Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الأربعاء، 1 نوفمبر 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


الجريمة في مصر والعقاب في ليبيا!

Posted: 31 Oct 2017 03:31 PM PDT

في 26 أيار/مايو 2017 تعرّض أقباط مصريون لسلسلة اعتداءات إرهابية استهدفت حافلتين وشاحنة ما أدى إلى مقتل عشرات الأشخاص بينهم عدد كبير من الأطفال. منفذو الجريمة، حسب الأخبار، كانوا يسوقون 3 سيارات رباعية الدفع.
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ألقى كلمة متلفزة في اليوم نفسه قال فيه إنه بسقوط نظام معمر القذافي في ليبيا «كنا نعلم أن هناك شراً كبيراً سيأتي إلى مصر»، متابعاً: «خلال الثلاثة أشهر الأخيرة دمرنا 300 عربية دفع رباعي».
وفي مساء اليوم نفسه شنّت مقاتلات مصرية غارات جوية على مواقع تابعة لمجلس شورى مدينة درنة شرق ليبيا. القصف، حسب مصادر ليبية، «أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين والمقاتلين» واستهدف مراكز المجلس جنوب المدينة «التي تعد خط الدفاع الأول ضد قوات خليفة حفتر التي تحاصر المدينة منذ أكثر من سنة».
في 21 تشرين الأول/أكتوبر الماضي تعرّضت قوات الشرطة المصرية لكمين في منطقة الواحات الغربية أدى لمقتل 16 منهم وإصابة 13 آخرين. بعد أسبوع من ذلك عقد السيسي «مجلساً أمنياً» مصغّراً أطاح بعدد كبير من المسؤولين الأمنيين. وليلة الإثنين أعلن الجيش المصري قصف «مخبأ» منفذي «هجوم الواحات» في الفيوم أسفر عن «تدمير ثلاث عربات دفع رباعي» و«القضاء على عدد كبير من العناصر المسلحة».
في الليلة نفسها تعرض مجلس شورى مدينة درنة شرق ليبيا لقصف جويّ أدّى إلى مقتل 17 شخصاً أغلبهم أطفال ونساء (وهو رقم مقارب لعدد قتلى عناصر الشرطة المصرية) وجرح 30.
درنة هي المدينة الوحيدة شرق ليبيا غير الخاضعة لسيطرة قوات الجنرال حفتر، ومجلس الشورى الذي يسيطر على المدينة هو الذي طرد قوّات تنظيم «الدولة الإسلامية» منها عام 2015.
المصادر الإعلامية المرتبطة بحفتر أكدت مسؤولية قواته عن تنفيذ الغارات الجوية، ولكن الناطق الرسمي باسمه نفى علاقته بالقصف مرجّحاً أن الضحايا سقطوا نتيجة عمل إرهابي.
توصيف ما حصل بالعمل الإرهابي صحيح طبعا لأنه إجرام يستهدف المدنيين، والقصف الجوّي للمدنيين في درنة لا يقلّ خساسة ودناءة عن مطاردة الإرهابيين للأقباط بـ«سيارات الدفع الرباعي» وقتلهم بالأسلحة الرشاشة في المنيا.
وسواء كانت المقاتلات التي نفّذت الهجوم ليبية أم مصريّة فإن التوقيت مفهوم تماماً وعلاقته واضحة بما حصل في هجوم الواحات، وباجتماع «المجلس الأمني» المصريّ، وبتعيين رئيس الأركان الجديد الذي يريد إثبات حزمه والتزامه بتوجيهات السيسي، وبكلّ الاستراتيجية الأمنية المصريّة التي ترتكز على عنصرين متناقضين: الأول هو نسبة كل ما يحصل من أحداث تدهور أمني في مصر إلى جماعة «الإخوان المسلمين» المصرية، والثاني إنكار أن ما يحصل في مصر داخليّ وربطه دائماً بـ«شرّ قادم من الحدود» أو من الخارج.
والحقيقة أن تزامن خبر قيام الجيش المصري بغارات جوّية على الفيوم، واستهدافه (مجددا) سيارات دفع رباعي قادمة من حدود ليبيا، مع خبر قصف قوات حفتر لدرنة يكشف أن قوات الأخير ليست إلا قناعاً للقاهرة وذيلاً لسياساتها الداخلية والخارجية.
يظهر الانتقام الذي يتعرّض له الليبيون كلّما حصل هجوم على المدنيين أو الشرطة في مصر أيضاً الاستخفاف الذي يتعامل به النظام المصري مع الليبيين الذين تسقط الحمم على رؤوسهم كلّما تعرّضت سياسات النظام المصري لفشل أمني.

الجريمة في مصر والعقاب في ليبيا!

رأي القدس

عَرَبوُود الحلم السينمائي العربي المستحيل

Posted: 31 Oct 2017 03:31 PM PDT

يبدو سؤال السينما العربية محيّرا أو غير مهم، في زمننا العربي القاسي، لأسباب كثيرة يمكن اختزالها في علامات صغيرة، أهمّها أن السينما تضع أمام أعيننا حركة وفوضى واختلال المجتمع الافتراضي سينميا، الذي ليس افتراضيا إلى كل هذا الحد.
فكم هو شبيه بالواقع المعيش واليومي؟ مقبول من المخرج والمنتج عربيا، أن ينتقد الحالات العامة، ولكن إلى حدود ما، مسطرة سلفا، ممكن جدا أن يتحدث عن الظلم، ممثلا في شخصية جشعة مثلا، بلا أخلاق ولا دين.
ممكن أيضا أن يتحدث عن الجريمة وتهريب المخدرات وربط ذلك بنشاط أفراد اخترقوا القوانين. لكن في اللحظة التي يربط فيها الظلم الاجتماعي بالمتسبب الرئيسي فيه اجتماعيا، أو ربط تهريب المخدرات وفساد المجتمع، بالمنظومة العليا التي تديره، وتورط فيه حتى جهاز الدولة، تتغير المعاملة والديمقراطية المفترضة. ويصبح المخرج المليء بالحماس الكبير، وحب الوطن، في القائمة السوداء إنسانا مزعجا لراحة الوطن، هذا إذا لم يُدَن بمعادة وطنه أو التعامل معه بمنطق العمالة.
هذه المعاداة السينمية رَبّت في الناس رغبة كبيرة في عدم رؤية الحقيقة كما هي ومعرفتها ومحاولة تخطيها. هذا الخطاب المعادي للسينما والسينمي الكاشف عن المستور أدى إلى تدمير كل إمكانية لنشوء سينما عربية حقيقية قادرة على مواكبة التحولات الاجتماعية والثقافية والإنسانية.
ماذا لو سُخر جزء يسير جدا من المال العربي الكبير الذي يهدر في الحروب المدمرة، وفي ما لا يفيد مطلقا للخروج من دائرة التخلف، في تأسيس سينما عربية جديرة؟ فقد أهملت كليا الاستراتجيات الكبيرة التي تمهد للنقلات الكبيرة نحو الحداثة واللحاق بالركب العالمي.
حتى مكاسب الخمسينيات السينمية، والستينيات والسبعينيات حينما كانت فكرة إنشاء صناعة سينمية عربية أمرا ضروريا، لمواجهة خطاب الآخر الاستعماري العدائي الذي أنشأ صورة مبتسرة وبائسة للعربي المتوحش، والمتخلف، والمجرم، هذه الفكرة ماتت وتهاوت ولم تعد فكرة صناعة الصورة البديلة ضرورة عربية، ونستهلك ذوقيا بالطريقة التي تُفرض علينا لدرجة أننا نضحك على أنفسنا أو نكره انتماءاتنا.
حتى قاعات السينما التي خلفتها الحقب الاستعمارية، الإنجليزية والفرنسية لراحة مواطنيها، وشكلت جزءا مهما من شبكة عمران المدينة ونشاطها الثقافي، انهارت ولم تعد موجودة. لهذا يفرض السؤال اليائس من وجود سينما عربية، نفسه علينا.
ماذا فعل العرب مجتمعين سينميا بتاريخهم الذي يمتد من فترة ما قبل الإسلام حتى اليوم؟ ولِمَ لَمْ تُشكل السينما هاجسا استراتيجيا لهم، وهم جيران لأكبر منتج سينمي عربي: الهند؟ خلقوا رديفا معاندا لهوليوود، بوليوود التي تشكل اليوم رهانا سينميا هنديا عظيما لترسيخ النموذج الثقافي الهندي وتقبل العرقيات والإثنيات بعضها بعضا.
نستفيد كثيرا من العمال الهنود في كل شيء ننجزه، من الحراسة إلى سواقة السيارات والشاحنات، إلى الهندسة، العمران، وغيرها، لِمَ لا نستفيد من صناعتها السينمية الضخمة، لبناء مشروع عربي سينمي عظيم، يسير وفق هذا الاتجاه. لِمَ لا تكون لنا عربوود؟ قد يبدو الأمر مضحكا لكنه ليس مستحيلا. لكن هذا يحتاج طبعا إلى مساحة عالية من الديمقراطية وأناس مقتنعين بقوة المشروع السينمي العربي تجاريا وثقافيا أيضا. لنا أن نتصور قليلا، الهند بلا فن ولا سينما؟ كم أنقذت السينما من الهلاك والانتحار والتقاتل ملايين البشر.
للأسف، لا تزال هذه الأصوات بلا صدى عربيا. وكأن العرب غير معنيين بهذا التاريخ مطلقا، وكأنهم أمة ولدت من فراغ الوهم وليس لها أي تاريخ؟ أو ليسوا محصلة لتوترات ثقافية وحضارية في المفترقات الإنسانية الأكثر صعوبة؟ عندما أقول العرب، أتحدث بالطبع عن البعد الثقافي والحضاري، أكثر منه العرقي واللغوي، وإلّا سنقوم ببتر مكون مهم من هذه الأرض. باستثناء ما قام به الآخرون، ووفق رؤى مسبقة، لم نفعل شيئا مهما يخصنا ثقافيا. سيدنا موسى كبر وتعذب في الأرض المصرية والفرعونية. ما هي رؤية العرب لهذا التاريخ القديم السابق للإسلام؟ نستهلك فيلم الوصايا العشر الذي أنجز وفق رؤية أيديولوجية ودينية محددة، مع استثمار كبير لهوليوود، لكن ما هي رؤيتنا مثلا في هذا الموضوع، إذا توفرت لنا رؤية؟ التاريخ الذي نقرأه موصّفا برؤية الآخر إيديولوجيا ونعيد إنتاجه سينميا، هو قراءة أيضا نورثها لأبنائنا وأحفادنا. ماذا فعلت السينما اللبنانية مثلا بالحقبة الفينيقية التي تدين لهذه الأرض بالكثير. في لبنانيي اليوم شيء من فينيقيي الأمس الذين كانوا تجارا متنقلين، قليلي الحروب، لا تهمهم إلا المرافئ التي ينقلون من خلالها سلعهم. ماذا فعل المغاربيون سينميا بتاريخهم النوميدي القديم، صراعات ماسينيسا وسيفاكس ضد روما قبل أن يفترقا ويتقاتلا؟ ويوغرطة الذي قاتل بقوة لبناء مجتمع جديد خارج منظومة القوة الرومانية؟ ماذا فعلوا بتاريخهم الأندلسي المشرق؟ الشخصيات العربية الإنسانية التي ولّدها التاريخ العربي الإسلامي أين حظها سينميا؟ كأننا لا نورث لأبنائنا إلا التصحر ونفاجأ كيف ذهب الكثير منهم نحو الإرهاب الذي لا يعني في النهاية إلا العدمية؟ تاريخ هذه الوقائع أو الشخصيات لم يلق حظا في أن تُفرد له أفلام تصل الماضي بالحاضر، ليؤمن الناس بأن تاريخهم كبير، وفيه الكثير من النور والبهاء وليس سوادا كليا. وليس أقل من تواريخ  العالم مثلما فعل الأمريكيون، والصينيون، والإنكليز، والفرنسيون، والهنود، وغيرهم، باستثناء ما قام به الليبيون مع عمر المختار، للمرحوم العقاد. فشل المغاربيون المؤهلون سينميا في وقت سابق بحكم القرابة مع أوروبا، في رسم صورة حية وإنسانية من خلال الأمير عبد القادر، عبد الكريم الخطابي، بورقيبة، ورواد النضال والحداثة والليبيرية العربية المتفتحة في الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات وغيرها من الحقب. وكأننا لسنا أهلا لأبطالنا. أين هو اليمن السعيد؟ أين هو مجتمع التسامح الديني الذي يمنحنا اليوم صورة بائسة منغلقة على مجتمع حوثي يكاد يكون حجريا، تحكمه القبيلية والتسلط والتقتيل الذي لن يؤدي إلّا إلى سلسلة من عدميات لا تنتهي أبدا. أين هي المماليك القديمة التي بنت المدن والسدود العظيمة؟ أين الوعي السينمي الذي يستحضرها في زمن يتجه حثيثا نحو النهايات المفجعة؟ كيف نحب أوطاننا ونحن لا نعرفها؟ وما نعرفه قليل جدا لأن التاريخ لا يزال نائما في العلب الفولاذية المغلقة. أليست السينما هي أكبر حالة سحرية نسترجع من خلالها هذا التاريخ المقتول وهذه الآمال الدفينة؟ فهل من عربوود تنقذ سينما عربية يمكن أن تصبح عالمية في وقت قصير؟

عَرَبوُود الحلم السينمائي العربي المستحيل

واسيني الأعرج

حوار الصحافي والمسؤول في الأردن ثنائية حمادة وحجو وعبقرية الدراما السورية وكيف تطرد ضيفك على الهواء مباشرة!

Posted: 31 Oct 2017 03:31 PM PDT

الصحافي – في المعنى الحرفي للكلمة – هو الذي يملك أدوات تلك المهنة سعيا لتقديم مادة حقيقية للمتلقي، ليس من المطلوب أن يكون سياسيا ولا أن يكون بحرا في العلوم، بل المطلوب منه أن يشتغل بعناية على مادته ويقدمها مكتوبة أو مسموعة أو مرئية. لهذا المتلقي بات اليوم ضائعا في متاهة كونية من الفضاء التلفزيوني أو الالكتروني الملتبك والمتشابك.
من هنا، فإن الفضاء التلفزيوني، الذي أتخم نفسه بنجوم الإبهار، فقد البوصلة كثيرا لتصبح الصحافة آخر أولوياته في الإعداد والتقديم فننتهي بحوارات ولقاءات فضائية لا تقدم أي قيمة مضافة وتتكىء على الإبهار في الإنتاج والديكور والإخراج الفخم، بلا محتوى حقيقي.
أو في الحالات الرديئة للفضاء التلفزيوني الخاضع لأكثر من جهة رقابية من السلطة ننتهي الى حوارات يتم تفصيلها على مقاس الرقيب الرسمي، فيكون ضعيفا والمقدم ببغاء لا أكثر.
في الأردن، الإنتاج الرديء في الإعداد تغول في التلفزيون الرسمي، فلا يمكن لأي برنامج حواري أن يكون جاذبا للمتلقي، الذي تجاوز التلفزيون نفسه بمصادر المعلومات، وفي عالم الإبهار، نجد أن قناة «رؤيا»، التي توسمنا بها خيرا «ولا نزال» تغرق شيئا فشيئا في الشكل دون المضمون، وهي مبدعة في عالم الغرافيك والألوان، إلا أن القيمة المضافة في برامجها وأهمها برنامج «نبض البلد» صارت تنحدر ربما لغايات الحفاظ على القناة، التي تقف على مفترق طرق بين إعلام ترفيهي «ولادي» تحكمه مزاجية الشلة، أو إعلام مرتفع السقف ورزين تمثله برامج مثل «نبض البلد» أو حتى «دنيا يا دنيا».
بين المحطتين، مرة أخرى تبرز يوما بعد يوم محطة «الأردن اليوم»، التي أعترف أني منذ بداية بثها نظرت إليها نظرة الشك والريبة لتخالف توقعاتي عبر استراتيجية ذكية وبسيطة جدا، وهي اصطياد الصحافيين المحترفين في برامجها الحوارية، ورفعها السقف بمنهجية توازن تمنعها من السقوط في شبكة القوانين المتغولة أو الوقوع في فخ التكرار والإبهار والفضائحية.
تابعت الصديق الصحافي «عمر كلاب»، والذي زاملته في مؤسسات صحافية قبل العصر الفضائي، وهو يحاور رئيس الوزراء الأسبق عبدالسلام المجالي عراب اتفاقية «وادي عربة» ورئيس الوفد المفاوض مع إسرائيل فيما بعد مدريد.
المجالي، كان منسجما جدا مع نفسه وتاريخه السياسي، وهذا متوقع في أي حوار معه، لكن اللافت في المقابلة أن مضيفه ومقدم الحلقة صحافي أردني من أصول غزاوية، له تاريخ سياسي قديم مع الفصائل الفلسطينية وأحد مؤسسي الصحافة الأسبوعية في الأردن في فورتها بعد عام 89، وهو يمثل نموذجا لمواطنة أردنية ننادي بها. كانت الخبرة تتحدث في الحوار، خبرة الصحافي، الذي يعرف كيف يقفز برشاقة بين مداخلات تعترض حديث ضيفه بدون قطع ولا إزعاج، ومحاولات جره الى ما يريد المتلقي أن يعرفه أكثر، وخبرة السياسي المحنك المفاوض، الذي لا يريد للحوار أن يخرج عن سكته التي يريدها هو لا غير.
تلك نقطة تسجل لقناة «الأردن اليوم».. وأعتقد أن «رؤيا»، التي نحبها قادرة لو أرادت أن تحسم ترددها وتدفع بالنخبة المهنية فيها للانطلاق نحو آفاق حرة أكثر.

الدراما السورية بعيدا عن الاصطفافات

منحاز أنا للدراما السورية دوما، وأكره تلك الحوارات في تصنيف نجومها على إيقاعات ما يحدث في سوريا، وعمليا أستمتع بالعمل السوري المبدع، بعيدا عن الاصطفافات، وما زلت مقتنعا أن الكوميديا السورية هي القمة في كل ما شاهدت من كوميديا، ولا أراها تتراجع بل تتطور، ولعلها بلغت القمة في وحدة ثنائي كاتب ومخرج هما الدكتور ممدوح حمادة والمخرج ليث حجو، الأول أستاذ أكاديمي مقيم في روسيا منذ زمن طويل، ويعطي عصارة ذاكرته ومعرفته في دراما كوميدية عبقرية، والثاني إبن مدرسة فنية بحد ذاتها، ابن الراحل عمر حجو، المؤسس الحقيقي لمسرح الشوك الكوميدي، والشريك الحقيقي للراحل الكبير نهاد قلعي.
الثنائي خرق السقف قبل سنوات بإنتاج كوميديا «ضيعة ضايعة» بجزأيه، وقد قفزا إلى أجواء كوميدية بإسقاطات عبقرية في هذا العمل، مما ظلم عملهما العبقري التالي، مسلسل «الخربة» وقد كان عبقرية متجددة في التحليق.
حسب برامج الفنون، فإن الثنائي الآن في مراحل تصوير في تونس، لعمل سوري كوميدي جديد اسمه «الواق واق»، والتوقعات حول العمل المقبل في الموسم الرمضاني المقبل كبيرة، وحسب ما شاهدنا من كواليس تصوير في برنامج «إي تي بالعربي»، فإن العمل يحمل إسقاطات سياسية على الواقع العربي مثقلة بالرموز، وهو ما صرت أخاف منه، فالمفروض أننا غادرنا الرمزية في عصر تكنولوجيا المعلومات إلى غير رجعة، لكن لن نحكم قبل أن نرى، ونتمنى لتوقعاتنا الخير.

ظاهرة طرد الضيوف

وفي سياق الحديث عن صناعة الإبهار في الفضاء التلفزيوني العربي، فإن هناك ظاهرة بدأت تنتشر في برامج الحوار الفضائي، وهي طرد الضيف، ويبدو أنها تقليعة جديدة باتت مدروسة ومتعمدة للفت انتباه صانعي الأخبار إلى البرنامج، الذي عادة ما يكون مغمورا بمقدم مغمور، فيصبح بعملية طرد ضيفه مشهورا وحديث الأخبار. بعد صدمتنا بالمغمورة المسكينة مروج إبراهيم وتصرفها غير اللائق والمعيب مع ضيفها أستاذ التاريخ، نجد أن قناة العاصمة المصرية وفي برنامج اسمه الشارع المصري ومذيع مغمور اسمه.. او فليبقى مغمورا فلن نذكر اسمه، قام بتقليعة الطرد لمهندس مصري صاحب فكرة تتعلق بتحديد النسل، فعارضته أزهرية ما في البرنامج فطرد ضيفه.
سنصل إلى مرحلة ما في برامج الحوار بدل أن يستهل فيها المقدم كلامه بقوله «نستضيف الليلة معنا السيد او السيدة فلان وفلانة» إلى مرحلة يقول فيها «ومعنا الليلة ممن سنطردهم لاحقا بعد قليل السادة فلان وفلانة».. أو في مقاطع الفقرات نسمع «تابعونا بعد الفاصل، كيف نطرد ضيوفنا»!

إعلامي أردني يقيم في بروكسل

حوار الصحافي والمسؤول في الأردن ثنائية حمادة وحجو وعبقرية الدراما السورية وكيف تطرد ضيفك على الهواء مباشرة!

مالك العثامنة

في جهاز مراقبة الأحلام

Posted: 31 Oct 2017 03:30 PM PDT

كان صديقي الذي قاسمني السكن في الشقة التي استوطنا منذ كنا طالبين في الجامعة، أواخر الستينيات؛ يبحث منذ أربعين سنة عن شيء يخترعه، فلم يفلح؛ وأنا أقول له: «يا صديقي، ماذا تريد أن تخترع؟ لم يترك الأمريكان ولا الصينيون ولا اليابانيون شيئا إلا اخترعوه»؛ وهو يعاند: «إلا هذه! إلا هذه»؛ «وما هي هذه؟». يوقظني هذا الفجر، وهو يهمس بصوت مكتوم، يكاد ينفجر: «وجدتها! وجدتها!».. ينشلني من نومي إلى غرفته. يجلسني إلى شاشة حاسوبه، وهو يشد أسلاكا مختلفة الأحجام والألوان إلى أطراف أصابعي وأذني وطرف لساني وأنفي وحول عينيّ.. ينقر على الحاسوب وهو يقول لي:»انتبه يا ولد»..المشاهد تتعاقب على الشاشة مضطربة مشوشة، ثم تستوي صافية نقية جلية؛ فإذا هي نُتَفٌ من أحلامي التي حلمت البارحة وأنا في محطة حاجب العيون.. أشكو إلى صديقي ضعف ذاكرتي، فقد كنت على كثرة ما أحلم، لا أجد لأحلامي أثرا إذا استيقظت، إذْ سريعا ما تتلاشى كلما صحوت؛ وهو يقول لي شارحا مفسرا: «طاقة التخزين ضعيفة؛ ذاكرتك مثل ذاكرة الحاسوب القديم».. أزعق، وأنا أرى من أحلامي مشاهد حميمة: «أطفئ الحاسوب! أنت تحشر أنفك في ما لا يعنيك!» يفك الأسلاك عن أطرافي: «أستطيع أن أعود بك إلى أحلام الأعوام التي مضت، وربما إلى أيام الحمل وأنت في أحشاء أمك»؛ وأنا أثنيه وأصب الماء على ركبتيه: «هذا اختراع فاشل.. جهاز مراقبة الأحلام.. لا يبل ولا يعل»؛ وهو يعاند ويكابر: «ما رأيك في برنامج تلفزي على المباشر، نعرض فيه للناس أحلام حكامهم ومشاهيرهم؟ بماذا يحلم السيد الرئيس هذه الأيام؟ بعرش بورقيبة؟ أو بماذا يحلم الشيخ؟ بدوام التوافق بين النداء والنهضة؟» بماذا يحلم التونسيون أحفاد السوريين.. سليلُو القرطاجنيين.. الشعب الملاح التجاري الفلاحي؟ التونسيون مثل السوريين أجدادهم «يحرقون» إلى إيطاليا.. ومنها إلى أوروبا.. يعيشون الآن مثل فزاعات الحقول، في أسمال الروبافيكا (الملابس المستعملة)؛ في «دفيئة زجاجية» وقد أُديرَتْ أسماعهم إلى الداخل؛ فلم يعودوا يصغون لإيقاع الحياة خارج الكرة الزجاجية التي حُشِروا فيها.
والعم مخلوف حارس العمارة، يقول لي: «لا تصدق الحكاية»؛ وأنا أسأل مَنْ أَوْكل إلى العم مخلوف مهمة الحراسة، بدون أجر أو مقابل؟ لعله كان قانعا من ذلك كله بالغرفة المهملة التي تأويه هو وزوجته، غرفة بدون مرحاض؛ وأنا لا أجرؤ أن أسأله أين يقضيان حاجتهما؛ وصديقي يقول لي:»عمك مخلوف وامرأته من جنس الملائكة؛ والملائكة لا تأكل ولا تبول ولا تتغوط»؛ وأنا أعاند: «ولكنهما يأكلان!» وهو لا يراجع ولا يتراجع: «إذن، فهُما نصف ملائكة».
٭ ٭ ٭
قالت زوجتي مستغربة «أنظر.. ما هذه الغربان السود؟» قلت «أي غربان؟» قالت «تلك» وأشارت إلى السباسب البعيدة حيث كانت الريح تلوي الأكياس السود العالقة بالحشائش والأشواك الجافة.. ضحكت وأنا أقول «هذه غربان الساشيات (الأكياس البلاستيكية)».. كانت الجغرافيا التونسية ترسم تضاريسها وتقلباتها العجيبة.. جبال صفر.. حمر.. رمادية.. صورة السراب أو وهم الماء.. أشبه في وحشتها بظل خيالي رجراج.. ولا أثر فيها إلا لبضع بيوت طينية أو من الآجر الأحمر.. منصوبة في العراء ولفح الشمس.. وبضع أغنام وجمال كأنها تزحف أو تنسل كالزواحف.. ونباتات جافة سرى فيها الملح والرمل.. جبال جرداء موحشة.. ربما انحفرت في بعض منحدراتها بئر، أو ما يشبه البئر المعطلة التي غار ماؤها وكسته الطحالب.. ربما كانت هذه البلاد.. في بواكير الأبدية.. هذا الجنوب المنسي.. بحرا لم يبق منه غير ماء آسن، وسراب مترقرق كهذا الذي يكسو أرجاء الصحراء.. ويعلو حواشيها.. بريق تركض به البيداء.. تغرق فيه الكثبان وتنحسر.. تتبدى الهضاب وتتوارى.. في قليل من الماء.. يلوح من بعيد كماء الغُسْلِ.. النبات الذي كان من عادة العرب أن يضيفوه إلى الماء، عند الاغتسال.. أو ماء السخْد الأصفر الذي يخرج مع الجنين عند الولادة.
قطعنا الطريق، وأنا أروي لها كيف كانت مدن الحوض المنجمي مدنا متوسطية حية نظيفة.. قبل الاستقلال عام 1956. كان في المناجم تونسيون وفرنسيون وجزائريون وسودانيون. وكان في كل مدينة قاعة سينما وجمعية رياضية وملعب تنس.. ومرافق حديثة عامة.
٭ ٭ ٭
على الرصيف أمامي رجل ضرير، يريد أن يجتاز الطريق، فيقرع الطوار بعصاه، والمترجلون يمرون والسيارات تمر، ولا أحد يبالي؛ ثم يجازف، ولكنه سرعان ما يتراجع، وقد ارتفعت أصوات المنبهات محذرة؛ ويلوح بعصاه البيضاء، بدون جدوى؛ وظل على حاله، يذرع الرصيف عشرين خطوة شرقا، ثم عشرين غربا، لا تنقص ولا تزيد، كأنه يعدها، معي، عدا؛ ويبدو أن قدميه لم تكونا مرتاحتين في حذائه الشتوي، فقد توقف وانحنى يفك الأربطة المشدودة شدا محكما؛ وعاد يقرع الطوار، والمترجلون يمرون والسيارات تمر، ولا أحد يبالي؛ وواربْتُ بابَ المكتب ورائي وخرجتُ إليه، ودنوتُ وقلتُ: «هل أستطيع أن أساعدك؟»؛ واستدار ناحيتي وهو يقول: «أخيرا، ثمة من رآني! يبدو أنْ لا أحد يرى أحدا في تونس اليوم!»؛ ثم سوى نظارتيه السوداوين السميكتين؛ وأخذتُ بيده اليسرى، وأنا أومئ للسواق، وهو يسب سبا مقذعا، لم أسمع له مثيلا، ولا أدري من أين استلهم مفرداته وتعابيره؛ حتى ندمتُ على فعلتي، وكدت أخلي سبيله في وسط الطريق؛ ثم فجأة، فك يده من يدي، وطوحتُ في الفضاء عاليا عاليا، حتى خلتُ أني سأبقى معلقا، ولن أبلغَ الأرض مهما سقطتُ؛ حتى سمعتُ رأسي ترتطم بالإسفلت، فأدركت، قبل أن يُغمى عليّ أن سيارة قد أصابتني؛ ثم شممتُ عطرا نسائيا رخيصا، سافر بي إلى سنوات الجامعة، في محطات الحافلات، ففتحتُ عينيّ، ولكني لم أر شيئا، ثم أغمضتُ وفتحتُ، ولكني لم أر شيئا؛ وسمعتُ الرجل الذي أسندني إلى حائط البلفيدير يقول:»هل أنت بخير؟ الرجل الذي جاء يساعدك، أخلى سبيلك بين السيارات، ونجا بجلده»؛ ثم وضع على عيني نظارتين سميكتين، وهو يقول: «أنت محظوظ، نظاراتك لم تتكسر… خذْ عكازك، وسرْ إلى… سياج الحديقة، ولا تقطع الطريق وحدك».
٭ ٭ ٭
استأجرت شقة في ضاحية الزهراء، جنوب مدينة تونس؛ كان صديقي مخترع «جهاز مراقبة الأحلام» قد دلني على صاحبها.. تقع في الطابق الرابع والأخير من عمارة، من بين عشرات العمارات التي تتشابه، ولا تختلف في شيء؛ حتى السكان كانوا متشابهين. وكان يعسر عليّ أن أميز أو أفرق، وأنا الذي لا أرفع بصري إلى الناس. وكنت، وأنا أعزب، حينها، لا أعود إلى البيت إلا في ساعة متأخرة من الليل. في تلك الليلة من شهر أكتوبر/تشرين الأول، وأنا دفآنَ، لا أشعر بالبرد، فقد تعشيت فوق الشبع، وشربت فوق الثمالة؛ كان الطقس باردا جدا، لأني رأيت الناس يرتجفون وقد تدثروا، والثلجَ يغطي شوارع المدينة؛ فتسكعت في الأنهج والساحات حتى فاتني قطار السفرة الأخيرة؛ فعدت إلى المطعم ثانية؛ فلما انقضى من الليل أكثره، خرجت أبحث عن تاكسي. وحشرت نفسي إلى جانب السائق: «إلى الزهراء».. سان جرمان كما كانت تسمى زمن الحماية الفرنسية؛ وقد رسمها السويسري الألماني بول كلي عام 1914 في إحدى أجمل لوحاته؛ والسائق يسأل:»هل نسلك طريق الوردية أم مقرين؟»، وأنا أجيب: «كل الطرق سالكة خالية في هذا الوقت، خذ الطريق التي تريد»، وهو يقول: «طريق مقرين لا تخلو أبدا من دوريات الشرطة»، وأنا أقول: «وما لي؟ وهل أنا الذي أسوق؟» وهو يضج بالضحك والسعال، لا يكف عن الكلام؛ وقد كب وجهه على المقود، حتى خُيل إليّ أنه ميت، لا محالة، من شدة الضحك وشدة السعال؛ فلما هدأ واستكان سألني:»لا بد أن لك في البيت امرأةً تنتظرك؛ المال والأبناء زينة الحياة الدنيا»؛ وأنا أصحح: «المال والبنون… البنون»؛ فلما بلغتُ سكناي، نقدتُه وسحبتُ نفسي إلى نسيم بارد مس عظامي، وانصرفتُ، وهو ينادي: «وصاحبك الذي ينام في الكرسي الخلفي، هل نسِيته؟»؛ وأفتح باب السيارة مذهولا، وهو ينفجر ضاحكا: «ولكنك ركبتَ وحدك، هل نسِيت؟»؛ وأصعد المدارج على مهل؛ وأدلف رأسا إلى المطبخ، وقد جف ريقي من العطش؛ فكلما شربت ازددتُ عطشا!
ويسألني صديقي ونحن نشاهد هذه الأحلام في جهازه : «هذه الأحلام تصلح أن تكون سيرة ذاتية.» وصوت سائق التاكسي يتردد في أُذني: وصاحبك الذي ينام في الكرسي الخلفي، هل نسِيته؟»؛ وأنا أسأل: «ومن يكون صاحبي؟ وقد ركبتُ وحدي»؛ وهو يشير: «وهذا الذي ينام هنا؟»؛ وفتحتُ باب السيارة، وسحبتُ الرجل الذي تكوم؛ والسائق يمضي في صخب، يسعل ويضحك، وقد كب وجهه على المقود؛ ونظرت حولي، وأدركتُ أن التاكسي لم يحط بي في ضاحية الزهراء؛ والرجل يسألني: «من أنت؟ وأين نحن؟ ولماذا جئتَ بي إلى هنا؟»… ومنذ ثلاثين سنة، وأنا أرج رأسي، فيترجرج مخي مثل بيضة فاسدة في قشرتها؛ والرجل صار يلازمني مثل ظلي.. ويناديني: «يا صديقي».

٭ كاتب تونسي

في جهاز مراقبة الأحلام

منصف الوهايبي

لم يبق في البلد إلا المنافقون والمطبلون ومبررو كل قرار رسمي ومن بيدهم مقاليد السلطة يدفعون الشباب إلى اليأس

Posted: 31 Oct 2017 03:30 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: المسؤول السابق عن النشاط الديني في أمن الدولة وعضو المجلس القومي لمكافحة الإرهاب، لا يستبعد وجود خيانة في عملية الواحات، ويتساءل عن عدم استخدام الطائرات الكشافات الليلية فوق مواقع الإرهابيين لإثارة ذعرهم، ودفعهم للهروب واصطيادهم. وإشادة بالتغييرات التي قام بها الرئيس في القيادات الأمنية. ومحافظ المنيا يكذب بيان مطرانية المحافظة عن اغلاق الكنائس، ويؤكد افتتاح المزيد منها، ويتبادل الاتهامات معها. واهتمام واسع بالذكرى المئوية لصدور وعد بلفور، ومطالبة الدول العربية باتخاذ إجراءات ضد بريطانيا لاحتفالها به، ورفع دعوى قضائية ضدها. وإحباط عملية لسرقة بعض مقتنيات عبد الناصر. وإشادة بإسرائيل لإنتاجها فيلما عن أم كلثوم وإطلاق اسمها على أحد شوارعها. وقصة البرقية التي أرسلها.
هذه كانت بعض أخبار الصحف المصرية الصادرة أمس الثلاثاء 31 أكتوبر/تشرين الأول.
ومن الأخبار الأخرى التي اهتمت بها الصحف كانت عن مؤتمر الشباب العالمي، الذي سيحضره الرئيس السيسي في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني الحالي. وحالة الاستنفار الأمني الهائلة وتخصيص عشرين ألف ضابط وجندي لحماية المؤتمر في شرم الشيخ. وتدمير الطيران ست عربات دفع رباعي محملة بالأفراد والذخيرة مقبلة من ليبيا، والتغييرات التي حدثت في وزارة الداخلية، ومشروع نيوم السعودي، الذي يرعاه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ويشمل السعودية ومصر والأردن. ومباريات كرة القدم وحصول الزمالك على بطولة أفريقيا في كرة اليد وحملات مطالبة الرئيس السيسي بترشيح نفسه لولاية ثانية.
وإلى ما عندنا من أخبار..

الشرطة والإرهاب

ونبدأ بأبرز ردود الأفعال على الهجوم الذي تعرضت له الشرطة في منطقة الواحات، وأدى إل استشهاد ستة عشر من الضباط والجنود، حيث نشرت مجلة «آخر ساعة» أمس الثلاثاء حديثا مع لواء الشرطة السابق فؤاد علام ووكيل جهاز أمن الدولة الأسبق والمسؤول عن النشاط الديني فيه، وعضــــو المجلس القـــومي لمكافحة الإرهاب الآن، أجرى معه الحديث أحمد دياب وأبرز ما قاله: «إننـــا في حاجـــة ماسة لتشكيل فرقة من قوات الشرطة يتم تدريبهم بمعرفة القوات المسلحة. أما في المجموعة 777 المتخصصة في محاربة العمليات الإرهابية في كل مواقعها وأماكنها، أو بداخل وحدات الصاعقة، لكي يتم تدريبهم على كيفية التعامل مع هؤلاء الإرهابيين، وفي كل المناطق الجبلية والوعرة، ويتطلب الأمر تزويدها بكل الإمكانيات من الأسلحة الكاملة التي تتفوق على أسلحة التنظيمات الإرهابية، بعد التدريب العلمي الجيد لمواجهة هذه العناصر الإجرامية، لأن القوات المسلحة تقع عليها مسؤولية البناء والتعمير وحماية البلاد، برا وبحرا وجوا، من خلال تعاون كل أفرع القوات المسلحة لمواجهة كل الجيوب الإرهابية والقضاء عليها في سيناء، وكل ربوع الوطن.
بالتأكيد كان لا بد من إضاءة المنطقة من خلال الطيران، وهذا أسلوب علمي ناجح، وتم استخدامه في محافظة المنيا في بعض القرى، أثناء ضبط بعض عناصر التكفير والهجرة في منطقة البر الشرقي، وعندما تمت الإنارة حدثت حالة من الذعر والارتباك لهذه العناصر، وفي أقل من دقائق تم اقتحام المعسكر في قضية التكفير الهجرة الخاصة بشكري أحمد مصطفى. وهذا يساعد على القبض على بعض الأحياء من العناصر الإرهابية لأنهم يعتبرون كنزا للمعلومات، الإدلاء عن قواعد وأشخاص التنظيم».

حقيقة التغييرات

وفي صفحتها الثالثة أمس الثلاثاء نشرت جريدة «المقال» تحليلا كتبه عمرو صلاح عنوانه «الحقيقة وراء التغييرات الأمنية في مصر» قال فيه: «لكن بالنظر إلى طبيعة شخصية الرئيس السيسي، يمكن إدراك مستوى التغييرات تلك، ودلالة توقيتها، والإجابة عن أسئلة على غرار لماذا رئيس الأركان وليس وزير الدفاع؟ ولماذا رئيس الأمن الوطني وليس وزير الداخلية؟ ولماذا اليوم ولم تصدر القرارات تلك في أعقاب حادث الواحات مباشرة أو في اليوم التالي؟ وبعيدا عن مدى جدوى هذا المنطق، فالرئيس السيسي يبدو أنه من النوع الذي يفضل استقرار القيادات العليا في قمة الهرم، على تغييرها حتى وقت الأزمة، خشية تبعات التغيير على استقرار المؤسسات وبنيتها الداخلية، وتبعات هذا كذلك على صورة النظام السياسي واستقراره والثقة به أمام الرأي العام والخارج، وحرصا على الإبقاء على صورة مخالفة لحالة عدم استقرار القيادات في مواقعها منذ عام 2011. ومن ثم يبدو المنطق هذا هو إن كان الظرف الداخلي والخارجي دافعا لخطوة تغيير فلتكن التغييرات في المستوى الأدنى وبخطوات محسوبة».

«شالوا ألدو وحطوا شاهين»

وفي الصفحة الخامسة من «وفد» أمس قال علاء عريبي في عموده اليومي «رؤى» تحت عنوان «قرارات صائبة»: «في الستينيات غنى ثلاثى أضواء المسرح اسكتش كروي حورته العامة وأدخلته ضمن المأثورات: شالوا ألدو وحطوا شاهين ألدو قال أنتم مش لاعبين، بعد فترة أصبح يضرب لعدم الجدوى من تغيير الشخصيات: شالوا ألدو وحطوا شاهين قالوا برضه مش لاعبين. «ألدو وشاهين» كانا حارسي مرمى في نادى الزمالك، مثل بعضهما بعضا في المستوى والنتيجة واحدة. القرار جاء متعقلا ولم يصدر بشكل انفعالي ،بل بعد أكثر من مرور أسبوع على الحادثة المؤلمة، وهو ما يعني أن قيادات وزارة الداخلية قامت بالتحقيق والتحري والبحث، ولم تلتفت للقيل والقال.
لم أفاجأ بالقرار وانتظرته مثل غيري وكنت أثق في أنه سيصدر ربما اليوم أو بعد شهر. من الصعب استمرار الوضع كما هو عليه، التغيير أصبح ضرورة والمشهد يحتاج إلى شخصيات تدير المنصب وتضيف إليه، ولا يحتاج إلى شخصيات يديرها المنصب. في مقالات سابقة طالبت الحكومة وتحديدا وزير الداخلية بعد أن صدر قرار ترقية دفعة من ضباط الشرطة بشكل استثنائي، أن نبحث عن الأشخاص الذين يمكن أن يفيدوا الواقع ويضيفوا للمشهد وعدم التقيد بالأقدمية. نحن لا نريد أن نقع في فخ اسكتش ثلاثي أضواء المسرح: شالوا ألدو وحطوا شاهين، نتمنى أن نخرج منه بتنحية: القرابة والصداقة والأقدمية والشللية. مصر في حاجة إلى شبابها أحياء وبصحة جيدة وعقلية متقدة تساند وتحمي وتصون وتدافع وتؤمن أهلهم ووطنهم نحن لا نريد أن نفجع أو نتألم بفقدهم».

الثقافة المتوارثة

أما رئيس تحرير جريدة «الشروق» عماد الدين حسين فقال في عموده اليومي «علامة تعجب» عن التغييرات التي حدثت: «رغم مأساوية الحادث ودمويته، فقد كانت أمام الحكومة فرصة ذهبية نادرة أضاعتها حينما لم تخرج على الناس وتقول لهم لقد استمعت إلى أسئلتكم وانتقاداتكم وحققت في الموضوع، ووصلت إلى نتيجة هي إقالة بعض المسؤولين المباشرين عن الحادث.
لكن للأسف فإن ذلك لم يحدث، ولا أعرف لماذا تهدر الحكومة فرصة إحراز هدف محقق من انفراد كامل بالمرمى؟ هل هي الثقافة السياسية المتوارثة التي كانت تنظر إلى الاعتذار باعتباره علامة على الضعف، وأن الحكومة لو قالت إنها تعتذر اليوم فسوف يتوجب عليها الاعتذار في كل مرة تخطئ فيها وقد يكلفها ذلك غاليا؟ أم أن الحكومة تخشى أن يكون الاعتذار الرسمي هو إقرار بأن الإرهابيين سجلوا ضربة نوعية حينما نفذوا الحادث؟ أعتقد أن السبب ربما يعود إلى فكرة الثقافة المتوارثة التي لا تريد أن تظهر الحكومة في حالة اعتذار، باعتباره ليس من شيم الكبار، لكن لو أن الحكومة تعتقد أن الإقرار بتقصير من تمت إقالتهم سيلحق الضرر بصورة وزارة الداخلية فهو تفكير غير سليم بالمرة، أولا لأن الجميع يعرف أن هناك تقصيرًا تم بالفعل حينما وقعت الواقعة، ثم أن الحرب ضد الإرهاب معروفة للقاصي والداني، وعدم نشر المعلومات والأحداث في الصحف الرسمية لن يغير من الواقع شيئًا. قد يقول البعض أن الإقرار العلنى بمسؤولية بعض القيادات عن الحادث قد يؤدى إلى التأثير في الروح المعنوية للجنود والضباط، وهذا قول غير صحيح على الإطلاق، بل ربما أن العكس هو الصحيح تمامًا. محاسبة أي مسؤول، خصوصًا لو كان كبيرًا، وتوقيع الجزاء عليه هو أفضل دافع لأى مسؤول آخر لأداء عمله بصورة سليمة تجنبه الوقوع في الخطأ قدر الإمكان، وبالتالي سيؤدي ذلك إلى رفع الروح المعنوية لكل المجتمع وليس للداخلية فقط. لو كنت مكان الداخلية والحكومة لكنت سارعت إلى الإعلان عن عقد مؤتمر صحافي أقول فيه الحقيقة كاملة حتى لا تتكرر مأساة الواحات مرة أخرى في أي مكان آخر. في كل الأحوال خطوة المحاسبة تظل تستحق التقدير وفي انتظار أن تؤمن الحكومة بفضيلة الاعتذار».

إفتحوا النوافذ وأضيئوا الأنوار

تشهد مصر في السنوات الأخيرة محاولات جادة ومخلصة لإعادة بناء مصر الجديدة بعد سنوات طويلة من الجدب والركود والإهمال مع تفشي الفساد في كل مفاصل الدولة.. ويكفي ما يراه صلاح الغزالي حرب في «المصري اليوم» وما ما نراه نحن أيضا يتحقق أمام أعيننا من إنشاء شبكة جديدة من الطرق في طول البلاد وعرضها، في سابقة لم تحدث في تاريخ مصر الحديث.. وإنشاء عشرات الآلاف من الشقق السكنية لحل أزمة الإسكان مع التحرك الجاد للتخلص من العشوائيات وإنشاء المدن الجديدة، التي تسهم في خلخلة التكدس السكاني، وفتح آفاق جديدة أمام أبنائنا وأحفادنا، ناهيك عن حل أزمة الكهرباء التي كانت حتى عهد قريب قد استحكمت بعد سنوات طويلة من الإهمال. ولكن يا ترى.. هل هذا يكفي لبناء مصر الجديدة؟ بالطبع لا.. فالأمم لا تُبنى بالأحجار فقط، ولكن الأمة الحية تحتاج إلى الماء والهواء لكي تدب الحياة في أوصال الحجر.. ولكن كيف؟ أولاً لم يعد مقبولاً بالمرة أن يأتي فلان، ويخرج علان من موقع المسؤولية بدون أن نعلم لماذا أتى هذا، ولماذا خرج ذاك. إنني- ببساطة- أطالب بتطبيق الدستور عند اختيار المسؤولين على جميع المستويات بإشراك مجلس النواب مشاركة حقيقية وليست صورية، وإعلان مسوغات الترشح ومبررات الإقالة.. مع محاسبة المقصرين ومكافأة الجادين وإعلاء قيمة الكفاءة، والخبرة، والقدرة والأمانة فيما سواها.. ورفع يد الأمن عن هذا الأمر. ثانياً: مصر تحتاج إلى ثورة حقيقية فى الإعلام الداخلي، والخارجي، وقد أعلنت من قبل عن اعتراضي الكامل على فكرة المجلس الأعلى للإعلام، واللجنة الوطنية، وطالبت بإعادة وزارة الإعلام، باعتبارها ضرورة ملحة في هذا الوقت شديد الأهمية، وها نحن نعيش زمناً يخطئ فيه المذيع خطأً مهنياً في وقت حرج، ويطالب نقيب الإعلاميين بالتحقيق معه، وإيقاف البرنامج، ويصرح رئيس المجلس الأعلى بالتحقيق.. ثم يحسم الأمر رجل الأعمال مالك القناة معلناً أنه لا تحقيق، ولا إيقاف، وكل ماعدا ذلك «أونطة»، حسبما قال حرفياً.. فهل هذا مقبول؟ وهل يُعقل أن يكون إعلامنا فى هذه الفترة الحرجة بهذا الترهّل والضعف والتردى؟ والشيء نفسه يقال عن إعلامنا الخارجي، فلم نشعر حتى الآن بوجود حقيقي لهيئة الاستعلامات أو للمكاتب الإعلامية في الخارج. إن التحرك السريع فى هذا الاتجاه أمر شديد الأهمية، خاصة أن مصر تمتلك الكثير من الكفاءات الإعلامية الرفيعة ذات التاريخ المشرف لقيادة دفة الإعلام… خامساً من المهم أن يشعر المواطن في الشارع المصري بأن القانون فوق الجميع، كما قال رئيس الدولة أكثر من مرة.. ونحن في حاجة ماسة إلى إعادة النظر في التشريعات القائمة، التي يعود كثير منها إلى الماضى البعيد، وفيها الكثير من الثغرات التي ينفذ منها الفاسدون.. ونريد تغليظاً للعقوبات، وتنفيذاً فورياً لأحكام القانون. وتبقى كلمة أوجهها إلى كل مسؤول فى هذا البلد فى كل موقع: افتحوا نوافذ الأمل.. وأضيئوا أنوار الطريق إلى المستقبل وأنتم ماضون فى بناء مصر الجديدة.. حتى يختفى شبح الخوف والقلق، واليأس والإحباط».

أقباط وكنائس

وبالنسبة للضجة التي أقامها أشقاؤنا الأقباط حول غلق عدد من الكنائس في محافظة المنيا في جنوب البلاد تحت ضغط المتشددين، كذّب محافظها اللواء عصام البديوي هذه الأخبار ونشرت «المصري اليوم» تصريحات نقلها من المنيا سعيد نافع وتيريزا كمال نصها: «شدد اللواء عصام البديوي محافظ المنيا على أنه لن يتم السماح لأي من القوى المتشددة، مسلمة كانت أو مسيحية، بأن تفرض إرادتها على أجهزة الدولة لافتاً إلى أن الدولة لبت 32 طلباً للمطرانيات المختلفة خلال الفترة من سبتمبر/أيلول 2016 حتى سبتمبر الماضي، منها 13 لاطلباً بمطرانية المنيا وأبو قرقاص، إلى جانب إقامة شعائر الصلاة خلال الفترة نفسها في 21 منزلاً في المنيا وأبو قرقاص، بدون أي مشاكل، ولم يتم غلق أي منها. وأضاف البديوي في بيان مساء (أمس الأول) أن المحافظة تضم أكبر عدد من الكنائس وبيوت الخدمة والمطرانيات والأديرة بين جميع المحافظات، والتي تصل إلى 10 أديرة للطوائف المختلفة و7 مطرانيات بما يتبعها من كنائس وبيوت خدمات وبيوت صلاة وملحقات أخرى. وجاء البيان رداً على بيان مطرانية المنيا برئاسة الأنبا مكاريوس (أمس الأول) التي أعلنت فيه أنه تم إغلاق 4 كنائس. وأشار المحافظ إلى أنه مع التوسع السكني وزيادة عدد سكان القرى في ربوع المحافظة، ظهر جلياً حاجة أبناء الطائفة المسيحية لزيادة عدد الكنائس لإقامة شعائر الصلاة في القرى المختلفة، وعادة ما يقع الخلاف بين سكان القرى على مكان المنزل الذي ستقام فيه الصلاة، ومع تدخل العقلاء والمعنيين بالموضوع يتم توفيق الآراء والاتفاق على المكان الذي ستقام فيه الصلاة. وحقق ذلك نجاحاً كبيراً في العديد من الحالات، عدا بعض القرى التي حدثت فيها المشاكل، ومنها التي أشار إليها بيان مطرانية المنيا وأبو قرقاص، فالوقائع التي حدث فيها اعتداء على منازل أقباط هي واقعتان فقط، هما «عزبة زكريا» في قرية دمشير في مركز المنيا، وتم ضبط 15 عنصراً تعدوا على المنزل، الذي تمت ممارسة الشعائر فيه بدون ترخيص، وقررت النيابة حبسهم على عكس ما ورد في البيان من عدم ضبط الجناة. والواقعة الثانية في عزبة القشيري في مركز أبوقرقاص، حيث حددت الأجهزة الأمنية 11 عنصراً اعتدوا على المنزل الذي تمت ممارسة الشعائر فيه بدون ترخيص. وجارٍ استصدار أمر من النيابة بضبطهم. وبالنسبة لواقعتي المنزل الكائن في قرية الشيخ علاء في مركز المنيا والمنزل الكائن في قرية الكرم في مركز أبوقرقاص، فلم تحدث فيهما أي اعتداءات من الأهالي على المنزلين، ولذلك لم يتم ضبط أحد. وفي المقابل قال الأنبا مكاريوس: «أتواصل مع المحافظ وتربطني به علاقة ود كبيرة واتفقت معه على أنني لن أعلق على بيان المحافظة رغم تحفظاتنا كمطرانية على بعض ما ورد فيه من عبارات ومعلومات، لإتاحة الفرصة للمحافظ لحل المشكلة ورفع الظلم عن الأقباط».

إعادة افتتاح كنيسة

وتحت هذا التحقيق مباشرة كتبت تيريزا كمال تحقيقا بالصور تحت عنوان «إعادة افتتاح كنيسة إنجيلية في المنيا بعد 22 سنة إغلاقا» قالت فيه من المنيا: «احتفل عدد من الأقباط مساء أمس الأول بافتتاح الكنيسة الإنجيلية الخمسينية في المنيا، التي كانت مغلقة منذ عام 1995 وتم تقنين أوضاعها. حضر الافتتاح القس عاطف فؤاد رئيس مجمع سنودس النيل الإنجيلي نيابة عن الدكتور القس أندريه زكي رئيس الطائفة والقس إبراهيم حنا نائب رئيس المجمع وأعضاء اللجنة التنفيذية بالمجمع وعدد كبير من القيادات التنفيذية والشعبية، فضلاً عن مشاركة محمود جمعة أمين بيت العائلة والأب بولس نصيف من قيادات بيت العائلة والقس خليل إبراهيم نائب رئيس مجمع النعمة ولفيف من الشخصيات العامة والقساوسة».

حكومة ووزراء

وإلى الحكومة ووزرائها والمصائب التي أنزلتها فوق أمهات رؤوس المصريين، حيث أخبرنا رسام «المصري اليوم» عمرو سليم أنه ذهب لزيارة قريب له فوجده ممسكا بجريدة وفيها خبر عن فواتير الكهرباء وهو يستمع لمذيعة في التلفزيون تقول: «هذا وقد ارتفعت أسعار الزفت مرة أخرى، حسب تعليمات صندوق الهباب الدولي، فأصبح الموضوع برمته قطران على دماغ المواطن الذي كانت جيوبه جايبة جاز من الأول».

مشروع القرن

لكن محمد عبد الحافظ رئيس تحرير مجلة «آخر ساعة» التي تصدر كل ثلاثاء أعطى صورة مختلفة تماما بقوله في الصفحة السابعة: «مشروع قانون التأمين الصحي الذي خرج للتو أخيرا، والذي سيتضمن العلاج لكل مصري، إنجاز لوزارة المهندس شريف إسماعيل، وجهد محمود للدكتور أحمد عماد الدين وزير الصحة، وسيضاف لسجله مع قضائه على قوائم الانتظار لمرضى فيروس سي. ظني أن هذا القانون سيصبح مشروع القرن. أتمنى ألا يتأخر البرلمان في إقراره بعد أن عملت الحكومة اللي عليها وأقرته، وأهمس في أذن الناشطين ألا يصب هذا المشروع في خانة حقوق الإنسان. إلغاء امتحانات الشهر التحريرية من ثانية ابتدائي حتى ثانية إعدادي قرار مهم وخطوة جادة على طريق إصلاح التعليم في مصر وتحويله من تلقين إلى فهم، ولن يؤتي ثماره إلا بتعاون أولياء الأمور مع وزارة التربية والتعليم، والإبلاغ عن أي تجاوز أو مخالفة في أي مدرسة، بدون أن يخشوا من إدارة المدرسة، برافوا وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي».

مأساة طالب بعثة

لا تترك السلطة في مصر منفذا للتنفس إلا وأغلقته، لا على المستوى السياسي فقط، بل في كل المجالات، سياسية واقتصادية وإعلامية وخيرية وفنية وثقافية..ففي رأي هيثم أبوزيد في «البديل» لم يبق في ساحاتنا إلا المنافقين والمطبلين ومبرري كل قرار رسمي، مهما حمل من مآس وخطايا، وقد كان آخر هذه الخطايا ما تعرض له المهندس عبد الناصر فراج من تعطيل متعمد لسفره إلى ألمانيا في بعثة دراسية لنيل درجة الماجستير، وتعريضه لرحلة مملة متكررة بغيضة أمام فروع الأمن الوطني، طلبا لتصريح السفر. رحلة انتهت بكلمات قصيرة من ضابط أمن: «أوراقك مش عندنا» لنترك عبد الناصر يروي قصته: أنا عبدالناصر فراج، مهندس كهرباء، خريج سنة 2017، وبدءا من نوفمبر/تشرين الثاني 2016 كنت أحضر نفسي للتقديم لدراسة الماجستير في ألمانيا والحصول على منحة دراسية، والحمدلله في يونيو/حزيران 2017 وبعد تعب ومشقة أكرمني الله وقُبلت لدراسة الماجستير في جامعة برلين التقنية، بداية من سبتمبر/أيلول 2017 إلى سبتمبر 2019، ثم وفقت في الحصول على منحة لتغطية مصاريف الدراسة التي تقدر بحوالي نصف مليون جنيه مصري.. ولأنني لم أؤد الخدمة العسكرية فقد قدمت أوراقي لإدارة البعثات التعليمية بتاريخ 6 يوليو/تموز 2017 لتأجيل الخدمة العسكرية سنتين لدراسة الماجستير في ألمانيا، وهو إجراء يقوم به نحو 30 ألف طالب كل سنة للدراسة في الخارج. ويواصل عبد الناصر: صدر قرار يلزم أي طالب يريد أن يدرس في الخارج بالحصول على موافقة من الأمن الوطني، والطبيعى أن هذه الموافقة لا تستغرق أكثر من 15 يوما، لكنني انتظرت شهرا كاملا بدون أن تأتي الموافقة المنتظرة.. بدأت في التردد على كل فروع الأمن الوطني لأسأل عن موافقتي، وأشرح لهم مدى أهمية الموضوع وأن حياتي ومستقبلي مبنيان على سفري لنيل منحة الماجستير، لكن للأسف بدون أي استجابة.. كررت الذهاب والسؤال، لعلي أعرف سبب التأخير لكنهم لم يردوا ولم أصل لأي نتيجة.
أخبرتهم أن دراستي بدأت، ولا رد يأتيني، ذهبت إلى مقار الأمن الوطني أكثر من 50 مرة حرفيا على مدار حوالى 4 أشهر لأسأل عن أوراقي بدون رد أو بارقة أمل، وفي إحدى هذه المرات، كلمني ضابط وطلب بطاقتي الشخصية وكشف عليّ أمنيا ثم أخبرني وديا بالكارثة: «أنت مفيش عليك أي حاجة بس أنا دورت على ورقك وهو مش عندنا».. وكانت هذه أسوأ إجابة بعد انتظار أربعة أشهر. حاولت متابعة الالتماسات، الأول أضاعوه ومضطر لأن أقدم من جديد، والثاني تسلموه وقالوا لي سنتصل بك لو احتجناك، ولم يهتم أحد منهم حتى الآن،
والثالث، وبعد ما أوضحت لهم أن وضعي حرج، وأن مستقبلي مرهون بهذا الإجراء أخبروني أنهم خاطبوا الجهة المعنية، وردت عليهم بأنه «هيتم الرد عليكم».. وإلى الآن لا رد. لم تقتصر مأساة فراج على تعطيل دراسة الماجستير، فبسبب تأخر الورقة الأمنية سيمنع عبد الناصر من حضور مؤتمر سوتشميد للتنمية المستدامة، رغم كونه ممثل مصر الوحيد في المؤتمر، كما حرم بالفعل من السفر إلى إيطاليا لحضور مؤتمر فى جامعة سيينا، الذي عقد في 4 أكتوبر/تشرين الأول، رغم تلقيه دعوة رسمية. حتى سنوات قريبة مضت، كان من يتعرض لما تعرض له عبد الناصر فراج أن يبادر إلى رفع دعوى قضائية، مطالبا بإلغاء القرار السلبي للجهة المختصة بالامتناع عن إصدار الموافقة.. أما الآن، ومع الأسف الشديد، فإن من بيدهم مقاليد السلطة يصرون على أن يدفعوا الشباب إلى اليأس من الانتصاف بأي طريق».

فلسطين وبلفور

وإلى أبرز ردود الأفعال على مرور مئة عام على جريمة بريطانيا في حق الفلسطينيين والعرب بإعطاء وزير خارجيتها بلفور وعدا لرجل الأعمال اليهودي روتشيلد بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين على حساب شعبها، بل واحتفال بريطانيا بهذه المناسبة، ما دفع ميرفت شعيب في «الأخبار» لأن تقول أمس الثلاثاء في عمودها «عطر السنين» تحت عنوان «مئوية الوعد المشؤوم»: «احتفلت بريطانيا بالذكرى المئوية لوعد بلفور الذي مهد لليهود استيطان فلسطين، بزعم أنها أرض الميعاد، وتشريد الشعب الفلسطيني وإقامة دولة إسرائيل لتصبح شوكة في قلب الدول العربية. ومازالت هذه الشوكة قائمة تبني المستوطنات على أرض الفلسطينيين، وتعتقل وتقتل الرجال، حتى النساء والأطفال لم يسلموا من أذاهم. وما زالت عمليات تهويد القدس مستمرة لتكون عاصمة لإسرائيل. وما زال المستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في حراسة الشرطة ويحيا الشعب الفلسطيني في الداخل حياة قاسية يحاصرهم الموت والفقر، لكنهم صامدون لا يفكرون في الهرب من جحيم الاحتلال، ويواجهون مصائرهم ولا يستسلمون، لأنهم شعب عظيم. وما زالت المرأة الفلسطينية تنجب عددا كبيرا من الأطفال، لأنها تعلم أن أطفالها سيواجهون القتل أو الاعتقال على أيدي الإسرائيليين. الشعب الفلسطيني لا يخشى الموت، ويؤمن بالشهادة، وشبابهم متعلمون حتى لو أغلقت المدارس. ومنذ أيام نشرت الوكالات صورة طفل مذعور في الثامنة تقريبا، وقد أمسك به جندي بمنتهى الوحشية. وما زالت ذكرى وفاة ياسر عرفات المريبة، وما قيل عن تعرضه للسم الذي دسه الإسرائيليون عن طريق أحد معاونيه. وعد بلفور الذي أطلق عليه الزعيم جمال عبد الناصر «وعد من لا يملك لمن لا يستحق» وعندما تحتفل بريطانيا بمئوية هذا الوعد المشؤوم فإنها تثبت أنها تعتنق الفكر الاستعماري نفسه رغم ادعائها أنها دولة ديمقراطية».

جريمة مكتملة الأركان

وفي الصفحة نفسها قال الدكتور أسامة السعيد في بابه «خارج النص» تحت عنوان «من لا يملك ومن لا يستحق» قال فيه: «تحل الذكرى المئوية الأولى لوعد بلفور الشهير، وهو الوعد الذي أطلقه وزير الخارجية البريطاني آرثر جيمس بلفور في 2 نوفمبر/تشرين الثاني 1917 إلى اللورد اليهودي ليونيل وولتر دي روتشيلد، يشير فيه إلى تأييد الحكومة البريطانية إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين وكان ذلك بمثابة أول إعلان رسمي عن تأييد حكومة لندن، القوة العظمى في ذلك الوقت، لأطماع الصهيونية في فلسطين. وما بعد ذلك الوعد كان جريمة مكتملة الأركان ضد الإنسانية لم يحاكم أحد عليها حتى اليوم. حين صدر الوعد المشؤوم وعد من لا يملك لمن لا يستحق كان تعداد اليهود في فلسطين لا يزيد عن 5٪ من مجموع السكان، وقد أرسلت الرسالة قبل شهر من احتلال الجيش البريطاني لفلسطين، فإذا بقوات لندن تدخل بثقلها لتمهد الطريق لاحقا لعصابات الصهيونية كي تغير وجه وطن عرف الحضارة قبل أن تولد بريطانيا نفسها، وكي يساعد تلك العصابات على إقامة دولة ستظل نموذجا شاذا في التاريخ كله، فهي المرة الوحيدة التي تنجح فيها عصابات إجرامية وإرهابية في تأسيس دولة يعترف بها العالم. تخيلوا مصير وواقع منطقتنا العربية إذا لم يكن فيها إسرائيل، تخيلوا أن كل ما أنفقناه وننفقه بسبب الصراع الذي أرادته القوى الكبرى لتلك المنطقة، تم إنفاقه على التعليم والصحة، وعلى الارتقاء بجودة الحياة لشعوب المنطقة، تصوروا ماذا كان يمكن للعرب أن يقدموا للعالم إذا ما تمتعت دولهم بالسلام والرخاء الحقيقي، وليس ذلك السلام الهش مع الذئاب الصهيونية».

دولة عنصرية

وفي الصفحة الأخيرة من «أهرام» الثلاثاء قال فاروق جويدة في عموده «هوامش حرة» تحت عنوان «مطلوب إدانة عربية: «كنت أتصور أن يكون هناك موقف عربي يرفض ما قامت به الحكومة البريطانية في قرارها بالاحتفال بالذكرى المئة لوعد بلفور، ولم تترد رئيسة وزارة إنكلترا السيدة تيريزا ماي أن تعلن أن إنكلترا فخورة بدورها في تأسيس دولة إسرائيل، هذا آخر ما وصلت إليه السياسة الإنكليزية التي استباحت شعبا وشردته في بقاع الأرض لتقيم دولة الإرهاب في المنطقة. هل يعقل أن تحتفل دولة باغتصاب وطن، إن هذا ليس غريبا على الإمبراطورية البريطانية التي قامت على احتلال واستنزاف شعوب الأرض، في يوم من الأيام حين حكمت هذا العالم. ينبغي ألا يمر هذا الموقف بلا رد فعل عربى تجاه الاحتفالية الإنكليزية بذكرى اغتصاب وطن. المطلوب الآن من جامعة الدول العربية أن تعترض من حيث المبدأ على هذه الاحتفالية، وأن تعيد إلى الأذهان هذه المؤامرة التي كانت وراء كل ما يعانيه الشعب الفلسطيني منذ ترك أرضه. يجب أيضا أن يقود الإعلام العربي حملة يوضح فيها الوجه القبيح للسياسة الإنكليزية التي أعطت أرضا لا تملكها وشردت شعبا كان من حقه أن يعيش في وطنه، وبعد ذلك تفتخر أمام العالم انها كانت وراء إقامة دولة عنصرية هي السبب في كل ما أحاط بالعالم العربي من الكوارث».

لم يبق في البلد إلا المنافقون والمطبلون ومبررو كل قرار رسمي ومن بيدهم مقاليد السلطة يدفعون الشباب إلى اليأس

حسنين كروم

ياسر أبو هلالة لـ«القدس العربي»: لا يوجد تلفزيون عربي أو عالمي ينافسنا في التحقيقات… ودفعنا كلفة انتصار الثورات المضادة

Posted: 31 Oct 2017 03:30 PM PDT

الدوحة – «القدس العربي» : أكد ياسر أبو هلالة، مدير قناة «الجزيرة» الإخبارية في حوار لـ«القدس العربي» أن القناة لن تتراجع ولن تتخلى عن مساحة الحرية التي اكتسبتها في تناولها للشأن السعودي والإماراتي والخليجي عامة، وإن حلت الأزمة الخليجية غداً؛ لافتاً إلى أن «الجزيرة تفتخر بأنها كانت سداً منيعا في مواجهة العدوان الذي تعرضت له قطر»، وأن «هدف دول الحصار كان إعدام «الجزيرة» وليس مجرد الضغط لتعديل خطها التحريري».
وبمناسبة احتفال القناة اليوم بالذكرى الواحدة والعشرين لتأسيسها المصادف الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني، أكد أبو هلالة أن «الجزيرة» الإخبارية ستطلق برنامجا حواريا جديدا للإعلامي محمد كريشان، موازاة مع احتفاظها بالشبكة البرامجية، التي جعلت منها أقوى قناة عربية وعالمية من حيث الحجم الساعي للبرامج الاستقصائية.. وتفاصيل أخرى في نص الحوار التالي:
-تحتفل «الجزيرة» اليوم بالذكرى الواحدة والعشرين لتأسيسها؛ ما الذي يمّيز احتفالات هذا العام؟
-الجديد هذا العام، أنه لأول مرة في تاريخ الصحافة العالمية، توضع الصحافة بشكل سافر في دائرة الاستهداف من قبل دول، وبتهديدات مباشرة وصريحة. ولم يصدر منذ تأسيس الشبكة بيان يطالب بإغلاق القناة بشكل رسمي، إلا خلال الأزمة الخليجية التي شكلت ميلادا جديدا للشبكة، وكان هناك قلق كبير من جمهور المحطة على الشبكة، تجاوز قلق العاملين فيها.
لقد أظهرت الأزمة الخليجية أن المحطة ما تزال تحتفظ بقدرتها على التأثير في العالم العربي بعد عقدين من الزمن، وإلا لما طالبوا بإغلاقها. وحالة القلق تلك عبرت عن قضايا عدة؛ أولها ولاء الجمهور، وحجم التعاطف والتضامن الدولي من خارج جمهور «الجزيرة»، بدليل افتتاحيات كتبت في صحف عالمية، لو أراد مدير المحطة أن يكتبها، لما كتبت بذات الوضوح والحدة، حتى أن «بي بي سي» و»سي أن أن» تضامنتا معنا، ونشرتا فديوهات أنتجتها «الجزيرة». وهذا يعكس أن تلك الدول من حيث أرادت القضاء على «الجزيرة» أعطت لها عمرا إضافيا وزخما ونفوذا وانتشاراً لم يكن لها منذ تأسيس القناة. وهناك جمهور لم يكن أصلا يشاهدها، وجمهور ابتعد عنها بفعل الثورات المضادة؛ واليوم استعادت جمهورها واكتسبت جمهوراً جديداً.
إن احتفال هذا العام يأتي بعد أزمة غير مسبوقة عالميا. والقناة تأسست واكتسبت مصداقية لا مجال للتشكيك فيها، والأزمة الخليجية أضافت لها مزيدا من الشهادات والاعتراف العالمي. ونحن نقدر كل من تضامن معنا، وقد شكل تضامنهم صدمة للذين أرادوا النيل منها والتآمر عليها.

برنامج حواري جديد للإعلامي محمد كريشان قريباً

■ما الجديد الذي ستحمله الشبكة البرامجية للقناة؟
-كما تعلمون، أطلقنا دورة برامجية في أول نوفمبر/تشرين الثاني 2016. وكانت تشكل ثورة في الشكل والمحتوى. ومنذ تأسست الشبكة كانت نسبة التجديد والتغيير محدودة جدا؛ في حين شهدت منذ عام أكبر وأوسع وأعمق تغيير في الشكل والمحتوى، شمل النشرات والبرامج والاستديوهات والكاميرات. والآن، نحن في مرحلة تثبيت الشكل الجديد. وبطبيعة الحال، فإن هوية «الجزيرة» لا تتغير وثابتة، ولكن التجدد في الشكل وطريقة التعاطي ومساحتها. وأعتقد أننا حققنا أكبر إنجاز، بتغيير في الشكل والمضمون بهذا العمق والحجم، مع احتفاظنا بجمهورنا وزيادة الإقبال علينا.
وهذا العام سنقطف ثمار البرامج، التي أطلقناها السنة الماضية. وسيكون لنا برنامج حواري جديد يقدمه محمد كريشان، لم نستقر على عنوانه بعد، ما بين «اليوم التالي» أو «ماذا بعد»، أو عنوان آخر. وسيتناول حواراً مستقبليا، من قبيل «ما بعد انفصال كتالونيا»، مثلا. وسيكون لمدة ساعة زمن، وفيه مساحة تلفزيونية من التقارير والغرافيكس والمنتجات البصرية المختلفة، ومساحات حوارية أكثر حيوية ومرونة من البرامج التقليدية.
■ كيف تقيسون هذا النجاح، خاصة أن بعض البرامج الجديدة لم تستمر، ولم يبث منها سوى حلقات قليلة؟
-لقد كان التحدي حول القدرة على تقديم برامج استقصائية ومساحة تحقيقية كل أسبوع. وطبعا «الجزيرة» كانت فيها برامج تحقيقية منذ تأسيسها؛ من قبيل «سري للغاية» و«الصندوق الأسود»، ونحن أضفنا برامج مثل «ما خفي أعظم»، «الصندوق الأسود»، و«الجريمة السياسية» و«المسافة صفر». وهناك برامج لم تنتجها قناة الجزيرة الناطقة بالعربية، بل وحدة التحقيقات في الشبكة التي تزود كل القنوات بتحقيقات استقصائية. وميزة التحقيقات أنها ليست أسبوعية، وبعضها تتطلب أشهراً، ولذلك تجدون بعض البرامج قدمت خلال العام حلقتين فقط. لكن قطعاً أننا نجحنا في الساعة التحقيقية التي راهنا عليها. ولو نقارنا بالقنوات العربية والعالمية؛ لا توجد قناة في العالم فيها هذا الكم من برامج التحقيقات. وأجزم أنه على مستوى القنوات العربية، وحتى في تاريخ الجزيرة، لم يكن فيها تحقيق أسبوعي منذ تأسيسها. واليوم نجحنا في ما وعدنا به المشاهد.
وأزعم أن المحطة نجحت في الوفاء بوعدها، ولا يوجد تلفزيون عربي ينافسنا في التحقيقات. ولا بد أن نوضح للمشاهد أن برنامجاً مثل «المسافة صفر» وبرامج أخرى تواجه تحديات متعلقة بأمن الصحافيين، الذين لا يمكن أن نغامر بحياتهم، وتحديات تواجهنا في خضم التحقيقات من قبيل رفض دول منح التأشيرات. والجمهور سيجد دوما جديدا وتحقيقات مميزة، من قبيل تحقيق عن منطقة حلايب سيشاهده الجمهور قريباً.
■ ما هي البرامج الأكثر مشاهدة ونجاحا ضمن الشبكة البرامجية الجديدة؟
-كل الساعات البرامجية عندي مثل أبنائي. وكمدير للقناة، لا أستطيع القول إن برنامجاً معينا هو الأفضل. لكن الإحصاءات التي أجريناها عبر مواقع التواصل الاجتماعي والاستطلاعات من خلال المتابعات، أثبتت أن جمهور الجزيرة كان متعطشا للتغيير، واكتشفوا مواهب في برامج جديدة، مثل ثامر المسحال في برنامج «ما خفي أعظم»، وأعتقد أنه كان من أفضل برامج التحقيقات على مستوى الإعلام العربي.
ولا يمكن إغفال الجانب الثقافي والمنوع، من قبيل برنامج «خارج النص»، و«رواد الأعمال»، الذي بث حلقات عن رواد الأعمال في السعودية ودول خليجية، ما يعكس أنه ليس لدينا موقف من أي بلد خليجي.

نحن أكبر مجتمع تفاعلي عربي على الانترنيت بحوالي 100 مليون

■ الملاحظ في الشبكة البرامجية، غياب برامج تتناول القضايا الراهنة من وجهة نظر شبابية، مقابل طغيان برامج غلبت عليها الرتابة؟
- منذ تأسيس الجزيرة، كانت دوما فكرة برنامج شبابي مطروحة. ولكن لا يوجد شيء اسمه برنامج شبابي، والقصة الأساسية هي تقديم برامج تهم شريحة الشباب، وتكون جزءاً من المنتج. وأعتقد أن النشرة التفاعلية بتوقيت الثامنة مساء، وبرنامج «رواد الأعمال» يمس شريحة الشباب. ومنذ مجيئي للقناة، حرصت على تعيين الشباب والمرأة والتمكين لهما، من قبيل إسناد مهمة تقديم البرنامج الحواري «للقصة بقية» لفيروز زياني المشهود لها بكفاءتها. والفريق الرقمي كلهم شباب تحت سن 30 عاما. وصحافيون مثل سلام هنداوي وثامر المسحال وعمر الشامي يمثلون فئة الشباب. أما تخصيص برنامج شبابي، فأعتقد أنه لن ينجح.
■ وهل هناك تفكيير في الاستغناء عن برامج أخذت نصيبها من البث بعد سنوات طويلة؟
-المؤكد أن هذه القرارات مشتركة وتتخذ على مستوى مجلس الإدارة. لكن من حيث المبدأ، فإن أي قناة لا يوجد بها برنامج غير قابل للحذف والإضافة والتطوير. مثل برنامج «الحصاد» الذي تغير محتواه تماماً. فلا يوجد برنامج ثابت، والثابت هو عيون المشاهدين.
■ هل من استطلاعات تؤكد أن الجزيرة ما تزال الأكثر مشاهدة عربيا وبرامجها الأفضل؟
-الآلية المعتمدة في القنوات العربية تعتمد على استطلاعات تجارية. ولا وجود لاستطلاع علمي مبني على عينة ممثلة، بمعنى الكلمة. وأنا شخصياً لا أميل للاستطلاعات بسبب التضييق الذي تفرضه الدول وغياب الآليات العلمية. ومع ذلك؛ فإن صفحة «الجزيرة مصر» يزورها 3 ملايين شخص يوميا، ونحن أكبر مجتمع تفاعلي عربي على الانترنت بحوالي 100 مليون متابع، بحساب صفحات المذيعين وصفحات البرامج وصفحات رئيسية.
والأهم هو الأثر الذي تتركه الجزيرة؛ فتقرير «غرابيب سود» للصحافية فاطمة التريكي الذي بث في برنامج «الحصاد»، تم إعادة نشره في «تويتر» 20 ألف مرة، أي أعلى «ريتويت» في تاريخ موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، ويتعلق الأمر هنا بتقرير مهني وليس كليب ساخر مثلا.
وفي الأخير، ليس هناك دليل على تأثير الجزيرة وقوتها مثل أزمة الخليج، حينما تضع دول إغلاق قناة تلفزيونية على رأس مطالبها، وتتسبب في أزمة عالمية، يتدخل فيها رؤساء أكبر الدول! وهذا يعكس قوة الجزيرة وتأثيرها عالمياً، وزيادة نفوذها مع أزمة الخليج الحالية.

دول الحصار تطالب بإعدام المحطة
وليس تعديل خطها التحريري ومهنيتها

■ بعد خمسة أشهر من الأزمة، هل تعتقدون أن دول الحصار استسلمت لاستحالة إغلاق القناة أم أن المطلب مجرد وسيلة ضغط لإجبار القناة على مراجعة خطها التحريري؟
-القناة أقحمت في الأزمة الخليجية بسبب مهنيتها، والمطلوب كان إعدام «الجزيرة»، وليس تعديل أو انتقاد خطها التحريري ومهنيتها فقط. وتاريخيا تعرضت القناة للقصف واعتقالات واسعة، لكن لم يحدث في تاريخ البشرية أن دولاً تطالب بإغلاق قناة تلفزيونية؛ مثلما فعلت الدول المحاصرة لدولة قطر.
«الجزيرة» لم تشتم أحدا طوال الأزمة، رغم أنها تعرضت للشتم والافتراء. ويبقى من حق أي مشاهد انتقاد «الجزيرة» ومناقشة طريقة تغطيتها، مثلما فعلت الحكومتان الإسرائيلية والأمريكية، لأن مناقشة تغطية القناة من حق الأفراد والدول. وأرشيفنا مفتوح، ولو تبيّن أننا أخطأنا في حق أحد ونشرنا معلومة غير دقيقة وغير صحيحة نعتذر عنها.
■ هل صحيح أن القناة تفكّر في تغيير مقرها الرئيسي إلى لندن؟
-هناك كم كبير من الأكاذيب. و«الجزيرة» جزء من المشكلة وليست كل المشكلة. لأن المشكلة الحقيقية هي استهداف استقلالية سلطة القرار القطري. ويريدون أن تكون قطر تابعة لهم، لأنها حققت إنجازات كبرى، إلى جانب رغبتهم في تمويل قطري لمصر. ويريدون من الجزيرة أن تكون إعلام بروبوغاندا لتلك الدول. فالمطالب الثلاثة عشر لدول الحصار هي شروط مستعمر نجح في احتلال بلد؛ ولذلك رفضت من قبل دولة قطر.

أردوا القضاء على «الجزيرة» فأعطوا
لها عمرا إضافيا ونفوذا وانتشاراً

■ هناك انتقادات للقناة بأنها تحولت إلى قطرية محلية في تغطيتها للأزمة والدفاع عن قطر؟
-نحن نفتخر بأننا كنا سداً منيعا في وجه العدوان الذي استهدف قطر. وقمنا بدورنا المهني الذي أحبط العدوان.
■ ألا ترون أن الأزمة الخليجية أعادت لـ«الجزيرة» جمهورها الذي نفر منها بسبب تغطيتها للثورات العربية؟
-حالة الإحباط لدى الرأي العام التي أعقبت ثورات الربيع العربي «قرفت» الناس من الإعلام العربي ككل، ولم يعد يرغب في مشاهدة الأخبار، مع طغيان الانقلابات والدماء، والهجوم بالكيماوي في سوريا، وصور كثيرة سببت نفور المشاهد العربي. و»الجزيرة» دفعت كلفة انتصار الثورات المضادة، مثلما قبصت كلفة الربيع العربي وازدهار الشاشة. ومع انتصار الثورات المضادة سنة 2014، تحولت من موضع القناة التي يرفع شعارها في الشوارع إلى متهم بتحريض الشارع ويتعرض صحافيوها للسجن. وفي نهاية المطاف، نحن نعتبر أنفسها مثل الخوذ البيضاء نعمل بكفاءة في كل الظروف.
■ لكن تغطيتكم للأخبار في الدول العربية تختلف من دولة لأخرى، هل تنكرون ذلك؟
-بعد التغييرات السعودية أصبح لدينا تواجد فيها وفتحنا مكتبا. ووجودنا في بلد يفرض علينا أحيانا التزامات وأن نغطي بشكل أكثر تحفظا وهدوءا لأجل الحفاظ على المكتب.
■ ألا يعد ذلك تنازلا عن مهنية «الجزيرة»؟
-هذا تحدٍ أمام كل وسائل الإعلام أن تحافظ على مهنيتها ووجودها. لكن المؤكد أن الثناة منذ تأسيسها لا تكذب. يمكن أن تذكر 10 ٪ أو 90 ٪ من الحقيقة، لكن أبداً لا تكذب. لم يكن ممكنا قول الحقيقة كاملة في أيام حافظ الأسد أو صدام حسين أو في كوريا الشمالية اليوم مثلا. فنحن نغطي ضمن شروط النظام، لكن دون أن نكذب. وهذه موزانة موجودة في كل القنوات. وأبدا لم نقع في مداهنة أو كذب منذ تأسيس «الجزيرة» في 1 نوفمبر/تشرين الثاني 1996 إلى يومنا هذا. كنا ننشر كل الأخبار بمساحات مختلفة. وبصفتي مديراً لقناة الجزيرة الإخبارية، لو طلب مني نشر خبر كاذب عن وزير خارجية البحرين سأستقيل. فلا يمكنني أن أكذب، لأنها سقطة أخلاقية، فكيف يمكن أن تكذب على ملايين الناس؟
■ في الحرب اليمنية، وجهت لكم انتقادات بالتغاضي عن أخبار الضحايا المدنيين ودعم مطلق لعاصفة الحزم، ما قولك؟
-أعترف أنه منذ تأسست «الجزيرة» هناك أخطاء. وفي عهدي توجد أخطاء. وأنا أرحب بدراسات نقدية لـ«الجزيرة». نحن نغطي العالم على مدار 24 ساعة. وفي اليمن وقعنا في أخطاء، فلم يكن ممكنا تغطية مناطق الحوثيين بعد هجومهم على مكتب «الجزيرة». وأعتقد أن مراجعة تغطيتنا لعاصفة الحزم ضرورية، وقد قمنا بإنتاج أفلام وثائقية وتغطيات لمعالجة أخطائنا. وما يهمني اليوم أن الأزمة الخليجية أعطتنا مساحة أوسع للتعامل مع كثير من الملفات، وأعادت إلينا جمهورا واسعاً.

كان هناك نوع من التواطؤ لتحييد
الإمارات عن التغطية في الماضي

■ لو حلت الأزمة الخليجية، هل ستتراجعون عن تغطية الشأن السعودي والإماراتي بالنهج ذاته، كما هو الحال اليوم؟
-الأكيد اليوم أن المساحة التي اكتسبتها القناة لن تتخلى عنها. وعلى سبيل المثال، فالشأن الإماراتي، مثلاً، لم يكن يغطى لنفوذها عالميا، وحاجة وسائل الإعلام لمدينة دبي للإعلام، فكان هناك نوع من التواطؤ لتحييد الإمارات، لكننا اليوم نغطي الشأن الإماراتي بمهنية وتطرقنا لأوضاع سجن الرازية وغسيل الأموال فيها، لكننا في جميع تقاريرنا لم نفتر على دولة الإمارات بحرف واحد. لو قارنتم بين «الجزيرة» ووسائل إعلام مثل «العربية» أو «سكاي نيوز» لم يحدث أبداً أن شتمت وزير الخارجية السعودية أو البحريني مثلا. والغريب أن بعض الإعلاميين كانوا زملاء لنا في قناة «الجزيرة» سابقا.

زملاؤنا الذين استقالوا لم يتحدثوا سوءاً
عنها ونتمنى أن لا يطول غيابهم

■ كيف استقبلتم استقالة زملائكم في قنوات «الجزيرة» بسبب الأزمة الخليجية؟
-زملاؤنا الذين استقالوا من دول الحصار نفخر بهم، ونتمنى أن لا يطول غيابهم. ونحن قبلنا استقالتهم بكل حزن وأسى، ونأمل أن نراهم قريباً على شاشة «الجزيرة»، ونتفهم الظروف التي يمرون بها. والمؤكد أنهم لم يذكروا «الجزيرة» بسوء، بل التزموا بقرار دولهم، ونحن نحترم قرارهم.
■ما صحة الأخبار عن استقالتكم التي رفصت أكثر من مرة؟
-الإشاعات تلاحق «الجزيرة» دوما. وأسمع يوميا إشاعات عن تغيير مدير «الجزيرة»، ولن تتوقف. والأكيد سأغادر منصبي يوماً. وأنا جئت على قاعدة أنني صحافي منذ 1996، كمراسل بالقطعة. واليوم مدير للقناة، وأفخر بالعمل في هذه المؤسسة التي اكتسبت فيها خبرة الصحافة التلفزيونية.
ومنذ اليوم الأول قلت للموظفين يهمني اليوم الذي أخرج فيه من الباب، وما يهمني الأثر الذي أتركه. وأزعم أنني قدمت أفضل ما لدي بدعم من رئيس مجلس الإدارة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني؛ وهذا الدعم هو الشرط الأساسي للنجاح.
وفخور أنني كنت موجودا في منصبي لمواجهة العدوان الأقسى والأسوأ مع فريق قدم درسا للعالم في التغطية المهنية، وهذه ميزة «الجزيرة»، حيث لا يجرؤ الآخرون.

ياسر أبو هلالة لـ«القدس العربي»: لا يوجد تلفزيون عربي أو عالمي ينافسنا في التحقيقات… ودفعنا كلفة انتصار الثورات المضادة

إسماعيل طلاي

أنباء عن وجود عشرات القنابل الذرية ما حقيقة وجود أسلحة نووية أمريكية في تركيا؟

Posted: 31 Oct 2017 03:29 PM PDT

إسطنبول ـ «القدس العربي»: مع اشتداد الأزمة والخلافات بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا في السنوات الأخيرة أثيرت الكثير من التساؤلات حول حقيقة وجود أسلحة نووية أمريكية على الأراضي التركية، دون الحصول على معلومة دقيقة حول هذا الملف الحساس الذي يمتنع مسؤولو البلدين الحديث فيه.
وفي تطور لافت، كلف البرلمان التركي الجهات البحثية التابعة له بالقيام بدراسة عالمية واسعة حول الأسلحة النووية في العالم وذلك عقب تزايد تهديد احتمال اندلاع مواجهة نووية في العالم على خلفية الأزمة المتصاعدة بين واشنطن وكوريا الشمالية التي أجرت سلسلة تجاري على تطوير قنابل نووية.
الدراسة التي نشرت بعض أجزائها العديد من الصحف ووسائل الإعلام التركية، الثلاثاء، كشفت عن أن الولايات المتحدة الأمريكية ما زالت تحتفظ بجانب من أسلحتها النووية وقاذفاتها الإستراتيجية على الأراضي التركية، في أحدث تأكيد لمعلومات تتعلق بهذا الملف.
وتوضح الدراسة أن الولايات المتحدة قامت أثناء الحرب الباردة مع الاتحاد السوفييتي قامت بنشر أسلحة نووية تابعة لها في العديد من الدول في أوروبا والتي كانت على علاقة جيدة فيها ومن هذه الدول تركيا، مشيرة إلى أن جزءا من الأسلحة النووية الأمريكية التي نشرت في تركيا عام 1960 ما زالت تتواجد على أراضيها حتى اليوم.
ولفتت الدراسة إلى أن واشنطن وأنقرة توصلتا إلى اتفاق على نشر أسلحة استراتيجية أمريكية على أراضي الأخيرة وبالفعل في بدايات عام 1960 قامت الولايات المتحدة بنشر جزء من ترسانتها النووية وقاذفاتها الاستراتيجية في تركيا.
واحتوت الدراسة على معلومات حول نوع الأسلحة النووية الموجودة في تركيا، ولفتت إلى أنها قنابل نووية من طراز B61 ونقلت الدراسة عن معلومات تلقاها أحد المراكز البحثية التابعة للناتو من جهات بحثية أمريكية توقعها أن واشنطن وما زالت تحتفظ بقرابة 50 قنبلة نووية في تركيا.
وتقول الدراسة: «توجد أسلحة نووية في 5 دول تحمل عضوية الناتو ولكنها لا تمتلك أسلحة نووية خاصة بها وهي تركيا وبلجيكا وإيطاليا وألمانيا وهولندا»، لافتةً إلى احتمال تواجد قاذفات إستراتيجية أمريكية والتي تستطيع الطيران لمسافات طويلة وإطلاق قنابل نووية في قاعدة إنجيرليك الجوية التي يستخدمها الجيش الأمريكي في مدينة أضنة التركية.
وقاعدة إنجيرليك الجوية تعتبر من أبرز ملفات الخلاف بين واشنطن وأنقرة التي هددت في أكثر من مناسبة بإغلاق القاعدة أمام الجيش الأمريكي، وقال كبار المسؤلين الأتراك في تصريحات مختلفة إن القاعدة تركية والجيش الأمريكي يستخدمها لكن السيادة الكاملة تبقى لأنقرة عليها وتمتلك قرار إغلاقها.
وتتواجد أيضاً في مدينة كونيا قاعدة أخرى لحلف شمال الأطلسي «الناتو» وتتواجد فيها قوات وطائرات حربية تابعة للعديد من دول الحلف.
وفي وقت سابق نشر مركز أبحاث تركي دراسة توقع خلالها وجود 90 قنبلة نووية في قاعدة إنجيرليك الجوية في مدينة أضنة التركية، لافتاً إلى أن 50 من هذه القنابل تدار من قبل الناتو والولايات المتحدة، وأن أنقرة تمتلك التحكم بـ40 منها، لكن هذه المعلومات يصعب التأكد من دقتها من مصادر مستقلة أو رسمية كونها تبقى في إطار السرية التامة.
وعقب محاولة الانقلاب في تموز/ يوليو الماضي وتصاعد الأزمة بين أنقرة وواشنطن طالبت عدد من الصحف التركية الإدارة الأمريكية بضرورة نقل الأسلحة النووية الأمريكية من قاعدة إنجيرليك بحجة أن الخلافات يمكن أن تتصاعد وأن تركيا لم تعد بلدا حليفاً وآمناً للولايات المتحدة.
وتنفي تركيا امتلاكها أسلحة نووية، وخلال السنوات الأخيرة بدأت العمل على إقامة عدد من محطات انتاج الطاقة النووية السلمية بالتعاون مع روسيا واليابان، كما تعتبر أنقرة من أبرز الموقعين على اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية حول العالم.

أنباء عن وجود عشرات القنابل الذرية ما حقيقة وجود أسلحة نووية أمريكية في تركيا؟

إسماعيل جمال

بروجردي: على إيران أن تحتذي بـ«سياسة كوريا الشمالية» في التهديد بالحرب لردع أمريكا

Posted: 31 Oct 2017 03:29 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: صرح رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس النواب الإيراني، علاء الدين بروجردي، أن الولايات المتحدة تخطط للقضاء على نظام الجمهورية الإسلامية في إيران، مشددا على أن «سياسة كوريا الشمالية وتهديداتها بالحرب النووية» هي اللغة الوحيدة التي يفهمها الأمريكان.
وأشار على شاشة قناة «خبر» التابعة لمنظمة الإذاعة والتلفزيون الرسمية الإيرانية، إلى أن واشنطن تخطط للقضاء على الجمهورية الإسلامية وإسقاط النظام في إيران، مؤكدا أن الحل المؤثر لمجابهة الولايات المتحدة الأمريكية هو انتهاج سياسة كوريا الشمالية وتهديداتها بشن حرب نووية ضد أمريكا وحلفائها.
وأضاف أن طهران ضد انتشار التسليح النووي، لكن تجربة كوريا الشمالية أثبتت للنظام الإيراني أن تهديدات بيونغ يانغ بشن حرب نووية أعطت ثمارها، وأنها غيرت من المواقف الأمريكية تجاه كوريا الشمالية، وأنها ارغمتها على إعطاء تنازلات ما كانت أن تتحقق في الحالة الطبيعية.
وقال القائد العالم لقوات الحرس الثوري، اللواء محمد علي جعفري، إن الإيرانيين لا يحتاجون تطوير قدراتهم الصاروخية «في الظروف الراهنة»، لأن واشنطن تخطط للقضاء على الثورة الإسلامية بحجة الصواريخ ونشاط الحرس الثوري.
وحسب وكالة فارس للأنباء التابعة للحرس الثوري، أكد اللواء جعفري أنهم قادرون على رفع مديات صواريخهم إلا أن مدى 2000 كيلو متر حاليا كافية لاستهداف الأعداء، ولا حاجة لتطويرها. وحول قلق طهران المتزايد من عودة العقوبات وفرض حظر جديد عليها، أوضح أن واشنطن تستهدف الاقتصاد الإيراني للقضاء على الثورة الإسلامية بذريعة القدرات الصاروخية للبلاد، ونشاط الحرس الثوري.
وأكد أن العدو لديه مخططات جديدة لضرب الثورة الإسلامية والشعب الإيراني، وأن أمريكا بصدد بدء تنفيذ الحظر المسمى بـ«كاتسا» هذا اليوم، بذريعة القدرات الصاروخية الإيرانية، في حين ان الحرس الثوري والقدرات الصاروخية مجرد ذريعة، وفي الحقيقة فإنها تستهدف الاقتصاد الإيراني.
ووصف القائد العام للحرس الثوري، أمريكا بأنها أول وأكبر داعم للإرهابيين بمن فيهم الكيان الصهيوني والسعودية الخائنة.
وفي سياق آخر، امتنعت الإمارات العربية المتحدة عن إصدار تأشيرة الدخول لمسؤولي منظمة الطاقة الذرية الإيرانيين الذين كان من المقرر أن يشاركوا في مؤتمر للأمم المتحدة في أبوظبي يهذا الخصوص.
وأفاد موقع «اعتماد أونلاين» الخبري الإيراني نقلا عن مصدر مطلع في منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بأن سبب عدم مشاركة المسؤولين الإيرانيين في مؤتمر الأمم المتحدة عن الطاقة الذرية هو عدم صدور تأشيرة الدخول لهم.
وقال المصدر أنه ما كان يحق للإمارات أن تمتنع عن إصدار التأشيرة لمسؤولي منظمة الطاقة الذرية الإيرانيين.
وكان من المقرر أن يلقي ممثل الحكومة الإيرانية كلمة في هذه الندوة في مدينة أبو ظبي.

بروجردي: على إيران أن تحتذي بـ«سياسة كوريا الشمالية» في التهديد بالحرب لردع أمريكا
طهران: أبوظبي امتنعت عن إصدار تأشيرات لوفدنا «الذري» للمشاركة في مؤتمر دولي
محمد المذحجي

الجزائر: زعيم حزب السلطة الأول يُلِّمع صورة سعيد بوتفليقة ويؤكد أنه يعرف من سيكون الرئيس المقبل!

Posted: 31 Oct 2017 03:28 PM PDT

الجزائر ـــ «القدس العربي»: دافع جمال ولد عباس الأمين العام لجبهة التحرير الوطني (حزب السلطة الأول في الجزائر) عن سعيد بوتفليقة شقيق الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي قال عنه إنه إنسان خجول جدا، وأنه اكتسب خبرة طويلة طوال فترة حكم شقيقه، مؤكدا أنه يعرف من سيكون الرئيس المقبل للجزائر.
وأضاف في مقابلة مع قناة النهار (خاصة) إن سعيد بوتفليقة شقيق الرئيس عبد العزيز بوتفليقة رجل ذكي لكنه خجول جدا، مستخدما العبارة العامية «يحشم من خياله»، موضحا أن هذا الأخير اكتسب خبرة طوال وجود شقيقه في الحكم، من دون أن يخوض في موضوع إمكانية ترشحه للرئاسة، مع العلم أن ولد عباس سبق له أن قال إنه من حق سعيد بوتفليقة الترشح إلى الرئاسة.
وأوضح جمال ولد عباس أن عهد تدخل الجيش في السياسة قد ولى، وأن المؤسسة العسكرية ليست هي من سيختار الرئيس المقبل، مشددا في المقابل على أن الرئيس بوتفليقة هو من سيختار الرئيس الذي سيحكم الجزائر بعد 2019، وأن هذا الرئيس سيكون من حزب جبهة التحرير الوطني، وبذلك يكون الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني قد اعترف ضمنيا أن الرئيس يعين ولا ينتخب.
واعتبر الأمين العام لحزب السلطة الأول أن الفريق أحمد قايد صالح قائد أركان الجيش شخص شهم، ولن ينقلب على الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وهاجم في المقابل علي بن فليس الأمين العام السابق للحزب ورئيس الحكومة الأسبق، مؤكدا أن بن فليس خان الرئيس بوتفليقة، مع أنه كان أمين عام الحزب ورئيس حكومة وقبلها مدير ديوان بالرئاسة، لكنه انقلب على الرئيس، وأنه السبب في كل الانقسامات التي عرفها ويعرفها الحزب العتيد حتى اليوم.
كما هاجم في المقابل عبد المجيد تبون رئيس الوزراء السابق، مشددا على أنه تجاوز الخطوط الحمر، وأن الرئيس بوتفليقة لا يتسامح إذا ما تعلق الأمر بأخطاء جسيمة، الأمر الذي جعله يقدم على إقالته بعد أقل من ثلاثة أشهر من تعيينه على رأس الحكومة، من دون أن يقول ولد عباس ما هي الخطوط الحمر التي تجاوزها، مكتفيا بتشبيه ما حدث معه بما حدث لعبد العزيز بلخادم الأمين العام السابق للحزب ورجل الثقة بالنسبة للرئيس، الذي أبعد من المشهد السياسي بطريقة غير مسبوقة.
جدير بالذكر أن جمال ولد عباس هو أول من أعلن تأييده لترشح الرئيس بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة في سبتمبر/ أيلول 2016، عندما اعتلى المنصة أمينا عاما للحزب العتيد خلفا لعمار سعداني الذي دفع إلى الاستقالة بطريقة غامضة، كما أن ولد عباس ذهب حد التأكيد أن صحة الرئيس بوتفليقة تتحسن باستمرار وأنه سيقف على قدميه خلال ستة أشهر، وبرغم مرور أشهر على الستة أشهر، إلا أن الرئيس بوتفليقة الذي أصيب بجلطة دماغية في ربيع عام 2013، لم يقف على قديمه ولم يمش كما وعد ولد عباس، الذي عرف أيام توليه وزارة التضامن بالإكثار من الوعود التي لا تتحقق.

الجزائر: زعيم حزب السلطة الأول يُلِّمع صورة سعيد بوتفليقة ويؤكد أنه يعرف من سيكون الرئيس المقبل!

عاصمة الأردن الجديدة «السرّية» ليست أكثر من «مشروع عقاري»

Posted: 31 Oct 2017 03:28 PM PDT

عمان – «القدس العربي» : الجدل المثار في الأردن بعنوان «عاصمة جديدة» للمملكة – تَبيّن لاحقاً أنها ليست عاصمة – يصلح كنموذج لاستعراض مستوى «التخبط الرسمي» والحكومي عندما يتعلق الأمر بالبحث عن أي مبادرات من أي نوع لإرضاء الشارع عبر الإيحاء بالحركة وبوجود مشروعات يمكن أن تنجزها الحكومة الحالية.
حجم الجدل الذي بدأ أصلاً مع تصريح لرئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي فاق أي ملف آخر، خصوصًا أن الشارع بدا شغوفًا لمعرفة أسماء المسؤولين الخمسة الذين قيل إنهم وحدهم يعرفون الحيز الجغرافي المعني بالعاصمة الجديدة. إذ لا توجد أدلة عمليًا على وجود «عاصمة جديدة» في الأردن، وقد ذكرت «القدس العربي» في تقرير سابق لها بأن المسألة تتعلق بموقع جديد يوسع من العاصمة نفسها ويتحول إلى مجمع إداري على الطريقة المصرية وهو ما لم يظهر عكسه بعد.
بوضوح شديد نشطت دوائر رئيس الوزراء الدكتور الملقي في اليومين الأخيرين لتوضيح حصول فهم خطأ لرسالة الحكومة في هذا الاتجاه حيث بدأ مسؤولون بارزون التحدث في أوساط المجتمع عن عدم وجود عاصمة جديدة، بل الحديث عن مخطط شمولي لإقامة منطقة استثمارية على أراضي الخزينة، وفي منطقة من المرجح أن لها علاقة بشرق العاصمة عمّان وليس غربها.
لافت جداً للنظر أن الهجوم على وزير الاتصال الناطق الرسمي على اعتبار انه تحدث عن عاصمة جديدة بشروحات لاحقة يتجاهل حقيقة أن رئيس الوزراء شخصياً هو أول من استعمل عبارة «عاصمة جديدة» في التصريح الأول المنقول عنه عبر الإعلام الرسمي. وبطبيعة الحال قدر الملقي أن الحديث عن استلام الحكومة مخططاً شمولياً لتوسيع العاصمة ينطوي على «نبأ سار» للرأي العام يمكن أن تروجه الحكومة وسط الجمهور للإيحاء بأنها تنجز وتعمل وتدعم خيارات استثمارية. لكن الرياح لم تأت بما تشتهي السفن، هنا فقد طالت موجة عاتية من السخرية المُرة الشارع عبر وسائط التواصل بطريقة إما تندد بالمشروع الجديد أو تبحث عن أصله وفصله.
ثمة من وَجّه اللوم لبعض الرموز بسبب استعمال مفردة «عاصمة» وفي الواقع الرئيس نفسه هو الذي استعملها قبل أن تستدرك الحكومة لتعلن أن الحديث ليس عن عاصمة إطلاقًا، بل عن مشروع جديد في العاصمة سيسهم في التنمية.
الملقي وعد الرأي العام بتوضيحات وشروحات، لكن الإشاعات كانت قد نهشت المشروع والحكومة معًا لأكثر من أسبوع في الوقت الذي دافع فيه الوزير المومني عن خيارات حكومته وشرح بأن الهدف في النهاية منع الاستغلال ورفع سعر الأراضي قبل أن توضح الحكومة أن المشروع الجديد سيقام على أرض تتبع الخزينة أصلاً.
في كل حال وبعيدًا عن التفاصيل نفسها، ظهرت الحكومة في هذا الموضوع تحديداً متخبطة وبرواية غير موحدة وبقصة يمكن أن تضاف عليها تفاصيل دومًا وتحت إيقاع ضغط الشارع وسخرية المعلقين على شبكة التواصل، وهو مشهد يتكرر على نحو غريب وغامض في الأردن عبر سلسلة من التصريحات غير المفهومة التي تثير الجدل أكثر من ضبط الإيقاع وتصدر حصريًا عن رئيس الوزراء الذي يقول مقربون منه إنه يعود بعد الضجة والإثارة التي تنتجها تصريحات حكومته لتوجيه اللوم إما لوسائل الإعلام التي انحرفت في التغطية وأخفقت في الالتقاط أو للرأي العام الذي فهم الأمور بصورة خطأ وتسرع في الاستنتاجات. واشتكى الملقي مرات عدة من الفهم الشعبي الخاطئ لما يصدر عنه. لكن مسئولين داخل الحكومة يقولون إنهم يتورطون أحياناً في الفهم الخطأ نفسه وحالهم قد لا يكون أفضل من حال الشعب. حديث الملقي عن «عاصمة جديدة» تبيّن لاحقاً أنها ليست «عاصمة» ولن تقام في «مكان سرّي» وليست أكثر من مشروع عقاري سبق أن درس وعرض في عهد حكومة سابقة.. هذا الحديث أصبح سياسياً وإعلامياً اليوم بمثابة الدليل الأقوى على مستويات التخبط في الإدارة الحكومية حيث تكثر الاجتهادات وتتزاحم ثم «تتناطح» داخل الطاقم الحكومي الذي يبدو دوما غير منسجم. اشتكت الحكومة سابقًا من عسف الاستنتاج وظلم الاستماع والمتابعة عندما أعلن رئيس الوزراء أن الأردن سيدخل الضوء بعد منتصف عام 2018 في تعليق لا يفهم أحدٌ حتى الآن عن ماذا يتحدث، وقبل ذلك أطلقت حكومة الملقي التي تعمل في ظل ظرف مغرق في الحساسية إقليمياً واقتصادياً وسياسياً وعوداً عدة تبيّن لاحقا أنها غير منطقية أو لا مبرر لها، أو أحياناً لا ينجح الوزراء أنفسهم في شرحها. من المرجح أن بقية المؤسسات الشريكة في صناعة القرار لا تقوم بواجب إسناد حكومة الملقي وحجم المناطق الفارغة التي تتكرس فيها الأسئلة بلا أجوبة في وجدان الجمهور يزيد على نحو ملموس. فثمة تخبط لا يمكن إنكاره في إدارة ملفات حيوية في ظل حكومة الملقي وثمة غياب للانسجام من الصعب تخيل إدارة الأمور مع بقائه حياً بالمستوى البيروقراطي وكل ذلك تعبر عنه قصة العاصمة الجديدة التي ملأت الدنيا وأشغلت الناس ليتبين أن المسألة تخص مشروعاً عقارياً في نهاية المطاف قد يؤدي لتحسين بيئة التنمية في عمّان، لكن لن يحل أية مشكلة مستعصية في اقتصاد البلد أو حتى اقتصاد العاصمة.

عاصمة الأردن الجديدة «السرّية» ليست أكثر من «مشروع عقاري»
حكومة الملقي تعاني «انحراف التغطية» وإخفاق «الالتقاط» وتآكل مصداقية خطابها
بسام البدارين

قصف مدفعي ثقيل للنظام السوري يقتل 11 مدنياً بينهم 6 تلاميذ ومعلم أثناء انصرافهم من مدرسة في غوطة دمشق

Posted: 31 Oct 2017 03:28 PM PDT

دمشق – حلب – «القدس العربي» : قتل ستة أطفال على الأقل أمس الثلاثاء عند مدخل مدرستهم جراء قذيفة أطلقتها قوات النظام السوري على بلدة جسرين في الغوطة الشرقية المحاصرة في الوقت الذي يتم فيه ترتيب آلية تطبيق اتفاق وقف اطلاق النار في المناطق الداخلة ضمن اتفاق «خفض التصعيد» في العاصمة الكازاخية، أستانة، حيث واصل النظام السوري قصفه للمناطق المعنية بهذا الاتفاق وارتكب مجازر بحق المدنيين المحاصرين وطلاب المدارس الابتدائية في ريف دمشق الشرقي.
فقد قتل 11 مدنياً نصفهم من الأطفال، وأصيب آخرون بجروح، بقصف مدفعي لقوات النظام على مدرسة وأحياء سكنية في مدن وبلدات الغوطة الشرقية المحاصرة على تخوم العاصمة دمشق، حيث قتل ستة تلاميذ ومعلم وأصيب آخرون بجروح، جرّاء قصف مدفعي من قوات النظام على مدرسة في بلدة جسرين، خلال فترة انصراف الطلاب من المدرسة، فيما قتل أربعة مدنيين آخرين في قصف مدفعي على مدينة مسرابا، وأصيب آخرون، في دوما وسقبا، وسط حالة من الذعر والهلع ودمار أبنية سكنية استهدفها القصف الهمجي.

استهداف المدارس

مدرسة جسرين الابتدائية ليست الوحيدة التي استهدفتها مدفعية النظام السوري، حيث قصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة مدرستين أيضًا، الاولى في مدينة حرستا بريف دمشق، مما اسفر عن إصابة عدد من المدنيين بجروح، بينهم طلاب المدرسة، فيما كان النظام السوري قد قصف يوم الأحد الفائت مدرسة للاطفال في مدينة كفربطنا، وأوقع عدداً من الإصابات التي تراوحت بين متوسطة وشديدة في صفوف الطلاب، في استمرار واضح لخرق اتفاق «خفض التصعيد» فيما يخص منطقة ريف دمشق المحاصرة، وخاصة بعد ان تم تثبيت الاتفاق مؤخراً في القاهرة بوساطة مصرية.
ويعاني طلاب ريف دمشق المحاصر والبالغ عددهم نحو 52000 طالب، لأشد أنواع الضغوط النفسية والفقر والحاجة، ويعيش جلهم في حصارهم اضطرهم للعمل والتخلي عن حقهم في التعليم مقابل العيش ومساعدة عوائلهم، كما تعرض نحو 57% من إجمالي المدارس والأماكن المخصصة للتعليم لقصف مركز زاد من احتمالية إصابة الطلاب بإصابات مباشرة أو غير مباشرة متمثلة بآثار نفسية على المدى البعيد وتدمير البنى التحتية للمدارس والمنشآت التعليمية كما كان لنقص الكوادر ومستلزمات التعليم الأثر البالغ في تراجع العملية التعليمية. وضمن مساعيهم في خلق ظروف تبدد مخاوف الأهالي بالخروج بجيل أميّ، يحاول المحاصرون في ريف دمشق حفر الكهوف والانفاق تحت الأرض لتأمين مكان آمن، يسمح للطلاب قدر الأمكان بمتابعة جزء من تعليمهم.
يحاول النظام السوري تلميع صورته أمام الجتمع الدولي، عبر سماحه بدخول المساعدات الأممية الى المناطق التي تحاصرها قواته، وما أن تغادر القوافل الريف المحاصر حتى تضرب قواته بيد من حديد وتقصف المدنيين وترتكب المجارز، حيث يبرر بشار الاسد ومن خلفه موسكو وغيرها تكثيف العمليات العسكرية على الغوطة الشرقية في ريف دمشق، بسبب وجود جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، بما انها غير مشمولة باتفاق وقف إطلاق النار، فيما تتهم المعارضة نظام الاسد بتعمد استهداف المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، لاجبارهم على افراغ حزام العاصمة من المعارضة، وإخراجهم منها باتجاه المناطق الشمالية الحدودية مع تركيا.
وكانت دخلت قافلة مساعدات إنسانية برعاية الأمم المتحدة، امس، تضم 49 شاحنة، وتحوي مواد غذائية وطبية، توزعت على مدينتي سقبا وكفربطنا في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، حيث دخلت قافلة مؤلفة من 17 شاحنة الى مدينة سقبا و32 شاحنة خصصت لمدينة كفر بطنا، وتضم مواد غذائية كالطحين، بالإضافة لمواد طبية وأدوية.

400 ألف نسمة تحت الخطر

وقّع 99 ممثل عن الجميعيات والمؤسسات الفاعلة والمنظمات الإنسانية غير الحكومية، أمس بياناً طالبوا فيه الدول المعنية والمجتمع الدولي بإغاثة اكثر من 400 ألف نسمة في الغوطة الشرقية في ريف دمشق لتحمل مسؤولياتهم تجاه ما يحدث في المدن المحاصرة والقصف المتواصل منذ حوالي اربع سنوات.
وجاء في البيان: «إلى المانحين الدوليين كافة والدول الضامنة لاتفاقيات خفض التصعيد ووكالات الأمم المتحدة في سوريا والقيادة الإنسانية.. ترقبت المؤسسات السورية غير الحكومية الموقعة أدناه خبر توقيع اتفاقيات خفض التصعيد الذي شمل الغوطة الشرقية بترقب وحذر شديدين، ففي حين نصت الاتفاقيات على إيقاف الأعمال العسكرية وحماية المدنيين من القصف، وذكرت زيادة الوصول الإنساني إلا أنها لم تحدد بدقة معنى هذه الزيادة ولم تنص على إجراءات ضرورية عاجلة لرفع المعاناة عن المدنيين المحاصرين.
وبلغ الوضع الإنساني في الغوطة الشرقية أسوأ حالاته، حيث يقبع نحو أربعمئة ألف نسمة تحت وطأة حصار مطبق ناجم عن غياب شبه تام للحركة التجارية وحركة الأفراد من وإلى المناطق المحاصرة، فيما تعاني الأمم المتحدة في دمشق من الفشل في الوصول الإنساني إلى ريف دمشق بسبب الرفض المتكرر لإعطاء الأذون اللازمة من قبل حكومة دمشق، ووضع العديد من العقبات التي توقف في كثير من الأحيان وصول القوافل الإنسانية التي تمت الموافقة عليها، كذلك تخضع القوافل الإنسانية المعدة وفقاً للاحتياجات إلى تعديلات جذرية من قبل مسؤولين حكوميين تتمثل في إزالة العديد من المواد الضرورية المنقذة للحياة، فعلى سبيل المثال يتم حذف المضادات الحيوية من المساعدات الطبية، فيما تفتقر التقارير الإنسانية الى توصيف حقيقي لمعاناة المحاصرين وضعهم المعيشي، وتعتمد على أرقام عدد القوافل والأشخاص الذين تكفيهم المساعدات التي تقدمها هذه القوافل فقط». وبيّنت المنظمات المدنية في بيانها أن «السكان الموجودين في المناطق المحاصرة لا يحتاجون إلى سلة غذائية مرة واحدة في السنة، لكن وحسب تقييمات الاحتياج؛ فإن الاحتياج شامل للقطاعات وشديد جداً ولا تقوم القوافل الإنسانية بتغطيته بشكل حقيقي، كذلك فإن الاحتياج الإنساني للمحاصرين لا يقتصر على البضائع والمواد العينية، بل هم في حاجة ماسة لمختلف أنواع البرامج الإنسانية مثل برامج المعيشة والزراعة والدعم النفسي الاجتماعي وبرامج الحماية المتعددة»، مضيفة «تجد المنظمات الإنسانية غير الحكومية العاملة في الغوطة الشرقية عبر الحدود نفسها وحيدة تماما لتقديم كل هذه البرامج وسد الثغرات، في ظل شح شديد بالموارد وضعف كبير في تمويل العمليات الإنسانية، عبر الحدود». وطالبت المنظمات المدنية الأطراف الضامنة لاتفاقيات خفض التصعيد الالتزام بتعهداتها وتحقيق الضغط اللازم لتحسين الوصول الإنساني للمحتاجين المحاصرين في الغوطة الشرقية عبر فتح المعابر التجارية فورا، للسماح بحرية دخول وخروج البضائع، وإيقاف الابتزاز والسرقة التي تتم على الحواجز المحيطة بالغوطة الشرقية والتي تسبب ارتفاعاً شديداً في سعر البضائع الواردة للمنطقة المحاصرة، إضافة إلى فتح المعابر الإنسانية فورا لإخلاء الحالات الطبية الحرجة كافة. وأكد المعنيون ضرورة تحقيق مراقبة فعالة لآليات الموافقة على مرور القوافل الإنسانية عبر الخطوط وضمان استمرار تدفقها بشكل منتظم شاملة المواد الضرورية كافة، والتي يتم تحديدها وفقاً لتقييم الاحتياجات الإنسانية وخاصة المواد الطبية.

الائتلاف يستنكر المجزرة

استنكر نائب رئيس الائتلاف السوري المعارض عبد الرحمن مصطفى المجزرة التي ارتكبها نظام الأسد بقصف مدرسة أطفال في مدينة جسرين في غوطة دمشق، ما أسفر عن مقتل خمسة مدنيين جلهم أطفال وجرح آخرين، وذلك بالتزامن مع انعقاد مؤتمر أستانة الذي نتج عنه ما يسمى اتفاقية «خفض التصعيد».
وطالب مصطفى في بيان تسلمت «القدس العربي» نسخه منه، المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته حيال ما يقوم به الأسد من جرائم بمساعدة روسية وإيرانية، والعمل على فك الحصار عن الغوطة الشرقية وإنقاذ أهلها وأطفالها. وطالبت المؤسسات السورية غير الحكومية في الغوطة الشرقية الأطراف الضامنة لاتفاقيات خفض التصعيد بالالتزام بتعهداتها وممارسة الضغط اللازم لوصول المساعدات الإنسانية للمحاصرين في الغوطة الشرقية، عبر فتح المعابر فوراً والسماح بدخول البضائع وإخلاء كافة الحالات الانسانية والطبية الحرجة.
كما طالبت هيئات مدنية في الغوطة بإقامة مركز طبي دائم من خلال الصليب والهلال الأحمر يكون محمياً من استهداف العدوان الروسي وعصابات الأسد، بحيث يؤمن الرعاية الصحية اللازمة لمئات الأطفال الذين يقفون على حافة الموت جوعاً ومرضاً.

قصف مدفعي ثقيل للنظام السوري يقتل 11 مدنياً بينهم 6 تلاميذ ومعلم أثناء انصرافهم من مدرسة في غوطة دمشق

هبة محمد وعبد العزيز النبهان

مصر: الإعلان عن قتل مسلحين وتحرير ضابط على طريق الواحات غرب الفيوم

Posted: 31 Oct 2017 03:27 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: في عملية عسكرية لم تكشف المصادر الرسمية الكثير عن تفاصيلها، أعلنت السلطات المصرية، أمس الثلاثاء، قتل منفذي هجوم الواحات، وتحرير ضابط اختطف خلال الحادث الذي سقط فيه عدد من عناصر الشرطة.
وحسب ما أكد مصدر عسكري لـ«فرانس برس»، فقد «نجحت قوات الأمن في تحرير ضابط مصري اختطف خلال هجوم الواحات في الصحراء الغربية». وتابع المصدر أن «عملية اليوم (أمس) التي تضمنت تدخلا جويا وأرضيا من جانب قوات الأمن ضد العناصر الإرهابية تم تنفيذها بالتنسيق مع الشرطة ونجحت في تحرير النقيب محمد الحايس».
وقال مصدر مسؤول في مديرية أمن الجيزة لـ«رويترز» إن أكثر من 12 متشددا قتلوا في الضربة الجوية»، رغم أن متحدثا عسكريا لم يؤكد عدد القتلى.
وقال مصدر أمني لموقع صحيفة «المصري اليوم»، «تم العثور على الرائد محمد الحايس في منطقة الواحات ناحية الصحراء الغربية، وذلك في المكان الذي شهد الحادث الإرهابي الذي استهدف عناصر الشرطة، الجمعة قبل الماضي».
وأضاف أن «الحايس مصاب بطلق ناري في قدمه، وجرى نقله لمستشفى الشرطة في العجوزة لتلقي العلاج».
وأكدت أسرة الحايس أنهم تلقوا اتصالا هاتفيا من وزارة الداخلية، يؤكد عودة نجلهم، المختطف من قبل المسلحين ونقله للمستشفى لتلقي العلاج جراء إصابته لطلق ناري في القدم.
وفي بيان رسمي قال المتحدث العسكري: «استمراراً لجهود القوات المسلحة والشرطة للثأر لشهداء الواجب الوطني، وبناءً على معلومات مؤكدة بالتعاون مع وزارة الداخلية عن أماكن اختباء العناصر المسلحة التي استهدفت قوات الشرطة بطريق الواحات، وبناءً على أوامر من القيادة العامة للقوات المسلحة قامت القوات الجوية بمهاجمة منطقة اختباء العناصر الإرهابية على طريق الواحات في إحدى المناطق الجبلية غرب الفيوم».
وأضاف البيان أن «الضربات أسفرت عن تدمير 3 عربات دفع رباعي محملة بكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمواد شديدة الانفجار والقضاء على عدد كبير من العناصر المسلحة، وتقوم القوات الجوية بالتعاون مع الشرطة بتمشيط المنطقة للقضاء على العناصر الهاربة». وجاء ذلك بعد ساعات من إعلان الجيش المصري إحباط محاولة تسلل 6 عربات دفع رباعي محملة بكميات من الأسلحة والذخائر والمواد المهربة داخل خط الحدود الغربية، وأسفرت العملية عن استهداف وتدمير السيارات المتسللة والقضاء على العناصر الإجرامية بداخلها.
وقال القوات المسلحة المصرية، في بيان، إن ذلك يأتي «استمرارا لجهود القوات الجوية بالتعاون مع قوات حرس الحدود لتأمين حدود الدولة على كافة الاتجاهات الإستراتيجية وردع أي محاولة للتسلل أو التهريب عبر الحدود».
وأكدت أن «عناصر حرس الحدود مدعومة بعناصر المنطقة الغربية العسكرية والقوات الجوية تواصل تمشيط المنطقة الحدودية في محيط العملية».
عملية تحرير الحايس، وقتل منفذي هجوم الواحات، طرحت أسئلة حول صحة ما جرى الإعلان عنه، خصوصاً ان البيان الرسمي، وتصريحات المصادر الأمنية لم تحمل تفاصيل حول كيفية تنفيذ عملية جوية تقصف مسلحين يحتجزون ضابطا، وتحرير هذا الأخير في الوقت نفسه. فقد اكتفت الإعلانات الرسمية بذكر خسائر المسلحين من دون توضيح خطوات العملية، ما ترك الكثير من الغموض حول الأخيرة.
وكانت السلطات المصرية قد أعلنت مقتل 16 شرطيا في هجوم نفذه مسلحون في طريق الواحات في محافظة الجيزة في 20 اكتوبر/ تشرين الأول الماضي، فيما فقد ضابط، لكن وكالات إخبارية نقلت عن ثلاثة مصادر أمنية آنذاك قولها إن ما لا يقل عن 52 ضابطا ومجندا قتلوا في العملية.
الهجوم تسبب بتوجيه اتهامات للأجهزة الأمنية بالتقصير الأمني، وأطاحت نتائجه بعدد من قيادات وزارة الداخلية. وبعد أسبوع من تنفيذه عين الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيسا جديدا لأركان القوات المسلحة.

مصر: الإعلان عن قتل مسلحين وتحرير ضابط على طريق الواحات غرب الفيوم
المتحدث العسكري أكد تدمير 3 عربات دفع رباعي محملة بأسلحة وذخائر

العبرة من احتفال تيريزا ماي بوعد بلفور

Posted: 31 Oct 2017 03:27 PM PDT

مساء يوم غد الخميس تستضيف رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي نظيرها الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليحتفلا معاً وبحضور مئة وخمسين ضيفاً بالذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم. وهي بذلك تحقق ما أعلنته منذ عام تقريباً، عندما صرّحت أمام الجمهور المجتمع لمناسبة غداء الأعمال السنوي لجمعية «أصدقاء إسرائيل المحافظون» أن وعد بلفور «يؤكد دور بريطانيا الحيوي في خلق وطن للشعب اليهودي، وهي ذكرى سوف نحتفل بها بفخر».
كاتب هذه السطور ينتمي إلى جيل «النكسة»، أو بالأحرى النكبة الثانية، أي الجيل الذي شكلت هزيمة الجيوش العربية في حرب حزيران/يونيو 1967 أولى المحطات التاريخية الكبيرة في تجربته السياسية. ولا أتذكّر مثل هذه الصفاقة من قِبَل مسؤول بريطاني منذ ذلك الحين وحتى الآن. وقد أجريت بحثاً لمعرفة ما الذي حصل في لندن بمناسبة الذكرى الخمسين للوعد ذاته، فتبيّن لي أن احتفالاً أقيم يوم 5 تشرين الثاني/نوفمبر 1967 في أحد المسارح اللندنية حضره أبا إيبان، وزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك، وانضم إليه عدد من السياسيين البريطانيين من أصدقاء إسرائيل. لكنّه احتفال نظّمه «الاتحاد الصهيوني في بريطانيا» وليست الحكومة البريطانية، بل لم تشارك فيه هذه الأخيرة لا برئيسها ولا حتى بأحد وزرائها.
فلماذا تتجرّأ رئيسة الوزراء البريطانية اليوم على مشاعر الفلسطينيين والعرب بهذه الصفاقة التي تبلغ مستوى الشتيمة والاستفزاز، ولم يتجرّأ علينا أسلافها في حكومة جلالتها قبل نصف قرن؟ هل، يا تُرى، تبدّلت صورة إسرائيل في العالم لتُطابق «الديمقراطية المزدهرة ومنارة التسامح»، تلك التي عرّفت بها تيريزا ماي الدولة الصهيونية في خطابها المذكور أعلاه؟ ألم تتدهور صورة إسرائيل، على العكس تماماً، بعد خوضها جملة حروب عدوانية سافرة لا ينطلي على أحد تصويرها وكأنها حروب دفاعية، مثلما صوّرت إسرائيل حرب 1967؟ ألم تقم الدولة الصهيونية باعتداءات همجية مكشوفة على لبنان في عام 1982، ثم على شعب الأراضي المحتلة في زمن الانتفاضة الأولى، ثم عليهم مرة ثانية في زمن انتفاضة الأقصى، ثم على لبنان مجدّداً في عام 2006، ثم على غزّة مرّات متكررة وصلت إلى درجة من العنف الإجرامي أثارت اشمئزاز العالم؟ أولم تشهد إسرائيل بعد مرور عقد على احتلالها لما تبقّى من فلسطين حتى نهر الأردن، أي منذ عام 1977، بداية انزلاق نحو أقصى اليمين كاد لا يتوقف منذ أن فاز حزب الليكود بانتخابات الكنيست في تلك السنة، وهو الحزب الذي كان ينعته منافسوه في حزب العمل الصهيوني أنفسهم بالفاشية؟ أليست الحكومة الإسرائيلية الحالية أكثر الحكومات تطرّفاً إلى اليمين في تاريخ الحكم الصهيوني بحيث أنها أثارت ضدها معظم صانعي الرأي العام الغربي، وغدا من المعهود أن تنتقدها منابر الإعلام في بريطانيا وأوروبا، بل حتى في الولايات المتحدة؟
كل هذا صحيح، لكن المسألة في الحقيقة ليست في صورة إسرائيل، بل في صورتنا نحن. ففي عام 1967، وإن كانت الدول العربية قد أصيبت بأم الهزائم في حربها مع الدولة الصهيونية، كان الموقف العربي أقوى بما لا يُقاس مما صار إليه اليوم. أما السبب في ذلك، فهو أن ردّة فعل الشعوب العربية على «النكسة» جاءت بقوة وازنت وقع الهزيمة في إضعاف الموقف العربي في وجه إسرائيل. وقد بدأت ردة الفعل الشعبية بالتظاهرات العارمة التي عمّت مصر ردّاً على خطاب التنحي الذي ألقاه جمال عبد الناصر ليل التاسع من حزيران/يونيو 1967. واستمرت في تجذّر الحالة الشعبية في عموم المنطقة العربية، وكان أبرز وجوه ذلك التجذّر صعود الكفاح المسلح الفلسطيني الذي عُرف آنذاك بالمقاومة الفلسطينية، وذلك في الضفة الشرقية من نهر الأردن على الأخص.
وبحنين إلى ماضٍ بات يبدو غابراً، أتذكّر التظاهرة الضخمة التي سارت في شوارع بيروت في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر 1967، بمناسبة الذكرى الخمسين لوعد بلفور. وكانت الأعلام ترفرف فوق رؤوس آلاف المتظاهرين، من أعلام فلسطين إلى الأعلام الحمراء، وتتبارى تكتلات التظاهرة بين من يهتف «ناصر، ناصر» ومن يهتف «عاصفة، عاصفة» (إشارة إلى اسم الجناح المسلح لحركة فتح آنذاك). وكان أحد المواضيع البارزة في الشعارات موضوع فيتنام، التي كانت آنذاك رمز الصمود الشعبي الثوري أمام هجمة الإمبريالية الأمريكية والمثال الذي تطلّع إليه معظم المتظاهرين بوصفه بديلاً عن هزيمة الأنظمة العربية. كنّا ملء الثقة بأننا سوف نمحو عار الهزيمة ونبني غداً أفضل بإعادة تركيبنا للمنطقة العربية. ولم تضاهِ نشوة تلك المرحلة الثورية سوى نشوة «الربيع العربي»، لكن نشوة هذا الأخير سرعان ما انقلبت كآبة إزاء غرق المنطقة في معمعة صدام الهمجيات.
وها أن منطقتنا في أسوأ مراحل تاريخها وأضعف حالاتها، منطقة يسود فيها التناحر الأهلي والتصارع بين الدول، لا توجد أنظمة وطنية فيها وتكاد لا توجد حركة جماهيرية وطنية. ولا عجب بالتالي من أن رئيسة الوزراء البريطانية لم ترَ رادعاً من البصق في وجهنا بإعلان افتخارها بالوعد المشؤوم الذي أصدرته حكومة بلادها قبل مئة عام.

٭ كاتب وأكاديمي من لبنان

العبرة من احتفال تيريزا ماي بوعد بلفور

جلبير الأشقر

ألمانيا: القبض على سوري حال دون وقوع «هجوم إرهابي كبير» وتقرير أمني يكشف ارتفاعا في تحقيقات قضايا الإرهاب

Posted: 31 Oct 2017 03:27 PM PDT

برلين ـ «القدس العربي»: ذكر وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير أن اعتقال السوري المشتبه في صلته بالإرهاب في مدينة شفيرن حال دون وقوع «هجوم إرهابي كبير في ألمانيا». وقال الوزير أمس الثلاثاء في برلين: «وفقا لكافة المعلومات التي نعرفها، فإن التدخل (الأمني) حدث في الوقت السليم: متأخرا بما يكفي لتحريز الأدلة، ومبكرا بما يكفي لتجنب الخطر». وكان الادعاء العام الاتحادي في ألمانيا أعلن في وقت سابق أمس القبض على سوري في مدينة شفيرن الألمانية للاشتباه القوي في إعداده لهجوم تفجيري ذي دوافع إسلامية. وبحسب البيانات، قامت قوات خاصة من الشرطة الاتحادية والمكتب الاتحادي للشرطة الجنائية بحملة للقبض على المشتبه به، والتي تم خلالها تفتيش منزل المتهم ومنازل أفراد آخرين في شفيرن ومدينة هامبورغ أيضا.
وأشاد دي ميزير بأداء سلطات الأمن، وقال إن جميع المشاركين في الحملة قاموا بـ»عمل ممتاز»، وأضاف: «شكري للموظفات والموظفين في هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) والشرطة الجنائية والوحدات الشرطية الخاصة على المستوى الاتحادي والولايات، بالإضافة إلى القضاء الذي يعمل يوما بعد يوم من أجل أمننا».وذكر أن وضع الخطورة الأمنية في ألمانيا لا يزال مرتفعا، موضحا أن سلطات الأمن تعاون على المستوى الاتحادي والولايات والقومي والدولي على نحو وثيق وجيد وتتصرف «بحسم وحزم عند الضرورة» في ظل التهديد المستمر الذي يشكله الإرهاب.
ووفقا للتحقيقات الحالية، فإن هناك اشتباها كبيرا في أن المتهم (19 عاما) كان يخطط لهجوم ذي دوافع إسلامية في ألمانيا بمواد شديدة الانفجار، وقام بإعدادات محددة لذلك.
وكانت السلطات تراقب المتهم على ما يبدو منذ فترة طويلة. وحسب البيانات، اتخذ المتهم في تموز/يوليو الماضي قرارا بتفجير مواد ناسفة في ألمانيا لقتل وإصابة أكبر عدد ممكن من الأفراد.
وألقت الشرطة القبض على المتهم في ساعة مبكرة من صباح أمس في منزله بحي نوي تسيبندورف بمدينة شفيرن، حيث تم أيضا تفتيش ثلاثة منازل متجاورة في إطار الحملة. وبحسب البيانات، بدأ المتهم في تموز/يوليو الماضي في تدبير مكونات ومواد كيميائية ضرورية لتصنيع عبوة ناسفة. ولم يتضح حتى الآن ما إذا كان المتهم خطط لتنفيذ الهجوم في مكان معين. ولم تتوفر أدلة لدى الادعاء العام بشأن ما إذا كان المتهم على صلة بتنظيم إرهابي.
وشهدت ألمانيا ارتفاعا كبيرا في التحقيقات الرسمية في الإرهاب هذا العام، غالبيتها الساحقة مرتبطة بالتطرف الإسلامي شمل على سبيل المثال لا الحصر سوريين ظهروا في ألمانيا بعدما قاتلو في صفوف تنظيم داعش.
وكشف تقرير إخباري قبل أيام أن ألمانيا عرفت ارتفاعا قياسيا بشأن التحقيقات المتعلقة بالإرهاب. وقال مدعون عامون لصحيفة «فيلت آم زونتاغ» إنهم بدأوا بالفعل 900 تحقيق في الإرهاب هذا العام، وارتبط أكثر من 800 منها بمتطرفين مسلمين. وأوضح المدعى العام الألماني بيتر فرانك أنه تم التحقيق في حوالي 240 قضية إرهابية في عام 2016، و85 ٪ من القضايا لها خلفية إسلامية. وبالمقارنة، لم يكن هناك سوى 70 قضية في ألمانيا في عام 2013 تتعلق بالإرهاب. ولا ترتبط كل التحقيقات الحالية بتهديدات بشن هجمات إرهابية جديدة في البلاد. فعلى سبيل المثال يتم التحقيق مع السوريين الذين ظهروا في ألمانيا، بعد أن قاتلوا سابقا من أجل تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، بتهمة التورط في منظمة إرهابية.
وفي تموز/يوليو عام 2016 فجر لاجئ سوري (27 عاما) نفسه في ميدان قبالة مهرجان موسيقي في مدينة أنسباخ في ولاية بافاريا جنوبي ألمانيا، ما أدى إلى إصابة 15 فردا ووفاة منفذ الهجوم.
كما وقع هجوم في ألمانيا في 19 كانون أول/ديسمبر عام 2016، حيث نفذ التونسي أنيس العمري هجوم دهس في إحدى أسواق عيد الميلاد (الكريسماس) في برلين، ما أسفر عن مقتل 12 شخصا.

ألمانيا: القبض على سوري حال دون وقوع «هجوم إرهابي كبير» وتقرير أمني يكشف ارتفاعا في تحقيقات قضايا الإرهاب
وزير الداخلية: إنجاز أمني كبير
علاء جمعة

اليمن: عشرات القتلى للحوثيين في صنعاء ومقتل قائد عسكري كبير موال للرئيس السابق

Posted: 31 Oct 2017 03:26 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: قتل 34 مسلحا من جماعة «أنصار الله» (الحوثيين)، أمس الثلاثاء، في معارك مع الجيش اليمني، في مديرية نهم شرقي محافظة صنعاء، حسب مسؤول في الجيش، فيما قتل قيادي ميداني في قوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، في غارة جوية في محافظة الجوف (شمال شرق)، وفق مصدر مطلع.
وقال العقيد عبد الله الشندقي الناطق باسم المنطقة العسكرية السابعة في الجيش اليمني، في بيان، إن قواته تمكنت من «تحرير أكثر من 15 موقعًا» في مديرية نهم. وأشار البيان إلى أن المعارك أسفرت عن مقتل أكثر من 34 من مسلحي الحوثي، وجرح العشرات منهم، وتدمير 5 آليات و7 دوريات عسكرية.
وشهدت مديرية نهم هدوءا نسبيا الأسابيع الماضية، وتعتبر واحدة من جبهات الاستنزاف الكبيرة للطرفين.
وفي سياق غير بعيد، أفاد مصدر ميداني مُفضّلًا عدم الكشف عن هويته، بأن «ضابطا رفيعا وأحد أبرز القادة الميدانيين في القوات الموالية لصالح، قُتل في غارة جوية للتحالف العربي في محافظة الجوف، شمال شرقي اليمن».
وقال المصدر وهو من القوات الحكومية، إن «الغارة الجوية جرت في مديرية المصلوب، غربي المحافظة».
وأضاف أن «الغارة أدت إلى مقتل العميد محمد صالح الصوفي، الذي يعد من أبرز القيادات الميدانية الموالية لقوات صالح، في الحرب ضد القوات الحكومية، في محافظة الجوف، بالإضافة إلى إصابة نجله عمار بجروح بليغة». ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من التحالف.
وقالت وكالة «سبأ» التي يسيطر عليها الحوثيون، إن قوات صالح شيّعت العميد الصوفي في العاصمة صنعاء، صباح أمس، وإن جثته ستُدفن (في وقت لاحق)، في مسقط رأسه في محافظة إب، وسط اليمن، من دون تفاصيل.
ويشهد اليمن حربا منذ أكثر من عامين ونصف بين القوات الموالية للحكومة اليمنية من جهة، ومسلحي الحوثي وقوات صالح من جهة أخرى.

اليمن: عشرات القتلى للحوثيين في صنعاء ومقتل قائد عسكري كبير موال للرئيس السابق

التدهور الأمني في قطاع غزة من شأنه أن يؤدي إلى مواجهة تقود إلى انهيار المصالحة

Posted: 31 Oct 2017 03:26 PM PDT

إن تفجير النفق الذي حفره الجهاد الإسلامي في قطاع غزة في المنطقة الإسرائيلية، أمس يزيد التوتر بين الطرفين إلى ذروة لم تكن منذ انتهاء عملية الجرف الصامد في 2014. حقيقة أنه قتل في العملية على الأقل ثمانية نشطاء فلسطينيين منهم قادة كبار في تنظيم متطرف وأحد نشطاء حماس، من شأنها أن تحث الجهاد الإسلامي على القيام بعملية انتقامية.
في ساعات المساء وأثناء الليل تم بذل جهود كبيرة بوساطة مصرية لتهدئة النفوس. ولكن الجيش الإسرائيلي يستعد لإمكانية إطلاق قذائف، على الأقل على مستوطنات غلاف غزة، إن لم يكن على شماله. الساعات الأكثر حسما ستكون ساعات الصباح اليوم في جنوب البلاد، وهي وقت الخروج إلى المدارس والعمل.
وحسب التقارير التي وردت من غزة فإن اثنين من القتلى هما قائد المنطقة اللوائية للجهاد في مركز القطاع ونائبه. عدد من القتلى أصيبوا أثناء نزولهم إلى النفق لإنقاذ المصابين بعد الهجوم الإسرائيلي ـ يبدو أنهم اختنقوا من الدخان والغبار أو حتى نتيجة انبعاث غاز سام بعد الهجوم. في جيش الدفاع الإسرائيلي نفوا أنه كانت محاولة اغتيال متعمدة للقادة، وقالوا إنه لم يتم ضخ أية مادة سامة في النفق بعد التفجير.
على كل الأحوال، برغم أن الإصابة الكبيرة كانت مصادفة وليست نتيجة عملية استخبارية تم الحصول عليها مسبقا، يبدو أن العملية الإسرائيلية نجحت أكثر قليلا من المتوقع.
عدد القتلى الكبير سيجعل الفلسطينيين يقومون بالرد، بصورة يمكنها أن تجر الطرفين إلى التصعيد أو أن تؤثر في المصالحة الفلسطينية الداخلية.
لقد تم اكتشاف النفق مؤخرا، على بعد قليل من جدار الحدود داخل المناطق الإسرائيلية، على بعد كيلومترين من كيبوتس كيسوفيم. وزير الدفاع افيغدور ليبرمان قال إن النفق تم اكتشافه بفضل «اختراع تكنولوجي مهم». جيش الدفاع لم يذكر أي تفاصيل عن الطريقة التي تم تفجير النفق بها، لكن مصادر فلسطينية قالت إنه تم تفجيره بوساطة سلاح الجو.
وأضاف ليبرمان إن إسرائيل غير معنية بالتصعيد. وحسب أقواله، برغم المصالحة بين السلطة الفلسطينية وحماس، «القطاع بقي مملكة للإرهاب». والمتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي العميد رونين منليس قال للمراسلين إن وجهة إسرائيل ليست نحو التصعيد، ولا توجد للجيش أية نية لتصعيد العمليات في حدود القطاع.
وأضاف منليس إن النفق تم تدميره في الوقت الحاضر لاعتبارات عملياتية. وحسب أقواله فإن النفق لم يشكل أي تهديد فوري على أمن الإسرائيليين قرب الجدار، لكن حفره كان «خرقا فاضحا لسيادة إسرائيل».
قرار تفجير النفق تم اتخاذه بعد مشاورات أجريت مؤخرا في المستوى السياسي والعسكري في إسرائيل. توقيت العملية اعتبر حساسا لسببين: اتفاق المصالحة بين حماس وفتح الذي تم التوصل إليها بوساطة مصرية، واستمرار بناء العائق الإسرائيلي ضد الأنفاق على طول حدود القطاع، الذي يجري العمل فيه على بعد ما شمال المكان الذي وجد فيه النفق.
برغم أن حكومة إسرائيل تحفظت عمليا من التقارب بين فتح وحماس، إلا أنها لم ترغب في الظهور كمن تخرب بصورة جدية الاتفاق، بسبب علاقتها الوثيقة مع مصر. إن تدهور أمني بين إسرائيل وحماس يمكنه أن يؤدي أيضا إلى انهيار التفاهمات الفلسطينية الداخلية. وغدا كان المصريون سيعيدون فتح معبر رفح أمام الحركة، في إطار الاتفاق، للمرة الأولى بحضور رجال حرس رئاسة محمود عباس.
حماس بحاجة ماسة إلى هذا الإنجاز، ولكن من أجل الوصول إليه يجب على حماس كبح الجهاد الإسلامي ومنعه من العمل.
التصعيد مع إسرائيل الآن سيظهر عيوب اتفاق المصالحة، الذي امتنع عن علاج نزع «سلاح المقاومة»، وأنفاق حماس والجهاد الإسلامي والصواريخ التي تقومان بإطلاقها. الجهاد الإسلامي، خلافا لحماس، لم يوقع الاتفاق ـ الحديث يدور عن تنظيم لديه 12 ألف مقاتل وآلاف القذائف.
في الوقت نفسه، إسرائيل بحاجة إلى فترة زمنية، سنة تقريبا، من أجل إكمال بناء العائق، الذي يتوقع أن يمنع حفر أنفاق أخرى مستقبلا، ويمكن من تحديد مواقع الأنفاق القائمة والأنفاق قيد الحفر من خلال مجسات. وبرغم ذلك، تم اتخاذ قرار العملية أمس. مصادر امنية قالت للصحيفة إن الاعتبارات كانت «موضوعية تماما».
تمهيدا لتفجير النفق في حدود القطاع تم نشر بطاريات القبة الحديدية في الجنوب، والجيش الإسرائيلي اتخذ خطوات حماية أخرى. في جهاز الأمن قالوا أمس إن إسرائيل مستعدة لكل الاحتمالات، وما زال الوقت مبكرا للتقدير بصورة مؤكدة كيفية رد الجهاد الإسلامي وحماس على العملية الإسرائيلية.
موقف إسرائيل الصارم يتساوق مع التوتر في جبهة أخرى وهي الحدود الشمالية، في الأساس حول وجود إيران في جنوب سوريا. رئيس الحكومة نتنياهو ووزير الدفاع ليبرمان هددا مؤخرا بشكل علني في عدة مناسبات أن إسرائيل لن تسمح لإيران بتوسيع سيطرتها العسكرية في سوريا، وبيقين تقريب مليشيات شيعية برعايتها أو مقاتلي حزب الله إلى منطقة الحدود بين سوريا واسرائيل في هضبة الجولان.
سير الأمور في غزة أمس يشبه بشكل كبير الطريقة التي جُر فيها الطرفان إلى الحرب في الجرف الصامد.
وفيما بعد أصبحت الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي تعتقد أن المواجهة في حينه جاءت نتيجة سوء فهم، وحسابات خطأ للطرفين اللذين لم ينويا الانجرار إلى مواجهة واسعة. إن استمرار التدهور في الوقت الحالي يمكن أن يؤدي إلى تكرار سيناريو 2014.
يوجد لإسرائيل كما كان الأمر في حينه، ما يكفي من الأسباب التكتيكية من أجل العمل كما عملت. وما ينقصها بشأن غزة هو الاستراتيجية.
إن تأجيل المصادقة لسنوات على مشروعات تساعد في تخفيف المشكلات الاجتماعية الكبيرة في القطاع، ساعد أيضا في احتمالية حدوث انفجار آخر في نهاية المطاف.

عاموس هرئيل
هآرتس ـ 31/10/2017

التدهور الأمني في قطاع غزة من شأنه أن يؤدي إلى مواجهة تقود إلى انهيار المصالحة

صحف عبرية

فرقة خيالة أسترالية تحاكي احتلال بئر السبع الفلسطينية

Posted: 31 Oct 2017 03:25 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: عشية الذكرى السنوية لوعد بلفور المصادفة غدا الخميس، وبمناسبة مرور مائة عام على احتلال مدينة بئر السبع على يد قوات الحلفاء من أيدي العثمانيين في الحرب العالمية الأولى، قامت فرقة خياله من استراليا وبريطانيا بزيارتها وهم يمتطون الخيول على غرار أجدادهم الذين شاركوا بالاحتلال. وضمن الاحتفال بالمناسبة انطلقت فرقة الخيالة من مدينة بئر السبع حتى منطقة المذبح والتي وقعت فيها معركة كبيرة بين الجيش البريطاني والاسترالي وبين الجيش العثماني عام 1917. 
وفي اليوم نفسه أجرى رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أمس، لقاء عمل مع رئيس الحكومة الأسترالية، مالكولم تورنبول، في القدس المحتلة، تم خلاله توقيع مذكرة تفاهمات بين الطرفين بشأن التعاون الأمني. ووقع على المذكرة نيابة عن الطرف الإسرائيلي مدير عام وزارة الأمن، أودي آدم، ونيابة عن الطرف الأسترالي السفير لدى إسرائيل كريس كنان.
وتتناول مذكرة التفاهمات التعاون الأمني بين الجانبين خصوصا تشجيع التعاون بين الصناعات الحربية، بما في ذلك في مجال الابتكار.
وقال نتيناهو إن زيارة ترنبول تأتي بمناسبة إحياء حدث تاريخي، لافتا للذكرى المئوية « المدهشة « لاحتلال بئر السبع من قبل جنود أستراليين في نهاية الحرب العالمية الأولى. وأشار إلى التوقيع على الاتفاقية الأمنية، وبحث احتمالات التعاون في مجال التكنولوجيا، باعتبار أن أستراليا إحدى الدول الأكثر تطورا في العالم، وكذلك إسرائيل.
وفاخر نتنياهو بكونه أول رئيس حكومة إسرائيليية يزور أستراليا.
وفي سياق متصل انضم رئيس «يش عتيد»، يائير لبيد، إلى عضو الكونغرس الأمريكي، تيد دويتش، في خطوة إسرائيلية ـ أمريكية مشتركة تدعو الاتحاد الأوروبي إلى الإعلان عن حزب الله، بكافة أذرعه «منظمة إرهابية.
وكتب الاثنان في مقال مشترك، في صحيفة «ألبايس» الإسبانية و«كورييرا ديلا سيرا» الإيطالية، أمس»صدقوا حزب الله، فهو بالضبط منظمة الإرهاب الأكثر ترويعا، كما يقول هو».
ودعا المقال الدول الأوروبية إلى إلغاء ما سمياه «التمييز الكاذب»، بين الذراعين السياسية والعسكرية لحزب الله، والإعلان عن التنظيم كله كـ»منظمة إرهابية».
وبالتوازي بعث لبيد برسالة إلى 27 سفيرا في الاتحاد الأوروبي للهدف نفسه، وشدد فيها على أن التمييز بين ذراعي حزب الله «يوفر الشرعية للمنظمة لتجنيد أموال ومتطوعين على الأراضي الأوروبية».
يشار في هذا السياق، إلى أنه على خلفية السياسة الجديدة التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، صادق الكونغرس، الأسبوع الماضي، على سلسلة من القوانين ضد حزب الله، تهدف إلى المس بقدرته على تجنيد أموال والمس بالشبكات المالية التابعة له. وضمن اقتراحات القوانين التي تمت المصادقة عليها، كان اقتراح دويتش، وهو عضو كونغرس يهودي ديمقراطي من فلوريدا، وعضو في لجنة الخارجية التابعة لمجلس النواب، والذي يعتبر أحد كبار الداعمين لإسرائيل، يدعو فيه الاتحاد الأوروبي إلى الإعلان عن حزب الله كله منظمة إرهابية.
يذكر أن الاتحاد الأوروبي كان قد أعلن عن الذراع العسكرية لحزب الله «تنظيما إرهابيا» في عام 2013، في أعقاب العملية التي نفذت في بورغاس في بلغاريا، ولكنه امتنع عن الإعلان عن التنظيم كله كمنظمة إرهابية، خلافا لدول أخرى كثيرة مثل الولايات المتحدة وفرنسا وهولندا ودول عربية.
وفي حديثه مع موقع «واللا» الإلكتروني الإسرائيلي، قال دويتش إن «هذا التمييز هو كاذب، وليس له أي مصداقية». وأضاف أن «من يعتقد أن الإعلان عن حزب الله كله منظمة إرهابية سيجعل من الصعب تقديم المساعدة للبنان ليس صحيحا. ويكفي النظر إلى قطاع غزة على سبيل المثال. فحركة حماس تصنف كمنظمة إرهابية، ولكن ذلك ليس له أبعاد على الجهود لتقديم المساعدة بسبب الوضع الإنساني هناك.
وتابع «إذا أردنا فعلا محاربة إرهاب حزب الله، بكل ما يعني ذلك، يجب الإعلان عن التنظيم كله كمنظمة إرهابية. ويتساءل الاثنان في المقال المشار إليه «كيف يمكن ألا يقر أحد في أوروبا بأن حزب الله هو منظمة إرهابية، بينما يؤكد حزب الله ذلك في كل مناسبة، ولا يفعل ذلك بالأقوال فقط، وإنما بالأفعال أيضا، قتل وعمليات وإطلاق صواريخ». كما أشار الاثنان إلى «التدخل الحاسم لحزب الله ومسؤوليته المباشرة في الحرب الأهلية في سوريا، والعمليات التي نفذها في الأرجنتين وقبرص وبلغاريا». كما أشارا إلى اقتباسات للأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، يصرح فيها أن هدفه «القضاء على دولة إسرائيل»، وأنه «يكره الولايات المتحد»ة. وخلص الاثنان للقول «نحن بحاجة إلى انضمام شركائنا إلى الائتلاف الدولي ضد حزب الله، ووقف كل نشاطات التنظيم في أوروبا، لأن الإرهاب لا يحارب بالأقوال، وإنما بالأفعال».

فرقة خيالة أسترالية تحاكي احتلال بئر السبع الفلسطينية
بمناسبة مرور 100 عام على المعركة مع القوات العثمانية

فصيل من «الحشد» ينسحب من معارك الأنبار وينتشر على الشريط الحدودي مع سوريا

Posted: 31 Oct 2017 03:25 PM PDT

الأنبار ـ «القدس العربي»: أفادت مصادر في الحشد العشائري، غرب الأنبار، أن «فرقة العباس القتالية التابعة للحشد الشعبي قد انسحبت من ساحة العمليات القتالية، ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» للانتشار على الشريط الحدودي بين العراق وسوريا في جنوب مدينة القائم.
وجاء ذلك، وفق المصادر بعد أن «أكملت مهمتها في مساندة القوات الأمنية والحشد العشائري في العمليات القتالية ضد التنظيم خلال يومي الخميس والجمعة الماضيين، وتمكنها من استعادة معمل 90 التابع للشركة العامة للفوسفات في القائم، إضافة إلى مشاركتها في استعادة أجزاء مهمة من محاور عمليات قضائي راوة والقائم».
وكان قائد مجموعة في الحشد العشائري، رفض الكشف عن اسمه، قد تحدث لـ«القدس العربي» عن «تقدم سريع» حققته القوات الأمنية والحشد الشعبي بمشاركة فرقة العباس القتالية التي تتبع للعتبة العباسية المقدسة والمنضوية تحت قيادة هيئة «الحشد الشعبي» إلى جانب قيادة عمليات غرب الأنبار وقيادة عمليات الجزيرة والبادية وقوة الصاعقة التابعة للحشد العشائري في القائم المعروف باسم كتائب الحمزة التي تتشكل من أبناء عشيرة البو محل إحدى عشائر قبيلة الدليم في الأنبار».
وبين أن «العمليات القتالية التي انطلقت فجر الخميس، 26 أكتوبر/تشرين الأول، أنجزت تحرير مفرق قضاء راوة، 20 كيلومترا غرب قضاء عانه، والسيطرة على المجمع السكني في ناحية حصى والمناطق المجاورة، إضافة إلى مناطق العواني وجباب والزلة، وهي قرى زراعية على نهر الفرات، ومحطة إعادة الضخ المعروفة باسم تي وان والمجمع السكني الملحق بها». وذكر أن «المعلومات التي توفرت لديه حول الإصابات في صفوف القوات المهاجمة كانت استشهاد مقاتلين اثنين من الحشد العشائري قرب محطة تي وأن واثنين آخرين من فرقة العباس القتالية».
ووصف «المقاومة» التي واجهتها القوات المهاجمة، بأنها كانت «شبه معدومة، إذ «كان تواجد مسلحي تنظيم الدولة قليل نسبيا، فيما اعتمد على بعض المفخخات التي تم التصدي لها وتفجيرها قبل الوصول إلى أهدافها، كما حصل في مفرق قضاء راوة».
وأشار إلى أن القوات الأمنية والحشد العشائري «فرضت طوقا كاملا على قضائي راوة والقائم مع قصف جوي مكثف على أطراف المدينتين لتدمير مواقع التنظيم وتحصيناته الدفاعية»، حسب قوله، مؤكدا أن «ناحية العبيدي، 25 كيلومترا شرق القائم، أصبح على مرمى حجر من نيران القوات الأمنية التي تمهد لاقتحامه بالقصف المدفعي».
وكانت فرقة العباس القتالية، قد حررت حسب المصدر، معمل 90 التابع للشركة العامة للفوسفات في القائم وفككت عشرات العبوات المزروعة، كما عالجت عدد من العجلات المفخخة في اليومين الأول والثاني من العملية العسكرية قبل انسحابها لتامين مسافات من الشريط الحدودي بين العراق وسوريا لمنع انتقال مقاتلي «الدولة» على جانبي الحدود.
وحول الخسائر في صفوف مقاتلي تنظيم «الدولة» تحدث المصدر لـ«القدس العربي» عن مقتل «ما لا يقل عن 24 إرهابيا فيما فرّ العشرات منهم».
وفي مركز قضاء القائم الذي تمت محاصرته من جميع الجهات باستثناء الجهة الغربية التي تربطه بمدينة البوكمال السورية، نقل المصدر لـ«القدس العربي» عن «هروب جماعي لقادة تنظيم الدولة إلى سوريا، فيما تم رصد آخر تجمع لهم قبل هروبهم عند الجامع الكبير وسط المدينة».
وأكد أن «وضع القرى والمناطق المحررة الآن جيد جدا والقوات الأمنية والحشد العشائري يواصلون مهامهم الأمنية وتقديم الخدمات للسكان».
إلى ذلك، أجْلت السلطات العراقية، 500 عائلة نازحة من مناطق القتال بقضاءي القائم وراوة بمحافظة الأنبار، إلى مخيم للنازحين غربي المحافظة.
وقال عذال الفهداوي، عضو مجلس محافظة الأنبار للأناضول، إن «القوات الأمنية تمكنت من إجلاء 500 عائلة من مناطق القتال في قضائي القائم وراوة غربي محافظة الأنبار».
وأضاف أن بعض العائلات تمكنت من الفرار من تلك المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم «الدولة».
وأوضح أنه «تم نقلهم إلى مخيم الكيلو 18 غربي المحافظة»، مؤكدا أن المخيم «مجهز بجميع الاحتياجات الضرورية للنازحين». وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الخميس، الماضي انطلاق عملية تحرير القائم، وراوة، في محافظة الأنبار، آخر معاقل تنظيم «الدولة» في العراق.

فصيل من «الحشد» ينسحب من معارك الأنبار وينتشر على الشريط الحدودي مع سوريا
السلطات العراقية أجلت 500 عائلة من مناطق القتال إلى مخيم للنازحين
رائد الحامد

الحريري ألغى مواعيده وتوجّه إلى الرياض للقاء ولي العهد السعودي

Posted: 31 Oct 2017 03:24 PM PDT

بيروت – «القدس العربي» : برزت أمس الزيارة التي قام بها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري إلى السعودية حيث استقبله في الرياض ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان وعقد معه اجتماعاً استعرضا خلاله العلاقات الثنائية بين البلدين ومستجدات الأوضاع الإقليمية.
وتزامنت زيارة الحريري الى الرياض مع اطلاق وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان موقفاً جديداً من حزب الله انتقد فيه «صمت الحكومة والشعب على مشاركة حزب الميليشيا الإرهابي في حربه على المملكة بتوجيهات من أرباب الإرهاب العالمي».
وأبلغ السبهان محطة «ام تي في» بما يلي «توجّهت بتغريدتي (الاخيرة) الى الحكومة اللبنانية لان حزب الشيطان ممثل فيها وهو حزب إرهابي والمسألة ليست تطيير الحكومة بل يجب تطيير هذا الحزب».
وأضاف: «من يعتقد ان تغريداتي هي موقف شخصي يعيش في الوهم وسيرون في الأيام المقبلة ما سيحصل. الآتي سيكون مذهلاً وكما قضينا على داعش والقاعدة سنقضي على الجسم السرطاني الموجود في لبنان ونحن قادرون».
واللافت أن الوزير السبهان نشر صورة له مع الرئيس الحريري امس وعلّق عليها قائلاً «اجتماع مطوّل ومثمر مع أخي دولة الرئيس سعد الحريري واتفاق على كثير من الامور التي تهم الشعب اللبناني الصالح وبإذن الله القادم أفضل».
واتهم الإعلام المحسوب على حزب الله السعوديين «بأنهم وضعوا الجميع في مرمى النار، وأزالوا خط الفصل بين حزب الله والدولة اللبنانية». وأضاف «بدا جلياً أن تغريدة الوزير السعودي التي استغرب فيها ما سمّاه «صمت الحكومة والشعب» حيال حزب الله، كانت رسالة موجّهة بالدرجة الاولى إلى رئيس الحكومة سعد الحريري لمطالبته باتخاذ موقف واضح يماشي فيه السياسة السعودية ضد المقاومة.
وقد تُرجم ذلك بسفر الحريري، على عجل، إلى الرياض، بعد إلغاء كل مواعيده».
ورأى «ان المطلوب سعودياً من رئيس الحكومة رسم خطّ فاصل في علاقته مع العونيين، حتى لا يؤُثر ذلك على التوازن داخل السلطة التنفيذية، حيث ليس هناك موقف واضح أو صارم للحريري من سياسة التيار ومواقفه من الحزب والسياسة الخارجية».

الحريري ألغى مواعيده وتوجّه إلى الرياض للقاء ولي العهد السعودي
بعد استغراب السبهان صمت الحكومة والشعب حيال «حزب الميليشيا الإرهابي»
سعد الياس

حاكم مصرف سوريا المركزي: مَن لا يكفيه راتبه لا نُقرضه مالاً

Posted: 31 Oct 2017 03:24 PM PDT

دمشق ـ «القدس العربي» : أثارت تصريحات مكتوبة لحاكم مصرف سورية المركزي «دريد درغام»، سيلاً من ردود الأفعال والتعليقات والمواقف عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب ما ورد في تلك التصريحات التي جاءت في سياق توضيحات ذات بُعد مصرفي تتعلق بالاقتراض المصرفي وتحريك السيولة المالية بين المكتنزين والمصارف.
وضمن ما أورده حاكم مصرف سوريا في منشورٍ اقتصادي مصرفي على حسابه على فيسبوك قال دريد درغام أن من لا يكفيه راتبه للعيش خلال الشهر لا يحق له أصلاً الاقتراض لأنه غير قادر على تسديد الأقساط الشهرية المطلوبة وبالتالي لا يمكن الادعاء بأن رصيد المكوث حرمه من الاقتراض». وضمن ما أورده حاكم المصرف على حسابه الشخصي هذا الموقف الذي ربما استعاره الحاكم المصرفي السوري من مراجع في سياسات النقد أثارت استياءً كبيراً في أوساط طبقة الفقراء ومحدودي الدخل في سوريا، لاسيما أن نسبة الفقراء داخل سوريا تقترب من نسبة 80 ٪ في أرقام وإحصائيات غير رسمية.
الفقراء السوريون استهجنوا ما ورد في منشور حاكم مصرفهم المركزي واعتبروا هذا التوضيح يحمل الكثير من عدم الاحساس بوضعهم ومعاناتهم وضيق حالهم وأنهم المعنيون مباشرة بعبارة: مَن لا يكفيه راتبه لا يحق له الاقتراض. وعلّق أحد الخبراء الاقتصاديين: مواطن غالبية الشعب السوري لا يكفيه راتبه الذي يتقاضاه من وظيفته الرسمية، بالكاد يستطيع هؤلاء الموظفون العيش من راتبهم لمدة خمسة أيام من الشهر الواحد. وتساءل هذا الخبر: إذا ولطالما الغالبية العظمى لا تكفيهم رواتبهم فمَن إذاً يحق له الاقتراض. وكتب صحافي سوري على صفحته رداً على ما نشره حاكم المصرف: أكثر من80 % من السوريين فقراء ورواتبهم لا تكفيهم ولذلك فإن الحكومة التي لا تستطيع تحسين أوضاعنا المعيشية أن ترحل. وكتب ناشط سوري: يقول حاكم مصرف سوريا أن من لا يكفيه راتبه لآخر الشهر لا يحق له الاقتراض.. طبعاً القروض ليست للفقراء، بل هي فقط لأصحاب المليارات الذين يقترضون من البنوك ثم يهربون إلى دبي ونيويورك وغيرها. وكتبت إحدى الناشطات على حسابها الشخصي: تصريحات الحاكم المصرفي عن القروض للفقراء تذكرني بملكة فرنسا «ماري انطوانيت» عندما كان الشعب الفرنسي يطالب بالخبز، فقالت لشعبها أن يأكلوا الكاتو (الكيك).. وتابعت متهكمة بالقول: هذه التصريحات تستحق براءة اختراع لأنها الأولى من نوعها. وسألت تلك الناشطة حاكم المصرف: هل لدين أنت مصدر مالي غير راتبك الشهري؟ أم أن دخلك غير محدود؟؟!!. حاكم مصرف سوريا المركزي كشف أيضاً في سياق ما كتبه عن القروض أنه يوجد فقط بضع مئات من مليارات الليرات على شكل أموال متاحة للاقراض في المصارف بسبب ثقافة «الكاش» الحالية التي لا بد من تضافر جهود الجميع للترويج لأهمية إعادة حصيلة نشاط مختلف المهن والحرف والورش والتجارة والصناعة وخاصة من الاوراق النقدية إلى المصارف لزيادة الأموال المتاحة للإقراض.

حاكم مصرف سوريا المركزي: مَن لا يكفيه راتبه لا نُقرضه مالاً
الناشطون يردون: فقط للأغنياء ليهربوا إلى دبي والفقراء يأكلون «كاتو»
كامل صقر

لبنان: الملاحظات على مديري الأخبار طغت على الحوار التلفزيوني مع الرئيس

Posted: 31 Oct 2017 03:23 PM PDT

بيروت – «القدس العربي»: فيما كان الرئيس اللبناني العماد ميشال عون يستعرض مسيرته في الحكم على مدى سنة منذ انتخابه احتل هاشتاغ «#سنة_من_عمر_وطن» المرتبة الاولى على مواقع التواصل الاجتماعي وبدا أن التعليقات طالت أداء مديري الاخبار في المحطات التلفزيونية الثماني التي نقلت الحوار مباشرة مع رئيس الجمهورية أكثر مما طالت مواقف الرئيس الذي شدّد على «أن بناء الدولة يتم بالتدرّج لأنه من دون بناء المؤسسات تصبح مكافحة الفساد أمراً مستحيلاً»، وقال «الدولة كلها كانت «expiry date» بما فيها مجلس النواب لكنه قال: «انا انتخبني الشعب قبل المجلس».
وبالنسبة الى موقف لبنان من الصراع الخليجي الايراني قال عون: «وحدتنا هي الاساس ويجب ان يتفهمونا. نحن لا نغطي أحداً و»كل العرب اشقاء ولا يمكن ان نكون طرفاً في صراع عربي، أما إيران فموجودة ويجب أخذها في الاعتبار ولا أشعر بأي ضغط من ايران ولا مطامع لديها فينا». ورأى» أنّ ظاهرة سلاح «حزب الله» لها أسبابها الداخلية والخارجية»، معتبراً أنّ هناك «عجزاً في التجهيزات وفي المالية العامة» يحول دون تسليح الجيش اللبناني ليكون قادراً على حماية الوطن لوحده». مشيراً الى «ان الحل في الشرق الأوسط يؤدي الى حل لمسألة سلاح حزب الله». ونفى نفياً قاطعاً وجود أي دعوة سورية رسمية لزيارته دمشق مع تأكيده أنّ العلاقات بين البلدين ليست على مستوى وزاري». وكان ناشطون على مواقع التواصل واعلاميون سجّلوا ملاحظات وتحفظات على الحوار بين رئيس الجمهورية ومديري الأخبار. وكتبت مارلين خليفة «مدراء اخبار بتلفزيونات #لبنان‬ بيقاطعوا بعضهم بالأسئلة وما بيخلوا فخامة الرئيس يكمل جوابو… اذا «ضباط الإعلام» هيك بيتصرفوا ما بقا العتب على العسكر . بعدين اليوم رجعنا تذكّرنا انو ما فيه إلا امرأة وحيدة هيي مديرة أخبار بلبنان، وهيدا واقع غير حضاري للبلد. ثم لماذا حصر الحوار بالإعلام المرئي؟ ما هذه الفكرة البائدة بأن الاعلام المرئي هو الاقوى؟ أنا شخصياً سمعت المقابلة «لايف» على «فيسبوك»….كان يجب إعطاء دور للاعلام المسموع والمكتوب والالكتروني…».
ورأت الإعلامية مي شدياق «أن رئيس التحرير ليس له بالضرورة مؤهلات المحاور». وقالت «لم أفهم لماذا حضر ممثلون عن كل المؤسسات التلفزيونية. إذا كنا نقلّد الأسلوب الفرنسي كان يجب الاكتفاء بمحاوريْن اثنين أو 3 على الأكثر من محطات مختلفة. اعتماد 6 و6 مكرّر في الحوار لم يكن ناجحاً. ومع محبتي للأستاذ رفيق شلالا، إدارة محاورين على التلفزيون ليس من اختصاصه. دخلت المحاور ببعضها، وعمّت الفوضى».
وقال جاد ابو جودة الذي شارك في الحوار «غالبية المشاركين كان عندن اجندة، اما الOTV فأجندتها الوحيدة كانت محبة الرئيس واحترام الموقع الاول.الشكر الاول لفخامة الرئيس يللي طلب يحاور أشخاص هني بصلب غالبية الحملات ضد العهد…وبكل الاحوال… انك تكون احد محاوري رمز اسمو ميشال عون بذكرى انتخابو رئيس، وببعبدا بالذات، تجربة حلوة ومميزة وما بتتكرر ولا تنسى… رغم كل الملاحظات والتحفظات على ادارة الحلقة، وعلى اداء بعض المحاورين».
واعتبرت رندلى جبور أنه «في حضور رجل استثنائي لا يمكن أن تكون عادياً وأقل… كان يمكن أخذنا جميعاً الى أمكنة أخرى… الى الفكر والعمق والتاريخ والحلم… الى المفاجأة والرقي… كان يمكن سبر أغوار هذا القائد الممتلئ مخزوناً قد لا يمتلكه أحد غيره في لبنان… كان يمكن استنباط ما لم يقله بعد وهو كثير… كان يمكن جعل المناسبة محطة اعلامية تاريخية كبرى… ولكن!#مش_عم_تقطع_معي «.
واضافت في اشارة الى مديرة اخبار «الجديد» مريم البسام، درس بدائي في الاعلام: عليك كمحاور أن تسأل أسئلة قصيرة لا أن تقدم مداخلات! « فعقّب عليها شربل فرنسيس «فعلاً أسئلة طويلة ومملّة وغير مركّزة الهدف، وعدم لياقة في الحوار من خلال المقاطعات، واستنتاجات مسبقة مع تصميم على عدم الاقتناع بالأجوبة… يعني نيال الإذاعات عا هيك ممثلين».
وقال امين القصيفي» من متابعة سريعة للفيسبوك.. إكتشفت بأنني قد أكون من بين قلة في الوطن والمهجر، ممن لم يتابعوا مباشرة «ليلة القبض على الريح» في قاعة «جبال الوهم» في «قصر خيبة الأمل»، بمشاركة «وحدات النخبة» في «فيالق الإعلام المدجَّن»…عدت واطلعت على بعض المقتطفات لواقعة الأمس.. فتأكدت لدي القناعة أكثر، بأسف وألم شديدين، بما ورد أعلاه…». وأشارت نورا خوري الى أنه «إذا أردنا ان نعرف سبب تردي نشرات الاخبار على الشاشات اللبنانية علينا ان نتعرّف على بعض من يديرها ويقرّر مضامينها».
وقالت ميساء عبد الخالق «أخال فخامة الرئيس العماد ميشال عون يردد في قرارة نفسه.. أسفي على الريادة الإعلامية في لبنان يوم كانت صحافتنا تؤرق عدواً وتحفّز صديقاً.. حاول أخذهم الى ارتقاء في القضايا الوطنية لكنهم أمعنوا في زواريب وأوهام داخلية.. ما يهمني ان الرئيس العماد ميشال عون قال كلمته بلا كفوف او اقنعة .. وعلى الاعلام اللبناني ان يبدأ نقداً ذاتياً معمّقاً لعلّنا ننقذ ما يمكن انقاذه».
واعتبر كريم تقي الدين «أن مديري الأخبار ظهروا علی حقيقتهم المتمثلة في قلة الاحتراف والجدية وتدني الثقافة والنوعية وسوء الإدارة للحوار والسخافة في كثير من الأحيان. لا عجب اذاً ان تكون الصحافة في مأزق والورقية منها بشكل خاص. كلهم أبواق وأزلام ومحاسيب وجهلة. العالم في مكان وصحافة بلد الأرز في مستنقع الجهل. البلد يتقهقر لا ريب في ذلك والبارحة شهدنا مسرحية من مجموعة ممثلين هواة علی رأسهم مريم».
اما جوسلين ابو فرحات فقالت «مش الحق على المحاورين الحق ع يللي اختارهن بس معليه شفنا مستواهم فشل ذريع مش هيك بيتحاور رئيس البلاد ورئيس متل ميشال عون».

لبنان: الملاحظات على مديري الأخبار طغت على الحوار التلفزيوني مع الرئيس

تركيا تسلّم معبر «الخابور» للحكومة العراقية… وتسريبات حول عودة البيشمركه لحدود 2003

Posted: 31 Oct 2017 03:23 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أمس الثلاثاء، تسليم معبر ابراهيم الخليل الحدودي إلى المسؤولين العراقيين، والاتفاق مع بغداد على فتح معبر حدودي جديد في قضاء تلعفر.
قال، لأعضاء في حزب العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان، أن «تركيا وافقت على فتح بوابة حدودية أخرى مع العراق في إطار طريق سيؤدي إلى مدينة تلعفر على بعد نحو 40 كيلومترا غربي الموصل والتي تسكنها غالبية تركمانية عرقية».
وأكد «تسليم معبر الخابور (ابراهيم الخليل) الحدودي إلى الحكومة المركزية هذا الصباح (أمس)»، موضحاً أن «الطريق الحالي إلى كركوك سيستمر».
ويربط منفذ فيشخابور المثلث العراقي السوري التركي، ويقع عند الحدود الإدارية لمحافظة نينوى، وهو منفذ مغلق رسمياً، فيما يعتمد العراق على منفذ إبراهيم الخليل (17 كم شمال شرق فيشخابور) التابع لمحافظة دهوك، في التبادل التجاري بينه وبين تركيا.
وحسب تصريح لمصدر مطلع لـ«القدس العربي»، فإن معبر فيشخابور كان يستعمل بصورة «غير شرعية» من قبل أشخاص «متنفذين» في الحزب الديمقراطي وقوات البيشمركه التابعة للحزب، في تهريب النفط والبضائع بين الإقليم وسوريا وتركيا. وجاءت أنباء سيطرة الحكومة الاتحادية على معبر إبراهيم الخليل، عقب زيارة أجراها رئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول ركن عثمان الغانمي، برفقة فريق فني عسكري إلى المنطقة.
وقالت خلية الإعلام الحربي التابعة لقيادة العمليات المشتركة في بيان مقتضب، «يجري الفريق الفني العسكري برئاسة رئيس أركان الجيش العراقي زيارة ميدانية إلى معبر فيشخابور ومعبر ابراهيم الخليل للاطلاع ميدانيا وتحديد المتطلبات العسكرية والأمنية لإكمال تنفيذ قرارات الحكومة الاتحادية في مسك الحدود الدولية وإدارة المنافذ اتحاديا والانتشار الكامل للقوات الاتحادية في جميع المناطق التي امتد اليها الإقليم بعد العام 2003».
لكن وسائل، إعلام كردية مقربة من الحزب الديمقراطي الكردستاني، نفت تسلم بغداد المنافذ الحدودية في الإقليم.
ونقلت تصريحات عن مصادر قالت إنها أمنية، بأنه «لا صحة لتسلم بغداد لأي منفذ حدودي سواء في فيشخابور أو إبراهيم الخليل».
وطبقاً للمصادر فإن «رئيس أركان الجيش العراقي زار الكلية العسكرية العراقية في زاخو، ثم تفقد معبر ابراهيم الخليل وتفقد قطعات عراقية على الحدود التركية (…) الزيارة لم تكن لغرض استلام أي معبر».

تسريبات عن بنود الاتفاق الاتحادي – الكردي

ومنذ الجمعة الماضية، عقد وفدان يمثلان الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان، سلسلة اجتماعات بغية التوصل إلى اتفاق يقضي بتنفيذ خطة إعادة انتشار القوات الاتحادية في مناطق سهل نينوى والمنافذ الحدودية، إضافة إلى عودة قوات البيشمركه الكردية إلى حدود عام 2003، لكن من دون التوصل إلى أي اتفاق «معلن رسمياً».
لكن عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي، ماجد الغراوي أكد لـ«القدس العربي»، أن «الاجتماعات المشتركة بين القوات الاتحادية والبيشمركه، توصلت إلى نتيجة تضمن فرض سلطة الدولة والقانون، وأن تكون القوات الاتحادية هي المسؤولة عن الوضع الأمني في المناطق المتنازع عليها».
وأضاف: «الأكراد طالبوا بأن تكون هناك مشاركة لقوات البيشمركه مع القوات الاتحادية في هذه المناطق، وهذا الأمر تم تحويله إلى العمليات المشتركة لإبداء الرأي وإعلام اللجنة التنسيقية».
وأشار إلى أن الهدف الأساسي من الاجتماعات يأتي لـ«تجنب حصول مصادمات بين القوات الأمنية الاتحادية وبعض قوات البيشمركه، التي تحاول التأثير سلبا على هذه الاتفاقية وبسط الأمن لدوافع سياسية وحزبية». وحمّل، الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني مسؤولية الوقوف خلف ذلك التوجه.
وطبقاً للمصدر فإن «المواقف الايجابية لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير والجماعة الإسلامية، عززت دور الحكومة في تنفيذ واجبها في تلك المناطق»، كاشفاً في الوقت ذاته عن «مشاركة نسبية في بعض المناطق من قبل قوات البيشمركه الموالية للعراق وليس لحزب معين».

«استسلام» من طرف واحد

في الأثناء، علمت «القدس العربي» من مصادر مقربة من الوفد المشارك في مفاوضات إعادة الانتشار وتسليم المنافذ الحدودية مع سلطات أربيل، أن ما جرى خلال المفاوضات كان «اتفاقية استسلام» من طرف واحد، و«إذعان» لكل شروط الحكومة العراقية التي حملها الوفد العراقي إلى المفاوضات.
وقال المصدر المطلع عن كثب على المفاوضات، إن «الوفد الكردي الذي كان يقوده وزير الداخلية والبيشمركه وكالة كريم سنجاري، كان قلقا جدا من فشل المفاوضات لكي لا يكون ذلك ذريعة للقوات العراقية للدخول إلى أربيل لتطبيق القانون».
وأضافت ان «الوفد الذي ترأسه من الجانب العراقي الفريق أول، الركن عثمان الغانمي رئيس أركان الجيش حقق في 48 ساعة ما كان يجب أن يتحقق منذ سقوط النظام الديكتاتوري عام 2003، أو حتى قبل ذلك، باعتبار ذلك حقا غير قابل للتنازع من حقوق السلطة الاتحادية لتأمين حقوق المواطنين العراقيين عربا وأكرادا وضبط أمن الحدود من أي نشاطات غير مشروعة وفق توجيهات صارمة من رئيس الوزراء حيدر العبادي بدل اللعب بمقدرات الشعب وتهريب والمتاجرة بثرواته لحساب العائلات والأفراد والأحزاب».

دور «التحالف الدولي»

وعن دور «التحالف الدولي» في المفاوضات، قال المصدر، إن «التحالف الدولي كان قلقا من وجود نشاطات تهريب كبيرة في المثلث الحدودي العراقي التركي السوري، وإن الجزء الأكبر من هذا التهريب كان لبيع النفط السوري لمصلحة تنظيم «الدولة» لسنوات عديدة».
وبين أن «مصادر صحافية تحدثت عن إشراف منصور بارزاني، (نجل رئيس الإقليم) عن هذه التجارة مع قوات كردية سورية موالية من الجانب السوري بعد هزيمة تنظيم الدولة، لذلك فإن التحالف كان مهتما جدا بإعادة ملف المنافذ والمعابر والحدود إلى السلطات الاتحادية لإنهاء تمويل الإرهاب والنشاطات غير المشروعة عبر الحدود».
ووفقاً للمصدر، فإن «الحدود التي تم الاتفاق على إعادة الانتشار فيها هي الحدود الإدارية الرسمية لمحافظة نينوى، وليس ما يسمى بالمناطق المتنازع عليها (وفق هذا التفسير تعود عقرة وفايدة والقوش مثلا إلى نينوى)، على أن تدار الوحدات الإدارية من السلطات المحلية المخولة قانونا (مجالس محلية وأقضية ونواحي)».
ونصّ الاتفاق أيضاً على أن تكون «القيادة والسيطرة للجيش العراقي وجهاز مكافحة الإرهاب حصرا، وتستلم ملف إدارة أمن المناطق المستعادة إلى نينوى، الشرطة المحلية بإشراف الجيش العراقي مع الأخذ بنظر الاعتبار عدم عسكرة المدن»، فضلاً عن «تبديل ألوية الحدود الماسكة للحدود العراقية مع الجانب التركي خلال شهر، بقوات من حرس الحدود وقوات أخرى».
وكذلك التأكيد على عودة «المعابر والمنافذ الحدودية إلى الجهات المختصة (هيئة المنافذ الحدودية والجمارك لاتحادية) لإدارتها بإشراف من قبل السلطة الاتحادية، مع إشراك موظفين من سكنة وسلطة الإقليم بإمرة السلطات الاتحادية، وليس بمفهوم إدارة مشتركة بين السلطتين الاتحادية والإقليم».
وتضمنت الخطة الحكومية «انتشار قوات اتحادية نظامية على الحدود الدولية حصرا، مع السماح بانتشار عدد محدود من قوات البيشمركة مع القوات الاتحادية في إعادة الانتشار».
وتحدثت مصادر صحافية إن الاتفاق بين الحكومة الاتحادية والبيشمركة جاء «برعاية التحالف الدولي»، مبينةً أن قوات البيشمركه ستنسحب من مناطق القوش وتلسقف (ذات الغالبية المسيحية) في نينوى.
وأكدت المصادر إن المناطق الواقعة بين محافظتي دهوك ونينوى وهي (الشيخان، والمحمودية، وسحيله، وفايده، ومقلوبه) ستكون إدارتها مشتركة، إضافة إلى مناطق (الخازر، والكوير) بين نينوى وأربيل.
أما بقية مناطق سهل نينوى وقضاء مخمور، وسنجار وزمار وربيعه حتى معبر فيشخابور، فإن الاتفاق يقضي بأن تكون تحت القيادة العراقية وبإدارة اتحادية.

تركيا تسلّم معبر «الخابور» للحكومة العراقية… وتسريبات حول عودة البيشمركه لحدود 2003
مصادر: إدارة المناطق الواقعة بين محافظتي دهوك ونينوى ستكون مشتركة
مشرق ريسان

إيقاف إيطالي بتهمة الاعتداء على أطفال في تونس وناشطون يطالبون بمراقبة النشاط المشبوه للأجانب

Posted: 31 Oct 2017 03:22 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: تمكنت السلطات التونسية من إيقاف إيطالي يدير عددا من النوادي الثقافية بتهمة اغتصاب عدد من الأطفال، وهو أعاد الجدل حول ظاهرة «السياحة الجنسية» في البلاد، ودعا عدد من النشطاء إلى مراقبة النشاط «المشبوه» لعدد من الأجانب في البلاد في ظل تكرار هذه النوع من الحوادث.
وكانت قوات الأمن التونسية أوقفت إيطاليا يقيم منذ ثماني سنوات في منطقة «هرقلة» التابعة لولاية «سوسة» الساحلية، حيث يدير عددا من النوادي الثقافية والرياضية ويستغلها في استقطاب الأطفال للاعتداء عليهم جنسيا، وأثبتت التحقيقات الأولية قيامه بالاعتداء على أربعة أطفال تتراوح أعمارهم بين 15 و17 سنة، حيث تم العثور في منزله على بعض الملابس الخاصة بالشواذ، وفق بعض المصادر الأمنية.
وتأتي الحادثة بعد نحو عام من قضية السائح الفرنسي تيري دارانتيار المتهم بالاعتداء جنسياً على 66 قاصراً بينهم 41 تونسياً، والتي أثارت جدلا كبيرا في تونس.
وأعادت هذه الحادثة الجدل حول «السياحة الجنسية» في تونس، حيث يطالب عدد من السياسيين والنشطاء السلطات بالكشف عن وجود شبكات لاستغلال الأطفال في البلاد، وهو ما تنفيه السلطات عادة.
ودعا عدد من الناشطين السلطات إلى مراقبة «النشاط المشبوه» لعدد من الأجانب المقيمين في البلاد منعا لتكرار هذه النوع من الحوادث نظرا لتبعات الاجتماعية الخطيرة على الأطفال وذويهم.
وكتب أحد الناشطين «إيطالي يتحرّش جنسيا بالأطفال المنخرطين في جمعيّته الرياضية! يستدرجهم حيث يقوم بمواقعتهم ثم تسليمهم مبالغ مالية تتراوح بين 30 و40 دينار (15 دولار)»، وأضاف «جمعية رياضية يشرف عليها أجنبي يعتدي فيها على أطفالنا ندعمها، أمّا جمعية قرآنية يُشرف عليها كادر ديني تونسي تحيط بأطفالنا نغلقها! وإذا لزم الأمر ندخل المشرفين عليها السجن، ونتسائل عن سبب إنتشار المظاهر الشاذة بين شبابنا!».
وكانت وزيرة المرأة السابقة سميرة مرعي أكد في وقت سابق أن الاستغلال الجنسي من الملفات المسكوت عنها في تونس، مشيرة إلى أن الوزارة بصدد إعداد استراتيجية وطنية لحماية الطفولة، واعتبرت أن للأولياء دور جوهري في حماية أطفالهم والتنسيق مع مندوبي الطفولة بخصوص قضايا التحرش الجنسي ضد الأطفال.

إيقاف إيطالي بتهمة الاعتداء على أطفال في تونس وناشطون يطالبون بمراقبة النشاط المشبوه للأجانب

نقابة الصحافيين التونسيين تتهم الحكومة بمحاولة تدجين الإعلام

Posted: 31 Oct 2017 03:22 PM PDT

تونس – «القدس العربي» : اتهمت نقابة الصحفيين التونسيين الحكومة بمحاولة «تدجين» الإعلام، ودعت الإعلاميين العامين في التلفزيون الحكومي إلى الدخول في إضراب مؤقت للدفاع عن استقلال المؤسسة كمرفق عام مستقل عن التدخل الحكومي والسياسي، كما حذرت من جهة أخرى من «عودة أساليب الاستبداد والممارسات الفاشية من بوابة استعمال وسائل الإعلام لتبرير انتهاكات حرية التعبير والصحافة»، في أول تعليق لها على منع الرئيس السابق منصف المرزوقي من إجراء حوار إذاعي.
وأصدرت النقابة بيانين منفصلين، أكدت في الأول «رفض محاولات تدجين الإعلام العمومي والعودة به إلى مربع التبعية والولاء للسلطة. والمطالبة بتحييد خطة رئيس التحرير في قسم الأخبار عن مواقع القرار السياسي والأحزاب. والتنديد بمصادرة حق الصحافيين في المشاركة في صنع المضامين الإخبارية من خلال عدم تفعيل اجتماعات التحرير في قسم الأخبار».
وعبر النقابة عن «رفضها للوضع الراهن وإدانتها سياسة وضع اليد وتدخل أطراف برئاسة الحكومة في المرفق العمومي ومحاولات التدجين الخطيرة التي تستهدف المؤسسة»، ودعت رئاسة الحكومة إلى «تحمل مسؤوليتها في دفع مسار الإصلاح بالمؤسسة والتعجيل بإصلاح القوانين المنظمة لها وضمان استقلاليتها عن كل تأثيرات سياسية ومنها التدخل الحكومي المباشر في المضامين بالأساس». كما دعت الإعلاميين العامين في التلفزيون الحكومي إلى حمل الشارة الحمراء في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل «دفاعا عن مكاسب إعلام حر ونزيه وتفعيلا لدور الصحفيين الذين ناضلوا ولا يزالون في الدفاع عن مكتسباتهم المهنية»، مؤكدة استعدادها لخوض «كافة أشكال النضال بما فيها إعلان الدخول في إضراب (مفتوح) من أجل الدفاع عن استقلالية مؤسسة التلفزة التونسية كركيزة من ركائز إعلام عمومي حر ومسؤول ونزيه في مستوى تطلعات دافعي الضرائب بمختلف أطيافهم السياسية والمدنية».
من جانب آخر، أصدرت النقابة بيانا آخر اعتبرت من خلاله أن منع الرئيس السابق منصف المرزوقي من التواصل مع وسيلة إعلام «حرمانا واضحا للمواطن من الحق في إعلام حر وتعددي وفق مقتضيات الدستور التونسي»، وعبرت عن «استهجانها تصريحات الرئيس المدير العام لإذاعة «الرباط أف أم» في الوقت الذي كانت تنتظر منه أن يكون نصيرا لهذا الحق الدستوري ورافضا لما طال مؤسسته من حرمان من المعلومة ومساسا بمصادرها».
وحذرت من محاولات المس بمكاسب الثورة التونسية وخاصة الحق في حرية التعبير والصحافة، مشيرة إلى أن «السلطة التنفيذية وعلى رأسها رئيس الحكومة ووزير الداخلية تحمّل مسؤوليتها المباشرة في حماية هذه الحقوق»، كما حذرت من «عودة أساليب الاستبداد والممارسات الفاشية من بوابة استعمال وسائل الإعلام لتبرير انتهاكات حرية التعبير والصحافة».
وكان عدد من المجهولين قاموا بمنع المرزوقي من دخول مقر إذاعة «الرباط» في ولاية المنستير (شرق) حيث كان يستعد لإجراء حوار صحافي، وهو ما أثار موجة من الاستنكار في البلاد، حيث اتهم حزبه السلطات التونسية بالتواطؤ مع «ميليشيات حماية الاستبداد والفساد»، مطالبا بفتح تحقيق حوله ومحاسبة الأطراف المسؤولة عنه، فيما وصف بعضهم الحادثة بأنها «عمل همجي» يتعارض مع الديمقراطية الوليدة في تونس.

نقابة الصحافيين التونسيين تتهم الحكومة بمحاولة تدجين الإعلام

حسن سلمان:

تدويل ملف كتالونيا في بروكسل واستطلاع للرأي يمنح الأحزاب المنادية بالاستقلال الفوز مجددا

Posted: 31 Oct 2017 03:21 PM PDT

 مدريد -« القدس العربي»: تستمر الأزمة الكتالانية في تسجيل تطورات سياسية ومنها قرار رئيس حكومة الحكم الذاتي المقال كارلس بويغدمونت العمل من بلجيكا على تدويل الملف، بينما عاد استطلاع جديد للرأي يؤكد فوز الأحزاب القومية المنادية باستقلال الإقليم عن إسبانيا.
ومن أبرز التطورات التي وقعت أمس الثلاثاء، قيام المحكمة الدستورية ببطلان إعلان برلمان كتالونيا يوم الجمعة الماضية استقلال كتالونيا عن إسبانيا وتأسيس الجمهورية. وكانت الحكومة المركزية في مدريد تنتظر هذا الحكم لتعزيز استراتيجيتها في التحكم في كتالونيا تماشيا مع الفصل 155 من الدستور الإسباني لمنع المؤسسات الخاصة بالجمهورية التي أعلنها البرلمان الإقليمي يوم الجمعة الماضية تطبيقا لنتائج استفتاء تقرير المصير يوم أول أكتوبر/ تشرين الأول 2017
لكن الاهتمام الكبير انصب على الندوة الصحافية التي قدمها كارلس بويغدمنونت في بروكسل أمس الثلاثاء، نافيا طلبه اللجوء من بلجيكا بل أكد أنه يوجد في بروكسل كعاصمة للاتحاد الأوروبي وليس كعاصمة لبلجيكا ولكي يتحرك في أمان وبكل حرية. مبرزا في الوقت ذاته أن انتقاله إلى بروكسل هو لمخاطبة مؤسسات الاتحاد الأوروبي بصفته رئيس الجمهورية الكتالانية، وكذلك بسبب غياب الضمانات القضائية لمحاكمة عادلة في إسبانيا التي لن يعود لها إلا إذا كانت هناك ضمانات قضائية شفافة.
وأعلن مشاركة الأحزاب القومية في الانتخابات التشريعية الكتالانية التي ستجرى بإشراف الحكومة الإسبانية يوم 21 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، وقال إنه يقبل بالمشاركة وبالنتائج، وتحدى أن تقبل مدريد بالنتائج لأنها ستكون مواجهة بين أنصار الجمهورية وأنصار الوحدة الإسبانية. وترى الأحزاب القومية في الانتخابات تأكيدا على تعزيز الجمهورية لأن نتائج الاقتراع ستفرز فوز الجمهوريين. وتأتي تصريحات بويغدمونت في اليوم نفسه الذي جرى فيه تقديم نتائج استطلاع للمعهد الكتالاني الخاص باستطلاعات الرأي، حيث منح الفوز في الانتخابات التي ستجرى يوم 21 ديسمبر للأحزاب القومية  التي تنادي بالاستقلال على حساب الأحزاب المنادية بالوحدة مع إسبانيا.
كما كشف عن تقدم أنصار الجمهورية بقرابة 49% على أنصار الوحدة مع إسبانيا بـ 43%.
في غضون ذلك، تكتب جريدة دياريو الرقمية ببدء تدويل الأزمة الكتالانية، إذ يهدف الرئيس المقال صدور مذكرة اعتقال في حقه من طرف المحكمة الوطنية في مدريد في حالة عدم مثوله أمامها، ما سيجعل القضاء البلجيكي ينظر فيها بالقبول من عدمه، وهو ما سيشكل حلقة في تدويل الملف لأن النقاش سيكون سياسيا بالدرجة الأولى ومحوره استقلال إقليم كتالونيا.
وكتبت جريدة لفنغورديا في الاهتمام الدولي بالملف الكتالاني بعد لجوء بويغدمونت الى بروكسل. وعمليان تصدر ووده في بروكسل صفحات معظم الجرائد الدولية الكبرى في الغرب.

تدويل ملف كتالونيا في بروكسل واستطلاع للرأي يمنح الأحزاب المنادية بالاستقلال الفوز مجددا

حسين مجدوبي

المغرب: «الاستقلال» لم يتلق بعد عرضا للدخول إلى الحكومة و«الحركة» تتشبث بالبقاء فيها

Posted: 31 Oct 2017 03:21 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: لا حديث اليوم في الأوساط السياسية والإعلامية المغربية إلا عن إمكانية انضمام حزب الاستقلال إلى حكومة سعد الدين العثماني، في إطار تعديل حكومي مرتقب، لتعويض خروج حزب التقدم والاشتراكية وحزب الحركة الشعبية، بعد موجة الإعفاءات التي  عصفت بعدد من وزرائهم.
وأكد مراقبون لـ «القدس العربي» أنه بعد خروج حزب التقدم والاشتراكية من الحكومة سيكون مؤشرا على دخول حزب جديد ومن المرجح أن يكون حزب الاستقلال.
واستحضر مهتمون بالشأن الحزبي في المغرب التطورات التي عرفها «الاستقلال» منذ انتخاب نزار بركة أمينا عاما، بحيث لم يعد حزبا مغضوبا عليه أو مستبعدا من المشاركة في الحكومة، كما كان الحال في عهد أمينه السابق حميد شباط. ومن ثم، يروج بقوة سيناريو دخول حزب الاستقلال الحكومة لإعطاء دفعة لنزار بركة وإنعاش حزب الاستقلال، الذي تضرر منذ خروجه إلى المعارضة في 2013.
فيما يستبعد آخرون دخول الحزب للحكومة، مستندين إلى صيغة بلاغ الديوان الملِكِي، التي جاء فيها أن الملك كلف رئيس الحكومة برفع اقتراحات لتعيين مسؤولين جدد في المناصب الشاغرة، لافتين الانتباه إلى أن الأمر لا يتعلق بدخول حزب سياسي جديد للأغلبية، وإنما اقتراح مسؤولين جدد من الأغلبية نفسها.
وعلى عكس كل التوقعات، فقد فضل رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، الإبقاء على الأحزاب السياسية المشاركة في الحكومة، ليُدشن مشاوراته لترميم حكومته بعد إقالة أربعة وزراء ثبت تقصير قطاعاتهم الوزارية في إنجاز عدد من مشروعات برنامج الحسيمة منارة المتوسط.
وحسب مصادر ليومية «الأحداث المغربية» فإن مقترحات العثماني، لم تتجاوز تعويض الاسماء التي غادرت الحكومة، من نفس الهيئات السياسية المشاركة في التحالف الحكومي، من دون نية التوسع على أحزاب سياسية أخرى.
تعليقا على إمكانية دخول حزب الميزان إلى الحكومة، قال نور الدين مضيان رئيس الفريق الاستقلالي في مجلس النواب، وعضو اللجنة التنفيذية للحزب: «نحن لا ندخل من النافذة، وحزب الاستقلال لن يقبل بذلك، حزبنا بكبريائه وأنفته يقوم بدوره دائما سواء كان داخل الحكومة أو خارجها، وهو دائما في خدمة الوطن». مضيفا أنه لحد الآن هذا أمر سابق لأوانه، ونحن لم نتلق أي عرض، وحزب الاستقلال لا يطلب، ونحن لا نقبل بسد الثغرات فقط، وإن كانت هناك مشاركة لنا فستكون من باب واسع».
وقال رحال المكاوي، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال: إن «الحزب لم يناقش لحدود الآن مسألة دخول الحكومة من عدمها ولا شيء رسميا لحد الآن» موضحا أن  قرار الحزب يصدر عن مؤسساته والحزب يملك ناطقا رسميا باسمه يعبر عن قراراته. وأضاف: إن حزب الاستقلال  الآن يراهن على  التواصل مع المواطنين، ولا يمكن له أن يتفاعل مع كل شيء.
في السياق، نفت خديجة زومي، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، أن يكون الأمين العام للحزب، تلقى عرضا للمشاركة في الحكومة، وتعويض الوزراء المطاحين. قائلة: إن « ما يكتب ويروج له مجرد كلام في كلام، نحن في الحزب لم نتلق إلى حدود الآن أي عرض للمشاركة. وأضافت خلال الاجتماع الأسبوعي لأعضاء اللجنة التنفيذية الأخير، أنه لم تتم مناقشة موضوع المشاركة على الإطلاق.»
ووفقا لمصادر صحافية، في حال دخول حزب «الميزان» إلى الحكومة فمن المحتمل جدا، أن يتم تعيين نزار البركة وزيرا للدولة، و نور الدين مضيان وزيرا للتعليم خلفا لمحمد حصاد، وعبد الصمد قيوح وزيرا منتدبا لدى وزير الفلاحة والصيد البحري، وسعيدة آيت بو علي وزيرة للثقافة والاتصال، وعزيز الهلالي وزيرا للسكنى والتعمير، فيما لم يتم بعد الكشف عن الحقيبة التي سيتولاها حمدي ولد الرشيد.
وتبين أن حزب الحركة الشعبية متشبث بالقباء داخل الائتلاف الحكومي، حيث أصدر الحزب، السبت، بيانا ينوه فيه ما جاء في ببيان الديوان الملِكِي، الذي أدان وزراءه وفي الوقت ذاته يعلن عن تشبثه بالبقاء في الحكومة التي أقيل منها وزراؤه بقرار مَلِكِي. وجاء في بيان صادر عن المكتب السياسي للحزب، عقد برئاسة أمينه العام محند العنصر، أن الحزب يؤكد انخراطه التام والمطلق في كل المبارات الملِكِية الهادفة إلى ترسيخ أسس دولة الحق والقانون وتدبير الشأن العام بالاستناد إلى الحكامة الرشيدة وتدعيم الخيار الديمقراطي. وأضاف بيان المكتب السياسي لحزب «السنبلة» إن الحركة الشعبية سيبقى أحد المكونات الأساسية للحكومة وتؤكد المصادر عينها، أن العنصر ينتظر لقاءالعثماني للإطلاع على العرض الذي سيقدمه قبل اقتراح أسماء لتعويض الوزيرين اللذين تم إعفاؤهما.
وأمام سعد الدين العثماني، مهلة 10 أيام لاقتراح أسماء أربعة وزراء على الملك لتعيينهم قبل شروع اللجان البرلمانية في المناقشة والتصويت على ميزانيات الوزارات، حيث لا يمكن أن يتم ذلك من دون الوزراء المعنيين.

المغرب: «الاستقلال» لم يتلق بعد عرضا للدخول إلى الحكومة و«الحركة» تتشبث بالبقاء فيها

 فاطمة الزهراء كريم الله

غزة تشيّع شهداء النفق والمقاومة تتوعد بالرّد في «الزمان والمكان المناسبين»

Posted: 31 Oct 2017 03:20 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: تواصلت عمليات البحث عن نشطاء مسلحين محتجزين داخل «نفق المقاومة»، الذي استهدفته إسرائيل أول أمس، في الوقت الذي شيع فيه سكان غزة سبعة نشطاء من الجناحين المسلحين لحركتي الجهاد الإسلامي وحماس، استشهدوا في ذات النفق، حيث قالت وزارة الصحة إنهم قضوا جراء استنشاقهم «غازات سامة»، فيما كشفت إسرائيل عن ضغوط مارستها مصر على حركة الجهاد، منعت في اللحظات الأخيرة اندلاع «معركة كبرى».
واستأنفت طواقم الإنقاذ والدفاع المدني، عمليات البحث عن نشطاء مفقودين داخل النفق الذي استهدفته قوات الاحتلال الإسرائيلي ظهر الإثنين، والواقع في منطقة حدودية تقع إلى الشرق من مدينة خانيونس جنوب القطاع.
ووصلت طواقم من الدفاع المدني والهلال الأحمر ووزارة الداخلية والأشغال إلى المنطقة، وباشرت من جديد عمليات البحث عن مفقودين، رغم مواجهتها صعوبة بالغة، كون أماكن المفقودين غير معلومة داخل النفق المستهدف.
وترددت أنباء عن إمكانية العثور على شهداء جدد داخل النفق المستهدف، بخلاف الشهداء السبعة الذين جرى العثور عليهم ضمن عمليات البحث التي توقفت بعد حلول ليل الإثنين.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة على لسان الناطق باسمها أشرف القدرة، أن جيش الاحتلال استخدم في عملية القصف أسلحة تحتوي على «غازات سامة» أدت إلى استشهاد النشطاء، وطالب الجهات المعنية بالكشف عن ماهية الأسلحة التي استخدمت في الاستهداف الإسرائيلي، خاصة في ظل استخدام الاحتلال سابقا لأسلحة «محرمة دوليا».
جاء ذلك في الوقت الذي سادت فيه أجواء الحزن كافة مناطق قطاع غزة، خلال عملية تشييع جماهير غاضبة جثامين الشهداء الثمانية الذين عثر عليهم أول أمس، وسط هتافات نادت بالانتقام والرد على العملية.
وانطلقت جنازات الشهداء ومن بينهم عرفات أبو مرشد، قائد «سرايا القدس» الجناح المسلح للجهاد وسط غزة، من عدة مساجد في المنطقة الوسطى ومدينة خانيونس، التي شيعت اثنين من عناصر الجناح المسلح لحماس «كتائب القسام» اللذين سقطا خلال محاولتهما انفاذ مقاومين من «سرايا القدس» بعد انهيار النفق المستهدف عليهم.
وتقدم جنازات الشهداء عدد من قادة الفصائل الفلسطينية، وانتشر مسلحون من نشطاء المقاومة بأعداد كبيرة خلال التشييع، وقد ارتدوا ملابس عسكرية وحملوا أسلحة رشاشة، ووضعوا أقنعة لإخفاء وجوههم.
وقال الشيخ نافذ عزام عضو المكتب السياسي للجهاد الإسلامي خلال تشييع قائد سرايا القدس وسط غزة وزملائه «إن مشروع الجهاد والمقاومة هو المشروع الوحيد الكفيل برد الحقوق لأصحابها والرد على جرائم الاحتلال».
وفي جنازة شهداء القسام في مدينة خانيونس، قال خليل الحية عضو المكتب السياسي لحماس «، «المقاومة راشدة وتعرف كيف تدير صراعها مع العدو وتعرف كيف تنتقم وترد في المكان والزمان المحدد».
وسبق ذلك أن هاتف إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الدكتور رمضان شلح الأمين العام لحركة الجهاد ، معرباً عن التضامن الكامل مع حركة الجهاد والوقوف إلى جانبهم في هذه «المحطة المهمة». وحسب بيان أصدرته حماس فإن الرجلين استعرضا «خطورة وتداعيات الجريمة الصهيونية وأهداف الاحتلال من ورائها في محاولة لخلط الأوراق في الساحة الفلسطينية»، إضافة إلى بحث التطورات الجارية في ضوء الاتصالات التي تلقتها الحركتان، وأكدا أن دماء الشهداء «ستبقى تنير الطريق للأجيال الثائرة». وترافق الاتصال مع اتصالات أخرى شرع فيها الجانب المصري الذي يشرف على اتفاق التهدئة القائم منذ صيف عام 2014، لمنع تدهور الأوضاع تجاه التصعيد.
وعلمت «القدس العربي» من مصادر متعددة في الفصائل الفلسطينية، أن الوسطاء المصريين واصلوا الاتصالات بين غزة وتل أبيب حتى ساعة متأخرة من ليل الاثنين، وأنهم عادوا وأجروا اتصالات أخرى جديدة أمس الثلاثاء، في محاولة لمنع تصعيد الموقف، حيث طالبوا قيادة الفصائل بضبط النفس وعدم الانجرار وراء التصعيد الإسرائيلي، وذلك بعد اتصالات أخرى أجريت مع تل أبيب، شددت خلالها القاهرة على ضرورة وقف أي أعمال عسكرية ضد غزة.
وكانت سرايا القدس أعلنت «النفير العام» في ضفوف ناشطيها، فيما أكدت حركة الجهاد الإسلامي، أن كل الخيارات ستكون مفتوحة أمامها للرد، فيما حمل الجناح المسلح لحماس إسرائيل المسؤولية وقال «إن دماء الشهداء لن تذهب هدرا».
وفي هذا السياق كشف النقاب عن أن مصر «منعت في اللحظات الأخيرة معركة كبرى»، بين إسرائيل والمقاومة، وأنها «مارست ضغوطا هائلة» على الأمين العام للجهاد الإسلامي رمضان شلح، لمنع الرد على حادث النفق.
ووفق تقرير لإذاعة الجيش الإسرائيلي فإن توترا شديدا ساد ليل الإثنين، وأن حالة التأهب القصوى أعلنت في جيش ووحداته المحاذية لغزة، في ظل المعلومات الأمنية التي وصلت الى قيادة الجيش بأن «الجهاد الإسلامي قرر الرد وأن القضية لا تتعدى ساعات قليلة».
وكشفت عن إقامة «خط ساخن» تم فتحه بين القاهرة وتل ابيب، لتفادي وقوع «معركة كبرى» في غزة، وأن اسرائيل أكدت لمصر أنها لم تخطط لمقتل أعضاء سرايا القدس، وأنها تحركت فقط عندما اخترق النفق حدود إسرائيل.
ومن أجل تهدئة الموقف من جهة إسرائيل، أعلن مصدر عسكري في خضم الاتصالات المصرية، أنه لم تكن هناك أي نوايا لتصعيد الموقف، او تصفية أي من قادة الجهاد الإسلامي الذي قضوا في هذه العملية. وقد أعلنت قيادة جيش الاحتلال حالة «التأهب القصوى» على طول مناطق الحدود المتاخمة لقطاع غزة، ترافقت مع الدفع بقوات جديدة في تلك المناطق، ووضعت تعليمات جديدة لحركة سكان بلدات الغلاف المحاذية لغزة، ونصبت قيادة المنطقة الجنوبية مزيدا من بطاريات «القبة الحديدة» وهي نظام صاروخي مخصص لإسقاط صواريخ المقاومة المنطلقة من غزة.
وترافق ذلك مع عقد رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال غادي أيزنكوت، أمس، جلسة لتقييم الموقف في مقر قيادة القوات في محيط غزة، حيث توعد خلالها بـ «الرد بصرامة على أي مساس بسيادة إسرائيل».
وفي غزة أعلنت وزارة الداخلية متابعتها للتطورات الأمنية والميدانية كافة، وأكدت أنها تمارس عملها في «حفظ الجبهة الداخلية وحماية شعبنا»، لافتة إلى أنها اتخذت كافة الإجراءات اللازمة بما يمكنها من القيام بمهامها.وفي إطار ردود الفصائل قال عضو المجلس الثوري لحركة فتح، أسامة القواسمي «إن إسرائيل تريد تصعيد الأوضاع وخلط الأوراق في قطاع غزة بعد قرار المصالحة الفلسطينية».
وأكد، في تصريح صحافي، أن الهدف الأساسي من التصعيد الإسرائيلي في غزة هو «إعادتنا لمربع الانقسام»، مؤكدا في الوقت ذات تمسك الفلسطينيين بالوحدة، وقال «سنقطع كل الطرق على الاحتلال»، مضيفا «قرار الوحدة والتصدي للاحتلال قرارنا الاستراتيجي والمصالحة لن تتأثر بما يحدث».
يشار إلى أن معظم التحليلات الفلسطينية تشير إلى أن إسرائيل أرادت من خلال الهجوم «خلط الأوراق» وإفشال عملية تطبيق المصالحة القائمة حاليا بين حركتي فتح وحماس، على غرار ما قامت به صيف 2014، حين شنت حربا طويلة ومدمرة على قطاع غزة، بعد أقل من شهر على تشكيل حكومة التوافق الوطني.
إلى ذلك فقد حملت الفصائل الفلسطينية إسرائيل مسؤولية التداعيات الناتجة عن عملية قصف النفق والعدوان على غزة.، ونعت الفصائل المسلحة الشهداء، وأكدت أن «هذا التصعيد الخطير يفتح كل الخيارات أمام المقاومة»، وقالت إنها «سترد بالطريقة التي تختارها وفي الوقت المناسب».

غزة تشيّع شهداء النفق والمقاومة تتوعد بالرّد في «الزمان والمكان المناسبين»

أشرف الهور:

الحكومة الفلسطينية أدانت قرار حكومة الاحتلال بإقامة حي استيطاني في منطقة مطار قلنديا شمال غرب القدس

Posted: 31 Oct 2017 03:20 PM PDT

رام الله ـ «القدس العربي»: أكدت الحكومة الفلسطينية خلال جلستها الأسبوعية، تزامنًا مع الذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم، على حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه بكافة الوسائل التي كفلتها المواثيق الدولية لشعب يقع تحت الاحتلال، وحقه في الدفاع عن وحدته ومصيره ووحدة أراضيه، وحقه في الحرية والاستقلال وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس.
وأدانت الحكومة تصريحات رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، التي أكدت فيها إصرار بلادها على الاحتفال بهذه الذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم، وافتخارها بدور بريطانيا في تأسيس دولة إسرائيل، وأنه من العار حتى بعد مرور 100 عام على وعد بلفور، تنظيم احتفالات استفزازية بتلك الجريمة والخطيئة الكبرى، وهو ما يدل على أن هذا الوعد ما زال قائماً بنفس النهج والتفكير والعقلية الاستعمارية البريطانية التي ترفض مراجعة نفسها، وتحمل مسؤولية خطئها التاريخي الذي ارتكبته بحق الشعب الفلسطيني وترفض الاعتذار، كسلوك سياسي وأخلاقي يليق بالدول التي تحترم نفسها.
ودعت كافة أبناء الشعب الفلسطيني في مختلف مناطق وجوده إلى المشاركة في الفعاليات والمسيرات الرافضة لهذا الوعد، مع التأكيد على أن «إحياء الذكرى المئوية يأتي مترافقا مع استمرار الجرائم الإسرائيلية ضد أرضنا ومقدساتنا وشعبنا الأعزل في الضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة، وما يتعرض له أهلنا في مخيمات اللجوء والشتات من معاناة وقهر وتهجير». وأكدت الحكومة أن الوفاء لمعاناة اللاجئين ولحقوقهم يستدعي منا جميعا تسريع تحقيق المصالحة الوطنية، وإنهاء الانقسام وإعادة اللحمة بين جناحي الوطن، واستنهاض طاقات شعبنا لتوفير المزيد من مقومات الصمود والبقاء في مواجهة مخططات الاستيطان والتشريد والاقتلاع، والبناء في مواجهة الهدم والتدمير، وحماية هويتنا الوطنية وصونها، ومواصلة الكفاح لإنهاء الاحتلال وتحقيقه الاستقلال «.
كما أدانت قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي بإقامة حي استيطاني جديد، يضم أكثر من عشرة آلاف وحدة استيطانية جديدة على الأرض الفلسطينية المحتلة المعروفة بمنطقة مطار قلنديا، شمال غرب القدس المحتلة. واعتبرت أن هذا القرار من أكثر القرارات الاستيطانية التصعيدية خطورة واستفزازاً للشعب الفلسطيني والجهود المبذولة من قبل الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي لاستئناف العملية السياسية، ومحاولة مكشوفة وحاسمة لفصل القدس الشرقية المحتلة عن امتدادها الفلسطيني، وقطع الطريق أمام أي حلول لقيام دولة فلسطين تكون القدس الشرقية عاصمة لها.
وحذرت من خطورة المرحلة الحالية التي تحاول فيها الحكومة الإسرائيلية تمرير مشروع ما يسمى «بالقدس الكبرى»، في تحدٍ واضح للمجتمع الدولي والإصرار على فرض سياسة الأمر الواقع، والذي يهدف لاستكمال عزل مدينة القدس المحتلة بحدود عام 1967 عن محيطها الفلسطيني، ومحاولة لهدم أي وجود لدولة فلسطين.
وأشارت إلى أن التفكير في مثل هذا المشروع يشكل إمعاناً في سياسة الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى استكمال تهويد المدينة المقدسة وتفريغها من مضمونها الفلسطيني والعربي، عبر عزل جزء من أحياء القدس، التي تضم حوالي ثلث سكان القدس المحتلة.
واعتبرت أن إقرار هذا المشروع سيشكل ضربة لكافة الجهود الدولية الرامية لإعادة إحياء العملية السياسية، ويعيق حل الدولتين، ويشكل انتهاكاً سافراً للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية والأمم المتحدة بالخصوص، وهو تأكيد على أن الحكومة الإسرائيلية لن تدخر أي جهد لتقويض وإفشال جميع الجهود الدولية الرامية إلى إحياء مفاوضات جدية وحقيقية لحل الصراع، لرفضها الإقرار بحقوق الشعب الفلسطيني التي أقرتها الشرعية الدولية.
وشددت على أن إسرائيل لن تنعم بالأمن والسلام طالما لم ينعم بهما شعبنا الفلسطيني، وطالما ظلت إسرائيل رافضة الإقرار بحقوق شعبنا كاملة غير منقوصة، وتمكين شعبنا من تجسيد سيادته واستقلاله وإقامة دولته على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتنفيذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 لحل قضية اللاجئين الفلسطينيين الذين أخرجوا من أرضهم وديارهم بالقوة والإرهاب، وإطلاق سراح الأسرى الذين يتعرضون لأبشع أشكال الظلم والقهر والتعذيب والتنكيل في المعتقلات الإسرائيلية.
في غضون ذلك طالب النائب في المجلس التشريعي عبد الجابر فقها، الفصائل الفلسطينية بضرورة الاتفاق على برنامج موحد لمواجهة الاحتلال وغطرسته، متمثلاً في إطلاق يد المقاومة في الضفة، ووقف الاستدعاءات والملاحقة الأمنية بحق كوادر ونشطاء المقاومة الفلسطينية.
وأكد النائب فقها في تصريح صحافي له، أن الاحتلال الإسرائيلي لم يتوقف عن جرائمه بحق الفلسطينيين، مضيفا «إن الاحتلال يواصل اعتداءاته ضد الشعب الفلسطيني، من استهداف للمقاومة وتنفيذ عمليات الإعدام الميداني بحق شبابنا، والاعتقالات اليومية التي تطال العشرات، فضلا عن الاعتداء على المقدسات ومصادرة الأراضي، وهو ما يستدعي موقفاً وحدويا لمواجهة تلك الجرائم المرتكبة».
ودعا فقها السلطة الفلسطينية لقطع كافة العلاقات مع الاحتلال، ووقف التنسيق الأمني معه، رداً على الانتهاكات المستمرة في الضفة الغربية، خاصة بعد قرارات دعا إليها المجلس المركزي طالب فيها بوقف التنسيق الأمني، مؤكداً على وجوب سحب الاعتراف بإسرائيل الذي جاء في إطار اتفاق أوسلو.

الحكومة الفلسطينية أدانت قرار حكومة الاحتلال بإقامة حي استيطاني في منطقة مطار قلنديا شمال غرب القدس
تطالب الحكومة البريطانية بالاعتذار والتعويض عن خطأها التاريخي

مسؤول مغربي: السجون تعاني من الاكتظاظ وضعف الإمكانيات المادية والبشرية

Posted: 31 Oct 2017 03:20 PM PDT

الرباط –« القدس العربي»: كشف مسؤولون مغاربة عن أهم الإكراهات التي لا تزال تعاني منها السجون المغربية المتمثلة بالأساس، في «الاكتظاظ، وضعف الميزانية، وقلة الموارد البشرية، إضافة إلى ضعف انخراط القطاعات المعنية بتنفيذ اختصاصات المندوبية العامة في تنفيذ البرامج الإصلاحية المسطرة من طرفها».
وقال المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج محمد صالح التامك في لقاء نظم أمس الثلاثاء، بمشاركة مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان، لدراسة تقرير أثار حينها الكثير من الجدل حمل عنوان «أزمة السجون مسؤولية مشتركة.. 100 توصية من أجل حماية حقوق السجينات والسجناء» حول تقويم تفعيل توصيات التقرير الصادر سنة 2012 حول المؤسسات السجنية، إن «معظم المؤسسات السجنية تعاني من إشكالية ارتفاع نسبة الاكتظاظ المرتبط أساسا بعدد المعتقلين الاحتياطيين، فبرغم الانخفاض الذي عرفته مؤخرا فإنها لا زالت مرتفعة، إذ تناهز حاليا 39% من الساكنة السجنية». وقال إن «إشكالية ضعف الميزانية المرصودة للمندوبية العامة لا تقل أهمية عن إشكالية الاكتظاظ، باعتبار أن النهوض بأوضاع السجون وما يتطلبه من نهج سياسة سجنية فعالة يتطلب اعتمادات مالية كافية لتغطية النفقات المرتبطة بالعناية بالسجناء.
وأبرز التامك، أن الوتيرة المتسارعة للتحول الايجابي الذي عرفه قطاع السجون، أفرزت «سوء فهم لدى بعض الجهات التي لم تستوعب بشكل صحيح التطور الذي عرفه مفهوم ودور المؤسسة السجنية الذي انتقل من مؤسسة عقابية قائمة على الردع، إلى فضاء لتنفيذ العقوبات السالبة للحرية في احترام لكل الحقوق الانسانية للسجناء والعمل على تهيئتهم لإعادة إدماجهم داخل المجتمع».
وأكد أن الدولة تهدف إلى محاربة التطرف، عبر تدريب السجناء داخل السجون وقال إن «إدارة السجون شرعت، في إطار تعزيز خطاب التسامح وثقافة نبذ العنف المتطرف داخل السجون، بتفعيل برنامج لمحاربة التطرف، ونشر مبادئ الإسلام المعتدل بالسجون».
وحسب بيانات إدارة السجون المغربية، يبلغ عدد المساجين على خلفية قضايا التطرف والإرهاب، في 2016، نحو ألف سجين، قياسا مع 723 في 2015. وقال التامك إن هناك بعض «الأصوات التي تنادي بالرجوع إلى الوراء وتسأل المؤسسة السجنية عن التقصير في الجانب الردعي وعن التفريط في تحسين ظروف السجناء، وتعزيز حقوقهم وبلغة مبسطة السجن لم يعد يخيف، وهذا ما يفرض علينا اليوم جميعا بذل المزيد من الجهود للتعريف بمفهوم السياسة العقابية ببلادنا وكذا بشرعية الحقوق المكفولة للسجناء بل وضرورة تعزيزها.
وانتقد إدريس اليزمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، تأخر الحكومة في تفعيل العقوبات البديلة لمواجهة ظاهرة الاكتظاظ في العديد من المؤسسات السجنية في البلاد، وقال «لقد آن الأوان، بل لقد تأخرنا في تفعيل العقوبات البديلة، والمشرع مدعو لإخراج القانون الجنائي إلى الوجود بسرعة» ودعا الحكومة إلى تفعيل منشور لرئيس النيابة العامة يدعو إلى التخفيف من الضغط على المؤسسات السجنية.
وطالب المشرع المغربي، في انتظار المصادقة على القانون الجنائي الجديد، بالإسراع في تنفيذ المنشور المؤرخ في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، حتى تتمكن السجون من القيام بأدوارها كمؤسسات لتأهيل السجناء وإعادة إدماجهم في النسيج الاقتصادي والاجتماعي وترشيد الاعتقال الاحتياطي الذي يشكل 40 ٪ وقال إن مجلسه وقف خلال زيارات متتالية ومتكررة قام بها إلى السجون على أن التوصيات متفاوتة التنفيذ. وقال «حتى لو طبقت جميعها ستبقى محدودة الأثر، ما دامت المؤسسات السجنية تؤوي 42 من مئة من الموقوفين معتقلين احتياطيين.
وهذا الأمر لم يعد مقبولا على المستويات كلها وليس الحقوقي.

مسؤول مغربي: السجون تعاني من الاكتظاظ وضعف الإمكانيات المادية والبشرية

العبادي: سنسيطر على المعابر… ودور سليماني في كركوك «صفر»

Posted: 31 Oct 2017 03:19 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: في مقابلة أجراها مراسل صحيفة «إندبندنت» باتريك كوكبيرن، مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أعلن الأخير خططه لإنهاء سياسة الرضا ببقاء إقليم كردستان شبه مستقل.
وفي سلسلة من المقالات التي بدأها كوكبيرن بمقابلة العبادي تحت عنوان «عراق يولد من جديد»، وصف الطريقة التي تحدث فيها رئيس الحكومة العراقية، بأنها «انتصارية» خاصة عندما وصف طرد القوات العراقية لتنظيم «الدولة» من غرب العراق « تقدمنا كان رائعًا» مضيفًا «نقوم بتطهير الصحراء منهم الآن قرب الحدود مع سوريا».
حسب كوكبيرن، «العبادي الذي تسلم السلطة بعد سقوط مدينة الموصل في أيدي الجهاديين وتنحي سلفه نوري المالكي عن السلطة ظل في عين نقاده شخصية ضعيفة، لكنه الآن يُمتدح من كل الأوساط بعد سلسلة من النجاحات التي حققتها القوات العراقية ضد تنظيم الدولة خاصة الموصل في تموز/ يوليو، وأخيرا كركوك في 16 تشرين الأول /أكتوبر التي انسحب منها مقاتلو البيشمركه من دون مقاومة».
ويبين أن «شعبية العبادي زادت في داخل العراق وخارجه بعد تحقيق انتصارين على تنظيم الدولة والأكراد».
وعبر الرئيس الوزراء العراقي، عن سروره من أن المواجهة مع الأكراد لم تكن دموية ولم يسقط فيها الكثيرون عندما سيطر الجيش العراقي والميليشيات المرافقة له على مناطق واسعة «متنازع عليها» كانت تحت سيطرة الأكراد.
وقال: «أصدرت أوامر للقوات الأمنية داعيا لعدم سفك الدماء» مشيرا إلى أن المصالحة كانت ستتعقد لو حصلت مواجهة مع الأكراد.
ويقول كوكبيرن، إن العبادي رجل تصالحي ويتحدث بطريقة هادئة ولكنه مصر على إنهاء الحكم شبه المستقل لحكومة إقليم كردستان التي تعود إلى أيام حرب الخليج عام 1991.
وأكد العبادي: «يجب أن تكون المعابر الحدودية من وإلى العراق تحت سلطة الدولة الفدرالية».
ويعتبر كوكبيرن أن العبادي في موقع قوي خاصة أن جيرانه الإيرانيين والأتراك يوافقونه على إعادة سيطرة بغداد على المعابر الحدودية الجوية والبرية.
وكشف رئيس الوزراء العراقي عن أن «الأتراك اعترفوا بارتكاب أخطاء» في الماضي عندما تعاملوا مع الأكراد بدلا من الحكومة في بغداد.
وأكد أنه لن يرضى بقبول المسؤولين العراقيين موقع «رمزي» على المعابر ولكن سيطرة شاملة.
وعندما سئل إن كان هذا يعني تأشيرات أجاب «هذا واجب». ويخطط العبادي أن يدمج البيشمركه بالقوات العراقية أو تحويلها لقوة محلية صغيرة. وشكك في عددها أي ـ 300 ألف مقاتل.
وأضاف: «قيل لي إن عددها صغير والبقية جالسون في البيت».
وذكر أنه عندما أصبح رئيسا للوزراء 2014، حاول معرفة السبب الذي أدى لانهيار القوات العراقية»، مشيرا إلى أن «السبب كان هو الفساد المستشري في الكثير من الوحدات. فنصف الجنود كانوا يحصلون على رواتبهم لكن لا يداومون في مواقعهم العسكرية».
وعبّر عن اعتقاده أن البيشمركه تدير نظاما فاسدا كهذا: «لِمَ فشلوا في الدفاع عن حكومة إقليم كردستان في عام 2014 وبحثوا عن دعم من الولايات المتحدة وإيران». وبرغم الخلاف حول عدد مقاتلي البيشمركه، إلا أن العبادي مصر على موقفه:» أنا مستعد لدفع رواتب البيشمركة إن كانوا تحت إدارة الحكومة الفدرالية وإن أرادوا أن تكون قوة مستقلة فيجب أن تكون صغيرة وعليهم دفع رواتبها».
وقال إن على حكومة إقليم كردستان أن لا «تتحول إلى بئر من دون قرار» كي تحصل على الرواتب من الحكومة الفدرالية.
وعندما سئل عن التأثير الإيراني عبر عن استيائه واحتقاره لما قيل عن الدور الذي لعبه قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في عملية كركوك: قائلاً «بالتأكيد لم يكن له دور عسكري على الأرض». وأضاف « أؤكد لك أن أثره كان صفرا في ما حدث في كركوك».
وعن دور الحشد الشعبي، وتصريحات وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون التي دعا فيها الميليشيات الشيعية مغادرة العراق، علق العبادي إن «الوزير الأمريكي ربما أسيء فهم كلامه أو لم يكن عارفا أن الحشد الشعبي مكون من عراقيين وكان لديه فكرة أن الحرس الثوري الجمهوري يقاتل في العراق».
ويقول كوكبيرن إن العبادي في موقع قوي، لأنه أول زعيم عراقي يقيم علاقات جيدة مع الجيران: تركيا وإيران والسعودية والكويت وسوريا ولهذا السبب تبدو القيادة الكردية معزولة.
كما أن نجاح العبادي مرتبط في جزء منه بسوء تقدير بارزاني، ولهذا انتهز الفرصة.
«يقف المجتمع الدولي معنا» كما يقول رئيس الوزراء، مضيفاً: «كنا واضحين وقلنا إن وحدة العراق مهمة لمواجهة الإرهاب».

العبادي: سنسيطر على المعابر… ودور سليماني في كركوك «صفر»

إبراهيم درويش

موريتانيا: المشهد يستأنف حراكه بتثاقل وتوقعات بشتاء سياسي ساخن

Posted: 31 Oct 2017 03:18 PM PDT

نواكشوط ـ« القدس العربي»: يواصل المشهد السياسي الموريتاني استئناف حراكه بثاقل كبير بعد العطلة السنوية، رغم أن مؤشرات كثيرة تؤكد أن هذا التثاقل مجرد الهدوء الذي يسبق العاصفة.
ويجمع المراقبون على أن الساحة الموريتانية مقبلة على شتاء ساخن؛ فالتعديلات في الحكومة وفي البرنامج السياسي للرئيس الخاص بما بعد استفتاء الخامس أغسطس/آب لم تخرج للعلن بعد، والمعارضة التي لزمت سباتا لأكثر من شهرين، استعادت لقاءاتها وتجاوزت مشكلة الرئاسة الدورية التي أخرت عودتها للساحة حيث تنازل قطب الشخصيات المستقلة عن الرئاسة لصالح القطب السياسي. وتمكن الرئيس محمد ولد عبد العزيز من إعادة مغاضبي «كتلة المواطنة» إلى صفه بعد أن هددوا بمقاطعة صف الأغلبية احتجاجا على ما أسموه «التغييب والإقصاء».
وتتحدث الأوساط الإعلامية المحلية عن تغييرات متوقعة في الحكومة وفي المناصب العليا للدولة، حيث نقلت وكالة «الوئام» الإخبارية المستقلة عن مصادر رفيعة قولها «إن الرئيس الموريتاني بصدد إجراء جملة من التغييرات الهامة ستعصف برؤوس كبيرة في النظام».
وأضافت المصادر «أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز بعد زيارات تفقدية ميدانية وبعد تسلمه للتقرير النهائي للاستفتاء الشعبي وبعض التقارير الأخرى، حسم أمره وأعد العدة لاستبدال مسؤولين كبار في الحكومة ثبت عجزهم عن أداء المهام الموكلة إليهم خلال الفترة الماضية بأطر أكفاء وشخصيات سياسية وازنة للتمهيد للاستحقاقات التشريعية والبلدية والمجالس المقبلة».
وتوقعت المصادر التي نقلت الخبر للوئام أن تبدأ هذه التغييرات بعد اختتام الدورة البرلمانية الحالية.
وفي هذا الصدد، تنصرف الأنظار حاليا على مستويات عدة، للتحضير المبكر لانتخابات 2018 النيابية والبلدية ولمنعطف الانتخابات الرئاسية منتصف عام 2019، والمتابعون لهذه التحضيرات يتوزعون بين متفائلين قلة ومتشائمين كثرا.
وقد عضد صف التشاؤم مقال نشره أمس أبرز مساند لنظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز، هو الزعيم العروبي البعثي والمنظر السياسي المخضرم محمد يحظيه ولد ابريد الليل.
فقد كتب مؤكدا بعد مقدمة طويلة « في النهاية، كما أن كل تصرف وكلَّ قول في هذه الفترة يمُتُّ بصلة إلى الاستحقاقات المقبلة، فإننا نترفَّع إلى مستوى الإرشاد المُلِحِّ، تجنُّبا لعبارة التحذير، وأن نجد أنفسنا عشيةَ الانتخابات الرئاسية محشورين في نفس المربع، وكأن خمس سنوات من الحكم لا تلد ولا تستحق استخلاصات ودروسا».
«فعلى الانتخابات المقبلة، لكي تكون ذات قيمة، يضيف ابريد الليل، أن تقضي على التأزمات الحالية وأن تفتح عهدَا جديدَا من الأمل والتفاؤل، وإلا فإنها ستكون بمثابة طقس مضلل لا طائل من ورائه».
وقال «إن الموضوعية والنزاهة الفكرية تقتضي منا الاعترافَ بأن كافة المجموعات، وحتى الشخصيات المتمرِّسة، التي ساندت نظامَ الرئيس محمد ولد عبد العزيز بتفان وإخلاص، منذ بزوغ شمسه يوم 6 أغسطس/آب 2008، مهمَّشة هي الأخرى ومُبْعَدَة، ووصل الخطأ أو الخطَل في النظرة، حَدَّ التنظير والتحجُّر، وأنَّ على السياسيين التنحِّي عن ساحة السياسة وأن الوقت قد حان ليحل محلهم خلق جديد… سيبدأ لا محالة لفترة غير قصيرة تعلم تلك الأبجدية العصية والقاحلة: أبجدية السياسة، إنه منطق لا يستقيم على قدمين».
وأضاف «إننا نعتبر أنفسنا جزْءا من النظام، وإن تَبَدَّى لنا – شيئا فشيئا – أن هذا الفهم إنما هو من جانب واحد، هو جانبنا، ولذلك نرى أن من واجبنا المشاركةَ، ولو بكلمة، في الحيلولة دون بَتْر الأمل وضَيَاع المشروع، ولا شك أن بيننا وبين نفوسنا خصومةً عنيفةً، ولكنْ، وبعد تردُّدٍ، انتصر حُبُّ الحقيقة ونبذ الإرادة العاجزة، فبدون ذلك ستكون صداقتنا المفروضة خالية أو كالخالية من النفع».
ومن ضمن الانشغال بمنعطف انتخابات 2019 الرئاسية نشرت الوزيرة السنية بنت سيدي هيبة الخارجة للتو من صف الموالاة للصف المعارض تدوينة تحت عنوان «أحلام يقظة»، ضمنتها حوارا متخيلا (سابقا لأوانه) مع الرئيس الذي سينتخب عام 2019، وحشرت فيها مجموعة نصائح مقدمة للرئيس.
وكتبت تقول « كنت هذا الصباح في دردشة مع السيد الرئيس الذي انتخبناه بكل شفافية وديمقراطية بموجب استحقاقات 2019 وقد استدعاني بوصفي مواطنة موريتانية من ضمن الكثير من المواطنين للاستئناس بآرائهم حول الطريقة المثلى للخروج بموريتانيا من أزمتها متعددة الأوجه».
وأضافت مخاطبة الرئيس «قوموا باختيار فريق حكومي من أصحاب الكفاءات المشهود لهم بالنظافة من المال العام من النساء والرجال ومن مختلف الشرائح والأعراق الوطنية، واتخذوا قرارا فوريا بإلغاء نتائج الاستفتاء على الدستور الأخيرة، وقوموا بحل البرلمان والمجالس البلدية متعدية الصلاحية واستدعاء كافة الطيف السياسي لإجراء حوار جاد حول الأجندة السياسية المقبلة واتركوا الحوار دون ضغط منكم ليصل لنتائج عليها إجماع حقيقي».
وواصلت الوزيرة بنت سيدي هيبة نصائحها للرئيس مضيفة «أطلقوا سراح السيناتور ولد غدة والمشمولين في الملف من شيوخ ونقابيين وصحافيين واعلنوا وضع نهاية لأي متابعة من هذا القبيل، وقوموا بإلغاء مذكرات الاعتقال الصادرة بحق رجل الأعمال محمد ولد بوعماتو ورفيقه محمد ولد الدباغ وتلك الصادرة في حق مصطفى الامام الشافعي، ووجهوا نداء إلى الشباب الموريتانيين في الداخل والخارج للمساهمة في تشكيل هذه المرحلة المفصلية من تاريخ البلد، وارفعوا اليد عن مؤسسات الاعلام الرسمي لتصبح كما ينص على ذلك القانون مؤسسات خدمة وطنية يرى فيها كل مواطن نفسه في التعبير عما يختلج في نفسه سواء كان معارضا أو مواليا أو مواطنا عاديا وزودوا وسائل الإعلام الحرة بالوسائل الضرورية وخففوا عنها الالتزامات فبدون نضوجها ستظل الديموقراطية والتنمية في خلل دائم، وأوصوا الوزير المكلف بالعدل بضرورة احترام استقلالية القضاء وبنيتكم في الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه التدخل أو الضغط على قرار القاضي وفعلوا الرقابة على القضاة في هذا المجال وشكلوا مجلسا أعلى للقضاء لا ترأسونه ويتكون من كبار القضاة والخبراء في البلد».
وزادت «اجعلوا المعارضة شريكة لكم واستمعوا لرأيها واجروا بها اللقاءات التي ينص عليها القانون، واحترموا المؤسسة العسكرية كضامن لأمن البلد واستقراره وحوزته الترابية وابعدوها عن أي تدخل للتأثير في الشأن السياسي أو استغلال لنفوذها وأن تكون في خدمة المواطن ومصاله العليا فتلك مهمتها النبيلة».
وبالتوازي مع هذه التفاعلات يواصل ملف «رشاوي بوعماتو» الموضوع تحت نظر القضاء منذ ثلاثة أشهر، تفاعله في الخفاء ملقيا بظلاله على المشهد.
فقد انقضى اثنان وثمانون يوما على سجن محمد ولد غده عضو مجلس الشيوخ المنحل دون أن يحاكم وهو ما أزعج الهيئات الحقوقية الدولية، حيث أكدت كوندي أوفام من منظمة العفو الدولية في تقرير عن زيارة أنهتها توا لموريتانيا «أن السجين محمد ولد غده كان جالسا على الأرض خلال زيارتها له في زنزانته التي يتقاسمها مع ثمانية سجناء آخرين».
ونقلت عن السناتور غده قوله «لقد امتنعت من تقديم طلب بالحصول على حرية مؤقتة لأن ذلك ما يريده النظام لكي يترك القضية مهملة».
وأضاف ولد غده، حسبما نقلته الحقوقية كوندي «ليس هناك في قضيتي إلا خياران اثنان، فإما أن يحاكموني أو يطلقوا سراحي».

موريتانيا: المشهد يستأنف حراكه بتثاقل وتوقعات بشتاء سياسي ساخن
انتخابات 2019 على الطاولة وملف «رشاوي بوعماتو» يتفاعل

هنية يطالب بوقف التنسيق الأمني ويرفض المساس بـ «سلاح المقاومة».. والحمد الله يدعو المجتمع الدولي لتوفير الحماية للفلسطينيين

Posted: 31 Oct 2017 03:17 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: طالب إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، السلطة الفلسطينية بضرورة «وقف التنسيق الأمني» مع الاحتلال، وشدد على ضرورة المضي بشكل سريع في تطبيق اتفاق المصالحة، كرد عملي على «المجزرة» التي ارتكبتها إسرائيل، وأسفرت عن سقوط عدد من الشهداء في استهداف «نفق المقاومة»، في وقت دعا فيه رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الأعزل.
وقال هنية الذي حضر جنازة تشييع عناصر الجناح المسلح لحركة الجهاد وسط قطاع غزة، وفد بدا عليه الغضب «أدعو السلطة الفلسطينية إلى وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، وأن يكون لها موقف واضح من هذه الجريمة النكراء».
وأضاف «دماء الشهداء شرف يتطلب عدم مصافحة العدو أو الاستمرار في عمليات التنسيق الأمني».
وشدد على ضرورة «الإسراع وعدم التباطؤ والمضي قدما في تطبيق المصالحة الفلسطينية»، ضمن الرد الفلسطيني على الاحتلال.
وأضاف هنية «لا يمكن لشعب يعيش تحت الاحتلال أن ينتصر أن لم يكن موحدا». يشار إلى أن العملية الإسرائيلية التي استهدفت قصف نفق للمقاومة الفلسطينية، وأدت إلى استشهاد عدد كبير من النشطاء، جاءت في خضم تطبيق حركتي فتح وحماس لاتفاق المصالحة الأخير، الذي جرى التوصل إليه يوم 12 من الشهر الماضي، والذي ينص على تطبيق بنود المصالحة وتمكين الحكومة.
وشدد هنية في هذا السياق على ضرورة قيام السلطة الفلسطينية بـ «رفع العقوبات عن قطاع غزة».
إلى ذلك فقد أكد أن الاحتلال الإسرائيلي واهم إذا كان يعتقد أنه قادر على «خلط الأوراق وتبديل الأولويات»، من وراء الهجوم الأخير. وأضاف «أولوياتنا واضحة وعلى رأسها المقاومة».
وتابع يقول في رسالة وجهها إلى حركة الجهاد الإسلامي التي فقدت عددا من ناشطيها في العملية «نؤكد لإخواننا في قيادة حركة الجهاد الإسلامي أن الدم بالدم والهدم بالهدم».
وشدد كذلك على أن الاحتلال لن يقدر على «فرض قواعد اللعبة»، مضيفاً: يدنا أعلى وسيفنا بتار وإراداتنا قوية وعزيمتنا أقوى من هذا المحتل».
وأشار إلى أن حماس وفصائل الشعب الفلسطيني «أقدر على تنظيم الصراع وإدارته مع الاحتلال الإسرائيلي».
وقال «نحن اليوم أمام مشهد عظيم من مشاهد المقاومة المباركة»، لافتا إلى أن رجال المقاومة فوق الأرض وتحتها «يسيرون بخطوات واثقة بأنفاقهم نحو القدس، يعرفون ما يصنعون، ويعرفون لماذا يرابطون».
وأكد هنية أن رجال المقاومة الفلسطينية يقاتلون من أجل «شرف الأمة وكرامتها وتحرير الأرض والأسرى والمسرى».
وشدد على أن حماس لا تقبل أي مساس بـ «سلاح المقاومة»، مؤكدا أنه «شرف لنا والاقتراب منه خيانة لفلسطين والأمة».
وأضاف «المقاومة وسلاحها وإمكاناتها ومكتسباتها ومورثها خط أحمر غير مسموح المساس به».
وجدد الدكتور رامي الحمد الله رئيس الوزراء الفلسطيني، التأكيد على «ضرورة التمسك بالوحدة الوطنية وارتقاء الجميع إلى مستوى المسؤولية الوطنية، بتقوية الجبهة الداخلية واستكمال المصالحة».
كذلك دعا للالتفاف حول القيادة الشرعية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس.وطالب المجتمع الدولي بـ «تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية ولجم العدوان الاسرائيلي، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الأعزل».
وقدم الحمد الله كذلك التعازي لأبناء الشعب الفلسطيني ولذوي شهداء هذا العدوان الإسرائيلي الذي وصفه بـ «الآثم».

هنية يطالب بوقف التنسيق الأمني ويرفض المساس بـ «سلاح المقاومة».. والحمد الله يدعو المجتمع الدولي لتوفير الحماية للفلسطينيين

الحكومة المغربية تعلن إطلاق حوار وطني جديد

Posted: 31 Oct 2017 03:17 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: أعلنت الحكومة المغربية إطلاق حوار وطني جديد في أفق وضع سياسة مندمجة متكاملة، وذلك عبر إشراك البرلمان والمجتمع المدني والمنتخبين والنقابات والمنظمات الشبابية للأحزاب. وفي هذا الصدد، أبرز  رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، في جواب له عن أسئلة النواب البرلمانيين، الاثنين، في أول جلسة للأسئلة الشهرية الموجهة إليه خلال الولاية التشريعية الجديدة، أن الهدف من هذا الحوار الوطني الجديد هو معرفة ما إذا كانت هذه السياسة تلبي حاجيات الشباب، معلنا إعداد ميثاق للشباب 2018/2022، واعتماد برنامج موقع بين الدولة والأقاليم.
وأوضح أن الحكومة أعدت أرضية أولية لهذه السياسة، تم تقديمها من طرف وزارة الشباب والرياضة في اجتماع المجلس الحكومي بتاريخ  26 من الشهر المنصرم، مشيرا الى أن الحكومة قامت بشكل قبلي بتحقيق بعض الالتزامات المتماشية مع هذه السياسة.
وكشف أن هذه الالتزامات المنجزة إلى حد الساعة تتعلق أساسا بـرفع نسبة التسجيل في الجامعات ذات الاستقطاب المحدود (الطب، الهندسة، علوم التجارة والتسيير) بمعدل 20 من مئة. كما تم تمكين متدربي التكوين المهني الحاصلين على شهادة البكالوريا (الثانوية العامة) من منحة الطلبة الجامعيين (نحو 80 ألف متدرب) بميزانية تقدر بـ 400 مليون درهم (نحو 42000 دولار أمريكي). مشيرا في الوقت ذاته، إلى الواقع المزري لـ 6 ملايين شاب الذين يعيشون من دون عمل ولا تكوين، في بلد يشكل فيه العنصر الشبابي أكثر من 30 من مئة من نسبة الساكنة.
وشملت هذه الإجراءات مواصلة جهود الدولة لرفع عدد من المنح، وتحسين تدبير صرفها، وإدخال تعديلات في بعض المواد المتعلقة بمرسوم المنح تحقيقا للاستهداف بإدخال معايير اجتماعية جديدة، إذ وصل عدد الطلبة المغاربة الممنوحين سنة 2016-2017 إلى 329.028 طالبا وطالبة. في المقابل وجّه رئيس الحكومة سهام النقد لبرنامج التأمين الصحي الأساسي الخاص بالطلبة، وهو البرنامج الذي أعدته الحكومة السابقة، مبرزا أن تفعيله كان محدود الأثر، قبل أن يعلن رفع مستوى التنسيق بشأنه مع الجامعات.
وأفاد العثماني أن هذه الإجراءات تهم أيضا رفع نسبة التشغيل بالتعاقد ليصل إلى 55 ألف أستاذ في سنتين، إلى جانب تحسين منظومة التحفيز لتمكين المقاولات من فتح مناصب شغل أكثر لهذه الفئة، وأضاف أن هذا الإجراء سيمكن من ربح عشرات الآلاف من فرص الشغل.

الحكومة المغربية تعلن إطلاق حوار وطني جديد

إضراب جزئي تضامنا مع صحافيين مصريين معتقلين

Posted: 31 Oct 2017 03:16 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: نظمت جبهة الدفاع عن الصحافيين والحريات المصرية، إضراباً جزئياً عن الطعام، أمس الثلاثاء، تضامنا مع الصحافيين المعتقلين هشام جعفر ومحمود أبوزيد شوكان وحسن القباني.
وقالت في بيان، إن الخطوة جاءت «بعد إعلان كل من جعفر والقباني إضرابهما عن الطعام في محبسهما، احتجاجا على انتهاك القانون بحقهما، وقضائهما أكثر من عامين في الحبس واستمرار التجديد لهما بالمخالفة لكل القوانين، فيما يدفع شوكان الثمن من صحته لأربع سنوات كاملة، بما يعكس إصراراً كاملاً على الانتقام من كل صاحب رأي مختلف».
وأكدت أن «استمرار حبس الزملاء الثلاثة فضلا عن كونه انتهاكا صارخا للقانون وواقعة تتجاوز الاعتقال للخطف الصريح، فإنه يشكل أيضا وقائع قتل بطيء يتحملها كل من يشارك فيها سواء بالصمت أو التواطؤ، خاصة في ظل التقارير الطبية التي تؤكد تدهور الحالة الصحية لهم، وتقاعس إدارة السجن عن علاجهم وصمت نقابة الصحافيين عن الانتهاكات بحقهم، وتركهم فريسة لعسف السلطة، رغم انتهاء فترة حبسهم، طبقا لقانون الحبس الاحتياطي الظالم، وتأكيدات الأطباء بضرورة نقلهم للعلاج».
وأعلنت الجبهة تضامنها الكامل مع «إضراب الصحافيين، وكل المعتقلين الذين يطالبون بحقهم في الحرية داخل السجون عبر معركة الأمعاء الخاوية». وطالبت بـ»سرعة نقل الزميلين هشام جعفر الذي أوصى الأطباء بضرورة إجراء جراحة عاجلة له، ومحمود أبو زيد شوكان الذي تدهورت صحته بشكل حاد خلال الأيام الأخيرة، للعلاج».
وحملت الجبهة «وزارة الداخلية ونقابة الصحافيين المسؤولية الكاملة عن حياتهما وتدهور وضعهما الصحي». كما أكدت على «حق الزملاء الثلاثة في الحرية بعد أن تجاوزت فترات حبسهم الاحتياطي الفترة القانونية، وتحولت إلى عملية اعتقال متكاملة الأركان».
وأعتبرت أن «استمرار حبس الزملاء الثلاثة رغم انتهاء فترة حبسهم القانونية طبقا لنصوص قانون الحبس الاحتياطي وتعديلاته الظالمة، جاء ليكشف للجميع عن حجم الانتهاكات التي يتعرض لها الزملاء المعتقلون، وحقيقة الاتهامات الموجهة لهم، خاصة وأن بعضهم قضى جانباً كبيراً من فترة حبسه في زنزانة انفرادية داخل مقبرة العقرب».
ودعت «كل الزملاء الصحافيين للمشاركة في إضرابها التضامني، تضامنا مع حق الزملاء في العلاج والحرية، بعد أن أعجزتهم كل الوسائل القانونية، فلم يجد هشام جعفر والقباني وسيلة للمطالبة بحقهم في العلاج والحرية إلا إعلان الإضراب عن الطعام. كما تدعو النقابة للتدخل العاجل خاصة في ظل التأكيدات على تدهور حالتهم وهو ما ظهر بشكل واضح خلال الجلسة الأخيرة لمحاكمة شوكان».
وكانت أسرة الصحافي هشام جعفر، أصدرت بيانًا بشأن قيام السلطات المصرية باختطاف ابنها، وقالت: «في يوم الجمعة الموافق 20 أكتوبر/ تشرين الأول 2017، أكمل هشام جعفر مدة العامين، وهي أقصى مدة للحبس الاحتياطي، وفق المادة 143 من قانون الإجراءات الجنائية».
وحمّلت الأسرة مسؤولية هذه «الجريمة» للنائب العام المصري والمحامي العام لنيابات أمن الدولة على عدم إصدارهما قرارًا بإخلاء سبيله حتى الآن، كما حملت المسؤولية لوزير الداخلية ومساعده لشؤون مصلحة السجون باعتبارهما المخاطبين بالقانون الواجب تنفيذه.
وطالبت الأسرة اللجنة الدولية لحماية الصحافيين في الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية، بالتقدم بشكوى إلى المجلس الدولي لحقوق الإنسان في جنيف، وإلى الأمين العام للأمم المتحدة بشأن قيام السلطات المصرية باحتجازه خارج إطار القانون.
وطالبت كذلك، اللجنة الدولية لمناهضة التعذيب، التابعة للأمم المتحدة، بالتحقيق في الانتهاكات ووسائل التعذيب الممنهج التي يتعرض لها المسجونون في سجن العقرب وهشام جعفر واحد منهم.

إضراب جزئي تضامنا مع صحافيين مصريين معتقلين
مطالبة بالإفراج عنهم بعد قضائهم فترة الحبس الاحتياطي
تامر هنداوي

البحرين والنعي المبكر لمجلس التعاون

Posted: 31 Oct 2017 03:15 PM PDT

هي عادة لا تنطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى…
ما هي إلا أيام قليلة حتى غردت البحرين على لسان وزير خارجيتها على موقع «تويتر» قائلا إن بلده لن يحضر القمة الخليجية المقبلة إذا لم تغير قطر موقفها، وأن الخطوة الصحيحة للحفاظ على مجلس التعاون الخليجي هي تجميد عضوية قطر» داعيا الدوحة إلى «تحكيم عقلها والتجاوب مع مطالب دولنا». بعده مباشرة يُنقل عن العاهل البحريني أنه يتعذر على البحرين حضور أي قمة أو اجتماع خليجي تحضره قطر «ما لم تصحح من نهجها وتعود إلى رشدها وتستجيب لمطالب الدول» التي تحاصرها منذ الخامس من يونيو/ حزيران الماضي.
هذا الكلام لم يسبقها إليه أحد ولم تقله الرياض ولا حتى أبوظبي وهما من يتصدران الصف الخليجي المناهض للدوحة. كثيرون يسارعون هنا للتأكيد إن ما قيل لا يعدو أن يكون بالون اختبار يـُمرر من خلاله ما لا تريد كل من السعودية والإمارات تحمل وزره مباشرة في هذه المرحلة، لا سيما أن ثمنه عمليا هو تحمل مسؤولية «انهيار» مجلس التعاون الخليجي، كما حذر من ذلك أخيرا أمير دولة الكويت.
أما الترويج لما قاله المسؤولان البحرينيان فقد تصدى له بالخصوص البحرينيون والسعوديون وكأنه يراد لهذا الموضوع أن يتفاعل أكثر و«ينضج» وصولا في النهاية إلى إيجاد مناخ إعلامي خليجي لا يستهجن إلغاء القمة المقبلة في الكويت، ولم لا محاولة القيام بـ «تنفس اصطناعي» لمجلس التعاون عبر الترويج أنه قادر على الاستمرار دون قطر، مع الشروع في تكثيف الضغوط تدريجيا على كل من الكويت وعـُمان كي يقررا إما الاصطفاف مع السعودية والإمارات والبحرين أو جعلهما في نفس المرتبة مع قطر تمهيدا لخطوات أخرى لا أحد يعرف طبيعتها حاليا.
لنلق نظرة على بعض النماذج كمثال لما يقال حاليا، في مقابلات تلفزيونية مختلفة:
يقول ابراهيم النحاس، عضو مجلس الشورى السعودي، إن «إعلان ملك البحرين عدم حضور أي قمة تشارك فيها قطر يؤكد موقف الدول المقاطعة التي ترفض حضور أية اجتماعات يحضرها قادة دولة قطر»، متمنيا «أن تكون هناك قمة خليجية دون قطر ليتم بحث قضايا المنطقة».
يقول عبدالعزيز بن عبدالله العجمان، عضو مجلس الشورى البحريني، إن «مطالبة وزير الخارجية البحريني بتجميد عضوية قطر في مجلس التعاون دليل على أن دول المجلس استنفدت جميع إمكانياتها وقدراتها في إقناع قطر بضرورة العودة إلى جادة الصواب».
يقول جمال داود، النائب في البرلمان البحريني، إن «تعنت قطر وعدم تجاوبها مع مطالب الدول الأربع المقاطعة لها من شأنه أن يُعيق استمرار حركة دول مجلس التعاون وتطلعاتها المستقبلية والرؤى التي وضعتها لمستقبل شعوبها، وفي حال وقوف دولة واحدة ضد هذه المسيرة يمكن أن يتم تجميد عضويتها إلى أن تعود إلى الطريق الصحيح».
يقول عضو لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن القومي في البرلمان البحريني جمال بو حسن، إن «الرسالة البحرينية موجهة للنظام القطري أولا بأننا لن نقبلك بدول مجلس التعاون الخليجي ولن نجلس معك، وثانيا إلى بقية دول مجلس التعاون الخليجي بأن البحرين تطرح هذا التوجه وهذا الطرح السياسي واختارت التصعيد على مستوى العلاقات الخليجية بسبب الانتهاكات القطرية تجاه دول مجلس التعاون».
أما في ما يخص موقفي عمان والكويت، فيقول الكاتب البحريني عبد الله جنيد، إن «الدول الخليجية متجهة نحو تجميد عضوية قطر وأتمنى أن تتخذ الكويت وعُمان موقفا أكثر وضوحا من الأزمة وعلى كل طرف أن يتحمّل مسؤوليته»، فيما رأت مواطنته الكاتبة الصحافية سوسن الشاعر أنه «على أعضاء مجلس التعاون أن يحددوا موقفهم والكرة الآن في ملعب الكويت وعمان اللتين عليهما تحديد موقفيهما من دولة مازالت تصر على سياستها التخريبية».
الأمور لم تقف عند هذا الحد، بل وصلت حد توريط الكويت وتقويلها ما لم تقله فهذا خالد الشاعر، النائب في البرلمان البحريني، يزعم أن «دول الخليج متفقة على تجميد عضوية القيادة القطرية في مجلس التعاون وأمير الكويت اقتنع خلال اللقاءات التي أجراها اقتناعا تاما بأن الدولة القطرية لن تعترف أبدا بأخطائها الكثيرة وبدعمها للإرهاب وبعدم التزامها بالمعاهدات والمواثيق الموقعة بين الدول الخليجية وأيضا المواثيق الدولية»، مضيفا أن «الكويت على توافق تام مع دولة الإمارات والسعودية والبحرين بشأن تجميد عضوية قطر في منظومة مجلس التعاون».
واضح الآن أنه مع اقتراب موعد القمة الخليجية التي من المقرر أن تستضيفها الكويت، ومعرفة الجميع أن لا سبيل قانونيا لتجميد عضوية قطر فيها، فإن لا أحد يريد أن يتحمل «خطيئة» إفشال هذه القمة أمام شعبه، وأمام الكويت، التي يظل لها لدى هؤلاء احترامها وتقديرها، علنا على الأقل. وبالتالي من الأفضل المسارعة من الآن في قذف الكرة نحو الملعب القطري، طالما هو قد استقبل كرات عدة من قبل، أما البحرين فتبدو وكأنها شرعت في نعي مجلس التعاون والإشارة إلى قطر كقاتل، حتى قبل أن تظهر الجثة!!

٭ كاتب وإعلامي تونسي

البحرين والنعي المبكر لمجلس التعاون

محمد كريشان

عندما يتحول الأردني «المغترب» إلى طريدة

Posted: 31 Oct 2017 03:14 PM PDT

أعرف عشرات الأسباب التي تدفع المغتربين الأردنيين في الخارج إلى التذمر، وقد سمعت الكثير من هذه الأسباب داخل وخارج البلاد.
لكن لا أعرف سببا واحدا يقنع أردنيا واحدا يكدح أو يعيش أو يسترزق أو يسترخي في الخارج بالعودة إلى بلاده والخدمة فيها طوعًا.
أحاديث الغربة بالنسبة للأردنيين في الخارج تبدو مثيرة، وفيها دلالات لا يمكن تجاهلها، والأمر هنا لا يتعلق بخطاب سياسي أو بشوق وحنين للتراب والناس وملامح القرية، بقدر ما يتعلق بالحسرة على أوضاع يمكن تحسينها وعلى أخطاء تبدو مجانية وعمليات تعسف وظلم تعرض لها أردني هنا أو هناك اغترب ثم تحول إلى طريدة في وطنه.
قابلت مؤخرا شرائح مغتربة من الأردنيين الشغوفين بالاستفسار والسؤال عن كل صغيرة وكبيرة في وطنهم.
ما يمكن أن يقال في هذا السياق كثير ومعقد، ولا يمكن بطبيعة الحال تبنيه بالكامل، لكن من الصعب أدّعاء الوطنية والحرص على الوطن من دون الإصغاء لفئة محترمة من الأردنيين الغيارى الذين يمكن اعتبارهم بمثابة قصة نجاح في الخارج، حاولت استنساخ نفسها في الداخل ففشلت أو أُفشلت أو نفدت بريشها هنا وهناك.
لا يقدم النظام البيروقراطي في الأردن أية خدمة من أي نوع خاص لاستقطاب أولاده من الأردنيين المستثمرين في الخارج وشبكة الأصدقاء والأقارب والمحاسيب العاملين، وعلى عكس المنطق يتفنن في طرد أي كفاءة أو خبرة أردنية تحضر للتقليد أو حتى للاستثمار مع العلم مسبقًا أن عوائد الاستثمار بسيطة.
أحد المغتربين جمع كل ما لديه وأقام مشروعه الغذائي شمال المملكة ودفع الأخضر واليابس.. حاربه المجتمع وحيتان السوق وابتزه أقاربه وأصبح يحتاج لمبلغ مالي كبير لإرضاء بعض مرضى النفوس الذين يتيح لهم القانون القيام بواجبات المراقبة.
في محطة نزاع بعد ضرب الرجل وصل للحاكم الإداري فهدد بسجنه برغم أنه ضحية.. حمل صاحبنا ملوخياته ولم يتجه للجسر على الأغوار بل عاد إلى أستراليا فورا تاركًا أمواله في «الوطن» مع قرار بأنه لا يريدها ولا يريد العودة للوطن.
مستثمر شاب شكل علامة فارقة في دولة عظمى قرر نقل خبرته إلى عمّان فوجد نفسه وسط غابة موحشة من الشطار والفهلوية والأشخاص المهمين وبينهم نافذون وسياسيون… التهم المتشدقون بالوطنية مال الرجل المغترب الذي بناه أصلا في الغربة، ودخل صاحبنا في متاهة القضاء وأفلام المحامين وابتزازات الظرف الزمني.. كسر الشاب الجرة وقرر أن ينفد بريشه، لأن الوطن كما قال لي شخصيا بدأ «يلتهم روحه» بعدما سرقت العصابة النافذة أمواله.
استفسرت في بلد مثل تركيا عن سر هجمة مستثمرين أردنيين صغار ومتوسطين عليها، فسمعت هنا أيضا قصصًا وحكايات لا تَسُرّ صديقا ودودا عن إحساس المغتربين الأردنيين بأن بلدهم لا تستمع لهم، وبأن توطين أو نقل أموالهم يعني المجازفة بها والتعرض للظلم.
طبعا لكل قصة أو حكاية وجه آخر، وقد لا تكون الحكايات صادقة، لكن عندما تتحول الغربة إلى اغتراب لدى مغتربين يتحرقون شوقًا وهم يتابعون أخبار وأنباء بلدهم بلهفة وحرص ومحبة.. عندما يحدث ذلك تصبح القصة لها علاقة بذهنية جماعية لا يمكنها أن تخدع أو تضلل خصوصًا أن المغترب عندما يتذمر من أوضاع البلد يعرف الأردني غير المغترب عن ماذا يتحدث شقيقه هنا.
لكن تلك القصص التي تثير الحسرة حول حقيقة ما يجري خصوصًا على مستوى الإدارة العليا والجذب الحقيقي للأردنيين أصبحت زادا للمسافر الأردني وتسلية لوقته وانعكاسا لصورة لا ينفيها حتى المسؤول الأردني، حتى بأبسط تعبيراتها حيث تعترف وزارة تحمل اسم «شؤون المغتربين» بعدم وجود بيانات لديها عن الأردنيين المغتربين ولا حجم استثماراتهم وخبراتهم في العالم.
لا يمكنك التعثر بشخص شغوف بأخبار بلده أكثر من المغترب الأردني.
لكن بالمقابل لا يمكنك مقابلة مغترب أردني اليوم من دون قصص متذمرة أو ذكريات سلبية أو حوادث مؤسفة حصلت هنا وهناك.
لا تقابل المغتربين الأردنيين إلا ويحدثونك مثلًا عن سر تلك النظرة الكشرة والكلمات الغامضة غير الترحيبية التي تصدر عند استقبالهم من أول موظف أمني في المطار. ويصر المغتربون هنا على أن رسالة الازدراء وعدم الترحيب تصدر تلقائيا وفورا في المطار.
لا تقابل مغتربًا إلا ويتحدث عن هربه من عمَان بالصيف الماضي وتقصير إجازته بسبب الأسعار المرتفعة وغير الطبيعية لكل السلع والخدمات وبصورة جنونية، أو بسبب إصرار المجتمع على أن المغترب العائد في إجازة عبارة عن «صيد ثمين» ورجل يكتنز المال وينبغي أن يدفع دوما.
بمعنى آخر يضج المغتربون بأحاديث متحسرة على نظرة مجتمعهم لهم ماليا وبصورة سلبية ومغرورة وغير متفهمة، وعلى أساس أنهم يجمعون الأموال ببساطة، علما أن الغالبية الساحقة من المغتربين الأردنيين اليوم ينفقون تماما ما تحصلوا عليه على أطفالهم وفي بند أسس المعيشة البسيطة حيث ولّى زمن الرفاه والتوفير بلا رجعة.
لا لقاءات مع مغتربين أردنيين من دون حديث عن «جفاف» كبير في العلاقة مع سفارة بلادهم، وعدم تواصل أركان السفارة معهم، وإحساسهم بالقهر لأن عُقَد الإدارة والحالة الأردنية تنتقل لأوساط الجاليات في الخارج، وتمنع أي علاقة حميمة بين المغترب والسفارة التي تمثل بلاده.
قصص الاغتراب في الأردن متعددة وكثيرة وممتعة وفيها الكثير من الدقة.
ومن جانبي لا أجد حبا يفوق حب الأردني المغترب لوطنه، ومن الواضح أن الإخفاق الرسمي والحكومي هنا أيضا كبير في بناء أواصر علاقة وثقة مع هذه الشريحة من الأردنيين الشرفاء.

٭ إعلامي أردني من أسرة «القدس العربي»

عندما يتحول الأردني «المغترب» إلى طريدة

بسام البدارين

القضايا الكبيرة والقضايا الصغيرة في السعودية

Posted: 31 Oct 2017 03:14 PM PDT

إذا كانت قطر «قضية صغيرة جدا جدا جدا» بمنظور ولي العهد السعودي، بحسب ما جاء في تصريحه الأخير لرويترز، فإن المنطق يفترض أن هناك بالمقابل أيضا قضية أو قضايا أخرى «كبيرة جدا جدا جدا» تشغل بال الملك السعودي المقبل، وتستحوذ على وقته وتفكيره، وتشغله عن الاهتمام بالحريق المشتعل منذ الصيف الماضي في بيته الخليجي.
لكن كيف يقيس الأمير السعودي الفارق بين الصغير والكبير وبين البسيط والمعقد؟ وبأي معيار يصنف الأزمة الخليجية الحالية على أنها قضية صغيرة، ويقول عن غيرها إنها أزمات أكبر وأهم حجما وشأنا؟ لنقرأ جيدا ما قاله وزير خارجيته في اليوم نفسه، أي يوم تصريحه لرويترز. لقد قال عادل الجبير في مؤتمر نظمه معهد «تشاتهام هاوس» في لندن، ان «المشكلة مع قطر صغيرة للغاية، فنحن نتعاطى اليوم مع قضايا ضخمة، مثل تطوير البلاد ومواجهة تحدي إيران والتطرف العنيف والإرهاب ومعالجة الأزمة السورية واليمن ودعم العراق، وإعادة استقرار ليبيا. كل هذه القضايا اهم من قطر». قبل ان يكرر مجددا و بالحرف بأن «الأزمة مع الدوحة صغيرة جدا».
وسوف يكون من العبث أن نجادل السعوديين في حقهم في ترتيب أولوياتهم، أو في تحديد ما يرونه الأجدى باهتمامهم، أو أن نسألهم أو نطلب منهم مثلا بأن يكون تحرير فلسطين ونجدة الروهينجا والكف عن التدخل في العراق وسوريا وليبيا واليمن، والقضاء بدلا منه على الكوليرا التي تنتشر على اطراف المملكة، والفقر والجوع الموجودان داخلها وفتح السجون والمعتقلات ووقف كل أشكال الجور والظلم، في صدارة أولوياتهم، أو حتى من ضمنها. لكن أليس من حق المليار ونصف المليار مسلم أن يعرفوا بالمقابل ما الذي يجري الان في بلاد الحرمين، التي ترفع راية التوحيد، ولا تزال تعلن ألا دستور لها غير القرآن، ويطلعوا على ما يخطط له القادة السعوديون لمستقبل مكة والحرمين؟
ربما كانت كلمات رجل المال والاعمال الياباني ماسا يوشي سون في المؤتمر الاستثماري الاخير بالرياض مليئة بالمعاني والدلالات الرمزية، ولكن الرجل لم يكن يجدف أو يهذي حين قال إن «السعودية لديها مكة العظيمة وسنصنع مكتين إضافيتين». لقد كشف ماسا يومها من حيث يدري أو لا يدري بعضا مما يجول بخاطر الملك السعودي المقبل، واستطاع بذلك التصريح الغريب والمستفز الذي اثار دهشة وضحك الحاضرين، ان يفتك من مضيفه تفسيرا جاهزا للفكرة حين قاطعه بسلاسة ليقول «سأشرح الأمر ماسا. مكة اصبحت مثالا لنقاط الجذب. وماسا يوشي يقصد نقاط جذب جديدة. فمصطلح مكة يطلق على نقاط الجذب». ولكن الذي لم يقله ولي العهد هو متى صارت مكة الاصلية التي يعرفها الجميع نقطة جذب؟ هل حصل ذلك قبل قرون طويلة؟ أم فقط في عهده السعيد مثلا؟ ثم ما الذي جعلها بالفعل كذلك؟ هل هي العمارات وناطحات السحاب التي تطوق الحرم المكي من كل جانب، واسواقها ومحالها ومشاريعها التجارية العملاقة؟ أم اشياء اخرى لا علاقة لها من قريب أو بعيد بعالم البذخ والاسراف والبزنس؟ ثم ما هي الحاجة التي اقتضت ارفادها الان بنسخة أو بنسخ غير أصلية؟
إن كل ما تحدث عنه بالمقابل هو مكة أو مكات جديدة ستبنى من الصفر وعلى مساحات شاسعة تمتد وراء حدود مصر والاردن، فيما بات يعرف بمشروع القرن. والسؤال الاهم هنا هو كيف ستعيش مكة الاصلية جنبا الى جنب مع مكة المستحدثة، وهل إنه إذا كان ممكنا للشخص الواحد أن يحمل في جيبه هاتفين مختلفين واحدا تقليديا والآخر ذكيا، مثلما فعل ولي العهد السعودي في المؤتمر الاستثماري، وهو يشرح المشروع، فهل إنه بإمكان السعودية ان تكون بلدا واحدا داخل بلدين اثنين مختلفين ومتباعدين واحد أصولي والآخر حداثي؟ ألن تكون النتيجة بالنهاية مسخا غريبا يفقدها وجهها الطبيعي من دون أن تحصل بالمقابل على وجه جديد أكثر آدمية ونضارة؟ ألن تتكرر بطريقة اكثر مأساوية قصة الغراب الذي اراد ان يتعلم مشية الطاووس فعجز عنها ولم يستعد مشيته القديمة؟ ربما اعطى مشهد الإعلان عن حصول الروبوت «صوفيا» على أول جنسية وجواز سفر في العالم كثيرا أو قليلا من ذلك الانطباع.
ولكن ما وعد به الامير بن سلمان هو أن ترجع السعودية إلى «الاسلام الوسطي المعتدل والمنفتح على جميع الأديان» وألا تضيع الثلاثين سنة المقبلة في التعامل مع ما وصفها ببقايا التطرف التي ستزال على حد تأكيده في القريب. وكل ذلك الكلام الانشائي جيد وممتاز. غير ان المشكل يظل في التفصيل. فإذا لم يكن إسلام المملكة الحالي والسابق معتدلا ووسطيا ومنفتحا على الاديان، كما أقر الحاكم الفعلي للسعودية بنفسه، فكيف سيكون إسلامها المقبل؟ لن يستطيع الأمير ان يتنكر لميراث أجداده ولا يمكنه أيضا ان يمحو بكبسة زر أو بجرة قلم عادات وممارسات سياسية واجتماعية رسخت على مدى أكثر من ثمانين عاما من عمر المملكة، ولكن ما سيفعله على الأرجح هو انه سيدفع السعودية لتبنى اسلامين مختلفين تستمر فيهما مكة الاصلية بالعيش باسلامها المظهري المتشدد، وتعيش فيه مكة أو مكات اخرى اسلاما مغايرا خاليا من كل الضوابط والقيود المعروفة. إنه لن يقدم على ذلك لأنه رجل إصلاحي يحمل رؤية أو قراءة مقاصدية واجتهادية للاسلام، بل لأنه يريد ببساطة ان يمهد الطريق لاستقرار حكمه في المستقبل، بإظهار قدرته على التخلص من الرباط الذي قامت عليه المملكة، بين عائلة تحكم ومؤسسة دينية تبارك وتدعم، حتى لا يصبح للنظام أي شريك أو منافس محتمل على السلطة، ولو كان رمزيا وضعيفا وبلا أدنى صلاحية. وما سيحاول فعله هو أن يثبت أنه باستطاعته ان يدير الظهر لطاقم العلماء والشيوخ الذي ظل يهلل ويطبل لقرارات اسلافه وأن يستبدله بفريق عصري من الروبوتات الحديثة، التي لا تعرف شيئا عدا السمع والطاعة ولغة الحسابات والأرقام.
لكن هل سيكون ذلك مثمرا ومفيدا في حل ما يراه السعوديون مشاكلهم وقضاياهم الكبرى؟ هل سيضمن لهم ذلك تحقيق التحديث بالشكل الذي يرغبون، أي بتجميل المظهر الخارجي من دون المساس بالجوهر واللب؟ وهل سيسهم في تقويتهم أمام عدوهم الايراني، وسيجعلهم يحققون النصر في معاركهم في اليمن ومشاريعهم في العراق وسوريا وليبيا؟ إن المحدد الاساسي لذلك هو قدرة جبهتهم الداخلية على التماسك واستيعاب التغيرات المرتقبة، ثم نجاح السلطات في السيطرة في المهد على اي اختراقات قد تسمح لسبب أو لآخر بظهور موجة احتجاجات جارفة ومفاجئة. وهنا قد تكون المشاكل والأزمات التي يصفها المسؤولون السعوديون بالصغيرة والبسيطة «جدا جدا» من قبيل الأزمة الخليجية الأخيرة، أو وضع الحقوق والحريات هي القشة التي ستقصم ظهر نظامهم، في حال ما إذا تمادى في استسهالها وتجاهلها والتركيز فقط على ما يتصورها أزمات كبيرة «جدا جدا»!
كاتب وصحافي من تونس

القضايا الكبيرة والقضايا الصغيرة في السعودية

نزار بولحية

أين اختفى الخليفة؟

Posted: 31 Oct 2017 03:13 PM PDT

منذ انتهاء عمليات تحرير محافظة نينوى بالكامل، والأخبار تتسرب بين الحين والآخر معلنة عن ضربة جوية أمريكية أو روسية قضت على من يعرف بـ»خليفة الدولة الإسلامية»، ثم لا تلبث المصادر الإخبارية أن تعلن تكذيب خبر مقتله بعد ذلك، حدث هذا الأمر أكثر من ثلاث مرات حتى الآن.
التنظيم اليوم لم يعد يسيطر سوى على بعض الجيوب في القائم غرب الأنبار في العراق، وفي البوكمال شرق سوريا، والمدينتان في طريقهما للتحرير، إذن أين اختفى الخليفة؟ وهل يمكن أن يكون قد خرج من منطقة القتال في سوريا والعراق برمتها، وانتقل إلى مناطق يسيطر عليها التنظيم في دول أخرى مثل سيناء المصرية، أو سرت غرب ليبيا أو نيجيريا؟ وهل وجوده حيا يمثل خطرا حقيقيا، أو عنصر تجميع قادرا على إعادة إحياء التنظيم؟
الولايات المتحدة كانت قد وضعت مكافأة مالية لرأس إبراهيم عواد البدري السامرائي المعروف بأبي بكر البغدادي مقدارها 10 ملايين دولار، من دون الوصول إلى من يدل عليه أو يقدم معلومات تسهل اعتقاله حتى الأن.
لقد مر اليوم أكثر من ثلاث سنوات على ظهوره العلني الوحيد في يوليو 2014 من على منبر الجامع النوري الكبير في الموصل ليعلن خلافته، وبعدها لم يظهر نهائيا بشكل علني، وما أعلن من طرفه لم يكن سوى بعض الخطابات الصوتية الموجهة للتنظيم، التي لم يبت في مصداقيتها، وهذه الخطابات نشرت بعد تعرض داعش إلى انكسارات وهزائم متعددة في عام 2016. لكن تجدر الإشارة إلى أن الحلقة المحيطة برأس التنظيم بقيت عصية على الاختراق من قبل مخابرات الدول التي تحارب التنظيم، ولذلك لم تحصل كل أجهزة المخابرات إلا على معلومات شحيحة عن الخليفة وطريقة تفكيره، ومدى قدراته وحدود صلاحياته في التعامل مع القيادات العسكرية الميدانية. ومن ضمن أهم الأخبار التي نقلت عن البغدادي هي تقارير مخابراتية أشارت إلى إصابة زعيم التنظيم في غارة لقوات التحالف، ولكن يبدو أنها لم تكن دقيقة؛ وتعتقد الجهات الاستخباراتية التي نقلت الخبر، أنه نجا من الموت إثر غارة أمريكية استهدفت موكبه في ديسمبر الماضي، في ضواحي مدينة الموصل بعد استهداف سيارتين كان يستقل إحداهما، وقد قتل في تلك الغارة، بحسب المصادر نفسها مساعده أبو علاء العفري، وهذا الأمر قد مثل حينها ضربة قوية للتنظيم، لان العفري كان بمثابة الرجل الثاني في التنظيم، وكان يعد ليكون بديلا رسميا للبغدادي في حال تعرضه للقتل. كما أن جهات رسمية روسية أعلنت سابقا عن مقتل البغدادي في غارة جوية في مدينة الرقة، التي تحولت إلى عاصمة التنظيم، بعد تحرير الموصل، إلا أن التنظيم نشر شريطا صوتيا ينفي فيه زعيمه الشائعات حول مقتله. وترى مصادر مخابراتية أن البغدادي ينتقل من موقع إلى آخر باستمرار بعد سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من الولايات المتحدة على الرقة، بحسب تقرير نشرته صحيفة «ديلي ستار» البريطانية.
وقد صرح الجنرال الأمريكي توني توماس، الذي قاد العمليات الخاصة لمكافحة «داعش» في العراق في وقت سابق قائلا، «إن إحدى فرقنا العاملة على محاربة داعش كانت قد اقتربت جدا من إلقاء القبض على البغدادي عام 2015، بعد قتل من يعرف بـ»وزير النفط» للتنظيم الإرهابي أبو سياف، والقبض على زوجة البغدادي التي سلمت للاستخبارات معلومات مفيدة، إلا أن البغدادي تمكن من الفرار بسبب تسريب المعلومات إلى الصحافة». وكان مكان وجود البغدادي أمرا محيرا وشائكا ومعقدا بالنسبة للمخابرات الأمريكية التي حاولت مرارا اختراق الدائرة الضيقة المحيطة بالبغدادي، من دون أن تنجح في ذلك، لكن يبقى الأمر كما وصفه الخبير في شؤون الجماعات الاسلامية هاشم الهاشمي عندما قال، «إن البغدادي رجل هارب وعدد أنصاره ينخفض مع فقدانهم المزيد من الأراضي، كما أن زعيم التنظيم لا يمكن أن يسمي نفسه الخليفة بعد انهيار دولة «داعش» على الأرض».
مع تداعي ما عرف بخلافة «الدولة الإسلامية» نحن إزاء أسئلة لابد أن تطرح لنستطيع الاقتراب من رسم ملامح المقبل من الأحداث، وأهم هذه الاسئلة هو هل سيخوض التنظيم مفاوضات مع الحكومة العراقية أو السورية، لينتقل من طور المعارضة المسلحة إلى طور اللعبة السياسية؟ والجواب على ذلك من كل المعطيات العسكرية والسياسية السابقة ألا امكانية لمثل هذا التحول، لأن التنظيم وقياداته ليست من النوع الذي يبحث عن حلول سياسية، كما أن التنظيم كان في أيام قوته يتعامل مع الآخر وفق استراتيجية التوحش، التي عرفت عنه، والتي لا يمكن أن تكون لها صلة باللعبة السياسية في أي حال من الاحوال.
والسؤال الثاني هو ما مدى أهمية أبوبكر البغدادي بالنسبة للتنظيم؟ والكل بات يعلم من المعلومات القليلة المسربة أن صعود هذا الشيخ الذي أتم دراسته للدكتوراه في العلوم الإسلامية في جامعة بغداد وعمل خطيبا وإماما لمسجد صغير في إحدى ضواحي بغداد لم يكن شخصية كارزمية أو قيادية، أو تمتلك ما يمكن أن يجعلها تتقدم الصفوف للزعامة، كما هو حال بعض القيادات الإسلامية السابقة مثل اسامة بن لادن أو الظواهري، أو حتى ابو مصعب الزرقاوي، لكن ما خلق هذه الهالة على البغدادي هو شحة المعلومات، واختفاؤه أو ابتعاده المتعمد عن الاضواء، ربما كان هو السبب وراء رسم هذه الصورة. من كل ذلك يعتقد المتخصصون في شؤون الجماعات الاسلامية أن البغدادي لا يملك من القدرات ما امتلكه اسلافه من قيادات العمل الجهادي المسلح، وأن احتمالية ظهوره في مكان نشاط أو ساحة قتال جديدة امر ضعيف الاحتمال بشكل كبير.
إذن ما الذي سيحصل في هذه الحالة؟ التوقعات تشير إلى تراجع النشاط المنظم الذي اتصف به التنظيم ابان انطلاقته السريعة في الاعوام من 2014 حتى 2017، لذلك التوقعات تشير إلى إمكانية تحول نشاطاته إلى تشظيات إرهابية ساحتها دول العالم المختلفة، هجمات سينفذها ما بات يعرف بالذئاب المنفردة، وربما سيساعد على مثل هذا التصور محاولة عودة الكثير من المقاتلين الأجانب الذين قاتلوا في العراق وسوريا إلى دولهم الاصلية، وهؤلاء ربما سيشكلون المادة الخام لنشاطات ارهابية مقبلة، لكن لن يكون للتنظيم الذي رفع شعاره المركزي في الاراضي التي سيطر عليها «دولة خلافة على منهاج النبوة» اي وجود على الارض، وربما سيتحول وجوده ونشاطه بشكل كبير إلى العالم الافتراضي، الذي سينشط فيه لتشكيل جماعات إرهابية متناثرة في مختلف دول العالم لا يربط بينها سوى الولاء العقائدي، مع اقل ما يمكن من التنسيق بين الافراد والشبكات حول العالم.
ويبقى السؤال الاهم: هل سيشاهد العالم على شاشات التلفزيون عملية إلقاء القبض على «الخليفة»؟ أنا اعتقد أن مثل هذا السيناريو ما زال بعيد الاحتمال، وربما لن يتم بهذا الشكل في حال من الاحوال، إذ ربما نفاجأ بخبر مقتل ابو بكر البغدادي في عملية عسكرية تنفذها جهة ما، لكن إمكانية إلقاء القبض عليه تبقى بعيدة الاحتمال الان، كما يجب أن نضع في اعتبارنا أن عملية بهذا الحجم سيتم استثمارها سياسيا بشكل كبير في التغطية على مشكلة دولية كبيرة مثلا، أو التغطية على فضيحة سياسية كبيرة، أو استثمار الامر للدعاية الانتخابية في دولة كبرى، وهكذا ربما سنشهد سيناريو مشابها لما حصل في إلقاء القبض على أسامة بن لادن والتخلص منه برميه في قاع المحيط من دون وجود أدلة على ذلك.
كاتب عراقي

أين اختفى الخليفة؟

صادق الطائي

عن محددات السياسة الخارجية الإيرانية

Posted: 31 Oct 2017 03:13 PM PDT

السياسة الخارجية الإيرانية تبنى على التشييع والتدخلات الخارجية، عبر خلق جماعات وميليشيات موالية يعتمد أغلبها على استراتيجية الترويع والإرهاب. هذا الافتراض الشائع، المفتقر للعلمية والموضوعية، يجد الكثير من الترحيب لدى دوائر كثيرة في المنطقة العربية، من الذين يسعدهم وجود داعمين لذلك الطرح البسيط، لكن الذي يحظى بشعبية متزايدة.
لماذا يكون هذا الطرح غير موضوعي؟ لعدة أسباب، أهمها هو أنه من الصعب اختزال السياسة الخارجية لبلد ما في عامل واحد أو نطاق عمل وحيد، فالسياسة الدولية أعقد من ذلك بكثير. على سبيل المثال فإن أول ما يجب البدء به عند الحديث عن محددات السياسة الخارجية الإيرانية، هو أن نتذكر أننا نتحدث عن دولة بمساحة ضخمة تغطي 1.633.188 كيلومتراً مربعاً، وهو ما يجعلها تتمدد عبر جنوب غرب آسيا محاذية للخليج وللمشرق العربي من جهة وعبر حدود بحر قزوين مجاورة لإرمينيا وتركمانستان وأذربيجان من جهة أخرى. هذا غير مجاورتها لدول أخرى مهمة بحجم أفغانستان وباكستان وتركيا.
للمساحة الكبيرة فوائد بلا شك، ولكن فيها مخاطر أيضاً، فكبر المساحة وكثرة الحدود الدولية يعني الكثير من التداخل الإجباري، المتعلق بالشعوب والقوميات والإثنيات، كما يعني بالضرورة وجود الكثير من الحساسيات التاريخية مع أكثر من بلد.
الهاجس الأكبر في مثل هذه الحالات هو الأمن، البحث في تأمين الحدود، ولكن أيضاً تأمين الداخل على كل صعيد، بما فيه صعيد الأمن الاقتصادي والغذائي. الأمر الذي قد يبلغ الاهتمام به حد التشدد والهوس. هذا هو أول ما يجب أن يضعه منظر السياسة الخارجية على باله، وهو يفكر في وضع محددات لها. فهو يريد بناء علاقة جيدة، أو على الأقل محايدة، مع كل هذه الأطراف المختلفة التي قد يكون بعضها قد دخل مع أطراف أخرى في حالة من التوتر أو التناقض في السياسات.
على واضع هذه السياسة أن يحاول إدارة هذه الاختلافات، وأن يسعى لأن يلعب دور الوسيط أو الطرف الذي يقف على مسافة واحدة من الجميع، خشية الدخول في سياسة تكتل قد تنقلب ضده، لأن بإمكان هذه الأطراف أن تخنق البلاد بشكل جدي إذا ما توحدت ضدها. إلا أن الأمر يعتمد كذلك على الحالة السياسية التي يعيشها الجوار. فإذا كان ذلك الجوار قوياً، على طريقة الاتحاد السوفييتي السابق، فإنه يجب التركيز على فرص التعاون معه، وعلى ما يخدم ويعزز العلاقات الإيجابية، تفادياً لأي نزاع قد يتحول إلى حرب أو إلى مواجهة سياسية أو عسكرية. أما إذا كان ذلك الجوار ضعيفاً ومكشوفاً، فإن لا شيء يمنع من متابعة سياسة المصلحة المباشرة، وإن كانت تصب في غير مصلحة هذا الجوار، الذي سوف يعجز في الغالب عن الرد، بل ربما يسابق هو للاعتذار وطلب فتح صفحة علاقات جديدة.
ما قلناه ينطبق على معظم الدول التي تمتلك مساحات كبيرة وحدوداً مترامية الأطراف، إلا أن لإيران خصوصية لا يمكن إنكارها، تتمثل في سعيها، منذ نجاح الثورة الخمينية، للتوسع وفرض النفوذ والهيمنة والتحول إلى لاعب إقليمي ودولي لا يمكن تجاوزه. هذه الرغبة أثرت بشكل كبير على السياسة الخارجية، التي أرادت التركيز على العسكرة وبناء القدرات الحربية، وإن شكّل ذلك خصماً للحياة الاقتصادية لعموم السكان. كما أكسبت تلك الأولوية دولاً مثل روسيا والصين أهمية خاصة لدى القائمين على السياسة الخارجية الإيرانية لعدة عقود من الزمان.
توجد هنا وجهتا نظر من الممكن التعرض إليهما بشكل سريع، حيث تستغرقان نقاشات مكثفة لدى الباحثين في الشأن الإيراني. ترى وجهة النظر الأولى أن التدخلات التي قامت بها إيران في المنطقة، والتي أدت إلى إفساد علاقتها مع أكثر من بلد وجماعة فيها، أثرت سلباً على صورتها، وشكّلت مهدداً استراتيجياً كبيراً لها. هذا غير الأثر الداخلي الذي يدفع بموجبه المواطن البسيط فاتورة تلك التدخلات والإنفاق العسكري غير المحدود من دون مقابل يذكر.
أما وجهة النظر الأخرى فترى أن هذه التدخلات كانت مهمة، وأنها ساهمت في إكساب البلاد الكثير من الهيبة، وهو ما ساهم في تعزيز مكانتها الإقليمية، بحيث أصبحت طرفاً لا يمكن تجاهله في الكثير من الأزمات الكبرى.
الثابت هو أن النخبة السياسية لا ترى هذه التدخلات كما نراها، بل تراها أوراقاً سياسية يمكن الاستفادة منها، خاصة أنها حققت فوائد كبيرة إبان المفاوضات التي خاضتها طهران، سواء المتعلقة بالاتفاق النووي، أو حتى تلك المرتبطة بتسويات المسألة السورية.
هناك مؤثران آخران لا يمكن تجاهلهما فرضا نفسيهما على مدى أكثر من ربع قرن وهما المواجهة والتحدي اللذان أعلنتهما إيران ضد الولايات المتحدة الأمريكية.
هنا أيضاً يبدو الأمر أشبه بأحجية كبيرة، حيث يؤمن كثيرون، وتلك نظرة رائجة، بأن العداء المحموم بين طهران وواشنطن ليس سوى عمل مسرحي متفق عليه، وأن الزعماء من الطرفين يبقون على تواصل ولقاءات وتنسيق دائم. تستند هذه النظرة إلى تجنب الولايات المتحدة ضرب إيران، في الوقت الذي وجهت فيه حمم أسلحتها لدول كالعراق وأفغانستان وحتى السودان، رغم أنها كانت تعتبرها، خاصة إبان حكم جورج بوش الابن، جزءاً رئيساً مما كان يسمى بمحور الشر والإرهاب. نظر مروجو هذه الأفكار للاتفاق النووي بتوجس كبير، فقد كان بالنسبة إليهم بمثابة الذريعة التي سوف تنقل العلاقة بين الطرفين الأمريكي والإيراني من دهاليز السر إلى آفاق التنسيق العلني والتماهي الاستراتيجي، إلا أن وجهة النظر هذه، على رواجها، لم تستطع تفسير العقوبات الاقتصادية والفنية القاسية، التي أخضعت الولايات المتحدة إيران لها، كما أنها لم تستطع تفسير الانقلاب الذي واجهه الاتفاق النووي ومجمل العلاقة مع إيران، في عهد الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب. تطور العلاقة بين واشنطن وطهران، وما مرت به من شد وجذب، ابتداء من استهداف السفارة الأمريكية ومروراً بالتعاون من أجل القضاء على طالبان وعلى حكم الرئيس العراقي صدام حسين، كل هذه المحطات وغيرها لا يمكن تفسيرها فقط عبر نظرية المؤامرة، وإن كان من الصعب إنكار وجود التآمر بشكل كامل في مسار العلاقات الدولية.
في ما يخص العلاقة مع واشنطن، يمكننا ملاحظة أن الحدود الشاسعة التي ذكرناها تجمع إيران بالكثير من الدول التي تعد حليفة للولايات المتحدة. إيران تعاملت مع هذا التحدي باتباع تكتيكات مختلفة، جعلتها تتفادى أي محاولة استباقية للتكتل أو لتوظيف هذه الدول ضدها. يمكن الإشارة هنا فقط للطريقة التي أدارت بها خلافاتها مع تركيا، العضو في حلف الناتو، التي جعلتها تتحول مع مرور الأيام من تحدٍ إلى فرصة مهمة للاقتصاد والأمن الإيراني.
إبان التفاوض على الاتفاق النووي برز دور لافت لما بات يسمى باللوبي الإيراني في واشنطن، وأثره في ولادة اتجاه أمريكي يرى في دمج إيران ضمن محيطها الإقليمي مصلحة أمريكية، باعتبار أن أي حديث عن أمن الخليج والمنطقة لا يمكن أن يمر إلا بإشراك الطرف الإيراني. هذا اللوبي أصبح الآن أحد أهم نقاط القوة التي ترتكز عليها سياسة إيران الخارجية، خاصة بعد أن أثبت نجاحه في ما يتعلق بدعم الاتفاق النووي.
على ذكر موضوع الطاقة النووية نرى أن المهم القول إنه ظل هدفاً تسعى طهران إليه وتعمل على تأكيد الحق فيه منذ أيام الشاه، وهي نقطة تصب أيضاً في صالح السياسة الخارجية الإيرانية، التي تتميز لحد كبير بثبات الأولويات الاستراتيجية رغم اختلاف الأنظمة. هذه مجرد نقاط يمكن وضعها في الاعتبار عند مناقشة هذا الموضوع الذي يتسع لأكثر من وجهة نظر.
كاتب سوداني

عن محددات السياسة الخارجية الإيرانية

د. مدى الفاتح

ثورة العطش

Posted: 31 Oct 2017 03:12 PM PDT

بعد «ثورة الجياع»، هذه المصطلح الذي برز في الشرق، ينحت المغاربة مصطلح «ثورة العطش» للتدليل على الاحتجاجات التي تعرفها بعض مناطق المغرب من أجل ماء الشرب، وتصدرت اهتمام الرأي العام، وهواجس المسؤولين ومانشتات الصحف والمواقع الإلكترونية.
ومن سخرية الأقدار أن تكون تلك الاحتجاجات قد بدأت في منطقة يدل اسمها على توافر الماء فيها، هي أغبالا في الأطلس المتوسط، وكلمة أغبالا من الكلمات التي تدل على العين أو النبع بالأمازيغية، ثم انتقلت الاحتجاجات إلى منطقة صحراوية مُسالمٌ أهلُها هي زاكورة، وأضحى بعض من بنيها متابعا بتهمة التمرد والعصيان المدني والتجمهر من دون ترخيص، وإتلاف ممتلكات عمومية وإهانة موظف عمومي، وما شابه ذلك من المتابعات، كما لو أن المحتجين اعترتهم نزوة كي يغضبوا، وكما لو أنهم لا يكتوون بواقع يشح فيه الماء، ويتدنى صبيبه، أو ينقطع، وخيار الماء الأجاج الذي تغلب عليه الملوحة ولا يصلح لشيء.
والواقع أن «ثورة العطش» هذه، تحيل إلى مشكل بنيوي، غير عارض، لن يتوقف ما لم تحدث ثورة الماء، وهو ما يستلزم رؤية استراتيجية غير ما هو قائم حاليا. فلو أخذنا الحالتين الموما إليهما أغبالا وزاكورة، لألفينا أن للاحتجاج أسبابا موضوعية، ذلك أن هناك ضخا مفرطا في أغبالا وتصريفا لقنوات الري لفائدة الضيعات الكبرى، التي توجد في السفح لفائدة الفلاحين الكبار، وهو الأمر الذي أدى إلى نضوب العيون أو البحيرات، كما في منطقة إيموزار (الشلالات). وكذلك الشأن بالنسبة لزاكورة، إذ أقدم بعض المستثمرين الجشعين على زراعة البطيخ الأحمر، حيث ينضج بسرعة بالنظر إلى الجو الدافئ بزاكورة، مع ما يستتبع ذلك من ضخ صناعي يستنزف الفرشة المائية.
وما يقع في كثير من الواحات هو جريمة بيئية، لأنه يرهن الاحتياط الاستراتيجي غير المتجدد. ويحدث إسراف في الاستغلال كما في تازكارت (نبت السدر) قرب بوذنيب، حيث حوّل مستثمر كبير رخصة غرس النخيل إلى الزيتون الذي هو أكثر استهلاكا للماء، من خلال تواطؤ الإدارة أو غض الطرف، رغم التحذيرات التي قام به مسؤول سابق، أو كما في تاورتا (الجُنينية) قرب الداخلة، حيث يتم إنتاج نوع من الطماطم الصغيرة، وهي مستهلكة للماء، في منطقة صحراوية لا يتجدد احتياطها.
لقد احتضن المغرب مؤتمرا بيئيا عالميا في مراكش السنة الماضية، ولا يمكن لهذا المؤتمر أن يُختزل في لحظة احتفائية، أو في بعض الإجراءات البسيطة، مثل عدم استعمال البلاستيك. لا بد من تفكير استراتيجي في ما يخص الماء ينصرف إلى قضايا جوهرية، أولها ما يسمى في المغرب بإعداد التراب، وهي ترجمة غير موفقة من الفرنسية للتدليل على تهيئة المجال. ذلك أن الاتجاه الغالب هو تحول الساكنة نحو المناطق الشاطئية، بيد أن مدنا داخلية تعرف طفرة ديمغرافية، وكثافة زاحفة، كما مراكش أو فاس أو وجدة، مع عامل الهجرة، وما يستتبع ذلك من استهلاك مفرط للمياه، ولا يمكن لتلك المدن أن تظل في المد التصاعدي ذاته من دون سياسية جديدة لتهيئة المجال، أو تدبير موارد المياه، والتمييز ما بين الاستعمال الجاري، وماء الشرب، أو إعادة تصفية المياه العادمة من أجل السقي. المدن الداخلية الكبرى أو المتوسطة لن تستطيع أن تستجيب في العشريات المقبلة للطلب المتزايد.
والجانب الثاني هو توجيه الزراعة ليس حسب متطلبات السوق العالمية، أو وفق التدبير الرشيد للماء، ولكن لرؤية استراتيجية تأخذ بعين الاعتبار حقوق الأجيال المقبلة. هذا الوعي ليس منعدما، ولكنه ينكسر أمام تعثر الإجراءات الإدارية وبيروقراطيتها وعجزها، وأحيانا تواطئها. لقد أدى الإنتاج المفرط لبعض الخضار والفواكه في منطقة سوس إلى استنزاف الفرشة المائية، ما ينذر بكارثة بيئية. فهل يستطيع المغرب أن يستمر في زراعة منتجات تستهلك الماء بشكل مسرف؟ وهل يمكن للإدارة أن تتغاضى عن صناعات ملوثة تصب في مجاري المياه، كما في مدينة تاوجطات، حيث سبب تدفق نفايات المعامل إلى تلويث أهم مجري مائي بالمغرب وهو سبو الذي يسقي أهم السهول المغربية وهو سهل الغرب.
والجانب الثالث، هو حسن تصريف الماء، سواء ما يخص الفلاحة أو الاستهلاك الداخلي، أي في البيوتات والمدن والواحات. ورغم أن المغرب من البلدان التي أولت سياسة بناء السدود أولوية، فليس هناك ما يسمى ما بعد السد، خاصة في الواحات، كما في واحة درعة أو تافيلالت، حيث يضيع صبيب الماء، من خلال التسربات التي تحدث، خاصة بعد تقطع الصبيب لشهور، بل لسنوات.
ومعروف كذلك أن للسدود فترة زمنية محدودة للاستعمال، فهي تتعرض للتوحل، وتنقص جراء ذلك طاقتها الاحتياطية.
والمهم في نظري، أن يصرف المغرب الاهتمام لسياسة تحلية المياه، وأن تستعمل في ذلك وسائل الطاقة المتجددة، ومنها الطاقة النووية، فهو خيار لا مندوحة عنه.
يُكرَّر القول بأن الحروب المقبلة سيكون سببها الماء، والواقع أن بلدانا في العالم العربي هي تحت رحمة بلدان أخرى تتحكم في منابع الماء، ومن ثمة في مصادر عيشها، وهي مصر والسودان والعراق وسوريا. وما لا يقال هو أن جزءا كبيرا من التوترات الداخلية سيكون مصدرها الماء، فبالإضافة إلى شح المصادر المائية، وسوء تدبيرها، ونزقها، هناك مفارقة في المغرب وهي أن الأهالي حيث توجد مصادر المياه ليست تلك التي تستفيد منها، ومنها كذلك هيمنة المردودية والربح على النظرة الاستراتيجية. كل هذا يفترض دورا استراتيجيا للدولة وآليات لتفعيلها، وهو ما ينقص، بدليل الاحتجاجات القائمة هنا وهناك بسبب الماء، وهي إرهاص لاحتجاجات مقبلة. ولا أدري أيصح القول في هذه النازلة، «أول الغيث القطر ثم ينهمر»، والمؤكد أننا في المغرب وفي بلدان العالم العربي، مقبلون على ثورات للعطش، مما يستلزم التفكير الاستراتيجي عوض سياسة إطفاء الحرائق.
كاتب مغربي

ثورة العطش

حسن أوريد

مئوية وعد بلفور… هل تكفي قصاصة ورق لقيام دولة؟!

Posted: 31 Oct 2017 03:12 PM PDT

رداً على مطالبات حقوقية، ووطنية فلسطينية باعتذار بريطانيا عن وعد بلفور بمناسبة مرور 100 عام عليه، ردّت «تيريزا ماي» رئيسة الوزراء البريطانية بكل صلافة وبرود انكليزيين بالقول «إننا نشعر بالفخر من الدور الذي لعبناه في إقامة دولة إسرائيل، وسنحتفل بهذه الذكرى المئوية بالتأكيد».
تاريخياً، لا يمكن فهم واستيعاب الحماسة البريطانية لإنشاء دولة قومية لليهود، وتبنّيها تعهداً دولياً بالمساعدة على تشكيل هذه الدولة ومدّها بكافة سبل قيامها واستمراريتها، فاليهود في بداية القرن العشرين (وعد بلفور صدر عام 1917) لم يكونوا سوى كيانات معزولة، سيئة السمعة ومضطهدة في أوروبا، ولم تكن لهم أي قوى قوميّة أو ثقل دولي ضاغط.
ويمكن الاستدلال هنا بكتاب «اليهود في تاريخ الحضارات الأولى» لغوستاف لوبون (توفي عام 1931).
ولكن التفسير الوحيد الممكن في رأي، هو الدور الفاعل للّوبي اليهودي المكوّن من أفراد مميزين ومؤثرين في حقول التجارة والبنوك والصناعة وخصوصاً الصناعات الحربية المتطورة، بمعنى آخر أصحاب القرار في مجالات السياسة والاقتصاد والصناعة على حد سواء، وهو ما يُطلق عليه البعض (اللوبي الصهيوني – الماسوني) المتغلغل في دوائر صناعة القرار العالمي.
إضافةً إلى ذلك، علينا ان نضع في اعتبارنا العقيدة المسيحية الأصوليّة في الغرب، التي تؤمن بأنها استمرارية للديانة اليهودية (العهد الجديد والعهد القديم) وتؤمن أيضاً بحق اليهود في الأرض الموعودة، وبأنهم شعب الله المختار. وترى أن معجزة نجاة موسى وقومه من فرعون وشقّ البحر لهم، هي معجزة مستمرة وقابلة للاستنساخ، أي أنها وعد إلهي مفتوح.
والمثال المتجسّد لهذا الاعتقاد، هو رحلة القراصنة وقطاع الطرق وتجار الحروب البريطانيين عبر بحر الظلمات لاستيطان أمريكا (العالم الجديد) الذي وهبه الله لهم في استنساخ تاريخي لعبور اليهود مع موسى إلى أرض الميعاد (حسب اعتقادهم)، وتعتقد أيضاً أن مساعدة اليهود على عبور بحار العالم وصولاً إلى فلسطين التاريخيّة لإنشاء دولتهم المزعومة، هو تحقيقٌ لذات النبوءة الإلهية والتي تعطيهم الحق في إبادة وتشريد سكانها الأصليين!
حين نضع الأمور في نصابها الصحيح، تبدو الصورة قاتمة السواد، وهي بالفعل كذلك، وهذا يتطلب منا نشر الوعي في مجتمعاتنا، تسليط الضوء على القضايا الوطنية، التعريف بقضية فلسطين وإعادتها إلى مركز الاهتمام العربي والكشف عن الوجه الحقيقي للدولة الصهيونية والأعمال الإجرامية في حق شعبنا، والأهم من ذلك هو نشر هذا الوعي ونقل الحقيقة إلى شعوب العالم الغربي، عن طريق التحاور مع المعارف والزملاء (الحقيقيين والافتراضيين) باستغلال شبكات التواصل الاجتماعي، البريد الالكتروني، المدونات، وغيرها من وسائل التواصل.
لا تستصغروا أي عبارة او صورة تشاركونها لنقل الحقيقة، ولا تستصغروا أي نقاش تعبّروا فيه عن رأيكم قد يكون سببا في تغيير قناعات الكثيرين. اتركوا أثراً بسيطاً، ربما يكون له أثر مستقبلي عظيم، تماماً مثل أثر الفراشة!
الحقيقة أن في يدنا الكثير كي نفعله، بعيداً عن لوم السياسيين والقادة، والحديث عن الخيانات والمؤامرات العالمية، الذي لا يفيد في شيء، وأجزم أنه لو كان هناك اعتبارٌ لإمكانية قيامنا بعمل جماعي مؤثر عن طريق جماعات الضغط العربية، أو الحكومات العربية، وقياداتنا الوطنية، لما تجرأت تيريزا ماي على التفوّه بكلماتها المُقيتة، ولكن ثقتها الكاملة في عجزنا، سمح لها أن تأخذها العزة في الإثم!
في الصيف الماضي، التقيت مع بريطانيين اثنين في إطار عملي، وشاءت الصدفة أن نتطرق إلى الحديث عن الأردن وفلسطين، وتاريخ المنطقة، تحدثت بما استطعت وبما ورد على ذاكرتي في تلك اللحظة لإيجاز فترة الانتداب البريطاني، لافتاً الانتباه إلى دور بريطانيا في المأساة الفلسطينية، حتى أني استعنت برسم خريطة المنطقة يدوياً للتوضيح، وكانت المفاجأة أنهما يعلمان الكثير عن تاريخ المنطقة ومدى تورط حكومتهم، حتى أنهما لم يحاولا الدفاع عن سياستها الخارجية، وكان لافتاً أيضاً أسئلتهم المُلحّة عن أطر التعايش السلمي وفرصة ولادة كيان فلسطيني، وكانت صدمتهم واضحة عندما حدثتهم عن إجراءات دولة الاحتلال (بناء المستوطنات، ومصادرة الأراضي، وتهجير الفلسطينيين) والتي تجعل حلم الدولة الفلسطينية مستحيلاً.
لا أحد ينكر أن الطبقات السياسية الحاكمة في الدول العظمى بما فيهم روسيا (التي كانت أول دولة تعترف «رسمياً» بالكيان الصهيوني عام 1948) تتعاطف مع المشروع الصهيوني ويؤمن بحق اليهود في أرض فلسطين التاريخية، بل ويؤمن أيضا وهذا هو الأهم، أن دولة إسرائيل هي امتداد لهذه الدول العظمى في منطقتنا وأنها أقرب إليهم منّا سواءً عقائديا أو حضاريا، ولكن هذا لا ينفي وجود العديد من المثقفين والسياسيين والحقوقيين الذين يؤمنون بصدق قضيتنا وبمشروعيتها، بل إن العديد من الشعوب الواعية تناصر قضيتنا، لهذا أقول إن المطلوب منا، هو ضمان وصول الرواية الحقيقية بلسان صاحب الحق، لشعوب تلك الدول ودفعها للتعاون معنا في سبيل تغيير السياسات الدولية المجحفة في حق شعوب منطقتنا.
وأخيراً، كيف نجعل من هذه المئوية فرصةً للتغيير، بدلاً من أن نندب حظّنا؟!
في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل نحو شهر، قال نتنياهو بكل فخر (إن إسرائيل هي دولة الابتكار، هي المكان للتكنولوجيا المتقدمة: علوم الفضاء، الزراعة، التقنيات الحديثة، الطب، …… سَمِّ ما شئت تجده عندنا!).
هذا في الوقت الذي عبّر فيه الزعيم الفلسطيني عن أمله في قبول إسرائيل بالجلوس معه إلى طاولة المفاوضات، في حين عبّر باقي زعماء المنطقة، عن مشاكلهم مع جيرانهم، وقضاياهم الداخلية (دون ذكر لقضية فلسطين).
أقول هذا وقلبي يعتصر ألماً، ولكن الحقيقة أن إسرائيل هي الأولى في المنطقة من ناحية جودة التعليم وتصنيف الجامعات، الأولى في الانفاق على البحث العلمي، في تصدير التكنولوجيا، وفي علوم الفضاء والزراعة وغيرها وغيرها.
تاريخياً، علينا أن ندرك أن الحركة الصهيونية نجحت في انشاء الجامعة العبرية في القدس بعد ثماني سنوات فقط من وعد بلفور، وأن إسرائيل بدأت في بناء مفاعل نووي بعد عشرة أعوام فقط على احتلالها فلسطين عام 1948، وفي التوقيت نفسه تقريباً بدأت مشروعها الاستراتيجي لغزو الفضاء!
هل أدركتم الآن كيف استطاع اليهود تحويل «حبرٍ على ورق» إلى دولة متكاملة الأركان خلال خمسين عاماً، وفوق هذا الوصول بهذه الدولة إلى مصاف الدول المتقدمة خلال الخمسين عاماً الأخرى؟!
فهل نقبل التحدي، كشعوب عربية (بمن فينا من مثقفين ومؤثرين وعلماء وباحثين)، بأن نحوّل غضبنا من هذه المئوية، إلى عمل بنّاء، ونتعهد أمام أنفسنا بأن نعمل من أجل استعادة تاريخنا وجغرافيتنا، وبناء دولنا الحديثة والارتقاء بها إلى مصاف الدول المتقدمة (كلٌ في مجاله) خلال خمسين عاماً ونبدأ بوضع «مانيفستو» على الورق خاص بنا على غرار قصاصة ورق وعد بلفور؟!

كاتب ومُدوّن من الأردن

مئوية وعد بلفور… هل تكفي قصاصة ورق لقيام دولة؟!

أيمن يوسف أبولبن