Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الجمعة، 1 سبتمبر 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


هل نحن أصحاب العيد أم أضحيته؟

Posted: 31 Aug 2017 02:35 PM PDT

عاد حجاج بيت الله الحرام اليوم إلى منى لرمي الجمرات وتأدية صلاة عيد الأضحى المبارك (قبل أن يعودوا إلى مكة لأداء آخر مناسك الحج وهو طواف الوداع).
وإذا كان متعذرا على كل المسلمين أن يؤدوا هذا الركن الخامس في الإسلام، فإن مئات الملايين منهم منتشرون في بقاع الأرض كافّة يُفترض أن يكونوا هم أيضاً يحتفلون بهذا العيد الكبير ذي المعاني الدينية الكثيرة ذات الجذور العميقة في الثقافة الإسلامية.
لكنّ هذا للأسف غير صحيح.
لا يعود الأمر إلى عوادي الزمان وتقلّباته الاعتيادية التي كانت تجتاح بلدان العالم كلّها وليس بلاد المسلمين فقط كأهوال الطبيعة من زلازل وعواصف وبراكين وجائحات ومجاعات، والغزوات التي هي سنن التصقت بالجنس البشريّ منذ بدء الحضارات.
لا يحتاج ذو البصيرة كثير تفكّر وتأمّل في أحوال المسلمين وشعوبهم ليرى أنّ عددهم الهائل الذي يقارب 1.62 مليار نسمة (وهو ما يعادل 23٪ من سكان العالم) لا يقابله وزن حضاريّ فاعل.
لقد فقدت أقطاب العالم الإسلامي الكبرى فاعليتها وتعثّرت مشاريعها وتراجع أثرها مقارنة بدول أخرى كانت أقل شأناً حضاريّاً، أو اقتصادياً، أو سياسياً منها، ويصحّ ذلك على الدول ذات التعداد السكاني الكبير، كإندونيسيا (204 ملايين)، وباكستان (178 مليونا) وبنغلاديش (148 مليونا)، أو ذات الوزن السياسي والثقافي المعتبر، كمصر، والديني ـ الاقتصادي الخطير، كالسعودية.
ترزح بعض بلدان المسلمين، كفلسطين، وأفغانستان، وسوريا، والعراق، واليمن، وليبيا، تحت وطأة حروب واحتلالات وجوائح ودمار مريع يتشارك في صنعه الاحتلال الاستيطاني والاستبداد الوحشيّ والتدخّلات الإقليمية والأجنبية.
ليست كلّ هذه الكوارث من صنع المسلمين أنفسهم فكثير منها إرث للمرحلة الاستعماريّة التي أدّت للكارثة الفلسطينية، ولتقسيم الهند (التي ما زالت رغم ذلك تحتوي أكبر عدد من المسلمين في العالم) لتتأسس باكستان وبنغلادش، وبعدها للحروب الدموية المستمرة في أفغانستان، ولاحقاً لاحتلال العراق.
لكنّ الإرث الاستعماري الهائل لا يعفي دول المسلمين وحكوماتها وأنظمتها من المشاركة الفاعلة في الكارثة العظمى التي نعيشها، فالأغلبية الكبرى من نخب الدول الإسلامية دخلت في دائرة مغلقة من الصراع مع الغرب الاستعماري انتهت عمليّاً باستقلالات مشوّهة ونخب مستلبة ودكتاتوريّات قارّة، بعضها حمى ظهره بالتحالف مع الغرب، وبعضها الآخر بالتحالف مع الاتحاد السوفييتي، لكنّ المشروعين حافظا على الاستبداد كنمط حكم ودمّرا بذلك الإمكانيات الحقيقية لمشاريع إسلامية كبرى، تحافظ على هويّات شعوبها الثقافية ولكنّها تشارك في سباقات السياسة والاقتصاد والحضارة.
الأمثلة القليلة التي خرجت عن هذين النمطين، كما هو حال تركيّا، وإلى حدّ ما إندونيسيا، ماليزيا (وإلى حدّ أقلّ المغرب)، هي تأكيد للقاعدة، وهي كلّها تحمل، بالضرورة، إشكاليّات الولادة الصعبة ومخاطرها، كما أنها تتأثر بمحيطها الضاغط الذي تحكمه آليات الاستبداد والتبعية.
يسوءنا كثيراً، أن الانحدار المريع في أحوال العالم الإسلامي وصل إلى أن الإسلام نفسه صار، في كل أنحاء العالم، بقوّة دفع العنصرية الغربية، وتوحش عدد كبير من حكومات البلدان المسلمة، أشبه بالتهمة.
يسوءنا أيضاً أن يصبح الحجّ، أحد أركان الإسلام، موضوعاً للاستغلال السياسي والتعسّف بحق الراغبين في الحج.
حين نشاهد ما يحصل من مجازر للمسلمين في كل أنحاء العالم نتساءل، هل نحن أصحاب العيد، أم نحن الأضحية نفسها؟

هل نحن أصحاب العيد أم أضحيته؟

رأي القدس

صلاح وإصلاح

Posted: 31 Aug 2017 02:35 PM PDT

في كتاب الإسلام والعلمانية، موضوع المقال السابق، تحدث أوليفييه روا عن نقاط استشكالية في الحالة الفرنسية أجدها متقاربة جداً مع الوضع المصري، مع اختلاف الظروف والحيثيات.
يعتقد روا أن الأصولية الدينية هي في الواقع «تطور ينبغي إدارته إذا ما أريد البقاء في إطار الديمقراطية وإحترام حقوق الإنسان» (136)، وهو المنظور الذي يلاقي مقاومة شديدة جداً في مصر من حيث الرفض الحالي التام لتوجه الإخوان المسلمين وتخوينهم وخلق أقلية معزولة ومكروهة منهم. يؤكد روا أن الإصلاح الديني لا ينبغي أن يكون شرطاً من شروط القبول بالعلماينة «فكثير من المسلمين المحافظين جداً يتكيفون تماماً مع الدنيوة والعلمانية بإعادة صياغة إيمانهم بمفردات القيم أكثر من المعايير، على غرار المسيحية المحافظة» (142).
وعليه، يرى روا أن الإصلاح ليس شرطاً لشمل الأصوليين تحت منظومة الدولة المدنية، هم مواطنون شئنا أم أبينا، وينبغي التعامل معهم من خلال القانون كجزء من المنظومة الإجتماعية بل وكجزء من هُوية الدولة. إلا أن روا يعود ليؤكد أهمية الإصلاح الديني وحقيقة أن هذا الإصلاح يمهد الطريق لعلمانية ناجحة.
يرى روا أن التدين و«الدنيوة»، وهي المعنية بتحرير المجتمع، لا يتضاربان، بل إن التدين هو علامة على الدنيوة، فالتدين ما هو إلا منظومة فكرية يصيغها الإنسان ليتعايش من خلالها في مجتمعه.
إذا، يرى روا أن «اللامبالاة الدينية للغرب هي العنصر الإيجابي وليس إرادويتها في مجال الرقابة على الديني» (158)، واللامبالاة هنا أعتقدها ترمي إلى حقيقة أن الدين لم يعد مصدر شقاق أو صراع في الغرب، بل هو منظومة فكرية خاصة تحيطها مشاعر من اللامبالاة العامة تجعلها شأنا خاصا جدا لا يستحق الصراع المجتمعي العلني. وعليه فهو يرى ضرورة عدم الحكم على الآخرين حتى ولو انطبق عليهم تعريف الأصولية، فهو يرى أن المطلوب هو «احترام القانون والنظام العام وليس تكييف معتقداتهم مع القانون» (162)، وعليه يجب أن تبقى العلمانية أداة قانونية لا أيديولوجيا (163) وهي بذلك ستجمع الناس تحت مظلتها وستوحد المجتمع من دون أي عزل لأي من فئاته حتى الأصوليين منهم، حيث سينتهي هؤلاء للشعور أنهم، بأصوليتهم، جزء من هذا التكوين العلماني.
أعتقد أن هذه هي تحديدا المعضلة المصرية التي تتجلى في المحاولة المستمرة لعزل الإخوان المسلمين وإثبات خيانتهم والإصرار على عدم وجود أي مكان لهم في المنظومة المجتمعية والفكرية المصرية وكأنهم لا ينتمون لذلك المجتمع ولا يشكلون جزءا من مصريته.
من جهة أخرى، يرى روا «أن المبالغة في إظهار رموز الإنتماء الديني تتسق وتحول جماعة المؤمنين إلى أقلية» (117-118). فالدين، يقول روا يصبح «أكثر جاذبية كلما كان منفصلا عن كل سياق، ومتجاوزا الحدود الإقليمية، لا بل مجلوبا» (122). تطبيقا لهذه الفكرة على الحالة المصرية نجد أن مبالغة الإخوان المسلمين في إظهار رموز إنتمائهم سواء من حيث المظهر او الممارسة خلقت منهم أقلية، الجاذب فيها أنهم أصبحوا «منفصلين عن السياق»، مشكلين حالة ثورية، حالة معارضة، بل لربما حالة إنسانية تخرج خارج حدود الدولة إلى التدين الأصولي الخالص الذي لا سياق ولا قالب إجتماعي له. هنا، خلق الإخوان المسلمون من أنفسهم أقلية داخل بلدهم، لها جاذبيتها من حيث الإطار البطولي الثوري المعارض لها ولكن لها ثمنها من حيث العزل والإضطهاد كذلك. انطلاقا من هاتين الفكرتين، يضع روا المسؤولية على الطرفين: الدولة التي تفرض مفهوم الإصلاح مقابل الضم وبذلك ينطوي شرطها على القسر والقهر الدينيين، والمتدينين الذين يصنعون أقلية من أنفسهم بمبالغتهم في إظهار التدين صانعين حالة خاصة وسط العام من أنفسهم. ومع ذلك، فإن روا من خلال كتابه يضع المسؤولية الأكبر على الدولة التي عادة ما تتسبب هي، النموذج الفرنسي هو موضع بحث الكتاب، في عزل الأقلية الدينية وإشعارها أنها خارج المنظومة بسبب تدينها.
المسؤولية ذاتها، في رأيي، تقع على عاتق الدولة المصرية التي ما فتئت تبعد الإخوان المسلمين وتعاملهم معاملة الخونة والعملاء طالبة منهم خلع ثوب أيديولوجيتهم شرطا للقبول بدخولهم في منظومة الدولة، وهو «العري الفكري» الذي يرفضه الإخوان لحد الآن، وخصوصا في ظل عدم توافر ثوب أيديولوجي آخر بالنسبة لهم يحل محل الثوب المخلوع.
الدولة هي المسؤولة، فهي، بإمكاناتها وقدراتها، من يستطيع تفعيل التغيير وذلك من خلال تفعيل التفكير أولاً وقبل كل شيء متيحة مجالا من الحرية للإصلاح الديني، ومن خلال «لم الشمل» تحت مظلة سياسية تظلل الجميع بذات المقدار وعلى ذات المعيار.
أما القسر والقهر والعزل، فلن ينتج عنها إلا الإضطراب الذي سيقود حتما لما هو أسوأ، وهو الوضع الذي لم ولن تنجو منه حتى أفضل الديموقراطيات العالمية، والحالة الفرنسية هي خير مثال.
آخر شي:
في سياق منفصل، يشير روا لفكرة مثيرة هي: «إن تكاثر المساجد هو علامة على تفرق المسلمين بقدر ما هو تأكيد للهًوية» (147)، لذلك نقول لأصحاب الأيادي البيضاء، عليكم ببناء المدارس ودور العلم ويا حبذا دور الفن كذلك، فهذه سيكون لها دور فاعل وفارق عوضا عن بناء المسجد بعد المسجد بعد المسجد، فلا يمتلئ أي منها ولا يزيد تعددها سوى من تفرقة المتعبدين بينها.

صلاح وإصلاح

د. ابتهال الخطيب

استنساخ الريبورتاجات على إيقاع ثغاء الخرفان… وقنوات عالمية تربط بين المغرب والإرهاب!

Posted: 31 Aug 2017 02:34 PM PDT

لمدة أسبوع، لا صوت كان يعلو على ثغاء الخرفان في نشرات الأخبار المغربية، إذ ظلت القنوات التلفزيونية تتنافس من أجل تحقيق «سبق صحافي» في موضوع مرتبط بسيرة الأكباش التي تتهيأ لعيد الأضحى المبارك:
ـ فهذا صحافي يتزاحم مع الباعة والمشترين المفترضين في الأسواق، برفقة زميله «الكاميرامان»، لأخذ لقطات «مميزة» للقطعان، والسؤال عن أثمان الأضاحي ونوعية الخرفان ومسقط رأسها.
ـ وثانٍ يستطلع المهن الموسمية المرتبطة بعيد الأضحى والاستعداد له، كمهنة بيع السكاكين وأدوات الطهي والأكياس البلاستيكية والفحم وغيرها…
ـ وثالث يحاول رصد حركات تنقل الناس عبر محطات الحافلات والقطارات والطرق السيارة، سعيًا لصلة الرحم والاحتفال بالعيد رفقة الأقارب.
وهكذا تتشابه الريبورتاجات التلفزيونية أفقيًا وعموديًا: تتشابه من قناة لأخرى على مستوى المَشاهد الملتقطة والتعبيرات اللغوية الجاهزة، وتتشابه أيضا على امتداد السنين، إذ يكفي ـ مثلا ـ الرجوع إلى ريبورتاج بُثّ قبل سنتين أو أربع سنوات، لتجد شبيها له مبثوثا على الشاشة منذ يومين أو ثلاثة. فلماذا تُتعب الأطقم التلفزيونية نفسها في إنجاز ريبورتاجات جديدة (وهي ليس لها من الجدة غير الاسم)، والحال أنه كان يكفي إعادة بث نظيراتها القديمة؟ بمعنى أن هذه المواد التلفزيونية لا تتضمن معطيات جديدة تصلح لأن تقدم للمشاهدين كأخبار. وكما تقول القاعدة الكلاسيكية التي يتلقاها طلاب معاهد الصحافة في أولى دروسهم: إن قولك «عض كلب رجلا» ليس خبرا، فمن عادة الكلاب أن تعضّ الناس، ولكن الخبر يكون حينما يعضّ رجل كلبا. وقس على ذلك حال الناس مع الأكباش!
والواقع أن هذه «البدعة» الصحافية تتكرر باستمرار في التلفزيونات المغربية، إذ تُملأ نشرات الأخبار بتقارير متكررة عن ارتياد الناس للشواطئ، واستعداد آباء وأولياء التلاميذ للموسم الدراسي الجديد، ووفرة المواد الغذائية خلال شهر رمضان… وهلم جرا من الموضوعات المجترة على امتداد العام.
إذنْ، هل يتعلق الأمر بحالة استسهال تلفزيوني، تجعل بعض الإعلاميين يميلون إلى الموضوعات السهلة التي لا يمكن أن تسبب وجع الدماغ؟
أم يتعلق بسياسة ممنهجة ومقصودة من أجل تحويل مهمة الإعلام العمومي من «التغطية» إلى «التعمية»، لصرف النظر عن قضايا المواطنين ومشكلاتهم اليومية. وما أكثر مواطن الخلل والتقصير التي تطبع عمل مؤسسات عمومية ومنتخبة، والتي يغض الإعلام العمومي الطرف عنها!

المغرب يصدر الطماطم وليس الإرهابيين!

يقول المثل المغربي العامّي: «اللي حرثو الجمل.. دكو»، بمعنى أن كل الجهد الذي بُذل في الحرث عن طريق الجَمل، قام هذا الأخير بردمه بواسطة قدميه. مَثل بليغ ينطبق على الجهود التي يبذلها المغرب من أجل تأكيد صورته كبلد للسلم والتعايش وفضاء مناسب للسياحة والاستجمام. فمع كل عملية إرهابية تقع في أوربا، تبرز (تقريبا) أسماء متهمين منتمين إلى المغرب، كما لو أن هذا البلد صار مصدرا للإرهاب بجانب تصدير الأسماك والفوسفات والطماطم وغيرها من المنتجات، حسب قول تعليقات تلفزيونية أجنبية.
وتحرص عدد من القنوات العالمية على تصيّد مثل تلك الوقائع المفجعة، لتقوم بالغمز واللمز إزاء المملكة المغربية. واللافت للانتباه أن تلك القنوات لا تكتشف البلدات النائية في المغرب، إلا حين يقع عمل إرهابي ما؛ فعوض أن تزور القنوات العالمية تلك المناطق وتبرز جمالها وثراءها الطبيعي أو تكشف عن معاناة سكانها مع التهميش الاجتماعي والسياسي، تستغل مناسبة عمل إرهابي ما لزيارة أسرة الشخص المتهم ذي الأصول المغربية والذي ينحدر من قرية معينة، مثلما وقع ـ مثلا ـ مع قناة «سكاي نيوز» التي انتقل طاقمها إلى بلدة «تاكوزالت» الواقعة بين أحضان جبال الأطلس، بهدف زيارة أسرة شخصين متهمين بالمشاركة في تفجيرات برشلونة الأخيرة.
الحمد لله أن هناك باحثين جادّين يسعون إلى توضيح الصورة كلما أتيحت لهم الفرصة للمشاركة في برامج إحدى المؤسسات الإعلامية. الدكتور إدريس الكنبوري واحد من هؤلاء. قبل أيام، كان ضيفا على برنامج في إذاعة BBC البريطانية، سأله المذيع نفس السؤال الذي سمعه ـ قبلئذ ـ من صحافيين في قناة «الغد العربي» و«دوتشه فيله» الألمانية: هل يصدر المغرب الإرهابيين إلى أوروبا؟ فأجاب الكنبوري بعبارات قوية ارتأى أن يسجلها أيضا في تدوينته: «ما أعرفه أن المغرب يصدر إلى أوروبا الطماطم.
أوروبا تلعب لعبة خطرة في الإسلام فوق أراضيها وتدفع الثمن لكنها تلوم الآخرين. الإرهاب مسؤولية مشتركة بين الجميع، والهجرة ملتقى المسؤوليات كما أنها ملتقى الأجناس. لا يمكن تحميل بلد بمفرده مسؤولية كل ما يقع. على سبيل المثال: فرنسا طردت إمامين مغربيين بتهمة التطرف بعد أقل من أسبوع على هجمات برشلونة. هل يعقل أنها جمعت المعلومات عنهما في ثلاثة أيام وقررت طردهما في اليوم الرابع؟
هذا يعني أن هناك تقارير كانت موجودة. أوروبا تعرف جميع المساجد التي تقام في كراجات، وتعرف أئمتها الذين يعملون بها، وهي تمنح التراخيص لتلك المساجد. والإمام الذي مات في برشلونة لم يكن تابعا لوزارة الأوقاف المغربية، وهذا يعني أن هناك حالات أخرى تعرفها السلطات ولا تتحرك. علينا أن ندرك أن المسؤوليات مشتركة بين الجميع. نحن في زمن العولمة والعولمة ليست عولمة البضائع فقط بل عولمة الإرهاب أيضا».

شباط والتجاهل التلفزيوني!

الناطق الرسمي باسم «حزب الاستقلال»، عادل بنحمزة، غاضب هذه الأيام، وسبب غضبه ـ كما عبر عنه في صفحته «الفيسبوكية»، راجع إلى كون الذين يتحكمون في وسائل الإعلام العمومية في المغرب يصرون على إقحام أحداث إنسانية خالصة في «الحملة» التي قال إنها تستهدف الحزب المذكور وبصفة خاصة أمينه العام حميد شباط. يكتب: «في كل مرة، يظهر أن هناك تصريفا لأحقاد صغيرة يعجز الإنسان عن تفهمها أو القبول بها.. بل إن المرء يتساءل إذا ما كانت هناك مبالغة في تنفيذ ما هو مطلوب من المسؤولين عن تدبير الإعلام العمومي…» ويضيف قائلا: «إن الجنائز لم يتم توقيرها، حدث ذلك في جنازة الراحل امحمد بوستة وتكرر الأمر في جنازة الأديب عبد الكريم غلاب، حيث يتم عمدا تجاوز الأمين العام للحزب والتركيز على عضو في المجلس الوطني للحزب أعلن ترشيحه للأمانة العامة.» يعلق بنحمزة: «هم يعتقدون أنهم يقدمون له خدمة ، لكنهم في الواقع لا يقومون سوى بالإساءة إليه والإمعان في عدم ترك ترشيحه أمرا عاديا في إطار التدافع الذي يعرفه الحزب».

كاتب من المغرب

استنساخ الريبورتاجات على إيقاع ثغاء الخرفان… وقنوات عالمية تربط بين المغرب والإرهاب!

الطاهر الطويل

القومية الأمريكية: أنواع دارون أم تغريدات ترامب؟

Posted: 31 Aug 2017 02:34 PM PDT

لم يعد تعبير «القومية الأمريكية» غريباً أو ناشزاً أو نادر الاستخدام، وليس هذا بسبب صعود دونالد ترامب، وتنامي النزعات العنصرية والمناطقية، وفلسفات «التفوّق» العرقي الأبيض، فحسب، بل، كذلك، لأنّ الولايات المتحدة لم تعد حصينة تماماً إزاء مؤثرات العالم خارج المحيط، ولم يعد تكوينها المجتمعي ـ الذي ساد الاعتقاد بأنه متعدد المنابت، تعددي الأعراق ـ بمنأى عن يقظة القوميات هنا وهناك. وبهذا المعنى، لم تكن مفاجأة أن يعالج الكاتب الأمريكي المعروف روبرت د. كابلان مسائل السياسة الخارجية الأمريكية المعاصرة، وموقع أمريكا في العالم، بل الديمقراطية الأمريكية ذاتها، من منطلق القومية بوصفها مقولة مركزية.
وفي مقالة مسهبة، نشرتها «ناشنل إنترست» مؤخراً تحت عنوان «قومية أمريكا الدارونية»، يبلغ كابلان سلسلة خلاصات حول واقع حال الولايات المتحدة راهناً، أوّلها أنّ أمريكا، أسوة بروسيا والصين، فقدت هدفها الإيديولوجي والروحي، بمعنى عزوف الأمريكيين عن حماسهم السابق بصدد بناء نظام ليبرالي في أوروبا وآسيا، على غرار ما فعلوا طيلة 70 سنة: «بينما انتعشت الديمقراطية الأمريكية وكانت قدوة مضيئة في عصر الطباعة والآلة الكاتبة، فإنّ من غير المؤكد أنها ستواصل هذه الحال في حقبة الفيديو والرقميّ»، يكتب كابلان. ومن الواضح، في يقينه، أنّ قرار الرئيس الأمريكي السابق بارك أوباما برفض التدخل في سوريا، وقبله التدخل في ليبيا عن طريق القصف الجوي فقط، كان قد آذن بانطواء صفحة «مشروع أمريكا شبه الإمبريالي، المبنيّ على أغراض متسامية».
والحال، أوّلاً، أنّ إدارة أوباما تدخلت بالفعل في سوريا والعراق، عبر القصف الجوّي أوّلاً، ومن خلال تحالف دولي قوامه الولايات المتحدة أساساً. كذلك تدخلت على الأرض (وذاك كان واحداً من محرّمات أوباما الكبرى)، حتى إذا كان التواجد العسكري الأمريكي الميداني قد بدأ من الخبراء، ثمّ أخذ يتوسع تدريجياً ليشمل العشرات، فالمئات. صحيح أنّ هذا التدخّل ليس من طراز ما أقدمت عليه الولايات المتحدة في بناما والصومال وأفغانستان والعراق، وهذا فارق أوباما الوحيد عن نهج أسلافه، إلا أنّ الصحيح الآخر يشمل سلسلة تفاصيل عملياتية وتسليحية تجعل من هذا التدخل جديراً بتسميته: إذا كان يسير مثل بطّة، ويطلق أصوات البطّ، فهو بطة… تماماً كما يقول المثل اليانكي الشائع!
هذا إذا وضع المرء جانباً أشكال «التدخل» الأمريكي الأخرى، التي تقوم على التصفيات الجسدية عبر الطائرات بلا طيار، في اليمن وأفغانستان وباكستان، والتي يمكن أن ترقى إلى مصافّ جرائم الحرب، في عرف منظمات حقوقية عالمية مثل «أمنستي إنترناشنل» و»هيومان رايتس وتش». ذلك لأنّ هذه العمليات لا تستهدف أفراداً، بقصد الاغتيال، خارج أية تغطية قانونية أو قضائية، فحسب، بل تتسبب في مقتل عشرات المدنيين أثناء العمليات، التي تُنفّذ عشوائياً في حالات كثيرة. ولا تنفصل عن خيار الطائرات بلا طيار حقيقة أخرى، هي أنّ الولايات المتحدة تخرق القانون الدولي حول قواعد الحروب والاشتباك، مثلما تنتهك سيادة الدول التي تشهد تنفيذ تلك العمليات.
خلاصة كابلان الثانية هي التالية: بينما يكون في وسع الأمم الأخرى أن تمثّل ذاتها فقط، فإنّ على أمريكا أن تمثّل الإنسانية جمعاء، بمقدار معقول نسبياً، أو أن تطمح إلى هذا على الأقلّ! هنا، أيضاً، ينطلق الرجل ـ في اعتراف صريح، وهذا بعض فضائله القليلة ـ من ركائز عقائدية تمزج بين النزعة المحافظة والفلسفة الليبرالية، على نحو يجيز له التغنّي بأفكار وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر حول «الذرائعية البنّاءة» بصفة خاصة، وأطروحات صمويل هنتنغتون الشهيرة التي تنبأت بصدام الحضارات قبل السياسات.
و«رغم أنّ توسيع ذلك النظام الليبرالي العالمي قد يكون أكبر من طاقة الولايات المتحدة، إلا أنّ الانسحاب منه ببساطة سوف يقود إلى أفول أمريكي»، يكتب كابلان، المؤرّخ الذي يزعم حفظ تاريخ أمريكا عن ظهر قلب، متناسياً تلك الحقائق الأخرى التي تدحض ما يذهب إليه، دحضاً تاماً في الواقع!
ذلك لأنّ الإدارات الأمريكية السابقة، منذ عهد وودرو ولسون وليس رونالد ريغان أو جورج بوش الأب والابن، لم تفعل سوى محاولة تطوير المشروع الإمبريالي الأمريكي، السياسي والاقتصادي والثقافي، تحت هذه المظلة (الزائفة) بالذات: النظام الليبرالي العالمي! ولم نعدم كاتباً أمريكياً ظريفاً جنح ذات يوم إلى الشكوى من «واجب مقدّس» أُلقي على عاتق أمريكا تجاه العالم، وأطلق عليه سلسلة تسميات، منها «الإمبراطورية بالصدفة العمياء»، و«الإمبريالية بالتطوّع»، و«العبء الجديد للرجل الأبيض». وفي كتاب بعنوان «السلام الأمريكي» صدر للمرّة الأولى سنة 1967 ولم تمنع حرب فيتنام من جعله مرجعاً أثيراً لدى شرائح واسعة من القرّاء في أمريكا، يقول رونالد ستيل: «على النقيض من روما، إمبراطوريتنا لم تلجأ إلى استغلال أطرافها وشعوبها. على العكس تماماً… نحن الذين استغلتنا الشعوب واستنزفت مواردنا وطاقاتنا وخبراتنا»!
خلاصة ثالثة، أكثر طرافة، وأشدّ وفاءً لروحية كتابات كابلان، هي تلك التي تنتهي إلى أنّ صراعات القوى الكبرى في القرن الراهن لن تدور حول الإيديولوجيا، بل ستكون ثقافية، مختبئة في الهواء الطلق تحت ستار النزعة القومية: «النصر سيكون حليف الثقافة التي تطوّرت على نحو أفضل لخوض حرب سريعة شاملة على مستوى الدولة. وهذه السيرورة سوف تكون دارونية»، يكتب كابلان، مشيراً إلى شارلز دارون ونظريته حول بقاء الأنسب. وللمرء أن يتخيّل مصداقية هذه الفرضية، إذْ تأتي اليوم تحديداً، في أمريكا ترامب ويقظة العنصرية في شارلوتسفيل، وتأتي من هذا الكاتب تحديداً، الذي لم يتوقف عن إنتاج المزيد فالمزيد من مزاعم التحذير حول مخاطر انحطاط الإمبراطورية الأمريكية!
هنا تقتضي الضرورة التذكير بأنّ كابلان كاتب ومفكر سياسي غزير الإنتاج، وصحافي ورحّالة وديموغرافي وإثنوغرافي… هو، في تسمية أخرى لا ينفر منها بل تروق له، «عرّاف القرون» الكفيل بقراءة غيوب السياسة الدولية وتلاوة تفاصيلها عن ظهر قلب، ولعلّ هذا «الاختصاص» في قراءة كفّ القرون، وليس العقود وحدها، أو حتّى أنصاف القرون، هو ما يبرّر الخيط الرفيع المتين الذي يزعم الرجل أنه يجمعه بكلّ من دارون (1809ـ1882)، أو نظريته في الانتخاب الطبيعي بصفة محددة، وتوماس روبرت مالتوس (1766ـ 1834)، القسّ البريطاني، ونبيّ التشاؤم الاقتصادي الكوني.
ليس هذا فقط، بل إنه، بعد هزّة 11/9، خروج على العالم بنظرية صاعقة تفيد أنّ الغرب صار بحاجة ماسة إلى… تلبّس الروح الوثنية! كتابه «سياسة المحارب: لماذا تحتاج القيادة إلى روح وثنية»، لم يمنح فضيلة الشكّ لصالح جورج و. بوش، الخارج إلى أفغانستان والعراق بروح القرون الوسطى وإلهام الملك آرثر وحمية فرسان المائدة المستديرة، فحسب، بل أراد له أن يتحلّى بالروح الوثنية الخالصة: تلك «الحكمة» الواقعية المتحرّرة من أيّ وكلّ مثال ومثالية، التي تميّز بها أضراب المؤرّخ الأثيني ثوسيديديس (400 ق. م.)، والسياسي والكاتب الإيطالي نيكولو مكيافيللي، والفيلسوف السياسي الإنكليزي توماس هوبز، ورجل الدولة البريطاني ونستون تشرشل…
بذلك فإنّ من حقّ عنصريي شارلوتسفيل، وأنصار منظمة الـ»كو كوكس كلان» في طول أمريكا البيضاء وعرضها، أن يلهجوا بالدعاء لأمثال كابلان، وأن يرفعوا عالياً أفكاره التي تبدو وكأنها تحذّر أمريكا من التقوقع خلف نزعة قومية انعزالية، في حين أنها تُنذر بضرورة إعلاء شأن تلك النزعة: إنْ لم يكن عن طريق نظريات أصل الأنواع الدارونية، فعلى الأقلّ عن طريق… تغريدات ترامب القومجية!

٭ كاتب وباحث سوري يقيم في باريس

القومية الأمريكية: أنواع دارون أم تغريدات ترامب؟

صبحي حديدي

السِّرية في إقامة المشروعات أقصر الطرق للفشل وتبديد الموارد و«اللحمة» فاكهة محرمة على الفقراء

Posted: 31 Aug 2017 02:34 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: لم تعدم السلطة الراهنة الحيلة في أن تعثر على مزيد من المنافقين في يوم عرفة، حيث تتطلع أفئدة القلوب للمشهد العظيم على جبل الرحمة، راجية الفوز بالغفران، فقد واصل كتاب السلطة الحديث عن إنجازات حققها الرئيس ولا وجود لها سوى في أذهان الترسانة الإعلامية المؤيدة له، بينما كانت أزمة الأغلبية، وفي مقدمتهم قرابة سبعة آلاف مواطن من أصحاب المعاشات رفضت الحكومة صرف رواتبهم قبل إجازة العيد. وعلى الرغم مما يحمله العيد من نسائم الرحمة، إلا أن جنون الأسعار الذي تواصل وعرف طريقه للحوم بشكل مطرد، خلف مزيداً من الغضب ضد الحكومة. واهتمت الصحف المصرية الصادرة أمس الخميس 31 أغسطس/آب بنشاط الرئيس واجتماعه بعدد من المسؤولين، من بينهم وزير الداخلية الذي طالبه السيسي بمحاربة الغلاء وملاحقة المتسببين فيه مع مكافحة الإرهاب. كما اهتمت الصحف الحكومية بالهجــوم على الإخوان وسائر قوى المعارضة المدنية التي تنتقد السيسي. كذلك اهتمت بالحديث عن صلاة العيد، حيـــــث حذر وزير الأوقاف مختار جمعة من الصلاة في الخلاء بدون موافقة الوزارة، التي يتولى مقاديرها.
ومن جانبها نشرت الفنانة الاستعراضية سما المصري، صورة لها على موقع التواصل الاجتماعي «انستغرام»، بالحجاب مجددا، وعليها حديث نبوي. وعلّقت سما على الصورة: «ماتنسوش بكره صيام وقفة عرفة، كله يصوم مش عايزين استهبال، عسى الله أن يكفر لنا ذنوب العام الماضي وذنوب العام المقبل، آمين». وإلى التفاصيل:

سفريات بلا إنجازات

«الرئيس يسافر كثيرا متفوقا خلال ثلاث سنوات فقط على مجموع سفريات الرؤساء السابقين طوال مدد حكمهم، وهي ظاهرة سياسية يعتبرها فراج إسماعيل في «المصريون» تستحق الدراسة، فليس هناك رئيس دولة في العالم يشبهه في ذلك، هل هو تقصير عندهم وميزة عندنا، أم أنها زيارات مكلفة لميزانية بلد يعاني من تدهور أحواله المعيشية وانخفاض عملته المحلية. ما تقاس به تلك الزيارات هو نتائجها وانعكاساتها على الأوضاع السياسية والاقتصادية، وليس مجرد إضافتها إلى الإنجازات، فأي رئيس دولة في العالم لا يعنيه أن ينافس ابن بطوطة أو السندباد، وإنما بما تضيفه رحلاته وما يستفيد منها شعبه. زياراته للدول الإفريقية ومنها إثيوبيا كانت متعددة، آخرها تشاد. ما الذي أفادته تلك الزيارات لملف سد النهضة؟ المؤكد أن إثيوبيا لم تتراجع لحظة واحدة عن خططها، وأن مصر فقدت الكثير. أضف إلى ذلك أن كل الزيارات عربيا وإفريقيا وأوروبيا وأمريكيا وآسيويا لم تأت بجديد. تغير التقوقع المصري الإقليمي. ازدادت تبعيتنا للقطار الخليجي عما كنا عليه في زمن مبارك. صرنا نجلس في العربة الخلفية، وهذا وضع غير مستساغ أو مقبول لدولة في حجم مصر، هي كبيرة فعلا بإمكانياتها وتاريخها وعدد سكانها وموقعها الاستراتيجي، وليست شبه دولة في أي حال من الأحوال، ويجب أن لا نصدق ذلك أو نوافق عليه، لأنه ينال من مكانتنا الحقيقية التي نستغني عنها باختيارنا. سيصل السيسي إلى فيتنام، في أول زيارة لرئيس مصري، قادما من جارتها الشمالية الصين، التي يحضر فيها قمة «البريكس» التي تضم الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا. التجربة الفيتنامية جيدة لبلد تركته الحرب الأمريكية مدمرا بالكامل، لكنه ليس مغريا للنقل عنها، فحتى الآن تتلقى القروض خصوصا من صندوق النقد الدولي، وتعاني من الديون السيئة».

البطل المنسي

قلما يثني أحد على المواطن الذي اهتم به عبد الناصر سلامة في «المصري اليوم»: «بالتأكيد المواطن المصري هو بطل هذه المرحلة، سواء كان يعمل في القطاع العام أم الخاص، سواء كان عاملا أم موظفا، سواء كان مهنيا أم فنيا، بالتجارة أم الصناعة لا فرق، بالأعمال الحُرّة أم الرسمية، رجلا أم امرأة، صغيرا أم كبيرا، حديث العهد بالعمل أم ذا خبرة طويلة، ذلك أنه لم يعد هناك من بين المواطنين الطبيعيين من يستطيع أن يحيا حياة كريمة، اللهم إلا إذا كان قد حصل على ميراث، أو سلك طريق نائبة المحافظ مثار حديث هذه الأيام، بعد أن اختفت الطبقة المتوسطة تماما، وأصبح الفقر حالة عامة قياسا على الأسعار الحالية للسلع مع الرواتب والدخول بشكل عام.
مع قدوم عيد الأضحى، وما يستلزمه من متطلبات الأسرة، ومع بدء العام الدراسي، وما يستلزمه من رسوم ومصروفات مدرسية، ومع ارتفاع الأسعار في هذه وتلك، بموازاة هذه الحالة من رباطة الجأش التي تحلى بها المواطن، والتي لم تزد عن كونه يهذي أو يتحدث مع نفسه معظم الوقت، يصبح من الضرورة إطلاق لقب «البطل» على مواطن هذه المرحلة، ذلك أنه امتثل لعامل الدين والتدين معتبرا أن ما يجري ابتلاء من الله سبحانه وتعالى، وأن ما عليه سوى الصبر، علَّ الله يُحدث بعد ذلك أمرا. كلمة الحق تستدعى القول إن المواطن المصري كان غنيا حتى قبل 3 نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، تاريخ تعويم الجنيه من ثمانية جنيهات مقابل الدولار، إلى 18 جنيها، وحتى 20 جنيها بعض الوقت، وهو الأمر الذي فقد معه الجنيه أكثر من 50٪ من قيمته، وأحيانا 70٪‏، ما جعل من المدخرات أمرا هشا، جاز معه إطلاق تعبيرات الفقر على المصريين بصفة عامة، على غرار «انتوا فقرا قوى».

لهذا يستخفون بنا

«وعلى خلفية الأزمة مع أمريكا بسبب حجبها جزءا من أموال المعونة ما يعود، وفق رؤية عبد الله السناوي في «الشروق»، إلى تآكل الدور الإقليمي المصري على نحو دعا وزير الخارجية الأمريكية السابق جون كيري ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إلى تكرار جملة واحدة في توقيت متقارب على مسامع دبلوماسي مصرى رفيع تربطه بهما علاقات عمل قديمة: «ليس لدى مصر ما تقدمه في أزمات الإقليم». صدى الجملة نفسها تردد على لسان وزير الخارجية الأمريكى تيلرسون، الذي كان أكثر حماسا لحجب جانب كبير من المعونات الاقتصادية والعسكرية لمصر حتى تصلح ملفها في الحريات العامة وحقوق الإنسان. بلغة المصالح الاستراتيجية والأمنية والعسكرية والاقتصادية، فإن الولايات المتحدة تحتاج مصر، والاستغناء عنها مستبعد، إلا أن التراجع في مستوى الدور والقدرة على المبادرة في الأزمات الإقليمية، دعا إلى شيء من الاستهانة المسبقة بردات فعلها. وإذا كانت عملية السلام قد استدعت فكرة المعونة الأمريكية لتثبيتها، فليس هناك الآن ما يقلق على أمن إسرائيل، التي تحظى بمستويات في العلاقة مع القاهرة غير مسبوقة منذ توقيع اتفاقية «كامب ديفيد». مصر المنسحبة عنوان رئيسي في الأزمة وخلفيتها. وقد كان لافتا إقحام اسمها في أزمة كوريا الشمالية، فلا توجد علاقات مميزة بين الدولتين تتجاوز استيراد بعض غيار السلاح الذي لا يتوافر في أماكن أخرى، وهذه مسألة طبيعية ومشروعة في علاقات الدول وفق مصالحها. ذلك كله لا ينفي حقيقة تدهور ملف الديمقراطية وحقوق الإنسان والمجتمع المدني في مصر، التي استند إليها القرار الأمريكي. المعنى أن الملف الحقوقي سوف يظل موضوعا للضغوطات والعقوبات الأمريكية والأوروبية لأهداف لا تتعلق بنبل الدعوة لحقوق الإنسان، إنما بتوظيفها لمقتضى المصالح والاستراتيجيات. لا توجد لمصر مصلحة واحدة أن تطاردها الضغوط في المحافل الدولية فالحريات والانتهاكات يستحيل غض الطرف عنها».

أمريكا ليست سهلة

«كانت الصدمة التي يشير إليها حافظ أبو سعده في «الوطن» من قرار الإدارة الأمريكية بقطع مبلغ 95 مليون دولار من المعونة وتعليق مبلغ 190 مليون دولار أخرى من المعونات الموجهة لمصر هذا العام، وربط صرف هذا المبلغ بإحداث تطور إيجابي في ملف حقوق الإنسان، وبشكل خاص قانون الجمعيات الجديد ووضع المدافعين عن حقوق الإنسان، لا سيما الذين يخضعون للتحقيق في القضية 173، ثم موضوع علاقة مصر بكوريا الشمالية، ووجود علاقات تعاون في المشتريات العسكرية. وفي الحقيقة يبدو أن هذا الموضوع هو الأساس الذي بُني عليه الموقف الأمريكي، لاسيما أن الإدارة الأمريكية أعلنت سياسة جديدة ضد كوريا الشمالية، مطالبة بخلق حالة من العزلة عليها، والمطلوب هو قطع مصر علاقاتها مع كوريا الشمالية. الموقف الوطني الحقيقي من منظمات حقوق الإنسان هو رفض هذا الربط بين المساعدات والمنح الموجهة لبرامج اقتصادية، يستفيد منها المواطن المصري في النهاية، والمنح الموجهة للتعاون العسكري وبرامج تسليح الجيش الوطني لسببين: الأول أن الولايات المتحدة الأمريكية تعطي إسرائيل ضعف المعونات التي تقدم لمصر، ومع ذلك فإن ملف انتهاكات حقوق الإنسان الإسرائيلي متخم، سواء في رفض تنفيذ قرارات الشرعية الدولية بمنح الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره، فضلا عن تقرير غولدستون الخاص بجرائم الحرب التي ارتُكبت أثناء الحرب على غزة، الذي حُفظ في أدراج مجلس الأمن بضغوط من الإدارة الأمريكية. لكن أيضا الموقف الوطني يتطلب العمل على تطوير أوضاع حقوق الإنسان في مصر، لاسيما أنها تؤثر على علاقات مصر الدولية، ليس فقط العلاقات المصرية الأمريكية، وإنما أيضا العلاقات مع دول الاتحاد الأوروبي، وهي الشريك التجاري الأكبر مع مصر، فقانون الجمعيات الأهلية يخالف بشكل صريح الدستور المصري».

الدعم الألماني

«يبقى حديث سيغمار غابرييل وزير الخارجية الألمانى عن أزمة مياه النيل في غاية الأهمية، كما يؤكد يوسف أيوب في «اليوم السابع»، خاصة أنه يؤكد لقاعدة راسخة في القانون الدولي تمنح مصر الحق في رفض أي مشروعات على مجرى نهر النيل، إذا كانت ضارة بمصالح مصر المائية، أخذا في الاعتبار أن ألمانيا تمثل قوة كبرى ليس فقط في أوروبا، وإنما في العالم، وكلمتها في الملفات الدولية العالقة لها تأثير. غابرييل قال نصا: «تناقشنا اليوم بشأن قضية خلافية تتعلق بما يحدث بين دول حوض النيل، ولدينا تفهم كبير ودعم لمصر وموقف أصدقائي المصريين، إن كل ما يحدث بشأن النيل يؤثر على مصر، النيل هو قلب مصر وهو مسألة وجودية بالنسبة لها، ومياه النيل لمصر هي مثل الماء بالنسبة للجسد، مثل الدماء بالنسبة للقلب، وعلى سبيل المثال فإن أي مشروع في نهر الراين يستلزم التنسيق بين الدول المشاطئة له، وإن أي مشروع في أعالي النيل ينبغي أن يكون بالتنسيق مع مصر وبالتوافق معها، أي مشروعات في حوض النيل ينبغي أن تراعي المصالح المصرية، وألمانيا مستعدة للوساطة في ما يتعلق بذلك بين الأطراف المختلفة، وأتفهم تماما الموقف الذي عبر عنه وزير الخارجية اليوم بشأن هذه القضية المركزية بالنسبة لمصر وشعبها». الموقف الألماني واضح جدا، ويساند بشكل قوي الموقف المصري القانوني، ومن المهم أن تعمل الدبلوماسية المصرية على الترويج لهذا الموقف في المنتديات والفعاليات الدولية، ليكون نواة لموقف موحد من الدول الكبرى، فمن الخطأ الارتكان لما قاله الوزير الألماني بدون أن نستفيد منه، خاصة أننا لانزال في معركة قانونية وفنية مع الجانب الإثيوبي خاصة بقواعد ملء وبناء سد النهضة بما لا يؤثر على حصة مصر المائية».

مزيد من الفشل

على عجل صدر مؤخرا قرار جمهوري بإنشاء «الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب»، وما أثار دهشة أشرف البربري في «الشروق» عدم وجود أي معلومات لدى الوزارات التي نص القرار الجمهوري على تمثيلها في مجلس أمناء الأكاديمية: «فإذا لم تكن هذه الوزارات المعنية تعرف شيئا عن مشروع «الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب»، فما هي الجهة التي تعرف؟ وما هي الجهة التي تقف وراء تطوير هذه الأكاديمية وتحديد أهدافها؟ ومن هم الخبراء الذين تمت الاستعانة بهم، وما هي مجالات خبراتهم لتصميم المشروع الذي فوجئنا به جميعا؟ تجاربنا مع «المشروعات السرية» و«الأفكار المفاجئة» بدءا من «جهاز الكفتة» لعلاج فيروس سي، وصولا إلى «قناة السويس الجديدة» تؤكد أن هذه السرية هي أقصر الطرق إلى الفشل وتبديد الموارد. فالمشروعات الكبيرة تحتاج إلى دراسات واسعة، بمشاركة خبراء من جميع الاتجاهات، حتى تتأكد جدواها ويتم تحديد أفضل طرق تنفيذها وأقلها تكلفة، قبل البدء فيها حتى لا تتحول من مشروعات قومية إلى «كوارث قومية» بسبب ضياع الجهد والمال فيها دون طائل. وكما قلنا فإن التحفظ على الطريقة التي تم بها الإعلان عن مشروع «الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب» لا يعني رفض فكرة المشروع، بل العكس هو الصحيح. فإقامة كيان مؤسسي يستهدف تأهيل وتدريب الشباب خطوة مهمة نحو المستقبل، لكن بشرط ألا تكون الأكاديمية تكرارا للتجارب الفاشلة في هذا السياق، بدءا من منظمة الشباب في العهد الناصري وصولا إلى جمعية المستقبل في عهد جمال مبارك، مرورا بمعهد إعداد القادة».

حرب لا تنتهي

نتحول نحو ثناء للسيسي تقدم به مرسي عطا الله في «الأهرام»: «الحرب ضد الإرهاب لم تعد قضية مصرية فقط، وإنما هي قضية العالم كله، بعد أن اتسعت رقعة التفجيرات والاغتيالات وعمليات الطعن والدهس لترويع الآمنين في مختلف بقاع العالم، ما أدى إلى اتساع الفهم الدولي للدور التاريخي الذي تقوم به مصر كركيزة أساسية لمواجهة الإرهاب الأسود، وإزاحة أستار الغموض والظلام التي أسدلها حلف الكراهية على صورة الحقيقة في مصر بعد ثورة 30 يونيو/حزيران 2013. والحقيقة أن القيمة الحقيقية للدور المصري في محاربة الإرهاب لا تنبع فقط من قوة ونجاعة الضربات الناجحة التي ألحقتها مصر بالتنظيمات الإرهابية، ولكن لأن العالم بدأ ينظر بكل الاحترام والتقدير لبراعة السياسة المصرية في فرض عزلة مخيفة ومؤثرة على الفكر الإرهابي المتطرف، داخل وخارج مصر، بعد أن قدمت القاهرة الأدلة الدامغة على ضرورة انتباه الضمير الإنساني لبشاعة وإجرام هذه الجماعات الإرهابية، التي للأسف الشديد مازالت تجد لنفسها ملاذات آمنة في بعض الدول الأوروبية. لقد أشهدت مصر الدنيا كلها على أنها دولة مبادئ قادرة على مواجهة وتجاوز متاعبها الذاتية، بدون أن تتخلى للحظة عن دورها الإنسانب من أجل حماية البشرية من سرطان الإرهاب الذي يهدد الوجود والحضارة، وكأنه قطيع من الثيران الهائجة المتحفزة للتدمير بكل جنون وبدون تمييز. وأيضا للحقيقة فإن ما حققته مصر على هذا الدرب اتساقا مع دورها وتاريخها لم يكن له أن يتحقق في غيبة من وجود قائد جريء وشجاع لا يهاب الخطر اسمه عبد الفتاح السيسي، ولكن الحقد مازال يعمي بعض العيون والعقول والصدور عن الاعتراف بالحقيقة».

ضابط لم يعبأ به أحد

«انشغلت مصر هذا الأسبوع بمعركةٍ دارت رُحاها في التجمع الخامس بين أُسرة رجل أعمال وأسرة لواءٍ سابقٍ.. والقصة كلُها كما يصفها يحيى عبد الهادي في «البداية» كاشفةٌ للمكانة الطبيعية للقانون في دولةٍ يمتنع فيها رئيسها جهارا نهارا عن الالتزام بنصٍ دستوري بإعلان ذِمَّتِه المالية.. وتتستر فيها أجهزته على وزيرٍ سابقٍ هاربٍ مُدانٍ بسرقة مليارين من المال العام.. بينما لم ينشغل أحدٌ بفاجعةٍ أكبر تَعَّرَضت لها أسرةُ ضابطٍ سابقٍ آخر ونشرها المحامي الحقوقي أمير حمدي سالم على صفحته منذ أكثر من أسبوعين، وقد استأذنْتُه في إعادة نشرها بعد أن قام بحذف جزءٍ من التفاصيل، لاسيما ما يتعلق بالتعذيب، احتراما لرغبة أسرة الضحية وخوفهم عليه، لا سيما وأنه لم يتعافَ بعدُ من آثار المحنة التي تَعَّرَضَ لها.. وقد قمتُ من جانبي باستبدال اسم الضحية الحقيقي باسمٍ آخر (محمد) وهو اسم أكبر أبنائي، راجيا من كلٍ منكم أن يضع اسم ابنه مكان الضحية.. مينا أو مصطفى مثلا.. لكي يستشعر مشاعر الأب المكلوم.. ففي دولة اللاقانون لا ضمانة لأحدٍ ألاَّ يتعرض لأي انتهاك.. مِن المُشين أن عارَ التعذيب قد تلوثت به كلُ النُظُم بلا استثناء.. من أيام العهد الملكي إلى ما بعد ثورة يوليو/تموز وثورة يناير/كانون الثاني إلى أيامنا الحالية.. تشهد على ذلك سلخانات أقسام الشرطة والبوليس السياسي والسجن الحربي مرورا بسور الاتحادية وصولا إلى ما صرنا إليه.. وهو عارٌ يجب على كل ذي ضميرٍ أن يقاتل لكي تتطهر منه مصر.. ليس من أجل استعادة المعونة المجمدة فذلك شيء مُهينٌ جدا، فضلا عن أنه من السذاجة اعتقاد أن الدولة الأمريكية يهمها حقوق الإنسان المصري».

لماذا خذلوا رابعة؟

«لماذا وقف الغرب وما زال متفرجا؟ ألم يكن في وسع القوى الكبرى وخاصة أمريكا التي تملك مفاتيح نظم المنطقة، أن توقف سفك الدماء التي سالت حينها في رابعة والنهضة وما حدث بعدهما، ولاسيما أن كل شيء كان على الهواء مباشرة بالصوت والصورة؟ يؤكد محمد الشبراوي في «الشعب»، أجدني معنيا بالنظر في هذا السؤال وسابقه، وتقديم الإجابة في إطار معطيات التاريخ والواقع والمصالح، والقيم الإنسانية المجردة، من أجل وضع اليد على الحقيقة ووضوح الرؤية لجميع الأطراف، خاصة بين فريقين أحدهما يرى أن الغرب لن ينتصر متجردا للشرعية وحقوق الإنسان في الحالة المصرية أو غيرها، وآخر يُعول على الغرب وهيئاته ومنظماته الحقوقية ومحاكمه الجنائية، عبر نافذة الحريات وحقوق الإنسان ويتوسع في ذلك أملا في تحقيق نصر لملف الديمقراطية وحقوق الإنسان. ويؤكد الكاتب انه مـــــنذ اللحظات الأولى للانقلاب على الرئيس المنتخب (الدكتور محمد مرسي) كان الموقف الأمريكي والأوروبي واضحا، ويمثل استكمالا لذات المسار قبل الثالث من يوليو/تموز، الذي لم يكن مع الربيع العربي، ولم يتعامل مع المنطقة بأسلوب جديد بعيدا عن الأسلوب القديم الذي يعتمد على الانقلابات العسكرية، ولكنهم دعموا انقلابا خشنا وعنيفا، وامتنعت أمريكا وأوروبا عن وصف ما جرى في مصر بأنه انقلاب عسكري. ومع تصاعد انتهاكات السلطة وكبت الحريات والزج بالآلاف في المعتقلات ظل الموقف ثابتا ولم يخل الأمر من تصريحات دبلوماسية وتكتيكية ناعمة لمخاطبة الداخل الأمريكي والأوروبي، وامتصاص غضب الداخل المصري، ليبدوا الموقف الغربي أقرب إلى الترحيب بالانقلاب واعترافا به واعتبار عودة ما قبل الثالث من يوليو 2013 أمرا مستحيلا».

أفرجوا عن حنان

دعت عشر منظمات حقوقية، بالتزامن مع اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري، السلطات المصرية إلى الإفراج الفوري عن حنان بدر الدين، المدافعة عن حقوق الإنسان والعضو المؤسس في رابطة «أسر المختفين قسريا»، وزوجة خالد محمد حافظ عز الدين، المختفي منذ يوليو/تموز 2013. ووفقا لـ«البداية» قالت المنظمات، وهي الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، المفوضية المصرية للحقوق والحريات، كوميتي فور جستس، مركز النديم لمناهضة العنف والتعذيب، مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، مركز عدالة للحقوق والحريات، مركز هشام مبارك للقانون، منظمة العفو الدولية، مؤسسة حرية الفكر والتعبير، في بيان مشترك يوم الأربعاء، أن استمرار حبس حنان بدر الدين يعكس استمرار توجه السلطات المصرية نحو مضايقة وتخويف المدافعين عن حقوق الإنسان، وإساءة استعمال نظام العدالة الجنائية، لافتين إلى أن حنان بدر الدين مسجونة بسبب عملها السلمي من أجل حقوق الإنسان حصرا وبحثها الدؤوب عن زوجها المختفي قسرا. وأضافت المنظمات أنه منذ 2015، تزايد عدد حالات الاختفاء القسري الموثّقة، حيث جرى اختطاف الأفراد من منازلهم ومن الشارع أو مكان العمل، وإخضاعهم للحبس بمعزل عن العالم الخارجي لفترات تصل إلى سبعة أشهر. كان الضحايا خلالها يتعرضون للتعذيب بغرض انتزاع اعترافات منهم واستخدامها ضدهم أثناء محاكمتهم، أو لتوريط آخرين، كما أشاروا لوجود أطفال لم تتجاوز أعمار بعضهم 14 سنة بين ضحايا الاختفاء القسري. وتابع بيان المنظمات: «وفضلا عن ذلك، ارتُكبت عمليات إعدام خارج نطاق القضاء ذهب ضحيتها أشخاص اشتبه بتورطهم في أعمال عنف، وفي العادة أثناء اختفائهم قسرا، حيث بدأت جثث الأشخاص المختفين تظهر بعد ذلك في المشرحة في المستشفيات».

مصرية عمرت مكة

«كلما اقترب عيد الأضحى المبارك تذكَّرت مي عزام في «المصري اليوم» امرأة افترشت الأرض هي وطفلها، ولم يكن معها إلا جرعة ماء بعد أن نفد طعامها، ضمَّت طفلها إلى صدرها بقوة لتبعد شبح الخوف عنه وعنها، وهمست في أذنه: لم يتركنا أبوك هنا للموت.. تركنا في معية الله، ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب.. ويأتي الليل فتتحول الصحراء إلى خيمة سوداء مرصَّعة بالنجوم ليس فيها رفيق يبعد الوحشة عنها. وتشرق شمس يوم جديد، وتستعيد الصحراء لون سجادتها الصفراء الممتدة إلى الأفق البعيد، ومع الظهيرة ترتفع حرارة الشمس، تبلل شفتي طفلها بآخر قطرة ماء وتنظر إليه مشفقة وهو يبكي من الظمأ والجوع، تعطيه ثديها الجاف يعتصره بدون فائدة، ويبكي من جديد.. تهدهده لعله ينام.. تضعه على الأرض وتنطلق تبحث عن الماء في كل اتجاه.. كان «الصفا» أقرب جبل إليها، صعدت عليه وراحت تنظر بحثا عن ماء، نظرت في اتجاه جبل «المروة» وشاهدت سرابا ظنَّته ماء، هرولت من «الصفا» باتجاه «المروة»، لكنها لم تجد شيئا، ترى كم من الوقت مضى وهي تسعى وراء أمل يغيب كل مرة؟ كيف كانت حياة «هاجر» قبل أن تلتقي الزوجين إبراهيم وسارة؟ تختلف الروايات التاريخية حولها، هناك رواية تقول إنها كانت جارية في قصر فرعون، وأخرى تذكر أنها كانت ابنة لفرعون مصر وسُبِيت بعد قتل والدها من جانب مغتصبي الحكم. وهناك روايات متداولة في جنوب مصر بأن «هاجر» نوبية الأصل، وأن اسم «هاجر» يقابله النطق نفسه في النوبية لكلمة «هاقجر» التي تعني الجالس أو المتروك، في إشارة لتركها وحيدة في مكة، ولعل أفضل معنى لاسم «هاجر» هو العربي الذي يعنى «الهجرة»، فحياة «هاجر» هجرة متصلة: هاجرت من وطنها مصر لتعيش في كنف سيدتها في فلسطين».

لم تكن حلا

«هل نجحت اشتراكية الستينيات في تحقيق التقدم المنتظر منها لمصر؟ يتساءل صلاح منتصر في «الأهرام»، بصورة عامة يمكن القول إنه لم تكن مصادفة فشل مختلف الاشتراكيات التي عرفها العالم في القرن العشرين لأسباب مختلفة، أهمها مخالفتها قانوني العمل والحوافز. وفي مصر فقد راجت اشتراكية الستينيات على أساس ما سمته تذويب الفوارق بين الطبقات. بينما الذي حدث أن هذه الاشتراكية أفقرت الأغنياء بالاستيلاء على فلوسهم، باعتبارهم يمثلون الرأسمالية المستغلة التي تسعى إلى الكسب. وأصبح القطاع الخاص نتيجة لذلك يمثل صورة كريهة ضاعف منها أن الاشتراكية أعطت العاملين المشاركة في الإدارة والمشاركة في الأرباح، أو تقليل عدد ساعات العمل وتمييز من ينتمي إلى العمال والفلاحين على أي فئة أخرى من فئات العلماء والمثقفين. وقد حاولت الاشتراكية تجميل صورتها بترويج ما سمته االرأسمالية الوطنية التي أصبح عليها إذا حققت دخلا مئة ألف جنيه أن تحتفظ بخمسة آلاف جنيه والباقى تدفعه للدولة ضرائب. هو ما يخالف قانوني العمل والحوافز. فتحسين الفرد لوضعه والارتقاء من طبقة إلى أخرى يكون بالعمل وليس بالهدايا (بالسنارة وليس بالسمكة) مع ضرورة الحافز الذي يشجعه على الكسب، باعتباره هدفا مشروعا. وفي النموذج الذي أعطاه لنا الله، أكبر مثال على قيمة وأهمية الحافز. فلولا حافز الجنة وأنهار اللبن والحور العين وغير ذلك مما وعد به الحق عباده، لما صلوا أو صاموا أو سعوا لرضائه. ولا شك في أن قرارات التأميم كانت في وقتها صفقة مربحة للدولة، جعلتها تملك محفظة ضخمة ومتنوعة بدون أن تدفع فيها شيئا، وبذلك انفرد القطاع العام بأنه الطرف الوحيد القادر على التنمية».

عار لاينسى

الهجوم على الفنان محمد صبحي بسبب زيارته لبشار الأسد لا ينتهي ومن ابرز المنددين به حسام عقل في «المصريون»: «ولد الفنان محمد صبحي في عام النكبة (1948)، وربما كانت رمزية ميلاده في عام النكبة التي فقدنا فيها فلسطين، هي أول ما يتبادر إلى الذهن حين نود أن نعلق على الكارثة الوضيعة الأحدث، بتأييد هذا الكوميديان، بغرور عجيب للنظام السوري الدموي في مذابحه المروعة ومجازره غير المسبوقة. وهو التأييد الانتهازي، الذي عبر عن نفسه من خلال زيارة كبير عائلة «ونيس» لمعاقل النظام السوري وسط ذهول الجميع، ومباركته العلنية لجريمة القرن التي تتم في سوريا، وسط استنكار شعبي واسع النطاق، حيث تمرغ محمد صبحي في التراب، ومرغ معه الحركة الفنية المصرية التي بدت في «زيارة العار» مجرد قفاز تافه، يمسح فيه القتلة أيديهم الملوثة بدماء شعوبهم، لا دماء أعدائهم، ومن جديد يثبت محمد صبحي، أن الحركة الفنية المصرية، في معظم مراحل تاريخها، كانت مجرد «محلل» انتهازي أو «تيس مستعار» للفاشيين والقتلة، فأصبحت دائما إلا في ما ندر بوقا لأحلامهم الدموية، ومبررا ينتحل الأعذار لجرائمهم الكبرى، وبابا خلفيا لتمرير وتسويق أفكارهم الشاذة، ومشروعاتهم الدامية القمعية التي ذاقت منها الشعوب العربية كأس المر والحنظل. فازداد فنانو العار ثراء وتضخمت حساباتهم المصرفية، وازدادت الشعوب تعاسة وتقلبا في القهر والفاقة والمرض».

مبارك لم يخدع محفوظ

نفى فاروق حسني، وزير الثقافة الأسبق، ما قالته أم كلثوم نجلة الأديب الراحل نجيب محفوظ، عن جائزة قلادة النيل التي منحها الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، لأبيها عام 1988، والتي وصفتها بأنها «قلادة مغشوشة». ووفقا لـ«المصريون» قال حسني، خلال لقائه في برنامج «آخر النهار»، المذاع عبر فضائية «النهار»، مع الإعلامي جابر القرموطي، مساء الأربعاء، «إن ما يثار حول نصب الدولة على نجيب محفوظ، وإعطائه قلادة مغشوشة كلام مراهقين». وتابع أن جائزة قلادة النيل من أرفع الأوسمة، وهي أعلى وسام مدني في مصر، مؤكدا أن محفوظ حصل على حقه المادي في جائزة النيل الكبرى. يأتي ذلك على خلفية إعلان أم كلثوم نجيب محفوظ، ابنة الأديب الراحل نجيب محفوظ، منذ عدة أيام، أن جائزة قلادة النيل التي تسلمها والدها من الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، كانت «جائزة مغشوشة»، وأن أسرتها فحصت الجائزة، لتفاجأ بأنها ليست مصنوعة من الذهب، إنما صنعت من الفضة وتم طلاؤها بالذهب».

السِّرية في إقامة المشروعات أقصر الطرق للفشل وتبديد الموارد و«اللحمة» فاكهة محرمة على الفقراء

حسام عبد البصير

تياران في الأردن إزاء مستقبل العلاقة مع الأسد… وشعبان لن تنتقم لكنها ستنشر «المقاومة»

Posted: 31 Aug 2017 02:33 PM PDT

عمان – «القدس العربي» : ينتقل وزير الاتصال الناطق الرسمي الأردني الدكتور محمد المومني إلى صلب الأجندة المتعلقة بمصالح بلاده العليا وهو يرسل إشارات مجاملة مبرمجة سياسياً تجاه الجار السوري في خطوة لا ينقصها الذكاء حتى وإن لم تعجب بعض الجهات داخل وخارج الأردن. المومني لا يجتهد عملياً إلا عندما يتعلق الأمر باختيار العبارات لإنجاز المصالح السياسية والوطنية.
من هنا حصرياً يمكن اعتبار مداخلته الأخيرة في الموضوع السوري التي أثارت بعض الجدل تفاعلاً حيوياً ينطلق من قراءة عميقة للواقع، خالية من التخاصم العدمي مع نظام مجاور حسم الجزء الأكبر عملياً من الصراع العسكري في سوريا.
فعل المومني ذلك عندما تحدث عن استقبال إيجابي من جهة حكومة بلاده لأي موقف إيجابي يصدر بالمقابل من الجانب السوري. وفعله أيضاً عندما اوحى بأن عمّان تصطاد الإيجابيات وتبني عليها وتعيد قراءة الواقع عبر الإشارة لوجود قنوات يمكن أن تستثمر في نبش الإيجابية بدلاً من السلبية.
صحيح أن مقاربات المومني قد لا تعجب بعض زملائه أو بعض التيارات المناقضة تماماً للنظام السوري، حتى على حساب مجازفات يمكن أن تمس المصالح الأردنية. فالوزير المومني بالمقابل كان الطرف الوحيد، إذ منذ عام 2011 يؤسس لاستراتيجية إعلامية تنسجم مع موقف القيادة الأردنية في المسألة السورية حيث الدعوة دوما لمعالجة سياسية وليس عسكرية، بالتوازي مع التحذير من فوضى السلاح والحرص كما قال شخصياً لـ»القدس العربي» ومرات عدة على استراتيجية أمنية حدودية تمنع الأزمة السورية من العبور إلى المملكة.
اليوم تتغير المعطيات بسرعة عند الجار السوري الشمالي للأردن، فالجيش النظامي السوري يعود ببطء، لكن بثبات واضح إلى مناطق واسعة من الحدود مع الأردن، سبق له أن تركها أصلاً بما في ذلك معبر نصيب الرسمي الحدودي.
بعد ظهر الأربعاء تمكن السوريون مجدداً من السيطرة من دون قتال يذكر على مجموعة جديدة من المغافر ونقاط وغرف الحدود مع الأردن فيما بدأت عبر وساطة روسية وفي وقت مبكر من الشهر الماضي اتصالات تؤسس لتفاهم قد ينتهي بإعادة افتتاح وتشغيل معبر نصيب الحدودي الذي اشتغل فعلا بهدوء وصمت، على سبيل التجربة والاختبار مرات عدة الأسبوع الماضي، مع أن الخبير المتخصص بشؤون جنوب سوريا صالح ملكاوي تحدث عن معبر جديد خلافاً لنصيب.
لا يبني الأردن اليوم روايته الرسمية حول الملف السوري على أساس التسليم بعدم وجود قنوات اتصال مباشرة معلنة على الأقل مع دمشق، وما يلمح له الوزير المومني هو أن مثل هذه القنوات متاحة أحياناً، فيما كان وزير الخارجية أيمن الصفدي قد تحدث في جلسة مغلقة في الجامعة الأردنية منذ نحو أربعة أسابيع عن نشاط في التواصل مع القناة الروسية وعدم وجود قنوات اتصال مباشر بالنظام السوري.
قد لا ينطوي الأمر على رصد روايتين للحكاية نفسها بقدر ما يعكس وجود أو احتمالات وجود تيارين أو وجهتي نظر إزاء مسألة توقيت ومستوى وحجم الانفتاح على النظام السوري داخل مستويات القرار الأردنية.
في الأحوال كلها فوجود فلسفتين في السياق، أمر طبيعي لكن تفعيل قنوات أمنية غير مرئية مع أجهزة بشار الأسد في دمشق خطوة قد تساعد في فهم واستيضاح، ثم شرح تلك الإشارات التي وردت على لسان وزير «يحفظ درسه جيداً» من وزن المومني.
في الأحوال جميعها وفي ظل إشارات الحنين المشترك بين عمان ودمشق لاستئناف الاتصالات يبدو أن قصة الانفتاح على علاقات أسرع باتت مسألة وقت ليس أكثر خصوصاً أن الجيش النظامي السوري يعود بصورة مكثفة ومن دون اعتراض للحدود مع الأردن ومن دون ميليشيات إيرانية وبإقرار من موسكو الحاصلة بدورها على تفويض أمريكي إلى نقاط استحكامه القديمة بالقرب من حدود الأردن وعلى محوري السويداء ودرعا معاً.
يحصل ذلك بطبيعة الحال في إطار براغماتية أردنية قد لا تكون فعالة في نهاية المطاف، لأن باطنية النظام السوري ورقة استراتيجية يفهمها ويحتاط لها ولمفاجآتها المحتملة اللاعب الأردني، الذي لا يمكنه الرهان فقط على تصريح بثينة شعبان المنقول، والشهير حول عدم وجود نوايا للانتقام من عمّان.
النصائح التي تتلقاها عمّان من أصدقاء عرب مقربين من النظام السوري تحفز ذاكرة الأردنيين بعدم الرهان على تلك المجاملات الصادرة عن بثينة شعبان أو القصر الجمهوري السوري، ليس فقط لأن شعبان أبلغت وفداً أردنياً زارها بأن نظامها سينتقل بعد الحسم العسكري الكامل إلى مرحلة نشر ثقافة المقاومة في المنطقة.
ولكن أيضاً لأن سلسلة النصائح العميقة تحذر الأردنيين في الباطن من تلاعبات دمشق ومن ازدواجية النظام السوري واستمرار رغبته ــ برغم كل التسهيلات والتنازلات الأردنية مؤخرا ــ في تصدير أي أزمة جنوب الحدود. وهو سيناريو يفترض بأن خبرات الأردنيين تحتاط له من دون الرهان فقط على تلك الضمانات التي توفرها موسكو. ذلك هو المنطق الذي يستخدمه تقريباً في اجتماعات التقويم الداخلية أنصار التحذير من الانفتاح على النظام السوري الشغوف بطبيعته للرد والانتقام. لكن بالمقابل يرفض التيار العقلاني مثل هذه المبالغة ويتحدث عن سلسلة أدلة وقرائن على أن سوريا ستكون مشغولة بحالها خلال الـ 20 سنة المقبلة.
وعلى أن ضمانات الوجود الروسي في عمق المعادلة السورية نقطة تحول استراتيجية في المنطقة يمكن أن توفر الحماية للمصالح الأردنية، وأيضاً على أن الأردن يمرر وبتعاون امتداد الجيش النظام السوري على طـول الحـدود.
المخاوف جزء أساسي من التعاطي أردنيا مع الملف السوري، وبالأحوال كلها، وتلك القاعدة التي سبق أن أعلنها المخضرم سعد هايل السرور، لازالت قابلة للخدمة، حيث أن الأردن سيسهر ليله الطويل بالأحوال جميعها بصرف النظر عن نتائج الحسم العسكري في الأزمة السورية. ثمة من يقول: إن المصالح الاقتصادية الحيوية الناتجة عن إعادة فتح معبر نصيب تخدم سوريا والأردن معاً، وبالتالي تعزز تيار أو جناح القراءة الواقعية في دوائر القرار الأردنية.

تياران في الأردن إزاء مستقبل العلاقة مع الأسد… وشعبان لن تنتقم لكنها ستنشر «المقاومة»
عمان «البراغماتية» في مواجهة دمشق «الباطنية»
بسام البدارين

الميليشيات الكردية تجند القاصرات وترفض الكشف عن مصير الفتيات

Posted: 31 Aug 2017 02:33 PM PDT

دمشق – «القدس العربي» : يشكل تجنيد القاصرين والقاصرات دون سن الـ 18 رعباً حقيقياً يواجه الأهالي في ظل السعي وراء الكشف عن أولادهم المختطفين من قبل الميليشيات الكردية وخاصة بعد شنت وحدات حماية الشعب الكردية مجموعة من حملات الاعتقال بحق شبان في مناطق سيطرتها في محافظة الحسكة، بهدف تعزيز قواتها بالمزيد من المجندين في ظل استمرار المعارك التي يخوضها الأكردا بالتعاون مع قوات التحالف الدولي.
وتضاعف أعداد الفتيات المختطفات وتجنيد القاصرت ممن ترفض الميليشيات الكردية الافصاح عن مصيرهن وخاصة بعد ان اصبحن مقاتلات في صفوف تلك الميليشيات التي تفرض سيطرتها على مدن وبلدات الحسكة والقامشلي والمالكية ورأس العين وتل تمر وأبو رأسين والدرباسية وتل الصدق، وريف القحطانية، وتل أعور والقيروان يشكل مأساة تعيش أحد فصولها الطفلة «فيفيان» حيث اكدت مصادر اهلية لـ «القدس العربي» أن ميليشيات «ب ي د» رفضت الكشف عن مصير الطفلة «فيفيان الاحمد»/14 عاماً/، والمختطفة منذ قرابة العشرة أشهر، وخاصة بعد تأكد ذويها ان فيفيان تم تجنديها بشكل قسري وبسرية تامة في صفوف الميليشيا.
وقال الناشط الإعلامي إبراهيم الحبش في اتصال هاتفي مع «القدس العربي» ان الادراة الذاتية رفضت تسليم الطفلة «فيفيان أحمد محمد» إلى أهلها، بعد ان تم اختطافها منذ الثالث والعشرين من شهر تشرين الأول /اكتوبر/ من العام الفائت، من قبل عناصر المليشيا، تم تجنيدها بشكل سري خوفاً من تحول عملية تجنيد القاصرات إلى قضية رأي عام.
واضاف المتحدث الإعلامي أن (ب ي د) يكثف من تواجده الأمني في المدينة، تحسباً لانفجار شعبي على خلفية تكثيف الاعتقالات وعمليات الخطف بعد أن أثارت قصة الطفلة موجة غضب واسعة، مؤكداً ان «حالة نفسية وصلت إلى حد الهذيان أصابت الكثير من القِصر العائدين من ساحات القتال، الأمر الذي دفع الأهالي إلى اطلاق العديد من المناشدات الموجهة إلى الجهات دولية علها تفلح في فتح ملف التجنيد القسري للأطفال، برعاية دولية تطالب فيه ميليشيا (ب ي د) بالتوقف عن هذه الأعمال، والكشف عن مصير الذين تم خطفهم وتجنيدهم من هذه الفئة العمرية، وخاصة ان ميليشيا (ب ي د) كانت اطلقت أول حملة تجنيد قسري للقاصرات بهدف القتال ضمن صفوفها بداية عام 2011.
انتهاج سياسية تجنيد القاصرات واختطافهن عبر حملات دهم وتفتيش منظمة يقوم بها عناصر الميليشيا على بيوت الاهالي، وإقامة الحواجز المسلحة على الطرق الرئيسية والفرعية وعلى كل المفارق، اضافة إلى تسيير دوريات في الشوارع تستهدف الشبان بين 18 و35 سنة، اضافة إلى الأطفال والرجال ممن تقل أعمارهم عن 18 ويزيد عن الاربعين، هي طريقة تحاول من خلالها ميليشيا (ب ي د) سد النقص الذي أصاب صفوف تلك الميليشيات بعد توسعتها لرقعة المواجهات مع التنظيم، حيث لم يسلم هؤلاء القصّر من مواجهة مصيرهم المحتم بالموت، نتيجة عدم منحهم الفرصة الكافية لتلقي التدريبات اللازمة، واكتساب الخبرات القتالية.

الميليشيات الكردية تجند القاصرات وترفض الكشف عن مصير الفتيات

هبة محمد

المنظمة العربية لحقوق الإنسان: السعودية منعت 20 ألف مواطن قطري ومقيم من الحج

Posted: 31 Aug 2017 02:32 PM PDT

الدوحة ـ «القدس العربي»: أكدت المنظمة العربية لحقوق الإنسان ومقرها في بريطانيا أن «كل الإجراءات التي أقدمت عليها السلطات السعودية لمنع الحجاج من دولة قطر للوصول إلى الأماكن المقدسة هو تجاوز لكل الخطوط الحمراء، منذ أن وضعت الكعبه كأول بيت للناس».
وحذّرت من أن «منع الحجاج القطريين لن ينتهي مع انتهاء موسم الحج، فحقوق القطريين والمقيمين العشرين ألفا، الذين حرموا من أداء فريضة الحج ستكون موضوع نقاش معمق على كل المستويات».
ودعت المنظمة «الجهات الأممية والإقليمية المختصة إلى عدم الخضوع لما يملكة النظام السعودي من «قوة غاشمة» تستبيح الحقوق والعمل من أجل منع تكرار مثل هذه الإجراءات والحصول على ضمانات من السلطات السعودية لتحييد شعائر الحج والعمرة عن السياسة».
وقالت في بيان لها، تلقت «القدس العربي» نسخة منه إنه «رغم المطالبات العديدة من منظمات حكومية وغير حكومية عدة للسلطات السعودية باتباع الإجراءات المعتادة من أجل تسهيل وصول الحجاج من دولة قطر إلى الأماكن المقدسة، إلا أنها وبإصرار رفضت التجاوب معها وآثرت الإلتفاف عليها بسلسة من التصريحات الإعلامية التي تنم عن أن الشعائر المقدسة ملك حكومة أو عائلة معينة لها حق التصرف بها كيفما تشاء».
ونوّهت إلى أن «السلطات السعودية منذ الخامس من حزيران/يونيو وهو التاريخ الذي شهد فرض حصار على الشعب القطري، قامت بطرد المعتمرين من دولة قطر وملاحقتهم في الشعائر المقدسة، دون أن تسمح لهم بإتمام مناسك العمرة، وهو مسلك يدل أن هذه السلطات لا تعظم هذا الشعائر ولا تدرك حقوق هؤلاء المعتمرين المنصوص عليها في الشريعة الإسلامية والقانون الدولي».
وأضافت: «ومع موسم الحج رفضت السلطات المعنية في المملكة العربية السعودية التنسيق مع نظيرتها في قطر لتسهيل إجراءات تسجيل الحجاج ومواكبة الحجيج بهيئات رسمية للسهر على سلامتهم وخدمتهم كما هو معتاد ومتعارف عليه».
وتابعت المنظمة: «لقد بدأ موسم الحج لهذا العام ولأول مرة في التاريخ الحديث يمنع مواطنون ومقيمون في دولة بشكل كامل من الوصول إلى منى والوقوف في عرفة وهو الركن الأعظم في الحج، الأمر الذي ستكون له تداعيات خطيرة وسيفتح نقاشا موسعا حول أهلية السلطات السعودية لرعاية الأماكن المقدسة وحجاج بيت الله الحرام».
وشدّدت بالقول: «إن الإجراءات التي اتخذتها السلطات السعودية والوساطات الشخصية التي أطلقتها والمكرمة الملكية للإدعاء بتسهيل حج المواطنين والمقيمين في قطر لن يغير الحقيقة في شيء فكل هذه الإجراءات كانت معرقلة، وهي في حكم المانعة، فضلا عن أن الحج حق وليس منحة أو مكرمة، لا يخضع لأي وساطات».
واعتبرت المنظمة الحقوقية أن «الخطأ الفادح الذي ارتكبته السلطات السعودية في هذا الموسم هو تسييس الحج بشكل واضح فقد هددت دول في موضوع الحج إن لم تشارك في الحصار على قطر، تمت زيادة حصة العراق من الحجاج ومنحت تسهيلات لاستمالتها لتحقيق أجندات سياسية، وإيران التي ليست لها علاقات دبلوماسية مع السعودية منحت تسهيلات على رأسها بعثات قنصلية مؤقته وخطوط طيران مباشره لتسهيل حج الإيرانيين، هذا بالإضافة إلى مئات من المسلمين حرموا من الحج بسبب مواقف سياسية معارضة لسياسة النظام السعودي».
وختمت بالتأكيد أن «الحق في حرية المعتقد والعبادة وما يتفرع عنهما من حقوق في الوصول إلى الأماكن المقدس جزء أصيل من الشرعة الدولية لحقوق الإنسان، فضلا عن أن موروث الحج الديني والقيمي والإنساني كان سباقا في إرساء مبادىء التسامح والإخاء وحرية العبادة في هذه الأيام».

 

المنظمة العربية لحقوق الإنسان: السعودية منعت 20 ألف مواطن قطري ومقيم من الحج

إسماعيل طلاي

السلطات المغربية ترسل تعزيزات أمنية إضافية إلى مدينة الحسيمة

Posted: 31 Aug 2017 02:32 PM PDT

الرباط – القدس العربي: لم يمنع احتفال المغاربة بحلول عيد الأضحى المبارك، السلطات من التذكير بمقاربتها لتدبير حراك الريف وقبل يوم واحد من حلول يوم العيد أرسلت تعزيزات أمنية إضافية إلى مدينة الحسيمة، كبرى مدن الريف المحتج منذ اكثر من 10 أشهر.
وقال شهود عيان من سكان المدينة إن أكثر من عشرين سيارة تابعة لقوات أمنية دخلت مساء أمس الأول الأربعاء نحو الساعة السابعة مساء، مدينة الحسيمة قادمة من جهة الطريق الساحلية، ويعتقد أن هذه التعزيزات الأمنية تأتي لمواجهة دعوات للخروج للاحتجاج في مسيرة دعا إليها نشطاء يوم بعد غد الأحد للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين على خلفية الحراك وتاكيد التمسك بمطالب الحراك الاجتماعية والاقتصادية والتنموية.
وكشكل من أشكال الاحتجاج على اعتقال أبنائهم قرر عدد من عائلات الريف مقاطعة شعائر عيد الأضحى المبارك باستثناء شعيرة الصلاة كما ابتكر السكان شكلا احتجاجيا في طياته نوع من غرابة وإثارة وإبداع، حيث قرروا ارتداء "فوقية" زرقاء اللون يوم عيد الأضحى تضامنا مع معتقلي حراك الريف على رأسهم ناصر الزفزافي في إشارة إلى اللباس الذي ظهر به قائد حراك الريف في شريط فيديو الذي تمت فيه تعريته، وهو الموضوع الذي أثار جدلا كبيرا واستنكارا لدى شريحة واسعة من المغاربة من حقوقيين وفاعلين سياسيين ومدنيين.
ويُرتقب أن يرتدي عدد كبير من الشباب في الريف، "الفوقية" الزرقاء يوم عيد الأضحى تعبيرا منهم عن تضامنهم مع نشطاء الحراك القابعين في السجون خاصة المجموعة التي تم تنقيلها إلى سجن عكاشة بالدار البيضاء، في انتظار تقديمها للمحاكمة الأسبوع المقبل.
ونشر عدد من النشطاء صورا لهم يظهرون فيها مرتدين "فوقية الزفزافي"، وذلك تأهبا للقيام بالأمر نفسه يوم العيد خاصة خلال أداء الصلاة.
وأعلن معتقلو حراك الريف في الحسيمة، خوضهم معركة الأمعاء الفارغة، بالدخول في إضراب عن الطعام لمدة 24 ساعة اليوم الجمعة بمناسبة عيد الأضحى وأدان معتقلو الحراك في سجن الحسيمة، "كل الاعتقالات التعسفية"، مستنكرين "المحاكمات الصورية والأحكام الجائرة التي طالت أبناء الريف الأبي"، معتبرين ذلك "خرقا سافرا لحقوق الإنسان والالتزامات الدولية"، ومناشدين "المجتمع الدولي بمن فيه الهيئات والمنظمات العالمية لحقوق الإنسان من أجل التدخل لرصد وردع هذه التجاوزات الخطيرة والوقوف على الحقائق".
وأكد معتقلو الحراك أن هذه الخطوة الإحتجاجية، تأتي "استنكارا للجريمة الشنعاء التي راح ضحيتها الشهيد عماد العتابي الذي اغتالته أيادي الغدر في زهرة عمره يوم 20 تموز/ يوليو في مدينة الحسيمة، لينضاف بذلك إلى كوكبة الشهداء، وتنديدا كذلك بالاعتقالات التعسفية والمتابعات واحتجاجا على القضاء الذي لم يكن منصفا وذلك بعدم التزامه الحياد".
وأدان نشطاء الحراك المعتقلون في الحسيمة "المضايقات التي تعرض لها المحامي والحقوقي عبد الصادق البوشتاوي من طرف السلطات،" معتبرين ذلك "مسا بمهنة المحاماة، ناهيكم عن الاستفزازات والاعتقالات التي شملت الشباب المواكبين لأحداث الريف عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسهم الصحافي والإعلامي مدير موقع بديل الإلكتروني حميد المهداوي، الذي زاول مهنته الصحافية في إطار القانون وحدوده، ولم يسلم بدوره من عاصفة التهم الملفقة التي استهدفت أبناء شعبنا الأبي".
وحمل المعتقلون "الدولة مسؤولية ما ستؤول إليه الأوضاع"، وقالوا: إن "الكل يعرف مدى سلمية احتجاجات الريف ومدى شرعية مطالبها، إلا أن تعامل الدولة معها لم يكن منصفا وهذا يدل على مؤامرة جوهرها انتقام سياسي محض، لأن الحيثيات والمعطيات كلها تؤكد بالملموس عدم وجود إرادة حقيقية لإنصاف هذه المنطقة المستهدفة منذ عقود من الزمن" وتساءلوا "إلى متى وإلى أي حد سيصل هذا الحيف جاثما على صدور أبناء هذا الوطن بصفة عامة وعلى أبناء الريف بصفة خاصة؟
واختار عدد من عائلات معتقلي "حراك الريف" بالدار البيضاء عدم إخبار أبنائها بالأحكام الأخيرة الصادرة في حق رفاقهم المعتقلين بالحسيمة التي وصلت إلى عشرين سنة سجنا في حق أحدهم، وذلك لعدم التأثير في معنوياتهم داخل السجن، باستثناء عائلة ناصر الزفزافي التي أخبرته بهذه الأحكام.
وقال موقع "الأول" إن ناصر الزفزافي عبر عن غضبه خلال زيارته أمس الأول الأربعاء من قبل أفراد عائلته، واعتبر أن هذه الخطوة تظهر عدم رغبة الدولة في حل الأزمة الحاصلة في الريف، وكذلك لا تتماشى مع المبادرات التي تم إطلاقها من أجل التوصل إلى حل وإطلاق سراح المعتقلين، في إشارة واضحة إلى مبادرة نورالدين عيوش الأخيرة.
واضاف: «ناصر الزفزافي اعتبر أن الحكم بـ 20 سنة على أحد النشطاء واستمرار الاعتقالات لا يظهر حسن نية الدولة تجاه الحراك ومطالبه، من أجل طي هذا الملف" وأكد أنه "من المتوقع أن تؤثر هذه الأحكام الأخيرة في مسار المبادرات التي يتم إطلاقها من قبل عدة فاعلين من أجل الوساطة بين الدولة و نشطاء الحراك".
وأفرج قاضي التحقيق لدى غرفة الجنايات في محكمة الاستئناف في الدار البيضاء عن قرار الإحالة بخصوص المجموعات المتبقية من متابعي حراك الريف، ضمنهم ثلاثة متهمين في حالة سراح.
ونقل موقع اليوم 24 عن المحامي سعيد بنحماني، من هيئة دفاع معتقلي الريف، إن الأمر يتعلق بـ 22 ناشطا في حراك الريف، بينهم 5 متابعين بتهم جنحية، وأخرى جنائية ثقيلة تتضمن الفصل 201 المحدد في معاقبة المتهمين بالإعدام كأقصى العقوبات.
واكد توصله بالتبليغ بإصدار قرار الإحالة المتضمن 171 صفحة، أمس الأول الأربعاء، وقال: إن لائحة المتابعين بجنح في الملف تضم ثلاثة في حالة سراح، وهم محمد عدول، وزكرياء قدور، وعبد المنعم أسرتيحو، في حين تضم لائحة المتابعين الموجودين رهن الاعتقال الاحتياطي في سجن عكاشة 13 ناشطا ريفيا وأن قاضي التحقيق قرر سقوط الدعوى العمومية في حق سليمة الزياني المعروفة بـ «سيليا»، وذلك بعد استفادتها من العفو الملكي. مشيرا إلى أن الاجراءات القانونية تقتضي تبليغ المتهمين والدفاع والوكيل العام بقرار الإحالة، في انتظار ممارسة الحق في استئناف القرار من عدمه، داخل الآجال المنصوص عليها قانونا.
وجددت جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان مطالبتها بـ"إصدار عفو ملكي شامل" على معتقلي الحراك جميعهم، بمناسبة حلول عيد الأضحى و"أن يشمل العفو المتابعين كلهم في حالة سراح والمبحوث عنهم بمناسبة الحراك".
ودعت الجمعية إلى "فتح الحوار مع ممثلي الحراك في شأن المطالب الحقوقية من أجل وقف حالة الاحتقان والشروع في الأوراش الاجتماعية والاقتصادية والحقوقية كافة" وقالت "بما أن العفو لم يطل هؤلاء المعتقلين في المناسبات الوطنية المغربية السابقة سوى المفرج عنها سيليا فإنها (الجمعية) تغتنم فرصة المناسبة الدينية عيد الأضحى لترفع التماسها من جديد من أجل العفو الملكي"يشمل أيضا الصحافي المعتقل حميد المهدوي رئيس تحرير ومدير موقع "بديل"، الذي كان "يغطي نشاطات الحراك ويفضح في المقابل المسؤولين عن الفساد الذي أوصل المنطقة إلى الأوضاع الداعية للاحتجاج السلمي".

السلطات المغربية ترسل تعزيزات أمنية إضافية إلى مدينة الحسيمة

محمود معروف

دعاء عمرو خالد لمتابعي صفحته على الفيسبوك أمام الكعبة يثير جدلا وسخرية

Posted: 31 Aug 2017 02:32 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: هاجم ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي الداعية المصري عمرو خالد، بسبب فيديو نشره أثناء أداء مناسك الحج في السعودية خصص فيه دعاءه لمتابعي صفحته على «فيسبوك».
ويقول عمرو خالد في دعائه، حسب الفيديو: «يا رب يا أرحم الراحمين يا مجيب الدعاء ارضى عن كل الشباب والبنات الموجودين معايا على الصفحة»، ما أثار انتقادا حادا وسخرية واسعة، إثر اهتمامه الكبير بصفحته على «فيسبوك».
ونشر الكاتب الصحافي والباحث السعودي، عبد الرحمن الطريري، الفيديو، واصفا عمرو خالد في تعليقه بـ«الممثل الذي رفضه المسرح وقبلته الصفحة»، فيما سخر حساب آخر من الفيديو قائلاً: «عرض العيد.. ضغط إعجاب لصفحة عمرو خالد سيدعو لك عند الكعبة».
كذلك سخر الكاتب المصري خالد البري من الفيديو، وكتب في تعليقه عليه: «الملائكة حالياً يراجعون قائمة الأصدقاء والمتابعين لصفحة عمرو خالد، فيجب الاهتمام بذلك». وتداول نشطاء فيديو خالد وعنونوه بـ«اللهم صفحتي صفحتي» و«دعاء الفيسبوك»، منتقدين اهتمامه بالصفحة بشكل كبير أثناء تأدية مناسك الحج، إذ كرر الدعاء المتعلق بصفحته على «فيسبوك» أكثر من مرة، ومنهم من ذهب إلى اعتبار فعله «متاجرة بالدين»، وفق تعبيرهم.
ورأى المعلقون أن الفعل الذي قام به خالد إنما هو استمالة للناس لمتابعته على صفحته، وجذب المزيد من المتابعين.
وقال خالد في الفيديو: «يا رب أرض عن كل الشباب والبنات اللي معنا على هذه الصفحة»، مضيفاً: «اللهم أشهدك أن الشباب والبنات والرجال والنساء الموجودين على صفحتي إني أحبهم، اللهم أجب دعاءهم». وأضاف: «اللهم إني أقسم عليك أن كل من على الصفحة أن لا يأتي العيد إلا وقد استجبت له دعاءه».
كذلك وصف حسام غيث، أحد الناشطين على موقع «تويتر»، أسلوب دعاء عمرو خالد بـ«المستفز والمنفر». وسخر حساب آخر كاتبا: «اللهم فقط وفق من معنا في الصفحة، ومن يشارك المنشور أرزقه الفردوس الأعلى».

دعاء عمرو خالد لمتابعي صفحته على الفيسبوك أمام الكعبة يثير جدلا وسخرية

الجزائر: الشرطي ألقى بنفسه على الانتحاري بعدما نفدت ذخيرته لتفادي حمام دم!

Posted: 31 Aug 2017 02:31 PM PDT

الجزائر ــ «القدس العربي»: قال بيان صدر عن مديرية الأمن العام الجزائرية إن حصيلة الاعتداء الإرهابي الانتحاري الذي استهدف مديرية الأمن على مستوى مدينة تيارت غرب البلاد هي استشهاد شرطيين، وإصابة ثالث بجروح، مشيرة إلى أن أحد رجال الشرطة الذي تفطن للانتحاري وهو يقترب من مقر مديرية الأمن، ألقى بنفسه عليه واحتضنه لمنعه من مواصلة تقدمه، بعد أن نفدت ذخيرة رجل الأمن، قبل أن يفجر الانتحاري نفسه، ليستشهد الشرطي على الفور، إضافة إلى مقتل الانتحاري أيضا.
وأثنت مديرية الأمن العام على شجاعة وبطولة حافظ الأمن طيب عيساوي الذي ضحى بنفسه، بعد أن نفدت ذخيرته من الرصاص التي أطلقها على الانتحاري، الأمر الذي جعله يلقي بنفسه عليه، لمنعه من الاقتراب أكثر من مركز مديرية الأمن، لتفادي وقوع مجزرة حقيقية، خاصة أن المديرية موجودة وسط حي سكني، الأمر الذي كان سيؤدي إلى مقتل العشرات على أقل تقدير، إضافة إلى الأضرار المادية الأخرى.
وذكر البيان أن الاعتداء أسفر عن مقتل شرطي آخر، وإصابة ثالث بجروج، مشيرا إلى أن مدير الأمن العام اللواء عبد الغني هامل فور وقوع العملية أرسل وفدا يضم كبار الضباط لتقديم التعازي لعائلتي الضحيتين شهيدي الواجب الوطني، وزيارة رجل الأمن الذي أصيب خلال الاعتداء، مؤكدا أن رجال الأمن بفضل يقظتهم وتضحياتهم جنبوا المنطقة وسكانها مجزرة حقيقية.
ويأتي هذا الاعتداء ليؤكد مخاوف الأجهزة الأمنية بخصوص استعداد الجماعات الإرهابية لتنفيذ اعتداءات انتحارية، وهو السبب لحالة الاستنفار الأمني التي لاحظها الجزائريون طوال الأيام الماضية، خاصة على مستوى العاصمة والمدن الكبرى، الأمر الذي جعلها تضاعف الحضور الأمني في النقاط الاستراتيجية، وبالقرب من المراكز الأمنية ومقار الهيئات والمؤسسات الرسمية، فبرغم أن هذه النقاط كلها مؤمنة طوال السنة، إلا أن الظهور المكثف لرجال الأمن بالزي الرسمي، وعمليات التفتيش كان يوحي بوجود شيء ما يقلق الأجهزة الأمنية.
ويلاحظ من خلال هذا الاعتداء أن الإرهاب لم يعد يتحرك وفق الخريطة الجغرافية المعروفة، التي كان نشاطه يتركز خلال السنوات القليلة الماضية في منطقة القبائل شرق العاصمة، لكنه يبدو قد تحول غربا بعد الضربات الموجعة التي تلقتها الجماعات الإرهابية على أيدي قوات الأمن والجيش، التي كانت تستهدف رؤوس هذه التنظيمات الإجرامية من أجل شل حركتها، وهو الأمر الذي نجحت فيه إلى حد كبير، كما أن الظاهر من هذه العملية أن الاعتداءات الانتحارية قد تكون الورقة التي ستلجأ إليها الجماعات المسلحة خلال الفترة المقبلة، بسبب تراجع قدرتها على التجنيد وفقدانها الكثير من الإمكانات التي كانت متوفرة، الأمر الذي يجعلها تركز على الاعتداءات الانتحارية، لأنها قليلة التكلفة ولديها صدى كبير، كما أنها تحدث أضرارا مهما بلغ مستوى الحذر واليقظة لدى أجهزة الأمن.

الجزائر: الشرطي ألقى بنفسه على الانتحاري بعدما نفدت ذخيرته لتفادي حمام دم!

الناطق باسم الحكومة المغربية يستنكر إساءة مجلة «جون أفريك» الفرنسية لبلاده

Posted: 31 Aug 2017 02:31 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: قال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية مصطفى الخلفي، إنه مباشرة بعد صدور مجلة "جون أفريك"، التي أثار غلافها ضجة، اتصل بالصحافي الذي أنجز المادة وعبر عن موقفه سواء فيما يخص المقال أو صورة الغلاف، التي تتناقض مع افتتاحية المجلة في العدد نفسه"، وقال: إن "الغلاف مستفز وغير مقبول ومدان".
وأضاف الخلفي مساء أمس الأول الخميس، إنه "جدد أمس الاتصال بالمجلة بعد صدور توضيح منها الذي لم يكن في مستوى تجاوز الإساءة البالغة، باعتبار أن العمل المنجز مستفز وهو سواء كان بقصد أو بغير قصد ينخرط في حملة ظالمة شهدناها في عدد من الدول وصفحات الشبكات الاجتماعية".
وأثار غلاف العدد الأخير من المجلة الفرنسية "جون أفريك" المقربة من السلطات المغربية، الذي حمل عنوان "Terrorisme Born in Morocco" (الإرهاب ولد في المغرب)، جدلا كبيرا في المغرب وخارجه.
وأفاد الخلفي، إن هذه حملات ظالمة تعرض لها المغرب "تحاول خلق أو إحداث صورة نمطية تربط بين بلدنا كشعب ومؤسسات وبين الإرهاب، لهذا الأمر لا يتعلق بتوضيح بقدر ما يتعلق بحملة في عدد من المناطق التي تعمل على الربط بين الإرهاب والمغرب، وهي حملة ظالمة"، مؤكدا أن "سياسة المغرب الفعالة في هذا المجال محط إشادة وموضوع طلب للاستفادة منها".
من جهته قال مدير مجلة "جون أفريك" الأسبوعية، فرنسوا سودان، إنه ليس نادما على غلاف المجلة «الإرهاب ولد في المغرب»، الذي أحدث ضجة إعلامية كبيرة وأضاف: «نحن على علم أننا خضنا في موضوع حساس غير أنه على المغاربة مواجهة الحقيقة، وهي أن أولئك الإرهابيين مغاربة ولدوا في المغرب وارتكبوا إرهابا ضد أشخاص آخرين، وأفعالهم ليس مصدرها المغرب فهم بعيدون عنه».
وقال: إن "موضوع تفجيرات برشلونة هو موضوع الساعة وتحدثت عنه مجموعة من المنابر الإعلامية وأعددنا عنه ملفا وهذا طبيعي" وأضاف إن غالبية قراء المجلة من المغاربة "ونعلم ذلك وكثيرا ما نكتب عن نجاحات المغاربة في الداخل والخارج، وخصصنا ملفات لمثل هذه المواضيع وهو توجه لا نحتاج لإثباته".
وأوضح فرانسوا سودان أن ألوان الغلاف التي تحيل على العلم الوطني الأخضر والأحمر، "إشارة إلى أنهم مغاربة وهذا ما أنتج هذه الصدمة لكننا مجبرون على مناقشة الموضوع والاعتراف بهذه الحقيقة الصادمة بأنهم مغاربة غير أن إرهابهم ليس مغربيا".
وقال موقع الأول إن غلاف المجلة المسيء للمغربب غطى على افتتاحية مدير تحريرها فرانسوا سودان، التي خصصها للخطاب الملكي الأخير، معرضا إياه لانتقاد غير مسبوق من مجلة طالما اعتبرت مدللة لدى النظام المغربي. في إشارة إلى ما قاله سودان من أن خطاب ذكرى ثور الملك والشعب خصص "كل شيء عن أفريقيا، ولا شيء غير أفريقيا، كما لو أن المملكة غير معنية بما ارتكبه أبناؤها الضالون في أوروبا" في إشارة إلى تورط شباب من أصول مغربية في الأحداث الإرهابية التي تعرضت لها كاطلونيا مؤخرا.

الناطق باسم الحكومة المغربية يستنكر إساءة مجلة «جون أفريك» الفرنسية لبلاده

أوروبا: لنقلب الموجة الإسلامية

Posted: 31 Aug 2017 02:31 PM PDT

حتى الآونة الأخيرة امتنعت أغلبية الحكومات في أوروبا عن مواجهة الإرهاب الإسلامي. الرد المعتاد بعد كل هجوم كان مصالحة جمهور الناخبين المسلمين، والترديد بأن الإسلام هو دين سلام. الديانات كلها تشمل عناصر السلام، لكن وصف هذه العناصر عناصر مهيمنة في الإسلام هو نفي وتجاهل لا أكثر من ذلك.
الحقيقة هي أن جزءا مهما من المسلمين يؤيد الإرهاب. في حين أن قلة في أوساطهم يدفعون ضريبة كلامية لإدانة المتطرفين. المسلمون المعتدلون الحقيقيون يجب عليهم إظهار الشجاعة الكبيرة، وأحيانا الوقوف في وجه الأعمال الانتقامية العنيفة التي يقوم بها أبناء شعبهم.
على مدى سنوات كثيرة عاش المسلمون في أوروبا في غيتوات، أيضا قبل موجة الهجرة الجماعية الحالية فإن محاولات دمجهم في المجتمع فشلت كلها، وبسبب ذلك فإن جزءا كبيرا من الإرهابيين المسلمين كانوا من الجيل الثاني، الذين حصل كثير منهم على التعليم وكانوا أصحاب وظائف مهمة. المشكلة تعاظمت عندما منحت ألمانيا في عملية رآها الكثيرون كتكفير رمزي عن الكارثة، ملجأ سياسيا لملايين اللاجئين من سورية ومن شمال أفريقيا.
إن الذين تم رفض طلباتهم للجوء وطردوا، قليلون. الأمر الذي شجع مسلمين ومهاجرين آخرين على الوصول، والعديد منهم كانت لهم سوابق إرهابية مسجلة، مثل الإمام عبد القادر ستي، الذي أدين في السابق بالإرهاب وتجارة المخدرات. ولكن أمر طرده تم الغاؤه من قبل قاض في 2015. هذا الإمام تغنى بهجمات برشلونة.
ليس فقط أن جموعا من المسلمين يتدفقون إلى أوروبا، بل إن معدل تكاثرهم أعلى من معدل تكاثر السكان المحليين ويهدد الوضع الديمغرافي. الآن، حيث يقترب داعش من هزيمته، فإن الوضع من شأنه أن يتدهور أكثر. ربما يقوم التنظيم ببذل جهود أكبر للدخول إلى مدن غربية مع أتباعه الإرهابيين، في البداية كخلايا نائمة. إضافة إلى الأحداث الإرهابية التي عانوا منها فإنهم في غرب أوروبا ينشرون تقارير تفيد بأن المهاجرين تسببوا بالضرر في مستوى المعيشة. يلاحظ هناك تفاخر بالعنف والاغتصاب والسرقة. حقيقة أن موجة الجريمة هذه نابعة من اللاجئين يتم اسكاتها بصورة منهجية. ويتم وقف النقاش العام في هذه المسألة. إن من ينتقد عادات بربرية مثل قمع النساء وإعدام المثليين ورجم من يزنون والقتل بسبب الشرف والزواج من أولاد أو ختان النساء، يتم اتهامه على الفور برهاب الإسلام (الإسلاموفوبيا).
بصورة متصاعدة يعترف الاوروبيون بأنهم يقفون في الجبهة الأمامية مقابل العقلية الإسلامية. حتى الآن قاموا بانتقاد إسرائيل لأنها دافعت عن نفسها وتحدثت عن قادة إرهابيين مثل محمود عباس وحسن روحاني. الآن أيضا هم عليهم النضال من أجل بقائهم، إذا كان في نية أوروبا قلب الموجة، عليها تطبيق تغييرات استراتيجية نوعية. أولا، يجب الاعتراف بالتهديد. جلد الذات بسبب الماضي الكولونيالي لأوروبا يجب أن يتوقف، يجب تجاهل الاتهامات المضحكة لإرهاب الإسلام، التي مصدرها يأتي من مسلمين محليين ومن يسار مجنون. ثانيا، يجب القيام بفحص جديد لسياسة الهجرة من أجل منع دخول المسلمين الذين يظهرون تأييدهم للمتطرفين. ثالثا، يجب القيام بالرقابة على المساجد والمدارس واعتقال أو طرد الأئمة المتطرفين. لا يكفي تسجيل اسمائهم في «قائمة التعقب». وكذلك على أجهزة الأمن إنهاء السيطرة الراديكالية في الغيتوات الإسلامية ومنع التظاهر على المتطرفين.
يجب القيام بحملة واسعة تعلم المواطنين بخصوص التهديد وتشرح لهم لما يمكن أن يكون هناك مس بحقوق المواطنين من أجل مواجهة هذا الخطر. كذلك يجب بذل كل الجهود لدمج الجاليات الإسلامية الحالية في المجتمع المركزي. ويجب اجتثاث كل تمييز ضد المسلمين الذين يحترمون القانون، ودعم المسلمين المعتدلين.
أشخاص كثيرون سيقولون إن الاقتراحات المذكورة ستضعضع الديمقراطية. يجب تذكيرهم بأننا نوجد في حرب عالمية ضد متطرفين متدينين أقوياء، تمت تغذيتهم بثقافة الموت، وهم مصممون على فرض إرادتهم. الديمقراطية لا تستطيع محاربة قوات شمولية بقفازات من حرير. الأوروبيون مضطرون إلى التعلم من التاريخ، والعمل بقوة من أجل الدفاع عن حضارتهم.

إيزي لبلار
إسرائيل اليوم 31/8/2017

أوروبا: لنقلب الموجة الإسلامية

صحف عبرية

فلسطين في أوسكار 2018 بفيلم «واجب» لآن ماري جاسر

Posted: 31 Aug 2017 02:30 PM PDT

رام الله ـ «القدس العربي»: أعلن عن اختيار فيلم «واجب» للمخرجة آن ماري جاسر لتمثيل فلسطين رسمياً عن فئة أفضل فيلم بلغة أجنبية لجوائز الأكاديمية الدورة التسعين للأوسكار خلال 2018.
جاء ذلك إثر جلسة التقييم والتداول المنظمة من قبل وزارة الثقافة الفلسطينية الجهة الرسمية المقدمة لأكاديمية الأوسكار.
وتم الاختيار تحت إشراف دائرة السينما ممثلة بلينا بخاري رئيسة اللجنة المكلفة، والمشكلة من المخرج السينمائي هاني أبو أسعد والمخرجة وكاتبة السيناريو سهى عراف والناقدة السينمائية علا الشيخ، والمنتج حنا عطا الله والمخرجة ديمة أو غوش والمخرجة محاسن ناصر الدين، حيث تم اختيار الفيلم من بين ثلاثة أفلام تنافست على الترشيح.
ويتناول الفيلم وهو من بطولة محمد بكري وصالح بكري وآخرين، أبعاد العلاقة بين ابن ووالده في إطار من الكوميديا السوداء، حيث يعود الابن من غربته للمساعدة في تحضيرات زفاف أخته في الناصرة وهنا تتكشف أبعاد نفسية واجتماعية وسياسية لواقع معقد.
من الجدير بالذكر أن الفيلمين الروائيين السابقين للمخرجة جاسر سبق أن مثلا فلسطين عن الفئة ذاتها سابقاً، فيلم «لما شفتك» في جوائز الأوسكار الدورة الخامسة والثمانين في عام 2013، و فيلم «ملح هذا البحر» في الدورة الحادية والثمانين للجائزة عام 2009.
ومع هذا العام تكون فلسطين تقدمت بعشرة أفلام عن فئة أفضل فيلم أجنبي (غير أمريكي) منذ عام 2003.

فلسطين في أوسكار 2018 بفيلم «واجب» لآن ماري جاسر

ازدحام غير مسبوق في مطار بيروت بعد اعتماده كـ «ترانزيت» لقطر ولآلاف الحجاج

Posted: 31 Aug 2017 02:29 PM PDT

بيروت – «القدس العربي» : شهد مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت حركة غير اعتيادية في خلال شهري تموز وآب ، وبلغت حركة المسافرين في شهر آب حوالى مليون مسافر ، وما جعل هذه الحركة تتضاعف هو الأزمة القطرية الخليجية حيث بات مطار بيروت يُعتمد كترانزيت إلى قطر، وهذا هو حال آلاف العمال المصريين.
إلا أن ما حصل هذا الاسبوع في المطار تخطّى كل التوقعات حيث سُجّل نوع من الطوفان البشري في مشهد غير مسبوق، حيث ضاقت قاعة المسافرين بالحشود قبل عيد الأضحى في ظل رحلات الحج إلى السعودية ومغادرة المغتربين.
وكشف وزير الاشغال والنقل يوسف فنيانوس أن 345 طائرة أقلعت وحطّت في مطار بيروت يوم الاثنين الفائت فقط ، واشار إلى « أن مطار بيروت مهيأ ليتسع لـ4 أو 5 ملايين مسافر في السنة، وهذه الأعداد تضاعفت بسبب عوامل عدة». وعزا سبب الازدحام الكبير «الى الارقام قياسية بسبب زيادة عدد المغادرين إلى الحج والمغتربين، وتأخر السفارة السعودية باعطاء تأشيرات الحج الامر الذي فاقم المشكلة».
ورأى «ان المطار في حاجة إلى توسعة بعد مرور 20 عاماً على توسيعه ويجب السير بمخطط التوجيه لأنه لم يعد بمقدوره استيعاب هذا القدر من المسافرين».
وكان آلاف اللبنانيين توجهوا إلى المطار مطلع الاسبوع للمغادرة إلى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج وبلغ العدد هذه السنة 16 ألفاً في مقابل 4500 السنة الفائتة.
وتحوّل مطار رفيق الحريري إلى محطة للسوريين للعبور من خلاله ما فاقم أعداد المسافرين الذين غصّت بهم القاعات وانتظروا ساعات قبل أن يحين موعد اقلاع طائراتهم التي تأخر بعضها بسبب إجراءات التدقيق والتفتيش لدى الامن العام ، وإفترش بعضهم الأرض في المطار، وساد الغضب لدى آخرين من ساعات الانتظار الطويلة فيما فضّل البعض تمضية الوقت بالتقاط الصور التذكارية.
وبقيت حركة المطار غير الاعتيادية على حالها طيلة هذا الاسبوع نظراً للعروض المخفّضة التي قدمتها شركات السفر لمناسبة عيد الأضحى إلى كل من تركيا وشرم الشيخ وجورجيا واليونان. وذكر المسؤولون عن المطار أن أعداد المسافرين تجاوزت المعدل العام فيما صالات المطار لا تستوعب كل هذه الحركة التي على الرغم من كل شيء تعطي بارقة أمل بنشاط اقتصادي وسياحي وبمردود مالي سيدخل إلى الخزينة اللبنانية.
وفي تقديرات لأعداد العرب العابرين من خلال مطار بيروت أفيد بأن عدد العراقيين بلغ في شهر تموز/يوليو 21194 وعدد الأردنيين 10782 والسعوديين 8980 اما بالنسبة لاجمالي الوافدين إلى لبنان فقد تصدّرهم الاوروبيون بنسبة 38 بالمئة فالعرب 27 بالمئة ثم الأمريكيون 21%.
وعلى الرغم من كل هذا الازدحام بقيت الأجهزة الأمنية ممسكة بالأمن في المطار بفضل إجراءاتها وهي أنزلت العديد من العناصر الأمنية بلباس مدني بين المسافرين هذا الاسبوع لمنع أي خلل أمني ولكشف أي محاولة إرهابية ونجحت في ضبط الوضع ومنع أي اشكالات.
ولكن في ظل هذه الاعداد غير المتوقعة للمسافرين من والى مطار بيروت هل تكون فرصة لفتح مطار القليعات في عكار المتوقف عن العمل منذ سنوات والاستجابة لمطالب نواب عكار والعديد من الافرقاء أم أن القرار السياسي لم يُتخذ بعد لفتح مطار بديل يخرج عن مراقبة حزب الله؟

ازدحام غير مسبوق في مطار بيروت بعد اعتماده كـ «ترانزيت» لقطر ولآلاف الحجاج
345 طائرة حطّت وأقلعت في يوم واحد… وعروض السفر المخفّضة فاقمت المشكلة
سعد الياس

إجراءات أمنية في الأنبار بعد أنباء عن وصول عناصر من «الدولة» نقلوا من لبنان

Posted: 31 Aug 2017 02:29 PM PDT

الأنبار ـ «القدس العربي»: فُرضت في محافظة الأنبار، أمس الخميس، إجراءات أمنية مشددة من قبل قوات الشرطة والجيش والحشد العشائري، في كل المناطق المحررة، بالتزامن مع أنباء عن وصول أعداد من عناصر تنظيم «الدولة» (داعش) الذين تم نقلهم من لبنان إلى الحدود العراقية.
وقال قائد الحشد العشائري، عبد الحكيم الغريري، في مدينة حديثة غرب الأنبار، لـ«القدس العربي»، إن «أوامر صدرت لهم بالدخول في حالة الانذار والحيطة والحذر على خلفية المعلومات عن وصول عناصر تنظيم «الدولة» القادمين من لبنان إلى بعض مدن الأنبار».
وبين الغريري، أن «التحرك الجديد لتنظيم الدولة، جلب لنا القلق، لذا فإن حشد حديثة والعشائر والأجهزة الأمنية أعادوا الترتيبات والاستعدادات، لمواجهة الحالة، حيث تتركز في حديثة قوات البادية والجزيرة والفرقة السابعة التي نفذت انتشارا جيدا في المنطقة وزادت التحصينات على السواتر الدفاعية حول المدينة».
كما تم «تشييد سواتر جديدة لمسافات تصل إلى 30 كيلومترا عن المدينة»، وفق المصدر، الذي أكد أن «الوضع الداخلي جيد وتتعاون العشائر مع الأجهزة الأمنية لمنع أي إعتداء على المدينة».
وأشار إلى أن «معلومات وصلت إلى الحشد العشائري، مفادها أن حوالي 300 ـ 350 من عناصر الدولة القادمين من لبنان، وصلوا إلى راوه التي يسيطر عليها التنظيم، كذلك، وصلت مجاميع أخرى منهم إلى القائم وعانة والرمانة وغيرها من المناطق الواقعة بيد التنظيم غرب الأنبار».
وعبّر الغريري، عن قناعته، بأن «عملية تحريك عناصر التنظيم إلى الحدود العراقية هي عملية تهدف إلى الضغط على الولايات المتحدة لمنعها من نشر قواتها على الحدود العراقية السورية، وهو مخطط إيراني بتنفيذ من حزب الله وسوريا».
ونوه إلى أن «أكثر الهجمات على حديثة تمت بدفع إيراني، وإن عدم سقوط حديثة بيد تنظيم «الدولة»، سببه الدعم الأمريكي».
وكان مجلس محافظة الأنبار، حذر، من أن وصول عناصر تنظيم «الدولة» إلى المناطق الحدودية مع العراق سيؤدي إلى تزايد الهجمات الإرهابية على المنافذ الحدودية.
وقال عضو المجلس، عذال الفهداوي، إن «تدفق عناصر تنظيم الدولة، من الأراضي السورية باتجاه مناطق غربي الأنبار مازال مستمراً وخاصة إلى مناطق عنه وراوه والقائم والتي لاتزال تحت قبضة تنظيم الدولة، مما سيؤدي إلى تزايد الهجمات الإرهابية على المنافذ الحدودية والمدن».
وطالب الفهداوي، القائد العام للقوات المسلحة، حيدر العبادي بــ «التحرك السريع لتحرير تلك المناطق تمهيدا لمسك الحدود العراقية السورية».
النائب عن الأنبار، محمد الكربولي، أكد أيضاً، عن وصول عناصر تنظيم «الدولة» المقبلة من لبنان إلى مدينة راوة.
وذكر في لقاء متلفز أن «عائلات عراقية أبلغته بوصول عائلات لبنانية من التنظيم إلى مدينة راوة».
إلى ذلك، وجه مجلس النواب، لجنة الأمن والدفاع، للوقوف على تداعيات نقل عناصر تنظيم «الدولة» من لبنان إلى قرب المناطق الحدودية مع العراق. ودعا الحكومة المركزية، إلى اتخاذ التدابير التي من شأنها إبعاد الخطر عن أمن البلاد. وانسحب مئات المقاتلين من «الدولة» الاثنين من منطقة الجرود الحدودية بين لبنان وسوريا، بناء على اتفاق مع «حزب الله» اللبناني والنظام السوري، يتيح لهم الذهاب إلى مدينة البوكمال في محافظة دير الزور التي يسيطر عليها التنظيم في شرق سوريا، وتقع على الحدود مع العراق.
وقابل الشارع العراقي بالانتقاد الشديد، الموقف الضعيف من الحكومة العراقية والأحزاب، وسكوتها إزاء جلب عناصر تنظيم «الدولة» من لبنان إلى الحدود العراقية السورية، دون أخذ رأي بغداد، وما سيترتب عليها من زيادة الأعمال الإرهابية في المدن العراقية.
كذلك، أعرب رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، عن رفض الاتفاق. وقال خلال جلسة مجلس الوزراء، الثلاثاء: «أشير إلى التقارير التي تحدثت عن نقل إرهابيين لداعش من القلمون إلى شرق سوريا قرب الحدود العراقية السورية. هذا مقلق لنا جداً، ونعتبره إساءة للشعب العراقي. نقل هذا العدد من الإرهابيين عبر مسافات طويلة إلى شرق سوريا (قرب الحدود العراقية) أمر غير مقبول».
وأضاف: «كنا نتمنى أن يكون هناك تداول مع العراق،» وطالب الحكومة السورية التحقيق في هذا الموضوع، وطالب بأن يكون هناك تعاون كامل للقضاء على الإرهاب وليس نقل (الإرهابيين) من منطقة إلى منطقة أخرى،» معتبراً أن ذلك سيسبب مزيداً من الخسائر والتضحيات للشعب السوري وللشعب العراقي.
وتابع: «الإرهاب الآن يلفظ أنفاسه الأخيرة.. لا داعي للتفاوض معه. لا يوجد أي مبرر للتفاوض مع الإرهاب».

إجراءات أمنية في الأنبار بعد أنباء عن وصول عناصر من «الدولة» نقلوا من لبنان

مصطفى العبيدي

إيران تستبق عيد الأضحى بحملة اعتقالات واسعة وإصدار أحكام إعدام للنشطاء العرب والسُنّة في الأحواز

Posted: 31 Aug 2017 02:28 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: شنّت السلطات الأمنية وقوات الحرس الثوري حملة اعتقالات واسعة في الأحواز قبيل عيد الأضحى، واعتقلت العشرات من النشطاء ومسؤولي المؤسسات الثقافية والاجتماعية العرب على خلفية حملة «عيدكم مبارك» الشعبية للاحتفال بهذا العيد.
فيما أصدرت محكمة الثورة الإسلامية الإيرانية حكم الإعدام شنقاً بحق الداعية السُنّي الأحوازي، عبد الله عباس الكعبي (أبو سيف) البالغ من العمر 34 عاماً قبيل عيد الأضحى.
وأفاد موقع «أحوازُنا» التابع لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز، أن السلطات الإيرانية اعتقلت عشرات الناشطين في الأحواز خشيةً من التجمعات الاحتفالية لمناسبة عيد الأضحى، التي أطلق عليها العرب الأحوازيون تسمية «المعايدة الكبرى» منذ عام 2009.
وداهمت وزارة المخابرات الإيرانية وجهاز الاستخبارات التابع للحس الثوري منازل النشطاء، واستدعت المئات من النشطاء العرب في مناطق عدة من إقليم الأحواز، واعتقلت العشرات منهم خلال الأيام القليلة الماضية، بهدف منع المواطنين العرب من إقامة احتفالات شعبية لمناسبة العيد.
ونشر الموقع أسامي عدداً من الذين تم اعتقالهم، وهم رياض زهيري (21 عاماً) وجواد هاشمي (27 عاماً) وحسين حياوي الحائي (28 عاماً) وحسن دلفي (23 عاماً) حيدر سواري (27 عاماً) وميلاد عفراوي (22 عاماً) وشاكر شريفي (27 عاماً) وياسر سيلاوي (27 عاماً) سجاد نصيري الحائي (22 عاماً) وعباس شريفي (21 عاماً) وعلي باوي (23 عاماً) ويوسف خسرج (20 عاماً) وأحمد حيدري (15 عاماً).
واعتقلت القوات الأمنية عدداً من مسؤولي المؤسسات الثقافية والاجتماعية في الأحواز، وأسامي هؤلاء هي خسرو ساعدي (أبو عماد) وأحمد دغاغلة (أبو ريم) من مسؤولي مؤسسة الهلال الثقافية، ومرتضى نيسي وعبد الله ساعدي (أبو طه) مدير ومحرر موقع «أنا المثقف»، وصالح منابي وفهد حمادي ونبي نيسي مسؤولي مؤسسة «معلم» الثقافية، وعزيز كناني مدير مؤسسة «فنون» الثقافية، وهادي الصابئي من مسؤولي الطائفة المندائية في الأحواز.
وكانت آخر الأنباء عن الاعتقالات في الأحواز يوم الثلاثاء، حيث اعتقلت الأجهزة الأمنية عدداً آخراً من الناشطين وهم مهدي كروشات، وعدنان بيانات، وعباس سواري، ومحسن سواري، ويعقوب حيدري، وباسم بدوي، ومسعود حرداني، وعلي دحيمي، وسعيد تميمي، وياسين بدوي، وفريد عنافجة، وسعيد خضري، ووسام شرفة.
وأفاد «أحوازُنا» أن السلطات الأمنية الإيرانية لا يزال تواصل حملتها الواسعة لاعتقال المزيد من النشطاء ومسؤولي المؤسسات الثقافية في الأحواز.
وفي السياق، أصدرت محكمة الثورة الإسلامية الإيرانية أحكاماً بحق ناشطين عرب أحوازيين تتراوح الإعدام شنقاً وسجن لفترة 25 عاماً.
وقال المكتب الإعلامي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز إن السلطات الإيرانية أصدرت أحكاماً جائرة بحق ناشطين عرب أحوازيين بعد عامين من اعتقالهم على يد القوات الأمنية والمخابراتية في مدينة السوس التاريخية شمالي الأحواز.
وأوضحت أن محكمة الثورة الإسلامية الإيرانية المكلفة بالملفات السياسية والأمنية أصدرت حكم الإعدام شنقاً بحق الناشط والداعية الأحوازي، عبد الله عباس الكعبي (أبو سيف) البالغ من العمر 34 عاماً وهو متزوج ولديه ثلاثة أطفال (رغد، وسيف الله وعُمر)، كذلك حكم على شقيقه، حسن عباس الكعبي البالغ من العمر 25 عاماً، عشرة سنوات سجن، وأيضاً حكم على الناشط أحمد الكعبي (أبو فاروق) 25 سنة سجن والنفي إلى مدينة مسجد سليمان.
وأضافت أن السلطات القضائية قررت تنفيذ حكم الإعدام بحق عبد الله عباس الكعبي خلال الأيام القليلة القادمة، ولهذا طالب ذوي المعتقلين الأحوازيين المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، بالتحرك العاجل ووقف حكم الإعدام الصادر بحق الناشط والداعية السُنّي الأحوازي.

إيران تستبق عيد الأضحى بحملة اعتقالات واسعة وإصدار أحكام إعدام للنشطاء العرب والسُنّة في الأحواز

محمد المذحجي

منظمة دولية تطلق مشروعا لحماية أطفال المغرب من الجرائم الجنسية

Posted: 31 Aug 2017 02:28 PM PDT

الرباط -« القدس العربي» : تزامنًا مع جدل تنامي الجرائم الجنسية ضد القاصرين في المغرب، بعد واقعة محاولة اغتصاب فتاة على أيدي مجموعة من القاصرين داخل حافلة للنقل الحضري بمدينة الدار البيضاء، أعلنت منظمات دولية تعنى بالدفاع عن حقوق الأطفال في العالم عن تمويل مجموعة من الجمعيات المغربية لمكافحة هذه الآفة التي باتت تمس بصورة المغرب في الداخل والخارج.
وأطلقت «الهيئة الدولية للقضاء على استغلال الأطفال في البغاء والمواد الإباحية والإتجار بالأطفال لأغراض جنسية»، المعروفة اختصارا بـ (ECPAT) ، مشروعا تحت اسم «باكس» في إطار شراكة مع سبع جمعيات مغربية، يشرف عليه فرع المنظمة في كل من فرنسا ولوكسمبورغ.
في هذا الصدد، قالت هانا بريستو، مديرة مشروعات المنظمة في لوكسمبورغ، على هامش ورشة تقديم المشروع الجديد، الأربعاء في الرباط: «اليوم، نطلق هذا المشروع بشراكة مع جمعيات مغربية لتعزيز حماية الأطفال في المغرب من أشكال الاستغلال الجنسي جميعها»، مشيرة في تصريح لـ «هسبريس» الإلكترونية إلى أن جانبا من المشروع سيخصص لتحسيس وتوعية الأطفال بهذا النوع من الجرائم، وكذلك من أجل تطوير قدراتهم على حماية أنفسهم بأنفسهم.
وشددت الفاعلة الحقوقية الدولية على أن حماية الطفولة المغربية تتطلب تنسيقا بين المتدخلين كافة، سواء من قبل العائلات أو المؤسسات الخصوصية، ولا سيما التي تعنى بالقطاع السياحي، حيث تكثر فيها حالات الاعتداءات الجنسية.
وأوضح سمير التونزي، رئيس جمعية «آمال» المستفيدة من المشروع: إن ورشة اليوم تهدف أولا إلى رصد الدراسات جميعها التي أنجزت حول موضوع الاعتداءات الجنسية ضد الأطفال والاستفادة منها، وثانيا لإطلاق مشروع «باكس» الذي تموله منظمات دولية غير حكومية وأيضا وكالة التنمية الفرنسية.
وأضاف إن المشروع يتمركز أساسا حول تقوية قدرات فاعلين متعددين لرصد الجرائم الجنسية، ومضاعفة جهود التوعية والانفتاح على القطاع السياحي، خصوصا فضاءات الإيواء التي قد تشهد اعتداءات ضد الأطفال على أيدي مغاربة أو أجانب.
كما يتوخى «باكس»، حسب الفاعل الجمعي، إلى رصد حالات الاعتداء الجنسي في مواقع التواصل الاجتماعية أو باستعمال التكنولوجيا الحديثة عموما، لافتا إلى أن الكثير من وسائل الابتزاز والجرائم الجنسية تبدأ من الفضاء الافتراضي؛ ولكننا لا نعرف التعامل معها.
وشهد المغرب، منذ أيام، العديد من حالات الاعتداءات الجنسية في كل من مدينة الدار البيضاء وطنجة، وتارودانت التي عرفت في أقل من أسبوع واحد خمس اعتداءات جنسية؛ آخرها الاعتداء على فتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة.

منظمة دولية تطلق مشروعا لحماية أطفال المغرب من الجرائم الجنسية

بعد الرفض الداخلي وأزمة المعونة الأمريكية… تراجع الدعوات للتعديلات الدستورية

Posted: 31 Aug 2017 02:28 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: بعد أن أطلق مؤيدو الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والمحسوبون عليه من الإعلاميين حملات لتهيئة الرأي العام، لإجراء تعديلات دستورية تسمح له بالترشح لأكثر من مدتين، إضافة إلى زيادة فترة المدة الرئاسية لـ 6 سنوات بدلا من 4 سنوات، ومنحه صلاحيات عزل الوزراء، عادت الوجوه السياسية نفسها لتؤكد عدم إجراء التعديلات الدستورية قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في 2018.
وقال النائب مصطفى بكري، عضو اللجنة التشريعية في البرلمان، وأكثر المدافعين عن تعديل الدستور، في تصريحات صحافية، إن «الحديث عن تعديل مدة رئيس الجمهورية ليس في مصلحة الوطن»، مشيراً إلى أن «السيسي أكد من قبل أنه لا يرغب في ذلك».
وأضاف: «أتمنى أن يكف كل من تحدث عن تعديل الدستور عن هذا الكلام، ولا يجب بأي حال من الأحوال المزايدة من الآن والمطالبة بمد فترة الرئيس، خاصة أن هذا الأمر سيتسبب في إثارة العديد من الأزمات والمشكلات، وأتمنى أن يرفض الرئيس كل هذه المحاولات التي تجهض نضال الشعب المصري طيلة الأعوام الماضية».
كذلك أكد النائب أسامة هيكل، رئيس لجنة الثقافة والإعلام، إنه «ليس لديه معلومات بأن مصر مقبلة على تعديلات دستورية خاصة بمد فترة رئيس الجمهورية»، واصفاً ما تردد في هذا الشأن بأنه «مجرد تكهنات».
هذا التراجع يؤكد أن الحديث عن التعديلات الدستورية كان مجرد بلون اختبار لجس نبض الشارع المصري ومدى قبوله لإجراء مثل هذه التعديلات، إضافة لجس نبض المجتمع الدولي بشأن الأمر.
وبالنسبة للداخل المصري، فقد واجه الحديث عن التعديلات رفضا واسعا في صفوف السياسيين المصريين، حيث خرج عمرو موسى، رئيس لجنة الخمسين التي وضعت الدستور الحاكم للبلاد، ومؤسس المؤسسة المصرية لحماية الدستور، ليؤكد أن «الحديث المعاد عن تعديل الدستور في عام انتخاب الرئيس يثير علامات استفهام بشأن مدى نضوج الفكر السياسي الذي يقف وراءه».
‏وتابع في بيان أن «مصر في حاجة إلى تعميق الاستقرار وليس إشاعة التوتر، وبالتالي تحتاج إلى تأكيد احترام الدستور، وليس إلى التشكيك فيه».
وأوضح أن «الدستور ليس عصيا على التعديل، ولكن الحكمة تقتضي مقاربة سليمة سياسيا وتوقيتا مدروسا من منطلق مصلحة مصر والمصريين خاصة في هذا الوقت العصيب».
‏وشدد على «ضرورة أن يخضع أي حديث عن التعديل لمناقشة مجتمعية واسعة مع ممارسة سياسة ذكية قبل الإقدام على اقتراح أي تعديل أو أي مناقشة رسمية له».
‏واختتم بيانه قائلاً: «الدستور أمانة في أعناق المصريين جميعا وخاصة مجلس النواب الذي أثق في أنه سوف يرتفع إلى مستوى المسؤولية فيقدم تفعيل الدستور على تعديله».
وأيضاً، ردّ الفريق أحمد شفيق، المرشح السابق للرئاسة، على دعاة إجراء تغييرات على الدستور وتعديل مدة الرئاسة من 4 أعوام إلى 6 أعوام، عبر حسابه على تويتر قائلا: «أقول لهم توقفوا عن التصرفات الصبيانية غير المسؤولة، فإن تغيير الدستور في هذه المرحلة له آثار سلبية عظيمة، وليس له إيجابيات تذكر».
كما أعلنت المجموعة البرلمانية 25 ـ 30 رفضها التام لـ«إجراء أي تعديل للدستور بخصوص مدة الرئاسة»، مؤكدة على أن «مدة الأربع سنوات كافية لأي رئيس لتحقيق الخطط التنموية، وفي ذات الوقت كافية للشعب حتى يحكم على أداء الرئيس وتقييم إنجازاته خلال تلك الفترة».
ولم يكن الرفض الداخلي الذي شمل أيضاً بيانات لأحزاب وأساتذة جامعة وقانونيين، هو السبب الوحيد للتراجع عن إجراء التعديلات قبل انتخابات الرئاسة المقبلة، بل إن قرار الإدارة الأمريكية بحرمان مصر من مساعدات قيمتها 95.7 مليون دولار وتأجيل صرف 195 مليون دولار أخرى لعدم إحرازها تقدما على صعيد احترام حقوق الإنسان والمعايير الديمقراطية، وضع النظام السياسي في مأزق، فكيف يجري تعديلات على الدستور ترفضها المعارضة وتوسع صلاحيات السيسي؟ وهو يحاول حل أزمة جديدة مع الإدارة الأمريكية التي بدت صديقة له خلال الفترة الماضية منذ وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لسد الحكم.
وفي النهاية لا يبدو الأمر تراجعاً كاملاً عن إجراء التعديلات الدستورية، فإن صدق من أكد أن التعديلات لن تجرى في عام 2017، فإن السلطة المصرية لن يزعجها ذلك، لأن أهمية هذه التعديلات لا تتعلق بانتخابات الرئاسية المقبلة التي يحق للسيسي وفق الدستور الحالي الترشح لها، إنما تعود أهمية التعديلات المزمع إجراوها الى السماح للسيسي بالترشح لانتخابات 2022، وبالتالي يبدو الأمر تأخيرا لإجراء التعديلات وليس إغلاق هذا الملف.

بعد الرفض الداخلي وأزمة المعونة الأمريكية… تراجع الدعوات للتعديلات الدستورية

تامر هنداوي

أبو مرزوق ينفي نية حماس حل اللجنة الإدارية وتسليم مهامها لـ«لجنة التكافل» المدعومة من الإمارات

Posted: 31 Aug 2017 02:27 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: نفى الدكتور موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، أن تكون حركته تخطط لحل اللجنة الإدارية التي شكلتها أخيرا في قطاع غزة، وتسليم مهامها إلى «لجنة التكافل» التي يشرف عليها محمد دحلان، المفصول من حركة فتح، وتتلقى دعما ماديا من دولة الإمارات العربية المتحدة. وأكد استعداد حركته لإنهاء الانقسام الفلسطيني وإتمام المصالحة «على قاعدة الشراكة السياسية».
وقال في تصريحات أوردها موقع وكالة «فلسطين اليوم» التابعة لحركة الجهاد الاسلامي، إن اللجنة الإدارية في غزة «تشكلت في ظروف استثنائية بعد أن أدارت حكومة التوافق ظهرها لقطاع غزة، وذلك لأجل إدارة شؤون وخدمات مليوني فلسطيني». وأضاف «ليس مطروحاً لدى حماس تسليم إدارة غزة، إلا لحكومة فلسطينية متفق عليها، وليس للجنة التكافل الوطني والإسلامي»، مؤكدا أن حركته ليست مع أي إجراء «يعمق الانقسام الفلسطيني».
وأكد أبو مرزوق المقيم في الخارج، أن عمل «لجنة التكافل» محصور في جانب من «الخدمات الإنسانية والإغاثية»، وأن اللجنة الإدارية ستحل فوراً عندما تنعدم الأسباب التي أدت إلى تشكيلها.
و«لجنة التكافل» مشكلة من نواب يتبعون دحلان، وآخرين من حماس وعدد من قادة الفصائل الفلسطينية الأخرى، وأخيرا جرى الاتفاق على أن تشرع هذه اللجنة بحل ملف «المصالحة المجتمعية»، وعقب التفاهمات الأخيرة التي حصلت في مصر، شرعت اللجنة بعدة نشاطات اجتماعية وصحية.
وحول ما جرى الإعلان عنه مؤخرا عن وجود تفاهمات بين حركة حماس ودحلان، من شأنها أن تفضي إلى «انفراجة» قريبة في غزة، قال أبو مرزوق «أبدت جمهورية مصر استعدادها لتخفيف الحصار وذلك نتيجة للتفاهمات الإيجابية التي تمت بين وفد الحركة والقيادة المصرية، ومع ذلك فإن الحديث عن أي انفراجة يجب أن يشعر بها المواطن الفلسطيني».
وكان وفد قيادي رفيع من حماس برئاسة قائد الحركة في غزة يحيى السنوار، قد زار مصر قبل ثلاثة أشهر، والتقى هناك بمقربين من دحلان، وجرى خلال الزيارة التوصل إلى تفاهمات بينها وأخرى مع مصر، بعد القطيعة الطويلة بين الحركة وسلطات القاهرة، تشمل إدخال تسهيلات على معبر رفح، غير أن هذه الأمور لم يلاحظها بعد سكان غزة.
يشار إلى أن حماس شكلت قبل أربعة أشهر اللجنة الإدارية للإشراف على إدارة المؤسسات الحكومية في قطاع غزة، ووجهت حركة فتح والسلطة الفلسطينية انتقادات حادة لحماس، حيث اعتبرتا اللجنة بدلا من حكومة التوافق. وشرعت السلطة باتخاذ «خطوات حاسمة» تجاه غزة، شملت تقليص رواتب الموظفين وإحالة أعداد منهم للتقاعد المبكر، في سبيل الضغط الاقتصادي على حماس. وطالبت حركة فتح حماس من أجل إنهاء هذه الإجراءات، القبول بمقترحات الرئيس محمود عباس للمصالحة، التي تقضي أولا بحل اللجنة، ثم تمكين حكومة التوافق من العمل، والاتفاق على إجراء انتخابات عامة.
وأكد أبو مرزوق أن اللجنة الإدارية شكلت لإدارة خدمات المواطنين في قطاع غزة، ومن أجل «سد الفراغ الذي تسببت به حكومة التوافق بعد أن تنصلت من مسؤولياتها». وحول موقف فتح الذي يعتبر أن ردود حماس على مبادرة الرئيس عباس للمصالحة «غير مشجعة»، قال أبو مرزوق «لا تطالب حماس بمطالب فئوية حزبية، وإنما مطالب وطنية متمثلة في تراجع الرئيس عباس عن قراراته التي استهدفت آلاف المواطنين بشكل مباشر، وتسببت بوفاة عدد من المرضى لمنعهم من تلقي العلاج في الخارج، والإمعان في تردي الأوضاع المعيشية في القطاع».
وأضاف «لهذا ستولد أي مبادرة ميتة إن لم تتضمن رفع الظلم عن المواطنين»، وكان بذلك يطلب تلبية مطالب حماس قبل قبولها بمبادرة الرئيس عباس، حيث تطلب حماس إنهاء الإجراءات المتخذة بحق غزة، وتحمل حكومة التوافق مسؤولياتها الكاملة في القطاع، بما فيها استيعاب موظفي حماس الذين عينتهم بعد سيطرتها على غزة.
ويرى أبو مرزوق أن إنهاء الانقسام يكون من خلال اتفاق بين فتح وحماس على الشروع بـ «المصالحة الوطنية» وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني، والاتفاق على برنامج وطني جامع، مؤكدا أن «الوحدة قدرنا وليس مجرد خيار».
وقال إن حماس جادة في إنهاء الانقسام الفلسطيني وإتمام المصالحة «على قاعدة الشراكة السياسية». ولم يمانع القيادي الكبير في حماس من عقد «جلسة علنية» مع فتح بحضور الفصائل الفلسطينية لبحث المصالحة.

أبو مرزوق ينفي نية حماس حل اللجنة الإدارية وتسليم مهامها لـ«لجنة التكافل» المدعومة من الإمارات

منتدى حقوقي مغربي يطالب بالإفراج عن معتقلي حراك الريف والكشف عن ضحايا الاختفاء القسري

Posted: 31 Aug 2017 02:27 PM PDT

الرباط ـ «القدس العربي» : اعتبر «المنتدى المغربي للإنصاف والحقيقة» أن الانتهاكات التي رافقت أحداث إقليم الريف تؤكد أن عودة شبح انتهاكات الماضي لازال قائما، بسبب التلكؤ المنهجي للحكومات المتعاقبة في تنفيذ توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة كما بينت الأخطار المحدقة بمجمل العملية السياسية التي انطلقت مند 1999.
جاء ذلك في تصريح له بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمناهضة الاختفاء القسري الذي يحتفل به المنتظم الدولي والحركة الحقوقية العالمية في 30 آب/ أغسطس كل سنة. 
وتضم الهيئة الحقوقية المذكورة معتقلين سياسيين سابقين من زمن «سنوات الرصاص» الأليمة في المغرب وعائلات المختطفين الذين لازالوا ينتظرون عودة أبنائهم  ومعرفة الحقيقة ومصيرهم.
وأشار المنتدى الحقوقي المغربي إلى أن  الاحتفال  بالذكرى الأممية للاختفاء القسري يوافق هذه السنة استمرار الاحتقان الاجتماعي بمنطقة الريف وما رافقه من انتهاكات خطيرة للحقوق والحريات ومن تعميق للجمود المؤسساتي الذي تعيشه البلاد منذ انتخابات تشرين الأول/ أكتوبر من السنة المنصرمة.  
وطالب بإطلاق سراح المعتقلين على خلفية الاحتجاجات الاجتماعية بالريف والمعتقلين بسبب آرائهم جميعهم، ووضع حد لكل التجاوزات التي ترافق إيقاف أو اعتقال الأفراد والجماعات.
وجدد إلحاحه بوجوب تنفيذ نتائج تسوية ملف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان كافة. كما طالب بمتابعة الكشف عما تبقى من ضحايا الاختفاء القسري وعن أماكن دفنهم وتحديد هُوياتهم، والإعلان عن مآل التحليل الجيني المفترض أن إجراءه قد تم على الرفات التي تم الكشف عنها، وتأكيده ضرورة إبلاغ العائلات والرأي العام بالنتائج المتحصل عليها في ملفات الاختفاء القسري، و تيسير إجراءات الحقيقة القضائية على مستوى التحري والبحث.
وقالت مصادر حقوقية متطابقة إن الحركة  الحقوقية المغربية تنتظر صدور تقرير «المجلس الوطني لحقوق الإنسان» للكشف عن مجموعة من الملفات العالقة في قضايا الاختطاف  التي من المنتظر ان يتم الكشف عنها خلال التقرير الذي  لم ير النور بعد، برغم أن المجلس الوطني كان قد وعد بإصداره خلال آذار/ مارس الماضي وإعادة تجديد هياكله التدبيرية. في حين  يرى  بعض المراقبين للوضع الحقوقي بالمغرب ان المجلس الوطني لحقوق  الإنسان  لا يمكنه إصدار التقرير المنتظر، نظرا لانتهاء ولايته القانونية، وهو ما يستدعي  تجديد هياكله.    وقال رئيس المنتدى المغربي للإنصاف والمصالحة في تصريح خاص لـ«لقدس العربي» إن هناك ما لايقل عن 66  حالة اختفاء قسري لازالت عالقة، وأكد  شقيق المختطف حسين المانوزي الذي لا يعرف لحدود الساعة مصيره ان  تقرير المجلس الوطني قد يكشف عن 7 حالات من أصل 66  حالة، مستدركا قوله إن هذا العدد هو  رقم مرجعي  فقط، لكن في الوقت ذاته كشف عن ميلاد توجه جديد لبعض العائلات في علاقتها بالمجلس الوطني لحقوق الإنسان اختارت التوافق حول الحقيقة  وهو مبدأ  لا يميز بين الكشف عن الحقيقة  والمصير.
ومن بين الأسماء  التي ينتظر الكشف عنها  في تقرير  الهيئة الحقوقية الرسمية ، تتحدث بعض الأوساط الحقوقية عن اسم الوسولي ووزان واسلامي، وهو ما أكده رئيس المنتدى المغربي المانوزي. لكن لا ينتظر المنتدى أن يقدم التقرير الرسمي جوابا كافيا وشافيا حول  قضية اختطاف الزعيم اليساري المهدي بنبركة الذي اختطف في باريس عام 1965 في باريس، وكذلك قضية  اختطاف واختفاء المناضل اليساري الحسين المانوزي.   ويتشبث المنتدى المغربي للإنصاف والحقيقة بضرورة تقديم الدولة المغربية باعتذار رسمي على ما حدث والإسراع بوضع إستراتيجية وطنية للحد من الإفلات من العقاب مندمجة ووفق منهج تشاركي وإصلاح منظومة العدالة و السياسات الأمنية. حتى لا يتكرر تاريخ المحاكمات الصورية والخروقات الأمنية والتعذيب الذي طال المناضلين .  
وتطالب الحركة الحقوقية المغربية في هذا الصدد بإرفاق مصادقة المغرب على الاتفاقية الدولية بشأن حماية الأشخاص من الاختفاء القسري جميعهم بالتصريح بقبول مقتضيات المادة 31 من الاتفاقية المذكورة التي تنص على اختصاص اللجنة الأممية المعنية بالاختفاء القسري "بتلقي وبحث بلاغات الأفراد..أو بالنيابة عن أفراد .."، ضمانا لحق الانتصاف أمام اللجنة الأممية ومن أجل منح هذه المصادقة الضمانات جميعها لتفعيلها داخليا؛ و تحصين الموافقة على الاتفاقية الدولية لحماية الأشخاص جميعهم من الاختفاء القسري بالتصديق على نظام روما الخاص بالمحكمة الجنائية الدولية وعلى البروتوكول الاختياري الثاني الملحق بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية المتعلق بإلغاء عقوبة الإعدام تنفيذا للمقتضى الدستوري القاضي بأولوية الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان على القانون الوطني وللالتزام الوطني بتنفيذ توصيات هيئة الإنصاف والمــصالحة.

منتدى حقوقي مغربي يطالب بالإفراج عن معتقلي حراك الريف والكشف عن ضحايا الاختفاء القسري

عز الدين مليري

العبادي يعلن تحرير كل محافظة نينوى بعد استعادة آخر جيوب «الدولة» في تلعفر

Posted: 31 Aug 2017 02:26 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي» ـ وكالات: أعلن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أمس الخميس، «الانتصار» على تنظيم «الدولة» (داعش) في تلعفر ومحافظة نينوى بالكامل.
وأصبحت تلعفر الهدف التالي للحرب المدعومة من الولايات المتحدة على «الدولة»عقب استعادة الموصل التي أعلن منها التنظيم إقامة «الخلافة» على أجزاء من العراق وسوريا عام 2014، والموصل عاصمة محافظة نينوى.
وقال العبادي في بيان «لقد تحررت تلعفر… نقول للدواعش المجرمين: أينما تكونوا فنحن قادمون للتحرير وليس أمامكم غير الموت أو الاستسلام».
وانتظرت القوات العراقية حتى تطهير بلدة العياضية الصغيرة الواقعة على بعد 11 كيلومترا شمال غربي تلعفر لإعلان «النصر» الكامل في حملتها. وتقهقر مسلحو التنظيم إلى البلدة.
وقال ضباط من الجيش إن «وحدات من الجيش العراقي والشرطة الاتحادية مدعومة بوحدات من الحشد الشعبي استعادت العياضية بعد أيام من القتال العنيف غير المتوقع».
لكن لا تزال هناك جيوب مقاومة وتعمل القوات العراقية على تطهير البلدة من باقي عناصر «الدولة».
وقال المقدم صلاح كريم : يجب التأكد من عدم وجود «إرهابيين» آخرين مختبئين داخل منازل البلدة. ووصلت مئات من القوات الإضافية إلى العياضية، أول أمس الأربعاء، بعد أن تعرضت القوات العراقية لضغط متزايد لطرد مقاتلي «الدولة» من آخر تمركز لهم في المعقل السابق للتنظيم.
وواجهت القوات العراقية معركة صعبة غير متوقعة في العياضية وخاضت حرب شوارع من منزل إلى منزل بوسط البلدة.
وقال العبادي في بيانه: «لن يسمح لهم بالهرب» من العياضية.
وقدر عدد المتحصنين في تلعفر من المقاتلين بنحو 2000 في مواجهة 50 ألفا من القوات الحكومية الأسبوع الماضي، ولم يتضح عدد الذين تقهقروا إلى العياضية.
ونقلت قيادة العمليات المشتركة العراقية عن قائد عمليات «قادمون يا تلعفر» الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله، قوله «بهذا النصر الكبير تنتهي عمليات تحرير تلعفر وإكمال تحرير محافظة نينوى بالكامل».
وقال العقيد أحمد الجبوري، من قيادة «عمليات نينوى» التابعة للجيش إن «قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي أكملت صباح (أمس) تحرير ناحية العياضية بالكامل بعد معارك عنيفة خاضتها في اليومين الماضيين».
وأوضح، أن «الطيران الحربي العراقي يطارد فلول تنظيم الدولة بسلسلة جبال شمال العياضية فروا إليها باتجاه ناحية ربيعة وقضاء سنجار وتطلق نيرانها الرشاشة باتجاه عناصر التنظيم الفارين تجاه هذه السلسلة الجبلية»، دون ذكر حصيلة للخسائر.
في السياق، قالت السفارة الأمريكية في بغداد، إن تنظيم «الدولة» خسر 90٪ من الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق بعد استعادة القوات العراقية محافظة نينوى (شمال).
وذكر بيان للسفارة في بغداد، «تهنئ سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في العراق رئيس الوزراء حيدر العبادي والقوات الأمنية العراقية والشعب العراقي على التحرير السريع لمدينة تلعفر ومحافظة نينوى بالكامل من سيطرة تنظيم الدولة».
وأضاف، «لقد شهدنا بوضوح حالة الضعف واليأس لمقاتلي تنظيم الدولة خلال تقهقرهم أمام قوة موحدة تضم الجيش العراقي وجهاز مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية والشرطة المحلية وقوات الحشد الشعبي والبيشمركه الكردية».
وأشار البيان إلى أنه «بفضل التعاون الوثيق بين هذه القوات وبين مستشاري الولايات المتحدة والتحالف الدولي (تقوده واشنطن)، خسر الدولة الآن 90 في المئة من الأراضي العراقية التي كان يسيطر عليها».
إلى ذلك، قُتل 5 أفراد من القوات العراقية وأصيب 13 آخرون، في هجومين استهدفا حاجزا أمنيا ودورية عسكرية، في محافظتي بغداد وصلاح الدين (شمال)، حسب مصادر أمنية.
وقال النقيب في شرطة بغداد نزهان الخضر، إن ثلاثة مسلحين مجهولين يعتقد أنهم مرتبطون بتنظيم «الدولة» شنوا هجوما بقنبلة يدوية وأسلحة رشاشة استهدف حاجزا أمنيا لعناصر من الحشد العشائري (قوات سنية موالية للحكومة) في قضاء أبو غريب (20 كم غرب بغداد).
وأشار إلى أن الهجوم أسفر عن مقتل 3 من قوات «الحشد العشائري» وإصابة 5 آخرين بجروح، لافتا إلى أن المنفذين فروا إلى جهة مجهولة فور تنفيذهم للهجوم.
وفي محافظة صلاح الدين، شمالي البلاد، قتل جنديان من الجيش العراقي وأصيب 8 آخرون إثر انفجار عبوة ناسفة استهدف دورية عسكرية بأطراف «قضاء بلد» جنوبي المحافظة، وفق الملازم في الشرطة، نعمان الجبوري.
وقال إن «الهجوم هو الأول من نوعه الذي يستهدف القوات الأمنية في منطقة بلد (ذات الغالبية الشيعية) على اعتبار أنها بعيدة عن المناطق الشمالية لمحافظة صلاح الدين التي ينشط فيها تنظيم الدولة».
وتشهد المناطق الشمالية في صلاح الدين، القريبة من الحدود الإدارية لمحافظتي ديالى وكركوك (شمال) عمليات «إرهابية» تكاد تكون يومية ينفذها عناصر من «الدولة».
ولايزال التنظيم يسيطر على جيب كبير جنوب غربي كركوك يضم قضاء الحويجة وناحيتي الرياض والزاب، في حين تحكم قوات الإقليم الكردي قبضتها على بقية أجزاء المحافظة منذ انسحاب قوات الجيش العراقي منها أمام اجتياح مسلحي «الدولة» لشمالي وغربي البلاد، صيف عام 2014.
وخلال الأشهر الماضية، فقد «الدولة» أراضي واسعة من تلك التي سيطر عليها تباعًا، شمالي البلد، في 2014، جراء حملة حكومية، مدعومة دوليًا، أبرزها معقله، مدينة الموصل، التي دُحر منها، الشهر الماضي.

