Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الجمعة، 2 ديسمبر 2016

Alquds Editorial

Alquds Editorial


إسرائيل ـ روسيا ـ إيران: الإخوة الأعداء!

Posted: 02 Dec 2016 02:26 PM PST

جرت في سوريا الأسبوع الماضي عدّة غارات جوّية غامضة، أوّلها كان قصفاً إسرائيليّاً من الأجواء اللبنانية لمواقع سورية قالت الصحف الإسرائيلية أنه استهدف عمليّات لنقل أسلحة ثقيلة لـ«حزب الله»، وثانيها استهدف قريتي كفريّة والفوعة المواليتين الشيعيتين في محافظة إدلب والمحسوبتين على إيران وقد تم تداول أنباء عن سكان المنطقة قالت إن الطيران القاصف كان روسيّاً، وثالثها استهدف جنوداً من قوات النخبة التركية قرب بلدة الباب السورية وزعمت روسيا إنها لم تكن وراءه كما أنها برأت طيران النظام السوري من مسؤوليته.
تبدو هذه الغارات شكلاً من المناورات بين خصوم يحاول كل واحد منهم إعادة موضعة الآخر ضمن علاقات شديدة التعقيد تتراوح بين التحالف السرّي والعداوة المبطّنة.
بعض المحللين رأى في الغارة الإسرائيلية الأخيرة قرب دمشق رسالة توجهها حكومة بنيامين نتنياهو للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنها لا تقبل بتحدي خطوطها الحمراء، غير أن صمت القيادة الروسية البليغ وسابقتها المعروفة بتشكيل آلية للتنسيق العملياتي مع تل أبيب، قد يتجاوز، في معناه، عدم الاعتراض إلى نوع من القبول والاستخدام الضمنيّ للغارات الإسرائيلية لتقويم أظافر إيران وإعلامها بحدودها الممكنة.
تعطي الغارات الجوّية «الغامضة» على البلدتين الشيعيتين في محافظة إدلب السورية مصداقية للتحليل السابق، وتعطيه زخماً (وتعقيداً) أكبر، وهذه الغارات التي لم يعترف بها أو ينكر مسؤوليته عنها أحد، لا يمكن اتهام أحد غير روسيا بها، فلا الطيران التركيّ يستطيع المغامرة تحت عين الأمريكيين والروس بقصف بلدتين شيعيتين محسوبتين على إيران، ولا مصلحة أيضاً لطيران التحالف الأمريكي، الذي لم يُعرف عنه هدف غير قصف تنظيم «الدولة الإسلامية» و»جبهة فتح الشام» («النصرة»)، أن يتورّط فيها، وهو الذي اعتذر قبل أسبوع عن استهداف جنود سوريين بطريق الخطأ في دير الزور قبل أكثر من شهر.
جاءت إشارات ذات دلالة من إيران أمس مع إعلان امتلاكها أسهما في شركة ألمانية تبيع غوّاصات لإسرائيل، كما قدّم هاشمي رفسنجاني، رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، قبل أسبوع تلميحات تليق بالطابع الباطني للمناورات السياسية والعسكرية الجارية حين تحدث عن الملك قورش الذي تزوج إستير اليهودية وفكّ أسر اليهود من أسرهم البابلي… وأعادهم، حسب الحكايات، إلى فلسطين، في إشارة متعددة الدلالات، ولا يخفى توجهها بدون مواربة لمحاباة إسرائيل وطمأنتها إلى أن النفوذ الإيراني في المشرق العربي سيكون لصالحها وليس لصالح الفلسطينيين أو العرب.
ما يُدهش في كل هذه النقلات الشطرنجية أن العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد مواقع للنظام السوري أو «حزب الله»، الذي قام بعرض عسكريّ بالمدافع والدبابات والآليات الثقيلة في مدينة القصير السورية ولم يتعرّض خلالها لهجوم إسرائيلي عليه، هو تواطؤ كل الأطراف على اعتبارها من عاديّات الأمور، فلا «حزب الله» عاد يهدّد بالرد «في الوقت المناسب»، ولا نظام دمشق ينتهزها فرصة للحديث عن مقاومة إسرائيل و«ممانعتها».
إضافة إلى كون هذه الضربات وسيلة لتحديد «أوزان» الملاكمين الذين يلعبون على الحلبة السورية، فإنها تريد تأكيد قضيتين أساسيتين:
الأولى هي ضرورة بقاء النظام السوري مع تذكيره كل فترة بضرورة انضباطه ضمن سلّم طبقات البلطجة العالمية.
والثانية هي تركيز جهود الجميع على هدف واحد: قتل أكبر عدد ممكن من السوريين لإنهاء أي إرادة أو أمل بالتغيير، ونشر هذه الرسالة عبر المنطقة العربية.
الضربات إذن هي لتحديد الأحجام وعدم الانشغال عن القتل المعمم لشعب لا يريد أن يقبل بالاستبداد.

إسرائيل ـ روسيا ـ إيران: الإخوة الأعداء!

رأي القدس

لقاء مع القراء: غسان (كمان وكمان)…

Posted: 02 Dec 2016 02:25 PM PST

ليس صحيحا أن الكاتب وحده يعري أعماقه في مقالاته، فالقارئ يفعل أيضاً ذلك في اختزال بارع عبر سطور رسائله وايميلاته). ونتعارف معاً على نحو ما، فوق ذلك الجسر الأبجدي المضيء.
الأديبة الشابة عفيفة حلبي استطاعت الحصول لي على محضر أحد لقاءاتي مع صديقتي منذ ألف عام المطربة الكبيرة فيروز بمعونة عمرو ـ سلطنة عمان، فشكراً لهما. في أرشيفي الكثير من النقص مما تاه عني في سنوات تشردي أو حريق أرشيفي في الحرب. وأتمنى أن تعلمني عفيفة والأخ عمرو بما قد تطاله أيديهما من مجلات وصحف قديمة. وقد لفتتني حقاً ملاحظة عمرو حول إحدى رواياتي عن الذي استغل تشابه الأسماء طلباً للكسب لكنه قتل بالنيابة عن (سَمِيّه) وأرصد متابعة عمرو لي ولأعمالي الأدبية من زمان فشكراً.

أفانين كبة وذكريات عراقية

رسالة أفانين كبة العراقية/الكندية في تعليقها على «حذار ممن لا يحب الموسيقى» تتحدث بجمالية عن ذكرياتها العراقية ووالدها حيث تكتب: لقد وعيت على الحياة وأنا أستمع إلى الموسيقى الكلاسيكية من خلال مجموعة الأسطوانات التي حملها والدي المرحوم إلى بغداد بعد إنهاء دراسته في بريطانيا في الأربعينات» وذلك أمر جميل، أعني حين ننفتح على جماليات الشعوب الأخرى. ولا أتفق مع وصف «عبد المنعم ـ فرنسا» إن الذين يستمعون إلى الموسيقى الكلاسيكية نجهدهم «مستلقين على ضفاف مسبح الميريديان» ولا أحد يبث الموسيقى الكلاسيكية في المسابح كلها!) ثم أن حب الموسيقى الكلاسيكية لا ينفي حب القدود الحلبية لصباح فخري وأنغام «الربيع» لفريد الأطرش التي يحبها هو. وما من حب يلغي الآخر. والرهافة الروحية ليست وقفاً على الأثرياء… وإلى جانب سابحي (الميريديان) الذين قد يحبون أو لا الموسيقى الكلاسيكية ثمة العديد من الطلبة المفلسين في لندن مثلاً الذين كانوا يذهبون إلى (ألبرت هول) للاستماع إلى الكلاسيكي تشايكوفسكي وسواه بمقابل شبه مجاني في الصفوف الأخيرة بالطابق الأعلى لصق السقف المحدب وقوفاً… وكنت وأخي منهم ذات يوم حين كنا طلاباً للعلم في لندن، ولم يمنعني ذلك من حب «العتابا والميجانا»… و«يا ليل يا عين» و«أبو الزلف» فالموسيقى ليست (طبقية) ولا (ارستقراطية) أو (بروليتارية) والمرء قد يتذوقها أو لا، دونما إطلاق الأحكام على الآخر إذا أحبها أو رفضها.. الموسيقى تستعصي على المحاكمة لأن حبها مزاج عاطفي وروحي أولاً وليس (ايديولوجياً).. وإذا كان هتلر عاشقاً لموسيقى فاغنر فذلك ليس ذنب فاغنر.
في المقابل اعترف أنني أفضل الاستماع إلى معزوفة بيتهوفن الرقيقة «إلى إليز» بدلاً من أغنية «الطشت قلي يا حلوة ياللي قومي استحمي» أو «العتبة قزاز والسلم نايلون». لكن ذلك لا ينتقص من عروبتي.

«بتلوموني ليه…»

ولأن الشيء بالشيء يذكر، فقد تذكرت أخاً قارئاً كتب لي مرة مفسراً (من عنده) سبب عدم حضور الشاعر محمد الماغوط وليمة زوجي للغداء مع صهري (المفضل) د. عادل زعبوب وزوجته ابنة عمي سلمى سليم السمان ود. علي القيم، قائلاً ان الشاعر الماغوط كان يكره مطاعم النجوم الخمسة الباريسية. لكن الماغوط كان ينزل ضيفاً في فندق «رويال مونصو» الفخم جداً لصاحبه يومها د. عثمان العائدي. أما دعوة زوجي فكانت لمطعم فرنسي عادي!! وربما كان علينا دوماً التحري عن باطن الأمور قبل إطلاق الأحكام. فسبب غياب الماغوط لم يكن الاعتراض على المكان بل المرض الذي اشتد عليه في أيامه الأخيرة ولم أكن على علم بذلك حين دعوته.

غادة الشاويش والشهيد غسان

وأختم بوقفة مع الفلسطينية غادة الشاويش التي تكتب لي على نحو مؤثر عن غسان كنفاني مطالبة ببعض الأجوبة حوله، وسألبي رغبتها في الحديث عن جانب من غسان.. وهو لامبالاته بالموت. غسان كنفاني كان شهيدا حقيقياً دونما التباس وذلك في زمن الخلط بين الشهيد و«الضحية» أو «المغرر به». وكان يعرف أن العدو الإسرائيلي يريد (إزاحته) لخطره على مشروعهم الجهنمي ولم ينجحوا حتى في إخافته…
لم يحمل يوماً السلاح.. ولم يحط نفسه بالحراس.. وكنا نخشى عليه من لامبالاته. ومرة قررنا عاطف السمرا وأنا ـ وكان الزميل عاطف صديق سهراتنا وتشردنا يخشى عليه مثلي من لامبالاته ورفضه للاحتياطات الأمنية فغسان كان يعود آخر الليل إلى بيته في الحازمية (مار تقلا)، واتفقنا عاطف وأنا أن نكمن في الطريق الترابية التي تقود إلى بيته لنريه كم من السهل اغتياله. وبعد سهرة معه، سبقناه، عاطف وأنا، وكمنا له في الشارع الضيق الذي يقود إلى بيته وهبط غسان من سيارته للاستطلاع لمَ دربه مسدودة! وقلنا له بعدما خرجنا من الظلام إنه يمكن لأي عميل إسرائيلي اغتياله… ويكفي أن يفعل ما فعلناه، أي يغلق دربه الترابية الخاوية من السيارات ليلاً، ولم يبال غسان!!

غسان الشجاع حقاً!

مرة أخرى كان كميننا في موقف سيارته أمام بيته آخر الليل بعدما سهرنا معاً. وايضاً ومرة ثانية لم يخف من سهولة الاعتداء على حياته… وهو للأسف الشديد ما فعله العدو حين فخخ سيارته أمام بيته ولم يجد صعوبة في تفجيرها. وخسرناه. وربحته القضية كأحد أنبل الشهداء الفلسطينيين وأنقاهم…
هل تريدين المزيد من الحكايا يا عزيزتي غادة الشاويش؟ المجال لا يتسع الآن وسأفعل فيما بعد!
الأستاذة لطيفة حليم ـ المغرب صديقة أبجديتي من زمان يسعدني استمرارها في المحبة وفي دعمها. لاحظت أن وقفتي اليوم كانت بمعظمها مع الأخوات القارئات، ولكنني لست (شوفينية) وفي الأسبوع المقبل سأقوم بالتعويض عن تقصير غير مقصود.

لقاء مع القراء: غسان (كمان وكمان)…

غادة السمان

فيلم «العساكر» بعد أن هدأت العاصفة!

Posted: 02 Dec 2016 02:25 PM PST

قبل الشروع في كتابة هذه السطور، وبالتحديد في الساعة العاشرة بتوقيت مكة المكرمة، التاسعة بتوقيت القاهرة، من صباح يوم الجمعة الثاني من ديسمبر/ كانون الأول، كنت قد انتهيت من مشاهدة الفيلم الوثائقي «العساكر»، الذي أثار ضجة كبيرة، انتهت الآن، بعد شعور أهل الحكم في مصر بخيبة أمل؛ ذلك بأن الفيلم لم يلب احتياجاتهم، في إعادة حشد الجماهير، حول عبد الفتاح السيسي من جديد، باعتباره هو الجيش المصري الذي تمت الإساءة إليه في الفيلم!
الفيلم الذي شاهدته صباح أمس الجمعة، عرض على الشاشة مساء الأحد الماضي، ولم أشاهده خلال هذه الفترة، واعترف ابتداء بأن مشاهدتي له، كانت مسكونة برؤية سلبية مسبقة، إذ كنت سياسياً ضد عرض الفيلم، لأنه بدا منذ التنويه عنه، بمثابة جرعة أكسجين لنظام يلتف حبل الغضب الجماهيري حول رقبته، بسبب فشله في البر والبحر، وارتفاع الأسعار على نحو غير مسبوق. ورأي هذا النظام أنه بهذه الجرعة يمكن أن يعود للتنفس الطبيعي، بدعوة الناس للذود عن حياض الأمن القومي المصري، الذي استباحته «الجزيرة» بفيلمها الوثائقي، وهذا ما يفسر كيف أن الإعلام المصري الموالي للانقلاب، اجتمع على نغمة واحدة، وهي أن قطر تنتج فيلما عبر «الجزيرة» يستهدف الجيش المصري في مقتل!
فنياً، فقد خشيت أن يحول النقص في الصورة وفي المشاهد الطبيعية، دون استكمال أركان الفيلم الوثائقي، والبلاغ الذي تقدم به أحد المحامين للنائب العام ضد مدير قناة «الجزيرة» الإعلامي «ياسر أبو هلالة»، ومخرج الفيلم «عماد السيد» يفيد أن المخرج خارج البلاد، فكيف يمكنه استكمال البناء المعماري للفيلم الوثائقي، الذي جرى ابتذاله في السنوات الأخيرة، على نحو كاد يفقده معناه، ليلحق به ما لحق من ابتذال لمفهوم التحقيق الصحافي، الذي انتهى إلى استطلاع رأي يتم بالهاتف مع المستطلعة آراؤهم حول قضية معينة، ليرد إليه الاعتبار ما يسمى بموضة «التحقيق الاستقصائي»، مع أن الأصل في التحقيق الصحافي أنه استقصائي قبل أن يجري ابتذاله في الصحافة العربية.

أفلام المقاولات

شاهدت فيلما وثائقياً عن أحد الدعاة الراحلين، وهالني أنه لم يعتمد على جملة واحدة من مذكراته المكتوبة، أو بعض ذكرياته الواردة في خطبه، أو محيطه العائلي والأسري، ولا توجد لقطة لبيته الريفي في مسقط رأسه، والذي كان دائم السفر إليه في السنوات الأخيرة قبل وفاته، فقد تم الاكتفاء بشخص واحد من معارفه، ثم أربعة أشخاص من المحللين تتنقل بينهم الكاميرا، أحدهم ناقد فني في إحدى المجلات، كما لم تتم الإشارة إلى معاركه الأبرز!
وفيلم الداعية هو عنوان للكثير من الأفلام الوثائقية، التي قام عليها هواة، يتسمون بالخفة، ويتصفون بـ «الكلفتة»، أي الرغبة في الانتهاء من العمل بأي شكل وبأقل كلفة مادية، مما يُذكر بأفلام المقاولات التي عرفتها صناعة السينما في مصر في فترة السبعينات وتوقفت مؤخراً لعدم الإقبال عليها ولتشبع المشاهد من هذه النوعية من الأفلام، وإن كانت لم تنته تماماً فبعض الأعمال إلى الآن تنتمي لجنس سينما المقاولات!
للدقة فقد شاهدت فيلم «العساكر» من منطلق الرفض لعرضه ابتداء، وقبل عرضه قلت في برنامج «النافذة المسائية» على «الجزيرة مباشر» لو كان سيئاً سأعلن معارضتي له، وأنا أراه قد مثل قارب نجاة لعبد الفتاح السيسي، فاستغله لحشد وسائل إعلامه في حرب طواحين الهواء ضد قطر التي تعمل على تفتيت الجيش المصري، كما تم تفتيت الجيش العراقي. ولأول مرة أعلم أن الحكم العسكري في مصر «ممتعض» لتفكيك الجيش العراقي، مع علمي أن القائد الأعلى للقوات المسلحة اللواء طيار محمد حسني مبارك، هو الذي قال للأمريكيين إنه شاهد أسلحة الدمار الشامل في العراق بعينه مما أعطى مبررا لغزوه وحل الجيش العراقي، ولم يقل أحد في المؤسسة العسكرية لمبارك إنه هذا مما يضر بالأمن القومي العربي، هذا فضلا عن أن السيسي يعلن الآن انحيازه للسلطة في العراق، وهي السلطة التي جاء بها الاحتلال للمساهمة في تدمير ما تبقى من قوة الجيش العراقي والقضاء المبرم عليه!
لأن الغريق يتعلق في «قشاية»، فقد وجد عبد الفتاح السيسي وأركان حكمه أن الفيلم فرصة لإعادة الجماهير المنفضة من حوله، على قاعدة هجوم «الجزيرة» على الجيش المصري، لكن المعركة لم تصل للمواطن، وظلت على مستوى قنوات تلفزيونية، فقدت مبرر وجودها، وصارت عبئاً مضاعفاً على نظام هو بدوره يمثل عبئاً بفشله على فكرة الانقلابات العسكرية على مر العصور!
عرض الفيلم جاء في وقت بدأت فيه القوى الرافضة للانقلاب في عملية عزل للسيسي بعيداً عن الجيش، وقال الدكتور محمد محسوب إن ما جرى في مصر ليس انقلابا قام به الجيش، ولكنه انقلاب مخابراتي لصالح عبد الفتاح السيسي. وأعلن القيادي الإخواني الدكتور محمد البلتاجي في مرافعته أمام المحكمة التي تحاكمه بأنه لا يوجد عندهم مشكلة مع الجيش فمشكلتهم مع عبد الفتاح السيسي.
لقد كان عرض الفيلم فرصة لقيام الأذرع الإعلامية للسيسي بلفت انتباه الناس في مصر بعيداً عن أحوالها المعيشية السيئة والتي تزداد سوءاً في كل يوم، حتى تخلص المواطنون من خوفهم وصار اسم السيسي لا يذكر إلا مسبوقاً أو متبوعاً باللعنات وفي كل مكان. لكن ما لم ينبته له الإعلام بهذه الحملة على «فيلم العساكر» أنه قام بدور الدبة التي قتلت صاحبها، فقام بدعاية للفيلم، حتى كادت الشوارع في مصر تخلو من البشر في لحظة عرضه، فكانت الخيبة الثقيلة!

الاختراق

ليس في الفيلم ما أشاعوا من أنه اخترق وحدات الجيش المصري، وفي ظل التجنيد الإجباري فإن ملايين المصريين مروا بمرحلة الخدمة العسكرية، وإذا كان الفيلم أشار إلى قسوة المعاملة بعيداً عن مستوجبات الضرورة العسكرية، فقد اعتبروا ما عرض هو قليل «لا يشفي الغليل». واللافت أن البعض تساءل عن الجديد في الفيلم، الذي رأوا أنه لم يقدم جديداً. وهذا من طبيعة الفيلم الوثائقي الذي يختلف عن العمل الدرامي، فالأول يستمد قيمته من نقله للواقع في قالب فني، أما الأخير فليس نقلاً لهذا الواقع، فهو يقترب منه لكن لا ينقله «نقل مسطرة»!
لو وجد في العمل جديداً عن ما عاينه الناس بأنفسهم، لكان «فبركة» وتحاملاً، وقد شاهد الفيلم من عارضوه قبل عرضه، فخرجوا متمسكين بموقفهم، وشاهدنا بعد العرض نفس النغمة على مواقع التواصل الاجتماعي فالجندية شرف، إلى غير هذه الشعارات التي لم تنف ما جاء في الفيلم عندما تجري الاهانة للجندي بعيداً من الدوافع العسكرية، وما هو الشرف في مهمة «السيكا» أو «عسكري المراسلة» الذي يقوم بتنظيف حذاء الضابط وتلميعه؟!
إنها الوطنية الزائفة، التي دفعت للاحتشاد ضد قناة «الجزيرة» ودولة قطر، عند الإعلان عن عرض الفيلم، ثم وضع الجميع أحذيتهم في أفواههم والـ «سي بي سي» تعيد عرض فيلمها الوثائقي «موت في الخدمة» مستغلة أجواء الدعاية لفيلم «الجزيرة» فلربما التفت الأنظار إليها، وهو يتحدث في الموضوع نفسه تقريباً، وبشكل أكثر جرأة، مما يؤكد أننا أمام وطنية مصطنعة، ولأن «فيلم الجزيرة» بدا أنه لم يذكر أشياء لم تحدث فقد تم الدفع بسؤال حول الدروس المستفادة التي تجعل الجزيرة تذيع هذا الفيلم؟!
الإعلام، ليس درس وعظ، أو خطبة منبرية، ليكون السؤال عن الدوافع والدروس المستفادة من كل خطبة أو درس، وماذا في الفيلم ما يمكن أن يساهم في هدم الجيش المصري؟ التجنيد الإجباري؟ هل هذا كان سراً؟ إذن ليتم استغلال موضوع الفيلم في إلغاء التجنيد الإجباري، لأن الكثيرين يرون في الجندية شرف، ليكون هذا رد على هذا الفيلم المغرض؟ ثم في السؤال عن لماذا الجيش المصري؟ لماذا لم يوجه هذا السؤال لـ «بي بي سي»، وهل بريطانيا العظمي صاحبة القناة المذكورة تعادي القوم في القاهرة بعرضه وإعادة عرضه؟! ولماذا لم يتم النظر إلى أن قيمة مصر، وقيمة جيشها هو الدافع وراء هذا الفيلم؟!
لقد عالجت الدراما المصرية موضوع الفيلم الوثائقي بشكل أكثر جرأة وبتهكم أضحك الناس ولم تحذفه الرقابة على المصنفات الفنية ولم تر فيه جريمة، ومن أول فيلم «إسماعيل ياسين في الطيران»، إلى «البريء»، إلى «عبود على الحدود».
وخذ هذه، في ليلة عرض «فيلم الجزيرة» شاهدت على فضائية «ماسبيرو زمان» مقطعا من فيلم لم أعرف اسمه، حيث كان يقوم بدور قائد الجيش الفنان «حمدي غيث»، وكانت «مشيرة إسماعيل» تقوم بدور زوجة ضابط أصيب في الحرب وينبغي سفره للخارج للعلاج، والقرار بيد القائد الذي دعا الزوجة لمكتبه فإذا بها تجد نفسها في غرفة نومه، حيث راودها عن نفسها، فهي حسب قوله تطلب طلباً استثنائياً، يستلزم ثمناً استثنائياً، وعندما تخبره أن زوجها ضحى من أجل الوطن، فيكون جواب قائد الجيش والمطلوب منها عملاً وطنياً أيضاً لا يقل في الوطنية عن تضحيات زوجها عندما ترفع الروح المعنوية لقائد الجيش!
إن فيلم «العساكر» ومن الناحية الفنية لم يكن كما توقعت، فقد وظف مخرجه الإضاءة والمشاهد التمثيلية لتعويض النقص في المشاهد من داخل الوحدات، فكأنها هي فأنتج مع القصور عملاً وثائقياً جيداً.
من لم يعترض على فيلم الـ «بي بي سي» ليس له أن يعترض على فيلم «الجزيرة».

صحافي من مصر

فيلم «العساكر» بعد أن هدأت العاصفة!

سليم عزوز

طاغية واحد أفضل من مئات الطغاة في سوريا والعراق وليبيا

Posted: 02 Dec 2016 02:24 PM PST

إذا بقينا نفكر ونتصرف بالعقلية العربية المعهودة فلا أعتقد أننا سنحقق شيئاً، بل سنظل نجتر آلامنا وكوارثنا سنة بعد سنة وعقداً بعد عقد وربما قرناً بعد قرن. لقد اعتاد العرب على دفن أوساخهم دائماً تحت السجادة، فبدل أن يتخلصوا من القذارات، كانوا دائماً يحاولون إخفاءها كي لا ينفضح أمرهم، أو كي لا يعترفوا بواقعهم. ونحن نعلم أن أهم مراحل العلاج هو التشخيص، فلا قيمة لعلاج يتجاوز التشخيص. عندما نضع يدنا على المرض، عندئذ يصبح اختيار العلاج سهلاً جداً. لكننا دائماً اعتدنا على تغطية عيوبنا وأمراضنا. ونحن نعلم إذا كان لديك دمل على يدك، فلا يمكن أن تعالجه بتغطيته بمنديل ورقي، بل يجب أن تعرضه على الطبيب كي يداويه أو يستأصله. أما التستر عليه بالمناديل فلن يحل لك المشكلة.
تعالوا الآن نشخص سبب تدهور الأوضاع في العراق وسوريا واليمن وليبيا بعد الثورات؟ لماذا لم تنتقل شعوب تلك البلدان من حالة الطغيان والحكم الشمولي إلى الديمقراطية، أو على الأقل إلى حال أفضل قليلاً كما فعل الأوروبيون في أوروبا الشرقية حيث انتقلوا من الشيوعية إلى الديمقراطية بسرعة قياسية، بينما ما زلنا نحن في بلاد الثورات نصارع إما الأنظمة القديمة أو نصارع بعضنا البعض كما هو حال الفصائل في سوريا واليمن وليبيا. هل الفصائل التي تقاتل الجيوش في سوريا واليمن وليبيا والعراق تريد فعلاً التخلص من الطواغيت وأنظمتهم الطغيانية، أم أنها تريد فقط أن تحل محلهم؟ هل ثارت الشعوب كي تستبدل طاغية بطغاة أو طاغوت بطواغيت؟ هل ثارت كي تستبدل الفالج بالسرطان؟ هل ثارت كي تستبدل بشار الأسد بأبي بكر البغدادي؟ انظروا إلى ماذا حصل العراقيون بعد أن تخلصوا من صدام حسين. لا شك أن صدام كان ديكتاتوراً، لكنه كان الديكتاتور الوحيد في البلاد. ورغم مساوئ الديكتاتورية الرهيبة، إلا أنها كانت أفضل للعراقيين بعشرات المرات من الديمقراطية الأمريكية التي جاءتهم على ظهور الدبابات. حتى أكبر معارضي النظام العراقي السابق باتوا يترحمون على صدام حسين الديكتاتور.
ويرى رجل الدين الشيعي والسياسي والمؤلف العراقي الشهير إياد جمال الدين أن «زمن الديكتاتورية كان أفضل من الآن بمرات ومرات لأن صدام على الأقل حفظ الأمن والاستقرار في العراق.
وبدل الانتقال إلى ديمقراطية حقيقية، صار كل المعارضين يريدون أن يحلوا محل صدام، فصار لدينا عشرون صداما شيعيا على أربعين صداما سنيا على خمسين صداما كرديا، فبات الناس يترحمون على الديكتاتور الأوحد، بعد أن انتشر التشتت والتفلش، وصار العراق إقطاعيات طائفية ومذهبية وعرقية وقبلية وعشائر. نعم نحن نريد الحرية، لكن حرية مع أمن، لا حرية وفلتان وقتل ونهب وسلب وميليشيات. لقد كنت من أقوى أنصار الديمقراطية، لكني الآن أتمنى لو يعود الديكتاتور ليحافظ على الأقل على دم الناس. صحيح أن صدام كان يقتل، لكن الآن لدينا عشرة آلاف صدام يقتلون الناس لأتفه الأسباب»، كما يقول جمال الدين.
وقد انتقل السيناريو العراقي إلى ليبيا وسوريا واليمن. كم قذافي هناك الآن في ليبيا؟ كم علي عبدالله صالح في اليمن؟ كم بشار الأسد في سوريا؟ بدل أن تسعى الفصائل الليبية لبناء الدولة ولملمة الجراح بعد سقوط القذافي راحت تتقاتل على المناصب والغنائم، وكأن الشعب الليبي كان يريد أن يستبدل عقيداً بمئات العقداء؟ وحدث ولا حرج عن سوريا المتشظية. كم فصيل لدينا على الأرض يقاتل النظام؟ أحد المعارضين تحدث عن حوالي ألفي فصيل. تصوروا ألفي فصيل لكل واحد منهم أجندته وتوجهاته وإماراته وقادته ومصالحه الخاصة وميزانياته وحدوده. ولو كانت تلك الفصائل على قلب رجل واحد لا بأس، لكنها بدل أن تتحد في مواجهة النظام الفاشي راحت تتقاتل فيما بينها. وعندما ترى حجم الضغائن والأحقاد والانقسامات والتنافس بين تلك الفصائل، لقرأت السلام فوراً على الثورة وعلى البلاد. هل هذه فصائل تريد أن تحقق الأمن والاستقرار والازدهار للشعب السوري، أم تريد أن تتقاسم أشلاء البلاد فيما بينها؟ بأي شرع ستحكم إذا كانت تكفّر بعضها البعض، ولكل واحد منها سياساته ومخططاته ومصالحه الخاصة ومواقعه؟
قلناها مراراً إن دخول هذه الفصائل على خط الانتفاضات الشعبية نزل برداً وسلاماً على الطواغيت، وجعلهم يتنفسون الصعداء. وقد صار بإمكانهم بسهولة أن يقولوا للداخل والخارج: أليس من الأفضل أن يكون هناك طاغية واحد في البلاد، أم إنكم تريدون مئات الطواغيت؟
لا شك أن البعض سيقول إن القوى الكبرى هي التي أغرقت بلادنا بفصائل متناحرة لمنع التغيير أو لتحقيق مشاريعها على حساب دمار أوطاننا وتشريد شعوبها. وحتى لو كانت القوى الشريرة وراء تكاثر أمراء الحرب كتكاثر الفطر في بلادنا، فاللوم يقع أيضاً على من ارتدى لباس الثورة وقبل أن يكون أداة في أيدي المتلاعبين بأوطاننا أو حذاء في أرجلهم.

٭ كاتب وإعلامي سوري
falkasim@gmail.com

طاغية واحد أفضل من مئات الطغاة في سوريا والعراق وليبيا

د. فيصل القاسم

انتقاد محترفي الشتائم على الدول العربية… والجنيه يتلقى الضربات والفقراء يدفعون الثمن

Posted: 02 Dec 2016 02:24 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي» ـتبدلت الأولويات وارتدى الأعداء ثوب الأشقاء في الإعلام المرئي والمكتوب المصري، وها هي إسرائيل تتلقى كثيرا من التعاطف من قبل الدولة وإعلامها للحد الذي يدفع بصناع القرار برعاية إعلامية مذهلة لتقديم الدعم التقني واللوجستي لإطفاء الحرائق، التي ما زالت تنتشر في المدن والقرى في فلسطين المحتلة، فيما توجه الآلة الإعلامية الرسمية وترسانة صحف وفضائيات رجال الاعمال نيرانها نحو الرياض والدوحة، فكلتاهما مازالتا تواجهان لعنات كتاب وإعلاميين لم يجدوا في الأفق من أعداء سوى المملكة العربية السعودية وقطر على مدار الساعة، ومع كل طلعة شمس. وأينما وليت وجهك شطر أي صحيفة وفضائية فالهجوم على كلا الدولتين مقدم على ما سواه من قضايا، فيما تتعامى تلك المنصات الإعلامية التي وجهت أسنة رماحها نحو الخريطة العربية عن الجرائم البربرية، التي يشنها جيش الاحتلال الاسرائيلي والمؤامرات التي تنفذ على عجل لتهويد القدس وهدم المسجد الاقصى، كما لن تعثر في هذه المنصات على أثر لجرائم بشار الأسد، الذي يقتل شعبه برودة أعصاب وفي غيبة تامة من الضمير الإنساني، الذي شيع لمثواه الأخير .. صحف الجمعة زخرت بالعديد من الموضوعات والمعارك الصحافية ضد الحكومة، التي فشلت بامتياز في كبح جنون الأسعار للسلع كافة، كما تتواصل الحملات ضد الإخوان الذين يحملون تبعة أوزار أخطاء الحكومة من تردي قيمة العملة الوطنية لاختفاء السكر والدواء. وإلى التفاصيل:

«المصريون»: هل النظام والإخوان
قادرون على الصلح فعلا؟

مسار المصالحة في مصر معقد بالفعل، ومن جانبه يرى جمال سلطان رئيس تحرير «المصريون» أنه من الصعب حاليا أن تمضي فيه السلطة أو الجماعة، لأكثر من سبب وأكثر من معوق، فالانقسام ليس واقعا بين السلطة والإخوان فقط، بل الانقسام أكثر تشظيا وتشعبا، فهناك انقسام داخل الإخوان أنفسهم، ومن البديهي أنه لا يمكن للجماعة أن تمضي في مصالحة مع النظام قبل أن تحقق مصالحة مع ذاتها وترمم انقساماتها، كما أن الجماعة ما زالت تعيش أجواء انقسام بل وكراهية مع بقية المكون الوطني المعارض، سواء المدني أو حتى الإسلامي، الممثل في حزب النور السلفي، وسواء كانت أحزابا أو ائتلافات أو نشطاء من قوى «ثورة يناير»، والاتهامات المتبادلة ما زالت متسعة وخارج السيطرة، ولن يكون أخلاقيا أن تبحث الجماعة عن مصالحة مع النظام وهي في خصومة مع شركاء «ثورة يناير»، والأمر هنا سيفسر على أنه انتهازية سياسية لمحاصصة مع السلطة لحساب الجماعة وليس لحساب الوطن نفسه، وهو ما يعمق الجراح ويعزز الاتهامات، التي طالت الجماعة في تجربة ما بعد الثورة، وبالتالي فقبل أن تشرع الجماعة في مصالحة مع السلطة ستكون ملزمة ولو بحد أدنى من المصالحة مع القوى الوطنية المعارضة». في السياق نفسه يرى الكاتب أيضا «على جانب النظام نفسه، فهو يعيش انقساما عنيفا مع شركائه فأغلب القوى الوطنية التي شاركت في تظاهرات 30 يونيو/حزيران وما قبلها ومهدت الأرض لإطاحة الإخوان وقدوم النظام الجديد بقيادة السيسي أصبحت في خصومة سياسية عنيفة مع النظام نفسه».

«التحرير»: حكومة عبد العال
التي تمشي على حل شعرها

كنا نتمنى أن نرى مجلس نواب يعبر عن متاعب المواطنين في جميع مجالات الحياة، خاصة أن هذا المجلس منتخب من جموع الشعب، إلا أننا أصابتنا الصدمة كما أصابت في «التحرير» مدني صلاح الذي قال: «هذا المجلس الذي فشل في مراقبة الحكومة ولم يقدم أدنى تعاطف مع معاناة الشعب نتيجة صعوبة الحياة المعيشية للمواطن البسيط. والغريب أن برلمان عبد العال، الذي أعلن زواجه من حكومة سماعين حاول أن يثبت للناخبين أن الأزمة الاقتصادية التي نعيشها هي مجرد حلول للحكومة لسد عجز الموازنة، وكان ذلك في دور الانعقاد الأول لمجلس النواب، الذي لم يقدم أي دور حقيقى في مراقبة الحكومة التي تزوجها زواجا كاثوليكيا، أي بمعنى أنه زواج ليس فيه طلاق، ويظل أبديا، حتى تنجح الحكومة في القضاء على هذا الشعب، ليخلو لها الجو مع برلمان عبد العال. وسمعنا وعودا كثيرة من نواب البرلمان بأنهم في دور الانعقاد الثاني سيحاسبون الحكومة ويراقبون أعمالها، بعد أن تأكد الجميع أنها تمشي على حل شعرها ولا أحد يستطيع ضبط إيقاعها المنحرف، مما أدى إلى انتشار الفوضى في الأسواق، وانتهز التجار فرصة هذه الفوضى وقاموا برفع الأسعار وفشلت الحكومة في مواجهة هذه الأزمات، التي يتعرض لها الشعب، في الوقت الذي يعلم فيه برلمان عبد العال أن المواطن البسيط هو الذي يدفع الثمن، وغير قادر على تحمل هذا الغلاء الفاحش، خاصة مع نقص الأدوية وارتفاع أسعارها، مما أدى إلى وفاة الكثير من المرضى بسبب عدم قدرتهم على سداد قيمة جلسات الغسيل الكلوي، التي ارتفعت قيمة الجلسة الواحدة منها إلى 300 جنيه».

«الأهرام»: كيف نستفيد
من الإدارة الأمريكية الجديدة

كيف نستعد للتعامل مع الإدارة الأمريكية الجديدة سؤال اهتم بالاجابة عليه محمد عبد الهادي علام في «الأهرام»، مؤكدا على أهمية استغلال المناخ الإيجابي لتصريحات ترامب عن دور مصر في المنطقة، وعدم الالتفات للمناخ السلبي، الذي يشيعه من كانوا على علاقة ممتازة بالإدارة الديمقراطية الحالية، وتوجهاته. وقد كتبنا قبل أسبوعين عن هذه الفرصة السانحة ويجب هنا إدراك ان دونالد ترامب (72 سنة) سيحكم لمدة 4 سنوات، وقد لا تتكرر لمدة أخرى، لذلك لا بد من العمل على الاستفادة من النيات الإيجابية وتحقيق المصالح الملحة ووضع العلاقات مع الولايات المتحدة في إطار جديد وهو ما يتطلب القيام بجهد كبير». ويدعو الكاتب «للاستفادة من طرح ترامب موضوع مكافحة الإرهاب على رأس أولوياته والدفع في طريق تصنيف جماعة الإخوان الإرهابية وأشقائها على قائمة المنظمات الإرهابية من أجل محاصرة تلك المنظمات على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وبدء حملة في أروقة المنظمات الدولية للكف عن استخدام لغة مراوغة (مثل المصالحة مع قيادات الجماعة الإرهابية) وتسمية الأشياء بمسمياتها في الفترة المقبلة».

«الشروق»: حرب
ترامب المقدسة ستبدأ قريبا

لم يعرض الرئيس المنتخب دونالد ترامب رؤية حول حرب مقدسة يريد أن يخوضها خلال حملته الرئاسية، إلا أن اختياره للجنرال مايكل فلين كمستشار للأمن القومي دفع الكثيرين، كما يؤكد محمد المنشاوي في «الشروق» للنظر لسجل الرجل وكتابه الوحيد، والذي نشر في شهر يوليو/تموز الماضي، كدليل كاف للتعرف على «الحرب المقدسة»، التي تتمنى إدارة ترامب شنها والانتصار فيها طبقا لتصوراتهم ولفهمهم المحدود للعالم من حولهم.
وخطورة «حرب ترامب المقدسة» تنبع من طبيعة مُنظِرها الجنرال فلين. وكتاب فلين المعنون بـ»ساحة الحرب: كيف يمكن الانتصار في الحرب العالمية على الإسلام الراديكالي وحلفائه» تعد مانيفستو عسكري سطحي للغاية لتصورات الرجل والتي يبدو أنها أقنعت بشدة الرئيس الأمريكي القادم ترامب لدرجة تعيينه فلين في المنصب الهام في عملية صنع السياسة الخارجية والأمنية للولايات المتحدة، رغم اعتراض الكثيرين.
وتزداد هنا أهمية دور مستشار الأمن القومي في صنع القرارات التي تخص قضايا الأمن الخارجي والداخلي، وأن يُسهم في خلق خيارات متعددة، إلى جانب قيامه بالإشراف على القرارات التي يتخذها الرئيس. ومنذ صدور قانون عام 1947 الذي قنن المنصب، وتأكيده على قربه من الرئيس وعلى عدم وجود تدخل للكونغرس في الاختيار أو في الموافقة على اختيار الرئيس، شغل المنصب عددا من أهم صانعي السياسة الخارجية الأمريكية في العصر الحديث من أهمهم هنري كيسنجر يعتقد الجنرال فلين، وهو الذي عمل كرئيس للمخابرات العسكرية الأمريكية بين عامي 2012ــ 2014 أن الولايات المتحدة منخرطة بالفعل في حرب دينية، وأن أمريكا تخسر هذه الحرب حتى هذه اللحظة. ويقول فلين «نحن في حرب عالمية، إلا إن عددا قليلا فقط من الأمريكيين يدركون ذلك، ولا يعرف هؤلاء طريقة الانتصار في هذه الحرب». ويعرض فلين لتصور مخيف عن العالم يبدأه بضرورة «تدمير الجيوش الجهادية الإسلامية»، وضرورة القضاء على حلفاء أعدائنا من الدول مثل روسيا والصين وإيران وغيرهم ولا تتوقف الحرب لدى فلين على الانتصار العسكري، بل تتخطاه لضرورة تحقيق الانتصار الأيديولوجي».

«المصريون»:
المذيع الذي يلعن «داعش»

نتحول للساخرين ومحمد حلمي في «المصريون»، والذي ذهب في جولة مع صديق له في مدينتنا، عطفنا على محل مسليات لشراء لب وسوداني.. تأخر صاحب المحل في الرد علينا إذ كان مشدودا بكل حواسه إلى عزمي مجاهد على الشاشة وهو يسب ويلعن في أبو بكر البغدادي و«داعش»، ويحذر المصريين منه إذا لم يكفوا عن الشكوى من الغلاء لأن الشكوى تهدد الاستقرار وتتيح الفرصة لإرهابيي «داعش» لاغتصاب نساءنا. أخيرا التفت إلينا صاحب المحل.. فسألته: بيعجبك المذيع ده؟ قال دا راجل تمام.. كاد صديقي ينفعل على الرجل فغمزته فتراجع عما اعتزمه.. تناولنا أكياس اللب والسوداني وانصرفنا.. فقلت لصديقي لا تعتب على الرجل، فهذا هو الجمهور المستهدف لإعلام مجاهد وأمثاله.. فقال أنا أفهمك، لكن ليس من المعقول أن يكون مثل هذا الرجل على درجة من الجهل إلى هذا الحد من الغباء.. قلت بل جهل أسود وأبشَع مما تظن، وسوف أثبت لك حالا.. عدنا إلى الرجل وسألته: لا مؤاخذة يا حاج .. ما تعرفش من فضلك شقة أبو بكر البغدادي؟ سألني: في أي عمارة؟ قلت له في برج «داعش». فتطلع نحوي لبعض الوقت وهو يفكر ثم سألني: ــ هم قالوا لك العنوان فين بالظبط؟ قلت: قالوا هنا في الحتة. قال وهو يشير لي بيده: ــ امشي كده تلاقي شارع على ناصيته فرن افرنجي، خش في الشارع اللي بعده واسأل».

«الوطن»: تجارة الدواء
التي تقتل المواطن مرتين

من يرحم المصريين؟ السؤال يطرحه محمود خليل في «الوطن»: «انظر إلى حال شركات الأدوية التي تريد رفع سعر الدواء، بالشكل الذي يتناغم مع ارتفاع سعر الدولار، العملة الرئيسية التي يستوردون بها بعض الأدوية، والمادة الخام لصناعة بعض الأدوية الأخرى محليا. هذه الشركات تتنافس مع بعضها البعض بأعلى درجات الشراسة، شأنها في ذلك شأن العاملين في أي صناعة، من أجل ترويج وتسويق ما تنتجه من أدوية، تتنافس هذه الشركات في النسب التي تمنحها للصيدليات لترويج منتجاتها (وكله من دم المريض)، ويلف مندوبوها آناء الليل وأطراف النهار على الأطباء في كل حدب وصوب، ليعرضوا عليهم منتجات الشركة، تقدم الهدايا والعطايا والعينات والفيتامينات وخلافه (وكله من دم المريض)، لا.. ليس ذلك وفقط، بل تنظم الرحلات لأعزائها الأطباء، داخل وخارج مصر (وكله من دم المريض) ويقابل المنافع والمكاسب والفوائد التي يحصل عليها الطبيب التزام من جانبه بتصدير دواء الشركة التي «ظبطته» إلى الروشتات التي يكتبها لمرضاه (وكله من دم المريض).
ليس كل الأطباء سواء، مؤكد أن كثيرين منهم يتقون الله في المريض، ويكتبون له «روشتة موضوعية» يراعون فيها حالته والأنسب له من الأدوية، بغض النظر عن الشركة المنتجة لها. يذهب المريض المسكين بروشتة الطبيب الطيب إلى الأجزخانة ليحصل على ما يلزمه. فيسحب الأجزخجي صنفا ثم الثاني، ثم يعتذر له بعدم وجود الثالث الذي كتبه الطبيب، وأن بإمكانه أن يحدد له بديلا متوافرا لديه (شوف خدوم أد إيه؟!). ليس شرطا أن يكون الدواء الذي استبدله لك الصيدلي غير موجود أو «شاحح»، ربما كانت مشكلته فقط أنه رخيص الثمن، وكثير من الصيدليات الآن لا تحب العمل في الأدوية الرخيصة، لأنها تكسب منها ملاليم، وهي تريد حصد أكبر قدر ممكن من الأرباح (وكله من دم المريض).

«الأهرام»: ابدأوا بمقاطعة التجار كي يتعظوا

بالأمس كانت هناك حملة تم الإعداد لها منذ فترة طويلة، لمقاطعة التجار يوم الأول من هذا الشهر، كعقاب لهم على جشعهم المستمر تجاه المواطن المصري، وبالأخص تجاه من لا يقوى على الشراء من الفئات المعدمة، ومن جانبها ترى مها عزام في «الأهرام» أن المقاطعة هي الأداة الأكثر ارهابا للجشعين من التجار.. إذا كنا نحن، الموظفين نتحدث عن غلاء الأسعار، وما يشكله من أعباء اقتصادية، فما بالنا بالمواطن الغلبان، فماذا يفعل بعد أن وصل كيلو اللحم إلى 100 جنيه، بدون مبرر، وهنا أتحدث عن أساسيات للمعيشة في أي منزل. لذلك حملات المقاطعة أسلم حل ليتوقف التجار عن ممارسة بلطجتهم على المواطنين، وهذه الحملة وغيرها هي نوع من تمرد الشعب المشروع على غلاء الأسعار غير المبرر يوم ورا يوم، والوقوف في وجه التجار ولو ليوم واحد والامتناع عن التعامل معهم أو الشراء منهم.. وقد اتفقت نسبة كبيرة من المجتمع (ولا أعلم حجمها) على عدم الشراء في هذا اليوم، والاكتفاء بما هو متواجد داخل المنازل لتلبية الاحتياجات، مما قد يسهم في الحد من جشع التجار غير المبرر، وكنت من أوائل من سمع بهذه الحملة ونادى بها وسط أقرانه وأصدقائه ومحيط المعارف والأهل والأقارب، ووجدت هذه الحملة صدى واسعا بين المحيطين ممن أعرفهم وفي أوساط العمل، حتى أن صدى الحملة وصل لطلاب الجامعات وتضامن معها كل من علم بها وكانت قد بدأت منذ الـ30 من الشهر الماضي بمقاطعة شراء السلع، لمكافحة جشع التجار والمحتكرين».

«الوفد» تشيد بمشروع
الدولة الإقتصادي وتهاجم الإخوان

احتل الهجوم على الإخوان مساحة كبيرة في صحف أمس وها هو وجدي زين الدين، رئيس التحرير التنفيذي لـ«الوفد» يتصدر المهاجمين: الذي يدقق في أفعال الجماعة الإرهابية وتصرفاتها الحمقاء وفي أكاذيبها التي تدعو إلى الفوضى والاضطراب، يدرك تماما أن هذه الجماعة تستحق جائزة كبرى ـ إن صح التعبير ـ في الغباء السياسي والجهل المطبق في قصور الفهم.. الذي قامت به الحكومة قبل يوم «11/11» من قرارات جريئة بشأن الإصلاح الاقتصادي الذي تحتاجه البلاد، يدرك تماما، وكما قلت قبل ذلك إن هذه الجماعة ماتت وغارت الى غير رجعة. قرار تعويم الجنيه ثم تحريك أسعار الوقود معناه أن مصر تعيش حالة استقرار وأن المواطن المصري يدرك حجم التحديات الشديدة التي تواجه البلاد، وأن هذه الجماعة الغبية لم يعد لها وجود أصلا، ولو أن الدولة المصرية الجديدة تعمل لها أي حساب ما أقدمت على بدء خطوات الإصلاح، وأن هذا يعني أيضا أن مصر تسير في الطريق الصحيح الذي رسمته الدولة الجديدة من خلال مشروع وطني ما فعلته مصر في الدخول في حلبة الإصلاح الاقتصادي هو قرار تأخر كثيرا، فقد كان يجب أن يبدأ برنامج الإصلاح منذ أربعين عاما.
عندما تقدم الدولة على هذه الخطوة الرائعة، يعني أن الدولة الجديدة تسير على الطريق الصحيح، وأنه مهما صدرت التهديدات وشاعت الشائعات وانتشرت الأكاذيب، فلم يثن مصر الجديدة كل هذه المهاترات عن الاستمرار في تنفيذ المشروع الوطني الجديد الذي يؤسس لمصر الحديثة التي يحلم بها كل المصريين.. وبالتالي فإن كل الدعوات التي تنادي بالفوضى والتخريب لا مجال لها الآن في ظل حرص الدولة والشعب على الاستقرار والاصلاح الذي انتظرته البلاد طويلا».

الدكتورة منى مينا: المصريون تحولوا لسلعة

مازالت أزمة نقص الأدوية مستمرة، ومن جانبها قالت الدكتورة منى مينا، وكيلة نقابة الأطباء، إنها ستذهب للتحقيق السبت المقبل بناء على استدعاء من نيابة استئناف القاهرة، مشيرة إلى أنها «قالت الحق بدون خوف لأن مشكلة الدواء والمستلزمات الطبية تستحق أن تفتح، حتى لو كانت ستتسبب في مشاكل من وراءها».
وحسب البداية أوضحت «أن مشكلة الدواء تعتبر أساسية وتخص ملايين المصريين، وكانت هناك محاولات شديدة لإنكارها حتى الأيام الماضية، بالرغم من تواجدها في الأماكن كافة، ولم أسعد بصدور قرار بحبسي، ولكني في النهاية فعلت ما أراه صحيحا».
وتطرقت وكيلة نقابة الأطباء، إلى مقال الدكتور أسامة الغزالي المنشور بعنوان «منى مينا»، والذي طالبها فيه بالإعتذار عن اللفظ، الذي قالته في البرنامج ذاته بشأن السرنجات، موضحة أنها ليست لديها أي مشكلة في الإعتذار، ولكن في حالة واحدة إذا أخطأت، ولكن ما حدث هو نقل لإستغاثة من وجهة نظري وما أثير من جدل بعد نقل التصريحات منسوبة لي بشكل محرف، الهدف منه الأغراض لنصل إلى النتيجة الموجودة حاليا ووجهت الدكتورة منى مينا، سؤالا إلى أسامة الغزالي: «حضرتك لم تر الكوارث الخاصة في موضوع الصحة والأدوية والفلاتر والمحاليل والمستلزمات الطبية؟»، مشيرة إلى أن الإعتذار يجب أن يصدر عن من يتركون الشعب المصري في حاجة إلى سلعة أساسية وغير مرنة وليس هناك مفر من احتياجها مثل الأدوية».

«اليوم السابع»: إيران تحرق المسلمين!

الهجوم على إيران يتصاعد في الصحف وها هو مصطفى عنبر في «اليوم السابع» يتهمها بأنها لا تريد خيرا بالمسلمين: جسد اطلاق إيران الصواريخ على المملكة العربية السعودية بشكل عام ومكة المكرمة بشكل خاص، نيتها وسعيها لاستفزاز مشاعر المسلمين، ورغبتها الخبيثة في تدمير المقدسات الإسلامية، كما فعلت في سوريا والعراق فكيف لدولة مثل إيران تدعي الإسلام وتدعم في الوقت ذاته ميليشيات تستهدف مكة المكرمة وتطلق الصواريخ على البلد الحرام؟
وقد اتضح للجميع عدم رغبة الحوثيين في الوصول إلى حل في اليمن ومحاولتهم تصدير مشكلاتهم مع الحكومة الشرعية للخارج من خلال اعتدائهم على المملكة ومقدساتها. حيث اعتادت ميليشيا الحوثي على رفض مختلف مبادرات الحل السياسي والسلمي للأزمة اليمنية منذ بداية انقلابهم على السلطة الشرعية بمساندة القوات العسكرية الموالية للمخلوع على صالح وحتى الوقت الحالي.
وكان لافتا رفض الحوثيين للمبادرة الأممية الأخيرة، رغم أنها شرعنت للإنقلاب في بعض بنودها، ومنحت الميليشيات الحوثية ما لم يكونوا يحلمون به من قبل، وجاء إعلان رفضهم للمبادرة بعد أن رفضتها السلطة الشرعية، وكان بإمكانهم الإعلان عن قبولها ولو شكليا من أجل إيهام المجتمع الدولي أنهم مع الحلول السلمية وإحراج السلطة الشرعية، لكن خشيتهم من أن تراجع السلطة الشرعية موقفها وتعلن القبول بالمبادرة جعلتهم يرفضونها أيضا ولعل من أبرز الأسباب التي تدفع المتمردين الحوثيين إلى رفض كل مبادرات الحل السياسي والسلمي للأزمة اليمنية، أنهم جزء من مشروع طائفي تقوده إيران وتعمل على تغذيته واستمراره في العالم العربي».

«الوفد»: لا يليق بنا السباب على الدول العربية

هل أصبحت العلاقات المصرية بالدول الأخرى، خاصة الدول العربية مستباحة لمحترفي الشتائم والصراخ بكل ألوان السباب يوجهه البعض ممن احتلوا شاشات فضائية لدول تختلف مع مصر أو حتى تناصب مصر عداء واضحا؟ تلك الظاهرة تزعج السيد الغضبان في «الوفد»: «علاقات الدول يجب أن تبقى في إطار الإبقاء على «شعرة معاوية» حتى مع من يمعنون في الخصومة، وإذا كان هذا هو المبدأ العام، الذي يجب أن نراعيه فإن هذا المبدأ يجب أن نراعيه بكل صرامة عندما يتعلق الأمر بدولة عربية، مهما بلغت درجة الخصومة أو العداء الذي يمارسه حكام هذه الدولة أو تلك.
العلاقات العربية – العربية ترتكز في الأساس على علاقات أخرى حقيقية بين الشعوب العربية، وهذه العلاقات الأخوية تتجاوز علاقات أنظمة الحكم، بل كثيرا ما نلمس نحن المصريين تعاطفا ودودا من شعوب عربية شقيقة يمارس حكامها أكثر ألوان الخصومة والعداء تجاه مصر. هذه العلاقات العربية – العربية دائما ما تصفو بعد أن تزول أسباب الخلاف والصراع بين أنظمة الحكم، سواء بتغيير هذه الأنظمة أو بتغيير الظروف التي ساهمت في تأجيج الصراع بين هذه الأنظمة. أشعر بالفزع هذه الأيام وأنا أشاهد بعض المتشنجين على شاشات فضائيات مصرية وهم يهبطون بعبارات السباب الموجهة إلى من تختلف معهم إلى درك غير مسبوق».

«اليوم السابع»: جيش مصر شرف للأمة

ما زال الهجوم على قناة «الجزيرة» والدولة القطرية على أشده، ومن المشاركين في السباق يوسف أيوب في «اليوم السابع»: جيش مصر هو شرف مصر، ومن يتجاوز في حق شرف المصريين ورمز عزتهم فلا حق له عندنا ولا واجب.. وحتى لو كان الرئيس شخصيا هو من طالبنا بالبعد عن المساس بمن مس بنا، فعذرا سيادة الرئيس، أدبك واحترامك على الرأس، وأخلاقك لا أحد يزايد عليها، لكن اسمح لنا أن نختلف معك، لكن ماذا نفعل وقد اضطرتنا الظروف لمثل هذا؟ إن جيشنا ليس في حاجة لشهادة من أحد، فبطولاته وانتصاراته سجلتها الموسوعات العالمية وتدرس في أعتى الأكاديميات العسكرية في العالم، وإنما كنا ننتظر رد الجميل ولو بكلمة»!
شرف الجيش المصري معروف على مر التاريخ، وطني حتى النخاع، يعرف قيمة الوطن ولا يفرط في الأرض، ولديه استعداد للموت في سبيل الكرامة، ومن أجلها نال الشهادة أكثر من 120 ألفا من أبنائه».

«الشعب»: مرسي الذي لا نعرفه

اهتمت «الشعب» بتغريده لـ«أحمد مرسي»، نجل الرئيس الدكتور «محمد مرسي»، أكد خلالها أن والده عرض التبرع بإحدى كليتيه لوالدة إحدى جيرانه.
وكتب نجل الرئيس، وهو طبيب متخصص في المسالك البولية: «هذا هو والدي لمن كان أو مازال لا يعرفه»، ونقل عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الإجتماعي «فيسبوك»، منشور جارتهم، والذي جاء فيه: «ولأن أبطال روايتي اثنان أحدهما الآن عند ربه والآخر في غياهب السجن وجدت أنه لا ضير من سرد قصتهما. كانت أمي رحمها الله من حوالي 12 سنة تعاني من بداية أعراض الفشل الكلوي وبعد رحلة غسيل بريتوني لشهور، وجدنا أنه يلزمها زراعة كلى بشكل ضروري.. وبعد فحص أقارب الدرجة الأولى، وجدنا أن مفيش حد يصلح للتبرع، ولم يبق أمامنا غير البحث عن متبرع بعد ما تأكدنا من عدم حرمة التبرع إذا كان الأمر خارجا عن نطاق البيع والشراء، وأنه يكون في صورة اجزال العطاء للمتبرع لوهبه جزءا من جسده لأمي».
وتابعت: «وجدنا بالفعل متبرعا عن طريق أحد المعامل الكبرى في القاهرة، وفي اليوم نفسه في الليل جاتلنا جارتنا أخت أمي وحبيبتها في الله واللي زوجها يبقى أخ لأبي ورفيق درب ودعوة.. وأسرت لأمي إن زوجها نفس فصيلة دم ماما وأنه مستعد من الصبح يخضع لفحوص التبرع لها بكليته، على أن له مطلبا وحيدا إنها تكتم الأمر ومتعرفش أي حد بالأمر، لأنه لا يبتغي شكر أو سمعة منه، أمي شكرت جارتنا الحبيبة جدا وقالتلها إن بالفعل اليوم وجدنا المتبرع وأن لو حدث في الأمور تغيير هتخبرها.. بقي إنكم بس تعرفوا اسم هذا الشخص الرائع… د. محمد مرسي عيسى العياط.. رئيس جمهورية مصر العربية».

«المصري اليوم»: معرض الكتاب يستغيث بالرئيس

لم يبق لمصر سوى الثقافة، رغم سوء حالها مقارنة بزمن مضى، ومع هذا لا تريد السلطة الحالية، كما يشير عمار علي حسن في «المصري اليوم» إلا أن تأتي عليها، فترديها قتيلة، كما أردت الكثير من ركائز قوتنا، ومنابع عزتنا، ومصدر فخرنا. ففي الوقت الذي قد تُنفق فيه الملايين على مؤتمرات ومهرجانات لا تزيد عن كونها دعاية سياسية عابرة، أشبه برغاء الصابون أو العهن المنفوش، يضن وزير الاستثمار على مصر بسبعة ملايين جنيه يريد تحصيلها من الهيئة المصرية العامة للكتاب لقاء تأجيرها أرض المعارض لإقامة معرض القاهرة الدولي للكتاب. وليس أمام الهيئة من سبيل، إن دفعت المبلغ من ميزانيتها المحدودة، سوى تحميل ما تدفعه على الناشرين، الذين يعانون، في أيامنا هذه، من ارتفاع أسعار الورق والأحبار وتكلفة الشحن والنقل، وتراجع القراءة، بما قد يدفع ناشرين عربا ومصريين إلى الإحجام عن المشاركة في المعرض لهذا العام، وهي فضيحة كبرى، لو كان وزير الاستثمار، أو رئيس الوزراء، أو رئيس الجمهورية، يعلمون.
إن القائمين على الثقافة في مصر، وإن اختلف البعض معهم في ملفات ومسارات أخرى، فإن الكل شاهد على أنهم يبذلون جهدا على قدر استطاعتهم في سبيل إقناع من بيدهم مال الشعب أنه ليس من الرشد أن تأخذ مصر هذا الاتجاه، في وقت اهتمت فيه دول عربية أخرى بمعارض الكتب، إن الدول قاطبة باتت تفهم تماما أن ركائـــز القوة الناعمة، والثقافة في قلبها، لا تقل أهمية عن ركائزها الصلبة من اقتصاد وسلاح وأرض وموقع جغرافي، ولذا فهي لا تبخل على الثقافة بما تريده، بل إن بعضها حول الثقافة إلى مصدر للدخل يزيد على عوائد بيع السلاح والسلع».

انتقاد محترفي الشتائم على الدول العربية… والجنيه يتلقى الضربات والفقراء يدفعون الثمن

حسام عبد البصير:

تنظيم «الدولة» بين ثلاثة أقطاب في التيار السلفي الجهادي الأردني

Posted: 02 Dec 2016 02:24 PM PST

عمان ـ «القدس العربي»: يرفض أبرز زعامات التيار السلفي الجهادي في الأردن الشيخ أبو محمد الطحاوي أية جهود وساطة أو مبادرات للتخفيف من قيود سجنه المستمر منذ سنوات عبر رفيقيه المنظرين البارزين في التيار أبو محمـد المقدسـي وأبو قتـادة.
مؤخرا نقل الطحاوي، الذي يقول محاميه موسى العبداللات، إنه يعاني من أمراض مزمنة عدة وحياته في خطر إلى سجن الطفيلة جنوبي البلاد.
يجتهد القيادي الديناميكي في التيار والذي يستطيع الاتصال والتواصل مع السلطات الشيخ أبو سياف في إجراء اتصالات تحاول تأمين الإفراج عن الشيخ الطحاوي.
خلال الاتصالات أصر الطحاوي على التجاوب السلبي مع أي مبادرات بخصوص الإفراج عنه يقوم بها رفيقاه سابقا المقدسي وأبو قتادة ويشترط الرجل الطاعن في السن أن لا يتدخل أي منهما مع السلطات ويرفض حتى زيارتهما له في السجن.
طبعا السبب معروف بالنسبة لنشطاء التيار السلفي الجهادي وهو موقف الشيخين المقدسي وابو قتادة من تنظيم «الدولة الإسلامية» «داعش» الذي يتعاطف معه الطحاوي لكنه لا يبايعـه بسـبب ما يـسمى بظـروف البيـعة في الواقع.
الخلافات حول تنظيم «الدولة ـ داعش» عصفت مرات عدة بالعلاقات بين أقطاب التيار السلفي الجهادي المناصر بقوة في الساحة الأردنية بالرغم من أن اغلبية قواعد التيار تؤيد «جبهة النصرة» التي دخلت بدورها في «هدنة طويلة الأجل» مع السلطات الأردنية وتقر ميدانيا عدم التحرش أو العمل داخل الأراضي الأردنية أو عبر حدود المملكة العريضة مع سوريا.
موقف الطحاوي عنيد جدا في الإشارة لرأي المقدسي وأبو قتادة رغم التباين الشديد بينهما باعتباره مساندة لأعداء الإسلام ضد المجاهدين.
ما يقوله في مجالساته الخاصة إنه لا يجوز لرموز في التيار أن يقيموا الحجة ضد «الدولة الإسلامية» وهي تعترك مع الكفار حتى وإن كانت ملاحظات «شرعية ومرجعية».
ويتحفظ الطحاوي بعناد على إعلان ملاحظات ضد تنظيم «الدولة» في هذا الوقت السيء.
والمعروف علنا بأن للشيخ المقدسي موقفا علنيا في اتهام تنظيم «الدولة» والاعتراض على «إعلان دولة الخلافة» فيما يبدو أبو قتادة أكثر شراسة في وصف العاملين مع «داعش» بأنهم «كلاب النار» ولا تجوز مبايعتهم.
خلافا لأبو قتادة يرفض المقدسي التحدث عن مؤامرة مقصودة نتجت عنها تشكيلات تنظيم «الدولة» ويستند إلى ملاحظات على الأداء والخطاب الشرعي ويعترض على «تصرفات محددة» لكنه لا يعتبر تنظيم «الدولة» منتجا لمؤامرة.
وفي جلسات العلم والتداول التي يقيمها بين الحين والآخر يبدو مقنعا للسلفيين الجهاديين وهو يصر على أن تلك «التصرفات» التي ينتقدها المقدسي مثل السحق والحرق وقطع الرؤوس مبعثها ليس شرعيا بل عقيدة «ستالينية وبعثية وأقرب للصدامية» مقاربة مع نظام الراحل صدام حسين وهو تشخيص يوافق عليه المؤيدون الكثر لجبهة النصرة.
المقدسي يعترض على إقامة الحدود الشرعية أمام الكاميرات وسمعته «القدس العربي» وهو يعتبر مثل هذه التصرفات ضارة جدا وتعود بالسلبية على أمة الإسلام والمسلمين ملاحظا بان اعتراضه الأساسي على تنظيم «الدولة» أنه يرفض المصالحة والوساطة بين التيارات المجاهدة.
مقاربة أبو قتادة حول الخلفية «البعثية والستالينية « لنظام إقامة الحدود في الأرض التي تمكنت منها تشكيلات تنظيم «الدولة» تنجح في استقطاب غالبية ساحقة من عناصر التيار الجهادي السلفي في الأردن وفي جنوب سوريا.
عندما فكر متعاطفون مع تنظيم «الدولة» في مدينة الزرقاء التي تعتبر من معاقل التيار السلفي الجهادي بإقامة محكمة شرعية لمحاسبة المقدسي وأبو قتادة على رأيهما صاح الثاني، مشيرا إلى أنه هو بموقعه العلمي من يقيم المحاكمات الشرعية وليس من يؤيدون «كلاب جهنم» كما وصفهم.
على هذا الأساس يمكن القول إن شراسة موقف أبو قتاده من تنظيم «الدولة» المدعوم بأدلة شرعية تكرسه الخصم الأول والأبرز لـ «داعش» في محيط العراق وسوريا.
حتى في ذهن السلطات الرسمية الأردنية يصنف الشيخ أبو قتادة رغم عدم الثقة به باعتباره محطة أساسية في منع تسرب تنظيم «الدولة» لأوساط السلفيين الجهاديين وهو من المحطات المركزية في تفويت الفرصة على وجود «حواضن اجتماعية» لـ»داعش» في الوسط السلفي الجهادي.
رغم ذلك لا تتساهل السلطات في مراقبة النشطاء السلفيين ومتابعتهم وسجنهم ومحاكماتهم بقسوة في بعض الأحيان أملا في منعهم من التحرك بحرية في أوساط المجتـمع.

تنظيم «الدولة» بين ثلاثة أقطاب في التيار السلفي الجهادي الأردني

بسام البدارين

المغرب يدافع عن انضمام السعودية إلى منظمة الفرنكفونية وكندا تعارض بشراسة لأسباب حقوقية

Posted: 02 Dec 2016 02:23 PM PST

مدريد- «القدس العربي» : تستمر منظمة الفرنكفونية في رفض انضمام كتالونيا الإسبانية إلى صفوفها خاصة بعد قلق فرنسا من مخططات لهذا الإقليم لتحريك جنوب فرنسا سياسيا، لكن المفاجأة الحقيقية كانت في رغبة انضمام العربية السعودية إلى منظمة الفرانكفونية بدعم قوي من المغرب ومعارضة شرسة من كندا.
واحتضنت مدغشقر خلال الأيام الماضية قمة الفرنكفونية أي الدولة الناطقة بالفرنسية أو التي تشكل الفرنسية إحدى لغاتها الرئيسية في الإدارة والتدريس مثل دول المغرب العربي-الأمازيغي وإفريقيا الغربية، وتبقى الجزائر المستعمرة الفرنسية السابقة التي ترفض الانضمام إلى هذا التجمع. وبين الحين والآخر تريد بعض الدول أو المناطق الانضمام، ومنها كتالونيا، فقد حاولت كتالونيا، وهي إقليم اسباني شمال شرق البلاد وتجمعه حدود وثقافة مع الجنوب الفرنسي الانضمام إلى المنظمة على شاكلة حضور إقليم كبيك الكندي، وهو ناطق بالفرنسية.
وإذا كانت فرنسا ترغب في الماضي ولكنها تتحفظ حتى لا تثير قلق اسبانيا، فهذه المرة، أصبحت باريس هي الرافضة بعدما رصدت تحركات لحكومة الحكم الذاتي لكتالونيا في الجنوب الفرنسي لإنعاش القومية الكتالانية في هذه المنطقة الفرنسية. واحتجت فرنسا لدى حكومة مدريد، وترجمت احتجاجها مجددا برفض انضمام كتالونيا إلى منظمة الفرنكفونية. وكانت كتالونيا قد أعلنت خلال سبتمبر/أيلول الماضي عن تعزيز الفرنسية في هذا الإقليم.
ورغم أن الفرنكفونية لا ترقى إلى قوة تنظيم الكومنولث القوي سياسيا واقتصاديا، إلا أن بعض الدول ترغب في الانضمام ولو كعوض ملاحظ. ومن هذه الدول العربية السعودية. فقد حاولت الانضمام خلال القمة الأخيرة في مدغشقر، ودافع المغرب بشدة على الانضمام، حيث لم تبد معظم الدول أي معارضة بل رحبت فرنسا، لكن المعارضة جاءت من كندا لأسباب سياسية وحقوقية.
وتؤكد الجريدة الرقمية المغربية «يا بلادي» أمس المواجهة التي وقعت بين المغرب وكندا في القمة الخامسة عشرة للفرنكفونية، حيث دافع المغرب عن انضمام سريع للعربية السعودية، لكن كندا استحضرت ملف حقوق  الإنسان ومنها ملف رؤوف بدوي المدون المعتقل بسبب كتاباته حول الوضع السياسي والحقوقي في السعودية. في الوقت ذاته، لا يمكن فصل الموقف الكندي عن السياسة العامة لهذا البلد الأمريكي تجاه الرياض خلال السنة الأخيرة بسبب المعارضة الشديدة لحرب اليمن بما فيها رفض بيع أسلحة كندية إلى الرياض.
وتعتبر رغبة العربية السعودية بانضمام إلى القمة الفرنكفونية غريبة نسبيا، فثقافيا لا تعتمد السعودية اللغة الفرنسية ولا تهتم بالثقافة الفرنسية لأنها تعتمد الإنجليزية وهي أقرب إلى العالم الأنجلوسكسوني. ومن جهة أخرى، تحاول العربية السعودية تقديم نفسها كعراب في العلاقات الدولية من خلال تزعمها لمنظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية. وقد يكون التقارب بين الرياض وباريس خاصة بعد صفقات الأسلحة والرفع من التبادل التجاري، ثم تدهور علاقاتها بدول تتزعم تكتلات مثل حالة بريطانيا إلى التفكير في الانضمام إلى منظمة الفرنكفونية.
وتوجد دول عربية خليجية في منظمة الفرنكفونية وهي قطر والإمارات العربية، حيث انفتح البلدان على الثقافة الفرنسية خلال السنوات الأخيرة من فتح فروع لجامعات فرنسية وتطوير المراكز الثقافية الفرنسية.

المغرب يدافع عن انضمام السعودية إلى منظمة الفرنكفونية وكندا تعارض بشراسة لأسباب حقوقية

حسين مجدوبي

المحكمة العسكرية في غزة تصدر أمراً باعتقال ضابط في الأمن الوقائي

Posted: 02 Dec 2016 02:23 PM PST

غزة ـ «القدس العربي» : أصدرت المحكمة العسكرية في قطاع غزة، أمراً بحبس أحد كبار ضباط جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة الفلسطينية، ويوجد في الضفة الغربية، وأمهلته عشرة أيام لتسليم نفسه.
وذكرت وزارة الداخلية في غزة التي تديرها حركة «حماس»، أن «المحكمة العسكرية التابعة لهيئة القضاء العسكري في غزة، أمهلت رفعت جبر حسين كلاب عشرة أيام لتسليم نفسه للقضاء العسكري».
وقالت المحكمة «في حال لم يسلم نفسه للعدالة يعتبر فارا من وجه العدالة وسيحاكم غيابياً».
ووجهت المحكمة أمراً لكافة منتسبي قوى الأمن بإلقاء القبض على المتهم كلاب وتسليمه إلى القضاء العسكري.
وجاء قرار الاعتقال بالرغم من وجود كلاب في الضفة الغربية حيث مكان عمله هناك.
وكلاب يحمل رتبة عميد في الأمن الوقائي، وهو من سكان قطاع غزة وتحديداً من مدينة خان يونس جنوب القطاع، ويوجود منذ سيطرة «حماس» على غزة صيف عام 2007، في الضفة الغربية، ويعمل مشرفاً على جهاز الأمن الوقائي في قطاع غزة.
وهو أيضاً أحد قياديي حركة فتح، وعضو في المؤتمر السابع للحركة المنعقد حاليا في مدينة رام الله.
وسبق أن أصدرت المحكمة العسكرية في غزة أوامر اعتقال بحق ضباط كبار في السلطة الفلسطينية موجودين في الضفة الغربية.

المحكمة العسكرية في غزة تصدر أمراً باعتقال ضابط في الأمن الوقائي

« دفّيني»: حملة إغاثة فلسطينية لمشردي سوريا ومحاصري غزة

Posted: 02 Dec 2016 02:22 PM PST

الناصرة ـ «القدس العربي»: أطلقت الحركة الإسلامية داخل أراضي 48، حملة لإغاثة السوريين وسكان قطاع غزة.
وأوضحت الحركة في بيان أن «الحملة المتجددة تأتي نتيجة العدوان الظالم على الأهالي في سوريا، وهي تشمل أيضاً إغاثات لأهالي قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من عشرة أعوام، وكذلك القرى غير المعترف بها والمهددة بالهدم والتجريف في النقب من قبل السلطات الإسرائيلية».
وتأتي هذه الحملة استمراراً لعدة حملات أطلقتها الحركة الإسلامية خلال السنوات الماضية تحت اسم حملة «دفيني» مع دخول فصل الشتاء واشتداد العواصف التي تضرب البلاد.
وقامت «الجمعية الإسلامية لإغاثة الأيتام والمحتاجين»، بإيصال المساعدات الى مستحقيها بشكل منظم في مخيمات اللجوء السوري في الأردن وتركيا ولبنان والداخل السوري والدول الأوروبية.
ودعت الحركة، فلسطينيي الداخل، في بيانها إلى «تقديم الغالي والنفيس، ومد يد العون لـ « مستضعفي أمتنا في سوريا وغزة والنقب، تجسيداً لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى. وقوله أيضاً: مَنْ فَرَّجَ عَنْ أَخِيهِ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدِ فِي عَوْنِ أَخِيهِ ، وَمَنْ سَتَرَ عَلَى أَخِيهِ فِي الدُّنْيَا سَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ «.
وخلصت للقول «ليكن شعبنا الفلسطيني منارة العطاء والتضحيات والاغاثة».
يشار أن هذه هي حملة الإغاثة الرابعة التي تقودها الحركة الإسلامية لدعم اللاجئين والمشردين السوريين، وستتبعها حملات أخرى، كما أكد لـ «القدس العربي» نائب رئيسها، منصور عباس.

« دفّيني»: حملة إغاثة فلسطينية لمشردي سوريا ومحاصري غزة

ترويج إعلامي و«دعايات فارسية» لحث الشيعة على التطوع ضمن قوات الحرس الثوري الإيراني للقتال في سوريا

Posted: 02 Dec 2016 02:22 PM PST

دمشق ـ «القدس العربي»: في إطار التجييش الطائفي وحشد الطاقات من أجل حرب شيعية «دينية مقدسة» في سوريا، يحمل الإعلام الإيراني على عاتقه أعباء تغطية «الحرب» والترويج لقتلى الحرس الثوري الإيراني ومرتزقته من اللاجئين الشيعة ممن تمت تعبئتهم ضمن فيالق وأولية تابعة لـ «فاطميون» و»زينبيون» على أنهم قتلوا بحجة الدفاع عن العتبات الشيعية المقدسة، لحث الشباب الإيراني، واللاجئين لدى حكومة طهران على التطوع ضمن كتائب الحرس الثوري الإيراني للدفاع عن بشار الأسد ونظام حكمه.
أنتج الحرس الثوري الإيراني مؤخرا فلما حربيا وثائقيا، يظهر فيه مقاتلين أفغانا شيعة من لواء «فاطميون»، وعددا من قادة الحرس الثوري الإيراني، وهم بكامل عدتهم وعتادهم الحربي، فضلا عن مقاطع يظهر فيها الدبابات والمجنزرات الثقيلة والأسلحة الخفيفة، وذلك بالقرب من مدينة تدمر السورية، حيث حمل الفلم اسم «نبراد بالميرا» أي معركة تدمر، في إشارة إلى القوة الضاربة التي امتلكها لواء «فاطميون» في تلك المعركة.
وحسب الشريط المصور الذي بثه الإعلام الحربي الخاص بـ»لواء فاطميون» التابع للحرس الثوري الإيراني، فإن «إخراج الفيلم القصير كان للمخرج «ساسان فلاح فر» الذي كان قد أنتج سابقا فلم «المهاجر» والذي يسلط الضوء على المقاتلين الأفغانيين ممن «يدافعون عن الحرم» في سوريا حسب مصادر حربية فارسية.
الفيلم الوثائقي المهاجر عرض في آب /أغسطس الفائت، حيث قال فلاح فر في كلمة له بعد العرض الذي كان خاصا بالإعلاميين الإيرانيين إن «الشعب الأفغاني منا لكن للأسف ليس هناك اهتمام بهم خاصة وإنهم يقاتلون بشراسة في سوريا مع المقاتلين المدافعين عن الحرم وقد حرروا الكثير من المناطق من أيدي الإرهابيين، ولم يعرف عنها أحد».
وأضاف المخرج، الذي قرر العمل في هذا المنحى بالتحديد، والترويج للألوية والفيالق الشيعية المؤتمرة بإمرة الحرس الثوري الإيراني «لقد أقدمت على صنع هذا الفيلم بعد أن شاهدت فيلما وثائقياً على قناة «بي بي سي» ضد «الفاطميين» فقررت أن أصنع فيلما يصور الحقائق في سوريا عن الفاطميين»، الأمر الذي يبرهن أن المقاتلين الإيرانيين لا يعملون كـ»مستشارين» فقط للنظام السوري كما تدعي الحكومة الإيرانية، ولكنهم يقودون ويشاركون في معارك على جبهات مختلفة في سوريا.
وقال المخرج أيضا ضمن مساع حثيثة ينتهجها الحرس الثوري الإيراني بهدف ضم أكبر عدد ممكن من اللاجئين على الأراضي الإيرانية «ينخرط المقاتلون الأفغانيون في الجهاد في سوريا بدوافع مختلفة إلا أن المقاتل منهم عندما يصل إلى سوريا يتغير تماما ويصبح مقاتلاً مدافعاً عن الحرم فحسب».
أفلام الترويج والدعاية لحث الشيعة على القتال في سوريا لا تتجاوز الـ 30 دقيقة كحد أقصى، وتعتبر نقطة تحول في تاريخ الإعلام الإيراني، الذي غير نهجه بعد أن اقتصرت تغطيته الإعلامية لفترة طويلة على الدعم السياسي لبشار الأسد، وتحولت فيما بعد وبشكل تدريجي يتناسب مع زيادة الهائلة لأعداد المقاتلين الإيرانيين إلى تجييش طائفي وحماية المقدسات والمراقد الشيعية في سوريا.

ترويج إعلامي و«دعايات فارسية» لحث الشيعة على التطوع ضمن قوات الحرس الثوري الإيراني للقتال في سوريا

هبة محمد

الجزائر: زعيم الأغلبية يتدخل لفض نزاع بين رئيس البرلمان ورئيس المجموعة البرلمانية!

Posted: 02 Dec 2016 02:21 PM PST

الجزائر ـ«القدس العربي»: قال جمال ولد عباس الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني ( الأغلبية) إن النزاع الذي اندلع بين رئيس البرلمان العربي ولد خليفة ومحمد جميعي رئيس المجموعة البرلمانية قبل أيام في جلسة علنية، والذي تحولت وقائعه إلى مسلسل تتابعه وسائل الإعلام وتسخر منه المعارضة الممثلة تحت قبة البرلمان.
وأضاف في تصريحات صحافية أن ما وقع بين ولد خليفة وجميعي وهما قياديان في حزب جبهة التحرير الوطني أمر عادي، ومجرد زوبعة داخل فنجان، معتبرا أن ما حدث بينهما لا يعدو أن يكون مجرد خلاف عابر، وأن الكثير من البرلمانات وفي دول غربية ومتطورة ديمقراطيا يحدث هذا النوع من الخلافات، بل يحدث أن يصل الأمر إلى شجار بالأيدي إلى مثل ما حصل في اليابان واليونان ودول أخرى.
ويأتي تدخل جمال ولد عباس بمثابة صافرة حكم المباراة، لوضع حد لهذا الجدل الذي تحول إلى مسلسل في نهاية ولاية البرلمان الحالي، الذي لن يكمل دورته التي افتتحت في شهر سبتمبر/أيلول الماضي، والتي من المفترض أن تدوم عشرة أشهر، لكن الانتخابات البرلمانية ستنظم أما نهاية شهر أبريل/ نيسان المقبل أو في مايو/ أيار، كما أن هذا الصراع الذي تناقلت تفاصيله وسائل الإعلام يسيء إلى صورة حزب جبهة التحرير الوطني، الذي يعول على الاحتفاظ بالأغلبية في الانتخابات المقبلة، أو بالأحرى البقاء كحزب السلطة الأول، خاصة في وقت يطمح فيه حزب التجمع الوطني الديمقراطي الذي يقوده أحمد أويحيى مدير الديوان الرئاسي، إلى استعادة مجده الضائع، والعودة إلى الصف الأول على حساب جبهة التحرير الوطني.
وحسب ما تناقلته الصحافة فإن الخلاف الذي دب بين رئيس البرلمان العربي ولد خليفة ورئيس المجموعة البرلمانية للحزب رجل الأعمال محمد جميعي سببه رحلة إلى الصين لوفد عن مجلس الشعب، وأن رئيس المجلس العربي ولد خليفة أبعد أحد النواب المحسوبين على جميعي عن البعثة، ما أثار حفيظة هذا الأخير، الذي دخل في ملاسنات في الكواليس مع رئيس المجلس، لكن الأمر تطور إلى تلاسن داخل قاعة الجلسات، إذ طلب جميعي الكلمة لنقطة نظام أكد فيها تمسك النواب الممثلين للحزب بدعم برنامج الرئيس وكل القوانين التي تأتي بها الحكومة، وطلب تسجيل ذلك في محضر الجلسة. لكن ولد خليفة رفض، ما جعل جميعي ومن معه من نواب يتهمون رئيس المجلس بخرق القانون الداخلي. وأرسل رئيس المجموعة البرلمانية للحزب ورقة إلى العربي ولد خليفة الذي مزقها على مرأى من النواب، ورغم أن أطرافا تدخلت لفض النزاع، إلا أن الأمر تكرر في جلسة ثانية بين نواب الحزب المحسوبين على الرجلين، الذين راحوا يتبادلون الشتائم والاتهامات أمام نواب المعارضة الذين وجدوا في ذلك نوعا من الترفيه.

الجزائر: زعيم الأغلبية يتدخل لفض نزاع بين رئيس البرلمان ورئيس المجموعة البرلمانية!

ثلاث ملاحظات شخصية لنتنياهو

Posted: 02 Dec 2016 02:21 PM PST

شهدت الأسابيع السابقة حراكا خاصا، بين اندلاع قضية الغواصات وبين أضرار الحرائق، وابتعد عن برنامج العمل اليومي تطور كان سيحظى في ظروف اخرى باهتمام أكبر. المسودة النهائية تقريبا لمراقب الدولة عن عملية الجرف الصامد، التي أعطيت للمسؤولين الرفيعين الذين كانوا على صلة بهذه العملية، يوجد فيها بعض التغييرات الهامة في وصف الحرب في قطاع غزة في صيف 2014، والاستنتاجات التي نبعت منها. وعندما ينشر التقرير النهائي في نهاية الشهر سيتبين أنه يوجد فيه الكثير من المواد المتفجرة. وليس صدفة أن خصص رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو جزءا كبيرا من جولة الارشاد المطولة للصحافيين في الصيف الاخير للخلافات مع مراقب الدولة يوسف شبيرا، ومحاولة ضعضعة مكانة مكتب المراقب.
معاينة المسودة الاخيرة ـ طُلب ممن تم انتقادهم ارسال ردودهم حتى يوم الاثنين الماضي ـ تكشف أن محاولة نتنياهو لم تنجح. لقد عاد المراقب وتبنى بشكل حاسم موقف الوزير نفتالي بينيت في الجدل بينه وبين نتنياهو وبين وزير الدفاع السابق موشيه يعلون. شبيرا ورئيس قسم الأمن في مكتبه، العقيد المتقاعد يوسي باينهورن، يقولان إن الكابنت عرف بشكل متأخر وجزئي عن تهديد الانفاق في غزة. واضافة إلى ذلك، إذا كانت شخصية نتنياهو قد حلقت في المسودة السابقة فوق النص مثل الحاضر ـ الغائب، حيث أن مسؤوليته لم تُذكر، فقد تغيرت اللهجة في هذه المرة: نتنياهو ويعلون يتعرضان إلى انتقاد شديد. والمراقب يشير ايضا بشكل استثنائي إلى ثلاث ملاحظات شخصية حول أداء رئيس الحكومة.
المغزى السياسي لهذه الملاحظات، على فرض أنها لم تشطب من التقرير النهائي، ما زال من المبكر تحديده. نتنياهو، بعد فضيحة الغواصات وفي ظل ازمة عمونة وقانون التسوية، يبدو كأنه يشق طريقه بأمان في حقل الألغام السياسي. التكتيك الثابت الذي تبناه مؤخرا، حيث الهجمات الشخصية على منتقديه (وخصوصا الصحافيين) يخدمه في زرع الشك في اوساط الجمهور الواسع. يمكن أن هذه الطريقة ستستخدم ايضا عند نشر التقرير النهائي، لا سيما أن الوقت الطويل الذي مر منذ الحرب يكفي للتغطية على مشاعر خيبة الأمل التي أثارتها النتائج لدى الجمهور.
ينتقد شبيرا نتنياهو بشكل شخصي في ثلاث قضايا: غياب فحص البدائل السياسية قبل الانزلاق إلى الحرب ضد حماس، وعدم إشراك الكابنت في أخطار تهديد الانفاق وعدم الرقابة على الجيش، الذي لم يعد خطط هجومية حقيقية لعلاج الانفاق. وفي المجال السياسي يقول المراقب إن رفض البدائل وعدم طرحها في الكابنت منع مناقشتها. وناقض الكابنت لاول مرة الاهداف الاستراتيجية في قطاع غزة فقط في 23 آذار 2014، أي قبل الحرب بثلاثة اشهر. وعندها ايضا تركز النقاش في مستوى القوة للنشاط العسكري المستقبلي ضد حماس، وليس في خطوات اخرى.
ينضم شبيرا إلى الانتقاد الذي سُمع فيما بعد، والذي قال إن التسهيلات في الحصار والغاء معارضة نقل الرواتب من قطر لموظفي حماس في القطاع (المعارضة التي قادها افيغدور ليبرمان، وزير الخارجية في حينه)، كان من شأنها المساعدة في تأخير الحرب أو منعها. ويتبين ايضا أن خطط الجيش الاستراتيجية حول غزة تم عرضها على الكابنت قبل أن يحدد الاهداف الاستراتيجية. ويشير المراقب لنتنياهو أن هذه اجراءات غير سليمة. ويضيف بأن الجيش الإسرائيلي (هذه ليست المرة الاولى) اضطر إلى أن يصيغ لنفسه الاهداف لأن المستوى السياسي امتنع عن فعل ذلك.
صحيح أن نتنياهو اهتم بشكل كبير بتهديد الانفاق منذ العام 2012، لكن ذلك تم في العادة في دوائر صغيرة ومغلقة مع القيادة الامنية. وفي الوقت الحالي، بعد مرور أكثر من سنة ونصف لم يتم فيها اطلاع اعضاء الكابنت على خطر التهديد، باستثناء اقوال عامة لم تعكس حقيقة الوضع. ويقول المراقب إن التهديد تم عرضه بشكل مفصل أكثر أمام الكابنت في 30 حزيران، عندما تم العثور على جثث الفتيان الثلاثة في غوش عصيون، وكان ذلك بمبادرة من بينيت (كما زعم بينيت منذ الحرب).
في هجومه على المراقب في الصيف الاخير، أكثر نتنياهو من اقتباس أقواله هو نفسه عن الانفاق قبل الحرب. ولكن المراقب قال إن هذه كانت اقوال عابرة اثناء نقاش مواضيع اخرى ولم تتطرق إلى أساس تهديد الانفاق وتفاصيله. وفي أحد النقاشات تحدث الجيش الإسرائيلي عن تهديد الصواريخ من غزة على أنه تهديد أكبر من تهديد الانفاق. وفي العادة، لم يكن المتحدثون يميزون ـ ومنهم نتنياهو ـ بين الانفاق الهجومية التي قد تستخدم لتنفيذ عملية كبيرة وبين الانفاق الدفاعية التي تقوم حماس بحفرها داخل القطاع.
ليس نتنياهو وحده الذي يتعرض للانتقاد في هذا الامر. فهناك قائمة طويلة من المسؤولين في تلك الفترة ـ يعلون، بني غانتس رئيس الاركان في حينه، رئيس الشباك يورام كوهين، رئيس الاستخبارات العسكرية الجنرال أفيف كوخافي، رئيس قسم التحقيق والبحث الجنرال ايتي بارون ومستشار الامن القومي (الذي هو رئيس الموساد الحالي) يوسي كوهين. في 16 كانون الاول/ديسمبر 2013، في النقاش الذي عرضت فيه الخطط العملية قال غانتس إنه «يحتمل وجود انفاق هجومية واقتحامات في خط الاحتكاك». إن تهديد الانفاق، كما قال المراقب، لم يتم طرحه أكثر من ذلك اثناء النقاش.
نتنياهو ذكر في الكابنت في 9 كانون الثاني/يناير 2014 «أكثر من عشرين نفقا»، لكن المراقب قال إنه لم تتم الاشارة إلى أنها انفاق هجومية. وبعد شهرين، في 13 آذار من نفس السنة، تحدث يوسي كوهين عن امكانية «خروج كتيبة لحماس من تحت الكيبوتس». وفي 1 آب، بعد بروز التهديد بشكل أكبر عرض يورام كوهين لاول مرة التفاصيل على الكابنت. وحسب المراقب، فإنه لم يطلب أي وزير باستثناء بينيت، التوسع أكثر في النقاش، ولم يطلب أي أحد عرض خطط تنفيذية لعلاج التهديد. وهذا الامر حدث عندما كان الجيش الإسرائيلي يستعد لاحباط عملية اختطاف عن طريق نفق في كرم أبو سالم. وخططت إسرائيل لرد شديد في غزة على عملية الاختطاف وقتل الفتيان في الضفة الغربية.
هذا الموضوع يتداخل مع الملاحظة الثالثة التي هي الأهم، التي يتعرض لها نتنياهو شخصيا بسبب مسؤوليته: عدم الرقابة على الجيش الذي لم يجد الرد على تهديد الانفاق في الوقت المناسب. ويشير المراقب إلى أن النخبة السياسية والامنية عرفت في العام 2013 خطر التهديد، لذلك كان من المفروض أن تتأكد من أن للجيش خطة تنفيذية لعلاج الانفاق قبل الحرب. وفي الاسبوع الذي سبق الحرب في غزة، وحينما وضع الجيش خطة القصف الجوي للانفاق أمام الكابنت (مجلس الوزراء)، لم يوضح يعلون والضباط للوزراء ماذا ستكون النتائج. الجيش الإسرائيلي كان يعرف أن خطوة من الجو قد لا تكون ناجعة، وأن الحاق الضرر الجزئي سزيد من صعوبة علاج الانفاق على الارض. الوزراء لم يعرفون ذلك. وحسب شبيرا فإن اغلبيتهم لم يهتموا بشكل خاص.
بكلمات اخرى، الخطط العسكرية للانفاق ـ أولا من الجو، وبعد ذلك على الارض بشكل محدود ـ لم تكن مناسبة لعلاج الخطر. وشبيرا وباينهورن لا يذكران النتيجة بشكل مباشر: موت عشرات الجنود في معركة بطيئة ومترددة ضد الانفاق، حيث كان يمكن فعل ذلك بنجاعة أكبر مع مصابين أقل.
مسودة تقرير الانفاق توضح لماذا اهتم نتنياهو بالهجوم على مصداقية المراقب ـ للوهلة الاولى بسبب تقرير مصيبة الكرمل ـ في المؤتمرات الصحافية التي أجراها في أعقاب الحرائق الاخيرة. ويتوقع أن يقوم رئيس الحكومة بادارة معركة كبح اخرى في محاولة لمنع نشر أجزاء من التقرير النهائي عن الحرب بذريعة أمن المعلومات.

بلبلة استراتيجية

الجنرال المتقاعد يوسي بيداتس، تسرح في هذه السنة من الجيش بعد خدمة طويلة في قسم الاستخبارات (في وظيفته الاخيرة كان قائد الكلية العسكرية). وقد نشر في هذا الاسبوع مقاا في موقع معهد بروكنغز في واشنطن وتطرق فيه إلى الاستعدادات لدخول ترامب إلى البيت الابيض. بيداتس الذي تم تعيينه في منصب رئيس قسم الابحاث في الاستخبارات العسكرية قبل حرب لبنان الثانية بوقت قصير، تحدث عن الحالة الإسرائيلية: قيادة لا تجربة لها اضطرت إلى مواجهة حزب الله في العام 2006.
وحسب قوله، وبنظرة إلى الوراء، فإن أحد التفسيرات الهامة للأداء الإسرائيلي المخيب للآمال على المستوى الاستراتيجي والتنفيذي في الحرب، كان غياب الجهاز المنهجي السابق الذي يُمكن القيادة الإسرائيلية الجديدة من معرفة الواقع المركب. «الكمين المفاجيء لحزب الله (اختطاف جنديي احتياط عند نشوب الحرب) كشف عن عدم الجاهزية الاستراتيجية لدى القيادة»، كتب وأضاف «امكانية وجود كمين تمت مناقشتها على جميع المستويات، لكن التركيز كان على المنع التكتيكي والعقاب. والاستراتيجية الواضحة لم تكن موجودة.
الشخصيات الرفيعة (اهود اولمرت وعمير بيرتس) كانت جديدة وبلا تجربة. المسؤولون في الجيش جاؤوا وهم يتبنون مواقف عميقة لم يقوموا بتوضيحها. وفقط اثناء الحرب تبينت الفوارق التي كان من المفروض توضيحها مسبقا. وعندما قصفت المدافع لم يكن ممكنا تطوير عملية معرفة تؤدي إلى فحص جميع الخيارات».
بيداتس لا يتطرق في مقاله إلى نتائج المعركة الاخيرة في غزة، التي خدم خلالها في هيئة الاركان. في العام 2014 كانت القيادة الأمنية ـ نتنياهو، يعلون وغانتس ـ أكثر تمرسا وخبرة من تلك التي كانت في العام 2006. ورغم ذلك فإن البلبلة الاستراتيجية بقيت على حالها. والنتائج ايضا لم تكن مُرضية، ليس فقط في اوساط الجمهور، بل أيضا في اوساط القيادة التي هي على استعداد الآن للنظر مباشرة إلى الواقع، مثلما حدث قبل سنتين ونصف على الأقل.

ذهاب المستشار الأبدي

الجنرال المتقاعد عاموس جلعاد، أحد أقوى الاشخاص وأكثرهم تأثيرا في الجهاز الامني، أعلن في الاسبوع الماضي عن نيته انهاء عمله في شهر شباط/فبراير القادم. وجلعاد هو رئيس القسم الامني والسياسي في وزارة الدفاع، وهو في هذا المنصب منذ 13 سنة. واثناء هذه الفترة خدم تحت إمرة خمسة وزراء دفاع هم شاؤول موفاز وعمير بيرتس وايهود باراك وموشيه يعلون وافيغدور ليبرمان مؤخرا. وقد عمل من وراء الكواليس في جميع التطورات الدراماتيكية في المنطقة، وقام بعدد كبير من الزيارات السرية التي تعززت خلالها العلاقة بين إسرائيل وبعض جيرانها.
جلعاد الذي يوجد في مركز جهاز اتخاذ القرارات منذ أكثر من ثلاثين سنة، منذ كان ضابطا في المستوى المتوسط في قسم الاستخبارات، لم يكن دائما راضيا عن علاقته مع وزراء الدفاع. عمير بيرتس لم يهتم بنصائحه اثناء حرب لبنان الثانية. وعندما عاد باراك إلى وزارة الدفاع، فكر للحظة باستبداله، لكنه اكتشف بشكل سريع أهميته. والتعلق بجلعاد زاد في السنوات الأخيرة على خلفية الهزة في العالم العربي. علاقته مع ليبرمان الذي استبدل يعلون في أيار الماضي، كانت تختلف تماما. واستقالة جلعاد ليست صدفية. يبدو أنه اختار أن يغادر بعد اكتشافه أنه مستبعد بشكل منهجي من عملية بلورة السياسة من قبل الوزير الجديد. إن خروج جلعاد سيكون خسارة كبيرة للاجهزة الامنية. وليس مؤكدا أنها ستتحمل ذلك في الوقت الحالي. فالمعرفة والتجربة الكبيرة لها قيمة كبيرة، وهو يحظى بالاحترام في الدول المحيطة. فمصر لن تنسى اسهامه في تعزيز التنسيق مع إسرائيل، وخفض التوتر مع الادارة الأمريكية بعد الانقلاب العسكري للجنرال عبد الفتاح السيسي في صيف 2013.
إن خروجه يعبر عن مرحلة تغيير وعدم الاستقرار لدى نخبة وزارة الدفاع. وقد قام ليبرمان بهدوء بعدد من التعيينات في اقسام الوزارة والصناعات الامنية. ومع ذلك فإن مكانة مدير عام الوزارة، الجنرال أودي أدام، الذي تم تعيينه في المنصب في نهاية ولاية يعلون، غير واضحة على المدى البعيد. وحول وزير الدفاع هناك عدد من الجنرالات المتقاعدين الذين يقدمون له الاستشارة. ومن أبرز الاسماء منسق شؤون المناطق السابق ايتان دانغوت، قائد سلاح البحرية السابق اليعيزر مروم، ومن كان قائد ذراع البر في الجيش الإسرائيلي يفتاح رون طال.
حتى الآن لم يتم الإعلان عن هوية من سيستبدل جلعاد، ودانغوت هو مرشح محتمل، وكذلك منسق شؤون المناطق الحالي الجنرال يوآف مردخاي. وهناك إسم مفاجيء آخر تم طرحه هو العقيد تشيكو تمير. وليبرمان يُقدر تمير جدا ويقوم بالاستشارة معه في المواضيع العسكرية. وزير الدفاع فحص امكانية اعادة تمير إلى الخدمة، لكنه تراجع عن هذه الفكرة. تمير الذي يعتبر وبحق، أحد القادة الميدانيين الممتازين في الجيش في العقود الاخيرة اضطر إلى ترك الجيش الإسرائيلي بعد ادانته في قضية حادثة التراكترون في العام 2009. واعادته إلى قيادة الجيش ستثير التوتر القديم.
يصعب تخيل تمير، الذي حارب طوال خدمته حزب الله وحماس، وهو يخرج بمهام سياسية سرية باسم ليبرمان، أو يكتب له وثائق استراتيجية بشكل اسبوعي. ويبدو أن ليبرمان يريد تمير بجانبه كي يساعده على تغيير التفكير العسكري القائم ومعرفة ما الذي يختفي من وراء التفسيرات التي تقدمها له قيادة الجيش. واذا تم تعيين تمير بدل جلعاد أو في أي منصب رفيع آخر، فستكون هذه رسالة من وزير الدفاع إلى هيئة الاركان: حتى لو كانت علاقة العمل بيننا جيدة الآن، فلدي طرق خاصة بي للرقابة عليكم وتحقيق الأجندة التي تهمني.

عاموس هرئيل
هآرتس 2/12/2016

ثلاث ملاحظات شخصية لنتنياهو

صحف عبرية

نشطاء ممنوعون من السفر يصفون مصر بأنها سجن كبير

Posted: 02 Dec 2016 02:21 PM PST

القاهرة ـ من أحمد أبو العينين: كانت عزة سليمان تستعد لركوب الطائرة لحضور مؤتمر في الأردن عندما منعها مسؤولون أمنيون في مطار القاهرة قائلين إن قاضي تحقيق أمر بمنعها من السفر.
وكانت عزة وهي محامية حقوقية مخضرمة من بين ستة على الأقل من النشطاء والمحامين والصحافيين منعوا من مغادرة مصر في غضون أسبوع.
وتقول المنظمات الحقوقية إن 217 شخصا منعوا من مغادرة البلاد في الفترة من يونيو /حزيران 2014 إلى سبتمبر/ أيلول 2016 بينهم 115 من منتقدي الحكومة.
وتقول المنظمات إن القيود جزء من تحرك أوسع لحكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي لإسكات المعارضين ومحو الحريات التي اكتسبها المصريون في انتفاضة 2011 التي أنهت حكم الرئيس حسني مبارك بعد 30 عاما في السلطة. وقالت عزة إنها اكتشفت بعد منعها من السفر يوم 19 نوفمبر/ تشرين الثاني أن أرصدتها الشخصية وأرصدة المنظمة غير الحكومية التي ترأسها جمدت على الرغم من أنها لم تكن على علم بأي دعوى قضائية مرفوعة عليها.
وقالت «دي دولة بتدوس على القانون وبتدوس على الدستور. أنا حاسة اني أخذت مقص حرامية»، في إشارة إلى أنها أخذت على حين غرة بقرار المنع من السفر.
وأضافت «أنا ما شفتش أي ورقة لغاية دلوقت بتقول انه أنا ممنوعة من السفر أو إن فيه قرار بالتحفظ على أموالي».
وبعد أربعة أيام – في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني تحديدا ـ منع المسؤولون ناشطة مخضرمة تدير مركزا لتأهيل ضحايا التعذيب ومذيعا بث تقريرا ينتقد الحكومة في برنامجه التلفزيوني من السفر. ومنع صحافي آخر من السفر يوم 24 نوفمبر/ تشرين الثاني ومنعت نشطة بارزة في مجال حقوق النساء من السفر يوم 25 نوفمبر/ تشرين الثاني.
وأثار هذا الكم غير المعتاد من قرارات المنع من السفر انتقاد مايكل فورست المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالمدافعين عن حقوق الإنسان الذي قال إن هذا الإجراء جزء من مسعى لإسكات المنتقدين.
وقال في بيان «القيود التي فرضت على… حرية التنقل صارت للأسف شيئا معتادا في نطاق ما يعتبر حملة أوسع على المجتمع المدني المصري استمرت منذ 2011».
وقال مسؤول في إدارة الإعلام والعلاقات العامة بوزارة الداخلية إن الشرطة لا تمنع من السفر إلا من يصدر بشأنه قرار من قاضي تحقيق أو النيابة العامة.
وأضاف المسؤول «ليس اختصاص الضابط الذي يقف في المطار أن يبلغ الشخص (الممنوع من السفر) بالسبب».
وردد مسؤولو الأمن في المطار نفس القول لكنهم قالوا إن الضباط المختصين بفحص جوازات السفر يتصلون بجهاز أمني أو جهاز مخابرات عندما يتقدم النشطاء البارزون للسفر وفي بعض الأحيان تصدر تعليمات بمنع السفر. وتنفي وزارة الداخلية أن تكون هناك حملة حكومية على المعارضين.
لكن سجل مصر في مجال حقوق الإنسان يخضع لمزيد من التدقيق بما في ذلك من الولايات المتحدة الحليف المقرب للقاهرة.
وأشار تقرير وزارة الخارجية الأمريكية لحقوق الإنسان لعام 2015 الذي صدر في أبريل/ نيسان القيود على الحريات الأكاديمية وعلى المجتمع المدني، كما أشار إلى الحصانة من العقاب التي يتمتع بها بعض رجال الأمن الذين يمارسون التعذيب وربما القتل.
وفي مارس/ آذار قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إنه يشعر بقلق عميق إزاء تدهور حقوق الإنسان في مصر ومن ذلك القرار الخاص بإعادة فتح التحقيق في قضية المنظمات الحقوقية القائمة بتوثيق الانتهاكات.
وقال رئيس مجلس النواب الأمريكي بول ريان في ابريل/ نيسان إن سجل مصر في مجال حقوق الإنسان يجعل دعم القاهرة صعبا على نحو متزايد. لكن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أبدى في الشهر الماضي إعجابه بالسيسي ووصفه بأنه «رجل رائع».
وطالبت منظمة «هيومن رايتس ووتش» ومنظمة العفو الدولية في بيان مشترك في نوفمبر/ تشرين الثاني السلطات في مصر بالتوقف عن منع المدافعين عن حقوق الإنسان من السفر.
وقال جو ستورك نائب مدير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في «هيومن رايتس ووتش» «السلطات المصرية تريد قطع الصلة بين حركة حقوق الإنسان المصرية والعالم الخارجي». وقالت منظمة العفو الدولية إن السلطات المصرية تستخدم المنع من السفر في تخويف المدافعين عن حقوق الإنسان وعرقلة عملهم.

* سجن كبير

كان محمد زارع في طريقه لحضور ورشة عمل في تونس في مايو/ أيار عندما أعادوه من المطار. ومركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان الذي يعمل فيه من بين عدة جمعيات حقوقية يجري التحقيق معها في القضية التي فتحت في 2011 بتهمة تلقي أموال من الخارج لنشر الفوضى.
لكن زارع لم توجه له اتهامات رسميا ولم يبلغ مسبقا بالمنع من السفر ولم يحصل على تفسير للإجراء المتخذ ضده.
وقال مشيرا إلى رواية فرانز كافكا (المحاكمة) التي يحاكم فيها بطل الرواية في ملابسات غامضة «الموضوع كافكاوي للغاية. أنا مش عارف أنا ممنوع ليه. مش عارف مين منعني ومش عارف حتى أجيب ورقة بتقول دا منين». وأضاف «البلد كلها سجن كبير ومش عارف حتى مدتي (في السجن) قد إيه».
ومنذ منتصف 2013 الذي شهد استجابة السيسي عندما كان وزيرا للدفاع لاحتجاجات طالبت بإنهاء حكم جماعة الإخوان المسلمين المثير للانقسام قتل مئات الإسلاميين وسجن آلاف آخرون. لكن الملاحقة الأمنية اتسعت لتشمل نشطاء علمانيين عارضوا الإخوان لكنهم تعلقوا بآمال التغيير السياسي.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني وافق مجلس النواب على قانون للجمعيات الأهلية تقول المنظمات الحقوقية إنه يوقف نشاطها فعليا كما يجعل من الصعب على الجمعيات الخيرية وجمعيات التنمية أيضا القيام بعملها. ويوجب القانون حبس العاملين في المنظمات غير الحكومية إذا تعاونوا مع منظمات دولية مثل الأمم المتحدة دون إذن مسبق من السلطات. ويقول محامون حقوقيون وعاملون في المنظمات غير الحكومية إنهم يخشون الآن تخويفهم بالمنع من السفر سواء خالفوا القانون أو لم يخالفوه. وقال مالك عدلي وهو محام حقوقي منع من السفر في وقت سابق من نوفمبر/ تشرين الثاني إنه لم يتلق تفسيرا لقرار منعه من مغادرة البلاد.
وأضاف أنه يعتقد أنه مستهدف لمعارضته للسيسي. وتابع «أنا ما شفتش وما استلمتش أي ورقة بتقول إن أنا ممنوع من السفر».
وعدلي هو أحد أعضاء فريق من المحامين يحاول أمام المحاكم إبطال اتفاقية لترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية نقلت إلى المملكة تبعية جزيرتي تيران وصنافير. (رويترز)

نشطاء ممنوعون من السفر يصفون مصر بأنها سجن كبير

معسكر اليسار في فرنسا يتنفس الصعداء… ومانويل فالس يعتزم تقديم استقالته للتفرغ لحملته الانتخابية

Posted: 02 Dec 2016 02:20 PM PST

باريس ـ «القدس العربي»: كان وقع الصدمة كبيرا لدى الفرنسيين، يوم الخميس مساء، إثر خطاب رئاسي نقلته كل وسائل الإعلام مباشرة من قصر الايليزيه على الساعة الثامنة مساء. وأعلن فرانسوا أولاند في خطابه الذي فاجأ الجميع أنه قرر عدم الترشح لولاية رئاسية ثانية في انتخابات أيار/مايو المقبل.

أولاند يدافع عن حصيلته الرئاسية

وبدأ الرئيس الفرنسي خطابه بالدفاع عن حصيلة ولايته، في كل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية. وشدد أولاند على أنه «عمل بكل ما أوتي من قوة، من أجل خفض البطالة، وتوفير فرص الشغل عبر خفض الضرائب على الشركات. والعمل على إعادة وتكوين وتأهيل الشباب». كما أكد أنه عمل على الحفاظ على «النظام الاجتماعي» الفرنسي الذي يوفر تغطية صحية للجميع، إضافة للتقاعد.
وأضاف أولاند «كما قمت بإصلاح نظام التربية والتعليم الذي يعتبر أساس الجمهورية».
واستطرد قائلا «كل هذه الاصلاحات أتت بنتائج ايجابية بشكل متأخر، لكن الحصيلة في الأخير أن الاستثمارات، والقدرة الشرائية للمواطنين وعمليات البناء عادت من جديد منذ بداية السنة».
وتحدث الرئيس أولاند عن الحرب ضد الإرهاب، وعن أسباب خوض القوات الفرنسية معارك خارجية من بينها «الحرب في مالي، وإفريقيا الوسطى والعراق وسوريا من أجل الدفاع عن قيمنا، ودحر الإرهاب الإسلامي الذي استهدفنا في بلدنا».
وأوضح على أنه «لا يحس بالندم أبدا بالنسبة لكل الاصلاحات» التي قام بها، باستثناء اعترافه بارتكاب «خطأ وحيد وهو مشروع قانون سحب الجنسية» عن الفرنسيين الضالعين في أعمال إرهابية، وهو ما خلق انقساما عميقا داخل عائلة اليسار الفرنسي، بين مؤيد ومعارض، وانتهى الملف باستقالة وزير ة العدل السابقة كريستين توبيرا. وقال أولاند « اعتقدت أن مشروع القانون هذا(سحب الجنسية) سيوحدنا، وإذا به يفرقنا». وختم أولاند خطابه، قائلا» لقد أحسست بأن ترشيحي لا يحظى بالإجماع، وقد يزيد من تعميق الانقسامات، وتشظي اليسار… ومن أجل وحدة بلادي التي سعيت لخدمتها قررت عدم الترشح لولاية ثانية».

صدمة كبيرة

وأكد عدد من المقربين من الرئيس الفرنسي مباشرة بعد انتهاء الخطاب لوسائل الإعلام الفرنسية أن وقع الصدمة والمفاجأة كانا كبيرين لأنهم اكتشفوا فحوى الخطاب مباشرة على شاشات التلفزيون. وأعرب بعض مستشاري الرئيس أولاند أن الخطاب كتبه لوحده من دون استشارة أحد، بل حضره في سرية تامة ولم يخبر أحدا بفحواه، باستثناء أبنائه وزوجته السابقة والوزيرة الحالية للبيئة سيغولين روايال. يشارإلى أن أسرته لعبت دورا كبيرا في ثنيه عن الترشح لولاية ثانية خوفا من «خسارة مذلة»، بسبب تراجع شعبيته بشكل غير مسبوق في تاريخ الرؤساء الفرنسيين. وكل استطلاعات الرأي الأخيرة أشارت أنه لو ترشح لكان سيمنى بهزيمة نكراء، وهو ما لم يرده المقربون منه وأسرته. وفي آخر استطلاع للرأي قبل خطاب الخميس، فإن أولاند حظي ب 7 في المئة من أصوات المؤيدين له، وتذيل قائمة المرشحين في صفوف اليسار.
كما أن أولاند واجه في الفترة الأخيرة معارضة شديدة داخل الحزب الاشتراكي، وفي صفوف معسكر اليسار الفرنسي بشكل عام. وشهد الحزب الاشتراكي، ومجلس النواب حملة «تمرد» على يد مجموعة من النواب الاشتراكيين الرافضين لترشحه، إضافة إلى قادة بارزين من اليسار، على رأسهم أرنو مونتبورغ وماري نويل ليينيمان وبونوا هامون، وكلود بارتولون. يذكر أن مانويل فالس هدد نهاية الأسبوع الماضي بالترشح للانتخابات وبالتالي مواجهة أولاند، وهو ما أحدث رجة كبرى في الايليزيه، الذي حاول احتواء الأزمة، خشية استقالة مفاجئة لرئيس الحكومة وهو ما كان سيضعف بشكل كبير الجهاز التنفيذي قبيل أشهر من الانتخابات الرئاسية.
وكان من المتوقع أنه في حال ترشح أولاند لولاية ثانية، كان سيواجه منافسيه في الانتخابات التمهيدية، وهذا ما دفعه للتراجع، بسبب غياب الإجماع حول شخصه وعدم الرغبة بتحمل المسؤولية الأخلاقية في تعميق انقسام وتشرذم اليسار والحزب الاشتراكي، في المقابل يصطف اليمين بكل تياراته حول شخص فرانسوا فيون.

فرصة ذهبية لمانويل فالس

ويرى مراقبون أن بعد القرار النهائي لأولاند فإن الطريق أصبحت معبدة لرئيس الحكومة الذي ينتظر هذه الفرصة الذهبية منذ مدة للترشح للانتخابات الرئاسية. ومن المتوقع أن يقدم فالس استقالته في غضون الأيام القليلة المقبلة من أجل خوض سباق الانتخابات التمهيدية المزمع تنظيمها أواخر كانون الثاني المقبل. كما أن الحزب الاشتراكي ينظم لقاء اليوم السبت في باريس وسيلقي خلاله مانويل فالس خطابا سيرسم فيه معالم برنامجه الانتخابي. وعن الأسماء المرشحة لخلافته في رئاسة الحكومة، عبرت عدة قيادات في الحزب الاشتراكي أن الرئيس أولاند، قد يعين وزير الداخلية برنار كازنوف أو وزير الدفاع جان ايف لودريان، خلفا لمانويل فالس، باعتبارهما أحد المقربين جدا منه.
أما عن ترشح رئيس الحكومة للانتخابات الرئاسية فإن عدة قيادات في الحزب الاشتراكي عبرت عن رفضها وتحفظها، باعتبار فالس يتبنى خطا إصلاحيا ليبيراليا لا يتلاءم مع الخط الاشتراكي التقليدي.

تباين في ردود الأفعال

وفي أولى ردو الأفعال مباشرة بعد خطاب أولاند، قال رئيس الحكومة الفرنسي مانويل فالس «أريد أن أقول للرئيس مدى تأثري بهذا القرار الصعب. وأريد أن أعبر له عن مدى الاحترام والوفاء والمودة الذي أكنه له».
وأشاد إمانويل ماكرون وزير الاقتصاد السابق والمرشح للانتخابات الرئاسية بدوره بالقرار قائلا «لطالما عبرت عن احترامي وتقديري لشخص الرئيس أولاند. إنه قرار صعب و شجاع». في المقابل ذهبت أصوات اشتراكية أخرى إلى اعتبار أن القرار يعبر عن فشل الرئيس في توحيد اليسار حول شخصه، وقال القيادي الاشتراكي ووزير التربية الأسبق بونوا هامون «إنه إقرار بعدم قدرته على تجميع وتوحيد معسكر اليسار المشتت. لهذا علينا أن نوحد صفوفنا من أجل مواجهة اليمين واليمين المتطرف».
أما اليسار الراديكالي في شخص زعيمه جان لوك ميلونشون، فرحب بقوة بقرار فرانسوا أولاند «إنه إقرار بالفشل الذريع، وهذا قرار حكيم سيجنبه خمسة أشهر من العذاب».
أما اليمين واليمين الفرنسي، فكانت ردود الأفعال تتأرجح بين الترحيب والشماتة. وقال المرشح اليميني فرانسوا فيون، «إن فشله الذريع يمنعه من الذهاب بعيدا « وأضاف» ولايته الرئاسية تنتهي في فوضى سياسية عارمة، وتشظي السلطة». أما القيادية اليمينية الشابة والمرشحة السابقة للرئاسيات ناتلي كوسيسكو موريزيه فقالت ساخرة إن «قرار العدول عن الترشح يعتبر أفضل قرار على الأطلاق منذ توليه الرئاسة».
أما اليمين المتطرف فقد رحب بالقرار وقالت زعيمة حزب الجبهة الوطنية مارين لوبن «إنه نتيجة حتمية لنحو خمس سنوات من التخبط والفشل الذريع». وحذرت قائلة «حصيلة أولاند لا يتحملها وحده بل رئيس الحكومة أيضا يتحمل أوزار كل القرارات غير الصائبة والنتائج الهزيلة». وعبرت عن استعدادها «لمواجهة رئيسي حكومتين من اليمين واليسار، وهما فرانسوا فيون في عهد ساركوزي ومانويل فالس في عهد فرانسوا أولاند. هذان المرشحان سيحاولان التملص من مسؤوليتيهما في تردي أوضاع البلاد، وهذه الخدعة لن تنطلي على أحد».
قرار أولاند بعدم الترشح لولاية رئاسية ثانية، يعتبر سابقة في تاريخ «الجمهورية الخامسة» في فرنسا، وبالتالي فإن أولاند يطوي بشكل شبه نهائي العمل السياسي وهي المفاجأة الثانية في ظرف أسبوع، بعدما ودع نيكولا ساركوزي الحياة السياسية بشكل نهائي، على خلفية هزيمته النكراء في الدور الأول من الانتخابات التمهيدية لحزب اليمين والوسط والتي فاز بها فرانسوا فيون. ويبدو أن المشهد السياسي الفرنسي سيعرف تغيرات كبيرة في الفترة المقبلة، وستتمخض عنه ظهور قيادات أخرى عاشت لسنوات في ظل زعماء سيطروا على الساحة السياسية لعقود مثل جاك شيراك، ونيكولا ساركوزي وفرانسوا أولاند.

معسكر اليسار في فرنسا يتنفس الصعداء… ومانويل فالس يعتزم تقديم استقالته للتفرغ لحملته الانتخابية

هشام حصحاص

سميرة الشوّاشي: لم نخطط لإسقاط الحكومة التونسية وقد نشارك في التعديل الوزاري المقبل

Posted: 02 Dec 2016 02:20 PM PST

تونس – «القدس العربي»: نفت الناطقة باسم حزب «الاتحاد الوطني الحر» سميرة الشوّاشي وجود أي مساعٍ لدى حزبها لإسقاط الحكومة، لكنها دعت بالمقابل إلى تعديل وزاري قريب لضمان السند السياسي لحكومة يوسف الشاهد التي قالت إنها تفتقر للانسجام بين مكوناتها، مشيرة إلى أن حزبها قد يوافق على المشاركة في التعديل الوزاري المقبل.
وأشارت، من جهة أخرى، إلى أن «الاتحاد الوطني الحر» يسعى لتشكيل تحالف سياسي يضم الأحزاب الوسطية كـ»مشروع تونس» و»آفاق تونس» وغيرها، مشيرة إلى أن «الحكم الوفاقي» الحالي (بين النداء والنهضة) هو ظرف استثنائي يجب ألا يتحول إلى قاعدة للحكم في تونس.
وقالت الشواشي في حوار خاص مع «القدس العربي»: «سليم الرياحي (رئيس الاتحاد الوطني الحر) ومحسن مرزوق (الأمين العام لمشروع تونس) من المستحيل أن يفكرا في إسقاط الحكومة، و«لقاء باريس» الذي يتحدث عنه البعض لم يتم لأنهما أساسا يلتقيان دوما في تونس، ونحن أصدرنا بلاغا مشتركا يدعم الحكومة ورئيسها وجهودهما في تنظم مؤتمر الاستثمار الدولي، وهمنا حاليا هو محاولة جمع شتات العائلة الوسطية في تونس».
وأوضحت أكثر بقولها «لم يدلِ أي من رئيسي الحزبين بتصريحات حول إسقاط الحكومة، وما قاله رئيس الاتحاد الوطني الحر سليم الرياحي هو أنه في أي دولة ديمقراطية عندما تقر الحكومة بأنها فشلت فالمسار العادي أن تستقيل وتأتي حكومة مكانها، لكن هذا ليس حال حكومة الشاهد اليوم، والتي نتمنى لها النجاح لأنه في نجاحها نجاح لتونس».
لكن الشواشي تحدثت، في المقابل، عن وجود أداء «متفاوت» لدى حكومة يوسف الشاهد، التي قالت إنها لم تترجم مفهوم الوحدة الوطنية بشكل صحيح وهي تفتقر حاليا للانسجام والسند السياسي، وخاصة أن «الأحزاب المكونة للحكومة لم تدافع عنها بالقدر المطلوب».
وأضافت «نحن من دعاة التحوير الوزاري لأنه كان لدينا منذ البداية تحفظات على بعض الوزراء الذين لا ينتمون لعائلات سياسية حتى تسند الحكومة كما أنهم ليسوا كفاءات وطنية عالية، وأداؤهم تسبب في بعض التشنجات مع عدد من القطاعات. ونحن نرى اليوم أنه لضمان مواصلة الحكومة لعملها ونجاحها مستقبلا، لا بد من إجرائها لعملية تقييم ذاتي من خلال مراجعة أداء الوزراء ومعرفة مكان الخلل وتدارك الأمر عبر تحوير وزاري، وليس لدينا أي رفض مبدأي للمشاركة في التشكيلة المقبلة، ويمكن مناقشة هذا الأمر داخل الحزب في وقته».
ومن جهة أخرى، أشارت الشواشي إلى أن حزبها يسعى لتشكيل تحالف سياسي مع بعض القوى الأخرى، من بينها حركة «مشروع تونس» وحزب «آفاق تونس»، فضلا عن الحزب الذي يسعى الوزير السابق منذر الزنايدي لتشكيله حاليا وعدد من الشخصيات المستقلة، مشيرة إلى أن «العائلة الديمقراطية الوسطية في تونس تحتاج إلى تحالف سياسي جديد يُعبّر عنها، وقد تبين أن أغلبية الشعب التونسي يتعاطف مع العائلة الوسطية التي مثّلها نداء تونس بعد انتخابات 2014، والذي تعرض لمشاكل داخله جعلت ثقة الناخبين به تهتز، والأكيد أن الشعب التونسي يحتاج الآن إلى بديل يمكن أن يلتجىء إليه، وعموما النداء مدعو أيضا للمشاركة في هذا التحالف مستقبلا».
وأضافت «الاتحاد الوطني الحر منذ انتخابات 2014 كان يؤمن بأن العائلة الديمقراطية الاجتماعية يجب أن تتجمّع في تحالف سياسي ولكن هذا لم يتم، حيث بقي الاهتمام منصبّ على حكومة الحبيب الصيد وبقيت الساحة السياسية مشتتة مع المشاكل التي وقعت لحزب نداء تونس الذي حاز الأغلبية، ومع التشتت في الساحة السياسية أصبح هناك خطر، وارتأى الحزب أن يقرّب وجهات النظر بين الأحزاب القريبة من بعضها ايديولوجيا، وكانت هناك لقاءات مع حزبي المبادرة ونداء تونس ربما لم تتقدم فيها المفاوضات بالنسق نفسه الذي تقدمت به مع حركة مشروع تونس الآن». وحول مقومات نجاح مبادرة «الاتحاد الوطني الحر» لتجميع القوى الوسطية، في وقت فشلت فيه جميع المحاولات السابقة، قالت الشواشي «الأحزاب المشاركة في هذا التحالف لديها قدر كبير من المسؤولية، وخاصة أن حزبين الاتحاد الوطني الحر ومشروع تونس كانا مشاركين في مبادرة رئيس الجمهورية وأمضيا اتفاق قرطاج وهما يؤمنان بمفهوم الوحدة الوطنية والدولة الوطنية، سواء كانا داخل الحكم أو خارجه. وسنعلن خلال شهر كانون الثاني/يناير المقبل عن برنامج التحالف السياسي الجديد وهياكله (مؤسساته)، ولدينا رؤية واضحة حول تونس حاليا ومستقبلا، ونحن نرى أن الحكم في انتخابات 2019 يجب أن يعكس حقيقة نتائج الانتخابات».
وعن سبب الجمع بين أحزاب في الحكم وأخرى في المعارضة ضمن التحالف الجديد، قالت الشواشي «رأينا أن الضرورة تستدعي أن نقيم هذا التحالف الوسطي وبغض النظر عن وجود الأحزاب في الحكومة أو المعارضة، فالتقسيم لا يقوم على أساس من هو في الحكومة أو من هو في المعارضة، بل على أن الشعب التونسي عندما سيتوجه إلى صناديق الاقتراع سيجد التكتل السياسي الذي يُعبّر عن الطبقة السياسية الوسطية التي تؤمن بالديمقراطية وباقتصاد منفتح ذي جرعة اجتماعية هامة ورؤية اقتصادية واضحة».
وحول طبيعة العلاقة مع حركة «النهضة» الإسلامية وإمكانية الدخول في تحالف سياسي معها مستقبلا، قالت «كنا في الحكومة نفسها مع حركة النهضة وهذا يؤكد أننا لا نقصي أي طرف تونسي يعمل في إطار الشرعية. هذا من حيث المبدأ، لكن ونحن نكرس اليوم الأسس الديمقراطية، نرى أن الطريقة الوفاقية التي قامت عليها تونس منذ الثورة، ربما أتت بنتائج مهمة في تاريخ البلاد، لكن الحكم الوفاقي بين عائلات تختلف في مرجعياتها هو ظرف استثنائي ولا نريد للاستثناء أن يصبح قاعدة، فالقاعدة تقول إن الشعب التونسي أو أي شعب آخر ينتخب توجها سياسيا معينا يتحمل مسؤوليته في الحكم، فإذا نجح يواصل وإذا فشل فالفكر المخالف له يتقدم ببرنامج آخر ويكون هناك تداول سلمي على الحكم. وربما أفرزت الانتخابات السابقة نتائج معينة فرضت علينا التشاركية في الحكم، لكن نحن نحبذ أن لا يتحول هذا الاستثناء إلى قاعدة، كما أسلفت».

سميرة الشوّاشي: لم نخطط لإسقاط الحكومة التونسية وقد نشارك في التعديل الوزاري المقبل

حسن سلمان

تركيا تسرع في بناء الجدار العازل «الإسمنتي»… وتزايد أعداد الضحايا من السوريين الذين يحاولون اجتيازه

Posted: 02 Dec 2016 02:19 PM PST

ريف اللاذقية ـ «القدس العربي»: سجل ناشطون معارضون مقتل شخصين على الحدود السورية ـ التركية في الأسبوع الماضي كان آخرهم الشاب أنس فاضل، واختفاء آخر من دمشق محمد حسين عرب، والأخير هو من الوافدين الجدد إلى مناطق سيطرة المعارضة وفق اتفاقيات إخلاء المناطق في الريف المحيط بالعاصمة.
الناشط طارق عبد الحق ابن ادلب الذي يعتبر نفسه مدافعا عن السوريين المظلومين الذين يحاولون النجاة من المأساة أكد عبر صفحته الشخصية على «فيسبوك» أن الشاب الدمشقي أصيب خلال عملية العبور باتجاه تركيا بطلق ناري مصدره الجانب التركي، ليختفي الشاب بعد ذلك وفق ما يؤكده عبد الحق، كما أشار إلى قيام الجنود الأتراك بتعذيب من يحاول العبور بطريقة غير شرعية.
يحيى ناشط طبي يعمل في مناطق سيطرة المعارضة أكد في حديثه مع «القدس العربي» أن الأوضاع الأمنية على الحدود في تدهور مستمر عقب إغلاق المعبر الإنساني الوحيد في ريف ادلب الغربي « معبر خربة الجوز» ويسمح فقط للطواقم الطبية بالعبور يومي الاثنين والجمعة من كل أسبوع.
وتزايد حالات الخطف والاستهداف المباشر من الجانب التركي قابله أيضا إسراع في وتيرة استكمال بناء الجدار العازل مع المناطق الحدودية التي تشهد محاولات للعبور من الجانب السوري خصوصا عند مناطق سلقين، حارم والجانودية.
معظم السوريين في الجانب التركي القاطنين في مدينة الريحانية يؤكدون قيام السلطات التركية بالإسراع بهذه الخطوة ويمكن مشاهدة الجدار بالعين المجردة من المدينة التركية وفق ما أكدته الإعلامية ميس الحمصي وأنها عاينت العديد من حالات الإصابة بطلق ناري في المشافي التركية ورفضت الإفصاح عنها خوفا من التعرف عليها من السلطات التركية.
وأضافت الحمصي «يمكننا مشاهدة عمليات البناء التي يقوم بها الأتراك خلال ساعات النهار بكل وضوح فالشريط الحدودي ملاصق تماما للطريق الواصل بين الريحانية ومدينة انطاكية وفي كل يوم أتوجه فيه إلى انطاكية أشاهد أجزاء جديدة من الجدار اكتملت».
بينما يؤكد يحيى أن هناك نداءات متكررة يطلقها ناشطون يعملون في المجال الطبي تنصح بعدم الاقتراب من هذا الجدار، فكل من يحاول الاقتراب سيكون عرضة للموت وليس الاستهداف فقط، لكنه في الوقت نفسه أشار إلى صعوبة الحياة في مناطق سيطرة المعارضة لأنها لا تحتوي على أي من الخدمات (الماء، والكهرباء، والاتصالات).
يبلغ طول الجدار العازل مترين توضع فوقه أسلاك شائكة، وشبهه الكثير من القاطنين في الجانب السوري بالجدار المشابه في قطاع غزة، وقالت الإعلامية ميس «الكثير ممن يصاب بطلق ناري عند الجدار يهمس في أذني واصفا إياه بجدار فصل عنصري»، حتى أن القاطنين في المخيمات يصفونه أحيانا بجدار الفصل بين الجنة والنار في إشارة إلى الأوضاع بين سوريا وتركيا.
وأشار ناشطون إلى استمرار عمليات التهريب باتجاه قرية غواتشي التركية بمشاركة من أهالي القرية لقاء مبالغ مادية لكل شخص يعبر، وتتم عمليات التهريب عبر ساعات الليل في ساعات محددة، حيث يتواصل أهالي القرية مع الضباط المناوبين على الحدود كي يخبروهم بموعد العبور.
يؤكد يحيى تورط الضباط في عمليات التهريب الليلية حيث يحصلون على مبالغ مالية لقاء هذه الخدمة التي تسمح بعبور السوريين. ومن ناحية أخرى يُجبر النازحون على دفع مبالغ كبيرة لقاء العبور، وأكد ناشطون أنه في الآونة الأخيرة غالبا ما يكون الضحايا من دمشق وريفها، وذلك تزامنا مع عمليات الترحيل التي يقوم بها النظام إلى ادلب.
تزيد تركيا من احتياطاتها الأمنية على الحدود مع ادلب السورية لأن النظام ومن يحالفه سيتوجهون إليها بعد الانتهاء من السيطرة على حلب، وفق ما يراه ناشطون محليون، ويشيرون إلى تخوف تركي من عبور عناصر من تنظيم «بي كا كا» بالإضافة إلى احتمال اجتياز عناصر تنظيم «الدولة» إلى العمق التركي.

تركيا تسرع في بناء الجدار العازل «الإسمنتي»… وتزايد أعداد الضحايا من السوريين الذين يحاولون اجتيازه

سليم العمر

مصر: القوات المسلحة تدعم منظومة الرعاية الطبية المقدمة للعسكريين والحكومة تقدم «الإهمال» للمدنيين في المستشفيات الحكومية

Posted: 02 Dec 2016 02:19 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: في الوقت الذي يشهد فيه قطاع الصحة العام في مصر أزمة كبيرة منذ فترة، إثر التدهور المستمر للوضع الاقتصادي في البلاد وضعف الميزانية المخصصة للقطاع وعجز في الإمكانات للمستشفيات الحكومية، وفقر في الخدمات وعزوف من الأطباء عن ممارسة أعمالهم لعدم تنفيذ مطالبهم، فضلاً عن ضعف تأمين المستشفيات، تقوم القوات المسلحة بأخذ مسؤوليات عدة على عاتقها في دعم منظومة الرعاية الطبية المقدمة للعسكريين من خلال التوسع في إنشاء المستشفيات العسكرية والمراكز المتخصصة المجهزة بأحدث الأجهزة الطبية، وتطوير المعامل المركزية وبنوك الدم وخطوط إنتاج الأدوية التابعة لها، وتقديم خدمة الإسعاف الطائر لنقل الحالات الحرجة والمصابين، مع الاهتمام ببناء قاعدة من الكوادر الطبية المؤهلة واستقدام الخبراء الأجانب لتوفير أقصى درجات الرعاية والاهتمام بالمرضى، وذلك
على عكس انتشار الكوارث في المستشفيات الحكومية نظرا للإهمال الطبي ونقص الأدوية والمستلزمات الطبية، إلى جانب توقف عدد من الأقسام الطبية عن العمل داخل معظم المستشفيات، سواء الرعاية المركزة أو الحضانات أو العمليات، ليس من أجل تحديث الأجهزة أو تحسين الخدمة الصحية فقط، ولكن بسبب عدم قدرة الأطباءعلى إتمام عملهم لعدم نظافة الغرف وانتشار الفيروسات والأمراض والعدوى فيها. كما يعاني المرضى داخل المستشفيات الحكومية من عدم نظافة الحمامات المخصصة لهم، مما يسهم ذلك في عدم انتهاء معاناة المرضى وخاصة مرضى الجراحة، فانتشار الفيروسات والبكتريا داخل حجرات المستشفيات يساعد في زيادة انتشار العدوى بين المرضى وعدم التئام جروحهم، مما يحفز على عدم قدرتهم على الشفاء لينتهي بهم قدرهم إلى الموت، بالإضافة إلى نقص المستلزمات الطبية التي لا يمكن الاستغناء عنها داخل أي مؤسسة طبية، مثل الشرائح والمسامير ودعامات القلب والمفاصل الصناعية والصمامات التي تستخدم في الجراحات. وأيضًا هناك نقص في جميع المؤكسدات الطبية والصمامات والوصلات الشريانية أو الرقع الاصطناعية التي تُستخدم في سد الفجوات والثقوب، وحتى الخيوط الجراحية، بجانب نقص أعداد التمريض وفنيي الأشعه والتحاليل، ونقص القطن والشاش ونقص الأدوية المعقمة للجراحات، ونقص الأسرةَ داخل الحجرات، مما يجعل من الممكن مشاركة أكثر من مريض بعضهم البعض في سرير واحد، ومن الممكن اللجوء إلى أرض المستشفى كبديل للأسرَة لتلقي العلاج، بالإضافة إلى عدم توافر حجرات عمليات بعدد مناسب لإتمام أكثر من عملية جراحية في اليوم الواحد، ما يؤدي هذا إلى تعرض حياة الكثير من المرضى لانتظار الموت في ظل انتظار الطابور للدخول لحجرة العمليات، إضافة إلى أن معظم المستشفيات الحكومية لا يمكنها استقبال العديد من الحالات التي تستدعي دخولها حجرة الرعاية المركزة، نظرا لقلة عدد الأسرَة بها، إلى جانب كون حالة المريض خطيرة للغاية وتستدعي الدخول بالفعل، ولكن يأتي هذا بعد موافقة مدير المستشفى ورئيس القسم المختص التابع له حالة المريض وبعد موافقة مدير حجرة الرعاية المركزة أيضا.
وقال أحد أطباء المستشفيات الحكومية، مفضلا عدم ذكر اسمه، في تصريحات خاصة لـ«القدس العربي»، «إن وزارة الصحة والسكان ليس لديها القدرة الكافية لتوفير جميع الاحتياجات لجميع المستشفيات في كافة انحاء الجمهورية، نظرا لتخصيص وزارة المالية ميزانية منخفضة جدا لقطاع الصحة وليس بقدر احتياج المستشفيات لها، الأمر الذي يؤدي بدوره لنقص مستلزمات كثيرة وهامة جدا داخل المؤسسات الطبية».
وأوضح « أن الاحتياجات الخاصة بالمستشفيات العامة، هى ليست احتياجات تكميلية بل هي أساسية وضرورية ولا يمكن الاستغناء عنها في أي مستشفى، مثل أدوية المرضى التي تعاني من النقص الدائم، والمستلزمات الطبية كالقطن والبيتاديين والمحاليل الطبية اللازمة كمحلول الملح والجلكوز والمعادن وغيره، ونقص الأسرَة داخل الحجرات اضافة إلى نقص أجهزة قياس السكر وأجهزة قياس ضغط الدم، ونقص معامل التحاليل، مما يجعل المرضى يتوجهون إلى معامل تحاليل خارجية لإجراء التحاليل اللازمة بتكلفة عالية». وأكد « أن الأطباء يتوقفون في بعض الأحيان عن العمل حين يجدون غرف المستشفى وأروقة وجدران الحجرات تمشي عليها الحشرات لعدم نظافتها، الأمر الذي يسهم في انتشار الأمراض والعدوى، فلا يمكن أن يضحي الطبيب بنفسه لمعالجة المرضى في جو تنتشر فيه بكتيريا وأمراض، وخاصة أن الوزارة تعوض الطبيب ببدل عدوى بمبلغ لا يزيد عن 19 جنيها». وأضاف «كل هذا يساهم بدوره في التقليل من كفاءة المنظومة الصحية في مصر، إثر سوء الإدارة وقلة الميزانية المخصصة للقطاع وعدم قدرة وزارة الصحة في التصدي للمشكلات اليومية التي تواجه المرضى والمستشفيات، وعدم اهتمام الحكومة بشكل لازم لمواجهتها»، مطالبا الحكومة ووزارتي التعليم العالي والمالية، بضرورة التعامل مع محنة هذه المستشفيات بروح المسؤولية والتصرف الواقعي مع مشاكلها التي نتجت عن سوء الأحوال المالية.
وفي السياق نفسه، وفي إطار معاناة قطاع الصحة الهش في مصر من انتشار الفساد ونقص المعدات وسوء الخدمات الصحية المقدمة، وغياب الرقابة في بلد فيه أكثر من 1800 مستشفى، تمتلك القوات المسلحة مستشفيات عسكرية تابعة لها ويبلع عددها نحو أكثر من 45 مستشفى ومركزا طبيا وعيادة في 16 محافظة معظمها في محافظة القاهرة، وذلك حسب موقع وزارة الدفاع المصرية الإلكتروني.
وتتميز تلك المستشفيات بحسن استقبالها للمرضى وتوفير الخدمات الطبية الممتازة فيها، إلى جانب توافر المعدات والأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة ووحدات للغسيل الكلوي وللأورام وللكبد ومعامل لإجراء التحاليل المطلوبة ووحدات الرنين المغناطيسي وغيرها من الوحدات اللازم وجودها في أي مستشفى، إضافة إلى انتماء أطباء متميزين عاملين داخل تلك المستشفيات، ويكمن هذا في قدرة القوات المسلحة على تخصيص ميزانية مناسبة لقطاع الصحة داخلها كي تعمل على تقديم خدمات طبية جيدة للمرضى.
وعلى جانب آخر، حذر المركز المصري للحق في الدواء، من أخطار محققة تهدد المستشفيات الجامعية والحكومية في مصر، وتقف حائلًا أمام تقديمها الخدمات الصحية لملايين المرضى، وتهدر حقهم الدستوري والقانوني.
وقال في بيان له الاثنين الماضي، «إن الاحتياطي من المستلزمات الطبية والأدوية، لن يزيد عن شهرين فقط وجميع المستشفيات أرسلت استغاثات لوزاره التعليم كي تخلي مسؤوليتها بسبب توقف كل الشركات المتعاملة، عن توريد أي طلبيات بسبب ارتفاع أسعار الصرف، وزيادة الضريبة المضافة إلى 15٪‏ بدلًا من 10٪»‏.
وأوضح «أن الأوضاع السيئة داخل معظم المستشفيات العامة والجامعية أدت الي إغلاق غرف العمليات وتأجيلها لمدة وصلت إلى ستة أشهر كاملة، خاصة عمليات القلب للأطفال، وتحديدًا في مستشفى قلب عين شمس ومستشفى الشاطبي الجامعي ومستشفى بنها الجامعي، بالإضافة إلى أن هناك نحو 40٪‏ من المستشفيات الأخرى في طريقها لنفس الأوضاع»، مضيفًا «أن محافظي الأقاليم التي تتبع هذه المستشفيات أرسلوا لرئاسة الحكومة مذكرات لحثها على زيادة ميزانيات هذه المستشفيات، وكذا فعل مدراء المستشفيات في مكاتبات رسمية، إلا أن عدم رد المسؤولين كان سلبيًا، ما أدى إلى استقالة عدد من المدراء، مثل المستشفى الجامعي بقنا وصدور منشورات تعتذر فيها المستشفيات عن استقبال مرضى العيادات الخارجية والطوارئ، مثل أسيوط وسوهاج والبحيرة».
ورصد المركزعن مستشفيات المحافظات، احتياج مستشفيات محافظة أسيوط إلى أكثر من 50 مليون جنيه لدعمها، حتى تستطيع مواصلة العمل بها، خاصة أنها تخدم حوالى ٤ مليون مريض، وتشكو من عدم توافر المحاليل والأدوية والمستلزمات الطبية.
وأكد البيان «أن مستشفى جامعة قناة السويس، يخدم نحو 2 مليون مواطن وأربع محافظات، تمتلك 4 مستشفيات بطاقه 600 سرير تحتاج إلى دعم فوري في مجال الأدوية والمستلزمات وأعضاء أطقم التمريض».
وأوضح «أن مستشفى أسوان الجامعي يشكو من نقص الإمكانيات، وطلب دعمًا بقيمة 6 ملايين جنيه لاستكمال تجهيز وتشغيل المستشفى الجديد والذي يحتوي على 100 سرير، بالإضافة إلى شراء وحدة الرنين المغناطيسي وقسم أشعة»، بينما تواجه مستشفيات جامعة المنيا تحديًا واضحًا، يتمثل في عدم اكتمال مشروعات قصيرة المدى بالإضافة إلى مستشفى الكبد والكلى في الجامعة بتكلفة إجمالية تصل لحوالى 46 مليون جنيه، وتشمل عدد 2 مستشفى جديد، في حين يبلغ عدد الأسرَة حوالى 970 سريرا، ويشكو المستشفى من نقص شديد في المستلزمات الطبيه اللازمة لإجراء العمليات.
وقال المركز في بيانه « إن المنظومة الصحية بمستشفيات جامعة بنها تواجه العديد من التحديات لاستكمال مشروعات قصيرة المدى تتمثل في تطوير تام في قسم القسطرة بمبلغ حوالى 10 ملايين جنيه، حيث يبلغ جهاز القسطرة فقط حوالى 6 ملايين جنيه وعدد 2 جهاز موجات وجهاز رسم قلب وأسرَة للمرضى بمبلغ مليون جنيه والمستشفى بطاقة 720 سريرا يخدم نحو 2 مليون مريض، بينما مستشفى كفر الشيخ الجامعي والمستشفى الأميري الجامعي في الإسكندرية والمستشفى الجامعي في الغربية والفيوم وبني سويف والزقازيق الجامعي، تشكو من نقص المحاليل وأدوية أمراض الدم وبعض مستلزمات الغسيل الكلوي وعلاجات الأورام».

مصر: القوات المسلحة تدعم منظومة الرعاية الطبية المقدمة للعسكريين والحكومة تقدم «الإهمال» للمدنيين في المستشفيات الحكومية

محمد علي عفيفي

حركة دبلوماسية ناشطة في بيروت أقطابها وزراء خارجية تركيا وألمانيا وكندا وقضية استقبال النازحين السوريين تحضر في المحادثات وفي الجولات التفقدية

Posted: 02 Dec 2016 02:19 PM PST

بيروت ـ «القدس العربي»: شهدت العاصمة اللبنانية أمس حركة موفدين أجانب حيث زارها على التوالي كل من وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو، وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير ووزير الخارجية الكندي استافان ديون. وسبق هؤلاء إلى بيروت الموفد الفاتيكاني المونسنيور كارلوس ازيفيدو، فيما تبلغت دوائر القصر الجمهوري أن روسيا سترسل وفداً رسمياً للتهنئة بانتخاب الرئيس ميشال عون فور تشكيل الحكومة الجديدة. كذلك يستعد وزير خارجية فرنسا جان مارك آيرولت لزيارة بيروت فور ولادة الحكومة.
وقد جال وزراء الخارجية على قصر بعبدا وبيت الوسط وعين التينة والمصيطبة وقصر بسترس والتقوا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ثم الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري فرئيس حكومة تصريف الأعمال تمام سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الخارجية جبران باسيل.
وخلال لقائه وزير الخارجية التركي أكد الرئيس عون على «أهمية تنفيذ حل سياسي للوضع في سوريا». فيما اعتبر اوغلو»أن الاستقرار في لبنان عامل مهم للمنطقة».
وفي المؤتمر الصحافي المشترك مع وزير الخارجية جبران باسيل أكد أوغلو دعم تركيا للبنان، وقال: «أود أن أشدد على أهمية استقرار الأمن في لبنان وتأثيره على تركيا والمنطقة». أضاف: «قدمت تهاني الرئيس رجب طيب اردوغان للرئيس المنتخب ميشال عون»، معتبراً «أن الانتخابات خطوة إيجابية على صعيد العملية السياسية، ونأمل تأليف الحكومة العتيدة».
وأشاد «بالدور الذي يلعبه اللبنانيون في استقبال النازحين السوريين»، مشدداً على «ضرورة تعزيز استقرار وأمن سوريا»، وقال «هناك تفاهم مشترك على ضرورة وقف النار وإعلان الهدنة في سوريا، فالحال في حلب مثيرة للقلق، والحل السياسي هو الأنسب. وفي المقابل لا بد من القضاء على الإرهاب، ولا بد من التسلح باستراتيجية اقوى من أجل مكافحة منظمات كداعش والنصرة».
ورداً على سؤال، قال «نحن نؤمن أن الرئيس بشار الأسد لا يمكنه أن يعزز وحدة سوريا. نحن دعمنا سوريا والشعب السوري، وحتى دعمنا الرئيس الأسد. لكن في هذه المرحلة، فإن شخصاً مسؤولاً عن قتل المزيد من شعبه لا يمكن أن يبقى مسؤولاً».
من ناحيته، أكد الوزير باسيل «حق لبنان بالاستفادة من ثرواته»، معتبراً إياه «موضوعاً سيادياً وطنياً بامتياز».
وقال «لبنان لن يتنازل بأي شكل عن الإستفادة من الغاز في بحره وسيواجه الإرهاب. وقد شددنا على أهمية تمتين العلاقات بين لبنان وتركيا وعلينا توفير ظروف عودة اللاجئين السوريين إلى المناطق الآمنة في بلدهم».
وكان وزير خارجية المانيا فرانك فالتر شتاينماير تفقّد والوفد المرافق مخيماً للنازحين السوريين في سعدنايل في البقاع قبل زيارته متوسطة «حوش الأمراء» الرسمية ضمن جولة تفقدية في زحلة، حيث كان في استقباله رئيس المنطقة التربوية في البقاع يوسف بريدي ممثلاً وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب، ومديرة المدرسة جوني أبو توما جبور.
وشكرت جبور شتاينماير على «دعم الحكومة الألمانية للمدارس الرسمية عموماً ومتوسطة «حوش الأمراء» خصوصاً»، وقالت: «على رغم كل الصعوبات التي واجهناها مع التلامذة اللبنانيين حول الخوف الذي كان يعتريهم حول وجود طلاب سوريين، كانت الفكرة لدى اللبناني أن التلميذ السوري سيأخذ مكانه، ولا أستطيع أن أنكر كم جهدنا وتعبنا لمحو هذه الصورة من أذهانهم. ففي البدء كانت الفكرة سلبية حول جلوس التلميذ السوري في فترة بعد الظهر على طاولة التلميذ اللبناني في فترة قبل الظهر، لكن مع مرور الوقت تمكنا من تخطي هذه المرحلة، بعدما شرحنا لهم أن التلميذ السوري يحق له التعلم أسوة بكم».
واشارت إلى أن «التلامذة السوريين في متوسطة حوش الامراء يضاهي عددهم تقريباً التلامذة اللبنانيين».
وأضافت «بفضل المساعدات، تمكنا من تحديث المدرسة من حيث التجهيزات والكتب والقرطاسية، وانشأنا قاعة محاضرات ومختبراً علمياً ومكتبة، وأصبحت مدرستنا تضاهي المدارس الخاصة».
بعدها شكر شتاينماير والوفد المرافق مديرة المدرسة والمعلمات لحفاوة الاستقبال، وجال في أقسام المدرسة. كذلك من المقرر أن تشمل زيارة الوزير الكندي في جانب أساسي منها مسألة اللاجئين السوريين في لبنان واستعدادات كندا لإعادة توطين أعداد منهم في أراضيها.

حركة دبلوماسية ناشطة في بيروت أقطابها وزراء خارجية تركيا وألمانيا وكندا وقضية استقبال النازحين السوريين تحضر في المحادثات وفي الجولات التفقدية

سعد الياس

مؤتمر فتح: تشكيل «لجنة قضايا غزة» وعدم مناقشة ملف دحلان

Posted: 02 Dec 2016 02:18 PM PST

غزة – «القدس العربي» : علمت «القدس العربي» من مصادر في المؤتمر السابع لحركة فتح، أن الجلسة المسائية ليوم أول أمس كان يفترض أن تناقش التقارير المالية والتنظيمية والسياسية، لكن لم يكن هناك مجال لذلك، إذ ألقى المتحدثون في الجلسة خطابات لا علاقة لها بالتقارير، واعتبرت برامج لترشحهم.
كما علمت «القدس العربي» أن مطالبات قيادات من «فتح» من قطاع غزة، خلال جلسة تشكيل لجان المؤتمر السابع للحركة، دفعت باتجاه تشكيل «لجنة قضايا غزة»، لوضع تصور لحلول المشاكل التي يواجهها القطاع، بالتنسيق مع قيادة فتح الجديدة. هذه اللجنة لم تكن مطروحة على جدول أعمال المؤتمر، الذي لم يتطرق خلال جلساته لملف النائب المفصول من الحركة محمد دحلان وكبار معاونيه.
وأكدت مصادر أن «جدول أعمال المؤتمر حسب الترتيبات المبدئية لم يكن يحتوي على تشكيل لجنة قضايا غزة، وأن العديد من الحاضرين خاصة من قطاع غزة، دفعوا باتجاه تشكيل اللجنة».
ودفعت المطالبات رئيس المؤتمر، عبد الله الإفرنجي، وهو من القطاع، وعضو سابق في اللجنة المركزية للتدخل، لإعلان الموافقة على تشكيل هذه اللجنة، غير أنه رفض في الوقت ذاته إظهار أن هناك إعاقة لملف غزة أو حل قضايا من قبل قيادة الحركة.
ومع توزيع الأعضاء على اللجان التي أقرها المؤتمر، والتي بدأت اجتماعاتها أمس الجمعة، سجل 54 عضوا أسماءهم للمشاركة في اجتماعات «لجنة قضايا غزة»، تضم نوابا عن الحركة من القطاع ومسؤولين تنظيميين من مواقع مختلفة.
ومن المقرر أن تنهي هذه اللجنة أعمالها برفع توصيات لرئاسة المؤتمر، تشمل رؤية حول حل قضايا غزة بما فيها القضايا التي تواجهها فتح.
كما تقرر أن تقوم هذه اللجنة في ختام اجتماعها بتشكيل «لجنة مصغرة» تكون مهمتها متابعة التوصيات التي رفعتها مع اللجنة المركزية والمجلس الثوري الجديدين لحركة فتح، واللذين سينتخبان في نهاية اجتماعات المؤتمر السابع.
وكانت غالبية الجلسات التي عقدت في المؤتمر السابع للحركة سارت بشكل طبيعي، ولم يسجل أي عملية احتدام في النقاش.
وجرى خلال اليومين الماضيين عرض أعضاء اللجنة المركزية الذين يشغلون مسؤولية مفوضيات الحركة، تقارير تبين عملهم خلال الفترة السابقة، وذلك حسب الترتيبات السابقة.
كذلك، علمت «القدس العربي» أن مناقشات المؤتمر السابع لم يجر خلالها التطرق لملف دحلان بالمطلق.
وقال أحد قيادات فتح المشاركة في المؤتمر إن «ذلك مرده أن الحركة تعتبر أن هذا الملف جزء من الماضي وإثارته من جديد يعيد دحلان للواجهة».
وأشار إلى أن «عدم مناقشة الملف بما في ذلك عدم التطرق للوساطة الأخيرة التي شرعت فيها اللجنة الرباعية العربية، يحمل رسائل عدة، أهمها رفض الحركة طرح الملف من جديد».
ولفت إلى أن الرئيس محمود عباس، لم يتطرق في كلمته في المؤتمر إلى ملف دحلان، ولم يأت على ذكره، وأنه اكتفى فقط برفض أي تدخل في شؤون حركة فتح الداخلية.
وكان عباس، جدد في خطابه أمام المؤتمر موقف منظمة التحرير، بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد، وقال «لا نتدخل في شؤون الآخرين، ونأمل أن يقدر الجميع خصوصية وضعنا، باحترام استقلال القرار الوطني الفلسطيني، الذي كرسناه بالتضحيات الجسام، حيث ظلت فتح على الدوام جسداً واحداً ومتماسكاً، وفية لعمقها وانتمائها العربي، لا تحيد عن الهدف».
وفصل دحلان من حركة فتح في حزيران/ يونيو من عام 2011، بقرار من اللجنة المركزية للحركة، وصادق على قرار الفصل المجلس الثوري.
بعد ذلك فصلت قيادة «فتح» عددا من معاوني دحلان، بينهم نواب في المجلس التشريعي وأعضاء في المجلس الثوري، بعد توجيه تهمة «التجنح»، وهي تهمة تطلق على الذين يعملون خارج أطر الحركة.
وكان دحلان رفض في وقت سابق عقد المؤتمر العام السابع لحركة فتح بهذه الطريقة، في حين وصف مقربون منه المؤتمر بـ»الإقصائي»، وأعلنوا رفض نتائجه، وتعهدوا بعقد مؤتمر آخر في الوقت القريب.
ويتردد أن تيار دحلان الذي أعلن رفض نتائج المؤتمر قبل انعقاده، ينوي عقد مؤتمر آخر باسم فتح في العاصمة المصرية القاهرة، بمشاركة شخصيات من غزة والضفة والخارج.

مؤتمر فتح: تشكيل «لجنة قضايا غزة» وعدم مناقشة ملف دحلان
لم يسجل احتدام في النقاش خلال جلسات الأيام الماضية
أشرف الهور

فصائل من «الحشد العشائري» تقوم بعمليات نهب وسلب للقرى جنوب الموصل

Posted: 02 Dec 2016 02:18 PM PST

الموصل ـ «القدس العربي»: أفاد شهود عيان لـ«القدس العربي» بأن فصائل سنية من الحشد العشائري في محافظة نينوى قامت بعمليات نهب وسلب للقرى والبلدات الواقعة في جنوب مدينة الموصل، وذكر الشهود ان الميليشيات استغلت خلو القرى من السكان بعد قيام تنظيم «الدولة» باخراجهم قسراً ونقلهم إلى مدينة الموصل انتقاماً منهم بسبب انضمام أبناء تلك المناطق إلى اأجهزة اأمنية في الدولة العراقية.
وأشار المصدر إلى أن الميليشيات العشائرية قامت بسرقة ما يمكن حمله من المنازل وتحطيم الكثير من المحتويات المنزلية واثاث منزلي، إضافة إلى سرقة السيارات والمواشي التي لم يستطع اصحابها نقلها معهم.
وأضاف المصدر أن الميليشيات استغلت انشغال أبناء تلك المناطق بمحاربة عناصر التنظيم في جبهات اخرى من المدينة وقاموا بعمليات نهب وسرقة طالت الكثير من القرى والبلدات التي حررها الجيش العراقي من سيطرة عناصر التنظيم خلال اﻻيام الماضية، مؤكدين ان اغلب القرى التي تمت سرقتها معروفة بوﻻئها للدولة العراقية وانضمام أغلب ابنائها إلى اأجهزة اأمنية العراقية، وقد قام التنظيم بقتل الكثير من أبنائها بحجة تعاونهم مع القوات المسلحة العراقية.
الميليشيات العشائرية اتهمت فصائل الحشد الشعبي «الشيعي» بأنها هي من قامت بعمليات النهب والسلب، غير ان الشهود أكدوا ان فصائل الحشد الشعبي الشيعي لم تدخل إلى هذه القرى مطلقاً، وإنما من قام بدخولها الجيش العراقي فقط وقام بتحريرها ومن ثم سلمها إلى فصائل الحشد العشائري من أبناء المدينة وقد قامت تلك الميليشيات العشائرية بعمليات النهب والسلب في تلك القرى والبلدات جنوب مدينة الموصل التي انتهى الجيش العراقي من تحريرها خلال الفترة الماضية بعملية عسكرية واسعة.
الجيش العراقي بمساندة قوات التحالف الدولي وفصائل من الحشد الشعبي أطلق عملية عسكرية ﻻستعادة مدينة الموصل الخاضعة تحت سيطرة تنظيم الدولة منذ العاشر من حزيران / يونيو 2014، وتشهد هذه المدينة معارك عنيفة منذ 17 من شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي حيث اعلنت الحكومة العراقية حملة عسكرية ﻻستعادة الموصل من سيطرة التنظيم.

فصائل من «الحشد العشائري» تقوم بعمليات نهب وسلب للقرى جنوب الموصل

عمر الجبوري

بعثة الأمم المتحدة في العراق: نوفمبر شهر دام ومحافظة بغداد الأكثر تضررا

Posted: 02 Dec 2016 02:18 PM PST

نيويورك (الأمم المتحدة) ـ السليمانية «القدس العربي» ووكالات: أفادت الأرقام التي سجلتها بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق يونامي بمقتل ما مجموعه 2.885 عراقياً وإصابة 1,380 آخرين جراء أعمال الإرهاب والعنف والنزاع المسلح التي وقعت في العراق خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2016. في وقت أعدم فيه تنظيم «الدولة» خمسة إثر محاولتهم الهروب إلى مدينة هيت وسجل مقتل 3 أشخاص بانفجار عبوة ناسفة في الفلوجة أمس بينما تم العثور على جثة صحافي عراقي كردي مقتولاً بالرصاص شمال البلاد أمس.
ووفقاً للأرقام الواردة في البيان الذي وزعته البعثة ووصل «القدس العربي» نسخة منه، فقد كانت محافظة بغداد هي الأكثر تضرراً، إذ بلغ مجموع الضحايا المدنيين 733 شخصاً، تلتها نينوى ثم صلاح الدين وبابل وأخيراً كركوك التي لقي فيها 18 شخصاً مصرعهم وجرح 17 آخرون. وتعليقاً على حصيلة الضحايا قال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، يان كوبيش، إن أعداد الضحايا تبعث على الذهول، فيما يشكل المدنيون عدداً كبيراً منها.
وأضاف «في محاولته اليائسة للتمسك بالأراضي التي يسيطر عليها في أنحاء الموصل ونينوى، يتبع تنظيم داعش أشرس التكتيكات، مستغلاً المنازل المدنية كمواقع لإطلاق النيران، فضلاً عن اختطاف المدنيين ونقلهم قسراً لاستخدامهم دروعاً بشرية».
ولفت الممثل الخاص إلى أن قوات الأمن العراقية أعلنت أنها تبذل قصارى جهدها خلال العمليات العسكرية لتحرير الموصل، كي تتجنب تعريض المدنيين للأذى على الرغم من الاستراتيجيات المستمرة التي يمارسها تنظيم الدولة لفعل العكس؛ ما يؤدي في أحيان كثيرة إلى سقوط مزيد من الضحايا في صفوف قوات الأمن العراقية. وحثّ كوبيش على ضرورة القيام بكل الإجراءات اللازمة لضمان حماية السكان المدنيين من الآثار الناجمة عن الصراع المسلح وأعمال العنف.
من جهة أخرى أعلن مصدر حكومي أمس الجمعة مقتل ثلاثة اشخاص بانفجار عبوة ناسفة من مخلفات تنظيم «الدولة» بمدينة الفلوجة (54 كيلومترًا غرب بغداد). وقال قائممقام قضاء الفلوجة عيسى ساير لوكالة الانباء الألمانية (د.ب.أ) إن «انفجار عبوة ناسفة من مخلفات تنظيم «الدولة» في عمال اصلاح خطوط الطاقة الكهربائية في أحد أحياء الفلوجة تسبب بمقتل ثلاثة منهم وتعرض بعض اسلاك نقل الطاقة الكهربائية إلى الاضرار».
وفي مدينة راوة التي تبعد 240 كيلومتراً غرب العاصمة بغداد اعلن مصدر عسكري عراقي ان التنظيم المتطرف اقدم أمس على اعدام خمسة أشخاص اثر محاولتهم الهروب إلى مناطق يسيطر عليها الجيش العراقي في مدينة هيت القريبة من قضاء راوة.

العثور على جثة صحافي كردي شمال البلاد

في تلك الاثناء أعلنت مصادر امنية وحزبية الجمعة العثور على جثة صحافي عراقي كردي مقتولاً بالرصاص على أطراف محافظة دهوك الواقعة في إقليم كردستان شمال العراق، بعد اختفائه لأربعة أيام.
وكان شكري زين الدين يعمل في دهوك لدى محطة التلفزيون المحلية «كي ان ان» التابعة لحركة التغيير الكردية التي تعتبر من ابرز الاحزاب السياسية في المنطقة. وقال مسؤول المكتب الإعلامي لحركة التغيير الكردية عبدالرزاق شريف لوكالة فرانس برس «ابلغنا من عائلة مراسلنا شكري زين الدين الذي اختفى قبل أربعة ايام بالعثور على جثته».
وأشار إلى ان زين الدين/40 عاماً وأب لتسعة أطفال/ كان يعمل مراسلاً في محافظة دهوك لفضائية «كي ان ان» التابعة لحركة التغيير الكردية، منذ اكثر من ست سنوات. واكد الرائد في الشرطة هيمن اتروشي مدير إعلام شرطة محافظة دهوك «العثور على جثة الصحافي مقتولاً بالرصاص في قرية مهجورة في قضاء العمادية» الواقع في شمال محافظة دهوك. ووصف النائب من كتلة التغيير هوشيار عبد الله الحادث بانه يشكل «تهديداً حقيقياً لحرية التعبير وانتكاسة للديمقراطية». وتشغل حركة التغيير، أحد ابرز ثلاثة احزاب كردية، 24 مقعداً من اصل 111 في برلمان اقليم كردستان العراق. ويعتبر العراق بين الدول الاكثر خطورة في العالم للعمل الصحافي.

بعثة الأمم المتحدة في العراق: نوفمبر شهر دام ومحافظة بغداد الأكثر تضررا

عبد الحميد صيام

اجتماعات روسية مع المعارضة السورية في أنقره وتصعيد تركي ضد الأكراد في منبج

Posted: 02 Dec 2016 02:17 PM PST

واشنطن ـ «القدس العربي»: يبدو أن هناك مباحثات بين المعارضة السورية وروسيا في تركيا بوساطة تركية ولكن الخارجية الأمريكية رفضت تأكيد تقارير صحيفتي «فايننشال تايمز» البريطانية و«لوموند» الفرنسية حول محادثات روسية مع الثوار السوريين في أنقره. وقال نائب الناطق باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر»إننا شاهدنا هذه التقارير وسنترك للأطراف المعنية لتؤكد إن كانت هذه المحادثات حدثت أم لا، ولكننا نرحب بأي جهد حقيقي لتخفيف معاناة الشعب السوري وخاصة في حلب والتي عانت الكثير من القسوة في الأشهر الأخيرة، ونرحب بأي جهد لإنهاء القتال الدائر في حلب».
وأضاف تونر «أن الولايات المتحدة ماتزال نتباحث مع الأتراك والروس والسعودية وقطر والحلفاء الأوروبيين والمعارضة السورية».
وأكد تونر أن وزير الخارجية جون كيري سيجتمع مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في روما على هامش اجتماع دول حوض المتوسط وكذلك مع المبعوث الدولي ستافان دي ميستورا. ولم يؤكد لقاء كيري مع وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف الذي يحضر الاجتماع الدولي، والمعروف أن بعض أطراف من المعارضة السورية التي تدعمها موسكو تحاول التوسط مع الروس للاجتماع مع المعارضة السورية الرئيسية. وهناك تسريبات أن الروس حصلوا من الرئيس المنتخب دونالد ترامب على وعد بدعمهم بالتصدي للمعارضة السورية التي يصنفها النظام بالإرهاب، وقد نشرت صحيفة «واشنطن بوست» أن مسؤولا روسيا صغير المستوى اجتمع مع دونالد ترامب الابن في باريس في مؤتمر صغير يضم 30 شخصية نظمه رجل أعمال فرنسي أسمه فابيان بوسارت وهو متزوج من رنده قسيس السورية. وقد نشرت قسيس ذلك على صفحتها على «فيسبوك» وهي تبرر قصف المستشفيات بحلب لأنها تخزن السلاح، وقد ظهرت على برنامج «الاتجاه المعاكس» على قناة «الجزيرة» تدافع عن مواقفها تلك.
وحول قصف الأتراك لمواقع في منبج قال تونر «إن تركيا لديها قلق من المجموعة الكردية (واي بي جي)التي ندعمها في قتالها ضد تنظيم الدولة، وإن تركيا تعتبر هذه المجموعة الكردية حليفا لحزب العمال الكردي (بي كي كي) الإرهابي، ولكننا لا نعتبر هذه المجموعة إرهابية مع أننا نعتبر حزب العمال الكردي إرهابيا. ولقد دعمنا كذلك العرب السوريين والتركمان السوريين والأكراد السوريين الذين يقاتلون تنظيم الدولة الإسلامية في شمال سوريا، ونتفهم أن الأراضي المحررة من تنظيم الدولة في شمالي سوريا وبعد تحقيق الاستقرار يجب أن يتسلمها السكان المحليون، ونتباحث مع السلطات التركية أو الجيش التركي ونعمل معهم حول هذه القضايا المعقدة والتي تتضارب فيها مصالح الفرقاء في شمال سوريا، ولقد نفذ الأكراد تعهداتهم وانسحبوا من غرب الفرات إلى شرقه».

اجتماعات روسية مع المعارضة السورية في أنقره وتصعيد تركي ضد الأكراد في منبج

تمام البرازي

نشطاء سلفيون ينظمون وقفات احتجاجية في عدد من المدن المغربية بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان

Posted: 02 Dec 2016 02:17 PM PST

الرباط – «القدس العربي»: بدأ نشطاء سلفيّون امس الجمعة الاحتفاء باليوم العالمي لحقوق الإنسان، الذي يصادف يوم العاشر من كانون الاول/ ديسمبر، عبر تنظيم وقفات في عدد من المدن المغربية وهي الأشكال الاحتجاجية التي ستأخذ صبغة «لتوعية بمفهوم حقوق الإنسان في الإسلام».
وقال بلاغ للجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين إن وقفات احتجاجية بعد صلاة الجمعة، نظمت في ست مدن مغربية هي الدار البيضاء وسلا وسيدي سليمان وفاس وتطوان وطنجة، تنديداً بـ»استمرار سلسلة الهضم والضيم في حق المعتقلين الإسلاميين ومصادرة حقوقهم».
وأوضحت اللجنة أن هذا التحرك يأتي «في إطار الحملة التحسيسية التي تقوم بها اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين للتعريف بقضية ضحايا قانون مكافحة ما يسمى بـ»الإرهاب» وأن هدف الوقفات تبقى «لتوعية الرأي العام بمفهوم حقوق الإنسان في الإسلام الذي تحت غطائه تتبنى اللجنة وتناضل من أجلها».
وقال عبد الرحيم الغزالي، المتحدث باسم اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، «كإسلاميين، نحن لا نحتفل باليوم العالمي لحقوق الإنسان؛ لأننا لا نؤمن بما تنص عليه القوانين الكونية التي نتفق مع جزء منها ونرفض الجزء الآخر» وإن اللجنة تعد لوقفة وطنية بالموازاة مع الاحتفاء بالموعد الأممي بعد أيام.
ونقل موقع «هسبرس» عن الغزالي إن موقف السلفيين من عدم الاحتفاء باليوم العالمي لحقوق الإنسان يأتي «تبعاً لخصوصيتنا نحن كإسلاميين ومسلمين»، وأن الوقفات التي نظمت الجمعة «توطئة للوقفة الوطنية يوم السبت المقبل وتحمل صيغة توعوية بحقوق المعتقل في السجون من منظور شرعي».
وقال الناشط السلفي إن تلك الحقوق «مستمدة من القرآن والسنة والمذاهب الفقيهة الأربعة التي تجمع عليها الأمة الإسلامية»، مشددا على أنّ «حقوق المعتقل موجودة في الإسلام؛ لكنها لا تطبق في دولة تدعي أنها مسلمة ووسط مواطنين هم مسلمون»، على أن اللجنة «تؤمن بالقوانين الشرعية بالرغم من أن القوانين الوضعية لا تنفذها الدولة».
واوضح الغزالي أن تلك الحقوق تشمل «مراحل التحقيق والمحاكمة والعيش في السجن»، وأن «الأصل في المتابعة هو البراءة في الإسلام، وأيضا في القانون الذي لا يتم الامتثال الله في المغرب. فمن الناحية الشرعية، لا بد من توفر شروط الإدانة والبراءة للحسم في الإدانة عكس ما تتعامل به وزارة الداخلية في بلاغاتها».
وأكد أن «رسالتنا هي موجهة إلى الأطراف المسؤولة في الدولة المغربية بالدرجة الأولى بأن تحترم حقوق المعتقل من منظور الشريعة الإسلامية» و»من المفروض أن يتقبل الرأي العام دعواتنا هذه لأن المغاربة مسلمون، ولن يكون هناك مسوغ لعدم تقبل كلام الله وسنة نبيه (ص) وأقوال المذاهب الأربعة».
واتهمت اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين إدارة سجن «تولال 1» بمكناس بـ»إهانة المصاحف أثناء تفتيش سجناء إسلاميين»؛ وهو ما دفعهم إلى الاحتجاج «بالامتناع عن الفسحة والزيارة والهاتف إلى أجل غير مسمى»، وقال الغزالي إن المعتقلين فوجئوا بعد عملية التفتيش بكتب دينية ومصاحف مبعثرة فوق الأرض «بطريقة مستفزة للمشاعر».

نشطاء سلفيون ينظمون وقفات احتجاجية في عدد من المدن المغربية بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان

الحركة الشعبية تعلن إيقاف التفاوض سياسياً مع الحكومة السودانية

Posted: 02 Dec 2016 02:16 PM PST

الخرطوم ـ «القدس العربي»: في الوقت الذي يجري فيه المبعوث الأمريكي للسودان، دونالد بوث، العديد من المباحثات مع مسؤولين حكوميين بشأن استئناف المفاوضات بين الحكومة السودانية وحاملي السلاح، أعلنت الحركة الشعبية عدم التفاوض مع الحكومة إلا في الشؤون الإنسانية.
وقالت الحركة في بيان لها عقب ارتفاع المد الرافض لنظام البشير مؤخراً: «لا حوار إلا في ظل ترتيبات انتقالية جديدة تحت نظام جديد وإننا سنتمسك بعدم مناقشة أي قضية سياسية مع قادة النظام مجدداً فيما عدا معالجة الأوضاع الإنسانية على أساس القانون الإنساني الدولي».
وبحث المبعوث الأمريكي للسودان مع مساعد رئيس الجمهورية، ابراهيم محمود ومدير مكتب سلام دارفور، أمين حسن عمر، سبل العودة لمائدة التفاوض من جديد، كما زار ولاية جنوب كردفان لأول مرة والتقى بواليها، اللواء عيسى آدم بابكر، وبحث معه قضية إيصال المساعادات للمواطنين، بمن فيهم الموجودون في مناطق الحركة الشعبية.
وعاد في الشهر الماضي أكثر من 14 ألف لاجئ سوداني من دولة جنوب السودان بسبب إندلاع النزاع وانعدام الأمن الغذائي في الجنوب ولجأ معظم العائدين لولاية جنوب كردفان في المناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية.
وحسب نشرة صحافية أصدرها مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، فإن العائدين كانوا يقيمون في معسكر ييدا في جنوب السودان، وأشارت تقارير أممية لارتفاع عدد العائدين لأكثر من 27 ألف شخص.
وقالت الحركة الشعبية إنها اتخذت قراراً قبل 27 تشرين الثاني/نوفمبر بعدم التفاوض سياسياً مع النظام وإنها على استعداد فقط لمخاطبة الأزمة الإنسانية في المنطقتين التي خلقها النظام وحماية المدنيين، وأضافت : «طالبنا بالتحقيق حول استخدام السلاح الكيميائي، والآن نطور مواقفنا اتساقاً مع عصيان 27 تشرين الثاني/نوفمبر إلى مستوى جديد ونطرح تنحي الرئيس والإتفاق على ترتيبات إنتقالية كهدف تتفق عليه كافة قوى التغيير». ودعت لإجراء مشاورات عاجلة بين قيادات التحالفات المعارضة القائمة وقيادات القوى الإجتماعية الجديدة والقيادات الناشطة التي لعبت دوراً ودعمت العصيان، للاتفاق على مطلب واحد لمخاطبة المجتمع الإقليمي والدولي لتحقيق مطالب الشعب ووقف التفاوض مع النظام، مضيفة أن العصيان المدني الأخير أحدث تحولاً في ميزان القوى لمصلحة الحركة الجماهيرية والتغيير الجزري بعيدا عن ما وصفته بتكتيكات المساومة.
وقالت الحركة: «آخذين توازن القوى بعد 27 تشرين الثاني/نوفمبر فإننا يجب أن نطالب بتنحي البشير والاتفاق على ترتيبات انتقالية جديدة يعقد تحت ظلها مؤتمر للحوار والترتيبات الدستورية بعد تنحي البشير، وأن ندفع بهذا المطلب للآلية الرفيعة والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية ومجلس الأمن الدولي كمطلب وحيد للشعب السوداني، وأن نستمر في مواصلة النضال لإنجاز الانتفاضة بعيداً عن ماراثونيات التفاوض، وبذلك ننهي القطيعة والتناقض بين إنجاز الإنتفاضة والتفاوض على أن تكون الانتفاضة هي آليتنا لتحقيق مطالب شعبنا».
وحسب وكالة السودان للأنباء فقد أعلن دونالد بوث أن رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى، ثامبو إمبيكي، سيزور الخرطوم الشهر القادم لإجراء المزيد من المشاورات بغرض عودة المفاوضات بين الحكومة السودانية وحاملي السلاح. وفشلت مفاوضات بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية في منتصف آب/أغسطس الماضي لوجود خلافات حول توصيل المساعدات الإنسانية للمناطق التي تسيطر عليها الحركة حيث تصر الحكومة على توصيل المساعدات من الداخل بينما تصر الحركة على إيصال المساعدات عبر ثلاث مناطق خارجية، لكن تم الاتفاق على إيصال المساعدات عبر منطقة أصوصا بأثيوبيا ،غير أن المفاوضات إنهارت.
وقالت الحركة الشعبية إن النظام يدفع بقواته تجاه مواقعها في النيل الأزرق وجبال النوبة، وأضافت: «أكملنا استعداداتنا وسنلقنه درساً جديداً مثل ما لقنه عصيان تشرين الثاني/نوفمبر».
وانتشر قبل فترة تسجيل صوتي للبشير وهو يخاطب مجلس شورى المؤتمر الوطني أكد فيه عدم استيعاب جنود الحركة الشعبية في الجيش السوداني، وشدد على عدم قبول الحكومة بأي إغاثة من خارج السودان».

الحركة الشعبية تعلن إيقاف التفاوض سياسياً مع الحكومة السودانية

صلاح الدين مصطفى

موريتانيا: الصراعات تبدأ مع اقتراب المؤتمر الرابع لنقابة الصحافيين

Posted: 02 Dec 2016 02:16 PM PST

نواكشوط – «القدس العربي»: اشتكى سبعة مترشحين لمنصب نقيب الصحافيين الموريتانيين في انتخابات النقابة المقررة يوم التاسع عشر من ديسمبر/كانون الأول الجاري، أمس من الظروف التي تكتنف التحضير للمؤتمر الرابع للنقابة.
وأكد المرشحون السبعة وهم الشيخ المهدي النجاشي، سعيد ولد حبيب
تماد بنت جدو، محمد الامجد ولد محمد الأمين، أحمد ولد البو، ابراهيم ولد عبد الله، الشيخ بكاي في بيان مشترك وزعوه أمس «أن النصوص المعمول بها تخول مكتب النقابة الخارج، الإشراف على عمليات الانتساب وقبول ملفات المرشحين، وهي مسألة عادية في الظاهر، لكن وجود اثنين من أعضاء المكتب أحدهما النقيب الحالي (أحمد سالم والثاني محمد سالم ولد الداه)، ضمن قائمة المرشحين يُحوِّل هيئة الإشراف إلى خصم وحكم في الوقت ذاته».
«ولعلاج هذه الحالة، يضيف المرشحون السبعة، اجتمعنا بالمعنيين وطلبنا منهما وديا قدرا من التوافق يسمح لنا بحضور ممثلين عن كل مرشح عمليات الانتساب بصفة مراقب، ضمن مطالب أخرى عادلة من بينها مراجعة قائمة المسجلين للانتخابات الماضية، وإخضاع القدامى والجدد للمعايير نفسها المطبقة الآن».
وأضاف المرشحون «طلبنا من زميلينا ردا مكتوبا من المكتب التنفيذي. لم يأتنا الرد بالطريقة المطلوبة، لكن حصلنا عليه هاتفيا، وكان مضمونه رفض كل المطالب باستثناء تمديد فترة الانتساب خمسة أيام، والآن نعيد الكرة وبالروح الودية نفسها طالبين توافقا على هيئة مؤقتة تجمع ممثلينا مع ممثلي المكتب التنفيذي وتتولى العملية برمتها».
«وأملنا كبير، يضيف المرشحون المحتجون، في أن يجنبنا زميلانا المرشحان أمورا لا نريدها ولا نسعى إليها، فوجودهما خصما وحكما، أمر مرفوض ولا يمكننا التعامل معه، ونحن نعول على نضجهما في تجاوز هذه الأزمة، وفي حال تعذر تجاوبهما معنا، فإننا نحتفظ لأنفسنا بحق اتخاذ الموقف المناسب».
وينعقد المؤتمر الرابع لنقابة الصحافيين الموريتانيين في وقت تشهد فيه الصحافة الموريتانية انشقاقات كبيرة، وفي ظرف يشهد فيه المشهد الإعلامي الموريتاني تمييعا كبيرا حيث انضم للصحافة المئات من المدعين والمنتحلين بحثا عن المنافع.
ودعا المكتب التنفيذي لنقابة الصحافيين الموريتانيين «منتسبي النقابة إلى جعل مؤتمرها المقرر يومي 19و20 ديسمبر/كانون الأول الجاري فرصة لتوحيد الجسم الصحافي، معلنا عن لجنة للإشراف العام على المؤتمر الذي ينعقد لتجديد الهيئات التنفيذية والرقابية ووضع خطة للعمل».
وأضاف المكتب في بيان أخير له «أن المؤتمر سينظم تحت شعار « تنظيم مهني موحد ضمان للحقوق»، مشيرا إلى «أن آمالا عريضة معقودة على الحدث الذي يشكل فرصة لترسيخ قيم العمل الصحافي المهني المنضبط بقيم ومعايير المهنة الصحافية».
وأوضح البيان «أن الصحافيين يأملون في وجود تنظيم نقابي فاعل ومؤثر قادر على النهوض بمهمة الدفاع عن الحقوق المادية والمعنوية للصحافيين من جهة والمساهمة في تجذير الممارسة المهنية في السلوك والممارسة لدى المنتسبين للمهنة كافة أفرادا ومؤسسات».
هذا ويشتد الصراع بين تسعة مرشحين حتى الآن لمنصب النقيب؛ ومع أن السلطات العمومية أعلنت حيادها إزاء هذه الانتخابات فإن المشاع في الأوساط الصحافية هو دعمها للنقيب المنصرف أحمد سالم مختار السالم.
ويقول المدون حبيب الله ولد أحمد «أن نقابة الصحافيين الموريتانيين التي ينتسب لها قرابة 700 صحافي ( طبعا الصحافي هنا ليست بالمفهوم التقني الأكاديمي فهي تطلق على المعلم والممرض ورجل الأمن وصاحب البقالة ومنتحل الصفة)، ظلت قوية خلال السنة الأولى من عمرها وكان للنقيب السابق الحسين ولد مدو الدور الأبرز في تأسيسها وزراعتها داخليا وخارجيا لما يحظى به من احترام وتقدير لمكانته وشهاداته وأخلاقه وتواضعه الجم فقد كان بحق فخر الصحافة الموريتانية بما امتلكه من موهبة في التعبير والخطابة وإلمامه باللغات الأجنبية، وقبل كل ذلك دماثة أخلاقه التي جمعت من حوله كل الصحافيين من مختلف المشارب الاجتماعية والسياسية والثقافية. لكن البعض يعتقد أن المكتب التنفيذي للنقابة جعل من نفسه وصيا عليها وحد من صلاحيات النقيب ونفوذه خاصة وأنه لم يسع لفرض رأيه ووجوده على زملائه فترك لهم النقابة ورفض الترشح لمأمورية أخرى رغم مطالبة كل الصحافيين له بالبقاء في منصبه».
وبالنسبة لمدى قرب كل مرشح من النظام أو بعده منه، يقول المدون حبيب الله «ينبغي القول بأمانة أن معظم المرشحين مدعومون ولو سرا من طرف جهات نافذة في النظام لدرجة أن بعض شخصيات النظام تخوض حملات على استحياء لصالحهم وهو أمر طبيعي فالنقابة والحكومة خرجتا من «مشكاة» واحدة».
ويؤكد المدون «أن للإسلاميين وجودا قويا في المشهد الإعلامي المحلي بكل تسمياته وحتى الآن لم يعلنوا مرشحهم لمنصب النقيب وأغلب الظن أنهم لن يدفعوا بمرشح يخصهم وإنما ينتظرون لمعرفة المرشح القوي لدعمه بضمانات خاصة أو بدونها».
ويرى المدون ولد أحمد «أن الانتخاب في نقابة الصحافيين يخضع لمعايير بقية الانتخابات المحلية رئاسية كانت أم بلدية؛ فالتحالفات القبلية الجهوية العرقية العشائرية ستكون الورقة الأكثر ربحا فى النهاية وإن منع الفقر مرشحي النقابة والمنتسبين إليها من لعب ورقة «المال الانتخابي» وبالتالي فمن الرومانسية الاعتقاد بأن الكفاءة والمهنية والنظافة والتجربة والخبرة والتوجه السياسي أو الفكري تلعب أي دور في تسمية نقيب الصحافيين المقبل».

موريتانيا: الصراعات تبدأ مع اقتراب المؤتمر الرابع لنقابة الصحافيين

نائب مسلم في مجلس النواب الأمريكي يؤيد إسرائيل للحفاظ على فرصة للفوز بقيادة الحزب الديمقراطي

Posted: 02 Dec 2016 02:16 PM PST

واشنطن ـ «القدس العربي»: خرج اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة عن طوره عندما أدرك بأن هناك فرصة قوية لنجاح النائب المسلم كيث أليسون في قيادة الحزب الديمقراطي حيث قالت رابطة مكافحة التشهير بأنها تعارض محاولة ممثل ولاية مينسوتا لقيادة اللجنة الوطنية للحزب بسبب «تصريحاته السابقة المقلقة غير المؤهلة حول إسرائيل».
واشار جوناثان غرينبلات الرئيس التنفيذي لمجموعة الضغط اليهودية إلى خطاب للنائب أليسون في عام 2010 وشكك في إمكانية أن يمثل أليسون بأمانة الدعم التقليدي الذى يقدمه الحزب الديمقراطي لإسرائيل والحفاظ على أمن دولة الاحتلال، وقد سأل أليسون في ذلك الخطاب: «لماذا يتحكم بلد من 7 ملايين شخص بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط وتحديد ما هو الجيد وما هو السئ لواشنطن في المنطقة؟». واضاف متسائلا: «منطقة من 350 مليون نسمة تدور حول بلد من 7 ملايين نسمة، هل هذا معقول؟ هل هذا منطق؟ وهاجم رئيس اللوبي اليهودي أليسون قائلا بأنه ساهم، بقصد أو غير قصد، عن تصاعد شبح الصور النمطية حول سيطرة اليهود على الحكومة، وقد صدر هذا البيان بعد ساعات من تقرير لوسائل الإعلام الأمريكية يناقش لويس فراخان رئيس جماعة أمة الإسلام، ورد أليسون بطريقة مفاجئة للمجتمع المسلم بالقول بأنه مؤيد قوي لإسرائيل ووصفها بالدولة اليهودية، وقال بأنه صوت لصالح تقديم مساعدات لإسرائيل تزيد عن 27 مليار مشيرا إلى انه ملتزم بسلامة وأمن إسرائيل.
وكتب أليسون الذى اعتمد على أصوات الجالية الصومالية الكبيرة في ولاية مينسوتا بأنه « يشعر بحزن شديد « لبيان رابطة مكافحة التشهير اليهودية ولكنه يتطلع للعمل معها.

نائب مسلم في مجلس النواب الأمريكي يؤيد إسرائيل للحفاظ على فرصة للفوز بقيادة الحزب الديمقراطي

رائد صالحة

فريق أممي يقوم بأول زيارة للكويت لتقصي الحقائق حول التمييز ضد المرأة

Posted: 02 Dec 2016 02:15 PM PST

نيويورك (الأمم المتحدة) ـ «القدس العربي»: يقوم فريق من الخبراء المستقلين التابعين للأمم المتحدة بزيارة رسمية لدولة الكويت، هي الأولى من نوعها، لتقييم التقدم المحرز في القضاء على التمييز ضد المرأة وحماية وتعزيز حقوق الإنسان للنساء.
وتبدأ الأسبوع المقبل زيارة الوفد، المؤلف من خبيرتين في حقوق الإنسان، لجمع معلومات مباشرة عن القضايا المتعلقة بالتمييز ضد المرأة في شتى المجالات، بما فيها النساء اللاتي يعانين أشكالا متعددة من التمييز.
وفي هذا الشأن قالت ألدا فاشيو، التي ترأس الفريق، إن «الفريق العامل مهتم بشكل خاص بالإصلاحات والسياسات التي طبقت في الكويت لتعزيز حقوق المرأة والمساواة الحقيقية بين الرجل والمرأة».
وسينظر الفريق في الإنجازات والممارسات الجيدة للقضاء على التمييز ضد المرأة في جميع نواحي حياتها، وسيتناول أيضا جوانب القانون والممارسات التي تؤثر على مشاركتها في الحياة السياسية والعامة والاقتصادية والاجتماعية والأسرية والثقافية والصحية. وخلال الزيارة، التي ستستمر عشرة أيام، سيجتمع الخبراء مع المسؤولين الحكوميين وممثلي منظمات المجتمع المدني والأكاديميين وعدد من النساء.
ومن المتوقع أن يقدم الفريق تقريرا باستنتاجاته وتوصياته إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في حزيران/يونيه المقبل.

فريق أممي يقوم بأول زيارة للكويت لتقصي الحقائق حول التمييز ضد المرأة

عبد الحميد صيام

الأجهزة الأمنية المغربية تفكك خلية لمؤيدين لتنظيم «الدولة الإسلامية» تنشط في مدينتي فاس وطنجة

Posted: 02 Dec 2016 02:15 PM PST

الرباط – «القدس العربي»: فككت الأجهزة الأمنية المكلفة بمكافحة الإرهاب، الخميس، خلية تتكون من مؤيدين لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) كانت تنشط في مدينتي فاس وطنجة.
وقال بلاع لوزارة الدخلية المغربية أمس الجمعة أرسل إلى «القدس العربي» إن المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (المخابرات الداخلية)، تمكن الخميس، من تفكيك خلية إرهابية تتكون من ثمانية متطرفين مناصرين لتنظيم «الدولة الإسلامية»، ينشطون بمدينتي فاس وطنجة.
وأفاد البلاغ بأن من بين عناصر هذه الخلية معتقلين سابقين في قضايا الإرهاب كانا ينشطان في إطار الشبكة الإرهابية التي كان يقودها سنة 2003 مواطن فرنسي والتي خططت لتنفيذ اعتداءات إرهابية داخل وخارج المغرب.
وأضاف أن هذه العملية، التي تندرج في إطار رصد الخلايا الإرهابية المرتبطة بهذا التنظيم، أسفرت عن حجز بندقية صيد غير مرخصة وكمية من الذخيرة وأسلحة بيضاء، وكذا مخطوطات تحث على الجهاد وأخرى تحتوي على تركيبات كيميائية مشبوهة.
وقالت وزارة الداخلية في بلاغها إن التحريات الأولية تؤكد أن أفراد هذه الخلية تربطهم علاقات وطيدة بعناصر ميدانية في صفوف تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا والعراق، في إطار تنسيق عمليات تجنيد وإرسال متطوعين مغاربة للجهاد في صفوف هذا التنظيم المتشدد، مع تأمين الدعم المالي لتسهيل التحاقهم بهذه البؤرة.
واضاف أن معالجة مختلف الخلايا الإرهابية المرتبطة بالساحة السورية العراقية كشفت أن استقطاب وإرسال العناصر المتطرفة إلى هذه المنطقة المتوترة يندرج في إطار الاستفادة من مختلف الدورات العسكرية بمعاقل «داعش» في أفق العودة إلى المملكة بهدف تنفيذ أجندته الإرهابية.

الأجهزة الأمنية المغربية تفكك خلية لمؤيدين لتنظيم «الدولة الإسلامية» تنشط في مدينتي فاس وطنجة

صحف عراقية: خلافات السياسيين ومصلحة البلد.. والدعوة لثورة ضد دعاة الفتنة ورفض استهداف الجيش العراقي والانتهازية مرض العراق

Posted: 02 Dec 2016 02:15 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: أجمعت الصحف العراقية على وجود أزمة في البلاد جراء خلافات السياسيين، مع دعوات لثورة على دعاة الفتنة في المنابر الدينية، ورفض انتقاد الجيش العراقي، ومقارنة بين فساد النظام السابق والحالي، وداء الانتهازية وحكومة «الجهلوقراط»، وأخذ العبرة من تهجير يهود العراق.

أزمات الفرقاء ومصلحة البلاد

نشرت صحيفة «العدالة» المقربة من المجلس الاعلى الإسلامي، مقالاً افتتاحياً، جاء فيه «مشروع التسوية الوطنية المطروح على بساط البحث، والتصويت على قانون الحشد الشعبي، أثار من جديد موضوع الثقة بين الفرقاء السياسيين.
ومدى جدوى الأساليب والأدوات المستخدمة بينهم.. فالكل يشكو الاخر، ولا أحد يقف عند نفسه ليحاسبها. أو يقف عند المفاهيم والتطبيقات يدققها في صفوفه وصفوف الآخرين.
فهناك قضايا مشتركة تهم الجميع، كالأمن والسياسات الاستراتيجية الخارجية والوطنية والسيادية والخدمات وظروف الحياة والتعليم والصحة، يقول الجميع انه يتفق على اسسها ومبادئها..
فمن المهم ان لا تقود الخلافات إلى تعطيل هذه الامور. بل ان حل هذه الامور والاتفاق عليها قد يكون طريقاً لحل الكثير من الخلافات. وللأسف الشديد فإننا نعطل اعمال البلاد واصلاحاتها كلها بسبب خلافاتنا الصغيرة والكبيرة.. وهذا يحمل الضرر للجميع. واننا يجب ان نقر بأن اي تقدم لطرف على حساب طرف آخر، مرفوض.. كما ان تقدم البلاد يجب ان يكون لمصلحة الجميع. وان يتحمل الجميع الاعباء والواجبات والتضحيات. وعدم الاستمرار بسياسة الضغط بإحراج بعضنا البعض.
مرت أمم غيرنا بما هو أسوأ مما نعيشه، وامتلكت امكانيات بشرية وطبيعية أقل مما لدينا.. لكنها استطاعت عبر قيادات مسؤولة، وعمل دؤوب، وتعاضد ابناء الشعب، والتخلي عن اساليب المخادعة.. والالتزام بالمصارحة والصدق والمناهج البناءة العملية والعلمية من الانتقال من وضع لآخر جديد تماماً. فالأعداء التاريخيون ليس هذا الشخص او ذاك الحزب او تلك الدولة.. بل العنف والاستعمار والفقر والجهل والتفرقة وسوء الادارة والفساد.. والقوة ـ اساساً ـ ليس ابراز العضلات والتصريحات النارية، واثارة الاحقاد، بل الكفاءة والامانة والعمل والتعليم والنظام والقانون والحقوق، وترجيح ميزان العمل الصالح ونبذ الطالح بالأعمال وليس الادعاءات».

ثورة على منابر الفتنة

وكتب علي السوداني، مقالاً في صحيفة «الزمان» المستقلة، اقترح فيه «هذه دعوة مخلصة أخرى وقد كتبناها ونشرناها خالصة مخلصة مخلّصةً لوجه الله والبلاد، التي تم تسخيم وجهها البديع على يد ولسان ثلة عارمة من رجال دينٍ تحولوا إلى دكتاتوريات قاسية متخلفة، تقود الحاكم والحكم من المقعد الخلفي لعربة الضلالة والكفر المبين.
زبدتها الصافية هي دعوة مبهجة جادة قوية لرجال دين شبابٍ متسامحين وطنيين غير ملوثين بمثقال ذرة من الكراهية والتعصّب الأجوف، والعمالة لعمائم أجنبية غبية ومتخلفة وكارهة حتى لنفسها من المذهبين السني والشيعي، ليصيروا نواة علماء دين حقيقيين متعلمين دارسين، أصحاب شهادات عليا ثابتة غير مزورة، ومبرهنة بقوة العلم والنور والله الحقّ، وصادرة من جامعات ومراكز بحث وتنوير وتعليم معترف بها، بهدف نبيل عظيم طيب عاطر، هو تأسيس تجمع علمي ضاغط مهمته الكبرى، تصفير أو تقريب الرؤى والمعتقدات والهوى الصحيح المشطوف من كل عفَن، بين المذاهب المسلمة كلها، وتنظيف المذهبين من أوساخ الكراهية واسباب القتل والخزعبلات والخرافات والطقوس الفائضة الكاسرة التالفة للروح وللعقل، ومن ثم قيادة الرعية كلها، إلى ثورة علمائية ضد كل أنواع العفن الفكري وفتاوى التخلف والتكفير والفتنة.
إنّ الديكتاتورية الدينية التجارية المتخلفة، لهي أشدّ وأقسى وأظلم وأجرم على الناس من كلّ الأديان والطوائف، من شقيقتها بالرضاعة وبالضلالة، الدكتاتورية السياسية التجارية المتخلفة. اصنعوا هذا اليوم يا شباب الدين السماوي الصحيح السهل اللطيف المحبوب المحبب، ونظّموا عملكم الشريف النقي البهي هذا تنظيماً، حتى تصير الأرض جنة رائعة آمنة لكل البشر».

الجيش والحشد الشعبي

ونشر موقع «شفق» الالكتروني مقالاً لعلي حسين، ذكر فيه «أخبرنا نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي أنه كان وراء فكرة تأسيس، الحشد الشعبي. وليس من الضروري إطلاقاً أن نتذكر الماضي، ولكن من المهم أن نذكر باستمرار أن المالكي قال عام 2012 : «إن الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية أقوى من هؤلاء الإرهابيين بكثير»، فما الذي حصل ليخبرنا المالكي الان، أن هذا الجيش كان في طريقه إلى الحل في عام 2012؟ تكررت في الأيام الأخيرة ظاهرة تتلخّص في محاولة البعض أن يطمس دور الجيش في معارك التحرير. وأعتذر للبعض الذين لا يكفّون عن الكتابة ضد الجيش العراقي بألفاظ بالغة القسوة والإساءة، لكن الجيش وسط هذه المعمعة السياسية يا سادة، هو أفضل ما نملك، وأيضاً يجب أن يكون أعزّ ما نملك، وإذا اضطرنا أن ننتقده، فنأمل من أصحاب التعليقات أن لا ينسوا ضحايا هذا الجيش، لأنهم أبناء هذا الشعب وليسوا «بدون». لقد تعرّض الجيش العراقي إلى جروح كبيرة من قبل الساسة الطائفيين أنفسهم، وقد اختار الكثير من مسؤولينا في السنوات السابقة، وأصروا على أن يُفقدوه مكانه ومكانته، من دون أن يشرح أحد لنا، لماذا! إنّ أسوأ ما فعله الساسة أنهم، أطاحوا بالعسكرية العراقية.
اليوم لا يريد لنا المالكي أن نسأل لماذا هرب قادة الجيش في الموصل ومن يحاسب مهدي الغراوي، وهو يترك جنوده يواجهون مصيراً مأساوياً، مثلما لا يريد لنا النواب أن نسأل لماذا هم ليسوا بقادرين على تسمية وزير للدفاع، ولماذا الإصرار على ان ينتمي وزير الدفاع إلى جهة سياسية، في وقت يتباهى فيه الجميع بخطاب الوطنية، وأن المؤسسة العسكرية يجب ان تبقى بعيداً عن الصراعات والمنازعات، وإذا بهم في الغرف المغلقة يحشرون هذه المؤسسة في خلافاتهم، لتُصبح مثل أيّ مؤسسة لها حصصها، وتوازناتها الطائفية».

فساد النظام السابق والحالي

وكتب عدنان حسين مقالاً في صحيفة «المدى» المستقلة، قال فيه: «عرقت خجلاً، بل اجتاحني شعور بالعار، وأنا اقرأ الخبر المنبئ بإصدار محكمة الجنايات المتخصّصة بقضايا النزاهة حكماً غيابياً بحقّ هدى صالح مهدي عمّاش، عضو قيادة حزب البعث في النظام السابق وعالمة الأحياء المجهرية، يقضي بسجنها مدة خمسة عشر عاماً، لتجاوزها على المال العام.
معلوماتُ دائرةِ التحقيقات في هيئة النزاهة أفادت بأنّ عماش كانت أيام توليها منصب وكيلة لوزارة التربية قد استغلّت مركزها الحكومي واستحوذت من دون وجه حقّ على خمس سيارات تعود ملكيّتها إلى وزارة التربية. الحكم القضائي لم يقتصر على السجن خمس عشرة سنة، بل ترافق أيضاً مع الحجز على أموالها المنقولة وغير المنقولة وإعطاءَ الجهة المُتضررة (وزارة التربية) الحق بطلب التعويض.
تعرّقت خجلاً، بل انتابني الشعور بالعار، لأنّ نظامنا السياسي ممثلاً بهيئة النزاهة والسلطة القضائية لم يجد على واحد من الأركان المهمّين للنظام السابق غير الاستحواذ على خمس سيارات، فهذه «السرقة» تبدو الآن من الضآلة بمكان بحيث أنها لا توازي ما يسرقه شخص يعمل في «منصب» عنصر حماية لوزير حالي أو عضو في مجلس النواب.
شخصياً اقبل، وفي وسعي أن ازعم أن كل أفراد الشعب العراقي يقبلون مثلي بأن يستحوذ كل واحد من وزراء النظام الحالي ونوابه وزعماء الاحزاب المستحوذة على السلطة ومن هم في مناصب أدنى وحتى أفراد حاشياتهم، 100 سيارة من النوع الذي استحوذت عليه هدى صالح مهدي عماش. من يُقتع فَسَدة نظامنا بأن يتحكموا بفسادهم ليبقى في مستوى «فساد» هدى صالح مهدي عماش أو حتى أكثر بمئة مرة؟

الانتهازية.. داء عراقي عضال

وتناول مقال افتتاحي لصحيفة «المشرق» المستقلة، «الانتهازية التي عشّشت في عقول كثير من العراقيين الذين أجادوا تمثيل أدوارهم، الانتهازية في جميع العهود والعصور والأنظمة، هي وراء أمراض الجسد والنفس العراقي!!
هذه الكائنات التي افتقدت إلى ذرة من الغيرة وما عادت تستحي من ماضيها ولا تخجل من حاضرها وترتمي كأي عاهرة ومومس في أحضان من يدفع أكثر.. هذه الكائنات وراء التصحر السياسي والإفلاس الاقتصادي والفشل السياسي والعبث الأمني.. كائنات ملوثة من سلالة قذرة يعود تاريخها إلى يوم 14 تموز/يوليو 1958 عندما ركبت الموجة الساحرة آنذاك ثم وقفت مع الواقفين على أقدامهم من أقوياء الحرس القومي وساندت النظام الشمولي بكل قوتها الانتهازية وعندما حطمت الدبابات الأمريكية أضلاع هذا النظام صعدت هذه الكائنات إلى ظهر الدبابات وراحت تسحل التمثال لتعبّر عن ولائها الجديد للحاكم الجديد!!
آفة العراق المزمنة هي الانتهازيين الذين يبرعون في كل زمان لأي حاكم.. كائنات قذرة ما زالت تملك السطوة في الدين والمذهب والقومية والحزب والحركة.. كائنات تجدها مختفية تحت أردية وأقنعة مختلفة وتجلس في الحسينيات والمساجد واتحاد الأدباء ومجالس السياسيين الخاصة ولا مانع لديها من أن تغيّر قمصانها من الأحمر القاني إلى الأصفر الفاقع ومن الأخضر الزاهي إلى الأسود الكالح.. لا تهمها الألوان بقدر ترتيب مصالحها وتدفقها بأية وسيلة وسبب، فلا مكان للشرف والغيرة والمبدأ في سيرة الانتهازي!

حكومة التكنوقراط والجهلوقراط

وكتب نجم بحري مقالاً في جريدة «التآخي» الصادرة عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، ان «التكنوقراط هم النخب الاكثرون علماً وتخصصاً في مجالات نشاطهم والتعبير عن معارفهم وغالباً ما يكونون غير منتمين إلى احزاب (تشوش) افكارهم وتمنع تعبيرهم الصحيح عن علومهم وخبراتهم الفنية وتعني ايضا حكم الطبقة العلمية المتخصصة المثقفة.. والحكومة التكنوقراطية هي الحكومة المتخصصة غير الحزبية التي تتجنب التزام موقف أي حزب او كتلة او فئة او فرد وتصلح مثل هذه الحكومة في حالة الخلافات السياسية.. والجهلوقراط مصطلح عكس العلم والتطور.. ويعني تحكيم القوة والجهلاء. والحكومة الجهلوقراطية هي الحكومة الحزبية الفئوية (الطائفية) التي تجهل كل شيء ولا تعرف إلا تثمير الخلافات والصراعات واشاعة الخراب والفساد وسحق الوجود الوطني والانساني في المجتمع فالحكومة التكنوقراطية حكومة بناء وتقدم وارتقاء وسلام.. والحكومة الجهلوقراطية حكومة دمار وتأخر وتخلف واندحار في جحور الظلام والجهل..
ويبدو ان لا خيار افضل من حكومة تكنوقراطية بعيدة عن جميع الاحزاب والكتل والفئات.. تتسلم امر الوطن وتشرع بالبناء والاستثمار والاعمار والاصلاح الحقيقي لا الاصلاح الترقيعي.. إلا ان يستعيد (السياسيون) رشدهم ووعيهم ويستفيقون من حالة سباتهم الشعور الوطني السليم.
لقد جرب الشعب العراقي الحكومات (الجهلوقراطية) على مدى الاعوام السابقة واللاحقة بعد الاحتلال وسقوط النظام منذ العام 2003 وما اسهمت إلا بتوفير أسباب ودواعي ومسوغات التدحرج إلى (مستنقدات الأسوأ).
لقد تعبنا من حكومات الجهل.. وعانينا من اوجاعها واخطائها وقراراتها المبهمة على مدى نصف قرن مضى.. وما ابدعنا سوى المشكلات والازمات والمعوقات وضياع ثروات الوطن الغزيرة وساد الفساد في أورقة الحكومات بلا حسيب او رقيب او ضمير».

يهود العراق

ونشر الكاتب المعروف د. كاظم حبيب، مقالاً في صحيفة العالم المستقلة، جاء فيه «من أجل أن يتجنب شعب العراق، ما تعرض له «يهود العراق من تهجير قسري كامل في الفترة 1950/1951، ما يراد له أن يحصـل في المرحلة الراهنة لمسيحيي العراق ومندائييه وإيزيدييه في محافظة نينوى والعراق عموماً، في ظل النظام الطائفي السياسي، وممارسته التمييز والتهميش والإقصاء المذلة، ودور قوى الإرهاب الإسلامي السياسي المتطرفة كافة، حاولت أن أقدم كتابي «يهود العراق والمواطنة المنتزعة» الصادر في العام 2015 بصيغة جديدة وبشكل مكثف يجسد المحنة الكبيرة والكارثة التي حلت بالعراق وشعبه بسبب خسارته لجزء كبير ومهم وأصيل من بنات وأبناء الشعب العراقي الذين عاشوا في العراق ما يقرب من 2800 سنة، إنهم يهود العراق الذين أجبروا على مغادرة العراق بعدد زاد عن 120 ألف مواطن ومواطنة ومن مختلف الأعمار والكفاءات والاختصاصات والمهن والحرف ومجموعة كبيرة من المثقفات والمثقفين اليهود. وأهمية نشر وتقديم الكتاب بأمل تحصين شعب العراق ضد هؤلاء المتطرفين الذين يسعون إلى إلغاء وجود هذا الموزاييك العراقي الجميل وتشويه اللوحة الرائعة باقتطاع أجزاء أخرى من اللوحة، أي بإلغاء وجود أتباع ديانات أخرى غير المسلمين في العراق، تماماً كما حصل مع يهود العراق!
في بغداد تعانقت جوامع أو مساجد المسلمين مع كنائس المسيحيين وكُنس اليهود، وكان هناك شكل من اشكال الاعتراف المتبادل بوجود هذه الديانات وحقها في ممارسة طقوسها الدينية وحياتها الخاصة إلى جانب حياتها العامة فيما بين جميع أتباع الديانات والمذاهب.

صحف عراقية: خلافات السياسيين ومصلحة البلد.. والدعوة لثورة ضد دعاة الفتنة ورفض استهداف الجيش العراقي والانتهازية مرض العراق

مصطفى العبيدي

شرطي مغربي يطلق النار على «ثمل» في مدينة طانطان

Posted: 02 Dec 2016 02:14 PM PST

الرباط – «القدس العربي»: أطلق شرطي مغربي الرصاص الحي على «ثمل» في مدينة طانطان جنوب المغرب في وقت يتواصل فيه النقاش حول «حق» الشرطة في استخدام الرصاص الحي في ملاحقة الخارجين عن القانون.
وقالت مصادر أمنية إن مفتش شرطة يعمل في مدينة طانطان، اضطر مساء الخميس، لإطلاق أربع رصاصات تحذيرية من سلاحه الوظيفي بهدف توقيف شخص في حالة سكر متقدمة، حاول تعريض عناصر الشرطة للخطر بواسطة سكين من الحجم الكبير، وتحريض كلب حراسة لمهاجمتهم.
وقال بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني إنه، حسب المعلومات الأولية، نشب عراك عنيف بين سائق سيارة رباعية الدفع وسيارة أجرة بسبب خلاف حول حادثة سير بأضرار مادية، وهو ما استدعى تدخل عناصر المداومة وفرق الدراجيين للقيام بالإجراءات القانونية اللازمة، غير أن سائق السيارة الرباعية الدفع، الذي كان تحت تأثير الكحول، رفض الامتثال وأشهر سكينا في مواجهة عناصر الأمن، كما حرض عليهم كلب حراسة، وهو ما اضطر مفتش شرطة إلى إطلاق أربع رصاصات تحذيرية في الهواء.
وأضاف البلاغ أن المشتبه فيه، وهو من ذوي السوابق القضائية في محاولة القتل العمد والاحتجاز والسرقة، تمكن من التحصن داخل منزل عائلته قبل أن يلوذ بالفرار على متن سيارة أخرى.
وعرفت وسائط التواصل الاجتماعي نقاشا حول أحقية الشرطة في استخدام السلاح في مواجهة مخالفين للقانون في الشارع العام قبل أيام. وقالت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إن تواتر هذه الحالات المؤدية إلى مقتل مواطنين اثنين في بني ملال وسلا، «انتهاك سافر للحق في الحياة».
واعتبرت الجمعية في بلاغ بمناسبة اقتراب الاحتفاء باليوم العالمي لحقوق الإنسان، أن استعمال السلاح من طرف رجال الشرطة «ينبغي أن يكون في الحالات القصوى، وأن يروم إعاقة وشل الحركة لغرض الإيقاف فقط؛ على أن يكون التدخل من طرف فرق خاصة مدربة على مثل هذه الحالات».

شرطي مغربي يطلق النار على «ثمل» في مدينة طانطان

أطروحات مضادة عن صادق جلال العظم

Posted: 02 Dec 2016 02:14 PM PST

منذ بواكيره تخطى صادق جلال العظم السقف الأكاديمي، وأسوار الجامعة ليكون طرفا في عدة معادلات منها السياسية والاجتماعية والإيديولوجية، لهذا لم تكن أطروحاته داجنة إلى الحد الذي يضمن له البقاء في مأمن من المساءلات، وربما كانت كتابه النقد الذاتي بعد الهزيمة خروجا عن السرب فلم يصفق للهزيمة باعتبارها لم تحقق هدفها كما قال الإعلام الذي احترف التزوير والتبرير، ولم يذرف الدموع على أطلال ما قبل حزيران/يونيو، لأن ما قبل الهزيمة كان حاضنة نموذجية لإفرازها، وقد سمي صادق العظم الأشياء باسمائها فالهزيمة هزيمة ولا شيء آخر. أما النكسة أو مرادفاتها من الصفات المستعارة من معجم المرضى فلم تكن بالنسبة إليه نافذة للهرب.
افتضح الخرافة والفهلوة واللامبالاة وأعطى للاستبداد والبطريركية نصيبهما من أسباب الهزيمة، لكنه لم يفعل ذلك تلبية لهاجس ماسوشي كما فعل آخرون تلذذوا بتقريع الذات واستمرأوا أوجاع الانهيار.
وكان كتاباه «نقد الفكر الديني» و«نقد فكر المقاومة» بمثابة تدشين لمرحلة سوف يستعيد فيها النقد جدواه وضرورته ودفع ثمن ذلك مرّتين، مرة في مساءلة قضائية وأخرى في مساءلة وطنية شعبوية، وحاولت إسرائيل كعادتها استثمار كتابه نقد المقاومة على نحو مضاد لأهدافه، فأذاعت فقرات منه منزوعة من سياقاتها .
وأذكر أنني قلت له إن أخطر مؤلفاته ذلك الكتاب الصغير الذي لم يستوقف أحدا، لأنه في ظاهره غير سياسي وهو كتابه عن الحب العذري، فقد خرج فيه أيضا عن السرب ولم يقرأ الظاهرة العذرية من المنظور الرومانسي الموروث وتوصل إلى أن الحب العذري هو مجرد حيلة لإدامة التوتر، وباستثناء ما كتبه صادق العظم وطاهر لبيب عن الحب العذري، فإن معظم ما تداوله النقد المدرسي كان أفقيا وشارحا ويمارس إسقاطات جنسوية مغطاة بطُهرانية مُفتعلة.
أما المفارقة الأخرى فهي أن كتابه نقد الفكر الديني الذي عرّضه للمساءلة كان قد نشر أخطر فصوله عن مأساة إبليس في مجلة لبنانية قبل صدور الكتاب بأعوام، لكنه لم يستوقف أحدا، وهذا شجن ثقافي عربي يطول الكلام فيه، وحين اقترب صادق العظم من ثنائية المقدّس والمدنّس والتحريم والتحليل، لم يدّخر احتياطيا دفاعيا يتيح له الفرار، وحاول وضع حدّ فاصل بين التأويل والتقويل في ثقافة العنعنة والإحالات وتعذيب النصوص كي تعترف بما لم تقترف. ورغم اختلافي معه إلى حدّ ما في كتابه «الاستشراق معكوسا» والذي ردّ فيه بأسلوب سجالي على كتاب «الاستشراق» لأدوارد سعيد إلا أن منطلقه المنهجي الذي قاده إلى توصيف كتاب سعيد بأنه ميتافيزيقي من حيث التعميم والمصادرة يستحق المناقشة، وبرأيه أن إدوارد وضع الاستشراق كله في سلة واحدة، ولم يلتفت إلى نماذج استشراقية خارج المجالين الأنجلوساكسوني والفرانكفوني لأنها لا تلبي موقفه الراديكالي.
لكن ما اتهم به صادق العظم لم يسلم منه إدوارد سعيد، فقد اصطبغت بعض أحكامه على الكتاب براديكالية تقارب الميتافيزيقا، وبالعودة إلى واحدة من أطروحات صادق المضادة للسائد وهي الحب العذري نجد أنه يلتقي مع دنيس دورجمون مؤلف كتاب «الحب والغرب» ويفارقه أيضا، وكان دورجمون قد رد على الشائع لدى المستشرقين حول تأثير العذرية العربية على شعراء البروفانس في الغرب، ومنهم دوزي ورينان، ووصف دورجمون ما يقول هؤلاء وسواهم بالجهل المزدوج.
ولم تقتصر مطارحات صادق جلال العظم على مجال ثقافي محدد، واستجاب لهاجس معرفي يقارب الموسوعية فكتب في السياسة وبالتحديد في الأيديولوجيا وفي علم النفس الاجتماعي وعلم الاجتماع أيضا، لكن بأسلوب لا ينقل المعلومات بقدر ما يشحن بها مقارباته وأحيانا تكون من بين مرجعياته.
واختزال صادق العظم إلى موقف سياسي يحذف منه الكثير مما يستحق أن يناقش معرفيا وبعيدا عن أدبيات الإقصاء والثأرية، فالرجل له إرث يتيح له البقاء في ذاكرتنا الثقافية، ووصفه بالإشكالي أو السجالي قد يكون بسبب حيوية مقارباته والجرأة على الاقتراب من المحظور والمسكوت عنه في ثقافتنا، وهو ينتمي إلى جيل عربي شهد الدراما القومية في أشد فصولها توترا، ولم يقل كسواه من الأكاديميين الذين امتثلوا للموعظة الخرقاء التي تتلخص في المشي بمحاذاة الجدار، والانكفاء داخل شرنقة التخصص. ولأنه في معظم أطروحاته حاول السباحة ضد التيار والخروج من السرب فإن منجزه المعرفي يقبل الاختلاف، وهو شأن بعض أبناء جيله عُرف بكتاب أو اثنين، أثارا ردود أفعال واسعة، سواء في الدين أو الجنس، وتلك مسؤولية النقد الذي يؤثر السلامة، فتحجب الشجرة أمامه الغابة.
من قرأوا «نقد الفكر الديني» أو سمعوا به أضعاف من استوقفهم كتابه عن الحب العذري، رغم أن ما قدمه في هذا الكتاب حرر ظاهرة الحب العذري من الطهرانية والإسقاطات وتحويل الحرمان إلى مطلب بماسوشية ساهم في إنتاجها السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وهذا ما قدمه في السياق ذاته طاهر لبيب في كتابه عن الحب العذري.
أخيرا، بل أولا لا يوجد مثقف جدير بهذه الصفة يبحث عن بوليصة تأمين اجتماعية أو سياسية قبل المباشرة في تقديم رؤاه وصادق العظم اقترب من خطوط حمر وتخطى بعضها ودفع ثمن ما يراه الداجنون مجازفة غير مأمونة العاقبة.

٭ كاتب أردني

أطروحات مضادة عن صادق جلال العظم

خيري منصور

الارتزاق بالكتابة

Posted: 02 Dec 2016 02:13 PM PST

حين يسمّي أحد الكتّاب الحاكمَ الطاغية بطلاً وطنياً ونظام حكمه نظاماً ضرورياً لضمان الاستقرار والأمن. وعندما يستلّ ذلك الكاتب قلمه كالبندقية الرشاشة كي يطلق النار على عناصر المعارضة مستعدياً السلطات عليهم متهماً إياهم بالعمالة للأجنبي دون قناعة حقيقية، حين نقرأ كتابات من هذا النوع فماذا نسميها؟
أقول هذا بسبب كثرة ما قرأت وأقرأ من سجالات بين أطراف متنازعة من الكتّاب هنا وهناك حول ما ينزل بالوطن العربي من أهوال، وبين هؤلاء كتّاب لا شبهة تطال سمعتهم، ولا شك في رفعة مستواهم الفكري كيف نميز بين الكاتب النفعيّ المرتزق والكاتب المبدئيّ المخلص؟ ومن هم باختصار الكتّاب المرتزقة، أو متى تكون الكتابة مدانةً فعلاً بجُرمْ النفاق والاحتيال والتزوير؟
يبدو من الصعب في مجال الكتابة التمييز بين الكتابة المبدئية والأخرى المرتزقة، ولهذا لا بد من استخدام معايير معينة في محاكمة هذه الكتابات المشبوهة، وصولاً إلى فرزٍ سليم لها دون أن نظلم أحداً من أصحابها وهي معايير كثيرة معقدة نختصرها في ما يلي:
أولا: افتراض حسن النيّة لدى الكاتب حتى يثبت عكس ذلك، من خلال إخضاع الكاتب للاختبار على جهاز اكتشاف الكذب، وهو جهاز معمول به في معظم بلدان العالم المتقدم بعد التأكد من أنه كاتب غير مدعوم من جهةٍ تساعده على اجتياز الإختبار بنجاح.
ثانيا: فحص حالة الكاتب المادية من أن رصيده المالي في المصارف المحلية والأجنبية على وجه التخصيص ناجم عن إرث عائلي أو جائزة كبرى في اليانصيب أو استثمارات قانونية رابحة بالحلال، للتأكد من أنها أموال نظيفة.
ثالثا: اختبار قدرات الكاتب اللغوية والفكرية في امتحان خاص بمستوى البكالوريا على الأقل.
رابعا: مطالبة الكاتب بتقديم وثائق سليمة مثبت صحّة كلامه بالوقائع والأرقام التي يذكرها.
وغيرها من الاختبارات والمعايير فإذا لم يتح لنا تطبيقها على الكاتب فمن الممكن الاكتفاء بإجراء مختص آخر وهو مطالبته بأن يقسم بأنه صادق، على الكتاب المقدّس الذي يؤمن به، فإذا لم يكن مؤمناً بأي كتاب مقدس فليقسم بشرفه، وإذا لم يكن له شرف يُعتدّ به فلا حلّ للمشكلة إلا بالامتناع عن قراءة الصحف المحلية ومشاهدة وسماع نشرات الأخبار المرئية والمسموعة لأمد يجب ألاّ يقلّ عن أسبوعين حتى يرتاح دماغنا من كوابيس الأكاذيب، ولكي يستردّ الواحد منا صفاء ذهنه كي يستطيع الحكم على الكاتب المرتزق بأنه مرتزق بالفعل، وإلا فإن مصيرنا آيل إلى أن نرضى بالواقع مهما كان وننتقل بالتالي درجةً درجة نحو الاقتناع بالكاتب أياً كانت كتاباته والدفاع عنه كي نغدو بدورنا مشبوهين أننا من المرتزقة دون أن ندري.
نقول كل هذا لأن ذلك الالتباس قد حصل فعلاً مع أحد الكتّاب، إذا رضي أن يخضع لجميع التحقيقات الواجب إجراؤها بشأنه في بلدٍ محايد ونجح فيها جميعاً، مع أن جميع الذين يعرفونه جيداً أكدوا أن ثروته متواضعة من زمان مع أن أرصدته المالية في عدد المصارف المحلية والأجنبية تؤكد عكس ذلك، وعلى الرغم من أن هذا الكاتب مشكوك ـ كما هو معروف عنه ـ بصدقه في أحاديثه المتنوعة، كما أنه أقسم على القرآن والإنجيل والتوراة بأنه رجل شريف من دون أن يرف له جفن، فما العمل إذن لاكتشاف حقيقة مثل هذا الكاتب وقد تكاثر أمثاله، كما يبدو حتى صار الواحد منّا يشك بنفسه، أم أن الكذب والصدق قد تساويا في هذا الزمان العجيب؟

٭ شاعر سوري

الارتزاق بالكتابة

شوقي بغدادي

جبهة الإبداع المصرية ترد على عضو البرلمان الذي اتهم نجيب محفوظ بخدش الحياء

Posted: 02 Dec 2016 02:13 PM PST

القاهرة – «القدس العربي»: أثارت تصريحات عضو البرلمان المصري أبو المعاطي مصطفى عن نجيب محفوظ غضب كثير من الفنانين والمثقفين المصرين، حيث كان قد ظهر في برنامج في إحدى القنوات الخاصة، وقال إن أعمال الكاتب المصري الكبير نجيب محفوظ كانت خادشة للحياء وكان يجب محاكمته، الأمر الذي انتفض له الوسط الثقافي والفني المصري، ومنها جبهة الإبداع التي تضم عددا كبيرا من المثقفين والفنانين منهم المخرج خالد يوسف والمخرج أمير رمسيس والمنتج محمد العدل. وأصدرت الجبهة بيانا تدين فيه هذه التصريحات جاء فيه: «تلقت (جبهة الإبداع المصري) بكثير من الدهشة والانزعاج والقلق، تصريحات النائب الدمياطي (أبو المعاطي مصطفى)، والتي توالت مطالباً فيها تارة بمعاقبة الأديب المصري العالمي الراحل نجيب محفوظ، ومعاقبة صناع السينما التي نقلت أعمال محفوظ للشاشة الكبيرة تارة أخرى.
فأما سر الدهشة فيعود إلى إصرار بعض السادة نواب البرلمان المصري على البحث عن نجومية زائفة عبر ادعاءات سطحية بالدفاع عن (أخلاقيات المجتمع)، بمنطق اجتزاء النصوص على طريقة (لا تقربوا الصلاة). وهذا الأسلوب التقليدي للشهرة وما على شاكلته من أساليب يصطدم مباشرة بالأمل في صناعة وعي مصري حقيقي قادر على بناء الجمهورية الجديدة بعد ثورتين.
وأما الانزعاج فمنبعه هو، انعكاس هكذا أداءات برلمانية، على قدرة المؤسسة التشريعية والرقابية للشعب، بما يحولها عن مسار دورها الرئيس في إنتاج تشريعات وقوانين قادرة على حماية التراث المصري، والمنتج الحضاري الوطني، وإنتاج مناخ حر يدعم حرية الفكر والتعبير المؤهلة لمواجهة تحديات المصير في مواجهة تيارات عالمية تعزز الكراهية وتذوب الهوية وتكرس للجهل والدموية والعودة لعصور الظلام.
وأخيراً يعود القلق ليخيم على واقع الإبداع المصري ومستقبله، في ظل تمدد أفكار تيارات الظلام خارج أطر تنظيمات الدين السياسي لتصل إلى عموم الناس في وطننا ولتفرز نائباً برلمانياً يخلط بين رؤاه كموظف في مصلحة الضرائب يحاور مجموعة من العمال في ورش دمياط أثناء مهام عمله، وبين دوره كمشرعٍ ينبغي أن يدرك طبيعة وآليات القضايا الثقافية و الأدبية قبل أن يخوض في تقييمها فتتلبسه شخصية القاتل الذي حاول اغتيال الأديب (نجيب محفوظ) نهايات القرن الماضي.
إن جبهة الإبداع المصري إذ تؤكد استنكارها الشديد لهكذا أداءات برلمانية لا ترقى لتحديات المرحلة الراهنة، فإنها تعرب عن ضرورة مراجعة النائب المحترم وغيره من نواب البرلمان لأهل التخصص قبل أن يتحدثوا في قضايا عن جهل فيصدرون للعالم صورة للبرلمان المصري باعتباره مجلس شورى (داعش) أو (الإخوان).
كما تطالب جموع المبدعين المصريين بتحمل مسؤلياتهم التاريخية تجاه حماية الهوية المصرية بما أنتجته عبر تاريخ الوجود الإنساني قبل أن يفاجئنا برلماني خلفيته زراعية أو ضرائبية بضرورة هدم التراث الفرعوني لأنه يعبر عن شرك ويقدس أصناماً ويخلف كفراً.
وتهيب بالقيادة المصرية سرعة العمل عبر الحكومة ووزارة الثقافة بالتعاون مع صناع الرأي لإنتاج ميثاق وطني للإبداع المصري يكفل حماية التراث وحرية الإبداع وإزالة كل معوقات تحول دون تفعيل القوى الناعمة لمصر حتى يتبوأ الوطن مكانته الأصيلة على خريطة الإنسانية، وتعود (مصر المصرية) عزيزة أبية بإبداع يعبر عنها ويعبُر بها إلى المستقبل.. إنه الانتصار لمصر قبل نجيب محفوظ وبعده.

جبهة الإبداع المصرية ترد على عضو البرلمان الذي اتهم نجيب محفوظ بخدش الحياء

التأديب غير المبرر لا يعالج أمراض مصر المستعصية!

Posted: 02 Dec 2016 02:12 PM PST

ماذا يجري في مصر؟ وماذا عن أحوالها المعيشية؟ وما وضع الحريات العامة والحقوق الشخصية؟.. أسئلة ضمن أسئلة عديدة تبحث عن إجابة.. وقلت لنفسي فلنبحث عن مفتاح يوفر عناء التيه في التفاصيل.. والمثل يقول الشيطان يكمن في التفاصيل، خاصة أن الناس بدأوا يحجمون عن الجهر برأيهم، وشغلتهم حياتهم، وأدارت رؤوسهم الفروق الشاسعة بين من يكدون ويكدحون لكسب قوت يومهم، وبين من يلعبون بالمال؛ مستندين إلى من يضربون بسيفهم، ومعتمدين على ألسنة تلهج بالثناء عليهم.
وعلى طريقة أرشميدس، وهو يقول وجدتها وجدتها. في لحظة اكتشافه لقانون الطفو. استطعنا العثور على المفتاح الغائب واسمه «التأديب»، وقد استقر نهجا تصاغ على أساسه علاقة السلطات الحاكمة بمواطنيها، وممارسة التعسف في استخدام القانون وتطبيقه على هوى هذه السلطات، وهو نهج قديم له رواده وخبراؤه وترزيته. وكان من المفترض أن يختفي بعد ثورتي يناير 2011 و30 يونيو 2013.
والتوسع في التأديب عمل غير مبرر؛ زاد من معدلات العقاب والتضييق، ونحى حوافز الثواب والتقدير، وسواء كان ذلك عن قصد أو غير قصد؛ فهو يخدم القسمة التي يتم على أساسها التعامل مع المواطنين، فهم إما من «أهل الخير»؛ مؤيدين ومناصرين وهاتفين للرئيس السيسي، وظهيرهم الأمني من «المواطنين الشرفاء»؛ أصحاب السوابق وخريجي السجون؛ وهم جاهزون للاعتداء اللفظي والبدني بشكل «عمياني» كما نقول في مصر على من يفتح فمه أو يحمل لافتة أو يرفع صوته، وغير هؤلاء هم «أهل الشر»!!.
وأفصح الرئيس السيسي عن فلسفته في التأديب عندما علق على حكم محكمة جنح قصر النيل بحبس نقيب الصحافيين يحيى قلاش وخالد البلشي وكيل النقابة ورئيس لجنة الحريات بها، وسكرتيرها العام جمال عبد الرحيم، وتولى بنفسه «تجريم تهم» لم يصدر بها حكم بات بعد، وأضفى عليها بعدا سياسيا (رئاسيا)، ومع كامل الاحترام لمنصب رئيس الدولة ومقامه. فالتجريم ليس اختصاصه. أو اختصاص أي مسؤول تنفيذي مهما علا شأنه وارتقت وظيفته، وأمره معقود لسلطة القضاء. ومحدد بنصوص الدستور والقانون، دون تدخل سلطات الدولة الأخرى، ولا يتبدل لخلاف أعضاء في مجلس نقابة الصحافيين مع وزارة الداخلية، أو مع من كلفتهم وزارة الداخلية باقتحام النقابة، دون التزام بنصوص وضوابط القانون، وبدت إجراءات الشرطة شديدة التعسف، وغطت الاقتحام بغلالة قانونية مهلهلة، وبسؤال عدد من فقهاء القانون والدستور فلم يقروا ذلك التعسف المصاحب للاقتحام، ولم يقبلوا بمبرراته. فضلا عن أنه الحادث الأول في التاريخ القانوني المصري، وبدا وكأنه هدية وزارة الداخلية للصحافيين في الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس نقابتهم!!
وسبب اعتبار التجريم الرئاسي تسييسا لحكم المحكمة، يرجع إلى صدوره عن شخصية سياسية هي رئيس الجمهورية، وهي صفة يتمتع بها وحده في الوقت الراهن، وليس بين المسؤولين من يحمل هذه الصفة، فلا هم حزبيون، أو متمرسون في السياسة، أو وصلوا إلى مناصبهم بالانتخاب، بمن فيهم وزير الخارجية؛ وهو دبلوماسي وليس سياسيا، وقد درجت الأمور في السنوات العشر الأخيرة من حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك، ووجود جمال مبارك كرئيس مواز؛ درجت على تعيين أصحاب رأس المال والسماسرة والمقاولين ووكلاء الاحتكارات الصهيو غربية في مناصب الوزارة من غير السياسيين، والوزير مجرد درجة وظيفية ومالية؛ يتقاضى عنها مرتب الوزير، ولا يملك صلاحياته.
والوزير الموظف ينفذ التعليمات، والوزير السياسي يضع السياسات.. وهنا أشير لشهادة يوسف والي، الذي مكنته علاقاته الصهيونية الواسعة من تولي منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الزراعة وأمين عام مساعد للحزب الوطني المنحل، وهذا أضفي عليه صفة سياسية. ولما أُستُدعي للتحقيق بعد ثورة يناير 2011 في انحرافات وزارة الزراعة وقضايا الأسمدة الفاسدة والمبيدات المسرطنة، وتبديد أراضي الدولة؛ خرج من التحقيق «كما تخرج الشعرة من العجين» كما يقول المثل المصري، وكانت حجته أن الوزراء «سكرتارية خاصة لدى الرئيس»؛ تنفذ أوامره، ولا تتحمل مسؤوليتها. وعاد يوسف والي لبيته، ولم يمسسه سوء؛ وحوكم الرئيس المخلوع هو وولداه علاء وجمال.
والتأديب في عصر الرئيس السيسي أضحى فلسفة؛ تحدد العلاقة بين الحاكم والمحكوم، وتُسهل فهم ما يجري في مصر. ومع ذلك ليس هناك ما يمنع من تعرض الرئيس السيسي لما تعرض له الرئيس المخلوع حسني مبارك. وباب التأديب مفتوح على مصراعيه، وصوره عديدة؛ إفقار ممنهج، وعجز دائم عن تأمين احتياجات المواطن الأساسية، وعودة إهدار الآدمية في أقسام ومراكز الشرطة والسجون، ومنها ما حدث مؤخرا لنزلاء سجن برج العرب من تعذيب، حسب ما جاء على ألسنة أهالي النزلاء، الذين احتجوا على سلالم نقابة الصحافيين الأسبوع الماضي.
وما قام به أهالي نزلاء سجن برج العرب قريب مما فعله عمرو بدر؛ رئيس تحرير موقع «بوابة يناير» الألكتروني، ومحمود السقا المحرر بنفس الموقع. وهما من احتميا بالنقابة تجنبا لبطش الشرطة، وكانت النقابة قد اعتادت ترتيب تسليم الصحافيين المطلوبين لسلطات التحقيق بصورة كريمة وإنسانية، وتكليف محاميها لحضور التحقيق ومتابعة سَيره.. إلا في حالة بدر والسقا، فقد حيل بين النقابة وبين ما اعتادت عليه تجاه أعضائها، وإمعانا في التعسف أصرت وزارة الداخلية على تأديب الصحافيين جميعا في شخص نقيب الصحافيين وزملائه، وأحيلوا للنيابة بتهمة إيواء مطلوبين للعدالة!!.
وتتابعت الأحداث وانتهت بصدور الحكم سنتين وغرامة عشرة آلاف جنيه، وذلك الحكم صدر ومعه التجريم الرئاسي، وبدا تصريح الرئيس وكأنه مباركة لحكم المحكمة، ولهذا وُضع في سياق تأديب الجماعة الصحافية؛ وأضحى التأديب كفلسفة حكم لا يستثني أحدا، وطال بائعا متجولا بسيطا يعمل على عربة «كارو»؛ كمجدي مكين، وشهادة الشهود على أن موته حدث من فرط التعذيب في قسم شرطة الأميرية بالقاهرة.
وكان تفسير الجيران والمعارف وأهل الحي أن فقره وعمله المتواضع سبب التعذيب والموت.
طال التأديب مهنيين ومثقفين ونشطاء وصحافيين وإعلاميين؛ منعت عزة سليمان المحامية ورئيسة مؤسسة قضايا المرأة من السفر، وتم التحفظ على حسابها المصرفي، وكذلك منعت الأستاذة الجامعية عايدة سيف الدولة، عضو مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب من السفر، وامتد المنع إلى صحافيين وإعلاميين، ووصل لعمرو الليثي، الذي بث شريط (فيديو) شهير لسائق «توكتوك».‬ ‬
والسؤال لماذا يقوم رجال شرطة بأعمال إجرامية؛ تجد من يتستر عليها وينكرها، والأجدر هو الاعتراف والاعتذار عنها إذا كان الاعتذار يكفي.. أما جرائم التعذيب والتأديب والقتل فيجب على وزارة الداخلية أن تبادر بتقديم المتهمين للنيابة العامة.. ويكون ذلك بداية إصلاح أجهزة الأمن وتغيير وتطوير مناهج معاهد وكليات وأكاديميات الشرطة، ووقف العنف في العمل الشرطي، فاستمراره من مظاهر التخلف والجهل وتدني التربية وضحالة المعرفة وانحطاط السلوك. وفيه إساءة بالغة للملتزمين بضوابط القانون والسلوك الأخلاقي بين رجال الأمن والشرطة..
والشرطة في أمس الحاجة إلى استعادة الظهير الشعبي والوطني ومؤازرة المواطنين لها في معركتها ضد الإرهاب والعنف المسلح والجريمة المنظمة.. والوضع لا يتحمل ممارسات شاذة وسادية من هذا النوع. لماذا لم يتعلم هؤلاء من درس يناير 2011؟ ولماذا عجزوا عن رؤية ما يمكن أن يتعرضوا له من خطر؟ ومن أثر عودة موجة الكراهية ضدهم إلى الشارع مرة أخرى؟!

٭ كاتب من مصر

التأديب غير المبرر لا يعالج أمراض مصر المستعصية!

محمد عبد الحكم دياب

من سجن الآباء إلى حضن الأعداء

Posted: 02 Dec 2016 02:12 PM PST

لا يمكن لمن يقرأ للكاتب والأستاذ الجامعي الكوبي المقيم في فرنسا جاكوبو ماشوفر أن تبقى لديه أية شكوك بشأن سماجة الممارسة الاستبدادية سواء كان صاحبها غبيا مثل بوكاسا أو «عبقريا» مثل القذافي أو نبيا في غير قومه مثل كاسترو. صحيح أن كاسترو تزعم ثورة من أهم ثورات القرن العشرين وأشرف على إقامة نظام رعاية اجتماعية حقق لعموم الكوبيين مكاسب معتبرة، خصوصا في الصحة والتعليم. ولكنه كان مجرد حاكم عالمثالثي آخر يطوف ويلف في طاحونة الشيء الاستبدادي المعتاد.
ويكفي لفهم شخصية هذا الرجل (الذي عاش طفولة ممزقة ولم يعترف به والده الشرعي إلا بعد أن بلغ سن السابعة عشرة) الإشارة إلى أنه يتقاسم مع ستالين حقيقة أبوية بئيسة تعيسة تغني عن طول التحليل: فقد هربت ابنته ألينا واستقرت في أمريكا بمثلما فعلت سفتلانا بنت ستالين قبلها. وظلت ألينا تطالب بالحرية لشعبها (الذي لاذ ما لا يقل عن سدس أفراده بالفرار إلى أرض العدو!) وتفضح حقائق البؤس والظلم في بلادها وتحمّل أباها وعمها المسؤولية المباشرة عن حكم الطغيان الذي يدجّن الكوبيين.
على أن كاسترو «غول» سياسي استثنائي. فقد بقي حبيس عزلة مديدة لا مثيل لها، ولكن ما أتى به عام 1991 كان أبأس وأيأس من العزلة. إذ بدا عامئذ أن «الكوماندانتي» قد دفن حيا، وأن التاريخ يتفنن في شرح معاني هذا الدفن للعالمين عندما عيّن الصديق الروسي، لا العدو الأمريكي، حفارا للقبر. بدا، بانهيار الاتحاد السوفييتي وترنح كوبا على شفا هاوية الإفلاس، أن كاسترو قد دفن حيا وصار نسيا منسيا، حيث انتهى أمره منبوذا مرتين: الأولى بعزلة الجغرافيا، والثانية بقسوة التاريخ. إلا أن صعود اليسار إلى الحكم في عدد من دول أمريكا اللاتينية أوائل القرن الحادي والعشرين قد ثأر لكاسترو من غدر «القرن الأمريكي» وأحياه وأمدّه بـ«عمر ثان»، فتكاثر زواره وصار الساسة من أمثال البرازيلي لولا دا سيلفا والبوليفي إيفا مواراليس والفنزويلي هوغو شافيز يلتمسون شرف الإصغاء إليه والتقاط الصور معه.
كان كاسترو محبوبا في أمريكا اللاتينية، باعتباره مثالا حيا للصمود شبه الأسطوري أمام القوة الأمريكية العاتية، حيث أن كوبا نجحت بفضله في ما لم تنجح فيه الأرجنتين وتمكّن هو من تجنب المصير الذي دبرته أمريكا لسلفادور ألليندي عام 1973.
ويكفي تذكر مدى إعجاب نجم كرة القدم الأرجنتيني دييغو مارادونا بكاسترو وزياراته إليه، في الصحة والمرض، لإدراك مدى شعبية هذا الرجل عند كثير من الناطقين بالإسبانية.
كل هذا مفهوم. بل ربما هو محمود، إذا عدّ دليلا على أن الوفاء لم ينقطع من الدنيا. ولكن الداعي إلى التأمل أن كاسترو قد حظي بإعجاب بعض كبار الكتاب والمثقفين من أمثال ماركيز وسارتر. فقد تعرف ماركيز بكاسترو منذ نجاح الثورة الكوبية مطلع عام 1959، عندما أتى هافانا صحافيا لتغطية المحاكمات الثورية. وبعد أن فتح مع صديقه بلينيو أبليو مندوزا مكتب بوغوتا التابع لوكالة أنباء «برنسا لاتينا» التي أسستها كوبا لمحاولة التصدي لجبروت الإعلام الأمريكي، عمل في مقر الوكالة في هافانا فترة والتقى كاسترو ثانية. وبعد صدور رواية «مائة عام من العزلة» عام 1967 وما حققته لماركيز من الشهرة، برزت، عام 1968، مسألتان وطدتا العلاقة بين ماركيز وكاسترو.
الأولى هي قضية باديلا. إذ رغم أن ماركيز كان محجما عن مناصرة الكاتب هربرتو باديلا الذي اضطهد، ثم سجن عام 1971، بسبب معارضته لحكم كاسترو، فإنه كان يقول إنه ساعد في إقناع كاسترو بالسماح لباديلا بمغادرة البلاد. المسألة الثانية هي الغزو السوفييتي لبراغ.
حيث انتقد ماركيز تأييد كاسترو لهذا الغزو، ولكنه أعرب عن قدر من التفهم عندما قال إن «العالم قد وقع بين قطبي رحى دولتين امبرياليتين تتساويان في القسوة والجشع».
وظلت تصريحات ماركيز تتراوح بين التأييد الكامل لكاسترو والنقد الملطّف. وكان هذا التأييد سببا في رفض منحه تأشيرة لزيارة أمريكا إلى أن رفع الرئيس كلنتون الحظر، حيث زار ماركيز أمريكا وقال لكلنتون أثناء العشاء: «لو جلست أنت وفيديل وجها لوجه، فلن تبقى هنالك أي مشكلة عالقة». ولكن إذا كانت صداقة ماركيز مع «فيديل» جانبية وعديمة الصلة بمنجزه الأدبي، فإن إعجاب سارتر به هو الذي يطرح بوضوح قضية العلاقة المشبوهة عبر التاريخ بين أرقى الإبداع وأسوأ الاستبداد.

٭ كاتب تونسي

من سجن الآباء إلى حضن الأعداء

مالك التريكي

مؤتمر فتح وخطاب الرئيس… هروب إلى الأمام

Posted: 02 Dec 2016 02:12 PM PST

ثمة ملاحظات على مؤتمر فتح، لن أدخل في تفاصيل مجرياته ولكن لا بد من الإشارة أولا إلى ان الحركة سخرت كل امكانيات السلطة الإعلامية لخدمته من أجهزة أمنية وتلفزيون وجرائد الخ… وهو ما لا تسمح به لغيرها من الفصائل.
أدرك ان الرئيس أبو مازن هو رئيس السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية، ولكنه في هذه المناسبة كان يفترض ان يكون رئيسا للحركة وليس رئيسا للدولة، وألا تستغل طاقات السلطة لخدمة هذا المؤتمر. وهذا ليس موقفا شخصيا فحسب، بل هو حديث من تواصلت معهم من سائقي سيارات الأجرة وحتى شخصيات كبيرة غير فتحاوية.
ثانيا المصادقة على أبو مازن رئيسا للحركة وقائدا عاما لها في الدقائق الأولى من الجلسة الأولى للمؤتمر كانت إجراء غير تنظيمي أو قانوني. فأبو مازن مع كل الاحترام هو رئيس اللجنة المركزية وكان يفترض ان يثبت رئيسا للحركة بعد الانتهاء من الانتخابات من أعضاء اللجنة المركزية. وهذا قد يؤخذ ضده من المتربصين به الذين يزعمون ان المؤتمر غير قانوني لانه استثنى العديد من القيادات «المتجنحة» ويهددون بعقد مؤتمر ثان دون توضيح المكان ولا الزمان ولا الطرف أو بالأحرى الدولة التي ستعمل على تمويله.
ثالثا الإطالة في كلمات الوفود رغم أهميتها ما أدى إلى موقف محرج للمتحدثة باسم حزب الشين فين الايرلندي النائبة في البرلمان الأوروبي مارتينا آندرسون، إذ انفجرت القاعة بالضحك عندما تركزت الكاميرا على أحد الجالسين في الصف الأمامي وقد استغرق في النوم، قبل ان تنهي كلمتها التعاطفية جدا مع الشعب الفلسطيني، مما دفعها إلى التساؤل عن سبب الضحك وما إذا كان في ما قالته نكتة؟ ولم يفسر لها السبب إلا بعد نزولها عن المنصة.
رابعا عدم احترام الحاضرين للمؤتمر عبر تحركاتهم التي لم تنقطع والأحاديث الجانبية التي طغت في بعض الأحيان على صوت المتحدثين. أضف إلى ذلك عدد القبلات التي جرى تبادلها قبل وأثناء وبعد المؤتمر، فمنها ما كان مصلحيا خاصة ممن يعتزمون الترشح ومنها ما كان على سبيل المحبة الزائدة. صحيح ان الرئيس الراحل ياسر عرفات كان يؤخذ عليه المبالغة في التقبيل، لكن ما شوهد خلال المؤتمر تجاوز كل الحدود.
أما بالنسبة لخطاب أبو مازن، فقد أجمع الكثيرون على انه كان طويلا جدا وأكثر من اللازم. وهناك من اعتبر هذه الإطالة أن أبو مازن أثبت بما لا يدع مجالا للشك انه يتمتع بصحة جيدة رغم تقدمه في العمر ولا يعاني من أمراض كالسكر مثلا لانه وعلى مدى الساعات الثلاث ونيف لم يتحرك من مقعده ولاحتى لتدخين سيجارة وهو المعروف بولعه بالتدخين. هذا أولا وثانيا: ان الخطاب الذي غطى أكثر من50 صفحة لم يأت بجديد على الاطلاق فمعظمه ان لم يكن كله كلاما معادا ومكررا.
ثالثا: لم يكن الخطاب يصلح برنامجا لحركة تحرر وطني كحركة فتح بل كان خطابا يصلح للسلطة أو لمنظمة التحرير الفلسطينية.
رابعا: كانت هناك مبالغة في الخروج عن النص الذي لم يشمله كتيب الخطاب، الذي كان يحمل رسائل واضحة ضد شخصيات معينة وتلميحات بدعم أشخاص.
خامسا: عدد المرات التي جرى فيها التصفيق كان مبالغا فيه أيضا إذ تجاوز بضع مئات.
سادسا: الانجازات التي سردها أبو مازن لم تكن انجازات حركة فتح بل يفترض ان تكون انجازات منظمة التحرير والسلطة بما فيها الانضمام إلى المنظمات الدولية (44 من أصل 522). والحوار مع الحكومة البريطانية أيضا ليس من مهام فتح بل السلطة ومنظمة التحرير. وكذلك استقبال أبو مازن في أوروبا كرئيس دولة فلسطين كما قال، وليس كرئيس حركة فتح. كما ان عضوية المجلس الوطني الفلسطيني في الاتحاد البرلماني الدولي وغيره، مرة أخرى هو إنجاز للمنظمة.
سابعا: في مجال بناء «المؤسسات والحكم الرشيد» تحدث الرئيس عن تطوير الهياكل الحكومية وهي أيضا يفترض ان تكون حكومة توافق وليس حكومة فتح. وكذلك إدارة شؤون الوظيفة العمومية وديوان المراقبة ومكافحة الفساد وتطوير قطاع الإنتاج والصناعة وتوفير الأمن والأمان وفي مجال القضاء والإعلام إلى آخره، هذه كلها من «انجازات السلطة».
ثامنا: في الصفحات 41 ونصف الصفحة الأولى، كان أبو مازن في خطابه يتحدث عن انجازاته كرئيس للسلطة وليس كرئيس لفتح ورغم ذلك فان ما وصفه بأسس البرنامج الوطني للحركة لم يفصل بين برنامج فتح وفلسطين كدولة. فعلى سبيل المثال لا الحصر ما قاله حول «العمل باتجاه مراجعة الاتفاقات الموقعة كافة مع الجانب الإسرائيلي نتيجة انتهاء مهمتها وتغيير الظروف وعدم التكافؤ وعدم التزام الجانب الإسرائيلي». فهذه مهمة السلطة ومنظمة التحرير(ص 44). كما ليس من مهام فتح محاربة الإرهاب والتعاون إقليميا ودوليا في هذا المجال (بند 11ص 45) وأيضا بناء علاقة ايجابية وبناءة مع إطار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، وبناء المزيد من المناطق الصناعية والحدائق التكنولوجية وتطويرها ونشرها في مختلف محافظات فلسطين (ص 49) أضافة إلى الاهتمام بالاكتشافات الغازية والبترولية وباقي الثروات الطبيعية في فلسطين وتطوير قطاع المياه وفقا للحاجات البشرية والزراعية الخ.
تاسعا: لم يتطرق أبو مازن إلى موضوع التحقيق في اغتيال ياسر عرفات رغم قوله في اجتماع المجلس الثوري الأخير للحركة انه يعرف الفاعل ولكنه لن يذكر اسمه وسيترك الأمر للجهات المختصة. ولم يكن أفضل من مؤتمر فتح للكشف عن ملابسات اغتيال مؤسسها الرئيس عرفات. وكان معظم المعنيين يتوقعون منه ان يكشف التفاصيل.
عاشرا: لم يتعامل الخطاب مع مشاكل وهموم الناس والدوائر الانتخابية للحركة وكيفية كسبها إلى صف الحركة الخ.
وباختصار لم يكن في خطاب الرئيس أبو مازن فصل بين ما هو مهام حركية ومهام السلطة ومنظمة التحرير… بل تكريس لما يقوله الكثيرون بان فتح هي السلطة والسلطة هي فتح.
ولم يتعامل الخطاب لا من قريب ولا من بعيد، مع الوضع الداخلي والتنظيمي داخل الحركة في مؤتمرها، ولم يقدم الرئيس أي حلول للمشاكل التي تعيشها فتح ومنها التنظيمية والمالية خاصة وان هذا المؤتمر هو مؤتمر الحركة ومخصص لبحث علاتها ومشاكلها وهي ليست قليلة. وستبقى الأوضاع الداخلية في الحركة على ما كانت عليه قبل المؤتمر، حتى المؤتمر التاسع المقبل، وهذا قد يزيد من المشاكل والتعقيدات، وقد يدفع البعض نحو الطرف الآخر الذي يقف متربصا للانقضاض، لا بسبب اختلاف على برنامج سياسي بل من باب «الانتقام وتكسير الروس». وأخيرا لم يكن هناك داع لان تكون جلسات المؤتمر مفتوحة وتنقل على الهواء مباشرة.
كاتب فلسطيني من أسرة «القدس العربي»

مؤتمر فتح وخطاب الرئيس… هروب إلى الأمام

علي الصالح

«العساكر»…الحقائق الموجعة وحالة الإنكار

Posted: 02 Dec 2016 02:11 PM PST

ترددت كثيراً قبل أن أحسم أمري بالخوض في هذا الموضوع والكتابة عنه، ليس هروباً من موضوعٍ شائك أو من الحقيقة أو الواقع وإنماً لما يثيره ذلك من آلام وشجونٍ ومخاوف على حالنا الذي النا إليه، وربما لا يخلو الأمر من خشيةٍ مما قد تجره كتابةٌ كتلك من تخوينٍ، ومن يدري ربما اتهاماتٍ بالضلوع في مؤامرة كون تلك الأخيرة باتت أسهل ما قد تُصفع به إذا رفعت صوتك لا معترضاً فحسب، وإنما لافتاً مشككاً أو حتى متسائلاً.
جسرٌ آخر نحرقه مع ذلك النظام وتلك الدولة والطبقة التي تعبر عنها التي تدفعنا إلى حسم مواقفنا، ربما رغماً عن البعض منا. وقد توصلت منذ فترةٍ إلى قناعةٍ راسخة بأن الموقف الثوري الصحيح يقتضي حرق كل تلك الجسور دفعةً واحدة وطرح أي أوهامٍ بإمكانية إصلاح هذا النظام الميت بالفعل.
أزعم أن كثرةً، ربما الجميع، قد سمع بالفيلم المصنف خطأً بالوثائقي «العساكر» والذي أنتجته قناة «الجزيرة» يسرد فيه جنودٌ وضباط صفٍ وضباط احتياطٍ تجاربهم في الخدمة في القوات المسلحة المصرية، تجارب مزرية ملأى بالظروف المعيشية الصعبة والعبث والإهانة واللاجدوى، وكما هو متوقع فقد استفز ذلك رد فعلٍ عارم من قبل كل الصحف وعلى رأسها بالطبع المملوكة للدولة، والتهبت الفضائيات بالمشاهد الحماسية لعروضٍ عسكرية فيها رجالٌ ممتلئو الصحة مفتولو العضلات. كما ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالإنكار والاستنكار والشجب والوعيد، وبالطبع السباب لقطر وأميرها وسائر الـ»فاميليا» الموقرة ناعين عليها صغر حجمها وحداثة (أو انعدام في الحقيقة) تاريخها واستحالة مقارنتها من ثم بمصر، بدورها الفارق والمؤسس في الحضارة الإنسانية.
لا شك أن هناك العديد مما يمكن أن يقال بصدد هذا الفيلم/ الفيديو من حيث الدوافع والتنفيذ التقني والأداء. بدايةً، وفي ضوء ما بات يشبه سراً معلناً عن تحالفاتٍ واصطفافاتٍ إقليمية حددت مواقع اللاعبين على خريطة الشرق الأوسط، فإن تبني قطر وتركيا لجماعة الإخوان المسلمين وإيواءهم أمرٌ معروف، كما هو معلومٌ مناصبتهم العداء للنظام المصري برئاسة السيسي، وعلى ذلك فإن ذلك الفيلم وأشباهه من التغطيات الإعلامية والتحليلات لا يعدو كونه نوعاً من «كيد النساء» كما نقول في مصر وتقويضاً لأحد أعمدة وجود الدولة المصرية المزعومة، إذ يتحتم ألا تتسرب إلينا ذرة شك واحدة في أن قطر، أحد محاور الرجعية والردة والمشروع الغربي- الصهيوني في المنطقة (مهما بدت تلك الكلمات عتيقة لا تعجب البعض) قطر تلك لا تأبه مطلقاً لحال المجندين المصريين «الغلابة».
كما أنني أتفق مع كون التنفيذ المهني والتقني لهذا الفيلم مفرط الرداءة، فهو لم يعرض لتاريخ الجيش والتجنيد الإجباري في مصر صاحبة أكبر جيش نظامي وأقدمه في الدول العربية، ولا لظروف تلك النشأة ومحوريتها في الدولة المصرية الحديثة وتطور المؤسسة العسكرية ولم يعرج على دورها في السياسة، ولم يسأل عن حال المجندين إبان حربي الاستنزاف و73 حين لم تكن الظروف أقل قسوة بأي حالٍ من الأحوال ومع ذلك ثبت هؤلاء «العساكر» في كل الجبهات وعلى كل المستويات وبكل معاني الكلمة. لم يحاور البرنامج ضباطاً في رتبٍ أعلى عن رأيهم في ذلك الواقع المصور مزرياً، كما أنني لا أعلم ما هو محل ذلك الأمريكي الذي أقحم على الشريط من الإعراب؟
كل ذلك صحيح، وما يثير العجب هو تغلب الرغبة في التجريح على الالتزام بالمهنية، حيث كان بإمكان «الجزيرة» إيصال الرسالة نفسها بأداءٍ مهني، نوعٌ من دس السم في العسل، لكنها الرغبة الجامحة المتعجلة في المشاكسة والمكايدة.
لكن…لكن…يبقى السؤال الأهم لا يطرح…نتهرب منه، ما هو نصيب المعروض، وهو مهينٌ مؤلمٌ، من الصحة والصدق؟ وإذا كانت قطر و»جزيرتها» بضعة الحال وضآلته إلى تلك الدرجة فلم الاكتراث من أصله؟ لماذا لم يتم تجاهله ما دامت مصر عملاقاً كما يرددون وقطر دون القزم؟ لماذا يتوقف العملاق في طريق أعماله العظيمة ليلتفت لترهات قزم أو ما هو دونه؟
الإجابة ببساطة وبفرط ألم لأن ما ورد في الفيلم كله حقيقي، أو هو جانبٌ من الحقيقة، دون مبالغات من واقع مشاهدتي الشخصية. يجوز أن وضعي كان متميزاً بحكم مؤهلي الدراسي، إلا أن ذلك لا ينفي أن كل ما قيل، كله بلا استثناء، حاصلٌ.
فالعساكر يستغلون ويذلون ويسبون ويداس عليهم ويتركون أرضاً مباحة لضباط الصف والضباط ليفرغوا عليهم تلك الشحنة الفائضة من الإحباط ومركبات النقص والسادية التي وحده الله يعلم من أي معينٍ لا ينضب يستمدونها. أحياناً تصورت أنهم يتوخون ويتعمدون انتقاء تلك الرتب من مصاف المرضى النفسيين. بالطبع لا يخلو الأمر من ضابطٍ هنا وقائدٍ هناك لم ينزع الله الرحمة من قلبه يحنو ويرفق بالعساكر، إلا أن الأمر أولاً وأخيراً متروكٌ له، فالقائد يكاد أن يكون ظل الله في الأرض؛ وإذا أنت سألت: لم كل هذا ولأي غرضٍ؟ فلن تجد إجابة سوى كلماتٍ مبهمة ما تني تفقد أي معنى من عينة: الوطن والمرابطة الخ، هذا بفرض أنك بلغت رفاهية أن يسمح لك بالسؤال في ساعة صفا.
فالمعدات قديمة ومتهالكة والتدريبات منعدمة أو دون المستوى، ولقد امتدت حالة التراخي والانحطاط هذه فترةً طويلة، ما يزيد على الثلاثين عاماً، أما الآن والإرهاب يتهدد ويضرب مصر فإن تلك الأسئلة والمراجعة تصبح مصيرية: فالإرهاب يضرب سيناء في الكمائن نفسها تقريباً وبالأساليب نفسها ولا شيء يبدو أنه يتغير. ما زال الشهداء يسقطون. وإن لنا أن نسأل، وبالأصح يتحتم علينا أن نسأل: هل هؤلاء الجنود والشهداء الذين رحلوا مدربون تدريباً كافياً ومؤهلون للتعامل مع الإرهابيين؟ هل يعاملون باحترام؟ هل يأكلون جيداً؟ هل تسليحهم مناسب؟ أين المدرعات المضادة للألغام التي أهدتها أمريكا لمصر؟!
أجل، لقد هاج وماج النظام وأبواقه وأنصاره، وبعض العاقلين ممن ما زالت الحمية الوطنية تحترق في صدورهم وكبُر عليهم ما وصلنا إليه، إلا أن وراء كل ذلك دافعٌ واحدٌ مشترك: الخوف…الخوف من الحقيقة…الخوف من المستقبل، مما هو آتٍ…فكثيرٌ منهم يعلم علم اليقين أن ما بثُ حقيقي والبعض الآخر يخشى أن يصدق ولكنه يحدس.
إن الطبقة الحاكمة في مصر وكثيرٌ من الغيورين يعيشون حالة إنكار يخشون المروق من تخومها. هل انحط الحال بمصر إلى هذا المستوى؟ هل من المعقول أن تتطاول على مصر دولةٌ كقطر التي لا يساوي تعداد سكانها حياً في القاهرة الكبرى؟ هل من المعقول ذلك الانهيار في قيمة الجنيه واشتعال الأسعار؟ أصحيح أننا سائرون إلى كارثة اقتصادية؟ حين يتكلم السيسي متلعثماً وبلغةٍ لا تليق بسائق ميكروباص يسأل البعض: أهذا أفضل ما تمخض عنه جبل المؤسسة العسكرية؟
لا وألف لا…بالتأكيد السيسي يعرف تماماً ما يريد، وبالتأكيد القائمون على الأمر (لاحظ كلمة غامضة أخرى) لديهم رؤية وخطة وإن كنا لا نعرفها وبالتأكيد لدينا أسلحة متطورة (ألم نشتر حاملتي حوامات؟).
لكن العساكر يموتون وتظل الأناشيد مرةً أخرى وتسجيلات العروض العسكرية تحارب بدلاً عنها. وتستمر حالة الإنكار والتشبث بوهم الجيش الحامي القادر، فالتحدي الحقيقي لا يحدث لأن إسرائيل من مصلحتها استمرار هذا النظام بل ومتحالفةٌ معه. الجديد الخطير في حكم السيسي هو الدور المتعاظم للمؤسسة العسكرية في الاقتصاد حيث تغولت وأصبحت إمبراطورية متشعبة كالأخطبوط لا يعلم أحدٌ حجمها كونها لا تخضع لرقابة علنيةٍ ذات معنى، وهي تعتمد على عرق العساكر في شكلٍ من الاستغلال المتوحش يعد ارتكاساً للعبودية وما دون القنانة.
لكن للأسف فإن العرض سيستمر للنهاية ومعه حالة الإنكار، وكما قال صديقٌ عزيزٌ لي، ستكون لحظة الحقيقة شديدة الإيلام.
كاتب مصري

«العساكر»…الحقائق الموجعة وحالة الإنكار

يحيى كامل مصطفى

جدلية المناضل/الدكتاتور: هل تتقن الشعوب إطلاق الأحكام؟

Posted: 02 Dec 2016 02:11 PM PST

مع خبر وفاة الزعيم الكوبي فيدل كاسترو، عاد إلى السطح الجدل الأزلي لدى الجمهور العربي بين «مؤيد» و»معارض» فمنهم مَن ترحم عليه وعلى أمجاده، ومنهم مَن وصفه بالدكتاتور متمنياً أن يلتحق زملاؤه من الدكتاتوريين به قريباً.
مَن يمكن أن ينسى أو ينكر الخطاب التاريخي الذي استمر حتى طلوع الفجر في هافانا عام 1959 حين دخل ذاك الشاب المليء بالحياة والطموح، ورأى في نفسه «مسيحا» مخلصاً لشعبه من الدكتاتور باتيستا، بل وجده الكوبيون «مسيحاً» أقرب إلى طبيعتهم البشرية الأقل سموّاً، فلا هو أدار خده وسامح، ولا هو قدم نفسه أضحيةً، بل قدّم نفسه قائداً مغواراً منتشلاً إياهم من القمع والخوف وهو صاحب الحضور الأخّاذ والخطاب القوي والكاريزما تحكم ولو أنكرنا.
الحصار الاقتصادي الأمريكي الذي فُرض على بلاده عام 1960 والذي دفعه لتوطيد العلاقة مع الاتحاد السوفييتي، ثبّت أقدامه أكثر كقائد لشعبه في الشدائد، وأصبح في طبيعة الحال مرة أخرى المناضل من أجل بلاده.
القائد الرمز تعززت صورته بشكل أكبر بعد إفشاله محاولة متمردين بالتعاون مع الاستخبارات الأمريكية للهجوم والانقلاب عليه عام 1961 في معركة «خليج الخنازير».
لكن ومع الوقت، تحول النضال بعد التمكن من السلطة، شيئاً فشيئاً إلى بوادر حكم شمولي، ولم يستطع كاسترو التخلي عن السلطة التي بات عبداً لها كما قالها صراحةً يوماً- رغم مرضه الذي استمر أعواماً طويلة وتدهور حالته الصحية تدريجياً- إلى أن استسلم أخيراً لفكرة التنازل عن الحكم لأخيه ورفيقه في النضال راؤول في العام 2006 فقط عندما ظن أنه سيموت وقتها. ربما أوضح الأمثلة للتحول- بعيداً عن الشأن الداخلي والاستشراس بالقوة والتسلط- التي أخذت عليه، أنه بعد رفضه لاستخدام الدولار الأمريكي منذ الخمسينيات، أدخله إلى بلاده عام 1993 عندما كسد اقتصادها نتيجة لانهيار الاتحاد السوفييتي، وبعد أن انتعش الاقتصاد، عاد ومنع الدولار في العام 2004. ولكن قد يرى البعض هذه البراغماتية مبررة إن كانت تصب في مصلحة بلاده وإنقاذها.
تراتبية صناعة الدكتاتور تقوم عادة على الشكل التالي: انقلابٌ (ولو انتصاراً لمبدأ وقضية) فتأكيد للسلطة والقوة في عيون الشعب بعد إفشال محاولة عدوان/غزو، فتثبيت لصورة النضال من مقاومة أساليب العدو الخارجي حصار/عقوبات، ثم يمكنك أن تفعل ما تشاء. لكن هل يدرك الدكتاتور مفرق التحول الذي يمر به أم هو بالفعل ضحية انجراف أعمى للانغماس في حلاوة النجاح؟

في معادلة: نضال وقوة وسلطة

يبدو أن أي زعيم/قائد مع الوقت يُصاب بهاجس السلطة والقوة معاً، ويُسقط سهواً أو عمداً عامل النضال والمبادئ، بل ويتخذه عذراً ومبرراً لارتكاب أي ظلم، لأنه يعتبر أنه ببساطة استحق ذلك «بجدارة» ولأنه وبلا منافس انتزع مكانته بيديه.
الشخص الوحيد في العالم العربي الذي يمكن مقارنته بكاسترو هو جمال عبد الناصر، الذي غدا رمزاً وطنياً وقومياً لكافة العرب من المحيط إلى الخليج حتى يومنا هذا والوحيد الذي حقق الحلم العربي في وحدة تجمع بلدين أحدهما في الشرق الأوسط والآخر في افريقيا عام 1958 وقد سُميّ أبناء جيل كامل على اسم الزعيم الذي لم ولن يتكرر.
لقد جاء عبد الناصر بأفكاره الاشتراكية ليطبقها بالفعل ويؤمم قناة السويس ومساحات شاسعة من أراضي الإقطاعيين، وزاد في حب الشعب له كونه فلاحاً من أسرة بسيطة فهو بالفعل يفهم هموم المواطن الذي لا حول له ولا قوة.
كان عبد الناصر تجسيداً لما اعتبره العرب طويلاً أضغاث أحلام، وكان أفضل وأجمل من أن يُصدق. لكنه كان أيضا عرّاب فكرة القبضة الأمنية واليد الطولى للمؤسسة العسكرية والشعارات الرنّانة. وهو ما وردّه لسوريا ولكل ديكتاتور عربي صغير أراد أو استطاع بالفعل الوصول إلى السلطة.
وبمناسبة الحديث عن نموذج الدكتاتور الصغير، فإنني أجد في جمهور كاسترو الوجوه نفسها لجمهور صدام حسين. أقصد حتى حرفياً يبدو أن معجبي كاسترو في العالم العربي هم بالضرورة من معجبي صدام، فهنالك جزئيات محددة تجمع طبيعة ومسيرة الشخصيتين مع مراعاة الفارق الكبير. فانقلاب جماعة صدام حسين أو ما سُمي ثورة تموز عام 1968 لم تكن بقيادته، لكنه كان من أبرز الشخصيات المشاركة فيها، ولم تكن خدمةً لقضية، بل انتصاراً لحزب البعث وتنازعا على السلطة.
لكن حسين تمتع بذات القوة والحضور اللتين كانتا لكاسترو، واستطاع كسب ثقة الحزب الذي مرّ بتحولاته هو الآخر بعيداً عن الدرب…وذلك لسمعة الشاب بالقوة والجسارة منذ صغره هو الذي تربى في كنف خاله خير الله طلفاح الذي لم يتوان عن دفعه للقتل منذ كان طفلاً من أجل ثأر ليكون ساعده الأيمن الذي يعتمد عليه لاحقاً.
وبعد استلامه السلطة عام 1979 استطاع حسين كسب شعبية لأنه ذو كاريزما وخطاب شعبوي مرغوب ومحبب يحابي طبيعة شعبه وهو الذي كان حريصاً على أن يتحدث مع كل شخص أو جماعة أو منطقة باللغة التي يفهمونها ويقبلونها. وحرص على أن يلبي أمنيات ومطالب فردية لمن استطاع الوصول إليه أو «طرق بابه» حتى ممن هم في بعض الأحيان محسوبون ضده، وحسب معجبيه فقد كانت لديه اعتبارات محلية يراعي فيها الأعراف على حساب السلطة والقوانين، ولو على نطاق ضيق أو في مناسبات معدودة حُسبت له، بصرف النظر عما كان يمارسه من قمع ومزاجية ذات نتائج عنيفة في كثير من الأحيان على بُعد غرفة أو شارع.
ويبدو أن الشعوب من جهة أخرى ولسخرية الأقدار تؤمن بأهمية القوة، فهي تريد أن ترى القوة في قائدها حتى ولو ترافقت بالشراسة والعنف، ربما تيمناً بمبدأ «المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف».
وزادت شعبية حسين ليس فقط في العراق بل في العالم العربي حين ضرب إسرائيل بـ 39 صاروخاً عام 1991 فكان رمزاً للعروبة والشجاعة لم يسبقه لها ولم يلحقه بعدها أي «قائد» عربي. حتى أن ذلك غفر له، عند الكثيرين، غزوه للكويت الذي سبق ضربه لإسرائيل. بل إن اقتحامه للكويت قوبل بالاحتفاء لدى الكثيرين في الوطن العربي يومها قبل تلك الضربة! ربما للعراقيين أسبابهم لتمجيد ذلك لما كان من خلاف و»تكسير راس» وتهديدات بينهم وبين الكويت. ولكن لِمَ يفرح باقي العرب بذلك؟
ما رسخ كذلك صورة القائد المغوار صاحب الكبرياء والاعتزاز بوطنيته كانت مقاومته للحصار الاقتصادي الأمريكي الذي فرض على العراق عقوبة له على غزو الكويت أو ما سمي بحرب الخليج الثانية، فعوقب كل الشعب العراقي نتيجة قراره.
وعرف صدام حسين بمجابهته لهيمنة الدولار الأمريكي بشدة، ورفض أن يكون أداة تسيير للإدارة الأمريكية، ودفع حياته ثمناً لذلك لاحقاً.
وارتفع رصيده خاصة حينما آثر البقاء في بلاده على الهروب عندما بدأ الغزو الأمريكي عام 2003 وكذا عندما قُتل على يدهم وكان مثالاً للكبرياء خاصة وأن الابتسامة الساخرة من قاتليه لم تفارق وجهه حتى آخر لحظة.
وزاد المؤازرةَ الشعبية التوقيتُ المستفز بتنفيذ الإعدام- حتى لمن هم ليسوا من معجبيه- الذي اختاره الأمريكان وصادف (أو ربما لم تكن صدفة) أول أيام عيد الأضحى. وما زاد من السخط العربي أن واشنطن لم تجد تلك الأسلحة الكيميائية التي كانت حجتها للغزو، بل وظلت «تعتذر» الإدارات الأمريكية المتعاقبة بكل وقاحة عن الخطأ في التقارير الاستخباراتية التي تلقتها عن الموضوع.
ولنا في العالم العربي أمثلة كثيرة لشخصيات جدلية اعتبرها البعض بطلاً وطنياً وجعلها البعض الآخر خائناً في خريف عمرها، مثل ياسر عرفات الذي بدأ مناضلاً واستطاع تحويل النضال الفلسطيني إلى قضية وهي علامة فارقة لا شك في تاريخ ومسيرة نضال الشعب الفلسطيني وبصمة تحسب له وحده لكن هل ما انتهى إليه من براغماتية (على أحسن تقدير) يُمحى ويُغتفر لأجل الماضي؟ ربما، وربما لا.
وعلى مستوى آخر من الدكتاتوريات الصغيرة كان معمر القذافي ذاك الذي كانت خطاباته محط سخرية وأشبه بفقرة ترفيهية لهذا الوطن العربي في القاعات والمناسبات، والذي شابه حسين في مجابهة هيمنة الدولار الأمريكي كأداة لربط الاقتصادات وضمان تبعيتها، بل واقترح تصنيع نقد ذهبي محلي أو إقليمي كمنافس، وحاول أن يكون ضمن حلف افريقي لمواجهة أقطاب القوى التقليدية، وهو ما رآه الكثير ضرباً من الجنون أو على سبيل النكتة. لكنه حاول بالتأكيد أن يكون مستقلاً بقراره وبالتأكيد دفع ثمن ذلك حياته أيضاً، بصرف النظر عن إن كان ذلك «وطنيةً» منه أم كان إشباعاً لجنون العظمة لديه وهو ملك ملوك افريقيا وصاحب الكتاب الأخضر وقائد ثورة الفاتح من أيلول ورئيس الجمهورية الليبية الديمقراطية الشعبية… الخ.
لن أتطرق لحافظ الأسد فهو لا يرتقي إلى مستوى كل من ذُكروا فهو محض ديكتاتور افتقد المبادئ والنضال الذي تمتع به هؤلاء في أوائل حياتهم أو في مفترقات هامة خلالها، فليست في سجله أي نقطة يمكن أن تُحسب له. وابنه مسخ دكتاتوري أكثر تشوهاً من أبيه.
بالعودة إلى الزعامات العربية أو العالمية، أما حان الوقت لنعرف كشعوب أن من يأتي بانقلاب أو يقود ثورة عسكرية حتى لو ضد ديكتاتور، ومن يؤمن بأهمية القوة ليأخذ مكاناً لم يكن له حتى ولو ضد ظالم… فسيحرص على أن يحتفظ بتلك «القوة» التي وضعته في المقام الأول في هذا المكان… بل وسيصاب بذات الهوس بالتشبث بالسلطة مهما كان الثمن؟ ولكن السؤال الأهم الذي يجب أن نواجه أنفسنا به هو: هل يغفر لديكتاتور ماضيه النضالي… وهل يعفو النضال والمبادئ القديمة الأخطاء والقمع؟
وهل ممكن أن نقف في الوسط ونعترف موضوعياً بفضل وإنجازات «قائد» دون الانجراف إلى تأليهه وتنزيهه عن الأخطاء وإعماء أنفسنا عن سقطاته التي قد توازي أو تغلب عظمة إنجازاته؟
إعلامية سورية تقيم في لندن

جدلية المناضل/الدكتاتور: هل تتقن الشعوب إطلاق الأحكام؟

لمى الخاير

الاستراتيجية التي تجمع الغرب وروسيا مع إيران

Posted: 02 Dec 2016 02:11 PM PST

من تابع المشهد السياسي العراقي بتناقضاته وإشكالياته، ما كان إلا أن يفهم حقيقة الانفصام الفعلي للدولة العراقية، وانقسام أحزابها الحاكمة والمعارضة على حد سواء، نتيجة لانخراطها المعلن في أجندات إقليمية هي نفسها تتبع لتأثير الدول العظمى المتعددة الأقطاب. وترجمت الأزمة السياسية الأخيرة التي جاء بها قانون تشريع «الحشد الشعبي» والطلاق الجديد بين «التحالف الوطني» و»تحالف القوى» استحالة الوصول إلى حل للأزمة العراقية في ظل استمرار الانتهاكات والتدخلات الخارجية، وانعدام المناخ الوطني الملائم للدخول في حوار شامل يحقق العدالة ويضع حدا للتخندق الطائفي، الذي أدخل العراق في دوامة من الاضطرابات. حيث كان لدخول العراق في دائرة الصراع الإقليمي والدولي الواسعة الأثر الكبير في وصوله إلى هذا الطريق المسدود.
أولى رياح حلقات هذه الدائرة التي عصفت بالعراق وأكثرها تأثيرا هي الوجود الأمريكي المستمر منذ 2003 والتغيرات السلبية التي نتجت عنه، في السماح لإيران في بسط نفوذها من خلال ولادة نظام سياسي أحادي الطائفة. لقد بات من الواضح أن استراتيجية الإدارات الأمريكية المتتابعة، فضلت الاعتماد على دور النفوذ الإيراني في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط من خلال توفير الدعم السياسي لعراق طائفي يدخل ضمن معادلة جديدة بنيت على أساس إعادة رسم منطقة الشرق الأوسط في شكلها الاقتصادي والسياسي والاجتماعي. وكان انطلاق الخطوة الأولى من العراق في 2003 باعتراف البيت الأبيض نفسه وإقراره في ان إحداث الفوضى الخلاقة هي خطوة رئيسية نحو إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط للوصول إلى الهدف المنشود في تعزيز النفوذ الأمريكي في هذه المنطقة الغنية في العالم.
ولسوء حظ العراق وسوريا، ومن حسن حظ أعدائها، أصبحت خريطة الشرق الأوسط الجديد في حالة يُرثى لها بعد أن دفعت تداعيات الأحداث في هذين البلدين لخروج استراتيجية الشرق الأوسط الجديد عن نطاق السيطرة بعد توسع دائرة التناقض المذهبي بين طرفي المعادلة التي يمثلها الدين السياسي القومي الإيراني وبين دول العالم العربي الإسلامي التي تمثل الأغلبية في هذه المنطقة. وهذا ما دفع بتداعيات هذا الصراع إلى الانتقال للمناطق المجاورة للعالم العربي ـ الإسلامي إذا أخذنا بعين الاعتبار الموقع الجغرافي لتركيا وحدودها مع الغرب من جهة، وقرب الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع روسيا والدول الإسلامية المحاذية الفاصلة بينهما من جهة أخرى.
من هنا أصبح من الطبيعي معرفة مواقف الغرب وروسيا ورد فعلهما من تطور واتساع رقعة هذه المعادلة المذهبية الجديدة، التي تعدت المجال المخصص لها وانتقالها من العالم الإسلامي إلى المجتمعات الغربية من خلال انتقال الصراع الشيعي ـ السني الذي تدعمه إيران في العراق وسوريا، وبين تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي، إلى خارج حدود ساحة صراع الإسلام السياسي التقليدي المستمر بين طرفي المعادلة الدينية الشرق أوسطية.
وعلى الرغم من مواقف الاتحاد الأوروبي الرافضة لبقاء نظام بشار الأسد، والضغوط التي مارستها فرنسا والولايات المتحدة عبر مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، لم يخف الأوروبيون وعلى رأسهم الفرنسيون مخاوفهم من الفراغ الناتج عن إبدال نظام الرئيس بشار الأسد بنظام معارض جديد، نظرا لتعدد التنظيمات العسكرية المعارضة وتنوع أهدافها السياسية وعقائدها الدينية المتطرفة المخالفة للثقافة الغربية. حيث عززت الأعمال الإرهابية التي حدثت أخيرا في فرنسا والتي نفذها شباب فرنسيون من أصول مغاربية، وتبنتها فصائل من تنظيم «الدولة» في سوريا، هذا الطرح الرسمي الغربي.
وهذا ما يكشف عن مخاوف الغرب من استمرار الصراع الاثني الذي بدأ باحتلال العراق في 2003 وانتقاله إلى المناطق المجاورة، وانتشاره في أوساط بعض شباب الجاليات الإسلامية المهمشة اجتماعيا في المجتمعات الأوروبية التي تأثرت بهذا التنظيم من خلال شبكة الانترنت ليكشف على ما يبدو عن جزء من خفايا الاستراتيجية الغربية غير المعلنة التي تجمع الغرب وروسيا مع إيران، من خلال دعم نفوذها في العراق وسوريا.
وهذا في دوره يعزز الموقف الروسي فيما يتعلق بالنظام السوري ودعمه العسكري. فبالإضافة إلى العمق الاستراتيجي للوجود الروسي في سوريا، تسعى موسكو إلى إبعاد الصراع الطائفي وتمدده إلى المناطق التي تفصلها عن إيران، وهنا لابد من التأكيد على ان الدعم الروسي لإيران يدخل في إطار اتفاق روسي ـ غربي ومن خلال ضوء أخضر أمريكي لتجريد إيران تدريجيا من قدرتها العسكرية والنووية، التي تدخل ضمن نشاط الحرس الثوري الإيراني لتحجيم دور الولي الفقيه في المنطقة، إذا أخذنا بعين الاعتبار محورية الدور الروسي والأوروبي في مباحثات الملف النووي، والأهمية الكبيرة التي يبديها الغرب لعلاقته المقبلة مع طهران، على الرغم من خطورة نظام ولاية الفقيه والحرس الثوري من خلال تواجد حزب الله في لبنان، وموقفه المعادي «المُعلن» من الدولة العبرية مقارنة بموقف إيران «غير الُمعلن» من إسرائيل وارتباطه التاريخي بالغرب وأمريكا. وهذا ما يُفسر طبيعة إشكالية الموقف الرسمي الإيراني وازدواجيته فيما يتعلق بعداء «الحرس الثوري وفيلق القدس» وبين مواقف مؤسسات الدولة الإيرانية العميقة المرتبطة بالغرب التي كان لها الفضل الأول في إخراج إيران من العزلة.
من هنا يبدو أن الأولوية الغربية والروسية، فضلت الاعتماد على دور النفوذ الإيراني الممثل في الحرس الثوري وفروعه المتمثلة في «الحشد الشعبي» للقضاء على تنظيم «الدولة» عسكريا في سوريا والعراق، والعمل على تعزيز هذا النفوذ ومن ثم إدامة المناخ الطائفي واستمرار التطهير المذهبي.
لا شك ان القضاء على تنظيم «الدولة» يجب ان لا يكون على حساب تقسيم العراق والسماح لنظام بشار الأسد في الاستمرار في جرائمه ضد الشعب السوري والاخلال في معادلة التوازن الإقليمية بين الدين السياسي القومي الإيراني وبين العالم العربي ـ الإسلامي.
ان السماح لإيران في بسط وتعزيز نفوذها في العراق سيكون له التأثير غير المرغوب من قبل العرب الشيعة والسنة على حد سواء، وهذا ما سيدفع إلى المزيد من الاحتقان الذي ستكون نتائجه انهيار منطقة الشرق الأوسط. من هنا بات من الضروري على الغرب وروسيا وبمجرد الانتهاء من تحرير مدينة الموصل التركيز على منع الهيمنة الإيرانية من خلال دعم الأحزاب الوطنية في سوريا والعراق والعمل على إعادة التوازن الإقليمي من خلال نظام عالمي متعدد الأقطاب يضمن السلام لشعوب ودول المنطقة.كاتب عراقي

الاستراتيجية التي تجمع الغرب وروسيا مع إيران

أمير المفرجي

بانوراما الفيلم الأوروبي: شباب في مواجهة أسئلة الهجرة والهوية والحرب

Posted: 02 Dec 2016 02:10 PM PST

القاهرة – إسلام أنور: انطلقت الدورة التاسعة من بانوراما الفيلم الأوروبي في الإسكندرية وبورسعيد، الإسماعيلية والقاهرة، «وسط أجواء متقلبة حيث الأزمة الاقتصادية العالمية وطفو التيار اليميني ومزيد من قمع الحريات المدنية»، حسب ملصق المهرجان، الذي أكد أنه رغم هذه الظروف «تمكنت البانوراما من توسيع نطاقها هذا العام عن طريق إقامة عروض».
وظهر في المهرجان حضور بارز للشباب على كافة المستويات بدءاً من التنظيم ومروراً بالجمهور حيث الحضور الطاغي للشباب داخل قاعات العرض ووصولاً للأفلام التي رصد معظمها القضايا والأزمات التي تواجه الشباب مثل الهجرة والهوية والحرب والحب والبحث عن حياة جديدة أكثر إنسانية وأقل قسوة. وتضمن برنامج البانوراما هذا العام عرض أكثر من خمسين فيلما روائيًا وتسجيليًا بالإضافة إلى العديد من الفعاليات المتنوعة. ولأول مرة تصدر نشرة نقدية يومية مصاحبة للبانوراما شارك فيها أحد عشر ناقدًا وناقدة شابة من مصر وقدمها الناقد الفرنسي الكبير جون ميشيل.
وشهدت المراكز الثقافية الأوروبية في القاهرة عدة عروض سينمائية مجانية بالإضافة لعرض رقص معاصر قدمه الفنان الفلسطيني ماهر شوامرة بطل فيلم «مسرح قاسي» وشاركه في العرض مجموعة من الراقصين المصريين الشباب، وفي مدينة الإسكندرية عقدت ورشة بعنوان «سينما الشعر» بإشراف المخرجة الألمانية كاثي دي هان.

الهجرة

حلم الهجرة والبحث عن حياة جديدة من القضايا الرئيسية التي تناولتها العديد من الأفلام، من أبرزها الفيلمان التسجيليان «حريق في البحر» الحاصل على جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين لعام 2016 والمرشح لجائزة الأوسكار لعام 2017، و«القافزون» الحاصل على جائزة منتدى اللجنة المسكونية في مهرجان برلين، يشترك الفيلمان تناولهما لقضية المهاجرين الأفارقة لأوروبا، وفي معالجتهم السينمائية التي ترصد المعاناة والقسوة الشديدة التي يواجهها المهاجرون، لكن دون السقوط في فخ الميلودراما المفرطة والتحول لمرثية مبتزلة.
في «حريق في البحر» يأخذنا المخرج الإيطالي جيانفرانكو روسي لجزيرة «لامبيدوسا» الواقعة على بعد 200 كم من الساحل الجنوبي لإيطاليا والتي تستقبل كل عام الآلاف من المهاجرين، ومن خلال عين صبي صغير في الثانية عشرة من عمره من سكان الجزيرة يسير الفيلم في خطين دراميين متداخلين. أحدهم يكشف لنا حياة السكان داخل الجزيرة والتغيرات التي يعيشونها منذ حدوث موجات الهجرة الكبيرة في السنوات الماضية.
أما الثاني، يرصد لحظة وصول المهاجرين إلى الجزيرة، هذه اللحظة التي تشبه ميلاد جديد عقب مخاض عسير، تعكسه الكاميرا من خلال عدة مشاهد نرى فيها الترقب والقلق والفرح المختلط بالدموع في عيون المهاجرين الناجين من الموت. ثم نشاهدهم بعد ذلك وهم يقيمون صلاة أو طقسا ما يبكون فيه بشدة، قائلين «خرجنا من نيجيريا وعبرنا الصحراء تحت شمس حارقة، مات منا كثيرون، وشربنا بولنا، ووصولنا إلى ليبيا، في ليبيا قبضوا علينا، عذبونا وسجنونا، وحرمونا من الطعام، ليبيا قاسية وتكرهنا، ثم عبرنا البحر، في البحر كان الموج عاليا والموت قريبا، لكننا نجونا، نجونا».

الهوية

على الجانب الآخر، تدور أحداث فيلم «القافزون» في لحظة فارقة في رحلة المهاجرين الأفارقة من دولة مالي إلى أسبانيا عبر التخفي في أحد الجبال المطلة على مدينة «ميليلة». الأخيرة مدينة أسبانية تقع على الحدود مع دولة المغرب وتعتبر واحدة من مراكز الهجرة الرئيسية في العبور لأوروبا. فوق الجبل ينتظر المهاجرون لأيام طويلة وفي أحيان أسابيع وشهورا حتى يستطيعوا عبور الأسوار الحدودية في هذه الأثناء تولد حياة جديدة، يضع المهاجرون قواعدها وقوانينها ويشكلون هويته التي تظهر بوضوح كهوية ثالثة تطرح بدائل وتصورات مختلفة للحياة. هي ليست كهويتهم الأفريقية التي تركوها خلفهم ولا كالهوية الأوروبية التي في طريقهم إليها. هذه الدعوة إلى خلق عالم جديد بهوية مختلفة سرعان ما تدمر من قبل قوات الشرطة المغربية الذين يصعدون لمطاردة المهاجرين فوق الجبل ويحرقون خيامهم وطعامهم، في محاولة لمحو أي أثر لهم، لكن رغم ذلك يعدو المهاجرون مرة أخرى للجبل ويرممون ما هدم ويرفعون رماد الحرائق في إنتظار فرصة للقفز من فوق السياج الحديدة والعبور إلى أسبانيا.
بجانب فيلم «القافزون » الذي يطرح فيه سؤال الهوية كجزء من أزمة المهاجرين الأفارقة لأوروبا، هناك العديد من الأفلام التي ركزت بصورة أكبر على سؤال الهوية بوصفه واحدا من أبرز الأزمات التي تواجه الشباب على مستوى العالم. ففي الفيلم التسجيلي «قصة حب سورية» الحاصل على جائزة لجنة التحكيم لمهرجان «ووتش دوكس» السينمائي لعام 2015 نجد رصداً لأزمة عائلة سورية ومعاناتها مع الحرب والهجرة. كذلك، الفيلم الروائي»باريسية» الذي يرصد رحلة فتاة لبنانية للدراسة في باريس وما تعانيه من عنصرية وصراع بين ماضيها وحاضرها. وأيضاً، فيلم «حظ موفق للجزائر» الذي يقدم صورة مغايرة لوضع المهاجرين من شمال أفريقيا في فرنسا عبر شخصية «سمير» لاعب التزلج على الجليد.

عين أوروبية على فلسطين

واحدة من أبرز مظاهر البانوراما هذا العام الحضور البارز، هو فلسطين، عبر فيلمين تسجيليين، الأول، «مسرح قاسي» للمخرج الإستوني توماس يارفيت، يتتبع حياة الراقص المعاصر الفلسطيني ماهر شوامرة، حيث نرى صورة للمجتمع الفلسطيني عن قرب ونعيش معاناة ماهرالبطل وأحلامه ومخاوفه ورفض مجتمعه وأسرته لما يفعله فبالنسبة لهم هو فن مبهم وبلا فائدة ولن يحرر فلسطين، ورغم كل هذه المعارضة يصر شوامرة على إكمال مسيرته وتحقيق حلمه بتنظيم أول عرض للرقص المعاصر في فلسطين، ورغم ما قام به ماهر من تحدي وصبر وبطولة في مواجهة مجتمعه إلا أن المخرج إختار الا يقدمه بصورة بطولية جامحة بقدر ما حاول أن يلتقط لحظات وحدته وتساؤلته الإنسانية عن معنى الحياة والفن والنضال.
وفي هذا السياق يقول شوامرة في الندوة التي عقدت بعد الفيلم : «الفنون والثقافة من أقوى أدوات المقاومة للمحتل، فالفن الصادق يدفع الإنسان للتساؤل والتفكير والثورة والتمرد، وهذا أكثر ما تخشاه دولة الإحتلال، لذلك إغتالوا فنانا كناجي العلي، وأنا لا أدعي أن ما أقدمه من فن هو ممارسة نضالية، أنا فقط أعبر عن نفسي ومجتمعي، ولكني أريد التأكيد على كون المقاومة لها صور عدة وجميعها ضرورية». الفيلم الثاني، الذي تدور أحداثه في فلسطين هو «أخوات السرعة» للمخرجة اللبنانية الكندية عنبر فارس، الحاصل على جائزة الجمهور لافضل فيلم في مهرجان المعهد الأيرلندي للفيلم التسجيلي عام 2015. نتعرف خلاله على أول فريق نسائي عربي يشارك في سباقات السيارات ويتكون من ميسون جيوسي 38 سنة من القدس، ومنى علي 29 سنة من رام الله، ومارا زهالكا 23 سنة من جنين، ونور داوود 25 سنة من القدس، وبيتي سعادة 35 عاما من بيت لحم، ما يميز الفيلم أن المخرجة لم تنجرف لتقديم صورة احتفائية بالمتسابقات بقدر ما قررت أن تروي من خلالهم حكاية مجتمع صار النضال جزءا أصيلا من أفعاله الاعتيادية اليومية، ففي ظل الغطرسة والعنف الإسرائيلي والتراجع العربي المخزي عن دعم القضية الفلسطينية، صار خروج الفلسطينيين من بيتهم نضالا، وقيادة السيارة نضالا والحب نضالا.
عبر مجموعة من التكوينات البصرية البديعة حولت المخرجة حلبة السباق لتصبح صورة مصغرة لفلسطين المحتلة الساعية للتحرر من قيودها، والقادرة على خلق الحياة وزرع الأمل رغم كل ما يحاصرها من موت ورصاص.

بانوراما الفيلم الأوروبي: شباب في مواجهة أسئلة الهجرة والهوية والحرب

جائزة الفيفا لافضل لاعب رونالدو وميسي وغريزمان في القائمة النهائية

Posted: 02 Dec 2016 02:00 PM PST

برلين – د ب أ: أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قائمة نهائية من ثلاثة مرشحين لجائزة أفضل لاعب في العالم لعام 2016. وضمت القائمة الثلاثي كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي وانطوان غريزمان.
وهيمن الثنائي رونالدو وميسي على هذا الحدث، الذي أصبح منفصلا عن جائزة الكرة الذهبية، في السنوات الاخيرة بينما سيكون غريزمان مهاجم المنتخب الفرنسي وأتلتيكو مدريد إضافة جديدة لثلاثي النخبة. وخسر ميسي نجم برشلونة المباراة النهائية لكوبا امريكا مع الارجنتين، ما يعني أن اللاعب سيواصل بحثه لتحقيق لقب دولي مع بلاده ولكن رونالدو قاد البرتغال للتويج بيورو 2016 بعد أسابيع قليلة من الفوز بدوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد. وسيتم الإعلان عن اسم الفائز في حفل يقام يوم 9 كانون الثاني/ يناير المقبل.
وأعلن الفيفا قائمة نهائية من ثلاثة مرشحين لجائزة أفضل مدرب، ضمت كلاوديو رانييري الذي قاد ليستر سيتي للفوز بلقب الدوري الإنكليزي، وفيرناندو سانتوس الذي قاد البرتغال للفوز بكأس الأمم الأوروبية وزين الدين زيدان الذي قاد ريال مدريد للتتويج بدوري أبطال أوروبا.

 

جائزة الفيفا لافضل لاعب رونالدو وميسي وغريزمان في القائمة النهائية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق