Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الاثنين، 1 أكتوبر 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


«تثقيف» المسلمين على الطريقة الصينية… باعتقالهم

Posted: 30 Sep 2018 02:30 PM PDT

باستثناء ردود أفعال من الأمم المتحدة ومنظمات حقوق إنسان فلا يبدو أن الدول العربية والإسلامية معنيّة بالواقعة الفظيعة لاحتجاز قرابة مليون مسلم في الصين وذلك بحجة «تأهيلهم» و«تثقيفهم»، أو بمجمل سلسلة الانتهاكات الممنهجة وغير المعقولة الجاري تنفيذها ضد أقلية الأويغور المسلمة هناك.
يرتبط ذلك باتساع نطاق الأزمات التي يتعرض لها المسلمون على أيدي خصومهم السياسيين أو الدينيين، كما هو الأمر في فلسطين وميانمار (وحتى في الولايات المتحدة الأمريكية تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب، وبعض الدول الأوروبية التي فاز فيها اليمين المتطرف في الانتخابات)، مضافاً إلى ذلك ما تقوم به الدول الإسلامية أو العربية نفسها ضد مواطنيها من مجازر مرعبة، كما هو الحال في سوريا ومصر والعراق، وهو أمر يضعف ميزان المقارنة ويبلبل البوصلة العالمية، وخاصة حين يخلط كل هذا مع ما يجري من تبرير لهذه الممارسات بالخلط المقصود بين أشكال الاحتلال والاستبداد وإرهاب الدول المعمم مع الحرب العالمية المعلنة ضد «الإرهاب» الذي تمثله التنظيمات الجهادية السلفيّة المسلّحة كتنظيم «الدولة الإسلامية» سيئ الصيت، أو الميليشيات المحسوبة على إيران في العراق وسوريا واليمن ولبنان، كـ»عصائب أهل الحق» و«كتائب أبو الفضل» والتنويعات المحسوبة على «حزب الله» و«الحرس الثوري الإيراني».
وإذا كان كل هذا يفسّر، جزئياً، التجاهل السياسي والإعلامي العربي والإسلامي للانتهاكات الرسميّة الصينية لحقوق المسلمين فيها لكنّه لا يبرّر تواطؤ بعض الأنظمة العربية مع ذلك، كما هو حال السلطات المصرية التي قامت باعتقال المئات من الطلاب الصينيين الدارسين في جامعاتها بناء على طلب من سلطات بكين، كما أنه لا يبرّر تجاهل النخب السياسية والفكرية العربية لدلالات هذه الأحداث ومعانيها وارتباطها بـ«الاجتهاد» الصيني في التعاطي مع الظواهر السياسية ـ الاجتماعية، وبوقائع السياسة العربية المعاصرة.
تشير المعلومات الواردة من الصين أن الشخص المسؤول عن هذه السياسة القمعيّة المعممة ضد المسلمين، المسؤول في الحزب الشيوعي الصيني تشين تشوانغو، نشأ خلال «الثورة الثقافية» التي أطلقها الزعيم الصيني الراحل ماوتسي تونغ، وأنه انضم بعد ذلك للجيش وانتمى للحزب الحاكم وبدأ رحلة صعود حتى أصبح عضوا في المكتب السياسي، وكانت من مهامه الكبرى إخضاع التيبت عن طريق «تكييف البوذية» مع «الحضارة الاشتراكية» وذلك بزرع 100 ألف كادر حزبي في قرى التيبت و1700 منهم في المعابد، أي أنه وضع مجتمع التيبت كله تحت المراقبة بحيث حوّل البلد إلى سجن كبير.
بعد قيامه بما يشبه هذه السياسة في إقليم شينجيانغ الذي يقيم فيه المسلمون الصينيون بحيث زرع مخبرا في بيوت الأيغور، ابتكر تشوانغ «تطويرا» على سياسته باستعادة مناهج «الثورة الثقافية» الماوية الآفلة عبر احتجاز مئات الآلاف في معسكرات «إعادة التثقيف» بحيث تحوّل أولئك إلى سجناء بجريمة الإسلام وهم لا يملكون حق تمثيل قانوني للدفاع عنهم وتبرئتهم من تلك الجريمة الرهيبة.
آخر طبعات هذه البارانويا الشيوعية الصينية من الإسلام هي تغيير اسم نهر «آيي» ـ الذي يعني، بالنسبة للمسلمين الصينيين، نهر السيدة عائشة ـ وسيحمل هذا النهر اسما جديدا (ديانونغ)، وبذلك يتم تثقيف الطبيعة بعد «تثقيف» البشر من خلال اجتثاث أي معنى دينيّ لا يتناسب مع رؤية المسؤول الشيوعي الصيني للعالم.
كان على الصين، في سعيها للازدهار الاقتصادي الكبير الذي تحصد ثماره حاليا، التخلّص من الحقبة الماويّة المتطرّفة التي تمثّلت بـ«الثورة الثقافية الكبرى»، وهو ما جعلها، وهي الدولة «الشيوعية»، تفتح الباب لرأسماليات العالم للاستثمار فيها، ومكّنت مئات الآلاف من مواطنيها ليصبحوا من أصحاب الملايين، لكنّها، حين يتعلّق الأمر بالأقلّيات، لا تني تعود إلى الوسائل الوحشيّة الغبية التي ثبت فشلها وكانت أحد الأسباب الأساسية لتأخر الصين الصناعي والسياسي.
يستطيع العرب والمسلمون تعلّم الكثير من الصين، لكنّ الممارسات القمعية بحق الأقليات الدينية، والمسلمين خصوصا، ليست إلا «علوما» في البلاهة السياسية والطغيان الأعمى.

«تثقيف» المسلمين على الطريقة الصينية… باعتقالهم

رأي القدس

مفاجآت إبراهيم الجرادي

Posted: 30 Sep 2018 02:30 PM PDT

قصيدة «شطحات البسطامي ـ رؤية لعام 1971»، للشاعر السوري إبراهيم الجرادي (1951 ــ 2018)، المؤرخة في سنة 1970 حين لم يكن صاحبها قد بلغ سنّ العشرين؛ كانت، عندما تيسّر لي أن أقرأها للمرة الأولى في مجلة «الآداب» اللبنانية، كاشفاً مدهشاً عن سريرة شعرية شابة، حارّة ودافقة ومتوازنة العناصر، بقدر ما هي حرّة ومغامِرة وحمّالة وعود. وإذْ أعود اليوم إلى القصيدة، وقد ردّني إليها الرحيل الفاجع للصديق الجرادي قبل أيام، بعد مدّ وجزر مع المرض العضال إياه؛ أدرك مجدداً أنّ أوّل مظاهر النضج الفارق الذي أعلنته القصيدة، كان قد تمثّل في المتانة الإيقاعية للشكل التفعيلي الذي استقرّ عليه الشاعر، وكيف تحكّم هذا الخيار في معمار القصيدة من حيث توزّعها على فقرات، وسطور عالية التراصّ، وتقفية رنانة تتوخى التحدي واستعراض البراعة وإظهار التمكن.
مظهر النضج الثاني كان اختيار البسطامي غطاء للقصيدة، بما يوحي أنها تستعيد بعض شطحات الصوفي ابن القرن الثالث الهجري، حول وحدة الوجود وإعلاء الذات البشرية بصفة خاصة؛ ثمّ توظيف هذا الغطاء لبناء مناخات مركبة تمزج بين التمرّد والعلوّ والتحدي والاغتراب البطولي والفوضى، أقرب إلى نيتشه في الواقع، منها إلى أيّ تصوّف أو متصوفة. ليس دون إقحام الملمح السياسي، وإنْ على نحو مقنّع أو مموّه، قوامه استدعاء أماكن مثل البيت والقدس وسيناء، وافتراض ضمير مخاطب خصم. وأمّا اللغة فقد اتخذت معجماً نارياً، إذا جاز القول، يشعل دلالات السطح والعمق في مستويات المعنى على حدّ سواء، ويجعل ارتطام الفصحى المعلنة بالعامية المبطنة معادلة موفقة؛ رغم مسحة التكلّف التي بدت في تحوير كتابة بعض المفردات والتعابير («وجوههمو»، مثلاً)، بهدف منحها هيئة بلاغية أكثر فصاحة:
فحسبي آهِ من نفسي
ولكني سأرميهمْ.. حجارةُ حقدي السجيلْ
.. أبابيلاً أشيل الخيل والراياتْ
سأصْليهمْ، وأجعل وهجهم كالليلْ
وأرسم في وجوههمو حكايا الويلْ
وأقذفهم.. أنا الطوفانُ
ماذا بعد هذا القحط
ماذا بعد
غير السيلْ؟
مفاجأة الجرادي الثانية سوف تتمثل في ابتكار مصطلح «الريبورتاج الشعري»، واعتماده في توصيف قصيدته «دع الموتى يدفنون موتاهم»، ثمّ مجموعته «رجل يستحمّ بامرأة»؛ وكان السبّاق في هذا على صعيد المشهد الشعري السوري في أقل تقدير، إذا لم أكن مخطئاً. وكان الراحل يعتقد، كما أوضح لاحقاً، أنّ هذا الخيار (الذي يشمل المحتوى والشكل معاً، غنيّ عن القول) يهدف إلى «تحطيم الشكل الشعري المتوارث، وخلخلة قيم التجنيس، وإلغاء الفوارق بين أشكال التعبير في إطار مسميات ترفع عن كاهل صاحبها أمر الالتزام بقواعد الأجناس التي أصبحت متوناً جمالية، وأشكالاً مستقرة نسبياً، مثلما أصبح لاستقبالها ونقدها مرتكزات وأعرافاً، ولتذوقها مقاييس ومفاتيح موروثة ومكتسبة». لكن الريبورتاج الشعري لم يكن هذا فقط، أو بالأحرى لم ينتهِ إلى إنجاز كلّ هذا في نهاية المطاف، لكنه حرّك الكثير من المستنقعات الراكدة في المشهد؛ وذلك رغم أنّ الحراك كان على أشدّه بين مجايلي الجرادي، أمثال بندر عبد الحميد ومنذر المصري ورياض الصالح الحسين ودعد حداد وعادل محمود ومحمد مصطفى درويش…
المفاجأة الثالثة لم تغادر منطقة استفزاز القراءة من حيث المضامين والأشكال، ولكنها ذهبت أكثر نحو سلسلة ألعاب طباعية تستكمل معطيات الريبورتاج؛ في أنها، على سبيل الأمثلة فقط، تستخدم البياضات والكادرات والهوامش وتبديل أحجام الحروف، فضلاً عن إدراج رسوم يُراد لها ألا تكون تزيينية على جري العادة (مجموعة «أجزاء إبراهيم خليل الجرادي المبعثرة ــ قصائد وهموم»، مثلاً، تضمّ رسومات من مصطفى الحلاج وبشار العيسى). ويصعب، هنا، ضرب أمثلة على الشطر الشكلي والطباعي من مغامرة «القصيدة التشكيلية» تلك؛ لكنها، في ما يخصّ الموضوعات، سعت إلى افتراق جمالي مع الموروث، حتى ذاك الذي جسّده شعراء حداثيون سوريون أمثال علي الجندي وممدوح عدوان ومحمود السيد، وحاولت اجتراح «توازن بين النصّ ومحنة صاحبه وزمنه»، وانفتحت على «دلالات جديدة تؤسس لعلاقات لغوية»، في «إطار أنساق بنائية جديدة»، كما سيعبّر الجرادي.
مفاجآت الجرادي هذه، وسواها، كانت بمثابة ثورات مصغّرة، تُحتسب له وحده في الواقع، ولكنها لا تنفصل عن مشاركته المعمقة في ما شهدته سوريا عقد السبعينيات، بصفة خاصة، من تحولات كبرى في السياسة والاجتماع والاقتصاد، ثمّ الثقافة استطراداً. في تشرين الثاني (نوفمبر) 1970 قام حافظ الأسد بانقلابه العسكري الذي سوف يدشّن أطوار الاستبداد والفساد والسلطة العائلية الوراثية الأبشع في تاريخ البلد. وفي سنة 1972 سوف ينقسم الحزب الشيوعي السوري، الذي انتمى إليه الجرادي وباسمه ابتُعث إلى موسكو للدراسة، فلا يتردد الراحل في الثورة على عبادة الفرد وهجاء شخص خالد بكداش. وفي سوريا أواسط السبعينيات وبعد عودته من موسكو، سوف ينقل الجرادي بعض أعمق ما جادت به الشكلانية الروسية من تنظيرات باهرة حول الشعر واللغة. وفي غمرة هذا كله، وقبل أن يضطره شرط الاستبداد إلى مغادرة سوريا للتدريس في اليمن، ظلّ الجرادي أحد أخلص أبناء مدينة الرقة، صحبة مواطنه وشريكه الشاعر والروائي إبراهيم الخليل، وأحد أجمل ممثلي ذلك الجيل اللامع النبيل.

مفاجآت إبراهيم الجرادي

صبحي حديدي

«قتل هشام زيدا» مجددا في محطة عراقية وفنجان قهوة يطارد روح الطفل هاشم في الأردن وعلى «الجزيرة» حاخام «مولينكس»

Posted: 30 Sep 2018 02:30 PM PDT

حسنا فعلت محطة «المملكة» التلفزيونية – التي يهاجمها كثيرون في الأردن – عندما فضحت ما حصل على الطريق الصحراوي بين عمان والمفرق بإستضافة والد الطفل القتيل هاشم الكردي، لكي يحكي القصة.
هذه هي الصحافة التلفزيونية، التي كنا نفتقدها حتى لا تتكرس فلسفة التلفزيون الحكومي، حيث «العرس دوما عند الجيران».
المأساة كانت كبيرة عندما حطمت بحجر كبير جمجمة طفل في الثالثة من عمره وهو في حضن أمه وأمام مفرزة لقوات الدرك.
السبب بمنتهى السخافة، سيارة والد القتيل تجرأت وتجاوزت على الطريق العام موكبا لأحد الأعراس.
أشتم رائحة محاولة «لفلفة» الموضوع والتعامل معه وكأنه مشاجرة.
أحذر السلطة بكل رموزها من «تفليم محتمل»، لكي ينتهي الأمر بجاهة ووجاهة وفنجان قهوة يلاحق روح الطفل هاشم التي ترفرف حولنا وهو في النهاية لم يقتل برصاصة خاطئة أو صديقة أو على شواطىء اليونان.
في الواقع قلناها ونعيدها: يحصل الكثير في المجتمع الأردني لأن إجتهادا أمنيا تواطأ مع آخر سياسي ومراهق وقرر استبدال طبقة الشيوخ الحقيقيين في العشائر والمساجد بشيوخ «مولينكس» من النوع المسحج والخلاط.
نحن لا نسيء للعشائر طبعا، بل نسلط الضوء على أصحاب السوابق والبسطاء والموتورين، الذين قررت السلطة يوما جذبهم وتركيبهم على أكتاف العشائر بزعم التمثيل، فيما جلس «كبار القبائل» المختبرون في منازلهم وتعرضوا للإقصاء والتهميش .
تلك جريمة بحق التكوين الاجتماعي الأردني إرتكبت على غفلة عندما تحالف «النيوليبرالي» حقا يوما مع المحافظ الإنتهازي.
وهي جريمة حتى لو كان مرتكبها من حيث التكوين العشائري له علاقة بغرب نهر الأردن.

محطة تحاكم هشام بن عبد الملك

من عقلها محطة تلفزيونية صغيرة تحمل إسم «الكوفه» تفرد مساحة واسعة للبث لإعادة التذكير بوقائع «محاكمة فكرية وتاريخية» قررت مجموعة مساطيل إقامتها للخليفة هشام بن عبد الملك بن مروان بتهمة قتل الإمام زيد بن علي بن أبي طالب.
الجريمة تلك يفترض أنها وقعت قبل قرون وقرون والمحكمة توصف بأنها «شرعية وقانونية» وهي نسخة طبق الأصل عن محاكم شرعية بطابع درامي هندي، انتهت بتكفير الجميع وأقامها خليفة «داعش» الغامض في الموصل.
المشكلة أن عراقيين وأردنيين يتابعون بشغف هذه المهزلة، التي أديرت أيضا رقميا وعلى وسائط التواصل والسؤال: المحكمة قررت الاعدام فعلا.. كيف سينفذ؟
نزعم مسبقا بأن لصوصا من الطائفتين يقيمون تلك المحاكم حتى نستمر جميعا معلقين في زاوية صراع تحولت عظام أصحابه الأوائل إلى مكاحل.
ونستذكر هنا الشعب الياباني فهو في غالبيته ملحد وغير متدين، لكنه يقاوم الفساد والسرقة والرشوة بجسارة وينتج ويؤمن ببلاده ووضعها في الصدارة بدليل أن السيارة التي تحضر رئيس محكمة هشام بن عبد الملك المرتدي لعمامة سوداء، وحسب الصور المبثوثة يابانية الصنع.
أما السجادة الشرعية، التي يجلس عليها الإفتاء الداعشي في نسخته التي أقيمت مرة في بلادي الأردن فهي مصنوعة عند قوم بني الأصفر الممراض وأقصد الصين.
والحاج المصري الذي يعود لبلاده يحمل معه مجموعة مسابح مصنعة في كوريا ورشاشات المياه، التي تخفف عن الحجيج وطأة الشمس إستوردت من بلاد الله الكافرة، التي تسمى ألمانيا. هنيئا للأمة بهؤلاء «النطايح»!

حاخام مولينكس أيضا

لا نعرف سببا يدعو لتفسير ثقة النظام الرسمي العربي بعمر يطول لدولة الاحتلال الاسرائيلي بعد التقرير النوعي، الذي بثته محطة «الجزيرة» عن الأصوليين اليهود الذين يحكمون الإيقاع ويسيطرون عليه في القدس ومستوطنات الضفة الغربية.
كيان الإحتلال لديه – بحمد الله – فتاوى وحاخامات مولينكس أيضا مثلنا تماما.
جوناثان رجل متدين يحتاج لإذن من حاخام الحارة حتى يسمح له بحمل هاتف خلوي عصري.
إبتسم الرجل ببلاهة أمام الكاميرا وهو يؤكد: نيافة الحاخام سمح لي بحمل هاتف ومنع أخي من حمله. ثم يضحك: لا أعرف السبب في الحالتين لكن القرار نلتزم به.
قد تكون للمسألة علاقة بشركات إتصال دون غيرها يفضلها الحاخام إياه.
طبعا عائلة جوناثان تعيش دون تلفزيون وجهاز كومبيوتر والرجل لا يستطيع ملامسه زوجته أو معانقتها ويتجول مع ميليشيات دينية من ألف رجل تحرص عصر كل جمعة على منع البيع والتجارة ترقبا للسبت.
جوناوثان يشبه إلى حد بعيد صاحب تلك العمامة الإيراني الذي يعتبر «الأرنب حشرة نجسه» ويشبه المفتي العام لدولة الخلافة، التي كانت تقطع الرؤوس في الموصل. اللهم أحشر الثلاثة معا يوم الحساب… قولوا معنا آمين.

وعود الرزاز

على سيرة الحشر لا نعرف لماذا حشر دولة رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز نفسه وإيانا بمدة «سنتين» وهو يتحدث لبرنامج «ستون دقيقة» عن حكومة أغلبية برلمانية منتخبة قريبا مع العودة لصيغة قانون الانتخاب لعام 1989.
لو كنا مكان الرزاز لتواضعنا قليلا ولم نحدد سقفا زمنيا، لأن أسقف الزمن في بلادنا بلا ذاكرة ويمكن أن تتميز بمرونة شديدة في أي وقت.
عموما، سمعنا الكلام نفسه في الماضي وقبل عدة سنوات وتغيرت الظروف، ورغم علمنا بان الرزاز يقصد الفترة التي سيبقى فيها رئيسا لحكومة، إلا أن تحديد السقف الزمني لعبة محفوفة بمخاطر «مصداقية الخطاب الرسمي مع الناس» وهي نفسها اللعبة التي انتقدها الرجل عشرات المرات.
مدير مكتب «القدس العربي» في عمان

«قتل هشام زيدا» مجددا في محطة عراقية وفنجان قهوة يطارد روح الطفل هاشم في الأردن وعلى «الجزيرة» حاخام «مولينكس»

بسام البدارين

«الأنتي ـ عهدية» حالة لبنانية آخذة في التشكّل

Posted: 30 Sep 2018 02:29 PM PDT

سحب اتفاق الطائف صلاحيات تنفيذية من رئاسة الجمهورية، ورَقَشَ لها صيغة غير مبلورة، من حيث هي مرجعية تحكيمية بين اللبنانيين. لم تصمد، بعد الطائف، أيّ من المحاولات لتسطير مرجعية «الحكم» هذه، وإكتسابها «الهالة» بالحدّ الأدنى من حولها. تراجع الصلاحيات التنفيذية لم يجلب المزيد من الكثافة «التحكيمية»، وفي هذا تساوى الأربعة رؤساء للجمهورية الذين تعاقبوا في مرحلة ما بعد الحرب. وحده الراحل الياس الهراوي بينهم، أتى من المدنيين. الثلاثة الباقون، اميل لحود وميشال سليمان وميشال عون، قادة للجيش. لحود انتقل مباشرة من اليرزة الى بعبدا عام 1998، بعد ان صدرت الارادة السورية قبل ذلك بثلاثة اعوام بالتمديد للهراوي رئيسا، وللحود على رأس الجيش.
سليمان أتيح له هذا بعد فترة شغور للكرسي دامت نصف عام وانتهت بالهجمة المسلحة لـ«حزب الله» في 7 أيار/مايو 2008، على بيروت الغربية وبعض الجبل، دون أن يقوم سليمان حينها، وهو على رأس المؤسسة العسكرية، بأي مجهود، ولو رمزي، بازاء هذه الهجمة، متمتعا بنفس الوقت بمبادرة قوى 14 اذار/مارس قبيل الشغور، لاعتماده رئيسا توافقيا، الامر الذي حصّله بعد «صلح الدوحة». أما عون، فقائد الجيش ورئيس الحكومة العسكرية المؤقتة خريف 1988، بموجب «العرف» الذي على أساسه عولج خروج أمين الجميل من قصر بعبدا يومها دون رئيس منتخب يسلّمه السدّة (نظرا لتعاون عون وجعجع في حينه على الحؤول دون تأمين النصاب البرلماني لانتخاب الرئيس)، وهو أصرّ بعد ذلك على أنه لم يزل الرئيس الشرعي للحكومة المؤقتة من المنفى، وكان عليه انتظار أكثر من ربع قرن حتى تحقيق مراده بالرئاسة، أيضا ما بعد فترة شغور برلماني دامت عامين ونصف تأمن فيها «امتناع النصاب» من خلال تحالفه الوثيق مع حزب الله، ثم تأمن وصوله، بفعل التنافر القواتي ـ المستقبلي الذي دفع بالحليفين السابقين الى ترشيحه، بالتتابع!
الاطار الاساسي الذي دعّم «حجية عون» كل هذه الفترة، هو نجاحه بالاحتفاظ بكتلة شعبية مسيحية واسعة تؤيده، وتؤيده تحديدا كمشروع رئيس خلاصي، وخلاصي بالأساس من «الرئاسة الضعيفة»، وهو ما نتج عنه، في اثر عودته من المنفى، تكتل برلماني بقيادته، هو الاوسع بين النواب المسيحيين.
كذلك، كان التنامي النوعي لضعف الرئاسة، بالعزلة الديبلوماسية بعد التمديد القسري لاميل لحود خريف 2004، ولحظات صعود وهبوط النزعة «الاطاحية الشعبية» به بعد ذلك، ثم اكثر، في مرحلة رئاسة سليمان. مظهر لحود، كرئيس معزول ديبلوماسيا، ومنقسم حول شرعيته داخليا، ثم مظهر سليمان، كرئيس ضعيف، بل لعله الأضعف في تاريخ الرئاسات بلبنان، اعطيا حجة أقوى لمقولة «الرئيس القوي»، اي التفاؤل بأن يتبوأ السدة من له كتلة جماهيرية مؤيدة له، وكتلة برلمانية موالية، ويتمتع بالصدارة المسيحية على هذين المستويين، والتفاؤل ايضا بأن تعتمد هذه القاعدة، «الاكثر شعبية بين المسيحيين يرأس اللبنانيين»، باستمرار.
مع انتخاب عون رئيسا، سيجري الاكثار من التداول بلفظة «العهد» اكثر من اي وقت سابق في تاريخ الجمهورية، رغم اكتفاء الدستور بالحديث عن «ولاية» الرئيس، وبفكرة عن «العهد» ملكية أكثر منها جمهورية، وملحمية أكثر منها ملكية. ورغم معارضة الرئيس الدائم للمجلس النيابي نبيه بري لانتخاب عون، لن يفرز هذا الوصول موالاة تحكم ومعارضة تراقب وتضغط، بل حكومة اولى تتشكل من «العهديين» وغير العهديين، علما ان القواتيين مثلا صنفوا في الخانة الأولى يوم انتخاب عون، وان «فهموا» منه بأنه بمعنى من المعاني، «عهده لهم».
الى يوم حصول الانتخابات النيابية، في ايار الماضي، وجهت السهام، في جولات واختبارات عدة، الى وزير الخارجية، رئيس التيار العوني وصهر الرئيس، «وزير العهد» الذي يراد تكريسه كـ»ولي للعهد»، باعتباره الجانب «الدنيوي» من العهد، الذي يمكن التهديف عليه، والذي يمكنه الرد على هذا التهديف بحمولة مضاعفة. شاعت رطانة «الخوف على العهد من ولي العهد»، لكن جرى التحييد، الرمزي أقله، لرئاسة الجمهورية، وثمة من أصرّ فوق ذلك على التمييز، السياسي أيضاً، بين الرئيس عون وبين رئيس التيار العوني صهره جبران باسيل.
التبدّل حصل بعد الانتخابات. يصعب تقدير حجمه، لكنه يوحي بظهور موجة، موجة «أنتي عهدية» تعبّر عن نفسها على مواقع التواصل، وثقافيا هنا وهناك، ظاهرة غير محدّدة المعالم، باستثناء أنّها صارت تهدّف على «العهد» ككل، ليلا نهار. باستثناء تغريدات الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، لم تجد هذه اللغة «الأنتي عهدية» طريقها بعد الى عمق النادي السياسي «الأعلى»، لكنها آخذة في الانتشار خارجه. آخذة في التشكّل، غير سهلة التشكّل، والى حد بعيد قوتها في «هلاميتها». عدم التمكن من تشكيل حكومة بعد اربعة اشهر على الانتخابات النيابية هو عنصر اساسي في رواج هذه «الأنتي عهدية»، لكن قوتها كموجة آخذة في الازدياد يتجاوز الموضوع الحكومي. لا يمضي كل نفر الى «الأنتي عهدية» بنفس الدوافع والمحمولات والمرامي، كلّ يسبغها بما عنده. تارة تتسع «الأنتي عهدية» لتكون نزعة «أنتي استبلشمنتية»، وتارة تحصر وتشخصن، لتكون «ضد العائلة الرئاسية ـ الملكية». حتى الآن، غير واضح ما الذي يريده «الأنتي عهديون» بالتحديد، والواضح ان معظمهم لا يريد الوقوف على العناصر الموضوعية التي يستند لها عون رئيسا، وبالذات التماهي الواسع معه من لدن جهاز الدولة اللبناني، خصوصا في عمقه المسيحي، البيروقراطية والعسكر، واحتفاظه بدعم معظم البرجوازية المسيحية، ومعظم الطبقة الوسطى المسيحية، ناهيك عن استمرار الاسناد من قبل «حزب الله». والحال ان «الأنتي عهدية» بشكل عام تتعايش فيها نزعتان، واحدة تهرب من المشكلة مع الحزب، وسلاحه، الى المشكلة مع العهد وولاية العهد، والثانية تدمج المشكلتان تماماً، بحيث يصير العهد عندها هو «عهد الحزب». لكن الأنتي عهدية أيضا مؤشر، مؤشر بأن القوى الأخرى، غير العونيين والحزب، وغير القوات، في حالة ركود أو كبوة أو تصدع متزايد، وبأن القوات نفسها في ورطة، ورطة أن تكون عهديا وأنتي عهديا في آن، فخورا بأنك «من أوصلت العهد»، وجسوراً بأنه «ليته لم يصل».
في «الأنتي عهدية» عناصر متناقضة، وغير متفاعلة بعد بالشكل المنسجم، والمبادر سياسيا، فيها مقدار من الوهم والتبسيط والاختزال، لكن فيها نبضا، وشعورا يزداد غرزاً، شعور بأن استمرار التصويب بهذا الاتجاه، وعدم الاكتراث للضغوط والتعقبات الهشة التي تحاول منع هذا التصويب، بامكانه ان يخلق شيئاً ما. «الأنتي عهدية» حالة شبحية، لا تزال، لكنها حالة جديرة بأن ترصد وتتابع. أكثرها يعتمل في الصدور، ومعظم البوح بها يفتقد الى «الخطاب»، لكن يخطئ من يعتبرها حالة «هامشية»، أو عديمة الأثر، مثلما يخطئ من يسارع لاحتسابها في السياسة، مع هذا ضد ذاك.

٭ كاتب لبناني

«الأنتي ـ عهدية» حالة لبنانية آخذة في التشكّل

وسام سعادة

رحيل إسماعيل

Posted: 30 Sep 2018 02:29 PM PDT

منذ أيام قليلة، رحل فجأة وبلا أي مقدمات، إسماعيل فهد إسماعيل، رائد الرواية الحديثة في الكويت، وأحد رواد الرواية الخليجية بلا شك، بعد عطاء كبير امتد منذ بداية سبعينيات القرن الماضي، وحتى رحيله، حيث كان يقدم دائما جديدا يستحق الاحتفاء، وأظنه من القلائل الذين تفرغوا للكتابة كليا في الوطن العربي، على الرغم من عطائها القليل، مؤكدا شغفا بتلك الكتابة، وربما كانوا يحملون أملا ما في أن تصبح هذه الحرفة التي تأخذ من العمر الكثير ولا تعطي سوى القليل، حرفة سخية ذات يوم.
وبذلك يمكن اعتبار الراحل، من كتاب الزمن الجميل، إن صح التعبير، أي من الكتاب الذين ظهروا في زمن غير زمن الجوائز، حيث أصبحت المشاريع الكتابية، سباقات ضارية للحصول على الجوائز، ولا شيء آخر. كتاب يغلقون على أنفسهم في الغرف، ليخترعوا إبداعا أو غير إبداع، والعين على جائزة. آخرون يحترقون بنار اللاموهبة، والعين أيضا على جائزة. وآلاف المسودات والمخطوطات والأعمال المنشورة سنويا، تتزاحم أمام أبواب الجوائز.
حقيقة عرفت إسماعيل منذ زمن طويل، ربما كان نهاية التسعينيات من القرن الماضي، أو بداية الألفية الجديدة، لا أذكر جيدا، كنت ما أزال في دوامة البدايات، حين استضافه نادي الجسرة الاجتماعي في قطر، أحد الأندية الرائدة في الثقافة واحتضان الأنشطة الثقافية، أيام نشاطه المكثف في تلك الفترة، الذي خف كثيرا بعد ذلك، لكنه ما يزال مستمرا بشكل أو بآخر.
تمت استضافة إسماعيل ليتحدث عن تجربته في الكتابة الروائية والنقد، وذهبنا لحضور تلك الأمسية التي كانت مميزة بالفعل، تحدث فيها الرائد الكويتي عن تجربته كاملة، في رصد قضايا مجتمعه الكويتي والخليجي، وكيف يرتبط ذلك بالقضايا العربية الملحة وغير الملحة، مثل التجارب السياسية الفاشلة، والتجارب الاقتصادية التي لم تؤد لتنمية في كثير من بلادنا.
أيضا تحدث بكل نزاهة عن تجارب عربية أخرى في الكتابة، ومجّدها كثيرا، مثل تجربة نجيب محفوظ، ويحيى حقي، وتجربة زميلته ليلى العثمان في الكويت، وأذكر أنه تحدث كثيرا عن رواية «باب الشمس» للكاتب اللبناني إلياس خوري، واعتبرها من التجارب العربية الساحرة، وقال كما أذكر: إنها رواية يجب أن يقرأها الجميع.
لم أكن قد قرأت «باب الشمس» آنذاك، وأظنها كانت جديدة في تلك الأيام، وكان من نتيجة رأي إسماعيل، أنني بحثت عنها بعد ذلك في زيارة لي لبيروت، وقرأتها بمتعة، وكانت مشروعا طموحا من إلياس خوري لكتابة شمس قد تشرق ذات يوم في سماء الكتابة العربية، نعم هي رواية مهمة حصل بها إلياس على طريق معبدة ليقرأه الآخر البعيد، الآخر القابع في لغات أخرى.
تعرفت إلى إسماعيل إذن في تلك الأمسية، ولم يكن تعرف الكبير إلى صغير يحبو في سكة الكتابة، وكنت كذلك، ببضع روايات صغيرة مشحونة بالشعر، ولكن تعرف الإنسان إلى إنسان آخـــــر، حتــــى لو كان بلا عطاء، أعطاني عنوانه، وطلب مني أن أراسله، وأرسل له إنتاجي ليكتب عنه، وكان يكتب في إحدى الصحف مقالا ثابتا كما أخبرني. لكني لم أرسل شيئا، ولتمضي السنوات، ويصبح لقائي بإسماعيل متكررا، وتصبح المودة رفيقة لكل لقاء.
الذي يعمل بالثقافة، سواء كان كاتبا أو شاعرا أو ناقدا، وأتيح له أن يزور الكويت لممارسة أي نشاط، في معرض للكتاب أو مهرجان ثقافي آخر، لا بد يحس برغبة كبيرة في لقاء رموز الثقافة هناك ومنهم، إسماعيل فهد إسماعيل، وليلى العثمان، اثنان من عظماء الكتابة سيخيل إليك بأنك لن تعثر عليهما أبدا. ما يحدث أنك ستعثر على ليلى العثمان داخل نشاطك، وربما تقدمك لجمهور بلادها بكل تواضع، وتمدحك بكثير من المعاني الطيبة وتمدح كتابتك، ولن تضطر للبحث عن إسماعيل لأنك ستنظر أمامك، وتجده جالسا في المقاعد الأمامية، يستمع إليك باهتمام كبير، وينتظر حتى نهاية محاضرتك ليصافحك بود كبير.
هذا هو المعنى الإنساني الذي يملكه بعض الكبار في عالم الثقافة، ويفتقده كثيرون، أن لا تكون داخل برج عاجي، على الرغم من أنك تستحق أبراجا من العاج، أن لا تكون في عزلة عن الشوارع الشعبية، والمقاهي الشعبية، وأقوال الناس وانطباعاتهم، وهناك من يعتزل كل هذا، ويأتي ليكتب رواية عن أولئك الذين لم يصغ إليهم يوما. وقد زرت الكويت مرارا للمشاركة في فعاليات شتى، وفي كل مرة كان اللقاء بإسماعيل يتجدد، حيث تكونت ذكريات، يمكن استعادتها.
لقد حمل إسماعيل هذه المعاني الطيبة طوال حياته، وكان كما أعرف مرجعا للكتابة، لا يغلق باب نصحه في وجه من أراد النصح، وبالتالي كان وقته كله للكتابة، كاتبا، وناقدا، وناصحا لرفاق الدرب الجدد.
آخر مرة شاهدت إسماعيل، منذ عامين، حين كانت روايته «السبيليات»، في القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية، هي رواية استعادة لقريته الأولى بالقرب من البصرة، استعادة تمت بسخاء، وعبر نشيد أم جاسم، كتب إسماعيل نصا مبدعا.
جلسنا في صالة الفندق، وتحدثنا وقلت له، إن جائزة البوكر كان يمكن أن تزين تاريخها به، لكن دائما الجوائز لها أسرارها الخاصة، وما دام النص وصل للقائمة القصيرة، فهو قد حصل على جائزة. لم يكن مكترثا بموضوع الجائزة كثيرا، كان سعيدا بنصه، وهذا ما يجب أن يحدث.
لا مانع أن تتقدم بنصك لإحدى الجوائز، ولكن لا تهتم إن فاز أو لم يفز.
مؤكد ستبدو الرحلة إلى الكويت للمشاركة في أي نشاط، ناقصة كثيرا، سنذهب ونتحدث، لكن لن يكن الرائد بقبعته المميزة، ونظراته الثابتة، واهتمامه الكبير، جالسا في المقدمة، ليشجع، ويحفز على متابعة العطاء. إنها خسارتنا كلنا، وفي موت أي مبدع خسارة، حتى لو كانت تجربته بسيطة وغير ممتدة، فكيف إن كانت تجربة ظليلة مثل تجربة إسماعيل فهد؟

٭ كاتب سوداني

رحيل إسماعيل

أمير تاج السر

عائلة الألسن

Posted: 30 Sep 2018 02:29 PM PDT

يحتار الإنسان أمام بعض ملكاته الفطرية، كتقليده الأصوات، أو قدرته على الغطس، والسباحة تحت الماء، والقفز بمظلّة من ارتفاع كبير، أو قدرته على تعلُّم اللغات.
يحمل الإنسان في داخله شيئا من كل الكائنات الحية الموجودة في الكون، وكأنّه بالضبط تلك السفينة التي نُسبت لإنقاذ النبي نوح وتابعيه من الطوفان العظيم. في الإنسان كل أنواع الحيوانات ولهذا بإمكانه أن ينهق مثل الحمار، ويعوي مثل الذئب، وينبح مثل الكلب ويفعل أفاعيل الحيوانات كلها، ونحن لا نوفّر أي وصف لنلحقه بإنسان ما إن تصرّف تصرف أسلافه الحيوانات! فهذا كلب، وذاك حمار، وتلك بقرة، ولا جدوى من تغيير قاموسنا «الفوقي» لمخاطبة أبناء جنسنا احتقارا لهم وللكائنات الأخرى، فالعقل الذي تميزنا به، يمشي عكس عقارب الساعة على ما يبدو، ويعود بنا لعصر الحجر. ولاحظوا معي، القصّة الخيالية العلمية التي تقف ضد نظرية داروين تقول إن الإنسان خلق أولا، ثم تكاثر، ثم انتشر خلال ملايين السنين على هذه البسيطة وتطوّر حسب معطيات الطبيعة، ولهذا يحمل الإنسان أغلب جينات الحيوانات مجتمعة، وتحمل الحيوانات ما تبقى لها.
يا للدهشة!
أما الحكاية الدينية فتروي لنا قصة آدم وحواء، المطرودين من الجنة، ولا نعرف لا مكان الجنة، ولا أزمانها، ولا الزمن الذي يفصلنا نحن أبناء هذا العصر، وأبناء ذلك الزمن السحيق. كل ما نعرفه هو أن الأرض كانت أول منفى لبذرتنا البشرية الأولى. ويا للعجب حين تلتقي قصة الخيال العلمي مع المُحكى الديني الذي ترويه كل الكتب السماوية، إذ تنْصَبُّ القصتان في معطى جذري واحد، كون الإنسان هو بذرة الحياة الأولى لكل أصناف الكائنات الحية، ولا بأس أن يكون الإنسان هو الجدّ الأول لقرد اليوم، بعد فقده لبعض جيناته خلال رحلته الحياتية من فضاء الفردوس إلى فضاء أمنا الأرض بمتغيراتها المناخية القاسية. لا بأس من تحرير المخيلة من قضبان وهمية، والذهاب بعيدا في رسم الكون الذي لم نعرفه سابقا والذي لن نعرفه أبدا بعد ألف سنة من الآن. فقد لعبت المخيلة البشرية الحرة دورا مهما لتطوّر العلم، وفهم طبيعة البشر، وفي خلال هذا المسار الخيالي ولدت أفكار علمية استمرت، وأخرى تحوّلت إلى تراث قصصي، ما لم تصطدم بالمؤسسة الدينية التي دمّرت أغلب التراث البشري، ويبدو أن الإنسان لا ينجو بأفكاره إلاّ حين يعود إلى فطرته، ويعانق الطبيعة، ويلتصق بها كجزء لا يتجزأ منها.
لم يخترع الإنسان الموسيقى، بل وجدها في كل ما يحيط به، وكل ما فعله هو أنّه قلّد الطيور، والحيوانات والحشرات في أصواتها فأنتج ألحانا. لم يخترع الإنسان الكتابة، بل لفتت نظره آثاره وآثار كل الكائنات حوله، فتعلّم كيف يعرف أين يجد طرائده، وأعداءه. لم يدجّن أي حيوان، بل الحيوان المحب للبشر هو الذي جاء إليه ولقّنه فعل التعايش، ولئن خان الإنسان ثقة هذا الحيوان الطيب، فلأن بذرة الشيطان لا تزال قابعة فيه، هذا حسب معطى العلم الخيالي، أو الخيال العلمي كما شئتم. لم يخترع الإنسان النار، ولكنّها اشتعلت جرّاء صواعق ضربت الأرض من السماء، ووحدها الطبيعة لقّنت هذا الكائن المتعجرف كيف يشوي البطاطا ويأكلها، وكيف يتحوّل الطائر بعد تلك الصاعقة إلى وجبة لذيذة.
حتى إن كان العقل البشري كاملا، وعبقريا، فهو عاجز عن إبقاء منجزاته لبضع مئات من السنين، فكل حضارة تبلغ القمّة، تنهار وينبثق منها خلف سيئ يدمّر نفسه بنفسه. تلك الحلقة الغائبة في مسار خلق الإنسان، هي التي انتجت الأسئلة، والفضول الذي لا يقاوم لفهم الماضي، بكل تعقيداته، ومبهماته وغرائبه. ومنها أسئلة اللغة، التي لا نزال نبحث فيها، في ما يعتقد البعض أنها من الثوابت ولا تحتاج سوى لترسيخ قواعدها، إذ يبدو أن عمر اللغات من عمر الأصوات التي سمعها الإنسان وقلّدها، وبالتالي فكل لغة ابنة بيئة جغرافية معينة، ومنها تولدت لغات ولهجات لا حصر لها، أكثرها مات واندثر ولم يبق منه غير النادر من الكلمات. نحتاج لكثير من الشجاعة لنعترف بأن الطبيعة هي التي لقّنت الإنسان لغته الأولى، وأن تطوّرها نتج عن حركة الهجرات البشرية من مكان لمكان بحثا عن الطعام، واليوم حين نتحدّث عن لغة منتشرة أكثر من أخرى، فذلك مرتبط بعامل جد مهم، وهو النشاط البشري نفسه من أجل البقاء.
أحد القراء في تعليق ممتاز، قال هناك «لسان مجتمع» وهناك «لغة مهنة»، وهذا تقسيم عادل في نظري للغات في أي بلد، فقط أضيف أن «لغة المهنة» هي لغة المجتمعات النشيطة، المبتكرة، والمتحكمة بعصب الحياة، أمّا المجتمعات الكسولة التي تكتفي باستهلاك ما ينتج لها، فإنّها ستأخذ اللغة كمنتج مستورد، ولسوف تستهلكه، بدون أن يصبح يوما لغة لسانها، ستبقى لغة مهنة، وأي اهتزاز سياسي سيعصف بتلك اللغة لتنزاح وتترك مكانها شاغرا، وهذا ما حدث في المجتمعات الكولونيالية التي فُرِضت عليها لغة المستعمر، والتي حطّمت حسب منظوري الخاص لسان ذلك المجتمع، فلا هو تقدّم بها، ولا تقدّم بلغته الأم، وفي تجارب عدّة عاشتها بعض بلدان العالم العربي، فقد فشل حتى تعريب تلك البلدان، لأن عقدة اللغة متوغلة في الماضي، بل إننا نسجّل نجاح عناصر متميزة قليلة في اللغتين، لكن ليس لدرجة الإمساك بزمام أمور إدارة الأوطان وتصحيح مساراتها التعليمية ومنها الإنتاجية.
إنّ السؤال الذي يقلق مجتمعاتنا اليوم، هو كيفية الإبقاء على لغتها الأم؟ وجوابي ورد سابقا، فلغتنا الأم هي لغة الطبيعة، أمّا ما أنجبته من لغات فهي ألسن للتخاطب في ما بينها كجماعات، والتأسيس لقبائل وأمم، تجمع بينها تلك الشبكات اللغوية المختلفة، فما الذي يزعجنا اليوم إذا ما اكتسبنا لغة «مجتمع» ولغة «مهنة»؟ وما الذي يمنعنا من تعلّم لغة مشتركة، هي «لغة مفتاح» لأغلب الشعوب، لتسهيل تواصلنا؟ مع الإبقاء على لغتنا «التي ليست الأم» ولكنها لغة حقبة وجماعة؟
أبحث في هذا الأمر، لأنه يعطي للغة بعدها الإنساني، فكل تعصب للغة معينة ليس سوى «فبركة أيديولوجية» جرّدت الإنسان من فطرته، وشحنته بنعرات غرّبته فعلا عن انتمائه الأول، وسواء كنا قرودا وتطوّرنا، أو أننا أجداد هذه القرود، فإن الأهم هو كيف نتعايش ونتفاهم ، إذ يبدو أن أول ما يخيف الحيوان هو الأصوات، ونحن إلى اليوم نتصرّف بردة الفعل تلك، كون حاجز اللغة بين فردين، هو الذي يخلق بعض العدائية بينهما، وكلّما كسر ذلك الحاجز، نمت الألفة بينهما، فالتعارف يبدأ باللغة، والسلام يقوم عليها، ربما لهذا نجد الصم البكم وهم يتحدثون بلغة الإشارة أكثر الناس تصالحا مع أنفسهم، كونهم يتكلمون لغة واحدة في كل العالم، وأكثرهم إدراكا لأهمية التواصل السلمي مع الآخر. فهل تراها لغتنا الأم، قبل أن يفسد النطق حياتنا؟

٭ شاعرة و إعلامية من البحرين

عائلة الألسن

بروين حبيب

المؤسسات الدينية المصرية تخطو نحو التطبيع مع إسرائيل: زيارة القدس ممكنة

Posted: 30 Sep 2018 02:28 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: فيما يبدو أنه اتجاه جديد لكسر الرفض الشعبي للتطبيع وزيارة القدس المحتلة، تعالت الدعوات من مسؤولين مصريين ورجال دين، لإعادة بحث الأمر واعتبار الخطوة خدمة للقضية الفلسطينية. آخر هذه التصريحات أطلقها البابا تواضروس خلال رحلته الرعوية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فيما يمثل تراجعاً عن موقف الكنيسة المصرية السابق منذ عام 1967 بعدم زيارة إسرائيل نهائيا، واعتبار ذلك «تطبيعًا مع الكيان الصهيوني».
وقال البابا تواضروس: «لا يوجد حرام وحلال في زيارة القدس»، مضيفا : «في عام 1967 وقعت الحرب، وحدثت النكسة، وإسرائيل احتلت القدس، ومن ذلك الحين لم تعد هناك زيارات».
وجاء ذلك جواباً عن سؤال وُجّهه له شاب من شباب كنيسة العذراء، حول زيارة القدس للحج الديني، هل هي حلال أم حرام؟ وأشار البابا إلى أن «هذا الموقف تجدد في عصر البابا شنودة، ولكن الكنيسة لها مدارس وكنائس، ولها مطران هناك»، مشيرًا إلى أنه «منذ القرن الـ12 الميلادي كان الفلسطينيون يعيشون على الزيارات المتبادلة، التي مثلت مصدر دخل لهم».

مساعدة الفلسطينيين

وأكد أن «توقف الزيارات إلى القدس سبب مشكلة»، مشددا على أن «الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعا المصريين لزيارة القدس، لأن هذا يساعد الفلسطينيين ويخدم قضيتهم».
وأضاف: «لهذا السبب سألني البعض عن إمكانية زيارة القدس كهدية قدمها أبناؤهم لهم، فقلت لهم ليذهب الكبار من 60 عاما فما فوق».
وأوضح أن «الشباب الأمريكي لديهم القدرة على التنقل، وزيارة المطرانية القبطية هناك، ونحن نبعث رهبانًا وراهبات للزيارة هناك أيضاً». وشارك البابا تواضروس في مؤتمر الأزهر الشريف مطلع العام الجاري، تحت شعار «مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس»، ورغم دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لزيارة القدس خلال كلمته في مؤتمر الأزهر، إلا أن البابا تواضروس رفض الزيارة.
القس بولس حليم، المتحدث الرسمي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، قال في بيان مقتضب، «ما زالت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على موقفها من زيارة القدس»، مشيرا إلى أن «حديث البابا تواضروس كان المقصود به كبار السن».
وكان البابا كيرلس السادس أول بطريرك يمنع الأقباط في أعقاب هزيمة 1967، فأصدر قرارا بمنع الأقباط من زيارة القدس.
وفي عام 1980 تمسك البابا الراحل شنودة الثالث بقرار منع الأقباط من زيارة القدس والحج المسيحي إليها، وذلك بناءً على قرار المجمع المقدس في جلسته يوم 26 مارس/ آذار 1980 والذي نص على: «عدم التصريح لرعايا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالسفر إلى القدس هذا العام، في موسم الزيارة أثناء (البصخة المقدسة) وعيد القيامة، وذلك لحين استعادة الكنيسة رسميًا لدير السلطان، ويسري هذا القرار تلقائيًا ما دام الدير لم تتم استعادته، أو لم يصدر قرار من المجمع بخلاف ذلك».
واستمر منع الأقباط من زيارة القدس طوال فترة حياة البابا الراحل شنودة الثالث، والذي كان دائمًا يؤكد في العديد من أحاديثه عن القدس «أننا لا ندخلها إلا مع إخوتنا المسلمين».
لم يكن كلام البابا تواضروس أول تراجع من رجال دين عن مقاطعة زيارة القدس، فقد دعا أسامة الأزهري، مستشار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للشؤون الدينية، ووكيل لجنة الشؤون الدينية في مجلس النواب لإعادة النظر فيما تسمى «الزيارة الرشيدة للمسجد الأقصى»، ما يعني فتح الزيارات للقدس التي يقاطعها المصريون على المستوى الشعبي باعتبارها تطبيعا مرفوضا مع إسرائيل، فضلا عن فتاوى دينية من الأزهر ترفض زيارة الأقصى تحت الاحتلال.
وأعلن خلال ندوة نظمها البرلمان العربي قبل أسبوع، أن «الزيارة للمسجد الأقصى، يجب ألا تكون عبر تل أبيب، وإنما يتم بالنزول في بيوت الفلسطينيين، وتناول الأطعمة الفلسطينية، ما ينعش حركة التجارة الفلسطينية».
وقد سبق الأزهري إلى هذا الموقف، محمود حمدي زقزوق، وزير الأوقاف السابق، عبر دعوته المسلمين لزيارة بيت المقدس، إذ قال خلال مؤتمر نظمه الأزهر لنصرة القدس في يناير/كانون الثاني الماضي، إن «على المسلمين أن يكثروا من زيارة بيت المقدس».
وأشار إلى دعوته إلى ذلك منذ عشرين عاما، و«تم اتهامه بالتطبيع مع اسرائيل».
وقام علي جمعة في إبريل/ نيسان 2012، حين كان مفتيا للديار المصرية، بزيارة للمسجد الأقصى، ما أثار جدلا واسعا. وبرر جمعة زيارته آنذاك، بأنه «زار القدس ودخلها من الضفة الغربية عن طريق الأردن وليس من الجانب الإسرائيلي»، وأضاف: «الزيارة تمت تحت الإشراف الكامل للسلطات الأردنية وبدون الحصول على أي تأشيرات من إسرائيل»، باعتبار أن الأردن هو المشرف على المزارات المقدسة للقدس الشريف.
وكان موقف الأزهر ثابتا منذ عهد الشيخ عبد الحليم محمود، شيخ الأزهر الراحل، برفضه أن يكون مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات في زيارته للقدس.
كما أن الشيخ جاد الحق علي، شيخ الأزهر من عام 1982 إلى عام 1996 أصدر فتوى واضحة بأن «من يذهب إلى القدس من المسلمين آثم آثم، والأولى بالمسلمين أن ينأوا عن التوجه إلى القدس حتى تتطهر من دنس المغتصبين».

اعتراف بالاحتلال

وأكد الشيخ محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر من عام 1996 إلى عام 2010 على أن «الزيارة للقدس لن تتم في ظل الاحتلال الاسرائيلي، وأن الزيارة تعد في الوقت الراهن اعترافا بمشروعية الاحتلال الاسرائيلي». أما شيخ الأزهر الحالي الشيخ أحمد الطيب، فقد أكد أن «الزيارة التي تتم بإذن الاحتلال لا تحقق مصالح المسلمين بأي حال».
وحول محاولات التطبيع التي تجري عبر بوابة المؤسسات الدينية، قال محمد البسيوني أمين عام حزب تيار الكرامة، إن «زيارة القدس الآن تخدم أهداف إسرائيل، وتمنحهم مشروعية احتلال القدس والأراضي الفلسطينية»، مؤكدا أن «دعم الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال يمكن ان يتخذ أشكالا عديدة غير زيارة القدس والتطبيع مع الصهاينة».
وشدد على «رفض الحزب كل أشكال التطبيع ومقاومتها سواء كانت ثقافية أو سياسية أو اقتصادية».

المؤسسات الدينية المصرية تخطو نحو التطبيع مع إسرائيل: زيارة القدس ممكنة
بابا الأقباط أباحها لكبار السن… ومستشار السيسي بررها بدعم حركة التجارة الفلسطينية

الأردن: الإصلاح السياسي مجدداً… كلام «نهائي» أم «إبرة تخدير»؟

Posted: 30 Sep 2018 02:28 PM PDT

عمان- «القدس العربي»: أسابيع قليلة فقط تمثل العمر الافتراضي لإقرار قانون الضريبة الجديد تفصل الاردنيين عن اجابة شافية وقاطعة على السؤال الاكثر اهمية الآن: هل الحديث عن إصلاح سياسي هذه المرة جدي وعميق و»نهائي» على طريقة جورج قرداحي أم مجرد «إبرة تخدير» طازجة؟
هنا ليس من الحكمة التشكيك بنوايا رئيس الوزراء الحالي الدكتور عمر الرزاز الذي فتح الباب على مصراعيه امام رفع توقعات الجمهور بعنوان الدخول قريباً جداً في استحقاق اعمق عملية إصلاح سياسي يتحدث عنها اصحاب القرار. لكن من الحكمة استذكار بعض دروس الماضي والتي تقول ضمنياً بموسمية طرح المشاريع والافكار الإصلاحية كما تقول بأن الحديث عن الإصلاح السياسي تحديداً تصنف مرات عدة في إطار «الجملة اللعوب» وتحت عنوان تفريغ الاحتقان بدلاً من المنهج العميق.
ثمة شركاء أساسيون لحكومة الرزاز اذا ما قررت الغوص في مساحة الإصلاح السياسي. وثمة مؤسسات سيادية ومرجعية لها رأي وشرائح متكلسة في الدولة والبيروقراط متمرسة في الجذب المعاكس لأفكار الإصلاح السياسي وثمة أيضاً تجارب متعددة تحت عنوان العبث في الانتخابات بذريعة الصراع العربي الإسرائيلي والقضية الفلسطينية. لا يبدو الرئيس الرزاز معنياً بالتأشير على هذه الاعتبارات وهو يواصل مع بعض افراد طاقمه الوزاري حقن الشارع بجرعات من التفاؤل لها علاقة بوعود جديدة معنية بالانتخابات والتمثيل والحق السياسي والمشاركة بالقرار وكل متطلبات الإصلاح السياسي.
«لا تدار الدولة بنوايا رئيس وزراء من التيار المدني».. تلك العبارة ترن كالجرس في مجالسات ومحادثات النخب الكلاسيكية والسياسية اليوم وبهدف معلن وواضح وهو تقليص او تخفيض سقف التوقع عندما يتحدث الرزاز تحديداً خصوصاً وان الرجل يبدو متحمساً وهو يتحدث بسرعة عن ملفات اساسية وفي غاية التعقيد سبق ان وعد بها الاردني ولم يحصل عليها مثل حكومة اغلبية برلمانية منتخبة وقانون انتخاب حقيقي وجديد. وكذلك مثل تجربة انتخابات نزيهة فعلاً ولو لمرة واحدة.
تحالفات حكومة الرزاز ضمن أفق التيارات المدنية وطبيعته الشخصية وانحيازاته الثقافية والفكرية المسجلة عناصر تظهر الرجل ملتزما بنصه الشخصي. لكن ذلك لا يكفي فقد خضع الشارع للتضليل عشرات المرات ولو طبقت الحكومات المتعاقبة او التزمت بتطبيق ولو ربع او نصف الاوراق الملكية النقاشية الطموحة لما وصلت البلاد برأي ناشط ومحلل سياسي رفيع المستوى من وزن مروان الفاعوري الى الازمة متعدة الاوجه الحالية.
الفاعوري يضم صوته الى أصوات داخل حكومة الرزاز ترفع شعار اللعب بقواعد عمل نظيفة في الإصلاح السياسي هذه المرة. لكن مجدداً لا يمكن معرفة موقف واتجاه وحسابات مؤسسات الدولة العميقة تجاه تلك المراجعات المثيرة التي يقترحها الرزاز مع ان الرسائل التي تصل حتى اللحظة توحي مجرد إيحاء بأن الغطاء المرجعي في القرار السياسي منح حكومة الرزاز كل التفويضات اللازمة عندما يتعلق الامر حصرياً بالإصلاح السياسي.
الحاجة ملحة هنا لمعيار يصلح لقياس عمق مستوى جدية الطرح. المعيار الوحيد المتاح حتى اللحظة هو مراقبة الخطوات الاجرائية الفعلية باتجاه الإصلاح السياسي العميق والحقيقي بعد انتهاء ورشة عمل اقرار قانون الضريبة الجديد. ومؤسسات العمق جميعها تقف مع حكومة الرزاز في ملف الضريبة وتقدم له المساعدة.
في المقابل لا توجد أدلة وقرائن كافية تجعل العديد من النخب السياسية الخبيرة مطمئنة بصورة كافية الى ان جرعات مساندة الرزاز في المسألة الاقتصادية والضريبية ستحتفظ بتألقها وكفاءتها اذا ما قرر الرجل بعد اقرار الضريبة الانتقال لخط الانتاج الثاني المعلن. ويخشى كثيرون هنا ولديهم حق من ان المقصود بحكومة وخطاب الرزاز أصلا مباراة من شوط واحد فقط تتمثل بـ «تمرير» قانون الضريبة الجديد، الأمر الذي لو حصل سيعيد كرة الاحتقان وأزمة الأدوات الى مربعها الأول.
ما يقوله الرزاز والمتقدمون بالقرب منه في طاقمه وكما فهمت «القدس العربي» مباشرة أن الحكومة تعي هذه المخاوف والهواجس وان التفويض المرجعي الملكي كبير وشامل وان التلاعب هذه المرة بحيثيات الإصلاح السياسي الحقيقي سيكون مكلفاً على الدولة والنظام اكثر بكثير من كلفته على الحكومة ورموزها.
تلك تبقى وجهة نظر لا تلزم شركاء الحكم والقرار الكلاسيكيين والاختبار الحقيقي لجديتها مرتهن الآن ومن باب التحليل فقط بملاحظة ومراجعة حجم المساندة التي سيحصل عليها الرزاز من «قوى الظل» بعدما يتمكن من تمرير قانون الضريبة بمعنى شراء المزيد من الوقت مع الدول الدائنة ومع الشارع الاردني.
احد الخبراء تحدث لـ«القدس العربي» عن اربع مراحل تمر بها عملية التقييم في مؤسسات الظل لأي حكومة: ترحيب طبيعي في المرحلة الاولى ولمدة ثلاثة الى خمسة اشهر تعقبه شراكة وتأييد لمدة اقصر ولأغراض اصغر. وفي المرحلتين الثالثة والرابعة يبدأ التحرش بالحكومة واعاقتها الى ان يصدر قرار بترحيلها. طبعاً يحصل ذلك ضمن برنامج وبأسقف زمنية قد تطول وتقصر وفقاً للأولويات والمطلوب. وما يمكن قوله باختصار هنا ان حكومة الرزاز وهي تستعد للتعديل الوزاري الأول في المرحلة الثانية اليوم وما يوحي به رئيس الوزراء هو العبور من الرابعة أيضاً وهو إيحاء من الصعب حسمه إلا بعد صدور قانون الضريبة الجديد في الجريدة الرسمية وقبل الأول من شهر كانون الأول/ديسمبر المقبل.

الأردن: الإصلاح السياسي مجدداً… كلام «نهائي» أم «إبرة تخدير»؟

بسام البدارين

لماذا «الاجتماع الرباعي» الروسي ـ التركي ـ الفرنسي ـ الألماني المقترح حول إدلب؟

Posted: 30 Sep 2018 02:28 PM PDT

دمشق – «القدس العربي»: أظهر اتفاق «سوتشي» بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان، إدراك الجانبين ضرورة استمرار تعاونهما المبني على تقاطع المصالح، والذي قد ينتهي بإيجاد حل شامل للأزمة السورية، وذلك بالرغم من المسائل الخلافية العالقة بين الفريقين، التي تتأكد من خلال تكثيف المفاوضات واللقاءات على مستويات رفيعة بين أنقرة وموسكو، لإيجاد صيغة تقارب بين وجهات النظر بشأن العديد من الملفات الساخنة في سوريا ولعل أبرزها كان اتفاق سوتشي.
وكان المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري وصف الاتفاق حول إدلب بالمعجزة، حيث شهدنا كل هذه الاتصالات المكثفة بين بوتين وأردوغان، ومن ثم دعوة الأخير الى مسار رباعي يبدأ من إسطنبول ويؤسسه الى جانب روسيا، بالتعاون مع كل من فرنسا وألمانيا الشهر الحالي، وكان غياب واشنطن التام عن الصورة أمراً لافتاً.
ومن بين النقاط الخلافية التي أثارها الروس مؤخرًا، كانت على لسان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الذي نقل إصرار بلاده بأن تكون المنطقة منزوعة السلاح في إدلب، إجراء مؤقتاً وغير دائم، أسوة بباقي مناطق خفض التصعيد، «لأنه لا بد من تحرير الأراضي السورية كافة من أي وجود للإرهابيين» تنتهي بحسب الهدف الروسي الى إعادتها الى سيطرة النظام بشكل تدريجي وبدون هجوم، بينما تهدف أنقرة الى وقف الهجوم بهدف تجميد الوضع من خلال وقف إطلاق النار واعادة فتح الطرقات الدولية داخل سوريا، وفتح المسار التنفيذي لهذا الاتفاق بالتوازي مع المسار السياسي.

بداية

ويأتي كلام المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في برلين: «نؤيد لقاءً رباعياً بمشاركة رؤساء تركيا وروسيا وفرنسا، لأن الوضع لا يزال هشاً» متأملة عقده في تشرين الأول/ أكتوبر الحالي يأتي منسجماً بحسب مراقبين مع سعي أنقرة منذ فترة للبدء بمرحلة رُباعية جديدة، بالتعاون مع موسكو وباريس وبرلين، في ما يتعلّق بالملف السوري الأمر الذي ينبئ ببداية تشكل مسار جديد.
ومما لا شك فيه، ان دخول ألمانيا وفرنسا في هذه المعادلة قد يؤدي لتغيير المسار الرسمي للمرحلة الجديدة، وهو ما تلاقى مع رؤية الباحث في العلاقات الدولية د.باسل الحاج جاسم الذي أشار لـ«القدس العربي» إلى أن نتائج الاتفاق الاخير حول ادلب في سوتشي أظهرت إدراك أنقرة وموسكو أهمية تواصل التعاون بينهما في إطار أوسع، عقب الانتهاء من مسألة إدلب من أجل إيجاد حل شامل للأزمة السورية، حيث ستجري القوات التركية والروسية باستمرار دوريات في المنطقة، وسترصد – بطبيعة الحال – الطائرات المسيرة المنطقة من الجو. وسيكون تعاون القوات التركية مع القوات الروسية وفق الحاج جاسم، ضمن إطار تنفيذ دوريات تفتيش في إدلب بدايةً لمرحلة جديدة، وستتمكّن تركيا من المبادرة بشكل أكثر فعالية من السابق خلال البدء بالمراحل المقبلة، وهذا يتزامن اليوم مع سعي تركيا لإدخال أطراف أخرى ذات ثقل اقتصادي كبير كالمانيا، وسياسي كفرنسا الدولة العضو الدائم في مجلس الأمن، إذ لا يخفى أن الدولتين تدعمان اتفاق ادلب الأخير والدور التركي فيه، وهذه الدول تتصدر اليوم مبادرات الاتحاد الأوروبي الدولية، ولاسيما المخاوف فيما يخص تكرار موجات اللاجئين، أو عودة انتشار المتطرفين الذين تجمعوا من كل أصقاع الأرض اخيراً في الأراضي السورية، الامر الذي يهدد دول الاتحاد الأوروبي في حال عودتهم إلى بلدانهم ومعروف ان الآلاف منهم يحملون جنسيات أوروبية.
وأضاف الباحث في العلاقات التركية – الروسية أن دخول برلين وباريس بشكل رسمي في المراحل المقبلة للأزمة السورية وبمسار رباعي جديد على غرار مسار «استانة» الثلاثي، يخدم جميع أطراف هذا المسار مع اختلاف أهدافهم وأسباب تجمعهم.

«مسار إسطنبول»

وسيكون مسار اسطنبول الرباعي حول سوريا، وفق الحاج جاسم «ذا فاعلية كما كان حال مسار أستانة مع الأخذ بعين الاعتبار بدء مرحلة جديدة في سوريا، سياسية في شق كبير منها، باعتبار أن لكل من روسيا وتركيا اليوم أوراقاً كثيرة في سوريا وتجمعهم وحدة أراضي الجمهورية العربية السورية على عكس واشنطن التي تعمل عبر أداتها الامتداد السوري لحزب العمال الكردستاني على خلق واقع جديد جغرافي وديمغرافي بتهجير ملايين العرب وتمزيق سوريا».
وفي حال انطلاق مسار اسطنبول الرباعي تكون سوريا أمام المسار الثاني بعد أستانة بغياب واشنطن، حيث اعرب المتحدث عن ضرورة عدم اغفال التصريحات المتعلقة بشرق الفرات والصادرة عن انقرة وموسكو معاً، والتحذير من الخطر الإرهابي هناك في كلام الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في أن منطقة شرق الفرات باتت مستنقعاً للإرهاب، وكذلك إشارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه ليس في ادلب فقط ارهابيون وإنما في مناطق أخرى في سوريا ويجب محاربتهم، وهو ما قاله بشكل واضح وزير خارجيته سيرغي لافروف لاحقاً، بأن الخطر اليوم على وحدة أراضي الجمهورية العربية السورية يأتي من شرقي الفرات، فالواضح أن الشيء الذي لم تنفذه واشنطن بالتعاون مع تركيا، ستنفذه موسكو مع انقرة لتكون مرحلة مفصلية في سوريا والمنطقة.

تقاطع المصالح

وتختلف دوافع دول «رباعي إسطنبول» المرتقب، الا ان تقاطع مصالحهم تجتمع في ادلب، حيث رأى المعارض السوري سمير نشار في حديث مع «القدس العربي» ان روسيا تحاول وترغب في إقناع دول الاتحاد الأوروبي بالمساهمة في إعادة إعمار سوريا وعدم انتظار مسار الحل السياسي لان ضرورات السكان تتطلب ذلك لحثهم على عدم مغادرة سوريا ومحاولة الهجرة الى أوروبا، بينما تريد دول الاتحاد الأوروبي دعم وتأكيد اتفاق سوتشي حول ادلب لمنع وقوع كارثة إنسانية نتيجتها ربما ملايين اللاجئين الى أوروبا، وربما قد تعرض مساعدات إنسانية منذ الآن لمحافظة إدلب لتدعيم الاتفاق، وإعادة دورها بالملف السوري بعد ان همشت خلال المرحلة السابقة.
اما تركيا فتريد اعادة مد الجسور مع اوروبا بعد التوتر الذي اصابها خلال العام الماضي ومحاولة الحصول على مساعدات اقتصادية من دول الاتحاد الأوروبي بذريعة محاولة ابقاء الحدود مغلقة بوجه طالبي اللجوء، خاصة ان الاقتصاد في تركيا يعاني تحديات خطيرة وربما تزداد هذه التحديات عند تطبيق العقوبات على ايران بعد شهر، خاصة ان هناك نوعاً من الترابط ببن الاقتصادين الإيراني والتركي.

لماذا «الاجتماع الرباعي» الروسي ـ التركي ـ الفرنسي ـ الألماني المقترح حول إدلب؟

هبة محمد

وسائل التواصل الاجتماعي في المغرب من الغضب على «شهيدة الهجرة» إلى «غضب» من قصة «حب بين وزير وخطيبته»

Posted: 30 Sep 2018 02:27 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: عادت قصص الحياة الخاصة كعلاقات بعض الإسلاميين بالنساء لتسيطر من جديد على حديث وسائل التواصل الاجتماعي في المغرب وتصير مادة دسمة للتجاذبات في المواقف السياسية والقيمية على حد السواء. «بطل « القصة أو «ضحيتها « هذه المرة هو محمد يتيم وزير التشغيل في حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة مبدئيا.
وجد المسؤول الحكومي والقيادي في الحزب ذي المرجعية الإسلامية نفسه في صورة له رفقة فتاة يمسك يدها بأحد شوارع باريس، وقد صار حديثا مشاعا على وسائل التواصل الاجتماعي والصحافة المحلية، ومادة خصبة للسخرية من جهة ولكيل الاتهامات له ولحزبه والحركة الإسلامية من جهة أخرى. حملة مازالت مستمرة وإن كان خبر السيدة التي كانت برفقته هي خطيبته وفق أكثر من مصدر مقرب من الوزير، بل إن بعض وسائل الإعلام قال إن الوزير أكد لها ذلك .
وقال محمد الهلالي، القيادي في حركة التوحيد والإصلاح المعروفة بكونها الذراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية رغم الحديث عن التمايز بين التنظيمين في المؤتمر الأخير للحركة، إنه شاهد على كون علاقة يتيم بالسيدة التي تم تسريب صورتها رفقته هي علاقة شرعية وقانونية إذ أنها خطيبته، معلنا أنه حضر شخصيا حفل الخطوبة بطريقة رسمية. وقال في تدوينة على صفحته على الفيسبوك «أؤكد حضوري حفل خطوبة بطريقة رسمية وهو الحفل الذي دعي له حسب ما علمت من مسؤولي وأعضاء الهيئات التي يشتغل فيها الأستاذ محمد يتيم، حضر بعضهم واعتذر عن حضورها إلى جانب عدد من أفراد أسرة وعائلة المعنية بالأمر نساء ورجالا، وعلمت أنه قد سبق تنظيم هذا الحفل أن تقدم الأستاذ محمد يتيم بطلب يد المعنية مباشرة والتعرف عليهم وليتعرفوا عليه وليسمع موافقتهم مباشرة وذلك في حفل صغير حضره وشهده بعض أًصدقائه».
وأضاف الهلالي مستنكرا «الحملة المسعورة التي تستهدف الأستاذ محمد يتيم في بعض وسائط التواصل الاجتماعي على خلفية انتشار صور له مع مخطوبته في الشارع العام». وقال «كما أستنكر سعي البعض ممارسة الحجر والوصاية عليه في ممارسة اختياراته التي تبقى في هذه الحالة ضمن المباح شرعا وقانونا الذي يقدر بقدره، وقد أحاطني الاستاذ محمد يتيم ببعض الدواعي التي قادت إلى تعذر استمرار حياته الزوجية بطريقة عادية منذ سنوات» .
واعتبر القيادي في حزب العدالة و التنمية، أحمد الشقيري، أن تكون شخصية عمومية محل انتقادات بسبب التحولات في الحياة الشخصية هو أمر طبيعي في عصرنا، مشيرا إلى أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي هو أيضا لم يسلم من الأمر نفسه عندما طلق زوجته خمسة أشهر بعد انتخابه رئيسا للبلاد، وارتباطه بزوجة ثانية. يقول الشقيري متحدثا عن الإشاعات التي لاحقت الرئيس الفرنسي لكن «الواقع لم يتغير وقبل المجتمع الفرنسي في النهاية بالأمر الواقع».
وخرج الوزير ليؤكد أن السيدة، التي تم تسريب صورة له معها، هي خطيبته شرعا وقانونا قائلا في حوار صحافي «أوضح أولا أن العلاقة التي تربطني بالمعنية هي علاقة خطبة رسمية فهي إذن خطيبة بكل معاني الكلمة ومقتضياتها، والعلاقة بيينا مضبوطة بضوابط الخطوبة الشرعية والاجتماعية في انتظار توثيقها، حيث أنني أواظب منذ الخطبة على زيارة أهلها في المناسبات الدينية والاجتماعية، وهذا الأمر معلوم حتى لدى أفراد أسرتي وليس سرا». وبخصوص السفر إلى باريس فإنهما لم يسافرا معا وإن وصولهما كان في يومين مختلفين ولأغراض مختلفة وهو كان خلال رمضان وتم التقاط الصورة حينما كان يرافقها إلى غاية مقر إقامتها، مضيفا: «والتقينا من أجل تناول وجبة عشاء في أحد المطاعم حيث أن لقاءنا في باريس كان بعلم أهلها ولو كان الأمر غير ما أقول لكان لأهلها موقف آخر من الصور المنشورة لو علموا أن علاقتنا علاقة غير جادة»، مستنكرا «الفعل الشنيع الذي يترصد الناس ويتبع حركاتهم وسكناتهم ليلتقط صورا يخرجها عن سياقها ويقرأها على هواه ويعتبرها دليل إدانة».
وبخصوص ما أثاره المدونون حول كون السيدة خطيبة الوزير الإسلامي غير محجبة فقد اعتبر الشقيري أنه «إن صح أن زوجته الحالية غير محجبة ففي ذلك رسائل سياسية ودعوية لا تخفى على ذي بصيرة « بل أنه اعتبر في تدوينة أخرى حول الموضوع نفسه أن «الحجاب لم يعد معيارا للتدين كما كان من قبل». والشيء نفسه أكده يتيم في حواره مع «العمق « قائلا : «إن الحجاب أو الستر أو الاحتشام ليس شكلا وإنما ينبغي أن يكون ناتجا عن إيمان ووعي . ومن قناعاتي القديمة التي لم تتغير فإنه كما لا إكراه في الدين، أي العقيدة التي هي من الأصل، فلا إكراه أيضا على السلوك ومنه ارتداء الحجاب ..»
وأثار موضوع الصور المسربة النقاش بشكل حاد في صفوف المعارضين لحزب الوزير موجهين النقد الحاد لـ»ازدواجية» الخطاب السياسي والأخلاقي، وبكونهم ينتقدون ويحرمون جهرا ما يعيشونه ويبيحونه في الخفاء وهو ما يتعلق بموقفهم من الحريات الشخصية عموما التي غالبا ما تثير حفيظة المختلفين مع الحزب وخصومه.
مواقف أخرى لم تر في توقيت التسريب وفي التسريب نفسه أمرا بريئا مرتبطا فقط بحدث وقعت عليه وسائل التواصل الاجتماعي صدفة وسط سياق مليء بالأحداث الثقيلة، وهو رأي لا يستعبد التسييس في التسريب بل يقول إنه فعل مسيس إذ ليست هي المرة الأولى التي يجد فيها قياديون في هذا الحزب حياتهم الشخصية عرضة لتصفية حسابات سياسية منذ أن صعدوا على رأس أول حكومة بعد الربيع العربي سنة 2011 ، حدث ذلك مع الوزيرين الحبيب الشوباني وسمية بنخلون قبل أن يجدا نفسهما معا خارج الحكومة، ومع قياديين في حركة التوحيد والإصلاح، عمر بنحماد وفاطمة النجار ، قبضت عليهما الشرطة وأثارت قضيتها زوبعة آنذاك في وسائل التواصل الاجتماعي فتخلت عنهما الحركة من قيادتها وتمت إعادتهما في المؤتمر الأخير بعد أن هدأت الضجة حولهما. إنها شذرات من أحداث تداخل فيها تصفية الحساب مع خط سياسي بغطاء قيمي ومن خلال كشف «المفارقات» التي يحفل بها خطابه السياسي والدعوي، وهو أسلوب يجد آذانا صاغية في مجتمع محافظ وتحظى أخبار الجنس والحياة الخاصة فيه بمكانة في بعض إعلامه الذي يكرسه كـ «تابو» ويستعمله كسلاح ضد بعض «الخصوم» فيكون فعالا.

وسائل التواصل الاجتماعي في المغرب من الغضب على «شهيدة الهجرة» إلى «غضب» من قصة «حب بين وزير وخطيبته»

سعيدة الكامل

اردوغان ينهي زيارة ناجحة إلى ألمانيا حصدت تركيز الإعلام والكثير من الجدل

Posted: 30 Sep 2018 02:27 PM PDT

برلين ـ «القدس العربي»: أنهى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان زيارة دولة الى ألمانيا بتدشين مسجد كبير في كولونيا، وسط تظاهرات مناهضة وتدابير أمنية مشددة. ودشن الرئيس التركي برفقة زوجته بعد ظهر السبت المسجد الذي يعتبر من أكبر مساجد أوروبا، وتم بناؤه بتمويل من اتحاد الأعمال التركي الإسلامي القريب من السلطات التركية.
وحاول خلال هذه الزيارة طي صفحة عامين من التوتر مع برلين، وأشاد بحصيلة الزيارة «المثمرة جدا» بعد «التوترات الأخيرة» وذلك في خطاب ألقاه في مسجد كولونيا.
ودعا اردوغان في كولونيا مجددا أوروبا الى مكافحة «إرهابيي» حزب العمال الكردستاني وأنصار المعارض فتح الله غولن الذي قال انه لا يجب ان «يجد أي ملاذ» في هذه القارة.
كما عبر مجددا عن دعمه للاعب كرة القدم الألماني من أصول تركية مسعود اوزيل «الذي أبعد» بسبب اصوله، حسب قوله. وكان هذا اللاعب غادر الفريق الوطني الالماني متهما قسما من اعضاء الاتحاد الألماني لكرة القدم ب «العنصرية». وسبق أن أثار هذا اللاعب جدلا كبيرا بسبب أخذه صورا مع اردوغان في أوج الحملة الانتخابية الرئاسية التركية.
وقال اردوغان لمجموعة «فونكه مديين غروبه» الصحافية إن «قول اوزيل :أنا الماني عندما أفوز ومهاجر عندما أخسر تجسد التمييز في ألمانيا».
ولم تكد زيارة الرئيس التركي لألمانيا تشرف على نهايتها حتى احتدم الجدل من جديد حول الوضعية القانونية والدور السياسي الذي يلعبه الاتحاد التركي ـ الإسلامي للشؤون الدينية (ديتيب).
والاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية «ديتيب» هو أكبر اتحاد مساجد في ألمانيا. وإلى جانب المسجد المركزي في كولونيا يوجد نحو 900 مسجد إضافي يسيرها الاتحاد المسجل كمنتدى. ويضم هذا المنتدى على مستوى ألمانيا نحو 800.000 عضواً، وله روابط قوية مع تركيا. وتقر الخدمة العلمية للبرلمان الألماني في قائمة للمنظمات الإسلامية في ألمانيا أن «ديتيب اعتمادا على النظام الأساسي مرتبط بالرئاسة الحكومية للشؤون الدينية في تركيا في أنقرة «ديانات». والأئمة الأتراك الذين ينتدبون من «ديانات» إلى مساجد ديتيب يتلقون راتبا من القنصليات التركية طوال فترة إقامتهم، و«ديانات» هي التي تحدد الخطوط العريضة الدينية لهذه المساجد.
وتظاهر نحو ألفي معارض لاردوغان بينهم الكثير من الأكراد في كولونيا تحت شعار «اردوغان غير مرحب به». وقال قانصو وهو طالب (30 عاما) قدم من سويسرا للمشاركة في التظاهرة «اردوغان يرى أن كل ما يخالف رأيه إرهاب. أنا هنا لأعبر عن تضامني» مع المعارضة.
وأجرى الرئيس التركي محادثات الجمعة مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ثم شارك في مأدبة عشاء أقامها على شرفه الرئيس فرانك فالتر شتاينماير وقاطعها قسم من السياسيين في طليعتهم المستشارة التي استقبلت اردوغان صباح السبت على الفطور قبل توجهه إلى كولونيا.
ويعتبر المسجد المشيد بالإسمنت والزجاج، بمآذنه التي يصل ارتفاعها إلى 55 مترا وقبته التي يبلغ قطرها 36 متراً ومساحته البالغة 4500 متر مربع، من أضخم مساجد أوروبا، وهو مصمم حسب مهندسه بول بوم ليكون رمزا للانفتاح. يقع المسجد الذي يمكن أن يتسع لآلاف المصلين في حي إرنفيلد على مقربة من برج تلفزيون كولونيا.
وكما حدث في مأدبة العشاء الرسمية مساء الجمعة ببرلين قاطع قسم من القيادات السياسية في المقاطعة تدشين المسجد. وهم يأخذون على الاتحاد التركي الإسلامي الذي شيده الغموض الذي أحاط بالورشة وكيفية عمل المسجد.
ويتهم بعض المسؤولين الاتحاد بأنه على ارتباط بنظام اردوغان فهو يدير 900 مكان للصلاة في ألمانيا تحت إشراف أئمة قادمين من تركيا. كما أن الهيئة متهمة بالتجسس على معارضي الرئيس التركي.
وسعت تركيا من خلال زيارة الدولة هذه، وسط أزمة اقتصادية حادة تعاني منها وفتور في العلاقات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الى تحقيق تقارب مع ألمانيا التي تؤوي جالية من ثلاثة ملايين تركي أو متحدر من أصل تركي.
كما تضمنت أجندة الزيارة على الارجح ملفات مثل مساعي انقرة المتوقفة للانضمام للاتحاد الاوروبي ودورها في النزاع في سوريا. لكن صحيفة بيلد الألمانية الأكثر مبيعا في البلاد قالت إنه من السابق لأوانه طرح البساط الأحمر أمام اردوغان الذي اتهم برلين منذ 18 شهرا فقط بـ«الممارسات النازية» ردا على منع برلين مسيرات داعمة له قبل استفتاء منحه سلطات واسعة جديدة.
ولتهيئة الأجواء الدبلوماسية بين البلدين مجددا، ألقى اردوغان بورقة مشروع تطوير البنى التحتية للسكة الحديد في تركيا. وذكرت صحيفة دير شبيغل الأسبوعية أن شركة سيمنز الألمانية العملاقة دخلت في مباحثات لقيادة المشروع الطموح المتوقع أن تصل كلفته إلى 35 مليار يورو (40 مليار دولار)، ومن غير الواضح إذا كانت برلين ستساهم في تمويله.
وأدان الصحافي يوجيل، الذي امضى أكثر من عام في السجون التركية، برلين على «دعوة مجرم لمأدبة» طعام. أما مراسل صحيفة «دي فيلت» الألمانية فقد قال إن»الحكومة الألمانية تخون كل هؤلاء الأتراك التواقين لمجتمع حر وديموقراطي وعلماني».
وتوترت العلاقات بشدة بين البلدين الحليفين في حلف الأطلسي بعد أن أوقفت السلطات التركية عشرات الآلاف في حملة تطهير واسعة بعد محاولة الانقلاب الفاشلة ضد اردوغان في تموز/يوليو 2016. وتم توقيف الكثير من المواطنين الالمان او المزدوجي الجنسية في سياق تلك الحملات للأمن التركي.
وأشار محللون إلى أن سعي اروغان لطي صفحة التوتر مع المانيا صاحبة أكبر اقتصاد في اوروبا يأتي في وقت يعاني فيه الاقتصاد التركي بشدة وتسوء العلاقات مع الولايات المتحدة.

اردوغان ينهي زيارة ناجحة إلى ألمانيا حصدت تركيز الإعلام والكثير من الجدل
افتتح خلالها مسجدا كبيرا أثار الانقسام
علاء جمعة

ولاية «شانلي أورفا» التركية تتحول إلى جحيم على اللاجئين السوريين عقب شجار أدى لمقتل تركيين

Posted: 30 Sep 2018 02:26 PM PDT

إسطنبول – «القدس العربي»: تحولت ولاية شانلي أورفا التركية على الحدود مع سوريا، منذ أيام، إلى جحيم على اللاجئين السوريين عقب شجار بين أطفال تطور إلى خلاف بين عائلتين تركية وسورية أدى إلى مقتل تركيين من عائلة واحدة، وفجر غضب الأتراك على اللاجئين السوريين في الولاية بشكل عام.
ومنذ أيام يعيش جزء كبير من اللاجئين السوريين في ولاية شانلي أورفا لا سيما الأحياء القريبة من المنطقة التي شهدت حادثة مقتل التركيين ظروفاً صعبة للغاية، حيث يلتزمون منازلهم ويمتنعون عن الخروج وممارسة أعمالهم وحياتهم اليومية لتجنب هجمات عشرات الشبان الأتراك الذين ينتمون بالدرجة الأولى لعائلة القتيلين وينفذون اعتداءات ضد المحلات السورية التي تنتشر بكثرة في الولاية.
وحسب رواية وسائل الإعلام التركية، وقع خلاف مساء يوم الخميس الماضي بين أطفال من عائلتين إحداهما تركية والأخرى سورية تسكنان بجوار بعضهما البعض في حي «عثمانلي» بولاية شانلي أورفا، قبل أن يتطور الأمر إلى شجار بين أوسع بين العائلتين وأقربائهما في المحافظة استخدمت فيه الحجارة والعصي والأسلحة البيضاء وصولاً لاستخدام أسلحة نارية.
وعقب ليلة دامية من الاشتباكات التي حولت المنطقة إلى «ساحة حرب» حسب وصف صحيفة «خبر تورك» التركية، أعلنت المصادر الطبية التركية مقتل شخصين بينهم طفل وإصابة آخرين من العائلة التركية نفسها التي استدعت المئات من أفرادها من ولايات تركية أخرى.
ووسط حالية غليان غير مسبوقة، هاجم عشرات الشبان الأتراك الغاضبين محلات السوريين في الولاية، حيث جرى تكسير وتهشيم واجهات عشرات المحلات والمطاعم، وجرى مهاجمة جميع إعلانات المحلات المكتوبة باللغة العربية، وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت على صفحات سورية وتركية على مواقع التواصل الاجتماعي حالة توتر كبيرة في الولاية.
وفشلت الشرطة التركية التي انتشرت بكثافة في الولاية في وقف الهجمات بشكل كامل، لكنها منعت تصاعد الأحداث هناك، بعدما اتخذت سلسلة إجراءات سعت من خلالها إلى تهدئة غضب العائلة التركية وسكان الولاية من الأتراك، لكنها لم تتمكن حتى الآن من إلقاء القبض على المتسببين في مقتل التركيين، فيما واصل مئات الأتراك التظاهر في أحياء عدة في الولاية مرددين شعارات «لا نريد سوريين»، و«ليخرج السوريون من هنا».
وبحسب صحيفة «جمهورييت» التركية، فإن السلطات التركية اعتقلت 30 تركياً بتهمة مهاجمة محلات السوريين بالولاية، كما اعتقلت 15 آخرين بتهمة التحريض على اللاجئين السوريين ومحاولة «تصعيد الفتنة» بين اللاجئين السوريين والأتراك من خلال كتاباتهم التحريضية على وسائل التواصل الاجتماعي.
كما أشارت الصحيفة إلى أن دائرة الهجرة في الولاية قامت خلال الأيام الماضية بترحيل 639 لاجئاً سورياً من ولاية شانلي أورفا إلى بلادهم لاتهامهم بارتكاب تجاوزات مختلفة، فيما أصدر الوالي بياناً دعا فيه السكان إلى الهدوء وعدم الانجرار إلى «فتنة»، كما أوقف ثمانية سوريين بينهم نساء بتهمة المشاركة المباشرة في الاشتباكات، فيما أصدرت العشيرة التي ينتمي لها القتيلان بياناً دعت فيه إلى الهدوء ونفت مسؤوليتها عن أعمال العنف.
وفي محاولة لوقف الهجمات نشر سوريون الكثير من مقاطع الفيديو باللغتين العربية والتركية موجهة لسكان شانلي أورفا من الأتراك، ولاقى فيديو للاجئ سوري يتحدث العربية وتترجم طفلته الصغيرة كلماته إلى التركية انتشاراً واسعاً في وسائل الإعلام التركية ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث دعا الشعب التركي إلى التفريق بين اللاجئين الفارين من الحرب، وبين بعض المسيئين من الجانبين والساعين لزرع الفتنة، على حد تعبيره.
وكما في كل الخلافات التي حصلت بين المواطنين الأتراك واللاجئين السوريين، اتهمت أطراف المعارضة التركية بمحاولة تأجيج الخلافات بين الجانبين، والتحريض على اللاجئين السورين لخدمة أهداف حزبية داخلية، لا سيما مع اقتراب موعد الانتخابات المحلية/البلدية في البلاد.
وفي خطوة مفاجئة تزامنت مع تصاعد التوتر في الولاية بين المواطنين الأتراك واللاجئين السوريين، أعلنت إدارة مخيم «سليمان شاه» للاجئين السوريين في الولاية أنها ستغلق المخيم الذي يضم قرابة 50 ألف شخص قبيل نهاية الشهر المقبل وخيرت القاطنين فيه بين الحصول على مساعدة مالية والانتقال للسكن خارج المخيم، أو الموافقة على الانتقال إلى مخيم آخر، وهما خياران «أحلاهما مر» بحسب اللاجئين الذين يقولون إنهم لا يقوون على تكاليف العيش خارج المخيم، لافتين إلى أن نقلهم لمخيم آخر سيبعدهم عن أماكن أعمالهم التي التحقوا بها بجانب المخيم الحالي.

ولاية «شانلي أورفا» التركية تتحول إلى جحيم على اللاجئين السوريين عقب شجار أدى لمقتل تركيين

إسماعيل جمال

تونس: قيادي في «النهضة» يتّهم محيط يوسف الشاهد بـ«ابتزازها» وتهديد عدد من قياداتها والحركة تتبرأ من تصريحاته

Posted: 30 Sep 2018 02:26 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: أثار قيادي في حركة «النهضة» التونسية جدلاً كبيراً في البلاد، بعد اتهامه شخصيات محيطة برئيس الحكومة يوسف الشاهد بـ»ابتزاز» الحركة وتهديد عدد من قياداتها، حيث سارعت قيادة الحركة إلى «التبرؤ» من تصريحاته واعتبارها مجرد «رأي شخصي»، فيما دعا عدد من السياسيين القضاء التونسي إلى فتح تحقيق حول هذه الاتهامات التي وصفوها بـ»الخطيرة».
وكان سيّد الفرجاني عضو المكتب السياسي لحركة «النهضة»، أكد في لقاء تلفزيوني أنه تلقى معلومات «مؤكدة» تفيد بأن شخصيات قال إنها مقرّبة من رئيس الحكومة يوسف الشاهد «توعدت» باستهداف حركة «النهضة»، مشيرًا إلى أن الشاهد «سيتخلى» عن حركة «النهضة» بعد المصادقة على تعديله الوزاري المقبل وإقرار الميزانية.
وأضاف: «زوجة يوسف الشاهد اتصلت بشخصية معروفة (لم يحددها)، وطلبت منه أن يتحدث إليّ وإلى لطفي زيتون (مستشار الغنوشي) ونور الدين البحيري (رئيس الكتلة البرلمانية للنهضة)، ويسألنا لماذا نقوم بحملة ضده»، كما اتهم حكومة الشاهد بـ«التجسس» على التونسيين ومحاولة «ابتزاز» بعضهم، محذرًا من عودة «الديكتاتورية» إلى تونس.
وأثارت تصريحات الفرجاني جدلاً كبيرًا، حيث أصدرت حركة «النهضة» بلاغًا أكدت فيه أن «هذه التصريحات شخصية لا تلزم إلا صاحبها، ومواقف الحركة تعبر عنها مؤسساتها الرسمية والجهات المخولة للحديث باسمها».
فيما نفى لطفي زيتون علمه بالمعلومات التي ذكرها الفرجاني، وأكد النائب عن الحركة عبد اللطيف المكي أن التعبير عن الآراء الشخصية داخل مؤسسات الحركة «مضمون» ولا يمس القرارات والمواقف الرسمية التي تتخذها قيادات الحركة.
وبعد ساعات، حاول سيد الفرجاني تقديم «توضيح» للتصريحات التلفزيونية، حيث دوّن على صفحته في موقع «فيسبوك»: «ليس طمعًا أو خوفًا من الشاهد، وليس عداء له، بل خوفًا على البلاد ونظامها الديمقراطي، وخوفًا على مستقبل شعبنا ودولة القانون».
ووصف غازي الشواشي الأمين العام لحزب «التيار الديمقراطي» تصريح الفرجاني بـ«الخطير»، مشيرًا إلى أنه «اتهم رئيس الحكومة يوسف الشاهد الذي اتهمه بالابتزاز والتهديد بالملفات وتلفيق التهم ومخالفة القوانين وتوظيف نفوذه وموقعه في الدولة بغية تكوين حزب جديد، وهي تهم خطيرة وجب على النيابة العمومية التحرك وفتح بحث تحقيقي في هذه الاتهامات الخطيرة».
وتساءل هشام عجبوني القيادي في الحزب ذاته «أين النيابة العمومية؟»، مضيفًا «لزهر العكرمي: نداء تونس هو تجمّع متاع فاسدين وعصابات، وحافظ قايد السبسي يأخذ الأموال من رجال الأعمال مستعملًا اسم والده ويحوّلها لحسابه الخاص. سيد الفرجاني: يوسف الشاهد يقوم بممارسات خطيرة وغير قانونية مثل الابتزاز والتهديد بتحريك الملفات وتلفيقها، وهو مشروع بن علي آخر. محمد اليوسفي، عضو المكتب التنفيذي لنقابة الصحافيين، يندّد بتدخل رئاسة الحكومة في العمل الصحافي والإعلامي، ويصرح بتلقّيه تهديدات من بعض الأطراف التي تحاول تدجين الإعلام لصالح يوسف الشاهد. اتهامات خطيرة جدًا ولا حياة للنيابة العمومية!».
وتابع عجبوني: «تصلنا معلومات عديدة حول تجنيد أجهزة الدولة لصالح الشاهد والدور الذي يلعبه بعض مستشاريه لجمع الأموال وابتزاز بعض رجال الأعمال (…) السؤال هنا: متى سيعلن القضاء عن البيان رقم واحد ويتحمّل مسؤوليته كاملة أمام هذا الوضع المتعفّن؟».
ودوّن عبد الوهاب الهاني رئيس حزب «المجد»: «تصريحات خطيرة أدلى بها مُواطننا سيِّد الفرجاني، مُتَّهِمًا زوجة رئيس الحكومة المُباشر بتوجيه تهديدات له ولزميله لطفي زيتون، عن طريق وسيط، إن هُما واصلا الوقوف في وجه طموحات زوجها السياسية. (…) والثُّنائي سيد الفرجاني ولطفي زيتون هما من القيادات المُقربة دومًا، صُقوريًّا وحَمائميًّا، مهجريًا وداخليًا، من الأستاذ راشد الغنوشي رئيس حزب حركة النهضة الحاكم تشاركيًا وتوافقيًا مع حركة حزب نداء تونس».
وأضاف: «بالرغم من الخلافات المشروعة مع سيِّد الفرجاني وزميله لطفي زيتون ومن أدائهما المعلوم وغير المعلوم (…) فإننا لا يمكن إلا أن نُدين أية تهديدات بابتزاز أي مواطن تونسي مهما كانت خلافاتنا معه ومع وسائله ومع سوابقه في التعريض بالخُصوم والتحريض عليهم والتشهير بهم والاختلاق عليهم بمواقع التضليل الإعلامي وهتك أعراضهم والافتراء عليهم بأحاديث الكذب والبهتان والزور والإفك.. كما أن هذه الاتهامات تتطلب من المعني بالأمر وزميله وحزبه الشريك في الحُكم مزيدًا من التوضيح الرسمي والشفاف والتظلُّم للعدالة وإفادتها بكل تفاصيل وأطوار القضيَّة، وتتطلب توضيحًا رسميًا من رئيس الحكومة وزوجته حول الاتهامات الخطيرة التي وُجِّهت لهما».
وكان الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، أعلن قبل أيام نهاية التوافق مع حركة «النهضة»، مشيرًا إلى أن الحركة هي التي أرادت ذلك. فيما نفت حركة «النهضة» تنكّرها للعلاقة التي وصفتها بـ»المتينة» التي تربطها بالرئيس التونسي، مؤكدة التزامها بمسار التوافق معه.

تونس: قيادي في «النهضة» يتّهم محيط يوسف الشاهد بـ«ابتزازها» وتهديد عدد من قياداتها والحركة تتبرأ من تصريحاته

حسن سلمان:

البنك المركزي الصيني يضع إيران على قائمة الدول الأكثر خطورة في التعاملات التجارية

Posted: 30 Sep 2018 02:26 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: في مؤشر يدل على تفاقم الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعاني منها البلاد بسبب العقوبات الاقتصادية والانهيارات المتتالية لقيمة العملة، شدد كبير مستشاري المرشد الأعلى وعضو مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني، علي أكبر ولايتي، على أنه يجب على الإيرانيين الاقتداء بمقاومة جماعة الحوثي الذين «لا يلبسون إلا الإزار ولا يأكلون إلا الخبز الجاف ويسيرون على قدميهم فقط»، مضيفاً أنه منذ التوقيع على اتفاقية يالطا، لم تكن أوضاع العالم بهذا السوء حيث لا يمكن التخطيط للمستقبل ولا توقع ما سيحدث.
وحسب وكالة «إسنا» للأنباء التابعة لوزارة العلوم والأبحاث الإيرانية، أشار مستشار خامنئي للشؤون الدولية إلى أن الأوضاع الدولية سيئة للغاية، وأنها أسوء من أي وقت مضى، وأن مستوى التوتر السياسي بلغ مستويات خطيرة، أن التوازن السياسي الدولي مُعرّض إلى خطر الانهيار.
وأضاف أنه ومنذ التوقيع على معاهدة يالطا لم تكن أوضاع العالم بهذه الحالة السيئة، حيث لا يمكن توقع المستقبل والتخطيط له، بسبب سياسات الإدارة الأمريكية تحت رئاسة دونالد ترامب الذي يتعامل بعقلية الكابوي.
وتجدر الإشارة إلى أن اتفاقية يالطا هي الاتفاقية الموقعة بين الاتحاد السوفيتي بزعامة ستالين، وبريطانيا بزعامة تشرتشل والولايات المتحدة بزعامة روزفلت، ووقعت هذه الاتفاقية في مدينة يالطا السوفياتية الواقعة على سواحل البحر الأسود خلال مؤتمر بهذا الاسم عقد من 4 إلى 11 شباط/ فبراير عام 1945. وحول الأوضاع الاقتصادية الصعبة والأزمة الخانقة في البلاد، شدد عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني على أنه يجب على الإيرانيين أن يتعلموا درس المقاومة من الحوثيين، وأن يتعلموا منهم كيفية مواجهة العقوبات الاقتصادية ومخاطر الحرب، مضيفاً أن الحوثيين لا يلبسون إلا الإزار، وأنهم لا يأكلون إلا الخبز الجاف، وأنهم للتنقل يسيرون على قدميهم فقط، وأنه مع ذلك عجزت السعودية من تحقيق الانتصار عليهم، على حد وصفه.
وانتقد ولايتي البعض في إيران الذين ينتقدون السياسة الخارجية للبلاد، وقال إنهم إذا تراجعوا خطوة واحدة من سياساتهم الإقليمية، سيرغمهم العدو بالتراجع مئة خطوة في باقي الملفات وحتى الملف الداخلي.
وأوضح أن إسرائيل خوفاً من صواريخ جماعة حزب الله اللبنانية، لم تستهدف المنشآت النووية الإيرانية، فلهذا السبب يجب عليهم دعم حزب الله.
وفي جانب آخر من حديثه، أشار ولايتي إلى فترة حكم الصفوية على إيران من العقد الثامن للقرن الـ9 إلى بداية القرن الـ12 الهجري، وقال إن الجزء الأعظم من أمهات كتب التشيع قد كُتبت خلال هذه الفترة، وأوضح أن الإمبراطوريات المعاصرة للصفوية انهارت وانتهت، لكن ميراث الصفوية لا يزال يحكم في إيران.
وفي خطوة غير مسبوقة، وضع البنك المركزي الصيني إيران في صدارة قائمة الدول التي فيها أكبر نسبة من المخاطر.
وأفاد موقع «بيك إيران» الإخباري، أن هذه الخطوة تعتبر سابقة من نوعها فيما يتعلق بالتعامل التجاري والاقتصادي مع الجمهورية الإسلامية، وفي الوقت الذي تعول طهران بشكل كبير جداً على دعم بكين لها في مواجهة العقوبات الأمريكية.
وأضاف التقرير أن هذه الخطوة فتحت المجال أمام البنوك الصينية لوقف التعامل مع الإيرانيين وشراكتهم.
وكشفت وكالة «رويترز» للأنباء البريطانية، أن شركة سينوبك الصينية خفضت شحنات النفط الخام الإيراني هذا الشهر إلى النصف، في الوقت الذي تتعرض فيه شركات النفط الحكومية لضغوط مكثفة من واشنطن للالتزام بحظر أمريكي على النفط الإيراني اعتبارا من تشرين الثاني/ نوفمبر. وتعتبر الصين أحد أكبر مستوردي النفط الإيراني.
وإلى ذلك، أكدت وكالة «بلومبرغ» للأنباء على لسان خبراء اقتصاديين دوليين، أن مقترح أوروبا لإنشاء آلية بديلة تتيح لإيران بيع نفطها وللشركات الدولية التبادل التجاري معها، لن ينجح.
وأوضحت أن هذه الآلية لن تحل مشكلة العقوبات المشددة الأمريكية على الشركات التي تتعامل مع إيران، وأن هذه الشركات ستواجه عقوبات أمريكية ثانوية.
وأضاف الخبراء الدوليون أن الشركات لن تجازف بمصالحها في التعامل مع الولايات المتحدة، وأنها لن تقبل مخاطر التعامل مع إيران.

البنك المركزي الصيني يضع إيران على قائمة الدول الأكثر خطورة في التعاملات التجارية
كبير مستشاري خامنئي يدعو الإيرانيين للتقشف كما يفعل الحوثيون الذين «يأكلون الخبز اليابس»
محمد المذحجي

السادات ساخراً من القمع في مصر: على الدولة إلغاء الأحزاب

Posted: 30 Sep 2018 02:25 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: أبدى محمد أنور السادات، رئيس حزب «الإصلاح والتنمية» المصري، استغرابه «من المضي قدما في قرارات وسياسات الرأي الواحد والصوت الواحد، وغياب حوار وعدم المناقشة أو المشاركة في حق الاختلاف وإبداء وجهة نظر مغايرة لما تراه الدولة واعتبار كل من يختلف مع السياسات القائمة بأنه ضد المصلحة الوطنية ولا يقدر التحديات التي تواجهها مصر».
ودعا الدولة المصرية وأجهزتها إلى «توفير المال الذي ينفق والجهد الذي يبذل في الحفاظ على مسميات لكيانات لزوم المشهد السياسي، واتخاذ ما يلزم نحو إلغاء كل ما تراه الدولة غير مفيد لها على أرض الواقع كالأحزاب أو المجتمع المدني بمؤسساته ونقاباته، حتى وإن كان ذلك مخالفا لمواد الدستور، لكننا نستطيع أن نجد المخرج والآلية كما يحدث دائما».
وتساءل «هل يجب أن يكون لنا جميعا رؤية وفكر واحد ولا نختلف أو نشير إلى أي سلبيات من منطلق حرصنا ومسؤوليتنا الوطنية؟ وهل يجب أن نعود إلى عصر الإعلام الذهبي (ماسبيرو في زمن ستينيات وسبعينيات القرن الماضي)».
وأكد أن «من المفترض أن القوى السياسية في أي مجتمع تخوض نضالا من أجل الديمقراطية والتنمية واحترام القانون والحريات».
وتابع: «نحن هنا في مصر وللآسف نخوض نضالا من أجل المشاركة والمناقشة في حوار حول قضايا الوطن وتحسين الظروف والأوضاع الاجتماعية والمعيشية للمواطن. فكم من مطالبات للأحزاب والشخصيات العامة بالحوار مع الدولة ومؤسساتها، وكم من دعوات للإعلام أطلقها متخصصون لكي يعود مرة أخرى منبراً معبرا عن آراء الجميع دون تقييد أو تضييق، لكن لا أحد يستمع ولا أحد يحب أن يضع يده على أصل المشكلة كي نبدأ في علاجها».
وزاد: «نتغنى في الداخل والخارج بكلام براق حول مفاهيم ومصطلحات ديمقراطية كبيرة لا نؤمن بها ولا نطبقها ولا ندرك أن التنمية والنهوض بالمجتمعات لا يمكن أن يتحقق إذا ما افتقد هذا المجتمع أدنى أسس الديمقراطية والحوار واحتواء الجميع. فإما سلطات مستقلة ومنفصلة ومؤسسات فاعلة تمارس صلاحياتها طبقا للدستور، وإما فلا داعي لتضييع مزيد من الوقت والجهد والمال».

السادات ساخراً من القمع في مصر: على الدولة إلغاء الأحزاب

العثماني: المغرب في صراع مع شبكات هجرة قوية عابرة للحدود لتهريب البشر والمخدرات والأسلحة

Posted: 30 Sep 2018 02:25 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: تتخذ الاحتجاجات على مقتل الفتاة حياة بلقاسم برصاص البحرية الملكية المغربية أشكالًا متعددة، وتتوالى تصريحات المسؤولين الحكوميين وزعماء الأحزاب والمنظمات غير الحكومية، فيما لا يزال موقف المغرب الرسمي يلتزم الصمت في انتظار تصريح رسمي لوزير الداخلية أمام البرلمان.
وأطلقت البحرية الملكية المغربية النار، يوم الثلاثاء 25 أيلول/ سبتمبر، على زورق كان يقل مهاجرين مغاربة نحو إسبانيا، بعدما رفض قائده، وهو إسباني ذو سوابق قضائية عديدة، الامتثال لأوامر الوحدة القتالية التابعة للبحرية الملكية، ما خلف مقتل «حياة بلقاسم» وجرح ثلاثة آخرين من مواطنيها، واعتقال صاحب المركب واثنين من مساعديه، وكلهم يحملون الجنسية الإسبانية. وأعلنت السلطات المغربية فتح تحقيق في الحادث الذي لم تعلن حتى الآن نتائجه.
ونقل عن مسؤول أمني رفض ذكر اسمه أن الشبان الذين كانوا على متن الزورق كانوا يتغطون، ما حال دون رؤية رجال الدرك لهم، وأن الرصاص أطلق على الزورق بعد محاولة قائده الإسباني المراوغة والإفلات.

العودة إلى أوروبا

وغادر (معاد. أ)، أحد المصابين الثلاثة في الحادث، المستشفى في حالة اعتقال قبل عرضه على النيابة العامة بمحكمة الاستئناف في تطوان بعد 3 أيام قضاها في المستشفى متأثرًا بجروح خلفتها شظايا الرصاص الذي واجهت به البحرية الملكية القارب، الثلاثاء الماضي، بسواحل المضيق، وغادر معاد المستشفى في حالة اعتقال، مباشرة نحو سرية الدرك الملكي في تطوان، حيث خضع لفترة الحراسة النظرية، رفقة حوالي 14 شخصًا لهم علاقة بالملف نفسه.
وكان معاد، الذي يقطن في مدينة شفشاون، والبالغ من العمر 34 سنة، يعيش في إسبانيا، وتم ترحيله إلى المغرب بين سنتي 2011 و2012 بسبب مشاكل قانونية واجهته هناك، ليعود إلى مدينته ويعمل بشكل متقطع في مجال السياحة، قبل أن يقرر العودة مجددًا إلى أوروبا، عبر قوارب الموت.
يأتي ذلك في الوقت الذي ما يزال فيه المصابان الآخران يتلقيان العلاج في المستشفى، وسط تكتم شديد عن حالتهما الصحية، ووسط مراقبة أمنية مشددة، ويتعلق الأمر بـ(حمزة. ب)، البالغ من العمر 25 سنة والمنحدر من مدينة تطوان، إذ خضع لعمليتين جراحيتين على مستوى اليد والصدر. أما المصاب الثالث، وهو (عبد الحبيب. ص) البالغ من العمر 26 سنة، فلا يزال يخضع للمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا في الرباط، إذ تمت إحالته على قسم الإنعاش، بعدما أخضع للفحوصات الضرورية، وتبقى إصابته الأكثر خطورة.
وأثار حادث مقتل الطالبة في كلية الحقوق بمارتيل القريبة من تطوان استياء عامًا وردود فعل عارمة على المواقع الاجتماعية، ومطالب بمعاقبة المسؤولين عن الحادث. وشهدت مدينة تطوان التي تنحدر منها الطالبة الجامعية حياة بلقاسم (22 سنة) مسيرات ومظاهر احتجاجية منذ الإعلان يوم الثلاثاء الماضي عن مقتل الفتاة التي كانت على متن زورق سريع محاولة للوصول رفقة 25 شابًا إلى الشواطئ الإسبانية.
ورفع المحتجون الذين شكل التراس فريق المغرب التطواني شعارات منددة بمقتل حياة، «الشعب يريد إسقاط الجنسية»، و»حياة مقتولة والدولة المسؤولة»، مطالبين بمحاسبة المتسبّبين في وفاة الطالبة المغربية، وللتنديد بالوضع الذي يدفع الشباب المغربي إلى ركوب قوارب الموت، خاصة من منطقة الشمال.
وأظهرت صور نشرتها مواقع محلية عشرات المحتجين يحملون أعلامًا إسبانية ويرفعون شعارات يافطات «باي باي يا بلادي، إسبانيا تنادي»، «وداعًا بلادي، إسبانيا تنادي»، و«الشعب يريد من قتل حياة»، و«الشعب يريد الحرية فابور (الهجرة السرية بالمجان)»، إلى جانب شعار رُدّد باستمرار هو «بيبا إسبانيا»، أي «تعيش إسبانيا».
وقالت مصادر أمنية مغربية في تطوان إنه «جرى استدعاء عدد من الأشخاص لهم صلة بالأحداث التي شهدتها مدينة تطوان أمس»، مضيفًا أن «عناصر من الشرطة القضائية بصدد الاستماع إليهم».
وقالت تقارير أن التحقيقات الأولوية التي باشرتها الأجهزة الأمنية المغربية بتنسيق مع نظيراتها الإسبانية بخصوص موجة الهجرة المجانية-العلنية وملابسات حادث إطلاق النار من قبل عناصر البحرية الملكية على «الفانتوم»، الذي أودى بحياة الطالبة حياة وأسقط ثلاثة جرحى؛ كشفت أن منظمة إجرامية مافيوزية هي التي تقف وراء حملة التهجير هاته للشباب المغربي على متن قوارب موت سريعة تتوفر على ثلاثة محركات قوية في الخارج تستعمل في الأصل لتهريب المخدرات من شمال المغرب إلى الجنوب الإسباني، وأن الشبكة نفسها تقف وراء «الفانتوم» الذي أطلقت عليه البحرية المغربية الرصاص.
وقالت إن «الأجهزة الأمنية في البلدين تسابق الزمن من أجل تحديد هوية رؤوس الشبكة، بهدف الوصول إلى تفكيك بنية الشبكة بشكل كامل، قبل أن تتمكن من فرض هذا النوع الجديد من الهجرة السرية على أرض الواقع» بعد التأكد من أن الشبكات لديها «ارتباطات بعالم الاتجار في المخدرات، وأنه تم اللجوء لهذا النوع من «البزنيز» من أجل الحصول على مبالغ مالية كبيرة، نظرًا إلى سرعة هذه القوارب التي تسمح بالقيام بالعديد من الرحلات في اليوم. على الأقل هذه هي نواياهم». وتضيف أن الشبكة المافيوزية تنشط بالضبط في منطقة الجزيرة الخضراء وشمال المغرب ومنظمة بما يكفي. كما أنه لا توجد رحالات مجانية، بل في الحقيقة تقوم الشبكة بالتهريب مقابل 10000 درهم لكل مرشح، أما الرحلات المجانية فهي مجرد حملة تسويقية لاستقطاب المزيد من الشباب.

مخدرات

وقالت التقارير إن أفراد البحرية الملكية كانوا يعتقدون أن الأمر يتعلق بفانتوم محمل بالمخدرات، نظرًا لأن المهاجرين انحنوا واختبأوا، ما صعب مأمورية تمييزهم من مسافة معينة عن حزمات الحشيش التي اعتاد المهربون شحنها في تلك القوارب. كما أن الربان الإسباني الرئيس رفع من سرعة القارب الذي يتوفر على محركات إضافية في الخارج، رغم تحذيرات البحرية الملكية.
وعبر سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، مساء السبت، عن حزنه وألمه العميق نتيجة وفاة الشابة حياة، وقال «ألمٌ لنا جميعًا وفاة تلك الفتاة» ودعا في لقاء حزبي إلى استمرار التحقيق «لكي نعرف ماذا وقع وكيف»، إذ «تقع بين الفينة والأخرى أحداث مؤسفة لا بد من أن نتوقف عندها»، و»آلمنا جميعًا وفاة الشابة حياة، لا بد أن أكون متألمًا، ولا يمكنني كرئيس حكومة أن أقبل أن يتضرر أي مغربي».
وقال إن المغرب ضحية للهجرة السرية، و»في صراع مع شبكات التهجير، إنها شبكات قوية عابرة للحدود، لها تمويلات ضخمة من تهريب المخدرات والبشر والأسلحة، هذا مشكل كبير، والبلد يمكن أن نكون معبرًا لأنشطة غير قانونية»، وأضاف: «المغرب في حرب مع شبكات التهريب أساسًا، وغضب المواطنين يجب أن يكون ضد شبكات التهريب التي تبيع الوهم للمغاربة»، وتساءل «لماذا ينقلون المغاربة مجاناً؟»، وقال: «حين أغلقت عليهم منافذ أخرى، يريدون إرباك الوطن والمواطنين»، وأن المغرب سيواجه الهجرة السرية بحزم، وقال إن «المغرب لن يسمح بأن يكون مَعبرًا لأنشطة غير قانونية، وقد تمكنّا من تفكيك شبكات الهجرة التي ألقي عليها القبض وإنقاذ آلاف المهاجرين في الآونة الأخيرة، وهناك جهد كبير بذلته السلطات الأمنية على جميع المستويات للحد من هذه الظاهرة»، وإن «غَضَب المواطنين يجب أن يصب على هؤلاء»، ولم يُخف العثماني مسؤولية حكومته في ما يجري، مبرزًا أنها منكبة على «إنجاز مشاريع ذات بعد كبير، حيث وضعنا أولويات واضحة، وهي التعليم والصحة والتشغيل والحماية الاجتماعية، ودعم التنافسية الاقتصادية والمساعدة على التصنيع، ومحاربة الفساد».
وقال مصطفى الرميد، وزير حقوق الإنسان، إن السلاح لم يوجه للفتاة حياة بلقاسم، وإنما وجه إلى قائد الزورق الذي يحمل الجنسية الإسبانية، وأوضح الرميد الذي كان يتحدث في برنامج تلفزيوني على قناة «ميدي 1 تي في» شبه الرسمية، مساء السبت، أن «السلاح لم يوجه إلى مهاجرين ، السلاح وجه لشخص أجنبي يقوم بخرق المجال البحري الوطني، ذهابًا وإيابًا، لمرات عديدة، وأصبح محل تداول في كثير من المجالات، وأصبح الموضوع يثير استفهامات، هل لدينا في المغرب قوات أمنية؟ هل لدينا قوات مسلحة قادرة على أن تردع هذا الغازي؟».

انسداد الأفق

وكشف الرميد أنه، كوزير لحقوق الإنسان، أجرى اتصالات مع المسؤولين، وتم التأكيد له «على أن الأمر يتعلق بزورق سريع جدًا، وسرعته تفوق المألوف من الزوارق، تحدى المجال البحري المغربي مرارًا، وكان لا بد من مواجهته»، قبل أن يضيف «والذي يؤكده المسؤولون هو أن الشخص الذي استعمل السلاح لم ير الضحية»، وقال: «هل كانت هذه القوات ترى المرحومة حياة أو من هم معها ووجهت لها الرصاص؟».
وقال: «هذا شخص (قائد الزورق) يتحدانا كمغاربة، وكيدير (يفعل) في مجالنا البحري ما يشاء، يدخل ويخرج، إذن هنا السؤال: هل كان من حق القوات المعنية أن تواجه فعل هذا الشخص بالحزم الضروري أم لا؟ لا يمكن لمغربي أن يقول: ماخصش (لا يجب) يكون الحزم».
وقالت نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، إنها تتألم لحادث مقتل الطالبة حياة بلقاسم، وإن ما أدى بحياة وبغيرها من الشباب إلى التفكير في مغادرة المغرب هو «انسداد الأفق»، وأن المغرب في حاجة إلى انفراج سياسي، قائلة: «بلادنا في حاجة إلى انفراج سياسي، وتعاقد سياسي جديد وقوي بين القوى السياسية والمؤسسة الملكية لبناء الملكية البرلمانية، ودولة الحق والقانون، وتطبيق مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة»، وقالت إن المغرب لم يعرف قط انتخابات نزيهة، ولذلك فلا وجود للديمقراطية في المغرب، وإنما هناك «ديمقراطية الواجهة».

العثماني: المغرب في صراع مع شبكات هجرة قوية عابرة للحدود لتهريب البشر والمخدرات والأسلحة

محمود معروف

موريتانيا: المواطنون يتوقعون تعديلات دستورية تسمح للرئيس بتولي فترات رئاسية جديدة

Posted: 30 Sep 2018 02:25 PM PDT

نواكشوط – «القدس العربي»: يترقب الموريتانيون بفارغ الصبر عقد البرلمان الموريتاني اليوم لأول جلسة له بعد اكتمال انتخابه، فيما يتوقع الكثيرون منهم وخاصة معارضي النظام، أن يستغل الرئيس أغلبيته البرلمانية المريحة لإجراء تعديل دستوري قبل انتخابات 2019 يسمح له بتولي فترات رئاسية أخرى.
وتمكن التعديلات الدستورية التي صودق عليها في استفتاء أغسطس/آب 2017، الرئيس الموريتاني من تمرير أي تعديل دستوري يرغب فيه عبر الجمعية الوطنية ذات الغرفة الواحدة.
وفي هذا النطاق تحدثت مصادر متابعة لهذا الشأن عن احتمال قيام الرئيس بمقايضة سياسية مع معارضيه تتم بموجبها مراجعة سن الترشح للرئاسة لفائدة كل من أحمد ولد داده ومسعود ولد بلخير الطامحين لها، مقابل فتح أقفال المأموريات في الدستور للسماح له هو بتولي مأموريات أخرى بعد ولايتيه المنتهيتين منتصف يونيو/حزيران من العام المقبل.
ومع أن الرئيس ولد عبد العزيز سبق أن أكد مرات عدة عدم نيته تعديل الدستور فقد فهمت المعارضة من تصريحات أخيرة له خلال الحملة الانتخابية أنه ينوي استغلال أغلبيته في البرلمان للتوصل لتعديل يتيح له البقاء في السلطة.
وحذرت المعارضة الموريتانية في بيانها الأخير مما سمته «العبث بدستور البلاد من أجل مأمورية ثالثة، خدمة لنزوات وطموحات شخصية غير مشروعة».
وأكدت المعارضة «أن الطريق الوحيد الضامن لاستقرار البلد ووحدته، يمر حتمًا بالتوجه إلى انتخابات توافقية، تضمن التناوب السلمي، والانتقال السلس للسلطة بين رئيس منتخب يعترف الجميع بفوزه، ورئيس منصرف تصان كرامته واحترامه».
وفي معالجة لموضوع التناوب المطروحة حاليًا، أكد المدون البارز محمد الأمين ولد الفاضل «أن موريتانيا لم يعد يفصلها إلا ثمانية أشهر و22 يومًا عن الانتخابات الرئاسية التي يُفترض تنظيمها حسب الآجال الدستورية في يوم 15 يونيو/حزيران 2019، وهذه فترة قصيرة جدًا، قد لا تكون كافية للتحضير الجيد للانتخابات الرئاسية، لمن بدأ من اليوم، خصوصًا إذا ما تعلق الأمر بمعارضة لم تُعرف في السابق بالانسجام التام، ولا بالجاهزية، ولا بالقدرة على اتخاذ القرارات في التوقيت المناسب».
وقال: «صحيح أننا اليوم نعيش وضعية مربكة ومفتوحة على جميع الاحتمالات، ولكن ذلك يجب ألا يقف ضد التحضير الجيد للانتخابات الرئاسية، وعلى المعارضة أن تشتغل من الآن على جبهتين اثنتين، أولاهما الوقوف بقوة ضد هذه الحملة الظالمة التي أطلقها النظام ضد الإسلاميين، والتي بدأت بإغلاق مؤسسات علمية تابعة للشيخ محمد الحسن الددو، فلا بد من وقوف المعارضة مجتمعة ضد هذه الحملة، ولا بد من ردود أفعال مدروسة وفعالة لوقف هذا المسار التأزيمي الذي قرر النظام أن يُدخل فيه البلاد».
«هذه الحملة التي أطلقها النظام قد تكون مستمرة، يضيف الفاضل، وقد يكون الهدف منها هو تأزيم الأوضاع لبقاء الرئيس ولد عبد العزيز في الحكم بهذا الشكل أو ذاك، وذلك هو غالب الظن، ولكن هذه الحملة يمكن أن تكون أيضًا مجرد حملة مؤقتة الهدف منها هو إشغال المعارضة، وخاصة حزب «تواصل» الذي كان حضوره قويًا في الانتخابات الأخيرة، ثم إشغالها عن التحضير الجيد للانتخابات الرئاسية المقبلة، وذلك في وقت يكون فيه النظام يحضر وبشكل جيد، ومن وراء ستار، لتلك الانتخابات، وبذلك سيضمن فوزًا سهلًا على المعارضة».
وشدد ولد الفاضل التأكيد على «أنه يكون بإمكان المعارضة أن تكون منافسًا قويًا في انتخابات لم تحضر لها بشكل جيد، ولو أن النظام قرر أن ينظم الانتخابات الرئاسية غدًا أو بعد غد لوجدت المعارضة نفسها في موقف حرج لا تحسد عليه». وقال: «أما الجبهة الثانية أو الملف الثاني الذي على المعارضة أن تشتغل به، إضافة إلى الوقوف ضد الحملة التي أطلقها النظام ضد الإسلاميين، هو ملف الانتخابات الرئاسية، ولن تحقق المعارضة أي إنجاز على مستوى هذا الملف، إذا لم تبدأ من الآن في التحضير الجيد لذلك الملف بتشكيل جبهة قوية قادرة على الوقوف ضد مشاريع التمديد إذا ما قرر الرئيس أن يمدد لنفسه، وقادرة في الوقت ذاته على كسب الانتخابات الرئاسية، إذا ما قرر الرئيس أن ينظمها في موعدها أو قبل موعدها».
وفي معالجة أخرى، أكد الإعلامي المعارض محمد محمود بكار «أن الوقت حان لتقرر المعارضة ماذا ستفعل في وجه لعبة الرئيس وهي تواجه الفرصة الأخيرة في أن تختبر قوتها واتحادها لجلب التغيير للبلد وطرد ثلاثين سنة من الحكم المتعفن».
«إن على المعارضة، يضيف بكار، وهي تتطلع لتغيير محتمل ووارد أن تتحاشى الدخول في أي جدال أو أو نقاش أو حوار مع الأغلبية يكون هدفه لا محالة التأثير على الحزم والجدية إزاء الانتخابات المقبلة، وأن تدخل دون تأخير بدلاً من ذلك في التحضير لانتخابات 2019 بقوة التخطيط والبصيرة».
وحدد أولويات للمعارضة وهي «وضع برنامج وطني ومعايير اجماعية لمرشح الرئاسيات كمرشح للتغيير واختياره في أقرب الآجال، والحصول على ممثلين لتغطية جميع مكاتب التصويت من المتعلمين، والأولوية الثالثة الدخول في ارتباط مهني مع اللجنة المستقلة للانتخابات وتحديد مسار واضح وفق القانون لتسيير العملية برمتها وتحمل المسؤوليات الكاملة حيال أي نقص أو خرق ومساعدتها بحشد التأييد من المجتمع الدولي وشركاء البلد بالضغط في اتجاه تحقيق الشفافية».

موريتانيا: المواطنون يتوقعون تعديلات دستورية تسمح للرئيس بتولي فترات رئاسية جديدة
المعارضة تستبق وتحذر من «العبث بالدستور خدمة لنزوات شخصية»

مصر تشرع في وساطة «الفرصة الأخيرة» وتبحث مقترحات جديدة للمصالحة مع حماس في القاهرة وفتح تناقشها في رام الله

Posted: 30 Sep 2018 02:24 PM PDT

غزة – «القدس العربي»: على مدار ثلاثة أيام بدأ أولها أمس، يعقد المسؤولون في جهاز المخابرات العامة المصرية، مع وفد قيادي رفيع من حركة حماس، وصل القاهرة قادما من غزة والخارج، مباحثات للتوصل إلى نقاط مشتركة مع حركة فتح، من خلال «خطة تقارب» قدمتها مصر مؤخرا لإنجاح المصالحة، في عملية تعد «الفرصة الأخيرة»، تريد من خلالها مصر عدم وصول الخلاف الى «نفق مظلم».
ووسط حالة ترقب كبيرة في الشارع الغزي، لنتائج تلك المباحثات، بعد توقف لنحو شهر، شرع المسؤولون المصريون وقادة حركة حماس، في بحث المبادرة الجديدة التي قدمها الوفد الأمني المصري الذي زار قطاع غزة يوم السبت قبل الماضي، لقيادة حماس، وتشمل خمس نقاط أساسية.
وحسب مصادر فلسطينية مطلعة، فإن المقترح المصري الجديد، جاء في أعقاب تباعد وجهات النظر بين فتح وحماس، حول كيفية تطبيق باقي بنود اتفاق المصالحة، وبالأخص عملية تمكين الحكومة.
وتشمل المقترحات استيعاب الموظفين المدنيين الذين عينتهم حركة حماس، وصرف 50% لهم من الراتب، لحين انتهاء اللجنة الإدارية المكلفة بدمجهم من عملها، إضافة إلى تسلم الحكومة الجباية من غزة.
وتنص المقترحات الجديدة كذلك على استلام لجنة مختصة ملف الأراضي الحكومية في القطاع، وكذلك إيكال مهمة الإشراف على ملف القضاء إلى أحد الكفاءات، والتحضير لتشكيل حكومة وحدة وطنية، توكل لها مهمة إجراء الانتخابات.
وستكون هذه المباحثات هي الفرصة الأخيرة، قبل لجوء السلطة الفلسطينية في حال استمرار تعثر تطبيق المصالحة، لاتخاذ «إجراءات» جديدة تجاه حركة حماس، من أجل «تقويض» حكمها في غزة، قد تشمل وقف دفع الموازنات التشغيلية للوزارات العاملة هناك، وهو أمر أشار إليه بشكل مباشر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ملوحا بتحميل حماس مسؤولية قطاع غزة كاملا.

حماس ترفض

وفي هذا السياق أكد محمد اشتية عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، وعضو وفدها في حوارات المصالحة، أن الجانب المصري أبلغنا برفض حركة حماس لورقة فتح التي قدمت سابقا لتطبيق الاتفاق، مشيرا إلى أن ذلك الوقف لم يكن مفاجئا للحركة.
وأشار خلال مقابلة مع تلفزيون فلسطين الرسمي، إلى أن رد فتح على الورقة المصرية «كان إيجابيا»، لافتا إلى أن فتح لا تريد اتفاقيات جديدة أو وسطاء جددا، بل تريد استكمال مسار المصالحة من حيث انتهى، حين تفجير موكب رئيس الوزراء رامي الحمد الله، ورئيس المخابرات العامة ماجد فرج، وتنفيذ اتفاق 12 اكتوبر/ تشرين الأول 2017.
وكشف المسؤول في حركة فتح أن الجانب المصري تقدم بعد ذلك بمقترح جديد لحل الخلاف، وقد جرى نقاشه مع الرئيس عباس بعد عودته أول من أمس السبت من اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة,
واتهم اشتية حركة حماس بالبحث عن «تقاسم وظيفي»، وقال إن ذلك الأمر «مدمر ولا يمكن أن يتم ولن تقبله فتح». وأضاف «ورؤيتنا للمصالحة تتمثل في شرعية واحدة وقانون ورجل أمن واحد والموضوع لا يمكن تقسيمه».

إنهاء الانقسام

وقال حسام بدران عضو المكتب السياسي لحركة حماس، إن وفد الحركة سيستكمل في القاهرة الحوارات والنقاشات في مختلف القضايا التي تهم الشعب الفلسطيني.
وأضاف وهو عضو في وفد حماس للمصالحة «متفقون مع الغالبية من القوى والفصائل الفلسطينية على منهجية إنهاء الانقسام اعتمادا على اتفاقية2011 وما بعدها»، مؤكدا أن «المصالحة والوحدة الوطنية قرار ثابت ودائم لحركة حماس».
واتهم بدران فتح بـ «التفرد في القرار الفلسطيني واعتماد إقصاء الآخرين، والتهديد بوقف مساعي التوصل للوحدة الوطنية»، كما اتهم فتح بـ «تعطيل كل الجهود السابقة؛ وفي مقدمتها الدور المصري». وشدد على أن رفع المعاناة عن قطاع غزة يعتبر «مهمة وطنية عاجلة لا تحتمل التأخير والمماطلة»، مشيرا إلى التحرك في هذا المسار ميدانيا وسياسيا على قاعدة تثبيت وقف إطلاق النار عام 2014 في إطار الشراكة الكاملة مع مختلف مكونات الشعب الفلسطيني.
وحسب المصادر، فإن مسؤولي حماس، برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي صالح العاروري، سيبحثون في مصر أيضا سبل التخفيف عن قطاع غزة، بما في ذلك مباحثات عقد التهدئة التي توقفت قبل أكثر من شهر، بسبب اعتراض القيادة الفلسطينية، على المباحثات التي أجريت في القاهرة دون مشاورتها.
ويتردد أن مصر ستقدم تعهدا بالتسهيل من طرفها كثيرا عن قطاع غزة، بما في ذلك وضع آلية جديدة لعمل معبر رفح الذي يتنقل منه سكان غزة من وإلى القاهرة بصعوبة، إضافة إلى تسهيل حركة البضائع الموردة للقطاع، وسيكون ذلك ضمن «خطة مؤقتة» للتخفيف ومنع تدهور الأوضاع في غزة، لمنع الانفجار أو وقوع صدام مسلح، لحين التوصل إلى حل شامل، وتطبيق ما جرى التوافق عليه في مباحثات التهدئة التي أجريت قبل أسابيع، وتنص على التوصل إلى اتفاق متدرج.
وكان عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كايد الغول، قد قال إن مصر تعتزم اتخاذ الخطوات اللازمة للتخفيف عن المواطن الفلسطيني، بغض النظر عن نتائج حوارات القاهرة. وأكد الغول الذي التقى هو وقيادة تنظيمه قبل أيام بمسؤولي المخابرات المصرية، أن القاهرة ستركز على مشاريع حيوية في غزة لا تؤدي إلى فصلها عن الضفة الغربية.
وأشار إلى أن وجهة القاهرة تركز على زيادة كميات الكهرباء الموردة لقطاع غزة من الجانب المصري، وبناء خزانات وقود كبيرة لصالح محطة توليد الكهرباء، وإقامة محطات لتحلية المياه، لافتا إلى أن هذه المشاريع تحظى بموافقة من السلطة الفلسطينية.

مصر تشرع في وساطة «الفرصة الأخيرة» وتبحث مقترحات جديدة للمصالحة مع حماس في القاهرة وفتح تناقشها في رام الله
تشمل 5 نقاط تتحدث عن «تمكين» الحكومة والموظفين والجباية والقضاء وسلطة الأراضي
أشرف الهور:

عجز في الأطباء يصل إلى 60 ٪ في المستشفيات والرأي العام محبط للتضارب بين ما يسمعه وما يراه في الخدمات المحلية

Posted: 30 Sep 2018 02:23 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي» : ركزت الصحف المصرية الصادرة يومي السبت والأحد 29 و30 سبتمبر أيلول على استعراض النشاطات والمقابلات التي قام بها الرئيس السيسي أثناء حضوره اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وعودته إلى القاهرة. وكذلك عن إعلان الرئيس الأمريكي لمشروع جديد لحل القضية الفلسطينية، وعن الخطة الأمريكية الجديدة لتكوين تحالف جديد موجه ضد إيران يضم مصر والسعودية والإمارات والكويت وقطر والأردن والبحرين وأمريكا، بدون توضيح للخطط التي ستنفذها مصر والسعودية والإمارات والبحرين مع قطر، وهل سيتم فتح الباب لحل الأزمة بينهما، خاصة مع زيارة ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان للكويت التي تقوم بدور الوسيط، وقد يتغير الوضع في الأيام المقبلة.
ويمكن القول إن الحكومة حققت إنجازا اقتصاديا مهما بإعلان وزير البترول طارق الملا أن مصر توقفت نهائيا عن استيراد الغاز المسال، ووفرت مليارين ونصف المليار من الدولارات، بعد تضاعف إنتاج حقل ظهر ستة أضعاف، ودخول حقول أتول ونورس وشمال الإسكندرية مرحلة الإنتاج، لكن المشكلة هنا في استمرار استيراد المواد البترولية الأخرى.
وكذلك إعلان وزير قطاع الأعمال عن خسائر بمئات الملايين يحققها عدد من شركات القطاع العام، أي توفير في جهة واستنزاف في جهة أخرى! واتهم الوزير الأنظمة السابقة بتعمد إهمال تطوير هذه المصانع وتجديد آلاتها. وأكد على أن عملية التطوير ستنقلها من الخسارة إلى الربح.
واتجه قسم كبير من المقالات والتحقيقات للذكرى الثامنة والأربعين لوفاة الزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر، وكلها تشيد به وبشعبيته الجارفة التي لا تزال مستمرة، ولم يتعرض لأي هجوم مثلما كان يحدث من عدة سنوات. أما الآن فإن هذه الهجمات لا تجد صدى لها على المستوى الشعبي، ولا تحقق مكسبا سياسيا لأي جماعة، إما لأن الجميع يعلمون أن الرئيس السيسي ميال إليه بشدة فيؤثرون السلامة بدلا من التصادم معه، ولوحظ انخفاض حاد في الحملات العنيفة التي تعرضت لها جماعة الإخوان المسلمين من فترة، ووصلت إلى حد غير مقبول بأنهم السبب في تفشي ظاهرة الإلحاد في مصر، وهي حملات شارك فيها بعض علماء الدين وسط دهشة من الجميع، لأن هذه حالة لا وجود لها إلا لدى بعض الشباب غير الجادين علي وسائل التواصل الاجتماعي، بينما الدنيا بخير.
ومن الأخبار الأخرى الواردة في صحف اليومين الماضيين، أن محكمة النقض ألغت أحكاما لمحكمة الجنايات بإدراج مئة وخمسة وأربعين متهما على قوائم الإرهابيين في القضية المعروفة بلجان العمليات النوعية لجماعة الإخوان المسلمين في محافظة الفيوم. كما اهتم كثيرون بالقضية الفلسطينية ومشروع ترامب الذي وعد فيه بحل الدولتين وما يقال عن الخلافات بين الرئيس عباس وحركة حماس ودور مصر الذي قال عنه في «اليوم السابع» حازم منير: «إن الحرص على الوحدة الفلسطينية والشعب الفلسطيني وكرامته يفرض دعمه بكافة السبل والأشكال لتفادي تقليل الآثار المترتبة على جرائم الاحتلال ويمكنه من الإعداد لمواجهة الاحتلال وجرائمه وهذا الدعم للشعب الفلسطيني، الذي يشكل في الوقت نفسه خدمة للقضية الفلسطينية والثوابت الوطنية لا يكون بإقصاء طرف لآخر، وتفرد طرف دون طرف بالقرار، وتوجيه البوصلة وشطب الآخرين، وإنما بالتعاون وتجميع كافة الطاقات والإمكانات التي يزخر بها شعبنا الفلسطيني وقواه الحية المجاهدة، ولهؤلاء وأولئك نقول إن مصر لم ولن تحاول فرض الوصاية يوما على الشأن الفلسطيني ولا على الفلسطينيين، ولكنها بحكم مسؤولياتها التاريخية لا تقبل التفريط في الثوابت العربية لأن الشعب الفلسطيني نفسه لن يقبلها وسرعان ما سيتغلب عليها». وإلى ما عندنا من أخبار متنوعة:

حكومة ومدارس وتلاميذ

ونبدأ بأبرز ما تهتم به الأغلبية وهو العام الدراسي الجديد ومشاكل التعليم، خاصة مع بدء تطبيق النظام الجديد وما حدث من زحام ووفاة تلميذ، وفي «أخبار اليوم» قالت هبة عمر: «كانت صور ومشاهد الفصول المكتظة بالتلاميذ في بداية العام الدراسي سببا في طرح عشرات التساؤلات بين الناس عن نوع وملاءمة التعليم الذي يمكن تقديمه وسط هذه الحشود ومع أخبار بناء المزيد من المدارس وتطوير مدارس أخرى، تظل هناك مدارس مزدحمة بتلاميذها فقيرة في إمكانياتها، وهي تحديدا التي تحتاج إلى رعاية حكومية وأهلية يساهم فيها كل القادرين، وهي جزء من المسؤولية الاجتماعية التي يتهرب منها كثيرون ممن يستثمرون لتحقيق أرباح طائلة في كل المجالات، ولا يدركون أن الربح الأكبر الذي يفيد الجميع بلا استثناء هو التعليم الجيد».

مقاومة التعليم

وفي العدد نفسه من «أخبار اليوم» قال جلال عارف: «بداية العام الدراسي قبل أسبوع كانت موعداً مع بدء المراحل الأولى لمشروع إصلاح التعليم الذي تم اعتماده ورصد الاعتمادات المالية اللازمة له وبدلا من متابعة موضوعية للجزء الخاص بالتطوير، وجدنا مواقع التواصل تشتعل بصور تكدس الأطفال، وعدم وجود مقاعد لهم في المدارس، والزحام الذي أدى لوفاة طفل، إلى آخر هذه المشاهد التي ردّ عليها وزير التعليم مستنكراً ما اعتبره حملة مدبرة لإحباط برنامج التطوير، ومدللا على ذلك بأن بعض الصور كانت من مدينة كربلاء في العراق وليس من مصر، وأن بعض الشائعات عن عدم وجود «‬التابلت» يكذبها وصول مئة ألف جهاز إلى مطار القاهرة، وأذيع نبأ وصولها على الهواء مباشرة. كما أكد الوزير ونحاول أن نعيد الأمور لأصولها. الإحصائيات الرسمية تقول إن العام الدراسي الجديد شهد 471 مدرسة ابتدائية و285 مدرسة إعدادية جديدة، وهذا جيد لولا أن الإحصائيات تقول إن الأمر يحتاج لمضاعفة الجهد بصورة كبيرة لاستيعاب الفجوة بين ما نوفره للقادمين الجدد للتعليم والاحتياجات الواقعية، خاصة إذا كانت هذه الفجوة بين خيارين، استغلال التعليم الخاص أو الشارع، من الطبيعي أن يكون هناك من يقاوم أي خطط لإصلاح التعليم، لأن ذلك يضر بمصالحه الشخصية أو بتوجهاته التي تجد في التخلف مرتعا لنشر أفكاره، يعني ذلك أن «‬أصحاب السناتر» والحريصين على استمرار مملكة الدروس الخصوصية سيكونون بالطبع في صفوف مقاومة التعليم».

«السناتر» تتحدى النظام التعليمي الجديد

وعن «السناتر» وأصحابها نشرت «الأهرام» تغطية مهمة لبدء العام الدراسي في عدد من المحافظات ففي مدينة المنصورة أرسل إبراهيم العشماوي يقول: «مراكز الدروس الخصوصية «السناتر» في الدقهلية تتحدى النظام التعليمي الجديد، وتعلن زيادة الرسوم والتوسع في القاعات، هذه خلاصة جولات واتصالات مع أولياء أمور في عدد من مراكز وقرى المحافظة، والأدهى أن الظاهرة تتسع في الريف والقرى، التي كانت أخف وطأة حتى وقت قريب، وقد قامت الأسر بحجز مكان منذ وقت مبكر، وفي كل المراحل من الصف الأول الابتدائي حتى الثانوية العامة. من جانبه أكد علي عبد الرؤوف وكيل وزارة التربية والتعليم في الدقهلية أنه سيتم التخلص من الدروس الخصوصية في المنظومة التعليمية الجديدة، فالطلاب الذين سيحصلون على دروس خصوصية، سيرون أن الامتحانات جاءت خارج المنهج والمديرية تقف ضد هذه الظاهرة بقوة، وتم التنبيه إلى عدم السماح بخروج المدرسين أثناء اليوم الدراسي والإبلاغ عن أسماء المدرسين أصحاب مراكز الدروس الخصوصية، واتخاذ كل الإجراءات القانونية ضد أصحاب المراكز وتشكيل لجان لمراقبة السناتر وضرورة غلقها. كما تم تفعيل مجموعات التقوية منذ بداية السنة الدراسية والإعلان عن أسماء المعلمين العاملين بها واختيار أفضل المدرسين للتدريس لجذب الطلاب. ومن كفر الشيخ أرسل علاء عبد الله يقول: انطلقت الدروس الخصوصية في مدن محافظة كفرالشيخ منذ بداية أغسطس/آب الماضي وقد بلغت المجموعة الواحدة لطلاب الثانوية العامة أكثر من 200 طالب وطالبة، بأسبقية الحجز الذي تم في أول يوليو/تموز الماضي، وأجرى المدرسون المشهورون اختبارات للطلاب قبل الموافقة على قبولهم في المجموعات بعد منحهم مذكرات، حيث يقبلون الطلاب الحاصلين على أكثر من 95٪ في هذا الاختبار، وهم يستعينون بمساعدين لهم من صغار المدرسين وطلاب كليات التربية والآداب والتربية النوعية والعلوم وصل عددهم لدى كبار المدرسين إلى 16 مساعدا».
ومن سوهاج أرسل مكتب «الأهرام» يقول: تحولت الدروس الخصوصية في سوهاج إلى ظاهرة واسعة الانتشار لدرجة أنه أصبح البحث عن مدرس خصوصي أو مكان في أحد «السناتر» أمرا صعب المنال. وفي القرى لا يختلف الأمر كثيرا عن المدن إلا قلة عدد «السناتر» حيث يقوم الطلبة والطالبات بتكوين مجموعات مع بعضهم بعضا لأخذ الدروس في المكان الذي يستقرون على اختياره وتتميز بالسعر الأقل للحصة الواحدة مقارنة بالمدن».

اختلال الموازين

وفي العدد نفسه من «الأهرام» أثار فاروق جويدة تفشي ظاهرة العنف بين التلاميذ الصغار ووفاة أحدهم تحت الأقدام وقال: «حزنت كثيراً للطفل الصغير الذي داسته أقدام زملائه في اليوم الأول لدخول المدرسة. إن ابن التاسعة الذي سقط وهو يتجه إلى الفصل في محافظة الدقهلية قصة من قصص العنف الذي نشاهده كل يوم، حين يغيب النظام والسلوك السليم يتعامل الأطفال بهذه الوحشية، وحين يكون فكر المجتمع هو العضلات يسقط أصحاب العقول تحت الأقدام ويموت الضوء وتنتصر الخفافيش. كان ينبغي أن يدخل التلاميذ الفصل فرداً فرداً وأن يتجه الطابور من ساحة المدرسة إلى الفصل أمام المشرفين على طابور الصباح، وكان من الضروري أن تكون هناك ضمانات لحماية الأطفال الصغار أمام اندفاع وجنون الأطفال الكبار، إن ما حدث لهذا التلميذ يعكس فكر مجتمع اختلت فيه موازين الأشياء، إذ أن الأقوى هو الأقدر والفكر بالأقدام وليس بالأقلام كما قال يوما كاتبنا الراحل توفيق الحكيم انه زمن الأقدام وليس زمن الأقلام».

إبحثوا عن وزير

أما أبرز ما نشر عن قضية التعليم فكان من نصيب محمد السيد صالح رئيس تحرير «المصري اليوم» السابق، فقد شن هجوما عنيفا على وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي وطالبه بترك منصبه والاكتفاء بمنصب مستشار رئيس الجمهورية، واتهمه بالتسبب في تبديد المليارات من الجنيهات لشراء أجهزة تابلت من شركة سامسونج بدلا من شرائها من المصانع الحربية، ما يعكس أيضا عدم رضا وزير الدولة للإنتاج الحربي اللواء محمد العصار، الذي يتبع وزارة الدفاع ومما قاله: «أقول إنني غير متحمس لأداء الوزير، قد يكون صاحب فكر ورؤية، قد تكون خطته هي «الترياق» لهذا التعليم المسمم، لكنه ليس أهلاً لتنفيذ هذه الفكرة حتى لو كانت فكرته هو في دولة مركزية مثل مصر، فإن منصب الوزير مع وزارة جماهيرية يحتاج لياقة وذكاء اجتماعيا وتواضعا. الوزير يليق به أحد المناصب الاستشارية الرئاسية ليخطط للتعليم، لكنه في المنصب التنفيذي غائب عن الصورة تمامًا، أداؤه وتصريحاته ومداخلاته في الأزمات الأخيرة تؤكد ذلك، انتشار وباء الدروس الخصوصية وإغلاق فصول الشهادات العامة في جميع المدارس وخصوصًا الثانوية العامة، وتحول الطلبة والمدرسين لـ«سناتر» الدروس الخصوصية، دليل إضافي لن ينفع مع هذا الواقع الذي ترصده تقارير الأجهزة السيادية والرقابية، بيانات الوزارة من أن العملية التعليمية منتظمة بنسبة 96٪ لن يجدي معها التبشير بتعميم «التابلت» بعد أسابيع معدودة. نحتاج إلى وزير حقيقى للتعليم قادر على التعاون والتنسيق مع باقي أجهزة الدولة لإعادة الهيبة والاحترام للعملية التعليمية. أعتقد أن ما أقوله من دعائم الأمن القومي، ولابد أن تنتبه «الرئاسة» والحكومة لذلك، لا تستهينوا بما يجري على الأرض، لا تصدقوا أن الأمور على ما يرام، وأننا سنكون أفضل مع توزيع الملايين من أجهزة التابلت التي تنتجها «سامسونغ» وليس مصانع «الإنتاج الحربي» وبميزانية مليارية وبالديون. لن نكون أفضل في ظل وزير مفكر لكنه بدون قدرات إدارية إبحثوا عن وزير حقيقي ينفذ خطة طارق شوقي».

طارق شوقي يرد

وقد رد الوزير طارق شوقي على الانتقادات التي تعرض لها في مؤتمر صحافي قال فيه نقلا عن محمود حافظ ومنى إسماعيل ومحمد زين الدين في «الجمهورية»: «مشكلة الكثافة قديمة وسوف تستمر لمدة 10 سنوات وتحتاج 100 مليار جنيه والميزانية المتوفرة 5 مليارات، النظام الجديد سار بكفاءة 85٪ وفقا للتقارير الميدانية لـ27 قيادة من الوزارة تم تكليفهم على الأرض في 27 محافظة، مؤكدا أن 5 ملايين ولي أمر أعربوا عن رضاهم بالنظام الجديد».

حكومة جباية لا حكومة إنجازات

ومن وزير التربية والتعليم إلى رئيس الوزراء الذي قال عنه في «الوطن» حازم منير معبرا عن رضاه عنه: «الأداء الحكومي خلال الأيام القليلة الماضية جاء مختلفاً، بجولات رئيس الحكومة في عدد من المحافظات، أعاد لجهاز الدولة حيوية ونشاطاً كان مفتقداً لفترة وتسبب في خمول الأداء، وتراكم المشاكل، وأصاب الرأي العام بإحباط للتضارب السائد بين ما يسمعه وما يراه في الخدمات المحلية. اللافت اختيار رئيس الحكومة لمحافظات الصعيد بداية جولاته الميدانية، واللافت أيضاً تركيزه على المشروعات التنموية والخدمية، في إشارة لحقيقة اهتمامات المرحلة المقبلة، ومن بينها رد الاعتبار لجنوب الوادي الذي غرق في دوامة النسيان لسنوات طويلة، تركت آثارها السلبية على الإقليم، والحال أن الحكومة في مسيس الحاجة لاستعادة ثقة الرأي العام بعد أن تحول رأي الناس فيها إلى أنها حكومة جباية وليس إنجازات، فمهما كان حجم نجاحاتك على مستوى الاقتصاد الكلي للبلاد، فإن عدم انعكاس ذلك على مستوى الخدمات المحلية ومستوى حياة المواطنين لا يؤدي إلى ثقة الناس بك».

تجاوز المربع الأول

«ما سمعه سليمان جودة في «المصري اليوم» من الوزير هشام توفيق، خلال اتصال تليفوني منه، يشير إلى أنه عندما أدى اليمين الدستورية أمام الرئيس في 14 يونيو/حزيران الماضي، وزيراً لقطاع الأعمال، كان يؤديه مستنداً إلى شيئين اثنين، أولهما اهتمام مبكر عنده بقضايا القطاع، وثانيهما رغبة قوية لديه، في البناء فوق ما تم من قبل في الطريق ذاته، بدلاً من البدء من عند المربع الأول. أما الاهتمام المبكر، فكان من خلال كتابات كثيرة عن شركات قطاع الأعمال، وكيف يمكن إن تعود رائدة في مجالها، وبالذات شركات الغزل والنسيج.. وهو يذكر أنه كتب صفحة كاملة عن القطن المصري في «الأهرام» عام 1996، وكان فيها يضع على الورق برنامج عمل، يرى أنه قادر على إن يستعيد عرش صناعة القطن وزراعته معاً، وما كان يكتب عنه في ذلك العام، وقبل ذلك العام، ثم بعده، أصبح مسؤولاً عنه.. ومما فهمته من حديثه التليفوني أنه يملك خطة مداها الزمنى من 24 إلى 30 شهراً، يستطيع بها ملف الغزل والنسيج إن ينتقل إلى حالة، لا علاقة لها بالحالة الراهنة البائسة.. والأيام بيننا. أما الرغبة القوية في البناء فوق ما كان، فلأنه يعرف إن إصلاحاً كان قد بدأ في شركات قطاع الأعمال، عام 2008، على يد الدكتور محمود محيي الدين، ولأن 25 يناير/كانون الثاني جاءت فاعترضت خطوات ذلك الإصلاح، وأحدثت فيها نوعاً من القطيعة، ولأنه كوزير مسؤول عن الموضوع في حكومة الدكتور مصطفى مدبولي، يؤمن بفكرة التراكم في العمل العام، ويريد أن يعمل بها فيبني فوق ما أقام محيي الدين يقول إنه قضى مئة يوم في الوزارة، يدرس مشاكل القطاع، مشكلة وراء مشكلة، بحضور أطرافها جميعاً، ويمنح اهتماماً خاصاً إلى 48 شركة خاسرة، ثم اهتماماً أخص إلى 26 منها، ويرغب في إن يمحو عنها عار الخسارة المتوالية التي جعلت شركة واحدة.. نعم شركة واحدة.. تخسر ملياراً من الجنيهات في عام، وتنام على ديون قدرها أربعة مليارات جنيه. قطاع في هذا الوضع المحزن في الكثير من شركاته، يظل في حاجة إلى معجزة، لن تهبط عليه ولا علينا من السماء، فزمان معجزات السماء التي تتنزل على البشر ولّى وانقضى، وأصبح مكانها هو على الأرض، وليست معجزات الأرض في حاجة إلى شيء، قدر حاجتها إلى ناس يؤمنون بالعلم، ويأخذون به، ويجعلون العلماء في مواقع المسؤولية. وقد درس هشام توفيق الماجستير في إدارة الأعمال، ولأنه يستلهم دراسته في عمله، فهو يرى أنه ليس فقط مسؤولاً عن 214 ألف عامل في 121 شركة تتبعه، ولكنه مسؤول قبل ذلك.. عن أداء كل واحد فيهم، وعن إن يمثل الأداء في كل حالة إضافة إلى الإنتاج، ثم إلى اقتصاد البلد.. إنه يراهن ونحن معه نفعل الشيء نفسه».

كاريكاتير

أما السر في نشاط رئيس الوزراء فقد اكتشفه الرسام مخلوف في «المصري» اليوم بمناسبة احتفال البعض باليوم العالمي للقهوة، إذ قال إنه كان يسير في أحد الشوارع فشاهد اثنين يقول أحدهما للثاني وهو يشير إلى «كنكة» قهوة كبيرة فوق النار: باعملها للحكومة يمكن تركز.

مستشفيات ومرضى

وإلى المستشفيات والمرضى ومقال أسامة سلامة في مجلة «روز اليوسف»: «عندما قالت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة إن لدينا عجزًا في الأطباء يصل إلى 60٪ في مستشفيات وزارة الصحة، كانت تشير بقصد أو بغير قصد إلى كارثة ضخمة، فالرقم الذي أعلنته قد يؤدي إذا لم نحل المشكلة إلى وجود مرضى بلا أطباء، وهو ما يحدث فعليًا الآن في بعض الحالات، فالمريض قد يذهب إلى مستشفى وفي الطوارئ لا يجد طبيبًا يكشف عليه، لأن عدد أطباء الطوارئ قليل وكلهم مشغولون بحالات أخرى يعالجونها، وأهل المريض يصرخون ويتهمون المستشفى والأطباء بالتقصير، والحقيقة أن الأطباء يبذلون أقصى جهد، ولكن عددهم لا يكفي للكشف على كل الحالات وعلاجها. هذه الصورة القاتمة تتكرر في تخصصات عديدة أبرزها في جانب الطوارئ، التخدير والرعاية المركزة والحضّانات، وهي الأقسام التي تعاني من نقص كبير في الأطباء، وهي تخصصات يهرب منها الأطباء رغم أهميتها، لأنهم يعانون من ضغوط كبيرة خلال عملهم، مثلًا طبيب الرعاية في مستشفيات وزارة الصحة يحصل على 45 جنيهًا في «النبطشية»، التي تمتد 12 ساعة، وإذا أكمل ساعات أخرى يحصل على 30 جنيهًا، أي أنه يمكن أن يعمل 18 ساعة مقابل 75 جنيهًا، وفي المقابل فإن قيمة «النبطشية» المماثلة في المستشفيات الخاصة تصل إلى 500 جنيه وفي بعض المستشفيات الكبرى تصل إلى 1000 جنيه».

الحالات الحرجة

لكن هذا لا يمنع من التذكير بإنجازات تتباهى بها الحكومة في مجال الصحة مثل، علاج عشرات الآلاف من أصحاب الحالات الحرجة من غير القادرين، بإجراء العمليات الجراحية لهم على نفقة الدولة، وتوفير الأجهزة الطبية المتطورة للمستشفيات العسكرية والجامعية، وعدد كبير من المستشفيات العامة وعلاج ملايين من المصابين بفيروس الكبد الوبائي، بل ستبدأ اليوم الاثنين خطة الحملة القومية للكشف على خمسة وأربعين مليون مواطن لمعرفة الأمراض المصابين بها وعلاجها مجانا، وقالت عنها في جريدة «البوابة» إيمان عبد القادر: «أكد الدكتور وحيد دوس رئيس اللجنة القومية للفيروسات الكبدية في وزارة الصحة في تصريحات لـ«البوابة» تقديم العلاج للمصابين في 9 محافظات وهي، بورسعيد والإسكندرية والقليوبية والفيوم والبحيرة ودمياط وأسيوط وجنوب سيناء ومطروح، وسيتناول فحص ما يقرب من 45 مليون شخص فوق سن 18 سنة. وتابع: «ليس هناك حد أقصى في أعمار الممسوحين، وهدفنا الوصول لجميع المرضى والمصابين وعلاجهم ونقوم حاليا بتحديث البروتوكولات العلاجية للتماشي مع الوضع العالمي للعلاج». مؤكدا أن القيادة السياسية لديها رغبة قوية في التخلص من المرض خلال فترة وجيزة وأضاف: «المرضى المنتكسون سنقوم بتحديث البروتوكولات العلاجية لهم حتى يتم شفاؤهم. وأوضح أن هناك بروتوكولا علاجيا للاطفال من عمر 12 عاما إلى 18 عاما».

بارقة أمل في سد النهضة

بارقة أمل في سد النهضة يتحدث عنها عماد الدين حسين في «الشروق»: «التطور الذي قد يشكل نقلة إيجابية في ملف سد النهضة إن هناك بدايات لتفاهم سياسي حقيقي بين قادة البلدان الثلاثة مصر والسودان وإثيوبيا ــ هذه العبارة قالها لي دبلوماسي عربي بارز مطلع على تطورات الملف. هو يرى أن هناك مشاكل لا تزال موجودة في الجزء الفني منذ بداية الأزمة، لكن الذي كان يجعلها شديدة التعقيد وتراوح في محلها هو غياب التفاهم السياسي أو الرغبة والإرادة في الوصول إلى حل. هذا الدبلوماسي سبق له إن خدم في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لمدة خمس سنوات. يضيف إن التطورات السياسية في إثيوبيا قد تقود إلى حلحلة ليس فقط في ملف سد النهضة، ولكن في مجمل منطقة القرن الإفريقي. هذا الدبلوماسي ــ المحب والعاشق لمصر ــ يقول إنه يتصور إن مصر وإثيوبيا سوف تتوصلان في نهاية المطاف إلى اتفاق يسمح لأديس أبابا، بأن تملأ سد النهضة في فترة تتراوح بين خمس وسبع سنوات، لكن بسيناريوهات مختلفة. بمعنى هذه الفترة قد تزيد إذا كان موسم فيضان نهر النيل شحيحا، وتقل إذا كان الفيضان كبيرا. لكن هل ستتأثر حصة مصر من مياه النيل في فترة ملء السد؟ الإجابة هي نعم، لكن التأثر سيكون مختلفا، بمعنى إن حصة مصر الرئيسية الت تصل إلى 55.5 مليار متر مكعب، قد لا تتأثر كثيرا، لكن الذي سيتأثر إلى حد ما هو الحصة التي تصل لمصر، من تلك التي لا تستطيع السودان أن تخزنها، وهذا الأمر محل نقاش بين البلدان الثلاثة، خصوصا بين مصر والسودان. سألت الدبلوماسي: وهل سيكون لمصر وجود على مستوى الخبراء في مراقبة تشغيل السد؟ أجاب بقوله، المفترض أنه سيكون هناك وجود لخبراء مصريين وسودانيين خلال فترة ملء السد. وتسعى القاهرة إلى إن يكون لها وجود دائم في مراقبة عمل وتشغيل السد، لكن إثيوبيا لا تزال ترى إن ذلك قد يمس سيادتها. قلت للمسؤول العربي البارز: ولكن اجتماع وزراء الري في البلدان الثلاثة الذي عقد قبل أيام في أديس أبابا، لم يسفر عن أي تقدم. هو أقر بذلك ولكنه عاد للسطور الأولى من هذا المقال، حينما قال إن التنسيق بين قادة الدول كفيل بالتوصل إلى صيغة سوف ترضي الجميع. في تقديره إن على مصر ألا تركز فقط في علاقتها بإثيوبيا والسودان على ملف سد النهضة، بل أن تسعى إلى تنويع علاقاتها، خصوصا مع إثيوبيا في جميع المجالات. في تقديره إن التطور الأبرز الذي حدث في الشهور الأخيرة هو فكرة التعاون بين البلدان الثلاثة في ملفات وموضوعات وقضايا أخرى غير سد النهضة. على مصر من وجهة نظر هذا الدبلوماسي «ألا تضع كل بيضها في سلة واحدة»، أي سلة سد النهضة، خصوصا إن مجالات التعاون بين البلدان الثلاثة متنوعة ومتاحة، وأي جهد سيظهر وبسرعة، والأهم سيشعر به مواطنو الدول الثلاث. الدبلوماسي يقول إنه ليس معنى كلامه إن «كل الأمور تمام وزي الفل». هناك صعوبات ومشاكل بعضها متراكم منذ سنوات طويلة، وتحتاج إلى وقت وجهد وإرادة صلبة من قادة الدول الثلاث، وكبار المسؤولين فيها. هو متأكد من رغبة الرئيس عبدالفتاح السيسي في التوصل إلى حل حقيقي لكل المشاكل. ورأيه إن خطاب السيسي أمام البرلمان الإثيوبى قبل أكثر من عامين، ترك أثرا طيبا لدى الشعب الإثيوبي، الذي كان جانب كبير منه يتشكك في جدية مصر للتقارب والتعاون. على مصر ــ من وجهة نظر هذا الدبلوماسي ــ أن تستمر في خطها القائم على التعاون، خصوصا إن هناك متغيرا مهما بدا يظهر في الصورة، وهو الدور السعودي والإماراتي البارز في ملف تهدئة المشاكل في القرن الإفريقي، والمصالحة الكبرى بين إثيوبيا وإريتريا وجيبوتي والصومال.. هذه المصالحة قد تلعب دورا مهما في ملف سد النهضة إذا أُحسن استغلالها، لكنها من ناحية اخرى قد تزيد من تعنت الموقف الإثيوبي».

مشكلة العائدين

نظرا للظروف الاقتصادية الراهنة في دول الخليج، بدأ مصريون يعملون هناك منذ سنوات قليلة أو كثيرة، يعودون إلى الوطن نهائيا. هذه اللحظة آتية حتما. المصريون هناك كانوا يتوقعونها في ظل انخفاض أسعار النفط وهبوط مداخيله بشدة، بالإضافة إلى البطالة المتزايدة بين خريجي الجامعات من أبناء تلك الدول. كيف سيبدأ المصريون العائدون مرحلة جديدة من حياتهم. يتساءل فراج إسماعيل في «المصريون» حيث لا وظائف تنتظرهم في مصر ما عدا هؤلاء الذين أخذوا إجازات سنوية من أعمالهم. من المفترض إن يتجه العائدون إلى البزنس الخاص، لكن المتوقع إن الأموال التي عادوا بها لا تكفي. المعيشة في الخليج مكلفة وتستنزف جزءا كبيرا من الرواتب، خصوصا الذين كانت عائلاتهم برفقتهم، فليس أمام أبنائهم إلا التعليم الخاص وبمصاريف عالية، مع ما هو معروف من ارتفاع إيجار المساكن وفواتير الكهرباء والماء. لا أعرف كيف ستستوعبهم الدولة هنا في ظل الأحوال الاقتصادية الصعبة. فرص العمل بالكاد، إذا وجدت ستكون للشباب الذي انهوا تعليمهم ولم يجدوا وظائف داخل مصر، أو خارجها، رغم حصولهم على شهادات في الهندسة والطب والبزنس وغير ذلك من التخصصات الرفيعة. كان السفر للخليج أو العراق وليبيا ملجأ آمنا للمصريين، الذين ضاقت بهم المعيشة في مصر، ثم أصبحوا مصدرا للعملة الصعبة للاقتصاد المصري. حاليا الأمور لم تعد كما كانت. الخليج يشكو أزماته الاقتصادية والبطالة وعدم القدرة على تشغيل نسبة كبيرة من أبنائه. لم يعد هناك مجال للسفر إلى العراق أو ليبيا بسبب المشاكل السياسية والحروب والانقسامات. ربما يتساءل البعض.. لماذا تفرد مقالا لهؤلاء الذين وجدوا نصيبا من السفر والعمل والمال، وإذا واجهوا أزمة بعد العودة فهذه مسؤوليتهم لأنهم لم يحسبوا حسابا لذلك اليوم وأهدروا أموالهم التي حصلوا عليها، الأولى أن تكون مهموما بالمصريين الذين لم يسافروا ولم يجدوا وظائف في مصر، وأصبحوا جلساء المقاهي؟ عندهم جزء كبير من الحق.. لكن علينا أن ندرك إن هؤلاء العائدين محملون بخبرات كبيرة اكتسبوها من العمل في ظروف أفضل كثيرا من حيث النوعية والجدية والمواظبة والشفافية، وسيستفيد منهم الاقتصاد في الداخل في حال وجدوا الأوعية المناسبة التي تستوعب الأموال التي عادوا بها، ومن الممكن إن يتحولوا إلى مستثمرين صغار فيفتحوا بابا من فرص العمل لبعض العاطلين».

عجز في الأطباء يصل إلى 60 ٪ في المستشفيات والرأي العام محبط للتضارب بين ما يسمعه وما يراه في الخدمات المحلية

حسنين كروم

إضراب شامل في كل فلسطين ومسيرات شعبية على طرفي الخط الأخضر

Posted: 30 Sep 2018 02:23 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي» : في إطار الحملة لإسقاط قانون القومية العنصري وإحياء لذكرى هبة القدس والأقصى وتأكيد مركزية مدينة القدس، دعت فعاليات سياسية فلسطينية على طرفي الخط الأخضر لإضراب عام اليوم في كل فلسطين. وأوضحت لجنة المتابعة العربية العليا داخل أراضي 48 أنها اتخذت هذا القرار بالتشاور مع الفصائل الفلسطينية داخل الأرض المحتلة عام 1967، وقد وافقت عليه كل فصائل ومكونات الشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة ومخيمات اللاجئين وفي الشتات.
وأشارت المتابعة العليا، وهي الهيئة السياسية الأعلى داخل أراضي 48 الى أن المؤسسة الإسرائيلية تعرف انها ضبطت متلبسة بعنصريتها بعد سن القانون «فخرجت بلسان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لتحرض على مظاهرتنا الجبارة في تل ابيب في 11 اغسطس/ آب ثم استنطقت وزيرة القضاء شاكيد لتهدد المحكمة العليا إن هي أقدمت على إلغاء القانون بعد التماس لها علاوة على التحريض على الحراك الدولي ضد قانون القومية .
وتابعت في بيانها «نَفَسُنا طويل ولن نهدأ حتى يُلقى بقانون الابرتهايد في سلة المهملات».
وقال رئيس المتابعة العليا محمد بركة لـ «القدس العربي» إن المؤسسة الإسرائيلية تعرف من قتل وإن فلسطينيو الداخل أيضا يعرفون هوية القتلة» مشيرا إلى إقفالها ملف الجرائم معتبرة « القتلة مجهولين». وتابع بركة» «هنا وطننا.. هذا بيتنا.. العربية لغتنا ونحيي ذكرى شهداء هبة القدس والأقصى ونعمل من أجل إسقاط قانون القومية العنصري. حقوقنا في وطننا ليست منة من أحد إنما هي مشتقة من أننا أصحاب البلاد ولنا فيها ماض، حاضر ومستقبل».
كما قال إن «المؤسسة الإسرائيلية تعمل في مختلف الوسائل على ضرب قرار الإضراب العام بالتحريض المباشر وبتحريك زعانفها المختلفة وببث السموم من خلال الأسماء المستعارة وبالضغط والتهديد على قطاعات معينة من شعبنا وببث الأخبار التي تهدف الى خلق البلبلة حول الإضراب العام»، مؤكدا أن قرار الإضراب صحيح وردٌّ شعبي على قانون القومية وهو قرار الإجماع الوطني الشامل أحزابا وسلطات محلية ومؤسسات».
كما دعا بركة للمشاركة في المسيرة المركزية التي ستنطلق من قرب ضريح شهيد هبة القدس والأقصى في اكتوبر/ تشرين الأول عام 2000 في قرية جت في المثلث مساء اليوم الإثنين.
يشار الى أن إسرائيل فتحت النار على المواطنين العرب ممن تظاهروا في أكتوبر/ تشرين الأول 2000 احتجاجا على انتهاك رئيس حكومتها ارئيل شارون للحرم القدسي الشريف، فقتلت 13 شابا منهم وأصابت العشرات بالرصاص الحي. ولاحقا قالت لجنة التحقيق الرسمية في المجزرة (لجنة اور) ان الشرطة الإسرائيلية تتعامل مع المواطنين العرب كأعداء وتراهم عبر فوهة الأمن.

تجدد التراشق بين ليبرمان وبينيت حول غزة

في هذا السياق شن وزير التعليم الإسرائيلي، نفتالي بينيت (البيت اليهودي)، هجومًا على وزير أمن الاحتلال أفيغدور ليبرمان، معتبرًا أن سياسة الأخير في قطاع غزة فاشلة، وأن «اتفاقيات التهدئة انهارت». ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن بينيت قوله، «إنّنا في الأيام القليلة الماضية شهدنا النتائج الخطيرة التي جلبتها سياسة ضبط النفس وضعف وزير الأمن بمواجهة قطاع غزة… مزيد من ضبط النفس يؤدي إلى مزيد من الإرهاب».
وتابع وهو عضو المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية «الكابينيت» «ليس بهذه الطريقة تدار السياسات الأمنية، هكذا تبدو نتائج السياسات الفاشلة»، وتابع القول إن «ضبط النفس سيؤدي إلى تصعيد، وقد أدى إلى ذلك بالفعل».
وفي إشارة إلى جمهور الناخبين المشترك بين حزب «يسرائيل بيتينو» الذي يقوده ليبرمان و»البيت اليهودي» الذي يترأسه بينيت، قال الأخير إن «ناخبي اليمين يتوقعون مواجهة قطاع غزة بقوة وعدم التسامح مع الإرهاب الفلسطيني الخطير».
وحمّل بينيت ليبرمان مسؤولية تدهور الأوضاع، وقال إنه ترك أمن سكان الجنوب لتقديرات حماس. وأضاف» لقد حان الوقت لنقول الحقيقة: لقد انهارت اتفاقيات التهدئة بين ليبرمان وحماس».

يفاخرون بعدد الضحايا

في المقابل، فاخر حزب «يسرائيل بيتينو» بعدد الضحايا الذين سقطوا في صفوف الفلسطينيين في قطاع غزة، خلال أحداث يوم الجمعة الماضي»، معتبرًا أن القمع الوحشي لقوات الاحتلال في مواجهة المتظاهرين الفلسطينيين السلميين، هو «ترجمة لسياسات حازمة وقوية أثبتت نفسها». وقال إن «هجمات وزير التربية المتكررة على وزير الأمن تشير إلى الهستيريا والغيرة التي يعيشها». وتابع «من الأفضل أن يركز على إخفاقاته في النظام التعليمي ولا يتدخل في أمور تتطلب الخبرة والمسؤولية والرأي السديد».
وتابع «الوزير بينيت هو شريك كامل في قرارات الحكومة، وحتى عندما قرر أن يزعج نفسه في المشاركة في محادثات المجلس الوزاري المصغر حول غزة، لم يبد أبدا معارضة على سياسة الحكومة».
وتأتي الهجمات المتبادلة بين ليبرمان وبينيت، الذي يطمح بمنصب وزير الأمن، في ظل ترجيحات بأنه سيتم حل الكنيست مع بدء الدورة الشتوية قريبا، والتوجه إلى انتخابات برلمانية مبكرة، وذلك على خلفية «قانون التجنيد»، في ظل استبعاد إمكانية التوصل الى صيغة توافقية بين مركبات الائتلاف الحكومي حول القانون.
وكان وزير المالية موشيه كحلون زعيم حزب «كلنا»، قد قال خلال حديثه لموقع «واينت»، نهاية آب/ أغسطس الماضي، معقبا على إمكانية تبكير موعد انتخابات الكنيست: «لا أرى كيف يمكن التوصل إلى تفاهمات بين مختلف الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحكومي».

إضراب شامل في كل فلسطين ومسيرات شعبية على طرفي الخط الأخضر
إحياء لذكرى هبة القدس والأقصى واحتجاجا على قانون القومية العنصري
وديع عواودة:

أسير محرر ينجو من عملية اغتيال إسرائيلية ومئات المستوطنين بزعامة نائب يقتحمون الأقصى

Posted: 30 Sep 2018 02:23 PM PDT

رام الله – «القدس العربي»: نجا أسير فلسطيني محرر من الموت، بعدما أصيب بجراج متوسطة، عندما أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي النار داخل منزل عائلته الواقع في أحد بلدات بيت لحم لحظة اقتحامه، فيما قام جيش الاحتلال بشن حملة اعتقالات طالت عددا من الموطنين، بينهم فلسطيني يحمل الجنسية الفرنسية أعيد اعتقاله مجددا فور انتهاء محكوميته بالسجن الإداري.
وأصيب الأسير المحرر نور الدين شكارنة (20 عاما)، من بلدة نحالين غرب بيت لحم برصاصة في الخاصرة، خلال اقتحام قوات الاحتلال التي هاجمت البلدة منزل عائلته.
وقالت مصادر محلية إن قوة كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت البلدة، وداهمت منزل شكارنة، وسط إطلاق الرصاص وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع داخل المنزل، ما أدى الى إصابة الشاب نور الدين، بعيار ناري في منطقة الخاصرة ونقل الى احد المشافي لتلقي العلاج، ووصفت حالته بالمستقرة.
وأسفر الهجوم عن إحداث دمار كبير في المنزل المستهدف، من خلال إصابة جدران المنزل بالرصاص مع خلع كافة أبوابه، وأوضحت المصادر أن قوات الاحتلال أجرت اتصالات بالهلال الأحمر، تسأل عن مكان تواجد الشاب المصاب، وأن الرد من قبلهم كان انهم لم يقوموا بنقله.
وقامت قوات الاحتلال خلال مداهمة البلدة، باعتقال فتيين يبلغ كل منها (16 عاما)، بعد دهم منزلي والديهما وتفتيشهما بشكل دقيق.
وأعلن جيش الاحتلال أن المواجهات التي اندلعت في البلدة خلال اقتحامها، أسفرت عن إصابة جندي إسرائيلي بجروح طفيفة بعد تعرضه للرشق بالحجارة أثناء المداهمة.
كذلك أصيب فتى فلسطينيا بالرصاص الحي، خلال مواجهات اندلعت بين قوات الاحتلال والشبان، خلال اقتحام مستوطنين منطقة عين السلطان في مدينة أريحا.
وخرج سكان المنطقة للتظاهر رفضا لاقتحام المستوطنين المنطقة لأداء «طقوس تلمودية»، الأمر الذي أسفر عن اصابة فتى يبلغ من العمر (17 عاما) حيث وصفت حالته بالمتوسطة.
وأعادت سلطات الاحتلال يوم أمس، اعتقال الأسير صلاح الحموري من مدينة القدس فور الإفراج عنه من سجن النقب الصحراوي، بعد قضاء مدة محكوميته في الاعتقال الإداري البالعة 13 شهرا.
وسبق لصلاح أن اعتقل عدة مرات وأمضى ما يزيد عن ست سنوات داخل سجون الاحتلال، وهذا الأسير يحمل الجنسية الفرنسية، وقد أبعدت سلطات الاحتلال الزوجة عن فلسطين تزامنا مع منع صلاح من السفر أو دخول الضفة الغربية.
وشملت مداهمات الاحتلال كذلك بلدة حلحول التابعة لمدينة الخليل جنوب الضفة، حيث اعتقلت ثلاثة شبان، بينهم شقيقان. كما اعتقلت فجر أمس شابا من بلدة برقين جنوب مدينة جنين شمال الضفة، بعد اقتحام البلدة ومداهمة منزل ذويه وتفتيشه.
واقتحمت دوريات الاحتلال بلدة مادما جنوب نابلس، وتمركزت على مدخل البلدة، فيما نصبت حاجزا عسكريا على المدخل الشرقي لمدينة قلقيلية ودققت في هويات المواطنين.
إلى ذلك استأنفت مجموعات من المستوطنين عمليات اقتحام باحات المسجد الأقصى، بحماية من القوات الخاصة الإسرائيلية.
ودخل باحات المسجد أكثر من 450 مستوطنا، على رأسهم عضو الكنيست المتطرفة شولي معلم، وشرعوا بجولات استفزازية، كما قاوموا بأداء «طقوس تلمودية» عند منطقة «باب الرحمة» الواقع بين «باب الأسباط»، والمصلى المرواني في الجهة الشرقية من المسجد.
وجاءت الاقتحامات الجديدة بناء على دعوات «جماعات الهيكل» المزعوم، للمستوطنين بتكثيف هذه العمليات، بالتزامن مع الأعياد اليهودية، على غرار أيام الأسبوع الماضي، التي شهدت عمليات اقتحام كبيرة. وتحتفل إسرائيل حاليا بـ «عيد العرش»،
وندد وزير الأوقاف والشؤون الدينية الشيخ يوسف ادعيس، باقتحام اعضاء الكنيست للمسجد الأقصى، وقال في تصريح صحافي «إن استمرار هذه الاقتحامات، هو تصعيد خطير ومساس بمشاعر ملايين المسلمين ليس في فلسطين وحدها، إنما في العالم أجمع»،  مؤكدا أنها تأتي في سياق التصعيد اليومي في الانتهاكات الإسرائيلية التي تطال المقدسات الإسلامية وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك.
وحذر من هذه الزيارات التي تدفع بالمنطقة إلى «مزيد من التصعيد على المستويات كافة، سياسية ودينية، الأمر الذي سيجر المنطقة بأسرها إلى حالة من الغضب الديني والوطني».
كما طالب المجتمع الدولي بشكل عام والمؤسسات ذات العلاقة بالشأن الثقافي والتراثي والديني وعلى رأسها منظمة «اليونسكو» التابعة للأمم المتحدة بوضع قراراتها موضع التنفيذ لخطورة ما يحصل في القدس والمسجدين الأقصى والابراهيمي.

أسير محرر ينجو من عملية اغتيال إسرائيلية ومئات المستوطنين بزعامة نائب يقتحمون الأقصى
مواجهات في الضفة والاحتلال يشن حملة اعتقالات تطال فتينان

خطة إيرانية بانتظار القنبلة

Posted: 30 Sep 2018 02:22 PM PDT

كان د. شلومو غباي (74 سنة) طبيب القلب الإسرائيلي المسؤول عن سلسلة من الابتكارات في مجال طب القلب بما فيها الصمامات البيولوجية التي لا تستهلك مضادات التجلط، ولكنه كرّس جل وقته في السنوات الأخيرة لبحث في التاريخ العسكري لدولة إسرائيل.
في كتاب أصدره مؤخرًا («من دافيد حتى دافيد لم يقم كدافيد») يحلل بشكل دراماتيكي جدًا التطورات الأخيرة في المنطقة ويحذر من أن إيران تخطط لأن تخنق إسرائيل ومصر والسعودية اقتصاديًا من خلال السيطرة على مضائق باب المندب التي تفصل بين آسيا وإفريقيا. ويقول غباي في حديث عابر للأطلسي من بيته في نيويورك إن «الجميع منشغلون بمخططات إيران للحصول على قنبلة نووية ولا يفهمون بأن هذا مجرد جزء من الخطة. فالخطة الحقيقية لآيات الله من طهران هي جعل إيران كوريا الشمالية الشرق الأوسط. إذا كان ثمة شيء ما أثبتته كوريا الشمالية فهو أنه حتى قوة عظمى كلية القدرة مثل الولايات المتحدة، مع رئيس لا حدود له مثل ترامب لن تصطدم بدولة يوجد لها سلاح نووي».
أي أن نتنياهو محق؟ إيران تريد الحصول على سلاح نووي كي تلقي علينا قنبلة وتبيد دولة إسرائيل.
«نتنياهو محق جزئيًا. إيران لن تلقي علينا قنبلة، لأنها تعرف أن لدينا قدرة الضربة الثانية وهذه ستصفيها بيقين. نرى أنها تمتنع أيضًا عن فتح جبهة عسكرية مباشرة أمامنا، لأنها تعرف أن يدنا هي العليا. والدليل هو أنه في المرة الوحيدة التي أطلقت نحونا 60 صاروخًا، اثنان فقط تسللا إلى أراضينا وأسقطا على الفور. وبالتالي فإن الخيار العسكري ليس حقًا خيارًا من ناحيتها. وبدلامن أن تلقي علينا قنبلة فإنها تخطط لشيء ما أكثر ذكاء وأكثر خطورة. فهي تخطط منذ بضع سنوات للسيطرة على سوريا، والآن نجحت ـ بثمن غير بسيط من ناحيتها. أما المرحلة التالية فهي خلق تواصل إقليمي حتى مضائق باب المندب. وهي تعرف أن السيطرة على هذه المضائق هي إعلان حرب، وبالتالي فإنها لن تفعل هذا إلا في اللحظة التي تكون لديها قنبلة نووية، وهذا ما سبق لإدارة أوباما أن ضمنته لها. مهما يكن الأمر، ففي غضون عقد في أقصى الأحوال ستكون لإيران قنبلة، إلا إذا نشأ في السنتين القادمتين تحالف من الدول الثلاثة التي تتعرض للتهديد بشكل مباشر من جانب إيران: إسرائيل، ومصر والسعودية. مثل هذا التحالف وحده قادر على مهاجمة المنشآت النووية لإيران».
يخيل لي أنك نسيت جهة واحدة: الولايات المتحدة.
«لغرض الهجوم لا تحتاج إسرائيل إلى مساعدة عسكرية من الولايات المتحدة، بل فقط إلى مصادقتها على العمل. فمنذ اليوم توجد لإسرائيل قدرات هجومية ليست لدى أي دولة في العالم، باستثناء الولايات المتحدة. لدينا اف35 لايتنينغ، هذه هي الطائرة المتملصة الأكثر تطورًا في العالم التي طورت مع الأمريكيين، وهي تعرف كيف تخترق كل خندق».

«شطب التخليد لغولدا فورا»

على حد قول د. غباي، إذا كانت إسرائيل تحب الحياة فإن هذا الهجوم محتم. أما على سؤال متى سيقع هذا الهجوم فإنه يقدم احتمالين. «إذا كان في الانتخابات للكونغرس الأمريكي في تشرين الثاني أغلبية للجمهوريين، فهناك احتمال جيد أن ينتخب ترامب لولاية ثانية. إذا حصل هذا، فإن الهجوم سيقع في السنة الأولى من الولاية الثانية. إذا توصلوا في القدس إلى الاستنتاج بأن ترامب لن ينتخب مرة أخرى أو لن ينهي الولاية بسبب قضايا قانونية، فإن الهجوم سيقع في السنتين القريبتين. واضح للجميع أنه لن يكون لإسرائيل شريك مريح أكثر في البيت الأبيض من الرئيس ترامب، وإذا لم يقع الهجوم وهو في الحكم فإن نافذة الفرص ستغلق وعندها ستكون إسرائيل في مشكلة عويصة. كنا قبل أربعين سنة على شفا خراب البيت. يخيل لي أن الدرس إياه استوعب جيدًا للأجيال».
عندما تحدث د. غباي عن خراب البيت فإنه يقصد حرب يوم الغفران التي أمسكت بإسرائيل في مفاجأة تامة. «أنا كنت ضابط مدرعات شابًا في حرب الأيام الستة والتقيت معظم أبناء دورتي في 1964. في يوم الغفران لم ألتق بأي منهم، إذ إن معظمهم إن لم يكونوا جميعًا سقطوا في المعركة، وعلى هذا لن أغفر لغولدا. فقد نشبت الحرب كنتيجة لعمل غولدا بخلاف لمبادئ بن غوريون: انتهاج مبدأ «الرسمية» أو وضع مصلحة الدولة فوق كل مصلحة سياسية، حزبية أو داخلية».

ماذا تقصد؟

«قبل أسبوعين من الحرب، حذر مناحين بيغن بأنه يجب التسلح، فاستخفت غولدا به. وبعد أن فتحت الملفات من الأرشيف تبين أن غولدا كانت تعرف عن النية لبدء الحرب. ولكن لما كانت الانتخابات ستجرى بعد أسبوعين من اندلاع الحرب فقد أرادت أن تبث الأمن للمواطنين، وبالتالي ألغت كل تقديرات قادة الجيش إذ كان واضحًا أنه لو كنا نصبنا المدافع على القناة مثلما طلبوا في الجيش لكان الهجوم المصري صد. ولكن بسبب العزة خسرنا في الحرب وتكبدنا خسائر فادحة. بكلتا عيني رأيت جنودًا يتفجرون ويتمزقون أشلاء. تحدثت مع أطباء في المستشفيات وكانوا في حالة صدمة. أحد الأطباء قال لي يا شلومو كل الجثث متفحمة. لم تكن لها أي فرصة أمام شدة النار. أتفهم؟ دبابات كاملة تبخرت من الانفجارات وكل ذلك بسبب اعتبارات العزة الذاتية والسياسة الحزبية. العقل لا يحتمل هذا». وعلى حد قوله، لو كان الأمر منوطًا به لكان شطب كل مشروع التخليد لغولدا مئير وموشيه ديان. «الاثنان جلبا علينا المصيبة الكبرى التي شهدناها. والأفظع هو أنهما حاولا إلقاء الذنب على دادو الذي كان الوحيد الذي عمل على نحو صحيح وأنقذ الدولة. نحن ملزمون بإصلاح الظلم الذي أحيق به، وعلى كل شارع ومدرسة سميا على اسم غولدا يجب شطب اسمها وتسجيل اسمه. هذا الحد الأدنى الذي ندين له به».

أشواق لبن غوريون

في كتاب د. غباي تبرز صورة رئيس الوزراء الأول لدولة إسرائيل، دافيد بن غوريون، كمن وضع البوصلة الأخلاقية للحكم على مدى الأجيال. «لقد أعلن بن غوريون بأن السلام مع العرب هام بالضبط مثل وجود دولة يهودية، ولكن المرة تلو الأخرى نشهد أن دولة إسرائيل تفوت الفرص التاريخية لصنع السلام مع الجيران»، يقول غباي. وعلى حد قوله «لأول مرة يوجد لإسرائيل حلفاء كثيرون. أولًا، لإسرائيل اتفاق سلام مع مصر، التي هي دولة سنية. يبدو أن الرئيس المصري يفهم جيدًا أن الإرهاب يمس باقتصاد دولته فقط، ولهذا فإن كل قراراته موجهة لتحسين الوضع المستقبلي لمصر ومنع تدهورها. ثانيًا، الأردن كان منذ الأزل حليفًا خفيًا لإسرائيل. ثالثًا، عقيدة اوباما بشأن دعم الإيرانيين أدت إلى حلف غير متوقع بين السعودية والأردن ومصر ودول الخليج وبين إسرائيل، لمنع إيران من نيل القنبلة النووية. إن الحلف بين السعودية والأردن ومصر ودول الخليج وبين إسرائيل كفيل بأن يجلب سلامًا حقيقيًا في الشرق الأوسط ويجعل المنطقة قوة اقتصادية، ولا سيما إذا انضمت تركيا إليه، ولعله يأتي يوم تنضم فيه سوريا أيضًا».
ويشدد غباي قائلًا: «سيكون ممكنًا الحصول على هذا فقط إذا ما ترك الأمريكيون والأوروبيون والروس الشرق الأوسط بحاله. تحالف من هذا النوع يمكنه أيضًا أن يتغلب على مثيري المشاكل الفلسطينيين ممن يريدون أن يبيدوا الدولة اليهودية، بدلامن أن يدفعوا بالفلسطينيين إلى الأمام ويجبرونهم على التخلي عن موقف كل شيء أو لا شيء».
لتعظيم احتمالات السلام، يحث غباي زعماء الدول على العمل فورًا على وضع دستور. «بالضبط مثلما في حالة فرنسا قبل عودة شارل ديغول إلى الحكم، يوجد في إسرائيل عدد أكبر مما ينبغي من الأحزاب السياسية، والأمر يضر جدًا بالحكومة وبإدارتها. إذا كان في إسرائيل نظام رئاسي وقدرة الحكم تكون بيد الرئيس، فالأحزاب ستتحد كي تعظم قوتها، ولن تتمكن الأحزاب الصغيرة بعد اليوم من أن تفرض على الأحزاب الأخرى التنازلات بسبب المصالح الخاصة. وفضلاعن ذلك، من الواجب الفصل بين الدين والدولة. فالدستور حيوي لضمان حقوق متساوية لكل المواطنين والتزام متبادل بين اليهود والعرب».

بن غبريئيل
معاريف 30/9/2018

خطة إيرانية بانتظار القنبلة
استراتيجية طهران تقوم على أساس الخنق الاقتصادي لإسرائيل والسعودية ومصر
صحف عبرية

فصل جديد من معركة قانون نقابة الصحافيين في مصر

Posted: 30 Sep 2018 02:22 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: دعا نقيب الصحافيين المصريين السابق، يحيى قلاش، أمس الأحد، جموع الصحافيين إلى التصدي لمشروع قانون النقابة الجديد، الذي وصفه بـ«المشبوه واللقيط والطبخة المسمومة».
وأكد في بيان صحافي نشره على صفحته على «فيسبوك»، على «أهمية مقاومة جميع الصحافيين، محاولات فرض القانون المشبوه»، قائلا، إن «مقاومته فرض عين على كل نقابي أعطى من جهده لخدمة المهنة، وكذلك أعضاء مجلس النقابة الذين يحترمون أنفسهم وتاريخ نقابتهم والذين يجب أن لا ينسوا لحظة أنهم من الجمعية العمومية صاحبة السلطة العليا أتوا وإليها يعودون».
وأضاف أنه «لأسباب كثيرة لم أفاجأ بتصريحات الزميل حاتم زكريا سكرتير مجلس النقابة حول ما سماه مشروع جديد للنقابة، فالجميع يعلم دوره المرتب في قضية اقتحام النقابة التي كان لها ما بعدها وحتى الآن»، في إشارة لاقتحام وزارة الداخلية عام 2016 لإلقاء القبض على صحافيين في القضية التي عرفت وقتها باسم قضية «تيران وصنافير».
وكان زكريا قد قال في تصريحات صحافية، إن مشروع قانون النقابة الجديد تم إعداده من قبل، وخصصت جلسات استماع للقيادات والرموز النقابية بينهم النقيب السابق يحيى قلاش وعدد كبير من أعضاء مجلس النقابة».
وشدد قلاش على أنه ليست له علاقة بمشروع حاتم زكريا، قائلا: «الزميل زكريا مارس التضليل بتصريحات زج فيها باسمي ونسب لي علاقة بمشروع القانون اللقيط والمشبوه، الذي يحاول أن يروج له دون علم أغلبية أعضاء المجلس، أو مشاركة أعضاء الجمعية العمومية وينسب لنفسه إعداد هذا المشروع منذ أن كان مقررا للجنة التشريعات في مجلس النقابة الأسبق وإنني شاركت بالرأي في جلسات الاستماع التي ناقشت هذا المشروع».
واتهم زكريا بالقفز على «كل التقاليد والأعراف النقابية ويحاول أن يلبس التعليمات التي يتلقاها ثوب المشروعية بالترويج لمشروع يستهدف تصفية النقابة وإنهاء دورها كمظلة حماية للصحافيين وحائط الصدّ الأخير في ظل ظروف قاسية وغير مسبوقة تواجه الصحافة والصحافيين، وأن ذلك يأتي في إطار سلسلة المشروعات التي استهدفت إعدام المهنة، والآن يأتي الدور على النقابة».
وكشف قلاش في بيانه تفاصيل حول طريقة إعداد مشروع زكريا والذي وصفه بـ«الطبخة المسمومة»، قائلا «في حدود علمي ومتابعتي لشؤون النقابة، فقد سبق للزميل أن أعد مثل هذه الطبخة المسمومة في أحد المجالس السابقة، وأن المجلس تصدى له وتم وأد ما تقدم به بعد رفضه بالإجماع».
وحول جهود إعداد قانون جديد للنقابة يعبر عن الجمعية العمومية، أوضح نقيب الصحافيين السابق، أن «مجلس النقابة في دورته السابقة قد بدأ جهودا في هذا الصدد من خلال أوراق عمل تمت مناقشتها في المؤتمر العام الخامس، ومن خلال لجنة مشكلة من أعضاء مجلس النقابة».
وحسب، نقيب الصحافيين المصريين عبد المحسن سلامة، فإن ملامح مسودة المشروع ستشمل 4 محاور، هي «الإبقاء على المواد المستفاد منها الصحافي حاليا، وثانيا تعديل بعض المواد كنظام الانتخاب، وثالثا إضافة مواد جديدة تتعلق بالصحافة الإلكترونية، ورابعا إلغاء المواد المتعلقة بعصور قديمة كعضوية الصحافي في الاتحاد الاشتراكي الملغى».
وكان خمسة من أعضاء مجلس إدارة نقابة الصحافيين في مصر، هم عمرو بدر ومحمد سيد عبد الحفيظ، ومحمد خراجة ومحمود كامل وجمال عبد الرحيم، هاجموا تصريحات النقيب، وبينوا أنها تثير تساؤلات حول المستفيد من تعديل القانون.
وقالوا في بيان «استمرارا لمسيرة القوانين التي تحاصر مهنة الصحافة وتضعها في بيت الطاعة، وبلا مقدمات أو حوار مسبق فوجئنا بتصريحات صحافية صادرة عن نقيب الصحافيين وسكرتير عام النقابة تشير إلى أن هناك مشروعا لقانون النقابة يتم إعداده في الخفاء ليصبح بديلا عن القانون الحالي 76 لسنة 1970».
وأضافوا «قوانين تنظيم الصحافة الأخيرة التي تم وصفها بقوانين اغتيال المهنة مؤشر مهم للعداء الواضح بين غالبية البرلمان الحالي والصحافة وحريتها، وهو الأمر الذي يفرض ضرورة التروي في طرح أي قانون جديد لمناقشته بلا داع لهذا الاندفاع غير المحسوب».
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، صادق أوائل الشهر الماضي، على قوانين تنظيم الصحافة والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام وهي القوانين التي اعتبروا أنها «تفرض مزيدا من الحصار على المهنة، وتدخل الصحافيين بيت الطاعة».

فصل جديد من معركة قانون نقابة الصحافيين في مصر
قلاش اعتبره «طبخة مسمومة» ودعا للتصدي له
تامر هنداوي

المغرب يستنكر ما يصفه بـ «تدخلات» هولندا في احتجاجات الريف

Posted: 30 Sep 2018 02:21 PM PDT

الرباط – القدس العربي: جدد المغرب التأكيد على رفضه القاطع للتصريحات والأفعال والتدخلات الصادرة عن هولندا بخصوص الأحداث في الريف المندلعة منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2016.
وسلم وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، في اجتماع «صاخب»، أول أمس السبت، على هامش الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، مع نظيره الهولندي، ستيف بلوك، رد المغرب على تقرير ستيف بلوك الموجه للبرلمان الهولندي.
وقالت وكالة الأنباء المغربية الرسمية إن بوريطة شدد على أن هذا التصرف لا يمكن أن يقبل به المغرب، ويشكل موقفًا سلبيًا صارخًا تجاه بلاده، وينطوي على مغالطات ثابتة، ومصطلحات غير مناسبة، وتقييمات خاطئة للوقائع، وكذا على تصورات في غير محلها.
وندد بوريطة بالطابع الانفرادي لهذه الخطوة، شكلًا ومضمونًا، مؤكدًا أنها تتعارض بشكل تام مع قواعد الاحترام المتبادل بين دولتين ذواتي سيادة، كما تتنافى وروح التعاون بين البلدين في العديد من المجالات.
وجدد الوزير التأكيد، إذا كانت ثمة حاجة إلى تأكيد، أن المغرب ليس بحاجة إلى دروس من أحد، وأن بلاده عرفت كيف ترسخ وتقوي مؤسساتها، التي تشكل حجز الزاوية وضمانة استقرارها.
وانتقد وزير الخارجية الهولندي، ستيف بلوك، في تقرير قدمه لبرلمان بلاده في تموز/ يوليو الماضي، تديبير السلطات المغربية لحراك الريف، وكان صدامًا علنيًا وقع في وقت سابق بين وزيري خارجية المغرب وهولندا أثناء زيارة هذا الأخير للرباط بداية العام الجاري، حين تساءل المسؤول الهولندي خلال مؤتمر صحافي عقد على هامش الزيارة عن مدى استجابة السلطات المغربية للقوانين والقضاء في ما يتعلق بقضية الاحتجاجات في الحسيمة أو ما يعرف بـ»حراك الريف».
ورد بوريطة بأن قضية حراك الريف «قضية داخلية تعني المغرب ولا يمكنها أن تكون بتاتًا موضوع نقاش ولا موضوع مباحثات مع دول أجنبية»، وأكد أن «هذه المسألة تهم المغرب وحده، وأنه ليس بحاجة إلى أن يتلقى دروسًا أو أن يخوض في مناقشات حول هذا الموضوع».
وشدد على أن «المغرب يتوفر على البنيات والقوانين والمؤسسات التي تمكنه من ضمان حرية التعبير والتظاهر لكل مواطنيه؛ ناهيك عن توفره على نظام قضائي يمكنه من تدبير تطبيق القانون بكل شفافية وإنصاف، والرد على الانتهاكات إذا وجدت».
ولفت إلى أن «موقف المملكة بخصوص الريف، الذي لا يشكل مسألة دبلوماسية، واضح؛ فالأمر يتعلق بقضية داخلية».

المغرب يستنكر ما يصفه بـ «تدخلات» هولندا في احتجاجات الريف

محلل تركي لـ«القدس العربي»: وصف لافروف لاتفاق إدلب بالمؤقت «كلمة حق أريد بها باطل»

Posted: 30 Sep 2018 02:21 PM PDT

دمشق – «القدس العربي»:أكد المحلل السياسي التركي حمزة تكين لـ«القدس العربي» وجود تباين في وجهات النظر بين موسكو وانقرة، والتي بدت علنية في الأيام الفائتة، لكنها لا ترقى – بحسب المحلل – الى مرحلة النزاع والخصام كما يريد البعض ان يصورها، مشيراً الى أن تفسير «اتفاق سوتشي مؤقت» بمعنى أن النظام سيدخل إلى إدلب، هو مجافٍ تماماً للواقع، لأنه لا يرضي تركيا، ولا روسيا، التي «لن تبيع تركيا من أجل عيون النظام السوري، فمصالح موسكو مع تركيا أكبر بكثير من مجرد نظام هي قادرة على التحكم به كيفما شاءت».
وأضاف «لو كانت وجهات النظر التركية والروسية متطابقة في سوريا لما احتجنا لكل هذه اللقاءات والمفاوضات، لكن الوضع بشأن إدلب مختلف هذه المرة، فاتفاق سوتشي بشأن إدلب، نعتبره هنا في تركيا «انتصاراً دبلوماسياً كبيراً للرئيس أردوغان»، فقد حقن دماء ملايين المدنيين السوريين وبعث الأمل لهم بحياة جديدة آمنة بعيداً عن البراميل المتفجرة، ومن ينظر اليوم إلى إدلب يرى بأم العين كيف أن الحياة المدنية بدأت بالعودة إلى طبيعتها، وشهادات أهالي إدلب المنتشرة في وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، كثيرة جداً في هذا الخصوص».
الاتفاق ناجح، حسب المتحدث و»يُحسب لتركيا أنها الدولة الوحيدة التي ضغطت وسعت وعملت لحماية المدنيين في إدلب بالدرجة الأولى، ولكنه لم ينل رضى العديد من الدول التي لا تريد أن يكون لتركيا نجاحات مميزة على الساحة السورية، ولذلك شهدنا قبل أيام تقارير إعلامية نشرتها مؤسسات مختلفة، صوّرت وكأن تركيا وروسيا على خصام كبير بشأن إدلب، وهذا أمر غير صحيح». فكل التصريحات الرسمية التركية تؤكد أن الاتفاق جار تنفيذه وفق ما هو مخطط له، حسب المحلل السياسي التركي، الذي اضاف ان «أنقرة بدأت فعلاً بإرسال وحدات عسكرية كبيرة إلى إدلب، أما الجانب الروسي فيجسده تصريح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، يوم الجمعة الماضي، خلال مؤتمر صحافي في ختام أعمال الدورة الـ 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، من أن الاتفاق الروسي التركي بشأن إدلب جارٍ تنفيذه، وأنه يتم سحب المسلحين والأسلحة من المنطقة العازلة».
أما بخصوص تسمية اتفاق سوتشي بشأن إدلب بالمؤقت، فوصفها «حمزة تكين» بانها «جملة حق يفسرها البعض بالباطل» مضيفاً، من وجهة النظر التركية، هذا الاتفاق مؤقت، وعمليتا «غصن الزيتون»، و«درع الفرات» مؤقتتان، لأن تركيا لا تريد أن تبقى في سوريا، تركيا لا تريد أن تقسّم الأراضي السورية، تركيا تريد من هذه الاتفاقيات وهذه العمليات العسكرية تأمين حياة المدنيين السوريين بالدرجة الأولى وحمايتهم من أي هجمات دموية وتنظيمات إرهابية، وبالدرجة الثانية تريد تركيا حماية أمنها القومي ومحاربة التنظيمات الإرهابية ومنع تشكيل دويلة إرهابية على حدودها.
وأوضح لـ»القدس العربي» ان كل الاتفاقيات مؤقتة بمعنى أن تركيا تريد حلاً سياسياً شاملاً في كل سوريا يخلص السوريين من ويلات النظام ويضمن للشعب السوري تحقيق مطالبه التي ثار من أجلها، وعندما تصل سوريا لهذا الحل السياسي العادل الشامل، ستكون كل الاتفاقيات قد انتهت، وتركيا قد خرجت من سوريا، وعاد الحكم للشعب بطريقة ديمقراطية.
وهذا ما تعارض مع رؤية نشار الذي أكد وجود نقطة خلافية مهمة بين الروس والأتراك، تتلخص في اختلاف اهدافهما، اذ ترغب روسيا في ان ينتهي الاتفاق بعودة سيطرة النظام على ادلب ومحيطها، دون اعمال عسكرية، بينما تهدف تركيا الى تجميد الوضع وابعاد الفصائل عن المنطقة المعزولة السلاح بعمق 15-20 كم من مناطق المعارضة فقط، وفتح مسار إدلب بنسبة تتماشى مع المسار السياسي.

محلل تركي لـ«القدس العربي»: وصف لافروف لاتفاق إدلب بالمؤقت «كلمة حق أريد بها باطل»

بعد إغلاق قنصليتها في البصرة… واشنطن تحذّر طهران وفيلق القدس من المساس بمصالحها في العراق

Posted: 30 Sep 2018 02:21 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: أثار قرار وزارة الخارجية الأمريكية المفاجئ، بإغلاق قنصلية الولايات المتحدة، في محافظة البصرة، موجة من ردود الأفعال المتباينة.
وقالت المتحدثة الرسمية لوزارة الخارجية الأمريكية، هيذر نويرت، في بيان إن «وزير الخارجية مايكل بومبيو أعطى أمراً بمغادرة العاملين في القنصلية»، مستدركة أن «سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في بغداد ستستمر بتقديم الخدمات القنصلية الكاملة للأشخاص الموجودين في البصرة والمناطق المحيطة بها».
واتهمت، السلطات الإيرانية وقوات الحرس الثوري الإيراني، بـ«تهديد أمن وسلامة الدبلوماسيين الأمريكيين في العراق»، فيما حذرت طهران من «إمكانية اتخاذ إجراءات انتقامية».
وقال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، في تصريح تناقلته وسائل اعلامية: «منذ بضعة أسابيع، إزدادت التهديدات لموظفينا ومرافقنا في العراق»، مبينا أن «مصدر هذه التهديدات هي الحكومة الإيرانية وقوة القدس التابعة للحرس الثوري وميليشيات يساعدها ويسيطر عليها ويديرها قائد قوة القدس قاسم سليماني».
وأضاف «لقد حصلت حوادث متكررة لإطلاق نار غير مباشر باتّجاه قنصليّتنا العامة في البصرة، وخاصة في الساعات الأربع والعشرين الماضية»، متوعداً بـ«الرد المناسب على أي هجوم يستهدف منشآت أمريكية في العراق».
وتابع: «لقد أوضحت لإيران أن الولايات المتحدة ستردّ فورا وبشكل مناسب على أيّ هجوم يستهدف منشآت أمريكية».
وزاد: «أبلغت حكومة إيران أن الولايات المتحدة ستُحمل إيران مسؤولية مباشرة عن أي ضرر يلحق بالأمريكيين أو بمنشآتنا الدبلوماسية في العراق أو في أي مكان آخر، سواء أكان ذلك (الضرر) مرتكبا من جانب قوات إيرانية بشكل مباشر أو من جانب مليشيات مرتبطة بها».
ويأتي القرار الأمريكي بعد نحو يومين من ورود أنباء تفيد بسقوط 3 صواريخ في محيط مطار البصرة الدولي، الذي يضم مقر القنصلية الأمريكية، في ثاني حادث يسجل خلال شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، بعد التظاهرات التي شهدت البصرة مؤخرا وما رافقها من أحداث حرق لمبان حكومية ومقار حزبية، إضافة إلى القنصلية الإيرانية.
وزارة الخارجية العراقية، أصدرت من جانبها، بياناً بشأن قرار واشنطن سحب موظفي القنصلية الأمريكية في البصرة.

العراق ملتزم

وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد محجوب، إن «وزارة الخارجية تأسف لقرار وزير الخارجية الأمريكي سحب موظفي القنصلية الأمريكية في البصرة، وتحذير المواطنين الأمريكيين من السفر إلى العراق».
وأضاف أن «العراق ملتزم بحماية البعثات الدبلوماسية الأجنبية المقيمة على أراضيه وتأمينها»، مشيرا إلى إن «الحكومة العراقية عازمة على مواجهة أي تهديدات تستهدف البعثات الدبلوماسية أو أي زائر وافد باعتبار أمنهم جزءا من أمن العراق والتزاما قانونيا واخلاقيا».
ودعا، البعثات الدبلوماسية إلى أن «لا تلتفت لما يتم ترويجه لتعكير جو الأمن والاستقرار والإساءة إلى علاقات العراق مع دول العالم».

صراعات إقليمية

أما محافظ البصرة، أسعد العيداني، فأعتبر أن إغلاق القنصلية الأمريكية في البصرة «ناتج عن صراعات إقليمية»، مؤكداً أن «قرار الإغلاق له تأثيرات سلبية على المحافظة».
وقال في تصريحات صحافية، إن «تداعيات ما يجري بين الدول الإقليمية سيما بين إيران والإمارات من تهديدات متبادلة، رافقها تهديدات اخرى من قبل الولايات المتحدة للجانب الإيراني وبالعكس، أدت إلى اغلاق واشنطن لقنصليتها في البصرة، وتحذير مواطنيها من البقاء في المحافظة». وأعرب عن أمله أن «تنتهي تلك الأزمات دون حصول أي شيء يؤثر على البصرة والمنطقة».
في السياق، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، أن الاتهامات والمزاعم التي يطرحها الأمريكيون لتبرير إغلاق قنصليتهم في البصرة، «غير مبررة و واهية». وأكد في بيان للخارجية الإيرانية، نشر على موقعها الرسمي، أن «بلاده تدين كافة أنواع الإعتداءات على الدبلوماسيين والمراكز الدبلوماسية، كما تصف التبرير بشأن إغلاق القنصلية العامة الأمريكية في البصرة والذي جاء عقب حملة دعائية وتكهنات وتوجيه إتهامات واهية على مدى أيام عديدة ضد إيران والقوات العراقية، هروب إلى الأمام وإجراء مشبوه وقائم على سياسة الإسقاط».
وحسب البيان «رغم توفّر الأدلة الكثيرة على ضلوع عناصر خارجية في الهجوم ضد القنصلية العامة الإيرانية في البصرة، لكن التبريرات المتهورة من جانب المسؤولين الأمريكيين التي ترمي إلى الايحاء بنشر الفوضى في العراق والضغط على الحكومة في هذا البلد، باتت واضحة تماماً من خلف كواليس هذه المسرحية».
وفي بغداد، انتقد النائب عن كتلة «صادقون» المنضوية في تحالف «الفتح» نعيم العبودي، قرار وزارة الخارجية الأمريكية بإغلاق القنصلية العامة لها في البصرة.
وكتب على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، قائلاً: «تستهدف القنصلية الإيرانية في البصرة فتحرق، ولا تطلب إيران بغلق القنصلية ولا مغادرة رعاياها». وأضاف أن «أمريكا تقوم بغلق قنصليتها في البصرة وتدعو رعاياها لمغادرة العراق بحجة أن هناك تهديدا للقنصلية».
وزاد: «هذه المعادلة تكشف لنا بوضوح من يقف مع الشعب العراقي».
كذلك، دعا حزب «المسار المدني»، الحكومة إلى توفير الأمن وحماية المنشآت الدبلوماسية لجميع الدول، معرباً عن أمله من «الدول الصديقة للعراق أن لا تصغي للتهديدات الإرهابية».
وقال رئيس الحزب، مثنى عبدالصمد السامرائي، في بيان، : «تواردت أخبار عن أنّ الجهات الأمنية كشفت أخيراً عن مخطط لضرب القنصلية الأمريكية في محافظة البصرة، وأنّ المخطط يهدف إلى توجيه ضربات بصواريخ وقذائف هاون من عدّة جهات في وقت واحد، وقد تبع ذلك إعلان الخارجية الأمريكية إغلاق قنصليتها في المحافظة وسحب موظفيها، بسبب التهديدات الأمنية».
وطالب، الحكومة العراقية بـ«ضرورة توفير الأمن وحماية المنشآت الدبلوماسية لجميع الدول التي لها تمثيل في العراق»، مشيرا إلى أن «ذلك سينعكس بصورة إيجابية عن الاستقرار في العراق وما يتبعه من توسع حركة الاستثمار وتحفيز الاقتصاد العراقي».
وأعرب عن أمله من الدول الصديقة للعراق أن «لا تصغي للتهديدات الإرهابية التي تريد الإضرار بصورة البلاد واستقرارها واقتصادها»، مطالباً بـ«تفويت الفرصة على العصابات الإجرامية لتحقيق أهدافها الدنيئة».
وشدد على ضرورة «احترام كل الدول الصديقة للعراق والحفاظ على علاقات الصداقة معها والوقوف على مسافة واحدة منها جميعا»، لافتا إلى أهمية أن «يكون دور الحكومة في بغداد إيجابيا في حل المشكلات الإقليمية والدولية، وضرورة أن لا يتحول بلدنا إلى ساحة صراع بين الأجندات المتقاطعة في المنطقة».

بعد إغلاق قنصليتها في البصرة… واشنطن تحذّر طهران وفيلق القدس من المساس بمصالحها في العراق
بومبيو: منذ بضعة أسابيع إزدادت التهديدات لموظفينا

روسيا قتلت 6239 سورياً وارتكبت 321 مجزرة ودمرت 342 منشأة طبية وتعليمية

Posted: 30 Sep 2018 02:20 PM PDT

دمشق – «القدس العربي»: لجأت القوات الروسية منذ الأيام الأولى لتدخل قواتها العسكرية في سوريا إلى عمليات قصف جوي كثيف وعشوائي، يهدف إلى توليد حالة من الرعب والإرهاب لدى المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام السوري، ويُنهي جميع أشكال المقاومة ويدفعها إلى التَّسليم والاستسلام، وقد كانت معظم عمليات القصف بدون وجود مبرر عسكري بحسب ما يقتضيه قانون الحرب، واستخدمت فيها القوات الروسية أسلحة شديدة التدمير، إضافة إلى تكرار استخدامها للذخائر العنقودية والأسلحة الحارقة، لا سيما في المناطق المأهولة بالسكان.
الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وثقت في الذكرى الثالثة لتدخل روسيا في الحرب السوري لصالح النظام، مقتل 6239 مدنياً، بينهم 1804 طفلاً، منذ تدخلها العسكري في سوريا حتى 30 أيلول/ سبتمبر 2018. كما وثق التَّقرير ما لا يقل عن 321 مجزرة ارتكبتها القوات الروسية، وما لا يقل عن 954 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية بينها 176 على مدارس، و166 على منشآت طبية، و55 على أسواق، ذلك منذ تدخلها العسكري في سوريا حتى 30/ أيلول/ 2018.
وطبقاً للتقرير فقد قتلت القوات الروسية 92 من الكوادر الطبية وعناصر الدفاع المدني، إضافة إلى 19 من الكوادر الإعلامية، كما أورد التقرير إحصائية عن استخدام القوات الروسية للذخائر العنقودية، وقد بلغت ما لا يقل عن 232 هجوماً، إضافة إلى 125 هجوماً بأسلحة حارقة نفَّذتها القوات الروسية منذ تدخلها. حجم العنف المتصاعد، الذي مارسته القوات الروسية كان له الأثر الأكبر في حركة النُّزوح والتَّشريد القسري، وساهمت هجماتها بالتوازي مع الهجمات التي شنَّها الحلف السوري الإيراني في تشريد قرابة 2.7 مليون نسمة، وفق المصدر.
وأكَّد أنَّ الدَّعم الروسي للنظام السوري جعل روسيا متورطة في جرائم الحرب التي ارتكبها منذ آذار/ مارس 2011 مُشيراً إلى أنَّها استخدمت حقَّ النَّقض الفيتو 12 مرة بشكل تعسفي من ضمنها 6 مرات فيما يتعلق بملف الأسلحة الكيميائية، ومنعت تمديد عمل آلية التَّحقيق الدولية المشتركة، وعرقلت عمليات التَّحقيق في هجوم دوما – نيسان/ 2018 وضيَّقت على عمل آلية التَّحقيق الدولية المستقلة. وعلى سبيل المثال لا الحصر، فقد تعرضت بلدة «اللطامنة» الواقعة بريف حماة، وسط سوريا، إلى أعنف الهجمات الجوية بالأسلحة المحرمة من قبل المقاتلات الروسية، إذ وثق «تجمع شباب اللطامنة» 1310 غارة جوية على البلدة، منذ تدخل القوات الروسية قبل ثلاث سنوات.
وأضاف الناشطون، أن الطائرات الحربية الروسية شنت 172 غارة بالقنابل العنقودية، و108 بقنابل فوسفورية، و45 غارة بالقنابل الفراغية من طائرات مسيرة، 16 غارة بالصواريخ من طائراتها المروحية، إضافة إلى 969 غارة بالصواريخ الموجهة والفراغية والارتجاجية. الهجمات الروسية، أدت إلى مقتل 51 مدنياً من ابناء البلدة، بينهم أطفال ونساء، وجرح 95 آخرين، ونزوح الآلاف، وتدمير غالبية البلدة الواقعة بريف حماة الشمالي.

روسيا قتلت 6239 سورياً وارتكبت 321 مجزرة ودمرت 342 منشأة طبية وتعليمية

التوتر يخيم على أجواء غزة .. إسرائيل تتحدث عن تصعيد وحماس تتوعد بـ «الانفجار» إن لم يرفع الحصار

Posted: 30 Sep 2018 02:20 PM PDT

غزة – «القدس العربي»: لا تزال الأجواء في قطاع غزة تشهد توترا كبيرا، في أعقاب أحداث الجمعة الدامية، التي اقترفت خلالها قوات الاحتلال مجزرة باستشهاد سبعة مواطنين بينهم طفلان، علاوة عن إصابة أكثر من 500 آخرين، خلال المشاركة في فعاليات «مسيرة العودة». وقابلت المقاومة الفلسطينية تهديدات إسرائيلية بشن حرب على القطاع، بالإعلان عن دراستها خيارات الرد على عمليات استهداف المتظاهرين السلميين على الحدود.
وفي إطار التأكيد على استمرار الفعاليات الشعبية التي تنظم في إطار «مسيرات العودة»، ينطلق عصر اليوم المسير البحري التاسع، قرب الحدود الشمالية للقطاع، بمساندة جماهيرية كبيرة على غرار الفعاليات السابقة التي نظمت.
وقال أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي والقيادي في حماس، خلال مؤتمر صحافي للإعلان عن فعالية المسير البحري الجديد «استمرار الحصار على غزة مخالف لكل الأعراف الدولية وحقوق الإنسان»، مطالبا العالم والأمم المتحدة بالعمل على فك الحصار.
وحمل الاحتلال المسؤولية عن قتل المتظاهرين السلميين، وتابع محذرا الاحتلال «إن لم يفك الحصار سيكون الانفجار في وجه الاحتلال».
وتأتي هذه الفعالية، إضافة إلى فعاليات «الإرباك الليلي» التي شهدتها الساعات الـ 48 الماضية، بعد أحداث الجمعة التي كانت الأكثر دموية، منذ فعاليات 14 مايو/ أيار الماضي التي سقط فيها عشرات الشهداء، للتأكيد على استمرار فعاليات التظاهرات الشعبية، حتى تحقيق أهدافها، وفي مقدمتها كسر الحصار المفروض على القطاع.
في السياق لا تزال أجواء قطاع غزة مشحونة بالغضب الشعبي، حدادا على أرواح الشهداء السبعة. وكشف النقاب عن عقد غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة في غزة، اجتماعا لها مساء أول من أمس السبت، تم خلاله مناقشة سبل الرد على اعتداءات الاحتلال، على فعاليات «مسيرات العودة».
وقال داود شهاب الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي، إن المقاومة الفلسطينية «لها الحق في اختيار الرد المناسب لردع الاحتلال الإسرائيلي والدفاع عن المشاركين في مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار عن قطاع غزة».
وجاء اجتماع غرفة العمليات، التي نفذت في الماضي عمليات قصف لمناطق إسرائيلية في محيط قطاع غزة، كرد على هجمات إسرائيلية، في ظل التهديدات الإسرائيلية التي تعالت خلال الساعات الماضية، التي هددت بشن عملية عسكرية ضد القطاع.
وكانت إسرائيل قد أعلنت أن الجناح العسكري لحركة حماس كتائب القسام، أطلق أول من أمس السبت، سبعة صواريخ تجريبية في اتجاه البحر، في الوقت الذي تشهد فيه جبهة القطاع سخونة.
وكانت تقارير إسرائيلية، قد ذكرت أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، قد قال إن جيشه جاهز للتعامل مع أي سيناريو قد يطرأ على جبهة قطاع غزة، وإن تهديداته جدية.
ونقلت صحيفة «معاريف» عن نتنياهو القول «نحن جاهزون لأي سيناريو وهذه كلمة جدية»، وإنه طلب في الوقت ذاته من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائهما الأخير في نيويورك، بالعمل على تهدئة الأوضاع في غزة منعًا لانفجارها.
وأشارت إلى أن نتنياهو عزا الأزمة القائمة في غزة إلى انهيار الاقتصاد، وأنه حمل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، المسؤولية بسبب فرضه تشديدات على غزة.
يشار إلى أن مصادر إسرائيلية أكدت أنه رغم سخونة الملفات التي تتعلق بإيران، والتحدي على الجبهة السورية، تبقى غزة هي المشكلة الأكثر اإحاحا التي تواجه إسرائيل. وأوضحت أن القلق لدى المؤسسة العسكرية يتمثل في أن فرص المواجهة العسكرية في قطاع غزة، زادت في الأسابيع الأخيرة لا سيما بارتفاع وتيرة التصعيد على الحدود.
يشار إلى أن منسق الأمم المتحدة في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف، عبر عن حزنه إزاء مقتل الفلسطينيين السبعة، وقال «إن إسرائيل وحماس وجميع الجهات الفاعلة في حاجة إلى العمل والحيلولة دون مزيد من التدهور والخسائر في الأرواح».
وأضاف في تصريح صحافي «جميع الأطراف تشارك الأمم المتحدة المخاوف بشأن التصعيد والوضع الإنساني»، لافتا إلى أنها تبحث عن «طرق للمساعدة». وأكد أن ملف غزة كان مطروحا في نقاشات الأمم المتحدة حول فلسطين مع الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي ودول عدم الانحياز وآخرين كثر.
وكان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، قد أكد أن «الصمت وغياب أي رد فعل من المجتمع الدولي تجاه جرائم الاحتلال كان صادما ومشجعا لاستمرار سلطة الاحتلال بارتكاب جرائم الحرب دون محاسبة». ودعا دول الاتحاد الأوروبي والعالم، وميلادينوف، إلى توضيح حول «صمتهم المخجل على الجرائم، وآخرها سقوط 7 شهداء في قطاع غزة بينهم طفلان»، مشددا على أن الشعب الفلسطيني الأعزل يحتاج إلى «حماية دولية، ومساءلة ومحاسبة اسرائيل، بدلا من عار الصمت».
وأضاف «كالعادة عندما تقتل آلة الحرب الإسرائيلية أطفال فلسطين يكون هناك صمت شامل من المسؤولين الأمريكيين، باستثناء أصحاب الضمائر والقلوب المنحرفة من أمثال (نيكي هيلي وغرينبلات وديفيد فريدمان) الذين ينطقون بسرعة البرق لإلقاء اللوم على الضحية وتبرئة المجرم، إنه زمن وحقبة انعدام الأخلاق، والمسؤولية في أروقة صناعة القرار في واشنطن»

التوتر يخيم على أجواء غزة .. إسرائيل تتحدث عن تصعيد وحماس تتوعد بـ «الانفجار» إن لم يرفع الحصار
«مسيرات العودة» تتواصل وغرفة عمليات للمقاومة تعقد اجتماعا

المغرب يرى دعوة الأمم المتحدة لقاء تشاوريا…والبوليساريو تعتبرها انطلاقة جديدة لمفاوضات مباشرة

Posted: 30 Sep 2018 02:19 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: تتباين مواقف أطراف النزاع الصحراوي من صفة المدعوين وطبيعة (اللقاء) الذي دعا له موفد الأمم المتحدة إلى الصحراء، الرئيس الألماني السابق هورست كولر، وحدد له موعدًا في كانون الأول/ ديسمبر القادم في جنيف.
ففي حين يرى فيه المغرب لقاء للتشاور تراه جبهة البوليساريو والجزائر أنه انطلاقة جديدة لمفاوضات مباشرة بين الأطراف للوصول إلى حل سلمي متفق عليه لإنهاء نزاع مستمر منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي.
ووجه هورست كوهلر دعوة إلى المغرب وجبهة البوليساريو والجزائر وموريتانيا لمباحثات تعقد يومي 4 و5 كانون الأول/ ديسمبر بجنيف، وطلب منها الرد قبل 20 تشرين الأول/ أكتوبر 2018.
ويرفض المغرب المفاوضات المباشرة مع جبهة البوليساريو ويصر على حضور الجزائر كطرف رئيسي بالنزاع وليس طرفًا معنيًا مثل موريتانيا، وأن تكون أرضية المفاوضات هي مبادرة المغرب بمنح الصحراويين حكمًا ذاتيًا تحت السيادة المغربية، فيما تدعو جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر إلى مفاوضات مباشرة دون شروط مسبقة تستند إلى قرارات مجلس الأمن الدولي للوصول إلى استفتاء الأمم المتحدة للصحراويين حول الاندماج بالمغرب أو إقامة دولة مستقلة.
وتقول الجزائر إنها ليست طرفًا بالنزاع وإن دعمها لجبهة البوليساريو من منطلق دعمها لحق الصحراويين في تقرير المصير.
وعقدت آخر جولة من المفاوضات بين المغرب والبوليساريو عام 2008 قبل أن تتعثر وتتوقف. والتزم كولر مطلع العام الحالي مجلس الأمن بتنظيم جولة جديدة من المفاوضات بشأن الصحراء.
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي دورة اجتماعات خاصة بالنزاع الصحراوي نهاية تشرين الأول/ أكتوبر الجاري لتجديد مهمة قوة الأمم المتحدة في الصحراء (مينورسو) التي تضم نحو 400 شخص، بموازنة سنوية تصل إلى خمسين مليون دولار.
والتقى هورست كوهلر الأسبوع الماضي وعلى هامش الدورة الـ 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وزراء خارجية الجزائر وموريتانيا ووفدًا من جبهة البوليساريو، فيما التقى وزير الخارجية المغربي الأمينَ العام للأمم المتحدة.
وقال وزير الخارجية الجزائرية عبد القادر مساهل، أول أمس السبت، إن قضية الصحراء الغربية «من صميم مسؤولية الأمم المتحدة، باعتبارها مسألة تصفية استعمار»، وإن بلاده تعتبر أن حل قضية الصحراء لا يكمن إلا عبر تمكين الصحراوين «من ممارسة حقهم الثابت وغير القابل للتنازل في تقرير المصير».
وجدد الوزير الجزائري أمام الجمعية العامة دعم بلاده «التام لجهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي في الصحراء الغربية»، وأعرب عن أمله بأن «يكلل نشاطهما بمساهمة الاتحاد الإفريقي لإعادة بعث المفاوضات دون شروط مسبقة وبحسن نية بين طرفي النزاع، المغرب وجبهة البوليساريو»، وذلك قصد التوصل إلى «حل سياسي» يرضي الطرفين ويضمن تقرير المصير للصحراويين.
وقال وزير خارجية موريتانيا، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إن بلاده تُتابع عن كثب قضية الصحراء وتدعم جهود الأمم المتحدة لإيجاد تسوية ترضي الأطراف المعنية وتسهم في ترسيخ الاندماج والتكامل الاقتصادي لدول اتحاد المغرب العربي.
وقال بيدرو سانشيز، رئيس وزراء إسبانيا التي كانت تحتل الصحراء حتى سنة 1976، إن «إسبانيا تشعر بالقلق إزاء الأزمة المستمرة في الصحراء القريبة منا جدًا»، وأوضح سانشيز أن مدريد تُدافع عن الدور المركزي للأمم المتحدة لحل النزاع، وترغب في المساهمة في الجهود التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي «من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول للطرفين يضمن حق تقرير المصير للصحراويين.

المغرب يرى دعوة الأمم المتحدة لقاء تشاوريا…والبوليساريو تعتبرها انطلاقة جديدة لمفاوضات مباشرة

طرح الرئيس عون لحكومة أكثرية يصطدم بموقف الحريري ورفض القوات والاشتراكي

Posted: 30 Sep 2018 02:19 PM PDT

بيروت – «القدس العربي»: في وقت طرح رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حكومة أكثرية الى جانب خيار حكومة إئتلاف وطني ، فيبدو من المؤشرات أن لا حماسة لمثل هذه الحكومة إلا في أوساط التيار الوطني الحر وبعض الحلفاء للضغط على الرئيس المكلف سعد الحريري للسير بتشكيلة حكومية بمن حضر.
واذا كان الرئيس الحريري ومعه القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي يرفضون علناً خيار الذهاب الى حكومة أكثرية يعتقدون أنها تهدف الى تقليص حصة القوات والاشتراكي بهدف إحراجهم وإخراجهم ، إلا أن المعترض الابرز على مثل هذه الحكومة هو رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يؤكد حسب ما ينقل عنه زواره ضرورة تأليف حكومة وحدة وطنية يتمثّل فيها الجميع وتشهد تنازلات من الاطراف المعنية لمصلحة البلد.
ولا يبدو حزب الله ضمناً بعيداً عن أجواء الرئيس بري وهو يفضّل في هذه الظروف الاستثنائية حكومة توافقية ولاسيما في ظل التهديدات الاسرائيلية التي عادت من باب الحديث عن إدعاءات بوجود مخازن صواريخ في محيط مطار بيروت وما تحمله هذه الادعاءات من تهديد مبطّن للمطار وللمسافرين من خلاله. وجديد التلميحات الاسرائيلية ما غرّد به أمس المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر حسابه على «تويتر» حيث قال «المسافرون في رحلة رقم: MEA419 عبر شركة @MEAAIRLIBAN من أبو ظبي الى مطار الحريري الدولي في بيروت: اذا نظرتم مع الهبوط في مطار بيروت الى اليمين لمسافة 500 متر لرأيتم احد مواقع حزب الله داخل حي الاوزاعي المخصص لمحاولات إقامة بنية تحتية لتصنيع صواريخ دقيقة».
ومن خلال متابعة تحذير وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من نيويورك لإسرائيل من أي إعتداء أو عمل عسكري محتمل ضد مطار ، وتأكيده « ان هذا الاحتمال يشكل انتهاكا للقانون الدولي وقرارات مجلس الامن «، بدا أن الورقة اللبنانية دخلت في لعبة الامم بحسب التعبير الدائم للزعيم الدرزي وليد جنبلاط وشكّلت دليلاً على استخدام هذه الورقة في التجاذب الحاصل بين روسيا واسرائيل بعد سقوط الطائرة الروسية وتحميل اسرائيل مسؤولية سقوطها.
وفيما يُتوقّع أن تُعقَد جولة جديدة من المشاورات بين قصر بعبدا وبيت الوسط ، فقد لفتت الزيارة التي قام بها النائب أكرم شهيّب موفداً من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الى معراب للقاء رئيس حزب القوات سمير جعجع بعد زيارة الاخير الى بيت الوسط للقاء الحريري.وعقب اللقاء، سئل شهيب إذا كانت الزيارة من أجل تسهيل عقبات تأليف الحكومة أو إعادة تفعيل الحكومة المستقيلة، فقال «إن الزيارة هي لخير البلد». وعقّب جعجع عليه قائلاً: «هذا ما لا شك فيه». وعما إذا ما كانت العقدة الدرزية في تشكيل الحكومة تراوح مكانها، أكد شهيب أن «لا وجود لأي عقدة درزية إلا عند بعض الرؤوس».ويستند حزبا القوات والاشتراكي الى تمسك الرئيس الحريري بحكومة توافقية لتدعيم موقفهما في مواجهة محاولات التحجيم قبل السير بحكومة أكثرية لا يراها الحريري واقعية.
الى ذلك، نفى المكتب الإعلامي في دار الفتوى ما ينشر بأن دار الفتوى تدعو لاجتماع طارئ وسريع، وذلك للرد على طرح حكومة الأكثرية، واكد المكتب الإعلامي أن ما يتم تداوله في هذا الاطار هو عار عن الصحة جملة وتفصيلاً. وفي ظل هذه المعطيات مضافاً اليها موقف الثنائي الشيعي يبدو أن حكومة الاكثرية لا تؤيدها حتى الآن سوى أقلية.

طرح الرئيس عون لحكومة أكثرية يصطدم بموقف الحريري ورفض القوات والاشتراكي

سعد الياس

جنوب أفريقيا تدين قانون القومية في مجلس حقوق الإنسان وتصفه بالأبرتهايد

Posted: 30 Sep 2018 02:18 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»: هاجم ممثل جنوب أفريقيا بشدة، في خطابة امام مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف، قانون القوميّة اليهودية، ودعا الى إلغائه، واصفًا إياه بقانون الأبرتهايد.
وجاء خطاب نائب سفير جنوب أفريقيا، كلينتون سويمر، بعد ان كان قد شارك في ندوة لجنة المتابعة العليا، الهيئة الفلسطينية السياسية الأعلى داخل أراضي 48 قبل أسبوع في جنيف، وعبّر فيه عن موقف دولته، مؤكدًا ان دولته ستدين هذا القانون بشكل واضح في مجلس حقوق الإنسان.
وقال سويمر في كلمته في المجلس: «إن جنوب أفريقيا قلقة للغاية بعد ان قامت حكومة اسرائيل بتشريع ما يُسمى بقانون القومية، فهذا القانون ينصّ على أن لإسرائيل حقا حصريا على الأرض، وأن القدس الموحدة هي عاصمتها، ويجعل من الاستيطان اليهودي قيمة وطنية، كما ويشرعن التوسّع والسيطرة على أراضٍ أخرى، وينفي الحقوق الأساسية لمن هم ليسوا يهودًا». وأضاف أن «هذا القانون غير شرعي من منظار المعايير والمواثيق الدولية، وفي جوهره فهو يحدث تحوّلًا في ممارسات الفصل العنصري لتصبح هذه الممارسات واقعًا من الأبارتهايد الشرعي بحسب القانون وهذا الأمر يجب إيقافه».
وقال النائب يوسف جبارين، رئيس لجنة العلاقات الدولية في القائمة المشتركة: «نبارك موقف جنوب أفريقيا الذي يكشف جوهر قانون القومية ويعرّي الموقف الاسرائيلي، وذلك بعد ان ادعى نتنياهو في الأمم المتحدة ان اسرائيل تضمن المساواة لكافة المواطنين فيها. وتابع جبارين « نحيي ممثل جنوب أفريقيا على هذا الموقف الأخلاقي الشجاع، خاصة وان جنوب أفريقيا عانت لسنوات طويلة من نظام الأبرتهايد العنصري. ودعا جبارين العالم الى ان ينصت باهتمام الى موقف جنوب أفريقيا وان يُسمع صوته ضد هذا التشريع الذي يناقض جوهر وأسس القانون الدولي. وكانت لجنة المتابعة العربية العليا قد أقامت جلسة خاصة في مجلس حقوق الإنسان حول قانون القومية وإسقاطاته على الفلسطينيين، بمشاركة العشرات من السفراء العرب والأجانب، وتحدث فيها رئيسها محمد بركة وعدد من مرافقيه.
في سياق متصل حذر الشيخ حمّاد ابو دعابس رئيس الحركة الإسلامية داخل أراضي 48 في ذكرى اندلاع شرارة الانتفاضة الفلسطينية الثانية، من تصاعد المؤامرات على القضية الفلسطينية التي بلغت ذروتها في إعلان ترامب بأن القدس عاصمة لدولة الاحتلال ونقل السفارة الأمريكية الى مدينة القدس. جاء ذلك خلال اعتصام الحركة الاسلامية في الحرم القدسي الشريف أمس، لمواجهة اقتحامات المستوطنين، وتأكيدا على محورية القدس.
ونوه إلى ان القدس تشهد هجمة شرسة تتمثل في سياسة هدم البيوت ومحاولات التهويد المستم، بالإضافة لقانون القومية العنصرية الفاشي. وطالب أبو دعابس بضرورة وجود حراك فلسطيني في الداخل والقدس والضفة الغربية وفِي قطاع غزة للإضراب العام اليوم والخروج في مسيرة تخليد الشهداء الذين ارتقوا عام ألفين. كما دعا لاستمرار شد الرحال الى المسجد الأقصى المبارك ولتعزيز الرواية الفلسطينية في ظل التهويد الاسرائيلي و»نطلب من الدول العربية والإسلامية ان يكون لها دور في القضية الفلسطينية التي يتم تضييق الخناق عليها». وهذا ما أكده نائبه دكتور منصور عباس الذي عتب على العالم العربي بقول» إنه يتحرك فقط عند رؤية الدماء لكن هناك مقدسات تنتهك واطفال يعتقلون وبيوت تهدم».
وقال صفوت فريج رئيس جمعية الأقصى في الداخل الفلسطيني، إن القضية الفلسطينية تم إضعافها ولكنها ستبقى حية موجودة، فاليوم سيرت حافلات من الداخل للمسجد الأقصى للصلاة، داعيا الجميع للتواجد في ظل الاقتحامات والاعتداءات اليومية في الأعياد اليهودية للتصدي لقطعان المستوطنين.

.

جنوب أفريقيا تدين قانون القومية في مجلس حقوق الإنسان وتصفه بالأبرتهايد

محكمة أمريكية تجمّد قانونا يحظر مقاطعة إسرائيل

Posted: 30 Sep 2018 02:18 PM PDT

لندن – «القدس العربي»: جمدت محكمة فدرالية أمريكية تنفيذ قانون يحظر مقاطعة إسرائيل. وأصدر القاضي في محكمة ولاية أريزونا الحكم، مؤكدا أن القانون يتناقض مع الدستور الأمريكي، وأن المقاطعة ممارسة محمية بحرية التعبير.
وذكرت صحيفة «هآرتس» العبرية أن القرار الذي اتخذته المحكمة يوم الخميس الماضي، قد تكون له تداعيات على قوانين ضد مقاطعة إسرائيل في ولايات أمريكية أخرى.
وهذه هي المرة الثانية حسب ما أوردت وكالة «معا»، منذ بداية العام التي يتعرض فيها قانون ضد مقاطعة إسرائيل للانتقاد من المحاكم الأمريكية، بسبب انتهاك حرية التعبير. وأصدرت ولاية أريزونا بالإضافة لولايات أمريكية أخرى، قانونا في عام 2016 ينص على أن معارضة مقاطعة إسرائيل ستكون شرطا للتوقيع على العقود الحكومية مع السلطات في تلك الولايات. وقدمت جمعية الحقوق المدنية الأمريكية قبل بضعة أشهر، عريضة إلى مكتب النائب العام نيابة عن المحامي من ولاية أريزونا ميكيل جورديل، الذي كان على وشك توقيع عقد مع سلطات الدولة لتمثيل السجناء في سجونها، لكنه اضطر إلى التخلي عن توقيع العقد بعد أن تبين له انه سيطلب منه التوقيع على التزام بأنه لن يقاطع إسرائيل.
وقال المحامي في الالتماس إنه أيد مقاطعة إسرائيل بسبب معاملتها للفلسطينيين، وإن ذلك نابع من معتقداته الدينية ومواقفه السياسية.
وأوضح ايضا أن القانون الذي صدر في 2016 بحظر مقاطعة إسرائيل هو قانون يمس بحرية التعبير والحرية الدينية، التي نص عليها التعديل الأول في القانون الأمريكي.
من ناحيتها أشادت الجمعية الأمريكية للحقوق المدنية بقرار المحكمة، وقالت إن «المقاطعة السياسية تشكل احتجاجا غير عنيف يتمتع بالحماية القانونية».

محكمة أمريكية تجمّد قانونا يحظر مقاطعة إسرائيل

وفد هيئة التفاوض السورية يلتقي مع أبو الغيط في نيويورك

Posted: 30 Sep 2018 02:18 PM PDT

أنقرة – «القدس العربي»: اجتمع وفد هيئة التفاوض السورية برئاسة نصر الحريري مع الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور أحمد أبو الغيط في نيويورك على هامش أعمال الدورة 73 للجمعية العمومية لهيئة الأمم المتحدة.
وتحدث الحريري عن آخر مستجدات الوضع في سوريا على الصعيدين السياسي والميداني، والتطورات الأخيرة بعد الاتفاق الروسي ـ التركي، وبيّن رؤية هيئة التفاوض فيما يخص سبل دعم وتعزيز العملية السياسية حسب بيان جنيف 1 والقرار الأممي 2254، وأهمية دور جامعة الدول العربية في الملف السوري وضرورة الدور العربي في ظل تعنت النظام وحلفاؤه وعرقلتهم المستمرة للمفاوضات واصراره على انتهاج الحل العسكري واستمرار عمليات الاعتقال والقتل والتهجير القسري.
وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أبو الغيط، دعم الجامعة العربية للمسار السياسي تحت مظلة الأمم المتحدة والقرارات الدولية بهذا الخصوص، مشيداً في الوقت نفسه بالاتفاق الروسي – التركي الذي أفضى إلى وقف إراقة المزيد من الدماء ومنع تهجير الآلاف، مؤكداً على ضرورة تحمل جميع الأطراف لمسؤولياتهم من أجل إخراج سوريا إلى بر الأمان، مضيفاً أن الجامعة العربية تقف إلى جانب الشعب السوري في تحقيق طموحاته ومع رؤية الهيئة وجهدها في مخاطبة الأطراف الإقليمية والدولية كافة لإجراء حوار سياسي حقيقي وصولاً إلى الحل السياسي الشامل وتحقيق السلام في سوريا بناءً على المرجعيات الدولية المتفق عليها في جنيف والقرار2254.

وفد هيئة التفاوض السورية يلتقي مع أبو الغيط في نيويورك

مهرجان الجونة انتصر للسينما العربية والمصرية وشكوك حول إمكانية صموده مستقبلا

Posted: 30 Sep 2018 02:17 PM PDT

الجونة – «القدس العربي» : أنهى مهرجان الجونة المصري تجربة ناجحة تليق بالسينما المصرية، وصاحبته الكثير من الأحداث منذ انطلاقه حتى اختتامه، وقد ترك أثرا وبصمة وحجز مكانه بقوة في ساحة المهرجانات الدولية.
فقد استقطب في دورته الثانية نجومَ السينما والمشاهيرَ العرب وعددًا من النجومِ العالميين، خلال تسعة أيام، بدأت في العشرين من الشهر الماضي بمنح جوائز من ضمنها جائزة أفضل موهبة عربية للمخرج المصري أبو بكر شوقي، الذي شارك فيلمه «يومُ الدين»، في المسابقةِ الرسميةِ في مهرجانِ «كان» السينمائي الأخيرِ، ويمثلُ مِصْرَ في منافسةِ الأوسكار لأفضلِ فيلمٍ بلغةٍ أجنبيةٍ هذا العام. الفيلمُ يروي قصةَ بائعِ قمامةٍ مصابٍ بالجذام، ينطلقُ في رحلةٍ للبحثِ عن أهلِه، الذين تركوه طفلا في مستعمرةِ مرضى الجذام.
واختتم المهرجان فعالياته مساء الجمعة الماضية بالاعلان عن الفائزين بمسابقاته وهي مسابقة الأفلام الروائية، التي فاز بها فيلم المخرج السنغافوي ايوا سيوا هوا «أرض متخيلة»، ومسابقة الأفلام الوثائقية، التي فاز بها فيلم الروسي فيكتور كوساكوفسي «ألوان مائية»، ومسابقة الأفلام القصيرة التي فاز بها فيلم خوانيتا اونزاجا «أغنيتنا للحرب». ما يميزُ الجونة عن المهرجاناتِ العربيةِ الأخرى أن فعالياتِه لا تقتصرُ على عرضِ الأفلامِ ومنافساتها وحسب، بل تشملُ أيضًا ندواتٍ وورشَ عملٍ وتدريبا للسينمائيين العرب لمساعدتِهم في ايجادِ الدعمِ الماديِ والفنيِ لمشاريعِهم السينمائيةِ الواعدةِ. ووصل مبلغ المنح التي قدمها المهرجان ما يعادل 170 ألف دولار.
البعض شكك بنية وغاية الأخوين سميح ونجيب ساويرس سواريس من تأسيس المهرجان، مدعين أنهما ليسا معنيين بالفن والسينما وأن هدفهما هو استقطاب نجوم السينما الى الجونة. وفي حديث مع نجيب، رفض هذا الطرح، مؤكدا أنه يشغف السينما ويوّد أن يدعم السينما المصرية والعربية، مضيفا أنه نفسه ينتج أفلاما مصرية، أحدها عرض في المهرجان وهو «عيار ناري». لكنه يقر أن دعم وتطوير السياحة في مصر ووضع الجونة على الخارطة كانت في حساباته عندما وافق على تأسيس وتمويل المهرجان.

الأفلام العربية شكلت ثلاثين في المئة من المهرجان

عرضُ المهرجانُ ثمانينَ فيلمًا في فئات مختلفة، منها المسابقات ومنها خارج المسابقات في عروض خاصة. وشكلُت الأفلامُ العربيةُ أكثر من ثلاثين في المئة من إجمالي الأفلامِ المشاركةِ، وقد نافس معظمُها في مهرجاناتٍ عالميةِ، مثل «صندانس»، و«برلين» و»كانّ» و»فينسيا» و»تورنتو»، وفاز بعضُها بجوائزِها القيمة، لكن الجونة كان محطتُها الأولى في العالمِ العربي.
إلا أن بعضُ القيودِ السياسيةِ حالتْ دونَ مشاركةِ أفلامٍ ونجوم فلسطينيينَ في المهرجان. فأحدُ الأفلامِ الذي لم يُدعْ للمشاركةِ كان فيلمُ «تل أبيب على نار»، للمخرجِ الفلسطيني سامح زعبي، رغم نيلِه إعجابَ روادِ مهرجاني تونتو وفينسيا مؤخرًا، وفوزِ بطلِه، قيس ناشف، بجائزةِ أفضلِ ممثل. كما مُنعَ الممثلُ الفلسطينيُ، علي سليمان، من دخولِ مصرَ، رغم كونِه عضوًا في لجنةِ تحكيمِ المهرجان.
وفي حديث من مدير المهرجان، الناقد السينمائي العراقي انتشال التميمي، عبر لي عن حزنه على حرمان أفلام فلسطينيي أراضي 48 من المشاركة في مهرجانات عربية، موضحا أن المشكلة ليست السلطات وإنما الرأي العام العربي، الذي يرفض التطبيع مع اسرائيل وما زال يعتبر فلسطينيي أراضي الـ 48 متعاملين معها.
«أنا أذكر في سبعينيات القرن الماضي، كان الشخص العربي يعاقب بالسجن إذا تحدث مع فلسطيني من اراضي الـ 48»، يقول التميمي «للأسف هؤلاء المخرجون يدفعون الفاتورة مرتين، مرة من الاحتلال ومرة أخرى مننا. هم في مقدمة المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيل، ولكن هم يفعلون ذلك بطريقتهم الخاصة الملائمة لواقعهم وعلينا أن نتفهم ذلك».
ويضيف التميمي أن أكثر الأفلام العربية نجاحا عالميا هي أفلام فلسطينيي أراضي الـ 48، على غرار أفلام هاني أبو أسعد، التي حققتت جائزة «الغولدن غلوب» الوحيدة للعرب وهو المخرج العربي الوحيد الذي رُشح مرتين للأوسكار.
كما حالَ الفشلُ في الحصولِ على تأشيرةِ دخولٍ إلى مصرَ دونَ حضورِ الممثلِ الفلسطينيِ من أراضي الـ 48، زياد بكري، بطلِ فيلمِ مفك، للمخرجِ الفلسطينيِ بسام جرباوي، الذي يحكي قصةَ فلسطينيٍ يُزجُ به في سجنٍ اسرائيليٍ لمدةِ خمسةَ عشرَ عامًا، بعدَ محاولتِه الانتقامَ لمقتلِ زميلِه على يدِ قناصٍ اسرائيلي. وعقبَ خروجِه من السجن يواجهُ تحدياتٍ نفسيةً واجتماعيةً تشلُ حياتَه.
«مفك» يشاركُ في مسابقةِ المهرجان للأفلامِ الروائيةِ الطويلةِ التي تضمُ خمسةَ أفلام عربية. ومن ضمنها «يوم أضعت ظلي» للمخرجة السورية سؤدد كعدان، التي فازت مؤخرا بجائزة «أسد المستقبل» في مهرجان «فينسيا»، ولكنها هي الأخرى لم تتمكن من الحصول على تأشيرة دخول الى مصر لحضور عرض فيلمها في المهرجان.
«هذا مؤسف جدا،» يعلق سواريس. «هؤلاء فنانون معروفون عالميا ولا يمكن اتهامهم بالارهاب. علينا أن نرحب باخواننا السوريين بدلا من الاضافة الى معاناتهم». ولكنه يعترف أنه لم يتواصل مع السلطات لأنه لا يريد التوسل لأحد «إذا سنحت لي الفرصة وجلست مع السلطات فسوف أقول إن ما فعلوه كان خطأ». فيلم سوري آخر وهو «عن آباء وأبناء» للمخرج طلال ديركي شارك في منافسة الأفلام الوثائقية الطويلة، التي تضم خمسة أفلام عربية. وفاز بجائزة نجم الجونة الذهبية لأفضل فيلم وثائقي عربي.
ويدورُ حولَ أب متشدد يجبرُ أطفالَه على التدريبِ العسكريِ، ثم يُرسلُهم للقتالِ مع زملائِه من أجلِ إقامةِ خلافةٍ اسلاميةٍ في سوريا. عُرضَ الفيلمُ لأولِ مرةٍ في مهرجانِ «صندانس» للأفلامِ المستقلةِ بدايةَ هذا العامِ، حيثُ مُنحَ جائزةَ الحكامِ الكبرى، التي فازَ بها فيلمُه السابقُ «العودة الي حمص» عامَ 2014، وكانَ أَول فيلمٍ سوريٍ يشاركُ في المهرجاناتِ العالميةِ منذ اندلاعِ الصراعِ في سوريا.

سحبت البساط من تحت أقدام المهرجانات

وفي حديث معه، أكد ديركي أن مهرجان الجونة عبأ الفراغ، الذي خلفه إلغاء مهرجان دبي السينمائي بداية هذا العام: «الغاء دبي كان محزنا جدا وقبله أبو ظبي، ولكن لحسن الحظ أن خبرة منظمي المهرجان لم تذهب خارج العالم العربي بل جاءت هنا الى الجونة وانتجت مهرجانا على مستوى عالمي، يضاهي المهرجانات العالمية التي شاركت بها عبر العشرة أعوام الأخيرة».
السينمائيون العرب، الذين حضروا المهرجان، رددوا ما قاله ديركي، ولكن بعضهم عبر عن خوفهم من الغائه على يد مؤسسه ساويرس بعد تحقيق مآربه من ترويج للجونة ولشركاته. ومن جهة أخرى، كشف التميمي أن تمويل ساويرس للمهرجان تقلص من 85 % العام الماضي الى 60 % هذا العام. ولكن رغم تقلص ميزانية المهرجان إلا أن فعالياته ازدادت بنسبة 50 %. كما أن 40 % من ميزانية هذا العام وفرها رعاة المهرجان.
ساويرس من جهته رد مطمئناً: «من يقول ذلك لا يعرفني. إذا بدأت شيئا فاستمر به. ولن ألغي المهرجان إلا إذا قررت السلطات الــــغاءه.
رغم القيود السياسية التي يواجهها مهرجان الجونة فإن مجرد وجوده يُعتبر انتصارا للسينما العربية والمصرية ومحطة مهمة للترويج لها ولدعم صناعها، لا سيما بعد إسدال الستار بداية هذا العام على مهرجان دبي السينمائي. السؤال الذي يقلق اذهان السينمائيين العرب هل سيصمد المهرجان ويبقى سندا لهم ويستمر بالتطور ليضاهي مهرجانات عالمية من الدرجة الأولى أم سينهار أمام الضغوطات التي سحبت البساط الأحمر من تحت أقدام المهرجانات العربية الأخرى؟

مهرجان الجونة انتصر للسينما العربية والمصرية وشكوك حول إمكانية صموده مستقبلا
ملأ فراغ غياب مهرجاني دبي وأبو ظبي
حسام عاصي

حين يستبدل حكم القانون بالانتقام

Posted: 30 Sep 2018 02:16 PM PDT

الضربات الامنية التي وجهت للحركات السياسية المعارضة خصوصا الإسلامية منها بعد الربيع العربي غير مسبوقة في التاريخ المعاصر من حيث القسوة والشمول والاصرار. وما يزيدها إيلاما هذه المرة عدد من الامور: اولها تراجع دور العمل الدولي المشترك في مجال حقوق الانسان وترويج المشروع الديمقراطي، ثانيها: نزوع أمريكا نحو سياسة الانعزال والتفرد، بالاضافة لردود فعلها بعد حوادث 11 أيلول/سبتمبر التي دفعتها للتراخي هي الاخرى في تلك المجالات وتهميش موقع حقوق الانسان في سياساتها. ثالثها: تبلور تحالف اقليمي يضم السعودية والامارات ومصر و«اسرائيل» ويدعمه التحالف الانكلو ـ أمريكي يتصدى لكافة الظواهر المقلقة للغرب خصوصا التيارات الإسلامية المعتدلة والديمقراطية. رابعا: تزامن ذلك كله مع التراجع الاقتصادي الغربي والمشروع الرأسمالي الذي اصيب بانتكاسة كبيرة بعد ازمة المصارف الغربية قبل عشرة اعوام.
خامسا: ارتفاع اسعار النفط بمعدلات غير مسبوقة، الامر الذي وفر لدول مثل السعودية والامارات عائدات كبرى ساهمت في تقوية موقفها ازاء الغرب الذي يعاني من ازمات اقتصادية وسياسية متواصلة.
هذه الامور مجتمعة ساهمت في توفير ظروف القمع غير المسبوق الذي قاده التحالف الاقليمي المذكور الذي اصطلح على تسميته «قوى الثورة المضادة». وكان من نتيجة ذلك صعود ظاهرة التطبيع مع الكيان الاسرائيلي الامر الذي وفر للاسرائيليين الفرصة لاقتحام العالم السياسي العربي من اوسع ابوابه، وأطفأ بقدر كبير وهج القضية الفلسطينية، وأدى لصعود ظاهرة الخوف والقلق خصوصا مع تعمق القمع والاضطهاد. كما ادى لصعود الدورين السعودي والاماراتي المدعوم اسرائيليا.
بعد مرور اكثر من شهر على التصريحات الكندية ازاء السعودية خصوصا في مجال حقوق الانسان والدعوة لاطلاق سراح الناشطات المعتقلات، اصبح هناك وضع غير مألوف. ففي الوقت الذي تصر فيه كندا على التمسك بموقفها الداعم الحقوق الانسان وعدم استعدادها للاعتذار للرياض، تجد السعودية نفسها في موقف غير ضعيف. فالدول الغربية لم تعلن موقفا داعما لكندا، والأمريكيون اعلنوا انهم لن يتدخلوا في ما يعتبرونه «شأنا خاصا بين البلدين»، ولذلك ما تزال الرياض تطالب اوتاوا بالاعتذار عن تصريحاتها. وفي الوقت نفسه اعلنت المانيا انها تسعى لترطيب العلاقات مع السعودية بعد قرار وقف الصادرات العسكرية للسعودية بسبب حرب اليمن. وكان ضغط محور قوى الثورة المضادة قد استطاع اجبار اسبانيا على تغيير موقفها الذي اعلنته الشهر الماضي بوقف مبيعات السلاح للسعودية، ولكنها تراجعت عنه بعد يومين فحسب.
هذه الاجواء ساهمت بشكل مباشر في تشجيع دول الثورة المضادة على الامعان في القمع الموجه للقوى المعارضة. واستغلت بروز ظواهر التطرف والعنف والإرهاب لتبرير القمع الداخلي، وسعت لربط المعارضات السياسية بالعنف والإرهاب، مستغلة وسائلها الاعلامية وعلاقاتها الدولية والخبرات الاجنبية التي استوردتها لتسهيل استهداف الحركات الإسلامية بشكل خاص. وساهمت الازمة السورية بشكل خاص في زيادة الموقف تعقيدا، نظرا لتداخل عناصر الازمة السياسية المحلية والاقليمية.
في الاسبوع الماضي اصدر القضاء المصري الخاضع لهيمنة العسكر حكما نهائيا باعدام 20 شخصا يعتقد انهم ينتمون لجماعة الاخوان المسلمين، بتهم المشاركة في قتل شرطة بعد قمع اعتصام مسجد رابعة العدوية في آب/اغسطس 2013. محكمة النقض هذه أيدت أيضا أحكاما بالسجن المؤبد بحق 80 متهما، والسجن المشدد لمدة 15 عاما بحق 34 متهما، والسجن لمدة عشر سنوات بحق حدث في نفس القضية. كما أصدرت محكمة اخرى في 23 أيلول/سبتمبر حكما جديدا بالسجن المؤبد على محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، وهو الأحدث في سلسلة من الأحكام المختلفة بحق الرجل البالغ من العمر 75 عاما. احكام الاعدام والسجن المؤبد هذه اصبحت معتادة ولا تبعث القلق لدى الجهات الدولية السياسية. فظاهرة القسوة متعمقة في المشروع الغربي، كما اظهرت الحروب التي شنها الغربيون في المنطقة ابتداء من العام 1991. ولذلك لم يعد قرار ازهاق ارواح المواطنين، بذرائع مزيفة وتهم ملفقة، امرا مقلقا لعالم يبتعد تدريجيا عن منظومتي الديمقراطية وحقوق الانسان اللتين تبناهما بعد الحرب العالمية الثانية.
هذه القسوة في المعاملة تهدف لكسر ارادة الشعوب ورغبتها في التغيير، وتعميق الخوف في نفوس النشطاء. كما ان ظاهرة تزييف الحقائق واللغة والمصطلحات خلقت واقعا مختلفا عن الماضي ويساهم في تزييف العقل والمنطق. ولذلك يكرر الحكام مصطلحات جذابة بعد افراغها من المضمون مثل: الدستور والقانون والبرلمان والقضاء. وما يحدث في مصر منذ خمسة اعوام غير مسبوق في تاريخ البلد العربي الاكبر، الذي نجحت قوى الثورة المضادة، بدعم العسكر المصريين، في تقزيمه وتهميشه حتى اصبح خاضعا لدولة الامارات التي لم يمض على تأسيسها خمسون عاما. وهكذا تم اخراج مصر من دائرة العمل العربي الذي تراجع كثيرا. وبدلا من ان يكون ذلك العمل اساسا لايجاد مقاومة عربية شاملة للاحتلال الاسرائيلي والهيمنة الغربية، اصبح الموقف العربي المزيف اداة للقمع والتطبيع مع الاحتلال. كما اصبح تمزيق البلدان الكبرى احد اهداف قوى الثورة المضادة، سواء بتهميشها سياسيا او انهاكها اقتصاديا ام تمزيقها اجتماعيا.
ولا تقل الدول الاخرى شأنا في مجال قسوة التعامل وتوحشه مع المواطنين.
وتمثل الحرب على اليمن ذروة القسوة والتوحش الذي يطبع العلاقات بين بعض الانظمة والشعوب العربية. فما يزال التحالف الذي تقوده السعودية يرفض السماح باي تحقيق مستقل في مسار الحرب ومدى التزام اطرافها بالقانون الانساني الدولي. فيما تتصاعد الضغوط على كل من أمريكا وبريطانيا لوقف تزويد السلاح للدول المشاركة في تلك الحرب. ومع تعقد المشهد اليمني بخروج الاحتجاجات في عدة مناطق ومنها محافظة المهرة القريبة من الحدود العمانية، مطالبة بخروج القوات الاماراتية، أكدت تقارير المنظمات الحقوقية الدولية وجود سجون سرية تدار باشراف اماراتي، وان هذه السجون تعتقل معارضي الحرب من اليمنيين وعددا كبيرا من الافارقة المهاجرين الذين تعرضوا للتعذيب الذي شمل بعض حالات الاغتصاب، حسب ما اكده تقرير اصدرته منظمة هيومن رايتس ووج شهر أيار/مايو الماضي. وفي الاسبوع الماضي اكد عدد من مسؤولي منظمات الاغاثة الدولية حدوث مجاعة قريبا تطال عشرة ملايين من اليمنيين، وذلك في حديثهم امام الجمعية العمومية للامم المتحدة المنعقدة هذا الشهر. وقالت ليزا جراندي منسقة جهود الأمم المتحدة في اليمن: انها حقيقة مروعة وحقيقية اننا نخسر الحرب لمنع المجاعة في اليمن» مضيفة «ليس هناك مكان آخر في العالم يعاني فيه الناس بهذا المستوى». وقال مسؤولون آخرون ان المجاعة ستعصف باليمن في اي وقت. هذه الحقيقة لم تدفع ايا من الدول المعنية بالحرب خصوصا أمريكا وبريطانيا لمنع الهجوم الذي تقوم به قوات الامارات على ميناء الحديدة لاسترجاعه من الحوثيين وحلفائهم من اليمنيين. وقد بدأ الكثيرون يتساءلون: ما الذي يعطي الحق لدولة الامارات للتدخل في اليمن؟ خصوصا انها لا تشترك معها في الحدود الجغرافية؟
ثمة استنتاجات ضرورية مما تقدم: اولها ان مستوى التوحش في معاملة «الآخر» في البلدان العربية التي شهدت انتفاضات شعبية بلغ مستويات غير مسبوقة، الامر الذي يجعل محاولات تقريب المواقف ووجهات النظر مستعصية. ثانيها: ان المال النفطي تحول الى سلاح لدى بعض الدول خصوصا السعودية والامارات لانتهاج سياسات قمعية على مستوى الداخل وتوسعية على صعيد الخارج. ثالثها: ان القيم الدينية والانسانية ابعدت عن التعامل بين الفرقاء في حالات الاختلاف السياسي، ومن نتيجة ذلك تغول الانظمة وقمعها وبلوغ الاوضاع مستويات غير مسبوقة من التوتر والاحباط واليأس. رابعها: ان قوى الثورة المضادة مصممة على مواصلة سياسات القمع والاضطهاد بدون حدود، وان المال النفطي قادر على حماية منتهكي القوانين الانسانية الاغاثية والانسانية والحقوقية. خامسا: ان الاوضاع في العالم العربي لم تصل من قبل ما وصلته الآن، وان امة العرب والمسلمين تعيش على حافة كارثة انسانية وسياسية غير مسبوقة، وان اساليب القمع السلطوي فشلت في تركيع الاحرار والمناضلين وطلاب الحرية والاصلاح السياسي.

٭ كاتب بحريني

حين يستبدل حكم القانون بالانتقام

د. سعيد الشهابي

إلى أين يساق السودان وشعبه؟!

Posted: 30 Sep 2018 02:16 PM PDT

سؤال، ينوم ويصحو به كل لسان، مع إستطالة قبضة الإنقاذ على تلابيب البلاد، محتكرة إدارة الوطن نصف عمر الاستقلال إلا عام ونيف، وبعد أن تعدى الصراع السياسي في السودان قداسة الدم، وأضحت البلاد تعيش مأزقا مأساويا خانقا. لن أعدد مظاهر الأزمة، فالكل يعيشها في لحمه وعظمه، والكل يعلم أنها إذا لم تقاوم وتُصد، من الممكن أن تسوق البلد وأهله إلى الهاوية.
ورغم أن نظام الإنقاذ، فاقم من حدة هذه الأزمة، ووصل بها إلى مداها الأقصى والمدمر للوطن، بحيث أن زواله هو المدخل للفكاك من خناقها، إلا أنها لم تبدأ يوم إستيلائه على السلطة في 30 حزيران/يونيو 1989. فهي أزمة مزمنة عميقة الجذور، تفجرت وتبدت تجلياتها عندما فشلت كل الأنظمة المدنية والعسكرية التي تعاقبت علي حكم السودان منذ فجر الإستقلال، في التصدي إلى المهام التأسيسية للدولة السودانية المستقلة، ولم تركز إلا على مسألة السلطة وبقائها فيها. وظلت تلك المهام مؤجلة ومتراكمة، بل تفاقم الوضع وتعقد بالمعالجات القاصرة والخاطئة علي أيدي ذات الأنظمة المتعاقبة. وما إنقلاب «الإنقاذ»، وفرضه لنظام الطغيان والإستبداد على مدى أكثر من ربع قرن، إلا نتاجا منطقيا وتعبيرا أوضح لهذا الواقع المتأزم.
الصراعات الدائرة اليوم في السودان، سواء الصراع الممتد على مساحة الوطن بين حكومة الإنقاذ ومعارضيها، أو الصراعات/التمردات التي تدو رحاها في هذا الإقليم أو ذاك، وما تفرزه من حروب أهلية في البلاد، كلها ليست مجرد صراعات حول السلطة ستنتهي بإسقاط النظام، كما لا يمكن حصرها في أنها معركة بين الحكومة المركزية والحركات المسلحة في الأطراف، مثلما لا يمكن توهم حلها بمجرد تولي المعارضة الحكم، أو بمجرد وقف القتال بين المتحاربين، أو بمجرد توقيع القوى المختلفة على ميثاق شامل، فضلا عن أنها لم تحسم ولم تنته بانفصال الجنوب. هذه الصراعات ترتبط إرتباطا وثيقا بذاك الفشل في معالجة المهام التأسيسية لبناء دولة مابعد الإستقلال الوطنية الحداثية، والتي، إختصارا، تتمثل في:
طبيعة وشكل نظام الحكم والنظام السياسي الملائم لواقع التعدد والتنوع المميز لبلادنا، والذي يحقق المشاركة العادلة في السلطة، والتوزيع العادل للموارد والثروات، بين مختلف الأعراق والإثنيات والمجموعات القومية والجهوية المكونة للكيان السوداني، ويحقق ديمقراطية حقة توائم بين قيم الديمقراطية المطلقة والسمات الخاصة ببلادنا.
علاقة الدين بالدولة.
هوية السودان.
هذه المهام التي فشلنا في التصدي لها وإنجازها في إطار مشروع وطني ودستور دائم مجمع عليه من كل المكونات السياسية والقومية في البلد، لا زالت تنتظر التنفيذ..! وهي في الواقع تشكل جوهر الحلقة الشريرة الساكنة في أرض الوطن، وجوهر الصراعات الدائرة حد الحرب الأهلية. ودائما أقول: إن عدم التصدي لهذه المهام التأسيسية جعل السودان يعيش في فترة إنتقالية ممتدة منذ فجر الإستقلال وحتى اليوم، وإن ما أفرزه ويفرزه الواقع الراهن، تحت حكم الإنقاذ، من تأزم جديد ومتراكم، يدفع ببلادنا سريعا نحو حالة «دولة اللادولة» ما لم نتدارك الوضع.
قد يحاججنا البعض بأن توصيات مؤتمر الحوار الوطني، أو «مخرجاته» كما يسميها أهله، والذي أنهى أعماله في أكتوبر 2016، تشكل روح المشروع الوطني الذي ندعو له. وهذا بالطبع منطق معوج وغير مقبول. فالمشروع الوطني لا يصاغ بمن حضر، ولا يمكن التوافق عليه في ظل إستمرار الحرب الأهلية ومناخ الكبت وغياب الحريات. ثم أن جوهر ومعنى المشروع الوطني يقوم على مساهمة كل أبناء الشعب السوداني بمختلف إنتماءاتهم السياسية والفكرية والثقافية، ومختلف تخصصاتهم المهنية والأكاديمية، مع مراعاة التمثيل النوعي والإثني والإجتماعي..الخ، في مناقشة وتطوير كل مسوداته، من حيث المضمون والصياغة، وتتبناه أوسع كتلة ممكنة من كل الأحزاب، والقوى المسلحة، والحركات الإجتماعية والمطلبية، والمجتمع المدني، والتنظيمات القبلية والقيادات الأهلية، والحركات الشبابية…الخ. وكل هذا لم يتوفر في الحوار الوطني، إضافة إلى عدد من النواقص الأخرى، ناقشناها في مقالاتنا السابقة. وحتى بعد إنتهاء أعمال مؤتمر الحوار، لم تلوح في الأفق بوادر قطيعة مع الممارسات التي دفعت بالبلاد إلى جب الأزمة، بل واصل قادة النظام وأجهزته إرسال الإشارات المتناقضة مع توصيات و«مخرجات» المؤتمر. أيضا، لم تبرز كتلة قوية ونافذة من داخل النظام تؤمن حقا بالتسوية والحوار كآلية للخروج الآمن بالبلاد من أزماتها. كما أن معظم المشاركين في المؤتمر، حكومة ومعارضة، لم يروا فيه سوى إعادة إقتسام كراسي الحكم، وكان هذا هو مدخل الفشل.
والمشروع الوطني، مثلما سيجيب على الأسئلة المصيرية المتعلقة ببناء دولة سودان ما بعد الإستقلال، سيجيب أيضا على سؤال البديل. لكنه، ليس مجرد ميثاق أو إعلان سياسي يعبر عن ثنائية المعارضة والسلطة، كما هو الحال بالنسبة للمواثيق والإعلانات الموقعة من القوى السياسية المختلفة. هو أعمق وأشمل من ذلك، وينطلق من فرضية أن الوطن لا يبنى بمشروع هذا الحزب أو برنامج تلك الكتلة، ولا وفق معايير الأغلبية والأقلية، وإنما يستظل برؤية فكرية جامعة وعابرة للايديولوجيات تتجلى فيها روح المساومة التاريخية بين التيارات المختلفة في بلادنا. وصياغة المشروع الوطني، تتطلب من الجميع، القوى الحزبية والسياسية والنقابية والفكرية والعسكرية والمدنية السودانية، وكذلك التكوينات القومية والإثنية، الشجاعة والإقدام في الاعتراف بالخطأ الذي صاحب الممارسة السياسية وعملية بناء الدولة السودانية بعد الاستقلال، والعودة بالسودان إلى منصة التكوين، حتى نتصدى جميعا لتلك المهام المصيرية التأسيسية بما يكفل بناء دولة السودان الوطنية الحداثية. أما الإشارة إلى الأخطاء المصاحبة للممارسة السياسية، فلا تعني الإدانة أو التشفي، بل تتمسك بمبدأ أن أخطاء هذا الحزب أو ذاك لا تعني تخوينه أو الحكم بعدم وطنيته، مثلما لا تهمل حقيقة أن إحتكار السلطة والسياسة لعقود طويلة من الزمن، سيلقي، بالضرورة، آثارا سلبية على مجمل الأداء السياسي.

٭ كاتب سوداني

إلى أين يساق السودان وشعبه؟!

د. الشفيع خضر سعيد

على اسم عبدالناصر

Posted: 30 Sep 2018 02:15 PM PDT

لشاعر مصر صلاح جاهين قصيدة طويلة فائقة الجمال اسمها “على اسم مصر”، وكان جاهين أكثر قادة الوجدان تألقا في عصر جمال عبد الناصر، تماما كما كان جمال حمدان أعظم قادة التفكير، ولا شيء ينافس موسوعته الإعجازية “شخصية مصر”، وكان حمدان كجاهين من الناصريين المتوهجين، وإلى حد مساواة حمدان بين الناصرية والمصرية، واعتبار الانقلاب على الناصرية خيانة لمصر نفسها، ولم يشهد التاريخ تطابقا بين بلد ورجل، كما جرى بين مصر الحديثة وجمال عبد الناصر، فقد كتبت مصر حلمها على اسم عبد الناصر بالذات.
ويبدو تطابق المعنى نوعا من التطرف الأيديولوجي، أو جموح العقل والوجدان، وكان حمدان فلتة عقلية نادرة، وكان جاهين فلتة وجدان باهر، وكلاهما مات بالحسرة وعزلة الاكتئاب، فقد كان الانهيار الذي شهدته مصر بعد عصر عبد الناصر، فوق طاقة احتمال القلوب المرهفة المبدعة، ورحل صلاح جاهين في ما يشبه الانتحار، ومات جمال حمدان من وراء باب شقة سكنية أغلقها عليه بإحكام، وعزلته عن رياح سموم اجتاحت مصر، وظل رحيله لغزا لم تنفك أسراره إلى اليوم، وظل كلاهما ـ جاهين وحمدان ـ من رموز النقاء المطلق، المبرأ من أي ذرة تلوث، أو الميل بهوى النفوس إلى التكيف.
نعم، بدا جاهين وحمدان في خانة حالات الحدود القصوى، لكن الاعتقاد بتطابق حلم مصر واسم عبد الناصر، والإيمان العميق بترادف الاسمين والصفتين، لم يكن ولا يكون ولا سيكون مقصورا على اسمى حمدان وجاهين، بل شمل المئات وراء المئات، من خلاصة عقل مصر وزبدة وجدانها، وهم الكثرة الغالبة من المبدعين والعلماء والفنيين، ومن جمهور المصريين العاديين، فاسم عبد الناصر هو الكلمة المفتاح، ما إن يذكر أو تظهر له صورة، حتى تتداعى معانى الأحلام الكبرى، وأولويات الكرامة والنهوض والتقدم والعدالة، وكان ذلك دأب المصريين بغالبهم الساحق، ليس فقط في عصر عبد الناصر وتحت حكمه، وحتى في أحلك اللحظات وأشدها كارثية، كما جرى في الخروج التلقائي لملايين المصريين في 9 و10 يونيو/حزيران 1967، وفي جنازة الملايين الخمسة مع رحيل عبد الناصر المفاجئ الصادم، وصيحات المحزونين التي صارت نبوءة تحققت بعد حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، التي تلخصت في عبارة تلقائية نطق بها الوجدان الجامع في جنازة العصر غير المسبوقة ولا الملحوقة في ضخامتها، لا في مصر ولا في غيرها من بلاد الله، كانت الصيحة ـ النبوءة تقول في أسى “يا ناصر يا عود الفل / من بعدك هنشوف الذل”، وقد كان، وتحقق التخوف المصدوم حرفيا، بعد الانقلاب على حلم مصر واختيارات عبد الناصر، عقب سكوت مدافع حرب أكتوبر 1973، كانت دماء الشهداء على جبهة العبور لم تجف بعد، وكانت تعبئة جيش المليون جندي لم تنفك بعد، بينما دارت فصول خيانة السياسة لنصر السلاح، وتفكيك حصانة مصر بانفشاخ “انفتاح السداح مداح”، وإطلاق غزوات النهب العام، ودوس “الذين هبروا” فوق دماء الذين عبروا، وإدارة حروب التكفير بعبد الناصر وحلمه، وهي الحملات التى لم تنجح أبدا، ولم تحقق هدفها في إزاحة عبد الناصر من الوجدان المصري، بل زادت من حضوره، رغم غياب الرجل بجسده، وتحطيم حلمه، وبدا اسم عبد الناصر وصورته، وكأنه تميمة المصريين في غالبهم ضد غدر الزمن، فلم تكن للمصريين طلعة إلى شارع ولا انتفاضة روح، وطوال عقود المرارة الطويلة اللاحقة، لم يكن للمصريين من خروج على أحكام المذلة، إلا وكانت صورة عبد الناصر تسبقهم إلى الميادين، وكما جرى في انتفاضة 18 و19 يناير/كانون الثاني 1977، ثم بعدها بعقود في ثورة 25 يناير 2011، وفي موجتها الثانية في 30 يونيو 2013، كان المصريون يعتصمون بصور عبد الناصر، وبأغاني وشعارات عصره، ولسبب بدا موضوعيا تماما، وهو أن صورة الرجل هي أفضل وأبلغ عنوان لحلم مصر بغالب أهلها، وبتمام أشواقها إلى النهوض مجددا، وعلى النحو الذى تستحقه مصر لها المجد في العالمين، ولم يتحقق لها إلى اليوم بسبب إجهاض الثورات.
هل من تفسير لحالة التطابق بين حلم مصر واسم جمال عبد الناصر؟ وهل هي رغبة بالحنين في استعادة زمن كان، يدرك المصريون بغالبهم استحالة الرجوع إليه، فما مضى لا يعود، وما يأتى من ماضينا، لا يجيء من مستقبلنا، وهو ما يعرفه يقينا جيش المنحازين لحلم مصر واسم جمال عبد الناصر، لكنهم يعرفون أيضا أنه لا مستقبل بغير ماض نفهمه، ونشد عصب الجوهري فيه، ونتحاشى تكرار عثراته وأخطائه، ونستعيد قيم مشروع عبد الناصر، ونبني عليها، ولم يكن عبد الناصر نبيا، وإن كان وجوده وأثره من جنس أثر الأنبياء، فقد كان عبد الناصر صاحب دعوة تفاعلت مع ظروف، ونضجت أفكارها استنادا إلى تجربة، كان عبد الناصر أول مصري يحكم مصر بعد آلاف السنين من حكم الأجانب، قد يقولون لك إن محمد نجيب هو أول حاكم مصري لمصر، وهذا صحيح صوريا، فقد تولى نجيب الرئاسة بعد ثورة 23 يوليو/تموز 1952، ولكن كمجرد قناع عابر، لجأ إليه عبد الناصر وتنظيمه السري من الضباط الأحرار، ولاعتبارات موقوتة، ثم سقط القناع بعد أزمة مارس/آذار 1954، ولم يكن لنجيب إلا أن يسقط ويذهب، وأن تتكشف الحقيقة، وأن يتطابق المظهر مع الجوهر، وأن يصبح جمال عبد الناصر قائد الثورة هو الرئيس المعلن بعد أن كان ضمنيا، كان كذلك فعليا من أول يوم للثورة، وهو ما قر عميقا في وجدان المصريين بعامة، فقد كان عبد الناصر أول حاكم فعلي لمصر من طينة مصرية خالصة، بعد عشرات القرون من ارتهان مصر لحكم الغزاة والمستعمرين والأغوات والمماليك، وكان عبد الناصر هو الاسم المؤسس لحكم المصريين لمصر، وبدون أن يعنى ذلك نكرانا لمحاولات وثورات سبقت ثورة عبد الناصر، تحطمت كلها على صخرة الحكم الاستعماري الأجنبي، وكان حكم مصري لمصر تغيرا نوعيا هائلا في سيرة مصر منذ عصر الفراعنة العظام، وهو ما أكسب عبد الناصر ميزة في الوجدان المصري، لم يسبقه إليها غيره، فوق أن عبد الناصر لم يكن مجرد حاكم من أهل البلد، بل كان قائدا استثنائيا بكاريزما ربانية، راح يعيد اكتشاف طاقة مصر والمصريين المخبوءة، ويعيد اكتشاف حقائق الجغرافيا والتاريخ والتكوين الثقافي والحضاري، ويربط مصر بجوهر تطورها القومي العربي، ويجعل ثورته ثورة للأمة بكاملها، أزاحت صور الاستعمار البريطاني والفرنسي عن مشرق الأمة ومغاربها، وفي ملاحم تحرير كبرى، حررت المركز المصري للأمة بتأميم القناة وحرب السويس، وراحت تبني نهوضا جبارا، ببناء السد العالي، الذي تحكم به المصريون في غضب النيل المهلك لأول مرة في تاريخهم المديد، وبإجلاء الأجانب عن كراسي السيطرة على الاقتصاد، وبالتصنيع الشامل الذى بلغ ذراه في عشر سنوات بين عامى 1956 و1966، وحققت به مصر معدلات تنمية حقيقية، كانت الأعلى في ما كان يعرف وقتها بالعالم الثالث بما فيه الصين.
كان المتوسط العام لمعدل التنمية 6.7% سنويا بأرقام البنك الدولي، ووصل معدل التنمية السنوي إلى 10% في النصف الأول من ستينيات القرن العشرين، بما جعل مصر رأسا برأس مع كوريا الجنوبية في معدلات التقدم والتنمية والتصنيع والاختراق التكنولوجي، فوق نشر التعليم والثقافة الرفيعة والثقافة الجماهيرية في الوقت نفسه، وإتاحة أوسع حركة نشر فكري وثقافي وأدبي في تاريخ مصر والعرب الحديث بإطلاق، والقفز بفنون السينما والمسرح إلى ازدهار غير مسبوق ولا ملحوق، وتكوين قاعدة علمية كبرى، وتأسيس الصناعات الحربية والمشروع النووي، وصياغة عدالة اجتماعية شاملة، بالإصلاح الزراعي والتأميمات وإعادة توزيع الدخول والثروات، فقد كان مجتمع جديد ينهض من ركام المجتمع القديم الراكد لقرون، وكانت حيوية مصر قادرة على تجاوز الهزيمة العسكرية الفادحة حين وقعت في عدوان 1967، وأعيد بناء الجيش من نقطة الصفر، وبدأت معارك حرب الاستنزاف بعد أيام قليلة على وقوع الهزيمة، ورغم توجيه غالب موارد البلاد وقتها لصالح المجهود الحربي، فقد ظلت حركة التصنيع تتطور، ومعدلات التنمية تواصل اطرادها، وإن بنسب أقل، بلغت 4% سنويا، في الفترة من 1967 إلى 1969، ثم زادت إلى 5.9% سنويا في الفترة من 1969 إلى 1973، وكانت خرائط توزيع الدخول على قدر هائل من العدالة، فقد كانت عوائد العمل مساوية تماما لعوائد الملكية، كانت التعبئة شاملة تماما، وكان بوسع مصر عبور الهزيمة، كما جرى بالفعل في حرب أكتوبر 1973، لكن رحيل عبد الناصر قبلها، والانقلاب على اختياراته بعدها، أطاح بحلم مصر، الذي كان قطع أشواطا عظيمة، فقد كان عبد الناصر في أرقى لحظات توهجه ونضجه العقلي والعملي بعد هزيمة 1967، وكانت موهبته الفريدة في “التصحيح الذاتي” توالي تجلياتها، كان يعيد النظر في كل شيء، ويوالي نقده الجذري الحاسم لأخطاء وخطايا التطبيق، ويتطلع لإقامة مجتمع مفتوح ديمقراطي تعددي بعد إزالة آثار العدوان، كان يريد إضافة المعنى الديمقراطي لمعاني التنمية والتصنيع والعدالة والاستقلال الوطني المتحققة، ويمهد للتحول المنتظر بإفراغ السجون من المحتجزين السياسيين، وإلى حد أنه حين رحل فجأة في 28 سبتمبر/أيلول 1970، لم يكن في السجون المصرية سوى 273 معتقلا لا غير، كثير بينهم كانوا من جواسيس العدو الإسرائيلي.
وباختصار، كان عبد الناصر أمة في رجل، لم تتح الأقدار والظروف أن يمتد الزمن بتجربته، وإلى أن تصل إلى غايتها النهائية، وجرى قطع الطريق عليها بعد ثلاث سنوات من رحيله، لكن اسمه ظل قرينا لحلم النهوض الممكن، وظل حلم مصر على اسم عبد الناصر، وإلى أن يقضى الله أمرا كان مفعولا.
كاتب مصري

على اسم عبدالناصر

عبد الحليم قنديل

منظومة S-300 السورية هل يقتضي أن تحمي لبنان والمقاومة؟

Posted: 30 Sep 2018 02:15 PM PDT

مَن يُتابع كلمات ترامب ونتنياهو ومحمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفي التصريحات الصحافية اللاحقة، يظنّ أن الشغل الشاغل لهؤلاء هو توليف تسوية للصراع الإسرائيلي- الفلسطيني على قاعدة دولتين لشعبين، أو دولة واحدة، أو وفق ترتيبات «صفقة القرن»، لكن الواقع مغاير تماماً. فالهاجسُ الأول لقادة الكيان الصهيوني وبالتالي لترامب وفريقه العائلي والرسمي هو «أمن إسرائيل» بالمفهوم الذي تستبطنه القيادة الصهيونية، أو بالمفهوم الظرفي الذي يعرض احياناً، بعض جوانبه نتنياهو أو وزير حربه ليبرمان، أو رئيس أركان جيشه ايزنكوت.
«إسرائيل» خائفة، نعم خائفة، في ضوء ما تعرفه عن قدرات أعدائها في الحاضر، وما يمكن أن تكون عليه في المستقبل، أو ما يخططون له ـ وهذا هو الأهم ـ لمواجهة ما تعتزم هي القيام به في المدى الطويل بدعمٍ من راعيتها الأبدية: الولايات المتحدة الأمريكية.
«إسرائيل» خائفة لأن سوريا استعادت أو كادت السيطرة على كامل ترابها الوطني وباتت على وشك اعلان الهزيمة المدوّية لفصائل الإرهاب التكفيري العاملة في إطار المشروع الصهيوامريكي لتفتيتها وإخراجها من محور المقاومة. و»إسرائيل» خائفة ايضاً من استعادة الجيش السوري قوته، وتعاظم خبرته القتالية خلال الحرب، ومن حصوله على أسلحة متطورة ونوعية جديدة في مقدمها منظومة الدفاع الجوي S-300 واجهزة روسية اخرى للرصد والتشويش الجوي العملاني. وهي خائفة، على وجه الخصوص، من تعاظم قدرات المقاومة اللبنانية (حزب الله) والمقاومة الفلسطينية (في غزة) ومفاعيل التنسيق والتعاون بينها وبين الجيش السوري، على نحوٍ يجعل من جبهات القتال في شمال فلسطين المحتلة وشمالها الشرقي وجنوبها الغربي جبهةً واحدة.
«إسرائيل» خائفة أيضاً من مفاعيل ما تسميه «الوجود الإيراني» في سوريا، ذلك أن ايران باتت تمتلك صواريخ باليستية وافرة للمدى القصير، والمدى البعيد وأن من شأنها تشكيل خطرٍ داهم على جبهتها الداخلية بكل أبعادها.
في مواجهة هذه التحديات والمخاطر، تعتمد «إسرائيل» على نفسها، بالدرجة الاولى، وعلى دعم امريكي سياسي واقتصادي وعسكري بلا حدود. ألم يعترف ترامب علانية في الأمم المتحدة بأن «أمريكا مع إسرائيل مئة في المئة»؟ ألم يقل ايضاً إن صهره جاريد كوشنر (المسؤول عن ترتيبات «صفقة القرن») «يعشق إسرائيل»؟
مع ذلك يدرك القادة الصهاينة أن لا أفق لكل ما يجري تداوله حالياً بشأن تسوية الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني. فلا دولة ولا دولتان ولا تنفيذ لترتيبات «صفقة القرن» في المستقبل المنظور. فالفلسطينيون عموماً، حتى محمود عباس وغيره من مسؤولي السلطة الفلسطينية، يشترطون عودة ترامب عن مواقفه الأخيرة: الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، واستمرار عملية الاستيطان، ووقف تمويل وكالة «الاونروا، وإغلاق مكتب (سفارة) منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، فضلاً عن عدم القبول بالولايات المتحدة وسيطاً وحيداً بين الجانبين. مع العلم أن معظم منظمات المقاومة الفلسطينية ترفض اعتماد المفاوضة طريقاً لتحقيق هدفيّ التحرير والعودة وتتمسك تالياً بنهج المقاومة بلا هوادة.
إلى ذلك، لا تبدو «إسرائيل» في وارد التنازل عن ايٍّ من مكاسبها الاستيطانية أو شروطها الامنية لتسهيل العودة إلى المفاوضات مع الفلسطينيين. لعل ما قاله نتنياهو بعد لقائه ترامب يلخّص حقيقة الموقف الاسرائيلي: «الولايات المتحدة تقبل، حتى في حال تحقيق حلّ الدولتين، احتفاظ «إسرائيل» بالسيطرة الأمنية العامة في الضفة الغربية. «إسرائيل» ستحتفظ ضمن أي اتفاقٍ للسلام بالسيطرة الأمنية بين نهر الاردن والبحر المتوسط». بكلام آخر، احتلال «إسرائيل» للضفة الغربية باقٍ، فأيُّ معنى يبقى للدولة الفلسطينية الموعودة؟
كل هذه التحديات والمواقف المتضاربة والمتناقضة تؤشر إلى أن لا قضية ولا ترتيبات ولا اهتمامات في غرب آسيا من شواطئ البحر المتوسط غرباً إلى شواطئ بحر قزوين شرقاً، إلاّ بما تعتبره «إسرائيل"»متعلقاً بأمنها القومي، وبما يجب أن تتخذه الولايات المتحدة من تدابير دعمٍ لها غير محدود.
من الطبيعي، والحال هذه، أن يكون الهمّ والاهتمام الرئيسان لأطراف محور المقاومة (ولروسيا إلى حدّ ما) منصبّين على الحرب في سوريا وعلى حلفائها، ولاسيما بعد تلميح نتنياهو في الأمم المتحدة بقصف «مواقع صواريخ دقيقة» زعم أن حزب الله أقامها بالقرب من مطار بيروت الدولي وفي محيطه بقصد ضرب «إسرائيل» في العمق.
إن التهديد بضرب المقاومة في لبنان يجب أن يدفع اطراف محور المقاومة إلى التحسّب للدفاع عنها بلا تردد، فهل هي مستعدة لذلك؟ هل تعمد سوريا، بعد حصولها على منظومة S-300، إلى نشر بطاريات منها على مقربة من حدودها مع لبنان بغية وضع البلد الصامد المقاوم جواً وبراً، تحت مظلة حماية عملانية فعالة؟ أم تراها ترضى بأن تتولى هذه المهمة وحداتٌ من حزب الله متموضعة في المنطقة عينها؟
ثم، ماذا لو وضعت روسيا قيوداً ومحدِّدات على سوريا لجهة مواقع نشر بطاريات S-300 واستعمالها وتحفّظت على استفادة لبنان والمقاومة في ربوعه من الحماية التي يمكن أن توفرها؟ ألا يصبح من واجب إيران المسارعة إلى تزويد سوريا، كما حزب الله، ببعضٍ من بطاريات S-300 التي زودتها بها روسيا ما يفكّ حَرَج هذه الاخيرة التي، ربما، ما زالت حريصة على التنسيق العملياتي مع «إسرائيل» تفادياً لأي تصادم؟ أخيراً وليس آخراً، أليس تمكين حزب الله من تصنيع صواريخ دقيقة في منشآتٍ خاصة به (في لبنان أو سوريا) هو الحل الأفضل والأفعل لبناء جدار رادع وراعب في وجه «إسرائيل»، لاجمٍ لجنون اصحاب الرؤوس الحامية من سياسييها وجنرالاتها العنصريين ؟
اسئلة ملحاحة تبحث عن أجوبة في زمن التحديات والمخاطر الماثلة.
كاتب لبناني

منظومة S-300 السورية هل يقتضي أن تحمي لبنان والمقاومة؟

د. عصام نعمان

لماذا تُهان المؤسسة التشريعية في الجزائر؟

Posted: 30 Sep 2018 02:15 PM PDT

المطلوب من رئيس المجلس الشعبي الوطني في الجزائر (الغرفة السفلى) أن يستقيل هذه الأيام، بعد أن تمكن نواب أحزاب الموالاة، وعلى رأسهم حزب جبهة التحرير، الذي ينتمي إليه رئيس المجلس سعيد بوحجة من جمع عدد كبير من التوقيعات تهدده بالإقالة أو شل الحياة البرلمانية، في تعارض صريح مع القوانين التي تنظم هذا المنصب السيادي الثالث في هرم السلطة بعد رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الأمة (الغرفة العليا).
بالطبع، وكما هو معروف عن واقع الحال السياسي، لا يمكن لهذا العدد الكبير من أحزاب الموالاة التي تضم زيادة على جبهة التحرير والتجمع الوطني الديمقراطي وحزب تاج والحركة الشعبية، وكتلة الأحرار، أن يقوموا بهذه المبادرة من تلقاء أنفسهم، فهم في الواقع يُلبون طلبا عبّر عنه صاحب القرار السياسي في رئاسة الجمهورية، الذي رأى لأسباب تخصه أن وقت رحيل رئيس المجلس الوطني قد حان، بعد مرور مدة قصيرة من انتخابه على رأس هذا المنصب (أبريل/نيسان 2017) الذي عاد إلى شخصية من شرق البلاد، في عرف تقسيم مواقع السلطة التي تميل بشكل مستفز لصالح أبناء منطقة الغرب، التي يمثلها رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الأمة، وعدد كبيرا جدا من المسؤولين داخل مواقع السلطة التنفيذية والمواقع الحساسة الأخرى. ما يعني أن رئيس المجلس الذي سيعوض بوحجة سيكون بالضرورة من شرق البلاد، حتى لا يختل التوازن الجهوي أكثر، وهو المختل أصلا.
العارف بتفاصيل الحياة السياسية في الجزائر يدرك أن ما اشيع من أسباب النزاع الذي تعيشه أروقة المجلس الوطني، كإقالة الأمين العام، أسباب واهية ولا تمت للحقيقة بأي صلة. فالسائد هنا كذلك أن رئيس المجلس المنتخب يملك صلاحيات واسعة في تعيين مساعديه والشلة التي يشتغل معها طول مدة بقائه على رأس هذه المؤسسة السيادية. وبالتالي لا بد من البحث عن الأسباب الحقيقة لهذه الإقالة في جهة أخرى، وليس في الصراع الإداري بين الأمين العام ورئيس المجلس.
السرعة التي تمت بها عملية جمع التوقيعات خلال عطلة الأسبوع والعدد الكبير للنواب المطالب برحيل المجلس، يدل بوضوح على أن الأوامر كانت صارمة وغير قابلة للنقاش، وان على رئيس المجلس الشعبي أن يرحل بسرعة من موقعه وهو ما قد يحصل بحر هذا الأسبوع.
كل المؤشرات تقول إن ما يحصل في هذه القضية له علاقة بالمقبل من استحقاقات سياسية وعلى رأسها الانتخابات الرئاسية المقبلة، بعد ستة أشهر من الآن (ابريل 2019) مهما كان السيناريو المعد لها، خاصة في حالة سيناريو عدم قدرة الرئيس الحالي بوتفليقة على الترشح لعهدة خامسة. الطلب من رئيس المجلس الشعبي الوطني الرحيل من منصبه بهذه الطريقة الفجة، يعني أن الجماعة على عجل من أمرها لترتيب المشهد السياسي الذي سيدخلون به انتخابات الربيع المقبل الرئاسية. مشهد يجب أن لا يحتوي على أي عنصر مفاجئة أو غموض في ولاء المسؤولين، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمواقع السياسية الأولى. بكل الهشاشة التي تعرفها. نتيجة الحالة الصحية للرئيس، ولكثير من المحيطين به، بعد أن تأكد مرض رئيس مجلس الأمة الذي يفترض دستوريا أن يعوض الرئيس في حالة أي فراغ للسلطة. ليأتي بعده رئيس المجلس الوطني المطلوب منه التنحية تحت التهديد بشل الحياة البرلمانية أو البهدلة علنا بسحب الثقة منه.
لنكون أمام مشهد سياسي ببهارات غير معتادة هذه المرة بمناسبة هذه الانتخابات الرئاسية، بكل ما يكتنفها من غموض وعدم وضوح للسيناريوهات المحتملة لفترة ما بعد بوتفليقة، الذي تربع عشرين سنة على كرسي السلطة. تبقى إذن هذه الانتخابات مهمة وقد تتحول فعلا إلى محطة للصراع، خاصة في حالة عدم قدرة بوتفليقة على الترشح، لنكون بالتالي أمام مرشح آخر مقترح من مراكز القرار المسيطرة حاليا نفسها، بدون إجماع أو توافق، سيكون في حاجة إلى وضع كل الضمانات لصالحه، من بينها بالطبع وضع رجال مخلصين له في مواقع السلطة الرئيسية، كما هو حال رئاسة المجلس الوطني التشريعي. لنكون أمام تفسير مقنع للطريقة السريعة والمباغتة التي يتم بها إبعاد رئيس المجلس الوطني من منصبه. فقد حصلت كل الترتيبات أثناء عطلة الأسبوع، تماما كما كانت تفعل المخابرات عندما تختطف أحد المطلوبين عندها. فقد عودتنا الحياة السياسية في الجزائر تاريخيا على أن الهيئة التشريعية ورئيسها المنتخب هي «خضرة فوق عشاء»، كما يقول المثل الشعبي، أي بدون قيمة سياسية على أرض الواقع. يمكن أن يتم التخلص منه بسهولة في نظام سياسي السلطة الفعلية فيه للجهاز التنفيذي ومن يمثلونه من قوة سياسية وراء الستار.
فقد تم التخلص بسهولة من فرحات عباس كأول رئيس للمجلس التشريعي بُعيد الاستقلال، بعد أن احتج على الطريقة التي وضع فيها أول دستور للجزائر، وبداية ظهور علامات تغول السلطة التنفيذية والجيش على زمام الأمور. رابح بيطاط الوجه التاريخي الذي احتل موقع رئيس المجلس بعد العودة إلى المسار الانتخابي اثناء فترة حكم الرئيس بومدين، تم دفعه إلى الاستقالة في بداية التسعينيات هو الآخر، بعد احتدام الصراع بين مراكز القرار الفاعلة في بداية التسعينيات، الوضع نفسه تكرر مع عبد العزيز بلخادم الذي خلفه على رأس المجلس، ولم يكن يعلم حتى أن المجلس الذي يرأسه قد حل. وهو السيناريو نفسه الذي كان حاضر في بداية الألفية الماضية عندما «استقال» كريم يونس رئيس المجلس الوطني بعد أن فهم أن الرئيس بوتفليقة لم يعد قابلا ببقائه على رأس السلطة التشريعية، وهو الذي كان من مؤيدي منافسه على الرئاسة علي بن فليس، ما يؤكد أن سيناريو استقلالية السلطة التشريعية كمركز قرار غير واردة أصلا حتى في ظل سيطرة الحزب والعائلة السياسية نفسيهما، فما بالك عندما يتعلق الأمر بحزب معارض.
ما يحصل هذه الأيام مع سعيد بوحجة رئيس المجلس الشعبي الوطني اذن هو فصل من فصول المسلسل السياسي في إهانة السلطة التشريعية ومن يمثلها داخل نظام سياسي لم يقبل يوما بوجود سلطة تشريعية مستقلة، حتى لو عمل شكليا على تنظيمات انتخابات «تعددية» بحضور أحزاب وملاحظين أجانب لبناء ديكور سياسي موجه لتلهية بعض النخب وجزء من المحيط الدولي المغفل الذي مازال يصر على احترام الشكليات داخل هذه الأنظمة السياسية التي تأبى الإصلاح.
كاتب جزائري

لماذا تُهان المؤسسة التشريعية في الجزائر؟

ناصر جابي

جدَليّة الحُكم على آل سعود

Posted: 30 Sep 2018 02:15 PM PDT

يقول الطاهر بن عاشور: “العدل مما تواطأتْ على حُسنه الشرائع الإلهية، والعقول الحكيمة، وتمَدّح بادّعاء القيام به عظماء الأمم”.
لكن الحياة الإنسانية لم تخْلُ من كدَر الظلم والنأْي عن سبيل العدل، ومن ذلك ما طال أنماط التفكير من آفة تعميم الأحكام، التي لا يمكن وصفها إلا بأنها عاهة فكرية، حملتْ شكسبير على أن يقول “لا يُعّمم إلا الأغبياء”. لأن استخلاص الحكم بالعموم من خلال حالات خاصة لا يستقيم مع سلامة المنطق، وسمة التمييز لدى الإنسان الذي يُفرق بين الأشياء وبعضها ويدرك أوجه التماثل والاختلاف.
ومن صور التعميم التي تبرُز في الواقع السياسي للأمة، ذلك الجدل المُثار دائمًا حول النظرة إلى آل سعود، لأن هذه الأسرة المالكة استطاعت قرابة قرن الحفاظ على وجودها وتسلْسُل قيادتها، ونظرا للمكانة الدينية للسعودية لدى المسلمين باعتبارها راعية الحرمين، وكذلك للثِّقل السياسي والاقتصادي لها في المنطقة، كل هذه الأسباب وأكثر جعلت الأنظار تتّجه دائمًا لآل سعود، فكان الحكم عليهم مثار جدل بين الشعوب، فمنهم من يرفض مجرد انتقادهم، وهؤلاء من أصحاب الأرض المتعصبين لزمرتهم الحاكمة، ومنهم من يُطلق الأحكام بالذم عليهم جميعًا بدون تفريق، بل لا يقبل على الإطلاق أن تُذكر مآثر مَن أحسن منهم، ويعتبرها من قبيل الإضلال الفكري، والأدهى والأمر أنه يتصيد كل كلمة ذم قيلت بحقهم ولو لم يكن عليها دليل أو توثيق.
ولطالما كنتُ من أصحاب الاتجاه الذي توسط بين الطرفين، فقلت أنه ينبغي عدم وضع البيض كله في سلة واحدة، وأن ميزان الحق يلزمنا بوضع كل منهم في موضعه.
وإنني إذ أكتب هذه الكلمات في وقت أنتقد فيه النظام السعودي الحالي وبشدة، فأعتقد أن كل قارئ لديه مَسْحة عقل سوف يأبى رشقي بتهمة التطبيل لآل سعود والسعوديين، نعم أكتب هذه الكلمات في ظل استياء عام في الأمة من سياسات القيادة السعودية الجديدة، التي تأخذ بالمملكة إلى المجهول، لكن ذلك ينبغي أن لا يكون دافعًا لتعميم الأحكام على جميع من حكموا السعودية، فقد كان منهم الصالح والطالح.
لقد ذمني البعض لهذا المسلك، وكنت أُجلّي محاسن بعض حكام آل سعود أمثال، الملك عبد العزيز والملك فيصل، وحسبت أنني أقف وحدي في هذا الخندق، حتى قرأت كلمات مؤنسة للمفكر الإسلامي الشيخ محمد الغزالي تدعم وجهة نظري، وكانت بمثابة شهادة بحق الملك عبد العزيز آل سعود وحُسن سيرته، جاءت بناء على دراسة مُتعمقة للشيخ حول مؤسس الدولة السعودية الحديثة، وحسبك أن تأتي هذه الشهادة من شيخ مناضل أفنى عمره في مقارعة الظالمين والطغاة.
لقد عمد الشيخ إلى القراءة بنفسه بدون سؤال علماء السعودية عن سيرة الملك بعد مَقدِمهِ إلى مكة والتدريس في الجامعة، فاستوقفه الجانب التعبُّدي للملك، فقد كان صوّاما قوّاما ذاكرا لربه، وقال الشيخ إن الملك كان يرغب في إقامة دولة للإسلام تجمع ما تفرّق من أمره وتحميه من الخرافات. وتناول الغزالي مهاجمة بعض المتدينين للملك وطعْنهم فيه لأن البعض رغّب إليه إعلان الحرب على الإنكليز، لكنه أبى أن يتعرض لمغامرة هي في عقباها مقامرة خاسرة، بحسب كلام الغزالي، ويقول الشيخ مُبديًا رأيه في هذا المسلك: “ولا ريب أنه كان سياسيًا ماهرًا بعيد النظر”، ثم يبيّن سبب كتابة هذه السطور بقوله: “إنني أكتب هذه الكلمات إنصافًا للحقيقة العلمية، لا رغبة ولا رهبة، أكتبها بعد خمس سنين قضيتها في السعودية، كأي أستاذ يشتغل بالتعليم والتربية، ما قال لي مسؤول: لماذا كتبت عن كذا؟ أو لعلك تستدرك ما ذكرت قديما عنا، لا.. إنه العدل مع رجل عظيم أفضى إلى ربه ولا نزكي على الله أحدًا”.
وإن استشهادي بكلام الغزالي لا يقصد به الدفاع عن الملك المؤسس خاصة، إنما هو إقرار بصفة عامة للنظرة المنصفة التي تأبى تعميم الأحكام على آل سعود جميعًا، والتي هي من صميم المنهج الإسلامي ونابعة من تعاليمه، فالحق الذي لا يُنازِع فيه مسلم ولا يجحده عاقل أنه (لا تزر وازرة وزر أخرى)، وأنه ينبغي الحكم عليهم كلا على حدة، بل هي نظرة عامة في الحكم على كل فرد أو عائلة أو جماعة أو دولة، بعيدًا عن التشنّج والإلزام بما لا يلزم.
ربما يقول قاصر النظر لِم تكتبين في هذا الموضوع وما الطائل من ورائه؟
إنني أكتب إحقاقًا للحق وإنصافًا للحقيقة والتاريخ، فنقول للمحسن أحسنت، ونقول للمسيء أسأت. أكتب في ذلك صيانة لمشاعر الأُخوّة التي تربطنا جميعًا بالشعب السعودي، الذي يتأذى من وصف حكامه قديمًا وحديثًا بأبشع الأوصاف بدون تفريق بين من أحسن منهم ومن أساء، الأمر الذي يُعمّق الفجوة بين شعوب الأمة.
أكتب في ذلك تذكيرًا للأحفاد بصنيع الأجداد، ويومًا ما قال لي أحد الأساتذة الفضلاء: “أقيمي على حكام آل سعود الحاليين الحُجّة بذكر مناقب أسلافهم”، وقد ألفيتُها نصيحة نافعة لامست مبادئي ومنطقي، ولم أتوان في العمل بها.
ربما لا ينسجم هذا التناول مع تطلعات بعض الذين يستمتعون بالنيل من كل من اعتلى عرشًا، وينعتون كل من يشتم ويخلط الأوراق ويعمل على تشويه الحاكم ولو أحسن، بالشجاعة وسلامة الضمير والتنزُّه عن العمالة، وهذا حسنٌ لو كان في محلّه وَوُجِّهَ إلى الحكام الفاسدين، أما تعميم الحكم وإسقاط شمائل مَن أحسن منهم فهو مُجانبة للصواب ومُجافاة للحق، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
كاتبة أردنية

جدَليّة الحُكم على آل سعود

إحسان الفقيه

الضباب في «سوتشي» يغطي إدلب

Posted: 30 Sep 2018 02:14 PM PDT

على المراقب في الشؤون السياسية أن يكون بعيداً عن العواطف لكي يستطيع أن يرى الصورة الكاملة للأجواء السياسية والاتفاقيات المرتبطة بها ، وهذا لا يعني بأي شكل من الأشكال أن يلغي الباحث إنسانيته وتوجيه رأيه تبعاً لمصلحة الإنسان مهما كانت ديانته أوعرقه ، فالمسألة السورية على سبيل المثال بالرغم من تعقيداتها الدولية والإقليمية والجيوسياسية إلا أن حياة الإنسان هناك أهم من أي مصالح أوتوازنات دولية برأيي الشخصي ، إلا أن هذا لا ينطبق على إدارات الدول المشتركة بهذا الصراع بمجملهم ، فلا تركيا يهمها نجاح الثورة السورية وكما أن الإدارة الروسية لم تضع مصلحة الإنسان السوري في مناطق النظام كأولوية لتدخلها في سوريا ، الجميع يرى مصالحه ويسير خلفها دون النظر لمصلحة السوري البسيط .
في السابع عشر من الشهر الماضي شهدت مدينة سوتشي الروسية اجتماعا عالي الأهمية لمستقبل الثورة السوري بشكل عام ، جمع الرئيس التركي أردوغان ونظيره الروسي بوتين ، تباحثا خلاله مستقبل آخر قلاع الثورة السورية في إدلب ومحيطها لمدة أربع ساعات متواصلة ونتج عنه اتفاقا اعتبر منعطفاُ لمستقبل المسألة السورية بشكل عام ، فالرئيسان توصلا لإعلان منطقة منزوعة السلاح تمتد على طول خط النار ما بين قوات الأسد وحلفائه الإيرانيين وميليشياتها من جهة والمعارضة السوري المسلحة بجميع أطيافها من جهة أخرى ، مع تفاصيل أخرى مرتبطة بمواعيد زمنية محددة منها سحب السلاح الثقيل من المعارضة السورية المسلحة بالإضافة لمحاربة المجموعات المتشددة في هذه المنطقة ، قوبل هذا الاتفاق بدعم إيراني سريع وموافقة مسبقة من نظام الأسد ، كما اعتبر العديد من الناشطين السوريين الداعمين للثورة هذا الاتفاق انتصاراً لصمود سكان إدلب وتحركاتهم الشعبية خلال الأسابيع الماضيين ، ويبقى السؤال الأهم ضمن هذا الجومن التفاؤل عن المستفيد الأكبر المعارضة السورية المسلحة أم نظام الأسد ؟
في البداية هذا الاجتماع أتى من بعد أسبوع ونيف على اجتماع طهران الذي شهد توترا علنيا ما بين تركيا وروسيا والذي انتهى دون التوصل لنقاط مشتركة بين الطرفين ، فكلا الدولتين ترى سوريا بعين المصلحة لا أكثر وعلى هذا يجب أن نوضح مصلحة الدولتين في سوريا بكل عام .
روسيا: منذ بداية الثورة السورية كان من الواضح الاصطفاف الروسي لجانب نظام الأسد فموسكوالتي خسرت نفوذها في كل من العراق نتيجة الغزوالأمريكي لها عام 2003 وتبعها خسارة صديقها القذافي في ليبيا من بعد تدخل الناتوهناك دعماً لمصالحه المحصورة بالغاز الليبي ، رأت موسكوبالأسد آخر أحجارها على المتوسط كما استفادت من التراخي الأمريكي أوبالأحرى الضوء الأخضر الأمريكي في سوريا ، وترتبط المصلحة الروسية في سوريا بشكل أساسي على أنها نقطة نفوذ عسكري هام لموسكوبالأخص مع سيطرة الإدارة الروسية على شبه جزيرة القرم المطلة على البحر الأسود فسوريا تعد بوابة روسيا لحجز نفوذ في منطقة الشرق الأوسط عموماً ، كما ان الغاز والنفط والفوسفات السوري جائزة معقولة ، فيما تعد أموال إعادة إعمار سوريا الوجبة الأهم لموسكو، فالتقديرات الدولية لإعادة إعمار سوريا تزيد عن الـ 500 مليار دولار . وفي خضم العقوبات الاقتصادية الأوروبية والأمريكية على موسكوتشكل سوريا متنفسا لموسكو، وعلى ما سبق ترى الإدارة الروسية بالمعارضة المسلحة السورية عقبة يجب إنهاؤها بأي شكل من الأشكال ، فيما ترى بأكراد سوريا المدعومين غربياً وأمريكياً بشكل أساسي يمكن التعامل معهم وإرضائهم من خلال تنفيذ الحل العراقي بإعطائهم الفيدرالية هناك .
وعلى هذا فإن اتفاق إدلب في سوتشي ليس إلا تأجيلا لمعركة لن تتراجع عنها موسكو، وما ذكره بوتين في اجتماع طهران صراحةً على أن جميع الأراضي السورية أولاً وآخراً يجب أن تعود لسيطرة النظام السوري فهذا الأمر يجعل من اتفاق سوتشي مرضيا للأسد .
تركيا: مع بداية الثورة السورية دعمت أنقرة الثوار السوريين هناك دبلوماسياً في ظل نجاح الربيع العربي في كل من تونس ومصر ، فالأفضل لأنقرة أن تكون بجوار حكومة صديقة لها ، ومع تعقد المشهد السوري انحصرت المصلحة التركية لدفع الخطر عنها المتمثل بالميليشيات الكردية الصاعدة في الشرق السوري فكانت عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون .
ومع تراجع سيطرة المعارضة السورية المسلحة في الجغرافيا السورية عموماً ، أصبحت ورقة إدلب آخر أوراق تركيا ضمن المسألة السورية وبخسارتها في الوقت الحالي يعني خروج تركيا من طاولة الحل النهائي في سوريا كما سبقتها السعودية وقطر ومصر والأردن ، فالطرح التركي لحل أزمة إدلب ومحيطها يقوم على أن أنقرة مستعدة للجلوس والوصول لحل نهائي لها ما بعد الوصول لحل يرضي أنقرة بما يخص الشرق السوري ، كما أن الأجواء المحيطة بالشرق الأوسط عسكرياً توحي على أن تطوراً عسكرياً قد يبدأ قريباً والهدف إيران وأذرعها ، وبالتالي كسب الوقت في مصلحة أنقرة أيضاً .
من المؤكد أن اتفاق سوتشي بالرغم من كل سلبيته وضبابية نقاطه المعلنة وغير المعلنة استطاع أن يجنب الموت عن آلاف المدنيين السوريين في إدلب ومحيطها ، إلا أن هذا لا يعني بأي شكل أنه حبل النجاة والطريق السليم لتحقيق الثورة السورية أهدافها ، وبالوقت الذي تتدارس الدول اللاعبة في المسألة السورية أفضل الطرق للحفاظ على مصالحها في سوريا تتبعثر المعارضة السورية السياسية بين الداعم والمصالح الشخصية ، ويبقى الجواب عند القيادات العسكرية في إدلب فإما أن يكونوا دبلوماسيين مع حليفهم التركي ويقبلوا اتفاقا يحفظ دماء المدنيين في إدلب لكنه قد يكون الخاتمة لآخر صفحات الثورة السورية ، أوأن يعيدوا ترتيب أوراقهم ويستغلوا المنعطف الدولي الآتي على المنطقة .
قد التقت المصلحة التركية مع الثوار في سوريا فدعمتهم عسكرياً ضمن المسموح به ودبلوماسياً ضمن المُرضي لهم ، كما التقت المصلحة الأمريكية مع أكراد العراق في مرحلة سابقة ، وكما باعت واشنطن أكراد العراق أمام إيران وأنقرة العام الماضي ، ستقدم أنقرة إدلب ومحيطها على طبق من ذهب للروس بمجرد أن تأخذ ضمانات بمنع الخطر الكردي في الشرق السوري .
فكما قال محود درويش : فهل سيسفر موتنا عن دولةٍ أم خيمةٍ ؟
فيا ثوار سوريا لا تبدلوا حلمكم من دولة يسودها العدل والحرية بخيمة على الحدود السورية التركية …

محللة سياسية يونانية مختصة بشؤون الشرق الأوسط

الضباب في «سوتشي» يغطي إدلب

إيفا كولوريوتي

الأحد، 30 سبتمبر 2018

مدونة وظيفتى

مدونة وظيفتى


فرص عمل بشركة مقاولات 1-10-2018

Posted: 30 Sep 2018 04:19 PM PDT

 مطلوب لشركة مقاولات كبرى 
امين مخزن 
خبرة 3-5 سنوات 
السن لا يزيد عن 40 سنة 
اجادة الحاسب الالى وخبرة بالتعامل مع الدفاتر 
مدير تصنيع لورشة الومنيوم 
صنايعية الومنيوم 
ترسلل السيره الذاتية على 
contract_2016@yahoo.com

هيئة الأرصاد تعلن عن انخفاض درجات الحرارة وسقوط الأمطار بداية من غدا

Posted: 30 Sep 2018 02:01 PM PDT

هيئة الأرصاد تعلن عن انخفاض درجات الحرارة وسقوط الأمطار بداية من غدا 
اعلنت هيئة الارصاد الجوية ان هناك توقعات بسقوط امطار خفيفة على اغلب محافظات الجمهورية من الغد حتى يوم الثلاثاء مع انكسار درجات الحرارة 
وتشهد تلك الفتره عدم استقرار الاحوال الجوية فى هذه فترة معتاد عليها فى فصل الخريف 

وظائف خالية بشركة سياحية كبرى منشور فى 30-9-2018

Posted: 30 Sep 2018 12:54 PM PDT

وظائف خالية بشركة سياحية كبرى منشور فى 30-9-2018 
شركة سياحية كبرى تطلب الوظائف التالية 
موظفين مبيعات سياحة داخلية 
موظفين مبيعات سياحة خارجية 
حجز تذاكرموظفين حجز ومبيعات 
محاسبين 
01011945532

وظائف خالية بجامعة كفر الشيخ للمؤهلات العليا وحملة الماجستير والدكتوراه منشور الاهرام 30-9-2018

Posted: 30 Sep 2018 11:35 AM PDT

جامعة كفر الشيخ 
تعلن جامعة كفر الشيخ عن حاجتها الى شغل الوظائف التالية 
46 معيد بكليات الطب والمستشفى الجامعى 
كلية الحاسبات والمعلومات 
كلية الالسن 
معهد علوم وتكنولوجيا النانو 
كلية العلوم 
كلية طب لاسنان 
:: تحميل تطبيق مدونة وظيفتى على هاتفك ::من هنا:: :: تابعوا صفحتنا عبر الفيس بوك :: من هنا :: 
:: متابعة جروب الوظائف الحكومه المصريه :: من هنا ::


اعلان وظائف شركة الاسكندرية للزيوت والصابون منشور فى 30-9-2018 للمؤهلات العليا والدبلومات

Posted: 30 Sep 2018 08:09 AM PDT

شركة الاسكندرية للزيوت والصابون تعلن الشركة عن حاجتها الى شغل الوظائف التالية 
مهندسين انتاج 
مهندسين ميكانيكا
مهندسين كهرباء
فنيين تشغيل
فنيين ميكانيكا
لف مواتير 
من ابناء محافظة الغربية 
لايزيد السن عن 30 سنة 
تادية الخدمة العسكرية:: تحميل تطبيق مدونة وظيفتى على هاتفك ::من هنا:: :: تابعوا صفحتنا عبر الفيس بوك :: من هنا ::
:: متابعة جروب الوظائف الحكومه المصريه :: من هنا ::