العبادي يعلن تحرير كل محافظة نينوى بعد استعادة آخر جيوب «الدولة» في تلعفر

سكان الموصل يحتفلون بعيد الأضحى رغم بوادر الانفلات الأمني

Posted: 31 Aug 2017 02:25 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: وسط انفلات أمني، تشهدها الموصل العرقية، التي أعلن عن تحريرها من تنظيم «الدولة» (داعش)، يحتفل سكان المحافظة للاحتفال بعيد الأضحى، الذي يصادف أول أيامه اليوم الجمعة.
وكشف مصدر سياسي رفيع، أمس الخميس، عن ظهور ما وصفه «بوادر لانفلات أمني» في مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى الشمالية، بعد تحريرها من تنظيم «الدولة»، لافتة في الوقت عينه إلى انتشار عمليات «الثأر والخطف وتهريب النفط» في المدينة.
وقال المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، لـ«القدس العربي»، إن «بوادر انفلات أمني بدأت في الموصل، وظهور حملة اعتقالات وخطف عشوائية في المدينة»، موضحاً إن المدينة تشهد «انتشاراً لعمليات الثأر من أشخاص يتهمون بالانتماء لتنظيم داعش».
وأكد أيضاً «انتشار عمليات الخطف والابتزاز، إضافة إلى تهريب النفط، باشتراك بعض الفصائل المسلحة والحشود العشائرية، وشخصيات سياسية ومحلية».
وطبقاً للمصدر، فإن عملية التهريب تتم «باتجاه إقليم كردستان العراق ومن ثم إلى تركيا».
وتابع: «غياب القيادات الأمنية الفاعلة، وعدم وجود رادع لهذه الأعمال، يعد واحداً من الأسباب الرئيسة التي أدت إلى سقوط مدينة الموصل في حزيران/ يونيو 2014».
وسيطر «الدولة» في 10 حزيران/ يونيو 2014، على مدينة الموصل، بعد انهيار الأجهزة الأمنية.
وأعلن رئيس الوزراء العراقي/ القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي في 10 تموز/ يوليو 2017 تحرير مدينة الموصل، بجنبيها الأيمن والأيسر، من سيطرة التنظيم.
رغم هذه الأوضاع، عادت أسواق شرق الموصل إلى سابق عهدها، إذ اكتظت بالزائرين قبيل استعداد سكانها الاحتفال بعيد الأضحى الذي يأتي بعد استعادة المدينة من قبضة مقاتلي «تنظيم الدولة».
وقال أحد السكان، ويدعى باسم محمد، إن العيد هذا العام أفضل من العام الماضي إذ تم طرد «الدولة» وصار بإمكان الناس الاحتفال من جديد.
وأضاف: «يعني هذا العيد أحسن من هذاك العيد… الدواعش ما خلوا الناس تعيد… كانوا يطلبون من عندنا إطلاق اللحية وقصر الزار… بنطلون ضيق ما يلبسون… جكاير (سجائر) ماكو».
وقال مقيم آخر يدعى، حسين محمد «يعني ماكو فرق بس أوجه يعني أفضل هذا العام. أحسن شويه. بالنسبة للناس المواطنين شويه اللحم أرخص… المواشي زينة».
إلى ذلك، أعلنت قيادة عمليات «قادمون يا نينوى» التابعة للجيش العراقي، عن افتتاح ثاني الجسور العائمة على نهر دجلة، والذي يربط غربي مدينة الموصل بشرقها، في خطوة هي الأبرز لعودة الحياة إلى الشق الأيمن من المدينة.
وفي تصريح للأناضول، قال قائد عمليات «قادمون نينوى» الفريق ركن عبد الأمير رشيد يار الله، إن افتتاح الجسر الحديدي العائم في هذا الوقت تحديدا، يعزز التواصل بين جانبي الموصل، ويسهّل تنقّل المواطنين.
وأوضح يار الله، أنه جرى إنجار أعمال إعادة بناء الجسر، بجهود فرق الجهد الهندسي التابعة للقوات العراقية.
ولفت إلى خطة متكاملة لإنشاء المزيد من الجسور العائمة الرابطة بين جانبي المدينة، لحين الانتهاء من تصليح الجسور الخمسة الأصلية.
وأكد أن «العمل جارٍ على إعادة الحياة إلى جانب الموصل الأيمن (الغربي) الذي لحقت به أضرار كثيرة في البنى التحتية جراء حرب القضاء على تنظيم «الدولة».
ويعد الجسر الحديدي العائم الذي وضع بالخدمة اليوم الخميس، ثاني الجسور العائمة على نهر دجلة، وجرى افتتاحه مساء أمس.
والجسر يحمل مواصفات عالية تسمح بمرور العجلات المدنية خفيفة الوزن، وهو ما يعتبر أبرز خطوة لعودة الحياة إلى الجانب الغربي للموصل.
وكانت كتيبة الهندسة العسكرية قد أنشأت في أواخر تموز/ يوليو الماضي اول جسر عائم داخل مدينة الموصل أطلقت عليه جسر النصر يربط ضفتي دجلة من منطقة الرشيدية إلى منطقة حاوي الكنيسة لمرور المشاة وتنقلهم بين جانبي الموصل. ‎‎
ونهر دجلة يشطر مدينة الموصل إلى نصفين، كانت تربطهما خمسة جسور عملاقة؛ الثاني، والثالث، والرابع، والخامس والعتيق.
لكن جميع هذه الجسور تدمرت بعد قصفها من قبل طيران التحالف الدولي (بقيادة أمريكا) ضمن حملته ضد تنظيم «داعش» الذي سيطر على المدينة في 10 يونيو/حزيران 2014.

سكان الموصل يحتفلون بعيد الأضحى رغم بوادر الانفلات الأمني

أوبراين ودي ميستورا يحثان مجلس الأمن الدولي على حل الخلافات لإنهاء الصراع السوري

Posted: 31 Aug 2017 02:25 PM PDT

نيويورك (الأمم المتحدة) – «القدس العربي»: عقد مجلس الأمن الدولي جلسة تناول خلالها الوضع السياسي والإنساني في سوريا، واستمع فيها إلى إحاطتين من المبعوث الخاص ستافان دي ميستورا ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسـانية سـتيفن أوبـراين. وأوبراين، الذي تحدث أمام المجلس للمرة الأخيرة قبل انتهاء ولايته، حث مجلس الأمن الدولي باسم الإنسانية المشتركة على إيجاد سبيل لإنهاء معاناة السوريين، الذين قال إنهم يدفعون ثمن الفشل السياسي.
«27 تقريراً للأمين العام حول الأزمة السورية قدمتها لكم منذ أن توليت منصبي في شهرحزيران/ يونيو 2015، وقدمت إفادات لا حصر لها في اجتماعات مفتوحة بقاعة مجلس الأمن وفي مشاورات مغلقة. إننا جميعًا شهود على تدمير دولة ومواطنيها وأطفالها ومستقبلها. شهدنا أطفالا يموتون جوعاً، وطفلاً غريقاً على الشاطئ بعد محاولة أسرته اليائسة للفرار من الويلات المخزية في سوريا والمستمرة حتى يومنا هذا». بهذه الكلمات توجه أوبراين إلى أعضاء المجلس مشيراً إلى عدم محاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة على الأرض.
وجدد دعوة مجلس الأمن إلى إحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية. ودعا الدول الأعضاء إلى دعم الآلية الدولية المستقلة المحايدة، وطالب السلطات السورية بالسماح بدخول اللجنة الدولية للتحقيق المعنية بسوريا. وناشد أوبراين أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر السمو فوق مصالحهم للوفاء بالمسؤولية المشتركة بما فيه مصلحة جميع شعوب العالم. وقال مخاطباً أعضاء المجلس:
«ما يتسبب في الانقسام بينكم في هذا المجلس ليس أهم مما يجب أن يوحدكم ويوحدنا جميعا وهو إنسانيتنا المشتركة لتخفيف معاناة الأشد ضعفاً ومنح الأمل والمستقبل للنساء والرجال وكبار السن والمرضى والأطفال العالقين في الأزمات والذين لا يستحقون أقل مما تستحقونه أنتم جميعا».
ستافان دي ميستورا المبعوث الدولي المعني بسوريا استعرض، من جنيف عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة، بعض التطورات الإيجابية على الأرض ومنها تقلص المساحة الخاضعة لسيطرة داعش في سوريا، والهدوء النسبي في بعض المناطق. وقال إن التحدي الآن يتمثل في ضرورة أن يتحقق التقدم في المجال السياسي، وذكر أن ذلك يتطلب تفكيراً جديدا وواضحاً من المعارضة والحكومة.
وأضاف: «من مصلحة الشعب السوري، الذي عانى طويلاً، أن تدرك الحكومة والمعارضة أن الوقت قد حان للانخراط في مفاوضات أكثر جدية وحسماً. وفي هذا السياق أود الإشارة إلى أننا لا نركز فقط على الحكومة والمعارضة بل نستمع أيضاً إلى جميع الأطراف السورية. وفور اختتام الجولة السابعة للمحادثات السورية، أكمل مكتبنا المعني بالمجتمع المدني مشاورات إقليمية في بيروت وغازي عنتاب وعمان.
شملت هذه المناقشات أكثر من 120 طرفاً وشبكة، وتم وضع أساس المشاورات المستقبلية في جنيف. ومنذ انتهاء جولة المحادثات السورية في جنيف في الرابع عشر من تموز/يوليو، انخرط المبعوث الخاص في جهود دبلوماسية واتصالات منها عقد مشاورات رفيعة المستوى في طهران وباريس بالإضافة إلى المحادثات في موسكو والسعودية».
وتهدف الجهود إلى إتاحة الظروف الملائمة لعقد مفاوضات حقيقية بين الأطراف. وأعلن دي ميستورا، في كلمته أمام مجلس الأمن، نيته عقد جولة المحادثات السورية في جنيف في وقت لاحق من شهر تشرين الأول/ أكتوبر. وأعرب عن أمله في أن تأتي الحكومة والمعارضة إلى جنيف في ذلك الوقت على استعداد لإجراء مفاوضات رسمية. وقال إن الوقت قد حان للتمسك بالواقعية، والتحول من منطق الحرب إلى التفاوض ووضع مصلحة الشعب السوري أولاً. وشدد على أهمية أن يتحد المجتمع الدولي وراء هدف إنهاء الصراع.

أوبراين ودي ميستورا يحثان مجلس الأمن الدولي على حل الخلافات لإنهاء الصراع السوري

عبد الحميد صيام

موريتانيا: إحالة السناتور محمد ولد غدة للعدالة والمشمولين بالتحقيق للنيابة

Posted: 31 Aug 2017 02:24 PM PDT

نواكشوط – «القدس العربي»: أحالت شرطة الجرائم الاقتصادية والمالية أمس ملف السناتور محمد ولد غدة للعدالة تمهيدا لمحاكمته، كما استدعت الصحافيين والنقابيين والشيوخ الذين شملتهم تحقيقات هذا الملف، لإمضاء محاضر استجواباتهم وأمرتهم بالمثول أمام النيابة.
وبالنظر لهذه التطورات، فإن الأمور تتجه نحو محاكمة قد تشمل عددا من معارضي الداخل وكبار معارضي نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز الموجودين في الخارج ومن أبرزهم محمد ولد بوعماتو رجل الأعمال المقيم في مراكش، ومصطفى ولد الإمام الشافعي مستشار الرئيس البوركينابي السابق إبليز كامباووري شبه المقيم في المغرب، وأحمد بابا ولد اعزيزي رئيس اتحاد أرباب العمل الموريتانيين.
ولم يُفوّت نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز المكالمات التي سربت مؤخرا من هاتف السيناتور محمد ولد غدة التي تحدث فيها مرات عدة مع رجل الأعمال المعارض محمد ولد بوعماتو حول تمويلات لنشاطات المعارضة.
فقد وجد النظام في هذه التمويلات القادمة من وراء الحدود المخصصة لنشاطات بينها «تظاهرات مثيرة للشغب وعدم الاستقرار»، حسب ما تراه الحكومة، حججًا قوية لبناء ملف قضائي لتوريط معارضي الخارج ومن يسايرهم من نقابيين وصحافيين وسياسيين وشيوخ.
وقد دل المسار الذي اتخذته التحقيقات على هذا التوجه، حيث بدأت بالسناتور محمد ولد غدة الذي شكلت مكالماته رأس الخيط في هذه القضية الذي اعتقل في العاشر منة آب/أغسطس المنصرم، لتشمل بعد ذلك كلا من عبد الله ولد محمد الأمين العام للنقابة العامة لعمال موريتانيا، والساموري ولد بي الأمين العام للنقابة الحرة لعمال موريتانيا وموسى صمب سي المدير الناشر لصحيفة «لوكوتيديين»، وجوب ممدو رئيس تحرير موقع «كريدم» الناطق بالفرنسية، وأحمد ولد الشيخ المدير الناشر لصحيفة «القلم»، وجدنا ولد ديده المدير الناشر لصحيفة «موريتانيا اليوم».
واتسعت التحقيقات في هذا الملف كذلك لتشمل شيوخ نواكشوط وتيشيت ومكطع لحجار الأعضاء في مجلس الشيوخ المنحل.
وانتقد محمد سالم ولد عابدين الأمين العام للمرصد الموريتاني لحقوق الإنسان الاستجوابات التي قامت بها الشرطة ووصفها بأنها «غير قانونية»، معلنا في تصريحات له أمس «عن رفضه أشكال المساس بالحريات العامة في البلد جميعها بخاصة حريات الأشخاص».
 وأكد ولد عابدين «أن الاستجوابات لم تسلك الطريق القانوني المحدد في المساطر القانونية للتحقيق ولم تستجب للشروط القانونية، مشيرا إلى أنها «أجريت في بعض الأحيان، خارج أوقات الدوام وفي جو من التشنج والخروج على احترام المستجوبين»، على حد تعبيره.
  وتوقعت مجلة «جون أفريك» المتخصصة في الشؤون الأفريقية نقلا عن مصادر ديبلوماسية في نواكشوط صدور مذكرات توقيف دولية ضد رجل الأعمال محمد ولد بوعماتو، والسياسي المعارض مصطفى الإمام الشافعي.
ونقلت المجلة عن مصدر في رئاسة الجمهورية قوله: «إن الرئيس ولد عبد العزيز يتوفر على أدلة قوية للغاية تؤكد أن المعارضين بوعماتو والشافعي وولد اعزيزي، يسعون لإثارة الفوضى داخل البلد، وهو ما يكفي لإدانة المجموعة».
وبينما ترى أوساط الموالاة أن ملف السيناتور السابق ولد غدة ملف طبيعي لا غبار عليه وأن القضاء الذي يتولى معالجة الملف مستقل كل الاستقلال، ترى أوساط المعارضة الموريتانية «أن محاكمة هذه المجموعة محاكمة سياسية بحت هدفها إسكات المعارضين وتخويف الصحافيين والنقابيين والشيوخ السابقين».
وفي تحليل تحت عنوان «ملف» غدة- بوعماتو.. الأهداف المخفية»، أكد الإعلامي الإسلامي المعارض أحمدو ولد الوديعة «أن نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز يحاول من خلال النفخ في قضية الاعتقالات والاستجوابات ضمن ملف «غدة- بوعماتو « تحقيق عدة أهداف حري بنا فهمها حتى لا نكون أو يكون بعضنا عن بساطة أو ضعف تقدير، أدوات في تحقيق أجندة نظام نرفع شعار معارضته ونجهر بالسعي لتخليص موريتانيا منه بالسبل السلمية». «أولا، يضيف الصحافي الوديعة، يريد النظام أن ننسى الاعتقالات والاستجوابات، الرأي العام في ملحمة الخامس من أغسطس/آب 2017 يوم صفع الموريتانيون، مدنيون وعسكريون، محاولة الانقلاب على الدستور من خلال إعراض كامل عن المهزلة؛ ثانيا، يريد النظام تكريس صورة في الرأي العام مفادها أن كل هؤلاء الذين يقفون في وجه الطغيان والفساد إنما يفعلون ذلك طمعا في «فوكال» يأتي من ولد غدة أو تحويلة تأتي من بوعماتو».
وقال: «إنها محاولة رخيصة ومكشوفة لطمر عقود من النضال المدني والسلمي السياسي والإعلامي والنقابي والحقوقي الذي ينخرط فيه رجال ونساء منذ عقود قبل أن يكون أي من هؤلاء المتصدرين في المشهد اليوم بمن فيهم الجنرال محمد ولد عبد العزيز وزماره شيئا مذكورا وتصويره كما لو أنه مجرد تهافت على مائدة رجل أعمال مغاضب». وزاد: «يسعى النظام من خلال التركيز على الرجلين غدة بوعماتو، إلى إيصال رسالة لأكثر من طرف بأن القضية ليست قضية وطن إنما قضية نزاع عائلي وتنافس أبناء عمومة والحقيقة أن الأمر أبعد ما يكون من ذلك، فالسيناتور محمد ولد غدة الذي يدفع اليوم الثمن الأكبر للمعركة ضد الاستبداد، إنما استحق ذلك نتيجة مواقف وطنية مشرفة وقف فيها بوطنية وشجاعة في مواجهة النظام ورأسه الجنرال عزيز وكان بإمكانه أن لا يفعل، والأكيد أنه دفع ويدفع ثمنا مضاعفا».

موريتانيا: إحالة السناتور محمد ولد غدة للعدالة والمشمولين بالتحقيق للنيابة

السفير الإسرائيلي يغادر مصر بعد يومين من وصوله

Posted: 31 Aug 2017 02:24 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: غادر السفير الإسرائيلي لدى مصر، ديفيد غوفرين، مطار القاهرة الدولي، صباح أمس الخميس، متوجهاً إلى تل أبيب، عقب انتظامه في العمل في مقر السفارة، وذلك بعد غيابٍ دام حوالى 8 أشهر.
وأكدت مصادر أمنية في المطار أن السفير الإسرائيلي أنهى إجراءات السفر من استراحة كبار الزوار في المطار، وتوجه على متن طائرة (إير سينا) رقم (054)، إلى تل أبيب.
وتأتي مغادرة السفير بعد يومين فقط من وصوله، إثر غياب نحو 8 أشهر.
ووصل غوفرين إلى القاهرة الثلاثاء الماضي، لاستئناف نشاطه الدبلوماسي بعد غياب دام حوالى 8 أشهر، وبرفقته 8 موظفين آخرين في السفارة الإسرائيلية، بعد أن أجرى أواخر الأسبوع الماضي زيارة قصيرة إلى القاهرة استعداداً لاستئناف نشاطه الدبلوماسي.
وتوجه السفير وسط موكب أمني كبير إلى مقر إقامته في إحدى ضواحي القاهرة الكبرى، الذي يوجد فيه مقر السفارة، حسب مصادر في مطار القاهرة الدولي.
وفي فبراير/ شباط الماضي، كشفت صحيفة «دايلي تلغراف» البريطانية في تقرير لها نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين، سحب تل أبيب سفيرها من القاهرة في هدوء.
ونقلت عن مصادر في مصر، لم تسمها، أن غوفرين تم سحبه من البلاد في نهاية العام الماضي بسبب مخاوف بشأن أمنه.
وأوضحت المصادر حينها، أن السفير بدأ يمارس عمله من القدس، وتأمل الحكومة الإسرائيلية في أن يتمكن من العودة إلى مصر قريبا.
وذكرت صحيفة «يديعوت احرونوت» الإسرائيلية أن ايمانويل نحشون، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، رفض التعليق على تقرير صحافي بشأن سحب سفير إسرائيل من مصر.
وكشفت صحيفة «هآرتس» أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي أعلن أن إسرائيل سحبت سفيرها من مصر مؤقتا، بسبب مخاوف أمنية.
كان غوفرين قد تولى منصبه في أغسطس/ آب من العام الماضي، وأصبح السفير الإسرائيلي الـ13 لدى مصر منذ إقامة علاقات دبلوماسية بين الدولتين في عام 1979. وقدم أوراق اعتماده للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في أغسطس/ آب 2016، وأعادت السفارة الإسرائيلية في القاهرة فتح أبوابها بشكل كامل في سبتمبر/ أيلول 2015 بعد أربع سنوات من اقتحام متظاهرين السفارة في 2011 وإجلاء الدبلوماسيين الإسرائيليين.
وذكرت تقارير إعلامية أن أول عودة للسفير الإسرائيلي للقاهرة منذ العام الماضي، كانت الخميس الماضي، في زيارة استغرقت يوما واحدا، توجه بعدها إلى قبرص قبل عودته إلى تل أبيب.
وكان السفير الإسرائيلي لدى مصر غادر البلاد أواخر عام 2016 لأسباب أمنية، واستدعت تل أبيب في وقت لاحق غالبية موظفي سفارتها في مصر، من بينهم السكرتير الصحافي والقنصل العام، ومارس السفير عمله بعد تركه مصر من القدس.
يذكر أن سفارة تل أبيب لدى القاهرة تعرضت عام 2011 لهجوم من قبل متظاهرين طالبوا بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل.
واستدعت السلطات المصرية القوات الخاصة للسيطرة على الوضع، وانتقل الدبلوماسيون الإسرائيليون في 2015 إلى مقر جديد للسفارة يقع في ضواحي القاهرة، وفق متطلبات الأمن العالية.

السفير الإسرائيلي يغادر مصر بعد يومين من وصوله

مؤمن الكامل

٠تجدد التراشق بين نتنياهو والصحافة الإسرائيلية

Posted: 31 Aug 2017 02:23 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»: على خلفية تفاقم الشبهات حول فضائح فساد كثيرة ومحرجة عاد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مجددا لكيل الاتهامات للصحافة الإسرائيلية، التي اتهمته بالمقابل بالتحريض عليها ومحاولة نزع شرعيتها. وبعد أسبوعين من تنظيمه مهرجانا داعما له، شارك الآلاف من ناشطي حزب نتنياهو( الليكود) بالحفل التقليدي الذي ينظمه سنويا بمناسبة اقتراب عيد رأس السنة العبرية. كما يتضح تم تخطيط الحفل مسبقا، بشكل يتحول الى تظاهرة دعم لنتنياهو هي الثانية في غضون أسبوعين، حيث تم توزيع عشرات لافتات التأييد له على المشاركين لرفعها بشكل تظاهري. وحملت اللافتات شعارات مختلفة، حولت المعركة ضد وسائل الإعلام الى حدث مركزي. كما كانت هناك لافتات ضد ميني نفتالي، (مدبر منزل رئيس الحكومة سابقا، الذي يقود مظاهرات أيام السبت ضد مظاهر الفساد وتساهل المستشار القانوني للحكومة حيال التحقيقات مع نتنياهو ) ولافتات تطالب بوقف «المؤامرة» على نتنياهو والهادفة لإسقاطه من سدة الحكم.
وهاجم نتنياهو في خطابه وسائل الإعلام وقال إنها «تفضل عرض اسرائيل كمعزولة وضعيفة وبكل بساطة لا تريد لمواطني اسرائيل رؤية النجاح».
وهاجم التقرير الذي نشرته «يديعوت احرونوت» قبل يومين حول فشل لقائه مع بوتين، وادعى انها أخبار مختلقة، مدعيا ان «الناطق بلسان الكرملين نشر نفيا للنشر الكاذب»». وقال نتنياهو ضمن هجومه على الصحافة الاسرائيلية إن «صناعة الأنباء المختلقة توجد في قمتها».
وتابع «انظروا مثلا كيف يغطون بحماس لا متناه، كل أسبوع، تظاهرات اليسار، تلك المظاهرات التي تهدف لممارسة الضغط المرفوض على سلطات تطبيق القانون كي تقدم لائحة اتهام بكل ثمن ضدي وكأنهم يقولون نتنياهو متهم حتى تثبت براءته، بخلاف ما هو مألوف بالعرف الديمقراطي». وتحدث عن تغطية وسائل الإعلام لمهرجان الدعم له، وقال مخاطبا جمهور اليمين إنها تفعل كل شيء من أجل المس به وبزوجته لأنها تعتقد انها إذا أسقطته فإنها ستسقط كل « الليكود».
وحسب أقواله فإن هذه «هي الصحافة ذاتها التي لا تحقق لمعرفة من مول تظاهرات اليسار في عدة مناطق وتحول قادتها الى فرسان سلطة القانون».
والمح نتنياهو الى مدبر منزله سابقا، ميني نفتالي، وقال إن «أحد الصحافيين الذين اجروا مقابلات معه لم يسأله ان تم طرده من عمله السابق لأنه ضرب زميلته في العمل، ولا عن امرأة اشتكت انه تحرش بها جنسيا». وأمام الانتقادات الموجهة له ولزوجته بالإسراف على حساب  خزينة الدولة ادعى نتنياهو انه عندما دخل ميني نفتالي للعمل في منزله «قفزت تكاليف الغذاء وتضاعفت داخل منزل رئيس الحكومة، وعندما غادر عادت وهبطت». وأضاف متسائلا: من تناول تلك الكميات الهائلة من الطعام؟ وماذا عن مواد التنظيف، كيف تضخمت تكلفتها؟ هل أكلنا الصابون؟». وواصل نتنياهو التلميح الى نفتالي وقال عنه ساخرا ومتهما إياه بالسرقة إن «الرئيس المستقبلي لـ « جمعية محاربة الفساد « كان في كل أسبوع يفرغ من سيارته سبعة صناديق مواد غذائية ومواد تنظيف لنسيبه وهي ممولة من منزل رئيس الوزراء». واتهمت وسائل إعلام إسرائيلية كثيرة نتنياهو بالانشغال بالصغائر والتفاصيل التي لا يجدر برئيس حكومة التوقف عندها. وتحدث قبل نتنياهو رئيس الائتلاف الحكومي دافيد بيتان الذي هاجم هو أيضا وسائل الإعلام واتهمها بتضخيم الأمور بشكل غير متسق، ونشر دعاية لا تعرف الحدود.
وتظاهر خارج القاعة التي أقيم فيها الاحتفال مستوطنو «ميغرون» سابقا، الذين طالبوا نتنياهو بحل ضائقتهم. كما تظاهر عدد من العجزة الذين يتظاهرون منذ فترة مطالبين بتحسين ظروف معيشتهم وزيادة المخصصات الحكومية لهم.

في حذاء بوتين

ومن ضمن المعقبين على خطاب التحريض ضد الإعلام الإسرائيلي المعلق البارز في «يديعوت احرونوت» ناحوم برنياع الذي قال إن رئيس الوزراء اختار تبكير موعد تقديم التهاني بمناسبة رأس السنة العبرية (يحل بعد نحو أسبوعين) وتمنى ان تكون سنة جيدة وحلوة لجميع المواطنين الإسرائيليين، اليهود وغير اليهود، الدينيين والعلمانيين، اليمين واليسار، كلهم، باستثناء مجموعة صغيرة واحدة هي الصحافيون. وتابع انتقاده لنتنياهو «بشكل أدق، أولئك الصحافيين الذين يقومون بعملهم في هيئات الإعلام الحر، التي لم يتمكن نتنياهو من السيطرة عليها بعد. هذا هو حقه، بطبيعة الحال. منوها أن وسائل الإعلام الحرة لا تعيش على تلقي التهاني بعام جيد من قبل السياسيين، مع كل الاحترام للسياسيين، وليس على التعطر بسنة حلوة، انها تبذل قصارى جهدها، فيشعر الساسة أحيانا بالارتياح، وأحيانا بالغضب. وتابع «ترى حكومة نتنياهو في كل هذه العناصر عدوا. انها تهين المؤسسة الأمنية، تنكل بالنظام القضائي، وتخرب قواعد اللعبة الديمقراطية، وتدفن المبادرة والإبداع، وتحرض على الصحافيين ووسائل الإعلام».
وقال برنياع إن نتنياهو ومثل الكثير من القادة السياسيين الذين سبقوه، وصل نقطة بات يقتنع معها، فعلا وحقيقة، بأنه والدولة سيان، وان من ينتقده يعتبر خائنا للدولة. وقال أيضا إن نتنياهو يشاهد دونالد ترامب الذي يحرض على وسائل الإعلام، ويشاهد اردوغان الذي يزج بالصحافيين في السجن، ويشاهد بوتين الذين يهدد حياة الصحافيين، ويقول لنفسه: لماذا لا يحدث هذا لدي. أنا أيضا يمكنني عمل ذلك. مؤكدا أن نتنياهو غاضب على تلك التقارير التي تتعلق بالتحقيق في المخالفات التي ارتكبها هو وزوجته وأقرباؤه، وقال إنه يؤمن بأنه إذا أخاف وسائل الإعلام فإنه سيخيف المحققين. وتابع «لقد صب جام غضبه هذه المرة، بشكل أساسي، على زميلي الصحافي شمعون شيفر، بسبب تقرير له نشر في «يديعوت أحرونوت»، حول مقال نشر على موقع «برافدا»الروسية، وصف فيه اجتماع نتنياهو مع بوتين بأنه فشل مطلق. فقد أوضح بوتين لنتنياهو أن التحالف الروسي مع إيران هو قرار استراتيجي، ومع كل احترامه لإسرائيل، فإن ايران أكثر أهمية بالنسبة له. وقال الموقع إن نتنياهو «قريب من الذعر».
ومضى برنيع في سخريته اللاذعة بالقول إن بوتين يتصرف مثل بوتين: لقد أعطى لنتنياهو «كتابا مقدسا قديما بينما أعطى سوريا للإيرانيين». وخلص للتأكيد أن هذه هي العدالة الروسية كما يفهمها، ونتنياهو رجل موهوب جدا ولديه خبرة طويلة في الاتصالات الدولية وهو ليس مسؤولا عن فشل جهود الإقناع، ولكنه مذنب فقط بعدم التواضع. وأضاف «بوتين ليس صديقه الشخصي، ولا حتى ترامب.
ويحظر الخلط بين المجاملة والقرارات السياسية. وذر الرمال في عيون الجمهور هي أخبار مختلقة». 

٠تجدد التراشق بين نتنياهو والصحافة الإسرائيلية

الفساد وضعف القيادات الأمنية وراء تفاقم النزاعات العشائرية المسلحة في البصرة

Posted: 31 Aug 2017 02:23 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: تفاقمت ظاهرة النزاعات العشائرية المسلحة في محافظة البصرة، جنوبي العراق، وسط ضعف وفساد بعض القيادات الأمنية، وامتلاك تلك العشائر لسلاح «لا تمتلكه القوات الرسمية»، فضلاً عن تلقيها دعماً من دول مجاورة.
وقال رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي، حاكم الزاملي لـ«القدس العربي»، إن «الصراعات بين عشائر البصرة لا تتعلق بالقضايا العشائرية، بل إنها ترتبط بأمور أخرى، من بينها تهريب النفط، والمخدرات والاغتيالات، والاستيلاء على الأراضي وأملاك الدولة»، مضيفاً إن «هذه العمليات تتم بالاستعانة بسيارات مظللة وهويات مزورة بطريقة لا يمكن كشفها».
وعدّ انتشار السلاح في العراق، «حتى أصبح البلد شبيهاً بالصومال»، أحد الأسباب الرئيسة أيضاً في تفاقم ظاهرة النزاعات العشائرية في البصرة.
وأكد أن «أغلب قيادات العمليات ضعيفة، ومنشغلة بجباية المال ومتابعة العقود».
وكشف أيضاً عن «وجود فساد كبير في صفوف بعض القيادات الأمنية (…) لا يوجد قائد عمليات شجاع يتمكن من ضرب هذه العشائر المسيئة، وعدد من الفصائل المسلحة التي تستغل أسم الحشد».
وتابع: «بعض أفراد هذه العشائر ينتمون للأجهزة الأمنية في الدولة العراقية، كالجيش والشرطة وجهاز الاستخبارات، ويتملكون العجلات والسلاح».
وبيّن الزاملي إن «ملف الأمن في البصرة تفاقم بعد هرب المحافظ (ماجد النصراوي)، والتزاحم من أجل الاستحواذ على ملف البصرة (…) ما يحدث في المدينة أمر خطر ويحتاج إلى إعادة نظر».
واعتبر أن تفاقم هذه الظاهرة في البصرة، أدى إلى امتلاك العشائر سلاحاً لا يوجد عند الجيش العراقي، بكونهم «يهربون النفط والمخدرات، ويسيطرون على المشاريع والمنافذ الحدودية»، ويسخرون تلك الأموال «لشراء السلاح وتجنيد العصابات أيضاً».
وفي السياق ذاته، أشار الزاملي إلى تلقي بعض عشائر البصرة «دعماً من دول مجاورة للعراق، لا سيما تلك المستفيدة من بقاء الوضع العراقي متدهوراً، في ظل التقدم الميداني في عمليات التحرير»، لافتاً إلى إن «هذه الدول لم تنجح في ضرب الجانب الأمني في العراق، لذلك بدأت تلجأ إلى الملف الاقتصادي».
وطبقاً لرئيس لجنة الأمن والدفاع فإنه «أبلغ رئيس الوزراء حيدر العبادي بضرورة تشكيل قوة خاصة، تضم جهاز مكافحة الإرهاب، لضرب أي جهة أو عشيرة أو فصيل مسلح ينتهك قوانين الدولة».
وتابع: «العصابات في البصرة متنوعة، منها تابعة لإحدى العشائر، بغيّة تنفيذ أعمالها غير القانونية، ومنها من تستند وتُدعم من جهة سياسية أو ترتدي ثوب الحشد، وتعمل تحت مظلة هذه الجهات».
وأضاف: «ينتمي جميع الضباط والمنتسبين في القوات الأمنية بالبصرة إلى عشائر من داخل المحافظة، وقد يكونون مرتبطين بهذه العصابات أو يخشون منها (العشيرة) عشائرياً (…) الأمر يحتاج إلى تنقلات للقادة والمنتسبين بين المحافظات».
وعن كيفية الانتهاء من ظاهرة النزاعات العشائرية المسلحة في البصرة، والعصابات، أوضح أن «اختيار قيادات أمنية شجاعة، وتتمتع بالكفاءة والنزاهة، ودعمها بأفواج من مكافحة الإرهاب أو التدخل السريع»، كلها أمور تسهم في فرض الأمن والقانون في البصرة.
ولفت إلى أن «انتشار العصابات والمخدرات في البصرة، له تأثير سلبي مباشر على الاستثمار والمشاريع الاستثمارية، بكون إن أكثر من 90٪ من واردات العراق المالية تأتي من محافظة البصرة، سواء كانت نفطية أو من خلال الموانئ».
وكشف الزاملي، عن سعي الحكومة لـ«مكافحة العصابات والقبض على أفرادها وإحالتهم للقضاء، بعد الانتهاء من ملف داعش وتحرير جميع الأراضي من سيطرته».
في السياق، أقرّت قيادة عمليات البصرة بـ«صعوبة» مهمتها في فرض القانون في المحافظة، مؤكدة في الوقت عينه اتخاذها قراراً يقضي باعتقال شيخ العشيرة التي تتسبب بنزاعٍ مسلح.
وقال قائد عمليات البصرة الفريق الركن جميل الشمري في تصريح لـ راديو المربد، «مهمتي في البصرة صعبة، نظراً لقلة القطعات الموجودة في المحافظة»، عقب سحب قوات من المحافظة إلى الجبهات للمشاركة في عمليات التحرير، مشدداً على أهمية «تعويض تلك القطعات بجهد إضافي (…) قمنا بالاستعانة بالقطعات الخاصة بقيادة العمليات (الحمايات) وإنزالها إلى الشارع لفرض الأمن والاستقرار ومنع حالات التسيب».
وأكد إن «حل ملف النزاعات العشائرية في البصرة يكمن في تحميل المسؤولية لشيخ العشيرة التي تتسبب في النزاع المسلح، بكونه المسؤول عن كل ما يجري في منطقته (…) لماذا يكون بعيداً عند حدوث النزاعات المسلحة؟».
وطبقاً للقائد العسكري فإنه «أعطى أمراً لجميع الوكالات الأمنية سواء في الشرطة والجيش، يقضي باعتقال المتسبب في النزاع العشائري إضافة إلى شيخ العشيرة».

الفساد وضعف القيادات الأمنية وراء تفاقم النزاعات العشائرية المسلحة في البصرة

مشرق ريسان

لوتان: كل نقاش عام في إسرائيل يعتبر جزءا من نتائج عمل حماس

Posted: 31 Aug 2017 02:22 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»: قال المقدم الإسرائيلي (احتياط) ليؤور لوتان، الذي استقال في مطلع الأسبوع الجاري من رئاسة لجنة شؤون الأسرى والمفقودين، إن «كل نقاش عام داخل إسرائيل يعتبر جزءا من مفاهيم وأساليب عمل حركة حماس»، معتبرا أن هدف الحركة هو خلق انشقاق في المجتمع الإسرائيلي في موضوع الأسرى والمفقودين، وتابع «كلما نجحت حماس في توسيع الشكوك لدينا، هكذا يمكنها المطالبة بثمن أكبر».
وجاء تصريح لوتان هذا في إطار لقاء أجرته معه صحيفة «يسرائيل هيوم»، وسينشر في عددها الصادر اليوم الجمعة، حول مهمة إعادة الأسرى والعلاقة مع العائلات. وتابع «عندما كنت أشغل المنصب، شعرت بالالتزام بالمهمة مثل كل مهمة أخرى أخذتها على عاتقي في حياتي. حتى اليوم كانت مهامي في الظلمة، أمام العدو، وهذا الأمر سبب لي اهتزازا شديدا. لقد التقيت بأناس لديهم مستويات عالية جدا من الالتزام والمفاهيم والأخلاقية، ولا شك ان هذا يؤثر على طريقة إدارتهم للمهمة».
وحذر من الحديث عن ادعاءات عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة بشأن تأخير إطلاق سراحهم، فقال: إنه يجب الحذر في موضوع مشاعر العائلات والحذر من منح حماس نقاطا مجانية في نضالها على أكتافهم. وأضاف القول» لن يكون من الصحي ان أشارك في النقاش الجاري في أوساط الجمهور بسبب الحساسية التي تطفو وبسبب حتمية السلوك الحساس أمام العائلات. مشاركتي في هذا النقاش اليوم، ستعتبر انجازا لحماس».
يشار الى أن لوتان حسب تسريبات نشرتها صحيفة «هآرتس» أمس قال قبل عدة أشهر، إنه إذا تم اختطاف إسرائيلي واحد خلال الحرب، يجب ان ينتهي الأمر باختطاف 200 شخص من صفوف العدو . وتبعه في اليوم ذاته وزير التعليم نفتالي بينيت الذي دعا لاختطاف قادة حركة حماس.
ويبدو أن مثل هذه التصريحات الانفعالية الغاضبة تعكس حالة ضغط في أوساط المؤسسة الحاكمة الإسرائيلية حيال موضوع احتجاز أسيرين من جنود الاحتلال في غزة اللذين تدعي إسرائيل انهما قتلا في الحرب الأخيرة.
وقال لوتان إنه في حال وقوع جندي إسرائيلي أسيرا خلال الحرب، يجب على إسرائيل ان تعمل على أسر جنود من صفوف العدو، لكي تتمكن بعد انتهاء الحرب من إجراء صفقة تبادل. وحسب التسجيلات التي نشرتها إذاعة جيش الاحتلال فقد قال لوتان أيضا ان على إسرائيل «ملء محفظتها في موضوع الأسرى». 
وتابع: «لا اعتقد ان الحرب يجب ان تنتهي بـ 20 مخطوفا من العدو. إذا تم اختطاف واحد منا، يجب ان تنتهي بالنتيجة 200:1 (أي 200 مختطف من العدو مقابل اسير إسرائيلي واحد)، وإذا تم اختطاف اثنين منا فالنتيجة يجب ان تكون 400:2، وإذا تم اختطاف ثلاثة فيجب ان تكون 600. هذا لا يعني انه سيتم حل المشاكل لكن المعادلة ستكون مختلفة».
كما تعكس تصريحات لوتان هذه توجها متزايدا في الجهاز الأمني يقول إنه يجب العمل لكي يمتلك أوراق مساومة عندما يتم اختطاف جنود آخرين. هكذا تصرف الجيش الإسرائيلي مثلا، خلال عدوان « الجرف الصامد» عام 2014 ، فبعد إطلاق صاروخ على المدرعة في الشجاعية، وقتل ستة جنود، وأسر اورون شاؤول، قام الجيش الإسرائيلي بدفن عدد من القتلى الفلسطينيين في إسرائيل. وحسب معلومات تم نشرها لاحقا فقد دفنت إسرائيل في أراضيها 18 فلسطينيا خلال الجرف الصامد، وتحديدا في 23 يوليو/ تموز 2014، فيما تم دفن فلسطيني آخر في أكتوبر/ تشرين الأول من السنة ذاتها.
لكن جهات رسمية أطلقت تصريحات في هذا الشأن، ومن بينها وزير الأمن في حينه، موشيه يعلون، ادعت ان إسرائيل لا تتاجر بالجثث، إلا انه في صفقات الأسرى قامت حكومة الاحتلال بإعادة جثث فلسطينية – بعد الحروب أيضا. وسبق وتطرق لوتان نفسه الى هذا الأمر عندما ادعى ان «هذه الأمور مقبولة في المعايير: في نهاية كل مواجهة بين المحاربين، تتبادل الأطراف الأسرى والشهداء. هذا هو الطابع، وتم تنفيذه بين إسرائيل وحزب الله أيضا قبل حرب لبنان الثانية وبعدها».
وكانت إسرائيل قد عرضت على حماس سياسة مشابهة، بحيث تعيد لها 19 جثة، بينهم احد الذين شاركوا في أسر هدار غولدين، مقابل استعادة جثتي الجنديين غولدين واورون شاؤول، لكن حماس رفضت الاقتراح. كما عرضت في اقتراح آخر إعادة عشرات المواطنين من القطاع الذين اعتقلوا بعد اجتيازهم للحدود، مقابل استعادة المواطنين الإسرائيليين الثلاثة الموجدين في غزة: ابرام منغيستو وهشام السيد وجمعة ابو غنيمة، إلا ان حماس رفضت هذا الاقتراح أيضا، واشترطت إطلاق سراح أسرى فلسطينيين آخرين، من سكان الضفة الغربية المحتلة ومن بينهم أسرى سابقون أعيد اعتقالهم بتهمة خرق شروط إطلاق سراحهم في إطار صفقة وعد الأحرار.
وفي حينه أعلن لوتان ان هؤلاء الأسرى لا يرتبطون بغزة ولا بالجرف الصامد، ولا يمكن لإسرائيل الاستجابة لشرط مسبق، زاعما شروط حماس غير أخلاقية وغير صحيحة مهنيا.

لوتان: كل نقاش عام في إسرائيل يعتبر جزءا من نتائج عمل حماس

شهيدان فلسطينيان وأكثر من 500 معتقل خلال الشهر الماضي وهدم عشرات المنازل واستمرار سرقة الأراضي

Posted: 31 Aug 2017 02:22 PM PDT

رام الله – «القدس العربي»: أصدر مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية تقريره الشهري حول الانتهاكات الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني خلال شهر أغسطس/ آب الماضي، وفيه سقط شهيدان اثنان من الأطفال برصاص جنود الاحتلال والمستوطنين في الضفة الغربية وهما قتيبة زياد يوسف زهران (17 عاماً) من بلدة علار شمال طولكرم، والطفلة أسيل طارق أبو عون (8 سنوات) من بلدة جبع جنوب مدينة جنين استشهدت متأثرة بجراحها إثر عملية دهس من قبل مستوطن.
وارتفع عدد الشهداء منذ مطلع العام الحالي الى 66 شهيداً من بينهم 17 طفلاً وقاصرا وسيدة واحدة، وما زالت سلطات الاحتلال تحتجز جثامين عشرة شهداء بمخالفة فادحة للقانون الإنساني الدولي .
وضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حجر الأساس لبناء أكثر من 1100 وحدة سكنية استيطانية في مستوطنة «بيتار عيليت» المقامة على أراضي قرية وادي فوكين غرب بيت لحم .كما أقدم مستوطنو المستوطنة المذكورة على إقامة تسعة منازل متنقلة على الحدود الفاصلة ما بين قرية نحالين غرب بيت لحم ومستوطنة بيتار عيليت بهدف إزاحة سياج المستوطنة الى داخل أراضي الفلسطينيين ونهب المزيد منها .
وتعمل الشركة الاستيطانية التي تسمى «تطوير جبال يهودا»، بالتعاون مع ما يسمى المجلس الإقليمي الاستيطاني على إقامة ثلاث مستوطنات جديدة في الكتلة الاستيطانية التي يطلق عليها غوش عتصيون جنوب الضفة. وفي السياق نفسه أقدم مستوطنو مستوطنة يتسهار على وضع بيوت متنقلة في محيط نابلس كما قام مستوطنو مستوطنة «عناب « المقامة على أراضي طولكرم شمال الضفة بوضع عدد آخر من البيوت المتنقلة.
وكشف موقع إسرائيلي عن وجود خطة لدى وزارة الإسكان الإسرائيلية لبناء مستوطنة جديدة في منطقة غور الأردن خلال الأشهر المقبلة حيث بدأت بطرح عطاءات على شركات التخطيط من أجل وضع تصورات هندسية لبناء 100وحدة استيطانية وهو إجراء أولي عند بناء المستوطنات. واوضحت ان المستوطنة الجديدة سيتم بناؤها في مكان بؤرة استيطانية.
إلى ذلك اوضحت ما تسمى الإدارة المدنية في تقرير لها ان3455 منزلاً ومنشأة عامة أقيمت على أراض فلسطينية خاصة بشكل غير قانوني. وهذه البيوت والمنشآت هي التي تسعى الدولة الى تشريعها من خلال قانون المصادرة.
وفي إطار سياستها الممنهجة لتهويد القدس، سمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لأعضاء الكنيست باقتحام المسجد الأقصى ليوم واحد بعد عام ونصف من وقف ذلك على ان يسمح بتكرار ذلك في حال نجاحها حيث اقتحم عضوا الكنيست يهودا غليك شولا معلم المسجد الأقصى تحت حراسة أمنية مشددة وفق ذلك القرار، فيما استمرت اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى بشكل يومي خاصة مع مرور ذكرى ما يسمى «خراب الهيكل». وفي سياق تهويد حي بطن الهوى في بلدة سلوان تم افتتاح كنيس يهودي وسط احتفالات شارك بها 300 مستوطن وتم وضع كتابين للتوراة داخله. يذكر ان الكنيس يقام داخل عقار تمت مصادرته عام 2015 بحجة أنه ضمن أملاك يهود اليمن. وفي السياق ذاته كشف تقرير ان هناك 64 نفقاً وحفرية تحت المسجد الأقصى تهدد بانهياره، نصفها في الجهة الغربية للمسجد الأقصى، وهذا أدى الى ظهور تشققات جديدة داخل منازل المواطنين في بلدة سلوان جنوب المسجد الاقصى .
كما تسعى سلطات الاحتلال الإسرائيلي لاخلاء منزل عائلة شماسنة في كبانية أم هارون في حي الشيخ جراح وسط القدس المحتلة، لصالح جمعيات استيطانية بزعم أن ملكيته ومنازل مجاورة لعائلات يهودية كانت تملكه قبل النكبة، كما قررت هدم الطابق الثالث من بيت عائلة كستيرو بحجة حجبه رؤية قبة الصخرة وأشعة الشمس عن بيوت المستوطنين في البلدة القديمة في القدس المحتلة، فيما أفشل المقدسيون مخططا لهدم سور مقبرة الشهداء في القدس تمهيدا لإقامة حدائق ومسارات توراتية، واعتدت شرطة الاحتلال على أطول سلسلة بشرية أقيمت حول أسوار القدس، ومنعت الشرطة الاسرائيلية عقد ندوة ثقافية في مركز يبوس الثقافي في القدس .
وهدمت سلطات الاحتلال الاسرائيلي خلال آب/أغسطس الماضي 35 بيتاً ومنشأة في كل من الضفة الغربية والقدس، شملت 20 بيتاً ، منها بيت واحد هدمه مالكه تجنبا لدفع غرامة مالية في بلدة صور باهر جنوب شرق القدس المحتله. وتركزت عمليات الهدم في العيسوية وبيت حنينا وسلوان وجبل المكبر وحزما وجبل البابا والتجمعات البدوية شرق القدس، بالإضافة الى هدم 5 منازل تعود لعائلات شهداء وأسرى تتهمهم سلطات الاحتلال بتنفيذ عمليات ضدها منها 3 منازل لثلاثة شهداء في قرية دير ابو مشعل ومنزل منفذ عملية حلميش الأسير عمر العبد في قرية كوبر ومنزل الأسير مالك حامد في بلدة سلواد شمال رام الله. في حين هدمت قوات الاحتلال 15 منشأة تجارية وزراعية وحيوانية، منها مدرسة في قرية جب الذيب شرق بيت لحم وصادرت 6 كرفانات تتكون منها المدرسة التي اقيمت بدعم من الاتحاد الأوروبي، وكذلك روضة أطفال في جبل البابا شرقي القدس.
وتواصل سلطات الاحتلال الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين الخاصة وتحولها لأراضي دولة، ليتم تحويلها لاحقا لصالح المشاريع الاستيطانية الاستعمارية. فقد أعلن جيش الاحتلال عن مصادرة 70 دونما من أراضي الجبعة وصوريف جنوب وغرب بيت لحم، بدعوى استخدامها لأغراض عسكرية، كما تمت مصادرة 47 دونما من أراضي بلدة الظاهرية جنوب مدينة الخليل، بدعوى استخدامها لأغراض عسكرية، وقد تقدم أصحاب هذه الأراضي بالتماس ضد قرار المصادرة . وأقدمت مجموعة من المستعمرين التابعين لمستوطنة «تفوح» القائمة على أراضي قرية ياسوف شمال شرق مدينة سلفيت شمال الضفة على الاستيلاء على 14 دونما من الأراضي الزراعية الخاصة وزراعتها بغية الاستيلاء على الموقع مستغلين عدم تمكن المزارعين الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم إلا بعد الحصول على تنسيق مسبق من قبل الاحتلال وفي مواسم محددة من العام .
وتصاعدت اعتداءات المستوطنين في كل أنحاء الضفة الغربية والقدس، وكان أبرزها استشهاد الطفلة أسيل ابو عون البالغه من العمر ثمانية أعوام وإصابة 4 أطفال آخرين في حادثي دهس من قبل المستوطنين في قرية فروش بيت دجن شرق نابلس وبلدة سلوان في مدينة القدس المحتلة.
وقامت سلطات الاحتلال باعتقال نحو 510 فلسطينياً في كل من الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة من بينهم عشرات الأطفال، كما تمت إصابة وجرح أكثر من 140 شخصًا بالرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط،، بالإضافة الى استنشاق الغاز السام المسيل للدموع.

شهيدان فلسطينيان وأكثر من 500 معتقل خلال الشهر الماضي وهدم عشرات المنازل واستمرار سرقة الأراضي

نائب مصري ينتقد في خطاب للسيسي أداء وزير الداخلية

Posted: 31 Aug 2017 02:21 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: وجّه عبد الرحيم علي، النائب البرلماني، ورئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير جريدة «البوابة»، خطاباً مفتوحاً إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، انتقد فيه أداء وزير الداخلية، مجدي عبد الغفار، وعدم تحركه لحماية صحافيي الجريدة بعد تهديدات تنظيم «الدولة الإسلامية» باستهدافهم.
وقال في خطابه للسيسي: «لقد اخترناك ورشحناك عن قناعة شخصية ووطنية بأنك الأفضل بل والمنقذ للبلاد في هذه الظروف الدقيقة والصعبة، لم نتأخر يومًا في خدمة بلادنا، واجهنا الإخوان في عز مجدهم وجبروتهم، وواجهنا الإرهاب بكل صوره، وفضحنا توجهاته وأهدافه وخططه واستراتيجياته، لم نكل ولم نمل في كشف الحقائق للناس، وفي فضح كل من خان هذا البلد، وقدمنا في سبيل ذلك التضحيات تلو التضحيات من أعصابنا وأمننا الشخصي والعائلي والمؤسسي، ساندنا خطواتك كلها ودافعنا عن كل ما تقوم به خدمة لهذا الوطن».
وتابع: «عندما اختلفنا حول الأداء الأمني للوزير مجدي عبد الغفار، مع الاحترام الكامل لشخصه ولهيئة الشرطة، التي كنا ولم نزل أول من دافع عنها وأجرى المصالحات التاريخية بينها وبين المواطنين، كنا نعتقد أننا نستخدم حقنا الدستوري كنائب منتخب لهذا الشعب وككاتب يعرف قيمة وأهمية مبدأ حرية الرأي، والتعبير والانتقاد، لكننا فوجئنا، ومنذ ذلك التاريخ بأننا خارج حسابات الدولة المصرية، التي هي ملك لنا كما لكل المصريين، وإلا فماذا يعني أن تُهدد مؤسسة صحافية بحجم «البوابة «يعمل فيها مئات الصحافيين ولا يتحرك أحد، وعوضًا عن ذلك يتم الحديث همسا عن أن من ينتقد أداء السيد وزير الداخلية خاصة بعد العمليات الإرهابية العنيفة والمنظمة التي طالت مواطنين مصريين وأماكن عبادة ورجال شرطة بواسل، وكذا إخوتنا في القوات المسلحة، عليه أن يتحمل عبء حماية نفسه ومؤسسته، وكأننا لسنا مصريين، وكأن ما قدمناه من مواجهات لتلك الجماعات الإرهابية، لم يكن من أجل بلادنا وشعبنا العظيم، في الوقت الذي كان البعض يفرّغ فيه جهاز أمن الدولة من خيرة أبنائه».
واعتبر عبد الرحيم أن «موقف الوزير يمثل مساهمة في ذبحهم كما تشير وتود تلك الجماعات».
وأضاف: «إننا إذ نناشدك علنا التوجيه للقيام بواجبات حماية الصحافيين المصريين العاملين في جريدة وموقع «البوابة»، كجزء أصيل من حماية هذا الوطن بكل فئاته، فإننا نحمل وزير الداخلية شخصيا المسؤولية كاملة عما يمكن أن يحدث من جراء تلك التهديدات».

نائب مصري ينتقد في خطاب للسيسي أداء وزير الداخلية

الهوية ووعي العزاء ومرض الزمان

Posted: 31 Aug 2017 02:19 PM PDT

لا يخرج هذا المقال عن سابقه في أسباب نزوله؛ فهو إجابة عن سؤال الباحث نفسه الذي كان ردّ فعله وراء إنتاج المقال السابق. والسؤال المثار من قِبَله هو: إلى أيّ حد يُمْكِن التنظير لمفهوم وعي العزاء الذي ورد في هيئة العبارة الآتية: «هل هو وعي العزاء الذي يتبقّى لنا، ونحن نرى إلى هويتنا من خلال مرض الزمان؟». وينبغي في هذا الصدد إثارة أسئلة محدَّدة: ما مرض الزمان؟ وما العزاء وعلاقته بمرض الزمان؟ هل ينبغي البحث في هذين السؤالين من دون مراجعة بعض أسس الفلسفة الغربيّة؛ أي التفكير في إطار فلسفيّ مغاير؟ وإذا كان هذا ممكنًا فهل يسعفنا منظورنا التجديليّ التضافريّ في هذه المغامرة؟
لا يسمح لنا مقال مقتضب بالتوسّع في الأسئلة المثارة. لكن نكتفي- ونحن نحاول الإجابة عنها- بالإشارة فحسب على أمل توسيع النظر فيها في مكان آخر. ينبغي أوّلًا تجاوز التوزّع بين علاقة الإرادة بالحقيقة (العقلانية) وعلاقة الإرادة بالقوّة (جورجياس – نيتشه) أو علاقة الإرادة بالكينونة والحياة (هايدغر) نحو علاقة أخرى تُجدَّل فيها العلاقات بالإرادة السابقة؛ ذلك أنّ الفصل بين أشكال هذه العلاقات يصير اصطناعيًّا ما أن نُفكِّر في العلاقة الأصليّة التي هي علاقة الإرادة بالبقاء. ويكمن في صلب هذه العلاقة عالم الرحم الذي غادرناه لنسقط في عالم الخصاصة والنقص، وعدم الكفاية ونشوء الذاكرة، بغاية حمايتنا من الزوال (المخاطر)، ليصير الجهد الإنسانيّ كلّه سعيًا إلى استعادة عالم الرحم رمزيًّا من طريق تلافي النقص وعدم الكفاية، واصطناع الوسائل التي تُمكِّن من تطوير الجسد في علاقته بعالم المخاطر التي تحيط به، بما يضمن بقاءه؛ ومن ثمّة تصير إرادة العلاقة بالبقاء الأساس المفسِّر لوجودنا التاريخيّ، سواء أكان هذا الوجود فرديًّا أم جماعيًّا. وما العقل والقوّة إلا وسيلتان متضافرتان معًا في صيرورة إرادة البقاء هذه، ويتبادلان محتواهما في هذا النطاق، أمّا الكينونة فما هي إلّا الغاية من علاقة الإرادة بالبقاء، التي تتمثَّل في تلافي النقص وعدم الكفاية. وربّما كان المتعالي في شتّى صوّره مرتبطًا بمقاومة الزوال، وتقديم العزاء تجاه مرض الزمان.
ليست الهوية في نهاية المطاف سوى تعرّف الاستمرار بكونه نزوعًا نحو البقاء، بما يعنيه هذا من تجديل بين بقاء صورة ما للذات وبقائها الحيّ في الوجود، وبين الشكل بوصفه مجموع وحدات إشاريّة تُعيِّن تفرّد الفرد وضمان استمرار النوع في الذات المفرَّدة بيولوجيًّا (الجسد) وثقافيًّا (الانتماء إلى الحياة داخل سياق اجتماعيّ وثقافيّ محدَّد). لكنّ سريان الهوية لا يحدث على هذا النحو الحيويّ vitale فحسب، بل يتمّ أيضًا على نحو رمزيّ. وربّما كان هذا البعد الرمزيّ أقوى وأشدّ بروزًا في الأعمال التي نقوم بها في الحياة. وينبغي قراءة بُعْد الهوية الرمزيّ هذا- منظورًا إليها من خلال علاقة الإرادة بالبقاء- من زاوية التزمّن الذي هو مجال مرض الزمان. والمقصود بهذا التحوّل القائم على التوتّر بين الاندفاع الذي هو أساس كلّ قوّة ومظهر كلّ عمل ونفاد احتياطه؛ أي التوتّر بين الداخل (النفسيّ- الفكريّ- اليوتوبيّ) الذي لا يعترف بالزمان والواقع مجال التزمّن الذي يسلب الذات بالتدريج كلّ أشكال الحماية بما فيها الذاكرة. ومن ثمّة تُصاغ الهوية باستمرار من خلال التوتّر بين ما كُنّاه وما صرنا إليه على أرضية الاستمرار بوصفه نزوعًا نحو البقاء، وما ينتج عن هذا من محاولة لا واعية لنسيان الزوال تتّخذ هيئة عزاء. والعزاء هنا ليس سوى استبدال وهميّ لمرض الزمان بصحّة رمزية هي منتجة رمزيًّا. كيف ذلك؟
إنّنا ما أن ندرك أنّنا مورّطون في مرض الزمان، وأنّ مأساتنا هي البقاء في الوجود، ننشئ رمزيًّا القوقعة التي نظنّ أنّها موئل حماية بالنسبة إلينا، والتي توفِّر لنا على الأقلّ- إذا لم تضمن لنا الحماية الدائمة- إمكان البقاء الرمزيّ في الوجود، وما الوجود هنا سوى الآثار التي هي امتداد لنا في الآخرين الذين نعايشهم، أو الذين سيأتون في زمان غير زماننا. وتُعَدُّ الصورة التي نحبّ أن تكُون لنا عند الآخر شكلًا لهذه القوقعة التي هي الهوية الرمزية التي نبنيها بوساطة تشكيل ما نريد أن نكون عليه عبر الزمان الواقعيّ المعيش. إذا تهدّمت الصورة- القوقعة تهدّمت هويتنا الرمزيّة التي نتلقّاها صدى يأتي في هيئة تقريظ أو تمجيد أو تثمين. إنّ التفاوت بين الصورة – القوقعة (الهوية الرمزيّة) كما تصوّرناها وتجلّيها في الواقع هو ما ينتج البعد المأساويّ للهوية. ولا شكّ أنّنا نقضي العمر كلّه في الدفاع عن هذه الصورة- القوقعة حتّى نحقّق الحماية تجاه مرض الزمان (الزوال وخيانة ذاكرة الآخرين لنا). ويرِد- هنا- الاعتراف والتعرّف بوصفهما شكلين لفاعلية هذه الصورة. إنّ بقاء هذه الأخيرة يُعَدُّ شكلًا رمزيًّا للبقاء الفيزيقيّ في الوجود. وهي جوهر العزاء الذي نُقدِّم للنفس في مواجهة مرض الزمان الذي هو الإحساس بالزوال بوصفه قَدَرًا عموميًّا: المستشفيات والصحّة والصيدلة هي أشكال عموميّة لهذا القَدَر لأنّها تؤخِّر أثره النهائيّ فقط، وتُقدِّم لنا عزاء مُؤقَّتًا؛ أي قَدْرًا من البقاء المؤقَّت؛ فما ينبغي أن يلفّه النسيان هو هذا الذي يمضي وينفد من احتياطي البقاء لدى الكائن، وهو محتوى كلّ طفرة هوياتيّة. إنّني أقبل- في الوقت الذي أرى فيه الآخر في حالة تغيّر عاصف: فقدان الكثير من احتياطي البقاء (القوّة)- التغيّر نفسه، لأنّه يُخرجَن ويُجسَّد في الآخر الذي يكُون مماثلًا لي في المصير العام. هذا القبول هو وعي العزاء تجاه مرض الزمان. لكنّ وعي العزاء يتجلّى أكثر في العلاقة بالجسد الرمزيّ، لا الجسد الفيزيقيّ؛ الذي هو مصوغ من وحدات رمزيّة تُشكِّل الصورة- القوقعة التي تُعَدُّ رحمًا رمزيًّا بغاية حمايتنا من الزوال ومرض الزمان. ويصير الذِّكْر هو الغاية التي تُنشِّط هذا الجسد الرمزي، ويُمثِّل الشكل الأمثل للوعي بالعزاء الذي يكمن خلف التفرّد الهوياتيّ، والذي تُعبِّر عنه الأعمال العظيمة التي تتّخذ هيئة بطولة أو قدرة ليستا متاحتيْن للجميع. ويُمْكِن فهم وعي العزاء الذي يكمن خلف الملحمة وبعض الحكايات الشعبيّة هنا؛ حيث تخيَّل القدرة على مغالبة مرض الزمان (الذي يلحق بالجسد الفرديّ والاجتماعيّ). كما يُمْكِن عدُّ فعل الكتابة بوصفها جسدًا رمزيّا متفرّدا استبدالًا للجسد الفيزيقيّ والقدرة والبطولة الفيزيقيّتين ووعيَ عزاء تجاه الزوال.

٭ أكاديمي وأديب مغربي

الهوية ووعي العزاء ومرض الزمان

عبد الرحيم جيران

صابئون وصابئين (3 من 3)

Posted: 31 Aug 2017 02:18 PM PDT

قلت في الحلقة الأولى إنّ أي تعليل نحوي لرفع: والصابئون، في سورة المائدة يواجه سؤالا عن سبب الرفع في هذه السورة فقط، وبقائه منصوبا في سورتي البقرة والحج؟ وقد ذكر النحويون لإعراب الرفع عدة وجوه، ولكن من غير بيان سبب اختلاف الإعراب بين السور الثلاث، بل إن من تلك الوجوه ما يناقض نص آية البقرة التي وضعتهم مع أهل الكتاب.
وبناء على البحوث التي ظهرت في العصر الحديث خاصة، نتبيّن أن عقيدتهم توحيدية، وأن تسميتهم جاءت من الاغتسال أو الغطس بالماء. أما المندائي فتعني العارف أو العالم بوجود الخالق الأوحد الأزلي. وأن موطنهم الأول بعض أرجاء العراق وبعض أرجاء بلاد الشام. ويبدو لنا أن معرفة عرب الجزيرة بهم لم تكن دقيقة. ومن أدلة هذا ما روي من لقاء الريشما أنوس بن دنقا، ووفد الصابئة المندائيين مع سعد بن أبي وقاص، أثناء فتوحات العراق، حيث قدموا له كتابهم المقدس، كنزا ربّا، وأطلعوه على ديانتهم. فنفهم من هذا أن سعد بن أبي وقاص احتاج إلى من يوضح له الحقيقة. فما بالك بغيره من عرب الجزيرة وأعرابها؟
وكان المشركون يصفون بكلمة (صبأ) كل من رفض عبادة الأصنام لا لتحديد دينه بل لذلك الرفض. ومنذ بدء الإسلام كان الذي يدخل الدين الجديد ويصفه المشركون بأنه قد صبأ، يقول: كلا بل آمنت. فإنه لم يصبأ عن عبادة الأصنام ليكون صابئا عن تلك العبادة فحسب، بل لينتمي إلى دين جديد ليكون مسلما ومؤمنا. فالمسلمون كانوا يعلمون أن لهم دينهم وللصابئين دينهم. وما جاء في سورة البقرة والحج أكد لهم ذلك. سورة المائدة نزلت في حجة الوداع وقرئت على الذين حضروا الموسم، بل رُوي أنها آخر السور نزولا (أنظر الحلقة الثانية). فنرى أن الآية التي فيها وسّعت معنى الكلمة، فتغير إعرابها، لأنها أرادت من كل واحد ممن حضر الموسم وكان يعتقد أن المسلمين صابئون، فحسب، أن يعرف أنهم وكل صابئين سابقين على ظهور الدين الجديد (مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحًا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ). وكان ذلك التغيير بقطع تأثير إنّ عن لفظ الصابئين. فالصابئون المذكورون في سورتي البقرة والحج، تعني الصابئين من غير المسلمين. أما في سورة المائدة فقد شملت المسلمين مع كل من سبق أن صبأ عن عبادة الأصنام. ولذا، ولأسباب أخرى، ظهر الرفع، وهذا أسلوب قرآنيّ منسجم مع قوانين اللغة العربية، باختلاف سبب التغيير من نص لآخر. (تجد عن هذا بحثا موسعا في كتابي: نهاية التفاسير، الصادر سنة 1988).
وكان الفصحاء يعرفون أن تغيير الإعراب يعني تغيير الدلالة، ولك في معاني النحو التي قررها الجرجاني، وفي بعض أبواب النحو، أدلة وافية. وعلى الرغم من أن النحويين لم يُعْنَوا العناية الكافية بما قرره الجرجاني بشأن معاني النحو، فإنهم قد قالوا بالأدلة المعنوية، كرفع المبتدأ بالابتداء، فلا نرى مانعا من تقرير أن توسيع معنى اللفظ، في إطار شروط معينة، عاملا من تلك العوامل.
علما أننا في هذه الحلقات لا نبحث إعراب: والصابئون، بل أردنا الكشف عن سبب الرفع في المائدة وعدم الرفع في البقرة والحج. أما الإعراب الموروث الملائم لهذا التعليل، فأرى أن القول بالاستئناف أقرب وجوهه. غير أن النحويين يقدّرون محذوفا يكون مبتدأ بتقدير: (وكذلك الصابئون والنصارى)، أو خبرا (والصابئون والنصارى كذلك) وتقدير الخبر أولى بسبب الواو. ولكن سواء قدروا المبتدأ أم الخبر فلنا على التقدير ملاحظات، إذ إننا نتحرج من القول بالمحذوف في القرآن ما وسعنا الأمر. وللتوسع أنظر: «تأملات في أسئلة القرآن الكريم» الصادر سنة 2007.
هذا ما أنا مقتنع به. فمن شاء فليقتنع، ومن شاء فليمتنع (وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا).

٭ باحث وجامعي عراقي – لندن

صابئون وصابئين (3 من 3)

هادي حسن حمودي

اليمن: العيد بدون أضاحي وغياب شبه كامل لمظاهر الفرحة وتشتّت الأسر وفقدان العديد من أفرادها

Posted: 31 Aug 2017 02:18 PM PDT

تعز – «القدس العربي» : يحل عيد الأضحى في اليمن كضيف ثقيل، مع غياب شبه كامل للفرحة بين أفراد الأسر والعائلات اليمنية، إثر عدم قدرة الكثير منها الى الالتئام خلال أيام العيد، كما كانت العادة تجري في الأعياد السابقة للحرب الراهنة.
وذكرت العديد من المصادر أن أغلب اليمنيين لم يتمكنوا خلال هذا العيد من شراء الأضحية من اللحوم المتوافرة فيها شروط الأضحية للعيد من لحوم الخروف أو الماعز أو لحوم البقر، لانعدام السيولة المالية للسكان والوضع الاقتصادي الصعب الذي سببته الحرب والتي دفعت بأغلب السكان الى مستوى خط الفقر.
وأوضحت لـ»القدس العربي» الى أن أغلب الناس لم يجدوا ما يتمكنوا من الحصول على ما يسد رمقهم من لقمة العيش، ناهيك عن التفكير بشراء اللحوم، حيث أصبحت الأضاحي في ظل هذا الوضع نوعا من الترف، ولم تعد في حساباتهم وأدرجت ضمن ذكريات الماضي.
وأشارت الى أن لحوم الدجاج ربما تكون الملاذ لأضحية الكثير من السكان بدلا من اللحوم التي تتوفر فيها شروط الأضحية، نظرا لعدم قدرتهم على شراء الأضاحي، والذين سيضطرون لاحياء مظاهر العيد ولو بلحوم الدجاج رغم أنها غير مجزية للأضحية وفق الشروط الشرعية.
وما زاد الوضع سوءا أن الموظفين الحكوميين لم يستلموا راتبهم منذ قرابة 10 أشهر وحتى الوعود الحكومية بدفع راتب شهر لهم جاء متأخرا، حيث وصلت أمس الأول طائرة روسية تحمل أوراقا نقدية يمنية الى مطار عدن، ورافق ذلك وصول رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر الى عدن للاشراف المباشر على توزيعها وصرف مرتبات الموظفين الحكوميين، وان كانت عملية الصرف سوف تتم بعد انتهاء اجازة العيد، ما يفقد الناس الاستفادة منها خلال اجازة العيد.
حلّ عيد الأضحى وأغلب اليمنيين مشغولين بهمومهم وأوجاعهم، حيث لا يخلوا بيت من فقدان قريب أو حبيب جراء الحرب الراهنة في اليمن منذ مطلع العام 2015، سواء بوفاته أو اصابته أو باعتقاله أو اضطراره للهرب من قبضة الميليشيا الانقلابية الحوثية/ صالح في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات الواقعة تحت سيطرتها، او بأيدي القوات الجديدة الموالية للقوات الإماراتية في المناطق الواقعة تحت سيطرتها في محافظات الجنوب والشرق.
أصبح اليمن سجنا كبيرا لليمنيين، وسكانها أضحوا ضحايا للجلادين من مختلف الأطراف، في الشمال من الانقلابيين وفي الجنوب من الإماراتيين، ويتلقى سكانه المجازر شبه اليومية، إما من البر عبر القصف العشوائي من قبل الميليشيا الانقلابية كما يحدث في مدينة تعز، أو من الجو كما يحدث من قبل طائرات التحالف بقيادة السعودية، في العاصمة صنعاء وغيرها.
مظاهر العيد في اليمن لم يعد له أثر سوى استدعاء ذكريات الماضي الجميل أو استشعار الآلام والأوجاع مع تذكر المفقودين الذين قضوا خلال هذه الحرب أو المفقودين وراء القضبان أو البعيدين عن أهاليهم، والذين لم يتمكن أفراد الأسر والعوائل من الالتئام في هذا العيد، رغم أهميته بالنسبة لهم.
قال محمد عقلان لـ»القدس العربي» إن عائلته لم تلتئم منذ 2015 لا في عيد ولا في غيره، نظرا للحرب التي اجتاحت محافظة تعز، فتشرد أبناء العائلة بين مدينة تعز وصنعاء وعدن وخارج اليمن، ولم تتمكن من الالتئام مرة أخرى، بسبب وضع الحرب، الذي انعدم خلاله السلامة والأمان وأيضا بسبب قلة ذات والارتفاع الباهض لتكاليف السفر وانعدام الدخل والسيولة لدى أفراد العائلة وعايشن بالبركة.
قصة عقلان، تتكرر في كل بيت وفي أغلب المدن اليمنية، حيث تشرد الآباء والأبناء والأحبة وخلقت الحرب مأتما في كل أسرة وفقدان حبيب في كل بيت، ولم يتمكن أفراد الأسر من الالتئام حتى في الأعياد أو المناسبات الجميلة، واصبح همهم الأكبر توفير لقمة العيش وقضاء يوم بسلام بدون تهديد أو مخاوف تداهمهم.
واشتدت الأزمة على اليمنيين مع استمرار الحرب وفقدان الأعمال ومصادر الدخل وأيضا انقطاع الرواتب في القطاع العام، لانعدام السيولة النقدية، وتعثر وصول المعونات والمساعدات الاغاثية من المنظمات الاقليمية والدولية إثر عدم وجود عاملين لديها على أرض الواقع، وتذهب الكثير من المساعدات الاغاثية أدراج الرياح لسيطرة الانقلابيين عليها لمجرد وصولها الى ميناء الحديدة أو الاستيلاء عليها من قبل القوات الموالية للامارات كما يحصل عند وصول أي مساعدات لميناء عدن.
ويزيد الطين بلة انسداد الأفق أمام أي محاولات أو فرص للحلول السياسية للأزمة في البلاد، وهو ما جعل اليمنيين يشعرون بالألم المضاعف وفقدان الأمل بأي جهد أو محاولة للتخفيف من أعبائهم أو الدفع بعجلة الحل نحو الأمام، ولذا يحل عيد الأضحى عليهم لتذكيرهم بآلامهم ومضاعفة أوجاعهم وسلب الفرحة من وجوههم.

اليمن: العيد بدون أضاحي وغياب شبه كامل لمظاهر الفرحة وتشتّت الأسر وفقدان العديد من أفرادها

خالد الحمادي

«فينيسيا 74»: «انكماش» لألكساندر باين: حجم صغير لتحقيق ثراء كبير

Posted: 31 Aug 2017 02:17 PM PDT

فينيسيا ـ «القدس العربي»: افتتح مهرجان فينيسيا في دورته الرابعة والسبعين (30 أغسطس/آب إلى 9 سبتمبر/ أيلول) بفيلم «انكماش» للمخرج الأمريكي ألكسندر باين. يأتينا باين بعد غياب دام أربعة أعوام بعد آخر أفلامه «نبراسكا» (2013) بفيلم يخرج فيه عن إطاره المألوف ليدخل عالم الخيال العلمي الممتزج بالكثير من السخرية ليقدم من خلاله رؤية إنسانية طموحة ونقدا لاذعا للإنسان والبشرية.
يقدم الفيلم فكرة رئيسية جذابة وملهمة وتتخلله الكثير من الومضات الذكية بالغة السخرية، والكثير من لحظات النقد الساخر من الإنسان عموما، ولكن رغم العناصر الجذابة واللمحات الذكية، لا يقدم باين في نهاية المطاف رؤية كاملة ناجحة. يتراوح الفيلم بين لمحات ذكية تثقلها طموحات فكرية ضخمة، وينتهى بنا الحال إلى فيلم مفتقر للزخم.
يبدأ بفكرة رئيسية ثاقبة وشديدة الجاذبية: فريق من العلماء في النرويج يتوصل إلى الاكتشاف الفذ الذي يمكنه أن ينقذ الكون والبيئة والبشرية. استهلك الإنسان موارد الطبيعة وأنهك الأرض وألحق بمناخها الكثير من الضرر، والحل السحري لإنقاذ الأرض: تقنية جديدة لتصغير حجم الإنسان وانكماشه، ليصبح في حجم دمية صغيرة يمكن حملها على راحة اليد، وبهذا الحل السحري يمكن أن يحد الإنسان من استهلاك موارد الأرض ويحميها من التلف.
وبعد نقل اللحظة التاريخية لمجموعة من الرواد الذين ضحوا بالحجم لإنقاذ البشرية، ينقلنا باين إلى ما بعد ذلك بعشرة أعوام، حينها تكون الفكرة قد خرجت تماما عن إطارها المثالي لتتحول إلى ظاهرة استهلاكية من الطراز الأول. تسعى أعداد متزايدة من البشر لتصغير حجمها حتى تتمكن من العيش في حياة الترف واللهو الذي ما كان بإمكانها الانغماس فيه لو كانت في الحجم الطبيعي.
تراود فكرة الانكماش زوجين من أوماها الأمريكية هما بولو أودري سفرنيك (مات ديمون وكريستين ويغ). هما زوجان عاديان لا تختلف حياتهما كثيرا عن حياة الآلاف من الأسر الأمريكية متوسطة الحال، حياتهما تخلو من السعادات الكبرى أوالمنغصات الضخمة، وهمهما الرئيسي هو أن يكفي الدخل لدفع القسط الشهري لثمن المنزل. هربا من الضغط المالي وسعيا وراء الحلم الاستهلاكي الأمريكي الأعظم، يقرر الزوجان إجراء عملية الانكماش حتى يتثنى لهما العيش في قصر فاخر وبحبوحة من العيش لا يتيحها إلا الحجم الصغير.
النصف الأول من الفيلم يزخر باللحظات الكوميدية التي نضجفيها بالضحك، كتلك اللحظة التي تفقد فيها بول سفرنك جسد هو أعضاءه الذكرية بعد عملية الانكماش، أو كتلك اللحظات التي تجمع بين أصدقاء بحجمهم الكبير بأصدقاء انكمشوا حجما، أو كتلك المشاهد عن الدعاية للمنتجعات السكنية لصغيري الحجم.
في هذه اللحظات ينجح باين في استخراج ضحكات صافية من الجمهور، ولكنها ضحكات هادفة أيضا، فنحن نضحك لإدراكنا ذلك التحول المذهل للفكرة النبيلة إلى فكرة استهلاكية من الطرازالأول.
في النصف الثاني من الفيلم تتشعب الخطوط السردية، ويذهب بنا باين من مسار إلى آخر ومن حبكة فرعية إلى إخرى فيضعف تأثير الفيلم ويترهل تحت وطأة كل ما حاول مخرجه أن يحملهمن أفكار وطموحات.
يدخلنا من عالم عجيب إلى آخر عن طريق بول الذي يحاول التأقلم مع عالمه الجديد في دنيا صغارالحجم بعد أن هجرته زوجته. بول عادة سلبي وغير مقدام، ولكن الأقدار تنقله من رحلة إلى أخرى داخل عالم الصغار، ليكتشف أن ذلك الذي يسكنه المنكمشون لا يقل جورا وتعسفا ومجونا وفسادا وتفاوتا في الثروة عن عالم الكبار.
يسعى مات ديمون قدر الإمكان أن يلعب دورا مؤثرا في أدائه لشخصية بول، ولكن تفكك البناء السردي للفيلم وتشعب مساراته يحول بينه وبين ذلك.
أبرز شخصيتين يلقاهما بول في مسيرته، وهما أيضا الشخصيتان اللتان تبقيان في ذاكرتنا بعد انتهاء الفيلم هما دوسان (كريستوفوالتز)، ذلك الجار الذي يعيش حياة الترف والحفلات والفتيات والليل والسهر، ونغوك لان (هونغ تشاو)، المرأة الفيتنامية التي تنظف منزله. عن طريق دوسان ولأن يدخل بول عوالم ما كان لشخص لا يراوح مداه المألوف أن يدخلها. دوسان هو مثال عقلية رجل الأعمال الماجن، ذلك الذي يجد فرصة في كل شيء لخلق المزيد من الربح دون بذل الكثير من الجهد.
أما نغوك فهي معارضة فيتنامية عاقبتها السلطات بالسجن وتصغير الحجم، تفر إلى أمريكا، ولكنها تبقى على نقائها الثوري وعلى دفاعها عن حقوق الإنسان.
يدخلنا باين في المسارين ويدخل بول فيهما، ولكن الطريق يضيع منا وسط كل هذه التشعبات، ويفقد الفيلم الكثير من زخمه. يغرقنا الفيلم في الكثير من التفرعات والتشعبات والكثير من الحوارات والأحاديث التي يقصد بها إثارة اهتمامنا وتعاطفنا مع الكثير من القضايا، ولكن ما يحدثه الفيلم من تأثير مناقض تماما لإثارة الاهتمام، حيث نغرق في الأحاديث التي تفقد بريقها وطرافتها وتأثيرها.
ليت باين اكتفى بفكرته الرئيسية في الفيلم وليته التزم بالمعنى الحرفي لكلمة انكماش التي اتخذها عنوانا لفيلمه، ولم يتخم الفيلم بالكثير من الأفكار المبتسرة.
ننهي مشاهدة الفيلم وقد تراكمت في رؤوسنا أشباه أفكار ومرت على أعيننا شذرات مشاهد، ونتمنىلو أننا بقينا مع فكرة رئيسية واحدة ذات مغزى يبقى في العقل والذاكرة.

«فينيسيا 74»: «انكماش» لألكساندر باين: حجم صغير لتحقيق ثراء كبير

نسرين سيد أحمد

120 سنة على المؤتمر الصهيوني الأول

Posted: 31 Aug 2017 02:17 PM PDT

تحتفل وتحتفي إسرائيل ووسائل الإعلام فيها منذ أسابيع بذكرى مرور 120 سنة على المؤتمر الصهيوني الأول في بازل، سويسرا، بدعوة من «أبو الصهيونية»، بنيامين زئيف هرتسل.
أسّس هذا المؤتمر وتسبب بكوارث وعذابات لشعبنا الفلسطيني بشكل خاص، ولشعوب الأمة العربية عامة، وللعالم أيضا، بما في ذلك اليهود أنفسهم. بدأت تلك الكوارث والنكبات والمعاناة منذ انطلاقه، وما زالت مستمرة حتى يومنا. حصدت نتائجه وتداعياته والتطورات التي ترتبت على ذلك، حتى الآن، أرواح مئات آلاف البشر من شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية، وعشرات آلاف اليهود، وسيولا من الدماء والدموع، وقصص ثُكل ويُتم وترمُّل لا تحصى، وفتحت جروحا ولّدت أحقادا لا يمكن لعاقل أن يتوقع خاتمة قريبة لها، جرّاء ما زرعت في نفوس ملايين من البشر، منّا ومنهم، أحقادا وتربُّصا ليوم، (بل قل لعقد، أو ربما لعقود عديدة من الزمن)، يكون فيه «الانتقام» هو عنوان أحداث وأهوال لا تقل دموية وعنفا وقهرا عما نشهده، وعما شهدته أيام هذه المئة وعشرين سنة الماضية.
لكن، كما أن «فصاحة القَوْل» لا تغني عن «فصاحة الفِعل»، فإن فصاحة وشاعرية كل ما يمكن أن يقال في هذا المقام لا تغني عن ضرورة، (بل وعن فائدة)، معرفة ما قد تسبب ودفع باتجاه عقد هذا المؤتمر الصهيوني الأول، وما يمكن لنا، كفلسطينيين وكعرب، تعلمه من هذا «الدرس»، رغم دمويته، بل ربما بسبب دمويته، وبسبب ما تلاه أيضا.
كان الزمان زمان بدء اندحار الاستعمار التقليدي، ابتداء من أمريكا اللاتينية، في غالبيتها العظمى، وبعض قليل من آسيا، وبعض أقل من افريقيا. لكن ذلك لم يمنع الدول الاستعمارية، الأوروبية أساسا، من إعادة الروح إلى «مشروع نابليون بونابرت»، الذي كشفه نداء/بيان من الامبراطور الفرنسي إلى اليهود، يحثهم فيه، (بعد احتلاله لمصر في العام 1798، ووضع مخططه لاحتلال فلسطين في العام التالي)، على التأهب للحاق به ليقيم لهم وطنا في فلسطين. وخاطبهم بقوله: «من نابليون، القائد الأعلى للقوات المسلحة للجمهورية الفرنسية في افريقيا وآسيا، إلى ورثة فلسطين الشرعيين… أيها الإسرائيليون، أيها الشعب الفريد، الذي لم تستطع قوى الفتح والطغيان أن تسلبهم اسمهم ووجودهم القومي، وإنْ كانت قد سلبتهم أرض الأجداد فقط». ثم يتابع بعد فقرات: «ولئن كان الوقت والظروف غير ملائمة للتصريح بمطالبكم أو التعبير عنها، بل وإرغامكم على التخلي عنها، فإن فرنسا تقدم لكم إرث إسرائيل في هذا الوقت بالذات، وعلى عكس جميع التوقعات». ولم ينسَ نابليون، بالطبع، الاستناد إلى لازمة «العناية الإلهية»، فيقول: «إن الجيش الذي أرسلتني العناية الإلهية به، والذي يقوده العدل، ويواكبه النصر»….
فشلت حملة نابليون على فلسطين، كما هو معلوم، على أسوار عكا. ولكن فكرة زرع جسم غريب في أرض فلسطين، يقطع التواصل بين مشرق العالم العربي ومغربه، ويحول دون تحقيق طموحات الحاكم المصري، محمد علي، في توحيد مصر وسوريا الكبرى (بلاد الشام)، لم تغادر خيال وأذهان دول أوروبا الاستعمارية.
وكان وزير خارجية بريطانيا، فيسكونت (أي «النبيل») بالميرستون الثالث، (واسمه قبل حصوله على لقب «نبيل»، هنري جون تمبل)، هو الذي أخذ على عاتقه المبادرة والتقدم نحو الهدف الذي فشل نابليون في تحقيقه، إذ بعد أربعين عاما على نداء نابليون، طلب بالميرستون من السفير البريطاني في اسطنبول، إبلاغ (ومحاولة إقناع) السلطان العثماني وحاشيته، بأن الوقت أصبح مناسبا لفتح فلسطين أمام هجرة اليهود إليها. وكان نصيب هذه المبادرة الفشل أيضا.
بعد فشل هاتين المحاولتين الأوروبيتين، ومع تزايد عمليات التضييق على الأقليات اليهودية في دول أوروبا الشرقية والغربية، وخاصة في روسيا القيصرية، فُتحت الطريق أمام مبادرة يهودية تتولى هي بنفسها مخاطبة اليهود وتسييرهم في الاتجاه الذي يخدم مصالح الاستعمار الأوروبي.
في العام 1896 أصدر هرتسل كتيّباً، بعنوان «دولة اليهود»، ( وليس «الدولة اليهودية»، كما يخطئ كثيرون في ترجمته). وبعد ذلك بعام ونصف نجح هرتسل في عقد «المؤتمر الصهيوني الأول».
حدّد هرتسل للمؤتر ثلاثة أيام فقط، هي 29 و30 و31 آب/اغسطس 1897، في بازل في سويسرا، المحايدة، وليس في بلده فيينا في النمسا/اوستريا. كان عدد المندوبين الحاضرين بحدود مئتي مدعوٍّ من كل أماكن تواجد الأقليات اليهودية في العالم. وحرص هرتسل على تأكيد حق وواجب كل مندوب أن يتحدث. وواضح أن ثلاثة أيام، رغم منع تضمينها أي فسحة زمنية للتجول والسياحة في بازل وفي مدن وأرياف سويسرا، غير كافية لتأمين أهداف عقد هذا المؤتمر، الأمر الذي عنى بوضوح أنه سيكون مؤتمراً تأسيسيا لا أكثر، ما يعني أنه سَيَليه مؤتمر ثانٍ (ربما بعد عام)، لمتابعة النقاش، ولعرض أفكار جديدة، وتقديم اقتراحات ولتحديد أهداف قابلة للتّحقّق،، ولوضع برامج للتطبيق، ولتأسيس صناديق مالية وتأمين إمكانيات مادية تفي بالغرض.
منذ البداية كان هرتسل حريصا على عدم التصادم مع وبين أي من التيارات اليهودية، أراد جمعها، وتمكين كل تيار من عرض آرائه. لكنه كان أكثر خشية وقلقا من أن تعتبر أي من الدول، أن المؤتمر يضر بمصالحها، أو أنه ستكون له قرارات سرية لا تعلن. ولذلك ضمَّن الدعوات للأعضاء جملة تقول صراحة: «كل مناقشات المؤتر ستكون معلنة. ولن تكون في مناقشاته وقراراته أي معارضة لقوانين أي دولة، ولا لواجباتنا المدنية. ونحن نتكفل بشكل خاص، أن تكون جميع نشاطات هذا اللقاء مقبولة ومُرضية للقيصر في روسيا وللحكومة السامية».
كان هرتسل قلقا إلى أبعد الحدود من فشل مؤتمره. لذلك حرص على التدقيق ومتابعة كل شأن من شؤون المؤتمر، وتفاصيل كل ما له علاقة به على مدى أيامه الثلاثة. بلغ ذلك حد التدقيق في نوعية وحجم أطباق الطعام والمشروبات التي ستقدم للأعضاء، ومع تدقيق على أسعارها، طبعا.
أراد هرتسل أن يعطي للمؤتمر أكبر قدر من الجدية والرسمية، إلى درجة أنه اشترط على الأعضاء ارتداء أطقم بلون غامق وبَبِيون (فراشة) بيضاء. واشترط حضور كامل الجلسات. وعندما جاء ماكس نوردو، الطبيب والمفكر الهنغاري المولد، وأحد الأعضاء الأكثر قربا من هرتسل، بلباس غير رسمي، طلب إليه هرتسل العودة إلى فندقه وتغيير ملابسه، بما يتلاءم مع «تاريخية الحدث ورسميته».
الى هذا الحد كان هرتسل قلقا ومتوترا، خشية أن يخرج الأمر ولو للحظة أو لأي تفصيل مهما صغُر عن سيطرته، والشكل والمضمون الذي أراده.
يحتفظ المتحف الصهيوني بكل وثائق المؤتمر الأول وما تلاه من مؤتمرات. في هذه الوثائق يكتب هرتسل: «لو أردت أن أُلخِّص المؤتمر بكلمة واحدة ـ وعليّ الحذر من أن يسمعني أحد ـ فإنها ستكون: في بازل أسسّتُ دولة اليهود.
لتوضيح مدى وأسباب قلقه، اقتبس من دفتر مذكراته: «يبدو لي أن إدارة (هذا الأمر) سيتضمن خدعا كثيرة… سيكون عليّ أن أقفز (الأصح أُنَطنِط بين بيوض لا يراها أحد: 1 ـ بيضة «نويا فري برس» (جريدة كانت تصدر في فيينا، وكان هرتسل مندوبها في باريس، إضافة إلى أنه محررها الأدبي). 2 ـ بيضة اليهود الأرثوذكس. 3 ـ بيضة اليهود العصريين. 4 ـ بيضة التعصب القومي النمساوي. 5 ـ البيضة التركية. 6 ـ بيضة الحكومة الروسية، التي يجب أن لا نقول شيئا لا تحبه، رغم أننا مضطرون إلى ذكر الوضع السيء ليهود روسيا. و7 ـ بيضة الطوائف المسيحية، بسبب وجود الأماكن المقدسة (لهم في فلسطين).
للختام، يقول هرتسل: «تأسيس الدولة مسألة يتوجب أن يتوق إليها الشعب. الأرض هي التشكيل المجسّد، لكن الدولة شيء مبسط. خَلقتُ في بازل هذا الشيء النظري. بهدوء وبروية شجعت الناس (المندوبين) على التفكير في دولة، وجعلتهم يشعرون أنهم هم الجمعية الوطنية». ثم يكتب: «ربما يتحقق ذلك بعد خمس سنوات، ولكنه سيتحقق بالتأكيد خلال خمسين سنة»…، ويلحق بذلك شعاره الذي التصق باسمه: «إنْ أردتم (صمّمتم)، فليست المسألة (مجرد) خرافة».

٭ كاتب فلسطيني

120 سنة على المؤتمر الصهيوني الأول

عماد شقور

حراك الريف بعد حراك 20 فبراير: هل هي نهاية حزب القصر؟

Posted: 31 Aug 2017 02:16 PM PDT

قررت السلطة في المغرب منذ حوالي عشر سنوات خلق حزب مقرب من الحكم ليخدمه ويأتمر بأوامره. سُمي هذا الحزب الأصالة والمعاصرة وعُرف أكثر باسمه الفرنسي المختصر البام. وكان من بين أهدافه الأساسية محاربة التوجه الإسلامي المعتدل والذي أصبح يشكل خطرا انتخابيا على النخبة الحاكمة واختياراتها. والتوجه الإسلامي كان قد بلغ آنذاك ومنذ سنوات درجة عالية من الشعبية والتجذر بين مختلف أوساط المجتمع وخصوصا بين الطبقات المتوسطة الدنيا والمحدودة الدخل، وهاته الفئات تمثل الأغلبية الساحقة من الساكنة.
كانت هناك أهداف أخرى دفعت النظام لخلق هذا الحزب وهي إدماج ما تبقى من يساريي السبعينيات والثمانينيات والذين كانوا ينشطون بكثرة في المجتمع المدني وكان جزء منهم مستعد للدخول في خدمة الملك الجديد إما خدمة لمصالحهم أو على أساس محاربة الاتجاه الإسلامي، العدو المشترك. كان من بين الأهداف المعلنة لتعامل هؤلاء اليساريين مع المخزن السياسي هو الحؤول دون التمكين للإسلاميين في مؤسسات الدولة حتى لا يؤثرون في التوجهات العمومية خصوصا تلك المتعلقة بحقوق النساء والحريات الفردية والسياسة الثقافية والدينية. كان على الباميين (هكذا يدعى أعضاء الأصالة والمعاصرة) كذلك أن يلعبوا دور الوسيط مع بعض المناطق التي تعاني من حضور وتمثيلية ضعيفين داخل مؤسسات النظام ومنها أقصى الشمال وخصوصا الريف وأقصى الجنوب وبشكل خاص الصحراء وبعض السهول الأطلسية الموسومة بثقافتها «العروبية». ولهذا فإن الدولة اختارت النخبة القيادية لهذا الحزب من بين المنحدرين من هذه المناطق أساسا.
كان هدف نظام محمد السادس هو التصالح مع بعض هاته المناطق التي كانت على علاقة سيئة بوالده. خرج هذا الحزب للوجود كذلك، لأن الأحزاب التي كان قد خلقها الملك الحسن الثاني أو أدمجها في نظامه خلال العقود السابقة كانت قد فقدت جزءا كبيرا من مصداقيتها. فلم تستطع أن توقف أو حتى تخفف من السيل الإسلامي العارم. فكان إذن على الملك الجديد أن يخلق حزبا جديدا ليحمل لنظامه دماء جديدة، فيساعد ذلك على ما يسمى بتدوير أو دوران النخب (The circulation of elites)وهي شيء ضروري لاستدامة مشروعية الحكم، أي حكم سواء أكان ديمقراطيا أو سلطويا.
مناسبة هذا الكلام هو استقالة إلياس العماري من الأمانة العامة لحزب البام في بداية شهر آب/ أغسطس. كان السبب الآني والمباشر لهذا القرارغيرالمفاجئ هو فشل الأصالة والمعاصرة التام في لعب أي دور إيجابي لصالح النظام منذ انطلاق حراك الريف في نهاية أكتوبر/تشرين الأول من سنة 2016. فالبام بدا عاجزا تماما عن إعادة الهدوء للريف لا كحزب ولا كهيئات منتخبة مادام أعضاؤه يسيطرون عدديا داخل أغلب المؤسسات التمثيلية سواء بالحسيمة ذاتها أو بكل الجهة المعنية أي جهة طنجة/تطوان/الحسيمة. ولنذكر هنا بأن هذه الجهة كانت قد خُلقت على المقاس لحزب الدولة ذاته كما أن أهم قيادييه ينتمون إليها. رغم كل هذا فإن جزءا لا بأس به من منتخِبيه من العامة قد شاركوا في الحراك الذي ركز في دفتره المطلبي على المشاكل المحلية بالإضافة إلى الفساد والاستبداد.
إذن كان الضحية الأول لحراك الريف داخل المجال السياسي المرتبط بالقصر هو السيد العماري. ولنتذكر كذلك أن أول ضحية داخل المجال نفسه وحتى قبل حكومة عباس الفاسي، هو السيد فؤاد عالي الهمة الزعيم الحقيقي آنذاك للبام حيث كان قد اضطر للاستقالة من كل مهامه داخل الحزب أسابيع بعد بدء مظاهرات حراك عشرين شباط/فبراير2011 المطالبة بوضع حد للاستبداد والفساد الاقتصادي والسياسي.
يجب التذكير كذلك بأن محمد الشيخ بيد الله كان يشغل منصب الأمين العام للحزب نفسه سنة 2010 ولم يمنع ذلك آلاف الصحراويين من المشاركة في «حراك الخيام» والذي عُرف بقضية اكديم الزيك رغم أن السيد بيد الله ينتمي نفسه للصحراء بل إنه سليل أقوى قبائلها أي الركيبات التي شارك أبناؤها في الحراك الصحراوي وكان للحراك أسباب متشابهة لأزمة الريف أي الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وعدم الثقة بل والرفض التام للنخبة المحلية المتعاملة مع النظام. هناك واقعة أخرى تظهر أن النظام لم يبق له أمل يذكر في الأحزاب التابعة له، فالملك لما انتقد الأحزاب بعنف في خطابه ما قبل الأخير كان يعني أساسا الأحزاب التي ساعدتها الدولة بكل الوسائل وليس التي حاربتها. لأن النظام لا يمكنه أن يرغب في أو ينتظر من الأحزاب المناهضة له أية وساطة سياسية فعالة، وأول أحزاب النظام هو الأصالة والمعاصرة ولهذا كان من المنطقي أن أول من تحسس رأسه هي قيادة البام. ولكن هل هذا الفشل الذريع لحزب الدولة في الحصول على أية شرعية أو مصداقية شعبية مفيدة للدولة ليس فقط على المستوى الوطني ولكن كذلك محليا بل وفي عقر دار قيادييه، أقول هل هذا الفشل سيدفع الدولة إلى التخلي عن هاته السياسة التي اتبعتها منذ أوائل الاستقلال؟

٭ كاتب مغربي

حراك الريف بعد حراك 20 فبراير: هل هي نهاية حزب القصر؟

المعطي منجب

ملاحظات حادة حول سفينة الوطن التي تكاد تغرق

Posted: 31 Aug 2017 02:16 PM PDT

زيارتي الأخيرة لفلسطين التي استمرت أزيد من شهر كانت أقرب إلى الدراسة الميدانية الاستطلاعية لأوضاع الشعب الفلسطيني المكبل بسلاسل الاحتلال ووكلاء الاحتلال. وقد توصلت إلى مجموعة ملاحظات لاذعة سلبا وإيجابا أود أن أطرحها أمام القراء الكرام كي تكتمل الصورة، بعد مجموعة التقارير والمقالات التي أرسلتها من الوطن.
حملت كاميرتي وطفت في البلاد جنوبا وشمالا، شرقا وغربا والتقيت بالمسؤولين والمواطنين العاديين، زرت المخيمات والقرى المحاصرة، اطلعت على أوضاع القدس وبيت لحم وقلقيلية وسلفيت ونابلس بشكل مفصل، وقابلت العديد من الشخصيات الوطنية، التي لم تساوم ولم تفرط ولم تتأثر بموضة الانفتاح وإطلاق التصريحات التصالحية، والتي قد يفهم منها أنها تنازلات عن أرض لا يجوز التنازل عنها. ألقيت محاضرات عن وضع القضية الفلسطينية في الأمم المتحدة، وأجريت حوارات مع عدد من المثقفين والكتاب والصحافيين والشعراء وأساتذة الجامعات ورجال الأعمال، واستطعت أن أكون صورة واقعية لوضع غير واقعي يعيشه الشعب الفلسطيني الرازح تحت الإحتلال، قديمه وجديده، وأود في في هذه العجالة أن أختتم سلسلة مقالاتي من فلسطين بهذه الملاحظات اللاذعة:
النتيجة التي يصل إليها المتابع للشأن الفلسطيني من الداخل أن سفينة الوطن تسير على غير هدى وبدون بوصلة. لا أحد يعرف إلى أين. سفينة تتلاطمها الأمواج العاتية من كل جانب، فتقذفها يمينا أو شمالا وتدور أحيانا في موقعها بدون تقدم في أي اتجاه. لا أحد يعرف. لا أحد يسأل بإحساس من المسؤولية ونية الإصلاح. لا أحد يجيب عن السؤال إلى أين؟ أو ما هي الأهداف التي نسعى لتحقيقها؟ الجميع خبراء في تشخيص العلل والأمراض السياسية والمجتمعية والاقتصادية، لكن الأمور تسير والحياة تستمر، ويوم ينتهي وتغرب شمسه فينتشر الناس في مقاهي ومطاعم ونوادي المدينة/ الدولة رام الله وكأن الدنيا كلها بخير. اللوم يوزع على السلطة أولا والانقسام ثانيا والاحتلال والدول العربية والفساد والمحسوبيات والتدخلات العربية والأجنبية والناس أنفسهم، لأنهم لا يحترمون قوانين السلطة. ويسأل الناس هل للسفينة ربان أصلا؟ وإن كان موجودا فماذا يفعل وإلى أين يسير بنا؟ فيأتي الرد ومن قال لك إنه يعرف أصلا أين تتجه السفينة به نفسه. ومن قال لك إنه ربان وسلاسل غليظة تربط دفات السفينة من كل جانب، بعضها ظاهر للعيان وبعضها مخفي. فكيف لسفينة مكبلة بالسلاسل أن تنطلق من مكانها بأي اتجاه في ذروة الأنواء العاتية؟
هل من شخص يقدم لي تبريرا منطقيا واحدا لعقد دورة لما تبقى من مجلس وطني مات نصف أعضائه، وخرف بعضهم، وانتهى جزء آخر على الكراسي الطبية، إلا من رحم ربي. والنكتة هنا «يعقد المجلس بمن احتضر». ولم يبق إلا أن نطلق الزغاريد لمن بقوا أحياء وحضروا دورة سنة 1988 في الجزائر، التي شرعنت الاعتراف بإسرائيل تحت «همروجة» ما سمي «إعلان الاستقلال» الذي ما زلنا نبحث عنه كما يبحث أعمى في مغارة مظلمة عن قطة سوداء ليست موجودة أصلا في المغارة (بالإذن من محمد حسنين هيكل صاحب هذا التشبيه). من ممثلي الولايات المتحدة الثمانية الذي انتقوا بناء على ولاءاتهم لا كفاءاتهم، فبعضهم أقرب إلى الأميين، مات منهم سبعة على حد علمي. وشكرت الرب أنني لم أكن واحدا منهم، وإلا لأصبت بعدوى موت أعضاء المجلس الوطني، فآخر مجلس حضرته عام 1983 في دورته السادسة عشرة وقررت بعدها أن أبعد نفسي عن تيار يقود البلاد والعباد إلى كارثة محققة، وهو ما حدث، فعلا ليس لأنني من قارئي الطالع وضاربي الودع، بل لأن كل المقدمات كانت تشير إلى الخواتم الكارثية، حيث سمعت بأذني القائد العام يقول: «إن حلف الناتو بدأ يدرس في كلياته معجزة انتصارنا في بيروت». قلت في نفسي «يا ولد انسحب بهدوء وعد إلى وظيفتك سالما واقرأ ما تيسر من صيحات مظفر «عندما لم يأخذ الحزب شكل الناس تم الطلاق».
هل من هدف من عقد دورة لمجلس لم يبق منه إلا الهيكل العظمي وفي رام الله، تحت حراب الاحتلال إلا نزع ما تبقى من شرعية للمجلس التشريعي، وقد حصلت حركة حماس على أغلبية واضحة، ليس حبا في حماس وأيديولوجيتها، بل نكاية في حزب السلطة وما جرّته أوسلو من كوارث على الشعب الفلسطيني، وفتح الباب واسعا للمهرولين العرب أن يتدفقوا، زرافات ووحدانا، باتجاه تل أبيب بعد أن شرعن صاحب الحق الأساسي حق إسرائيل «في العيش بسلام ضمن حدود آمنة معترف بها بدون تهديد أو عنف أو إرهاب أو تحريض».
الهروب إلى الأمام، هذا ديدن من تبقى من القيادة التي اختصرت الآن في شخص واحد تحيط به مجموعة مريدين ينصاعون لإرادته. أقول هذا همسا فرجالات الأمن الأشاوس قد يكونون خلف الباب. وكما عقد مهرجان أطلق عليه «مؤتمر فتح السابع» رتب بطريقة لتحقيق هدف أساسي هو نزع الشرعية عن التيار الدحلاني، يتم الآن التحضير لمهرحان آخر لاقتلاع التيار الحمساوي من المشهد الفلسطيني وإعلان غزة إقليما متمردا تجوز إعادته للطاعة بالقوة، وإذا لم تتوفر القوة الذاتية فيمكن التعاقد مع قوة خارجية لطحن عظام من تبقى من أطفال غزة، كما يطحن مرتزقة التحالف من تبقى من أطفال اليمن.
وجّه مقرر الأمم المتحدة الخاص بحرية الرأي والتعبير، ديفيد كاي، رسالة إلى السلطة الفلسطينية بخصوص قراراتها العتيدة الجديدة المتعلقة بحرية الرأي تحت مسمى غريب «الجرائم الإلكترونية» التي تسمح للسلطة بإغلاق المواقع الشبكية ومراقبتها وحذفها واعتقال من ينتقد ويحرض ويدين تصرفات أفراد أو تيارات سياسية. ويطالب الخطاب الذي أرسله كاي بمراجعة هذا القانون خلال 60 يوما وإلا! وإلا لا شيء إلا آلية «تسمية وفضح» المنتهكين وكأن السلطة تخشى هذا السلاح الحاد المتعلق بالكرامة الوطنية. لقد أغلقت السلطة نحو 30 موقعا شبكيا بتهم مختلفة، وبدأت الآن تعتقل الناشطين والصحافيين المشاكسين والمدونيين، كان آخرهم وليس أخيرهم صديقا شابا من شيكاغو وصل الوطن لحضور عرس بن عمه، فإذا بدعوة هاتفية تصله للتفضل لشرب فنجان قهوة في مكتب السيد… وإذا بفنجان القهوة يتحول إلى اعتقال استمر ثلاثة أيام، وأفرج عنه بعد أن وصل الأمر للخارجية الأمريكية وصدر بيان قوي بهذا الخصوص من أبناء الجالية الفلسطينية والعربية والمنظمات الأهلية في الولايات المتحدة. والرجل يشرف على موقع لتجميع الجالية العربية والفلسطينية في المهجر. تهمته التي عرضها الضابط عليه «التطاول على المقامات العليا». والشيء المتفق عليه في كافة أنحاء مناطق السلطة أن هامش الحريات يضيق وحرية التعبير تتبخر وحرية الرأي غير متوفرة. وتكاد الأجهزة الأمنية تسيطر على المشهد الإعلامي، بحيث أصبحت الصحف والإذاعات والتلفزيون تدار من قبل السلطة. وقد ذكر صحافي مشهور أنه أعد 12 تقريرا عن الفساد في أجهزة السلطة، لم يجد جريدة يومية واحدة على استعداد أن تنشر أيا منها.
وقد اعتقلت السلطة الفلسطينية سبعة صحافيين مرة واحدة يوم 9 أغسطس ووجهت تهما لخمسة منهم محورها، «تسريب معلومات خطيرة وحساسة لجهات معادية». عذر أقبح من ذنب، إلا إذا اعتبر جهاز المخابرات تسريب المعلومات حكرا عليه أثناء جلسات التنسيق الأمني المستمرة منذ أوسلو، ولم تنقطع حتى لو قيل عكس ذلك. وكانت حركة حماس أيضا قد اعتقلت صحافيا يعمل لدى تلفزيون فلسطين الرسمي لمدة 60 يوما. وعندما أفرجت عنه قامت السلطة الفلسطينية بالإفراج عن الخمسة. وقد نظم الصحافيون مسيرة احتجاج صغيرة ضد اعتقال الصحافيين الخمسة قرب دوار المنارة في رام الله، شاهدتها بنفسي، توجهت إلى المقاطعة لإيصال رسالة احتجاج. ويبدو أن الصراخ في رام الله لم يسمعه أحد، أما صوت ديفيد كاي فبالتأكيد مسموع عالميا.
قد تصاب بالإحباط لتردي الأوضاع في الأرض الفلسطينية المحتلة، وأنت ترى مصادرة الأراضي والاستمرار في الأنشطة الاستيطانية والجدار يتمدد ومداهمات القدس والأقصى لم تتوقف، لكنك تسترد معنوياتك وتعود الثقة بهذا الشعب العظيم، عندما تبتعد قليلا عن الرسميين وتتوجه إلى المناضلين. النتيجة التي تخرج بها بعد جلوسك مع المرابطين قرب بوابات المسجد الأقصى، المصرين على الانتصار ورؤية التصميم في عيونهم و تلمسك لمعنى الكرامة الوطنية التي يمثلونها، ثم ترى مدى التضامن الجماهيري بين أبناء البلد المنكوب أولا وتضامن القرى المجاورة، كما شاهدت ذلك في بلدة كوبر المحاصرة أو في مخيمات اللجوء مثل قلنديا أو في حارات القدس العتيقة، تعود ثقتك بهذا الشعب المناضل الذي ما فتئ يقدم الضحايا من خيرة أبنائه وبناته، ليضمن مستقبلا للأجيال القادمة مساحة الحرية فيه أرحب. الطريق إذن إلى الحرية واضح وإلا سنبقى ندور مع دوران سفينة الوطن حول نفسها.
محاضر في مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة رتغرز بنيوجيرسي

ملاحظات حادة حول سفينة الوطن التي تكاد تغرق

د. عبد الحميد صيام

متى سيقول الفلسطينيون: لا لمحكمة «العدل» الإسرائيلية؟

Posted: 31 Aug 2017 02:15 PM PDT

كان الصباح في القدس عاديًا، فالمدينة تحاول أن تنفض عن رموشها آخر السواد وتفيق بكسل التين من نومها. تفتش عن جرعات هواء نقي يسعف رئتيها المتعبتين من ليل طويل لا يعرف الأحلام الجميلة.
تحت نافذتي تتزاحم طوابير مركبات خاصة يسوقها آباء وأمهات يحضرون أولادهم الصغار للمدارس القريبة منا. شارع الحي ضيق وغير مستعد لاستيعاب هذه الهجمة الصباحية اليومية وما يصاحبها من حركات «نرفزة» تملأ الحي فوضى وصخبًا يوحي بأننا قريبون من بداية معركة «التحرير» الجديدة.
أغلقت نوافذ بيتي وعدت أراجع أوراق القضية التي سأذهب من أجلها إلى محكمة العدل العليا الإسرائيلية، لأحاول، مرّةً أخرى، أن أقنع ثلاثة قضاة بضرورة الإفراج عن موكلي، أبو همام، محمد جمال نعمان علاء الدين النتشة. أصل مدخل المحكمة فأجد طابورًا طويلًا من المجندين الإسرائيليين وقد اصطفوا في ساحتها الكبيرة أزواجًا من الذكور والإناث وانتظروا، كما كنا نفعل في مدارسنا صغارًا، بإذعان واضح تعليمات مدربيهم. في وجوه بعضهم ظهرت بقايا رقة ومسحة من طفولة. توجهت إلى واحدة كانت تقف بشكل عامودي ثابت وتنظر نحو المبنى بعينين تائهتين، وحاولت أن أسألها عن الحكمة، في رأيها، من وراء إحضارهم إلى «قصر العدل» وهم سيصبحون عما قليل جنودًا في جيش جل همه «ذبح» العدل والسيطرة على رقاب شعب آخر وإذلاله. لم أنجح في الوصول إليها. على مقربة مني ومنها وقفت مجندة من أصول إثيوبية وسارعت بالتوجه إليّ قائلة بحزم عسكري «سيدي سيدي لا تتكلم مع الأولاد». حاولت أن أوجه إليها سؤالي فأعرضت ورفضت الدخول في التفاصيل واكتفت بافهامي أنهم يعرّفون هذه الأجيال بعد تجنيدهم مباشرةً، بمؤسسات دولتهم المهمة ومن يدافع عنها في وجه الأعداء، وقد يكون، هكذا حاولت أن تفهمني السمراء، هذا المعقل، بعد الجيش، أهمها.
في البهو الأنيق هدوء وقلة من الناس. ممثل نيابة الدولة يبادرني بتحية الصباح. هو شاب نحيف أبيض الوجه في أواخر عشرينياته، يضع على رأسه « كيباة» سوداء. يقف مادًا يده لمصافحتي بدماثة لا تغيّر من غضبي الظاهر على أسياده ورؤسائه العسكريين والمدنيين. أمازحه مداعبًا وكفه بين أصابعي، بأن الدولاب سوف ينقلب في يوم ما وقد يصير «أبو همام» ورفاقه حكام البلاد وأصحاب الفرح والوجع والعدل. ينظر إليّ متفحصًا فيما إذا كنت أتحدث بجدية أو لا. فأستطرد قائلًا «عندها ستأتيني كي أكون واسطتك عندهم. إنتبه كيف تعاملنا اليوم». لا أعرف كم أثرت عليه كلماتي ولم يهمني ذلك، فما حيلة «العاجز» إلا فطنة عابرة وحسن البيان وقصيدة عصماء ساحقة! لقد شعرت بعد كلامي إليه براحة ورضا. سألته فيما إذا أحضر أخبارًا مفرحة لموكلي! ابتسم بدون خجل ولا تكبر، وكأنه يقول لي، من مثلك يعرف الجواب. فسألته، ألم تشبعوا منه وهو الذي دفع ويدفع فاتورة انتمائه الفلسطيني وكقائد معروف في تنظيم «حماس» منذ أكثر من عشرين عامًا.
أجلس في قاعة المحكمة على مقعدي، تحيطني برودة ووحدة. في الجو أشم روائح القهر والخسائر. لم أشعر بهيبة من المكان كما كنت أشعر في سنوات عملي الأولى. حاولت أن أشغل بالي بقراءة أخبار عن شكوى يتقدم بها مئات الفلسطينيين المسيحيين والمسلمين لدى النائب العام الفلسطيني، ويطالبونه فيها بفتح تحقيق شامل بتهمة الخيانة وهدر الأموال العامة، بحق مسؤولين في الكنيسة الأرثوذكسية المقدسية عن بيع عقارات وأراضي الوقف المسيحي ونقلها إلى جهات غريبة. كنت فرحًا وأنا أقرأ هذه الأخبار، فتوقفت فرحتي عندما دخل القضاة على مهل وبحركات يحترفونها باسم الرزانة والاعتدال. قبلهم ادخل «أبو همام» وقد جيء به من سجن «رمون» الصحراوي. نظرت إليه فتخيلت أنه ولد وتلك البسمة مطبوعة على جبينه، لم يبد قلقًا. كانت إرادته تتكلم وصبره كنز لا يفنى. سألني عن جديد في قضيته وعرف أننا سنتابع فصول مسرحية الكذب والزيف.
هيئة القضاة لا تبشر بالخير ولا حتى بأنهم سيدعونني أخسر «بذوق» وأناقة. رئيسهم حاول إسكاتي من البداية، مع أن قضيتي كانت الأولى في برنامج قصفهم الصباحي، فطلب ألا أطيل وأسمح لهم أن ينتقلوا مباشرة إلى قراءة ملف موكلي السري. رفضت بغضب مصرًا على أننا لسنا بحاجة لهم إذا ما حصروا مهمتهم بقراءة الملفات السرية. صرخت فسكتوا وقلت لهم: أعطونا من وقتكم الذهبي ما يكفي لإفراغ حقنة مسكن في جروح موكلي، وتظاهروا كأنكم تصغون لنا ولو من باب أصول الكذب عند الأكابر واحترامهم له، وأوهمونا بأنكم جئتم بدون موقف مسبق ولو إجلالًا لعهر تاريخ الزيف عندكم، وعلو عدل بنادقكم وغلبة رائحة البارود على العطر في أعناق الورد وعروق البنفسج. فماذا تقولون لابن الستين هذا وانتم تبيحون دوس حريته منذ حوالي العقد بدون تهمة أو مواجهة أو محاكمة؛ أوَ لا تعرفون أن معاناته بدأت عندما اعتقله احتلالكم في المرة الأولى إداريًا عام 1989 لمدة عام، ثم تلاه اعتقال آخر مماثل عام 1994، ثم حكم سنة 2002 لمدة ثمانية أعوام ونصف العام، بعد إدانته في محكمة عسكرية كقيادي كبير في حركة «حماس» وبكونه مسؤولًا عن عدة نشاطات وأعمال عدائية ومعادية. والأهم في الأمر أن كل ذلك القهر لم يزده بين أبناء شعبه إلا بهاءً وقدرًا ففي عام 2006 تم انتخابه، وهو أسير في سجونكم، عضوًا في المجلس التشريعي الفلسطيني المعطل منذ ذلك التاريخ، فأمضى فترة محكوميته كاملة، لكن منطق الانتقام كان أقوى من الحق، فأبقوه في السجن بأوامر اعتقال إدارية لمدة عامين ونصف العام، حيث تم الافراج عنه فقط مع نهاية عام 2012 ليبقى حرًا لمدة ثلاثة شهور ناقصة، أعيد بعدها إلى الأسر بأوامر اعتقال إدارية جددت تباعًا لمدة ثلاثة أعوام انتهت في شباط 2016. فبقي حرًا لمدة سبعة شهور فأعادوه بعدها إلى الأسر إداريًا حتى يومنا هذا.
لم تتغير تقاطيع وجوههم، فأمثالهم يتقنون تغييب المشاعر وردمها في صدورهم ويحسنون لعب أدوار الحكماء المتعمقين في ذواتهم، حتى أنهم يبدون أحيانًا كأصنام من شمع آدمي تفكر بسكينة واتزان مستورين. أفرغوا القاعة من الجمهور واجتمعوا لوحدهم مع رجال المخابرات العامة، واطّلعوا، هكذا فهمت من قرارهم، على ملف موكلي السري. أعادونا بعد نصف ساعة إلى القاعة التي بدت رمادية وجوّها صار أبرد، فقرأ علينا رئيس الهيئة قرارهم. سمعته وتذكرت طقوس الببغاوات وذكاءها. لا جديد تحت قبة ذلك الهيكل فمنذ متى يغير الكهان تراتيل العبادة وقوانين السماء. رفضوا التماسنا وأبقوا أبو همام في الأسر لأنه، هكذا كتبوا في قرارهم، يشكل خطرًا على أمن وسلامة الناس. تركت صرحهم وكنت غاضبًا على أنفسنا وعلى أبناء شعبي وقادته، فمتى سيقاطعون هذه المحكمة، محكمة القمع العليا؟ متى سيستعيدون كرامة الحق والوطن؟ ألم يكفنا خمسة عقود من الذل والتذلل وانتظار الدبس المراق؟ عندما وصلت محيط بيتي كانت ساعة انتهاء دوام المدارس. الشوارع «مجلوطة» والصافرات تملأ الفضاء فوضى وقهرًا.
لم يبق حمام على شرفاتنا والدوري رحل إلى حيث سيجد أمانه. بهدوء أنتظر فكاك الأزمة وأمامي بعض السائقين يتنطنطون بين السيارات ويقومون بحركات تلائم نزلاء «المرستانات» وسيدات يجلسن وراء المقاود بحرقة ويفقد بعضهن أعصابهن فيتحولن، والماكياج يسيح على خدودهن، لمصارعات لا يعرفن الخوف ولا الخجل.
بجانبي يسير شيخ بصحبة عكازه، ينظر صوبي ويراني سارحًا ساهمًا ومن شفتي يسقط بعض الخسارة وتفر بسمة كسيرة، وقف للحظة وحياني بصوت خفيت وتمتم: «خَرجْنا، هيك بدها إسرائيل» وغاب في غابة من السيارات والغبار.
كاتب فلسطيني

متى سيقول الفلسطينيون: لا لمحكمة «العدل» الإسرائيلية؟

جواد بولس

الأردن: نظرة في ما وراء أزمة الكردي وصفقة الفوسفات

Posted: 31 Aug 2017 02:15 PM PDT

محاربة الفساد وحصاره تعتبر عناوين جذابة في الأردن، يضاف لها التصريح الذي قدمته وزيرة الاتصالات مجد شويكة بتجفيف منابع الفساد، من خلال الخدمات الإلكترونية التي قدمتها وزارتها. ومع أنه تصريح غير دقيق وغير واقعي، إلا أن الوزراء يحتاجون من وقت إلى آخر لموقع يمكنهم الحضور من خلاله في الصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي.
وتمكنت شويكة من الحصول على مساحة جيدة نسبياً قبل أن تتلاشى تصريحاتها أمام خطوة اتخذتها الحكومة الأردنية بمباشرة عملية إحضار وليد الكردي للأردن، بعد سنوات من بقاء القضية عالقة، نظراً لتواجده خارج المملكة. وقصة الكردي اعتبرت طويلاً أحد المواضيع الحساسة نظراً لعلاقة النسب التي تربطه مع العائلة المالكة، ومع أن الملك عبد الله الثاني أوضح لمرات عدة أنه لن يمنح الحصانة لأحد، إلا أن تقاليد معينة تستقر بوصفها جزءاً من «الدي أن أيه DNA « في المقاربات المماثلة خلال سنوات كثيرة مضت، على الرغم من قيام البعض باستعراض الشجاعة بأن يهتفوا مطالبين بإحضار الكردي وكأنه الحل الأخير الذي سينهي مشكلات الأردن جميعاً ولمرة واحدة، وأن الأموال التي تشكل الفرق في قيمة صفقة التخاصية التي ترتبط بشركة الفوسفات الوطنية سينهي الخلل الاقتصادي والمالي القائم.
استعراض لجنة التحقيق النيابية حول خصخصة شركة الفوسفات يدين كثيرين بما يفوق أية إدانة يمكن أن توجه للكردي، فالصحافي محمد عمر يلاحظ أن، الكردي كان يمثل الطرف المشتري، وفي هذه الحالة هو وكالة بروناي للاستثمار، وربما من المعروف أن اهتمام ممثل المشترين في الصفقة، بمصالحهم للحصول على سعر تفضيلي، يبخس قيمة الشركة الحقيقية هو فعل مبرر، ولكن ما هو غير مبرر أن الكردي أوحى بأن علاقته بالأسرة المالكة كانت تعكس توجهاً من المستويات العليا في المملكة، وهذه الايحاءات أوقعت الموظفين الحكوميين في أخطاء كبرى لتمرير الصفقة، مما أسمي بالمسار السريع الذي اكتنفه الغموض، وإنهاء العطاء الدولي لاستدراج شركاء استراتيجيين لتشغيل الشركة الحيوية للأردن، وهنا يمكن أن تلحق الإدانة كثيرا من الموظفين الرسميين الذين كانوا في مناصب سياسية تحتم عليهم أن يحافظوا على المصلحة الوطنية الأردنية قبل أي اعتبار آخر، وأن يتمسكوا بجميع إجراءات الشفافية التي تكفل حقوق الملاك الحقيقيين للشركة، المتمثلين في الشعب الأردني، ولذلك فالتقصير كان من الوكلاء وقت إنهاء الصفقة، ووصف الوكيل يشمل جميع الأشخاص من أصحاب الصفة الرسمية في الحكومة الأردنية وقتها.
الفقرة السابقة تشتمل على خطأ جوهري يتمثل في استخدام تعبير (منصب سياسي) بينما الأردن في ظل تركيبته السياسية الحالية يقدم (مناصب تنفيذية) فرئيس الحكومة في وقت تمرير الصفقة عدنان بدران، لا يمكن أن يوصف بالسياسي، ولا يمثل أي قاعدة شعبية حقيقية، فلم يصعد في أي يوم من تجربة حزبية أو نقابية، ولم يمارس أنشطة سياسية بنكهة اجتماعية، فالرجل أكاديمي وجد طريقاً ممهداً أمامه لمناصب مهمة ورفيعة المستوى، ولكن أياً منها لم يكن يجعله على تماس واحتكاك بالمواطنين الأردنيين، ولذلك فمن الصعب على وعيه السياسي، أن يستحضر دور المواطن الأردني، ولا أن يخاف من العقوبات المعنوية التي يمكن أن تلحق به، نتيجة إقصائه اجتماعياً في مرحلة لاحقة، لأنه ببساطة لم يكن يوماً مندمجاً، ولا يضع فكرة الاندماج في رأسه من الأساس، ولا يتخيلها ولا يريدها. والرئيس السابق عبد الله النسور يمكن أن يعرف قيمة هذه الفكرة، لأنه وبعد سنوات قضاها في الدوار الرابع (مقر الحكومة الأردنية) يجد نفسه مستبعداً تقريباً من الأردنيين، الذين استشعروا الخذلان تجاه تجربته النيابية التي امتلأت بالصولات وأدائه في رئاسة الحكومة واقترافه جميع ما كان يعارضه ممثلاً للشعب، ورئاسة الوزراء لم تكن تستدعيه من جديد بوصفه زعيماً شعبياً حتى في مدينته، كما كان يأمل على امتداد سنوات طويلة من مسيرته السياسية.
حكومة برلمانية حزبية منتخبة وحدها كان يمكنها أن تقف أمام الكردي وغيره، لأنها ستعيش هاجساً بارتهانها لإرادة شعبية ضاغطة بكل مزاجيتها وعاطفيتها وحساسيتها، ليس ذلك كافياً أيضاً، ولتصحيح العبارة، يجب أن تكون هذه الحكومة صاعدة على أسس من الشفافية والمشاركة الواسعة من المواطنين، ولنفترض أن أي حكومة ستصعد في انتخابات شعبية في ظل مشاركة محدودة سترتكب أخطاء كبيرة، فإن التصويت الانتقامي لدى انتهاء مدتها الدستورية سيجعلها عرضة للتغيير والاستبدال، لأن الفئات الخاملة سياسياً، مثل الطبقة الوسطى للأسف، ستنشط للإطاحة بالحكومة، وهذه هي المعادلة الضرورية. يمكن أن تحديات إقليمية تحول دون تطبيق هذه التجربة في الأردن، فالتجربة والخطأ ليس متاحاً بهذه الصورة في بلد ضمن ظروف الأردن، والمنادون بتطبيق التجربة المغربية في الأردن يتناسون أن المغرب في موقع طرفي وبعيد يتيح لها رفاهية العمل بدون ضغوط جيو-استراتيجية كبيرة، كما هي الحال في الأردن، ولكن ذلك لا ينفي وجود فرصة ما في استبعاد التكنوقراط من المشهد، بعد أن أثبتوا أنهم منفصلون عن المواطنين شكلاً وموضوعاً، والسيدة في وزارة الاتصالات تدرك أنها غير ممتنة للقاعدة الشعبية في مسيرتها الناجحة في قطاع الاتصالات، التي أوصلتها للموقع الوزاري، فهي صعدت بكفاءتها الشخصية، ولكنها كفاءة تنفيذية وليست سياسية.
مشكلة الأردن لا تختلف عن أي بلد عربي آخر، فالحكومة تعتمد على الشكل الهرمي التقليدي وتعتبر نفسها فوق الشعب، بينما الحقيقة أنها ليست سوى وكيل عن الشعب يمثل مصالحه ويسعى للمحافظة عليها، والتنفيذيون القادمون من عالم الأعمال أو الأكاديمية أو الجيش لا يمكن أن يعدلوا الشيفرة الذهنية التي تجعلهم يعيشون أسرى التراتبية الهرمية، فكل ما يفعلونه هو النظر لمسؤولياتهم تجاه المستوى الأعلى بدون أن يولوا اهتماماً لمن يقعون دونهم في الهرم الوظيفي، بينما الهرم السياسي الحقيقي، يجب أن يكون هرماً مقلوباً يمثل الشعب أعلى مستوياته ويرتكن في النهاية على الحكومة التي تمثل دور العجلة التي تسير به نحو تحقيق أهدافه ومصالحه.
الكردي ليس إلا أحد مظاهر الخلل، ولكن جلبه لا يعد تصحيحاً للخلل ولا يمكن أن يرقى في النهاية إلا أحد الدروس المستفادة، التي يمكن أن تحسن جزئياً من أداء أصحاب المناصب السياسية بينما المطلوب هو الارتقاء لهذه المسؤولية، ولا يتأتى ذلك إلا من تجربة انتخابية في إطار الشعب نفسه وبين صفوفه، لا في أروقة الشركات الكبرى أو الجامعات المرموقة وقاعات الاجتماعات الخاصة بها، وإلا كان مايكل بورتر مثلاً، أستاذ الإدارة الاستراتيجية في جامعة هارفرد هو الشخص المناسب لرئاسة الولايات المتحدة.
كاتب أردني

الأردن: نظرة في ما وراء أزمة الكردي وصفقة الفوسفات

سامح المحاريق

إيضاح نكران الغرب جميل الشّرق عليه

Posted: 31 Aug 2017 02:14 PM PDT

هناك جهود قيّمة لكتّاب غربيين في القرنين الأخيرين، حاولوا أن يقدّموا صورة أكثر موضوعية في أذهان الغربيين حول تأثير الإسلام والحضارة العربية الإسلامية عموما في أوروبا. وهو جهد يعدّل قدر الإمكان الطّروحات المظلّلة التي قدّمها الكتّاب المسيحيون في القرون الوسطى، التي اجتهد أصحابها في تقديم صورة باهتة عن الإسلام، رغبة في الحطّ من شأن الحضارة التي أنتجها، والتي كان لها تأثيرها العظيم في تحقيق أوروبا لنهضتها.
وقد أكّد كثير من الباحثين الغربيين أمثال وليام مونتغمري واط على أنّهم لا ينظرون إلى المسلمين على أنّهم متطفّلون غرباء على أوروبا، بل بوصفهم ممثّلين لحضارة ذات إنجازات عظيمة أقيمت على رقعة كبيرة في العالم، وامتدّت فوائدها لتشمل أجزاء مهمّة من الكرة الأرضية.
ويُعدّ إنكار فضل الحضارة العربية على أوروبا كبرياء زائفا ومكابرة تصدر عن حقد أيديولوجي وتوجّس حضاري. أمّا الاعتراف بالمنجز الحضاري والثقافي الذي أنتجه العرب والمسلمون، الذين كانوا فيه منفتحين على غيرهم غير منكرين للمنجزات العلمية السابقة لهم، فهو اندماج في المسار الحقيقي للتّاريخ بعيدا عن الانحرافات الحاقدة وشهادة الزّور. ولعلّ من أبرز وجوه الانفتاح الثقافي والتفاعل الحضاري العربي الاسلامي، ما قام به المأمون، الحاكم المتنوّر، من جهد الترجمة ونقل المعارف وتمثّلها والتفاعل مع ثقافات الحضارات السابقة والمجاورة تاريخيا. وهو الذي تأصّـل في عهده سلوك معرفي من نوع خاصّ، اشترك فيه الحاكم في الحياة الفكرية بالحضور والسّؤال والمحاورة والمناظرة، ودعوة أهـل الفكر والنظر إلى مناقشة الأجوبة والمباحثة، وفي ذلك تجاوز المأمون عن قصد ودراية مرحلة اعتبار المعرفة ثقافة للسلوك القويم من داخل مطالب المركزية الثقافية والعربية الإسلامية، إلى مرحلة اعتبرت المعرفة وسيلة إلى الاعتقاد ومسلكا إلى السلطة بمعناها الواسع، ونتج عن هـذا الاهتمام الواسع بالعلم، وبتركيز «ثقافة الدولة» توسيع حدود العلم ليهتمّ بنقل علوم الأوائل، وهو مطلب افترض الإلمام بالروافد المعرفية على اختلافها إن قليلا أو كثيرا.
وقد عبّر المسعـودي عن ذلك بقوله: «الواجب ألاّ يوضع إحسان محسن عدوّا كان أو صديقا، وأن تؤخذ الفائدة من الرفيع والوضيع». وجاء عن الكندي في كتابه إلى المعتصم بالله في الفلسفة الأولى: «ينبغي أن يعظم شكرنا للآتين بيسير الحق فضلا عمّن أتى بكثير من الحق، إذ أشركونا في ثمار فكرهم، وسهّلوا لنا المطالب الحقية الخفية، بما أفادونا من المقدمات المسهّلة لنا سبل الحق، فإنهم لو لم يكونوا لم يجتمع لنا مع شدة البحث في مددنا كلّها هذه الأوائل الحقية التي بها تخرّجنا إلى الأواخر من مطلوباتنا الخفية، فإن ذلك إنّما اجتمع من العصور السالفة المتقادمة عصرا بعد عصر إلى زماننا هذا، مع شدّة البحث، ولزوم الدأب وإيثار التعب في ذلك».
هو ضرب من وعي أفضى إلى ذاك التفتّح الواسع، الذي لا يحدّه شيء ولا يقف في سبيله أي تزمّت أو تعصّب ولا ضيق نظر، من شأنه أن يحدّ من تفاعل النظام المعرفي الدّيني الإسلامي وأنظمة المعرفة الموروثة، وهو العامل الأكبر في ازدهار الحضارة العربيّة الإسلاميّة، ذاك الازدهار الشامل الرائع الذي أضاء العالم في العصر الوسيط، دفعا لمسيرة العلم والمعرفة ولأجواء الارتقاء بالإنسان فكرا وثقافة وكيانا أنطولوجيا. وقد ســاهمت تلك الجرأة العلمية في بناء سلطة القول العلمي من جهات فكرية متعدّدة، حين خاطبت العقل الفاحص والناقد، بما هو أعلى سلطة يمتلكها الإنسان، بها استقام له معنى الاستخلاف كذات مفكّرة ومسؤولة، تتساءل دوما عن الأغراض والغايات والحكمة من وجود الشيء وضديده، وتنظر في الطبائع والماهيات، وفي الكون والإنسان، وعلاقته بربّه وبالعالم، وتنسج التصوّرات الحيّة عن اهتمامات وقضايا المجتمع. وتجتمع تلك المعاني لتعبّر عن رغبة الفكر الاسلامي الفلسفي والعلمي في استكناه حقائق الأشياء، والنظر في وجودها وطبيعتها، وتفسير كينونتها والبحث في عللها وغاياتها – ذلك أن الفكر إنّما يتقدّم في مراجعـة دائمة لتاريخه ولأفكاره، وتقدّمه كثيــرا ما يعـرف التعطّل والانكفاء والانحراف، كما يعرف الإصلاح والإكمال والانبعاث وغير ذلك من أشكال التواصل في طلب الحقيقة، وهو يقف موقف من يفحص كلّ شيء ويحكم على كلّ شيء ويشرئب دائما إلى بلوغ ذروة الوعي، وهو المتّهم لظنّه في المعاني الخفية، المتّبع الحجة والبرهان لا قول القائل الذي هو إنسان، المخصوص في جبلّته بضروب الخلل والنقصان.
لقد قطع المسلمون مرحلة مهمة في سبيل العلم والأدب والفلسفة والفنون، على أنّه من الضروري أيضا اعتبار أنّ المدنيّة ترتكز على جملة حقائق تكوّنت من المكتسبات العقلية التي تعاقب البشر على توفيرها وتنميتها، وتوارثتها الأمم جيلا بعد جيل، وطوّرتها طبقا لدرجات التمدّن وازدهار العمران البشري وارتقاء الاجتماع الإنساني. وإنّنا لا نفاخر بماضي العرب والمسلمين ونتغافل عن الحاضر الذي ليس لأمّتنا فيه أيّ إسهام علمي أو تقنيّ يُشهد له، ولكن محاولة بناء الاستئناف الحضاري تقتضي منّا التذكير بما به صنع العرب والمسلمون أمجادهم وقدروا على الفعل الثقافي والسياسي، وعلى إنتاج المعرفة في كافّة المجالات. ونحن وإن تكلّمنا عن حضارة العرب والمسلمين فما ذلك إلاّ للغاية التي سبق ذكرها، وقد لا يفوتنا أيضا إيضاح نكران الغرب جميل الشّرق عليه، وما يُبديه كتّابه ضدّه من المحاباة والتحامل، رافضين الاعتراف بإسهامات الحضارة العربية الاسلامية في الفكر الإنساني، وما كان لها من دور في الدّفع بهم نحو استشعار حال التخلّف والانحطاط الذي كانوا عليه تحت مظلّة الكنيسة وتعاليمها الظلاميّة المتشدّدة. فتأثير الاسلام في العالم المسيحي الغربي أكبر ممّا يُعتقد بشهادة أصدق كتّاب الغرب وأكثرهم حيادية وعلمية، ومن الثابت أنّ الإسلام حفّز أوروبا فكريا في مجالات العلوم والفلسفة ودفعها إلى تشكيل صورة لنفسها. وكما أكّد وليام مونتغمري واط فإنّ مهمّة أوروبيي اليوم خاصة مع الانتقال إلى عصر العالم الواحد، هي تصحيح الاعتقادات الخاطئة التي كرّسها الغرب منذ القرون الوسطى عن الإسلام وحضارته عموما، والاعتراف بفضل العالمين العربي والاسلامي.
كاتب تونسي

إيضاح نكران الغرب جميل الشّرق عليه
 
لطفي العبيدي

كيف يُرسَمُ الإنسان كخريطة ثقافية؟

Posted: 31 Aug 2017 02:14 PM PDT

الثّقافة بمعناها الأنثروبولوجي لا تشير إلى آداب وفنون المجتمع وإنّما هي مصطلح شامل يشير إلى طريقة حياة مجتمع ما وأسلوبه في العيش، فهي المعرفة المخزونة في ذاكرة المجتمع والتي تنتقل من جيل لجيل. وهكذا فإنّ لكل شعب مهما بدا بدائياً أو بسيطاً ذاكرته الخاصة وطريقة حياته المميزة، وأسلوب عيش يمتاز به. وهذا يعني أن ليس باستطاعة الإنسان، إلاّ أن يكون مخلوقاً ثقافياً، أي مخلوق له طريقة حياة تميزه، وأسلوب عيش خاص به. وهكذا، نرى أن امتلاك الثقافة، بهذا المعنى الانثروبولوجي، يُفرِّق بين الإنسان، وبين الفصائل الحيوانية.
وهذا يقودنا إلى تساؤل، وهو كيف تُرسَمُ الخريطة الثقافية للإنسان! ومن هو الذي يقوم برسمها وإتقانها! كل إنسان، هو في حقيقة الأمر، عبارة عن كائن من طبقتين في آن واحد، الطبقة الأولى، هي الكيان الطبيعي، أو البايولوجي والطبقة الثانية التي تختبئ تحت جلد هذا الكيان هي الكيان الثقافي. وللتفريق بين الكيانين المندمجين في كائن واحد عمد علماء الإنسان إلى استخدام مصطلح ((الإنسان)) للإشارة إلى الكيان البايولوجي ومصطلح ((الفرد)) للإشارة إلى الكيان الثقافي. هذا الكيان البايولوجي، كما نراه اليوم، لم ينشأ، ويتطور من فراغ، ولكنه أصبح ما هو عليه اليوم، بفعل الهيمنة والتأثير الذي يمارسه الكيان الثقافي، الساكن تحت جلده . فالكيان الثقافي، يمارس هيمنته، وسلطته، ويترك بصماته على كل شيء في حياة الإنسان، من أدواته، إلى ملابسه، إلى طعامه، إلى احتفالاته، وطقوسه، وتقاليده، وغضبه، ومخاوفه، وحزنه، وطموحه، ورغباته، وعدوانه.
فمثلاً، لا أحد يشُّك في أن ما يستهلكه شعب ما، باعتباره طعاما صالحا للأكل، لن يكون صالحا للأكل لكلِّ الشعوب الأخرى. وهذا يعني، أن كثيراً من المواد، التي يرفض الفرد العربي، مثلا، تناولها، كمواد صالحة للأكل، هي من الناحية الغذائية، قادرة على تغذية الكيان البايولوجي للإنسان. وأمثلة ذلك، مواد مثل لحوم الخيول، أو الحمير، أو الكلاب، أو القطط، أو الفئران، أو الأفاعي، أو الضفادع، أو السلاحف، أو الحشرات . ففي بقاع من هذا العالم، قد يجوع الناس إذا لم يستغلوا كل مخلوق يتحرك، باعتباره طعاماً نافعاً. ولكي نشاهد الهيمنة القوية، والنفوذ الكبير، الذي يمارسه الكيان الثقافي، المختبئ تحت جلد الكيان البايولوجي للإنسان، بإمكاننا أن نتصور كيف سيشعر الكثير من الأفراد بالغثيان، والدوار، والمرض، عندما يعلمون أن ما ظنوه لحم سمك لذيذ، ما هو إلا لحم تمساح مثلا، وما أعتقدوا أنه يخنة طيبة، ورائعة لم تطبخ، في واقع الأمر، إلا باستخدام لحم القطط، أو سيقان الضفادع .
فإذا كان هذا الطعام طيبا وجيدا، إذن لماذا يشعر الناس بهذه المشاعر المرضية عند تناوله! والجواب هو إن الناس الذين تصيبهم أحاسيس القرف، والغثيان، والرغبة بالتقيؤ، هم أولئك الأفراد الذين نشأوا في ثقافة تعتبر تناول لحوم هذه الحيوانات، أو الحشرات، أو الأحياء المائية مرفوضا، ليس فقط باعتباره طعاماً سيئاً، أو غير مقبول، وإنما أيضاً، باعتباره طعاما غير مألوف، أو غير دارج، أو غير طبيعي، أو مقرف، أو كريه، أو مثير للإشمئزاز .
وهكذا، نرى أنّ الطعام، حاله حال أي عنصر آخر من عناصر الثّقافة، هو أكبر بكثير من مجرد مادة غذائية تستهلك لإبقاء الكيان البايولوجي للإنسان على قيد الحياة، ليستحيل إلى مادة محكومة بشروط الكيان الثقافي، وتعريفاته، وحدوده. وهكذا نرى أن الكيان الثقافي هو الذي يمنح الاعتراف بمادة غذائية، مثلاً، على أنها مقبولة، ومستحبة، وهو الذي يحجب هذا الاعتراف، ويسحبه، ويمنعه . وهذا، يجعلنا نفهم أنه لا ينبغي التعامل مع الإنسان، وكأنه قد خلق في فراغ، أو كأنه نبتة منزوعة الجذور. فكل إنسان يكتسب كياناً ثقافياً، يتشَّكل تحت جلده، بمجرد ولادته، ويستحيل بموجبه إلى فرد في ثقافة، منذ اللحظات الأولى لحياته.
وهكذا، نرى أن الإنسان يخلق الثّقافة، وهي تخلقه كذلك. وبهذا، تصبح عملية الخلق عملية متبادلة. وهذا يعني أيضاً، أن فهم سلوك الفرد سيقودنا حتماً إلى فهم سلوك ثقافته، والعكس صحيح أيضاً، أي أن فهم سلوك ثقافة ما، سيجعلنا نفهم سلوك الأفراد المنتمين لتلك الثّقافة. وهذا الفهم، سيقود إلى المعرفة، وإلى التفهم، وتجنب المشكلات والصراعات. وهذا، يقودنا إلى تساؤلات، من قبيل ماذا تعني أية ثقافة لأولئك الأفراد الذين يعتنقونها، ويبقونها من خلال سلوكهم اليومي، ثقافة حيّة، تنبض بالحياة ! وما الذي يجعل ثقافة معينة قادرة على أن تخلق فرداً عربياً هنا، أو إنكليزياً، أو فرنسياً، أو افريقياً هناك، وكيف تتم عملية الخلق هذه ! سيُدهش البعض، إن عَلِمَ أن لكل ثقافة قواعدها الخاصة بها، فهي كاللغة تماما، لا تسير اعتباطا وإنّما وفق قواعد وأنظمة. وهذا يعني، أنّ كل فرد لابد أن يتعلم قواعد ثقافته في مراحل حياته المختلفة. وهكذا، فإنّه سيتعلم قواعد ثقافته في الأكل، والشرب، والنوم، وحتى في قضاء حاجته، وممارسة الجنس. كذلك، سيتعلم أيضا قواعد ثقافته في الكلام، والسلوك الملائم في مختلف المواقف، والمناسبات، وكذلك الدور الاجتماعي المناط بجنس الرجال، وجنس النساء.
وهذا يقودنا إلى أن ندرك أن الثّقافة لا تنتقل جينياً، وأنها تكتسب بالتعلم. وهذا يعني، أن كل طفل يولد حديثاً، يولد وهو لا يحمل أية ثقافة، فالثقافة، تكتسب عبر عملية طويلة، قد تمتد لتشمل كل حياة الفرد. وهذه العملية هي ما تسمى بعملية ((التثّقيف))، أو كما يسميها عامة الناس ((التربية)). وهكذا، فإن هذه العملية هي عملية تعلّم الفرد لقواعد ثقافته، وتمتد من لحظة الولادة حتى لحظة الممات إلاّ أنها تكون على أشدّها في مراحل الحياة الأولى، وهي مراحل تشكيل الطفل، وصياغته ليصبح فرداً في ثقافة معينة. ولذلك، قيل في الأمثال النقش في الصغر كالنقش على حجر.
إنّ عملية رسم الخريطة الثقافية للإنسان ليصبح فرداً ينتمي لمجتمع ما، تتم بطرق مختلفة منها التعلم بالتلقين، والتعلم بالمشاهدة، والمراقبة، والتعلم بالتجربة والخطأ، والتعلم بالتقليد والمحاكاة، والتعلم برواية القصص والحكايات والاساطير. وتتم عملية تعليم الإنسان داخل عائلته، ومحيطه المحلي، وكذلك عن طريق مؤسسات المجتمع المختلفة، كالمدرسة، والجامعة، ودور العبادة. وخلال هذه العملية، عملية تأسيس الفرد، يواجه الإنسان باستمرار الترحيب، والاستهجان، والثواب، والعقاب، والوجوه الباسمة، والوجوه العابسة، المستنكرة، ومشاعر الفرح، والاشمئزاز، وتراجع المحبة، أو العناية، أو الاهتمام، وكذلك تعابير الخزي، والعار، والسخرية، والمديح، والحرمان، والتهديد، والوعيد، والوعود، والانذار بعقوبة الإله، أو عقوبة المجتمع، وربما حتى العقاب الجسدي. وهكذا، تتم عملية صياغة الإنسان، ورسم خارطته الثقافية عبر معادلة الثواب والعقاب، ليستحيل بعدها إلى كائن مُؤَسَّسٍ ثقافياً.
إنّ عملية رسم الإنسان، كخريطة ثقافية، واكتسابه للوجه الآخر من كينونته، وهو وجه الفرد، هي عملية لابد منها لديمومة المجتمع، وبقائه، واستمراره. وهذا لأنّ الثّقافة هي التي تُنظَّمَ الدوافع الطبيعية للإنسان، وتضبطها، فالناس لايستطيعون العيش معا إذا كان كل واحد منهم يفعل ما يشتهي ويريد، دون أي اعتبار للأفراد الآخرين من حوله. وبالإضافة لذلك، فإن خريطة الإنسان الثقافية هي بمثابة الموسوعة، أو القاموس الذي يرجع الفرد إليه ليساعده على التنبؤ بالسلوك الملائم في المواقف المختلفة، وكذلك توقع سلوك الأفراد الآخرين من حوله.

كاتبة من العراق

كيف يُرسَمُ الإنسان كخريطة ثقافية؟

شهباء شهاب