Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

السبت، 1 سبتمبر 2018

Alquds Editorial

القدس العربي Alquds Newspaper » اقرأ في عدد اليوم

Alquds Editorial


هل هناك درك أسفل للهبوط في سياسة الإمارات؟

Posted: 31 Aug 2018 02:29 PM PDT

لم يعد يمرّ يوم من دون خبر أو تقرير في وسيلة إعلام عالمية أو عربية يكشف عن مستوى جديد من الهبوط في السياسة التي تتبعها سلطات دول الحصار، سواء في صراعها المتهافت مع قطر، أو فيما يخص القضية الفلسطينية، أو في تدخّلاتها الإقليمية والعالمية، أو في إجراءاتها وقراراتها الداخلية، أو في أشكال تآمرها الأمنيّ والتجسسي على خصومها وحلفائها معا، أو حتى في صفقاتها التي تخص اليخوت واللوحات والقصور.
فبعد كشف صحيفة «اندبندنت» البريطانية الوقائع الغريبة التي تحيط بقضية قيام ممثل مغمور من سيراليون وشركة مجهولة تديرها فرنسيّة تقيم في لندن بمحاولة فاشلة لتوظيف ممثلين للمشاركة في مظاهرة خلال زيارة أمير قطر تميم بن حمد إلى لندن في أيار/مايو الماضي، كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية قصّة أكثر غرابة وهبوطا نحو درك جديد من الهبوط يتمثّل باستخدام أبو ظبي برامج تجسس إسرائيلية ضد شخصيات سياسية منها، مجددا، أمير قطر، كما كان بينها شخصيات سعودية كالأمير السعودي متعب بن عبد الله، ولبنانية، كرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري.
في اليوم نفسه كشفت وسائل الإعلام عن اعتزام المدعي العام السويسري مقاضاة رئيس مجلس الدولة بيار موديه لقبوله هدية من ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، وطلبه رفع الحصانة عنه تمهيدا لمحاكمته للاشتباه في أنه كذب بشأن الظروف المالية لرحلته إلى أبو ظبي عام 2015، ولو أدين المسؤول السويسري فقد يواجه حكما بالسجن 3 سنوات.
الخلفيّة المستخلصة من هذه القصص أن دول الحصار لا توفّر أسلوباً ملتوياً في السياسة والأمن والمال لا تستخدمه، فيما تكشف الواقعتان الأخيرتان أن الإمارات لعبت دوراً أساسياً في سيناريو توريث وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان وما تبعه من أحداث، وأن قدرتها على الإفساد السياسي والمالي فاضت عن دائرتها الإقليمية والعربية وانساحت في أرجاء العالم الواسعة.
هناك فوق ذلك نوع من «وحدة الحال» و«الحميمية» الشديدة بين هذه الدول وإسرائيل، ولا يقتصر الأمر على استخدام «براغماتي» للقدرات الأمنيّة التي تميّز شركات التجسس الإسرائيلية بل يصل إلى تنسيق لا يمكننا ألا نتلمّس آثاره فيما يحصل في فلسطين والمنطقة العربية عموما.
من الأمور المثيرة حقّا (مع أننا قاربنا أن نفقد قدرتنا على الاندهاش) أن تقوم إحدى الصحف الناطقة بالانكليزية والمحسوبة على إحدى هذه الدول بشكاية قطر إلى الرئيس الأمريكي وإسرائيل بدعوى أن قناة «الجزيرة» تعادي ترامب وتدعو لإسقاطه كما أنها لا توفّر في خصومتها وعدائها إسرائيل، وتستخدم في إثبات ذلك تغريدات للمندوب الأمريكي جيسون غرينبلات وأشخاص محسوبين على اللوبي الصهيوني في أمريكا!
تكشف هذه الوقائع، وغيرها قبلها كثير، أيضاً عن مسارب كثيرة تربط هذا النزوع لتجاوز المحرّمات في كسر أي علاقة بين السياسة والقوانين العالمية المعروفة، أو حتى بالمبادئ الإنسانية العامّة والأخلاق، وعن هوس كبير بالنفوذ الواسع الذي يمكن تحصيله من إشراع أبواب المال والفساد، فمن الذي سيحاسب هذه الطغم على أفعالها، ومن يمكنه أن يقول لها توقّفي عن الهبوط؟

هل هناك درك أسفل للهبوط في سياسة الإمارات؟

رأي القدس

قراءات آخر الصيف: أحمد العلاونة وحمد عبد المحسن الحمد

Posted: 31 Aug 2018 02:29 PM PDT

وقفتي اليوم مع كتابين يستحقان القراءة المتأنية…
أبدأ مع كتاب «أحمد مشاري العدواني من الأزهر الشريف إلى ريادة التنوير» الصادر عام 2018 في الكتاب الشهري «للمجلة العربية» جمع فيه حمد بعض قصائد أحمد المشاري في «ومضات من حياة شاعر الكويت الحاضر الغائب» 1923 ـ 1990، إلى جانب تقديم أكاديمي الدقة.

كَتَب النشيد الوطني للكويت

مثل بعض القراء العرب وعشاق الأدب، سمعت باسم أحمد مشاري العدواني، لكنني لم أعرف الكثير عنه، ولعل السبب يعود إلى زهده الصادق في الشهرة، كما كتب عنه عبد الله الشيتي: «ما عرفت في حياتي الصحافية والأدبية إنسانا كبيرا بحق، زاهدا بالمظاهر والمفاخر وحب الظهور كأحمد العدواني»، وكتب أحمد النفيسي (رئيس تحرير جريدة «الطليعة» الكويتية): «العدواني إذا اشتهر بشيء أكثر من كونه شاعرا مبدعا ومعطاء هو نكران الذات والتسامي عن جني ثمار إبداعه من الشهرة، فكيف بشاعر وضع توقيعه على علم الكويت عندما نظم نشيدها الوطني؟».
الشهادات الإيجابية في العدواني كثيرة ونجدها في الكتاب، وجُهد المؤلف حمد عبد المحسن الحمد يستحق التقدير العلمي إلى جانب التمني بإصدار طبـــعة ثانـــــية لهذا العمــــل الأدبي توزع على نطاق واسع تجاري ليتعارف القارئ العربي مع مبدع كويتي شهد له الكثير من الأدباء والنقاد، منـــهم: شاكر مصطفى، ومحمد الرميحي، وجابر عصفـــور، وعبد العزيز حسين، ونزار قباني الذي قال: «على أرض الكويت أجلس لأفكر بك أيها الصديق العظيم»، ويكاد هذا الكتاب (176 صفحة) أن يكون موسوعة مصغرة!

زاوية نظر مبتكرة ومشوقة

كتاب «الزوجان العالمان» لأحمد إبراهيم العلاونة ـ 2018، الصادر عن سلسلة «كتاب المجلة العربية»، ورئيس التحرير الأستاذ محمد بن عبد الله السيف، كتاب جذاب لعشاق الأدب والفكر، فهو موسوعي ومختصر، والعرب الذين يتحدث عنهم ثمة من يماثلهم في العالم الغربي، مثل سارتر، وسيمون دي بوفوار، والشاعر هوارد هيوز وزوجته الشاعرة سيلفيا بلاث التي انتحرت ولامت الأدباء على ذلك، وفريدا، ودييغو الفنانان المبدعان وغيرهم كثر. وفي تقديم للدكتور أحمد مطلوب: «وضع كتابا يشهد له بالعلم الواسع في معرفة الاعلام»، وأضيف إلى ذلك أن المعرفة الموسوعية التي يتمتع بها العلاونة هي أسلوبه في حب الأدب ويتعب بانتشاء في جمع المعلومات ولا يمكن لأي موسوعة أن تنجح إلا إذا كان المؤلف يستمتع بما يفعله.

العناء لقطف باقة أزهار موسوعية

العلاونة عاشق لعمله الموسوعي حتى في مقالاته التي قد يتوهمها البعض عجالات، لكنها تشير إلى فرادة الرؤيا، كما في مقال له قرأته مؤخرا وهو «تغيير عناوين الكتاب عند المؤلفين المعاصرين»، ونكتشف عبره 36 عنوانا لكتب عربية صدرت في طبعتها الأولى تحمل عنوانا ثم تم تبديله في الطبعة اللاحقة.. ومنها مثلا كتاب الشاعرة العراقية نازك الملائكة الذي صدر أولا بعنوان (محاضرات في شعر علي محمود طه) وهو العنوان الذي اختاره الناشر (معهد الدراسات العربية) بالقاهرة ليتمشى مع سلسلة الكتب التي يطبعها المعهد، ولكن نازك حين أعادت طباعته قامت بتسميته «الصومعة والشرفة الحمراء»، واحتفظت بالعنوان السابق كعنوان فرعي. وقدم لنا أحمد العلاونة في المقال 36 مثالا وذكر أن بعض العناوين تبدلها دور النشر، ولكن يعود المؤلف إلى العنوان الذي أضمره، وبالتالي يبدل عنوان كتابه، وذلك في الطبعة الثانية التي يملك حقوقها.
هذه المتابعة الموسوعية ما كنا لنطالعها لولا غرام العلاونة بهذا العمل الذي يتطلب الدقة والأمانة العلمية. وهو ما جاء أيضا في تقديم الدكتورة خديجة الحديثي ـ بغداد ـ بقولها عن العلاونة: «هو جدير بالثقة بعد أن تمرس في دراسة العلماء ووضع المعاجم في الاعلام تذييلا واستدراكا».

«الزوجان العالمان» يكمله القراء!

أحب التذكير بأسماء لم ترد في الموسوعة، منها مثلا الدكتور رمزي منير بعلبكي وزوجته الأديبة فيروز قاردن، وآخر كتب الدكتور رمزي: «العربية، هذه اللغة الشريفة» وهو أحد أصحاب «دار العلم للملايين» في بيروت، والأستاذ الجامعي الكبير، أما زوجته الأديبة فيروز قاردن التي تحرص على الابتعاد عن الأضواء الإعلامية فلها سلسلة كتب قيمة للأطفال نشرتها «دار العلم للملايين».
وأعتقد أن الموسوعة «الزوجان العالمان» ستصدر لها طبعة أخرى بعد أن يسهم المعجبون بها في تزويد المؤلف بمعلومات إضافية في عملية علمية تكاملية، كأن كتاب العلاونة هو النواة الأولى المثمرة، وصاحب الفكرة الجديدة الملهمة.

الرجل يدعم المرأة المبدعة

يلاحظ أحمد العلاونة مؤلف كتاب «الزوجان العالمان» في تقديمه، أن إنتاج «الزوجان العالمان» يزداد غزارة بعد الزواج.. ويلفتنا إلى أن زواجهما يستمر ولا ينقطع بالطلاق.. وهذا على الأقل ينطبق عليّ، فقد دام زواجي وبشير الداعوق 38 سنة ولم ينته إلا برحيله الفاجع (لي) عن كوكبنا..
والرجل المبدع الواعي يدعم عطاء زوجته كما تدعمه، بل ويحرص على تنميته وهو ما عشته إلى جانب زوجي الراحل د. بشير الداعوق، وحين تزوجنا كنت قد أصدرت ثلاثة كتب فقط، وبفضل دعمه (وجنوني الأبجدي) صار في حوزتي 50 كتابا.
وأختم بشهادة للدكتور أحمد مطلوب، رئيس المجمع العلمي في بغداد، حول «كتاب العلاونة» وقــــــوله: «كتاب كسفينة نوح ضم بين دفتيه أزواجا وزوجات من الأقطار العــــربــــية جمعــــهم العلم والأدب والإبداع وطاف مزهوا بأمة أنجبتهم، وسيبقى يطوف في مشرق الوطن العربي ومغربه مبشرا بوحدة العرب». ـ 2018 ـ وأظن أن أحمد العلاونة سبق النقد الغربي في زاوية النظر هذه إلى «الزوجان العالمان»، ولم يسبقه إليها ناقد غربي موسوعي.

قراءات آخر الصيف: أحمد العلاونة وحمد عبد المحسن الحمد

غادة السمان

«اعلام الأجهزة الأمنية»: عندما تألقت «فيروز» الجزائرية!

Posted: 31 Aug 2018 02:28 PM PDT

فلما بلغت أشدها واستوت، تألقت شكلاً وروحاً، وكان «للقصة بقية» الفضل في إعادة اكتشافها!
إنها الجزائرية فيروز زياني، التي التحقت بقناة «الجزيرة» كمذيعة نشرة، والتي انتقلت إلى مقدمة برنامج «من بابه»، فكان اختياراً صادف أهله، وليس لي علم بتفاصيل هذا الاختيار، وهذا الانتقال، وظني أن الأمور لا تحدث كما يدور في «الإقطاعيات الإعلامية» في القاهرة، إذ زف رئيس قطاع الأخبار في التلفزيون المصري عودة توفيق عكاشة إلى الشاشة قريباً، لمجرد تقديمه طلباً بقطع اجازته الطويلة، وكان المفروض أن يعود للوظيفة وليس للشاشة، لأنه غادر التلفزيون المصري، مذيعا صغيراً بعد أن فرضه وزير الإعلام صفوت الشريف كمقدم برامج فرضاً، ولأنها الضرورة، التي تقدر بقدرها، فقد كان برنامجه يأتي بعد منتصف الليل والناس نيام!
لا بأس، فمصر تعيش مرحلة «إعلام الأجهزة الأمنية»، كما جاء في حلقة «للقصة بقية»، التي ناقشت هذه الظاهرة، وتمثل تطوراً لافتاً في نمط ملكية السلطة لوسائل الاعلام!
لا أقصد التعبير القرآني بمعناه بقولي «فلما بلغت أشدها واستوت»، فقد قصدته هو الاستواء المهني، فليس لي علم بأعمار المذيعين في القنوات التلفزيونية، وفي السابق كنت أشير إلى بعض المعلومات في هذه الزاوية، عن مذيعات قناة «الجزيرة»، حتى ظن الجاهل أننا زملاء دراسة، فموقع «الجزيرة نت»، كانت به زاوية خاصة بالتعريف بكل المذيعين والمذيعات الأحياء منهم والأموات الذين يعملون في القناة، ومن بين ذلك أن خالدة الذكر جمانة نمور حاصلة على دراسات عليا في «الأنثروبولوجي»، تخصصي الدقيق، وقد أزيلت الزاوية لأسباب غير معروفة، فاقتقد الناقد التلفزيوني، معلومات كانت تعينه على نوائب الدهر، وليس كل المذيعات كن يضعن المعلومات الخاصة بخانة تاريخ الميلاد، لما في ذلك من حساسية للمرأة والرجل على السواء!
ذات يوم حصل أحد الزملاء في جريدتنا «الأحرار» على تواريخ الميلاد الخاصة بمذيعات التلفزيون المصري ونشرها، وكان يوماً عبوساً قمطريرا، فقد تلقيت اتصالات هاتفية من مذيعات في حالة انهيار كامل، تدور الاتصالات كلها حول أنها معلومات مزورة، والتهديد بأنهن بصدد تقديم بلاغات للجهات القضائية في الجريدة والمحرر، ورغم مرور قرابة العشرين عاماً على ذلك، فلم يُقدم بلاغ واحد إلى الآن!
مؤخراً، تم إحالة المذيعة بالتلفزيون المصري «أميرة عبد العظيم» للتحقيق، لأنها زورت في تاريخ ميلادها، وبدلاً من إحالتها للمعاش في هذا العام، فقد تأجل هذا لعامين آخرين، قبل اكتشاف التزوير بواسطة أحد الصحافيين!
ما علينا، فقد مثل برنامج «للقصة بقية» إضافة لشاشة «الجزيرة»، لأنه يناقش موضوعاته باهتمام والمام، حيث يقدم عن موضوع كل حلقة، نقاشاً وافيا، تديره مذيعة متمكنة، وملمة بالموضوع وتفاصيله، وهي مع ذلك، تستمع أكثر مما تتحدث، وتستوعب أكثر مما تقاطع، فقد هرمنا، وقناة «الجزيرة» هي المسؤولة عن ظاهرة أن المذيع لا بد أن يثبت وجوده بالمقاطعة، فصار حضور المذيع في المقاطعة، هو أهم ما يشغله، فهو يشارك بروحين: روح المذيع وروح الضيف، وربما الأرواح الشريرة أيضاً.
على أيامنا تربينا على كتب «كيف تتحدث الانكليزية بدون معلم»، وعلى أيامهم كان الدرس كيف تصبح مذيعا بدون مهارة؟ فيكفي أن تمنع الضيف من أن «يأخذ نفسه» لتثبت جدارتك بالمهنة، مع أن المقاطعة في «الجزيرة» هي في كثير من الأحيان هي مقاطعة الواعي لما يفعل، وليست «عمالاً على بطال».

معلم الأجيال

«دنيا»، بصوت الفنان توفيق الدقن، فقد تذكرت الآن كيف كان «جهاد عودة» يبني استراتيجيته في كل مداخلة، على المقاطعة، ليصول ويجول، فها هي «الجزيرة» تقاطعه، لا تحتمل أراءه النيرة، وحجته البليغة، وقدرته الجبارة، وذات يوم وقع في يد محمد كريشان، معلم الأجيال، تكلم جهاد عودة واستمع كريشان، فسكت ليعطيه الفرصة ليقطع صمته، فلم يفعل، فواصل الحديث مرة، لكن لم يكن لديه ما يقوله، فسكت ثانية، ولم يدر إلا ومحمد كريشان يقول: «الدكتور جهاد عودة أستاذ العلوم السياسية من القاهرة شكراً جزيلاً لك»، وحطت الكاميرا على جهاد عودة من القاهرة، فإذا به ينظر يميناً ويساراً ويقلب كفيه وهو في ارتباك واضح!
ولا تحتاج «فيروز زياني»، لاثبات وجودها بالمقاطعة، فهي صاحبة حضور طاغ في البرنامج، ولهذا فهي لا تطرح السؤال التالي، لاثبات الوجود، فالبرنامج تقوم فكرته على مخاطبة وعي المشاهد، ووضعه «في الصورة»، إنه من نوعية البرامج، التي أنتجتها السلالة التي أنتجت برنامج «في العمق»، الذي خسره المشاهد، قبل أن تخسره «الجزيرة»، كما خسر مقدمه علي الظيفري، آمن الله روعاته، وانتقم شر انتقام ممن أبعدوه عن عمله، وآرنا فيهم يوماً أسود من قرن الخروب!
لقد خصص «للقصة بقية» مؤخراً حلقة عن «إعلام الأجهزة الأمنية» في وصف الحالة الإعلامية المصرية، فلم تكفي القبضة الأمنية في تمكين عبد الفتاح السيسي من السيطرة على البلاد، فكان المخطط هو الهيمنة على وسائل الاعلام، فالسيسي لا يرى في عبد الناصر إلا هذا الحاكم الذي كان محظوظاً باعلامه!
جمال عبد الناصر أمم الإعلام، فيما عُرف بسيطرة الدولة على وسائل الانتاج، لكن السيسي وإذ وجد فكرة التأميم تجاوزها الزمن، فقد مكن الأجهزة الأمنية من تملك الإعلام، وهي ملكية سترهق أي باحث، يتصدى لأنماط الملكية للاعلام المصري، لأنها ملكية ليست مثبتة في الأوراق، فهناك شركات معلنة هي المالك الصوري، دون أن يمكن المواطن من السؤال: من هؤلاء القوم ومن أين جاءوا بالأموال التي ينفقونها على إعلام خاسر وفاشل؟!
يعرض «للقصة بقية» في كل حلقة فيلما، قبل أن يذهب بموضوع الحلقة للنقاش مع الضيوف، فإذا به يذكرنا بالذي مضى، ففي لقطات الفيلم ظهر تامر أمين وهو يعترف على نفسه بأنه «مخبر» وهي وظيفة أمنية تلامس الحضيض في السلك الوظيفي الأمني، ويزيد على ذلك باعترافه بأنه لا يقلق بأن يبلغ عن أي أحد، فذكرنا بكيف تحول إلى «كمين» لاستدراج زميلنا إبراهيم الدراوي، لتمكين الأمن من القبض عليه، وفي هذه الأيام يكون قد مر على هذه الواقعة خمس سنوات «بالتمام والكمال»، وقد وجهت له تهمة التخابر مع حركة حماس!
وفي الفيلم ظهر أحمد موسى، وهو يعلن أنه «بتاع الأمن»، وفي الحقيقة أن أحداً لم يسأله ليجيب، فالمعروف عنه بالضرورة منذ نعومة أظفاره بأنه «بتاع الأمن»، ولهذا صار مذيعاً في «إعلام الأجهزة الأمنية»، وبقرار أمني، مع أن برنامجه يفتقد للمشاهدين، وليس مقبولاً حتى من مؤيدي السيسي، ولم نكن بحاجة إلى هذا الاعتراف!
أما ثالثهم، فهو مظهر شاهين، وهو إمام مسجد، قدمه لنا الشيخ صفوت حجازي في ميدان التحرير أيام الثورة، ليتم خلع لقب «خطيب الثورة» عليه، وهو تختلط في ذهنه الأدوار بين خطيب المسجد والإعلامي، وبينما يقوم بدور الإعلامي استدعى دور الخطيب فأفتى بأن التعاون مع جهاز أمن الدولة واجب وطني وديني!

الشيخ المذيع

«المذكور» خطيب في مسجد «عمر مكرم» الجامع الرسمي للدولة، فالجنازات الرسمية لم تكن تخرج إلا منه، وعزاء الكبار يكون فيه، قبل تعدد المساجد التي تنافسه في ذلك، ونظراً لأن كبار المسؤولين يأتون اليه لتشييع الجنازات أو تقديم واجب العزاء، فإنه يحظى باهتمام أمني خاص، لا سيما وأن وزارة الأوقاف تقع تحت الإشراف المباشر لجهاز الأمن، ولا يمكن أن تدفع الأجهزة الأمنية بمناضل لهذا المسجد، لكنهم الاخوان إذا أحبوا، فقد أحبوه فأسبغوا عليه أوصاف منها «خطيب الثورة»، وانقلب عليهم فجردوه من الوصف وأعادوه مخبراً كما ولدته أمه!
وقد عمل «الشيخ المذيع» مراسلاً من ميدان التحرير لقناة «سي بي سي»، قبل أن يلتحق بها مقدم برامج، لكن جرى تجريده من ذلك الآن، فلن ينس له جهاز الأمن، أنه مارس الانتهازية بأدق معانيها؛ فعندما وجد الثورة وقد هزمت قوات الأمن فالتحق بها، وقال هذا ربي هذا أكبر. وفي ظني أن حسابه لم يبدأ بعد!
أما تامر أمين المعترف بعمله كمخبر، فقد أوقفوا برنامجه أيضاً، ولم يبق أمامه إلا أن يعود للتلفزيون المصري، كموظف به كان قد حصل على إجازة منه للقيام برعاية الأسرة، كما جاء في نص الاجازة، ومع أنه يظهر يومياً على الشاشة فإن هذا لم يمنع من تجديد الإجازة له في كل سنة لرعاية الأسرة وبالمخالفة للقانون، فقد كان في مهمة أمنية!
واللافت أنهم لم يحتفوا بعودته باعلان رئيس قطاع الأخبار أنه سيعود للشاشة قريباً كما احتفى بزنية الرجال توفيق عكاشة!
ولم يبق من الثلاثي المرح، سوى أحمد موسى، وإذ توقعت مبكراً أن يسرح السيسي كل أذرعه الاعلامية، فقد أكدت أنه سيبقي على موسى طويلا، لأنهما أبناء ثقافة واحدة، فيجمع بينهما «إعجاب المرء بجهله»، كما يجمع بينهما أن كلا منهما لم يقرأ كتاباً واحداً خارج المقرر الدراسي!
لقد بدأ السيسي ينسف حمامه القديم، بعد أن استولت الأجهزة الأمنية على عموم وسائل الإعلام، لكن فاته أن الإعلام كان قبضة عبد الناصر عندما هُزم وعندما مات، وإعلامه نفسه الذي انقلب عليه بعد وفاته، وقال فيه ما قال مالك في الخمر!
إن برنامج «للقصة بقية»، إضافة للشاشة الصغيرة، كما أن «المذيع المخبر» أداة خصم لاستنفاذ رصيد أي حاكم. إن وُجد له رصيد!
إنه الدبة التي قتلت صاحبها، فما أغنى عنه الحب العذري وما كسب!
صحافي من مصر
7GAZ

«اعلام الأجهزة الأمنية»: عندما تألقت «فيروز» الجزائرية!

سليم عزوز

هل كان تخريب المنطقة شرطاً لإنجاز صفقة القرن؟

Posted: 31 Aug 2018 02:28 PM PDT

فتش عن إسرائيل في كل ما يحدث في المنطقة. وهذا طبعاً ليس إقحاماً مؤامراتياً لإسرائيل في كل ما يحدث لنا من مصائب، بل هو خطط إسرائيلية اعترف بها ونشرها الإسرائيليون أنفسهم قبل عشرات السنين. ولو نظرت إلى الحرب على العراق منذ مطلع الثمانينيات، ولبنان، وليبيا، والحرب الجارية الآن في العراق، وسوريا، واليمن، فسترى أنها ترجمة حرفية للوثيقة الإسرائيلية المعروفة باسم وثيقة «عوديد ينون» المنشورة في مجلة «كيفونيم» عام 1982، وتحمل عنوان «الخطة الصهيونية للشرق الأوسط»، والتي تستند إلى رؤية مؤسس الصهيونية ثيودور هيرتزل مطلع القرن الماضي.
وثيقة ينون هي أكثر الوثائق وضوحاً وتفصيلاً ـ حتى اليوم ـ بشأن الاستراتيجية الصهيونية في الشرق الأوسط، وأن أهميتها لا تتعلق بقيمتها التاريخية، بل بالكابوس الذي تعرضه، فهي تركّز على إضعاف الدول العربية وتقسيمها لاحقاً كجزء من المشروع التوسعي الصهيوني، وعلى الاستيطان بالضفة الغربية وطرد الفلسطينيين من فلسطين وضم الضفة وقطاع غزة لإسرائيل. ودعا ينون في وثيقته المشؤومة إلى تقسيم العراق إلى دولة كردية ودولتين عربيتين واحدة للشيعة وأخرى للسنة.
كما دعا ينون أيضا إلى تقسيم لبنان وسوريا ومصر وإيران وتركيا والصومال وباكستان، ودول شمال أفريقيا، وتوقع أن يبدأ ذلك من مصر، وينتشر إلى السودان وليبيا وبقية المنطقة، وسيتم تقسيم الدول العربية وغيرها على أسس عرقية أو طائفية وفقا لحالة كل دولة.
تتطلب إقامة «إسرائيل الكبرى»، حسب الوثيقة، تفتيت الدول العربية القائمة حالياً إلى دويلات صغيرة تصبح كل منها معتمدة على إسرائيل في بقائها وشرعيتها، لأن الأخيرة لا تستطيع الاستمرار في البقاء إلا إذا أصبحت قوة إقليمية مهيمنة. وهذا يتطلب التخطيط لدق الأسافين بين العرب كي يصبحوا مقسمين ومشتتين وجاهزين للخضوع لهيمنتها. وأشارت الخطة إلى أن عملية تحقيق هدف إبعاد الفلسطينيين من فلسطين لم تتوقف أبداً. هل يأتي قانون القومية الإسرائيلي الآن الذي يجعل من إسرائيل دولة لليهود فقط وطرد الفلسطينيين تطبيقاً لبنود وثيقة عوديد؟
وذكرت وثيقة عوديد أن الفلسطينيين ليسوا الهدف الوحيد للمخطط الصهيوني، بل إن أي دولة عربية، خاصة تلك التي تتمتع برؤى قومية واضحة ومتسقة، هي الأخرى هدف أكيد عاجلاً أم آجلاً. ومن ضمن ما قالته وثيقة ينون إن الدول العربية، وبسبب أقلياتها العرقية والطائفية لا تستطيع التعامل مع مشاكلها الأساسية، وبالتالي لا تشكل تهديداً حقيقياً لإسرائيل على المدى البعيد، وفصّلت الوثيقة كثيراً حول هذه النقطة وحول كل دولة عربية تقريباً. وقالت إن العراق لولا قوة نظام حكمه وجيشه وموارده النفطية لكانت حاله ليست أفضل من لبنان، والدول الإسلامية (إيران، وباكستان، وتركيا، وأفغانستان) ولا تختلف كثيراً عن الدول العربية، ووصفت المنطقة من المغرب إلى الهند ومن الصومال إلى تركيا بالاضطراب والهشاشة.
وقال عوديد في وثيقته التي نراها أمامنا الآن إنه إذا تفتتت مصر، فإن دولاً مثل ليبيا والسودان وحتى الدول العربية الأبعد ستتفتت هي الأخرى، وإن قيام دولة الأقباط المسيحيين في صعيد مصر مع دويلات ضعيفة حولها هو المفتاح لعملية تاريخية في المستقبل تأجلت بسبب اتفاقية السلام، لكنها حتمية على المدى البعيد.
هذا السيناريو الرهيب لم يعد حبراً على ورق، ولم يعد يدخل في إطار التفكير المؤامراتي، بل أصبح حقيقة تفقأ العيون. ولو نظرنا الآن إلى العالم العربي منذ ذلك الحين لوجدنا أن ما يجري فيه يكاد يكون تطبيقاً حرفياً لوثيقة عوديد. انظر كيف أصبح العراق، انظر كيف أصبح السودان، وكيف أصبحت ليبيا واليمن وسوريا. انظر ماذا يفعلون بتركيا. أليست المؤامرة على العملة التركية بداية لمخطط أخطر بكثير؟ ألم يقل الزعيم التركي الراحل أربكان عام 1992: «إذا رأيت الأنظار مسلطة على سوريا، فاعلم أن تركيا الهدف التالي؟» كل الدول التي استهدفها المخطط الصهيوني تتفكك حسب الخطة المذكورة، أو ستتفكك إذا نجحت الخطة. لا نبرئ قطعاً الأنظمة العربية مما حدث من خراب ودمار وتهجير في بلاد كثيرة، لكن أليس ما نراه الآن في سوريا تحديداً ترجمة حرفية لخطة كيفونيم؟ هل تخلت إسرائيل عن مشروع تقسيم سوريا التاريخي؟ أم إنها ما زالت تعمل على انتزاع دويلة كردية شمال سوريا لمحاصرة سوريا وتركيا؟ ألا تحاول أن تقيم دويلة في جنوب سوريا كحاجز بيها وبين سوريا للغرض نفسه؟ ألم يدع مسؤول إسرائيلي قبل أيام دروز إسرائيل إلى العيش في سوريا ضمن دويلة درزية إذا كانوا يرفضون قانون القومية الإسرائيلي الجديد الذي يجعل من إسرائيل دولة لليهود فقط؟ أليس ما يحدث في مدينة السويداء السورية من قلاقل مؤشراً على محاولات إسرائيلية قذرة لتقسيم سوريا ودفع الدروز إلى المطالبة بدويلة خاصة بهم؟ أليس حرياً بالسوريين جميعاً أن يكونوا يقظين لهذا المخطط المفضوح، وأن الحفاظ على سوريا موحدة أهم الآن من أي شيء آخر؟ هل سيتحسن الوضع في سوريا فيما لو نجح، لا سمح الله، مخطط التقسيم، أم سيزداد سوءاً بعشرات المرات؟
أليس ما يسمى بصفقة القرن الآن التي تعمل على تصفية القضية الفلسطينية والإجهاز على ما تبقى من الفلسطينيين في ديارهم التاريخية أحد تجليات وثيقة عوديد المشؤومة؟ هل ستكون صفقة القرن إذا نجحت آخر حلقة في حلقات الوثيقة الإسرائيلية؟

٭ كاتب واعلامي سوري
falkasim@gmail.com

هل كان تخريب المنطقة شرطاً لإنجاز صفقة القرن؟

د. فيصل القاسم

«الفتح» و«دولة القانون» يهاجمان العبادي بعد قراره بإقالة رئيس هيئة «الحشد»

Posted: 31 Aug 2018 02:27 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: تراجعت أكثر، حظوظ زعيم ائتلاف «النصر»، رئيس الوزراء العراقي الحالي حيدر العبادي بولاية جديدة، بعد قراره القاضي بإعفاء مستشار الأمن الوطني، رئيس هيئة «الحشد الشعبي» فالح الفياض من منصبه، وذهاب أصوات الفياض وحلفائه إلى «دولة القانون» بزعامة نوري المالكي.
ومساء أول أمس الخميس، أصدر العبادي أمراً ديوانياً بـ«إعفاء فالح الفياض من مهامه مستشارا للأمن الوطني ورئاسة هيئة الحشد الشعبي وجهاز الأمن الوطني».
وحسب، الأمر الديواني الذي حمّل الرقم (286)، «بالنظر لانخراط فالح فيصل فهد الفياض بمزاولة العمل السياسي والحزبي ورغبته في التصدي للشؤون السياسية، وهذا ما يتعارض مع المهام الأمنية الحساسة التي يتولاها، واستنادا إلى الدستور في حيادية الأجهزة الأمنية والاستخبارية وقانون هيئة الحشد الشعبي والأنظمة والتعليمات الواردة بهذا الخصوص، وتوجيهاتنا التي تمنع إستغلال المناصب الأمنية الحساسة في نشاطات حزبية، واستنادا إلى الصلاحيات المخولة لنا، قررنا إعفاء الفياض من مهامه كمستشار للأمن الوطني ورئاسة هيئة الحشد الشعبي وجهاز الأمن الوطني»، مبيناً أن «هذا القرار ينفذ من تاريخ صدوره».
وفور صدور أمر العبادي، قال مكتب رئيس ائتلاف «دولة القانون» نوري المالكي، إن خطوة رئيس الوزراء «ستضعف من ورقة النصر التفاوضية».
وبين، مدير مكتب المالكي، هشام الركابي، في تغريدة له على «تويتر»، إن «إعفاء الفياض من المناصب المسندة اليه سيولد إرتدادات عكسية على النصر». وأضاف أن «قرار الإعفاء سيضعف من ورقة النصر التفاوضية ضمن حوارات تشكيل الحكومة المقبلة».
القيادي في «دولة القانون»، ونائب رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد، سعد المطلبي، قال لـ«القدس العربي»، إن «قرار العبادي بإقالة الفياض غير مدروس. الفياض شكّل حزب سياسي (حركة عطاء) قبل نحو عام مضى، وخاض الانتخابات التشريعية الأخيرة باسم حزبه»، متسائلاً: «أين كان العبادي من ذلك؟ ولماذا تذكر الآن أنه لا يمكن للفياض الدمج بين العملين السياسي والأمن؟».
وأضاف: «الفياض لم يرشح في الانتخابات الأخيرة، بل كزعيم كتلة، ولم يحصل على مقعد برلماني، حتى يمكن أن نبرر موقف العبادي بحق الفياض بأنه يتماشى مع القانون، الذي يوجب على المسؤول التنفيذي الاستقالة من منصبه، في حال حصل على مقعد في مجلس النواب الجديد».
واعتبر أن العبادي «فشل في اتخاذ القرار المناسب بالوقت المناسب»، معتبرا أن «قرار إقالة الفياض انفعالي وغير مدروس، وجاء بعد دقائق من تصريح القيادي في دولة القانون، رئيس الوفد التفاوضي، حسن السنيد أن 30 نائباً من النصر التحقوا بدولة القانون».

نهاية تحالف «النصر»

وعن تداعيات هذا القرار على تحالف «النصر»، أشار القيادي في دولة القانون إلى أن «التحالف انتهى، وانتهت معه فرصة العبادي في الترشيح لمنصب رئيس الوزراء، بكونه لم يتبق لديه العدد الكافي من المقاعد البرلمانية التي تؤهله للترشح»، منوهاً أن «محور سائرون ـ المتحالف مع العبادي، لن يرشحه أيضاً لولاية ثانية. سائرون والحكمة اعتذروا له (للعبادي) قبل نحو يومين أنهم لن يرشحوه لمنصب رئيس الوزراء».
وتابع: «العبادي فقد كل فرصه للوصول إلى المنصب، بل وحتى الترشح له»، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن رئيس الوزراء «أسهم (من خلال إقالة الفياض) بزيادة صلابة ائتلاف دولة القانون».
وطبقاً للمصدر، فإن العبادي اتخذ «قرارين خاطئين خلال أقل من أسبوع»، مبيناً أن «إقالة الفياض جاءت بعد قرار سابق يقضي باستمرار إيقاف عمل مفوضية الانتخابات، في خطوة تأتي لمنع تسجيل تحالف الكتلة الأكبر، الذي يصب بصالح دولة القانون».
وأضاف: «أعضاء دولة القانون ممن حصلوا على مقاعد في البرلمان الجديد، أصبحوا الآن 59 عضواً»، موضّحاً لأن هؤلاء «سجلوا أسماءهم رسمياً في مفوضية الانتخابات، ملئوا استمارات التسجيل».
وأكد أن «دولة القانون هي الكتلة الأكبر رسمياً لدى مفوضية الانتخابات»، مشيراً إلى أن «قرار العبادي بالاستمرار في منع المفوضية من أداء عمليها يأتي لإعاقة طريقة دولة القانون في تشكيل الكتلة الأكبر».
وتابع: «العبادي يريد استمرار الأمر على غرار عام 2014، عندما قدم قادة الكتل لرئيس البرلمان ورقة اعتيادية تتضمن أسماء عدد من النواب وتواقيع أغلبها مزيفة تدعي أنها الكتلة الأكبر، على أمل تكليفها بتشكيل الحكومة الجديدة»، مضيفاً أن «الأمر اختلف الآن. يجب على أعضاء الكتلة الأكبر التسجيل لدى المفوضية».
وأقرّ السياسي العراقي، أن هناك «تخوفاً لدى المحور المقابل (سائرون وحلفائه) لمحور دولة القانون، الذي يقترب من إعلان الكتلة الأكبر».
ومضى إلى القول: «العبادي فشل فشلاً ذريعاً في الابقاء على أصدقائه القدامى (حزب الدعوة الإسلامية بزعامة المالكي)، وفشل أيضاً في كسب أصدقاء جدد» في إشارة إلى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وزعيم تيار الحكمة عمار الحكيم.
ورداً على سؤال حول احتمال عودة العبادي إلى «دولة القانون» وترك «التحالف الرباعي»، بعد أن خسر جُلّ أعضاء ائتلافه. أكد المطلبي أن «في حال قرر العبادي العودة لدولة القانون، فسيعود بصفته أحد قادة حزب الدعوة الإسلامية. وحتى وإن جرى ذلك، فلن يؤثر على شيء»، في إشارة إلى عدد الكتلة الأكبر.
وعرّج القيادي في ائتلاف المالكي إلى «التقارب الكبير مع الحزبين الكرديين، حيث من المقرر أن يصل وفد مشترك يضم الديمقراطي والاتحاد الوطني مساء غد (اليوم) للقاء قياديين في دولة القانون».
ولفت إلى إرساله «رسالة إلى حركة التغيير الكردية المعارضة، مفادها إن دولة القانون يرحب بانضمام الأحزاب الكردية المعارضة (تمتلك نحو 12 مقعداً) إلى محور دولة القانون».
وفي حال حقق محور المالكي ـ العامري، الأغلبية السياسية وشكّل الكتلة الأكبر، التي ستتولى مهمة اختيار الحكومة الجديدة، فإن محور الصدر ـ الحكيم، المقابل سيتجه صوب المعارضة، وفقاً لتصريحات قيادات في «سائرون» المدعوم من الصدر.
تحالف «الفتح»، الحليف الأبرز لـ«دولة القانون»، اعتبر قرار إعفاء الفياض من مناصبه، «قرار شخصي وغير قانوني»، مبيناً أن خطوة العبادي جاءت بعد رفض الفياض ترشح العبادي لولاية ثانية.
وقال التحالف في بيان، إن «إصدار قرار إعفاء فالح الفياض من رئاسة هيئة الحشد الشعبي وجهاز الأمن الوطني ومستشارية الأمن الوطني، يعبر عن بادرة خطيرة بإدخال الحشد الشعبي والأجهزة الأمنية في الصراعات السياسية وتصفية الحسابات الشخصية».
ووفق البيان، «غير مقبول على الإطلاق أن يصدر رئيس تحالف النصر (رئيس الوزراء المنتهية ولايته) قراراً بإقالة مسؤول أمني رفيع المستوى يشرف على أهم الأجهزة الأمنية لأنه يعتقد أن هذا المسؤول لا يرى مصلحة في التجديد له لولاية ثانية».
وأضاف أن «هذا مؤشر جديد على أن رئيس الوزراء المنتهية ولايته أصبح يتعامل مع الأجهزة الأمنية وأجهزة الدولة الأخرى وفقاً لمصلحته الشخصية، وفرض قبول الولاية الثانية شرطاً لبقاء المسؤولين في مناصبهم».
وزاد: «هذه القرارات غير قانونية وفقاً للدستور كون الفياض يشغل هذه المسؤوليات التي تعد بدرجة وزير وهي مواقع سياسية شأنها شأن وزارة الدفاع والداخلية».
وتابع أن «هذه الإجراءات قرارات شخصية تربك الوضع الأمني وتجازف باستقرار البلد وفتح الجبهة الداخلية أمام الإرهاب إرضاءً لرغبة الاستئثار بالسلطة».
ويبدو أن إعفاء الفياض من مهامه، عمّق من حدّة الخلافات داخل تحالف «النصر»، المنقسم على نفسه بين مؤيد ورافض لتولي العبادي ولاية ثانية، أعلنت «قيادات أساسية» في التحالف ترشيح فالح الفياض لرئاسة الحكومة العراقية.

ترشيح الفياض

وذكر بيان حمل توقيع قيادات من تحالف «النصر»، من دون التعريف بالاسماء، «إننا كقيادات أساسية في ائتلاف النصر نعلن ترشيح السيد فالح الفياض لرئاسة مجلس الوزراء، إيماناً منا بقدراته على إنجاز برنامج حكومي يلبي طموحات المواطنين ومقبوليته الوطنية الواسعة».
وبينوا أن خطوتهم جاءت، «استجابة للقراءة الميدانية المعمّقة، وتاكيداً على مشروعنا (مشروع النصر) الذي أسهم بمجرد إنطلاقه في خلق بيئة سياسية لا تعتمد المعيار الطائفي وآليات المحاصصة البغيضة، بل تعتمد مبدأ الشراكة الفعلية والتي تحمل الجميع المسؤولية الوطنية بصورة متضامنة».
ويعدّ الفياض أحد قادة حزب الدعوة الإسلامية، وقد يكون بتقاربه الأخير مع ائتلاف «دولة القانون» أبرز أعمدة الحزب، مرشحاً مهماً لتولي المنصب.
لكن «القدس العربي»، علمت من مصدر سياسي رفيع داخل الحزب، بأن «دولة القانون» لن يرشح الفياض لرئاسة الوزراء، رغم عودته إلى الائتلاف مجدداً.
وحسب المصدر الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه، فإن «جميع الأسماء المطروحة في الإعلام، المرشحة لشغل منصب رئيس الوزراء، عن محور دولة القانون، غير دقيقة، ولا تبتعد عن كونها تسريبات إعلامية وتكهنات»، مبيناً أن «المنصب سيكون من حصة مرشح تسوية، بعيد عن الأضواء». من دون الإفصاح عنه.
إلى ذلك، أكد خطيب مسجد الكوفة مهند الموسوي، وهو أحد مساعدي زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، رفض مشاركة الوجوه القديمة في الحكومة العراقية الجديدة، مضيفاً: «نريدها حكومة أبوية».
وأضاف: «ليعلم الجميع أن الحوزة والمرجعية تعطي أكبر دعم للشعب لتقرير مصيرهم وهي فرصة عظيمة لا تتكرر ولا نقبل بعد اليوم بنظام المحاصصة».
وتابع: «لا نقبل بوجوه فاسدة ونرفض مشاركة الفاسدين في الحكومة ونرفض الوجوه القديمة ونريدها حكومة أبوية».
وزاد: «يجب أن يطبق القانون بشكل شامل على القوي قبل الضعيف وعلى الحاكم قبل المحكوم وبخلاف ذلك لا قيمة للقانون».

«الفتح» و«دولة القانون» يهاجمان العبادي بعد قراره بإقالة رئيس هيئة «الحشد»
اتهماه بالتعامل مع الأجهزة الأمنية وفقاً لمصلحته الشخصية
مشرق ريسان

الأردن: الرزاز يبدل فجأة في «أولويات التشريع» والصندوق الدولي وصل إلى مناطق «حرجة»

Posted: 31 Aug 2018 02:27 PM PDT

عمان – «القدس العربي: هل يحتاج قانون الضريبة الجديد فعلاً للمزيد من «الحوارات» لدرجة صدور الإرادة الملكية بدورة استثنائية للبرلمان خالية تماماً من بند التشريع الأكثر إثارة للتجاذب والجدل في الأردن؟
هذا السؤال قفز وبقوة خلال اليومين الماضيين في عمق السطح السياسي والشعبي الأردني على أساس فضول يحتاج لتغذية وإرتياب بمستجدات خلف الكواليس حصلت وتحصل وإنتهت بتنازل حكومة الرئيس الدكتور عمر الرزاز عن أحد ابرز أهداف أجندتها الزمنية عبر الإستغناء عن ضم القانون المعدل للضريبة لجدول أعمال إستثنائية البرلمان.
حتى رئيس مجلس النواب عاطف طراونة شعر بوجود «نقص معلومات» واستغرب الاندفاع الحكومي لعقد دورة استثنائية تناقش تعديلات قانونية على سلسلة تشريعات يمكن تأجيلها ولا تشملها صفة «الإستعجال». البوصلة الشعبية والبرلمانية كانت متموقعة في منطقة إنتظار عارمة وقلقة لصدور إرادة ملكية تقضي بعقد إستثنائية مخصصة لمناقشة وإقرار قانونين في غاية الأهمية والاستعجال هما الضريبة والجرائم الإلكترونية.
التمهيد لملف الضريبة تم بجملة دعائية منظمة طوال شهرين ونصف وطوال الأسابيع الأربعة الماضية مهدت الدولة من القمة للقاعدة وبكل التعبيرات لعرض قانون يفرض قيوداً على الجريمة الالكترونية عبر الاسترسال في التحذير من «إغتيال الشخصية». حتى عندما التقى القصر الملكي بممثلين لصحافة المواقع الإلكترونية برزت جملة ملكية صلبة وسريعة تستنكر ثقافة اغتيال الشخصية، الأمر الذي سبق ان حذر منه الملك عبدالله الثاني شخصياً وعلناً بمناسبتين.
الأجواء شعبياً وبرلمانياً وإعلاميا كانت تماما في مزاج ترقب إستثنائية البرلمان الطارئة التي تتضمن حسم مسألتي الضريبة والجرائم الإلكترونية..هذا تماماً ما استشفته «القدس العربي» من نقاش مع الركن البرلماني البارز خليل عطية وعدة مرات. حتى الشارع كان يريد الحسم وإغلاق هذه الملفات المثيرة للجدل. عملية «تبريد» مباغتة حصلت للمناخ السياسي المحلي ولدت فتقررت دورة البرلمان الاستثنائية بدون البندين معاً. والأهم بتعديلات تخص ستة تشريعات يمكن تاجيلها بإستثناء تعديل بخص قانون التقاعد المدني على اساس إلتزام علني لرئيس الوزراء عمر الرزاز بخصوص تقليص رواتب تقاعد الوزراء.
وبعد صدور الإرادة المعنية بالإستثنائية سجلت الحكومة هدفين غامضين. الرزاز سارع لإطلاق تصريح – بلا مناسبة واضحة – يتوعد فيه بمعاقبة قانونية لكل من يثبت تورطه في قضية فساد التبغ مع إضافة لا تخلو من «الخبث البيروقراطي» تتوعد ايضا كل موظف او مسؤول إرتكب مخالفة «إدارية» بسياق ملف السجائر والتأشير مجدداً على محاسبة من ساهم في «هروب» المطلوب الاهم في هذه القضية رجل الاعمال عون مطيع.
لاحقاً دخلت على الخط الناطق الرسمي الوزيرة جمانة غنيمات في جرعة شرح تقول أن حكومتها تريد «إستكمال» الحوارات بشأن تعديلات قانون الضريبة وبعد ايام فقط من إيحاء الرجل الثاني الدكتور رجائي المعشر بان الحوارات «شبه إكتملت».
فجأة تناولت الحكومة عن أولويات أجندتها الزمنية بالتشريعات…سأل الجميع بدهشة: ما الذي إستجد؟ أغلب التقدير أن المفاوضات مع صندوق النقد الدولي دخلت في منحنيات حرجة قليلاً أو غير متوقعة . وأن الرزاز «متوجس» نسبيا من إرسال قانون الضريبة بأجندة غير شعبية قبل التعمق أكثر في التفاصيل ويريد «الإمساك» بالشارع مجدداً وتجنب المجازفة بحلفاءه الشعبيين في التيار المدني ونشطاء حراك الدوار الرابع الذين هددوا الحكومة التي حملوها على الاكتاف على قاعدة»إن عدت ..عدنا».
فنيا يصبح السؤال : إلى اي حد تستطيع حكومة الرزاز الإسترسال في مثل هذه اللعبة السياسية؟ هنا ايضا صعب حسم الإجابة لأن صندوق النقد وكما سمعت «القدس العربي» مباشرة من طاقم وزاري طلب إنجاز الأمر مع نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل وإعداد الميزانية الجديدة ماليا للعام 2019.
ولأن – وهذا الأهم إستراتيجياً- كل الإندفاع الحكومي لإقتناص «تسوية» منطقية مع صندوق النقد الدولي معناه المباشر الإخفاق الواضح والمؤكد في بناء خطة وطنية استراتيجية قابلة للتنفيذ تحت عنوان تم إرهاق الجميع به العام الماضي بإسم» الإعتماد على الذات». من جهة مفكر سياسي بحجم عدنان أبو عودة تلك الإشارة واضحة وصعب إنكارها ومرتبطة مجدداً بكل تعقيدات المشهد الإقليمي والدولي. لكن صدور إرادة عقد الإستثنائية بدون معدل الضريبة بعد دخول الجميع بمزاج الانتظار.
وبدون معدل الجريمة الإلكترونية بعد العرض المتواصل لمسألة «إغتيال الشخصية» يعني ببساطة ان الرزاز طلب تبديل أولوياته التشريعية مرحلياً ومؤقتاً لأسباب قد تتضح لاحقا وحظي بدعم وموافقة مؤسسة القصر المرجعية .
يبقى في السياق التوثق من ان سلوك الحكومة التشريعي هنا لا علاقة له بجزئيتي البقاء في دائرة «رضى الشارع» فقط أو «تأجيل الملفات» على أمل ان يتغير شيئا ما مما يعيد المسألة الإقتصادية بالرغم من الإهتمام الشديد بها إلى المربع الأول حيث أزمة في الواقع الموضوعي مالياً بصحبة حكومة لا تريد المجازفة بإثارة شارع اصلا يرفع السقف ودخل في حساسية تجاه الدولة وليس الحكومة فقط. وحيث سقوط مريع سياسياً لفلسفة «تجريب الإعتماد على الذات» والاضطرار لإستحقاقات وإلتزامات «الاقتراض». أو إكتشاف صعوبة تجاوز مطبات في غاية الأهمية يزرعها المانحون الدوليون اليوم وهم يريدون حكومة شاملة في مجال الولاية العامة وبناء ميزانيات مالية تطال شفافيتها كل صغيرة وكبيرة في بند»النفقات العامة» ..تلك بكل حال قصة أخرى تثير الإحراج والتقولات والحساسيات.

الأردن: الرزاز يبدل فجأة في «أولويات التشريع» والصندوق الدولي وصل إلى مناطق «حرجة»
الحكومة لم تعد مستعجلة على قانوني الضريبة والجرائم الإلكترونية
بسام البدارين

محللون ومثقفون حول معركة إدلب «المحتملة»: فرص الحل تتضاءل والقرار مرهون بتفاهمات دولية معقدة

Posted: 31 Aug 2018 02:26 PM PDT

دمشق – «القدس العربي» : بالرغم من إجماع الكثيرين على حتمية معركة إدلب على اعتبارها ملحمة الحسم التي لم يتضح توقيتها بعد، الا ان قيادات عسكرية سورية وخبراء معارضين استبعدوا اندلاعها في الوقت الراهن، معتبرين ان قرارها مرهون بنتائج التفاوض السياسي بين اللاعبين الإقليميين والدوليين، وبمدى قوة الموقف الميداني داخل إدلب، مرجحين التوصل لصيغة سياسية – تحت أزيز الرصاص – تتطلب إرادة دولية وإقليمية قادرة على لجم النظامين السوري والروسي عن اتخاذ خطوات انتقامية، وإفساح المجال للمقاربات المحلية التي تحظى بغطاء إقليمي ودولي شرعي لأن تتعامل مع الملفات الإشكالية بما يجنب المنطقة تداعيات كارثة إنسانية بما ينذر بويلات لا يغطيها مشهد الانتصار العسكري للنظام وروسيا.
وبينما ذهب مراقبون موالون للنظام السوري إلى ان معركة إدلب قادمة لا محال وقرار الحسم قد اتخذ، تتويجاً لتفاهمات تركية – روسية، حيث بدأ الإعداد للمعركة «الملحمية» في الميدان الذي سجل أكبر حشد عسكري، أمام ابوب الحل السياسي الموصدة، مع الإشارة إلى ان العائق الوحيد امام المعركة هو الهواجس التركية المتمثلة باقتراب موجة نزوح جديدة قد تثقل على أنقرة في ظل ازمة اقتصادية وضغوط أمريكية ضد تركيا.

إخراج ميليشيات الطرفين

الباحث السياسي لدى مركز عمران للدراسات الاستراتيجية، أيمن الدسوقي أوضح ان الوضع في إدلب مرهون بنتائج التفاوض السياسي، فإذا ما كان هنالك تفاهمات مشتركة فهذا سوف يعزز من التوصل لصيغة حل ما، على ايقاع أصوات الرصاص والقنابل، أما عدم التوافق فيعني ان يلجأ كل طرف إلى سياسة كسر العظم، وبمقدار ما يكون الموقف الداخلي بإدلب موحداً فذلك سيدفع الطرفين الروسي والنظام للتفكير بحجم الكلف العالية لأي عمل لهم.
ومع ذلك رأى المعارض السوري لـ»القدس العربي» أن المعطيات الحالية تحتاج إلى إجراءات سريعة عبر حل التنظيمات المصنفة «إرهابياً» بداية والتي يجب أن تكون موازية لحل جميع الميليشيات العاملة في سوريا سيما تلك المذهبية، لأن بقاءها يعني استمرار الاستقطاب المذهبي.
وحسب الدسوقي ولحل التنظيمات الجهادية يجب أن يتبع ببرامج لإعادة تأهيل المقاتلين المحليين المنضوين ضمنها، وتمييزهم عن المقاتلين الأجانب ممن يتوجب العمل مع الأطراف كافة على إيجاد حل لمسألة تواجدهم في سوريا، وحسب رؤية المعارض السوري، الذي لفت إلى أهمية دعم فصائل المعارضة الموسومة بالمعتدلة يجب إيجاد مظلة شرعية محلية ركيزتها الأساسية المجالس المحلية «مؤتمر عام»، يهدف إلى إدارة المنطقة.

توافق روسي – تركي

من وجهة نظر مؤيدين للنظام السوري قال المحلل السياسي نضال السبع لـ «القدس العربي»، إنه لا وجود لأي مخرج أو حل سياسي أمام معركة الحسم في ادلب، فالقرار من وجهة نظره قد اتخذ بعد مباحثات مكثفة بين الجانبين التركي والروسي، ووفقاً لنتائج تلك المفاوضات تحاول «تركيا الان دفع بعض الفصائل للنأي عن جبهة النصرة، وبالتالي المعركة قادمة ويعيقها بعض الامور اهمها القلق التركي والتهديدات الأمريكية التي تصاعدت في المرحلة الأخيرة».
وأضاف «كل ما روي عن انسحاب حزب الله وعدم اشتراكه في المعركة هو كلام لا اساس له من الصحة وما يعيق العملية الان تقديرات الامن التركي وتخوفه مما سينتج عن معركة ادلب، من تدفق ربع مليون مواطن سوري باتجاه الاراضي التركية، وهو ما يقلق الحكومة التركية التي تعاني من أزمة اقتصادية».
بعد زيارة وزير الدفاع الإيراني إلى دمشق تم تعزيز العلاقة بين الطرفين، بتوقيع جملة اتفاقات مع النظام السوري، وهذا ما يشير حسب السبع إلى حضور ايراني قوي، ودلل على ذلك بالقول «عندما زار الوزير لافروف إسرائيل قبل أسابيع، والتقى مع بنيامين نتنياهو، لم يطرح لافروف خروج إيران من سوريا، حيث قال المحلل السياسي « إيران حاضرة لاننا مقبلون على معركة كبيرة في إدلب، وبالتالي الروسي بحاجة إلى مساعدة الايرانيين على الأرض».

«محرقة الأجانب»

وقال السبع إنه لا توجد أي خطة لاخراج المقاتلين الاجانب من ادلب من أجل الحل السياسي، ونحن ذاهبون باتجاه معركة حاسمة لاجتثاث الإرهاب، مع غياب اي دولة قابلة لاستقبال هؤلاء على أراضيها، وذكر معلومة لـ «القدس العربي» بأن «العديد من الفصائل المعارضة تواصلت مع الجانب الروسي المتمثل بالجنرال ألكسندر زورين وذلك قبل 10 ايام في حماة حيث عقد لقاءات مطولة مع فصائل معارضة تمهيداً لعملية تسليم ورفع العلم بعد تقدم الجيش في مناطق عدة ، وذلك في اطار عملية «المصالحات».
وحول حلول لتفادي كارثة تهدد حياة نحو 4 ملايين نسمة، قال المحلل السياسي نضال السبع، لا شك نحن مقبلون على كارثة نتيجة الحرب المقبلة على إدلب، ولكن لا خيار امامنا».
مصطفى سيجري رئيس المكتب السياسي في لواء المعتصم، أحد التشكيلات الرئيسية في درع الفرات المدعومة من قبل أنقرة، رد على سؤال حول حتمية معركة إدلب، بالقول ان النظام السوري لا يملك قرار البدء بعمل عسكري على إدلب ومحيطها، مضيفاً «المعركة تكون فقط عند الخلاف الكامل بين الروس والأتراك والوصول إلى طريق مسدود، ثم يصل الخلاف درجة أن يغامر الروس بعلاقتهم ومصالهم مع الأتراك في مقابل احتلال إدلب ومحيطها» لكن إلى الان لم يصل التفاهم بين الروس والاتراك لدرجة أن تصبح إدلب ومحيطها في مأمن، ولم يصل الخلاف بينهما حد البدء بعمل عسكري، مازالت المفاوضات مستمرة حسب المتحدث. وقد أثبتت التجارب وفق سيجري «أنه لا يوجد شيء مستبعد، ولذلك نحن نتخذ الخطوات اللازمة على اعتبار أن السيناريو الأسوأ هو الأوفر حظاً».

ضرب من المستحيل

وبالعودة إلى الطرف النقيض جزم المحلل السياسي بسام البني وهو مختص بالشأن الروسي، انه لا بديل عن المعركة في إدلب، وعودة المنطقة إلى سيادة النظام السوري، اما الحديث عن حل سياسي برأيه فهو «ضرب من المستحيل لان ادلب تجمع كل المتطرفين ممن رفضوا رمي السلاح ومصالحة الدولة، وأصبحت بؤرة لا يمكن ان تسري عليها اتفاقيات درعا وغيرها وهو ما يجبرنا على الحلول العسكرية «.
وأشار إلى تفاهمات مبرمة بين طهران وانقرة وموسكو، موثقة عبر اتفاق موقع على احترام سيادة الدولة السورية، والحفاظ على سوريا بحدودها قبل الأزمة، يضاف إلى ذلك ان «المجتمع الدولي كامل وعلى رأسهم روسيا يريد ان يحارب الارهاب، بعد ان تركوا لتركيا الوقت المطلوب، بناء على تعهداتها لفصل النصرة عن المعارضة المعتدلة».
والحل الوحيد هنا «امام النصرة بترك السلاح والذهاب إلى الحياة المدنية والضياع بين المدنيين، اما التشكيلات المعارضة فهي اما خيار الإعلان عن استعدادها للانضمام إلى الجيش السوري تحت ضمانة تركية من اجل ملاحقة ومحاربة الخلايا النائمة بعد ان تعود ادلب إلى السيادة السورية» حسب المتحدث.

معركة الحسم

كل المؤشرات تشير إلى معركة مقبلة، وحجمها غير واضح، وما هو مقبول دولياً حول وضع المقاتلين هو محل التفاوض حسب ما قال المفكر والباحث السياسي لؤي صافي، مضيفاً ان نظام الأسد منهمك منذ أسابيع في الاعداد لمعركة حاسمة لاقتحام إدلب، وهو يفعل ذلك بدعم سياسي وعسكري من حليفيه الأساسيين إيران وروسيا. التباين في القدرات العسكرية بين المقاتلين في إدلب وقوات النظام وحلفائه كبير، مما يجعل أي محاولة للدخول في صراع عسكري من قبل المقاتلين المعارضين للنظام اشبه بعمل انتحاري. طبعاً المشكلة الكبيرة هي في حجم الدمار الذي سيلحق بالمدنيين لعدم وجود ردع جوي يمنع سلاح الجو الروسي من تدمير المدن والقرى على رؤوس سكانها، كما فعل في مناطق تخفيض الصراع من قبل، وآخرها الغوطة الشرقية.
ورأى ان الجناح السياسي للثورة والذي يمثله حالياً الائتلاف الوطني وهيئة التفاوض غير قادر على التأثير في المشهد السياسي على الصعيد الدولي والمحلي، بعد أن استفردت القوى الدولية في توجيه مسار الأحداث بصورة مباشرة، وبعيداً عن التشاور مع المعاوضة منذ عام 2015. أضف إلى ذلك أن العلاقة بين الجناح السياسي والعسكري بقيت هشة لأسباب عديدة، لعل أهمها انقسام الدول الداعمة للمعارضة على نفسها، ونقل هذه الانقسامات إلى صفوف المعارضة باستخدام الدعم الإنساني والعسكري ورقة للضغط على كتائب الجيش الحر ومؤسسات المعارضة.
وحول منع وقوع كارثة في إدلب قال صافي ان ذلك يتوقف على حراك سياسي دولي واقليمي، هو «خارج دائرة تأثير السياسيين والمثقفين السوريين. القوة الإقليمية الوحيدة التي تسعى لمنع وقوع هجوم عسكري على ادلب هي تركيا، التي تسعى إلى اقناع الروس بقدرتها على تفكيك جبهة تحرير الشام، أو جبهة النصرة كما يشار إليها في الدوائر الدبلوماسية. فقدرة الاتراك في اقناع الروس بعدم اقتحام ادلب ضئيلة، لأسباب تتعلق بالتفاهمات الروسية – الأمريكية – الإسرائيلية، والتي سمحت للروس بالدخول عسكريا إلى سوريا بحجة القضاء على المنظمات الإسلامية المتشددة، وفي مقدمتها تنظيم «الدولة» في العراق والشام (داعش) وجبهة النصرة، بالإضافة إلى احرار الشام قبل حل قواتها».
اما الورقة الوحيدة لوقف العمليات العسكرية ضد إدلب، فهي التحركات الأوروبية – الأمريكية الأخيرة، والتي تقودها المستشارة الألمانية ميركل، أما التحركات الدبلوماسية الأمريكية فتدور في مجملها حول اخراج إيران من سوريا، وستعطي إدارة ترامب أولوية لهذا الهدف مقابل إدلب، مما يجعل مصير المحافظة وسلامة المدنيين فيها ورقة تفاوضيه في السعي لتحقيق الهدف الأمريكي – الإسرائيلي.
وتبقى الورقة الوحيدة في يد السياسيين والمثقفين السوريين هي الورقة الحقوقية، وبالتحديد الانتهاكات الوحشية والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها النظام ولازال يمارسها ضد الأغلبية المعارضة لحكم أسرة الأسد، واستبداد النظام. وهي ورقة كان يمكن استخدامها بصورة حاسمة لوقف الهجوم.

محللون ومثقفون حول معركة إدلب «المحتملة»: فرص الحل تتضاءل والقرار مرهون بتفاهمات دولية معقدة
«القدس العربي» تستطلع آراء خبراء موالين ومعارضين حول الخيار العسكري
هبة محمد

احتدام الصراع بين أجنحة النظام الإيراني… مسلسل الاستجوابات يستمر ووزير التربية يواجه البرلمان

Posted: 31 Aug 2018 02:26 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي» ووكالات: بعد إقالة وزيري العمل والاقتصاد، أعلن مجلس النواب الإيراني أنه سيتم استجواب وزير التربية والتعليم خلال هذا الأسبوع.
وأفادت وكالة «فارس» للأنباء التابعة للحرس الثوري، بأن البرلمان الإيراني سيستجوب «محمد بطحائي»، وزير التربية والتعليم، يوم الثلاثاء.
ورجح استجواب وزير التعليم الذي لا علاقة له باقتصاد البلاد، كفة التحاليل التي تحدثت عن أن مسلسل الاستجوابات التي يقوم بها البرلمان الإيراني، لها علاقة بالصراع المحتدم الدائر بين مكتب خامنئي والحرس الثوري والمحافظين من جهة، وحكومة الرئيس حسن روحاني من جهة أخرى.
وسبق لـ«القدس العربي» أن كشفت لأول مرة عن مخطط قوى غربية وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا لإحلال الرئيس الإيراني حسن روحاني، محل علي خامنئي في منصب المرشد الأعلى.
وكانت صحيفة «فورين بوليسي» المقربة من مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، قد اعتبرت أن روحاني ورقة ترامب الرئيسية للبقاء في السباق الدائر بين القوى العظمى للسيطرة على الساحة الإيرانية، وأن الرئيس الأمريكي بدأ يلعب هذه الورقة حتى لا يخسر هذا السباق، وأضافت أن مسير روحاني للوصول إلى منصب قيادة إيران محفوف بمخاطر كبيرة للغاية، أن التهديدات وصلت إلى مستوى تصفيته جسدياً.
وفي السياق، وصل أليستر بيرت وزير الدولة في وزارة الخارجية البريطانية إلى طهران أمس الجمعة لبحث مستقبل الاتفاق النووي مع إيران في أول زيارة من نوعها منذ انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق المبرم عام 2015.
وتأتي الزيارة في وقت تسعى فيه بريطانيا وباقي الموقعين الأوروبيين على الاتفاق للحفاظ عليه رغم إعادة ترامب فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية.
وقال بيرت في بيان قبل الزيارة «ما دامت إيران تلتزم بتعهداتها بموجب الاتفاق سنظل ملتزمين به، إذ نعتقد أنه أفضل سبيل لضمان مستقبل يسوده السلم والأمن في المنطقة». وبحث بيرت مسألة مزدوجي الجنسية المعتقلين في إيران.
وتسعى بريطانيا للإفراج عن نازانين زغاري راتكليف، وهي مديرة مشروع في مؤسسة تومسون رويترز. واعتقلت في نيسان/ أبريل 2016 في أحد مطارات طهران بينما كانت في طريقها إلى بريطانيا مع ابنتها التي بات عمرها الآن أربعة أعوام، عقب زيارة لأسرتها.
واجتمع بيرت مع مسؤولين إيرانيين، ومنهم نظيره عباس عراقجي، بالإضافة إلى منظمات غير حكومية خلال زيارته التي تستمر يومين ويبحث خلالها أيضا دور إيران في حربي سوريا واليمن.
إلى ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، أمس الجمعة، أن البرنامج الصاروخي لبلاده غير قابل للتفاوض، مؤكدا على رفضه لتصريحات وزير الخارجية الفرنسي، جان ايف لودريان، حول قدرات إيران الدفاعية.
ونقلت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء عن قاسمي قوله «إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية أعلنت مرارا وتكرارا مواقفها الواضحة والشفافة بخصوص الهواجس غير المبررة والناتجة عن الاستنتاجات الخاطئة والجهل من قبل بعض الدول».
وتابع قائلا «أن مفاوضات الاتفاق النووي والتي أثمرت عن اتفاق صلب ودولي، يظهر حسن نية إيران والتزامها بمبدأ الحوار والسعي للاستفادة من الأساليب المنطقية والسلمية، والتي من شأنها أن تكون مبدأ أساسيا وحكيما لمعرفة حسن نوايا الدول الغربية».
وانتقد قاسمي أداء الدول الغربية حيال قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب الأحادي من الاتفاق النووي.
كان وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، قد اعتبر أن الدعم السياسي من قبل الاتحاد الأوروبي للاتفاق النووي غير كاف، داعيا أوروبا إلى خطوات عملية لمواصلة التعاون الاقتصادي مع إيران.
كان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أعلن في آيار/مايو انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، الذي أبرم في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، وإعادة فرض عقوبات اقتصادية «قاسية» عليها، متهما سلطات البلاد بمواصلة تخصيب اليورانيوم لأهداف عسكرية انتهاكا للصفقة.
وفي السياق، رفضت وزارة الخارجية الإيرانية أمس الجمعة دعوة فرنسا لإجراء مزيد من المفاوضات مع طهران بشأن الاتفاق النووي وقالت إن هناك «تنمرا ومبالغة» من جانب بعض شركاء باريس في إشارة إلى الولايات المتحدة فيما يبدو.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي قوله إنه لا حاجة لإعادة التفاوض على الاتفاق الذي وقعته بلاده مع ست دول كبرى في عام 2015.
وأضاف قاسمي «في ظل ظروف يتم فيها إبطال كل الجهود الإيرانية مع القوى العالمية الأخرى من خلال التنمر والمطالب المبالغ فيها لبعض شركاء وزير الخارجية الفرنسي وعجزهم… لا يوجد أي سبب أو حاجة أو مصداقية أو ثقة في مفاوضات حول قضايا غير قابلة للتفاوض».
وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان قد قال الخميس إنه يجب على طهران بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق أن تستعد للتفاوض على خططها النووية المستقبلية وترسانتها من الصواريخ الباليستية ودورها في الحرب في سوريا واليمن.
وقال قاسمي «يعرف المسؤولون الفرنسيون والدوليون جيدا أن سياسة إيران الإقليمية تسعى إلى السلم والأمن الإقليمي والدولي ومكافحة الإرهاب والتطرف».
وتم التوصل إلى الاتفاق بعد سنوات من المفاوضات الصعبة وبمقتضاه تم تخفيف العقوبات الدولية المفروضة على طهران التي وافقت على كبح برنامجها النووي في المقابل.

احتدام الصراع بين أجنحة النظام الإيراني… مسلسل الاستجوابات يستمر ووزير التربية يواجه البرلمان
مسؤول في الخارجية البريطانية يزور طهران
محمد المذحجي

ميدان التحرير يتحول لثكنة عسكرية تحسباً لتلبية دعوة معصوم مرزوق للتظاهر

Posted: 31 Aug 2018 02:26 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: شهدت العاصمة المصرية القاهرة انتشارا أمنيا مكثفا، خاصة ميدان التحرير، أمس الجمعة، بالتزامن مع موعد المؤتمر الشعبي، الذي دعا لتنظيمه السفير معصوم مرزوق مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، المعتقل حالياً، في مبادرته التي دعا فيها لإجراء استفتاء شعبي على بقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل اعتقاله.
وكثفت قوات الأمن المصرية من وجودها على مداخل ومخارج الميدان، وانتشرت سيارات مكافحة الشغب وعربات أمن مركزي وعدد لافت من أفراد الشرطة بملابس شرطية ومدنية.
وتمركزت سيارات الشرطة أمام تمثال عبد المنعم رياض وعربة أمن مركزي وعربة تابعة لوزارة الداخلية وسيارتا مكافحة الشغب.
وتواجدت سيارات مكافحة الشغب في مدخل شارع قصر النيل والتحرير ومحمد محمود المؤدية إلى الميدان.
وفي مدخل شارع طلعت حرب تواجدت أربع عربات أمن مكتوب عليها قوات التدخل السريع.
كما تواجدت عربات أمن مركزي في التحرير، وأخذت سيارات مكافحة الشغب تجوب الميدان.
في السياق، قالت ميسرة مرزوق، ابنة معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية الأسبق، القيادي السابق في «التيار الشعبي»، إن والدها لم يدع للتظاهر في 31 أغسطس/ أب، وإنما دعا لعقد مؤتمر سياسي فقط.
ومطلع آب/أغسطس الجاري، أطلق مرزوق نداءً للشعب دعا فيه إلى إجراء استفتاء شعبي على استمرار النظام من عدمه، وتشكيل مجلس انتقالي لإدارة شؤون البلاد والإعداد لانتخابات رئاسة، وكذلك الخروج في مظاهرات في 31 أغسطس/ آب الجاري، حال عدم قبول النظام مطالبه.
غير أن ابنته قالت عبر صفحتها الشخصية «فيسبوك، إن «دعوة السفير معصوم مرزوق كانت لعقد مؤتمر سياسي يوم 31 أغسطس/آب كما جاء في بيانه أكثر من مرة ولم تكن دعوة للتظاهر».
وأضافت: «كما أن الدعوة تشترط تولي الأحزاب المعارضة التنسيق وبشرط موافقة الأمن وحمايته للمؤتمر، وبالتالي، فإن الدولة رفضت الدعوة وكذلك الأحزاب، الأمر الذي يلغي أي مؤتمر في ذلك اليوم لعدم توافر الشروط الجوهرية لتحقيق النداء».

النيل من مرزوق

وعلقت على ما نشره الإعلام منسوبًا إلى مرزوق خلال التحقيقات أمام النيابة، معتبرة أنه «يستهدف النيل من سيرة أبي، وتاريخه الناصع، فينشرون الأكاذيب المضللة عن أقواله في التحقيقات مستغلين بذلك عدم استطاعته الرد عليهم».
وكانت الأجهزة الأمنية المصرية شنت حملة اعتقالات ثالث أيام عيد الأضحى، طالت إضافة إلى مرزوق، الخبير الاقتصادي رائد سلامة عضو الهيئة العليا لحزب تيار الكرامة، ويحيى القزاز استاذ الجيولوجيا في جامعة حلوان وأحد مؤسسي حركة كفاية التي لعبت دورا بارزا في الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك، وعددا من الناشطين السياسيين.
وقررت النيابة الجمعة الماضية حبس هؤلاء 15 يوما على ذمة القضية 1306 لسنة 2018.
ووجهت لهم اتهامات بـ«مشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أهدافها، وتلقي تمويل بغرض إرهابي، والاشتراك في اتفاق جنائي الغرض منه ارتكاب جريمة إرهابية».
وتواصل نيابة أمن الدولة العليا تحقيقاتها مع المعتقلين، وأعادت النيابة العامة المتهمة نيرمين حسين في قضية معصوم مرزوق إلى محبسها، مع استمرار حبسها 15 يوما على ذمة التحقيقات التي تجريها النيابة معها وحددت جلسة 3 أيلول/ سبتمبر لاستكمال التحقيقات.
المجلس الثوري المصري أطلق دعوة لتنظيم عصيان مدني في مصر. وقال في بيان إن «العصيان المدني وسيلة سلمية مكفولة دستوريا تتضمن مخالفة صريحة للأنظمة والقوانين بهدف إجبار السلطات الحاكمة على الانصياع لمطالب المحتجين الشرعية».

«غير فوضوي»

وأضاف: «البعض يعتبره بمثابة مخالفة للقانون وإطاعته في آن واحد، على اعتبار أن الدستور يكفل هذا الحق ما دام يُعبر عنه بالوسائل السلمية، ويقوم به المواطنون من أجل المطالبة بحق من الحقوق المهدرة، أو رفض نشاط حكومي ما، ويسمى المواطن الذين يقوم به بالممارس لللا عنف».
وأشار إلى أن «للعصيان المدني شروطا محددة تتمثل في عدة نقاط، أن يكون سلميا، ومقيدا بفترة زمنية معينة ومرتبطا بالاستجابة لمطالب المتظاهرين، وأن يكون غير فوضوي، وأن تتعامل السلطة مع العصيان المدني تعاملا جديا من حيث اعتباره حقا دستوريا مكفولا للمواطنين».
ودعا إلى «مقاطعة التجار والمحلات وكل مطعم أو حلاق أو قهوة تؤيد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أو ترفع صورته، إضافة إلى مقاطعة المحلات الكبيرة التي تتبع شركات أجنبية دولها تساعد السيسي، أو المملوكة لحيتان البيزنس الكبار الذين ينهبون الوطن».
كما طالب المجلس المصريين بـ«الامتناع عن دفع الفواتير الكهرباء والغاز والمياه، والعمال برفض العمل دون الحصول على أجر عادل».

ميدان التحرير يتحول لثكنة عسكرية تحسباً لتلبية دعوة معصوم مرزوق للتظاهر
المجلس الثوري يدعو المصريين لعصيان مدني لمواجهة نظام السيسي

غراندي في بيروت حاملاً مقاربة مناقضة لسياسة لبنان تجاه عودة النازحين السوريين

Posted: 31 Aug 2018 02:25 PM PDT

بيروت- «القدس العربي» : وصل إلى بيروت امس المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، في إطار جولة في المنطقة بدأت الثلاثاء الماضي وشملت الأردن وسوريا حيث استطلع الإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية لتسهيل عودة النازحين بعد تشكيل اللجنة الخاصة بالنازحين السوريين في الشتات.
وبدأ محداثاته في العاصمة اللبنانية بلقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ثم جال على كل من رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الخارجية جبران باسيل والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم ومسؤولي المفوضية في بيروت حيث إطلع على ما حققته الإتصالات في شأن برامج العودة، ونتائج اتصالات السفير الروسي الكسندر زاسبيكين بعد عودته إلى بيروت، والحراك الذي يقوده لتشكيل اللجنة الخاصة بشأن اعادة النازحين.
وحمل غراندي إلى بيروت مواقف سبق للمفوضية أن عبّرت عنها في شأن برامج العودة والشروط التي ستواكب اي عملية «إعادة طوعية»، ولاسيما منها تلك المتعلقة بما هو متوافر في مناطقهم. وبدت مقاربته لملف عودة النازحين السوريين متناقضة مع روحية السياسة اللبنانية التي تبنّت بشكل واضح المبادرة الروسية. وعبّر المسؤول الاممي في تصريحاته ضمناً عن هذه المقاربة بقوله «إن افضل حل للاجئين السوريين في المنطقة، والبالغ عددهم خمسة ملايين، هو في تأمين عودة آمنة وكريمة لهم إلى بلدهم».
ولفت إلى «أن الوضع كان سيئاً جداً خلال السنوات الماضية في سوريا، لكننا نحاول معرفة مخاوف الناس في ما يتعلق بموضوع العودة او عدمها»، وقال «ناقشنا بصراحة كبيرة مع الحكومة السورية كيفية التعامل مع بعض العقبات، وبعضها مادي وبعضها الآخر مرتبط بأمور قانونية، وأبلغنا الرئيس عون والرئيس الحريري نتائج مناقشاتنا».
وأكد « ان التعاون سيستمر مع لبنان»، قائلاً: «ندرك ان هناك عناصر جديدة دخلت على المناقشات، على سبيل المثال خطط روسيا التي من المهم جداً مناقشتها لانها تلعب دوراً مهماً في سوريا في الوقت الراهن. لذلك يجب أن نناقش معها الامر ايضاً. لقد التقيت مع الجهات الروسية في دمشق وجنيف ولدينا حوار وثيق معها. ونأمل ان يستمر المانحون بتقديم دعمهم للبنان وللاردن التي زرتها منذ بضعة ايام، وتركيا ايضاً، لذلك نحتاج إلى دعم الدول المانحة للاستمرار بدعم الدول المضيفة التي تستقبل عدداً كبيراً من اللاجئين منذ سنوات عديدة وبكلفة باهظة».

دور أكبر

وطالب الرئيس عون، رئيس مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين «بأن تضطلع المفوضية بدور اكبر في تسهيل العودة الآمنة للنازحين السوريين في لبنان إلى بلادهم، خصوصاً إلى المناطق السورية التي باتت مستقرة حسب تأكيدات جميع المعنيين بالوضع في سوريا، ومنهم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التي اظهر مسح أجرته ان هناك 735.500 سوريًا في لبنان كانوا نزحوا من مناطق سورية باتت آمنة، بينهم 414250 في مناطق يسيطر عليها الجيش السوري النظامي، و 102750 في مناطق تحت اشراف التحالف الدولي والقوى الكـــــردية، و 218500 في مناطق فيها وجود تركي».
وأشار الرئيس عون إلى «ان لبنان سيواصل تنظيم العودة المتدرجة للنازحين الراغبين في ذلك، متمنياً على المنظمات الدولية ان تقدم المساعدات للعائدين في بلداتهم وقراهم، او الأماكن الآمنة داخل سوريا التي سيحلون فيها».
وفيما نفى رئيس الجمهورية «ان تكون السلطات اللبنانية المعنية مارست اي ضغوط لاعادة مجموعات النازحين»، اشار إلى « ان هذه العودة كانت بملء اراداتهم إلى المناطق الامنة في سوريا». وعبّر» عن قلق لبنان من اي ربط بين عودة النازحين وبين الحل السياسي للأزمة السورية»، داعياً « إلى الفصل كلياً بين الأمرين»، مستذكراً «قضيتين لا تزالان من دون حل سياسي، الأولى القضية الفلسطينية التي مضى عليها 70 عاماً والشعب الفلسطيني ينتظر الحل السياسي، والثانية القضية القبرصية التي مضى عليها 44 عاماً ولم يتحقق هذا الحل».
وجدد الرئيس عون التأكيد على «ان لبنان ايّد المبادرة الروسية لاعادة النازحين السوريين وهو يتابع مع المعنيين بها درس التفاصيل العملية التي تحقق العودة الامنة «لأنه باستثناء الأوضاع الأمنية التي تمسّ حياة النازحين، فإنه لا يجوز ان يكون هناك اي عائق امام رجوعهم إلى بلادهم ليعودوا تدريجاً إلى حياتهم الطبيعية ويساهموا في اعادة اعمار بلدهم.»

بيان مديرية الأمن

تزامناً، وبعد أن أعدّ كثير من الأحزاب، بينها التيار الوطني الحر وحزب الله إضافة إلى عدد من الجمعيات، استمارات لعودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم، أصدرت المديرية العامة للأمن العام بياناً أوضحت فيه «أن «لوحظ أخيراً قيام مندوبي ومسؤولي بعض المنظمات والجمعيات التي تعمل في لبنان تحت عناوين إنسانية، بالإتصال المباشر بنازحين سوريين يرغبون في العودة إلى بلادهم، ويناقشون معهم الظروف المحيطة بهذه العودة. إن المديرية العامة للأمن العام، المكلفة من السلطة الرسمية اللبنانية، تنفيذ آلية العودة الطوعية والآمنة للنازحين السوريين إلى داخل الأراضي السورية، وبالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تطلب من مسؤولي هذه الجمعيات والمنظمات مراجعة المعنيين في المديرية في كل ما يتصل بعودة هؤلاء النازحين، وعدم التصرف من خارج الأصول التي ترعى هذه الآلية».
وأضاف البيان: «تُذكِّر المديرية العامة للأمن العام المواطنين السوريين المتواجدين في لبنان والراغبين في العودة إلى بلادهم، بمراجعة مراكز الأمن العام في كل المناطق اللبنانية لإستكمال الإجراءات اللازمة لتأمين العودة الطوعية والآمنة لهم».

غراندي في بيروت حاملاً مقاربة مناقضة لسياسة لبنان تجاه عودة النازحين السوريين
عون عبّر عن القلق من ربط العودة بالحل السياسي مؤيداً المبادرة الروسية
سعد الياس

قائد حراك الريف يعلن خوضه إضرابًا عن الطعام والماء والسكر حتى الاستشهاد

Posted: 31 Aug 2018 02:24 PM PDT

الرباط –« القدس العربي»: لم يكد ملف حراك الريف يتزحزح قليلًا من على خارطة الأزمة منذ اندلاعه، بعدما تم الإفراج عن عدد كبير من المعتقلين وعاد للريف ومتابعي حراكه شيء من الفرح وشيء من الأمل في فرج أكبر قد يكون قريبًا وينهي هذا الملف نهائيًا، حتى تفاجأ المتابعون لقضية المعتقلين ومآلات الحراك بإعلان والد قائد حراك الريف أن ناصر الزفزافي قرر الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام حتى «الاستشهاد». في شريط يبلغ فيه رسالة ابنه في اتصال بوالدته، يخبر فيها بأنه بدأ خوض إضراب عن الطعام والماء والسكر، ويوصي بنقل جثمانه في حالة استشهاده ليدفن في الريف.
وجاء على لسان أحمد الزفزافي في الشريط أن ناصر «أوصى والدته بأن تنقل كلامه بأنه سامح الجميع، حتى الذين لا يحبونه، ويطلب من الجميع كذلك أن يسامحوه»، قائلاً: «لا أريد الاستمرار في وطن لا يكرمني، ويذلني ويحتقرني ويعذبني، أنا أريد أن أرحل إلى عالم آخر لا تردّ فيه المظالم، أريد أن أرحل إلى عالم الديمقراطية والحرية ولكل ذي حق حقه»، ويتابع والد ناصر بأن الأخير طلب من والدته بألا يترجاه أحد بأن يعلق إضرابه عن الطعام، وأن تأخذ جثمانه في حالة استشهاده إلى الريف، «هذه المنطقة التي سجن من أجلها وعذب من أجل تاريخها وحوكم من أجل تاريخها العظيم».
وفي حديث مع «القدس العربي» عن حيثيات هذه الخطوة التي أقدم عليها ناصر، قال أحمد الزفزافي أنه تفاجأ بمكالمة بين ناصر ووالدته التي تبكي بشدة «لم أقاطعهما»، يقول: «خلال الاتصال كانت تبكي وناصر كان منفعلًا أكثر من المعروف عنه، أخبرها بدخوله إضرابًا مفتوحًا عن الطعام ويطلب منها ألا تترجاه لا هي ولا غيرها هذه المرة بالعدول عن قراره، لقد كان يتوعد بهذه الخطوة منذ مدة، والآن طفح كيله».
وعن الأسباب، يقول بأنه تكررت الوعود بأن يتم تسوية وضعيته و»إطلاق سراحه» ليسجن في زنزانة عادية، زنزانة بلا أي امتياز فقط زنزانة بدل «الكاشو» (وهو زنزانة انفرادية بمواصفات سيئة ولها دلالة تعذيبية في كلام المغاربة الدارج)، مضيفًا أن الأربعاء المنصرم خلال الزيارة الأسبوعية وجدوا ناصر في حالة احتجاج هو وبقية المعتقلين في الجناح رقم ستة، وأن احتجاجهم هذه المرة كان بأن تعروا، وبمجرد التعرية يقول أحمد الزفزافي إن مسؤولًا كبيرًا من مندوبية السجون اتصل بإدارة سجن «عكاشة» بالدارالبيضاء وطلب الحديث مع ناصر ووعده بأن تتم تسوية وضعيته وعليه أن ينتظر، لكنه انتظر ولم يحدث شيء يقول الزفزافي الأب، مسترسلاً أن وضعية ناصر عوض أن تتحسن ساءت؛ إذ تم حذف رقم من الرقمين اللذين كان يسمح له بالاتصال بهما، ولم يعد بإمكانه الاتصال بصديق، وصار بإمكانه الاتصال فقط برقم والدته حصريًا، وأنه في الوقت الذي كان له الحق في 25 دقيقة من المكالمات انحسرت إلى ربع ساعة، هذا في الوقت الذي يتمتع فيه معتقلو الجناح رقم ثمانية بوضع أفضل من ناحية إمكانيات الاتصال والزيارات.. أما ناصر- يقول والده- فقد ظل في زنزانة انفرادية منذ اعتقاله، أي سنة وما يقارب ثلاثة أشهر، وطالب الإدراة أن تسمح لصديق بزيارته منذ شهرين ولم تستجب حتى الآن.
«ليست هناك نية للمصالحة إلا إذا وقعت معجزة، وزمن المعجزات انتهى»، يقول والد ناصر متحدثًا عن وضعية ابنه، أما عن تعاطف ساكنة الريف معه والأوضاع في المنطقة فتابع قائلًا: «لولا الضغط الأمني المفرط على الحسيمة لخرجت الساكنة من جديد، ولولا حس المسؤولية لدى ناصر الذي لا يريد تأجيج الأوضاع لقام بنداء من السجن»، مشيرًا إلى أنه كرئيس جمعية عائلات معتقلي الريف توصل برسالة من فاس لأحد معتقلي الحراك هناك تعرض لضرب مبرح أول أمس، وقال إن «ما يحدث لناصر هو بسبب ذكره أسماء بعض المسؤولين النافذين خلال خطاباته المباشرة على (فيسبوك)»، وبأنه خلال اعتقاله قيل له «من أنت حتى تذكر فلانًا.. وفلانًا..».
وحكم على ناصر الزفزافي بعشرين سنة سجنًا نافذًا، وهو الحكم الذي شكل صدمة في أوساط حقوقية محلية ودولية. شمل عفو ملكي مؤخرًا بمناسبة عيد الأضحى 184 معتقلًا على خلفية حراك الريف، 11 منهم كانوا يتابعون أمام محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء ولم يشمل قادة الحراك البارزين، وهو العفو الذي تلقته ساكنة الريف وأوساط سياسية وحقوقية بفرح، آملين في أن يكون بداية انفراج وطي نهائي لملف الحراك ومعتقليه.
وعرفت مدينة الحسيمة الواقعة شمال المغرب، التي تشكل قلب الريف النابض، احتجاجات منذ مقتل محسن فكري، بائع السمك، في حاوية كبس النفايات في متم تشرين الأول/ أكتوبر 2016، وتوسعت رقعة الاحتجاجات في مناطق أخرى من الريف فيما بعد، حاملة مطالب اقتصادية واجتماعية ومكررة ثالوث الاحتجاجات المغربية منذ 2011 «حرية، كرامة، عدالة اجتماعية» . بدأت الاعتقالات في أيار/ مايو 2017 وامتدت وتوسعت إلى أن وصلت ما يقارب 400، حسب محامين وحقوقيين، منهم من صدر في حقه حكم نهائي، ومنهم من ينتظر الاستئناف، كمجموعة الزفزافي بسجن الدارالبيضاء، ومن استفاد من عفو، والجميع ينتظر أن يشمل الفرج بقية المعتقلين.

قائد حراك الريف يعلن خوضه إضرابًا عن الطعام والماء والسكر حتى الاستشهاد

سعيدة الكامل

أبو عزيز صياح الطوري… ملحمة مناضل فلسطيني يواجه الجرافة الإسرائيلية بإرادة من حديد

Posted: 31 Aug 2018 02:24 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»: العراقيب قرية فلسطينية في النقب داخل أراضي 48 هدمتها إسرائيل 132 مرة، لكنها تبعث من الرمل والرماد من جديد كطائر الفينيق بفضل ابنها وعميدها ورمزها أبو عزيز صياح الطوري (70 عاما). ملحمة حقيقية عنوانها الشيخ والصبر والصدق والصمود. قبل أيام فرضت محكمة إسرائيلية على الشيخ أبو عزيز السجن الفعلي مجددا. وسيدخل بعد أسبوعين خلف القضبان عشرة شهور لإدانته بـ « الغزو والاستيلاء على أراضي دولة « لمجرد أنه مصمم على التمسك بحقه وعائلته بأرض ورثها وإخوته عن أجداده بمساحة 1250 دونما. ويواجه أبو عزيز 40 تهمة قضائية، 19 تهمة منها متعلقة بـ»الاعتداء على أراضي الدولة»، و19 تهمة متعلقة بـ «اقتحام أرض عامة خلافا للقانون الإسرائيلي»، بالإضافة إلى تهمة واحدة متعلقة بـ»خرق أمر قضائي». والمفارقة أن قضية ملكية الأرض عالقة في أروقة المحكمة العليا الإسرائيلية منذ 1998 ولم يبت بها رغم حيازته كواشين الأرض وشهادات على فلاحتها من قبل نشوء إسرائيل. ولم يتمكن أبو عزيز من فلاحة الأرض كما يجب منذ 2010 لأن السلطات الإسرائيلية تواظب على رش مزروعاته بالمبيدات من الجو وحرثها من أجل إتلافها.

أسرار الصمود

في حديث لـ «القدس العربي « أمس يوضح أبو عزيز بلغة المؤمن الواثق بذاته وبحقه وبصبر الصحراء أنه لا يثق بالمحاكم الإسرائيلية لأنها تضع السياسة فوق القانون، ولأنها لا تنصفه رغم أن حقه واضح وصريح. صياح مديغم الطوري أبو عزيز شيخ فلسطيني في الثانية والسبعين من عمره لا يملك دبابة أو صواريخ مضادة للدروع، لكن إرادته الحديدية تعينه على قيادة عشيرته في معركة البقاء على أرضهم في قرية العراقيب رغم محاولات السلطات الإسرائيلية الاستفراد بهم وهدمها 132 مرة.
في 2010 تحدثت « القدس العربي « إلى الشيخ أبو عزيز الطوري بعد هدم العراقيب للمرة الخامسة فقال وقتها إنه باق فيها حتى لو هدموها 50 مرة. ولاحقا التقيناه فكان يؤكد ثباته بالقول «أنا باق في أرضي حتى لو هدموها 100 مرة وهاهي السلطات الإسرائيلية قد هدمتها قبل أيام للمرة 132 مرة. من أين يستمد كل هذه القوة والصبر والعزيمة على المقارعة والصمود والصبر ؟ عن ذلك قال أبو عزيز بلهجته القاطعة الواثقة « أولا أنا متكل على الله وغير الله لا أحد يمدنا بأي حاجة. ثانيا أنا مؤمن بحقي على أرض الله الواسعة فقد عاش فيها أجدادي وإخواني الله يرحمهم واليوم أكمل المشوار مع أولادي وأحفادي، نستمد القوة من إيماننا بالحق فنحن لسنا غزاة ولا طامعين بأرض الغير ونحن فيها قبل أن تخلق إسرائيل». ويستذكر أبو عزيز أنه عندما شرعوا في هدم العراقيب في 2010 قد عاهد الله وأهله وشعبه بأن لا يرحل وهو على قيد الحياة حتى لو هدموها 99 مرة. ويضيف « هذا الحكم بالسجن الفعلي الذي فرضته إسرائيل علي هو قرار سياسي لا حكما قضائيا ولو كانت دولة ديمقراطية فعلا لخجلت من ذاتها وهي تمعن في ملاحقتنا بالتنكيل والضغوط بغية طردنا وتهجيرنا وسلب أرضنا وهويتنا. واليوم هدموها 132 مرة وما زلنا باقين وعلى الأرض وأشكر كل من سادنا ويؤازرنا».
وردا على سؤال تردد أبو عزيز في الإجابة واختار انتقاء كلمته بحذر مسجلا عتابا على القيادات السياسية لفلسطينيي الداخل بالقول « القيادات السياسية والحزبية في الداخل يتجاهلون العراقيب في الفترة الأخيرة عدا ذاك الرجل المحتجز الشيخ رائد صلاح. لا أقول لست راضيا لكنني أقول إن القيادات العربية تجاهلت العراقيب وملوا على ما يبدو من صمودها أو أنهم غير معتزين بصمودها». وردا على سؤال آخر قال أبو عزيز إن أوساطا يسارية يهودية غير صهيونية تزوره وتؤازره أكثر من سواهم، طالبا توجيه التحية لمواقفهم وجهدهم وصمودهم معه». كما تردد بالرد على سؤال إضافي فقال إن الأحزاب والقيادات العربية لا تقدم مساعدة فعلية مادية لتثبيت أهالي النقب في أرضهم. وتابع «مع ذلك أقول وقفة واحدة منهم تعتبر بالنسبة لنا مالا كبيرا ومشاركة النواب والقيادات في معركتنا تعتبر ملايين «.
وعن مجمل مسيرته يقول الشيخ الفلسطيني المناضل « لم تتح لي الفرصة للتعلم في مدرسة لكنني أدرك تماما أن الأرض هي أمنا وهويتنا ومن أجلها ترخص الروح». أبو عزيز مزارع ويعتبر قاضيا عشائريا مرموقا يعمل على فض الخلافات بين الناس مجانا يكرّم ضيوفه المتضامنين بالبن البدوي الصحراوي الأصيل وبرواية سيرة بني هلال بتفصيل مشّوق وذاكرة متقدة .
التقينا الشيخ أبو عزيز داخل تخشيبة مجاورة لمقبرة قرية العراقيب تستخدم عادة بيتا للعزاء أقام فيها ريثما تنتهي عملية إعادة بناء ما هدمته الجرافات الإسرائيلية. ويدعو الشيخ الطوري المصور لنشر صور الأحياء يقيمون بجوار مقبرة نتيجة ممارسات إسرائيل ويتابع بما يشبه النكتة المرّة» الحمد لله ..هنا يكفل الأموات الأحياء ويساعدونهم على البقاء وهذه المقبرة المبنية منذ زمن طويل تحتضن رفات أجدادنا منذ العهد العثماني». يشار إلى أن عشيرة الطوري تقيم في فلسطين، الأردن، السعودية وفي مصر (منطقة سانتا كاترين وذهب) ويحافظ أبناؤها على علاقة الصداقة والنسب حتى اليوم وهم يشكلون ثلث سكان مدينة رهط. يراهن أبو عزيز على المسار الشعبي والصمود على أرضه لإفشال مخططات ترحيل وتهجير العراقيب بموازاة ادعائه القضائي لإثبات ملكيته على الأرض استنادا لكواشين وقرائن متنوعة. ويتابع بلهجة واثقة « لا أعول كثيرا على المسار القضائي لأننا فاقدون الثقة بالعدل وهذه الدولة حتى لو لم تحكم بالعدل لدينا أمل بالله بأن ينسفها على من فيها».

مصدر التسمية

ويوضح أن القرية الممتدة على مساحة 1050 دونما سميت بـ «العراقيب» لوجه الشبه بين جغرافيتها وبين ساق الجمل من الخلف، وفي رأي آخر يقال إن التسمية تعني التل. خلف كانون فيه كومة جمرات يحتضن أواني القهوة العربية التقليدية يستذكر أبو عزمي أن إسرائيل شنت حملتها الأولى على العراقيب وهو طفل في السابعة حينما طالبت أهلها بالنزوح عنها عام 1953 لكنهم شددوا حملاتهم علينا بعد 1967. ويؤكد أن بحوزته أكثر من دليل على ملكيته الأرض منها الكواشين وعقود ابتياع قسيمتين من قبيلة العقبي عام 1929(100 دونم). ويشدد أبو عزمي رفضه مساومته على أرضه بتعويضه ماليا أو تبديلها بأرض في مكان آخر. ويتابع» لن أرحل ولو عرضوا علي عشرة دونمات على كل دونم فهي ليست منطقة عسكرية وغير مخصصة للصالح العام وأنا أحق بها فكيف أترك أرضي وأقيم في أرض الغريب؟».
وللتدليل على تشبثه وأقاربه بقريته بكل ثمن توجه لأحفاده الصغار المتحّلقين من حوله سعيد، محمد وربيع فأجابوا على سؤال بالتأكيد القاطع أنهم يرفضون الانتقال لمدينة رهط وغيرها، فيردف حازما: «والله لو فرشوها ذهبا ما سكنت في المدينة».وبغية التوضيح وتعقيبا على من يدعوه لعدم «مناطحة الحيطان» ويأخذون عليه «عناده» ودعوته للامتناع عن مجابهة دولة يشير أبو عزمي بلهجة واثقة غاضبة أنه لم يشن حربا على إسرائيل وأن العراقيب أقدم منها، ولم تحل ضيفا على أحد. ويتابع» هؤلاء الذين يتخذون قرارا بهدم منازل على رؤوس أهلها بالقيظ والقرّ هم مرضى وغير أسوياء وربما مصابون بداء الكلب».
ويشير إلى أن عملية الهدم الأشد إيلاما كانت في المرة الأولى، وينوه أنه لم يتوقع أن تقدم السلطات الإسرائيلية على هدم قرية بكاملها يعيش فيها المئات قبل أن تولد الصهيونية بقرون. وهل بكيت أمام مشاهد المنازل والكروم التي تحولت لركام سألنا الشيخ الطوري فنفى معللا « لم يبق شيء نبكي عليه وطالما بقيت الأرض ونحن عليها فلن نبكي على بيت هدم. صحيح أننا كابدنا الحر والمتاعب لكننا لم نغادر ولو لساعة واحدة وحتى كلابنا لم تهجر المكان». يلتقط أبو عزيز راديو ترانزيستور ويقول إنه كلما سمع نشرات الأخبار في محطات عالمية يتضامن مع كل إنسان يتعرض للظلم لأنني أعرف طعم العذاب والقهر».

تطهير عرقي

الشيخ صياح لا يدع مجالا للشك باحتمالات انتصاره في حرب الاستنزاف وهو يدعو الأحزاب والجمعيات العربية لمساندته بالتوجه للأمم المتحدة والمحافل الدولية لفضح انتهاكات إسرائيل.
ويتساءل «هل سمعتم عن حكومة في العالم تشن حربا على مواطنيها؟ نساؤنا وأطفالنا يرتمون على الرمال في أجواء حارة فأين ضمائركم؟ تعالوا وشاهدوا بأمهات عيونكم ..كفاية لهذا الظلم المتواصل منذ 62 عاما…ماذا فعلنا لكم .. إسرائيل تبالغ في اتهاماتها لنا» .
وفي النقب الذي تمتد مساحته على ثلثي مساحة فلسطين الانتدابية يقيم اليوم نحو 190 ألف مواطن من البدو يعيشون في سبعة مجمعات سكنية كبيرة، وفي 45 قرية لا تعترف إسرائيل بها وتحرمها من خدمات الماء والدواء بذريعة أنها غير مرخصة. ويؤكد أنه حتى مراقبون إسرائيليون كالمحاضر الجامعي المتنور البروفيسور غادي الغازي فإن النقب يشهد مشروع تطهير عرقي إسرائيليا. وعن الشيخ الصامد يقول الغازي الذي يقول إن أبو عزيز هو من يعمل على إحياء الصحارى وليس دافيد بن غوريون رغم شح الموارد.

أبو عزيز صياح الطوري… ملحمة مناضل فلسطيني يواجه الجرافة الإسرائيلية بإرادة من حديد
هدموا قريته «العراقيب» 132 مرة ويواجه 40 تهمة قضائية وينتظر الزّج في السجن خلال أيام
وديع العواودة:

الصحافة تسير على الحافة فإن تكلمت أغضبت الحكومة وإن صمتت غضب الشعب وحالة المرور من سيئ إلى أسوأ

Posted: 31 Aug 2018 02:24 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي» : فرضت تكليفات الرئيس السيسي للمحافظين الجدد ببذل أقصى الجهد لخدمة المواطنين على اهتمامات صحف القاهرة الصادرة أمس الجمعة 31 أغسطس/آب. كما تناولت جولة الرئيس الآسيوية التي بدأها بزيارة البحرين تليها الصين وأوزبكستان.
وتناولت الصحف عددًا من الأخبار المهمة على الصعيدين المحلي والدولي، ومن أبرزها، تعيين أول سيدة قبطية محافظة في تاريخ مصر. مدبولي: نتطلع لزيادة حجم التبادل التجاري مع إيطاليا إلى 6 مليارات دولار. وزير الزراعة: إصدار 2.2 مليون كارت ذكي للفلاحين. تأجيل ضريبة الأرباح الرأسمالية في البورصة حتى 2020. الحركة الدبلوماسية: «مسلم» للسودان، و«أبوزيد» إلى كندا. مصر وأمريكا تنفذان تدريبات «النجم الساطع» بمشاركة 9 دول. 97 ألف حاج توافدوا على عيادات البعثة الطبية. «الإمام الأكبر» يؤكد أهمية محاربة الظواهر الاجتماعية الخاطئة ضد المرأة. اللواء سيف الدين حسين يؤدي اليمين الدستورية رئيساً لـ«الرقابة الإدارية». الحكومة: جاهزون لبدء الدراسة. حبس خطيبة طالب الرحاب: استدرجته ولم أعلم بنية القتل. نواب: أزمة صلاح واتحاد الكرة كشفت فشل المنظومة الرياضية في مصر. الكهرباء تنتهي من تنفيذ تصميمات مشروع الربط مع السودان.
كما أبرزت الصحف استضافة مصر لتدريبات (النجم الساطع 2018) بمشاركة مصر والولايات المتحدة الأمريكية و7 دول أخرى، في قاعدة محمد نجيب العسكرية، ومناطق التدريبات البحرية المشتركة في نطاق البحر المتوسط.

حتى لا نغتال «الملاك»

«بات أشرف مروان صهر الزعيم جمال عبد الناصر مثار شك الكثيرين، بعد أن أعلنت إسرائيل أنه عمل جاسوساً لها، وهو الأمر الذي أسفر عن حالة من الغموض حول مروان. وبدوره يرى جمال طه في «الوطن»، أن المؤلف الإسرائيلي يوري بار جوزيف، سعى في كتابه «الملاك» لتكذيب ما ردده مروان عن كتابته لمذكراته، ليُسقِط الدافع الرئيسي لإمكانية تورط إسرائيل في اغتياله، فهي تتضمن تفاصيل خداعه للموساد. المذكرات هي الوحيدة التي اختفت خلال الحادث، شرطة سكوتلانديارد تجاهلت تعطيل كاميرات العمارة قبل الجريمة، وقررت أنها حالة انتحار، وعزز الطب الشرعي رؤيتها. في 2010 أعيد التحقيق وصدر تقرير يؤكد عدم وجود دليل يعزز شبهتي الانتحار أو القتل، «حكم مفتوح» يثير من الريبة أكثر مما يعكس من حقائق. إسرائيل تحاول اختطاف الحقيقة في قضية مروان، لأننا صمتنا وغبنا، على نحو فتح الباب لها لمحاولة استثمارها لصالحها، تساؤلات جوزيف في «الملاك» تستصرخنا: «مرت أكثر من 10 سنوات على موت مروان، و20 عاماً على اتهامه بالخيانة، و30 على موت السادات، و40 على حرب أكتوبر/تشرين الأول، ولم تخرج مصر برواية كاملة عنه، كجزء من تأريخها للحرب، لماذا لم تستغل القصة في تعزيز الشعور الوطنى؟، هل عرفتم يا سادة لماذا صعّدت إسرائيل قصته، من إشارة على استحياء، لخلاف محتدم حول ولائه كعميل مزدوج، إلى قصص وهمية تمجد دوره الأسطوري كجاسوس لها. إنها السلبية والتقاعس، ولا غير، مروان اغتيل في يونيو/حزيران 2007، فهل نستبق عرض «الملاك» بحملة علاقات عامة، حتى لا يغتالوا سمعتنا هذه المرة».

لهذا نجحوا

نبقى مع «الملاك» حيث يرى كريم عبد السلام في «اليوم السابع»: «أن الأسباب التي تدعو الأذرع الإعلامية التابعة للموساد إلى تصوير مروان على أنه جاسوس إسرائيلي كثيرة ومتشابكة ومعقدة، بعضها يتعلق بالداخل الإسرائيلي نفسه، والخلاف الشديد بين الموساد والمخابرات الحربية الإسرائيلية حول التقصير في الاستعداد ومواجهتنا في حرب أكتوبر/تشرين الأول، فالموساد يتهم المخابرات الحربية بأنها لم تلتفت أو تأخذ على محمل الجد الرسائل التي أرسلها أشرف مروان، ومنها الموعد الخاص بشن الحرب في السادسة من مساء 6 أكتوبر، بينما المخابرات الحربية تشكك في ولاء مروان لإسرائيل، واعتبرته في أحسن الأحوال عميلا مزدوجا للجانبين أو عميلا للمصريين، مزروعا لتكريس مفاهيم محددة حول الحرب وحول قدرة المصريين على مواجهة الإسرائيليين، في أذهان قادة الموساد أنفسهم. في النهاية تغلب معسكر الموساد على معسكر المخابرات الحربية، وبعد أكثر من أربعين عاما على صدمة أكتوبر 1973، اتجهت تل أبيب إلى تزوير التاريخ وتكريس صورة مزورة عن أشرف مروان، عبر دعم صدور كتاب «الملاك لمؤلفه» بار جونز، وإنتاج فيلم سينمائي عالي التكاليف انطلاقا من الكتاب، وتسويقه على مستوى العالم من خلال شبكة «نيتفلكس». الحمد لله أننا تنبهنا أخيرا إلى خطورة ما تشنه إسرائيل من حرب ثقافية ومعلوماتية على تشكيل عقول أبنائنا وبناتنا من الأجيال المقبلة، الذين يستمدون معرفتهم من الميديا عموما، فقد وافقت الرقابة على فيلم العميل الذي يتناول الجانب الحقيقي من تاريخ أشرف مروان باعتباره بطلا وطنيا قدم للبلاد خدمات جليلة قبل وبعد حرب أكتوبر».

ثقافة مصرية عميقة الجذور

الحرب على «داعش» مستمرة، وإن رأى عمار علي حسن في «المصري اليوم» أننا أنتصرنا عليها: «انكسر «داعش» على نصال ثقافة مصرية عميقة الجذور، راسخة الأقدام، واضحة المعالم، تؤمن بأن هذه الدولة قامت في فجر التاريخ لتبقى إلى نهاية العالم، وأن أي مشروع لتفكيكها أو الانتقاص من أرضها أو تهديد وجودها مآله إلى انهزام، وأن أي شخص، أيا كان موقعه لا يفهم تلك المعادلة، التي تتشكل أطرافها من تصورات الدين والإرث الثقافي والخبرة الحياتية الطويلة لمن عاشوا على ضفاف النيل العظيم، لن يفلح في إقناع المصريين بسلامة مسلكه سيستدرك أحدهم ليقول لي: ما واجه «داعش»، وكسر شوكته، هو قوة السلاح. ولن أختلف مع المستدرك في ما ذهب إليه، لكنني سأرد عليه: أن الأسلحة لا تقاتل بنفسها، فوراء كل بندقية دافعية وجاهزية ورغبة رجال، يسري الإحساس بأهمية وجود الدولة واستقرارها واستمرارها في أذهانهم ووجدانهم، وهو إن كان يرقد أحيانا في اللاشعور، ويتوارى في زحام المشكلات اليومية المتفاقمة، فإنه سرعان ما يحضر إلى الشعور في ساعات الخطر، ويغلب كل شيء، بما فيه الحنق على سلطة قائمة، أو الاختلاف معها. طيلة التاريخ المصري كانت الدولة حاضرة، أيا كانت حالة الرضا عن أهل الحكم من عدمه، وهي مسألة لم تفهمها جماعة الإخوان في سنة حكمها، فاعتقدت واهمة أن تصورها عن الدولة الذي عفى عليه الزمن، بوسع المصريين أن يتقبلوه، وهو التصور الذي تم التعبير عنه على لسان مهدى عاكف بعبارة غاية في السوء والجهل والجحود: «طز في مصر». ولأن أغلب التنظيمات الدينية التي جنحت إلى الإرهاب قد تأثرت بأفكار سيد قطب، الذي تأثر بدوره بأفكار البنا والمودودي، لم تدرك ماذا تعني «الدولة» للمصريين».

نيران صديقة

التفسير الخاطئ للأحداث يمثل ضرراً على مصالح الوطن، وهو الأمر الذي يخشى من عواقبه في «الوطن» محمد بسيوني: «في معركتنا الدائمة ضد الإرهاب يجب أن تتكاتف السواعد والعقول مع السلاح لوقف خطر التخلف والإرهاب، لكننا نرى بعض المسؤولين في الحكومة والمعارضة والبرلمان والإعلام لا يهتمون بالتدقيق في قراراتهم ومواقفهم وتعليقاتهم على الأحداث، ونفاجأ بأنهم يطلقون نيراناً ضخمة على مسيرة الوطن تربك المواطنين وتزعج الآمنين وتضر بالسياسة العامة للدولة. ففي تطورات قضية سد النهضة سارع مسؤولون وإعلاميون إلى تفسير خاطئ لخطاب رئيس وزراء إثيوبيا وانطلقت نيران صديقة من «اليوم السابع» تؤكد أن السد لن يقوم، وخلفها سارت «صدى البلد» و«النهار»، وانفجرت موجات من التشفي والحنق، ثم اكتشف الجميع الخطأ، وأن الحقيقة هي توقف البناء لأسباب سياسية وإدارية ومالية وسيعود البناء، وحكومة مصر تساند إثيوبيا. وسافر وزيران مصريان كبيران لإثيوبيا ومن تبرعوا بالفتوى في الحالتين يمثلون إزعاجاً لصانع السياسة. وفي مشكلة النجم الكروي العالمي محمد صلاح نجد ذات النيران الصديقة تندفع أولاً لتنتقد بعنف اتحاد الكرة، ومعظم أعضائه ثم تندفع مرة أخرى لتهيل التراب على صلاح النجم المصري الأصيل، وفي الحالتين لا يقدم لنا مسؤول أو إعلامي معلومات عن المشكلة وكيفية حلها. ونيران صديقة أخرى مع سيل الجرائم البشعة التي أصبحت الاهتمام الأول لوسائل الإعلام العاملة في مصر خلال الشهر الماضي، والمبالغة في تتبع تفاصيل الحادثة وإفراد الصفحات والساعات التلفزيونية وتعدد المصادر لمناقشة الحادثة، ونسي الجميع أن التركيز على الحوادث بهذه الكيفية يصيب المواطنين بالفزع والهلع، فهل هذا يتوافق مع السياسة العامة للدولة؟».

لماذا رحلوا؟

«إذا كان من حق الدولة أن تغير كبار موظفيها، أو مسؤوليها، فإن من حق الناس أن تعرف كما يجزم عباس الطرابيلي في «المصري اليوم»، لماذا تم استبعاد البعض، ولماذا تغيرت مواقع البعض، وإن كنا نعرف ظروف بعض المحافظات الحدودية، مثل سيناء ومطروح والوادي الجديد وأسوان، فالأسباب أمنية في المقام الأول، حيث مناطق يحاول الإرهاب اختراقها في الشرق والغرب والجنوب، وربما الأخطر محافظات حدودية سواء مع حدودنا الغربية أو الجنوبية، وأيضاً حدودنا الشرقية. والناس من حقها أن تعرف، لماذا تم استبعاد محافظي القاهرة والجيزة مثلاً، ولماذا بقي محافظ بورسعيد، واستبعد محافظ الإسماعيلية، وهل هناك تقصير ما في أداء الذين تم استبعادهم؟ أم أنهم راحوا ضحية محافظة من أصحاب الصوت العالي مثل القاهرة أو الجيزة؟ وهل دائماً – أو غالباً – ما يجيء محافظ الإسكندرية محافظاً للعاصمة، أي تصعيده، ثم ماذا عن محافظي المناطق السياحية مثل الأقصر وأسوان وجنوب سيناء والبحر الأحمر؟ هذه وغيرها تساؤلات تتردد على ألسنة الناس منذ ظهرت الحركة الجديدة للمحافظين صباح أمس، ويتساءلون: هل هناك محافظات درجة أولى وأخرى درجة ثانية أو ثالثة، وأن المحافظين «درجات» مثل وزير ووزير دولة مثلاً؟ وإلا ما هي المبررات التي تقولها الحكومة عن نقل محافظ من محافظته إلى أخرى، فإذا كان قد أدى عمله ونجح فيه، فلماذا لا يستمر في محافظته ليكمل ما أشرف عليه من مشروعات. وكم نتمنى أن تخرج علينا الحكومة – ولو على لسان وزير التنمية المحلية- الذي هو «كبير المحافظين»، وخلال يومين لا أكثر تقول لنا كيف تمت حركة المحافظين وما الأسباب التي دعت إلى خروج الخارجين، وأيضاً أسباب حركة التنقلات».

تلفظ أنفاسها

تعيش صاحبة الجلالة وأهلها ظروفاً مأساوية، يحدثنا عنها محسن عبد العزيز في «الأهرام»: «تمشي الصحافة على الحافة، فهي إذا تكلمت أغضبت الحكومة، وإذا صمتت غضب الشعب. فأي ارتباك وأي حيرة تلك التي تجعلنا مشدودين إلى طرفين يبدوان متضادين هكذا، فيبالغ البعض في النقد، ويبالغ آخرون في المدح، وهي أشياء ضد طبائع الأمور. فالذي يكتب عن الوطن يجب أن يشير إلى مساحة الضوء، كما يشير إلى مساحة الظلال. ومن المزج بين الضوء والظلام، يكون نور الفجر الذي يحلم به الجميع. ذلك الضوء الشفيف الهامس، الذي يزيح الظلمة بهدوء، وبدون ضجيج، فيمنح الكون والخلائق قبلة الحياة والأمل كل يوم. ومع طلوع النهار وسطوع الشمس يعود ضوء الفجر إلى الظل مرة أخرى، يختفي تماماً. لكن أثره يظل حيا متوثبا في قلوب جميع الناس، فهو الأمل لكل الباحثين عن النقاء والحب. ولأنه يدرك ذلك جيداً ويعرف أن رسالته وصلت إلى البشر بدون صخب، وأنهم لا يستطيعون العيش بدونه، فإنه يعود كل يوم بالهدوء نفسه ليزيح الظلام، وينشر مسحة الضياء الشفيفة، تغسل البشر من الهموم والآلام. فيستقبلون متاعب الحياة بصبر ورضا، وقبل ذلك بأمل أن تروح. نعم : هذا هو دور الصحافة أن تمزج بين مساحتي الضوء والظلام فتخلق لدى الناس الأمل في الغد. ومساحة الضوء التي يجب أن نواجه بها الغلاء والزحام والصراعات، هي الفن والإبداع والعلم والعمل والاختراع. وكل من يذهب إلى عمله مهما كان بسيطا فإنه يضع لبنة في صرح الوطن».

الرهبنة طريقها وعر

«توقف الكاتب كمال زاخر في «البوابة» كثيرًا أمام حالة الاستقطاب الحادة لدينا في تناولنا للرهبنة، خاصة بعد مصرع أسقف دير أنبامقار، حتى من غير المهتمين بهذه المنظومة، وكثيرهم لا تتجاوز علاقتهم بالكنيسة هامش العادية والمناسباتية، فإذا استثنينا الفرقاء المحتربين من المشهد الصاخب، نجدنا أمام فريق ثالث ذهب إلى إسقاط كل اخفاقاته وأحلامه المثالية الحياتية والروحية غير المحققة على الرهبنة والأديرة، يطالبها بأن تكون هي البديل الذي يترجمها ويحققها، فتراه حادًا في تقييم واقعها ومغرقًا في استحضار النموذج التاريخي الآبائي، ومقارنته بما هو حادث ـ أو بالقدر الذي يعرفه عنه ـ فيجد لنفسه تبريرًا وأنه أفضل كثيرًا من كل هؤلاء. فيما يذهب البعض إلى التعامل معها باعتبارها مجتمعا بشريا شأن كل التجمعات البشرية النوعية، ويبرر ما اعتراها من ترهل ومفارقة لضوابطها الأساسية بأنه متسق مع التغيرات الاجتماعية ومعطيات الحياة المعاصرة، وفقًا لنظرية الأواني المستطرقة. بينما يطالب آخرون بمراجعة التزامات وأسس تلك المنظومة بالقدر الذي يحولها إلى خدمة المجتمع خارج أسوارها، فما الفائدة التي تعود علينا ـ كنيسة ومجتمعا ـ من وجود نفر من الناس انقطعوا عن العالم، ولديهم امكانات وقدرات تبقى حكرًا عليهم بينما البقية يهلكون جوعًا روحيًا وماديًا؟ ولا يتنازل فريق آخر عن المطالبة أن يعيد إنتاج رهبنة القرن الرابع كما هي، بدون أن يعترف بما اعترى الحياة من متغيرات، سواء في الشكل أو المضمون، وبغير أن ينتبه إلى أن «قلاية» ذاك الزمان لم تكن بعيدة كثيرًا عن مسكن المصري البسيط آنذاك، في هندستها ومبناها».

تفسيرات متعددة

الكلام عن التحرش بالنساء يتجدد كل فترة، ومن بين المتعاطفين مع المرأة عمرو حسني في «التحرير»: «لا شك عندي في أن مصر هي الجحيم لأي أنثى تضطر إلى الخروج من بيتها ليلا أو نهارا. هل لدى أحدكم أي شك في هذا؟ التحرش ظاهرة متعددة الأبعاد لا يصنعها فقط غياب الأخلاق، كما يزعم من يفسرون أسبابها بسطحية، وبأنها تحدث نتيجة لابتعاد المجتمع عن الدين. فالمجتمعات الغربية تبتعد تماما عن الدين، ولكن سطوة القانون واحترامه على مستوى السلطة والفرد تحد من ظاهرة التحرش لديهم، وتهبط بها إلى أدنى معدلاتها. تتعدد التفسيرات على وسائط التواصل الاجتماعي أمام متابعي حوادث التحرش. فهناك من يتبنى بلا ذرة من خجل فكرة إدانة الضحية، ويمنح المتحرش بالأنثى مبررا لتطاوله باللفظ أو باليد باعتبار أن ثيابها الكاشفة أو الضيقة أغوته وأثارت غرائزه، وهو الأمر الذي يحول الإنسان إلى حيوان تقوده شهوته الجنسية. ذلك التفسير المخجل يتجاهل تماما أن المحجبات والمنتقبات يتعرضن للتحرش، ولا تنقذهن ملابسهن الفضفاضة، ولا ابتعادهن المعلن عن الغواية من الوقوع كفرائس للمتحرشين. هؤلاء هم أتباع مدرسة اللحم المكشوف، التي تعتبر المرأة قطعة لحم، وتعتبر الرجل ذبابة تقف عليها. وهو منطق فاسد يهين الضحية قبل أن يهين المجرم، لأن المرأة تظل مجرد قطعة لحم حتى لو تغطت، ويظل الرجل ذبابة حتى لو لم يجد ما يعف عليه. ويرى الكاتب أن التحرش أسلوب حياة، والأنظمة التي تتحرش بمواطنيها بالقوانين سيئة السمعة، وتسلبهم حقوقهم الدستورية وتستقوى عليهم بدلا من حمايتهم، ليس عجيبا أن يتحرش مواطنوها ببعضهم وبعض ويتنمرون في ما بينهم للفوز بغنائم لا يستحقونها. النظام والمجتمع لا ينفصلان. المجتمعات لا تكون سوية إلا عندما تحكمها أنظمة سوية».

لمن يهمه الأمر

رسائل وجهها مجدي سرحان لعدد من المسؤولين في «الوفد»: «السيد وزير المالية: حذرناكم كثيرا من الفشل في تطبيق قانون الضرائب العقارية على الوحدات السكنية، بسبب رفضه جماهيريا، ولعدم دستوريته، ولغياب العدالة في تطبيقه، وأخيرا اعترفتم بالخطأ وقررتم تعديل القانون، الاعتراف بالخطأ فضيلة. إلى السيدين وزير الكهرباء ورئيس القابضة للمياه: بمناسبة خناقتكما على تحصيل فواتير استهلاك الكهرباء والمياه، وتبادلكما قطع الخدمات عن الجهات التابعة لكما، نسألكما: ألستما تتبعان حكومة واحدة ويمكنكما حل مشاكلكما بالهدوء والتراضي في غرفة مغلقة بدلا من هذه الفضائح الإعلامية؟ إلى السيد وزير الداخلية: حالة الأمن العام لا تسر عدوا ولا حبيبا، البلطجية و«السياس» يحكمون الشوارع ومعدلات الجرائم تتزايد بشكل مخيف، وبالمناسبة: ما أخبار جريمة قتل أسرة الرحاب؟ حالة المرور أيضا من سيئ إلى أسوأ، ورجال المرور لا نراهم الا عند تحصيل المخالفات، ما أخبار قانون المرور الجديد؟ إلى السادة وزراء الثقافة والأوقاف والشؤون الاجتماعية: آباء يقتلون أبناءهم وأبناء يذبحون آباءهم، تحرش واغتصاب وانحراف وشذوذ، جرائم روعت المجتمع، ليست آخرها جريمة قتل أسرة الرحاب، ولا أطفال الهرم الذين تخلصت أمهم من جثثهم بإلقائها في الشارع، ولا ابن الفنان الذي قتل بناته، ولا مدمن ميت سلسيل الذي ألقى بطفليه في النهر، ولا متحرش القاهرة الجديدة، ولا قتيل شاطئ الإسكندرية، وغيرها الكثير، أين أنتم من انتشار الجرائم الأسرية والاجتماعية في هذا الشكل المريع؟ إلى السيد وزير التعليم: من الآخر، هل ستبدأ الدراسة في المدارس اليابانية؟ أم أن التجربة فشلت وسيتم تحويل هذه المدارس إلى تعليم عادي؟ إذا كانت فشلت فلماذا؟ ومن يتحمل مسؤولية ذلك؟ وهل ستحاسبونه؟ إلى السيدة وزيرة الصحة: وقفنا طابور الصباح، وغنينا النشيد الوطني، وأدينا تحية العلم 3 مرات، ولم تتحسن «الصحة»، ألم يحن وقت الحساب؟».

حتى التماثيل اشتكت

نتوجه لساحة وزارة الثقافة حيث أبدت عبلة الرويني في «الأخبار» المزيد من الغضب نحوها: «قبل أكثر من شهر أصدرت الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة قرارا بتشكيل لجنة من الفنانين التشكيليين، ومن التنسيق الحضاري، لمراجعة تماثيل شوارع وميادين القاهرة (بعد واقعة تشويه تمثال الخديوي إسماعيل)، وإلى الآن لم نسمع عن تشكيل اللجنة، ولا خطتها ولا عملها، ما الذي أنجزته؟ وما هي حدود حركتها؟ وقبل أسابيع أيضا أصدر الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، قرارا بتشكيل (اللجنة العليا لتنظيم المهرجانات) لتحديد فلسفة المهرجانات ودورها، ومراجعة جدواها وتنظيمها والتنسيق بينها، صحيح أن اللجنة أعلنت وبدأت بالفعل اجتماعاتها في الأسبوع الماضي، لكن بمخالفات في اختيار بعض أعضائها (ينص القرار على عضوية الخبراء في المجالات الفنية والثقافية، على أن يكونوا من غير العاملين في المهرجانات والاحتفالات) بينما تم اختيار المخرج عصام السيد عضوا في اللجنة العليا، وهو المنسق العام لمهرجان المسرح التجريبي والمعاصر. وفي الاجتماع الأول استبعدت اللجنة من مجمل عملها، ما سمته المهرجانات الراسخة والمستقرة (والمقصود مهرجان القاهرة السينمائي، مهرجان الإسكندرية السينمائي، المهرجان القومي للسينما، مهرجان المسرح التجريبي، المهرجان القومي للمسرح، مهرجان الموسيقى العربية، مهرجان محكي القلعة للموسيقى والغناء)، فما الذي تبقى؟ استبعاد كل هذه المهرجانات (وغيرها أيضا) من خطة عمل تنظيم المهرجانات وتنسيقها، يبدو غريبا، خاصة أن صميم عمل اللجنة، هو المراجعة والتنظيم وإعادة النظر، وضبط الأداء ومعالجة القصور والنقص والدعم واقتراحات التنظيم والتطوير، وهو ما تحتاجه بالفعل كل هذه المهرجانات. من صميم عمل اللجنة العليا أيضا، مراجعة أوجه صرف الميزانيات، ومراجعة أشكال التمويل والدعم والرعاية المقدمة للمهرجانات، في ضوء تحول معظم المهرجانات، بما فيها المستقرة والراسخة، إلى سبوبة وسوق لتبادل الصفقات والمصالح.

المعاملة بالمثل

«لجأ العديد من السفارات الأجنبية إلى التعاقد مع شركات لقبول طلبات الحصول على تأشيرة دخول زيارة إلى هذه الدول، وهذا أمر عادي، كما يرى محمد الهواري في «الأخبار»، حتى إن كانت لا تطبقه مصر بالمثل في الدول الخارجية، ولكن أن تلجأ بعض السفارات العربية إلى شركات تقوم بهذا الدور في حالة طلب تأشيرة زيارة، سواء من رجال الأعمال أو غيرهم، فهذا يتسبب في إهدار كرامة المصريين في وطنهم، إضافة إلى ارتفاع تكلفة التأشيرة إلى 600 دولار، فهذا أمر غير مقبول، خاصة أن هذه المكاتب تطلب شهادات التخرج من المتقدمين للحصول على التأشيرة، ممن تجاوزوا سن الستين. اعتقد أن هذه المشكلة يجب أن يتم حلها بسرعة، أو أن تلجأ مصر للمعاملة بالمثل في حالة الحصول على تأشيرة زيارة لمصر، ورفع رسوم الحصول على التأشيرة بالعملة الأجنبية، عدا الرحلات السياحية الجماعية التي تأتي إلى مصر للزيارة ومشاهدة الآثار المصرية القديمة، أو قضاء الزيارة في المنتجعات السياحية، مع الضرب بيد من حديد على الشركات التي تسعي للسياحة الرخيصة على حساب جودة السياحة الوافدة إلى مصر. نحن في حاجة لتنشيط السياحة، سواء سياحة المؤتمرات أو السياحة العلاجية، أو سياحة المجموعات، والعمل على زيادة الليالي السياحية التي يتم على أساسها حساب دخل السياحة، إضافة لتخصيص مناطق لسياحة الأغنياء، كما يحدث في دول صغيرة مثل جزر المالديف، مع توفير كل التسهيلات للسائحين للتمتع بجو مصر وشواطئها الخلابة وآثارها القديمة».

الشريرة «رويترز»

نتوجه بالمعارك إلى ساحة «رويترز» التي يهاجمها أحمد أبو المعاطي في «الأهرام»: «لا تكف بعض وكالات الأنباء الأجنبية عن ألعابها الشريرة ضد مصر، وحسنًا فعلت مصلحة الضرائب، بالبيان الذي أصدرته قبل أيام، لتوضيح ما بثته «رويترز» من تصريحات على لسان رئيسها عماد سامي، وقد سألت عن الرجل زملاء له، فشهدوا له بالمهنية والكفاءة، على نحو يجعل المرء يميل كثيرًا، إلى أن وكالة الأنباء الدولية، ولها في ذلك سوابق كثيرة، لم تتعامل بالدقة اللازمة، مع ما ذكره من تصريحات، لم تكن تستهدف في حقيقة الأمر، إلا الصالح العام للوطن. بدت التصريحات التي نشرتها «رويترز» بتلك العناوين المثيرة، لرئيس مصلحة الضرائب، أقرب ما تكون إلى «دق إسفين»، بين قطاع كبير من المستثمرين وحكومة الدكتور مدبولي، خصوصًا أنها تعرضت لواحدة من أهم الإجراءات التي تتعلق بتشجيع الاستثمار في مصر، وهي سرية الحسابات الخاصة في البنوك. وما يُثير الدهشة بحق، هو أن مثل هذا الموضوع لم يُطرح من قبل في أي صورة من الصور، فما الذي يمكن أن تستفيد منه مصلحة الضرائب، بالاطلاع على الحسابات الخاصة للممولين؟ غير أن السؤال الأهم الذي طرحته الأزمة، التي سارع محافظ البنك المركزي إلى نزع فتيلها، بالتأكيد على أن سرية حسابات العملاء في البنوك «خط أحمر»، يظل قائمًا، وهو: هل تحتاج مصلحة الضرائب بالفعل، والنظام الضريبي في مصر، إلى تعديلات قانونية جديدة، حتى يؤدي هذا النظام دوره على أكمل وجه؟ الحقيقة تقول، إننا لسنا في حاجة إلى تعديلات قانونية جديدة، بقدر ما نحتاج إلى إدارة حقيقية وذكية للتعامل مع هذا الملف المهم».

كن جميلاً

«على سور كل مدرسة في مصر تقريبًا، كما لاحظ عمرو جاد في «اليوم السابع»، ستجد العبارة الشهيرة «كن جميلًا تر الوجود جميلًا»، لكن الناس لم يعودوا يصدقون الشعارات التي لا تجلب المال، والشخص الوحيد الرابح هو الذي يتولى كتابة مثل هذه الجمل، لأن مسؤولا عبقريا اعتبر أنه بهذه الطريقة سيحفز الناس على العلم واحترام قيم الجمال والخير، تلك التي كنا نحترمها حين كانت المدرسة كيانا مقدسا لا يقبل التشويه، وكانت الشعارات موجودة على ظهر الكراسات ومانشيتات الصحف فقط، الآن يتم تشويه أسوار المدارس برسومات رديئة المستوى، ونصائح لا يثق الناس في جدواها، طالما لم يجدوا لها تفسيرًا على الإنترنت، أما التلاميذ فبالتأكيد لن يفهموها ما لم يتم غرسها في نفوسهم في المنزل أولًا، ومستقبلهم أصبح متعلقًا بأمور أخرى يمكن أن تشجعهم عليها مثل البحث العلمي والذكاء الاصطناعي وتنشيط مهاراتهم العلمية لحل مشاكل بيئاتهم المحيطة، بدلًا من الاعتماد على كتب الحكم والأمثال».

الصينيون قادمون

قام عماد حسين مؤخراً بزيارة لكندا، فخرج بحقيقة مفادها، كما أشار في «الشروق»، إلى أن الصين باتت جاهزة لغزو العالم عبر هجرة أمواج من سكانها للخارج: «الوجود الصيني المتزايد، الذي يؤشر إلى عصر قريب، لا يحتل فيه الصينيون صدارة الاقتصاد والتصدير في العالم أجمع فقط، ولكن التواجد في مناطق كثيرة في العالم. هم موجودون بالفعل في كل مكان في كندا، وعلى حد تعبير الصديق محمود مسلم رئيس تحرير «الوطن» ــ الذي رافقني في الرحلة مع الصديق علاء ثابت رئيس تحرير «الأهرام» ــ فلو قرر 5٪ فقط من الصينيين الاستيطان خارج بلدهم، فسوف يشكلون كتلا كبيرة. الآن بدأت آثار الثروة الاقتصادية الصينية تظهر أكثر فأكثر على حياة المواطنين. والطريف أن بعض السلع التي يصدروها للبلدان المختلفة يعود بعضهم لشرائها من هذا الخارج مرة أخرى، خصوصا إذا كانت من الماركات أو «البرندات» العالمية المعروفة. لم يعد الصينيون يتحدثون اللغة الصينية فقط، كما كان شائعا في الماضي. رأيتهم وسمعتهم في كندا يتحدثون الإنكليزية والفرنسية بلكنة غربية واضحة. وحينما عدت من تورنتو إلى مطار القاهرة فجر السبت الماضي، كان الصينيون يمثلون الأغلبية في طوابير الجوازات، نظرا لوصول طائرتين من بكين وجوانزو في توقيت شبه متزامن. الغزو الصيني للخارج يتنوع ويتوغل، وقد نرى أثارا له في أكثر من مكان في العالم في المستقبل القريب جدا».

هل يرحمه القدر؟

وصلنا لمحطة الرئيس الأمريكي الذي يعيش أسوأ أيامه، ويهتم بأمره محمد المنشاوي في «الشروق»: هناك جدل دستوري كبير حول إمكانية توجيه اتهامات جنائية للرئيس الأمريكي أثناء فترة حكمه، وأغلب الخبراء يعتقدون صعوبة ذلك، كون عدم وجود سوابق تاريخية على الإطلاق لتوجيه اتهامات لرئيس في فترة حكمه. فقط يستطيع مجلس النواب في الكونغرس (حال ما أطلعه المحقق مولر على قيام الرئيس بمخالفات قانونية) التصويت على عزل الرئيس بالأغلبية البسيطة في خطواتها الأولى، أي أغلبية النصف + 1، ثم تتم محاكمته أمام مجلس الشيوخ، ويقتضي موافقة ثلثي الأعضاء، كي يصدر أي حكم، من هنا تتجه كل الأنظار إلى انتخابات الكونغرس المقبلة يوم 6 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. ومع الاستقطاب غير المسبوق في التاريخ السياسي الأمريكي، لا يمكن تصور بدء سيناريو عزل الرئيس، وليس بالضرورة انتهاؤه بهذه الصورة، إلا في حالتين، الأولى أن يفوز الديمقراطيون بأغلبية مجلس النواب، ويتم التصويت الإيجابي على عزله كخطوة أولى، وهذا وارد، من ثم يحاكمه مجلس الشيوخ، الذي يشترط فيه الحكم بأغلبية الثلثين، وهذا سيناريو بعيد المنال حاليا. الثانية أن تحمل الأسابيع والأشهر المقبلة مفاجآت من عيار ثقيل يتغير على أثرها دعم الجمهوريين له، ولا تترك أمام ترامب إلا بديل الاستقالة تجنبا للمحاكمة».

الصحافة تسير على الحافة فإن تكلمت أغضبت الحكومة وإن صمتت غضب الشعب وحالة المرور من سيئ إلى أسوأ

حسام عبد البصير

تركيا تصنف هيئة تحرير الشام مجموعة «إرهابية»… وروسيا: دمشق لها حق طرد المسلحين من إدلب

Posted: 31 Aug 2018 02:23 PM PDT

عواصم – «القدس العربي» ووكالات: بينما اتّهم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أمس نظيره الروسي سيرغي لافروف بـ «الدفاع عن هجوم» عسكري واسع النظام يعتزم النظام السوري شنّه بدعم من روسيا على محافظة ادلب، آخر معقل للفصائل المسلحة والجهادية في سوريا، أعلنت تركيا رسمياً الجمعة تصنيف «هيئة تحرير الشام» التي تسيطر على غالبية محافظة إدلب السورية، منظمة «إرهابية» في حين تبدو دمشق عازمة على شـن هجوم وشـيك على المنـطقة.
ووفقًا لعدد الجريدة الرسمية الصادر الجمعة، فقد أضافت الحكومة التركية هذه المجموعة الجهادية إلى قائمتها الخاصة بـ»الأسماء الأخرى المستخدمة» من جانب «جبهة النصرة»، الفرع السابق للقاعدة في سوريا والتنظيم نفسه المصنّف على أنه «إرهابي» من قبل أنقرة.
وغيّرت «جبهة النصرة» اسمها عام 2016 إلى جبهة «فتح الشام» المجموعة التي تمّ حلّها العام الماضي وقام أنصارها فضلاً عن منظّمات أخرى، بتشكيل «هيئة تحرير الشام». وتسيطر هذه الهيئة حالياً على 60% من محافظة إدلب. ومنذ أسابيع، يحشد النظام تعزيزات قرب محافظة إدلب الحدودية مع تركيا قبل هجوم محتمل يعتبر المعركة الكبرى الأخيرة في النزاع الذي يمزق البلاد منذ عام 2011. وتجري حالياً مفاوضات مكثّفة بين أنقرة وموسكو. لكن من غير الواضح ما اذا كان قرار تركيا تصنيف «هيئة تحرير الشام» مجموعة إرهابية مؤشرا إلى دعم هجوم تتعرض له إدلب. ورفض مسؤولان تركيان كبيران اتصلت بهما وكالة فرانس برس التعليق.وقد حذرت تركيا من «كارثة» قد تسفر عن «الحل العسكري» في إدلب، لكنها قد تكون مستعدة للموافقة على هجوم محدود، وفقًا لبعض الخبراء. كما يثير مصير إدلب قلق الغربيين الذين حذروا الثلاثاء من «العواقب الكارثية» للهجوم العسكري خلال اجتماع مخصص للاوضاع الإنسانية في سوريا في الأمم المتحدة. في غضون ذلك، عززت تركيا مراكز المراقبة ال 12 التابعة لها في محافظة إدلب، في حين عززت روسيا وجودها العسكري قبالة سوريا حيث تنتشر أكبر قوة بحرية منذ بداية النزاع.
ويبدو ان النظام السوري يستعد لهجوم وشيك على ادلب خاصة بعد أن سوغ له الروسي البدء بذلك وأعطاه الغطاء الكامل، فقد قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الجمعة إن الحكومة السورية لها كامل الحق في تعقب المتشددين وطردهم من إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة. وأضاف لافروف أن المحادثات مستمرة لإقامة ممرات إنسانية في إدلب. ودعت الأمم المتحدة روسيا وإيران وتركيا إلى تأجيل المعركة التي يمكن أن تؤثر على ملايين المدنيين وحثت على فتح ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين. وكان قال المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة إن بوتين سيحضر قمة ثلاثية في طهران في السابع من سبتمبر/ أيلول مع رئيسي تركيا وإيران.
لكن أمر الحرب ضد إدلب يبقى رهناً باتفاق مع تركيا التي تدعم الفصائل المعارضة وخصوصاً أن المباحثات بين موسكو وانقرة تكثّفت في الأسابيع الأخيرة. وأثار مصير محافظة إدلب في الأيام الأخيرة قلق الغربيين الذين حذروا من «تداعيات كارثية» لأي عملية عسكرية، وذلك خلال اجتماع في الأمم المتحدة خصص لمناقشة الوضع الإنساني في سوريا. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعرب عن أمله الأربعاء في أن لا تعمد الدول الغربية إلى «عرقلة عملية مكافحة الارهاب» في إدلب.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السعودي عادل الجبير في موسكو «آمل في أن لا يشجع شركاؤنا الغربيون الاستفزازات، وأن لا يعرقلوا عملية مكافحة الارهاب» في إدلب، في وقت يستعد فيه النظام لشن هجوم لاستعادة هذه المحافظة الواقعة في شـمال غرب سـوريا.
وقال الوزير الأمريكي في تغريدة على تويتر إن «سيرغي لافروف يدافع عن الهجوم السوري والروسي على إدلب»، مضيفاً إن «الولايات المتحدة تعتبر أن هذا الامر تصعيد في نزاع هو أصلاً خطير». وفي تغريدة ثانية قال بومبيو إن «الثلاثة ملايين سوري الذين أجبروا أصلاً على ترك منازلهم وهم الآن في إدلب سيعانون من هذا الهجوم. هذا ليس جيداً. العالم يشاهد».
وتسيطر هيئة تحرير الشام (الفرع السابق للقاعدة في سوريا) على ستين في المئة من محافظة ادلب (شمال غرب) المحاذية لتركيا، وتضم المنطقة ايضا العديد من الفصائل المعارضة. كذلك، اتهم لافروف الغربيين بانهم «يركزون مجددا في شكل كبير» على «هجوم كيميائي مفبرك» سينسب إلى الحكومة السورية. واضاف الوزير الروسي «هناك تفهم سياسي كامل بين موسكو وانقرة. من الملح ان يتم الفصل بين ما نسميه معارضة معتدلة والإرهابيين، وان يتم التحضير لعملية ضد هؤلاء عبر الاقلال قدر الامكان من الاخطار على السكان المدنيين».

تركيا تصنف هيئة تحرير الشام مجموعة «إرهابية»… وروسيا: دمشق لها حق طرد المسلحين من إدلب
واشنطن تتّهم موسكو بـ «الدفاع عن هجوم» وشيك للنظام السوري على إدلب

وزارة الأوقاف المغربية توقف خطيب مسجد تهجم على السعودية

Posted: 31 Aug 2018 02:23 PM PDT

الرباط –« القدس العربي»: أوقفت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الدكتورعبد الحميد نجاري، خطيب الجمعة في مسجد عمر بن الخطاب في مدينة بركان شرق المغرب، عن الخطبة، عقب خطبة الجمعة التي هاجم فيها السعودية.
وأعادت الوزارة قرارها إلى أن خطيب الجمعة، عبد الحميد النجاري، قام بزج خطبة الجمعة ليوم 24 آب/ أغسطس 2018، في مواضيع تكتسي طابعًا سيـــــاســيًا، ما يتنافى والحياد الواجب توفره في القيمين الدينيين المنصوص عليه في المادة السابعة من الظهير الشريف (مرسوم ملكي) رقــم 1.14.104 المتعلق يتنظيم مهمات القيمين الدينــــيين وتحديد وضعياتهم.
وذكرت مصادر عليمة أن الـــسبب المباشر لتوقيف الخطيب المذكور هو انتقاده حكــام العربية الســــعودية، واعتباره أن «زوال غطاء مكة هو فأل خير لزوال الظلم الذي استفحل بها»، وأنه عمل على التذكير بـ«حادث سابق لزوال غطاء الكعبة في فترة تاريخية كـــان الظلم قد استفحل في تلك البقاع المقدسة».

وزارة الأوقاف المغربية توقف خطيب مسجد تهجم على السعودية

 قاعات البرلمان الأوروبي تتحول إلى مسرح مواجهات بين المغرب وجبهة البوليساريو

Posted: 31 Aug 2018 02:22 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: كانت قاعات البرلمان الأوروبي مسرحًا لمواجهات بين المغرب وجبهة البوليساريو، في خضم مناقشات اتفاقية الصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي الموقعة بالأحرف الأولى، في تموز/ يوليو الماضي، ويتضمن فقرات حول استفادة المناطق الصحراوية من عائدات الاتفاقية، ومواءمة الاتفاق مع قرار محكمة العدل الأوروبية القاضي بعدم شرعية وجود المياه الإقليمية المغربية المواجهة للمناطق الصحراوية ضمن الاتفاق السابق. وإضافة إلى المرافعات الرسمية، استمع البرلمانيون الأوروبيون إلى مرافعات المنتخبين ومنظمات المجتمع المدني بمختلف الاتجاهات، تمهيدًا للمصادقة عليها لدخولها حيز التنفيذ.
واستمعت لجنة التجارة الخارجية بالبرلمان الأوروبي التي تقوم بعملية المراقبة، إلى ممثلي الساكنة الصحراوية المنتخبين، الذين جاؤوا من العيون والداخلة وتحدثوا عن استفادة وانعكاس اتفاقيتي الفلاحة والصيد البحري مع الاتحاد الأوروبي على هذه الساكنة وانعكاساتهما على التنمية المحلية وحياة الساكنة.
وأبرز ممثلا الجهتين القيمة المضافة التي تم تسجيلها في مجال تشغيل الشباب والتنمية في القطاعين معًا، داعيين النواب الأوروبيين إلى دعم المصادقة على الاتفاقين اللذين تبدو انعكاساتهما على المنطقة بشكل جلي. وتحدثا عن الزخم الاقتصادي الذي تعرفه المنطقة بفضل المشاريع الكبرى التي تم إطلاقها في المنطقة. وأكد ممثلو منظمات غير حكومية أن أثر اتفاقات الشراكة مع أوروبا فيما يتعلق بخلق مناصب للشغل والتنمية المحلية كانت مهمة، داعين إلى تعزيز هذه الشراكة لما فيه مصلحة للساكن، وشددوا على المقاربة التشاركية التي اعتمدتها المفوضية الأوروبية لدى الساكنة والفاعلين المعنيين من أجل توفير جميع شروط تجديد الاتفاقات مع الاتحاد الأوروبي.
وأكد المفوض الأوروبي المكلف بالشؤون الاقتصادية والمالية والضريبية والجمركية، بيير موسكوفيتشي، في وقت سابق، أمام لجنة التجارة الخارجية، أن جميع الفاعلين المعنيين تمت استشارتهم، معربًا عن أسفه لكون بعض المنظمات (المؤيدة لجبهة االبوليساريو) رفضت مرارًا الرد بشكل إيجابي على دعوة المفوضية الأوروبية.
وقال موسكوفيتشي إن «المفوضية وقسم العمل الخارجي قاما باستشارات واسعة وشاملة مع جميع الفاعلين المعنيين، والذين عبر غالبيتهم عن دعمهم للاتفاق»، معربًا عن أسفه لرفض بعض المنظمات المشاركة في هذه الاستشارات، وقال: «اليد كانت ممدودة وتم بذل جميع الجهود من أجل دفع هذه المنظمات لحضور الاجتماعات التي برمجناها معها».
وكان المنتخبون الممثلون للجانب المغربي قد عبروا قبل بدء المداخلات عن أسفهم في رؤية أعضاء من جبهة البوليساريو يفضلون تجنب المواجهة مع الممثلين الحقيقيين لساكنة الصحراء وهم المنتخبون ومختلف الفاعلين في المجتمع المدني، والذين يشاركون بكل استقلالية وبشكل ديمقراطي في تدبير الشأن المحلي، ويستفيدون من ثمار التنمية الاقتصادية على غرار مواطنيهم بباقي جهات المغرب. وفي الإطار نفسه، استمعت لجنة التجارة الدولية في البرلمان الأوروبي إلى محمد سيداتي، عضو الأمانة الوطنية، الوزير المنتدب المكلف بأوروبا، بحضورأعضاء من البرلمان الأوروبي من مختلف الطيف السياسي وفعاليات مختلفة من خبراء ومهتمين.
وانتقد محمد سيداتي التعاطي الأوروبي مع ملف الثروات في الصحراء و»المناورات الحالية التي تنتهجها مؤسسات أوروبية بهدف الالتفاف على قرارات المحاكم الأوروبية الداعية إلى احترام الشرعية الدولية»، كما انتقد بشدة مقترح التعديلات الذي تقدمت به المفوضية الأوروبية الذي يدرج الأراضي الصحراوية في الاتفاقيات بين المغرب والاتحاد الأوروبي، معتبرًا هذه التعديلات خرقًا سافرًا و واضحًا لأحكام القضاء الأوروبي التي كانت واضحة وجلية في هذا الشأن.
وأبرز محمد سيداتي المسؤولية الأوروبية في استمرار حالة الاحتقان وتردي الأوضاع وما يترتب من عواقب وخيمة على السلم والاستقرار بالمنطقة، مشيرًا إلى أن كل هذا سيسهم في تقويض مجهودات السلام والأمل في اإجاد حل سلمي عادل في الأفق القريب.
وقال إن محاولة تمرير اتفاقات في وقت يطالب فيه المجتمع الدولي بمفاوضات مباشرة لتسوية النزاع بوساطة المبعوث الشخصي للأمين العام معرقل لعمله، و»إن التوقيع على هذا النوع من الاتفاقات اللاشرعية هو الضوء الأخضر للمغرب لمواصلة إدارة ظهره لجهود السلام».

 قاعات البرلمان الأوروبي تتحول إلى مسرح مواجهات بين المغرب وجبهة البوليساريو

محمود معروف

الضفة الغربية تنتفض في وجه الاستيطان والاحتلال … إصابات في مسيرات غضب في رأس كركر وكفر قدوم

Posted: 31 Aug 2018 02:21 PM PDT

رام الله ـ «القدس العربي»: اندلعت مواجهات عنيفة بين المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية، وبين قوات الاحتلال، في إطار موجة الغضب الشعبي العارمة، الرافضة لمخططات الاستيطان الإسرائيلية الجديدة، ومخططات الإدارة الأمريكية الرامية لتمرير «صفقة القرن»، أسفرت عن أصابة طفل «12 عاما» بشظايا قنبلة صوتية في رأسه، فيما تعرض آخرون لحالات اختناق، خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة قرية نعلين، غرب مدينة  رام الله، السلمية الأسبوعية المناهضة للاستيطان والجدار الفاصل.
وقالت مصادر محلية إن المسيرة انطلقت تنديدا بـ «صفقة القرن»، حيث هاجمها جنود الاحتلال بقنابل الصوت وقنابل الغاز المسيل للدموع ما أدى لإصابة طفل بشظايا قنبلة صوتية في رأسه.
وفي تظاهرة وقعت في بلدة رأس كركر غرب مدينة رام الله، رفضا للمخطط الاستيطاني الجديد، القائم على مصادرة أراض من البلدة وبلدات مجاورة، لشق طريق استيطاني، أصيب العشرات من المواطنين بحالات اختناق جراء قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي، للمسيرة السلمية التي انطلقت هناك.
وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال أطلقت الأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط، وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع بكثافة باتجاه المواطنين، الذين كانوا يؤدون صلاة الجمعة فوق الأراضي المهددة بالاستيلاء، ما أدى إلى إصابة العشرات منهم بحالات اختناق.
وتعهد رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف، خلال المسيرة التي انطلقت بالبلدة، باستمرار الفعاليات حتى إفشال مخططات الاحتلال الهادفة إلى الاستيلاء على أراضي المواطنين وطردهم، في كل من بلدة رأس كركر والخان الأحمر.
وجدد التأكيد على خطورة المخطط الاستيطاني الذي يحاول الاحتلال تنفيذه في قرى غرب محافظة رام الله والبيرة، والهادف إلى ربط المستوطنات المقامة على أراضي المواطنين في تلك المناطق، بمستوطنة «موديعين» وأراضي عام 1948، وعزلها عن بعضها البعض، ودعا الفلسطينيين للوقوف في وجه كل المخططات الاحتلاليه.
وكان الوزير عساف أصيب برفقة أربعة مواطنين، خلال مشاركتهم في فعاليات احتجاجية ضد مصادرة أراض في قرية رأس كركر.
وصباح أمس جددت جرافات إسرائيلية استقدمها المستوطنون، عمليات التجريف لأراض في قرية راس كركر غرب مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، في إطار الخطط التي أعلن عنها قبل أيام، والتي تقوم على مصادرة أراض من تلك القرية، لصالح شق طريق استيطاني جديد، حيث قام المستوطنون بذلك بحماية قوات الاحتلال، الذي هددوا بإطلاق النار على المواطنين المحتجين.
ويحاول المستوطنون بحماية من قوات جيش الاحتلال مصادرة أراض تتبع تلك القرية، من أجل شق طريق استيطاني جديد، وشهدت القرية خلال الأيام الماضية إضرابات شاملة، طالت جميع مناحي الحياة، واحتشد المواطنون قرب المنطقة المستهدفة بالمصادرة، رفضا لقرارات الاحتلال وخطط المستوطنين.
كذلك اندلعت مواجهات بين المواطنين وقوات الاحتلال في بلدة كفر قدوم، قضاء مدينة قلقيلة شمال الضفة الغربية، عندما خرج الأهالي بمشاركة نشطاء ومتضامنين أجانب، في المسيرة الأسبوعية السلمية المنددة بإغلاق شارع البلدة الرئيس منذ 15 عاما، وبـ «صفقة القرن» الأمريكية.
وأسفر هجوم جنود الاحتلال على المسيرة عن وقوع إصابات في صفوف المواطنين، الذين وصلوا إلى منطقة الجدار الفاصل. وقال القيادي في حماس عبد الحكيم حنيني، إن «خيار المقاومة» هو السبيل الوحيد لردع الاحتلال، وإيقاف توسعه الاستيطاني وعدوانه المستمر على الإنسان والأرض الفلسطينية، وذلك في تعقيبه على المخططات الاستيطانية الجديدة.
وكانت قوات الاحتلال استبقت أحداث يوم أمس، بأن شنت حملة اعتقالات طالت عددا من المواطنين خلال حملة دهم في أرجاء متفرقة من الضفة الغربية.
وذكر جيش الاحتلال أنه اعتقل أربعة فلسطينيين خلال تلك الحملة، بزعم أنهم «مطلوبون» لأجهزة الأمن، على خلفية مشاركتهم في فعاليات مقاومة شعبية.
وجاء ذلك بعدما شهدت الكثير من مناطق الضفة الغربية، اندلاع مواجهات شعبية، رشق خلالها الفلسطينيون الدوريات الإسرائيلية بالحجارة.
إلى ذلك فقد اعتدت قوات الاحتلال على شاب من مدينة القدس المحتلة، بالضرب المبرح، بعد اعتقاله أثناء وجوده عند «باب الأسباط»، أحد أبواب المسجد الأقصى.
وأكد هذا الشاب أن قوات الاحتلال اعتدت عليه بالضرب المبرح، لحظة إدخاله مركزا للشرطة، وهو مقيد اليدين، حيث تركزت عمليات الضرب في منطقة الوجه، حيث أخضع بعد ذلك الاعتداء للتحقيق، قبل أن يحول لأحد المشافي لتلقي العلاج، وأخلي سبيله في وقت لاحق، على أن يحضر مجددا لاستكمال التحقيق، بسبب خطورة وضعه الصحي.

الضفة الغربية تنتفض في وجه الاستيطان والاحتلال … إصابات في مسيرات غضب في رأس كركر وكفر قدوم
قوات الاحتلال شنّت حملات اعتقال واعتدت على شاب مقدسي بالضرب المبرح
أشرف الهور:

«فصائل المقاومة» تهدد بـ «العمل العسكري» في حال طال الحصار

Posted: 31 Aug 2018 02:21 PM PDT

غزة – «القدس العربي»: في إشارة إلى رفض «فصائل المقاومة» في غزة تأجيل عملية رفع الحصار المفروض على القطاع، وهو أحد أهم بنود اتفاق «التهدئة الطويلة»، الذي تتوسط فيه مصر، والذي كان يعد أن يدخل حيز التنفيذ الأسبوع الماضي، لكنه أجل بسبب إرجاء مباحثات الجولة الثانية من قبل الوسيط المصري، لموعد لم يحدد بعد، هدد أحد الفصائل بشن هجمات صاروخية على إسرائيل، في الوقت الذي تواصل فيه الخلاف بين حركتي فتح وحماس حول هذا الملف. وعلى الرغم من انقضاء أسبوع كامل على تأجيل لقاءات التهدئة الثانية، بطلب من الوسيط المصري، إلا أنه حتى اللحظة لم يجر تحديد موعد آخر، غير أن مصادر مطلعة تشير إلى أن التحركات المصرية لتحقيق ذلك لم تتوقف، حيث عقد مسؤولون في جهاز المخابرات المصرية أول أمس لقاء مع وفد قيادي من حركة حماس في القاهرة، ناقش ملفات «التهدئة والمصالحة».
وبما يدل على ذلك أيضا، جرى تحديد موعد جلسة لحكومة تل أبيب المصغرة، المتهمة بالأمور الأمنية والسياسية الأحد المقبل، لبحث ملف التهدئة، حيث عقدت هذه الحكومة خلال الأسابيع الماضية جلسات عدة، جرى الكشف بأنه لا توجد ممانعة للتوصل إلى التهدئة وفق الوساطة المصرية والأممية، حيث أقر بذلك وزراء بشكل علني.
وكان وزير السياحة الإسرائيلي ياريف ليفين أكد أن بلاده غير معنية باللجوء إلى إجراءات عسكرية مع حماس ما دام يمكن التوصل إلى حلول، مشددا على أن الخيار العسكري «موجود دائما ولكنه الأخير».
وفي سياق قريب توعدت لجان المقاومة الشعبية، وهي أحد «فصائل المقاومة» في غزة، التي شاركت في مباحثات التهدئة الأولى في القاهرة، بالدخول في مواجهة عسكرية مع إسرائيل، حال لم يرفع الحصار، وهو أحد أهم النقاط التي يتضمنها اتفاق «التهدئة الطويلة» التي ترعاها مصر.
وقالت لجان المقاومة في بيان صحافي وهي تشير صراحة لذلك «صبرها لن يطول إذا لم يرفع الحصار الصهيوني الظالم والعقوبات الجائرة عن شعبنا في قطاع غزة». وأكدت أنها «لن تتوانى في خوض معركة كسر الحصار الصهيوني بكل الوسائل والإمكانيات من أجل رفع المعاناة عن أهلنا الصامدين في قطاع غزة».
وتابعت وهي ترسل رسائل إلى إسرائيل «»صواريخ ألويتنا المظفرة جاهزة لتطال جميع الأهداف الصهيونية على امتداد أرض فلسطين المحتلة».
يشار إلى أن الخلافات بين فتح وحماس تصاعدت خلال الساعات الـ 48 الماضية، بخصوص ملف التهدئة، حيث حذرت حركة فتح والقيادة الفلسطينية من جديد حركة حماس من مغبة الذهاب إلى توقيع اتفاق التهدئة، بدون إتمام المصالحة، وبدون أن يكون الاتفاق موقعا باسم المنظمة، وحذرتها من أن ذلك سيدفع باتجاه تحميلها كامل المسؤولية عن إدارة قطاع غزة بما في ذلك النفقات، وهددت بفرض «إجراءات» جديدة، فيما أكدت حماس مضيها في الجهود الرامية لتخفيف الحصار عن غزة.
وكان قائد حماس في غزة يحيى السنوار، توقع أن يتم إنجاز التهدئة في غضون شهرين على الأكثر، بالرغم من تأجيل مصر لجولة المباحثات الثانية.
وقال السنوار إن السقف الزمني للوصول إلى تهدئة بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي «ليس طويلا»، وإنه ستكون هناك خلال أسبوعين ورقة حول التهدئة، متوقعا أن يكون هناك تحسن ملموس في رفع الحصار حتى منتصف أكتوبر/ تشرين الأول، وشدد قائد حماس على أن الحصار الإسرائيلي «سيكسر وسينتهي».
وانتقد موقف حركة فتح من التهدئة والمصالحة، وأشار إلى أن مصر ستستمر في رعاية ملف التهدئة، حتى في حال فشل إتمام ملف المصالحة.
والمعروف أن إسرائيل تفرض منذ 12 عاما حصارا خانقا على قطاع غزة، أدى إلى تراجع الأوضاع الاقتصادية، وإلى زيادة كبيرة في أعداد ونسب الفقر والبطالة.
ويجري العمل وفق مخطط التهدئة، على إنهاء الحصار، من خلال تسهيل حركة البضائع من معبر كرم أبو سالم، الفاصل عن إسرائيل وكذلك تسهيل حركة المسافرين والبضائع من معبر رفح الفاصل عن مصر، ضمن المرحلة الأولى لاتفاق التهدئة الذي تجري الاتصالات حوله.

«فصائل المقاومة» تهدد بـ «العمل العسكري» في حال طال الحصار
التحركات المصرية تتواصل رغم عدم تحديد موعد الجولة الثانية لمباحثات التهدئة

الخارجية القطرية: نتابع بقلق التقارير عن استعانة الإمارات بشركات إسرائيلية للتجسس

Posted: 31 Aug 2018 02:21 PM PDT

الدوحة ـ «القدس العربي»: أكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية أن وزارة الخارجية القطرية تتابع ببالغ القلق التقارير الإعلامية التي تتحدث عن استعانة جهات وشخصيات حكومية رفيعة المستوى في دولة الإمارات العربية المتحدة بشركات إسرائيلية واستخدام تقنياتها للتجسس على دول وشخصيات منها شخصيات حكومية قطرية ومنذ سنوات، وذلك باختراق الهواتف المحمولة.

وقال المصدر، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية (قنا): يتضح من التقارير بأن الأدلة أرفقت بملفات قضائية وأن هذا الكشف يعكس أن المشكلة التي يعاني منها القائمون على سياسة أبوظبي الخارجية عميقة وقديمة، ويطرح أسئلة عدة حول جذور الأزمة الخليجية الحالية، وكم قضى من افتعلوا هذه الأزمة من الوقت للتخطيط لتمزيق عرى التعاون والأخوة بين الأشقاء في الوقت الذي كانت شعوب الخليج تتطلع فيه إلى مزيد من التكامل.

وأضاف: لقد بدأت الأزمة الخليجية الحالية بعملية إرهاب إلكترونية وقرصنة لموقع وكالة الأنباء القطرية واليوم تشير هذه التقارير الإعلامية بأن سلسلة الانتهاكات تمتد إلى ما قبل عملية القرصنة، كما يبدو أنها مستمرة.

وشدد المصدر على شجب وزارة الخارجية في دولة قطر لأية محاولات للتعدي على خصوصيات الأفراد وانتهاك سيادة الدول من خلال محاولة التجسس على مسؤوليها وتدعو مطوري مثل هذه التقنيات إلى التحلي بالقدر الأدنى من القيم والأخلاق وإلى التزام القوانين والأعراف المعمول بها دوليا، وقال إن دولة قطر تدعو المجتمع الدولي إلى ضبط مجال الأمن الرقمي قانونيا إذ لا يجوز أن يبقى مرتعا لجرائم التجسس وانتهاك الخصوصية دون رادع أو عقوبات دولية.

من جهتها قالت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في دولة قطر إنها تقوم بتقديم الدعم اللازم للضحايا القطريين المتضررين في قضية التجسس من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة الذين رفعوا دعاوي قضائية ضد شركة (nso) وكذلك ضد السلطات الإماراتية التي اعتدت بشكل صارخ على الحق في الخصوصية، والتضييق على النشطاء الحقوقيين والاعتداء على الصحافيين، والذي يمثل جريمة يحاسب عليها القانون.
ونوهت إلى أن اللجنة الوطنية استقبلت في شهر أذار/ مارس الماضي شكاوى من المتضررين في هذه القضية، وقامت بتوفير الدعم القانوني لرفع قضايا لدى الجهات المختصة في جمهورية قبرص.
وأكدت اللجنة في بيان لها تلقت «القدس العربي» نسخة منه استمرارها في ملاحقة مرتكبي هذه الانتهاكات بالتنسيق مع المحامين، والمنظمات والآليات الدولية، ومن بينها المقرر الخاص المعني بالمدافعين عن حقوق الإنسان والمقر الخاص المعني بحرية التعبير وغيرهم.
واستنكرت اعتداءات دولة الإمارات وانتهاكاتها المستمرة للحق في الخصوصية وذلك باستخدامها لبرامج التجسس اسرائيلية منذ أكثر من عام.
وقالت حقوق الإنسان القطرية إنه وفقاً لرسائل البريد الإلكتروني المتسربة التي تم تقديمها الخميس في الدعاوى ضد شركة التجسس فإن هذه الممارسات تمثل انتهاكا صارخا للحق في الخصوصية واستهدافا واضحا للإعلاميين، ونشطاء حقوق الإنسان. كما أنه جزء من إجراءات الحصار، والإعتداء على حقوق الإنسان التي تمارسها دول الحصار على دولة قطر منذ أكثر من عام.
وأكدت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في دولة قطر رفضها جملة وتفصيلا لهذه الممارسات والخروقات، واعتبرتها انحداراً آخر في منظومة القيم لتعارضها مع مفاهيم الأخوة وحسن الجوار.

 

إسماعيل طلاي

السيسي يصادق على قانون يعتبره الصحافيون تمهيدا لخصخصة الصحف القومية

Posted: 31 Aug 2018 02:20 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: صادق الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أمس الجمعة، على إصدار قانون الهيئة الوطنية للصحافة.
وتضمنت المادة الأولى من القرار، المنشور عبر الجريدة الرسمية، أن «يعمل بأحكام القانون المرافق في شأن الهيئة الوطنية للصحافة، وتسري أحكامه على جميع الكيانات والمؤسسات الصحافية والمواقع الإلكترونية الصحافية المملوكة للدولة».
أما المادة الثانية، فألزمت «جميع الكيانات والمؤسسات الصحافية والمواقع الإلكترونية الصحافية المملوكة للدولة، القائمة في تاريخ العمل بهذا القانون، بتوفيق أوضاعها طبقاً لأحكام القانون المرافق، وذلك خلال عام من تاريخ العمل به».
وطبقاً للمادة الثالثة «تستمر الهيئة الوطنية للصحافة بتشكيلها الحالي في مباشرة مهامها واختصاصاتها إلى أن تصدر بالتشكيل الجديد لها وفقاً لأحكام القانون المرافق، وفي المادة الرابعة، تصدر اللائحة التنفيذية للقانون المرافق بقرار من رئيس مجلس الوزراء خلال ثلاثة أشهر من تاريخ العمل به وذلك بعد أخذ رأي الهيئة الوطنية للصحافة».
ويعد قانون الهيئة الوطنية للصحافة واحدا من ثلاثة قوانين وافق عليها مجلس النواب المصري، بشأن تنظيم الصحافة والإعلام في مصر، هي «المجلس الأعلى لتنظيم الصحافة والإعلام» و«الهيئة الوطنية للصحافة» و«الهيئة الوطنية للإعلام»، ما تسبب في موجة غضب واسعة في أوساط الصحافيين المصريين.
وتواجه القوانين الثلاثة انتقادات واسعة خاصة فيما يتعلق بتقليص تمثيل الصحافيين في مجالس إدارة المؤسسات القومية إلى أدنى حد، في ظل اتهامات أطلقها صحافيون بأن قانون الهيئة الوطنية للصحافة يمهد لخصخصة الصحف القومية، ما نفاه رئيس مجلس النواب المصري علي عبد العال.
وكان عدد من أعضاء نقابة الصحافيين في مصر نظموا حملة تطالب بإلغاء القانون، حيث نشر 6 أعضاء من المجلس، بيانا معارضا للقانون، وطالبوا أعضاء الجمعية العمومية في النقابة بالتوقيع عليه للاحتجاج رسميا.
وكتب الأعضاء في بيانهم الذي حمل عنوان «معا ضد القانون المشبوه»، أنهم فوجئوا بمشروع قانون يناقشه البرلمان لتنظيم عمل الصحافة والإعلام، وقالوا إنه «قانون صادم ومشبوه ولا يمثل الصحافيين بقدر ما يمثل جهات بعينها تهدف إلى السيطرة على الصحافة، قومية وخاصة، وإسكات صوتها للأبد، فضلا عن تربص القانون بالمؤسسات القومية والعاملين فيها».
وبينوا أن «القانون يتغول على الحريات الصحافية ويهدف للسيطرة عليها عبر اتهامات فضفاضة وغير منضبطة وغير محددة، ووصل الأمر إلى محاولات السيطرة على الصفحات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي». وعرض الأعضاء عدداً من النصوص الصادمة في هذا القانون، ومنها المادة 39 التي تنص ولأول مرة في تاريخ الصحافة القومية على تقليص تمثيل الصحافيين في مجالس إدارة المؤسسات إلى أدنى حد، ففي القانون الجديد عدد أعضاء مجلس الإدارة 13 عضوا منهم صحافيان فقط، أما عدد أعضاء الجمعية العمومية فهو 17 ومنهم صحافيان فقط. وقال الصحافيون في البيان: «هذا النص يقتل هذه المؤسسات ويجعل إدارتها كارثة حقيقية، والنص ولأول مرة يجعل المؤسسات الصحافية القومية تدار بعناصر من خارجها، ففي القانون الجديد يتم تعيين نصف أعضاء مجلس الإدارة من خارج المؤسسة، وأعضاء الجمعية العمومية 17 منهم 11 من خارج المؤسسة».
وسبق وأعلن أعضاء تكتل (25 ـ 30) النيابي في البرلمان رفضهم للقانون، وقالوا إنه «غير دستوري» كونه يفتح الباب لهيمنة السلطة التنفيذية على وسائل الإعلام الحكومية والخاصة، ويصادر ما تبقى من مساحات للتعبير عن الرأي، ويخل بتعهدات مصر الدولية في ما يخص حرية الصحافة والإعلام.
وأفاد التكتل في بيان صادر عنه بأن التشريعات الجديدة توسعت في صلاحيات «المجلس الأعلى للإعلام»، المنصوص عليها في مشروع قانون تنظيم الصحافة والإعلام، إلى خارج إطار المواد المنظمة للقانون، وذلك من خلال إعطائه صلاحية التحكم في الصفحات والمواقع والمدونات الشخصية متى زاد عدد متابعيها عن 5 آلاف شخص، بالرغم من عدم خضوعها لأحكام القانون.
ووقع أكثر من 400 صحافي نقابي على بيان لرفض هذه القوانين «المشبوهة» التي تفرض مزيدا من القيود على عمل الصحافيين والإعلاميين، وتوقع عقوبات سالبة للحرية في جرائم النشر بالمخالفة للدستور.

السيسي يصادق على قانون يعتبره الصحافيون تمهيدا لخصخصة الصحف القومية

الغزيون يحيون جمعة «مسيراتنا مستمرة» بتظاهرات شعبية في «مخيمات العودة» ودعوات إسرائيلية لتصفية قيادة حماس

Posted: 31 Aug 2018 02:19 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي» : أحيا سكان قطاع غزة جمعة «مسيراتنا مستمرة» في إطار فعاليات «مسيرات العودة»، التي تشهدها الحدود الشرقية لقطاع غزة بشكل منتظم منذ يوم 30 مارس/آذار الماضي، ونزلت حشود كبيرة من السكان إلى «مخيمات العودة الخمسة»، وشاركت في الفعاليات الشعبية، التي شهدت رشق جنود الاحتلال المتمركزين خلف «أبراج عسكرية» بالحجارة، فيما رد الجنود بإطلاق النار صوب المتظاهرين. وأفادت وزارة الصحة بإصابة 120 مواطنا بجراح مختلفة شرق قطاع غزة، منها إصابتان خطيرتان إحداهما في الصدر للمسعفة المتطوعة شروق أبو مسامح، خلال عملها قبالة «مخيم العودة» شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة، إضافة إلى طفل يبلغ من العمر «10 سنوات».
ونزل المشاركون في فعاليات يوم الأمس، بناء على دعوة وجهتها الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار، واقتربوا كعادة أيام الجمع الماضية من منطقة السياج الفاصل، غير مكترثين بنيران القناصة الإسرائيليين، ورشقوا عن قرب جنود الاحتلال المتمركزين خلف ثكنات عسكرية وداخل الآليات العسكرية بالحجارة، بعد أن أشعلوا النيران في إطارات السيارات، للتشويش على جنود القناصة.
وتحدى المتظاهرون جنود الاحتلال المنتشرين بكثافة في مناطق الحدود، وكذلك الأسلاك الشائكة التي وضعتها قوات الاحتلال لمنع تقدمهم قرب السياج الفاصل.
وأسفرت أحداث يوم أمس عن وقوع إصابات في صفوف المواطنين، جراء المواجهات التي اندلعت مع جنود الاحتلال قرب «مخيمات العودة الخمسة».
وكانت وزارة الصحة أعلنت قبل بدء فعاليات الأمس، أن عدد الشهداء الذين سقطوا منذ انطلاق فعاليات «مسيرة العودة»، بلغ 180 مواطنا، بينهم أطفال ونساء، من بينهم تسعة شهداء تحتجزهم إسرائيل في ثلاجات الموتى، إضافة إلى إصابة 18300. ووفق الإحصائية فإن 423 إصابة وصفت بالخطيرة، و4460 متوسطة، و13417 طفيفة، مبينة أن 680 أصيبوا بالرأس والرقبة، و395 بالصدر والظهر، و440 بالبطن والحوض، و1385 بالأطراف العلوية، و5897 بالأطراف السفلية، و1790 في أماكن متعددة.ونظمت فعاليات يوم أمس في ظل استمرار حالة الهدوء التي تشهدها مناطق الحدود، باستثناء مسيرات أيام الجمع، منذ ثلاثة أسابيع، حيث توقفت آخر وأعنف موجة قتال، بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، بتدخل مصري وأممي، تلاها الدخول في مباحثات التهدئة الأولى التي رعتها مصر قبل أسبوعين، والتي تهدف إلى رفع الحصار عن غزة.
ومنذ أكثر من أسبوعين تتواصل الجهود والوساطات المصرية، من أجل تحقيق «تهدئة طويلة»، حيث لا تمانع الفصائل الفلسطينية من التوصل إليها، ووقف عمليات الاقتراب من الحدود، ضمن خطة شاملة ترفع الحصار المفروض عن قطاع غزة، وقد أعلن أول أمس رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار، أن الأمور تتجه نحو الإعلان عن التهدئة في مدة أقصاها شهران.
وبالرغم من الأجواء القائمة والتي شهدت هدوءا أكثر مما كان عليه الوضع في بدايات فعاليات «مسيرة العودة»، إلا أن الأوامر العسكرية التي تلقاها جنود الاحتلال من القيادة العسكرية والسياسية، باستهداف المتظاهرين السلميين، خلال مشاركتهم في فعاليات «مسيرة العودة»، بالأسلحة النارية لم يجر إلغاؤها. وقد انطلقت فعاليات الأمس، بعد نجاة عدد من الصيادين في عرض بحر مدينة غزة، بعد مهاجمتهم بشكل متعمد وبقصد قتلهم من قبل جنود البحرية الإسرائيلية، وأسفر الهجوم عن تدمير مركب الصيادين الصغير، وكاد أن يسفر عن مقتل الصيادين على غرار هجمات سابقة شنتها قوات البحرية الإسرائيلية.
وفي السياق، جدد وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت، وهو زعيم حزب «البيت اليهودي» المتطرف، دعوته لاغتيال قادة حماس واستهداف منصات صواريخها.
وقال في تصريحات، نقلتها وسائل إعلام إسرائيلية، «من الواجب على الحكومة الإسرائيلية تجريد قطاع غزة من السلاح، وتدمير أنفاق الحركة، وفك ارتباط الحركة في إيران».
ودعا بينيت، وزير الأمن أفيغدور ليبرمان، إلى توجيه قواته العسكرية للعمل على اغتيال قيادات حماس، وتجريد سلاحها من الأساس، وعرقلة أي محاولة إيرانية لاستهداف قواتنا في أي مكان في المنطقة.
وأكدت حركة حماس أن مسيرات العودة في أسبوعها الـ23 أكدت على قدرة الشعب الفلسطيني على مواجهة صفقة القرن وعبرت عن وحدته الوطنية.
وقال الناطق باسم الحركة عبد اللطيف القانوع في تصريح صحافي «مسيرات العودة السلمية ستجبر الاحتلال الإسرائيلي على دفع استحقاقات تهدئة عام 2014 وفي مقدمتها رفع الحصار الكامل عن قطاع غزة».
وأضاف «تثبيت تهدئة 2014 مسار وطني مرحلي يحتاجه شعبنا، والمقاومة بكل أشكالها الدرع الحامي له وستبقى خيار شعبنا الاستراتيجي في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق حلم العودة والتحرير».
وأشار إلى أن هذه المسيرات ستظل مستمرة في مواجهة مشاريع تصفية القضية الفلسطينية وتثبيت حق العودة.
من جهتها دعت الهيئة الوطنية لمخيمات مسيرة العودة وكسر الحصار لاستمرار «التحشيد وللمشاركة الواسعة» في الفعاليات الشعبية على الحدود، وأشادت بتضحيات الشهداء والجرحى. وأكدت الهيئة على استمرار المسيرات الجماهيرية لحماية حق الفلسطينيين بالعودة رغم كل المعاناة التي سببها الاحتلال، إضافة الى رفع الحصار عن قطاع غزة.
وطالبت الهيئة المواطنين بالتوجه إلى المخيمات، مؤكدة على سلمية المسيرة وجماهيريتها وعلى استمرارها حتى تحقق أهدافها التي انطلقت من أجلها، والمتمثلة في «حماية حقنا في العودة إلى فلسطين وكسر الحصار الظالم عن غزة ورفضاً لصفقة القرن الأمريكية وما يسمى بالوطن البديل عن فلسطين».
وأضافت «الجميع عبر وبموقف واحد أن كسر الحصار ورفع العقوبات عن غزة هو حق طبيعي وليس منة من أحد، كما أن استمرار المقاومة والإعداد للمواجهة هو حق لكل الشعوب المحتلة».
ومنذ يوم 30 مارس/آذار الماضي، انطلقت فعاليات «مسيرات العودة» في خمس مناطق حدودية تقع إلى الشرق من القطاع، حيث تقام هناك العديد من الفعاليات الشعبية، ودفعت عمليات القتل واستهداف المتظاهرين المدنيين، جهات حقوقية دولية ومحلية إلى توجيه انتقادات حادة لإسرائيل، ونادت بفتح تحقيق عاجل في عمليات قتل الفلسطينيين.

الغزيون يحيون جمعة «مسيراتنا مستمرة» بتظاهرات شعبية في «مخيمات العودة» ودعوات إسرائيلية لتصفية قيادة حماس
اللجنة الوطنية دعت لاستمرار الفعاليات وأكدت أن كسر الحصار حق طبيعي للفلسطينيين
أشرف الهور:

مظاهرات في الشمال رفضاً لتصريحات دي ميستورا والعدوان الروسي المحتمل على إدلب

Posted: 31 Aug 2018 02:19 PM PDT

أنقرة – «القدس العربي»: خرجت مظاهرات عدة أمس الجمعة في محافظتي إدلب وحلب، احتجاجاً على تصريحات المبعوث الأممي إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، ولما يقوم به نظام الأسد وحليفه الروسي من تهيئة وترويج الحملة عسكرية في الشمال السوري.
وأكد ناشطون خروج مظاهرات في أكثر من عشرين نقطة تظاهر، في مناطق إدلب وحلب، حمل المتظاهرون فيها علم الثورة، مؤكدين على ثبات أهدافها وعلى استمرار صمودهم حتى النصر، منددين بتصريحات دي ميستورا، بشعارات عدة منها «ديمستورا باع حلب وفتح الطريق إلى إدلب» حسب الائتلاف السوري المعارض.
وأتت المظاهرات عقب تصريح دي ميستورا الأخير والذي قال فيه إنه يجب تأمين ممر إنساني لما يقارب أربعة ملايين مدني للخروج من محافظة إدلب، مساعداً بذلك في إفراغ المنطقة وإكمال خطة النظام في التهجير القسري والتغيير الديموغرافي.
وأكد المتظاهرون على امتناع دي ميستورا عن إدانة نظام الأسد والذي استخدم الكيميائي 216 مرة في مختلف المناطق السورية، ويروج تحت طائل التهديد لاستخدامه مرة أخرى في إدلب.
و انتقد عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أحمد رمضان، في تغريدة له على تويتر، تصريح المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي مستورا، الذي أشار فيه إلى تهجير ما يقارب أربعة ملايين مدني من محافظة إدلب، مطالباً إياه بالرحيل.
وقال رمضان إن دي ميستورا امتنع عن إدانة نظامٍ استخدم السلاح الكيميائي 216 مرة لقتل السوريين، ولم يستنكرَ قتلَ نظام الأسد لـ: 20 ألف معتقل تحت التعذيب من أصل 95 ألف مختفٍ قسرياً، ثم يتبرع بالحديث عن ممر إنساني لإخراج المدنيين من إدلب بدلاً من إيجاد آلية لمنع الهجوم.
وفي سياقٍ متصل دعا المجلس الإسلامي السوري في بيان له، إلى توحيد الصفوف لمواجهة العدوان الروسي الأسدي، موضحاً بأن من ينضم إلى العدو أو يتحالف معه أو يعمل لصالح المحتل الأجنبي ويأتي لقتال أهله في إدلب حكمه حكم جنود بشار الأسد، وعلى الفصائل العسكرية ضرورة القيام بتوحيد الصفوف والتعاون المكثف ضد العدوان الروسي والأسدي. وتضم مدينة إدلب أكبر تجمع إنساني في الشمال السوري، ويسكن معظم الأهالي في خيم ينقصها أبسط الاحتياجات الإنسانية، وتتعرض المحافظة للتهديد بالهجوم منذ أسابيع من قبل قوات نظام الأسد وحليفه الروسي وسط سكون شبه تام للمجتمع وما ستؤول إليه حال المدنيين إذا ما نفذ النظام وحلفاؤه الهجوم على المحافظة.

مظاهرات في الشمال رفضاً لتصريحات دي ميستورا والعدوان الروسي المحتمل على إدلب

الحريري يفضّل التعاون مع بوتين على بشار الأسد

Posted: 31 Aug 2018 02:19 PM PDT

بيروت- «القدس العربي»: اعتبر الرئيس المكلف سعد الحريري « أن اختلافه الأيديولوجي مع حزب الله لا يعني عدم إمكانية عملهما معاً من أجل الصالح العام للبلاد».
وقال الحريري في مقابلة مع يورونيوز: «لدينا اختلافاتنا السياسية مع حزب الله وهم يعلمون ذلك فهم لن يقبلوا أبداً بسياساتي تجاه دول الخليج وأنا لن أتقبّل أبداً سياساتهم تجاه إيران وشؤون أخرى، لكن هذا لا يعني أنه يجب أن تتوقف البلاد عن العمل».
وعن سوريا، قال الحريري «علاقتي بروسيا وبالرئيس فلاديمير بوتين جيدة جداً، بوتين هو رجل أحترمه كثيراً وأعتقد أنه شخص يمكننا العمل معه، أفضّل التعامل مع الرئيس بوتين على بشار الأسد».

الحريري يفضّل التعاون مع بوتين على بشار الأسد

المغرب يحث الدول الأوروبية على التفاعل بشكل أفضل مع مشكلة الهجرة السرية

Posted: 31 Aug 2018 02:18 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: جددت الحكومة المغربية دعوتها الدول الأوروبية، قصد التفاعل بشكل أكبر مع إشكالية الهجرة السرية، في وقت يقوم به المغرب، بمجهود استثنائي في مواجهة هذه الظاهرة والشبكات التي تستغل الهشاشة والضعف، ولا يمكن أن تتحمل هذا العبء وحدها.
وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، إن «الحوار بين المغرب والشركاء الأوروبيين مستمر، وكانت هناك لقاءات متواصلة في الموضوع»، وإن «المغرب عمل من خلال الإجراءات الأخيرة التي اتخذها في مجال الهجرة إلى توجيه رسالة قوية إلى شبكات الهجرة السرية من أجل التأكيد على أن ما تقوم به هذه الشبكات له عواقب».
وأوضح بعد اجتماع للحكومة، أمس الأول الخميس، في الرباط، أنه «بغض النظر عن الإطار القانوني، فإن المغرب، وهو مؤطر بروح المسؤولية المشتركة والتعاون الإيجابي، عمل من خلال الإجراء الأخير على توجيه رسالة قوية إلى شبكات الهجرة السرية التي تستغل الهشاشة والضعف، من أجل التأكيد على أن ما تقوم به هذه الشبكات له عواقب، ومن ثم يتم اتخاذ هذا الإجراء بغض النظر عن الإطار القانوني».
وأضاف أن «المغرب قام بإجراء ثان يتمثل في نقل المهاجرين إلى مدن أخرى، وليست عملية ترحيل خارج المغرب؛ وفي الوقت نفسه تعزيز السياسة العمومية الوطنية المتخذة بخصوص إدماج المهاجرين في بلدنا من تسوية وضعيتهم القانونية والعمل على إقرار حقوق تتعلق بالصحة والسكن والتعليم والخدمات الاجتماعية الأساسية، وهذا يعد تعبيرًا عن المقاربة الإنسانية التي نهجتها بلادنا تجاه مشكل الهجرة السرية».
وقال الخلفي: «غير أن إشكالية الهجرة السرية في السنوات الأخيرة، خاصة منذ 2016، شهدت تصاعدًا في عدد المحاولات»، مشيرًا إلى أن الأرقام الدالة (التي تم تسجيل أكثر من 65 ألف محاولة للهجرة السرية خلال سنة 2017) جرى إحباطها، ولكن ذلك يبقى عددًا كبيرًا جدًا، مشيرًا أيضًا إلى أن الهجرة السرية شهدت تحولات بفعل شبكات الهجرة التي طورت آليات وأساليب اشتغالها، وبفعل حصول تحول في الطبيعة الديمغرافية لمن يقدمون على الهجرة السرية، مبرزًا أن أكثر من ثلثي المحاولات التي جرى إحباطها هي لمهاجرين قادمين من دول إفريقيا جنوب الصحراء.

المغرب يحث الدول الأوروبية على التفاعل بشكل أفضل مع مشكلة الهجرة السرية

العفو الدولية تدعو السلطات المصرية للإفراج عن مؤسسي رابطة «المختفين قسريا»

Posted: 31 Aug 2018 02:18 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: وجهت منظمة العفو الدولية، أمس الجمعة، رسالة إلى النائب العام المصري، تطالبه بالإفراج الفوري عن سجيني الرأي، حنان بدر الدين وإبراهيم متولي.
وأعربت نجية بونعيم، مديرة الحملات في برنامج شمال أفريقيا التابع للمنظمة، في رسالتها، عن قلق المنظمة البالغ إزاء استمرار احتجازهما.
وأضافت: «جرى احتجاز حنان بدر الدين، منذ مايو/ أيار 2017، وكانت قد بدأت نشاطها لمناهضة الاختفاء القسري بعد أن اختفى زوجها، خالد عز الدين، خلال إحدى المظاهرات يوم 8 يوليو/ تموز 2013، فيما ألقت قوات الأمن المصرية القبض على المحامي الحقوقي إبراهيم متولي في 10 سبتمبر/ أيلول 2017، بينما كان في طريقه إلى جنيف بدعوة من الفريق العامل المعني بالاختفاء القسري أو غير الطوعي التابع للأمم المتحدة، وهما مؤسسان مشاركان في (رابطة أسر المختفين قسريا)». وتابعت: «تهدف الرابطة إلى الكشف عن مصير ومكان وجود المختفين من أفراد الأسر، وفي البداية، ركزت الرابطة على البحث في مراكز الشرطة والسجون والمستشفيات والمشارح، وفي منتصف 2015، بدأت الرابطة في لعب دور أكثر فعالية في تحديد مصير المختفين من أفراد الأسر».
وكانت المرة الأخيرة التي رأت فيها حنان زوجها على شاشة التلفزيون في أحد المستشفيات الميدانية أثناء مظاهرة، وتوجهت إلى هناك، ولم تتمكن من العثور عليه، واستفسرت عن مكان وجوده في مراكز الشرطة والسجون والمستشفيات والمشارح ولكنها لم تتلق أي رد، وخلال بحثها عن زوجها تعَّرفت على أشخاص آخرين يبحثون أيضا عن أقارب لهم.
وفي 6 مايو/أيار 2017، ألقت قوات الأمن القبض عليها عندما كانت تزور أحد ضحايا الاختفاء القسري، كان قد ظهر في سجن القناطر، كي تسأله عن زوجها، فاستجوبها ضباط قطاع الأمن القومي من الساعة الثانية ظهرا حتى الخامسة صباح اليوم التالي، ونقلوها في البداية إلى مركز شرطة القناطر، ثم إلى مكتب النيابة في جنوب بنها، حيث أمرت النيابة باحتجازها، ووجهت لها اتهامات بالانتماء إلى جماعة محظورة.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، كانت صحة حنان قد تدهورت بسرعة وتعرضت للفشل الكلوي نتيجة الحرمان من تلقي الرعاية الصحية الضرورية، وعانت من ألم في معصميها، لدرجة أنها لم تكن قادرة على الكتابة، وفي 5 أغسطس/آب الجاري، دخلت حنان بدر الدين في إضراب عن الطعام، ومنذ ذلك الحين، حاولت سلطات السجن وقف إضرابها عن الطعام.
أما إبراهيم متولي فقد بدأ البحث عن ابنه عمرو، المختفي قسريا دون جدوى، وتم اعتقاله في 10 سبتمبر/أيلول 2017، بينما كان في طريقه إلى جنيف تلبية لدعوة وجهت له من الفريق المعني بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي التابع للأمم المتحدة، واحتجزته قوات الأمن المصرية بمعزل عن العالم الخارجي لمدة يومين في مكان مجهول، ثم عاد إلى الظهور في 12 سبتمبر/أيلول أمام نيابة أمن الدولة العليا في القاهرة، وقد داهمت قوات الشرطة منزله
وأبدت العفو الدولية في خطابها، اعتقادها أن حنان بدر الدين وإبراهيم متولي، سجينا رأي محتجزان لمجرد ممارستهما، بصورة سلمية، لحقهما في حرية التعبير وتكوين الجمعيات، وأن التهم الموجهة إليهما إنما بسبب أنشطتهما السلمية، كونهما من مؤسسي رابطة أسر المختفين في مصر».
وحثت المنظمة على إطلاق سراحهما، ودعت إلى «ضمان تلقيهما الرعاية الصحية المناسبة من قبل مهنيين مؤهلين وبصورة منتظمة، بما في ذلك الحصول الفوري على الأدوية الضرورية الموصوفة لهما».

العفو الدولية تدعو السلطات المصرية للإفراج عن مؤسسي رابطة «المختفين قسريا»

منظمة التحرير وحماس تنتقدان مخطط واشنطن لـ «إنهاء الأونروا»

Posted: 31 Aug 2018 02:18 PM PDT

رام الله – غزة – «القدس العربي»: وجه العديد من الجهات الفلسطينية على اختلاف آرائها ومواقفها السياسية انتقادات شديدة للإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب، على خلفية الكشف عن قرارها الأخير القاضي بوقف الدعم المقدم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا» بشكل كامل، في سياق عملها المعلن لإلغاء «حق العودة».
و دعا أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، الدكتور صائب عريقات، المجتمع الدولي إلى التمسك بالقانون الدولي والشرعية الدولية، واعتبار إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطين ذات السيادة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967، وحل قضايا الوضع النهائي كافة وعلى رأسها قضية اللاجئين، والإفراج عن الأسرى استناداً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة كـ «أساس لصناعة السلام وإرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة».
ورد في تصريح صحافي تلقت «القدس العربي» نسخة منه، على ما قالته الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية االأمريكية هيذر ناروت بأن قطع المساعدات للفلسطينيين تم لعدم وجود قيمة من ورائها للأمريكيين» متسائلاً «ما هي القيمة للشعب الفلسطيني من وراء قرار إدارة الرئيس ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة أمريكا من تل أبيب إلى القدس؟».
كما تساءل عريقات عن «القيمة والفائدة» للشعب الفلسطيني من قيام الإدارة الأمريكية بمحاولة إلغاء «الأونروا» ودورها، واعتبار إدارة الرئيس ترامب الاستيطان الاستعماري الإسرائيلي «شرعيا».
وأكد من جديد أن «صفقة القرن» التي تعمل واشنطن على طرحها تخالف القانون الدولي والشرعية الدولية وحتى الأخلاق الإنسانية وكل أسس وركائز العلاقات الدولية.
وأكد كذلك أن مسألة إزالة أسباب الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية والجغرافية «تُعتبر نقطة الارتكاز في استراتيجية منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في مواجهة وإسقاط ما تسمى صفقة العصر، وأساليب الابتزاز السياسي والاقتصادي والدبلوماسي التي تمارسها إدارة الرئيس ترامب ضد الشعب الفلسطيني».
وجاء ذلك في الوقت الذي كشف فيه النقاب عن نية الإدارة الأمريكية خلال الأسابيع المقبلة، الإعلان عن وقف كامل دعمها المقدم لـ»الأونروا»، وقالت صحيفة «»واشنطن بوست» الأمريكية نقلا عن مسؤولين مطلعين على القرار إن الأمر راجع لرفض واشنطن «طريقة إنفاق الأونروا للأموال».
ومن المقرر، حسب ما كشف عنه، أن تبادر واشنطن إلى تخفيض الاعتراف بعدد اللاجئين الفلسطينيين المقدر عددهم بنحو ستة ملايين لاجئ، إلى عدد يصل إلى 10% فقط من عدد اللاجئين المسجلين في «الأونروا» ضمن مخططات إلغاء «حق العودة».
وكانت الإدارة الأمريكية قلصت مطلع العام الجاري مساعداتها المالية الكبيرة لـ «الأونروا» من 350 مليون دولار إلى 65 مليونا، وهو ما خلق عجزا ماليا كبيرا في خزينة هذه المنظمة الدولية التي تقدم خدماتها في خمس مناطق للاجئين الفلسطينيين، حيث تواجه حاليا خطر وقف كامل لخدماتها في حال لم تحصل على تمويل إضافي خلال الشهر الجاري.
من جهتها عقبت حركة حماس على التقارير الأمريكية التي تحدثت، عن قرار وقف تمويل «الأونروا» بالكامل، باعتبار أن ذلك يمثل «عداء» للشعب الفلسطيني.
وقال القيادي في حماس سامي أبو زهري «التوجه الأمريكي لإلغاء المنح الخاصة بوكالة الأونروا إضافة إلى استمرار التشكيك بحق العودة، يضع الإدارة الأمريكية في موقع العدو لشعبنا الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية»، مطالبا بتنظيم حراك عالمي لمواجهة «الطغيان الأمريكي».
يشار إلى أن الكشف عن مخطط إدارة ترامب الجديد، بوقف الدعم الكامل عن «الأونروا»، جاء عقب تحذير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة (أوتشا) من خطورة قطع أو تقليص المساعدات المادية المقدمة للأنشطة الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخاصة تلك المخصصة لقطاع غزة.
وأكد مكتل الأمم المتحدة، أن تمويل الأنشطة الإنسانية «بلغ أدنى مستوياته» على الإطلاق خلال هذا العام 2018؛ وانه بحلول نهاية شهر يوليو/تموز لم يُمول سوى 24٪ من احتياجات خطة الاستجابة الإنسانية.
وقال التقرير «مما لا شك فيه أنّ تراجُع التمويل الموجه لوكالة الأونروا أسهم بصورة ملموسة في الانخفاض العام الذي طرأ على التمويل الإنساني للأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 2018».
وأشار إلى أنه بالتوازي مع الأزمة المالية غير المسبوقة التي تواجه «الأونروا»، فقد تلقت جميع الوكالات التي تندرج ضمن خطة الاستجابة الإنسانية تقريبًا تمويلًا أقل في عام 2018 عما كان عليه في الأعوام الماضية.

منظمة التحرير وحماس تنتقدان مخطط واشنطن لـ «إنهاء الأونروا»

منظمة التحرير: 19 شهيداً برصاص الاحتلال و400 حالة اعتقال والمصادقة على آلاف الوحدات الاستيطانية الشهر الماضي

Posted: 31 Aug 2018 02:17 PM PDT

غزة – رام الله – «القدس العربي»: أوضح تقرير أصدرته منظمة التحرير الفلسطينية أن 19 شهيدا سقطوا في اعتداءات لقوات الاحتلال ضد المناطق الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، خلال الشهر الماضي، بينهم أربعة أطفال، إضافة إلى اعتقال 400 آخرين، في وقت تصاعدت فيه وتيرة الاستيطان، واعتداءات المستوطنين على سكان الضفة الغربية.
وذكر مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق التابع لمنظمة التحرير في تقريره الشهري حول أبرز الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني خلال شهر أغسطس/آب، أن من بين الشهداء 17 مواطناً قتلتهم سلطات الاحتلال على حدود قطاع غزة خلال «مسيرات العودة السلمية» والغارات الجوية والقصف المدفعي، بالإضافة الى شهيد في الضفة الغربية، وآخر من مدينة أم الفحم في أراضي عام 1948، والذي ارتقى بعد إطلاق النار عليه في البلدة القديمة في القدس.
وأشار التقرير إلى أن سلطات الاحتلال ما زالت تحتجز في ثلاجاتها جثامين 28 شهيداً من الضفة الغربية وقطاع غزة في مخالفة صارخة للقانون الإنساني الدولي.
وبين التقرير أن سلطات الاحتلال الاسرائيلي واصلت عمليات اعتقال الفلسطينيين، وأن الشهر الماضي شهد 400 حالة اعتقال طالت مواطنين في كل من الضفة والقدس وغزة بينهم عشرات الأطفال، كما جرحت وأصابت نحو 1600 مواطن بالرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط والغاز السام المسيل للدموع، خلال إطلاق النار على المشاركين في المسيرات السلمية على طول الحدود في قطاع غزة، بالإضافة الى إطلاق النار أثناء اقتحام قوات الاحتلال للقرى والبلدات والمخيمات في الضفة الغربية.
وأشار كذلك إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي قامت خلال الشهر الماضي بهدم 31 بيتاً ومنشأة، شملت 11 بيتاً، و20 منشأة، من بينها بيت الشهيد محمد طارق دار يوسف في قرية كوبر في محافظة رام الله والبيرة، بالإضافة إلى بيت واحد تم هدمه ذاتياً تجنباً لدفع غرامات مالية باهظه في بلدة جبل المكبر في القدس.
وحسب التقرير فإن سلطات الاحتلال أخطرت 39 بيتاً ومنشأة بالهدم ووقف البناء، حيث توزعت الإخطارات في بلدة سلوان في محافظة القدس، وبلدة الخضر في محافظة بيت لحم، وبلدة برطعة في محافظة جنين، وفي خربتي الحديدية والدير في الأغوار الشمالية في محافظة طوباس.
كما شملت حملات الاحتلال عمليات تهويد مدينة القدس المحتلة، من خلال إقامة «مركز تهويدي» تحت مسمى «مركز تراث يهود اليمن» في بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى، إضافة إلى الاستيلاء على عشرات الدونمات من أراضي بلدة سلوان بحجة تطوير البنى التحتية في المنطقة.
وأوضح التقرير أنه في إطار استهداف المسجد الاقصى، أقرت بلدية الاحتلال خطة لتوسعة ساحة «حائط البراق»، فيما قام المستوطنون بمسيرة استفزازية طافت في طرقات البلدة القديمة وحول بوابات المسجد الأقصى وسط هتافات عنصرية تدعو لـ «قتل العرب»، علاوة عن عمليات الإقحام اليومية للمستوطنين لباحات المسجد الأقصى، والتي ترافقت مع حملات اعتقال المصلين الفلسطينيين، وإبعاد 21 عن المسجد، بينهم المعلمتان هنادي الحلواني وخديجة خويص.
وشهد الشهر الماضي إقرار سلطات الاحتلال خططا لبناء أكثر من 1000 وحدة سكنية استيطانية في مستوطنات الضفة الغربية في وقت كشف فيه النقاب عن مخطط لتوسيع منطقة نفوذ مستوطنة «عميحاي» الجديدة جنوب مدينة نابلس إلى ثلاثة أضعاف.
كما شملت الخطط قرارات للجنة التخطيط والبناء التابعة لسلطات الاحتلال في مدينة القدس بالتنسيق مع سلطة الأراضي الإسرائيلية بناء 20 ألف وحدة سكنية في كل مناطق مدينة القدس، وتطرق التقرير إلى السابقة الخطيرة في تاريخ القضاء الاسرائيلي على صعيد سرقة الأراضي الفلسطينية، بقرار المحكمة المركزية عدم إخلاء البؤرة الاستيطانية «متسبي كراميم» المقاومة على أراضي رام الله، بحجة أنها أقيمت «بحسن نية»، وتطرق التقرير إلى استيلاء سلطات الاحتلال على أراض أخرى، لسكان الضفة، وتجريفها، لصالح توسعة المستوطنات.
وأكد التقرير الصادر عن أحد مراكز منظمة التحرير، أن اعتداءات المستوطنين خلال الشهر المنصرم أسفرت عن استشهاد مواطن وإصابة 16 آخرين بجروح مختلفة، وكذلك اقتلاع وتدمير نحو 600 شجرة زيتون ولوزيات، وإعطاب إطارات وتحطيم زجاج لنحو 90 مركبة، بالإضافة إلى إحراق جرافة، وذلك في الوقت الذي تواصلت فيه عمليات الاعتداء على منطقة «الأغوار الشمالية»، والتي شملت خطط استيلاء على أراض لصالح تحويلها لـ «بؤر استيطانية»، أخرى لإقامة تدريبات عسكرية.

منظمة التحرير: 19 شهيداً برصاص الاحتلال و400 حالة اعتقال والمصادقة على آلاف الوحدات الاستيطانية الشهر الماضي

خالد يوسف يصور فيلما في الجزائر حول «سقوط الأندلس»

Posted: 31 Aug 2018 02:17 PM PDT

الجزائر – «القدس العربي»: يستعد المخرج المصري خالد يوسف خلال الفترة المقبلة لتصوير فيلمه الجديد، الذي يحمل إسم «سقوط الأندلس»، المقرر تصويره في الجزائر وعدد من الدول، ولم يستقر حتى الآن على البطل الذي يشارك فيه ويجري حاليا ترشيح أكثر من نجم .
ويتحدث العمل السينمائي عن فترة هامة من التاريخ الإسلامي في القرن السادس عشر.
وأهمية هذا العمل تأتي في هذا التوقيت المهم، حيث تتداعى دول عربية عن طريق كيد دول عربية أخرى، تماما كما حصل عند سقوط الأندلس.
ولم ترشح تفاصيل كافية عن ماهية العمل وقصته وعما إذا كان عملا عربيا وبمشاركة من نجوم عرب، كما حصل في الأعمال السورية التاريخية الرائعة التي تحدثت عن موضوع سقوط الخلافة العربية في الأندلس.
وقد أبدع المخرجون والفنانون السوريين في اخراج خمسة مسلسلات تحكي حضارة العرب والمسلمين في الأندلس منذ البداية والنشأة، وحتى السقوط.
وهذه الأعمال هي مسلسل «صقر قريش» ومسلسل «ربيع قرطبة» ومسلسل «ملوك الطوائف» ومسلسل «سقوط غرناطة» و مسلسل «زمان الوصل».
وهذا الأخير تناول جانبا مهما من الحضارة الأندلسية ألا وهو التعايش السابق لأوانه، الذي كان بين مختلق الأعراق والأديان، التي عاشت في الأندس وأظهر إسبان الشمال وكيف كانت وجهة نظهرهم للأندلس وكيف تغيرت بعدما عاشوا بين الأندلسيين، وأظهر المستعربين منهم ممن عاشوا في الأندلس أيضا وجوانب العلم والمعرفة والتقدم، وبالتحديد العالم عباس بن فرناس أول من طار في السماء، بالإضافة إلى الجانب الموسيقي وزرياب. ولم يكن مجرد مسلسل سياسي يحكي عن الصراعات في الأندلس ما بين القوة والضعف بل كان مسلسلا يحكي عن حضارة الأندلس وعن جوانب رائعة فيها حققها العرب والمسلمون هناك. كما كان مسلسل «صقر قريش» الجزء الأول من رباعية الأندلس والتي تكونت من «صقر قريش» و»ربيع قرطبة» و»ملوك الطوائف» و»سقوط غرناطة».
وهذه الرباعية تجعل المشاهد يرى كيف أن الشقاق، والفتن، والنزاع على الملك والسلطة هي دائما وأبدا السبب في ضياع أي ملك من العرب والمسلمين، وما حدث للأندلس ما زال يتكرر بطبيعة الحال إلى يومنا هذا. لعلنا نحاول نحن العرب والمسلمون أن ننظر إلى الماضي لنتعلم من دروسه، ولا نكرر الأخطاء نفسها التي وقع فيها السابقون.
وفي هذا الجزء الأول نشاهد رحلة عبد الرحمن الداخل (الفنان جمال سليمان) وخادمه بدر (الفنان محمد مفتاح) من الشام إلى الأندلس، لتعود دولة بني أمية للازدهار في المغرب بعد زوالها في المشرق على يد العباسيين. ولكن توطيد أركان الملك تحت خلافة واحدة يتطلب الكثير من التضحيات؟
أما مسلسل «ربيع قرطبة» فكان الثاني في رباعية الأندلس، ويحكي عن الفترة التاريخية التي ازدهرت فيها قرطبة قبل زمن ملوك الطوائف، وعهد الدولة العامرية، التي نشأت في خلافة هشام المؤيد بالله بن الحكم بقوة مؤسسها محمد بن أبي عامر، الملك المنصور، ويحكي عن محاولات صبح أم الخليفة الأموي هشام استرداد ملك ابنها، كما يقدم صورة للأندلس في ذلك الوقت، وقدرة العرب على صد الملوك الأوروبيين القريبين منهم في ممالك قشتالة وليون، وينتهي بموت صبح وتصريح حول نهاية الدولة العامرية وظهور ملوك الطوائف.
ومسلسل «ملوك الطوائف» هو الثالث ويحكي عن الفترة التي عُرفت في التاريخ الإسلامي بزمن ملوك الطوائف، بعد سقوط الخلافة الأموية في الأندلس، ونشوء الدويلات الصغيرة المتناحرة في مدن الأندلس العربية، قرطبة، غرناطة، إشبيلية، بلنسية، كما يحكي عن ظهور ونشأة المرابطين في المغرب، وسيطرتهم في النهاية على دويلات ملوك الطوائف صيانة لها من الوقوع في يد قشتالة، التي تحالف معها الكثيرون من ملوك الطوائف. ويبدأ بانتهاء الخلافة الأموية، وظهور حكم الجماعة، منتهياً بخروج المعتمد بن عباد منفياً إلى أغمات مع أسرته.
وكيف تداعت الخلافة الأموية، وانفراط عقد الأندلس بعد توسعها الكبير في عهد الدولة العامرية، وذلك نتيجة للنزاعات الداخلية، مما أدى إلى انقسامها إلى طوائف ودويلات، آل جهور في قرطبة، و آل عباد، وخاصة المعتضد بن عباد (أيمن زيدان) فى إشبيلية، وبني الأحمر في غرناطة، وغيرها من الدويلات مثل بالانسيا، ومرورة، ورندة، كل منها يحكمه ملك ويغير على الآخر بهدف سلبه ملكه وتوسيع رقعة ملكه أكثر وأكثر. كما يحكي عن ظهور ونشأة المرابطين في المغرب، والذين تنتهي قيادتهم إلى يوسف بن تاشفين (فادي صبيح)، وسيطرتهم في النهاية على دويلات ملوك الطوائف صيانة لها من الوقوع فى يد قشتالة التي تحالف معها الكثيرون من ملوك الطوائف.
وشدد المسلسل على فكرته الرئيسية «أن الطغاة كانوا دائماً سبب الغزاة» عن طريق جوقة من رجال ونساء تنتقل بين الأحداث والمدن مرددة هذه العبارة، وتنتقل الأحداث معها. ويأخذ المسلسل صورة بانورامية للأندلس في ذلك الوقت، فرغم التأكيد على الشخصيات الرئيسية في العمل، إلا أنه يقدم رؤية متكاملة لمختلف دويلات الأندلس، ويحاول رسم صورة دقيقة للحياة الأندلسية في ذلك الوقت، كما أن مخرج العمل اعتمد على حلول بصرية مميزة في الدراما العربية ليقدم من خلالها لمحات إلى جوهر الأحداث والشخصيات، ويخلد عبارات ولحظات التاريخ. فميز بعض العبارات المؤثرة، وبعض الشخصيات بتلوينها بلون الصور العتيقة.
وإلى جانب ذلك لا يخلو المسلسل من قصص الحب الرومانسية. أول قصة هى قصة الحب القرطبية بين الوزير العاشق والأديب الأريب أبو الوليد بن زيدون (جمال سليمان)، وابنة الخلائف وعاشقة الشعر ولادة بنت المستكفي (سوزان نجم الدين)، وصراع الوزيرين، إبن زيدون وإبن عبدوس على الفوز بقلبها، وأعقب ذلك فرار إبن زيدون من قبضة آل جهور، والتحاقه ببلاط آل عباد.
وثاني قصة حب هي قصة الحب الإشبيلية بين المعتمد بن عباد (تيم الحسن)، واعتماد الرميكية (سلاف فواخرجي)، تلك القصة التي تلتقي فيها الفقيرة بالأمير بمحض الصدفة ليجمعهما حب كبير، إلا أن الوزير الداهية إبن عمار (محمد مفتاح) الذي رفعه المعتمد من أوساط العامة إلى بلاط دولته وقربه منه يكون بينهما دائما، وعلى الرغم من تعلق المعتمد الشديد بابن عمار إلا أنه يلقى منه في النهاية طعنة نجلاء في قلب صداقتهما التي امتدت أعواما.
يذكر أن آخر أعمال المخرج المصري خالد يوسف كان فيلم «كارما» وشارك في بطولته عمرو سعد وغادة عبد الرازق، وزينة، ووفاء عامر، وماجد المصري، وخالد الصاوي، ودلال عبد العزيز، وإيهاب فهمي، والإعلامي يوسف الحسيني، وعدد آخر من النجوم، وهو من سيناريو وحوار خالد يوسف، بمشاركة من محمد رفيع، وإخراج خالد يوسف.
وتم تكريم خالد يوسف مؤخرا في افتتاح مهرجان وهران للفيلم العربي في الجزائر.
7AKH

خالد يوسف يصور فيلما في الجزائر حول «سقوط الأندلس»
بعد نجاح المسلسلات السورية حول سقوط الخلافة الاسلامية في إسبانيا

الدراما والشخصنة

Posted: 31 Aug 2018 02:16 PM PDT

إحدى أهم الإشكاليات التي تعاني منها ثقافات شبه بدائية، الخلط بين مصطلحي المفاهيمية والشخصنة، بحيث يصبحان مترادفين على الرغم من الافتراق الذي يصل حد التضاد بينهما، فالمفهوم، فيه قدر من التجريد والشمول، وليس محصورا في دلالة حسية، وهناك مثال يستشهد به علماء النفس في هذا السياق، هو أن الطفل في مراحله الأولى لا يدرك التفاصيل، وإذا طلب منه أن يرسم شجرة أو إنسانا يكتفي بالذراعين والساقين والرأس، بينما حين يرسم الفنان إنسانا فإنه يعبر بهذا الوصف العضوي المباشر، إلى مكونات بالغة التعقيد والدلالات، ويتم توظيف كل نقطة ضوء أو ظل في اللوحة.
وكلما ارتقى الوعي بالعالم وعلاقات الأشياء، كانت فرصة صياغة المفهوم وتحديده متاحة أكثر، ولو تقصى باحث حالة المدّ والجزر في استخدام الشخصنة والمفهوم، قد يفاجأ بأن الشخصنة تحولت بمرور الوقت إلى إدمان ذهني، وقد يُقرأ تاريخ كامل من خلالها وعبر التركيز المبالغ فيه على دور الفرد، بحيث تختلط الأسطورة بالواقع والدراما بوصفها صراعا، بين مفاهيم ووقائع ليست تعبيرا عن مونولوج فردي، فهي مفهوم له تاريخه وتعريفه منذ الإغرق، وأقرب الأمثلة إلينا في هذا السياق ما تقدمه الدراما العربية المتلفزة في هذا السياق، بحيث تكون حصة البطل الفرد أضعاف حصص المشاركين، وما يشارك فيه هؤلاء لا يتجاوز دور الدوبلير أو السّنيد حسب المعجم السينمائي.
ولم تسلم حتى الدراما الدينية التي قدمت لشخصيات ورموز مهمة في التاريخ من الشخصنة، وتقديم الفرد على المجموع، وكلما كانت الشخصنة التي تقدمها الدراما ذات شهرة واسعة ومكانة مرموقة في مجالها، يصل الإفراط في الشخصنة ذروته، بعكس أشخاص أقل شهرة وأقل إجماعا شعبيا على أهميتهم التاريخية. وأول ما استوقفني في دراما المفاهيمية مسلسل عن العالم المصري مصطفى مشرفة، وكان شريكا لاينشتاين في بواكير النظرية النسبية، ونال اعترافات تتجاوز سنه، ومات صغيرا وقيل إنه مات مسموما، على طريقة الكواكبي، لهذا كان المسلسل معنيا بتقديم هذا العالم وما حوله من الناس وما يحدث في عصره، لإدراك السيناريست أن فائض الشهرة وشبه الإجماع الشعبي لا يؤثر في بطل المسلسل، ولو قارناه بمسلسل «الأيام» عن طه حسين، أو أي مسلسل آخر عن العقاد، لوجدنا أن هناك فرقا كبيرا، لأن السيناريست يتصور أن شهرة الذي كتب عنه تفرض عليه البحث عن زوايا غير مضاءة، ومنها الحياة اليومية للكاتب، لهذا تنحصر فائدة المشاهد في طقوس اجتماعية أو علاقة عاطفة متموجة، ولأن تقديم عالم من طراز مشرّفة يتطلب مكونات داخلية ونفسية قدم كزوج تقليدي مستقر ومكتفيا ببيته، فيما كان تقديم العقاد بصورة مغايرة، سببها أنه غير متزوج ويعيش علاقات عاطفية مرتبكة ومعقدة كعلاقته مع مديحة يسري الفنانة السينمائية أو مي زيادة وغيرهما.
وشخصنة الدراما هي إفراز طبيعي ومتوقع لشخصنة التاريخ، فهناك من ينظرون إلى حقبة كاملة منه وكأنها مملوكة لبطل واحد، خصوصا في فترات الخمول الثقافي والسياسي، فإن لم يجدوه بينهم راحوا يبحثون عنه في المقابر أو في المستقبل بخيالهم، وهناك أسئلة طرحها أحد المؤرخين لإيضاح رأي بمفهوم البطل في التاريخ منها، ماذا لو سحقت سيارة ونستون تشرتشل طفلا، أو مات ماركس بالحصبة الألمانية وهو صغير السن، أو سافر نابليون من فرنسا وهو صغير وعاش ومات في بلد آخر.
هذه الأطروحة مضادة لمفاهيم أخرى حول البطولة، فثمة من يرون أن البطل هو مجرد لافتة على ركام من الأحداث، وإن هناك عوامل موضوعية وذاتية لها علاقة بالسياق الزمني الذي عاش فيه، هي التي انتجته وليس العكس، وهل كان العالم الحديث في القرن العشرين سيتغير تماما لو أن ماركس مات طفلا أو هتلر أصيب بالعمى في سن مبكرة؟
إن أخطر ما أفرزته الشخصنة وأدبياتها هو إضافة شيء من الأسطورة إلى الواقع بحيث تُسقط على البطل صفات ينوء بها فرد واحد، ويزدهر مثل هذا الإسقاط لدى شعوب جريحة في عمق نرجسيتها، وتسعى إلى التعويض الرمزي عن خسارات تاريخية كبرى، وربما لهذا السبب قال كونديرا كلما صغرت الدولة كبر نشيدها وتضخمت ذاتها وأصبحت مهددة بالدونكشوتية ولن تعدم ظلا تابعا مثل سانشوا كي ينشر أخبار انتصارها بالسيوف على الطواحين، وقد أسهمت السينما خصوصا المؤدلجة والمسلسلات في تكريس الخلط بين المفاهيمية والشخصنة، بحيث يبدو البطل في النهاية كما لو أن كل شيء من حوله خلق لأجله. ويقال إن مستشارا لمحمد علي باشا أحضر له عدة كتب من بينها «الأمير» لميكافيللي كي يقرأها، فرماها جانبا وقال لمستشاريه إنه متفرغ لصناعة التاريخ وليس قراءته.
كاتب أردني

الدراما والشخصنة

خيري منصور

… بلا تعليق …

Posted: 31 Aug 2018 02:16 PM PDT

… بلا تعليق …

نحن والحرب وأبواب التغيير الموصدة

Posted: 31 Aug 2018 02:15 PM PDT

يعيش العالم وضعا غير طبيعي؛ يصطدم ببعضه البعض، وتلعب كتلته الصهيو غربية، في أوروبا وأمريكا وكندا واستراليا، وتوابعها وملحقاتها؛ كلها تلعب دورا محوريا في إدارة ذلك الصدام وتوجيهه، ونصيب «القارة العربية» منه هو الأكبر، وقد تأكد أن العنف المسلح والإرهاب الطائفي والمذهبي والمناطقي والانعزالي؛ تأكد أنه صناعة وإبداع صهيو غربي، وكل اعترافات وتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تؤكد ذلك، واعتباره أهم وسائل الهيمنة، وطريقة ابتزاز مثلى لملوك وأمراء ومشايخ النفط والثروة في شبه الجزيرة العربية والخليج.
وامتلكت الكتلة الصهيو غربية قدرة عالية على إلصاق الجرائم الناتجة عن هذه الصناعة الشيطانية؛ والموكولة لجماعات من شتى أنحاء العالم؛ تدعي الجهاد والعمل لـ«أسلمة» العالم، وباسم الدين الحنيف تراق الدماء، وتزهق الأرواح، وتُقَطَّع الرؤوس، وتُخَرَب الديار، ووقع الاختيار على «القارة العربية» ميدانا لحرب عالمية من نوع جديد، وأضحت ميدانا للعمليات والمعارك، التي وجدت الرعاية والتمويل والتسليح والتدريب من هذه الكتلة، التي لا تتوقف وما زالت مستمرة في إشعال الفتن وتعطيل تسويات لاحت في الأفق؛ مع ميل موازين القوى الإقليمية والدولية للتوازن.
ونتج عن ذلك فرز وبلورة محور روسي صيني إيراني سوري كوري (شمالي) في مواجهة حلف صهيو غربي بتوابعه وملحقاته، وتجاوز ذلك الاستقطاب حدود «القارة العربية» إلى أمريكا الشمالية وأوروبا وأفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. وتفادت كثير من الدول ذات الوزن الإقليمي والدولي التورط في المعارك والصراعات المنفلتة، وفضلت «الحرب بالوكالة».
وصاحب دخول دونالد ترامب البيت الأبيض سماع طبول «الحرب العالمية الثالثة» التي تقرع حتى كادت أن تصم الأذان، وبدت قاب قوسين أو أدنى من الاشتعال، وفرصتها مواتية بسبب التصعيد الصهيو أمريكي، الذي يسابق الزمن لكبح الطموح الصيني قبل نهاية عام 2020؛ وهو عام من المتوقع أن تحتل فيه الصين مكانة الدولة العظمى الأولى؛ الأقوى اقتصادا وصناعة وتسليحا، بكل تداعيات ذلك على الكتلة الصهيو غربية، ويصبح وقف الصين خلال الفترة القصيرة المتبقية حتى عام 2020 هدفا ليس هناك من سبيل لتحقيقه سوى إشعال «حرب عالمية ثالثة».
وتعمل الدولة الصهيونية والولايات المتحدة؛ بموقعهما في قيادة الكتلة الصهيو غربية، تعملان على تهيئة المسرح الدولي لهذه المنازلة الدامية، ولأن «الحالة الصفرية» وسمة الغياب هو ما تعاني منه «القارة العربية»، فمن المتوقع أن تكون مسرحا للعمل العسكري، وهي حالة نموذجية في الرخاوة والضعف، وأقل قدرة على الصمود والمقاومة.. وبدلا من البحث عن سبيل للتماسك والقوة ولو باتخاذ موقف الحياد، فمن المتوقع أن تكون دول «البقرة الحلوب» مصدر تمويل للحرب؛ حسب تصور ترامب؛ ثمنا لحماية مُدعاة تتولاها قوات الإحتلال الأمريكية المعبأة في قواعدها في الجزيرة العربية والخليج.. وهذه خدعة من خدع الدمار الشامل والاقتتال البيني والصدام الإقليمي، التي تولتها الكتلة الصهيو غربية في العقود الأخيرة بنجاح منقطع النظير.
و«الحالة الصفرية» العربية جعلت أرضها مستباحة، وميدان انطلاق نموذجي لمعارك «الحرب العالمية الثالثة» المحتملة.. دون شراكة عربية في الغرم أو الغنم، وهم حطب المعركة ووقودها في الوقت ذاته.. وكطرف غير فاعل أضحوا طرفا مفعولا به، مما شجع ترامب على المبالغة في الإهانة والابتزاز.
وبعد إعلان استقالة العرب، وتفضيل دور الرديف التابع؛ المنفذ لأعمال لصالح الكتلة الصهيو غربية، وبدلا من استكشاف مواطن القوة تقوم «البقرة الحلوب» ـ بلغة ترامب ـ بمد نتنياهو وترامب بالمال والطاقة والقواعد الثابتة والتسهيلات المتحركة، والتنازل عن مطلب تحرير فلسطين، والتوجه لقتال إيران وحزب الله وكل أتباع المذهب الشيعي، إعمالا لنظرية «العدو البديل»؛ المتبناة من الدواعش والسلفيين والوهابيين.
واللافت أنه بجانب طبول الحرب التي تقرع نجد الطبيعة بدورها تعلن التمرد؛ بالزلازل والأعاصير والفيضانات وحرائق الغابات، والارتفاعات غير المسبوقة في حرارة الجو، وكأنها تحتج على ما آل إليه حالها، بسبب السلوك الإنساني غير الرشيد المدمر للبيئة وناشر التلوث، وتمرد الطبيعة بجانب الجنون البشري يُعرض الحياة على كوكب الأرض للدمار الشامل.
ويلزمنا التفكير بصوت عال، وطرح سؤال ضروري عن إقدام العالم على الانتحار؛ في استجابة بلهاء لتحريض أولئك المتكسبين من تدميره؟، أليس ذلك هو «الخيار الشمشوني»؛ علي وعلى أعدائي في التراث العبراني؟. ولنوجه سؤالا افتراضيا؛ موجه لكل العاملين في ميادين الاجتماع والسياسة والاقتصاد والنفس والدين والفلسفة والقانون والإدارة والمال، وغالبيتهم أفنوا حياتهم في العمل على تنظيم وضبط سلوك البشر والارتقاء به، هل ما زال المعاصرون منهم يملك القدرة على أداء دور أولئك الرواد الأوائل، وهناك مؤرخون وفلاسفة معاصرين يقرون بـ«نهاية التاريخ»، ويجزمون بـ«صدام الحضارات».. ويصدرو أحكاما قاطعة على العالم بالعجز والجمود؟، هل ما قدمه الأسلاف استنفد غرضه، وأنتهت صلاحيته؟.
وقد يساعدنا ضرب مَثَل «مملكة النحل» على الفهم، وأخذ العبرة إذا ما قورن بدور الرواد الأوائل، وهل كان دورهم أشبه بدور ذَكَر النحل، الذي ما أن ينتهي دوره ويؤدي مهمته في تخصيب ملكة النحل، ينتفي مبرر وجوده، ويُترك لجيوش «الشغيلة»، فتجعل منه طعاما لها، وهل الإنسان هو ذلك الكائن صاحب المهمة الواحدة؛ متى نفذها انتفى مبرر وجوده؟!!
ومشاكل «القارة العربية» تعقدت بعد حراك يناير 2011 في تونس ومصر‪،‬ وكان المفروض لها أن تنفرج، ومر الحراك قصيرا وعابرا كالحلم، وجاء من حولوه إلى كابوس، وأعادوا به الوضع إلى سابق عهده، وأضحى أكثر توحشا وشراسة، وعلى مدى أكثر من سبع سنوات؛ تغيرت نظم وسياسات، واندلعت صراعات وحروب داخلية وبينية وإقليمية، منها ما هو نظامي، ومنها ما هو من عمل الجماعات والعصابات، التي دعاها الداعي من كل دول وأجناس وأعراق العالم إلى ولائم من اللحم الحي لأطفال ونساء ومدنيين أبرياء. وحيلولة متعمدة رافضة لبناء دولة القانون والعدالة والكفاية، ومانعة لوحدة وطنية مطلوبة، وغير مستعدة لإقرار المساواة القانونية والدستورية بين المواطنين دون تفرقة، وعدم تحقيق ذلك أصبح وصفة مثالية للارتباك والاضطراب والفوضى، ودوام الاستبداد والفساد والتبعية.
وتمت تغطية العجز المطلق عن إنجاز أي تحول وطني أو ديمقراطي، وذلك بتزكية الفشل في تحقيق شعار واحد من شعارات ثورة يناير؛ «عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. كرامة إنسانية»، و«شيطنة» تلك الشعارات.. والابتعاد عنها، وتجسدت تلك «الشيطنة» في مواقف جماعات «الإسلام السياسي»؛ إخوان.. سلفيين.. ووهابيين،؛ في موقفها من التيارات الوطنية والعروبية والاشتراكية، ووصفها في خطابها المذهبي والطائفي والعشائري بـ«العلمانية والليبرالية»؛ بغرض تكفيرها والتحريض عليها والتحرش بها والنفور منها. وبذلك أُغْلِق الباب عن عمد أمام اللقاء والحوار، وحيل دون قيام جبهة وطنية تواجه «الدمار الشامل» الموجه ضد الشعب بكل فئاته ومكوناته. وهو تواطؤ عابر لدول وبلدان «القارة العربية»، مع إدراك ما في ذلك من خطر على الأمن الوطني في الداخل والأمن القومي بين الدول التي تعاني من الحصار والتضييق، وإذا ما تم درء ذلك الخطر فسوف تكون هذه خطوة مهمة على طريق الألف ميل.. فلعل وعسى!!.

٭ كاتب من مصر

نحن والحرب وأبواب التغيير الموصدة

محمد عبد الحكم دياب

فرنسا والعمل السياسي والتحدي البيئي العالمي

Posted: 31 Aug 2018 02:15 PM PDT

كان مفترضا ان اتناول في هذا المقال الجديد موضوع تقريب المسافات التي تشكل إحدى النتائج الأوضح لظاهرة العولمة وما ينجر عنها من سياسات اقتصادية تؤدي إلى تعيين كوادر إدارية تشرف على مؤسسات وطنية وهي لا تنتمي بالضرورة إلى البلد المعني، مثلما حدث مؤخرا في فرنسا بعد تعيين الكندي Benjamin Smith مديرا عاما لشركة «إير فرانس».
غير أن تطور الأحداث حداني إلى تخصيص صدارة هذه «الوقائع الفرنسية «لاستقالة احد وجوه الحكومة الفرنسية المفاجئة، أعني وزير البيئة Nicolas Hulot الذي يعتبر من أبرز وجوه فرنسا شعبية نظرا لكفاحه البيئي المميز المنغرس في باع طويل.
لكن الحدثين لا يخلوان من قاسم مشترك يتجلى في انصبابهما على مجابهة علامتين فارقتين من حتميات العولمة، التحدي الاقتصادي العالمي من ناحية والتحدي البيئي من أخرى، وما يربطهما واضح.
كان، أساساً، شعور الرجل باستحالة تمكن الكفاح البيئي من مواجهة مصالح الشركات الكبرى من جهة، ومنطق المردودية على المدى القصير الذي تمليها جماعات الضغط من جهة اخرى، قد أديا بـHulot إلى اعتماد أسلوب غير مسبوق لدى وزير دولة تمثل في إعلان عن استقالة…دون سبق إبلاغ لا رئيس الوزراء ولا رئيس الجمهورية.
تحدث الوزير، ومن الآن فصاعدا وزير البيئة الفرنسي الأسبق، عن اجتماع انعقد في بداية الأسبوع في قصر الإليزيه حضر فيه احد وجوه مجموعة ضاغطة للصيادين ساعدت في إطلاق تصريح الاعتداء على 6 فصائل من الطيور المحمية سابقا، فتحت الجمهورية الفرنسية الباب على إمكان اصطيادها بكيفية «حدث ولا حرج»…
رأى Hulot في الأمر ما بلغ به السيل الزبى…
لكن هذه التفاصيل الأخيرة لا تمثل سوى انعكاس لما رآه الوزير تقصيرا جوهريا في تمكن فرنسا من الوفاء بنصيبها من التعهدات العالمية التي التزمت بها الدول الموقعة على البيانات الختامية لمؤتمرات البيئة الأممية للتغيير المناخي، وقد كانت فرنسا الدولة التي نظمت المؤتمر ما قبل الأخير.
فلا الانبعاثات الحرارية ولا الحد من المبيدات الحشرية ولا التوقف عن استخدام أراض اصطناعية للزراعة يمكن اعتبارها أهدافا حققتها فرنسا أو اقتربت من تحقيقها ـ على حد تعبير الوزير المستقيل.
ويحتمل أن يكون لمثل هذا الحدث صدى يتعدى الحدود الفرنسية ليرسل مجددا رسالة فحواها عدم اعتبار القضايا البيئية من الأولويات العالمية، لكن هذه المرة تظهر الرسالة كشوكة مزروعة في طريق من كان يحلو له أن يتهكم بل
أن يتحكم في شعار ترامب الأحادي الاتجاه make America great again إيمانويل ماكرون نفسه، الذي يتهمه Hulot الآن صراحة بضرب مقولة make our planet great again عرض الحائط.
هنا يكمن بيت الداء الذي تنخره ثغرات تظهر الوجه الآخر من العملة: اية دعوة إلى صيانة الكرة الأرضية لا ولن تزال تخترقها خطوات مضادة، منها انتزاع تعديلات برلمانية، تأجيل إقرار قانون، إقامة مناطق خاضعة للاستثناء، اي جملة من العراقيل والمثبطات تلقيها جماعات الضغط على الدوام في طريق من يذكر أن صلات الاقتصاد بالبيئة ليست من الكماليات بل هي من الحتميات.
«لنجعل كرتنا الارضية أفضل من جديد»، نتذكر كيف اعتمد ماكرون هذا الشعار عندما أعلن ترامب عن انسحاب أمريكا من اتفاق المناخ الأخير.
لقد صار عاجلا أن نتحكم ونتهكم في الشعار الماكروني هو الآخر ليصبح أكثر دلالة على الحقيقة المرة وينطق بها على الوجه الأكمل: «لنجعل كرتنا الارضية أفضل من جديد لكن دون المساس بتوجهات جماعات الضغط « هذا هو الشعار البيئي الجديد التي عادت تتخبط فيه فرنسا في الوقت الراهن…

٭ باحث اكاديمي واعلامي فرنسي

فرنسا والعمل السياسي والتحدي البيئي العالمي

بيير لوي ريمون

الخطة الأمريكية لإسقاط السلطة الإيرانية جاهزة

Posted: 31 Aug 2018 02:14 PM PDT

أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بتاريخ 17 أغسطس/آب الماضي، «إن بلاده شكلت فريق عمل حول إيران سيكون بإدارة المبعوث الخاص لإيران براين هوك، وإن الهدف من تشكيل هذا الفريق هو فرض احترام العقوبات الاقتصادية الأمريكية ضد طهران، في سبيل إجبار النظام الإيراني على تغيير سلوكه».
الهدف المعلن من أمريكا فرض احترام العقوبات الاقتصادية الأمريكية ضد طهران، مع المجازفة بفرض عقوبات على الدول التي لا تلتزم بإجراءات واشنطن، وقال بومبيو للصحافيين إن «مجموعة العمل ستكون بإدارة المبعوث الخاص لإيران براين هوك، وسيكلف إدارة وإعادة تقييم وتنسيق كل جوانب نشاطات وزارة الخارجية المرتبطة بإيران»، أما هوك نفسه فقد صرح بأن الهدف هو فرض احترام الدول الأخرى للعقوبات الاقتصادية على إيران، التي أعاد الرئيس الأمريكي العمل بها، بعد انسحابه من الاتفاق النووي الموقع في 2015 بين طهران والقوى الدولية الكبرى، وأوضح أن خلية العمل هذه «مصممة على القيام بجهد عالمي كبير، ليغير النظام الإيراني سلوكه، نريد العمل بشكل وثيق بالتزامن مع حلفائنا وشركائنا في جميع أنحاء العالم، وهدفنا هو خفض واردات النفط الإيراني لكل بلد إلى الصفر بحلول الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني».
وقال المسؤول المقرب من مستشار الأمن القومي جون بولتون «نحن مستعدون لفرض عقوبات ثانوية»، على الدول التي لا تحترم العقوبات الأمريكية.
هذه المجموعة تم تشكيلها في الخارجية الأمريكية، بعد رفض دول الاتحاد الأوروبي وبالذات الدول الأوروبية الكبرى الثلاث بريطانيا وفرنسا وألمانيا الانسحاب من الاتفاق النووي أولاً، وطالبت الحكومة الإيرانية بعدم الانسحاب منه ثانياً، وأخذت ممثلة الاتحاد الأوروبي موغيريني تتصل بالصين وتحثها على توثيق العلاقات معها، بهدف معارضة مبدأ الانسحاب الأمريكي من الاتفاق، وعدم الخضوع للإرادة الأمريكية، وقام الاتحاد الأوروبي بتوقيع اتفاقيات أخرى مع اليابان، لتوثيق العلاقات الاقتصادية بين الاتحاد الأوروبي واليابان، وهي تمثل نسبة كبيرة من التبادل التجاري العالمي، كما أن روسيا الاتحادية أجرت اتصالات مع الصين لمواجهة العقوبات الأمريكية على إيران، وهناك العديد من الدول التي أجرت اتصالات بين بعضها بعضا لمواجهة هذه العقوبات التي تضر بمصالحها الاقتصادية.
هذه المواقف الدولية المعارضة للعقوبات على إيران لم تكن الادارة الأمريكية تتوقعها، ما جعلها تشكل هذه المجموعة التابعة لوزارة الخارجية الأمريكية لتكون بمثابة دائرة تابعة لها للعمل على متابعة هذه الدول التي تقف ضد الادارة الأمريكية وعقوباتها على إيران، فمهمتها هي معاقبة الدول التي ترفض، أو لا تلتزم بالعقوبات الأمريكية على إيران، وأمريكا تعلم أن العديد من الدول لن تضع نفسها بهذا المأزق الصعب، وبالأخص إن كانت علاقاتها التجارية مع أمريكا أكبر من علاقاتها التجارية مع إيران، أو أنها لا تستطيع أن تتحمل عقوبات أمريكا على شركاتها العاملة في أمريكا، أو لها علاقات تجارية كبيرة مع الشركات الأمريكية الكبرى، أي أن تشكيل مجموعة المتابعة لحصار أمريكا على إيران، هدفها تضييق الخناق على إيران، بحيث لا تستطيع الانفلات من تأثير هذه العقوبات.
حتى الآن التزمت الحكومة الإيرانية النصائح الأوروبية بعدم الانسحاب من الاتفاق النووي، ولكنها تكرر مطالبها للاتحاد الأوروبي أن يثبت قدرته على التزامه بالاتفاق معها، على الرغم من رفض أمريكا لذلك، حتى أن المرشد خامنئي قال يوم الخميس 30 أغسطس الماضي، إنه لا يرى آمالاً لقدرة الاتحاد على الاستمرار بالاتفاق، وهدد بالانسحاب من الاتفاق النووي من جهة إيران أيضاً، وهذا التصريح لخامنئي سبقته تصريحات كثيرة مشابهة من الرئيس حسن روحاني، ووزير الخارجية جواد ظريف والمسؤولين الايرانيين، فجواد ظريف يقول بأن الحفاظ على الاتفاق النووي ليس خيار إيران الوحيد، فضلا عن التهديدات العسكرية للجنرات الايرانيين، بإغلاق مضيق هرمز وباب المندب، ومنع تصدير النفط عبر الخليج العربي والبحر الأحمر، إذا نفذت أمريكا عقوباتها ومنعها من بيع نفطها، وهو ما زاد من توتر أوضاع الخليج العربي أمنيا وتجاريا، ودفع الرئيس الأمريكي ترامب للدعوة إلى تشكيل تحالف عسكري عربي أمريكي، لمواجهة تهديدات إيران في مياه الخليج العربي وتهديداتها الأمنية في المنطقة.
وبحكم التعاون العسكري الايراني مع الحروب التي شنتها أمريكا على أفغانستان 2001 والعراق 2003، فإن قطاعا كبيرا من المحللين السياسيين لا يرون إمكانية للاصطدام العسكري بين الدولتين، فأمريكا لا تجرؤ على مهاجمة إيران، قبل وضع خطة عسكرية كاملة لمواجهتها، بما فيها احتمالية استعمال أمريكا لأسلحة نووية، في حال تعرض قواتها البالغ عددها 50 ألفاً إلى نيران القوات الإيرانية المنتشرة في العراق وسوريا ولبنان واليمن ومياه الخليج وأفغانستان وغيرها، وهذا العدد بحسب احصائيات الجنرالات الإيرانيين وتهديداتهم، ولذلك فإن أمريكا وضعت خطتها العسكرية لتوجيه ضربة عسكرية لإيران، في حالة تجاوزها للخطوط الحمر المتفق عليها بينهما، ومن أهمها عدم التعرض للجنود الأمريكين في المنطقة، أي أن إدارة ترامب تسير على مبدأ تبادل المصالح مع إيران، منذ تأسيس الجمهورية الايرانية، ولا تسعى للاصطدام بها إلا مضطرة، فخطتها العسكرية متفق عليها مع الحكومة الاسرائيلية، وهو ما يرجح أن تقدم إدارة ترامب على توجيه ضربة عسكرية لإيران، مع التهديد بأن أي رد عسكري إيراني عليها سوف يواجه بالأسلحة النووية، وهذا ما سوف يجعل الانتقام الايراني غير موجه لأمريكا مباشرة، والإعلام الايراني سيدعي بأنه يواجه أمريكا ولو كانت الضربة لأحد حلفائها في المنطقة.
وقد لا تضطر أمريكا لتوجيه هذه الضربة العسكرية لإيران إذا نجحت العقوبات الأمريكية باضعاف سيطرة الدولة على مقاليد الأمور، وزاد حجم المظاهرات والاحتجاجات الشعبية، أو أدت إلى نشوب حرب أهلية داخل إيران، فمعظم القوميات غير الفارسية تشعر بالظلم والإقصاء من دوائر اتخاذ القرار السياسي أو العسكري، أو الامتيازات المالية الكبرى، وهو ما أدركه وزير الخارجية الايرانية جواد ظريف من تشكيل أمريكا لمجموعة متابعة للحصار على إيران، حيث قال إن هدف تشكيل هذه المجموعة هو العمل على إسقاط السلطة الايرانية، على طريقة إسقاط أمريكا لحكومة مصدقي في خمسينيات القرن الماضي، وهذا يعني أن الحكومة الإيرانية تدرك جدية العقوبات الأمريكية أولاً، وجدية الحزم الأمريكي بتغيير سلوك الدولة الإيرانية، داخل إيران وفي المنطقة، وهذا سيؤدي من وجهة نظر أمريكية إلى سقوط السلطة الإيرانية من قبل الشعب الإيراني، وتأييد أمريكا والدول الغربية له، وإلا فإن التدخل العسكري سيكون خيارا أمريكا ضروريا، وبالأخص إذا قام الحرس الثوري الإيراني بقمع الاحتجاجات الداخلية بطريقة عنيفة، فليس من الغريب أن تسقط السلطة الإيرانية على الطريقة التي شاركت فيها بإسقاط السلطة العراقية السابقة، طالما أن الخطة الأمريكية واحدة.
كاتب تركي

الخطة الأمريكية لإسقاط السلطة الإيرانية جاهزة

محمد زاهد جول

الثورة والأسئلة

Posted: 31 Aug 2018 02:14 PM PDT

للوهلة الأولى من النظر (ولن أقول التأمل) في الأوضاع الحالية والواقع المعاش، ليس من المستغرب أن يصل الشخص، مواطناً عادياً كان أم مجرد مارٍ في البلد، إلى أن كل شيءٍ على قديمه، إن شيئاً مهماً لم يقع وإن حدثاً أو انفجاراً جوهرياً ومفصلياً لم يحدث في هذا البلد.
فالنظام الذي اندلعت في وجهه وبسببه ثورة مازال قائماً ويبدو أنه يتعافى، ومازال القمع ديدناً، والسجون تفيض مكتظةً بالمعتقلين، بل إن العنف زاد والتصفيات لم تعد تستوقف الكثيرين والتهمة جاهزة، الانتماء لجماعةٍ إرهابيةٍ محظورة، ما يساوي من الناحية الفعلية تصريحاً بالقتل بدون مساءلة، وعلى المستوى الاجتماعي لم تختلف انحيازات النظام، بل ازدادت شراسة وجموحاً تردفها شهوة الانتقام، فلم يزل الفقر ممضاً، وانهارت قيمة العملة والقدرة الشرائية للجنيه المصري، وتبددت معه مدخرات قطاعات واسعة، أعني بالطبع تلك القلة الناجية التي توفرت لديها رفاهية الادخار، وبات كبار السن والمتقاعدون يعانون العوز بمعانيه الممضة الأكثر إيلاماً، وازداد التدهور في الخدمات العامة جراء الإهمال والتنصل المستمر من التزامات الدولة، تجاه من جعلهم الحظ التعس مواطنيها، وفي مقابل القمع فإن الفراغ السياسي الذي يعاني منه البلد مازال مستحكماً، ليس جراء سحق قدم النظام الثقيلة فحسب وإنما نتيجة إشكالياتٍ جوهرية قديمة ومتوارثة ومتداخلة ومركبة، تسكن بنية العمل السياسي والعام في مصر.
«business as usual» كما يقول المتكلمون بالانكليزية، فقد استوعب «العادي»، تلك المساحة من العدم الباهت، كل الأحلام والآمال المحبطة وكل ذلك العنف وكل تلك الدماء.
بيد أنني أصر على أن تلك نظرةٌ عجلى، وأحذر نفسي والآخرين من الانزلاق فيها، وقانا الله وثقافتُنا شر الانزلاق في عدميةٍ طوعية لا تخدم سوى النظام. يجوز أن الواقع كئيبٌ بليد، خال من أي مكتسباتٍ حقيقية ومادية تنعكس على حياة الجموع العريضة، ويجوز أيضاً أن النظام مايزال يدهشني ببلادته وعدم مقدرته (وربما رغبته) فهم أن حدثاً مزلزلاً قد مرّ بمصر شاء من شاء وأبى من أبى، إلا أن ذلك يجب أن لا يغيّب عن أعيننا حقيقةً جوهرية.
أن يناير وقع وذلك شيٌ باقٍ لن يتغير.
قد يحاولون التآمر على ثورة هذا الشعب، وسوف يشوهونها ويشيطنون المشاركين فيها، إلا أن ذلك لن يفلح في طمس حراك يناير الثوري، ولن يلحقه بالعدم، مصر والعالم لن يعود لما قبل يناير، قد يطول عمر الثورة المضادة أو يقصر، وقد تتحقق الأحلام أو تظل تراوغنا، إلا أن ذلك لا ينفي أن يناير قد حدث.
فثمة جانبٌ مسكوتٌ عنه في يناير، ولن أتمادى لأزعم أن السكوت نتيجة مؤامرةٍ بقدر ما هو ابن جهل النظام ورعونته وغفلته عن طبيعة الثورات والتطور التاريخي.
فهم لا يدركون أن أحد أهم ما يميزالثورة هو التغير في الحالة النفسية للناس، الذين يصلون إلى مرحلةٍ يدركون فيها أن الاستمرار بات مستحيلاً. ليس ذلك فحسب، بل الأهم في رأيي أن الثورة تعصف بالمفاهيم والثوابت والمعطيات القديمة، ذلك الركام المتوارث الرابض على عقول وصدور الناس، وتطرح إشكالياتها، والأهم من كل ذلك أنها تطرح أسئلةً.. أسئلةٌ لا حصر لها ولا سقف.
ذلك الجانب لا يلتفت له أحد ولا يُحتفى به، في بلدٍ أكثر من نصفه شباب أدركتهم الثورة ووعيهم آخذٌ في التشكل، لقد جاءت الثورة لتجعلهم لا في مواجهةٍ مع النظام فحسب وإنما مع الأجيال الأكبر، وتلك الحمولة من الأفكار السائدة. كل الأفكار والمعتقدات والثوابت تصير في مرمى مدفعية التساؤلا ت الثقيلة، عن معنى الوطنية والانتماء والتضحية والدين والحياة والوجود والحب والثورة، عن صدقها وجدواها، عن معنى القيمة.
إن جيلاً جديداً في مصر والعالم العربي يتخلق الآن، بهمومٍ مختلفة، إما شهدوا يناير أو سيسمعون بها حدثاً قريب العهد، سيسمعون رؤى الناس فيها وشهاداتهم، سيستبد بهم الفضول، سيبحثون ويقرأون ويطرحون الأسئلة، أسئلةٌ قد لا تبقي شيئاً قائماً. قد لا يعجب هذا الجيل عجائز الزمن الحالي ولا يروق مزاجهم، إلا أنه موجودون، هو الواقع، والأسئلة التي يطرحها وسيستمر في طرحها واقعٌ هي الأخرى، ستذيب وتحلحل أسس الدولة والنظام الذي يبنيه السيسي فوق جبلٍ من الجماجم والدماء.
يتعين علينا أن نستمد الأمل من ثقافتنا وقراءاتنا للثورات السابقة، خاصةً المغدورة، لننبذ العدمية واليأس، مدركين أن نهر الحياة أبداً في تدفقٍ، مهما بدا راكداً، وأن حركةً عنيفةً تحت السطح قد لا تظهر الآن، ولكنها قد تتمخض عن تيارٍ عاتٍ لاحقاً، وأن الدول والأنظمة كالأفكار والمفاهيم والثوابت لن تصمد أمام هجمة الأسئلة، وقد يأكلها الصدأ جميعاً.
كاتب مصري

الثورة والأسئلة

د. يحيى مصطفى كامل

قراءة في المشهد السياسي التركي

Posted: 31 Aug 2018 02:13 PM PDT

من المؤكد أن الأزمة الراهنة التي تشهدها تركيا جعلتها في دائرة الغضب الأمريكي الشديد، لكنه غضب له حساباته السياسية لا يتعداها كثيرا، وفقا لمنظور الأمن الامريكي، فتركيا عضو في حلف الناتو، وفيها أكبر قاعدة عسكرية أمريكية منذ خمسينيات القرن الماضي، وتقدم خدمات كبيرة تساعد في التغلغل الأمريكي داخل المنطقة. وللعلم تركيا كما ايران لا تريد أمريكا تدمير النظام والدولة فيهما، بل تغيير السلوك السياسي للنخبة الحاكمة ودورانها في إطار توافقات كاملة مع الأجندة الامريكية التي يجري تنفيذها في الشرق الاوسط.
وبالتالي لامجال لأن تكون لتركيا وإيران فضاءات خارج حدودهما، بدون تنسيق مسبق مع أمريكا، ناهيك عن عدم التعرض لأي امريكي أكان مواطنا أو جنديا أو جاسوسا. ولما كانت تركيا المعاصرة دولة ذات توجه إسلاموي لها حضور محدود عربيا، ولا تستطيع أن تكون القوة الاقليمية الاوحد في المنطقة لمنافسة من السعودية ومصر وايران، إلا أن النزعة الشعبوية لأردوغان ونظامه، وهي ترتكز على نزعة طورانية منافسة للنزعة العروبية بقوميتها، كما هي منافسة للنزعة الفارسية بالتوجه الإيراني، لا تكل من السعي الحثيث لتصدر المشهد السياسي في الشرق الأوسط، كزعيمة وقائدة، وهو امر لا يتحقق حضوره لكنه يبقى حلما كبيرا لاردوغان وحزبه، لافتقاده الأسس الموضوعية اللازمة لذلك الحضور، وفق شروط المنطقة وطبيعة المشهد السياسي المتحرك فيها. ومثلها تذهب ايران وهي دولة ذات توجه اسلامي مذهبي، توغلت يدها في عواصم عربية متعددة لفرض هيمنة كبيرة في المنطقة، بالاتكاء على تفوقها العسكري مقابل جيرانها الأقل عددا في الديموغرافيا والقوة المسلحة.
تركيا وايران قدمتا دعما كبيرا لأمريكا في غزو افغانستان والعراق، وكان لامريكا معهما تنسيق سياسي وامني واستخباراتي لايزال مستمرا..
اليوم ترامب بنزعته الشعبوية ذات التوجه اليميني، لا يريد معارضة من دول يراها تابعة لأمريكا، وليس حلفاء لهم خصوصية في الشأن السياسي.. ترامب يزعق مخاطبا ناخبيه إنه يستطيع حماية مصالحهم، وإسكات أي صوت معارض له خارج الاطلسي، وإلا اوقع به عقوبات متعددة. واردوغان يزعق في ناخبيه، ظنا أنه يستمد قوته منهم، ولهذا يقول إنه يواجه بشخصه وحزبه ودولته مؤامرات حتى من أقرب حلفائه.
الجدير بالذكر أن الأزمة الاقتصادية الراهنة لا ترجع إلى عقوبات امريكية حديثة، بل الأزمة سابقة لذلك، ترتبط بطبيعة السياسات العامة والاقتصادية خصوصا ولا مجال لعلاجها إلا من خلال قوانين الاقتصاد والسياسة المالية وليس عبر خطابات شعبوية. وجزء رئيسي في حل أزماتها يكون عن طريق الخارج الأوروبي والعربي وامريكا ذاتها، ولذلك لا تستطيع تركيا الخروج من الناتو، لان مطمحها الدخول إلى السوق الاوروبية، وهذه الأخيرة لها شروط، كما أمريكا لها شروط، وهو أمر يضع قيودا كبيرة في أساليب الاختلاف التي تبديها تركيا تجاه أمريكا وأوروبا ويضع حدودا له أيضا.
واذا كان النظام الايراني الحديث الذي تشكل في ثلاثينيات القرن الماضي وتطور قليلا في حقبتي الخمسينيات والستينيات صنيعة امريكا ليكون شرطيا حارسا لمصالحها في المنطقة، فإن الامر ذاته ينطبق على تركيا حيث النظام التركي الحديث منذ منتصف العشرينيات من القرن الماضي كان صنيعة غربية ومنذ الخمسينات تلقى دعما امريكيا كبيرا واصبح صنيعة أمريكية.
وللعلم في كلا البلدين حدث تغير دراماتيكي ، ففي ايران تغيرت الدولة والسلطة نحو نظام ولاية الفقيه، وإعلان العداء لأمريكا، هنا تحولت أمريكا سريعا نحو تركيا، لتعلن فيها نظاما بديلا يخدم المصالح الامريكية، ولذلك تخففت قيود العسكرية العلمانية لتسمح للإسلاميين بالحضور السياسي تدريجيا وصولا إلى منصب الرئاسة، ضمن خطوط تم التوافق عليها مع العسكر وامريكا والنخب الاسلامية.
الإسلاميون الاتراك نجحوا وفق جهود كبيرة منهم في سياق نظام سياسي علماني، مكنهم فضاء ليبرالي، فاتجهوا نحو القاعدة الشعبية لمخاطبتها بحقوقها الاجتماعية والاقتصادية، ولم يرفعوا يوما شعار الإسلام هو الحل، ورغم الإقرار بما اسلفنا، كان الامريكيون والعسكر موافقين على الحضور الإسلامي بنزعته البراغماتية المتوافقة مع المنظور الأمريكي، الذي تتعدد أهدافه منها تكوين حلف إسلامي سني ضد الهلال الشيعي، وتم التعبير عن ذلك من اكثر من رئيس عربي.
لا تستطيع تركيا معارضة أمريكا ومعاندتها طويلا، نظرا لضعف الاقتصاد التركي وتعرضه لاهتزازات مدمرة، إضافة إلى رغبة تركيا في الالتحاق بقطار اوروبا الموحدة اقتصاديا، وهذه الأخيرة لها شروط لابد ان تتوافق مع الاجندة الامريكية. وللعلم أمريكا لاتزال تنظر لتركيا كبديل سياسي وتوجه ديني مقابل إيران بتوجهها السياسي والديني، مع تشكل اصطفاف عربي داعم للتوجه نحو تركيا مع وجود اصطفاف آخر ولو محدود مع ايران.
إضافة إلى ذلك يمكن القول إن تركيا وايران لهما حضور كبير في آسيا الوسطى، الدول التي استقلت عن الاتحاد السوفييتي، ولهذا موقف روسيا لا يستطيع إلا أن يكون حاضرا وفاعلا مع طهران وإسطنبول، خدمة لمصالحه السياسية والاستراتيجية، زد على ذلك متغيرات الحضور الروسي في سوريا، ودوره الفاعل كلاعب رئيسي احتكر تنظيم قواعد اللعبة وشروطها كما احتكر قواعد الاشتباك وحدودها. وإن كانت روسيا تعتمد تنسيقا سريا وعلنيا مع أمريكا إلا أن لها تنسيقا متعدد الصور والأساليب مع ايران وتركيا المتواجدتين ميدانيا داخل الأراضي السورية.
من هنا يجب قراءة الأزمة الاقتصادية التركية في أسبابها ومظاهرها كانعكاس لهذا المشهد السياسي العام، ولمتغيرات داخلية أعقبت الانقلاب، وما تلاه من اعتقالات واسعة، خاصة ونحن نعرف أن السياسة ليست إلا الاقتصاد المكثف بعملياته وإجراءاته ومشاريعه، ومن هنا لا فصل بين السياسي والاقتصادي، بل ترابط عضوي لا تنفصم عراه.. ووفقا لذلك فالخطوات اللازمة لحل الازمة الاقتصادية ستكون مالية واقتصادية وسياسية بدءا من تقشف الحكومة التركية ومحاربة الفساد وفرض ضرائب على السلع الأساسية، وعلى كثير من الخدمات، ما يقلل من الإنجازات الاجتماعية التي كانت علامة للإسلاميين، وهنا ستتزايد الازمة والمتضررين منها. والهدف من الإصلاحات الاقتصادية زيادة حصة الحكومة من الأوراق المالية، خاصة أن ميزان التجارة العامة يؤشر لقلة الصادرات وكثرة الاستيراد فالحجم التجاري يصل إلى 390 مليار، ثلثه فقط تصدير والباقي استيراد، ما يجعل تركيا خاضعة للعملات الأجنبية خاصة الدولار، ومنفتحة تجاه الأسواق الأجنبية التي تتعامل بالدولار أساسا.
ولا تستطيع تركيا الاستجابة لأمريكا تجاه العقوبات ضد ايران، لأنها تحصل على قسط كبير من الموارد النفطية الإيرانية بسعر منخفض، والميزان التجاري بينهما يتسع فيه حجم المبادلات طوال العام وتضاؤل الدعم السعودي والاماراتي، بل غيابه وتشكل موقف مضاد للنظام التركي اصبح معلنا.. وتزايد هذا الموقف وفقا للمساندة التركية لدولة قطر في الأزمة الراهنة.
وللعلم تركيا كما إيران والسعودية تعاني من ارتدادات الأزمات الراهنة في دول الربيع العربي التي انعكس بصورة أزمات متنقلة سياسيا واقتصاديا وازمات ثقة بين النظام والدول، وصولا إلى حصار وقطيعة بين بعضها، لكنها جميعا لم تستطع النجاة من مشهد الازمات المتنقلة، التي تتداخل فيها الأسباب الذاتية بالموضوعية، الداخلية والخارجية، ما يجعل أي محاولة للحل أو العلاج لا تكون ناجحة، إلا من خلال فهم واستيعاب الازمات في عموم المنطقة في تداخلاتها وتقاطعاتها، فنحن نعيش في مرحلة تتسم بتكثيف العلاقات المتداخلة بين الدول والمجتمعات سياسيا واقتصاديا وأمنيا، بل ورمزيا، ومن ثم لا مجال للحلول والاستقرار إلا من خلال استراتيجيات عامة وفي جزء منها خطط وبرامج محلية تخص كل دولة.
الازمة الاقتصادية التركية اذا استمرت لمدى أطول قد تكون مؤشرا لنهاية مرحلة، فاتحة الباب لنظام سياسي جديد يتوجه نحو اوروبا مع الاحتفاظ ببعض المعاملات والاتفاقيات مع روسيا. مع أن أحد حلول الأزمة الراهنة لتركيا هو بإعلان توجهها شرقا نحو روسيا والصين، والدعوة لخلق تكتل اقتصادي، بل سياسي إذا أمكن، إضافة إلى توجهها نحو الهند وباكستان والدول العربية، ناهيك عن دول آسيوية أخرى، ولاتينية أيضا. ولأن النظام الدولي الراهن لايزال تحت تأثير هيمنة القطب الواحد، فكثير من الدول تتعرض لازمات وفق علاقاتها مع أمريكا، بغياب قطب سياسي واقتصادي اخر. وربما كل هذه الأزمات مع أزمات اوروبا ذاتها مع أمريكا تسرع بظهور قطب اقتصادي جديد، يشكل واجهة سياسية تقلل من الهيمنة الامريكية، ولهذا فالتقارب الصيني الروسي مهم جدا، والتقارب الصيني مع الاتحاد الأوربي مهم أيضا.. وهنا ندعو إلى تشكل قطب اقتصادي وسياسي من دول طريق الحرير لتشكل قوة فاعلة تعادل القوة الأمريكية، خاصة إذا علمنا أن روسيا واحدة من دول هذا الطريق، أو القطب المنتظر تشكيله. وللعلم الدول العربية تتعرض لاهتزازات سياسية واقتصادية كبيرة، قد تزداد سوءا خلال العام المقبل، خاصة أن السياسات العامة لا تتجه نحو مصلحة المواطن الذي يئن تحت أزمات متعددة، من غلاء الأسعار وارتفاع كلفة المعيشة خاصة السلع الرئيسية من الغذاء والدواء وكلفة التعليم العام، ناهيك عن زيادة معدلات البطالة والفقر مع ضعف الهامش السياسي وتقييد فضاءات الحرية اللازمة للتعبير العام.
ومعنى ذلك أن المنطقة كلها تعيش على صفيح ساخن سياسيا واقتصاديا، وبدون حلول جريئة وحاسمة، وهو أمر يتطلب تكتلا سياسيا واقتصاديا برؤية جديدة منفتحة على متغيرات العولمة وأبعادها المستقبلية.
اكاديمي وكاتب من اليمن

قراءة في المشهد السياسي التركي

أ.د فـؤاد الصلاحي

خلافات ائتلاف العبادي تتمخض عن ترشيح قائد الحشد

Posted: 31 Aug 2018 02:13 PM PDT

لطالما وصف ائتلاف حيدر العبادي بأنه الأكثر اعتدالا والأكثر تحررا من السياسات الإيرانية، على الأقل مقارنة بائتلاف هادي العامري ونوري المالكي اللذين يضمان المؤسسة الاكثر ولاء لإيران «الحشد الشعبي»، لكن ترشيح قيادات من ائتلاف النصر لفالح الفياض رئيس هيئة الحشد الشعبي، وإن كان هذا المنصب يمارسه نائبه العامري عمليا، يعكس مدى التأثير الإيراني داخل معظم الكتل الانتخابية الشيعية.
وبغض النظر عن صحة المقولة الرائجة بأن العبادي وتكتله النصر معارض لإيران، لما تحمله هذا التصورات من تجاهل لحقيقة انتمائه لاكثر القوى الحزبية والدينية ارتباطا بطهران، منذ تأسيس حزب الدعوة، فإن ترشيح الفياض لرئاسة الحكومة من قبل قيادات في ائتلاف النصر يعكس مدى ضعف موقف العبادي داخل كتلته، ومحدودية فرصه للعودة لرئاسة الوزراء، ويعكس الخلافات والتنافس بين الشخصيات الموالية لايران، وإن بدرجات متفاوتة. فإئتلاف النصر، سبق ان واجه تصدعات داخلية، تمثل أحدها بنية نحو 28 نائبا بالانشقاق منه، يمثلون حزب الفضيلة وكتلة عطاء، وهي الكتلة التي يرأسها الفياض نفسه داخل ائتلاف النصر، ولعل السبب الأساسي لهذه النزاعات هو الانقسام الحاصل بين تيارين حول قضية الاندماج مع تكتل العامري ـ المالكي، الكتلة الأكثر ولاء للمؤسسة الدينية وايران، أحدهما يمثله الفياض والاخر العبادي.
العبادي سارع إلى إعفاء الفياض من جميع مناصبه فور إعلان ترشيحه لرئاسة الحكومة، وبهذا الموقف يكون العبادي قد اخرج للعلن الخلافات داخل تكتله، خصوصا أنه سبق أن حذر من عدم إمكانية ترشيح شخصيات من الأجهزة الامنية لرئاسة الحكومة، وكان يعني منافسه الفياض بالطبع، الأمر الذي استدعى مغازلة سريعة من نوري المالكي للفياض، حيث أصدر مكتب المالكي بيانا يعتبر فيه قرارات العبادي بإقالة الفياض من مناصبه «سيشكل ارتدادات عكسية ضد ائتلاف النصر، وسيضعف فرصته بتشكيل الحكومة»، ولعل المالكي يعني بذلك تزايد الانقسامات داخل ائتلاف العبادي، الذي لم يعد قادرا على رص صفوف ائتلافه خلفه كمرشح جديد لرئاسة الحكومة، بعد ان ذهبت عدة قيادات من ائتلافه النصر لترشيح الفياض لا العبادي.
وبترشيح الفياض، رئيس المؤسسة الاكثر ولاء لإيران، التي تشكلت بدعوة من المرجع الشيعي الأكبر السيستاني، المرجع الايراني الذي لا يحمل للآن الجنسية العراقية، بهذا الترشيح تكون الكتل الشيعية الاكثر ارتباطا بسياسات طهران، قد وجهت ضربة قاصمة لتكتل العبادي، ومن داخل عرينه، وقد عبرت النائبة العراقية حنان الفتلاوي عن هذا الموقف، قائلة إن فالح الفياض ذهب مع كتلة الفتح وإن العبادي عاقبه على ذلك، وبانتظار إعلان مرشح تكتل العامري ـ المالكي، فإن فرص الفياض نفسه ستكون محدودة بالوصول لرئاسة الحكومة، من دون دعم ومباركة من تكتل الفتح والقانون للمالكي والعامري، اللذين باتا أقرب من أي وقت مضى من تشكيل الكتلة الانتخابية الأكبر التي ستشكل الحكومة العراقية المقبلة.
كاتب فلسطيني من أسرة «القدس العربي»

خلافات ائتلاف العبادي تتمخض عن ترشيح قائد الحشد

وائل عصام

 ضربةٌ أمريكية وشيكة… أم هنالك رسائل أخرى؟

Posted: 31 Aug 2018 02:12 PM PDT

إدلب السورية تعود مجددا إلى الواجهة، ليست الإعلامية ونشرات الأخبار التي تتصدرها تباعاً وبصورة يومية، بل إلى الواجهة الدولية وجدول أعمال قادة دول العالم، أكثر من الضربة الأمريكية السابقة في نسيان/ ابريل الماضي، وأكثر من أي وقت مضى.
فليس من قبيل الصدفة أن يتصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالمستشارة الألمانية السيدة أنجيلا ميركل، في مكالمة هاتفية تحت عنوان أستعداد واشنطن لشن هجوم عسكري على النظام السوري، بسبب مخاوف من تصعيد عسكري سوري قد يستخدم أسلحة كيميائية من قبل النظام، يؤدي إلى كارثة إنسانية في إدلب.
إلى ذلك ذكر متحدث رسمي عن ميركل أن روسيا مطالبة بالتصرف بطريقة معتدلة بشأن الحكومة السورية، والحيلولة دون وقوع المزيد من التصعيد. وكذلك تحرك فرنسي بدا معلنا من قبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على الصعيد ذاته، أن النظام السوري بقيادة الأسد يهدد بهجوم عسكري واسع يؤدي إلى كارثة إنسانية في إدلب.
وتلا ذلك بيان إلماني- أمريكي مشترك يحذر من كارثة إنسانية وشيكة في إدلب. ألمانيا في الواقع تحاول جاهدة إثناء واشنطن عن أي هجوم عسكري وشيك على مواقع عسكرية في إدلب تابعة للنظام السوري، لسبب بسيط وهو احتفاظها اَي برلين بعلاقة جيدة إن لم تكن حميمية جدا مع موسكو حليفة الرئيس السوري بشار الأسد.

إجماع أوروبي

هنالك إجماع أوروبي ودولي على وقف التصعيد في إدلب السورية، لكن هنالك أيضا خشية من تفاقم الأوضاع العسكرية والإنسانية معا هناك، وتعقد المشهد السوري، مما قد يقطع الآمال مجددا في الوصول إلى حل سياسي في اجتماع آستانة في 11-12 من أيلول /سبتمبر المقبل، وجلوس فريق المعارضة السورية مع وفد النظام السوري في طاولة مفاوضات مشتركة، تؤدي إلى الوصول بسوريا إلى حل سياسي ينهي الأزمة السورية التي طالت، ويوقف حمامات الدماء السورية، والبدء بعملية الإعمار.
معظم التطورات والمؤشرات حول الأزمة السورية والحرب هناك، تقول أن بوادر التصعيد والمواجهة المسلحة المفتوحة على كافة الاحتمالات بين حلفاء نظام الأسد ممثلا بروسيا وإيران وتركيا، وبين امريكا وفرنسا وبريطانيا، باتت أكبر من فرص الحوار ووقف التصعيد، ولا نعرف هل سوف تؤجل مفاوضات العاصمة الكازاخستانية آستانة بين المعارضة السورية ووفد النظام السوري، بعد نحو أسبوعين من الآن ام انها سوف تعقد في موعدها؟
الأمور كلها متوقفة في سوريا حول إدلب حربا أوسلماً.. ايضا آخر الأخبار تقول: أن قوات الجيش العربي السوري تجهز لهجوم واسع على إدلب من عدة محاور.. شرارة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة السورية، إذا ما اندلعت قد تجر المنطقة برمتها إلى حرب كونية ونأمل أن نكون مخطئين؟

رسائل إلى واشنطن

فهذه المناورات الروسية في البحر المتوسط التي تبدأ من الأول من أيلول/ سبتمبر المقبل وحتى الثامن من الشهر نفسه، بهذه العدد الكبير من الغواصات البحرية العسكرية في المياه السورية 25 قطعة، وثلاثين طائرة مقاتلة في الأجواء السورية، ليست نزهة أبداً، وليست لاستعراض العضلات وإنما لاختبار الجاهزية وإرسال رسائل إلى واشنطن قبل توجيه ضربة محتملة ضد أهداف عسكرية ولمراكز قيادة تابعة للنظام السوري في إدلب شمال غربي سوريا وجنوبها أيضا، فحوى هذه الرسائل أن روسيا لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه أي ضربة أمريكية على القوات السورية، ولا نستبعد ضرب القصر الجمهوري في دمشق، وايضاً تهديدات إسرائيل يجب أن تأخذ على محمل الجد، بأنها لن تسمح بقواعد عسكرية إيرانية على مقربة من حدودها.
لا نستطيع الجزم أو التكهن حول زمن أو موعد هذه الضربة الأمريكية – البريطانية – الفرنسية المشتركة، على مراكز قيادة عسكرية وسيادية تابعة لنظام الأسد. إلا أننا نجزم أنها باتت وشيكة للغاية، وما يعززها أو يؤكدها هو اعتزام روسيا إجراء مناورات عسكرية كبيرة، في البحر.

صحافي من اليمن يقيم في نيويورك

 ضربةٌ أمريكية وشيكة… أم هنالك رسائل أخرى؟

محمد رشاد عبيد

الواسطي ومدرسة بغداد للرسم في القرن الثالث عشر

Posted: 31 Aug 2018 02:10 PM PDT

قام الإسلام والمسيحية بتحريم تصوير الإنسان عن طريق الرسم أو النحت أو النقش، ولكن الكنيسة المسيحية قامت بتغيير سياستها في القرن الثالث، وأخذت تستعمل تصوير الإنسان لأغراض تبشيرية. أما بالنسبة للإسلام فإن الأمر كان مختلفا، فعلى الرغم من استمرار التحريم وعدم وجود أي دليل عن أي نشاط لتصوير الإنسان في عهد الخلفاء الراشدين، فإن الأمور كانت مختلفة في العهد الأموي والعباسي.

الدولة الأموية

هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن الأمويين رسموا في بداية سلالتهم في قصورهم الواقعة خارج المدن، ولكن تطور تصوير الإنسان في ذلك العهد كانت له أسباب سياسية واقتصادية. فقد استلم الخليفة عبد الملك بن مروان (646 – 705) الخلافة في الثاني عشر من أبريل/نيسان عام 685، وكانت الدولة الأموية في حالة سيئة، حيث عانت من اضطرابات داخلية، كان من الممكن أن تجلب كارثة ساحقة للدولة. ومما هو جدير بالذكر أن العملة الأكثر استعمالا في الدولة الأموية كانت العملتين الفارسية الساسانية والرومية البيزنطية، بالإضافة إلى ذلك فإن الدولة الأموية كانت تدفع أتاوة سنوية للروم البيزنطيين، مقابل عدم هجوم الروم عليهم، وضمان حدودهما المشتركة حسب معاهدة معهم، واعتبر هذا إهانة سياسية للدولة الأموية وضربة لاقتصادها الوطني. وتمثل هذه المصاعب في أغلب الدول المراحل الأولى لانحلال الدولة وانهيارها، ولكن عبدالملك بن مروان لم يكن من الرجال الذين يقبلون بهذا، كما أنه لم يكن رجلا ذا أفكار خيالية، بل رجلا عمليا يعرف كيف يستغل الفرص، ولذلك قام هذا الخليفة الأموي بإجراءات سريعة لدحر كل القوى الداخلية التي كانت تهدد الدولة، وتوحيد البلاد تحت قيادته، وقام بإصلاحات اقتصادية مهمة تكللت عام 691 بأصدار عملة جديدة سماها الدينار، ومنع استعمال العملتين الساسانية والرومية. ولم يكن الخليفة يمزح في هذا المنع، فقد كانت عقوبة من يتجرأ ويخالف هذا المنع، الإعدام. وأمر عبدالملك أيضا بأن تسك العملة الجديدة في دمشق تحت أشراف دقيق من قبل الدولة. ولم يتقبل الإمبراطور البيزنطي جستنيان الثاني (685 – 711) هذه الإجراءات وكانت أكثر مما كان يستطيع احتماله، لأنها كانت ضربة موجعة للاقتصاد والتأثير السياسي للروم البيزنطيين، وأظهرت الدولة الأموية كقوة اقتصادية عالمية في تلك الفترة، ولذلك قرر الإمبراطور الرومي شن الحرب على الأمويين، ومما شجعه على ذلك كان انتصاراته الكبيرة آنذاك في أوروبا الشرقية. وقام هذا الامبراطور الرومي بالاستعانة بجيش إضافي مكون من ثلاثين ألفا من السلاف المرتزقة الذين جلبهم من شرق أوروبا لدعم جيشه. أما الأمويون، فقد كان هذا مفاجأة مزعجة جدا لهم، فالدولة في طور التعافي من أمراضها الكثيرة، والجيش ليس في أفضل حال، كما لم تكن لدى الأمويين أي نية للدخول في مواجهة عسكرية مع البيزنطيين، ولكنهم وجدوا أنفسهم أمام تحدي الروم مكرهين. ووضعت مهمة قيادة الجيش الأموي على عاتق محمد بن مروان، الأخ غير الشقيق للخليفة الأموي. وعندما التقى الطرفان عام 1692 ميلادية رفع الأمويون نسخا من المعاهدة التي كانت بينهم وبين البيزنطيين عوضا عن الأعلام المعتادة، مذكرين البيزنطيين بها، ولكن بدون جدوى، فقد عزم البيزنطيون على القتال واشتبك الطرفان في معركة «سيباستوبوليس» الحامية الوطيس. وسرعان ما أحس الأمويون بأن المعركة لم تكن تتطور لمصلحتهم، وأن نهايتهم باتت وشيكة، وكان من الأفضل اللجوء إلى فكرة بعيدة عن كيفية قيادة المعركة. ولذلك اتصل الأمويون بقادة الجيش السلافي المرتزق، الذي كان يقاتل إلى جانب البيزنطيين، واستطاعوا أن يتوصلوا إلى اتفاق مالي معهم مفاده انقلاب السلاف على الروم مقابل مبالغ متفق عليها. وانهال الأمويون والسلاف على الجيش البيزنطي الذي نال هزيمة منكرة. وأدى هذا الانتصار إلى استمرار الخليفة في سياسته، وفي عام 694 ميلادية قام بسك عملته الشهيرة باسم الدينار الذهبي وصورته منقوشة على أحد الجانبين كما هو موضح أدناه. وبهذا كسر عبدالملك بن مروان مبدأ تحريم التصوير.

صورة الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان على عملة الدينار الذهبي الذي أصدرته الدولة الأموية عام 694 ميلادية

وبذلك نجد أن الخليفة الأموي يأمر بوضع صورته على العملة الوطنية. ونرى على هذا الجانب من العملة صورة الخليفة ويده على مقبض سيفه وحاملا سوطا ويرتدي لباسا عربيا تقليديا. وعلى الرغم من تفسير البعض أن أمساك عبدالملك بن مروان لسيفه يعد رمزا للإمامة، فإن آخرين يفسرونه على أن ذلك ووجود السوط رمز لهيبة الدولة وقوتها، أي أن الدولة الأموية تستعمل رسم إنسان كرموز لها. وقد لاقت العملات الأموية نجاحا كبيرا وكانت نسبة الذهب العالية فيها وحجمها الكبير نسبيا دليلا على قوة اقتصاد الدولة الأموية.

الدولة العباسية

أما الدولة العباسية، فقد شهدت تطورا مختلفا في مجال الرسم، حيث عثر على رسوم تمثل أشخاصا على جدران بعض القصور العباسية في سامراء. ولكن التطور الحقيقي حصل على عدة مراحل، وفي اتجاهات مختلفة، لتلتقي بعد ذلك وتنتج عملا عظيما. ففي النصف الثاني من القرن العاشر أسس العالم العربي اللغوي والأديب بديع الزمان الهمذاني (969 – 1008) نوعا جديدا من الأدب وهو المقامات، التي تعتبر حاليا من روائع الأدب العالمي. والمقامة قصة قصيرة مكتوبة بطريقة شعرية متطورة، تعكس نواحي الحياة في العصر العباسي في العراق. وتدور أحداث مقامات الهمذاني حول متشرد يستعمل ذكاءه لتأمين حياته اليومية، ولكن مقامات الهمذاني لم تكن قصصا مكتوبة بلغة الأطفال، بل مثلت أرقى أنواع التعبير اللغوي في ذلك الوقت. وقد ألف الهمذاني أربعمئة مقامة وبقي منها اثنان وخمسون حاليا. واستمر أدب المقامات بالتطور حتى وصل إلى قمته على يد الشاعر العربي وعالم اللغة العربية محمد الحريري البصري (1054 ـ 1112) والذي ألف مقامات الحريري الشهيرة، التي أعتبرت أفضل ما كتب في مجال المقامات. وتدور مقامات الحريري حول روايات رواها الحارث بن همام عن بطل يدعى أبو زيد السرّوجي ومغامراته المثيرة، التي ينتقل خلالها من مكان إلى آخر في العالم. وتذكر المقامات أشهر مدن ذلك الوقت مثل بغداد والموصل والبصرة، وكذلك دولا في المنطقة مثل اليمن.
وكان قد ظهر فن تزيين الكتب منذ القرن الثامن، خاصة في بغداد، وتطور هذا الفن ليتحول في القرن الثاني عشر إلى مدرسة فنية ركزت على إنتاج الرسوم التي توضح ما تحاول الكتب شرحه وما تحويه قصص المقامات، وسميت مدرسة بغداد للرسم. ولم يكن العاملون في هذا المجال أفرادا هواة منعزلين، بل إنهم خريجو دورات تعليم وتدريب منظمة منذ نعومة أظفارهم، ويشرف عليها أهم العاملين في ذلك المجال. ورافق هؤلاء الرسامين النساخون والوراقون، أي كل من عمل في مجال التأليف ونشر الكتب آنذاك، في تعاون مهني فريد من نوعه. وبلغ تطور هذه المدرسة ذروته عن طريق الفنان العربي يحيى بن محمود الواسطي، الذي ولد في واسط وعمل في بغداد وقام برسم ستة وتسعين رسما لتوضيح مقامات الحريري عام 1237. وأصبح كتاب الحريري أهم الكتب الأدبية والفنية في العصور الوسطى لعظمة قصص المقامات وروعة رسومه، حيث مزج فيه أشهر أمثلة الأدب وفن الرسم في ذلك الوقت. ومن الواضح أن الواسطي لم يكن مجرد رسام ماهر، بل كان مثقفا كبيرا وضليعا في اللغة. واستعمل الواسطي طريقة فريدة من نوعها في حشر أكبر كمية ممكنة من التفاصيل في مساحة صغيرة للغاية لشرح تفاصيل قصص المقامات. وتعتبر الرسوم نابضة بالحياة ونافذة بالغة الأهمية نرى من خلالها تفاصيل حياة العراقيين في القرن الثالث عشر، فنحن نرى الناس يتجادلون ويتاجرون ويسافرون ويأكلون. وقد رسم الواسطي النساء والأطفال وحياة القرى وحتى الحيوانات، كما نرى ملابس الناس في أدق تفاصيلها، ولذلك تعتبر الرسوم ذات أهمية تاريخية قصوى لدراسة عالم القرن الثالث عشر في الشرق الأوسط. وتميزت رسوم الواسطي أيضا بألوانها الزاهية، ولا عجب في ذلك فقد كان الواسطي يصنع هذه الألوان بنفسه. وعكست رسوم الواسطي بشكل خاص تصوير الحدث نفسه وحركة أجسام الأشخاص، كما أنها توضح الشخصية الرئيسية في الرسم عن طريق تلوين ملابسها بألوان مختلفة أو إظهاره أكبر حجما من الآخرين. وتوجد عدة نسخ أصلية للكتاب الذي يضم مقامات الحريري ورسوم الواسطي، وأفضلها موجود في المكتبة الوطنية في باريس. ويعتبر الواسطي أيضا أقدم رسام معروف وذي أعمال موجودة حاليا، فعلى الرغم من وجود رسامين سبقوه، فإننا لا نعرف أسماءهم. وقد انتشرت رسوم الواسطي ومقامات الحريري انتشارا واسعا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وإسبانيا آنذاك.
و قد عاصر الواسطي مجموعة من ألمع الأسماء الثقافية والعلمية في عصره مثل المؤرخ ابن الأثير والمهندس ابن الرزاز الجزري والأديب ياقوت الحموي.
ويدل بروز مدرسة بغداد للرسم على وجود جو مستقر من النواحي السياسية والاقتصادية والأمنية، حيث عاصر الواسطي الخليفة العباسي المستنصر بالله (1192 ـ 1243) الذي كان قد سار على نهج والده، وقبل ذلك جده الخليفة الشهير الناصر لدين الله (1158 ـ 1225) الذي نجح في إرساء الدولة العباسية من جديد وإعادة هيبتها والتخلص من النفوذ السلجوقي، ببناء قوة عسكرية كبيرة واستقلال سياسي. وقد تميز عهد المستنصر بشكل خاص بازدهار كبير في شتى المجالات العلمية والثقافية، وقام بتأسيس مدرسة المستنصرية الشهيرة. وعندما توفي المستنصر بالله عام 1243 كان أفضل من يخلفه أخاه الذي لم يكن يقل شجاعة وكفاءة عنه، إلا أن النافذين في الدولة خشوا أن يضر بمصالحهم، فحيكت المؤامرات لتنصيب ابن المستنصر الضعيف المستعصم، الذي تميز عهده بالضعف حتى اجتاح المغول بغداد عام 1258 وينتهي العصر العباسي، وكل ما تميز به من حضارة وفنون. ولكن مدرسة بغداد للرسم لم تمت بتلك السرعة، حيث كانت مصدر الفنون المغولية والهندية والفارسية والعثمانية بعد ذلك.
والغريب في الأمر أن القائمين على صناعة السينما والتلفزيون في العالم لا يستعينون برسوم الواسطي وغيره عندما يصورون حياة العباسيين، بل يعتمدون على خيال المستشرقين الذين اعتمدت أعمالهم على خيالهم أكثر من الحقائق التاريخية.

من رسوم الواسطي في كتاب مقامات الحريري

لم يكن هؤلاء الفنانون من أمثال الواسطي ينتجون كل هذه الأعمال الفنية الموجهة للطبقة المثقفة آنذاك كعمل خيري، بل كانوا يرتزقون من عملهم، وإذا اخذنا العدد الكبير من المشتركين في هذا الأنتاج الفني، فإننا نستنتج وجود سوق كبير للطبقة المثقفة، التي كان مستواها الاقتصادي يشجع على ازدهار هذه الفنون. ولم تكن مدرسة بغداد للرسم الوحيدة في الشرق الأوسط في تلك الفترة، فقد كانت هناك أيضا مدرسة الموصل التي اختصت بإنتاج المصنوعات المعدنية الفنية، التي اعتمدت على النحاس أو البرونز المرصع بالذهب أو الفضة. وبعض إنتاج هذه المدرسة لا يزال موجودا حاليا وأسماء بعض فنانيها معروفة.
لقد كان عمل الخليفة عبدالملك بن مروان والواسطي وغيرهم يدل على تسامح واضح من قبل الطبقات الحاكمة والمثقفة العربية آنذاك، وانفتاح عقليتهم، فلم يعترض أحدا على أي عمل فني شمل تصوير الإنسان آنذاك.

٭ مؤرخ وباحث من العراق

الواسطي ومدرسة بغداد للرسم في القرن الثالث عشر

زيد خلدون جميل

دكان الحلاقة والمقهى: سيرة العوام في تاريخ أهل الشام

Posted: 31 Aug 2018 02:10 PM PDT

■ «لقد شعرت بالغيرة من كتابات التاريخ الأوروبية الحديثة، وهي تميط اللثام عن تاريخ الطحان مينوكيو الغريولي، الذي عاش في القرن السادس عشر». بهذه العبارة تفتتح المؤرخة الفلسطينية في جامعة بوسطن دانا السجدي كتابها الأخير والمترجم حديثاً للعربية («حلاق دمشق» ترجمة سرى خريس).
فحالة الغبطة التي تشعر بها الكاتبة، وربما يشاركها العديد منا في ذلك، تجاه ما وصل إليه التاريخ الجديد، وفق تعبير المؤرخ الفرنسي الراحل جاك لوغوف، في ما يتعلق بدراسة الحياة اليومية في القرون الوسطى الأوروبية، وحتى الحديثة سرعان ما سيدفعها إلى خوض مغامرة البحث عن سيرة موازية لسيرة الطحان الأوروبي في دمشق العثمانية.
مع ذلك تؤكد السجدي أنها سرعان ما ستصاب بالإحباط؛ إذ باءت كل محاولاتها بالفشل، بعد أن «قضيت عاماً كاملاً في قراءة النتاج التاريخي لعلماء الشام في القرون الوسطى، آملة أن أتمكن من البحث عن دور العامة من الناس، لكن بدون نتيجة تُذكر، كنت أشعر بإحباط شديد»، بيد أن الصدفة سرعان ما ستنقذها من حالة القلق والخوف من الفشل في كتابة شيء جديد عن تاريخ العوام. فبينما كانت الكاتبة تقلب في عدد من الدراسات الحديثة، إذ بها تعثر في أحد هوامشها – كما تروي- على كتاب لمؤلف حلاق من القرن الثامن عشر! حلاق ويكتب عن التاريخ في القرن الثامن عشر؛ يُدعى ابن بدير؛ كان يمتلك دكاناً للحلاقة في حي باب البريد الراقي، الواقع في مركز دمشق المسوّرة؛ وفي هذا المكان استطاع ابن عكام (حمال) خرق قواعد الكتابة التاريخية، من خلال إعادة تعريفه للتاريخ، بوصفه تقريراً عن الأحداث اليومية، وكأنه أشبه بالصحيفة اليومية التي تنقل الأخبار المحلية بدل الانشغال بالماضي وعبره. لقد مكّنه وجوده داخل دكان للحلاقة، الذي كان يتداخل في ذلك الوقت بطريقة لا مفر منها مع مؤسسة المقهى، من الانفتاح على السيرة الشعبية الشفهية، وغيرها من الأنماط الأدبية المحكمة.
شكّل هذا الانفتاح على التاريخ والكتابة عن الحياة اليومية ظاهرة جديدة في حياة دمشق وبعض مدن بلاد الشام، تدعوها سجدي ظاهرة «محدثو الكتابة»، وتتمثل في وصول مؤلفين جدد من أصول اجتماعية ليس لها صلة بالعلم إلى حيز التأريخ الذي كان حكراً على العلماء. فغالباً ما اختار هؤلاء المحدثون كتابة التاريخ في نمط اليوميات، وتسجيل الأحداث التي عاصروها بدل الانشغال بالكتابة عن الماضي.
ولكن كيف نفسر ظهور هؤلاء المحدثين؟
في حالة حلاقنا، تشير السجدي إلى جملة من التحولات التي كان يشهدها الفضاء الذي يحيط به في القرن الثامن عشر. فمن ناحية كانت المدينة على موعد مع ظهور عائلات جديدة لحكم المدينة (عائلة العظم)، ما أفسح المجال لأشكال عمرانية وقصور جديدة بالظهور؛ كما شهدت هذه الفترة انتشار ثقافة متعة التنزه، وتواجد أوسع للنساء في الأسواق والفضاء العام؛ وأخيراً اندلاع العنف في الشوارع بين أحياء المدينة القديمة مع الأحياء التي كانت تتشكل خارج ما يسمى بالأسوار (حي الميدان)؛ هذا التغيير في الاقتصاد السياسي، وفي الأسس التقليدية للمدينة، ساهم في إحداث تغيير في النصوص الأدبية منها والشعرية، فالأدب الجديد أو «اقتصاد الكتابة الجديد» وفق تعبير السجدي كان فوضوياً في التغيير، كما كان عليه حال المدينة، وسعى إلى هدم الأنماط التقليدية في السلطة الكتابية.

حلاق يكتب التاريخ!

لم يسبق ابن بدير إلى الكتابة أي شخص مارس مهنة الحلاقة من قبل. واللافت في قرار ابن بدير لا يتعلق باسترجاع الحلاق للذكريات، بل في اختياره شكلاً لهذه الذكريات؛ وتحديداً التأريخ، الشكل الأدبي الذي ابتدعته وخلدته نخبة العلماء، بعناصر من السيرة الشعبية المحكية، لجعل تأريخه تاريخاً مألوفا لجمهوره الخاص. وبذلك يعيد عبر هذا التطعيم تقييم الأخلاقيات والأجندة السياسية المتضمنة في شكل التأريخ، فيحوله من نوع أدبي هدفه فرض النظام، إلى نوع مثير للجدل والمعارضة.
لكن كيف استطاع ابن بدير تطعيم كتابة التاريخ في القرن الثامن عشر؟
هنا تقترح علينا السجدي زيارة المشهد الأدبي العربي في تلك الفترة، للاطلاع على النماذج التي كانت متوفرة لدى زبائن حلاقنا. كانت دكاكين الحلاقة بديلاً عن المقاهي التي اغلقتها السلطنة العثمانية في أكثر من مناسبة، لما عدته أنشطة تحريضية، لذلك كان الارتباط بين المؤسستين (المقهى ودكان الحلاقة) وثيقاً؛ ولكون المقهى/دكان الحلاقة مكاناً لشرب القهوة، وقص الشعر وتبادل الأحاديث، فقد كان منصة لسرد الحكايات التي تجسدها السير، أو للحديث عن الموسيقى والرقصات ومسرحيات خيال الظل، ولذلك فقد اتخذ دكان الحلاق الموقع الذي تقاطعت فيه خطابات ثقافية متعددة، حيث جلس القيمون على النماذج النصية الأدبية الجديرة بالعلماء بلحاهم التي شذبت للتو، إلى جانب من امتهنوا سرد النماذج الشعبية المحكية. وعند هذا التقاطع تحديداً، وفي هذه البؤرة التي جمعت بين الأشكال الخطابية والاجتماعية المتباينة وحتى المتعارضة، ولد وتشكّل تأريخ الحلاق.

المضمون: كل شي صار منقلبا

لفهم كيف انقلب ابن بدير على الأشكال الكتابية للتاريخ، التي استخدمها العلماء، تقترح السجدي إجراء مقارنة بين نصه وتاريخ ابن كنان/وهو من العلماء الذين عاصرهم ابن بدي/. أولى المقارنات التي تجريها السجدي هنا تتعلق بالافتتاحية. إذ ترى أن العلماء الذين شغلوا مناصب رسمية في المؤسسات الشرعية والعلمية والإدارية داخل السلطنة، غالباً ما كانوا يعبرون عن شكرهم لواهبيهم النعم، بمناشدة النظام السياسي في بداية مؤلفاتهم، بالإضافة الى ذلك جعل المؤرخون العلماء نظام السلطنة أحد القواعد التنظيمية لنصهم، فيبدأ ابن كنان العالم وأقرب المعاصرين، تأريخه الحولي «الحوادث اليومية لتاريخ أحد عشر وألف مية» بعبارة تعلن وجود الدول. في المقابل تلاحظ السجدي ان ابن بدير يبدأ تاريخه في يومياته غير المحققة (خلافاً لتحقيق القاسمي) على نحو عاجل، وطارئ وقلق، وخال من أي شعور بالالتزام تجاه السلطة: «وفي سنة أربع وخمسين بعد الألف والماية كان أولها نهار السبت وأظهرت فيها الأعوام أنها في مدينة دمشق يظهر زلزلة عظيمة تتهدم فيها أماكن كثير وأن الرجال تقلب نسا (نساء)». هنا يلُاحظ أن الحلاق يبدا تأريخه متحدثاً بصوت العوام، الذي يرتفع كنذير شؤم متنبأً بوقوع دمار وشيك؛ وهذا لا يعني أن ممثلي نظام السلطة لا يظهرون في نصه، بل نجدهم، ليس تخليداً لذكراهم، أو الاحتفاء بإنجازاتهم، وإنما يُستحضرون للاستجواب؛ فباسم «الأصاغر» يجعل ابن بدير رجالات الدولة عرضة للمساءلة بسبب حالة الفوضى العامة، ويوضح باستمرار إهمال المسؤولين وفسادهم وإخفاقهم في تحمل مسؤولية تنظيم الفضاء العام.
ويمثل سب الدين وقمع العوام وجهين لظاهرة الفوضى التي يعزوها ابن بدير، بدون تردد، إلى إهمال الحكام وعدم اهتمامهم بشؤون الرعية. ولا تتجلى هذه الفوضى، في الطرق غير المنظمة فقط، بل في أسعار السلع التي لم تُضبط، وكذلك في اختلال الأخلاق العامة، فعلى سبيل المثال يقول ابن بدير بلغته التي تمزج بين الفصحى والعامية: «لان الغلا معلق بالشام… والمعاملة مغشوشة والفلوس غير منقوشة، والخلق نايمة ومطروشة، والنسا باحت والرجال ساحت، والحدود طاحت، والأكابر مشغولة ومروءة الرجال مغلولة وكل منهم مشغول بحاله».
يعكس ربط ابن بدير غلاء أسعار السوق بفجور العامة «النساء باحت» وخصاء الرجال «الرجال ساحت» مقدار القلق الذي ينتاب الحلاق. فالحديث المستمر عن خصاء الرجال، سواء عبر صور «رجال ساحت» أو أن «الرجال ستنقلب نسا»، يذكر ابن بدير وجمهوره من الرجال الذين تجمعوا داخل دكانه، أن الدولة مسؤولة عن الحرمان المادي، بالإضافة إلى العجز اجتماعياً. في حين نجد عند العودة لنص ابن كنان أن الرعاع والنساء الفاجرات والرجال المخصيين لا يدخلون نصه؛ ففي العالم المهذب والمنظم بفضل السلطة لا تمثل مثل هذه التجاوزات الاجتماعية تهديداً لعالم واثق من مكانته.
أما أسعار الأطعمة فموضوع آخر يتكرر في تأريخ ابن بدير؛ فهو يزودنا بقوائم الأسعار على نحو منتظم، ثم يُتبِعها دائماً بشكوى والتماس ملح. أما في تأريخ العالم ابن كنان فالحال مغاير، إذ قلما يذكر ابن كنان أسعار الأطعمة، فهو يذكرها خمس مرات فقط في تأريخه الذي يغطي فترة واحد واربعين عاما. ولا ينقل لنا ابن بدير الكثير من لحظات المرح في المدينة، فحفلة الزفاف الوحيدة التي ينقلها لنا هي تلك التي أقامها موظف الدولة العثمانية أمين الخزانة فتحي الفلاقنسي لابنته. يصف ابن بدير، الذي ربما لم يحضر الحفل، أحداث الاحتفال الذي دام سبعة أيام مستنكرا مدته ثم يختم بالملاحظات التالية: «وقد بدع في آخر يوم من الفرح، وبذلك الأمر أرادوا أشهر (إشهار) قلة الأدب وانتشروا بقبايح الأعمال وأكثروا من الفسق والضلال».
تُفضي مقارنة المؤلفة بين مضمون نصي ابن كنان وابن بدير إلى أنه على النقيض من التأريخ المنظوم حول السلطنة الذي كان يكتبه العالم والذي يورد الأحداث الرتبية العادية الروتينية على نحو منتظم، يؤرخ كتاب ابن بدير الوجود الهش في مواجهة الفقر والعنف والفوضى والتهديد الدائم بتجريد الرجال من رجولتهم وسلطتهم وامتيازاتهم. وعلى الرغم من أن النصين قد يعالجان موضوعات مشتركة، إلا أن معالجة الحلاق لها تختلف اختلافاً إشكالياً عن ذات العالم، إذ يجرّد ابن بدير التأريخ من انتظامه الدوري، ويحوّل النظرة الفوقية المصونة لنظام السلطنة إلى عالم من الفوضى والقلق، يظهر من خلال منظور دوني متزعزع. وبوصفه شهادة على تجارب الحياة، يقدم تأريخ ابن بدير الحياة كصراع مستمر ضد الصعاب، كامتحان لذكوريته ومكانته الاجتماعية وهي تجربة عاطفية غالباً ما نجدها في السيرة الشعبية.

٭ كاتب سوري

 

دكان الحلاقة والمقهى: سيرة العوام في تاريخ أهل الشام

محمد تركي الربيعو

حفلة أمريكية تكريما لأريثا فرانكلين أسطورة موسيقى السول قبل مراسم دفنها

Posted: 31 Aug 2018 02:09 PM PDT

ديترويت (الولايات المتحدة)- أ ف ب: أثارت حفلة موسيقية تكريمية لمسيرة أريثا فرانكلين موجة تأثر في صفوف الآلاف من المعجبين بملكة السول مساء الخميس في ديترويت عشية مراسم دفنها.
فقد صعد أكثر من 40 فنانا على خشبة المسرح لتأدية أجمل أغاني المطربة الأمريكية الأسطورية، التي توفيت عن 76 عاما في 16 الشهر الجاري، بسبب إصابتها بسرطان البنكرياس. وتضم مدينة ديترويت العزيزة على قلب فرانكلين، مقر شركة إنتاج الاسطوانات الشهيرة «موتاون».
وقال تمبلي رينولدز (60 عاما) الذي أتى من ولاية ميشيغن «إنها حفلة رائعة. الأشخاص الذين ليسوا هنا فوتوا شيئا عظيما. الجميع كان رائعا!»
وقد تبخرت بطاقات الحفلة المجانية في غضون دقائق معدودات. وأقيمت في الهواء الطلق في مدرج شين بارك الذي يتسع لخمسة آلاف شخص والذي سبق لفرانكلين أن أقامت فيه حفلات.
ورقص محبو المغنية الكبيرة على أنغام «فريواي تو لوف» التي تتغنى بديترويت و»ساي إيه ليتل براير» و»ريسبكيت» التي أنشدها جميع الفنانين في الختام. ومن بين الفنانين المشاركين دي دي بريدجووتر وانجي ستون و»فور توبس».
وقد احتفت جوقة «غوسبل» في إشارة إلى بدايات «ملكة السول» في رعية والدها القس، بمسيرتها الممتدة على ستة عقود وجعلت منها إحدى اكبر الفنانات في الولايات المتحدة.

طوال الليل

وأتت الحفلة في ختام ثلاثة أيام ألقى خلالها المعجبون نظرة الوداع على جثمان المطربة الذي سجي أولا في متحف تشارلز رايت المكرس لتاريخ الأمريكيين السود ومن ثم في كنيسة «نيو بيثيب بابستنيت».
وقالت ديبرا ديمينغز (63 عاما) إنها قادت سيارتها طوال الليل من مينيسوتا لتقف في طابور أمام الكنيسة لمدة زادت عن أربع ساعات قبل فتح الأبواب.
وأوضحت «أنا سعيدة» مقارنة الأجواء بتلك التي كانت سائدة خلال حفل تنصيب باراك أوباما الذي حضرته أيضا. وأكدت «كانت أجواء حب خالص. الجميع متحد… راودني الشعور نفسه اليوم».
على أحد جدران الكنيسة كتبت كلمتا «ملكة» و»أريثا» بواسطة بالونات ذهبية وفضية. في طابور الانتظار الذي امتد على حوالى كيلومتر كانت الأجواء مرحة مع أحاديث فرحة وأغان.
وقالت دورلينا اورانج (68 عاما) «أردت أن أتي إلى هنا من أجل الفرح والاحتفاء بأريثا وإرثها. إنه احتفال إنه لأمر رائع».
وتشكل هذه الكنيسة مكانا مهما للمغنية إذ أن والدها كان قسا فيها وهي كانت تنظم فيها موائد عشاء بمناسبة عيدي الميلاد والشكر لأبناء الرعية والمعوزين. وقد سجلت فيها البوما أيضا.

محطة فرح

وألقى الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون كلمة خلال مأتم الفنانة أمس الجمعة. واستمرت هذه المراسم ست ساعات تخللتها محطات موسيقية أداها فنانون من بينهم ستيفي ووندر وأريانا غراندي خصوصا.
وقال الأسقف تشارلز إيليس القس المسؤول عن كنيسة «غريتير غريس» حيث أقيم المأتم «أظن أن المراسم مفعمة بالفرح».
وأوضح «أظن أنها محطة حزن ومحطة فرح ومحطة ضحك ورقص».
وكانت أريثا فرانكلين ملكة السول وإحدى أهم الأصوات الأمريكية وشخصية بارزة في صفوف الأمريكيين السود. وهي أثرت في أجيال من الفنانين.
واشتهرت خصوصا بأغنية «ريسبيكت». والأغنية من تأليف أوتيس ريدينغ وقد نالت عنها أول جائزتي غرامي في مسيرتها (18 في المجموع).
وقد تأثرت بصوتها القوي مطربات أمريكيات كثيرات من بينهن ويتني هيوستون وبيونسيه ومرايا كاري وأليشيا كيز.
ولدت أريثا فرانكلين في ممفيس جنوب الولايات المتحدة عندما كان الفصل العنصري لا يزال قائما وقد ارتبط اسمها ارتباطا وثيقا بحركة المطالبة بالحقوق المدنية للامريكيين السود.
7AKH

 

حفلة أمريكية تكريما لأريثا فرانكلين أسطورة موسيقى السول قبل مراسم دفنها

تأخر تشكيل الحكومة في لبنان يثير مخاوف من التدهور نحو أزمة اقتصادية حادة جديدة

Posted: 31 Aug 2018 02:06 PM PDT

بيروت – أ ف ب: بعد ثلاثة أشهر على تكليفه تشكيل الحكومة اللبنانية، لا يزال رئيس الوزراء سعد الحريري عاجزاً عن إتمام المهمة أمام عوائق عدة تثير الخشية من تجدد الشلل المؤسساتي في هذا البلد الصغير وغرقه في أزمة اقتصادية حادة جديدة.
في مايو/أيار الماضي جرت الإنتخابات التشريعية الأولى في لبنان منذ تسع سنوات، وعلى إثرها كلف الرئيس اللبناني، ميشال عون، الحريري تشكيل الحكومة الجديدة على أمل إعلانها سريعا بعدما كانت في السابق تستغرق أحيانا أشهرا عدة بسبب الخلافات بين الأطراف السياسية.
ويقول آلان عون النائب عن «التيار الوطني الحر»، الذي كان يقوده ميشال عون قبل وصوله إلى سدة الرئاسة «الهدف كان تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن، حتى أننا كنا نأمل أن يحصل ذلك خلال أسبوعين فقط».
لكن بعد أكثر من ثلاثة أشهر، لم تتمكن القوى السياسية بعد من إحداث أي خرق في الملف، ما يقف حائلاً امام حصول لبنان على منح وقروض بمليارات الدولارات تعهد بها المجتمع الدولي دعماً لاقتصاده المتهالك. كما يثير الخشية من تدهور أكبر قد ينعكس أيضاً على الليرة اللبنانية.
ويعود السبب الأول لتأخر تشكيل الحكومة إلى «اختلاف الأطراف السياسية على تقاسم الحقائب الوزارية»، وفق ما يوضح مستشار الحريري نديم المنلا.
وفي لبنان ذي الموارد المحدودة، لا يمكن تشكيل الحكومة من دون توافق القوى السياسية الكبرى، إذ يقوم النظام السياسي على أساس تقاسم الحصص والمناصب بين الطوائف والمجموعات السياسية.
ولطالما كان تشكيل الحكومة مهمة صعبة. ففي عام 2009 احتاج الحريري خمسة أشهر لتأليف حكومته مقابل عشرة أشهر لرئيس الوزراء السابق تمام سلام بين العامين 2013 و2014.
ويرى النائب آلان عون أن لبنان يمر اليوم في مرحلة أخطر من السابق، ويقول «نحن أمام حالة طارئة اقتصادياً».
ويعتبر مروان بركات، رئيس قسم الأبحاث في «بنك عودة» أن «من شأن التأخر في تشكيل الحكومة أن ينعكس (سلباً) على الاستثمارات وبالنتيجة على النمو الاقتصادي».
ويشير إلى تدهور سبعة مؤشرات اقتصادية من أصل 11 في الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي، بينها الجمود في القطاع العقاري حيث تراجعت تراخيص البناء بنسبة تجاوزت 20 في المئة.
وتراجعت كذلك قيمة الشيكات المتداولة، التي تدل على مستوى الاستهلاك والاستثمار، 13 في المئة بين يناير/كانون الثاني ويوليو/تموز، وفق أرقام المصرف المركزي.
وإلى جانب ذلك كله، تزداد الخشية من تدهور الليرة اللبنانية مقابل الدولار ما دفع المصارف إلى زيادة الفوائد على الليرة ووصل الأمر ببعضها إلى تحديدها بنسبة 15 في المئة.
ومن شأن الأزمة الاقتصادية، التي حذر منها الحريري أيضاً، أن تعيق تنفيذ مشاريع استثمارية كبرى يفترض تنفيذها بعد تعهد المجتمع الدولي في أبريل/نيسان الماضي بمبلغ يفوق 11 مليار دولار على هامش مؤتمر «سيدر» لدعم الاقتصاد اللبناني الذي عقد في باريس.
ولا يمكن للبنان الحصول على القروض والمساعدات التي تعهد بها المجتمع الدولي طالما الحكومة لم تشكل بعد.
وربطت معظم الجهات الدولية والمانحة مساعداتها بتحقيق لبنان سلسلة إصلاحات بنيوية واقتصادية، وتحسين معدل النمو الذي سجل واحد في المئة خلال السنوات الثلاث الماضية مقابل 9.1 في المئة في السنوات الثلاث التي سبقت اندلاع النزاع في سوريا المجاورة.
وبلغ الدَين العام في لبنان 82.5 مليار دولار، ما يُعادل نسبة 150 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي. ويحتل لبنان بذلك المرتبة الثالثة على لائحة البلدان الأكثر مديونية في العالم.
وفي وقت سابق حذر البنك الدولي، الذي تعهد للبنان بتقديم أكثر من أربعة مليارات دولار في مؤتمر «سيدر»، من «دقة» وضع الاقتصاد اللبناني، خصوصاً في ظل وجود قروض «عالقة» في أدراج مجلس الوزراء أو البرلمان بانتظار تحويلها استثمارات فعلية.
وبرغم المؤشرات الاقتصادية السلبية، يؤكد مسؤولون أنه سيكون بمقدور لبنان الحصول على مخصصات مؤتمر «سيدر»، الذي رعته فرنسا.
وسيعقد في أوائل الشهر الحالي لقاء بين مسؤولين حكوميين وممثل فرنسا بيار دوسكين لوضع «آلية متابعة» للمؤتمر، وفق المستشار نديم المنلا، الذي اعتبر أن «شهر أو شهرين إضافيين لن يؤثروا على خطة طويلة الأمد تستمر لعشر سنوات».
ويشهد لبنان منذ العام 2005 أزمات سياسية متلاحقة زاد النزاع السوري في العام 2011 من تعقيداتها. وبعد أكثر من عامين ونصف من الفراغ في سدة الرئاسة والشلل المؤسساتي، جرى التوصل في 2016 إلى تسوية أتت بعون رئيساً للجمهورية وبالحريري رئيساً للحكومة.
ومن أبرز الأمور العالقة حالياً انقسام القوى السياسية بشأن العلاقات مع دمشق بالتزامن مع مساعي تسريع عودة نحو مليون ونصف لاجئ سوري يثقلون كاهل الاقتصاد اللبناني الهش أصلاً، فضلاً عن تحول هذا البلد تدريجياً إلى مركز أساسي للشركات التي تسعى إلى لدخول إلى السوق السورية للمشاركة في إعادة الإعمار.
ومنذ بدء النزاع السوري في العام 2011، انقسمت القوى السياسية اللبنانية بين حلفاء لدمشق على رأسهم حزب الله الذي يشارك في القتال إلى جانب الجيش السوري، وخصوم لها أبرزهم الحريري.
ودعا الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الأسبوع الماضي إلى الإسراع في تسريع الحكومة في ظل «الوضع المالي في البلد»، داعياً إلى عدم وضع «عقد جديدة، مثل موضوع العلاقات مع سوريا». وقال «شكلوا الحكومة، موضوع العلاقات مع سوريا نناقشه في الحكومة بعد أن تتشكل».

 

تأخر تشكيل الحكومة في لبنان يثير مخاوف من التدهور نحو أزمة اقتصادية حادة جديدة

معارك السيطرة على الانتخابات في ليبيا

Posted: 30 Aug 2018 02:29 PM PDT

في مبادرة وضعت فيها فرنسا ثقلها السياسي والدبلوماسي، اجتمع أطراف النزاع الليبيون في أيار/مايو الماضي في مؤتمر دوليّ بشأن بلادهم في باريس، وقد استطاع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، للمرة الأولى، جمع ما لا يجتمع، فحضر المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق في طرابلس برئاسة فائز السراج، كما حضر ممثلون عن حكومة الظل في الشرق الليبي وبرلمانها في طبرق ورئيسها الفعليّ، الجنرال خليفة حفتر، وكانت النتيجة بيانا وعد بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية جديدة مع نهاية العام 2018 يفترض أن تنهي هذا الانقسام الجغرافي والسياسي ـ العسكري بين الطرفين الأكبرين في ليبيا ما بعد سقوط العقيد معمر القذافي عام 2011.
تقدم هاتان البنيتان السياسيتان العسكريتان الرئيسيتان مظهرا عامّا خادعاً يخفي وراءه الكثير من وقائع الوضع الليبي المعقد، وتظهر المعارك الدمويّة الأخيرة في طرابلس العاصمة بين جهتين مسلّحتين محسوبتين (نظريّا) على حكومة الوفاق أحد مظاهر هذا التعقيد.
في ليبيا مئات الميليشيات المقسومة على أسس جغرافية وقبليّة وهي تتنازع على «المصادر»، ومنها بالطبع مؤسسات «الدولة» الليبية نفسها، وكثير منها يمارس التهريب والاتجار بالبشر والاختطاف والسلب والابتزاز، وتتغيّر ولاءات هذه الميليشيات على أساس من علاقتها بمواقع المال والنفوذ والسلطة، وهذا يجعلها جزءا من اقتصاد الحرب الذي صار بديلا يناهض اقتصاد البلاد ويجعل الدولة والمواطنين رهائن له عبر منع تشكّل سلطة مركزية واحدة، مسؤولة عن إحلال الأمن والنظام العامّ الذي هو وظيفة أساسية للسماح لشؤون السياسة والاجتماع والاقتصاد الأخرى بالوجود والازدهار.
ولو أن الأمر يتعلّق بالميليشيات الليبية وحدها فلربّما استطاعت السلطة المركزيّة للدولة خرط هذه الميليشيات في مؤسساتها الأمنية والعسكرية، ولكنّ تفكّك ليبيا واتساع مساحتها الجغرافية كانا مناسبة عظيمة لمبادرة دول عربية نافذة إلى دعم الجنرال خليفة حفتر بالمال والسلاح لإنهاء القيم والمبادئ التي طمحت الثورة لتحقيقها بإسقاط القذافي وإعادة الليبيين إلى «بيت الطاعة» العربيّ بجعلها مقبرة واسعة (كما حصل في سوريا)، مستغلّة الانهيار السياسي والاقتصادي، ومستثمرة في توسيع الخلافات القبلية والمدنيّة والأيديولوجية بين أطراف النزاع.
إضافة إلى الدول العربيّة تلك فقد انشغلت دول أوروبية عديدة، كفرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية، بتنامي خطر تنظيم «الدولة الإسلامية»، وباستخدام مئات آلاف اللاجئين ليبيا كممرّ عبور للهجرة إلى أوروبا، وقد استغلّت الأحزاب الفاشية والعنصريّة هذين الحدثين في دعايتها السياسية وأدّت بالنتيجة إلى وصول بعض هذه الأحزاب إلى سدّة الحكم في أكثر من بلد بينها إيطاليا نفسها.
لقد انطلقت الثورة في ليبيا لأسباب داخليّة عميقة، واستدعت بالضرورة ردود فعل خارجيّة ساهمت بعضها في سقوط السلطة القديمة، وشارك بعضها الآخر أطرافا داخلية في حرب مضادّة لإعادة الساعة للوراء، ونتيجة هذه السيرورة الطويلة ستكون محصّلة بالضرورة لهذه الصراعات التي انعكست على السياسة داخل ليبيا وفي البلدان التي أثّرت وتأثرت بهذه السيرورة، بما في ذلك مصر وتونس والجزائر وإيطاليا وغيرها.
محاولة ميليشيات كبيرة دخول العاصمة الليبية هي إحدى هذه المحاولات الداخلية للتأثير في الانتخابات، ولحجز حصّتها من الكعكة، وهو أمر استثمره الطرف الخاضع لنفوذ الجنرال حفتر حيث أصدر 80 عضوا في برلمان طبرق بتغيير المجلس الرئاسي لحكومة «الوفاق الوطني» وتشكيل آخر، وهي محاولة ثانية لدخول العاصمة الليبية والتأثير على الانتخابات، ولكن من دون قوات عسكرية.
هذه المحاولات لا تبشّر طبعا بخير ولكنّها تؤشّر إلى أهمّية نتائج الانتخابات المقبلة، التي إذا حظيت بتوافق أممي عليها قد تغيّر موازين القوى الليبية من جديد.

معارك السيطرة على الانتخابات في ليبيا

رأي القدس

ابنة خالتك آخر مرة

Posted: 30 Aug 2018 02:29 PM PDT

متعبة هي ابنة خالتك وهي تتحكم لا شعوريا في حياتك، وهي تحدد مستوى سعادتك ورضاك عن نفسك أنت وأسرتك من خلال تعليقاتها وتلميحاتها التي لا تنتهي. نصحتكِ أن تخفي معلومات حسابك البنكية عن زوجك، أن تراقبي هاتفه، أن تثيري غيرته، علقتْ على وزن ابنتك وشكلها، شككت في «نصيبها» الذي لن يصيبها طالما هي لا تعتني بنفسها مثل بقية البنات. تلفّ وتدور حول حياتك، ربما هربا من حياتها ومشاكلها ولحظات فشلها، تعلق على الصغيرة قبل الكبيرة، تشكك في الثابت، وتثير المخاوف والقلق، وأخيرا تستثير فيك كل نقاط ضعفك وما تستشعرين بأنه ينقصك، فابنة خالتك هذه لا تعلو على أحزانها إلا على تلة أحزان الآخرين وآلامهم ومتاعبهم. كم ابنة خالة وابنة عم وصديقة وقريبة وبعيدة من هذه النوعية تعرفين وتسمحين لهن بالدخول في حياتك؟
هذا النوع من بنات الخالات هو الذي يصور الزواج ليكون غاية المنى وقمة النجاح للبنت، بنت العائلات. كثيرات منهن يرزحن تحت ثقل حالات زواج فاشلة، حيث الأسى يغلف العلاقة، وحيث الهم يكبر مع الأولاد والأحفاد، وحيث الزوج يتباعد كل يوم، إلا أن كل ذلك الحزن يهون أمام هدف قطع ألسنة النمامين، فالمهم أن يكون الزوج موجودا في الصورة، ظله ولا ظل الحائط، يكمل الشكل المطلوب أمام الناس، ويزين الصورة العائلية حتى لو كانت في حقيقتها خاوية من كل معنى، خالية من كل دفء. تقضي ابنة خالتك هذه جل حياتها مرتعبة من كلام الناس، عبدة لتوقعاتهم، ثم تأتي لاحقا لترعب الآخرين بكلامها وتستعبدهم بتوقعاتها في دائرة من الأسى لا تنتهي.
سآتي بها من آخرها، لا.. ليس الزواج هو كل شيء، وما هو بالشيء الرئيسي في الحياة، السعادة هي الشيء المهم، والرضا وحرية اختيار أسلوب الحياة هما الشيء الرئيسي في هذه الحياة. أعرف أن كلام ابنة خالتك موجع، وأعرف أن المئات المحيطة بك من «بنات الخالات» على شاكلتها يضغطن على قلبك ويثِرن كل مخاوفك على مستقبل هذه الشابة اليافعة التي هي قطعة من قلبك. لا تستسلمي لهذه المخاوف، ولا تضحي بسعادة ابنتك في سبيل إرضاء الناس، ولا يجب أن نرسل هذه الرسالة البغيضة لبناتنا.. أن الزواج هو غاية المنى وأن الارتباط – ولو على مضض برجل لا يرقى لتوقعات العقل ومشاعر القلب – هو أفضل من البقاء دون زوج، وأن ظل الرجل هو مكانها الوحيد والآمن. كم هي قاسية ومجحفة هذه الرسالة التي نقسو بها على بناتنا من حيث لا نعلم، نخبرهن من خلالها أنهن غير كافيات بمفردهن، وغير مكتملات بشخوصهن، وأنهن بلا رجل فهنّ بلا أمان، بلا حماية، بلا ظل؟! أي تحطيم للمعنويات وتهديد نفسي نرسل للصغيرات دون أن نشعر؟!
أخبري ابنتك أنك تتمنين لها أن تجد حبا يملأ قلبها، وعقلا يبارز عقلها، وأنك تتمنين لو أنها وجدت شريكا يلتئم ظله بظلها، تحميه ويحميها، تسنده ويسندها، يعرف أنها تساويه في المقدار ولكنها قد تختلف معه في الاتجاه، في تمام المطابقة لقانون نيوتن للحركة. أخبريها أن حراك القلب ليس مثله حراك في الدنيا، وأنك تتمنين لو أنها عرفت الحب ولو فشلت فيه على ألا تعرفه تماما. ثم أخبريها أن ذلك ليس هو وحده مصدر السعادة، إن لم يكن أحيانا كثيرة مصدر حزن وأسى، أخبريها أن الزواج سبيل وليس غاية، وأنه إذا تيسر فأهلا وسهلا وإذا لم يتيسر فهناك مئات الآلاف من الطرق المختلفة التي ستجد من خلالها الصغيرة سبيلها وتحقق على ترابها أمانيها فتصل إلى صيغة سعادة ورضا واكتمال ربما لا يمكن لزواج أن يحققه لها في يوم ما. لا أقصد أن نشجع الصغيرات على النفور من الارتباط، إنما أن نشجعهن على أن يجدن طريقهن الحقيقي للسعادة، سعادة صافية حقيقية نابعة من عمق القلب وجوهر الروح، لم تلوثها أقاويل بنت الخالة ولم تعبث بها تعليقات بقية الناس وأحكامهم. لا تجعلي قيمة ابنتك من قيمة رجل يدخل حياتها، قيمتها في نفسها وروحها وعقلها، تشق طريقها بنفسها، فإن أتى الشريك على الطريق ذاته فأنعم به وأكرم، وإن لم يأت فكوني أنت صاحبتها في السفر، وارفعي عنها عبء إرضائك والناس بعلاقة تصمت أفواه الناس بثمن تعاستها الأبدية.
بناتنا في مجتمعاتنا مملوكات فعلا بعقود زواج لا يملكن منها تحررا إراديا، فلا تدخلوهن هذه العقود دون قناعة كاملة، دون حب كامل، دون رغبة تامة كاملة. إذا لم تتحقق المعادلة الصعبة، فأبقين حياة الفتيات في عصمتهن، يشكلنها ويعشنها كما يشأن. ترانا نحياها مرة واحدة، لذا، ورغم أنف بنات الخالات، اتركن البنات يسعدن بفرصتهن في الحياة.

ابنة خالتك آخر مرة

د. ابتهال الخطيب

«لبيك اللهم لبيك»… يا ربي كرّمتَ الإنسان… وأهانه القيّمون على الحج!

Posted: 30 Aug 2018 02:29 PM PDT

بدأتْ أولى مواكب الحجاج المغاربة تعود إلى ديارها، بـ»سعي مشكور وذنب مغفور»، إن شاء الله، لكنْ ثمة ذنوب لن تُغتفر… ليس للحجاج أنفسهم، مَعاذ الله، بل ذنوب بعض القائمين على شؤونهم من مسؤولي المملكتين المغربية والسعودية، الذين جعلوا الحج موسما للنكد و»البهدلة» وإهانة قاصدي بيت الله الحرام، ربما… ربما تأثرًا بحالة التوتر والجفاء التي تشهدها هذه الأيام العلاقات بين البلدين المَوْصُوفين ـ حتّى وقت قريب ـ بالشقيقين.
فخارج الكلمات المُغلفة بهالة دينية مصطنعة، مثل تلك التي يتشدّق بها مسؤولو البعثة المغربية في الحج عبر وسائل الإعلام الرسمية، وخارج الصور النمطية المكررة التي تبثها نشرات الأخبار التلفزيونية للإيحاء بأن كل شيء على ما يُرام، تتداول مجموعة من المواقع الإلكترونية ومنتديات التواصل الاجتماعي مَشاهد مُخزية لأوضاع بعض الحجاج المغاربة في بلاد الحرمين الشريفين، حيث المعاناة مع سوء الوجبات الغذائية والنوم في المراحيض والتكدس في الحافلات واضطرار الحجاج إلى الخروج من نوافذ تلك الحافلات، وضمنهم مرضى ومسنّون ونساء… في غياب أي اهتمام من لدن أعضاء البعثة المغربية.
ولا عجب في ذلك، فعِوَضَ أن يكون الحج ـ كما يُفترَض ـ فضاء للترفّع عن مُغريات الحياة الدنيا، وتأكيد المساواة بين الناس جميعا، والتواضع أمام الخالق سبحانه، وتقاسم الظروف نفسها في المبيت والمأكل والحل والترحال، تحوّل الموسم الديني إلى تجسيد للتفاوت الطبقي الصارخ بين قاصدي بيت الله الحرام، وتحولت العبادة إلى امتياز لدى أعضاء البعثة المغربية، ممن صرفوا النظر كليةً عن أوضاع الحجاج المزرية التي صوّرتها الهواتف المحمولة، وانتشرت الفيديوهات كالحصاد في الهشيم، وشُوهدت دموع غزيرة تنهمر من عيون كهول وشيوخ، مما لم ينفع معه «البلاغ التكذيبي» لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، كما تبخرت معه لغة الخشب التي أدلى بها رئيس البعثة للميكروفونات، وهو يردد كلمات حفظها عن ظهر قلب.
ربما المصادفة وحدها هي التي قادت إلى أن يكون على رأس البعثة المغربية، هذا العام وزير السياحة محمد ساجد، فما حدث لمجموعة من الحجاج هناك، يفيد أنه كما لو أن الرجل ذهب إلى مكة سائحا أو ساعيا لاستقطاب سياح جدد للمغرب. والحال أن «شوهة» الحجاج المغاربة التي أصبحت مكشوفة للعالم وحديث كل لسان تستدعي إقالة ذلك الوزير، ومعه زميله أحمد التوفيق، الوزير الخالد في الأوقاف والشؤون الإسلامية، تذهب الحكومات وتأتي أخرى، وهو ملتصق دائما بكرسيّه، بعيدٌ عن كل محاسبة أو مساءلة.
استضافه التلفزيون المغربي مرة في برنامج حواري، وحين سُئل عن قطاع الأوقاف نَهَـر الصحافي السائل، لكونه اقترب من «عش الدبابير». وهكذا تحول السؤال عن الأوقاف والشؤون الإسلامية ـ في عرف الوزير التوفيق ـ إلى ما يشبه المعصية التي تستدعي التوبة العاجلة.
مَن يُقنع أحمد التوفيق، إذنْ، أن مكانه الطبيعي ليس هناك، وأن طريقة تدبيره للقطاع لا تنسجم مع مكانته واسمه، وأن الدوام على كرسي الوزارة ليس بالضرورة دليلا على نجاح مُفترض؟ مَن يُقنعه أن صورته كأديب ومفكر ومؤرخ أفضل بكثير من صورته كوزير؟ لقد أُعجِب الكثيرون برواياته الجميلة: «جارات أبي موسى» و»غريبة الحسين» و»شجيرة حناء وقمر»… كما أُعجبوا بانتقال الرواية الأولى إلى فيلم سينمائي حمل توقيع المخرج محمد عبد الرحمن التازي؛ ولكنهم تذمروا لطريقة تعامله مع عدد من الملفات الوزارية كملف حجاج بيت الله الحرام.

بين كسوة الكعبة والبطون الجائعة!

وبالعودة إلى موضوع الحج، فهناك جانب من المسؤولية تتحمله شريحة من الحجاج ممن يكررون أداء الحج عدة مرات، إذ ينتقلون به من الفريضة إلى النافلة. وما أحوجهم إلى مَن يفقّههم أكثر في مقاصد الدين وغاياته، وأن يوضّح لهم أن الأعمال الصالحة، بعضها يحقق نفعا ذاتيا يقتصر على أصحابها فقط، والبعض الآخر يحقق نفعا متعديا يشمل الناس الآخرين.
كلام حكيم وتمييز عميق، سمعته أخيرًا من أحد علماء السودان خلال استضافته من طرف قناة تلفزيونية عربية، حيث وجّه نداء لأهل البر والإحسان ممن يريدون أن يحجّوا مرات كثيرة ويعتمروا سنويا، وقال لهم: هذا المال الذي تنفقه في حج أو عمرة نافلة أولى أن تعيل به طالب علم لا يجد من يكفل منحته الدراسية، أو تكفل به يتيما أو أرملة أو تسد به مسغبة أو تكسو به عاريا أو تطعم به جائعا، أو تعين به من يؤدي الفريضة في حياته. فهذا من النفع المتعدي، وتخفف به من الزحام، حيث صار الحج درجات كأنه نزهة، للأسف.
وميّز العالم السوداني في الأعمال الصالحة بين تلك ذات النفع المتعدي والأخرى ذات النفع الذاتي، وأعطى مثالا بأحد صلحاء الأمة، كان يرغب في أداء الحج نافلة، فوجد امرأة أرملة تعيل أيتاما، فأخذ نفقة الحج وأعطاها تلك المرأة، ثم التفت إلى أصحابه وقال: هذا حجنا هذا العام. كما استدل العالم السوداني بما رُوي عن الخليفة عمر بن عبد العزيز، حين سأله بعضهم أن يتصدق بمال لكسوة الكعبة، فقال: إني أردت أن أجعل هذا المال في بطون جائعة، فذلك أولى من كسوة الكعبة، مع أن هذا عمل عظيم ومنقبة وفضيلة!
متى ينصت أثرياء المسلمين إلى مثل هذا الكلام المنطقي والسليم؟ حتى لا يبقى الحج ـ في نظر بعضهم ـ معادلا للمباهاة وكثرة الإنفاق، وحتى لا تظل الشعائر المقدسة عندهم أشبه ما تكون بفضاءات للسياحة والرفاهية، حيث يغلب الشكل على الجوهر، وتطغى المادة على الروح، وينسى الإنسان أخاه الإنسان!
ومتى يدرك القيّمون على الحج أن العبرة في هذه الشعيرة الدينية ليس بالكثرة الوافدة من كل أقطار العالم، ولكن بمدى القدرة على تنظيم تلك الأعداد الوفيرة وتسهيل مناسكها وتفادي الحوادث المؤسفة الناتجة عن الاكتظاظ الفائض عن اللزوم؟

لماذا يهرب المُشاهد؟

في الوقت الذي كان فيه مسؤول محلي مغربي من مدينة طنجة موجودا في الديار المقدسة، فوجئ مَن يعرفونه حق المعرفة وهو يعطي تصريحا التلفزيون المغربي أثناء أداء صلاة عيد الأضحى. وقُدِّمَ التصريحُ ضمن تغطية القناة الأولى لأجواء العيد في مدينة طنجة. وبعد عملية تحرٍّ واستقصاء، تبين للمتتبعين أن التصريح سُجّل مع المسؤول المذكور في مناسبة دينية سابقة، ولم يجد مُعدّو التقرير التلفزيوني ضررا في إقحامه، ما دام أن الكلام الذي قاله يصلح لأن يُقال في كل عيد، وليس مخصوصا بحدث في حد ذاته.
والواقع أنني لا أجد أتفه ولا أسفه أو أبلد من بعض التقارير التي يملأ بها مسؤولو الأخبار نشراتهم كل مرة، والتي تتشابه في لقطاتها وصيغها التعبيرية: أجواء العيد ـ وفرة أكباش العيد ـ موسم الاصطياف بين البحر والجبل ـ عودة المهاجرين إلى وطنهم ـ موسم الدخول المدرسي… فالمشكلة ليست في هذه الموضوعات بحد ذاتها، ولكن في طريقة معالجتها وتقديمها للمشاهد، حيث تغيب المعطيات الجديدة، وتطغى النبرة التنميقية التي تحاول تجميل الصورة، وتتكرر تصريحات المواطنين والمسؤولين، بحيث يمكن للتقرير الذي يقدمه التلفزيون خلال هذا الصيف أن يبثه الصيف المقبل أو الذي بعده، كما لو أنه يُقدَّم لأول مرة، دون أن يغير في الأمر شيئا.
ومع ذلك، يتساءلون: لماذا يهرب المشاهد المغربي نحو القنوات الأجنبية؟!
كاتب صحافي من المغرب
7GAZ

«لبيك اللهم لبيك»… يا ربي كرّمتَ الإنسان… وأهانه القيّمون على الحج!

الطاهر الطويل

عقد على زلزال المصارف: رأسمالية تحتفي بالخرائب

Posted: 30 Aug 2018 02:28 PM PDT

بدأت الحكاية من مخزن بضائع صغير أنشأه المهاجر الألماني هنري ليمان في مدينة مونتغمري، ولاية ألاباما، في سنة 1844؛ ثمّ طوّره بعد ستّ سنوات، بشراكة مع شقيقيه إمانويل وماير، فاتخذت الشركة اسم «الأخوة ليمان». ولقد ازدهرت هذه المؤسسة على مرّ العقود، وصمدت أمام موجات الكساد والأزمات وحربَيْن كونيتين، حتى أصبحت رابع أضخم مؤسسة استثمارية أمريكية، بأصول تتجاوز 639 مليار دولار أمريكي، ودَين يعادل 619 مليارا، و25 ألف موظف على امتداد العالم. في أيلول (سبتمبر) 2008، انحنت المؤسسة العملاقة أمام الزلزال المالي الذي اجتاح المصارف الأمريكية، ثمّ العالمية في المراكز الرأسمالية الكبرى، فأشهرت إفلاسها؛ وكانت الواقعة مثال الإفلاس الأضخم في التاريخ الأمريكي.
فهل طوى التاريخ حكاية نجاح، ثمّ انهيار وإفلاس، «الأخوة ليمان»؟ كلا، على العكس، كما تقول آخر الأخبار عن احتفالات كبرى تقيمها المؤسسة في نيويورك ولندن، في شهر أيلول (سبتمبر) المقبل؛ ليس لقبول العزاء في ما انتهت إليه المؤسسة المالية العملاقة، بل للاحتفاء بذكرى مرور عشر سنوات على خروجها من الأزمة، ونهوضها من جديد، أكثر عافية و… شراسة! «إنه أمر مخزٍ»، يقول جون ماكدونيل وزير المالية في حكومة ظلّ حزب العمال البريطاني، وهو يستذكر الناس الذين فقدوا أشغالهم وبيوتهم ليسددوا أقساط الصيارفة أنفسهم الذين خلقوا الأزمة. «أية طريقة للاحتفال بالذكرى العاشرة أفضل من لمّ شمل موظفينا مجدداً؟»، يقول إيميل «الأخوة ليمان» في الدعوة إلى الحفل. وبين الخزي والابتهاج، ثمة تلك الوقائع الصلبة التي تشير إلى أنّ بيوتات المال والاستثمار والصيرفة لم تضع الأزمة خلفها فقط، بل هي لا تبدو البتة مكترثة بنُذُر أزمات أخرى مشابهة تلوح في أكثر من أفق واحد.
لاري إليوت، المحرر الاقتصادي في صحيفة الـ»غارديان» البريطانية، يلوم «التقدميين» في عدم استثمار واحدة من أخطر أزمات الرأسمالية المعاصرة؛ معتبراً أنّ قوى اليسار فاتها أن تلحظ جوهر زلزال أيلول 2008: أنه كان «نتيجة رفع كلّ القيود أمام الرأسمالية الاستثمارية العالمية التي وُضعت، لأسباب وجيهة خلال ثلاثينيات القرن الماضي. لكنّ الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية فشلت على نحو بائس في الخروج بردّ تقدمي على أزمة كانت كفيلة بأن تنطوي على معالجة اختلال التوازن بين رأس المال والعمل. لقد تهيبوا حين توجّب أن يتحلوا بالشجاعة، ولذلك دفعوا أفدح الأثمان». ثمة وجهة نظر صائبة هنا، ليس لأنّ تلك الأحزاب كانت جديرة حقاً بريادة طليعية حاسمة في تلك الحقبة من عمر الرأسمالية المعاصرة، كما يرى إليوت (ولعلّ العكس هو الصحيح، في واقع الأمر)؛ بل أساساً لأنّ الأزمة كانت زلزالاً نوعياً، أقرب إلى نعي رأسمالية ما بعد نظريات «انتصار الغرب» و«نهاية التاريخ»…
مدهش، في هذا الصدد، أنّ النعي جاء يومها من أطراف غير منتظَرة، أو لا يُنتظر منها إلا التغنّي بتلك النظريات، ومباركة ظفر الفلسفة الرأسمالية على كلّ ما عداها. ففي ذروة اشتغال الزلزال، وبعيد أيام قليلة أعقبت إشهار إفلاس «الأخوة ليمان» وركوع عشرة مصارف أمريكية كبرى (بينها «بنك أوف أمريكا»، «سيتي بنك»، «جي بي مورغان»، «ميريل لينش») أمام الاحتياطي الفدرالي الأمريكي، على نقيض واحدة من مداميك العقيدة الرأسمالية؛ طلع الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي بهذه الإعلانات الصاعقة: «اقتصاد السوق وهم»، و«مبدأ 'دعه يعملLaissez faire انتهى»، و«السوق كليّة الجبروت، التي كانت دائماً على حقّ، انتهت أيضاً»، و«من الضروري إعادة بناء كامل النظام التمويلي والمالي من الأسفل إلى الأعلى، على غرار ما جرى في بريتون وودز بعد الحرب العالمية الثانية». لم يكن ساركوزي يعلّق على الأزمة بصفته رئيس فرنسا فقط، بل كذلك من موقع ترؤس بلاده للاتحاد الأوروبي في تلك الدورة. كذلك فإنّ وجه الطرافة لم يقتصر على الخفّة في إصدار أحكام الإعدام ضدّ ركائز اقتصادية وفلسفية رأسمالية، كانت عزيزة على ساركوزي دائماً؛ بل في أنه هو، وليس أيّ مسؤول أوروبي اشتراكي ـ ديمقراطي آخر، أعلن دفن العجل الذهبي المقدّس: دعه يمرّ! دعه يعمل!
وفي الجانب الأهمّ من معادلات الزلزال، كان طريفاً أيضاً أن يحظى الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما بمباركة بيوتات المال الأمريكية الكبرى لأنه اتخذ الإجراءات التي تنتشل تلك البيوتات من أوحالها؛ رغم أنه رئيس ديمقراطي، يُحتسب في الصفّ الليبرالي، أو يسار الوسط كما يُقال. التضاد بين أوباما وسلفه فرنكلين روزفلت في ثلاثينيات القرن الماضي، بالغ الدلالة كما يرى إليوت: كلاهما وصل إلى البيت الأبيض في أزمنة يائسة، وكلاهما تمتع بانتداب شعبي لحلّ الازمة. لكنّ روزفلت اعتبر الإصلاح ضرورياً لإنقاذ الرأسمالية من ذاتها، عبر تعديل قوانين استثمار المصارف والأشغال العامة وتخفيف البطالة وتسهيل عمل النقابات؛ في حين أنّ أوباما، على شاكلة «اليسار» الذي ينتمي إليه، ظلّ تكنوقراطياً يحابي المؤسسة المالية والاستثمارية والصيرفية. ومع ذلك، يستحق أوباما فضيلة الشك من زاوية واحدة على الأقلّ: أطوار المآزق العظمى تتطلب فيلسوفاً يوفّر الإطار السياسي للفعل: آدم سميث ودافيد ريكاردو لأجيال ليبراليي السوق الحرّ، وكارل ماركس لأمثال لينين، وجون مينارد كينز لحقبة الكساد، وملتون فردمان وفردريش هايك في السبعينيات، و… لا أحد، عملياً، في أواخر العقد الأول من القرن الواحد والعشرين!
في صفّ «اليمين» الأمريكي، أو الجمهوريين، كانت مفردة «الثقة» هي الركيزة الكبرى، وربما الوحيدة، التي لاح أنّ الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن يتكئ عليها في تسويغ برامج التدخّل الحكومي الواسعة، التي هدفت إلى انتشال المصارف الأمريكية والبورصات والأسواق المالية من هوّة الكارثة. المفردات الأخرى غابت عن خطابه بالطبع، ولن نعثر عليها، خبيثة أو كسيحة أو سخيفة، إلا في خطابات أخرى لأمثال وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر، الذي ردّ الأزمة إلى دول منظمة الـ «أوبك» وارتفاع أسعار النفط؛ أو هنري بولسون، وزير الخزانة الأمريكي يومذاك، في شراء أصول المؤسسات المنهارة بأكثر ممّا تقدّره لها السوق من أثمان؛ أو توماس ل. فريدمان، المعلّق الأمريكي الشهير، الذي سأل جلال الطالباني ونوري المالكي: لماذا يتوجب أن تدفع أمريكا مليار دولار يومياً من أجل صالح العراق، في وقت تبحث فيه الأمّة الأمريكية عن تريليون دولار لإنقاذ مصارفها المنهارة؟
الجوهر، مع ذلك، كان يشير إلى الحقائق الواضحة الصلبة، على غرار امتلاك 400 أمريكي لثروة تعادل ما يملك 150 مليون مواطن أمريكي؛ وأنّ ثقافة الإقراض والاستدانة باتت حكمة يومية، تبدأ من البطاقة البلاستيكة لسحب الأموال، ولا تنتهي عند رهونات منازل السكن. والجوهر، كذلك، أنّ التاريخ سجّل العديد من فترات الركود الرأسمالية الطاحنة، وكان اقتصاد السوق الحرّ في إنكلترا ذاتها (مهد ولادة هذا الاقتصاد، وميدان تطبيقه الأوّل) قد شهد آلام العيش اليوميّ في كنف سياسات مفقِرة وظالمة اجتماعياً، ابتداءً من اللورد بالمرستون وحتى تيريزا ماي، ليس دون استذكار مارغريت ثاتشر. وليس أقلّ جوهرية ذلك الزعم الطنان بأنّ الزمن الراهن سوف يكون أوّل قرون الرأسمالية الصافية الصرفة؛ بالنظر إلى أنّ القرن العشرين خالطته «شوائب» مثل الشيوعية والنازية والفاشية والأصولية!
وآخر ما هو جوهري، ببساطة المأساة، أنّ «الأخوة ليمان» يحتفلون بعقد على انقضاء الزلزال، ولا عزاء للضحايا في أربع رياح الأرض، ولا الخرائب والأطلال في قلب «وول ستريت»!

٭ كاتب وباحث سوري يقيم في باريس

عقد على زلزال المصارف: رأسمالية تحتفي بالخرائب

صبحي حديدي

عمان – بغداد: المصالح الكبرى «في الانتظار» بسبب طهران ونصيحة للأردن بترك «الحصان الخاسر»

Posted: 30 Aug 2018 02:28 PM PDT

عمان- «القدس العربي»: وزيرة الطاقة الأردنية هالة زواتي قد تكون أول شخصية أردنية معنية بملف الطاقة من الطاقم الجديد تحديداً تزور بغداد قريباً وبعد الإعلان أمس الخميس عن توقيع بروتوكول صغير لم تتضح تفاصيله بعد في مجال تزويد الأردن بالنفط.
لا يوجد عمليًا ما يمكن ان تثيره من تداعيات او هواجس زيارة فنية من هذا النوع. لكن توجد قرائن على ان الانتقال فعلًا إلى الجانب الفني في مسألة التعاون ما بين عمان وبغداد وفي مجال الطاقة شهد بعض الانفراج.

بعيداً عن المزاودات

وعلى ان السفيرة العراقية صفية السهيل النشطة جداً في عمان والتي تحظى باحترام سياسي ونخبوي بدأت فعلاً تفكك وهي تتفاعل مع المؤسسة الأردنية بعض الحواجز التي قد تنتقل إلى مستوى عودة العاصمتين مستقبلاً للبحث في مشروع الاستراتيجي الاعمق والاخطر والاهم وهو انبوب النفط الناقل العملاق بين البلدين.
لا يوجد ما يشير إلى أن السفيرة السهيل والتي يتعامل الأردن معها كصديقة فيما يتعامل اللوبي الإيراني في بغداد معها كخصم ضمن فوضى الخصومة وصراع الاقطاب العراقي في طريقها للنجاح الفعلي في انتاج واقع موضوعي يسمح عملياً بالانتقال إلى المستوى الاستراتيجي بين البلدين الجارين.
السفيرة هنا تبدو مخلصة لمصالح بلدها وملتزمة بالمعيار المهني لواجبات وظيفتها وهي تحاول الايحاء بان الدبلوماسية العراقية يمكن ان تحترف بعيداً عن المناولات والمزاودات ذات البعد السياسي وعن تعقيدات المشهد العراقي والأردني نفسه.
في المقابل لا يوجد الكثير مما يمكن ان تفعله الوزيرة الأردنية هالة زواتي عندما تزور بغداد خارج سياق التجاوب والالتقاط لما تيسر من اتفاقيات منطقية ومحدودة قررت القوى النافذة في معادلة بغداد تمريرها للأردنيين وهي تتبع معهم سياسة ربع فتحة الباب وليس نصفها.
ما يقوله هذا التراتب في الإعلان عن انفراجات صغيرة في ملف العلاقات بين عمان وبغداد قد يخفي وراءه تعقيدات من الطراز غير المتاح لجميع الأطراف. فالأردن وتحديداً في نطاق معادلة صراع الأقطاب في العراق متهم الآن بأنه يبالغ في تكريس وتثبيت التيار الذي يقوده رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي.
لكن ما لا يقوله المسؤولون الأردنيون علناً ان اللوبي الإيراني النافذ في بغداد يتهم عمان بما هو أكثر فهي بالمعنى الدبلوماسي والسياسي العاصمة العربية التي لا تكتفي بالمبالغة في التعاون مع جناح العبادي لا بل تشتغل وتنشغل بمناقشة ملفاتها الأساسية مع العراق ومصالحها الآن مع التيار الخاسر والذي يتجهز لمغادرة المشهد.
تلك في كل حال عبارة سمعها على الاقل السفير الأردني الجديد في بغداد وهو الدكتور منتصر العقلة ثلاث مرات على التوالي في غضون اربعة اشهر وضمن بعض الزوايا الحرجة ومن طرفين عراقيين وثالث أردني لديهما ما يكفي من الخبرة بتعقيدات المشهد العراقي.
مهمة السفير العقلة معقدة جداً ليس فقط لأنه مضطر وللشهر الثالث على التوالي للسكن في فندق وسط الساحة الخضراء والتحرك قليلاً وسط حراسات مشددة جداً تحسباً من البلدين لأي مفاجآت بعد الاعتداء الشهير على مقر السفارة الأردنية في بغداد منذ اعوام.
ولكن ايضاً – وقد يكون الأهم – لان العقلة ومعه وزراء بدأوا يستمعون لأصدقاء عراقيين بارزين من مشايخ المكون السني او رجال الأعمال يكررون الحديث عن التهمة الأبرز التي يروجها انصار اللوبي الإيراني والتيار المناصر لنوري المالكي في بغداد بعنوان الافتقار إلى حكمة عميقة أو خبرة دبلوماسية منتجة في قراءة مشهد التوازنات والقوى في المشهد العراقي.
تلك وفي سياق الخفايا تهمة لا تقف عند هذه الحدود بل تتجه في بعض الأحيان إلى تهمة اخرى مستنسخة هي الإصرار على البقاء في حضن جناح لا يوالي طهران في طريقه للمغادرة الوشيكة لمشهد القرار بمعنى ان عمان عند شريحة تحكم الأمور في العراق ليست متهمة فقط بتكريس القطيعة مع إيران بل ايضاً بموقف دبلوماسي عبثي يراهن على الحصان الخاسر ولا يرعى حقيقة المصالح الأردنية عبر محاولات التحرش في اللوبي الإيراني من خلال الاسترسال في مساحة هذا الرهان العبثي بلغة الأطراف الموالية لطهران.

معادلة عبثية

عملياً في المقابل لا يمكن توجيه اللوم لهذا المنطق في القراءة السياسية لان عمان وطوال العامين الماضيين تطرح فعلاً معادلة عبثية في لعبة المصالح فكرتها الاصرار وبشكل عنيد على عدم ارسال السفير الأردني في طهران إلى عمله ثم عدم تسمية سفير جديد والإصرار في الوقت نفسه على اعادة فتح وتشغيل معبر طريبيل الحدودي والانفتاح التجاري والاقتصادي ودخول الأسواق العراقية وعودة حركة الشاحنات.
طموحان لا يمكن اجتماعهما معا وقد نصح المالكي تحديداً حكومة الأردن مرتين بأن رصد المنتجات الأردنية في الأسواق العراقية وعودة نشاط الشاحنات وعودة العطاءات لقطاعات أردنية مسائل لم تعد تخـضع لاعتـبارات السـوق.
وتتطلب بالحد الأدنى إرسال أو تسمية سفير أردني إلى طهران ما دام سفير طهران في عمان محبتي فردوسي باقياً وفاعلاً ومادام رئيس مجلس الشورى الإيراني قد دفع سياسياً لوفد برلماني أردني الفاتورة المطلوبة منه للتقارب بدعمه العلني للوصاية الهاشمية على القدس.
لكن عمان لديها وجهة نظر أكثر تعقيداً في المسألة الإيرانية وليست بصدد الاستعجال ومساحة المناورة الوحيدة أمامها كما يشرح رموزها تتمثل في استمرار التحدث وديمومته مع حكومة وتيار الرئيس العبادي وهو ما لا يعجب من يخاصمه أو ينافسه، الأمر الذي يبرر تلك النصيحة التي سمعها سفير بخلفية اقتصادية ارسل تحديداً لبغداد من وزن الدكتور العقلة خبير الاستثمار المهم بعنوان.. «عليكم التوقف عن وضع البيض في سلة الجناح الذي يقترب من خسارة المواجهة الانتخابية». لذلك وبناء على كل هذه المعطيات يمكن القول بأن الأردن ووفقاً لحساباته الدقيقة في المسالة الإيرانية لم يعد يظهر الحماس الكبير واليومي لاستعادة العلاقات التجارية مع العراق على الاقل في هذه المرحلة وقبل حسم معركة انتخابات رئاسة الوزراء في بغداد. ويعني ذلك بلغة أخرى ان البعد الاستراتيجي في العلاقة بين البلدين « في الانتظار».
لكن الأسباب تتباين لأن الأردن يريد رسم استراتيجيته «الاختراقية» بعد حسم انتخابات رئاسة الوزراء الجديدة وهو سلوك براغماتي ينطوي بحد ذاته على تجاهل لتلك النصائح الثمينة.

عمان – بغداد: المصالح الكبرى «في الانتظار» بسبب طهران ونصيحة للأردن بترك «الحصان الخاسر»
الاقتراب من العبادي فقط يثير التجاذب… وانفراج «نفطي» محدود
بسام البدارين

الخارجية الفرنسية: طهران «لا يمكنها تفادي» محادثات موسعة حول الملف النووي

Posted: 30 Aug 2018 02:28 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي» ووكالات: أكدت صحيفة «فورين بوليسي» المقربة من مجلس العلاقة الخارجية الأمريكي ما كشفته صحيفة «القدس العربي» لأول مرة بداية الأسبوع حول تخطيط قوى غربية وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا ليحل الرئيس الإيراني حسن روحاني، محل علي خامنئي في منصب المرشد الأعلى.
واعتبرت روحاني أنه ورقة ترامب الرئيسية للبقاء في السباق الدائر بين القوى العظمى للسيطرة على الساحة الإيرانية، وأن الرئيس الأمريكي بدأ يلعب هذه الورقة حتى لا يخسر هذا السباق.
وأضافت الصحيفة أن مسير روحاني للوصول إلى منصب قيادة إيران محفوف بمخاطر كبيرة للغاية، وأن التهديدات وصلت إلى مستوى تصفيته جسدياً.
وقالت إن روحاني ظهر ضعيفاً أمام النواب خلال اجتماع البرلمان لمساءلته، وإنه بدل الدفاع عن نفسه دعا مسؤولي وأجنحة النظام الإيراني إلى الوحدة ضد المخاطر التي تهدد النظام خاصة سياسات مسؤولي البيت الأبيض، بينما لم يرحب المحافظون المقربون من خامنئي بخطابه الداعي إلى الوحدة.
وأوضحت «فورين بوليسي» أنه لا شك في أن العقوبات الأمريكية صعدت الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها إيران، لكن روحاني لم يتطرق، ولو بكلمة واحدة إلى الدور التخريبي الذي لعبه ويلعبه المحافظون والحرس الثوري في تأزيم الاقتصاد وتعليق ذلك على أداء حكومته.
وأكدت أن روحاني سيدفع ثمناً باهظاً لعدم فضح دور جماعة خامنئي المخرب، فضلاً على أن مقربي المرشد الأعلى هددوه بالقتل.
ولفتت النظر إلى أن الإصلاحيين والمعتدلين الذين صوتوا لروحاني، لقد أصبحوا ينظرون إليه على أنه انتهازي دون رغبة حقيقية في إحداث تغيير سياسي جاد، حيث هاجم إلياس حضرتي، أحد النواب المحسوبين على الإصلاحيين، بشدة روحاني وطالب البرلمان بالعمل على إقالة روحاني بدل من إقالة الوزراء، فضلاً على الهجمات المتواصلة للمحافظين والحرس الثوري ومكتب خامنئي على روحاني واتهامه بالانبطاح للغرب وأنه غير جدير بالثقة.
بينما صنفت منظمة الشفافية الدولية إيران ضمن الدول الأكثر فساداً في العالم أجمع، وأن المؤسسات التابعة لمكتب المرشد الأعلى تسيطر على الجزء الأكبر من الاقتصاد الإيراني، لكن خامنئي هاجم بشدة حكومة روحاني، وأنه علق أسباب الأزمة الاقتصادية على أداء حكومته الاقتصادي فقط، وأنه وصف روحاني بالساذج بسبب اعتماده على الغرب وخاصة الولايات المتحدة في ملف الاتفاق النووي.
وأضافت أن روحاني غض الطرف عن الفساد الهائل في المؤسسات التابعة لخامنئي ومنها مؤسسة إدارة ضريح الإمام الثامن للشيعة في مدينة مشهد شمال شرقي إيران، التي تبلغ قيمة أموالها أكثر من 200 مليار دولار، وأنها لا تدفع أي ضرائب، وأنها لا تخضع لأي رقابة كما هو الحال لباقي المؤسسات التابعة لمكتب المرشد الأعلى. وكتبت أن خامنئي سيعمل على إضعاف روحاني وإبقائه في منصبه مع استمرار المطالب بإقالته حتى نهاية ولايته الحالية، بهدف منع خلق أزمة جديدة للبلاد بسبب إقالة الرئيس وتحت ظل تفكك الاقتصاد الإيراني وانهيارات العملة القياسية والتاريخية.
وفي السياق، قال وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان أمس الخميس إن إيران «لا يمكنها تفادي مفاوضات» موسعة حول برنامجها النووي بصرف النظر عن التزاماتها التي يتضمنها اتفاق 2015 الخاص بانشطتها النووية والذي انسحبت منه واشنطن.
واعتبر الوزير الفرنسي لدى وصوله لحضور اجتماع غير رسمي لوزراء الخارجية الاوروبيين في فيينا ان «إيران لا يمكنها ان تتفادى مفاوضات حول ثلاثة ملفات كبرى اخرى تشغلنا»، بينها خصوصا دور طهران في قضايا الأمن الإقليمي.
وقال انه يريد توجيه «رسالة» إلى طهران فيما يحاول الأوروبيون انقاذ اتفاق 2015 بين إيران والقوى العظمى والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في أيار/مايو.
وشدد لودريان الذي حدد ثلاثة مواضيع للنقاش على القول «يجب بالتأكيد اجراء محادثات، يجب ان يدرك الإيرانيون ذلك».

الخارجية الفرنسية: طهران «لا يمكنها تفادي» محادثات موسعة حول الملف النووي
«فورين بوليسي»: روحاني سيدفع ثمناً باهظاً لعدم فضح دور المحافظين في تأزيم الاقتصاد الإيراني
محمد المذحجي

العراق: ائتلاف المالكي يجمع تواقيع أعضاء الكتلة الأكبر تمهيداً لإعلانها خلال ساعات

Posted: 30 Aug 2018 02:27 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: يخوض زعيم ائتلاف «دولة القانون» نوري المالكي، «مفاوضات سرية» بعيداً عن وسائل الإعلام، لتشكيل «الكتلة البرلمانية الأكبر»، بالتعاون مع حليفه زعيم ائتلاف «الفتح» هادي العامري، والحزبين الكردستانيين (الديمقراطي، والاتحاد الوطني) إضافة إلى فريقين أساسيين من السنّة.
«القدس العربي» علمت من مصدر سياسي مطلع، داخل ائتلاف المالكي، أن وفداً يمثل الحزبين الكرديين الرئيسيين، زار العاصمة بغداد في 26 آب/ أغسطس الجاري، والتقى بزعيم ائتلاف «دولة القانون»، نوري المالكي.
وطبقاً للمصدر، فإن الوفد ضم «فقط» سكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني، فاضل ميراني، ومسؤول الهيئة العاملة في المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، ملا بختيار.
ولم يكشف المصدر، الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه، عن ما تضمنه اللقاء، كونه كان «سرياً وخاصاً وبعيداً عن وسائل الإعلام»، مبيناً أن «زيارة الوفد إلى بغداد جاءت بالتزامن مع تواجد الوفد المفاوض لكتلة النواة (التحالف الرباعي المدعوم من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر) إلى أربيل».
كما لم يجر الحديث «إعلامياً» عن ما تضمنته زيارة الوفد الكردستاني، باستثناء لقائه برئيس الجمهورية، القيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، فؤاد معصوم.
ووفقاً لبيان رئاسي صدر حينها، فإن الزيارة تأتي « في إطار مساعي القوى السياسية لتكوين «الكتلة النيابية الأكبر»، تمهيدا لدعوة مجلس النواب الجديد إلى الانعقاد لمباشرة مهامه التشريعية والرقابية».
وأبدى الحزب «الديمقراطي الكردستاني» أخيراً، «انزعاجه» من تصريح لرئيس الوزراء حيدر العبادي بشأن كركوك، معتبراً أن ذلك التصريح لا يخدم نواة الكتلة الأكبر والعملية السياسية، فيما أعرب عن إصراره على أن يكون منصب رئاسة الجمهورية من حصته.
وكان العبادي، قد قال في وقت سابق أن «لن تكون هناك أي مساومات مع الكرد على كركوك مقابل انضمامهم للتحالف الرباعي لتشكيل الكتلة الأكبر».
وعقد قادة «الديمقراطي الكردستاني» أمس، اجتماعاً في أربيل برئاسة زعيم الحزب مسعود بارزاني، لبحث تشكيل الحكومة الجديدة واختيار الرئاسات الثلاث.
وقال المتحدث باسم الحزب، محمود محمد، في مؤتمر صحافي عقده عقب انتهاء الاجتماع لقيادة، إن «الحزبين الرئيسيين في إقليم كردستان توصلا إلى قناعة بالذهاب لبغداد، وطلبا من الأحزاب الأربعة المعارضة الاشتراك ضمن الوفد المشترك للحزبين غير انها (الأحزاب) لم تكن مستعدة للتجاوب معنا».
وأضاف: «الحزبان شكلا لجنة يقع على عاتقها بحث التحالفات مع الكتل العراقية الفائزة في الانتخابات، وما هي رؤى كل كتلة، وكيف ستتعامل مع مطالب إقليم كردستان»، مبيناً أن «أي كتلة تراعي التوافق والشراكة والتوازن، وتلتزم بحقوق شعب وإقليم كردستان سنتحالف معها لتشكيل الحكومة العراقية».

كركوك تقلق الأكراد

وأبدى محمد، «انزعاج الحزب» من تصريح العبادي بشأن كركوك المتنازع عليها بين أربيل وبغداد. وأعتبر إن موقف العبادي من كركوك «لا يخدم نواة الكتلة الأكبر الذي يشترك به تحالف النصر، والعملية السياسية برمتها في العراق».
وفي 16 أيلول/ سبتمبر الماضي، نفذّ العبادي «خطة فرض القانون» في محافظة كركوك والمناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل، و«طرد» قوات البيشمركه منها.
وتابع محمد : «شرطنا لتشكيل الحكومة، المبادئ الثلاثة، وقد تم تشكيل آلية لهذا الأمر»، مشدداً على أن ضرورة «إنهاء الأوضاع التي تشهدها محافظة كركوك المحتلة، ويجب تطبيع الأوضاع فيها، وأن يتم تحديد كيفية إدارة ملف الأمن من قبل مجلس المحافظة».
وأكد، على «ضرورة تطبيع الأوضاع في المناطق المشمولة من المادة 140 من الدستور»، مشيراً إلى أن «مطالب الكرد إضافة إلى المبادئ الثلاثة، تتضمن تطبيق المادة 140 من الدستور، وتحديد حصة إقليم كردستان من الموازنة العامة، وميزانية البيشمركه».
واعتبر، المطالب الكردية أنها «لا تحتوي شيئا غير دستوري، وكلها ضمن اطار الدستور ومن حقوق شعب كردستان»، مشددا على ضرورة «إدارة العراق من قبل المكونات الثلاثة الكرد والشيعة والسنة، ولا يمكن لجهة إدارة البلاد بشكل منفرد، ويجب أن يكون لتلك المكونات ممثلوهم الحقيقيون في الحكومة وفي المشاركة بصنع القرار».

ووفق محمد «حتى الآن، لم نقدم أي مشروع إلى أي جهة، وكلا المحورين المتنافسين على تشكيل الحكومة الاتحادية (محور الصدر، ومحور المالكي) يحاولان أن يكون الحزبان الكرديان ضمن تحالفهما».
وبشأن الوفد الكردي الذي سيزور بغداد اليوم، أوضح السياسي الكردي أن «الوفد مكوّن من 6 ـ 7 أعضاء، وسيزور بغداد عصر يوم السبت»، فيما لفت في الوقت ذاته إلى أن حزبه «يصر على أن يكون منصب رئيس الجمهورية من حصته».
كذلك، قال نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، نيجيرفان بارزاني، خلال المؤتمر، أن «الديمقراطي الكردستاني مستعد لخوض أي اجتماعات مع الأطراف الكردستانية المعارضة».
وأضاف: «الوفد المشترك للحزبين الرئيسيين سيزور بغداد يوم السبت للدخول في مفاوضات وتفاهمات مع الكتل الفائزة في الانتخابات بشأن تشكيل الحكومة العراقية المقبلة».
في المقابل، تضمنت آخر تحركات المالكي الساعية لتشكيل الكتلة الكبرى، مع قرب موعد انعقاد جلسة البرلمان الأولى، في 3 أيلول/ سبتمبر الجاري، والتي من المقرر أن تشهد إعلان الكتلة الأكبر، «جمع تواقيع» أعضاء الكتلة، تمهيداً لإعلانها رسمياً «خلال ساعات».
النائب، الفائز بالانتخابات، عن ائتلاف «دولة القانون»، منصور البعيجي، قال في بيان أصدره مكتبه الإعلامي، إن «ائتلاف دولة القانون وتحالف الفتح حسم تشكيل الكتلة الأكبر وبإرادة عراقية خالصة، دون أي تاثير أو تدخلات خارجية من بعض الدول».
وحسب البعيجي فإن «الأمر تم حسمه بين كلٍ من ائتلاف دولة القانون وتحالف الفتح، وجزء كبير من النصر، إضافة إلى تحالف المحور والحزبيين الكرديين»، لافتاً إلى أن الوضع الآن «بطور جمع الأسماء والتواقيع من أجل إعلان الكتلة الأكبر خلال الساعات المقبلة».

حكومة طواريء

وأشار إلى أن «أمريكا بعد أن تأكدت من حسم الكتلة الأكبر بدأت تدفع باتجاه حكومة طوارئ لمدة عامين، بعد أن أيقنت أن مشروعها لن ينجح بالعراق»، لافتا إلى أن «الحكومة ستتشكل بقرار عراقي خالص دون أي تأثير خارجي، ولن ينجح مشروعها (الولايات المتحدة) في العراق».
وتابع: «المؤامرة التي تقودها أمريكا خطيرة جدا تهدف إلى تدمير البلد»، لافتا إلى أن «بعد حسم أمر الكتلة الاكبر، فلا يوجد لدينا أي اعتراض على كل من يؤمن بمشروع الأغلبية السياسية، والأبواب مفتوحة، ومن يرفض هذا المشروع سيذهب إلى المعارضة داخل مجلس النواب، ويقوّم عمل الحكومة إذا ما لم تم بواجبها».
ودعا النائب عن ائتلاف المالكي جميع النواب الجُدد إلى «الحضور للجلسة الافتتاحية مطلع الأسبوع المقبل، من أجل إكمال الإجراءات بتشكيل الحكومة المقبلة وفقا للسياقات الدستورية».
كذلك، شدد رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، المنضوي في تحالف «الفتح» همام حمودي، على أهمية الاسراع في حسم موضوع الكتلة الأكبر، من خلال الذهاب لما أسماه «الفضاء الوطني».
وأكد، في كلمة ألقاها باحتفالية دينية للمجلس، على أهمية «اجتماع جميع الكتل السياسية للاتفاق على مشروع وطني هدفه الأساس هو خدمة المواطن وإيجاد حلول عملية وواقعية لمشكلات البلاد».

ثناء سنّي على دور واشنطن

وسبق لمحور «الفتح» ـ «دولة القانون»، أن عبّر عن «انزعاجه» من «تدخلات وضغوطات» يمارسها مبعوث الرئيس الأمريكي، بريت ماكغورك، على بعض القوى السياسية، لتحديد شكل الكتلة الكبرى، والحكومة الجديدة، لكن القوى السياسية السنّية المنضوية في تحالف «المحور الوطني» أشادت بدور واشنطن في تقريب وجهات النظر بين الكتل السياسية، إضافة إلى الإسراع بتشكيل الحكومة الجديدة.
وطبقاً لبيان صحافي لـ«المحور الوطني»، فإن قادة التحالف بحثوا مع ماكغورك «تشكيل الكتلة الأكبر وأولويات الحكومة العراقية الجديدة».
وأضاف: «جرى خلال اللقاء بحث المستجدات السياسية على الصعيدين المحلي والأقليمي، وجهود الكتل السياسية وتفاهماتها حول ملف تشكيل الكتلة البرلمانية الاكثر عددا، وأولوية برنامج الحكومة الجديدة، ومساعي الوصول إلى رؤية موحدة حول أهتمامات البرنامج الحكومي وآليات أختيار الرئاسات الثلاث وشكل الكابينة الوزارية الجديدة القادرة على تلبية أحتياجات الشعب العراقي».
وأثنى التحالف، حسب البيان، على «إهتمام الإدارة الأمريكية في تعزيز المسار الديمقراطي في العراق، وتقريب وجهات النظر بين الكتل السياسية الفائزة بالانتخابات، ودعم جهودها للوصول إلى أتفاق في الإسراع بتشكيل حكومة تضم جميع الشركاء دون إقصاء او تهميش اي طرف من الأطراف السياسية، قادرة على معالجة التحديات الأمنية والسياسية والأقتصادية التي يواجهها العراق والتي تحتاج توافقا في الرؤى وتكاملا في الأداء ومسؤولية تضامنية بين الجميع، وبما يساهم في دعم مشروع بناء الدولة».
وأكد أن أولوياته في المرحلة القادمة تتضمن «ضمان أستحقاقات جمهورنا والتقارب مع الشركاء القادرين على الألتزام بتنفيذها وبضمانات مكتوبة وبجداول زمنية محددة، وهو معيارنا في التقارب او الانضمام للمرحلة المقبلة».

العراق: ائتلاف المالكي يجمع تواقيع أعضاء الكتلة الأكبر تمهيداً لإعلانها خلال ساعات
الزعيم الشيعي أجرى لقاءً سرياً مع حزبي الديمقراطي والوطني في بغداد
مشرق ريسان

الرياض وأبوظبي تعبثان بالخريطة اليمنية… وتساؤلات عن موقف هادي وأسباب صمته

Posted: 30 Aug 2018 02:27 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: لا شيء في اليمن يدل على أن الحرب ستنتهي قريبا، ولا شيء يدل أيضا على أن التحالف، بقيادة السعودية وشريكتها الإمارات، راغبتان في فعل شيء ذي بال لتوقف الحرب الكارثية التي تسببت في شل حياة اليمنيين وتشريدهم وقتل وجرح الآلاف منهم تحت وطأة الضربات الجوية للطيران السعودي والطيران الإماراتي.
ولربما كان تقرير الخبراء الدوليين إلى المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، صرخة في جبين الإنسانية وشاهدا على فداحة ما ارتكبته أطراف الحرب في اليمن، سواء السعودية والإمارات أو الحكومة أو الحوثيين وغيرهم من المليشيات الأخرى.
رصيد الانتهاكات والجرائم السعودية الإماراتية يزداد كل يوم، مع تأكيد فريق الخبراء الدوليين أن ثلثي القتلى المدنيين يسقط في هجمات وغارات السعودية والإمارات، وتأكيد تقرير الفريق على ضلوع ضباط إماراتيين في تعذيب واغتصاب معتقلين في سجون في عدن، وهي وقائع لم يعرفها اليمنيون طوال تاريخهم. لكن السؤال الذي يدور في ظل هذا الوضع المأساوي الذي تعيشه اليمن، عن موقف الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته من كل ما يحدث في بلاده، خاصة بعد عودته القسرية من عدن إلى الرياض، عقب ضغوط إماراتية وسعودية عليه للعودة إليها، وبعدما أشهرت أبو ظبي «الكرت الأحمر» لهادي للخروج من عدن كان آخرها محاولة اغتيال قائد اللواء الأول حماية رئاسية العميد سند الرهوة.
اتفق السعوديون والإماراتيون مع هادي على مغادرة الرياض نحو عدن والبقاء فيها نحو أسبوعين بعد غياب قسري دام نحو عام ونصف العام بسبب رفض ولي عهد أبوظبي السماح له بدخولها قبل ان يلتقي الطرفان في أبوظبي في يونيو/حزيران الماضي قبيل معركة الحديدة في مقايضة واضحة كان عنوانها العودة إلى عدن، مقابل تعهد هادي على المضي في العملية العسكرية في الحديدة، لكن بقاء هادي في عدن أكثر من المدة المحددة دفع أبوظبي لتفجير الوضع في المدينة، إذ شهدت أكثر من عملية اغتيال ضد شخصيات مقربة من هادي، كما صعد المجلس الانتقالي الانفصالي المدعوم من أبوظبي تصريحاته لإسقاط الحكومة ودعا لمظاهرات تطالب بالخروج ضدها.

الخروج من عدن

وتحت الضغط السعودي والرغبة الإماراتية اضطر هادي للخروج من عدن إلى القاهرة والرياض، ويبدو أنه لن يتمكن من العودة إليها في الوقت القريب. الأكثر من ذلك أن علاقته بالمجلس الانتقالي الجنوبي تسوء يوما بعد يوم، فهاني بن بريك نائب رئيس المجلس أعلن تحديه لتوجيهاته بإحالة المتورطين، بينهم القيادي في الحزام الأمني أبو اليمامة، إلى القضاء للمحاكمة بعد هجومٍ على حفل الكلية العسكرية، ما أدى إلى مقتل طالب وإصابة اثنين في عدن. أما قبل ذلك فقد أجبر السعوديون الرئيس اليمني على إقالة وكيل محافظة المهرة شرقي البلاد علي سالم الحريزي، ومدير الشرطة محمد أحمد قحطان، بحجة دعمهما للاعتصام الذي أقامه أبناء المهرة ضد وجود القوات السعودية في محافظتهم، وأسفر عن اتفاق لخروج القوات السعودية من الميناء والمطار والمنافذ الحدودية مع سلطنة عمان قبل أن ينقلب السعوديون على الاتفاق.
وفي خطوة انتقدها الكثير من اليمنيين زار هادي المهرة، وكان في استقباله السفير السعودي محمد آل جابر، معتبرين ذلك الاستقبال بمثابة رسالة سعودية بسيطرتها الكاملة على المهرة، مع توسع أطماعها في إنشاء أنبوب نفطي يمتد إلى بحر العرب، وهو ما يحدث حاليا في المهرة تحت سمع وبصر الحكومة اليمنية، إذ تجري إنشاءات حالية في ميناء نشطون الذي تسيطر عليه القوات السعودية تحت غطاء لجنة إعادة إعمار اليمن التي يرأسها السفير السعودي ذاته.وقد كشفت ذلك رسالة وجهتها شركة هوتا للأعمال البحرية السعودية إلى السفير السعودي في اليمن تشكره فيها على ثقته في الشركة وطلبه التقدم بعرض فني ومالي لتصميم وتنفيذ ميناء لتصدير النفط. والمفارقة في الأمر أن السعودية التي تنفذ إنشاءات في ميناء نشطون في المهرة سمحت لشريكتها بتعطيل ميناء عدن الذي يعد من أهم الموانئ في العالم.

إثارة حفيظة سلطنة عمان

من خلال ما يحدث في المهرة المحاذية لسلطنة عمان وفي سقطرى غير البعيدة عنها، يبدو أن الرياض وأبوظبي اختارتا المواجهة مع سلطنة عمان، التي تحتفظ بحدود وعلاقات مع المهرة التي تعتبر ثاني أكبر المحافظات اليمنية مساحة، ويوجد فيها منفذان حدوديان مع عمان هما، صرفيت وشحن، وأطول شريط ساحلي في اليمن يقدر بـ560 كيلومترا، وميناء «نشطون» البحري.
ومن المؤكد أن الدفع بقوات سعودية إلى المحافظة الجارة للسلطنة سيثير حفيظتها ومخاوفها من الأطماع السعودية، ومحاولة إعادة رسم الخريطة السياسية تحت مبررات التهريب، وحماية الحدود في المحافظة البعيدة عن الصراع العسكري وعن الأعمال الإرهابية، ما قد يفجر صراعا جديدا في المنطقة هي في غنى عنه.
وكدلالة أخرى للنوايا غير الطيبة للحليفين خرج رمزي محروس محافظ سقطرى بتصريحات نارية ضد الوجود الإماراتي في الجزيرة الإستراتيجية المهمة متهما أبوظبي بتشجيع التمرد على السلطات المحلية في المحافظة ومحاولة إنشاء قوة موازية وخدمات مماثلة لما تقدمه الحكومة عبر شخصيات إماراتية تتواجد في المحافظة تحت غطاء العمل الخيري.
كل هذه المعطيات وقبلها إحكام السيطرة الإماراتية على ميناء عدن ومطارها وميناء المخا وجزيرة ميون وميناء المكلا في حضرموت ومطارها وميناء بلحاف شبوة، ومنع تصدير النفط وإغلاق المطارات والتفرد بقرار معركة الحديدة والساحل الغربي، تدل على أن أبوظبي ومن ورائها الرياض تواصلان السعي في قضم الخريطة اليمنية والعبث بها، بدون أن يكون هناك أي رادع يقف في وجه مخططاتهما التوسعية التي تتكشف مراميها يوما بعد يوم.
أما الرئيس اليمني الذي لم يعد يستطيع العودة حتى إلى عاصمته المؤقتة عدن، أو أي من مناطق اليمن الخاضعة لسيطرة الجيش الموالي له فتشاركه السيطرة عليها الآلاف من المليشيات التابعة للإمارات التي تقع تحت قبضتها الحديدية تأمر فيها وتنهي في سلطة أصبح اليمنيون يصفونها بالاحتلال.
يقول اليمنيون اليوم، إن الرئيس هادي وحده من يتحمل مسؤولية كل ما يجري، باعتباره الغطاء الشرعي الذي أدخل الرياض وأبوظبي إلى البلاد، تاركا للدولتين حرية التصرف فيها والعبث بمكوناتها وإعادة تشكيلها، متخليا عن صلاحياته باعتباره الرئيس الشرعي، بدون أي حساب لما قد يؤول إليه الوضع الذاهب باليمن إلى المجهول، وأن كل هذه التجاوزات والانتهاكات الجسيمة لابد ان تتوقف قبل أن يجد اليمنيون أنفسهم في مواجهة الطوفان!

الرياض وأبوظبي تعبثان بالخريطة اليمنية… وتساؤلات عن موقف هادي وأسباب صمته

الاختفاء القسري في مصر… السلطات تعتقل ذوي الضحايا إن سألوا عنهم

Posted: 30 Aug 2018 02:26 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: أطلقت رابطة أسر المختفين قسريا في مصر، حملة تدوين للمطالبة بالإفراج والإفصاح عن أماكن احتجازهم، وتسليط الضوء على معاناة أهاليهم على مدار 5 أعوام.
الرابطة قالت في بيان بمناسبة اليوم العالمي للاختفاء القسري الذي يحل يوم 30 أغسطس/ آب من كل عام : «تعاني أسر المختفين قسريا من طول فترة غياب ذويهم، وخصوصاً الضحايا الذين تعرضوا للاختفاء القسري أثناء فترة الأحداث الدامية التي حدثت عقب 3 يوليو / تموز 2013».
هؤلاء، حسب البيان، «يتذكرونهم عند إشراقة كل شمس، وفي رائحة الوسادة التي تتكئ على أسرتهم الباردة، وقمصانهم التي لا تزال موضبة على ثنيتها في الخزانة منذ أعوام، يحلمون كل ليلة بلقائهم، وعلى الرغم من مرور سنوات على فقدانهم إلا أنهم ما زالوا ينتظرونهم، ويتخيلون لحظة لقائهم الأسطورية ويتأهبون لها دون جدوى، ويهرعون إلى كل سجين أعيدت له الحرية يتقصون أخبارهم ولكنهم يرجعون بالخيبة.. وما زالوا يبحثون».
وأضافت الرابطة، أن «حملة أوقفوا الاختفاء القسري، أكدت على تعرض أكثر من 20 شخصا للاختفاء القسري والفقد خلال عام 2013 ولم يظهروا حتى الآن، ومنذ ذلك الحين تغير الكثير في حياة ذوي الضحايا وتنوعت معاناتهم الاقتصادية والاجتماعية والنفسية».
وبينت أن الحملة «تسلط الضوء على جزء من معاناة أهالي المختفين قسريا في رحلة البحث عن ذويهم».
وذكرت في بيانها بـ«قصة حنان بدر الدين عبد الحفيظ عثمان التي تعرض زوجها للاختفاء القسري من محيط منطقة مدينة نصر أثناء أحداث المنصة في يوليو/ تموز2013، حيث خرج من المستشفى الميداني متأثراً بإصابته في عربة إسعاف، واختفى».
وطبقاً للبيان «عرفت زوجته ذلك عن طريق أطباء المستشفى الميداني، فتوجهت إلى المستشفيات المحيطة في ميدان رابعة العدوية، ومستشفيات أخرى في القاهرة، بما فيها القبة العسكري وسجن طرة».
وانتقلت أيضاً لـ«البحث عنه في المشارح، وقامت بعمل تحليل دي أن أي، ولكن لم تتطابق نتيجة التحليل مع الجثث التي وجدت بالمشرحة بعد أحداث المنصة أو عقب فض اعتصام رابعة العدوية، ثم اتجهت للبحث عنه في السجون ومعسكرات الأمن المركزي، ولكن الرد دائما كان بأن الاسم غير مدرج بالكشوف».
وكانت بدر الدين، تبعاً للرابطة «تسلك كل السبل القانونية كما ذكر سابقاً، واتخذت أيضاً طرقا أخرى سلمية للتوصل إلى أي معلومة قد تعرف من خلالها مصير زوجها المفقود، إلا أن رحلة البحث والكتابة عن زوجها توقفت بعد أن اعتقلت في 7 مايو / أيار 2017 من أمام بوابة سجن القناطر، حيث كان سبب وجودها هناك علمها بأن أحد الأشخاص كان مختفيا لمدة عام وظهر وحاولت أن تعرض عليه صور واسم زوجها لعله يدلها على معلومة تستطيع البحث بها عنه».

وعكة صحية

وحسب البيان «تعرضت لوعكة صحية منذ دخولها السجن حيث عانت من حمى البحر المتوسط ولم تتلق العلاج اللازم لها، كما أنها تعاني من استمرار حبسها احتياطا لأكثر من عام وحتى الآن، وقد دخلت في إضراب عن الطعام في 6 أغسطس/ أب الحالي».
كذلك، سلطت الرابطة الضوء على «قصة إبراهيم عبد المنعم متولي حجازي الذي تعرض ابنه للاختفاء القسري بعد اعتقاله بواسطة قوات تابعة للقوات المسلحة بتاريخ 8 يوليو/ تموز 2013 من شارع الطيران في مدينة نصر في القاهرة، قرب دار الحرس الجمهوري في الساعة الثامنة صباحا».
وقد «بحث عنه ضمن المقبوض عليهم في قضايا أحداث الحرس الجمهوري وتبين عدم وجوده ضمنهم. كما قام بالبحث عنه في المستشفيات ضمن الجرحى، والقتلى، لكن دون جدوى، وكذلك لم يتم التعرف عليه ضمن الجثث المجهولة في المستشفيات أو في مشرحة زينهم»، وفق البيان.
وسعى أيضاً لـ«البحث عن ابنه عن طريق مجموعات عرفت باسم رابطة أسر المختفين قسريا حيث كانت يتجمع أهالي المختفين بشكل يومي للبحث عن ذويهم في أماكن مختلفة من أجل الحصول على معلومات عنهم».
بعد ذلك «ألقت عناصر أمن المطار القبض عليه في 10 سبتمبر/ أيلول 2017 خلال إنهاء إجراءات سفره إلى جنيف للمشاركة في الاجتماع السنوي لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، حيث كان قد أعد ملفا كاملا عن قضية الإخفاء القسري في مصر لعرضه على مجموعة عمل دولية تناقش القضية»، وفق بيان الربطة الذي أشار إلى «اقتياد حجازي إلى مقر الأمن الوطني في العباسية، وحرمانه من الاتصال بالعالم الخارجي مثل ذويه أو محاميه منذ 10 سبتمبر/ أيلول الماضي، حتى جرى التحقيق رسميا من قبل نيابة أمن الدولة يوم 12 سبتمبر/ أيلول الماضي».
وأكد البيان أنه «تم تجريد حجازي من جميع ملابسه، وكهربته في أماكن متفرقة في الجسد (مفاصل اليد ـ الصدر ـ الخصيتين)، وسكب مياه باردة على جسده وإعادة كهربته مرة أخرى، كما جرى تصويره بدون ملابس، لينتقل بعد ذلك إلى سجن طرة شديد الحراسة عقب اتهامه من قبل نيابة أمن الدولة بتولي قيادة جماعة أسست على خلاف أحكام القانون، والتواصل مع جهات خارجية، ونشر أخبار كاذبة».
في سجن طرة تعرض حجازي «لجملة من الانتهاكات عن طريق الحبس في غرفة مليئة بالقاذورات، فيها حمام غير صالح للاستخدام الآدمي، وقد جرى فصل التيار الكهربائي عنها، وغلق الشباك الموجود فيها، ما أدى إلى غلق منفذ الضوء الوحيد». وجرى أيضاً «غمر الغرفة بالمياه، ولم يسمح لحجازي بإدخال أي أدوات نظافة شخصية، حيث حضر أول تجديد في 20 سبتمبر إلى النيابة بملابس السجن المتسخة». وحسب الرابطة، فإن «حنان بدر الدين وإبراهيم متولي، ليسا الوحيدين اللذين تضررا من اختفاء ذويهم والبحث عنهم، فهناك من مات قبل أن يعرف مصير أبنائه، وهناك أسر تعرضت لضغوطات اقتصادية واجتماعية حيث أن الشخص المختفي هو العائل الوحيد، وغيرهم الكثير من قصص معاناة أهالي المختفين وذويهم».
وذكرت الرابطة أن الاختفاء القسري يعتبر «جريمة لا تسقط بالتقادم طبقا للاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري التي تم اعتمادها من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر/كانون الأول 2010 والتي عرفت بالاختفاء القسري باعتباره (الاعتقال أو الاحتجاز أو الاختطاف أو أي شكل من أشكال الحرمان من الحرية يتم على أيدي موظفي الدولة، أو أشخاص أو مجموعات من الأفراد يتصرفون بإذن أو دعم من الدولة أو بموافقتها، ويعقبه رفض الاعتراف بحرمان الشخص من حريته أو إخفاء مصير الشخص المختفي أو مكان وجوده، مما يحرمه من حماية القانون)».
ولكن المشرع المصري، حسب بيان الرابطة «لم يعتمد نصا صريحا لتجريم الاختفاء القسري على الرغم من تجريمه للانتهاكات الناتجة عن الاختفاء القسري، كحظر التعذيب وضرورة حماية الأشخاص قانونيا عن طريق التواصل مع ذويهم ومحاميهم».

إعفاء من العقاب

وأضاف أن «بعض التشريعات التي صدرت أخيراً مثل القانون رقم 94 لسنة 2015 بشأن قانون مكافحة الإرهاب، والتي جاءت المادة 8 و 40 و 41 و42 منه بقواعد تقنن الاختفاء القسري وتعطي القائمين على إنفاذ القوانين، ورجال الشرطة والقوات المسلحة وغيرهم من الموظفين الممنوحين صفة الضبطية القضائية بقانون أو بقرار من وزير العدل، سلطات بالمخالفة للدستور وتعفيهم من العقاب وتقنن الاستعمال غير المشروع للقوة».
حملة أوقفوا الاختفاء القسري طالبت بـ«سرعة الإفراج عن إبراهيم متولي وحنان بدر الدين، وسرعة الإفصاح عن طريق ذويهم وعن كل المختفين قسريا منذ 2013 وحتى الآن، والتحقيق الفوري والعادل في البلاغات المقدمة من أهالي المختفين قسريا ومحاميهم الذين ما زالوا قيد الاختفاء القسري».
كذلك جددت منظمة «السلام الدولية لحماية حقوق الإنسان»، ومقرها لندن، أمس الخميس، «موقفها الرافض لجريمة الاختفاء القسري التي تحدث بشكلٍ مُمنهج ومُتعمَّد وواسع الانتشار في مصر»، ورفضها لـ«انتهاكات الأجهزة الأمنية المصرية، من اختطاف المواطنين واخفائهم قسريًا وتعذيبهم، للاعتراف بجرائم لم يرتكبوها».
وقالت في بيان: «في هذه اللحظة، حيثُ يُنكر العالم بأسره جريمة الاختفاء القسري، تمتلئ السجون المصرية ومقار وأماكن الاحتجاز، فضلاعن المقرات السرية خاصة العسكرية منها، بعشرات المختطفين منذ فتراتٍ متباعدةٍ، كنوعٍ مًمنهجٍ من جريمةٍ تتم وفق سياسة النظام المصري الحاكم بأكمله».
ورصدت «منذ بداية يناير/كانون الثاني 2018، 62 حالة اختفاء قسري، فضلاعن آلاف الحالات الأخرى التي صُنَّفت بالمُمنهجة، بداية من يوليو/تموز 2013».
وتابعت: «نتيجة لهذه الجريمة، تمتلئ بيوت أهالي ضحايا المختفين قسريًا بالحزن واليأس، لما عانوه على مدار أيامٍ وشهورٍ وسنواتٍ، توقفوا عن عدّها، في إطار سعيهم الحثيث، لمعرفة مصير أبنائهم، وهل هم أحياء أم في عداد الأموات؟! فالاختفاء القسري يُعد انتهاكًا مستمرًا للحقوق الإنسانية، وخاصة لعائلات الضحايا التي لا تحصل على معلوماتٍ بخصوص ذويها». وزادت: «واجه المجتمع الدولي جريمة الاختفاء القسري بشكلٍ متدرجٍ، بحيث اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 18 ديسمبر/كانون الأول 1992 (إعلان الأمم المتحدة لحماية الأشخاص من الاختفاء القسري)، ثم اعتمدت في 20 ديسمبر/كانون الأول 2006 (الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري)، وثم الإعلان عن هذه الاتفاقية والشروع في التوقيع عليها في باريس في 06 فبراير/ شباط 2007، وقد رفضت مصر التصديق على تلك الاتفاقية».
وأعلنت المنظمة عن «تضامنها الكامل مع عائلات المختطفين مجهولي المصير». وطالبت السلطات المصرية بـ«إجلاء مصيرهم»، وذكرتها بأن «تلك الجريمة صُنفت في القانون الدولي كنوعٍ من أنواع الجرائم ضد الإنسانية التي لا تسقط بالتقادم».

الاختفاء القسري في مصر… السلطات تعتقل ذوي الضحايا إن سألوا عنهم
حملة تدوين للكشف عن أماكن احتجازهم… ومركز حقوقي: 62 حالة في 8 أشهر