السودان على أعتاب ثورة… والرئيس مسافر! Posted: 30 Nov 2016 02:27 PM PST في محاولة شجاعة لوضع مؤسسة الرئاسة السودانية أمام مسؤولياتها والتنبيه للأوضاع الخطيرة التي تمرّ بها البلاد قام تحالف مكوّن من 22 جهة سياسية (أحزاب ومنظمات ومؤسسات مجتمع مدني وشخصيات وطنية معروفة) بالتوجه إلى القصر الجمهوري لتسليم مذكرة تطالب الفريق عمر البشير بالتنحي وتسليم السلطة للشعب. تذكر هذه المطالبة بالطبع بالرئيس العربي الوحيد الذي قام باعتزال الحكم و«تسليم السلطة» للشعب، وهو السودانيّ عبد الرحمن سوار الذهب، الذي أوفى بوعده تسليم مقاليد الحكم لحكومة منتخبة وبعدها اعتزل العمل السياسي للتفرغ للعمل الدعويّ الإسلامي، وهي سابقة، لا يني الزعماء العرب عن تأكيد إعجازيتها وفرادتها بمحاولتهم المستميتة ألا تتكرّر مرة أخرى. ردّاً على المذكرة قامت إدارة القصر الجمهوري السوداني بعمل المتوقع منها ورفضت استلام المذكرة وكان عذرها سفر الرئيس الذي استطالت رحلته الطويلة التي قاربت حتى الآن الثلاثة أسابيع حضر خلالها مؤتمر المناخ في مراكش ثم القمة العربية الإفريقية في غينيا، وبعد عودة قصيرة للبلاد، عاود السفر إلى الإمارات، غير أن هذا العذر لم ينفع مع الأجهزة الأمنية السودانية التي لم تتأثر بغياب الرئيس فظلت تعمل بكامل طاقتها، فقد اعترضت المتظاهرين وهي تحاصرهم حاليا مانعة دخولهم وخروجهم وكذلك دخول الماء والطعام إليهم. المذكرة ليست إلا إشارة سياسية لوصول الأوضاع إلى منعطف كبير، وهي جزء من تصعيد يجد السودانيون أنفسهم مدفوعين إليه بسبب الأوضاع الاقتصادية المزرية التي تدهورت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية والذي ارتبط بالنسبة لكثيرين بتعويم الدولار، الذي كانت الحكومة تبيعه بستة جنيهات ثم رفعت السعر إلى 15 جنيهاً فقفز سعره في السوق السوداء إلى 20 دولاراً، وهو ما أدّى فعليّاً إلى ارتفاع مهول في أسعار الوقود والغذاء والدواء. ورغم سيطرة الحكومة على أغلب النقابات فإن الضغط الشديد أدّى إلى تأجّج الأوضاع داخلها فقررت شبكة الصحافيين السودانيين الدخول في إضراب نتج عنه احتجاب عدة صحف، كما قام المحامون بوقفة احتجاجية، وأعلن الصيادلة اضرابا جزئياً بعد ارتفاع أسعار الدواء إلى أكثر من مئتين بالمئة. إضافة إلى ذلك فقد بادر شبان وناشطون سودانيون دفعتهم حرارة الأحداث إلى إعلان عصيان بدأ الأحد الماضي وانتهى الثلاثاء وخلق هزّة كبيرة جدّاً، فهؤلاء الشبان ليسوا مرتبطين بأي أحزاب أو نقابات ورغم ذلك فإن دعوتهم حققت نجاحات كبيرة وانعكست على الحركة في الشوارع ودرجة الازدحام والمواصلات، وهو أمر لفت انتباه العالم إلى ما يحدث في السودان بعد أن كانت غطت عليه أحداث دارفور واضطرابات جنوب السودان، وهذا التجاهل للأوضاع السودانية يقابل، على ما يظهر، برضا من قبل السلطات الحاكمة. الحراك السياسي والاجتماعي قوبل بالطريقة المعتادة للسلطات العربية وهي القمع والاعتقالات وإغلاق وسائل الإعلام (كقناة أم درمان رغم أنها محسوبة على تيار الحزب الحاكم) والتذاكي على مواطنيها، كما فعل وزير الصحة الذي أعلن إلغاء التسعيرة الجديدة للدواء، وهو أمر لا يمكن، ببساطة، إلغاؤه لأنه متعلّق بقضيتين أساسيتين، الأولى هي سعر الدولار المرتفع والذي تقيّم به كل السلع، والثانية هي الفساد الممأسس في كل القطاعات، ومنها قطاع الدواء، فقد اكتشف المواطنون أن أكثر من 30 شركة سودانية وهمية كانت تشـــتري الدولار من الحكومة بسعر ستة دولارات وهو ما أدّى إلى خسارة الميزانية، التي تعــــاني من العجز أصلاً، أكثر من 320 ملـــيون دولار، ولم يتبع ذلك ملاحقات أو محاكمات، لأن الفاعلين متواطئون مع المتسترين عليهم في أجهزة الحكومة والأمن. في ظل هذه الأزمة المتصاعدة تساءل السودانيون، المحتجّون منهم والساكتون على آلامهم ومواجعهم، ماذا يفعل الرئيس البشير في الإمارات بعد غينيا ومراكش فيما مواطنوه يتعرّضون للإفقار البشع الممنهج، وتفكّه البعض بالقول إنه يتابع سباقات «الفورمولا 1» للسيارات لأن وسائل الإعلام الإماراتية لم تتحدث عن وجوده هناك. لقد تنحّى الرئيس فعلاً ولكن عن شعبه وليس عن الرئاسة. السودان على أعتاب ثورة… والرئيس مسافر! رأي القدس |
غالب هلسا في ذكرى ميلاده ورحيله الكتابة… واستحالة الحقيقة Posted: 30 Nov 2016 02:27 PM PST في سنوات التكوين الأولى البعيدة، يبدو أن غالب هلسا، الذي تصادف ذكرى ميلاده وذكرى رحيله في هذا الشهر، كان يدرك أن كل ما يملكه في ذلك الواقع الحياتي الصعب الذي يعيشه هو أحلامه، وكأن لا حياة له خارج هذه الأحلام، لا لشيء إلا لأن الحياة خارج الحلم كانت سلسلة طويلة من العذابات التي طحنت قلب غالب الطفل وظللت حياته حتى آخر يوم في حياته بغمامة سوداء لم تبددها كل الكتب التي كتبها فيما بعد. في التاسعة من عمره، وحين لم يكن يدرك بعد معنى الكتابة، راح غالب هلسا يدون أحلامه في دفتر خاص، وقد يتساءل المرء ما الذي يدفع طفلا في التاسعة من عمره نحو الأحلام التي يعيشها ليلا، ليكتبها نهارا مرة أخرى ويعيشها، غير أن هذه الأحلام كانت جوهرة حياته التي كان يخشى عليها من أن تضيع. يقول غالب هلسا في حوار معه: (كنت أصحو كل يوم فأكتب أحلامي، فأصبح عالم الحلم والفانتازيا جزءا من كتابتي.) ولد غالب هلسا في واحدة من قرى منطقة (ماعين) قرب مدينة (مأدبا) في الثامن عشر من شهر كانون الأول/ ديسمبر، عام 1932، وتوفي بعد سبعة وخمسين عاماً في اليوم ذاته من عام 1989 في مدينة دمشق، بعد حياة حافلة بالرحيل والمطاردة والمعارك الأدبية والفكرية معايشا الحياة بفاعلية بالغة في كل مدينة سكن فيها، وموزعا عمره على هذه المدن، بدءا من بيروت ثم مصر، العراق، وسوريا، وكانت نتيجة هذه المشاركة الفعالة أن ألقي به في السجن عديد المرات، وأبعد عديد المرات خارج الحدود، هو الذي أمضى في مصر ثلاثة وعشرين عاما من حياته، وكان دوره في الحياة الأدبية، وبخاصة لدى جيل الستينات، مؤثرا، ولعله كان أقرب ما يكون إلى دور جبرا إبراهيم جبرا في الحياة الثقافية العراقية. وحين تم إبعاده من مصر استقر في العراق التي ما لبث أن أُبعد منها ليستقر في بيروت، وحين رحل المقاتلون الفلسطينيون منها، رحل معهم على ظهر إحدى البواخر إلى عدن ومنها إلى إثيوبيا، ثم إلى برلين. ليستقر بعد سبع سنوات في دمشق حتى وفاته. إن المفارقة الكبرى في حياة غالب هلسا كانت قائمة باستمرار في هذه القوة الخارجية له كمثقف ثوري شجاع خاض معارك مواطنيه الأردنيين، وخاض معارك المصريين واللبنانيين والفلسطينيين، ولكن ثمة هزيمة لم يستطع تجاوز آثارها حتى آخر أيام حياته، وأعني بذلك هزيمته حينما كان طفلا، إذ عاش حياته وحيدا ومضطهدا، وهو يتحدث عن ذلك بشكل مفصل في أكثر من مناسبة. ولعلنا هنا نصل إلى النقطة الأهم في كتابة غالب هلسا، بل إلى السمة الغالبة على هذه الكتابة، والمتمثلة في أن غالب هلسا كان يكتب سيرة ذاتية متصلة موزعة على رواياته ونصوصه الأدبية، ويتفق على هذا الأمر كثير من النقاد العرب. وقد كانت هذه الكتابات تتحدى السلطتين القاهرتين اللتين وقفتا في طريق حياته بلا رحمة: السلطة الاجتماعية التي سحقته طفلا، والسلطة السياسية التي عملت كثيرا على أن تسحقه بعد ذلك سواء بظروف السجن (وقد كان أصغر السجناء الأردنيين، كما كان دائما أصغر الطلاب) أو الإبعاد أو الملاحقة التي كانت تضطره لأن يعيش مختفيا متخفيا، أو عدم السماح له بالعودة إلى الوطن. ولم يكن ثمة ما هو أكثر تحديا للسلطتين من أن يُخوّض غالب في أكثر الأمور الممنوعة، ونعني هنا: الجنس، السياسة والدين. وعندما قرر النشر أخيرا، كان غالب هلسا يخرج بالكتابة من زمن التحدي السرّي، إلى زمن التحدي العلني. وهكذا ظل الأمر إلى آخر يوم في حياته. إن قراءة ما كتبه غالب تجعلنا نصل إلى نتيجة مفادها أنه كان يحاول أن يرمم نفسه بالكتابة ويرمم الواقع بالكتابة، ولكن عذاب غالب الحقيقي كان قائما في إدراكه بأنه كان يدرك أنه (يرمّم) وأن الحقيقة غير ذلك، وأن أحلام اليقظة التي احتلت في الرواية مكان الأحلام في الطفولة، هي أحلام يقظة لا غير. وهكذا، ظل معذبا، داخل الكتابة بقدر ما هو معذب خارجها. ويمكن أن نستعيد حالته النفسية الصعبة التي عاشها وهو يكتب روايته الأخيرة (الروائيون) مستعيدا تجربة السجن المدمِّرة وسوء المعاملة الوحشية التي عاشها مع السجناء في مصر، يقول: (في آخر صفحتين توقفت عن الكتابة. علاج، أطباء أعصاب، إلى أن خطر لي أن الذي ينتحر ليس أنا.) ولكن المفارقة أنها كانت روايته الأخيرة. كان غالب هلسا يتفق مع نجيب محفوظ ويوسف إدريس بأن (الواقع تزييف للحقيقة، والحقيقة هي باستمرار عكس الظاهري، فالفكرة عن القاضي هي أنه وقور ومحترم لكننا نراه في (قاع المدينة) ليوسف إدريس، مراهقا يتلصص على سيقان الخادمات وهن ينظفن البلاط، والسفَّاح يبكي لأن امرأته لا تحبه… الرواية تخرج الناس من فوضى الواقع وتضليله وتجعلهم يبصرون حقائق الأشياء). ليس ثمة مبرر هنا أن نسأل هل كانت الكتابة هي محاولة غالب لفضح الواقع من أجل الحقيقة؟ لأنها كانت كذلك فعلا، ولأنه يؤمن بهذا، فإن أول ما فعله أن يبدأ بنفسه، كاشفا حقيقتها، بعيدا عن صورته العامة التي كانت صورة واقعية تمثل غالب المثقف المناضل الشجاع، فقد ذهب غالب في كتابته لكي يكشف عن غالب الحقيقة، غالب الإنسان، وكأنه بذلك كان يصرّ على أن يصدم القارئ بأن يجعله في مواجهة الصورتين معا، أو الحقيقتين معا! إلا أنه وهو يلتجئ إلى أحلام اليقظة باستمرار كان يؤكد، بوعي أو بدون وعي، أن الحقيقة أيضا غير كافية لأن نعيش. ومن هنا تأتي فكرة التعويض، أو فكرة الترميم التي أشرنا إليها، فما حدث يكتبه، وما لم يحدث كما كان يشتهي يطوره ويجعله يحدث، وحين يستعصي الأمر يستعين بأحلام اليقظة. كان غالب هلسا المعذب بالحقيقة، يحاول أن يعوض عنها بشيء آخر هو حقيقة الحقيقة، وهي هنا الكتابة: ومن هنا يمكن أن نفهم قول إدوار الخراط: إن الكتابة عند غالب هلسا هي الحياة الحقيقية، بينما الحياة مجرد بروفة. غالب هلسا في ذكرى ميلاده ورحيله الكتابة… واستحالة الحقيقة إبراهيم نصرالله |
السلطان في فضاء محرم و«العربية» بلا ملالي والمقاومة خرطوش فردك أنا! Posted: 30 Nov 2016 02:26 PM PST الصين وفي أقل من عامين ستكون القوة الأعظم في هذا العالم، حسب تنبؤات الراهبة البلغارية «بابا فانغا»، التي رحلت عام 1996، قبل أن تشهد على تحقق كل توقعاتها كاغتيال الأميرة ديانا، وأحداث سبتمبر/أيلول، ثم رئاسة أوباما الإفريقي للبيت الأبيض، مرورا بهجمات «داعش» في أوروبا وحرب المناخ والاحتباس الحراري وصولا إلى السقوط الأمريكي الترامبي، وقد حددت كل هذا بتواريخ حقيقية وبميقات دقيق، بسبب تواصلها مع كائنات غيبية – كما أشيع – تعينها على رؤية المستقبل بعينين حرمتا نعمة البصر إثر عاصفة رعدية غامضة لم تبق لها سوى بصيرة ثاقبة تخترق الأبد! حسنا ولكن ماذا عن الكائنات الفضائية التي ستغزو الأرض، مما يدفع ببني البشر إلى السكنى في أعماق البحار بعد تطور تقنيات تكنولوجية تمكنهم من بناء مستوطنات سكنية تزاحم أسماك القرش والسفن الغرقى وسدنة الجحيم؟ هل حقا تصيب العرافة حين تخطئ «ناسا»؟ أم أن قبائل يأجوج ومأجوج ليست سوى عشائر فضائية تدير رحى أطباقنا الطائرة من علٍ؟ لا تسأل عن الغيب إذن، بل عن الثمن الذي يتطلبه غيابك عن الوعي، فكلما وقعت في فخاخ المتعة تذكر وجع الثمن لتصدق أجدادك المغاربة حين رغبوك وحذروك: «اللي بغا طامو يحل بزطامو»! قد يأتي زمن على المشاهد يحتاج فيه إلى أطبة فضائيين «على طريقة العرافين»، يعالجون أمراض الوعي الناجمة عن عمليات تنويم فضائي يقوم بها فضائيون بهيئة بشرية، لزغللة الأنظار وخطف الأبصار، ومرجحة الطوائف بين التوت والنبوت، في زمن تشتري فيه الخديعة مع «الشومة» لتبيع الحقيقة مع «الشلوت».. فهل تحزن بعد هذا لما ترى «الخيل واقفة والحمير بتبورد»؟! تفسخ إعلامي بين الطائفية والعنصرية لو تابعت الفيلم الوثائقي «ثورتي المسروقة» الذي بثته «العربية» الأسبوع الماضي، ومنحته «أبو ظبي» في مهرجانها السينمائي عام 2013 حضورا خاصا، وتناولته «الجزيرة» الوثائقية، لشعرت بالفخر وأنت تراقب احتواء الملكوت الإعلامي العربي لهذا النوع من الأعمال الوثائقية العلامة في تاريخ الإنسانية، بعيدا عن الوقوع في شراك التناطح الطائفي واللغة العنصرية السوداء، والتحريض الإعلامي الأعمى، الذي تراه جليا في قناة «الميادين» والفضائيات السورية التابعة للنظام الأسدي، و«روسيا اليوم» في بعض برامجها، بحيث تقود جميعها حملات طائفية مكثفة ومتواصلة على مدار الساعة ضد السعوديين، الذين تعتبرهم أعداء للأمة لأنهم وهابيون، مما يفضح طائفية هذه القنوات ونواياها العنصرية وحربها الدينية التي تخوضها بوصاية إيرانية، طالما أنها تعتبر الوهابية جريمة لا تدخل في نطاق حرية العقيدة، وتعطي الحق للطوائف الأخرى بمحاربتها، بل واتخاذها عدوة إيديولوجية، ما يعني أن الحرب لا علاقة لها لا باسرائيل ولا بما يحزنون، وأن الحقد بينها وبين السعودية قوامه الفكر الديني، الذي يجر القضية الفلسطينية إلى أقذر وحل طائفي عرفه التاريخ، بذريعة الحرب المقدسة ضد الصهاينة وولاتهم! ولكن من هم هؤلاء الذين يشتركون في حرب إيران المذهبية؟ أغلب ضيوف هذه الفضائيات شيوعيون ماركسيون علمانيون يحاربون في سبيل حرية المعتقد منذ عقود، فهل حلال عليهم حرام على آل سعود؟ برنامج «رحلة في الذاكرة»، الذي تبثه «روسيا اليوم»، استعرض زيارة الأمير فيصل المبعوث الخاص للملك عبد العزيز آل سعود لستالين، بدايات القرن الماضي، بطريقة استعلائية لا تخلو من نوازع عنصرية تكفل للمشاهد حق محاكمة البرنامج لإهانته المتعمدة للشخص السعودي، حين تباهى بموقف ستالين من هؤلاء الذين لم يعرهم انتباهه ورفض استقبالهم مستخفا بهم وبأصولهم المجهولة، حسب تعبير البرنامج … فإن وضعت شاربي ستالين جانبا مراعاة للغواية وكُرمى لحمحمات زهور النار في ذاكرة العشب، فإن في الأمر تحقيرا ودونية دنيئة، لا يمكنك أن تأمن جانبها ما دام الاستخفاف لا يتعلق بالموقف بل بالجذور، وهذه لعنة ستصيبك كفلسطيني، كما أصابت غيرك، فانتظرها!! «مرايا» مزدوجة وانفصام إعلامي نعيش في عصر تختفي فيه معايير الإعلام الوطني وتحل محلها مفرقعات الإعلام التحريضي، فإن تابعت برنامج «مرايا»، الذي تعرضه «العربية» تصيبك خيبة فضائية مريرة، لأنه إذ يؤكد ويصر على احترام الشيعة كطائفة لا تخرج أتباعها من الملة العربية، يقترف إثما تحريضيا موازيا لإعلام الملالي، إذ يعرض لك الحرب مع إيران من منظور طائفي، فيغرقك في المستنقع الآسن ذاته، ولهذا يجب وقفه فورا، وتغيير نمطه وطقسه العام وطريقة الأداء الركيكة، التي لا يسعفها خطابها الشحيح السطحي الخالي من مقومات الوعي والمخزون التاريخي والفكري الضروري الذي يسعف بساطة البرنامج ولا يثقل كاهله بحمولة زائدة لا يحتملها نهجه ولا جمهوره الذي يوجه رسالته إليه… كان بإمكان مرايا أن يكون وجها حقيقيا للمرحلة، ولكنه تخلى عن مراياه في حرب تنكرية يلهث فيها وراء الأقنعة، كالمصاب بانفصام إعلامي أو ازدواجية ذهنية! وعودة لفيلم المخرجة الإيرانية ناهيد بيرسون سارفستاني «ثورتي المسروقة»، الذي بثته «العربية»، تجد راحة بتلقي الخطاب الوثائقي في الفيلم أكثر من برنامج «مرايا»، مع الأخذ بعين الاعتبار الفارق الرؤيوي والطبيعة الأسلوبية المختلفة بينهما، إلا أنك تصدق وتنجذب إلى قصة ترويها سجينات إيرانيات سابقات كل ذنبهن أنهن وزعن منشورات اعتراضا على الحكم المذهبي لبلدهن فكانت عقوبتهن السجن والاغتصاب ثم الهجرة … جمعتهن الثورة والسجون والفيلم ليروين ذاكرتهن بألم ومرارة وعذوبة آسرة، تكفي لتدين حكم الملالي وتفضحه، وتراهن على الفضاء العربي ومقدرته على استيعاب هذا النوع من الأفلام الإنسانية، التي تتحدى القهر والإجرام والقذارات الديكتاتورية… فهل من مجيب أيتها «العربية»؟ التطبيع الإعلامي أم الجدار العنصري! ليس التطبيع هو الكارثة في الحالة التركية، فهناك ما هو أشد هولا بعد لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يبايعه الكثير من المسلمين كخليفة، مع القناة الإسرائيلية في ظل منع دولة الاحتلال لرفع الآذان، فإن تقبلت ولو على مضض فكرة التطبيع كمحاولة أخيرة لكف يد الغرب عن الشأن التركي، فهل تستطيع كعربي ومسلم أن تجد مبررا ولو واحدا للمبايعة بالخلافة، في ظل محاربة اسرائيل للصلوات والسماوات والمقدسات الإسلامية؟! بالنسبة للإعلام اللبناني، فإن التشاحن والتقاذف ديدنه، وقد لا تراه متفقا إلا حين يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية، غير أن اللافت هذه المرة تقدم حزب الله والمقاومة للصف الكتائبي، الذي ينادي بعزل سبعين ألفا من سكان مخيم «عين الحلوة» لتحكيم القبضة الأمنية على الإرهابيين… فأين السخف! ولو يا شيخ نصر الله ولو! عداك عن أن المخيم أصلا منطقة عازلة، وتكوينها بحد ذاته «أبارتهايد»، فإن إضافة الجدار العازل إلى الإطار العزلوي للمخيم جريمة مضاعفة، يباركها الحزب بفظاظة وعنصرية مستمدة من ثقافة صهيونية واستراتيجية اضطهاد عرقي. لا يحتاج الحزب أن يغامر ويحارب اسرائيل، لم نعد نريد منه ذلك «حتى لو كان تطبيقا للمثل اللبناني: «سب الدين بوقتو تسابيح»، ولكننا سنرفض بالتأكيد أن يحارب الفلسطينيين بحجة المقاومة، دون أن يضطرهم لانتظار «عيد الدروز» بعد أن حول المخيم إلى كيان داعشي….. وخرطوش فردك أنا! حين يذهب ما يقارب النصف مليون ضحية من أقدم وأعرق الشعوب على وجه الأرض (الشعب السوري) من أجل ابن حافظ، فلا غرابة أن يكون مصير الفلسطينيين تحت وصاية الجدار والمقاومة: نظارة آينشتاين، وشراشف بيكاسو، فأية حسرة بعد هذه يا رب! كاتبة فلسطينية تقيم في لندن السلطان في فضاء محرم و«العربية» بلا ملالي والمقاومة خرطوش فردك أنا! لينا أبو بكر |
كارثة تهدد بإغلاق الصحف المصرية وتسريح العاملين فيها… وقناة «دريم» تهدد بالتوجه لدول المغرب العربي Posted: 30 Nov 2016 02:26 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي» ـ: لا قضية عامة تشغل بال الغالبية الساحقة من المصريين لتؤكد استمرار كراهيتها للسياسة والسياسيين، فرغم استمرار الصحف المصرية في ابداء الإهتمام بالفيلم الوثائقي لقناة «الجزيرة» ومهاجمتها هي وقطر ونشر تحقيقات واسعة عن الجيش المصري، فإنه لا يزال يثير التعجب، خاصة وأن من شاهدوه كانوا قلة وأن ما حدث هو دعاية له، وكان الأفضل تجاهل الأمر، بينما اهتم العديد بتطورات العلاقات بين مصر والسعودية، وخصصت مجلة «المصور» أمس دراسات ومقالات عدة عن الخلاف بين الدولتين غلبت عليها الرغبة في إصلاح ما يبدو أنه سوء تفاهم، وأما عشرات الملايين من الذين يعانون أمراض السكر والضغط والقلب فقد واصلوا الاهتمام بإعلانات وزارة الصحة بأنها في سبيلها لتوفير كل أدوية هذه الأمراض في الأسواق. لكن زميلتنا الرسامة الجميلة في «الأهالي» سحر أخبرتنا أنها كانت أمس في زيارة للمقابر فسمعت وشاهدت معجزة. سمعت والعهدة عليها، ميتا يقول من داخل قبره لزميله في قبر آخر عن أزمة الدواء: ده احنا في نعمة. فرد عليه الثاني: إي والله. أما أصحاب مزارع الدواجن، والتي يعمل فيها خمسة ملايين واستثمار بمليارات الجنيهات فقد عبروا عن غضبهم من قرار رئيس الوزراء شريف اسماعيل الغاء الجمارك على الدواجن المستوردة من الخارج حتى شهر مايو/آيار من العام المقبل، وخصص زميلنا وزوج ابنه شقيقتي جابر القرموطي في حلقته مساء الثلاثاء على قناة العاصمة لمناقشة هذه المشكلة. وقال إنه كان على رئيس الوزراء أن يجتمع مع المسؤولين عن مزارع الدواجن قبل إصدار هذا القرار، بينما اهتم سكان محافظات الاسكندرية والبحيرة وكفر الشيخ والغردقة باضطراب الطقس وسقوط الأمطار والخوف من تجدد الكوارث، التي تعرضوا لها سابقا. أما أنصار جمعيات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان فتابعوا موافقة مجلس النواب على القانون الجديد الذي أعده واعترضوا عليه، بينما أكد وزير الداخلية أن الوزارة تتعاون مع المجلس القومي لحقوق الإنسان ليقوم المجلس بتنظيم دورات تدريبية للضباط في مجال حقوق الإنسان، في الوقت الذي تعرضت فيه أكاديمية الشرطة إلى انتقادات حادة من أعضاء مجلس النواب عن محافظة «الوادي الجديد» بأنها قبلت وساطات بعض أعضاء المجلس من محافظات أخرى لقبول أبنائها في الأكاديمية، بينما رفضت وساطات الوادي الجديد، ويتابع أخرون ما سيحدث اليوم الخميس من الاستجابة أو الرفض لطلب جمعية حماية المستهلك الامتناع عن الشراء في هذا اليوم، ودعوات أخرى طالب أصحابها الشعب بالامتناع عن شراء حلوى المولد بسبب ارتفاع أسعارها. وتابع سياسيون سفر وزير الخارجية المصرية سامح شكري إلى أمريكا لبحث مستقبل العلاقات المصرية ـ الأمريكية بعد فوز ترامب والتأكد من استمرار المساعدات العسكرية لمصر، أما المهتمين بقضية العلاقات بين مصر وأثيوبيا فتابعوا باهتمام استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي لرئيس اريتريا اسياسي أفورقي وتأكيده أن مصر لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى، وذلك في رسالة طمأنة لأثيوبيا، وهي رد غير مباشر على بعض الأوساط، التي اتهمت مصر بتشجيع مظاهرات قومية الأورمو ضد النظام، وأن استقباله رئيس اريتريا لا يعني الإنحياز إليها ضد أثيوبيا. والمعروف أنه خلال زمن حكم الإمبراطور هيلاسياس للحبشة اندلعت ثورة في اريتريا، التي كانت أثيوبيا احتلتها ومعظم سكانها مسلمون، وقاد الثورة أفورقي حتى استقلت بعد الإطاحة بهيلاسياس، وحرمت أثيوبيا بذلك من أن يكون لها منفذ على البحر الأحمر، وظهرت دعوات في اريتريا لانضمامها إلى جامعة الدول العربية، لكنها لم تتم، بل وأقام أفورقي علاقات قوية مع إسرائيل، خاصة بعد أن أصيب بمرض في دماغه وتم نقله إليها للعلاج فيها. وإلى ما عندنا: «المصور»: في ذكرى عرفات.. كيف حولوا الصراع من عربي إسرائيلي الى عربي عربي ونبدأ بالزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، الذي خصصت له مجلة «المصور» ملحقا من ست وسبعين صفحة مع عددها الأسبوعي أمس بمناسبة ذكرى مرور أثني عشر عاما على رحيله في الحادي عشر من شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2004. وأشرفت على إعداده زميلتنا الجميلة نجوان عبد اللطيف والمحرر العام للملحق زميلنا عادل عبد الصمد وقدمت نجوان للملحق بكلمة عنوانها «القضية الفلسطينية الحاضر الغائب في الوجدان العربي»: «القضية الفلسطينية هي الحاضر الغائب في الوجدان العربي حتى وإن غابت عن المشهد السياسي بسبب أحداث جلل عاشتها وما زالت تعانيها أمتنا العربية تارة في العراق وأخرى في ليبيا وثالثة في سوريا ورابعة في اليمن وتبقى القضية الفلسطينية هي الجرح القديم الحديث وهي مفتاح كل ما يجري على الأرض العربية، ليس مصادفة أن يتم تحويل الصراع بين العرب وإسرائيل ليصبح عربيا -عربيا أو عربيا – إيرانيا صراعا طائفيا دينيا، وليس صراعا على الأرض، والحق التاريخي. من هنا كان اهتمامنا في مجلة «المصور» بالذكرى الـ 12 لوفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، التي تأتي في هذا الشهر، هو الزعيم الثائر الذي تمثل حياته جزءا من تاريخ النضال الفلسطيني لا يستطيع أحد أن ينكره مهما اختلفنا أو اتفقنا معه أن نعيد التذكيرة بقضية أمتنا العربية الأولى، أن نلفت الأنظار إلى أن صراعنا مع إسرائيل ما زال مستمرا، لأن الشعب الفلسطيني لم ينل حقوقه المشروعة، رغم كل التنازلات التي قدمها هو والعرب جميعهم من أجل السلام المزعوم. ياسر عرفات زعيم حركة فتح كبرى الحركات والفصائل الفلسطينية، الذي اغتاله العدو الاسرائيلي. تأتي ذكراه هذا العام بينما يحتفل الفلسطينيون بافتتاح متحفه بجوار المكان الذي كان يرقد فيه جثمانه وفي المكان الذي حاصره فيه الاسرائيليون في سنوات حياته الأخيرة، والذي تمت فيه عملية اغتياله. ومرة أخرى يعيد الرئيس أبو مازن الحديث عن مقتل عرفات، ويقول إنه يعرف من قتله، ولكنه في انتظار نتائج التحقيق الفلسطيني، التي ستعلن خلال أيام. نعم مات عرفات شهيدا، كما أراد وقال إنهم يريدونني أسيرا أو طريدا… وأقول لهم بل شهيدا شهيدا شهيدا. ونحن نستعيد في هذه الصفحات ذكرى عرفات خاصة، وتراث مجلة «المصور» يزخر بالكثير من الحوارات والندوات مع الزعيم الثائر، والذي قام بزيارة «دار الهلال» مرات عدة، وكانت علاقته ممتدة بكتابها وصحافييها ورؤساء تحريرها. هذه الحوارات واللقاءات هي توثيق للكثير من الأحداث والوقائع التي تمثل تطور القضية الفلسطينية ومراحل الصعود والهبوط لنضال الشعب الفلسطيني، الذي يمثله «الختيار» أبو عمار». «روز اليوسف»: أبو عمار الرمز والأسطورة كما كتب زميلنا وصديقنا الشاعر في جريدة «روز اليوسف» محمد بغدادي مقالا عنوانه «أبو عمار الرمز والاسطورة» قال فيه: «ماذا تريد؟ سيادة فوق الرماد؟ وأنت سيد روحنا يا سيد الكينونة المتحولة فاذهب فليس لك المكان ولا العروش/المزبلة حرية التكوين أنت وأنت عكس المرحلة فاذهب فقيراً كالصلاة وحافياً كالنهر في درب الحصى ومؤجلاً كقرنفلة بهذه الأبيات اختتم محمود درويش رائعته «مديح الظل العالي»، مشيعاً «أبو عمار» وهو يرتقي درجات سفينة الخروج الأول من بيروت 1982 ومعه ما تبقى من رجال المقاومة وما تبقى من رفاق الثورة الفلسطينية الأوائل بعد اجتياح لبنان وحصار بيروت، الذي دام أكثر من مئة يوم انهارت فيها كل بنايات بيروت الجميلة من دون أن تنهار إرادة الحياة والمقاومة عند «أبو عمار» ورفاقه، ومن دون أن ينال أرييل شارون مهندس الاجتياح مأربه من غريمه التاريخي «أبو عمار» خرج ياسر عرفات سالماً بينما وقف شارون يبتسم لمئات المراسلين والصحافيين في ميناء بيروت والباخرة التي تحمل عرفات تبتعد في البحر ليعلن أمام عدسات المصورين بأنه «تم القضاء نهائياً على البنية التحتية لمنظمة التحرير، وأن عرفات يركب البحر إلى قبره» وعلى سطح السفينة المبحرة إلى المجهول ابتسم «أبو عمار» لرفاقه، وقال من دون أن يفارقه تفاؤله ويقينه بالنصر «الضربة التي لا تصيب الرأس تقوي الجسد» إنني ذاهب إلى فلسطين وبعد اثنين وعشرين عاما يخرج «أبو عمار» مرة أخرى من تحت حصار أرييل شارون من مقره الرئاسي للسلطة الفلسطينية في رام الله، متجهاً إلى باريس في رحلة للعلاج ترافقه الدعوات بالشفاء وفي صحبته ضمانات دولية عدة بعودته لمقره الرئاسي بعد تماثله للشفاء، وما بين الخروج من بيروت والخروج من رام الله رحلة طويلة من الأحداث والكفاح والنضال قطعها «أبو عمار» من دون كلل أو ملل واصل فيها العمل الدائم ليلاً ونهاراً، متنقلاً بين عواصم العالم وبلدانها ملتقياً بكل ملوك ورؤساء الدول من أجل قضية الشعب الفلسطيني الواضحة وضوح الشمس، منتظراً عدالة السماء وعدالة الأرض معاً، إنها رحلة طويلة قطعها الزعيم الفلسطيني، الذي تحول إلى رمز ثم إلى أسطورة إنها رحلة شاقة ومضنية وزاخرة بالأسرار والغموض والهزيمة والانتصار والصعود والانكسار والإثارة حتى الموت، ولكن هذه الرحلة لم تبدأ بالخروج من بيروت وانتهت بالخروج من رام الله، كانت عيون الفلسطينيين ترى لكنها تكاد لا تصدق أن ياسر عرفات الزعيم والقائد والأب والمناضل الصلب والثائر التاريخي يمكن أن يبدو بهذا الوهن بل ولا يريدون أن يصدقوا أنه يمكن أن يمرض. اعتادوا عليه أن يكون «سيد النجاة»، كما أطلق عليه الشاعر محمود درويش، نجا من عشرات محاولات الاغتيال والقصف ومن حوادث سقوط الطائرة وتدهور السيارات ولم يضعف يوما أمام أي ضغط أو حصار أو استهداف لكنه أقعده المرض الغامض، حيث تحوم الشكوك حول تسميمه وتتباين التقارير التي يسمعها الناس في انتظار النتيجة النهائية للجنة تقصي الحقائق حول مرضه ثم وفاته في باريس». مستقبل حركة فتح بين أبو مازن وناصر القدوة ومن ياسر عرفات إلى خليفته محمود عباس «أبو مازن»، الذي قال عنه أمس في «الأهرام» زميلنا وصديقنا مكرم محمد أحمد في عموده اليومي « نقطة نور»: «يرفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن يكون في حالة خصام أو عتاب مع مصر، وينفي على نحو شبه مطلق أن تكون هناك أسباب تسوغ هذا الخصام أو تبرره، لأن مصر هي السند والدعم والجدار الإستراتيجي، الذى تستند إليه ظهور الفلسطينيين كما يقول عباس، وتظل الأولى والأهم في علاقات الدولة الفلسطينية لا بديل لها، ولأن الرئيس عبدالفتاح السيسى أخ وشقيق مخلص أخذ مصر إلى بر الأمان وسوف يعبر عنق الزجاجة الراهن، وما تختاره مصر يرضى به الفلسطينيون الذين يؤيدون مرشحة مصر إلى اليونسكو وفي رام الله استقبل أبو مازن الوفد المصري إلى مؤتمر فتح لأكثر من ساعة تركز خلالها الحديث عن عمق علاقاته مع مصر وعن مؤتمر فتح الذي يعقد الآن في رام الله بحضور وافر، لأن أبو مازن استعان بالرئيس التركي أردوغان وأمير قطر كي لا تمنع حماس وصول وفد قطاع غزة، كما حدث في مرة سابقة، ولأن الإسرائيليين الذين يجتهد أبو مازن كثيرا لكسب ودهم وأسهم في إطفاء حرائق حيفا، التزموا بعدم تعويق انعقاد المؤتمر سوف يقدم أبو مازن إلى مؤتمر فتح قراءة للتحديات التي تواجهها القيادة الفلسطينية وضرورة إعادة ترتيب صفوف منظمة فتح وإعادة تشكيل مؤسساتها القيادية بالانتخاب، بما يضمن المحافظة على وحدة الصف والهدف وتماسك صفوفها في مواجهة محاولات محمد دحلان غريم أبو مازن اللدود العودة إلى موقعه في اللجنة المركزية لفتح والتراجع عن قرار فصله، الذي تم عام 2010 بعد محاكمة لم يحضرها. ويبدو واضحا أن الرئيس أبو مازن الذي أجرى عمليات تصالح واسعة داخل فتح شملت ناصر القدوة ابن اخت عرفات، الذي رشحته بعض الدوائر الفلسطينية كي يخلف أبو مازن وعززت انتصار أغلب قيادات فتح لسياسات أبو مازن، التي تنبذ العنف والمقاومة المسلحة في مناخ جد مختلف يعكس آثاره على معظم مدن الضفة، خاصة رام الله، التي تزداد عمرانا وازدهارا لا يؤرقها هاجس أمني، رغم انقطاع التفاوض الفلسطيني – الإسرائيلي». الخارجية: مصر ستظل أبرز المساندين والداعمين للشعب الفلسطيني وأخيرا أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا قالت فيه عن اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني: «إن مصر تؤكد ما تتمتع به القضية الفلسطينية من مكانة في الوجدان المصري وما تمثله من أولوية بالنسبة لسياساتها الخارجية، وأنها كانت وستظل أبرز المساندين والداعيمن للشعب الفلسطيني. إن احياء ذكرى اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، الذي وافق 29 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام يوفر فرصة لاستعادة الزخم والاهتمام بالقضية الفلسطينية من قبل المجتمع الدولي ولتعزيز الجهود المبذولة في هذا الصدد لتكون أكثر قدرة على التأثير وايقاظ ضمير العالم تجاهها، كما يعد تذكيرا للأمم المتحدة بجميع أجهزتها بأن القضية الفلسطينية لا تزال عالقة ويجب أن تظل الحارس الشرعي للحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف. إن هذه الحقوق تتمثل في حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والحق في الاستقلال الوطني والسيادة وحق الفلسطينيين في العودة إلى أراضيهم وممتلكاتهم، خصوصا مع التدهور الذي شهدته الأوضاع على الأرض في السنوات الأخيرة وتوقف عملية المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي». صاحب قناة «دريم» يهاجم أبو هشيمة ويتحدث عن حكمة مبارك وأخطاء نجله جمال وبينما تضاءل حتى كاد يختفي الاهتمام بحكم محكمة جنح قسم قصر النيل حبس نقيب الصحافيين والوكيل والسكرتير العام، فقد أعاد الاهتمام بقضية الصحافة ومستقبلها زميلنا عماد الدين حسين، رئيس تحرير «الشروق»، محذرا من غلقها بسبب قلة الدخل من الإعلانات وارتفاع أسعر الورق والأحبار فإن رجل الأعمال أحمد بهجت وصاحب قناة «دريم» أعاد الاهتمام بها أمس في حوار له مع «المصري اليوم» أجراه معه زملاؤنا محمد السيد صالح ووفاء بكري هاجم فيه رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة صاحب «اليوم السابع» وقناة «النهار» واعتبره واجهة للسلطة، وأكد أنه سيتوجه بقناته إلى دول المغرب العربي، كما تحدث عن «ثورة يناير» ومبارك وأبنه جمال، ومما قاله ردا على بعض الأسئلة: «أعمل الآن قناتين جديدتين، حيث ستعود قناة «دريم 1» وستكون قناة عامة قوية للغاية، وأخرى تقدمت بطلب لها وهي «دريم مغاربية»، موجهة لدول المغرب العربي. عندي استثمارات في تونس، ولدي استثمارات في السودان وجنوب السودان وإثيوبيا، وسأبدأ قريبا في المغرب ورواندا. أنا مؤمن بأن مستقبلنا في أفريقيا والمغرب العربي، وليس في أوروبا، فهم الأقرب لنا. أبوهشيمة «لا بيشتري ولا حاجة» هو «واجهة فقط»، فهو لا يفهم في الإعلام، لكنه يؤدي دوره بشكل جيد، وسيطرة التوجه الواحد على الإعلام خطأ كبير وكارثة وقلت لبعض المعنيين هذا الكلام، وعندما أطلقت قناة «دريم» لم يبحث أحد عن قناة «الجزيرة»، فلقد كان «سقفنا» في الحرية عاليا، والفضل يرجع في هذا لمبارك، الذي أتاح لنا مناقشة موضوعات شائكة بحرية كاملة، بالرغم من أن صفوت الشريف كان يشي بكثير من الكلام له، ولكن مبارك لم يكن يستمع إليه، لأنه كان يحبني وأنا أحبه وزارني كثيرا، لأنه كان يوجد ود بيننا، إلا أن الحديث عن توريث جمال مبارك هو الذي سبب المشاكل. كلامك يوحي بأنك كنت ضد ما حدث من محاولات لتوريث جمال؟ نعم. لم يكن مفروضا أن يدخل جمال في هذا الأمر. وللعلم هو إنسان مؤدب للغاية وعلى خلق ويفهم في الكثير من الأشياء، ولكن كانت مشكلته في أخذ القرار، وكان هذا هو سبب سقوط نظام مبارك. يوم الخميس قبل جمعة الغضب قلت لحسن راتب إن الرئيس يجب أن يتحدث إلى الشعب وفي «دريم» طلبت من عمار الشريعي أن يكلمه على الهواء ويطلب منه إلقاء خطاب. وعلى المستوى الشخصي كنت متخوفا للغاية مما يحدث، لأنه وفقا للخطة الموضوعة كان جمال سيتولى الحكم في 2011 وكان ذلك يساعد في تفاقم أزماتي وبالتالي ستتوقف مشروعاتي. ويوم الجمعة كلمت جمال عبدالعزيز سكرتير مبارك، وقلت له: «البلد هتضيع منكم ولازم الريس يطلع يتكلم للناس» وقال لي: «الريس هيتكلم» ثم كلمته بعد ساعة وأكد لي أنه يتم عمل المونتاج للخطاب وفي النهاية كان الخطاب الساعة 12 صباحا بعد أن سقط النظام، ولكن الشعب تعاطف مع مبارك في الخطاب الثاني، فلماذا حكمت بسقوط النظام من الخطاب الأول؟ بالفعل، ولكن كان «فيه حاجة اتكسرت»، لأنه كان كبير مصر، ولما الكبير يتكسر كل حاجة بتقع وهذا ما حدث حتى اليوم. لم يبق هناك كبير للبلد، وأين كنت وقت الخطاب الثاني؟ في الاستوديو وكان معي خالد الغندور وبكى بكاءً حارا، وبصراحة هذا الرجل لو لم يكن حوله المحيطون به لكان أكمل مدته وترك الحكم، وللعلم فإننا خسرنا 3 تريليونات جنيه من وقت الثورة إلى الآن». «الشروق»: الصحف والمجلات مهددة بالافلاس وعلى الدولة التدخل وعادت جريدة «الشروق» للاهتمام أمس بمستقبل الصحف، ونشرت تحقيقا لزميلتينا الجميلتين ليلى عبد الباسط وهدير الحضري، قالت فيه إن الأمين العام للمجلس الأعلى للصحافة زميلنا وصديقنا صلاح عيسى قال إن ارتفاع تكلفة الطباعة بنسبة سبع وسبعبن في المئة كارثة وجاء في التحقيق: «إن القرار سيحمل تبعات سيئة جدا، معربا عن تخوفه من النتائج المترتبة عليه بغلق جرائد أو تسريح عاملين مع تفاقم أزمة البطالة بين العاملين في صناعة الصحف. واستطرد: «علينا السعي للوصول إلى أقل الأضرار الممكنة وهناك بعض الحلول المقترحة مثل زيادة أسعار الصحف أو دعم الحكومة مستلزمات الطباعة، إلا أن الصحف من السلع المرنة وليست الأساسية، وليس من المعقول التحدث عن دعم الصحف في ظل رفع الدعم عن السلع الأساسية ذاتها». وأشار إلى بعض الحلول المجدية من بينها اقتراح رئيس تحرير جريدة «الشروق» عماد الدين حسين تفعيل الاشتراكات في المواقع الإلكترونية للصحف لا سيما للمصريين في الخارج ما سيدر عملة أجنبية إلى البلاد، فضلاً عن تخفيض عدد صفحات الصحف والمجلات بشكل مؤقت لحين استقرار سعر الدولار وتقليل نفقات الإنتاج في الصحف التي تستخدم أوراقا عالية التكلفة، لا سيما المجلات الأسبوعية والتقليل من استخدام الصفحات الملونة. من جهته وصف رئيس لجنة التشريعات في نقابة الصحافيين وعضو المجلس كارم محمود القرار بـ«الكارثة» وشدد على أنه يضرب صناعة الصحف في مقتل، مطالبا الدولة بالتدخل بشكل سريع لإنقاذ ودعم صناعة الصحف. «المصور»: أزمة بين أعضاء مجلس النواب ووزارة الداخلية بسبب التوظيف وإلى المعارك والردود المتنوعة، وأولها الأزمة التي حدثت فجأة بين عدد من أعضاء مجلس النواب ووزارة الداخلية، بسبب ما قيل عن قبول أبناء وأقارب ثمانية وعشرين عضوا في مجلس النواب في أكاديمية الشرطة هذا العام وخلو أبناء محافظة الوادي الجديد، الذي أوصى نواب المحافظة بقبولهم وهو ما أثاره عضو المجلس داود سليمان محمد، وجاء في تحقيق نشرته مجلة «المصور» لزميلنا عبد الحميد العمدة: «سليمان قال أيضا خلال كلمته في لجنة حقوق الإنسان بحضور اللواء عمرو شاكر رئيس إدارة قطاع حقوق الإنسان في وزارة الداخلية لمناقشة العلاقة بين الداخلية والمواطن هناك 6 من شباب الوادي الجديد تقدموا لكليات الشرطة ونجحوا في الاختبارات كافة، ومع ذلك لم يتم قبولهم، وأطالب وزارة الداخلية بإعادة النظر في هذا الأمر لرد اعتبار المحافظة. كلية الشرطة هذا العام قالت مش فاهمة إحنا مستبعدين ليه هل نحن خط؟ في سياق ذي صلة كشف مصدر برلماني مطلع أن عددا كبيرا من النواب كان قد تقدم بطلبات للدكتور على عبد العال، رئيس المجلس لتزكية أبنائهم للقبول بالأكاديمية لدى وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار، لكنهم عندما علموا أنه لن يتم قبول سوى أقارب الدرجة الأولى فقط، الأمر الذى أدى لاصرارهم على ضرورة تدخل الدكتور علي عبد العال مرة أخرى للتوصية بقبول الأقارب من الدرجة الثانية والثالثة وهو ما حدث بالفعل حسب تأكيد المصدر ذاته، وكانت أروقة محيط مكتب رئيس البرلمان والأمين العام المستشار أحمد سعد الدين لا تخل من تواجد هؤلاء النواب بشكل يومي حتى في غير أيام انعقاد الجلسات وذلك طوال فترة التقدم وإجراء اختبارات الكشف الطبي، نظرا لعدم قبول بعض أبناء النواب أثناء اختبارات الكشف الطبي». «المصري اليوم»: قصة قاضي الحشيش وكلبه وإلى زميلنا وصديقنا محمد أمين وتحذيره أمس في عموده اليومي في «المصري اليوم» (على فين) من تبرئة القاضي المتهم بحمل الحشيش في سيارته وتوجيه التهمة إلى الكلب هيرو، وقال: «قرأت تصريحاً لأحد المحامين دفع فيه ببطلان إجراءات القبض على قاضي الحشيش، وقال إن تعرّف الكلب البوليسى على المخدرات باطل من وجهة نظره الشخصية، ولا أعرف إن كان يريد أن يحاكم الكلب في القضية أم يريد أن يطلب البراءة لموكله؟ فهل سنرى بالفعل محاكمة للكلب وإيداعه قفص الاتهام؟ وهل توصّل المحامي إلى دليل على براءة موكله؟ هل سيخرج القاضي منها ويتم حبس الكلب؟! لا أستغرب شيئاً فالتجربة تقول إن قضايا المخدرات في الغالب تأخذ براءة لبطلان إجراءات الضبط والتفتيش، ولا أعيب على المحامي في شيء مما قاله التشكيك في القضية أصل من أصول الدفاع، لكن أريد أن أسأل: أليس قاضي الحشيش قد تم ضبطه متلبساً؟ أليس القاضي قد اعترف بوجود الحشيش المضبوط، لكنه قال إنه ملك السائق وصديقته الأجنبية؟ ألم يقل: أنا لست أول من يخطئ في القضاء»؟! اتهام الشرطة ومحافظة المنوفية بالتستر على تجار المخدرات ومن كلب الشرطة والقاضي، وبالمناسبة الكلب أسمه هيرو، إلى الشرطة أيضا وتجار المخدرات الذين قال عنهم في العدد نفسه زميلنا عبد الناصر أسامة في بابه اليومي «سلامات»: «محمد عيسى العليمي ابن قرية شما في المنوفية استشهد أمام منزله برصاص الغدر، رصاص تجار المخدرات في قريته. أطلقوا عليه خزنة سلاح آلي كاملة لمجرد أنه كان شهماً ويقاومهم طوال الوقت. لدى الجهات الأمنية التي لم تنصفه ولم تحمه لجأ إلى الصحافة، فكانت نهايته مخلفاً وراءه خمس بنات في عمر الطفولة. مضى على مقتل ذلك الرجل نحو ثلاثة أسابيع والجناة ما زالوا طلقاء. أهالي القرية يتحدثون عن فساد أمني. لذا هم في حالة احتجاج دائم. الفقيد كان يمثل رمزاً للشهامة والرجولة بالنسبة إليهم، هم فقط يطلبون القصاص اتهاماتهم موجهة للجميع، دون استثناء الى المحافظ، كما نواب البرلمان، كما الشرطة. لا أحد من وجهة نظرهم ساعد في مواجهة هذه الظاهرة، ظاهرة انتشار المخدرات عن طريق هؤلاء التجار أو هذه العائلة التي اتخذت من القرية وكراً للاتجار»! والحقيقة أن زميلنا سلامة لم يتابع تطورات هذه القصة الخاصة بعائلة الحريري وقتلها عام 2011 خمسة مواطنين، فقد اعتقلت الشرطة عددا منهم وتطارد الباقين وستقدمهم للمحاكمة. وهنا لا بد أن نبدي تقديرنا لصاحب «المصري اليوم» ورجل الأعمال صلاح دياب، الذي هاجم بعنف أول أمس عبد الناصر سلامة، ولكنه لم يمنع نشر مقالاته. «الوطن»: مصر ليست هذه التي تردح وتشتم وتبتذل نفسها وآخر المعارك ستكون من «الوطن» أمس لرئيس تحريرها التنفيذي محمود الكردوسي، الذي عاد للكتابة بعد غيبة طالت، وكان يتأمل في أحوال مصر، وقال عنها حزينا شارد البال: «أبحث أحياناً عن مصر فلا أجدها. أبحث عن مصر الجميلة، فلا أرى إلا قبحاً وشراً وابتذالاً وفوضى. أبحث عنها فأراها «تردح» وتشتم وتبتذل نفسها. أراها تراوح بين رذيلتين: الكسل والغطرسة أراها خائفة مترددة مصدومة في ما جرى. قلقة مما سيأتي. أراها منهكة محبطة «ريقها ناشف» من كثرة الهتاف والجري وراء الشعارات. أراها ممزقة: كل جبهاتها مفتوحة في وقت واحد. أراها موكباً للدجالين وتجار الثورات تلاحقه حشود أبرياء غافلين كسُحُب غبار. أبحث في السياسة عن «يقين» فلا أجد. أبحث في الدين عن «تفسير» فلا أجد. أبحث في العلم عن «معادلة» فلا أجد. أبحث في الخيال عن «نص» فلا أجد! لكن مصر هكذا خلقها الله هكذا فاصبر عليها. مصر بلد كبير وجميل وحمّال أسية والضربة التي لا تقتله تقويك. مصر هزمت كل خصومها ونضجت وأنت باقٍ يقظ لم تفقد حبك لها وكرهك لأعدائها. مصر ليست بلداً تافهاً أو عابراً. مصر التي أنجبت طابوراً من الرواد لا يمكن أن تكون بلا قيمة. مصر التي اخترعت إسلامها ومسيحيتها لا يمكن أن تكون بلا قيمة. مصر التي كانت أول من بنى وخاض حرباً ومد جسراً للسلام لا يمكن أن تكون بلا قيمة. مصر التي خلقها الله ضفتي نهر وبسط صحراءها قبراً لكل من دخلها بغير استئذان لا يمكن أن تكون بلا قيمة. مصر التي تحمل على كتفيها تسعين مليوناً لتغيظ خصومها بـ»عزوتها» وتزهو أمامهم بخصوبتها لا يمكن أن تكون بلا قيمة. مصر التي علّمت البشر كيف يحبون بكعكة سميط وقرطاس كمون وكيف يغنون وهم مهزومون ويبكون في أشد حالاتهم فرحاً لا يمكن أن تكون بلا قيمة. لا تصدق أن مصر ماتت إكلينيكياً. مصر بـ«سبع أرواح» من احتلال إلى طغيان ومن مجاعة إلى وباء ومن عدوان إلى مؤامرة: «الزمن شاب وإنتي شابة هُوّ رايح وإنتي جاية». كارثة تهدد بإغلاق الصحف المصرية وتسريح العاملين فيها… وقناة «دريم» تهدد بالتوجه لدول المغرب العربي حسنين كروم |
المخابرات الألمانية مخترقة من إسلاميين Posted: 30 Nov 2016 02:26 PM PST برلين – «القدس العريي»: أكد متحدث باسم المكتب الاتحادي لهيئة حماية الدستور في ألمانيا أمس الأربعاء القبض على أحد العاملين في الهيئة تبين أنه إسلامي نشر تصريحات إسلامية على الإنترنت باسم مستعار. وكانت تقارير إعلامية في ألمانيا أكدت مساء الثلاثاء أن هيئة حماية الدستور «المخابرات الداخلية» اكتشفت إسلاميا بين صفوفها كان يعتزم شن هجوم على المقر الرئيسي للهيئة. ورفض المتحدث باسم المخابرات الداخلية الإدلاء بتفاصيل عن منصب الرجل داخل الوكالة أو متى انضم إليها. كما رفض التعقيب على تقرير صحيفة «دي فيلت» بأن الرجل، البالغ من العمر 51 عاما، كان يخطط لتفجير قنبلة في مكتب الوكالة المركزي في كولونيا. وقال المتحدث «لا يوجد دليل حتى الآن على أن هناك خطرا ملموسا على أمن المخابرات الداخلية أو موظفيها». في ما قال رئيس المخابرات هانس ـ غيورغ ماسن إن الأمر يتعلق هنا بحالة رجل تطرف في وسط شخصي دون أن يُلفت إليه الأنظار. وحسب مجلة «دير شبيغل» فإن السلطات اكتشفت سر هذا الرجل قبل نحو أربعة أسابيع وإنه صدر أمر بالقبض عليه والادعاء العام في دوسلدورف يحقق معه. ووفقا للمجلة فإن الرجل قد أدلى باعتراف جزئي، وأنه كان قد تم تعيينه قبل فترة قصيرة لمراقبة التيار الإسلامي في ألمانيا لصالح الاستخبارات الداخلية، وأضافت أنه حسب إفادات الهيئة، فإن الرجل لم يبد تصرفا ملفتا للانتباه سواء في إجراءات تقدمه للوظيفة أو خلال تدريبه أو عمله. وذكرت المجلة أنه يبدو أن الرجل قام بتجميع أسرار رسمية بشكل دقيق، وقد عثر المحققون بحوزته على وسائط تخزين عليها معلومات تتعلق بهذا الخصوص. وتقول صحيفة «دي فيلت» إن الرجل يعيش حياة مزدوجة، مشيرة إلى أنه تحدث عبر موقع دردشة على الإنترنت مع عدة مسلمين أو أشخاص يدعون أنهم مسلمون، عن هجوم محتمل على المقر الرئيسي للهيئة في كولونيا. وتابعت الصحيفة أن واحدا على الأقل من هؤلاء الأشخاص كان من العملاء السريين الذين يعملون لدى الهيئة، وقد باشرت السلطات تحرياتها عن الرجل بناء على بلاغ من هذا العميل السري. ويُتابع المشتبه به بتهم الإدلاء بتصريحات إسلامية متطرفة على الانترنت باستخدام اسم وهمي وبكشف معلومات داخلية خاصة بالوكالة في غرف للدردشة على الانترنت. وقالت مجلة «دير شبيغل» الألمانية في موقعها الإلكتروني إن الوكالة علمت بأمر أنشطة الرجل للمرة الأولى قبل نحو أربعة أسابيع. وكثفت السلطات الألمانية أنشطة المراقبة للجماعات الإسلامية أو أفراد يحتمل أن يكونوا متشددين بعد هجومين أعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» مسؤوليته عنهما في يوليو/تموز. وقال هانس ـ غيورغ ماسن مدير الوكالة في مقابلة في وقت سابق هذا الشهر إن المخابرات الداخلية تقدر أن هناك نحو 40 ألف إسلامي في ألمانيا، بينهم 9200 سلفي. وقال آنذاك «ما زلنا نمثل هدفا لإرهاب الإسلاميين المتطرفين وينبغي أن نفترض أن تنظيم الدولة الإسلامية أو غيره من المنظمات الإرهابية ستنفذ هجوما في ألمانيا إذا استطاعت ذلك». وفي تصريحات للمركز الأوروبي لدراسة مكافحة الإرهاب قال رئيسه جاسم محمد في بيان وصل لـ «القدس العربي» نسخة منه أنه من المفروض أن تقوم هيئة حماية الدستور بمراقبة الإسلاميين وتحركاتهم وكشف مخططاتهم. لكن الهيئة نفسها كانت ضحية تجسس أحد عناصرها الذي تبين أنه إسلامي وكان يحضر لهجوم بقنبلة على الهيئة. ووصف محمد هذا الاختراق بالخطير وله تبعاته، مؤكدا أن الأمور ستتضح معالمها ريثما تنتهي التحقيقات. يذكر أن مجلة «دير شبيغل» وصحيفة «دي فيلت» نشرت تصريحات نفيد تصريحات أن الرجل وإنه أفشى أسرارا خاصة بعمله على الإنترنت باسم مستعار. وقالت صحيفة دي فيلت استنادا إلى مصادر أمنية إن الرجل البالغ من العمر 51 عاما كان يعتزم تفجير قنبلة في مقر الهيئة في كولونيا وإنه اعترف بذلك خلال التحقيق وقال إنه كان «سيتقرب لله» بهذا الانفجار. غير أن الرجل لم يتخذ على الأرجح أي خطوات لتنفيذ هذا المخطط المخابرات الألمانية مخترقة من إسلاميين تقول إنه لا توجد دلائل على خطر ملموس علاء جمعة |
ليلى الحداد: قتل المتظاهرين خلال الثورة التونسية تم بأوامر مباشرة من بن علي Posted: 30 Nov 2016 02:25 PM PST تونس – «القدس العربي»: قالت محامية عائلات ضحايا وجرحى الثورة التونسية ليلى الحداد إن عمليات قتل المتظاهرين خلال الثورة تمت بأوامر مباشرة من الرئيس السابق زين العابدين بن علي وتورطت فيها أربعة أجهزة في وزارة الداخلية في تلك الفترة، مشيرة إلى أن ملف الضحايا والمصابين أثناء الثورة تحول إلى صفقة سياسية في إطار المصالحة مع النظام السابق، مشيرة إلى وجود إرادة حالية لدفن هذا الملف بشكل نهائي. وانتقدت من جهة أخرى تعامل هيئة الحقيقة والكرامة بشكل «إيديولوجي» مع ضحايا الاستبداد في تونس، عبر تقديم ملفات الإسلاميين واليساريين على بقية الملفات كضحايا «الرش» في سليانة وغيرهم. وأضافت في حوار خاص مع «القدس العربي»: «هناك أحكام تحضيرية صدرت عن محكمة الاستئناف وأثبتت أن أسلحة القنص (7.62 ملم) التي تم بها قتل المتظاهرين ما بين 17 كانون الأول/ديسمبر 2010 و14 كانون الثاني/يناير 2011، خاصة في تالة والقصرين والرقاب وبنزرت وتونس والعديد من المدن التونسية الأخرى، يتم استخدامها من وزارة الداخلية. هذا ما يؤكد أن الوزارة في تلك الفترة كانت متورطة بعملية القتل رغم أنها أنكرت أن يكون لديها أسلحة من هذا النوع أو قناصة بهذا الشكل، ولكن التقارير التي قدمتها الوزارة لاحقا، أثبتت أن هناك أربعة أسلاك (أجهزة) مختصة بالقنص في الوزارة وهم مجموعة مختصة في الأمن الرئاسي وفي وحدات التدخل والحرس الوطني والأمن العمومي». وأضافت «وثبت أيضا تورط قيادات أمنية في الوزارة في عمليات القتل عبر هواتفهم المحمولة حيث كانوا على تواصل دائم ومكثف مع القيادات الميدانية في مناطق الاحتجاجات ما يبين إعطاءهم تعليمات بقتل المتظاهرين، ونحن أتينا بشهادات تؤكد ذلك ولدينا قرائن تؤكد أن وزارة الداخلية كانت متورطة بقتل المتظاهرين في تلك الفترة، ولا يمكن الحديث عن إمكانية تورط المؤسسة العسكرية، لأن عمليات القتل التي تمت من قبل الجيش كانت منذ ليلة 14 كانون الثاني/يناير 2011 وما بعدها، ولا يمكن أيضا الإيحاء بوجود قناصة من خارج تونس هم من قاموا بعملية الاغتيال وكأن هناك انقلابا أو مؤامرة على تونس وليس هناك ثورة». وتابعت «ملف جرحى وشهداء الثورة أثبت أن عمليات القتل كانت بتعليمات مباشرة من بن علي إلى القيادات الأمنية والميدانية بقتل المتظاهرين أثناء المسيرات الاحتجاجية، وهذا ثابت من خلال الملف والمؤيدات، وخاصة أن نظام بن علي كان نظاما بوليسيا والولوج إلى أرشيف وزارة الداخلية عن طريق هذا الملف سيوضح الكثير من الأمور الغامضة». وأشارت الحداد إلى أن هذا الملف أصبح صفقة سياسية و»خاصة بعد نقل الملف من القضاء العدلي (الطبيعي) إلى القضاء العسكري وهو قضاء استثنائي ولا يمكن بأي حال أن ينظر بقضايا حقوق إنسان، وهو كذلك الخصم والحكم في الكثير من القضايا باعتبار وجود قضايا تورط فيها عسكريون بقتل متظاهرين، إضافة إلى وجود إرادة سياسية لدفن هذا الملف وفي 12 أبريل/نيسان 2014 بان ذلك بالكاشف بعد إطلاق سراح جميع المتورطين بالقتل واعتبار أن عملية القتل كان مجرد اعتداء بالعنف نجم عنه موت، كما إطلاق سراحهم بعد اعتبار أن مدة الإيقاف ثلاث سنوات هي مدة العقوبة، كذلك بعد اجتماع الشيخين (الرئيس الباجي قائد السبسي ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي) في باريس تم غلق الملف، وربما تكون طريقة من طرق المصالحة التي يريدونها مع النظام السابق، وكذلك صفقة بين الجهاز الأمني والعسكري لإطلاق جميع المتورطين في القتل». وحول تقييمها لجلسات الاستماع العلنية التي نظمتها هيئة الحقيقة والكرامة مؤخرا، قالت «جلستا الاستماع المذكورة لا تمثلان سوى 1 في المئة من الضحايا والمناضلين ضد الاستبداد لأكثر من نصف قرن، ولكنهما كانتا كافيتين للكثيرين وخاصة للرأي العام التونسي الذي بقيت تحتويه القنوات التونسية في تبييض النظام السابق، والآن سقطت كل عمليات التبييض للنظام السابق واتضح أنه كان نظاما ديكاتوريا مستبدا وبوليسيا، وأن الحقائق التي بينها بعض الضحايا أسقطت كل الأكاذيب وكل التدجينات للرأي العام التونسي». وأضافت «الرأي العام اليوم سمع أغلب الحقبات (اليوسفية، الحوض المنجمي، الإسلاميين، اليسار) التي تعرض فيها الضحايا لانتهاكات، لكن النقاش بقي إيديولوجيا أكثر منه نقاش حقوق إنسان، وهذا تجلى في قيام هيئة الحقيقة والكرامة بتقديم ملفات الإسلاميين واليسار على ملف الرش في سليانة مثلا، وأرى أن هذا موقف إيديولوجي، لكن جلسات الاستماع متواصلة وسيثار هذا الملف بالتأكيد، وخاصة أن القضية ما زالت أمام القضاء العسكري في الكاف، وهناك العديد من المتورطين والتحقيقات والشهادات متواصلة، ونتمنى أن يأخذ القضاء بزمام الأمور لكشف الحقيقة، والملف أيضا مودع لدى هيئة الحقيقة والكرامة». وتابعت «نتمنى أن نسمع شهادات لضحايا الرش بدون موقف إيديولوجي مسبق لأنه في النهاية مسار كامل (مسار العدالة الانتقالية) نعرف من خلاله الحقيقة وهذا مهم جدا لتسليط العقاب القانوني الرادع لعدم العودة لهذه الانتهاكات. ولكن في نهاية الأمر هناك سلم اجتماعي ومناخ يجب أن تعيش فيه تونس وتكون فيه جميع الأطياف الفكرية والإيديولوجية متجانسة ومتعايشة من أجل هذا الوطن». ليلى الحداد: قتل المتظاهرين خلال الثورة التونسية تم بأوامر مباشرة من بن علي حسن سلمان |
الاردن: رواية الملكة رانيا تعززها التصنيفات الدولية حول الضعف في الرياضيات وكوادر في الأمن العام لا تجيد القراءة والكتابة Posted: 30 Nov 2016 02:25 PM PST عمان ـ «القدس العربي»: قد تصلح إقرارات عضو البرلمان الأردني ووزير الداخلية الأسبق الجنرال مازن القاضي مدخلا لإطلاق توجيهات القصر الملكي بعنوان «إعادة هيكلة» مؤسسات الأمن الداخلي في ظل إفصاح القاضي وهو أيضا مدير سابق للأمن العام بوجود من التحق بجهاز الأمن العام وهو لا يجيد «القراءة والكتابة». مداخلة القاضي النادرة لها ما يبررها فمجلس النواب قاوم التعديل القانوني الذي تقدمت به الحكومة ويشترط الحصول على شهادة الثانوية العامة لتحصيل الترفيع إلى رتب الضباط. موقف النواب لم يعجب القاضي فأوضح المعلومة التي يملكها حول وجود كوادر في الأمـن لا تقـرأ ولا تكتب، مؤكدا بأن وجود قدر من الثقافة والتعليم مسألة ضرورية لرجـل الأمن حتى يقوم بواجباته الموكولة إليه بصفته ممثلا لسـلطـة القـانون مع المجتـمع والشـارع. سبق للقاضي نفسه أن أبلغ «القدس العربي» أن عدد الذين لا يجيدون الكتابة والقراءة أو الضعفاء في المهارتين بين رجال الشرطة كبير جدا مما يعني تلقائيا بأن توجيهات القصر الملكي بإعادة الهيكلة يمكن أن تبدأ عبر سلسلة من التعديلات التشريعية التي تتطلب بكل الأحوال إجراءات إدارية في تعيين وتقديم المتعلمين للسلك الأمني. طبعا مجلس النواب يخشى أن تؤدي التعديلات للمساس بحقوق وفرص مئات الأردنيين. لكن حتى رجال الأمن العام يعترفون بأن تجربة تعيين الجامعيين كانت مفيدة في التطبيقات الإجرائية على الأرض خلال الـ20 عاما الماضية. بكل الأحوال موقف النواب يبدو متخلفا عن موقف الحكومة المتقدم في هذا المجال والتي تسعى فعلا لإعادة هيكلة الكادر الأمني وتثقيفه وكذلك عن موقف الكتلة البيروقراطية الصلبة التي يعبر عنها جنرال أمني ووزير داخلية سابق من وزن القاضي. حصل هذا النقاش في مجلس النواب في جلسة أمس الأربعاء فيما كانت الوقائع الرقمية تثبت ما أقرت به علنا في وقت سابق الملكة رانيا العبدالله وهي تنتقد بجرأة وضع عملية التعليم حيث أصبح الأردن في المرتبة الرابعة اليوم في الدول الأكثر ضعفا في العالم في الرياضيات على مستوى الصف الثامن الأساسي الذي يعتبر محطة الفرز الأساسية قبل المرحلتين الثانوية والجامعية. أرقام مؤسسات التصنيف الدولية في مجال الرياضيات أعلنت لتثبت وجهة نظر الملكة التي سبق أن تحدثت عن ضعف شديد في العلوم الأساسية في المرحلة الإبتدائية كما أعلنت في الوقت الذي قدم فيه القاضي الإقرار المفاجئ بافتقاد مهارات الكتابة والقراءة عند عدد لا يستهان به من كادر الأمـن العـام. ما برز مؤخرا بخصوص تقييم وضع طلاب الصف الثامن بمستوى مادة علمية أساسية وحيوية ومهمة جدا مثل الرياضيات يظهر بالدليل الساطع أن الجدل الاجتماعي الحساس بعنوان تعديل مناهج التربية والتعليم لا يطال إطلاقا المواد الأساسية في الوقت نفسه الذي يفجر فيه قنبلة سياسية بحضن كل الجهات الحكومية المسؤولة عن التربية والتعليم. معنى الكلام أن المجتمع يتجادل ويتجاذب بعنوان تعديل نصوص في منهاجي اللغة العربية والتربية الإسلامية فيما الضعف أخطر للغاية في منهاج مثل الرياضيات. وبانضمام الوقائع المتعلقة بمهارات القراءة والكتابة في مؤسسات «سيادية» وحتى على مستوى المرحلة الابتدائية يصبح الاستنتاج واضحا أن الضعف يطال غالبية العلوم الأساسية في وضع يصفه الخبراء بصاعقة أو كارثة حقيقية. كبار المسؤولين لا يريدون الاعتراف بهذه الوقائع والإفصاحات لكن السياق الشفاف الذي قادته شخصيا في مبادرة أولية الملكة رانيا العبدالله شجع الخبراء على الإدلاء برأيهم في الوقائع الحقيقية التي طالما تمرست الحكومات بإنكارها خصوصا وأن الملكة بدأت بدورها في رعاية المعالجة بمبادرات مخصصة لتثقيف وتأهيل المعلم باعتبارها المحطة الأساسية الأولى في معالجة الإشكال. وقائع «صادمة» مجددا… رواية الملكة رانيا العبدالله تعززها التصنيفات الدولية حول «الضعف» في الرياضيات وكوادر في الأمن العام الأردني لا تجيد «القراءة والكتابة» بسام البدارين |
اللغة العربية ممنوعة في حافلات بئر السبع Posted: 30 Nov 2016 02:24 PM PST الناصرة ـ «القدس العربي»: كشف، أمس، عن قرار لمنع الحافلات في مدينة بئر السبع من استخدام العربية لمخاطبة الركاب حول هوية المحطات على الطريق، في خطوة تكشف استفحال العنصرية في إسرائيل وعدم اكتفاء مروجيها بمشروع قانون حظر الأذان. وقررت شركة الباصات الإسرائيلية (دان)، الاستجابة لطلب وزارة المواصلات وبلدية بئر السبع، إبلغاء استخدام اللغة العربية في حافلاتها إلى جانب العبرية، رغم أن الكثير من ركابها هم من العرب. وتدّعي الوزارة أنه تم إلغاء التبليغ باللغة العربية، بناء على توجه من رئيس بلدية بئر السبع، عقب تلقيه شكاوى كثيرة من جانب المسافرين في المدينة. في محاولة لتخفيف وطأة الخطوة العنصرية، قالت بلدية بئر السبع : «بناء على رد وزارة المواصلات، بشأن التبليغ باللغتين، سيتم تطبيق ذلك في كل أنحاء البلاد، وكذلك في بئر السبع». وقال الناطق باسم البلدية، أمنون يوسف، أمس، إن «البلدية لم تطلب من الوزارة إلغاء التبليغ بالعربية، وإنما فحص إمكانية ذلك». ورغم ذلك أصرّت الوزارة، في تعقيبها، أنها طلبت إزالة اللغة العربية بناء على طلب رئيس البلدية. وكانت شركة «دان»، قد بدأت بتفعيل المواصلات العامة في المدينة في الأسبوع الماضي. ويظهر على شاشة إلكترونية داخل الباص مسار الحافلة مع عناوين باللغتين العبرية والعربية، وتم تفعيل جهاز التبليغ الصوتي باللغتين. وفي بداية الأسبوع، بدأ بعض سكان بئر السبع الإسرائيليين بانتقاد الشركة في شبكات التواصل الاجتماعي، إذ كتبت شارونا طال، في مجموعة على «فيسبوك» تحمل اسم «بئر السبع معاً» أنها بعثت بشكوى إلى رئيس البلدية ضد التبليغ الصوتي باللغة العربية. وأضافت:»هناك شيء يؤذي الأذن ويؤذي العين.. التبليغ بالعربية، وكأن العربية باتت لغة دولية. وبالإضافة الى ذلك، هناك الكتابة بالعربية. أنا لا اتوجه إليك من منطلق عنصري، بل كمواطنة في هذه المدينة. بئر السبع ليست مدينة عربية. هنا يقيم روس وإثيوبيون وجورجيون ورومانيون ومغاربة وغيرهم». وكتب مواطن آخر، يدعى ديكل هليل: «أشعر وكأنني أعيش في الخليل». في المقابل، قدمت النائبة تمار زاندبرغ من حزب «ميرتس»، استجواباً شفوياً إلى وزير المواصلات. وعقبت على خطوتها بالقول: «من المدهش كيف تطفو العنصرية على وجه الأرض بمثل هذه السهولة. تلك العنصرية التي كانت ذات مرة خفية عن العين تطفو الآن بقوة عفنها». وأضافت أن «الأسباب كثيرة، لكن إحدها هو التعاون مع هذه العنصرية». وقالت إنه «بدلاً من قيام البلدية والوزارة بالوقوف أمام الشكاوى العنصرية، اثبتتا أنه في إسرائيل 2016، من يصرخ بعنصرية وبعنف ينتصر». واعتبرت أن «تراجع البلدية والوزارة محرج ويستهتر بحوالى 20% من سكان إسرائيل، وبجمهور ضخم سيتم إبعاده عن المواصلات العامة». إلى ذلك، توجهت المحامية، شذى عامر، من جمعية حقوق المواطن، إلى وزارة المواصلات مطالبة بإعادة اللغة العربية إلى الباصات. وأشارت إلى أن « هذا قرار مرفوض وغير قانوني، ويقصي جمهورا كاملا ويمس بحقه الأساسي في المساواة». وذكّرت بأن «المواصلات العامة في بئر السبع تخدم آلاف العرب الذين يعيشون في المدينة ويزورونها»، داعية «الوزارة لتصحيح الأمر فورا بإعادة تفعيل التبليغ باللغة العربية». اللغة العربية ممنوعة في حافلات بئر السبع سجال بين البلدية ووزارة المواصلات حول المسؤولية عن القرار |
«فريق يهودي» في تدمر السورية للتنقيب عن الآثار Posted: 30 Nov 2016 02:24 PM PST حمص ـ «القدس العربي»: أكدت «تنسيقية الثورة السورية» في مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي وسط سوريا، على تواجد فريق آثار يهودي منذ ثلاثة أشهر، في المدينة الأثرية، يقوم بالتنقيب ضمن أماكن تحتوي على مجوهرات ولوحات تراثية باهظة الثمن، حيث تم منع أي جهة عسكرية أو أمنية تابعة للنظام من الدخول إلى تلك المنطقة، فيما تتولى قوات روسية خاصة حماية فريق الآثار اليهودي خلال عمله وتواجده. يقول مصدر إعلامي من تنسيقية تدمر، فضل عدم ذكر اسمه، لـ «القدس العربي» خلال اتصال خاص معه: إن عمليات التنقيب عن الآثار ليست بجديدة بل بدأت بعد شهر واحد من طرد تنظيم «الدولة» (داعش) من المدينة في أواخر شهر آذار/مارس من العام الحالي، ولكن الجديد هو تواجد فريق الآثار والتنقيب اليهودي منـذ ثـلاثة أشـهر. ويجري الفريق اليهودي، حسب المصدر الإعلامي، أعمال تنقيب يومية في المناطق التي تُعرف بتواجد المجوهرات واللوحات الباهظة، وسط حراسة أمنية من عناصر القوات الروسية، فيما يمنع الأسد بشكل تام التدخل أو حتى دخول المناطق التي تتم فيها عمليات البحث والتنقيب. وقال عضو «جمعية الآثار السورية» خالد عمران، والمطلع على ما يجري في تدمر من أعمال تنقيب لـ «القدس العربي»: نؤكد تواجد الفريق اليهودي في مدينة تدمر ضمن المناطق المشهورة بمجوهراتها ولوحاتها الباهظة، وتعداد هذا الفريق هو اثنا عشر باحثا ومنقبا، ولا نستطيع حتى الساعة الجزم حول هوية الفريق اليهودي، فيما إذا كان كان من إسرائيل، أم من روسيا. واستطرد أن أهم المناطق التي يتم التنقيب عن الآثار فيها في تدمر «إحدى أقدم المدن في العالم» هي «معسكر ديوقلسيان، محيط قوس النصر، حرم معبد بعل، محيط المدافن الجنوبية الشرقية»، مشيرا إلى أن هذه المناطق كلها تقع ضمن الحرم الأثري الغني بالمجوهرات واللوحات في مدينة تدمر. وأضاف عضو جمعية الآثار السورية أن المنطقة الأثرية التي تتواصل فيها أعمال البحث والتنقيب من قبل هذا الفريق تخضع بشكل كامل للسطوة العسكرية الروسية، وهي مناطق محرم على قوات النظام دخولها، ولكن الأسد على علم تام بما يجري في المنطقة، وهو متمسك حتى الساعة برواية نفي الأمر ولا يعترف بما يجري. ونوه إلى أن أعمال التنقيب كانت تقتصر على الروس فقط بعد سيطرة النظام بدعم جوي روسي على المدينة التي كان تنظيم «الدولة» يسيطر عليها، نافيا صحة ما رددته موسكو حول أن المنطقة الأثرية كانت محاطة بألغام تركها التنظيم. وأفاد عمران أن وفد الآثار اليهودي لا يختلط بالمدنيين في مدينة تدمر مطلقاً، بل هو معزول عن الأحياء الشعبية، ولا نعلم إلى أين يتم ترحيل الآثار التي يعثر عليها الفريق اليهودي، ولكن ما نؤكده، بأن التنقيب مستمر حتى الساعة وبشكل يومي دون توقف. مدينة تدمر الأثرية الواقعة بريف حمص الشرقي، تصنف على إنها إحدى أقدم المدن في العالم، وأدرجتها منظمة «اليونسكو» ضمن لائحة التراث العالمي، وشهدت هذه المدينة معارك كثيرة ألحقت ضررا بكثير من آثارها المهمة، وكان تنظيم «الدولة» يسيطر عليها قبل أن يستردها النظام أواخر شهر آذار/ مارس بتغطية جوية مكثفة من حليفه الروسي. «فريق يهودي» في تدمر السورية للتنقيب عن الآثار بمعرفة الأسد وحماية روسية خاصة سلامي محمد |
تونس: سياسيون يبحثون عن المقاعد الأمامية وإعلام رسمي هزيل مثقل بالأخطاء Posted: 30 Nov 2016 02:23 PM PST تونس – «القدس العربي»: نجحت تونس في تسويق نفسها كوجهة دولية للاستثمار وهو ما يفسره الحضور المكثف لقادة العالم ورؤساء المؤسسات المالية الدولية في مؤتمر الاستثمار الدولي الحالي، والذي أفضى خلال يومه الأول إلى توقيع عقود استثمارية ومنح مالية تتجاوز خمسة مليارات دولار. غير أن عددا كبيرا من السياسيين التونسيين لم يستوعبوا حتى الآن أهمية هذا الحدث الدولي الكبير بالنسبة لبلد يبحث عن وسائل جديدة لإنعاش اقتصاده المتعثر منذ خمس سنوات، وهو ما يفسر هجومهم المتواصل على الحكومة واتهامها بـ»تسول» الأموال رغم أن أغلب دول العالم تسعى لعقد هذا النوع من المناسبات لكسب أكبر عدد ممكن من المستثمرين. وكان من اللافت مغادرة عدد من السياسيين للجلسة الافتتاحية، وخاصة رئيسي حزبي «الاتحاد الوطني الحر» سليم الرياحي و«مشروع تونس» محسن مرزوق لعدم تخصيص مقاعد لهما في الصف الأول من القاعة، منددين بـ«الأخطاء البروتوكولية» لمنظمي المؤتمر، وهو ما عرضهما لموجة انتقادات كبيرة، حيث تحدث البعض عن «ضحالة» تفكير عدد من السياسيين المشغولين دوما بالبحث عن المناصب والمقاعد الأمامية، متناسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها البلاد في الوقت الحالي. وكان الرياحي وصف قبل أيام أن الزيارة الأخيرة لرئيس الحكومة يوسف الشاهد إلى فرنسا بأنها «زيارة تسوّل»، مشيرا إلى أن توقيتها لم يكن مناسبا لأنها تزامنت مع انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية. وكتب الباحث سامي براهم على صفحته في موقع «فيسبوك»: «من يصفون بلدهم بالتسوّل، سواء من باب الدّعابة أو السّخرية السّوداء أو الموقف السياسي، ربّما لا يدركون أن كلّ بلدان العالم حتّى المتقدّمة منها تقترض و تستجلب المستثمرين، بل من البلدان المتقدّمة اليوم من خرج من الحرب العالميّة مدمّرا ولم يستعد عافيته إلا بمثل ما يقع اليوم في تونس، وإن بشكل أكثر تقدّما: «مشروع مارشال». الإشكال إذن ليس في الدّعم الذي يُقَدَّم بل في حسن التصرّف فيه في إطار الحوكمة والشّفافيّة والتمييز الإيجابي لصالح المناطق المهمّشة». وكان من اللافت أيضا التغطية النمطية و»الهزيلة» للإعلام الرسمي الذي وقع في عدد من الأخطاء، حيث سألت إحدى مذيعات التلفزيون الحكومي أحد المسؤولين عن حصيلة اليوم الأول للمؤتمر مستخدمة عبارة «قداش لمّدنا» (كم جمعنا) وهي عبارة عامية تستخدم عادة في الأعراس التقليدية في تونس، وهو ما عرضها لموجة من التهكم من قبل مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الذين أطلقوا هاشتاغ يحمل العبارة نفسها، منتقدين انحدار مستوى الإعلام الرسمي و«جهله» بأهمية هذه المناسبة الدولية. وعلق أحد مستخدمي «فيسبوك» بقوله «إعلام العار دائماً في الهاوية السّحيقة، يتم تعيينهم في قنوات عموميّة بالرّشوة والولاءات». واستغرب آخر ويُدعى وليد العياري من عدم تفريق المذيعة ذاتها بين رقمي «30 مليون دولار» و»30 مليار دولار» وهو قيمة الاستثمارات التي تسعى تونس لتحصيلها من خلال المؤتمر الحالي. وكان رئيس الحكومة يوسف الشاهد أكد خلال افتتاح المؤتمر أن تونس عائدة بقوة كوجهة استثمارية إقليمية وقطب اقتصادي كونها تمتلك حاليا جميع الظروف الملائمة للاستثمار، بما في ذلك الموقع الجغرافي المتميز والمناخ الاستثماري الجيد والبنية التحتية والموارد البشرية والسياق الديمقراطي. سياسيون يبحثون عن المقاعد الأمامية وإعلام رسمي هزيل مثقل بالأخطاء على هامش مؤتمر الاستثمار الدولي في تونس |
الصحافيون والصيادلة والمحامون السودانيون وقوى الإجماع الوطني يصعّدون مقاومتهم لنظام البشير Posted: 30 Nov 2016 02:23 PM PST الخرطوم – «القدس العربي» : تعددت أشكال مقاومة الشعب السوداني لنظام البشير، وبعد يومين من عصيان مدني دعا له ونفّذه ناشطون في وسائل التواصل الاجتماعي دخل الصحافيون والصيادلة والمحامون والأحزاب السياسية في هذا الحراك وارتفع سقف مطالبهم عاليًا. ونفذت شبكة الصحافيين السودانية أمس إضراباً عن العمل احتجاجاً على قمع حرية الصحافة في السودان وأقام المحامون السودانيون وقفة احتجاجية أمام المحكمة الدستورية ورفضت الحكومة استلام مذكرة من قوة سياسية تطالب برحيل البشير وأعلنت لجنة الصيادلة الدخول في إضراب جزئي صباح اليوم. ولليوم الثالث صادر جهاز الأمن السوداني أمس طبعات ثلاث صحف هي التيار، اليوم التالي والوطن وتجمع الصحافيون في مقار عملهم مع الامتناع الكامل عن تنفيذ التكاليف اليومية ومقاطعة التغطيات ودوائر الأخبار أو أي نشاط تحريري داخل الصحيفة. ودعت شبكة الصحافيين السودانيين، الناشرين ورؤساء تحرير الصحف، للانضمام للإضراب باعتبارهم الأكثر تضررًا من سياسة القمع والمصادرة التي تجاوزت الحدود مؤخراً. ونفذت مجموعة تتكون من 300 محام وقفة احتجاجية بالقرب من المحكمة الدستورية بالخرطوم وحملوا لافتات تعبر عن رفضهم لما يحدث حالياً في السودان وقال عدد من المحامين الذين شاركوا في هذه الوقفة إنها تعبير عن الأوضاع المتردية في السودان، مشيرين إلى أن المشاركين فيها لا يمثلون أي أحزاب سياسية، وبحسب المشاركين فقد اعتقلت السلطات بعض المحامين من بينهم المحامي أبو بكر الهادي الضو. واستبقت مجموعة أخرى تسمي نفسها (رابطة المحامين الوطنيين) هذه الوقفة وأصدرت بياناً تبرأت فيه عن الوقفة وقالت: «إن قطاع المحامين من القطاعات التي تحترم القانون والدستور وتعي ان المحامين لديهم نقابة منتخبه تتحدث باسم المحامين كافة وهي صاحبة الحق في الحديث باسم المحامين واي تجمع آخر يخرج عن السياق القانوني فيه امتهان لنقابة المحامين». وأعلنت لجنة الصيادلة المركزية دخولها في إضراب اليوم وقالت في بيان لها إن الأجهزة الأمنية ظلت منذ يوم السبت الماضي تلاحق ثلاثة من أعضاء اللجنة المركزية هم: (د.حاتم الدعاك ، د.بهاء الدين أحمد الحاج، د.الطيب بخاري الأعضاء باللجنة) بالاستدعاءات المتكررة والاعتقال اليومي ثم إطلاق السراح لساعات قليلة ومعاودة الاعتقال مرة أخرى . وأضافت أن هذه المضايقات والاعتقالات المتكررة لن تعيقهم عن الهدف الأساسي وهو الرفض والمقاومة السلمية لقرار رفع الدعم عن الدواء، وأكدت اللجنة بأن قرار رفع الدعم عن الدواء قد نزل عملياً حيز التنفيذ وأن أسعار الأدوية بالصيدليات قد زادت وتضاعفت بما يفوق قدرة أي مريض على شراء الأدوية، وأشارت إلى أن حديث وزير الصحة الاتحادي عن إلغاء تسعيرة الأدوية إنما هو محض خداع وهو فصل جديد في المسرحية العبثية التي تجري فصولها في قطاع الدواء. وأضافت :«الوزير أعلن إلغاء التسعيرة ولم يعلن إعادة الدعم إلى الدواء، بل هي محاولة خبيثة لتخدير المواطنين وعرقلتهم عن مقاومة قرار إلغاء الدعم حتى يتم التعامل زيادة الأسعار كأمر واقع». وأصدرت اللجنة عدة قرارات على رأسها إضراب الصيدليات وصيادلة المجتمع وصيادلة الشركات والمصانع والصيادلة الاكاديميين والصيادلة العالمين بوزارة الصحة اضرابا جزئيا عن العمل لمدة ثلاث ساعات اليوم الخميس من الساعة التاسعة صباحاً حتى الساعة الثانية عشرة ظهرا (مع استمرار صيدليات المستشفيات وصيدليات خدمات التأمين الصحي في العمل لتقديم الخدمة للمحتاجين). واعلن عن تنظيم وقفة سلمية للصيادلة للتعبير عن رفض قرار رفع الدعم عن الدواء والمطالبة بإطلاق سراح الزملاء الصيادلة المعتقلين وذلك بدار الصيادلة اليوم في تمام الساعة الحادية عشرة صباحا، وتصعيد الموقف والاستمرار في الإضرابات الجزئية (حتى لا يحرم المريض من حقه في العلاج) لمدد زمنية اطول ان لم تتم الاستجابة. ورفضت الحكومة أمس تسلّم مذكرة من قوى الإجماع الوطني ومنظمات المجتمع المدني وبعض الشخصيات القومية وطالبت المذكرة بحل السلطة القائمة والتنحي فوراً وتسليمها للشعب السوداني، لإقامة سلطة انتقالية تؤسس لدولة مدنية ديمقراطية. وجاء في المذكرة: «لقد اصبح استمرار النظام عقبة أمام تحسين حياة الشعب السوداني وتحسين علاقاته الخارجية، وبلغ التناقض منتهاه بين مصالح الشعب وبقاء النظام الذي يهدد بانهيار الدولة وتفكك المجتمع ويقود الى الفوضي الكارثية». وحمّلت المذكرة نظام البشير ما حدث خلال سبعة وعشرين عاماً من مصادرة الحريات وتشريد العاملين وتصعيد الحرب في الجنوب حتى تم فصله واستمرار الحرب في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق وانتهاكات حقوق الانسان ومصادرة الحقوق والحريات وإهدار الموارد. ووقّع على المذكرة 22 حزباً ومنظمة وشخصا أبرزها الحزب الشيوعي السوداني، حزب البعث العربي الاشتراكي، حزب الاتحاديين الاحرار، الحزب الوطني الاتحادي الموحد، حزب البعث العربي الاشتراكي الاصل، حزب البعث القومي، تجمع اساتذة جامعة الخرطوم، مبادرة المجتمع المدني، الاتحاد النسائي السوداني، التجمع العالمي لنشطاء السودان بمواقع التواصل الاجتماعي، ومن الشخصيات الوطنية، ابراهيم طه ايوب وأمير عبد الله خليل. الصحافيون والصيادلة والمحامون السودانيون وقوى الإجماع الوطني يصعّدون مقاومتهم لنظام البشير صلاح الدين مصطفى |
مركز حقوقي: تشريع قانون الحشد في العراق باطل وهو نسخة من الحرس الثوري الإيراني Posted: 30 Nov 2016 02:23 PM PST بغداد ـ «القدس العربي»: أكد مركز حقوقي في العاصمة البريطانية لندن أن تشريع قانون الحشد الشعبي يعتبر باطلاً لمناقضته أحكام الدستور العراقي الذي يحظر تكوين الميليشيات العسكرية، معتبراً إياه نسخة من الحرس الثوري التابع لولاية الفقيه في إيران. وقال مدير المركز العربي للعدالة الدكتور محمد الشيخلي إن الدستور العراقي لعام 2005 نص في المادة 9- اولاً / ب (يحظر تكوين ميليشيات عسكرية خارج إطار القوات المسلحة)، بينما يبيح قانون الحشد الذي صوت عليه البرلمان العراقي تشكيل قوة عسكرية خارج أطر وزارة الدفاع ووزارة الداخلية المشكلة بقوانين عسكرية ضمن اطار الدولة العراقية. وأضاف في حديث لـــ«القدس العربي» أن الدستور يعتبر اعلى درجة من كل القوانين ولا يجوز تشريع قانون يتناقض واحكام الدستور لذا فإن قانون الحشد يعتبر من الناحية الدستورية باطلاً وغير دستوري، داعياً المحكمة الاتحادية باعتبارها أعلى سلطة تشريعية أن تنقض هذا القانون لمخالفته للدستور، ومطالباً رئيس الجمهورية بعدم التصديق على هذا القاون باعتبار رئيس الجمهورية هو الراعي والحامي لمواد الدستور. وتابع الشيخلي أن أهداف شرعنة وتقنين الميليشيات وفرضها على الساحة العراقية يعتبر تدميراً للدولة المدنية وتدميراً لكل أشكال الديمقراطية التي يتبجحون بها، مشيراً الى ان المليشيات لا تستند الى شرعية قانونية ولا الى مشروعية جماهيرية لأنها تحمل أجندة عقائدية ومذهبية تتعارض وبقية مكونات الشعب العراقي. ورأى أن الغاية من تشريع القانون هو لبناء نظام سياسي أثني شبيه بولاية الفقيه الايرانية، مضيفاً أن تشكيل قوات الحشد هي نواة للحرس الثوري العراقي العقائدي والمذهبي. وكان البرلمان العراقي قد صوت مطلع الاسبوع الحالي على قانون اعتبر الحشد الشعبي تشكيلاً يتمتع بالشخصية المعنوية ويعد جزءاً من القوات المسلحة العراقية، مبيناً ان تشريع هذا القانون هو تكريم لكل من تطوع دفاعاً عن العراق ولحفظ الدولة من هجمة تنظيم الدولة وكل من يعادي العراق ونظامه الجديد. وعد رئيس كتله تحالف القوى العراقية البرلمانية (سنية) احمد المساري تشريع قانون الحشد طعناً للشراكة وتجسيداً لديكتاتورية الأغلبية ونسفاً للعملية السياسية، بينما شدد زميله البرلماني رعد الدهلكي أن القانون بصيغته الحالية يشبه الحرس الثوري الإيراني. وأثار تمرير القانون المذكور ردود أفعال واسعة من برلمانيين وشخصيات دينية سنية اعتبرته تشريع عمل ميليشيا متهمة بارتكاب الكثير من الانتهاكات الطائفية ضد المدنيين. إلى ذلك رأى المحلل السياسي عدنان الحاج ان المكون الشيعي وبعد ان استكمل السيطرة على جميع المفاصل الامنية في الدولة العراقية بعد عام 2003 أضاف اليها وبواسطة القانون الجديد قوة دينية مسلحة ومن تشكيلات لها سوابق في أعمال العنف الطائفي. وبين ان المكون الكردي في العراق غير معني بتداعيات هذا القانون لان دخول مناطقهم محرم أمام الحشد وبالتالي فإن السنة ومناطقهم هي وحدها من سيخضع لسيطرة قوات الحشد. وتألف الحشد الشعبي بفتوى من المرجع الشيعي علي السيستاني في صيف عام 2014 وعقب استيلاء تنظيم الدولة الاسلامية على مدينة الموصل ويتكون من عشرات الفصائل الشيعية التابعة للأحزاب الحاكمة في العراق وتمت أضافة بعض التشكيلات السنية إليها مؤخراً. واتهمت منظمات حقوقية دولية ومنها هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية ميليشيا الحشد الشعبي بارتكاب جرائم ضد المدنيين في مجموعة مناطق في العراق. مركز حقوقي: تشريع قانون الحشد في العراق باطل وهو نسخة من الحرس الثوري الإيراني أمير العبيدي |
وزير الدفاع الأمريكي: أيام تنظيم «الدولة الإسلامية» في الموصل معدودة Posted: 30 Nov 2016 02:22 PM PST واشنطن ـ «القدس العربي»: قال وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر إن القوات العراقية تحرز تقدمًا كبيرًا، بفضل قوات التحالف الدولي، في اتجاه القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية في الموصل. وأضاف كارتر في بداية لقاء مع وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لو دراين في قاعة «بنات الثورة الأمريكية» بأنه يشعر بالراحة نتيجة تصميم العراق على مواجهة المعركة الصعبة وقال بانه على ثقة بان ايام تنظيم «الدولة الاسلامية» معدودة في الموصل. واوضح كارتر الذى شكر فرنسا على مساهمتها العسكرية في الحملة ضد التنظيم بما في ذلك تمديد جولة حاملة الطائرات «شارل ديغول» في المنطقة ان القوات العراقية في الموصل تقترب بمساعدة من الولايات المتحدة وفرنسا وبقية التحالف الدولي على عزل المدينة والتقدم داخلها. وكشف وزير الدفاع الامريكي ان الجهد الامريكي والعراقي وجهد اعضاء التحالف يسير وفقاً للخطة التي تم وضعها في العام الماضي بشأن معركة الموصل، وقال كارتر :» هذا بالضبط ما خططنا له ، ونحن نناقش الخطوات المقبلة في الجهود الساعية لتقديم هزيمة دائمة لتنظيم الدولة الذي وجد نفسه تحت الضغط من جميع الجبهات في وقت واحد». وواصلت قوات التحالف الدولي شن غارات جوية ضد اهداف للتنظيم في العراق حيث شنت المقاتلات والطائرات بدون طيار اضافة الى صواريخ المدفعية تسع ضربات في العراق بتنسيق مع الحكومة العراقية من بينها غارة قرب البشير اسفرت عن تدمير مركبات ووحدة تكتيكية للجماعة ومخابئ أسلحة وغارة اخرى قرب الموصل اسفرت عن تدمير وحدات تكتيكية وانظمة هاون ورافعات ومدافع رشاشة تابعة لتنظيم الدولة. ووصف قائد فرقة العمل المشتركة لعملية الحل المتأصل ستيفن تاونسند هجوم الموصل بأنه يسير بشكل جيد جداً مشيراً الى تقدم القوات العراقية ببطء في القطاع الشرقي من المدينة ، وقال تاونسند إن التنسيق بين قوات الامن العراقية مع عناصر البيشمركه الكردية والقوات المحلية المتباينة هو دليل اخر على « تحول ملحوظ « من قبل قوى الامن الداخلي . واضاف تاونسند :» فكر ملياً بالأمر، قبل اقل من عامين كان هذا الجيش يشعر بالهزيمة وراء أسوار بغداد اما الآن فلدينا وحدات مكافحة الارهاب النخبوية والتي تعتبر الافضل تدريباً وتجهيزاً في قوى الأمن الداخلي. من جهة أخرى، اعترفت وزارة الدفاع الأمريكية بتصاعد الاخطار التي تواجه خبراء المفرقعات في العراق وقالت بانهم اكثر عرضة للخطر في المهمة الشاقة لازالة العبوات الناسفة التي تضعها قوات الأعداء من تنظيم الدولة في العراق اكثر من الأماكن الأخرى. وقال اللفتانت جنرال تاونسند ان الالاف من الجنود الأمريكيين في سوريا والعراق يواجهون تقريباً المخاطر نفسها وفرصة التعرض للأذى الا أن القوات العراقية والقوات المحلية في سوريا تعتمد على الفرق الأمريكية الخاصة للتخلص من الذخائر المتفجرة، وكانت النتيجة ان المتخصصين في التخلص من العبوات الناسفة أصبحوا في خطر متزايد. وقد تسببت العبوات الناسفة في مقتل الجندي الأمريكي سكوت جيم دايتون وخبيرالعبوات الناسفة جيسون فينان الذي قتل خارج الموصل في بشمال العراق اثناء محاولته التخلص من قنبلة مع فريق من قوات البحرية. وزير الدفاع الأمريكي: أيام تنظيم «الدولة الإسلامية» في الموصل معدودة رائد صالحة |
تفكيك عصابة لتبييض أموال مخدرات المغرب من أوروبا إلى الدار البيضاء وانتهاء بالخليج العربي Posted: 30 Nov 2016 02:22 PM PST مدريد-القدس العربي : حسين مجدوبي : نجحت الشرطة الأوروبية هذه الأيام في تفكيك ما وصفته بنظام بنكي مواز كان يستعمل في تبييض أموال المخدرات وتهريب هذه الأموال إلى المغرب ولاحقا عبر الدار البيضاء ودبي. واندهش المحققون للتقنية العالية التي استعملها المهربون، حيث قدرت الأموال المبيضة بـ 400 مليون يورو خلال الأربع سنوات الأخيرة. وتناولت الصحافة الأوروبية هذا الملف من خلال تصريحات القضاة المحققين من فرنسا وبلجيكا وهولندا الذين أشرفوا على العملية وقدموا توضيحات في ندوة في مدينة مارسيليا جنوب فرنسا يوم الثلاثاء من الأسبوع الجاري، حيث صرح أحدهم «ملف استثنائي وخارج كل المقاييس». وقال القضاة إن المبلغ الذي نجحت شبكة واحدة في تبييضه خلال الأربع سنوات الأخيرة يتجاوز 400 مليون يورو، وهو مبلغ ضخم للغاية يبرز مدى تشعب هذه الشبكة من المهربين ونوعية الأشخاص المتورطين فيها. وكان أشخاص يتكلفون بجمع أموال المخدرات القادمة من أوروبا والتي تباع في الأسواق الأوروبية، ويقومون بطرق تقليدية بتحويلها إلى المغرب عبر إخفاء الأموال في السيارات التي تسافر إلى المغرب. وبدأت العملية عندما رصدت الجمارك الفرنسية خلال يونيو/حزيران 2015 سيارة بها قرابة 300 ألف يورو. وبدأ التحقيق الضخم انطلاقا من هذا الحادث ليتبين، مع تقدم التحقيق، أن الأمر يتعلق بشبكة عملاقة تقوم بنقل الأموال نحو المغرب. وشاركت مجموعة ضخمة من المحققين التابعين للاستخبارات والشرطة والقضاء الأوروبي. وانتهى التحقيق مؤقتا بتوقيف خمسين شخصا 20 منهم في فرنسا وصدور مذكرات اعتقال دولية منها ضد مغاربة مقيمين في المغرب، وجرت الاعتقالات الأسبوع الماضي. وقاد التحقيق في خيط تتبع الأموال إلى شركات في الدار البيضاء في المغرب ثم لاحقا نقل الأموال إلى دبي في الإمارات العربية المتحدة، وفق جريدة «لفونير» الفرنسية التي قدمت معلومات دقيقة اعتمادا على تقارير الشرطة. وابتداء من الدار البيضاء تتولى شركات عبر طرق بنكية هذه المرة في تبييض الأموال ومنها نحو الخليج وليس عبر نقل الأموال كما يحدث في أوروبا. ويعتبر المغرب أول مصدر للمخدرات «القنب الهندي» إلى السوق الأوروبية، وتفيد دراسات أن هذه التجارة غير المشروعة تخلف أكثر من عشرة مليارات دولار سنويا يجري اقتسامها بين مزارعين مغاربة، وهم الحلقة الأضعف ثم شبكات إجرامية كبرى ووسطاء . ويعمل مغاربة على إعادة جزء من أموال المخدرات إلى المغرب عبر التبييض وكذلك عبر ما يسمى عملية الصرف في سبتة ومليلية المحتلتين. ويجهل الأموال التي تعود إلى المغرب، ولكن لا تقل عن ثلث مما تخلف دوليا، أي حوالي ثلاثة مليارات يورو بل تصل حتى خمسة مليارات يورو وتدخل الاقتصاد المغربي بطرق مختلفة وأغلبها ضمن الاقتصاد غير المهيكل. ونتيجة ارتفاع نسبة أموال المخدرات خلال السنوات الأخيرة، تبدع شبكات التهريب في طرق تبييض هذه الأموال، حيث عادة ما يشارك خبراء ماليون في بلورة مراحل التبييض. وقد يعتقد أن شبكات الإجرام المنظم في أوروبا والمغرب قد استفادت من تقنيات التبييض التي تقوم بها شبكات تهريب المخدرات في الولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية. تفكيك عصابة لتبييض أموال مخدرات المغرب من أوروبا إلى الدار البيضاء وانتهاء بالخليج العربي |
المغرب يمتنع عن التصويت على قرار أممي يهدف إلى إلغاء عقوبة الإعدام Posted: 30 Nov 2016 02:21 PM PST الرباط – القدس العربي: جدّد المغرب امتناعه التصويت أمام اللجنة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة، والمتخصصة في قضايا حقوق الإنسان، على مشروع قرار جديد يهدف إلى إلغاء عقوبة الإعدام، الذي عُرض على أنظار اللجنة وهو ما أثار حفيظة هيئات مغربية تدعو لإلغاء هذه العقوبة، وأكدت محكمة مغربية في مكناس أول من أمس الثلاثاء حكما بالإعدام ضد قاتل شقيقه وابن عمه. وأصدرت الغرفة الجنائية باستئنافية مكناس، تأييدا للحكم الابتدائي الصادر في حق متهم في عقده الثالث من العمر على خلفية تورطه في جريمة قتل بشعة بضواحي مدينة مكناس بمنطقة « عين الجمعة « في حق شقيقه وابن عمه، بعد خلاف تافه حول استعمال دراجة نارية. وعبر الائتلاف المغربي من أجل إلغاء عقوبة الإعدام، عن أسفه تجاه «تمادي المغرب في التصويت بالامتناع عن المشروع المذكور منذ سنة 2007، متجاهلا مختلف النداءات والمناشدات الوطنية والدولية التي أطلقت في هذا الإطار». وقال للائتلاف إنه استند في موقفه على الفصلين الـ20 والـ21 من الدستور الحالي للتأكيد على أن موقف المغرب الأخير يتنافى مع الحق في الحياة وحماية وعدم المس بالسلامة الجسدية للأشخاص، قبل أن تعتبر أن قرار المغرب يعد غير منطقي ويثير الكثير من الاستغراب والمخاوف، لتعارضه مع العديد من الالتزامات الدولية والإقليمية للمغرب. واستحضر الائتلاف التوصيات الأخيرة الموجهة إلى المغرب من لدن اللجنة المعنية بحقوق الإنسان، خاصة تلك التي تنص على «ترسيم وقف تنفيذ عقوبة الإعدام»، المعمول به من لدن المغرب منذ 1993، داعيا السلطات المعنية إلى ضرورة الشروع في إعمال تلك التوصية. ودعا الائتلاف إلى تدارك الأمر من خلال العدول عن موقف الامتناع، والتصويت الإيجابي على هذا المشروع الذي سيعرض على أنظار الجلسة العمومية التي ستعقدها الجمعية العامة للأمم المتحدة في منتصف شهر كانون الاول/ ديسمبر المقبل. المغرب يمتنع عن التصويت على قرار أممي يهدف إلى إلغاء عقوبة الإعدام |
الفرنسيون يعتبرون مانويل فالس الأفضل والأكفأ لتمثيل اليسار في الانتخابات الرئاسية المقبلة. Posted: 30 Nov 2016 02:21 PM PST باريس- «القدس العربي»: لا تزال شعبية الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند متدنية جدا ووصلت أرقاما قياسية في الأسابيع الماضية ناهزت نحو 4 في المئة فقط، بينما شهدت أسهم رئيس الحكومة الفرنسي مانويل فالس ارتفاعا في الأيام القليلة الماضية خصوصا بعد الانتخابات التمهيدية لليمين التي عرفت فوز فرانسوا فيون، الذي سيمثل اليمين الفرنسي لخوض سباق الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل. كما أن العلاقة بين مانويل فالس وفرانسوا أولاند شهدت توترا كبيرا خلال اليومين الماضيين بعدما عبر رئيس الحكومة صراحة عن نيته الترشح للانتخابات الرئاسية، وهو ما ما يعني مواجهة مباشرة مع الرئيس أولاند الذي يعتزم بدوره الترشح لولاية ثانية، رغم أن الأخير، لا يلقى مساندة من طرف عدة قيادات في الحزب الاشتراكي التي تعتبر ترشحه «مغامرة سياسية» كبيرة، ستؤدي إلى إقصاء اليسار من الدور الأول من الانتخابات الرئاسية. وفي استطلاع للرأي لمعهد «أودوكسا» الذي صدر يوم أمس الأربعاء، فإن مانويل فالس يبقى المرشح الأفضل بالنسبة لأغلبية الفرنسيين. وحصد فالس نسبة 74 في المئة مقابل 22 في المئة فقط لفرانسوا أولاند.أمام في صفوف أنصار اليسار، فيبقى فالس أفضل مرشح أيضا بنسبة 63 في المئة مقابل34 فقط لأولاند، وفي صفوف الحزب الاشتراكي فقد حصد فالس نسبة 65 في المئة مقابل 32 فقط لأولاند. يشار إلى أن أنصار اليمين بدورهم، يعتبرون بنسبة ساحقة أن مانويل فالس سيكون أفضل مرشح لليسار في مواجهة اليمين بنسبة 86 في المئة. كما أفاد استطلاع الرأي أيضا أن 65 في المئة من الفرنسيين يؤيدون فكرة ترشح رئيس الحكومة الفرنسي مانويل فالس للانتخابات التمهيدية لليسار، في حال قرر الرئيس فرانسوا أولاند الترشح لولاية ثانية. الفكرة كانت لاقت امتعاضا كبيرا من طرف بعض قيادات الحزب الاشتراكي، بحيث ستكون سابقة من نوعها، لو تنافس كل من فالس وأولاند في الانتخابات التمهيديةـ باعتبار أنهما ينتميان للحزب نفسه وفي الحكومة نفسها. وكان ستيفان لوفول، المتحدث باسم الحكومة الفرنسي والمقرب من فرانسوا أولاند، أكد يوم الثلاثاء أن فكرة مواجهة مباشرة بين فالس وأولاند في الانتخابات التمهيدية المزمع عقدها أواخر شهر كانون الثاني/يناير المقبل «أمر مستحيل وغير ممكن» وأضاف لوفول بنبرة حادة «إذا كان رئيس الحكومة مانويل فالس ينوي الترشح للانتخابات التمهيدية، فهذا يعني أنه عليه تقديم استقالته». يذكر أن الحوار الذي أجراه رئيس الحكومة الفرنسي مع جريدة «لوجورنال دوديمانش» يوم الأحد الماضي وصف بـ «القنبلة السياسية»، عندما أعلن مانويل فالس أنه «يفكر في الترشح للانتخابات الرئاسية وسيتخذ قراره في الأيام المقبلة»، وهو ما اعتبر تحديا مباشر لفرانسوا أولاند الذي أبدى رغبته في الترشح للانتتخابات الرئاسية. وسارعت أصوات يسارية مطالبة بدعوة مانويل فالس بتقديم استقالته بعد تصريحاته التي أثارت جدلا كبيرا واعتبرت المعارضة أن الجهاز التنفيذي يعيش أزمة غير مسبوقة بين رئيس البلاد ورئيس الحكومة. لكن سرعان ما عاد فالس لتهدئة الخواطر وأكد يوم الاثنين قائلا « في ظل الظروف العصيبة التي تعيشها البلاد، لا أنوي مواجهة الرئيس أولاند في الانتخابات التمهيدية». يشار إلى أن آخر استطلاعات الرأي التي أجريت خلال الأسابيع الماضية، كلها أعطت تقدما كبيرا لرئيس الحكومة الفرنسي على كل منافسيه في اليسار. وكان استطلاع للرأي أجراه معهد «ابسوس» في غمرة الانتخابات التمهيدية لليمين الفرنسي، الأسبوع الماضي ، أظهر أن فالس، حصد نحو37 في المئة من الأصوات المؤيدة ، يليه وزير الاقتصاد السابق أرنو منتبور بنسبة 32 في المئة، ثم وزيرة البيئة سيغولين روايال بنسبة 30 في المئة، والأمينة العامة السابقة للحزب الاشتراكي وعمدة مدينة ليل مارتين أوبري بنسبة 27 في المئة. الفرنسيون يعتبرون مانويل فالس الأفضل والأكفأ لتمثيل اليسار في الانتخابات الرئاسية المقبلة. تدني شعبية فرانسوا أولاند وارتفاع أسهم رئيس الحكومة هشام حصحاص |
انتخابات الهيئات القيادية في مؤتمر«فتح» السابع : 70 مرشحاً للمركزية و450 للثوري Posted: 30 Nov 2016 02:20 PM PST غزة ـ «القدس العربي» : مع انطلاق أعمال المؤتمر السابع لـ»فتح»، والذي سينتهي بإقرار برنامج سياسي جديد للحركة، وانتخاب لجنة مركزية ومجلس الثوري، تصاعد، بشكل غير متوقع، عدد الأسماء التي تتنافس على عضوية هذه الهيئات القيادية، كما برز تنافس بين جيل الشباب، الذي يشارك للمرة الأولى في أعمال المؤتمرات التنظيمية، وبين الأجيال السابقة. وتشير التوقعات أن حظوظ الجيل الشاب تساوي حظوظ الجيل الذي حضر بعضه المؤتمرات الرابع والخامس والسادس للحركة، وربما تزيد بسبب المشاركة الكبيرة من جيل الشباب في المؤتمر، وجميعهم جرى فرزهم بعد فوزهم في انتخابات الأقاليم التنظيمية في الضفة الغربية وقطاع غزة والخارج. وهناك أنباء تشير إلى أن أعمال المؤتمر، ربما تفوق الخمسة أيام المحددة، على غرار المؤتمر السادس الذي عقد في عام 2009 في مدينة بيت لحم، في لضفة الغربية، وذلك بسبب طول مدة الفرز. ووفق الأنباء، سيكون أمام اللجنة المشرفة على الانتخابات، وهي من شخصيات لا ترغب بالترشح للمناصب القيادية، تساعدها طواقم إدارية مختصة، فرز 1400 ورقة انتخابية بشكل دقيق، تصوت للمرشحين لعضوية المجلس الثوري، وعددهم 80 عضوا، إضافة إلى 1400 ورقة أخرى يضعها أعضاء المؤتمر في صناديق الاقتراع لاختيار 18 عضو لشغل منصب عضوية اللجنة المركزية. وستعلن نتائج فرز أصوات الاقتراع لعضوية اللجنة المركزية قبل معرفة الفائزين بعضوية المجلس الثوري، بسبب وجود فارق كبير في عدد المرشحين للمنصب، حيث يزيد عدد مرشحي الثوري بأضعاف كثيرة عن الراغبين بالتنافس على عضوية المركزية. ومن المقرر، أن يفتح، إما مساء اليوم الخميس أو صباح الجمعة، باب الترشح لعضوية المركزية و الثوري. ورغم وجود حظوظ قوية، لغاية اللحظة، للكثيرين من أعضاء المركزية الحاليين للبقاء في مناصبهم، ومن بينهم جبريل الرجوب ومحمود العالول وتوفيق الطيراوي وصائب عريقات ومحمد اشتية، وصخر بسيسو، فإن هناك آخرين تبدو حظوظهم أقل في الفوز والاحتفاظ بمناصبهم، في ظل رغبة أسماء أخرى قوية للتنافس. وعلمت «القدس العربي» أن «الأسير مروان البرغوثي يرغب بالترشح كما المرة السابقة لعضوية المركزية، إضافة إلى شخصيات قيادية أخرى معروفة مثل قدورة فارس، رئيس نادي الأسير، وجمال الشوبكي السفير الفلسطيني لدى مصر، وكذلك يتردد ترشح ليلى غنام محافظ رام الله والبيرة، بالإضافة الى موسى أبو زيد، رئيس ديوان الموظفين، وأمين مقبول، أمين سر الثوري السابق، وجمال الشاتي». كذلك، قرر أمين عام الرئاسة الفلسطينية، الطيب عبد الرحيم، الترشح للبقاء في اللجنة المركزية لفترة أخرى، حسب ما ذكرت تقارير محلية، في حين لا ترغب بعض الشخصيات القيادية الأخرى في التنافس هذه المرة. ويتردد أن أبرزها رئيس المجلس الوطني سليم الزعنون، وأبو ماهر غنيم أمين سر اللجنة التنفيذية. ولا تزال أسماء القيادات المعروفة من غزة، والمتمثلة في أحمد حلس وروحي فتوح وأحمد نصر وآمال حمد والحاج إسماعيل جبر، وجهاد الوزير، من أبرز الأسماء التي تتنافس لدخول المركزية للمرة الأولى. وهناك أسماء أخرى من لبنان تنافس للدخول للجنة المركزية، وأبرزها مسؤول ملف فتح في لبنان، فتحي أبو العردات، والذي حال دخوله سيكون بديلاً للواء سلطان أبو العينين. كذلك يستعد عضو المركزية السابق، اللواء نصر يوسف، إضافة إلى أحمد قريع العضو السابق هو الآخر بالمركزية للتنافس من جديد للعودة للصف القيادي الأول. ولا يعرف العدد الحقيقي من أعضاء المؤتمر الذي سيرشح نفسه لعضوية اللجنة المركزية، لكن المعلومات المتوفرة تشير إلى أن عدد المتنافسين يتوقع أن يصل إلى 70 قيادياً، بعد أن عدل الكثيرين عن مواقفهم، وأكدوا عدم رغبتهم في الترشح. وبشكل رسمي، أعلن اللواء ماجد فرج، مدير المخابرات العامة، في كلمة له أمام الوفود المشاركة في المؤتمر والقادمة من غزة والخارج، عدم ترشحه لعضوية المركزية، غير أن ذلك ، حسب مطلعين، لا يعني عدم وجود الرجل في الصف الأول المساعد للرئيس عباس، والذي يمكنه حسب اللوائح الداخلية تعيين أربعة من الأعضاء في عضوية اللجنة المركزية من غير المرشحين الذين لم يحالفهم الحظ، إضافة إلى أكثر من 20 آخرين يعينهم في عضوية المجلس الثوري. ولا يعرف حتى اللحظة الأشخاص الذين ينوي الرئيس تكليفهم في عضوية المركزية، غير أن التعيين عادة ما يتم فيه مراعاة المناطق التنظيمية التي لم يحالفها الحظ في الفوز. وفي خضم التنافس وعلى غرار مرات سابقة، أشيعت أنباء عن نية مرشحين محتملين بعدم الترشح، وذلك ضمن ما يتردد في أوساط حركة «فتح» ومجالسها التنظيمية، حول عدول الكثيرين عن مواقفهم السابقة، بعدما اتضح لهم حدة التنافس، غير أن الأمر طال قيادات لم تعدل عن موقفها، ولا تزال تصر على خوض التنافس. وفي هذا السياق نفى فهمي الزعارير، الناطق باسم اللجنة التحضيرية، ما قال إنها «إشاعة مدبرة ومفتعلة»، ذكرت أنه قرر الانسحاب من الترشح لعضوية اللجنة المركزية. وأكد في تصريح صحافي أن ذلك غير صحيح، وأنه ينوي الترشح لهذا المنصب، بعد مشاورات كثيرة أجراها، وقال «أسعى لأكون أحد ممثلي جيل كامل من الشباب وتجربة عظيمة تمثلت في إبداع الانتفاضة الكبرى والشبيبة العبقرية». وفي الموقع القيادي الآخر «المجلس الثوري» فإن هناك حتى اللحظة أكثر من 450 شخصا أبدوا خلال المشاورات التي شهدتها فنادق مدينة رام الله حيث يحضر المشاركون في المؤتمر، وبعض المكاتب التنظيمية، رغبتهم في التنافس على عضوية هذه الهيئة القيادية، وغالبيتهم من جيل الشباب، الذي يشغل منصب عضوية المكاتب الحركية، أو لجان إدارة الأقاليم. وبات من شبه المؤكد تنافس غالبية أمناء سر الأقاليم في الضفة الغربية وقطاع غزة، وبعض أقاليم الخارج، على هذا المنصب. وعلمت «القدس العربي» من أعضاء مشاركين في المؤتمر السابع أن هناك بعض القيادات المحلية بمساعدة مسؤولين كبار، توصلوا إلى تشكيل تحالفات فيما بينهم، ربما تشهد توسعا خلال اليومين المقبلين، لتبادل الدعم الانتخابي، لدعم مرشحين لعضوية اللجنة المركزية والمجلس الثوري. وعلمت أيضاً، أن اتصالات أجراها بعض مسؤولي فتح من غزة لمعرفة آراء وتوجهات المشاركين من القطاع حول رغبتهم في التنافس أو التوافق على مرشحين معينين، لم تفلح في الوصول إلى تشكيل تحالف قوي حتى اللحظة. وأبدى الكثير من أعضاء غزة رغبتهم في الترشح على عضوية المجلس الثوري، وهو ما من شأنه أن يضعف تمثيل القطاع كما المرة السابقة، في ظل تنافس عدد كبير من الأعضاء على هذا المنصب. ومع كثرة عدد المرشحين المحتملين للمجلس، طالب النائب أحمد أبو هولي عضو المؤتمر، أبناء الحركة خاصة من قطاع غزة بـ «ترشيد الترشح» لعضوية المجلس الثوري. وقال إن ذلك يجب أن يكون «كي تستطيع الحركة انتخاب قيادة قوية قادرة على مواجهة التحديات الصعبة التي تواجه الحركة، ولإيجاد الحلول العملية لمشاكل وهموم قطاع غزة»، معلنا عدم ترشحه لهذا المنصب. وكان رئيس اللجنة الإعلامية في مفوضية التعبئة والتنظيم لحركة فتح، منير الجاغوب، الذي ينافس على عضوية الثوري، قال إن المؤتمر السابع يجب أن يفرز «قيادة شابة جديدة، تستطيع الدفاع عن قيادتها»، مطالبا في الوقت ذاته بأن يكون هناك «تواصل بين الأجيال». وأشار إلى أن المؤتمر «يشارك فيه قرابة 35% من الجيل الشاب وهذا دليل على الاهتمام الكبير بالشباب وبدورهم النضالي». ودعا الى«الاهتمام بالجيل الجديد الشاب، خاصة في ظل الحديث عن المقاومة الحديثة، وهي ما يبرع به الشباب من خلال شبكات التواصل الاجتماعي». انتخابات الهيئات القيادية في مؤتمر«فتح» السابع : 70 مرشحاً للمركزية و450 للثوري جيل الشباب يهيمن على ثلث الحضور ويستعد للتنافس بقوة أشرف الهور |
عباس يحدد برنامج «فتح» السياسي ويدافع عن أوسلو Posted: 30 Nov 2016 02:20 PM PST رام الله – «القدس العربي»: حدد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، خلال خطاب ألقاه في اليوم الثاني لمؤتمر لفتح السابع، البرنامج السياسي للحركة، ودافع عن اتفاق أوسلو، فيما أعتبر أن ما «يطلق عليه الربيع العربي، ليس ربيعاً ولا عربياً، هو سايكس بيكو جديدة». وبدأ عباس خطابه، متأخراً حوالى نصف ساعة، بآية من الذكر الحكيم، والحديث عن ذوي الاحتياجات الخاصة والاهتمامات التي أولى اهتمامه بها. وتطرق بالاسم إلى كبار شهداء «فتح» والفصائل الأخرى، بينهم أبو علي مصطفى أمين عام «الجبهة الشعبية»، والشيخ أحمد ياسين، مؤسس حركة «حماس»، وفتحي الشقاقي، الأمين العام لحركة «الجهاد» الفلسطيني، وأبو العباس الأمين العام للجبهة الفلسطينية وعبد الرحيم أحمد، زعيم «الجبهة العربية»، وبشير البرغوثي، وسليمان النجاب وسمير غوشة. وطالت التحية الحاج أمين الحسيني وأحمد الشقيري والشيخ عبد الحميد السياسي، والشهداء العرب. كما حيا عباس الأسرى، في مقدمتهم مروان البرغوثي. وانتقل عباس الذي خرج كثيراً عن النص المكتوب إلى الثوابت الفلسطينية وتحدى من يقول إنه تراجع عنها ، قائلاً : «اتحدى إن كان هناك من يثبت أننا تراجعنا عن الثوابت». وأضاف: «لا أريد أحدا أن يراجعنا بالثوابت». وعرج في كلمته على انتفاضة الحجارة، التي قال إنها ليست مجرد انتفاضة أطفال بل كانت ملهما لنا. وقال «استلهمنا كل ثوابتنا من انتفاضة الحجارة التي لم تكن انتفاضة أطفال بل انتفاضة عقول». ودافع الرئيس الفلسطيني عن اتفاق اوسلو، مشيراً إلى إنه «ليس إلا إعلان مبادىء». واعتبره «خطوة مهمة ومحطة من المحطات»، و»أعاد حوالى 600 الف فلسطيني إلى الوطن». وتابع في هذا السياق «التحرير يتم خطوة خطوة. ومن يستطع أن يحققها بضربة واحدة فليفعلها»، واستخدم عبارة باللغة الإنكليزية» nock out». وبخصوص المفاوضات، بيّن عباس أنها لم تحقق أي تقدم «لذا قررنا أن نتوجه إلى الأمم المتحدة». وسرد تفاصيل ما جرى في تلك الفترة مع الخطوات الفلسطينية التي احبطت في مجلس الأمن. كما تحدث عن الجهود «الخارقة والجبارة» التي بذلتها الدبلوماسية الفلسطينية في 2012 عام للاعتراف بدولة فلسطينية عضواً مراقباً في الجمعية العامة. وأشار إلى أنه أبلغ، وهو في الأمم المتحدة، أن 50 دولة ستنسحب من الجلسة، مضيفاً أنه عندما سمع هذا الكلام توتر وخرج إلى غرفة للتدخين ودخن في غضون عشرين دقيقة حوالى عشرين سيجارة. وتابع هازئاً أن دولة عظمى (الولايات المتحدة) لا تريد أن يكون للفلسطينيين دولة. وأضاف : «كانت هناك محاولات لإقناعنا بعدم التوجه للتصويت. ولو سمعنا كلامهم لما حققنا شيئاً. لكن عندنا قليل من العناد. واثبتنا أنه عندما تكون هناك إرادة يتحقق المراد». وشدد على أن «الفلسطينيين سيذهبون إلى مجلس الأمن للمطالبة بالعضوية. وستعاد الكرة مرة ومرتين وثلاث مرات إلى أن يتحقق المراد». وأوضح أن من حق الفلسطينيين «الانضمام لـ 522 منظمة. انضممنا حتى الآن لـ 44 منظمة منها اليونسكو، والمحكمة الجنائية الدولية. سنبقى مرابطين بأرضنا ولن نرحل عنها وتجربة 48 لن تتكرر». كذلك أعرب عباس عن ألمه لما يجري في العديد من الدول العربية مثل سوريا والعراق واليمن وليبيا، مشيراً إلى أنه «ضد ما يطلق عليه الربيع العربي، فهو ليس ربيعاً ولا عربياً. ما يحصل الآن هو سايكس بيكو جديدة في العالم العربي». وقال: «إننا ضد التطرف والعنف والإرهاب في فلسطين وفي أي مكان»، مؤكداً أن «الدين الإسلامي هو دين تسامح ومحبة». وحدد الرئيس الفلسطيني، البرنامج السياسي لحركة «فتح»، الذي هو البرنامج السياسي للسلطة الفلسطينية. وبين بنود البرنامج «التمسك بالثوابت متمثلة بالتمسك بهدف تحرير فلسطين وتجسيد الدولة الفلسطينية على حدود 1967، واعتبار2017 عام انتهاء الاحتلال وتجسيد إقامة الدولة الفلسطينية»، إضافة إلى «حل مشكلة اللاجئين وفقا للشرعية الدولية والمبادرة العربية. ورفض الحلول المرحلية والحدود المؤقتة والوطن البديل. ورفض «الدولة اليهودية».كذلك «مراجعة الاتفاقات الموقعة مع إسرائيل لعدم التزامها بها ومواصلة التواصل مع المجتمع اليهودي ورفض يهودية الدولة. وتتطرق عباس، أيضاً، إلى فقدان ثلاثة قادة أصدقاء مخلصين للقضية الفلسطينية، وهم العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، والرئيس الكوبي السابق فيديل كاسترو والرئيس الفنزويللي هوغو تشافيز، وستطلق في فلسطين أسماء هؤلاء القادة الثلاثة على شوارع في فلسطين. وكانت قاعة أحمد الشقيري في المقاطعة في رام الله، قد امتلأت بأعضاء المؤتمر، وعددهم نحو 1300 ، فضلاً عن أعضاء الوفود الـ 68 من أكثر من ثمان وعشرين دولة بدءاً من بريطانيا ممثلة بوفود عن حزب «العمل» والحزب الاشتراكي الفرنسي، والأمم المتحدة، إضافة إلى ممثلين عن المغرب والأردن ومصر وتونس والسودان، ووفد كويتي غير رسمي والبحرين. وراح المشاركون قبل وصول عباس، يتقدمهم أمين عام الرئاسة وعضو اللجنة المركزية الطيب عبد الرحيم ومحمد اشتية وعباس زكي وصائب عريقات وغيرهم، يرقصون ويدبكون على أنغام أغان ثورية قديمة. وأخذت الحماسة رئيس لجنة رئاسة المؤتمر، عبد الله الافرنجي، فراح يردد كلمات الرئيس الراحل ياسر عرفات «العهد هو العهد والقسم هو القسم».. «ومعك يا أخي أبو مازن حتى النصر حتى النصر حتى النصر». وواصل الافرنجي، حماسه في كلمته، معتبراً زيادة عدد الفلسطينيين الى ما يعادل عدد اليهود في العالم إنجازا. واختتم بشعار «عاشت فتح.. عاشت فتح.. عاشت فتح». وردد المشاركون «بالروح بالدم نفديك يا أبو مازن». وهب الحاضرون وقوفاً بدخول عباس، وواصلوا التصفيق حتى احتل مكانه على المنصة. عباس يحدد برنامج «فتح» السياسي ودافع عن أوسلو وسط أهازيج ثورية ودبكة شارك فيها أعضاء اللجنة المركزية علي الصالح |
مبعوث الأمم المتحدة لليمن: قرار تشكيل حكومة جديدة في صنعاء عقبة جديدة أمام السلام في اليمن Posted: 30 Nov 2016 02:19 PM PST نيويورك (الأمم المتحدة) – «القدس العربي»: اعتبر المبعوث الخاص للأمين العام إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، قرار جماعة «أنصار الله» الحوثية والمؤتمر الشعبي العام بتشكيل حكومة جديدة في صنعاء عقبة جديدة وإضافية لمسار السلام، قائلا في بيان أصدره عصر الثلاثاء بتوقيت نيويورك إن هذا القرار لا يخدم مصلحة اليمنيين في هذه الأوضاع الحرجة. وأوضح ولد الشيخ أحمد في بيانه أن هذا القرار يتعارض مع الالتزامات التي قدمها أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام إلى الأمم المتحدة وإلى وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية جون كيري خلال لقائهم معه في العاصمة العُمانية مسقط، قائلا «إن اليمن يمر بمرحلة دقيقة وأعمال أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام الأخيرة تزيد الأمور تعقيدا». ودعا ولد الشيخ أحمد كافة الفرقاء اليمنيين إلى أن يضعوا مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات والطموحات الخاصة وإلى اتخاذ خطوات سريعة وفورية لإنهاء النزاع والانقسام السياسي ومعالجة التحديات الأمنية والإنسانية والاقتصادية التي يواجهها اليمن. وقال إن» أي قرار سياسي جديد يجب أن يتخذ ضمن محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة وليس بشكل أحادي من أي طرف». وحث جميع الأطراف على إعادة الالتزام بوقف الأعمال القتالية الذي يشتمل على الإنهاء الكامل لمختلف العمليات العسكرية براً وبحراً وجواً، بما يفسح المجال لوصول المزيد من المساعدات الإنسانية للذين هم في أمس الحاجة إليها. وقال إن الحل السياسي التوافقي هو الوحيد الذي سيساهم في إنهاء الظلم ووقف هدر الدماء في البلاد». كما دعا الأطراف إلى إعادة تفعيل لجنة التهدئة والتنسيق للمساهمة في ضمان وقف الأعمال القتالية، مؤكدا أنه لا يزال من الممكن إعادة اليمن عن حافة الهاوية وأن خارطة الطريق التي اقترحها المبعوث الخاص توفر هذه الفرصة. وفي هذا الصدد حث ولد الشيخ أحمد أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام على إعادة النظر بتوجهاتهم واتخاذ خطوات تبرهن عن التزامهم بمسار السلام من خلال إجراءات عملية. إلى ذلك، قال المتحدث العسكري باسم المجلس العسكري في محافظة تعز (جنوب غرب اليمن) منصور الحساني، أمس الأربعاء، إن القيادي الميداني في جماعة الحوثيين أبو علي الحاكم، أُصيب في غارة جوية لمقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية. والحاكم يًعد من أبرز القيادات الميدانية للجماعة المسلحة، ومن المشمولين بالعقوبات الدولية من مجلس الأمن طبقاً للقرار الأممي 2216، لتهديدهم السلام والاستقرار في اليمن. وقال على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» نقلاً عن مصادر طبية وصفها بالموثوقة، إن القيادي الحوثي يرقد في مستشفى الثورة بمدينة إب (وسط اليمن)، جراء اصابته. وأضاف إنه «يخضع لعمليات استخراج شظايا متعددة من الرأس والصدر والساقين». وأوضح أنه أُصيب مطلع الأسبوع الحالي، حين قصفت المقاتلات الحربية اجتماعاً للحوثيين خارج مدينة تعز. وأشار الحساني إلى أن شقيق زعيم جماعة الحوثيين عبد الخالق الحوثي، شوهد في منطقة الحوبان فجر أمس ضمن تعزيزات بشرية قادمة من اتجاه محافظة إب، لقيادة الحوثيين عوضاً عن أبو علي الحاكم. وفي السياق، أفادت مصادر محلية أمس الأربعاء، إن القيادي في جماعة الحوثيين «سنان محي الدين»، أقدم على قتل شقيقه «أحمد» في منطقة الدليل شمال مدينة إب (وسط اليمن). وحسب المصادر فإن «سنان» أطلق وابل من الرصاص على شقيقه، حين كان الأخير يتواجد في منزل «خالد الوصابي» الذي يتخذه الحوثيون مقراً لهم، وإن الحادث جاء بعد خلافات نشبت بينهما. واحتل المسلحون الحوثيون منزل «الوصابي» أحد مشائخ السلفية باليمن، نهاية 2014 واتخذوا منه مقرا لهم. ويُتهم القيادي الحوثي «سنان محي الدين» بارتكاب جرائم قتل متعددة، منها قتل أحد أبناء المنطقة ويدعى «أحمد الغيثي» وآخرين حسب العديد من أبناء المنطقة. وفي السياق، أكد محققون دوليون في تقرير نشر الثلاثاء وجود خط بحري لتهريب الاسلحة من إيران إلى المتمردين الحوثيين في اليمن عبر ارسالها اولا إلى الصومال. وكانت السعودية والولايات المتحدة اتهمتا إيران بتزويد الحوثيين باسلحة، ولكن طهران نفت هذه الاتهامات. ويستند تقرير منظمة «ابحاث تسلح النزاعات» إلى عمليات تفتيش بحرية تمت بين شباط/فبراير وآذار/مارس 2016 وضبطت خلالها أسلحة مهربة على متن سفن الداو الشراعية التقليدية. وقالت المنظمة التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها وتعتمد في تمويلها على الاتحاد الأوروبي بشكل أساسي انها حللت صورا فوتوغرافية للأسلحة التي صودرت على متن هذه السفن خلال عمليات تفتيش تولتها السفينة الحربية الاسترالية «اتش ام ايه اس دارون» والفرقاطة الفرنسية «اف اس بروفانس». وقامت هاتان السفينتان الحربيتان بعمليات التفتيش هذه في اطار مهمة لمراقبة الملاحة لا علاقة لها بالحرب الدائرة في اليمن. واكد التقرير ان السفينة الاسترالية ضبطت على متن سفينة داو متجهة إلى الصومال أكثر من الفي قطعة سلاح، بينها رشاشات كلاشنيكوف و100 قاذفة صواريخ ايرانية الصنع. اما الفرقاطة الفرنسية فضبطت على متن سفينة داو أخرى الفي رشاش تحمل مميزات «صناعة ايرانية» و64 بندقية قناص من طراز هوشدار-ام ايرانية الصنع، حسب التقرير نفسه. كما تمت مصادرة تسعة صواريخ موجهة مضادة للدروع من طراز كورنيت روسية الصنع. وحسب التقرير فقد أكدت الإمارات انها عثرت في اليمن حيث تشارك في التحالف العربي ضد الحوثيين على صاروخ كورنيت يحمل رقما متسلسلا ينتمي إلى نفس سلسلة أرقام الصواريخ التسعة المصادرة، «مما يدعم المزاعم بأن الأسلحة اتت من إيران وان شحنات الاسلحة على متن سفينتي الداو كانت متجهة إلى اليمن». وحسب مصادر حكومية فرنسية فإن سفينة الداو التي ضبطت الفرقاطة الفرنسية أسلحة على متنها كانت متجهة إلى الصومال «من اجل احتمال شحنها مجددا إلى اليمن». واضاف التقرير انه تم العثور على متن السفينتين الشراعيتين على بنادق خفيفة مصنعة في كوريا الشمالية وتنتمي إلى السلسلة نفسها من الارقام المتسلسلة، «مما يحمل على الاعتقاد ان مصدرها هو نفس الشحنة الاساسية». كما استند التقرير إلى عملية تفتيش قامت بها في آذار/مارس البحرية الأمريكية وضبطت خلالها رشاشات كلاشنيكوف وقاذفات صواريخ ومدافع رشاشة «مصدرها إيران ومرسلة إلى اليمن»، حسب واشنطن. واكد التقرير ان اثنتين من السفن التي عثرت على متنها هذه الاسلحة صنعتا في إيران من قبل شركة المنصور للصناعات البحرية. وعلى الرغم من الطابع المحدود لهذه المصادرات الا ان محللي منظمة «ابحاث تسلح النزاعات» يعتقدون انها تؤكد وجود شبكة لارسال الاسلحة من إيران إلى الحوثيين في اليمن عن طريق الصومال. مبعوث الأمم المتحدة لليمن: قرار تشكيل حكومة جديدة في صنعاء عقبة جديدة أمام السلام في اليمن عبد الحميد صيام ووكالات |
إيران تترجم سيطرتها على مفاصل العراق في سوق لبضائعها فيه بقيمة 6 مليارات دولار العام الحالي Posted: 30 Nov 2016 02:19 PM PST بغداد ـ «القدس العربي»: تترجم إيران سعيها السياسي الدؤوب على الساحة العراقية بالسيطرة على المفاصل الاقتصادية الحساسة حيث حققت فيها السوق الأول لبضائعها بقيمة وصلت الى 6 مليارات دولار العام الحالي. فقد كشف المستشار الإيراني التجاري بالعراق، عن أن الصادرات غير النفطية التي تصدرها بلاده للعراق، بلغت قيمتها 6.2 مليار دولار منها 2.2 مليار دولار في صورة منتجات زراعية ومواد غذائية. وهذا ما أكده المستشار التجاري إبراهيم رضا زاده، في تصريح صحافي، على أهمية السوق العراقية للمنتجات الإيرانية، قائلاً: «منذ العام 2005 زادت صادراتنا إلى العراق بمقدار 17 مرة أي أكثر بثلاث مرات من صادراتنا الى أمريكا وأفريقيا وأوروبا مجتمعة». واشار الى انه في العام 2015 اتجهت نسبة 70% من صادرات ايران إلى الصين والعراق والإمارات العربية المتحدة وأفغانستان والهند وتركيا». واشار مصدر في غرفة تجارة بغداد لـ«القدس العربي» الى أن الصادرات الإيرانية الى العراق شهدت قفزة نوعية بعد عام 2003، بسبب سياسة الحدود المفتوحة التي اتاحتها الحكومات العراقية الصديقة لإيران. واكد المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، ان العراق كان بوابة ايران لمواجهة العقوبات الاقتصادية الدولية المفروضة عليها بسبب الملف النووي، حيث تمكنت من ايجاد سوق ناشط وواسع وقريب في العراق الذي تدفقت عليه انواع البضائع الايرانية ومعظمها رديء النوعية كالسيارات والاجهزة الكهربائية. وكشف المصدر ان ايران اعتمدت على شركات عراقية يديرها اصدقاؤها في العراق، من اجل ايجاد منافذ لترويج البضائع الايرانية، كما استفادت من ضعف علاقة الحكومة العراقية بمحيطها العربي والتركي مما اتاح للشركات الايرانية الاستفراد بالسوق العراقية، اضافة الى ان اغلاق حدود العراق مع سوريا والاردن وتركيا بسبب العمليات العسكرية، اجبر التجار العراقيين على التوجه نحو المنفذ البري الوحيد امامهم وهو ايران لاستيراد مختلف السلع والبضائع. وأكد رضا زاده أن أكبر عدد من الوكالات الإيرانية موجود في العراق ويتبادل البلدان أكبر نسبة سيّاح بينهما، وتمثل المنتجات الإيرانية نسبة 90% من واردات العراق، وتمكنت المنتجات الإيرانية من الحصول على فرصة كبيرة لتوسيع حضورها في السوق العراقية، وفقاً لزاده. كما أعلن عن توقيع بلاده لمذكرة تفاهم مع الحكومة العراقية لإزالة العقبات الحالية في إصدار شهادات مطابقة المنتجات الإيرانية للمواصفات القياسية العراقية، وقال إنه بموجب مذكرة التفاهم تلك ستصدر إيران قريباً 51 منتجاً محلياً جديداً إلى العراق. وكان الملحق التجاري الإيراني في العراق محمد رضا زاده، اعلن في عام 2015، ان قيمة صادرات السلع غير النفطية إلى العراق تبلغ 6 مليارات دولار سنوياً. وذكر في تصريح لوكالة أنباء فارس الإيرانية: أن اجمالي التبادل التجاري بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والعراق يبلغ 13 مليار دولار سنوياً. وأوضح أن 80 في المائة من الخدمات التقنية والهندسية في العراق تقوم بها شركات إيرانية، مضيفاً أن قيمة تلك الخدمات تبلغ 4.2 مليار دولار، مشيراً إلى إقامة 4 معارض إيرانية في العراق خلال العام الجاري. يذكر أن العراق يستورد ايضاً الكهرباء والمشتقات النفطية من ايران بكميات كبيرة سنوياً، اضافة الى السلع والبضائع الاخرى دون ان يصدر العراق الى ايران شيئاً ذا قيمة. إيران تترجم سيطرتها على مفاصل العراق في سوق لبضائعها فيه بقيمة 6 مليارات دولار العام الحالي |
كلمات حماس وعودة وأندرسون خلال مؤتمر «فتح» شغلت الشارع الفلسطيني Posted: 30 Nov 2016 02:18 PM PST رام الله -»القدس العربي» : توقف الشارع الفلسطيني عند الكثير مما قيل خلال كلمات الوفود التي شاركت في اليوم الأول لمؤتمر فتح السابع في رام الله، ووصل عددها إلى 60 وفداً. وجرى التركيز على كلمة ممثل حركة «حماس» التي ألقاها نيابة عن خالد مشعل، وكلمة رئيس القائمة العربية المشتركة في الكنيست الإسرائيلي، أيمن عودة وكذلك كلمة رئيسة لجنة فلسطين في البرلمان الأوروبي، مارتينا أندرسون. وكتب المصور الصحافي، فادي عاروري، على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» : «تكتيكيا مؤتمر فتح ناجح بالحضور العربي والدولي الذي أعطى شرعية كافية أضيفت للحضور الفتحاوي العريض». وأضاف: «ممثل حماس صافح أم جهاد الوزير في نهاية خطابه، حتى هي لم تصدق. كلمة حماس كانت مدروسة بشكل حرفي للغاية. تقطع الطريق على (الحماميس) الذين ينتقدون أي شيء في المؤتمر». وتابع : «المؤتمر السابع بدون دحلان وشلته شكله جيد». أما الكاتب خالد عيسى، فنشر على صفحته يقول «أفكر برسالة خالد مشعل الودية لمؤتمر فتح السابع !طالما تخاطبون بعضكم بعزيزي، لماذا تنغصون عيشنا منذ 8 سنوات». وعلّق عيسى على كلام عريف الحفل أيمن عودة بعد إلقاء كلمته «شكراً لكلمة فلسطين المحتلة»، بالقول: «على أساس رام الله مستقلة وليست محتلة يعني؟». كذلك، أعتبر الصحافي حسام عز الدين من رام الله أن «أفضل ما قيل في مؤتمر فتح هو ما صدر عن رئيسة لجنة فلسطين في البرلمان الأوروبي مارتينا اندرسون حينما قالت في نهاية كلمتها موجهة حديثها إلى المؤتمرين وإلى كل فلسطيني (انظروا إلى ابتسامات أطفالكم ستحفزكم نحو العمل والحرية). مارتينا أمضت 13 سنة في سجون إيرلندا، وهي عضو في منظمة شين فين . من جهته، قال الكاتب هاني المصري: « لم يعد ينطلي على الشعب الفلسطيني الحديث عن اعتماد مسار جديد يستند إلى التدويل والمقاومة الشعبية والمقاطعة وأولوية المصالحة ويروج للإنجازات الكبرى في وقت ما زال فيه المسار القديم هو المهيمن». وأضاف: «الحديث عن المسار الجديد مجرد تكتيك للضغط لإعادة إنتاج المسار القديم نفسه كما هو أو بتحسينات طفيفة لا أكثر وفي وقت ما زال فيه الانقسام مستمرًا ويتعمق أفقيًا وعموديًا وفي ظل تهميش القضية وضياع القدس والأرض، وتجاوز المؤسسات وتهميشها وتآكل الشرعيات وتغليب المصلحة الفئوية والفردية على المصلحة الوطنية العامة». وتابع: «لا يكفي أن يكرر البرنامج السياسي ما سمعناه من الرئيس محمود عباس وعدد من قيادة فتح طوال السنوات الماضية عن ضرورة إعادة تحديد العلاقة مع إسرائيل وتكرار التمسك بقرارات المجلس المركزي حول وقف التنسيق الأمني وغيره من تلك القرارات التي ستمر الذكرى الثانية على اتخاذها وبقيت حبرًا على ورق حتى لم نعد نسمع الأصوات المطالبة بتنفيذها في القريب العاجل». وذهب عضو المجلس التشريعي السابق زياد أبو زياد من القدس، أبعد من ذلك ليكتب قائلاً «ما دام هناك احتلال فلا معنى لكل ألقابكم ومناصبكم التي تصبح صفرا عند جندي إسرائيلي في التاسعة عشرة من عمره يقف على نقطة تفتيش يدقق في هوياتكم وينتهك حرمة أمتعتكم. عودوا إلى حيث بدأتم واعيدوا حساباتكم. التحرر اولا ثم المناصب والوجاهة ثانيا». كلمات حماس وعودة وأندرسون خلال مؤتمر «فتح» شغلت الشارع الفلسطيني فادي أبو سعدى |
الحكم بالسجن عاماً على طبيب مصري انتقد «جهاز الكفتة» Posted: 30 Nov 2016 02:18 PM PST القاهرة –«القدس العربي» : أصدرت محكمة مصرية، حكماً بالحبس عاماً، على الطبيب المصري ورئيس جمعية أطباء التحرير، محمد فتوح، على خلفية انتقاداته الحادّة لاختراع «الكفتة» الذي كان قد أعلن عنه الجهاز الطبي بالقوات المسلحة المصرية، لعلاج أمراض الإيدز وفيروس سي، وتبين لاحقاً أنه خدعة، وعُرف بـ«جهاز الكفتة». وكان عضو مجلس نقابة الأطباء المصرية، محمد فتوح، قد تقدّم بشكوى رسمية للجنة آداب المهنة بالنقابة العامة للأطباء المصريين، ضد عضو لجنة جهاز كشف فيروس سي والإيدز، الدكتور أحمد علي مؤنس، يطالب فيها بالتحقيق معه في وقائع يراها تتعلق بالإضرار بصحة المرضى المصريين، وكذلك الإضرار بسمعة الأطباء المصريين، إذ تبين له أن المذكور قد قام بالإعلان عن أسلوب علاج جديد لمرضى الفيروس الكبدي سي، بدون اتباع الأصول العلمية المتعارف عليها؛ فرفع عليه مؤنس قضية سب وقذف. وعلّق فتوح على الحكم الصادر ضده، قائلاً: «نتيجة للتراخي الشديد من مجلس النقابة في التعامل مع ملف محاسبة أعضائها المسؤولين عن فضيحة جهاز الكفتة، وعدم استصدار أي حكم في تلك القضية من جانب المجلس لمدة عامين، ثم التباطؤ الملحوظ في جلسات المحاكمة التأديبية؛ قام الأطباء المتهمون في تلك الفضيحة باستصدار حكم غيابي ضدي شخصياً بالحبس لمدة سنة مع النفاذ في جنحة سب وقذف بدون حتى إشعاري بالقضية (بطريقة ملتوية وبالمخالفة للقانون) حتى أستطيع الدفاع عن نفسي كما فعلت في القضية السابقة التي نلت فيها البراءة في الاستئناف». وأضاف عبر حسابه على موقع «فيسبوك»، «بالفعل توجهت قوة من القسم التابع له محل سكني للقبض عليّ وتنفيذ الحكم ولم يتمكنوا نظراً لعدم وجودي في المنزل». ووجّه فتوح الشكر لمجلس النقابة على «تراخيه شبه المتعمد الذي حذرت منه أكثر من مرة، وأرفض أي تدخل للنقابة في هذه القضية، وسأقوم بالدفاع عن نفسي عن طريق المحامين الخاصين بي كما فعلت في القضية السابقة والتي لا يزال الجزء المدني منها منظوراً أمام القضاء، وأنتظر الحكم فيه غداً». وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وسم «متضامن مع الدكتور محمد فتوح ضد جهاز الكفتة»، وقال أحدهم «تخيّلوا، قبضوا على الدكتور محمد فتوح وحكم عليه بسنة مع النفاذ لترويجه ونشر إشاعات للنيل من سمعة الأطباء، وذلك لطلبه بالتحقيق في جهاز العلاج لفيروس سي والإيدز المعروف باسم جهاز الكفتة، ولم يتم حتى الآن فتح أي تحقيق معلن ممن روّجوا للجهاز وأعلنوا صلاحيته، بل وأقرّوا أنهم بدأوا في علاج حالات ويبدون موافقة رسمية من نقابة الأطباء باستخدام الجهاز». وقال آخر « لم يتم حتى الآن فتح أي تحقيق معلن ممن روّجوا للجهاز وأعلنوا صلاحيته»، وعلق آخر «إلى أي حد سنظل نعاني من سيطرة الجاهل على المتعلم، وسطوة الكاذب في نشر الكذب ومحاسبة الصادق عن صدقه. من يظن أن الجهاز يعمل فليؤيد القرار ومن يظن أنه بصمته عن الجنون يخدم البلد وينقذها من التشرذم فليؤيد القرار». وكان اللواء إبراهيم عبد العاطي، قد أعلن في مؤتمره الصحافي الذي نظمته القوات المسلحة المصرية، للإعلان عن اكتشاف جهاز لـ«علاج» فيروس سي والإيدز» أن الجهاز صالح للاستخدام خلال ستة أشهر تنتهي في 30 حزيران/يونيو 2014، ثم مدّ أجل العمل بالجهاز ستة أشهر إضافية، ليتم ترحيل الميعاد إلى انتهاء الدراسات والتجارب إلى اليوم. وكان المستشار العلمي لرئيس الجمهورية حينها، وعالم الفضاء المصري، عصام حجي، وصف الاختراع في 25 فبراير/شباط 2014 بـ«فضيحة علمية لمصر»، وأكد في تدوينته التي تناقلتها عنه وسائل الإعلام المصرية أن «لديه وثائق تثبت أن اختراع القوات المسلحة غير علمي»، نشر بعضها تباعاً من خلال صفحته على «فيسبوك» أو من خلال وسائل الإعلام المصرية، كما أيده العالم المصري الراحل، أحمد زويل، رغم عدم ظهوره على الساحة الإعلامية بكثافة. وفي أوائل آذار/مارس 2014؛ خرج عضو الفريق الطبي الذي اخترع جهاز فيروس سي، أحمد مؤنس، بتصريحات صحافية يؤكد فيها بدء تطبيق العلاج بالجهاز، فعليا، اعتبارا من أول تموز/يوليو 2014، في مستشفيات تم تخصيصها لهذا الغرض، أي بالتزامن مع المهلة التي فرضتها اللجنة على نفسها في مؤتمرها الأول والتي تنتهي في 30 حزيران/يونيو. وفي 20 آذار/مارس 2014؛ أمر الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بتشكيل لجنة علمية لتقييم جهاز فيروس سي، لم يكن عبد العاطي عضوا فيها، ودار جدل كبير على هذه اللجنة، ما بين التأكيد والنفي. الحكم بالسجن عاماً على طبيب مصري انتقد «جهاز الكفتة» منار عبد الفتاح |
بري يلوح بالتمهل في إصدار مراسيم الحكومة: لا أحد يهددني وأوساط التيار الوطني الحر ترد: لم يعد حليفنا بعد جلسة انتخاب الرئيس Posted: 30 Nov 2016 02:18 PM PST بيروت ـ «القدس العربي»: لا موعد بعد للتشكيلة الحكومية في لبنان في ظل استعار السجال بين رئيس مجلس النواب نبيه بري وأوساط التيار الوطني الحر. وفي جديد التصعيد من قبل رئيس البرلمان قوله تعليقاً على وجود مهل نهائية لإصدار مراسيم الحكومة «أنا لا أحد يهددني ولا يخيفني إلا الله «. وهذا ما يفسّره البعض بأنه مخاض الولادة، مطمئناً إلى أننا مازلنا ضمن المهل المنطقية للتأليف. وجدّد الرئيس بري التأكيد «على ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة». ونقل النواب عنه بعد لقاء الأربعاء النيابي أنه « قدّم كل التسهيلات لتأليف الحكومة، وأن «العقدة ليست عندي بل في مكان آخر». وقال: منذ بداية عملية التأليف أبدينا حرصنا على كل ما يؤدي إلى ولادة الحكومة، وانتقلنا من تشكيلة الـ30 إلى تشكيلة الـ24، كما قبلنا بالتخلي عن حقيبة وتحويلها إلى وزارة دولة من أجل تسهيل العملية، المشكلة ليست عندنا ونحن ننتظر». وما لم يقله بري قاله نواب في «كتلة التنمية والتحرير» وقال النائب قاسم هاشم «إن الرئيس بري كان أكثر إيجابية مما يعتقد البعض، والمعنيون بالتشكيل يعرفون أين العقدة ويمكنهم حلها والموضوع هو قانون الانتخابات وما وراءه». أما النائب أيوب حميّد فقال «يأمل الرئيس بري أن يتكامل الخير مع خير السماء وأن تُشكل الحكومة»، ورأى «أن الرئيس سعد الحريري لم يستطع تجاوز تفاهم التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية بسبب تشدد الطرفين»، رافضاً «القبول بتحجيم رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية». واعتبر النائب علي خريس «أن هناك أطرافاً يعملون ويسعون للإبقاء على قانون الستين وعلى أساس أن الانتخابات ستجري على أساسه، وأن التأخير في تشكيل الحكومة هو لاستنزاف الوقت بحيث لا تكون إمكانية لإقرار قانون جديد للانتخابات». وحول الكلام عن حقيبة التربية وإسنادها لفريق تيار «المردة» ورئيسه النائب سليمان فرنجية. قال «ليقولوا إنهم يعطون حقيبة وزارة التربية لسليمان فرنجية، ونحن نحل القصة، ويمكن أن نعطي حقيبة وزارة الأشغال لسليمان بك». ورداً على سؤال إذا صدرت التشكيلة الحكومية ووقعها رئيسا الجمهورية والحكومة؟ قال: «إذا بيقدروا يعملوها لكل حادث حديث». أما النائب اسطفان الدويهي فأشار إلى «أننا قلنا ما نريد وننتظر الرد وإذا فاوض الرئيس بري فلكل حادث حديث، وكل الأمور مرهونة بوقتها». في المقابل، تشير أوساط التيار الوطني الحر تعليقاً على السجالات الحاصلة إلى أنه «بعد جلسة انتخاب الرئيس، لم نعد نستطيع القول إن بري حليفنا. ذلك أنه لا يمكن أن يكون كذلك ولا يقترع لصالح العماد عون. وما يجري اليوم محاولة لإرساء قواعد معينة. لكن هذه الأمور لن تمشي مع الرئيس الجديد». وتذهب الأوساط أبعد من ذلك، إلى التنبيه إلى أنه «خلال أسبوع أو عشرة أيام، إن لم تحل الأمور، ستنكشف النيات، ولا نعود ملزمين باعتبارات معينة، ومراعاة البعض، ما يوسع هامش التحرك المتاح أمامنا». وكانت التطورات الميدانية السورية احتلت حيزاً في المشهد الداخلي في ضوء الغارة التي نفّذها الطيران الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية ضد هدفين في الأراضي السورية. الأول هو موقع للذخيرة في اللواء 38 والثاني هو موكب لسيارات وشاحنات صغيرة على اوتوستراد بيروت – دمشق، تردد أنه يحتوي على شحنة أسلحة متطورة لحزب الله. وترافقت هذه الغارة مع تنفيذ الطيران الإسرائيلي غارات وهمية فوق مدينة بعلبك، وتحليق بكثافة فوق بيروت. بري يلوح بالتمهل في إصدار مراسيم الحكومة: لا أحد يهددني وأوساط التيار الوطني الحر ترد: لم يعد حليفنا بعد جلسة انتخاب الرئيس سعد الياس |
الوساطة الجزائرية بين عقيلة والسراج تصطدم بنص الاتفاق السياسي على تعيين وزير دفاع من المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق Posted: 30 Nov 2016 02:17 PM PST لندن -« القدس العربي»: لجأت الجزائر قبل نحو أسبوعين من انقضاء المدة القانونية لاتفاق الصخيرات إلى الوساطة غير المباشرة بين طرفي النزاع الرئيسيين في الأزمة الليبية، وهما المجلس الرئاسي ومجلس النواب، كآخر أوراق التسريع في حل أزمة سياسية وأمنية معقدة. وكشفت مصادر جزائرية موثوقة أن توجه رئيس مجلس النواب عقيلة صالح بشكل مفاجئ إلى الجزائر بدعوة منها، كان يستهدف الاستماع عن كثب إلى مطالب وتصورات عقيلة حول حلول الأزمة المعقدة، في سياق وساطة تقودها بينه وبين فائز السراج، وبين أطراف عدة محسوبة على رموز الإسلام السياسي والنظام السابق، في حين حاولت توجيه رسائل مشفرة للأطراف الإقليمية والداخلية، التي تتحدث مرارًا عن انحياز الجزائر إلى المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق الوطني المدعومين دوليًا. وتقبل رئيس مجلس النواب عقيلة صالح فكرة تشكيل مجلس رئاسي جديد لكن بغير التشكيلة الحالية، وفق ما ذكر المرجع ذاته لـ«بوابة الوسط». متمسكًا بضرورة إعادة النظر في الاتفاق السياسي وتحديدًا المادة الثامنة، التي تنص على تعيين وزير دفاع من المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق. وتفضل الجزائر ضرورة انتهاج الحل السياسي عبر حوار شامل، ودون إقصاء أو تدخل أجنبي، من أجل تحقيق المصالحة الوطنية. وفي غضون أيام قليلة سيصل رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج إلى الجزائر هو الآخر للاستماع إلى مقترحاته، في سياق الجهود المبذولة لاستكمال مفاوضات سلام شاقة قبل بلوغ منتصف شهر ديسمبر/كانون الأول الحالي حيث يصل الاتفاق السياسي الموقع بين الأطراف الليبية في العام الماضي في الصخيرات الموقع في 17 كانون الأول/ ديسمبر 2015 إلى نهاية مدته القانونية المقررة بحسب نصوصه، إذ تشير السيناريوهات المستقبلية في حال عدم حدوث معجزة سياسية إلى التوجه نحو تعديل الاتفاق السياسي أو تغييره. الوساطة الجزائرية بين عقيلة والسراج تصطدم بنص الاتفاق السياسي على تعيين وزير دفاع من المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق |
اتهامات للنظام السوري وإيران باستهداف الكفاءات العلمية Posted: 30 Nov 2016 02:17 PM PST غازي عنتاب ـ «القدس العربي»: لا يزال الغموض يكتنف حادثة مقتل الأكاديمي القانوني النووي مصطفى عيان، مؤخرا في حي الحمدانية، أحد أحياء حلب الخاضعة لسيطرة النظام، إذ اكتفت وسائل إعلام النظام بالإشارة إلى أن مقتله كان بسبب سقوط قذائف صاروخية مصدرها «الجماعات المسلحة» على سيارته أثناء وجوده فيها، ما أدى إلى تفحم الجثة. رواية النظام عن الحادثة التي تطابقت أيضاً مع رواية «الشبكة السورية لحقوق الإنسان»، التي أكدت مسؤولية المعارضة عن القذائف الصاروخية التي أودت بحياة عيان، لم تقنع الكثيرين، ومنهم المراقب المالي أحمد حاج بكور، الذي رأى في الحادثة، «عملية اغتيال مدبرة» قام بها النظام. وبيّن بكور المنشق عن النظام، والذي تربطه علاقة عمل قديمة بالقتيل، أن جذور «عيان» تعود إلى قرية «رام حمدان» في ريف إدلب، مؤكداً أنه شارك أقاربه في مقارعة النظام. وأضاف في تصريح خاص لـ «القدس العربي» أن عيان يعتبر من الكفاءات العلمية السورية النادرة، التي تخصصت في الجوانب القانونية للطاقة النووية، وكان مسؤولاً عن قسم التفرغ العلمي في جامعة حلب»، مضيفاً «لقد دأب النظام على استهداف المناطق التي يسيطر عليها في حلب بالقذائف، لكي يتهم المعارضة بذلك»، متسائلاً «هل المعارضة اليوم في وضع يسمح لها بأن تستهدف المناطق الغربية من حلب؟». ويبدو أنها ليست شكوك بكور وحده، بل يشاطره فيها رئيس «هيئة الإنقاذ السورية» أسامة الملوحي، الذي ألمح أيضاً إلى احتمال تورط طرف آخر غير النظام، أي إيران «التي تصول وتجول في حلب»، كما قال. ورأى في تصريح خاص لـ «القدس العربي» أنه لا يمكن استبعاد إيران من قائمة المتورطين في عملية الاغتيال هذه، خصوصاً أن عيان يحمل شهادة دكتوراه في «المسؤولية النووية»، موضحاً أن إيران استعانت بكل الخبراء القانونين لترتيب الأوراق القانونية لخدمة ملفها النووي، لخداع العالم بسلمية برنامجها. واستطرد قائلا: في حال التأكد من تعاون الدكتور مصطفى عيان مع الحكومة الإيرانية، وإن كان من باب الاستشارة القانونية فقط، فإن استهدافه بهذه الطريقة وفي هذا التوقيت الذي يتزامن مع عزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المنتخب مؤخراً على إعادة النظر في بنود الاتفاق النووي مع إيران، يعكس مخاوف إيران من فضح حقيقة برنامجها. من جانب آخر، أشار الملوحي إلى نشاط جهاز الاستخبارات الإيراني في المنطقة عموماً، منوهاً إلى وجود شبه بين ما يجري في سوريا من استهداف للكفاءات، وبين ماجرى في العراق أيضاً. وفي الاتجاه نفسه استبعد رئيس «حركة نداء سوريا»، وعضو «رابطة الحقوقيين الدوليين» سامي خليل، وقوف المعارضة وراء القذائف التي طالت حي الحمدانية، وقال لـ»القدس العربي»: إن النظام يستهدف كل من يشك بولائه المطلق له، ومن ثم يلصق التهمة بـ «الإرهاب». وتكررت هذه الحوادث منذ بداية الثورة في سوريا، متهماً النظام كذلك بقتل نقيب محامي حلب أحمد حاج سليمان، في دمشق في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بعد أن تم نقله للعلاج من حلب، كما قال. اتهامات للنظام السوري وإيران باستهداف الكفاءات العلمية مصطفى محمد |
موريتانيا مقبلة على شتاء ساخن والتجاذب يشتد بين النظام ومعارضيه Posted: 30 Nov 2016 02:16 PM PST نواكشوط – القدس العربي: تتجه موريتانيا، على ما يبدو، نحو شتاء سياسي ساخن بعد أن انسد الأفق أمام إيجاد صيغة تجعل النظام يوقف أجندته السياسية ويفتح الباب أمام التحاق المعارضة المتشددة بحوار توافقي آخر يخرج البلد من حالة التجاذب. فقد حرص الرئيس الموريتاني في خطابه بمناسبة عيد الاستقلال قبل يومين على التأكيد بأنه ماض في تنفيذ أجندته القائمة على تطبيق مخرجات الحوار الذي قاطعته المعارضة الراديكالية، مشددا قوله « أن موريتانيا شهدت حوارا سياسيا شاملا، ستساهم مخرجاته في تعزيز الديمقراطية وإرساء دولة القانون والحكم الرشيد». وقال «لقد عملنا جاهدين خلال السنوات الأخيرة على ترسيخ القيم الديموقراطية في موريتانيا وترقية الحريات الجماعية والفردية واعتماد آلية الحوار نهجا للتعامل مع الطيف السياسي الوطني، وقد شكلت النتائج الإيجابية للحوار الوطني الأخير دفعا جديدا لمسيرة موريتانيا نحو عصرنة مؤسسات الدولة». ولم يفوت الرئيس الموريتاني فرصة جولته التي أنهاها أمس للمناطق الشمالية، فجدد تمسكه بأجندة الحوار حيث قال «قمنا بتنظيم حوار وطني شامل بمشاركة الأغلبية وجل أحزاب المعارضة، وذلك بعد سنوات من التحضير والإعداد، وهو ما توج بتوقيع اتفاق سياسي ينظم قضايا أساسية تتعلق بالمستقبل السياسي للبلاد وتنص مخرجاته على تنظيم استفتاء وطني سيشارك فيه الجميع بكل حرية». وقال «أعتقد أن الجميع اطلع على مضامين هذه المخرجات، التي ستؤول في النهاية إلى المواطنين لتقديم آرائهم بشأنها في استفتاء ينظم مطلع العام المقبل». وكانت المعارضة الموريتانية قاسية في ردها على الرئيس حيث اعتبر قادتها في مؤتمرهم الصحافي الأخير الذي حرصوا فيه على إظهار وحدتهم أن «الأجندة الحكومية مجرد مناورة من مناورات الجنرال محمد ولد عبد العزيز الرامية الى إثارة الفتنة، والعبث بالدستور ورموز الوطن، والاستمرار في اختطاف الدولة». وأكد أحمد ولد داداه «أن التعديلات الدستورية المقترحة ليست مخرجات حوار وطني حقيقي لأنها تقتصر على الاقتراحات التي أعلن عنها ولد عبد العزيز في النعمة وتلك التي أضافها حزبه أثناء حوار أحادي، أصر النظام على إجرائه «بمن حضر» في أجواء كرنفالية لا تمتُّ بأي صلة للنقاش السياسي البنّاء». وأوضح بيان مشترك بين أقطاب المعارضة الثلاثة وهي منتدى الديموقراطية وحزب التناوب الديموقراطي وتكتل القوى الديموقراطية» أن التعديلات المقترحة من طرف الحكومة لا تقدم أي حل للقضايا المجتمعية المُلحة مثل العبودية ومخلفاتها والوحدة الوطنية ومتطلباتها بدءا بتصفية الإرث الإنساني، وتسكت على سوء الحكامة المتمثل في استشراء الفساد والنهب والرشوة وانهيار الإدارة». وتحدثت المعارضة في بيانها عن تغيير العلم وتمجيد المقاومة، فأكدت أنها «مجرد مناورة ديماغوجية جديدة يحاول النظام ركوبها بعد أن أفلس شعار «مكافحة الفساد» وتبين للجميع مدى فساد هذا النظام الذي يرفض رأسه التصريح بالثروة التي كدسها منذ استلامه السلطة في خرق سافر للقانون، وبعد سقوط شعار «رئيس الفقراء» حيث أصبح المواطنون يزدادون فقرا ورأس النظام وذووه يزدادون ثراء وبطرا يوما بعد يوم، وبعد أن تعرى شعار «الشباب هو الأمل» وأصبح مئات الآلاف من الشياب فريسة للبطالة وانسداد الآفاق وضياع الأمل». وجزمت المعارضة بأنه «لا يجوز تعديل الدستور الاّ في ظل وضع سياسي طبيعي ومن أجل حل قضايا أساسية تعوق سير المؤسسات أو تعرقل تقدم الامة؛ بينما التعديل المقترح لا يحمل سوى الخلافات ويتم في غياب تام لحياد الدولة، وفي ظل أزمة سياسية حادة، ومؤسسات دستورية بعضها منتهي الصلاحية وبعضها منتخب في ظروف غير توافقية». وأضاف البيان «لا يمكن تنظيم أي استفتاء أو انتخابات ذات مصداقية في الظروف الراهنة إلا بوجود آليات وضمانات حقيقية للشفافية وحياد تام للدولة وهيئات تنظيم وإشراف غير مشكوك في قدرتها ونزاهتها واستقلاليتها، كما لا يمكن إجراء أي استحقاق حر ونزيه قبل مراجعة عميقة للسجل الانتخابي تُمكن من استيفائه للمستوى المطلوب، ورفع العراقيل التي تحرم أعدادا كبيرة من المواطنين من الحصول على أوراقهم المدنية». وأكدت المعارضة «أنه لا يوجد أي مبرر لتغيير العلم الوطني الذي أصبح رمزا لموريتانيا منذ استقلالها، حيث عرفت به في كل المحافل الدولية واستشهد العديد من أفراد قواتها المسلحة دفاعا عنه، وتربى الأطفال والجنود والضباط وكل الموريتانيين على تحيته واحترامه، وأصبح جزءا من وجدان هذا الشعب وتاريخه وتراثه وذاكرته الجمعية، فقد تعاقب على هذا البلد، منذ الاستقلال، تضيف المعارضة، العديد من الأحكام المدنية والعسكرية، كما احتضن العديد من الحركات السياسية التي لا يمكن لأي أحد أن يشكك في وطنيتها، ولم يطالب أي من هذه الأحكام أو الحركات بتغيير رموز الوطن ولم يطعن فيها؛ فلماذا هذا التغيير الآن بالذات، وما هي دوافعه الحقيقية ؟». وبخصوص دسترة المجالس الجهوية، التي ستحل محل مجلس الشيوخ أكدت المعارضة «أنه رغم أهمية هذه المجالس المبدئية وقيمتها التنموية فإن دسترتها ليست ضرورية، لأن ذلك لن يجعلها أحسن حظا من المؤسسات الدستورية الموجودة والتي أفرغها النظام من محتواها وجردها من كل الصلاحيات التي يمنحها لها القانون والتي تتمتع بها نظيراتها في البلدان الشبيهة». وفيما يتعلق بإلغاء مجلس الشيوخ أكدت المعارضة «أن إلغاءه لا يستساغ خارج التوافق الغائب في حالة هذا الاستفتاء، وبخاصة أن هذا المجلس، الذي يُحمل ما لا يحتمل، إذا ما قورن مع غيره من المؤسسات والهيئات، لم يعرقل طيلة العشرين سنة الماضية سير الدولة ولا مؤسساتها، أما العلاقة المزعومة بينه وبين المجالس الجهوية حيث تعوضه في حالة إقرارها فتفتقد كل أساس حيث أنها لا تتقاطع ولا تتعارض معه، لا في طبيعتها ولا في وظائفها؛ فمجلس الشيوخ هيئة تشريعية وطنية والمجالس الجهوية أدوات للتنمية الجهوية». وخلصت المعارضة في الأخير لتأكيد «أن المشكلة لا تكمن في إلغاء مؤسسة أو إضافة أخرى، بل في طريقة تسيير الدولة، ففي ظل النظام الحالي لا يوجد تحديد ولا فصل للسلطات، بل لا توجد سلطات أصلا غير تلك المتمركزة في يد رأس السلطة، يتصرف بها حسب الأهواء والنزعات في خرق سافر للنظم والقوانين، وبالتالي لن تكون هناك فائدة لأي هيئة ما لم تستعد الدولة سيرها الطبيعي وتستعيد المؤسسات وظائفها التقليدية». وتؤكد هذه المواقف المتباينة والمرارة التي طبعت تصريحات وبيانات المعارضة أن موريتانيا مقبلة بالفعل على شتاء سياسي ساخن. وفيما تواصل الحكومة تهيئة التعديلات الدستورية المقررة والتحضير لتنظيم الاستفتاء، تعد المعارضة عدتها لإفشال الأجندة الحكومية عبر مسيرات وتظاهرات على مستوى العاصمة وفي مناطق الداخل، وهو ما سيؤدي لصدامات وتجاذبات في ساحة بالغة الحساسية. موريتانيا مقبلة على شتاء ساخن والتجاذب يشتد بين النظام ومعارضيه عبد الله مولود |
إرجاء التصويت في الكنيست على مشروعي قوانين حظر الأذان وتبييض الاستيطان Posted: 30 Nov 2016 02:16 PM PST الناصرة ـ «القدس العربي»: أرجأ البرلمان الإسرائيلي، نتيجة خلافات داخل الائتلاف الحاكم التصويت على مشروعي قانون حظر الأذان وتبييض الاستيطان، لمطلع الأسبوع المقبل، فيما أكد رئيس كتلة التجمع الوطني الديمقراطي، جمال زحالقة أن فلسطينيي الداخل لن يحترموا قانون حظر الأذان بكل الأحوال. الأذان كان قبل أن يزعج العنصريين وسيبقى بعدهم». وقرر المجلس الوزاري السياسي الأمني تأجيل التصويت على قانون تبييض البؤر الاستيطانية حتى الاثنين المقبل، وذلك بسبب عدم التوصل إلى اتفاق مع حزب «كولانو» برئاسة وزير المالية، موشيه كحلون، الذي سبق وأعلن أنه لن يؤيد المساس بهيبة محكمة العدل العليا التي قررت هدم مستوطنة عمونة قبل شهور. يشار إلى أن لجنة القانون والدستور والقضاء داخل الكنيست، كانت قد صادقت، أمس، على تقديم اقتراح القانون للقراءة الأولى بغالبية ثمانية مقابل ستة أعضاء. وتختلط في هذا المضمار الاعتبارات السياسية مع الحسابات الحزبية والشخصية، إذ أن رئيس حزب «البيت اليهودي» وزير التعليم، نفتالي بينيت يرفض حلول الوسط ويصر على تشريع قانون تبييض المستوطنة كي يزاود على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ويظهر بصورة السياسي الوحيد على يمينه، وممثل اليمين العقائدي. يبحث نتنياهو عن حل توافقي مع المستوطنين واليمين تحرم بينيت من المزاودة عليه وتتيح له تحاشي انتقادات دولية واحتمالات تقديم دعاوى ضد إسرائيل في العالم، كما قال هو بنفسه. وانطلاقاً من الخلاف داخل الائتلاف الحاكم، من المتوقع أن يتم عرض، الاثنين المقبل، على الكنيست، صيغتين لاقتراح القانون، الأولى، تشمل بنداً بأثر تراجعي لمنع إخلاء «عمونا»، والثانية بدون هذا البند. وفي هذا السياق، أعتبرت الخارجية الفلسطينية أن الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو تحاول وبشتى الوسائل والأساليب اختلاق مسارات جديدة لنهب المزيد من الأرض الفلسطينية ووضع المزيد من العراقيل والعوائق لقطع الطريق على أية حلول سياسية للصراع، ولا يخفي أركان اليمين في إسرائيل حقيقة نواياهم وسياساتهم العنصرية المتطرفة» وبينت أن «كل هذا التآمر يتم أمام سكوت دولي يعكس إهمالا مقصودا في تحمل المسؤولية حيال دولة احتلال تعمل جهاراً نهاراً على خرق القانون الدولي وتتقاعس عن تحمل مسؤولياتها الدولية كدولة احتلال حيال الشعب الذي تحت الاحتلال وحقوقه وممتلكاته وأرضه وتراثه وتاريخه» . وشددت على أن «خطورة هذه الإجراءات تفرض على المجتمع الدولي أن يقف بقوة في وجه سياسات الاحتلال مدافعا عن مبادىء الحق والعدل والقانون الدولي، لكن استمرار هذا الصمت المذهل للمجتمع الدولي على هذه الجرائم، يضعه في قفص الاتهام والمسؤولية». وتوقعت الخارجية من «هذا المجتمع الدولي أن يخرج عن صمته ويتحمل مسؤولياته حيال هذه الانتهاكات الجسام التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق شعبنا». وتساءلت : «أين هي مؤسسات حقوق الإنسان الدولية المختصة الإقليمية والعربية والفلسطينية وحتى الإسرائيلية من هكذا انتهاكات؟ وهل تدرك دورها والمسؤوليات الملقاة على عاتقها حيال هذه الجرائم؟!». كذلك، تم تأجيل قانون منع الأذان حتى الاثنين المقبل، وهو قانون يثير حالة غضب واسعة داخل أراضي 48، لكن نتنياهو يصرّ على تشريعه بعد أن دخل القانون ضمن السجال الحزبي والشخصي مع أوساط في اليمين الضاغطة من أجل المصادقة عليه. وإضافة إلى المعارضة الواسعة من قبل الفلسطينيين، ترفض بعض الأوساط الإسرائيلية، مشروع القانون، بينها رئيس دولة الاحتلال، رؤوفين ريفلين، الذي قال بهذا الخصوص «وكأنه لا ينقصنا اليوم سوى قانون يستعدي المواطنين العرب في إسرائيل». وأكد عضو الكنيست عن المشتركة، يوسف جبارين أن «وضع القانون على جدول أعمال الكنيست يعكس الأجواء العنصرية العامة التي تسيطر على الخطاب السياسي والاجتماعي، بدعم من رئيس الحكومة». ورداً على سؤال لـ«القدس العربي» أوضح جبارين، الخبير في القانون الدولي أن «قانون منع رفع الآذان يشكل ذروة أخرى في السطو على هوية فلسطينيي الداخل وثقافتهم وتراثهم وتاريخهم». وأضاف:» يصادر المستعمِر أرضنا، ويبني بيته بجانبنا على أرضنا، ثم يتذمّر أننا نزعجه.ألا يكفيهم المساجد والكنائس في قرانا المهجرة التي يمنعوننا حتى من بلوغها؟». وتابع: «نحن أهل البلاد الأصليون، وستبقى مآذننا وكنائسنا جزءاً لا يتجزأ من مسيرتنا، شاء من شاء وأبى من أبى». أما النائب جمال زحالقة ، فأكد لـ «القدس العربي» : أن «ردنا الواضح والصريح هو أننا لا نحترم هذا القانون وسنستمر برفع الأذان كما كان. ما يزعجهم ليس الصوت المرتفع بل الأذان الذي يعبر عن هوية هذه البلاد». وأضاف: «إذا كان هناك من يزعجه صوت الأذان، فيمكنه الانتقال الى مكان ليس فيه مساجد». وخلص للقول، معبراً عن المزاج العام السائد داخل أراضي 48 :»بوسع الوزير المهاجر الجديد أفيغدور ليبرمان على سبيل المثال العودة الى كيشناڤ من حيث جاء حيث سيجد مكانا لا يسمع فيه الأذان. الأذان كان قبلهم وسيظلّ بعدهم». إرجاء التصويت في الكنيست على مشروعي قوانين حظر الأذان وتبييض الاستيطان |
الجهاد الإسلامي تدعو بعد مشاركتها في المؤتمر إلى «حوار وطني شامل» Posted: 30 Nov 2016 02:16 PM PST غزة ـ «القدس العربي» : دعت حركة الجهاد الإسلامي لإجراء «حوار وطني فلسطيني»، يهدف إلى تفعيل مبادرة النقاط العشر، التي اقترحها أمينها العام رمضان شلّح قبل أسابيع، ولاقت ترحيباً من جميع الأطراف الفلسطينية. وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، الشيخ خضر عدنان، إن «هناك ضرورة فلسطينية من أجل»ترميم العلاقات الوطنية والتوحد لمقاومة الاحتلال». وأمل في تصريح صحافي، في أعقاب انطلاق أعمال مؤتمر حركة فتح السابع، بمشاركة وفود من التنظيمات وفي مقدمتها حركتا «حماس» و«الجهاد» أن «يسهم حضور الحركتين والفصائل الفلسطينية مؤتمر حركة فتح في رام الله، في عودة الدفء للعلاقات الفلسطينية». كذلك، عبر عن أمله أن يسهم الحضور، بـ «وحدة أكبر في رفض ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي وإنهاء أي هيمنة وسطوة لطرف على آخر وإغلاق ملف الاعتقال السياسي و إعادة التأكيد على ضرورة وحدتنا وعدائنا للاحتلال وحقنا الكامل في فلسطين». ودعا عدنان إلى «عدم إضاعة الوقت والشروع فورا في حوار وطني لتفعيل مبادرة النقاط العشر التي رحب بها الجميع»، مشددا على ضرورة البناء على هذه المبادرة من أجل «صياغة استراتيجية تحرر ومشروع وطني يعيد لقضيتنا اعتبارها». وكانت وفود من حركتي «حماس» و»الجهاد» شاركت في افتتاح مؤتمر فتح السابع في مدينة رام الله. وألقى النائب عن حركة حماس أحمد الحاج علي، كلمة نيابة عن رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، أكد فيها أن حماس جاهزة لكل الشراكة مع حركة فتح وجميع الفصائل والقوى الوطنية. وتمنى مشعل النجاح والتوفيق لأعمال المؤتمر السابع لفتح والخروج بنتائج إيجابية تعزز الوحدة الداخلية للحركة وتجدد نضالها وأداءها. وقال كذلك في كلمته «نحن شركاء في الوطن والنضال والقضية والقرار، ونحن جاهزون لكل مقتضيات هذه الشراكة معكم في حركة فتح ومع جميع الفصائل لمصلحة شعبنا وقضيتنا ونضالنا ومعركتنا مع الاحتلال». ولا تزال الخلافات بين «فتح» و«حماس» قائمة، وهو ما يعيق تطبيق باقي بنود مبادرة المصالحة، خاصة تشكيل حكومة وحدة وطنية، للتحضير لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية. وكان شلح قدم قبل عدة أسابيع مبادرة من عشر نقاط لحل الخلاف الفلسطيني بكل ما يواجهه من أزمات داخلية وأخرى لها علاقة بالاحتلال والوضع الإقليمي والدولي. وتضمنت المبادرة إنهاء العمل بـ»اتفاق أوسلو». كما تشمل المبادرة سحب اعتراف منظمة التحرير بإسرائيل، وإعادة بناء المنظمة، لتكون الإطار الوطني الجامع لكل الفلسطينيين، وإعلان المرحلة الحالية التي يعيشها الشعب الفلسطيني كـ «مرحلة تحرر وطني»، وكذلك إنهاء الانقسام، وصياغة برنامج وطني لتعزيز الصمود الفلسطيني، والاتصال بكل الجهات العربية والإسلامية لتحمل مسؤولياتها تجاه فلسطين، ووقف ما وصفه «قطار الهرولة» نحو إسرائيل، وأن تقوم منظمة التحرير بملاحقة إسرائيل، وإطلاق حوار فلسطيني شامل لإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية. وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي عقب عقدها اجتماعا ضم ممثلين عن الفصائل بعد طرح المبادرة، عن وجود إجماع فصائلي على ضرورة الشروع الفوري في عقد جلسة حوار وطني. وذكر مسؤولون في الحركة أن هناك شخصيات قيادية في حركة «فتح» رحبت بهذه المبادرة، في حين اعترضت عليها شخصيات أخرى، في وقت رحبت حركة «حماس» بها بعد إطلاقها مباشرة. الجهاد الإسلامي تدعو بعد مشاركتها في المؤتمر إلى «حوار وطني شامل» |
جماعة الإخوان المسلمين في مصر تعلن رفضها للتصالح مع النظام Posted: 30 Nov 2016 02:15 PM PST القاهرة – «القدس العربي»: وسط تضارب الأنباء حول انهاء اجراءات التصالح بين جماعة الاخوان المسلمين والحكومة الحالية، أعلنت الجماعة في بيان نشرته أمس على صفحتها الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» ،» أنها ترفض إجراء مصالحة مع النظام الحالي، وأكدت التمسك بشرعية الرئيس المعزول محمد مرسي وبحقوق الشهداء والمعتقلين والشعب وعدم المصالحة مع السيسي». وقالت الجماعة، «لقد أعلنا مراراً وتكراراً ونعيدها مجدداً: لا تنازل عن الشرعية، ولا تفريط في حق الشهداء والجرحى، ولا تنازل عن حق المعتقلين في الحرية، وحق الشعب في الحياة الكريمة، ولا تصالح مع النظام الحالي». واعتبر بيان جماعة الإخوان، أن نائب مرشدها العام أكد على تلك المواقف والثوابت، في سلسلة حوارات أجراها الثلاثاء الماضي مع قنوات تلفزيونية مختلفة». وأشارت إلى أن بيانها جاء «رداً على قيام بعض الأفراد عبر وسائل التواصل الاجتماعي بتشويه صورة جماعة الإخوان المسلمين ورموزها، من خلال اجتزاء أو تبديل أو تزوير تصريحاتهم أو مواقفهم، في محاولات مستميتة للوقيعة بين الجماعة وقيادتها التي تقف معاً، أو بين الجماعة وشعبنا المصري العظيم». وعلى جانب آخر، دافع الدكتور سعد الدين إبراهيم، مدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، عن مبادرته للتصالح مع جماعة الإخوان المسلمين وفق شروط من بينها تقديمهم اعتذاراً لما ارتكبوه به من عنف ضد الشعب المصري ورجال الشرطة والقوات المسلحة والإقلاع عن العمل السري وإيقاف التعامل مع أي قوة خارجية. وأضاف في لقاء تلفزيوني ببرنامج «من الآخر» المذاع على قناة «روتانا مصرية»: «يترك للشعب المصري أن يقول كلمته، إذا وافق الشعب على المصالحة مع الإخوان كان بها، وإذا لم يوافق ننتظر ونتحمل المسؤولية، وأنا بجتهد وأنا غير مخول للحديث سواء باسم الجماعة أو باسم الحكومة». وأوضح، مدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، إن طرحه لمبادرة التصالح مع الإخوان جاء لوقف نزيف الدماء حرصاً على الاستقرار والاستثمار، قائلاً :»خيرت الشاطر بيقول إن من أقسم يمين البيعة 700 ألف، قد يكون العدد أكثر أو أقل، لكن لو افترضنا إن 700 ألف أعضاء في أسر يعني العدد 3.5 مليون حنعمل فيهم ايه حتى لو لم نتصالح مع القيادات». بينما عبر الدكتور رفعت السعيد، رئيس المجلس الاستشاري لحزب التجمع، عن رفضه الشديد للتصالح مع جماعة الإخوان المسلمين، مؤكداً عدم وجود تصالح على الدم. وقال السعيد في لقاء تلفزيوني ببرنامج «من الآخر» المذاع على قناة «روتانا مصرية»: «لا تصالح على الدم، وأن يسلموا ما لديهم من أسلحة وأن يوقفوا العنف الإجرامي، وكل من ارتكب جريمة يحاكم عليها، هل واحد يقتل عشرة ونقول مع السلامة عشان نتصالح، هذا عبث وإلا نتصالح مع داعش والقاعدة لضمان سلامة المجتمع والوطن». وأشار رئيس المجلس الاستشاري لحزب التجمع، لرفضه لتشكيل جماعة الإخوان المسلمين لجماعة دعوية في حال تصالح الدولة المصرية معهم، لافتًا إلى أن نشاط الإخوان وقوتهم ستندثر بمرور الوقت لاعتمادهم على مرتزقة. جماعة الإخوان المسلمين في مصر تعلن رفضها للتصالح مع النظام |
مطالبات في البرلمان بإقالة السفير المصري في جنيف Posted: 30 Nov 2016 02:14 PM PST القاهرة ـ«القدس العربي»: تصاعد هجوم لجنة حقوق الإنسان في مجلس النواب على السفير عمرو رمضان، السفير المصري في جنيف، مطالبة وزارة الخارجية بإقالته من منصبه. واعتبر النائب محمد الغول وكيل لجنة حقوق الإنسان في مجلس النواب، في بيان له « أن دور السفير سيىء في الدفاع عن الدور والدبلوماسية المصرية في الخارج»، مؤكدا أن السفير المصري في جنيف تعامل بطريقة غير لائقة مع الوفود الممثلة لمصر في الخارج. وأوضح أن وفد حقوق الإنسان الذي ذهب من البرلمان لتمثيل مصر في جنيف تعامل معه السفير المصري بطريقة غير لائقه وبدون أي تعاون معهم، مضيفاً أنه يتعامل بطريقه أخرى مع المنظمات التي تضر بسمعة مصر في الخارج، وهو أمر عليه علامات استفهام كبيرة. وأشار إلى أن اللجنة تقدمت بطلب لرئيس البرلمان الدكتور علي عبد العال، ووزير الخارجية السفير سامح شكري بضرورة إقالة السفير المصري في جنيف. وأضاف الغول أن أعضاء لجنة حقوق الإنسان لديهم إصرار على طلب الإقالة المقدم، مؤكدا أنه من غير المعقول أن يظل شخص في منصب حكومي مهم كسفير جنيف وهو يلعب دورا سلبيا في خدمة وطنه. وقال النائب علاء عابد، رئيس لجنة حقوق الإنسان في مجلس النواب، خلال مداخلة هاتفية له مع الإعلامي تامر أمين، عبر فضائية «الحياة»، إن «المجلس اقترب من الانتهاء من مشروع الإعلام الموحد تمهيدًا لخروجه إلى النور»، موضحًا أن «المجلس أخذ على عاتقه عدم فصل موظفين». وأضاف أن «القانون الجديد ينظم عمل سير القنوات التي ظهرت خلال الفترة الماضية دون سندات قانونية وبما يهدر أموالا على الدولة»، لافتًا إلى أن خروج القانون إلى النور من شأنه أن يصوب العمل الإعلامي ويعود الإعلام المصري إلى الريادة مرة أخرى . وأكد أنه «طالب وزير الخارجية ورئيس مجلس النواب بإقالة فورية للسفير المصري في جنيف»، موضحًا أنه فوجئ خلال زيارته لجنيف بعدم معرفة القائمين على لجنة حقوق الإنسان هناك بأي شيء عن مصر، هذا بالإضافة إلى عدم تعاونه مع أي وفود مصرية في جنيف. وأعرب السفير عمرو رمضان، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف، خلال مداخلة هاتفية في برنامج «يوم بيوم» المذاع على قناة «النهار اليوم»، عن دهشته من حالة الهجوم التي يقودها ضده النائب علاء عابد، رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان ويطالب فيها برحيله، مؤكداً أن ما قاله النائب غير صحيح، وأن السفارة المصرية في جنيف تتواصل مع كافة المنظمات وليست في حالة انعزال كما يصور النائب. وأضاف أنه أجرى عملية جراحية لتغيير مفصل الحوض خلال الفترة التي زار فيها وفد البرلمان المصري جنيف، وهذا ما منعه من استقبال الوفد، مشيرا إلى أنه كان ينتظر أن يتلقى دعمًا من البرلمان على دوره وليس الهجوم عليه، معتبرًا أن ما يتعرض له «كلام فارغ». وقال محمد أنور السادات عضو مجلس النواب، خلال حواره في برنامج «يحدث في مصر»، المذاع على فضائية «إم بي سي مصر»، إن سفارة مصر في جنيف تقوم بدور رائع، والسفير شارك وفدًا برلمانيًا في زيارة قام بها الوفد منذ 4 أشهر، وإن أعضاء البعثة والسفارة المصرية في جنيف أدوا واجبهم على أكمل وجه. وأضاف ان علاء عابد رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان لم يحالفه التوفيق في تصريحات ضد سفيرنا في جنيف عمرو رمضان. فيما وصفت النائبة مارغريت عازر، السفير المصري في جنيف، بأن له اهتمامات أخرى. وقالت أمام اجتماع لجنة حقوق الإنسان في مجلس النواب وبحضور المستشار مجدي العجاتي وزير الشؤون القانونية ومجلس النواب أن السفير يتصرف بشكل غير لائق مع نواب البرلمان، مشيرة إلى أن المذكرة التي تم رفعها إلى الدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب، ووزارة الخارجية، تتضمن كل الأمور السلبية التي يقوم بها السفير والوقائع غير اللائقة للسفير هناك. مطالبات في البرلمان بإقالة السفير المصري في جنيف بعد اتهامات له بالتعامل بطريقة غير لائقة مع الوفود الممثلة لمصر في الخارج |
حملة الكترونية تونسية لفضح «سُراق المطارات» Posted: 30 Nov 2016 02:14 PM PST تونس – «القدس العربي»: أطلق عدد من النشطاء التونسيين حملة الكترونية واسعة بعنوان «حملة التونسيين في الخارج ضد سراق المطارات» تهدف إلى «فضح» عمال المطارات المتورطين في سرقة حقائب الركاب. وتداول النشطاء عدد من الصور والفيديوهات تبين قيام عدد من العمال في مطار «تونس قرطاج» بتفتيش بعض الحقائب بهدف سرقتها، فضلا عن التعامل بشكل عنيف وغير مسؤول مع الحقائب وهو ما قد يؤدي إلى إتلاف محتوياتها. وتزايد مؤخرا تذمر المسافرين القادمين إلى تونس إثر سرقة بعض أغراضهم الشخصية من قبل عمال المطار، حيث كشف التحقيقات مؤخرا عن وجود «شبكة» متخصصة بسرقة حقائب السيدات خاصة، كما أعلنت سلطات المطار إيقاف عدد من العمال عن العمل بعد ضبطهم بصدد سرقة بعض الأمتعة، وهو ما دعا البعض إلى مطالبة إدارة المطار بتركيب كاميرات مراقبة للحد من عمليات السرقة التي أشاروا إلى أنها تؤثر سلبا على صورة البلاد في الخارج، وخاصة في ظل تراجع عدد السياح القادمين للبلاد نتيجة الوضع الأمني المتردي في السنوات الأخيرة. وكانت الإعلامية إنصاف اليحياوي أثارت جدلا كبيرا إثر حديثها عن سرقة حقيبة مجوهراتها في المطار وهو ما دفع السلطات لإطلاق حملة ملاحقة واسعة تمكنت عبرها من القبض على ثلاثة عاملين متورطين في السرقة. وتزامنت سرقة مصاغ اليحياوي مع حادثة أخرى مشابهة تعرضت لها زوجة دبلوماسي تونسي في الخارج، حيث تمت سرقة مصاغها أيضا، ولم يتم الكشف حتى الآن عن الجناة. حملة الكترونية تونسية لفضح «سُراق المطارات» |
الجزائر: الرئيس بوتفليقة يتدخل للإبقاء على التقاعد النسبي في آخر لحظة! Posted: 30 Nov 2016 02:13 PM PST الجزائر – «القدس العربي»: تدخل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة للإبقاء على التقاعد النسبي إلى غاية 2019، استجابة لمطالب النقابات المستقلة التي كانت قد دخلت في حركة احتجاجية منذ الشهر الماضي، ويأتي تدخل الرئيس بوتفليقة في الوقت الذي كان فيه النواب يستعدون للتصويت على مشروع قانون العمل، الذي يلغي التقاعد النسبي والمبكر، رغم الإضرابات والاحتجاجات التي دخل فيها عمال قطاعات الصحة والتعليم والوظيفة العمومية. وكان وزير العمل محمد الغازي، وقبل التصويت على القانون، قد كشف عن محتوى التعديل الذي أقره الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وهو تعديل جاء في آخر لحظة ولم يكن متوقعا لسبيين على الأقل، الأول هو استماتة الحكومة في الدفاع عن إصلاح نظام التقاعد، ورفضها أي تفاوض أو حوار مع النقابات حول هذا الأمر، والثاني هو الظروف المالية الصعبة التي تعيشها البلاد، والتي فرضت على السلطات اتخاذ إجراءات صعبة في إطار سياسة التقشف التي تتبعها، الأمر الذي يجعل أي تراجع مكلف اقتصاديا وسياسيا. ويأتي تدخل الرئيس بوتفليقة قبل أيام قليلة من الاجتماع الذي من المقرر أن تعقده النقابات المستقلة من أجل الفصل في الخطوات المستقبلية، في إطار الحركة الاحتجاجية التي شرعت فيها منذ أكثر من شهرين، الأمر الذي قد يخلط حساباتها، حتى وإن كان القرار الذي تم اتخاذه لا يلبي كل المطالب التي رفعتها النقابات طوال الأسابيع الماضية، وتتمثل في الإبقاء على الحق في التقاعد دون شرط السن، وكذا سحب مشروع قانون العمل، وإشراك النقابات في إعادة صياغته، أما المطلب الثالث فيتمثل في اتخاذ الحكومة لإجراءات لحماية القدرة الشرائية التي تدهورت كثيرا بسبب التضخم وتراجع قيمة الدينار الجزائري. كما أن التعديل الذي أقره الرئيس يضع النواب، وخاصة المنتمين إلى الأغلبية في حرج، فقد دافعوا عن القانون أكثر من الحكومة نفسها، ورفضوا أي تراجع أو تأجيل معتبرين أن الأمر ضروري وحيوي ولا يقبل التأجيل، ولما فرض الرئيس بوتفليقة التعديل الذي يقضي بتأجيل قرار إلغاء التقاعد النسبي، لم يكن أمامهم سوى الموافقة والمصادقة على القانون، الأمر الذي يزيد في تكريس تلك الصورة الموجودة لدى الكثيرين بخصوص دور البرلمان، وعدم قيامه بدوره في الدفاع عن مصالح المواطن، ولو اقتضى ذلك، وأنه إذا كانت هناك جهة من شأنها أن تتدخل لإنصاف المواطن، فإن هذه الجهة هي الرئيس. هذا في وقت تناقلت فيه وسائل الإعلام خبر تلاسن وقع بين رئيس البرلمان العربي ولد خليفة المنتمي إلى حزب جبهة التحرير الوطني ومحمد جميعي رئيس المجموعة البرلمانية للحزب ذاته، وهو تلاسن وقع داخل الجلسة العلنية، والسبب هو سفرة إلى الصين، وخلاف حول من يشارك في هذه الزيارة، إذ وصل الأمر حد تبادل التهم، والتصريحات والتصريحات المضادة على صفحات الجرائد. الجزائر: الرئيس بوتفليقة يتدخل للإبقاء على التقاعد النسبي في آخر لحظة! |
فيلم لهواة الأنواع جميعها Posted: 30 Nov 2016 02:13 PM PST كان عليهما أن يتصرّفا كزوجين من لحظة التقائهما الأولى. هو، الضابط ماكس فاتان (يؤدّي الدور براد بيت) قد وصل لتوه إلى كازابلانكا، بعد نزوله بالمظلّة فوق رمال الصحراء. أما هي ماريان بوسيجور (ماريون كوتيار) فكانت منخرطة في مجتمع المدينة المتشكل من مدنيين فرنسيين وعسكريين ألمان ورجال مخابرات من شتى الأنواع. التقاؤهما الأول ذاك حصل في حضور كثيرين كانوا حول طاولة بوسيجور في ذلك المقهى. أسرعت هي إليه ورمت نفسها في أحضانه فيما هي تعرّفه بنفسها، ماريان بوسيجور، وتطلب منه أن يسلك معها كما يسلك زوجان التقيا بعد غياب. وكي لا يقعا في خطأ، تعتذر هي من مجالسيها لتذهب إلى البيت برفقته. هناك أيضا يجب أن يعرف الجيران المتلصّصون، على الرغم من أن أحدا لم يظهر منهم، بأنهما زوجان. عانقني، قالت له فيما هي تدنو منه لتطبع قبلة طويلة على شفتيه. هذا لكي يصدّق أولئك الجيران الذين لا يعرف مخرج الفيلم روبرت زيمكيس ولا كاتب نصه ستيفن نايت أن ليس هكذا يُستحبّ الظهور في مجتمع إسلامي، لم يجر تصوير مدنه إلا مرفقةً بصوت الأذان، وهذا ما لازم تلك المشاهد في الفيلم، هكذا على غرار ما درجت عليه الأفلام السينمائية السابقة في تصويرها المدن الإسلامية. ولن يتاح لماكس وماريان أن يمكثا طويلا في مجتمع النخبة الأجنبي ذاك، المنفصل تماما عن حياة بشر كازابلانكا. لن يمكثا أكثر من أيام قليلة استُعرض فيها ارتداؤهما لأناقة أزياء ذلك الزمن (الحرب العالمية الثانية) إذ كان عليهما أن يقوما بما التقيا من أجله، وهو اغتيال السفير الألماني ومرافقيه وجنود آخرين هم حرّاس ذلك المكان الغاصّ بالساهرين. وقد نجحا في تنفيذ المقتلة وفرّا دون أن يتعقّبهما أحد. المشهد التالي سيكون في لندن حيث نشاهدهما مقيميْن معا زوجا وزوجة، بل وقد أنجبا ابنة لهما اسمها «أنا». زمنهما في كازابلانكا، القصير، هو زمن سعادتهما، رغم أنه كان محفوفا بخطر مقتلهما «هذا إن بقينا أحياء غدا»، تقول له مبتسمة بل ومنتشية بالغرام الذي لم يستغرق حصوله أكثر من الوقت الذي احتاجه القيام بعمليتهما الحربية تلك. كانا غير مباليين بما قد يحدث لهما غدا، كأن الفيلم استثنى مفاعيل الخطر من موضوعاته المتشابكة الكثيرة. هي طريقة جيمس بوند في التعامل بلا مبالاة مع الأخطار، وفي الاستخفاف بها حتى نفض اليدين بعد ثانيتين من تفادي أكبر المجازفات. في مشهد أوّل قليل الصلة بمجرى الفيلم وسياقه نشاهد براد بيت يتبع ضابطا ألمانيا ويخنقه، حتى الموت، في حجرة الهاتف العمومي، ثم يعود بعد دقيقة إلى ماريون كوتيّار كأن شيئا لم يحدث. أما في مشهد المقتلة المذكور أعلاه فيشترك البطَلان معا في ذلك النوع من الشجاعة. وعلى الرغم من أنهما، في النصف الثاني من الفيلم، يروح كل منهما يتفرّس أدنى التفاصيل لاكتشاف ما يخبّئ الآخر. تلك حقبة أخرى من علاقتهما اتسمت بالشك المدمّر، حيث كان الزوج قد أعلم من قبل قيادته الاستخباراتية أن زوجته عميلة للألمان، بعد انقضاء ذلك الزمن على ارتباطهما. هنا، في هذا الفاصل الثاني من الفيلم، نصير إزاء نظرة إخراجية أخرى، مختلفة عما اتسم به الفاصل الذي سبق. كأن التعريف الذي وضعه واصفو نوع الفيلم على الإنترنت، وهو تعريف يجمع بين أنواع كثيرة هنا هي، حسب ما كُتب بالإنكليزية: Action, Drama, romance سيطبّق كاملا فيه، بل وفي تعريفات أخرى للفيلم ذاته أضيفت إلى الكلمات الثلاث تلك كلمة War، وكلمة أخرى هي classical لتذكّر بأن الفيلم يرجع في أحداثه وأزياء أبطاله إلى الأربعينيات من القرن الماضي. ربما كانت السينما في حاجة إلى كل هذه العوالم من أجل أن يُستدرج إلى الصالات محبّو الأنواع جميعها. فقط في السينما الأمريكية أمكن الجمع بين الرومانس والأكشن، بل نجح ذلك طالما أن الصالة الأكبر بين صالات المجمّع السينمائي البيروتي غصّت بمئات المشاهدين الذين، كما رأى أحدهم في أثناء خروجه من الصالة، أن هؤلاء قدموا من أجل براد بيت، وهذا طبعا ما يزيد صفة أخرى على الصفات ( أو الأنواع) المذكورة أعلاه. ربما بسبب ذلك اعتبر نقاد كثيرون أن المخرج روبرت زيميكيس لم يوفّق تماما هذه المرّة أو على الأصح، لم يشر قط حسب ترجمة لبنانية لكلمة fizz التي أنكرها الناقد الأمريكي على فيلم زيميكيس هذا. لكن ما قد يعوّض ذلك نظرة من المخرج إلى لوائح الإيرادات التي تحرص الشركات المسوّقة للأفلام على إدراجها بندا رئيسيا بين المكوّنات التي تعيّن قيمته. فيلم «متحالفيْن» Allied بدأ يُعرض في صالات بيروت، بالتزامن مع بدء عرضه في الولايات المتحدة يوم 23 نوفمبر/ تشرين الثاني. ٭ روائي لبناني فيلم لهواة الأنواع جميعها حسن داوود |
الفكرة القومية تكشف هشاشة الصعود الليبرالي Posted: 30 Nov 2016 02:11 PM PST يحق لفيدل كاسترو وهو يغادر عالم الحياة أن ينظر إلى رفاقه ومنتقديه، ويعلن: «ألم أقل لكم؟». لم يظهر الزعيم الكوبي، الذي ألهم آلاف المناضلين في أمريكا اللاتينية والعالم، أي ندم على مسيرته الثورية. في رسالته للمؤتمر الحزب الشيوعي الكوبي، في إبريل/ نيسان الماضي، تحدث كاسترو عن الحياة إلى التسعين من العمر، وعن اقتراب لحظة الموت، ولكنه أعرب عن ثقته، أيضاً، بأن التاريخ سينصف سجل الثوريين الكوبيين وإنجازاتهم. لم يقابل كاسترو الرئيس الامريكي أوباما اثناء زيارته التاريخية لكوبا، وثمة شك في أنه نظر إلى قرار أوباما الانفتاح على الجزيرة الفقيرة والمثقلة بالأعباء، التى شكلت لأمريكا إزعاجاً أيديولوجياً وسياسيا – أستراتيجياً طوال ستة عقود، بأي درجة من الترحيب أو الشعور بالانتصار. خلال هذا الزمن الطويل، حاولت أمريكا بكل الوسائل إطاحة النظام الكوبي الثوري واغتيال زعيمه؛ وكلما فشلت المحاولة، شددت واشنطن إجراءات الحصار والعقوبات على الجزيرة الواقعة في بوابتها البحرية الجنوبية – الشرقية. لم تهزم كوبا، وربما يمكن القول أن إنجاراتها في مجالي التعليم والخدمة الصحية ليس لها نظير في العالم، حتى وقد أثقل الفقر كاهل شعبها، الفقر الذي يصبح أكثر أثراً عندما تقارن الجزيرة الصغيرة بجوارها الامريكي بالغ الثروة الغنى. ولكن الاقتصاد، الذي مثل تحدياً هائلاً لكوبا منذ إطاحة نظام باتيستا وفرض الحصار الامريكي، لم يكن التحدي الأكبر طوال العقود الستة الماضية. تحدي كاسترو الأكبر كان القيم الليبرالية للنظام الرأسمالي، النظام الذي كرس الزعيم الكوبي حياته للقتال ضده، والقتال حتى الموت، كما قال يوماً. فرض كاسترو قيوداً غير مسبوقة على الإنسان الكوبي، وحكم بنظام حزب واحد وقبضة حديدية. وكان عليه، في المقابل، أن يسوغ الحكم الديكتاتوري في مواجهة تحدي الحرية الليبرالي: حرية الضمير، حرية الاعتقاد، حرية الرأي، حرية التملك، حرية الانتقال والسفر، وحرية العمل والسعي إلى إشباع الذات. أكدت الليبرالية، فوق ذلك، حكم القانون ومساواة المواطنين أمام مؤسسة العدالة، وحق الشعوب في أن تطيح حكوماتها وحكامها، وتختار من يحكمها. لم تعمل الليبرالية الغربية دائماً في واقع الحال كما هو مثالها، ولكن التحدي الذي مثلته للأنظمة الديكتاتورية كان، بالرغم من ذلك، كبيراً. عدد من اليساريين الامريكيين الليبراليين مد اليد باتجاه كوبا من قبل، أبرزهم، ربما، كان مرشح الرئاسة الديمقراطي في الثمانينات جورج ماكغفرن (الذي خسر انتخابات الحزب الأولية لصالح مانديل). وحتى الرئيس كارتر حاول تطبيع علاقات بلاده مع كوبا. ولكن كاسترو لم يتخل يوماً عن شكوكه في الليبرالية الامريكية ونظامها الديمقراطي، ولا حتى بعد أن تخلى عن الحكم لشقيقه راؤول. أخيراً، وقد رأى في لحظات حياته الأخيرة تراجع الليبرالية في أمريكا والعالم الغربي، يحق لكاسترو أن يقول لمعارضيه «ألم أقل لكم؟». لم تحقق الليبرالية تقدماً مثل ذلك الذي حققته بعد الانتصار في الحرب الباردة، عندما اكتسحت رياح الديمقراطية وقيم الحرية القارة الأوروبية وأغلب العالم. وربما يمكن القول أن الليبرالية الغربية ذهبت بعيداً في احتفالها بالانتصار، وربما بالغت، أيضاً، في الترحيب بالمهاجرين، بالتعددية الثقافية، وإظهار قليل من الاحترام لقيم العائلة التقليدية، المؤسسة في ثقافة المجتمعات الغربية المسيحية؛ وأن هذا ما أدى إلى ردود الفعل الهائلة وواسعة النطاق التي تشهدها أكثر من دولة غربية مؤخراً. ولكن من غير الواضح، ولا المتيقن، بعد إن كان هذا التفسير صحيحاً. حجم التحول في التوجهات الشعبية في دول مثل بريطانيا وأمريكا وفرنسا أكبر بكثير مما يمكن تفسيره باستهتار وجموح الدوائر الليبرالية. نجاح معسكر الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، وانتصار ترامب في الانتخابات الرئاسية الامريكية، وما يقاربه من انتصار فرنسوا فوين في انتخابات الجمهوريين الفرنسيين الأولية، لابد أن يقرأ، أيضاً، في عشرات الملايين من الناخبين الذين أعطوا أصواتهم لبرامج هؤلاء ووعودهم، التي لا يمكن أن توصف إلا بأنها تمثل تهديداً لقيم الليبرالية الغربية. باسم استقلال بريطانيا مرة، وتحت راية اليمين البديل واستعادة القوة مرة أخرى، واستجابة لدعوات المحافظة على الهوية، مرة ثالثة، يبرز تيار يميني متشدد لا يخفي سعيه إلى وضع نهاية لتقدم قيم الحريات والمساواة أمام القانون والاعتراف بالتعددية على جانبي الأطلسي. انتصر دعاة الخروج من الاتحاد الأوروبي ليس لأن عضوية الاتحاد أصبحت صفقة خاسرة لبريطانيا، ولكن بحملة من الرسائل الصريحة والمستبطنة، العنصرية والعنصرية المغلفة، ضد المهاجرين الأوروبيين الشرقيين وغير الأوروبيين، وضد سياسات التعددية الثقافية، التي شهدت ذروتها في العقدين الماضيين. وانتصر ترامب بالدعوة إلى إغلاق حدود الولايات المتحدة، منع المسلمين ومراقبتهم، احتقار الامريكيين اللاتينيين واتهامهم بجرائم الاغتصاب وتجارة المخدرات، والاستهتار بحرية الصحافة والإعلام. وبالرغم من أن فرنسوا فوين، المنتصر في الانتخابات الأولية لليمين الفرنسي، يرى بأنه الكفيل بهزيمة الجبهة الوطنية الفرنسية، أكثر الأحزاب الفرنسية عنصرية، فخطاب مرشح اليمين الفرنسي لا يبدو أكثر اعتدالاً من خطاب التهديد الفج الذي تمثله الجبهة الوطنية. هذا المرشح لرئاسة فرنسا لا يؤمن بأن الاستعمار شر، ويصفه بأنه مجرد حراك تاريخي للتبادل الثقافي، متجاهلاً مسؤولية بلاده عن الملايين الذين تم إبادتهم في مستعمرات فرنسا الإفريقية والآسيوية. فرنسا ليست دولة متعددة الثقافات، يقول فوين، وعلى الوافدين الجدد الإندماج في البوتقة الجمهورية المتصورة؛ وسعي الإسلام توكيد وجوده الفرنسي، يمثل خطراً داهماً على حياة الفرنسيين اليومية. ثمة مشكلة تاريخية وأصيلة عاشتها وتعيشها الليبرالية الغربية، ليس فقط لأنها لم تكن ليبرالية فعلاً في تعاملها مع الشعوب المستعمرة في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، ولكن لأنها أيضاً لم تستطع يوماً أن تجد وعاء وقاطرة وركيزة لها خارج نطاق الدولة القومية. ولدت الليبرالية الغربية في الوقت نفسه الذي شهد ولادة وصعود فكرة الدولة ـ الأمة وخطابها القومي. بدون الدولة القومية تتحول القيم الليبرالية الغربية إلى مجرد تمرين فردي، أو تمرد جماعات صغيرة على هامش الدولة والمجتمع. وهذه كانت دائماً مشكلة التيار الفوضوي، الذي أدت نزعته المناهضة للدولة القومية إلى تحوله لحركة احتجاج ثانوية، أو تنظيمات عنف مطاردة، أو غيتوهات صوفية معزولة. الليبرالية الغربية كانت أذكى وأكثر عملية، عندما احتنضنت الدولة القومية وعملت ضمن شروطها. ولا أن الحرية كانت دائماً مبرر وجود الليبرالية الأكثر فعالية، وفرت الليبرالية الغربية الحرية ليس فقط من اجل تعزيز قيمها والانتصار لها، بل ولرفضها أيضاً. من ناحية أخرى، مثلت الدعوة القومية، بكافة تياراتها، مبرر وجود الدولة القومية الحديثة الأكثر حيوية ومعنى. وهذا ما جعل الانتصار الليبرالي هشاً، وقابلاً للتراجع. ليس ثمة دولة غربية واحدة، خلال القرنين الماضيين، أفلتت من حقبات ردة على القيم الليبرالية، لا بريطانيا ولا فرنسا ولا أمريكا، ولا ألمانيا، بالطبع. مواريث الصعود الكاثوليكي، والقومية الإمبريالية، في فرنسا القرن التاسع عشر، الاستعباد الصناعي البريطاني والتوسع الإمبراطوري، المحرقة الألمانية، والمكارثية الامريكية، لم تزل حية في الذاكرة. واليوم، تعود الفكرة القومية لتتمرد على الشريك الليبرالي في أكثر من دولة غربية. ألم يكن كاسترو على حق، إذن، في اعتقاده أن من السذاجة الاطمئنان لوعود الليبرالية الغربية في الحرية والمساواة والاحتفال بالتعددية؟! ٭ كاتب وباحث عربي الفكرة القومية تكشف هشاشة الصعود الليبرالي د. بشير موسى نافع |
الحشد الشعبي: قانون الأمر الواقع وسلطة التأويل Posted: 30 Nov 2016 02:11 PM PST بعد أكثر من سنتين ونصف من الجدل حول شرعية هيئة الحشد الشعبي، وبالتالي شرعية الميليشيات التي استظلت بهذه الهيئة، مرر البرلمان العراقي قانونا «إشكاليا» لشرعنة هذه الهيئة، من خلال موافقة شيعية تامة، ورفض سني شبه كامل، وانقسام كردي! وبعيدا عن الضربة الشديدة التي وجهها القانون لمسارات المصالحة/ التسوية الوطنية التي كانت مدار الحديث في الأسابيع الماضية، فقد جاء في توقيت يثير الكثير من علامات الاستفهام. سواء فيما يتعلق بالوضع العسكري، المتعلق بمعركة الموصل البطيئة، أو فيما يتعلق بمعركة تلعفر! أو ما يتعلق بالوضع السياسي والصراع الشيعي الشيعي الذي فجرته وثيقة التسوية التي تقدم بها التحالف الوطني! او فيما يتعلق بالتكهنات المتعلقة بموقف السيد السيستاني المحتمل من الحشد الشعبي بعد الموصل، خاصة بعد استخدام فتواه بشأن «الجهاد الكفائي» من أجل «شرعنة» المليشيات القائمة! الأمر الأهم فيما يتعلق بهذا القانون، هو النص المهلهل الذي أريد له ان يتعاطى مع مسألة معقدة تتعلق بتشكيل قوى عسكرية ذات طبيعة عقائدية يصل تعدادها إلى أكثر من 100 ألف مقاتل، مع تسليح ثقيل، في ظل الانقسام المجتمعي الحاد، والصراع السياسي المتفاقم! فالقراءة التحليلية للقانون تكشف عن ثغرات وتناقضات وعدم تحديد شديد سيتم تأويلها لاحقا تبعا لعلاقات القوة الشيعية الشيعية بشكل أساسي. فالمادة 1 اولا من القانون نصت على أن تكون هيئة الحشد الشعبي تشكيلا يتمتع بالشخصية المعنوية ويعد جزءا من القوات المسلحة، ويرتبط بالقائد العام. من دون ان نعرف لماذا اعتمد مصطلح «الهيئة» إذا ما كان هذا التشكيل جزءا من القوات المسلحة العراقية؟ ثم لماذا وصفها بأنها تتمتع بشخصية معنوية؟ خاصة وان مصطلح الشخصية المعنوية يفترض أساسا أن هذه الجهة تتمتع بشخصية قانونية مستقلة. وكيف يمكن حل التناقض بين كونها «هيئة ذات شخصية معنوية» وبين كونها جزءا من «القوات المسلحة»؟ ثم أن الحديث عن ارتباطها بالقائد العام للقوات المسلحة يعني عمليا ان لا علاقة مباشرة بينها وبين «القوات المسلحة» فكيف تكون جزءا منها! فضلا عن ذلك فان القانون يعطي للقائد العام سلطة مباشرة على قوة عسكرية وهذا غير معمول به في اي نظام ديمقراطي في العالم، بل هو واحد من مظاهر الانظمة الشمولية! ثم كيف يمكن ان يمنح لمدني قيادة عسكرية مباشرة بهذه الطريقة، بعيدا عن القيادة العامة للقوات المسلحة وبعيدا عن رئاسة الأركان؟ والأهم هنا اننا نتحدث مرة اخرى عن سلطة عسكرية مطلقة للقائد العام على جهة عسكرية! ونتذكر جميعا ان واحدا من أبرز الاعتراضات على المالكي كانت في تشكيله مكتبا للقائد العام احتكر من خلاله القرار العسكري، وهو ما دفع السيد العبادي الى الاعلان بعيد تسلمه منصبه الى الغاء هذا المكتب! فكيف يتم الاعتراض على مكتب ثم يسمح للقائد العام ان يحتكر السلطة على قوى عسكرية ذات طبيعة اشكالية فيما يتعلق ببنيتها وتوجهاتها وارتباطاتها؟ الفقرة 1/ أولا/ 1 من القانون نصت على أن يكون الحشد الشعبي «تشكيلا عسكريا مستقلا وجزءا من القوات المسلحة». وهذا يعني أن اصطلاح الشخصية المعنوية لم يكن خطأ وإنما كان مقصودا، من هنا النص على استقلالية الحشد! وواضح ان عبارة «ويكون جزءا من القوات المسلحة» الغرض منه التحايل فقط على المادة 9/ ب من الدستور العراقي التي حظرت تشكيل اية ميليشيات خارج إطار القوات المسلحة. الفقرة 1/ أولا/ ثانيا تحدثت عن تشكيل يتألف من قيادة وهيئة أركان وصنوف وألوية مقاتلة. وهذا يعني ان هذا التشكيل ليس جزءا من القوات المسلحة، بدليل الحديث قيادة وهيئة أركان خاصة به، بل عن صنوف داخله! من دون أن يحدد القانون طبيعة هذه القيادة، وعلاقتها مع القائد العام، وعلاقتها بالقيادة العامة للقوات المسلحة، ومن دون تحديد طبيعة العلاقة بين هيئة الأركان الخاصة به وهيئة الأركان التابعة الأركان التابعة للقوات المسلحة! ولكن السياق يكشف أن الحديث يتم عن تشكيل عسكري مواز للقوات المسلحة وليس جزءا منها، وهو تشكيل له قيادة مستقلة، وهيئة أركان مستقلة. أما الحديث عن الصنوف فهو يؤكد هذه الحقيقة، وأن هذه الصنوف التابعة للحشد الشعبي لا علاقة لها بالصنوف التي يتشكل منها القوات المسلحة العراقية. كما ان الحديث بهذا الاطلاق عن «صنوف» يعني أن ثمة إرادة صريحة بأن يكون لهذه الميليشيات أسلحة ثقيلة، وليست مجرد قوات مشاة خفيفة! وبمراجعة المسودات الخاصة بقانون الحرس الوطني، كانت هناك دائما إشارة إلى أنها لن تحصل على اسلحة ثقيلة، وأن تسليحها أقل من تسليح الجيش! ولكن القانون أغفل الإشارة إلى هذه المسألة تماما. الفقرتان 3 و4 من المادة 1 تكشفان بوضوح عن النسق المضمر الذي يكتنف هذا القانون! فلو كان الحشد الشعبي جزءا من القوات المسلحة، ما كانت هناك حاجة من الأصل للإشارة إلى أن هذه القوات تخضع للقوانين العسكرية النافذة، وكان يمكن الاكتفاء بأن هذه القوات مستثناة من شرطي العمر والشهادة. كما لم تكن هناك حاجة للإشارة إلى ان هذه القوات ستعمل وفق السياقات العسكرية من تراتبية ورواتب ومخصصات وعموم الحقوق والواجبات، لأن هذا سيكون تحصيل حاصل ما دامت هذه القوات جزءا من القوات المسلحة. الفقرة خامسا من المادة 1 تبقى الأكثر إشكالية! فالدستور العراقي في المادة التاسعة، أكد على أن القوات المسلحة «لا تتدخل بالشؤون السياسية، ولا دور لها في تداول السلطة»، وانه لا يجوز لأفراد هذه القوات الترشيح في انتخاباتٍ لإشغال مراكز سياسية، ولا يجوز لهم القيام بحملات انتخابية لصالح مرشحين فيها. وهذا الشرط الدستوري اضطر الأمر الديواني الذي أصدره السيد العبادي في حزيران/ يونيو 2015 إلى ايراد فقرة تتعلق بهذه المسألة. فقد قرر القانون ان «يتم فك ارتباط منتسبي هيئة الحشد الشعبي الذين ينضمون الى هذا التشكيل عن كافة الاطر السياسية والحزبية والاجتماعية ولا يسمح بالعمل السياسي في صفوفه». ولكن بمراجعة سريعة الى طبيعة الميليشيات العاملة تحت مسمى «الحشد الشعبي»، على الاقل منذ صدور هذا الامر الديواني، تكشف أن لا شيء تغير على الارض فيما يتعلق بطبيعة العلاقة العضوية بين هذه الميليشيات ومرجعياتها الدينية او السياسية او الحزبية على حد سواء. وبالتالي لا ضمانة بان هذا الشرط سيكون قابلا للتطبيق باي حال من الاحوال. إذ لا يمكن تخيل ان تقبل هذه الميليشيات أن تتخلى عن أذرعها العسكرية بهذه البساطة، وبالتالي نحن نعيد إنتاج الإشكالية نفسها التي حكمت القوات العسكرية والامنيــــة في مرحلة ما بعد 2003. عندما تم إدماج عدد كبير من الأفراد في هذه القوات على الرغم من ارتباطاتهم السياسية والحزبية، وهو ما حول هذه القوات إلى قوات عسكرية وامنية مسيسة وغير مهنية، وجعلها اداة من ادوات الصراع السياسي في العراق. تحدث القانون أيضا عن «التوازن» الذي اشترطته المادة التاسعة من الدستور وهي مادة لم ترد في الامر الديواني! وهو الشرط الذي لم يتم تحقيقه حتى اللحظة فيما يتعلق بالقوات المسلحة العراقية، أو القوات الأمنية العراقية! وبالتالي لا ضمانة على إمكانية تحقق هذا التوازن في الحشد الشعبي! أما الفقرة رابعا من المادة ذاتها فتقرر ان انتشار قوات الحشد الشعبي وتوزيعها هو من صلاحيات القائد العام للقوات المسلحة حصرا! وكان يفترض ان مجرد أن هذه القوات هي جزء من القوات المسلحة، فهذا يعني أنه ينطبق عليها ما ينطبق على القوات المسلحة، بوصفها سلطة حصرية للسلطات الاتحادية، وبأن انتشارها وتوزيعها يقع ضمن صلاحيات السلطة الاتحادية حصرا! ومن ثم فهي تخضع لقرارات القائد العام للقوات المسلحة حصرا أيضا! وقد قررت المادة 2 أن تعيين «قائد الفرقة» يتم بموافقة مجلس النواب كما اشترط ذلك الدستور العراقي، من دون ان تحدد المادة، أو القانون ككل، بنية هذه القوات، أو عددها! وبالتالي هل المقصود هنا ان الحشد الشعبي نفسه يشكل فرقة واحدة! وإذا كان الامر ليس كذلك، أي أن الحشد الشعبي سيشكل أكثر من فرقة عسكرية، فمن سيعين قائد الحشد الشعبي ككل! وهل سيخضع تعيينه لموافقة مجلس النواب ام لا؟ القانون لا يجيب عن هذه الأسئلة! أخيرا تقرر المادة 3 من القانون سريان احكام هذا القانون على منتسبي تشكيل الحشد الشعبي بأثر رجعي اعتبارا من تاريخ قرار مجلس الوزراء في حزيران/ يونيو 2015. من دون ان ينتبه واضعو القانون إلى ان القانون نفسه تحدث عن بنية يفترض أنها مختلفة تماما عن بنية الحشد الشعبي التي كانت قائمة حينها! فالقانون أشار إلى أن تشكيل الحشد الشعبي الجديد يتألف من الجهات التي ستقبل بفك ارتباطها بكافة الاطر السياسية والحزبية والاجتماعية، ووضع سقفا زمنيا لفك الارتباط مدته ثلاثة أشهر! فكيف يمكن حل التناقض الصارخ بين المطلبين؟ إن هذه الثغرات والتناقضات لم تكن نتيجة «الاستعجال»، وإنما كان امرا مقصودا، سبق ان واجهناه عند كتابة الدستور العراقي، الغرض منه ان تكون سلطة التأويل، أداة بيد القابض على السلطة لتنفيذ إرادته الأحادية. ٭ كاتب عراقي الحشد الشعبي: قانون الأمر الواقع وسلطة التأويل يحيى الكبيسي |
حلب وما بعد Posted: 30 Nov 2016 02:11 PM PST حين غادرت مدينة حلب مضطراً، في مطلع العام 2013، كان الجيش الحر في أوج عنفوانه. فقد اكتسح لواء التوحيد بقيادة المرحوم عبد القادر الصالح، مع وحدات أخرى، شرقي حلب، في شهر تموز/يوليو 2012، خلال أيام معدودات، وبقي النظام محصوراً في غرب حلب في وضع دفاعي، مع قصف جوي وصاروخي يومي للمناطق التي فقد السيطرة عليها، قصف لا يحقق مكاسب استراتيجية، لكنه يملك قدرة هائلة على التدمير وتحويل حياة سكان المناطق المحررة إلى جحيم. وهكذا انقسمت أكبر المدن السورية، مساحةً وسكاناً، بين ثلاث قوى: قوات النظام وميليشياته، قوات الجيش الحر، قوات وحدات حماية الشعب الكردية. تغيرت خريطة سيطرة هذه القوى، تغيرات عديدة متفاوتة الأهمية، في غضون السنوات الأربع التي تفصلنا عن بدء معركة تحرير حلب، وارتفع منسوب الدمار العمراني والخسائر البشرية، بين المدنيين بصورة خاصة، لكن التقسيم الثلاثي الأولي بقي على حاله، مع تغيرات هيكلية في أجسام قوات كل من النظام والمعارضة، في حين حافظت القوات الكردية على وضعها الأولي ومناطق سيطرتها المحدودة بالأحياء ذات الغالبية السكانية الكردية. أما قوات النظام، فقد تغيرت تركيبتها كثيراً بحيث غلب عليها طابع الميليشيات الشيعية المستوردة من لبنان والعراق وإيران، وأصبح سلاح الطيران الغالب، منذ خريف العام 2015، هو السلاح الجوي الروسي الذي عمل بشراسة وفعالية فاقت ما كان لدى طيران النظام الكيماوي. بالمقابل، تغيرت تركيبة قوات المعارضة من مقاتلين محليين في إطار كتائب وألوية الجيش الحر، إلى فصائل إسلامية في غالبيتها، متفاوتة المسافة عن تيار السلفية الجهادية الذي لا يعترف بالحدود الوطنية للدولة السورية، ناهيكم عن مشروع مستقبلي لسوريا ديمقراطية مدنية. بيد أن المشكلة لم تبدأ مع التحول الإسلامي لغالبية الفصائل، بل في غياب استراتيجية وطنية لأولئك المقاتلين الشجعان الأوائل الذين أوهمتهم دول إقليمية داعمة، وكذا أطر المعارضة السياسية، بأن معركة تحرير مدينة حلب هي الخطوة الأولى على طريق تحرير سوريا من نظام الأسد، وأن ذلك أصبح في المتناول. الواقع أن أحداثاً كبيرة حدثت، في تلك الفترة، كانت مما يعزز هذا الوهم: كالتفجير الذي وقع في مبنى مكتب الأمن القومي واستهدف خلية إدارة الأزمة، وحدوث انشقاقات على مستوى عالٍ من النظام، وسيطرة الثوار على المعابر الحدودية مع تركيا، ودخول الجيش الحر لأحياء طرفية في دمشق كبرزة وجوبر. لم يمض وقت طويل على تحرير شرقي حلب، حتى اتضح أن الوضع استقر على التقسيم الثلاثي المذكور أعلاه، في توازن قوى غير مسموح، دولياً، بكسره. أي لا يسمح لقوات المعارضة باستكمال تحرير حلب، ولا يملك النظام قوات برية كافية لإعادة سيطرته على المناطق المحررة من المدينة، في الوقت الذي كان يخوض فيه معارك يائسة على جبهات كثيرة متفرقة على الجغرافية السورية، أنهكت قواته المتنقلة من منطقة إلى أخرى. وهكذا كان تحرير جزء من حلب قد تحول إلى عبء على المعارضة. ففضلاً عن استجلاب قصف النظام الجوي والصاروخي الذي يستهدف المدنيين أساساً، أصبحت فصائل الجيش الحر مسؤولة عن تأمين مستلزمات الحياة لمليونين من السكان، على رغم النزوح الكثيف من مناطق القصف. كما أنها باتت تتحمل المسؤولية الأخلاقية عن تجاوزات بعض مقاتليها بحق السكان. في شهر تموز/يوليو بالذات سمعتُ شكاوى بعض الأهالي في المناطق المحررة من تجاوزات الجيش الحر بوصفه سلطة الأمر الواقع الجديدة. وفي المناطق الكردية (حيي الشيخ مقصود والقسم الطرفي من الأشرفية) بنى حزب الاتحاد الديمقراطي حكمه الدكتاتوري على السكان، بصورة متدرجة ولكن ثابتة، وأنشأ كياناً سياسياً جديداً أسماه «مجلس شعب غربي كردستان» سيتطور لاحقاً إلى إدارة ذاتية قبل أن يعلن الحزب الكردي مناطق سيطرته كياناً فيدرالياً في العام 2015. تأخرت معركة استعادة سيطرة النظام على شرقي حلب، وكان قد أعلن عنها مراراً خلال السنوات الماضية، بسبب عدم امتلاكه لقوات كافية، ثم بسبب اختلاف الأجندتين الإيرانية والروسية بشأن المدينة ومستقبلها. لكن انهيار التفاهم الروسي ـ الأمريكي الذي أعلن في شهر أيلول/سبتمبر الماضي، دفع الروس إلى حسم أمرهم بشأن السيطرة على حلب في الوقت الضيق المتبقي من عمر إدارة باراك أوباما في السلطة. كما تمكنت موسكو من إقناع تركيا بالتخلي عن مدينة حلب مقابل الجيب التركي في الريف الشمالي. ومن المحتمل أنها خدعت الأتراك بالإيحاء بأنها موافقة على خطة ديمستورا مقابل سعي تركيا لسحب مقاتلي جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً) من شرق حلب. وتلقت تركيا أول الغدر الروسي قرب مدينة الباب، حين قصف طيران النظام الكيماوي موقعاً لقوات النخبة التركية هناك، في الذكرى السنوية الأولى لإسقاط تركيا طائرة السوخوي الروسية على الخط الحدودي بين تركيا وسوريا، فقتلت أربعة جنود أتراك، في رسالة ترسم الحدود المسموح بها لتركيا، وقوات المعارضة المتحالفة معها، الوصول إليها في عمق الجيب التركي. أي أن مدينة الباب المحتلة من قبل داعش لن تعطى لتركيا وحلفائها السوريين، بقرار روسي ـ أسدي. التعاون المباشر الصريح بين ميليشيات النظام والميليشيات الكردية في السيطرة على القسم الشمالي من حلب الشرقية، ينبئ بتعاون مماثل بين الطرفين بشأن معركة الباب، بحيث تقوم قوات صالح مسلم بتحرير المدينة من داعش، بإسناد جوي روسي، لمصلحة النظام. بالعودة إلى حلب المكلومة، من المحتمل أن يتمكن حلفاء النظام من استعادة كامل حلب قبل انتقال السلطة في واشنطن، إذا بقي ميزان القوى المختل الذي رأيناه في الأيام القليلة الماضية على حاله. وإذا كان ذلك سيشكل هزيمة مؤكدة للفصائل المسلحة في شرقي حلب، فهو لن يكون، بالمقابل، نصراً للنظام، بل لروسيا وإيران والميليشيات التابعة لهذه الأخيرة. فالنظام الذي رهن نفسه ومستقبل سوريا للقوى الأجنبية الداعمة، لا يمكنه الانتصار أبداً. ٭ كاتب سوري |
«حكومة انفصالية» في صنعاء! Posted: 30 Nov 2016 02:10 PM PST الإثنين الماضي أعلن ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى الذي أُعلن – بدوره – من طرف تحالف الرئيس السابق علي عبدالله صالح والحوثيين تشكيل حكومة في صنعاء. يمكن تلخيص الحالة بالآتي: مجلس سياسي أعلى لم تعترف به دولة، حتى إيران، جاء عقب «لجنة ثورية عليا»، لم تعترف بها دولة حتى إيران، يشكل حكومة لن تعترف بها دولة حتى إيران. هذا تلخيص وجيز. لكن السؤال المطروح: لماذا يشكل تحالف- صالح الحوثي حكومة لن يعترف بها أحد؟ والجواب باختصار يندرج ضمن تكتيكات هذا التحالف القائمة على مجرد «المكايدات السياسية والأغراض التفاوضية»، لإغاظة حكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي المعترف بها دولياً، ولإرسال رسائل إلى الداخل اليمني، في المناطق التي لا يزال تحالف الميليشيات يسيطر عليها بأنهم لا يزالون دولة تحظى بصفة رسمية، وبحكومة تديرها، حتى وإن لم يعترف بها أحد. يعتقد صالح والحوثي أن تشكيل الحكومة سوف يكون «كرتاً» رابحاً أثناء أي مفاوضات مقبلة لإحلال السلام في البلاد، على اعتبار أنهم يمكن أن يقدموا تنازلاً عنها بشرط تنازل مقابل من الطرف الآخر. وهذه بالطبع فكرة سقيمة، لأن من يتنازل إنما يتنازل عن حق مشروع ذي قيمة، بحيث يمكن للطرف الآخر وللمجتمع الدولي أن يقدر هذا التنازل، ويقدر مطالبة المتنازلين بتنازلات مقابلة. لكن الشأن في أمر هذه الحكومة أن الجامعة العربية قالت الثلاثاء إنها حكومة غير شرعية، وإن الإعلان عنها لا قيمة له، وأما الأمم المتحدة فقد قال مبعوثها الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ إن تشكيلها يعرقل السلام، وإن هذا التشكيل يخالف تعهدات صالح والحوثيين للأمم المتحدة، ويخالف تعهد الحوثي لوزير الخارجية الأمريكي في مسقط، أثناء لقاء ضم رئيس وفد الحوثيين التفاوضي وجون كيري في العاصمة العمانية مؤخراً. ومن هنا يمكن القول إن تشكيل الحكومة في صنعاء سيأتي بنتائج عكسية، غير ما كان مخططاً لها من قبل من شكلوها، في أن تكون «كرتاً» تفاوضياً رابحاً. جاء تشكيل الحكومة بمثابة فرصة مواتية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الذي أعتقد أنه أسعد الناس بها، ذلك أنه سيواجه مجدداً الضغوط الدولية عليه بتقديم تنازلات من أجل التسوية، حيث سيكتسب موقفه في رفض «خريطة الطريق» مصداقية على أساس ان الحوثيين وصالح لن يلتزموا بشيء من تعهداتهم الواردة في الخريطة، حيث لم يلتزموا للأمم المتحدة بما تعهدوا به من قبل حسب تصريحات ولد الشيخ نفسه. سيكون لدى الرئيس هادي ما يقوله لمواجهة الضغوط الدولية: سيقول إذا كان الحوثيون وصالح – بتشكيل حكومتهم – لم يلتزموا بتعهداتهم التي قطعوها للأمم المتحدة سابقاً – حسب ولد الشيخ- فكيف سيلتزم الحوثيون وصالح بما عليهم من التزامات في «خريطة الطريق» المقترحة؟ هذا تساؤل منطقي وحقيقي سيجد ولد الشيخ نفسه مضطراً إلى مواجهته عندما يلتقي الرئيس اليمني في جولته الحالية في المنطقة. وبعيداً عن الإشكالات التي أثارها تشكيل هذه الحكومة على المستوى السياسي، فإن أنصار الحوثي وصالح أنفسهم فوجئوا بضحالة هذه الحكومة، هذه الضحالة التي تتأتى من حجمها الكبير الذي بلغ 42 وزيراً (علق بعض الساخرين: باقي وزيران لتصبح هذه الحكومة أم أربع وأربعين). هذا العدد الضخم من الوزراء في بلد أغلب الخدمات فيه متوقفة يعني أن المحاصصة السياسية كانت الدافع الأكبر وراء تشكيل هذه الحكومة – على المستوى الداخلي- ثم إن الكثير من وزرائها كانوا مثار سخرية لاذعة من قبل الشارع اليمني من الموالين والمعارضين على حد سواء. إذ أن إرادة المحاصصة كانت واضحة في شخصيات الوزراء المعينين الذين يتصور المرء أن تعيينهم في مثل هذه المناصب يراد به تعريضهم لكم هائل من السخرية التي نالوها خلال اليومين الماضيين، نظراً لعدم ملاءمتهم لمناصبهم التي عينوا فيها. الحقيقة أن فكرة تشكيل الحكومة كانت تراود الانقلابيين في اليمن منذ شهور، لكن خلافات داخلية بينهم حول نصيب كل فريق حالت دون تشكيلها من قبل. وقد تغلبوا أخيراً على هذه الخلافات حول المحاصصة، ونصيب كل منهم من الكعكة، لكنهم لن يتغلبوا على الكم الهائل من الإشكالات التي أثارها تشكيل حكومتهم داخلياً وخارجياً. أخطر هذه الإشكالات أن هذه الحكومة تؤشر إلى نية من شكلوها المضي قدماً في مشاريعهم العبثية، التي تجلت في تكريس حالة انفصالية في صنعاء. خلال السنوات الماضية كان الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح ينعت خصومه من الجنوبيين الذين كانوا على مدى سنوات يطالبون بتصحيح مسار الوحدة، كان ينعتهم بالانفصاليين، واليوم يشكل صالح والحوثي في صنعاء حكومة أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها «حكومة انفصالية» بامتياز. كاتب يمني من أسرة «القدس العربي» «حكومة انفصالية» في صنعاء! د. محمد جميح |
دماء السوريين تنتصر Posted: 30 Nov 2016 02:10 PM PST لم يحتج نظام الأسد الأب في العام 1982 إلى قوات أجنبية لتثبيت حكمه وقمع أهل حماة، ولم يحتج لطيران الاتحاد السوفييتي، ولا لفيلق القدس الفارسي، أو لرايات ميليشيات الحسين وآل البيت، وآيات الله بأشكالها وألوانها ومسمياتها المختلفة لقمع الشعب السوري الذي انتفض في حماة. تمكن جيش النظام من قمع انتفاضة أهل حماة عام 1982 فاحتل المدينة وقسّمها إلى مربعات، ثم نكل بالناس ونهب بيوتهم وأهان كبارهم واعتدى على حرمات بيوتهم وقتل وزج بالآلاف في السجون، دون أن يسمع العالم بما يجري سوى القليل! حتى أن معظم وسائل الإعلام العربية تجاهلت تلك المجازر، باعتبارها شأنا داخليا كما يبدو، وإن ذكَرتها فبشكل عابر، أو بشكل كيدي، وتصفية حسابات بين الأنظمة وليس مبدئيا، تنتهي بمكالمة هاتفية أو مصافحة في لقاء قادم. واعتُبر من يثير قضية تلك المجازر بأنه عميل للصهيونية والاستعمار والإمبريالية، ووجهت التهمة لحركة الإخوان المسلمين ووُصفوا بأنهم إخوان الشياطين، وبأنهم مدسوسون، رغم سقوط ضحايا من المسيحيين والبعثيين من أهل حماة، لمجرد تضامنهم مع عائلاتهم وأبناء مدينتهم وذلك لتلقين الناس درسا قاسيا لا ينسى. كانت المسافة الزمنية قصيرة بين حرب تشرين الأول/أكتوبر عام 1973 ومجزرة حماة عام 1982، وكان النظام ما زال قادرا على استخدام ورقة حرب تشرين العربية ضد إسرائيل، فقد كانت بريق أمل، رغم ما تمخّض عنها من اتفاق فض اشتباك مذل مع الاحتلال المستمر حتى يومنا هذا. إلا أن ورقة تشرين بدأت تذوي، عندما ترك النظام الجولان محتلا وأشغل نفسه وقواه في لبنان لقمع كل من يعارض خطه ومصالحه كنظام وبالذات القوى التقدمية، متقلبا حسب مصالحه تارة لليمين وتارة لليسار! ثم دعمه لإيران في حربها طويلة الأمد ضد العراق، العراق الذي دعمه في حرب تشرين وأوقف الهجوم الإسرائيلي المضاد في حرب أكتوبر وأنقذ الجبهة السورية من الانهيار الكامل في الجولان، ثم أسهم في التحالف الأمريكي الدولي في ما سُمي بحرب «تحرير الكويت» بثلاثين ألف جندي، على أمل الحصول على غنائم سواء من الكويت بعد تحريره أو من العراق بعد احتلاله، مثله مثل أي غازٍ أجنبي. هكذا صار لبنان والفلسطينيون والعراق وقمع الشعب السوري وضمان توريث السلطة شغل النظام الشاغل، والهدف الأسمى هو الحفاظ على السلطة لآل الأسد والحلقة المحيطة بهم. سقطت الأقنعة عن النظام، موقفا بعد موقف، ومجزرة بعد مجزرة، وكلما طال أمده في السلطة، ازداد التذمر وساد الفساد وتقلصت مساحات الحريات وتمركزت الصلاحيات بالدائرة القريبة حول آل الأسد وأنسبائهم والمخلصين جدا من البعثيين الممسكين بزمام الجيش والاقتصاد السوري. بعد أكثر من ثلاثة عقود على مجزرة حماة، تململ شعب سوريا، وبعد كل ما صار الجميع يعرفه من جر الثورة إلى العسكرة لذبحها ظهر جيش النظام ضئيلا هزيلا عاجزا. واضطر النظام على الاستجارة بالقوة العسكرية الثانية في العالم، فتبجّح قادتها بأنهم يجربون أسلحتهم الحديثة بنجاح في سوريا، وبتنسيق أرضي مع آيات الله الإيرانية والميليشيات الكربلائية وأجهزة المخابرات الملحدة والكافرة والعلمانية العربية والعالمية والصهيونية خاضت رايات الحسين وأبو الفضل وبوتين بدماء السوريين. هكذا بدأ يسترجع النظام توازنه، وبعد جهود كبيرة من حلفائه راح يعيد احتلال المواقع التي طُرد منها، بعدما حُرمت المعارضة من أي سلاح مضاد للطائرات، في تآمر دولي أمريكي صهيوني روسي سوري إيراني عربي على ثورة الشعب السوري، إلا أن من يدخل مدن وقرى بلاده بقوة السلاح وبعد حصار طويل، وبإسناد من قوى أجنبية لا يمكن أن يكون رئيسا لها، بل هو مغتصب للسلطة في بلاده. في معركة كربلاء التاريخية استشهد بضع عشرات من أصحاب الحسين وأسرته عليهم السلام، وقيل إن دماء الأبرياء انتصرت على السيف. وها قد عاد التاريخ ولكن بمجرمين يرتدون أقنعة الحسين وأبو الفضل العباس وأصحاب الحسين عليهم السلام، بينما هم يثخنون قتلا وهدما وتهجيرا بشعب سوريا المظلوم والعظيم، إن ما نراه الآن هو دماء السوريين المظلومين تنتصر على سيوف المستبدين والطائفيين والمرتزقة من الروس والفرس وأذنابهم. السوريون هم المحاصرون وهم الذين يموتون جوعا وعطشا، ويستشهد منهم كل يوم ألف حسين وحسن وجعفر وعلي ومحمد، دماء الحلبيين تنتصر على سيوف الغزاة المتنكرين بعمامات الحسين المدعومة بطائرات بوتين. أعجب لإعلام يسمي هذه المجازر انتصارات، وهي الهزائم في جوهرها، فمن يحكم شعبه بقوة طيران وأساطيل وفيالق الأجنبي مهزوم، وهو ليس شرعيا مهما حصل على أختام بشرعيته من دول معادية للشعوب العربية وتحررها. تستطيع تضليل العالم كله، وتزعم أن الإرهابيين اتخذوا من أكثرية شعب سوريا دروعا بشرية، وقد يصدقك كثير من البلهاء، ولكنك تعرف الحقيقة، بأن الشعب السوري تقيأك ولن يقبل بحكمك بعد اليوم، وسوف ينتظر فرصته ليضع الأمور في نصابها الصحيح. من يظن أن الثورة العربية المعاصرة انتهت أو ستتوقف عند هذا المفصل التاريخي فهو مخطئ، من يظن أن بقدرة روسيا وإيران وحزب الله وأمريكا واللوبي الصهيوني وترامب وغيرهم إنقاذ أنظمة عافتها شعوبها فهو واهم. الجسد العربي واحد، وأي تململ في أي قطر عربي ستكون له ارتدادات وأصداء على الجميع، ولا أحد يستطيع التنبؤ أين ستنفجر الانتفاضة المقبلة وفي أي قطر عربي ولكنها قادمة لا محالة، وهناك تململات ورائحة تحركات (التململ في السودان كمثال). ما نستطيع تأكيده، هو أن حلب بداية وليست نهاية، الشعب السوري خصوصا، والعربي عموما لن يغفر للنظام ومناصريه جرائمهم، وأمتنا المذبوحة من المحيط إلى الوريد ما عادت تتحمل أكثر ولن تتراجع، وسوف تواصل ثوراتها وانفجاراتها حتى تحقق أحلامها بالحرية والكرامة مثل كثير من شعوب الأرض. كاتب فلسطيني دماء السوريين تنتصر سهيل كيوان |
ذكرى التقسيم والتضامن.. صراع الهويات وتداعياته Posted: 30 Nov 2016 02:09 PM PST رغم كون عنوان المقالة، لا يبدو متجانساً، لكنه في حقيقته متجانس في الصميم، ذلك أن جزءه الثاني يتعلق بتداعيات العودة في الغرب إلى صراع الهويات من جديد. هذا الصراع له تداعياته على المستقبل الإسرائيلي برمته. نعم، 29 تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام، هو ذكرى قرار الأمم المتحدة تقسيم فلسطين، حولته الأمم المتحدة إلى يوم للتضامن مع الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية المشروعة. شهر مليء بالأحداث الفلسطينية: إشهار الدولة في 15 تشرين الثاني/نوفمبر من عام 1988 الذي أعلنه حينذاك المجلس الوطني الفلسطيني، لم ير النور حتى هذه اللحظة. بالنسبة لقرار التقسيم، رفضه شعبنا آنذاك. قد يلوم البعض منا ذلك الرفض! ولو كنّا في موقعهم لمارسناه ذاته، حتى لو وافقت القيادات الفلسطينية عام 1947 على قرار التقسيم، فلم يكن ممكناً إقامة الدولة الفلسطينية العربية آنذاك لأن، لا العصابات الصهيونية ولا إسرائيل ولا حليفتها الأمريكية كانت ستسمح بإقامة هذه الدولة. ومن يعتقد عكس ذلك فليقرأ الأدبيات الإسرائيلية، ومذكرات القادة الصهاينة، والوثائق في الأرشيف الإسرائيلي حول هذه القضية التي تم الإفراج عنها بعد 40 – 50 عاما، ومعظمها يؤكد ما ذهبنا إليه (لعل من أشهرها،»يوميات الحرب 1947 – 1949» ديفيد بن غوريون). نقول ذلك مستشهدين بمثل، قرار الأمم المتحدة الذي نص على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، ولم يجر تنفيذه، لأن لا إسرائيل ولا الولايات المتحدة أرادتا يوم ذاك، تنفيذه. أما موافقة القيادات الفلسطينية آنذاك على قرار التقسيم، فكانت ستعني تنازلاً مجانياً واعترافاً رسمياً بحق إسرائيل في الوجود على الأرض الفلسطينية، وتداعيات ذلك في المجالات المختلفة. صحيح أن القيادة الفلسطينية الرسمية، اعترفت بإسرائيل في اتفاقيات أوسلو، وتنادي بحل الدولتين، لكن إسرائيل كانت وما زالت، وستظل ضد إقامة هذه الدولة المستقلة ذات السيادة، لذا كان التنازل بالفعل مجانياً، وتم الاعتراف بإسرائيل بدون ثمن. القيادة الرسمية في منظمة التحرير تصورت إمكانية جنوح إسرائيل للسلام، وإمكانية إقامة دولة فلسطينية من خلال اتفاقيات أوسلو. في هذا عدم دقة في قراءة إسرائيل وفي إدراك طبيعة الحركة الصهيونية. لذلك، وفي أواخر عهده، فإن الرئيس الراحل عرفات (الذي سممه الكيان)، أمر بإعادة إحياء المقاومة المسلحة من خلال «كتائب الأقصى»، ولذلك سجنه الكيان في المقاطعة لثلاث سنوات، قبل الوصول إليه عن طريق السم. في يوم ذكرى التضامن الدولي مع شعبنا، لو توجهنا بأسئلتنا إلى قيادات الطرفين في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، أليس من المفروض، وقبل أن ندعو العالم إلى التضامن مع قضيتنا، أن نتضامن نحن مع أنفسنا وننهي الانقسام؟ أليس من المفروض وقبل أن ندعو أمتنا العربية إلى بناء استراتيجية جديدة للصراع مع العدو الصهيوني، أن نقوم نحن ببناء هذه الاستراتيجية؟ وأن تحرص قيادة سلطة غزة بألا تكون هناك هدنة دائمة مع إسرائيل؟ وتمارس السلطة الرسمية أيضا، التكتيك السياسي الصحيح، الذي يخدم الاستراتيجية الحقيقية، الكفيلة بإجبار الكيان على الاعتراف بحقوق شعبنا، ثم نقوم في ما بعد بمطالبة الأمة العربية بأن تتحشد حولها، أسئلة كثيرة من هذا القبيل تفرض نفسها في هذه المناسبة، في صميمها هي مؤلمة ومحزنة كثيراً. الانقسام هو السبب الرئيسي في تراجع المشروع الوطني الفلسطيني. أليس من الضرورة بمكان إجراء مراجعة سياسية شاملة لمرحلة ما بعد أوسلو، والاستفادة من الأخطاء الكثيرة التي تم اقترافها؟ ألم يئن الأوان لعدم الوقوع في مطبات جديدة؟ أليس من الضرورة بمكان إلغاء التنسيق الأمني مع هذا العدو؟ إن المطلوب، إحياء المقاومة بكافة أشكالها ووسائلها. المطلوب التشبث بالثوابت الفلسطينية وإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية لتكون مجالاً للجمع بين كافة الفصائل وألوان الطيف السياسي الفلسطيني. ومن جهة ثانية، لم يكن انتصار ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة، بكل غرائبيته ودعواته الانسحابية إلى القضايا الأهم للولايات المتحدة، معزولا عن انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ولا عن النتائج التي أحرزها اليميني المحافظ فرانسوا فيون في دورة الانتخابات التمهيدية الفرنسية. إضافة إلى ارتفاع أسهم الأحزاب اليمينية في العديد من الدول الأوروبية. كما بدء الإرهاصات لحركات تدعو إلى انفصال بعض المحافظات/ المقاطعات عن دولها، بما في ذلك في بعض الولايات الأمريكية. مرد ذلك، يعود في جزء منه، إلى عوامل اقتصادية اجتماعية متمثلة في زيادة حدة الأزمة الاقتصادية والمالية، ومضاعفاتها السلبية على الصعيد الاجتماعي في العديد من الدول ،على خلفية اندلاع الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية التي حدثت عام 2008 والتي تكمن أسبابها في الاستنزاف الذي تسببت فيه الحرب الأمريكية الغربية في العراق وأفغانستان، واشتداد المنافسة الاقتصادية العالمية، وتراجع حصة الدول الغربية من الناتج العالمي وما أدت إليه الأزمة من ازدياد في نسب البطالة والتفاوت الاجتماعي، وتدهور مستوى المعيشة، وإقدام الشركات الرأسمالية على استجلاب اليد العاملة الرخيصة من دول أوروبا الشرقية، ما أدى إلى احتدام عوامل الصراع الطبقي فيها. هذه التطورات ولدت شعوراً بالقلق والخوف لدى الطبقات الوسطى والعمالية في العديد من الدول، والخشية من التأثر بهذه الأزمات، خصوصاً إذا ما تسربت اليد العاملة الرخيصة من أوروبا الشرقية إلى الدول الأخرى، وهو أمر سهل ولا عوائق تحول دونه، في ظل اطار الاتحاد الأوروبي. العامل الثاني، تصاعد النزعات القومية، ومثل هذه النزعة لا تقتصر على دولة دون غيرها بل تطال غالبية دول الاتحاد الأوروبي، ومؤخرا أمريكا هذه النزعة ظهرت مع اشتداد الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، لكنها تنامت كثيراً بعد ازدياد أعداد المهاجرين من الشرق الأوسط وافريقيا إلى الدول الأوروبية، ما أدى إلى تقوية التيار القومي المتطرف في معظم الدول الغربية، وفي الولايات المتحدة، الأمر الذي يرى في المهاجرين عبئاً ثقيلاً على شعوب أوروبا، وقد بدأت تئن من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية ومن البطالة. ويمكن القول إن هذين العاملين هما اللذان أسهما في صعود اليمين في فرنسا، وقبل ذلك في النمسا وهولندا واسبانيا والمانيا وغيرها من الدول، ما يؤشر إلى أن ذلك، بات سمة تطبع الحياة السياسية الأوروبية. وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن هذه الأزمة ليست مؤقتة، بل هي أزمة مقيمة، بفعل المنافسة الاقتصادية العالمية الآخذة بالتصاعد على خلفية تنامي وازدياد القوة التنافسية الاقتصادية للصين والهند وروسيا وغيرها من الدول الصاعدة اقتصادياً، على حساب الدول الغربية. الحاضر يذكّر بمرحلة بروز القوميات في أوروبا، تبعا للتحولات التي صاحبت المرحلة الانتقالية من الاقطاع إلى الرأسمالية، وما فرضته من تحولات اقتصادية، اجتماعية وسياسية ترجمت مضامينها في خطوات، كانت تحتاج حينها إلى استعمار مباشر للدول الأخرى، من أجل إيجاد أسواق جديدة لما يتكدس من بضائع في المخازن، كما إيجاد ثروات جديدة، مما حدا بالمشرّع الماركسي إلى الاستنتاج «بأن الإمبريالية هي آخر مراحل الرأسمالية». بالمعنى الاقتصادي، نعم، استطاعت الرأسمالية تفادي سقوطها الحتمي كحلقة أخيرة في سلَم تطورها، لكنها لم ولن تتجنب مستقبلا هذا السقوط. يأتي ذلك وسط ظروف يُلمسُ منها، تسارع العودة إلى عصر القوميات، وبما ستفرضه من صراعات أيديولوجية في المبارزة القومية. وبما ستحمله الأخيرة من عوامل تفكيكية (لا تجميعية) للاثنيات، التي استطاعت، رغم المتناقضات، بناء الدولة القوية الواحدة. بالنسبة للكيان، فلم يكن للحركة الصهيونية أن تتمكن من بناء أساطيرها التضليلية، بادعاء وجود «القومية اليهودية» لولا مرحلة بروز القوميات في أوروبا آنذاك، لتُلحق بعدها المفهوم بأهمية إيجاد دولته، ولم تلقَ غير فلسطين شماعة تاريخية (باعتبارها أرض نشوء الديانات) تتكئ عليها لبناء الدولة، ولو باختلاق المزيد من الأساطير، والتحالف مع الأهداف الإمبريالية في المنطقة العربية. لكن، رغم مرور ما يقارب السبعة عقود على إنشاء الكيان القسري، لم يستطع حل التناقضات الاثنية بين مكوناته الفسيفسائية، بدليل، أنه وحتى اللحظة، فإن الكيان لم يتوصل لتعريف محدد لمن هو اليهودي؟. إن بروز عهد صراع الهويات من جديد، سيحمل بين أحشائه (على قاعدة التأثر والتأثير) عوامل تفكيكية (لا تجميعية) للاثنيات في الدولة الصهيونية، والذي سيؤثر حتما على جوهر ومضامين الصراع التاريخي معه، بما سيتمثل في تغييرات بنيوية لمصير ونتاج عموم مشروعه في المنطقة العربية. وللدلالة على صحة ما نقول، ووفقا لـ «الجزيرة نت» فإن الهجرة العكسية ازدادت بصورة كبيرة من إسرائيل في الآونة الأخيرة. وتشير تقارير رسمية ودراسات أكاديمية إلى أن نحو 26 ألف إسرائيلي يغادرون كل عام خلال السنوات الأربع الماضية. وحسب مكتب الإحصاء المركزي، فإن معظم المغادرين هم من الشباب والأكاديميين، ممن يبحثون عن فرص للتعلم والعمل، خاصة في ألمانيا وكندا وأستراليا والولايات المتحدة. ويبلغ متوسط أعمار الإسرائيليين المغادرين 28 عاما، ويشكل اليهود الروس 40% منهم، إذ يعودون لوطنهم الأم أو ينتقلون للولايات المتحدة ودول غربية أخرى ويبدو أن عدد المهاجرين مرشح للتصاعد في السنوات المقبلة لعدة أسباب مقابل توقف الهجرة اليهودية إلى إسرائيل تقريبا، منذ هجرة مليون روسي للبلاد في 1990 غداة انهيار الاتحاد السوفييتي. كاتب فلسطيني ذكرى التقسيم والتضامن.. صراع الهويات وتداعياته د. فايز رشيد |
هل حقا أننا خارج المعاصرة؟ Posted: 30 Nov 2016 02:09 PM PST دعنا ننزل إلى ساحات واقع الحياة العربية لنرى إن كانت الملاحظات والوقائع تستدعي وجود ذلك الصراع المفتعل بين الأصالة والمعاصرة. دعنا نبسط الأمر وننظر إلى السطح أولا، ونبدأ بقائمة الكلمات المهيمنة على تعاملنا مع أهم النشاطات التي تحكم حياة المجتمعات العربية، وبالتالي الإنسان العربي، من مثل النشاطات السياسية، والعلاقات الاجتماعية، والأفكار المتداولة، والنشاطات الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية والإعلامية والفنية، والخدمات الصحية والتعليمية. فالكلمات المتداولة في السياسة تشمل الديمقراطية والأحزاب والانتخابات والبرلمان والدستور والقوانين والسلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية والبيروقراطية. فهل هذه كلمات المعاصرة أم كلمات الأصالة؟ أليست كلمات الأصالة من مثل الخلافة وأمير المؤمنين وذوي الحل والعقد وطاعة وليّ الأمر والشورى وأهل البيت وعقد البيعة وتطبيق شرع الله واعتبار كل معارضة سياسية فتنة دينية، أليست غير متداولة ومنسية، وبالتالي فأغلبها يصنّف ككلمات قاموسية غير مستعملة ولا متداولة؟ وفي عالم الفكر والمبادئ والقيم أليست الكلمات المتداولة على كل لسان هي من مثل الحرية والمساواة والأخوة الإنسانية والليبرالية والحداثة والتقدم وحقوق الإنسان وحرية التعبير والعدالة الاجتماعية وغيرها… أفليست هذه كلمات المعاصرة وأهدافها ووسائلها؟ وفي عالم الاقتصاد أليست الكلمات المهيمنة هي الرأسمالية والاشتراكية والنيولبرالية العولمية وقانون حرية الأسواق والميزانية والضرائب والدخل القومي العام والإحصائيات ودخل الفرد السنوي والبنوك والفوائد والقروض والودائع وغيرها، أليست جميع هذه الكلمات معاصرة؟ هل يذكر أحد كلمات من مثل بيت المال والخراج والجزية وغيرها من الكلمات المندرجة في الأصالة والتي كانت تصف وتتعامل مع حياة اقتصادية بدائية شديدة البساطة؟ وبالطبع لا نحتاج أن نسرد آلاف الكلمات العلمية والتكنولوجية والطبية والإعلامية والتواصلية الالكترونية والموسيقية والفنية التي جميعها تنتمي إلى عالمنا المعاصر، وليس لها وجود في تراثنا ولا صلة بمفهوم الأصالة. ما نحتاج أن نعي دلالاته بعمق هو أن قسما كبيرا من تلك الكلمات المعاصرة تنتمي في أصولها اللغوية ومفاهيمها إلى الحضارتين اليونانية والرومانية. وهذا يجعلنا في الحاضر مرتبطين فكريا وتنظيميا ولغة بهاتين الحضارتين، تماما كما هو الحال بالنسبة لأمم ومجتمعات الغرب. ومثلما تمددت في الماضي البعيد جذورنا إلى حضارات الهند وفارس واليونان فإنها تعود اليوم فتتمّدد، من خلال الحضارة المعاصرة الغربية، إلى حضارتي اليونان وروما بقوة أكثر وتشابك أشد. ثمُ لنذكُر أنفسنا بتأثير الكلمات على تكوين اللغة والخطاب، تكوين الأفكار والعقليات، سعة أو ضيق الخيال، التواصل والتفاعل الفكري بين البشر، حتى ندرك أننا في قلب العصر، وأننا، شئنا أم أبينا، نواجه يوميا إملاءاته ونتعايش مع متطلباته. فالكلمات تكون اللغة، واللُغة هي وعاء الفكر، والفكر يكون العقل. إذا كان الأمر كذلك بالنسبة لجانب واحد فقط من التشابك والتفاعل بين الأصالة والمعاصرة في عالم الكلمات والتعابير، فإذن أين المشكلة بالنسبة لما يسمُى بالصراع بين الأصالة والمعاصرة؟ هل حقا أنه صراع وتناقض أم أنه معركة وهمية آن لها أن تهدأ وتترك المجال لتفاعل إبداعي خلاق يغني حياتنا ويغني الآخر؟ دعنا من الخلافات النظرية البحتة بين رافعي راية الأصالة ورافعي راية المعاصرة، والذين لا يرون في الأمر إلا مقارنات بين النصوص التراثية والنصوص الحداثية. فلبُ الموضوع أكثر من ذلك بكثير، وهو لا يكمن في المقارنات والمناظرات النظرية، ولكن يكمن في فهم الواقع وفي معالجة مشاكل الواقع وتخطي تخلُفه وعجزه وبلادته التي وصلت إلى قمتها في المشهد الجهادي التكفيري العنفي العبثي الذي يلفح وجوهنا ليل نهار وفي طول وعرض بلاد العرب. إن القضية الثانية الكبرى هي في مواجهة تحديات العصر فهما ونضاليا وربطه ربطا محكما بفهم الواقع العربي وتجاوز تخلُفه. من أجل تغيير الواقع والاستجابة لتحديات العصر نحتاج إلى مواجهة وحل إشكاليات عدة: لدينا إشكالية مع رجوع الاستعمار ونجاحاته وتخطيطه لمستقبلنا، لدينا إشكالية الاقتصاد الريعي الخاضع لمنطق الرأسمالية النيوليبرالية العولمية على حساب الفقراء والمهمشين والطبقة الوسطى، لدينا إشكالية الوجود الاستيطاني الصهيوني وضرورة دحره، لدينا إشكالية الاستبداد والتسلُط الأمني على حساب الانتقال السلمي لنظام ديمقراطي معقول، لدينا إشكالية التراجع المأساوي في وجود وفاعلية النظام القومي الإقليمي العروبي لحساب صعود قوى إقليمية أخرى وهيمنتها على مقدرات وأرض بلاد العرب، لدينا العجز والشلل والتمزق في نضال القوى الشعبية المدنية السياسية العربية، لدينا التراجعات الهائلة في حقول خدمات الصحة والتعليم والفنون وذلك لحساب الخصخصة والهيمنة الطائفية والقبلية وبسبب ضعف القوى التقدمية الناظرة إلى المستقبل. تلك عينات من مشكلاتنا تحتاج إلى جعل موضوع الأصالة والمعاصرة في خدمة إيجاد حلول لها لا تتجاهل التراث ولا تتعامى عن التحامنا المتنامي بالعصرنة، والذي أبرزنا مقداره وتشابكه في عالم الكلمات والتعابير التي نستعملها ليل نهار. آن لهذه الأمة أن تخرج من المعارك الوهمية وتدير وجهها نحو حل مشاكل حياتها، وما أكثرها. كاتب بحريني هل حقا أننا خارج المعاصرة؟ د. علي فخرو |
صبحي حديدي واختزال طارق علي Posted: 30 Nov 2016 02:09 PM PST كتب صبحي حديدي مقالاً منذ أيام عدة بعنوان «طارق علي: سبحان الذي يغير» في صفحات «القدس العربي» تمحور تحليلاً وتوصيفاً بأسلوب كاتبه المعهود في استثنائيته المبهرة، وحرفته اللغوية الشعرية في جوهرها، حول انقلاب تاريخي مفترض حلّ على المفكر الباكستاني الشيخ المقيم في بريطانيا طارق علي تضمّن تحوله التاريخي من «تروتسكي مشاغب، ساخط حانق، يحتج على أي شيء، تختلط رطانته الماركسية بطوباوية آسيوية مسلمة، وعبث طفولي … أفقد حزب العمال البريطاني جناحاً يسارياً عريضاً، ضم عدداً لا يستهان به من الكوادر الشابة» وصولاً إلى الاستنتاج بتغير الرجل وتراجعه عن ماركسيته على «نحو أشبه بالسير على الرأس بدل القدمين» مروراً بارتداد مخاتل إلى «ملامحه الارستقراطية الآسيوية». ويحق لأستاذنا المخضرم صبحي حديدي أن يصوّب كاتب هذه السطور الذي قُيّض له أن يكون على تواصل مباشر مع طارق علي نفسه، وعلى اطلاع بحثي مدقق على معظم ما نشره، وينشره ذلك الأخير، ويوثقه على موقعه الالكتروني الشخصي، والذي انعكس من الناحية الفكرية في المجتمعات الناطقة بالانكليزية في القيمة المعرفية الاستثنائية التي راكمها طارق علي لدى قرائه سواء في صحيفة «الغارديان» البريطانية، أو في مجلة «لندن ريفيو أوف بوكس»، أو مجلة «نيو لفت ريفيو» التي أشرف على تحريرها لسنين طويلة، وتجلّت أساساً في اعتبار رئيس حزب العمال البريطاني الحالي جيرمي كوربن، طارق علي بمثابة المنظر الذي يعضده في كل حين لابد من الاتكاء فيه على حكمة قارئ متعمق لصيرورة التاريخ ولجوهر الرأسمالية النيوليبرالية المتوحش، والذي شكل وزنه النوعي الذي تكون تاريخياً، وعلى امتداد خمسة عقود ونيف، رافعاً مهما قاد تيار (مومينتوم) الذي كان عماده الكوادر الشابة التي انضمت بمئات الآلاف مؤخراً إلى حزب العمال البريطاني، وكانت السبب في انتصار جيرمي كوربن مرتين في انتخابات قيادة الحزب التي كان آخرها منذ أسابيع، إلى اعتماد منهجية دعوة طارق علي للمساهمة الفاعلة في أكثر من نشاط جمعي، وندوة فكرية نظمها تيار(مومينتوم) نفسه، شارك فيها طارق علي مع رموز الاتحادات العمالية البريطانية، وقادة يسار حزب العمال البريطاني، وعلى رأسهم جيرمي كوربن نفسه في غير مرة. ومن ناحية أخرى يحق للمتعقل الحصيف أن يعتقد بإجحاف توصيف طارق علي بأنه «تروتسكي طفولي مشاغب» في أي مرحلة من مراحل حياته، حيث أن الرجل نفسه أجاب قاطعاً في رسالة موجهة لشخص كاتب هذه السطور المتواضع بأنه لم يكن «تروتسكياً» في أي من مراحل حياته وإنما «ماركسياً فكراً وعملاً واجتهاداً». ويوثق تلك الحقيقة الأخيرة الثابتة في سيرورته الفكرية مقاله النوعي في صحيفة «الغارديان»: «حياة وموت تروتسكي» والذي لخّص فيه بوضوح مطلق رؤيته بأن «تروتسكي المؤسس، والمنظم للجيش الأحمر، كان دموياً بدون شك لأجل تحقيق النصر لصالحه، والذي كان نتيجة قمعه، بالمآل الأخير، صعود الستالينية التي دمّرت ليس فقط الثورة بل كل كوادرها القيادية». وقد يكون إطلاق حكم قيمي بخطل بوصلة طارق علي الفكرية لاعتقاد بأنه «لا يجد كبير فارق بين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب» فيه اختزال تبسيطي للتحليل العميق الذي قدمه طارق علي في مقابلة تلفزيونية مطولة مع الصحافية المرموقة آمي غودمان في شبكة «الديمقراطية الآن»، والذي خلص فيها طارق علي إلى أن «كلينتون وترامب وجهان لقطعة نقد واحدة لناحية مشروعهما الاقتصادي، والاجتماعي، والسياسي، على اختلاف مستوى الفظاظة والفجاجة في طرح كل منهما، والتزويقات الإعلامية والدعائية المرافقة لتلك الطروحات، والتي هي في جوهرها مزيد من الحروب على المستوى العالمي لتعزيز مصالح المجمّع الصناعي العسكري التقاني الأمريكي ممثلة في شركاته الكبرى ومؤسساته المالية، ومزيد من التدمير البيئي للكرة الأرضية التي أصبح نظامها المناخي على حافة الولوج لطريق اللاعودة إلى كارثة محدقة تتمثل في تحويل الأرض إلى كوكب غير صالح لحياة البشر أنفسهم خلال قرنين من الزمان» وطارق علي في هذا الطرح يتفق بشكل شبه مطلق مع تحليل الصحافي الأمريكي الطليعي كريس هديغيز الذي قاد مبادرة واسعة في الولايات المتحدة لعدم التصويت سواء لكلينتون أو ترامب، والتصويت بدلاً منهما لمرشحة حزب الخضر جيل شتاين، والتي لاقت دعماً من رموز ثقافية استثنائية في الولايات المتحـدة من قبيل المفكر الموسوعي هنري جيرو، والصحافي الطليعي غلين غرينولد رئيس تحرير صـحيفة «ذي انترسيبـت». ولقد كان رد طارق علي نفسه في رسالة موجهة لكاتب هذه السطور، عميقاً في رفضه فحوى مقال أستاذنا صبحي حديدي الذي رأى تهافت طارق علي إلى درجة «تبرئة النظام السوري من ارتكاب المجازر» حيث أن موقف طارق علي الجلي في مقالاته جميعها حول الشأن السوري ثابت، وثاقب في رؤيته لأتون الحرب في سوريا بكونها ساحة حرب بالوكالة لأطراف متصارعة أغلبها ليس ذا علاقة بطموحات الشعب السوري «العظيمة والحقة» في التخلص من نظام استبدادي حكمهم بالحديد والنار لأكثر من أربعة عقود. إن انتقاد طارق علي العميق واللاذع للتنظيمات الإسلاموية وخاصة «جبهة النصرة»، مرتبط عضوياً بتحليله النقدي والتاريخي لآلية تصنيع الغرب لتلك التنظيمات الإسلاموية، ودعمها، وتقويتها، وأدلجتها إبان الحاجة إليها لدحر السوفييت بدماء المجاهدين الأفغان عرباً وعجماً، الذين صيروا عقب انهيار الاتحاد السوفييتي ليكونوا العدو النموذجي الذي لا يستطيع المجّمع الصناعي العسكري الأمريكي الحياة من دونه، فكانت كارثة الغزو الأمريكي لأفغانستان، والحرب الأزلية على الإرهاب، والتي أنتجت فيما أنتجت من تهشيم وتدمير شامل عمقاً وسطحاً، وعمودياً وأفقياً، بعْثَرةً لكل تلك التنظيمات المتطرفة التي كانت متمركزة في أفغانستان، هروباً من همجية القصف الأمريكي، لتعيد تموضعها في كل أرجاء أرض العرب والمسلمين، وتعيد إنتاج نفسها بأشكال جديدة أكثر تلاؤماً مع البيئات الجديدة التي حلّت فيها، لتقوم بتدميرها والتمدد منها إلى بيئات أخرى كما لو أنها خبث سرطاني بتمظهرات لا تختلف إلا في مستوى تطرفها عن أُسِّها الأول. طارق علي مفكر موسوعي ثرّ ما زال يكتب، ويناضل على امتداد خمسة عقود ونيف، منتصراً للفقراء المظلومين، ومدافعاً عن حق المستضعفين في تقرير مصيرهم السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، وصديق محب للعرب والمسلمين، في وقت شح فيه خلانهم. ولأن الاجتهاد عمل يتوق إلى الصواب المستند إلى حقائق الواقع العياني المشخص، دون أن يلغي ذلك من أنه يحتمل الخطأ الطبيعي في سعيه لإدراك الصواب، فالأمل يحدونا لأن ينصف الأستاذ المعطاء صبحي حديدي المفكر طارق علي في مقبل الأيام، ويسعفنا بقلمه البتار في الحفاظ عـلى القـليل الـذي تبقـى للعـرب من أصـدقاء. كاتب وطبيب سوري مقيم في لندن صبحي حديدي واختزال طارق علي د. مصعب قاسم عزاوي |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق