فيدل كاسترو: الثوري أم الطاغية؟ Posted: 27 Nov 2016 02:29 PM PST انقسم السياسيون والجمهور العام في العالم على الموقف من رحيل الزعيم الكوبي فيدل كاسترو، فالبعض عاد إلى خزانة المصطلحات السياسية القديمة حول الشيوعية ومعاداة الامبريالية (كما فعل الرئيس الصيني ورؤساء كثر في أمريكا اللاتينية والرئيسان الإيراني)، فيما اكتفى البعض باستذكار الواقعيّ: التنمية الذاتية والرعاية الصحية والتعليم (كما فعل جاستين ترودو رئيس وزراء كندا والزعيم السوفييتي السابق ميخائيل غورباتشوف)، أو باعتباره شخصية تاريخية مؤثرة (كما فعل باراك أوباما ومسؤولون أوروبيون كثر)، انتهاء بدونالد ترامب ونائبه اللذين اعتبرا كاسترو دكتاتورا وحشيا وطاغية. بغض النظر عن الاختلاف في الآراء حول الزعيم الكوبيّ الراحل فإن الواضح من ردود الفعل العالمية والشعبية الهائلة على وفاته أن كاسترو يلخص في شخصه والبلاد التي حكمها (والحوادث التي أدت لاستلامه السلطة والنجاة من محاولات الاغتيال الكثيرة والصمود أمام تغيّرات التاريخ العاصفة) تناقضات العصر الحديث ومآلاته العجيبة. قدّمت وفاة كاسترو مناسبة لمقاربة الإلهام الذي قدّمته الثورة الكوبية للثورات العالمية التي وجدت معنى كبيراً في قدرتها على مقارعة الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت أقرب البلدان جغرافياً لكوبا، وهو أمر انعكس على حركات ثورية كثيرة في أمريكا اللاتينية وإفريقيا وآسيا، كما كان لتعاطفه مع ثورات الجزائر ومصر وفلسطين ودوره في حركة عدم الانحياز دور كبير في إعطائه رمزيّة كبيرة. هي مناسبة أيضا لتفحّص الحقيقي والأسطوري في تجربة الزعيم الراحل وانتصاره عام 1959 على حاكم كوبا المزمن الكولونيل باتيستا، فوهج هذا الانتصار غير المتوقع وما تبع ذلك من أزمة تاريخية هائلة عام 1961 كادت تفضي إلى صراع نووي مميت بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي إضافة إلى ترافق هذه الظاهرة مع ظهور أسطورة غيفارا، الثوري الأرجنتيني الشهير الذي شارك كاسترو ثورته وبعدها ترك مناصبه الكبيرة (كوزير للاقتصاد ومدير للبنك الوطني الخ…) لينتقل لخوض حرب عصابات لـ»مقاتلة الامبريالية» في العالم ولينتهي قتيلاً في غابات بوليفيا عام 1967. هذه الأحداث الخطيرة والأساطير اللاحقة رفعت جداراً هائلاً يمنع رؤية التفاصيل المهمة حول كاسترو وحركته وأسباب نجاحها، ومنها أن قراره بالنضال المسلح كان بعد انقلاب فولغنستو باتسيتا الذي قضى على طموح كاسترو بالترشح لمجلس النواب الكوبي بعد تخرجه من الجامعة كمحام، وأن كاسترو أخفى، حتى عن بعض رفاقه، ميوله الماركسية، وقدّم نفسه، في مقابلة مع «نيويورك تايمز»، إلى الأمريكيين كمدافع عن عودة الديمقراطية، وأن صراعه مع باتيستا ترافق مع التراجع الأمريكي عن دعم الأخير وصولاً إلى حظر تزويده بالسلاح وبذلك ساهمت الولايات المتحدة الأمريكية، عمليّاً، في إسقاط باتسيتا وصعود كاسترو الذي عيّن مجموعة من الوزراء المعتدلين وزار أمريكا بعد ستة شهور من استلامه السلطة والتقى نائب الرئيس الأمريكي آنذاك، ريتشارد نيكسون، وما زال المنفيّون الكوبيون إلى أمريكا، حتى الآن، يعتبرون أن لقاء «نيويورك تايمز» بكاسترو، والتغطيات الكثيرة التي قام بها الصحافي لخمس سنوات لاحقة، قد ساهمت في خلق أسطورة كاسترو وخلقت تعاطفا أمريكيا شعبيا ورسميا مع حركته، مما ساهم في نجاحها، ولأهمية هذا الحدث فقد سجّل في متحف «الثورة الكوبية» بهافانا وكذلك على يافطة حجرية في مكان اللقاء في أعالي جبال سييرا مايسترا. لم يدقّق المحللون في التناقض الواضح بين نجاح كاسترو وسقوط شريكه تشي غيفارا قتيلا بعد سنتين فقط من بدء «حرب عصابات عالمية»، ففي الأولى نجح كاسترو في خداع الأمريكيين (والكوبيين أنفسهم) في اعتبار حركته محاولة لاستعادة الديمقراطية من دكتاتور وليست حركة لتأسيس نظام دكتاتوري جديد مرتبط بخصمهم الأيديولوجي الكبير، الاتحاد السوفييتي، وهو ما وفّر فرصة تاريخية لا تتكرر له للتغلب على قوات خصمه الكولونيل القويّ (الذي كان قد اعتقل كاسترو بعد محاولة سابقة للاستيلاء على قاعدة عسكرية ثم أطلقه بعد سنتين)، بينما كان غيفارا يقاتل الحكومة البوليفية وحلفاءها الأمريكيين بأجندة أسطورية في شجاعتها ولكن إمكانيات نجاحها صفريّة. أما ما حصل بعد ذلك فضاعت معه التفاصيل التي تهم الكوبيين أنفسهم وأهمّها، أنهم كانوا يأملون، بعودة الديمقراطية ففوجئوا بالدكتاتورية، وبالعدالة الاجتماعية فانتهى الأمر بهم في مهاوي الفقر، وبالسيادة الوطنية فأصبحوا مخلباً في إطار الصراع الهائل بين تيّارين سادا العالم وحين انتهى لم يعد هناك معنى لكاسترو وثورته إلا في الذكريات التي ينتقي منها كل جزء من العالم ما يريد. فيدل كاسترو: الثوري أم الطاغية؟ رأي القدس |
كاسترو: أيقونة صالح في ثمود Posted: 27 Nov 2016 02:29 PM PST رحل الزعيم الكوبي فيدل كاسترو (1926 ـ 2016) عن إرث متناقض متلاطم، شخصي فردي وعامّ وطني، سياسي ونضالي وعقائدي؛ ظلّ، مع ذلك، وفي الحصيلة الإجمالية، مقترناً بهذه الجزيرة العجائبية، كوبا، التي كادت أن تشعل حرباً نووية بين عملاقَيْ القرن العشرين؛ وبقيت، في سياقات لا تقلّ عجباً، بمثابة جار/ خصم للقوّة الكونية العظمى، أقرب إلى «شوكة في الخاصرة، رغم أنها تبقى جزيرة ضئيلة الحجم، ضعيفة القوّة، جائعة ومحاصَرة. من جانبي أحفظ لهذا الثوري العجوز سلسلة خيارات نبيلة، شاقة تماماً، ركن إليها في أزمنة عاصفة مصطخبة، ومناخات اغتراب عن العصر، وربما عن الأزمنة الحديثة جمعاء؛ سواء بعد انهيار، وتفكك، ما كان يُدعى «المعسكر الإشتراكي»، والعواقب الكونية، السياسية والاقتصادية والإيديولوجية، التي خلّفتها هذه الهزّة الكونية؛ أو بعد صعود، وترسّخ، العولمة في أنساقها المختلفة، والوحشية الهوجاء منها بصفة خاصة. وأحفظ له، غنيّ عن القول، سلسلة أخرى من الخيارات النقيضة، المستبدة والطغيانية والفردانية؛ التي لا يلوح أنّ التاريخ قَبِل، أو سيقبل، أياً من العوامل والشروط والظروف التي ساقها كاسترو في تسويغ اتخاذها. أحفظ، على سبيل المثال الأول، فلسفته بصدد علاقات الشمال والجنوب، والتي عرضها في خطبته الافتتاحية الشهيرة أمام «قمّة الفقراء»، في العاصمة هافانا، مطلع الألفية: «لم يسبق للبشرية أن شهدت مثل هذا الإمكان العلمي والتكنولوجي، وهذه القدرة الفريدة على إنتاج الثروات والرفاه. ولكن لم يسبق أن كانت اللامساواة واللاتكافؤ على هذه الدرجة من العمق في العالم»، قال كاسترو. وإذا كانت الأعاجيب التكنولوجية قد قلّصت الكرة الأرضية على مستوى الاتصالات والمسافات، تابع السجال، فإنّ هذه الأعاجيب «تتعايش اليوم مع الهوّة المتزايدة التي تفصل بين الثروة والفقر، وبين التطوّر والتخلّف». أمّا العولمة فإنها «حقيقة موضوعية» تضع أبناء البشرية في مركب واحد، ولكنها لا تساوي بينهم في اعتبارات الغذاء السليم والماء النقيّ والرعاية الصحية واستخدام العلوم؛ هذه التي تحتكرها نسبة 15٪ فقط من راكبي المركب الواحد ذاته. ذلك لأنّ المركب إياه «مبنيّ على قدر من المظالم أكبر بكثير من أن يسمح له بالطواف ومواصلة هذا الدرب اللاعقلاني وصولاً إلى مرفأ آمن». هذه العولمة لا تشيع فلسفة أخرى سوى الليبرالية الجديدة في طبعتها الوحشية، ولا تُعَوْلم التنمية بقدر ما تعولم الفقر، ولا تحترم سيادة الأمم بقدر ما تنتهكها يومياً. وليس أدلّ على اختلال التوازن في علاقات أبناء المركب الواحد من حقيقة أنّ النموّ الدولي خلال الربع الأخير من عمر الألفية الثانية لا يرقى إلى نصف ما كان عليه بين أعوام 1945 و1975. أحفظ، في مثال ثانٍ، تلك المقارنة المفزعة التي عقدها كاسترو، بين مسؤولية النظام النازي عن جثث الهولوكوست، ومسؤولية النظام الاقتصادي العالمي الراهن عن جثث الجائعين في أفريقيا. كم من المرّات لجأت شاشات التلفزيون الغربية إلى تحذير مشاهديها من أنّ المشاهد التالية قد تكون «مؤذية» للمشاعر: أطفال يرضعون من أثداء ضامرة تحوم حولها أسراب ذباب ليست أقلّ جوعاً، وأطفال يُدفنون بعد أن التصقت جلودهم بالعظام ونفقوا جوعاً (والفعل «نفق» يخصّ الماشية عادة، لمن ينسى أو يتناسى)، ورجال ينبشون الرمل بحثاً عن عروق وجذور ودرنات… أيّاً كانت؟ وكاسترو لم يكن يفتقر إلى الأرقام ذات الإيحاءات المأساوية الهولوكوستية: في عام 1973 تأثر بالمجاعة نحو ثلاثة ملايين آدمي، وفي عام 1984 بلغ الرقم 7.8، وفي عام 1991 انخفض قليلاً ليبلغ… 6.2 مليون. مجاعة سنة 2000، حين انعقدت قمة الـ77 في مطلع ألفية جديدة، كانت تهدد 7.8 مليون نسمة في إثيوبيا، و2.7 مليون في كينيا، و1.2 مليون في الصومال، و1.6 مليون في بروندي؛ هذا إذا وضعنا جانباً أعداد المتأثرين في إريتريا ورواندا وأوغندا وجيبوتي والسودان. ويبقى أن النظام الذي خلّفه كاسترو ليس ديمقراطياً، وفق معايير الحدّ الأدنى من أيّ تعريف سليم متفق عليه لمفهوم الديمقراطية؛ بل هو أقرب إلى ديكتاتورية الحزب الواحد في كلّ ما يخصّ حرّيات أساسية مثل التعبير والصحافة والتظاهر والتعددية الحزبية والقضاء المستقلّ؛ وهذا توصيف لم يسبق لي، شخصياً، أن أغفلته في أيّ تثمين للتجربة الكوبية. في الآن ذاته لم أخفِ يقيني بأنّ حجم المشكلات الداخلية والخارجية الهائلة التي جابهتها كوبا، داخلياً وخارجياً، يجعل سجلّ إنجازات النظام أرفع من أن يُقارن بالغالبية الساحقة من أنظمة العالم الثالث؛ خاصة تلك التي سُمّيت ذات يوم «ثورية» أو «تحرّرية» أو «تقدّمية». ولأنه بات غريباً، كصالح في ثمود، أو حتى بمعنى الاغتراب الهيغلي الذي يكرّس انفصال الذات عن روحها الاجتماعية؛ فالأرجح أنّ نموذج كاسترو انطوى نهائياً، في مستواه الأيقوني، ربما قبل سنوات سبقت رحيله الجسدي! كاسترو: أيقونة صالح في ثمود صبحي حديدي |
«غزوة» الجامعة الأردنية تمد لسانها… ونواب الشعب «شفطوا» الحكومة … وإسرائيل تقرأ القرآن Posted: 27 Nov 2016 02:28 PM PST كان لافتا تصدر أحداث الشغب الأخيرة في الجامعة الأردنية النشرة الإخبارية لمحطة «الجزيرة» القطرية. من قرروا تنفيذ «غزوة الجامعة» الفضائحية بكل حال أردنيون يتشدقون ليلا نهارا ويزاودون على الجميع بالولاء والإنتماء. نعم الصحافة الأردنية أطلقت عليها إسم «غزوة الأردنية»، حيث اقتحم 200 ملثم مسلحون بالهراوات والشباري «جمع شبرية وتعني سكينة» وبعض السيوف الحرم الجامعي ونفذوا عرضا ميليشياتيا بامتياز على مرأى من العالم وتحديدا أجهزة الأمن في عرض يمد تماما لسانه ساخرا من غرق النخب في «مدنية الدولة». شاهدت أشرطة الفيديو المتسرية عن العرض الميليشياتي وأكثر ما لفتت نظري صيحات المجموعة المنظمة .. «هينا جينا ..هينا جينا».. تلك عبارة باللهجة الأردنية تعني «ها نحن قادمون». غزوة بامتياز العبارة توحي بأن قبيلة تغزو أخرى..عندما دققت في التفاصيل وسألت أقاربي الطلاب تبين لي أن الملثمين الذين حضروا من أبناء مدينة السلط والخطاب موجه لميليشيات مماثلة تنتحل صفة طلاب تحدتهم بالحضور من أبناء مدينة الطفيلة. نعم هذا ما يحصل في القرن الواحد والعشرين وبعد أيام فقط من ورقة ملكية نقاشية تتحدث عن «دولة مدنية» ودولة مؤسسات وقانون وفي حرم أبرز جامعة محلية ومن قبل شبان جامعيون وتم تحطيم كلية «العلوم الإنسانية».. لاحظوا معي مفردة «الإنسانية». شخصيا لا أعرف كيف تمكن القوم من إدخال مسدسات وأسلحة رشاشة وسيوف للحرم الجامعي، رغم احاطة الجامعة بقوات الأمن؟ في لحظة من هذا النوع يبدو سؤالي ساذجا وما أعرفه شخصيا أن استدعاء ذهنية القطيع الجهوي أو السماح لها بالانفلات يهدف لشيء وليس بمحض الصدفة، فالفيسبوك قبل الغزوة بيومين كان مليئا بالمعلومات من نوع «.. ننتظركم.. وسنحضر». شعب يشفط الحكومة حتى كاميرا التلفزيون الأردني لم تتجاهل اللقطة النادرة.. برلماني «عريض المنكبين شلولخ» يتحرك كالبلدوزر بمجرد إعلان منح الثقة لرئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي بهدف التهنئة.. لم يكن عناقا عاديا ولم تكن قبلة عادية بل «شفطة» بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وعلى رقبة رئيس الوزراء المشفوط. البرلماني بدا وكأنه من فرط الفرح في حالة «إغماء» على رقبة الرئيس وأحد الزملاء سأل علنا .. هذه بوسة أم حجامة؟ المشهد ذكرني بأفلام «أم بي سي 2 « المتخصصة في مصاصي الدماء، لكنها تهنئة حيوية بكل حال على الطريقة الأردنية وإن كان الملقي نفسه لم ينتبه لرقبته المشفوطة فقد هاجمه المهنئون من كل صوب وحدب حتى أن رئيس مجلس النواب صاح أكثر من مرة لتفريق ممثلي الشعب المندفعين على رقبة وأكتاف وعناق الحكومة. نعم شاهدت بعيني بعض حاجبي الثقة وهم يبادرون قبل غيرهم بالتهنئة على أمل أن لا تعاقبهم الحكومة وتمنع عنهم الخدمات.. نعم بين هؤلاء رصدنا بعض الإخوان المسلمين. سكاكين ومطبخ كان يمكن لكابتن الطهاة في برنامج «توب شيف» المستر جون التغاظي عن جزئية «تسليم السكاكين» عندما قررت لجنة الحكم طرد ممثلة فلسطين الطاهية جمانة من المسابقة التي دخلت البيوت عبر «أم بي سي» مجددا في صرعة تقليد جديدة للشاشات الغربية. ببساطة قالت إحدى عضوات لجنة التحكيم للمشاركة الفلسطينية.. «جمانة سلمي سكاكينك» وأضافت» قد نزورك في القدس ونأكل من طعامك». في القدس ثمة إنتفاضة سكاكين والشهداء يسقطون بالعشرات بسببها ومنتج البرنامج كان يمكنه التبرع ولو رمزيا لإبنة القدس بطقم السكاكين بعدما أنفق الملايين على عرضه الجديد الذي خطف قلوب ربات البيوت. كيف يمكن لمن يطبخ أن يبدع تحت الضغط؟ شخصيا لا أعرف وسعدت لأن المشارك المصري بتاع «الطعمية» فاز في الجولة الأخيرة وأتوقع قريبا بعد لفت أنظار الجماهير أن تدخل شركات الإتصالات على الخط قريبا.. ترقبوا حفلة الإحتيال الإستثمارية الوشيكة وهذه المرة بدون كتاب «أبله نظيرة». إسرائيل تقرأ القرآن خطر في ذهني وأنا أشاهد قناة إسرائيل الثانية وأتصفح موقع «سي أن أن» في الوقت نفسه أن أسأل رجال الإطفاء الفلسطينيين الذين شاركوا في إخماد حريق اسرائيل بـ «مهنية رفيعة»، كما قال الناطق باسم الشرطة الإسرائيلية السؤال التالي: أين كانت هذه المهنية مختبئة عندما أشعلت عصابة جيش الدفاع قطاع غزة؟ هل تحركت إطفائيات «الجار الإسرائيلي» لإنقاذ الطفل أبو خضير بعدما أحرقه المستوطنون بالديزل وألقوا به في بئر عميقة؟! إسرائيل وهي تحترق أطلقت على منابرها الرسمية آيات عدة من القرآن الكريم لتذكير الشامتين العرب بقيم الدين التي ترفض الشماتة.. فجأة إسرائيل تقرأ القرآن على أصحابه وفجأة لا تخجل الدول العربية وهي تستمتع لتقرير التلفزيون الإسرائيلي يعلن «وافق نتنياهو على إلحاح مصر والأردن على تقديم المساعدة». يعني الجماعة لم يطلبوا المساعدة بل عرضناها وتأملنا أن يقبلها نتنياهو.. إسرائيل تعلن «جارك – حبيبك – والصديق وقت الضيق» .. أنا لست بصدد تلك المناقشة البائسة حول أيهما يحترق شجر إسرائيل أم شجر فلسطين المحتل، وأعرف أن تل أبيب تقدم لمصر ولبلادي الأردن معلومات استخبارية يوميا عن إرهابيين محتملين هي دعمتهم ويمكن للقوم إرسال إطفائيات، كما يحلو لهم لكن مطالبي متواضعة جدا وبسيطة.. فقط طالبوا بمحاكمة قاتل القاضي الأردني الشهيد رائد زعيتر في الأثناء. مدير مكتب «القدس العربي» في عمان «غزوة» الجامعة الأردنية تمد لسانها… ونواب الشعب «شفطوا» الحكومة … وإسرائيل تقرأ القرآن بسام البدارين |
باتيستا وكاسترو واليسوعيّون والبابا Posted: 27 Nov 2016 02:28 PM PST عندما قاد الضابط فولجنسيو باتيستا «ثورة العرفاء» عام 1933 على نظام الديكتاتور جيراردو ماشادو، بطل حرب الاستقلال الكوبية، فعل ذلك لملاقاة انتفاضة طلابية، وحالة إضراب عام، توسّعت في كل أنحاء الجزيرة. وعندما وصل العقيد باتيستا إلى رئاسة كوبا عام 1940، حدث ذلك في انتخابات حرّة تنافسية، وقاد تحالفاً «ديموقراطياً اشتراكياً» يشكّل الحزب الشيوعي الكوبي جزءاً أساسيّاً منه. كان باتيستا، الخلاسيّ المتحدّر من أصول اسبانية وأفريقية وصينية، أوّل رجل غير أبيض ينهض إلى حكم الجزيرة. وكان الحزب الشيوعي متحمّساً له ولسياساته الاجتماعيّة، ويجنّد النقابات العماليّة للدفاع عنه، ويصنّف أخصام باتيستا على أنّهم من فلول الفاشستية. وفي مناخ الحرب العالمية الثانية، لم يكتف باتيستا بإعلان الحرب على دور المحور، بل زايد على الحلفاء بحثهم على شنّ الحرب ضد الكاوديو فرانشسكو فرانكو، نصير هتلر وموسوليني. اتسمت ولاية باتيستا الرئاسية الأولى بالمنحى التسلّطي، مع أنه وصل إلى المنصب، أول الأمر، بصندوق الاقتراع. لكن عندما عزم باتيستا على العودة إلى السلطة عام 1952، وجد أن الأنسب له استباق موعد الانتخاب بانقلاب عسكري. لم يكن «الحزب الشيوعي الكوبي» حليفاً قوياً له هذه المرة، لكنه بقي في آخر الجردة، في صفّه، يندّد بـ«فاشية» أولئك الذين خرجوا على حكم باتيستا، وخصوصاً المحامي الشاب، العضو في «الحزب الأرثوذكسي» (وهو كان حزبا شعبويا ذا ميول يسارية)، الذي قاد الهجوم المسلّح العاثر على ثكنة المونكادا، واعتقل ثم لم يلبث أن نفي إلى المكسيك. بخلاف باتيستا الخلاسي، القادم من وسط طبقي متواضع، والذي انخرط في السلك العسكري، وقفز انقلابياً من عريف إلى عقيد، ثم أتى رئيساً للجمهورية، مرة بالصندوق ومرة بالعنف، كان فيديل كاسترو ابن البرجوازية البيضاء، ابن لأحد الملاك العقاريين الكبار وطباخته السابقة، وكان يعتزم الانخراط في العمل البرلماني لولا أنّ باتيستا نسف النسق الدستوري كلياً، عام 1952. وبعد سجنه ومحاكمته على خلفية تدبيره الهجوم، الأرعن بالمقاييس العسكرية، على ثكنة المونكادا، سيستفيد كاسترو من انتمائه إلى عليّة القوم، ومن ضغط الرهبان اليسوعيين بقوة من أجل تقصير مدة حبسه، والاستعاضة عنها بالنفي إلى المكسيك. في كل هذه المدة، بقي كاسترو في أعين الشيوعيين الرسميين، «فرانكوياً»، «فاشياً»، «يسوعياً»، «برجوازياً». كان اليسوعيون من أكثر المتحمسين لتجربة فرانكو في اسبانيا آنذاك، لكن تشاء الظروف أن يتعرّف كاسترو في منفاه على أحد القادة العسكريين لمعسكر الجمهوريين، من أعداء فرانكو في الحرب الأهلية الاسبانية، وهو ألبرتو بايو، حيث كان يدرّس في الأكاديمية العسكرية. نهلت المجموعة المغامرة التي تشكّلت حول الأخوين فيديل وراؤول من تعاليم هذا الرجل وإرشادته في حرب العصابات (الغوار)، كما أثّرت فيهم أشعاره وذكرياته عن الحرب الاسبانية. لكن تعاليم ألبرتو بايو لم تنفع في البداية. المجموعة التي أبحرت على متن اليخت غرانما كادت أن تباد عن بكرة أبيها عندما بلغت السواحل الكوبية، قبل ستين عاماً من اليوم. كل ما سيحدث بعد ذلك سيتكفّل بتغذية الأسطورة، الأسطورة التي من لحم ودم، أسطورة عشرين ناجياً من موت رفاقهم أبحروا معهم. عشرون ناجياً تمكنوا في سنوات قليلة من السيطرة على كل كوبا، وإسقاط حكم باتيستا، مطلع العام 1959. طوال سنوات الانتفاضة المسلّحة الثوريّة، لكن أيضاً في الفترة التالية للنصر، ظلّ كاسترو ينفي عن نفسه تهمة الشيوعية التي حاول أن يلصقها به باتيستا، وظلّ الحزب الشيوعي الرسمي يتبرأ من هذه المجموعة المغامرة قبل أن يستلحق نفسه في ربع الساعة الأخير. أما الولايات المتحدة، فانتقلت بشكل فجائي من زيادة تسليح نظام باتيستا إلى وقف الإمدادات له، خصوصاً بعد استخدامه لقنابل النابالم ضد مجموعات من السكّان، وظهور حالة احتضان برجوازية وشعبية في آن لانتفاضة فيديل: البرجوازية البيضاء، لأنه ابنها الشرعي، والطبقات الشعبية الخلاسية لأنّ كوبا التي كانت أفضل حالاً من كل بلدان أمريكا اللاتينية على الصعيد الإقتصادي، وصلت إلى الحضيض في سنوات الولاية الثانية للرئيس باتيستا. أظهرت الثورة الكوبية في لحظة انتصارها، مفارقة صارخة: حزب شيوعي يتخلّف عن ركب الثورة في أهم مراحلها، وحركة مسلّحة ينتمي عقلّها المخطّط، ووجهها الكاريزمي، ولسانها المفوه، المجتمعين في شخص واحد، إلى البرجوازية البيضاء، في بلد كانت تتداخل فيه، أمس واليوم، التناقضات الطبقية مع التناقضات العرقية. وكانت مفارقة أخرى: التحوّل التدريجي التصاعدي للحركة الثورية بعد نجاحها نحو الماركسية اللينينية ـ وابتلاعها للحزب الشيوعي القديم، بالاتحاد معه، ثم تأسيسها لحزب جديد، عرف باسم حزب الثورة الاشتراكية، ثم عاد إلى التسمية الشيوعية بعد ست سنوات على انتصار الثورة، مع أنه لم يتحوّل يوماً إلى حزب جماهيريّ يقارن بتضخم عديد الشيوعيين رسمياً في الاتحاد السوفياتي أو الصين، بل لم يعقد مؤتمره الأول (1975) إلا بعد ستة عشر عاماً على الثورة! فالماركسية اللينينية لم يتبناها كاسترو إلا بعد انتشارها المتصاعد ضمن حركته، وتحاشياً، لانقسام هذه الحركة بين يسار ويمين داخلها، بحيث يكون هو الخاسر الأكبر كونه ابن البرجوازية. هذا بالإضافة إلى تداعيات اصطدامه بواشنطن، مع أنّ الرئيس جي.اف. كينيدي ظلّ يعتبر، وفي عزّ الصدام مع كاسترو، أن أسوأ نظام للاستغلال والإذلال كان نظام باتيستا، وأنّ المشكلة ليست مع كاسترو، بل مع الجناح الشيوعي المتنامي لحركته! وقائع تحوّل حركة برجوازية ثورية إلى حزب شيوعي جديد يبتلع الحزب القديم أثارت خوفاً وريبة داخل الحركة الشيوعية العالمية، مثلما أفسحت بالمجال لتطوير نظرية سوفياتية ذرائعية تفيد سياسات موسكو في العالم الثالث. الخوف والريبة: من عودة الروح إلى «البلانكية» (نسبة إلى الثوري الفرنسي اوغست بلانكو في القرن التاسع عشر). المقصود بالبلانكية هذا المنزع، لاختصار المسافة، وتشكيل مجموعة نخبوية إرادوية متآمرة من المثقفين وبعض العسكريين، بداعي السيطرة على مركز الحكم أو الإدارة (دار البلدية الباريسي في حالة بلانكي)، بدلاً من خوض الصراع الطبقي، بشكل تراكمي، وفقاً لمنهج يعتبر نفسه علمياً. فإذا كان كاسترو انتصر على باتيستا من دون جميلة حزب الطبقة العاملة، ثم ألّف حزباً شيوعيّاً جديداً، بعد انتصاره، فهذا كفيل بانتهاك «ضرورة» وجود أحزاب لينينية! وفي المقابل، التذرّع والتسويغ: أعطت التجربة الكوبية المبرّر للاتحاد السوفياتي في عهد نيكيتا خروتشيف، لاجتراح «نظرية التطور اللارأسمالي». أي الفتوى بأنّه، في البلدان الكولونيالية المتحررة حديثاً، يمكن أن تقود البرجوازية الصغيرة المتثورنة طريق الابتعاد عن الرأسمالية، فتقع في «منزلة بين منزلتين»، بين التوجهين الرأسمالي والإشتراكي، ويتوجّب عليها الاختيار لاحقاً، بين التجذّر والردّة. عنت هذه الفتوى عملياً أنّه لا حاجة جدية لوجود أحزاب شيوعية مستقلة في المستعمرات السابقة، وبالتالي يطلب من الشيوعيين الموسكويين فيها الالتحاق بأحزاب ـ الدولة، والعمل على جذبها نحو الإشتراكية. على هذا الأساس، حلّ الحزب الشيوعي المصري نفسه مثلاً، وطلب مناضلوه وهم في المعتقلات، الإنضمام إلى الحزب الحاكم. ولم تقتصر هذه النظرية على الخط السوفياتي فقط، وجدت لها «شكلاً تروتسكياً» في تنظيرات وأعمال ميشال بابلو (يوناني مصريّ من الإسكندرية). فشغف بابلو بالثورتين الجزائرية والكوبية حدا به لمحاولة توسيع نصيبه من «الأممية الرابعة» في كل الإتجاهات، بما في ذلك العمل على ضمّ حزب البعث العربي الإشتراكي إليها! بقيت كوبا ينظر لها كـ»مخلوق هجين» داخل المنظومة الإشتراكية، الموسكوية المركز، مع أنّها كانت أكثر اعتماداً على السوفيات من سواها، لا سيما على الصعيد الاقتصادي، وهي اتكالية أعفت بها نفسها من موجبات تحديث البنى التحتية والتصنيع، في وقت ضاعفت فيه الحصار الأمريكي المفروض عليها لعقود، بحصار ذاتي تفرضه على نفسها، ويؤدي بها نحو التخشّب. لكن وثبة الشعبويات اليسارية في أمريكا اللاتينية في التسعينيات، عادت وأنعشت الثورة الكوبية، التي استفادت أيضاً من تسويقها السياحي لنفسها بوصفها نظام آيل للانقراض (!)، ومن عدم استعداد واشنطن لتحمّل الأعباء الاقتصادية والأمنية لسقوط النظام في الجزيرة القريبة من سواحلها. وحظوة فيديل شاباً عند اليسوعيين عادت فوجدت مصداقاً لها في انفتاح الفاتيكان، بدءاً من البابا يوحنا بولس الثاني، على كوبا. لعب البابا البولوني دوراً طليعياً في هدم المعسكر الاشتراكي في أوروبا، لكنه أدى دوراً إنجادياً غير قليل للجزيرة الحمراء، في مرحلة لم يعد فيها للفاتيكان أنظمة مدللة عنده مثل اسبانيا والبرتغال وتشيلي أيام فرانكو وسالازار وبينوشيه. منذ ربع قرن، تواكب الكنيسة الحزب الحاكم في تأمين «الاستقرار» في الجزيرة، ولعلّها معادلة مرشحّة للسطوع بشكل أوضح بكثير في المستقبل القريب.. بعد أن غاب القائد العام للثورة. كوبا ـ كما كاسترو ـ حكاية مشوّقة.. وغير سهلة! ٭ كاتب لبناني باتيستا وكاسترو واليسوعيّون والبابا وسام سعادة |
طبقتان في الاستعصاء اللبناني Posted: 27 Nov 2016 02:28 PM PST مراراً نوّهنا، في مدى السنين – بل العقود – الفائتة، بأن اتّخاذ كلّ من الطوائف الرئيسة في لبنان ممثّلاً لها لا بديل منه في أيّ صيغة من صيغ الحكم المتاحة إنما هو الأصل الاجتماعي- السياسي لاستعصاءٍ في النظام الطائفي لا نهاية له. فإذا عدنا، في ضوء هذه الواقعة الأساس، إلى الشروط التي باتت تُفترض لانتظام عمل الآلة الحاكمة، أمكن أن نتخيّل طبقتين يدور عليهما الاشتراط والاستعصاء. الطبقة الأولى تتمثّل في الثبات المتمادي للأصل المشار إليه: أي في الوجود المستمر لصفّ من التشكيلات السياسية الرئيسة، وجميعُها طائفي، لا مَحيدَ عن مثولها في السلطة التنفيذية. وهو ما يبقي سيف النقض والشطط في التصرّف والمطالبة إلى حدّ الخروج الصريح على الدستور مسلطا على عنق الحكم، بل على عنق الدولة برمّتها. مع ذلك، لا يكفي تمثيل هذا الصفّ من القوى في الحكومات لاجتناب الأزمات. فإن كلّ خلاف بين قوّتين من هذه القوى على أمرٍ ذي خطر يُطرح في ساحة الحكم، سرعان ما يستوي خلافاً بين الطائفتين بما لهذه الصفة من منطويات. وهو، أي الخلاف، قابل بهذه الصفة نفسها، أن يتمخّض عن أزمة حكومية أو عن أزمة حكم أعمّ نطاقاً، أو عمّا هو أسوأ إن لم يتيسّر حلٌّ أو يحصلْ رضوخٌ يستعاض به عن حلّ الأزمة بإرجائها. وما يجعل هذا الأمر كثير الورود في الحكومات الجامعة، إنّما هو الاستقطاب المعلوم للقوى الطائفية من جانب دولٍ في المحيط أو في ما هو أبعد منه. وهو ما يمنح المواجهةُ بين هذه القوى ديمومةً وحدّةً ويُمدّها، لا بالطاقة الخلافية وحسب، بل ببعضٍ من أهمّ موضوعاتها أيضاً. فوق ذلك، ظهر بالاختبار أن مثول قوى الطوائف الرئيسة كلّها في حكومة من الحكومات لا يكفي لمنح هذه الحكومة استقراراً وشرعية يقتضيهما انتظام عملها وتمتّعها بديمومة تكافئ المشقّة المحتملة في استيلادها، بل سرعان ما ينجلي مشهد الطبقة الأخرى من الطبقتين اللتين قلنا إن الاشتراط والاستعصاء المستحكمين بآلة الحكم الطائفية في طورها الأخير يدوران عليها. تتمثّل هذه الطبقة الثانية في مقارنةٍ لا تلبث ان تفرض نفسها ما بين الأطراف الطائفية الحاكمة لجهة القوّة التي يتمتّع بها كلٌّ منها في طائفته ودرجة تمثيله لهذه الأخيرة. ولمّا كانت مسارات التشكّل السياسي لكلّ من الطوائف تخصّها إلى حدّ ما وتمليها ظروف وأحوالٌ مميّزةٌ لها، ولمّا كانت ظروف تشكيل الحكومات تضيف إلى هذا الاختلاف ما يعزّزه، فإنه يتعذّر، في العادة، أن يكون تمثيل هذه الطائفة في الحكم مساوياً في قوّته تمثيل أخرى أو أخريات. فيمكن مثلاً أن يتمثّل الشيعة بتسعين بالمئة ممّا قد تصحّ تسميته «فاعليّتهم السياسية» الإجمالية فيما يتمثّل السنّة بسبعين بالمئة من فاعليّتهم المماثلة ولا تتجاوز قوّة التمثيل الماروني أربعين بالمئة من الفاعلية المجتمعة لهم. ولْننبّهْ هنا إلى أن هذه الفرضية لا تصدر عن محض التخيّل، بل إن وضعاً قريباً إليها قد كان قائماً في بعضٍ من حكومات هذه المرحلة. أمّا ما تسفر عنه هذه المقارنة فهو رفع القوى المستبعَدة في الطائفة الناقصة الحظوة قميصَ الغبن الطائفي.. وهذا الغبنُ مَطْعَنٌ مضمون الفاعلية، طالَ الزمن أم قَصُر، في الشرعية المبدئية لأيّ حكمٍ لبنانيّ قائم. يزيد من صحّة هذا الأمر أن الحرب اللبنانية جَبَّت ما كان قبلها من تسليمٍ بالأرجحية لطائفةٍ من الطوائف، كائنةً من كانت، ورفعت حسّ المساواة المبدئيّة بين الطوائف إلى أقصى حدّته. وما يتّصل بتأليف الحكومات من هذه الواقعة أن الرغبة في اجتناب مطعن الغبن راحت تزكّي، في نهاية المطاف، إدخال جملة القوى السياسية الطائفية في البلاد (ومعها حواشيها ذات المشرب «العلماني» أيضاً) في الحكومات. ويزيد هذا السعي، بطبيعة الحال، من صعوبة التوصّل إلى ميزانٍ لتوزيع الحقائب، وهي متباينة الأهمّية والمزايا، متعدّدة الفئات، يعدّ مضبوطاً على أنصبة الطوائف وأحجام القوى ومقتضيات المرحلة، إلخ. وهذا، أي الميزان المضبوط، مطلب قد يطيل من أمد التأليف. ولكن الخروج من نفق التأليف بحكومة هذه حالها (ويطلق عليها تفاؤلاً لقب «حكومة الوحدة الوطنية») لا يسعه أن يكون غير تمهيد لا يطول العهد به في العادة لدخول النفق التالي: نفق العمل الحكومي الذي تنذره الأوضاع والتوجّهات نفسها باستعصاءٍ جديدٍ قديم. وقد يُتوهّم إمكان للنجاة من هذه الدوّامة يتيحُه اعتمادُ صيغة أخرى (أو أكثر من صيغة واحدة) في تأليف الحكومات، مغايرةٍ للصيغة الجامعة التي حازت في السابق (وتحوز اليوم) أفضليّةً بات يمليها التكوين الطائفي الذي استقرّ عليه المجتمع السياسي اللبناني منذ الحرب… وهذه أفضليّةٌ كان يزكّيها المبدأ الطائفي لنظام الحكم أصلاً. ولكن الصيغ المتاحة، في نطاق ذاك المجتمع السياسي وهذا النظام، ضئيلة العدد جدّاً. توقّفنا عند الحكومة الجامعة (أو حكومة الجميع!) وذكرنا عسر تأليفها ومناخ الاستعصاء الذي لا يلبث أن يخيّم على عملها. هي، فضلاً عن ذلك، حكومة تلغي المعارضة (ما خلا معارضةَ بعضها لبعض!) وتسهّل تحويل الوزارات إلى إقطاعات للوزراء وتغري بالفساد. ولكن ماذا عن حكومة الغلبة التي تحشد أكثريّاتٍ طائفية في وجه أكثريّةٍ لطائفةٍ أو لأكثر من طائفة تُلْجأُ إلى البقاء في خارج الحكم؟ هذه جُرّبت أيضاً وظهرت، بسببٍ من مجافاتها مبدأَ الشركة الطائفية، نُذُرٌ لخطرها على السلم الأهلي وظهر أثرُها في رفع منسوب التوتّر بين الطوائف على التعميم. لا يبقى – إذا استبعدنا الحكومة العسكرية – سوى حكومة التكنوقراطيّين… وكان رئيس الجمهورية، بما كان له من سلطان قبل الحرب وفي أثنائها، قادراً على ارتجال رئيس للحكومة من هذه الشريحة وصفٍّ من الوزراء منها أيضاً يجسّد بهم «خطّه» في الحكم ويحكم من خلالهم… وهذا من غير أن يُشْتَرَط انتماؤهم جميعاً إلى طائفة الرئيس. ذاك زمن مضى وانقضى. في زمن ما بعد الطائف، مثّلت «هيئة الحوار الوطني»، وهي تضمّ أعيان الطوائف الكبار هيئة وصايةٍ معنوية على الحكم. هذه الوصاية تصبح فعلية – في الوضع الحالي للرئاسة الأولى – إذا جيء بحكومة من التكنوقراطيين. وهي – أي الوصاية – ستمارس إذّاك على الوزراء فرداً فرداً من جانب القادة في طوائفهم من دينيين ومدنيين، وهذا بقطع النظر عن وجود «هيئة الحوار» أو عدمها. هي إذن – مرّةً أخرى – أنفاقٌ نخرج من أحدها لندخل في تاليه. تلك هي الصورة التي بات عليها النظام الطائفي في طوره الأخير هذا. والطائفية طاغية الحضور والقوّة بين ظهرانينا، أمس واليوم. هي تقتات من المخاوف المتبادلة ومن المطامع ومن التبعيّات ومن خشية المجهول. ويمدّها اليوم بقوّة فائضة – بعضها رمزيّ وبعضها حسّيّ مادّي – ما يشهده المحيط من صراع برز له، بين وجوهٍ أخرى، وجهٌ طائفي أو مذهبيّ غليظُ القَسَمات. فيتآزرُ الداخل والخارج في حفظ الصفة الطائفية لخريطة المجتمع السياسي ولخطوط المواجهة بين أطرافه. ولا يرى الناظر المدقّق في أحوال لبنان، حاضره وماضيه القريب، من مخرج طائفيّ من أزْمة النظام الطائفي، وهي ما حاولنا تعيين معالمه الكبرى ههنا في مستوى الحكم. وصفوة القول فيها أن تداول السلطة قد ولّى عهده في لبنان. فإذا وُجد منه أثر اليوم فموقعه في الهوامش من السلطة لا في المتن. وذاك أن السلطة أصبحت سلطة الكلّ المتلاطم الأطراف والعاجز عن التدبير السياسي الموحّد لشؤون البلاد. ولا تنتقل السلطة من موالاة إلى معارضة إذ لا وجود يذكر لهذه الأخيرة في خارج السلطة نفسها. وإنما تتغيّر موازين السلطة لصالح هذا أو ذاك من أطرافها بالصراع الداخلي المديد نسبيّاً وبقدر من التساوق مع كلّ تغيّر يحصل في موازين المحيط. لا مخرج طائفيّاً من أزمة هذا النظام إذن. ولكن المتطلّع إلى مخرج غير طائفي يعلم أن لا قيمةَ لمَخرجٍ من هذا القبيل ولا وجاهةَ إن هو لم يكن موضوعاً لسعي جمهور اللبنانيين وثمرةً لنضال هذا الجمهور. وهذا شرط يبدو للعيان بُعْدُه عن متناولنا. هو بعيدٌ، لا يزال، على الرغم من وقفاتٍ نضالية متنوّعة شهدتها السنوات القريبة الماضية وظهرت فيها ملامح سعيٍ شعبي إلى تحقيقه. وأخطر ما في بُعْده أن تفضي الأزْمة المتمادية إلى «حلٍّ» آخر لها أقربَ إلى المتناول: «حلٍّ» يكون أسوأَ من الأزْمة نفسها. كاتب لبناني طبقتان في الاستعصاء اللبناني أحمد بيضون |
الكتابة الشبحية Posted: 27 Nov 2016 02:28 PM PST ■ منذ حوالي ستة عشر عاما تقريبا، كتب أحد كتاب القصة المخضرمين عن رواية لي، من نصوص البدايات التي كنت أكتبها وأنا أرتدي عباءة الشعر ما أزال، وتبدو أشبه بالقصائد الطــــــويلة، أن هذه رواية شـــبح، لا تمسك بمعالم سردية لها، وتعطي أضـــواء متقطـــــعة، لكن لا وجود لأي ضوء فعلي، وأولى بكاتبها أن يمارس مهنته التي درسها، بدلا من غزو عوالم لا يعرف كيفية غزوها. أذكر جيدا، أن هذه الفقرة كانت من الفقرات المؤلمة في مسيرتي التي كانت في بدايتها فعلا، لكن أتطلع بشغف لأمضي وألتقط في كل يوم عصا جديدة أتوكأ عليها، وأحيانا أحس بأنني لا أحتاج لعصي، فأسرع في الخطى. هكذا قرأت مقال القاص المخضرم باهتمام كبير وألم، أخبرت أصدقاء عديدين يتابعونني عنه، وودت لو أنه كان إيجابيا، أو فيه فقرة إيجابية على الأقل، لكنت حسنت وضعي السردي بلا شك، وتساءلت بعد ذلك بيني وبين نفسي: ما هي شروط الكتابة التي لا تغدو كتابة شبحية؟ كيف يمكن أن تعاد الثقة لقلم كان يظن نفسه متميزا، والآن لا شيء؟ في الحقيقة، ظللت سنوات لا أستطيع العثور على إجابة ما، فكل من يكتب نصا، يبذل فيه مجهودا كبيرا، ويملأه بالأحداث والشخصيات، والحيل، يظن بأنه كتب نصا كاملا أو يقترب من الكمال، بينما نصوص الآخرين ما هي إلا خطرفات، أو كتابات نيئة، بحاجة لمزيد من النار حتى تنضج، وربما لو جئت بنص قديم لكاتب ما، نسيه ونسبته لآخر، وسألته عن رأيه، لاستغرب أن تكون هذه كتابة، ولانتقدها بشدة. وكنا نجلس في المقاهي، ونتحدث عن الإبداع والمبدعين، ويدعي معظم من كانوا جالسين بأنهم أهم المبدعين، وتسأل أحدهم عن تجربته، فتستمع إلى أشياء مدهشة عن قراءاته، ومطاردته للجمل الموحية، والسهر وتأرجح النوم، من أجل أن ينجز نصه هذا، وتقرأ النص ولا تجد فيه أكثر من نص عادي، كان يمكن أن يكتب بلا سهر وحمى وثقافة، وأي شيء آخر له علاقة بالإبداع، ويصادف كثيرا أن يتحدثوا عن كتب معينة، نالت حظا من الشهرة والمجد، باعتبارها كتبا سخيفة، ولا تستحق، وأخرى لم تنل حظا ولن تناله، باعتبارها أعظم الإنجازات في مجال الإبداع. أنا كنت متأثرا بتلك الأجواء آنذاك، واعتدت على الصداقات التي كانت تشجع السير في الدرب، من دون أن تضيء مصباحا، أو تمنح حذاء يرتديه سالك الدرب، وكانت في حوزتي مقالات شتى عن تلك الرواية بالذات، كتبها أشخاص أعرفهم، تحدثت عنها بإيجابية. ورأي من كاتب رحل الآن، كنت صادقته في بداياتي، يقول بأنها من أعظم الأعمال، لكن في الحقيقة، كان كل ما كتب يحوم حول النص من بعيد، ولا يقترب منه، بمعنى ألا أحد تحدث عن بناء الرواية، وتسلسل حكايتها، وشخوصها أبدا، وهنا تكمن الشبحية التي فر من ذكرها الأصدقاء، وجاء من يؤطرها، ويصيبني بالألم، ولكن ليؤكد حقيقة، أن على الكاتب المبتدئ، أن يظل مبتدئا لزمن طويل، قبل أن يضع ساقا على ساق في المقاهي، والتجمعات الثقافية، ويتحدث عن تجربته، قبل أن يسافر ويجيء، ويبتسم بعمق، ويكتب عن تجارب الآخرين، وينصح هذا بالالتفات إلى نقص ما، وآخر، بالاختزال في الكتابة، وعدم الحشو والإطالة.. هكذا. تلك الأيام، بحثت عن قصص الكاتب المخضرم الذي ظننته أساء لروايتي، وشكوته لطوب الأرض، قرأتها بعمق واكتشفت بأنه كاتب حقيقي، له وزن في الكتابة الإبداعية، على الرغم من أنه لم ينل شهرة كبرى، ولا أعتقد أنه كان أصلا مهتما بالشهرة، وهناك كثيرون كتبوا نصوصا غاية في العذوبة والتميز، ولم يسعوا للشهرة، وقطعا أداروا وجوههم عن أي غزل من شهرة كانت تريدهم. أعدت قراءة روايتي الشبحية، وفوجئت بأنني كتبت قصيدة ملحمية، غاصة بالجمل القصيرة الموحية، والعبارات شبه الموزونة عروضيا، وأن هناك حكايات كثيرة داخل النص، لكنها أخفقت في أن ترتبط ببعضها بعضا وتكون حكاية واحدة، يخرج منها القارئ ظافرا ويحكيها لغيره، أو ربما يصفها لآخرين ويشجعهم على قراءة الرواية. اكتشفت أن الغرائبية التي ما زلت أكتب بها حتى الآن، كانت قد ولدت في ذلك النص، لكنها ما تزال بحاجة لتربية، حتى تخرج من حيز الطفولة لحيز النضج. باختصار أعدت القراءة مرات، وكانت روايتي شبحية بالفعل، ولو وضعت في ميدان السرد، فلن يلتفت إليها إلا الشعراء وقراء الشعر الذين قد تعجبهم جملة هنا وصورة شعرية هناك، وسط ذلك المكان الغاص بالحكايات غير المترابطة. ابتهجت كثيرا حين اكتشفت كل ذلك، وبدأت في التأقلم على كوني كاتبا مبتدئا حتى إشعار آخر، لم أكتب لسنوات بعد ذلك، وكثفت من قراءاتي بصورة كبيرة، بحيث غدا سريري مكتبة، وعربتي مكتبة، وكل ما حولي يبدو كتابا بحاجة لمطالعته. أردت أن أنتفض من رماد الشعر، أنزع عباءته التي أرتديها منذ تعلمت القراءة والكتابة، وأغرب شيء أنني لم أحبط، أي لم أنسق لعبارة: «الاكتفاء بما درسه، والخروج من عوالم لا يعرفها»، لقد أردت معرفة تلك العوالم. تذكرت تلك القصة عن الرواية الشبحية، ووهم البدايات، فقط حين أبديت ملاحظات لكاتب مبتدئ، عن نص أرسله لي وأصر على أن أكتب ملاحظاتي، ولم تعجبه تلك الملاحظات، كان غاضبا، وكنت في قمة المرح وأخبرته بأنني تزحزحت قليلا عن مقعد البدايات، الذي فصله لي كاتب مخضرم منذ زمن، وعليه أن يجلس على ذلك المقعد زمنا، إن أراد أن يتزحزح يوما، ثم سألته فجأة: هل قرأت لي شيئا؟ قال: لا.. كنت بصدد القراءة لك، والآن لن أفعل. هذا بالضبط عكس ما فعلته، حين قرأت عن شبحية نصي، لأبحث عن كتابات من انتقدني، وكنت أتمنى لو فعل طالب النصح مثلما فعلت. كاتب سوداني الكتابة الشبحية أمير تاج السر |
عيد فيروز يوحّد أمة التشتت! Posted: 27 Nov 2016 02:27 PM PST قد يكره الإنسان نفسه ولكنه يبقى يحب فيروز. وهذه ليست مقولة مبالغ فيها . دمرت الحروب بكل أشكالها بيروت على مدى سبعة عشر عاما حتى أصبحت ردما، لكن خلال رحى الحرب وهديرها كان صوت واحد بقي يوحد اللبنانيين، إنه صوت فيروز، الذي ظل متزاوجا مع موسيقى الرحابنة .بعض الشعراء الذين كتبوا لفيروز كانت الحرب قد طالت قلوبهم وغرست شظاياها فيها، ولكن فيروز المتوارية عن الإعلام وثرثراته، غنت لبنان الجميل، وبقيت على الخط نفسه الذي رسمه لها منذ البداية عاصي ومنصور، فوحدت القلوب التي طحنتها الأحقاد الطائفية، ورممت الجراح التي خلفتها نيران الأسلحة. هذا ليس كل شيء. خارج لبنان، حين كان اللبنانيون يهربون من لبنان أو يتمنون الهروب منه، كنا نحن خارجه نصلي أن يخرج من دائرة النار. نسمع فيروز ونتخيل لبنان كما يصوره صوتها الملائكي، الكلام الرحباني الذي لا يشبه الشعر ولا يشبه القصائد الموزونة، كان يشبهنا في بساطة حياتنا اليومية، وصفو مشاعرنا البسيطة، وأحاسيسنا وأحلامنا وآلامنا وفيروز قالت كل الأشياء بعظمة. ما لا يمكن اختصاره هو الكم الهائل من الحب الذي زرعته فينا فيروز لنبقى على حب لبنان. نحن البعيدون جدا عنه. في أوطاننا النائمة في قلب الصحراء وأعالي الجبال وخلف أسوار ما يحدث في العالم. منذ وعيت على نفسي وأنا أسمع فيروز، لا أتذكر متى بدأت، لكني أتذكر أن في بيتنا راديو تنبعث منه الأغاني العربية المختلفة، وكانت فيروز تجمعنا بشكل غريب. بكثير من الغرابة لم نكن نفهم لماذا نحبها جميعنا؟ لماذا يحبها أبي وأمي وأخوتي والجيران، كبار السن والمراهقون والكهول والأطفال؟ أي سر زرعه الله في صوتها ليحبها الجميع، وأي معجزة تلك التي سكنت صوتها منذ بواكير أعمارنا إلى أن هرمنا ونحن على عهدها باقون؟ لم تكن أم كلثوم، التي كانت حكرا على عمر معين… لم تكن عبد الحليم ولا فريد الأطرش ولا حتى أسمهان. لم تكن محمد عبد الوهاب ولا شريفة فاضل ولا شادية ولا وردة الجزائرية ولا محمد قنديل.. كل تلك الأسماء وأخرى غيرها تميزت ولكنها عجزت عن كسر أسوار الأعمار المختلفة. وحدها فيروز فعلت ذلك، حتى الأطفال أحبوا صوتها وأغانيها، الشيء الذي لم يحققه مطربون حاليا مجندين أنفسهم مع كل ما يملكونه من ترسانة إعلامية للانتشار، مع ديكورات وماكياج وألوان زاهية وكلمات تليق بالأطفال، ومع هذا أطفالنا يغنون «تك تك يا ام سليمان» وهم سعداء بترديدها، دون أن تحاصرهم وسائل الإعلام بالترويج لتلك الأغنية التي ربما حين كتبها الأخوان الرحباني لم يفكرا لأبعد من تأليف وتلحين أغنية جميلة على أذواقهم. « طيري طيري يا عصفورة» … وكنا نطير مع صوت فيروز… «ياللاّ تنام ريما…» وكلنا نمنا مع ريما، ورأينا أحلاما وردية في مناماتنا… وأحببنا لبنان منذ كنا في المهد دون أن نعرف أن فيروز هي من فعلت ذلك بنا. وقد كبرنا ونحن نردد «بحبك يا لبنان يا وطني» وصدقنا منذ بدأ الوعي يشكل أفكارنا أن لبنان وطننا جميعا، لهذا وجب أن نحبه لا أن نشترك في تدميره. أحببنا وطن فيروز وكنا نصغي إليها وهي «تحكي لنا عنه» تلك التفاصيل المغايرة تماما لما كانت تبثه نشرات الأخبار العربية وتصوره تصريحات السياسيين. بقينا نرى لبنان الجميل بعيدا عن تشوهات الحرب التي لحقت به. بقي لبنان في قلوبنا بهيا عاشقا وحين حطت الحرب رحالها على ركام ما تبقى منه ركضنا إليه، وأذكر أول زيارة لي له وكيف جلت بالتاكسي في شوارع بيروت وفيروز تغني «راجعين يا هوا راجعين» يا للدهشة لماذا تلك الأغنية بالذات؟ كنت أعانق المباني الجريحة بعيني وقلبي وروحي، وأتأمل الحياة كيف تركض بزينتها المستعجلة في شوارع بيروت متقاطعة، بدمعات غمرت عيني كموجات خجولة. كل شيء أصبح هادئا، تماما كتلك الموسيقى الرحبانية الجميلة، وكل شيء تزيّن لموعد ما، ويقصد وجهة تشبه وجهات الحب. هناك مدن ميتة بلا روح تماما حتى وهي في كامل أناقتها، أمّا بيروت فلا تشبه سوى نفسها، وهي تنبض بالحياة حتى وهي جريحة. يومها كنت عاجزة تماما عن فهم سر قوة لبنان في البقاء على قيد الحياة، إلى أن قالت فيروز في أغنية تالية «طلعلي البكي ونحنا قاعدين …» حينها لم أحبس دموعي، كانت بيروت كلها مثيرة للإعجاب حدّ البكاء، ولا أدري هل فيروز هي التي فجّرت في قلبي كل تلك المشاعر؟ أم أنّها لحظة قدرية ربطها الله بصوت فيروز لأزداد هشاشة فأسجل ما رأيت في ذاكرتي ليوم كهذا؟ منذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا وأنا أسمع اللبنانيين وغير اللبنانيين يريدون تخليد فيروز بالاحتفال بعيدها كعيد رسمي، وإن كان رجال «الحلّ والربط» في كواليس الحكومات لا يفهمون هذا المطلب، فإن اللبنانيين غير آبهين بمن يصدر القرارات، فمنذ سنوات وهم يحتفلون في الواحد والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر بذكرى مولدها، ولكن هذه السنة كبر الاحتفال، وصراحة لم أتفاجأ حين تم بث حفل تكريمها في بعلبك بشكل مباشر، مع إصرار فيروز على أن تبقى في عزلتها بعيدا عن تلك الأضواء التي زينت بعلبك. ولم أتفاجأ أيضا حين احتفل جمهورها العربي بوضع صورها على شبكات التواصل الاجتماعي مع تمنياتهم لها بالعمر المديد والصحة ومزيد من العطاءات. 81 سنة لم تطلب خلالها فيروز من أي جهة حاكمة أو سياسية أن تكرمها، توارت دوما عن الأضواء والحفلات والمهرجانات، وحرصت على أن تكون هي كما أرادت دوما بخجلها وخفرها وعطائها الفني. واليوم وكل هذا الجمهور يكرمها بطريقته ماذا يمكننا أن نقول غير إحدى عباراتها العالقة في أذهاننا «إيه فيه أمل». التزام فيروز، وتفانيها من أجل فنها دعما تميزها لتصبح أيقونة العالم العربي بامتياز. ولعلي مهما كتبت عن فيروز، ومهما كتب كل من أحبها فلن نبلغ مستوى الشاعر أنسي الحاج في ما كتبه عنها هو الذي أحبها حبا فاق المألوف، وهو القائل فيها: «في حياتنا لا مكان لفيروز، كلّ المكان هو لفيروز وحدها، ليكن للعلماء علم بالصوت وللخبراء معرفة، وليقولوا عن الجيِّد والعاطل، أنا أركع أمام صوتها كالجائع أمام اللقمة، أحبه في جوعي حتى الشبع، وفي شبعي أحبه حتى الجوع، أضم يديّ كالمصلّين وأناديكَ: إحفظْها! إحفظها!» إحفظها يا رب، إحفظها لنا. شاعرة وإعلامية من البحرين عيد فيروز يوحّد أمة التشتت! بروين حبيب |
توظيف الأدوات القانونية واستخدامها على هوى السلطة والتوسع في قرارات منع السفر للمعارضين Posted: 27 Nov 2016 02:27 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي» : باستثناء خبر استشهاد ثمانية وإصابة عشرة من جنود الجيش في هجوم إرهابي في شمال سيناء، وتعرض قوة من الشرطة أثناء سيرها في الطريق الحر في كفر الزيات، المتفرع من طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي، إلى هجوم بزجاجات المولوتوف وتبادل إطلاق النار دون إصابة أحد منهم. وكذلك الاجتماع الذي عقده الرئيس عبد الفتاح السيسي مع رئيس الوزراء ومحافظ البنك المركزي ووزراء الدفاع والخارجية والداخلية والمالية والتموين ورئيس المخابرات العامة ورئيس هيئة الرقابة الإدارية، لبحث توفير احتياطي من السلع يكفي لستة أشهر، واستمرار توفير السلع في المجمعات الاستهلاكية بأسعار أقل من أسعار السوق، وكذلك الإعلان عن إخراج عشرات الملايين من الذين يصرفون سلعا مدعمة على بطاقات التموين، وهم لا يستحقونها. عدا عن هذا لم يهتم المصريون بأي قضايا عامة أخرى، رغم كثرة المقالات عنها، مثل انتشار النار في إسرائيل، وإرسال مصر طائرتين للمشاركة في عملية الإطفاء. أما في ما يخص أزمة حكم حبس نقيب الصحافيين والوكيل والسكرتير فقد تضاءل اهتمام الصحافيين بمتابعتها وخفت الحملات التي كانوا يشنونها ضد المحكمة والنظام. وتابع آخرون حادثة مقتل نيفين لطفي الرئيسة التنفيذية لبنك أبو ظبي الإسلامي في القاهرة داخل مسكنها على يد الشاب كريم صابر. وأصحاب الشركات السياحية والعاملون فيها اهتموا بموافقة الرئيس عبد الفتاح السيسي على طلب روسيا زيادة المساحة المخصصة لشركاتها لإقامة منطقة صناعية شمال بورسعيد، وإعطاء تعليماته للحكومة بإضافة أي مساحة أخرى تطلبها، وهو ما اعتبروه إعلانا بعودة السياحة الروسية. ومثقفون اهتموا بحكم محكمة جنح مستأنف قصر النيل بسجن الشاعرة فاطمة ناعوت ستة أشهر مع إيقاف التنفيذ بسبب سخريتها من شعيرة إسلامية هي الأضحية وازدراء الأديان. أما أصحاب المعاشات وهم بعشرات الملايين فاهتموا بإعلان الحكومة أنها بصدد إصدار قانون بزيادة المعاشات. أما الأقباط فقد ركزوا اهتماماتهم على الفتنة التي وقعت في محافظة سوهاج. وأما مرضى السكري والضغط والقلب، فقد تابعوا بقلق شديد الإعلان عن زيادة أسعار الأدوية الخاصة بأمراضهم، بسبب زيادة أسعار الخامات المستورة بالدولار، حيث واصل الدولار والعملات الأجنبية الأخرى الارتفاع. وأهالي أسيوط وبني سويف اهتموا بإعلان جامعة القاهرة أنها ستقيم مستشفى للأطفال في واحدة منهما على غرار مستشفى أبو الريش في القاهرة. وأهالي قرية شما في مركز أشمون في محافظة المنوفية خرجوا في مظاهرات تتهم الأمن بعدم الجدية في القبض على سبعة من أسرة أبو حريرة قتلوا المواطن محمد عيسي العليمي، وكانت من قبل قد قتلت ستة، رغم إعلان الأمن أنه قبض على عدد منهم، وجار البحث عن الفارين لتقديمهم للمحاكمة. أما جماهير الزمالك فاهتموا بفوز فريقهم على المقاولون، كما أنهم وجماهير الأهلي مهتمون بالعروض التي تلقوها من الإمارات والسعودية باقامة مباراة الكأس بينهما هناك. واهتمت الصحف أيضا بنبأ وفاة الزعيم الكوبي فيدل كاسترو والاشادة به. وإلى ما عندنا.. معارك وردود ونبدأ بالمعارك والردود المتنوعة التي شكلت الجزء الأكبر من اهتمامات الكتاب والصحافيين وكلها تتعلق بقضايا داخلية متنوعة تعكس عدم الاهتمام بقضية محورية، وبدأها يوم السبت في جريدة «المقال» زميلنا حسام مؤنس عن منع زميلنا وصديقنا الإعلامي عمرو الليثي من السفر إلى دبي، وكان يقدم برنامجا تلفزيونيا اسمه «واحد من الناس» وأثار ضجة بحديثه مع سائق التوك توك الشهير فقال حسام: «جاءت واقعة منع الإعلامي عمرو الليثي، أثناء توجهه مع أسرته للسفر إلى دبي لتكشف عن أن قضية المنع من السفر لم تعد أداة تمارس فقط مع الحقوقيين الذين تكررت وقائع منعهم، على مدى الأسابيع والشهور الماضية، ودون أن يعرف أحدهم ما إذا كانت هناك اتهامات موجهة له على ذمة قضايا تؤدي إلى منعه من السفر، خصوصا في ظل الغموض الشديد الذي يحيط بالتحقيقات في قضية التمويل الأجنبي لبعض المنظمات، التي أعيد فتحها قبل شهور مجددا، والتي تثير الكثير من الجدل حول مدى جديتها، ودون وضوح لمن هم المتهمون فيها الذين تشملهم التحقيقات، خصوصا أن أغلبية من تم منعهم من السفر لم تجر أي تحقيقات معهم ولم يبلغوا بقرارات منعهم من السفر مسبقا، ولكن ها هو الأمر يمتد الأن أيضا إلى إعلامي مثل عمرو الليثي ليتضح، رغم عدم إخطاره رسميا بأي أسباب لمنعه، أن بلاغا قدم ضده على خلفية الحلقة التي قدم فيها حديثا لسائق التوك توك، الذي أثار موجة واسعة من التفاعل معه، هو السبب المرجح لقرار منعه من السفر. هذا التوسع في استخدام منع من السفر، يشير بوضوح لظاهرة استخدام نصوص القانون بشكل تعسفي في مواجهة كل من يتخذ موقفا، أو يعلن رأيا، أو حتى يتيح المساحة لغيره لإعلان رأيه، وهي ممارسات ترسخ فكرة توظيف الأدوات القانونية واستخدامها على هوى السلطة، صحيح أن المنع من السفر إجراء قانوني منصوص عليه ومعمول به لكن هذا التوسع في استخدامه يبدو مقلقا». خلل الميزان التجاري وتوالت المعارك ففي «وفد» السبت قال زميلنا وصديقنا رئيس تحريرها الأسبق عباس الطرابيلي: «ألف باء الاقتصاد، مواجهة خلل الميزان التجاري، أي تزايد حجم الواردات على حجم الصادرات. وحكومة مصر لا تفعل ذلك بل تتمادي في عدم قدرتها على الحد من هذه الواردات، بحجة أن الدولة ملتزمة بتوفير السلع الاستراتيجية والسماح باستيراد غيرها للقطاع الخاص، بحجة تدبيره للدولارات وهنا بيت القصيد. فالدولة تشجع على ارتفاع أسعار السلع- وبالتالي- كل شيء بتركها باب الاستيراد مفتوحاً على البحري، ورغم أن الغرفة التجارية قررت مجتمعة وقف استيراد السلع غير الأساسية لمدة ثلاثة شهور، ورغم أن شعبة السيارات باتحاد الغرف أعلنت أنها مستعدة لوقف استيراد السيارات الكاملة لمدة ستة أشهر، فلماذا لا تأخذ الحكومة المبادرة بالحد من استيراد ما يمكن أن نستغني عنه من سلع؟ لا نقول فقط إنها استفزازية ولكنها غير ضرورية، خصوصاً ونحن نعاني هذا العجز الرهيب في الميزان التجاري، حيث نستورد بما يزيد على 80 مليار دولار، وكل ما نصدره لا يصل إلى 20 مليارا. فمن أين ندبر هذا الفرق وهو أربعة أمثال؟ إننا نطالب الدولة بأن تعلن على الناس قوائم السلع التي نستوردها، والشعب هنا قادر على أن يعلن إلغاء استيراد بعضها، والحد من استيراد بعضها الآخر، ولن نسمح هنا بما يقال، إن من يستطيع أن يدفع مقابل هذه السلع لا يمكن أن تحرمه منها فهذا منطق العاجزين وأكاد أجزم أن نصف ما في هذه القوائم يمكن الاستغناء عنه». إجراءات حمائية لمحدودي الدخل وكما طالب عباس الطرابيلي بمنع استيراد سلع معينة فإن زميلنا فهمي عنبة رئيس تحرير «الجمهورية» طالب في يوم السبت أيضا بالتوقف عن شراء أشياء أخرى بقوله في بابه اليومي في الصفحة الأخيرة «على بركة الله»: «لابد أن نتوقف عن الاستيراد العشوائي والعودة إلى شراء المنتج الوطني. وعلى الصناع أن يقوموا بتجويد إنتاجهم، فليس معنى أن نشتري المحلي أن نأخذه معيبا أو غير صالح للاستخدام، لابد أن يكون كل مسؤول قدوة ولا يرتدي إلا من صنع بلده، فما الداعي لشراء بدلة أو ربطة عنق «كرافتة» أو حذاء من الخارج ليتباهي به، بينما مصانع الغزل والنسيج عندنا متعثرة رغم قدرتها على إنتاج أفضل الملابس. لابد أن نغير عاداتنا في الطعام والشراب، ونقلل من الاسراف في الغذاء، فماذا سيضير المواطن إذا استغني عن حلاوة المولد عاما أو عامين، أو لم يتناول ياميش رمضان لخمس أو عشر سنوات؟ نعم على الحكومة أن تقوم بواجبها في اتخاذ إجراءات حمائية لمحدودي الدخل وتوفر ما يضمن أبسط أساسيات الحياة الكريمة للبسطاء وللطبقة المتوسطة، التي تكاد تندثر تحت وطأة الغلاء وصعوبة المعيشة. وعلى المواطنين أيضا الترشيد وتغيير العادات والسلوك وشراء الأساسيات والغذاء المفيد والأصناف الضرورية، والأهم ألا ينظر كل مواطن إلى ما في يد غيره ويبدأ بنفسه على الأقل، لكي يحافظ على أمواله ويسير وفقا لميزانيته ولا يتطلع إلا لما يستطيع أن يشتريه ولديه القدرة على ذلك دون ارهاق أو اقتراض لأنه كما قال أجدادنا «السلف تلف». حوافز ومكافآت النواب ومن الاستغناء عن استيراد بعض السلع إلى مطالبة أعضاء مجلس النواب التنازل عن بدلاتهم ومكافأتهم، وهو ما طالب به في يوم السبت نفسه زميلنا السيد النجار رئيس تحرير «أخبار اليوم» بقوله: «السادة الموقرون نواب الشعب جميعكم، كنت أتوهم أنكم سوف تعلنون في أول جلسة التنازل عن الحوافز والمكافآت تطوعا منكم لعمل اختاركم الشعب من أجله، وتقديرا لظروف البلد الاقتصادية القاسية، فهي لا تمثل شيئا سوى إضافة لأرباحكم التي تكسبونها من اعمالكم الخاصة، أو أجور ومكافآت الأماكن التي تعملون بها. ولم يحدث وتخيلت أنكم سوف تتبرعون بنصفها على الأقل لصالح صندوق «تحيا مصر»، ولن يحدث. وإذا بالطامة الكبرى أنكم تضيفون استثناء غير دستوري بوضع مادة في لائحة المجلس بإعفاء ما تتقاضونه من حوافز ومكافآت البرلمان من الضرائب، حتى حق الدولة والشعب ترفضونه لا تعليق يا حامي الدستور والقانون». العقلية الأمنية ونظل في «أخبار اليوم» لنكون مع زميلنا وصديقنا محمد عبد القدوس في بابه «حوار مع حائر» حيث دار نقاش بينه وبين أحد خصوم الإخوان حول قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي الإفراج عن دفعات من الشباب وقال عبد القدوس: «كانت إجابتي: لاحظت أنها تخلو من أي سجين إسلامي. فوجئت به يقول «أصحابك دول يستحقوا الشنق ولا يمكن الافراج عن أي واحد منهم» كانت إجابته مفاجأة، وفكرت في إنهاء تلك المناقشة على الفور بسبب عدم موضوعية صاحبي، لكن صوت الحكمة والهدوء ساد في النهاية، وقلت له وأنا أضبط أعصابي على آخرها، ما الذي دفعك إلى هذا القول غير المنطقي وغير الموضوعي؟ أجاب بحدة لا يا عمنا كلامي في غاية المنطق، أنظر إلى كل الحوادث الإرهابية التي تجري في بلادنا، الإسلاميون من ورائها، ولا يقوم بها واحد شيوعي مثلا، وعايزك تحمد ربنا جدا أنك لست وراء الشمس مع أصحابك من الإخوان المسلمين، الدولة تعاملك معاملة خاصة علشان خاطر والدك إحسان عبد القدوس وحماك الشيخ الغزالي وربنا يرحمهما جميعا، كانا قمما مصرية شامخة بحق وحقيقي قلت له: مليون رحمة عليهما، ولكن لا علاقة لهما بموضوعي، أنا خارج السجن لأنني ضد الإرهاب والعنف بكل أشكاله وألوانه، حتى لو كنت معارضا. قال هذا دليل لصالحي لأن معنى ذلك أن كل أصدقائك الإسلاميين في السجون من دعاة العنف، سارعت إلى نفي ذلك قائلا لا يا أستاذ لقد زرت العديد من السجون بحكم عملي في المجلس القومي لحقوق الإنسان، وشاهدت آلافا من الشباب المقبوض عليهم في التظاهرات السلمية، قاطعني من جديد أحسن يستاهلوا. قلت له وقد فقدت أعصابي واضح أنك متعصب وعندي أمل في أن الدولة لن تسير وراء عقليتك الأمنية وأرجو أن تطلق سراح كل إسلامي لا يمت للعنف والإرهاب بصلة». «صهيل الجياد ينذر بالزلازل» ومن محمد عبد القدوس إلى الدكتور رفعت السعيد ومقاله الناري في «أهرام» السبت ضد الحكومة وكشفه ألاعيبها في مناصرة الأغنياء بقوله: «والآن يا سادتنا الأعزاء إلى أين؟ فكل ما تتخذونه من قرارات ينقلب ضد الفقراء ومتوسطي الحال، ويأتى بردا وسلاما على قلوب كبار المليارديرات، بزعم تشجيع الاستثمار، فالإعفاءات والتسهيلات والتخفيضات تنحنى لتقدم فروض الولاء لكبار الاغنياء بينما تقصم ظهر الفقراء والطبقة الوسطى، وأسألكم إلى متى؟ وإلى أين؟ وهل تتخيلون أن الناس ستصبر عليكم طويلا؟ وهل تعتقدون أن مستثمرا مصريا أو عربيا أو أجنبيا سيأتي ليستثمر في ظل حالة من الغضب القلق وذات يوم سألتكم «ألا تسمعون صهيل الجياد إذ ينذر بالزلازل»، وأكرر اليوم هذا السؤال وبإلحاح، ولكى أكون واضحا وصريحا فإنني لست ممن يستدعون صهيل الجياد ولا ما يأتي بعدها، بل أتمنى لمصر استقرارا ورخاءً وسعادة ولشعبها عدلا ومساواة وحرية، وما أنا إلا شخص يخاف على وطنه وشعبه ولهذا ينقد تصرفاتكم غير العاقلة والمندفعة في اتجاه الولاء للمليارديرات وتسول رضاهم والسعى نحو مزيد من امتصاصهم لما تبقى في المصريين من دماء عبر ثراء فاحش ويزداد فحشا، وانتم تفرشون أمامهم سجادة حمراء ملكية الأبهة ناسين أن الاحمر فيها هو عرق ودماء فقراء المصريين، وأن العدل لا يرضى والدين لا يرضى والعقل لا يرضى بما تفعلون. فتعالوا إلى كلمة سواء وراجعوا تصرفاتكم وما وجدتموه يزيد الفقراء فقرا والجوعى جوعا فاتركوه، وإن سمحت لكم ضمائركم بعدل وضرائب تصاعدية فأطيعوها وإلا فالويل للجميع». عودة الدولة العميقة وإلى معركة أخرى مختلفة خاضها في يوم السبت نفسه في «المصري اليوم» الدكتور سعد الدين إبراهيم خاصة بتعارض مشروع الجمعيات الأهلية الذي يقدمه أعضاء في مجلس النواب مع مشروع الحكومة بقوله: «آخر تجليات عودة الدولة العميقة هو التخطيط لحِصار مُنظمات المجتمع المدني المصرية من خلال مشروع قانون الجمعيات الأهلية وهو مشروع القانون الذي أخفته مؤسسات الدولة العميقة حتى عن وزرائها المُختصين برعاية وتشجيع الجمعيات الأهلية، وفي مقدمتهم الوزيرة النابهة غادة والي التي فوجئت بأن البرلمان أجاز مشروع قانون مُغاير للمشروع الذي كانت هي ومُساعدوها والاتحاد العام للجمعيات قد أنجزوه منذ عدة شهور، أو ذلك الذي كان قد أنجزه الوزير الأسبق للوزارة نفسها الدكتور أحمد البُرعي، فهل هي الدولة العميقة عادت مرة أخرى وقدمت مشروع قانون على مزاجها لتكبيل المجتمع المدني المصري؟ فإذا كان جهاز الأمن الوطني (مباحث أمن الدولة سابقاً) هو الذي أعد مشروع قانون الجمعيات الجديد، فلماذا لا يُفصح عن ذاته ويطرح مشروع قانونه على الرأي العام أسوة بمشروع وزارة التضامن الاجتماعي وذلك للمُفاضلة بينهما واختيار الأصلح أو ربما للخروج بمشروع ثالث يأخذ من كل ما يُطرح في هذا الصدد أفضل ما فيه؟» الدعم لمستحقيه ومن الدولة العميقة إلى مشكلة أعجب في العدد نفسه من «المصري اليوم» وهي احتفاظ الأغنياء ببطاقات التموين وبدء الدولة في اختيار من يستحقون الدعم ومنعه عن الذين لا يحتاجونه، وقول زميلنا وصديقنا محمد أمين في عموده اليومي «على فين»: «لا شك أن الدولة تأخرت كثيراً في توصيل الدعم لمستحقيه، والآن لم يعد أمامها حل غير أن تطرق الباب بقوة، وكم كنت أتمنى بحق أن يكون استثناء القضاة والضباط والدبلوماسيين ورجال الأعمال والإعلاميين نابعاً من مبادرة قامت بها هذه الفئات من تلقاء نفسها، كنت أتمنى أن يبادروا هم بتقديم بطاقاتهم للدولة، من غير قرار سياسي ودون أن يجدوا أنفسهم بلا بطاقة رغماً عنهم. أتحدث عن «فكرة المبادرة» المأساة أن يكون سعادة السفير أو الجنرال أو رجل الأعمال عنده بطاقة تموينية ثم يزاحم الناس البسطاء في الدعم. والمأساة الأكبر أن ينتظر الدولة حتى تقطعها عنه ومأساة المآسى ألا يبادر هو فيتنازل عنها بينما الدولة تمدّ يدها السؤال: لماذا انتظروا؟ ولماذا يحتفظون بها؟ ولماذا لم يبادروا بالتنازل عنها؟ هل كانوا يحتفظون بها للتاريخ مثلاً؟ لماذا انتظر الباشا حتى تقول له الدولة: طلع بطاقتك؟ الغريب أن الباشا لا يذهب إلى البقال التمويني ولا يقف في طابور المحتاجين، الأغرب أنه يطلب من الشغالة أن تأتي له بالتموين، وربما يتصدق به على الشغالة. المثير أنه يتصدق عليها بشيء لا يملكه، يتصدق عليها من الدعم، هل تجد ما يفعله الباشا نوعاً من المروءة؟ أم تجده نوعاً من البجاحة؟ بالمناسبة ليس كل السفراء عندهم بطاقات ولا كل رجال الأعمال أيضاً، هناك من ورثوا البطاقة عن آبائهم». الإرهاب وإلى عمليات الجيش في شمال سيناء ضد الإرهابيين وصدمة الإعلان عن استشهاد ثمانية من الجيش وإصابة عشرة ومقتل ثلاثة من الإرهابيين المهاجمين ما دفع زميلنا في «المقال» طارق أبو السعد إلى أن يقول يوم السبت: «رغم أن القوات المصرية ما زالت تبذل جهودا كبيرة في الحفاظ على أمن وسلامة تراب الوطن، وهذا أمر لا نشكك فيه، كما أننا نعلن تضامننا مع كل خطوة الدولة تخطوها تجاه القضاء على هذه البؤر الإرهابية، لكن أليس واجبنا نحن أبناء هذا الوطن أن نسأل المسؤولين إلى متى ينجح هؤلاء الإرهابيون في مهاجمة أبنائنا؟ ألا يحتمل أن يكون في استراتيجيتكم في مواجهة هؤلاء بعض القصور؟ فاسمحوا لي بأن أقول مثلا هل من الطبيعي أن يحتفظ الجيش المصري بكمائن «ثابتة» وليست متحركة؟ ألا يجعلهم هذا صيدا سهلا في القنص؟ أليس هذا الثبات يسهل من عملية الرصد والمراقبة وتحديد عدد الأفراد ورتبهم ونوعية التسليح المتوفرة لهم ومواعيد تغيير «النوبتجية»؟ ألا يلاحظ القادة أن أغلب الكمائن المستهدفة في مناطق صحراوية مكشوفة لعدة كيلومترات وليست في وضع جغرافي مميز يمنحها ميزة نسبية عند مواجهة الخصم، كما أنها لا تتمتع بغطاء جوي يوفر لها التأمين الكافي؟ فهل لهذه المشكلة من حل عسكري أفضل؟». عودة عشرات الأسر السيناوية بينما نشرت «الوفد» تحقيقا لزميلنا سيد العبيدي جاء فيه: «رحبت القبائل العربية والمجلس القومى لشؤون القبائل بقرار عودة عشرات الأسر السيناوية إلى منازلها في حي «أبو رفاعي وأبو طويلة» جنوب مدينة الشيخ زويد، بعد تطهيره من العناصر الإجرامية والتكفيرية، مشيدة بحرص الجيش المصري على عودة الأهالي، رغم التضحيات التي يقدمها رجاله يومياً في معركته مع الإرهاب. وقال شيوخ القبائل العربية أن قرار عودة الأهالي إلى بيوتهم ومزارعهم وأراضيهم التي تركوها خشية بطش العصابات المتطرفة أخرس ألسنة المشككين في نية الجيش المصري تهجير أبناء سيناء آملين أن ينجح الجيش المصري في استعادة جميع الأهالي والأسر إلى منازلهم بعد القضاء على الإرهاب والتطرف ونعت القبائل جنود مصر البواسل الذين استشهدوا في سيناء (أمس الأول) أثناء اشتباكهم مع مجموعات إرهابية هاجمت أحد الأكمنة بعربات دفع رباعي تحمل مواد متفجرة أسفرت عن استشهاد 8 من أفراد القوات المسلحة. وأكد الناشطون أن الجيش وعد بتعويض الأهالي الذين تأثرت منازلهم جراء مطاردة الإرهابيين في بعض القرى، مطالبين بمزيد من الدعم لأهالي سيناء حتى تستقر الأوضاع وينعم المواطنون بالهدوء». النوبة وإلى مشكلة إخوتنا أبناء النوبة ومظاهراتهم للمطالبة بإعادتهم إلى أراضيهم، كما نص الدستور على ذلك والعتاب الذي وجهه زميلنا خالد القاضي في «أخبار اليوم» يوم السبت موجها كلامه إليهم قائلا: «ليسمح لي أهل بلدي النوبيون الطيبون أن أختلف فيما قام به بعضهم، خلال الأيام القليلة الماضية، من قطع طرق واعتصامات ـ صحيح الفاعليات كانت مغلفة بأدب وطيبة أهل النوبة ـ لكن في النهاية كانت هناك أزمة بدون لزمة، نعم بدون لزمة لأنه لأول مرة في تاريخ مصر توضع مادة في الدستور الجديد تلزم الدولة بإعادتكم إلى أراضيكم وبيوتكم، وحددت مدة قانونية خلال عشر سنوات من تاريخ إصدار الدستور، إذن حقوقكم مضمونة بقوة القانون والدستور. لقد خرج آباؤكم وأجدادكم وروادكم منذ سبعين عاماً أو يزيد، وضحوا بأرضهم ومنازلهم من أجل مصلحة مصر، من أجل بناء السد العالي، لقد جعل أجدادكم مكان منازلهم حائط صد ليحمي مصر كلها من الطوفان، ورضيتم أن تنتقلوا إلى مكان آخر عشتم فيه طوال هذه السنوات على أمل العودة، فما كان الداعي لما قمتم به الآن، خاصة أن الدولة تقوم بإعداد القوانين اللازمة لتنفيذ ما جاء في الدستور وكذلك إعداد الدراسات الجادة لإعادتكم إلى أرضكم. وقد زار المهندس إبراهيم محلب أرضكم عدة مرات للوقوف على الدراسات اللازمة لعودتكم، وكذلك كانت توجيهات الرئيس السيسي، إذن الأمل أصبح قاب قوسين أو أدنى من التحقق، لكن للأسف نعم للأسف، لأن بعضكم خرج وراء دعوة أثارها نفر منكم تعرفونهم جيداً هم من جلسوا مع البرادعي في فيلته في الجيزة أثناء أحداث يناير/كانون الثاني 2011 ليستغلوا قضيتكم ضد مصر، هم من وكلوا محاميا دنماركيا لكي يقيم قضية في المحاكم الدولية ضد مصر بحجة انكم مضطهدون، هم من كتبوا على صفحاتهم في الفيسبوك ليحرضوكم ضد مصر». مسلمون وأقباط وإلى الفتنة الطائفية بين المسلمين والأقباط التي أطلت برأسها في قرية النفاميش التابعة لمركز دار السلام جنوب سوهاج، وكان أول من أشار إليها يوم السبت زميلنا في : «أخبار اليوم» خالد حسن الذي أرسل الخبر من سوهاج وقال فيه، إن الأحداث وقعت عندما قام الأقباط ببناء بدون ترخيص، وتجمع المسلمون بعد صلاة الجمعة أمام الكنيسة وحرقوا مضيفة خاصة بالأقباط وعدد من السيارات، وتراشق الطرفان بالطوب والأحجار، وانتقلت مجموعات قتالية بقيادة مدير أمن سوهاج اللواء مصطفى مقبل ومحافظ سوهاج أيمن عبد المنعم وتمت السيطرة على الموقف بصورة مؤقتة. وأمس الأحد نشرت جريدة «البوابة» اليومية المستقلة تحقيقا لزميلتنا الجميلة أمل أنور من سوهاج جاء فيه: «قال الأب مرقريوس كاهن كنيسة الشهيد مارجرجس في قرية النفاميش، إن أقباط القرية فوجئوا عقب صلاة الجمعة بقيام عدد من المسلمين بالتجمهر ومحاولة الوصول إلى الكنيسة، حاملين زجاجات المولوتوف وأحجارا، إلا أن شباب الأقباط منعوهم من الوصول للكنيسة. واتهم مرقريوس مسلمي القرية بإحراق مضيفة ملك طبيب قبطي من أهالي القرية وتكسير نوافذ ثمانية منازل ملك للأقباط، وأن المحافظ وعد بإصلاح التلفيات وإعادة ترميم المضيفة. و قال الدكتور أيمن عبد المنعم محافظ سوهاج في مؤتمر جماهيري مع أهالي القرية، إن هناك طرفا تعدى على الآخر، وهو ما لم يعد مسموحا به في الوقت الراهن ولن يمر مرور الكرام لذا سيتم تطبيق القانون على الجميع وتقديم كافة المتورطين إلى المحاكمة». الصمت مشاركة في الجريمة ومن «البوابة» إلى «أهرام» أمس وزميلنا أحمد عبد التواب وقوله في عموده اليومي «كلمة عابرة»: «تحولت جريمة منع الأقباط من الصلاة بالقوة إلى ظاهرة مخزية وصار الصمت مشاركة في الجريمة، ولم يعد من الممكن تقبل عجز أجهزة الدولة عن التصدى للمعتدين وعن إنفاذ القانون ضدهم، كما أن الاستسلام إلى أن الموضوع خارج سيطرة المجتمع اعتراف بتقصير شديد، فلقد أثبتت التجربة العملية خلال السنوات القليلة الماضية أن التهاون عن جزء من الحق سرعان ما يبدد جزءاً آخر أكبر منه، ثم يصبح الحق كله مهدداً. مثلما أخطأت لجنة الخمسين لتعديل الدستور ورضخت للابتزاز غير المبرر من ممثلى السلفيين في اللجنة ومن آخرين ولم تُقرّ في الدستور بالقاعدة الواجبة الاتباع في المساواة بين المواطنين في حرية ممارسة الشعائر الدينية، وإقامة دور العبادة، وقصرت الحق فقط على أصحاب الديانات السماوية (المادة 46) فارتبك المعنى بعد أن أقرَّت المادة نفسها في صدرها بأن حرية الاعتقاد مطلقة ورضي المتطرفون بأن يعتقد كل فيما يشاء ما دامت أن ممارسة الشعائر صارت مقيَّدة. وكان الخطأ الكبير من الأقباط بعد أن توهموا أن حقهم مصان أنهم قبلوا أن يشتركوا مع السلفيين في حرمان الآخرين بالدستور، ثم تبين لهم بعد قليل أن تكتيك السلفيين كان على مراحل». مبارك وأخيرا إلى الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك الذي زاره في مستشفى المعادي العسكري صديقه الوفي الفنان طلعت زكريا، الذي نشرت له «اليوم السابع» حديثا أجراه معه زميلنا عمرو صحصاح قال فيه: «قال الفنان طلعت زكريا أنه التقى الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك ووجده مبتسما هادئ الطباع لا يحمل كراهية في قلبه لأحد، وأخطره بأنه لم يكن طامعا في الاستمرار في الحكم على الإطلاق، وأن حبه الشديد للبلاد وخوفه عليها جعلاه يفكر كثيرا قبل تركه الحكم، مشيرا إلى أنه تحدث معه كثيرا ووجد أن كل هدفه الآن هو أن يعيش ويموت ويتم دفنه في تراب مصر، وهذا ما كان يحلم به منذ تركه لمنصبه إبان ثورة يناير/كانون الثاني، لافتا إلى أن مبارك بعد ثورة يناير لازال متمسكا بآرائه ولم تتغير. أضاف الفنان طلعت زكـــــريا في تصريحات لـ«اليوم السابع» أنه ما زال متمسكا بآرائه التي كان عليها منذ اندلاع ثـــورة 25 يناير وحبه الشديد للرئيس الأســــبق محمد حسني مبارك واصفا ثورة يناير بالكارثة التي جلبت للبلاد أوضاعا اقتصادية سيئة وأدت إلى ظهور جماعة الإرهاب بكثرة وانتشارهــم في مختلف أنحاء مصر وباقى البلدان العربية مضيفا أنه لم ولن يغير آرائه التي كان عليها منذ 2011 لثقته فيما يقول». توظيف الأدوات القانونية واستخدامها على هوى السلطة والتوسع في قرارات منع السفر للمعارضين حسنين كروم |
تركيا تخاطب «الأب الإيراني» بعد شرعنة «الحشد» وتسليمه سلاحا ثقيلا: «حذار من التحريك الديمغرافي» Posted: 27 Nov 2016 02:27 PM PST أنقره ـ «القدس العربي»: يمكن ببساطة رصد التزامن السياسي بين الزيارة المفاجئة لطهران، التي قام بها وزير الخارجية التركي مولود أوغلو برفقة مدير المخابرات هاكان فيدان وبين التشريع الجديد، الذي أقره البرلمان العراقي و«يشرعن» الوجود المسلح لكتائب وميليشيات الحشد الشعبي الشيعي. أنقرة أبدت أنها طوال الوقت قلقة جدا من تطورات الأحداث في مدينة الموصل في خاصرتها الجنوبية، لكن القلق الأهم له علاقة بتطورات الأحداث في مدينتي تلعفر وجبل سنجار، حيث تحتشد قوات الحشد الشيعي وتحاصر وتقصف المنطقتين، مقدمة أدلة مباشرة على المحظور التركي الأهم وهو العبث بالوضع الديمغرافي في تلك المنطقة. أنقرة في مخاوفها مما يحصل على حدودها مع العراق لا تقف عند حدود القلق من شرعنة سلاح الحشد الشيعي فقط، بل من أجندة الحشد المتعلقة بتحريك كتل ديموغرافية في تلك المناطق وتحديدا في سنجار وتلعفر الأمر الذي يستهدف أو ينتهي باستهداف العرق التركماني السني في تلك المناطق ويستبدله بمكونات شيعية، والأخطر بالنسبة لتركيا بمكونات كردية معادية، يمكن لوجودها في المنطقة أن يشكل امتدادا جغرافيا على أطراف الحدود للفصائل الكردية التي تنعتها أنقرة بالإرهاب. على أساس هذه التطورات، خصوصا مع اشتداد القذف بسلاح المدفعية الثقيل لمناطق المكون السني في تلعفر تحركت أنقرة دبلوماسيا وأمنيا في اتجاه طهران في رسالة فسرتها أوساط سياسية عليمة بأنها رسالة تحذير مباشرة للقوة الإقليمية المركزية في المنطقة التي تسيطر على معادلة المؤسسات العراقية والتي تدير عن بعد تمويل وتسليح ودعم ميليشيات الحشد الشيعي. وعليه يمكن القول إن وجود مدير المخابرات التركي برفقة وزير خارجية بلاده في طهران خطوة تؤشر دبلوماسيا وسياسيا ـ ليس فقط على حجم استشعار الخطر عند الدولة التركية فقط ـ بل أيضا على جديتها في لفت أنظار القوى المركزية في المنطقة والاقليم لأنها لن تقبل بحال من الأحوال لعبة شرعنة سلاح الحشد الشيعي بالتوازي مع إطلاق العنان له لإنتاج حراك ديمغرافي في مناطق النزاع مع تنظيم الدولة الإسلامية. من هنا تكشف مصادر مطلعة لـ«القدس العربي» النقاب عن ملف أمني مغرق في التفاصيل حمله المبعوثان التركيان إلى طهران مساء السبت ويتعلق باتصالات وعلاقات بين المنظمات الكردية التي تعتبرها أنقرة إرهابية وبين مسؤولين في ميليشيات الحشد. وتتحدث هذه المعطيات الأمنية عن تنسيق عملياتي بين الطرفين يمكن أن تنتج عنه عملية تطهير عرقي أو حتى تحريك ديمغرافي لكتل ومجاميع كبيرة من المكون السني في مناطق الاحتكاك، الأمر الذي تعتبره أنقرة من خطوطها الحمراء. المصدر نفسه يكشف أن رسالة تركيا لإيران تطالبها بالتدخل وترفع شعار (نرجو أن لا تجبرونا على التدخل في الميدان). وتطالب أنقرة بتنحية ميليشيات الحشد الشيعي عن المعارك والمواجهة في تلك المناطق وباقتصار العمل العسكري ضد إرهاب داعش على الجيش العراقي الرسمي وأهل وأبناء المناطق السنية المسلحين. كما تطالب بالسماح لها بالمساعدة في تشكيل قوى محلية للإدارة في المناطق، التي يطرد منها تنظيم «الدولة الإسلامية» على أن تضمن حكومة بغداد استمرار تزويد هذه المناطق بالخدمات حتى لا يحصل فراغ أو نزوح جماعي وعلى أن لا تبقى ميليشيات الحشد الشيعي لتملأ الفراغ. وما زالت أنقرة متخوفة من سيناريو التحريك الديموغرافي الجماعي في المدن الحدودية مع العراق بضغط سلاح وإرهاب الميليشيات الشيعية. وعبرت أنقرة في وقفتها الطارئة المفاجئة مع طهران عن مخاوفها من نتائج قرار المجلس الوطني بشرعنة وقوننة الميليشيات الحشدية. في المقابل لا تبدو رسائل التوضيح الإيرانية قادرة على تبديد القلق التركي فوزير الخارجية محمد ظريف أبلغ نظيره التركي أن بلاده ليست معنية بتوفير غطاء سياسي لحركة ديموغرافية كبيرة في مناطق شمال العراق وليست معنية بتهديد الأمن القومي التركي. ظريف شرح أيضا وفقا لما تسرب من أنباء ومعلومات أن قرار البرلمان قوننة سلاح الحشد يضمن ادماج هذه القوات بتراتبية الجيش العراقي ومؤسسته، مما يعني تحليها بالانضباط وضبط ايقاعها والتخفيف من اندفاعها لتصفية الحسابات الثأرية والطائفية بدلا من إغراق العراق في السلاح والفوضى. وتعهدات الجانب الإيراني بأن لا يسمح لمجموعات منفلتة أو متهمة أو لها سجل سابق بالعنف بالتحرك والثأر في المناطق السنية طرحت على المبعوثين التركيين الرفيعين. رغم ذلك تحتفظ أنقرة بارتيابها وترى أن زيارة أوغلو ومدير مخابراتها المفاجئة والمباغتة لطهران حققت غرضها الأساسي وهو التحذير والإبلاغ والتحدث مباشرة لـ«الأب الإيراني» الراعي لكل ما يحصل في العراق. تركيا تخاطب «الأب الإيراني» بعد شرعنة «الحشد» وتسليمه سلاحا ثقيلا: «حذار من التحريك الديمغرافي» بسام البدارين |
الخارجية الإسرائيلية تخفي علم فلسطين خلال شكرها دولا ساعدت في إخماد الحرائق Posted: 27 Nov 2016 02:26 PM PST رام الله ـ «القدس العربي» : قامت وزارة الخارجية الإسرائيلية بنشر شكر للدول التي ساعدتها على إطفاء الحرائق على مدار الأيام الخمسة الماضية على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وشمل البوستر المنشور أعلام الدول التي ساعدت دولة الاحتلال في إطفاء الحرائق، بينما لم يكن العلم الفلسطيني من بينها. وشاركت ثمانية طواقم إطفاء فلسطينية في عمليات إخماد النيران التي اندلعت في إسرائيل يوم الثلاثاء الماضي. وكان رجال الإطفاء الفلسطينيون، قد دخلوا الى إسرائيل يوم الخميس للمساعدة في إخماد الحرائق في حيفا، ويوم الجمعة طلب اليهم المساعدة في إخماد الحرائق في منطقة نتاف. وقال العميد عبد اللطيف ابو عمشة، قائد أحد الطواقم الفلسطينية: «مهمتنا هي إنقاذ الناس والأملاك هذا هو الهدف. لا تهمنا السياسة». وأشادت الصحف العبرية، بشكل متفاوت، بمشاركة الفلسطينيين في إخماد الحرائق واضطرار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بعد تعقيبه المتعجرف على هذه المشاركة في نهاية الأسبوع المنصرم الى الاتصال بالرئيس الفلسطيني محمود عباس وشكره على إرسال الطواقم التي أشيد بعملها دون أي اعتبار للهوية القومية للضحايا والتركيز على المهمة الإنسانية التي كلفوا بها رغم التحريض المتواصل على العرب والفلسطينيين ومحاولة تحميلهم المسؤولية وتجريمهم. وأعلنت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية أن «نتنياهو أجرى اتصالاً مع عباس وشكره على إرسال طواقم المطافئ. وقال إنه «يقدر حقيقة قيام العرب واليهود بفتح بيوتهم لضحايا الحرائق». ويشار إلى أن ثماني سيارات إطفاء فلسطينية شاركت في إخماد الحرائق في إسرائيل من بينها ثلاث سيارات إطفاء وصلت من رام الله وشاركت في إخماد الحرائق في مستوطنة حلميش.من جهتها، قامت وزارة الخارجية الإسرائيلية بنشر شكر للدول التي ساعدتها على إطفاء الحرائق على مدار الأيام الخمسة الماضية على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك». وشمل البوستر المنشور على موقع الوزارة، أعلام الدول التي ساعدت دولة الاحتلال في إطفاء الحرائق، بينما لم يكن العلم الفلسطيني من بينها. وظهر أسفل البوستر وبخط رفيع جداً كتابة جاء فيها «أنه كانت هناك مساعدة أرضية من قبل السلطة الفلسطينية»، والمقصود هو إشارة إلى طواقم الدفاع المدني الفلسطيني التي شاركت في إطفاء النيران لكن بدون إظهار العلم الفلسطيني. في المقابل، قام جيش الاحتلال بتعزيز قواته في الضفة الغربية بكتيبتين من وحدة ماجلان ووحدة اغوز «المستعربين» في محاولة للعثور على «مشبوهين» بإضرام النيران كما تزعم إسرائيل. وتعمل القوات كطواقم لجمع المعلومات والعثور على أشخاص ينوون إشعال حرائق. واعتقل الجيش حوالى 15 فلسطينياً من الضفة بشبهة الضلوع في الحرائق التي اندلعت في عدد من المستوطنات وتم لاحقا إطلاق سراح خمسة منهم وتسليم عشرة للشرطة. وأعلن جيش الاحتلال «اعتقال فلسطيني كان من ضمن عشرة أشخاص حاولوا إشعال حرائق في منطقة أم ريحان، وتم تسليمه للتحقيق»، وزعم أنه «قرب مستوطنة اريئيل شوهد ثلاثة فلسطينيين يحاولون إشعال حريق. وتم إطلاق سراح عدد من المعتقلين الفلسطينيين بعد أن تبين عدم وجود علاقة لهم بالحرائق». وحصل ذلك أيضاً في منطقة هار براخا، وكذلك في منطقة النبي صالح، حيث تم إطلاق سراح فلسطيني سبق اعتقاله بشبهة إشعال الحرائق قرب حلميش المجاورة. ويستخدم الجيش طائرات رصد وأجهزة رصد من بعيد للعثور على بؤر النيران قبل امتدادها وتصوير المشبوهين ومن ثم البحث عنهم. الخارجية الإسرائيلية تخفي علم فلسطين خلال شكرها دولا ساعدت في إخماد الحرائق نتنياهو يتصل بعباس بعد إرساله ثمانية طواقم للمشاركة في عمليات الإطفاء فادي أبو سعدى |
نتائج الانتخابات الكويتية تعيد المعارضة للبرلمان وتضخ دماء شابة فيه Posted: 27 Nov 2016 02:26 PM PST الكويت ـ «القدس العربي»: أنتهت الإنتخابات النيابية في الكويت في وقت متأخر من مساء أمس الأول عبر مشاركة لم تعهدها الانتخابات وفق الدوائر الخمس والصوت الواحد من قبل، بمشاركة شعبية تجاوزت 70 ٪ ووصل التغيير إلى نحو ٪60، وطالت هذه النسبة سقوط النواب الحكوميين، فأفرزت مجلسا يوحي بعودة المعارضة لمجلس الأمة في قادم الأيام بعد أن كان مجلس 2013 مواليا للحكومة. ففي عملية انتخابية سادها الأمن والهدوء اختار الناخبون السبت الفائت 50 نائباً وعبروا عن الغضب الشعبي من القرارات والقوانين التي أقرها المجلس المنحل فأطاحوا بأسماء لها ثقل سياسي ودفعوا نوابا بتوجهات مختلفة ودماء جديدة، وابرز الخاسرين كان نواب مجلس 2013، حيث لم ينجح منهم سوى 19 عضوا بنسبة تغيير قدرها ٪62. كما شهدت الانتخابات تراجع مقاعد الشيعة من 9 إلى 6، يضاف إلى ذلك خسارة غير متوقعة لمرشحي قبيلتي مطير في الدائرة الرابعة والعوازم في الدائرة الخامسة، إذ لم تحصلا إلا على مقعد واحد في كل دائرة. وكانت المفاجأة ايضا خسارة مرشحي التيار السلفي في الدائرتين الثانية والثالثة وذلك بعد سقوط احمد باقر وعلي العمير وحمود الحمدان، ولم يعد للتيار اي تمثيل في هاتين الدائرتين. كما سجلت الانتخابات تراجع الوزراء النواب، فلم يحالف الحظ المرشحين يعقوب الصانع وعلي العمير بالدائرة الثالثة، في حين حافظ المرشح عيسى الكندري على مقعده في الأولى. وحقق المقاطعون والمستقيلون من المجلس السابق نتيجة لافتة تجاوزت الـ50 في المئة حيث عاد من المقاطعين 9 نواب من اصل 16 مرشحاً، ونجح 3 نواب من الخمسة المستقيلين من مجلس 2013، في نتيجة تدل على أن المشاركة أفضل من المقاطعة. أما أبرز مفاجآت الانتخابات فكانت في الدائرة الثالثة حيث حققت نسبة تغيير بلغت 80 في المئة كان نجماها الشابين عبدالوهاب البابطين ويوسف صالح الفضالة، في أول مشاركة لهما، اضافة إلى اقتناص النائب ثامر السويط المركز الأول في الدائرة الرابعة. وأظهرت النتائج التي أسفرت عنها العملية الانتخابية في الدوائر الخمس حدوث مفاجآت تغيّر في أسماء الفائزين بين انتخابات 2013 و2016 بنسبة 60 في المئة. وحافظ 20 نائباً سابقين على مقاعدهم الانتخابية وهم عدنان سيد عبدالصمد وعيسى أحمد الكندري ومحمد مروي الهدية وصالح أحمد عاشور ومبارك سالم الحريص مرزوق علي الغانم وخليل ابراهيم الصالح وحمد سيف الهرشاني وخلف دميثير العنزي وراكان يوسف النصف وعودة عودة الرويعي. كما حافظ على مقعده السابق كل من سعدون حماد العتيبي وخليل عبدالله ابل ومحمد ناصر الجبري وسعد علي خنفور الرشيدي وعسكر عويد العنزي وحمدان سالم العازمي وطلال سعد جلال السهلي وفيصل محمد أحمد الكندري ومحمد هادي الحويلة. ودخل المجلس 30 نائباً جديداً هم عادل جاسم الدمخي وعبدالله يوسف الرومي وأسامة عيسى الشاهين وخالد حسين الشطي وصلاح عبد الرضا خورشيد ورياض أحمد العدساني وجمعان ظاهر الحربش ومحمد براك المطير وعمر عبدالمحسن الطبطبائي. كما دخل المجلس كل من عبد الوهاب البابطين ويوسف صالح الفضالة وعبد الكريم الكندري وصفاء عبدالرحمن الهاشم ومحمد حسين الدلال ووليد مساعد الطبطبائي وأحمد نبيل الفضل وثامر سعد السويط ومبارك هيف الحجرف ومحمد هايف المطيري وعبدالله فهاد العنزي وشعيب شباب المويزري وعلي سالم الدقباسي وسعود محمد الشويعر ومرزوق خليفة الخليفة وحمود عبدالله الخضير والحميدي بدر الحميدي وخالد محمد العتيبي وماجد مساعد المطيري ونايف عبدالعزيز العجمي وناصر سعد الدوسري. الدائرة الأولى: أظهرت النتائج التي أسفرت عنها العملية الانتخابية 50 في المئة نسبة التغيير في الدائرة الأولى بين انتخابات 2013 و2016 في الدائرة الأولى حدوث تغيّر في أسماء الفائزين بين انتخابات 2013 و2016 بنسبة 50 في المئة. وحافظ خمسة نواب سابقين على مقاعدهم الانتخابية وهم عدنان سيد عبدالصمد وعيسى الكندري ومحمد مروي الهدية وصالح عاشور ومبارك الحريص. ودخل المجلس خمسة نواب هم عادل الدمخي وعبدالله الرومي وأسامة الشاهين وخالد وصلاح خورشيد، بينما عوض الشيعة غياب النائب السابق المؤزم عبدالحميد دشتي بنائب جديد يحمل نفس توجهاته إلا وهو المحامي خالد الشطي. الدائرة الثانية: أظهرت النتائج التي أسفرت عنها العملية الانتخابية 40 في المئة نسبة التغيير في الدائرة الثانية بين انتخابات 2013 و2016 في الدائرة الثانية حدوث تغيّر في أسماء الفائزين بين انتخابات 2013 و2016 بنسبة 40 في المئة وحملت الثانية مفاجأة بنجاح الشاب عمر الطبطبائي برغم خوضه الانتخابات للمرة الأولى. وحافظ ستة نواب سابقين على مقاعدهم الانتخابية وهم مرزوق الغانم وخليل ابراهيم الصالح وحمد الهرشاني وخلف دميثير العنزي وراكان النصف وعودة الرويعي على مقاعدهم النيابية. ودخل المجلس أربعة نواب هم رياض العدساني وجمعان الحربش ومحمد براك المطير وعمر الطبطبائي. وحقق رئيس مجلس الأمة المنحل مرزوق الغانم المركز الأول في دائرته محققا 4146 صوتا حيث استفاد من أصوات ناخبي النائب السابق عادل الخرافي الذي قرر عدم المشاركة في الانتخابات. ۔ الدائرة الثالثة: أظهرت النتائج التي أسفرت عنها العملية الانتخابية 70 في المئة نسبة التغيير في الدائرة الثالثة بين انتخابات 2013 و2016 في الدائرة الثالثة حدوث تغيّر في أسماء الفائزين بين انتخابات 2013 و2016 بنسبة 70 في المئة وكانت مفاجأة الثالثة فوز الشاب عبدالوهاب البابطين (31 عاما) بالمركز الأول برغم ترشحه للمرة الأولى مدعوما من الشباب. وحافظ ثلاثة نواب سابقين على مقاعدهم الانتخابية وهم سعدون حماد العتيبي وخليل أبل ومحمد ناصر الجبري. ودخل المجلس سبعة نواب هم عبدالوهاب البابطين ويوسف الفضالة وعبدالكريم الكندري والمرأة الوحيدة الفائزة في هذه الانتخابات صفاء الهاشم ومحمد الدلال ووليد الطبطبائي وأحمد نبيل الفضل. الدائرة الرابعة: أظهرت النتائج التي أسفرت عنها العملية الانتخابية 80 في المئة نسبة التغيير في الدائرة الرابعة بين انتخابات 2013 و2016 في الدائرة الرابعة حدوث تغيّر في أسماء الفائزين بين انتخابات 2013 و2016 بنسبة 80 في المئة فقبيلة الرشايدة عددهم 24 ألف في الدائرة ونجح من ابنائها ثلاثة مرشحين فقط ممايعني عدم الالتزام بالفرعية القبلية. وحافظ نائبان سابقان على مقعدهما الانتخابي وهما سعد خنفور الرشيدي وعسكر العنزي. ودخل المجلس ثمانية نواب هم ثامر السويط الظفيري ومبارك هيف الحجرف ومحمد هايف المطيري وعبدالله فهاد العنزي وشعيب المويزري وعلي الدقباسي وسعود الشويعر ومرزوق الخليفة. وحققت محافظة الجهراء حضورا قويا في هذه الانتخابات ففي كل مرة يخرج منها نائب أوثلاثة للمجلس، لكنها المرة الأولي التي تكتسح وتفوز بستة مقاعد في البرلمان والجهراويين هم (السويط، الحجرف، مرزوق الخليفة، عسكر فهاد والشويعر). بينما كانت من مفاجآت الرابعة فشل قبيلة مطير والبالغ عددهم 30 ألف ناخب في ايصال أبناء القبيلة للمجلس باستثناء المخضرم في العمل السياسي السلفي محمد هايف المطيري وذلك بسبب نزول 27 مرشحا من مطير مما شتت أصوات القبيلة دون جدوى، بينما كانت قبيلة الظفير الأذكى حيث اكتفت بنزول مرشحها الأوحد وهو ثامر السويط الذي جاء في المركز الأول في الدائرة بالرغم من ترشحه للمرة الأولى. ۔ الدائرة الخامسة: أظهرت النتائج التي أسفرت عنها العملية الانتخابية في الدائرة الخامسة حدوث تغيّر في أسماء الفائزين بين انتخابات 2013 و2016 بنسبة 60 في المئة. وحافظ أربعة نواب سابقين على مقاعدهم الانتخابية وهم حمدان العازمي وطلال جلال السهلي وفيصل الكندري ومحمد الحويلة ودخل المجلس ستة نواب هم حمود الخضير والحميدي السبيعي وخالد محمد مونس العتيبي وماجد المطيري ونايف العجمي وناصر سعد الدوسري، الطريف أن ماجد المطيري دخل بديلا عن خالد النيف الذي تم شطبه يوم الخميس الفائت من سجل المرشحين أي قبل يومين من الاقتراع إلا أن قبيلة مطير البالغ عددهم 8 آلاف ناخب نظمت صفوفها في يومين في الدائرة ليفوز ماجد محققا 3821 صوتا، أما قبيلة العوازم البالغ عدد ناخبيها 30 ألفا في الدائرة نجح منهم حمدان العازمي فقط بينما اعتاد العوازم على تقديم أربع أو خمسة نواب والحال نفسه في قبيلة العجمان الذي نجح منها نايف العجمي، ومن مفاجآت الخامسة فوز الحميدي السبيعي وهو صوت شبابي حر ليس لديه قاعدة قبيلية كبيرة، وانتهت الخامسة دون فوز أي مرشح شيعي فيها بعد سقوط عبدالله التميمي الذي حقق في انتخابات 2013 المركز الأول في الدائرة الخامسة إلا أن الرغبة الشعبية بالتغيير اطاحت به. والجدير بالذكر أن هذه الانتخابات قلبت المموازين وعكست التوقعات حيث أسقطت عدداً من الوجوه النيابية البارزة، في مقدمتها الوزيران علي العمير ويعقوب الصانع، إضافة إلى النواب السابقين: فيصل الدويسان، ويوسف الزلزلة، وكامل العوضي، وعبدالله الطريجي، وأحمد لاري، وروضان الروضان، وجمال العمر، وفارس العتيبي، وعلي الخميس، وعبدالله المعيوف، وماجد موسى المطيري، ومبارك بنيه الخرينج، ومحمد طنا، وسلطان اللغيصم، وأحمد مطيع العازمي، وعبدالله التميمي، وسيف العازمي، وحمود الحمدان وجميعهم حكوميون التوجه، وقدمت الشباب الذي ترشحوا للمرة الأولي بأرقام كبيرة في المراكز الأولى. نتائج الانتخابات الكويتية تعيد المعارضة للبرلمان وتضخ دماء شابة فيه منى الشمري |
السجن 21 عاماً لأحمد منتظري نجل نائب الخميني Posted: 27 Nov 2016 02:25 PM PST لندن ـ «القدس العربي»: أصدرت محكمة الثورة الإسلامية في مدينة قُم الإيرانية عقوبة السجن وخلع رداء رجال الدين ضد نجل نائب مؤسس الجمهورية الإسلامية المعزول، احمد منتظري، بسبب نشر تسجيل صوتي لاجتماع «لجنة الموت» مع حسين علي منتظري ومعارضة الأخير لإعدام الآلاف من سجناء منظمة مجاهدي خلق والأحزاب اليسارية الذين تم الحكم عليهم بالسجن خلال السنوات الأولى بعد انتصار ثورة 1979. فيما أقامت منظمة مجاهدي خلق مؤتمراً في باريس لمحاكمة مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية في إيران وسوريا، وصرحت مريم رجوي، رئيسة المنظمة، أنه يجب وضع حد للصمت والخمول الدولي حيال جرائم النظام الإيراني داخل البلاد وسوريا وباقي المنطقة. وأفادت وكالة «دويتشه فيله» للأنباء الألمانية أن محكمة الثورة في مدينة قم أصدرت حكماً بالسجن 21 عاماً وخلع رداء رجال الدين ضد أحمد منتظري لنشره مقطعا صوتيا لاجتماع أعضاء «لجنة الموت» في الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع والده في عام 1988، وعارض حسين علي منتظري في ذلك الاجتماع بقوة إعدام الآلاف من سجناء منظمة مجاهدي خلق والأحزاب اليسارية الذين تم الحكم عليهم بالسجن خلال سنوات الأولى بعد انتصار ثورة 1979. وأضافت محكمة الثورة الإيرانية أنها أصدرت هذا الحكم ضد أحمد منتظري بتهمة «التآمر على الأمن القومي» و«التحريض ضد النظام» و«نشر الوثائق السرية». وسبق أن أكد عضو هيئة الرئاسة لمجلس خبراء القيادة الإيراني وعضو جمعية مدرسي حوزة قُم الشيعية وإمام جمعة طهران، أحمد خاتمي، أنه تم إعدام سجناء منظمة مجاهدي خلق خلال صيف 1988 بتهمة «محاربة الله ورسوله» وعلى أساس الأمر الذي أصدره مؤسس الجمهورية الإسلامية، روح الله خميني، واصفاً خطوة خميني بأنها تطبيق لأحكام القرآن والفقه الإسلامي، وأنها عمل ثوري خدم الإسلام والشعب الإيراني. فيما شدد أحد أعضاء «لجنة الموت» ووزير العدل في حكومة الرئيس حسن روحاني، مصطفى بور محمدي، على صحة ما جاء في التسجيل الصوتي لنائب مؤسس الجمهورية الإسلامية المعزول، حسين علي منتظري، من إعدام الآلاف من سجناء منظمة «مجاهدي خلق»، وقال «افتخر أنني نفذت حكم الله بحق هؤلاء». وعلى صعيد آخر لكنه له صلة بالموضوع، طالبت مريم رجوي، رئيسة منظمة مجاهدي خلق، المجتمع الدولي أن يضع حداً لصمته وخموله حيال جرائم النظام الإيراني في البلاد وسوريا. وأضحت في كلمتها خلال المؤتمر الذي أقامته «اللجنة الفرنسية لإيران ديمقراطية» وبالتعاون مع لجنة دعم حقوق الإنسان في إيران في باريس، أن أي حل لإنهاء الإرهاب بإخراج للنظام الإيراني من المنطقة بالكامل لاسيما سوريا، وأن الشعب الإيراني يشمئز من هذه الحرب القذرة ويقف بجانب الشعب السوري. وحضر مؤتمر «الدعوة إلى العدالة… محاكمة مرتكبي الجريمة ضد الإنسانية في إيران وسوريا» عدد من الشخصيات السياسية وحقوقيين بارزين من فرنسا وباقي الدول الأوروبية وممثلين عن المنظمات العربية بالإضافة إلى عدد من المسؤولين في المعارضة السورية. ووصفت مريم رجوي السياسة الأمريكية خلال السنوات الـ16 الماضية بأنها كانت كارثية على الشعب الإيراني والمنطقة، وأنها قدمت تنازلات كبيرة للنظام الإيراني فسحت المجال لتعزيز دوره المخرب في المنطقة، مضيفةً «في الأزمة الحالية التي تمر بها المنطقة، أي حلول لوضع حد قطعي للحرب وانعدام الأمن وبالتحديد قضية الإرهاب، مرهونة بوقف تدخلات النظام الإيراني في المنطقة وعلى الخصوص في سوريا». واعتبرت التعاون مع النظام الإيراني لمواجهة ما يوصف بداعش بأنه عمل كارثي، وأن هذه السياسة من شأنها أن تعزز النظام الإيراني وإرهابه، وأنها تغذّي الجماعات الإرهابية سياسياً واجتماعياً. وأكدت رئيسة منظمة مجاهدي خلق «توقعنا وتوقع شعوب المنطقة أن الدول الغربية توقف سياسة منح التنازلات والامتيازات لنظام ولاية الفقيه وألا يستمر بعد الآن السكوت والخمول تجاه جرائم هذا النظام في إيران والمنطقة. بدل من ذلك يتم احترام نضال الشعب الإيراني لنيل الحرية وإرادة شعوب المنطقة». وخُصص جزء مهم من البرنامج لسوريا وحلب حيث تحدث فيه شخصيات مثل أحمد غزالي، رئيس الوزراء الجزائري السابق، وصالح القلاب، الناطق باسم الحكومة ووزير الإعلام الأردني السابق، وهيثم المالح، من قادة الثورة السورية ورئيس لجنة الحقوق في الإئتلاف السوري، وميشيل كيلو، عضو اللجنة السياسية للإئتلاف، وفرانسوا كولكومبه، القاضي والحقوقي الفرنسي، وبريتا حاجي حسن، رئيس المجلس المحلي لمدينة حلب، وفضل عبد الغني، رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان. وتحدث في المؤتمر الذي تولت السيدة سيلوي فاسيه من المنتخبين الفرنسيين إدارته، شخصيات مثل اينغريد بتانكورد، السيناتورة والمرشحة السابقة للرئاسة الكولومبية، وفاطوماتو ديارا، القاضي في المحكمة الجنائية الدولية في يوغسلافيا السابقة والمحكمة الجنائية الدولية حتى عام 2003، والسناتور ديفيد نوريس، مرشح سابق للرئاسة الإيرلندية، ومارسين اسكوينسكي، عمدة فرصوفيا السابق، والسير جيفري روبرتسون، رئيس محكمة الأمم المتحدة الخاصة بسيراليون، وفلورنس برتور، عمدة منطقة باريس الخامسة، وطاهر بومدرا، الرئيس السابق لحقوق الإنسان في يونامي والمسؤول عن ملف أشرف في الأمم المتحدة. السجن 21 عاماً لأحمد منتظري نجل نائب الخميني محمد المذحجي |
حملة إلكترونية واسعة لمساندة رئيسة حزب تونسي متهمة بالاعتداء على قوات الأمن Posted: 27 Nov 2016 02:25 PM PST تونس – القدس العربي»: أطلق مئات النشطاء التونسيين مؤخراً حملة الكترونية واسعة لمساندة رئيسة حزب سياسي وناشطة حقوقية متهمة بالاعتداء على عناصر لقوات الأمن، مشيرين إلى أن هذه التهمة «ملفقة»، وأكدوا بالمقابل تعرض الناشطة المذكورة إلى الاعتداء والتحرش الجنسي من قبل بعض عناصر الأمن، وهو ما نفاه عناصر الأمن الذين تقدموا بشكوى ضدها. وأنشأ نشطاء على موقع فيسبوك حملة بعنوان «مساندة مريم منور»، تساءلوا من خلالها عن سبب محاكمة منور عن «جرائم» لم ترتكبها، فيما طالبت منظمات حقوقية عدة، من بينها «الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان» و»المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية» بمحاكمة عادلة لمنور «تكشف كل ملابسات القضية وأطوارها وتتوفر فيها كل اجراءات الدفاع عن مريم منور». وتمثل منور، اليوم الاثنين، أمام الدائرة الجناحية بمحكمة «السيجومي» في العاصمة بتهمة «هضم جانب موظف عمومي» عبر «الاعتداء بالعنف على عدد من اعوان الامن بمركز السيجومي» عام 2012، في حين يؤكد عدد من محاميها انها تعرضت للضرب والتعنيف لأكثر من مرة. وكانت منور اتهمت في وقت سابق عناصر الأمن بالاعتداء الجنسي عليها، مشيرة إلى أنها أبلغت القضاء بذلك ولكنه تجاهل هذا الأمر كلياً. ومنور هي ناشطة حقوقية بدأت نشاطها السياسي كمعارضة لنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي، حيث ترشحت في 2009 للانتخابات البرلمانية ضد صهر الرئيس صخر الماطري مما تسبب في اختطاف والديها وتعذيبهم من قبل البوليس السياسي، وبعد هروب بن علي انشأت منور حزباً سياسياً باسم «الحزب التونسي» تبنى اغلب حالات انتهاك حقوق الانسان المرتكبة من قبل عناصر الأمن ضد عدد من التونسيين، وهو ما تسبب لها بعدد من المشاكل، حيث تعرضت للإيقاف والتعذيب بأحد مراكز الأمن في العاصمة (الملاّسين) عام 2012، وتقدم بشكوى ضدهم ليتم اتهامها لاحقاً بعدة تهم، من بينها «عدم احترام الاجراءات القانونية وعدم احترام واجب الاعلام وخرق مبدئ حياد القاضي»، وفق ما يؤكد عدد من محاميها. ويخشى عدد من الحقوقين والنشطاء أن تكون منور ضحية نشاطها المكثف خلال عامي 2011 و 2012 ووقوفها الى جانب عائلات الشهداء والجرحى خلال وقفاتهم الاحتجاجية التي حصلت فيها احياناً مواجهات مع قوات الامن. حملة إلكترونية واسعة لمساندة رئيسة حزب تونسي متهمة بالاعتداء على قوات الأمن |
غضب واسع في مصر بعد قرار الحكومة الشروع ببيع نصيبها في المرافق العامة Posted: 27 Nov 2016 02:25 PM PST القاهرة ـ«القدس العربي»: أثارت تصريحات وزيرة التعاون الدولي سحر نصر، حول عزم الحكومة على طرح جزئي لعدد من شركات المرافق العامة للاكتتاب العام في البورصة، ضمن البرنامج الحكومي لطرح عدد من شركات البترول والبنوك لتنشيط سوق المال وضخ استثمارات جديدة في الاقتصاد المصري، الكثير من الجدل والاستهجان على مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر»، واعتبر بعض النشطاء أن توقيت القرار غير مناسب إطلاقا، فيما اعتبر البعض أن القرار جيد ويجب أن يكون كليًا وليس جزئيًا. فقال محمود: «مع الإجراءات الأخيرة من رفع أسعار الوقود وتعويم العملة وإلغاء الدعم وتحويله لما يسمى برنامج الحماية الاجتماعية لمعدومي الدخل بنهاية هذا العام، ومع ما ترتب على ذلك من أعباء ضخمة ورفع قيمة فواتير الكهرباء والغاز والمياه، يصبح مجرد التفكير في خصخصة المرافق واتجاه بوصلة الدولة ناحية الاقتصاد اليميني بالكامل هو الجنون بعينه ولا يتحمل أحد ذلك، هذه خطوة ليس وقتها الآن، وسوف تفتح عليكم أبواب جهنم». وقال أحمد منصور: «يا ريت يكون بيعًا كليًا.. الخصخصة هي السبيل الآن لمكافحة التردي الحكومي في الخدمات وهو وسيلة للقضاء على الفساد». واقتصرت بعض التعليقات من النشطاء على التساؤلات حول معنى القرار ومدى تأثيره خلال الفترة المقبلة فقال أيمن: «هل الغرض من ذلك تحسين الخدمات ام طحن المواطن الغلبان.. ربنا يسترها علينا وعلى مصر كلها»، وتساءل عصام: « تطلع إيه المرافق العامة دي.. مياه.. كهرباء.. مترو.. سكه حديد.. قناه السويس». ولم تخل تعليقات النشطاء من السخرية، فقال أشرف: «أنا هشتري السكة الحديد»، وتابع علي: «لا تنسوا بيع المحليات ملهمش لازمة ونائمين على المكاتب»، واستكمل عبد الرحيم قائلا: «المقايسات حتبقى بكام بعد كده». وقال وليد: «التخلص من شركات المرافق العامه طيب واالي حتدهوالها حيخسر والا حيكسب لو حيخسر حيشتريها ليه ولو حيكسب حتبيعوها ليه». وعلقت الناشطة زينب:»انت بلدك بتبيع المرافق العامة عارف يعني إيه، يعني عجز الموازنة والدين العام وصل100٪ وبتدور على مستثمر يحسن البنية التحتية وتقولي بلاك فرايداي». وقال الدكتور ممدوح حمزة، الاستشاري العالمي ـ المنحاز لـ30 يونيو ـ عبر حسابه مجموعة من التغريدات قائلاً: «هل نفرح بمسثتمر أجنبي لمجرد أنه أدخل الآن عملة أجنبية بدون دراسة كم مِن العملة الاجنبة سيخرجها من مصر لمستلزمات إنتاج وتحويل أرباح خلال سنوات». وتابع: «الخصخصة: ماذا حدث للمراجل البخارية ومصانع حلج الأقطان، بيعت أراض بأضعاف سعر بيعها، وتوقف الإنتاج». وأضاف: «الشاري غالبا شركات مرافق دولية تحصل الفواتير من الشعب بالجنيه المصري وستطلب من البنك المركزي تحويل الجنيه لدولار أرباح». وقال حمزة: شركه عمر أفندي التي بيعت لمستثمر خليجي؟ مصر في حاجه إلى العدالة وليس مصالح الستثمرين، ماذا حدث نتيجة جريمة محمود محيي الدين في بيع شركة عمر أفندي، اتجاه مبارك والسيسي نفسه». وتابع: «المرافق الآن ملك دافعي الضرائب ودافعي الفواتير الشهرية لأن جزءا من قيمه الفاتوره هو استرداد تكلفة الإنشاء، من يشتري المرافق سيصدر الفواتير من أجل استرداد ما دفعه وأيضا لتحقيق أرباحه وسيكون محتكر، ادرسوا ماذا حدث في البلاد الأخرى». كما تقدم النائب محمد فؤاد، المتحدث باسم الهيئة البرلمانية لحزب الوفد، بسؤال إلى الدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، بخصوص قرار الحكومة ببيع بعض شركات المرافق العامة بشكل جزئي. وقال في نص البيان: «بعد الإطلاع على المادة 129 من الدستور، والمواد من 198 : 211 من اللائحة الداخلية للمجلس، نرجو الموافقة على إدراج سؤال موجه إلى كلا من رئيس مجلس الوزراء، ووزير الاستثمار، و وزير التعاون الدولي، ووزير قطاع الأعمال، بناء على ما قالته سحر نصر وزيرة التعاون الدولي في صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، بتاريخ 24نوفمبر/تشرين الثاني 2016، بأن الحكومة تسعى في الفترة الحالية للتخارج جزئيا من شركات وبنوك مملوكة للدولة عبر الطرح العام، في سابقة هي الأولى من نوعها، مشيرة إلى أن هذا الطرح سوف يشمل شركات تابعة للمرافق العامة، والتي كانت مستثناة تاريخيا من البيع باعتبارها قطاعا إستراتيجيا». وأضاف: «ماهي تحديدا الخطة الموضوعة من قبل الحكومة لتنفيذ تلك العملية؟ وما هي أوجه الاختلاف و التشابه بينها وبين ما أعلنته وزارة الاستثمار منذ عدة أشهر عن طرح بعض الشركات في سوق البورصة المصرية؟ على أن يعرض الأمر على اللجنة الاقتصادية في المجلس لدراسته». وقال صبري عبده جاد، منسق عام تمرد، ان بيع المرافق العامة الخدمية كالمترو والسكك الحديد والاتصالات وشركات النقل وغيرها من الشركات الخدمية والبنوك المملوكة للدولة لا يمكن ان يتم وعبث بمقدرات الدولة وممتلكات الشعب المصري. واعتبر جاد هذه الشركات خطا أحمر وأمنا قوميا ولا يجوز المساس بها إطلاقا. ولم تكن إشارة وزيرة التعاون الدولي إلى اتجاه الحكومة للخصخصة هي الأولي من نوعها، ففي آذار/مارس الماضي، أعلن محافظ البنك المركزي، طارق عامر، عن خطة لطرح حصص من بنكي القاهرة والعربي الأفريقي الدولي في البورصة، بالإضافة إلى بيع المصرف المتحد، المملوك له بالكامل، لمستثمر استراتيجي خلال العام الجاري. وفي تموز/ يوليو الماضي، أكد أن خطته للنهوض بالاقتصاد الوطني قائمة على عدة عوامل، منها طرح بعض الأصول المملوكة للدولة في بورصة الأوراق المالية المصرية. كما كشفت داليا خورشيد، وزيرة الاستثمار، عن وجود خطة لبيع حصص من شركات القطاع العام في البورصة في مجالات مثل الطاقة والبترول والقطاع المصرفي. والخصخصة عبارة عن مجموعة من السياسات والإجراءات التي تستهدف الاعتماد على آليات السوق ومبادئ القطاع الخاص وتقليص دور الدولة في النشاط الاقتصادي، وذلك إما لعدم كفاءة القطاع العام أو لاستعادة مدخرات المواطنين في البنوك الأجنبية واستثمارها في الداخل لتمويل المشروعات الحكومية الكبرى وإما لضغط المؤسسات الدولية. غضب واسع في مصر بعد قرار الحكومة الشروع ببيع نصيبها في المرافق العامة منار عبد الفتاح |
فلسطينيو الداخل يردّون على حملة التحريض: الكرمل جزء من وطننا Posted: 27 Nov 2016 02:24 PM PST الناصرة ـ «القدس العربي»: رد فلسطينيو الداخل الفلسطيني أمس الأحد، على حملة التحريض التي شنها رئيس حكومة الاحتلال بنامين نتنياهو، وعدد من وساائل الإعلام ضدهم، عقب الحرائق التي مسّت هيبة إسرائيل وتسببت بتضرر نحو 1700 منزل، كما أصابت العلاقات اليهودية العربية فيها بحروق صعبة نتيجة إشعال رسمي لنيران الكراهية. وحسب تقديرات أولية رسمية، فقد احترق حوالى 30 ألف دونم من الأحراش والغابات والنباتات الأخرى. هذا الرقم يفوق حجم الأشجار التي احترقت في حريق الكرمل في 2010 ولحق الضرر الأكبر بغابات ومحميات جبال القدس. وكُشف، أمس، أن527 منزلاً لم تعد صالحة للسكن، ما خلف حوالى 1600 مواطن بدون مأوى. وشاركت في عملية الإطفاء طائرات من تركيا، الولايات المتحدة، روسيا، كرواتيا، اليونان، قبرص، فرنسا، إسبانيا، مصر، السلطة الفلسطينية. لكن رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو سارع للقول إنه أصدر أوامره بزيادة 20 طائرة إطفاء على الأقل لسرب طائرات الإطفاء الإسرائيلي الذي يضم 12 طائرة. ولتخفيف وطأة الانتقادات في ظل اضطرار إسرائيل لطلب النجدة من الجيران، قال: «هكذا تفعل الدول، روسيا، الولايات المتحدة، القوى العظمى تتلقى المساعدات من دول أخرى في حال احتراق الغابات. نحن قدمنا المساعدة لدول أخرى، ونتلقى الآن مساعداتها في المقابل». وكما كان متوقعاً، واصل نتنياهو، استثمار الحريق لكسب نقاط سياسية ونزع الشرعية السياسية عن فلسطينيي الداخل من خلال التحريض وإشعال حرائق الكراهية، كما اتهمته القائمة العربية المشتركة. وانضم لجوقة التحريض عدد من الوزراء منهم وزير الأمن الداخلي، يغئال أردان، الذي دعا لهدم منازل من شارك في إشعال الحرائق. وزعم أن «الإرهاب الذي نواجهه هو إرهاب من نوع جديد، كما شاهدنا في القدس». وتابع «إنهم يستلهمون من الشبكة، الكراهية، التحريض الذي يسبب الطعن والدهس «. من جهتها، قالت النائبة شارون هسيخل (الليكود) انها ستقدم مشروع قانون ضد إشعال الحرائق، يدعو إلى «التعامل بكامل الخطورة مع من يشعل النار، كنشطاء الإرهاب». واعتبرت أن موجة الحرائق الأخيرة التي تسببت بإخلاء أكثر من 75 ألف مواطن، تشكل ارتقاء خطيراً، وعلينا التعامل معها كما يجب». وقالت شرطة الاحتلال، إنها اعتقلت، حتى أمس، 23 مشبوهاً، بالتحريض على الإحراق، في الأيام الأخيرة، لكنها امتنعت عن تقديم كافة التفاصيل حول الشبهات المنسوبة الى المعتقلين. وأشارت إلى أن بعض المعتقلين يشتبه بتورطهم بحرائق وقعت في بلدات عربية أيضاً. واتضح في غالبية ملفات الذين تم تمديد اعتقالهم أن الشبهات تطرح علامات استفهام حول الادعاء بإشعال الحراق على خلفية قومية، إذ مدد اعتقال مواطن من الناصرة يشتبه بإشعال حريق في مدينته، فيما مدد اعتقال شخصين بشبهة إحراقه أشجار بين بلدتي ساجور وبيت جن، في منطقة تضم بلدات عربية، فضلاً عن تمديد اعتقال ثلاثة مشبوهين من بلدة بسمة طبعون بشبهة حيازة سيارة مسروقة والضلوع في إشعال حريق مساء الجمعة. كذلك اعتقلت الشرطة الناشط الاجتماعي انس أبو دعابس من رهط، وهو نجل رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الشيخ حماد أبو دعابس على خلفية منشورات له على الفيسبوك، تدعي الشرطة انها تحرض على إشعال النيران. لكن الشرطة ترجمت منشوراته بشكل خاطئ، لأن ما كتبه هو جاء بأسلوب ساخر من الذين يعتبرون الحرائق عقابا إلهياً على خلفية دفع قانون حظر الأذان في الكنيست. وكتب ابو دعابس أمس الأحد على صفحته: « أي جهل وقلّة وعي هذا، بلادنا تحترق والعرب شغّالين تكبير وتهليل». وفي أعقاب ردود الفعل، والتي شملت انتقاداً لموقفه، نشر مدونة أخرى، تعتمد عليها الشرطة في ادعاء التحريض، وجاء فيها «كجزء من احتفالاتنا بما يُسمى (إسرائيل تحترق) .. اقترح الإجراءات التالية عاجلاً: مقاطعة تركيا والسيد أردوغان ( الرئيس التركي) الذي بعث أوّل طياراته لإطفاء الحرائق في فلسطين .. أمّا خيانة يا أخي! ومن ثم كتب: هُناك بعض مناطق الحُرش التي لم تصلها النار حتى الآن، ويجب أن ندعو الزعران من شبابنا ليقوموا بالواجب». أما في الحرائق الكبيرة في زخرون يعقوب وحيفا، التي تكهنت سلطة المطافئ بأنها اندلعت بفعل فاعل، فلم يتم حتى الآن اعتقال أي مشبوه، وكذلك يشتبه آن الشرطة آطلقت قنبلة حارقة بالخطأ، ما تسبب في حرق مستوطنة بيت مئير. ويتبين أن تحديد نتنياهو المتسرع بأن موجة الحرائق هي حدث «إرهابي»، سيكلف خزينة إسرائيل مئات ملايين الدولارات لأن القانون يلزم تعويض المواطنين المتضررين بهذه الحالة حتى لو كانوا بدون تأمين، وهذه تضاف لقيمة الأضرار المقدرة بنحو ملياري دولار . هوس الحرائق السياسي ووسط حالة تحريض واسعة على الفلسطينيين، قالت صحيفة «هآرتس « في افتتاحيتها بسخرية : «لم يتم حتى اليوم العثور على طريقة لمحاكمة حالة الطقس، والرياح الشرقية القوية والجفاف التي اشعلت الحرائق في مواقع كثيرة في الدولة. حتى الإهمال واللامبالاة التي رافقت الإصلاح الشامل في منظومة إطفاء الحرائق لا يزال من المبكر تلخيصها». وفي ظل محاولات نتنياهو صرف الأنظار عن فضائحه الجديدة بإشعال حرائق الكراهية بين اليهود والعرب، أن «الحكومة الإسرائيلية وأذرع الإنقاذ فيها، فشلت، في توفير الرد المناسب للحرائق». وتابعت «هذا لا يعني التقليص من التقدير للجهود الجبارة والشجاعة التي تحلى بها محاربو النار، وقوات الشرطة والمتطوعون، الذين يخاطرون في بعض الأحيان بحياتهم من أجل إنقاذ المواطنين والأملاك». وشددت على أن «الفجوة بين جدية ومهنية الجهات التي تعمل في الإنقاذ، وبين أولئك الذين يسمون قادة، كبيرة ومثيرة للغضب». وأضافت أن «هذه الفجوة هي التي تغذي الآن السباق للعثور على متهمين يتم تحميلهم المسؤولية، ويحرفون الرياح الساخنة عن وجوه المسؤولين الحقيقيين إلى المشبوهين الاعتياديين». ولفتت إلى أن «نتنياهو، سارع الى تحديد الهدف، بقوله: يجب علينا الاستعداد لنوع جديد من الإرهاب، إرهاب الحارقين. كما أن القائد العام للشرطة روني الشيخ، يمتلك نظرية مرتبة، حيث قال انه يمكن الافتراض بأن الحرائق ناجمة عن دافع قومي. وطبعاً، وكما هو معروف، فإن الدوافع القومية والإرهاب متوفرة فقط لدى نوع واحد من الجمهور ، وهم المواطنون العرب في إسرائيل والفلسطينيون. هؤلاء، حسب أقوال نفتالي بينت، لا تتبع البلاد لهم، ولذلك هم فقط يمكنهم إحراقها». وأشادت الصحيفة بضباط الشرطة الكبار ممن كانوا أكثر حذراً في توجيه اتهامات مشابهة. وخلصت إلى»أنهم يعرفون جيداً، كما يبدو، ليس فقط أنه لا يوجد ما يبرر الإسراع في تحديد الأهداف، وإنما في الأساس، إن مثل هذه الاتهامات غير المسؤولة، من شأنها اشعال حرائق أخطر بكثير، لن تنجح أي (سوبرتانكر) في إخمادها». ونبهت إلى أن «مطاردة المحرضين على الشبكة تحول إلى طقوس هدفها التغطية على كل فشل». وتابعت «هآرتس» : «ما زلنا نتذكر حملة التشويه ضد العرب خلال حريق الكرمل، والتي سرعان ما اتضح أنها تفتقد إلى أي أساس، ولكن من هو السياسي الذي سيتنازل عن وجبة سامة تضمن مكاسب سياسية؟». إلى ذلك، شن قادة فلسطينيي الداخل، هجوماً مضاداً على التحريض أكدوا فيه أن الكرمل لهم، وأن كافة شعراء فلسطين تغنوا به، وأنهم يرون به جزءا من دم ولحم وطنهم ويرفضون أي محاولة لإحراقه. وعبروا عن اشمئزازهم من تحريض نتنياهو وحكومته وبعض وسائل إعلام إسرائيل عليهم التي استخدمت «إرهاب الحرائق» بعناوين بارزة وبالأحمر. وعبّر رئيس المشتركة، النائب أيمن عودة، عن هذا المزاج السائد لدى فلسطينيي الداخل، بنشره مقطعا من قصيدة للشاعر الفلسطيني الراحل راشد حسين في حسابه في الفسبوك: جاء فيه «أتيت الطب في نيويورك أطلب منه مستشفى فقالوا : أنت مجنون ولن تشفى.. أمامك جنة الدنيا ولست ترى سوى حيفا؟». فلسطينيو الداخل يردّون على حملة التحريض: الكرمل جزء من وطننا |
مسؤول سوري يصف سياسة أوباما بـ «المنحطة»… ويتحدث عن تطور في العلاقة مع مصر Posted: 27 Nov 2016 02:24 PM PST دمشق ـ «القدس العربي»: سيطر الجيش السوري بشكل تام على حي مساكن هنانو أكبر أحياء حلب الشرقية وبوابتها من الجهة الشمالية بعد معارك طاحنة ضد مقاتلي «جيش الفتح» و»حركة أحرار الشام» وفصائل أخرى تابعة لـ «الجيش الحر»، فيما تلقى الجيش السوري دعماً ميدانياً من حلفائه ومن «لواء القدس» الفلسطيني. وأمام الجيش السوري عملية جديدة للوصل الجغرافي ميدانياً بين حي مساكن هنانو وحي سليمان الحلبي الذي يسيطر على أجزاء كبيرة منه، وفي حال جرى هذا الوصل الميداني فانه سيفصل بشكل تام أحياء حلب الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة إلى شطرين الشطر الأول يضم أحياء الحيدرية، السكن الشبابي، الشيخ خضر، الشيخ فارس، الهلُّك الفوقاني والهلُّك التحتاني، أما الشطر الثاني فيضم أحياء الصاخور، بستان القصر، الكلاسة، الشيخ سعيد، بستان القصر وأحياء أخرى. وخارج كل تلك الأحياء في كلا الشطرين يضرب الجيش السوري طوقاً عسكرياً محكماً على كامل أحياء حلب الشرقية. في هذه الأثناء تحاول «حركة نور الدين الزنكي» أكبر المليشيات المسلحة التي تحارب الحكومة السورية في مدينة حلب وريفها جمع وتعبئة ما يمكن تعبئته من مقاتلين من كتائب أخرى. «كتيبة العسرة» أعلنت انضواءها تحت «لواء الزنكي» بدعوى توحيد الصفوف لـ «إسقاط نظام بشار الأسد»، «حركة نور الدين الزنكي» رحبت بالانضمام ودعت الكتائب الأخرى للسير على خطى «كتيبة العسرة». إلى ذلك، وصف نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد العلاقات بين سوريا وروسيا بأنها وصلت إلى «أعلى درجات التضامن»، وأشار أيضاً إلى أن العلاقات بين بلاده ومصر ستتطور وأن الأخيرة ستلعب دوراً مهماً، وقال المقداد «العلاقات بين سوريا ومصر يمكن أن تتطور ويمكن أن تلعب مصر دوراً مهماً في المنطقة». وفي محاضرة له في مقر جريدة «البعث» السورية خصصها للحديث عن الوجود الروسي في سوريا قال المقداد إن العلاقات بين الدول لا تقوم دائما على مرتكزات المصلحة أو السياسة وإنما هنالك محددات أساسية ترتكز عليها وتحددها مثل «الجغرافيا السياسية» التي تلعب دوراً أساسياً في مصالح الشعوب . المقداد شن هجوماً عنيفاً على إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووصف سياستها بـ «الانحطاط» وقال: إن «السياسة التي اتبعتها الإدارة الأمريكية الأخيرة أثبتت أنها ليست بعيدة عن أكثر المنحطين في السياسة الدولية سواء كانوا من المحافظين الجدد أو من المستعمرين كما هو الحال في فرنسا وبريطانيا». وأضاف: يخطئ من يتحدث عن قيم في السياسة الخارجية أو في السياسات العامة للإدارات الأمريكية المتعاقبة بمن في ذلك حلفاؤهم من الدول الغربية على عكس الأصدقاء الروس الذين يسعون لإقامة شراكات في قيادة هذا العالم الذي لا يمكن أن يقاد من مركز واحد وإيديولوجيا خاصة هدفها نهب ثروات الشعوب واستعبادها. المقداد أكد أن أي تحرك للجانب الروسي مهما كان وعلى أي مستوى فإنه يتم بالتنسيق مع القيادة السورية ضمن احترام مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وفق قول المسؤول السوري، وأضاف أن «روسية حريصة على السيادة السورية وأن الرئيس بشار الأسد لن يتخلى عن هذه السيادة ولن يتنازل عنها». وقال المقداد إن «الدعم الروسي لسوريا في معركتها ضد الإرهاب وضع حداً للتدخل الغربي في شؤون سوريا الداخلية التي كان يريد الغرب تدميرها لافتاً إلى أن الاتحاد الروسي استخدم الفيتو خمس مرات من أجل سوريا وهذا الإجراء لا يتم إلا في الحالات التي تقتضي ذلك». مسؤول سوري يصف سياسة أوباما بـ «المنحطة»… ويتحدث عن تطور في العلاقة مع مصر كامل صقر |
السنة يرفضون إصدار قانون «الحشد الشعبي» وفق «ديكتاتورية الأكثرية» Posted: 27 Nov 2016 02:23 PM PST بغداد ـ «القدس العربي»: فجر إصرار كتلة التحالف الوطني الشيعية على تمرير قانون الحشد الشعبي في البرلمان العراقي أزمة سياسية تكرس الخلافات الطائفية في العراق، في وقت وصفت فيه القوى السنية القانون بأنه فرض لـ«ديكتاتورية الأكثرية» وتمهيد لـ«تجربة الحرس الثوري الإيراني»، و«إنهاء للحياة المدنية»، كما رفضت مشروع «التسوية السياسية» التي عرضها التحالف. وكان مجلس النواب العراقي صوت يوم السبت على قانون هيئة الحشد الشعبي والقوات التابعة له رغم اعتراضات وتحذيرات كتلة تحالف القوى السنية. وقد صوت البرلمان استنادا إلى الأغلبية العددية للنواب الشيعة وبعض النواب الكرد الحاضرين في الجلسة. وبموجب هذا التشريع ستتحول فصائل الحشد الشعبي إلى فيلق منفصل مرادف للجيش لديه حقوق امتيازات ودور متميز ويتمتع بغطاء قانوني. وعقب تصويت البرلمان بتمرير قانون الحشد الشعبي عقد نواب اتحاد القوى الوطنية (السنية) مؤتمرا صحافيا في مبنى البرلمان أعلن فيه القيادي اسامة النجيفي رفض قانون الحشد الشعبي، متهما التحالف الوطني بـ«استغلال الأغلبية» لإقرار القوانين والقرارات المهمة في شؤون الدولة. وقال إن «نزعة واضحة في إقرار القوانين والقرارات المهمة في شؤون الدولة قد ظهرت في الآونة الاخيرة، من قبل كتلة نيابية لها الأغلبية»، معتبرا «ذلك لا يعطيها الحق أن تقرر مصير كل البلد، حيث أن هناك مكونات أساسية لها حقوق ومصالح وهناك مستقبل يجب أن يرسم بمشاركة الجميع». وشدد النجيفي على أن «أي اتجاه أحادي الجانب لفرض إرادة سياسية تتمثل بقرارات وقوانين ومنهج، مرفوض بالنسبة لنا ويجب أن تكون هناك شراكة حقيقية مبنية على مصالح الجميع وتوافق الجميع لوطن الجميع، وهذه السياسة الجديدة مرفوضة ويجب إعادة النظر فيها»، مشيرا إلى أن «ما أقر اليوم هو إخلال بمبدأ الدولة وإخلال بالتوازن بالمؤسسات الأمنية ومحاولة لخلق أجهزة موازية للقوات المسلحة تشبها بدول أخرى وأنظمة اخرى، ما يضعف الدولة العراقية والوحدة الوطنية ويضعف الأمل ببناء بلد موحد مستقر في المقبل من الأيام»، داعيا إلى «إعادة النظر سريعا بما أقر اليوم». وردا على تمرير القانون أكد النجيفي أن «أي تسويات سياسية وأي كلام حول مصالحات تاريخية ووطنية مرفوضة في ظل توجهات فردية لا تنظر ببعد نظر ولا تنظر بواقع الحياة العراقية». وشدد على أن «التسوية السياسية المقدمة من قبل التحالف الوطني مرفوضة ولن نناقشها أبدا إلا أن ـكون هناك إعادة نظر بمبدأ الشراكة ومبدأ المواطنة ومبدأ حقوق الجميع لا تفضيل جهة على جهة وفرض الإرادات»، مهددا «بالطعن بقرار الحشد الشعبي من خلال الطرق القانونية المعروفة». وقال القيادي في تحالف القوى أحمد المساري خلال المؤتمر إن «إقرار قانون الحشد ينسف العملية السياسية والشراكة" في البلاد، وطعنا بالشراكة وتجسيدا لدكتاتورية الأغلبية». وكان مبعوث الأمم المتحدة في العراق يان كوفيتش قد التقى قيادات اتحاد القوى الوطنية ونقل لهم مشروع «التسوية السياسية» التي أعدها التحالف الوطني الشيعي، إلى اتحاد القوى الذي رفض تسلمه ردا على إقرار قانون الحشد الشعبي. وأكد القيادي في الاتحاد اسامة النجيفي رفض فرض إرادة الأغلبية العددية في القضايا الوطنية، ورافضا اعتبار السنة أقلية في العراق. ورفضت كتلة ائتلاف الوطنية بقيادة اياد علاوي التصويت على قانون الحشد، حفاضا على وحدة البلاد. وأعلن رئيس الكتلة الوطنية النيابية كاظم الشمري في مؤتمر صحافي في مجلس النواب رفض حركته لقانون الحشد الشعبي وذلك نابع من عدم جواز تجزئة وتعدد الأجهزة الأمنية في البلاد حيث أن الأمن واحد لا يتجزأ، وكلما كانت الأجهزة الأمنية تؤمن بعقيدة واحدة وتخضع لقيادة واحدة أسهم ذلك في حفظ الأمن والاستقرار والوقوف بوجه المشاريع التقسيمية، مشيرا إلى أن حركته، «كانت تأمل الاتفاق على القانون من القوى الوطنية وليس الإصرار على تمريره بهذه الطريقة دون موافقة القوى الأخرى. أما رئيس ائتلاف العربية صالح المطلك فقد عد تمرير قانون الحشد الشعبي بـ«مثابة إنهاء للدولة المدنية التي يحلم بها العراقيون». وأضاف المطلك، وهو نائب سابق لرئيس الوزراء، في تصريح صحافي، الاحد، أن «تمرير قانون الحشد الشعبي في البرلمان بمثابة التأسيس لجيش مواز للقوات المسلحة العراقية». وضمن السياق رفض بيان المجلس الموحد للعشائر في المحافظات الست قانون الحشد، معتبرا إقرار القانون من طرف واحد في المجتمع دون الاهتمام برأي الآخرين هو إمعان في إدامة حالة عدم الرضا التي يعيشها العراق وتصميم على نسف أي محاولة للتسوية. وأكد بيان المجلس أن القانون يمثل من وافق عليه فقط وليس قانون الشعب كله. بينما قال النائب عن محافظة ديالى رعد الدهلكي (سني) «أنا لا أفهم ما الحاجة لبديل عن الجيش أو القوات الأمنية، منوها إلى أن القانون يؤدي إلى إضعاف دور الجيش والمؤسسات الأخرى. وأكد في تصريح صحافي «أن القانون بصيغته الحالية سيكون ما يشبه الحرس الثوري الإيراني». وتحدث النائب المسيحي يونادم كنا لـ«القدس العربي «قائلا إن القرار اعترض عليه نواب اتحاد القوى الوطنية الذين طلبوا وقتا لبحث القانون، والاعتراض أنهم يعتبرون الحشد أقيم على فتوى طائفية وتحمل طابعا طائفيا لأن فيه أكثرية من مكون معين، ولكن الحشد يضم أيضا بعض العناصر من الكيانات الأخرى التي تصدت إلى تنظيم «الدولة» (داعش)، حسب قوله. وأكد أن البعض علق على الجيش مسؤولية الفشل في مواجهة تنظيم «الدولة»، في حين أن الفشل يتحمله القيادة والسياسيون، وقد تغير الوضع حاليا، مشيرا إلى أن الحشود تضم متطوعين من قوى متعددة، ومن ضمنها تنظيمات مسيحية ومقاتلو العشائر، شملها القانون الجديد، عدا إقليم كردستان لأن لديهم حشودا كردية ولا يحتاجون هذا القانون، والنواب الكرد الحاضرون في القاعة صوتوا للقانون. وكانت تسريبات أشارات إلى أن نواب التحالف الكردستاني صوتوا على القانون ضمن صفقة مقابل تثبيت حصة قوات البيشمركه في ميزانية 2017 التي يناقشها البرلمان حاليا. ويشير المراقبون إلى أن الكثير من القوى المعارضة للقانون لديها اعتراضات كثيرة منها أنها تعتبر أن الحشد الشعبي تقوده فصائل أغلبها تضم مقاتلين شيعة لديهم صلات قوية بالحرس الثوري الإيراني، وأنهم ينوون زيادة المشاركة في حروب خارجية كما في سوريا. كما عبر المراقبون عن الخشية من تصاعد الخلافات السياسية والطائفية بعد فرض القرار بالأكثرية العددية وليس بالتوافق كما في السابق. السنة يرفضون إصدار قانون «الحشد الشعبي» وفق «ديكتاتورية الأكثرية» |
مانويل فالس يلمح للترشح للرئاسيات ويحذر من مخاطر وصول اليمين المتطرف للحكم Posted: 27 Nov 2016 02:23 PM PST باريس. القدس العربي: أعلن رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، في مقابلة صحافية يوم أمس الأحد، أنه لا يستبعد الترشح للانتخابات التمهيدية للحزب الاشتراكي، وهو ما قد يزيد من توتير وتأزيم علاقته بالرئيس فرانسوا أولاند الذي يعتزم بدوره خوض الانتخابات من أجل ولاية ثانية رغم رفض العديد من القيادات اليسارية لترشحه. وحذر مانويل فالس في حواره مع صحيفة «لو جورنال دو ديمانش»، من «هزيمة مذلة منذ الدور الأول» في حال لم يفكر اليسار جيدا في توحيد صفوفه وتقديم المرشح الأكفأ والقادر على تمثيله في الاستحقاقات الرئاسية العام المقبل. وعما إذا كان يرغب بخوض الانتخابات التمهيدية التي سينظمها الحزب الاشتراكي بوجه الرئيس أولاند، كما دعا إلى ذلك صراحة رئيس الجمعية الوطنية كلود بارتولون قبل يومين، أكد فالس «على كل واحد منا أن يفكر مليا وبمسؤولية. سأتخذ قراري بعد تفكير عميق. ما يهمني هو الاحساس بالمسؤولية تجاه الوطن». وأضاف قائلا «قراري سأتخذه في الأيام المقبلة»، علما أن مهلة الترشيح للانتخابات التمهيدية للحزب الاشتراكي تنتهي في 15 كانون الأول/ ديسمبر المقبل. وردا على سؤال حول ما إذا كان ترشيح فرانسوا أولاند لولاية ثانية سيخلق حركية جديدة، رفض فالس الإجابة بنعم أو لا، موضحا أن أمام من يدعي أن اليسار لم تعد له أي آمال للفوز بالانتخابات المقبلة، بسبب « تفشي أزمة الشك والخيبة وفقدان الأمل في صفوفنا، أريد أن أحطم هذه الأفكار التي ستقدونا للهزيمة». ومن الواضح أن فالس يشير إلى فقدان الفرنسيين الثقة في رئيس البلاد، بعدما نزلت شعبيته إلى الحضيض وبلغت مستوى قياسيا وصلت إلى 4 في المئة، إضافة إلى الانقسام الكبير في صفوف اليسار وتعدد المرشحين،وبالتالي تفتيت الأصوات وتضاؤل فرص الفوز أمام اليمين واليمين المتطرف. وأشاد رئيس الحكومة بعلاقته التي تجمعه بأولاند قائلا «أكن للرئيس الاحترام والصداقة والولاء، ولكن الولاء لا يمنع الصراحة…إن نشر كتاب أسرار عن الرئيس أربك بشكل كبير اليسار، وبصفتي رئيسا للأغلبية فإن مسؤوليتي تحتم علي أن آخذ هذا الأمر بعين الاعتبار». وكان الكتاب الذي أصدره صحافيان من جريدة «لوموند» قبل نحو شهرين تحت عنوان «على الرئيس ألا يقول هذا»، بعد مقابلات مطولة مع الرئيس أولاند، قد أحدث رجة كبيرة في الساحة السياسية صاحبها الكثير من الاستنكار والاستهجان. وتضمن الكتاب تصريحات للرئيس الفرنسي انتقد فيها العديد من القيادات السياسية الفرنسية بينها قيادات يسارية ووزراء في حكومته بطريقة فجة. ومن بين الشخصيات التي عبرت عن استيائها من اعترافات أولاند، صديقه كلود بارتولونن رئيس الجمعية الوطنية الذي قال عنه «لا يتوفر على الكاريزما لتولي رئاسة الحكومة»، كما وصف وزيرة التعليم نجاة فالو بلقاسم بأنها «طموحة، وتتقن اللغة الخشبية… كما أنها تحس بأنها غير مثقفة لأنها لم تتخرج من المدرسة الوطنية للادارة». كما هاجم بشدة سلك القضاء، ووصف القضاة بـ«الجبناء». وسخر من لاعبي منتخب فرنسا لكرة القدم ونصحهم بـ«تقوية عضلات أدمغتهم». كما أن الرئيس الفرنسي أقر بأنه أعطى تعليماته لأجهزة المخابرات لتصفية أربعة جهاديين على الأقل، إضافة إلى تسريبه لوثيقة سرية حول تنفيذ ضربة عسكرية ضد النظام السوري في 2013 بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية. كل هذه التصريحات زادت من الحنق على الرئيس وانتقدتها شخصيات في الحكومة وووصفها رئيس الحكومة ما نويل فالس قائلا «أحس بالغضب لأن أنصار الحزب الاشتراكي شعروا بالعار والمهانة من كل هذه التصريحات». ودعا كل «القوى الحية في اليسار إلى التعبئة» من أجل التحضير للانتخابات التمهيدية «لاختيار الأكفأ والأكثر قدرة على هزيمة اليمين». وأقر بلغة صريحة «أنا أحضر لهذه اللحظة. أنا مستعد لها». وحذر رئيس الحكومة من وصول اليمين المتطرف للحكم، «كل شيء أصبح واردا الآن. فرص وصول مارين لوبن للدور الثاني كبيرة، وإذا ما حدث هذا فسيكون بمثابة بيغ بانغ سياسي قوي، وستكون تداعياته ثقيلة على فرنسا». كما دعا اليسار إلى تقديم برنامج متكامل للفرنسيين من أجل الرد على برنامج اليمين «مهما يكن المرشح الذي سيمثل اليمين، سواء فرانسوا فيون أو ألان جوبيه، على قوى اليسار أن تكون موحدة لمواجهة برنامج غير عادل وجد ليبرالي». وحذر فالس الفرنسيين من كسر نظامهم الاجتماعي قائلا «هل تقبلون إلغاء 500 ألف وظيفة، ورفع سن التقاعد إلى سن 70، وإلغاء التعويض عن الأدوية» واستطرد» اليسار وحده من يضمن نظاما اجتماعيا عادلا». ومن المقرر أن يأخذ فرانسوا أولاند قراره بالترشح من عدمه للانتخابات الرئاسية، في الأيام المقبلة، حسب المقربين منه، بحيث يمكنه تقديم طلب الترشح إلى غاية 15 كانون الأول/ديسمبر المقبل. وقد توالت الضغوط على الرئيس الفرنسي بضررة الترشح للانتخابات التمهيدية، التي ينوي الحزب الاشتراكي تنظيمها ما بين 22و 29 كانون الثاني /يناير القادم، رافضين فكرة ترشحه دون المرور بهذا الامتحان الشعبي أمام ناخبي اليسار. مانويل فالس يلمح للترشح للرئاسيات ويحذر من مخاطر وصول اليمين المتطرف للحكم هشام حصحاص |
جيش سوريا الحر بين تركيا والأردن Posted: 27 Nov 2016 02:22 PM PST مؤسس جيش سوريا الحر، الكولونيل رياض الاسعد، يعيش في مدينة انطاكيا في جنوب شرق تركيا. وهو يتلقى التقارير حول ما يحدث في الميدان. ويوجد لديه اصدقاء كثيرين يأتون لزيارته. وهو يشارك في مؤتمرات تنسيق بادارة الحكومة التركية مع المعارضة السورية حول شروط وظروف حياة اللاجئين السوريين. وفي هذه الأيام يوجد لديه الكثير مما يفعله. وهو عملياً لا يحارب منذ خمس سنوات. في العام 2013 كانت هناك محاولة لاغتياله، لكنه نجا منها وفقد ساقه. الاسعد بدا يائساً ليس فقط بسبب الحرب ضد الرئيس السوري بشار الاسد، بل ايضاً بسبب الصراعات الداخلية العنيفة بين تيارات جيش سوريا الحر، الذي شكله في 9 تموز/يوليو 2011. «الثورة سُرقت منا على أيدي المعارضة التي حرفتها في اتجاهات غير صحيحة»، قال في مقابلة مع الموقع المعارض «كلنا شركاء»، قبل بضعة اشهر. وقد اندلع مؤخراً صراع عنيف بين تيارين في الجيش الحر من اجل السيطرة على معبر السلام بين تركيا وسوريا في مدينة اعزاز السورية، لا سيما من اجل جباية الضرائب على البضائع التي تصل من تركيا الى سوريا والتصاريح التي تُعطى للسكان السوريين من اجل العبور الى تركيا. وقبل ذلك بفترة قصيرة تقاتل تياران آخران من اجل السيطرة على منطقة الغوطة الشرقية على مشارف دمشق حيث قتل مئات المقاتلين من الطرفين. جيش سوريا الحر الذي اعتمد في بداية طريقه على مجموعة من الضباط الذين هربوا من الجيش السوري ونجحوا في تجنيد آلاف الجنود والمواطنين، كان مثابة الأمل الكبير للمتمردين الذين اعتقدوا أن هذه المنظمة، اذا تم تسليحها وتدريبها بشكل جيد من قبل الدول العربية والغربية، يمكنها اسقاط جيش الاسد. ولكن الآن، ومنذ ثلاث سنوات، ليس فقط أن الأمل قد تلاشى، بل جيش سوريا تحول ايضاً الى منظمة مختلفة كلياً. فهذه منظمة تتشكل من ست مليشيات كبيرة. منظمة في كتائب ووحدات تعمل في عدد من المناطق السورية. ولكن بدون قيادة مركزية. وعملياً كل مليشيا تعمل بشكل مستقل وبدون تنسيق تقريباً مع المليشيات الاخرى التي تنتمي للمنظمة. ينقسم نشاط هذه المليشيات بين المنطقة الشمالية والجنوبية في سوريا. في الجزء الجنوبي هي تخضع لغرفة العمليات الاردنية ـ الامريكية الموجودة في الاردن. أما في الشمال فتقوم بالتنسيق مع غرفة العمليات المشتركة بينها وبين تركيا. تتركز مهماتها الاساسية في حراسة الحدود بين الاردن وتركيا وسوريا. التنسيق هو مفهوم غامض، أن المليشيات تخضع بشكل فعلي لاستراتيجية الاردن في الجنوب وتركيا في الشمال، حيث تطلب منهم الاردن مثلاً التواجد المكثف على طول الحدود من اجل منع عبور اللاجئين، وعندما تُظهر هذه المليشيات عدم رضاها من هذه المهمات تقوم الاردن بالضغط عليها، مثل اغلاق الحدود في وجه المرضى والمصابين، وتمنع التمويل الذي يصل في معظمه من الصندوق الامريكي. على هذه الخلفية قررت فرق عدة التمرد على القادة. ولكن بضغط من الاردن والولايات المتحدة تمت اعادة القادة المعزولين الى مواقعهم. وفي الآونة الاخيرة وزعت في جنوب سوريا فتاوى ومنشورات تفيد بأن «الانضمام الى المليشيات التي لا تحارب ضد الاسد، ممنوع». هذه الفتاوى الدينية موجهة ضد محاربي جيش سوريا الحر الذين يقدمون خدمات لدول اجنبية، وتخلوا عن الصراع الرئيسي ضد الاسد. صراع مزدوج على الحدود الشمالية لسوريا، تم تجنيد الجيش السوري الحر من اجل صراع مزدوج، ضد داعش وضد الاكراد في سوريا ايضاً. عندما بدأت عملية «الدفاع عن الفرات» التركية، واجتازت القوات التركية باتجاه مدينة جرابلس السورية على حدود تركيا، جنود جيش سوريا الحر هم الذين احتلوا المدينة، وكانت القوات التركية تساعدهم من الجو وتقصف قوات داعش بالراجمات عن بُعد. ورغم مواقف تركيا المتصلبة من الاسد، فقد طلبت من وحدات جيش سوريا الحر الكف عن استهداف الاسد والتركيز في الحرب ضد الاكراد وداعش. ولا يوجد خيار أمام جيش سوريا الحر الذي تموله تركيا. صحيح أن عدداً من الفرق قد انسحب وانضم الى ميليشيات اخرى، لا سيما اسلامية، إلا أن الجسم الاساسي يضطر الى الخضوع للمطالب التركية كي يستمر في الحصول على الدعم المالي والعسكري. في هذه الاثناء مثلًا، توسع تركيا المعركة العسكرية في شمال سوريا، وهي تنوي السيطرة على مدينة الباب التي تقع على مفترق طرق استراتيجي بين مدينة منجب التي احتلتها القوات الكردية والمتمردين السوريين وبين مدينة حلب. القوات البرية الاساسية التي تحارب من اجل احتلال الباب هي مقاتلي المليشيات الشمالية في جيش سوريا الحر، وهم ايضا الذين يسيطرون على اغلبية المناطق التي احتلتها تركيا. الولايات المتحدة التي كانت أول من احتضن جيش سوريا الحر، ابتعدت عنه. والمساعدات الامريكية المالية والعسكرية أخذت في التناقص. ويقول متحدثو المنظمة اليوم إنه لا يوجد أي تواصل تقريبا ًمع الامريكيين. وقد قال أحد المتحدثين مؤخراً في مقابلة مع موقع المعارضة، إن تهديد ترامب بتقليص الدعم للمتمردين لا يخيف لأنه «فعليا لا توجد مساعدات». وفي الوقت نفسه تتعاون كتائب جيش سوريا الحر مع «جبهة احتلال الشام»، وهي جبهة النصرة سابقاً، في شرق مدينة حلب المحاصرة. ومن اجل الحاق الضرر بهذه القوة المشتركة اقترح الرئيس الاسد على مقاتلي جيش سوريا الحر أن يتركوا المدينة والسماح لمئات آلاف المدنيين المحاصرين بالهرب، وترك الساحة من اجل الحرب بين الجيش السوري وبين المتمردين الاسلاميين. قوات جيش سوريا الحر رفضت في الوقت الحالي هذا الاقتراح لأنها لا تريد أن تظهر كمن تخلت عن الحرب ضد الاسد. وايضا لأن قوات «جبهة احتلال الشام» مسلحة بشكل جيد ولديها وفرة في التمويل، وهي بمثابة شريكة عسكرية واقتصادية هامة للجيش الحر. إن العمل العسكري في حلب وفي جنوب سوريا يتم من قبل المليشيات الاسلامية التي ليست جزءاً من جيش سوريا الحر. الانقسامات الداخلية في جيش سوريا الحر، تعطي روسيا رافعة هامة من اجل التدخل في مناطق القتال. فاضافة الى القصف الكثيف من الجو تقوم روسيا ايضاً بالوساطة والمصالحة بين قوات النظام وبين المتمردين، وهي تقوم بتشغيل «مركز المصالحة» في قاعدة حميميم في اللاذقية. وقد نجحت حسب التقارير في التوصل الى أكثر من 970 وقفاً لاطلاق النار بشكل ميداني في القرى والمدن السورية. المبدأ بسيط، مقابل وقف اطلاق النار ضد قوات النظام، تحصل هذه القرى على المساعدات الاقتصادية التي تشمل الوجبات الساخنة والمواد الاساسية والفرصة للخروج من القرى والعمل في الاراضي. وتسعى روسيا الى توسيع وقف اطلاق النار من اجل التوصل الى وقف شامل لاطلاق النار يمهد الطريق أمام استئناف المفاوضات السياسية. هذه المجالس تحظى بمساعدة منظمات خيرية، وتمويل المليشيات التي تسيطر على هذه المناطق، سواء كقوة مستقلة أو كقوة تعمل تحت رعاية روسيا. وهكذا يسيطر الاسد على المزيد من المناطق ويمنع تسلل قوات داعش أو جبهة احتلال الشام. وهكذا ايضا تستطيع القوات السورية والروسية التركيز على المعركة الاساسية على مدينة حلب، لأن السيطرة عليها هي التي ستحسم هذه الحرب. تسفي برئيل هآرتس 27/11/2016 جيش سوريا الحر بين تركيا والأردن صحف عبرية |
النظام يطالب فصائل المعارضة بقتال تنظيم «الدولة» تحت قيادته Posted: 27 Nov 2016 02:22 PM PST غازي عنتاب ـ «القدس العربي»: ذكر مصدر في المعارضة السورية جنوب دمشق، أن الحكومة السورية طالبت الفصائل التي عقدت معها مصالحات أو وقعت معها هدناً طويلة الاجل بمقاتلة تنظيم «الدولة» في مناطق جنوب دمشق بدعم منه وتحت قيادة الجيش السوري. وقال المصدر في اتصال مع «القدس العربي» أن «النظام السوري أمهل فصائل المعارضة في جنوب دمشق مهلة أيام عدة بانتظار الرد عليه». وقامت قوات النظام بفرض حصار على مناطق تواجد تلك الفصائل في «ببيلا وسبينة وبيت سحم، ووضع حواجز على مداخلها لمنع خروج أو دخول الافراد والبضائع إليها»، حسب المصدر. وأضاف أن قوات النظام «قامت بفك الحصار عن تلك المناطق وفتح الطرق المؤدية إليها بعد ثلاثة أيام، وتلقت خلالها رداً من الفصائل بالموافقة على دعم قوات النظام بدون القتال معها أو تحت قيادتها، وانما قتال تنظيم الدولة بمفردها». وأكد المصدر، على ان الفصائل استجابت «لطلب النظام فيما رفضت القتال تحت قيادته بسبب الرفض الشعبي للتعاون أو العمل المشترك مع قوات النظام»، لكن النظام رد على الفصائل السورية بأنه سوف «يعتبر كل الذين يرفضون القتال تحت قيادته والتعامل معهم اسوة بالتعامل مع تنظيم الدولة»، حسب المصدر الذي أكد على «ان المفاوضات لا تزال مستمرة بين الفصائل والنظام دون التوصل إلى اتفاق على صيغة مقبولة من الطرفين». من جهة اخرى، نفى مصدر مطلع مقرب من تنظيم «الدولة» أن تكون هناك أي مفاوضات بين التنظيم والنظام السوري «على خروج مقاتلي التنظيم من مناطق جنوب العاصمة». وكشف عن قيام «النظام السوري بإرسال أحد قادة الفصائل إلى مركز شرطة القدم للتوسط بخروج مقاتلي التنظيم وإعطاء المزيد من الوقت لإنجاز الاتفاق الذي كان مقرراً إنجازه قبل شهور عدة وتوقف في حينها بسبب اندلاع معارك في مدينة دير الزور ومطارها بين الطرفين». ونفى المصدر ما جاء على لسان «بعض قادة الفصائل في وسائل التواصل الاجتماعي عن طلب التنظيم الاتفاق مع النظام على خروج المقاتلين من جنوب دمشق، بأنه غير صحيح»، حسب قوله. وفي سياق غير ذي صلة، أشارت مصادر ميدانية إلى أن «قوات النظام السوري بدأت حملة دهم وتفتيش بحثاً عن مهربين محليين ساعدوا أمير تنظيم «الدولة» في جنوب دمشق الملقب بـ»ابي صياح» ومساعده «أبو مجاهد الشامي» بالخروج من جنوب دمشق والتوجه إلى محافظة الرقة شمال سوريا». النظام يطالب فصائل المعارضة بقتال تنظيم «الدولة» تحت قيادته عبد الله العمري |
الجزائر: قوات الأمن تمنع اعتصاما أمام مقر البرلمان احتجاجا على إلغاء التقاعد المبكر Posted: 27 Nov 2016 02:22 PM PST الجزائر – «القدس العربي»: منعت قوات الشرطة الجزائرية أمس الأحد اعتصاماً دعت إليه النقابات المستقلة أمام مقر البرلمان، احتجاجاً على إلغاء التقاعد المبكر، وهو الاعتصام الذي يأتي في إطار تصعيد الحركة الاحتجاجية التي دعا إليها التكتل النقابي، على خلفية تجاهل السلطات مطالبها المتمثلة في التراجع عن قرار إلغاء التقاعد المبكر، واتخاذ إجراءات لحماية القدرة الشرائية، وسحب مشروع قانون العمل المطروح على البرلمان للنقاش، وإشراك النقابات المستقلة في صياغة قانون جديد. وكانت قوات الشرطة قد ضربت طوقاً أمنياً على مداخل العاصمة، خاصة على مستوى الجهة الشرقية لمنع وصول المحتجين إلى قلب العاصمة، قادمين إليها من ولايات عدة، على اعتبار أن النقابات المستقلة كانت قد دعت إلى اعتصام وطني في أول أيام الإضراب الذي سيمتد على مدار ثلاثة أيام، في إطار سلسلة الإضرابات التي قررتها النقابة كخطوة أولى لحمل الحكومة على التراجع عن قرارها فيما يتعلق بإلغاء التقاعد المبكر والنسبي، كما فرضت قوات الشرطة طوقاً أمنياً على مقر البرلمان، واعتقلت المحتجين الذين نجحوا في الوصول إلى المكان، قبل أن يقرر المحتجون نقل اعتصامهم إلى ميدان البريد المركزي الذي يبعد عن البرلمان بمئات الأمتار، إذ حاصرتهم قوات الشرطة التي كانت حاضرة بأعداد كبيرة، ومنعتهم من التوجه إلى مقر البرلمان، كما اعتقلت عدداً من منظمي الوقفة الاحتجاجية ونقلتهم إلى مراكز الأمن القريبة. وشارك في الوقفة نواب من المعارضة، يتقدمهم نواب حزب العمال الذين أصروا على أن يكونوا إلى جانب المحتجين، الذين رفعوا شعارات مختلفة، بعضها مندد بقرار إلغاء التقاعد المبكر، وأخرى رافضة لقانون العمل الجديد، ومستنكرة التضييق على حرية العمل النقابي. وقال الياس مرابط الأمين العام لنقابة عمال الصحة إن السلطات رفضت الحوار مع النقابات، وإنها لم تترك أمامها سوى طريق واحد وهو النزول إلى الشارع. وشدد على أن النقابات مصرة على الاستمرار في نضالها حتى الحصول على المطالب التي رفعتها، سواء فيما يتعلق بالحق في التقاعد دون شرط السن، أو اتخاذ إجراءات لحماية القدرة الشرائية للطبقة الشغيلة، وكذا إلغاء مشروع قانون العمل المطروح على البرلمان، وهو قانون مجحف. وأكد النائب جلول جودي عن حزب العمال أن نواب حزبه نزلوا إلى الشارع لدعم المحتجين وتأييد مسعاهم ومطالبهم المشروعة، ولحمايتهم من القمع الذي كان بالإمكان أن يتعرضوا له، معرباً على أسفه للطريقة التي تعاملت بها السلطات الأمنية مع المحتجين، وأغلبهم أساتذة ومعلمون وأطباء وموظفون في قطاع الصحة والوظيفة العمومية. ودعا السلطات إلى التعقل، وإعادة فتح الملف من جديد ومناقشته بهدوء، والتحاور مع النقابات، فإذا كانت هناك أمور إيجابية فيمكن حينئذ الإبقاء عليها، ما دامت تخدم الصالح العام، أما إذا كانت هناك أمور سلبية فمن الأفضل استبعادها، لتفادي الاحتقان الذي تعيشه البلاد جراء الإجراءات التي اتخذتها الحكومة. واعتبر برابح زبار نائب رئيس مجلس الشعب ( البرلمان) أن هناك تعسفاً من جانب النقابات، لأن المهن الشاقة التي يستحق العاملون فيها التقاعد النسبي والمبكر لم تضبط بعد، وأنه كان حرياً بهذه النقابات أن تتريث وتنتظر الفصل في هذه المهن قبل اللجوء إلى الاحتجاج، معتبراً أن إصلاح نظام التقاعد أمر ضروري، لأن من شأنه تمكين صندوق التقاعد من موارد مالية، وذلك أمر ضروري ومعمول به في كل الدول، علماً أن إصلاح التضامن الاجتماعي ونظام التقاعد أمر حاضر في كل حملات الانتخابات الرئاسية في دول مثل فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية. الجزائر: قوات الأمن تمنع اعتصاما أمام مقر البرلمان احتجاجا على إلغاء التقاعد المبكر |
اليمن: هادي يدشن من عدن تنشيط الوضع الاقتصادي ومبعوث الأمم المتحدة يزوره في غضون أيام Posted: 27 Nov 2016 02:21 PM PST تعز ـ «القدس العربي»: دشن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في العاصمة المؤقتة عدن أمس عملية تنشيط الوضع الاقتصادي اليمني الذي يشهد أزمة حادة إثر حالة الحرب الراهنة وسيطرة الميليشيا الانقلابية للحوثيين والرئيس السابق علي صالح على موارد الدولة وتبديدها في تمويل جبهات القتال التابعة لهم. وعقد الرئيس هادي أمس في عدن اجتماعين منفصلين يهدفان إلى الدفع بعجلة الوضع الاقتصادي نحو الأمام، الأول مع قيادة البنك المركزي والآخر مع أعضاء الغرفة التجارية، للإطلاع على هموم ومشاكل هذين القطاعين الاقتصاديين. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) الحكومية أن الرئيس هادي ترأس أمس اجتماعا لمجلس ادارة البنك المركزي للوقوف على واقع البنك وسير عمله والاجراءات المتخذة في هذا الصدد منذ اتخاذا قرار نقله إلى العاصمة المؤقتة عدن. وذكرت أن هادي أوضح الضرورات الملحة التي بموجبها قررت الحكومة «نقل البنك المركزي إلى عدن بعد ان استنزف الانقلابيون الحوثيون/صالح موارد البنك لمصلحة مجهودهم الحربي على حساب حياة المواطن وقوتهم اليومي وصولا إلى مرحلة الافلاس وعدم القدرة على دفع مرتبات موظفي الدولة حتى في المناطق التي تقع تحت سيطرتهم». وقال هادي في هذا الاجتماع «انطلاقا من مسؤولياتنا الوطنية والإنسانية تجاه شعبنا نتحمل العبء من مخلفات تركة الانقلابيين وعبثهم اليوم من خلال تجميع الموارد والحفاظ عليها للايفاء باستحقاقات المواطن والموظف العام». وأوضح الرئيس اليمني الاجراءات الاقتصادية والجهود الحكومية التي اتخذتها الدولة خلال الفترة الماضية في اتجاه تعزيز استقرار الوضع الاقتصادي. وطمأن الجميع بانتهاء تداعيات شحة الموارد النقدية قريبا. في غضون ذلك التقى أمس أعضاء مجلس ادارة الغرفة التجارية والصناعية بعدن وعدد من رجال الاعمال اليمنيين بحضور محافظ البنك المركزي منصر القعيطي واعضاء مجلس إدارة البنك، لتدارس الوضع الاقتصادي والخطوات الإجرائية المتخذة من قبل الحكومة نحو التعافي وامتصاص الآثار السلبية للحرب الراهنة على الوضع الاقتصادي. واستعرض الرئيس هادي في هذا اللقاء جملة من التطورات السياسية والاقتصادية والتحديات الكبيرة التي تواجه اليمن على مختلف الصعد ومنها ما يتصل بالوضع الاقتصادي االذي يمر به اليمن «جراء الحرب الانقلابية التي فجرتها ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية على اليمنيين» على حد تعبيره. من جانب آخر ذكرت مصادر رسمية أن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ، سيتوجه إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن في غضون أيام، للقاء الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الذي عاد اليها السبت الماضي، برفقة كبار رجالات الدولة وأعضاء الحكومة اليمنية. وكان المبعوث الأممي ولد الشيخ التقى أمس في الرياض، سفراء الدول الـ18 الراعية لمبادرات إحلال السلام في اليمن، وتشاور معهم بشأن خريطة الطريق التي تبنتها الأمم المتحدة لحل الأزمة في اليمن. ونسبت وكالة الأناضول إلى مصدر حكومي تفاوضي يمني قوله «إن ولد الشيخ التقى سفراء مجموعة الدول الـ18 الراعية للتسوية السياسية في اليمن (تضم سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، ودول الخليج ودول أخرى مثل إيطاليا وتركيا)، في أول لقاء يعقده في الرياض بعد يوم من وصوله لها». وأوضح المصدر الحكومي أن المبعوث الأممي أكد على مساعيه لإحلال السلام في اليمن، وقال إن مبادرته «هي الطريق الوحيد للتوصل لتسوية سياسية للنزاع القائم»، كما قدم شرحا حول صعوبة الأوضاع الإنسانية والاقتصادية التي يعانيها اليمنيون. وعلمت (القدس العربي) من مصادر سياسية أن الرئيس اليمني قرر العودة إلى عدن بالتزامن مع تحقيق قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية الموالية له مكاسب عسكرية مهمة خلال الأسابيع الماضية في محافظات تعز والجوف ومأرب وكذا في منطقة ميدي في محافظة حجة. واوضحت أن «قرار هادي العودة إلى عدن لتعزيز الوضع التفاوضي لحكومته خلال المباحثات المقبلة التي يسعى مبعوث الأمم المتحدة الدفع بها نحو الأمام رغم المعوقات التي تقف أمامها في ظل تفاوت مواقف طرفي النزاع اليمني بشأن مضمون خريطة الطريق التي تبنتها الأمم المتحدة لإحلال السلام في اليمن والتي رفضها الرئيس هادي وحكومته رفضا قاطعا، بمبرر أنها تدفع نحو شرعنة الانقلاب بدلا من دعم الحكومة الشرعية في اليمن. اليمن: هادي يدشن من عدن تنشيط الوضع الاقتصادي ومبعوث الأمم المتحدة يزوره في غضون أيام خالد الحمادي |
بن كيران يعلن اكتمال الأغلبية وينتظر لقاء أخنوش لكشف تركيبة الحكومة Posted: 27 Nov 2016 02:21 PM PST الرباط – «القدس العربي»: يبدو أن اللقاء الذي جمع الأمين العام لحزب العدالة والتنمية بإدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، يتجه إلى إنهاء حالة «البلوكاج» التي عرقلت مشاورات عبد الإله بن كيران، المنطلقة مع تعيينه من طرف الملك محمد السادس رئيساً للحكومة عقب تصدر حزبه لنتائج الانتخابات التشريعية. وكشف الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، خلال لقاء دراسي نظمته جمعية منتخبي العدالة والتنمية، السبت في الرباط، أنه يتوفر على الأغلبية العددية بعد الانضمام الرسمي للاتحاد الاشتراكي، معلناً أنه ينتظر لقاء رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، في جولة ثانية من المشاورات. وبعد الأزمة التي دامت زهاء 40 يوماً، استبشر بن كيران خيراً أمام منتخبي حزبه، بالتأكيد أن الإعلان عن الأغلبية سيكون «قريباً جداً». وفي هذا الصدد، قال مصدر مقرب من سير المشاورات لـ«هسبريس» إن «تشكيل الحكومة مرتبط بموقف حزب التجمع الوطني للأحرار من حزب الاستقلال»، مضيفاً: «إذا تجاوزنا هذا الإشكال سيتم الإعلان عن الحكومة قريباً». وبدا الخلاف واضحاً بين حزب التجمع الوطني للأحرار وحزب الاستقلال وذلك بعد تسريب رئيس الحكومة لاعتراض التجمعيين على وجود الاستقلاليين في الحكومة، وهو ما دفع قيادات «حزب الميزان» وجريدته الناطقة بلسان حاله، إلى توجيه سيل من الاتهامات إلى رئيس «حزب الحمامة». وعلاقة بالمشاورات الحكومية كشف المصدر ذاته أن رئيس الحكومة سيلتقي رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، في الساعات القليلة المقبلة، موضحاً أن «هدفه إقناع الرئيس الجديد للتجمعيين بضرورة تواجد حزب الاستقلال في الحكومة الثانية بعد دستور 2011». وفي الوقت الذي كشف فيه الأمين العام لحزب العدالة والتنمية لمقربيه أن أي حكومة لا يتواجد فيها حزب التجمع الوطني للأحرار لا يمكن أن تخرج إلى الوجود، بالنظر إلى ما وصفها بـ«اعتبارات مرتبطة بالكفاءة والاشتغال»، أعلن تشبثه بحزب الاستقلال لـ»ما قدمه له من خدمات بعد انتخابات السابع من تشرين الأول / أكتوبر الماضي». بن كيران يعلن اكتمال الأغلبية وينتظر لقاء أخنوش لكشف تركيبة الحكومة |
احتمال نجاح البريكست الإيطالي الأحد المقبل ينشر الرعب السياسي وسط الاتحاد الأوروبي Posted: 27 Nov 2016 02:20 PM PST مدريد – «القدس العربي» : هل الاتحاد الأوروبي ومعه الغرب مقبلان على هزة سياسية جديدة يوم الأحد المقبل؟ هذا ما بدأ يتبين في انتظار نتائج الاستفتاء الإيطالي على حزمة من الإجراءات السياسية التي يطرحها رئيس الوزراء في هذا البلد ماتيو رينزي والذي قد يدشن مشاكل إذا لم ينجح وسيفتح الباب أمام حركة خمس نجوم المعادية للاتحاد الأوروبي. وفي أوج الأزمة الاقتصادية التي تشهدها إيطاليا وتهدد العملة الموحدة اليورو، أعلن رينزي عن استفتاء يوم الأحد المقبل يتضمن تعديلاً للدستور يرمي الى تقليص صلاحيات مجلس الشيوخ وتحويله الى مجلس الأقاليم والتقليل من أعضائه من 315 الى قرابة مائة لتسهيل عمل الحكومة، ذلك أن المجالس لها ثقل كبير في المصادقة أو عرقلة القرارات. ويقول رينزي أن البلاد شهدت أكثر من ستين حكومة منذ سنة 1946، وهو رقم قياسي بسبب غياب الاستقرار السياسي، الأمر الذي لا يحدث في أي بلد غربي، حيث معدل تغيير الحكومات هو ما بين ثلاث أو أربع سنوات. ومن ضمن عراقيل السياسية الحكومة في إيطاليا هو توفر مجلس الشيوخ على الصلاحيات نفسها للتي لمجلس النواب، عكس دول أوروبية أخرى. وهوكان يعتقد بضمان مصادقة الإيطاليين على ما يقترحه في الاستفتاء. وعملياً، كانت استطلاعات الرأي تشير الى فوز رينزي، لكن خلال الأيام الأخيرة تفيد بعض الاستطلاعات بتقدم «لا» بحوالي خمس نقاط، حيث بدأ يسود القلق وسط إيطاليا والاتحاد الأوروبي على شاكلة ما حدث في البريكسيت في بريطانيا والانتخابات الأمريكية بفوز الجمهوري دونالد ترامب على حساب الديمقراطية هيلاري كلينتون. وبدأت الكثير من وسائل الاعلام الإيطالية والأوروبية تتحدث عن «البريكست الإيطالي» المرتقب الذي ستكون نتائجه وخيمة. ويسود قلق حقيقي في الأوساط المالية وكذلك وسط الاتحاد الأوروبي، فخسارة رينزي ستؤدي الى استقالته من رئاسة الحكومة والحزب الديمقراطي واحتمال انتخابات تشريعية جديدة لأنه طرح الاستفتاء وكأنه استفتاء على عمل حكومته. وفي حالة الخسارة، سيفتح هذا الباب أمام تقدم الحركة السياسية خمسة نجوم التي يتم وصفها بالشعبوية ويتزعمها بيبي غريليو. وتعارض هذه الحركة العملة الموحدة اليورو كما تريد خروج إيطاليا من الاتحاد الأوروبي أو إعادة التفاوض حول شروط البقاء. وتعتبر حركة خمسة نجوم الهيئة السياسية الثانية في البلاد بعد الحزب الديمقراطي الحاكم. وإذا كانت بريطانيا قد زعزعت أسس الاتحاد الأوروبي بعد فوز البريكسيت، فزلزال إيطاليا قد يكون أكثر لأن إيطاليا عضو مؤسس للاتحاد الأوروبي وللعملة المحددة اليورو، وكل أزمة تصيبها تمس أسس الاتحاد. احتمال نجاح البريكست الإيطالي الأحد المقبل ينشر الرعب السياسي وسط الاتحاد الأوروبي حسين مجدوبي |
محمد القوماني: لم يتم ترشيحي لوزارة التربية ولا مصلحة لـ«النهضة» في اهتزاز صورة الحكومة Posted: 27 Nov 2016 02:20 PM PST تونس – «القدس العربي»: نفى عضو المكتب السياسي لحركة «النهضة» محمد القوماني ما روجته بعض وسائل الإعلام حول ترشيحه من قبل الحركة لمنصب وزير التربية كبديل للوزير الحالي ناجي جلول، مشيراً إلى أن «النهضة» ليس لديها أي مصلحة في اهتزاز صورة الحكومة الحالية، والتي هي جزء أساسي فيها. واعتبر، من جهة أخرى، أن الوضع السياسي والاقتصادي المتردي في تونس حالياً لا يوفر المناخ المناسب لإصلاح القطاع التربوي، منتقداً القرارات المستعجلة والمرتجلة لوزير التربية الحالي. وقال في تصريح خاص لـ«القدس العربي»: «ما يروج في بعض المنابر الإعلامية من أن حركة «النهضة» تستهدف تغيير وزير التربية الحالي ناجي جلول وتقترح شخصي لهذه الوزارة، هو عارٍ تمام من الصحة وأقرب إلى خلط الأوراق لأنه ليس في أجندة حركة النهضة لا تغيير وزير التربية الحالي ولا ترشيح آخر لهذا الأمر، وهي ليست طرفاً في المعركة التي يخوضها البعض ضد وزير التربية الحالي ويطلبون استقالته تحت عناوين مختلفة، والصراع الدائر بين نقابات التعليم ووزير التربية متصل بالحقل التروبوي وليس عنوانا سياسيا لحركة النهضة، والنهضة هي جزء من حكومة يوسف الشاهد وناجي جلول أحد أعضاء هذه الحكومة، وبالتالي فالحركة ليس لديها أي مصلحة أو رغبة أن يهتز وضع الحكومة بصفة عامة أو في بعض وزارائها». وأضاف «الحركة سبق أن قدمت أسماء عند تشكيل الحكومة ولكن الآن هذا الملف أُغلق نهائياً، وربما إقحام اسمي واسم حركة النهضة ورد من جهات مختلفة، في أجندتها الحالية إزاحة جلول ولديها شخصيات أخرى ترغب في ترشيحها من باب خلط الأوراق كما أسلفت، وأود الإشارة إلى أن ترشيحي لهذه الحقيبة في حكومة حمادي الجبالي (كانون الثاني/يناير 2013) كان له سياقه الخاص بعد سنة من حكم الترويكا وقد زالت تلك الظروف، والآن الموضوع غير مطروح تماماً». وحول تقييمه للوضع التربوي في تونس، قال القوماني «أعتقد أن الوضع التربوي يعاني من تراكم مشاكل عديدة، جزء منها متعلق بالتوتر بين أطراف العملية التربوية (إدارة وقيمين وأساتذة وتلاميذ وجزء من العملة)، فهناك اتفاقيات أُنجزت بين النقابات (هناك 9 نقابات في قطاع التربية) في فترات مختلفة، وربما فرضت فيها النقابات بعض الامتيازات لمنظوريها (قياداتها) وصعُب على الوزراء المتعاقبين معالجة هذه المسائل التي أصبحت تمسّ من أداء منظوري النقابات». وأضاف «الأمر الآخر هو أن وزير التربية الحالي كان مستعجلاً في موضوع الإصلاح بحيث أنه لم يقدم للمربين رؤية متكاملة ولم يستشرهم بالقدر الكافي، وغلبت عليه بعض القرارات المستعجلة مثل إلغاء الأسابيع المغلقة للامتحانات وتغيير روزنامة الامتحانات دون أن يتزامن ذلك مع تغيير المناهج الدراسية ووحدات الدروس والطرق المستخدمة حالياً في إنجاز المناهج الدراسية، لأنه كما هو معلوم الامتحانات تعكس بصورة ما نمط التدريس، وهذا خلط إشكالية لدى الأساتذة والتلاميذ». وحول مقترحاته لإصلاح قطاع التعليم نتيجة خبرته لثلاثة عقود في هذا المجال، قال القوماني «أعتقد أن إصلاح التعليم يحتاج إلى وضع فيه أقل مناكفات سياسية واجتماعية وإجماع وطني واسع ودعم كبير، وربما تونس التي تضع في أولوياتها الأمن والتشغيل والتنمية من الصعب أن توفر المستلزمات المادية المطلوبة لإصلاح جذري للتعليم، كما أن إصلاح القطاع التربوي ليس فقط زمن مدرسي وبرامج ومناهج بيداغوجية، وإنما أولاً وأساساً إصلاح البنية التحتية فلدينا بنية تحتية مهترئة وخاصة فيما يتعلق بالاكتظاظ في مدارس التعليم الإعدادي والثانوي وهذا لا يتيح تطبيق الإصلاحات البيداغوجية، وتخفيف الاكتظاظ يحتاج إلى أكثر مدرسين وأقسام ومؤسسات تربوية أكثر وهذا ما تعجز عنه الدولة في هذه المرحلة». وأضاف «هذه السنة بالذات أُغلق باب الانتدابات في مجال التعليم الابتدائي والثانوي وخلف ذلك عودة الاكتظاظ وقد يستفحل في السنة القادمة، الأمر الآخر هو أن إصلاح القطاع التربوي ليس مشروع وزير واحد ولا هيئة محدودة بل يحتاج إلى منظومة كبيرة، ورأينا أن جمعيات مدنية كثيرة قدمت اعتراضات على الاقتراحات التي قدمها ناجي جلول وتؤكد أنه لم يقع الاستماع إليها». وتابع «أنا كمدرس لثلاثين عاماً، أرى أن الوضع التربوي يزداد تأزماً وتدهوراً وكلما عالجناه بإصلاح جديد كانت النتائج عكسية، وهذا الإصلاح الثالث المزمع إنجازه خلال العقدين الأخيرين ولكن النتائج على مستوى الواقع سيئة، وأرى أن الظروف لا تتيح إجراء إصلاح جذري لأن البلاد تعيش حالة من الاستعصاء على الحكم ولا توفر مناخات إيجابية للحوار، وربما تتدخل عناصر غير تربوية في المعركة الحالية مع وزير التربية». ويواجه وزير التربية الحالي ناجي جلول انتقادات عدة حول سياساته التعليمية، وخرجت مؤخراً عدة تظاهرات قام بها عدد من التلاميذ والنقابات تطالب برحيله، فيما أكد رئيس الحكومة يوسف الشاهد أنه لن يكون هناك أي تعديل حكومي قريب، في تأكيد قاطع أنه لن تتم إقالة جلول أو أي وزير آخر في الوقت الحالي. محمد القوماني: لم يتم ترشيحي لوزارة التربية ولا مصلحة لـ«النهضة» في اهتزاز صورة الحكومة حسن سلمان |
انقلاب «ابيض» في الحزب الديمقراطي بقيادة النائب المسلم كيث أليسون وبيرني ساندرز المنافس السابق لكلينتون Posted: 27 Nov 2016 02:19 PM PST واشنطن ـ «القدس العربي»: يواجه الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة امتحانا صعبا بعد اقل من ثلاثة أسابيع من الهزيمة الساحقة التى تعرضت لها مرشحة الحزب هيلاري كلينتون ام المرشح الأقل شعبية في تاريخ أمريكا وخسارة الحزب لمقاعد مجلس الشيوخ ومجلس النواب ناهيك عن احتلال الحزب الجمهوري لمنصب الحاكم لاكثر من ثلثي الولايات، ووفقا للسناتور المعروف بيرني ساندرز الذى أصبح صوتا للتيار الشبابي في الحزب فقد حان الوقت لتوجه جديد. مؤشرات الانقلاب الابيض الجديد بدأت بالتوقعات التى ترجح فوز النائب كيث أليسون ممثل مينسوتا لرئاسة اللجنة الوطنية الديمقراطية بدعم من التقدميين مثل ساندرز والسناتور اليزابيث وارين مندوبة ولاية ماساتشوستس وزعيم الاقلية في مجلس الشيوخ هاري ريد وخليفته في المجلس تشارلز شومر من نيويورك، وقد اتكأت حملة ترشيح أليسون على لغة التجديد والقول بان الحزب لم يلتزم بما فيه الكفاية للتصدى لنضالات العمال الامر الذي ادى إلى ابتعادهم عن صناديق الاقتراع في الانتخابات الاخيرة. ويشترك النائب تيم رايان المنافس الاول لزعيمة الاقلية في مجلس النواب نانسي بلوسي مع ساندرز واليسون في خطاب جديد ساخط داخل الحزب الديمقراطي يدعو إلى « اعادة ولادة « الحزب وتغيير توجهاته، وقال روبرت رايخ، وزير العمل في عهد الرئيس السابق بيل كلينتون، ان الشباب يتطلعون إلى الحزب الديمقراطي كوسيلة لاعادة تاسيس رؤية تقدمية لمستقبل الولايات المتحدة ومنح اصوات لكثير من الناس مثل الطبقة العاملة البيضاء والأشخاص من اصول افريقية او لاتينية واصحاب الخول المتدنية. وقال محللون ان دعم الطبقة العاملة من ذوي البشرة البيضاء للحزب الديمقراطي قد انهار بسبب المغالاة في خطاب التنوع والهرطقة الليبرالية والسياسة الثقافة التى اشعرت البعض بان الحزب لا يرحب بهم ولكن قادة الحزب يجدون في هذا التحليل حجة غير مقنعة وقالوا بانه لا يمكن التساهل في قضايا مثل محاربة العنصرية ومساعدة الطبقة العاملة. والطريقة الوحيدة للحزب الديمقراطي للحصول على انتصار في المستقبل وفقا لرؤية روبرت رايخ هو العثور على رابط بين الفقراء والطبقة العاملة البيضاء مع الفقراء والطبقة العاملة من غير البيض، وعلى حد تعبيره، لا سبيل اخر للفوز بالرئاسة او في مجلسي الشيوخ والنواب. وقد اظهر ساندرز رغبة في التعاون مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إذا حاول بالفعل المضى قدما في «اعادة بناء اقتصاد للناس العاملين» علما بان ترامب قال اثناء تعهده لالغاء قانون الرعاية الصحية بان القانون لا يبدو واعدا بالنسبة إلى الديمقراطيين التقدميين. وقال خبراء في أستراتيجيات الحزب الديمقراطي ان الحزب سيتمكن من اعادة بناء نفسه بعد حطام الانتخابات الاخيرة في وقت اقرب مما يعتقده الكثير من المراقبين حيث ستجرى انتخابات في حوالي 30 ولاية في السنتين المقبلتين وهناك فرصة للحزب بتثيت اقدامه ثانية في عهد ترامب. والوضع الراهن للحزب الديمقراطي مخجل للغاية فالحزب الجمهوري يسيطر تماما على واشنطن في البيت الابيض والكونغرس اضافة إلى الولايات المحلية ولكن هناك امال بالفوز في انتخابات عام 2018 والتقليل من حجم الاضرار. انقلاب «ابيض» في الحزب الديمقراطي بقيادة النائب المسلم كيث أليسون وبيرني ساندرز المنافس السابق لكلينتون رائد صالحة |
مقاتلو المعارضة السورية يسلمون أسلحتهم الثقيلة في بلدة خان الشيخ المحاصرة في ريف دمشق وعلى خطى داريا مدينة التل توقع اتفاقية لإخراج المسلحين منها Posted: 27 Nov 2016 02:19 PM PST بيروت ـ غازي عنتاب ـ «القدس العربي»: قالت وسائل إعلام مؤيدة للحكومة السورية إن مقاتلي المعارضة سلموا أسلحتهم الثقيلة في بلدة خان الشيخ جنوب غربي دمشق امس الأحد في إطار اتفاق عقدوه مع الحكومة لفتح ممر آمن إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة. ومن خلال سلسلة لما يطلق عليها اتفاقات «تسوية» وهجمات عسكرية واصلت الحكومة السورية المدعومة بقوة جوية روسية ومقاتلين تدعمهم إيران قمع المعارضة المسلحة في المناطق الخاضعة لسيطرتها في ضواحي العاصمة. وقال مقاتلو المعارضة الذين يحاربون الرئيس بشار الأسد وحكومته إن الاتفاقات جزء من استراتيجية ترحيل قسري لسكان المناطق كافة التي تسيطر عليها المعارضة بعد أعوام من الحصار والقصف. ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة يوجد 12 ألف شخص محاصرين في بلدة خان الشيح التي تضم مخيما للاجئين الفلسطينيين في ضواحي دمشق منذ أعوام. وشهد الشهر الماضي اشتباكات عنيفة وضربات جوية هناك انتهت في الأسبوع الحالي باتفاق إخلاء. وخان الشيح هي البلدة الوحيدة غير الخاضعة لسيطرة الحكومة على طريق إمداد رئيسي من دمشق إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في محافظة القنيطرة الجنوبية. وقال بيان من نشرة إخبارية عسكرية تابعة لجماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة مع الأسد إن الجيش سيبدأ نقل المقاتلين وعائلاتهم من البلدة إلى محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة اليوم الاثنين. وقالت قناة «الإخبارية» التابعة للحكومة السورية في بث من منطقة قريبة من خان الشيح امس نقلاً عن مصادر في الإدارة المحلية إن 1270 شخصاً سينقلون إلى إدلب في الأسبوع المقبل وإن الباقين ويتراوح عددهم بين 3000 و4500 شخص سينقلون إلى مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة. وقبل شهر قطع الجيش السوري وحلفاؤه خطوط الإمداد بين خان الشيح وبلدة زاكية التي تقع إلى الجنوب منها ويسودها الهدوء بدرجة كبيرة بفضل اتفاق سابق مع الحكومة. وقالت القناة إن سبع قرى أخرى غربي دمشق أقرت اتفاقات تسوية وإخلاء في الأربع وعشرين ساعة الماضية. ولم يتسن الاتصال على الفور بوزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر الذي تشرف وزارته على الاتفاقات للتعليق. وعادت مدينة التل لتتصدر واجهة الأحداث من جديد بعدما افتعل النظام هجوماً جديداً كوسيلة ضغط عليها بعد فشل وسيلة الحصار والتجويع، وفي محاولة منه لاستكمال السيطرة على دمشق وريفها ودحر الثورة منها وجعل طريق إدلب هو الوجهة الوحيدة للمقاتلين، قام النظام السوري مؤخراً باستهداف المدينة بقذائف الهاون والبراميل المتفجرة خاصة على مناطق المجر وشعبة الأرض ووادي موسى والتي هي في الأصل مناطق زراعية، يقوم الأهالي بتأمين حاجياتهم اليومية عن طريقها، بعد إغلاق النظام طرقاً رئيسية عدة في المدينة، ما أدى إلى تخوف كبير لدى الأهالي من حدوث «مجزرة» كبيرة بحقهم، وبناء عليه تمت معاقبة كل من في المدينة بمن فيهم المدنيون والمقاتلون ومقتل عدد من أفراد المعارضة منهم. وتقول هبة الناشطة في المدينة «طوال الفترة الماضية كانت هناك قدرة لدى الأهالي لتأمين احتياجاتهم من خلال طريق المزارع ولم يكن هناك تهديد للقوات المقاتلة في المدينة حيث كانوا يتمكنون من التحرك بحرية فيها، يمكن القول إن الوضع كان هادئاً نسبياً إلى أن بدأ النظام هجومه على المدينة، وبات من فيها من النازحين والأهالي يشعرون بخطر حقيقي محدق بهم، وبدأ النظام يجري مفاوضاته مع لجنة ممثلة من الأهالي وامتدت هذه المفاوضات لأيام، لكن القصف لم يتوقف لحظة خلال المفاوضات حتى أن الضابط الممثل لدى النظام «قيس فروة» وهو من ضباط الحرس الجمهوري قال ساخراً في جلسة المفاوضات «لا أسمع أصوات القصف أريدها أعلى» في محاولة منه لتركيع الأهالي وإجبار اللجنة على القبـول بـكل شـروط النظـام». وتتابع هبة «اللجنة أخبرت جهة النظام أن الأهالي لا ذنب لهم فيما يحدث إن رفض المسلحون الخروج، ثم إنه لا يمكن لأحد منهم أن يوجه المسلحين بما يريد فهم يتصرفون وفق ما يريدون، إلى أن أعطى النظام المهلة الأخيرة للأهالي والمسلحين 48 ساعة إما أن يبيد النظام المدينة بمن فيها أو أن تكون هناك تسوية يخرج بموجبها المقاتلون خارج المدينة، واستمرت المناوشات بين لجنة المفاوضين وممثلي النظام حتى تم التوصل إلى اتفاقية تقضي بخروج المقاتلين إلى الجهة التي يريدونها مع تسليم سلاحهم بالكامل إضافة إلى تسوية أوضاع المطلوبين من الرجال والنساء، أما المتخلفين عن خدمة العلم فيعطون مهلة ستة أشهر لتسوية أوضاعهم على أن يعودوا بعدها لخدمة العلم أو يخرجون من المدينة، وينطبق ذلك على المنشقين أيضاً عدا من خرج منهم على الإعلام معلناً انشقاقه فلا يحق له الرجوع لخدمة العلم، وفتح طريق التل بالكامل وإلغاء التعامل مع «أبو أيمن المنفوش» الذي يقوم بإدخال المواد الغذائية إلى التل مع أخذ إتاوة وضرائب عليها تصل إلى ثلاثة أضعاف مع فتح طريق منين أمام المدنيين، فيما تعهد النظام بعدم إدخال لجانه أو عناصره إلى المدينة وتشكيل لجنة مكونة من 200 شخص مختارين من قبل الأهالي تتولى أمر حماية البلدة تحت إمرة النظام، فيما يبقى مصير المعتقلين مجهولاً ولم يعد النظام بإخراجهم لكنه قال بأنه سيحاول. بينما يقول أحمد البيانوني مدير تنسيقية التل «الخيارات كانت محدودة أمامنا، وحاولنا قدر المستطاع الصمود في المدينة إلا أنه لا يمكن المغامرة بحياة أكثر من مليون شخص من المدنيين أكثر من نصفهم من النازحين والفارين من مناطق مشتعلة، هي مغامرة عسكرية بحياة من فر من القصف والنار والموت، كان من الواضح لدينا أن النظام افتعل كل هذا لإتمام سيطرته على دمشق وريفها مستعيناً بقوات درع القلمون». وتقول زبيدة وهي من أهالي التل «عندما افتعل النظام هذه المعركة هربنا بما علينا من ثياب وأخذنا أطفالنا فارين بأرواحنا من خطر محيط بنا، كان الأهالي يقفون في طوابير كبيرة منتظرين السماح لهم بالمرور إلى حرنة البعض منهم صار يدفع ما يزيد عن 20 ألف ليرة سورية للسماح له بالمرور، منهم من سمح له ومنهم من أوقف للتحقيق، البيوت في حرنة غصت بالنازحين حتى بات في الغرفة الواحدة ثلاثون شخصاً، بتنا نتخوف حقاً من حدوث أزمة غذائية جراء ذلك، حتى باتت التسوية والمصالحة هي الخيار الأصعب ورغم أنه كان شاقاً علينا لكن كان الحل الأنسب». بينما يقول سيف وهو أحد المقاتلين «من المتوقع أن تكون وجهتنا إدلب فلا خيار لنا غيرها، أما عائلاتنا فترك لها حرية الخيار بين أن تبقى أو تغادر معنا»، وأضاف «التسوية لا تعني نهاية الثورة أو طي صفحة منها لكنها قد تكون مرحلة جديدة من عمرها، على الأقل حاولنا المرابطة والحفاظ على نقاطنا قدر الإمكان إلا أن الهجمات المتكررة من شبيحة القلمون علينا ومساندة قوات الحرس الجمهوري لهم جعلنا نرضى بالتسوية المطروحة». مقاتلو المعارضة السورية يسلمون أسلحتهم الثقيلة في بلدة خان الشيخ المحاصرة في ريف دمشق وعلى خطى داريا مدينة التل توقع اتفاقية لإخراج المسلحين منها يمنى الدمشقي ووكالات |
تونس: نائبة عن «النهضة» تتعرض لهجوم بعد انتقادها تقديم الخمور في إحدى البعثات الدبلوماسية Posted: 27 Nov 2016 02:18 PM PST تونس – «القدس العربي»: أثارت نائبة عن حركة «النهضة» التونسية جدلاً داخل البرلمان إثر انتقادها تقديم الخمور ولحم الخنزير من قبل إحدى البعثات الدبلوماسية التونسية في فرنسا، وهو عرضها لهجوم من قبل بعض النشطاء والمشككين بتحول الحركة الإسلامية إلى حزب مدني. واستنكرت النائبة عن حركة النهضة دليلة مخلوف خلال مداخلة لها في البرلمان تقديم قنصلية تونس في مدينة «ليون» الفرنسية الخمور وأطباق لحم الخنزير خلال الاحتفال بذكرى الاستقلال، مشيرة إلى أنها ليست ضد الانفتاح «لكن الانفتاح لا يعني الانسلاخ عن الهوية والأصالة». وأثارت تصريحات دليلة مخلوف جدلاً كبيراً، حيث كتبت الباحثة رجاء بن سلامة على صفحتها في موقع «فيسبوك» مخاطبة حركة النهضة «يهمكم الحلال والحرام أم تهمّكم تونس؟»، واعتبرت أن مخلوف «تدخّلت دينيّاً، ودعويّاً، لكي تستنكر استهلاك لحم الخنزير وشرب الكحول في احتفال في فرنسا»، وأضاف «ألم تقولوا إنّكم فصلتم بين السياسيّ والدّعويّ؟ فصلتم أم لم تفصلوا؟ حزب دينيّ أم مدنيّ؟ هذه اهتماماتك سيّدتي النّائبة؟ لا تهمّك الدّبلوماسيّة التونسيّة ولا تبالين بمبادئ احترام المختلفين عنك في العقيدة والسّلوك؟ انتخبوك لتنتصبي واعظة؟». ودعا أحد المستخدمين ويدعى رؤوف النائبة المذكورة بالالتفات مشاكل البلاد التي تعاني من خطر الإرهاب ومشاكل التهريب والتهرب الجبائي وترك الأمور الخاصة بـ«الحلال والحرام» لرجال الدين، فيما اتهم آخرون الحركة بـ«ازدواجية المعايير». وتأتي تصريحات مخلوف بعد أيام من زيارة النائبة عن حركة «النهضة» محرزية العبيدي إلى مصنع للخمور وهو ما عرّضها للانتقاد من قبل بعض رجال الدين والنشطاء الذين طالبوا الحركة باحترام ناخبيها، فيما أكدت العبيدي أن الزيارة جاءت في إطار اهتمامها، كنائبة، بالشأن الاجتماعي والوضع المهني للعمال، مشيرة إلى أنها لا تشجع الاستثمار في الخمور في تونس تونس: نائبة عن «النهضة» تتعرض لهجوم بعد انتقادها تقديم الخمور في إحدى البعثات الدبلوماسية |
لبنان: في انتظار عودة طبّاخي التأليف جبران ونادر… «التكتكة» مستمرة لتكبير الحصص والحريري في مؤتمر «المستقبل» تحاشى الملف الحكومي وغمز من قناة «حزب الله» Posted: 27 Nov 2016 02:18 PM PST بيروت ـ «القدس العربي»: اسبوع حاسم يشهده لبنان على صعيد التشكيلة الحكومية وسط استمرار التجاذب حول الحقائب الاساسية وبروز شروط ومطالب كلما حُلّت عقدة ما دفع البعض إلى السؤال هل ما يجري هو تكتكة لتكبير الحصص في الحكومة أم هو لعبة أخطر الغاية منها إضاعة زخم العهد العوني، وضرب العودة الناجحة للرئيس سعد الحريري إلى رأس الحكومة؟ ولم تتأكد أنباء تحدثت عن مهلة قد يكون أعطاها الرئيس اللبناني العماد ميشال عون كي تبصر تشكيلة الرئيس سعد الحريري النور، على اعتبار أنه لن يقبل بوضع العراقيل أمام مسيرة العهد الجديد الذي بدأ يتلقى الدعوات الرسمية لزيارات خارجية بدءاً بالمملكة العربية السعودية ثم قطر وهو يستعد لتلبية هذه الدعوات وإعادة الانفتاح على الدول العربية وتحديداً الخليجية. وكان بدا واضحاً قبل أيام أن الحكومة العتيدة متأخرة بعدما لم تنجح خلوات عيد الاستقلال في الدفع بها إلى الأمام بسبب استمرار وضع الشروط على الحقائب الوزارية وخصوصاً على وزارة الاشغال التي يرفض رئيس مجلس النواب نبيه بري إسنادها إلى القوات اللبنانية ويطلب استردادها إلى حصته أو إلى تيار المردة لارضاء النائب سليمان فرنجية. فيما القوات التي تنازلت عن الحقيبة السيادية لتسهيل مهمة الرئيسين عون والحريري تتشدّد بموضوع حقيبة الاشغال لعدم تجييرها من قبل رئيس المجلس لصالح تيار المردة الذي تسلّم في عهد الرئيس الاسبق اميل لحود وزارة الزراعة رغم أنه كان من أكبر داعميه وتسلّم في حكومة الرئيس تمام سلام وزارة الثقافة فيما الآن يطالب بحقيبة الاشغال التي لا تتناسب حسب البعض مع حجمه السياسي ولا مع عدم تصويته للعماد عون رئيساً. وقد سعى الحريري لدى وفد «المردة» للمشاركة في الحكومة بمعزل عن نوعية الحقيبة طالما أن هذه الحكومة هي انتقالية إلا أنه لم يلق تجاوباً. فيما سعى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في اتصال مطوّل مع الرئيس عون إلى عدم تجاوز موضوع الحلفاء ولاسيما مطالب الرئيس بري والنائب فرنجية. وفي انتظار عودة الوزير جبران باسيل الطبّاخ الرئيسي في موضوع التأليف من البرازيل إلى جانب الطبّاخ الآخر مدير مكتب الرئيس المكلف نادر الحريري، يشير طرفا التفاهم المسيحي التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية إلى محاولات لضرب هذا التفاهم وإحداث شرخ بين الحزبين المسيحيين. ويعتقد رئيس جهاز الإعلام والتواصل في القوات ملحم رياشي الذي قدم استقالته الخميس بسبب ترشيحه ليكون وزير إعلام في الحكومة الجديدة «أن هناك حرباً على التفاهم بين الرئيس عون ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع»، وقال لـ «القدس العربي» إنه «في زمن أوعا خيّك وحدتنا قوتنا وخلاصنا، وعندما يضعف المسيحيون يتقاسمهم الآخرون». وأكد أنه «بعد المصالحة المسيحية التحم الجناح المسيحي المكسور وبدأ الطائر اللبناني يطير، وأطمئن أن هذا الاتفاق لن ينكسر بسبب خوفنا عليه. وقد أثبتت الوقائع أننا عندما نكون ضعفاء كمسيحيين يتقاسمون حقوقنا وعندما نكون أقوياء وموحدين يبدأ الآخرون بالتكلم مع المسيحيين للحصول على حصص». وأعطى رياشي أمثلة عن القوة في الوحدة قائلاً «عندما سقط جدار الفصل في الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت أمريكا أقوى دولة، وعندما سقط جدار برلين ستصبح ألمانيا أقوى من الولايات المتحدة، وهكذا نحن عندما نكون رزمة واحدة لا نُكسَر، وأرى الزمن المقبل مثل ثلج صنين وشمس لبنان الساطعة». اما أمين سر تكتل التغيير والإصلاح النائب ابراهيم كنعان فرأى في تصريحه لـ «القدس العربي»، «أن الاستهداف طبيعي لتفاهم معراب لأن أحداً ليس معتاداً على مثل هذا الاتفاق، ويعتبره البعض أمراً غريباً ومستغرباً». وقال «نحن مكمّلون بالتفاهم وعلى البعض أن يقبل أن المسيحيين جزء اساسي من هذا الوطن، وأن قواعد اللعبة السياسية تغيّرت»، وأوضح «أن الاتفاق ليس ثنائية سلطوية واذا كان البعض يتحدث عن ثنائية مسيحية فهذا الامر هو رافعة للمسيحيين كما أن انتخاب الرئيس ميشال عون هو رافعة للبلد وللمسيحيين الذين كانوا يصرّخون لسنوات». تزامناً، تجنّب الرئيس سعد الحريري في خطابه في افتتاح اعمال المؤتمر العام لتيار المستقبل الذي إنعقد في «البيال» التطرق إلى الملف الحكومي وعملية التأليف، لكنه أكد على مواصفات تيار المستقبل غامزاً من قناة حزب الله من دون تسميته عندما قال «نحن تيار الجامعات لا الميليشيات». وأضاف «إننا تيار الحريات، في مواجهة كل مستبدّ، وتيار السـيادة في مواجهـة كل وصاية واحتـلال. نحن تيار لبنان أولاً، تيار الشرعية، تيار الدولة القوية التي لا تتقدّم على سلطتها أيّ سلطة، ولا يشاركها في سلاحها أيّ سلاح، ولا تعلو على مرجعيّتها أيّ مرجعيّة. انها شرعية الجمهورية اللبنانية واتفاق الطائف. نحن تيار العيش المشترك بين اللبنانيين وصيغة المناصفة ونحن تيار الاعتدال». لبنان: في انتظار عودة طبّاخي التأليف جبران ونادر… «التكتكة» مستمرة لتكبير الحصص والحريري في مؤتمر «المستقبل» تحاشى الملف الحكومي وغمز من قناة «حزب الله» سعد الياس |
استمرار الجدل حول برودة مستغربة في العلاقات الموريتانية – الفرنسية Posted: 27 Nov 2016 02:17 PM PST نواكشوط ـ «القدس العربي» : فيما تحتفل موريتانيا اليوم الاثنين بالذكرى السادسة والخمسين لاستقلالها عن فرنسا، تمر العلاقات الموريتانية الفرنسية منذ بعض الوقت بحالة من البرودة المستغربة يرى البعض أنها مؤشر توتر في علاقات ظلت جيدة على مستويات عدة منذ أن وصل الرئيس محمد عبد العزيز للسلطة عام 2008 بتأييد فرنسي. وبينما أكد جوييل مايير سفير فرنسا في نواكشوط في مقابلة قبل يومين مع أسبوعية «لاتريبون» الموريتانية المستقلة أن «هذه العلاقات بخير وأنها تنشط وتتطور»، خصصت قناة «المرابطون» (محسوبة على الإخوان) برنامجها الحواري الأسبوعي «في الصميم» لهذه العلاقات مشددة في مدخل البرنامج على وجود مظاهرعديدة لتوترها. وأكد محمد فال ولد عمير المدير الناشر لصحيفة «لا تريبون» في مداخلات له خلال برنامج «في الصميم» أمس «أنه لا يعتقد بوجود أي توتر في علاقات نواكشوط وباريس»، مبرزاً «أن ما يشاع حول توتر هذه العلاقات مجرد تكهنات للمواقع الإخبارية المحلية لا تتأسس على شيء في الواقع». وأكد ولد عمير وهو مقرب من دوائر السلطة في موريتانيا «أن لديه أدلةً كثيرةً على حسن علاقات موريتانيا وفرنسا بينها الزيارة التي أنهاها للتو وزير الداخلية الموريتاني وبعض كبار معاونيه لباريس». وبالعكس من ذلك أكد موسى ولد حامد المدير الناشر لصحيفة «بلادي» خلال البرنامج التلفزيوني المذكور «أن العلاقات الموريتانية الفرنسية مشوبة بمسحة جمود»، معتبراً «أن سبب ذلك غير واضح وقد يكون سبب التوتر عائداً للوثائق المنشورة التي تؤكد وجود اتفاق مهادنة بين نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز وتنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي». وذهب ولد حامد وهو من كبار الصحافيين الفرانكفونيين الموريتانيين إلى القول بأن «الدوائر الغربية المهتمة برصد ومكافحة النشاط الإرهابي في الساحل والتي كانت تعتبر الرئيس الموريتاني شريكها الأول في هذا المجال غير مرتاحة بل مصدومة إزاء ما يشاع بخصوص الهدنة مع تنظيم القاعدة التي يعتقد البعض أن لقادتها حرية التحرك في موريتانيا، بل ولهم التمتع بأموالهم كذلك»، حسب قوله. وكانت صحيفة «لا لتردي كونتناه» الاستقصائية القريبة من الدوائر الاستخباراتية الفرنسية قد تحدثت في عددها الألكتروني الأخير عن توتر ملحوظ في العلاقات بين باريس ونواكشوط. وذكرت الصحيفة «أن من مظاهر هذا التوتر تركيز السفير الفرنسي بنواكشوط جوييل مويير على انتقاد الانفلات الأمني في موريتانيا مشككاً في قدرات نظام الرئيس ولد عبد العزيز على ضبط الأمن الداخلي للبلاد، كما اعتبرت الصحيفة أن من مظاهر هذا التور «الأسلوب الذي رد به الوزير الناطق باسم الحكومة محمد الأمين ولد الشيخ على التحذيرات الفرنسية حيث وصفها بـ»غير الودية». ومن مظاهر التوتر أيضاً التي أوردتها الصحيفة «استقبال توماس مولينو مستشار فرانسوا أولاند المكلف بإفريقيا مؤخراً للحقوقي الموريتاني المعارض بيرام ولد اعبيد بصورة رسمية في الإليزيه وهو الاستقبال الذي لم يرق لنظام ولد عبد العزيز مما جعل الفرنسيين يدرجون مقابلته، تهرباً من الإحراج، ضمن ما سموه «استقبال مرشح سياسي سابق للرئاسة الموريتانية في انتخابات عام 2014». ومقابل ما تحدثت عنه الصحيفة من تحديات فرنسية، أكثر الرئيس الموريتاني ولد عبد العزيز خلال جولته الاخيرة من ذكر مقاومة الاستعمار وانتقاد الحقبة الاستعمارية الفرنسية وهو ما فسره المراقبون «بأنه سخط من الرئيس الموريتاني على الفرنسيين في الفترة الحالية لأسباب غير معروفة لكنها تشير، حسب المراقبين، لتوتر في العلاقات. وأدرج متتبعو هذا الملف ضمن مظاهر توتر العلاقات بين موريتانيا وفرنسا إنابة الرئيس الموريتاني وزيرة الشباب عنه في مؤتمر قمة الفرانكفونية الذي اختتم أمس في تاناناريفو وانخفاض مستوى تمثيل موريتانيا في قمة هذه المنظمة التي تشكل منبراً للولاء الثقافي والسياسي الإفريقي لفرنسا. وأكد السفير الفرنسي جون مايير فقد في مقابلته الأخيرة مع أسبوعية «لتريبون» الموريتانية المستقلة «أن التعاون الموريتاني – الفرنسي مستمر ومتطور في الوقت نفسه»، مبرزاً «أن توسعه يتجاوز الإطار الثنائي نحو التعاون في المجموعات الإقليمية». وأكد السفير «أن التعاون الموريتاني الفرنسي في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب بمنطقة الساحل، تعاون قوي للغاية». وأوضح السفير جون مايير «أن الحكومة الفرنسية تنظر بتقدير كبير لمساهمة موريتانيا العسكرية في عمليات حفظ السلام عبر إرسال جنودها لحفظ السلام في بانغي وساحل العاج ومشاركة ضباطها في نشاط بعثة الأمم المتحدة في مالي». وبخصوص بيان السفارة الفرنسية الأخير الذي يحذر الفرنسيين من التجول داخل العاصمة نواكشوط، أكد السفير الفرنسي «أن سبب البلاغ هو تعرض مواطنة فرنسية مقيمة في موريتانيا لاعتداء إجرامي بشع في وضح النهار، فقد اضطرت السفارة لتذكير المقيمين الفرنسيين بضرورة أن يلزموا الحذر في تنقلاتهم وعلاقاتهم». وكان البيان قد أزعج الحكومة الموريتانية، حيث أكد محمد الأمين الشيخ الوزير الناطق باسمها في رد على السفارة «أن المراقب للوضع في موريتانيا يلاحظ أنه لم تسجل فيها منذ خمس سنوات تقريباً، أية حالة إرهابية ولم تفكك فيها أية خلية إرهابية وليست بها خلايا إرهابية نائمة ولا يقظة». وأكد «أن السفارة أصدرت بياناً حول محاولة اغتصاب سيدة فرنسية تقدم دروساً خصوصية لبعض الأسر في نواكشوط، وقد سافرت المواطنة الفرنسية المعنية قبل أن يثبت ما إذا كانت قد تعرضت لاغتصاب أم لا». وقال «إن إصدار السفارة الفرنسية لبيان رسمي حول هذه الحادثة التي ليست حادثة إرهابية ولا تتعلق بالإرهاب بل بمحاولة تلصص تقع في أي دولة ليس موضوعياً وليس وارداً بل إنه غير ودي وبخاصة إذا صدر ذلك عن دولة صديقة كفرنسا». استمرار الجدل حول برودة مستغربة في العلاقات الموريتانية – الفرنسية عبد الله مولود |
السراج: اعتماد أوراق السفراء الأربعة يعزز العلاقات الليبية – الأوروبية Posted: 27 Nov 2016 02:17 PM PST لندن – «القدس العربي»: أعرب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج، السبت، عن سعادته لاستلام أوراق اعتماد سفراء ألمانيا وهولندا والمملكة المتحدة وبعثة الاتحاد الأوروبي، بمبنى السرايا الحمراء في العاصمة طرابلس، مثمنًا موقف بلدانهم الداعم لليبيا في المحافل الدولية والإقليمية، ودور الاتحاد الأوروبي، في دعم مسار التسوية السياسية في ليبيا. وأكد، خلال كلمته لمناسبة قبول أوراق الاعتماد، أن ممارسة السفراء الجدد مهامهم لدى دولة ليبيا من العاصمة طرابلس له بالغ الأثر في تطوير وترسيخ العلاقات المتميزة بين ليبيا وبلدانهم، وفقًا لصفحة المجلس الرئاسي بموقع «فيسبوك». وشمل الاعتماد كلاً من السفير الألماني كرستين بوك، والهولندي إيريك ستراتينغ، إلى جانب سفير المملكة المتحدة بيتر ميليت، وسفيرة بعثة الاتحاد الأوروبي بتينا موشيدت. ودعا السراج السفراء إلى العمل على تشجيع التعاون الثنائي بين ليبيا وبلدانهم في جميع المجالات، والمشاركة في تحقيق التنمية الاقتصادية والعمرانية، بما يعود بالمنفعة المشتركة على الشعب الليبي وشعوبهم الصديقة. وألقى السفراء المعتمدون كلمات خلال الاحتفالية عبروا فيها عن شكرهم لرئيس المجلس الرئاسي على حسن الاستقبال والضيافة وقبول أوراق اعتمادهم، وأكدوا دعم بلادهم لحكومة الوفاق الوطني والشعب الليبي، وأعلن السفراء المعتمدون أن عودة بعثاتهم الدبلوماسية والبدء في افتتاح سفاراتهم ستُجرى في الفترة القليلة المقبلة. وأشاروا إلى تطلع بلدانهم لتطوير علاقات التعاون المشترك مع دولة ليبيا في كافة المجالات لدعم الشعب الليبي ومساعدته للخروج من الأزمة الراهنة. السراج: اعتماد أوراق السفراء الأربعة يعزز العلاقات الليبية – الأوروبية |
امتحان «الموازنة» يواجه وزارة الملقي في الأردن بعد أيام فقط من عبور «الثقة» إجراءات غليظة ومصارحة للرأي العام Posted: 27 Nov 2016 02:17 PM PST عمان ـ «القدس العربي»: يواصل عنصر التوقيت ضغطه على حكومة الرئيس الدكتور هاني الملقي في الأردن حيث يستعد الرجل لتقديم خطاب الموازنة العامة بعد غد الأربعاء وفي اول جلسة مقررة بعد اسبوع ماراثون الحصول على الثقة وسط توقعات بأن تشهد مناقشة الموازنة المزيد من المزايدات ذات البعد الشعبي. في العادة ترتاح الحكومات ما بين الحصول على ثقة البرلمان والتصويت لصالح الموازنة. وهو تصويت يعتبر بمثابة مناقشة عامة بالثقة مجدداً بالحكومة مع الحساسية التي تلازم اي نقاش له علاقة بتفصيلات الوضع المالي للدولة وخطط الحكومة في البعد الاقتصادي . سوء حظ حكومة الملقي يتمثل في أنها تواجه الاستحقاقين معاً بحكم الظرف الزمني وفي سقف زمني لا يزيد عن عشرة أيام . لكن الاستفادة حصلت من مواجهة معركة الثقة البرلمانية والخبرات تراكمت وعنصر التوقيت قد يعاد إنتاجه لخدمة الحكومة بسبب صعوبة الهتاف ضد مشروع الموازنة المالية بعد أيام قليلة من التصويت بالثقة لصالح الحكومة وإن كانت الخطابات المعيشية الرنانة محطة لا بد منها في كل الأحوال . المنطق السياسي والبرلماني يفترض بأن الثقة المتوازنة التي حصلت عليها وزارة الملقي بـ 48 صوتاً من اصل 130 صوتاً ينبغي ان يتم اسقاطها على نقاشات الموازنة المالية التي يتم تحويل مشروعها بالعادة إلى اللجنة المالية لمجلس النواب قبل عرضها لاحقاً في مناقشة عامة تتخللها كالعادة خطابات ومداخلات واعتراضات . الأهم ان عبور الملقي بالموازنة بأقل الأضرار والحد الادنى من التسهيلات والتنازلات يعني ان حكومته اكملت النصاب الدستوري المطلوب منها ونضجت الظروف الموضوعية لانتقال الحكومة وفوراً من مستويات المناورة والمبادرة إلى التنفيذ والإجراءات في كل الملفات الأساسية في اطار التزام الملقي العلني بالشراكة مع مجلس النواب . سيقدم مشروع الموازنة صباح الاربعاء وزير المالية عمر ملحس وهو من دعاة الإسراع في الإصلاح الاقتصادي والتحدث بشفافية وصراحة مع الرأي العام دون مناورات جانبية كما فهمت منه «القدس العربي» مباشرة على هامش حديث عابر في مكتب وزير الاتصال الناطق الرسمي الدكـتور محـمد المومنـي . الوزير ملحس وهو ينتمي أصلاً للقطاع الخاص سبق أن أعلن أن الطريقة التي تدار بها مالية الدولة كما كان يحصل في الماضي لم تعد صالحة للمستقبل، تلك إشارة فسرت على أنها نوع من التمهيد البيروقراطي لسلسلة قرارات غير شعبية وهو تمهيد ينسجم مع فلسفة التعامل بمعطيات الواقع وفقاً للالتزام العلني الذي حصل الملقي على ثقة البرلمان بموجبه . الوزير ملحس ايضاً من الشخصيات التي لا تحب المجاملة السياسية على أساس التعامل فقط مع الواقع الرقمي وليس سراً في السياق ان الوزير نفسه يتوقع ان يعد ويكتب مشروع الموازنة مع فريقه ويطرحه على مجلس النواب وفقاً للروحية نفسها والتي تؤشر إلى غلاظة وقسوة الإقرار بالوقائع والمضي قدماً فيما يسمى بخطة الإصلاح الاقتصادي بعد سلسلة مفاوضات عنيفة ومستمرة مع بعثة الصندوق الدولي في عمان . من هنا يتوقع ان يقدم وزير المالية الأردني في مشروع الموازنة للبرلمان خطاباً واقعياً ينطوي على مصارحة بحجم المشكلات المالية وخشونة في الإجراءات التي لا بد منها منسجماً مع توجيهات مجلس الوزراء في هذا الإطار . المفارقة ستحصل عندما يقرر أعضاء البرلمان الذين منحوا الثقة للحكومة مخاطبة غرائز الشارع مجددا وعواطفه عبر تخشين التعليق على الموازنة او عبر التقدم كالمعتاد بطلبات مبالغ فيها في الإطار الخدماتي لمناطقهم الانتخابية خصوصاً وأن الرأي العام يميل عموماً لانتقاد النواب الذين يمنحون الثقة ويحتفي بالحاجبـين بدون قراءة معمقة وموضوعية للاتجـاهين. بكل الأحوال سيستمع الشارع لخطابات جديدة وقرار الحكومة الملموس حتى الان ينحصر في التحدث الصريح واللغة الحاسمة والحازمة وبطريقة واقعية حيث لا يمكن البدء بسلسلة برامج الاصلاح الاقتصادي بدون عرض المشكلات والتحديات كما هي في الواقع امام ممثلي الشعب، هنا حصرياً تكمن الإثارة ولا بد من الترقب والانتظار. امتحان «الموازنة» يواجه وزارة الملقي في الأردن بعد أيام فقط من عبور «الثقة» إجراءات غليظة ومصارحة للرأي العام بسام البدارين |
عباس بأمر بتنكيس الأعلام حداداً على كاسترو Posted: 27 Nov 2016 02:16 PM PST غزة ـ «القدس العربي»: أمر الرئيس الفلسطيني محمود عباس بـ»تنكيس الأعلام»، يوم أمس الأحد، حداداً على رحيل رئيس كوبا السابق، فيديل كاسترو، في الوقت الذي أعلنت فيه «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» أنها ستقيم بيت عزاء اليوم الاثنين، للزعيم الراحل. وجاءت تعليمات الرئيس عباس، حداداً على كاسترو، والذي وافته المنية بعد حياة قضاها مدافعا عن قضايا وطنه وشعبه، وعن قضايا الحق والعدل في العالم. من جهتها، أعلنت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، أنها «ستقيم بيت عزاء اليوم الاثنين، من الساعة الخامسة حتى السابعة مساءً في قاعة الهلال الأحمر غرب مدينة غزة، وفاء وتقديراً للزعيم الثوري والقائد الأممي الراحل فيديل كاسترو، وتضامناً مع الشعب الكوبي وأحرار العالم». كذلك، أعتبر عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، طلال أبو ظريفة، رحيل كاسترو «خسارة لقوى التحرر في العالم»، مشيراً إلى أنه كان «رديفاً كفاحياً للشعب الفلسطيني وقائداً أممياً ناصر كل الشعوب التي تناضل من أجل الانعتاق من الاحتلال ونير الإمبريالية والاستعمار الاقتصادي». وأضاف أن وفاة كاسترو «خسارة كبيرة للشعبين الفلسطيني والكوبي»، لافتا إلى أنه سيبقى «قامة شامخة ترك تاريخاً حافلاً تستلهم منه الثورات في العالم بما فيها الثورة الفلسطينية، خُطى النضال من أجل الانعتاق من الاحتلال والوصول للحرية والعودة والاستقلال». وتوفي كاسترو، أول أمس السبت عن عمر يناهز الـ 90 عاما، قضى 50 منها في حكم كوبا، قبل أن يسلم الحكم لشقيقه راؤول الرئيس الحالي. عباس بأمر بتنكيس الأعلام حداداً على كاسترو |
ناشطون ينفّذون عصيانا مدنيا جعل مطلع أسبوع العاصمة السودانية الخرطوم أشبه بعطلة العيد Posted: 27 Nov 2016 02:15 PM PST الخرطوم ـ «القدس العربي»: بدت العاصمة السودانية صباح ونهار أمس أشبه بعطلة العيد أو الجمعة، ورغم ذهاب الكثيرين لأماكن عملهم، استجابت أعداد كبيرة من المواطنين لدعوة اطلقها ناشطون للعصيان المدني تستمر لثلاثة أيام. ورصد الناشطون حركة الناس في الشوارع وأجمعوا على أنها أقل بكثير من الحركة المعتادة في مطلع الأسبوع. وقال الصحافي محمد الفاتح يوسف إنه قام بجولة استمرت من السابعة وحتى العاشرة من صباح أمس من أمدرمان الفتيحاب والسوق الشعبي ثم العودة لوسط الخرطوم. وأكد أن كثيرا من المحال التجارية في سوق الإفرنجي مغلقة، وفي جامعة الخرطوم مجمع الوسط الطلاب كان التنفيذ كاملا للعصيان. وقالت الصحافية والكاتبة أمل هباني إن العصيان نجح بشكل كبير في الشوارع خاصة في ساعاته الأولى حيث بدت الحركة في الشوارع أقل من المعتاد ورصدت أمل المشهد في شارع المشتل في الرياض وشارع المطار. وأكدت أن كل إشارات المرور وتقاطعات الاختناقات المرورية خالية من الزحام وهو أمر مثير للدهشة في يوم الأحد. وأضافت أن شارع الموردة بأمدرمان كان شبه خال في الصباح. وفي منطقة شرق النيل أسفرت جولة لـ«القدس العربي»عن انفراج كبير في حركة المرور بعكس ما كان يحدث في مطلع الأسبوع، وخفت الزحمة كثيرا في المركبات العامة، وأكد بعض السائقين قلة حركة الناس مقارنة بالأيام الفائتة. وقال أحد العاملين بمحطات الوقود إن عدد السيارات التي تزودت اليوم قليل. ونشر ناشطون صورا وفيديوهات لشوارع شبه خالية. وكتب البعض لافتات على أبواب منازلهم ومحالهم التجارية معلنين من خلالها عن مشاركتهم في العصيان. وفي مقابل ذلك أكد آخرون أن العصيان المدني فشل، مستشهدين بعدم خلو الشوارع من المارة وذهاب الموظفين لأعمالهم والطلاب إلى مدارسهم. وعبّر أحد المواطنين في صفحته على الفيسبوك قائلا: «شغالين ومكملين كيتا في المعارصين القاعدين بره وجوه ومنتظرنها من الشعب المغلوب على أمره». واستبقت العديد من صحف الخرطوم صباح العصيان بعناوين بارزة لمسؤولين حكوميين يستخفون بالعصيان ويسخرون منه ويؤكدون فشله، لكن صحيفة الأيام (المعارضة) تناول عنوانها الرئيسي هذا الموضوع من زاوية مختلفة، ونفّذت القنوات الفضائية الحكومية صباح أمس برمجة حاولت من خلالها التأكيد على فشل العصيان المدني. ويرى المحلّل السياسي محمد وداعة أن المبادرة نجحت بشكل كبيرا، مشيرا إلى أن الغرض منها لم يكن إسقاط النظام خلال ساعات، بل التأكيد على أن العالم المسمى بالافتراضي و(يقصد الفيسبوك ) قادر على توحيد رؤى الناس وتوصيل رسالتهم وهزيمة الآلة الإعلامية الحكومية. وأضاف أن مجموعات التواصل الاجتماعي حققت قدرا معقولا من النجاح في اليوم الأول. ويرى أن هذه المبادرة محتاجة لروافع أخرى لتصل لغاياتها. ويقول إن ما حدث سوف يجعل الحكومة تعيد حساباتها ويجعلها تنتبه للشارع بعد27 سنة من التعالي والسفور على حد تعبيره. وفي الجانب الآخر يرى أن الشعب السوداني استطاع توصيل صوته للحكومة بشكل مباشر دون اتهامه بتنفيذ أجندة المعارضة كما كان يحدث دائما. ويصف وداعة ما حدث من تراجع ولو جزئي في موضوع أسعار الدواء بأنه كان بسبب رفض واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي في داخل السودان وخارجه الأمر الذي يؤكد أن هذا العالم الافتراضي أصبح يؤثر بشكل مباشر على الواقع. ويقول إن الأجهزة الأمنية استبقت كل هذه الأحداث باعتقال مجموعة كبيرة من قادة الأحزاب والناشطين، لكن ما حدث يؤكد أن مساعي الحكومة سوف تخيب في كبح جماح المواطنين حتى لو اعتقلت كل قيادات الأحزاب لأن هنالك آليات جديدة وبدائل غير تقليدية لتوصيل رأي الناس والتأثير على مجرى الأمور كما هو حادث الآن. ونظم ناشطون حملة رفض واسعة لزيادات أقرتها الحكومة على أسعار الدواء بنسبة فاقت 200٪ لكن وزارة الصحة أصدرت قرارا بإلغاء قائمة أسعار الدواء الجديدة. وقال الوزير في مؤتمر صحافي الجمعة إن قائمة جديدة لأسعار الأدوية سيتم إعلانها خلال أيام تتضمن زيادات وصفها بالمعقولة اعتمادا على سعر الصرف الجديد للعملة الأجنبية. وتبادل السودانيون على نطاق واسع دعوات لعصيان مدني شامل يبدأ من يوم الأحد يتم من خلاله التعبير عن رفض زيادة أسعار الدواء وتحرير سعر الوقود وموجة الغلاء التي ضربت البلاد بعد تحرير سعر صرف العملة الأجنبية مقابل الجنيه السوداني. وشهدت العاصمة السودانية ومدن أخرى تظاهرات سلمية ضد القرارات الاقتصادية الأخيرة. وخرج طلاب المدارس الثانوية في مدينة بحري منددين بالقرارات، وخرجت تظاهرات أخرى في منطقة أمبدة بأمدرمان ومدني وكسلا وعطبرة وبورتسودان. ناشطون ينفّذون عصيانا مدنيا جعل مطلع أسبوع العاصمة السودانية الخرطوم أشبه بعطلة العيد صلاح الدين مصطفى |
الأمين العام للأمم المتحدة: 70٪ من النساء تعرضن للعنف الجسدي أو الجنسي Posted: 27 Nov 2016 02:15 PM PST نيويورك (الأمم المتحدة) – «القدس العربي»: قال أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون إن العنف ضد المرأة هو حقا «مسألة حياة أو موت»، مشيرا إلى أن ما يصل إلى 70 بالمائة من النساء في بعض البلدان تعرضن للعنف الجسدي أو الجنسي من جانب شريك حميم (زوج أو صاحب). وفي بعض البلدان، تسببت أعمال العنف من قبل الشريك الحميم في مقتل 40 إلى 70٪ من الضحايا الإناث. جاء ذلك خلال آخر مشاركة له كأمين عام للأمم المتحدة في فعالية نسائية في مقر الأمم المتحدة لبدء سلسة نشاطات تستمر 16 يوما لإحياء اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد النساء والفتيات، والذي تحييه الأمم المتحدة تحت شعار «لنجعل العالم برتقاليا: لنحشد المال للقضاء على العنف ضد المرأة». وقال في كلمته: «ما هو أصعب من ذلك هو أن نفهم لماذا تحصل هذه الأمور؟ لماذا يتعرض الرجال للنساء والفتيات؟ لماذا توصم المجتمعات الضحايا بالعار؟ لماذا تفشل الحكومات في معاقبة الجرائم القاتلة؟ لماذا يحرم العالم نفسه من ثمار مشاركة المرأة الكاملة فيه»؟ وقد حاول الأمين العام تعبئة آلية الأمم المتحدة الكاملة وراء الجهود الرامية إلى تخليص العالم من العنف ضد النساء والفتيات، بما في ذلك من خلال «هيئة الأمم المتحدة للمرأة»، وحملة «اتحدوا من أجل إنهاء العنف ضد المرأة»، و»شبكة القادة الرجال»، ودعوته المستمرة الخاصة، مشيرا إلى أن هناك اعترافا عالميا متزايدا بأن العنف ضد النساء والفتيات هو انتهاك لحقوق الإنسان، ووباء صحي وعقبة خطيرة أمام التنمية المستدامة. وقال إنه لا يزال هناك الكثير الذي يمكن ويجب القيام به لتحويل هذا الوعي إلى حقيقة هادفة وخطط عمل: «هذه الجهود تعاني من نقص مزمن في التمويل. أدعو الحكومات إلى إظهار التزامها من خلال زيادة كبيرة بالإنفاق الوطني في جميع المجالات ذات الصلة، بما في ذلك دعم الحركات النسائية ومنظمات المجتمع المدني. كما أشجع زعماء العالم على المساهمة في هيئة الأمم المتحدة للمرأة وصندوق الأمم المتحدة الإنمائي لإنهاء العنف ضد المرأة. ونحن نتطلع كذلك إلى القطاع الخاص، والمؤسسات الخيرية والمواطنين المعنيين للقيام بدورهم». وتحدثت في المفعالية الرئيسة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، فومزيل ملامبو نغوكا، وقالت إن العنف ضد المرأة متأصل في كثير من المجتمعات ولذلك فإن اجتثاثه يتطلب جهودا مجتمعية شاملة تضم الرجال والنساء والإعلام والمؤسسات الدينية «بإمكاننا أن نعمل معا للتصدي لعدم المساوة والتمييز اللذين يفاقمان العنف ضد النساء والفتيات». كما تحدثت في الفاعلية سفيرة هولندا. وبدأت فعاليات الأمم المتحدة المتعلقة بإنهاء العنف ضد المرأة يوم 25 نوفمبر/تشرين الثاني، وهو اليوم الدولي لإنهاء العنف ضد المرأة ولغاية اليوم الدولي لحقوق الإنسان يوم 10 ديسمبر/كانون الأول لزيادة الوعي بضرورة وضع حد نهائي للعنف ضد المرأة وبناء مستقبل زاهر للمرأة يعبر عنه اللون البرتقالي. الأمين العام للأمم المتحدة: 70٪ من النساء تعرضن للعنف الجسدي أو الجنسي بمناسبة اليوم الدولي لإنهاء العنف ضد المرأة عبد الحميد صيام |
معالم الصراع الحضاري المقبل ترسمه أوضاع أوروبا Posted: 27 Nov 2016 02:14 PM PST عندما طرح صمويل هنتنجتون قبل ربع قرن نظريته حول الصراع العالمي المقبل، سعى الكثيرون لتفنيدها لأسباب عديدة. أولها أن الغرب يومها كانت له اليد السياسية والعسكرية الطولى في العالم، وهو ليس بحاجة للدخول في صراع من هذا النوع. ثانيها: أن سقوط الاتحاد السوفياتي كان مدويا، فقد تفكك إلى جمهوريات صغيرة وتلاشى بريق الشيوعية، وبذلك لم يعد هناك ما يشير إلى احتمال تبلور منافس للحضارة الغربية. ثالثها: أن حرب الكويت 1991 كشفت عن ذراع أمريكية طويلة، فقد كانت فصولها تبث للعالم بشكل مباشر، وكانت شاشات سي أن ان وهي تبث مشاهد القصف حال وقوعها منذ اللحظات الأولى للحرب الجوية إعلاما مفاجئا للجميع لم يشهد العالم مثيلا له من قبل. وبدا للكثيرين أن الغرب كسب الحروب العسكرية والإعلامية والفكرية، ولم يعد هناك من ينافسه، وبالتالي فليس هناك أفق لحرب الحضارات التي تنبأ بها هنتنجتون. رابعها: أن الغربيين روجوا كثيرا لمشروع «الديمقراطية الليبرالية» كنظام سياسي عالمي يمثل ذروة ما بلغته التجربة الإنسانية في مجال الحكم والسياسة. وهذا ما أكده مفكر آخر آنذاك هو فرانسيس فوكوياما. خامسها: أن العالم الإسلامي الذي شهد صعود ظاهرة «الإسلام السياسي» بقيام أول نظام إسلامي في إيران يحظى بدعم جماهيري كان يبدو مثخنا بالجراح بعد الحرب الانجلو أمريكية في الكويت. وكان الكيان الإسرائيلي يومها يسرح ويمرح في الساحتين السياسية والعسكرية. فبالإضافة لهيمنته على حدوده كان قد تمكن من تحقيق اختراق سياسي كبير بتوقيع اتفاقات اوسلو وترسيخ مقولة «الحل السلمي» الذي أضعف الأطروحات الأخرى التي تقول بإنهاء الاحتلال وإسقاط ما يسمى «دولة إسرائيل». يومها كانت ظاهرة «الإسلام السياسي» تمر بمفترق طرق خطير، بين من يدعو لهوية إسلامية مستقلة بشكل كامل، ومن يستعين بالغرب ضد نظامي إيران والعراق اللذين كانا مثخنين بالجراح بعد أطول حرب شهدتها المنطقة. وفجأة وجدت أمريكا فرصة للعودة للمنطقة نتيجة تطورات ثلاثة: أولاها استعانة الكويت بالسفن الأمريكية لمصاحبة سفنها النفطية في الشهور الأخيرة قبل توقف الحرب العراقية ـ الإيرانية في 1988، ثانيتها: صدور الفتوى التاريخية الشهيرة عن مؤتمر عقد بحضور أكثر من 400 من علماء الدين في مدينة جدة السعودية في أكتوبر/تشرين الأول 1990 يجيز الاستعانة بالقوات الأجنبية لشن الحرب على العراق بقيادة صدام حسين، وتراجع الحماس الجماهيري ضد التدخل الأجنبي، الذي شهدته العواصم العربية في الشهور الفاصلة بين دخول القوات العراقية الكويت في 2 أغسطس/آب 1990 والحرب الجوية التي كسرت ظهر القوات العراقية. لماذا هذا الكلام؟ ربع قرن من الزمن غير الكثير من هذه الحقائق والوقائع، وأعاد السجال مجددا لمقولة صراع الحضارات. وقد يبدو أنه سيكون بين الغرب والمجموعات الإرهابية التي تعربد فسادا وقتلا في المنطقة. ولكن الحقيقة أن الصراع هذه المرة سيتجاوز الشرق الأوسط وسيكون، كما تنبأ به هنتنجتون، بين الغرب والقوى الناهضة في آسيا، خصوصا الصين. وما المخاضات التي تشهدها المنطقة إلا أحد وجوه الأزمة التي تعتمل تحت الرماد، في غياب الاهتمام الدولي الاستراتيجي المطلوب لتفاديها. فثمة قناعة لدى المحللين الاستراتيجيين، ومنهم هنري كيسنجر، بأن النظام العالمي الذي قام على أنقاض الحرب العالمية الثانية بدأ يتهاوى، وأن العالم على عتبة حقبة من الاضطراب والفوضى. البعض يعزو ذلك لضعف إدارة باراك اوباما، والبعض الآخر يفسرها بعزوف أوروبا عن لعب دور فاعل على الصعيد الدولي. وثمة رأي ثالث يعتقد بأن مرحلة الهيمنة الغربية بدأت تتراجع وأن قوى أخرى مثل روسيا والصين والهند تزداد نفوذا. وقد دفع فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية الوضع العالمي نحو مستقبل مجهول، برغم ما يبدو من رغبة لدى الرئيس المنتخب للحد من مخاوف الآخرين. ولكن المخاوف لم تتبدد بل ربما تعمقت بتعيين ستيف بانون، رئيس تحرير صحيفة «بريتبارت نيوز» المصنفة ضمن اليمين المتطرف، رئيسا لفريقه الاستراتيجي. وبرغم ما يقال عن العلاقة الإيجابية بين ترامب وبوتين، فإن صعود اليمين المتطرف سيؤدي إلى أوضاع شبيهة بتلك التي كانت سائدة في المانيا قبل الحرب العالمية الثانية، الأمر الذي يعمق الشعور بحتمية المواجهة والحرب. هذه المرة ستكون الحرب مختلفة لأن أمريكا ستكون على الجانب المتطرف كما كانت المانيا. ظروف التوتر هذه المرة ستزداد حدة إذا توسعت النزعة نحو اليمين المتطرف في أوروبا. وهناك توجه لتوجيه اللوم الكبير للرئيس اوباما بأنه التزم سياسة خارجية مختلفة عن سابقيه، وهي السياسة التي أدت إلى توقيع الاتفاق النووي مع إيران، ومدت جسور أمريكا مع كوبا، ومنعت توسع دائرة الحرب في سوريا. ولكن تلك السياسة نفسها هي التي فتحت البوابة أمام فراغ سياسي إقليمي في الشرق الأوسط دفع «إسرائيل» نحو سياسات أضعفت آفاق التوصل لسلام مع الفلسطينيين والعرب، وشجعت حكومة نتنياهو على التشدد والتوسع في بناء المستوطنات والتدخل الأمني في شؤون الدول العربية لمنع التحول الديمقراطي والحفاظ على الوضع الراهن. كما أدت تلك السياسة لدفع السعودية نحو سياسات جديدة تختلف عما اعتادته المملكة من الحذر والدبلوماسية الهادئة والسعي لتبريد بؤر التماس حتى في علاقاتها مع مناوئيها الإقليميين. ولا يمكن فصل حرب اليمن المدمرة عن السياسات التي انتهجها اوباما تجاه المنطقة. فدخول الصين في العقد الأخير على خط السباق الدولي زاد من تعقيدات الوضع، وساهم في تبلور واقع سياسي دولي جديد خصوصا في العالم الغربي الذي بدا عاجزا عن ممارسة دور حقيقي على الصعيد الدولي. السياسات الأمريكية في عهد اوباما شجعت كوريا الشمالية على الالتحاق بالنادي النووي وتحدت السياسات الأمريكية ووسعت علاقاتها مع روسيا والصين. في كتابه الذي صدر قبل عامين بعنوان «نظام العالم» ذكر كيسنجر أن الأوضاع الدولية تتجه نحو أوضاع شبيهة بتلك التي سبقت الحرب العالمية الثانية. وكسياسي خاض غمار العلاقات الدولية وعاصر تطورات الأوضاع في ما يخص الدور الأمريكي العالمي، يطرح بعض السيناريوهات لنشوب نزاع دولي واسع: أولها انقطاع العلاقات بين روسيا والغرب نتيجة الضعف العسكري الأوروبي، ثانيها تراجع الدور السياسي الأوروبي (ربما نتيجة صعود اليمين المتطرف)، وثالثها: تصاعد التوتر في الشرق الأوسط نتيجة ما يعتبره كيسنجر «ضعف سياسة اوباما» تجاه المنطقة. كيسنجر يقدم نصائح للإدارة الأمريكية من بينها: عدم التصعيد مع الصين سواء في الحرب التجارية أم على النفوذ في بحر الصين الجنوبي. كما ينصحها بعدم التصعيد مع روسيا بل إعطاء بوتين شيئا من الاعتراف والنفوذ بدلا من المواجهة العسكرية. التعامل مع بريكسيت (خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي) بأنه فرصة لإعادة الفاعلية للسياسات الأوروبية لتكون قادرة على تحمل المسؤولية الاستراتيجية، إحلال السلام في سوريا ولو بإنشاء كانتونات على غرار ما حدث في يوغسلافيا قبل عشرين عاما. الوضع العالمي أصبح مقلقا لمن يمتلكون نظرات بعيدة المدى ويراقبون التطورات الميدانية على ضفتي الأطلسي. فحين تحكم أمريكا برجل يجمع العالم على عدم صلاحيته لمنصبب الرئاسة، فمن المتوقع جدا أن يسعى لتفعيل سياساته ووعوده التي استقبلها العالم بالرفض. هذا يعني أن توجهاتها ليست محصورة بشخصه، بل إنها ثقافة عامة في المجتمع الأمريكي. هذه الثقافة تبدو كذلك متناغمة مع المزاج الأوروبي العام الذي يقترب هو الآخر من اليمين المتطرف الذي كان حتى وقت قريب لا يملك ما يؤهله لصعود السلم السياسي في أوروبا. هذا التوجه ينطوي على قدر كبير من التعصب والكراهية. كما أنه يعكس رغبة في الانكفاء على الذات وترك الهم الدولي جانبا لأن هذا الهم، في نظر هذه الاتجاهات، هو الذي أدى للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تعاني منها تلك المجتمعات. والأمر الذي يجعل هذا النمط من التفكير خطيرا على المسار الإنساني أنه يتوازى مع أطروحات مجموعات التطرف والإرهاب في العالمين العربي والإسلامي، وهي مجموعات ساهم الغربيون في نموها، واعتبرت سلاحا فعالا ضد صعود المشروع الإسلامي في جانبه السياسي. لقد أدرك هؤلاء أن هذا المشروع لا يمكن وقفه إلا بضربه من الداخل بتشكيل جماعات التطرف والعنف، فأصبح المشروع كله محجما ومهمشا ومرعبا للكثيرين ومرفوضا حتى من المجتمعات التي وقعت تحت حكم بعض هذه المجموعات. في ظل هذه الفسيفساء الفكرية والسياسية، أين يمكن رسم الخطوط بين ما هو هم وطني لدى الساسة وما يتجاوز ذلك ليصبح خطرا على الأمن والاستقرار الدوليين؟ كيف يمكن الحفاظ على الهوية الوطنية في ضوء تصاعد الهجرة وغياب سمات التصالح والتعايش والتحمل خصوصا لدى مجموعات اللاجئين الذين تعرضوا للأذى والتعب، وأصبحوا مرفوضين من مجتمعاتهم؟ كيف يمكن إعادة توجيه بوصلة الغرب ليكون متجها نحو المشروع الإنساني الذي يتجاوز الحدود ويروج لقيم الحرية والعدل والحق والمساواة؟ لقد جرب الغربيون المشروع النازي ودفعوا ثمنا باهضا لمناكفته، حتى نشبت أكبر حرب عالمية في تاريخ الأمم. فهل يتكرر اليوم سيناريو الحرب التي نشبت قبل ثلاثة أرباع القرن؟ وهل سيكون ترامب هو الصاعق الذي يفجر الحرب المقبلة؟ ٭ كاتب لبناني معالم الصراع الحضاري المقبل ترسمه أوضاع أوروبا د. سعيد الشهابي |
الشعب السوداني يوجّه والقيادات تستجيب Posted: 27 Nov 2016 02:13 PM PST أضحت أجواء البلاد حبلى بكل الاحتمالات! فسماوات السودان تدلهم بسحابات الهموم، ومرض عمى «الكنكشة» في كراسي السلطة تمكن من الحكام، فضاعفوا أسعار المواد الضرورية للحياة حتى ارتفع سعر الدواء بنسبة 300٪ غير آبهين لغضبة الحليم، وأصلا هم غير معنيين بحياته. السلطة المعطوبة تحصد حنظل نتائج سياساتها الخاطئة وسوء إدارتها للبلاد والاقتصاد، وحمايتها ورعايتها الكاملة للفساد، وفاحش قولها تجاه المواطن البسيط. اغترت السلطة بردة الفعل الضعيفة تجاه دماء الشباب التي سفحتها في أيلول/ سبتمبر 2013، يوم ذبحت أكثر من 200 شاب غير مسلحين إلا بهتافات الحناجر في الشوارع ضد زيادات الأسعار. يومها تجشأت السلطة فرحة حين ظنت أنها أخمدت شعلة الانتفاضة، ولم تكن تدري استحالة أن تطفئ جذوتها. وبعد تلك الجريمة النكراء، ومثلما كان شباب ستينات القرن الماضي، أسلاف أولئك المنتفضين في أيلول/سبتمبر 2013، يضخم رؤيتة السياسية في شعار يكتبه على جداريات المنازل آنذاك، كتب هؤلاء الشباب اليافعون في جداريات التغيير الجديدة «الفيسبوك» و»الواتساب» ليقيموا ويقوموا حراكهم، فاتفقوا واختلفوا، ولكنهم أجمعوا على رفض الذل والمهانة، وأنهم سيكررونها من أجل الحياة الحرة الكريمة في وطن ديمقراطي يسع الجميع. هولاء الشباب، نموا وترعرعوا، بل وأغلبيتهم رأى نور الدنيا، في ظل الإنقاذ. قاوموا كل محاولات غسيل المخ ومسخ الدواخل. وكانوا، كلما دوى انفجار إحدى القنابل الموقوتة للحياة اليومية، يطيرون إلى الفضاء الاسفيري، يبنون ممالك للآخر وللرؤى المختلفة وللتعايش السلمي، يعبرون فيها عن كل تطلعاتهم المشروعة جدا، والتي هي نفسها التي نادتهم إلى النزول في شارع القصر مرات عدة، عزلا إلا من سلاح النوايا الطيبة والإيمان بضرورة التغيير، ليواجهوا بعنف خائف مرتعب تماما، يطلق الرصاص على الجميع حتى الذين ظلوا يراقبون الأحداث من عتبات بيوتهم، وليحبطوا بغياب القيادة والتوجيه والحماية التي توسموها في قيادات الحركة السياسية!. هذه المرة، تسنم الشباب زمام المبادرة والقيادة، فأصدروا التوجيه بالعصيان المدني، لتستجيب القيادات السياسية وتؤيده. ملأوا به جداريات التواصل الاجتماعي، وهتفوا «فلنمت في شارع المقاومة بدلا من الموت بانعدام الدواء». إنها حالة أخرى من عبقريات الشعب السوداني. وهي قطعا لا تفترض الضربة القاضية، ولكنها، وغض النظر عن نسبة النجاح، خطوة إيجابية في طريق النصر. وشباب السودان اجتاحتهم وجعة العيشة المزرية لأسرهم وهي تعاني الفقر المدقع، وانتظار الموت بانعدام الدواء، ورغما عن ذلك تقتطع من لحمها ودمها لتوفير ضروريات الحياة لهم. وباعتبارهم الشريحة الأكبر عددا في المجتمع، والأشد قلقا تجاه المستقبل، والأكثر نشاطا من أجل التغيير للأفضل، فهم دائما في قلب الثورات والانتفاضات. لكنهم، عندما تظاهروا مرات عدة في الشوارع، ومارسوا الاعتصام والاحتجاج، يقدمون الشهيد تلو الشهيد، لم يتحركوا باسم الأحزاب السياسية، وقطعا لم يكونوا طامعين في كراسي الحكم، بل رفعوا شعارات التغيير لأوضاع الشعب المزرية، وضرورة أن يخرج السودان من خط الفقر ودائرة العنف السياسي والإثني وقبضة الفساد، إلى رحاب الحياة الديمقراطية التي تقبل الجميع، كما عبروا عن مطالبهم في تنسم مناخ الحرية، وفي العيش والدراسة بكرامة وفي أجواء خالية من الوجل أو الخوف. ولما كان واقع البلاد السودان يحمل نذر البطالة واحتمالات التهميش، فقد تنادى الشباب من أجل التغيير حتى لا يرهنوا حاضرهم ومستقبلهم لخيارات البحث عن المنافي أو الانكفاء في كهوف المخدرات. وكان بينا وواضحا، إلا للمصاب بمرض عمى «الكنكشة» في كراسي السلطة، أن القمع وسفك الدماء لن يضعف من عزيمة هولاء الشباب، وأنهم حتما سيبتدعون سلاحا يجمع بين المقاومة وحماية الأرواح، رغم استعدادهم على بذل الروح فداء لانتصار التغيير. وبقدر ما كسرت الثورة الرقمية احتكار أنظمة الاستبداد للمعلومة وقلصت قدرتها على المراقبة والاختراق وشل الحركة، بقدر ما كسرت أيضا العقلية النخبوية البيروقراطية للعمل المعارض، وخلقت ميادين ومنظمات افتراضية لتوسيع آفاق العمل السياسي نحو أوسع صيغة من المشاركة والتفاعل، يمكن ترجمتها إلى قوة تغيير خارقة. ألم تلعب الثورة الرقمية دورا في انتصار ثورات تونس ومصر أكبر بكثير من دور المؤسسات السياسية التقليدية؟ وأيضا، تفرض المتغيرات على أرض الواقع الانتقال من فكرة انتظار الزعيم الكاريزما، إلى فكرة القيادي المسؤول وسط قيادة جماعية تتساوى في الواجبات والحقوق. والانتقال من فكرة المناضل بالفهم القديم، الذي يحترف ويحتكر النضال، إلى فكرة المناضل الناشط الميداني، والذي يملك استقلاليته ويفجر حيويته، مساهما في الميدان، مسؤولا ومشاركا، يبادر ويتحرك، يناقش وينتقد، يقترح وينفذ، يؤثر ويتأثر، زاده ووقوده هو الابتكار والإبداع مع منجزات الثورة التكنولوجية. والانتقال من المنظومة الآيديولوجية المغلقة الصماء إلى رحاب الفضاء المفتوح للتداول والتفاعل، بحيث الجميع يتغير ويسهم في تغيير الآخر، وبحيث أن ثورة التغيير لم تعد ثورة الطلائع والتنظيمات المعلبة، بل هي ثورة الإنسان العادي الذي يدشن عهدا جديدا يتصرف فيه كمشارك في فعل التغيير، له كلمته ومساهمته ورأيه، بعد أن كان في الماضي مجرد متلق في الحشد والندوات والليالي السياسية، يصفق ويهلل لبلاغة وخطابية الزعيم، بل وأحيانا يمارس طقوس التقديس والتعظيم لهذا الزعيم، «القائد الملهم»، ولمن يفكرون ويقررون بالإنابة عنه. صحيح أن نضوج البديل سيسهم في إشعال شرارة التغيير، لكنه ليس شرطا، دونه لن تشتعل الشرارة. فقد انتصرت هبات تونس ومصر قبل أن يجهز البديل. وفي السودان، لم يكن البديل جاهزا، لا في أكتوبر/تشرين الأول ولا أبريل/نيسان، وأنتصرت الانتفاضة. وأعتقد، مع ازدياد تعقد وتشابك الواقع، وتسارع وتيرة متغيرات العصر العاصفة، فإن قضايا ومفاهيم البديل لم تعد تُفهم كما كانت في الماضي، البعيد أو القريب، مما يتطلب تجديد الفكر والأفكار بإغناء العناوين القديمة، وفي الوقت ذاته باجتراح عناوين جديدة. فللتغيير ديناميكيته التي إما تفرز بدائلها الجديدة، أو تنفخ الروح في البدائل الموجودة. ٭ كاتب سوداني الشعب السوداني يوجّه والقيادات تستجيب د. الشفيع خضر سعيد |
حرائق عالم الإسلام تمتد إلى حارة اليهود Posted: 27 Nov 2016 02:13 PM PST منذ خمس سنوات، وربما أكثر، تندلع حرائق الحروب والاضطرابات في عالم الإسلام، من باكستان وأفغانستان في الشرق إلى مصر وليبيا وتونس والجزائر في الغرب، ومن جمهوريات آسيا الوسطى في الشمال إلى السودان والصومال في الجنوب، مروراً بتركيا والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين واليمن في الوسط. الحرائق المتمادية امتدت اخيراً إلى حارة اليهود في فلسطين المحتلة، وهل يشكّل ملايين اليهود الستة في فلسطين أكثر من مجرد حارة بالمقارنة مع تعداد عالم الإسلام الذي يربو على مليار وخمسمئة مليون؟ حرائق حارة اليهود المشتعلة والمتفاقمة على مدى أسبوع امتدت إلى بلدات العـرب وقراهم، ومع ذلك لم يتورّع بعض مسؤولي الكيان الصهيوني العنصري عن اتهام العرب بأنهم يقفون وراء «انتفاضة الحرائق»، كما سماها موقع «واينت» التابع لصحيفة «يديعوت أحرونوت». جحيم النيران الممتد من حيفا ومحيطها في الشمال إلى القدس الشريف ومحيطها في الجنوب التهم أكثر من 20 ألف دونم من المساحات الحرجية، وأتى على آلاف المنازل والمؤسسات والمرافق في حيفا وبعض المستوطنات، بالإضافة إلى بلدة أم الفحم العربية في المثلث. وإذ عزا فريق من المسؤولين الإسرائيليين أسباب الجحيم الناري إلى الجفاف وعوامل الطبيعة، قال فريق آخر أكثر نفوذاً وتأثيراً إنها «مؤامرة كبرى» على «اسرائيل» وإنها بالتالي حرائق متعمَّدة أشعلها أشخاص بدافع قومي مشيرين بذلك إلى الفلسطينيين داخل «الخط الأخضر». هل يعقل أن تكون جماعة واحدة، اياً كانت هويتها، قادرة على إشعال آلاف الحرائق على امتداد مساحات بآلاف الكيلومترات؟ وزير تعليم الحقد المعتّق للصهاينة العنصريين، زعيم حزب «البيت اليهودي» نفتالي بينيت، تجّرأ على الإدعاء بأن « فقط مَن لا ينتمي إلى هذه البلاد قادر على إحراقها». حسناً، العرب هم أهل البلاد الاصليين ما يُبعد عنهم منطقياً هذه التهمة. لكن بينيت لا يعتبرهم كذلك، وهو بالتالي يعنيهم دون غيرهم بأنهم وراء الحرائق الهائلة. بنيامين نتنياهو لمّح هو الآخر إلى مسؤولية العرب عن افتعال الحرائق «بهدف الإخلال بالامن»، معتبراً « أن كل نيران أُضرمت بشكل متعمّد هي إرهاب وبموجب ذلك سيجري التعامل مع الفاعلين». نتنياهو وبينيت ومسؤولون آخرون عنصريون بامتياز استغلوا ردود الفعل الشامتة التي ظهرت في وسائل التواصل الاجتماعي لسوق اتهامات بلا أدلة ضد العرب بأنهم وراء الجحيم الناري الذي عصف بـِ»اسرائيل». ولعل من أطرف التغريدات التي ظهرت على «تويتر» قول احدهم إن الكارثة التي أصابت اليهود الصهاينة هي انتقام من الله تعالى لقيامهم بإلغاء أذان المساجد في القدس. تستدعي الكارثة التي نزلت بالكيان الصهيوني وتسبّبت بأضرار مادية واقتصادية هائلة التوقف عند حقائق ثلاث بارزة: الأولى، أن الجحيم الناري الذي عصف به اخيراً لم يكن الأول في القرن الواحد والعشرين. ففي 2010 شبّ حريق هائل في جبل الكرمل قرب حيفا استمر نحو أسبوع قبل أن يُخمد بمساعدة دول عدّة، أبرزها الولايات المتحدة وروسيا، ويتضح من حال الإرباك والاضطراب والفوضى التي سادت «اسرائيل» أن حكومتها لم تستفد من تجارب الماضي، إذ بدا مسؤولوها وأجهزتها عاجزين عن إخماد الحرائق المتمادية ومضطرين تالياً إلى مناشدة الكثير من دول العالم مساعدتهم لإطفائها. الثانية، أن الجبهة الداخلية في «اسرائيل» ما زالت تشكّل الخاصرة الرخوة المعرّضة لأخطار جمّة. فرغم مرور نحو عشر سنوات على حربها العدوانية ضد لبنان سنة 2006، ونحو سنتين على اشارة قائد المقاومة السيد حسن نصرالله إلى وجود خزانات ضخمة في مصفاة حيفا تحتوي مئات الاطنان من الامونيا، وأن بمقدور المقاومة تفجيرها بسهولة بصاروخٍ موجّه أو أكثر فإن حكومة «اسرائيل» وقيادة جيشها ومجالس بلدياتها لم تستطع حتى الآن التوافق على تحديد مكان آمن لنقلها إليه. ذلك كله يرشّح دولة العدوان إلى كارثة أعظم بكثير من «انتفاضة الحرائق» التي عصفت بها أخيراً. الثالثة، أن «إسرائيل» التي تتباهى بأن لديها اقوى جيش نظامي، وأقوى طيران حربي، وصواريخ هي الاطول مدى في الشرق الاوسط ما زالت عاجزة عن إطفاء حرائق يعترف معظم مسؤوليها بأنها ناجمة عن عوامل الطبيعة، فكيف سيكون وضعها عموماً، ولاسيما وضع منطقة ثلثها العمراني والصناعي والبشري المعروفة بـِ»غوش دان» الممتدة بين حيفا ويافا على ساحل المتوسط عندما تتعرّض، بحسب آخر التقديرات الإستراتيجية (صحيفة «جيروزاليم بوست» 2016/11/18 ) في «الحرب المقبلة مع حزب الله إلى 1500 – 2000 صاروخ في اليوم الواحد مقارنةً بــِ 150 -180 صاروخاً في اليوم خلال حرب 2006»؟ إذ تبدو «اسرائيل» عاجزة أمام حرائقها في الحاضر وأمام كوارث ساحقة ماحقة في حروب المستقبل، فإن العرب والمسلمين على امتداد عالمهم لا يبدون في حال افضل امام الحرائق والحروب وتنظيمات الإرهاب والعنف الأعمى الناشطة في معظم دول غرب آسيا منذ سنوات. ولعل اكثر الامور مدعاة للحزن والإحباط أن استشراء هذه الحرائق والحروب في تلك الدول لا تدفعها (كما لا تدفع بطبيعة الحال دول كبرى معادية لها) إلى التبصّر في ما هي عليه من حال مزرية وبائسة للبحث الجاد عن مناهج ومقاربات وآليات للخروج من أزماتها، إذ نراها مع ذلك ممعنة بل موغلة في المزيد من الشيء نفسه، أي في الأزمات والحروب التي لا نهاية لها. هل كثير علينا، من فرط التشاؤم، أن نتساءل : هل تعمّ الحرائق العالم برمته بعد أن يمسك دونالد ترامب المتهور بمقاليد السلطة في أقوى دول الكون؟ كاتب لبناني حرائق عالم الإسلام تمتد إلى حارة اليهود د. عصام نعمان |
تدخل الصين في سوريا ضربة استباقية للأقليات المسلمة فيها Posted: 27 Nov 2016 02:13 PM PST اتسم موقف الصين، في بداية الأزمة السورية، برفض أي تدخل عسكري، وقد استخدمت بكين حق النقض الفيتو مرتين في مجلس الأمن، ضد أي قرار من شـأنه أن يفـتح الـطريق أمام احتمالات التدخل الخارجي. لكن الصين نفسها اتخذت قرارا بالتدخل العسكري في سوريا، بناء على حسابات خاصة بها. ففي مطلع العام الحالي 2016، أرسلت الصين 5000 جندي من قوات النخبة، المسماة «نمور سيبيريا»، و»نمور الليل» إلى سوريا لمساعدة روسيا لمقاتلة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وجاء إرسال القوات الخاصة بعد أن أصدر مجلس الشعب الصيني، في ديسمبر 2015، أول «قانون لمكافحة الإرهاب»، يفوض الجيش والقوات الخاصة المشاركة في مهمات قتالية ضد «الإرهاب»، في الخارج. تدخل الصين العسكري المباشر في سوريا، كان بسبب شعورها بأن أمنها القومي مهدد من تنظيم «الدولة» ومن تركيا، ومخاوفها الداخلية من حركات الاستقلال الإسلامية، وخشيتها من انتقال عدوى الثورات المسلحة إلى الأقليات المسلمة فيها. وترى بكين تدخلها على أنه ضربة استباقية، وتصد «للإرهاب» حول العالم وداخل الصين. والإرهاب الداخلي في نظرها يمثله مسلمو اليوغور المطالبون بالاستقلال أهمية إقليم شينجيانغ تنظر الصين إلى الأزمة السورية من زاوية نشاطات «المجاهدين» اليوغور، في إقليم شينجيانغ، أقصى غرب الصين، الغني بالموارد الطبيعية، من غاز ونفط وفحم ويورانيوم، والمهم صناعيا، بوجود صناعات الصلب والحديد فيه، والغزل والنسيج والتعدين والبتروكيماويات، والمهم زراعيا، من حيث المحاصيل والثروة الحيوانية الضخمة. والإقليم مهم عسكريا أيضا، حيث تنصب فيه بكين غالبية صواريخها النووية العابرة للقارات. وهو إقليم شاسع توازي مساحته مساحة مصر مرة ونصف المرة، ويساوي سدس مساحة الصين، ويقطنه ثلاثون مليون نسمة. الاحتلال والمطالبة بالاستقلال تتشكل الصين من 56 عرقا، واليوغور هم أحد هذه الأعراق، وهم من أصول تركية، وقد دخلوا الأسلام في القرن العاشر الميلادي، وأسسوا دولة بقيت قائمة لعشرة قرون، إلى أن استولى عليها الشيوعيون عام 1949، بقيادة ماو تسي تونغ، فقُتل منهم مليون إنسان، وجرى إلغاء استقلال إقليمهم وضمه ماو إلى الصين. تعرض اليوغور تاريخيا للاضطهاد والقتل على يد الصين، وما زالوا يتعرضون لشتى أصناف التضييق في عباداتهم، من صلاة وصيام، وهدم المساجد، ومنع المدارس، للحيلولة دون إظهار هويتهم الإسلامية. وفي ظل هذه الأوضاع، قامت حركات إسلامية، أبرزها «حركة شرق تركستان الإسلامية»، تسعى للانفصال عن الصين لإقامة دولة «يوغورية» إسلامية خاصة بهم في مقاطعة شينجيانغ. وفي أواخر عام 1992، عُقد قي اسطنبول، برعاية تركية، «المؤتمر الوطني لنواب تركستان الشرقية»، حضره زعماء أكثر من 30 منظمة وحركة تسعى للاستقلال. وفي العام التالي 1993، عادوا للاجتماع واعلنوا من اسطنبول تشكيل حكومة في المنفى، ثم في شهر أكتوبر 1996، عقدت 10 حركات انفصالية اجتماعا اتفقت خلاله على تأسيس «حزب الله الإسلامي»، في مسعى لتوحيد جهود مسلمي الصين المطالبين بالاستقلال، وتدويل قضيتهم. وقد تبنت الدول الغربية قضية اليوغور. وفي عام 1999 عقد الكونغرس الأمريكي جلسات استماع حول هذه القضية، كما وجه تقرير أوضاع حقوق الانسان التهم لحكومة الصين، نظرا لسياستها في أقليم شينجيانغ. ويحفل تاريخ الإقليم بثورات اليوغور ضد هيمنة الصين، كان آخرها سلسلة انتفاضات عنيفة وقعت عام 1997، سعيا وراء تحقيق حلم الاستقلال. يقاتل الآن المئات، إن لم يكن الآلاف من مسلمي الصين «اليوغور» في صفوف تنظيمات إسلامية معارضة للحكومة السورية وعبروا إلى سوريا عن طريق تركيا، وتسبب هذا بتوتر شديد بين الأجهزة الأمنية في الصين وتركيا. هذا الصراع الخفي المتنامي بين الصين وتركيا بدأ يأخذ أبعادا دولية، فقد حذر رجل الاعمال والاقتصادي الأمريكي جورج سوروس، أواخر العام الماضي 2015، من أن الصين ربما ستستغل الصراع في سوريا للتغطية على مشاكلها الاقتصادية، وقال «إذا ما جرى تصعيد الصراع الخارجي إلى مواجهة عسكرية مع حليف للولايات المتحدة الأمريكية، مثل تركيا أو اليابان، فإنه ليس من المبالغة القول إننا سنكون على شفير حرب عالمية ثالثة». الخلاصة إذن، أن احتلال بلاد اليوغور المسلمين واضطهادهم، وعدم منحهم الاستقلال، سيُبقي قضيتهم شوكة في حلق بكين، خاصة أنهم يلقون رعاية تركيا ودعم دول كبرى، ربما تستغل هذه القضية في يوم من الأيام، للسعي إلى تفكيك الصين، مثلما جرى تفكيك امبرطوريات كبرى في القرن العشرين، كان آخرها الامبراطورية التي تمثلت بالاتحاد السوفييتي. إعلامي أردني تدخل الصين في سوريا ضربة استباقية للأقليات المسلمة فيها داود عمر داود |
لمن السجن اليوم؟ Posted: 27 Nov 2016 02:12 PM PST لا نريد أن نعتب على القاضي، ولا أن نعلق على الحكم الصادر بحبس نقيب الصحافيين المصريين ووكيل النقابة وسكرتيرها العام، وبتهمة إيواء مطلوبين من العاملين بالمهنة، أخلى سبيلهما القضاء نفسه. والقضية أوسع من حصرها في حكم قضائي، جرى الطعن والاستئناف فيه، ونأمل في إنصاف الدرجات الأعلى من القضاء، وأنها سوف تصحح ما جرى من تجاوز، لا يرهب أحدا، ولا يهتز له رمش نقيب الصحافيين يحيى قلاش، وهو مناضل نقابي، ولا يقل زميلاه عنه صلابة، وتدعمهم جموع الصحافيين المصريين، ربما باستثناء الذين جبلوا على نفسية العبيد، فليس من صحافي ذي ضمير يتقبل ما جرى، وحتى لو كان حكم الحبس مع الإيقاف بكفالة مالية، فهذه إهانة غير مسبوقة للصحافيين المصريين، لم يحدث مثلها، ولا ما هو قريب منها، في تاريخ الكفاح الطويل لنقابة الصحافيين، التي ظلت دائما حصنا للحريات العامة، ويراد دهسها أمنيا، ودهس كرامة الصحافيين، وحصار القلعة الصامدة، والإجهاز عليها، وهو ما لن يحدث أبدا بإذن الله، فالهزيمة النهائية دائما من نصيب الطغاة في معارك الحرية. القضية الأصل ـ إذن ـ في حصار الحرية، وفي القمع الأمني الأعمى لتنوع الآراء، وفي رغبة العصف بأصوات الحرية في النقابات المهنية، وفي الشارع النقابي والسياسي، وقتل السياسة وتزوير المهنة، وحين يتعلق الأمر بنقابة الصحافيين بالذات، فنحن بصدد المهنة وثيقة الصلة بالسياسة، وهم يريدون حجب السياسة وإنهاء مهنة الصحافة معا، فما جرى لنقابة الصحافيين، هو الترمومتر الأكثر حساسية لوضع الحريات في مصر كلها، والقضية هي ذاتها، فلم يكن المقصود هو سجن نقيب الصحافيين لشخصه، بل سجن نقابة الصحافيين، وإلحاقها بدورة العصف العشوائي، التي انتهت إلى سجن واحتجاز عشرات الآلاف من المصريين، بمن فيهم عشرات من الصحافيين، ولأسباب متصلة بحريات التعبير والتظاهر السلمي، لا بالإرهاب أو الشروع فيه، وبما انتهى إلى جرح نازف لا يزال في قلب مصر، وفي أحزان الحياة اليومية لمئات الآلاف من ذوي وأقارب المظلومين، وقد اعترف الرئيس السيسي نفسه بضراوة المحنة، وبالمظالم الهائلة الواقعة على المحتجزين بدواع سياسية، وشكل لجنة خماسية لبحث إخلاء سبيل المظلومين، وقرر بالفعل الإفراج عن عشرات منهم، ما كادوا يخرجون إلى نور الحرية، حتى فاجأتنا صدمة حبس نقيب الصحافيين وزميليه، ولغير ما سبب سوى دفاعهم المستميت عن كرامة نقابة الصحافيين، وعن قانون النقابة وحرمة دارها، وعن مبادئ الحرية التي لا تقوم صحافة معتبرة بدونها، خاصة بعد ثورة الشعب المصري العظمى الموؤدة، التي رفعت شعارات «العيش والحرية والعدالة الاجتماعية»، والتي يريدون قلبها إلى حالات «العيش والترويع والحلاوة الطحينية»، على حد ما ذهبت إليه البلاغة الموجزة المعجزة في رسم كاريكاتيري للفنان الموهوب الزميل عمرو سليم، وفى إشارة فلكلورية إلى عادات المصريين في رعاية سجنائهم، توحي بزحف «سيادة السجن» لتحل محل «سيادة القانون». ولا معنى لحديث عن إصلاح مع تلاحق موجات القهر، فلا إصلاح حقيقىا بدون رد الاعتبار لأولوية السياسة لا السجن، وبدون ضمان الحرية الملتزمة بقانون عادل، وتطبيق مبادئ الدستور، المنتهك يوميا في ممارسات أمنية منفلتة، فهم يعطلون إصدار قانون تنظيم وحرية الإعلام، تماما كما يعطلون إصدار قانون العدالة الانتقالية، رغم النصوص الدستورية القاطعة الملزمة بألفاظها ومعانيها، التي تحظر الحبس في قضايا النشر عامة، وتقرر إنهاء المظالم المتراكمة بقوانين انتقالية تجبر الضرر، ولم يتحقق شيء من ذلك بعد مرور قرابة الثلاث سنوات على استفتاء الدستور، بل تراكمت طبقات ظلم جديد فوق المظالم القديمة الموروثة، وبدعوى مواجهة ظواهر الإرهاب، ولا أحد عاقل في مصر يتعاطف مع الإرهاب، ولا مع جماعاته، والكل يؤمن بحتمية هزيمة الإرهاب، ومصر قادرة بالتأكيد على سحق الإرهاب وضمان الأمن، لكن لا يصح لأحد أن يخلط أوراق الإرهاب مع دواعي وحقوق السياسة والحرية، والمطلوب وضع خط فاصل بين الحرية والإرهاب، وإحالة المتهمين بالعنف والإرهاب الفعلي إلى محاكمات قصاص عادل، وهؤلاء هم قلة القلة بين المحتجزين الآن وراء أسوار السجون، بينما الأغلبية الساحقة بينهم من المتهمين في قضايا رأي أو تعبير بالتظاهر السلمي، وقد تراكمت طبقات المظالم لسنوات، وثبت عدم دستورية المواد المغلظة في قانون التظاهر المطعون عليه أمام المحكمة الدستورية، ولم يعد مقنعا أن نتحرك بالقطعة في مواجهة مظالم بالجملة، والمطلوب ـ ببساطة ـ إخلاء سبيل عشرات الآلاف من المحتجزين في غير تهم العنف والإرهاب المباشر، وليس إخلاء سبيل عشرات أو مئات، سرعان ما تحل محلهم آلاف جديدة من المساقين إلى السجون، بل إن بعض المفرج عنهم يعاد حبسهم ثانية، على طريقة «الكعب الداير» و»الباب الدوار»، والمطلوب كسر حلقات ودوائر الظلم المفرغة، وتحميل الرئيس السيسي مسؤولياته المباشرة، فالمظالم في رقبة الرئيس قبل أي أحد غيره، وهو المطالب برفع المظالم التي اعترف مرارا بوجودها، وبغير توقف عند التحذيرات الكلاسيكية لجهاز أمن متجاوز، يحترف التهويل، ووضع تقارير التخويف على مكتب الرئاسة، وكأنه لا يمكن ضمان الأمن بدون سجن أكبر عدد من المصريين، وتكرار سيرة الانتهاكات والمآسي التي ذهبت بحكم المخلوع مبارك، وهو ما يصح أن يتوقف، أن كان الرئيس السيسي يريد إصلاحا حقيقيا، وما من سبيل سوى رد الاعتبار لنصوص الدستور المعطلة، والتقدم من وضع السلطة الأمنية إلى إرساء قواعد لنظام سياسي، فالدستور ـ وليس بطش الأمن ـ هو جوهر مشروعية أي نظام سياسي. والسياسة ـ لا السجن ـ هي التي تفتح الطريق للخروج من المأزق، والمطلوب ـ بغير إبطاء ـ إصدار «قانون عفو شامل»، لا يستثني سوى المتهمين والمحكومين في قضايا عنف وإرهاب مباشر، وبوسع الرئيس أن يصدر قانون العفو الضروري، وأن يطلب من البرلمان تصديقا عاجلا على القانون، والمطلوب ـ أيضا ـ إصدار قانون العدالة الانتقالية المعطلة، و»جبر ضرر» وتعويض أسر كل ضحايا الصراع السياسى، وبغير تمييز ولا استثناء، فدم المصريين كله حرام، وقتل أي مصري جريمة لا يسقط وزرها، ما لم يكن قد رفع سلاحا يواجه به سلاح الدولة، أو يرهب به المجتمع. المطلوب ـ إذن ـ إجراءات عاجلة تضمن العدالة، والحد الضروري من سكينة المجتمع وحرياته العامة، وبوسع الرئيس أن يفعلها إذا أراد، ولا يصح الحديث عن إصلاح بدونها، إذا أردنا تفكيك جوانب من الاحتقان السياسي المستفحل، وتمكين المجتمع من التنفس بحرية، وليس زيادة منسوب الغضب في آبار المجتمع الجوفية، فالمصريون يبدون شعبا هادئا كصفحة النيل أغلب الوقت، لكن مصر في لحظة قد تتحول، وينقلب مزاجها العام إلى حركة داهسة كأقدام الفيل، ونرجو ألا ينخدع أحد بالهدوء الظاهر على السطح، ولا بالفشل المتكرر لثورات ودعوات الإخوان، وقد كتبت مبكرا عما سميته «ثورات الإخوان في الفنجان»، وعن زوابعهم التي تنتهى حتما إلى لا شيء، سوى أنها تمنح جماعة الحكم قوة مضافة، وتبرر التجاوزات والاستنفار الأمني المتكرر، فلدى المصريين «سدة نفس» من الإخوان، كما من الفلول المسيطرين على دوائر الحكومة والبرلمان وإعلام مليارديرات المال الحرام، ودون أن يعني ذلك رضا الناس عن اختيارات الحكم في السياسة والاقتصاد، وسكوت الناس ليس علامة رضا بل فوائض صبر، والغضب زائد طافح تحت سقف الحناجر، وقد يتسرب بعضه مؤقتا إلى شقوق النفس الحزينة، وبانتظار لحظة لا يعود معها الصمت ممكنا، وينفجر عندها الغضب بحادث عرضي أمني غالبا، فلا تستهينوا ـ من فضلكم ـ بغضب غالبية المصريين المخزون، ولا بانفجارات اجتماعية تلقائية واردة جدا، قد تهدد أمان وسكون مصر مجددا، وتدفع الوضع كله إلى دوامات لا تنتهي، والمطلوب ـ ببساطة ـ الاستماع جيدا إلى أنين المصريين العاديين، وإصلاح وتصحيح الاختيارات الاقتصادية والاجتماعية بالذات، فلم يعد بمقدور غالبية المصريين مواصلة بطولة البقاء اللاهث على قيد الحياة، ولا احتمال عنت العيش في ظل غلاء فاحش ودخول بالغة التدني، ولا التعايش السلمي مع تراكمات الفقر والبطالة والمرض والتعاسة، ولا اختصاص الفقراء والطبقات الوسطى وحدهم بدفع فواتير الاقتصاد المنهك، وبدعوى إصلاح اقتصادي، لن يتحقق أبدا بالخضوع لوصفات صندوق النقد والبنك الدوليين، بينما لا يحدث فعليا سوى العكس بالضبط، بالهلاك الشامل لقيمة الجنيه المصري، ومضاعفة الديون الخارجية مع فوضى الاقتراض بلا ضوابط، كذا مضاعفة عجز الموازنة العامة رغم تخفيض دعم الطاقة والخدمات والسلع الأساسية، وكلها إجراءات تزيد عذاب غالبية المصريين، ودون أن تسترد العافية لمؤشرات الاقتصاد الكلي، فلا إصلاح حقيقىا بدون الاعتماد على الذات واستقلال القرار الاقتصادي، وبدون تعبئة جادة للمواد والمدخرات المتاحة، وبدون تصحيح أولويات الإنفاق والمشروعات الكبرى، وبدون توجيه الاستثمارات العامة لأولوية التصنيع الشامل، وبدون ربط الصناعات المدنية بالصناعة الحربية، وبدون تعبئة شعبية لا تقوم بغير أولوية مبادئ العدالة الاجتماعية، والتوزيع العادل للأعباء، وبدون فرض نظام الضرائب التصاعدية، ووقف نزيف الفساد الحكومي، وكنس تحالف البيروقراطية الفاسدة ومليارديرات المال الحرام، والاسترداد الفعلي لحق الشعب، واستعادة التريليونات المنهوبة، والكافية وحدها لتسديد ديون مصر الخارجية والداخلية المتراكمة، وكلها إجراءات ممكنة جدا، هذا أن أردتم إصلاحا حقيقيا ينهض بمصر من عثراتها. كاتب مصري لمن السجن اليوم؟ عبد الحليم قنديل |
إنكار تثبته الوقائع والوثائق Posted: 27 Nov 2016 02:11 PM PST تستمر إسرائيل في ارتكاب المزيد من المجازر والقتل والتدمير ضد الشعب الفلسطيني وغيره، وبالرغم من التوثيق الموزع على أجهزة الإعلام الإسرائيلية والعالمية والعربية، وسرد أدق التفاصيل عن ما قامت وتقوم به القوات الإسرائيلية، مع ذلك فإن إنكار ما حصل يتوالى بين فترة وأخرى، من قبل الإعلام والساسة الإسرائيليين، وتلك سياسة ممنهجة على ما يبدو: أقتل وشرد ودمر واحتل، وبعد مضي سنوات قليلة، انكر أنك فعلت ذلك، وما على السياسة الرسمية والإعلام إلا ترويج إنكارك وأكاذيبك الكبيرة، فالفلسطينيون بحسب الإعلام الرسمي الإسرائيلي، خرجوا من بلادهم غير مطرودين بالقوة الغاشمة، وبشاعة المجازر (دير ياسين على سبيل المثال) وإنما استجابة لنداء من الزعماء العرب!. كما أن رئيسة الوزراء السابقة في مرحلة السبعينيات (غولدا مائير) كانت زعمت في تصريحات لها «أن الفلسطينيين لم يوجدوا في فلسطين»! كما أن أحد أبرز المؤرخين في إسرائيل، وأعني به بني موريس تراجع عن توثيقاته في كتبه المشهورة عن التفاصيل التي أوقعتها المنظمات الصهيونية، وبعد ذلك الجيش الإسرائيلي الرسمي من قتل وتدمير وطرد للفلسطينيين من مدنهم وبلداتهم وقراهم، وأخذ يبرر الأفعال البشعة الدموية التي أوقعتها القوات النظامية الإسرائيلية بالفلسطينيين، وأن الأفعال تلك قد تكون فرضتها ظروف الحرب أو دفاعا عن النفس، أو عن سكان المستعمرات الصهيونية. وحتى إزاء حادثة الشهيد الطفل محمد الدرة، وصلت سياسة الإنكار الإسرائيلية إلى حد الزعم أنه قد تكون نيران المنظمات الفلسطينية هي التي أودت بحياته، علما أن كاميرات التصوير والأجهزة الإعلامية وثقت بالصوت والصورة الحدث بتفاصيله ومجريات حدوثه. وحتى أطفال (الشاطىء) في غزة (أربعة أطفال من عائلة بكر) أثناء الحرب التي شنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة في العام 2014، دفعت سياسة الإنكار الإسرائيلية المعهودة إلى تصوير الأمر، وكأن القتل قد حدث نتيجة خطأ في الاعتقاد أن الأطفال الأربعة ربما كانوا من المقاومين، فتم إطلاق النار عليهم واحدا تلو الآخر، ولولا وجود مجموعة من الصحافيين والمصورين بالقرب من المكان، حيث وثقوا حصول ما حدث، لكان الإعلام الإسرائيلي ربما استمر في سياسة الإنكار المتمادية في الكذب وفبركة ادعاءات مخالفة تماما للحقيقة. كفر قاسم أيضا وأيضا من أبرز حيثيات قلب الحقائق والإنكار في سجل الإعلام والسياسات الإسرائيلية، ما جاء على لسان وزير السياحة الإسرائيلي ياريف ليفين من حزب الليكود عن مجزرة كفر قاسم التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية بحق سكان القرية والقرى المحيطة بها في 29/10/1956، أي في اليوم نفسه الذي شنت فيه القوات الإسرائيلية والفرنسية والبريطانية هجومها الثلاثي على مصر وغزة، حيث أنكر الوزير الإسرائيلي وقوع مجزرة في القرية ومحيطها، في حين تصدى له أحد النواب العرب في الكنيست، وفند أكاذيبه وإنكاراته الوقحة عن ارتكاب مجزرة في كفر قاسم، ومن وقائع ما حصل كما جاء في «القدس العربي» في 3/11 2016 ننقل التالي:»ستون عاما مرت على ملحمة كفر قاسم داخل أراضي 1948 وإسرائيل تواصل تنصلها من المسؤولية بالتجاهل والتهرب، إذ أقدم وزير السياحة فيها ياريف ليفين (من الليكود) على إنكارها والتشكيك بحقيقة وقوعها، ودفع هذا التمادي ابن كفر قاسم النائب عيساوي فريح من حزب ميرتس، لتقديم شكوى إلى لجنة الأخلاق البرلمانية ضد ليفين، بعدما زعم أن استخدام مصطلح «مجزرة» بشأن قضية كفر قاسم، هو استخدام كاذب، واتهم الوزير ليفين بمحاولة متعمدة لتزوير التاريخ، وخلق رواية تاريخية ترضي إسرائيل. وكتب فريح وهو ابن لعائلة فقدت اثنين خلال المجزرة في رسالة بعث بها إلى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وفيها أشار بالتلميح للمحرقة «كما تحارب إسرائيل من ينكرون التاريخ خارجها يجب أن نحارب الإنكار التاريخي فيها». الجدير ذكره أن السرديات حول مجزرة كفر قاسم والتي ذهب ضحيتها 49 شهيدا وشهيدة وعشرات الجرحى، والتي تم نقل الوقائع المتعلقة بها بتوثيق وتفصيل في أجهزة إعلام عديدة إسرائيلية وعالمية وعربية، ونتيجة الكشف عن هذه التفاصيل، فإن القضاء الإسرائيلي أضطر إلى محاكمة الضباط والجنود الذين ارتكبوا المجزرة، وأصدرت المحكمة أحكاما عديدة تدين المرتكبين، صحيح أنها مخففة، إلا أنها أقرت في النهاية بارتكاب الجيش الإسرائيلي للمجزرة، والتي كانت تهدف إلى استكمال تشريد سكان المثلث الصغير المحاذي للحدود الأردنية، وبين ذلك سكان قرى كفر قاسم والطيبة وكفر برا وجلجولية والطيرة وغيرها، والتي كان يبلغ عدد سكان هذه القرى نحو 400 ألف نسمة في تلك الفترة، إلا أن مخطط التهجير القسري الدموي فشل في تحقيق أهدافه، وبقي سكان القرى في أراضيهم التي أخذت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة تصادر أراضيها مساحة بعد أخرى. إن سياسة الإنكار هي من العناوين البارزة في المسيرة التاريخية للمنظمات والحكومات الصهيونية المتعاقبة في فلسطين المحتلة وخارجها، وإنكار ارتكاب مجزرة في كفر قاسم هي واحدة من انكارات كثيرة تجاه الفلسطينيين والعرب الآخرين. كاتب فلسطيني إنكار تثبته الوقائع والوثائق بعد ستين عاما على مجزرة كفر قاسم سليمان الشّيخ |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق