهن ضمن حملة الترهيب للمكون العربي».
وحمّل «المحافظ المسؤولية الكاملة كونه رئيس اللجنة الأمنية في كركوك»، مؤكداً أن «جميع الموظفين الكبار والضباط من العرب في المحافظة تم اغتيالهم».
وأضاف: «مسلسل الاغتيالات مستمر منذ 2003 والحكومة في بغداد لا تحرك ساكنا».
وذكر أن «المجلس العربي الممثل لأغلب الكيانات العربية في كركوك، أبلغ المحافظ، منذ شهر، بتصاعد الهجمات على المكون العربي في المحافظة ودعاه إلى اتخاذ موقف من هذه القضايا، لكن الاعتداءات على المكون العربي أزدادت في الآونة الأخيرة».
وأشار تميم إلى « قيام عناصر من البيشمركه بالاعتداء على مخيم للنازحين من مناطق الحويجة وداقوق والرشاد، حيث قامت تلك القوة بخطف ثلاث نساء من المخيم ينتمين إلى قبيلة طي العربية». وبعدها بيومين، وفق المصدر ذاته «قامت قوة أمنية أخرى بخطف شقيقتين من حي واحد في مدينة كركوك، وهما من قبيلة عز، وتم العثور على جثتي امرأتين من المخطوفات في دائرة الطب العدلي، وترفض السلطات الكردية تسليمهما لذويهما». وكشف تميم، أن «قوة أمنية تابعة للمحافظ تقوم بمساومة أهالي النساء المخطوفات»، مناشداً رئيس الوزراء حيدر العبادي التدخل لايقاف الانتهاكات واستهداف النساء العربيات في كركوك.
كما دعا حكومة بغداد لـ«جعل الملف الأمني في كركوك بيدها وليس بيد الأجهزة الأمنية التابعة للأحزاب الكردية».
ولفت إلى أن «الشيخ عبد الكريم العزي منذ شهر يفاوض، اسطة غفور مسؤول تنظيمات الاتحاد الوطني في داقوق، لاطلاق سراح الامرأتين المعتقلتين»، مؤكداً أن «وزارة الهجرة تعلم باعتقال النساء من المخيم على يد البيشمركه».
وحمّل تميم، العبادي «مسؤولية حماية العرب»، مخاطباً إياه : «هؤلاء شعبك وأهلك، سواء كانوا عربا أو تركمانا.. أرجوك إنقذ كركوك من سطوة الأحزاب».
وأضاف: «توجد في كركوك 14 دائرة أمنية تابعة للأحزاب الكردية، ويجب أن يكون الأمن خاضعا للسلطة المركزية»، منوها إلى أن «عرب كركوك أشبه بالأسرى الآن».
وحذر من «انفلات الوضع الأمني إذا لم يتحرك رئيس الوزراء».
إلى ذلك قال محافظ كركوك، نجم الدين كريم، أمس الأحد، إن إجراء استفتاء استقلال إقليم كردستان لا يضر في محافظة كركوك، معتبراً أن من يقول ذلك، هو «واهم».
وبين خلال مؤتمر صحافي عقده عقب اجتماع للمحافظة: «تحدثنا عن الاستفتاء في اجتماعنا وجددنا رغبتنا في المشاركة ومن يقول إن الاستفتاء سيؤثر على المحافظة سلباً نقول لهم إنهم واهمون».
ودعا كريم «النواب العرب إلى المطالبة بتحرير الحويجة التي يموت أهلها كل يوم بسبب الإرهاب والجوع، فيما يضحي البيشمركة بدمائهم للدفاع عن كركوك وقضاء الحويجة».
وأشار إلى أن «القضاء لن يتحرر دون مشاركة البيشمركه في عمليات استعادتها».
وأضاف: «من يتصور أن العراق أصبح مباعاً فإن ذلك التصور يعكس ضعف القيادة والسيادة العراقية»، معرباً عن دهشته في أن «كبار المسؤولين في الحكومة العراقية يستقبلون وفد الدولة التي تعسكر قواتها في بعض أجزاء العراق».
يذكر أن المجلس الأعلى للاستفتاء في إقليم كردستان برئاسة مسعود بارزاني، قرر شمول المناطق المتنازع عليها بالاستفتاء المقرر في 25 أيلول/ سبتمبر المقبل.

عرب وتركمان كركوك يرفضون مشاركة محافظتهم في استفتاء استقلال كردستان

الجزائر: أحمد أويحيى يشرع في إلغاء قرارات سلفه تبون!

Posted: 27 Aug 2017 02:19 PM PDT

الجزائر -«القدس العربي»: شرع أحمد أويحيى رئيس الوزراء الجزائري في محو آثار سلفه عبد المجيد تبون، بعد أيام قليلة من انتقاده للسياسة التي اتبعها تبون في المجال الاقتصادي، وهو ما يؤكد أن أويحيى عين في هذا المنصب لتغيير مجرى القرارات التي اتخذها سلفه، خاصة ما تعلق بتسيير المال العام ومراقبته.
وقع أحمد أويحيى على مرسومين تنفيذيين، يقضي المرسوم الأول الذي يحمل رقم 17ـ205 بإلغاء المرسوم الذي وقعه عبد المجيد تبون، والذي يقضي بإنشاء مفتشية عامة على مستوى رئاسة الوزراء هدفها مراقبة وتقييم الصفقات الممنوحة من طرف الدولة وأجهزتها ومؤسساتها ومراقبة مدى قانونيتها، كما تعمل على مراقبة كل المؤسسات والشركات التابعة للقطاع العام أو الخاص التي تستفيد من دعم الدولة، بالإضافة إلى سهرها على مدى تطبيق قرارات رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، خاصة ما تعلق بالمشروعات الاستثمارية والتنمية.
أما المرسوم الثاني الذي وقع عليه والذي يحمل رقم 13ـ 306 فيقضي بإلغاء نظام الرخص الذي فرضه رئيس الوزراء السابق بخصوص استيراد وتصدير السلع والبضائع، وهو القرار الذي كان قد اتخذه تبون أسابيع قليلة بعد تعيينه في منصبه، بأن قرر وقف استيراد الكثير من المواد الغذائية، الامر الذي أثار جدلا، خاصة وأن تلك المواد لم تكن تمثل شيئا كبيـرا مقارنة بالمـواد الاخـرى التـي تسـتنزف العمـلة الصعبة.
وتأتي قرارات أويحيى لتعيد الوضع إلى ما كان عليه عند تسلم تبون رئاسة الوزراء شهر يونيو/ حزيران الماضي، ولتؤكد أن تحفظ أصحاب القرار على تبون لم يكن فقط بخصوص الصراع الذي دخل فيه مع البعض من رجال الأعمال، وفي مقدمتهم علي حداد رئيس منتدى رؤساء المؤسسات وصديق شقيق الرئيس بوتفليقة، وهذه العلاقة بين حداد والرئاسة هي التي عجلت بإقالة تبون بطريقة مهينة وغريبة، على اعتبار أن حكومته حطمت الرقم القياسي في أقصر الحكومات عمرا، إذ لم يمض على تعيينها سوى أقل من ثلاثة أشهر، حتى تمت إقالتها، وتكليف أويحيى بتشكيل حكومة جديدة ضمت وزراء حكومة تبون نفسهم عدا ثلاثة وزراء تم تغييرهم لأنهم محسوبون على رئيس الوزراء المقال.
أضحى جليا أن السياسة التي اتبعها تبون لم ترض أصحاب القرار على مستوى الرئاسة، وأن الصراع الذي دخله مع رجال الأعمال، وإعلانه نيته فصل المال عن السياسة جلب له الكثير من المتاعب، لكن يبقى السؤال قائما بخصوص الأسباب والدوافع التي جعلت تبون يتصرف بهذه الطريقة، وكذا الجهة التي تكون شجعته ودعمته من أجل محاولة الوقوف في وجه من كانوا يستطيعون إرجاعه إلى الطريق الذي يرونه مناسبا بمجرد اتصال هاتفي، لكنهم اختاروا إهانته وسحله في الوحل قبل إخراجه من الباب الضيق، حتى دون أن يسمح له بالدفاع عن نفسه أو شرح موقفه.

الجزائر: أحمد أويحيى يشرع في إلغاء قرارات سلفه تبون!

زعيمة حزب يساري مغربي تدعو إلى وضع استراتيجية متكاملة لتجاوز الأوضاع المأساوية في البلاد

Posted: 27 Aug 2017 02:18 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: أعربت زعيمة حزب يساري مغربي عن شعورها «بالألم وسط هذه الموجة العارمة من العبث والانحطاط التي تؤكد تأخرنا التاريخي وفقدان البوصلة والمعنى، وقالت: إن كل يوم يحمل إلينا المزيد من المعاناة والشعور بالعجز والقرف».
وقالت نبيلة منيب الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد (يسار معارض): إن «الفتاة القاصر التي اغتصبت داخل حافلة نقل مدني، وقبلها أمينة الفيلالي التي وضعت حدا لحياتها بعد تزويجها من مغتصبها، وأطفال الشوارع والبؤساء الذين لم تعد لهم القدرة حتى على الاستغاثة أمام اللامبالاة، وتدني الحس التضامني بعدما انهارت منظومة القيم» لذلك «لا نستغرب أمام انتصار قانون الغاب، وعندما تتحرك الضباع المفترسة لتصطاد الفرائس الجريحة الأكثر ضعفا «كم من مآس طبَّعنا عليها؟ وكم من قصص مروعة تناسيناها؟ وكأنها أفلام خيالية، كثيرات عانين ويعانين في صمت من تواطؤ مجتمع «باتريكي» متخلف تسوده اللامبالاة ويؤطره الجهل المقدس، والممأسس، ولا يتحمل فيه المسؤولون مسؤولياتهم».
وأوضحت في تدوينة في صفحتها على الفيسبوك أن قضايا الاغتصاب ومسلسلاتها المقرفة، والعنف بألوانه كلها أصبحت تمارس في وضح النهار، بتواطؤ البشر حتى لا نَصِفهم بالمواطنين، وإن تراجع الحس المواطناتي وانتشار العنف لا يشكل إلا الجزء الظاهر من جبل الجليد العائم تحت الماء الذي يوشك مركب الوطن أن يصطدم به».
وقالت: «أمام هذه الأوضاع المأساوية التي تجازوت الحدود لم يعد يكفي تنديد المجتمع المدني والجمعيات النسائية والحقوقية، ولا التعبير عن الاستياء أو حتى الغضب، عبر الفضاء الأزرق الذي حوله بعضهم إلى فضاء لتفريغ الكبت، ونشر بؤس يعري على حقيقة الاستثناء المغربي، والجبن النابع عن تخلفنا الحضاري المبين، بل يفترض من المجتمع الغاضب الانتقال من ردة الفعل إلى الفعل من أجل مواجهة الداء بشكل جذري، ووضع حد لمعاناة بؤساء وطني، وكي يتحقق أخيرا التغيير المنشود تحت عنوان الكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية».
ودعت منيب إلى معالجة شاملة لأسباب ومسببات ظاهرة البؤساء من ضمنها الشباب العنيف الذي يعيش «خارج التغطية»، والإسراع بوضع استراتيجية متكاملة لإيقاف نزف الفقر والتهميش والإقصاء، نزف الأميات، والردة الممأسسة من مدرسة تم إفشالها، وإعلام متحكم فيه يخدم «تكليخ الشعب وترسيخ «الطاعة العمياء» والخنوع والجمود. ونزف الأوضاع الاجتماعية المتأزمة من جراء الريع ومركزة الثروة في أيادي قلّة، واتساع الفوارق وغياب التوزيع العادل للثروة ونزف الافلات من العقاب والظلم والحكرة، كما يقول المثل: «احتقار الشعب يدفعه إلى أن يصبح حقيرا» ونحن نعرف أن العنف يولد عنفا أشد مضاضة».
وتساءلت الزعيمة الحزبية المغربية ماذا ينتظر من مجتمع البؤساء عندما تفتقد القدوة والنمودج وشروط إحقاق الحقوق وخرق القانون؟ وحملت المسؤولين في البلاد مسؤولية ظاهرة «قضاء الشارع» و»عنف الشارع» والتسيب والفوضى وغياب الأمن وتهديد السلم المجتمعي، لأن المسؤولون يواجهون الاحتجاجات الشعبية السلمية، بطريقة تشبه «الحروب الاستباقية» لإسكات كل من خولت له نفسه المطالبة بالحقوق مستقبلا، غير مكترثين بغبن الرعايا الذين يتطلعون للمواطنة و الكرامة. مسؤولون يسخّرون مؤسسات الدولة لخدمة مصالحهم، لا يعون خطورة الأوضاع التي تنذر بالانفجار وأنهم مستبدون مادام الإفلات من العقاب وعدم ربط المسؤولية بالمحاسبة يشكل القاعدة التي يبنون عليها كينونتهم. ويتسترون على الفساد المستشري ويجعلون الشعب يفقد الثقة في الجدوى من المشاركة السياسية كي لا يتغير شيء ويطبقون سياسات التقشف التي تؤدي إلى تراجع الخدمات العمومية واتساع دائرة الفقر والتهميش و الحكرة ويؤجلون الإصلاحات الأساسية وفي مقدمتها إصلاح منظومة العدالة، ومن تم فهم.
وانتقدت نبيلة منيب جل المثقفين بالتخلف عن الركب وما يعرفه العالم من تقلبات وتأثيرات وأنهم غير مسموعين بالشكل الكافي وبالتالي غير قادرين على لعب دور التنوير والتأطير لتغيير المجتمع. وقالت: إن بعض المثقفين استقالوا وآخرون يحابون اليمين واليسار والعلماني والمتطرف ويزيدون في ضبابية الأوضاع، فيما مثقفون آخرين مزوّرين ناطقين رسميين، بلا ضمير».
واتهمت العلماء الذين «لا يجرؤ الكثير منهم على التدخل والجهر بالحقيقة في ما يقع لا في الداخل ولا في المحيط وعدد منهم يتدخلون عند الطلب ويساهمون بقدر وافر في أدلجة الدين، وآخرون، أصبحوا خبراء في تخدير عقول الشباب وغسل الأدمغة يصنعون التطرف والفكر التكفيري والعنف ويناهضون الحداثة والعقلانية ويساهمون في انتشار مشروع «الفوضى الهدامة» الذي خططت له دوائر الإمبريالية والصهيونية حفاظا على مصالحها الجيواستراتيجية والاقتصادية، والذي بداخله حدد مصيرنا بتفكيك أوصال أوطاننا وضرب سيادتنا الوطنية وتكريس تبعيتنا وبذلك استمرار استغلالنا وتخلفنا. وتساءلت كيف لم ترتفع الأصوات أمام تدمير عقول شبابنا وتخريب مستقبلهم بشتى أنواع المخدرات الحقيقية والفكرية ولم تقدم حلولا لوضع حد لهذه الظاهرة الخطيرة، وبقي الأفق مغلقا بالنسبة لأغلبية الشباب وكيف أن المغرب أصبح يصدر التطرف عبر العالم ولم يتم الاعتناء بمن لم يجد سبيلا للهجرة وتُرك ينضم إلى أفواج البؤساء يعاني من العنف ويمارسه وأصبحت السجون حاضنة للعنف وصناعة التطرف والإرهاب.
ودعت إلى مصالحة تتم عبر تحقيق الحكامة الأمنية و الجهوية المتضامنة المتكاملة و ضمان شروط إحقاق الحقوق لصون الكرامة الإنسانية ونشر ثقافة احترام وصيانة حقوق الإنسان في صفوف رجال الأمن أولا، و عبر الاصلاحات اللازمة لبناء الديمقراطية الحقة والمواطنة الكاملة ونشر ثقافة المساواة واحترام الاختلاف.
وقالت: إن «المعركة التي يجب أن يتجند لها الجميع لوضع حد لمسلسل البؤساء هي معركة القيم والقوانين والتنوير وتحرر الإنسان المغربي ومحاربة الفساد والشروع في الاصلاحات الضامنة لبناء دولة الحق والقانون دولة المواطنات والمواطنين وليس دولة الرعايا المستضعفين».

زعيمة حزب يساري مغربي تدعو إلى وضع استراتيجية متكاملة لتجاوز الأوضاع المأساوية في البلاد

غضب في أربيل عقب اشتباكات بين السكان ومقاتلين تابعين لأحزاب كردية إيرانية

Posted: 27 Aug 2017 02:17 PM PDT

أربيل ـ «القدس العربي»: أثارت الاشتباكات التي اندلعت قبل أيام، بين سكان محليين في أربيل، شمال العراق وعناصر من «جمعية الثوار الكادحين الكردستانية في إيران»، وهي تنظيم كردي إيراني معارض للنظام، قضية تواجد الأحزاب الكردية غير العراقية في كردستان، والأضرار التي تتسبب بها.
وحسب ما قالت مصادر مطلعة في أربيل لـ«القدس العربي» فإن «اشتباكات عنيفة أسفرت عن إحراق مقرات أحزاب كردية إيرانية في الإقليم، وقعت في منطقة بالكايتي في قضاء جومان، عقب مقتل وإصابة مواطنين من المنطقة على يد عناصر من جمعية الثوار الكادحين الكردستانية».
وأوضحت أن «الاشتباكات اندلعت، بعد حادثة مقتل الشخصين في قرية كوندة، حيث انفجر غضب سكان المنطقة وقاموا بمهاجمة مقرات جمعية الثوار الكادحين، وأحرقوا العجلات المتواجدة فيها بعد انسحاب عناصر الحراسة، ولم تتوقف الاشتباكات وأعمال العنف الا بعد تدخل قيادات عسكرية في البيشمركه الكردية، وقيادات سياسية في أربيل، من أجل التهدئة».
وحسب المصادر فإن «سكان تلك المنطقة مستاؤون من تواجد مقرات الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة لنظام طهران، قرب المناطق السكنية، ما يتسبب في وقوع مشاكل واحتكاكات إضافة إلى أن المدفعية الإيرانية غالبا ما تقوم بقصف مواقع تلك الأحزاب وتلحق أضرارا بأمن المنطقة، وخسائر اقتصادية في البيوت والمزارع».
وأبرز الأحزاب الإيرانية الموجودة في المنطقة، هي «الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني» و»جمعية الكادحين الكردستانية» و»جمعية الثوار الكادحين».
وقد أصدرت «جمعية الثوار الكادحين الكردستانية في إيران»، بياناً عبرت فيه عن أسفها لوقوع هذه الاشتباكات وقدمت تعازيها لذوي الضحيتين»

غضب في أربيل عقب اشتباكات بين السكان ومقاتلين تابعين لأحزاب كردية إيرانية

مصطفى العبيدي

أفول ممالك النفط بعد تداعي مشاريع الإصلاح والتحديث

Posted: 27 Aug 2017 02:15 PM PDT

ليس معلوما بعد ما إذا كانت الأزمة التي افتعلتها الدول الأربع بقيادة السعودية مع قطر «سحابة صيف» في قيظ الخليج الحارق أم ظلاما دامسا ناجما عن كسوف شمس العقل لدى بعض الزعماء المبتلين بداء العظمة. أيا كان الأمر فما حدث خلال الأسابيع التي أعقبت قرار التحالف الرباعي يكشف مرة أخرى سرعة حركة الرمال في الجزيرة العربية وصعوبة التنبؤ بمآلاتها. الأمر المؤكد حتى الآن أن ذلك التحالف لم يتقن حساباته بشكل دقيق ففوجئ بالموقف القطري الصلب الذي أحدث هزة في التحالفات الإقليمية غير مسبوقة منذ سنوات. وكان من أولى نتائج ذلك سرعة التحركات الدبلوماسية التي تبدو وكأنها سباق مع الزمن بين قطر الدولة الصغيرة والتحالف الرباعي الذي يواجه تصدعات داخله لأسباب عديدة. ويمكن تسجيل بعض التطورات المذكورة في ما يلي:
أولا: إن الموقفين الأمريكي والبريطاني كان رسالة عملية واضحة وجهت للسعودية بشكل خاص مفادها أن مجلس التعاون ليس ملكا خاصا لها، وبالتالي فليس مسموحا لها بتدميره بسياساتها الانفعالية. فالمجلس يعتبر مشروعا مشتركا بين دوله الست من جهة، وبين هذه الدول وكل من أمريكا وبريطانيا اللتين كان لهما دور في تأسيسه قبل 36 عاما. وليس من حق السعودية القيام بما من شأنه التأثير على مسارات المجلس. ولتأكيد ذلك فحين أعلنت الرياض عزمها على إنشاء «الاتحاد الخليجي» وقف الغربيون ضده عندما عارضته سلطنة عمان بشكل خاص. وكان حضور رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي القمة الماضية في الرياض حاسما ورسالة واضحة للسعودية بأن عليها أن لا تتصرف من طرف واحد بما يؤثر على تماسك المجلس. فبعد الضجة الإعلامية التي سبقت القمة حول الاتحاد الخليجي، انتهى الحديث عنه بعد خطاب السيدة ماي مباشرة. فحوى الرسالة أن منطقة الخليج لا تخضع للإرادة السعودية، فلا يحق لها فرض مشروع الاتحاد الخليجي إذا كان ذلك بديلا للمجلس أو قد يؤدي لتصدعات داخله أو انسحاب بعض أعضائه. هذه المرة رفضت واشنطن ولندن إقرار الخطوة السعودية الهادفة لصرف الأنظار عن المصادر الحقيقية للإرهاب وتوجيهها نحو قطر. الغربيون لهم رأي آخر أكده قانون «جاستا» الأمريكي الذي أصدره الكونغرس العام الماضي والذي يحمل السعودية جزءا من المسؤولية عما حدث في 11 سبتمبر/ايلول 2011.
ثانيا: إن إيران هي اللاعب السياسي الآخر في المنطقة، لها مصالحها ونفوذها، وبالتالي فليس من مصلحة أية دولة أن تدخل في عداء معها. وتسعى دول مجلس التعاون لانتهاج سياسات توازن فيها بين كل من السعودية وإيران اللتين تتنافسان على النفوذ الإقليمي.
وبرغم الجهود السعودية لإحداث حالة استقطاب سياسية حادة إلا أن بعض دول المجلس خصوصا سلطنة عمان رفضت ذلك وأصرت على الاحتفاظ بعلاقات متوازنة مع كل من الرياض وطهران. وعندما قطعت السعودية علاقاتها مع إيران بعد حادثة الحج قبل عامين التي قتل فيها أكثر من 400 من الحجاج الإيرانيين وحادثة السفارة السعودية في طهران بعد ذلك، رفضت مسقط قطع العلاقات. الملاحظ أن السعودية أضعفت موقفها كثيرا عندما استهدفت قطر بشكل مباشر، فخلقت بذلك أزمة كان يمكن تلافيها، وأصبحت تبحث عن مخارج سريعة منها لوقف التداعيات السلبية على المصالح السعودية. وفي الأسبوع الماضي أعلنت الدوحة عن إعادة سفيرها إلى طهران، وهو إجراء جريء أحرج الرياض لسببين: الأول إنه إجراء فردي من قطر بدون علم السعودية وثانيا إنه رسالة للرياض بأن زمن الهيمنة على قرارات دول الخليج الأخرى قد انتهى. الخطوة القطرية كانت استباقية ولم تنتظر إعادة السعودية علاقاتها مع الجمهورية الإسلامية. وهكذا بددت السعودية حظوظها الضاغطة على إيران، وفتحت المجال أمام دول مجلس التعاون الأخرى لاتخاذ القرارات التي تناسبها. وتدرك السعودية أن توازن القوى في المنطقة لم يعد لصالحها لأسباب ثلاثة: أولها ضعف التماسك الخليجي وغياب قرارات المجلس الإلزامية، ثانيها: إن حربها على اليمن أضعفتها وخلقت تصدعات في المنطقة وقللت من شأن الهيبة السعودية التي حاولت تكوينها بشن تلك الحرب قبل ثلاثين شهرا. ثالثا: إن التحالف السعودي مع الكيان الإسرائيلي وتشكيل تحالف قوى الثورة المضادة أضعف موقعها القيادي على صعيد العالم العربي، كما أن حربها مع اليمن أظهرت ضعفا بنيويا غير متوقع، بينما كانت تأمل أن تكون الحرب إعلانا عن عهد جديد تبدو السعودية فيه ماسكة بزمام الأمور وقادرة على ضرب مناوئيها وهزيمتهم. هذا لم يحدث، فتراجعت هيبتها حتى لدى حلفائها.
ثالثا: لوحظ هرولة السعودية نحو العراق بعد سنوات من توتر العلاقات. الهرولة السعودية جاءت بعد انتهاء حادثة خطف السياح القطريين من قبل بعض المجموعات المسلحة العراقية. تزامن مع الإفراج إعلان الحكومة العراقية وضع يدها على أموال قطرية كانت في طريقها للخاطفين، حسب ما أعلن. ويبدو أن السعودية انزعجت كثيرا من هذه الخطوة وربما اعتبرتها «دعما لجهات غير صديقة» وإنها لم تكن على علم مسبق بها. إعلان العراق عن ذلك كان مفاجئا وصادما للبعض، وربما كان محاولة لاسترضاء السعودية. ويعتبر ترطيب العلاقات بين الرياض وبغداد ضعفا للدبلوماسية السعودية وليس قوة، وتعبيرا عن تراجع السياسة السعودية التي كانت تسعى للصعود من خلال دعم المجموعات المسلحة في العراق وسوريا. وبفشل هذه المجموعات في تحقيق تقدم ملحوظ، بادرت الرياض لاتهام قطر بدعم تلك المجموعات، الأمر الذي استسخفه الكثيرون. وثمة انتقادات كثيرة وتململ لدى قطاعات واسعة من الأوساط العراقية بسبب الاستعجال في تطبيع العلاقات مع السعودية. وليس بعيدا عن التصور القول بأن العراق قرر الانحياز إلى المحور السعودي ـ الإماراتي بشكل واضح، الأمر الذي ستكون له تردداته الداخلية.
السعودية تتسابق مع قطر لإقامة العلاقات وعقد التحالفات مع الدول الكبرى في المنطقة خصوصا العراق وإيران. وبرغم ما يكرره وزير خارجيتها، عادل الجبير، عن ضرورة تنحي بشار الأسد عن الرئاسة السورية، فليس مستبعدا أن تعيد الرياض علاقاتها مع دمشق. فماذا يعني ذلك؟ لا شك أن فتح الجبهة مع قطر قد كلف الدبلوماسية السعودية ثمنا باهضا ودفعها لإجراءات وخطوات غير متوقعة وربما غير محسوبة. وسينعكس ذلك على الثقل الاستراتيجي للمملكة العربية السعودية.
رابعا: أزمة اليمن هي الأخرى أصبحت عاملا ضاغطا على السياسة السعودية. فبعد ثلاثين شهرا من الحرب ما زال الوضع يراوح مكانه. وتوحي تطورات الوضعين السياسي والعسكري على الساحة اليمنية بأمور مقلقة للسعودية. أولها أن السعودية أصبحت تتلقى الانتقادات والشجب خصوصا بعد انتشار وباء الكوليرا وإصابة أكثر من نصف مليون يمني بالوباء ووفاة أكثر من 2000 منهم حسب إحصاءات اليونيسيف. ثانيها: إن الامارات هي التي تحصد ثمار الحرب في مقابل تضحيات أقل. فهي التي تسيطر على الجنوب اليمني وميناء عدن ومطارها، وتمعن قواتها في إهانة مسؤولي حكومة هادي المدعومة من الرياض. وحتى الذين كانوا متحمسين للحرب أصبحوا يعتبرون الوجود الإماراتي «احتلالا». ومن المتوقع توتر العلاقات بين السعودية والإمارات بسبب التمدد الإماراتي في اليمن وفي ليبيا ومنافستها السعودية بشكل غير مسبوق. حكومة الرياض التي استهدفت قطر ستستهدف الإمارات عما قريب لأنها أصبحت تنافس السعودية. الكويت التي انتهجت سياسات خارجية قريبة من السياسات السعودية، سعت لاسترضاء الرياض، فاعتقلت عشرات المواطنين المشمولين بقضية «العبدلي». ويرى البعض أن سعيها للتوسط بين السعودية وقطر من قبل أمير الكويت نفسه دليل لرغبة الكويت تجنب الغضب السعودي. ولكن تراجع الحظوظ السعودية في مغامرتها مع قطر يساهم في تقليص الرهبة من الغضب السعودي. ويلاحظ أن أزمة اليمن أصبحت مركبة ومعقدة ومتداخلة. فثمة صراع على النفوذ بين جماعة «أنصار الله» الذين يطلق عليهم «الحوثيون» وجماعة علي عبد الله صالح. كما أن مواقف الدول الخليجية متباينة. فثمة محاولات إماراتية لاستمالة علي عبد الله صالح بهدف إضعاف المقاومة الداخلية للعدوان الخارجي. بينما تتهم قطر بأنها تميل للحوثيين. وهذا يعبر عن التقارب القطري ـ الإيراني وكذلك عن العلاقات بين قطر وجماعات الإسلام السياسي مثل الإخوان المسلمين وحماس وحزب الله.
هذه الفسيفساء السياسية قد تكون طبيعية، ولكنها مؤشر لفشل الطروحات السياسية التي قامت بعد ضرب ثورات الربيع العربي. فماذا يعني ذلك؟ هذه التوترات السياسية توحي بحتمية انفجار الوضع العربي مجددا بحثا عن أوضاع سياسية مختلفة يحترم فيها الإنسان وتضمن فيها حقوقه ويعترف بإنسانيته. العالم العربي إذن على موعد مع انفجار شعبي عام على غرار ما حدث قبل ستة أعوام، لكن مع اختلاف واحد: هذه المرة لن تخدع الشعوب بوعود الحكام ولن تقبل بأقل من التغيير الحقيقي الشامل. الغرب ليس مستعدا لتغييرات كبيرة وقد لا يدعمها، خصوصا نظرا لخطرها على الكيان الإسرائيلي، ولكن إرادة الشعوب أقوى، وهي قادرة على تحييد شيطنة الأنظمة. هذه المرة سيحدث التغيير لأنه سنة تاريخية وحتمية سياسية ورغبة شعبية.

٭ كاتب بحريني

أفول ممالك النفط بعد تداعي مشاريع الإصلاح والتحديث

د. سعيد الشهابي

ابتذال السياسة في السودان

Posted: 27 Aug 2017 02:14 PM PDT

في السودان تتعدد الأشكال والمعاناة واحدة! فالمعاناة الحياتية والمعيشية تواصل اختراق لحم المواطن السوداني ونخر عظمه، في كارثة حقيقية، لا ينكرها إلا المتسببون فيها من الحكام وسدنتهم، صغار العقول وعُميان البصيرة، الذين لا يرون في الشعب السوداني إلا مجموعة من الشحاذين والمتعطلين، ويجهرون بذلك في جهل وجهالة مقيتة، ومنهم علماء السلطان الذين ما فتئوا يزينون الباطل، و«يدغمسون» الحق، ويفتون حسب أهواء الحاكم، ابتغاء مرضاة السلطان وابتعادا عن الله وهم يعلمون! ومتزامنا مع معاناة الحياة والمعيشة في السودان، تتفاقم معاناة من نوع آخر، عنوانها سفه القول وساقطه في المساجلات والمشاحنات السياسية بين المتشاكسين الذين جاءوا من رحم النظام الحاكم في السودان ذاته. ويا ليت المسألة توقفت عند القول وحده، ساقطه أو سفيهه، ولكن، وللأسف الشديد، تسير الأمور بعجلة تسارعية، من محطة سيئة إلى أخرى أسوأ وأشد وعورة. فها هي نذر حرب أهلية أخرى، أطرافها، وللمفارقة العجيبة، ثلاث جهات مسلحة تتبع للحكومة، نعم الحكومة السودانية وليس أي حكومات أخرى، وهي قوات حرس الحدود من جانب، في مواجهة قوات الدعم السريع وقوات الجيش السوداني من الجانب الآخر.
وعذرا للقارئ الذي سيصاب بالدهشة والتعجب، وربما الذهول، عندما نخبره بأن قوات حرس الحدود وقوات الدعم السريع هي في الأصل ميليشيات قبلية، تنحدر من قبيلة بعينها، نظّمتها وموّنتها وشوّنتها الحكومة، وأسبغت عليها هذه الأسماء العسكرية النظامية، قبل أن تدخلها في الهيكل العسكري النظامي للدولة، ولكن، الكل يعلم تمتع هذه القوات باستقلال ذاتي يجعلها تتحدى قواعد الضبط والربط المعمول بها في الخدمة العسكرية النظامية في الدولة.
أما نذر الحرب الأهلية الجديدة، أو المتجددة، فتزيد من احمرار خضاب الأجواء المشبعة أصلا بروائح الدم السوداني المسفوح، بغض النظر عن سياسات الاسترضاء التي تجريها الحكومة الآن، ونجاحها في التصالح مع هذا اللورد أو ذاك من لوردات الحرب، ماركة إنتاج مصانع الحكومة. فمارد حرب المصالح الخاصة، لا المصالح الوطنية، قد خرج من قمقمه ولن يعود إلا بتغيير الوضع برمته. وفي الحقيقة، وكنتيجة مباشرة لممارسات النظام الراهن، يشهد السودان تفاقم العصبية القبلية، حد التصارع بالسلاح، حتى أصبح من الممكن جدا وصم هذا النظام كمهدد للوجود القومي السوداني. وهذه كارثة في بلد يقوم أصلا على التعايش السلمي بين القبائل والإثنيات المختلفة، ويعتمد بشكل كبير على عملية، تتجدد كل ثانية، من أجل تمتين العلاقة بين مكوناته القومية المختلفة لصالح دعم وجود الأمة السودانية. واليوم، ما يفرق المدن أضحى أكثر مما يربط، وما يحرك الناس لاقتلاع الحقوق هو عامل الجهة والقبيلة، والحس القبلي الضيق طغى على كل العوامل الأخرى، وهو بطبعه حس أناني يجد القبول ويلف العقول، ولكنه يبهت بسرعة لأنه ضد الحياة. وهكذا، عاد بنا النظام إلى صراعات بدائية ظننا أننا بصدد تجاوزها عندما رفعنا علم السودان المستقل في العام 1956 وغنينا، بمختلف اللغات السودانية، «أنا سوداني وسوداني أنا».
ومعاناة ثالثة، لن يئن من جرائها المواطن السوداني وحده، بل حتما سينتقل الأنين إلى القارئ العزيز في المنطقة العربية، متخطيا حد الدهشة والتعجب والذهول، عندما نخبره بأن المعاناة هذه المرة، سببها تصريح نائب رئيس الوزراء السوداني، الذي، حسب الوسائط الإعلامية، لا يرى أي مانع في تطبيع علاقات السودان مع إسرائيل، وأن الأمر قد يكون مفيدا لمصالح السودان.
ويُنسب إلى السيد نائب رئيس الوزراء قوله، في إحدى القنوات التلفزيونية السودانية، إنه «لا يوجد أي مشكلة في التطبيع مع إسرائيل…، وإن الفلسطينيين قاموا بتطبيع العلاقات معها، وهم يتحصلون على أموال الضرائب والكهرباء منها، كما أن حركة حماس تجري حوارا معها»…. ونحن هنا، لا نود مناقشة السيد نائب رئيس الوزراء في آرائه أو وجهة نظره، فهذه مسألة أخرى يمكننا مناقشتها دون أي تشنج ودون البدء بإطلاق التهم والنعوت الجاهزة على سيادته. ولكنا نود القول بأننا نرى صعوبة جدية في تقبل فكرة أن التصريح هو مجرد رأي وموقف شخصي، لأنه لم يأت من رئيس حزب يتحدث في ندوة سياسية أو جلسة عصف ذهني، وإنما من شخص مسؤول في الحكومة ويتبوأ موقع نائب رئيسها، ناهيك عن أن القضية استراتيجية ومرتبطة بأمن البلاد وبالأمن القومي العربي. فأما أن المسألة نوقشت في بعض الدوائر في السلطة وأوكل للسيد نائب رئيس الوزراء إطلاق هذا التصريح، أو أن حكومة السودان تسمح لمسؤوليها التحدث في مثل هذه القضايا الاستراتيجية الحساسة وفق رؤاهم الخاصة، فنتوقع غدا أن نسمع من مسؤول كبير آخر دعوة لأن يستضيف السودان أفراد قوات تنظيم «الدولة» (داعش) الهاربين من معارك الموصل!! أليس هي الكارثة وابتذال السياسة وإدارة شؤون الوطن؟!
أما الغلابة في السودان، فلا يتوقفون، صباح مساء، عن ترديد «الله يستر، والله يحفظ الوطن ومواطنيه»، وفي الوقت نفسه لا يكلون ولا يملون منالبحث عن المخرج وعن كيفية هزيمة المخططات الإجرامية، وليس السياسية، التي تسعى لاختطاف الوطن، محتكرة السلطة والثروة ومتحكمة في إدارة المجتمع، وهزيمة أي محاولة لإغراق البلاد في مستنقع التعصب الإثني والنعرات القبلية، وهزيمة أي محاولة لزعزعة الثقة في الحلول التي تضمن التعايش السلمي وثقافة المشاركة والتفاعل في أمور الحياة.
وعلى الرغم من صُفرة الموت البائنة على وجه النظام منذ فترة، فإنه لا يزال يحكم، وهنا المفارقة!!، لكنا في هذا الحيز المحدد، لسنا معنيين بتشريح هذه المفارقة ومناقشتها، فقط نقول إن هذا النوع من المفارقات، إذ يتعارض مع طبيعة الأشياء ويخلخل الناموس الذي يربط ببعضها البعض، يحتم حدوث فعل معاكس يلغي ذلك التعارض، ويعيد ذلك الناموس إلى وضعه الطبيعي. وقطعا سيأتي هذا الفعل المتوقع، وستكتمل دائرته، عندما يتوحد الناس، ويضعون نصب أعينهم هدف تحقيقه.

٭ كاتب سوداني

ابتذال السياسة في السودان

د. الشفيع خضر سعيد

تعويم الدور المصري

Posted: 27 Aug 2017 02:14 PM PDT

رغم الخلاف مع اختيارات السياسة والاقتصاد الحاكمة في الداخل المصري، فلا أحد عاقلا ينكر دواعي السلامة النسبية في الجانب الآخر، وبالذات في الاختيارات الدولية والإقليمية، فقد خرجت القاهرة من أحادية الاعتماد على العلاقة الخاصة المتعثرة مع واشنطن، وطورت علاقات متقدمة مع روسيا والصين وأقطاب أوروبا الكبرى، والأهم أنها تستعيد باطراد عافية دورها في تفاعلات إقليمها ومنطقتها العربية.
في الدائرة العربية الألصق بمصر، يبدو دور القاهرة هو الأبرز بامتياز في ليبيا، وكانت ليبيا قد تركت تماما لدواعي التفكيك، وتحولت إلى مصدر خطر داهم على الأمن المصري المباشر، ومع التفاعلات المحتدمة في الداخل المصري بعد ثورة 25 يناير 2011، لم يكن أحد يهتم بالمخاطر المقبلة من خراب الدولة الليبية، بعد انتفاضة متعثرة، جرى فيها استدعاء الخارج الأطلنطي والاقليمي على نحو فادح، ثم تركوها لمصائر الهوان، وانتشار جماعات التطرف والإرهاب، وإلى أن صارت ليبيا مرتعا لميليشيات دينية ولصوصية وقبلية، ناهزت الألفين عددا، وسرعان ما تحطم أثر الديكورات الديمقراطية المنتخبة في ليبيا، وتشكلت حكومات جهوية تنكر إحداها الأخريات، وكان الخطر يتفاقم، وإلى أن انتبهت مصر إلى المأساة الليبية في السنوات الأخيرة، وجرى تعميق الاهتمام، وعدم الاقتصار على تصريحات الدبلوماسية الباهتة، وجرى تشكيل «اللجنة الوطنية المصرية» المعنية بليبيا، ومن قلب أجهزة الدولة المصرية الصلبة، وأوليت رئاستها إلى رئيس أركان الجيش المصري الفريق محمود حجازي، وكان المغزى ظاهرا، فلم تعد مصر بصدد اهتمام عابر بما يجري في ليبيا، التي تجمعها بمصر حدود طويلة مكشوفة تزيد على الألف كيلومتر، وتعد سلامتها الداخلية ضمانا مباشرا لحيوية الأمن المصري، ومن وقتها، توالت النجاحات المصرية في ليبيا، اعتمادا على دعم مجلس النواب الليبي المنتخب، وعلى دعم وتطوير الجيش الوطني الليبي المعروف أحيانا باسم «قوات حفتر»، وعلى روابط واسعة بقوى وطنية واجتماعية ليبية لا تستثنى أنصار الرئيس الراحل معمر القذافي، وأثمرت السياسة المصرية المخططة في خلق القطب الحاسم على خريطة التفاعلات الليبية، كان الحرص المصري بارزا على دفع الخطر بعيدا عن الحدود، ونجح الجيش الليبي المدعوم مصريا في مواصلة الحرب لسنوات، وإلى أن صارت الخرائط من السلوم إلى بنغازي محررة بالكامل، باستثناء جيب صغير في»درنة» تجري معالجته، ثم كانت القفزة الكبرى، بتحرير جيش حفتر لمنطقة «الهلال النفطي» من هيمنة العصابات، ثم التحول إلى الجنوب الليبي، ونشر سيطرة الجماعات القريبة من مصر على غالب الجنوب، ومساحات في الغرب الليبي، ولم تعد من عقبة عسكرية ذات بال سوى في مدينة «مصراتة»، وروابط فئات فيها مع جماعات تعدها مصر الرسمية معادية لها كالإخوان والجماعة الليبية المقاتلة، وهو ما يفسر اقتراب السياسة المصرية أخيرا بذكاء من التفاعلات الداخلية في «مصراتة»، وإقامة جسور بينها وبين المؤيدين لجماعة حفتر في الشرق والجنوب، وبصرف النظر عن تفاصيل قد لا يتسع المقام لذكرها، فقد حققت السياسة المصرية في ليبيا نجاحا مؤثرا، وصار دور مصر هو الرقم الأصعب في المعادلة الليبية كلها.
وفي الدائرة الألصق ذاتها، عانت مصر من علاقات مضطربة بالحكم السوداني، خاصة بعد إطاحة حكم الإخوان في مصر مع ثورة 30 يونيو 2013، والعلاقة القديمة المستجدة بين الإخوان وحكم البشير، والتردد السوداني في الوقوف مع مصر، بصدد نزاعات «سد النهضة» الإثيوبي، وإثارات الخرطوم الدورية لقضية «حلايب وشلاتين» المحسوم أمرها تاريخيا لصالح مصر، لكن السياسة المصرية الرسمية امتازت بهدوء أعصاب نادر تجاه المنغصات كلها، وحفظت علاقات القاهرة والخرطوم من تدهور إضافي، وزادت السياسة المصرية بالقفز مجددا إلى العمق الإفريقى من حول منابع النيل، وأقامت علاقات دافئة مع أوغندا وتنزانيا والكونغو وغيرها، واستفادت من تحولات الريح على القمة الدولية، ومن العلاقة الوثيقة المتطورة مع السعودية، وبما جعل الخطر المقبل من السودان في حدود أخفض، وأرغم الخرطوم على خفض النبرة العدائية للقاهرة، وإلى حد دعوة الجيش السوداني للمشاركة في مناورات «النجم الساطع»، التي تستأنف مصر تنظيمها بالمشاركة مع واشنطن، فقد بدا نظام الخرطوم شغوفا وحريصا على تحسين العلاقة مع مصر في الآونة الأخيرة، فيما حافظت مصر الرسمية في الوقت نفسه على علاقات مركبة متميزة مع دولة جنوب السودان، رغم شكاوى الخرطوم.
وبدت ديناميكية السياسة المصرية ظاهرة على الجبهة الفلسطينية، فقد حافظت القاهرة على علاقات معقولة مع سلطة رام الله وإدارة عباس، وإن منحت لنفسها حرية حركة أوسع في احتضان جماعة دحلان المنشقة على عباس، وهي جماعة ذات تأثير محسوس في «غزة» المجاورة لمصر بالذات، وبينها وبين «حماس» ثأر دموي معروف، وهنا بدت حيوية السياسة المصرية براغماتية تماما، فعلاقاتها مع «حماس» كانت في الحضيض بعد إطاحة حكم الإخوان في مصر، و»حماس» ـ تاريخيا ـ هي الفرع الفلسطيني لتنظيم الإخوان، لكن السياسة المصرية تصرفت على نحو معقول تماما، وطعنت على حكم قضائي مصري باعتبار «حماس» منظمة إرهابية، وكسبت جولة التقاضي في الاستئناف، وهو ما أتاح استمرارا في التواصل، وغير تدريجيا لهجة حماس غير المريحة للقاهرة، وأزالت «حماس» صور الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي، ثم حرصت على إعلان استقلالها التنظيمي عن الإخوان، وظلت الاتصالات تتقدم، إلى أن جرى عقد صفقة تفاهمات في هدوء تام، جمعت فيها القاهرة بين الغريمين دحلان و»حماس»، وتعهدت فيها «حماس» بتعزيز التعاون مع جهات الأمن المصرية، وإقامة منطقة أمنية عازلة على الحدود مع مصر، وإلى درجة حدوث اشتباكات دموية بين «حماس» و»الداعشيين» الفلسطينيين الساعين للتسلل إلى مصر، وقدمت القاهرة في المقابل دعما بالمحروقات لتشغيل محطة كهرباء غزة، ووعدت بتسهيلات أكثر في فتح معبر رفح، وزيادة منسوب الرعاية المصرية في غزة، وإدارة منحة شهرية تعهدت «الإمارات» بتقديمها إلى غزة، قد تصل قيمتها إلى 15 مليون دولار، تتشارك جماعتا «دحلان» و»حماس» في صياغة تفاصيل إنفاقها للحد من آثار الحصار المضروب على غزة، وهو ما يغضب عباس وإسرائيل معا، والمعروف أن سفارة إسرائيل في مصر مغلقة تماما منذ شهور طويلة، وفي واقعة غير مسبوقة منذ بدء سيرة علاقات مصر وإسرائيل دبلوماسيا في 26 مارس 1980، وهي علاقات مكروهة شعبيا في مصر، بينما لا تحرص الجهات الرسمية على الجهر بها ولا الاحتفاء، اللهم إلا من باب كلام فارغ عن تسويات فلسطينية ـ إسرائيلية لا تأتي أبدا.
وفي المشرق العربي، بدا الدور المصري عائدا على نحو مفاجئ، خاصة بعد نجاح مصر مع روسيا في عقد اتفاقات تهدئة حول دمشق وشمال حمص، صحيح أن مصر استفادت من حاجة روسيا إلى دورها، ومن علاقات القاهرة المحسوسة الممتدة مع جماعة بشار الأسد، ومن صلات راكمتها الأجهزة المصرية مع جماعات من المعارضة السورية المدنية، ودون أن تتورط يوما في سجال الدم السوري، وهو ما كان يفترض نظريا أن يحرمها من دور في استحقاقات التسوية السورية، لكن السياسة المصرية قفزت فجأة إلى دور محسوس، تشجعه روسيا التي تريد التخفف جزئيا من العبء الإيراني، ولا تمانع فيه واشنطن محدودة التأثير في التفاعلات السورية، بينما تتحمس له الرياض وأبو ظبي الحليفتان للقاهرة، وتقدمان التسهيلات المناسبة للدور المصري الجديد، فلم تعد السعودية على ذات التبني القديم لاشتراط رحيل بشار الأسد، ولم يعد بوسع الجماعات المسلحة التي مولتها أن تحدث أثرا عسكريا، ولم يعد عندها من بديل سوى أن تنسق مع القاهرة، وأن تعول على الدور المصري المرغوب شعبيا في سوريا، فمصر لم تكن أبدا طرفا في حروب أو نزاعات طائفية تفشت في المشرق والخليج، وسياسة القاهرة الرسمية لا تبالغ في قصص العداء للدور الإيراني، واعتمدت مقاربة جديدة، تمثلت في رعاية وتطوير العلاقات المباشرة مع دمشق وبغداد، وهو ما يسايرها فيه الحلفاء الخليجيون في الفترة الأخيرة، خاصة في تطوير العلاقات الرسمية مع بغداد، والانفتاح الرسمي على الأطراف الشيعية العراقية، وقد لا تنتظر الأوضاع الراهنة كثيرا، حتى يبرز دور جديد لمصر الرسمية في تسويات محتملة باليمن، خصوصا بعد وصول الإرهاق السعودي هناك إلى مداه.
وباختصار، نحن بصدد عودة محسوسة للدور المصري عربيا، عودة براغماتية نعم، وليست مبدئية ثورية على نسق الدور المصري في الخمسينيات والستينيات، عودة إقرب إلى تعويم الدور لا صناعة الدور، وسندها الرئيسي هو «العروة الوثقى» المتشكلة مع القوة الخليجية المالية الضاربة، فضعف الاقتصاد المصري لا يمكنه من تحمل تكاليف الدور، لكن السياسة المصرية الرسمية تلعب ضمنا بورقة أخرى تملكها، هي قوة الجيش المصري الحاسمة كواحد من أقوى جيوش العالم، وهو الوحيد الذي يمكنه خلق قوة عربية توازن نفوذ تركيا وإيران.
كاتب مصري

تعويم الدور المصري

عبد الحليم قنديل

لا نهاية لأي حرب بوجود «اسرائيل»

Posted: 27 Aug 2017 02:14 PM PDT

سيحتفل اللبنانيون والسوريون قريباً بدحر «داعش» وبإنهاء احتلال إرهابييه لحدود لبنان الشرقية مع سوريا. الفرحة لا تقتصر على الخلاص من «داعش» فحسب، بل الخلاص ايضاً من «إسرائيل» وإرهابها في تلك الجبال والهضاب. فـ»داعش» كان وما زال، مداورةً وموضوعياً، حليف الكيان الصهيوني، ومن ورائه الولايات المتحدة، في الحرب على سوريا وحلفائها.
فرحةُ اللبنانيين والسوريين لن تكون نهائية. فقد دحرت المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله الاحتلال الإسرائيلي عام 2000 ثم في عام 2006، ومع ذلك لم تدم الفرحة طويلاً لأن «إسرائيل» ككيان صهيوني عنصري عدواني لم يُهزم نهائياً، وظلّ قادراً على شن الحرب ضد اعداء وجوده، باختصار، لا نهاية لأي حرب مع بقاء الكيان الصهيوني. هذه الحقيقة لا تدركها «إسرائيل» فحسب بل تجاهر بها ايضاً. هي كيان عنصري عدواني، يموت إذا كّف عن التوسع، ثم لا يكفي أن يتوسع بإطّراد، بل يقتضي أن يكون دائماً قادراً على فعل ذلك. ولا يكفي ان يكون قوياً، بل يقتضي أن يكون اقوى من أعدائه جميعاً، بل يقتضي أن يحول دون استقواء ايٍّ منهم لئلاّ تملي عليه مصالحه، أو رؤيته الاستراتيجية ان يتقوّى ويتوطد اكثر. الكيان الصهيوني، بهذا المعنى، عدو للعالم أجمع من حيث هو فضاء لامتناهٍ لاستنبات اعداء محتملين لـِ»شعب الله المختار».
لا مبالغة حقاً في الجزم بأن الصراع مع «اسرائيل» صراع وجود لا صراع حدود. فأين ومتى تكون جولة الصراع المقبلة؟ القادة الصهاينة يقولون جهاراً إن عدوهم المرحلي هو ايران، وإن جولة الصراع ستكون معها، في سوريا تحديداً، وفي كل مكان يكون لها فيها نفوذ. في هذا السياق، تنشط «اسرائيل» لإقناع العالم، ولاسيما الولايات المتحدة وروسيا، بأن ايران خطر ماثل يهدد الجميع. قال ذلك رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو للرئيس الامريكي دونالد ترامب خلال زيارته الاخيرة لها، ثم ما لبث ان أرسل وفداً برئاسة قائد «الموساد» يوسي كوهين لإقناع أركان مجلس أمنها القومي بصحة رؤيته وبضرورة تفعيل المواجهة الشاملة للخطر الإيراني المحدق. نتنياهو هذا حاول مراراً إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالأمر نفسه. آخر محاولاته كانت قبل ايام خلال اجتماعه اليه في سوتشي. مصادر اسرائيلية نسبت إليه بعد الاجتماع قوله، إن «اسرائيل» لن تتوانى عن العمل منفردة ضد إيران اذا اقتضت مصالحها الأمنية ذلك.
لا يبدو أن أمريكا وروسيا استجابتا إلى ما تريده «اسرائيل». ثمة استجابة في بعض النواحي التكتيكية، لكن لا التزام في الأهداف الاستراتيجية والإجراءات العملانية. فماذا تراها تفعل دولة العدوان؟
القادة الصهاينة ادركوا مبكراً هذه الحقيقة، لذلك فكروا وناقشوا سراً وعلانية بضعة احتمالات وتوجّهات ومسارات. لعل ما كشفه غيورا أيلاند، الرئيس السابق لمجلس الامن القومي وشعبة الاستخبارات العسكرية «امان» في صحيفة «يديعوت احرنوت» ( 2017/8/23) يستوقف المتابع والباحث اكثر من غيره. يقول أيلاند «إن الحرب الدائرة في سوريا على وشك الانتهاء، وبدأت تلوح مؤشرات قوية الى ان الإئتلاف الذي يضم نظام الرئيس بشار الأسد وحــزب الله وايــران وروسيا سيكون الطــرف المنتصر فيها». يــرى ايلاند «ان الإيرانيين يريدون ان يقيمــوا في سوريا «حزب الله – 2» يكون عبارة عن قوة من الميليشيات الشيعية المنتشرة في هضبة الجولان على طول منطقة الحدود مع اسرائيل، وان اي مواجهة ستنتدلع بين اسرائيل وحزب الله يمكن ان تؤدي بسرعة الى اندلاع حرب شاملة بين اسرائيل وسوريا ايضاً».
يعترف ايلاند بأن «الرافعات التي بحيازة اسرائيل ضد هذا التطور الخطر محدودة للغاية» ، لكنه لا يقرّ بأنها تحتل قسماً من الجولان، وأنها تدعم لوجستياً وعسكرياً الميليشيات الإرهابية التي تسيطر على قسم من الجولان المحرر وتحاول مدّ سيطرتها الى جواره. ومع ذلك يرى ايلاند انه «يتعيّن على «اسرائيل» القيام بأربعة أمور:
الاول، إقناع الولايات المتحدة بتنفيذ «صفقة رزمة» مع روسيا «تكون واشنطن بموجبها مستعدة لرفع العقوبات المفروضة على موسكو، والاعتراف بوجودها في شرق اوكرانيا، في مقابل قيام روسيا بمنع استمرار الوجود الإيراني في سوريا». هذا الكلام يطرح سؤالاً: صحيح ان لـِ»اسرائيل» نفوذاً قوياً في الولايات المتحدة، لكن هل في مقدورها حمل امريكا على إجراء تعديل استراتيجي بالغ التأثير في اوروبا بمعزل عن حلفائها الاطلسيين؟ ثم هل في مقدور روسيا ان تضحي بحقوق حليفها السوري ومصالح حليفها الإيراني؟ أو ان تكون لها الارادة والقوة القادرتان على «منع استمرار الوجود الإيراني في سوريا؟».
الأمر الثاني، «إن توضح اسرائيل لروسيا على نحوٍ صارم أنها ستعمل بطرق عسكرية لمنع بناء قوة عسكرية ايرانية بالقرب من منطقة الحدود في الجولان.
يمنيّ ايلاند النفس بالتوصل مع موسكو إلى تفاهمات، كما في الماضي، تمكّن سلاح الجو الإسرائيلي من «شن هجمات في الاراضي السورية وتغض روسيا النظر عنها».
سؤال: هل في مقدور موسكو ان تسمح لـِ»اسرائيل» بأن تضرب قوات أو قواعد عسكرية ايرانية اذا كانت سوريا، حليفة روسيا، قد اجازت في إطار حقها كدولة سيّدة إقامة قواعد ونشر قوات ايرانية؟ ثم أليس في مقدور ايران التي تمتلك صواريخ دفاع جوي من طراز 300-S، او اخرى بفعالية مماثلة، التصدي بنجاح مباشرةً او من خلال سوريا لسلاح الجو الإسرائيلي وتعطيل دوره؟
الأمر الثالث، «ان تكرر إسرائيل الشرح لأصدقائها وبواسطتهم لأعدائها ايضاً، أنه في حال مبادرة حزب الله إلى شن حرب عليها فستكون حرباً شاملة بينها وبين دولة لبنان كلها، ومن شأن إيصال رسالة صارمة كهذه أن تكون عامل ردع، نظراً لأن ما من احد معني بدمار لبنان عن بكرة أبيه».
سؤال: «ألم تقم «اسرائيل» خلال حرب 2006 باستهداف لبنان، شعباً وعمراناً ومرافق حيوية، فهل شكّل عدوانها الوحشي آنذاك رادعاً مؤثراً على حزب الله أو على لبنان بشخص رئيسه العماد اميل لحود وقياداته الوطنية، السياسية والشعبية؟ ثم هل ستكون «اسرائيل»، سكاناً وعمراناً وقواعد عسكرية ومرافق حيوية، بمأمن من عشرات الاف صواريخ حزب الله الموجّهة والفتاكة، التي ما انفك قادتها وخبراؤها الإستراتيجيون ينوّهون بها ويحذرون منها؟
الأمر الرابع، «أن تستغل اسرائيل الكراهية التي يكّنها سكان هضبة الجولان السوريون لإيران وحزب الله من اجل تعزيز علاقاتها السرية مع هؤلاء السكان بما يتجاوز تقديم المساعدات الطبية والإنسانية لهم، بما يسفر عن إقامة حليف حقيقي لها بالقرب من منطقة الحدود في الجولان».
سؤال: هل يمكن ان تغش قيادات «اسرائيل» نفسها الى حدِّ إنكار الكراهية الشديدة التي يكّنها لها اهل الجولان المحتل، ولاسيما سكان مدينة مجدل شمس والقرى المجاورة؟ ثم أليس لدى تنظيمات المقاومة السورية واللبنانية من القدرات والوسائل والأساليب والأدوات ما يمكّنها من تعطيل مفعول المساعدات الطبية والإنسانية و»بما يتجاوزها» ايضاً على نحوٍ يؤدي الى تعبئة اهالي الجولان والمناطق المجاورة وانخراطهم تالياً في مقاومة مدنية وميدانية للاحتلال الإسرائيلي؟
لعل الجواب الأفعل عن الاسئلة المطروحة آنفاً هو ما اختتم به ايلاند دراسته تلك: «إجمالاً لا بدّ من القول إن ثمة خطراً في الأفق ينذر بحدوث تحوّل استراتيجي نحو الأسوأ في اوضاع اسرائيل في الجبهة الشمالية لأول مرة منذ سنوات طويلة». وكان حريّاً به أن يضيف: والى سنوات مقبلة ايضاً.
كاتب لبناني

لا نهاية لأي حرب بوجود «اسرائيل»

د. عصام نعمان

كيف تصبح وزيرا في الجزائر؟

Posted: 27 Aug 2017 02:13 PM PDT

سؤال الإجابة عنه قد تهم مباشرة، الكثير من الذين يعتبرون أنفسهم قابلين للاستوزار في النظام السياسي العربي، الذي زادت شهيته في استهلاك الوزراء والحكومات، كما هو حاصل في الجزائر هذه الأيام.
محطة الاستوزار تأتي قبل التعيين في الوزارة وقد تدوم لدى البعض طول الحياة، بدون ان يتحقق الحلم. من ميزاتها أن الإنسان القابل للاستوزار يبدأ في الاهتمام بهندامه وكلامه وظهوره في المجال العام، الذي يمكن ان يزكيه بواسطة حضور حصص تلفزيونية أو كتابة مقالة صحافية أو كتاب. يقول فيها ما يرضي صاحب القرار ولا يغضب أي طرف. بعد ان يتلقى إشارات يفهم منها انه تقرب من مراكز القرار وأن هناك اهتماما بشخصه الكريم وأنه يتم «التفكير فيه، في أعلى المراكز، لكي يحتل موقعا مهما، ما يجعله يفهم مباشرة أن الأمر يتعلق بموقع الوزارة، وأن عليه الاستمرار على خطى هذه التنشئة السياسية.
في المقابل، المعطيات العلمية القليلة المتوفرة والملاحظات المباشرة للحياة السياسية في الجزائر، تسمح لنا بالقول، إن مكانة الوزير في حد ذاتها قد تدهورت مع الوقت لتصل إلى القاع، في فترة حكم الرئيس بوتفليقة، الذي أصبح يعين وزيرا لدقائق ويلغي تعيينه، كما حصل في التعديل الحكومي الأخير، مع وزير السياحة، في حكومة أحمد أويحيى، فقد تحول الوزير كما تؤكده الدراسات الدولية والعربية، مع الوقت من سياسي يصنع القرار أو يشارك في صناعته على الأقل، إلى منفذ لسياسات، يمكن الاستغناء عنه بسهولة. وزراء كُثر لم يعد المواطن يعرف أسماءهم أو يتذكر ملامحهم. يصلون في الغالب عن طريق مسار تكنوقراطي كأشخاص، من دون قاعدة اجتماعية ولا انتماء حزبي، لا يمثلون إلا أنفسهم يمكن التخلي عنهم بيسر.عكس الوزراء السياسيين الذين ميزوا مرحلة الاستقلال الأولى، الذين دام بهم المقام في الحكومة، وكان لهم وزن سياسي نسبي، كما كان الحال مع أعضاء مجلس الثورة (مجموعة وجدة)، خلال التجربة البومدينية، على سبيل المثال. مرحلة مثًل فيها بعض الوزراء عائلات سياسية كجمعية العلماء (أحمد طالب)، أو ولايات تاريخية مهزومة كالولاية الرابعة (بوعلام بن حمودة) أو جهات جغرافية، تصر الثقافة السياسية على تمثيلها بشكل غير عادل دائما. تكون الحصة الكبيرة فيها لجهة الرئيس نفسه، كما كان حال أبناء الشرق، لغاية وصول الرئيس بوتفليقة للحكم. لتميل الكفة لصالح أبناء المنطقة الغربية، خلال حكمه ولأبناء تلمسان تحديدا، ليس من خلال حضورهم الكمي فقط، بل النوعي كذلك، على رأس وزارات السيادة.
حضور وزراء الرئيس الذي تميز بالدوام والتدوير داخل مراكز القرار الأخرى، في نوع من الصفا والمروة، بين الرئاسة والحكومة والسفارة.
على عكس ما هو شائع فابن الجهة المغلوبة وغير الممثلة بشكل كبير، يمكن أن تكون فرصته في الوصول إلى الحكومة أكبر، بحثا عن التوان الجهوي المطلوب. تمثيل جهوي يكون في الغالب شكليا ومتخيلا، لا يستند إلى وقائع، فالذي يفشل في انتخابات تشريعية في ولايته، يمكن ان يعين وزيرا في الحكومة، لتمثيل الجهة او الولاية نفسها. ابناء جهات مغلوبة يحصلون في الغالب على مواقع وزارية شكلية، كما هو حاصل هذه الأيام مع وزارة السياحة والصناعة التقليدية، التي أصبحت من اختصاص الشاوية والتوارق، لضمان تمثيل جهوي على المقاس. علما بأن نظام بوتفليقة لم يخلق الجهوية، فقد كانت حاضرة وبقوة، قبل وصوله إلى الحكم. دوره كان في إيصالها إلى حدودها القصوى، لصالح أبناء جهته. فأبناء تلمسان تحديدا حظوظهم كبيرة في الوصول إلى الوزارة. عكس أبناء ولايات أخرى كان تمثيلها ضعيفا منذ الاستقلال كالجنوب لاعتبارات ديموغرافية وثقافية. في حين حافظ أبناء منطقة القبائل، على تمثيل متميز ودائم، مهما كانت الجهوية الحاكمة.
النساء على قلة حضورهن داخل حكومات الرجال منذ الاستقلال، أكثر تأهيلا من الناحية العلمية وبالتالي أكثر تمثيلا للتكنوقراطية من الوزراء الرجال في الجزائر، رغم ان حظوظ وصول المرأة الى الوزارة ما زالت ضعيفة لدى كل الأحزاب السياسية، وتحديدا الإسلاميين الذين ما زالوا غير مقتنعين بإيصال وزيرة من عندهم. ما يعني أن فرص القيادات النسوية الإخوانية، على سبيل المثال، ما زالت بعيدة، عكس بنات التيار الوطني والتكنوقراطيات.
والي الولاية الكبيرة كالعاصمة، مثل الاستاذ الذي يسير لمدة طويلة جامعة وطنية كبيرة، ورئيس لجنة برلمانية، ومدير الشركة الوطنية الكبيرة والمدير المركزي في الوزارات، حظوظهم كبيرة في الوصول الى الحكومة، خاصة إذا أضافوا لها اهتماما بالعمل الحزبي، مهما كان ضعيفا وشكليا. وتمكنوا من الدخول في كوتا جهوية. منصب الوزير الذي تمدًن وأبعد عنه العسكر مع الوقت. في حين يبقى الحزب السياسي على رأس المتضررين، فكل وزير في الحكومة، هو مشروع انشقاق عن الحزب، فـ»المناضل» الذي يصل إلى الحكومة عادة ما يرفض الابتعاد عنها والعودة إلى مواقعه الحزبية، بعد أن يكون قد ذاق حلاوة الريع والامتيازات هو وعائلته، التي تتحول إلى وسيلة ضغط رهيبة على خياراته.
منصب الوزير ليس امتيازات وريعا فقط، بل بهدلة وخروجا من الباب الضيق في الكثير من الأحيان، فالوزير الذي لا يطلب رأيه عندما يعين، لا يُخبر عندما يبعد في الغالب، وقد يسمع بخبر إبعاده من سكرتيرته، أو هو في زيارة ميدانية أو في الخارج للتفاوض مع أطراف دولية. صورة تنطبق على الأغلبية الساحقة من الحكومات، مع استثناءات قليلة، كما كان الحال مع بداية التعددية حين حاول فيها رئيس الحكومة المعين، أن يفرض وزراءه، يستقبلهم، عند تعيينهم وعند انهاء مهامهم (مولود حمروش كمثال) لتغلق بسرعة هذه الفسحة القصيرة، بمناسبة الربيع الجزائري ويستولي رئيس الجمهورية على صلاحيات رئيس الحكومة الدستورية، في اقتراح وزرائه وتعيينهم. كما كتب عن ذلك أحمد بن بيتور وهو يستقيل احتجاجا على قضم صلاحياته. قاعدة تؤكد أن النظام السياسي الجزائري لم يصل إلى مرحلة تفعيل مؤسساته الدستورية في تقسيم السلطات، ليس بين السلطة التشريعية والتنفيذية، بل داخل السلطة التنفيذية ذاتها التي تغولت فيها صلاحيات رئيس الجمهورية، على حساب الكل. ليكون هذا هو الدرس المستخلص، حتى بعد الاعلان عن التعددية الحزبية: إمكانية ظهور حكومة من المعارضة، غير واردة الآن في الجزائر، رغم ان الدستور نظريا يسمح بذلك، فكل وزير يصل الحكومة هو ابن النظام ووزيره، كما يظهر ذلك من طقوس الانضمام للحكومة والإبعاد منها، مهما كانت مُذلة.
كاتب جزائري

كيف تصبح وزيرا في الجزائر؟

ناصر جابي

مشكلة أوضاع أم مشكلة إنسان؟

Posted: 27 Aug 2017 02:13 PM PDT

«لقد أصبحنا لا نتكلم إلا عن حقوقنا المهضومة، ونسينا الواجبات، ونسينا أن مشكلتنا ليست في ما نستحق من رغائب، بل في ما يسودنا من عادات وما يراودنا من أفكار، وفي تصوراتنا الاجتماعية، بما فيها من قيم الجمال والأخلاق، وما فيها من نقائص تعتري كل شعب نائم».
يُعتبر المفكر الجزائري مالك بن نبي – صاحب هذه العبارة – من أكثر المفكرين عُمقا في تناول مشكلات العالم الإسلامي وتحديد أبعادها، والوقوف على جوهرها من دون التركيز على الأعراض والمظاهر، فلذا يرفض منطق التساهل الذي اعتنقه الكثيرون في ردِّ مشكلات الأمة إلى الأزمات التي يعتبرها هو نتائج لأصول أخرى.
دائما نضع تصوراتنا في تشخيص المشكلة في إطار اقتصادي أو اجتماعي أو سياسي، فالبعض يرى أن الفقر هو المشكلة الأساسية، لكن بالنظر إلى تكدُّس الأموال في أيدي ثُلّة من الأثرياء الذين ينفقون في البذخ والترف الزائد، تُصبح المشكلة مزدوجة، فإضافة إلى الفقر تبرز القيم الفاسدة المصاحبة لمسائل التملّك والإنفاق كسبب رئيس في المشكلة. البعض يرى كذلك أن مشكلة الأمّة تكمن في الجهل، مع أن الواقع يشهد بأن كثيرا من المتعلمين ليس لهم تأثير في حياة الآخرين، وربما لا تجد أي فرْق بينه وبين غير المُتعلّم. وحتى أثر الاستعمار في بلادنا، ربما أعدّه البعض المشكلة الأبرز، نرى بشيء من التأمُّل أن الاستعمار لم يكن سوى سبب أو نتيجة لأَصل في نفوسنا وهو القابلية للاستعمار. المشكلة ليست في الأزمات والأوضاع، فما من أُمة تقدمت أو نشأت إلا وأمامها العراقيل والعوائق، فعلى سبيل المثال كانت الطوائف اليهودية في بعض البلدان في السابق تعاني الاضطهاد ووضْع العراقيل أمام التجارة والحصول على التعليم، لكنهم لم يركنوا إلى تلك الظروف، وأنشأوا مدارس سرِّية في البيوت يقوم عليها متطوّعون من شتى المجالات، ونشطوا في مجال التجارة على مبدأ الفرد للجميع والجميع للفرد، وعمّروا المعابد أكثر من ذي قبل، باختصار: قدموا أنموذجا لانتصار الفرد على البيئة.
في كتابه «شروط النهضة» يبرز مالك بن نبي سبب انتصارهم على العراقيل الخارجية بقوله: «كان نجاحهم منطقيا، فإن أنفسهم لم تكن معلولة، ولم يكن مِن مُعوّق داخلي يُمسكهم عن التقدم ويحطّ من قيمة أنفسهم بأنفسهم». إن المشكلة الأساسية تكمن في ذلك الجهاز الاجتماعي الأول المسمى بالإنسان، الإنسان المسلم الذي غاب عن الفاعلية فغاب عن التأثير في الواقع. مشكلة ثقافة أفراد تجعلهم دائما يتحدثون عن حقوقهم المسلوبة، ويغضون أبصارهم عن الواجبات التي تقع على عواتقهم، ولستُ أعني بالثقافة هنا المعرفة كما يظن الكثيرون، وإنما أعني ذلك الإطار الجامع للصفات الخلقية والقيم الاجتماعية التي يلقاها الفرد منذ ولادته كرأسمال أوّلي في الوسط الذي نشأ فيه. وكثيرا ما نرى أن بعض النخب الثقافية بلا تأثير، وهو نتيجة طبيعية لذلك الخلل الذي نتحدث عنه، وربما طالب كغيره بالحقوق المسلوبة تحت أيّ ظرف، مثل ذلك المُثقَّف الذي وقف يومًا في إحدى الجامعات العربية يقول: «إننا نريد حقوقنا ولو مع جهلنا وعُرينا ووَسَخِنا». ما الذي يجعل الطالب العربي يتقدم أحيانا في دراسته عن الطالب الأوروبي، بينما يتفوق عليه الأخير في التأثير في مجتمعه؟ إنها فاعلية الفرد وقدرته على التأثير. إن أيّ مشروعات نهضوية لا تنبني على إعداد الفرد، تُعتبر كقصور من الرمال على شاطئ البحر، لن تجدي ولن تستمر، فعلى سبيل المثال: الفرد الذي لا يتشبع بالقيم الحضارية الإيجابية لن يضع القمامة في سلّة المُهملات المخصصة لها مهما كان عددها في الشوارع، بينما الفرد الفعال تجده يبحث عن مأوى لمخلفات منزله مهما طال به البحث. التوجه إلى إعداد الفرد هو واجب الوقت ورأس الأولويات، وإلا فالدوران في حلقة مفرغة، فلا مَناص من إعداد الفرد وتنميته وتثقيفه.
أسهل وأقرب السبل لإعداد الفرد يكون من خلال الحكومات والأنظمة التي تسيطر على مفاصل الدول ومؤسساتها، وتستطيع – إن شاءت – إعادة صياغة الفرد ليكون جزءًا من عوامل الاستيلاد الحضاري. لكن كما هو معروف، تُعتبر معظم الأنظمة العربية الإسلامية ذيلا للاستعمار الذي رحل وترك لنا جيوشا وحكومات تقوم بعمله، في وضع العراقيل أمام تفجير الطاقات والمواهب، ولذا لا يُعوّل على تلك الحكومات التي لا يعنيها في الغالب سوى العروش التي تركها المستعمر. وإنما أسوق ذلك التوضيح حتى لا يتهمني أحد بالتكريس للظلم الاجتماعي، بإلقاء الكرة في ملعب الأفراد ونزع التبعة والمسؤولية من عن أكتاف الحكام والمسؤولين، ولا أبرئ ساحة الأنظمة في ما وصلنا إليه من أوضاع مُترديّة، وإنما لا بد أن نتحدث عن بديل بعد أن بُحّت الأصوات. بقِي التعويل على الفرد ذاته، في استشعاره المسؤولية في أنه مفتاح التغيير، وبحركته يتحرك المجتمع والتاريخ، تشاركه في ذلك المحاضن والمؤسسات التي تهدف إلى الإصلاح في شتى المجالات، سواء كانت مؤسسات دينية دعوية، أو اقتصادية، أو تعليمية، أو سياسية، أو إعلامية. جميع هذه المحاضن يمكنها وضع آليات لتشكيل الفرد العضو في المؤسسة بما يتفق مع الهوية الثقافية لمجتمعه، وما يتفق مع متطلبات النهوض.
كاتبة أردنية

مشكلة أوضاع أم مشكلة إنسان؟

إحسان الفقيه

الفلسطينيون والخيارات الصعبة

Posted: 27 Aug 2017 02:12 PM PDT

لا شك أن الحلف الرباعي الذي يضم السعودية والإمارات والبحرين ومصر والذي تمخض عن الحشد العربي الإسلامي المنعقد في الرياض بإمامة دونالد ترامب لا يستهدف فقط تكريس بقاء الأنظمة المستبدة بالقضاء على أي أمل في ربيع عربي راهن أو آت أو جني ثمار الثورات المضادة التي مولتها وأدارتها هذه الأنظمة بعلم وحث وتشجيع كل من إسرائيل والولايات المتحدة وإنما يستهدف، قبل كل ذلك، القضاء على حركة المقاومة الفلسطينية حماس فقد قال ترامب ومن الرياض ووسط هذا التجمع الإسلامي العربي: «إن حركة المقاومة الفلسطينية حماس حركة إرهابية». وأعطى لهذا الحلف الرباعي إشارة البدء لافتعال الأزمة مع قطر فزعموا أنها داعمة للإرهاب ومن بين أدواته حماس.
الأزمة مع قطر والمطالب التي عليها أن تلبيها ومن أهمها وقف الدعم عن حماس وإسكات صوت قناة الجزيرة ليست إلا البداية الحقيقية لا للقضاء على أي أمل في ربيع آخر وإنما أيضا لتصفية القضية الفلسطينية، فقد أعطت الإدارة الأمريكية عبر مبعوثيها إشارة البدء في مخطط القضاء على المقاومة الفلسطينية وفي قلبها حماس والفصائل المساندة لها. إن تصفية القضية الفلسطينية وفرض حل الدولة اليهودية وسياسات الترانسفير على الفلسطينيين يتطلب إنجاز سلام اقتصادي يقوم على مبدأ الدولة اليهودية الواحدة وعاصمتها القدس الموحدة وعلى التطبيع أولا مع الدول العربية وعلى غزة الكبرى وسياسات تبادل الأراضي والترانسفير لقسم كبير من فلسطينيي الداخل وفلسطينيي الضفة الغربية و حرمان الفلسطينيين من أهم حقوقهم وفي مقدمتها حق تقرير المصير وحق العودة وإلغاء كل قرارات الأمم المتحدة السابقة وأهمها قرار التقسيم رقم 181 الصادر في تشرين الثاني/نوفمبر 1947 وإلغاء القرار الهزيل 242 الذي أقر بمبدأ الأرض مقابل السلام والقرار 2334 الذي أقر بمبدأ الالتزام بحل الدولتين فإذا لم تنجح الولايات المتحدة وإسرائيل في فرض هذا السلام بتطويع حماس وكسر إرادتها من خلال الواقع البائس للقطاع.
إن الخيار الثاني هو حرب جديدة على غزة وهذه الحرب شأنها شأن السلام الاقتصادي يتطلب إنجاحها حرمان المقاومة من أي دعم مادي وإدخال الشعب الفلسطيني في غزة في حالة من الفقر والعوز الذي لا يطاق وتحميل حركة حماس مسؤولية ما يعانيه القطاع من فاقة وبؤس طال كل مجالات الحياة. لقد جرى إحكام الحصار على غزة وخفض رواتب الموظفين وقررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خفض ساعات الكهرباء في غزة إلى أقل من 4 ساعات يوميا.
واعترف وزير الأمن الداخلي يغنال أردان بأن الخفض يأتي « للمساس بحياة المدنيين من أجل المساس بحماس « أي نزع التأييد لحماس من خلال أزمة الكهرباء. كما صادقت اللجنة الوزارية الإسرائيلية للتشريع على خصم ما مقداره مليار ومليون شيكل من مستحقات الضرائب المحولة للسلطة الفلسطينية. وفي هذا السياق نفسه شكك نتنياهو وإعلامه في جدوى استمرار وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين « الأونروا «. وجاءت هذه الحملة مع زيارة قامت بها مندوبة الولايات المتحدة « نيكي هايلي « لأحد الأنفاق المكتشفة والتي زعمت إسرائيل أنها تحفر تحت مدارس الأونروا مما دفع بالمندوبة الأمريكية إلى تأييد الفكرة ولقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي السري مع نتنياهو وزعيم المعارضة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ في قصر الاتحادية في القاهرة الذي كشفت عنه صحيفة هآرتس في عددها المؤرخ في 12/6/2017 لا ينأى عن هذا المخطط. المحور الجديد الذي تقوده السعودية يضغط في اتجاه التطبيع مع إسرائيل وتصفية القضية الفلسطينية بل وشيطنة الفلسطينيين.
وما قاله وزير الاستثمار السوداني مبارك الفاضل المهدي في العلن بشأن ترحيبه بالتطبيع مع إسرائيل واعتباره القضية الفلسطينية سببا في تخلف العرب يقوله كثير من الوزراء العرب في السر وهم بمواقفهم المخيبة للآمال يشجعون إسرائيل على شن عدوان جديد على غزة إذا لم تستجب حماس لمطالبهم. حماس إزاء هذا الواقع المر أجرت من جانبها تفاهمات مع القاهرة بشأن فتح معبر رفح وتخفيف معاناة القطاع وتحصلت على وعود كما أجرت تفاهمات مع محمد دحلان كما يروج الآن في مواقع عدة ليكون رئيسا للوزراء في حكومة تكون حقيبة الداخلية فيها من نصيبها وحدها وهي بمحاولاتها التكتيكية التخلص من أعباء الوضع المعيشي المتدهور أدخلت الفلسطينيين في القطاع في أتون صراع لا يرحم وزادت الوضع في غزة تعقيدا والأزمة الاقتصادية سوءا.
هذه التفاهمات أشعلت النيران في رام الله التي هددت بإجراءات من شأنها إذا نفذت الحكم على أهالي القطاع بالإعدام ومنها وقف رواتب موظفي السلطة في غزة لمدة ثلاثة شهور ووقف الحسابات البنكية للهيئات الأهلية ووقف إدخال عملة الشيكل والدولار إلى قطاع غزة ووقف اصدار جوازات السفر لقطاع غزة ووقف المساعدات الاجتماعية ومناشدة السلطات المصرية بعدم فتح معبر رفح بعد عيد الأضحى كما يشاع. وفي الوقت الذي خفضت فيه السلطة في رام الله رواتب الموظفين في غزة ورفعت القسم الأكبر من دعمها للقطاع تصر حماس على تحصيل الرسوم وفرض الضرائب على المواطنين الفقراء لتضعهم بذلك بين شقي الرحى. حماس لا يمكنها أن تحتفظ بإدارة القطاع دون تنازلات كبيرة ربما تصل في نهاية المطاف إلى تجريدها من السلاح ضمن صفقة السلام الاقتصادي الذي تتبناه إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية والذي وعدت السعودية والإمارات ومصر فيه غزة بالرخاء والازدهار إذا ما أذعنت له. ولاشك أن حماس بدخولها في هذه التفاهمات المشبوهة مع مصر ودحلان ومن ورائه، وبتنازلها عن أهم ما جاء في وثيقتها من اصرار على تحرير فلسطين من النهر إلى البحر، وموافقتها على حدود الرابع من حزيران/يونيو دون أن تنال مكاسب حقيقية تجرب المجرب وتعيد إلى الذاكرة سيناريوهات المفاوضات العربية والفلسطينية العبثية التي استمرت 24 عاما و أسفرت عن تراجعات وانتكاسات كبيرة للقضية الفلسطينية.
وهي بكل ذلك تغامر برصيدها وجماهيريتها لا في فلسطين وحدها وإنما في كل الوطن العربي كما تعمق الانقسام الفلسطيني الفلسطيني بإدخالها دحلان طرفا ثالثا وتبرر الموقف التفاوضي الواهن للرئيس عباس في المفاوضات التي ستبدأ جولاتها قريبا فهي لم تنل الدعم والتأييد إلا لكونها حركة تحرير فإذا استجابت لمطالب توني بلير ودحلان والحلف الرباعي الذي تقوده السعودية وتمسكت بتلابيب الدولة الآيلة إلى السقوط في غزة فإن مصيرها لن يكون أفضل من مصير السلطة في رام الله.
وفي كل الأحوال لن يدفع الثمن الباهظ ويقدم التضحيات الجسام إلا الشعب الفلسطيني الذي تنتظره أيضا أيام صعبة فليس لدى نتنياهو أي حلول، وقد سبق له وأن رفض في قمة العقبة السرية التي جمعته بجون كيري والسيسي والملك عبدالله الثاني في العام الماضي مشروع السلام القائم على أساس الدولة اليهودية وتبادل الأراضي كما نشرت صحيفة ها ارتس الإسرائيلية فنتنياهو لا يريد حلا ولا سلاما وإنما يشتري الوقت لقضم وتهويد مزيد من الأراضي ولشرعنة المستوطنات وترسيخ واقع الاحتلال.
كما أن الإدارة الأمريكية ليس لديها رؤية واضحة فما تزال غير مستقرة على حل بعينه فلا هي حسمت أمرها وانحازت لمبدأ حل الدولتين ولا هي انحازت لمبدأ الدولة اليهودية وجولة صهر ترامب جاريد كوشنر وبعثته في إسرائيل والضفة واحدة من الجولات التي ستتكرر دون أن تعطي نتائج قاطعة في اتجاه الحل النهائي بل وقال كوشنر في تصريحات غير رسمية أدلى بها أمام تجمع لمتدربين في الكونارس « قد لا يكون هناك حل للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني « بما يعني عبثية خيار المفاوضات وهو أمر تعلمه سلطة رام الله جيدا لذلك فإن الفلسطينيين جميعا أمام خيارات مرة وصعبة يزيد من مرارتها انقسامهم وقيادة الحلف الرباعي لمحور سني إسرائيلي يجعل من إسرائيل صديقة ومن حماس عدوة.

كاتب فلسطيني

الفلسطينيون والخيارات الصعبة

عبد العزيز الكحلوت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق