Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الجمعة، 2 ديسمبر 2016

Alquds Editorial

Alquds Editorial


هل انتصر النظام السوري في حلب؟

Posted: 01 Dec 2016 02:30 PM PST

سجّل النظام السوري تقدّما كبيراً في شرق حلب المحاصر وذلك بعد مراوحة طويلة دامت قرابة أربع سنوات.
ابتدأت ملحمة حلب باكتساح «الجيش السوري الحرّ»، وعلى رأسه «لواء التوحيد» بقيادة القائد الشهير عبد القادر الصالح، شرق حلب في تموز/يوليو 2012، ونتج عن ذلك وضع جديد تتنازع فيه المدينة ثلاث قوى: النظام والميليشيات الحليفة له، و«الجيش الحر»، وقوّات «وحدات حماية الشعب» الكرديّة.
تعرّضت المناطق التي سيطرت عليها المعارضة السورية، دون غيرها، لحالة تدمير شامل قام بها النظام، وساهمت التدخّلات الإقليمية والعالمية في إبقاء الوضع على ما هو عليه حيث وضع خطّ أحمر غير منظور يمنع المعارضة من تجاوز حدودها، سواء باتجاه الوحدات الكرديّة المحميّة أمريكيّا، أو نحو المناطق التي يسيطر عليها النظام، وفي تلك الأثناء تدهورت الأحوال الاقتصادية والاجتماعية لسكان المناطق المعارضة فنزح منها الكثيرون وبقي الصامدون يتعرّضون للتجويع والقتل الممنهجين، وخصوصاً بعد دخول الطيران الروسيّ على خط الغارات ومدّ جيش النظام المنهك وميليشياته بخزّان بشريّ شيعيّ من لبنان والعراق وباكستان وأفغانستان.
شكّلت القوّة الناريّة المكثّفة لروسيا، والاستيراد المستمرّ للقوة البشرية من الفضاء العامّ لإيران وملحقاتها، والسياسة الأمريكية السلبيّة نحو المعارضة السورية أسباباً إضافيّة لتغيير المعادلة، وساهمت في تراجع الطابع المعتدل للمعارضة وفي صعود نجم تنظيم «الدولة الإسلامية» و»جبهة النصرة» اللذين ساهما في تآكل الطابع السوري للمعارضة وجعلاها هدفاً لكل هذه الأطراف مجتمعة، مما أضعف بشدّة الأسس التي قامت عليها الثورة، ليس في الداخل فحسب، بل كذلك بين الدول الداعمة والمؤثرة، عربيّاً وغربيّاً.
تناظر كل ذلك مع عودة «مظفّرة» للثورة المضادّة في مصر، وتفسّخ الوضع العسكري والأمني في العراق واليمن وليبيا، والتدخّل الإسرائيلي المباشر في الساحة السورية وفي وزنها النافذ في واشنطن وموسكو، وتحوّل اللاجئين السوريين إلى عبء كبير على دول الجوار مما جعلها تتراجع تدريجياً عن دعم المعارضة، وكانت محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيّا نقطة فاصلة أيضاً أدّت، لأسباب كثيرة، إلى تحجيم الدور التركيّ في دعم المعارضة وقصره على محاولة تأمين حدودها ومنع ظهور دويلة تابعة لحزب العمال الكردستاني في سوريا، وانتصار دونالد ترامب في معركة الرئاسة الأمريكية
لا يمكن، بالتأكيد، اختصار أسباب ما حصل، ويحصل، في سوريا بالأوضاع الإقليمية والعالمية بل يمكن رؤية أسباب هذا التراجع الكارثي للثورة السورية في توجهات وأخطاء تشكيلاتها السياسية وقراراتها العسكرية وصراعاتها، فالتشكيلات السياسية للثورة، كالمجلس الوطني، والائتلاف، قامت على أنواع من التحاصصات الحزبية، ولم تكن مفتوحة للجمهور السوري العام، وأفضت محاولات القوى السورية في الداخل لاستدخال ممثلين للقوى العسكرية والحراكات إلى تحوّل الكثيرين من هؤلاء الممثلين إلى لاجئين في دول الجوار، وإلى اضطراب التواصل بين السياسيّ والعسكريّ، فانفصل الداخل عن الخارج، ولم تستطع تجربة «الحكومة المؤقتة» للمعارضة الاستمرار بسبب الرفض الأمريكي لها، وكان منع تمويلها متقصدا لمنع تحويلها لحقيقة واقعة، من جهة، ولامتناع وجود قرار أمريكي وغربيّ بنزع الشرعية عن نظام الأسد، من جهة أخرى.
تداولت وسائل الإعلام العالمية في الأيام الماضية مشاهد مرعبة للحال الذي آلت إليه حلب، وأثبت النظام وحلفاؤه الروس والإيرانيون استهتارهم الفظيع بالحياة البشرية للمدنيين السوريين، فبعد الكلام عن فتح «ممرات آمنة»، والطلب من «جبهة فتح الشام» الخروج بمقاتليها السبعمئة، بدأ النظام بفتح معسكرات لاعتقال النازحين، كما قام بقصف الهاربين عدّة مرّات، وهو ما يثبت أن كل حججه كاذبة وأنه لا يفرّق حقّاً بين المدنيين والعسكريين، فما بالك بالتفريق المزعوم بين «جبهة فتح الشام» وبقية الفصائل؟
دخول النظام إلى حلب، بهذا المعنى، هو تكريس لأمثولة تسليم البلاد للأجنبيّ للقضاء على أبناء البلد، ودفن فكرة الثورات العربية في «المقبرة السورية»، وسيادة التوحّش في العالم، وهي قصة لا يمكن أن تنتهي كما يأمل الوريث الدكتاتور بشّار الأسد، لأن الحياة، ببساطة، أقوى من ماكينة الموت.

هل انتصر النظام السوري في حلب؟

رأي القدس

فيل

Posted: 01 Dec 2016 02:30 PM PST

انتهت الانتخابات الكويتية قبل أيام بوصول عدد من الشباب إلى مجلس الأمة وسقوط عدد من الرموز المخضرمة السابقة في سباق متوتر مشتعل. لم ولن أتحدث كثيراً حول هذه الانتخابات بحكم كوني مقاطعة سابقة ومعارضة حالية قُسرت بسبب من الظروف التأزيمية للمشاركة في تصويت ما عاد يبدو تغييرياً في ظل التدخلات الحكومية والتحكم المستمر في البرلمان والتفعيل الدائم للمال السياسي في العملية الانتخابية، وفي ظل غياب العمل السياسي الحقيقي الذي يتحقق من خلال وجود أحزاب سياسية فاعلة مقنن لها. وما بين ابتعاد سلبي أو مشاركة سلبية، اخترت أنا ما بدا لي أهون السلبين.
ما أود الحديث عنه انطلاقاً من نتائج الانتخابات الكويتية ووصولاً إلى الساحة السياسية العربية العامة هو الغياب الفاحش للدور النسائي فيها، حيث لم يحالف الحظ سوى امرأة واحدة في الانتخابات الكويتية، ولا يحالف الحظ أو المنطق أو العدالة المرأة العربية عموماً على الساحة السياسية العربية إلا فيما ندر. المثير في الموضوع أن غياب الفرص هذا موعَز للمرأة وليس للرجل، الأصوات الانتخابية الكويتية أغلبها نسائية، فالصوت النسائي حقيقة هو المحدد الأخير للنتائج، كما وأن عدد النساء العربيات عموماً أكبر وفعاليتهن على الساحة العملية أقوى، فالقوة الوظيفية في أغلب الدول العربية هي حقيقة نسائية. كيف تخسر المرأة إذن، كيف تتدنى حظوظها في مراكز صنع القرار، في مجتمعات أغلبيتها العددية من بنات جنسها وقواها العملية من سواعدهن؟
هي بالتأكيد حالة من فقدان الثقة صنعتها العادات والتقاليد والمفاهيم الدينية التي تبث وباستمرار صوراً لضعف و»تخلخل» المرأة عاطفياً، التي تصور المرأة على أنها مخلوق يصعب التعامل معه، تصعب الثقة فيه، يصعب الاعتماد عليه. بالطبع، تلك ليست ظاهرة مقتصرة على المجتمع العربي، فهذا التحيز وتلك النظرة الدونية هما نتاج تاريخ إنساني طويل من القمع والتعنصر ضد المرأة، طمست خلاله أدوارها وإمكانيتها، ورُبطت هي في مساره بأغلال بيتية قبل وبعد زواجها، ومُسحت في سرده آثارها الحقيقية ووجودها الأدبي والفني والعلمي فيه. إلا أن الإنسانية المتحضرة بدأت ترى اليوم الكينونة الإنسانية للمرأة بفهم تام لحقيقة أنها لا تختلف عن تلك التي للرجل من حيث تركيبها العقلي وقدراتها التفكيرية وإمكانياتها الفنية والأدبية والعلمية وفاعليتها في القيادة وصنع القرار. اليوم تحتل المرأة مراكز قيادية متقدمة في العديد من دول العالم المتحضرة، الا أنها لا تزال تزحف زحفاً بطيئاً مضنياً في عالمنا الذي يقدس القوة الجسدية ويعبد الفحولة وينبهر بالعضلات في زمن احتل فيه العلم والعقل محل القوة الجسدية، في وقت ما عاد فيه «الذكر» هو الأهم لأنه القادر على أن يحمي كهفه ويخطف أنثاه ويصطاد طعامه. اليوم وصلت البشرية إلى مرحلة أصبحت فيها الأمم تتباهي بقواها العقلية، فيما نحن لا نزال نرزح تحت فكرة قوة الجسد والتي بمنطقها البدائي المضحك يمكن لها أن تجعل من الفيل مثلاً مخلوقا أفضل من الإنسان.
هكذا هو عالمنا، فيه تضع العادات والتقاليد المرأة تحت أحمال من الأعباء المضنية والتي، لسبب يفوت العقل والمنطق، لا يفكر الأغلبية بوجوب اشتراك الرجل وعلى قدم المساواة في حملها. الرجل الذي يأكل ويشرب وينجب الأولاد ويبدل ملابسه المتسخة وينام في فراشه النظيف، هذا الإنسان الذي يستخدم بيته بكامل خدماته، لم لا يتحمل مسؤولياته بالنصيفة بما أنه يستخدم بيته بالنصيفة وفي الغالب بأكثر من ذلك؟ كما وتأتي المفاهيم الدينية لتضع المرأة تحت أحمال من الأفكار المضنية التي تجعل منها «ناقصة عقل ودين» وتؤسس لعاطفيتها المفرطة وتحجم من الثقة فيها بمثل الحاجة لشهادة امرأتين مقابل شهادة رجل واحد وتعمق فكرة دورها الأسري بوضع الجنة تحت أقدامها كونها «أماً»، كل تلك المفاهيم تجد التحاماً مع المفاهيم التقاليدية لتضع المرأة في صندوق حديدي يمنعها ليس فقط عن العالم، بل حتى عن رؤية بنات جنسها.
إنها لحالة مثيرة للإعجاب رغم شرها المفرط، كيف يستطيع المجتمع الإنساني العنصري أن يقنع إنساناً أنه أقل من واقعه، أن يقسره على الإيمان بأنه فقير القدرة محتاجاً للوصاية والرعاية. في مرحلة ما أقنع المجتمع البشري العنصري العبيد مثلاً أنهم يستحقون عبوديتهم وأن واجبهم الديني يحتم عليهم الانصياع لها. وفي مرحلة أخرى أقنع المجتمع ذاته السود مثلاً على أنهم أصحاب قدرات عقلية أقل بسبب لون بشرتهم. وفي مراحل متعددة أقنع هذا المجتمع جماعات بشرية مختلفة بأنها أقل قدرة وذكاء بسبب من نوعية دمائها أو جنسها أو عرقها. في كل هذه المراحل يستخدم المجتمع العنصري الخطاب الديني أحياناً والعلم أحياناً وكلاهما غالباً لإقناع المقموع بقمعه وإلزامه موقعه المتدني. والآن، وبعد أن انكشفت غمة الكثير من هذه الجماعات المقموعة، وبعد أن اكتشفنا المؤامرة، حان أوان إنقاذ أحد أواخر الأقليات الاجتماعية (على الرغم من أنها أغلبية عددية) من براثن القمع واحتقار الذات، حان وقت إخبارها أن ما يستخدم ضدها هي خطة قديمة غابرة، كل ما تحتاجه هو أن تهشها بيديها لتقشع غبارها وترى شمس نفسها الحقيقية، وكم ستحب نفسها وتجلها عندما تراها.

فيل

د. ابتهال الخطيب

موسم ثان من «الاحتلال»: الغرب يعيد جمهوره إلى أجواء الحرب الباردة من بوابة الدراما التلفزيونية

Posted: 01 Dec 2016 02:29 PM PST

القوات الخاصة الروسيّة اختطفت رئيس الوزراء النرويجي، القوات البحريّة الروسيّة تتقدم نحو مواقع إنتاج النفط والغاز النرويجية وتحتلها، السفارة الروسيّة في أوسلو تتحول إلى مركز السلطة الحقيقي للبلاد. الشعب النرويجي بأجمعه، من أعلى رتب الجيش، وصولا حتى أصغر طالب في المدرسة المحليّة، مروراً بالملك (الدستوري) والحكومة والبرلمان والصحافة، أمام معضلة الاصطفاف لتبني موقف لمواجهة ما يحصل.
تلك هي بوادر الإحتلال»Occupied «: دراما نرويجيّة هائلة اعتبرت الأهم، والأكثر تكلفة في تاريخ البلاد، محققة مستويات قياسية من الإقبال على متابعة حلقاتها فضائيا – في النرويج أولا ومن ثم في أوروبا الغربيّة كلها، وحالياً على «نيتفليكس» الولايات المتحدة والعالم، بل قد تحوّلت إلى واحدة من أنجح توظيفات المنتجات الثقافيّة الذاهبة باتجاه إعادة تشكيل المواقف السياسية للكتل الشعبيّة في التاريخ، لدرجة أن السفارة الروسيّة في أوسلو اضطرت للإدلاء ببيان أدانت فيه العمل بوصفه «منافيا للياقة»، ورغم تأكيدات القائمين عليه بأنه عمل خيالي محض، فهو إساءة بالغة لروسيا، في الوقت الذي يحتفل العالم بمرور سبعين عاماً على الانتصار وقهر الفاشية والنازية، الذي لم يكن ليتحقق دون تضحيات ملايين الجنود الروس، وهو يكرّس أوهاماً لمخاوف غير مبررة، تخدم مصالح الغرب، وفق أجندات تشبه أسوأ ما في الحرب الباردة».

توقيت إطلاق «الاحتلال» كان مثيرا للشك

للحقيقة فإن توقيت ظهور الموسم الأول كان مثيراً للشك. فهو عرض تماماً بعد تطورات الأزمة الأوكرانيّة، التي فتحت جبهة جديدة للنزاع بين روسيا والغرب، وشهدت عودة أجواء الحرب الباردة، كما كانت أيام حلفي «وارسو» و»الناتو»، مثيرة حساسيّة الأوروبيين – الإسكندنافيين بخاصة – تجاه أيام الاحتلالات المباشرة وغير المباشرة لجمهوريات البلطيق وشمال أوروبا وشرقها.
ويعتقد على نطاق واسع أن المشاعر التي أثارتها حلقات مسلسل «الإحتلال» بإطلاق شرارة التخويف من غزو روسي محتمل ساهمت على نحو ملموس – ضمن حملة متكاملة في الإعلام الغربي ضد روسيا – بدفع قطاعات مهمة من الشعوب الإسكندنافيّة إلى تبني مواقف غير مسبوقة دعماً لإجراءات سياسية وعسكريّة تقوم بها حكوماتها ضد موسكو.
فالسويد مثلاً اتخذت إجراءات عسكريّة احترازية وأعادت نشر قواتها داخل مناطق في بحر البلطيق، ووسعت نطاق تأهيل وتدريب الجيش ومتطوعي الدّفاع الوطني، وهو أمر لم يحصل على هذه الوتيرة منذ عقود.
وتقول إستطلاعات الرأي إن نسبة متزايدة من السويديين تؤيد اليوم التحاق بلدهم بحلف الناتو (41٪ مقارنة بـ 31٪ قبل الأزمة الأخيرة) وكذلك الحال في فنلندا.
الدنمارك بدورها تشهد قلقاً شعبياً غير مسبوق من غزو روسي محتمل، وتتناقل الصحف فيها بتوسع أنباء الإختراقات المتكررة للأجواء الدنماركيّة من قبل الطائرات الروسيّة.
أما في النرويج نفسها فقد سارعت الحكومة هناك إلى إبرام صفقة لشراء عشرات الطائرات الحربيّة المتطورة من الولايات المتحدة، دافع عنها وزير الدفاع النرويجي بقوله «لقد أرتنا روسيا دائماً قدرتها ورغبتها أيضاً في استخدام الوسائل العسكريّة لتحقيق الغايات الاستراتيجية».

قمامة فكرية تنتمي لأسوأ أيام الحرب الباردة

منتجو «الإحتلال» حاولوا التقليل من جرعة السياسة الصريحة ضد الروس بالقول إن المسلسل يعالج أساساً قضية بيئية حول تمسك المنظومة الحاليّة في أوروبا بالنفط والغاز كمصادر للطاقة ولو على حساب المناخ في الكوكب ككل.
كما، ونفى أحد كتاب ومخرجي العمل (إريك سكولدبيرغ – مخرج فيلم أمة البروزاك) مسألة التوقيت برمتها، إذ قال إن الفكرة كان طرحها الروائي جو نيسبو 2008، وقبل أزمة أوكرانيا بسنوات عديدة، لكنه أقر بأن أزمة مماثلة تكاد تكون أمراً حتمياً في المستقبل. غير أن ذلك لم ينطل في ما يبدو على جير بولين، أستاذ اللغة والأدب النرويجيين في الولايات المتحدة، الذي كتب مقالة شديدة اللهجة أدان فيها المسلسل بوصفه «قمامة فكرية تنتمي لأسوأ أيام الحرب الباردة، وعمل درامي غير مسؤول، يصور الأمور السياسية الحساسة بمنطق الأسود – الأبيض الساذج».
بينما بدا الروائي نيسبو صادقاً مع نفسه بالتعليق على السؤال ذاته بقوله» نحن الإسكندنافيين تعودنا بشدة على الأوضاع القائمة، لكن التغيير قد يحصل وبشدة خلال وقت قصير».
الموسم الأول من المسلسل يحكي عن تولي حزب الخضر المدافع عن البيئة الحكم في النرويج، فيقوم رئيس الوزراء الكاريزمي الجديد بوقف تصدير النفط والغاز اللذين تعتمد عليهما أوروبا واستبدال ذلك بطاقة خضراء نظيفة عن طريق تكنولوجيا حديثة تستفيد من عنصر كيميائي جديد.
يرفض الإتحاد الأوروبي تلك السياسة الهوجاء، ويتفق مع روسيا على تولي موسكو ضمان إعادة تدفق صادرات النفط والغاز النرويجيين، بينما يغيب الأمريكي عن الصورة تماماً تقريباً، ويلعب دور المتفرج على الأحداث من بعيد، خصوصاً بعد انسحابه من الناتو.
يتولى الروس من خلال غزو ملطّف غير معلن إعادة الأمور إلى نصابها. وكعادة المسلسلات الإسكندنافيّة، فإن الدراما هنا لا تتفرد ببطولتها شخصية واحدة كما هو الحال عادة في الأعمال الأمريكية والبريطانيّة، فهناك شخصيات رئيسة عدة في «الإحتلال»، تتنازعها مواقف مختلفة من الغزو الروسي المخملي، لكننا كمشاهدين نتعاطف معهم جميعاً، ولا نعرف تماماً أين يجب أن نقف أخلاقيّاً، ويصعب علينا أن نأخذ موقفاً حاسماً.
من الملفت – وهي دون أدنى شك سمة بارزة توصف بها الأعمال الإسكندنافيّة عموماً – أن القصة رغم كونها تتحدث في معظمها عن الغزو والحرب والمقاومة المسلحة، لكن مساحة مشاهد العنف فيها تكاد لا تذكر مقارنة بمساحة دراما المشاعر الإنسانيّة، وهو أمر غير ممكن تقريباً في الأعمال الأنجلو- ساكسونيّة على جانبي الأطلسي، حيث العنف هو الطبق الرئيس من العمل الدرامي – لا سيما إذا كانت ثيمته السياسة والحرب.

عبثية المقاومة عند انعدام توازن القوى

يطرح المسلسل التساؤل الفلسفي القديم – الجديد عن عبثيّة المقاومة في وجه الإحتلال عند انعدام أي توازن قوى، كما يقدّم نماذج متعددة من المجتمع النرويجي لها رؤى متناقضة حول ذلك. فهناك رئيس الوزراء الذي يرى أن تجنب المواجهة العسكريّة يحمي حياة الأفراد ومصالح المجتمع، وهناك الشرطي الذي يرى في تعاونه مع الروس لمنع المتطرفين إشعال مواجهة عسكريّة محسومة النتائج عملاً مقدساً، مقابل الصحافي الذي يرى بأن القفازات المخمليّة للاحتلال لا تقلل من كونه احتلالا، ووزيرة الدّاخليّة المتعاونة فعلياً مع الجماعات الإرهابيّة المتطرفة التي تخطط لخطف السفيرة الروسيّة في أوسلو وقتل الروس من مدنيين وعسكريين في الشوارع.
كل الطروحات تقدم بنفس مقنع، لكن الحقيقة – كما يجهر بها المسلسل حتى الآن – فإن أغلب الناس في مثل هذه الحالات يركّزون على حماية عوائلهم وأعمالهم ووظائفهم وربما مكانتهم الاجتماعية دون كبير اهتمام بحريّة الرأي أو حقوق الإنسان، أو من يتولى أعمال السيادة وشكليات الحكم والعلاقات الخارجيّة.
مهما يكن من أمر، فإن العمل الدرامي – وبغض النظر عن الجدل السياسي المحموم الذي أثاره – قدّم نموذجاً مشرقاً عن إمكانات الدراما الإسكندنافيّة، ونجاحها المثير في طرح المسائل السياسية والفلسفية في أطر مقنعة، معاصرة، شديدة الأناقة والجاذبيّة قادرة على استقطاب جمهور واسع، ويعدنا بنسق درامي بديل عن النموذج الهوليوودي الشديد النزعة نحو العنف والعري والانحرافات السيكولوجيّة.
الموسم الجديد من «الإحتلال» سيطلق هذا الخريف، ولا شك أن السفارة الروسيّة في أوسلو ستكون مستاءة من تجدد الإهتمام بالقصة التي تشيطن الروس، بينما سينتظره الملايين في النرويج وأوروبا بتشوق، وهم يتحولون شيئاً فشيئاً – بتأثير الحملة الإعلاميّة الغربيّة ضد موسكو – إلى وطنيين شوفينيين، أقرب – من شدة هلعهم من الدّب الروسي – لتقبل سلطة الناتو أكثر من أي وقت مضى.

إعلامية لبنانية تقيم في لندن

موسم ثان من «الاحتلال»: الغرب يعيد جمهوره إلى أجواء الحرب الباردة من بوابة الدراما التلفزيونية

ندى حطيط

مؤتمر «فتح» السابع: العواصف المقبلة أشدّ عتوّاً!

Posted: 01 Dec 2016 02:29 PM PST

مَنْ يصغي إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ولكن تحت صفة زعيم «حركة التحرير الوطني الفلسطيني» (فتح)، سوف يحار في أمر «قائد» حركة تحرّر وطني لا يرى في الانتفاضات الشعبية العربية إلا صفة ربيع لا هو بالربيع، ولا هو بالعربي، لأنّ «ما يحصل الآن هو سايكس بيكو جديدة». وأمّا أوان الحيرة، فالأرجح أنه سيكون قصيراً، وربما عابراً، حين يتذكر المصغي إياه أنّ التصنيفات هذه قيلت في خطبة افتتاح المؤتمر السابع لـ»فتح»؛ وأنّ الرئيس/ القائد، القائل، خلع منذ سنوات طويلة كوفية مقاوم الاحتلال والمناضل من أجل «التحرير الوطني الفلسطيني»، وألقى عصا الترحال عند انشغالات بروتوكولية، بعضها دامع كئيب، مثل المشاركة في تشييع شمعون بيريس…
بيد أن عقابيل الرئيس/ القائد تهون، والحقّ يُقال، أمام ما تشهده الحركة ذاتها التي أعادت انتخابه خلال مؤتمرها السابع؛ الذي ينعقد بعد مؤتمر 2009 السادس، وهذا الأخير كان قد تأخر بعد استعصاء دام… 20 سنة! وللكاتب والحقوقي الفلسطيني مهدي عبد الهادي تشخيص طريف، صائب وبليغ، لمعضلات «فتح»، ينهض على أربع متتاليات لحرف الفاء: فلتان، فساد، فوضى، فتنة! وفي ضوء واقع الحركة كما تنقلها وقائع مؤتمرها الراهن، ليس من الواضح أنّ أياً من هذه المتتاليات قد فقد زخمه ـ إذا جاز الحديث عن زخم، هنا ـ أو تراجعت مفاعيله على تنظيم الحركة، وربما على بعض عقائدها أيضاً.
وبمعزل عن «فلتان» قيادات المنظمة، بين الداخل والخارج، وبين مجموعة الرئاسة ومجموعة فاروق القدومي ومجموعة أبو ماهر غنيم ومجموعة هاني الحسن (وإقصاء مجموعة محمد دحلان، ورهط «المتجنحين»!)؛ ثمّ بصرف النظر عن ارتطام الفلسفات، بين جيل المؤسسين وأجيال الكوادر الوسيطة والشابة، ما قبل الانتفاضة الأولى وما بعد اتفاقيات أوسلو؛ فإنّ ما جرى حتى الساعة بين أبناء «الشريحة الفتحاوية» الواحدة، ذاتها، لا يلوح أنه تعبير عن عافية من نوع ما، في ثقافة الحوار والخلاف، بل هو أقرب إلى مكوّنات انفجار داخلي لن يسفر عن انشقاق أو انشقاقات، فحسب؛ بل عن قطيعة جذرية، بعد كسور وصدوع. والأرجح أنّ في طليعة الأسباب التنظيمية التي صنعت فجوة السنوات العشرين بين مؤتمر وآخر كان هذا «الفلتان» تحديداً، سواء اتخذ صفة الخلاف حول السياسات الفلسطينية الوطنية العامة في مواجهة إسرائيل، أو في المحيط الإقليمي؛ أو دار جوهره حول نزاعات تنظيمية داخلية، بصدد قضايا متشعبة واسعة، صغيرة عابرة أو خطيرة مزمنة.
وفي ملفّ الفساد، كان فشل الحركة الذريع في الانتخابات التشريعية، مطلع العام 2006، هو الثمن الباهظ الذي توجّب أن يدفعه الفتحاويون لقاء تورّط بعض كبار قياداتهم في استغلال النفوذ والإثراء الفردي، مباشرة أو عبر الأبناء والشركاء والوسطاء والأزلام؛ وبلغ الأمر ذروة درامية قصوى حين شاع أنّ قيادياً من الصفّ الأوّل كان متعهد توريد الإسمنت إلى الشركات الإسرائيلية، التي تولّت بناء جدار العزل العنصري. ولقد أجمع الكثيرون على قبول تلك الخلاصة العجيبة التي تقول إنّ الناخب الفلسطيني لم يمنح حركة «حماس» تلك الأغلبية الساحقة في المجلس التشريعي، إلا لأنه كان يُنزل العقاب الشديد بحركة «فتح». ذلك، بالطبع، لا يلغي حقيقة أنّ اعتبارات أخرى كانت قد تدخلت في تكييف ميول الناخب الفلسطيني، مثل فشل اتفاقيات أوسلو وعجز السلطة الوطنية الفلسطينية ـ والحركة تُعتبر عمودها الفقري، وفصيلها الأبرز والأقوى ـ عن حلّ مشكلات المجتمع الفلسطيني، المعيشية اليومية منها، أو تلك التي تخصّ الإستيطان والإفراج عن السجناء الفلسطينيين وفتح المعابر وسواها.
في الجوهر البسيط كانت الأسئلة تسير هكذا: كيف، ولماذا، تمكنت «حماس» ـ الإسلامية، حديثة العهد، المنكفئة في غزّة أساساً ـ من اجتياح أيقونة الديمقراطية، أي صندوق الاقتراع، على ذلك النحو غير المنتظَر أبداً؟ وكيف، ولماذا، فشلت «فتح» ـ التاريخية، «العلمانية»، العرفاتية… ـ حتى في الحفاظ على حجمها السياسي كما كانت تؤكده الحسابات؟ وهل كان يكفي أن تكون بعض قيادات الحركة فاسدة، لكي يهبط بها الشارع الفلسطيني إلى ذلك الدرك المهين؟ أم أنّ المحاسبة على الفساد هي، أوّلاً، عقاب على فساد السياسات قبل فساد الذمم؟
مشروع الانقلاب الأمني/ العسكري/ السياسي، الذي أراد محمد دحلان تنفيذه في غزّة ضدّ «حماس»، صيف 2007؛ كان ذروة أخرى في الفوضى داخل الحركة، وتبعثُر قراراتها بين أجهزة سياسية وأخرى أمنية وثالثة أقرب إلى الإمارات الشخصية المستقلة. وليس أمراً غريباً، استطراداً، أن تصبح تلك المغامرة، ثمّ شخص دحلان نفسه، بنداً شبه دائم على الأجندات الفتحاوية؛ خاصة بعد تحميله المسؤولية المباشرة عن هزيمة الحركة في غزّة، استناداً إلى معطيات كانت قد توصّلت إليها لجنة التحقيق الثانية، المؤلفة من أعضاء اللجنة المركزية، الطيب عبد الرحيم وحكم بلعاوي وعبد الله الإفرنجي، إضافة إلى عضو المجلس الثوري عثمان أبو غربية. وكان الصحافي البريطاني دافيد روز قد نشر، في مجلة Vanity Fair لشهر نيسان (أبريل) 2008، تحقيقاً مثيراً عن ذلك الحدث، اعتمد فيه على وثائق أمريكية رسمية عالية السرّية، تبرهن أنّ دحلان ـ في صفته الأمنية الممثّلة للسلطة الوطنية ـ قام بالتنسيق مع جهات أمريكية وإسرائيلية بالتخطيط لانقلاب أرادوا منه أن يتعشّوا بـ»حماس»، فتغدّت بهم!
والفتحاوي الذي وصف حركة «حماس» بأنها «إرهابية» و»انقلابية» و»تكفيرية»، كما فعل الرئيس الفلسطيني في خطاب ناريّ أمام المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية (الذي، للإيضاح المفيد، لم يكن قد اجتمع منذ عام 2003!)؛ فماذا يسمّي ذلك الفتحاوي ناخبي «حماس» الذين صوّتوا لها بالأغلبية الكاسحة الشهيرة؟ هل هم، بدورهم، «إرهابيون» و»انقلابيون» و»تكفيريون» و»خونة»؟ وإذا كان رئيس كلّ الفلسطينيين (وليس الزعيم الفتحاوي فقط، أخلاقياً ودستورياً في الأقلّ) أطلق هذه الصفات على أبناء شعبه ناخبي «حماس»؛ فهل نلوم الخطاب الإسرائيلي أو الأمريكي إذا وضع الفلسطينيين، جميع الفلسطينيين، في خانة الإرهاب؟ وكيف صحا عبّاس، ذلك اليوم فقط، على هذه الحقائق الإرهابية الانقلابية التكفيرية الخيانية لحركة هزمت حركته التاريخية، وكلّفها بتشكيل حكومتين، ووقّع معها اتفاقاً ذهبياً في رحاب مكة المكرّمة، برعاية سعودية، وفي غمرة إغداق متبادل للمديح، وإهراق للنوايا الطيبة؟
ومع ذلك فإنّ الأهمّ أمام مؤتمر «فتح» يبقى حسن استثمار حقيقة كبرى أساسية تقول إنّ المجتمع الفلسطيني المعاصر، الواقع تحت واحد من أبشع الاحتلالات وأكثرها فاشية وبربرية على امتداد الذاكرة الإنسانية، ليس نابضاً بالحياة، فحسب؛ بل هو أكثر حيوية من معظم ـ لكي لا نقول: جميع ـ المجتمعات العربية الأخرى الواقعة تحت هذا الشكل أو ذاك من أنماط الاستبداد والشمولية والاحتلالات الخارجية المقنّعة أو حتى المباشرة. وهو مجتمع برهن على أنّ أنساق مقاومة الاحتلال كانت، وتظلّ، إطاراً تربوياً في ما يخصّ السياسة، وخزيناً فكرياً وأخلاقياً صانعاً للوعيّ العصري المتقدّم في ما يخصّ علاقات المجتمع المدني. والانتخابات، الرئاسية ثمّ التشريعية، التي سبق أن أُجريت تحت مجهر مراقبة غربيّ لصيق وصارم، برهنت أنّ هذا المجتمع علمانيّ الروح، تعدّدي المزاج، ديمقراطي السلوك، يقظ، ذو بصر غير حسير، وبصيرة غير قاصرة.
وأن تنتقل متتاليات الفلتان والفساد والفوضى والفتنة من المؤتمر الفتحاوي السادس إلى نظيره السابع، أمرٌ يصعب أن يهضمه مجتمع من هذا الطراز. وثمة، استطراداً، نُذُر عواصف عتيقة، تستجمع ذاتها في أخرى جديدة، أشدّ عتواً!

٭ كاتب وباحث سوري يقيم في باريس

 

مؤتمر «فتح» السابع: العواصف المقبلة أشدّ عتوّاً!

صبحي حديدي

سر غضب السيسي على شيخ الأزهر… وهل هدده بالإقالة بسبب إيران والإخوان؟

Posted: 01 Dec 2016 02:29 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي» ـ: تعيش السلطة في مصر حالة من الوهم اللذيذ فرموزها مازالوا يتبادون التهاني في ما بينهم على تقبل الأغلبية الفقيرة للاجراءات الإقتصادية المؤلمة الأخيرة، والتي احتوت على رفع غير مسبوق ألاسعار بقدر كبيرمن الرضا التام.
وعلى الرغم من أن للسلطة الآلاف من رجالها السريين المنتشرين في دواليب العمل المختلفة وعلى المقاهي وداخل المواصلات العامة فوق الأرض وتحتها «مترو الأنفاق» أولئك الذين يجمعون التقارير على مدار الساعة حول كل ما يدور فأ اذهان المصريين من كلام في السياسة إلى الحديث عن الخلافات الزوجية وأخبار الطقس، وعلى الرغم من أن عناصر تلك الأجهزة عادت تمارس عملها بالهمة نفسها تحصي على الناس أنفاسهم تماماً كما كانت في سنوات ما قبل أيام ثورة الخامس والعشرين من يناير/ كانون الثايي ويرصدون منذ شهور مضت حالة الغضب المتزايد في الصدور بسبب تردي الأوضاع ويرسلون تقاريرهم لقمة هرم السلطة إلا أن الوهم اللذيذ نفسه لم يبارح ذهن سكان القصر الرئاسي، ومن حولهم، ولعل تصريحات الرئيس خلال الفترة الماضية، التي أثنى خلالها على ما قامت به حكومة شريف اسماعيل بشأن تعويم الجنية ورفع الأسعار دليل على أن السلطة ماضية في اقدامها على خطواتها التصعيدية بدون وضع أي إجراءات حمائية للحيلولة دون فناء الأغلبية الفقيرة، وبالأمس تفاقمت الأزمات التي ترجمتها العديد من المقالات في الصحف المصرية، التي عبر أصحابها عن غضبهم من الحكومة، التي تمارس سياسة انهاك الناس والدفع بهم للانتحار بعد أن حالت بينهم الاجراءات الإقتصادية الأخيرة وبين تلبية احتياجاتهم الأساسية اليومية وهو ما يترجمه تزايد معدلات الانتحار. وشغلت العديد من القضايا اهتمامات الكتاب ومن بينها الهجوم على قطر وفضائية «الجزيرة»، بسبب الفيلم التسجيلي عن القوات المسلحة. واهتمت الصحف بالمحاكمات التي تتوالى لعناصر جهادية وإخوانية، كما تواصل الحديث عن استمرار اختفاء السكر والعديد من أصناف الأدوية من الأسواق، وإلى التفاصيل:

«المصريون»: السيسي غاضب من شيخ الأزهر

حالة الوجوم التي بدت على وجه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، خلال لقائه بالرئيس عبدالفتاح السيسي بقصر الاتحادية، عزز ما يذهب له بعض المتابعين للقيادة الدينية بجمود العلاقة بين شيخ الأزهر والنظام منذ وصول الرئيس السيسي للسلطة؛ فالأخير كما يشير مصطفى علي في «المصريون» لا يخفي دومًا عدم رضائه الكامل عن أداء الطيب غير المتماهي مع حكمه، بالمقارنة بالحماسة الزائدة، التي يبديها كل من علي جمعة مفتي الجمهورية السابق ومحمد مختار جمعة، وزير الأوقاف للوضع السياسي القائم.
وعكست حالة النظرات الحادة التي التقطتها عدسات المصورين خلال لقاء الطرفين وصول العلاقة بين السيسي وشيخ الأزهر لطريق مسدود في ظل حالة الغضب الرئاسي على عدم تعاطي شيخ الأزهر بإيجابية مع دعوات تجديد الخطاب الديني وعدم ارتياحه مع حالة التحفظ التي يبديها الطيب مع حملة ضد الثوابت على الدين الإسلامي، التي قادها عدد من رموز الفكر التغريبي والعلماني خلال الفترة الأخيرة.
وكشفت مصادر مطلعة أن الرئيس السيسي قد صب جم غضبه على عدم شن الأزهر حملة قوية على جماعات الإسلام السياسي، وفي القلب منها جماعة الإخوان وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، وإصراره على تبني موقف متطرف من الشيعة، متجاهلاً مواقف النظام المتقاربة مع إيران والعراق والنظام السوري، فضلاً عن تبرؤ الأزهر من مؤتمر «غروزني»، الذي أخرج التيار السلفي بين أهل السنة والجماعة وتقديمه شبه اعتذار للسعودية قد زاد من الاستياء الرسمي من موقف شيخ الأزهر، خصوصًا أن علاقات القاهرة والرياض تمر بأزمة شديدة.
ولم تتوقف حالة الغضب الرئاسي عند هذا الحد، بل أكدت المصادر أن السيسي قد ألمح للطيب بعدم ارتياح الرئاسة لأداء المؤسسة الدينية الأولى وبل بوجود عدد من الشخصيات في الساحة الدينية مؤهلة لخلافته، منهم بالطبع الدكتور علي جمعة، المؤيد على طول الخط للسلطة والمعادي لجماعة الإخوان، وما يطلق عليه الجماعات التكفيرية، وهو ما اعتبره شيخ الأزهر إهانة شديدة له باعتباره مخالفة لتعامل كل الرؤساء مع مشايخ الأزهر».

«البديل»: الرئيس وعدنا بأننا «سنرى العجب» وصدق!

لا أحد في مصر يدري شيئا عن طبيعة مستقبلنا الاقتصادي، ولا عن توقيت نهاية خطط الحكومة التقشفية، سوى إشارات غامضة بأنها ستنتهي بعد 3 سنوات، وبالطبع كما يقر بالأمر محمد عصمت في «البديل» لا أحد يعرف شيئا مؤكدا عن نتائج هذه الخطط، وهل ستنجح في رفع مستوى معيشة الأغلبية العظمى من المصريين، الذين يحترقون يوميا بالغلاء. الرئيس وعدنا منذ عامين بأننا «سنرى العجب»، وأن مصر ستكون «أد الدنيا»، ولكنه على ما يبدو لم يستطع الوفاء بوعوده، ولم يخبرنا عن السبب أو الأسباب التي جعلت أوضاعنا الاقتصادية أكثر بؤسا من أيام مبارك، وحتى بعد أن أطلق يد حكومته في التنفيذ الحرفي لروشتة صندوق النقد، لم يعدنا بشيء محدد أيضا، ولم نعد نعرف ما الذي ينتظرنا بالضبط في نهاية النفق؟!
الرئيس يرى أن حكومة شريف اسماعيل هي أول حكومة مصرية منذ يوليو/ تموز 52 تواجه أزماتنا الإقتصادية بشجاعة، ويعترف بأنها تضع حلولا مؤلمة لهذه الأزمات، وأن علينا أن نصبر قليلا حتى نحصد ثمار خطط الإصلاح التي تنتهجها، إلا أن الارتفاع الفلكي في الأسعار يهدد بفشل هذه الخطط، التي أصبحت – حرفيا لا مجازيا – تهدد حياة ملايين المصريين، خاصة بعد تخفيض قيمة الجنيه أمام الدولار، وانهيار قوته الشرائية. ويؤكد محمد عصمت، رئيس تحرير «الشروق» مع إقدام الحكومة على إبرام اتفاقية القرض مع صندوق النقد، وسعيها لتوقيع قرض مع روسيا لبناء محطة الضبعة النووية، ستكون أزماتنا الاقتصادية أكثر صعوبة، خاصة عندما يأتي الوقت الذي ينبغي أن نسدد فيه هذه القروض الفلكية بفوائدها الباهظة، فساعتها ستضطر الحكومة لاتخاذ المزيد من القرارت المؤلمة، التي لن يعد لدى أحد في مصر القدرة على احتمالها.
نحن أمام مستقبل غامض، الحكومة لم تشركنا في وضع برامجها، فرضت علينا دفع أثمان غالية لمغامراتها الاقتصادية وأوهامها الإصلاحية، وتعالج مشاكلنا السياسية بعقلية أمنية عفى عليها الزمن .. بدون أن تعطي لنا الفرصة للاعتراض وتقديم حلول بديلة».

«الوفد»: «يا نظام ما بيختشيش
ابعت هات مليون شاويش»

في أزمة نقابة الصحافيين بعد حكم حبس نقيبهم واثنين من أعضاء النقابة، ظهرت بحسب أحمد بكير مدير تحرير «الوفد» التناقضات، وطفت على السطح جماعات التهييج واستغلال الموقف لاشعال الأزمة والمواجهة مع النظام. وظهر ذلك واضحًا قبل أيام من خلال هتافات «صحافيين ضد النظام»، وسمعنا هتافات «الداخلية بلطجية»، و«قولوا للنيغاتيف جوه وزارته حبس الصحافي يعني اقالته»، و«آه يا نظام ما بيختشيش ابعت هات مليون شاويش»، وغيرها من الهتافات الرافضة لحكم القضاء، وهو ما لا يليق أبدًا أن يصدر عن صحافيين مفترض فيهم أنْ يكونوا أوعى وأعقل من ذلك. ونسي هؤلاء أو ربما انساقوا وراء المتربصين بالقضاء والقضاة وهتفوا ضد الحكم، رغم أن هذا القضاء هو الذي حكم أحكامًا نهائية وباتة برأت العديد من الصحافيين من تُهم السب والقذف في حق مسؤولين ورجال أعمال وفنانين.
وعلى الجانب الآخر أظهر النقيب يحيى قلاش تفهما وهدوءًا مطلوبًا لتغيير الصورة التي رسمها الصحافيون لأنفسهم. وفي لقائه بعدد من الحقوقيين والمحامين والنقابيين والحزبيين قبل أيام قال كلامًا عاقلاً يعبر عن وعي وتقدير جيد للموقف، ويعكس توجهًا وتحولاً في طريقة إدارة الأزمة، حتى إن بعض الصحافيين ـ وللأسف الشديد ـ قالوا عنه إنه تراجع عن جرأته وعقد صفقة مع النظام ليحصل على البراءة في استئنافه على حكم حبسه.
وهؤلاء، رغم قلتهم يسيئون الفهم، ولا يريدون التسليم بأن القضاء مُستقل ولا يحكمه أحد غير القانون والضمير، ولا يتحكم فيه حاكم أو مسؤول».

«الوطن»: عقوبة خدش الحياء
في الأعمال الفنية والإبداعية

أحد النواب تبنّى فكرة تطبيق عقوبة خدش الحياء على الأعمال الفنية والإبداعية، من منطلق أن من يرتكب إحدى جرائم خدش الحياء في الواقع المعيش يُعاقب طبقاً للقانون. رفض بعض النواب المقترَح، فدار بينهم وبين صاحب الفكرة حوار لطيف ينقله محمود خليل في «الوطن»: «قال صاحب الفكرة: هل يعني الإبداع أنني أقوم بتصوير حالة جماع كامل على الشاشة.. فقاطعه المعترض: يعني قصر الشوق والسكرية خدش حياء.. فرد صاحب الفكرة: أيوه السكرية وقصر الشوق فيهم خدش حياء، ونجيب محفوظ يستحق العقاب.. بس محدش وقتها حرك الدعوى الجنائية».
يضيف الكاتب الفقرة السابقة نموذج على فكرة «اللسان المتجرئ»، ويبدو الحوار فيها أقرب إلى حوار الطرشان، ويصح أيضاً أن تصفه بأنه «سمك لبن تمر هندى»، صاحب الفكرة احتج بقصة الجماع الكامل على الشاشة، دفاعاً عن وجهة نظره، تأمل كلامه ستجد أننا أمام عقل لا يستوعب الفرق بين أفلام «البورنو» وأفلام السينما، أراد نائب رافض – يظن بنفسه المكر- توريط صاحب الفكرة، فسأله هل «قصر الشوق» و»السكرية» خدش للحياء، من منطلق أن الموضوع يمكن أن يتحول إلى قضية كبرى، إذا جاء فيه ذكر للأديب العالمى «نجيب محفوظ»؟ النائب المكار لم يُفرّق بين النص الروائي لـ»الثلاثية» والأفلام الثلاثة التي عالج كل منها أحد أجزائها، نحن هنا أمام عقل متجرئ آخر، فلو قرأ صاحب هذا الكلام «الثلاثية»، فسيعلم أن الأفلام فارقت النص في مواضع عدة، وأن نجيب محفوظ لم يكتب سيناريو هذه الأفلام، بل كتبها عقل مبدع آخر، أضفى عليها رؤيته وهيّأها للتحول من نص مطبوع إلى نص بصري. هل سكت صاحب المقترح.. طبعاً لا.. فقد وقع في «الخية»، واتهم نجيب محفوظ بخدش الحياء في «السكرية» و»قصر الشوق»، فانتقل من التجرُّؤ إلى سلاطة اللسان»!

«المصري اليوم»: الدولة تستثمر
الخوف للسيطرة على العقول

الى الهجوم على السلطة، التي تواجه كل المشاكل بالكذب، كما تشير كريمة كمال في «المصري اليوم» في مواجهة أي أزمة تحاك قصة مفتعلة لتغسل الدولة يديها من مسؤولية هذه الأزمة.. على سبيل المثال في أزمة السكر انطلقت الأبواق الإعلامية تندد بالمؤامرة التي حاكها أصحاب مصانع حلويات مولد النبي للحصول على السكر لتصنيع هذه الحلويات لبيعها بمبالغ فلكية.
وأمام أزمة أهالي النوبة الذين وجدوا أن الأرض التي يحلمون بالعودة إليها قد طرحت في المزاد للشراء فقطعوا الطرق واعتصموا وهددوا بالاستمرار في الاعتصام حتى تعود لهم أرضهم.. هنا خرجت القصة المعدة لمواجهة الأزمة وهي الترويج بأن أهل النوبة يريدون الانفصال عن الدولة المصرية، منددين بدعاوى الانفصال التي تفتت الدولة الوطنية.
وأمام أزمة صدور حكم بالحبس على نقيب الصحافيين واثنين من قيادات النقابة خرجت القصة التي نسجت منذ بداية هذه الأزمة باقتحام نقابة الصحافيين من قبل الأمن، وهي أن الصحافيين يرون أنهم فوق القانون و«على راسهم ريشة».
وأمام ردود الأفعال التي جاءت على تمرير البرلمان لقانون الجمعيات الأهلية، كانت القصة الجاهزة التي طالما استخدمت من قبل ضد العمل الأهلي في مصر وهي تقاضي الجمعيات أموالا من الخارج للتآمر على الدولة وإعادة ترويج القصة المختلقة القديمة من أن ثورة يناير قام بها الأفراد الذين تم تدريبهم في صربيا عن طريق هذه الجمعيات لهدم الدولة.
أسوأ ما في هذه القصص، كما تشير الكاتبة أنها تستهدف السذج الذين يحركهم خوفهم من المجهول أكثر كثيرا مما تحركهم عقولهم. إنه استثمار الخوف للسيطرة على العقول».

«الشروق»: فيلم «العساكر» والسقوط الأخلاقي

تواجه قناة «الجزيرة» هجوما واسعا، يشارك فيه حتى خصوم النظام، ومهم أشرف البربري في «الشروق»: «حرصت على ألا أتحدث عن برنامج «العساكر.. حكايات عن التجنيد الإجبارى فى مصر» قبل مشاهدته حتى لا أنضم إلى «قطيع الإعلاميين الجدد»، الذين اندفعوا فى وصلة ردح وسب لقطر وقناتها وبرنامجها قبل بثه، فارتكبوا خطيئة مزدوجة، مرة بالترويج لهذا الفيلم التافه، قبل عرضه، وأخرى بنسف مصداقيتهم عندما يراهم المتابع وهم ينتقدون عملا لم يُذَع ويهاجمون برنامجا لم يشاهدوه.
وقد كتبت قناة الجزيرة لنفسها بهذا «الفيلم الهابط» شهادة وفاتها مهنيا وأخلاقيا، عندما قدمت ركاما من الأكاذيب والمشاهد التمثيلية الساذجة التي افتقدت إلى الحد الأدنى من الحرفية التي يمكن أن تغطي ما فيه من أكاذيب. فالبرنامج الذي زعمت القناة أنه «برنامج تحقيقي» ليس فيه أي تحقيق ولا جهد توثيقي لأي شيء وإنما أصوات وصور مموهة تتحدث عن أمور الأغلبية الساحقة منها كذب صريح، وأقلها أنصاف حقائق.
وإذا كنت قد أديت الخدمة العسكرية ونفذت 4 أوامر استدعاء للخدمة أثناء فترة وجودي على قوائم الاحتياط، فإنني استطيع أن أقطع بيقين لا يقبل التشكيك أن «عساكر الجزيرة» ليسوا سوى كومبارس تمت الاستعانة بهم لقراءة نص مكتوب، كتبه شخص تعمد الكذب وتجاهل حقائق طبيعة الجيش المصري وقواعد الخدمة العسكرية فيه.
كما تجاهل صناع «الحكايات الكاذبة عن التجنيد الإجبارى» الكثير من الحقائق التي كان يمكن أن تعطي لهذا العمل مسحة من الموضوعية.
نحن أمام عمل إعلامي تافه من الناحية الحرفية، وساقط من الناحية الأخلاقية، لكنه أبدا لا يبرر المستوى المتدني، الذي وصل إليه الكثيرون من الإعلاميين والسياسيين المصريين الذين سارعوا بإطلاق وصلة ردح وشتم ضد قطر و»الجزيرة»، دون حتى انتظار مشاهدة هذا العمل».

«الوفد»: الإعلام أعطى الفيلم قيمة لا يستحقها

ونبقى مع أزمة العسكر ومجدي حلمي مدير تحرير «الوفد» قد يكون فيلم «العساكر» ضعيفاً من الناحية الفنية.. ومخرجه في مرحلة التهتهة الفنية.. وقد يكون إعلامنا أعطاه حجماً وشهرة أكثر مما يستحقها.. لكن يبقى توقيت عرضه هو الأهم، فالفيلم لم يقصد به القوات المسلحة المصرية المعروف عنها «الضبط والربط» والقوة في التدريبات والخشونة في المعاملة، وهذا شرف لكل من انتسب إليها، فكان يقال لنا أهالينا «عندما تدخل الجيش سوف تصبح رجلاً».
والتجنيد الإجباري في مصر معروف منذ الفراعنة، ولم يكن هناك في أي وقت تجنيد اختياري إلا في عهود الاحتلال التي مرت على مصر منذ بداية نشأة الدولة المصرية منذ 7 آلاف عاماً، وكان المصريون يعزفون عن الانضمام الطوعي لجيوش الاحتلال بحسهم الوطني، الذي علموه للعالم كله، خاصة ونحن دولة في حالة حرب دائمة منذ 7 آلاف سنة.
الغريب أن توقيت عرض الفيلم جاء بعد أن أعلنت المملكة العربية السعودية ودولة الكويت اعتزامهما تطبيق التجنيد الإجبارى، والكويت أصدرت القانون والسعودية ما زالت تدرس الأمر، ورصدت حملة على مواقع إخوانية ووكالة مثل «الأناضول» التركية من خلال تقارير حول التحرك السعودي، ونفسها قناة «الجزيرة» تساءلت عن إمكانية تطبيق التجنيد الإجباري على أبناء الأسرة الحاكمة في السعودية وأي متابع عليه أن يراجع الأرشيف لهذه المواقع!
فهل المقصود إحداث وقيعة بين الشعبين السعودي والكويتي والحكومات فيهما؟ خاصة بعد شعورهم أنهم نجحوا في تسميم العلاقات المصرية ـ السعودية»؟!

«اليوم السابع»: مذكرة بسرقة
لقطات من التلفزيون المصري

كشفت الأجهزة الأمنية، عن النتائج الأولية لتحقيقاتها بشأن فيلم «العساكر»، الذي أنتجته قناة «الجزيرة» عن المؤسسة العسكرية المصرية، مؤكدةً أنها توصلت بالفعل لجنسيات ممثلي أدوار الجنود المصريين في الفيلم، فضلًا عن تحديد الأماكن التي تم التصوير فيها. وفجرت التحقيقات مفاجآت جديدة تخص قيام الفيلم على لقطات للتلفزيون المصري، وهو ما سيعمل اتحاد الإذاعة والتلفزيون «ماسبيرو» على مقاضاة القناة بتهمة سرقتها لقطات خاصة بالتلفزيون المصري في فيلمها المسيء للجيش دون إذن. وحسب «المصريون» رفع عادل العبساوي وكيل وزارة الإعلام ورئيس الإدارة المركزية للإنتاج المتميز في قطاع القنوات المتخصصة، بحسب «اليوم السابع»، مذكرة ضد سطو القناة على لقطات حصرية لإتحاد الإذاعة والتلفزيون إلى حسين زين، رئيس القطاع وطالبه بسرعة التحقيق واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة. وكشفت المذكرة عن استعانة القناة بلقطات ومشاهد مملوكة لإتحاد الإذاعة والتلفزيون ووضعتها ضمن الفيلم المسيء للجيش المصري الذي أنتجته دون الحصول على موافقة كتابية من أي مسؤول بماسبيرو».

«الشروق»: 27٪ من المصريين صاروا تحت خط الفقر

10٪ من المصريين لن يتأثروا مطلقا بالأزمة الاقتصادية الراهنة، لأنهم أغنياء جدا، وعشرة في المائة من الفقراء جدا أيضا لن يتأثروا لأن حياتهم صعبة من الأساس، ثم إنهم يستفيدون من برنامجي «تكافل» و»كرامة»، اللذين تطبقهما وزارة التضامن الاجتماعي.
المشكلة وفق ما يرى عماد الدين حسين، رئيس تحرير «الشروق» تتعلق بـ80٪ الذين يقعون بين الفئتين. بيانات الحكومة المصرية الرسمية كشفت قبل انفلات الأسعار الأخيرة أن 27٪ من المصريين صاروا تحت خط الفقر، ويتقاضى كل واحد منهم 482 جنيها شهريا، وهؤلاء دخولهم انخفضت إلى النصف تقريبا بسبب انهيار الجنيه أمام الدولار. وهناك احصاء لافت للحكومة قبل أيام يقول إن كل شخص يتقاضى 3900 جنيه شهريا يقع تحت حد الفقر المدقع.
ما لفت نظري في هذا الأمر بأكمله هو غياب البيانات الأساسية عن المصريين وأنماط استهلاكهم وحقيقة الدعم الذي تقدمه الدولة في سائر المجالات، وهل هو حقيقي أم مبالغ فيه؟
لدينا أرقام عامة لكن من دون بيانات تفصيلية، مثلا هناك 6 ملايين موظف حكومي أو أكثر هؤلاء 36 مليون شخص، وبجانبهم العاملون والموظفون في القطاع الخاص، أي الذين يؤدون أعمالا إدارية بسيطة وهؤلاء لا أعلم هل هناك إحصائيات دقيقة أو حتى تقريبية بشأنهم أم لا؟
مرة أخرى فإن جزءا من مشاكلنا الكثيرة سببه غياب المعلومات والإحصائيات الدقيقة عن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وهو ما يؤخر ويعطل ويعرقل تطبيق أي برنامج إصلاحي اقتصادي حقيقي ويمنع وصول الدعم الحقيقي لمستحقيه، كما قال الرئيس عبدالفتاح السيسي يوم الأحد الماضي».

المصري اليوم»: نقص الأدوية والمستلزمات في المستشفيات

تتعرض أبرز القيادات النقابية لهجوم واسع من قبل قوى السلطة، لكن أحد داعمي السيسي وهو الكاتب حمدي رزق يدافع عنها في «المصري اليوم»: استنكف تماماً مطاردة الدكتورة منى مينا بالبلاغات السياسية، وتسييس قضية السرنجات، متضامناً معها تماماً، القضية أصلاً ماتت في مهدها لأنها ليس لها أصل ولا فصل، وطواها النسيان، ويفترض أن بيان نقابة الأطباء كان كافياً لوأد فتنة السرنجات. من جانبها الدكتورة منى أبدت حسن النوايا وصدر عنها بيان بالتوضيحات اللازمة.
يقيناً خانها التوفيق في إذاعة رسالة من طبيب مجهول حتى ساعته وتاريخه، ضمن حديثها عن نقص الأدوية والمستلزمات في المستشفيات، الرسالة ضلت الطريق إلى الرأي العام في ظل حالة تربص واضحة للعيان، اهتبلت منابر التصريح وروّجته محلياً ودولياً على نحو خطير.
البلاغات التطوعية من محامي البلاغات الصباحية ضد العاملين بالشأن العام صارت من عناوين المرحلة، ولا تميز في الاستهداف، ولكن ما يعنيني هنا ومربط الفرس، بلاغ وزارة الصحة، كنت أتصور أن وزارة الصحة ستعلو فوق الموقف، وتتفاكر مع النقابة في علاج الآثار السلبية لهذا التصريح غير المتعمد والملتبس، وألا تلجأ إلى التصعيد ببلاغ للنائب العام ضد وكيلة النقابة، هل كان الأمر يستأهل تصعيداً؟
معلوم أن بين الوزارة والنقابة كثير، وتعقد العلاقات خلال الشهور الأخيرة واضح للعيان، ويلقي بظلاله على قضية السرنجات، ويثير الشبهات السياسية في قضية طبية خالصة وعاصفة من التساؤلات، ويوحي بأن البلاغ مسيس، وليس براء من الهوى السياسي أو على الهوى السياسي.
ستمثل الدكتورة منى أمام المحقق، تحترم القضاء، ولا تعليق على التحقيقات بناء على البلاغات، وستظهر الحقيقة جلية، عهدنا بالنيابة العامة، ولكن السؤال: هل في مثل هذه القضايا الطبية الخلافية بابها السليم هو اللجوء إلى مكتب النائب العام؟ لماذا لم يلجأ الوزير وكبار معاونيه إلى النقابة لبيان الحقيقة، والوقوف على حقيقة التصريح؟ ولماذا لم ينعقد اجتماع مشترك بين النقابة والوزارة لإحاطة الآثار السلبية للتصريح طبياً؟ ولماذا سعت الوزارة إلى التصعيد.
ليس هكذا تورد الإبل، المس السياسي في البلاغ ظاهر، القضية هكذا خرجت من الطور الطبي والسرنجات، هذا ليس بلاغاً، أخشى أنه انتقام وعقاب على جملة مواقف الدكتورة «منى» الأخيرة من وزارة الصحة، تحديداً في قضيتي «المطرية» وبدل العدوى»!
«اليوم السابع» الدواء المر لحل أزمة نقص الدواء

أزمة اختفاء العديد من الأدوية تتفاقم لكن عادل السنهوري في «اليوم السابع» لديه بعض الحلول: «الأسباب كثيرة ومعروفة في أزمة نقص الدواء والعلاج أيضا معروف والاقتراحات كثيرة، لكن نحتاج إرادة سياسية حقيقية للحلول الجذرية للازمة، فالمطالب قديمة بإنشاء غرفة للأزمات الدوائية في وزارة الصحة للتعامل السريع مع الأزمة وتقدير موقف لها. الاقتراح الثاني، أهمية وجود مسؤولية قانونية على شركات الأدوية المنتجة والمستوردة لتوفير الدواء الذي تم منحها ترخيص إنتاجه أو استيراده، بحيث يتم تغريمهما أو اتخاذ قرارات جزائية ضدها إذا تعمدت أو قصرت في توفير أدويتها دون إبداء الأسباب والمبررات التي اضطرتها لذلك، على أن تكون تلك المسؤولية القانونية مقصورة على الأدوية الضرورية والأساسية.
الاقتراح الثالث، إعادة النظر في قواعد تسعير الأدوية بما يراعي ظروف المرضى الاقتصادية والاجتماعية، إلى جانب ذلك أيضا أنه يجب على الدولة أن تعمل على خفض أسعار المواد الخام الدوائية المستوردة من خلال آليات عدة يضيق المقام عن ذكرها الآن بحيث يؤدي ذلك في النهاية إلى ارتفاع هامش ربح شركات الأدوية المنتجة داخل مصر، وكذلك الصيدليات وفي الوقت نفسه يحافظ على سعر الدواء للمريض وربما انخفاضه. الاقتراح الرابع، مجلس أعلى للدواء والصيدلة تكون لديه القدرة على وضع خطط وسياسات دوائية ثابتة وقابلة للتنفيذ ويختص بوضع السياسات والتشريعات والقوانين المنظمة لقطاع الصيدلة والدواء فى مصر بجانب مراقبة وتطوير هذا القطاع وحل مشاكله المؤقتة والمزمنة ومنها أزمة نقص الدواء».

«الأهرام»: اشتعال النار في إسرائيل أقل
خطرا من اشتعالها في العقل العربي

موضوع الحرائق التي اجتاحت إسرائيل اختلطت فيه الحقيقة بالدعاية بالخيال، كما ينظر للأمر عمرو عبد السميع في «الأهرام»، فالحرائق، سواء كانت عمدية أو عفوية طبيعية لا يمكن نسبتها إلى أنها عقاب إلهي على منع إسرائيل الأذان بمكبرات الصوت في القدس، كما ردد المئات في مواقع التواصل الإجتماعي، فالله يساعد البشر ولا ينوب عنهم، ومن ثم كان لا بد من النظر إلى هذه الحرائق إما بوصفها ظاهرة طبيعية مثل حرائق الغابات التي نشهد مثيلا لها في عدد كبير من دول العالم، وبخاصة في مواسم تزيد فيها سرعة الرياح، وإما أنها عمل بفعل فاعل قد يكون مناضلا فلسطينيا مثلا، الأمر الذي يصل إلى درجة البطولة.
ما يعني الكاتب في تلك الواقعة هو تأمل طريقة التفكير التي نجح دعاة التطرف الديني في استزراعها في العقل العربي والتي صار بسببها من السهل تفسير كل ما يحدث حولنا على نحو ديني أو إلهي، حتى ما لا يمكن تفسيره كذلك، وما لا يجب تفسيره كذلك أيضا.
الخطورة في حادثة حرائق إسرائيل أنها تعطي أملا في شيء ليس من صنع أياديهم، وتلقي في روعهم بإحساس كاذب بأن الذين قاموا بإشعالها كانوا مؤيدين من الله، بل وأن الله يدعمهم في كل شيء حتى لو كان إشاعة الفرقة بين الفصائل أو إقصاء وتعذيب المعارضين أو تكريس الانقسام، إن خطورة النار المشتعلة في إسرائيل كانت أقل خطرا من خطورة النار المشتعلة فى العقل العربي».

«اليوم السابع»: وطنية المسيحيين الفلسطينيين

وليس ببعيد عن الحرائق نبقى مع ناجح ابراهيم في «اليوم السابع «، حيث قالت: «منعت السلطات الإسرائيلية أذان الصلوات عبر الميكروفون، تخاذل العرب، جبن المسلمون، لا ردود فعل على الإطلاق، لا مؤتمر، لا مسيرة، لا مظاهرة، لا ندوة، لا شيء، لا استنكار، لا استهجان، لا مقاطعة، حتى بيان الجامعة العربية كان درساً في البلاغة الجوفاء فحسب، فهو فارغ المضمون يتلاعب فقط بالكلمات ولا يخيف أحداً حتى لو كانت بوركينا فاسو، فما بالكم بإسرائيل النووية، أما بيان رابطة العالم الإسلامى فهو أجوف، أما الحكومات العربية فلهم خصوم آخرون غير الذين يحتلون قدسهم الشريف، فكل دولة عربية أو إسلامية تعادي الأخرى.
الخلاصة وفقاً للكاتب أن إسرائيل عربدت ومنعت الأذان، ولم يقف أمامها أحد، ولكن الشعب الفلسطيني القوي تفتق ذهنه عن فكرة عظيمة لإفشال مخططها، قام فلسطينيو القدس برفع الأذان من بيوتهم، كل يؤذن من نافذته أو بلكونته أو من سطح بيته، أما بعض كنائس القدس فقد سمحت بالأذان عبر مكبراتها تضامناً مع مساجد القدس، لقد هزتني كلمات القس «مانويل مسلم» عضو الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس وراعي كنيسة اللاتين السابق في غزة وهو يقرر: صوتنا نحن المسيحيين لأهلنا المسلمين إذا أسكتوا مآذنكم فاعتمدوا أجراسنا تدعوكم للصلاة». وقال أيضاً: «نعلن نحن العرب المسيحيين أن الأذان في القدس شرف لنا وبدونه لا شرف لنا كفلسطينيين، فمدينة القدس لها طابع ديني حضاري فلكلوري ميزته الأذان والأجراس منذ 1400 سنة، وهذه هي هوية القدس ولا نقبل أن يكتب هذه الهوية غير الله ثم القدس وأبناؤها». وقال: «الدخيل الإسرائيلي غريب عن القدس، وعاداتها وتقاليدها وحياتها، وعلى الغريب أن يرحل».

«الوطن»: لملمة آثار اشتعال الخلافات داخل حركة فتح

وننتقل مع جيهان شكري في «الوطن» من نار الحرائق التي شبت في مناطق عدة في إسرائيل الأسبوع الماضي، إلى اشتعال الحرائق حول مؤتمر حركة فتح السابع قبل أن يبدأ في رام الله: «تعيش الجارتان هاجسهما في الاستقرار المؤقت إلى حين، فبينما انشغلت إسرائيل بإخماد نيران الأحراش التي اشتعلت متزامنة مع حرائق تحريض قادتها ضد الفلسطينيين بدعوى أنهم من تسببوا متعمدين في اندلاع جزء من تلك الحرائق لأسباب قومية (فكانت ترجمة الشكر على المشاركة الفلسطينية في عمليات الإطفاء إقرار بناء المزيد من المستوطنات)، تحاول حركة فتح لملمة آثار اشتعال الخلافات داخل الحركة قبيل انعقاد مؤتمرها السابع الذي تعقد عليه آمالاً عريضة في لم البيت الفتحاوي الذي أضعفته الخلافات ومزقته التجاذبات وأرهقته التناقضات وشتتته سياسات الإقصاء والفصل والانتقائية في مناخ محتقن لا يخلو من غضب معلن وآخر مكتوم، وسط تبادل الاتهامات بين فريقين أفرزهما الواقع السياسي المتخم بالإرهاصات».

سر غضب السيسي على شيخ الأزهر… وهل هدده بالإقالة بسبب إيران والإخوان؟

حسام عبد البصير

محاولات في مجلس الشيوخ الأمريكي للتراجع عن قانون يسمح بمقاضاة السعودية في أحداث 11/9

Posted: 01 Dec 2016 02:28 PM PST

واشنطن ـ «القدس العربي»: طرح السناتور الجمهوري جون ماكين والسناتور ليندسي غراهام تعديلا على قانون يسمح لعائلات ضحايا احداث الحادث عشر من أيلول/ سبتمبر بمقاضاة السعودية في محكمة فيدرالية بالولايات المتحدة.
وقال المشرعان انهما يريدان تغيير تشريع « العدل ضد رعاة الإرهاب « من قانون مكافحة الإرهاب بحيث لا يمكن رفع دعوى قضائية ضد الحكومات الاجنبية إلا إذا كان لديها علم بدعم الإرهاب، واوضح ماكين وغراهام بأنهما يطلبان ارفاق توضيح وتحذير في القانون الذى تم اقراره للتو بحيث لا يمكن رفع الدعوى إلا إذا كانت هذه الحكومات متورطة مع المنظمات الإرهابية بشكل مباشر أو غير مباشر بما في ذلك التمويل.
وانتقد الناجون من احداث أيلول/ سبتمبر وافراد أسر الضحايا التعديلات التى اقترحها قادة الحزب الجمهوري وقالوا بأن التعديلات ستعطل قانون « جاستا « مع اتهامات تفيد بأن التعديلات جاءت بسبب ضغوط من اللوبي السعودي في واشنطن، واتهمت تيري سترادا المتحدثة باسم عائلات الضحايا بأن غراهام يحاول طعن عائلات ضحايا 11/ 9 في الظهر، واضافت ان ماكين يحاول نسف « جاستا» بفرض تغييرات طالبت بها جماعات الضغط الموالية للسعودية. وقالت سترادا ان احتمال تاييد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لهذه التعديلات يصل إلى الصفر وفقا لخطاباته وتعليقاته اثناء الحملة الانتخابية، وقالت بأنه لا يمكن ان يدعم خطوات من هذا القبيل.
ويأمل المشرعان بتمرير التعديلات من خلال الكونغرس قبل اختتام الموسم التشريعي في منتصف شهر كانون اول/ ديسمبر الحالي وقالا بأنهما سيقدمان التعديلات مرة اخرى في السنة المقبلة إذا فشلت محاولات التعديلات هذا الشهر.
وعارض الرئيس الأمريكي باراك اوباما القانون عبر فيتو في اواخر ايلول/ سبتمبر ولكن مجلس الشيوخ تجاوز بسهولة هذه المعارضة عبر التصويت بنسبة 97 ـ 1 علما بأن ماكين وغراهام صوتا، ايضا، لصالح القانون، وكان زعيم الاقلية هاري ريد السناتور الوحيد الذى دعم حق النقض.
ووفقا للمنصات الإعلامية القريبة من الكونغرس بما في ذلك «ذا هيل» ذات التوجه الليبرالي فقد اعرب غالبية اعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين الجمهوري والديمقراطي عن قلقهم حيال طرح مشروع القانون في الفترة التى سبقت الانتخابات لأن ذلك سيفتح الباب لقادة الحزب الجمهوري لاجراء تغييرات على جاستا وهذا ما حدث بالفعل.
واكد ماكين وغراهام بأنهما لا يحاولان منع عائلات ضحايا احداث الحادي عشر من ايلول/ سبتمبر من المقاضاة ولكنهما يشعران بقلق من ان البلدان الاخرى ستكون قادرة على اتخاذ اجراءات انتقامية ضد الولايات المتحدة، وجاء في بيان مشترك :» ستمرر دول اخرى تشريعات من هذا القبيل وستقول بأن الولايات المتحدة مسؤولة عن الانخراط في هجمات طائرات بدون طيار وبالتالي تعريض النشاطات الحربية ضد الإرهاب للخطر وإغراقنا في المحاكم.
واعترف المشرعون الجمهوريون بأن التشريعات ستلعب دورا في اثارة الشكوك في اكبر حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الاوسط وان قانون جاستا بدون تغييرات سيؤدى إلى عواقب غير مقصودة، وقال ماكين وغراهام ان بعض مرتكبي هجمات 11/ 9 كانوا من مواطني السعودية ولكن هذا لا يعنى بالضرورة ان الحكومة هي المسؤولة عن اعمال الإرهابيين، وقانون جاستا لا يحدد ذلك بشكل ملحوظ.
ومن غير الواضح ما إذا كان ماكين وغراهام سيحصلان على الدعم اللازم لتغيير جاستا ولكن السناتور تشارلز شومر اشار في وقت سابق من هذا العام بأنه مستعد لاجراء محادثات، ومن الجدير بالذكر أنه تم اجراء تغييرات في القانون قبل اقراره بما في ذلك اضافة حكم يسمح للولايات المتحدة بوقف الدعوى القضائية ضد دولة اخرى إذا شهدت وزارة الخارجية الأمريكية بأنها تجرى في الوقت ذاته «مناقشات بحسن نية» مع هذه الدولة لحل النزاع.

محاولات في مجلس الشيوخ الأمريكي للتراجع عن قانون يسمح بمقاضاة السعودية في أحداث 11/9

رائد صالحة

«الحشد الشعبي» ينفذ مخطط تشييع سامراء ونواب سنّة يقولون إنه طريق إلى الكارثة

Posted: 01 Dec 2016 02:28 PM PST

سامسون (تركيا) «القدس العربي»: تداولت وسائل إعلام وتواصل اجتماعي مؤخراً ما يفيد بإطلاق مشروع محافظة سامراء المقدسة الذي يقترح فصلها عن محافظة صلاح الدين وتحويلها إلى محافظة مستقلة، وقال احمد السامرائي خطيب احد المساجد في سامراء، إن هذا «المشروع الخطير طرح من قبل وهو يهدف إلى تغيير ديمغرافية المدينة وفصلها عن ثقلها ومحيطها السني، ثم اقتطاع جزء كبير من بغداد ايضاً وهي منطقة الشعلة والكاظمية ذات الكيان الشيعي وإلحاقها بسامراء لتكون محافظة مستقلة بغالبية شيعية مطلقة»، حسب قوله.
وأضاف، ان هذا السعي لم يكن الأول من نوعه فقد «حاول الأمام الشيعي الشيرازي قبل قرنين من الان تقريباً التمدد في داخل المدينة، ولكن مخططه فشل بفضل السلطان عبد الحميد الثاني وبعض العلماء السُنّة»، كما أشار إلى أن صدام حسين «أفشل مخططات مماثلة خلال فترة حكمه».
ويقول أبو محمد وهو ضابط شرطة في مدينة سامراء في حوار معه: نسمع الكثير من التهديدات من قبل الميلشيات الشيعية حيث يتوعدونا قائلين (انتظرونا بعد تحرير الموصل)، وقد رصدنا في وسائل التواصل الاجتماعي حالات خوف من ترحيل اهل سامراء بشكل قسري مستقبلاً.
وقال ايهاب العبيدي وهو ناشط عراقي: «ايام سوداء قادمة لسكان سامراء ومدينتهم بعد معركة الموصل وقد يقومون بترحيل اهل المدينة على طريقة ترحيل عرب كركوك».
واضاف، ان ترحيل عرب كركوك من قبل الحكومة الكردية المحلية حدث بذريعة ايواء تنظيم الدولة، رغم ان الأخير فيه عناصر من الكرد والتركمان، وكل الجنسيات كما هو معلوم للجميع، وأكد على ان «هذا المخطط يسير ضمن ذرائع للاستيلاء على كركوك من جهة الكرد، وعلى سامراء من قبل الشيعة، ثم ما بعدها حتى لا يكون هناك وجود للعرب السنة في العراق في السنوات العشر المقبلة»، حسب رأيه.
وقد قال ابو محمد العباسي وهو احد سكان سامراء ان منطقة الامام وما حولها، منطقة سامراء القديمة في العهد العثماني اصبحت بالكامل تقريبا شيعية، يسكنها إيرانيون وافغان وعرب شيعة، كما أن هناك عشائر سنية تساندهم من داخل وخارج المدينة.
ونقلا عن اكرم الحسني، وهو ناشط سابق في الحركة السلفية في عهد حكم صدام، قال «لاحظت في سامراء في أواخر التسعينيات تواجدا لعوائل وعمائم وأيدٍ عاملة شيعية داخل المدينة، ولم اكن اعرف الغاية من ذلك إلا بعد ان وقع بين يدي كتيب صغير كان بعنوان الخطة الخمسينية، وقصة هذا الكتيب الصغير انه وثيقة وخطة مسربة من المخابرات الإيرانية ويحكي مخططاً مهولاً حول كيفية ان يسيطر الشيعة على اي مدينة في غضون خمسين سنة اقتصادياً وجغرافياً ونفوذاً».
وأضاف: ورغم ان الخطة اصبحت معلنة منذ أواخر التسعينيات إلا انها ماضية في التطبيق بدعم إيراني مطلق في كل انحاء الدول العربية والإسلامية السنية، كما نجحت في بغداد وبيروت وعمان ودمشق والحبل على الجرار».
ولكن في ذلك الوقت تعامل نظام صدام حسين بوعي مع الموضوع وقلص تواجدهم في سامراء خاصة، حسبما قاله الحسني، الذي اضاف، ان صدام حسين «أوقف مشروع تمدد الثورة الإيرانية الشيعية في المنطقة طوال فترة حكمه».
غير ان الأمر بعد احتلال العراق اصبح بلا حماية، حسب ما قاله ابو محمد العباسي، وهو ناشط مدني سابق لأمور النازحين في سامراء، «فهناك مساع جديدة وخطيرة تدور حول قرار توزيع أراضٍ من سامراء لعوائل القتلى في صفوف الحشد الشعبي»، واضاف ان هذا التوزيع سيحل ككارثة على المدينة من جانبي تغيير الناحية الديمغرافية لتجعل السكان الشيعة هم الغالبية، ثم عمل اقتراع لفصل المدينة واتمام المخطط، من جهة، ومن جهة ثانية، فإن توزيع الاراضي لذوي قتلى الحشد الشيعي سيكون فوق المنطقة الاثرية لمدينة سامراء القديمة في عهد الخليفة العباسي المعتصم بالله، وسيمحي أهم الآثار التي يعتز بها السكان والتي تشكل جزءاً من تاريخهم»، على حد قوله.
وكان النائب عن محافظة صلاح الدين احد الجبوري قال على إحدى القنوات انه يجب الوقوف في وجه هذا القرار الذي يهدف إلى تقسيم المحافظة، فهذا المشروع والمضي فيه هو من عصف بالعراق وازهق الأرواح ومنذ بدايات الربيع العربي، وبدايات الحراك الشعبي للمناطق السنية.
وكان الدكتور طه الدليمي (مؤسس التيار السني في العراق) قد حذر قبل سنوات عدة على قناة صفا الفضائية في برنامج الزحف الاسود قائلا: ان هدف تحويل سامراء إلى محافظة يعود إلى وجود اخر ثلاثة من أئمة المذهب الشيعي الجعفري، الأثني عشر وهما ضريحا علي الهادي، والحسن العسكري وأخيراً (غيبة المهدي المنتظر وهو مخلص الشيعة الذي يقال عنه في كتاب الكافي وهو أحد كتب الشيعة المعتمدة ومن علاماته ان يقتل سبعين قبيلة من قبائل العرب).
وحسب ما يرويه الكاتب العراقي د. علي الوردي في كتابه «لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث» ـ الجزء الثالث: في شهر أيلول/سبتمبر عام 1874 عندما سافر المرجع الميرزا محمد حسن الشيرازي إلى سامراء لزيارة المراقد المقدسة لدى أتباعهم، غير أنه لم يرجع من هذه الزيارة بل استقر في سامراء وكانت قرية نائية آنذاك، وأخذ تلاميذه وأعضاء حوزته ينضمون إليه تدريجياً، ثم التحق به أفراد عائلته وأصحابه جميعاً، وبعد استقراره في سامراء صار ينفق الأموال الطائلة فيها، وشيد مدرسة دينية باسم (مدرسة الميرزا)، وكانت اكبر مدرسة شيعية في العراق، وشيّد حسينية، وسوقاً كبيرة ودوراً كثيرة، وحماماً للرجال وآخر للنساء، ونصب جسرا من القوارب على دجلة بلغت تكاليفه ألف ليرة عثمانية.

«الحشد الشعبي» ينفذ مخطط تشييع سامراء ونواب سنّة يقولون إنه طريق إلى الكارثة

سعيد السامرائي

البغدادي يعمم «معركة الموصل لم تبدأ» ويأمر بتجنب «الهواتف المحمولة» وتنظيم «الدولة» يتوسع بشكل كبير في سيناء وليبيا والسودان ومجمل افريقيا

Posted: 01 Dec 2016 02:27 PM PST

عمان ـ «القدس العربي»: يراقب أنصار التيار السلفي الجهادي في الأردن»مستجدات» المعركة التي تواجهها «الدولة الإسلامية» (داعش) في محيط الموصل ـ الرقة خصوصا في ظل الأنباء عن اشتداد المعارك والضربات العسكرية التي يتلقاها تنظيم «الدولة».
وتسجل ملاحظاتهم أن التنظيم «الداعشي» في «انحـسار واضح وملمـوس» من شـدة الضربات ومن إخفاقه في إقنـاع البيئات الاجتـماعية في المناطـق التي يسـيطر عليـها في سـوريا والعـراق.
بالمقابل يقر النشطاء المتمكنون من قراءة إقليمية عميقة للمشهد بأن جعبة «داعش» ما زالت تحتفظ ببعض التكتيكات الهجومية المعقدة فالانحسارـ برأي مصادر «القدس العربي» ـ بالرقة والموصل ومحيط المناطق السنية في العراق والبدوية الصحراوية في سوريا قابله توسع كبير في ليبيا وإشارة من أبو بكر البغدادي لإطلاق العنان في سيناء.
الإنحسار يقابله اليوم انتقال عدد كبير من الكوادر العسكرية لساحة جديدة وهي السودان التي تعاني من ظروف اقتصادية معقدة، والمصدر المختص ذكر لـ»القدس العربي» بأن تنظيم «الدولة» ينقض بقوة ويتواجد بسرعة ويتكاثر ويستقر في كل الأراضي السودانية بما فيها «دارفور» التي ستعلن قريبا نسختها في مبايعة البغدادي».
عبر اليمن والصومال وحتى أثيوبيا تم نقل «خبرات جهادية» بطرق سرية إلى السودان ومنطقة القرن الأفريقي وبمساعدة منظمات جهادية أفريقية متمرسة.
التركيز على «أفريقيا» أصبح خطة استراتيجية للرد على ضربات التحالف الدولي في العراق وسوريا.
لكن الأهم أن قرارات وتعميمات من قيادة تنظيم «الدولة» صدرت فعلا بتجنب استخدام واستعمال وسائل وتقنيات الاتصال الحديثة بين العناصر العسكرية أو الشرعية وابتكار أدوات تواصل خاصة وبدائية لا يمكن رصدها عبر أقمار التجسس الحديثة.
وعلى هذا الأساس يبدو أن التوسع في بعض الدول الأفريقية وفي سيناء يعتمد فعلا على تقنيات اتصال بدائية وقديمة جدا أو مدروسة بعناية تجـنبا للاتصـالات اللاسـلكية والهواتـف المحـمولة.
وتم تفصيل نظام خاص للاتصال في حالات الطوارئ بالنسبة للمناطق القريبة عبر المبعوثين السريين فقط وعلى طريقة الموفد السري من أمراء المناطق وكذلك عبر السيارات في حالات الاضطرار بالمسافات الأبعد داخل المحافظة نفسها والمدينة على أن لا يزيد استعمال أي سيارة عن 150 كيلومترا.
وزادت نسبة استعمال الرعاة تحديدا في تبادل الرسائل وبصورة لا تثير الشبهة خصوصا في المناطق الصحراوية أو المفتوحة ويسمح نظام الاتصال الجديد بالاعتماد على حركة الحيوانات بما فيها الخيول والجمال وفي بعض الحالات الحدودية على أسلوب الحمام الزاجل.
وكان خليفة «داعش» أبو بكر البغدادي قد عمم في وقت سابق باللامركزية القتالية وكلف أمير كل منطقة بقيادة المواجهة العسكرية وفقا لمقتضيات الظروف وبدون تعليمات وتوجيهات تصله من مركز الدولة في الموصل.
ووصف آخر تعميم للبغدادي علمت به «القدس العربي» معركة الموصل بأنها «لم تبدأ بعد» وبأن «العدو سيلقنه المجاهدون درسا لن ينساه».

البغدادي يعمم «معركة الموصل لم تبدأ» ويأمر بتجنب «الهواتف المحمولة» وتنظيم «الدولة» يتوسع بشكل كبير في سيناء وليبيا والسودان ومجمل افريقيا

بسام البدارين

«الأبيض ما بيغطي الاغتصاب» شعار حملة في لبنان لعدم وقف ملاحقة المغتصب في حال تزوّج من الضحية

Posted: 01 Dec 2016 02:27 PM PST

بيروت ـ «القدس العربي» : تحت شعار «الأبيض ما بيغطي الاغتصاب» تحركّت منظمة «أبعاد» بالتزامن مع انعقاد لجنة الادارة والعدل للبحث في اقتراح القانون المقدم من النائب ايلي كيروز الرامي إلى إلغاء المادة 522 من قانون العقوبات اللبناني التي تنص على وقف الملاحقة إذا عُقد زواج صحيح بين مرتكب إحدى الجرائم وبين المعتدى عليها.
وانتظر أعضاء الجمعية وبينهن فتاة لبست ثوب زفاف أبيض ممزّق ولم يخف الجروح والكدمات الناتجة عن فعل الاغتصاب نتائج اجتماع لجنة الإدارة والعدل التي درست الاقتراح واستمعت إلى رأي وزارة العدل كما إلى رأي نقابة المحامين، وبعد التداول والمناقشة توافقت اللجنة على المبادىء الأساسية التي يرمي إليها الاقتراح على أن تتابع عملها بعد التدقيق لجهة الصياغة نظراً لدقة النتائج التي قد تترتب، ورفعت الجلسة إلى يوم الاربعاء المقبل.
وعلم أن لدى المجتمعين توجهاً لتعديل المادة 522 بدلاً من إلغائها بالكامل بحيث يشمل التعديل عدم إسقاط جرم الاغتصاب من خلال تزويج الضحية، ولكن مع استثناء جرائم أخرى نصت عليها المادة ومن بينها الإغواء.
وتعتبر جمعية «أبعاد» وجمعيات نسائية «أن المادة 522 من قانون العقوبات اللبناني هي تعبير صارخ ضد النساء والفتيات وحقوقهن الإنسانية على الأراضي اللبنانية كافة». وقد نظّمت حملة وطنية تهدف إلى ما يلي:
ـ الضغط في اتجاه إلغاء المادة 522 .
ـ التأكيد على أنه من حق النساء الناجيات من الاغتصاب رفض الزواج من المغتصب وعدم وصم المجتمع لهن بالعار.
ـ خلق رأي عام داعم للقضية عبر الفصل ما بين فعل الاغتصاب كجريمة وبين ما يعتبره المجتمع شرف النساء.
ـ التأكيد على أن إجبار النساء على الزواج من المغتصب هو عمل قمعي يكرّس فعل الاغتصاب بحق النساء بشكل يومي. وعليه على الأهل أن يكونوا على اقتناع بأن تزويج الضحية من المغتصب ليس الحل وليس سترة للنساء.
ـ الاغتصاب جريمة وعلى المجرم أن ينال العقاب.
ويفيد استطلاع أجرته منظمة أبعاد خلال عام 2016 بالتعاون مع مركز البحوث والاستشارات بالنتائج الآتية:
ـ 1% فقط من اللبنانيين يعلمون بوجود المادة 522 من قانون العقوبات اللبناني.
ـ 60% من اللبنانيين يطالبون بإلغاء المادة 522.
ـ 85% من اللبنانيين يعتبرون أن المادة 522 تمس بكرامة المرأة التي تعرضت للاغتصاب.
ـ 84% يعتبرون أن المادة 522 تحمي المغتصب من الملاحقة والعقاب.
ـ 84% يعتبرون أن زواج المغتصب من المرأة يؤدي إلى مشاكل أسرية واجتماعية.
ـ 80% يعتبرون أن المادة تتجاهل حق المرأة بالتعويض عليها عن الأضرار الجسدية والنفسية والمعنوية.
ـ 81% يعتبرون أنها تحرم المرأة المعتدى عليها من حقها في العدالة.
ـ 73% يعتبرون أن وجود هذه المادة يشكل عنصر ضغط إضافيا على المرأة لكي تقبل بالزواج بالمغتصب.
ـ 73% يعتبرون أنها تعالج نظرة المجتمع إلى شرف الأهل والعائلة أكثر مما تعالج مشكلة المرأة.
ـ 70% من اللبنانيين يرفضون مقولة أن المادة 522 تحفظ شرف المرأة.
إلى ذلك، أيّد جهاز تفعيل دور المرأة في حزب القوات اللبنانية اقتراح القانون المقدم من النائب ايلي كيروز الرامي إلى إلغاء المادة /522/ من قانون العقوبات اللبناني بصورة كلية ويرفض إدخال أي تعديل على النص حتى لا يفتح الباب أمام مساومة جديدة تطال حق المرأة الضحية في جسدها وكرامتها».

«الأبيض ما بيغطي الاغتصاب» شعار حملة في لبنان لعدم وقف ملاحقة المغتصب في حال تزوّج من الضحية

سعد الياس

قطر تترقب زيارة «تاريخية» للعاهل السعودي وقمة ثنائية لقيادات البلدين تتوج بتوقيع عدد من الاتفاقيات المشتركة

Posted: 01 Dec 2016 02:26 PM PST

الدوحة ـ «القدس العربي»: تستعد العاصمة القطرية الدوحة لاستقبال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود في أول زيارة دولة له منذ توليه مقاليد الحكم في بلاده، وهي الزيارة الثانية له وهو ملك للسعودية بعد أن أدى مؤخرا واجب العزاء للقيادة القطرية في وفاة الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني.
وباشرت مختلف المؤسسات في الدولة في قطر التحضير لهذه «الزيارة التاريخية» التي تحمل عدة دلالات في هذا الظرف الذي تمر به المنطقة، وخصوصا على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي التي تواجه تحديات عدة فرضت على قيادات الدول الأعضاء تعزيز تنسيقها لتوحيد صفوفها. وسيكون على رأس مستقبلي العاهل السعودي عند وصوله العاصمة الدوحة الاثنين المقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني وعدد من الشيوخ والوزراء، كما يتوقع أن يلتقي الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.
وتعليقا على أهمية الزيارة المرتقبة، قال السفير أحمد الرميحي، مدير المكتب الإعلامي بوزارة الخارجية القطرية، في تصريحات، أمس الخميس «هذه الزيارة تعني لقطر الكثير؛ نظرا للثقل التي تمثله السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين».
وأضاف أن «الزيارة تأتي لتؤكد عمق العلاقة الأخوية بين قطر والسعودية، وعلى ما وصلت إليه من نمو واضطراد وتنسيق في مختلف المجالات»، واصفا ً الزيارة المرتقبة بـ «التاريخية».
وسيشهد كل من الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود والشيخ تميم بن حمد آل ثاني عدد من الاحتفالات والعروض التي سوف تقام بهذه المناسبة خصوصا وأنها تتزامن مع استعدادات الدوحة للاحتفال باليوم الوطني للدولة وانطلاق عدة فعاليات للاحتفاء بهذه المناسبة.
كما سيشهدان توقيع العديد من الاتفاقيات الثنائية التي تشمل عددا من القطاعات الاستراتيجية خصوصا في مجال الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري والقطاع النقدي بالإضافة إلى عدد من الاتفاقات الخاصة بمواطني الدولتين.
وتعد هذه أول زيارة دولة للعاهل السعودي الذي سبق وأن قام بزيارة لقطر كانت الأولى من نوعها منذ توليه الحكم في 23 يناير/كانون الثاني 2015 من أجل تقديم واجب العزاء للقيادة القطرية في وفاة الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني. وقابل خلالها كلا من الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والأمير الوالد. وسبقت تلك الزيارة للملك سلمان لقطر، حينما كان وليا للعهد في ديسمبر/كانون الأول 2014، وذلك للمشاركة في القمة الخليجية التي استضافتها الدوحة آنذاك. وقالت وكالة الأنباء القطرية الرسمية في تغطيتها لتلك الزيارة «إن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر كان في مقدمة مستقبلي الملك سلمان لدى وصوله والوفد المرافق إلى الدوحة. وأضافت أنه عقب وصوله، قدم الملك سلمان التعازي بوفاة الشيخ خليفة، في قصر «الوجبة» في الدوحة.
وتشهد العلاقات القطرية السعودية في الفترة الأخيرة تطورا لافتا على ضوء التنسيق المشترك بين البلدين حيال عديد القضايا وتبادل الأفكار نفسها حول الملفات المحورية التي تهم دول المنطقة خصوصا في اليمن وسوريا مما عزز من تقاربهما.
ويتحرك رجال الأعمال القطريين والسعوديين لتحفيز قيادتي بلديهما لإقامة شراكات حقيقية بينهما في كلا البلدين ومنح المزيد من التسهيلات.

قطر تترقب زيارة «تاريخية» للعاهل السعودي وقمة ثنائية لقيادات البلدين تتوج بتوقيع عدد من الاتفاقيات المشتركة

سليمان حاج إبراهيم

رئيس هيئة الإنقاذ السورية لـ «القدس العربي»: «درع الفرات» شغلت أعداداً من المقاتلين عن معركة حلب

Posted: 01 Dec 2016 02:26 PM PST

إسطنبول ـ «القدس العربي»: قال رئيس هيئة الإنقاذ السورية أسامة الملوحي إن ما حصل في حلب من خسائر الثوار على الأرض يعود لأسباب كثيرة ولكن السبب العميق الكبير يرتبط بقلة العنصر البشري لدى الثوار المقاتلين. وحمل الملوحي «المجلس الإسلامي السوري» مسؤولية عدم التحاق الشباب «المتسكعين» في المخيمات السورية وغيرها، للقتال إلى جانب قوات المعارضة، متسائلاً في تصريح خاص مع «القدس العربي»، عن الدور الذي قام به هذا المجلس في حض الشباب «السنّة» على القتال للدفاع عن وجودهم، مقابل عدو «طائفي» يستقطب كل شيعة العالم للقتال في سوريا، من خلال أكثر من 64 قناة فضائية وإذاعة «شيعية» مخصصة لهذا الغرض.
وأوضح أن عملية «درع الفرات» رغم أهميتها فقد أسهمت في «تشتيت عدد المقاتلين الموجود أصلاً» وشغلت أعداداً مهمة عن معركة حلب، وكان يجب أن تتوقف مؤقتاً لنقل المقاتلين إلى مناطق غرب حلب. وقال «اليوم مشكلتنا تكمن في عدم تعويض الاستنزاف الحاصل في عدد الثوار».
وفي تفصيله عن الدور المفقود للمجلس الإسلامي وسائر العلماء والمشايخ السوريين في قضية الحشد والتعبئة، استشهد المعارض السوري بتجربة «حركة طالبان»، وقال «مع اعتراضنا على ممارسات وأفكار ولكن لابد من الانتباه إلى طريقة حشدها وتكونها، الحركة تكونت في مخيمات اللاجئين الأفغان في الأراضي الباكستانية، بعيداً عن الفصائل الأخرى التي كانت تتقاتل، وذلك بتجنيد الشبان، ومن ثم تحولت هذه الحركة إلى الفصيل الأقوى والأكثر تجانساً على الأرض الأفغانية».
وبدا الملوحي، وهو عضو في هيئة علماء مدينة حمص، غاضباً من طريقة عمل المجلس الإسلامي، إذ قال «منذ أكثر من ثلاث سنوات ونحن نطالبهم بالحشد والتعبئة، وهم لا يكترثون لكلامنا»، وتابع «قلنا لهم إذهبوا إلى المخيمات واحشدوا هناك ألوف وألوف من الشبان «السنة»، قلنا لهم شاهدوا الطائفة العلوية وقد انخرط الرجال والنساء فيها بنسبة 90% في القتال المباشر أو غير المباشر»، لكن المجلس الإسلامي تحرك فقط ضد تنظيم «الدولة» و»اكتفى المشايخ بالبيانات والإدانات ضد تنظيم الدولة ونسوا أن غيابهم عن الأرض هو الذي سمح لفكر تنظيم الدولة أن يتمدد».
وبالرغم من عدم تقليله من شأن غياب التوازن التسليحي بين طرفي الصراع، رفض وضع عدم التكافؤ في حجم السلاح ونوعيته ـ حتى بوجود الطيران ـ على رأس مسببات خسارة المعارضة لأحياء كبيرة من حلب، مشيراً في هذا الإطار إلى أسباب أخرى منها ما وصفه بـ»الخيانة» التي تعرض لها «الثوار» من قبل «الوحدات الكردية»، التي ساندت النظام في الهجوم الأخير.
وبعد أن نبه إلى خطورة ما يجري في حلب هذه الأيام، المشابهة لتلك الأيام التي مرت على مدينة حمص سابقاً، شدد بالقول «الوقت في حلب غير متاح للخوف، حلب لم ولن تسقط إلا في حال قرر ثوارها الانسحاب منها، ولا بد من التفاعل بمسؤولية مع حساسية مع ما يجري في حلب، ولا بد من تعزيز الصمود».
بالنسبة إلى الملوحي، ليس هنالك وجود لمصطلح المعارضة، بل «ثوار على الأرض»، ولذلك لن يستطيع أعضاء الائتلاف المعارض تقديم شيء لحلب، لأنهم «غير ممثلين للثوار»، كما أثبتوا فشلهم حتى في «توصيل قضية الثورة العادلة لشعوب العالم» واكتفوا بالتبعية لإدارات الدول اللاعبة، على حد قوله.

رئيس هيئة الإنقاذ السورية لـ «القدس العربي»: «درع الفرات» شغلت أعداداً من المقاتلين عن معركة حلب

مصطفى محمد

اليوم الثالث لمؤتمر «فتح»: مناقشة تقارير اللجان وانتخاب لجنة للإشراف على الانتخابات

Posted: 01 Dec 2016 02:25 PM PST

رام الله – غزة ـ «القدس العربي» : ناقش مؤتمر حركة «فتح» السابع، في يومه الثالث، أمس الخميس، تقارير اللجان، وجرى اختيار لجنة لإدارة الانتخابات ، في وقت تلقى أعضاء في «فتح»، في قطاع غزة، حرموا من حضور مؤتمر الحركة «السابع»، لعدم منحهم تصاريح إسرائيلية، وعداً من رئاسة المؤتمر بحل مشكلتهم وضمان مشاركتهم في «الترشح والانتخاب»، لكن دون تحديد آلية لذلك.
وقال الناطق باسم المؤتمر، محمود أبو الهيجا، في مؤتمر صحافي إن المؤتمر «بدأ بإقرار جدول الأعمال ثم جرى تشكيل لجنة للانتخابات الخاصة بالحركة والتي ستجرى في الأيام المقبلة وجرى الترشح واختيار لجنة لإدارة الانتخابات من داخل المؤتمر».
وبين أن «أعضاء المؤتمر يستمعون لتقارير اللجنة المركزية لحركة فتح وأهمهما التقرير الاقتصادي الذي قدمه محمد اشتية، وكان تقريرا شاملا وواضحا وتطرق فيه لمعضلات الاقتصاد الفلسطيني وسبل تمكين الاقتصاد ليكون إنتاجيا والمعضلات كانت كبيرة».
وأوضح أبو الهيجا أن «المؤتمر استمع أيضا للتقرير المالي وهو تقرير يعرض لأول مرة وهو بالغ الأهمية حيث تطرق لموازنات الحركة الشحيحة وموازنات المفوضيات المختلفة، كما استمع للتقرير السياسي من عضو اللجنة المركزية صائب عريقات».
وفي رده على سؤال بشأن خطاب الرئيس محمود عباس، أعتبر أن «الخطاب انطلق من أساس الفكر الوطني الذي يعبر عن حركة فتح بشكل واضح، فالفكر الفتحاوي منطلق من الفكر السياسي الوطني استعرض خلاله مختلف ما تحقق من إنجازات في الفترة السابقة وقدم رؤية استشرافية لما ينبغي أن نفعل في المرحلة المقبلة، بمعنى آخر خطاب الرئيس كان هو خطاب البناء والعمل والمقاومة».
في غضون ذلك، قال أحد أعضاء غزة، الذين منعوا من السفر للضفة الغربية، للمشاركة في المؤتمر، هشام ساق الله، إن «الرئيس عباس القائد العام يستجيب لطلب الممنوعين من السفر بالمشاركة بأعمال المؤتمر السابع».
وأضاف في صفحته الخاصة على»فيسبوك» «أبلغت، قبل قليل، من مكتب عبد الله الإفرنجي رئيس المؤتمر، أن رسالة الممنوعين من السفر من قبل قوات الاحتلال، وبينهم أسرى محررون ومناضلون أعضاء لجان أقاليم وكفاءات وصلت الرئيس، والأخير أبلغ الإفرنجي أن هذه الرسالة ستبحث باجتماع اللجنة المركزية المقبل لوضع حلول وآليات لمشاركة أعضاء المؤتمر من قطاع غزة».
ويبلغ عدد أعضاء غزة في المؤتمر 400 شخص، بينهم 65 لم يحصلوا على تصاريح لازمة من الجانب الإسرائيلي للمغادرة، ومن ضمن الممنوعين أشخاص كانوا يريدون الترشح لعضوية المجلس الثوري.
ويمثل عدد الممنوعين نحو ثلث حصة غزة في المؤتمر، وكانوا أرسلوا في وقت سابق رسالة للرئيس عباس، بصفته قائد الحركة، بواسطة رئيس المؤتمر، بعد عقدهم اجتماعا في مدينة غزة، طالبوا خلالها بإيجاد آلية لمشاركتهم بأعمال المؤتمر من ترشيح وتصويت مثلهم مثل باقي الأعضاء.
وعقب وصول الرسالة، وعد عباس، رئيس المؤتمر عبد الله الإفرنجي ببحث الموضوع، واتخاذ القرار الذي سيتم عرضه وتسليمه لرئيس المؤتمر، من أجل اعتماده.
ومن المقرر أن يتم إعلام هؤلاء الممنوعين بالقرار فور صدوره وتحديد آلية مشاركتهم بأعمال المؤتمر ترشيحاً وتصويتاً، مثلهم مثل باقي الأعضاء.
وإضافة إلى ساق الله، أكد آخرون من الممنوعين من السفر تلقيهم اتصالات مشابهة من قبل رئاسة المؤتمر، حملت تطمينات لإشراكهم في الجلسات.
يشار إلى أن من بين الممنوعين من السفر أسرى فلسطينيون، قضوا عشرات السنوات في سجون الاحتلال، وخرجوا ضمن صفقة تبادل الأسرى الأخيرة.
وكان هؤلاء أرسلوا رسالة إلى رئاسة المؤتمر جاء فيها «الأخوة رفاق الدرب والمسيرة الذين يعرفوننا ونعرفهم (..) نتوجه إليكم وانتم على أعتاب حمل الأمانات للارتقاء بأداء حركتنا الرائدة وخوض غمار التغيير لتحقيق الإنجازات (..) نحن ما زلنا بانتظار الوصول للمؤتمر المفصلي لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح فوجئنا بعدم قدرة ما يربو على 64 أخا وأختا من أعضاء المؤتمر لعدم وجود تنسيق لخروجهم لأسباب نجهلها».
وطالبوا بشكل عاجل العمل على وصولهم للمشاركة بالمؤتمر، الذي هو «استحقاق لكل عضو من أعضائه، من خلال إيجاد آليات فورية وسريعة تضمن مشاركة أعضاء المؤتمر الموجودين في غزة الذين لم يتمكنوا من المغادرة والوصول بسبب عدم إصدار التصاريح المطلوبة».
وشددوا على حقهم في العضوية الكاملة «الترشح والانتخاب» ووصول كافة مدخلات ووثائق المؤتمر وضمان آليات الانتخاب حسب النظام الأساسي للحركة.
وكان هؤلاء الأعضاء استنكروا عدم حصولهم على التصاريح الخاصة بالسفر من معبر بيت حانون «إيرز» الإسرائيلي. ولم يؤثر غياب الأعضاء، على اكتمال النصاب القانوني للمشاركين، والذي فاق الـ 90%، بحضور غالبية أعضاء غزة والخارج والضفة الغربية.
وقرر المغيبون عن المؤتمر قسراً في غزة عقد اجتماع لهم للتشاور حول خطوتهم اللاحقة، في ظل احتجاج على عدم المشاركة في أعمال المؤتمر، حيث أرسلوا رسالة إلى رئاسة المؤتمر والرئيس عباس. وكانت حركة «فتح» قررت في مؤتمر سابق فتح باب الانتخاب عبر الهاتف لأعضاء «فتح» من قطاع غزة، حين منعوا من السفر من قبل حركة حماس، التي سهلت هذه المرة أمور خروجهم بدون إعاقات.
ومن المحتمل أن يتم اللجوء للأسلوب ذاته ، بإقرار الأمر مجدداً خاصة وأن اللجنة التحضيرية لمؤتمر «فتح»، لم تضع ضمن ترتيباتها تصويت الأعضاء الذين لم يتمكنوا من الحضور عن بعد كما المرة السابقة.
ومن المؤكد أن أصوات هؤلاء لها تأثير كبير في عملية الاقتراع، في ظل ما يتردد عن وجود شخصيات كثيرة تنوي الترشح لعضوية الهيئات القيادية، اللجنة المركزية والمجلس الثوري.

اليوم الثالث لمؤتمر «فتح»: مناقشة تقارير اللجان وانتخاب لجنة للإشراف على الانتخابات

فادي أبو سعدى وأشرف الهور

دمشقيون معتقلون أو مهجرون… أمام استملاك العقارات وسلب الأرزاق

Posted: 01 Dec 2016 02:25 PM PST

دمشق ـ «القدس العربي»: أدلة باتت تؤكد أن المخطط الإيراني، يقوم على تأمين المناطق التي تقع ضمن ما يسمى «سوريا المفيدة» سواء من الناحية العسكرية أو من الناحية الديموغرافية، والتي تضم الساحل السوري، وكلا من محافظتي حمص ودمشق. وبرز في هذا الصدد التهجير القسري واستملاك العقارات والأملاك في تلك المناطق التي أشار إليها بشار الأسد في إحدى خطاباته أمام جمهوره الموالي العام الفائت، حين قال «هناك مناطق تتمتع بأهمية أكثر من مناطق أخرى»، وأشار الأسد بذلك إلى أن المناطق «الأكثر أهمية»، هي المناطق التي تقع ضمن سوريا التي تسعى إيران للحفاظ عليها.
وبعد أن شكل محيط دمشق لحقبة طويلة، عقبة أمام إيران في استكمال مخططها، إلا أنه بات اليوم شبه جاهز لرسم الخريطة الجديدة، وخاصة عقب نجاح مخطط التهجير القسري، وطرد السكان الأصليين لحوالي سبع بلدات، فضلا عن اعتقال الألوف من معارضي النظام في تلك المناطق، واختفاء أثرهم بشكل نهائي، واستملاك عقاراتهم وبيتوهم، من قبل الأفرع الأمنية، والميليشيات الشعبية، بتهمة أن تلك العقارات تعود بملكيتها لـ «لإرهابيين». واطلعت «القدس العربي» على روايات الأهالي في حي دمر الدمشقي، الذي تسيطر عليه قوات النظام، مع عدد من المجموعات المسلحة التي يمولها رامي مخلوف وغيره من كبار رموز النظام، والذي يعتبر من أوائل الأحياء الدمشقية التي خرجت فيه مظاهرات مناوئة للنظام عند اندلاع الثورة، وبات الوقت حليفا لقوات بشار الأسد للانتقام من ثورة الأهالي في تلك المنطقة.
بدأت عصابات الأسد والميليشيات المساندة له من متطوعي الدفاع الوطني وكتائب البعث والبستان والميليشيات الشيعية في حي دمر باتباع أسلوب جديد للتشبيح والسرقة من الأهالي، وهي مصادرة الأملاك من بيوت ومحال تجارية، وعقارات وغير ذلك من هذه الممتلكات التي تعود للثوار أو حتى المتعاطفين مع الثورة، وخاصة تلك التي تعود للمعتقلين ممن تمت تصفيتهم في الأفرع الأمنية، وخاصة الفرع 215 «سيء السمعة»، هكذا قال الناشط الإعلامي «عماد أحمد « في حديثه مع «القدس العربي» شارحا ما يعانيه الحي من سلب واستملاك أمام أعين الأهالي دون القدرة على تحريك ساكن حسب وصفه.
وأضاف «أنا شاهد على تصفية معتقلين مدنيين في سجن النظام، ممن قرر الأخير حاليا استملاك عقاراتهم، من بيوت ومحال تجارية، وأخبرت أذرع النظام في الحي بعض المستأجرين في تلك العقارات بأن العائدات ستتحول إلى أفرع النظام ورجالاته».
قصة الشاب العشريني أكدها عضو المجلس المحلي لحي دمر، أوس الأموي حيث قال في تصريح لـ «القدس العربي» أنه خلال الأشهر القليلة الفائتة قد سجل المجلس أربعين حالة لاستملاك العقارات، حيث تم تغيير مالكها بشكل إجباري، دون الرجوع إلى السندات وأوراق الملكية، وذلك بإشراف قادة المجموعات المسلحة الرديفة لقوات النظام، ومنها كتائب البستان التي يمولها رامي مخلوف المقرب من رأس النظام السوري بشار الأسد ويقودها «علي أبو دراع» وكتائب البعث بقيادة شادي البلوداني ومتطوعو الفرقة الرابعة التي يترأسها ماهر الأسد، وميليشيات الدفاع الوطني بقيادة سمير أبو دراع، وغيرها.
وقال مصدر أهلي من أبناء حي دمر الدمشقي إن معظم عائدات تلك البيوت التي وضعت أفرع المخابرات يدها عليها، تعود لعائلات المعتقلين وأبنائهم اليتامى، حيث يتراوح عدد المعتقلين الذين تمت تصفيتهم جميعا في سجون النظام نحو 1000 معتقل، وبات في الحي قرابة الـ 3000 يتيم، وما يزيد عن 700 أرملة» جميعهم قد سلبت أرزاقهم وبيوتهم بتهمة الإرهاب» حسب قوله.

دمشقيون معتقلون أو مهجرون… أمام استملاك العقارات وسلب الأرزاق

هبة محمد

سالم الأبيض: البرلمان التونسي يفقد صلاحياته لصالح الرئاسة وجهات دولية تتدخل في عمله

Posted: 01 Dec 2016 02:24 PM PST

تونس – «القدس العربي»: دعا رئيس الكتلة الديمقراطية في البرلمان التونسي سالم الأبيض إلى إصلاح النظام الداخلي للبرلمان، الذي قال إنه يحتوي عددا من «النقائص» والثغرات تؤثر سلبا على عمل المجلس، كما تحدث عن وجود «إنحراف» في عمل المجلس في اتجاه التقليص من صلاحياته لصالح مؤسسة الرئاسة و»كأن البلاد تتجه إلى نوع من النظام الرئاسي».
وتحدث أيضا عن وجود تدخل في عمل البرلمان من قبل جهات دولية كمنظمة الأمم المتحدة للتنمية التي قال إنها لعبت دورا في تعيين بعض مستشاري رئيس البرلمان، وطالب بتعيين مستشار على الأقل لكل نائب يمكنه من فهم بعض القوانين والاتفاقيات المعقدة، على اعتبار أن عددا كبير من النواب لديه مستوى تعليمي متدن، كما اعتبر أن اصطحاب النواب لأبنائهم إلى البرلمان «أمر طبيعي ولا يؤثر سلبا على عمل المجلس».
وقال الأبيض في حوار خاص مع «القدس العربي»: «النظام الداخلي للبرلمان يتضمن الكثير من النقائص والثغرات ويجب مراجعته وبعض الثغرات تتطلب معالجة جذرية، فعلى سبيل المثال هناك قضية الغيابات، حيث يسمح النظام الداخلي لأصحاب المهن الحرة كالمحامين والأطباء ورجال الأعمال أن يباشروا أعمالهم الخاصة بالتوازي مع أعمالهم في المجلس في حين أنه يمنع هذا الأمر عن الموظفين في الدولة وخاصة القادمين من الوظيفة العمومية، فعندما تلاحظ غيابا كبيرا في المجلس فتأكد أن هناك من يشتغل في مهن أخرى ولا يأتي للمجلس إلا في أوقات معينة».
وأضاف «نحن نلاحظ نوعا من الانحراف في عمل المجلس في اتجاه التقليص من صلاحياته لصالح مؤسسة الرئاسة وكأن البلاد تتجه إلى نوع من النظام الرئاسي الجديد، وخاصة بعد تصريح رئيس الجمهورية (الباجي قائد السبسي) الأخير الذي عبّر فيه بكل وضوح أن مركز القرار لا يمكن أن يكون متعددا وإنما هو لدى الرئيس لوحده».
وتحدث، في السياق، عن وجود «بصمات» واضحة لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية (أحد شركاء المجلس وممولي بعض أنشطته) في تعيين عدد من المستشارين لدى رئيس البرلمان محمد الناصر، مشيرا إلى وجود عدد من المستشارين الذين ينتمون إلى النظام السابق (في عهدي بورقيبة وبن علي).
وأضاف «رئيس المجلس ينتمي إلى ماكينة الدولة التونسية منذ السبعينيات وبطبيعة الحال هو يستعين بمن يعرفهم، ولكني أعتقد أن التحولات الجيوسياسية وفي مفهوم الاقتصاد السياسي لم تعد تسمح بوجود مستشارين ينتمون إلى منظومات قديمة فهم لا يستطيعون فهم هذه التحولات ومتطلباتها، وكان على رئيس المجلس الاستعانة بأساتذة للعلوم السياسية والقانون السياسي والاقتصاد الدولي وغيرهم من الأجيال الجديدة المنفتحة على المعارف الكبرى التي ظهرت في الجامعات ومراكز البحوث والدراسات والأكاديميات وغيرها».
ودعا الأبيض إلى تعيين مستشارين اثنين (مركزي وجهوي) لكل نائب ومكتبين (مركزي وجهوي) لتسهيل عمله (كما هو الحال في أغلب برلمانات العالم)، مشيرا إلى أن النواب التونسيين ليس لديهم أية مكاتب شخصية داخل البرلمان، و»هناك فقط مراكز للكتل يجتمعون فيها». وأضاف «عدد كبير من النواب مستواهم التعليمي في حدود البكالوريا أو دونها وبالتالي هم يحتاجون لخبراء يعينونهم على فهم القوانين، ففي بعض الأحياء تأتي نصوص معقدة ومتخصصة جدا ومعاهدات فيها تفاصيل ومزالق ومخاطر وأحيانا دسائس على الدولة ومستقبلها وسيادتها، تتطلب معرفة دقيقة وحتى من هم على مستوى عالٍ في الشهادات العليا يصعب عليهم فهمها، والواقع أنه لا توجد الكثير من القراءة في المجلس، فيفترض أن يكون هناك من يقرأ للنواب ويعد لهم تقارير مبسطة حتى يستطيعوا أن يفهموا من خلالها القانون المدروس».
وكان عدد من السياسيين والمراقبين انتقدوا مؤخرا اصطحاب بعض النواب لأبنائهم إلى مبنى البرلمان، معتبرين أن ذلك يؤثر سلبا على عمل المجلس.
وعلّق الأبيض على ذلك بقوله «هذه المسألة وقعت مرتين فقط، إحداهما تتعلق باصطحاب نائبة من النداء لابنتها والثانية اصطحاب نائب من حركة النهضة لابنه، ولكن بالنسبة لي هذا أمر طبيعي ومعمول به في برلمانات أوروبية ولا يسبب إشكالا في الجلسة العامة، وخاصة أن وسائل الإعلام في الجلسة العامة تركز عادة على النائب المتحدث وبالتالي المشاهد أو المستمع لن يلاحظ الضوضاء في المجلس، وعموما النواب هم بشر ولهم ظروفهم الخاصة التي قد تقتضي أن يصطحبوا أبناءهم (وخاصة في سن معينة) معهم بسبب ظروف عائلية معينة، كما أسلفت».
وحول اعتباره مؤخرا أن تفتيش النواب هو إهانة لهم وللبرلمان، أوضح بقوله «هذه المسألة أثيرت يوم جاء رئيس الجمهورية لمتحف باردو المحاذي لمجلس النواب، في ذلك اليوم تم تفتيش سيارات النواب (ولم يكن تفتيشا شخصيا) من قبل الحرس الموجود في المجلس، وعملية المراقبة كانت تتم في السابق بواسطة آلات معينة تستعمل لكل الزائرين، ولكن في ذلك الوقت طُلب من النواب فتح سياراتهم وهذا يفيد بنوع من عدم الثقة وقد أثار ذلك حفيظة أغلب النواب لأنهم منتخبون ومؤتمنون على الشأن العام ومحلّفون ولا يجوز بأي شكل معاملتهم بهذه الوضعية المهينة».
وحول وقوع تجاوزات في وقت سابق، من بينها انتحال عنصر أمن لشخصية أحد النواب، قال الأبيض «هذه الحادثة تمت في أول جلسة للبرلمان حيث كان النواب ما زالوا جديدين ولا يعرفون بعضهم ولا يعرفهم أحد، ونحن لدينا اليوم عامان في البرلمان والنواب يذهبون للمجلس صباحا ومساء، ولم يتكرر هذا الأمر».
وفيما يتعلق بامتعاض بعض نواب المعارضة من عدم منحهم الوقت الكافي للحديث خلال الجلسات، قال الأبيض «هناك اتفاق مع مكتب المجلس على أن كل كتلة لديها نصيب معين من الوقت بحسب قاعدة النسبية المعتمدة في المجلس في تشكيل الكتل، لكن يوم مناقشة ميزانية رئاسة الجمهورية، جاء وفد رئاسي ومعه مدير الديوان الرئاسي وكان هناك احتجاج كبير من النواب على زيادة ميزانية رئيس الجمهورية مقارنة بالمجلس (هي تفوق مئة مليون دينار بينما لا تصل ميزانية المجلس أكثر من 30 مليون)، رغم أن المجلس هو أصل السلطة والحكومة تنبثق عنه وميزانيته تقلصت قياسا بالسنوات الماضية بينما ميزانية الرئاسة زادت». وأضاف «كان هناك احتجاجات كثيرة لدى نواب المعارضة حول هذا الأمر، وفي ذلك اليوم أتاحت رئاسة المجلس لتدخلات خارج الوقت المسموح به للتسجيل حيث تم منح الكثير من الوقت لنواب نداء تونس (على حساب المعارضة) في إطار دفع حجج المعارضة، وفي هذا الوقت كانت كتلة النداء تجلس بالقرب من طاقم رئيس الجمهورية الذي جاء للدفاع عن ميزانية الرئاسة، وكان هناك تبادل أوراق ومعلومات فيما بينهم، وهو ما أدى لاختلاط الأمر في العلاقة بين السلطة التشريعية والتنفيذية وأثار جدلا كبيرا في ذلك اليوم».

سالم الأبيض: البرلمان التونسي يفقد صلاحياته لصالح الرئاسة وجهات دولية تتدخل في عمله

حسن سلمان

إجبار نازحي الأنبار في مخيمات بغداد على العودة إلى ديارهم المحررة رغم الدمار الذي حلّ فيها

Posted: 01 Dec 2016 02:23 PM PST

بغداد ـ الموصل ـ «القدس العربي»: أكد نازحون من الأنبار في مخيمات بغداد، ان الاجهزة الأمنية أمرت جميع النازحين من المناطق المحررة في الانبار، بمغادرة العاصمة والعودة إلى مناطقهم حتى وإن كانت مدمرة.
من جهة أخرى أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة عن افتتاحها مخيمين جديدين لاستقبال النازحين من الموصل والمناطق المحيطة بها.
وذكر مواطنون في مدينتي الرمادي والفلوجة لـ«القدس العربي» انهم كانوا ضمن موجات النازحين الذين توجهوا إلى بغداد هرباً من المعارك بين القوات العراقية وتنظيم «الدولة» في مدن الانبار، وبقوا لأكثر من سنتين في مخيمات النازحين.
وذكرت المصادر انه بعد تحرير العديد من مناطق المحافظة وخاصة مركزها الرمادي والفلوجة، أبلغت الشرطة الاتحادية إلى مخيمات النازحين في بغداد مؤخراً، القادمين من المدن المحررة بضرورة مغادرة المخيمات والعودة إلى مناطقهم حتى وإن كانت مدمرة وتنقصها الخدمات.
وأكد المدرس محمد العبيدي من الرمادي في اتصال هاتفي مع الصحيفة، ان المدينة بعد تحريرها، مدمرة بشكل شبه كامل، وتفتقد العديد من احيائها الخدمات الاساسية كالكهرباء والماء والمجاري، ولا توجد مراكز صحية او دوائر خدمية ومعظم مدارسها مدمرة، كما تنتشر انقاض المباني في الشوارع والاحياء والكثير منها فيه مخلفات مقذوفات حربية غير منفجرة اضافة إلى قيام التنظيم المتطرف بزرع ألغام في الكثير من البيوت والشوارع. وكانت المصادر الرسمية في محافظة الانبار قدرت الدمار في الرمادي بنسبة 75 ٪ من المدينة، وان الخدمات الاساسية فيها دون الحد الادنى المطلوب.
وأشار إلى ان المنطقة التي يسكنها في الرمادي لا تصلح للسكن وخاصة مع بدء موسم الشتاء والامطار التي ستغرق منطقتهم، لذا كان يرغب بالبقاء في مخيم السلام للنازحين في بغداد حتى يتم تأهيل الحي الذي يسكن فيه، ولكنهم فوجئوا بقدوم الشرطة الاتحادية التي ابلغتهم بوجوب مغادرة كل سكان الرمادي والفلوجة والمدن المحررة الاخرى، للعاصمة العراقية والعودة إلى مدنهم بعد تحريرها.
واعرب حماد الجميلي من الفلوجة، عن الاسف لقيام الشرطة بإجبار سكان مخيمات النازحين في بغداد، بمغادرة تلك المخيمات والعودة إلى مناطقهم المحررة في الانبار.
واشار الجميلي إلى ان الحكومة لم تقم بإعادة تأهيل الاحياء كافة في الفلوجة كما ان الخدمات الاساسية ناقصة، مشيراً إلى ان المدرسة القريبة من منزلهم قد تم تدميرها بشكل كامل، واصبح عليه أخذ ابنائه إلى مدارس بعيدة، مؤكداً ان الكثير من العائلات الفقيرة فضلت ان يترك ابناؤها المدارس لعدم القدرة لديهم على تحمل نفقات ارسالهم إلى مدارس بعيدة اضافة إلى الخوف على الابناء في التنقل في طرق وشوارع مليئة بالانقاض ومخلفات المعارك.
واكد مدير مخيم السلام في جنوب بغداد حكمت زيدان لـ«القدس العربي» ان اكثر من 1300 عائلة من نازحي الانبار وصلاح الدين قد غادرت المخيم مؤخراً وعادت إلى مناطقها المحررة بناءً على توجيهات الجهات المسؤولة.
واشار إلى ان الكثير من العائلات النازحة في المخيم لم تكن راغبة بالعودة إلى مناطقها المحررة في الوقت الحاضر وكانت تفضل البقاء لفترة بسبب عدم استقرار الأوضاع الأمنية فيها.
وذكر بعض سكان المخيم للصحيفة ان بعض اقاربهم من النازحين من مدينة الرطبة غرب الأنبار، عادوا إلى مدينتهم بعد تحريرها، ولكن تنظيم «الدولة» عاد واحتل المدينة مؤخراً بعد انسحاب القوات الأمنية منها، حيث ارتكب جرائم اعدام واسعة بحق اهلها كما اختطف 30 من رجال الرطبة واخذهم معه عند انسحابه واعدمهم امام الناس في مدينة القائم الحدودية مع سوريا.
واكدوا ان هذه الحادثة جعلت النازحين الآخرين الذين ينوون العودة إلى الرطبة يرفضون مغادرة المخيم خوفاً من تكرار هجوم التنظيم عليه.
وأكد النازحون في المخيمات ضمن العاصمة العراقية، انهم يأسفون لأنهم يعاملون وكأنهم مشبوهون ولا تريد السلطات الأمنية بقاءهم في عاصمتهم بل تريد ابعادهم عنها في أسرع وقت، في الوقت الذي تسمح فيه بتدفق ملايين الأجانب اليها اثناء الزيارات الدينية المختلفة. وشدد النازحون على ان رغبتهم في العودة إلى ديارهم الاصلية اكيدة ولكن عندما تكون الظروف الأمنية والخدمية مناسبة للعودة والاستقرار.
من جهة أخرى أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن افتتاحها مخيمين جديدين لإيواء العائلات النازحة من مدينة الموصل والمناطق المحيطة بها، مع تصاعد موجات النزوح من المدينة نحو المخيمات المكتظة بالنازحين.
وذكر بيان لبعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي)، «في الأسبوع الماضي، افتتحت المفوضية مخيم العلم بالقرب من تكريت الذي يستقبل حالياً 180 عراقياً مع توقع المزيد من الواصلين الجدد». وأضاف انه «من المقرر أن يتم افتتاح مخيم أمالا، بالقرب من تلعفر غرب الموصل، في الأسبوع المقبل، ومع المخيمين الجديدين، سيرتفع مجموع عدد المواقع التابعة للمفوضية التي تستقبل النازحين جراء الهجوم على الموصل إلى ستة مواقع».
ولفت البيان إلى ان «قرار فتح المخيمين الجديدين أتى مع وصول قدرة استيعاب المواقع القائمة إلى حدها الأقصى، فالمخيمات التي تديرها أو تدعمها المفوضية قد امتلأت، وهي تحذر من أن المساحة قد نفدت في المخيمات لإيواء العائلات النازحة إلا في حال تم إيجاد مواقع جديدة قريباً».
وكان وزير الهجرة والمهجرين العراقي جاسم محمد، اعلن من اربيل مؤخراً، وصول عدد العراقيين النازحين الذين فروا من القتال في مدينة الموصل وضواحيها إلى حوالي 80 ألفاً. وضمن السياق، أكدت نائب رئيس البعثة في السفارة الأمريكية في بغداد ستيفاني وليامز ان الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت أنها ستقوم بتقديم ما يزيد على 181 مليون دولار كمساعدات مالية إضافية لتلبية الاحتياجات الإنسانية الضرورية للنازحين بسبب العمليات العسكرية الخاصة بتحرير مدينة الموصل. واشارت وليامز في مؤتمر صحافي في بغداد، إلى أن المساعدات الإنسانية التي قدمتها الولايات المتحدة إلى العراق منذ مطلع شهر كانون الثاني/يناير لعام 2014 وحتى الآن تجاوز المليار دولار.
وتسعى الحكومة العراقية إلى تشجيع سكان الموصل إلى عدم مغادرة مناطقهم رغم المعارك الجارية فيها لتحريرها من تنظيم «الدولة»، وذلك لعدم توفر الامكانيات الاغاثية في مخيمات النازحين المكتظة بالنازحين، ولمحاولة منع حدوث كارثة انسانية في حالة نزوح اكثر من مليون من سكان المدينة التي احتلها التنظيم في 2014.

إجبار نازحي الأنبار في مخيمات بغداد على العودة إلى ديارهم المحررة رغم الدمار الذي حلّ فيها

بعد عامين من الغياب: حكم قضائي ببطلان قرار تجميد «اتحاد الكتّاب السودانيين»

Posted: 01 Dec 2016 02:23 PM PST

الخرطوم ـ «القدس العربي»: منذ التاسع والعشرين من كانون الثاني /يناير 2015 توقف نشاط اتحاد الكتاب السودانيين بقرار من وزارة الثقافة لم يخل من ظلال أمنية، وأمس اصدرت محكمة الاستئناف الادارية بالخرطوم حكمها ببطلان قرار التجميد ليعاود الاتحاد نشاطه بالكامل.
ويقول عثمان شنقر، الأمين العام للاتحاد إن وزارة الثقافة عجزت عن اثبات اي ادعاء ضد الاتحاد ولم تقدم أي بينات تدعم قرارها الذي وصفه بالتعسفي، مضيفاً أن المحكمة وفي مرحلة الاستئناف قضت ببطلان قرار الوزارة الأمر الذي يعني أن يعاود اتحاد الكتاب السودانيين نشاطه فوراً.
ونفى لـ«القدس العربي» أن يكون الاتحاد قد قام بممارسة أنشطة تخالف أحكام قانون تنظيم نشاط الجماعات الثقافية القومية ونظام الاتحاد الأساسي كما ادعت الوزارة وأضاف بأنهم كونوا لجنة قانونية من أعضاء الاتحاد ومسانديه برئاسة المحامي كمال الجزولي، موضحاً أن اللجنة بذلت جهوداً كبيرة جداً وظلت تقدم دفوعات قانونية طوال الفترة الماضية حتى كللت جهودها بعودة نشاط الاتحاد.
ويرى عثمان أن عودة الاتحاد الذي يمثل ذروة النشاط الثقافي والفكري بالبلاد، تعني إعادة الثقة للقضاء السوداني الذي شابته الكثير من المثالب في الفترة الماضية ويؤكد أن هذا الحدث دليل على كسب أي معركة يصبر أصحابها- مهما طال الزمن – ويناضلون بالطرق الشرعية والقانونية.
ويقول إن معاودة الاتحاد لنشاطه في هذا التوقيت والبلاد تمر بمرحلة مفصلية في تاريخها يلقي بمزيد من الأعباء على الكتّاب والمبدعين بصفة عامة لسد الفراغ الفكري والثقافي الذي يسود الساحة الآن، ويشير إلى أن الاتحاد سيبدأ نشاطه اعتباراً من الأسبوع المقبل ويطالب شنقر باستعادة نشاط كل المراكز الثقافية والفكرية التي أوقفت بواسطة السلطات.
وأبدى كثير من المبدعين السودانيين فرحتهم بهذا القرار وقال الشاعر محمد طه القدال معلقاً: «لا يصح إلا الصحيح، شكراً للقضاء السوداني الذي مازال يبعث الأمل في قلوب المظلومين». وعلق الناقد السر السيد على القرار بإرسال تحية وتعظيم سلام للكاتب والمحامي كمال الجزولي الذي قال إنه انفق ماله ووقته فى سبيل مناصرة الاتحاد، واضاف:» أثق في جدوى المطالبة بالحق وبكل الوسائل المتاحة والمشروعة، هذا عمل دؤوب في الصحف والمحاكم قاده نفر من المحامين الوطنيين استمر لما يقارب العامين حيث تم اغلاق الاتحاد في التاسع والعشرين من كانون الثاني/يناير 2015.
ولم يكن ذلك الإيقاف هو الأول من نوعه لاتحاد الكتاب، فقد تم حله بوصول نظام الإنقاذ للسلطة في الثلاثين من يونيو/حزيران عام 1989 وعاود الاتحاد نشاطه بعد خمسة عشر عاماً ليتم إلغاء ترخيصه في كانون الثاني/يناير من العام الماضي.
وجاء إيقاف نشاط الاتحاد العام للكتاب السودانيين ضمن القيود التي تفرضها السلطات السودانية ضد أنشطة المجتمع المدني، وتزامنت معه قرارت أخرى أبرزها منع نشاط مركز محمود محمد طه وإلغاء احتفالية بذكرى اغتياله.
وبعودة نشاط اتحاد الكتّاب السودانيين تنتظر مجموعة من المراكز الثقافية التي تم إغلاقها أو تعطيل نشاطها مثل هذا القرار ومنها مركز الدراسات السودانية ومركز الخاتم عدلان، وجماعة مفروش للكتاب التي تمارس نشاطاً ثقافياً بمطعم بابا كوستا وسط الخرطوم، وغيرها من الكيانات التي تعمل في هذا المجال.
وعلى مدى نصف عام يخضع موظفون تابعون لمركز تراكس للمحاكمة في تهم من بينها تقويض النظام الدستوري التي تصل عقوبتها إلى الإعدام وبدأت القضية عندما داهمت قوات أمنية مركز تراكس للتدريب والتنمية البشرية واعتقلت كل الموجودين فيه آنذاك وصادرت جميع الكمبيوترات والموبايلات الشخصية بجانب أجهزة المركز.
ويعاني السودان من موجة قمع واسعة للحريات وتواصلت مصادرة طبعات الصحف عقاباً لها لتغطيتها الاحتجاجات الأخيرة ضد الغلاء والمعاناة وشملت حصيلة المصادرة أمس الخميس صحف: التيار، اليوم التالي والوطن، ولاتزال قناة أم درمان الفضائية مغلقة بأمر السلطات منذ يوم الأحد الماضي.
ويقول ناشطون إن هذه الاجراءات تتنافى تماماً مع ما تقوله الحكومة من اتجاهها لبسط الحريات وإتاحة الفرصة للآراء المخالفة لها، وفيها تقويض لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني السوداني التي أقرت حرية الرأي وتبادل المعلومات.

بعد عامين من الغياب: حكم قضائي ببطلان قرار تجميد «اتحاد الكتّاب السودانيين»

صلاح الدين مصطفى

فيون يعيد تنظيم اليمين الفرنسي والمقربون من جوبيه يشكون الإقصاء والتهميش

Posted: 01 Dec 2016 02:23 PM PST

باريس ـ «القدس العربي»: بعد فوزه بأربع وعشرين ساعة في الانتخابات التمهيدية، بدأ فرانسوا فيون بحشد ورص صفوف اليمين الفرنسي استعدادا لخوض معركة الانتخابات الرئاسية المقررة في غضون خمسة أشهر.
وعرف مقر الحزب حركة دؤوبة ومشاورات مكوكية خلال الأيام الماضية، واستقبل فرانسوا فيون مختلف القيادات اليمينية التي كانت قبل أسبوع تناصبه العداء والمنافسة خصوصا تيار ساركوزي وبرونو لومير، من أجل إعادة تنظيم وهيكلة عائلة اليمين التي تتمثل في حزب «الجمهوريين».
وكانت أولى قرارات فرانسوا فيون، تعيين برنار أكواييه، رئيس مجلس النواب السابق، وأحد القيادات التي لعبت دورا مهما في حملته الانتخابية، في منصب الأمين العام للحزب، مكان لوران فوكييه، الذي اكتفى بمنصب نائب الأمين العام. يذكر أن لوران فوكييه يعتبر من القيادات الشابة وكان قد اصطف إلى جانب المرشح نيكولا ساركوزي في الانتخابات التمهيدية، وبالتالي كانت هناك مخاوف كبيرة لتيار ساركوزي من التهميش والابعاد بعد خسارته وإقصائه في الدور الأول. كما أعلن فرانسوا فيون عن تعيين مدير حملته الانتخابية، بارتيك ستفانيني، مديرا عاما للحزب، ويعتبر منصبا استراتيجيا كبيرا، سيعمل على تحويل الحزب إلى آلة تعمل لصالح فيون وليس لصالح تيار ساركوزي، من الناحية الايديولوجية والبرنامج الانتخابي. كما عين فيون رئيس اللجنة التي أشرفت على الانتخابات التمهيدية، النائب تيري سولير، متحدثا رسميا باسمه لخوض حملة الانتخابات الرئاسية.
وآثر تعيين صديقه جيرار لارشيه في منصب رئيس «لجنة السياسة»التي تم استحداثها من أجل ضم كل القيادات اليمينية الأخرى، وعدم تركها على الهامش مثل برونو لوميرن وفريديريك بواسون، وجان فرانسوا كوبيه وفرانسوا باروان.
يشار إلى أن فرانسوا فيون يخشى أيضا من انشقاق هذه القيادات على الحزب أو مساندة زعيم حزب يمين الوسط فرانسوا بايرو، الذي عبر عن رغبته للترشح اللانتخابات الرئاسية، بسبب رفضه للبرنامج الانتخابي لفرانسوا فيون، ووصفه بالبرنامج»الخطير على مستقبل أبنائنا ونظامنا الاجتماعي». إضافة إلى المرشح إمانويل ماكرون، وزير الاقتصاد السابق، الذي قد يستهوي عددا من الناقمين على البرنامج الانتخابي والفكر الايديولوجي لفيون من قيادات وأنصار ألان جوبيه.
وتجري الاستعدادات أيضا في حزب اليمين للتحضير لمعركة الانتخابات التشريعية التي ستجرى بعد الانتخابات الرئاسية، وهو ما دفع فرانسوا فيون لتعيين أحد مقربيه، جان فرانسوا لامور في منصب رئيس «اللجنة الوطنية للتعيينات» بدلا من كريستيان استروزي، أحد المقربين من نيكولا ساركوزي.
وكان فرانسوا فيون قد وعد بلم شمل عائلة اليمين و عدم «الانتقام» أو «قطع الرؤوس» في صفوف القيادات التي وقفت في وجهه وناصبته العداء أثناء الانتخابات التمهيدية، خصوصا تلك التي «سفهت» برنامجه الانتخابي، لكن الملاحظ أنه حافظ على عدد كبير من قيادات ساركوزي، في المقابل استغنى وهمش بشكل كبير قيادات تيار ألان جوبيه المحسوب على التيار المعتدل في حزب «الجمهوريين».
وعبر عدد من المقربين من ألان جوبيه يوم الأربعاء عن امتعاضهم من «التهميش» الذي طالهم، أبرزهم مدير حملة جوبيه، بونوا أباريه، والنائب والوزير السابق إيرفيه غيمار، إضافة إلى رئيس الحكومة السابق، جان بيار رافاران والقيادية الشابة والمرشحة السابقة ناتالاي كوسيسكو موريزيه. وفي تدوينة خاصة، عبر الوزير السابق دومينيك بيسروه، والمقرب من جوبيه عن أسفه لـ«عدم انفتاح فيون عن أنصار جوبيه» وأضاف «أنتظر تعيينات فريق الحملة الانتخابية (للانتخابات الرئاسية) وأتمنى ألا يتم إقصاء أحد هذه المرة».
يذكر أن فيون لم يستعن بأي عنصر من القيادات المحسوبة على ألان جوبيه، باستثناء فيرجينيه كالميل، نائبة عمدة مدينة بوردو، التي تم ضمها إلى «لجنة السياسة»، وهو منصب تتقاسمه مع عدد من القيادات الأخرى، ولن يكون لها تأثير على توجهات الحزب. وبالتالي فإن فيون احتفظ بنواة صلبة تمثلت فقط في التيار اليميني اللبيرالي المحافظ والتقليدي، وتم استبعاد كل القيادات «المعتدلة» المحسوبة على تيار ألان جوبيه أو تلك التي تتبنى فكر جاك شيراك، التي تؤمن بـ»فرنسا متعددة الثقافات»، وتتبنى ما يعرف بالنظام «الليبرالي المعتدل» المبني على أسس» إنسانية واشتراكية».
ويسعى فرانسوا فيون من خلال هذه التعيينات، إلى إعادة ترتيب حزب «الجمهوريين»، الذي شهد انقساما حادا قبيل الانتخابات التمهيدية، والحفاظ على لحمة «عائلة اليمين» وفي نفس الوقت «تطهير» الحزب من تيار ساركوزي الذي سيطر لسنوات على الحزب. كما أن التعيينات الجديدة تهدف إلى الحفاظ على أصوات ناخبي اليمين، خصوصا رغبة عدد من أنصار ساركوزي التصويت لليمين المتطرف بعدما فشل زعيمهم في الترشح للدور الثاني من الانتخابات التمهيدية. وعمل فيون على ضخ دماء جديدة في حزب الجمهوريين، وفي الوقت نفسه قام بتعيين المقربين منه في المناصب الحساسة والمهمة لكي تساعده على تنفيذ وتمرير برنامجه الانتخابي، الذي يلقى تحفظا كبيرا في صفوف عدد من قيادات الحزب.

فيون يعيد تنظيم اليمين الفرنسي والمقربون من جوبيه يشكون الإقصاء والتهميش

هشام حصحاص

موريتانيا: المعارضة تحتج على بيع منزل سفير البلاد في واشنطن

Posted: 01 Dec 2016 02:22 PM PST

نواكشوط – القدس العربي: طالبت كل من المعارضة الموريتانية والجالية الموريتانية في الولايات المتحدة أمس الرئيس الموريتاني بالإبقاء على منزل السفير الموريتاني في واشنطن الذي أشيع أن الحكومة قررت بيعه لأسباب لم يعلن عنها رسميا.
وهاجمت المعارضة الموريتانية عمليات بيع العقارات العمومية وأدرجته في بيان وزعته أمس ضمن ما أسمته «عمليات النهب الواسعة وغير المسبوقة للممتلكات العامة التي يقوم بها نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز».
«فلم يكتف النظام الحاكم، تضيف المعارضة، بنهب الثروة الهائلة التي حصلت عليها موريتانيا خلال السنوات الماضية من الارتفاع غير المسبوق في أسعار الحديد والذهب، ولا بمضاعفة مديونية البلاد، ولا بالتربح من جيوب المواطنين عبر جباية مئات المليارات من فارق سعر المحروقات وزيادة الضرائب والجمركة على المواد الاستهلاكية، بل عمد إلى الاستحواذ على عقارات الدولة و»بيعها» في ظروف غامضة للمحيط العائلي لرأس النظام أو لمتنفذين من محيطه».
وزاد البيان «..وفى فصل جديد من مسلسل الفساد، ينوى النظام بيع منزل السفير الموريتاني في واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية الموجود في أحد أرقى وأغلى أحياء العاصمة الأمريكية، وذلك بثمن زهيد وفى ظروف غير شفافة دون أن يكون للأمر أي مبرر، مما حدا بالجالية الموريتانية هنالك أن تتصدى لهذا الإجراء حيث نظمت وقفة احتجاجيه أمام السفارة، وبعثت بنداء استغاثة لكل القوى الحية في البلد من أجل الوقوف في وجه المتاجرة بهذا المرفق الهام».
«إنها الشراهة نفسها التي ذهب ضحيتها العديد من العقارات والمرافق الأساسية والحساسة، تضيف المعارضة، فقد «بيعت» مدارس عتيقة دون اكتراث بمصير آلاف التلاميذ، المنحدرين غالبا من أوساط فقيرة، الذين كانوا يدرسون في هذه المؤسسات التعليمية، خاصة أنه لم تشيد أي مدرسة في الأحياء المعنية لتحل محل المدارس التي يستولى عليها بهذه الوقاحة، و»بيع» جزء من مدرسة الشرطة وأصبح بإمكان أصحاب الدكاكين والعمارات التي شيدت فيه أن يطلوا من شرفاتهم ونوافذهم على كل ما يدور داخل هذه المؤسسة الأمنية الحساسة، و»بيعت» أرض مجمع «بلوكات» وقيل وقتها أن دفتر الالتزامات يفرض على «المشترين» أن يشيدوا عمارات في ظرف ثلاث سنوات على القطع التى حصلوا عليها، وإلا فإنها ستستعاد منهم، واليوم، وبعد أزيد من سبع سنوات لم تشيد العمارات ولم تسترجع الأراضي، وبقيت الساحة كجرح غائر في قلب العاصمة لا يعمره سوى أشباح العمارتين اللتين فرض على شركة «سنيم» تشييدهما، وكأنهما شواهد على عجز الشركة وفساد النظام». وأضاف البيان «ليست هذه سوى أمثلة من بين أخرى من التلاعب الذي تقوم به السلطة القائمة بممتلكات الدولة، فقد بيعت الثكنات وأجزاء من الملعب الأولمبي وعقارات أخرى في روصو ونواذيبو، في الوقت الذي تفتقر فيه الدولة إلى العقارات حيث يوجد الكثير من مصالحها في أماكن مؤجرة غير لائقة ومبعثرة في جميع أحياء العاصمة، والغريب في الأمر أن المداخيل المحصلة من عمليات «البيع» هذه لا يوجد لها أي أثر في الخزينة العامة».
وختمت المعارضة بينها بإدانة ما أكدت أن «النظام الحالي وصل إليه من تلاعب بكل نفيس وغال على هذا الشعب، وتحويل مدخراته وموارده إلى دكان لا يتنزه صاحبه عن بيع أي شيء».
وفي رسالة حول الموضوع نفسه طالبت الجالية الموريتانية أمس الرئيس الموريتاني بالتراجع عن قرار بيع مقر إقامة السفير الموريتاني في واشنطن».
«إن بيع ممتلكات الدولة لجلب مصلحة أو دفع مضرة، تضيف الجالية، لا يمكن أن يكون محل اعتراض من أي كان، خاصة إذا تبينت المصلحة في ذلك، لكننا نحن كأفراد جالية على وعي تام بما جرى، وكمواطنين نحرص على ممتلكات بلادنا، فإننا نرفض رفضا باتا بيع الإقامة بالطريقة التي حدث بها البيع، خاصة أن بيعها سيكون أبعد شيء عن التبرير من منطلق دعوى البائعين الذين تذرعوا بأن ما تحتاجه البناية من إصلاح وإعادة ترميم يتطلب ثمنا باهظا!! فهل يعقل أن تعجز دولة ما عن ثمن ترميم منزل؟ وإذا كانت عاجزة عن ذلك فإن الخطر المحدق أكبر وأشد!!».
«ولئلا يكون اعتراضنا كلاما من دون مبررات، يقول أفراد الجالية، فإننا نسوق في التالي أدلتنا على خطورة بيع الإقامة، وزهادة ما بيعت به مقابل قيمتها المادية والمعنوية، فموقع الإقامة يعد من أكثر مواقع إقامات السفارات والسفراء إستراتيجية وملائمة في واشنطن لوجوده في قلب المجمع الدبلوماسي في العاصمة، ما يجعل ترميمه والتمسك به أكثر جدوائية من بيعه بثمن زهيد».
«والمقر، تضيف الجالية، يقع على بعد كيلومتر ونصف من البيت الأبيض، وكذا البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، فضلا عن وزارة الخارجية جهة العلاقة مع السفارة الموريتانية، والمقر قريب أيضا من الكثير من الإدارات الحكومية، وهيئات التمويل والمنظمات الدولية، كما أن بناية إقامة السفير الموريتاني لها قيمة معنوية كبيرة في العاصمة واشنطن حيث تقع قبالة بيت الرئيس الأمريكي الشهير Woodrow Wilson والذي حول بيته إلى متحف أضحى مزارا لأعداد هائلة من الأمريكيين والأجانب، وهو الشيء الذي يساهم بالتعريف بالبلد من خلال رؤية الزوار لعلم بلدنا يرفرف فوق البناية، واسم دولتنا منقوش عليها».
وأكد أفراد أنهم «إتماما لمدى شعورهم بالامتعاض من القرار وإخلاصا منهم في خدمة وطنهم يؤكدون استعدادهم للمساهمة المادية كل حسب طاقته، فيما تحتاجه البناية من ترميم في حال العدول عن القرار ورجوع البناية إلى أملاك الدولة».

موريتانيا: المعارضة تحتج على بيع منزل سفير البلاد في واشنطن

عبد الله مولود

الرئيس اليمني يلتقي مبعوث الأمم المتحدة في عدن لـ«تصحيح منطلقات خريطة الطريق»

Posted: 01 Dec 2016 02:21 PM PST

تعز ـ »القدس العربي»: التقى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس في العاصمة المؤقتة عدن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد بعد أن كان رفض اللقاء به في العاصمة السعودية الرياض الشهر الماضي إثر خلاف حول خريطة الطريق التي تبنتها الأمم المتحدة لحل الأزمة في اليمن.
وقال مصدر سياسي لـ(القدس العربي) ان «الرئيس هادي حاول في لقاء أمس أن يصحح منطلقات ومسارات خريطة الطريق التي تبنتها الأمم المتحدة ويقوم ولد الشيخ بمهمة تسويقها على أطراف النزاع في اليمن، وفي مقدمتهم الحكومة اليمنية والانقلابيين الحوثيين والرئيس السابق علي صالح».
وأضاف أن «هادي حاول أولا تصحيح وضعه السياسي في اليمن خلال الأسابيع الأخيرة من خلال عودته إلى الداخل اليمني وعودة حكومته وكذا التصعيد العسكري في الجبهات ضد ميليشيا الانقلابيين، وبعدها أصرّ على اللقاء بالمبعوث الأممي في عدن التي اتخذها عاصمة مؤقتة لليمن من أجل التفاوض من منطلق قوي والتوصل إلى إحلال سلام عادل وشامل في اليمن».
وقالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) الحكومية ان الرئيس هادي التقى أمس في العاصمة المؤقتة عدن المبعوث الاممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ بحضور رئيس الوزراء الدكتور احمد عبيد بن دغر «في إطار مساعي المبعوث الحميدة لبحث فرص السلام وآفاقها المتاحة والممكنة».
وأعلنت الوكالة الحكومية أن هادي سلم مبعوث الامم المتحدة ردا رسميا مكتوبا بموقف الحكومة اليمنية حيال خريطة الطريق وتفنيد بنودها المقدمة من المبعوث الأممي «بما يهدف إلى تصحيح المسار وانجاح مساعي السلام وفقا والمرجعيات المحددة».
وأشارت إلى أن الرئيس أكد في اللقاء على أن تحقيق السلام في اليمن لن يكون إلا «وفقا للمرجعيات المعلنة المتمثّلة بالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات الأمم المتحدة وفي مقدمتها القرار2216، انطلاقا من الحرص التام على السلام الجاد الذي لا يحمل في طياته بذور حرب قادمة وبما يؤسس لمستقبل آمن لليمن واجياله المقبلة».
وأوضح هادي أن محطات السلام المختلفة التي ذهب اليها وفد الحكومة اليمنية «للتشاور بنوايا صادقه نحو السلام استجابة لدعوات الامم المتحدة والمجتمع الدولي من رعاة التشاور والسلام والتي للأسف جوبهت بتعنت وصلف واستكبار من قبل الانقلابيين الحوثي وصالح الذين لا يعوّلون او يعيرون اهتماما للدماء اليمنية التي يسفكونها في عدوانهم السافر على اليمنيين من الأطفال والعزل الأبرياء».
وأضاف «ان اعمالهم وخطواتهم الانقلابية الاستفزازية في تواصل مستمر للمجتمع الدولي وقراراته وكذلك جهود ومساعي السلام لتعبر عن سلوك المليشيا والعصابات والتي يجب ان يقف امامها المجتمع الدولي بجدية لوضع حدا لغطرستها وهمجيتها التي لا تعي معنى ومفهوم السلام وانعكاساته على الشعب اليمني».
ونسبت الوكالة إلى ولد الشيخ تنديده بالخطوة التي اتخذها الانقلابيون الحوثيون عبر تشكيل حكومة في صنعاء والتي وصفها ولد الشيخ بأنها «تعد في الاتجاه المعاكس لمسار السلام»، والتي استنكرها المجتمع الدولي وآخرها بيان الخارجية الروسية.
واكد للرئيس اليمني على «حرص المجتمع الدولي لتحقيق السلام في اليمن المرتكز على المرجعيات المحددة المتمثلة بالمبادرة الخليجية ومخرجات الخوار الوطني والقرارات الاممية ذات الصلة ومنها القرار2216» وفقا للوكالة الحكومية.
في غضون ذلك ترأس الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس اجتماعا استثنائيا للحكومة اليمنية في عدن بحضور رئيس الوزراء الدكتور احمد عبيد بن دغر.
وذكرت المصادر الحكومية ناقش في هذا الاجتماع العديد من القضايا المتصلة بسير المواجهات والاعمال الميدانية في جبهات القتال لمواجهة ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية بالاضافة إلى ما يتعلق بحياة المواطنين اليومية فيما يتعلق بالمعيشة والخدمات العامة والتنموية.
وأكد هادي على «ضرورة تلاحم الجهود لمواصلة الانتصار للوطن ودحر الانقلابيين من كل عزلة وموقع وبصورة رئيسية محافظة تعز التي تخوض معارك الشرف والصمود في وجه الغزاة الوافدين لتدمير المدينة وقتل وتهجير أبنائها».
واستعرض في هذا الاجتماع «مسارات السلام وآفاقه التي ذهبت اليها الحكومة في محطاتها المختلفة وتعاملها الايجابي خلال تلك المراحل تطلعا للسلام العادل الذي يحقن الدماء ويحفظ البلد ويستأنف مسار التحول وفقا والمرجعيات الضابطة المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني والقرارات الاممية ذات الصلة وفي مقدمتها القرار 2216».
وذكر أن «تعنت الانقلابيين وعدم رغبتهم في السلام يؤكد انهم لا يجيدون غير لغة الحرب والتدمير ولا يريدوا مغادرتها».
وذكر ولد الشيخ، أنه جاء برسالة من المجتمع الدولي؛ ممثلا في مجلس الأمن، والدول الـ 18 الراعية للتسوية السياسية في اليمن، «تؤكد أن الشرعية هي شرعية الرئيس هادي، وحكومة الدكتور أحمد عبيد بن دغر».
وشدد على أنه «لن يكون هناك حل إلا بمشاركة الشرعية وجميع الأطراف على الطاولة».
وقال «سلمتني الحكومة ورقة ملاحظات حول خارطة الطريق الأممية، بهدف تصحيحها».
وعلم، من مصادر في فريق المبعوث الأممي، أنه سيتوجه إلى الكويت، في إطار جولته لحشد الدعم الاقليمي من أجل استئناف المشاورات.
وأكدت الكويت، سابقا، للمبعوث الأممي، استعدادها لاستقبال طرفي الأزمة اليمنية مجددا (استضافت مشاورات من 21 إبريل/نيسان، وحتى 6 آب/ أغسطس 2016) «من أجل توقيع اتفاق سلام وليس للتشاور».
وجاءت زيارة «ولد الشيخ» في ظل توتر العلاقة بين الأمم المتحدة والرئاسة اليمنية، بسبب خريطة الطريق، التي تهمش دور «هادي» وتمنح صلاحياته في الفترة المقبلة لنائب رئيس توافقي، حتى إجراء انتخابات رئاسية.

الرئيس اليمني يلتقي مبعوث الأمم المتحدة في عدن لـ«تصحيح منطلقات خريطة الطريق»

خالد الحمادي

بسبب أفكاره وآرائه عن «المحرقة» و«نظريات المؤامرة»: البرلمان الفرنسي يلغي حفلا تكريميا للمفكر الأمريكي تشومسكي

Posted: 01 Dec 2016 02:21 PM PST

باريس ـ «القدس العربي» ألغى البرلمان الفرنسي يوم الأربعاء حفلا تكريميا للمفكر الأمريكي نعوم تشومسكي، بعدما كان من المقرر أن يتسلم ميدالية من جمعية تعنى بالفكر والفلسفة تدعى «المجتمع الدولي للفلسفة» وكان الحفل سينظم داخل قبة الجمعية الوطنية (البرلمان).
وأعرب مدير المجلة الأكاديمي فلوران مونتاكلير عن استغرابه وخيبته من قرار الإلغاء قائلا «لا أفهم لماذا تم إلغاء الحفل بهذه الطريقة. كان على الجمعية الوطنية أن تخبرني في الوقت المناسب على الأقل لنتدبر أمرنا» وأضاف مونتاكلير «أعتقد أن الجمعية الوطنية لا تريد إعطاء المجال لشخص معروف بانتقاده للسياسيين». هذا واضطرت المجلة تسليم الميدلية للمفكر الأمريكي في مركز «الوالون» في باريس، وألقى خلال الحفل نعوم تشومسكس محاضرة حول «الأزمات في عالمنا المعاصر».
وعبر عدد من الإعلاميين والنشطاء السياسيين عن استهجانهم للقرار وقال المدير السابق لجريدة لوموند ومدير موقع ميديا بارت إدوي بلينيل إن قرار الإلغاء يعتبر «انتكاسة فرنسية مشينة»، فيما وصف مدير «مراسلون بلا حدود» كريتوف ديلوار قرار الالغاء ب»الصدمة الكبيرة».
كما أوضح برينو لورو رئيس فريق الاشتراكيين في البرلمان الفرنسي أن الحفل كان مقررا منذ مدة، وكان رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية كلود بارتولون، سيشارك في الحفل إلا أنه بعد مشاورات، ارتأى بارتولون إلغاء التكريم «خوفا من الجدل التي قد يثير حضور تشومسكي في قبة البرلمان بسبب آرائه وأفكاره»، وأضاف لورو» في السنوات الأخيرة، تبنى تشومسكي تصريحات مثيرة للجدل حول بن لادن… وحول نظريات المؤامرة، وإنكاره للمحرقة. كلها تصريحات لا يمكن للحزب الاشتراكي الدفاع عنها بأي شكل من الأشكال».
إلا أن محيط رئيس البرلمان كلود بارتلون، نفى أن يكون هو من يقف وراء إلغاء الحفل وحمل المسؤولية للفريق الاشتراكي في البرلمان.
يشار إلى أن القانون الفرنسي يجرم إنكار المحرقة بحق اليهود، ويعاقب بالسجن والغرامة كل من يرفض الاعتراف ب «الهولوكوست» أو من تبنى «نظريات المؤامرة». وكل من جرب الخوض في هذه المواضيع التي لا تزال تعتبر من التابوهات، تمت محاكمته أمام القضاء، وكان من بينهم العديد من الأكاديميين الفرنسيين، مثل المؤرخ روبير فرويسون، الذي نفى الأرقام الرسمية حول المحرقة، وتمت ملاحقته قضائيا وحوكم عدة مرات بالسجن والغرامة المالية. كما تمت محاكمة زعيم ومؤسس حزب اليمين المتطرف جان ماري لوبن عندما صرح أن «المحرقة تعتبر من التفاصيل» الثانوية مقارنة بكل ما حدث أثناء الحرب العالمية الثانية.
يذكر أن جمعية «المجتمع الدولي للفلسفة» ومقرها في باريس، تسلم «ميدالية ذهبية» كل خمس سنوات للمفكرين الذين قدموا أعمالا أكاديمية جليلة في مجالي الفلسفة واللسانيات.

بسبب أفكاره وآرائه عن «المحرقة» و«نظريات المؤامرة»: البرلمان الفرنسي يلغي حفلا تكريميا للمفكر الأمريكي تشومسكي

اتهامات متبادلة بين أربيل والسليمانية حول استغلال نفط إقليم كردستان

Posted: 01 Dec 2016 02:20 PM PST

السليمانية ـ «القدس العربي»: تبادلت الأحزاب الكردية العراقية، الاتهامات حول استغلال النفط في إقليم كردستان، وسط اختلاف حول سبل حل أزمة الاقليم المالية.
ودعا رئيس كتلة الاتحاد الإسلامي الكردستاني في البرلمان العراقي مثنى أمين، يوم أمس الخميس، كلاً من الاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير إلى بيان واردات كل من محافظة السليمانية وحلبجة وكركوك وباقي مناطق كرميان وبكل شفافية، لكونهم يديرون السلطة في هذه المناطق، قبل ان يحاولوا التوجه إلى بغداد لحل مشاكل رواتب الموظفين في إقليم كردستان.
وقال أمين في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، «ان الاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير هما من بين اصحاب السلطة ويديرون محافظات السليمانية وكركوك وحلبجة والمناطق الاخرى في كرميان ورابرين، وتقع 50٪ من واردات إقليم كردستان من النفط والغاز في هذه المناطق، داعياً الاتحاد الوطني والتغيير إلى تقديم مشروع وطني يتسم بالشفافية، لكشف واردات الموارد الطبيعية وواردات الداخلية في المحافظات الثلاث أو المناطق التي ذكرتها».
وأكد أمين «إذا اقدم الاتحاد الوطني والتغيير على هذه الخطوة المهمة، فإنهم سيضعون حكومة الإقليم أمام مسؤولية اخلاقية كبيرة، لكي تكشف عن واردات المحافظات والمناطق الاخرى في إقليم كوردستان». حسب قوله. وتابع امين، «ادعو الاتحاد الوطني والتغيير إلى حل هذه المسائل في داخل البيت الكردي قبل التوجه إلى بغداد، وذلك عبر مشاريع وطنية شفافة، والتوزيع العادل للثروات النفطية والواردات الداخلية، ونحن بدورنا سوف نقدم الدعم الضروري لذلك، ونحن لسنا ضد اتفاق نفطي بين اربيل وبغداد، بل نحن معه لأن هذا سيؤدي إلى شفافية اكثر في واردات إقليم كوردستان من النفط».
وكانت حكومة الاقليم عقدت اتفاقاً نفطياً مع بغداد خلال زيارة رئيس الاقليم مسعود البارزاني إلى العاصمة العراقية، إلا ان الاتحاد الوطني الكردستاني رفض ذلك الاتفاق الذي اعتبره غير مقبول في السليمانية. وفي السياق نفسه، أعلن نائب في كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني طارق كردي، عن رفضه للمشروع الذي تقدم به الاتحاد الوطني الكردستاني حول إيجاد آلية عملٍ لتحديد مسار الاتفاقات النفطية بين بغداد واربيل، واشار إلى أن «هناك قسماً من البرلمانيين في الاتحاد الوطني الكردستاني وفي حركة التغيير، يريدون تسليم نفط كركوك إلى يد المالكي».
واشار كردي، في تصريح لشبكة رووداو الإعلامية، «لقد رفضنا هذا المشروع لأن هناك بعض البرلمانيين في الاتحاد الوطني والتغيير الذين يريدون تسليم كركوك ونفط كركوك مثل «بيضة مُقشرة» ليد نوري المالكي، متناسين كل هذه الدماء التي سالت وكل اولئك الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من اجل كركوك».
وأضاف كردي «أن اعضاء المكتب السياسي، ونائب رئيس حكومة إقليم كردستان قوباد الطالباني، ومحافظ كركوك نجم الدين كريم، لا يعلمون شيئاً عن هذا المقترح أو المشروع، ان عقد اتفاق نفطي جديد بين اربيل وبغداد بحاجة إلى قرار سياسي ومساندة، فهذا الامر لا يستطيع ان يقوم به البرلمانيون أو البرلمان نفسه».
وتشير المصادر الكردية إلى أن المقترح الذي قدمه الاتحاد الوطني الكردستاني إلى حكومة بغداد، يدعو إلى تقسيم حصة كردستان المالية والمقدرة بـ 17٪ من الميزانية الاتحادية، إلى قسمين بحيث تمنح لأربيل على دفعتين، حيث تسلم الأولى كرواتب لموظفي الإقليم بعد منح بغداد جميع نفط محافظة كركوك، فيما ستدفع الحكومة الاتحادية الجزء الثاني من الحصة المالية بعد تسلمها 250 ألف برميل نفطي من أربيل.
يذكر أن وفداً من الاتحاد الوطني الكردستاني، جناح هيرو احمد زوجة جلال الطالباني، زار قبل يومين، زعيم حزب الدعوة نوري المالكي في بغداد وناقش معه مقترح الاتحاد الوطني، وقد اعلن المالكي عن دعمه الكامل لهذا المشروع».
وكان زعيم حزب الدعوة نوري المالكي، زار السليمانية واجرى مباحثات مع الاتحاد الوطني وحركة التغيير، ضمن التحالف الاستراتيجي بين تلك الاطراف ولتشجيع السليمانية على التنسيق مع حكومة بغداد بمعزل عن حكومة اربيل.
وذكر نواب في البرلمان العراقي ان مناقشات البرلمان لإقرار الميزانية الاتحادية لعام 2017 الجارية حالياً، ناقشت امكانية قيام حكومة بغداد بالإشراف على توزيع رواتب موظفي الاقليم مقابل تسليم نفط كركوك إلى الحكومة المركزية كحل لأزمة الرواتب في الاقليم المستمرة منذ أكثر من عام.

اتهامات متبادلة بين أربيل والسليمانية حول استغلال نفط إقليم كردستان

 قادة أحزاب مغربية يحذرون من المماطلة في استكمال الانتقال الديمقراطي

Posted: 01 Dec 2016 02:19 PM PST

الرباط – «القدس العربي» : وجه قادة الأحزاب الديمقراطية المغربية رسائل سياسية تحذر من المماطلة في استكمال الانتقال الديمقراطي في المغرب وضرورة تعزيز المكتسبات الديمقراطية الوصول إلى نظام الملكية البرلمانية.
وشهدت قاعة الندوات في مقر حزب الاستقلال، أعرق الأحزاب المغربية، مساء الاربعاء، حشدا من الناشطين في ندوة حول «بناء الدولة الديمقراطية استكمال لمهام التحرير الوطني»، حرص على حضورها عبد الإله بن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة المعين، وحميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال، ونبيل بنعبدالله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، وقادة هذه الأحزاب وعدد من الوزراء والشخصيات السياسية المغربية.
وشارك في هذه الندوة قادة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب التقدم والاشتراكية وحزب العدالة والتنمية وحزب الاستقلال، وقال محمد اليازغي، الكاتب الاول (الأمين العام) السابق للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إن الانتقال الديمقراطي الذي شهده المغرب بعد إقرار دستور 2011، دخل مع حكومة عبد الإله بن كيران غرفة الانتظار، وإن «الحكومة القادمة من واجبها أن تُدخل المغرب في الملكية البرلمانية التي ينص عليها الدستور الجديد».
وأضاف اليازغي وهو وزير دولة سابق (نائب رئيس الحكومة) ووزير من 1998 إلى 2011 «طوال خمس سنوات الماضية لم أسمع بن كيران يتحدث عن الملكية البرلمانية، رغم كل إيجابيات المرحلة، إلا أنه يجب التساؤل اليوم حول علاقة المغاربة بالملكية البرلمانية، التي باتت أمرا واقعيا وجب طرحه للنقاش». وقال إن «الدستور الجديد متقدم من حيث صلاحيات رئيس الحكومة، الذي يجب أن يعمل على تنزيل الملكية البرلمانية، لأننا لم نعد أمام حكومة منتخبة فقط بل حكومة تتمتع بشعبية، قضت خمس سنوات من التدبير الحكومي».
وتطرق في مداخلته إلى «عبقرية أقطاب الحركة الوطنية في معركة تحرير المغرب في عشرينات القرن الماضي، إذ اقترحوا تنظيم عيد العرش يوم 18 تشرين الثاني/ نوفمبر كمناسبة لتلاحم الشعب وملكه، فاليوم هناك من يحتفلون به في البوادي والمدن، إذ خلق الاحتفال بهذا اليوم وضعاً جديداً بعد هزيمة 1912، واعتبار المغاربة ان السلطان هو سلطان فرنسا وليس سلطان المغرب، لذلك فالتحالف ما بين الملك والحركة الوطنية «كان هدفه بناء دولة الاستقلال».
وأوضح أن «التحالف ما بين الملك والحركة الوطنية أعطى الشرعية النضالية للمؤسسة الملكية، فبعد الاستقلال اتخذ الملك محمد الخامس تدابير جادة لاحترام ميثاق الحركة الوطنية، إذ تم تأسيس المجلس الاستشاري الذي ترأسه المهدي بن بركة، إلا أن مولاي الحسن لم يكن يؤمن به، لأن الرؤية التي كانت سائدة لديه هي تأسيس نظام يجمع ما بين نظام المخزن والحكم المطلق للمقيم العام».
ودعا إسماعيل العلوي، رئيس مجلس الرئاسة لحزب التقدم والاشتراكية، الأحزاب السياسية للتعقل والتأني من أجل تعزيز المكتسبات الديمقراطية وتعميقها «لأننا لسنا في حاجة للتناحر وشد الحبل بسبب الخلافات العقيمة»، موضحا «نثق في قدرة المغاربة على الانتصار للحمة الوطنية التي ستنتصر على كيد الكائدين والمناوئين».
وأبرز أن «المغاربة يجب أن يبقوا يقظين من أجل ضمان استمرارية البناء الديمقراطي والتي ابتدأت مع مكتسبات 2011» وأن التلاحم بين رئيس الدولة، أي الملك، والحركة الوطنية، أفرز قفزة نوعية عجلت بفتح جبهة تحرير الأقاليم الجنوبية للمملكة (الصحراء)، وقال إن المغرب ينعم باستقرار في نظامه السياسي والذي يسهل من خلاله تعميق المسير نحو تحقيق المزيد من المكتسبات. وأضاف «علينا أن نسعى للتوافق باستمرار لأنه السبيل الوحيد الذي حصلت بها بلادنا على استقلالها وحافظت به على وحدتها»، مؤكدا أن «بعض الممارسات المتعلقة بالنزاع عن السلطة والتي كانت مقبولة مثلا خلال السبعينات أصبحت متجاوزة حاليا».
وقال سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، إن استكمال البناء الديمقراطي يقتضي وجود أحزاب مستقلة في قراراتها، لأنه لا ديمقراطية بدون أحزاب حقيقية»، واضاف «نحن ديمقراطيون حتى النخاع».
وأوضح أن هناك أحزابا لم تعد صالحة، لا نعرف كيف تظهر وكيف تختفي و»لا بد أن ندعي أن وجود أحزاب باستقلاليتها جزء من الديمقراطية، و»من إيجابيات دستور 2011 أن المغاربة هم من وضعوه، واحترام إرادة الشعب جزء أساسي لبناء الديمقراطية، فالاصطفاف اليوم لم يعد إيديولوجياً بل هو اصطفاف القوى الحية إلى جانب الديمقراطية».
وقال إن «هناك وعيا بأن الاستعمار له أوجه متعددة، فقد خاض الوطنيون بعد «الاستقلال» معركة مواجهة التبعية، وهذه المعركة مستمرة إلى اليوم وليست لها نهاية، فبعد توافق 1975 والإجماع الوطني حول الصحراء، بدأت تحديات أخرى تمثلت في تزوير الانتخابات والتحكم فيها، وبعد حكومة التناوب التي كانت مرحلة مهمة، عشنا مرحلة تطور مع خروج قانون الأحزاب».
وأكد رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية أن «الانتخابات الجماعية لسنة 2009 وقعت فيها تراجعات خطيرة، وعرفت بروز أصوات جديدة تحاول التحكم في الحياة السياسية بمنطق يعاكس الدولة، وهنا ظهرت القوى التي عارضت البناء الديمقراطي وعرقلت مساره الذي بدأ منذ حكومة التناوب».
وقال أحمد السوسي الموساوي، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال إنه «ليس هناك في المغرب أي جهة ضد النظام الملكي، الذي يعتبر من المقدسات إلى جانب قضية الصحراء والدين الإسلامي»، وأن «مسألة النظام السياسي في المغرب موضوع لا تطرح إشكالا بالنسبة للمواطن المغربي، ولكن هناك مسألة أصر عليها الزعيم علال الفاسي، وهي ضرورة إشراك الشعب في المسؤولية، وذلك من أجل تحقيق نظام ديمقراطي، ومن هنا جاء اقتراحه لمجلس تأسيسي لوضع الدستور للمملكة كما أنه وضع نموذجا للحكم الذي ينبغي أن يسود في مغرب ما بعد الاستقلال».
وأكد أن «الأداة الحقيقية لتحقيق الديمقراطية، هي الأحزاب المستقلة، معرجا في حديثه «على انتخابات 1963 التي شهدت تدخلا فادحا للدولة، بينما شهدت مرحلة ما بعد دستور 1970 تأسيس الكتلة الديمقراطية من أجل وضع دستور 1973، وحصل بعد ذلك تطور كبير إذ تم صدور الميثاق الجماعي سنة 1976، وكان هناك وعي ديمقراطي تمثل في التسجيل في اللوائح الانتخابية ومسؤولية الأحزاب في بناء وعي ديمقراطي».

 قادة أحزاب مغربية يحذرون من المماطلة في استكمال الانتقال الديمقراطي

محمود معروف

ترامب مستمر في أقواله غير الواقعية وتعييناته من المستنقع السياسي والمالي الذي وعد يتجفيفه.

Posted: 01 Dec 2016 02:19 PM PST

واشنطن ـ «القدس العربي»: عاد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى تغريداته المثيرة للجدل، فقد غرد أن فوز هيلاري كلينتون المرشحة الديموقراطية عليه في الأصوات الشعبية بأكثر من مليوني صوت انتخابي يعني أن الانتخابات الأمريكية مزورة لأنه صوت أكثر من 7 مليون ناخب ميت ومقيم غير شرعي. ورد عليه الإعلام بأن هذه الإتهامات لاأساس لها من الصحة وكل الدراسات والتحقيقات تثبت عدم حدوث اي تزوير او تصويت غير شرعي، وان هذه الأقوال يكررها أصحاب نظريات المؤامره في مواقع يمينية متطرفة على الإنترنت. ولم يهتم ترامب بتلك الأجوبة واستمر في تكرار إعتقاده. وخرج بتغريدة أخرى يقول فيها: ان من يحرق العلم الأمريكي يجب ان يسجن او يجرد من جنسيته الأمريكية. ورد الإعلام بالقول أن الرئيس المنتخب يبدو انه يتجاهل قرار المحكمة الدستورية العليا في 1989 أن حرق العلم الأمريكي يعتبر تعبيرا عن الرأي الذي يضمنه التعديل الأول في الدستور الأمريكي وان الدستور لايسمح بإسقاط الجنسية عن أي مواطن أمريكي مهما حدث.
وحتى في تعييناته للوزراء فقد عين كوزير للخزانه(المالية) ستيفن مينوشن الذي كان يعمل في شركات وول ستريت مثل غولدن ساكس والذي انتقدها ترامب بقوة لأنها فلست أمريكا. كما عين ويلبور سميث العجوز الملياردير كوزير للتجارة، وعين ايلين تشاو زوجة رئيس الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل كوزيرة للمواصلات، وعين توم برايس عضو الكونغرس الجمهوري كوزير للصحة لأنه يعارض قانون اوباما للعناية الصحية. ومازال يدرس تعيين ميت رومني المرشح الجمهوري السابق للرئاسة في 2012 مع انه انتقده بشده. كل هذه التعيينات تشير أنه تم اختيارهم وهم من المؤسسة الحاكمة في واشنطن وول ستريت(مركز التعاملات المالية في نيويورك) وهو الذي وعد بتجفيف «المستنقع» في واشنطن ونيويورك.
ويرفض ترامب فك ارتباطه بشركاته ويصر على أنه سيسلمها لأولاده الثلاثه وان هذا لن يثير أي نزاع في المصالح. وجرت العادة أن يقوم الرئيس المنتخب بوضع شركاته وامواله فيما يسمى «بلايند تراست» اي ادارة مستقله عنه ولايجري اطلاعه على القرارات في شركاته واستثماراته. ويصر ترامب على عدم الإفراج عن معلومات الضرائب التي دفعها وهذا ايضا يخالف العرف الأمريكي للرؤساء. كما يصر على انه سيعين جاريد كوشنر زوج ابنته ايفانكا لأنه يهودي كوسيط لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.

ترامب مستمر في أقواله غير الواقعية وتعييناته من المستنقع السياسي والمالي الذي وعد يتجفيفه.

تمام البرازي

المغرب يتهم رئيسة الاتحاد الافريقي بعرقلة عودته للمنظمة

Posted: 01 Dec 2016 02:19 PM PST

الرباط – القدس العربي: قالت مصادر جزائرية إن سبب غضب المغرب ضد مفوضية الاتحاد الأفريقي، يعود إلى الشروط التي وضعتها لعودة المغرب إلى «الاتحاد الأفريقي» وهي الشروط التي دفعت المغرب لإصدار بيان رسمي يهاجم فيه بشدة رئيسة المفوضية نكوسازانا دلاميني زوما.
وقال مصدر دبلوماسي جزائري إن زوما طلبت من المغرب «التزاما مكتوبا يتضمن القبول صراحة بقيم ومبادئ الاتحاد الأفريقي بما في ذلك احترام الحدود الموروثة عن الاستعمار والتصديق على ميثاق الاتحاد. «وهو ما رأت فيه الرباط مسا بسيادتها الوطنية على إقليم الصحراء وأثار غضب الدبلوماسية المغربية».
واتهمت وزارة الخارجية المغربية رئيسة المفوضية الجنوب أفريقية بأنها «تسعى لعرقلة قرار المغرب في استعادة مكانه الطبيعي والشرعي داخل أسرته المؤسساتية الأفريقية».
وقال موقع «لو360» المغربي باللغة الفرنسية إن المسؤولين الجزائريين هم الذين «أوحوا بهذه الفكرة العبقرية لرئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي»، وأن هذه «المناورة الفجة» تأتي في وقت يحظى المغرب بـ»دعم غالبية الدول الأعضاء» ويستجيب «حرفيا لمعايير الانضمام للاتحاد الأفريقي» ووصف موقف رئيسة المفوضية الأفريقية نكوسازانا دلاميني زوما، «بنقص صارخ في الحياد» ومواقفها «مملاة» من الجزائر.
وقالت المصادر الدبلوماسية الجزائرية إن طلب المغرب الانضمام مجددا إلى الاتحاد الأفريقي يجب أن يخضع لـ «دراسة سياسية» قبل اتخاذ قرار بشأن قبوله من عدمه.
وتقدم المغرب في ايلول/ سبتمبر الماضي رسميا بطلب الالتحاق بالاتحاد الأفريقي والعودة بعد 32 عاما للعمل داخل المؤسسات الجماعية الأفريقية يعد انسحابه من منظمة الوحدة الأفريقية احتجاجا على قبول المنظمة في عضويتها الجمهورية الصحراوية التي تشكلها جبهة البوليساريو.
وأجرى العاهل المغربي الملك محمد السادس في وقت سابق من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر اتصالا مع الرئيس التشادي بصفته رئيسا للاتحاد الأفريقي منددا بمحاولات دلاميني زوما عرقلة توزيع الطلب المغربي على الدول الاعضاء.
واتهمت الخارجية المغربية في بيانها أول أمس الاربعاء، رئيسة المفوضية الجنوب افريقية نكوسازانا دلاميني زوما بأنها «تسعى لعرقلة قرار المغرب استعادة مكانه الطبيعي والشرعي داخل أسرته المؤسساتية الأفريقية».
و قال البيان «هكذا، وبعد أن أخرت، بشكل غير مبرر، توزيع طلب المغرب على أعضاء الاتحاد الأفريقي، تواصل نكوسازانا دلاميني زوما تحركها للعرقلة، من خلال اختلاق شرط مسطري غير مسبوق ولا أساس له لا في نصوص ولا في ممارسة المنظمة، والذي كانت ترفض من خلاله بشكل تعسفي رسائل دعم المغرب الصادرة عن وزارات الشؤون الخارجية للدول الأعضاء بالاتحاد الأفريقي» وأن رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي تتناقض مع واجبها في الحياد وقواعد ومعايير المنظمة وإرادة بلدانها الأعضاء.
وأبرزت وزارة الخارجية المغربية أن «المغرب يحظى حتى الآن، بالوثائق الداعمة، بالمساندة والموافقة الكاملة للغالبية العظمى للدول الأعضاء، التي تفوق بشكل كبير تلك المنصوص عليها في القانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي»، مشددة على أن «هؤلاء الأعضاء سبق لهم أن وجهوا لرئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي رسائل دعم، رسمية وسليمة قانونيا، لقرار عودة المغرب إلى المنظمة الأفريقية ابتداء من القمة المقبلة».
ويقوم المغرب منذ بضعة أشهر بحملة دبلوماسية للحصول على الدعم الضروري لاستعادة عضويته مجددا في الاتحاد الأفريقي وحصل على مساندات ودعم من غالبية الدول الأفريقية الأعضاء التي اعتبرت أن الرباط ستقوي التكتل الأفريقي نظرا لمكانة المغرب ودوره الحيوي اقتصاديا وسياسيا وأمنية في عمقها الأفريقي.

المغرب يتهم رئيسة الاتحاد الافريقي بعرقلة عودته للمنظمة

وزارة الإعلام الفلسطينية ترد على وزير الطاقة الإسرائيلي: الاحتلال عدو الإنسانية

Posted: 01 Dec 2016 02:18 PM PST

رام الله ـ «القدس العربي»: قال وكيل وزارة الإعلام الفلسطينية، محمود خليفة، أمس الخميس، إن «الاحتلال عدو الإنسانية الأول وجريمة مفتوحة تخالف القانون الدولي».
وأضاف: «من يمارس التطهير العرقي والتمييز العنصري وينهب الموارد الطبيعية ويخرق كل المواثيق الدولية، هو عنصر رئيسي من منظومة الجريمة والقرصنة الدولية ويجب أن يقدم لمحاكم جرائم الحرب الدولية».
وبين أن «جوقة التحريض الإسرائيلي التي انضم إليها ما يسمى وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس كان عليها أن تقرأ جيداً رسائل مؤتمر حركة فتح السابع وبشكل خاص خطاب الرئيس عباس بدلاً من مواصلة نهج التحريض والتطرف، الذي يتفاخر به أقطاب حكومة نتنياهو وغلاة اليمين الإسرائيلي».
وأكد خليفة أن «الرد الأنسب على تفوهات شتاينتس أن الرئيس عباس العدو الأكبر لإسرائيل تذكير الوزير الإسرائيلي بأن الاحتلال عدو الإنسانية الأول وجريمة مفتوحة تخالف القانون الدولي والشرائع والمواثيق وتتواصل منذ القرن الماضي بأبشع أشكال العنصرية والتطهير العرقي».
وذكَّر «المتطرف شتاينتس الذي كان ناشطا في حركة «السلام الآن» واشتهرت صورته، وهو يسير في مظاهرة في القدس ضد الحرب على لبنان بجوار ناشط السلام إميل غرينتسفايغ الذي قتل في التظاهرة بعد أن ألقى إرهابي يهودي قنبلة عليها، بأن الاحتلال هو منبع كل إرهاب ليس ضد أبناء شعبنا وقيادته، وإنما ضد الإنسانية جمعاء». وكان شتانيتس قال للإذاعة الإسرائيلية، إن عباس «هو العدو الأكبر لإسرائيل» ويسعى هو والسلطة الفلسطينية بشكل عام «إلى تقويض دولة إسرائيل ومحوها عن الوجود».
وكان عباس قال أمس في خطاب أمام أعضاء المؤتمر السابع لحركة فتح في رام الله، إن «سلامنا لن يكون استسلاماً أو بأي ثمن»، مطالباً بـ»إنهاء الاحتلال العسكري الإسرائيلي لأرض فلسطين الذي بدأ عام 1967 واعتبار عام 2017 عام إنهاء الاحتلال».
وأضاف: «نتمسك بثوابتنا بضرورة تجسيد إقامة دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران/يونيو عام 1967، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل، وإيجاد حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين استناداً لقرار الجمعية العامة 194 وكما حدد في ــمبادرة السلام الــعربية لعام 2002».

وزارة الإعلام الفلسطينية ترد على وزير الطاقة الإسرائيلي: الاحتلال عدو الإنسانية

مصر: إطلاق حملة لمقاطعة الشراء نهائيا ليوم واحد لمواجهة جشع التجار وغلاء الأسعار

Posted: 01 Dec 2016 02:18 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: أثارت حملة مقاطعة الشراء التي أطلقها اللواء عاطف يعقوب، رئيس جهاز حماية المستهلك، التي بدأت أمس اعتراضاً على غلاء الأسعار وجشع التجار للمواطنين، الكثير من الجدال في الشارع المصري وعلى مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و»تويتر».
فقد دشن عدد من رواد موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» هاشتاغاً يحمل اسم «هنقاطع التجار وهنستحمل يا سيسي»، وعلّق الرواد على ذلك، قائلين: « لازم تقاطعوا التجار ده شيء مش بيدكم لأن 90٪ من المصريين مبقاش معاهم فلوس من ارتفاع جميع السلع»، «نساء مصر مع المقاطعة «1 ديسمبر»، «الكوره في ملعب ستات البيوت».
وأضافوا: «نقاطع جشع التجار أيوه حرام اللي بيحصل ده اصلاً هيه الناس ناقصه لما يجي تاجر يزود»، «وياريت نقاطع أي سلعة تزيد أسبوع عاﻷقل، مش هنموت». وتابعوا: «المقاطعة واجب كل واحد فينا دي حربنا كلنا ضد الجشع والفساد لازم نقف مع بلدنا»، «نحن نقاطع لمنع الاحتكار وجشع التجار وغلاء الاسعار».
كما تصدر هاشتاغ بعنوان «نساء مصر مع المقاطعة 1 ديسمبر» على الموقع، وكان من أبرز التعليقات على المقاطعة، «اللي الغرف التجارية متقدرش عليه سيدات مصر تقدر تتحكم فيه»، «كلنا مع المقاطعة ربنا يستر على مصر وينجينا من غلاء الأسعار وجشع التجار» : «أتمنى ألاقي الأشياء بخمسة قروش بعد الطلعة الجوية دي ربنا معاكم»، «لو الحكومة قامت بدورها مش هنحتاج للمقاطعة».
من جانبه، قال اللواء عاطف يعقوب، رئيس جهاز حماية المستهلك، في تصريحات لبرنامج «غرفة الأخبار»، الذي يعرض على فضائية «سي بي سي إكسترا»، انه «سعيد للغاية لاستجابة المواطنين لدعوة مقاطعة الشراء، فالمستهلك المصري أثبت انه قوة جبارة تستطيع الوقوف امام جشع التجار، إذا اتحدت خاصة ان الزيادات التي تلحق بالأسعار أعلى بكثير من نسبة انخفاض سعر الجنيه امام الدولار او أي زيادات اخرى رسمية».
وأضاف يعقوب، «كنت حريصاً على اطلاق الحملة بصفتي الشخصية وليس الوظيفية لأنني اتولى رئاسة جهاز حكومي، وبالنسبة لي فإن اقتناع مواطن واحد وتنفيذه للمبادرة والامتناع عن الشراء هو نجاح للحملة.. ودائما أردد عبارة للمستهلك.. «ما تقولش انا مش هضيف حاجة» لان كل مستهلك له تأثير كبير وفعال، وكنت على ثقة كبيرة بان المستهلك المصري لن يرضخ لجشع التجار».
وأعرب رئيس جهاز حماية المستهلك، عن سعادته بحجم المشاركة من قبل المواطنين في المبادرة، قائلاً: «من خلال متابعتنا نؤكد على أن هناك تجاوباً أكثر من رائع من جانب المواطنين مع المبادرة»، مشيرًا إلى قيام بعض الجمعيات الأهلية بإرسال صور للجهاز من الأسواق تؤكد نجاح المبادرة.
وأوضح: «هذه المبادرة ليست أجندة سيتم التعامل بها؛ لضبط الأسواق لكنها مجرد رمز، يعكس حقيقة ما نراه في الأسواق، حيث أن سعر السلع أكبر بكثير من قيمتها».
وفي السياق نفسه، أكد الدكتور أيمن أبو العلا، عضو مجلس النواب، «أن دعوات المواطنين لمقاطعة الشراء امس، رسالة مهمة ضد الارتفاع المستمر في أسعار السلع والخدمات وضد جشع بعض التجار، ويجب أن يتضامن الجميع من أجل وقف هذا الارتفاع المستمر».
وأضاف في بيان له، «أن دعوات المواطنين في هذا الأمر ليس سوى حل مؤقت لا ينبغي التعويل عليه كثيرا، وإنما الحل الحقيقي يأتي من خلال الحكومة التي ينبغي أن تفعل أجهزتها الرقابية كجهاز حماية المستهلك من أجل وقف الارتفاع المستمر في أسعار السلع والخدمات».
وأوضح، «أن الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة مؤخراً ينبغي أن يتبعها إجراءات أخرى لحماية المواطنين، يأتي على رأسها التصدي لأي تلاعب في أسعار السلع والخدمات وحماية المواطنين إلى جانب العمل على توفير السلع الأساسية في الأسواق بأسعار مناسبة».
وقال رشاد عبده، رئيس المنتدى المصري الاقتصادي، «إن دعوة مقاطعة الشراء هدفها تربية التجار الجشعين لمراعاة معاناة المواطنين البسطاء»، موضحًا أن يوم واحد للمقاطعة لا يؤثر على التجار لأن يوما واحدا لا يكفي وأنه يجب زيادة المدة. وطالب، خلال مداخلة هاتفية في برنامج «90 دقيقة» المذاع على قناة «المحور»، التجار بخفض الأسعار للمواطنين حتى ننتهي من أزمة ارتفاعها.
وكان المركز المصري لبحوث الرأي العام «بصيرة»، قد أجرى استطلاعاً حول الحملة، مؤكداً في بيان له، «أن 73٪ من المصريين وافقوا على المشاركة في مقاطعة شراء السلع يوم الأول من ديسمبر/ كانون الأول استجابةً للدعوات، التي أطلقتها العديد من الجهات على مواقع التواصل الاجتماعي ولا تختلف نسبة الموافقين على المشاركة، حسب الخصائص المختلفة».
وأضاف المركز، «أن أكثر من نصف المصريين يرون هذه المقاطعة ستساعد على ضبط الأسعار في الأسواق المصرية، وتنخفض نسبة من يرون ذلك من 59٪ بين الحاصلين على تعليم أقل من متوسط إلى 43٪ بين الحاصلين على تعليم جامعي أو أعلى، كما تنخفض من 59٪ بين ذوي أدنى مستوى اقتصادي إلى 47٪ بين ذوى أعلى مستوى اقتصادي».

مصر: إطلاق حملة لمقاطعة الشراء نهائيا ليوم واحد لمواجهة جشع التجار وغلاء الأسعار

نواب المشتركة يزورون الأرض المسلوبة في عمونة

Posted: 01 Dec 2016 02:18 PM PST

الناصرة ـ «القدس العربي»: في رسالة تحدٍّ ورفض لقانون «التسوية»، الذي يشرعن الاستيلاء على أراض فلسطينية خاصّة، والمُزمع إقراره بدعم من الحكومة الإسرائيلية، مطلع الأسبوع المقبل، زار وفد من القائمة المشتركة، قرية الطيبة في الضفة الغربية للقاء أصحاب الأراضي المسلوبة، لصالح إقامة مستوطنة عمونة.
وشارك في الجولة نواب القائمة المشتركة، وحزب «ميرتس» بمرافقة جمعية «يش دين» الحقوقية، التي تساند العائلات منذ سنوات في المسار القضائي.
وأكدت القائمة المشتركة أن «هذه المستوطنة، والخطوات التي سبقت إقامتها تُعدّ نموذجاً وشاهدًا حيًّا على كيفية تسخير الدولة وشركاتها الحكومية الإمكانيات وتمهيد الطريق أمام الاستيطان والمستوطنين بعد أن أعلنت إسرائيل سنة 1995 أن المكان الذي يرتفع 940 متراً عن سطح الأرض، ويقع شمال رام الله، هو موقع أثري، ورد ذكره في التوراة».
وأضافت أن «نوابها استمعوا إلى تجربة أصحاب الأرض الذين كان ولا يزال موقفهم أقوى رغم استحالة استصدار حكم لصالحهم من قبل المحكمة الإسرائيلية العليا لأن المستوطنة أقيمت على أراض فلسطينية خاصة».
هذا أيضاً، وفق المشتركة «نموذج لكيفية تعامل القضاء الإسرائيلي مع مثل هذه الحالات إذ أنها لو أقيمت على أراضي الدولة الفلسطينية العتيدة لما كان ما كان، ولكن بدلاً من تنفيذ القرار أبت الحكومة إلا أن تسن قانونا يلتف على قرار المحكمة ويشرعن بذلك سلب الأراضي، وما رافق ذلك من تصريحات وزراء الحكومة المدجّجة بوسائل أعلام وأبواق وإمكانيات في محاولات يائسة لتجميل هذا القانون القبيح». ونوّه نواب المشتركة إلى أن «حضورهم اليوم اتى ليؤكّد على وحدة الصف والقضيّة وأن اللد وأم الحيران وأراضي الطيبة هي قضيّة واحدة ونضال واحد ضد الهدم والسلب على طرفي الخط الأخضر».
وشددت المشتركة على أن «هذه الحكومة لا تريد لهذا التواصل أن يتم وتحاربه بكل ما أوتيت من قوّة»، موضحة أن «أصحاب الأرض انتصروا انتصاراً مدوّياً في المحكمة العليا»، علماً أن القاضي ادموند ليفي المستوطن الذي كان يعبّر عن رأي الأقلية، من أصل 11 قاضياً، كان قد اعتبر حينها أن قرار الهدم هو تعدٍ فظ على الحقوق الأساسية للمستوطنين، وهذا ما يوافق توجّه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو. فالأخير يعتبر إخلاء المستوطنين من بيوتهم  تطهيراً عرقياً ليس إلا. ورغم أنه صاحب الكلمة الفصل في تنفيذ قرار المحكمة بإخلاء مستوطنة «عمونة»، لكن نتنياهو استسلم لحساباته السياسية بشرعنة سلب هذه الأراضي. وقال رئيس المشتركة، النائب أيمن عودة لـ «القدس العربي» إن «ما يسمى بقانون التسوية هو تصعيد آخر في تعميق الاحتلال ودعم جرائم المستوطنين ضد الشعب الفلسطيني».
وتابع :«هذه جريمة وكغيرها، هي بنت شرعية للاحتلال المجرم. نحن سنتصدى لهذا القانون وسنقف إلى جانب أصحاب الحق، أصحاب الأراضي»وأعتبر أن «اقتراح القانون، هو تعدّ واضح على صلاحيات السلطة القضائية. والآن بالذّات واجبنا التكاتف من أجل إسقاط هذه الحكومة التي تعمل على تعميق الاحتلال، وتضر بأي حل مستقبلي لهذه البلاد».
وفي تعقيبه حول الزيارة كتب النائب الشيوعي اليهودي في المشتركة، دوف حنين، في صفحته في «فيسبوك» : «رأيتهم لحظة وصولي هنا، يقفون جنباً إلى جنب على أحد أطراف الوادي وينظرون بأسى إلى التلة أمامهم، حيث ترعرعوا وعملوا طوال حياتهم، وسُرقت منهم في أحد الأيام».وأضاف: «هذه الأرض بالنسبة لهم هي الذكرى للماضي، الحياة في الحاضر والأمل للمستقبل. أتيت الى هنا لأنني أردت إسماع صوتهم، وايصال صرختهم الى الجمهور في إسرائيل. وأن يتم رفض هذه القانون ليس فقط بسبب مسّه بمحكمة العدل العليا، وإنما من أجل العدل، من أجلهم».
وتابع: «أردت أن يتم ايقاف هذا القانون أيضاً من أجلنا، لأن الطريق لبناء مستقبل واعد في هذه الأرض لكل الناس الذين يعيشون فيها لا يمكن أن يكون طريقاً معبداً بالسرقة، السلب، التمييز والاضطهاد. وبإمكاننا بناء مستقبلنا فقط على أرضية مستقرة، متينة وآمنة من العدل». 

نواب المشتركة يزورون الأرض المسلوبة في عمونة

مفكر مغربي : المشكلة ليست في الدين بل في التفسيرات التي ترتبط به

Posted: 01 Dec 2016 02:17 PM PST

الرباط – «القدس العربي»: دعا المفكر المغربي أحمد الخمليشي، مدير دار الحديث الحسنية، إلى الاستفادة من التجارب البشرية في مجال الدين الإسلامي وتفسيراته المختلفة.
وقال في الدورة الثالثة للندوة العلمية حول الدين والمرأة، التي تنظمها حركة ضمير في الرباط، إن المشكل لا يكمن في الدين في حد ذاته، وإنما في التفسيرات التي ترتبط به، وهذا ما ينطبق على عدد من الأديان، «حتى تلك الديانات التي لا نعرف عددها وأسماءها»، مستشهدا في ذلك بالديانات الموجودة في آسيا وأفريقيا والمكسيك والبرازيل، والتي لا نعرف عنها شيئا.
وقال مع نشوء هذه الديانات، ومنذ بداياتها كانت هناك طائفة من الناس تدعي الاختصاص بشرح هذا الدين، «هذا الارث الإنساني توارثناه في الإسلام ونشأ الفقهاء الذين قالوا إنهم وحدهم من يختص بشرح نصوص الدين»، في ما حدث قبل أربعة قرون أن المسيحية تنازعت مع الثورة على التشريع، وبعد مسار طويل انتقلت المجتمعات الأوروبية من التشريع عن طريق الكنيسة إلى المؤسسات التي يختارها المجتمع.
وأضاف بعد ذلك، تم تطبيق مبادئ الحرية والمساواة وهذا تطبيق للقيم المسيحية؛ وهو ما يعني أن المشكل هو في تفسير الدين وليس الدين في حد ذاته، ثم انعتقت الديانة المسيحية من التقاليد التي كانت موروثة لسنوات، وتم الانتقال للأحكام الدستورية «إذا ما رجعنا إلى ما نحن عليه نجد أن المشكل مرتبط بهذا النموذج المتعلق بذلك بالتفسير» موضحا «أن الجهة التي حازت هذا التفسير وتملكته لا تزال تدعي المشروعية وحدها في تفسير نصوص الدين، أي أن ما ينبغي مناقشته هو تفسير نصوص الدين بالنسبة للمجتمع الذي لا يزال متمسكا بعقيدته الدينية».
وأوضح الخمليشي أنه فيما يخص وضعية المرأة والدين، فإنها مرتبطة بالجانب التفسيري، كما هو الحال بالنسبة إلى المسيحية، «إذا رجعنا مثلا إلى إعلان حقوق الإنسان الذي أصدرته الثورة الفرنسية ينص على مبدأ الحرية ومبدأ المساواة؛ لكن ماذا تضمن القانون الفرنسي بعد ذلك؟ تضمن سلب الأهلية المدنية للمتزوجة والترافع أمام القضاء، واستمر هذا الحال لأجيال، رغم وجود المبادئ الثلاثة لحقوق الإنسان والمواطن، فلم يعط حق الانتخاب للمرأة إلا سنة 1944».
وقال «يتضح أن قواعد السلوك الاجتماعي شيء والتطبيق شيء آخر مرتبط بالثقافة السائدة في المجتمع، وعندما نختلف لا ينبغي أن نكون متشائمين في الاختلافات بين بيننا بما فيها وضعية المرأة».

مفكر مغربي : المشكلة ليست في الدين بل في التفسيرات التي ترتبط به

حمدان: لا يجوز ترشح مسؤول أمني أو سفير للجنة المركزية

Posted: 01 Dec 2016 02:17 PM PST

رام الله – «القدس العربي»: قال عضو قيادة التعبئة والتنظيم لحركة فتح والمرشح للمجلس الثوري للحركة عبد المنعم حمدان، أن «هناك ما يمنع ترشح مسؤول الجهاز الأمني والسفير على سبيل المثال لعضوية اللجنة المركزية»، مضيفاً أن «أي وظيفة تأخذ من وقت المرشح مثل هاتين الوظيفتين فإنه غير مقبول أن يترشح».
وأضاف، خلال تصريحات إذاعية، «إن حدث وترشح، فإنه يثير حفيظة أعضاء المؤتمر ويسقطونه في الانتخابات»، معتبراً أن «المقبول ترشحهم لأعلى جهة قيادية في الحركة هم حملة مناصب مثل وزير في وزارة سيادية ورئيس وزراء»
وعن المسموح لهم بالترشح أيضاً، قال: «ليس هناك تدرج في مناصب الحركة كونه انتخابا حرا والفرصة متاحة للجميع، وإن النظام الداخلي يشترط أمرا واحدا وهو أن يكون عمر المرشح الحركي عشرين سنة فأكثر، فإن أضفت 18 سنة العمر الرسمي لدخول الحركة مع العشرين سنة فإنه يستطيع الترشح وهو في سن الثامنة والثلاثين»، وأكد أن «هناك نقاشات في أروقة المؤتمر لتعديل أو حذف هذا الشرط».
وبخصوص مرشحي اللجنة المركزية في المؤتمر الحالي والذي يتردد أن عددهم بين ستين وسبعين، بين حمدان، أنه «من الصعب معرفة عدد مرشحي المركزية والترشيح الحالي هو دعائي وليس حقيقيا، وبعد أن تنتهي اللجان من عملها وتتخذ ما يجب من قرارات، يتم الترشح بتعبئة الاستمارة، وبعد انتهاء هذه الفترة نستطيع معرفة العدد النهائي للمرشحين وتعلن رئاسة المؤتمر الأسماء وتفتح الباب للانسحاب لمن يرغب بالترشح قبل إعلان القائمة النهائية».
وفي رده على سؤال حول أن عضوية اللجنة المركزية هي تكليف أكثر منها تشريف قال: «في الحقيقة إنهم يتعرضون للخطر ويغيبون عن عائلاتهم ومنازلهم، ويتنقلون من مدينة لأخرى ودولة لأخرى، ويبذلون جهداً شاقاً ويشاركون في المواجهات الميدانية في مناطق التماس، ومع ذلك يتعرضون للنقد في كثير من الأحيان».
وأوضح أن «هناك مهام محددة وملفات مطلوبة من كل عضو مركزية وتقرير عمل يقدمه للمجلس الثوري الذي يراقب عملهم حركياً ومالياً».
وحول ماهية هذا الكيان القيادي للحركة، لفت إلى أنها: «اللجنة القيادية العليا للحركة تقودها بالعمل اليومي وتضم ثلاثة وعشرين شخصاً، وحسب النظام الأساسي ينتخب ثمانية عشر عضوا مباشرة في المؤتمر العام للحركة الذي يشارك فيه ألف وأربعمائة وأحد عشر قيادياً، يضاف لهم أربعة أشخاص من بين أعضاء المؤتمر باتفاق ثلثي أعضاء اللجنة المركزية وذلك في أول اجتماع لها بعد الانتخاب، يضاف لهم شخص الرئيس الذي ينتخب قائداً عاماً للحركة ليصبح عدد أعضاء المركزية ثلاثة وعشرين».
وأوضح حمدان أن «أهمية التعيين تأتي لخلق توازن داخل عضوية اللجنة المركزية والتي قد لا ينجح الانتخاب في تحقيقها».
وعن مراعاة التقسيم المناطقي فيها، قال: «سبق وكان هناك أخوة في المركزية مثل هاني الحسن وأبو السعيد، لذا جاء التعيين لخلق شيء من التوازن».

حمدان: لا يجوز ترشح مسؤول أمني أو سفير للجنة المركزية

الرئيس السيسي يزور الإمارات ويبحث مع بن زايد القضايا العربية والعلاقات المشتركة

Posted: 01 Dec 2016 02:16 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي» بدأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس الخميس، زيارة رسمية لدولة الإمارات لمدة يومين. وقبل مغادرته القاهرة استقبل السيسي نائب رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني بالتزامن مع إعلان البنك المركزي المصري عن إطلاق آلية تبادل العملات مع الصين بدءاً من أمس.
وأعلن المتحدث باسم الرئاسة المصرية علاء يوسف أن زيارة السيسي للإمارات تأتي في إطار متابعة التشاور والتنسيق المستمر بين الدولتين، فضلاً عن مشاركته في فعاليات العيد الوطني للإمارات. وأضاف أن مباحثات السيسي مع قادة الإمارات ستركز على سبل تطوير العلاقات الثنائية، بما يعزز من مستوى التعاون الاستراتيجي بين البلدين لمواجهة التحديات الإقليمية الراهنة التي تشهدها المنطقة.
وتصدرت القضايا العربية، والعلاقات المشتركة، مباحثات الرئيس المصري، مع ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، في بيان، إن «السيسي عقد جلسة مباحثات موسعة مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لدى وصوله الإمارات».
وبحسب البيان، شدد بن زايد على أهمية «ما تمثله الزيارة من فرصة للتنسيق والتشاور المستمر بين مصر والإمارات، إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وذلك في ضوء المخاطر التي تتعرض لها المنطقة».
وأضاف يوسف أن «الرئيس (السيسي) أعرب عن اعتزاز مصر بما يربطها بدولة الإمارات، من روابط أخوة وتعاون وثيقة تُعد مثالاً للتعاون الاستراتيجي بين الدول العربية».
وأكد السيسي وفق البيان، أن «المرحلة الراهنة التي تمر بها المنطقة تتطلب تكثيف التنسيق لمواجهة التحديات المشتركة القائمة».
وتطرقت مباحثات السيسي وبن زايد، إلى «المستجدات العلاقات الإقليمية والدولية في الشرق الأوسط، وعلى رأسها جهود مكافحة الإرهاب والأوضاع في سوريا وليبيا واليمن، فضلا عن تطورات القضية الفلسطينية».
وتأتي الزيارة، بعد 3 أسابيع من دعوة «لم الشمل العربي» التي اتفقت مصر والإمارات عليها، أثناء زيارة ولي عهد أبو ظبي، للقاهرة في 10 نوفمبر/ تشرين ثان الماضي.
وقبل مغادرته القاهرة استقبل السيسي، صباح أمس، وانج جيا روي نائب رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، بحضور المستشار مجدي العجاتي وزير الشؤون القانونية ومجلس النواب، إضافة إلى سفير الصين في القاهرة.
وصرح السفير علاء يوسف، بأن الضيف الصيني نقل تحيات الرئيس الصيني «شي جين بينج» إلى الرئيس السيسي، مؤكدًا على ما تمثله مصر كأحد أهم شركاء بلاده في الشرق الأوسط وأفريقيا، ومشيدًا بما حققته من استقرار وتطور سياسي على مدى العامين الماضيين.
وأشاد بما تشهده العلاقات المصرية الصينية من نمو ملحوظ على مدار السنوات الماضية وارتقائها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، فضلًا عن تعدد الزيارات الرئاسية المتبادلة، بما يعكس وجود إرادة قوية من الجانبين لتعزيز التعاون الثنائي على جميع المستويات.
كما نوه المسؤول الصيني باهتمام بلاده بتنمية التعاون التجاري والاقتصادي مع مصر، والمساهمة في مسيرتها التنموية آخذاً في الاعتبار آفاق التعاون الرحبة القائمة في العديد من القطاعات. وأوضح أن زيارته تهدف إلى تعزيز التواصل والتشاور بين المؤسسات النيابية والأحزاب في البلدين بالنظر إلى ما يسهم به ذلك في تقوية أواصر الصداقة والتفاهم على المستويين الرسمي والشعبي.
من جهة أخرى أكد مجدي عامر، مستشار البنك المركزي وسفير مصر السابق في الصين، أن البنك المركزي أطلق آلية تبادل العملات مع الصين بدءاً من امس الخميس.
وأضاف، في تصريحات على هامش إطلاق فعاليات منتدى الأعمال المصري – الصيني بوزارة الاستثمار، أن العلاقات المصرية الصينية تطورت بشكل كبير خلال فترة حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث جرت زيارات على المستوى الرئاسي، بالإضافة إلى الزيارات الوزارية.
ويحضر المنتدى محمد خضير رئيس الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، وأحمد مشهور رئيس مجلس إدارة جمعية شباب رجال الأعمال.
وأوضح مجدي عامر أن الصين تعد من أكبر الداعمين لمصر، وأقرضت مصر 1.8 مليار دولار، مشيراً إلى أنه تم مؤخراً إعلان إتمام المرحلة الأولى لتجديد الشبكة الكهربائية المصرية التي قامت بها شركة «ستيد بيرد» الصينية في 10 أشهر فقط، وكذلك مشروع تصدير العنب للصين.

الرئيس السيسي يزور الإمارات ويبحث مع بن زايد القضايا العربية والعلاقات المشتركة

مجلس الأمن يشدد العقوبات على كوريا الشمالية

Posted: 01 Dec 2016 02:16 PM PST

نيويورك (الأمم المتحدة) ـ «القدس العربي»: اعتمد مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار 2321 الذي يدين الاختبار النووي الذي أجرته كوريا الشمالية في التاسع من أيلول/ سبتمبر ويطالب بتشديد العقوبات عليها كما يشدد القرار على ضرورة تخلي بيونغ يانغ عن جميع الأنشطة المحظورة من قبل المجلس.
ورحب الأمين العام للأمم المتحدة بأن كي مون بصدور القرار بالإجماع، وقال إن المجلس قام، من خلال هذا القرار، بعمل قوي تجاه أحد أكثر التحديات إلحاحا للسلم والأمن في العصر الحالي، والمتمثل في الأنشطة النووية والباليستية التي تقوم بها كوريا الشمالية. وقال بأن إن الحفاظ على وحدة المجلس أمر حاسم في التصدي للتحديات الأمنية في شبه الجزيرة الكورية.
ويتضمن قرار المجلس أكثر نظام للعقوبات شدة وشمولا كما يوجه القرار رسالة لا لبس فيها، مفادها أنه يتعين على جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية وقف القيام بمزيد من الأعمال الاستفزازية، والامتثال الكامل لالتزاماتها الدولية. إن العقوبات المستهدفة مهمة. إن عقوبات مجلس الأمن تمثل الإرادة الواضحة والموحدة من المجتمع الدولي، ولكن العقوبات ستكون فعالة بمقدار تطبيقها، وعلى جميع الدول الأعضاء بذل كل جهد لضمان التطبيق الكامل لتلك العقوبات.
وكان مجلس الأمن الدولي قد أصدر أول قراراته حول قضية كوريا الشمالية النووية في عام 1993. ومنذ ذلك الوقت اعتمد المجلس ستة قرارات تتضمن فرض عقوبات على بيونغ يانغ.
وشدد أمين عام الأمم المتحدة على ضرورة أن تغير كوريا الشمالية مسارها، وأن تتحرك على طريق نزع السلاح النووي عبر الحوار الحقيقي. كما جدد دعوته لكوريا الشمالية لاتخاذ الخطوات الضرورية للحد من التوترات في المنطقة. ودعا السلطات الكورية الشمالية إلى الانخراط مع المجتمع الدولي لمعالجة وضع حقوق الإنسان والظروف المعيشية لمواطنيها. وأكد بأن كي مون استعداد الأمم المتحدة لتقديم المساعدة بأي شكل ممكن.
وقد صرحت الممثلة الدائمة للولايات المتحدة، سامانثا باور للصحافة المعتمدة أن هذا القرار جاء نتيجة مشاورات إستمرت 12 أسبوعا مع كوريا الجنوبية واليابان حول سلة العقوبات المشددة التي يجب أن يتضمنها القرار. وقالت «إن قرار 2321 يبعث برسالة واضحة إلى كوريا الشمالية مفادها أن مجلس الأمن موحد في فرض مزيد من العقوبات تستهدف تجارة البلاد والمعاملات المالية والبرامج المتعلقة بالتسليح». وأكدت أن مجلس الأمن سيبقى متيقظا يراقب إنتهاكات كوريا الشمالية لالتزاماتها حسب القانون الدولي لفرض مزيد من العقوبات من جهة ولكن أيضا الانفتاح على خيار الحوار الجدي والهادف من أجل تخلص كوريا الشمالية من برنامجها النووي.
إلى ذلك، قالت وزارة الخارجية الكورية الشمالية أمس الخميس إنها رفضت أحدث قرار لمجلس الأمن يفرض عقوبات جديدة على البلاد لإجرائها اختبارا نوويا في سبتمبر أيلول قائلة إنه أنكر عليها سيادتها وحقها في البقاء.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية إن وزارة الخارجية الكورية الشمالية قالت في بيان أن بيونجيانج ستتخذ إجراءات أقوى للدفاع عن النفس ردا على القرار.

مجلس الأمن يشدد العقوبات على كوريا الشمالية

عبد الحميد صيام

مرصد الإفتاء المصري: الفتنة بين السنة والشيعة تساهم في عودة تنظيم «الدولة» إلى المناطق المحررة في العراق

Posted: 01 Dec 2016 02:16 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: حذر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، من تفجر صراعات مستقبلية في المناطق العراقية ذات الأغلبية السنية التي تمت استعادتها مؤخراً بجهود القوات المشتركة بعدما استولى عليها تنظيم «الدولة» فترة من الوقت.
وقال المرصد في تقرير جديد له بعنوان «سُنَّة العراق بين سندان داعش ومطرقة الملاحقات الانتقامية»: «إن الفصائل المسلحة في العراق من الشيعة والأكراد قاموا بالسيطرة على المناطق المستردة من سيطرة تنظيم «الدولة» وعملوا على إعادة رسم خريطة المنطقة وتفريغها من الأغلبية السنية»، وحذر المرصد «بما ينبئ بفتنة طائفية بين عناصر المجتمع العراقي مما يتسبب في انسداد آفاق المصالحة الحقيقية بين العراقيين بغيوم الانتقام والبحث عن الثأر لخلافات الأرض والسلطة والسياسة».
وأفاد مرصد الفتاوى التكفيرية، «أن الأكراد يتهمون العرب السنة بدعم داعش وقتما كان يسيطر على تلك المناطق، وأنهم شاركوا في المجازر التي ارتكبها التنظيم بحق الأيزيديين، وإثر هذه الاتهامات تم منع عشرات الآلاف من السنة الذين يعيشون في القرى العراقية من العودة إلى ديارهم، التي لم يعد لمعظمها وجود بسبب الممارسات التخريبية التي قام بها التنظيم وقت سيطرته على تلك المناطق السنية».
وتابع، تقرير مرصد الإفتاء، «أن الأنباء الواردة من مواقع الحدث العراقية تكشف عن بوادر الفتنة المستقبلية نتيجة عدم قدرة الأغلبية السنية على العودة إلى الأماكن التي يشاركهم العيش فيها الشيعة، رغم خروج تنظيم داعش لأنهم من وجهة نظر الميليشيات الشيعية موالون لتنظيم داعش، ولذلك فمنذ أن طردت الميليشيات الشيعية تنظيم «الدولة» من المنطقة ترفض عودة أي من السكان السنة».
وأوضح المرصد، «أن ظهور التوترات القديمة من جديد بين الشيعة والسنة يساعد على بروز تنظيم داعش مرة أخرى بعدما تواترت الأنباء عن تمكن خلايا داعش من التسلل إلى المناطق التي طردت منها، وقامت بتنفيذ تفجيرات انتحارية في المساجد والأسواق مما أسفر عن مقتل العشرات من الشيعة»، وفي المقابل نفذت الميليشيات عمليات قتل انتقامية غامضة استهدفت أهل السنة.
وأكد المرصد، «أن عقلاء وحكماء الفرق والطوائف عليهم الإسراع بالتدخل لجمع شمل العراقيين على مصلحة وطن واحد لتجنب النزاعات المذهبية الضيقة التي تسهم في فتح مجالات عودة تنظيم داعش»، محذرًا من انعدام الثقة بين عناصر المجتمع سوف تدخل البلاد في نفق مظلم من الاتهامات والعمليات الانتقامية.

مرصد الإفتاء المصري: الفتنة بين السنة والشيعة تساهم في عودة تنظيم «الدولة» إلى المناطق المحررة في العراق

منار عبد الفتاح

الهجرة من الشعر إلى الرواية

Posted: 01 Dec 2016 02:15 PM PST

قد تصل القناعة بالفرد والجماعة إلى درجة تصير معها يقينًا لا يقبل تقليب النظر فيه، لكنّ للفكر منطقه الذي لا يتقيّد بالثابت، ويجعل من صيرورته رهانه الأساس خارج الارتهان بحساب حجم الخسارة والربح. وينبغي تبرير هذا المقال وفق هذا المنطلق.
تظهر بين الفينة والأخرى في هذا المنبر أو ذاك مقالات أو تعبيرات عن ظاهرة تتعلّق بالشعر في علاقته بالرواية، وهي ذات وجهين،: وجه يذهب إلى كون الزمان هو زمان الرواية، ووجه يتساءل عن هجرة الشعراء نحو فنّ الرواية. والوجهان يتبادلان معًا- على الرغم من الفرق بينهما- الاشتراك في إشكالِ ارتباطِ الإنتاج الأدبيّ بسياق التداول في تعقّده. وما نرومه في هذا المقال لا يتّصل بِعَدِّ الوجه الثاني نتاجَ الوجه الأوّل، أو كونه امتدادًا لأثره، بقدر ما يتعلّق بالبحث عن تسويغ معقول لهما في نطاق عدِّهما معًا مظهرين لتحوّل جماليّ له أسبابه العميقة التي خفيت عن عديد ممّن تناوله بالفهم والتفسير. وأحبّ أن أُشير في هذه المهمّة إلى سببين رئيسين، ون إقصاء كلّيّ لما يُغايرهما من أسباب. وهما: خفوت سطوة الشفهي وضمور السرديات الكبرى.
ممّا لا شكّ فيه أنّ ما غلب على الشعر العربيّ إلى عهد قريب جدًّا هو إخلاصه التامّ لأصوله الشفهيّة التي تعتمد على الإلقاء؛ فحتّى- وهو يُمرَّر من خلال الإنتاج- ظلّ مُحافظًا في بنية تشكيله على مُراعاة مُتلقٍّ سامع، لا مُراعاة مُتلقٍّ قارئ. ويدخل في هذا الباب التقديس التامّ للعروض الذي هو أحد صيغ الحفظ الذاكرتيّ المُلازم لكلّ إنتاج شفهيّ، وبناء المعنى ذي التكلفة الاقتصاديّة المُنخفضة التي تُقام على إظهار القصد من القول بصيغ تعبيريّة مُنكشفة، بما يعنيه هذا من تحكّم في الالتباس ومراعاة لأقلّ جهد في التقاط المُحتوى. ويحدث هذا نتيجة تأثير خاصّية السماع التي لا تسمح بالتمعّن الطويل، والتأمّل المُتأني. وقد كان محفل السماع الذي يتلقّى الشعر يُكرِّس القصيدة التي هي أقرب إلى الصياغة الشعريّة الشفهيّة التي تُراعي مُواصفات الإلقاء. ولا نُريد أن نُوسِّع التحليل- هنا- لكي نربط الأمر بصورة الشاعر التي تكرَّست داخل التقليد الإنتاجيّ للعبارة الشعريّة، التي تكاد تُماثل صورة الخطيب السياسيّ.
لقد احتاجت الكتابة – بوصفها شرطَ الأدب الحديث في الغرب – لكي تصير لها الغلبة على الشفهي إلى وقت طويل. وهو ما لم يحصل عندنا في العالم العربيّ إلّا في حدود بعض المُحاولات المعدودة التي ظلّت تُعاني من سوء الفهم. لكن يحدث اليوم- ويا لغرابة التاريخ- نوعٌ من التخلّي عن الشعر الإلقائيّ، لا بفعل تطوّر طبيعيّ يُنتقل فيه من مُجتمع نصّيّ يُمجِّد السماع إلى مُجتمع نصّيّ كتابيّ- قرائيّ، وإنّما بفعل ظهور مُجتمع نصّيّ جديد اتّسمت فيه أمكنة الحشد بالضمور، وصار فيه الانفراد بالنصّ المكتوب سمته الغالبة. وربّما كان لظهور النزوع المعلوماتيّ في توصيل الإنتاج التخييليّ دورٌ في تقلص المحفل السماعي أيضًا. وقد صاحب هذا التحوّل تحوّلٌ في الحساسية يُعتمَد فيه على الكتابة، وتمجيدها ضدًّا على الأصول الشفهيّة للقول عامّة، والشعر بصفة خاصّة. وبدأ يسود نتيجة لهذا نوع من الفعل القرائيّ الذي يأخذ وقته في تأمّل الإنتاج المقروء، واستنباط معناه، بما يتضمّنه هذا الأمر من مُراجعة من طريق إعادة القراءة. وكان نتيجة لهذا أن بدأ جمهور الشعر يتقلّص ليصير مُحدَّدًا في نخبة مُعيَّنة تمتلك القدرة على التأويل كما حدث بالنسبة إلى الشعر في الغرب. ولم يكن الشعراء الذين ألفوا كتابة الشعر في إطار تداوليّ سمعيّ أن يقنعوا بالمُتلقّي النوعيّ قليل العدد؛ الشيء الذي دفع بأغلبهم إلى تغيير الوجهة نحو فنّ الرواية بوصفه فنًّا ذا جمهور أوسع.
وقد يعترض البعض على الاستنتاج أعلاه بكون الرواية ليست فنًّا شفهيًّا، بل أنها فن كتابي بامتياز. ويُعَدُّ هذا الاعتراض مقبولًا في إطار المُقارنة التي تقف عند حدود الشكل حسب. وما ينبغي التنبّه إليه- في هذا الصدد – هو كون الرواية تتميّز بقدرتها الفائقة على الجمع في بنيتها بين ما يُلبّي حاجة التلقّي العادي غير المُكلِّف على مُستوى استنباط المعنى وحاجة التلقّي النموذجيّ الذي يتطلّب جهدًا لا بأس به في الفهم. وربّما كانت طبيعة التلقّي هذه في الرواية أحد الأسباب التي جعلت منها فنًّا مُهيمِنًا، ويمتلك من أسباب الحظوة ما يُحوِّله إلى وسيلة لا غنى عنها في تخييل زمان يتّصف بالتسارع. كما أنّ الرواية لا تُقيم صيرورة حياتها على القول المُستند إلى السماع، كما هو الأمر في الحكاية الشعبيّة والشعر ذي الأصل الشفهيّ، وإنّما على اقتضاءات القراءة التي تتمّ في فضاء تلقٍّ فردانيّ مُتّصف بالعزلة؛ فهي فنٌّ غير مُبالٍ بالحشد، وبالصوت ومهارة الأداء في الإلقاء، لكنّها تتّصف- مقابل هذا- بالذيوع، وبالامتداد، وبمُواصلة النشاط القرائيّ في فترات مُتنوِّعة من الزمان، وكأنّها بهذا تلحم ما هو مُتقطِّع زمانًا في الحياة اليوميّة. وربّما كان في خاصّياتها التداولية هده ما يُعوِّض الجمهور المُفتقد في الشعر بالنسبة إلى الشعراء المُتضرِّرين من فقدان سمعتهم بوصفهم مُحرِّكي مُهَج الحشد.
لكن لا يُعَدُّ كلّ ما قيل أعلاه وحده سببًا في تفسير هجرة عديد من الشعراء إلى فنّ الرواية، والعلّة في هذا أن ليس هم وحدهم مَنْ استبدل فنًّا بآخر، فهناك غيرهم ممّن فعل هذا، ويكفي التنبّه إلى عديدٍ من النقاد والفلاسفة ممّن اقتحم مجال الرواية مُجرِّبًا حظّه فيه. وليس منطق الجوائز هو ما كان وراء هذا الانتقال من مجال إلى آخر، بل شيء آخر أكثر تأثيرًا. ويتعلّق الأمر بضمور السرديات الكبرى التي بإمكانها أن تُساعد الناس على عيش عالمهم بطريقة تجعلهم يتحكّمون في تعاطيه، بما تُوفِّره لهم من أسباب التفسير لفهم الحياة. وأمام هذه الخصاصة في الفكر المُساعد على فهم الواقع وجدت الرواية الفرصة السانحة لتتصدّر مشهد الكتابة. والسبب في نيلها هذه الحظوة ماثلٌ في كونها تمتلك في بنيتها التخييليّة ما يسمح لها بأن تُساعد الناس على العيش، وفهم عالمهم؛ فهي فنٌّ يُحاول أن يصوغ كلًّا تُمثِّله الحكاية، وهذا الكلّ يعمل على إعادة إنتاج المُشتَّت في الواقع والمُتفكّك فيه من طريق تخييل حبكة مُنسجمة تضطلع بدور التفسير الذي كانت تتمتّع به السرديات الكبرى.
أديب وأكاديمي مغربي

الهجرة من الشعر إلى الرواية

عبد الرحيم جيران

«مبادرة» تكريم في دورتها السابعة في القاهرة تنحاز للإبداع العربي أينما كان

Posted: 01 Dec 2016 02:14 PM PST

القاهرة – «القدس العربي» : تسع نساء ورجال جدد انضموا من القاهرة إلى قائمة طويلة من الذين منحت لهم «جائزة تكريم» في دوراتها الست الماضية. الدورة السابعة احتضنتها دار الأوبرا المصرية بحضور مصري وعربي حاشد. وعلى مسرحها تسلم الدروع بارزون في اكتشافات واختراعات طبية. وناجحون في قطاع الأعمال. ونساء عملن لتذليل العقبات من أمام أطفال لديهم إعاقة، فساعدوهم لتحقيق أهداف وطموحات. وكرمت نساء عربيات ناضلن من أجل حقوق الإنسان والمرأة. وأخريات كانت البيئة ديدنهن.
وفي كلمة الافتتاح قال مؤسس مبادرة «تكريم» الإعلامي ريكاردو كرم إن النجاح في تكريم المميزين والناجحين هو أفضل ما نقوم به لمواجهة القبح، وأن يزداد عدد الناجحين هو أفضل مواجهة مع الإرهاب. ولا بد على الدوام من السؤال ماذا في المستحيل؟ وماذا في الممكن؟ وكيف يصبح المستحيل ممكناً؟
توزيع الجوائز للعام 2016 بدأ مع جائزة «تكريم» للمبادرين الشباب ومنحت لزياد سنكري من لبنان. والد زياد توفي مبكراً بمرض القلب. فإذا به في دراسته الجامعية يعمل لفهم النشاط الكهربائي للقلب، وكيف أن رصد هذا النشاط وتحليله يمكن أن ينقذ حياة العديد من المرضى. عام 2009، شارك في تأسيس مشروع طبي مركزه كولومبوس، ولاية أوهايو. وعام2010، عاد إلى لبنان للعمل على شركة ناشئة أخرى: «كارديوداياغنوستيكس». هي مبنية على اساس التكنولوجيا المنقذة للحياة التي تحسّن العناية القلبية ويستفيد منها مرضى في كل من الولايات المتحدة الـ50 وغيرها من دول العالم.
•جائزة الإبداع العلمي والتكنولوجي منحت للدكتور طارق أمين من السعودية. وهو من رواد جراحة الأورام في السعودية، ويشغل منصب أحد كبار الاستشاريين المتميزين في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض منذ عام 2005. أسس برنامج جراحة الثدي المتعدد الاختصاصات في أواخر الثمانينات. وهو أول سعودي يرأس قسم الجراحة في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث عام 1998.
•جائزة الإبداع الثقافي مُنحت لـ «فني رغماً عني» من تونس وتسلمها سيف الدين جلاسي. هم شباب، أساتذة، وعاطلون مبدعون من قلب الأحياء الشعبية والمناطق الداخلية. هي هوية مجموعة «فنّي رغمًا عنّي». عنوانها الإصرار على الفعل والتمسك بقيم المواطنة والسعي للتأثير الايجابي في مشهد الانتقال الديمقراطي. تعددت فيها آليات العمل ووسائل التعبير، إلا أن المضمون ثابت من أجل نشر ثقافة حقوق الإنسان الكونية، بالإضافة إلى المشاركات الدولية ضمن مبادرات «العمل للأمل» في مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا ولبنان، حيث حصلت «فني رغما عني» على جائزة الأمم المتحدة للشباب المتطوع 2014.
•جائزة التنمية البيئية المستدامة مُنحت لفاطمة جبريل من الصومال. أسّست عام 1991 منظمة «أديسو» التي عُرفت سابقاً بـ»منظمة القرن الأفريقي للإغاثة والتنمية»، وهذا ما جعلها من أبرز نشطاء البيئة. تعدّ المنظمة محركا رئيسياً في تطوير الحركة البيئية المحلية في الصومال. فاطمة هي المرأة الأبرز في الدفاع عن شجرة «الأكاسيا» الشهيرة في الصومال والتي يتم قطعها لتحول إلى فحم يتم تصديره لتشغيل النراجيل في الامارات العربية المتحدة.
•جائزة «تكريم» للمرأة العربية الرائدة منحت لزينب سلبي من العراق. قبل موت والدتها بزمن قصير علمت منها أنها وافقت على زواجها لعراقي في الولايات المتحدة وهي في العشرين لتبعدها عن العراق في زمن صدام، رغم أنها ربتها على ضرورة الاستقلال الاقتصادي للمرأة، وأن لا تكون طبّاخة لرجل. أسّست في سن الـ23 منظمة «نساء من أجل النساء» الدولية، وهي منظمة مكرّسة لخدمة النساء الناجيات من الحروب وتقديم الدعم المعنوي والعملي الضروريين لإعادة بناء حياتهن. نمت المنظمة سريعا بحيث ارتفع عدد النساء اللواتي تمت مساعدتهن إلى أكثر من400 ألف امرأة وبلغت قيمة المساعدات والقروض التي قدمتها المنظمة ما يزيد على 100 مليون دولار أمريكي ساهمت في تحسين حياة أكثر من 1،7 ملايين فرد.
•جائزة الابتكار في مجال التعليم منحت لـ «النيزك» في فلسطين وتسلمها مديرها التنفيذي عارف الحسيني. المؤسسة مختصة بالتعليم والإرشاد والبحث في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة وغيرها. تعتمد وسائل فريدة ومبتكرة، تحفز المتعلم على الخوض في المعرفة بطريقة شيقة، ليكون شريكاً وليس متلقياً، ويكتشف بنفسه من خلال التفاعل العملي، أدق التفاصيل.
•جائزة الخدمات الإنسانية والمدنية منحت لعزة عبد الحميد من مصر، وهي التي كرّست حياتها في التطوع لخدمة المجتمع، طوال أكثر من عشرين عاماً، لتقديم حياة أفضل للأطفال والشباب الأقل حظاً. عام 1997، أسست جمعية «نداء» لإعادة تأهيل الأطفال الذين يعانون اضطرابات التواصل الحسيّ. وتوسعت خدمات «نداء» لتشمل الأطفال الصم المكفوفين والذين كان يتم تصنيفهم متخلفين عقليًا. وعام 2002 أنشأت «نداء» أول وحدة للصم والمكفوفين في مصر.
•جائزة القيادة البارزة للأعمال منحت لسليم بسول من لبنان، قاد مؤسسة «ميدلباي» منذ عام 2000حيث نمت من مئة مليون دولار إلى 5،2 مليار دولار خلال 15 عاماً، وهي اليوم أكبر شركة لأجهزة الطهي في العالم. وقد اعتبرت من أسرع الشركات الناشئة نمواً طوال السنوات التسع الماضية حسب «فورتشن» و»فوربس». وفي حياة بسول عطاء إنساني يتمثل بمساعد اللاجئين السوريين من خلال «بسول للكرامة».
•جائزة للمساهمة الدولية في المجتمع منحت لـ»أشوكا» الوطن العربي. بيل درايتون أسس «أشوكا» سنة 1980، وصاغ مصطلح الابداع الاجتماعي. «أشوكا الوطن العربي» تأسست عام 2003 ومركزها القاهرة. منذ نشأتها اختارت91 زميلاً لها في 11 دولة في المنطقة. تولت الدكتورة إيمان بيبرس إدارة مكتب «أشوكا»، وهي رائدة في مجال تمكين المرأة والدفاع عن حقوقها.
•جائزة «تكريم» لإنجازات العمر منحت للراحلة فاتن حمامة وتسلمتها ابنتها بحضور زوجها الدكتور محمد عبد الوهاب وحظي هذا التكريم بتصفيق حار ووقوف من قبل الحضور. والجائزة نفسها منحت للراحلة زها حديد. كما نالها بيل غيتس من الولايات المتحدة الذي ظهر في رسالة شكر مسجلة. أما جائزة «تكريم» التقديرية فمنحت للأميرة غيدا طلال من الأردن، وهي رئيسة مؤسسة الحسين للسرطان. كرّست وقتها للكفاح ضد مرض السرطان، والعمل من أجل دعم المرضى في العالم العربي. وذكرت في كلمتها أنها صدمت بهذا المرض عندما اصاب زوجها في بداية زواجهما، لكنه شفي، وتمكنا معاً من تأسيس عائلة من ثلاثة أطفال، رافقوا والدتهم لتسلم الدرع. غيدا طلال طلبت من كل من عانى من السرطان من قريب أو بعيد الوقوف في الصالة. كان الموقف مؤثراً، فأكثر من نصف الحضور وقفوا.

«مبادرة» تكريم في دورتها السابعة في القاهرة تنحاز للإبداع العربي أينما كان
كرمت البارزين في الطب والأعمال الاجتماعية وفلسطين وتونس تميزتا بالتعليم والثقافة
زهرة مرعي

حرائق النار وحرائق التحريض ايضا

Posted: 01 Dec 2016 02:13 PM PST

«وكان بعد مدة، في أيام حصاد الحنطة، أن شمشون افتقد امرأته بجدي معزى، وقال: أدخلُ إلى امرأتي، إلى حجرتها، ولكن أباها لم يدعْه أن يدخل. وقال أبوها: اني قلتُ أنكَ قد كرهتها، فأعطيتُها لصاحبك، أليست أختها الصغيرة احسن منها، فلتكن لك عوضا عنها. فقال لهم شمشون اني بريء الآن من الفلسطينيين إذا عملت بهم شرا. وذهب شمشون وامسك ثلاثمئة ابن آوى واخذ مشاعل وجعل ذَنَبَا إلى ذَنَبٍ ووضع مشعلا بين كل ذنَبين في الوسط. ثم أضرم المشاعل نارا وأطلقها بين زروع الفلسطينيين فاحرق الأكداس والزرع وكروم الزيتون». (التوراة، سفر القضاة، الاصحاح 15، الآيات:1-5).
هكذا يعرف من يدرسون ويتعلمون التوراة، ان البطل اليهودي شمشون، بطل «تموت نفسي مع الفلسطينيين» في غزّة، انتقم من الفلسطينيين «المتسلِّطين» على اليهود في ذلك الزمان، ليس باشعال ثلاثمئة حريق صغير، كما كان ممكنا له ان يفعل، وانما «اكتفى» بمئة وخمسين حريقا، لكنها كبيرة، بفعل تحرك كل ابنَي آوى بسرعة بطيئة، تكفي للتأكد تماما من امساك النار بحقول قمح الفلسطينيين «ايام الحصاد»، وبكروم زيتونهم ايضا.
تذكرت هذا المقطع من قصص/اساطير التوراة، وانا اتابع، مع ملايين غيري، احداث وتطورات موجة الحرائق التي ضربت احراشا في كل ارض فلسطين. بلغ عددها اكثر مئتي حريق، خلال ساعات وايام معدودة، بعضها حرائق صغيرة، فيما بعضها الآخر حرائق متوسطة، الا ان بعضها كانت حرائق هائلة، اكل لهيبها احراشا ومصالح اقتصادية وبيوت سكن وعمارات. بلغ عدد المواطنين الذين تم اخلاؤهم في حيفا وحدها ستون الف، غالبيتهم العظمى من اليهود، ولكن بينهم عربا فلسطينيين ايضا. واضطرت اسرائيل الى الاستعانة بفرق اطفاء جوية، من دول الجوار وغير الجوار، كما قبلت عرضا فلسطينيا بارسال بعض سيارات وفرق الاطفاء الفلسطينية، في صورة حدث يذكر بحدث مطابق قبل بضع سنين، اثناء حريق جبل الكرمل الشهير.
رافق اندلاع الحرائق، ولحق به، وخاصة في مرحلة الذهول من كثرة وكثافة عدد الحرائق، ومرحلة التوجس والتفكير بالعواقب، ووضع السيناريوهات لتحديد اسباب تلك الحرائق، وكيفية معالجة الامر، اربعة تطورات، يخدع المتابعون انفسهم لو قالوا انهم لم يتوقعونها، او حتى انهم لم يتوقعوا اياٍّ منها:
ـ اول تلك التطورات كان انشغال اجهزة ورموز العنصرية الاسرائيلية، بالتحريض على الفلسطينيين في اسرائيل، وعلى الفلسطينيين ضحايا الاستعمار الاسرائيلي، (هل هناك ضرورة لاضافة «البغيض» ليستريح موتورون، يعتقدون ان اضافة هذه الكلمة ضرورية وكافية لـ»منح» قائلها «شهادة شرف الوطنية»، وكأن هناك استعمارا او احتلالاً «ابن حلال»، في حين ان هناك استعمارا بغيضا!! او كأن هناك عدوانا لطيفاً غير غاشم مثلاً!!)، مُلمّحين ومصرحين بان الحرائق، او نسبة عالية منها، هي حرائق مدبّرة ومُفتعلة من قِبَلِ «عناصر تحركها مشاعر قومية متعصبة».
ـ اندفاع انساني طبيعي ومتوقع للعديد من الاحزاب والجمعيات والمؤسسات والبلديات الفلسطينية في اسرائيل، وكان اولهم ابن حيفا ايمن عودة، الذين بادروا بإدانة التحريض على الفلسطينيين في اسرائيل، والتحدث بصريح العبارة عن التضامن مع ضحايا حريق الكرمل الثاني، وفتح ابواب بيوتهم وجمعياتهم ومؤسساتهم لاغاثة الضحايا، دون اي مِنّة او طمع باسترضاء، واستضافة ما امكن من العائلات المنكوبة فورا، والى حين ايجاد حلول لمآسيهم.
ـ كان التطور/الحدث الثالث ايضا متوقعاً، إذ سارع موتورون فلسطينيون وعرب باعلان فرحهم وسعادتهم باندلاع تلك الحرائق، بل و»جنّد» بعضهم الله نفسه في «معركتهم الوهمية» العاجزة، معلنين، (باعتبارهم «الناطق الرسمي» باسم الله)، ان موجة الحرائق هي رسالة تحذير من السماء، ردّاً على توجه في البرلمان الاسرائيلي العنصري، هو في الاساس توجه غبي واستفزازي واخرق، لمعالجة مسألة قوة مكبرات الصوت في بعض مآذن بعض المساجد.
ـ اما التطور الرابع الملفت للانتباه، فقد كان تسابق بعض «المحللين» الفلسطينيين والعرب في الاستدلال،..».اثر متابعة دقيقة، لتداعيات تعرض الكيان، لموجة الحرائق التي اندلعت»، على ان اسرائيل، او قل «الكيان الصهيوني»، هو كيان هشّ. فبضع حرائق فقط شلّت قدراته المُدّعاة، واجبرته التوسل للنجدة وللانقاذ. الامر الذي يعني في نظرهم، الاقرب الى العمى منه الى قصر النظر، ان الخلاص والتحرر من الاحتلال والاستعمار الاسرائيلي، لا يستدعي التقدم والجدية والتصميم، اذ يكفي بضعة لترات من مواد حارقة، وبضعة اعواد من الكبريت، للانتصار ومحو اسرائيل، لتصبح «اثرا بعد عين». وذكّرني هذا بردي عندما جاءني جار، اثناء حرب اسرائيل على قطاع غزة قبل غزّة منشرحا، وهو يبلغني ان صفارات الانذار انطلقت في تل ابيب ومحيطها، فقلت له: يبدو ان لا صفارات انذار في غزّة، إذ لو كان فيها وفي الضفة الغربية وكل ارض فلسطين صفارات انذار، لكانت تُولوِل، دون توقف، منذ عام النكبة حتى يومنا هذا.
ليس في كل ما تقدم دعوة للاستكانة والقعود والركون الى الاحباط، ولا حتى الاكتفاء العاجز متمثلا بالتغني بالصمود. انه دعوة الى التدبّر وإعمال العقل، لمواجهة الاحتلال والاستعمار الاسرائيلي ودحره. ومنذ عقود عديدة سمعت من والدي «سولفية»، (اي رواية يتداولها الناس، بلهجة اهلي في سخنين)، ان واحدا من خدم احد الامراء جاء باشّا وفرِحا ليبلغه: مات الكلب!. وعندما استفسر الامير من خادمه، ابلغه هذا، ان المقصود هو زعي قبيلة اعلن الامير الحرب عليها، فقال الامير لخادمه: وهل من كنت انا اقاتله كلب؟ هل يقاتل الامير كلبا؟؟ الامير يقاتل اميرا،… ألا إنك انت ايها الخادم كلب، واخضعه للعقاب. ويروون قولا مأثورا وحكمة ينسبها البعض الى علي بن ابي طالب، رابع الخلفاء الراشدين تقول: «من تُكرمه تصبح اميره، ومن يُكرمك تصبح أسيره، ومن تعاديه تصبح نظيره». فللعاقل ان لا يكتفي باختيار الصديق. ان العاقل الحكيم يختار ايضا خصمه وعدوّه. ونتذكر هنا بيت الشعر الخالد للشاعر الخالد المتنبي: فمن العداوة ما ينالك نفعُه// ومن الصداقة ما يَضُرّ ويؤلم.
تسابق عتاة اليمين العنصري في اسرائيل، بقيادة نتنياهو ومحيطه، في استغلال موجة الحرائق في اسرائيل، للتحريض على الفلسطينيين. بزّهم جميعا نفتالي بانيت، وزير التعليم في حكومة نتنياهو، وزعيم حزب»البيت اليهودي»، الذي اصاب عندما قال :»ان من يشعل حرائق في احراش بلاد، يُثبت بفعلته انه لا يحب تلك الارض»، وانه لا ينتمي اليها». هذا كلام صحيح، وهذا استنتاج منطقي. هو قال ذلك تحريضا على الفلسطينيين، مشيرا الى قناعة لديه، حتى قبل ان يقول مسؤولو الامن في اسرائيل، من شرطة واجهزة مخابرات. وقال ذلك تعريضا بحب شعب فلسطين لارض فلسطين. لكن، غابت عن ذهن هذا المسؤول الرسمي العنصري الاسرائيلي حقيقتان:
1ـ لم يثبت حتى الان، وارجو ان لا يثبت ابدا، ان فلسطينيين يائسين ومحبطين، لعبوا دورا عمليا في موجة اندلاع هذه الحرائق. لكن، وحتى لو ثبت بالدليل القاطع وبالاعتراف ايضا، ان هذه الحرائق، او حتى بعضا منها فقط، قد أُضرمت من قبل فلسطينيين، فانها ستبقى اعمالا فردية، وليست اعمالا موجهة بقرار رسمي فلسطيني. ويبقى المسؤول عنها افرادا يساوون من تطلق عليهم وسائل الإعلام الاسرائيلية تسمية «اعشاب ضارة» في حقل كبير من الزرع الطاهر النقي، ولا يجوز مجرد التفكير بتحميل كافة الفلسطينيين مسؤولية تلك الاعمال.
2ـ ان من يقدم على تجفيف بحيرة الحولة، ويحوّل مجرى نهر الاردن من طبريا، ويحرم سماء فلسطين من تحليق ملايين الطيور المهاجرة، ويقطع، بلا رحمة، جبال فلسطين، يشهد على نفسه انه كاره لارض فلسطين، وحاقد عليها.
من سخريات القدر، ما يشير اليه خبر في جريدة «هآرتس» الاسرائيلية يوم امس، يتحدث عن الاعادات لاقامة محطات تحلية ضخمة «في وسط البلاد»، لتضخ في بحيرة طبريا، عبر انابيب موازية لانابيب مشروع تحويل نهر الاردن، ولكنها تضخ بالاتجاه المعاكس، لتزوّد بحيرة طبريا بخمسين مليون متر مكعّب من المياه سنويا، لمنع وقوع كوارث محدقة، هم تسببوا بها.
لو استعنت باللهجة المصرية الجميلة، لاكتفيت بالقول: عَجَبي!!.

٭ كاتب فلسطيني

حرائق النار وحرائق التحريض ايضا

عماد شقور

 بين تقدم الدستور وتخلف القوانين الانتخابية

Posted: 01 Dec 2016 02:12 PM PST

من التعديلات المهمة التي أدخلت على الدستور المغربي الذي تم إقراره سنة 2011، المكانة التي أصبحت تحتلها الانتخابات كمصدر لبناء شرعية المؤسسات..
ينص الدستور المغربي في الفصل 11 على أن «الانتخابات الحرة والنزيهة والشفافة هي أساس مشروعية التمثيل الديمقراطي»، وقبل ذلك نص الفصل الثاني على أن «السيادة للأمة، تمارسها مباشرة بالاستفتاء، وبصفة غير مباشرة بواسطة ممثليها. تختار الأمة ممثليها في المؤسسات المنتخبة بالاقتراع الحر والنزيه والمنتظم».
كما أن الفصل 47 كان واضحا في ربط تشكيل مؤسسة الحكومة بنتائج الانتخابات بحيث «يعين الملك رئيس الحكومة من الحزب السياسي الذي تصدر انتخابات أعضاء مجلس النواب، وعلى أساس نتائجها. ويعين أعضاء الحكومة باقتراح من رئيسها».
إذن من الواجب القول بأن الدستور المغربي كان واضحا في ربط موقع رئاسة الحكومة بأصوات المواطنين، ولا يمكن أن نبحث عن حلول سهلة بالالتفاف على هذه القاعدة المركزية في النظام الدستوري، بل وصل الأمر ببعضهم إلى الدعوة بصراحة إلى الانقلاب على نتائج الانتخابات من خلال إقحام بعض التأويلات المتعسفة لبعض بنود الدستور» في تجاهل مقصود للعديد من عناصر التقدم الواضحة في المتن الدستوري.
لكن، ينبغي أن نلاحظ بأن التقدم الحاصل في مكانة الانتخابات من الناحية الدستورية، لم يواكبه نفس التقدم على مستوى الإطار القانوني المنظم للعملية الانتخابية، وهو مسؤول بشكل أو بآخر عن عدم فرز أغلبية برلمانية واضحة. إن النظام الانتخابي الحالي هو نظام مليء بالاختلالات، فهو نظام لا يحقق التوزيع العادل للمقاعد بناء على عدد الأصوات المحصل عليها من طرف الأحزاب السياسية، ولا يسمح بفرز الأحزاب الكبرى ويكرس البلقنة الحزبية، ويساهم بالتالي في تعقيد عملية تشكيل أغلبية برلمانية واضحة.
ولذلك فقد آن الأوان لتعديل هذا النظام على أساس الرفع من عتبة التمثيل ومراجعة التقطيع الانتخابي في اتجاه خلق التناسب بين عدد المقاعد المخصصة لكل دائرة وعدد الهيئة الناخبة. فلا يعقل أن يصل الفرق في التمثيل إلى أكثر من 100 في ٪ بين الدوائر‏، فهناك مثلا مدن من دائرتين تتشكل من 500 ألف ناخب تتمثل بـ7 نواب وهناك مدن أخرى من دائرتين تتكون من أكثر من مليون ناخب وتمثل بـ7 نواب أيضا!! كما أن التسجيل في اللوائح الانتخابية ينبغي أن يتم بطريقة أوتوماتيكية بالنسبة للبالغين سن التصويت، وتبقى عملية الإشراف على الانتخابات وتدبير مكاتب التصويت من الإشكاليات التقنية والسياسية المعقدة التي تحتاج إلى الكثير من الإصلاحات…
إن مسلسل تشكيل الحكومة في ظل نظام انتخابي يكرس البلقنة ولا يسمح بترجمة الأصوات إلى مقاعد بالعدالة اللازمة، وفي ظل منظومة حزبية تمتح من ثقافة ما قبل دستور 2011، سيتطلب زمنا سياسيا معينا، قد يطول وقد يقصر حسب نجاح الأطراف المعنية في بناء التوافقات المطلوبة وتجاوز هذه الصعوبات، وهي صعوبات سياسية بطبيعتها، والمخرج منها لا يمكن أن يكون إلا سياسيا. ربما يراهن البعض على مرور الوقت قصد نسيان يوم 7 تشرين الاول/أكتوبر تاريخ تنظيم انتخاب أعضاء مجلس النواب، الذي بوّأ حزب العدالة والتنمية الرتبة الأولى ب125 مقعدا برلمانيا، بعد حملة إعلامية وسياسية استخدمت فيها جميع أنواع القذف والكذب والتضليل والمس بالحياة الشخصية، وتوجت بتورط بعض أعوان السلطة والإدارة للدعاية للحزب المعلوم خلال الحملة الانتخابية وخلال يوم الاقتراع، مرورا بتنظيم مسيرة الدار البيضاء المجهولة الأب والأم تحت شعارات غريبة عن البيئة المغربية وعن تقاليد النضال الديموقراطي.
يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر غير قابل للنسيان، لأنه اليوم الذي عبر فيه الناخبون عن إرادتهم الحرة في دعم خيار الإصلاح في ظل الاستقرار، وانتفضوا ضد إرادة التضليل والتدجين..
يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر عبر الناخبون المغاربة بشكل واضح عن رفضهم لمشروع التحكم الرامي إلى إغلاق قوس الإصلاح الديمقراطي الذي فتح تحت هتافات الشارع المغربي يوم 20 شباط/فبراير 2011، بعدما اعتقد البعض أن صفحة حكومة بنكيران يمكن إغلاقها بسهولة بعدما هدأ الشارع المغربي، وبعد نجاح مجموعة من الإصلاحات «القاسية» التي بإمكان مواصلتها استرجاع عافية الاقتصاد الوطني دونما حاجة إلى حزب شعبي مستقل في قراراته، وله القدرة على تحصيل مقاعد برلمانية اعتمادا على أصوات انتخابية نظيفة دون تدخل من سلطة المال أو دعم من سلطة الإدارة.
اقتراع 7 أكتوبر غير قابل للنسيان لأنه يحمل الكثير من الدلالات الغنية التي قرأتها الأحزاب الوطنية قراءة صحيحة واختارت دعم مسيرة الخيار الديمقراطي، وأصرت على احترام الإرادة الشعبية فيما سيتمخض عن هذه الانتخابات من مؤسسات وخاصة مؤسسة الحكومة..
اقتراح السابع من أكتوبر غير قابل للنسيان لأن نتائجه هي المرجع الشرعي والدستوري الوحيد لتعيين رئيس الحكومة من قبل جلالة الملك، ولأن نتائجه هي أيضا الأساس المرجعي لتشكيل الحكومة وإعداد برنامجها واختيار رجالاتها ونسائها.. فإذا سلمنا بأن هناك صعوبات حقيقية تواجه تشكيل حكومة بنكيران الثانية، فيمكن القول بأن السبب المباشر وراء تعثر تشكيلها إلى حدود الساعة هو الاعتراض الذي وضعه الرئيس الجديد لحزب التجمع الوطني للأحرار في وجه حزب الاستقلال.. وهو اعتراض غير مفهوم وليست وراءه مبررات مقنعة، ولا يمكن حله خارج الإرادة المعبر عنها يوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر.. نعم، إن بناء الديمقراطية لا يختزل تعريفها في معادلة «النصف زائد واحد»، بل إن إرادة البناء الديمقراطي تتطلب أيضا الإيمان بضرورة بناء توافقات شجاعة وصعبة، لكنها مفهومة من طرف الرأي العام..كما أن الديمقراطية ليست هي بالتأكيد امتهان الأصوات المعبر عنها من طرف المواطنين، وتبخر رسالتهم في الهواء الطلق..
بين بناء التوافقات الصعبة والاحترام الكامل لإرادة المواطنين، يتمتع النبوغ المغربي بالمرونة الكافية لإدارة تناقضات المرحلة، وهو ما يستدعي من الأحزاب السياسية التحلي بدرجات عالية من النضج اللازم قصد إضافة لبنة حقيقية وصلبة في المسار الطويل والشاق لبناء ديمقراطية حقيقية في المغرب..
والأهم، قراءة نتائج اقتراع 7 تشرين الأول/أكتوبر قراءة ديمقراطية صحيحة، وعدم الرهان على نسيان رسالته.

٭ كاتب من المغرب

 بين تقدم الدستور وتخلف القوانين الانتخابية

د. عبد العلي حامي الدين

لبنان وفلسطين: بناء الجسور لا الجدران

Posted: 01 Dec 2016 02:12 PM PST

حملت الأخبار قرار شروع الجيش اللبناني في بناء جدار إسمنتي عازل بطول ستة أمتار حول مخيم عين الحلوة، لكن عادت وحملت قرار تجميد البناء في الوقت الحالي. إن مجرد التفكير في بناء جدار عازل حول أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان يثير أكثر من علامة إستفهام حول الهدف من وراء ذلك القرار المريب وتوقيته والجهة التي تقف وراءه وتموله وتخطط لاستثماره والاستفادة منه على المستويين السياسي والأمني. كما أن الحجة التي سيقت في تبرير بناء الجدار وهي حماية الطريق الدولي وخاصة قوافل الأمم المتحدة لا تنطلي على أحد، إذ إن المخيم يربض في مكانه منذ عام 1948 ولم نسمع أنه تحول إلى مركز لتصدير العصابات المسلحة بل كان مصدر إلهام وإبداع لكثير من الكتاب والروائيين والرسامين وظل ينتج في أحشائه «زعترا ومقاتلين» وشعبا أمينا على ذاكرة الوطن الذي ولد في أبنائه ولم يولدوا فيه.
الواضح أن ظاهرة بناء الجدران حول الفلسطينيين انتقلت عدواها من الكيان الاستيطاني الاحلالي العنصري إلى بعض دول الجوار الذين تطوعوا لتشييد جدران تغوص عميقا في أحشاء الأرض وتحتضن المياه لإلغاء إمكانية حفر الأنفاق فرارا من السجن الإنساني الأكبر. كما أن الكيان وهو يكمل بناء جدار الفصل العنصري في فلسطين المحتلة قرر مرة ثانية أن يقلد إبداعات الجار العربي فيحفر جدارا آخر تحت الأرض أولا ثم يرتفع شاهقا على طول الحدود مع غزة كي يلغي أيضا إمكانية حفر الخنادق التي قد تعود بشلاليط جدد.
سر العداء للمخيم الفلسطيني متأصل في مسامات جلد النظام العربي لأنه يرفض النسيان ويعمل مولدا متجددا للذاكرة الجماعية الحية لشعب اقتلع من أرضه بغير حق ويأبى المساومة. فلا يكاد يستثنى نظام عربي واحد من التضييق على المخيم في دول الجوار.

لبنان والقوانين الجائرة

ما ينطبق على كثير من الدول العربية بالنسبة لفلسطين لا ينسحب على لبنان. فالتداخل بين البلدين تاريخيا لا مثيل له، فالأرض والعائلات والعادات والفولكلور تكاد جميعها تكون إمتدادا لبعضها البعض. فالكثير من العائلات اللبنانية تملك أراضي وأملاكا وعقارات في فلسطين. وتجد حتى اللحظة عمارة في وسط حيفا تملكها عائلة لبنانية معروفة وأراضي مرجع بن عامر كان بعض أصحابها لبنانيين يعيشون في بيروت. وكان شباب لبنان يأتون إلى حيفا بحثا عن عمل حيث كانت تعتبر أكثر مدن المتوسط ازدهارا وجذبا للعمالة الأجنبية. بيروت أيضا كانت أكثر مدينة تنجذب إليها النخبة الفلسطينية للدراسة خاصة في الجامعة الأمريكية. التزاوج بين الشعبين هو الأكثر انتشارا بين أي بلدين عربيين متجاورين وكم من العائلات اللبنانية تجد امتداداتها في فلسطين والعكس صحيح.
بقيت الأمور حميمية بين البلدين إلى أن حلت النكبة بالشعب الفلسطيني فاضطر الآلاف إلى اللجوء إلى الدول المجاورة ومن بينهم من استقر في لبنان ووزعوا على 12 مخيما وأعطيت مسؤولية رعايتهم لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). كانت مفارز «المكتب الثاني» في تلك الفترة تمسك المخيمات من أعناقها حيث اعتبرت الطبقة الحاكمة أن الوجود الفلسطيني أصبح تهديدا لمكونات المجتمع اللبناني. وأجمعت النخب اللبنانية في حينها على ألا يتم دمج الفلسطينيين في المجتمع اللبناني حيث حرم أبناء المخيمات من العديد من التسهيلات والخدمات والوظائف وفي الوقت نفسه منحت الجنسية اللبنانية بطريقة انتقائية لشرائح معينة قليلة من الفلسطينيين وخاصة الأثرياء.
تغيرت أوضاع الفلسطينيين في فترة الثورة بعد توقيع إتفاق القاهرة عام 1969 ولغاية الخروج من لبنان عام 1982. بعد ذلك صدرت العديد من القوانين التي في ظاهرها تهدف إلى تنظيم العلاقات مع الأجانب لكن في جوهرها موجهة ضد الفلسطينيين بالتحديد.
لقد وضعت قوانين في لبنان تخص الفلسطينيين تتعلق بالعمل وحرية التنقل والسكن وحق الملكية والمقاضاة وحق ممارسة المهن الحرة والتجمع والاعتصامات السلمية وغيرها الكثير. لكن أود فقط أن أذكر ببعض تلك القوانين الجائرة التي تنتهك أبسط حقوق الإنسان:
قوانين العمالة – أصدرت وزارة العمل مرسوما وزاريا عام 1964 يحمل الرقم 17561 يقصر المهن في لبنان على اللبنانيين ووضعت لائحة من 70 مهنة ممنوعة على الفلسطينيين. ثم أصدرت السلطات اللبنانية القرار 189 عام 1982 والذي أقر منع الفلسطينيين من ممارسة 60 مهنة توسعت لتصل إلى 75 عام 1983. فالمهندس الفلسطيني يعتبر عاملا عاديا والطبيب يمارس مهنته في عيادات الأونروا أو الهلال الأحمر الفلسطيني. والفلسطيني يحتاج إلى رخصة عمل لممارسة أي مهنة لكنه يحرم من أي مردود تقاعدي أو ضمانات اجتماعية رغم إسهامه في المردود القومي. والحصول على إذن العمل أمر في غاية الصعوبة، ففي عام 2009 أصدرت وزارة العمل 261 رخصة عمل من مجموع طلبات وصلت إلى 145,679. ورغم صدور بعض القوانين التخفيفية عام 2005 ثم 2010 إلا أن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين ما زالت مزرية إلى هذا اليوم حيث يعـيش 81% منهم في فقر مدقع. ولولا المساعدات التي تقدمها الأونروا وتشمل 95% من اللاجئين لحدثت كارثة إنسانية محققة.
قوانين التنقل – كان هناك العديد من القيود التي تقيد حركة الفلسطينيين داخل البلاد وخارجها، وخاصة في الفترة بين 1948 و 1969 ثم بين 1982 و 1998. وكانت المخيمات شبه معازل والحركة مقيدة وتتطلب رخصة تؤخذ من المكتب الثاني. وقد صدر قانون عام 1994 لا يسمح لحملة وثائق السفر الصادرة عن لبنان بالعودة إلى ديارهم إلا بالحصول على إذن خاص ثم ألغي من بعد. ودائما تستعمل السلطات اللبنانية حجة التمسك بحق العودة ورفض التوطين وكأن إصلاح بناء غرفة إضافية قرب بيت الصفيح الذي تسكنه عائلة من خمسة أفراد سيؤدي إلى التوطين.
حق الملكية – وكان معمولا به لغاية عام 2001 حين أصدر البرلمان اللبناني القانون رقم 269 المنشور رسميا يوم 4 أيار/مايو 2001 والذي يحرم الفلسطيني من أي حق في التملك وينص القانون في مادته الأولى على «لا يجوز تملك أي حق عيني من أي نوع كان لأي شخص لا يحمل جنسية صادرة عن دولة معترف بها أو لأي شخص إذا كان التملك يتعارض مع أحكام الدستور لجهة رفض التوطين». واعتبر هذا القانون نوعا من التمييز العنصري غير المبرر خاصة وأن لبنان كان من بين الدول التي صاغت «الإعلان العالمي لحقوق الإنسان» وأنه يتفاخر بالانضمام إلى العديد من الاتفاقيات الدولية المناهضة للتمييز.

علاقات معقدة ومتناقضة
قد لا يكون من بين الشعوب العربية من حمل السلاح من أجل فلسطين أكثر من اللبنانين ولا من احتضن الثوة الفلسطينية مثل اللبنانيين ولا من انخرط مع الفصائل الفلسطينية وقاتل معها ووجه سلاحه إلى لبناني آخر مثل اللبنانيين. لقد عاش لبنان عامة والجنوب خاصة مرحلة نهوض وانكسار الثورة الفلسطينية، دافع عنها وحماها وساهم في إلحاق الهزائم بالكيان الصهيوني. لكن هناك فئات أخرى من اللبنانيين ارتكبت مجازر بحق الفلسطينيين ودمرت مخيماتهم وحاصرت أخرى إضطر معها الأهالي أن يسفوا تراب الأرض أو يأكلوا حيواناتها. لقد وجد في لبنان من يقول «إن الفلسطيني الجيد هو من يكون تحت التراب لا فوقه» ولكن أيضا وجد في لبنان من يقول «إذا كنتم فلسطينيين بالمولد فنحن فلسطينيون بالانتماء».
لقد امتزجت الدماء الفلسطينية واللبنانية في كافة معارك الشرف والكرامة كما سفكت الدماء الفلسطينية واللبنانية من قبل أعداء الأمة وخونتها وانعزالييها. ولذلك فإن قدر الشعبين أن يستمرا في المسيرة التصالحية والتحالف ضد الكيان معا وحل المسائل العالقة بالحوار بما يضمن كرامة الفلسطينيين وحقوقهم المكتسبة وأمن لبنان وسيادته.
ودعني في النهاية أذكر أن للفلسطينيين أفضالا عديدة على لبنان لا ينكرها إلا متعصب أو جاهل. فقد حمل الفلسطينيون بعد النكبة ثرواتهم إلى لبنان واستثمروا أكثر من 15 مليون جنيه إسترليني فيه أي ما يعادل مليار دولار في قيم اليوم، أدت إلى الانتعاش الاقتصادي وأن انهيار ميناء حيفا ساهم في تنشيط ميناء بيروت وإغلاق مطار اللد أدى إلى توسيع مطار «بئر حسن» المتواضع كما يحول الفلسطينيون في الخارج ما قيمته 368 مليون دولار سنويا إلى لبنان. أنشأ الفلسطيني يوسف بيدس أول بنك في لبنان وهو الذي أنشأ كازينو لبنان. وأقام الفلسطينيون في لبنان أول مصنع للملابس الجاهزة وأول شركة تدقيق حسابات وأول محلات سوبر ماركت وأول من قاد طائرة جمبو لخطوط الشرق الأوسط اللبنانية فلسطيني وأول من رفع علم لبنان على القطب الجنوبي الفلسطيني اللاجئ جورج دوماني وكاد عدد الفلسطينيين الخريجين من الجامعة الأمريكية يضاهي عدد اللبنانيين، لمع منهم الكثيرون أمثال حسيب الصباغ وإحسان عباس ومحمد يوسف نجم وبرهان الدجاني ونقولا زيادة. هذا عدا عن عدد كبير من الصحافيين والكتاب وفرق الدبكة والمسرح ويكفي أن نذكر بالموسيقار العظيم حليم الرومي الذي أطلق على نهاد حداد لقب «فيروز». ألا يكفي كل هذا التداخل من توفير الأجواء الإيجابية لبناء الجسور بين الشعبين المبدعين بدل التفكير في إقامة جدران العزلة وسن القوانين الجائرة؟
محاضر في مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة رتغرز بنيوجرسي

لبنان وفلسطين: بناء الجسور لا الجدران

د. عبد الحميد صيام

إنه الكرمل… صوت القبرة

Posted: 01 Dec 2016 02:12 PM PST

هناك من فوجئ بل واغتاظ مما صرح به بنيامين نتنياهو وبعض وزرائه ضد مواطني الدولة العرب، وذلك على خلفية انتشار الحرائق في عدة مواقع ومدن عربية ويهودية، فهؤلاء يؤكدون مجددا أنهم لم يستوعبوا طبيعة النظام الحاكم في إسرائيل، ولا ما يعتمده ساستها من آليات مجربة في تاريخ الأمم وديماغوجيات مدروسة، وهي تستهدف تمتين نهجهم العنصري العدائي الذي لا ينمو إلا على ألسنة النيران وجلد الضحايا التي كانت وستبقى متهمة ومسؤولة عن كل ضيم يحل، وجريمة تتفشى، ومصيبة تنزل على الدولة ومواطنيها، حتى لو كانت كل المؤشرات والدلائل تؤكد على استحالة صحة فرياتهم وعلى انعدام المنطق السويّ فيها.
ففي حين لمّح نتنياهو وبينيت وغيرهما، مع بدايات الحرائق، أن مواطنين عربا تعمدوا إشعالها بدوافع قومية، نقرأ بيانا نشرته قبل يومين الناطقة بلسان الشرطة الإسرائيلية تقول فيه: «إنه ولتفنيد الشائعات وتجنب تقديم البيانات التي لا أساس راسخ لها وحتى أن في بعضها تضليلا للجمهور، أود أن أوضح أنه وفي الوقت الحاضر هناك عدد كبير من التحقيقات المفتوحة ذات الصلة بكل ما يتعلق بموجة الحرائق الأخيرة. وكذلك أؤكد أن مجرد التحقيق ليس بمؤشر على وجود جريمة الإحراق العمد».
لا أفهم ما أهمية تعميم مثل هذا البيان في وقت متأخر، وكلنا يعرف أن من حرضوا على المواطنين العرب نجحوا عمليا في جني وترصيد وزنات راجحة من مشاعر الكراهية، وقاموا بإيداعها في صناديق الحقد وحسابات أحزابهم التي لا تستطيع العيش في عالم السرو والصنوبر الأخضر، بينما تشتد سواعدها وتكبر قاماتها فقط في غابات النار وما تخلفه من نثار أسود ومراعٍ للقهر وللفيروسات المميتة. فوفقا للناطقة بلسان الشرطة نفسها وحسب ما أفاد به مسؤولون في مديرية سلطة الإطفاء والإنقاذ، تم تسجيل حرائق في نحو 1773 ميدانا في شتى أنحاء البلاد، وكفى بهذا المعطى برهانا على خطورة ما أشاعوه بحق المواطنين العرب خاصة إذا عرفنا أن عدد جميع من اعتقلوا لم يتجاوز الثلاثين في حين لم يثبت، حتى كتابة هذا المقال، أن منهم من تعمد إشعال النار لأسباب قومية أو عدائية.
المثير في كل ما حصل سنجده، مرّة أخرى، في ردود فعل بعض الشخصيات العربية، المحلية والبعيدة في الخارج، التي عبرت في الصحافة والإعلام عن فرحتها الكبرى بتلك الحرائق ومنهم من ردد منتشيا ومؤكدا، أن «إسرائيل تحترق»! وعززوا قناعتهم بكلام عن الملائكة ومن السماء، في حين كان آخرون يرون نهاية «الشيطان» تتحقق وهم سابحون على أجنحة المنى المتكسرة وراكبون على سنامات ملأى بالشحم والوهم وتجري وراء خيالات مريضة والسراب.
أحلام هؤلاء الأشقاء العرب المستلة من نيران تلتهم الكرمل، وتحريض نتنياهو ورهطه على عرب الكرمل وأشقائه، هما وجهان للعملة نفسها، بينما يبقى الفارق والحسم فيمن يتحكم بقذف هذه العملة في الريح، ويحدد ميعاد ووجهة سقوطها، فأنا على يقين أنهم حكام إسرائيل وساستها من أحزاب اليمين المغرقين في عنصرية لا تعرف حدا لشهوة الحقد والقمع، في حين يتبقى للعرب، كما دائما، حداءات السقوط والخسارة.
المحرومون من همس النجوم للقمر ومن فوح عطر البرتقال وسيافو الزهور لن يميّزوا بين وجع أصحاب السنديان المحترق، وصمم من يقتلون عنفوانه الشاهد الباقي على مذابح تاريخنا، من عهد إيليا إلى عهد دافيد، والخاسرون لأوطانهم الحقيقية- لأنهم يعيشون في الظلمة ودهاليز القواقع وتحت سطوة استبداد يحسبونه خيار البشر الوحيد- لن يستوعبوا فقه الدمعة، وهي تتساقط ساخنة من عيني أيمن وحدقتي أحمد وأهداب جعفر؛ فما تعرى على سفوح الكرمل في تلك الليالي الحارقة كان، في الحقيقة، جذور الحكاية وأصل تغريبتنا المشقية، ومعها تكشفت أسراب الحجل التي سمعناها من مواقعنا وهي تكركر بين الشجيرات المقاومة وتؤكد لوجهي العملة إياها:
«نحن في حل من التذكار، فالكرمل فينا، وعلى أهدابنا عشب الجليل، لا تقولي: ليتنا نركض كالنهر إليها لا تقولي! نحن في لحم بلادي… وهي فينا!».
نعم هكذا كانت صرخات أيمن عودة مدوية تقض مضاجع السفهاء والعناتر وجميع العنصريين- فمن يحرق كرملنا.. من يحرق وطننا! إنها بلادنا، التي نفديها، ولن نقف كما لم نقف أبدا على الحياد، ولن نكون شهودا على رمادها وخرابها، فانظروا إلى بحرها لينبئكم من أين جاء ملح الأرض، والتفتوا نحو الصبر والتين والزيتون عساكم تكتشفون كيف التصقت السمرة في وجوهنا ووجوه أبنائنا.
لم يكن أيمن الحيفاوي وحيدا، فمثله صاح أحمد الطيباوي في وجه سكان «البيت اليهودي» وأشباههم، من ساسة وإعلاميين ومحللين، ومعنفا جميع المصطادين في زلات القدر بأن: كفوا عن مدائحكم للحرب، أوقفوا أنهار الدم المشتهى في أحلامكم، فنحن هنا، في الكرمل والقدس والنقب، باقون لنحمي البلاد، بلادنا، من الصقيع والنار والبَرَد. هراء ما تشيعون وتحاولون نفثه وعبثًا ما ترددون.
كم أغاظهم حديث الوطن هذا وأفقدهم رشادهم. فالكرمل لم يكن في تلك الليالي مباحا لعواء الذئاب ونعيب البوم وبخلاف مواقع كثيرة كانت تأكلها النيران برزت المعركة لإنقاذه بملامح ساطعة مغايرة، فعلاوة على تلف العديد من البيوت وتهديد كثير من الأحياء السكنية ونزوح عشرات الآلاف عن منازلهم، عكست أحداثها جملة من المفارقات والمشاهد التي من شأنها أن تختزل طبيعة صراعنا، نحن المواطنين العرب، مع سياسات أجهزة الدولة وممارساتها القمعية تجاهنا في الحياة اليومية الروتينية وفي أوقات النوائب والرزايا كذلك.
فلقد جسد انخراط قادة عرب بارزين ووقوفهم في وسط ألسنة اللهب ومؤازرتهم الصادقة لأصحاب البيوت المنكوبة، حالة استثنائية لمعنى شعار النضال العربي اليهودي، في واحدة من تجلياته الطبيعية القصوى والتي، في المقابل، حاول ساسة اليمين حجب مفعولها وتشويهها من خلال تحويل سهام هجماتهم ورشقها صوب من جسّدها في حضن الكرمل مثل أيمن عودة وأحمد الطيبي اللذين اتهما من قبل معظم مغردي اليمين الفاشي كمن يسعرون النار في الليالي ويحاولون في النهارات إطفاءها.
إلى جانب عودة والطيبي وقف العشرات من أهالي حيفا العرب وأصحاب المهن والمطاعم والمؤسسات المدنية وجميعهم عملوا على مساعدة المنكوبين بما استطاعوا إليه سبيلا؛ ولربما نجد في ما قاله السيد جعفر فرح مدير عام مركز «مساواة» لحقوق المواطنين العرب في إسرائيل وصفا لافتا لما جرى في تلك الساعات، فهو وكثيرون يعرفهم تواجدوا إلى جانب أهالي سكان الأحياء المنكوبة وقدموا لهم مختلف أصناف الدعم والمساندة.
وصفه لتلك التجارب المشبعة بإنسانية نقية وكيف كان تعاطي السكان اليهود معها جدير بالعناية والمتابعة، فعلاوة على بعدها الأخلاقي البارز، ينوه جعفر إلى ضرورة إيماننا، كأقلية عربية كبيرة، بقوتنا وبوزننا النوعي وتجسيد ذلك عن طريق إصرارنا على التفاعل مع الأحداث مهما كانت جسيمة، وقناعتنا بقدراتنا على التأثير من دون أن نتردد أو نخشى عواصف العنصريين وهجماتهم المسعورة.
جعفر الذي صرخ كصديقيه في وجه من حاول أن يحفر في الجرح ليفتش عن الكبريت العربي أصر أن يسائل بيبي نتنياهو عن الأهم وعمّا قدّمه لأهل حيفا التي شهدت أحراشها، قبل بضعة سنوات، حريقا هائلا أودى بحياة العشرات من المواطنين، واليوم وبدل أن يجيب كرئيس حكومة على تساؤلات النازحين والمشردين من أهلها، أخذ يحرض هو وبعض وزرائه على المواطنين العرب في محاولة منه لابعاد الشبهات عنه في قضية الغواصات الألمانية وما شابها من شكوك وقرف، لكن جعفر أكد للملأ أن حكومات اليمين وعلى الرغم من مرور السنين لم تفعل شيئًا يحمي سكان المدينة من شر الحرائق وعنصرية الساسة وأكاذيبهم.
كانت أياما عصيبة. إسرائيل لم تحترق فيها. من أحرق «كراملها»، إذا كان هناك من تعمد احراقها، لا يعرف معنى الوطن ومن اغتبط وابتهج، وهو يشاهد ظلال النيران تلتهم خاصرتها وقلبها، لا يعي بأي واقع نعيش نحن العرب وما نواجهه من غطرسة ساستها الرُعناء المأزومين الذين لا ينامون قبل أن يطمئنوا على حرق خشبة من أخشاب تلك الجسور الضعيفة التي ما زالت عالقة بيننا وبين مؤسساتها ومواطنيها اليهود.
مشاركة فرقة الإطفاء الفلسطينية ووقفة القادة والنشطاء والمواطنين العرب شكلت مبادرات حيوية في وجه الناريْن: نار الطبيعة ونار العقول الفاسدة، والصرخات المدوية على الجبل كانت رسائل نضال مشترك عنيد وضرورات واقع مقلق، وشكلت دعائم لتلك الجسور المهترئة وردا حازما على كل من حرض وأشعل النيران ومواقد السم والعنصرية.
أكتب هذا وأكاد أسمع، قبل أن أنهي مقالتي، همهمة المعارضين وتأولات بعض المتهجمين على كل عربي ساعد وانتخى، فلجميع هؤلاء أقول: كفى بالتاريخ واعظا، ولجهّاله وما غفلوا النصيحة أن يراجعوا دروس النار من روما إلى برلين فبر مصر، وكيف استفاد الطغاة والحكام من السنتها وجيروها إلى أقراصهم.
وللعقال والغيورين راحة الضمير وعرق الجبين ولهم أن يعلنوا: «عرفنا ما الذي يجعل صوت القبّرة، خنجرا يلمع في وجه الغزاة، وعرفنا ما الذي يجعل صمت المقبرة، مهرجانا … وبساتين حياة».
إنه الكرمل، يا اختاه، صوت القبرة وصمت المقبرة.
كاتب فلسطيني

إنه الكرمل… صوت القبرة

جواد بولس

كاسترو… رقصة السالسا الطويلة مع اليانكي!

Posted: 01 Dec 2016 02:11 PM PST

تغيب الرئيس الكوبي فيدل كاسترو عن المشهد لسنوات قبل وفاته، وبالنسبة لرجل من طرازه كان ذلك بروفة للموت، فزعيم الدولة الشيوعية الوحيدة التي صمدت في النصف الغربي من الكرة الأرضية كان يعيش تحت إضاءة كثيفة ليمثل أيقونة تمشي على قدمين، والجزء المتبقي، من جيل كامل من زعماء التحرر، ويمكن أن شخصيته الطاغية جعلته أكثر حضوراً من رجال كانوا يستحقون بعضاً من الضوء مثل أميلكار كابرال من غينيا بيساو وعمر توريخوس من بنما، ومع ذلك، وعلى الرغم من كل ذلك، فإن كاسترو ليس إلا فصلاً واحداً من قصة كوبا، الجزيرة التي تمثل بالنسبة للأمريكيين بوابة خليج المكسيك أحد المقدسات الاستراتيجية بالنسبة لواشنطن، والمفارقة أن الأرض الخصبة للثورة في أمريكا اللاتينية لم تستطع أن تقدم نبتاً يشبه السكر الكوبي (المر)!
كوبا أرض الخطايا والموبقات، جزيرة الملذات السرية والقوانين المطاطة، هكذا أرادها الأمريكيون على امتداد نحو ستين عاماً أتبعت اتفاقية باريس 1898 وحتى ليلة رأس السنة 1959 التي شهدت انتصار الثورة الكوبية والانتقال المفاجئ والدوران لمئة وثمانين درجة تجاه موسكو ليشكل الأمر تهديداً غير مسبوق للأمريكيين، حتى مع قياسه بالهجمة اليابانية على بيرل هاربر، ولذلك كانت خسارتهم للجزيرة الكوبية صدمة كبرى جعلتهم يضعون العالم على هاوية حرب نووية أو في النقطة الأقرب للقفز في الجحيم.
تفاصيل الأسابيع الأخيرة من رحلة الثورة في كوبا تبقى واحدة من الألغاز الأمريكية، خاصة أن التقدم الثوري كان يحدث أثناء فترة الرئيس أيزنهاور صاحب المبدأ الشهير لحماية منطقة الشرق الأوسط من التمدد السوفييتي، ومما سيبقى مبهماً إلى حد بعيد هو موقف الأمريكيين من الثورة والاسترخاء الذي أبدوه بينما يقطع الثوار المسافة بين سانتا كلارا وهافانا.
قصة كوبا والولايات المتحدة مليئة بالأسئلة المفخخة، فالكوبيون كانوا الشوكة الموجعة في الهيبة الأمريكية في الستينيات والسبعينيات، وحتى مع تراجع السوفييت في الثمانينيات فإن السلوك الأمريكي تجاه كوبا بقي متحفظاً، واكتفى الأمريكيون بمشاهدة كوبا في معاناة متواصلة ومقاومة صعبة مع المتاعب الاقتصادية التي ترتبت على انحلال مجلس التعاون الاقتصادي الذي قدمت من خلاله موسكو وعواصم أوروبا الشرقية الدعم للدول الشيوعية خارج القارة، وهو ما كان يعني حصرياً كوبا وفيتنام في مرحلة من الزمن، الأمريكيون لم يمتلكوا الرغبة في الإجهاز على كوبا أو كاسترو، كانوا يتطلعون إلى أن يتساقط على الطريقة السوفييتية، وأن يكون المشهد الختامي لأسطورته بانصراف متابعي خطاباته المطولة للالتحاق بطوابير مطاعم الهامبرغر والدجاج المقلي الأمريكية.
تحملت كوبا الكثير في الفترة التي وصفت رسمياً بالمرحلة الخاصة في زمن السلام للتعبير عن الأوضاع الاقتصادية المتردية، ولكن هافانا بدت متماسكة ولم تتعرض للمصير نفسه الذي أدركته بوخارست ووارسو وبرلين الشرقية، وعلى العكس من ذلك، فبقاء كاسترو وحيداً جعله يستأثر بمكانة قيادية في بقايا ما يعرف بالعالم الثالث.
ثلاثة أسباب يمكن للمتابع أن يتفهم من خلالها السر وراء استمرار كاسترو بعد انهيار التجارب الأخرى، وهذه الأسباب، ودون ترتيب، على النحو التالي:

بعد فناء الشعب الأصلي لكوبا نتيجة تضافر ثلاثية الأسلحة والجراثيم والفولاذ كما وصفها جارد دايموند في كتابه الشهير، تحولت الجزيرة لاستقطاب العبيد الأفارقة الذين عملوا في ظروف بعيدة عن أي حس إنساني، وكان المهاجرون الاسبان يمثلون طبقة السادة في المجتمع الكوبي حتى بعد تنازل اسبانيا عن الجزيرة في نهاية القرن التاسع عشر، وعلى الرغم من انتماء كاسترو للطبقة العليا في المجتمع من أصحاب الأصول الاسبانية من المثقفين والتكنوقراط، إلا أن ايمانه بالعدالة الاجتماعية كان حقيقياً وأصيلاً في شخصيته، وبالفعل كانت سياساته تفتح الباب أمام مجتمع غير طبقي في بلد تجذرت فيه التباينات الطبقية لقرون من الزمن.
واستطاع كاسترو أن ينتصر على وجهه البرجوازي الذي يدفعه للإعجاب بالحياة المريحة والثقافة الأوروبية، بما فيها تشجيع فريق أرسنال الإنكليزي، ليصبح أكثر اقتراباً من الكوبيين بوصفهم شعباً متجانساً على الرغم من اتساع الأخدود التاريخي بين شطريه الأوروبي والافريقي.
لم تعرف كوبا فرقاً للموت أو معتقلات سرية، كما لم يكن التعذيب منهجاً في ممارسة السلطة، فالديكتاتور كاسترو لم يخلط استبداده وتفرده بالرأي بممارسة العنف بصورة وظيفية في كوبا، ولم يكن يمكن أن يوضع بأي شكل في الخانة ذاتها التي اشتملت على تلامذة ستالين الصغار مثل تشاوشيسكو وبول بوت، وحتى أنه كان أقل ميلاً واستعداداً للبطش بخصومه من رجال معتدلين في المعسكر الاشتراكي مثل تيتو وخارجه مثل عبد الناصر.
سعى كاسترو دائماً لتوجيه التنمية لخدمة الشعب الكوبي وتعزيز إمكانياته البشرية، فكانت الجهود التنموية وضمن المتاح اقتصادياً تتوجه للخدمات الصحية والتعليم والرياضة، ولم يعرف عنه الهوس بالمباني الضخمة أو المشاريع العملاقة التي توفر له فرصة الحصول على مجموعة من الصور التاريخية التي يمكن تسويقها على أساس أنها منجزات منقطعة النظير.
بالطبع هذه الأسباب تشكل سياقات عامة، يمكن الحصول على بعض التجاوزات هنا أو هناك، ولكنها لا تشكل في شخصيته الكلية سوى ما تفعله البثور الصغيرة في وجه أنضجته الشمس المدارية وأنفاس حقول القصب والتبغ، كما أن أهميتها لا تنفي أسباباً أخرى لبقاء التجربة الكوبية حتى بعد ربع قرن من انهيار المنظومة السوفييتية، وبالتأكيد تأتي في المقدمة الذاكرة السلبية مع الأمريكيين الذين كانوا يعتبرون كوبا بوصفها غوانتنامو كبيرة، حيث يمكن أن يطبقوا جميع المخالفات التي يحظرها القانون والدستور في الولايات المتحدة، والأرض المجانية والحرة للهدنة مع عصابات المافيا، والوديعة الملقاة دون اكتراث بين يدي ديكتاتور منفصل عن الشعب ومستسلم لفكرة التبعية المطلقة لليانكي على الشاطئ الغربي للأطلسي.
برحيل كاسترو يطوى عصر العالم الثالث برمته، ومعه ملفات أخرى كثيرة، ويمكن القول أن العصر الكوبي الجديد سيتزامن مرة أخرى مع عصر أمريكي مختلف، فحضور كاسترو أو غيابه لا يؤثر في حقيقة أن الجزيرة الكوبية ستحتفظ بخصوصيتها وحساسيتها للعالم الأمريكي، ويمكن القول أن الإعلام الأمريكي نفسه كان عاملاً إضافياً في تعزيز صورة كاسترو في العالم وأن جميع حملات التشويه كانت تصب في صالحه في النهاية، فالرجل دفع الأمريكيين لرقصة طويلة من السالسا على زجاج الغرور الأمريكي والعناد الكوبي، ويبقى، في عالم ما بعد كاسترو، السؤال الذي طرحه جورج بوش (الصغير) ببساطته، لماذا يكرهوننا؟ ما زال بحاجة لإجابة حقيقية ومقنعة.
كاتب أردني

كاسترو… رقصة السالسا الطويلة مع اليانكي!

سامح المحاريق

الحرب أولها كلام

Posted: 01 Dec 2016 02:11 PM PST

تمر السياسة الدولية حاليا بتحولات جذرية لها ما بعدها. ومن يطلع على الأدبيات السياسية التي أخذت تظهر في الغرب على ألسنة النخب السياسية، التي صعدت إلى قمة السلطة في الآونة الأخيرة، يصيبه الرعب من هول ما يقولون ويفعلون. فهذه النخب تهدد بتقويض التفاهمات والأسس التي وضعتها دولها، المنتصرة في الحرب العالمية الثانية، وسار عليها العالم منذ ذلك الحين. وهي الأسس التي حفظت تماسك ما سُمي بـ «المجتمع الدولي» خلال السبعين عاما الماضية، وحالت دون نشوب حروب شاملة، سبق وجلبت الويل والدمار للبشرية، نتجت عن سياسة الجشع وحب السيطرة.  
في أمريكا، يقول الرئيس المنتخب دونالد ترامب أنه سيسعى إلى أن «يعيد لأمريكا عظمتها». وفي بريطانيا، التي قررت للتو الخروج من الاتحاد الأوروبي، أعلنت حكومتها بكل صراحة عن نيتها العودة إلى ماضيها الاستعماري، بعد أن عبر الانكليز عن نزعتهم الانفصالية عن أوروبا. وعليه نجد أن لغة الخطاب السياسي لديهم قد تبدلت تماما، لتتماشى مع التوجه الجديد. وغابت لغة «نحن في أوروبا» وحلت محلها لغة «نحن في بريطانيا». فقبل أيام تحدثت رئيسة وزراء بريطانيا، تريزا ماي، أمام حشد كبير من رجال الأعمال الانكليز والقطاع الخاص، في كلمة حددت فيها بوضوح ملامح السياسة المستقبلية الجديدة لبلادها. استهلت حديثها بالإشارة إلى حجم التغييرات التي شهدها العالم، خلال عام واحد فقط، أبرزها قرار خروج بريطانيا من الاتحاد، ثم انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة. 
قالت ماي أن بلادها تهدف من وراء ترك الاتحاد الأوروبي إلى تعظيم دورها الاقتصادي في العالم، موضحة ان عضويتها في الاتحاد، منذ 43 عاما، حالت دون جلب المكاسب للبلاد، فاصبح الخروج هو الحل الوحيد أمامها كي تحرر سياساتها الخارجية، فتكون قادرة على استخدام قوة وحجم اقتصادها لتنطلق مجددا تجاه باقي العالم، وتتعامل مع «حلفاء قدامى وشركاء جدد». والملفت ان ماي أشارت إلى ان بلادها «ستستعمل الحريات» الجديدة لـ «تفرض شروطها» في تعاملاتها التجارية من الآن فصاعدا، خدمة لـ «كل المملكة المتحدة»، في إشارة لها مغزى إلى الأقاليم التي تتكون منها البلاد، وأهمها اسكتلندا التي تتطلع للانفصال عنها.
تحدثت ماي بكل صراحة عما تهدف إليه بلادها بعد التحرر من قيود الاتحاد وقالت أن «أساس المسألة هي زعامة بريطانيا في العالم، بالقوة الغليظة وبالقوة الناعمة». وهذا يشير إلى شيء واحد فقط وهو انها تتصور ان بلادها تريد أن تتزعم العالم ولا مانع لديها من اللجوء إلى استخدام القوة العسكرية لتحقيق ذلك. وهي نفسها كانت قد قالت من قبل أمام البرلمان أنها لن تتردد في استخدام السلاح النووي إذا لزم الأمر. 
وهذا هو الجانب المرعب في الأمر، ألا وهو التلويح بشن الحروب الشاملة، وهذه لغة لم يسمعها العالم منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية إلى يومنا هذا، سيما وان بريطانيا نفسها كانت من بين القوى المنتصرة التي وضعت أسس التفاهمات الدولية، الذي حال دون نشوب حروب شاملة مدمرة. وقد جاء الزمن الذي تنسحب فيه من هذه التفاهمات، وتتخلى عن سياسات اتبعتها على 70 عاما. 
اتسمت نبرة ماي بالتعالي قائلة أنها «واثقة في مواجهة التحديات» المقبلة، وكررت أكثر من مرة ان «بريطانيا تستطيع ان تكون في مركز القيادة» للعالم. ان سعي بريطانيا لتصبح زعيمة العالم مرة أخرى، والدولة الأولى فيه، سيضعها حتما في مواجهة مباشرة مع الدول الكبرى الأخرى، وأولها الولايات المتحدة التي تقول عن نفسها انها هي الدولة الأولى في العالم، ونجد رئيسها المنتخب يعلنها بصراحة أنه قادم ليعيد أمجاد بلاده و»عظمتها». وعليه ستجد بريطانيا نفسها وجها لوجه أمام قوى عالمية لا توافقها الرأي. وهذا سيعيد الأوضاع الدولية إلى المربع الأول، من تنافس على الثروات، تنجم عنه مواجهات وحروب، تجلب معها الويلات للبشر أينما كانوا. 
لقد خلت كلمة ماي من تعبيرات اعتادت أذان الناس أن تسمعها حتى عهد قريب، مثل «التكامل» و»السلام العالمي» و»استقرار العالم وأمنه» وغيرها، وهي تعبيرات كانت تدل على إبقاء أوضاع العالم كما كانت. وكان إذا تجرأ أحد على طرح فكرة تمس، من قريب أو بعيد، تلك التفاهمات العالمية، كانت الدول الكبرى وأذرعها تسارع إلى رميه بكافة أنواع التهم، أقلها التطرف، وزعزعة الاستقرار العالمي وتهديد السلام. وها قد جاء وقت يفعلون هم فيه ما كانوا يحرمونه على غيرهم. 
ختمت رئيسة وزراء بريطانيا كلمتها باستنهاض همم رجال الأعمال الانكليز الذين كانت تخاطبهم وقالت: «بصدارتنا وزعامتنا سنضمن الازدهار لمصالحكم التجارية، ونجاح بلدنا، ومستقبل العالم، الذي سنتركه لأبنائنا. لذلك، دعونا ننتهز هذه اللحظة، ودعونا نحقق هذا معا». لا أدري عن أي عالم تتحدث؟ وما هو شكل العالم الذي تتصور أن تورثه للأجيال المقبلة، بعد أن تكون قد حلقت في سمائه الصواريخ النووية العابرة للقارات، وأسلحة الدمار الشامل؟ أي عالم تتخيل ماي أن يبقى بعد ذلك؟ 
الخلاصة إذن، اننا نسمع كلاما واضحا فيه دعوات مفتوحة للحرب. تبدل الخطاب السياسي، مع مجيء حكام جدد، يوصفون بالتطرف وبأنهم دعاة حرب، أثار حالة رعب اجتاحت العالم. حتى إسرائيل ربيبتهم عبرت عن قلقها من وقوع حرب عالمية نووية ثالثة، وخرج فيها من يدعو لإيجاد ملاجئ للاحتماء من السلاح النووي. وقديما قال الشاعر: 
أَرَى خَلَلَ الرَّمادِ وَمِيضَ نَارٍ … ويُوشِكُ أَنْ يكُونَ له ضِرامُ
فإِنَّ النَّارَ بالعُودَيْنِ تُذْكَى … وإِنَّ الحَرْبَ أَوَّلُها كَلامُ
وإِنْ لَمْ يُطْفِئهَا عُقَلاءُ قَوْمٍ … يكونُ وقودَهًا جُثَثٌ وهامُ
فهل بقي في العالم عقلاء يطفئون نار الحرب؟
محلل سياسي

الحرب أولها كلام

داود عمر داود

ماهي فرص تحالف الأسد مع ترامب؟

Posted: 01 Dec 2016 02:11 PM PST

بصيغة العرض والتمني أعلن بشار الأسد أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب سيكون «حليفًا طبيعياً» لدمشق إذا حاربت إدارته الإرهاب لكنه استأنف حديثه بطرح سؤال يحمل في طياته الاستفهام والاستنكار ربما التقريع على العجز،هل يستطيع تحقيق ذلك هل يستطيع أن يمضي في ذلك الاتجاه
ربما استند بشار الأسد في أمنياته القديمة المتجددة أن يكون رجل مكافحة الإرهاب على خلفية ما صرح به المنتخب ترامب لصحيفة وول ستريت جورنال قال فيها إن استهداف بلاده لنظام الأسد أو دعمها المعارضة السورية المسلحة قد ينتهي بمواجـهة روسـيا.
لو قررنا أن نمسح عقولنا وذاكرتنا المشوشة بمشاهد جثث الأطفال، تحرق ببراميل الأسد تارة وبنابالم بوتين تارة أخرى ، ولو قررنا أن نلبس قناع الإخفاء لنواري سوءات نظام الأسد وتحالف الشر الذي يدعمه، ولو تجردنا من كل إحساس وانفلتنا من عقال القيم الإنسانية وتبرأنا إلى الله من حولنا وقوتنا ، وقبلنا جدلاً أن نفتح الباب أمام مناقشة فكرة لم تعد من باب الجنون المحتمل تحالف بشار الأسد مع الرئيس الأمريكي المنتخب»ترامب»في موضوع محاربة الإرهاب التي يتخذ نظام الأسد وحلفاؤه الروس منه منبراً يحاولون عبثاً الدفع به عن ما اقترفته أيديهم من قتل وتدمير ومحرقة مستدامة وقودها ناس وحجارة المدن السورية.
وقبلنا الولوج في تفاصيل الدراما الأسدية الترامبية دعونا أولاً نسأل سؤالا إذا كان بشار الأسد وجيش مرتزقته يحاربون الإرهاب فمن هو الإرهابي؟وهل بعدما صنع بشار الأسد ومن يحالفه ما صنعوا من بقر البطون وجدع الأنوف وحرق الجثث أو سحلها بعربات عسكرية كما فعل وجههم الآخر»الحشد الشعبي «في عراق العرب فما هو الإرهاب ومن هم الإرهابيون.
وهل يجوز عقلاً اعتبار ترامب حليفاً لمناهضة الإرهاب والتطرف وهو الذي وصل إلى عرش البيت الأبيض بخطاب عنصري بل فتح النار على الجميع.
مازال بشار الأسد ونظامه الهمجي في سكرهم وصحوهم، يتوسلون أمريكا كي تعطيهم دورا لو كان كومبارس أو مشهدا ثانويا غير مهم في ما يسمونه الحرب على الإرهاب ولا تزل إدارة الرئيس المنتهية ولايته أوباما ترفض الموضوع شكلاً وتقبله موضوعاً على أساس أن البديل عنه في سوريا تنظيم الدولة ومن يدور في فلكها.
لم يكد بشار الأسد يصحو من نشوة انتصارات عصبته الباغية على أشلاء أطفال حلب وما بقي من وعر حمص وهو ينتظر ردود أفعال عن آخر ما حرر في حديثه للتلفزيون البرتغالي أدير باللغة الانكليزية والبذة الرسمية والكاميرا تلاحق زرقة عينيه بدلالتها العلمانية الغربية المتربصة بالأصولية السياسية وتفرعاتها الداعشية حتى استفاق على إقرار مجلس النواب الأمريكي مشروع قانون يفرض عقوبات جديدة على نظامه وداعميــه روسيا وإيران، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانيـــة في سوريا تحت عنوان محاربة الإرهاب و»داعميه» مصطلح واسع فضفاض ربما يغمر الكثيرين بعطفه أو إضافته .
ربما وجد بشار الأسد في ترامب صاحب الخطاب العنصري المتطرف المندفع بغوغائيته ونرجسيته تقاطعاً ما في منطقة الحرب على الإرهاب وهو ما يوافق مزاج نظام دمشق صاحب بدعة لا صوت يعلو فوق صوت محاربة الإرهاب وكل ما سواه غير مطروح للنقاش على جدول أعمال رئيس النظام الأسدي وربما وجد ما كان يفتقده عند الإدارة السابقة .
لكنني مازلت أعتقد أن محاولات بشار الأسد العبثية وحليفه الروسي «بوتين» المتطلع لشراكة مستقبلية مع ساكن البيت الأبيض الجديد المتقارب بالأفكار المعجب بالكاريزما البوتينية في البحث عن دور ما قد يوكل إليه في الحرب على الإرهاب لن تنتهي لأنه سيجد فيها ترياق حياة يعيد النبض لقلبه الذي يعيش في غرفة الانعاش المزدوجة الروسية الإيرانية.
ولنتذكر أن عنوان محاربة التطرف والإرهاب هو العنوان الرئيسي الذي مازال نظام بشار الأسد يحاول تسويقه في معرض تبرير ذبح الشعب السوري وحرق مقدراته وهو بالمقام ذاته مبرراً لتواجد موسكو لحضورها العسكري الدموي في سوريا وشماعة لما تقوم به من مجازر .
وبما أن ترامب صرح أكثر من مرة أنه مهتم بالتعاون مع موسكو حليفة الأسد في ميادين محاربة المنظمات الإرهابية وأنها تبلي بلاءً حسناً في هذا المقام فلماذا لا يحاول الاصطياد في هذه البحيرة «الحرب على الإرهاب» ويستغل انبهار وإعجاب بوتين موسكو بترامب واشنطن .
بشار الأسد يحاول للمرة الألف أن يدخل من هذه الثغرة متكئاً على دعم قوي من روسيا يضع نصب عينيه وأمامه تصريحات ترامب بأن اولويته هي القضاء على تنظيم الدولة وإعادة النظر في برنامج تديره» سي آي إيه»لتدريب ودعم المعارضة السورية التي لا يعرف من هي، وعبرعن قلقه لما سيأتي بعد سقوطه.
صحيح أن ترامب قال هذا كله لكنه لم يقل أنه سيمد يده لنظام الأسد، بل أن ترامب نفسه قال في مناظرته أمام هيلاري كلينتون: لا أحب بشار الأسد لكنه يحارب إنتاجك تنظيم الدولة وأوصى باستخدام «قوة هائلة» ضد الأسد.
دعونا لا نبعد عن تفكيرنا أن ترامب لن يكون وحده صانع القرار في البيت الأبيض بقطع النظر عن مزاجه الحاد خاصة في التعاون العسكري مع روسيا الأمر الذي لا يروق للكثيرين في الولايات المتحدة وعارضه البنتاغون بشدة وعبر مسؤولون رفيعو المستوى في إدارة أوباما»السابقة»عن شعورهم بالقلق وضرورة الحذر من التعاون مع روسيا.
ولنتذكر أن البنتاغون «وزارة الدفاع» رفض سياسة أوباما التي جعلت سوريا ميداناً للروس والاكتفاء بمتابعة الميدان من على المدرجات الاوكرانية.
يجب أن لا نسقط من حساباتنا قيادات الحزب الجمهوري الذين أعادوا اختيار «ميتش مكونل» زعيماً للأغلبية، الذي نقل عنه بعد اختياره»قلت للرئيس المنتخب،في حالة القضايا التي لن نوافق عليها فعليك أن تتوقع قتالاً قوياً وصعباً،وتلك ستكون طبيعة علاقتنا.»
صقور الجمهوريين المتعصبين ربما يكون منهم وزير الخارجية أو الدفاع ومنهم من يعودون لحقبة احتلال العراق وقانون معاقبة سوريا .
من المرشحين «نيوت غينغريتش «الذي يسجل له مواقف معادية لإيران، ودعا إلى تمزيق الاتفاقية النووية بين المجتمع الدولي وطهران، داعياً أيضاً إلى إسقاط نظام الملالي. وهو الذي قال أن فترة الإدارة الأمريكية المقبلة ستكون «فترة استثنائية في تاريخ أمريكا السياسي» هؤلاء الأشخاص بالتأكيد لن يصافحوا ذراع إيران في سوريا بشار الأسد .
من جهة أخرى لا يتفق «رومني»المرشح لوزارة الخارجية،وترامب على السياسة التي سيتم تطبيقها حيال روسيا،ويعلن صراحة أن روسيا هي العدو الجيوستراتيجي الأول للولايات المتحدة.
كل ما يمكننا فعله بانتظار أن تظهر التشكيلة النهائية لفريق ترامب أن ننتظر ونراقب .
وفي السياق نفسه سيستمر بشار الأسد في بحثه الدائم كي يصبح شريكاً في محاربة الإرهاب الأمر الذي يعطيه شرعية دولية مفتقدة ويبرر من خلاله كل ما فعل في سوريا ويستمر في سلطته تحت العنوان نفسه محاربة التطرف والجهاديين .
لانعتقد أن ترامب سيعطيه هذا الدور خاصة لو تذكرنا تودد ترامب للقيادة التركية الداعمة للثورة السورية والرغبة الجدية في التعامل معها وربما التقارب مع السعودية حليفة تركيا وداعمة الثورة السورية الرافضة لنظام الأسد
الموضوع في غاية التعقيد ولست اعلم كيف سيستطع ترامب أن يوافق بين الحلفاء الأعداء في ملفات وملفات.
ترامب لن يكون اللاعب الوحيد وصاحب القرار القطعي بالتعاون العسكري مع موسكو أو التحالف مع نظام دمشق حليف إيران وذراعها في سوريا،التي يبغضها.

كاتب وباحث سوري

ماهي فرص تحالف الأسد مع ترامب؟

ميسرة بكور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق