العنف ضد المرأة: جذور ضاربة في القدم Posted: 25 Nov 2016 02:26 PM PST اليوم العالمي لمنع العنف ضد المرأة، الذي صادف أمس الجمعة، هو مناسبة سنوية لتذكيرنا بالوضع الكارثيّ ليس للنساء فحسب، بل بالمعضلة التي تواجه الجنس البشري بأكمله، فالعلاقة بين الجنسين ليست علاقة بين عدوّين يحاول الواحد إفناء الآخر (أو أن هذا ما تقوله البداهة الإنسانية) بل علاقة بين جنسين لا يمكن للواحد أن يستمر من دون وجود الآخر. وعلى الرغم من كل أطوار التحضر والمدنية ومن ظهور الشرائع الأممية للدفاع عن حقوق البشر والمرأة والطفل واللاجئين والفقراء والأقليات الإثنية والدينية فإننا ما نزال نشهد وقائع مذهلة وأرقاما لا تصدّق للعنف الذي تتعرض له المرأة، فثلث النساء في العالم تعرضن لعنف جسدي أو جنسي ـ سبعون بالمئة من هذا العنف يمارسه الزوج أو الشريك. أكثر من 120 مليون فتاة (أي أكثر بقليل من 1 من كل عشر فتيات في العالم) أجبرن على ممارسات جنسية. هناك 200 مليون امرأة وفتاة على الأقل تعرّضن لعملية «الختان الفرعوني» أو لتشويه أعضائهن الجنسية، وآلاف يقتلن بدعاوى الدفاع عن الشرف. تعرض المرأة والفتاة للعنف يهشم كرامتها ويجعلها تعيش في خوف وألم وفي أحيان كثيرة يكلّفها حياتها نفسها. يحفر العنف في أعماق الحريات التي يُفترض لكل البشر أن يتمتعوا بها: الحق بحياة آمنة في بيتها، والحق بالسير بأمان في الشوارع، وبالذهاب إلى المدارس والعمل والأسواق. الحفاظ على هذه الحقوق، في بلدان تحترم مواطنيها، تفترض إصدار قوانين تحمي هذه الحرّيات وتقدّم العناية الصحّية والنفسية والملجأ للضعفاء والمضطهدين، وهو أمر لا يبدو من مشاغل السلطات التشريعية والتنفيذية العربية، فالحصول على حماية القانون أمر مكلف وصعب، هذا إن لم يكن القانون أصلاً مكتوباً لحماية أسس التمييز والاضطهاد والتحيّز ضد النساء (هناك دولتان عربيتان فقط هما المغرب والأردن تجرمان العنف ضد المرأة). التقارير التي تنشرها «القدس العربي» اليوم حول النساء العربيات مفزعة، فحسب وزيرة المرأة والأسرة والطفولة التونسية نزيهة العبيدي فإن أكثر من نصف نساء تونس يتعرضن للعنف في الوسط الأسري، و90 في المئة من النساء يتعرضن للعنف في الحياة العامة، فيما تقول بسيمة الحقاوي، وزيرة التضامن والمرأة والأسرة المغربية إن أكثر من 66 في المئة من حالات العنف الجنسي المسجلة ضد النساء يجري في الأماكن العامة. وفي مصر، بحسب دراسة للأمم المتحدة، فإن أكثر من 99 في المئة من النساء المصريات يتعرضن للتعنيف، وكلّها أرقام مهولة وتضعنا أمام سؤال كبير: لماذا؟ الأجوبة المعتادة من المؤسسات الأممية تشير إلى عناصر كضعف التعليم، والعنف خلال فترة الطفولة، والإدمان والمواقف المسبقة ضد المرأة، كما يتعرض البعض لدور الفقر، وبعض المحللين الأكثر تعمّقاً يربطون الأمر بالأزمات والحروب وطبيعة الأنظمة السياسية التي تكرّس التمايزات الاجتماعية وتؤسس للعنف ضد المجتمع بشكل ممنهج، وكل هذه الأجوبة تتمتع بدرجة كبيرة من المنطق. غير أن الأمر الذي لا يخضع للمنطق هو استمرار العنف ضد النساء بشكل يفيض عن الحروب والأنظمة السياسية والفقر وقلة العلم، فمستوى العنف ضد المرأة في الأنظمة الديمقراطية الغنيّة أقلّ من نظيراتها في العالم لكنّه موجود ولم ينحسر (43 بالمئة من النساء في الـ28 دولة التي تنتمي للاتحاد الأوروبي تعرضن لشكل من العنف من قبل شركائهن). «البقع الحمراء» التي يزداد فيها العنف ضد المرأة تشمل كل القارات والنظم السياسية والحضارات والأديان، بما فيها أوروبا وأمريكا وأوقيانوسيا، وهو أمر يشير إلى تجذّر عقلية الإساءة للنساء لدى الرجال من كل الثقافات، وأن المشكلة أكثر صعوبة مما نظن، وأن الطريق للخروج من هذا النفق المظلم في تاريخ البشرية ما زال طويلا. العنف ضد المرأة: جذور ضاربة في القدم رأي القدس |
قراءات الخريف (2): أحبها… ولكن! Posted: 25 Nov 2016 02:25 PM PST «باريس كما يراها العرب» عنوان الكتاب الذي اخترت أن أتجول والقارئ في أرجائه لنلتقي مع 13 كاتباً وكاتبة يروون سيرتهم في «أجمل منفى في العالم» باريس. ويرجع فضل جمع شهاداتهم إلى الصحافي فيصل جلول الذي قدم أيضاً لكتابه وأدلى فيه كالباقين بشهادته. ـ دار الفارابي ـ. لماذا باريس؟ لأن المرء حين يشعر أنه مَنفيّ إلى الوطن يرحل. ولأن باريس مغناطيس يجتذب العرب على نحو استثنائي، على الرغم من ان لندن المدينة الرائعة أيضاً لا تقل عنها جمالاً وعراقة وثراءً بالمتاحف والمكتبات والجماليات والحريات. باريس عاصمة الآخرة!! يقول شيخ الأزهر مصطفى عبد الرازق أثناء دراسته في باريس عام 1919: «باريس عاصمة الدنيا، ولو أن للآخرة عاصمة لكانت باريس!!» أحد الطاعنين في الإقامة الباريسية قيس خزعل جواد العزاوي (السفير السابق للعراق في جامعة الدول العربية) يقدم لنا في هذا الكتاب دراسة أكاديمية مميزة حول حضور باريس في الكتابات العربية ويقول إنها «المركز لتجمع الفنانين من أنحاء العالم كافة، أمثال الاسباني بيكاسو كما دالي والروسي سترافنسكي والامريكي همنغواي وجرترود شتاين والايرلندي جيمس جويس كما بيكيت وسواهم كثير جداً، ويقول قيس جواد ان الكتابات العربية حول باريس لا تعد ولا تحصى ويقدم أمثلة من أدب الرحلات التي تدور حول باريس بقلم الشيخ الازهري رفاعة الطهطاوي والفقيه محمد الصفار والتونسي أحمد بن ابي الضياف وغيرهم… ولا ينسى طه حسين وصولاً إلى سهيل إدريس ونزار قباني.. بين «الموقت» والدائم المحتوم معظم الذين أدلوا بشهاداتهم لم يقرروا الهجرة عن سابق تصميم وتصور ولكن الموقت صار دائماً.. يكتب سامي كليب أحد «الشهود» في الكتاب: «ها إني في مدينة تضم 173 متحفاً و208 مسارح وكاباريه و3 أوبرا و14 مدفناً للعظماء و464 حديقة عامة و31 نصباً تذكارياً و73 جسراً و171 كنيسة ومعبداً، وفي المتاحف كثير من تاريخنا العربي الإسلامي والمسيحي»… ولكنه يختم نصه بصورة مؤثرة من الحرب الاهلية اللبنانية ويكتب: «حين هوت القذيفة على منزلنا الجبلي الجميل انهارت حجارته فوق جسد أبي الممزق بالشظايا…». في باريس الحرية: طوبى للغرباء يكتب المنصف المرزوقي (رئيس جمهورية تونس السابق) قائلاً: «مرة أخرى التفت خلفي مدفوعاً بعادة تأصلت على مر السنين، والمخبرون ورائي في كل خطوة يحصون أنفاسي. لكن هذه المدينة ـ باريس – سطت عليّ حمايتها فيسعني أن أمشي فيها بأمان. إنه مناخ الحرية الذي يأسر معظم المهاجرين وتتردد في الكثير من الشهادات، كما في نص المناضل لحقوق الانسان د. هيثم مناع الذي يكتب «لم أستدع من قِبلِ أيّ من أجهزة الأمن الفرنسية خلال 25 عاماً من وجودي في باريس (كما شريكة عمره فيوليت داغر) ويذكر ان معرفته بالسيدة دانييل ميتران رسمية ومحددة «في نطاق الملفات الحقوقية لكنه رفض دعوة للاجتماع بالرئيس ميتران بعد حرب الخليج». وتساؤل مِنّي: ترى من يجرؤ على رفض دعوة أي رئيس جمهورية عربي في أوطاننا السعيدة؟ مع الأوطان… لا نسيان الإعلامية ايمان الحمود (إذاعة مونت كارلو ـ صحيفة «الوطن» السعودية) ترسم صورة للجانب الجمالي الرومانسي لباريس لكنها لا تنسى التأكيد انها «سعودية» وتعلن بجرأة: «جئت من منطقة لا تؤمن بحرية التعبير… والرأي الآخر». وتضيف: «وأنا هنا لا أخص بالذكر بلداً بعينه ولا أستثني أحداً». أما جمال الغيطاني فقد توقف طويلاً في متحف اللوفر وبالذات أمام قناع فرعوني للموت تماهى معه بفنيه.. كما لو كان القناع وجهه الآتي. د. طراد حمادة كتب نصاً شعرياً جميلاً، لباريس وعنها. الشاعر الرسام الجزائري عمار مراش يختصر علاقته بباريس معلناً انها لم تسكنه بعد.. ويحبها فقط!!! ويذكر ببراءة الفنان انه كان يزرع القطع النقدية في التراب منتظراً ان تنمو وتعطيه شجرة نقود كما كانت أمه تفعل مع حبات الفول!.. الشاعرة الجزائرية لويزة ناظور تجد باريس مدينة تصدح بتراتيل الحب والتاريخ.. وتقول: «كيف نكتب عن باريس ونفيها حقها ونحن نحياها يومياً؟ كيف يمكن ان ندرب عيوننا على التقاط الجمال وسط الروتين والعادة؟.. مع الفلسطينية مارال أمين قطينة التقينا في «لحظة حرية» الأسبوع الماضي ونجد جرح فلسطين ذاته في نص محمد حافظ يعقوب الذي يقول: «انا عديد كمثل باريس. فأنا فلسطيني من باريس او باريسي من فلسطين.. انني ربما ذلك الصبي نفسه الذي كنته في دمشق بلد اللجوء. انني عكاوي ودمشقي وباريسي وقبل ذلك إنسان». نايلة ناصر «قارئة في كتاب باريس التي يفوق عدد مساراتها الستة آلاف ساحة وجادة وشارع ومصيف نهري».. لكنها لا تنسى الكتابة عن ذل الانتظار أمام دائرة تجديد الاقامات في البرد كبقية المهاجرين.. فيصل جلول… فخور بهويته العربية على الرغم من الغواية الباريسية يعلن فيصل جلول «استتبعتني (باريس) فصرت فخوراً بهويتي العربية… ويضيف: في باريس انت اجنبي إلى يوم الدين… وعليك ان تتصرف كأجنبي خاضع على الدوام لاختبار سلوكي. على غرار «برافو أنت تتحدث الفرنسية جيداً».. او «لست كالعرب الآخرين».. ولعل ذلك شعور الجيل الأول من المهاجرين في كل مكان ولكن ربما بدرجة أقل في بلدان أخرى مثل كندا وأستراليا وسواهما. أما من طرفي أنا كجارة لبرج إيفل ونهر السين وبقية جماليات المدينة منذ أكثر من ثلاثة عقود، فأعترف بأنني متمردة على غرامي الباريسي، وأخون باريس كل ليلة مع الوطن ولسان حالي يردد من قصيدة للشاعر اليوناني كافافيس: وتقول لنفسك سوف أرحل/إلى مونية أجمل من من مدينتي هذه/من كل جمال في الماضي عرفته/ (لا أرضَ جديدة» يا صديقي هناك/ولا بحرَ جديداً/فمدينتك سوف تتبعك/وفي الشوارع نفسها سوف تهيم إلى الأبد/لا سفن هناك تجليك عن نفسك/آه، ألا ترى، انك يوم دمرت حياتك في هذا المكان/فقد دمرت حياتك في كل مكان آخر على وجه الأرض؟ وإلى اللقاء في الأسبوع المقبل مع القراء.. قراءات الخريف (2): أحبها… ولكن! غادة السمان |
«تيران» و«صنافير»… و«تيران» و«صنافير»! Posted: 25 Nov 2016 02:25 PM PST بدا الأخ الأستاذ عبد الفتاح السيسي في حواره مع التلفزيون البرتغالي ضائعاً ضياعاً يغني عن أي حضور، وعلى نحو يدفع المرء للسؤال: «عدو ولا حبيب»؟ في وصف المذيع البرتغالي؟ الذي أجرى محاكمة ولم يدر حواراً، وإن كان لم يحاصر فريسته، وتركه يقول إجابات كانت تستحق الرد والتعقيب، لكن السيسي في النهاية كان ضيفاً على الدولة البرتغالية، ومثل هذه المقابلات هي من باب العلاقات العامة، والتلفزيون البرتغالي في الأخير ليس محطة الـ «سي أن أن»، ولا نقول «الجزيرة» خوفاً على مشاعر جماعة الانقلاب في القاهرة، الذين يتعاملون مع «الجزيرة» كما لو كانت هي من فرطت في السيادة الوطنية لمصر على «تيران» و«صنافير»! في لغة الإشارة، فإن إشارة السب لمن يتعامل بهذه اللغة تكون بحك الأنف، ويقوم مقامها في التعامل مع الانقلابيين أن تذكر «تيران» و»صنافير» إذن: «تيران» و»صنافير» .. «تيران» و«صنافير».. «تيران» و«صنافير».. «تيران» و«صنافير»! ما علينا، فسؤال «عدو ولا حبيب»؟ لوصف المذيع البرتغالي، لا بد أن يكون قد طرح نفسه على من شاهد المقابلة، التي أذاعها التلفزيون المصري، من باب إشاعة البلوى، وما كان للمشاهد المصري أن يصله نبأ المقابلة، التي تذاع عبر تلفزيون لا يعرف المصريون أين تقع الدولة، التي يبث منها على الخريطة، وإعادة بث الحوار تؤكد غياب العقل المفكر في دولة السيسي، فبدا مشهد السيسي أمام المشاهدين كما لو كانت المقابلة على قناة «مكملين»، وأن من يحاوره هو محمد ناصر، أو على قناة «الشرق» ومن يحاوره هو معتز مطر! فهذه المقابلة لم يكن يجوز إعادة بثها للمشاهد المصري، لو كان هناك أحد حول السيسي، أو كان السيسي نفسه مدركاً لاهتزاز صورته، حيث كان يغيب عن الوعي بحثاً عن جملة، أو ليمسك بتلابيب كلمة تائهة في المجال الجوي، على نحو يذكرنا بمنى الشاذلي في مرحلة النشأة والتكوين. فلم أعد متابعاً لها الآن. التمدد بالحرارة لقاءات رؤساء الدول، لاسيما في دول العالم الثالث، مع وسائل الإعلام لا تحدث اعتباطاً، ولكن بترتيبات مسبقة، وإذا كانت في الخارج فإن سفارة الدولة هي التي تختار من يحاور الرئيس، ولا يترك الأمر لرغبة القنوات التلفزيونية أو الصحف. ومن يرسي عليه العطاء من الصحافيين تكون له علاقة متميزة بالدولة والسفارة المدعو لحوار رئيسها، لأنها في الأساس مقابلة علاقات عامة، يتمدد فيها سيادة الرئيس بالحرارة، ويصول ويجول، وقد تكون بمثابة إعلان مدفوع الأجر! بدا لي للوهلة الأولى أن السفارة المصرية في الشقيقة الكبرى البرتغال، فوجئت بزيارة السيسي، فذهب السفير إلى أقرب قناة، واتفق مع أول مذيع قابله في وجهه لحوار رئيسه، وبدون إتباع القواعد المتبعة عربياً بالإطلاع على الأسئلة، وربما قطعت الزيارة على السفير في البرتغال ومن معه لحظة التأمل، وفي مصر فإن العاملين في السفارات يتعاملون على أن عملهم في هذا السلك مكافأة نظير دعاء الوالدين فلم يسافروا للعمل، وفي كثير من البلاد تحدث مشاكل للعاملين المصريين في الخارج دون أن يستشعر السفير أدنى مسؤولية تجاه هؤلاء الضحايا! وربما ظن السفير المصري في البرتغال أنه ذهب بعيداً، وأنه قد يقضي مدته دون أن يعكر صفوه أحد، فلم يهتم بتكوين علاقات ومد جسور الصلة بإعلاميين وبقنوات تلفزيونية، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد زاره هازم اللذات ومفرق الجماعات والمقلق في زمن الراحة! فلم يكن السفير يعلم أن مصر يرأسها شخص كلما شعر بالملل شد الرحال للخارج، دون أن يسأله أحد عن تكلفة هذه الزيارات المكوكية لابن بطوطة والمردود الاقتصادي لها، لا سيما وأن السيسي لا يفعل كما مبارك ومرسي من اصطحاب رجال الأعمال المصريين في هذه الزيارات، لأنه يتصرف على أنه وكيل أعمال الجيش وفقط، والبرتغال ليست في ظني في حاجة إلى ألبان الأطفال ليوردها لهم مشروع الخدمة الوطنية في القوات المسلحة! في عهد الرئيس محمد مرسي هاج إعلام الغبراء وماج لأن الرئيس في صلاته للجمعة كل أسبوع يكلف ميزانية الدولة الملايين من الجنيهات، حراسة وخلافه، دون أن يجرؤ أحد منهم الآن على مجرد طرح السؤال عن تكلفة هذه الزيارات والموازنة بينها وبين ما تحققه للاقتصاد الوطني، لا سيما وأن السيسي نفسه اعترف بأن حجم التبادل التجاري لا يتناسب مع ما يجمع البلدين من علاقات سياسية متميزة. فماذا حقق في مجال التبادل التجاري بين البلدين من هذه الزيارة؟ المؤكد أنه لا شيء! السمعة الضائعة إن سؤالاً يطرح نفسه للرد على السؤال السابق «عدو ولا حبيب» وهل يمكن أن نتصور أن المذيع البرتغالي عدو؟ وماذا كان ينتظر منه باعتباره حبيباً؟! فكل الأسئلة التي طرحها هي طبيعية، ولو قرأها السيسي مرة، ومرتين، وثلاثاً، وعشر، فهل كنا نتوقع إجابات مختلفة ليخرج من طور المتهم أمام وكيل النيابة الذي كان يقوم بدوره المذيع البرتغالي؟! صحيح أن طرح أسئلة عن الطوارئ، والاستبداد، والاعتقالات، على جنرال متمرد، تؤكد ما قاله إبراهيم عيسى في برنامجه على قناة «القاهرة والناس»، من أن سمعتنا السياسية في الخارج ضائعة ( يقصد سمعتهم)، لكن كن في موقع المذيع البرتغالي فما هي الأسئلة العاطفية التي يمكن أن توجه للمذكور: أين ترعرع مثلاً؟ أم يسأله عن انجازاته الاقتصادية، ومشروع التفريعة العملاق؟ أم عن برنامجه الخلاق في حل أزمة الطاقة باللمبات الموفرة؟ أم عن الاختراع الذي توصل له الجيش بعلاج الإيدز بالكفتة؟! كل الأسئلة التي يمكن أن تطرح ستؤدي الغرض نفسه وسيمثل طرحها محاكمة للمطروحة عليه، بما في ذلك سؤال: أين ترعرعت؟ الذي لو طرحه البرتغالي وأجاب السيسي: في حارة اليهود. ستنصب له حفلة هجاء في برامج «التوك شو» في مصر، وقد يجري اتهامه بأن عضو في التنظيم الدولي للإخوان المسلمين! لقد سأل المذيع البرتغالي عن حكم حبس نقيب الصحافيين في مصر؟ وكانت إجابة السيسي تنم عن عقلية معملية فذة، فقد وجد السؤال مناسبة ليقدح زناد رأيه وينخل مخزون فكره، باعتباره من الفلاسفة المؤسسين لعلوم الجيل الرابع، والتي قال المتحدث الإعلامي باسم الجيش إنها تعني كيف تجعل خصمك يستيقظ ميتاً! السيسي قال إن نقيب الصحافيين لم يتم سجنه في قضية رأي، ولكنه مسجون جنائي. فقد أمكنا أن نعلم أن نقيبنا جرى سجنه في قضية نفقة. وأصيب المذيع البرتغالي من جراء هذه الإجابة بالحول الربيعي، بعد استيقاظه ميتاً، وأكمل المقابلة وهو في الوضع: ميتاً! ثقافة السيسي سماعية في الأساس، فلا يبدو أنه قرأ مقالاً أو طالع كتابا، فهو في مستوى «البوست»، لأنه باعترافه يطالع مواقع التواصل الاجتماعي، وربما تعلم من مرشده الروحي محمد حسنين هيكل التلاعب بالألفاظ فأراد أن يفعل دون أن يمتلك القدرات المؤهلة لذلك، وهيكل كان أستاذا في هذا المجال، فقد خلع على قانون تأميم الصحافة في سنة 1960، قانون تنظيم الصحافة، لكن هناك تفاوتا في الإدراك بين السيسي وملقنه سابقاً! جريمة النقيب فأولاً الحكم الصادر بحبس نقيب الصحافيين وعضوي مجلس النقابة، هو حكم لمحكمة الجنح، وليس جنائياً، فالجناية هي الجرائم المعاقب عليها بعقوبات: الإعدام، والسجن المؤبد، والسجن المشدد. ثم ما هي الجناية التي ارتكبها نقيب الصحافيين؟ أوى مطلوبين للعدالة؟! لقد ذكر أحدهما عمرو بدر أنه عندما ذهب وزميله لنقابة الصحافيين للاعتصام فيها، كان هذا احتجاجاً على مداهمة قوات الأمن لمنزلهما، وقد ذهب أحدهما لقسم الشرطة ليعرف الأسباب، فقال ضباط القسم أنهم لا يعلمون، وهذا يقودنا لسؤال من هي هذه الجهة ومن يحكم مصر الآن؟! الشاهد، أنه لو كان هناك قرار من النائب العام بالضبط والإحضار فقد كان سيبلغ به قسم الشرطة، ليتولى المهمة وهو ما لم يحدث والزميل داخل القسم، والمعنى أن القرار صدر بعد الاعتصام، وجاء مخالفاً لأحكام القانون من أكثر من زاوية وليعتبر السيسي هذا درسا له في القانون.. عله يستفيد! أولاً: الصحافيان تهمتهما أنهما دعا من خلال النشر للتظاهر احتجاجاً على قرار السيسي بالتفريط في السياسة الوطنية لـ «تيران» و»صنافير»! وقرار الضبط والإحضار يكون في القضايا التي ينص القانون فيها على الحبس الاحتياطي، وقد تم إلغاء عقوبة الحبس الاحتياطي تماما في قضايا النشر بنص القانون. ثانيا: المادة 69 من قانون النقابة أوجبت على النيابة العامة إخطار مجلس نقابة الصحافيين بأي شكوى ضد أي صحافي تتصل بعمله، فهل حدث إبلاغ النقابة بإخطار الضبط والإحضار؟! ثالثاً: إن الأزمة بين النقابة والسلطة الغاشمة التي يمثلها السيسي كانت باقتحام قوات مبنى النقابة للقبض على من قيل أنهما مطلوبان للعدالة، في سابقة هي الأولى من نوعها، وذلك رغم الحصانة القانونية المقررة بنص المادة (70) من قانون النقابة التي نصت بعدم جواز تفتيش مقار النقابة إلا بمعرفة أحد أعضاء النيابة العامة وفي حضور نقيب الصحافيين وهو ما لم يحدث. رابعاً: إن الصحافيين المطلوبين للعدالة الناجزة كل جريمتهما أنهما دافعا عن السيادة الوطنية التي فرط فيها السيسي بالتنازل عن «تيران» و»صنافير».. وهذا هو بيت القصيد. صحافي من مصر «تيران» و«صنافير»… و«تيران» و«صنافير»! سليم عزوز |
هل حزب البعث العراقي حرام والسوري حلال يا إيران؟ Posted: 25 Nov 2016 02:25 PM PST لا يتردد الساسة والإعلاميون الإيرانيون أبداً في شيطنة حزب البعث العربي الاشتراكي منذ وصول الخميني إلى السلطة عام ألف وتسعمئة وتسعة وسبعين، وقلما يظهر مسؤول إيراني على شاشات التلفزيون إلا ويشن هجمات ساحقة ماحقة ضد حزب البعث وشعاراته، لا بل يعتبره الإيرانيون حزباً فاشياً قومجياً عنصرياً لا بد من اجتثاثه من على وجه الأرض البارحة قبل اليوم. باختصار شديد، فإن الأفكار البعثية العروبية القومية بالنسبة للإيرانيين رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه واجتثوه حيثما شئتم. لهذا السبب وضع الخميني نصب عينيه منذ عودته من فرنسا إلى إيران القضاء على حزب البعث الحاكم في العراق بقيادة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، لأن الإيرانيين يعتبرون الفكر القومي العربي خطيراً جداً على إيران ومشاريعها وعقائدها السياسية والقومية والفكرية. لا بل إن إيران كانت وما زالت ترى في القومية العربية عدواً طبيعياً للقومية الفارسية، فالقوميون العرب طرحوا شعاراً هو توحيد العرب من المحيط إلى الخليج، مما يشكل هذا الشعار خطراً وجودياً على إيران ومخططاتها في المنطقة لو تحقق. ولا ننسى أيضاً أن أي مشروعين قوميين في المنطقة سيصطدمان طال الزمن أو قصر، فمن عادة العصبيات القومية تاريخياً أن تعادي وتكيد لبعضها البعض. لا أدري كيف يمكن أن يشرح لنا المسؤولون الإيرانيون الذين لا يملون من الهجوم على حزب البعث العراقي ووصمه بأقذع الأوصاف، لا أدري كيف يمكن أن يبرروا لنا تحالف إيران الاستراتيجي مع حزب البعث العربي الاشتراكي بفرعه السوري، مع العلم أن الأب الروحي للبعث السوري والعراقي هو ميشيل عفلق. وإذا كان هناك خلاف ذات يوم بين النظامين العراقي السابق والسوري الحالي، فلم يكن خلافاً عقائدياً، بل كان خلافاً سياسياً. بعبارة أخرى، فإن البعث بعث، أكان في العراق أو في سوريا أو أي مكان آخر من العالم العربي اعتنق الأفكار البعثية وآمن بها. ألا يفضح التحالف الإيراني مع النظام السوري حزب البعث السوري؟ فلو كان البعث السوري فعلاً بعثياً كما كان البعث العراقي، لما فكرت إيران أبداً في التحالف مع النظام السوري وعقد شراكة استراتيجية قوية تمتد منذ عقود وعقود، ولما استمر ذلك التحالف، وترسخ في منطقة تعوم على بؤر من الصراعات. وللعلم فإن أقوى حلف صمد في المنطقة هو الحلف الإيراني والسوري البعثي، بدليل أن إيران تدخلت بكل ما تملك من قوة لإنقاذ نظام الأسد عندما أوشك على السقوط بسبب الثورة الشعبية عليه منذ عام ألفين وأحد عشر. ولا يخفي الإيرانيون دورهم الكبير في حماية النظام السوري. وقد سمعنا مسؤولين إيرانيين يؤكدون على أنه لولا إيران لسقط الأسد منذ الشهور الأولى للثورة. وقد اعتبر أحد المسؤولين الإيرانيين سوريا ولاية إيرانية، لا بل إن الإعلام الإيراني كشف مؤخراً بأن الرئيس السوري جندي في خدمة المرشد الأعلى الإيراني خامنئي. فما سر هذا العشق والغرام بين البعث السوري والفكر الشيعي، وما سر ذلك العداء المستحكم بين إيران والبعث العراقي؟ كما أسلفنا، فإن اختلاف الموقف الإيراني من البعثين السوري والعراقي يكشف أن إيران لم تخش يوماً من البعث السوري، لأنه ربما كان بعثاً زائفاً لا يشكل عليها وعلى مشاريعها في المنطقة أي خطر، أما البعث العراقي، حسب مؤيديه، فمن الواضح أنه كان يؤمن فعلاً بمنطلقات البعث الحقيقية التي تطمح فعلياً إلى توحيد العرب وبناء قوة عربية متحدة ووازنة تتصدى للقوى الطامعة في المنطقة العربية وعلى رأسها إيران، لهذا عمل الخميني منذ مجيئه إلى السلطة على القضاء على البعث العراقي، وخاض من أجل ذلك حرباً ضروساً مع صدام حسين اضطر بعد ثماني سنوات إلى تجرع السم والقبول بوقف الحرب بعد أن تكبد خسائر فادحة على أيدي البعث العراقي. ومن اللافت على مدى الحرب الإيرانية العراقية أن البعث السوري المفترض أنه شقيق البعث العراقي وقف مع إيران ضد العراق البعثي، مما يؤكد أنه، كما يرى منتقدوه، لم يحمل من المنطلقات الحزبية البعثية إلا قشورها، بدليل أنه تحالف مع إيران، ناهيك عن أن إيران عاملته بطريقة مختلفة تماماً عن الطريقة التي تعاملت بها مع البعث العراقي، فالأول حليف والثاني عدو مبين. البعض يرى أن السبب الرئيسي في تحالف إيران مع البعث السوري ومعاداة البعث العراقي أن الرئيس العراقي كان بعثياً سنياً يمثل السواد الأعظم من العرب السنة، بينما البعث السوري بقيادة آل الأسد كان بعثاً طائفياً رغم تشدقه بالقومية العربية، بدليل أنه كان دائماً يرفع شعارات وحدوية قومية، بينما يحكم سوريا ذاتها على أساس طائفي. ولعل أحد أهم أسباب الثورة السورية التخلص من الحكم الطائفي الذي اضطهد الأكثرية السنية لعقود وعقود، لهذا وجدت فيه إيران حليفاً طبيعياً ضد العرب والسنة. بعبارة أخرى، فإن التحالف الإيراني السوري قام أصلاً على عقيدة مشتركة وهي معاداة العرب والمسلمين السنة. صحيح أن المذهب العلوي لا يتطابق تماماً مع المذهب الاثني عشري الشيعي الإيراني، إلا أن هناك قواسم عقدية مشتركة بين النظامين السوري والإيراني، خاصة وأنهم يسمون العلويين بالعلويين نسبة للإمام علي كرم الله وجهه، الذي يذكره الشيعة في صلاتهم كوّلي الله بدل محمد رسول الله. وإذا كان الإيرانيون ينكرون التحالف مع حزب البعث السوري على أساس طائفي أو مذهبي، فليقولوا لنا لماذا يعتبرون البعث العراقي حراماً، والبعث السوري حلالاً مع أن الحزبين ينهلان من منبع فكري وحزبي وعقائدي واحد. ٭ كاتب وإعلامي سوري falkasim@gmail.com هل حزب البعث العراقي حرام والسوري حلال يا إيران؟ د. فيصل القاسم |
الحكومة هندست مجلس النواب على مقاسها ومن هللوا للثورة تنكروا للعدالة الاجتماعية وأهانوا الفقراء Posted: 25 Nov 2016 02:24 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي» : كلما تفاقمت الأزمة الاقتصادية كشرت السلطة عن أنيابها لترضي الأغلبية بالمتاح، وتقبل بمعادلة الأمن مقابل الجوع، ولترفض الجماهير فكرة تكرار المد الثوري من جديد. وفي سبيل ذلك يستعين النظام بمزيد من محترفي النفاق، أولئك الذين يتغيرون بتغير المناخ السياسي كي يقدموا خدماتهم الجليلة للسلطة، تلك التي تواجه الآن حالة من السخط الشعبي الواسع بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية لمستوى غير مسبوق. واللافت حقاً ذلك التغير في موقف رموز من اليسار واليمين كانوا يرفعون راية الثورة، وإذا بهم بين عشية وضحاها يقبلون بالإجراءات التي أقدمت عليها الحكومة مؤخراً، والتي من شأنها أن تدفع الملايين الذين كانوا في مأمن العواصف نحو القاع. وتزخر الصحف بالمزيد من الشهادات لشخصيات يسارية وليبرالية مرموقة قررت القفز من سفينة الشعب الغارق في الفقر، إلى «حاملة طائرات النظام» الذي يحرص على ألا يقترب من المساس بمصالح الطبقة الثرية، تلك التي انتفخت وتضاعفت ثرواتها في زمن الديكتاتور المستبد مبارك، لتظل بعد اندلاع ثورتين بعيدة تماماً عن دفع ما عليها من حقوق وضرائب، جراء المكتسبات التي حصلت عليها في غيبة من الرقابة وتواطؤ مؤسسات ورموز في السلطة، طيلة عقود الديكتاتور الثلاثة. وفي الصحف المصرية الصادرة أمس الجمعة 25 نوفمبر/تشرين الثاني احتمت الحكومية منها وبعض المستقلة بنشاط الرئيس السيسي واجتماعاته من أجل الدفع بعجلة الاستثمار، ذلك الرئيس الذي وجد نفسه في مواجهة شرسة شنها عدد من الكتاب، بسبب ما أعلن عنه من ضرورة دعم الجيش السوري التابع لبشار الأسد، كما اهتمت الصحف بآخر مستجدات العلاقة الملتهبة مع المملكة العربية السعودية، التي تسعى القاهرة لإعادة المياه لمجاريها معها، وإن كانت المؤشرات توحي باستحالة تحقيق ذلك الهدف على المستوى القريب. كما اهتمت الصحف بتفاقم أزمة نقابة الصحافيين مع الحكومة، وتسبب قانون الجمعيات الأهلية الجديد بمزيد من المخاوف بين كتاب يرون أن السلطة تسعى بكل ما تملك لتجفيف منابع التعبير وإلى التفاصيل: دعم القاتل قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي دعمه لجيش بشار الأسد، هو «قرار سياسي». ويؤكد محمود سلطان رئيس تحرير «المصريون» على: «أنه قرار سياسي.. وليس قرارًا لـ«المؤسسة العسكرية». هذا الفصل بالغ الأهمية، متى شئنا نقد قرار الرئيس ـ القرار السياسي.. وحتى لا يزايد المزايدون ويعتبرون، نقد قرار السيسي دعم جيش الأسد، هو نقد للجيش الوطني المصري.. وهو قرار يتحمل الرئيس وحده مسؤوليته ومسؤولية كل ما يترتب عليه من نتائج. هذا الاستهلال ـ كما قلت بالغ الأهمية ـ ليبقى السؤال عن شكل هذا الدعم: سياسيا أم عسكريا؟! والرئيس لم يترك لنا مهمة التكهن، فحين تحدث عن دعم جيش «بشار»، فهو في هذه الحالة يتحدث عن الدعم العسكري، هذا ما يُفهم منه بداهةً. حديث الرئيس عن دعمه لجيش بشار الأسد.. هو أول إعلان رسمي مصري بشأن شكل «المشاركة» المصرية في الأزمة السورية.. ويشير صراحة إلى وجود «دعم».. وطالما تحدث عن الجيش السوري، فهو في الحقيقة ـ كما قلت يتحدث عن دعمه عسكريا. وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كان رئيس مخابرات الأسد الجنرال علي المملوك موجودا في مصر. وحتى الآن لا نعرف نوع وحجم وشكل هذا الدعم: تزويده بالسلاح أم المشاركة بقوات مصرية؟ ويؤكد سلطان أن المادة 152 من الدستور تقول نصا: «رئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، ولا يعلن الحرب، ولا يرسل القوات المسلحة في مهمة قتالية إلى خارج حدود الدولة، إلا بعد أخذ رأي مجلس الدفاع الوطني، وموافقة مجلس النواب بأغلبية ثلثي الأعضاء». ما ورد على لسان الرئيس في لقائه مع التلفزيون البرتغالي، يبدو منه أن قرار «دعم» الجيش الطائفي السوري، قد اتُخذ وانتهى أمره.. فهل يجوز له أن يفعل ذلك دون أخذ موافقة ثلثي أعضاء البرلمان؟». كارثة للعرب ونبقى مع قرار السيسي بشأن دعم جيش بشار وهو الأمر الذي يدهش عماد أديب في «الوطن»: «تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي في البرتغال حول دعم الجيوش الوطنية أقامت الدنيا ولم تقعدها حتى الآن. السؤال المطروح في تصريحات الرئيس هو: هل معنى ذلك أن الرئيس السيسي يؤكد الموقف المبدئي لدعم بلاده للجيش الرسمي في كل نظام بما فيه سوريا؟ إنه دعم لنظام بشار الأسد. هنا لا بد ألا نتبرع بإعطاء تفسيرات لكلام الرئيس فهو وحده القادر اليوم أو غداً أو بعد غد على تقديم التفسير الكامل والواضح والنهائي لمعنى تصريحه. هناك عدة أمور مبدئية ومنطقية لا بد من عدم تجاهلها ونحن نحلل تصريح الرئيس للتلفزيون البرتغالي. نحن نتحدث عن رجل له خلفية عسكرية وصل خلالها إلى درجة «مشير» لذلك فهو ينتمي من رأسه إلى قدميه لفكر ومبادئ المؤسسة العسكرية. بناء على ما سبق، فإن ابن المؤسسة العسكرية في أي دولة في العالم سوف يؤمن، بما لا يدع مجالاً للشك، بأن البلاد لديها جيش واحد نظامي وطني ولا يمكن القبول بوجود أي ميليشيات. إن تولي الرئيس السيسي للمسؤولية، جاء في ظرف قام فيه الجيش بالتدخل لمنع حرب أهلية بين فصائل مسلحة في الشعب، لذلك فإن هذا الرئيس يدعم منطق «الجيش الوطني» في مواجهة الميليشيات المسلحة، هنا يصبح السؤال الصعب هل يمكن اعتبار جيش بشار الأسد جيشاً وطنياً؟ أم جيشاً للنظام المستبد؟ هنا أيضاً نسأل هل يمكن اعتبار أن جيش رجب طيب أردوغان الذي اعتقل وأبعد 38 ألف شخص منهم 13 ألف قاض أيضاً هو جيش وطني؟ أم جيش مستبد؟». الجيش في سوريا أم لا؟ «هل لمصر قوات عسكرية على الجبهة السورية؟ هل لمصر قوات تقاتل في صفوف الجيش السوري؟ يتساءل علاء عريبي في «الوفد» متابعاً: «يبدو أن الموقف المصري من الوضع في سوريا غير واضح وشديد الالتباس للعديد من البلدان، العربية والأجنبية، الكبيرة والصغيرة، لا أحد يعرف على وجه التحديد: مصر ضد من ومع من؟ هل تؤيد مطالب الشعب السوري أم مع بقاء بشار الأسد؟ هل هي مع المعارضة أم مع ضرب المدن والمدنيين؟ هل تضع المعارضة المسلحة في سلة واحدة مع جبهة النصرة وغيرها من الإرهابيين أم أنها ضد تنظيم «القاعدة» فقط؟ هل تساند بشار عنادا في المملكة السعودية والإدارة الأمريكية؟ أم خوفا على أمنها القومي من الإرهابيين؟ ويستشهد الكاتب بجريدة «السفير» (المقربة من حزب الله) التي نشرت أمس تقريرا في صفحتها الأولى عن قوات مصرية في مطار حماة، جاء فيه: منذ الثاني عشر من هذا الشهر، تعمل في قاعدة حماة الجوية وحدةٌ مصرية تضم 18 طياراً، ينتمون إلى تشكيل مروحيات بشكل خاص. وليس مؤكداً أن الطيارين المصريين بدأوا المشاركة أم لا في العمليات الجوية، لكن انضمامهم إلى عمليات قاعدة حماة، واختيار الطيارين من بين تشكيل الحكومات المصرية، يعكس قراراً مصرياً سورياً بتسريع دمج القوة المصرية، لأن الجيش المصري لا يزال يملك أسراباً من 60 مروحية روسية من طراز «مي 8». وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الوحدة تقدمها عند وصولها أربعة ضباط كبار من هيئة الأركان المصرية. وفي مقرّ الأركان السورية في دمشق، يعمل منذ شهر ضابطان مصريان برتبة لواء، على مقربة من غرف العمليات». التاريخ لن يرحم معركة نقابة الصحافيين ضد السلطة التي تريد سلب حريتها لاتزال مشتعلة، وبدوره يشارك خالد داوود في دعم نقيب الصحافيين عبر «مصر العربية»: «إذا كان التاريخ يذكر لناصر تأميمه للصحف، فإن كتب التاريخ نفسها ستذكر وبكل جلاء أن عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي جاء في أعقاب ثورة شعبية تطالب بالحرية في يناير/كانون الثاني 2011، هو الوحيد الذي وصلت درجة رغبته في السيطرة على الصحافيين وتحويلهم إلى «جنود» في إدارة الشؤون المعنوية، إلى حد التساهل مع اقتحام رجال الأمن لمقر النقابة وحبس نقيب الصحافيين في استهزاء واستخفاف غير مسبوقين بالمهنة والعاملين فيها. ويؤكد الكاتب أنه كان شاهد عيان على كل ما تعرضت له النقابة، منذ أن مارست دورها الطبيعي في الدفاع عن القضايا الوطنية في أعقاب توقيع اتفاقية التنازل عن جزرنا المصرية، تيران وصنافير للمملكة السعودية، بناء على قرار منفرد من الرئيس، وفي أعقاب مفاوضات سرية امتدت شهورا. ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تلعب فيها النقابة هذا الدور، الذي أكسبها صفة «قلعة الحريات» منذ أن أصبحت سلالمها القليلة نقطة التجمع الرئيسية لإبداء الاحتجاج والاعتراض على سياسات المخلوع مبارك. ولأن الرئيس السيسي وأجهزته الأمنية ضاقا ذرعا بأي صوت معارض، وصمما على اتباع سياسة تقوم على تطويع جميع المؤسسات المدنية، بما في ذلك النقابات المهنية والأحزاب السياسية ووسائل الإعلام والمنظمات غير الحكومية والنقابات المستقلة ومجلس النواب، فلقد رأيا أنه لا بد من معاقبة نقابة الصحافيين والنقيب شخصيا على الاستمرار في لعب الدور الوطني نفسه الذي اعتادوا عليه. ويبدو أن الأجهزة الأمنية جن جنونها بعد أن خرق المصريون الحظر المفروض عليهم في إبداء الاعتراض، وتجمع الآلاف منهم على سلم النقابة، منتصف أبريل/نيسان وامتدت حملة القمع لتشمل إلقاء القبض على العشرات». أخطاؤه قاتلة ومن صحيفة لأخرى تتواصل السهام الموجهة للرئيس، ومن بين المشاركين عمار علي حسن في «المصري اليوم»: «أخطأ الرئيس السيسي حين اعتقد أن المرحلة الحالية تفرض تجنب المدنيين، ولو مؤقتاً، وتسليم الزمام إلى العسكريين، بدعوى أنهم أهل الثقة، وبوسعهم إنجاز ما يطلبه الرئيس في الزمن المحدد. فإذا كانت المؤسسات المدنية قد فسدت وأُنهكت وترهلت خلال حكم مبارك، فالحل لم يكن في إبعادها إنما إصلاحها وإشراكها، من خلال إدارة قوامها الكفاءة وتوظيفها على أفضل وجه. صنعت السلطة مقدمة خاطئة حين هندست مجلس النواب الحالي على مقاسها، إلا من استثناءات قليلة، فصار بمرور الوقت يشكل عبئا جسيما على الدولة، بدلا من أن يكون رافعة لها في لحظة فارقة من تاريخها. فإلى جانب قائمة «في حب مصر» و5٪ التي عينها الرئيس، لم يخرج أغلب من ترشحوا على المقاعد الفردية، بمن فيهم ممثلو الأحزاب السياسية، عن المسار القديم الذي خرج من رحم الزواج بين السلطة ورأس المال والعشائرية والنخب البرلمانية التقليدية. وتم كل هذا تحت لافتة زائفة تم تسويقها إلى الرأي العام تقول: «لنصنع برلمانا يريح الرئيس». وكانت النتيجة الطبيعية لهذا هي موت السياسة. صنعت السلطة مقدمة خاطئة بالإفراط في القبض على الشباب، تطبيقا لقانون التظاهر الذي يتعارض مع الدستور، وخلق هذا بمرور الشهور هوة واسعة بين الرئيس نفسه والأغلبية الكاسحة من شباب مصر، وهو ما أدى إلى موقف سلبي من السلطة الحاكمة، وفي قلبها الرئيس، عكسته مواقع التواصل الاجتماعي بوضوح شديد. فلما أراد الرئيس تصحيحا جزئيا لهذا الخطأ بعقد مؤتمر للشباب في شرم الشيخ وبدء الإفراج عن بعض الشباب المحبوسين والسجناء، راحت قوى الدولة التقليدية تقاومه، فالداخلية لم تعترف بوقوع أخطاء جسيمة في عملية القبض والاعتقال، وجهاز الأمن يصرخ بتقارير تحذر من الإفراج عن ناشطين». الرئيس مغيب عن شعبه ونبقى مع النقد الموجه للمقام الرئاسي على يد محمد علي إبراهيم في مصر العربية: «أتصور أن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء يجب أن يكون مزودا بخط ساخن من الرئيس يعرض عليه يوميا الأرقام الحقيقية. وقد كشف مؤخراً أن (25 ألف قتيل ومصاب) سنويا لم يصل للرئيس، الذي كان يجب عليه أن يسأل نفسه هل الـ 2500 كيلو متر التي تعهد بمدها ورصفها سنويا طوال أربعة أعوام ستقلل من الحوادث؟ وإذا كانت السنة الأولى انتهت بهذا الرقم البشع، فهل سيكون ضحايا 2016 أكثر؟ أم أن هناك «فلتر» رئاسيا يقلل الأرقام المزعجة حتى لا يضايق الرئيس ويعكر مزاجه و»موده» الجيد. كما يسأل الكاتب حاشية الرئيس.. هل تطلعونه على «الغث» الذي يسيل من غدد لعابية لمؤيديه وناصريه؟ أم أنكم تكتفون فقط بعرض ما يكتبه المعارضون لتأليبه ضدهم واتخاذ إجراءات لتكميم أفواههم. لقد كثرت الدببة حول الرئيس فساهموا في نفور الناس، فالصحافية الناصرية السيساوية فريدة الشوباشي اندفعت تكيل الإهانات والبذاءات للغلابة والفقراء وتتهمهم بأنهم عالة على الرئيس ويتمتعون بنطاعة لا نظير لها وينبغي عليهم أن يعملوا، لأن السيسي ليس بيده أن يفعل لهم شيئا، مع أن الصحافية نفسها هي التي كانت تندب وتنوح أيام مبارك «الفاسد» وتقول إن الغلابة ضحايا للاستبداد، وإن مصر ستصبح سويسرا بعد 25 يناير/كانون الثاني، لأن حاكمها نهبها وتركها قاعا صفصفا.. زمان قالت وقالوا إن مبارك جوعهم، والآن تقول منه لله لأنه لم يرفع عنكم الدعم منذ زمان. ماذا جرى لليسار والناصريين؟ هل أعماهم بريق القرب من السلطة فغيروا مبادئهم وشعاراتهم لتتفق مع الرئيس.. لقد أثبتت الأيام أن من هللوا للثورة تنكروا للعدالة الاجتماعية ووافقوا على الغلاء ونقص الدواء وتدهور وغياب الديمقراطية.. لم يحركهم أنين الفقراء وموت المرضى في المستشفيات وتعللوا بأن الرئيس بريء من الميراث الثقيل الذى تركه مبارك». السعودية في القلب «ما الذي حدث حتى تتوتر هذه العلاقة، هل الرؤى المختلفة تجاه عدد من القضايا وراء هذا التعكير؟ أم أن هناك أمورا أخرى تتعلق بوجود أطراف أخرى تسعى إلى تعكير العلاقات؟ ويمضي وجدي زين الدين رئيس التحرير التنفيذي لـ»الوفد» في تساؤلاته، «لماذا هذا القلق بين البلدين في هذه المرحلة الراهنة؟ نكرر أنه لا يوجد سبب مقنع لإثارة هذا التوتر بين القاهرة والرياض، وأنه ليس من المجدي أن تكون هناك أي خلافات بين الدولتين الكبيرتين، والصحيح في مثل هذ الأمور أن تتجاوز الحكومتان كل خلاف أو توتر وحتى تعود العلاقة إلى سابق عهدها من القوة والمتانة، ولا يوجد هناك الآن ما يمنع أن تتغلب الدولتان الكبيرتان على كل مشكل عارض. نعلم أن هناك أقلاماً خبيثة تقوم حالياً بالنفخ في التوتر والخلاف حتى تسوء العلاقة وتتدهور بين الشعبين الشقيقين في البلدين، ما يجري الآن من حرب كلامية في وسائل التواصل الاجتماعي، يجب أن يتوقف في التو والحال. ويجب ألا نمكن هؤلاء المغرضين من تحقيق مآربهم وأهدافهم الخبيثة. هناك الكثير من المواقف الرائعة المتبادلة بين الشعبين المصري والسعودي على مدار سنوات طويلة، كما يجب تفويت الفرصة على المتربصين الذين يسعون إلى اصطناع خلافات بين الدولتين والشعبين. لا أحد ينكر الموقف السعودي من مصر، من خلال كل الملوك الذين تولوا عرش المملكة، وكذلك الحال لا تنكر السعودية كل المواقف المصرية تجاه الأشقاء السعوديين، وليس من المناسب أن تعدد المواقف المتبادلة بين البلدين، لكن من المهم الآن أن تقف الحرب الإعلامية التى يؤججها نفر قليل في البلدين». ليسوا خونة يصل بنا قطار الصحف لمحنة أهالي النوبة التي يهتم بها كثير من الكتاب بينهم عادل السنهوري في «اليوم السابع»: «للإنصاف نقول إن أهالي النوبة أعلنوا رفضهم لأي تدخل خارجي في أزمتهم مع الحكومة، وإفشال أي مخططات خارجية للوقيعة بين جزء غالٍ من الوطن، مع إسراع الدولة بأجهزتها ومؤسساتها المختلفة إلى التفاعل مع القضية، والتأكيد على مصالح أهالي النوبة ومنحهم الأولوية في الحصول والاستثمار في الأراضي الواقعة في منطقة النوبة القديمة في أقصى جنوب مصر، ضمن مشروع ضخم تنفذه الحكومة لاستصلاح الأراضي في إطار مشروع قومي لزراعة 1.5 مليون فدان. لكن كان يجب ألا يخرج الاحتجاج والمطالبات عن الأطر القانونية والشرعية، وعدم اللجوء إلى قطع الطرق والسكك الحديدية وتحدي الدولة، والحمد لله، أن العقل هو الذي تحكم في الأزمة وعدم اللجوء للوسائل الأمنية واحتواء غضب بعض أهالي النوبة في طلبهم بأحقيتهم في تنمية أراضي منطقتي توشكي وخورقندي، التي تتجاوز مساحتها 110 آلاف فدان. هنا أيضا يجب الإشادة بالتحرك الفوري من الحكومة والبرلمان والشخصيات العامة والأجهزة المعنية، وعدم الانتظار حتى تتعقد الأزمة وتتصاعد وتتدخل فيها أطراف خارجية. وأظن أنها بداية حقيقية وجادة من الدولة لإنهاء الملف القديم في النوبة منذ تهجير الأهالي في مطلع الستينيات من القرن الماضي، بالتزامن مع إنشاء السد العالي وتحويل مجرى النهر، وفتح جسر الحوار وبناء الثقة مع قيادات ومشايخ النوبة والاستماع إليهم لنزع فتيل الأزمة الناشئة منذ أكثر من نصف قرن وفقا لما نص عليه الدستور ووفقا للقانون». الغاية لا تبرر الوسيلة نبقى مع القضية نفسها، حيث يرى حجاج الحسيني في «الأهرام»: «أنه على مدى أربعة أيام متواصلة قطع عدد من أبناء النوبة طريق أسوان ـ أبو سمبل الدولي وتوقفت الحركة السياحية والتجارية بين المدينتين، بعد أن منع المحتجون المرور بالطريق، وترتب على ذلك احتجاز 17 سائحا صينيا كانوا في طريق العودة إلى أسوان بعد زيارة معبد أبوسمبل، وبعد تدخل محافظ أسوان تمت استضافة السائحين للمبيت في استراحة إحدى الشركات لحين السماح لهم بالعودة، وانتقل وزير السياحة لمتابعة الموقف الخطير، وقدم اعتذارا للسائحين، واضطر أكثر من 450 راكبا سودانيا إلى استقلال باخرة من أبوسمبل إلى ميناء السد العالي في رحلة نهرية استغرقت 13 ساعة، في حين تستغرق 3 ساعات فقط في الطريق البري، كما تسبب قطع الطريق في توقف الحركة التجارية بين مصر والسودان وحركة السياحة إلى مدينة أبوسمبل، وكان مقررا إلغاء حفل أول وفد سياحي ياباني في معبد رمسيس الثاني، وخسائر كبيرة يدرك جميع المحتجين حجمها وتأثيرها، خاصة في توقيت زيارة خارجية يقوم بها رئيس الدولة. الحديث عن «قافلة العودة» كلمة حق يراد بها باطل، فأنتم في أي مكان داخل الوطن، وتهجير أبناء النوبة لم يكن تهجيرا سياسيا أو عرقيا، التهجير جاء بعد غرق مناطق ومعابد النوبة القديمة. واقعة العصيان الأخيرة لا تعبر وفقاً للكاتب عن أهل النوبة، لكنها تعبر عن مجموعة من المستفيدين أصحاب الصوت العالي والخارجين على القواعد والأصول في النوبة والصعيد، من حقك أن تحتج، ولكن دون قطع الطريق. ما حدث عصيان على الدولة وليس بطولة، الغاية يا سادة لا تبرر الوسيلة». قانون مشبوه «يشكل طرح قانون المنظمات الأهلية بنسخته الكارثية درجة جديدة من التصعيد غير المبرر من الدولة ضد المجتمع المدني في مصر، فلا أحد يصدق، كما يؤمن مصطفى النجار» في «الشروق» أن نوابا يعبرون عن الشعب ومصالحه يمكنهم تبني قانون يقيد العمل الأهلي ويغلق منافذه ومساراته التي تصب في صالح الناس وتخفف عنهم المعاناة. القانون الذي تم التصويت المبدئي عليه يجعل كل من يعمل في الجمعيات الأهلية والمنظمات المدنية مجرما محتملا، قد يُلقى به في السجن في أي لحظة. يلغي القانون فكرة استقلالية المجتمع المدني عن السلطة التنفيذية، ويجعل الجمعيات والمنظمات الأهلية تابعة للسلطة التنفيذية وتحت وصايتها وتحكمها غير المنطقي بما ينسف فكرة العمل الأهلي من الأساس. يحار المرء في سر هذه العداوة والتربص بالمجتمع المدني، ولا يرى أن توجس الدولة من بعض المنظمات الحقوقية، التي لا ترتاح لنشاطها يجعلها تفتح النار على الجميع بلا استثناء، لا تحب السلطة في مصر المنظمات الحقوقية ويصف إعلامها العاملين فيها بالخونة والمتآمرين مع الخارج لإسقاط مصر، وتم منع عدد كبير من العاملين في هذه المنظمات من السفر للخارج أخيرا، بقرار من قاضي تحقيق في قضايا لا يعرف أحد مكنونها وتفاصيلها. التهمة الجاهزة هي تلقي تمويل أجنبي، وهي تهمة غريبة إذ أن مؤسسات الدولة، التي تعمل في مجالات التنمية تتلقى كلها تمويلاً أجنبياً، وتدخل في شراكات أجنبية، وتسعى للحصول على منح خارجية لتمويل مشروعاتها، وكذلك تعمل كل المؤسسات المدنية لتوفير تمويل لبرامجها، جميع المتابعين للعمل المدني يعلمون أن كل قرش من المنح التمويلية للمنظمات المدنية يتم بعقود مبرمة ومعلنة تحت سمع وبصر ورقابة الدولة عبر قوانين البنوك». ضد المصالحة «تنتشر الآراء والتقارير في الصحف بشأن مصالحة محتملة بين النظام والجماعة وهو الأمر الذي يرفضه بقوة وائل السمري في «اليوم السابع»: «لم أكن لأعير فكرة مصالحة الدولة مع جماعة الإخوان المسلمين انتباهًا لولا تناثر أخبار أو قل «تسريبات» عن تدخل بعض الأطراف الدولية أو توسطها نيابة عن رئيس تركيا رجب طيب أردوغان، صاحب اليد العليا في رعاية الإرهاب في الشرق الأوسط، وصاحب المصالح المتشبعة في الغرب والشرق والشمال والجنوب، ولهذا اكتسب حديث المصالحة بعدا آخر، ربما يطرح فكرة إعادة التفكير في المصالحة، بشكل أو بآخر، وفي الحقيقة فإن فكرة المصالحة في حد ذاتها فكرة نبيلة، يجب ألا ينزعج منها عاقل، لكن من الواجب علينا أن نضع تلك الفكرة في سياقها التاريخي والإقليمي والعالمي، وهو ما سيكشف لنا أبعادها الحقيقية. ويؤكد السمري أن جماعة الإخوان المسلمين تعيش حالة كبيرة من التخبط والعشوائية والاضطراب في اتخاذ القرار، فالجماعة لم تعد «جماعة» ولم يعد مرشدها الأعلى صاحب اليد العليا في ما يتم اتخاذه من قرارات، فالجماعة تعاني من انشقاق كبير بين صفوفها، فلدينا «إخوان تركيا» أصحاب الصوت العالي، ولدينا «إخوان مصر» أصحاب الخطر الفعلي، ولدينا «شباب الإخوان»، أصحاب التواجد الحقيقي على الأرض، ولدينا «إخوان التنظيم الدولي» أصحاب العلاقات المتشعبة والتربيطات العالمية المشبوهة. وفي الحقيقة فإن عقد أي مصالحة مع هذا الطرف أو ذاك لن يكون ملزما للأطراف الأخرى، وبالتالي فالمصالحة الآن لن تصب إلا في مصلحة الجماعة، التي تسعى بكل ما لديها من قوة إلى الجلوس مع الدولة المصرية إلى طاولة واحدة». فيصل وديغول مازال الكثير من الأسئلة حول حرب الأيام الستة يبحث عن إجابة، وبدوره تلقى عمرو الليثي في «المصري اليوم» رسالة من شقيق العاهل السعودي الأمير محمد بن عبد العزيز من المهم الإطلاع عليها: «وفي لقاء لكم مع ابن عبدالحكيم عامر، لفت انتباهي سؤالكم له عن موضوع اتصال شارل ديغول بعبدالناصر أو بجهات مصرية يُحذرهم فيه من أن إسرائيل ستهجم يوم 5 يونيو/حزيران، وكان هذا التحذير قبل الحرب بأيام قلائل، وللأمانة الشرعية قبل العلمية وقبل التاريخية فإني أشهد بأن الذي فعل ذلك هو الملك فيصل بن عبدالعزيز، ونصح بأن تبادر مصر عن طريق السفير المصري في سويسرا بضرورة مضاعفة الاستعدادات لمواجهة إسرائيل، حيث سرب أحد السياسيين، الذين لهم ميل للعرب، عزم (اليهود) توجيه ضربة خاطفة (موجعة) لمصر، حيث كان الملك فيصل قادماً من رحلة علاج في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي طريقه للمملكة مكث أياماً كنقاهة في سويسرا، لأن العلاقة بين مصر والمملكة كانت مقطوعة والعلاقة في أسوأ حالاتها- ولا أريد هنا أن أخوض في من هو السبب، وكان رد عبدالناصر للسفير المصري في سويسرا كالآتي (سيبك منه ده ما بيفهمش حاجة) واسألوا سفيركم في سويسرا إن كان حياً. أما مصدري أنا فهو من أعلى المصادر في قيادة بلادنا في ذلك الوقت. كما يستشهد الليثي بفيلم وثائقي عرض في إحدى المحطات، حيث حمل شهادة لشخصية عالمية كشفت عن أن الملك فيصل اجتمع مع ديغول بعد حرب الأيام الستة وعبر عن استيائه من تسليح إسرائيل وهي الظالمة، ما دفع ديغول لأصدر أوامره لسفن فرنسية كانت في طريقها لإسرائيل تحمل أسلحة بالعودة إلى فرنسا». اللصوص أنواع نبقى مع المعارك الصحافية وجاء دور محمد حلمي في «المصريون»: «مع توالي ارتفاع الأسعار، صار في البيت المصري عداد مياه وعداد كهرباء وعداد غاز وعداد ديون. * في مصر حرامي يتمسك في أتوبيس، وحرامي يتمسك في عشة فراخ، ووزير يتمسك في فندق خمس نجوم. *كل الوجوه الإعلامية التي اعتلت الشاشات خلال سنوات ما بعد يناير/كانون الثاني 2011 انتهى عمرها الافتراضي، ولم تعد هناك فرصة للترقيع، سوى الترقيع على الأصداغ.. انتهوا بلا قطع غيار.. وبلا غيار داخلي. ترويض ترامب ترى من بوسعه القيام بهذه المهمة المحفوفة بالمخاطر كي لا يتسبب ضيف البيت الأبيض الجديد في كوارث كونية من جانبه يرى أمين شلبي في «الشروق»: «أن ترويض ترامب وترشيد توجهاته وقراراته؟ سيكون ذلك من خلال التغلب على ثغرة خطيرة لدى ترامب، وهي عدم إلمامه وربما جهله بتعقيدات علاقات أمريكا مع العالم، المرحلة التى تمر بها الآن من تحولات في النظام الدولي وعلاقات القوى معه، حيث بات الاعتقاد، حتى بين أهم المفكرين الاستراتيجيين الأمريكيين أن أمريكا مهما بلغت قوتها تحتاج إلى شركاء يعملون ويتعاونون معها، لا إلى الإملاء عليهم. وسوف يعتمد هذا، داخليا، على مجموعة الشخصيات التي ستتولى مناصب رئيسة في إدارته مثل، وزارة الخارجية، والدفاع والمخابرات المركزية ومجلس الأمن القومي ومستشاري البيت الأبيض ونائب الرئيس ومستشاريه، فإذا اختار ترامب هؤلاء من المتشددين الذين يتبنون الأفكار التي عبر عنها خلال حملته الانتخابية خاصة حول علاقة أمريكا بالعالم، فإن عملية الترويض ستكون صعبة، بعكس ما إذا جاءت اختياراته لهذه المناصب من شخصيات ذات خبرة بالعالم ولتجارب أمريكا المعقدة خلال العقدين الآخرين. فإن هذه الشخصيات ستساعد عن عملية الترويض وعقلنة قرارات ترامب وإدارته. والمشاهد أن القوى الغربية ممثلة في الاتحاد الأوروبي، كانت الأسرع إلى بدء عملية «تعليم ترامب»، حيث دعوه إلى الاجتماع في بروكسل لمناقشة علاقات أمريكا مع الاتحاد. وعربيا فإن ثمة قوتين مدعوتين إلى التأثير على مفاهيم ترامب وإطلاعه على تعقيدات وأزمات المنطقة وما هو مطلوب من إدارته للتعامل مع أزماتها وبث الاستقرار في المنطقة ونعني بهاتين القوتين المملكة السعودية ومصر، بما لهما من ثقل في المنطقة». الحكومة هندست مجلس النواب على مقاسها ومن هللوا للثورة تنكروا للعدالة الاجتماعية وأهانوا الفقراء حسام عبد البصير |
فرنسا: إغراءات مالية لتشجيع اللاجئين على العودة لبلدانهم الأصلية Posted: 25 Nov 2016 02:24 PM PST باريس ـ «القدس العربي»: تحاول السلطات الفرنسية إغراء مئات المهاجرين غير الشرعيين بالعودة إلى أوطانهم الأصلية، وأعلنت قبل يومين رفع زيادة المنحة المالية لكل لاجئ يود مغادرة فرنسا بشكل طوعي ونهائي. وأعلن مكتب الهجرة والاندماج الفرنسي أن الحكومة «مستعدة لرفع القيمة المالية إلى 2500 يورو لكل لاجئ وذلك قبل 31 من كانون الأول/ديسمبر المقبل» بعدما كانت فقط بقيمة 1000 يورو فقط قبل نحو شهر. وأضاف ديدييه ليتشيه مدير مكتب الهجرة أن هذا الإجراء «يشمل فقط المهاجرين غير الشرعيين الذي كانوا يقطنون في مخيم كاليه»، والذي تم تفكيكه قبل أسابيع، وكان يضم نحو 7 آلاف مهاجر ولاجئ أغلبهم من الدول الافريقية وأفغانستان، وتم توزيعهم مؤقتا على مراكز ايواء منشرة في كل التراب الفرنسي. وأوضح ديدييه ليتشيه أن «اللاجئين الذين أبدوا حماسة أكبر لهذا الإجراء هم اللاجئون الأفغان. وأضاف «نسعى لترحيل ما مجموعه 4500 شخص هذا العام أغلبهم من الجنسية الأفغانية وذلك بشكل تطوعي وليس إجباريا». كما أفاد مدير مكتب الهجرة والاندماج أن الحكومة الفرنسية تعهدت بمساعدة هؤلاء المهاجرين على الاندماج الاجتماعي والاقتصادي في وطنهم من جديد عبر مساعدتهم على خلق «شركات خاصة صغيرة»بقيمة مادية قد تصل نحو 10 آلاف يورو، وسيتكفل موظف مختص على مرافقة هؤلاء اللاجئين لمدة 12 شهرا لمساعدتهم على الانخراط من جديد في وطنهم الأصلي. يشار إلى أن الحكومة الفرنسية وأمام التدفق الكبير للمهاجرين ورغبة بعضهم العودة لوطنهم بسبب الحالة المأساوية التي عاشوها في المخيمات وفي العراء، قامت بخلق ما يعرف بـ«مراكز مساعدة اللاجئين للعودة لوطنهم»، ولاقت الخطوة إقبالا كبير منذ ثلاث سنوات. وأكد المركز الفرنسي للهجرة والاندماج أنه خلال هذا العام الحالي عاد نحو 400 لاجئ أفغاني طواعية لوطنهم. كما تشير الأرقام الرسمية لعام 2015 أن نحو 4500 مهاجر ولاجئ من مختلف الجنسيات عادوا لأوطانهم بعدما تكفلت الحكومة بإجراءات السفر والمساعدة المالية لبناء حياتهم من جديد في بلدانهم الأصلية. فرنسا: إغراءات مالية لتشجيع اللاجئين على العودة لبلدانهم الأصلية هشام حصحاص |
قائد في البحرية الأمريكية لـ«القدس العربي»: الروس ليسوا تهديدا لنا… مسؤول الأديان: لدينا 5 ائمة مسلمين Posted: 25 Nov 2016 02:23 PM PST حاملة الطائرات ايزنهاور ـ «القدس العربي»: عندما تحدث الطيار الذي حمل «القدس العربي» إلى حاملة الطائرات الأمريكية ايزنهاور التي تبحر في مياه الخليج، بدأ بالتعريف بنفسه قائلا «انا الطيار كابتن رامي احمد من البحرية الأمريكية واصولي مصرية وسوف انقلكم إلى حاملة الطائرات ايزنهاور في رحلة مدتها 45 دقيقة». «القدس العربي» سألت الطيار رامي كيف تشعر وانت صاحب الأصول المصرية، وانت تقصف أهدافا في دول عربية؟ فأجاب «بالنسبة لي لا يوجد تناقض بين أصولي وعملي اضافة إلى انه لا يوجد صراع بين الولايات المتحدة ومصر»، وهذه كانت بداية رحلة «القدس العربي» إلى حاملة الطائرات ايزنهاور التي تقوم بعمليات في الشرق الأوسط خاصة في العراق وسوريا من خلال التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة». بداية كان هناك لقاء مع قائد الحاملة الأدميرال جيمس مالوي والذي قال لـ«القدس العربي» انه لا يوجد اي تعاون بين البحرية الأمريكية او طياريها وبين القوات الروسية في الاجواء السورية، مؤكدا ان التواجد الأمريكي في المنطقة هو استعراض قوة اضافة إلى الحفاظ على الأمن في المنطقة بالتعاون مع دول الخليج والأردن ومصر. وبين الادميرال مالوي لـ«القدس العربي» أن الطائرات الأمريكية على الحاملة ايزنهاور تحلق في الأجواء بمساحة ألف ميل، مضيفا أن حاملة الطائرات تجوب المياه الدولية في الخليج، وان من حق الجميع التواجد في هذه المياه مؤكدا على دعم البحرية الأمريكية لحلفائها في اليمن وأن الروس ليسوا جزءا من التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة»، واضاف ان الحاملة ستعود إلى فيرجينيا في الولايات المتحدة قريبا. من جانبه قال الكوماندر سكوت سونير مسؤول المدمرات التي ترافق حاملة الطائرات ايزنهاور لـ«القدس العربي» إن أكثر ما يقلق البحرية الأمريكية في مياه الخليج هي القوارب الإيرانية السريعة، وان الغواصات الإيرانية تتواجد في بحر العرب ما وراء مضيق هرمز، موكدا ان طائرات الهليكوبتر على الحاملة تقوم بطلعات مراقبة واذا شكت في اي من الزوارق الإيرانية انها تحاول الاقتراب من الحاملة، فإنهم يقومون بوضع سفينة اصغر بين البارجة وهذه الزوارق حتى لا تقترب من الحاملة. وحول حادثة مراقبة سفينة روسية لحاملة الطائرات ايزنهاور منذ اشهر عندما كانت تبحر في مياه البحر المتوسط قال سونير ان الروس كانوا يراقبون الحاملة وانهم كانوا على بعد 7 اميال عن الحاملة، مؤكدا ان البحرية الأمريكية لا تعتبر الروس تهديدا لها. «القدس العربي» ايضا التقت مسؤول الأديان في الحاملة تيد وليامز والذي أكد ان القوانين في البحرية الأمريكية تكفل للجميع حرية العبادة، واضاف ان هناك 6 مسلمين على متن الحاملة يقومون بأداء عباداتهم في الأماكن المخصصة للصلاة، وأن هناك 15 من المسيحيين البروتسانت و80 كاثوليكيا و100 من الجاسبو و4 يهود، شارحا ان الجميع يستخدم المكان نفسه المخصص للعبادة، كلا حسب يومه مؤكدا ان هذا يقوي العرى بين عناصر البحرية على متن الحاملة. واضاف وليامز ان البحرية الأمريكية لديها 5 أئمة مسلمين و850 قسا و 8 حاخامات يهود، وانهم يشرفون على المسائل الدينية لاعضاء البحرية الأمريكية من الطعام سواء الحلال للمسلمين إلى الكوشير لليهود وغيرها من المسائل الدينية. وقال ان الادميرال جيم مالوي قائد الحاملة يقوم بدعوة المسلمين المتواجدين على الحاملة في اول ايام شهر رمضان إلى مائدة الافطار، واضاف ان 10٪ فقط يمارسون طقوسهم الدينية على متن الحاملة، واضاف ان البحرية الأمريكية توفر المصاحف والاناجيل والتوراة في المكان المخصص للعبادة. وسألت «القدس العربي» وليامز حول لفائف توراتية موضوعة في صندوق تبدو ان لها قيمة معينة فأجاب «هذه اللفائف تم انقاذها من كنيس يهودي في اوروبا الشرقية في 1930 قبل الحرب العالمية الثانية وتم احضارها إلى الولايات المتحدة واهديت إلى حاملة الطائرات. وقال اللفتنانت كوماندر كريس شولتز المسؤول عن القسم الطبي على متن حاملة الطائرات ايزنهاور ان القسم يعالج ما بين 100 إلى 120 شخصا في الشهر بإجمالي 32 الف حالة خلال عام 2016. واضاف لـ«القدس العربي» أن القسم يوجد به غرفة عمليات وقسم تحاليل اضافة إلى صيدلية وعنبر للمرضى، وقال ان قسمه يعالج الاصابات الصغيرة ويسعف الحالات الخطرة لتامينها قبل ان تنقل إلى البحرين أو ألمانيا أو الولايات المتحدة حسب الحالة. وحول الحادثة التي وقعت في شهر اذار/مارس الماضي خلال عملية هبوط فاشلة لاحد الطائرات واصيب خلالها 8 من البحارة قال «اسعفناهم على الفور لكن كان يجب اخلاؤهم إلى مراكز طبية متخصصة وهذا ما حدث بالفعل». الى ذلك التقت «القدس العربي» بالطيار المقاتل جوليوس براتون ويسكر والذي يشارك في العمليات بطائرته ضد تنظيم «الدولة» وقال «اشارك في الغارات عدة مرات في الاسبوع ضد تنظيم الدولة في العراق وسوريا، وقمت بقصف العديد من مواقع التنظيم». واضاف الطيار ويسكر «نخرج كل طائرتين أو أربعة سويا ونكون محملين بأنواع صواريخ وأسلحة مختلفة ونقوم بتفيذ المهمات المطلوبة منا». وحول الاخطاء التي تتم عبر استهداف مدنيين خلال هذه الغارات قال: «لو شعرت أو رأيت أي مدنيين خلال قصف الهدف أبلغ القيادة فورا لإلغاء العملية». وحول الطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي أسقطت طائرته وتم أسره من قبل عناصر التنظيم، ثم تم احراقه حيا وهل هو يكره هذا التنظيم، ويريد الانتقام للكساسبة أجاب ويسكر «انا لا أكره داعش، لغة الكراهية يستخدمها هذا التنظيم لذلك أنا لا أكره، وأقوم بعملي وافصل مشاعري الخاصة عن العمل فأنا هنا في مهمة وأقوم بتنفيذ هذه المهمة على أكمل وجه». قائد في البحرية الأمريكية لـ«القدس العربي»: الروس ليسوا تهديدا لنا… مسؤول الأديان: لدينا 5 ائمة مسلمين أحمد المصري |
انتخاب رئيس أمريكا الجديد سيستخدمه الجهاديين وسيلة تجنيد قوية Posted: 25 Nov 2016 02:23 PM PST لندن – «القدس العربي»: يعتبر الكاتب تايلور لاك، في صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور»، أن «انتخاب ترامب يعني تغييراً في الاستراتيجية تجاه الجهاديين، الذين سيستخدمون انتخابه وسيلة قوية للتجنيد ويدفعون بمزاعمهم من أن الغرب والإسلام يسيران نحو المواجهة الحضارية». ويعلق أن «الجهاديين استخدموا ولعقود طويلة أفعال الولايات المتحدة لدعم مزاعمهم من أن الغرب لديه أجندة معادية للإسلام. ومن هنا فإن تغريدة واحدة من الرئيس المقبل، قد تكون أداة قوية للتجنيد، تماما كما فعلت حرب العراق». ونقلت شبكة «سي أن أن»، عن أبو عمر، وهو أحد الناشطين، في جبهة «فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً)، قوله: «ركزنا، ولسنوات طويلة على احتلال فلسطين، والتحالف الأمريكي المخادع مع إيران والأسد لذبح السنة في سوريا، وعلى حربي العراق وافغانستان كدليل على أمريكا والأمريكيين يشنون حرباً ضد الإسلام، أما الآن فكل ما نحتاجه هو البحث عن تغريدات ترامب على التويتر أو مراقبة سي أن أن». وستقوم «القاعدة» وربما تنظيم «الدولة الإسلامية» بمحاولة إقناع المسلمين الذين يعيشون في الغرب، بأنه غير مرغوب بهم، وأن الجهاديين هم حماتهم. وقد يعمل التنظيمان على دق إسفين بين الحكومات الموالية لأمريكا في المنطقة، مصر والأردن والمغرب، والمواطنين في هذه الدول. ويرى المحلل وليم ماكانتس، من معهد بروكيغنز «سترى تصريحات جديدة من مسؤولي الإدارة البارزين، حيث وجد الجهاديون في الماضي صعوبة في تقوية دعايتهم بناء على هذه التصريحات». وستلعب في يد الجهاديين الذين يقدمون رواية مفادها أن الغرب على عداء كامل مع الإسلام وليس الجماعات الإرهابية. ووجد الجهاديون، مثل أبو عمر، في تصريحات مستشاري ترامب منجماً للاعتماد عليه. وأشاروا إلى تصريحات الرئيس المنتخب بعد هجمات باريس في تشرين الثاني/ نوفمبر، والتي قال فيها: «أريد رقابة على المساجد، وقد نجح هذا». وبعد يوم من هذا التصريح، قال إنه «يريد تطبيق نظام تسجيل المسلمين القادمين للولايات المتحدة». وفي مقابلة مع «سي أن أن» في آذار/ مارس، قال «أعتقد أن الإسلام يكرهنا». كذلك، دعا المتحدث باسم المؤسسة المؤيدة لترامب، إلى «التحرك السياسي من أجل أمريكا عظيمة»، موضحاً أن «احتجاز الأمريكيين من أصل ياباني أثناء الحرب العالمية الثانية كان سابقة يمكن الاعتماد عليها لتسجيل المسلمين». بدوره، وصف الجنرال مايكل فلين، المرشح لمنصب مستشار الأمن القومي، الإسلام بـ»السرطان الذي يجب اقتلاعه». وجرى التركيز على فلين وكتابه «حقل القتال: كيف يمكننا الانتصار بالحرب الدولية ضد التشدد الإسلامي وحلفائه». وتحدث فيه عن صدام حضارات وحرب ضد التشدد الإسلامي، موضحاً: «نحن في حرب عالمية ضد جماعة قيامية جماهيرية من الناس الأشرار يستلهمون أفكارهم بمعظمهم من دين شمولي: التشدد الإسلامي». وأضاف: «لا تتعامل مع الإسلام كدين ولكن كأيديولوجية سياسية تتلبس لبوس الدين». ومن خلال وصفه الإسلام بـ «دين شمولي»، فلين يشترك مع تنظيم «الدولة» في الرؤية، إذ إن «معظم المتطرفين يعتقدون بهذا، والغالبية المسلمة لا تؤمن به»، حسبما يقول أتش إي هيللر، الباحث البارز في المجلس الأطلنطي، معتبراً أن «هذا الفهم سيضعف قدرة أمريكا على مكافحة الإرهاب». ملاحقة المقرصنين ومع ذلك، لا بد من النظر إلى بعد آخر، وهي قدرة الجهاديين أنفسهم على شن حرب دعائية، فكما تقول صحيفة «نيويورك تايمز» فأمريكا تقوم بملاحقة خبراء مواقع التواصل الاجتماعي لدى التنظيم. وأشارت لمقتل جنيد حسين، خبير الإنترنت والمقرصن المعروف لدى التنظيم. حسين مات نتيجة لغارة جوية أمريكية في صيف 2015. ظل الأمريكيون يراقبونه لعدة أسابيع حيث جاءت الفرصة عندما غادر مقهى للإنترنت في مدينة الرقة. وحسين (21 عاماً) من مدينة برمنغهام وكان قائداً لمجموعة من خبراء الكمبيوتر والذين وسعوا من دعاية التنظيم. وحسب الصحيفة، «تمت ملاحقة المجموعة، التي أطلق عليها اسم الفيلق، واحداً بعد الأخر». الحملة المنسقة ضد «الفيلق» أدت إلى التقليل من قدرة الجهاديين على إلهام أنصار لهم لشن هجمات على الغرب والولايات المتحدة، التي اعتقل فيها 100 شخص في قضايا تتعلق بالجماعة الإرهابية. وقد ارتبط عدد من الاعتقالات بعلاقة مباشرة مع «الفيلق». وحسب أندرو ماكبي، نائب مدير «أف بي أي» فقد تم التعرف على أشخاص ومراقبتهم نظراً لعلاقتهم بحسين ورياض خان، وهو بريطاني من الخلية. وربط اسم حسين بالقرصنة على ملفات الجيش الأمريكي وتسريب أسماء 1.300 جندي وموظف عسكري ووضعها على الإنترنت. ولعب حسين دوراً في التجنيد. فبناء على أوراق محكمة ، فقد اتصل مع أربعة أشخاص في أربع ولايات أمريكية حثهم على تنفيذ هجمات ونشر رسالة الإسلام في أمريكا. وأحبط «إف بي آي» مؤامرة أخرى، عندما أمر حسين طالباً جامعياً في اوهايو، اسمه منير عبدالقادر، لاختطاف عسكري وتسجيل عملية قتله على الفيديو. وتم اعتقال عبدالقادر، وهو إرتيري الأصل، واعترف بتورطه وحوكم في تموز/ يوليو من هذا العام. وفي العام الماضي اعتقل «إف بي آي» شاباً من نورث كارولينا اسمه جاستن نولان سوليفان، 19 عاماً ناقش مع حسين إصدار فيديو دعائي. ووصف مسؤول في «إف بي آي» ربيع وصيف عام 2015 بـ «الكابوس» حيث زادت النشاطات الإرهابية. وكشف تقرير أن نيل بركاش، الذي يعد من أهم المقاتلين الأستراليين الذين جندوا في صفوف تنظيم «الدولة الإسلامية» اعتقل في دولة في الشرق الأوسط، وذلك بعد ستة أشهر من إعلان السلطات الأسترالية عن مقتله. وقالت الصحيفة إن بركاش ربما نجا من غارة أمريكية ومعتقل الآن في دولة شرق أوسطية لم تسمها. وكان بركاش أحد المقاتلين البارزين في التنظيم وحاول تجنيد أعداد من الاستراليتين وإغراءهم للسفر إلى مناطق تنظيم «الدولة» في العراق وسوريا. وسبق للنائب العام الأسترالي جورج برنديس، أن أعلن، مقتل بركاش بغارة جوية على الموصل. وأوضح إن مقتله «يعرقل ويضعف قدرة تنظيم الدولة على تجنيد الناس الضعاف في مجتمعنا للقيام بأعمال لصالح تنظيم الدولة». ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤول أمريكي قوله إن «دولة شرق أوسطية قامت باعتقال بركاش، الذي كان قد وصل إلى سوريا عام 2013 وأصبح وجه تنظيم «الدولة» في عدد من الفيديوهات. انتخاب رئيس أمريكا الجديد سيستخدمه الجهاديين وسيلة تجنيد قوية |
«يزي ما تستكتش»… حملة تونسية للقضاء على العنف ضد المرأة Posted: 25 Nov 2016 02:22 PM PST تونس – «القدس العربي» : أطلقت وزارة المرأة التونسية حملة توعوية جديدة بعنوان «يزي ما تستكتش… اتكلم» (يكفي لا تصمت… تحدّث) بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة. وتندرج الحملة في إطار الاستراتيجية التي اعتمدتها الوزارة لمقاومة ظاهرة العنف ضد المرأة و»إشاعة ثقافة حقوق المرأة والوقاية من أشكال التمييز والعنف كافة الموجهين ضدها، وحشد التأييد وتوحيد الرؤى والمواقف وتطوير آليات العمل بهدف تكريس ثقافة اللاعنف ورفع درجة الوعي لدى مختلف الفئات حول خطورتها»، وفق البيان المرافق للحملة. ويتضمن النشاط حملات إعلانية عبر وسائل الإعلام ومنشورات حائطية تدعو لمقاومة العنف ضد المرأة وتحث ضحايا العنف الجنسي والاقتصادي والنفسي الى الاتصال بـ«رقم أخضر» جاني خصصته الوزارة لتلقي الشكاوى فيما يتعلق بجرائم العنف ضد المرأة. وتسعى الوزارة إلى حشد التأييد الاجتماعي والسياسي لمشروع القانون المتعلق بمكافحة العنف ضد المرأة، والذي تمت المصادقة عليه من قبل الحكومة قبل أشهر، ويُنتظر عرضه في الفترة المقبلة على البرلمان. وتتزامن الحملة الجديدة مع أخرى أطلقتها الوزارة بالتعاون مع المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني وعدد من المنظمات الدولية بعنوان «16 يوماً من النشاط لمناهضة العنف ضد المرأة»، في وقت تشير الإحصائيات الحكومية إلى أن حوالي 48 في المئة والنساء التونسيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 18 و64 سنة تعرضن (ولو مرة في حياتهن) للعنف، حيث يعتبر العنف المادي والجسدي الأكثر شيوعاً بنسبة 31.7 في المئة، يليه العنف المعنوي بنسبة 28.9 في المئة، ومن ثم العنف الجنسي (حوالي 18 في المئة) والاقتصادي (7 في المئة). «يزي ما تستكتش»… حملة تونسية للقضاء على العنف ضد المرأة حسن سلمان |
تأجيل محاكمة المغربيتين القاصرتين المتهمتين بالمثلية الجنسية Posted: 25 Nov 2016 02:22 PM PST الرباط- «القدس العربي»: قضت المحكمة الابتدائية في مدينة مراكش المغربية امس الجمعة في قضية الفتاتين القاصرتين المتهمتين بالمثلية الجنسية بإدخال القضية الى المداولة وتأجيلها الى غاية 9 كانون الاول/ ديسمبر المقبل للنطق بالحكم في وقت دعت منظمة هيومان رايتس ووتش السلطات المغربية لاسقاط التهم عن الفتاتين. وتوبعت الفتاتان القاصرتان بتهمة المثلية الجنسية، بعدما شوهدتا فوق سطح منزل في مدينة مراكش في تشرين الاول/ اكتوبر الماضي، وهما تتبادلان القبل بشكل فاضح. وانكرت عائلة الفتاتين الواقعة المنسوبة للبنتين، حيث اعتبروا أن كل التهم لموجهة إليهما لا تمت للواقع بصلة، وأن ما جاءت به محاضر الشرطة لا أساس له من الصحة. وأبلغت إحدى أمهات الفتاتين الشرطة بأنها تشتبه في أن القاصرتين تمارسان سلوكاً مثلياً لأنها شاهدت على هاتف ابنتها صورة لهما وهما تقبلان بعضهما البعض، ولاحظت وجود علامة حمراء على عنق ابنتها. قُبض على الفتاتين فوراً واعتقلتا 48 ساعة بشُبهة السلوك المثلي ومثلت الفتاتان في الـ 29 من تشرين الاول/ أكتوبر الماضي أمام النيابة العامة، التي وجهت إليهما تُهما بموجب المادة 489 من قانون العقوبات المغربي. وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش ومجموعة أصوات للأقليات الجنسية، إن على السلطات المغربية إسقاط التهم الموجهة إلى مراهقتين «مشتبه بممارستهما لسلوك مثلي». وتواجه الفتاتان (16 و17 عاماً) عقوبة السجن لفترة تصل إلى 3 سنوات بتهمة تبادل القُبل. وأضاف بيان صدر امس الجمعة أن كثيراً ما تلاحق المحاكم المغربية رجالاً بموجب قوانين مكافحة المثلية في البلاد، لكن هذه أول حالة معروفة لفتيات. وقالت «سارة ليا ويتسن»، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في «هيومن رايتس ووتش»، «قد تسجن هاتان الفتاتان لمجرّد التعبير عن ميلهما لبعضهما البعض، وعلى السلطات المغربية إسقاط التهم الموجهة إليهما والتوقف عن ملاحقة الناس بسبب علاقات خاصة تحصل بالتراضي». تأجيل محاكمة المغربيتين القاصرتين المتهمتين بالمثلية الجنسية |
هل سيتخلى مسعود البارزاني عن رئاسة إقليم كردستان؟ Posted: 25 Nov 2016 02:22 PM PST إسطنبول ـ «القدس العربي»: كان الخطاب الأخير لرئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني يوم الأحد الماضي مختلفا عن جميع الخطابات والبيانات التي صدرت عن رئاسة إقليم كردستان في الفترة السابقة، وأعاد الأمل للشارع والأوساط السياسية، حيث ركز على ثلاث نقاط رئيسية قد تكون طريقا لحل المشاكل والأزمات الموجودة في الإقليم، وهي إعادة تفعيل البرلمان بعد اختيار مجموعة رئاسية جديدة لرئاسة البرلمان، إضافة إلى اتفاق الأحزاب على تشكيل حكومة جديدة، وتعيين شخص لرئاسة الإقليم حتى وقت الانتخابات ليقوم بأعمال رئاسة الإقليم. وتباينت آراء الشارع الكردي والمثقفين حول التصريحات الجديدة لرئيس الإقليم، فقال الباحث القانوني محمد صباح لـ «القدس العربي» إن الخطاب يأتي في مرحلة حساسة لأن الخلافات بين الأطراف وصلت إلى القمة، ولكن الخطاب أعاد الأمل بحصول التغيير الحقيقي، وخاصة أن البارزاني تحدث في البيان الجديد عن إمكانية اختيار الأحزاب السياسية لشخص يكون رئيسا للإقليم حتى موعد الانتخابات، والأمر الآخر أنه يتحدث بصراحة عن إمكانية تغيير الرئاسات الثلاثة في الإقليم وهذا أمر إيجابي لا نراه في الخطابات السابقة لرئيس الإقليم. وأضاف أن الوضع في الإقليم لا يتحمل الخطابات الشديدة وقد تؤدي إلى تفاقم المشاكل والفوضى وفقدان النموذج الكردي للحكم في المنطقة، وبالتالي يجب التركيز على النقاط الإيجابية في هذه الخطابات ومحاولة جمع الكلمة، واتفاق الأحزاب على شخصية معينة ليكون رئيسا للإقليم في الفترة الانتقالية حتى موعد الانتخابات في 2017. بينما قال الصحافي إسماعيل قادر لـ «القدس العربي» إن خطابات البارزاني متشابهة وإنه يسعى لإضاعة الوقت وليست لديه نية حقيقية للتخلي عن الكرسي، وهو يريد أن يبرهن لأنصاره في الداخل وأصدقائه في الخارج أنه على استعداد للتخلي عن كرسي الرئاسة. ولكن هذا الأمر صعب جدا لأن حزب البارزاني وعائلته سيطروا على مرافق السلطة في إقليم كردستان، وبالتالي حتى لو وصل شخص محايد إلى هذا المنصب فلن يستطيع أن يغير شيئا أو أن يواجه منظومة الفساد الموجودة في الحكومة. يذكر أن الإقليم يعاني من حالة جمود سياسية واقتصادية بسبب تدهور العلاقة بين الأحزاب السياسية في الإقليم وعدم اتفاقها على آلية لحل مسألة الرئاسة، حيث انتهىت الولاية القانونية لرئيس الإقليم في 31 آب/أغسطس 2015 وبعدها لم يتم الاتفاق على تمديدها أو اختيار بديل للمنصب حتى موعد الانتخابات. يذكر أنه بعد تصريحات رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني في منطقة بعشيقة الأسبوع الماضي التي عبر فيها عن غضبه من المظاهرات التي تجري في بعض مدن الإقليم للمطالبة بالرواتب وتحسين المعيشة. وصرح بأن المواطنين الذين يخرجون بناء على تعليمات حزبية لن يحصلوا على شيء ولن يتغير الوضع السياسي. وهذا الخطاب تسبب في إصابة المجتمع بحالة من اليأس من تحسن الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وعدم تعلق الآمال على المظاهرات التي استمرت لأيام في كثير من المدن. هل سيتخلى مسعود البارزاني عن رئاسة إقليم كردستان؟ شاهو القره داغي |
منع الفنان المغربي نعمان لحلو من دخول مبنى التلفزيزن المصري Posted: 25 Nov 2016 02:21 PM PST الرباط – «القدس العربي»: منع الفنان المغربي المعروف، نعمان لحلو، من دخول مبنى التلفزيون المصري بقرار من رئيسة اتحاد الإذاعة والتلفزيون، بعد تسلمها مذكرة من السفارة المصرية بهذا الشأن. وجاء قرار وقف التعامل مع نعمان لحلو، ومنعه من دخول مبنى الإذاعة والتلفزيون من خلال المذكرة، رداً على نشره تدوينة عبر صفحته على موقع فيسبوك، حول مواقف مصر من قضية الصحراء وإجرائه حواراً مع قناة الجزيرة تضمن مواقف رافضة لاستقبال القاهرة لوفد من جبهة البوليساريو وألغى الفنان المغربي زيارة لمصر يوم 2 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، بسبب استقبال رئيس مجلس النواب المصري وفداً من جبهة البوليساريو. وعبر الفنان المغربي عن غضبه من خلال منشور له على فيسبوك، كما طلب من الفنانين المقيمين في مصر اتخاذ موقف ولو بالتنديد من أجل إبراز الإساءة التي تعرض لها المغرب جراء هذا الاستقبال. منع الفنان المغربي نعمان لحلو من دخول مبنى التلفزيزن المصري |
تونس: حراك اجتماعي يطالب بمحاسبة «جلادي» نظام بن علي Posted: 25 Nov 2016 02:21 PM PST تونس – «القدس العربي»: شهدت العاصمة التونسية، مساء الجمعة، حراكاً كبيراً بعنوان «لا للإفلات من العقاب» نظمته عدد من المنظمات المدنية والقوى الشبابية وشارك فيه بعض أنصار الأحزاب المعارضة، ويهدف إلى محاسبة «الجلادين» ومرتكبي جرائم التعذيب خلال نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي، حيث أشار المحتجون إلى عدم وجود «إرادة» لدى الحكومات المتعاقبة لإنصاف الضحايا وطي صفحة الماضي. وقال وسام الصغيّر الناطق باسم حركة «مانيش مسامح» وأحد المشاركين في إعداد الحراك «التحرك يهدف إلى المطالبة بمعاقبة من تعلّقت بهم قضائية إجرامية في مجال التعذيب أو الانتهاكات المالية والسياسية في عهد النظام السابق، لأننا طيلة الفترة الماضية لاحظنا عدم وجود إرادة للحكومات المتعاقبة بعد الثورة لمعاقبة هؤلاء المجرمين، لذلك قررنا مواصلة هذا الحراك». وأضاف في تصريح خاص لـ«القدس العربي»: «هذه الوقفة الاحتجاجية أمام المسرح البلدي في العاصمة، هي حلقة جديدة من سلسلة الاحتجاجات التي قمنا بها في وقت سابق والتي عبرت عن رفض قانون المصالحة الذي تم إسقاطه لاحقاً، والتحرك الحالي يضم حركة «مانيش مسامح» ومنظمة «أنا يقظ» وعدداً من القوى المدنية والشبابية الأخرى، قد خاطبنا عدد من الأحزاب السياسية كالتيار الديمقراطي والذي عبر عن دعمه للحراك والجبهة الشعبية ونأمل مشاركة الجميع، وهذه الاحتجاجات ستتنوع وتتواصل في المحطات القادمة لحين تجذير مبدأ الانتقال السياسي في تونس على أسس صلبة يمكن من خلالها للضحية أن تعفو عن جلادها وبالتالي طي صفحة الماضي وبناء تونس التي نحلم بها». واعتبر الصغير، في السياق، أن الجلسات العلنية التي نظمتها هيئة «الحقيقة والكرامة» المشرفة على مسار العدالة الانتقالية في تونس، غير كافية، مضيفاً «مسار العدالة الانتقالية لا يتجلى فقط بسماع الضحية وفسح المجال لها للتعبير، وهناك عدة مسائل يمكن أن تحملنا للحديث عن عدالة انتقالية حقيقة ونحن لا نرى هناك إرادة للذهاب في هذا التوجه العميق الذي يحقق عدالة انتقالية حقيقية، فمثلاً هناك خرق لقانون العدالة الانتقالية من قبل الرئاسة بعد رفضها تمكين الهيئات المسؤولة (الحقيقة والكرامة) من الأرشيف السياسي، ونحن لا نتقد بوجود نية من هذه الحكومة لمحاسبة المتورطين في الجرائم السابقة، وهذه المؤشرات تدفعنا للمزيد من الضغط وتجميع كل الطاقات للتصدي لهذه الإرادة السلبية في هذا الملف». وكان الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي اتهم هيئة «الحقيقة والكرامة» بمحاولة تفرقة التونسيين وتأليبهم على بعضهم عبر الجلسات العلنية التي قال إنها تتضمن «شهادات من طرف واحد (الضحايا) دون تقديم الرواية المقابلة للأحداث (من قبل المتهمين بارتكاب أعمال تعذيب)». واعتبر الصغير أن ما قاله بن علي «غير صحيح، لأننا لم نرَ أي مؤشرات ضغينة للضحايا (تجاه الجلادين)، كما أن جل الشعب التونسي غير متطرف وبطبعه لا يرغب بالتشفي، والضحايا يبحثون فقط عن معرفة الجلاد والاعتذار وجبر الضرر، وعلينا أن نعرف أن هناك خطاً سياسياً (النظام) هو المسؤول عن التعذيب وليس شخصاً بعينه، فالخوف من تأليب الناس على بعضهم هو مغالطة تؤكد أن هذا النظام (نظام بن علي) وزعماءه يخافون كشف الجرائم التي كانت ترتكب في ذلك الزمان، ولديهم عقلية الخوف من العدالة الانتقالية وليست لديهم نية لطي هذه الصفحة». تونس: حراك اجتماعي يطالب بمحاسبة «جلادي» نظام بن علي حسن سلمان |
يختطف فتح Posted: 25 Nov 2016 02:20 PM PST كانت الأجواء في مدرسة تراسانطا قرب كنيسة المهد في بيت لحم، متوترة. فبعد لحظة سيجري في القاعة الكبيرة حدث تاريخي وهو المؤتمر السادس لحركة فتح، لاول مرة بعد عشرين سنة. كان ذلك في الصيف، في آب 2009. بعد سنتين فقط على انقلاب غزة الذي سيطرت فيه حماس على القطاع بالقوة. وقد طُلب من الصحافيين الذهاب إلى بيت لحم قبل الفجر بسبب الترتيبات الأمنية المشددة، وتم نقلهم إلى المكان تحت حراسة مشددة. ساعات انتظار طويلة مرت قبل افتتاح المؤتمر رسميا من أجل انتخاب قائد لفتح. وقد ازدادت الحاجة إلى القهوة. لقد ذهبت مع صحافي عربي إسرائيلي أعرفه منذ سنوات، إلى منطقة الفنجان التي فتحت في الطابق الثاني في المبنى الصغير، أمام القاعة داخل ساحة المدرسة. القهوة السوداء فقط للمشاركين في السر. وفي الطريق إلى خارج القاعة طلب منا أحد حراس الرئاسة التابع لأبو مازن أن نحضر له فنجانا من القهوة. وقد حصلنا على إذن الخروج، انتظرنا قليلا في الدور، وعندما جاء دورنا طلب الصحافي الذي يرافقني فنجانين من القهوة. وأنا قلت ثلاثة. فسأل الصحافي العربي الإسرائيلي لماذا؟ فقلت اثنان لنا وواحد للحارس. والصحافي قال «يكفي نصف فنجان للحارس» مزاحا. وفي ثوان انقض عليه ثلاثة رجال بملابس مدنية وقاموا بأخذه واخفائه. بحثت عنه أكثر من نصف ساعة. وتوجهت إلى المنسق الإعلامي في مكتب رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن كي يستوضح الامر. وبعد اربعين دقيقة كانت أبدية، ظهر فجأة. «لقد قاموا بالتحقيق معي في غرفة جانبية»، قال الصحافي الإسرائيلي، «سألوني عما لدي ضد أبو مازن ولماذا طلبت نصف فنجان قهوة فقط للحارس الرئاسي. وحاولوا استيضاح إذا كانت لي صلة مع حماس». وقلت له أنت محظوظ. لو كنت صحافيا فلسطينيا لكنت الآن مقيدا بالاصفاد. هذه القصة هي شهادة واحدة على الاجواء التي سادت في تلك الايام في مؤتمر فتح السادس. كانت تلك المرة الاولى التي يجرى فيها مؤتمر فتح في مناطق السلطة الفلسطينية. وحتى ذلك الحين أجريت خمسة مؤتمرات فقط كانت جميعها في الكويت، سوريا وتونس. 2300 ممثل جاؤوا إلى بيت لحم من المناطق ومن ارجاء العالم. وقد استمر ذلك بضعة ايام وتم انتخاب أبو مازن بالاجماع رئيسا لفتح. وبعد ذلك توجه الممثلون للتصويت أو الاقتراع السري لانتخاب القيادة العليا، وهي اللجنة المركزية التي سترافق أبو مازن في السنوات القادمة. وهذه عمليا هي قيادة فتح. الكثيرون ما زالوا يذكرون مشهد أحد المنافسين البارزين الذي انتخب في نهاية المطاف كأحد قادة فتح، حيث كان يشاهد من الجانب الطاقم الذي يفرز الاصوات. ولم ينزل عينيه عن الطاقم. وتلك لم تكن بالضبط عملية انتخاب ديمقراطية سليمة. خصم صعب من الخارج الآن الاجواء مشحونة ايضا قبل المؤتمر السابع لفتح الذي سيفتتح في يوم الثلاثاء القادم في رام الله. ليس بسبب حماس هذه المرة، بل بسبب استنفار السلطة الفلسطينية بسبب العداء بين أبو مازن ومحمد دحلان ـ عضو القيادة الفلسطينية سابقا والذي فُصل من صفوف المنظمة بناء على قرار من أبو مازن. في هذه المرة فقط 1400 ممثل من الضفة الغربية وقطاع غزة وشرقي القدس والخارج تم استدعاؤهم للمشاركة في المؤتمر الذي سيجرى في المقاطعة في قاعة احمد الشقيري، رئيس «م.ت.ف» الاول. والحديث يدور عن الكوادر. رؤساء اقاليم فتح واصحاب المناصب في السلطة الفلسطينية، سفراء، أسرى سابقون وغيرهم. وعددهم أقل بألف ممن شاركوا في المؤتمر السابق. دحلان والعشرات أو المئات من مؤيديه داخل فتح تم ابعادهم عن المؤتمر. وأسماؤهم غير موجودة في المؤتمر. وقد تمت اقالتهم من فتح بأمر من أبو مازن، لكنهم يرفضون الاعتراف بقانونية القرار. «لقد سرقوا منا الحركة»، قال مؤيدو دحلان. إنهم يهاجمون أبو مازن بشكل علني ويقولون إنه ديكتاتور يفعل ما يشاء في فتح وكأنها تابعة لعائلته. هذا ليس مؤتمرا بل مهرجانا، ونحن لن نوافق على نتائجه، كما قال أحد المقربين من دحلان. وقال شخص آخر: كل من يشارك في المؤتمر فهو يساهم في تدمير حركة فتح. إن جذور التوتر بين أبو مازن ودحلان بدأت منذ سنوات. في المؤتمر السابق لفتح في 2009. ففي حينه صعد دحلان على المنصة في بيت لحم وهاجم أبو مازن شخصيا. واتهمه بالمسؤولية عن سقوط غزة في أيدي حماس، بسبب سياسته المتسامحة. وقد انتخب دحلان في ذلك المؤتمر من بين قادة فتح العشرة الأوائل، لكن الساعة الرملية تحولت ولم يتوقف أبو مازن عن ملاحقته. لقد فهم أبو مازن أن دحلان سيكون خصما صعبا داخل فتح. وفهم ايضا أنه يجب التخلص منه. وفي نهاية المطاف نجح في طرده من صفوف فتح. ومنذ ذلك الحين يعيش دحلان في المنفى في أبو ظبي. ولم يتخيل أبو مازن أن دحلان سيكون خصما صعبا من الخارج ايضا. الدول العربية وعلى رأسها مصر تعتبر دحلان حليفا مستقبليا يمكن عقد الصفقات معه. وقد حاولت في الاشهر الاخيرة عقد مصالحة بينه وبين أبو مازن من اجل المؤتمر السابع، لكن هذه المحاولة فشلت. أبو مازن لم يستجب لتوجه السيسي وواصل ملاحقة المؤيدين لدحلان في مناطق الضفة الغربية وطردهم من صفوف الحركة وعدم دفع رواتبهم. «أقترح على من يحرك الخيوط في عواصم كثيرة في العالم بأن يتوقف عن تحريكها، وإلا فإننا سنقوم بقطعها»، قال أبو مازن في اجتماع في رام الله جرى مؤخرا. وهذه اشارة لدحلان وللدول العربية التي تسانده. ولم يتأخر رد مصر، حيث استضافت في الاسابيع الاخيرة ثلاثة مؤتمرات اكاديمية، رجال اعمال وصحافيين من قطاع غزة، الكثير منهم مقربون من دحلان، وذلك من اجل تجاوز أبو مازن واغاظته. وحسب اقوال قادة فلسطينيين فقد حاولت جهات عربية، بعد فشلها في المصالحة بين أبو مازن ودحلان، تأجيل المؤتمر السابع لفتح. ولكن أبو مازن لم يخضع للضغط وأصبح المؤتمر بالنسبة له أولوية عليا. صحيح أن المؤتمر سيناقش برنامج فتح السياسي وطرق العمل في السنوات القادمة ومواضيع اخرى مثل لغز موت عرفات الذي لم يُحل بعد وتدفق الدماء الجديدة في صفوف القيادة. ولكن الهدف الفعلي هو تنظيف الحظائر، وابعاد الدحلانيين مرة وإلى الأبد من صفوف فتح. أبو مازن يريد إبقاء الطاولة نظيفة من اجل اليوم الذي يليه، وانهاء الفانتازيا حول الصراع المحتمل مع دحلان في يوم ما. «لقد انتهت قصة دحلان. ومن يريد أن يكون معه سنفتح له الباب ونقول له تفضل. ومن يريد الخروج فأهلا وسهلا به. يجب الاختيار: إما فتح وإما دحلان، لا يمكن التواجد هنا وهناك»، قال أبو مازن قبل سنتين ونصف في اجتماع لحركة فتح، وبشكل لا يقبل تفسيرين. في الشهر الماضي أقال أبو مازن أحد الاشخاص الاقوياء في مخيم الامعري في رام الله، هو جهاد طُمليه، الذي سعى لاعادة دحلان. وقد أدت هذه الاقالة إلى اندلاع المواجهات في مخيمين آخرين، بلاطة في نابلس ومخيم جنين حيث يحظى دحلان هناك بالتأييد. وطُمليه هو في صراع متواصل مع ابن أبو مازن الصغير، طارق. ليس فقط ثاقبو النظر الذين لاحظوا بروز أسماء أبناء أبو مازن، ياسر وطارق، بين المدعوين للمشاركة في المؤتمر السابع، في الوقت الذي لم تظهر فيه أسماء عشرات أو مئات الفتحاويين المقربين من دحلان. قبعات أبو مازن قادة فتح ينشغلون في الاسابيع الاخيرة بالجولات الميدانية وعقد التحالفات واعداد القوائم. أنت تصوت لي وأنا سأصوت لك، وكلينا لا نصوت لذاك. البعض منهم يريد الحفاظ على مكانه، والبعض يريد تعزيز مكانته أكثر. المسألة ليست مسألة مكانة فقط، القوة والتأثير. فقريبا ستنتخب اللجنة المركزية رئيسا لفتح. وليس مؤكدا أن أبو مازن الذي يبلغ 81 سنة من عمره، سيبقى في منصبه حتى المؤتمر الثامن لفتح. ومن هنا تنبع أهمية المؤتمر الذي سيعقد في الاسبوع القادم. قيادة التنظيم التي سيتم انتخابها قد تلعب دورا حاسما فيما بعد عند انتخاب وريث أبو مازن. مسألة الوريث هي مسألة معقدة، حيث أن أبو مازن يرتدي ثلاث قبعات في نفس الوقت: رئيس فتح، رئيس «م.ت.ف» ورئيس السلطة الفلسطينية. وليست هناك ضمانة بأنه في اليوم الذي سيلي أبو مازن سيرتدي الوريث القبعات الثلاثة معا. الكثير من الفلسطينيين يريدون الفصل. ولا أحد يضمن أنه في الفترة التي ستلي أبو مازن سيتم تقسيم الارث بين اثنين أو ثلاثة. وهناك من يعتقد أنه سيقام «مجلس قيادي» يكون هو المسؤول حتى اجراء الانتخابات على الأقل. المؤتمر السابع في الاسبوع القادم لن يحل مسألة الوراثة. ولكن يمكنه انتخاب نائب لأبو مازن في رئاسة فتح ـ هذا المنصب الذي كان شاغرا منذ اغتيال أبو جهاد في تونس في نهاية الثمانينيات. ولكن لا توجد للمؤتمر صلاحية لانتخاب رئيس «م.ت.ف» أو رئيس السلطة الفلسطينية. الكثير من الاسماء تُطرح حول من سيتم انتخابه لقيادة فتح إلى جانب أبو مازن في الاسبوع القادم. والكثير من الاسماء معروفة: جبريل الرجوب، صائب عريقات، مروان البرغوثي، حسين الشيخ وآخرون. أسماء كثيرة اخرى معروفة بشكل أقل للجمهور الإسرائيلي: محمود العالول، رئيس التنظيم في الضفة. ومحمد المدني، المسؤول عن التواصل مع المجتمع الإسرائيلي. وناصر القدوة، ابن شقيقة عرفات. ليس من الواضح إذا كان أبو مازن سيسمح لرؤساء الاجهزة الامنية، وعلى رأسهم رئيس الاستخبارات ماجد فرج، بالمنافسة من اجل الدخول إلى القيادة. أحد امتحانات أبو مازن سيكون كبح دخول توفيق الطيراوي، سلطان أبو العينين وعباس زكي إلى القيادة العليا في الاسبوع القادم، حيث يعتبر هؤلاء مستقلين إلى درجة ما وأقل خضوعا. وهناك من يقولون إنهم مقربون من محمد دحلان. كل ذلك يخلق حالة الاستنفار والاجواء المشحونة وعدم الهدوء. كل واحد من هؤلاء لديه معسكر موالين، وبعضهم لا ينوي الصمت إذا تبين أنهم سيخسرون في الانتخابات، نتيجة طبخة يتم اعدادها في مطبخ أبو مازن في رام الله. وفوق كل ذلك، يحلق خطر أن نتائج الانتخابات الداخلية ستعمق الشرخ داخل فتح والانشقاق المحتمل الذي قد يبادر اليه دحلان وآخرون. اتحاد خائبي الامل من أبو مازن قد يكتفي بعقد مؤتمر دعائي موازٍ. ليس صدفة أنه تم تعزيز الحماية لرئيس السلطة الفلسطينية ومنزله في رام الله. وايضا في القافلة التي يسير فيها حدثت تغييرات. وتم استبدال السيارة التي يتنقل بها. كان من المفروض أن يصل أبو مازن أمس إلى زيارة استثنائية في جنين في شمال الضفة الغربية، والمشاركة في عرس جماعي لازواج شابة تحت رعايته. أبو مازن لم يذهب إلى جنين منذ سبع سنوات. وفي اللحظة الاخيرة قام بإلغاء زيارته خوفا على سلامته. وحسب أحد التقارير، في الطرف الفلسطيني، فإن حرس الرئاسة أوصى بعدم ذهابه إلى جنين بعد أن تبين أن الترتيبات الأمنية غير كافية. وليس واضحا إذا كان هناك تحذير مسبق. وحسب ادعاء أحد المقربين من دحلان فقد قامت اجهزة السلطة الفلسطينية في الايام الاخيرة باعتقالات ادارية مانعة لمؤيدي دحلان في رام الله. وهناك من يقولون إن هذه الاعتقالات ليست فقط من اجل الايام التي تسبق المؤتمر وخلاله، بل الايام التي تليه ايضا. والتي ستكون متوترة. وقد تحدث هنا وهناك احتكاكات عنيفة. غال بيرغر معاريف 25/11/2016 |
المدعي العام الفرنسي يكشف تفاصيل مثيرة ويؤكد أن «خطر التهديد الإرهابي لا يزال مرتفعا» Posted: 25 Nov 2016 02:20 PM PST باريس . «القدس العربي»: كشف المدعي العام الفرنسي، فرنسوا مولانس، يوم أمس الجمعة في مؤتمر صحافي، أن «خلية إرهابية» كانت على بعد أيام فقط من تنفيذ هجوم مسلح على «أماكن حساسة وأخرى ذات بعد رمزي» بعدما تلقت الأوامر لتنفيذ العملية على يد «قائد» تابع لتنظيم «الدولة» موجود حاليا في المنطقة بين سوريا والعراق. وأكد المدعي العام أن هؤلاء كانوا ينوون تصوير عمليتهم الهجومية بشكل مباشر ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي. وأقر مولانس أن فرنسا كانت على موعد مع «مشروع دموي إرهابي في مراحله الأخيرة»، وتم «إجهاض العملية على يد قوات مكافحة الإرهاب في الوقت المناسب». وكانت الخلية التي تم توقيفها يوم الأحد الماضي، تعتزم القيام بعمل مسلح في «الفاتح من كانون الأول/ ديسمبر المقبل، وكانت ستتبنى العملية باسم تنظيم الدولة الإسلامية» حسب تصريحات المدعي العام. وشدد مولانس في المؤتمر الصحافي على أن خطر الهجوم الإرهابي «ما زال مرتفعا» كما أشاد بقوات مكافحة الإرهاب التي استطاعت قبل أيام «إحباط عملية مسلحة نوعية بعدما اعتقلت خمسة إرهابيين في مرسيليا وستراسبورغ». وأشارت المصادر القضائية يوم أمس أن الأشخاص الموقوفين على ذمة التحقيق وجهت لهم اتهامات بتشكيل «خلية إرهابية وحيازة أسلحة». وكشف المدعي العام بأن الخلية كانت تضم «أربعة أشخاص من مدينة ستراسبورغ وهم ياسين ب. فرنسي الجنسية، وهشام م. فرنسي، وسامي ب. فرنسي وتونسي، وزكرياء م. فرنسي ومغربي الجنسية، فيما تم إلقاء القبض على الشخص الخامس في مدينة مرسيليا ويدعى هشام أ. وهو مغربي الجنسية». وأوضح مولانس أن الأشخاص الأربعة الذين أُلقي القبض عليهم، هم أصدقاء مقربين منذ فترة طويلة، وكانوا يتواصلون فيما بينهم عن طريق «شبكة اتصالات خاصة بهم»، وتلقوا التعليمات من تنظيم «الدولة» مباشرة عبر استعمال «برامج مشفرة» للتواصل في ما بينهم. وأضاف المدعي العام أن «هشام. م، وياسين. ب، حاولا، في آذار/ مارس 2015، الوصول إلى سوريا عبر رحلة لقبرص عبروا منها لتركيا ليتوجها بعدها إلى الحدود السورية التركية. وبعد الإطاحة بـ»الخلية الارهابية» قامت قوات الأمن الفرنسية بعمليات مداهمة لمنازل هؤلاء العناصر الخمسة، مما مكنها من العثور على كم كبير من الأسلحة، بينها رشاشات أوتوماتيكية، ومسدسات وذخيرة حية، ونحو 4800 يورو كانت مخصصة لاقتناء أسلحة أخرى. بالإضافة إلى عثور قوات الأمن على دعايات تمجد تنظيم «الدولة»، على شكل نصوص تحرض على الإرهاب والجهاد والولاء للتنظيم الارهابي. وأشار المدعي العام أن التحقيقات الأولية وعمليات المداهمة، تؤكد مما لا شك فيه، أن «الخلية الارهابية استعانت بـ»خريطة غوغل الرقمية» لرصد مجموعة من الأماكن الحساسة، بعضها يعرف اكتظاظا كبيرا للمواطنين والسياح، مثل «مدينة دزيني لاند» في الضاحية الباريسية، ومقاه ومطاعم وأماكن للعبادة وشبكة الميترو في باريس، إضافة إلى أماكان ذات بعد رمزي مثل مركز الشرطة القضائية الفرنسية، ومركز المخابرات الفرنسية. وأشار المدعي العام الفرنسي إلى أن قوات مكافحة الإرهاب استخدمت تقنيات محددة جدا خلال عملية التحقيق، غير أنه رفض الكشف عن بعض المعلومات «الحساسة» حفاظا على سرية التحقيق وسرية عمل قوات مكافحة الإرهاب. يشار إلى أن فرنسا تعيش حالة الطوارئ منذ عام ونصف، وأعلن رئيس البلاد فرانسوا أولاند قبل أيام أنه سيتم تمديد حالة الطوارئ لمدة ستة أشهر على الأقل لأن البلاد مقبلة على حملة انتخابية للمرشحين استعداد للانتخابات الرئاسية العام المقبل. المدعي العام الفرنسي يكشف تفاصيل مثيرة ويؤكد أن «خطر التهديد الإرهابي لا يزال مرتفعا» هشام حصحاص |
الأطفال الفقراء في مدن الساحل يعيشون على نفايات المطاعم الفاخرة Posted: 25 Nov 2016 02:20 PM PST ريف اللاذقية – «القدس العربي»: يتهافت أطفال على الحاوية عندما يقوم عمال مطعم «بيوتي» برمي الأكياس بالقرب منها. أعمارهم لا تتجاوز سن 12 عاماً، حسب رواية أحد الشبان القاطنين في منطقة قريبة من المطعم الذي يقع في الكورنيش المشرف على البحر في مدينة اللاذقية. الأمر اللافت، حسب ما يؤكده بلال، هو أن الأطفال يتشاركون بقايا الطعام في ساعات الليل المتأخرة، فقبيل إغلاق المطعم يقوم العمال بالتنظيف ورمي البقايا. يؤكد ناشطون أن هناك عدة مطاعم وسط المدينة التي تشتهر برفاهية زبائنها باتت معروفة لدى الأطفال الفقراء، ومن بين هذه المطاعم «غروب كافيه» في حي الزراعة، وهذا المطعم لأحد أكبر الضباط من مدينة القرداحة، ومطعم سومر، الذي يقع في الطابق الأخير من برج الاوقاف في اللاذقية، وغيرهما. أما في مدينة جبلة، فالأمر لا يختلف كثيراً، لكن الاطفال يجرون خلفهم عربات صغيرة يضعون فيها الخبز المجفف المرمي بجانب الحاويات، خصوصاً في الأحياء التي تدعم النظام، كحي المجد، والجبيبات، وضاحية الأسد حيث تنتشر فيها العائلات الغنية والمطاعم الفاخرة. عمر، شاب صغير يدرس وسط مدينة جبلة، يؤكد أن «الأطفال يتوافدون على الحاويات أمام أعين قوات الأمن»، مشيراً إلى أن «هناك عشرات العائلات الفقيرة التي ترسل أطفالها إلى سوق الخضار في المدينة فيجمعون الخضار التالفة التي يرميها الباعة في حاويات القمامة». وانتشرت مؤخراً في مدينة جبلة بيوت صغيرة مصنوعة من الخشب أو الحديد يطلق عليها أهل المدينة «بيوت التنك» تؤوي عشرات العائلات الفقيرة من المدينة أو عائلات نزحت إليها، ليس لديهم أي معيل، معظمهم يقطنون في حي الفيض. مجمع «زيتون» أحد أكبر المنتجعات السياحية، وسط جبلة يتبع لعائلة مخلوف، تقام فيه الحفلات الراقصة أيام الجمعة، يتحول أيضاً إلى مكان للحصول على بقايا الطعام بالنسبة للأطفال الفقراء. لا أحد يقترب من هؤلاء الأطفال الصغار بسبب كثرة الأمراض التي تنتشر بينهم عدا عن منظرهم المخيف أحياناً يجعلهم يعيشون في عزلة تامة عن باقي مكونات المجتمع المحلي، ويؤكًد العديد من أبناء اللاذقية وجبلة أنهم يرون هذه الحالات بكثرة خلال ساعات الليل حيث يلتحف هؤلاء الأطفال الأماكن التي تقيهم من المطر والبرد. وأبرز هذه الأماكن هي مداخل الأبنية حيث يختبئون تحت السلالم، ويجبّرون على البحث عن مكان آخر عندما يكشف أمرهم. سوء الاوضاع المعيشية والاقتصادية في مناطق سيطرة النظام يزيد من هذه الحالات، حيث لوحظ مؤخراً نساء ايضاً يعيشن بطريقة مشابهة في مدن اللاذقية وطرطوس، كما أن سوء الأوضاع يجعل باقي السوريين غير مهتمين بهذه الشريحة من الأطفال وغيرهم، على الرغم من تواجد العديد من الجمعيات الممولة حكومياً كجمعية التكافل الاجتماعي. الأطفال الفقراء في مدن الساحل يعيشون على نفايات المطاعم الفاخرة سليم العمر |
منافسات قوية تنتظر أقطاب فتح الكبار في الانتخابات ومسؤول بارز ينفي «تفصيل» الرئيس عباس للمؤتمر Posted: 25 Nov 2016 02:19 PM PST غزة ـ «القدس العربي» رسميا بدأ الكثير من الأسماء الكبيرة في حركة فتح في التحرك على الأرض تمهيدا لخوض الانتخابات التي سيشهدها المؤتمر السابع ، المقرر أن ينطلق يوم الثلاثاء المقبل. وعلمت «القدس العربي» من مصادر مطلعة أن تحالفات عدة بين مستويات قيادية كبيرة بدأت تتشكل، استعدادا للتنافس والفوز، في الوقت الذي لا يزال فيه الكثير من الأسماء المعروفة وجلهم من الأعضاء الحاليين للجنة المركزية تحتفظ بحظوظ قوية للبقاء في المنصب. ومع اقتراب موعد عقد المؤتمر الذي يفترض أن يجدد الثقة ببقاء محمود عباس رئيسا للحركة، بدأت في مدينتي رام الله وغزة، التي لم يخرج حتى الآن كل أعضائها، نقاشات واسعة، أفضى بعضها لتحالفات مبدئية بين أطراف عدة تسعى لتشكيل قوائم تضم قيادات من مختلف المواقع التنظيمية للتنافس على عضوية المجلس الثوري. ويتبين أن أكثر النشطاء في هذا المجال هم أعضاء الحركة من جيل الشباب، ومنهم من يشارك للمرة الأولى في مؤتمر حركي. وتؤكد المصادر أن أعضاء من المؤتمر السابع في مناطق متفرقة في القطاع شرعوا بعقد اجتماعات من أجل التوافق فيما بينهم على عدد محدد من أعضاء المؤتمر كمرشحين محتملين للمجلس الثوري واللجنة المركزية، غير أن تلك اللقاءات والنقاشات لم تفض حتى اللحظة لاتفاق محدد، وأن الجميع ينتظر الوصول إلى رام الله قبل موعد عقد المؤتمر، على أمل عقد الاجتماع لمعرفة الآراء حول المرشحين. ومع بقاء أيام قليلة فقط على عقد المؤتمر، تشير المعطيات الى أن التحالفات بين الأعضاء المشاركين ستستمر حتى موعد الترشح وبدء عملية الاقتراع، حيث من المتوقع حسب الوقائع على الأرض أن تشهد العملية تنافسا كبيرا بين المشاركين، خاصة وأن المعلومات الأولية تشير إلى أن هناك أكثر من 150 شخصا من قطاع غزة، من أصل نحو 400 عضو يريدون التنافس على عضوية المجلس الثوري، وهو ثاني أعلى هيئة قيادية في الحركة، علاوة عن عدد آخر كبير من أعضاء الحركة من الضفة الغربية وأقاليم الخارج. وتشير المعلومات أن غالبية الأسماء الكبيرة المعروفة في حركة فتح في غزة والضفة الغربية، باتت تريد التنافس على عضوية اللجنة المركزية، إضافة إلى الأسماء الكبيرة الموجودة حاليا وتشغل هذا المنصب. وعلاوة على نية كل من أعضاء اللجنة المركزية المعروفين، جبريل الرجوب ومحمود العالول ومحمد اشتية وصائب عريقات وتوفيق الطيراوي وعباس زكي وجمال محيسن وحسين الشيخ وعزام الأحمد، وجميعهم من الضفة الغربية ترشيح أنفسهم، ينوي كل من صخر بسيسو ونبيل شعث وآمال حمد وناصر القدوة، وهم أعضاء حاليون من قطاع غزة التنافس من جديد على عضوية اللجنة. وإضافة إلى هؤلاء يطرح بقوة في مجالس حركة فتح كشخصيات جديدة تريد التنافس على عضوية المركزية كل من أمين مقبول أمين سر المجلس الثوري، وقدورة فارس ونصر يوسف، والسفير جمال الشوبكي، ومن غزة تتردد بقوة عدة أسماء تتنافس على المنصب أبرزها أحمد حلس وروحي فتوح والحاج إسماعيل جبر وأحمد نصر وعبد الرحمن حمد وعبد الله أبو سمهدانة وإبراهيم أبو النجا. وتؤكد المصادر المطلعة أنه في ظل المعطيات الحالية فإن غالبية من تتردد أسماؤهم يتمتعون بحظوظ شبه متساوية في الفوز، خاصة وأن من بينهم من سعى إلى عقد تحالفات، بالاستناد إلى وجود دعم حقيقي من قبل الكثير من الأعضاء. وإضافة إلى هؤلاء هناك أسماء كثيرة من الضفة وغزة الخارج تتنافس على عضوية المجلس الثوري. ويتردد أن أبرزها الناطق باسم فتح أسامة القواسمي، وكذلك مدير الدائرة الإعلامية موفق مطر، ومنير الجاغوب من مفوضية التعبئة والتنظيم، وبسام زكارنة وأحمد عساف وجمال الشاتي وإبراهيم خريشة وبلال عزرائيل ونايف سويطات وحسن فرج، وعدد من أمناء سر حركة فتح في أقاليم الضفة الغربية، ويزيد الحويحي رئيس الهيئة القيادية العليا لحركة فتح السابق في غزة، إضافة إلى الأسير المحرر تيسير البرديني، ومأمون سويدان وإياد نصر وبهاء بعلوشة ونهى البحيصي وفضل عرندس وحسام زملط وحسن أحمد وأحمد أبو هولي وغيرهم الكثيرين. ويتوقع أن يكون نصيب غزة من المجلس الثوري 30 عضوا من أصل مئة وعشرة أعضاء، ينتخب منهم 80 ويعين الباقي. ومن المقرر أن ينتخب المؤتمر 18 عضوا للجنة المركزية على أن يتم كالمرة السابقة تعيين ثلاثة آخرين في وقت لاحق، ويتوقع أن يكون نصيب ممثلي غزة في المركزية سبعة أشخاص. ويتوقع أن ينسحب عدد من المرشحين المفترضين مع دخول الانتخابات وعملية الترشح مراحلها النهائية، كذلك من المتوقع أن تطرح شخصيات قيادية نفسها للتنافس في اللحظات الأخيرة من المؤتمر. وبخصوص تحضيرات المؤتمر، قال فهمي الزعارير الناطق باسم اللجنة التحضيرية، في مقابلة مع «فضائية معا» إن المؤتمر يمثل كل القطاعات في فتح، نافيا الاتهامات التي وجهت بأنه يمثل «مؤتمرا عائليا» ، وذلك بسبب مشاركة أبناء مسؤولين في فتح في المؤتمر. ونفى الزعارير أي تدخل للرئيس عباس في أسماء المشاركين أو لوائح المؤتمر، وقال «من أهم المغالطات هو ما أشيع حول أن الرئيس هو الذي اختار الأسماء وفصل المؤتمر». وأضاف «الرئيس لم يتدخل في بند واحد، الذي وضع لوائح المؤتمر هو اللجنة التحضيرية على مستوى خمس لجان». وأشار إلى أن لجنة العضوية المكونة من صائب عريقات وحسين الشيخ وصخر بسيسو وهو شخصيا، رفعت الكشف بأسماء 1372 عضوا، وأن اللجنة المركزية أقرت كل الأعضاء دون تدخل الرئيس، وأبقت هامشا للرئيس بتوسيع القائمة لـ 1400 عضو لمعالجة ساحة لبنان وبعض النواقص. وأضاف «الرئيس لم يقم بتفصيل أو تخييط مؤتمر فتح، الذي قام بتفصيل المؤتمر هو اللجنة التحضيرية والرئيس لم يتدخل في وضع اسم واحد». وقال بخصوص المشاركين ومن لم ترد أسماؤهم من كوادر وقيادات فتحاوية ضمن المشاركين «الموجودون خارج إطار المؤتمر كثر منهم أعلى قامة ومكانة من أعضاء داخل المؤتمر، ولكن هذا لا ينقص من قامتهم شيئا ولا يزيد من قامة من دخل المؤتمر السابع». منافسات قوية تنتظر أقطاب فتح الكبار في الانتخابات ومسؤول بارز ينفي «تفصيل» الرئيس عباس للمؤتمر أشرف الهور |
المنهاج الإسرائيلي يتغلغل في قلب المدارس المقدسية والخاسر الأكبر هو الطالب والقضية الفلسطينية Posted: 25 Nov 2016 02:19 PM PST رام الله – «القدس العربي»: تنفذ سلطات الاحتلال الإسرائيلي محاولات عدة لتهويد المناهج التعليمية في القدس بربط عمليات ترميم وتطوير المدارس العربية ذات البنية التحتية المتهالكة بتطبيق المنهاج الإسرائيلي، في سعي منها لمزيد من الطمس لكل ما هو عربي وفلسطيني في المدينة المحتلة واستكمالها لمشروع «القدس الكبرى» حسب التسمية الإسرائيلية. وأشار تقرير صادر عن مركز العمل التنموي «معا» إلى اشتراط «وزارة شؤون القدس» في حكومة الاحتلال تحويل ميزانية مدارس القدس الشرقية التي يرتادها الفلسطينيون والبالغة قيمتها 20 مليون شيكل بقبول هذه المدارس لاعتماد المنهاج الإسرائيلي في تعليمها، معلنة أن الأموال ستحول للمدارس التي ستوافق على البدء بتطبيق المنهاج الإسرائيلي. ويعتبر هذا الشرط وفقا للمركز القانوني لحماية حقوق الأقلية العربية «عدالة» غير قانوني، لأن التشريعات القانونية في «دولة إسرائيل» تمنع تخصيص الميزانية بشكل غير متساوٍ وتمييزي وهذا مس بالحق الدستوري للمساواة الذي يصل حد التمييز المرفوض على خلفية قومية خاصة، وأن المدارس العربية هي وحدها التي ستتضرر من تطبيق هذا القرار، فالتشريعات تؤكد على أن الميزانيات الحكومية والبلدية يجب أن تكون متساوية ومبنية على أسس ومعايير واضحة ومكتوبة. وبحسب المركز فإن وزارة شؤون القدس لا تملك الصلاحية لاتخاذ مثل هكذا قرار لأنه يقع ضمن صلاحيات وزارة التربية والتعليم فقط بالإضافة إلى أن «وزارة شؤون القدس» غير مخولة بالمس بحقوق دستورية دون قانون يحدد لها هذه الصلاحية بشكل واضح. وأشار زياد الشمالي رئيس لجنة أولياء أمور الطلبة في القدس إلى أن مدارس القدس تعاني نقصًا في الغرف الصفية يصل إلى 2800 وحدة صفية ما يسبب اكتظاظا طلابيا في الصفوف الموجودة، وهكذا استغلت حكومة الاحتلال هذه الحاجة لدى المقدسيين وبدأت تساومهم على تقديم الدعم لقاء اعتماد المنهاج الإسرائيلي. وأكد أن فكرة تعميم المنهاج ما هي إلا مقدمة لمسح الارتباط الفلسطيني بالهوية العربية ومقدمة للسيطرة الكاملة على فكر الشباب المقدسي كأحد أهم أركان مجتمع المدينة وذلك عبر استهداف 76 مدرسة، يرتادها حوالى 70.000 طالب وطالبة. وبحسب الشمالي فقد شهد العام الدراسي 2013/ 2014 بدء تدريس المنهاج الإسرائيلي في خمس مدارس في القدس هي مدرسة إناث صور باهر ومدرسة عبد الله بن الحسين الثانوية ومدرسة ابن خلدون الثانوية للبنين ومدرسة ابن رشد في صور باهر، لكن وبحسب جمعية حقوق المواطن في إسرائيل فقد ارتفع هذا العدد في العام الأكاديمي الحالي 2016 / 2017، إلى 14 مدرسة. ولمواجهة هذا التهويد عمدت لجان الاتحاد بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم الفلسطينية مطلع العام الدراسي إلى توزيع كتيبات توعوية على الطلبة تعرفهم من خلالها بمخاطر المنهاج الإسرائيلي على الفكر والهوية، بالإضافة إلى توزيع كتب المنهاج الفلسطيني الأصلية غير المحرّفة. ويعمل المنهاج الإسرائيلي لا يحرف المواد الاجتماعية على نحو خاص، بل يلغيها. وبحسب مدير التربية في جمعية حقوق المواطن في إسرائيل شرف حسان فإنه «لا يعترف بالشعب الفلسطيني ورموزه بل هو ممعن في تقديم الرواية الإسرائيلية الصهيونية، لذلك فإنه من الصعب حصر نماذج التشويه لكن سنحاول في هذا التقرير تسليط الضوء على أبرزها». ويحاول المنهاج الإسرائيلي بحسب حسان، وضع علامات استفهام حول أصل الفلسطينيين وعلاقتهم بالأرض فيتناول المنهاج حجم الهجرة اليهودية مقابل الفلسطينية في محاولة منه للتشكيك بعلاقة الفلسطينيين – الذين أصبحوا أقلية – في أرضهم التاريخية. كذلك، يحاول المنهاج بنسخته الجديدة تبني سياسة الحكومة الإسرائيلية المتمثلة بـ «فرق تسد» حيث بدأ مؤخراً بالحديث عن القومية الآرامية التي بدأت بالترويج للتجنيد من خلالها وتقول في المنهاج أن عددهم 130 ألف نسمة وهو العدد الفعلي للمسيحيين في الأراضي المحتلة ،وما هذا إلا أسلوبا لتشتيت شمل المواطنين العرب. ويتجاهل كتاب «المدنيات» الذي يدرس لطلاب «الثانوية» الرواية الفلسطيية كاملة محاولا غسل دماغ الطلاب وتوجيههم نحو القبول بالدولة اليهودية على أنها شيء طبيعي وشرعي إلى جانب تشويه مفاهيم الديمقراطية وخلق مصطلحات جديدة غير موجودة أصلا بالعلوم السياسية المتعارف عليها دوليا. وتستخدم كتب الجغرافيا المترجمة عن العبرية بما يلائم الرواية الجغرافية الصهيونية التوراتية الأسماء العبرية بدلاً من العربية مثل «أورشليم» و»يهودا والسامرة» وتدعي أن الأسماء العربية هي تحريف لما جاء من اسماء في التوراة لذلك تستعين الكتب بأسماء توراتية للأماكن وأسماء البلدات وحتى التضاريس. وتكرس الرواية الصهيونية الواردة في المنهاج الإسرائيلي مقولة أن فلسطين «أرض بلا شعب» ، فالسهل الساحلي يصور على أنه منطقة قطنها سكان قلائل تنقلوا في أماكن متعددة، وأن سكان فلسطين غرباء أصلهم من الصحراء. أما النكبة فلم يتم ذكرها كما لم يتم ذكر عدد سكان فلسطين قبل قيام «دولة إسرائيل» الذين كانوا أكثرية وتم تحويلهم إلى أقلية، في محاولة لإخفاء الحقائق الديمغرافية. وتاريخيا شرعت إسرائيل في محاولاتها لأسرلة المنهاج الفلسطيني منذ عام 1967 بفرضه على جميع مدارس القدس والضفة الغربية لكن المجتمع المقدسي رفضها وأعلن الإضراب فتراجعت إسرائيل تدريجيا واضعة منهاجًا بديلا يدمج بين الأردني والإسرائيلي ليحارب من جديد وليحل مكانه المنهاج الأردني الذي بقي يدرّس حتى عام 2000 حيث تم إحلال المنهاج الفلسطيني مكانه تدريجيا. ويعاني قطاع التعليم في مدينة القدس العديد من الأزمات بعضها أسبابه داخلية لها علاقة بالمنهاج وجهات الإشراف ومشاكل أخرى يكون الاحتلال سببًا رئيسياً في تناميها ضمن مشروعه لأسرلة كل ما هو فلسطيني واستكمال مشروع ضم القدس. وحسب تـــصنيف وتـقييم لجنة أولياء أمور الطلبة في القدس، يشرف على التعليم في المدينة المحتلة أربع جهات الأولى مدارس تابعة لما يسمى «بلدية القدس» أما الجهة الثانية فهي مدارس «المقاولات» الخاصة تحصل على ميزانيتها من وزارة المعارف الإسرائيلية والجهة الثالثة تتمثل بالمدارس الأهلية ومدارس الأوقاف يرتادها 20% من الطلبة في القدس بالإضافة إلى مدارس «الأنروا» البالغ عددها «7» ويرتادها 2000 طالب وطالبة ومستواها مــقبول. ويبقى الطالب المقدسي الفلسطيني هو الخاسر الأكبر في ظل غياب رسمي فلسطيني والمطلوب لحمايته والحفاظ على الهوية العربية والفلسطينية للمدينة التحرك على مستوى عالٍ جدا وتضافر جهود جميع الـــجهات ذات الــعلاقة محلياً ودوليًا وعدم إبقاء إدارة الــحرب التعليمية مع الاحــتلال من قبل الطلاب والاهالي ولــجان أولياء الأمور، فالــهدف الرئــيسي للاحتلال ســياسي بالدرجة الأولى. المنهاج الإسرائيلي يتغلغل في قلب المدارس المقدسية والخاسر الأكبر هو الطالب والقضية الفلسطينية |
صعوبات لمّ شمل اللاجئين السوريين في أوروبا: مراد الذي يحلم برؤية ولديه Posted: 25 Nov 2016 02:19 PM PST أنطاكيا – «القدس العربي»: أمضى مراد، عاماً ونصف عام، حتى تمكن من الحصول على حق الإقامة في ألمانيا، ليبدأ بعدها مرحلة لم الشمل الأصعب والأعقد من كل ما سبقها. لا يحلم اللاجئ السوري سوى بلقاء طفليه اللذين يعيشان مع جدتهما في إحدى قرى ريف ادلب. الجدة التي قامت بتربية الطفلين حتى تجاوز عمرهما عشرة أعوام، وذلك بعد أن انفصل ابنها عن زوجته منذ سنوات. ويقول لـ»القدس العربي»: «أم الطفلين تزوجت بعد انفصالنا بفترة وجيزة، فيما كنت أعمل بحاراً خلال السنوات التي سبقت اندلاع الثورة السورية، لهذا فقد قامت والدتي على تربية الطفلين وتنشئتهما والعناية بهما، ومازالا حتى اليوم معها، ولم أسافر إلى ألمانيا سوى طمعاً باستقدام الطفلين علهما يعيشان حياة أفضل قد تعوضهما عن المعاناة السابقة من فقدان الأم إلى سنوات الحرب التي عاشا تفاصيلها، لكن للأسف الروتين المنهك الموجود هنا يقتل أحلامنا». حصل مراد على موعد لمقابلة الطفلين في السفارة الألمانية في تركيا، لكن العقبات توالت واحدة تلو أخرى، فلا بد من حضور الطفلين مع أحد الوالدين، أو أحد المقربين كالأعمام والاخوال أو الجد والجدة. لكن ليس هنالك سوى الجدة العجوز التي لن تتمكن من الوصول إلى أنقرة بصحبة الطفلين، بالإضافة إلى أنها لم تغادر قريتها يوماً، ولا تعرف أية طريقة لإنجاز مهمة كهذه. لتجاوز هذه المشكلة فكر مراد بالاعتماد على بعض الأصدقاء في مدينة انطاكيا التركيا لمساعدة والدته واصطحابها مع الأولاد إلى السفارة، موضحاً «ما السبيل لوصول والدتي إلى تركيا، فرحلة التهريب شاقة جداً وغير مضمونة، بل إنها مؤخراً أصبحت خطيرة فإطلاق النار من قبل قوات حرس الحدود التركية أصبح امراً متكرراً، قد نؤمن وصول الطفلين بطريقة ما، لكن والدتي لن تتمكن من ذلك مطلقاً، كما أن وضعها الصحي لا يؤهلها للأمر». يضيف: «بعد دراسة جوانب الموضوع كافة وجدت أنه لا حل إلا بذهابي إلى تركيا، واصطحاب الطفلين إلى الموعد المصيري الذي قد يؤجل سنة أخرى في حال عدم التمكن من الحضور، ورغم محاولاتي للحصول على التأشيرة التركية، إلا أن الأمر بدا مستحيلاً، فلا تأشيرة لسوري لاجئ في أوروبا مطلقاً، ويبدو أنني لن أتمكن من تحقيق ما أصبو إليه أبداً». مئات الحالات المشابهة العالقة في أوروبا، بل كثير من الحالات في تركيا ذاتها. ورغم أن تركيا، قد أصدرت قوانينها بخصوص لم الشمل لأفراد العائلة الموجودين في الداخل السوري، لكن، حتى اللحظة مازال مكتوباً على الورق، ولم يدخل حيز التنفيذ بشكل واضح. يرغب مراد بلقاء أطفاله بأية طريقة، وقد اتخذ بعد يأسه قراراً بالاستغناء عن لجوئه في ألمانيا، لكن عودته لتركيا باتت صعبة جداً. قريباً سيغادر أوروبا، كما وصلها بطرق غير شرعية قد تكون أخطر من المرة السابقة، سيسافر إلى اليونان، ومن ثم يدخل الحدود التركية بالاتفاق مع المهربين وتجار البشر، ليكمل طريقه باتجاه الحدود السورية إلى ريف إدلب، ليعود لنقطة الصفر مرة أخرى، يقول «قد لا تقتل بالقصف ولكن يحدث أن تموت حياً». صعوبات لمّ شمل اللاجئين السوريين في أوروبا: مراد الذي يحلم برؤية ولديه يعيشان مع جدتهما في إحدى قرى ريف إدلب محمد إقبال بلو |
الجيش اليمني يفتح جبهة جديدة قرب معقل «الحوثيين» في صعدة Posted: 25 Nov 2016 02:18 PM PST الأمم المتحدة ـ «القدس العربي» ووكالات: كشف مصدر من «المقاومة الشعبية» اليمنية، أن قوات الجيش الحكومي، فتحت أمس الجمعة، جبهة جديدة عند معبر حدودي مع السعودية، في محافظة صعدة (شمال) معقل جماعة أنصار الله «الحوثيين». وقال مصدر في المقاومة الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، مفضلاً عدم الكشف عن اسمه، إن «الجيش اليمني شن، اليوم هجوماً على عدد من مواقع الحوثيين، في منفذ علب، الحدودي مع السعودية، والتابع لمديرية باقم، في محافظة صعدة»، معقل جماعة الحوثي. وأضاف، أن الجيش تقدم من داخل الأراضي السعودية التي تدرب فيها، وسيطر على عدة مواقع لـ»الحوثيين»، لم يحدد أسماءها. وأشار إلى أن «المعارك أسفرت عن مقتل نحو 20 مسلحاً حوثياً، وأسر 7 آخرين»، فيما لم يتحدث المصدر عن وقوع ضحايا في صفوف الجيش. ولم يتسن الحصول على تعقيب من الحوثيين على ما صرّح به مصدر المقاومة. ويبعد منفذ «علب»، نحو 100 كلم عن مدينة «صعدة»، مركز المحافظة، التي تحمل نفس الاسم، والتي تعتبر معقلاً لجماعة «الحوثي»، التي تسيطر عليها، منذ منتصف 2011. ومطلع تشرين الأول/ أكتوبر 2016، اندلعت معارك عنيفة في منفذ «البقع» بين اليمن والسعودية، ويتبع مديرية «كتاف والبقع» في محافظة «صعدة». ومنذ قرابة عامين، تشهد اليمن حربًا متصاعدة بين القوات الحكومية التي يدعمها التحالف العربي بقيادة السعودية من جهة، وقوات جماعة «الحوثي» وحلفائها من جهة أخرى. وخلّفت الحرب آلاف القتلى والجرحى من الطرفين، فضلاً عن أوضاع إنسانية واقتصادية بالغة الصعوبة، أعلنت بسببها بعض محافظات البلاد «مناطق منكوبة». ومنذ 26 آذار/ مارس 2015، يشن التحالف العربي عمليات عسكرية في اليمن، ضد «الحوثيين» وقوات صالح، استجابة لطلب الرئيس هادي، بالتدخل عسكرياً لـ»حماية اليمن وشعبه من عدوان المليشيات الحوثية»، في محاولة لمنع سيطرة عناصر الجماعة وقوات صالح (المتحالفة معها)، على كامل البلاد، بعد سيطرتهم على العاصمة صنعاء. وفي السياق، يستأنف المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، اليوم السبت، مشاوراته مع الأطراف اليمنية لحل النزاع القائم بالبلاد، حسب مصدر حكومي. وقال المصدر مفضلاَ عدم ذكر هويته لحساسية موقعه، أمس الجمعة إن ولد الشيخ سيزور الرياض اليوم السبت للقاء الجانب الحكومي، للتباحث حول خريطة الطريق الأممية. وكان المبعوث الأممي قد غادر الرياض قبل نحو أسبوعين، دون أن يلتقيه أي مسؤول حكومي يمني بسبب الخلاف حول خريطة الطريق. وترفض الحكومة الشرعية التعاطي مع الخريطة الأممية بنسختها الحالية، بسبب «تهميشها» للرئيس عبد ربه منصور هادي ونقل صلاحياته لنائب رئيس جديد. ومن المقرر أن تشمل جولة ولد الشيخ العاصمة اليمنية صنعاء والعمانية مسقط للقاء وفد «الحوثي وصالح»، وفق المصدر ذاته والذي لم يحدد مواعيد محددة. ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من المبعوث الأممي حول ما ذكره المصدر. وكان من المفترض أن يسري، وفقا لاتفاق مسقط الذي رعته الولايات المتحدة بين الحوثيين والتحالف العربي، وقف الأعمال القتالية اعتبارا من 17 تشرين ثان/ نوفمبر الحالي، ليتم بعد ذلك استئناف مشاورات السلام أواخر الشهر نفسه، على أساس خريطة الطريق الأممية. ولكن نظرا لغياب أي تمثيل للحكومة اليمنية عن تلك المشاورات التي جرت في مسقط، فشلت خطة وقف إطلاق النار، وتعرض الاتفاق للتعثر. ونص اتفاق مسقط على وقف إطلاق النار حتى انطلاق مشاورات سلام أواخر تشرين ثان/ نوفمبر الحالي لمناقشة خريطة الطريق الأممية، وكذلك الاتفاق على حكومة وحدة وطنية في صنعاء، قبيل نهاية العام الجاري. وتتضمن خريطة الطريق تعيين نائب لرئيس الجمهورية، تؤول إليه صلاحيات الرئيس، على أن يظل هادي، رئيسا شرفيا حتى إجراء انتخابات رئاسية، بعد عام من توقيع اتفاق سلام، كما ينص على تشكيل حكومة وفاق وطني، وصولاً إلى إجراء انتخابات جديدة. وفي السياق، أدانت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، مقتل المصور الصحافي، أواب الزبيري، في 18 تشرين الثاني/ نوفمبر في تعز في اليمن. ودعت إلى اتخاذ التدابير اللازمة لتحسين سلامة الصحافيين في اليمن. وقالت إن عمل والتزام العاملين في قطاع الإعلام من أجل توفير المعلومات للجمهور، يكتسب أهمية خاصة في أوقات النزاع وعدم الاستقرار. وقالت بوكوفا «تماشياً مع اتفاقيات جنيف، تقع على عاتق جميع الأطراف مسؤولية الاعتراف بالوضع المدني للعاملين في قطاع الإعلام واحترامه بالإضافة إلى ضمان سلامتهم في ظل أي ظروف لا سيما في وقت الصراع». وقال البيان الصحافي الصادر عن مديرة منظمة اليونسكو إن أواب الزبيري، المصور الصحافي في شبكة تعز الإخبارية، أصيب بجروح بالغة أدت إلى وفاته جراء انفجار لغم أرضي في مدينة تعز الجنوبية. وكان الزبيري قد قتل عندما دخل أحد المباني الملغمة القريبة من المستشفى العسكري الذي إنسحبت منه ميليشيات «أنصار الله». ويعمل الزبيري، مصوراً لشبكة «تعز الإخبارية» التابعة لـ«المقاومة الشعبية» على مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك». والزبيري هو ثالث مصور صحافي يقتل في تعز منذ بدء العمليات المسلحة في شهر آذار/مارس 2015. وتصدر المديرة العامة لليونسكو بيانات بشأن قتل الإعلاميين، وذلك بموجب القرار 29 الذي اعتمدته الدول الأعضاء في اليونسكو إبان المؤتمر العام الذي عقد عام 1997 والمعنون «إدانة العنف ضد الصحافيين». إلى ذلك، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أمس الجمعة، أن السعودية قدمت مساهمة مالية له بقيمة 10 ملايين دولار، لدعم مكافحة ارتفاع مستويات سوء التغذية في محافظة الحديدة غربي اليمن. وقال البرنامج الأممي في بيان نشره على موقعه الإلكتروني إن المساهمة التي تم تقديمها عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية (حكومي)، ستساعد في توفير معونات غذائية طارئة تكفي مدة ستة أشهر إلى ما يقرب من 465 ألف شخص، ضمن جهود البرنامج في تقديم المساعدات الغذائية في اليمن. ويعاني أكثر من 14 مليون شخص في اليمن من نقص الغذاء وعدم القدرة على تلبية معظم احتياجاتهم الغذائية الأساسية، بما في ذلك 7 ملايين يعانون بشدة من انعدام الأمن الغذائي، حسب برنامج الأغذية العالمي. وفي محافظة الحديدة الواقعة على البحر الأحمر، تم تسجيل معدلات مرتفعة للإصابة بسوء التغذية الحاد لدى الأطفال دون سن الخامسة بلغت 31٪، أي أكثر من ضعف حد حالة الطوارئ الذي يبلغ 15٪، وفق بيان البرنامج. وقالت «إرثارين كازين»، المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، في لبيان نفسه إن «المزيد من الناس في اليمن يعانون الجوع يوميا، والوضع أكثر من مأساوي، فالأمهات اللائي لا يجدن إلا القليل ليأكلنه أنفسهن، غالبا ما يُتركن دون أي خيار سوى مشاهدة أطفالهن يفقدون الوزن ويضعفون ويتلاشون». وأضافت «كازين» «نحن ممتنون للدعم المتواصل من السعودية وهذه المساهمة تعزز جهود مكافحة سوء التغذية ومواجهة التحدي المزمن للجوع في محافظة الحديدة». ويقدم البرنامج الأممي، الغذاء لأكثر من ثلاثة ملايين شخص كل شهر في اليمن منذ شباط/ فبراير 2016، ولكن في الأشهر الأخيرة قسّم الحصص لتصل إلى ستة ملايين شخص كل شهرين عن طريق تقليص كمية الغذاء، بسبب تزايد الاحتياجات وتناقص الموارد. وفي اليمن، يهدف برنامج الأغذية العالمي أيضاً إلى علاج سوء التغذية والمساعدة على الوقاية منه بين أكثر من 700 ألف طفل دون سن الخامسة، وكذلك بين النساء الحوامل والمرضعات. ومنذ نحو عامين يشهد اليمن حربًا بين القوات الموالية للحكومة اليمنية من جهة، ومسلحي جماعة «أنصار الله» (الحوثيين)، وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح من جهة أخرى، مخلفة أوضاعا إنسانية صعبة. الجيش اليمني يفتح جبهة جديدة قرب معقل «الحوثيين» في صعدة عبدالحميد صيام |
المغرب يعرب عن أسفه للموقف الكويتي خلال القمة العربية الافريقية الرابعة التي عقدت في غينيا Posted: 25 Nov 2016 02:18 PM PST الرباط – «القدس العربي»: أعرب المغرب عن أسفه للموقف الكويتي خلال القمة العربية الأفريقية الرابعة التي عقدت الاربعاء في غينيا الاستوائية والتي قاطعها المغرب ودول عربية أخرى احتجاجاً على وجود مقعد وعلم الجمهورية الصحراوية التي تشكلها جبهة البوليساريو المناهضة لمغربية الصحراء الغربية. وقال بيان لوزارة الخارجية المغربية نشرته أمس الجمعة ان المملكة المغربية، تبدي أسفها للموقف الكويتي الذي لم يلتزم بوحدة المصير المنصوص عليها في إعلان 20 نيسان/ أبريل 2016 الصادر عن القمة المغربية الخليجية الأولى في الرياض، وذلك خلال القمة العربية الإفريقية الرابعة التي احتضنتها جمهورية غينيا الاستوائية، والتي شهدت انسحاب المغرب و8 دول عربية، بعد وضع علم ويافطة باسم كيان وهمي يسمى بـ«الجمهورية الصحراوية» داخل قاعات الاجتماعات. وأشار بيان الوزارة الى أن «المغربَ يُبدي أسفه للموقف الذي انجرت إليه الكويت في هذا الشأن المبدئي حينما لم تفرض، كرئيسة للجلسة، عن الجانب العربي، التقيد بتلك الضوابط المشتركة بين المجموعتين»، وهي الضوابط التي سبق العمل بها في القمتين السابقتين اللتين عقدتا في سرت في عام 2010 وفي الكويت في عام 2013، و»المنبثقة عن احترام الوحدة الترابية للبلدان» والتي تنص على أن تقتصر المشاركة في أنشطة القمة العربية الإفريقية على الدول الأعضاء في هيئة الأمم المتحدة. وعبر المغرب «عن شكره الخالص والعميق للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين ودولة قطر وسلطنة عمان والأردن واليمن والصومال على ما أبانت عنه، خلال الأشغال التحضيرية للقمة العربية الإفريقية الرابعة بمالابو من تمسك ثابت بالضوابط الحاكِمة للشراكة العربية الإفريقية». وأضاف بيان وزارة الخارجية المغربية أن «هذه الضوابط متمثلة في اقتصار التعاون بين جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، التزاما بمبدأ السيادة الترابية للدول، وإيماناً من الدول الخليجية الخمس المذكورة بوحدة المصير المنصوص عليها في إعلان 20 نيسان/ أبريل 2016 الصادر عن القمة المغربية الخليجية الأولى في الرياض». واعتبر أن «عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، في إطار احترام ثوابته الوطنية، تعني تأكيد إرادته في خدمة القضايا العادلة وتعبئة الأسرة الإفريقية حول التحديات الحقيقية المرتبطة بكرامة المواطن الإفريقي وأمنه والنهوض بوضعه المعيشي»، وأنه «بنفس الاقتناع والحزم، سيواصل المغرب انخراطه في أية شراكة مؤسساتية تعني القارة الإفريقية، موازاة مع سياسته الإفريقية الأصيلة في مقاصدها والمتجددة في آلياتها والمواكِبة لأولويات شركائها». وقال وزير الثقافة الموريتاني الذي ترأس بلاده القمة العربية الإفريقية لمدة ثلاث سنوات، «إنه كان بالإمكان ألا تكون هناك انسحابات من القمة التي عقدت في مالابو بين العرب والأفارقة». وأوضح الوزير محمد الأمين ولد الشيخ، الناطق الرسمي باسم الحكومة مساء اول امس الخميس «كان يمكن أن لا تكون هناك انسحابات، لأن الدولة التي اعترض على وجودها لم تدع ولم تحضر» في اشارة للجمهورية الصحراوية التي وضع علمها ويافطتها دون أن يحضور أي ممثل عنها او عن جبهة البوليساريو لأن الاتحاد الإفريقي لم يوجه الدعوة لها. وأضاف الوزير الموريتاني «مع ذلك نحترم ونقدر لمن انسحبوا مواقفهم كما نحترم مواقف الذين بقوا، والقمة تمت واتخذت فيها القرارات، ونأمل أن تعالج مثل هذه المواقف بحكمة في القمة العربية الإفريقية القادمة إن شاء الله». وقال إن بلاده ترأس الجامعة العربية في هذه الدورة، إلا أن الجهة المنظمة والمستضيفة هي الاتحاد الإفريقي، وبالتالي فإنه هو من يقرر من يشارك، ومن لا يشارك وليست موريتانيا كرئيس للجامعة العربية. وقالت جبهة البوليساريو إن القمة الإفريقية – العربية الرابعة أثبتت العزلة التي يتخبط فيها المغرب الذي كان يراهن على العودة الى أحضان القارة الإفريقية مقابل طرد الجمهورية الصحراوية وقال عبد القادر الطالب عمر رئيس حكومتها «التطورات التي حصلت في القمة العربية – الإفريقية شكلت هزيمة نكراء للنظام المغربي وانتصار لصالح القضية الصحراوية» وإن المغرب يعيش حالة من «النرفزة» والتوتر غير مسبوق في تاريخه، بفعل العزلة التي يعاني منها والفشل في إقناع القادة الأفارقة والعرب. المغرب يعرب عن أسفه للموقف الكويتي خلال القمة العربية الافريقية الرابعة التي عقدت في غينيا |
نتنياهو يشعل مجددا «حرائق الكراهية» بين اليهود والعرب Posted: 25 Nov 2016 02:17 PM PST الناصرة – «القدس العربي» :أكدت الحركة الإسلامية داخل أراضي 48 أن حكومة إسرائيل تسعى للتغطية على فشلها في التعامل مع الحرائق التي اجتاحت عدة مواقع فيها، وتحاول صرف الأنظار عن فضيحتها وإهمالها في حماية المدن والبيوت والأحراش. ونوهت في بيانها أن حكومة نتنياهو «الفاشية العنصرية» تتجاهل استعداد أوساط واسعة لدى فلسطينيي الداخل لتقديم المساعدات الإنسانية واستضافة العائلات المتضررة في القرى والمدن العربية. وقال النائب مسعود غنايم من القائمة المشتركة لـ «القدس العربي» إن نتنياهو وحكومته يستغلون موجة الحرائق في البلاد لإشعال حرائق التحريض والكراهية على العرب. ولا يفوت نتنياهو فرصة لتحريض اليهود على العرب كما فعل في يوم الانتخابات وغداة عملية تل أبيب التي نفذها شاب من فلسطينيي الداخل قبل شهور، وذلك لكسب نقاط وصرف الأنظار عن النار التي باتت تمسك بتلابيبه بعد الكشف عن فضيحة فساد خطيرة ترتبط باقتناء غواصات ألمانية. ولذا يؤكد غنايم أن نتنياهو يحاول التغطية على حرائقه الخاصة وأزماته وعلى رأسها أزمة غواصته الآخذة بالغرق عن طريق التحريض على العرب واتهامهم بإشعال الحرائق. وقال إن العرب في هذه البلاد هم ضحايا نتنياهو المُشعل الأول لحرائق العنصرية والتمييز، وبدلا من الاعتراف بفشله في منع هذه الحرائق او إخمادها يحاول التنصل من المسؤولية من خلال المتهم والمذنب الجاهز عنده وهو العربي . وتابع «في الوقت نفسه فإن هذه البلاد بلادنا وهذه الغابات غاباتنا وهذه الطبيعة غالية علينا ونرفض ان يتم إحراقها من أي كان ومن فعل او يفعل ذلك يتحمل المسؤولية ولا يمكن ان نعتبر ما قام به يخدم قضية وطنية او قومية والعكس هو الصحيح. كمجتمع عربي نحن على استعداد لمساعدة المتضررين وإيوائهم ونمد يد المساعدة لكل من هو بحاجة لذلك، هذه أخلاقنا وهذه قيمنا الإنسانية التي يعتقد نتنياهو بانه يستطيع تغييبها من خلال تجريمنا». وفي هذا السياق كتب المحلل العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت» أليكس فيشمان،أمس، إن قيادة الأجهزة الأمنية تشكك في صحة تصريحات وزراء، بينهم وزير الأمن الداخلي، غلعاد إردان، بأن نصف الحرائق نجم عن إضرام نار متعمد. وواصلت الحكومة الإسرائيلية أمس كيل الاتهامات بالتلميح والتصريح للفلسطينيين بحرق الكرمل ومواقع أخرى في البلاد رغم أن خبراء إسرائيليين وأجانب يؤكدون أن المناخ في البلاد يساهم بشكل كبير في اشتعال الحرائق. وقالت صحيفة «هآرتس» إن وزارة الأمن الداخلي تجاهلت توصيات مهنية باتخاذ تدابير في مناطق الغابات. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين مهنيين ضالعين في بلورة هذه الأنظمة والتوصيات قولهم إنه تمت دعوتهم، أمس، إلى مداولات، ستجرى خلال الأسبوع المقبل، وإنه يتوقع أن تصادق عليها الحكومة، وذلك في أعقاب الحرائق المأساوية التي تشهدها البلاد في هذه الأيام. وأكد مسؤولون في جهاز الإطفاء على أن جهاز منع نشوب الحرائق تم إهماله ولم يحظ بالاهتمام المناسب. وقال أحد هؤلاء المسؤولين المهنيين إنه لو جرى تطبيق هذه الخطوة، لما وقعت أحداث مثل احتراق عشرات البيوت في مستوطنة زخرون يعقوب. ولفت إلى أن تكلفة هذه الخطة تصل إلى 50 مليون دولار في جميع أنحاء البلاد، وأن حجم الأضرار في زخرون يعقوب وحدها تقدر بمبلغ مشابه. كما أشار رئيس شعبة الأمان من النيران والتحقيقات في السلطة القطرية للإطفاء والإنقاذ، حاييم تمام، أنه رغم عدم المصادقة على أنظمة إقامة مناطق عازلة حتى الآن، إلا أن سلطة الإطفاء والإنقاذ بدأت في توجيه السلطات المحلية بإقامة مناطق عازلة ، موضحا أنه تم إرسال توجيهات إلى 200 سلطة محلية في خطر (بسبب قربها من غابات وأحراش)، وبضع عشرات فقط نفذت أعمالا كهذه. من جهة ثانية، أكد خبراء على أن الحرائق المشتعلة حاليا في البلاد ليست ظاهرة عفوية، وأن الاتجاه هو أن تتصاعد في السنوات القريبة. كما أن هذه ليست ظاهرة مرتبطة بالبلاد فقط، وإنما تندلع سنويا حرائق في غابات وبحجم أكبر بكثير في كافة مناطق البحر المتوسط، بينها اسبانيا والبرتغال واليونان وفرنسا، وكذلك في كاليفورنيا في الولايات المتحدة وفي أستراليا. وتظهر معطيات خدمة الإطفاء الإسرائيلية أنه لم يطرأ ارتفاع في عدد حرائق الأحراش والغابات في البلاد في السنوات الأخيرة، وحتى أنه خلال السنتين الأخيرتين تم تسجيل انخفاض. غير أن قوة الحرائق المشتعلة في فصل الخريف غير مسبوقة. وقال مدير منطقة القدس في «كيرن كييمت ليسرائيل» حانوخ تسوريف، إن هذا مرتبط بتغير المناخ الذي بات مثبتا علميا. موضحا أن فصل الشتاء يبدأ متأخرا، وأن الشهرين تشرين الثاني/ نوفمبر وكانون الأول/ ديسمبر أصبحا جافين جدا، مع رياح قوية. منوها أن الرياح المتواصلة والقوية تجفف النباتات أيضا، وتجعلها مادة قابلة للاشتعال بامتياز. وتابع « إلا أن الظاهرة المناخية في الأيام الأخيرة نادرة للغاية. لدي خبرة أربعين عاما في جبال يهودا (القدس والخليل)، ولا أذكر أحوالا جوية كالتي سادت في الأسبوع الحالي. أي رياح جافة متواصلة طوال أسبوع». وخلافا للتحريض ضد العرب الذي يقوده رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وإردان وغيرهما من المسؤولين الإسرائيليين، شدد على أنه لا حاجة إلى إضرام نار من أجل أن يشعل أي شيء النبات في وضع كهذا. وقال تسوريف إن هناك تأثيرا للرياح الشرقية التي تهب على البلاد، وذلك خلافا للرياح الغربية التي تميز الحرائق في البلاد، وأنه لو كانت هذه رياح غربية لكانت هذه نهايتنا». من جهته استغل حاخام صفد شموئيل المعروف بعنصريته الشديدة وتحريضه ضد العرب لإشعال نار كراهية أكبر بإصداره فتوى أتاح فيها قتل العرب على الحرائق التي اشتعلت في مناطق مختلفة في البلاد، في الأيام الأخيرة، معتمدا بصورة مباشرة على التحريض العنصري الذي يقوده نتنياهو. وكتب في صفحته على موقع فيسبوك أن رئيس الحكومة وصف إشعال الحرائق بأنه إرهاب، وأحد مسؤولي جهاز المخابرات العامة «الشاباك» وصف ذلك بأنه سلاح للإبادة الجماعية. وتابع «بأعجوبة لم يحترق أشخاص أحياء لكن لا ينبغي الاعتماد على المعجزات. وبالتأكيد مسموح، بل هذه فريضة، تدنيس السبت من أجل وقف النيران ومشعليها. وإذا اقتضى الأمر، يجب إطلاق النار عليهم أيضا». وكان نتنياهو قد كرر تحريضه على الفلسطينيين أمس بقوله إن إشعال الحرائق هو عمل إرهابي، وكذلك التحريض على إشعال الحرائق. وفي الحرائق التي شاركت طواقم من السلطة الفلسطينية بإطفائها تضرر نحو 700 بيت في إسرائيل أمس. نتنياهو يشعل مجددا «حرائق الكراهية» بين اليهود والعرب بوصفه النيران التي تلتهم مناطق عدة بالمفتعلة وديع عواودة |
مشعل يجري اتصالات ببري وسلام والحريري ويدعو لبنان لوقف بناء الجدار حول عين الحلوة Posted: 25 Nov 2016 02:17 PM PST غزة ـ «القدس العربي»: طالب خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، المسؤولين اللبنانيين وقف العمل ببناء الجدار الإسمنتي الذي سيحيط بمخيم عين الحلو للاجئين الفلسطينيين. وأكد على خطورة هذا الإجراء الذي بدأت بتنفيذه السلطات اللبنانية، على أوضاع اللاجئين الفلسطينيين والعلاقات مع لبنان. جاء ذلك خلال اتصالات أجراها مشعل مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، ورئيس الوزراء اللبناني تمام سلام، ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بشأن الجدار الذي يبنى حول مخيم عين الحلوة للاجئين. وأكدت حماس في بيان لها تلقت «القدس العربي» نسخة منه أن مشعل أوضح للقيادة اللبنانية خلال اتصاله «خطورة هذا الإجراء على أوضاع اللاجئين في المخيم وعلى العلاقات الأخوية التي تربط الشعبين الشقيقين اللبناني والفلسطيني وما يعكسه هذا الجدار من صور ودلالات سلبية». ودعا المسؤولين اللبنانيين إلى «سرعة وقف هذه الخطوة وإلغائها»، مؤكداً في الوقت ذاته حرص الشعب الفلسطيني على أمن لبنان واستقراره وعدم التدخل في شؤونه الداخلية. وشدد على تمسك اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وفي كل مواقع الشتات على الدوام بحق العودة إلى وطنهم فلسطين في إطار تمسكهم بحقوقهم الوطنية كافة. وكانت السلطات اللبنانية قد شرعت منذ أيام في إقامة جدار إسمنتي حول مخيم عين الحلوة الواقع قرب مدينة صيدا، والذي يقطنه عشرات آلاف اللاجئين الفلسطينيين. ويرتفع الجدار لعدة أمتار، ويحتوي على نقاط مراقبة، وهو ما يشكل تضييقا جديدا على الفلسطينيين المقيمين هناك، حيث لاقت الخطوة استنكارا كبيرا من قبل القوى الفلسطينية. وكان مصدر مسؤول في حماس قد أكد في وقت سابق أن بناء هذا الجدار الأمني العازل حول مخيم عين الحلوة يعد «خطوة خاطئة في المكان والزمان، ويمثل مخالفة للقوانين الدولية ولمبادئ حقوق الإنسان والعلاقات الفلسطينية اللبنانية». وقال إن من شأنه إلحاق الضرر بقضية اللاجئين الفلسطينيين وتهديد مستقبلهم ومصالحهم ويزيد من معاناتهم الإنسانية والمعيشية، فضلاً عن الرسالة المعنوية المؤذية التي سيكرسها في أذهانهم.وأكد أن من شأنه أيضا زيادة التوتر والاحتقان وتأجيج الخلافات، في الوقت الذي بذلت فيه كل الأطراف المعنية جهودا لمنع التوتر وللمحافظة على الأمن والاستقرار ولمواجهة الفتنة الطائفية. ودعا المصدر إلى إطلاق حوار فلسطيني لبناني شامل يتناول جميع القضايا المشتركة ويحفظ العلاقات ويحمي المصالح المشتركة كحل أمثل لإنهاء الخلافات الفلسطينية اللبنانية. كما أبدى رفضه لسياسة العزل الجماعي للمخيمات الفلسطينية في لبنان، وأي إجراء سياسي أو أمني يهدد مصالحهم ويؤثر سلبا على حقوقهم الإنسانية وحياتهم الاجتماعية، مشيرا إلى أن بناء الجدار يؤكد وجود نظرة أمنية لبنانية في التعامل مع قضية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. وكان ممثل حماس في لبنان علي بركة قد قال إن هذا الجدار يتعارض مع خطاب قسم الرئيس اللبناني ميشال عون، الذي يتحدث عن دعم حق العودة. وأضاف أنه «سيحول حياة اللاجئين الفلسطينيين إلى العيش في سجن كبير»، لافتا إلى أن الجدار يعني القبول بالحلول المطروحة التوطين أو التهجير. وكانت القيادة السياسية للقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية في لبنان، دعت الحكومة اللبنانية إلى إعادة النظر في بناء الجدار الإسمنتي حول مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان. وطالبت الدولة اللبنانية والأحزاب والقوى اللبنانية بإجراء حوار لبناني فلسطيني شامل، حول مجمل الوضع الفلسطيني وصولا إلى إستراتيجية مشتركة لمواجهة مشاريع التوطين والتهجير. وشددت على ضرورة المحافظة على أمن المخيمات الفلسطينية واستقرارها باعتبار أنها ترمز لقضية اللاجئين، ومحطات نضالية على طريق العودة إلى فلسطين. مشعل يجري اتصالات ببري وسلام والحريري ويدعو لبنان لوقف بناء الجدار حول عين الحلوة أكد خطورته على أوضاع اللاجئين العلاقات بين الشعبين |
صحف عراقية: الموصل ساحة صراع… وسياسيون يبعدون العراق عن الحضارة والديون نفق مظلم… وخطورة ظاهرة العنف Posted: 25 Nov 2016 02:16 PM PST بغداد ـ «القدس العربي»: اهتمت الصحف العراقية هذه الأيام بالعديد من المواضيع منها إبعاد معركة تحرير الموصل، وأزمة ابتعاد العراق عن الحضارة، وخطورة ديون العراق المتراكمة، وظاهرة العنف في العراق، ومظاهر فشل التعليم الرسمي، ودور تركيا في أزمة العراق. الموصل ساحة صراع وكتب كفاح محمود، مقالا في صحيفة «التآخي» الصادرة عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، جاء فيه « يبدو أن التاريخ يعيد نفسه أحيانا في حوادث تتشابه حد التطابق، وأردت أن أسلط قليلا من الضوء على تاريخ وتعقيدات مدينة تتنازع عليها أقوام ومذاهب ودول، تلك هي محافظة نينوى وعاصمتها الموصل ذات الثلاثة ملايين ونصف المليون نسمة، والأراضي الشاسعة التي تمتد من أقصى شمال البلاد العراقية إلى أقصى شمالها الغربي في سنجار ذات الأغلبية الإيزيدية الكردية، هذه المحافظة كانت فيما مضى ولاية الموصل كما ذكرنا أعلاه تضم معظم إقليم كردستان الحالي مع كركوك وكل ديالى وحتى تخوم تكريت وأطراف الكوت شرقا، لكنها فقدت معظم أجزائها قضما إداريا أو تغييرا ديموغرافيا خلال اقل من مئة عام، مدينة صعبة المراس معقدة العادات والتقاليد، متكبرة في طباعها، لا ترضى الأمور بسهولة. مدينة شهدت في تاريخها أقسى أنواع العنف من السحل بالحبال خلف السيارات إلى تعليق الجثث على أعمدة الكهرباء، والاغتيالات العشوائية بعد فشل محاولة انقلابية قومية قادها عبد الوهاب الشواف ضد الزعيم عبد الكريم قاسم. ولا ينسى الموصليون تاريخهم الأقدم حينما حاصرهم نادر شاه الإيراني قرابة سنة كاملة مطبقا على مدينتهم حتى خلت من أي مأكل، فاضطر السكان إلى أكل العشب ولحوم القطط والكلاب والحمير! ويبدو أن القوى الثلاث (اقليم كردستان وحكومة بغداد والتحالف الدولي) قد وضعت خريطة طريق ونفوذ لها في مركز المدينة وأطرافها قبيل بدء العمليات العسكرية لتحريرها، ويبقى المايسترو الأمريكي ضامنا لهذا الشكل من التوافق الأولي لحين البت في مصير الشكل النهائي للبلاد العراقية. الأسابيع المقبلة ستشهد بالتأكيد أحداثا دراماتيكية في عملية التحرير، ونستطيع أن نستنتج بأن حكم نوري المالكي لثماني سنوات وتنظيم «الدولة» لما يقرب من ثلاث سنوات غيّر بنية التفكير لدى أهالي الموصل وبقية المناطق التي احتلتها داعش، خاصة فيما يتعلق بموضوعة التقسيم والفدرلة التي أصبحت واحدة من أهم مطالب النخب السياسية والاجتماعية في الموصل. ابتعاد العراق عن الحضارة وتحت عنوان ( عالم مجنون)، كتب خالد الخزرجي مقالا في صحيفة «الزمان» المستقلة، أشار فيه إلى أنه «لم يعد للحضارة والتقدم مكان في بقعة من الأرض اسمها العراق.. فقد استطاعت بعض العمائم التدخل في الحياة السياسية والاقتصادية لشعب تعداده تجاوز الثلاثين مليون نسمة.. هذا التدخل حول البلاد إلى كتلة من القتل والسرقة والمفخخات وسرقة ثروات البلد وتهجير وخطف وأمراض وفساد مالي …إضافة إلى فساد أخلاقي لم يعرفه العراق منذ تأسيسه بل منذ أن نشأت الامبراطورية الإسلامية التي أرسى قواعدها سيد الكائنات محمد صلى الله عليه وسلم.. للأسف الشديد ابتعد العراق عن العلوم والحضارة عقودا من الزمن… وتقدم عقوداً من الزمن في التخلف والأمية والجهل… والسبب أيضا يعود إلى تلك العمائم التي تزرع في عقول الناس البسطاء خرافات وعقائد وحوادث دينية قاموا بتزويرها ليعتاشوا عليها ويسلبوا الناس الأموال والنذور بعد أن تلاعبوا بعواطفهم وجعلوهم كقطيع من البشر لا يفهم ولا يعقل ولا يفكر إلا ما يمليه عليه هذا الذي يرتدي عباءة الدين. اتباعهم تجلد الفاقة والجوع جلودهم وهم ومن أموال هؤلاء المساكين أصبحوا من أثرياء العالم، حتى أوصلونا إلى ما نحن عليه أي بلد متخلف..جائع..إرادة السلاح سادت على روح القانون الذي ينظم حياة الشعوب..وحتى القانون في بلدي..أصبح مرتشياً خائفاً..تابعاً. فبأي عالم مجنون متخلف نعيش؟ أمريكا وإيران وبعض من دول الجوار ودول العالم وشركاء الداخل كلهم يلعبون على مقدرات الشعب وحياته وثرواته، لعبة الشرطي والحرامي، وهم متفقون، فالشرطي لا يقتل الحرامي… بل يقتل اصحاب الأرض والثروات». تركيا والعراق و»داعش» ونشرت صحيفة «الصباح» الرسمية، مقالا افتتاحيا، جاء فيه «فضحت الرسائل الالكترونية التي نشرتها مجموعة «القراصنة الحمر» بعد استيلائها على البريد الالكتروني لوزير الطاقة ونسيب اردوغان بيرات البيرق خطورة علاقة حكومة اردوغان بالإعلام التركي والتي لا تقل خطورة عن علاقتها بالإرهاب التي كشفتها الرسائل الالكترونية المخترقة. فقد تصرف اردوغان كسلطان عثماني قادم من القرون الوسطى أولا من خلال إعطاء وزارة الطاقة لصهره، وكلنا يعرف ماذا تعني وزارة الطاقة. وثانيا من خلال تدجينه لمجموعة «دوغان» التي وعد مديرها العام «خلافا لاستقلاليتها» بتقديم مواد إعلامية ودعائية داعمة لحكومة اردوغان. الفضيحة صحيحة بدليل استقالة مدير عام مجموعة «دوغان» «محمد علي يلجنداغ» وهذا يؤكد أيضا أن الرسائل الالكترونية الأخرى التي تشير إلى معرفة حكومة اردوغان بتحركات «الدواعش» وخطوط إمدادهم ومرورهم داخل تركيا صحيحة أيضا وأن الحكومة المذكورة أرادت استخدام «داعش» في حروبها الداخلية والخارجية من دون الالتفات إلى الضحايا الأبرياء الذين يسقطون بيد هذا التنظيم الإرهابي كل يوم. والغريب المريب أن حكومة اردوغان تبرر احتلالها لمدينة بعشيقة العراقية من خلال الزعم بانضمامها إلى التحالف الدولي ضد الإرهاب الداعشي وأنها وفقا لاتفاقية لوزان لها الحق بالدفاع عن الموصل وكركوك إذا تعرضتا للخطر لكن دخول «داعش» إلى الموصل لم يكن خطرا وفق أجندة اردوغان فلم تتدخل سلبا بل سهلت الدخول واليوم وقد استكمل العراق لوازم التحرير وصارت جحافله البطلة على أبواب الموصل صارت الموصل في خطر. مغالطة كبيرة يقف العالم اليوم ضدها بكامل دوله الصغيرة والكبيرة مثلما يقف اردوغان وحيدا معزولا محاطا بمئات الآلاف من المعارضين». العنف عراقي!! وتناولت الدكتورة لاهاي عبد الحسين موضوع العنف في العراق، في مقال نشرته صحيفة «المدى» المستقلة، جاء فيه إن «مشاهد الضرب» و«السحل» والتعنيف التي عرضتها قنوات تلفزيونية عراقية مؤخراً أثناء معارك تحرير الموصل شارك فيها أطفال اندفع أحدهم لضرب جثة وهو يسمع من يشجعه على فعل المزيد وبقوة أكبر. وظهرت فيها طفلة وهي تركض مع الركب، تحمل نعلاً بيد وتعدل ربطتها باليد الأخرى لتحصل على حصتها بممارسة العنف، أثارت مشاعر الاشمئزاز والقلق والتشاؤم من مستقبل البلاد. لحسن الحظ لم يكن ما ظهر بذلك الفيديو ليمثل حالة عامة دائمة وإنما مشاهد استثنائية جرتْ في ظل ظروف اجتماعية هي خليط من الفرح بالخلاص من كابوس ما سمي بدولة الخلافة مغمساً بحالة من الذعر واليأس الجمعي وربما استبعاد لحظة الخلاص. كل هذا كان متوقعاً إلا أنْ تنقل هذه الحقائق والمشاهد وينظر إليها ويعاد تشغيلها هو اللافت للنظر. وجاءت معركة الموصل عام 2016 لتعيدنا بالذاكرة إلى كل تلك المشاهد التي يقوم بإعادة تمثيلها وتجسيدها جمع من الناس، لعل الأكثر إيلاماً فيهم أنْ يكون بينهم أطفال دون سن العاشرة. اللافت أنّ تلك المشاهد المثيرة للاشمئزاز لم تلق إدانة واسعة كما حصل في مشاهد ومناسبات أخرى كثيرة على مستوى الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي. تعاود مثل هذه الظواهر الحضور بين فترة وأخرى لتقول لنا كمجتمع إننا لم نبدأ بعد مرحلة التعافي من قيم العدوان والخصومة والتشفي وإننا ما زلنا أسرى مقاييسنا التقليدية بما فيها المتخلفة وإنّ تمشدقنا بحكم وسيادة القانون. لقد أظهر ذلك الفيديو وما يشبهه ضعف الأساس النظري والفكري الذي تستند إليه مثل هذه المؤسسات كما تبدى في ضعف قدرتها للمحافظة على رباطة الجأش وعدم السماح لمشاهد مثيرة للاشمئزاز والقلق بالعرض ليس تهرباً من الواقع وإنّما لدعم التصور بأداء مهني معقول يعزز رصيدها في أنْ تكون مصدرا مهماً ومحترماً لنقل الحقائق وبقدر عال من الحيادية والموضوعية. أما الواقع فله أنْ يدرس في ظل ظروف عمل مختلفة لا تعطي مجالاً للكيفية والسردية الفارغة. وفي الختام نقول، ليس مهماً كيف نظهر للآخر المختلف البعيد إنّما المهم كيف نظهر لأنفسنا من أجل أنفسنا. الأزمة داخلية». ديون العراق… نفق مظلم ونشرت صحيفة «المشرق» المستقلة مقالا عن ديون العراق، أشارت فيه إلى أنه «لم يجد العراق خيارا لتمويل موازنته المالية التي تشهد عجزا متزايدا سوى الاقتراض الداخلي والخارجي، الأمر الذي حذر منه الاقتصاديون واعتبروه "سياسة خاطئة» ستوقع البلد في مشاكل كبيرة في المستقبل. ويسعى العراق للاقتراض نحو 18 مليار دولار بالتعاون مع البنك الدولي وصندوق النقد والدول الصناعية السبع، ويناقش حاليًا مع بريطانيا اقتراض 13 مليار دولار. وأكد البنك المركزي العراقي أن ديون العراق تبلغ 102.6 مليار دولار بين قروض داخلية وخارجية. اقتصاديون حذروا من دخول البلاد في نفق مظلم، نتيجة سياسة الدين الخارجي التي تعمقت خلال الأيام الحالية، مؤكدين أن بعض الشخصيات التي تدير اقتصاد البلد ضعيفة. وقال الخبير الاقتصادي سلام عادل: إن «الاقتراض العراقي تجاوز المئة مليار دولار وهو رقم كبير جداً وسيدخل البلد في نفق مظلم لأنه إذا كانت الفائدة 2٪ فإن العراق سنويا سيدفع 2 مليار دولار». ويرى اقتصاديون عراقيون أن دين العراق يشكل اليوم 77٪ من الناتج المحلي الإجمالي بينما الطبيعي ألاّ يتجاوز الـ 60٪ من الناتج المحلي الاجمالي. وقال الخبير الاقتصادي هشام عيسى: إن «بعض السياسيين العراقيين أضاعوا مليارات الدولارات عندما كانت ميزانية البلاد تتجاوز 100 مليار دولار ولم يقوموا بتطوير القطاعات الإنتاجية كالصناعة والزراعة وإنّما استخدموا سياسة التوظيف السياسي». وأكد أن «الدين العراقي أصبح كبيرا والدولة مازالت مستمرة لذلك يجب استخدام سياسة مالية جديدة بدلا من السياسة الحالية التي تدعم المنتج المستورد وتسرق أموال الشعب من خلال نافذة بيع العملة». إفشال التعليم الحكومي ونشرت صحيفة «طريق» الشعب الشيوعية مقالا للناشط جاسم الحلفي، ذكر فيه «رغم التظاهرة التي نظمتها نقابة المعلمين يوم الثلاثاء الماضي، أمام وزارة التربية، وحظيت بمساندة نشطاء حركة الاحتجاج، وأهالي الطلبة، كذلك التظاهرات التي سبقتها في بغداد والمحافظات ونظمتها تنسيقيات الاحتجاج في اليوم الأول من شهر تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، رغم ذلك كله لم تجر إقالة أو محاسبة وزير التربية ومسؤولي الوزارة بعد فشلهم في توفير المناهج التعليمية للطلبة. الواضح أن المحاصصة وسلطتها وسطوتها تفوق أية محاولة لمواجهة الفساد، لذلك عجزت لجنة التربية والتعليم البرلمانية عن استجواب الوزير في مجلس النواب الذي غطى على الأموال العامة المهدورة، من خلال التصويت على الحسابات الختامية لأربعة أعوام. فأمام سعة الفساد في وزارة التربية، وقف البرلمان صامتاً، وغابت الأصوات العالية لما سمي بـ (كتلة الإصلاح)، ولا يمكن وصف لا مبالاة أصحاب الشأن إزاء هذا الميدان المهم، إلا بالاستهتار بمستقبل جيل كامل، من إجل إفشال التعليم الحكومي، والقضاء على مجانية التعليم، وخصخصته لصالح رموز المحاصصة والفساد. في وقت تعمل فيه الدول التي تحترم العلم، وتسهر الأنظمة التي تسعى إلى الرقي والتقدم على الاستثمار في مجال التعليم بكل الإمكانيات. ويمكن متابعة تسابق البحوث على مستوى العالم، لتطوير آليات هذا المجال الحيوي، فيما نحن نسير بمجتمعنا إلى الوراء. فبدلاً من تحديث المناهج بطرق علمية، تعمد مصالح الفاسدين إلى حجب الكتب عن طلبتنا. لا خلاصة أجدها أبلغ من القول: «إن للفساد من يحميه». صحف عراقية: الموصل ساحة صراع… وسياسيون يبعدون العراق عن الحضارة والديون نفق مظلم… وخطورة ظاهرة العنف مصطفى العبيدي |
حكومة الملقي تحصل على ثقة البرلمان الأردني وسط ضجيج حول «غزوة الجامعة» Posted: 25 Nov 2016 02:16 PM PST عمان – «القدس العربي»: حصلت حكومة هاني الملقي، أمس الجمعة، على ثقة مجلس النواب الأردني، بعد أن صوّت 84 نائباً لصالح الثقة، فيما حجبها 40 وامتنعت أربع نساء عن التصويت. وتزامنت هذه الثقة التي تعتبر «معتدلة ومتوازنة» مع استمرار الضجيج العام الناتج عن أحداث ما سمي بـ»غزوة الجامعة الأردنية»، ما يجعل التحدي الأول أمام الحكومة احتواء ما حصل في أهم جامعات البلاد، حيث انتشرت فيديوهات مرعبة لمجموعات مسلحة بالهراوات والسيوف تقتحم الجامعة الأردنية بطريقة منظمة على خلفية مشاجرة عشائرية وجهوية تخللها إطلاق نار أول مرة داخل الحرم الجامعي. الثقة حصلت عليها الحكومة بدون اعتماد آلية المشاورات البرلمانية التي كان عبدالله العكايلة ورفيقه صالح العرموطي، فقط من تحدثا عنها، وإن كان التجاهل محصلة للظروف التي تشكلت في ظلها حكومة الملقي الثانية، وليس لقراره أو ميله الشخصي. باتت الحكومة الآن في وضع مريح برلمانياً وسياسياً، لكي تبدأ عملها في الملفات العالقة، وأهمها الاستمرار بالحفاظ على ثقة البرلمان فيها، وهو ما أشار له رئيس الوزراء في خطاب الشكر القصير، عندما وعد جميع النواب بالعمل معهم في إطار وسياق الشراكة كما أصبحت مفوضة تلقائياً بإكمال ثلاثة مشاريع، كانت دوماً حساسة ومثيرة للجدل، وهي الاتجاهات الاقتصادية غير الشعبية المتوقعة والعلنية، ثم تنفيذ اتفاقية الغاز مع إسرائيل، وثالثاً: الاستمرار في تطوير برنامج تعديل المناهج. هذه المشاريع الثلاثة لا يملك مجلس النواب أخلاقياً وسياسياً الحق في إعاقتها لإن الثقة منحت للحكومة رغم أنها لم تقدم أي تنازل من أي نوع بخصوصها. ما يعني أن الملقي يستطيع الذهاب إلى المحطات التالية لحكومته وهو مرتاح دستورياً، الأمر الذي يعزز موقعه التفاوضي وقدراته على المناورة والمناولة السياسية مع بقية مراكز القرار النافذة في أجهزة الدولة. لا مجال للتكهن بأولويات الحكومة بعد الثقة، لكن على الأرجح ستتصدرها خطة الترتيب المالي والاقتصادي حيث سيتم توحيد الضرائب على السلع وتقرير آلية جديدة لتقديم الخبز المدعوم للأردنيين فقط، وستتوحد الضريبة بعد تخفيض الجزء المتعلق منها بالمبيعات قليلاً على أن ترتفع أسعار الخدمات. بمعنى آخر، وبموجب الثقة، حصل الملقي على تفويض من مجلس النواب يسمح برفع الأسعار عموماً في كل القطاعات على أساس الوضع الاقتصادي الحرج والحساس وضرورة الانتقال بشفافية لمستوى معالجة الضعف المالي والتقشف وبدون تردد. وعليه، لن يتمكن مجلس النواب من بناء أي صورة إيجابية له لدى الرأي العام، وستتواصل حملات النقد الشعبية التي تستهدفه، رغم اتجاه رئاسته نحو برنامج الشراكة «الواقعية» مع الملقي، وفقاً لتوجيهات خطاب العرش الملكي. في حين، ستعمل الحكومة في وضع مرتاح أكثر حيث أثبت بعض أفراد طاقمها من السياسيين والتكنوقراط جدارتهم ونشاطهم في خدمة مشروع الحصول على الثقة، مع ملاحظة لا يمكن تجاهلها وتتمثل في أن الحصول على الثقة لم يرافقه «مجهود إستثنائي» حقيقي من قبل من يجلسون في موقع «نائب الرئيس»، إذ يمكن ملاحظة عدم وجود دور حقيقي لكل من جواد العناني وناصر جودة في مواجهة الاستقطاب من أجل الثقة، فيما نشط وزراء على طريقة الجندي المجهول في كواليس النواب مع دور لم يظهر للنائب الثالث محمد الذنيبات. في هذا السياق، لا يمكن إنكار دور وزير التنمية السياسية وشؤون البرلمان، موسى معايطة، ووزير التنمية الاجتماعية، وجيه عزايزة، وكذلك دور وزير الاتصال، محمد مومني، وفي بعض الأحيان، وزير البلديات وليد المصري. حركة الحكومة و»تكتيكات» الحصول على ثقة النواب وسط حقل ألغام سياسية واقتصادية، كشفت للملقي، طبيعة خارطته الداخلية مع أفراد طاقمه، بحيث استقرت أكثر في ذهنه تفصيلات الخطوة المهمة اللاحقة بعنوان «من سيبقى ومن سيغادر الفريق» في أقرب محطة للتعديل الوزاري. التعديل الوزاري، وفقاً لمصادر مقربة من رئيس الحكومة سيكون موسعاً جداً وسيخرج بموجبه أقطاب مهمون في الحكومة وسيأتي غيرهم من طبقة التكنوقراط. حكومة الملقي تحصل على ثقة البرلمان الأردني وسط ضجيج حول «غزوة الجامعة» بسام البدارين |
المعتقلان المضربان شديد وأبو فارة دخلا مرحلة الموت ونادي الأسير يحمل الاحتلال المسؤولية عن حياة نائل البرغوثي Posted: 25 Nov 2016 02:16 PM PST رام الله – «القدس العربي»: أعلن معتز شقيرات محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين أن حالة الأسيرين أنس شديد وأحمد أبو فارة المضربين عن الطعام ضد اعتقالهما الإداري الصحية أصبحت في غاية الخطورة، ودخلا في مرحلة الموت الفعلي. وقال في بيان صادر عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين إنه «بالرغم من الإضرابات الكثيرة والطويلة التي خاضها الأسرى خلال السنوات الماضية إلا أنني أرى ولأول مرة حالة مثل حالة الأسيرين شديد وأبو فارة». وحسب شقيرات فإنهما على سريريهما في وضع فائق الخطورة البالغة ولا يستطيعان الحركة بتاتا، وأن الحديث معهما كان بصعوبة من خلال بعض الإشارات علما بأنهما يفتقدان إلى ردة الفعل ولم يستجيبا لمعظم ما سألتهما عنه حتى بالحركات وأصبحت دقات القلب لديهما ضعيفة جدا وتتراجع بشكل متواصل، كما يعانيان من انخفاض حاد في الوزن، وآلام في الرأس ودوخة مستمرة وضعف في الرؤية وآلام حادة في الصدر وضيق تنفس وأوجاع في البطن والمعدة، إضافة إلى تعرضهما لحالات تشنج وتقيؤ. وأضاف «أنس وأحمد بحاجة إلى تدخل خلال هذه الساعات القليلة وأتحدث بكل شفافية وموضوعية إن تركا للأيام القليلة القادمة فإنهما سيكونان شهيدين وبالتالي أناشد الجميع لتحمل مسؤولياته وإنقاذهما سريعا». وأعرب عيسى قراقع رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عن قلقه البالغ للحالة التي يعيشها المضربان أنس شديد وأحمد أبو فارة. وطالب حكومة الاحتلال الإسرائيلي بالإفراج الفوري عنهما بتحويل قرار تجميد الاعتقال الإداري لهما إلى إنهاء الاعتقال فورا وعدم المماطلة والمراهنة على الساعات والأيام المقبلة لأن ذلك يعني قتلهما مع سبق الإصرار خصوصا وأن كل مكونات المنظومة الإسرائيلية المتطرفة تعلم بتفاصيل حالتهما الصحية. وشدد على ضرورة تدخل المؤسسات الدولية وتحمل مسؤولياتها تجاه الأسيرين، لأنه لا يوجد ما يبرر هذا العقم والصمت في وضع حد لإسرائيل وردعها. والأسيران أبو فارة وشديد من الخليل مضربان عن الطعام احتجاجا على اعتقالهما الإداري منذ أكثر من 60 يوما. وأكد النادي الأسير أنه رغم صدور قرار بتجميد اعتقالهما الإداري إلا أن هناك إجراءات غير مباشرة تُنفذ بحقهما وتُقيّد زيارتهما. ونقل محامي نادي الأسير عنهما بشأن قرار المحكمة العليا القاضي بتجميد اعتقالهما «أنه قرار التوائي ولن يوقفا إضرابهما إلا بإنهاء اعتقالهما الإداري ونقلهما لمستشفى فلسطيني.» في غضون ذلك حمّل نادي الأسير إدارة سجون الاحتلال كامل المسؤولية عن حياة الأسير نائل البرغوثي (59 عاما) من بلدة كوبر في محافظة رام الله، وذلك بعد قيام إدارة سجون الاحتلال بنقله من سجن النقب الصحراوي إلى عزل سجن ريمون قبل يومين دون معرفة الأسباب. وأشار إلى أن محكمة الاحتلال كانت قد أصدرت حُكماً بالسجن مدة 30 شهراً بحقه، وعليه فقد تقدمت نيابة الاحتلال باستئناف تطالب فيه بإعادة الحُكم السابق له وهو المؤبد، وما زال ينتظر قرار المحكمة بشأن ذلك علماً أن مدة محكوميته تنتهي في تاريخ 17 ديسمبر/ كانون الأول المقبل. يذكر أن البرغوثي هو أحد محرري صفقة «شاليط» عام 2011 وأعادت سلطات الاحتلال اعتقاله في 18 يونيو/ حزيران 2014. وكان قد قضى ما مجموعه 36 عاماً في سجون الاحتلال منها 34 عاماً متواصلة. وفي السياق قال نادي الأسير إن قوة من جيش الاحتلال اعتدت بالضرب المبرح ونكلت بالأسير ثائر محمد اعمر 24(عاما( من محافظة الخليل أثناء عملية اعتقاله. ونقلت محامية النادي جاكلين فرارجة عن إعمر الذي قامت بزيارته في سجن عتصيون القول «إن قوة من جيش الاحتلال اوقفته بالقرب من منزله الساعة 11:00 ليلاً واعتدت عليه بالضرب المبرح على جميع أنحاء جسده وبشكل خاص منطقة الرأس، وهددته بإطلاق النار عليه وقتله. وأضاف أن جنود الاحتلال تعمدوا تكبيل يديه بشدة الأمر الذي سبب له آلاماً ما زال يعاني منها. في المقابل أكدت المحامية فرارجة على أن آثار الضرب واضحة عليه. يذكر أن إعمر معتقل منذ 21 تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي. المعتقلان المضربان شديد وأبو فارة دخلا مرحلة الموت ونادي الأسير يحمل الاحتلال المسؤولية عن حياة نائل البرغوثي |
الحكومة السودانية تتراجع عن الزيادة الكبيرة في أسعار الأدوية Posted: 25 Nov 2016 02:15 PM PST الخرطوم ـ «القدس العربي»: أصدر وزير الصحة السوداني بحر أبو قردة، قرارا بإلغاء قائمة أسعار الدواء التي أصدرتها الحكومة السودانية أخيرا والتي تضمنت زيادات كبيرة، وتم إعفاء الأمين العام للمجلس القومي للأدوية والسموم محمد الحسن (العكد). وقال في مؤتمر صحافي في الخرطوم نهار أمس إن قائمة جديدة لأسعار الأدوية سيتم إعلانها خلال أيام تتضمن زيادات وصفها بالمعقولة اعتمادا على سعر الصرف الجديد للعملة الأجنبية، مضيفا أن لجنة تعكف على وضع المعالجات للأزمة التي تسببت فيها القائمة السابقة. وكان المجلس القومي للأدوية والسموم، وهو جهة حكومية مختصة بالدواء، أصدر قائمة بأسعار جديدة للأدوية تراوحت الزيادة فيها بين 200 ٪ و300 ٪. وأوضح أن الأسعار الجديدة تبدأ من الأول من كانون الثاني/يناير المقبل، لكن الصيدليات بدأت التعامل بالسعر الجديد منذ إعلانه. وأثار هذا القرار ردود أفعال واسعة وانتشر جدل ورفض تام لهذا القرار. وتداول السودانيون هاشتاغا يدعو لإلغاء قرار رفع الدعم عن الدواء وهشتاغا آخر (الناس بتموت بسبب الدواء) وانتشرت تظاهرات سلمية ترفض المساس بصحة المواطنين. ونفى الوزير أن هذه القرارات تأتي استباقا لعصيان مدني تمت الدعوة له يوم الأحد المقبل، مشيرا إلى أن قائمة الأسعار التي أعلنت اخيرا صاحبتها بعض الأخطاء لذلك وأن الحكومة استمعت لصوت المواطنين لذلك تراجعت. وتبادل السودانيون على نطاق واسع دعوات لعصيان مدني شامل يبدأ يوم الأحد المقبل يتم من خلاله التعبير عن زيادة أسعار الدواء وتحرير سعر الوقود وموجة الغلاء التي ضربت البلاد بعد تحرير سعر صرف العملة الأجنبية مقابل الجنيه السوداني. وشهدت العاصمة السودانية ومدن أخرى تظاهرات سلمية ضد القرارات الاقتصادية الأخيرة، وخرج طلاب المدارس الثانوية في مدينة بحري منددين بالقرارات وخرجت تظاهرات أخرى في منطقة أمبدة في أمدرمان ومدني وكسلا وعطبرة وبورتسودان. وقال وزير الصحة إن أدوية الأمراض المزمنة ستعود أسعارها القديمة مع استمرار برنامج العلاج المجاني وتوفير 155 مليونا بعد إدخال أمراض القلب، وكذلك الاستمرار في برنامج الأدوية المجانية، موضحا أن الدواء المجاني متوفر الآن في أقصى محليات دارفور. وأشار إلى قائمة تضم 200 صنف من الدواء تمنح مجانا لمرضى الكلى والسرطان، إضافة إلى أدوية الأطفال. وأكد أن الدولة ستتخلى عن العشرين في المئة التي كانت قد وضعتها على الدواء لتقل الأسعار بنسبة 50 ٪عن السوق. وأوضح عن مزيد من الإجراءات لتوحيد سعر الأدوية في كل السودان ومواصلة الحكومة في تغطية ودعم التأمين الصحي التي قال إن نسبته ارتفعت لـ 80٪ في العاصمة. ونفى وجود انهيار في قطاع الصحة في السودان، مشيرا لحدوث تطور كبير في هذا القطاع حيث ارتفعت التغطية الجغرافية من 14٪ قبل أربع سنوات إلى 98 ٪ حاليا وأوضح ارتفاع التغطية المالية الشاملة من 73 مليون جنيه قبل اربع سنوات إلى 300 مليون جنيه في ميزانية العام المقبل. وأكد الوزير أن قطاع الصحة تأثر كثيرا بالعقوبات الأمريكية على السودان، مستندا على دراسة أكدت ذلك. واضاف أن هذا الوضع يتنافى مع قوانين الأمم المتحدة التي تشدد على عدم التأثير على قطاعات الصحة مهما كانت الأسباب. ونفى أبوقردة تورط موظفين في وزارة الصحة في قضية الشركات الوهمية التي كانت تستلم الدولار المدعوم من البنك المركزي دون أن تستورد به دواء. وأعلن عن إصدار تدابير من قبل المجلس القومي للأدوية والسموم تهدف لتكثيف الرقابة على الدواء معترفا بالتقصير في هذا المجال خلال الفترة الماضية. وأضاف بقوله:»لكن الرقابة المهمة تكون من قبل المواطنين الموجودين في كل مكان». وطالب مواطنون بمواصلة ثورة الرفض لكل أشكال الغلاء والتي تسبب فيها قرار تحرير أسعار الوقود ومضاعفة سعر الجنيه السوداني أمام الدولار ثلاث مرات. وانتشرت تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي تشير إلى ذلك وارتفع سقف المطالبة عند الكثير برحيل نظام البشير. وأصدر بنك السودان في مطلع هذا الشهر جملة من القرارات بهدف السيطرة على سعر صرف العملات الأجنبية حدد بموجبها السعر الرسمي للدولار بـ15.80جنيه بالعملة المحلية بهدف تقليص الفارق مع السوق الموازي بعد أن كان 6.5جنيه، لكن السوق الأسود ارتفع من جديد لأكثر من 17جنيها. ووصف خبراء ومختصون الإجراءات التي ابتدرها البنك المركزي في السودان والمتعلقة برفع سعر الدولار بنسبة 130٪ مقابل الجنيه بالتحرير غير المعلن. وأوضحوا خطورة هذه الخطوة دون أن تتزامن معها إجراءات اقتصادية أخرى. الحكومة السودانية تتراجع عن الزيادة الكبيرة في أسعار الأدوية صلاح الدين مصطفى |
الجزائر: وزير الشؤون المغاربية يؤكد أن مبادئ الاتحاد الافريقي ليست عرضة للمساومات Posted: 25 Nov 2016 02:15 PM PST الجزائر – «القدس العربي»: قال عبد القادر مساهل وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية إن انسحاب المغرب ودول الخليج من القمة العربية ـ الإفريقية احتجاجاً على مشاركة الصحراء الغربية، لم يكن له أي تأثير على هذه القمة، وأن ذلك بين أن مبادئ الاتحاد الإفريقي ليست عرضة لأي نوع من أنواع المساومات. وأضاف مساهل الذي مثل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في القمة التي نظمت في غينيا الاستوائية في مقابلة مع موقع «كل شيء عن الجزائر» أن الاتحاد الإفريقي برهن أنه وفيٌ للمبادئ التي تأسس من أجلها، بدليل أن كل الدول الأعضاء في الاتحاد شاركوا في هذه القمة، وأن ثلثي الدول الأعضاء في الجامعة العربية كانوا حاضرين، وأن إفريقيا أثبتت أنها واعية بالتحديات القائمة، وأنه يجب التعامل معها كتكل واحد. أما فيما يتعلق باعتراض المغرب على تواجد الصحراء الغربية في القمة، وانسحابها رفقة دول خليجية، قال مساهل إن الجمهورية العربية الصحراوية عضو مؤسس في الاتحاد، وأن أي انضمام لدولة إفريقية لهذا الاتحاد (في إشارة إلى المغرب) لا يمكن أن تتم على حساب المبادئ التي تأسس عليها هذا الاتحاد. واعتبر أن المغرب طلب انسحاب الوفد الصحراوي أو تأجيل القمة فلم يكن له ذلك، فقرر الانسحاب رفقة 6 دول أخرى، وذلك في منتدى يضم 60 دولة، أي أن هناك 54 دولة شاركت في القمة. وقال الوزير والدبلوماسي السابق عبد العزيز رحابي إن ما حدث في القمة العربية ـ الإفريقية ليس مفاجئاً، وإنه يدخل في استراتيجية تقسيم الدول الإفريقية التي يقوم بها المغرب منذ أكثر من سنة، وانه بعد أن قام بتجميد الاتحاد المغاربي، يتعرض إلى إحدى نقاط قوة الدبلوماسية وحركات التحرر، والرباط تتعامل بمنطق إما الكرسي الشاغر أو أنا لوحدي، موضحاً أن المغرب سبق أن فرض شروطه للمشاركة في القمم الإفريقية العربية سواء في القاهرة سنة 1977 أو سرت سنة 2010 أو الكويت سنة 2013، ولكن هذه القمم كانت في دول عربية، وكان قد نجح في منع الوفد الصحراوي من المشاركة، لكن في قمة غينيا الاستوائية الأمر يختلف لأن القمة عقدت في بلد إفريقي. أما بالنسبة لمواقف بعض الدول الخليجية، وخاصة العربية السعودية التي انسحبت من القمة، في الوقت نفسه الذي يتم فيه الحديث عن انتعاش في العلاقات بينها وبين الجزائر، عقب الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال إلى الرياض، فاعتبر رحابي أن الامر عادي لأن دول الخليج تعتبر المغرب حليفاً استراتيجياً خلافاً للجزائر، موضحاً أن علاقات دول الخليج مع الجزائر يمكن أن تكون عادية أو ممتازة، لكن لا يمكن وصفها بالاستراتيجية، لأن الامر يتعلق بعامل مشترك بين الملكيات، التي تجعل من التضامن بينها أمراً ضرورياً لضمان بقائها. الجزائر: وزير الشؤون المغاربية يؤكد أن مبادئ الاتحاد الافريقي ليست عرضة للمساومات |
أزمة تشكيل الحكومة المغربية تشهد انفراجا نسبيا Posted: 25 Nov 2016 02:14 PM PST الرباط – «القدس العربي»: عرفت ازمة تشكيل الحكومة المغربية انفراجاً نسبياً بعد لقاء جمع أمس عبد الإله بن كيران رئيس الحكومة المعين، وإدريس لشكر الأمن العام للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ومغازلة الحركة الشعبية لبن كيران مع وقف حزب الاستقلال الذي سيشارك بالتحالف الحكومي هجماته على التجمع الوطني للاحرار المتوقع مشاركته والمتسبب في المأزق لاشتراطه استبعاد حزب الاستقلال من الحكومة الموعودة. وقال موقع حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه بن كيران والفائز بالمرتبة الاولى بالانتخابات التشريعية التي جرت يوم 7 تشرين الاول/ اكتوبر الماضي ان اللقاء الذي دام زهاء ساعة، مر في أجواء إيجابية، وتناولت المناقشة مسار تشكيل الحكومة كما توج اللقاء بتسجيل تقدم مهم في مواقف الطرفين حيث أصبحت اليوم أكثر تقارباً، كما أن الوضعية بخصوص المشاركة في الحكومة تحسنت عن السابق. وقالت مصادر حزبية أن الاتفاق بين بن كيران ولشكر، تم على أساس حسم الاتحاد نهائياً في قرار الدخول للحكومة. وان لشكر عبر، رسمياً، لرئيس الحكومة المعين عن قرار حزبه المشاركة في الحكومة، في انتظار مناقشة باقي التفاصيل. واصبح بن كيران، في مشاركة الاتحاد الاشتراكي، يتوفر على اغلبية لحكومته (203 مقاعد من 395 مقعداً في مجلس النواب) الا انه لا زال يطمح إلى مشاركة التجمع الوطني للأحرار (37 مقعداً)، بدون شروط تعجيزية، نظراً للاهمية السياسية لهذه المشاركة وقرب زعيم التجمع (عزيز اخنوش) من المراجع العليا. ولتسهيل مشاركة التجمع توقفت صحيفة «العلم»، لسان حزب الاستقلال مهاجمة عزيز أخنوش، بعدما خصصت عدداً من افتتاحياتها لمهاجمته بشدة، وقالت المصادر ان هذا التوقف جاء استجابة لمطلب من رئيس الحكومة. واوضحت المصادر أن لقاء، عقد، يوم الأحد الماضي، بين بن كيران، رئيس الحكومة، وحميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، انتهى إلى ضرورة إيقاف الحملات الإعلامية من أجل تسهيل عملية تشكيل الحكومة. أزمة تشكيل الحكومة المغربية تشهد انفراجا نسبيا |
شهد اليَعاسيب Posted: 25 Nov 2016 02:14 PM PST ما من نشاط ذهني تعرض للتشكيك في جدواه كالنقد، خصوصا في بعده الأدبي وهناك من وصفه بأنه يتعامل مع الحصى في قاع النهر وليس مع النهر وتياره، لهذا تساءل غراهام هيو عن السبب في عدم وجود تمثال لناقد واحد في عواصم العالم. والحقيقة ليست كذلك، فالنقد لا يمكن الحكم عليه بالجملة، ما دام هناك نقد اتباعي يعيش على هامش النّص ويتغذى عليه مقابل نقد يصل حدّ الإبداع الموازي، وأذكر أن نجيب محفوظ سئل عن تجربته مع النقد فأجاب بشيء من السخرية أن النقد مرّ بثلاث مراحل قدر تعلقه بنتاجه الروائي والقصصي، المرحلة الأولى هي التجاهل شبه التام. والمرحلة الثانية هي التعليق بتحفظ أو الاقتصار على تلخيص النص، أما المرحلة الثالثة فقد بلغت حدّ التخمة وفاضت عن أي حدّ، ولم يقدم محفوظ تفسيرا لذلك، لكن نبرته الساخرة توحي بأن النقد العربي ليس مغامرا وأن نظرية وقع الحافر على الحافر استمرت في تاريخ ثقافتنا بعدة صيغ وتجليات، فالنقد الكسول أو الداجن ينتظر الاعتراف بالإبداع من عدة أطراف منها القراء، إذا سارعوا إلى جعل كتاب ما الأكثر مبيعا بمعزل عن قيمته الفعلية، ومنها الجوائز بدءا من أصغرها وأكثرها تواضعا حتى نوبل وبوليتزر وغونكور، عندئذ يقبل النقد على النص ضامنا بأنه لا يجازف ولا يجترح طريقا أو أفقا بقدر ما يسير في طريق معبّد. وثمة تشبيه للنقد يقبل العديد من التأويلات، إضافة إلى طرافته هو أن النّقاد كالنحل، منهم من يحلق عاليا ويذهب بعيدا ويغامر بحثا عن الرحيق، ومنهم من يشبه النحل الكسول الذي يُعلف بالسكر المطحون وبالتالي يفرز عسلا مغشوشا، وهناك مبدعون في مختلف المجالات لا يعترفون بجدوى النقد أو أنهم أفادوا منه، وأدق تعبير عن هؤلاء ما قاله موسيقي عزف مقطوعة صفق لها الحضور، وحين سأله أحدهم ما الذي يعنيه بها أو عن أي شيء تعنيه لم يجد لديه سوى إجابة واحدة هي إعادة عزفها، وقد يفعل الفنان التشكيلي ذلك أيضا كما حدث في قصة لموباسان، حين قرر الفنان أن يجيب كل من يسأله عن معنى لوحة من لوحاته قائلا: ألم تشاهد في حياتك نهرا، رغم أن لوحاته لم يكن الماء من عناصرها أو مكوناتها على الإطلاق، وأحيانا يلعب النقد الرديء والمداجي دور الفزاعة في التنفير من نص ما، وهذا ما اعترف به الراحل جبرا إبراهيم جبرا حين قال بأنه لم ينتبه لشاعرين شغلا الناس والنقد معا لعدة عقود هما الجواهري ونزار قباني، إلا في مرحلة متأخرة من العمر، وبالفعل كتب عن الشاعرين لكن بطريقته. وهناك شاعران من أبرز وأشهر الشعراء العرب المعاصرين هما، أدونيس ومحمود درويش اعترفا مرارا بأن ما كُتب عنهما وهو غزير، لم يكن نقدا بالمعنى الدقيق، أو كشفا يمكن الإركان إليه، وأذكر أن الصديق الباقي محمود درويش قال لي ذات يوم أن كتابا صدر عنه بأكثر من ثلاثمئة صفحة كان بإمكان مؤلفه أن يختصره إلى مقالة لا تزيد كلماتها عن ألف كلمة. ولو شئنا اختيار أمثلة عن النقد الذي يدافع عن ضرورته وجدواه ويتاخم الإبداع، لوجدنا الكثير، وما كتبه الفرد أوبراين عن رواية «الطاعون» لألبير كامو أو جرمين بري عن «الغريب»، وكذلك فيليب يونغ عن همنغواي، وماثيسن عن إليوت يكشف ويضيء تجليات للنصوص قد تفاجئ من أبدعوها، لأن همنغواي لم يخطر بباله أن يأتي ناقد يقرأ «العجوز والبحر» من خلال التأويل الميثولوجي، بحيث يرمز خليج كوبا إلى بحيرة طبريا وسانتياغو إلى النبي يعقوب، وهذا ما فعله أوبراين حين قال عن رواية «الطاعون» إن الجرثومة التي أصابت شخوص الرواية في مدينة وهران الجزائرية تسللت إلى المؤلف، لأن أسماء كل شخوصه فرنسية تقليدية وكأنه يعبر من خلال اللاوعي عن الموقف الكولونيالي الفرنسي من الجزائر . ومقولة برادلي الشهيرة عن النص المتعدد تختزل الكثير مما يمكن قوله عن قابلية النص لتعدد القراءات والمستويات، سواء من خلال الإيحاءات أو الإحالات، وهناك عبارة وردت في قصيدة لإليوت هي البوابات الحارّة وجدت أكثر من خمسة تأويلات لها، بدءا من التأويل الجنسي إلى أطلال الرومان وأخيرا بوابات الجحيم، من خلال كوميديا دانتي الإلهية، وقد يكون ما اعترى النقد العربي من شخصنة وانجذاب نحو القطعنة أحد أسباب هذه الفوضى التي عبثت بتضاريس الخريطة الأدبية، فهو نقد غالبا ما يتجنب الجديد الخارج عن مألوفه الموروث والمكرس لهذا فهو نادرا ما يكتشف. وعلى سبيل المثال حين أصدر الطيب صالح روايته «موسم الهجرة إلى الشمال» وكتب عنها مبشرا الراحل رجاء النقاش، توالت المقالات عنها واخذت النصيب كله أو معظمه، على الأقل من أعمال صالح، رغم أن لديه قصصا قصيرة جدا لها أهمية فنية وجمالية فائقة، إضافة إلى رواياته الأخرى. فهل عاد النقد العربي إلى جذره الاشتقاقي المقترن بالدجاج؟ أم أن هناك محاولات يعترف أصحابها بأن النقد إفراز حضاري بامتياز ولا يمارس بالفطرة أو عند حدود الانطباع؟ مرة أخرى نقول تجنبا للتعميم والتعويم معا، إن النقد العربي الجدير بهذا التصنيف ليس أكاديميا أو إتباعيا، إنه من نتاج مبدعين فاضت تجاربهم وثقافتهم عن نصوصهم، كما يقول فالاس فاولي في قراءته للسريالية، لهذا عبثا ننتظر شهد الملكات من اليعاسيب. ٭ كاتب أردني شهد اليَعاسيب خيري منصور |
الكتابة العمياء أو كتابة المتاهات Posted: 25 Nov 2016 02:14 PM PST تتملكني حيرة عميقة وأنا في مقام الكتابة الجليل والبهي، هذه الحيرة النابعة من عسر الإدراك الذي يغشى الذات الولهانة بمعانقة البحث المضني عن معنى الكتابة في عالم مليء بالحروب بشتى تلاوينها، حروب لا تعطي أي قيمة للحياة، بقدر ما تزرع الموت في كل مكان يحب الماء والأناشيد والرقص، والغناء المترع ببواطن العذابات البشرية. عالم يكتب تاريخ ألفية ثالثة بنزيف وآهات ومكابدات الموتى، المعطوبين، الثكالى واليتامى، النازحين صوب الألم والمعاناة، الغرباء بين البلدان، الذين تفوح سحناتهم بعوز في الدفء والمحبة في أوطانهم التي تركوها تئن تحت وطأة القنابل والصواريخ والمخططات الجهنمية لأعداء الحياة. ومن ثم تقف الكتابة أكثر شللية وعدمية عن القيام بفعل شيء تجاه هذا العدم، ومع ذلك تبقى البلسم الذي يضمد جروح الباطن والظاهر لذات تعشق الغوص في متاهات الوجود باحثة، منقبة عن الأسمى والأطهر، وتغدو الجدوى من الكتابة حماية الذات من الامّحاء والامّحاق، جراء هذا الزحف الكارثي والمرعب للإنسان، وبالتالي فبالكتابة نقاوم هشاشة الذات والوجود، هشاشة المحبة التي باتت في خبر النسيان، تنسج عناكب الحروب والويلات عليها خيوط بل حيطان الإقبار، فبدا الأمر وكأننا نزكّي كل ما هو مظلم في هذه الفترة العصيبة التي تمرّ منها البشرية. فالكتابة، في الأصل، أشد ارتباطا بالذات، هذه الأخيرة تعدّ البيت الذي تلوذ إليه كلما شعرت بالغربة والاغتراب في وجود يكره وجوده ووجود الجمال والحب، وجود الشمس ساطعة في سماء القلوب، وجود الماء الجاري بين المجاري ناشرا الحياة والبهاء في ربوع الأصقاع الطبيعية والإنسانية، ومادامت الكتابة مرتبطة بالذات فهي تنغمس في الأسئلة الحارقة والمضنية، الأسئلة المنبثقة من توتر داخلي يغلي في مرجل الأعماق، للإجابة عنها بعيدا عن النرجسية المرضية، وإنما مرتهنة بكينونة تبحث عن مخرج للإنسانية من هذا الوضع الجحيمي الذي تتخبط في قيوده . ولعل الاحتفاء بالموت ما هو إلا صرخة في وجه العالم المتجبّر القاهر، المستبد، القاتل لكل أمل في الحياة حتى ينعم الوجود بالاستقرار الروحي والمادي، والتزام بأحقية الحياة . 2) لا يسعى الكاتب من وراء الكتابة إلى كسب مادي ولا مجد سلطوي زائل؛ وإنما يشاكس العالم ويستفزّه بالسعي خلف ما هو معنوي يستطيع من خلاله، أن يبذر في الروح بذور الإحساس بقيمة الحياة والجمال، والذود عن القيم الإنسانية التي تسمو بالإنسان عن الزائل الطارئ، والتشبث بكل ما ينقذ الذات والعالم من الغرق في التشيؤ والتبضيع الذي تقوم جاهدة به العولمة تجاه الإنسان والقيم والمشاعر النبيلة؛ فكان لهذا الأمر سلبيات تهدد كينونة الإنسان التي أصبحت تتلاشى وتندثر بفعل ممارسات لا تمت إلى الإنسان بصلة. ولعل الاغتراب المفعم بالعدمية الذي ينتاب الكاتب ما هو إلا جواب عمَّا يعتور العالم من تشوهات في القيم السامية التي كرستها جل المعتقدات السماوية، وجذّرتها الأفكار الإنسانية التي تنتصر للإنسان وللقيم، وتنبذ كل ما من شأنه إحداث أعطاب لن تنجو البشرية من عواقبها الوخيمة التي بدأت، في الآونة الأخيرة، تنتشر كالنار في الهشيم، ذلك أن اللاقيم وتسليع الإنسان وتخريب العالم البيئي هي لسان حال عالم ذاهب إلى الانهيار، الشي الذي يدعونا إلى التأمل في هذا المصير الكارثي الموبوء بأمراض التّملك والهيمنة التي تحولت إلى هوية بشرية هدفها قتل العواطف المتوهجة بما هو فطري أصيل في الإنسان؛ وبالتالي تغدو الكتابة الدواء الذي يمكنه علاج البشرية من هذه العلل المهلكة والقاضية على الحس والتأمل والتدبّر في ملكوت الله وملكوت الإنسان للوقوف على حقيقة الاحتفاء بالحياة والقيم والمحبة. فالكتابة وعاء من هذا الانهيار الحضاري الذي يهدد الذات في وجودها، ووعاء أيضا لرعاية القيم والحب والجمال حتى يتحول العالم إلى مرتع للنور والضياء، للمحبة والفضيلة، حتى تعود البشرية إلى سِمْتِها الحقيقي، وعليه فالكاتب يَجْمُلُ به أن يكون في الصفوف الأمامية للدفاع والمنافحة عن الذات والعالم بما يملك من قوة الخيال أولا ومن وهج التأمل لصوغ تجارب همّها الإنصات إلى المحيط النابض بالحياة، والضاج بالألم. 3) الكتابة العميقة تنطلق دوما من تصور واضح للعملية الإبداعية، إذ في غياب وعي جمالي وفني لا يمكن للكتابة تأدية دورها التنويري أولا فهي بمثابة النبراس الذي يضيء عتمات البواطن ويكشف عن المشاعر الدفينة والهواجس المتوترة للذات، وثانيا لكونها تبحث عما هو جوهري في الكون، فالكاتب وهو يخلق عوالمه الإبداعية يستدعي معالم الوجود الملتبسة محاولا القبض عليها، ومحاورتها حوارا نابعا من عمق الإحساس تجاه الكائنات الممتدة في ملكوت لا ينتهي. هذا الوعي الجمالي الفني يمنح للكتابة بعدها القيمي والثيماتي، ويزيدها إشراقة وتوهجا، لأنها تسعى إلى التعبير عن موقف الذات من كينونتها، والعالم عبْر التأمل المعقلن؛ والتدبّر المؤنسن حتى يحقق الموجود وجوده الناطق بحالات التوتر والقلق، والاحتراق بالأسئلة الوجودية المبرقة في الآن ذاته، فالسؤال الوجودي لطالما حيّر العلماء والفقهاء والمبدعين والفلاسفة وكل من له ذرة تفكير، لكونه سؤالا مرتبطا بهذا العالم المتنافر والمتصارع مع الذات التي تبذل قصارى جهدها لتملّك هذه الكينونات المتعددة حتى يحقق هوية كينونته المتملصة والهاربة نحو العزلة المفضية إلى الشعور بالغربة والاغتراب، خصوصا في ظل الانهيار التام للقيم والإنسان. لا غرو في كون الكتابة مغامرة محفوفة بمخاطر الإبحار في لج غائر وعميق، من لم يمتلك مجاذيف الرؤية الواضحة الجلية سيكون من الضحايا الأولين لهذه المغامرة، وكذلك الفكر المنفتح على آفاق بعيدة من خلالها نستشرف العمق الكوني والإنساني. 4) الكتابة حفر أبدي في الطبقات الجيولوجية للأعماق؛ حتى تستطيع الذات الكاتبة التعبير عمّا يعتورها من ارتجافات وجودية تجاه العالم، وتجاه المصير الإنساني في ألفية تشهد أكبر كارثة في الحق البشري، حيث لا مجال للإحساس بالأمن الوجودي لذوات متشظية ومتمزقة بفعل حروب طاحنة من أجل إشباع الرغبات الغابوية، كل هذا دمغ الكتابة المعاصرة باللاجدوى والعدمية واللامعنى، إنها كتابة سوداء تؤمن بالظلمة والعتمات، تكره النور، وبالتالي فهي تنتصر للغموض بدل الوضوح، فأمام هذا الخراب الذي يعم العالم ما عسى الكتابة القيام به سوى النحيب ولعنة الموت. وهذا ما يمكن أن نطلق عليه بالكتابة العمياء. فالكتابة العمياء إدانة فصيحة بليغة ضد وجود ملتبس؛ منهار على المستوى القيمي، لا قيمة للحياة، عالم يمجّد التوابيت والجثامين، والجنون المخرب الهدّام وليس الجنون المعقلن بتعبير الشاعر الجميل عبد الله راجع، من هنا نلاحظ الاختيار الاضطراري للكاتب بعيدا عن واقع ملتهب، مشتعل بأسئلة المفارقات التي تعمّ هذا الملكوت الذي لم يعد إلا عنوانا للتيه، لانتحار الإنسان في متاهات الاغتراب القسري . الكتابة العمياء صرخة في وجه البصيرة التي عجزت عن الإدراك العميق لما يجري من تخريب وتدمير لحضارت إنسانية لعبت دورا مهما في تشكيل الوعي الإنساني والكوني، هذه البصيرة المستضاءة اليوم بالقتامة الاستهلاكية المعولمة. إنها كتابة المتاهات التي بإمكانها انتشال الذات الكاتبة من ربقة هذا الجحيم الوجودي التي ألقيت فيه البشرية، بعد أن اعتقد الإنسان تحرره من أغلال العبودية المستحدثة بلبوسات اقتصاد السوق الحرة وعولمة ثقافة ملء البطن وتسطيح الفكر، وعليه فالكاتب وهو في حالة تأمل وتبصر لما يجري يشعر بنوع من النفي القسري الممارس عليه، إذ لا وجود لمنطق الاختلاف في منظور القوى الجائرة، المستبدة، التي لم تأل جهدا في تمييع الإنسان وتحويله إلى سلعة لصناعة الرداءة الفكرية والثقافية والسياسية، ما أدى إلى بروز أمراض اجتماعية تستشري في جسم المجتمعات تهدد الإنسان في الوجود. الكتابة العمياء أو كتابة المتاهات هي رحلة الذات عبر الإنصات الروحي لفيوضات المنسي والمهمش في الذات، والإبحار في سراديب العالم المدلهمة بأحداث خارقة للمألوف في القيم والثوابت في الأعراف العالمية بين الأمم التي تلح على ضرورة الإيمان بالاختلاف، في هذه اللحظة التاريخية الحاسمة لا مكان للاختلاف وفي هذا إيذانا بانهيار العقلانية المتنورة أمام العصبيات القومية، والتعصب الديني، ورفض الآخر المختلف ثقافيا وعقائديا من تجليات أزمة العقل الإنساني الذي يعيش حالة شلل، نظرا لهذا التغول الغابوي. فالكتابة العمياء لا تستسلم للكائن وإنما تحرّض من أجل معانقة الممكن، كحلم يراود الذات الكاتبة للتعبير عما يكتنفها من تشوهات في الرؤية، هذه الأخيرة لابد من امتلاكها من لدن الكاتب حتى يستطيع ملامسة أعطاب الإنسانية، ووجود مخارج حقيقية لأزمة قيم. وهي التي، من خلالها، تستمد الذات الكاتبة القدرة على مجابهة متاهات معتمة في الذات والعالم. ٭ شاعر من المغرب الكتابة العمياء أو كتابة المتاهات صالح لبريني: 1) |
النجمة المصرية الشابة ناهد السباعي تفوز بجائزة أحسن ممثلة وفيلم «ميموزا» بجائزة الهرم الذهبي Posted: 25 Nov 2016 02:13 PM PST القاهرة – «القدس العربي» : اختتمت مساء الخميس الدورة الثامنة والثلاثون من مهرجان القاهرة السينمائي، في غياب واضح للنجوم الذين لم يحضر منهم سوى أعضاء لجنة التحكيم والمشاركين في الأفلام المصرية، وأعلنت الجوائز التي قام وزير الثقافة المصري حلمي النمنم بتسليمها مع الفنان محمود حميدة الرئيس الشرفي للمهرجان وماجدة واصف رئيس المهرجان، حيث فاز فيلم «ميموزا» بجائزة الهرم الذهبي، وهو من إخراج أوليفر لاكس (إسبانيا – المغرب – فرنسا). وفاز فيلم «قطار الملح والسكر »، إخراج ليسينيو أزيفيدو (البرتغال – موزمبيق – فرنسا – جنوب إفريقيا – البرازيل) بجائزة الهرم الفضي، فيما ذهبت جائزة الهرم البرونزي لأحسن عمل أول أو ثاني لفيلم «قتلة على كراسي متحركة» من إخراج أتيلا تيل (المجر)، وبجائزة أحسن إسهام فني فيلم «لسنا بمفردنا» من إخراج بيتر فاكلاف (التشيك)، وجائزة نجيب محفوظ لأحسن سيناريو لفيلم «غرباء كليةً» إخراج باولو جينوفيزي (إيطاليا)، وجائزة أحسن ممثلة للفنانة ناهد السباعي عن دورها في فيلم «يوم للستات» من إخراج كاملة أبو ذكري (مصر)، وجائزة أحسن ممثل للفنان شكيب بن عمر عن دوره في فيلم «ميموزا». وفي مسابقة «سينما الغد» الدولية، منحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة لفيلم «الناحية الأخرى لنهر دومان» إخراج سي وونج باي (كوريا الجنوبية)، وجائزة يوسف شاهين لأفضل فيلم قصير «عدن» من إخراج أنرديس راميريز بوليدوث (كولومبيا) شهادة تقدير لفيلم «صعود» من إخراج بيدرو بيرالتا (البرتغال)، وشهادة تقدير لفيلم «نزهة» من إخراج يوري بافلوفيتش (كرواتيا)، وشهادة تقدير لفيلم «روزينيا» إخراج جوي كامبوس (البرازيل). وفي جوائز مسابقة «أسبوع النقاد»، فاز بجائزة شادي عبد السلام فيلم «في المنفى» إخراج دافيس سيمانيس (لاتفيا – ليتوانيا)، وجائزة فتحي فرج لأفضل إسهام فني ذهبت إلى تصوير بافل خورجيبا في فيلم «زود» إخراج مارتا مينوروفيتش (بولندا). وفي جوائز جوائز آفاق السينما العربية، ذهبت جائزة أفضل فيلم في آفاق السينما العربية وقدرها 75 ألف جنيه لفيلم «زيزو» إخراج فريد بوغدير (تونس)، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة الجائزة مقدمة من شركتي «فيلم كلينك» محمد حفظي، و«فيرست استب»، وقدرها 50 ألف جنيه ذهبت لفيلم «حرائق» إخراج محمد عبد العزيز (سوريا) شهادة تقدير لفيلم «لحظات انتحارية» إخراج إيمان النجار (مصر)، وشهادة تقدير لفيلم «بركة يقابل بركة» محمود الصباغ (المملكة العربية السعودية). أما جوائز ملتقى القاهرة السينمائي الرابع، فازت بها أفلام «بابيون في خزان المياه» ليحي العبد الله، و«شروط المحبة» لهالة خليل، و«الكيلو 64» لأمير الشناوي، و«بيروت ترمينوس»، و«مهلة خمسة أيام» لصالح ناس ابن لمهدي برساوي. وحصلت منتجة فيلم «بيروت ترمينوس» جانا وهبي على دعوة لحضور ورشة المنتجين في مهرجان روتردام السينمائي الدولي. وذهبت جائزة لجنة تحكيم الفيبريسي إلى فيلم «حياة آنا» إخراج نيون بزيليا (جورجيا) واستمرت الدورة لمدة عشرة أيام بدأت في الخامس عشر من الشهر الحالي واستمرت حتى الرابع والعشرين من الشهر نفسه، وكانت دورة باهتة، وظهر ذلك منذ البداية مع حفل الافتتاح، حيث ساد سوء التنظيم وغياب النجوم عن الحفل، البعض غاب إهمالا، مثل نجوم الصف الأول الذين لم يحضر منهم سوى مني زكي وأحمد حلمي، الذي تم تكريمه في الافتتاح وعدد قليل آخر من النجوم، وحضر كثير من الوجوه غير المعروفه سينمائيا واحتلوا الصفوف الأولى، بينما غاب صناع السينما الحقيقيون، وأكد كثير منهم أنهم لم تصلهم دعوات مثل المخرج علي عبد الخالق والمخرج علي بدرخان ومدير التصوير سعيد شيمي ومدير التصوير محسن أحمد وأساتذة المعهد العالي للسينما. وكان التوتر يخيم على أجواء المهرجان قبل افتتاحه بسبب أزمة الفيلم المصري « البر التاني»، الذي قررت إدارة المهرجان استبعاده فجأة من المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان لأنه شارك في المسابقات الرسمية لمهرجانات أخرى بما يخالف لائحة المهرجان، وقد ثار عدد من السينمائيين ضد هذا القرار وأصدروا بيانا يطالبون فيه باشراك الفيلم في المسابقة إلا أن إدراة المهرجان لم تسجـب. وكان من أسباب التوتر أيضا اختيار لجان التحكيم، حيث رأى البعض أن عددا من أعضاء لجنة تحكيم المسابقة الرسمية ليست لديهم خبرة كافية، مثل صبا وأروى جودة وهو الأمر الذي ردت عليه إدارة المهرجان بأنها فرصة لاكتساب الخبرة، خاصة أن أصواتهما ليست مؤثرة من بين تسعة أصوات. وكان اشتراك الفنانة المصرية إلهام شاهين في لجنة تحكيم مسابقة «آفاق عربية» مثيراً للجدل أيضا لأنها شاركت في المسابقة الرسمية للمهرجان بفيلم «يوم للستات» من انتاجها وبطولتها وهو ما دافع عنه سيد فؤاد مدير مسابقة «آفاق عربية» بأن اختيارها كان قبل قرار اشتراك فيلمها في المسابقة الدولية مع عدم التعارض لأن المسابقتين مختلفتان. مستوى الأفلام المصرية التي شاركت في المسابقة الرسمية كان مثار انتقاد الكثيرين، خاصة فيلم «البر التاني»، من تأليف زينب عزيز واخراج علي إدريس وبطولة الوجه الجديد محمد علي وعدد من الوجوه الشابه، حيث كان مستوى الفيلم ضعيفا لا يرقى للمشاركه في المهرجان. وقد أكد أعضاء لجنة المشاهدة أنهم لم يشاهدوا الفيلم ولم يوافقوا على عرضه في المسابقة الرسمية. وقالت إدارة المهرجان في بيان لها أن رأي لجنة المشاهدة استشاري ومن حق المدير الفني للمهرجان يوسف شريف رزق الله اختيار أفلام بنفسه للمشاركة، ومنها هذا الفيلم، وقد تسبب بطل الفيلم محمد علي في أزمة كبرى، حيث اشترى نسبة كبيرة من التذاكر الخاصة بعرض الفيلم في المهرجان ولم يجد كثير من الصحافيين والنقاد والمهتمين مكانا، كما أنه استأجر «بودي غاردات» لحماية العرض الأول للفيلم في المهرجان، وقد اعتدوا بالضرب على عدد من الصحافيين وقاموا بسبهم بالفاظ جارحة، مما أغضبهم بشدة على إدارة المهرجان، وكان هذا هو الفيلم الوحيد الذي حدثت فيه مثل هذه الأزمات بينما كان دخول الأفلام الأخرى منظما ودون مشاكل. وكان من اللافت للنظر في الدورة الثامنة والثلاثين من المهرجان لافتة «للكبار فقط»، التي وضعت على 27 فيلما، وهو ما بررته ماجدة واصف بأن هذه الأفلام ذات مستوى فني جيد جدا وقرروا عدم التضحية بها خاصة أنها ليست مبتذلة، كما أن قانون الرقابة المصري، الذي أقر منذ فترة يسمح بعرض هذه الأفلام للكبار فقط. كثير من أفلام المسابقة الرسمية لم تعقد بعدها ندوات للمناقشة، على عكس السنوات السابقة، وذلك بسبب غياب صناعها عن المهرجان وربما يعود هذا لضعف ميزانية المهرجان، حيث لم تتمكن إدارة المهرجان من استضافة جميع صناع الأفلام، كما أنها لم تتمكن من اجتذاب نجوم عالميين لحضور حفل الافتتاح والاختتام، نظرا للأموال الكثيرة التي يتقاضاها هؤلاء النجوم. بينما حازت الندوات العامة على الاهتمام والحرص على المشاركة مثل ندوة «التشريعات السينمائية «، التي شارك فيها سينمائيون من مصر والوطن العربي، وندوة «سينما الربيع العربي» لكتاب بالاسم نفسه للناقد المصري سمير فريد، حيث شهدت حشدا سينمائيا كبيرا تحية لسمير فريد. وشارك في المهرجان 204 أفلام من 16 دولة في المسابقات والبرامج المختلفة، وكانت متفاوتتة المستوى، لكن يحسب لادارة المهرجان وجود أفلام رائعة لاقت إعجاب كل المشاهدين والمتابعين ومن بينها فيلم «درب التبانة» للمخرج الصربي الكبير أمير كوتستاريسكا، بطولة مونيكا بيلوتشي، والفيلم الايطالي «غرباء كلية»، الذي فاز بجائزة نجيب محفوظ للسيناريو وفيلم «قطار الملح والسكر» و»ميموزا»، الذي فاز بجائزة الهـرم الذهـبي لأحسـن فيلـم. الأفلام الوثائقية أيضا كانت متميزة، ومنها فيلم «أين الغزوة المقبلة» للمخرج الأمريكي مايكل مور، الذي يؤكد من خلاله وهم الحلم الأمريكي ويفند أكذوبة أن أمريكا هي جنة الله على الارض. كذلك كان هناك الفيلم الأمريكي أيضا «جمهورية ناصر»، الذي يرصد رحلة الزعيم المصري جمال عبد الناصر ومحاولات تحقيق حلم العدالة والتحرر ومساعدة الدول التي تسعى للتحرر من الاستعمار. اضافة للفيلم الوثائقي «هامش على تاريخ الباليه» للمخرج المصري هشام عبد الخالق الذي يرصد بداية تاريخ البالية في مصر من خلال رواد البالية من بينهم ماجدة صالح. من الأمور التي كانت مثار انتقاد الكثيرين حضور ممثل «البورنو» هشام طلياني، حيث قيل إنه مدعو من إدارة المهرجان وهو الأمر الذي نفاه يوسف شريف رزق الله، مؤكدا أنه متطفل على المهرجان ولم تتم دعوته، بينما تم طرد سما المصري من على السجادة الحمراء في حفل الختام بعد أن أثار تواجدها استياء الكثيرين. النجمة المصرية الشابة ناهد السباعي تفوز بجائزة أحسن ممثلة وفيلم «ميموزا» بجائزة الهرم الذهبي دورة باهتة ومثيرة للجدل لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي فايزة هنداوي |
الثقافة المطلوبة لكشف خفايا مخططات التقسيم! Posted: 25 Nov 2016 02:13 PM PST نعود ونؤكد أن دور القوى الصهيو غربية في تنفيذ مخطط «الشرق الأوسط الكبير» أو الجديد هو لضمان هيمنة الدولة الصهيونية على «القارة العربية»، وتفتيت دولها وتقسيم أراضيها، لتصبح تل أبيب عاصمة الدولة الإقليمية الأقوى. ومن الأهمية بمكان التصدي لهذه المخططات الجاري فرضها بالحديد والنار، وبخلق واقع جديد يقوم على التقسيم الطائفي والمذهبي والعرقي والمناطقي، والتصدي يحتاج لمرتكزات ثلاثة أساسية: 1ـ الوعي بمضمون ومخاطر المشروع الصهيو غربي المسمى الشرق الأوسط الكبير أو الجديد، أو غيره أيا كانت الصيغة والمُسمَّى. 2 – الإرادة القوية، التي تؤكد أهمية العمل على المشاريع البديلة، سواء حملت اسم الوطن العربي الكبير، أو الشرق العربي الجديد، أو غيره من الأسماء، وكان من المفترض أن يبدأ ذلك العمل من سنوات. 3 ـ الاعتماد على الطاقات الشابة الواعية، المقدرة لجسامة المهمة والقادرة على تحمل مسؤوليتها. وهذه مرتكزات تهيء الفرص للإمساك بمفاتيح الحل، على الرغم من غياب الوعي على المستوى الرسمي، وضعفه بين قطاعات الرأي العام الشعبي. ويمكن إثبات ذلك القصور بإعادة إعادة قراءة تاريخ النكبة التي حاقت بفلسطين، فمقدماتها لاحت مبكرا مع هبوب الرياح السامة، التي صاحبت الحملة الفرنسية على مصر والشام نهاية القرن الثامن عشر. وتلك الحملة أخفقت فرنسيا، لكنها أوجدت رحما حوى النطفة الصهيونية، فصارت جنينا خلال قرن من الزمان. وفي نهاية القرن التاسع عشر جعل ثيودور هرتزل من نفسه قابلة تولت ولادة ذلك الرضيع في مؤتمر بال بسويسرا عام 1897م، وتنافست الامبراطوريتان البريطانية والفرنسية على تبنيه ورعايته وتقويته، ووُظِّفت حروبهما العالمية في خدمته وتأهيله.. واحتضناه أثناء الحرب العظمى (1914 – 1918)، واتفقتا على تقسيم المشرق العربي (سايكس – بيكو 1916) تمهيدا لمقدم الوليد الجديد، وهو اتفاق افتضح سره، حين كشفه البلاشفة الروس في 1917، عام صدور «وعد بلفور». وبمقتضى ذلك الاتفاق خضعت سوريا ولبنان للانتداب الفرنسي، ووقعت فلسطين وغرب الأردن تحت الانتداب البريطاني، وتم استثناء شرق الأردن، ووضعه تحت إدارة أشبه بالحكم الذاتي حملت اسم إمارة شرق الأردن.. واستمرت بريطانيا وفرنسا ترعيان المشروع الصهيوني حتى شب عن الطوق، وأقامتا له دوله، بعد الحرب العالمية الثانية، وانتقلت رعايته للولايات المتحدة، وقد لعبت دورا رئيسيا في تطوير المشروع الصهيوني من شتات حركة فضفاض ووضعته في دولة مدججة الأسلحة حتى الأسنان. وتمر الأيام ويأتي غزو الكويت فرصة لحصار العراق ثم غزوه، وذلك أتاح للدولة الصهيونية تأكيد حدود دولتها، حسب الزعم التوراتي من الفرات إلى النيل، ثم تهيأت لتوسع إمبراطوري أكبر للهيمنة على القارة العربية، من المحيط إلى الخليج، وعليه خرج مشروع الشرق الأوسط الكبير أو الجديد من الخزئن السرية إلى العلن. وهذا مكمن خطر حقيقي، بسبب ما يجري لترسيم حدوده وترسيخ وجوده في نطاق عربي مستباح، ويعاني من فراغ قاتل في كل المجالات!!. هذا مفتاح فهم ما يحدث حاليا في القارة العربية. ومن يعمل على عرقلة ومنع اكتمال ذلك المشروع التوسعي، من حقه يسأل، هل من سبيل نظامي وقانوني يحقق ذلك؟ والرد اعتمد على تحليل مواقف «الشرعية الدولية» المنحازة.. وعلى ما بدا من تسليم عربي رسمي بالمخطط الصهيوني، ومما تأكد من رخاوة وهشاشة في المواقف الشعبية الراهنة، تشير إلى أن الطريق مسدود. وهناك من يرى بوجوب التوجه إلى الشعب، وهو رأي يستفز «الليبراليين الجدد»، وإمكانياتهم وقدرتهم الفائقة على وأد أي توجه من هذا النوع، فهم يملكون شركات للتجارة والصناعة ويديرون احتكارات المال والإعلام الصحافة والاتصالات، ويتمتعون بمظلة حماية غربية، سياسية وعسكرية، وظهير صهيوني قوي، معلن ومستتر. وينعتون كل ما ينسب للشعب بــ «الشعبوية»، تحقيرا وتقليلا من شأنه، واستعلاءً على الدولة، واستشعارا بأنهم أقوى من الحكم ومن مؤسسات الدولة وأجهزتها!!. وذروة الصيغ النظامية والقانونية هي الدولة الموحدة (الاندماجية)، يليها في الدرجة ممالك وجمهوريات ودول وولايات اتحادية (فيدرالية)، وبدرجة أقل تأتي الكيانات التعاهدية (الكونفدرالية)، ثم الأدنى كالأسواق المشتركة، والمناطق الحرة بين أكثر من دولة، والاتفاقات الثنائية. وكل هذا انتهى بانفراط عقد النظام الإقليمي العربي، وكانت تمثله جامعة الدول العربية، التي أضاعت ما كان موجودا من تنسيق وعمل مشترك، وقبلت بالعمل رديفا للمجهود الصهيو غربي، بداية من الإقرار بحصار العراق، ومساعدة الغزاة على احتلاله، ومباركة تقسيمه وتشريد أهله، والغرق في مستنقعاته الطائفية والمذهبية والعرقية الآسنة. والعجز عن وقف الاحتراب البَيْني، أو تهيئة الفرصة لهدنة لالتقاط الأنفاس والتفاهم، والتمهيد لتسويات قد تكون ممكنة، ودورها في توجيه التطورات الدامية في سوريا واليمن، وذهب النظام الإقليمي العربي بما له وما عليه «إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم»، وقد فقد مبرر وجوده. لننظر حولنا، ضاع الصومال الواحد. وانقسم السودان الموحد.. وأضحى العراق العريق أثرا بعد عين. والنزف السوري لا يتوقف. وفلسطين ضاعت وضاع معها المراهنون على أعدائها ومغتصبيها ومستوطنيها! وتغيرت مواقف وتبدلت أحوال، شخصيات وأحزاب وجماعات محسوبة على العروبة والوحدة، ففاحت منها روائح طائفية وفاشية كريهة. وأضحى من الصعب التعويل على الأحزاب الرسمية في وضعها الراهن، ولا على السياسيين المحترفين ولا على ذاتية طموحاتهم. والسلامة في البعد عنهم. وهذا ما تقضيه الحاجة الماسة إلى إعادة التماسك الوطني والقومي المفتقد، والاعتماد على الذات. وكما بدأنا بطرح فكرة «المشروع البديل» في هذه الصفحة على القراء والمهتمين مباشرة، ونشرنا ما وصلنا من أراء ومساهمات، فلا بأس من استمرار هذا النهج والاعتماد عليه، ودعوة كل من قدم رأيا وساهم وأثرى الفكرة، فنتعرف على رأيهم في جمع ما لدينا من حصيلة، وهي في حدود أربعين ألف كلمة، ووضعها بين دفتي كتاب، كموضوع محكوم بسياق واحد مترابط ومتكامل. وإذا ما حاز القبول يقدم كمادة لعقد حلقة دراسية، وسأبذل قصارى جهدي لكفالة النشر، رغم المتاعب الصحية المستمرة في الأعوام الأخيرة، وخضوعي لأكثر من جراحة في العمود الفقري والقلب، وقد يتمخض هذا الجهد ويلد مركزا للبحث يتخصص في دراسة وعرض مشروعات التقسيم والمشروعات البديلة لها!!. وفي ظروف عمل الدولة على تجفيف منابع المعرفة والثقافة والعلم يفرض علينا الواجب الوطني والإنساني العمل على تأسيس حركة ثقافية جامعة، كاشفة لخطر المخططات الموضوعة للقارة العربية، بشرط أن الابتعاد عن العمل السياسي والحزبي والطائفي والمذهبي والانعزالي، فلعل وعسى أن يولد منه تيار جديد يعوض موت السياسة، ويخفف من أثر وقوف جهاز الدولة، بالفعل أو بالصمت مع المشروعات الصهيو غربية، أو ينكفئ على نفسه، ويعجز عن مد بصره عبر حدود دولته الجغرافية والسياسية إلى البلاد الشقيقة!. والأمل معقود على مثل هذه الحركة لسبر أغوار التجارب الوطنية والتاريخية الخاصة بنا كعرب، ودراسة تجارب العالم الأخرى، في آسيا وافريقيا وأمريكا اللاتينية.. واستحضار الرموز الوطنية والشخصيات التاريخية، التي تركت بصمتها وأثرها الكبير على الأجيال المخضرمة وما تلاها. والعمل الثقافي جهد علمي موضوعي رصين، بعيد عن الهوى، وبالقطع سيؤكد طبيعة الوجود الصهيوني، جنيني وتوراتي وإمبراطوري، وسوف يؤكد، كما أكدت الجامعات والمؤسات الأكاديمية الغربية، ووصفه بالاحتلال الاستيطاني العنصري، على أرض ليست له، ويبقى غريبا حتى تعود الأرض لأصحابها، وتنتهي المعارك الزائفة لعصور طحن الهواء، المعزز بالاستبداد والفساد والعنف والطغيان والتمييز. ٭ كاتب من مصر الثقافة المطلوبة لكشف خفايا مخططات التقسيم! محمد عبد الحكم دياب |
مرحبا بكم في دنيا الديموقرا ـ توريّة! Posted: 25 Nov 2016 02:12 PM PST لا يستغرب من المؤرخ الاقتصادي السويدي يوهان نوربرغ، الذي تطرقنا الأسبوع الماضي لكتابه الجديد «التقدم: عشرة موجبات للتطلع نحو المستقبل»، أن يقول بأن نطاق الحريات آخذ في الاتساع على النطاق العالمي. أما دليله على ذلك فهو تزايد عدد الدول الديمقراطية من 76 عام 1990 إلى125 دولة اليوم. وقد أبلى نوربرغ في السبح ضد تيار الرأي السائد، حيث فنّد كل المقولات التي نعتها بأنها «رومنطيقية» لأنها تعتبر أن الماضي أفضل من الحاضر وأننا سائرون كل يوم نحو الأسوأ، وجادل بألمعيّة بأن الإنسانية إنما تعيش اليوم أفضل عهودها في مختلف المجالات. ولكن الطريف أنه إذا كان هذا الباحث الليبرالي المتحمس للعولمة الرأسمالية سابحا ضد التيار في قوله بأن الإنسانية تحيا اليوم عهدها الذهبي في مجالات الصحة والاقتصاد والتعليم، فإنه مجرد سابح في اتجاه التيار عندما يتعلق الأمر بالسياسة. ذلك أن قوله بأن عصرنا هو أكثر العصور ديمقراطية في التاريخ لا يعدو أن يكون تردادا لما استقر عليه الرأي السائد. إذ المعروف أنه قد ساد الأدبيات السياسية، منذ سقوط جدار برلين، قول شبه إجماعيّ بأننا نعيش اليوم في عالم أكثر ديمقراطية من أي وقت مضى. وقد وجد هذا القول في اندلاع الثورات الشعبية العربية ما زاده متانة وبرهان سداد (حتى حدود عام 2012 على الأقل). والواقع أن هذا معطى لا سبيل للمراء فيه. فقد تزايد عدد الدول التي يمكن أن تنعت شكليا بأنها ديمقراطية تزايدا فعليا أثناء العقود الثلاثة الماضية، خاصة في أوروبا الشرقية وأمريكا اللاتينية وبعض أقاليم آسيا. ولكن التغني بالتعميم التدريجي للديمقراطية ينم عن نسيان عام لدروس القرن العشرين، سواء كان هذا التغني على الطريقة الانتصارية الهازجة بنهاية التاريخ على أساس من القول بخطيّته واتجاهيته المتقدمة نحو محطة إنسانية واحدة، أم على الطريقة البراغماتية القائلة بأن الأخذ بالديمقراطية هو أقصر الطرق لتحقيق التنمية، ثم الرفاهية، الاقتصادية. وتشمل هذه الدروس المنسيّة زيف السلام الذي فرض في نهاية الحرب العالمية الأولى ـ السلام الذي تنبأ المارشال فوش عام 1919 بأنه مجرد هدنة لن تدوم أكثر من عشرين سنة. وقد صدق. إذ ما أن حلت سنة 1939 حتى اندلعت الحرب العالمية الثانية. كما تشمل الدروس المنسية عجز الديمقراطيات الغربية في الثلاثينيات عن مواجهة الكساد الاقتصادي ومواجهة صعود الأنظمة الاستبدادية في أوروبا. أما أكبر الدروس التي لم يستفد منها، فهو أن الديمقراطيات الغربية بذلت بعد الحرب العالمية الثانية مساعي ناجحة لإحلال نظام عالمي مستقر ولبلورة صيغة مقبولة من الرأسمالية بفضل قابليتها المستمرة للإصلاح والتحسين. ولكن الديمقراطيات الغربية فعلت عكس ذلك بعد نهاية الحرب الباردة، فلم تبذل أي جهد لبلورة عالم جديد، ظنا منها أن الرأسمالية والديمقراطية انتصرتا النصر المؤزر، بل النهائي. صحيح أن بوش الأب أعلن اعتزامه إقامة «نظام عالمي جديد» بعد سقوط جدار برلين، وأنه ردد الكلام في هذا الشأن مرارا أثناء حشد التأييد للقوات الدولية التي شنت حرب تحرير الكويت. ولكن الخطوة الجزئية الملموسة الوحيدة تمثلت في إنجاز الوعد الأمريكي بعقد مؤتمر للسلام في مدريد، مع إرغام شامير على الحضور صاغرا دونما طائل، فقد كان بعدها من أوسلو، التي لم تكن في الحسبان، ما كان. وهكذا ركز الغرب بعد سقوط الاتحاد السوفييتي على جني ما اعتقد أنه أرباح السلام. فإذا بالرأسمالية المافيوزية تعوض رأسمالية الدولة في أوروبا الشرقية، وإذا باقتصاد الفقاعات يتفاقم حتى انفجر عام 2007 بشكل كاد يحدث انكماشا ماليا عالميا. فما الذي انبعث من أنقاض إيديولوجيات القرن العشرين؟ انبعثت النزعتان الشعبيتان الأقوى في التاريخ الحديث: النزعة القومية والتعصب الديني. أما مكمن الخطأ عند نوربرغ وكل القائلين بتعميم الديمقراطية على نطاق عالمي فهو أوّلا في اعتقادهم، على المستوى النظري، بأن الديمقراطية تعني بالضرورة انتشار الحريات. إذ المرجع عندهم هو الديمقراطية الليبرالية كما هي معروفة في أوروبا وأمريكا الشمالية. الأمر الثاني هو عدم انتباههم إلى أن عولمة الرأسمالية لم تؤد إلى عولمة الديمقراطية، وإنما هي أدت إلى بروز أنظمة سياسية هجينة (بين بين) أصاب الباحث بيار هاسنر بتسميتها الأنظمة «الديموقراتورية». إنها أنظمة من جنس ما هو قائم حاليا في الصين، وروسيا، والمجر، وبولندا والفلبين. أما أقرب النماذج عندنا، فهو ماثل في تركيا ومصر. ٭ كاتب تونسي مرحبا بكم في دنيا الديموقرا ـ توريّة! مالك التريكي |
«جدار العار»: عودة لأيام المكتب الثاني في لبنان Posted: 25 Nov 2016 02:12 PM PST جدران ومزيد من جدران الفصل العنصري التي تحاصر الفلسطينيين في كل مكان. جدران الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة التي وجدت فيها السلطات اللبنانية نموذجا يحتذى لتطويق الفلسطينيين في المخيمات وتضييق الخناق عليهم بجدار «عنصري» جديد اختير له اسم «جدار العار»، وهو جدار عار بامتياز. والذريعة والحجة المعلبة «المخاوف الأمنية» والسؤال هل تشجع هذه الخطوة اللبنانية آخرين على أن يحذوا حذوها؟ بهذه الحجة بررت إسرائيل الجدار الذي طوقت به الضفة عام 2004، وتبرر بها خنق الفلسطينيين في معازل في الضفة وغزة. وبالذريعة نفسها تبرر السلطات اللبنانية الجدار الذي باشرت الاسبوع الماضي في بنائه حول مخيم عين الحلوة في الجنوب اللبناني، ويفترض أن تنتهي من بنائه في غضون15 شهرا. وتبدو الكتل أو «البلوكات» الإسمنتية المستخدمة في جدار مخيم عين الحلوة وكأنها من مصانع البلوكات نفسها، التي استخدمتها وتستخدمها اسرائيل في الضفة الغربية، وأيضا وعلى الطريقة الإسرائيلية فإن هذه الجدران ستتضمن أبراجا لمراقبة أهالي المخيم وتحركاتهم على مدار الساعة، إذ لا يبعد الجدار عن المنازل أكثر من ثلاثة امتار. فإذا كان هذا ما يفعله «الاشقاء» بالفلسطينيين فهل سنتجرأ على انتقاد اسرائيل؟ وهل ستكون لدينا عين ننظر بها في عيون الإسرائيليين؟ إنهم بذلك يقدمون هدية مجانية لاسرائيل لتبرئ نفسها من التمييز والاضطهاد للفلسطينيين. تزعم السلطات اللبنانية أن الجدار الذي حظي بموافقة القيادات الفلسطينية المحلية، وهذا موقف مرفوض، يهدف الى الهدوء والأمن والتخفيف، من احتمالات المواجهة بين سكان المخيم والجيش اللبناني إنه «عذر أقبح من ذنب» كما يقول المثل، فمنذ متى يشتبك أهالي المخيم مع قوى الامن والجيش اللبنانيين؟ وما هي دوافع أهل المخيم للاشتباك مع جيش لبنان من دون سبب أو ذريعة؟ والحقيقة أنه إذا كان هذا الجدار سيحقق شيئا فانه سيزيد من حالة الاحتقان في هذا المخيم الذي يزيد عدد سكانه عن80 الف نسمة، وغيره من المخيمات الفلسطينية من جنوب لبنان وحتى شماله، وسيزيد من حالة التململ وقد يدفع نحو الانفجار. أفلا يكفي أهالي المخيمات بشكل خاص، والفلسطينيين في لبنان بشكل عام الضغوط الأخرى؟ ألا تكفي معاناتهم اليومية؟ ألا يكفي التمييز العنصري ضدهم منذ عقود؟ ألا يكفي أنهم محاصرون في معيشتهم وأعمالهم ولقمة عيشهم؟ الفلسطينيون يا سادة ليسوا «ارهابيين» وهم أقل الشعوب تورطا في «الإرهاب» والمخيمات الفلسطينية في لبنان، أو في أي مكان آخر، لم تكن قط «بؤر إرهاب» ولن تكون، وهي ليست ملاذا لـ«الإرهاب والإرهابيين»، إنما هناك محاولات ولأغراض في نفس يعقوب لإقحامها في أمور «الارهاب» الذي نأت حتى الان بنفسها عنه، ليكون لدى المتربصين والرافضين للوجود الفلسطيني في لبنان مبررا للعودة الى الماضي إلى أيام زبانية المكتب الثاني في التعامل مع اللاجئ الفلسطيني في لبنان. الإرهاب موجود في كل مكان، والتفجيرات والسيارات المفخخة التي نسمع عنها، عانت منها طرابلس شمالا مرورا ببيروت وصولا إلى صور وصيدا في الجنوب. وإذا كان منع الإرهاب حقا هو غرض السلطات الأمنية والسياسية في لبنان، فالأولى بها أن تتعامل معه في مصادره ولا تحاول «عض البردعة بعد فشلها في عض الحمار». يتزامن نصب جدار العار حول مخيم عين الحلوة، مع الإعلان في اسرائيل عن بدء جيش الاحتلال، العمل في بناء ما يسمى «السور الواقي» على امتداد قطاع غزة، وسيمتد هذا الجدار إلى مسافة60 كيلومترا من الشمال والشمال الشرقي لقطاع غزة وحتى جنوبه، وسيكون بعمق عشرات الامتار، وسيزيد من حالة الحصار التي يعيشها أهل غزة منذ حوالي عشر سنوات، ليصبح أكبر سجن مفتوح. وكما حولت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة إلى سجنين كبيرين، فإن جدار العار الذي أثار الغضب في أوساط الفلسطينيين ومجتمعات اللاجئين، سوف يحول المخيم إلى سجن كبير. تبرير السلطات اللبنانية مرفوض بأي شكل من الأشكال، ويجب مقاومته بكل الوسائل، ولن يغير من الواقع شيئا.. فـ«الإرهاب المزعوم» ليس مقصورا إن وجد على المخيمات الفلسطينية.. وإذا كان هناك حقا ارهابيون فإنهم يتسللون الى هذه المخيمات من خارجها، والأولى بقوى الأمن اللبناني أن تجفف «منابع الارهاب» ولا تسمح بلجوء «الارهابيين» الى مخيم عين الحلوة وغيره من المخيمات الفلسطينية والمدن اللبنانية. والشيء بالشيء يذكر فإن الجدران الشاهقة التي كانت الممالك القديمة تقيمها حول نفسها خوفا من مباغتتها من الاعداء والغزاة الكثر المحيطين والمتربصين بها، لم تفلح في حمايتها.. والأعداء لن يعدموا الوسيلة للتحايل على هذه الجدران وتسلقها واختراقها. ولم تحل جدران القدس من اقتحامها واحتلالها بل تحريرها من بين أيدي «الصليبيين الغربيين» وجيش صلاح الدين شاهد على ذلك. وفي التاريخ الحديث لم يمنع جدار برلين (1961 وحتى 1989) الذي كان يفصل برلين «الغربية الديمقراطية» عن برلين الشرقية «الاشتراكية» حتى إزالته، هروب آلاف إن لم يكن عشرات الآلاف من الألمان من «نير وسجون الدول لاشتراكية» الى «فردوس الديمقراطيات الغربية». وللتذكير فقط فإنه عندما ازيل جدار برلين وانفتحت برلين الشرقية على الغربية، بل المانيا الشرقية على المانيا الغربية، وتلاشت الدوافع والأسباب، أصبح الألمان يضيقون ذرعا باشقائهم وراحوا يعاملونهم بعنصرية. وأخيرا يجب ألا يسمح مهما كان الثمن ببناء جدار العار حول مخيم عين الحلوة، حتى لا تصبح هذه الجدران سياسة عامة تنتهجها السلطات اللبنانية ضد باقي المخيمات الفلسطينية وهي كثر، وتحولها الى غيتوهات او معازل تعيدنا بالذاكرة إلى عهد المكتب الثاني الأسود. من عاش في لبنان أيام هيمنة المكتب الثاني في الخمسينيات والستينيات لا بد أنه ذاق طعم جرائمه وممارساته السادية ضد فلسطينيي المخيمات، ولا أعتقد أن الفلسطينيين يريدون لها ان تعود. فزمن المكتب الثاني، زمن التحكم والإذلال والاضطهاد والتعذيب ولى الى غير رجعة، لأن الفلسطينيين لن يعودوا الى حظائر الخمسينيات والستينيات وسيكونون عصيين على الترويض شاء من شاء وأبى من أبى. ولإنعاش الذاكرة، نترككم مع بعض من الجرائم والأفعال السوداء التي كان المكتب الثاني اللبناني يرتكبها في المخيمات.. فقد كان يعامل الفلسطينيين عبر مكاتبه وزبانيته في المخيمات، كخارجين عن القانون وإرهابيين ومعادين للنظام اللبناني. وكان يفرض عليهم قيودا وشروطا أقسى من شروط كليب بن ربيعة التغلبي على أهل ابن عمه جساس.. فمنع تدريس تاريخ وجغرافية فلسطين، والحديث في السياسة. ومنع رفع العلم الفلسطيني والتظاهر، ومنع إدخال مواد البناء. ومنع تحركهم بين مخيم وآخر ومنطقة وأخرى بدون تصريح من المخابرات، ومنع السهر لما بعد الساعة العاشرة ليلا، حيث يتم إقفال أبواب المخيمات، والويل لمن يخالف هذه القيود. وكان جلال كعوش أول شهداء فلسطين في أقبية مخابرات المكتب الثاني اللبناني في منطقة اليرزة، حيث مقر وزارة الدفاع اللبنانية، عام 1966. ولحق به عدد من الشهداء لا لشيء سوى هويتهم الفلسطينية. وكانت زبانية المكتب الثاني تمنع في بعض الأحيان المؤذن في المخيمات من رفع أذان كي لا يزعجهم، وهذا يذكرنا بمشروع قانون منع الآذان الذي سيطرح على الكنيست الاسرائيلي في الاسبوع المقبل للاسباب نفسها لإقراره… فوا عجبي. كاتب فلسطيني من أسرة «القدس العربي» «جدار العار»: عودة لأيام المكتب الثاني في لبنان علي الصالح |
كرد سوريون أم كردستانيون؟ Posted: 25 Nov 2016 02:11 PM PST طرح التدخل العسكري التركي في شمال سوريا، عبر ما أطلق عليه عملية "درع الفرات" وإعلانه مواجهة حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب ومعطوفا عليهما، قوات سوريا الديمقراطية، بزعم إنها واجهات لتنظيم إرهابي اسمه حزب العمال الكردستاني pkk، قضية نقل الصراع المسلح بين تركيا والحزب الكردستاني إلى سوريا. ذاك الصراع الذي قاده حزب pkk في تركيا منذ عام 1984 ولم يتوقف إلا بعد اعتقال زعيمه المؤسس عبد الله أوجلان، وندائه لأنصاره من معتقله الانفرادي في جزيرة ايمر بإلقاء السلاح والدخول في العملية السياسية، وتغيير عقيدة الحزب القائمة على المقاومة المسلحة، ومن ثم انتقل إلى شعار الأمة الديمقراطية كحل نهائي وأخير. وتبعا لعدوى المأزق السوري المنتقل إلى الساحة التركية، توقفت العملية السياسية وبدأت المواجهات بين الطرفين التركي والكردي تنذر بمرحلة يصعب التكهن بنتائجها ضمن الاشتراطات الحالية. في أحد جوانبه، طرح هذا التدخل "جرابلس بداية" ومسألة نقل الصراع الكردي ـ التركي إلى الساحة السورية كإعلان إضافي لاعتبارها ملعبا لتصفية أزمات عابرة للحدود، من أزمة الإسلام السياسي العابرة للقارات إلى المأساة الكردية التي لم تجد معبرا لها إلى الحل سوى في المحيط العربي، عبر تحققها في تجربة إقليم كردستان العراق، وشكل العلاقة بينها وبين محيطها العربي، بغض النظر عن العلاقة المتوترة مع ممثلي إيران في الحكومات العراقية المتعاقبة منذ غزوها عام 2003 . أول جوانب المسألة وأكثرها قسوة هي زاوية تناولها في المشهد الإعلامي العربي، حيث تغيّب العربي عن المشهد وباتت علامات السعادة الظاهرة عليه بتغييبه والاستيلاء على أرضه من قبل قوة مجاورة، سبق أن ضمت أراضي سورية لملكيتها، لواء اسكندرون، مشهدا يذكر بالاحتفال الشهير لأتباع إيران من الشيعة العرب بسقوط بغداد 2003، كأن جرابلس وغيرها من مدن وقرى جغرافيات خاصة بأكراد حزب العمال الكردستاني التركي، وقد حررها الجيش التركي منه، ومن غرائب الأمور إن بعض المعارضة التي تدّعي ذهابها إلى الحرب على الأسد حتى إسقاطه عسكريا، شاركت في هذا اليقين فدفعت بقوات محسوبة على الجيش الحر لمشاركة تركيا بحفلة تحقيق حلمها بنقل المعركة مع معارضتها إلى خارج حدودها. من معيبات التناول العربي لمسألة الدخول التركي إلى جرابلس وريفها، ليس فقط غياب مآلات هذا الدخول، وإنما تجازف بمأساويتها بداهة خطيرة ألا وهي عروبة أهل جرابلس وتاريخ المدينة، حيث ظهرت المدينة وكأنها منطقة متنازعة بين أخوتنا التركمان السوريين المسعوفين بالدولة التركية القوية والكرد السوريين المسعوفين بحزب العمال الكردستاني التركي pkk بأذرعه الأخطبوطية المنتشرة من "سوريا الديمقراطية" حيث يمثلها سياسيا حزب الاتحاد الديمقراطي pyd، إلى إيران والعراق حيث التسميات والعناوين « الديمقراطية" الشاسعة، نعم لقد أسقط صاحب المكان، العربي الخاسر في الحكاية كلها، عن المشهد عربيا قبل تغييبه الطبيعي عن أي حسابات أخرى. مقدمات تغييب العربي عن قيادة الحراك السوري، تجلت منذ لحظة إدخال الثورة إلى ملعب الحسابات الإقليمية والدولية، فالمقدمات الخاطئة تؤدي بالضرورة إلى نتائج خاطئة، ومن ناحية الموضوع الكردي، لم يتم تناول القضية في سوريا ببراغماتية يمكن البناء عليها، واعتبارها ركيزة من الدعائم التي نستند إليها في سيرنا نحو الانتقال إلى سوريا الديمقراطية المتعددة، بل العكس تماما فمنذ البداية وعلى عكس خطوات النظام الذي بدأ بمغازلة الكرد بإعادة الجنسية لعشرات الآلاف من المحرومين منها "أجانب محافظة الحسكة" منذ الإحصاء الجائرعام 1962، سلكت رموز المعارضة نهجا عدائيا حيال الكرد، ورفضوا الاعتراف الدستوري بهم واصطدمت كل محاولات التنسيق بين الأطراف السياسية الكردية وأطر المعارضة السورية التي تشكلت ضمن اشتراطات انتفاضة الحرية بحائط صد مسنود على تحالف مريب بين جماعة الاخوان المسلمين وبعض مجموعات المعارضة التقليدية الخارجة جميعها من تجربة مريرة مع نظام الأسد الأب، لم تسمح لها الظروف بتطوير قدراتها ورؤيتها للواقع، حتى كان دخولنا كديمقراطيين سوريين وانتخابي لمنصب رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة في يوليو 2013 رفقة جل الأحزاب السياسية الكردية ممثلة في المجلس الوطني الكردي. تبع ذلك أن تم النظر إلى التقدم الكردي في ميادين مواجهة الفصائل الإرهابية بدعم دولي، أمريكي وروسي، و"دعم النظام حسب بعض الادعاءات السياسية الكردية" كأنه تحرك اعتيادي في مناطق حرب مشاعة لمن يملك القوة العسكرية فقط، ولم يُحْسَب أي حساب للحساسيات المتبادلة بين الكرد والعرب في مناطق بعينها، كما في مدينة الحسكة وأريافها، ولم يتداول الأخوة الأكراد فيما بينهم هشاشة المشروعية المستندة إلى خرائط الحق والمظلومية التاريخية ومؤامرات الآخرين، وهي سرديات تُذكر بمزاعم حزب البعث في رسم سياساته وخرائطه، ويكفي النظر إلى كارثية نتائج المزاعم القومية في طبعتها البعثية على المنطقة، ليستنتج الكرد إن تجريب المجرب هو ضرب من العبث الخطير، لا يمكن الوصول عبره إلى نتيجة سوى مواصلة النزيف، وبالتالي لا يمكن الحل إلا بجلوس الطرفين معا إلى طاولة الحوار العقلاني للتوصل إلى صيغة يتوفر فيها الحد الأدنى من القبول لدى جمهورهما استنادا إلى الواقع بالضرورة. أما البحث عن إرضاء الذات بالغور في بطون الكتب والأحلام الوردية في جر رقبة الراهن إلى ماضٍ لا يمكن استعادته، وبالتعويل على قوى خارجية، فلن توصل إلا لهاوية الاستمرار في القتال إلى ما لانهاية. يلاحظ طرف سياسي من الكرد تراجعا مخيفا للوجود الكردي في سوريا طردا مع تقدم قوات وحدات حماية الشعب ypg على الأرض، إضافة إلى فقدان الحالة السياسية الكردية لدعامتها التعددية وتعبيراتها، حيث تتناقص قيمة المنجز الكردي مع تقدم هذه القوات في المناطق العربية تحديدا، كتكرار أبدي لم يستخلصه الساسة من دروس اندفاعات الجيران، لذا أصبح لزاما الإسراع باعتراف متبادل بين الساسة الكرد والعرب، أولا بإقرار العرب بوجود قضية كردية سورية، لا مجرد مشكلة أو مطالب ثقافية واجتماعية وسياسية، وبمراجعة الكرد لخطابهم السياسي بغية تنقيته من شوائب عائدة إلى تجارب اختبرت شعوب المنطقة نتائجها الوخيمة وما زالت تدفعه، من ضمن تلك الشوائب التي تثير الريبة لدى الشريك العربي ضبابية طرح هذه المسألة ومكانها، هل القضية الكردية السورية مطروحة كقضية سورية فقط؟ أم هي قضية عابرة للحدود الإقليمية، تتعلق بالدول المتقاسمة للوجود الكردي منذ تأسيس الدولة القومية في المشرق؟ هل تتطلب حلا يتعلق بالكرد السوريين فقط؟ أم بجل الشعب الكردي في العالم؟ هل مسألة ربط المناطق الكردية بعضها ببعض يتضارب مع حقوق الشركاء العرب؟ هل يجوز حل قضية على حساب قضية أخرى؟ هل يجوز أن يفرض على العرب السوريين ضريبة نتائج الصراع الكردي التركي أو الكردي الإيراني حول مسألة الحقوق في البلدين، إذا اعتبرنا إن المسألة الكردية في العراق تعتبر نموذجا جاذبا، هل يعتبر الكرد السوريون قضيتهم في سوريا تفصيل مرحلي ضمن نضال أشمل يضم أكراد العالم؟ إذا كان شعار "الأمة الديمقراطية" لا ينطبق على الكرد أنفسهم في الاختبار الأول له حتى الآن، فكيف يمكن أن يجد تطبيقه العملي على العرب والشعوب السورية الأخرى؟ أليس من الأجدر بالكرد والعرب وغيرهم الانطلاق بالسياسة باعتبارها فن الممكن والواقع بدلا من الاحتكام إلى تاريخ متبدل لن يفيد في ترجيح حجة على أخرى؟ عدم تفهم الكثير من النخب العربية لضرورات وجود حل واقعي للقضية الكردية في سوريا يجب ألا يشكل عائقا أمام النخب السياسية والفكرية الكردية عن طرح حل سوري لقضيتهم، يستند إلى التحليل الملموس للواقع ويأخذ بالاعتبار الفصل بين القضية الكردية في سوريا ونفسها في دول أخرى مثل تركيا، وهذا لا يتعارض البتة مع تضامن كردي عابر للحدود مع قضايا شعبهم أينما كانوا، مثله مثل حال العرب السوريين وارتباطهم وتضامنهم مع القضايا العربية، ولكن تبقى المسألة السورية بمختلف أوجهها وتشعباتها مسألة سورية بحتة، وتحتاج لحل يؤدي بالخروج بسوريا والسوريين من الاستعصاء التاريخي الذي كلما تأخرت الحلول النظرية له كلما استعرت النيران أكثر في المنطقة. رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة سابقا كاتب سوري كرد سوريون أم كردستانيون؟ أحمد الجربا |
ترامب والإعلام الجديد .. وهم الخطاب وحقيقة التضليل Posted: 25 Nov 2016 02:11 PM PST شكل فوز دونالد ترامب بمنصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية مفاجأة للعالم، كونه قد جاء على يد رجل أعمال، لا يمتلك تاريخاً أو إرثاً سياسياً، بالإضافة إلى كونه قد أبان عن النزعة الشعبوية للشعب الأمريكي، بالتوازي مع توجهات غير سوية تجاه نظرة الأمريكيين لأنفسهم أو للعالم، ويشمل ذلك مفهوم الآخر، والمهاجرين، علاوة على الكثير من القيم التي ادعت الولايات المتحدة بأنها تشكل منطلقات لمبادئها وأسسها الحضارية، كما وردت في الدستور الأمريكي. ولكن ما هو جدير بالتنبه له، حيثيات التحول في البنية الثقافية للإنسان الأمريكي الذي أوصل ترامب لهرم السلطة، وهنا نضطر لتحليل موقع الإعلام من السباق الرئاسي، ما يحيلنا بطريقة أو بأخرى إلى عدد من الملحوظات التي تتمثل بأن الإعلام – في جميع أنحاء العالم – بات مفصولاً عن الإنسان وتوجهاته، علاوة على تخلفه عن تقديم صورة حقيقية لما يحدث من حولنا، فكافة التحليلات والتوقعات التي أتت بفعل هذه الآلة العملاقة جاءت قلقة ومضطربة، بغض النظر عن التموضع الجغرافي وسياقات وجودها. ولعل هذا ما يدفعنا إلى التأمل في الهوة التي باتت تفصل بين الإنسان والإعلام، فالأخير لم يعد يرى في الأول إلا مستهلكاً، أو عقلا غبياً يمكن أن يخدع بسهولة. وإذا كان ثمة الكثير من الملحوظات السلبية حول أداء الإعلام التقليدي الذي اتهم لسنوات بتكريس هيمنة السلطات، غير أن ظهور وسائل التواصل الاجتماعي أحدث شكلاً من التفاؤل قوامه أن ثمة قناة أخرى يمكن من خلالها التعبير عن الذات بمعزل عن اشتراطات الإعلام الرسمي، بل العكس من ذلك فقد باتت هذه الأداة سلاحاً بأيدي الجمهور للتأثير على السلطات، كما إثارة الكثير من الجدل، ولا سيما حول قضية ما، ولذا فهي تعدّ نموذجاً متحللاً من الرقابة التي مهما حاولت محاصرتها، إلا أنها لن تفلح في ذلك، لكن ثمة أمراً آخر، يمكن أن يلاحظ، ويتحدد بأن الإعلام عامة، ووسائل التواصل الاجتماعي خاصة أمست أنماطاً خطابية مراوغة لا تنطوي على أي مصداقية، إلى درجة أنه يمكن أن تقدم صورة مضللة عن عقل جمعي، لا يتوافق ظاهره مع باطنه، وبهذا تتحول هذه الوسائل إلى مسالك من التقنّع والتمثيل المغلوط. ولعل صعود ترامب كشف عن هشاشة الإعلام، سواء أكان التقليدي ممثلاً بكبريات الصحف أو الرقمي البديل، فالأول لم يتمكن من التأثير على الرأي العام، في حين أن الثاني لم يقدم صورة واضحة أو حقيقية للشعب الأمريكي الذي لم يصرح عن تفكيره ونواياه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بل مارس تُقية واضحة. فمعظم الأمريكيين كانوا مؤيدين لترامب، ولكنهم لم يعلنوا عن ذلك عبر منصاتهم الرقمية، كما في الواقع، وبذلك فلم تعد وسائل التواصل الاجتماعي منصة للتعبير العفوي عما نؤمن به، ونفكر فيه. لا شك أن العالم قبل ثماني سنوات لم يعدّ كما هو الآن، فأوباما الذي وجد في مواقع التواصل الاجتماعي وسيلته للتواصل مع ناخبيه بهدف التأثير على نواياهم الانتخابية بمعزل عن هيمنة الإعلام التقليدي، حيث وجه خطابه للشعب الأمريكي مباشرة، حينها أعجب الناخب الأمريكي بهذا النهج والأسلوب، وبهذا نستنتج أن الإعلام التقليدي لم يعد عاملاً مفصلياً في تكريس التمثيل السياسي، أو الثقافي، وهذا يعني أن ثمة قطيعة مع النماذج التقليدية، ما أتاح بروز مواقع التواصل الاجتماعي بوصفها تنتمي إلى فضاء حر، وأكثر شفافية، ولكن في عالم اليوم المضطرب لم يعد ذلك قائماً، فمع تصاعد الإرهاب، وتداعيات الأزمات الاقتصادية المتكررة تكشّف عن الخوف بوصفه مسلكاً طاغياً على المسلك الجمعي للشعوب، هذا الخوف قوامه «الآخر»، ولاسيما في الجزء الغربي من الكرة الأرضية، وهذا تعزز مع الهجرات، وموجات اللجوء والنزوح، ما أوقع تيار اليمين المعتدل كما اليسار في أزمة من حيث كيفية التعامل مع ملفات بهذا التعقيد، لكونها تحتفي بالتناقض مع القيم الغربية والواقع القائم على الأرض. وفي ظل عدم القدرة على تطوير أيديولوجيات جديدة، أو برامج توازن ما بين القيم الغربية فيما يتعلق بحقوق اللاجئين، والموقف الأخلاقي، كما الهواجس الأمنية والاقتصادية، ونمط الحياة، فكان لا بد من اللجوء إلى خلق مبدأ مضاد، ينهض على نبذ الآخر والانغلاق والبحث عن المصلحة الخاصة، والتضحية بالقيم، كون الأمر يتعلق بالوجود. وهكذا بات العالم طافحا بالكراهيات والمنازع العرقية والطائفية، كما الخطابات الأيديولوجية المتطرفة بوصفها خيارا للحماية، وصون المكتسبات، ما أدى إلى ظهور نمط جديد من القادة كدونالد ترامب، الذي قدم خطابا واضحاً، أو بعبارة أخرى قدم أفكاراً «مسكوتاً عنها» بصوت مرتفع، وبنسق بلاغي (ديماغوجي) على الرغم من أنه يتناقض مع الادعاءات القيمية. لقد ترجمت الأفكار من خلال صناديق الاقتراع لا من خلال التعبيرات اللغوية، وهكذا تحققت الصدمة التي نتجت من مبدأ المراهنة على أن ثمة قدراً من العقلانية والمسؤولية التي ينبغي أن تميز الشعب الأمريكي، بيد أن هذا لم يكن سوى وهم، فاستطلاعات الرأي العام، والتوقعات في معظمها كانت تشير إلى تفوق هيلاري كلينتون، ولكن الحقيقة أن ما كانت تتعاطى معه هذه الاستطلاعات والدراسات لم يكن سوى قيمة ظاهرة، فما يعبر عنه الناس من خلال مواقع التواصل الاجتماعي كان على خلاف ما يعتقدون به، مع الإقرار بوجود مؤيدين صريحين لكلا الطرفين، غير أن هنالك الكثير من الناخبين، وهم الأغلبية الصامتة التي لم تجاهر بدعمها لترامب – مع أنها كانت تؤمن بأفكاره- خشية التعبير عن رأيهم. إذن ثمة سلطة في مواقع التواصل الاجتماعي، هي سلطة القيم الظاهرة والمبادئ الزائفة. هذه السلطة ليست ممثلة بمؤسسة أو جهة رقابية، إنما هي سلطة المجتمع ممثلة بالأصدقاء والأقارب، أو المجتمع عامة التي تدعي تبنيها خطاباً أخلاقياً، فأي قبول لأفكار ترامب سوف يصنف في خانة العنصري، من منطلق أن أفكار ترامب تتناقض والصورة النمطية للشعب الأمريكي القائم على مبدأ التنوع، والاختلاف، وقبول الآخر؛ ولهذا كان يخشى معظم الناس التعبير عن ميولهم الشعبوية عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي قدمت صورة مغلوطة، وغير حقيقية لما يفكر فيه معظم الناس، ويعبرون عنه، ولكن هذه الصورة لا ترتبط بأفرادٍ بمقدار ما ارتبطت بوعي جمعي، استطاع أن يحدث فرقاً في انتخابات دولة عظمى كالولايات المتحدة الأمريكية. وبهذا فإن مقولة مواقع التواصل الاجتماعي تعدّ منصات حرة للتعبير أصبحت في خانة الوهم، لقد أعادت هذه المنصات إنتاج سلطة جديدة، هي سلطة المجتمع الذي يستتر من نفسه عن نفسه، لقد أنتجت هذه المنصات الاجتماعية سلطة أخرى يخشاها الإنسان، لقد أحجم معظم الأمريكيين عن التصريح بتأييدهم لترامب عبر هذه المنصات، بيد أنهم عبروا عن ذلك عملياً من خلال صناديق الاقتراع، وبهذا انكشفت البنى العميقة لتفكير الشعور الجمعي الأمريكي، وهنا أعني الأغلبية، خاصة تجاه بعض القضايا التي تتعلق بالآخر، كما الغربي عينه، ونعني أوروبا بما فيها حلف شمال الأطلسي، الذي بات عليه أن يبحث عن علاقة جديدة مع الولايات المتحدة قوامها المصلحة المتبادلة. لقد تمكن ترامب من تقديم خطاب مغاير للمتوقع، فقد ذهب الرجل في اتجاه آخر، ولعل هذا تحقق نتيجة عوامل تتصل بتركيبته الشخصية، ووضوحه وصراحته الصادمتين، وهي سمات لا يفضلهما الساسة، ولكن الأهم من ذلك الخطاب المباشر الذي جاء نتيجة تمرس الرجل بالإعلام، لقد أدرك ترامب أن البشر لم يعودوا يصدقون الإعلام، كما أنهم لم يعودوا يرغبون بالمزيد من الخطابات الدبلوماسية لكونها تكوينات زائفة لذوات مأزومة، ملّت من الادعاء. وبهذا فإن الإعلام – بما في ذلك مواقع التواصل الاجتماعي- ما هي إلا أنساق من الوعي المنتقى بعناية، حيث يمكن أن تظهر عكس ما تبطن، فالتقنية وقيم العولمة لم تجلب المزيد من قيم الحرية والعدالة، كما أنها لم تحقق ثورة قيمية، بل على العكس من ذلك أسهمت في المزيد من سوء الفهم، علاوة على كونها أطلقت المكنون اللاواعي في الأمم. إن المتأمل في وسائل التعبير العام، سيجد أنها لم تكن في يوم ما من الأيام حقيقية، فهي نشأت في الأصل للتعبير عن الزيف وطمس الحقيقة، فالشعر مدح من لا يستحق المدح، والفخر نتج لأزمة في تقدير الذات التي تحاول أن تصنع لذاتها صورة مضخمة عبر اللغة، كما أن معظم الشعراء كانوا في معظم الأحيان أبواقاً للقبيلة، أو أنها ملعونة بهاجس الغرور مع بعض الاستثناءات، ومع تقدم الزمن، وظهور الطباعة كما الصحف والراديو والتلفزيون أضحت هذه الوسائل أداة بيد الحكومات، من أجل تكريس التعبئة والهيمنة على العقول، ولا أدل على ذلك من نماذج الدعاية التي مارستها النازية والفاشية والأنظمة الشمولية في القرن الماضي، وفي زمننا هذا فالأمر لا يختلف كثيرا، فالإعلام التقليدي والمنصات الافتراضية التي انتقلت لتكون بيد الإنسان بوصفه الفردي، ولكنه سرعان ما مارس النسق عينه حيث وجدت رقابة يمارسها المجتمع، كما وجد التضليل في التعبير عن النوايا والأفكار، فأصبحنا غير صادقين في التعبير عن ذواتنا، وبدأنا نتقن كيفية تضليل المؤسسة، وهذا بالتحديد ما أتقنه ترامب الذي أدرك أن المؤسسة الرسمية أضحت جزءاً لا يتجزأ من وهم الإعلام، ولهذا اتجه لمخاطبة غرائز البشر.. هواجسهم.. خوفهم من الآخر، الخوف على أرزاقهم ومعيشتهم، بل وجودهم الذي بات مهدداً من الآخرين. لقد استطاع أن يخترق قيماً واهية من الادعاءات الزائفة لا توجد حقيقة إلا في أدبيات الغرب، في حين أن السواد الأعظم من الغربيين يتوجس من الآخر، علاوة على النزعة المتعالية القائمة على التفوق والاختلاف العرقي، لقد استفاد من غباء الإعلام بنمطيه الكلاسيكي والجديد، فكلاهما أوهم العقل البشري بأنه حر، وبأنه من خلال هذه المنصات يمكن أن نحدث تغييراً، كما في الربيع العربي الذي عزاه البعض إلى أثر مواقع التواصل الاجتماعي التي سرعان ما مجدت من قبل الساذجين بوصفها الهادية إلى دروب الحرية، ولكنها سرعان ما كشفت عن تواضع إمكانيتنا العقلية وقيمنا، بل على العكس من ذلك، فقد أججت مشاعر الكراهية والاختلاف، علاوة على كونها وسيلة سهلة لبث السموم والكراهية من أجل إشعال الحرائق التي بتنا غير قادرين على إطفائها. كاتب فلسطيني ـ أردني ترامب والإعلام الجديد .. وهم الخطاب وحقيقة التضليل رامي أبو شهاب |
التسويغ العقلي للإمبريالية Posted: 25 Nov 2016 02:11 PM PST كان شعار الحرب العالمية «لا بدّ من الحرب التي تنهي كلّ الحروب» ومن أوجه التسويغ أيضا عبء الرجل الأبيض ومهمّة نشر الحضارة. واليوم أصبح الشعار يتمثّل فيما يدعى «الحرب على الإرهاب» لتمرّ المنطقة العربية من الاستعمار إلى التبعية إلى الاحتواء، وفق أشكال مختلفة انكشف فيها زيف القيم الديمقراطية التي يدّعيها الغرب نفسه المتّخم بالعقلانية وهو نفسه الذي أنتج حربين عالميتين وكرّس الفاشية والنازية. إنّه زمن النّفاق الذي بدأه بوش في ادّعائه بأنّه سيقاتل لأجل نصرة الخير مقابل الشر،ّ وأنّ أمريكا ستنشر القيم الديمقراطية في العراق وفي كلّ أنحاء العالم، فهي الامبراطورية الأهم في التاريخ، حسب أقوال منظّري أمركة العالم، وهي المفردة التي أعادها دونالد ترامب إلى الأذهان هاته الأيام، معتبرا أنها البديل للعولمة، أمركة العالم وليس عولمة العالم، وكيف لا؟ ومثلها تبني ولا تهدم، وهي تمنح الحضارة والسلام والتقدم والسعادة للشعوب، أو لم تحقّق ذلك في العراق؟ ناكر للجميل من يقول عكس ذلك! والحقيقة أن أمريكا جلبت للمنطقة الفقر والتدمير والتجهيل والتجويع.. وهي جرأة امتلكها المحافظون الجدد واستغلّوا غياب التوازن الدولي في العشرية الأخيرة ليفسدوا في الأرض وفق حماسة إمبريالية لا مثيل لها بحثا عن المصالح والمطامح والمطامع اللامحدودة، وبالطّبع وجد هؤلاء أرضية مواتية للانقسام والتشتّت المذهبي والطائفي في المنطقة العربية، زادوه تأجيجا وتفرقة وتشرذما، وعمّقوا بؤس الحال وفشل الطبقة المثقفة التي جعلوا جزءا لا يستهان بها وكلاء وحوّلوهم إلى أقلام مأجورة تدفع باتّجاه مصالح الغرب الاستعماري وتنفّذ الأجندات. وهكذا تمّ تعطيل قدرات الناس التحليلية وخدّرت الجماهير وعملت النخب الحاكمة على تصحير ثقافة الشعوب وتصدير أفق اهتمامها نحو المتاهات وتغييبها عن مكاشفة قضاياها الحقيقية. نتساءل حينئذ عن دور المثقّف الحقيقي في القضايا الراهنة، وهو الذي يُنتظر منه مقدار من الاستنطاق لا حدّ له، ومن الاستكشاف والتحدّي، وغرس بذرة عدم الاكتفاء من المساءلة الدائمة تغييبا لمعطى التسليم ولموثوقية المسلّمات. وهكذا يتبلور وعي الفرد وهو الأصل الثابت في كل الجهد الانساني، إذ لا يمكن أن يحدث الوعي الانساني على مستوى جمعي إلّا بعد أن يتبلور على المستوى الفردي، خاصة عندما تشتغل إرادة الهيمنة في عصرنا وفق منهج جرى فيه قصف وعي الفرد وتتالت محاولات تدميره تماما، من خلال كمّيات هائلة من المعلومات التي تهدف أساسا إلى توليد نوع من القبول وتغييب المساءلة وخلق سلبية جمعية تعمّقها استراتيجية إلالهاء التي تشتغل في اتجاهات متعدّدة. هذا هو معنى اقتصاد السوق الجديد الذي سوقته العولمة على العالم خفية، عملا في التضييق على الاقتصادات الوطنية تحت مظّلة الاقراض والوصول إلى إحكام السيطرة على اقتصاد الدول ومصادرة قرارها السياسي والاقتصادي لحساب الشركات عابرة القوميات التي يحُول إليها الأمر في النهاية فتسيطر على التفاعلات الاقتصادية والتدفقات المالية العالمية وتُخضع الجميع لأجنداتها التي تُخفي بدورها مآرب سياسية تعمل على تعميق تبعية الدول الفقيرة للدول الغنية، وتعزيز هيمنة الدول ذات الاقتصاد المتفوق غير تاركة سوى حيّز صغير للتحدّي الفردي والمساءلة. ضمن هذا الإطار يتمظهر دور المثقّف في أن يعارض الجماعات القوية، سواء كانت حكومات أو مؤسسات تسبّبت في دمار شامل بحثا عن إمكانيات جني الأرباح غير عابئة بما أنتجته من أزمات اقتصادية متلاحقة، ولكن هذه المعارضة يجب أن تبتعد عن السلبية والتكرار وتتخلّص من الأفكار المدرسية والقواعد القديمة، هي تحتاج إلى التمحيص والحكم والانتقاد والمساءلة الجادة في مجتمع يمتلك اهتمامات سلعية ويسعى وراء أهداف تجارية مربحة. التسويغ العقلي للإمبريالية لطفي العبيدي |
محاولات تهميش النوبيين في مصر: سلب أراض وتأميم ثقافي Posted: 25 Nov 2016 02:10 PM PST القاهرة – غدير أحمد : في التاسع عشر من الشهر الجاري قامت مجموعة من النوبيين بما سموه «قافلة العودة النوبية» اعتراضاً على ضم (110) آلاف فدان من أراضي «توشكى وفورجند» ضمن مليون ونصف فدان خُصصت لمشروع «الريف المصري». في محاولة لتأطير الصراع النوبي – الدولتي، لا يجب إغفال ما تمثله «النوبة» من مجموعة إثنية مهمشة من ذوي البشرة السمراء ما يجعل صراعهم مع الدولة قائما على موازين عدة للقوة ترجح فيها كفّة الدولة. في البدء، كانت طبيعة أراضي «النوبة» الجغرافية والواقعة على الضفاف الجنوبية لنهر النيل هي الانطلاقة التي من خلالها نشأ الصراع بين الدولة والنوبيين على الحيز المكاني للنوبة، فضلًا عن الإهمال المُتعمّد للثقافة والتراث النوبيين. في عام 1902 ومع البناء الأول لخزان النيل، قام الخديوي عباس حلمي الثاني بتهجير أهالي «النوبة»، الأمر الذي تكرر مع كل تطوير للخزان، حتى بناء السد العالي 1963 في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والذي صاحبه تهجير قسري كامل. مع نوبات الغضب المتفرقة للنوبيين اضطرت الحكومة المصرية لاستصدار قرارات بحقهم في العودة إلى أراضيهم وتخصيص أراضِ بديلة صالحة للاستزراع في محاولة توثيقها ضمن مواد الدستور المصري كالمادة (236) من دستور 2014 لاحتواء هذا الغضب، دون تنفيذ حقيقي. ففي عام 2014، استصدرت الحكومة المصرية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي القرار (444) والذي يقضي بإعادة ترسيم الحدود العسكرية في جنوب مصر لتشمل (16) قرية نوبية، وهو ما يعتبره «المركز المصري للإصلاح المدني والتشريعي» خرقاً واضحاً للدستور وللمواد (14, 19, 20, 21) من الميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب – في بيانه الصادر مؤخراً. الصراع على الأراضي النوبية منذ أكثر من مئة عام، لم يكن فقط على الحيز المكاني لقرى النوبة الغارقة الآن تحت بنية السد العالي، فالثقافة والتراث النوبيين ومحاولة الدولة الدائمة إلى تأميمهم ثقافياً، أيضاً من عوامل الصراع. ولم يكن النوبيون وحدهم في صراع مع مركزية الدولة وهيمنتها. فقد عانت الكثير من الأقليات الدينية والإثنية بل والعرقية وأصحاب البشرة الملونة ليس فقط من تهميش الدولة ولكن من تعاملها الأمني مع الاعتراض على هذا التهميش. هذا ما واجهه بدو سيناء أو اللاجئون السياسيون الأفارِقة، وكذلك الأقليات الدينية، ويواجهه الآن أهالي النوبة المعترضون على ضم (110) آلاف فدان لمشروع «الريف المصري». فقد قامت قوات الأمن بحصار القافلة – والتي هي سلمية رمزية – بمحاولة منع المواد الغذائية من الوصول للمعتصمين عند كمين منطقة كركر والذي استهدف منع القافلة من المرور وكان السبب الرئيسي للاعتصام. في الصراع النوبي – مع الدولة لا يمكننا غض أبصارنا عن كون «النوبة» منطقة إثنية ذات طبيعة خاصة بأهلها وثقافتهم، بالإضافة إلى لون البشرة والذي يتقاطع بشكل مباشر مع كونها منطقة زراعية – غير مدنية بالمعنى التمدني- في مواجهة أنظمة دولة بالكامل، ما يجعلها أكثر عرضة للتهميش ومحل تمييز عنصري واضح بسبب لون البشرة والأصل الثقافي. الأنظمة، في تبعيتها للسلطة السياسية ولسيادة الدولة المصرية والتي تختصم النوبيين وتتحايل دون تمتعهم بحق التوطين والمنصوص عليه دستوراً، قد تعتبر النوبيين في الأصل، مجموعة من «السكان غير الأصليين»، ولذلك فحقوقهم مُنسحقة داخل سيادة الدولة، وهذا ما اتضح جليًا في القرار (444). وقد تتبنى بعض الأجهزة الإعلامية الموالية للحكومات، باختلاف النظم السياسية المصرية، أفكارًا عنصرية ضد النوبيين ما ينفي عنهم حقهم في الأرض وبالتالي حقهم في العودة. وربما يدمج النوبيون قسراً باعتبارهم من سكان محافظة «أسوان»، وهذا أيضاً ينفي حق إعادة التوطين، كما ينفي وجود النوبة وتراثها وشعبها ككل. بالإضافة إلى ما سبق، فقد تعرضت «قافلة العودة النوبية» إلى وابل من الهجوم الإعلامي الممزوج بالعنصرية والتمييز على أساس لون البشرة، ما يعكس وضع النوبيين كأقليـة إثنـية ذات بشـرة ملـونة. الصراع قد يأخذ منحى دوليا، حيث صرّح بعض المعتصمين بضرورة تصعيد الأزمة لاختصام الحكـومة المصـرية أمـام المـحاكـم الأفريقيـة والدوليـة. يذكر أنه في آذار/ مارس 2014 تمت إدانة الحكومة المصرية أمام «اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب» في قضية الاعتداء الجنسي على الصحافيات المتظاهرات ضد التعديلات الدستورية والمعروفة إعلاميًا بـ: «الأربعاء الأسود» عام 2005، وإلزامها بتقديم المتورطين للمحاسبة وبتعويض مالي للناجيات. أما ما قد يؤول إليه هذا الصراع، فما زال غير معلوم. محاولات تهميش النوبيين في مصر: سلب أراض وتأميم ثقافي |
«كوني Anti»حملة فلسطينية نسوية لمناهضة العنف ضد المرأة Posted: 25 Nov 2016 02:09 PM PST الناصرة ـ«القدس العربي»: للعام الثاني على التواليّ، وتزامنًا مع اليوم العالمي لمناهضة العنف ضدّ المرأة، اطلقت جمعيّة «كيان- تنظيم نسوي»، أمس الجمعة حملتها «16 يومًا لمناهضة العنف ضدّ المرأة»، التي ستستمر حتى العاشر من ديسمبر/ كانون الأول المقبل. وتأتي هذه الحملة امتدادا للحملة العالميّة تحت ذات الاسم، التي تعود تاريخيّا إلى عام 1991، عندما قررت 23 ناشطة من شتّى أنحاء العالم، بعد تخرّجهن من مركز القيادة العالمية للنساء في جامعة روجترز في ولاية نيوجيرسي وعودتهن إلى بلادهن، تنظيم هذه الحملة التي تستمرّ لـ 16 يومًا لمناهضة أنواع العنف ضدّ المرأة كافة، خاصّة العنف الجنسي، وذلك من أجل رفع الوعي وحشد الجهود، والدعوة لمناهضة عدم المساواة والتمييز بين الجنسين. وتتبنى اليوم الكثير من الأطر الاجتماعيّة والجمعيّات، عالميا، هذه الحملة، وتحييها سنويًا في ذات الميعاد، حيث تنضم «كيان» إلى هذه الأصوات. وهذا العام اختارت جمعيّة «كيان- تنظيم نسوي» شعارا يستبطن تلاعبا لغويا بين العربية والإنكليزية بعنوان «كوني Anti «لتُطلق حملتها أسبوعيْ مناهضة العنف ضدّ المرأة، بعد أن أطلقت الشعار «كفى، صمتنا يقتلنا» في الحملة السابقة. وتأتي هذه الحملة في ظلّ تزايد العنف وجرائم قتل النساء داخل أراضي 48 إذ قتل منذ بداية هذا العام 10 نساء ونحو 120 إمرأة في العقد الأخير. وتؤكد جمعية «كيان» أن هذه ليست مجرّد أرقام، بل هنّ نساء وفتيات سُلب منهنّ كيانهنّ وأحلامهن وأقدس حقّ يمتلكه كلّ إنسان، وهو الحق في الحياة والسلامة الجسدية. وشددت على الحاجة الملحّة للحدّ من هذه الجرائم التي باتت ظاهرة، داعية للعمل ميدانيا بشكل متواصل وعلى مدار أيام السنة لتفعيل برامج وفعاليات تناهض هذه الظاهرة وملاحقة المجرمين قانونيا ومجتمعيا حتى ينالوا عقابهم الرادع. كما تنوه «كيان» أن الحملة تأتي في الوقت الذي ما زالت فيه المرأة العربية الفلسطينية تعاني من ذات دوائر التمييز والإقصاء والتهميش المنهجي، سواءً في الحيز الخاص او العام. وتخص بالذكر سوق العمل والتمثيل السياسي، علمًا أنّ أحد أكبر التحديات التي تواجه النساء الفلسطينيات اليوم في إسرائيل هو مدى تهميش تمثيلهن السياسي في السياسة القطرية والمحلية ومدى تهميشّهن في سوق العمل بذرائع مختلفة غير مرتبطة بالمهنية. وتؤكد ايضًا في هذا الباب، أنّ هذا التهميش يعكس صورة مغايرة للتطورات الحاصلة على مكانة المرأة الفلسطينية في مجالات عدة انطلاقًا من ارتفاع نسبة التعليم العالي وازدياد حاملات الشهادات الأكاديمية، دخولهن ولو بصورة محدودة لسوق العمل المأجور، مشاركتهن السياسية الواسعة في الأحزاب والمنظمات السياسية وغير الرسمية في إسرائيل، والأهم توسع مطالبتهن ورغبتهن في التنافس والمشاركة في صنع القرار أيا كان، مما يستدعي أن تشكل هذه التطورات المحفز لديّهن في ضرورة الدفع والعمل على تغيير واقع التهميش والتمييز. وتتضمن حملة «كوني Anti «محاضرات وورشات عدّة في مختلف البلدات العربيّة إضافة إلى نشاطات مع طلاب صفوف الإعداديّة والثانويّة في مناطق مختلفة، يتم خلالها التركيز على مناقشة مواضيع مغيبة وملحة. كذلك تتضمن الحملة عروضا مسرحية هادفة، ووقفات احتجاجية على عددٍ من مفارق الطرق في البلاد. وتشمل رسم جداريات احتجاجية تعمل على تشخيص الوضع بصورة عامةً ورفع الوعي الجماهيري لضرورة العمل على إحداث التغيير. وضمن الحملة، تستغلّ كيان مواقع التواصل الاجتماعي لنشر مواد توعويّة خلال أيام الحملة بصورة مكثفة، إضافة إلى عملها في هذا الصدد على مدار العام، مؤكدةً بذلك انّ النساء الفلسطينيات يعانين من عنف يومي بكافة أشكاله وأنواعه، وأنّ العنف ضدهن هي قضية مجتمعية ووطنية من الدرجة الأولى ومواجهتها مسؤولية مجتمعية. وقالت رفاه عنبتاوي مديرة جمعيّة كيان لـ «القدس العربي» إنها تعمل على مدار العام، منذ تأسيس الجمعية عام 1998، على إحداث تغيير في المجتمع الفلسطيني في الداخل، وذلك من أجل إحقاق العدالة الاجتماعيّة والمساواة الجندرية والحدّ من جميع أشكال التمييز ضدّ النساء. وأوصحت أن ذلك يتصدر عمل الجمعيّة بالربط ما بين العمل القانوني والمرافعة القانونيّة، والعمل الجماهيري مع نساء المجتمع الفلسطيني في معظم المدن والبلدات العربيّة. وتابعت «على سبيل المثال، في كل عام تنظّم «كيان» فعاليّة قطريّة عامّة، إضافة إلى مؤتمر سنوي وذلك بمبادرة وقيادة المجموعات النسائيّة التي تديرها «كيان» في البلدات العربيّة». «كوني Anti»حملة فلسطينية نسوية لمناهضة العنف ضد المرأة |
66% من الإيرانيات يتعرضن للعنف بينما المعدل العالمي 33% Posted: 25 Nov 2016 02:08 PM PST لندن – «القدس العربي» : كشفت الباحثة الإيرانية ومؤلفة كتاب «النساء والتنمية الاقتصادية في إيران»، سبيده كاوه، أن ما لا يقل عن 66 في المئة من النساء الإيرانيات يتعرضن لأنواع العنف طوال فترة حياتهن، بينما المعدل العالمي لمؤشر العنف ضد المرأة هو 33 بالمئة. ووفقاً لوكالة دويتشه فيله للأنباء الألمانية، أشارت إلى أن معدل العنف ضد المرأة في بريطانيا لا يتجاوز 25 في المئة، لكن هذه النسبة في إيران لا تقل عن 66 ٪، مضيفةً أن المعدل العالمي لمؤشر العنف ضد المرأة هو 33 في المئة. وفي إحصائية أخرى، صرحت رئيسة جمعية أبحاث المرأة الإيرانية، شكوه نوابي نجاد، أنه لا يتم إعلام الشرطة إلا عن أقل من 35 في المئة من حالات العنف التي تحصل للنساء الإيرانيات، وأن العديد من الإيرانيات يتخلين عن حقهنّ لاعتبارات عديدة ومن أهمها خشيتهنّ من كلام الناس عنهنّ وخوفهنّ من أقاربهنّ، خاصةً في الحالات التي تتعلق بالعنف الجنسي والاغتصاب. وخلال دراسة ميدانية عملتها جامعة العلوم الطبية في محافظة كيلان شمالي إيران، اتضح أن ما لا يقل عن 64 في المئة من النساء في مدينة رشت، مركز المحافظة، تعرضن إلى أشكال العنف، وأن 26 في المئة من هؤلاء النساء «كشفن» عن تعرضهن إلى العنف الجنسي أو الاغتصاب. والدراسة الحكومية الوحيدة عن حالات العنف ضد النساء المكونة من 32 مجلداً تمت خلال حكومة الرئيس الإيراني الأسبق، محمد خاتمي، وأعلنت نائبة الرئيس الإيراني لشؤون المرأة والعائلة، شهيندخت مولاوردي، أنه تم نقل نتائج «الدراسة الوطنية عن العنف المنزلي ضد النساء في إيران» المكونة من 32 مجلداً إلى خارج مكتب الرئيس الإيراني، وأضافت «حاولت العثور عليها، ولم أنجح في ذلك!». وتظهر إحدى نتائج «الدراسة الوطنية عن العنف المنزلي ضد النساء في إيران» أن ما لا يقل عن 52.7 ٪ من النساء تعرضن لأكثر من 10 حالات شديدة من العنف المنزلي طوال فترة حياتهن من قبل أقاربهنّ، وأن «فقط 8.98 في المئة من الإيرانيات أكدن أنهنّ لم يتعرضن إلى العنف الجنسي أو الاغتصاب». وفي حين لا يعتبر القانون الجزائي الإيراني ضرب النساء من قبل أزواجهنّ دليلاً كافياً لطلب الطلاق، إلا أن الزوج يكرر ضرب زوجته لمرات عديدة، بحيث تصبح القضية أمراً معتاداً. 66% من الإيرانيات يتعرضن للعنف بينما المعدل العالمي 33% محمد المذحجي |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق