كوريا الشمالية والعالم: من الذي لا يفهم منطق القوّة؟ Posted: 29 Aug 2017 02:34 PM PDT لم تغيّر التهديدات الأمريكية الصريحة بمواجهة كوريا الشمالية، والعقوبات الأممية الكبيرة ضد نظامها، أسلوب زعيمها كيم جونغ أون الذي أطلقت قوّاته، من جديد، صاروخاً باليستيا حلّق 14 دقيقة لمسافة 2700 كم وعبر سماء اليابان ليسقط في المحيط الهادئ، وهذا يعني أن بيونغيانغ لم تقتنع بامتداح وزير الخارجية الأمريكية ريكس تيلرسون لها على «ضبط النفس» الذي مارسته وتفضيل بلاده «الحل الدبلوماسي» على العسكري، واعتبار ترامب أن زعيمها «بدأ يحترم القيادة الأمريكية»! أخفّ ردود الفعل على الخطوة جاء طبعاً من الصين، أقرب الدول جغرافيا (وسياسيا) إلى كوريا الشمالية، حيث دعت جميع «الأطراف إلى ضبط النفس»، وكان موقفا كوريا الجنوبية واليابان، الطرفان المهددان مباشرة من تصعيد بيونغيانغ، واضحاً في الفزع والتحضّر لمواجهة احتمالات الكارثة (أحد جنرالات كوريا الجنوبية قال إن قوات بلاده الجوية «ستبيد» قيادة كوريا الشمالية)، أما الولايات المتحدة الأمريكية، فقالت على لسان رئيسها دونالد ترامب إن كل الخيارات مطروحة، وجاءت التصريحات الأوروبية متقاربة طبعا مع الأمريكية. أحد المحللين اليابانيين اعتبر أن كوريا الشمالية «تعتقد أنها باستعراض قدراتها ستفتح سبيلا للحوار لكن منطقها غير مفهوم لبقية العالم»، وهو كلام ينطبق على بيونغيانغ فحسب، لأنها دولة شبه محاصرة، واقتصادها ضعيف، وليس هناك بين الدول العظمى، بما فيها الصين، من يستطيع الاستمرار في الدفاع عن تحدّيها لأمريكا واليابان وكوريا الجنوبية، وبالتالي فإن اشتغالها على سياسة «حافّة الهاوية» لا يفعل غير أن يقرّبها فعلاً إلى تلك الهاوية ويقلّل من خياراتها ويجمع العالم ضدها. لنقارن، على سبيل المثال، بين كوريا الشمالية وروسيا، التي هي دولة عظمى، تمتلك حق الفيتو، ولديها أيضاً ترسانات جوّية وبحرية وبرية نووية، والتي قامت، من بين أفعال أخرى كثيرة، باحتلال شبه جزيرة القرم والتدخل العسكري في شرق أوكرانيا، واحتلال أجزاء من جورجيا واقتطاع وتأسيس دولتي أبخازيا وأوسيتيا، ودمّرت جمهورية الشيشان وسحقت استقلالها ونصّبت رئيساً يتفاخر بتبعيته المباشرة لزعيمها فلاديمير بوتين، وشاركت في الدمار الهائل الذي تعرّضت له سوريا، وآخر أخبارها أنها تجهّز الآن لمناورات كبيرة في بيلاروسيا تحاكي احتلال بولندا وبلدان أخرى. ترامب، المطوّق باتهامات بدعم الإدارة الروسية لعملية انتخابه، والذي هدّد كوريا الشمالية بـ»النار والغضب» سابقاً، وبـ«الخيارات المفتوحة» أمس رفض أول أمس الاثنين اعتبار أن روسيا تمثل تهديدا أمنيا للغرب، وقال إن لديه أملا بوجود «علاقات طيبة» معها، وهذا مثال فصيح على أن «العالم» يفهم «منطق» القوّة، حين لا يستطيع أن يتغلّب على تلك القوّة، أو حين تكون له مصالح مشتركة معها. الأمر نفسه ينطبق على إسرائيل، المحميّة بجماعات الضغط المالية والسياسية الهائلة داخل أمريكا وأوروبا (وروسيا)، وهو ما يمكنها من احتقار القرارات الأممية، وتكريس الاحتلال والاستيطان والتمييز العنصري وشن الحروب المتتالية وفرض أجنداتها على عواصم العالم. كذلك ينطبق الأمر على أكثر طغاة العرب وحشيّة، كبشار الأسد، الذي يقوم «العالم» حاليّاً «بتفهم» ضرورات بقائه لأنه، كما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، «عدوّ لشعبه» فحسب، وليس عدو فرنسا، وما دام الضحايا إذن سوريّون فلماذا على العالم أن يعادي الطاغية؟ المعادلة إذن أن تقتصر وحشية الطاغية وشرّه على شعبه، أو أن يكون يملك «فيتو» في مجلس الأمن وترسانة نووية تحميه، أو أن تكون لوبيات المال والسياسة في صفّه، وإلا فإن مصيره سيكون موضع مناقصة بين القوى العظمى، كما هو حال جونغ كيم أون. كوريا الشمالية والعالم: من الذي لا يفهم منطق القوّة؟ رأي القدس |
الوضع الاعتباري للإعلامي العربي في ظل تحرر وسائل الاتصال Posted: 29 Aug 2017 02:33 PM PDT مكسب كبير أن يتراجع مفهوم النخبوية في مجال الاتصال، ويحل محله الاتصال العام أو الشعبوي بشبكاته الاجتماعية المختلفة، الحرة والواسعة. فقد أصبحت وسائل الاتصال ملكا مشاعا، فهي تنقل الخبر اليوم بسهولة بين مختلف المناطق في العالم والبشر، وفي الوقت القياسي المطلوب. الأمر الذي يعطيها حضورا دائما، ويوفر ردة الفعل المباشرة. قبل أن ينتشر خبر ما اليوم، على مستوى الصحافة والقنوات الإخبارية، يكون قد قطع مسافة كبيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتبعته ردود فعل متتالية ومتباينة. العمليات الإرهابية المختلفة التي تصل أخبارها وصورها في القنوات، برغم سرعة حركتها عبر الأقمار الصناعية، يكون المشاهد قد رآها، أو سمع بعض تفاصيلها عبر الوسائط الاجتماعية الجديدة، في الدقيقة الأولى من حدوثها، وربما في الثانية التي تعقب الحدث. ولا يهم في النهاية إذا كان التحليل متسرعا. المهم أن المادة متوفرة ويمكن أن توضع تحت مرايا التحليل. لكن هناك عقليات لا تزال متسبدة، تقليدية، ترفض التغيير والسير حثيثا وفق سرعة الوسائط الاجتماعية الحديثة التي تحكم الصحافي المهيأ لدور أفضل، الذي يفرض عليه أن يظل في مداراتها المختلفة والصعبة. لا تزال الدولة المركزية في العالم العربي تظن أنها سيدة الشأن في التحكم في الخبر، وتنسى أن الخبر أصبح ملكية مشاعة في لحظة خروجه إلى العلن. ويجبر الصحافي، للأسف، على السير في المسالك الحكومية العاجزة نفسها إذ كثيرا ما يبدو فيها الصحافي مصابا بشيزوفرنيا غير مسبوقة، ينشد رضا المؤسسة التي يشتغل فيها على حساب الحقيقة الموضوعية. ليس لأن الصحافي ضعيف أو لا يعرف، ولكن لأنه موجود داخل دائرة عمياء ترى ما تريد أن تراه، وليس شرطا أن يكون هو الحقيقة. بينت المشكلات العربية الأخيرة والتمزقات العميقة التي حصلت في العالم العربية وتبعاتها الإعلامية، أننا ما زلنا نعاني من وضع شديد التعقيد، لدرجة أن يتفاجأ القارئ المتابع وقد تغير الصحافي كليا، وسار في مسلك غير الذي نعرفه عنه، فنتساءل إذا ما كان فعلا مسؤولا عن كلامه. وهل هو الشخص الذي كنا نعرفه وتابعناه بحب، فيختار خط الجريدة وتذهب الحيادية في صياغة الخبر بل يخوِّن ويُخَوَّن ببساطة. هذه الأوضاع والاصطفافات الإعلامية أعادتنا فجأة إلى نموذج السبعينيات المراقب والمبرمج من الدولة، التي ترى مشكلتها في انضواء الصحافي تحت جناحيها، وإلا تصبح حياته المهنية والحياتية في حالة تهديد لا يمكنه تجاوزها. وننسى، ونحن نتابع الصحافة العربية المكتوبة والمرئية، أن الزمن تغير ولم يعد ما كان قبلا هو الصحيح. وعندما نفتح على المواقع، نجد الاصطفافات ذاتها لأن وراء هذه المواقع أسماء وأفراد مركز تمويلهم يحتم عليهم هذه الخيارات. يجب أن ندرك أن هذا الزمن، وهذه الطريقة في المعالجة الإعلامية لم تعد نافعة أمام الوسائط الشعبية التي كسبت مصداقية كبيرة حتى بأخطائها وحماقاتها وتسرعها الذي تبرره شعبيتها. ردود فعل سمحت للمواطن بأن يشترك في بلورة الرأي خارج الرسميات وأن يكون حاضرا فيه. مواقع الفيسبوك مثلا وتويتر، وغيرهما، تسير المعلومة بسرعة لا تضاهي. توفر مادة أولية لا غنى عنها للصحافي ليتمكن من صياغة رؤية ما. إذ الأهم هو كونها تعبيرا حرا في عالم لا يزال مقيدا بقناعات بالية أكل عليها الزمن وشرب، لأن لا أحد أصبح يصدقها بالخصوص عندما تبالغ في تقديس المؤسسة الرسمية التي تحتاج اليوم، إلى احترام هذا القدر من الحرية الشعبية في وسائلها الإعلامية الثقيلة، فهذا يضمن لها الاستمرارية والحياة والدم الجديد. ويمكن طبعا مخالفة الرأي الخاص وبلورة نقد حوله لحفظ التوازن في الفكرة، أما أن تسير الجريدة أو القناة، بمنطق الآخر المختلف عدو ومخطئ لا يخدم موضوعية الفعل الإعلامي. لهذا نلحظ في السنوات الأخيرة، انهيار الكثير من القنوات، التي تمت مقاطعتها أو الكثير من الصحف الورقية العتيقة، لأنها لم تدخل هذا العنصر الجديد في تعاملاتها وظلت بعيدة عن الحركة الاجتماعية. حتى النسخة الالكترونية للجريدة تموت ولا تقاوم قوة الإعلام الشعبي، إذا بقيت تُسيّر بالمنطق نفسه، شبيهة للنسخة الورقية من حيث المحتوى والشكل، وتكون مؤهلة للموت كما حدث بالنسبة للكثير من الصحف إذ لم تستفد مما يمكن أن يمنحه لها الوسيط السمعي البصري الجديد. كالحوارات مثلا بدل أن تكون مقروءة، يمكن أن تكون مرئية أيضا وحية ويمكن فيها التعليق والتفصيل. التحقيقات الكبرى عن المناطق الجميلة أو المدن العتيقة، في المناطق الممكن تصوريها. بدل الكلام، يمكن الاستعانة بالشريط الحي لتدعم المحكي أو تدعمه على الأقل. التفاعلية أساسية اليوم في المجال الإخباري والإعلامي. الكلام عن سيمفونية في الصفحة الثقافية يمكن أن تردف مع المقالة السيمفونية نفسها مع المكتوب. حديث شخصية سياسية إشكالي والتعليق عليه، يمكن أن يمر عبر الصورة الحية أيضا. بدل الحديث عن تصريحاته الخطيرة مثلا، يمكن وضعها في متناول المشاهد إذا كانت متوفرة. هذا يمنح الصحيفة مصداقية كبيرة. المقالة الصوتية التي تجعل من القراءة السماعية أمرا أسهل من المكتوب. هناك مساحات لا توفرها المقالات التقليدية وتخفف على القارئ كثيرا. لا يزال الإعلام العربي رهين هذه الوضعيات التي تقلل من فاعليته، وتربطه بآليات الحاكم. في النهاية، ربما كان، ليس فقط على المشرف على الجريدة، ولكن على الممول أيضا، أن يتوفر على قدر من سعة الخاطر والثقافة، بحيث تصبح حرية الصحافي جزءا من قناعاته التي يجب احترامها، حفاظا على سمعة وسيلته الإعلامية في خوض الحروب الثقافية والإعلامية الخطيرة دوليا ومحليا. لا يعني هذا أن الصحافة الدولية موضوعية. الكثير منها له قناعات مترسخة، وعداوات عمياء ضد العرب، لكنه يلعب اللعبة الموضوعية إلى أن تصبح مهددة لمصالحه الكبرى والاستراتيجية. الوسيلة الإعلامية عندما تتحول الى منبر دعائي لأيديولوجية أو مجموعة سياسية أو اجتماعية أو مالية، بشكل فجّ، تفقد قوتها، والأكثر من هذا مصداقيتها، وتتحول إلى قوقعة فارغة. وهذا أخطر ما يمكن أن يحـــــدث للوسيط الإعــــلامي الــــذي يحتاج إلى الاســــتـمرار في الحــــياة. مهما كانت المهنية أساسية، فهي لا تكفي لوضع إعــــلامي عربي جديد، نـــزيه، حيوي، وصحي أيضا، تظل حرية الإعلامي أكثر من ضرورة، استمرار في الحياة. الوضع الاعتباري للإعلامي العربي في ظل تحرر وسائل الاتصال واسيني الأعرج |
اغتراب الطفل العربي في عصر الرسوم المتحركة… و«سبيس تون» الواقع الأردني Posted: 29 Aug 2017 02:33 PM PDT أحيانا، أتابع مع ابنتي الصغيرة أفلام الرسوم المتحركة، والتي تسنى لي بسبب تعدد اللغات على لسانها أن أتابعها بلغات مختلفة وهويات إنتاجية متعددة. الفضاء العربي، عموما لا ينتج الرسوم المتحركة للأطفال، وعليه هو يعتمد على الأفلام اليابانية أو الأمريكية أو الانكليزية ويقوم بدبلجتها، وهذا يدفع للتأمل بعملية نقل «الوعي» من ثقافات مختلفة بالمطلق إلى وعي مختلف من ثقافة مختلفة تماما، لننتهي بوعي مشوه وجيل مسخ. نحن من جيل، كانت أفلام «توم وجيري» بنسختها الكلاسيكية القديمة من إنتاج «هانا وبربارا» هي ذروة الترفيه «الكرتوني» أيام بث المحطات الأرضية الذي يبدأ عصرا بالسلام الوطني والابتهالات الدينية ثم فترة الأطفال. في سلسلة «توم و جيري»، كانت الحياة الأمريكية هي الخلفية الطاغية والتي كنا نتلقاها كأطفال، وحين ذهبت إلى أمريكا أول مرة منذ سنوات عديدة، كنت أشعر بطرافة غريبة وأنا أرى مثلا مضخات مياه إطفاء الحريق على الأرصفة باستغراب شديد وأتلمسها كأني في مشهد من سلسة «توم و جيري»، أو حين أكون في مطعم وتقدم لي قطعة لحم ستيك فأتذكر حلقات تلك السلسة الشهيرة. كانت تلك السلسة تعكس واقعا خاصا بأمريكا يتفهمه الطفل الأمريكي، حتى في العنف الذي انتقده الجميع فيما بعد والذي كان سمة غالبة في المطاردات بين القط والفأر الشهيرين. كان الطفل الأمريكي لديه ثقافة مدرسية ومنزلية ترسم له الخط الفاصل بين الواقع والخيال، وثقافة الألعاب لديه مترفة مقارنة بالطفل العربي وتخول لأهله شراء مطرقة بلاستيك غير مؤذية، بينما الطفل العربي ربما سيتسخدم مقلدا شخصياته المفضلة مطرقة حقيقية لننتهي بحادث تراجيدي مؤسف. الأفلام المسلسلة الأخرى كانت قصصا وحكايا عالمية أوروبية «منتجة في اليابان» وبعيدة عن ثقافتنا، فأغلب أطفال جيلنا سرحوا بخيالهم بعيدا حالمين أن يكونوا مراسلين صحافيين يجوبون العالم بحافلة تشبه حافلة «ساندي بيل»، ليصطدموا في أول تبرعم الوعي لديهم بحواجز الأمن في المدينة الواحدة والحدود القاسية بين بلدان وطنهم العربي الواحد، الذي يتغنون بوحدته كل صباح في الأناشيد المدرسية. الطفل العربي تشبع بالشيزوفرينيا الثقافية والمجتمعية منذ أول وعيه، وكانت أفلام الرسوم المتحركة واقعه الافتراضي المتخيل للهروب آنذاك. حتى في الجندرية وثقافة التنوع الجنسي، كانت هناك قيم محافظة تقدمها تلك الأفلام زمان، وترسخ الفصل بين ذائقة الصبيان والفتيات، فهناك أفلام يتابعها الصبية الذكور أكثر من الفتيات، مثل «أبطال الملاعب» و «الكابتن ماجد»، بينما «هايدي» و»ريمي» فكانت مفضلة للفتيات، رغم اعترافنا بتعاطفنا بالسر مع مأساة «هايدي» والبكاء سرا على حكايتها. في أفلام الأطفال اليوم، ومنذ منتصف التسعينيات وقد بدأ التغير النوعي في المحتوى، نجد القيم الحداثوية الليبرالية موجودة، وفي موضوع الجندرية تحديدا بدأ الإنتاج المميع للفروق الجنسية بل وتقديم فكرة «المثلية الجنسية» في شخصيات تلك الكائنات غير الآدمية ولا الحيوانية المختلقة مثل بوكيمون او تليتبيز، والتي لا تتفهمها ذائقة جيل مثلنا، لكنها وجدت هوسا لدى أجيال تلك المرحلة. طبعا حالة الاغتراب الثقافي بقيت موجودة وحاضرة وأكثر توسعا مع تلك الموجة الجديدة. من المؤسف أن الإنتاج العربي المحترم في مجال ترفيه الأطفال كان محدودا، والمنتج الموجود كان موجها دينيا وبدون دراسة ذكية للمتلقي وهو الطفل، وبدلا من ترسيخ قيم إنسانية تؤهله للاندماج مع باقي الكوكب، كان هناك إنتاج موجه ومغلق فكريا، يرسخ أيضا اغترابا عن واقع العالم من جديد. توم وجيري في الحكومة الأردنية وفي سياق أفلام الكرتون الطريفة في قمة فانتازيتها، ترد الأخبار من الأردن دوما بشكل «كرتوني» ممتع ومحزن أحيانا، وتتسع الهوة بين المواطن والسلطة وتحكمهما مطاردات طريفة تشبه جدلية توم و جيري بكل الأذى الذي تلحقه الحكومة بالمواطن. الإعلام الأردني كان مشغولا بالإضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت في الأردن أقوى من فضائية التلفزيون الأردني، وبكل ترهات تلك الوسائل فإنها امتلكت مصداقية، رغم تخمة الأكاذيب فيها أكثر من صحيفة «الرأي» الرسمية، وآخر حلقات أفلام الكرتون الفانتازية في الأردن تصريحات وزيرة من طبقة النخب البسكويتية الحاكمة الآن، وهي الوزيرة مجد شويكة، حيث وحسب الأخبار أكدت «وزيرة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ووزيرة تطوير القطاع العام إن اتمتة المعلومات في الأردن، جفف منابع الفساد الصغيرة، وحدت منها بشكل كبير»!! أنت هنا أمام حالة تضليل كبيرة.. وتجفيف منابع الفساد الصغيرة في تلك الاتمتة التي تتحدث عنها رئيسة شركة أورانج السابقة.. الوريث الشرعي لمؤسسة الاتصالات الأردنية بعد ما آلت اليه.. يعني ببساطة أن الفراش المسخوط ذو راتب الـ200 دينار لم يعد قادرا على أن يخدمك بتخليص معاملتك بخمس ليرات رشوة – وهي رشوة بلا شك – لكنها خمس ليرات تشكل فرقا في حياة هذا المقهور، الذي ستدفعه نخب البزنس في الحكم إلى مشروع انتحار أو انتحاري. الأتمتة الإلكترونية تلك في سياق استمرار خطف الدولة من قبل هؤلاء تعني توسعة منابع الفساد الكبيرة وتغذيتها عبر نهب حاصل جمع خمس ليرات المسخم على مستوى المملكة في كل دوائر المملكة. نحن أمام فضائية «سبيس تون» حكومية أردنية مسلية، وتراجيدية في الوقت نفسه. إعلامي أردني يقيم في بروكسل اغتراب الطفل العربي في عصر الرسوم المتحركة… و«سبيس تون» الواقع الأردني مالك العثامنة |
الوسائط الشعبية Posted: 29 Aug 2017 02:32 PM PDT كان التواصل في المرحلة الشفاهية مشتركا بين المرسل والمتلقي، حيث بإمكان كل منهما أن يكون، في الوقت نفسه مرسلا أو متلقيا، وذلك عبر تبادل المواقع بينهما. إن الوسيط الشفاهي موجود أبدا رغم تطور الوسائط وظهور أخريات عبر الزمن؛ ولا يمكن، في أي وقت، ادعاء أنه انتهى بانتهاء «المرحلة الشفاهية»، وبروز مراحل أخرى في التطور الإنساني. مع ظهور الكتابة سيصبح التواصل خطيا يتحدد من خلال علاقة خاصة بين الكاتب والقارئ. وهو ما سيتأكد مع ظهور الطباعة، مع فارق أساسي هو اتساع دائرة الكتاب والقراء مع التطور الاجتماعي والثقافي الذي صاحب مرحلة الطباعة. ولقد أدى تكنولوجيا السمعي ـ البصــــري إلى ظهـــــور وسائط أخرى للتواصل ونقل المعلومات عن طــــريق المذياع والتلفزيون، حيث تم استخدام الوسيط الشفاهي إلى جانب الطباعي مع السمعي ـ البصري. وبذلك صرنا أمام تطور يستجمع كل الوسائط والعلامات التي يوظفها الإنسان في التواصل والإنتاج والتلقي. أدى تطور الوسائط إلى بروز ثقافات تتمفصل بسحب ما يوفره الوسيط من إمكانات للتواصل بين الناس. فكانت «الثقافة الشعبية» مرتبطة بالمرحلة الشفاهية. وجاءت «الثقافة العالمة» متصلة بالكتاب والكتابة. ثم صار بالإمكان الحديث عن «الثقافة الجماهيرية» التي تولدت من الوسائط الجماهيرية، وبتنا الآن، مع تطور التكنولوجيا الجديدة للمعلومات والتواصل، أمام إمكان الحديث عن «الوسائط المتفاعلة»، خاصة مع الجيل الثاني من الفضاء الشبكي (2.0). وداخل الوسائط المتفاعلة، فرضت «وسائل التواصل الاجتماعي»، أو «الوسائط الاجتماعية» نفسها على ما عداها، وصار مستعملو كل الوسائط شفاهية كانت، أو كتابية أو جماهيرية، أيا كان نوعها أو وظيفتها، في أمس الحاجة إلى استثمارها واستعمالها للتواصل حول مختلف القضايا والمسائل. صار بإمكان أي فرد من أفراد المجتمع، وفي أي مكان، وأيا كانت ثقافته، أن يمتلك موقعا في الفضاء الشبكي التفاعلي ويبلّغ ما يريد إيصاله إلى الآخرين، عبر النص أو الصوت أو الصورة، ويجد بالضرورة من يتواصل معه، ويشاركه ما قام بتقديمه عبر استغلال ما يتيحه له هذا الوسيط الجديد. تم الاتفاق على تسمية الوسيط الجديد في اللغة العربية وسائط أو «وسائل التواصل الاجتماعي»، وهي ترجمة عن الإنكليزية لـ»الوسائط الاجتماعية». ولما كانت للمصطلحات دلالات خاصة على ما تعبر عنه، وجدتني وأنا أتابع «الوسائط الاجتماعية العربية» أن المصطلح غير دال على المضمون الاجتماعي لهذه الوسائط. إن الحديث عن «الوسيط الاجتماعي» يقضي بوجود مجتمع، وتصور مجتمعي مشترك يُمكِّننا من نعت التواصل الذي يتأسس على قاعدة هذه الوسائط بأنه «تواصل اجتماعي»، وأن الثقافة التي يسعى إلى تشكيلها «ثقافة اجتماعية»، قياسا بما كان عليه الحديث عن «ثقافة شعبية» في المرحلة الشفاهية، و»ثقافة عالمة» مع المرحلة الكتابية والطباعية، و»ثقافة جماهيرية»، مع «الوسائط الجماهيرية». إن ارتقاء الوسائط وتطورها التاريخي يعني ارتقاء الإنسان في مجالات التواصل والإنتاج الثقافي والمعرفي وتلقيه بتحقيق درجات عليا من التفاعل بين المكونات البشرية. لكن حين لا يتحقق هذا البعد السامي في التفاعل، وهذا ما يجري في الفضاء العربي، لا يمكننا إلا أن نتحدث عن «وسائط شعبية» جديدة، تستفيد مما تقدمه «الوسائط المتفاعلة»، وهي أرقى الوسائط التي حققها التطور العلمي والتكنولوجي إلى الآن، بدون أن تصل إلى المستوى الحقيقي الذي من أجله عمل الإنسان على تطوير وسائط تواصله بين مختلف عناصره ومكوناته. ليست «الوسائط الشعبية» التي نتواصل من خلالها، نحن العرب، سوى تعبير عن المستوى «الاجتماعي» الذي يوجد عليه العرب. وأهم خاصية لهذا المستوى تكمن في أننا لا نفكر في القضايا التي تهمنا باعتبارنا جماعة، أو مجتمعا، ونعمل مجتمعين على التفكير فيها على أنها قضايا ومشاكل عامة، ولكن بصفة كل منا فردا يسقط مشاكله التي يعاني منها، على أنها مشاكل اجتماعية، أي أن الوسيط الجديد بدل أن يكون فعلا «وسيطا اجتماعيا»، بات فرديا تعمل الذات من خلاله على التعبير عن فرديتها الخاصة. وما الرغبة في التعبير عن تلك «الفردانية» سوى تجسيد لعدم التناغم مع المجتمع. ومن هنا نجد البعد الشعبي في إلحاحنا على تسمية وسائطنا بـ»الشعبية». ولما كانت «الشعبية» في المرحلة الشفاهية متصلة بنظام اجتماعي له تناغمه وانسجامه، كان الفرد يحس بالانتماء ويعبر عن هوية جماعية. أما في الوسائط الشعبية الجديدة، فيقضي عدم الإحساس بالانتماء باستغلال الوسيط الجديد للتعبير عن الذات وهمومها وهواجسها بلا أفق أو تفاعل مع الآخر، أو رغبة في التواصل معه، وإن كان في العمق يبحث عمن يشترك معه ذاتيا في تلك الهموم والتوجسات. وذاك كل العزاء. يبرز هذا البعد الفردي، في هيمنة «ثقافة شعبية جديدة» لا تنتج معرفة، ولا يتواصل فيها الناس بجدية لفهم المجتمع، وللتعبير عن الانتماء الاجتماعي بشكل واع ومسؤول بهدف إنتاج «ثقافة اجتماعية» تخدم المجتمع. إن غياب المحتوى الاجتماعي الحقيقي في الوسائط الاجتماعية العربية يجعلها: وسائل لتزجية الوقت، وللتنفيس، وللسخرية، والانتقام من الآخر، وللضحك الشعبي، كما تحدث عنه باختين. شعبوية وسائطنا لا تجعلها للتواصل الاجتماعي. ٭ كاتب مغربي الوسائط الشعبية سعيد يقطين |
مؤسسات صنع القرار في واشنطن تشعر بالقلق من عدم تحسن الأوضاع السياسية في مصر وفضيحة تطال أكبر وسام في الدولة Posted: 29 Aug 2017 02:32 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي» : خفض المعونة الأمريكية لمصر بسبب حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني يتسبب في خلافات شديدة، فريق يهاجم ويطالب بالاستغناء عن المعونة، وفريق يطالب بتفهم الموقف الأمريكي واحترام حقوق الإنسان، وصعوبة الاستغناء عن المعونة. وأبرز الداعين لتعديل الدستور يطلب من مهاجميه أن يخافوا الله. والبعض يطالب السيسي بالاهتمام بمكافحة الفساد قبل القضايا الأخرى، واتهام سوزان مبارك بتصعيد نائبة محافظ الإسكندرية التي قبضت عليها الرقابة الإدارية وخمسة آخرين بتهمة الرشوة والإضرار بالمال العام، وقرار النيابة العامة بحبسهم على ذمة التحقيقات. والمطالبة بفحص قلادات النيل التي حصل عليها زويل ومجدي يعقوب والبرادعي. هذه كانت أهم عناوين الصحف المصرية الصادرة أمس الثلاثاء 29 أغسطس/آب. ومن الأخبار الأخرى التي أثارت اهتمام الأغلبية، مباراة كرة القدم التي سيخوضها المنتخب المصري غدا الخميس في العاصمة الأوغندية كمبالا أمام منتخب أوغندا، في تصفيات مونديال كأس العالم المقبل في روسيا. وكذلك الاهتمام بعيد الأضحى المبارك وأسعار الأضاحي واللحوم، وقيام الحكومة بإغراق المجمعات الاستهلاكية والشوادر التي أقامتها بكميات كبيرة منها بأسعار أقل من التجار، لكنها تحقق فيها ربحا معقولا. وأخبار الحج والحجاج واستعدادات كل الوزارات لتأمين احتفالات الناس بالعيد، والتعليمات الصارمة من الرئيس السيسي بتوفير الأمن في الشوارع، وعدم التهاون مع أي خروج على القانون، والانتباه لأي احتمال بعمليات إرهابية، والزيارة التي سيقوم بها الرئيس الأسبوع المقبل إلى الصين، تلبية لدعوة منها للمشاركة في اجتماعات دول البريكس، التي تضم الصين وروسيا والبرازيل وجنوب إفريقيا، وهي دول الاقتصاديات الصاعدة وحملة ملف عن المشروعات التي ستقوم الصين بتنفيذها في مصر وهي تتجاوز رقم العشرين مليار دولار، وبعدها سيتوجه لزيارة رسمية لفيتنام وهو أول رئيس مصري يزورها. وللتذكرة فإن فيتنام كانت خاضعة للاحتلال الفرنسي وبدأت المقاومة فيها بقيادة مؤسسها ورئيس الحزب الشيوعي هوشي منه، وقاد جيشها أشهر قادتها العسكريين وهو الجنرال جياب، الذي كان أسطورة في العالم وتمكن من هزيمة القوات الفرنسية في معركة ديان بيان فو في الخمسينيات من القرن الماضي، وكان نظام خالد الذكر جمال عبد الناصر مؤيدا لها، إلى أن تم تحرير الجزء الشمالي وعاصمته هانوي، لكن أمريكا تدخلت بقواتها ودمرت مدن فيتنام الشمالية وأحرقت غاباتها بقنابل النابالم الحارقة، وتولت حماية فيتنام الجنوبية وعاصمتها سايغون، لكنها في نهاية الأمر تمت هزيمتها وسقطت سايغون وتم توحيد فيتنام التي كانت تتلقي دعما من الصين والاتحاد السوفييتي، والمدهش في أمر هذا الشعب أنه بني اقتصادا قويا ومزدهرا وتصالح من مدة مع أمريكا، وهذه حقائق تاريخية لابد أن يعلمها الشباب العربي. أما المقالات والتعليقات فقد أنصب معظمها على قضايا الفساد والجهود المبذولة للقضاء عليه، وكذلك على قرار الإدارة الأمريكية وقف جزء من المعونة المدنية وتعليق جزء آخر، بسبب ما أعلنته من عدم التزام مصر بمعايير حقوق الإنسان ومضايقة منظمات العمل الأهلي، وإصدار قانون غير مقبول وهو ما أدى إلى مناقشات وخلافات شديدة. وإلى ما عندنا من أخبار متنوعة.. الفساد نبدأ تقريرنا هذا اليوم من صحيفة «الدستور» والتحقيق الذي شارك فيه أيمن غازي وحسام محفوظ وأحمد أبو المحاسن وأحمد عاشور وسهى عبد الحميد وكان موضوعه عن الفساد في المحليات ومما جاء فيه: «قال الدكتور هشام الشريف وزير التنمية المحلية، إنه لن يكون هناك تهاون في التعامل مع من يثبت تقاضيه رشوة داخل المحليات أو يتربح بسلطته مهما كان منصبه. وأضاف لـ«الدستور»، عصر الفساد والتربح والرشاوى داخل المحليات انتهى، واللي يغلط يشيل شيلته» مشددا على تطبيق القانون بحزم وقوة مع العاملين تحت مظلة الإدارة المحلية. وطالب الشريف المواطنين بالتصدى بقوة لأعمال الرشاوى والتزامهم بإنجاز مصالحهم في إطار القانون، والإبلاغ عن أي مسؤول يحرض على الرشوة. فيما كشف مصدر مسؤول في الوزارة عن أن الوزير عقد اجتماعًا مع القيادات ورؤساء القطاعات عقب القبض على نائبة محافظ الإسكندرية، لوضع آليات جديدة في اختيار المحافظين ونوابهم، لضمان تكليف مسؤولين مشهود لهم بالنزاهة والشفافية. وكلف الوزير حسب المصدر اللواء علي عبدالمولى مساعد الوزير للشؤون القانونية بمتابعة القضية. لافتًا إلى دعوته المحافظين للاجتماع عقب إجازة عيد الأضحى. وكشف النائب ممدوح الحسيني وكيل لجنة «الإدارة المحلية» في مجلس النواب عن مطالبة اللجنة بتعديل العقوبات في قانون الإدارة المحلية الحالي وإيصالها إلى «المؤبد» والفصل النهائي من الوظيفة في وقائع الفساد أو التورط في أخذ رشاوى». رشاوى وعلى الرغم من تحذيرات الوزير فقد أخبرنا الرسام عبد الله في «المصري اليوم» أنه ذهب إلى إحدى الإدارات المحلية فشاهد مواطنا يقدم رشوة للموظف وهو خائف بسبب وجود موظفين آخرين لكن الموظف طمأنه قائلا: ما تقلقش من زمايلي لما يشوفوك وأنت بتديني رشوة ما أنا كمان بشوفهم». «حسابات تحت بير السلم» ونستمر في متابعة من كتبوا عن الفساد المستشري في البلاد، ومنهم أشرف أبو الهول في «الأهرام» الذي طالب الرئيس بالاهتمام بمكافحته أولا، إذ قال في عموده «حديث اليوم»: «رغم المجهودات الضخمة التي يبذلها الرئيس عبد الفتاح السيسي لمكافحة الفساد في مصر، والصلاحيات الكبيرة التي منحها للأجهزة الرقابية، لكي تقوم بمهامها في ملاحقة الفاسدين، فإن النتائج التي جرى تحقيقها حتى الاّن تتطلب منه شخصيا أن يغير سلم أولوياته، لتصبح مسألة كشف الفساد على رأس تلك الأولويات، خاصة أن عائد هذه المهمة سيكون أكثر فائدة له ولمصر، بعد أن ثبت أن الفساد يعطل مشروعات التنمية التي يقوم بها، وأنه السبب الرئيسي لكل ما تعانيه مصر من مشكلات، سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية. والحقيقة أنه وعلى الرغم من أن أجهزة الرقابة كشفت خلال الأعوام الثلاثة الماضية قضايا فساد تفوق الخيال، واستعادت مليارات الجنيهات للدولة، كما استعادت الحكومة ملايين الأفدنة من الأراضي الصحراوية، بل والزراعية من أيدي حيتان الأراضي، فإن الكثير والكثير لايزال تحت أيادي المافيات، التي تتحكم في كل ثروات هذا البلد، ومعظم هذه المافيات وعلى عكس ما يتوقع الجميع لا تدار بواسطة رجال أعمال ومسؤولين معروفين، بل يتحكم فيها موظفون حكوميون يمتلكون مفاتيح كنوز سليمان، وعندما تنظر إلى هيئاتهم وملابسهم لا تتخيل أن أحدهم يحتكم على مئة جنيه في جيبه، بينما الحقيقة، أن بعضهم يمتلك مئات الملايين في حسابات تحت بير السلم. وإذا كنا رأينا الأسبوع الماضي أنه جرى الكشف عن قضايا فساد جديدة كلفت مصر مليارات الجنيهات، ففي عام 2016 وحده جرى الكشف عن عشرات الحالات التي هزت الرأي العام، ومنها على سبيل المثال: ضبط مدير مشتريات في مجلس الدولة وبحوزته مئات الملايين من الجنيهات، وعملات أخرى وسيارات وعقارات ضبط العضو المنتدب لشركة كبرى للفنادق في أثناء تقاضيه رشوة بمليون جنيه». نائبة المحافظ ونشرت «المساء» أمس في صفحتها الرابعة تحقيقا من الإسكندرية لمراسلتها دينا زكي قالت فيه: «لعل الأطرف في قضية نائبة المحافظ التي كانت تحب أن يطلق عليها المرأة الحديدية، هي كونها لا تحب أن تدفع أموالا على الإطلاق، فطعامها كان من مطاعم المشويات في منطقة الدوان تاون، أو من أحد فنادق رجال الأعمال المعروف علاقته بها، من خلال المصالح المشتركة أو من مطاعمهم غرب الإسكندرية وهو ما يطلق عليه الواحة، كما أنها كانت تصطاف بالمجان هي وأفراد أسرتها، وآخرها في منتجع في الساحل الشمالي، بخلاف الملبس والكوافير والذهب وجميعها قضايا محل دراسة وتحقيق بعد أن تم تحديد أصحابها». «فضيحة بجلاجل» أما عباس الطرابيلي فقال في عموده «لكل المصريين» في «المصري اليوم»: «غلطة الكبير بألف.. وقالوا خطأ القريب بمئة ألف.. وبالتالي تكون عقوبته أكبر من خطأ البعيد.. وهكذا الوضع مع خطأ نائبة محافظ الإسكندرية، وإذا كانت قد وصفت نفسها بأنها «ست بمليون راجل» فإن عقوبتها يجب أن تكون – إن ثبتت جريمتها – بمليون عقوبة للموظف العادي.. أي أن المليون جنيه – جريمتها التي تحصلت عليها – يجب أن تكون عقوبتها في حجم المسؤولية التى كانت تتولاها.. وخطأ الشاطر بألف.. إذ هي موكول إليها أن تقود الجهاز الإداري والمالي والفني بالكامل، في ثاني محافظات مصر، شهرة وقيمة.. ولكن هكذا النفس دائماً أمارة بالسوء. هي الدكتورة سعاد عبدالرحيم الخولي، نائبة المحافظ، التى «دوبت» ثلاثة محافظين.. وسقطت في عهد الرابع. منذ أدت اليمين الدستورية نائبة للمحافظ أمام رئيس الدولة في فبراير/شباط 2015، بل كان حلمها الأكبر هو أن تجلس على مقعد المحافظ، بعد أن ذاقت طعمه لأكثر من ثلاثة شهور، كانت هي بالفعل محافظ الإسكندرية بالنيابة.. أو القائم بعمل المحافظ، رغم أن النظام المصري ومنذ زمن، كان يعتبر مدير الأمن هو الرجل الثاني.. أي من يحل محل المحافظ إلا أمام هذه السيدة. وإذا كانت الدكتورة الخولي هي أول نائبة للمحافظ.. فإنها أيضاً أصبحت أول مسؤولة إدارية وسياسية عليا تقع فى يد الرقابة الإدارية.. وهي بذلك «فضيحة بجلاجل» وربما تكون أيضاً «أول مسؤولة» كبيرة تدخل السجن، ولكن ترى لماذا وقعت نائبة المحافظ في شرك المافيا؟ هل قارب سنها إلى الإحالة إلى المعاش فأرادت أن تحصل على مكافأة نهاية الخدمة بهذا الشكل؟ أم كانت الإغراءات المالية أكبر من أن ترفضها؟ ولكن ندع ذلك للنيابة. لا أدري لماذا يؤجل الرئيس السيسي فتح ملف فساد المحليات، رغم قناعته وتركيزه الكلام على فسادها، فهل يتخذ الرئيس السيسي من قضية الدكتورة الخولي سبباً لبدء المعركة ضد الفساد في المحليات، وليس على غرار ما حدث مع الشيخ الفيل والشيخ سيف عندما اتخذ عبدالناصر قضيتهما لإلغاء القضاء الشرعي، وكذلك حكاية تاتا زكي التي كانت القشة التي تم تأميم الصحافة بسببها. على أي حال فساد المحليات لم يعد يحتمل اللهم إلا إذا كانت قوته من الضخامة بحيث باتت تتحدى أي محاولة للإصلاح». إجازة العيد في السجن وفي «اليوم السابع» قال كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة: «مجنونة نائبة محافظ الإسكندرية التي تورطت في وقائع فساد وتسهيل الرشوة والتربح والإضرار بالمال العام، فما جنته حراما ستدفعه مضاعفاً، وما تصورت أنه لن يتم الكشف عنه أصبح موضوعاً للتجريس وتصدرت صورتها وأخبارها صفحات الجرائد ونشرات الأخبار، تحت عنوان الفاسدة، ولست أدري كيف يمكن أن تفكر امرأة بهذا الشكل وهي تعلم جيداً أن سقوطها خراب لبيتها، وعار لأولادها ونهاية لأسرتها، ماذا تقول لهم الآن ونحن مقدمون على أيام مباركة، وهل تساوي كنوز الدنيا أن تمضى إجازة عيد الأضحى المبارك في السجن وراء القضبان تتسول زيارة الأهل والأبناء، وهم يترددون في الذهاب إليها. كان من الطبيعي أن تتراجع قضايا الفساد في ظل نظام حكم أكد استراتيجياته الثابتة بالحرب ضد الفساد، أياً كان مرتكبوه ومراكزهم وشهرتهم، فلا حماية لأحد ولا إدانة لأحد إلا بالقانون وتحت مظلة الإجراءات التي تحقق العدالة للجميع، فقد انتهى عصر الدولة البوليسية التي تكيف قراراتها الجنائية وفقاً لأهواء سياسية». فقدان الثقة بالدولة ومن كرم إلى «الوفد» ورئيس تحريرها السابق مجدي سرحان وقوله في عموده «لله والوطن»: «تأتي قضية فساد نائبة المحافظ الآن لتفتح جرحنا النازف من جديد، وتثير تساؤلاتنا حول معايير اختيار القيادات، ولماذا فشلت خطط واستراتيجيات الدولة حتى الآن في منع تسرب شخصيات تفتقد النزاهة والأمانة والشرف إلى المناصب القيادية؟ وهل يعني ذلك إلا أن «المجاملة والمحسوبية» اللتين نبه لهما الرئيس مازالتا تتحكمان في اختيار القيادات، وأن الدولة مازالت مثلما أوضح الرئيس أيضا تفتقد الآليات الحقيقية والفعالة لفرز الكفاءات والقيادات؟ تلك هي المسألة كيف يصل الفاسدون إلى مناصبهم؟ وكيف يتركون فيها حتى تفوح روائحهم، ثم يبدأ التحرك لكشفهم وفضحهم وتجريسهم، ولتدفع الدولة مع هذه الفضائح ثمنا غاليا من فقدان الناس «الثقة فيها والأمل والقدرة على المبادرة والاجتهاد»؟ ومن المسؤول تحديدا عن عدم تنفيذ ما وجه رئيس الدولة به قبل ثلاثة أعوام بضرورة «إيجاد آليات لفرز الكفاءات والقيادات»؟ ولماذا تقاعس هذا المسؤول عن تنفيذ ذلك التوجيه؟». «من شابهت سوزان مبارك فما ظلمت» وأخيرا نشرت جريدة «البوابة» تحقيقا لمحمد نصر سوبي وآية سمير حلاوة تحت عنوان «سعاد الخولي من شابهت سوزان مبارك فما ظلمت» جاء فيه: «بعدما كانت الدكتورة سعاد الخولي نائبة محافظ الإسكندرية التي ألقت الرقابة الإدارية القبض عليها في قضية رشوة، قد دخلت التاريخ باعتبارها أول نائبة محافظ سيدة، وكانت على أعتاب منصب المحافظ، أصبحت الآن المتهمة سعاد الخولي، التي ربطتها صداقة بسوزان مبارك زوجة الرئيس الأسبق، كانت أيضا عضوا في الحزب الوطني حتى قيام ثورة يناير/كانون الثاني، واستغلت علاقتها بسوزان مبارك في التقرب للدكتور يوسف والي وزير الزراعة، الذي عينها مديرا لمديرية الطب البيطري في القاهرة، واستغلت قربها من السيدة الأولى السابقة وعملت عن طريقها في المجلس القومي للمرأة في فترة حكم الحزب الوطني، الأمر الذي خول لها تقلد مناصب عليا في الأجهزة التنفيذية، وخلال فترة عملها مديرة لمديرية الطب البيطري، تحرر ضدها بلاغ في النيابة الإدارية من 5 أطباء بيطريين يقول، إن هناك الكثير من المخالفات التي تورطت فيها وشملت المخالفات الحصول على مبالغ مالية من محال ومطاعم ونواد في القاهرة مقابل الإشراف البيطري، وتغاضت عن مخالفات خاصة في المجازر وهربت الخولي من كل البلاغات، وبعدها انتخبت نقيبة لبيطريي القاهرة». المعونة الأمريكية أحدث قرار أمريكا وقف جزء من المعونة المدنية وتعليق جزء آخر بسبب ما اعتبرته عدم التزام مصر بمعايير حقوق الإنسان، وإصدار قانون للجمعيات الأهلية يصادر نشاطها. وجرت معارك وخلافات عنيفة بين رافضي المعونة، ومن طالبوا بتفهم الموقف وعدم التصعيد مع أمريكا. وكان رأي محمد منازع في عموده «عزف على حرف» في الجمهورية هو: «أخيراً يأتي الموقف المخزي من الإدارة الأمريكية بتخفيض أو تجميد جزء من المعونة الاقتصادية لمصر، بحجة حقوق الإنسان، ونحن لا نستطيع أن نقف على مقصد هذه الكلمة المطاطة، فليس هناك ما يدعو إلى إثارة أزمة من غير لازمة، أو اختلاق مشكلة من العدم. والأمريكان هم أول وأكثر من يهدر حقوق الإنسان، عندما يتعلق الأمر بالأمن القومي، لكن كالعادة فإنهم يحللونه لأنفسهم ويحرمونه على الآخرين. وبعيداً عن العنترية الزائفة والفروسية المصطنعة فإن هذا المبلغ حقيقة لا قيمة له، لكن الإجراء الأمريكي محشو بالخبث ومغلف بالمكر لأنه يبغي من ورائه أهدافاً أخرى». قانون الجمعيات شأن داخلي أما من طالبوا بتفهم الموقف الأمريكي وعدم العصبية فكان الوزير الأسبق والخبير الاقتصادي الدكتور زياد بهاء الدين، الذي قال في مقاله في «الشروق» تحت عنوان «قانون الجمعيات شأن داخلي ولهذا يلزم تعديله»: «أثار قرار الحكومة الأمريكية وقف جزء من المعونة الاقتصادية السنوية لمصر، بسبب استمرار العمل بقانون الجمعيات الأهلية، غضبا عارما في الدوائر الحكومية والإعلامية وبين الجمهور العادي، والحقيقة أنه غضب في محله لأن القرار يمثل تدخلا غير مقبول في شؤون مصر الداخلية، خاصة حينما يأتي من إدارة أمريكية لا يبدو منها اكتراث بحقوق الإنسان أو المجتمع المدني لا في أمريكا ولا في باقي أنحاء العالم، كما أنه يعرقل تمويل مشروعات تنموية تستهدف دعم الفئات الأكثر احتياجا في المجتمع، وهي طريقة غريبة للتعبير عن الاهتمام بالشعب المصري وبحقوقه، ولكن إن كان التدخل الأجنبي في شؤوننا الداخلية مرفوضا، فإن هذا لا يعني غلق باب الحديث عن وضع المجتمع المدني في مصر، وعن قانون الجمعيات الأهلية، خوفا من الإيحاء بأننا نرضخ لضغوط خارجية، بل علينا الاستمرار في المطالبة بإصلاح ما لدينا من مشكلات من منظور المصلحة الوطنية وحدها، باعتبار ما يجلب المنفعة للبلد، ومن هذا المنظور فلا بد من الاعتراف بأن القانون الحالي مشكلة، لأنه صدر بدون تشاور أو نقاش مع أي طرف لا في المجتمع المدني ولا بين الخبراء في الموضوع، ولا حتى بالرجوع لوزارة التضامن الاجتماعي صاحبة الولاية على الجمعيات والمؤسسات الأهلية، على الرغم من أن الوزارة كانت عكفت على إعداد مشروع قانون أكثر توازنا وأدارت بشأنه حوارا مع عشرات الجمعيات والمنظمات، ومع الاتحاد العام للجمعيات الأهلية ولكن تم تجاهل كل هذا الجهد والدفع بقانون لم يطلع عليه أحد». قرار مؤسسي وآخر زبون في هذه القضية سيكون طه خليفة في «المصريون»: «قضية خصم جزء من المساعدات الأمريكية السنوية لمصر هذا العام، وتأجيل جزء آخر، لن تظل في إطار ضيق ومحدود في جانبيها السياسي والزمني، حيث سيكون لها تداعيات على مستوى النقاش العام في أمريكا، وعلى مستوى الوقت قد لا ينتهي الحديث بشأنها سريعا. فهي تمثل أول إجراء رسمي من إدارة ترامب ضد إدارة السيسي، والإدارتان ترتبطان بعلاقات حميمية، ولا يتوقف ترامب عن إبداء إعجابه بالرئيس المصري، وبالعمل المهم الذي يقوم به في محاربة الإرهاب، وترى القاهرة أنها تقيم حاليا علاقات خاصة مع واشنطن بعد ما كان يُشاع عن علاقات متوترة في عهد أوباما، لذلك يتلقف من لا يرتاحون للنظام المصري، ويوجهون الانتقادات الدائمة لسياساته، ووصمه بقمع الأصوات المعارضة، وتكميم الأفواه، ومصادرة الحريات، والزج بالألوف في السجون، يتلقفون التوتر الخفيف الناشئ لمواصلة الهجمات، والتأكيد على أن البيت الأبيض المتحمس لهذا النظام لم يعد بمقدوره أن يتجاهل بعض ممارساته، ويتخذ إجراءً عمليا شبه عقابي أو تحذيري. مسألة المساعدات المالية بالخفض والتجميد تعكس موقفا مشتركا بين الكونغرس، ووزارة الخارجية، والبيت الأبيض يصدّق عليه، إذ ليس بمقدور الرئيس ترامب الدخول في معركة أخرى خاسرة مع الكونغرس الرقيب على صرف أموال دافعي الضرائب، وهذا يعني وجود توجه عام في مؤسسات صنع القرار في واشنطن بات يشعر القلق من عدم تحسن الأوضاع السياسية في مصر، بعد أربع سنوات من إزاحة الإخوان من الحكم، ومجيء سلطة جديدة محمولة على شعارات مواجهة استبداد كان يصنعه الإخوان، وحماية الديمقراطية الوليدة، وتنفيذ شعارات ثورة يناير/كانون الثاني، لكن سارت تلك الشعارات بما لا تشتهي سفنها. ما لم تتعامل الإدارة المصرية بعقل سياسي منفتح مع الأمر، فإن شهر العسل مع إدارة ترامب سيكون مهددا، رغم مسارعته للاتصال بالسيسي للتخفيف من وقع القرار، أو الشعور بالصدمة من خطوة لم تعتقد الإدارة المصرية في إمكانية حدوثها مستندة إلى العلاقات الخاصة مع البيت الأبيض في عهده الجديد، وهذا الاتصال أقرب لجبران الخاطر، فلن يعيد ما يقرب من مئة مليون دولار تم حجبها بالفعل، وتوجيهها لشركاء آخرين للولايات المتحدة، والـ195 مليونا المؤجلة مرهونة بتلبية مجموعة المطالب المعلنة، والقرار بشأنها وبشأن مجمل المساعدات السنوية «1.5 مليار دولار» ليس كله في يدي ترامب، إنما هو قرار مؤسسي لمنظومة الحكم الديمقراطية». تعديل الدستور وإلى الخلافات القائمة بين المطالبين بتعديل الدستور والمعارضين لهم وأبرز المؤيدين والداعين للتعديل، ومنهم رئيس تحرير «الأخبار» الأسبق جلال دويدار الذي قال غاضبا أمس الثلاثاء في عموده «خواطر»: «كم أرجو أن يتوقف الطبالون والزمارون عن ممارسة نشاطهم الذي بدأوه مبكراً بشأن الترشح لمنصب الرئاسة، الذي من المقرر أن يتم التصويت عليه في منتصف العام المقبل، على هذه الجوقة أن تدرك وتفهم حجم المعاناة التي عاشها الشعب المصري نتيجة التجارب المريرة التي مر بها على مدى العقود الماضية، خاصة في فترة السنوات الثلاث التي اعقبت ثورة 25 يناير/كانون الثاني، إنه ومن خلال استيعابه للدروس المستفادة أصبح على وعي كامل بما هو في مصلحته وما هو في غير مصلحته، هذا الأمر يحتم عليه التمسك عند اختيار المرشح بما يتناسب ويتوافق مع آماله وطموحاته وأحلامه وتطلعاته نحو بناء مستقبل هذا الوطن». قلادة نجيب محفوظ وإلى الأزمة التي أثارتها أم كلثوم ابنة الأديب الراحل نجيب محفوظ بقولها إن الأسرة اكتشفت أن قلادة النيل التي منحها الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك لوالدها بمناسبة حصوله على نوبل لم تكن ذهبا من عيار 18 كما تقضي التقاليد، وإنما كانت «فالصو» فضة عليها قشرة ذهب ما دعا الناقدة الأدبية عبلة الرويني إلى القول في «الأخبار» في عمودها «نهار» في الصفحة السادسة: «ما حدث جريمة بالفعل، جريمة عمرها 29 عاما لكنها لا تسقط بالتقادم، على العكس لا بد من فتح التحقيقات وفتح ملف القلادات والأنواط والأوسمة، التي تمنحها الدولة للكتاب والمبدعين. فما أعلنته أم كلثوم ابنة نجيب محفوظ في حوارها مع الإعلامية منى الشاذلي هذا الأسبوع حول قلادة النيل»الفالصو» التي أعطاها مبارك لنجيب محفوظ 1988، ما أعلنته ليس مفاجأة تماما، يعرفه المقربون ويصمتون ربما لأن نجيب محفوظ نفسه لم يكن يعنيه الأمر، وربما كما أشار يوسف القعيد مستنكرا ما قالته أم كلثوم «لأنه يسيء إلى سمعة مصر»، رغم أن الإساءة الحقيقية لسمعة مصر هي غش وتزييف أرفع وسام في الدولة! ما يستوقفنا أن»قلادة النيل» فالصو مخالفة لمواصفاتها القانونية، وهو ما يدفع للسؤال والمطالبة بالتحقيق وفحص القلادة الموجودة لدى صندوق التنمية ومراجعة بقية قلادات النيل الممنوحة لآخرين، هل تم تزييفها أيضا؟ ثم لماذا الصمت عن فضيحة تطال أكبر وسام في الدولة». الرجل الذهبي ومعنى كلام عبلة ضرورة فحص قلادات أحمد زويل ومجدي يعقوب ومحمد البرادعي لمعرفة إن كانت ذهبا أم «فالصو» هي الأخرى. أما الدكتور محمود خليل أستاذ الإعلام في جامعة القاهرة ومستشار جريدة «الوطن» فقال في عموده «وطنطن» وهو في غاية التأثر تحت عنوان «محفوظ الرجل الذهبي»: «نجيب محفوظ رجل «ذهبي» لا يضيف إليه أن يحصل على قلادة من الذهب أو الياقوت أو المرجان، ولا يضيره أن تكون من فضة أو حديد أو صفيح، ليست عبقرية محفوظ في فوزه بـ«نوبل» عبقرية الأديب الراحل في الكيفية التي فاز فيها بتلك الجائزة وكيفية تعاطيه مع هذا الفوز غير المسبوق لأديب عربي. عدد من المصريين فازوا بجائزة نوبل: أحمد زويل ومحمد البرادعي وأنور السادات فاز بها زويل والبرادعى وهما يعملان داخل أروقة الغرب العلمية والأممية، ونوبل بالنسبة للسادات كانت جائزة سياسية ارتبطت بإبرام معاهدة السلام مع إسرائيل، وقد فاز بها مناصفة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي – حينذاك- مناحم بيغين. نجيب محفوظ فاز بجائزة نوبل وهو جالس على «المقهى» بين أصدقائه وأحبائه هنا في شوارع وحواري مصر، حيث كان يهوى السير. وعندما حصل نجيب محفوظ على الجائزة العالمية كان مطلوباً منه أن يمتطي ظهر إحدى الطائرات ليذهب إلى استوكهولم ليتسلم براءتها. أبى الرجل السفر ورفض أن يغير من طبائعه وطقوسه، كان الراحل لا يحب السفر ولا يهواه، لأنه كان مرتبطاً أشد الارتباط بتراب هذا البلد، وعاشقاً لكل ذرة من ذراته وملتحماً إلى درجة الذوبان مع مجتمعه. ظهر ذلك بشكل جلي في رواياته. أرسل محفوظ ابنتيه لتسلم براءة الجائزة نيابة عنه، في موقف كان مثار استغراب الكثيرين، لكنه بالنسبة لمن يستوعب الرباط المقدس بين أبناء حضارة هذا البلد وترابه، بدا أمراً طبيعياً للغاية فقد كان محفوظ ابناً باراً بحضارة هذا البلد الممتدة إلى 7 آلاف سنة. لم يطرأ جديد على حياة نجيب محفوظ بعد «نوبل» إذ ظل ملتصقاً بالناس عاشقاً للجلوس على مقاهي العاصمة مولعاً بالسير في شوارعها وأزقتها، وقد مكن ذلك أحد الإرهابيين من الوصول إليه بسكين ذبحه بها من الوريد إلى الوريد. إرهابي جاهل استعبدته إحدى «الدقون» فساقته إلى الاعتداء على المبدع الكبير، لكن إرادة الله مضت بأن يعيش نجيب محفوظ وأن يعبر هذه المحنة بشموخ، ليمضي في طريقه من جديد ويمارس حياته اليومية مثلما كان يفعل من قبل ومكث كذلك حتى آخر لحظات عمره تلك اللحظات التي كان يردد الرجل الذهبى فيها أنه أصبح يحب الموت كما يحب الحياة». إهانة شديدة وإلى «الدستور» ومقال للواء الشرطة السابق حمدي البطران عنوانه «قلادة نجيب محفوظ « قال فيه مهاجما مقدمة البرامج منى الشاذلي التي استضافت ابنة نجيب محفوظ: «الغريب أن منى الشاذلي التي تتهم مبارك وحاشيته بتزييف قلادة النيل لنجيب محفوظ، بكت أمام الشاشة في برنامجها الشهير بعد خطاب مبارك الثاني، الذي أعلن فيه أنه لن يترشح لفترة رئاسية مقبلة وتعديل المواد الرئاسية، وقبلها بكت مع وائل غنيم الناشط المعروف في أول ظهور تلفزيوني له واختفى بعدها. ونعود لاتهام ابنة نجيب محفوظ بأن القلادة التي تسلمها والدها من الرئيس مبارك مزيفة، وهو ما نعتبره إهانة شديدة للقلادة وسمعتها وسمعة الدولة المصرية ومصداقيتها، كان ينبغي أن تقوم الجهات المعنية بالرد على ما أثير في البرنامج التلفزيوني وتوضيح حقيقة ما حدث، ومن تلك الجهات رئاسة الجمهورية التي ينبغي أن تعلن عن مواصفات الجائزة والخطوات المتبعة في التحقق من مطابقتها للمواصفات التي تخضع لها صناعة الجائزة. وكان ينبغي أن يتحرك وزير الثقافة ويعلن رأيه في ما ينبغي عليه أن يقوم به، خصوصا أن متحف نجيب محفوظ تسلم القلادة ولا نعرف إذا كان قد تم فحصها بمعرفة خبراء متخصصين؟ أم أنهم تسلموها بحالتها المزيفة؟ كما أن هناك شخصا رافق نجيب محفوظ في تلك الفترة هو الكاتب محمد سلماوي ينبغي عليه أن يتحدث ليقول رأيه، وهناك شلة الحرافيش ومن رافقوا نجيب محفوظ وكانوا يقرأون له ما يكتب عنه في الصحف وتعاملوا مع أجهزة الإعلام الأجنبية». مؤسسات صنع القرار في واشنطن تشعر بالقلق من عدم تحسن الأوضاع السياسية في مصر وفضيحة تطال أكبر وسام في الدولة حسنين كروم |
شكوك حول مصير أحد حجاج المكرمة السعودية الفلسطينيين بعد اعتقال الأمن المصري له في سيناء Posted: 29 Aug 2017 02:32 PM PDT غزة ـ «القدس العربي» : لا تزال قوى الأمن المصرية تعتقل أحد الحجاج الذين غادروا قطاع غزة قبل يومين، ضمن «مكرمة الحج السعودية» المخصصة لذوي الشهداء، بعد احتجازه، أثناء انتقاله عبر إحدى الحافلات إلى مطار القاهرة، فيما أغلقت السلطات المصرية معبر رفح، بعد عملية الفتح الاستثنائي للحالات الإنسانية، على مدار اليومين الماضيين. وحسب إفادة ذوي عبد القادر قشطة، فإن أفرادا من الأمن المصري، احتجزوه على أحد الحواجز العسكرية في منطقة سيناء ليل الأحد، بعد أن جرى إنزاله من الحافلة التي يستقلها كغيره من حجاج المكرمة السعودية المخصصة لذوي الشهداء. ونقل ذووه ممن كان يوجد برفقته في الحافلة من حجاج المكرمة السعودية، حيث ترافقه والدته أيضا، أن أفرادا يرتدون لباسا عسكريا، أوقفوا إحدى الحافلات التي تقل الحجيج، وطلبوا المواطن قشطة بالاسم، قبل أن يعتقلوه ويختفوا به. وذكرت والدته التي وصلت الأراضي السعودية بعد معاناة كبيرة، أن أفرادا يرتدون لباسا عسكريا، أوقفوا الحافلة التي كانت تستقلها برفقة ابنها وعدد من الحجاج، عند نقطة تفتيش «الشيخ زويد»، وهناك طلبوا نجلها بالاسم. وقالت إن صراخها وبكاءها لمنع اعتقاله لم يأت بأي فائدة، حيث جرى إنزال نجلها وحقيبته من الحافلة، واقتيد بواسطة الأمن إلى مكان غير معلوم. وطلبت المسنة، من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، التدخل لدى الجهات المصرية من أجل إطلاق سراح نجلها، كونه كان مسافرا ضمن «مكرمة الحج» التي يشرف عليها الملك. ولم تعقب قوات الأمن المصرية على الحادثة مما يثير الشكوك حول مصيره، خاصة وأن معبر رفح أعيد إغلاقه ليل الإثنين، من دون إعادة هذا المسافر إلى قطاع غزة من جديد، على غرار آخرين تجري عادة إعادتهم خلال عمليات الفتح الاستثنائي إلى غزة من الصالة المصرية، لعدم قبول الجانب المصري دخولهم إلى أراضيه. وكان قشطة كغيره من حجاج المكرمة وعدد محدود من أصحاب الحالات الإنسانية قد غادروا معبر رفح من الجهة المصرية، في أيام فتح المعبر استثنائيا، بعد إنجاز كافة المعاملات والحصول على إذن بدخول مصر. يشار إلى أن أربعة شبان من قطاع غزة اختطفوا من قبل مجهولين في سيناء، خلال سفرهم من القطاع إلى الخارج عبر مطار القاهرة، قبل عامين، ولا تزال آثارهم مفقودة حتى الآن. إلى ذلك أغلقت السلطات المصرية معبر رفح، بعد يومين من فتحه لسفر عدد من الحالات الإنسانية التي تشمل مرضى وطلابا وأصحاب إقامات بالخارج. وقالت هيئة المعابر والحدود في غزة إنه خلال عملية الفتح غادر 1932 مسافراً وحاجاً عبر معبر رفح خلال يومي الأحد والإثنين. وأوضحت إحصائيتها أن 1451 مسافراً من الحالات الإنسانية المسجلة في كشوفات وزارة الداخلية ومن حملة التنسيقات المصرية غادروا خلال اليومين الماضيين، إلى جانب مغادرة وفد حجاج المكرمة السعودية لأهالي الشهداء البالغ عددهم 481 حاجاً. وأوضحت أيضا أن 411 من العالقين في الجانب المصري عادوا الى قطاع غزة، بينما أرجعت السلطات المصرية 95 مسافراً ومنعتهم من السفر دون إبداء الأسباب. ولفتت الهيئة إلى أن السلطات المصرية أعادت إغلاق المعبر صباح أمس الثلاثاء بعد فتحه خلال اليومين الماضيين. يشار إلى أن عددا من الشبان المحتجزين في مطار القاهرة وعددهم 15، طالبوا بالسماح لهم بالمغادرة وترحيلهم من المطار إلى معبر رفح، من أجل العودة إلى قطاع غزة، ووجه هؤلاء في وقت سابق مناشدة للسفارة الفلسطينية في القاهرة، من أجل «التدخل العاجل» لدى السلطات المصرية لعدم ترحيلهم من حيث قدموا ومساعدتهم لدخول قطاع غزة. وكثيرا ما تقوم السلطات المصرية بحجز الشبان الفلسطينيين من سكان غزة، خلال وصولهم القاهرة من عواصم عربية أو أجنبية، وتقوم بترحيلهم إلى معبر رفح، خلال رحلة العودة إلى غزة، أيام الفتح الاستثنائي، غير أن هذه المرة لم تقم بذلك، وطالبت المحتجزين بالعودة للأماكن التي قدموا منها. يذكر أن مصر تغلق معبر رفح منذ عام 2013، ولا تعيد فتحه إلا لأيام معدودة في السنة وعلى فترات متباعدة، ومؤخرا تبددت آمال السكان بإمكانية فتح المعبر بشكل دائم بعد العيد، على عكس ما جرى الترويج له مؤخرا، وقيل إنه راجع لتفاهمات حماس الأخيرة مع مصر. وقد أعلن عن ذلك أحد قادة حركة حماس، وقال إن المعبر سيجري فتحه بشكل متقطع. شكوك حول مصير أحد حجاج المكرمة السعودية الفلسطينيين بعد اعتقال الأمن المصري له في سيناء مصر أغلقت معبر رفح بعد يومين أشرف الهور |
قرار رسمي مُسَّرب يقضي بمصادرة أملاك معارضي النظام ونقلها إلى ملكية «الجمهورية العربية السورية» Posted: 29 Aug 2017 02:31 PM PDT دمشق – «القدس العربي»: ثمة التفاف جديد من خلال التسلح بالقانون وتحت اسم «الجمهورية العربية السورية» قررت السلطات الحكامة في سوريا الاستيلاء على أملاك السوريين المناوئين لنظام الحكم، في سياق لا ينفصل عن سعيها في توظيف قراراتها بصراعها ضد ثورة السوريين. فأصدرت وزارة العدل لدى حكومة النظام السوري في كتاب مسرب، اطلعت «القدس العربي» نسخة منه، موجه إلى «مديرية الاموال المصادرة والمستولى عليها» لدى وزارة المالية، أحكاماً قطعية بمصادرة الأملاك المنقولة وغير المنقولة، لمجموعة من المعارضين لنظام الحكم، بتهمة ثبوت تورط من صدرت بحقهم الاحكام بـ «الاعمال الإرهابية التي يتعرض لها القطر». وورد في الكتاب الصادر عن وزارة العدل «نعلمكم انه صدرت بحق المذكورين في الجدول المرفق احكام قطعية بإدانتهم تتضمن مصادرة أمكلاكهم المنقولة وغير المنقولة، والأحكام المذكروة اكتسبت درجة القطعية، وحررت خلاصة الحكم بها، وسجلت بدائرة تنفيذ الأحكام الجزائية في الاحكام المختصة بقضايا الارهاب». واضاف الكتاب رقم «2071» « لذلك نرفق هذا الجدول للعمل على اصدار التعاميم اللازمة لحصر اموال المذكورين سواء كانت منقولة او غير منقولة حتى يتم نقل ملكيتها لاسم الجمهورية العربية السورية، سنداً للمواد 21 من القانون 19 لعام 2012 و 15 من القانون 33 لعام 2015 او المادة 444 اصول محاكمات جزائية». الكتاب النافذ عن طريق «وزير العدل» في حكومة النظام السوري، يقضي بإكمال ما بدأه بشار الأسد قبل أعوام من إلقاء آلاف الحجوزات على أملاك من اتهمهم بالتورط بالأعمال الإرهابية ضد القطر، ولكن باسم الجمهورية العربية السورية بدلاً من اسماء بعض ازلام النظام والمقربين من رأس الحكم، ليكتسب القرار قالباً قانونياً، بهدف شرعنة الاستيلاء على الأموال والعقارات، وبذلك يكون النظام السوري قد جرد معارضيه من أملاكهم عبر مؤسساته الحكومية، بعدما كان قد جردهم من كامل حقوقهم المدنية وسهل تهجيرهم من أراضهيم ومدنهم إلى مخيمات اللجوء و مراكز الإيواء. وكانت قد أعلنت وزارة المالية سابقاً عن قرار يقضي بالحجز الاحتياطي على أموال معظم القيادات السياسية للمعارضة، من المجلس الوطني والائتلاف، وقد طال القرار رئيس الائتلاف سابقاً أحمد معاذ الخطيب، وجورج صبرا، ورياض سيف، وسهير الأتاسي، وعضو الهيئة السياسية السابق ميشيل كيلو وآخرين. أما التهمة، فهي وفق نص قرار الحجز «الانضمام إلى منظمات إرهابية تهدف إلى تغيير نظام الحكم في الدولة، وهدم كيان الأمة وزعزعة استقرارها». إضافة إلى «دعم أعمال إرهابية ودس الدسائس لدى دولة أجنبية معادية بقصد الاعتداء على القطر وتهديد أمنه وسلامة أراضيه. وسبق ان اصدرت محكمة القضاء المختص التابعة لنظام الأسد مذكرة «مصادرة أملاك» بحق شخصيات حكومية ووزارية رسمية سابقة ومعارضين ومنشقين عن الجيش وفنانين واعلاميين سوريين معروفين بينهم الوزير السابق أسعد مصطفى، ورئيس الوزراء السابق رياض حجاب، والدكتور فيصل القاسم، والضابط محمد الفارس، والضابط رياض الأسعد، والضابط سليم ادريس. كما شملت القائمة الفنان العالمي علي فرزات، والمطربة أصالة نصري، وشملت القائمة كلاً من الفنانين والفنانات: (فارس الحلو، يارا صبري، كندا علوش، سامر المصري، عبد الحكيم قطيفان، جمال سليمان، مي اسكاف، عابد فهد، فدوى سليمان» والاعلامية زينة اليازجي، والموسيقي مالك الجندلي، اضافة إلى وزراء سابقين ومنشقين، وشخصيات سورية عامة. كما أصدر النظام السوري سابقاً قراراً بمصادرة املاك المعارض الحقوقي عمار القربي بتهمة تمويل الإرهاب وغسيل الأموال وقال بيان لتيار التغيير الوطني الذي يتزعمه القربي ان «النيابة العامة في سوريا صادرت املاك أمين عام تيار التغيير الوطني وبعض أعضائه وقامت بحجز الأموال المنقولة وغير المنقولة اضافة لأعضاء آخرين بعد احالتهم إلى محكمة قضايا الإرهاب ومكافحة غسيل الاموال وتمويل الإرهاب بالدعوى رقم 2598/ 3 دمشقيون يسلبون أملاكهم بقرارات فاقدة للشرعية». بعد أن شكل محيط دمشق الخارج عن سلطة النظام لحقبة طويلة، عقبة أمام إيران وربيبها بشار الاسد، في استكمال مخطط الاستملاك والتهجير، إلا أنه بات اليوم واقعاً وفق قرارات رسمية يصفها الاهالي بـ «فاقدة الشرعية» كونها تسلبهم حقهم في ارضهم وممتلكاتهم، بتهمة أن تلك العقارات تعود بملكيتها لـ «لإرهابيين». اهالي حي دمر الدمشقي، الذي تسيطر عليه النظام، بفضل ميليشياته الرديفة المشرفة على انتهاء الصلاحية، يصطدمون بقرار افراغ بيوتهم واجبارهم على الخروج منها، او تسليم المبلغ المترتب على المستأجر لأفرع الأمن والخابرات. قال الناشط الاعلامي «اوس الأموي» من حي دمر في اتصال هاتفي مع «القدس العربي» ان ميليشيات الدفاع الوطني وكتائب البعث والبستان في حي دمر قامت بمصادرة الأملاك من بيوت ومحال تجارية، وعقارات تعود للثوار أو حتى المتعاطفين مع الثورة، وخاصة تلك التي تعود للمعتقلين ممن تمت تصفيتهم في الأفرع الأمنية، وخاصة الفرع 215 «سيئ السمعة». وأضاف «أنا شاهد على تصفية معتقلين مدنيين في سجن النظام، ممن قرر الأخير حالياً استملاك عقاراتهم، من بيوت ومحال تجارية، وأخبرت أذرع النظام في الحي بعض المستأجرين في تلك العقارات بأن العائدات ستتحول إلى أفرع النظام». وأكد انه خلال الفترة السابقة سجل المجلس المحلي لحي دمر، أربعين حالة استملاك عقارات، حيث تم تغيير مالكها بشكل إجباري، دون الرجوع إلى السندات وأوراق الملكية، وذلك بإشراف قادة المجموعات المسلحة الرديفة لقوات النظام، ومنها كتائب البستان التي يمولها رامي مخلوف المقرب من رأس النظام السوري بشار الأسد ويقودها «علي أبو دراع» وكتائب البعث بقيادة شادي البلوداني ومتطوعو الفرقة الرابعة التي يترأسها ماهر الأسد، وميليشيات الدفاع الوطني بقيادة سمير أبو دراع، وغيرها. وقال مصدر أهلي من أبناء حي دمر الدمشقي «إن معظم عائدات تلك البيوت التي وضعت أفرع المخابرات يدها عليها، تعود لعائلات المعتقلين وأبنائهم اليتامى، حيث يتراوح عدد المعتقلين الذين تمت تصفيتهم جميعا في سجون النظام نحو 1000 معتقل، وبات في الحي قرابة الـ 3000 يتيم، وما يزيد عن 700 أرملة» جميعهم قد سلبت أرزاقهم وبيوتهم بتهمة الإرهاب حسب قوله. قرار رسمي مُسَّرب يقضي بمصادرة أملاك معارضي النظام ونقلها إلى ملكية «الجمهورية العربية السورية» القائمة شملت علي فرزات وأصالة وكندا علوش وجمال سليمان هبة محمد |
الناشطة في حراك الريف الفنانة «سيليا» تكشف تفاصيل جديدة حول ظروف اعتقالها Posted: 29 Aug 2017 02:31 PM PDT الرباط – «القدس العربي»: كشفت الناشطة في حراك الريف سليمة الزياني المعروفة باسمها الأمازيغي "سيليا" عن تفاصيل جديدة حول اعتقالها وكيف قضت أول ليلة لها في السجن؟ وعن شعورها عندما تم إطلاق سراحها بعفو ملكي، وكيف تخلت عن دراستها بالجامعة لتتفرغ بشكل كامل للمشاركة في الاحتجاجات. وقالت في حوار أجرته معها "الجزيرة" بالإنكليزية، ونشر على نطاق واسع في المواقع الالكترونية المغربية ومواقع التواصل الاجتماعي إن وفاة محسن فكري "جعلتنا جميعا نكسر طوق الصمت ونعبر عن جراحنا"، مضيفة: إن "فكري جعلنا نتحد كريفيين. كنا مضطهدين فعلا، ولكن وفاته كانت بمثابة النقطة التي أفاضت الكأس". واضافت "قررت التوقف عن الدراسة والانضمام إلى إخوتي المحتجين حتى صرت أشتاق إلى لقاء أسرتي"، مشيرة إلى أنها لم تشعر أبدا بأن ما كانت تقوم به عمل سيئ، بل كانت فقط تطالب بالعدالة، بما فيه خير البلد. وأوضحت سليمة الزياني، أنها اعتقلت في شهر حزيران/ يونيو، أسبوعا بعد اعتقال قائد الحراك ناصر الزفزافي، "كنت رفقة صديقين على متن سيارة أجرة حتى استوقفتنا سيارتان، خرج منهما رجال بزي مدني فأخذوني معهم. لم يقولوا لي بأنهم شرطة، وخاطبوني بألفاظ نابية". واضافت: "عندما رأيت مركز الشرطة شعرت بالارتياح لأنني عرفت أخيرا أنهم أمنيون، كانت الطريقة التي عاملوني بها قاسية وقررت قبولها، والتزمت الصمت ولم أرد عليها" وتم ترحيلها على متن سيارة إلى الدار البيضاء، وهناك "اتصلوا بوالدي عبر الهاتف، وكانت تلك المرة الأولى التي أسمعه يبكي، فقال لي: "توقفي عن البكاء، أنت بطلة". وقالت: "سيليا" إنها قضت الليلة الأولى لها بالسجن في زنزانة انفرادية، "كان ردة فعلي سيئة للغاية، ولذلك نقلوني إلى زنزانة مع ثلاث معتقلات أخريات. خلال هذين الشهرين، كنت أحيانا أغني وحدي، ولولا زيارات المحامين لأصبت بالجنون" و"قبل الإفراج عني طلبت مني إدارة السجن أن أغني للسجناء الآخرين، لذلك غنيت الأنواع الموسيقية جميعها. في تلك الليلة، أخبروني أنهم سيفرجون عني، وفي الصباح علمت أنني الوحيدة التي أفرج عني وأبقوا على زملائي الآخرين في السجن". وقالت: إنه حان الأوان للإفراج عن المعتقلين كلهم لأنهم في نهاية المطاف لم يقترفوا أي خطأ، ومن مصلحة المنطقة والوطن أن يطلقوا سراحهم، لقد خرجوا إلى الشوارع للتظاهر ليس لأنهم لا يملكون شيئا أفضل يفعلوه، بل إننا خرجنا للاحتجاج لأننا مقموعين ونريد أن نعيش بكرامة". واضافت كمواطنين "فقدنا الثقة في الأحزاب السياسية، كل ما يحدث أن الملك يدشن المشروعات، ولا شيء غير ذلك. العديد من المتظاهرين حاصلون على شهادات ولا يجدون شغلا. إن الجميع هنا يعيشون من صيد الأسماك، وهذا كل ما نملكه"، مضيفة أنه "طيلة أشهر من الاحتجاج، استعملنا الورود والشموع، وشكلنا سلاسل بشرية لحماية الشرطة ومراكز الشرطة. لسنا انفصاليين. سكان الريف سلميون ويحبون الملك". وتحدثت عن حالتها الصحية، وقالت إنها "حاليا أتماثل للشفاء، وقد توقفت عن تناول مضادات الاكتئاب وأدوية النوم التي أعطوني إياها في السجن. لا أنام أكثر من بضع ساعات في الليل. ساهمت في نشاط جميل سيعود بالنفع على وطني، وكنت قوية جدا، ولكنني الآن متعبة. ولكنني في قلبي، ما زلت قوية جدا". الناشطة في حراك الريف الفنانة «سيليا» تكشف تفاصيل جديدة حول ظروف اعتقالها |
اعتقال قائد الطائفة الأحمدية في الجزائر ومحاميه يتهم وزير الشؤون الدينية Posted: 29 Aug 2017 02:31 PM PDT الجزائر ــ «القدس العربي»: اعتقلت قوات الأمن زعيم طائفة الأحمدية في الجزائر محمد فالي أمس الثلاثاء في منزل والدته، الأمر الذي ندد به رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان والمحامي صالح دبوز، مؤكدا أن زعيم الطائفة الأحمدية اعتقل بسبب معتقداته، ومتهما وزير الشؤون الدينية بالوقوف وراء المضايقات التي تعرض لها محمد فالي. وأضاف: إن فالي اعتقل بسبب متابعته قضائيا بعدة تهم، مثل جمع أموال من دون ترخيص، والإساءة إلى النبي محمد وتأسيس جمعية غير مرخص لها، مشيرا إلى أن زعيم الطائفة الأحمدية موجود خلف القضبان، لأن معتقداته لم تعجب وزير الشؤون الدينية، الذي شن حملة ضده وضد أتباع هذه الطائفة، التي انتهت باعتقاله وحبسه في انتظار محاكمته، برغم أن الدستور يكفل حرية المعتقد لكل المواطنين. ويأتي توقيف زعيم الطائفة الأحمدية في وقت يتزايد فيه الحديث والجدل عن الطائفة الكركرية، خاصة وأن أتباعها بألبستهم المرقعة والمزركشة ألوانها التي استوردوها من المغرب بدأوا يعلنون عن أنفسهم، ويستعدون للتقدم بطلب إلى السلطات من أجل الحصول على ترخيص بتأسيس جمعية. ويقول بلقاسم بناني ممثل الطريقة الكركرية إن مريدي هذه الطريقة لا يمارسون أي شعائر وليست هم أي أذكار تختلف عن الطرق الصوفية الأخرى، وأن أتباع الكركرية هم سنيون ويتبعون مذهب الإمام مالك، أما بالنسبة للألبسة المرقعة والملونة، فيعتبر أن تفسيرها موجود في كتاب مؤسس الطريقة محمد فوزي الكركري، فالألبسة المرقعة تجعل الآخرين يحتقرون من يلبسها، وذلك في إطار ما يعلمه شيخ الطريقة لمريديه وهو «استحقر نفسك وعظم غيرك»، أما الألوان فهي ترمز للألوان التي خلقها الله في الطبيعة، مشيرا إلى أن السبحة التي يضعها مريدو الكركرية حول رقابهم تشير إلى أسماء الله الحسنى، وأن شكلها دائري، والشكل الدائري يشير إلى الصفر، وهو ما يعلمه شيخ الطريقة لمريديه وهي» إنك يا مريد أنت صفر، وأنت لا شيء في هذه الدنيا». وأوضح بناني أنه دخل إلى هذه الطريقة في سنة 2016 فقط، وأنه يسعى إلى تأسيس جمعية معتمدة من طرف السلطات الإدارية، وأنه سيقوم خلال الأيام المقبلة بتقديم ملف طلب تأسيس جمعية على مستوى ولاية مستغانم ( 350 غربي العاصمة). في المقابل انتقدت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الطائفة الكركرية، إذ يقول تهامي مجوري عضو الجمعية إن أنصار هذه الطريقة جاءوا بإضافات جديدة في الدين، وأن اللباس لم يكن يوما جزءا من العبادة، وأن الرسول لم يسبق أن جعل من اللباس شرطا من شروط العبادة أو الإيمان، أما بالنسبة لتحقير الذات، فأكد مجوري أن الله كرم الإنسان فكيف تعمل هذه الطريقة على تحويل أنصارها إلى سفهاء، والسفيه لا يعتد به وشهادته لا تستقيم. واعتبر أن مثل هذه الطريقة لا تمثل خطرا على المجتمع، بقدر ما تمثل انشقاقا وتشتيتا للمجتمع، لأن تزايد عدد الطرق الصوفية نابع من البحث عن الخصوصية، في حين أن الأولى هو البحث عن قوائم مشتركة، موضحا أن الكركرية مشتقة من الطائفة العليوية الموجودة في مستغانم التي يرأسها حاليا خالد بن تونس، وبالتالي فإن الكركرية التي ظهرت في المغرب أصلها من الجزائر، التي توجد بها العشرات من الطرق الصوفية مثل الرحمانية والتيجانية والقاديانية وغيرها. وأوضح إن تشجيع الطرق الصوفية هو توجه عالمي، يهدف إلى تحجيم الإسلام وحصره في بعض الأذواق التي تختلف من طائفة إلى أخرى، وتحويله إلى مجرد طقوس وممارسات أقرب منها إلى الدروشة، في حين أن الإسلام الصحيح رفع أي وسيط بين الله وعبده، في حين الصوفية تضع دائما وسطاء بين العبد وربه. واعتبر تهامي مجوري الأحمدية أخطر، لأنها تحرف الدين الإسلامي، فهي ترى أن الرسول محمد ليس آخر الرسل، وأن المقصود بخاتم الأنبياء هو أنه زينة الانبياء وليس أنه هو الأخير، وهذا حتى يفتحوا الباب أمام ظهور أنبياء جدد. ويدافع سعيد جاب الخير الباحث في التصوف عن الصوفية، مؤكدا أنه لم يثبت تاريخيا أن أتباع الطرق ارتكبوا أي جرم أو تورطوا في أي عنف، متسائلا عن الجهة التي كانت تقتل الجزائريين في تسعينيات القرن الماضي؟ هل كانت الصوفية هي من تقتل أو أن السلفية الوهابية هي التي كانت تقتل؟ موضحا أن الناس أعداء ما يجهلون، وأن الطريقة الكركرية وممارساتها ليست بالجديدة، وأنها جزء من تاريخ التصوف. اعتقال قائد الطائفة الأحمدية في الجزائر ومحاميه يتهم وزير الشؤون الدينية |
اتفاق بين صالح والحوثيين يعيد الأوضاع في صنعاء إلى ما كانت عليه قبل أسبوع Posted: 29 Aug 2017 02:30 PM PDT صنعاء ـ «القدس العربي»: تنفس سكان صنعاء الصعداء بإعلان جماعة «أنصار الله» (الحوثيين) وحزب المؤتمر الشعبي العام، في وقت متأخر من ليل (الاثنين) الوصول إلى تفاهم يعود بأوضاع العاصمة إلى ما كانت عليه قبيل 24 أغسطس / آب. ووفق مراقبين فإن هذا الاتفاق، وإن كان قد امتص مفاعيل التوتر الأمني الحاد بذروته التي كانت على وشك أن تشعل الحريق… إلا أنه لا يعني أن العلاقة بين الحليفين ستعود إلى ما كانت عليه قبيل احتشاد أنصار صالح الخميس الماضي؛ فحزب صالح بعد مهرجان 24 أغسطس/آب بات مستنداً لجمهور مازال يتسع؛ ما يجعل من قوته مصدر تهديد لخصمه. وكانت الأحداث الأخيرة التي شهدتها صنعاء بين الحليفين بدءاً بالاحتشادات ومروراً بالاشتباكات؛ قد أفرغت حالة من حبس الأنفاس لدى سكان المدينة اليمنية الأكبر خوفاً وتوجساً من انفجار الوضع؛ لاسيما والمدينة تمثل مخزوناً كبيراً لأسلحة قوتين كبريين يخوضان معاً معركة واحدة…إلا أن الحليفين في ذات الوقت وصل بهما الحال إلى أن يشعر كل منهما إزاء الآخر أنه في معركة تقرير مصير؛ وهي المعركة التي تداخل في حساباتها ما يحيط بالمدينة من طوق قبلي مسلح ومحتقن يمثل قوة ثالثة لا يمكن الحسم مع أي طرف يقف. ووفق وكالة الأنباء اليمنية (نسخة صنعاء) فإن اتفاق التفاهم بين حزب المؤتمر الشعبي العام وجماعة «أنصار الله» (الحوثيين)، والذي تمخض عن لقاء قيادات من الطرفين (الاثنين) قد أقر «إزالة كل أسباب التوتر التي نتجت مؤخراً في العاصمة صنعاء وعودة الأوضاع الأمنية إلى شكلها الطبيعي قبل الفعاليات التي تمت الأسبوع الماضي (مهرجان حزب صالح وما قابله من فعاليات تحشيد للحوثيين)، واستمرار التحقيق الأمني المتخصص والمهني والمحايد في الأحداث الأخيرة وعدم استباق نتائج التحقيق من أي جهة» وفق البيان المعلن. وكانت العاصمة قد شهدت السبت اشتباكات بين مرافقي صلاح نجل الرئيس السابق صالح ونقطة أمينة مستحدثة تابعة للحوثيين في جنوب صنعاء أدت إلى مقتل ثلاثة من عناصر النقطة وضابط رفيع من القوات الموالية للرئيس السابق صالح (العقيد خالد الرضي) وجرح آخرين، وهو ما نتج عنه توتراً استدعى تعزيزات من الطرفين أغلقت على إثرها كثير من شوارع العاصمة كان معها الوضع قاب قوسين أو أدنى من الانفجار. وحسب مصادر سياسية فقد تدخل شيوخ وأعيان قبليين لدى الطرفين وهددوا في حال استمر التصعيد حتى الصباح (الأحد)؛ فإن قبائل الطوق ستدخل صنعاء. وكانت أخبار تناقلتها مواقع الكترونية يمنية عن تأهب قبائل طوق صنعاء بأسلحتها المختلفة لدخول العاصمة منذ قبيل مهرجان 24 أغسطس/آب لمواجهة أي طارئ بين الطرفين داخل المدينة، يسندها، في ذلك، ما جنته من تسليح من السلطات التي تعاقبت على صنعاء منذ أحداث ما يعرف بـ»الربيع العربي» عام 2011م. واسفرت تلك المساعي القبلية عن فتح الشوارع وتسليم ملف (الاشتباكات) للجنة الأمنية العليا التي اتفقت على التحقيق فيما شهدته العاصمة في جولة المصباحي جنوب صنعاء وسحب كل النقاط المستحدثة. لقاءات قيادات الطرفين لم تحسم كل الإشكالات القائمة بنيهما ولهذا جاء البيان مؤكداً «استمرار اللقاءات بين قيادة المكونات لوضع الحلول والمقترحات الإعلامية والسياسية وتوحيد كافة الجهود لمواجهة العدوان (التحالف والقوات الموالية للرئيس هادي)… وتوحيد الجبهة الداخلية وعدم السماح لشقها أو خلخلتها». ووفق منشور لهشام الرضي شقيق الضابط المحسوب على صالح والذي سقط في اشتباكات السبت؛ فقد قام عدد من كبار قيادات جماعة الحوثيين ممثلة في صالح الصماد، رئيس ما يعرف بالمجلس السياسي الذي يدير المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون وصالح، ومعه نائبه (ممثلاً عن المؤتمر) قاسم لبوزه، و محمد علي الحوثي بزيارة إلى منزل العميد طارق أحمد زيد الرضي (الثلاثاء) لتقديم واجب العزاء و المواساة في خالد أحمد زيد الرضي، وحسب المنشور فإن فحوى رسالة الزيارة» هو تغليب مصلحة الوطن العليا فوق الجميع وعودة الأمور إلى طبيعتها بين المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله». ما نقرأه في هذه الخطوة ـ وفق مصدر سياسي يمني ـ أن أنصار الله (الحوثيين) ربما قد أعادوا قراءة الأحداث الأخيرة بعمق ورأوا أن مهادنه صالح تصب في صالحهم وأن خسارتهم ستكون فادحة في مواجهته… مرجحا أنه من غير المستبعد أنهم( أي الحوثيون) ـ ربما ـ قد يعيدون النظر في آليات الشراكة معه (صالح) انطلاقاً مما صار عليه إيمانهم بقوته في الساحة التي ظلوا يتجاهلونها إلى قبيل 24 أغسطس/آب وإن كانوا لن يأمنوا جانبه وستظل أعينهم مفتوحة خوفاً منه وهو خوف يختلجه رغبة في التخلص منه أيضاً…ولهذا فصمود هذا التفاهم على الأرض سيؤكده استكمال الاتفاق على القضايا الخلافية التي كانت قائمة قبيل مهرجان 24 أغسطس / آب بما يعزز من استعادة الثقة بينهما على صعيد معالجة وضع شراكتهما وإدارتهما للمناطق الخاضعة لسيطرتهما. ووقع حزب المؤتمر الشعبي العام برئاسة صالح في يوليو/ تموز 2016 اتفاق شراكة مع جماعة «أنصار الله» (الحوثيين) لإدارة المناطق الخاضعة لسيطرتهما منذ اجتياحها في سبتمبر/ أيلول 2014. وتسببت الحرب الدائرة في اليمن بين القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي مسنوداً بتحالف تقوده السعودية وبين مسلحي جماعة «انصار الله» (الحوثيين) والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح منذ أكثر من عامين ونصف…بأزمة إنسانية ماتزال تتفاقم في هذا البلد الأفقر في الشرق الأوسط. ووفق تقرير عن الوضع الإنساني جراء الحرب هناك نشرته صحيفة نيويورك تايمز مؤخراً فإن التحالف الذي تقوده السعودية في الحرب قد فشل بعد عامين ونصف في مهمته، لكن عملياته العسكرية دمرت كل شيء في هذا البلد بما فيها البنية التحتية والقطاعات الحيوية ومقتل آلاف من المدنيين وانتشار الأمراض والاوبئة وتأزيم الأوضاع المعيشية حدا أصبحت معها الأزمة الإنسانية في اليمن الأكبر في العالم. اتفاق بين صالح والحوثيين يعيد الأوضاع في صنعاء إلى ما كانت عليه قبل أسبوع |
الولايات المتحدة تخطط لإلغاء وظيفة مبعوثها الخاص إلى سوريا Posted: 29 Aug 2017 02:30 PM PDT واشنطن – «القدس العربي» : تخطط وزارة الخارجية الأمريكية لالغاء وظيفة المبعوث الخاص إلى سوريا ضمن حملة تغييرات واسعة في الوزارة تشمل الغاء مهمة جميع المبعوثين الذين عينتهم الادارة الأمريكية للتعامل مع بعض الدول او القضايا المهمة بما في ذلك السودان وجنوب السودان والقطب الشمالي والمناخ. وقال مساعدون في الكونغرس الأمريكي ان وزير الخارجية، ريكس تيلرسون، بعث برسالة إلى رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، بوب كوركر، قال فيها ان الادارة الأمريكية تستعد لالغاء وظائف 13 مبعوثاً، بما في ذلك المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا في حين سيبدأ المبعوث الأمريكي الخاص للمفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية تقديم تقارير إلى مكتب (الوزير) مباشرة. وجاء في الرسالة التى تم تداولها على نطاق محدود للغاية ان الادارة ستكون قادرة على تنفيذ مهمتها على نحو أفضل من خلال دمج بعض المبعوثين والمكاتب التمثيلية الخاصة داخل المكاتب الاقليمية والوظيفية، واقترحت الرسالة ان النية تتجه للقضاء على الوظائف التى تجاوزت هدفها الاصلي. وكشف تيلرسون في رسالته ان كثيرا من مبعوثي وزارة الخارجية الذين يزيد عددهم عن 70 مبعوثاً كانوا قد اتسلموا مناصبهم بهدف تلبية حاجات دبلوماسية هامة ولكنهم ما زالوا في وظائفهم رغم انتهاء او حل هذه المسائل، واوضح ان جمع البعثات تحت سقف واحد سيساعد الادارة على تحقيق مبادراتها بمزيد من الكفاءة. كما ان ذلك سيزيل التكرار الذي يضعف قدرة المكتب على القيام بوظائفه الاساسية. ومن بين التغييرات المتوقعة داخل وزارة الخارجية الأمريكية نقل المبعوث الأمريكي الخاص لقضايا حقوق الانسان في كوريا الشمالية إلى مكتب الامين العام لشؤون الامن المدني والديمقراطية وحقوق الانسان. وعلى الرغم من حملة الغاء وظائف المبعوثين الا ان وزير الخارجية اصدر قراراً بتوسيع مكاتب للتعامل مع قضايا المحرقة وقضايا الحرية الدينية وقضايا فيروس نقص المناعة، وقد عين تيلرسون في وقت سابق ممثلاً خاصاً للتعامل مع المفاوضات الاوكرانية مع روسيا. الولايات المتحدة تخطط لإلغاء وظيفة مبعوثها الخاص إلى سوريا رائد صالحة |
خرافة «الحل اليمني» في اليمن وفي سوريا Posted: 29 Aug 2017 02:29 PM PDT قبل ما يزيد عن خمس سنوات، في 19 أيار/مايو 2012 تحديداً، نقلت وكالة رويترز عن قمة رؤساء دول مجموعة الدول الصناعية الثماني (كانت روسيا آنذاك تُدعى للاشتراك في لقاءات مجموعة الدول السبع) المنعقدة في كامب ديفيد، إن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما أكّد لزملائه أنه يؤيد حلاً للنزاع السوري يستوحى من النموذج اليمني. وبعد ذلك بأسبوعين، بتاريخ 26 أيار/مايو، نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» تقريراً عن المساعي الدولية لإنهاء النزاع المذكور تحت عنوان «تأمل الولايات المتحدة أن إزاحة سهلة للأسد ممكنة بمساعدة روسيا». حسب تقرير الصحيفة الأمريكية، فإن دميتري ميدفيديف، الذي حضر قمة كامب ديفيد بصفته رئيساً للوزراء بعد أيام قليلة من نهاية تولّيه رئاسة روسيا لمدة أربع سنوات بنيابة غير رسمية (وبالغة النفاق) عن فلاديمير بوتين، الرئيس الفعلي للبلاد بدون انقطاع منذ عام 2000، إن ميدفيديف ذاك إذاً عبّر عن استعداد موسكو لمناقشة السيناريو اليمني خلافاً لأي سيناريو يقوم على إزاحة بشّار الأسد بالقوة. بيد أن التقرير ذاته أضاف: «يقول المشكّكون إن دافع انفتاح روسيا على النموذج اليمني ليس رغبة ما في إزاحة السيد الأسد بقدر ما هو الحؤول دون عمل عسكري بقيادة أمريكية». ومن الواضح تماماً اليوم أن المشكّكين كانوا على حق. فقد تجلّى أنه لم يكن في نيّة موسكو في أي وقت أن تساهم في إزاحة الأسد من الرئاسة، بل كانت تسعى وراء تدعيم نظامه وهي توحي لواشنطن بأنها مستعدة لإزاحته كي تقوّي وهم أوباما بإمكان حل النزاع السوري مثلما تمّ «حل» النزاع اليمني (حسبما ظنّ السذّج في ذلك الحين)، بل استخدمت موسكو الحيلة ذاتها في حصولها على ضوء أخضر أمريكي لتدخّلها العسكري المباشر في النزاع السوري بدءًا من خريف 2015، وهي توحي لواشنطن بأنها سوف تحدّ من النفوذ الإيراني على دمشق وتخلق ظروفاً ملائمة لحلّ تفاوضي يتضمن تنحّي بشّار الأسد عن الرئاسة السورية بمبادرة روسية، مثلما تنحّى عليّ عبد الله صالح عن الرئاسة اليمنية في شباط/فبراير 2012 بموجب «المبادرة الخليجية» التي وقّع عليها وابتسامة عريضة ترتسم على وجهه، وكان ذلك في تشرين الثاني/نوفمبر من السنة السابقة، سنة «الربيع العربي». تذكّرنا اليوم خرافة ضرب «الحل اليمني» مثالاً عن التسوية الناجحة بتلك الأيام السابقة لاندلاع حرب لبنان في عام 1975 عندما كانت «الصيغة اللبنانية» تُضرب مثالاً عن التعايش السلمي الأنيس بين الطوائف! والحال أن المرء لم يكن بحاجة إلى قدرة خارقة على التنجيم لإدراك حتمية انهيار «الحل اليمني» المبني على قبول عليّ عبد الله صالح بالتخلّي عن منصب رئاسة الجمهورية وهو يحتفظ بكل مناصب السلطة الأخرى التي كانت بين يديه. وقد كان محتماً أن المخلوع سوف ينتظر أول فرصة يستطيع من خلالها السطو مجدداً على حكم البلاد المركزي، حتى لو كلّف الأمر تدمير البلاد بأسرها شعباً وتراباً. ولو قامت إدارة أوباما بالوقوف بحزم إلى جانب المعارضة السورية الرسمية (المجلس الوطني) في عام 2012 لأفلحت ربّما في تكرار «الحل اليمني» في سوريا، لكنّ مآل ذلك كان سوف يكون حتمياً انهيار الحل المذكور بعد حين وإعادة سقوط البلاد في جحيم الحرب على غرار ما حصل في اليمن. فإن آل الأسد كانوا سوف يترصدّون أول فرصة سانحة للانقضاض مجدداً على الحكم المركزي على غرار ما فعله آل صالح في اليمن وبقوة أعظم إذ أن سيطرة آل الأسد على القوات المسلحة السورية أكمل مما كانت عليه سيطرة آل صالح على القوات المسلّحة اليمنية. وكيف بالشروط التي باتت تشكّل اليوم سقف صيغة التسوية السورية التي تحظى بأوسع إجماع دولي، ألا وهي حكومة انتقالية تحت رئاسة بشّار الأسد؟ كيف بمثل هذه التسوية تصمد في المدى الطويل وتكون أكثر من مسرحية يقوم بها آل الأسد كي يلتقطوا أنفاسهم قبل الانقضاض مجدّداً على شتى أطراف المعارضة (على الأرجح باستفرادها طرفا بعد آخر وفق وصفة «فرّق تسُد» المعهودة)؟ وعلى أي عاقل يمكن أن تنطلي حيلة قبول آل الأسد بمنح بعض المعارضة بضعة كراسٍ في حكومة انتقالية لن تكون انتقالية سوى إلى استفرادهم بالحكم من جديد وبشروط أفضل (في تقديرهم)؟ وكيف بمثل هذه التسوية تُقنع المهجّرين بالعودة إلى مناطقهم وديارهم في ظل حراب السلطة وميليشيات حلفائها حيث هي مسيطرة وحراب شتى أطراف المعارضة المسلّحة في المناطق الأخرى؟ الحقيقة الساطعة هي أن لا حلّ للنزاع السوري يستطيع أن يصمد ويؤدي إلى إعادة تركيب أجهزة الدولة على أسس ديمقراطية إلّا بقوة خارجية تسهر على حفظ السلام وعلى فرض مراعاة التسوية للأسس المذكورة. وبكلام آخر فلا حلّ مستديما للنزاع السوري، أو بالأحرى لا أمل في حلّ مستديم (إذ ليس من تسوية مضمونة النجاح مهما تكن)، إلّا بانتشار قوات حفظ سلام دولية على امتداد الأراضي السورية تحت إشراف الأمم المتحدة وبموافقة طرفي النزاع السورييْن الرسمييْن، مع خروج كل القوى المسلحة الأجنبية التي دخلت سوريا بعد عام 2011. وكل ما عدا ذلك كناية عن تسوية سلمية أبرز المشاركين فيها ذئاب، أي تسوية لا فرصة لها بالنجاح إلّا بأعجوبة تُحوّل الذئاب إلى نعاج. ٭ كاتب وأكاديمي من لبنان خرافة «الحل اليمني» في اليمن وفي سوريا جلبير الأشقر |
النظام السوري يرفض إعفاء مواطن مبتور اليدين من الخدمة الاحتياطية Posted: 29 Aug 2017 02:29 PM PDT حلب – «القدس العربي»: رفض القائمون على المستشفى العسكري 601 التابع للنظام في العاصمة السورية دمشق قبول طلب إعفاء مواطن من محافظة السويداء مبتور اليدين عن الخدمة الاحتياطية رغم تقديمه أوراقاً ثبوتية لازمة حسبما ذكرته صفحة «السويداء24». وقال الناشط الإعلامي وعضو شبكة السويداء24 نور رضوان لـ»القدس العربي»: إن المواطن «بلال حمد أبو يحيى» من بلدة شقا في السويداء بعد علمه انه مطلوب للخدمة الاحتياطية رغم أنه مبتور اليدين قام بمراجعة شعبة التجنيد في مدينة شهبا بعد استكمال الأوراق المطلوبة. وأضاف، إن شعبة تجنيد شهبا قامت بتحويله إلى إدارة الشعبة العامة في دمشق حيث توجه الأسبوع المنصرم إلى هناك وعند وصوله للشعبة العامة طلبوا منا مراجعة المستشفى العسكري 601. وأشار رضوان إلى أنه بعد ذهاب المواطن للمستشفى العسكري قاموا بمعاينة «بلال» ولكنهم رفضوا طلب الإعفاء وقالوا له «عليك تقديم طلبك لوزير الدفاع حصراً حتى تعفى من الاحتياط»، علماً أن موظفي شعبة تجنيد شهبا أبلغوهم أنهم سيحصلون على قرار الإعفاء مباشرة من الشعبة العامة عند الاطلاع على حالته. يشار إلى أن المواطن «بلال ابو يحيى» اكتشف هذا الشهر أنه مطلوب للخدمة الاحتياطية أثناء إجراء إحدى معاملات نقل الملكية مع العلم أن قيده مسجل في شعبة تجنيد شهبا والذي يؤكد انه مقطوع اليدين! النظام السوري يرفض إعفاء مواطن مبتور اليدين من الخدمة الاحتياطية عبد الرزاق النبهان |
تحدي مصر في سيناء: الانتقال من مكافحة الإرهاب إلى مكافحة الثورة Posted: 29 Aug 2017 02:28 PM PDT تتصدى مصر منذ بداية النصف الثاني من عام 2017 بارتفاع مهم في هجمات الإرهاب السلفي ـ الجهادي في شبه جزيرة سيناء وفي داخل مصر. وتحسين الوضع الامني في الدولة يستوجب من القاهرة التغلب على التحديات الكامنة في الانتقال من استراتيجية «مكافحة الإرهاب إلى استراتيجية «مكافحة الثورة» الموجهة للسكان البدو المحليين في شبه جزيرة سيناء. فالنظام المصري يتخذ منذ زمن خطوات أولية في هذا الاتجاه على المستويات العسكرية، الاقتصادية، الاجتماعية والسياسية، بما في ذلك إقامة «المجلس الوطني لمكافحة الإرهاب والتطرف» في تموز 2017، ولكن لا يزال يتعين عليه أن يبلورها إلى استراتيجية متماسكة، ثابتة ودائمة. للأسرة الدولية، من جهتها، مصلحة لمساعدة القاهرة في نجاح الانتقال إلى هذه الاستراتيجية من خلال تقديم المساعدات العسكرية بالسلاح وبأساليب القتال والمساعدة الاقتصادية المتخصصة. منذ منتصف حزيران 2017 تتصدى مصر لموجة أخرى من الإرهاب من جانب جماعات سلفية ـ جهادية في شبه جزيرة سيناء ومن جهة منظمات إسلامية في عمق النيل. في أعقاب العنف المستشري مددت مصر في حزيران 2017 حالة الطوارئ القُطْرية التي أعلنت في نيسان بثلاثة أشهر أخرى، ورفعت مستوى الحراسة في المناطق العامة وفي المواقع الدينية. في 7 تموز نفذ لواء سيناء في الدولة الإسلامية عملية بسيارات متفجرة وإطلاق نار ضد موقع للجيش المصري على مقربة من رفح، ما أودى بحياة ما لا يقل عن 23 جنديا. وردا على ذلك شرعت مصر في المرحلة الرابعة من حملة «حق الشهيد» ضد خلايا لواء سيناء في شمال ووسط سيناء، في إطاره صفي عشرات المخربين. إن التهديدات الحالية على أمن مصر من شأنها أن تتعاظم أكثر فأكثر في ضوء تطلعات لواء سيناء لإثبات حضوره في ضوء هزائم الدولة الإسلامية في العراق وسورية ومحاولة إحباط التفاهمات التي تحققت بين مصر وحماس مؤخرا بهدف قطع علاقاتها مع القوى السلفية ـ الجهادية في قطاع غزة. في 22 تموز، في موعد تدشين القاعدة الجديدة للجيش المصري في مدينة الحمام، أعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن مصر ستعمل كل ما يلزم لتصفية الإرهاب. ولكن تنفيذ هذا الاعلان سيستدعي من مصر التغلب على التحديات المتعلقة بالانتقال من استراتيجية مكافحة الإرهاب إلى استراتيجية مكافحة الثورة. في المنشورات في الصحافة الدولية وفي الأدبيات الأكاديمية التي تُعنى بالإرهاب في سيناء يجري الحديث عن مكافحة الإرهاب ومكافحة الثورة على التوالي، وهناك في أحيان قريبة عدم وضوح بالنسبة لمعنى الاصطلاحين. وبرغم التشابه بينهما فإنهما يتطلبان مقدرات مختلفة ويعتمدان على نظريات متميزة. استراتيجية مكافحة الإرهاب تُعنى بتشويش عمل منظمات الإرهاب، تفكيكها وهزيمتها في ظل استخدام وسائل عسكرية وأمنية. وتتضمن هذه الوسائل الغارات بطائرات غير مقبولة، عمليات تخوضها قوات خاصة وتعزيز أعمال حفظ النظام والاستخبارات. أمّا تبني استراتيجية مكافحة الثورة فمطلوب عندما تصل الدولة إلى الاستنتاج بأنه لا يكفي الرد العسكري وحده للوصول إلى حل دائم للعنف. وتستهدف استراتيجية من هذا النوع توفير حل سياسي، عسكري ومدني شامل لمواجهة قوى الثورة غير النظامية. لا يعني الأمر التخلي عن استراتيجية مكافحة الإرهاب، بل إدراجها ضمن نهج مكافحة الثورة، في إطارها تتطلع القوة المكافحة للثورة (أية الحكومة) إلى نيل الدعم والشرعية من السكان المحليين من خلال الدفع إلى الأمام بقدرة الحكم الجيد ومنح الأمن المتواصل بعد القضاء على الثورة. هذه الاستراتيجية تضع السكان في المركز، تضع لنفسها هدف فك ارتباط الثوار عن شبكات الدعم المدنية، عن مصادر الدعم الخارجية وعن أماكن اللجوء، إلى جانب تحسين المشاركة السياسية والفرص الاقتصادية التي توضع تحت تصرف المواطنين. ينسجم نهج مكافحة الإرهاب الحالي لمصر مع عقائد مكافحة الإرهاب التقليدية. بين الخطوات العسكرية التي تستعد لها مصر يمكن أن نشير إلى إعلان حالة الطوارئ في شمال سيناء في تشرين الأول 2014. إضافة إلى ذلك تجاوزت في التنسيق مع إسرائيل الملحق العسكري لاتفاق السلام ونقلت قوات مسلحة وأسلحة ثقيلة إلى داخل سيناء. إضافة إلى ذلك نصب الجيش المصري حواجز طرق ونقاط تفتيش في أرجاء شمال سيناء بهدف إحباط هجمات الإرهاب، عزز التعاون مع القبائل البدوية المحلية لغرض جمع المعلومات على الأرض واستعان بالطائرات القتالية من طراز إف 16 ومروحيات أباتشي للهجوم على المخربين من الجو. لقد كانت وسائل مكافحة الإرهاب التي تم استخدامها حتى الآن ناجعة بشكل جزئي فقط، ولم تنجح في القضاء على منظمات الإرهاب أو كسب تأييد السكان المحليين للحكومة في القاهرة. فقد أصيب العديد من المواطنين في تبادل إطلاق النار ما أثار توترا بين الدولة والقبائل المحلية والتكتيك الهجومي وحده لم يردع شبانا محليين من الانضمام إلى الجماعات السلفية الجهادية التي عرضت عليهم فرصا اقتصادية محسنة. وتمكن تفسير الكفاح للإسلام أحيانا من الفوز بقلوب الشبان المحليين وإغرائهم للارتباط بالجماعات السلفية الجهادية. ووفقا لحسابات غير رسمية، فأكثر من 2.000 من رجال قوات الأمن المصريين قتلوا في سيناء حتى الآن، بينا الكثير من الضحايا من بين المدنيين لا يبلغ عنهم على الاطلاق. يدور الحديث عن حجوم خسائر لا تطاق من ناحية مصر ما يسرع انتقالها إلى استراتيجية مكافحة الإرهاب. وبالفعل وضعت مصر منذ وقت غير بعيد الأساسات للانتقال إلى استراتيجية مكافحة الإرهاب على المستويات العسكرية، الاقتصادية والسياسية. منذ نيسان 2017 بدأت مصر في دمج قبائل البدو في شمال سيناء بالقتال ضد الإرهاب من خلال جمع المعلومات الاستخبارية وعمليات عسكرية أخرى. في الجبهة المحلية المدنية يعمل السيسي على نشر الاعتدال الإسلامي في أوساط شباب شمال سيناء لمساعدة المؤسسة الدينية للدولة، وعلى رأسها مؤسسة الأزهر وشبكات التعليم التابعة لها. وخطوة جديرة بالإشارة في هذا السياق هو إعلان السيسي في نهاية تموز تشكيل «المجلس الوطني لمكافحة الإرهاب والتطرف»، الذي له وظيفة مهمة في قيادة استراتيجية وطنية شاملة لمكافحة الإرهاب، ضمن أمور أخرى من خلال تجميد المقدرات، تغيير التشريعات وخلق فرص اقتصادية في المناطق المصابة بالإرهاب والتطرف. كما أن مصر عدلت في 2016 خططها بعيدة المدى لتنمية سيناء واتخذت لنفسها هدفا هو زيادة الاستثمارات، تحسين الفرص الاقتصادية والتقدم في المشروعات التي تستهدف مصلحة السكان المحليين. وتتضمن الاجراءات المخطط لها إعطاء شرعية لملكية الأراضي المدنية وإعطاء تعويض عن الأضرار التي لحقت في أعقاب الأعمال العسكرية. إضافة إلى ذلك يتطلع الجيش لنيل مزيد من الدعم والشرعية عبر إرسال طواقم إعادة بناء مدينة العريش، رفح، الشيخ زويد وبير العبد التي تضررت في أثناء القتال. كما تتضمن الخطط المستقبلية بناء رفح الجديدة بعد أن خرب قسم مهم من المدينة في أعقاب غارات سلاح الجو المصري والأعمال لإقامة منطقة فاصلة على حدود غزة. ومع ذلك، وبرغم أن الحكومة أعلنت التزامها بتنفيذ مشروعات تنمية في شمال سيناء، لم تتقرر بعد أطرًا زمنية ملزمة لاستكمالها. وأخيرا، إجراءات سياسية وعسكرية اتخذتها مصر مؤخرا كفيلة هي أيضا بالمساعدة في لجم التأييد الخارجي الذي حظي به لواء سيناء من قطاع غزة، الذي استخدمه قاعدة تدريبات وقدم له مسار تهريب تحت أرضي للسلاح والمقاتلين. وجاءت التفاهمات التي تحققت بين مصر وحماس في حزيران ـ تموز الأخيرين، في أعقاب زيارات الوفود الأمنية لحماس في القاهرة، للمساهمة في جهود مصر لاحتواء نشاط «لواء سيناء» من خلال تشديد الرقابة على الحدود، وتسليم المسلحين الذين يجدون مخبأ في غزة. والتعاون المصري مع حماس كفيل بأن يتسع لاحقا إلى مجالات اقتصادية ليشمل التوريد المنتظم للكهرباء والوقود من مصر إلى غزة إلى جانب العلاقات التجارية المتبادلة التي ستمنح سكان شمال سيناء وغزة فرص تشغيل شرعية. هكذا أيضا قرار مصر، بالتنسيق مع باقي أعضاء الرباعية العربية لقطع العلاقات الدبلوماسية مع قَطر بسبب دعمها المالي لمنظمات الإرهاب، يشكل خطوة استراتيجية أخرى تساعد على وقف التمويل والمقدرات عن الجماعات الكفاحية في مصر. تتحرك مصر منذ زمن غير بعيد في الاتجاه السليم نحو استراتيجية مكافحة الإرهاب ولكن لا تزال تقف في طريقها سلسلة تحديات مطالبة بالتغلب عليها في الطريق إلى استكمال الانتقال الحيوي من مكافحة الإرهاب إلى سياسة متبلورة، شاملة وناجعة لمكافحة الإرهاب. على المستوى العسكري، على القاهرة أن تخوص كفاحا مصمما وشديد القوة ضد معاقل الإرهاب وفي الوقت نفسه الامتناع عن الضرر للمدنيين غير المشاركين. وإذا لم تعط أولوية للهدف الأخير فإن من شأن الأعمال العسكرية أن تخلق إحساسا بالاغتراب في أوساط السكان المحليين والمس بصورة مصر في الساحة الدولية. ولهذا الغرض مطلوب تبني أساليب قتالية تقليص الاضرار الجانبية، بما في ذلك استخدام الأسلحة الدقيقة التي تسهل الإصابة المركزة للإرهابيين. كما ينبغي الانتباه إلى أن إعطاء مسؤولية للقبائل المحلية في مكافحة الإرهاب لن يمس بالسيادة وقدرة حكم الدولة المصرية. على المستوى الاقتصادي، على مصر أن تخطط بعناية لانتشار استثماراتها كي تتأكد من أن تحسين رفاهية السكان البدو في شمال سيناء لن يأتي على حساب السكان المحليين المواليين للدولة. إضافة إلى ذلك، مع مراعاة المقدرات الاقتصادية المحدودة، فإن مصر ملزمة بأن توازن بين الجهود لتقديم جواب للأزمات الفورية للسكان وتحقيق الأهداف الاقتصادية بعيدة المدى. على المستوى السياسي، على مصر أن تتبنى سياسة «العصى والجزرة» تجاه السكان في شمال سيناء، استخدام صلاحيات تفعيل قوانين الطوارئ يجب أن يكون محدودا كي لا يخلق إحساسا بالاغتراب تجاه النظام في أوساط القبائل المحلية. وبالنسبة للسياسة الخارجية، فإن القاهرة مطالبة بأن تحرص على ألا يؤدي التعاون بينها وبين حماس إلى تعزيز غير مدروس للبديل اللإسلامي الذي تمثله الحركة في الساحة الفلسطينية على حساب قوى سياسية فلسطينية أكثر اعتدالا وبراغماتية مثل فتح. وأخيرا، للأسرة الدولية مصلحة واضحة في دعم انتقال النظام المصري من مكافحة الإرهاب إلى مكافحة الثورة من خلال تقديم المساعدات العسكرية والاقتصادية المتخصصة وتشجيع تعظيم قدرة الحكم وتوسيع المشاركة السياسية للمواطنين. والتغلب المنشود على الثورة في سيناء سيعتبر إنجازا ليس فقط لـ 93 مليون من سكان مصر بل بالنسبة لمكافحة الإرهاب العالمي. اوفير فينتر وميراف ميلتر نظرة 29/8/2017 تحدي مصر في سيناء: الانتقال من مكافحة الإرهاب إلى مكافحة الثورة صحف عبرية |
السلطات المغربية تشن حملة اعتقالات مفاجئة في عدد من مناطق الريف Posted: 29 Aug 2017 02:28 PM PDT الرباط – «القدس العربي»: ارتفعت حدة التوتر في منطقة الريف شمال المغرب، وشنت السلطات بشكل مفاجئ حملة اعتقالات شملت عددا من الناشطين وتواصل المحاكم إصدار أحكامها بالسجن ضد ناشطين معتقلين، والساكنة تستعد لاحتجاجات سلمية بمناسبة عيد الأضحى الذي يحتفل به المغرب يوم بعد غد الجمعة وتقارير تتحدث عن وساطات جديدة بين السلطات والناشطين. وكشفت مصادر تتابع الحراك المندلع منذ نهاية تشرين الأول/ أكتوبر 2016، عن أن مبادرة جديدة للوصول إلى حوار بين الدولة وناشطي الحراك، يتم التحضير لها في سرية تامة خلال هذه الأيام، وقال موقع الأول غن المبادرة يقودها محمد بن سعيد أيت إيدر أحد ابرز المقاومين ضد الاستعمار من أجل استقلال المغرب والمناضلين من أجل الديمقراطية وبدأت في إنجاز لائحة من الشخصيات الوطنية التي تحظى بتقدير من الجهات العليا في الدولة مثل عبد الرحمن اليوسفي ومولاي إسماعيل العلوي، وغيرهما..، وذلك بهدف التوسط لحل أزمة الريف انطلاقا من عفو شامل عن المعتقلين في أفق شهر أيلول/ سبتمبر المقبل. واستقبل بن سعيد آيت إيدر في وقت سابق في منزله بالدار البيضاء، أحمد الزفزافي أب ناصر الزفزافي، قائد حراك الريف المعتقل في الدار البيضاء وتحدثا حول المبادرة حيث أن بن سعيد اقترح بعض الأسماء للمشاركة فيها، وطلب من أب الزفزافي أيضا اقتراح أسماء من جهته. ومن المنتظر أن تعقد لقاءات في الأيام القليلة المقبلة لإعداد هذه المبادرة كما أن هناك اتصالات مع عدة شخصيات سياسية وطنية لاقتراح المبادرة عليها. مفاوضات في السجن وتأتي مبادرة بن سعيد بعد المفاوضات التي يقودها نور الدين عيوش المقرب من القصر ومعه بعض الفاعلين المدنيين التي عقدت مع ناصر الزفزافي في سجن عكاشة الأسبوع الماضي. وأفادت مصادر مطلعة أن اللقاء الذي جمع ناصر الزفزافي قائد حراك الريف مع نور الدين عيوش وكمال لحبيب ومحمد اعبابو وطبيب النفس الدكتور المساوي، داخل سجن عكاشة بالبيضاء، تحدث خلاله الزفزافي مدة ثلاث ساعات محاولا إقناع الوفد بأن مطالب حراك الريف هي مطالب اقتصادية وثقافية واجتماعية وبمجرد انتهائه من كلامه، فاجأه عيوش بقوله: «نريد حقيقة خروجكم.."، في إشارة إلى وجود أجندة سياسية وراء الحراك وليس مطالب اجتماعية فقط. والتقى عيوش والمرافقين له قبل أسبوعين تقريبا قيادات حراك الريف، المعتقلين في الدار البيضاء ممثلة في ناصر الزفزافي، محمد جلول، نبيل احمجيق، محمد المجاوي كما التقوا عائلات المعتقلين بداية الأسبوع الماضي بمقر الاتحاد المغربي للشغل بالحسيمة، وأخبرهم عيوش أنه ستكون هناك لقاءات أخرى، بعد أن يرفع تقريره إلى الجهات العليا. وقالت الناشطة الفنانة سليمة زياني (سيليا) إحدى قيادات حراك الريف إن السلطات تشن حملة اعتقالات ضد الناشطين في بلدة امزورن القريبة من الحسيمة وقالت أمس الثلاثاء في صفحتها على الفيسبوك «إعتقالات بالجملة في صفوف أبناء إمزورن الآن» وعلق أحد الناشطين على منشورها «نعم أختي سيليا اليوم اعتقل أكثر من 10 أشخاص» وأضاف «إمزورن لم تبق فيها عائلة من دون معتقل». واعتقلت السلطات في مدينة الحسيمة أمس الأول الاثنين الناشط كريم احميجق ابن عم دينامو الحراك، نبيل أحمجيق، وقالت عائلة كريم أحمجيق، إنه توصل باستدعاء من طرف مصالح درك مدينة إيمزورن، وعند توجهه إليها، تم إشعار العائلة بأنه معتقل في مقر الأمن في مدينة الحسيمة وأن السلطات الأمنية بمدينة الحسيمة قررت الإحتفاظ بكريم أحمجيق رهن الحراسة النظرية لمدة 48 ساعة، على أن يتم تقديمه أمام وكيل الملك في ايتدائية الحسيمة اليوم الأربعاء. وأوضحت العائلة أنها عند استفسارها حول أسباب الاعتقال، رفضت السلطات الأمنية الكشف عن أي معطيات، فيما رجح أن يكون الاعتقال "بسبب نشاط كريم على مستوى حراك الريف، خاصة أنه عُرف بتدوينات على صفحته الفيسبوكية يعبر من خلالها عن دعمه للحراك وتضامنه مع المعتقلين الذين ابن عمه نبيل ضمنهم" برغم أن "هذه التدوينات، عادية جدا، ولا تتضمن أي شيء يمكن أن يدين كريم أحمجيق لكونها لا تتضمن أي تجاوز لما تسميه الدولة خطوطا حمرا». وقضت المحكمة الابتدائية في مدينة الحسيمة، أمس الأول الاثنين، بأحكام جديدة في حق نشطاء حراك الريف، المعتقلين على خلفية الحراك وحكمت على الناشط ناصر بوطالب بثلاث سنوات حبسا نافذا، والناشط عبد السميع «سيفاو ناريف» بسنة حبسة نافذا، وعلى كمال بنعمر بشهرين حبسا موقوفة التنفيذ، وغرامة قدرها 1200 درهم (120 دولارا). وأطلق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي حملة للتبرع من أجل جمع مبلغ 10 آلاف درهم (ألف دولار)، قيمة الكفالة المالية التي اشترطتها المحكمة الابتدائية في الناظور لتمتيع المعتقل بلال ولاد الناشط بحراك الريف بالعروي، بالسراح المؤقت وتم جمع المبلغ خلال 24 ساعة، وشرع في الإجراءات القانونية بتنسيق مع هيئة دفاع المعتقل بلال ولاد، للإسراع بخروجه من السجن. ومتعت محكمة الناظور المعتقل بلال ولاد السراح المؤقت المشروط بالكفالة المالية إلا أن وضعه الاجتماعي لم يسمح له بأدائها ما دفع بالمحكمة للاحتفاظ به بالسجن، في الوقت الذي غادر فيه أسوار السجن عدد من المعتقلين الآخرين عن حراك العروي، بينهم من برأته المحكمة ومن قضت في حقه بالحبس موقوف التنفيذ. ويرتقب أن تصدر أحكام أخرى، خلال الأيام المقبلة، في حق معتقلي حراك الريف، ويتعلق الأمر بنحو 37 معتقلا، تم اعتقالهم، قبل أقل من شهر، في إثر خروجهم في مسيرات احتجاجية، تعتبرها السلطات بأنها غير مرخصة، وتهدد الأمن العام. وندّدت لجنة عائلات معتقلي الحراك الشعبي في الريف، الموجودين بالسجن بالحسيمة والمُرَّحلين عنه مؤخرا نحو سجون أخرى، بـ «الممارسات الشائنة، والحاطة من كرامة الإنسان التي تعرض لها أبناؤها من قبل بعض أفراد رجال الأمن أثناء اعتقالهم». وقال بيان للعائلات المذكورة، بعد اجتماع عقد بحضور بعض عائلات معتقلي الحراك الشعبي المرحلين إلى الدار البيضاء، حيث جرى إحداث لجنة لمواكبة وتتبع قضية المعتقلين السياسيين والتعريف بها، «في أفق التواصل مع أعضاء لجنة معتقلي الحراك المرحلين إلى الدار البيضاء من أجل توحيد عمل اللجنتين في لجنة موحدة لعائلات معتقلي الحراك الشعبي بالريف». وشجبت اللجنة «الترحيل التعسفي لأبنائها من السجن المحلي بالحسيمة إلى سجون أخرى، والترهيب الذي تعرضوا له من خلال إجراءات عدوانية انتقامية لا قانونية داخل تلك السجون»، مستنكرة في الآن ذاته «الأحكام الجائرة التي صدرت في حق أبنائها». وطالب البيان السلطات المعنية بـ «الإفراج الفوري عن معتقلي الحراك الشعبي المعتقلين بمختلف سجون العار، مع محاسبة كل مسؤول أسهم في محنتهم هاته بشكل مباشر أو غير مباشر»، وأعلن التضامن «مع المعتقلين السياسيين في باقي مناطق المغرب على خلفية تضامنهم مع معتقلي الحراك الشعبي بالريف، ودعمها اللامشروط لمطالب الحراك الشعبي للريف» وتضامنها المطلق «مع عائلات الشهداء (محسن فكري وعماد العتابي وعبد الحفيظ الحداد)، ومطالبتها بالكشف عن حيثيات استشهادهم ومحاسبة الجناة». ووجهت لجنة دعم معتقلي حراك الريف في الدار البيضاء نداء إلى الرأي العام تدعوه فيه إلى تنفيذ إضراب عن الطعام ابتداء من يوم أمس الأول الاثنين وأوضحت إحدى عضوات اللجنة أن هذه خطوة رمزية فقط، تفاعلا مع البلاغ الأخير لعائلات معتقلي الريف. وقالت: إن هذه الخطوة، برغم الإعلان عنها بشكل متأخر، "لقيت تجاوبا مقدرا"، من قبل عدد من الذين يتعاطفون مع الحراك الاجتماعي الذي تشهده منطقة الريف وسيتوج هذا الإضراب عن الطعام بفطور جماعي عند مغرب أمس الثلاثاء، أي اللحظة التي سينتهي فيها الإضراب عن الطعام. تجدد الإضراب عن الطعام واعتبر النداء أن الدعوة للإضراب عن الطعام جاء تعبيرا من اللجنة عن "مواصلة نضالها من أجل إطلاق سراح كل معتقلي الحراك، وتحقيق الملف المطلبي للحراك" وكان بلاغ عائلات معتقلي حراك الريف المرحلين إلى الدار البيضاء دعت المتعاطفين مع الحراك إلى "اتخاذ الخطوات المناسبة للتعبير عن تضامنها مع قضية المعتقلين السياسيين". وافتتح الإضراب بجلسة فنية تخللها عرض الفيلم المصري "18 يوم" الذي يحكي قصة الثورة المصرية، كما كان من بين الحضور الفنان فتاح النكادي الذي ساهم ببعض الأغاني. وأطلقت "لجنة الشهيد محن فكري لدعم الحراك الشعبي في الريف – موقع هولندا"، نداء من أجل المشاركة في مسيرة احتجاجية يوم الأحد المقبل بمدينة لاهاي الهولندية تحت شعار "مسيرة الوفاء للشهداء ومعتقلي الحراك الشعبي" وذلك للمطالبة بإطلاق سراح معتقلي حراك الريف جميعهم. ونشرت اللجنة شريط فيديو، تدعو من خلاله المغاربة خاصة المنحدرين من مناطق الريف في هولندا، إلى المشاركة بكثافة في هذه المسيرة التي تأتي في ثالث أيام العيد. وشارك في الفيديو العديد من الفعاليات المغربية والأجنبية، الذين عبروا من خلال كلمات لهم، عن دعمهم لمطالب ساكنة الريف ومطالبتهم السلطات المغربية بإطلاق سراح معتقلي حراك الريف. السلطات المغربية تشن حملة اعتقالات مفاجئة في عدد من مناطق الريف محمود معروف |
حكومة الأردن بين «9 أشهر و48 ساعة»: التباس وغموض في مفاجآت الملقي السارة وجرعات «مبرمجة» من التفاؤل Posted: 29 Aug 2017 02:27 PM PDT عمان ـ «القدس العربي» : ليس من السهل معرفة الدافع الحقيقي وراء ميل رئيس وزراء الأردن الدكتور هاني الملقي إلى ما يمكن وصفه بـ»حزورة» سياسية عندما وعد الشعب بمفاجأة سارة ستعلن اليوم الأربعاء. لا يوجد أساس لتحديد مقياس السرور الذي يمكن أن ينتج وسط الجمهور عن أي قرار أو إجراء حكومي. ولا توجد في المقابل مقاربة متوازنة تستطيع الحكومة الاعتماد عليها لإقناع الرأي العام المحبط والمحتقن بأن الأخبار السارة ممكنة. برغم ذلك سجل الملقي وفي لقاء شبابي مبادرته الجديدة حتى عندما تحدث عن خبر سار بعد 48 ساعة. وأغلب التقدير أن الملقي يخطط ويسعى لتجنب منحنى التغيير الوزاري ويبحث بالنتيجة عن وسائل وآليات لبقاء حكومته لأطول فترة ممكنة. بدأ الرجل هذه المسيرة بطلب غريب قبل ثلاثة أسابيع قوامه دعوة الشعب للصبر تسعة أشهر حتى تظهر إيجابيات خطة الإصلاح الاقتصادي. لاحقاً برزت المفاجأة السارة التي قد لا تكون سارة في الواقع بسبب طبيعة الأزمة الاقتصادية المستقرة وجوهر الاحتقان الشعبي إلا إذا كان رئيس الوزراء يقصد حصريا سيناريو تنشيط قطاع النقل وحركة التجارة مع العراق تحديداً في حال إعادة فتح معبر طريبيل ضمن سلسلة من التسويات الإقليمية المبرمجة على خطوط انحسار وهزيمة تنظيم داعش في العراق أولاً واستمرار موجة الانحسار في سوريا ثانياً. خبر من هذا النوع تكهنته الأوساط المعنية بتفكيك لغز المفاجأة السارة قد يفرح حصرياً شريحة من الأردنيين الذين تضرروا جدا من إغلاق الحدود مع العراق لأسباب أمنية ولأكثر من عامين من دون أن يعني ذلك أن المفاجأة السارة محصورة بمسألة معبر طريبيل لأنها قد توحي بإمكان إصدار عفو عام مثلا . هذه الشريحة قد لا تقتصر على تنشيط قطاع النقل والتصدير والتجارة إذا ما استمر التفاهم الأردني العراقي ووصل إلى حد فتح سوق العمل العراقي للأردنيين خصوصا أنه سوق متعطش للإنشاءات والمشروعات والعمال لكنه لم يعد مغريا بالنسبة للأردنيين بسبب الاعتبارات الأمنية. فتح سوق العراق للأردنيين على مستوى النقل والتجارة وعلى مستوى المشروعات يحتاج أيضا لتفاهم مع إيران واللوبي المناصر لها داخل حكومة وحكم العراق. في كل الأحوال تلك مسألة ترتيبات إقليمية عابرة للحكومة. ولا يمكن اعتبار الحديث عن مفاجأة سارة بسقف زمني طويل أو قصير للأردنيين تقنية أو وسيلة مناسبة لمعالجة مخاوفهم واحتقاناتهم فالحكومات بالعادة لا تعلن مفاجآت من أي نوع قبل حصولها فعلاً. أغلب التقدير أن رئيس الوزراء الملقي يحتاج شخصياً لبناء مساحة من التفاؤل في المجتمع حتى تخفت قليلاً تلك الأصوات المرتفعة التي تطالب بإسقاط حكومته. من هنا على الأرجح تحدث الملقي سابقاً عن مهلة التسعة أشهر، ولاحقاً عن بشرى الخبر السار خلال 48 ساعة محدثًا نمطًا جديدًا من الأسئلة والاستغراب في أوساط النخب والصالونات التي لم تعد تفهم ما الذي يريده رئيس الوزراء بصورة محددة من إعلانات بسقف زمني من هذا النوع. أغلب التقدير أن حكومة الملقي بين فكي كماشة وأن رئيسها الذي يغيب بوضوح الانسجام عن طاقمه الاقتصادي تحديدًا بحاجة لجرعات من التفاؤل عند الرأي العام ، الأمر الذي يدفعه لحقن الشارع بهذا النمط من تقنيات التفاؤل بعد الاحتفال قبل ثلاثة أشهر بارتفاع طفيف على نسبة النمو الاقتصادي كان نتيجة في الواقع لخفض عجز الميزانية نحو نصف مليار دولار عبر رفع الأسعار والضرائب. هذه الجرعات التي تتقصد زيادة رقعة مساحة التفاؤل في أوساط الجمهور قد لا تؤدي غرضها خصوصاً في ظل ما يسمعه نخبة من أعضاء البرلمان والخبراء عن نوايا الحكومة الاضطرارية قريبا لرفع الأسعار والضرائب مجددا وهو أمر قد يؤدي للمرة الثانية إلى احتقانات في الشارع ليس بالضرورة احتواؤها من خلال وهم التصريحات المباغتة عن مفاجآت سارة قصيرة وطويلة الأمد. ما صدر الأسبوع الماضي عن طاقم الملقي الاقتصادي يؤسس بوضوح لتلك النظرة المتشائمة بالنسبة للشارع حيث يتم التمهيد لوجبة إضافية من رفع الأسعار والضرائب في سياق الالتزام بقرارات الهيئات الدولية التي تطالب حكومة الملقي بتخفيض عجز الميزانية مجددًا بنصف مليار إضافية على الأقل. هذا التخفيض غير ممكن بجذب الاستثمار أو عبر التنويع في البوصلة السياسية وإنفاذه يتطلب رفع الضرائب خصوصًا ضريبة المبيعات مجددًا وهي خطوة وشيكة بكل الأحوال. ويعني ذلك عمليًا أن جرعات التفاؤل التي يحقنها الملقي في جسد الرأي العام قد تنتهي في باب التكهن والتحليل السياسي بآثار عكسية لأن فتح الحدود مع العراق مثلًا على أهميته يمكن أن يتبعه حديث متواتر ومنقول عن نوايا إعادة فتح وتشغيل معبر نصيب الحكومي مع سوريا. وهنا حصريًا تبرز الخيارات الاقتصادية الضيقة المبرمجة على أساس سياسي وأمني فالعداء والخصومة المشتركة مع تنظيم داعش مكنت عمّان من تسجيل اختراق حيوي في الساحة العراقية. لكن حجم الخلافات والخصومة مع النظام السوري وحلفائه في إيران قد لا ينتهي ببرنامج سريع لتأمين وفتح وتشغيل المعابر مع سوريا. فإغلاق المعابر انتهى باستقرار أمني وكان قراراً حكيماً في بعده الأمني والحدودي الوطني. لكن إعادة فتحها قد لا يقود الأردنيين إلى تحسين سريع في دورتهم الاقتصادية أو تفاعل تلقائي مع معطيات التعامل مع سوقي العراق وسوريا لأن المكاسب والعوائد هنا طويلة الأمد والتعقيدات السياسية والأمنية لا تزول بمجرد فتح المعابر. وأخيرا لأن حصد المكاسب حتى بعد افتتاح معبر طريبيل ونصيب يحتاج بالتأكيد إلى ما هو أبعد وأعمق من تصريحات متفائلة تخديريه كما يحتاج بصورة مرجحة لما هو أكثر من 48 ساعة أو حتى تسعة أشهر. حكومة الأردن بين «9 أشهر و48 ساعة»: التباس وغموض في مفاجآت الملقي السارة وجرعات «مبرمجة» من التفاؤل معبرا طريبيل ونصيب في صدارة التكهنات بسام البدارين |
دعوات لإقالة وزيرة التضامن المصرية بعد قرار تأخير صرف المعاشات لما بعد «الأضحى» Posted: 29 Aug 2017 02:26 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: أثار قرار وزيرة التضامن، غادة والي، بتأخير صرف المعاشات لما بعد عيد الأضحى، غضب ما يقرب من 9 ملايين مصري من مستحقي المعاشات، الذين اعتبروا الحكومة المصرية حرمتهم من توفير احتياجاتهم وقتلت فرحتهم بالعيد، وطالبوا بإقالة الوزيرة. وانتقد اتحاد أصحاب المعاشات، رفض المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، ووزيرة التضامن، صرف المعاشات قبل حلول عيد الأضحى أسوة بالعاملين بالدولة، حتى يتمكن أصحاب المعاشات من تدبير احتياجات العيد. وأصدر الاتحاد بيانًا قال فيه «رغم مطالبة البدري فرغلي رئيس اتحاد المعاشات لرئيس الحكومة ووزيرة التضامن، وتوسلات الملايين من أصحاب المعاشات لهم وتدخل كل الأقلام الصحافية والإعلاميين الشرفاء، إلا أن الوزارة أصرت على صرفها بعد العيد». وتابع البيان: «فوجئنا برفضهم صرف المعاشات بحجة عدم فك الوديعة، أية وديعة، أليست هي وديعة أصحاب المعاشات التي تستولون عليها وتستبيحون أموالنا في سد العجز الناتج عن سياساتكم الفاشلة، أليست هذه أموالنا التي تصرف منها مئات الملايين على أتباعكم في المالية والتضامن، لقد خيم الحزن واليأس على أكثر من 9 ملايين من أصحاب المعاشات جراء ذلك ولا تعلمون كيف سيمر عليهم هذا العيد وجيوبهم خاوية لا يستطيعون شراء ولو كيلو واحد من اللحوم». وزاد اتحاد أصحاب المعاشات في البيان: «أنهم لا يملكون من حطام الدنيا إلا معاشاتهم بجنيهاتهم القليلة يتعايشون بها، وهذه الحكومة فقدت الإحساس بالمواطن وتتصرف كأنها تحكم بلدا آخر ليس مصر، وقرار غادة والي برفض صرف المعاشات قبل عيد الأضحى يتطلب إقالتها ومحاكمتها، وإسقاط هذه الحكومة بسياساتها، ولكن يبقى السؤال.. أين الرئيس من تلك الممارسات المعادية لأصحاب المعاشات؟». وناشد أصحاب المعاشات، رئيس الجمهورية، عبد الفتاح السيسي، بالقول: «سيادة الرئيس هل توافق على حرمان أصحاب المعاشات من حقوقهم المهدرة، فهناك أحكام دستورية لنا ترفض الوزيرة تنفيذها وتتحدى حتى القانون، من يحمى تلك السيدة ؟ لتتحدى الجميع، ولكن هناك الله وهناك من يدعو أن ينتقم من يظلمه». البدري فرغلي رئيس اتحاد أصحاب المعاشات، قال لـ«القدس العربي»، إن «الوزيرة وضعت أموال التأمينات في عدد من البنوك الاستثمارية للحصول على فائدة أعلى من التي تصرفها البنوك الوطنية». وأضاف فرغلي ساخرا «الوزيرة تخشى أن يتم إنفاق أموال المعاشات في شراء اللحوم، ونحن لا نرضى بصرف المعاشات بعد العيد، فلن نصنع الكحك بعد العيد، وكلامي واضح، وكل المواطنين صرفوا أموالهم ما عدا الـ9 ملايين من أصحاب المعاشات». وأكد فرغلي إرسال بيان إلى شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، يطالبه بالتدخل لصرف المعاشات قبل إجازة العيد، قائلًا له إنه: «من عشرات السنين، أي مناسبة دينية، يتم صرف المعاشات قبلها». وتابع أن: «رئيس الوزراء أمر بصرف جميع الأجور لكل العاملين بالقطاع العام قبل العيد، حتى في القطاع الخاص يتم صرف الأجور قبل العيد»، مستطردًا أنهم «اعتادوا صرف المعاشات مبكرًا قبيل المناسبات الدينية، كمساعدة من الدولة، في إطار تخفيف الأعباء على المواطنين». كذلك استنكر المكتب العام لجماعة الإخوان المسلمين الممثل لتيار الشباب داخل الجماعة في بيان «قرار حكومة بتأخير صرف المعاشات، التي تمثل الدخل الرئيسي لشريحة كبيرة من المصريين لما بعد عيد الأضحى المبارك». ووصف المكتب القرار بـ«غير المسؤول الذي يضع ملايين الأسر تحت ضغط اقتصادي هائل، لا يمكنهم من تلبية الاحتياجات الأساسية لأسرهم في عيد الأضحى، خاصة مع تزامنه واقتراب بدء العام الدراسي». وأدان المكتب العام في بيان «ما قامت به الحكومة من خصومات بمستحقات عمال غزل المحلة، بعد نضالهم ضد إدارة الشركة للمطالبة بحقوقهم المشروعة في الحوافز والعلاوات، وهي الإجراءات الحكومية المتعمدة للقضاء على كامل الصناعات الوطنية ضمن سلسلة إجراءات تتخذها حكومة الانقلاب لتركيع مصر، وهدم كافة محاور انتاجها». وتابع المكتب العام، في بيانه: إن «ما تصدره حكومة من قرارات اقتصادية من شأنها تجويع الشعب المصري، وإثقال الأعباء الاقتصادية على كاهله، لهو مخطط مدروس لإخضاع هذا الشعب، وحكمه بالحديد والنار والتجويع، لقد أثبتت الحكومة في كل محفل ومناسبة أنه يستهدف كل المصريين بالظلم والبطش والطغيان، وأن أزمة هذا الوطن ليست ثنائية بين العسكر والإخوان، وإنما هي قضية وطن، قام حفنة من الجنرالات بسرقة خيراته، والاستيلاء على مقدراته، ويقتلون شعبه كل يوم بالرصاص الحي في الميادين تارة، وتحت قضبان القطارات تارة، وداخل بيوتهم في سيناء تارة، وبتجويع الملايين تارة». وحسب المكتب «ما يعاني منه الوطن وأبناء شعبه لا خلاص منه إلا بثورة شاملة، تعمل على هدم أركان النظام العسكري، وإعادة الجيش إلى ثكناته، وعودة الحياة المدنية من جديد، وهو الأمل الذي لن تفقده جماعة الإخوان المسلمين، وستظل تعمل من أجله كل يوم في كل ربوع الوطن، تقدم أياديها لكل ثائر وطني حر وشريف، يسعى من أجل وطن حر وعدالة اجتماعية». دعوات لإقالة وزيرة التضامن المصرية بعد قرار تأخير صرف المعاشات لما بعد «الأضحى» تامر هنداوي |
جوائز الشيخ تميم آل ثاني الدولية تفتح باب الترشيح لتكريم البارزين في مكافحة الفساد Posted: 29 Aug 2017 02:26 PM PDT الدوحة ـ «القدس العربي»: أعلن أمس الثلاثاء عن فتح باب الترشح «للجوائز الدولية للتميز في مكافحة الفساد» لهذا العام، حيث يمكن تقديم ترشيحات من مختلف أرجاء العالم لمؤسسات أو مجموعات أو أفراد من أي جنسية لنيل الجوائز تظهر مدى تفانيهم ومساهماتهم للوقاية والحدّ من الفساد. وكانت الجائزة استقبلت العام الماضي المئات من الترشيحات من خمسين بلداً، اختير من بينها سبعة فائزين في أربع فئات عرفانا وتقديرا لإنجازاتهم الاستثنائية، ومن بين تلك الانجازات توجيه الاتهام إلى اثنين من قادة الدول في أمريكا الوسطى وأوروبا. وقد بلغت قيمة الجائزة المالية الإجمالية التي تقاسمها الفائزون مليون دولار أمريكي. تأسست جوائز الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد في عام 2016 من قبل مركز حكم القانون ومكافحة الفساد بدعم من «مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة UNODC في اطار التفويض الممنوح له في مجال مكافحة الفساد. ويمكن الترشيح للجوائز في هذا العام في أربع فئات: إنجاز العمر/ إنجاز استثنائي، البحث العلمي والتعليم، الابتكار، الإبداع والمشاركة الشبابية. للاطلاع على مزيد من المعلومات حول الجوائز وعملية الترشيح، الرجاء زيارة الموقع الإلكتروني: www.aceaward.com. وتسلط «الجوائز الدولية للتميز في مكافحة الفساد» الضوء على نماذج مميزة قدمت إنجازات كبيرة، كما تروج لقيم التميز والإبداع في مكافحة الفساد. وتعتبر الجوائز وسيلة مهمة لتحفيز المفكرين وأصحاب الرأي ومنصة لتحديد وتكريم وتقدير من أظهروا رؤية وقيادة وإبداع وحماس والتزام في مكافحة الفساد وكذلك القدرة على إلهام الآخرين للقيام بجهود مماثلة. وستساهم الجوائز في هذا العام أيضاً في تسليط الضوء على جهود مكافحة الفساد وتقدير الإنجازات العالمية في هذا الإطار. وأسست «جائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد» من قبل «مركز حكم القانون ومكافحة الفساد» في عام 2016. وأعلن الدكتور علي بن فطيس المري، المحامي الإقليمي الخاص لمكافحة الفساد لدى مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، عن تأسيس الجائزة خلال «المؤتمر السنوي الثامن للجمعية الدولية لهيئات مكافحة الفساد» الذي استضافته مدينة سان بطرسبرغ الروسية. وقد تم تدشين الجوائز السنوية في دورتها الافتتاحية في حفل خاص أقيم في قصر هوفبرغ في العاصمة النمساوية فيينا في عام 2016، لتكرم المساهمات والجهود الاستثنائية للوقاية من الفساد ومحاربته حول العالم. وبدعم من التفويض الممنوح لمكتب الامم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة UNODC ولا سيما تطبيق اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد. كما تم خلال الحفل تكريم العديد من المؤسسات والأفراد والمجموعات من أوروبا وآسيا وأمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية وأفريقيا. وقام الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر بتوزيع الجوائز على الفائزين، وذلك بالتزامن مع اليوم الدولي لمكافحة الفساد. واحتفاءً بالنسخة الأولى من الجوائز واليوم الدولي لمكافحة الفساد، تم الكشف عن عمل نحتي من إبداع النحات والفنان العراقي أحمد البحراني في مكتب الأمم المتحدة في فيينا. جوائز الشيخ تميم آل ثاني الدولية تفتح باب الترشيح لتكريم البارزين في مكافحة الفساد إسماعيل طلاي |
احتجاجات في الخرطوم عقب إدانة طالب جامعي بالقتل العمد Posted: 29 Aug 2017 02:25 PM PDT الخرطوم ـ «القدس العربي» : شهدت الخرطوم، أمس الثلاثاء، تظاهرة احتجاجية عقب صدور قرار محكمة الخرطوم، بإدانة الطالب عاصم عمر حسن بتهمة قتل شرطي أثناء احتجاجات جامعية. وأصدر القاضي عابدين ضاحي، قراراً بإدانة عضو مؤتمر الطلاب المستقلين عاصم عمر حسن، تحت المادة 130 من القانون الجنائي (القتل العمد) وأرجأ إصدار العقوبة ليوم الرابع والعشرين من أيلول/ سبتمبر القادم لتخيير أولياء دم القتيل بين القصاص بإعدام حسن أو العفو والصلح. وردد المتظاهرون، الذي ساروا بعدد من شوارع وسط الخرطوم، هتافاتٍ ضد حكم المحكمة الذي وصفوه بـ»الجائر»، وردد آخرون هتافات مناوئة لنظام الرئيس عمر البشير، قبل أن تتمكن الشرطة من تفريق المظاهرة. واعتبر المحامي محمد الحافظ، عضو هيئة الدفاع عن المتهم، أن «هذا الحكم مفاجىء»، مؤكداً «الشروع في الطعن في الحكم وفقاً للعديد من النقاط القانونية من بينها التناقض الواضح في أقوال الشهود، وعدم تقديم أدلة واضحة». وأشار إلى «وجود عدة مراحل للاستئناف والمحكمة العليا وطلب المراجعة والمحكمة الدستورية وهي مراحل يمكن تصحيح مسار الدعوى فيها». حزب المؤتمر السوداني المعارض، شدد على براءة المتهم، مؤكداً أن «الاتهام عجز عن إقناع المحكمة بارتكاب الطالب للجريمة، مما جعل القاضي، وبدلاً من شطب القضية وإعلان براءة حسن، يلجأ إلى استدعاء شاهد المحكمة وهو شاهد تخلى عنه الاتهام لعلمه بعدم جدوى شهادته». وأضاف الحزب في بيان: «بهذا القرار ينقل النظام معركته مع حزبنا ومع القوى الوطنية لمربع آخر من مربعات المواجهة الشاملة التي نحن على أتم الجاهزية والاستعداد لخوضها». احتجاجات في الخرطوم عقب إدانة طالب جامعي بالقتل العمد صلاح الدين مصطفى |
إيران: فتح ملف الجانب العسكري للأنشطة النووية بمثابة موت الصفقة Posted: 29 Aug 2017 02:24 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: صرح مسؤولون أوروبيون وروس أنه لا بديل للاتفاق النووي بين الجمهورية الإسلامية ودول مجموعة «5+1»، وأن إلغاءه يتسبب أضراراً للأمن الدولي لا يمكن جبرانها، فيما اعتبر رئيس اللجنة النووية في مجلس النواب الإيراني والقيادي في الحرس الثوري، مجتبى ذو النور، إعادة فتح ملف الجانب العسكري للأنشطة النووية الإيرانية (المعروف بـ «بي أم دي») بأنه بمثابة موت الاتفاق النووي. وحسب وكالة «فرانس برس»، قال الرئيس الفرانسي، إيمانويل ماكرون، خلال كلمته أمام مؤتمر سفراء فرنسا حول العالم، إنه لا بديل للاتفاق النووي، وإن الجانب الدولي سيواصل مراقبة تنفيذه بشكل قاطع وكامل من قبل إيران. وأكد أن التوتر والمنافسة بين المملكة العربية السعودية وإيران، هما أحد أسباب اندلاع الأزمة الخليجية، وشدد الرئيس الفرنسي على ضرورة «عدم اختيار معسكرهم» ما بين السعودية وإيران، القوتين الكبريين المتخاصمتين في الشرق الأوسط. وأضاف أن مكافحة الإرهاب يجب أن تكون أولى أولويات الدبلوماسية الفرنسية، وقال إن اجتثاث الإرهاب يمر أيضاً عبر تجفيف مصادر تمويله، معلناً تنظيم مؤتمر للتعبئة ضد تمويل الإرهاب مطلع 2018 في باريس. ورأى أنّ لدى فرنسا هدفاً مشتركاً مع إيران وتركيا وروسيا، وهو دحر تنظيم الدولة، ومنع استخدام الأسلحة الكيميائية. وأوضح أنّ وزير الخارجية الفرنسي سيطلق اقتراحاً بخلق مجموعة تواصل حول سوريا خلال دورة مجلس الأمن المقبلة، قائلاً إن الأمن والاستقرار في سوريا والعراق ضرورة حيوية بالنسبة لفرنسا، مضيفاً «نريد أن ينتصر السلام في سوريا، وتبدأ مرحلة سياسية انتقالية». وعلى صعيد متصل، جددت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغريني، دعم الاتحاد للاتفاق النووي، قائلةً إن الصفقة مع إيران هي اتفاق بين طهران والمجتمع الدولي، وإن مجلس الأمن في الأمم المتحدة يدعمها. واعتبرت خلال كلمتها في مؤتمر السفراء الأوروبيين الاتفاق النووي أنه نهج مهم للغاية في النظام الدولي. وأعربت عن سعادتها لأنها «سمعت من الرئيس الإيراني، حسن روحاني، بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ملتزمة بهذا الاتفاق»، وقالت إن تصريحات روحاني لها أهمية كبيرة بالنسبة لهم في الاتحاد الأوروبي. وفي السياق، صرح نائب وزير الخارجية الروسي وكبير المفاوضين الروس، سيرغي ريباكوف، أن خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي سيتسبب بأضرار كبيرة للأمن الدولي والإقليمي، حيث لا يمكن تعويضها. وأضاف أن موسكو تعمل قصارى جهدها لإقناع واشنطن أن تبقى ملتزمة بتعهداتها في إطار الاتفاق النووي. وشدد على أن روسيا الاتحادية تعارض وبقوة أي تغيير في نص الاتفاق النووي، وأن جميع الأطراف المعنية بهذا الاتفاق عليها ألا تتخذ أي إجراء أحادي. وبعد خروج مستشاري الرئيس الأمريكي المعارضين للاتفاق النووي من البيت الأبيض قبيل زيارة وزير الخارجية الألماني، زيغمار غابريل، إلى الولايات المتحدة، أعلن الأخير أن الالتزام بالصفقة النووية مع إيران والأزمتين الخليجية والكورية من أهم أجندة مباحثاته مع نظيره الأمريكي، ريكس تيلرسون. وإلى ذلك، أكد رئيس اللجنة النووية في مجلس النواب الإيراني أن إعادة فتح ملف الجانب العسكري للأنشطة النووية الإيراني (ملف بي أم دي) بمثابة إعلان موت الاتفاق النووي. وعلّق القيادي في الحرس الثوري خلال حديثه مع وكالة مهر للأنباء التابعة لمنظمة الدعوة الإسلامية الإيرانية، على زيارة مندوبة أمريكا لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، إلى مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومحاولتها طرح موضوع تفتيش المواقع العسكرية الإيرانية المشبوهة بالنشاط السرية النووي، قائلاً إن أي قوة في العالم لا يمكنها إرغام الجمهورية الإسلامية الإيرانية على فعل شيء، وإن ما تقوم به إيران يستند إلى المبادئ والقيم والاستراتيجيات ومصالح الشعب. وتابع مجتبى ذو النور قائلاً إن شرط طهران للقبول بالاتفاق النووي كان إغلاف ملف الجانب العسكري للبرنامج النووي الإيراني (PMD)، وأن دول مجموعة «5+1» وافقت عليه أيضاً، وأنه تم إغلاق هذا الملف قبل توقيع الاتفاق النووي، مضيفاً أنه لا يمكن العودة إلى الوراء. وشدد على أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا يمكنها نقض تعهداتها، وأنه ومن هذا المنطلق إذا استطاع الأمريكان كسب الوكالة الدولية ومجموعة 5+1 إلى جانبهم وهذا ما يعد انتهاكاً صارخاً للاتفاق النووي، وأنهم سيواجهون رداً قوياً وجاداً من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وهدد بإعادة طهران النظر في مواصلتها تنفيذ الاتفاق النووي والبروتوكول الإضافي، وقال إن موافقة الوكالة الدولية للمطالب الأمريكية بتفتيش مواقع إيران العسكرية يعني موت الاتفاق النووي. ولفت رئيس اللجنة النووية في مجلس النواب الإيراني النظر إلى أنه «لهذا السبب نرى أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، غيَّر موقفه السابق بتمزيق الاتفاق النووي، واليوم يرى الأمريكان أن تمزيق الاتفاق النووي وموته لا يصبان بمصلحتهم، لأن إيران باستطاعتها اقتحام مجالات جديدة بسرعة عالية، ولا يمكنهم إعاقة حركتها». إيران: فتح ملف الجانب العسكري للأنشطة النووية بمثابة موت الصفقة محمد المذحجي |
موجة انتقادات رافضة لـ «رمي» خطر «الدولة» من لبنان إلى العراق Posted: 29 Aug 2017 02:24 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: ما إن وصلت الحافلات التي تقل مسلحي تنظيم «الدولة» (داعش) إلى منطقة البو كمال السورية، حسب اتفاق بين التنظيم و»حزب الله» اللبناني، حتى تعالت الأصوات في الداخل العراقي الرافضة لـ«رمي» خطر التنظيم من لبنان إلى العراق. ولا تبعد مدينة البو كمال، التابعة لمحافظة دير الزور السورية، سوى (8كم) فقط إلى الغرب من منفذ حصيبة الحدودي العراقي، التابع لمحافظة الأنبار الغربية. وأعلنت وحدة الإعلام الحربي، التابعة لجماعة «حزب الله» اللبناني، أمس الثلاثاء، وصول قافلة تقل مسلحين لتنظيم «الدولة» وعائلاتهم إلى مدينة البوكمال السورية، حسب اتفاق لوقف إطلاق النار بين التنظيم والحزب. وقالت وحدة الإعلام في بيان لها إن «القافلة غادرت الحدود اللبنانية السورية، الاثنين (أمس الأول)، برفقة قوة من الجيش السوري بموجب وقف لإطلاق النار دخل حيز التنفيذ يوم الأحد الماضي». ويرتبط العراق مع سوريا، من جهة الغرب، بحدود برية تمتد لمسافة (605) كيلومترات. وكتب الباحث والمختص في الشؤون الأمنية والجماعات المسلحة الدكتور هشام الهاشمي، على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، قائلاً: «البوكمال تعتبر امتداداً للقائم (قضاء تابع لمحافظة الأنبار، يبعد عن العاصمة بغداد 480 كم من الجهة الشمالية الغربية) ضمن الإدارة العسكرية الداعشية (ولاية الفرات)، وكل من يجرح ويستشهد من حرس الحدود العراقية على يد داعش فهو بسبب العمق السوري الذي سيقوى بهذا الاتفاق (بين التنظيم وحزب الله)». وحسب الهاشمي فإنه «لا يمكن الفصل بين داعش في العراق وسوريا، وكذلك لا يمكن لجهة أن تنهي داعش إلا بالتنسيق بين الروس والأمريكيين لإنهاء مرحلة داعش وما بعده (…) بتحالفات فاعلة غير هزيلة». وأضاف: «أما عن حصار الفصائل الإرهابية في الجبهة السورية في منطقتين؛ فهذا خيار تعمل عليه أمرييكا وحلفائها (…) بالتالي نسبة هذا التخطيط والعبقرية لفريق إيران مكابرة وبعيدة عن الواقع». وأشار إلى أن «داعش والنصرة وأحرار الشام وجند الأقصى والكتائب الشيشانية ظهرت في نيسان/ابريل 2013، فأين كانت أسطورة العسكري الإيراني وحلفائه». وفي منشور سابق للهاشمي، قال إن «الحليف الأناني الذي يرمي بخطر داعش من لبنان على العراق، والعراقيين دمروا ثاني أكبر مدينة من أجل مبدأ أن لا يهرب الدواعش ويتضرر الجار من خطر داعش، واللبنانيين والسوريين لم يقبلوا التضحية بقرى من أجل العراق». وتابع قائلاً: «جنودنا قادرون على سحقهم (عناصر التنظيم) مهما كان عددهم، لكن معنويا العراق يقاتل بالوكالة كما تريد إيران وحلفاؤها (…) قوة حزب تفعل ما تريد، وهو بقوة دولة لا يفعل إلا ما تريد إيران». كذلك اتهم النائب عن التحالف الوطني علي البديري، الحكومتين العراقية والسورية بالتآمر على الشعب العراقي والحشد الشعبي إثر سكوتهم على الصفقة التي حصلت بين حزب الله اللبناني و«داعش»، موجهاً رسالة إلى «حزب الله» مفادها «دماء شبابنا وشعبنا وحشدنا ليست أرخص من دماء اللبنانيين». وقال في تصريح لـ «السومرية نيوز»، إن «الاتفاق الذي حصل بين حزب الله اللبناني والحكومة السورية من جهة وتنظيم داعش الإرهابي من جهة أخرى، نعتبره بكل بساطة مؤامرة على العراق»، مبينا إن «شبابنا الذي ذهب للقتال في سوريا وقدم الدماء للدفاع عن المقدسات (…) تجازى من الحكومة السورية بنقل داعش إلى حدود بلدهم». وأضاف إن «جميع الأطراف التي شاركت في الاتفاق من حزب الله والحكومة السورية والحكومة العراقية والتحالف الدولي تتحمل المسؤولية الكاملة عن أي دماء جديدة ستسيل في مواجهة داعش بتلك المناطق»، متسائلا «أين طيران التحالف الدولي؟ ولماذا لم يعمل على ضرب تلك القوافل من الإرهابيين؟، وكيف تم الاتفاق بين طرفين بصفقة ضحيتها سيكون الشباب العراقي؟». وتأتي تصريحات البديري في وقت أعلنت قيادة عمليات الأنبار، أمس الثلاثاء، انطلاق عملية تفتيش واسعة لصحراء غربي المحافظة. وقال قائد العمليات اللواء الركن محمود الفلاحي، للمصدر ذاته، إن «قطعات من الجيش ضمن قيادة عمليات الأنبار باشرت بعملية تفتيش واسعة لصحراء غربي الأنبار، لتطهيرها من داعش وتدمير مقراتهم». وأضاف أن «عمليات التفتيش بدأت من منطقة الـ160كيلو مترارغرب الرمادي، وصولا إلى قضاء الرطبة وباتجاه الشمال لمسافة 100 كيلو متر إلى داخل قضاء الرطبة ووادي حوران». وحسب المتحدث الرسمي باسم هيئة الحشد العشبي، أحمد الأسدي، فإن «عدد مسلحي تنظيم الدولة الذين وصلوا إلى البوكمال خلال عملية نقلهم التي تمت تحت إشراف الجيش السوري، يقارب 700 عنصر»، مضيفا «نحتاج لساعات قليلة للقضاء عليهم». وأضاف في تصريح لموقع NRT عربية، «البوكمال أساساً يتواجد فيها تنظيم الدولة، ويتواجد أيضاً في الصحراء العراقية المقابلة للبوكمال، الذين سنقضي عليهم في العمليات القادمة ونغلق الحدود العراقية السورية بشكل كامل». وتابع : «نحن في الحشد الشعبي نستعد ونعد العدة لطرد كل عناصر داعش من العراق حتى لو جاءهم إمداد من خارج العراق»، مضيفا أن «سوريا تستخدم هذا الأسلوب في المفاوضات ومن ثم عملية نقل للمسلحين منذ عامين»، مبيناً أن «هذا الأسلوب لا يقتصر على تنظيم الدولة، بل حتى على مسلحي المعارضة المعتدلة». وأشار إلى أن «القوات العراقية تنوي حصر مسلحي الدولة في مناطق حدودية ثم القضاء عليهم جميعاً، وكذلك يفعل الطرف السوري». موجة انتقادات رافضة لـ «رمي» خطر «الدولة» من لبنان إلى العراق مشرق ريسان |
الحريري دافع عن تمام سلام… وباسيل رفض الإيحاءات: أوقفوا نسج الأخبار حول تهريب الإرهابيين Posted: 29 Aug 2017 02:23 PM PDT بيروت – «القدس العربي» : عاد الانقسام السياسي إلى لبنان بعد ساعات محدودة على انتهاء معركة فجر الجرود ضد تنظيم الدولة الإسلامية والتي تزامنت مع الكشف عن مصير العسكريين المخطوفين حيث تبيّن أنهم قتلوا في اواسط شباط 2015 ولم تقم السلطات اللبنانية بأي عملية مقايضة بينهم وبين سجناء اسلاميين في روميه ولم تسمح للجيش اللبناني بشن عملية فورية لانقاذ هؤلاء العسكريين عندما كانوا لا يزالون في بلدة عرسال وقبل نقلهم إلى الجرود. وفيما يتقاذف مواطنون عبر مواقع التواصل الاجتماعي الاتهامات حول المسؤول عن التقصير فيحمّلونها تارة لرئيس الحكومة تمام سلام وطوراً لقائد الجيش السابق جان قهوجي ، برز دفاع رئيس الحكومة الحالي سعد الحريري عن سلفه حيث قال عبر «تويتر»: «تمام سلام أعلى من ان تصيبه سهام المتحاملين. كنّا إلى جانبه وسنبقى… ولحد هون وبس». واضاف «ما بتذكّر ان المتحاملين على تمام بك سلام اليوم، انسحبوا من حكومته يومها احتجاجاً على ما يزعمونه الآن.» وردّت مصادر 14 آذار على خيار حزب الله بعقد صفقة مع «داعش» بدلاً من إكمال المعركة ضده فأوضحت «أن حزب الله اتخذ خيار ابرام صفقة مع داعش وأراد أن تطال مفاعيلها مباشرة عملية «فجر الجرود» التي يخوضها الجيش اللبناني في جرود رأس بعلبك والقاع، وتأكّد خلال اتصال أجراه الامين العام للحزب نصرالله برئيس الجمهورية العماد ميشال عون عشية اعلان وقف اطلاق النار، أن المؤسسة العسكرية لن تواصل معركتها على الارض، فور كشف مصير العسكريين المخطوفين، وهذا ما حدث». واشارت المصادر إلى « أن حزب الله لا يناسبه أن يحقق الجيش انتصاراً عسكرياً نظيفاً على التنظيم في الميدان، لأن من شأنه أن يظهر بهتان معارك «الحزب» في الجرود ويعوّم في المقابل صورة المؤسسة العسكرية في الداخل ويلمّعها «. وفيما سأل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عن «سر الصفقة بين حزب الله وداعش»، أسفت كتلة المستقبل «لبعض المواقف التي صدرت عن البعض والتي كان الهدف منها حرف الأنظار عن المعاني الحقيقية للنصر الذي حققه الجيش اللبناني، وللتغطية على السماح بفرار القتلة المجرمين». ورأت في بيان بعد اجتماعها امس « أن اللحظة التي يعيشها لبنان هي لحظة وطنية هامة يندمج فيها وبسمو كبير الفرح مع الحزن والألم. الفرح بتحرير الأرض والحزن على خسارة الشهداء الأبرار، كما والألم على الجراح التي تعرّض لها الجنود البواسل.والمؤسف أن هذا البعض، يحول سموّ هذه اللحظة الوطنية إلى ما يدعو إلى الفرقة والانقسام بدل الوحدة والتقارب تماماً كما جرى تضييع تلك اللحظة الوطنية التي كانت في نهاية عدوان تموز 2006. حيث يجب اغتنام مثل هذه الفرص الوطنية لتعزيز الوحدة الوطنية بين اللبنانيين وليس لزيادة حدة الانقسام والتباعد في ما بينهم، إذ ينصّبُ ذلك البعض أنفسهم ديّانين يطلقون أحكام التخوين لا لشيء إلاّ لأن الآخرين وهم الكثرة الكاثرة من اللبنانيين لا يوافقونهم الرأي على ما يقومون به». واستنكرت الكتلة «استنكاراً شديد اللهجة الموقف المخادع الذي اعتمده حزب الله تجاه الفصل الأخير من المواجهة التي خاضها ببطولة ومهنية عالية الجيش اللبناني ضد التنظيم الإرهابي داعش في جرود القاع وراس بعلبك. فلقد حاول الحزب وعبر حديث أمينه العام جرّ الدولة اللبنانية لتنسيق علني مع النظام السوري فيما يقوم الحزب والنظام السوري بالتفاوض مع داعش على جثامين شهداء الجيش اللبناني على هامش مفاوضاتهم لاسترجاع أسراهم وجثامين قتلاهم ومن هؤلاء جثمان الاسير التابع للحرس الثوري الايراني وذلك حسب ما اذاعته وكالة انباء فارس. والحزب في ذلك قد عقد مع داعش صفقة تبادل جثث مقاتليه مقابل تأمين حرية ومغادرة عناصر داعش التي ضَمَنَهَا مع النظام السوري والذي يبدو انه يتشارك مع حزب الله وداعش في الكثير من الأمور. علماً أنّ الحزب كان يعترض بشدة في السابق على أي نوع من انواع التفاوض لإطلاق العسكريين اللبنانيين في العام 2014». في المقابل، أكد رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل «أن البعض يحاول الايحاء بأن داعش وجبهة النصرة هما صنيعة حزب الله، وهذه المؤامرة الشيطانية مختلقة ومن نسج الخيال والرد هو باعترافات كبار المسؤولين بأن بعض الغرب وبعض الشرق هو من دعم المتطرفين». وقال باسيل بعد اجتماع «تكتل التغيير والاصلاح» «دعونا نحتفل بالنصر قبل أن تفرضوا علينا النزاع حوله ودعونا نودّع شهداءنا بكرامة بدل إغراقنا في محاولات الاستثمار بدمائهم.دعوا لبنان يزداد قوة بالالتفاف حول الرئيس القوي والجيش القادر بدل نسج الاخبار حول تهريب الإرهابيين». وأعلن باسيل «أن موقفنا معروف في مجلس الوزراء عام 2014 عندما رفضنا التمديد غير القانوني لقائد الجيش السابق «، سائلاً « هل فهمتم لماذا كنا نطالب بقائد جيش جديد يكون قادراً على تحمل مسؤولياته؟».وتعليقاً على الغضب الذي يعبّر عنه اللبنانيون ذكّر باسيل اللبنانيين «أن العسكريين استشهدوا عند السكوت والتقاعس عما حدث عام 2014». ورأى «أن مشروع الإرهاب سقط وعقبال مشروع النزوح ثم مشروع التوطين». في غضون ذلك، بدأ الجيش اللبناني عملية انتشار عند معبر مرطبيا وحليمة قارة ورفع العلم اللبناني فوق تلّة القريص على الحدود اللبنانية – السورية، بالتزامن مع تسلّمه المواقع المحررة من «حزب الله»، بعد انسحاب ما تبقى من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية ليل الاثنين من جرود رأس بعلبك والقاع والفاكهة للانضمام إلى القوافل المغادرة تنفيذاً لاتفاق «وقف النار والمبادلة» الذي توصل اليه «حزب الله» مع «داعش» وتقضي مرحلته الاخيرة باطلاق «داعش» اسيراً للحزب وتسليم جثتي مقاتلَين منه قضيا في البادية السورية، اضافةً إلى رفات ثالثة لعنصر في الحرس الثوري الايراني، بعد وصول قافلة الإرهابـيين إلى منطـقة ديـر الزور. وفي إنتظار صدور نتائج الحمض النووي لتحديد هوية الجثث الثماني الموجودة في المستشفى العسكري والتي اكد المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم «ان الرفات تعود للعسكريين والنتيجة العلمية التي ستقطع الشك باليقين ستصدر قبل نهاية الاسبوع»، واصل الجيش وعناصر من الامن العام لليوم الثاني على التوالي عمليات البحث في الجرود منذ الفجر عن جثمان الشهيد عباس مدلج الذي اعدمه تنظيم «داعش» استناداً لمعلومات موقوفين في سجن رومية. ووسط تضارب في المعلومات في شأن العثور عليه تم بعد الظهر الاعلان عن العثور على رفات في المحلة التي اعلن عنها عناصر «داعش» انها منطقة دفن الشهيد مدلج على ان يتم اجراء فحوصات الـDNA عليها للتأكد منها. الحريري دافع عن تمام سلام… وباسيل رفض الإيحاءات: أوقفوا نسج الأخبار حول تهريب الإرهابيين تقاذف اتهامات في لبنان وجعجع وكتلة المستقبل سألا عن سرّ الصفقة بين «حزب الله» و«داعش»؟ سعد الياس |
تقارير رسمية مغربية: ثلث النساء في المدن تعرضن مرة واحدة على الأقل للتعنيف في الأماكن العامة خلال عام فقط Posted: 29 Aug 2017 02:23 PM PDT الرباط – «القدس العربي»: قالت تقارير رسمية مغربية أنجزت في وقت سابق ونشرت أمس الثلاثاء إن «المرأة المغربية، ليس دائما بمقدورها، وفي المدن أكثر من البادية، ولوج الفضاءات العامة بكل أمان وطمأنينة والاستمتاع بها على قدم المساواة مع الرجال». وقال البحث الوطني حول انتشار العنف ضد النساء الذي أنجزته المندوبية السامية للتخطيط وهي هيئة رسمية، إلى أن «تقديم شكوى للسلطات المختصة من جانب الضحايا اللواتي تعرضن للعنف بهذه الأماكن يبقى ضعيفا». وتصنف مذكرة المندوبية الخاصة، العنف ضد النساء في الفضاءات العامة في المدن لسنة 2009، إلى «العنف بأشكاله جميعها الذي قد يمارس ضدهم بهذه الفضاءات»، و من أصل 5,7 مليون امرأة بالمدن تتراوح أعمارهن بين 18 و64 سنة، تعرضت 2,3 مليون امرأة من بينهن، أي ما يعادل 40,6 من مئة، في فضاء عام بمدينتهم لفعل واحد على الأقل يصنف ضمن أفعال العنف وذلك خلال فترة الإثنى عشر شهرا السابقة للبحث». وحسب المذكرة ذاتها، فإن العنف المعنوي يعد الشكل الأكثر شيوعا حيث أن 1,9 مليون امرأة، أي ما يقرب من ثلث النساء بالمدن، تعرضن مرة واحدة على الأقل لهذا الشكل من العنف. ويحتل العنف البدني الرتبة الثانية حيث بلغ عدد ضحاياه 808 آلاف ضحية أو ما يعادل 14,2 من مئة من النساء الحضريات. أما معدل انتشار العنف الخاص بانتهاك الحرية الفردية للمرأة أو العنف الجنسي غير المقرون بانتهاك حرمة جسدها (من دون لمس جسد المرأة) بالفضاءات العامة بالمدن فقد بلغا، على التوالي، ٪4,5 (427 ألف ضحية) و٪3,9 (372 ألف ضحية). ويرتفع معدل انتشار العنف ضد النساء بالفضاءات العامة من ℅25 تقريبا في صفوف نساء المدن اللواتي تتراوح أعمارهن بين 50 و64 و٪58,3 بين من هن أصغر سنا (النساء من الفئة العمرية 18-24). أما حسب شكل العنف، فتبقى دائما الشابات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 18 و 24 سنة الأكثر عرضة له. وهكذا، فإن معدل انتشار العنف النفساني في صفوفهن بلغ ℅51,1، مقابل٪18,2 للعنف البدني و٪8,8 للعنف الجنسي. أما بالنسبة للنساء الأكبر سنا (50-64 سنة)، فإن هذه المعدلات بلغت ٪15,1 و٪11,8 و٪1,9 على التوالي». وقالت إن «الزواج لا يكون دائما عاملا محصنا للمرأة ضد العنف في الفضاءات العامة ولكن يمكن اعتباره على الأكثر «عاملا مخففا». وقالت نتائج البحث ان معدل انتشار العنف بلغ لدى هذه الفئة٪33,4 مقابل٪46,3 لدى المطلقات و٪66,3 لدى العزبات. في حين يبلغ هذا المعدل ٪27 في صفوف الأرامل، على الأرجح بحكم عامل السن وأن معدل انتشار العنف بالفضاءات العامة أعلى لدى النساء اللواتي تتوفرن علی مستوى تعلیمي عال مقارنة مع غيرهن، كلما ارتفع مستوى تعليم النساء، زاد معدل انتشار العنف في صفوفهن. وتتراوح هذه النسبة ٪29 لدى النساء الحضريات اللواتي لم يسبق لهن ارتياد المدرسة، و٪40,6 في صفوف اللواتي تتوفرن على مستوى التعليم الابتدائي، و٪57,9 في صفوف من لديهن مستوى تعليمي عال. وأظهرت نتائج البحث أن اللباس له ارتباط بمستوى معدل انتشار العنف الذي يتغير حسب طبيعة الملابس التي غالبا ما ترتديها المرأة خارج المنزل. وأن الإعاقة لا تقي المرأة ذات الاحتياجات الخاصة من التعرض للعنف بالفضاءات العامة. وهكذا، فإن معدل انتشار العنف في الأماكن العامة بالمدن بين النساء السويات (اللواتي لا تعانين من أية إعاقة) لا يزيد إلا بمقدار 6 نقاط مئوية عن مماثله لدى النساء ذوات الاحتياجات الخاصة (℅40,8 مقابل٪34,7). وتتعرض النساء بالفضاءات العامة بالمدن للتحرش من دون الاعتداء على حرمة جسد المرأة (من دون لمس) في المرتبة الأولى ثم أفعال السب والشتم والإهانات ثم سرقة الأغراض الشخصية باستخدام القوة تليها الاعتداءات الجسدية (الصفع والضرب بمختلف أشكاله وغيرها) والاعتداء باستعمال أداة حادة أو مادة خطيرة والتهديد بالاعتداء باستعمال أداة حادة أو مادة خطيرة (مادة حمضية). وأظهر البحث أن غالبية مقترفي العنف في الفضاءات العامة هم شباب لا تتعدى أعمارهم 35 سنة كما أن أغلبية الضحايا هن شابات، وأن أغلب النساء يتكلمن مع أحد أفراد الأسرة عن حالة العنف التي تعرضن لها في الأماكن العامة. لكن في المقابل أبان البحث أن إبلاغ السلطات المختصة بهذه الحالات يبقى محدودا. تقارير رسمية مغربية: ثلث النساء في المدن تعرضن مرة واحدة على الأقل للتعنيف في الأماكن العامة خلال عام فقط |
هجمات لـ«الدولة» شمال تلعفر… وقتلى من «الحشد» في تفجير مزدوج Posted: 29 Aug 2017 02:22 PM PDT نينوى ـ «القدس العربي» ـ وكالات: انسحبت قطعات من القوات المشتركة العراقية، أمس الثلاثاء، من جنوبي ناحية العياضية، شمالي قضاء تلعفر، إثر تعرضها لهجمات مكثفة لتنظيم «الدولة» (داعش) فيما قتل 5 من عناصر «الحشد الشعبي» بتفجير مزدوج. وأوضح عبد الصمد أحمد الهاشمي، الرائد في الفرقة السادسة في الجيش العراقي، أن «تنظيم الدولة شنّ، هجمات مسلحة ميدانية، رافقتها هجمات بصواريخ الكاتيوشا والهاون عيار 80 ملم، على قطعات الجيش والحشد الشعبي، المتمركزة جنوبي العياضية (شمال غرب)». وأضاف، أن «الهجوم أسفر عن مقتل وإصابة مجموعة من الجنود، وإعطاب وتدمير عربات عسكرية مختلفة، دون تحديد حصيلة الخسائر، نظراً لاستمرار التوتر وفقدان أعداد من الجنود». وتابع أن «هجمات التنظيم أجبرت القطعات العسكرية على إيقاف توغلها بالمحور الجنوبي لبلدة العياضية (مركز ناحية العياضية)، والانسحاب مسافة كيلو متر نحو مواقعها الخلفية، لإعادة ترتيب صفوفها». ووصف هجمات التنظيم، خلال الساعات القليلة الماضية، بـ»النوعية»، وأرجع ذلك إلى «اقتراب تضييق الخناق عليه من المحاور كافة، ومواصلة التقدم نحو مركز العياضية». وأكد أن «نسبة الهجمات الانتحارية المستهدفة للقوات العسكرية في قضاء تلعفر تعد منخفضة جدًا، قياسًا بما تعرضت له في معركة الموصل». وهذا يعود، وفق المصدر لأسباب عدة، أبرزها «تكثيف الطائرات الحربية التابعة للتحالف الدولي والقوة الجوية العراقية عملياتها في سماء منطقة الاشتباكات، وتعاملها الفوري مع أي هجمات انتحارية، وفقدان التنظيم لخاصية إقناع عناصره بجدوى هكذا عمليات، وهم على علم بأن الحرب بها أو بدونها محسومة لصالح القوات المهاجمة». كذلك، قتل 5 من عناصر قوات «الحشد الشعبي» (الموالية للحكومة العراقية)، وأصيب 3 آخرون، بتفجير مزدوج لتنظيم «الدولة» الإرهابي، في ناحية العياضية. وقال مصطفى عبد العزيز الخالدي، النقيب في جهاز الرد السريع (يتبع لوزارة الداخلية)، إن «عبوة ناسفة متطورة الصنع، وصاروخًا، مزروعين على قارعة الطريق العام لناحية العياضية، انفجرا لدى مرور رتل لقوات الحشد الشعبي؛ ما أسفر عن مقتل 5 منهم، أحدهم قيادي، وإصابة 3 آخرين بجراح خطيرة، فضلاً عن تدمير العربة العسكرية التي كانوا يستقلونها». وأضاف أن «القوات نقلت جثث القتلى والجرحى إلى المشفى الميداني العسكري، وجرى أيضًا إجلاء العربة والمعدات العسكرية المتضررة من مكان الحادث، فيما واصلت القوات تقدمها نحو أهدافها في المنطقة». وتخوض القوات العراقية منذ 20 أغسطس/آب الجاري عمليات لاستعادة قضاء تلعفر، الواقع على بعد نحو 65 كيلومترًا غربي الموصل، فيما أعلن الجيش العراقي قبل يومين، تحرير مدينة تلعفر بالكامل من سيطرة «داعش»، في ظل استمرار العمليات العسكرية لتحرير بعض القرى وناحية العياضية. والمنطقة التي تستهدفها الحملة تتألف من مدينة تلعفر، مركز قضاء تلعفر، وبلدتي العياضية والمحلبية التابعتين للقضاء، فضلًا عن 47 قرية محيطة. في الموازاة، قال مكتب انقاذ المختطفين الإيزيديين في العراق، إن 5 نساء إيزيديات وشابة مسيحية كنّ مختطقات لدى تنظيم «الدولة»، تمكن من الهروب من قبضته، والوصول إلى أطراف ناحية العياضية في قضاء تلعفر (شمال). وأوضح مدير المكتب، حسين كورو قايدي، أن «المختطفات نجحن بالهروب خلال الساعات الـ24 الماضية، بعمليتين منفصلتين، من منطقة سيطرة داعش بقضاء تلعفر، والوصول للبيشمركه (قوات الإقليم الكردي شمالي العراق)». وأشار إلى أن «إحدى الناجيات الإيزيديات في الأربعين من عمرها، والأخريات تتراوح أعمارهن بين 14 إلى 20 عامًا، وهنّ من أهالي سنجار، فيما الناجية المسيحية تبلغ نحو 30 عامًا من العمر، وهي من أهالي قضاء الحمدانية (35 كلم شمال شرق الموصل)». وفي شأن متصل، أعلنت القيادة العامة لقوات «البيشمركه»، مقتل 130 عنصراً من تنظيم «الدولة»، خلال الـ72 ساعة الماضية. وقالت في بيان نشرته حول معركة تلعفر: «بعد الهزيمة التي مني بها إرهابيو داعش في معركة تلعفر والعياضية، حاولوا إيجاد منفذ لهم للفرار إلى سوريا، لكن بيشمركه كردستان كانت في كامل جهوزيتها، حيث وقع هؤلاء في كمائن البيشمركه في شمال تلعفر ومنطقة آفكني». وأشار البيان إلى أنه «بعد معارك شرسة استمرت 72 ساعة، أصيب الإرهابيون بهزائم وخسائر فادحة، ووقعت جثث 130 إرهابياً بيد البيشمركه، ولا يزال البحث عن مخلفات بقية الإرهابيين مستمراً». وأيضاً، أعلنت قوات البيشمركه، عن تمكنها من اعتقال 200 من عناصر «الدولة»، من بين النازحين من ناحية العياضية التابعة لقضاء تلعفر. وقال القائد في قيادة دهوك لقوات «البيشمركه» في محور زمار، الرائد سردار برواري، أن «قوات البيشمركه، ولدى تدقيق هويات النازحين، كشفت وجود 200 إرهابي تابع لتنظيم الدولة ضمن النازحين، وتم اعتقالهم والتحقيق معهم». ودعا زعيم ائتلاف «متحدون»، نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي، إلى تعزيز النصر في تلعفر بـ»ممارسات وقوانين وإجراءات تحقق العدالة والمساواة، وتفتح أفقاً واسعاً لمستقبل مضمون للعراقيين جميعاً». وطالب وفقاً لبيان، «اعتماد الخطط والأساليب الناجحة التي تم تنفيذها في تلعفر لتحرير المناطق المتبقية، عندها سيكون يوم الانتصار الشامل يوماً عراقياً يستحق أن يحتفل به العراقيون جميعا ويخلدونه في ذاكرتهم وتاريخهم كرمز لتوفر الإرادة الوطنية التي ترسخ القيمة العليا للمواطنة». ومع قرب انتهاء عمليات تحرير قضاء تلعفر بالكامل، تستعد «قوة تكتيكية خاصة» لخوض عملية عسكرية جديدة لتحرير قضاء الحويجة التابع لمحافظة كركوك. وكشفت مصادر على دراية، لـ«القدس العربي»، عن «إجراء قوة تكتيكية خاصة تدريبات خاصة، تمهيداً لمشاركتها في المعركة المقبلة، التي من المؤمل أن تكون في الحويجة». وطبقاً للمصادر، التي استقت معلوماتها من عناصر أمنية، فإن «هذه القوة تلقت تدريبات، على أيدي (الكاربنيري) الايطالي، والقوات الاسترالية والبريطانية، على الإنزالات على مواقع العدو، إضافة إلى القتال المشترك باستخدام الطائرات والزوارق والدبابات الأبرامز». ولم تُفصح المصادر عن المنطقة التي تجري فيها «القوة الخاصة» تدريباتها، مكتفية بالقول إن «التدريبات تجري في مناطق تشبه تضاريس مناطق الحويجة، مؤكدة إن القوة «ستنهي تدريباتها بعد عشرة أيام، لتضيف قوة جديدة إلى القوات المسلحة العراقية». هجمات لـ«الدولة» شمال تلعفر… وقتلى من «الحشد» في تفجير مزدوج |
الحكومتان العراقية والتركية ترفضان قرار مجلس كركوك ضم المحافظة لاستفتاء كردستان Posted: 29 Aug 2017 02:22 PM PDT كركوك ـ «القدس العربي»: أعلن مجلس محافظة كركوك، أمس الثلاثاء، ضم المحافظة المتنازع عليها، إلى عملية الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان عن العراق، المزمع إجراؤه في أيلول/ سبتمبر المقبل، وسط اعتراض من قبل الحكومة العراقية، تركيا، فضلاً عن المكونين العربي والتركماني. وقالت عضو مجلس محافظة كركوك هالة نور الدين «تم التصويت بالغالبية، بحضور 24 عضوا (من أصل 41) على مشاركة كركوك في الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان». وأشارت نور الدين إلى أن التصويت جرى بحضور محافظ كركوك نجم الدين كريم، وسط مقاطعة من قبل أعضاء المجلس العراقيين والتركمان. كما أشار إلى أن «حكومات بغداد تتحمل مسؤولية عدم تنفيذ المادة 140 من الدستور المتعلقة بالمناطق المتنازع عليها وضمنها كركوك». ووصف، نواب المحافظة من العرب الذين ينتقدون حكومة كركوك بـ«النفاق»، و«السعي لخلق أزمات في المحافظة». واعتبر أن «أعضاء المجلس الغائبين من العرب والتركمان عن الجلسة، كانوا يرغبون بالحضور إلى الجلسة، ولكن ضغوطا مورست عليهم من أجل مقاطعتها». وشدد على أن «مصير كركوك يقرره أبناء المحافظة»، عاداً «الكلام عن الدستور كلام فارغ». وحسب كريم «إعلان الدولة الكردية لن يتم بعد الاستفتاء فورا، بل تسبقه مفاوضات ضمن زمن محدد يتعلق بحقوق كل طرف، ومنها الديون الخارجية على العراق التي يتوقع أن تلقي بغداد 17٪ منها على الكرد، حسب نسبة حصتهم من الميزانية الاتحادية». وكان قد طلب من المجلس، إصدار قرار للطلب من مفوضية انتخابات الإقليم، شمول كركوك بعملية الاستفتاء على تقرير مصير إقليم كردستان. وعبّر عدد من أعضاء مجلس المحافظة خلال الجلسة، عن أسفهم لـ«عدم حضور ممثلي المكونات العربية والتركمانية في المجلس». وطلبت العضو العربي الوحيد التي حضرت الجلسة، تأجيل التصويت على قرار الانضمام للاستفتاء من أجل المزيد من الحوار بين مكونات المحافظة لكون الموضوع مصيريا، لكن غالبية الأعضاء الكرد طالبوا بإصدار القرار وعدم تأخيره. ووصف النائب عن المكون العربي في كركوك، محمد تميم، الخطوة بأنها «غير دستورية وغير قانونية»، مبيناً أن ذلك يمثل تصعيدا من قبل المحافظ والأحزاب الكردية. وقال في تصريح صحافي بعد انتهاء جلسة مجلس محافظة كركوك، إننا «نرفض هذه الخطوة بشكل قاطع لكونها غير دستورية وغير قانونية وتمثل خطوة تصعيدية أخرى تضاف لسلوكيات محافظ كركوك والأحزاب الكردية»، داعيا «الحكومة المركزية إلى التدخل في هذا الأمر بسرعة». وأيضاً، رفضت الجبهة التركمانية العراقية، القرار، وقال النائب في البرلمان العراقي والقيادي في الجبهة التركمانية، حسن توران، خلال مؤتمر صحافي عقده في كركوك، إن «إدارة كركوك وقائمة كركوك المتآخية، أثبتتا مرة أخرى، أنهما لم تعدا تعترفان بأي شراكة في المحافظة». ولفت إلى أنهما «تنتهجان نهجًا أحاديا انفراديا يضرب بعرض الحائط الدستور العراقي والقوانين النافذة، ويقحم كركوك في أتون صراعات قومية لن يجني منها أبناء المحافظة سوى المشاكل والخسران». وأضاف أن «قرار قائمة كركوك المتآخية بإشراك كركوك في الاستفتاء، مخالف للدستور ولا يوجد أي مسوغ دستوري وقانوني لإجرائه في المحافظة». وأكد أن «اتخاذ القرار بغياب المكونين التركماني والعربي يفقد القرار شرعية تمثيله لمكونات المحافظة». وتابع توران «إننا إذ نرفض قرار قائمة كركوك المتآخية جملة وتفصيلا، ندعو كل مواطني المحافظة لمقاطعة الاستفتاء تجنباً للآثار السلبية المترتبة على هذا القرار الخاطئ». وشدد على أن «التركمان سيلجأون إلى القضاء لنقض قرار القائمة مثلما فعلنا في قرار رفع العلم في المحافظة». وكانت الكتلتان العربية التركمانية في مجلس محافظة كركوك أعلنتا في بيان مشترك مقاطعة الجلسة لأن «جدول أعمال مجلس محافظة كركوك الأسبوعي والمقترح بتاريخ 29 آب/اغسطس الحالي أدرج موضوع طلب المشاركة في الاستفاء مع الإقليم وهذا الأمر ليس من اختصاص المجلس وهو موضوع سيادي يخص الحكومة الاتحادية والبرلمان، وهو مخالف لنص المادة الأولى والمادة 143 من الدستور العراقي، ولقانون الانتخابات الاتحادي». الحكومة العراقية سارعت إلى رفض قرار المجلس، واعتبر المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء، سعد الحديثي أن «كركوك جزء من المحافظات غير المرتبطة بالإقليم، وتشارك في الاجتماعات الدورية ومرتبطة إداريا وماليا بالحكومة الاتحادية». وأكد أن «أي خطوة تتنافى مع الدستور والقانون نرفضها رفضا قاطعا، لكونها أمرا غير صحيح وغير جائز ولا يمكن للمحافظات أن تنفرد باتخاذ قرارات بعيدا عن الحكومة الاتحادية». وجدد الحديثي موقف بغداد الرافض لإجراء الاستفتاء، قائلا إن «موقفنا بشأن إجراء الاستفتاء هو أنه غير دستوري (…) ونرفض إجراء هذا الاستفتاء سواء كان في إقليم كردستان أو المناطق الواقعة خارج حدود الإقليم المقرة في الدستور العراقي». كذلك، قالت الخارجية التركية إن قرار مجلس محافظة كركوك بشمولها في استفتاء الإقليم يعد انتهاكًا خطيرًا لدستور البلاد. وأوضحت في بيان أن القرار اتخذ وسط مقاطعة الكتلتين العربية والتركمانية. ووصف البيان الخطوة بأنها «حلقة جديدة في مسلسل الأخطاء»، وقالت إن الاستفتاء، المزمع إجراؤه في 25 سبتمبر/أيلول المقبل، خطأ بحد ذاته. ولفت إلى أن تركيا أبلغت الحكومة المركزية العراقية وسلطات الإقليم برأيها، وعبرت عن قلقها حيال القرارات التي اتخذها الإقليم. وأضاف البيان أن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أكد خلال زيارته إلى العراق، في 23 أغسطس/آب الجاري، ضرورة تخلي إدارة الإقليم عن الاستفتاء، وحذر خصوصا من مخاطر شمل المناطق المتنازع عليها فيه. واستذكر البيان قرار المحكمة الإدارية العراقية، في 17 أغسطس/آب الجاري، بخصوص عدم وجود أي صلاحية لمجلس محافظة كركوك، وللإقليم الكردي، فيما يتعلق بوضع المناطق المتنازع عليها. وأوضح أن مواصلة الإصرار على التحرك في هذا «الاتجاه الخطير» لن يخدم الإقليم ولا العراق، ولن يلقى قبولاً من المجتمع الدولي، ولن يساهم في تحقيق السلام والاستقرار للمنطقة في هذه المرحلة، التي تشهد تطورات حرجة. وفي السابع من حزيران/يونيو أعلن رئيس الإقليم مسعود بارزاني عن إجراء استفتاء في مناطق العراق الكردية في 25 أيلول/سبتمبر على إقامة دولة مستقلة. والاستفتاء، المزمع إجراؤه، غير مُلزم، بمعنى أنه يتمحور حول استطلاع رأي سكان المحافظات الثلاث في الإقليم الكردي، وهي: أربيل والسليمانية ودهوك، ومناطق أخرى متنازع عليها، بشأن إن كانوا يرغبون بالانفصال عن العراق أم لا. وأعربت الولايات المتحدة في أكثر من مناسبة عن قلقها من الاستفتاء، معتبرة أنه سيشكل انحرافًا عن الأولويات العاجلة، مثل هزيمة تنظيم «الدولة» وتحقيق استقرار البلاد. والسبت الماضي، ألمحت فرنسا على لسان وزير خارجيتها جان إيف لودريان، ووزيرة دفاعها فلورنس بارلي، في بغداد، إلى رفض الاستفتاء. الحكومتان العراقية والتركية ترفضان قرار مجلس كركوك ضم المحافظة لاستفتاء كردستان مصطفى العبيدي |
غوتيريش في مؤتمر مشترك مع الحمد الله: الأمم المتحدة وأنا شخصيا ملتزمون بحل الدولتين والاستيطان غير قانوني Posted: 29 Aug 2017 02:21 PM PDT رام الله ـ «القدس العربي» : في أول زيارة له للأراضي الفلسطينية المحتلة منذ تسلمه منصبه في يناير/ كانون الثاني الماضي، زار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش متحف ياسر عرفات في مدينة رام الله، والتقى مدير الشرطة الفلسطينية اللواء حازم عطا الله، وختم زيارته بلقاء مع رئيس الحكومة لفلسطينية رامي الحمد الله، في مقر رئاسة الوزراء وسط مدينة رام الله في الضفة الغربية. وتزامنت زيارة غوتيريش الأولى الى فلسطين مع غياب الرئيس الفلسطيني محمود عباس خارج فلسطين منذ أحداث المسجد الأقصى في يوليو/ تموز الماضي، في زيارة رسمية إلى تركيا. وبدأ زيارته لرام الله في متحف ياسر عرفات، حيث بدأ جولته بزيارة ضريح الشهيد ياسر عرفات، ووضع إكليلا من الزهور عليه، ومن ثم استقبله مدير المتحف محمد حلايقة للقيام بجولة تعريفية عن المتحف ومعاناة الفلسطينيين بداية من القرن العشرين. وعبر غوتيريش خلال زيارته عن إحساسه بمعاناة الفلسطينيين وبذل قصارى جهده في دعمهم وتحقيق الأمن و السلام . ورافق في زيارته لمتحف ياسر عرفات وفد من الأمم المتحدة، ومستشار الرئيس للعلاقات الدولية نبيل شعث، والسفير الفلسطيني للأمم المتحدة رياض منصور. وبعد الزيارة التقى الأمين العام مع مدير عام الشرطة الفلسطينية اللواء حازم عطا الله في مركز الخدمات الموحد، في مقر دائرة حماية الأسرة والأحداث، وأطلعه على عمل المركز المخصص لحماية الأطفال والنساء، الذي يوفر كافة الخدمات المساندة للنساء المعنفات. كما تطرق إلى الصعوبات التي تواجه عملهم وتحول دون تقديم أفضل الخدمات لضحايا العنف. وقام غوتيريش بجولة في المركز والتقى إحدى النساء المعنفات. وأعرب الأمين العام عن سعادته لوجوده في فلسطين، مشيدا بالإنجازات التي حققتها الحكومة والشرطة الفلسطينيتان على الوجه الخصوص، لما له أثر إيجابي على الفلسطينيين، ومؤكدا حرص الأمم المتحدة على المساهمة بتقديم كافة الإمكانيات المتاحة للارتقاء بهذه الخدمات الشرطية. وفي المؤتمر الصحافي المشترك أكد رئيس الوزراء الفلسطيني أن إفلات إسرائيل من العقاب وازدواجية المعايير التي يتعامل بها العالم معها، وعدم تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2334 الذي يؤكد عدم شرعية الاستيطان في فلسطين هو ما يجعل إسرائيل تصعد من عمليات الاستيطان وهدم البيوت والهجوم على الأقصى. وقال الحمد الله «أطلعت الأمين العام على المعيقات الاسرائيلية التي تواجه الفلسطينيين في البناء والتطور والنمو الاقتصادي خاصة في المنطقة «ج» حسب اتفاق أوسلو التي تبلغ 64 بالمئة من مساحة الضفة الغربية، وكيف تقوم بتصعيد حملة هدم البيوت وتستهدف المدارس على وجه الخصوص في هذه المنطقة». وأكد على رسالة القيادة الفلسطينية للعالم التي تقوم على أساس «تحقيق الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس المحتلة من خلال المقاومة السلمية والحراك الدولي من خلال الأمم المتحدة». ورأى أن هناك ضرورة لدعم المساعي الفلسطينية في الأمم المتحدة للحصول على العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة. وتطرق اللقاء حسب الحمد الله إلى المصالحة الفلسطينية وإعادة إعمار قطاع غزة واستعداد الحكومة الفلسطينية في حال تمت المصالحة لتسهيل إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية، مع ضرورة إيفاء الدول الصديقة والشقيقة بما تعهدت به في مؤتمر إعادة إعمار غزة. وأطلع رئيس الوزراء الضيف الأممي على تدهور الأوضاع فيما يتعلق بالاعتقالات المستمرة خاصة للأطفال الفلسطينيين، وكذلك لمعاناة الأسرى خاصة العزل الانفرادي. وجدد مطالبة الأمم المتحدة بتوفير الحماية الدولية للأرض والشعب الفلسطيني، وإلزام إسرائيل بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي. وطالب بخطوات جدية وفاعلة لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة، ودعا للضغط على إسرائيل لفك الحصار عن قطاع غزة. كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة لمواصلة دعم وتحمل المسؤولية تجاه اللاجئين الفلسطينيين دون المساس بحقهم في العودة وتقرير المصير. وأكد في معرض إجابته عن أسئلة الصحافيين «أهمية موضوع المصالحة الداخلية الفلسطينية خاصة وأن الجميع في مختلف دول العالم تسألنا مع من نتفاوض»، معربًا عن أمله أن تستجيب حركة حماس لمبادرة الرئيس الفلسطيني. وختم حديثه لغوتيريش بالقول «نعول على الأمم المتحدة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، آخر وأطول احتلال في العالم». وأضاف «على الجميع أن يعملوا بشكل سريع لإنقاذ السلام، فحل الدولتين يتلاشى على الأرض». وقال الأمين العام للأمم المتحدة «أريد أن أعبر عن الالتزام الكامل للأمم المتحدة، وكذلك التزامي الشخصي، لتنفيذ حل الدولتين، فلا توجد خطة بديلة غير حل الدولتين وهو السبيل الصحيح لإحلال السلام». وأضاف «سنبذل كل ما في وسعنا للعمل في هذا الاتجاه وهذا يعني بالضرورة إزالة العقبات التي تعترض طريق تنفيذ هذا الحل». وأعلن صراحة «وجود خلاف بين الأمم المتحدة وإسرائيل خاصة وأن إحدى أهم العقبات أمام حل الدولتين هي قضية الاستيطان الذي يعتبر غير شرعي طبقا للقانون الدولي، وهذه المستوطنات يجب أن تزال فهي عقبة رئيسية». وأكد على «ضرورة البدء بعملية تفاوض جدية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على مبدأ حل الدولتين، بالتوازي مع تحسين ملحوظ لحياة الفلسطينيين من النواحي الاقتصادية والاجتماعية، وهي أمور لن تكون بديلاً عن حل الدولتين لكنها خطوات إضافية ضرورية وتعد من منافع السلام التي يجب أن يشعر بها عامة الفلسطينيون كي يساهموا في صنع السلام. وعبر عن قلقه من الوضع الإنساني في قطاع غزة، مؤكدا دعم الأمم المتحدة لنشاطات الاونروا وإعادة الإعمار. كما أبدى دعمه لجهود الرئيس الفلسطيني محمود عباس فيما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية وتوحيد الضفة الغربية وقطاع غزة تحت حكومة واحدة وسلطة واحدة. غوتيريش في مؤتمر مشترك مع الحمد الله: الأمم المتحدة وأنا شخصيا ملتزمون بحل الدولتين والاستيطان غير قانوني من فادي أبو سعدى |
«هيئة تحرير الشام» تعاني ضعف في التمويل واستقطاب للمقاتلين… الأسباب والدوافع Posted: 29 Aug 2017 02:21 PM PDT إدلب – «القدس العربي»: يذهب البعض الى أن هناك ظاهرة في أوساط الفصائل وهي انتماء كثير من عناصر تلك الفصائل إلى «هيئة تحرير الشام»، بينما يرى آخرون أن هذا أمر لا يقتصر على الذهاب باتجاه «تحرير الشام»، بل هو تنقل متبادل بين كل الفصائل وهذه هي الظاهرة المميزة للإنتماء الفصائلي في مناطق المعارضة السورية. وحول الأسباب التي جعلت الانتماء لـ»هيئة تحرير الشام» يتزايد، يعتبر الصحافي السوري قتيبة ياسين، أن انجذاب المقاتلين لهيئة تحرير الشام يرجع لأمور منها «التنظيم الجيد وشراسة القتال وشدته ضد النظام، والمواجهة لغير الأجندة الخارجية وهذا كله يلعب دوراً في الاستقطاب». ويؤكد الصحافي السوري في لقاء مع «القدس العربي»، أن هذا الأمر طبيعي في كل الصراعات الفكرية التي تحشد مؤيدها وعناصرها في كل صراع الجميع يميل لصاحب السطوة، والاستقطاب يكون باتجاه اليمن، فمثلًا تجد الأكراد المعتدلين السورين خسروا، أما المسيطرون فهم الأكراد الأكثر تشدداً والأكثر تطرفاً، كذلك عند الأسد، والأمر نفسه في المناطق المحررة فكل يدعي أنه وحده من ينصر القضية، فالتمويل عند الهيئة ليس بهذا السوء والفارق ليس بكثير، والتمويل ليس هو الوحيد الجاذب بل هناك أمور أخرى». وفي هذا الصدد، يقول الناشط المقرب من الفصائل الثورية محمد الأمين لـ»القدس العربي»: إن هيئة تحرير الشام هي من أكثر الفصائل المعارضة دعمًا، وهي أغنى فصيل على الإطلاق . ويضيف، «كلما كان التمويل أفضل فإنه يجلب أتباعاً أكثر، كما أن المنهج له دور، فالمهاجرون كلهم بسبب المنهج يذهبون للفصائل الجهادية مثل التركستان إذ يتم اختيارهم من أصحاب التوجه السلفي». من جهته، يرى الناشط المقرب من هيئة تحرير الشام الاسيف عبد الرحمن، أن هيئة تحرير الشام تخاطب الضمير الشرعي الفطري عند العناصر، وهذا يشكل عامل جذب لديهم، كما يرى أن تحرير الشام منذ كانت جبهة النصرة مروراً بفتح الشام إلى هيئة كانت ومازالت تعمل على تربية العناصر تربية إسلامية تحاكي فطرتهم من دفع الظلم والعيش بكرامة وإلى جانب ذلك لامست عبر التوعية الشرعية قلوب الشباب وحركت فيهم الحمية الدينية والحلم الجهادي. وأكد أن هناك اختلافاً بين تنظيم الدولة وهيئة تحرير الشام في استخدام التجييش وبث الحماسة في نفوس الأتباع، «هناك نقاط اختلاف بين تنظيم الدولة والهيئة كثيرة، منها أن الهيئة عملت على التدرج مما ساهم في إيصال رسالتها بشكل جيد للمسلمين وراعت الظروف وعملت بالمصلحة، مما جعلها قريبة من المسلمين أكثر من التنظيم». وحول الأسباب التي جعلت هؤلاء المقاتلين يذهبون إلى هيئة تحرير الشام ويتركون فصائلهم يقول القيادي في حديثه لـ»القدس العربي»: «كثير من الفصائل ضمت الشباب تحت اسم ثورة فقط مما جعلهم يرون يوماً بعد يوم أن الثورة تباع من الفصائل باسم الثورة أحياناً وأحياناً عبر الرضوخ للدول الداعمة، فدخل الشباب في تلك الفصائل بحالة اضطراب نفسي وتململ وعدم الثقة بالفصيل الذي هم فيه باستثناء عناصر الهيئة الذين تعلموا أن الثورة هي جزء من الصراع وليس كله وأن حقيقة انتصار الثورة يعتمد على فصيل ليس له تبعية خارجية وقراره من عنده». وأضاف أن الكل بات الكل يدرك أن التبعية تأتي من وراء المال المشروط «الدعم»، وفي الوقت نفسه تلك الفصائل المدعومة برغم عتادها وعددها وأموالها إلا أن غالبها عاجز عن فتح معركة عسكرية إما بأمر خارجي أو بسبب الترهل العسكري النفسي لدى مقاتلي الفصيل وركونهم للراحة، هذا أحد أهم الأسباب التي جعلت الشباب الصادق يقفون وقفة جادة بعد مرور سنوات من الثورة تكشفت فيها كثير من الأوراق، فكانت بمثابة فرز في الساحة من يريد نصر الثورة ذهب إلى الذي يقاتل النظام ، ومن يريد العيش وسد الحاجة ذهب للفصائل التي تدفع رواتب مغرية أو كافية لحاجاته. وأكد أن الكثير من عناصر الفصائل هم صادقون ومتحمسون لقتال النظام وهذا في كل الفصائل موجود، و»مازال هناك شرفاء يريدون اللحاق بمن ينصر ثورتهم، وهذا يفسر سرعة ذوبان الفصائل التي تدخل في قتال مع الهيئة كما حصل مؤخراً مع أحرار الشام حيث بايع الكثيرين الهيئة حتى قبل أن يصل الخطر إليهم وبقوا لليوم فيها برغم أنه ظهر من يقول أنهم أكرهوا على البيعة لكن جاء في آخر إتفاق معلن بين الهيئة والأحرار أن من يرغب بالعودة للأحرار فله ذلك». وفي السياق ذاته، يعتبر الناشط الثوري غسان محمد أن هيئة تحرير الشام تمارس ضغوطاً على كثير من المقاتلين الذي ينتمون للفصائل على حد قوله، «تحرير الشام تقوم بسياسة اما معي او انت ضد الجهاد ومع من يبيع الثورة وهذا ابتزاز». وأوضح في لقاء مع «القدس العربي»، أن هناك أسباباً جعلت كثيراً من عناصر الفصائل الذهاب إلى هيئة تحرير الشام «الضغط من خلال المداهمات وغيرها وهذا يجعل الشباب يذهب باتجاهم تجنبًا لهذه المداهمات والاعتقالات، ومن الأسباب الأخرى أن هؤلاء العناصر لدى الفصائل لا يريدون قتال الهيئة وبالتالي هم يفضلون الجلوس في بيوتهم أو مبايعة تحرير الشام، كما أن فشل الفصائل في حماية عناصرها من الاعتقال والابتزاز جعلهم يفضلون تحرير الشام، ومن الأسباب أيضاً التنظيم الجيد عند الهيئة واتباعها إدارة في كيانها، وهذا لا يتواجد في الفصائل فهناك عشوائية في التعامل مع العناصر. «هيئة تحرير الشام» تعاني ضعف في التمويل واستقطاب للمقاتلين… الأسباب والدوافع سلطان الكنج |
حبس 16 متهماً مصرياً وإخلاء سبيل قوة الترحيلات في واقعة هروب «كتائب حلوان» Posted: 29 Aug 2017 02:20 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: قررت نيابة حوادث جنوب القاهرة الكلية، أمس الثلاثاء، حبس 16 متهما 4 أيام على ذمة التحقيقات، في واقعة هروب محبوسين في القضية المعروفة إعلاميا بكتائب حلوان، أثناء ترحيلهم من مقر المحاكمة المنعقدة في أكاديمية الشرطة إلى منطقة سجون طرة. ووجهت النيابة للمتهمين 3 اتهامات هي «مساعدة سجناء على الهرب من تهمة عقوبتها الإعدام، ومقاومة السلطات، وإتلاف المال العام، وكلفت النيابة العامة الأمن الوطني بسرعة التحريات حول الواقعة وسرعة ضبط المتهمين الهاربين». وأمرت النيابة بإخلاء سبيل لواء شرطة و6 ضباط آخرين و8 أمناء شرطة، بضمان وظيفتهم من ديوان قسم الشرطة، على ذمة التحقيقات التي تجريها نيابة الحوادث معهم، لاتهامهم بالتسبب بالإهمال في هرب محبوسين أثناء ترحيلهم من مقر المحاكمة المنعقدة في أكاديمية الشرطة في القضية المعروفة إعلامياً بكتائب حلوان إلى منطقة سجون طرة مساء الأحد. وأسندت النيابة في تحقيقاتها إلى الضباط المتهمين، اتهامات بالتسبب بالإهمال في هرب محبوسين. ونفى الضباط المتهمون الاتهامات المسندة إليهم، وقالوا إن رقيب الشرطة الذي كان من المفترض أن يجلس في المكان المخصص له في سيارة الترحيلات من الخلف، ترك مكانه وجلس بجوار السائق، وكان نتيجة تركه مكانه استطاعة المتهمين الهرب. وقال مدير إدارة الترحيلات، الذي تم الاستماع إلى أقواله كشاهد في القضية، إن الضباط المتهمين في التحقيقات، تقع عليهم مسؤولية هرب المتهمين في قضية «كتائب حلوان». وأوضح أنه كان يجب عليهم التأكد من غلق باب سيارة الترحيلات المخصص لإدخال المحبوسين الذين يتم ترحيلهم، ووجود رقيب الشرطة في السيارة من الخلف وعدم تركه يجلس في «كابينة» السيارة. وشهد الأحد الماضي واقعة هروب متهمين اثنين في القضية المعروفة إعلاميا بـ «كتائب حلوان»، أثناء ترحيلهم إلى سجن طرة على طريق» اوتوستراد المعادي». وأوضح مصدر أمني أن الهاربين الاثنين هما عبد الوهاب مصطفى محمد مصطفى 34 سنة، تاجر دواجن، مقيم في شارع رايل في حلوان، ومحمود أبو حسين محمد فراج، 32 سنة، دبلوم تجارة، مقيم في 17 شارع عبد العليم في عرب غنيم في حلوان. ونجحت قوات الأمن المرافقة لسيارات الترحيلات في إفشال عملية هروب جماعي أثناء ترحيل 20 من 147 من المتهمين بالقضية المعروفة إعلاميا بـ«كتائب حلوان». و تمكن 7 متهمين من الهرب أثناء عودتهم من مقر محاكمتهم في أكاديمية الشرطة إلى محبسهم في سجن طرة، ونجحت القوة المرافقة في السيطرة على 5 منهم، بعدما أصابت أحدهم بطلق ناري، فيما لا يزال متهمان اثنان هاربين. وترجع قضية «كتائب حلوان» إلى اتهام قرابة 215 فردًا في الفترة من الـ 14 من أغسطس/ أب 2013 حتى الـ 2 من فبراير/ شباط 2015 في محافظتي القاهرة والجيزة، بتوليهم قيادة جماعة أسست على خلاف أحكام القانون، الغرض منها الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين، ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها، والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين، والحريات والحقوق العامة التي كفلها الدستور والقانون، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي. حبس 16 متهماً مصرياً وإخلاء سبيل قوة الترحيلات في واقعة هروب «كتائب حلوان» |
شراكة موريتانيا مع السعودية تتوسع بتوقيع اتفاقيات قروض ميسرة Posted: 29 Aug 2017 02:20 PM PDT نواكشوط – «القدس العربي»: بدأ التعويل الموريتاني على الدعم المالي السعودي الذي بذلت موريتانيا في سبيله جهودا سياسية وديبلوماسية كبيرة، بدأ هذا التعويل يعطي ثماره، بعد أن تمخضت زيارة يوسف البسام نائب رئيس الصندوق السعودي للتنمية لنواكشوط أمس عن توقيع ثلاث اتفاقيات قروض ميسرة بغلاف مالي إجمالي يصل إلى 135 مليون دولار أمريكي موجهة لتمويل مشروعات تخص قطاعات الزراعة والطاقة والطرق. ونصت الاتفاقيات الموقعة على تمويل مشروع الربط الكهربائي بين العاصمة نواكشوط ومدينة الزويرات العاصمة المنجمية الموريتانية، كما تضمنت تمويل مشروع إنشاء الطريق الرابط بين الطريق الوطني رقم 1 (نواكشوط، اكجوجت، بنشاب)، والطريق الوطني رقم 4 (نواكشوط، نواذيبو)، كما تضمنت تمويل مشروع توسعة قناة كوندي. وأكد إبراهيم البسام «أن التعاون السعودي مع موريتانيا في مجال المشروعات الإنمائية يعود لأكثر من 35 سنة»، مبرزا «أنه بتوقيع هذه الاتفاقيات يصبح عدد المشروعات التي يساهم الصندوق في تمويلها قروض ومنح ميسرة، 38 مشروعا تغطي القطاعات جميعها». وشدد على «حرص العربية السعودية على مواصلة دعمها للحكومة الموريتانية في إنجاز مشروعات إنمائية في مختلف القطاعات من أجل استكمال البنى التحتية، في إطار اقتصاد وطني متكامل يتلاءم مع تحقيق الرفاه للشعب الموريتاني». وأوضح وزير الاقتصاد الموريتاني المختار ولد أجاي « المشروعات التي وقعت حولها الاتفاقيات ستساهم في إمداد مناطق التعدين الكبرى والمناطق السياحية بطاقة كهربائية رخيصة ونظيفة، وكذا فك العزلة عن التجمعات السكانية الواقعة على الطريق الذي سيتم انجازه لربط بنشاب ونواكشوط ونواذيبو، إضافة إلى تعزيز الأمن الغذائي عبر تحسين الانتاج والرفع من مردودية قناة كوندي». والتقى إبراهيم البسام الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بعد توقيعه الاتفاقيات، وأكد في تصريح صحافي: «أن مقابلته للرئيس الموريتاني تركزت على دور الصندوق في تنفيذ برامج التنمية في موريتانيا، كما تطرقت للاتفاقيات الثلاث التي وقعت وشملت مجالات انمائية تتعلق بالطاقة الكهربائية والزراعة والطرق». وقال: «سيستمر الصندوق في دعم مشروعات التنمية في موريتانيا وسينظر في الطلبات المقدمة له في إطار الأولويات التي تحددها الحكومة الموريتانية». وتأتي زيارة إبراهيم البسام لموريتانيا ثلاثة أشهر بعد اصطفاف الحكومة الموريتانية مع السعودية في أزمتها مع قطر، حيث قطعت حكومة نواكشوط علاقاتها الديبلوماسية مع الدوحة في السادس يونيو/حزيران الماضي، متهمة «دولة قطر بالعمل على تقويض المبادئ التي تأسس عليها العمل العربي المشترك، ونشر الفوضى والقلاقل في العديد من البلدان العربية». وكان الرسميون السعوديون قد احتفوا كثيرا، وبشكل غير مسبوق، بالرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز خلال زيارته الرسمية التي أداها للمملكة العربية السعودية في شهر أبريل/نيسان 2016، حيث استقبله الملك سلمان واصطف على باب غرفته وزراء المالية والدفاع والزراعة والنقل في الحكومة السعودية وقابله رئيس شركة «سابك» السعودية العملاقة. وكانت هذه الزيارة مناسبة لاستعراض ما وعد به السعوديون من قبل بخصوص توجيه استثمارات ضخمة إلى موريتانيا بملايين الدولارات، لتنفيذ مشروعات مهمة في مجالات البنى التحتية والزراعة والتعليم والتكوين المهني، مقابل قيام الجانب الموريتاني بخطوات سياسية ودبلوماسية تدعم الموقع السعودي في منطقة الخليج وعلى المستويين العربي والدولي. وترتاح السلطات السعودية عظيم الارتياح لاصطفاف الرئيس الموريتاني السريع إلى جانب التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن ضد الحوثيين الشيعة وضد الهيمنة الإيرانية على شبه المنطقة. يذكر أن العلاقات الموريتانية السعودية شهدت منذ إقامتها عام 1972م حالات مد وجزر حيث عرفت فتورا طويلا بعد وقوف الرئيس الموريتاني الأسبق معاوية ولد الطايع عام 1990 في حرب الخليج إلى جانب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. ثم قامت الحكومة السعودية عام 2007 بتنشيط العلاقات مع موريتانيا برفع مستوى تمثيلها الدبلوماسي في نواكشوط لدرجة سفير. وشكلت الزيارة التي قام بها لموريتانيا في شهر نيسان/ أبريل من العام قبل الماضي، نائب وزير الخارجية السعودي الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز وهو أرفع مسؤول سعودي يزور موريتانيا منذ عقود، مؤشرا آخر على تحسن كبير في العلاقات بين الرياض ونواكشوط. وأشرف الأمير السعودي خلال تلك الزيارة، على وضع الحجر الأساس لمشروع جامعة جديدة شمال العاصمة نواكشوط بتكلفة ثلاثين مليون دولار أمريكي. وذكرت تقارير رسمية سعودية أن حجم الدعم السعودي للتنمية في موريتانيا بلغ 111 مليار أوقية (1 دولار= 350 أوقية)؛ قدم على شكل قروض ومنح وهبات. شراكة موريتانيا مع السعودية تتوسع بتوقيع اتفاقيات قروض ميسرة |
وزير الداخلية الاسباني: السلطات المغربية اعتقلت ثلاثة أشخاص لهم علاقة بهجمات كتالونيا Posted: 29 Aug 2017 02:19 PM PDT الرباط – «القدس العربي»: أكد المغرب وإسبانيا تعاونهما لمكافحة الإرهاب في ظل المسؤولية والثقة المتبادلة بعد تصاعد العمليات الإرهابية في عدد من المدن الأوروبية التي ينفذها مغاربة وكان آخرها عملية برشلونة الإرهابية. وأكد وزير الداخلية المغربي عبد الوافي لفتيت، أمس الثلاثاء، أن المغرب وإسبانيا يرتبطان بشراكة أمنية مبنية على المسؤولية المشتركة والثقة المتبادلة وأشاد في ندوة صحافية مشتركة مع نظيره الإسباني خوان إغناسيو ثويدو عقب لقاء عمل أجراه الوزيران في الرباط حول التحديات الأمنية التي تواجه البلدين، "بالمستوى العالي والنموذجي للتعاون الأمني بين البلدين، الشيء الذي مكنهما من بناء شراكة أمنية مبنية على المسؤولية المشتركة والثقة المتبادلة". وقال المسؤول المغربي: إن التنسيق بين الأجهزة الأمنية للبلدين مكن من تفكيك العديد من الخلايا الإرهابية بكل من المغرب وإسبانيا، موضحا أنه فيما يخص التحريات الجارية، فإنها تعرف أيضا تعاونا تاما من طرف المصالح الأمنية المغربية ونظيرتها الإسبانية وجدد تأكيد التضامن اللامشروط والاستنكار الشديد للأعمال الإجرامية التي استهدفت برشلونة مؤخرا. وأشار إلى أن لقاء الطرفين "اتسم بالصراحة والجدية في تناول القضايا المتعلقة بحماية بلدينا من التهديدات الإرهابية والهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة بصفة عامة". وقال لفتيت: إن التعاون الأمني بين البلدين تؤطره مجموعة من الاتفاقيات الثنائية، يتم تفعيلها عبر آليات العمل المشترك والتنسيق المستمر، مشيدا بالدور الفعال الذي تضطلع به مراكز التعاون الأمني المغربي الإسباني بكل من طنجة- المتوسط والجزيرة الخضراء، وعمل ضباط الاتصال والدوريات البحرية المشتركة، من دون إغفال الفريق المشترك للتحليل والمعلومات في مجال مكافحة تهريب المخدرات عن طريق الطائرات الخفيفة ونوه بالعمل الجبار الذي تقوم به المصالح الأمنية من أجل حماية المملكة من الهجمات الإرهابية. وأقر وزير الداخلية الإسباني خوان إغناسيو ثويدو بمسؤولية بلاده في ارتماء الشباب المغربي في أحضان الجماعات الإرهابية والتطرف، حين قال: «برغم أن منفذي الهجمات الأخيرة ينحدرون من أصول مغربية، إلا أنهم ترعرعوا وولدوا في إسبانيا». وقال: إن التحقيقات في هجوم برشلونة لازالت متواصلة وتعرف تنسيقا مع الجانب المغربي، مشيرا إلى أنه منذ أن قررت الرباط ومدريد الرفع من مستوى تنسيقهما الأمني في السنوات الأخيرة، تم القيام بـ 12 عملية مشتركة مكنت من تفكيك العديد من الخلايا الإرهابية في كلا البلدين. وكشف المسؤول الإسباني عن أن السلطات المغربية اعتقلت ثلاثة أشخاص لهم علاقة بالهجمات الإرهابية في برشلونة وكامبريلس، أحدهم اعترف بأنه «كان يعتزم تنفيذ مهاجمة المصالح الإسبانية في الرباط»، وقامت باستجواب العديد من أفراد عائلة المغاربة الذين تورطوا في التخطيط وتنفيذ الهجوم، للوصول إلى معلومات إضافية أو لمعرفة إن كان هناك أشخاص آخرون ضمن الخلية الإرهابية التي جرى تفكيكها. وزير الداخلية الاسباني: السلطات المغربية اعتقلت ثلاثة أشخاص لهم علاقة بهجمات كتالونيا |
غسان سلامة: الأمم المتحدة ستطرح خطة عمل بشأن الأزمة الليبية الشهر المقبل Posted: 29 Aug 2017 02:19 PM PDT نيويورك (الأمم المتحدة) – «القدس العربي»: أعلن غسان سلامة، الممثل الخاص للأمين العام في ليبيا، في إحاطته الأولى أمام مجلس الأمن الدولي منذ توليه منصبه قبل شهر: أن الأمم المتحدة ستطرح خطة عمل بشأن الأزمة الليبية في اجتماع رفيع المستوى بالجمعية العامة الشهر المقبل. وأكد أن أي جهد يجب أن يكون بقيادة وملكية ليبية، وقال: إن الأمم المتحدة تعمل من أجل دعم الليبيين لا لتحل مكانهم، وكان سلامة يتحدث لأعضاء المجلس عبر دائرة متلفزة من مقر البعثة في طرابلس: «أشعر بالسعادة للتحدث معكم من مجمع بعثة الأنسميل في طرابلس. وجودي هنا يهدف إلى تأكيد عزم البعثة وعزمي الخاص على العمل بأقرب شكل ممكن مع الليبيين داخل ليبيا». وتطرق سلامة إلى مشاوراته مع مختلف الأطراف الليبية وبأنحاء ليبيا. وقال: إنه مقتنع بأن الالتزام بالاتفاق السياسي الليبي يجب ألا يمنع من التواصل مع الليبيين كلهم بغض النظر عن وضعهم أو مواقفهم السابقة والحالية، مؤكدا أهمية المصالحة بين الجميع. وقال: إنه أعطى أولوية خاصة، في مشاوراته الخارجية، لدول الجوار وأضاف: إن تلك الدول ومختلف المناطق الأخرى ستستفيد من تحقيق الاستقرار والسلام في ليبيا. وذكر بأن تحقيق الاستقرار الدائم في ليبيا يتطلب معالجة الوضع السياسي بقضاياه الرئيسية التي تهيمن على الساحة، ومنها الذكرى الثانية للاتفاق السياسي الليبي في 17 من كانون الأول/ ديسمبر. وقال: إن هناك عدم يقين بشأن ما يعنيه انتهاء الفترة الانتقالية، وفق ما ورد في الاتفاق. وقال: إن إحدى المهام الرئيسية الآن تتمثل في المساعدة على بناء توافق بين الليبيين حول المعنى القانوني والسياسي لهذا التاريخ. وذكر أن الفراغ المؤسسي، في هذا الوقت الحرج، لن يخدم مصالح ليبيا. القضية الثانية، التي تحدث عنها سلامة، هي آفاق اعتماد الدستور. أما القضية الثالثة فهي الدعوات لإجراء انتخابات جديدة. وشدد على ضرورة توفر الشروط السياسية والتقنية لإنجاح الانتخابات، وبالأخص التزام الأطراف جميعهم بقبول نتائجها. ومن أجل ضمان وفاء بعثة الأمم المتحدة بولايتها، قال سلامة: إن البعثة تواصل التحضير لتعزيز وجود أسرة الأمم المتحدة في طرابلس ومنها إلى بقية أنحاء ليبيا عندما تسمح الظروف الأمنية. وقال في إحاطته الأولى لمجلس الأمن الدولي: «هناك نافذة للأمل، وبأيدي الليبيين أن يستغلوها. لم أكن لأقبل تولي هذا المنصب لو لم أكن أؤمن بإمكان إنهاء الأزمة الليبية بشكل سلمي وإيجابي. ولهذا يعتزم الأمين العام عقد اجتماع رفيع المستوى خلال أعمال المداولات العامة للجمعية العامة، يتم خلاله عرض خطة عمل». وأضاف رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا: إنه لن يخوض في تفاصيل خطة العمل لأنه مازال يواصل إجراء مشاوراته مع الأطراف المعنية كافة. وقال القائم بأعمال البعثة الليبية لدى الأمم المتحدة، المهدي صالح المجربي، إن حكومة الوفاق الوطني ترحب بجهود مبعوث الأمين العام الجديد، غسان سلامة، من أجل التوصل إلى حل للأزمة السياسية التي تمر فيها ليبيا. وبعد أن عدد إنجاز حكومة الوفاق في إعادة الأمن إلى طرابلس وعرض على المجلس المبادرة التي تقدم بها رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج لإخراج البلد من أزمتها قال: إن الموارد الليبية أصبحت شحيحة بسبب عدم إدارة البنوك الأجنبية للموارد الليبية بطريقة سليمة. وقال: «إننا نأمل من أعضاء اللجنة (لجنة العقوبات) التعامل بالوتيرة نفسها والاهتمام مع مسألة تحسين إدارة الأصول الليبية المجمدة والتي تتآكل سنويا بمبالغ طائلة نتيجة عدم قيام المصارف الأجنبية بإدارتها على النحو الإعتيادي والمطلوب. بل إن هذه المصارف تقوم بتحميل الأصول الليبية فوائد سلبية مرتفعة أدت إلى تآكل رأس المال والأصول المجمدة. إن هذا الوضع الخطير ينذر بتبديد وضياع الأصول الليـبـية المجمدة التي هي أموال الشعب الليـبي والأجيال القادمة». وأضاف: لقد كان الهدف من تجميد هذه الأصول حسب القرار 1970 (2011) هو حماية هذه الأصول من الضياع وليس إجراء عقابيا ضد الدولة الليـبـية. وأضاف: «ما نراه اليوم هو يناقض هذا الهدف بل يساهم في ضياع هذه الأصول. كما نعتقد أنه من غير المنطقي تبرير الخسائر التي تتعرض لها الأموال الليبية المجمدة من خلال ربطها بالخلافات والإنقسامات السياسية». وقال: »إن حكومة الوفاق الشرعية لم تطالب برفع التجميد في هذه المرحلة الحساسة بل طلبت وما زالت تطالب بإيجاد صيغة معينة تساعدها على إدارة والحفاظ على أموالها واستثماراتها وهي تحت التجميد وأكرر وهي تحت التجميد بما يضمن الحفاظ عليها». قدم بعد ذلك نائب السفير السويدي، كارل سكاو، تقريرا مقتضبا عن عمل لجنة العقوبات بمقتضى القرار 1970 (2011) بصفة بلاده ترأس هذه اللجنة، الذي قدم إحاطة حول أثر القرار 2362 (2017) الذي أضاف إلى قائمة العقوبات المواد المشتقة من البترول التي يجري تهريبها من البلاد. وأكد أن اللجنة تعرفت على سفينيتين تجاريتين تقومان بتهريب البترول الليبي ومشتقاته واحدة تحمل علم سانت فينسيت والأخرى علم تنزانيا وقد تم إخبار البلدين المعنيين بهذه التطورات. وتحدث في الجلسة كذلك كل من سفيري بوليفيا وأوروغواي اللذين طالبا المجلس بدعم جهود المبعوث الجديد غسان سلامة والعمل على بقاء المجلس موحدا لإخراج ليبيا من أزمتها الحالية التي لا حل عسكريا لها إلا الحل السياسي. وردا على أسئلة الصحافيين قبل دخول قاعة المجلس قال السفير البريطاني، ماثيو رايكروفت: إن رسالة المجلس لكل لليبيين هي «جمع كلمة الليبيين في هذا الوقت الصعب، وطرح خلافاتهم جانبا والوقوف معا لهزيمة الإرهاب، والتعامل مع موضوع المهاجرين والتأكد من وجود حكومة في ليبيا قادرة على تقديم الخدمات لشعبها الذي هو في أمس الحاجة إلى هذه الخدمات». وقال: إن وزير خارجية بريطانيا قام بزيارة الأسبوع الماضي لطرابلس ثم زار بنغازي والتقى المشير حفتر كما زار مصراتة وكل ذلك بسبب تلك الأهداف التي نؤمن بها جميعا لأن الحل في ليبيا سياسي ولا حلول عسكرية للنزاع الليبي فعلى الليـبيين أن يجتمعوا معا ويعدلوا الاتفاق السياسي ويدعموا جهود المبعوث الأممي غسان سلامة في هذا المجال. غسان سلامة: الأمم المتحدة ستطرح خطة عمل بشأن الأزمة الليبية الشهر المقبل عبد الحميد صيام |
الكشف عن 3 كذبات لنتنياهو في أسبوع واحد حاول تمريرها على الفلسطينيين والإسرائيليين Posted: 29 Aug 2017 02:18 PM PDT الناصرة – «القدس العربي» : يبدو أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يعلم أن حبل الكذب قصير، لكنه يواصل الدجل على الإسرائيليين أيضا في محاولة لتجميل صورته. وهذه المرة كشف مجددا النقاب عن الحقيقة بسرعة، وهذا مرتبط بزيارته الأخيرة لموسكو وبمواقفه الحقيقية من تسوية الصراع. وتبين أمس أن القطعة النقدية التي عثر عليها في الأسبوع الماضي، التي نشر رئيس الحكومة نتنياهو صورتها على صفحته في الفيسبوك، وادعى انها تاريخية تعود إلى أيام الهيكل الثاني المزعوم، ليست إلا تذكارا للأولاد، تم صكها بمبادرة من «متحف اسرائيل» قبل حوالى 15 سنة. وكانت طفلة من مستوطنة حلميش قد عثرت على القطعة النقدية قبل أسبوع، وادعى البروفيسور زوهر عومر من جامعة بار ايلان انها عملة من فئة «نصف شيكل» وتعود إلى ايام التمرد اليهودي ضد الرومان في فترة «الهيكل الثاني». ونشرت وسائل الاعلام بالعبرية والإنكليزية عن هذا «الاكتشاف»، وفي أعقاب ذلك سارع نتنياهو لاستغلال الفرصة ناشرا الصورة على صفحته وكتب انها «قطعة نقدية تعود الى ألفي سنة، وكانت تستخدم في أيام «الهيكل الثاني» كنصف شيكل، وعثر عليها مؤخرا في مستوطنة. ونتنياهو الذي يبحث عن المواقف الشعبوية وعن مسوغات لتكريس الاحتلال والتهرب من تسوية الدولتين قال إن «هذا الاكتشاف المؤثر هو دليل آخر على الارتباط العميق بين شعب اسرائيل وبلاده – القدس، والهيكل ومستوطنات يهودا والسامرة». لكنها فرحة ما تمت فقد اكتشف موظفو «متحف اسرائيل» أنها ليست عملة قديمة ولا يحزنون انما نسخة تم صكها على قطعة حديثة العهد كما يبدو قبل 15 او 20 سنة بمبادرة من المتحف، كجزء من الإرشاد الذي يقدمه للأولاد وتم في حينه تقديم وتوزيع مئات القطع التي تم صكها. وقام محرر صفحة نتنياهو على الفيسبوك أمس، بإزالة المنشور الذي نشره نتنياهو «الى ان يتم فحص الموضوع». وأعلن نتنياهو أمس انه لن يخلي مستوطنات في الضفة الغربية. وخلال احتفال اقيم في مستوطنة بركان، قال «نحن هنا لكي نبقى الى الأبد». وقال إنه لن يتم اقتلاع مستوطنات في أرض اسرائيل. ومضى في تصريحات ديماغوجية زاعما بشكل مبطن أن إسرائيل انسحبت بالكامل من غزة وأن الأخيرة غير محاصرة، «لقد ثبت أن هذا لا يساعد على تحقيق السلام. اقتلعنا مستوطنات، فما الذي حصلنا عليه. صواريخ». وبخلاف تصريحات سابقة كررها خلال فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما منذ خطاب بار إيلان في 2009 وزعم فيها انه مؤيد لتسوية الدولتين، قال نتنياهو للمستوطنين إن «هذا لن يحدث أكثر، ويوجد سبب ثان يجعلنا نحافظ على هذا المكان. انه يحافظ علينا. نحن نحافظ على السامرة في مواجهة من يريدون اقتلاع الزرع. نحن سنعمق الجذور وسنبني وتعزز ونُوطن». ونقل المحلل السياسي في صحيفة «يديعوت أحرونوت» شمعون شيفر، عن مصادر إعلامية دبلوماسية روسية، قولها إن القمة التي جمعت نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في الأسبوع الماضي، شهدت وراء الكواليس حالة من التوتر والغضب. وألمحت المصادر أن القمة فشلت إسرائيليا وأن روسيا كانت صارمة ومتشددة بمواقفها حيال ما يحصل في سوريا ووقف إطلاق النار في الجنوب السوري والوجود الإيراني. وتحت عنوان «بوتين يفضل إيران» كتب شيفر مقالا استعرض من خلاله كواليس القمة التي جمعت نتنياهو وبوتين في مدينة سوتشي الروسية. لافتا إلى أن القمة كانت فاشلة من ناحية إسرائيلية حتى وإن بدا نتنياهو في خطاباته متناغما مع طرح بوتين الذي شدد على مواقف، حيث أتضح من خلالها أنه يفضل الوجود الإيراني في سوريا على مطالب ومصالح إسرائيل، وأن روسيا ستواصل تعزيز وتدعيم إيران في المنطقة. ولفت المحلل السياسي إلى أن نتنياهو سعى جاهدا من أجل إقناع الرئيس الروسي بأن الوجود الإيراني في سوريا يشكل خطرا استراتيجيا ووجوديا على إسرائيل، بيد أن جهوده تكللت بالفشل ولم تثمر شيئا. منوها أن موقف بوتين هذا كان صادما بالنسبة لنتنياهو الذي دخل حالة من الإرباك خلال اللقاء مع بوتين الذي بقي محافظا على الهدوء والاستقرار، قائلا لرئيس الحكومة الإسرائيلية: «إيران حليف مهم لروسيا وسنواصل دعمها». كما نقل شيفر اقتباسات عن صحيفة «برافدا» الروسية التي وثقت كواليس اللقاء بين بوتين ونتنياهو، ونقلت اقتباسات عن جوهر المباحثات خلال الجلسة بينهما. كما نقلت الصحيفة عن شهود عيان شاركوا في مراسيم القمة وحتى خلال اللقاء بينهما، حيث تكشفت الحقيقة لدى نتنياهو أن روسيا ترى بإسرائيل شريكا في منطقة الشرق الأوسط، لكن إيران ستبقى الحليف الاستراتيجي لموسكو. وكتب شيفر أن تصريحات نتنياهو عقب القمة كانت صارمة ونارية، وأنه شدد في لقائه مع الرئيس الروسي في سوتشي، على أنه يجب العمل على إخراج القوات الإيرانية وحزب الله و»الميليشيات الشيعية» من سوريا، كما حذر مما أسماه «لبننة سوريا»، ومن أن ترسيخ الوجود الإيراني فيها لن يساعد في استقرار المنطقة، وأنه يجب التحذير مسبقا من أجل منع الحرب مستقبلا، لكن شيفر شكك بإمكانية أن يأخذ بوتين هذه التصريحات على محمل الجد. ويعتقد المحلل السياسي أن كوابيس نتنياهو تحققت عقب رفض بوتين قبول طعونه حول التهديدات الإيرانية. ويوضح المحلل الإسرائيلي أن نتنياهو وبخلاف تصريحاته وتسريباته عقب اللقاء فشل في مهمته وفي التأثير على الموقف الروسي الداعم لإيران في سوريا. وكتب نقلا عن مصادر إعلامية روسية، أن بوتين سيواصل دعم طهران ونفوذها في الشرق الأوسط على حساب الحضور والدور السعودي وبعض الدول العربية التي تسعى وبمباركة وإرشاد أميركا لحلف مع إسرائيل لمواجهة النفوذ والتوسع الإيراني. واستعرض شيفر تقديرات موقف لشخصية دبلوماسية إسرائيلية كانت في السابق مطلعة على جلسات واجتماعات جمعت نتنياهو وبوتين، وقال إنها ترى أنه ورغم تهديدات تل أبيب الموجهة لطهران، إلا أن حزب الله سيواصل بناء ترسانته في لبنان وسيتواصل النفوذ الإيراني في سوريا بخلاف تصريحات نتنياهو بأن بوتين أصغى له بجدية. الكشف عن 3 كذبات لنتنياهو في أسبوع واحد حاول تمريرها على الفلسطينيين والإسرائيليين وديع عواودة |
نشطاء مصريون يطلقون حملة «أوقفوا العدوان السعودي على اليمن» Posted: 29 Aug 2017 02:17 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: دشن نشطاء مصريون حملة لجمع مليون توقيع، تحت عنوان «أوقفوا العدوان السعودي على اليمن». وقال مؤسسو الحملة في بيان: «نطالب نحن الحقوقيين والناشطين والمثقفين والإعلاميين والكتاب والمسرحيين وصناع الرأي العام في العالم العربي، السعودية وحلفاءها بوقف العدوان الغاشم على دولة اليمن وشعبها». وأضافوا إنهم «سيقومون بكل ما يمكنهم فعله لإيصال مظلومية اليمن إلى القارات الخمس، وسيضغطون بشكل كامل على المنظمات الدولية التي أعطت الضوء الأخضر للسعودية لإبادة الشعب اليمني». وتابع مؤسسو الحملة في بيانهم: «سنعمل على تحويل مظلومية الشعب اليمني إلى قضية رأي عام في العالم العربي، ليطالب كل العرب النظام السعودي بالكف عن إجرامها الدموي في حق الأطفال والنساء والشيوخ والرجال في اليمن. لقد آن الأوان لكي نرفع الصوت عاليا ضد هذه الحرب الظالمة، وآن لهذا العار أن يتوقف، وكل العرب مدعوون لوقفة لله وللتاريخ مع الشعب اليمني الذي يباد من قبل دولة عربية وحلفائها الذين لولا الدعم الأمريكي لهم ودفعهم في هذا الاتجاه لما كانت مأساة اليمن… كلنا في العالم العربي يمنيون، ولن يهدأ لنا بال حتى يأتي الحق ويزهق باطل العدوان». نشطاء مصريون يطلقون حملة «أوقفوا العدوان السعودي على اليمن» |
40 ألف متسلل افريقي في إسرائيل معظمهم من إريتريا Posted: 29 Aug 2017 02:17 PM PDT الناصرة – «القدس العربي»: حمل سياسيون في إسرائيل على محكمتها العليا لاتخاذها قرارا بتقييد إجراءاتها الخاصة بطرد اللاجئين المتسللين الأفارقة لدول أفريقية، ويقدر عددهم بنحو أربعين ألفا. وأثار الموضوع جدلا واسعا. وكانت المحكمة الإسرائيلية العليا قد صادقت على سياسة حكومة الاحتلال الخاصة بطرد طالبي اللجوء الأفارقة الى اوغندا ورواندا، لكنها حددت فترة اعتقال من يرفضون المغادرة. يشار الى ان سياسة الطرد والاعتقال التي كشفت عنها «هآرتس» في مارس/ آذار 2015، لم تنفذ حتى اليوم، في أعقاب التماسات منظمات حقوق الإنسان ضدها. والتمست التنظيمات ضد قرار المحكمة المركزية في بئر السبع السماح بهذه السياسة وناقشت المحكمة العليا الالتماس بتركيبة خمسة قضاة. يذكر ان طالبي اللجوء المعدين للطرد هم أولئك الذين يحتجزون في معسكر «حولوت» الإسرائيلي في صحراء النقب ولم يقدموا طلبات لجوء او تم رفض طلباتهم. وناقش قرار المحكمة مسألة نقلهم الى دولة واحدة من بين الدول التي تريد الحكومة طردهم اليها. وحدد القضاة بالإجماع انه لم يثبت أن تلك الدولة ليست آمنة، وان تعاملها مع طالبي اللجوء مرض. كما حددت المحكمة بأن المراقبة الاسرائيلية لإجراءات الطرد مرضية. واعتمادا على تصريح الدولة التي قالت إن طالبي اللجوء يغادرونها طواعية، حدد القضاة أنه لا يمكن اعتقال من يرفضون المغادرة، لأكثر من شهرين. واقترحت رئيسة المحكمة العليا على الحكومة الإسرائيلية محاولة اقناع الرافضين بالمغادرة، والتفكير بتقييد أماكن سكناهم من أجل تخفيف العبء على سكان مدن إسرائيلية معينة يستقر فيها آلاف المتسللين من أفريقيا. وقالت المحكمة إن وزير الداخلية يملك صلاحية إبعاد الأجانب الى دولهم او الى دولة ثالثة من دون موافقتهم، لكنها أشارت الى ان إسرائيل أعلنت أنها لن تطرد طالبي اللجوء الى دولة ثالثة قسرا، ولذلك عليها الالتزام بذلك. ويتضح من قرار الحكم ان مغادرة طالبي اللجوء بإرادتهم هو شرط طرحته رواندا واوغندا لكي توافقا على استيعابهم. وأضافت المحكمة في قرارها انها لا تشعر بالارتياح إزاء حقيقة كون الاتفاقات مع الدولة الثالثة سرية، لكنها حددت أن هذا لا يعني انه يجب رفضها. يشار الى ان معطيات سلطة السكان والهجرة في اسرائيل تشير الى وجود حوالى 40 ألف طالب لجوء في إسرائيل، من أفريقيا، من بينهم500 27 من اريتريا، وحوالى 900. 7من السودان، وحوالى 600 2 من دول أفريقية أخرى. وفي السنوات الأخيرة توقف دخول طالبي اللجوء الى اسرائيل بسبب جدران وأسلاك عالية على طول الحدود بين النقب الفلسطيني وبين سيناء المصرية، وفي السنة الماضية تم ضبط شخص واحد بعد اجتيازه للحدود المصرية – الاسرائيلية. وحسب المعطيات فقد غادر البلاد خلال النصف الأول من السنة الحالية حوالى 2100 طالب لجوء. وفي العامين الأخيرين يتعزز اتجاه المغادرة الى الدول الغربية، خاصة كندا، فيما انخفضت الهجرة الى رواندا واوغندا، وكذلك انخفض عدد طالبي اللجوء الذين يرجعون الى اريتريا والسودان. وهاجم سياسيون إسرائيليون قرار المحكمة العليا، وقالوا إنه سيقود الى سن قانون يوفر للدولة آليات لطردهم بشكل مباشر وأخذوا عليها تفضيلها مصلحة المتسللين على مصلحة اسرائيل. وقال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، إن سياسة اسرائيل في موضوع المتسللين تقوم على ثلاثة أسس: السياج في الجنوب وصد المتسللين، والاتفاقات مع دول أفريقية على نقل المتسللين اليها، ومسألة تطبيق القانون. واضاف «سنضطر الى تعديل القانون من أجل تطبيق هذه الاتفاقيات». وقال وزير الأمن الداخلي، غلعاد أردان إنه «في الوضع القضائي الحالي يجب علينا دفع تعديل قانون عاجل يوفر للدولة آليات لمواصلة الإجراءات الحتمية لإخراج المتسللين وطردهم من البلاد». زاعما انه من دون ذلك سيتولد هنا محفز جديد على وصول المزيد من المتسللين الى إسرائيل. وتابع «للأسف فإن قرار المحكمة العليا يفرغ من مضمونه القرار الذي اتخذته حين كنت وزيرا للداخلية، بتطبيق سياسة إبعاد المتسللين الى دولة ثالثة، ويترك الدولة من دون أدوات فاعلة لإخراج المتسللين». كما ادعى الوزير ان قرار المحكمة العليا يفرغ من مضمونها، قرارات الحكومة التي هدفت الى إخراج المتسللين وتمكين سكان جنوب تل ابيب، الذين يعانون، من استعادة حياتهم. ومضى في مهاجمته القرار القضائي «عمليا يقول قرار العليا للمتسللين: إذا جلستم 60 يوما في السجن يمكنكم بعدها البقاء هنا معنا بدون قيود. وهنا أسأل أي متسلل سيفضل العودة الى دولة اأريقية على الجلوس 60 يوما في السجن هنا، ويصبح بعد ذلك محررا من أي التزام آخر؟». وقال وزير الداخلية الحالي، ارييه درعي، إن «قرار المحكمة ينتزع من إسرائيل أداة هامة جدا ويتيح لكل متسلل يرغب بذلك، البقاء في البلاد». وقال للقناة العاشرة إنه تحدث مع وزيرة القضاء وأبلغها بنيته إجراء تعديل في القانون بشكل يسمح للدولة بإخراج المتسللين من البلاد رغم أنفهم. وأضاف «يجب علينا الاهتمام بمواطني اسرائيل، سكان جنوب تل ابيب ومدن أخرى لم تعد حياتهم محتملة. بسبب كثرة المتسللين الأفارقة ومن جهة أخرى أشعر بالرضى لقرار المحكمة العليا السماح لنا بمواصلة إخراج المتسللين الى دولة ثالثة، وسنواصل ذلك بكل الوسائل المتاحة لنا». وانضمت وزيرة القضاء اييلت شكيد أيضا لمهاجمة المحكمة العليا، وقالت لإذاعة الجيش إن المحكمة العليا صادقت على إمكانية إبعاد المتسللين الى دولة ثالثة، لكنها أخذت من أيدي الدولة رافعة الضغط التي استخدمتها لإبعاد المتسللين غير القانونيين، وجعلت عدم التعاون مجديا. وتابعت «سأعمل مع وزير الداخلية على تعديل قانوني يسمح بإبعاد المتسللين رغما عنهم. سنحارب حتى نحقق النتائج المطلوبة». يشار أن عشرات الآلاف قد تسللوا لإسرائيل عبر سيناء في العقد الأخير عبر سيناء وفي السنوات الأخيرة تخلصت من بعضهم بتهجيره لدول أخرى ومقابل منح مالية. 40 ألف متسلل افريقي في إسرائيل معظمهم من إريتريا |
اشتعال التنافس بين مهرجانات الأفلام الدولية على العروض الأولى وأفلام عربية تشارك في «فينيسيا» Posted: 29 Aug 2017 02:16 PM PDT لوس أنجليس – «القدس العربي» : عادة تنطلق حملات جوائز الأفلام بداية شهر سبتمبر/ أيلول في مهرجانات «فينسيا» الايطالي و«توليرويد» الأمريكي و«تورنتو» الكندي.وكل عام تتصارع هذه المهرجانات في ما بينها على العروض الأولى للأفلام التي تتصدر توقعات الفوز بأكبر عدد من الجوائز وخاصة الأوسكار.هذا الصراع احتدم في الأعوام الأخيرة، وأسفر عن معاقبة مهرجان تورنتو للأفلام، التي تقدم عرضها الأول في فينيسيا من خلال عدم ادراجها في عروض الأيام الأولى وبالتالي حرمانها من تغطية إعلامية، لأن وسائل الإعلام والمعلقين والخبراء يغادرون المهرجان بعد 4 أو 5 أيام. هذا العام، إشترط المهرجان الايطالي على أفلامه أن لا تُعرض في مهرجان «توليرويد» قبل أن يتم عرضها أولا في «فينيسيا». هذه الخلافات بين المهرجانات تضع الأفلام في مأزق لأن الاشتراك بأكثر من مهرجان واحد يعزز من حملة ترويجها للجوائز. ففي الأعوام الأخيرة، معظم الأفلام التي فازت بجوائز الأوسكار كانت عرضت في كل هذه المهرجانات.فعلى سبيل المثال، في العام الماضي، فيلم «لا لا لاند»، الذي حصد رقما قياسيا من الجوائز، بدأ مسيرته في «فينيسيا»، حيث افتتح المهرجان هناك، وتوقف في «توليرويد» في طريقه إلى العرض في «تورنتو»، حيث اقتنص الجائزة الكبرى وهي جائزة الجمهور. كل مهرجان يسعى دائما ليكون المنصة الأولى، التي تنطلق منها الأفلام التي تحط في جوائز الأوسكار. في الأعوام الأخيرة، معظم الأفلام التي افتتحت مهرجان «فينسيا»، ذهبت لتحصد جائزة الأوسكار لأفضل فيلم على غرار، «سبوتلايت» «الجاذبية»، «الرجل الطائر»، و«12عاما عبدا». تلك الجائزة المرموقة كثيرا ما تكون أيضا من نصيب أفلام تفوز بجائزة جمهور مهرجان «تورنتو» على غرار «12 عاما عبدا» و «أرغو» و«المليونير المتشرد». ولكن هذا العام، الفيلم الذي حاز على أوسكار أفضل فيلم وهو «مونلايت» لم يفتتح ولم حتى يُعرض في «فينسيا»، ولم يفز بجائزة جمهور «تورنتو» عندما عرض هناك.وحصل على عرضه الأول في «توليرويد». ومن الجهة الأخرى هناك منافسة بين استوديوهات هوليوود، التي تدرك أن الاشتراك في هذه المهرجانات والحصول على افتتاحية «فينيسيا» والفوز بجائزة جمهور «تورونتو» تؤثر سيكولوجيا على مصوتي الجوائز، ولهذا يمثل حضورها أكبر مسؤوليها، الذين يأتون برفقة نجوم أفلامهم وطواقم أقسام الترويج والتسويق ومروجي وخبراء الجوائز، الذين يقومون بترتيب حملات إعلامية وتنسيق برامج النجوم وترتيب الحفلات الترويجية. مهرجان فينيسيا للأفلام الـ 30 من هذا الشهر سوف يكون نقطة الانطلاق عندما يفتتح فعالياته بالعرض الأول لفيلم الكسندر باين «دوانسايزينغ» من بطولة مات ديمون، الذي يقلص جسده لكي يسهل على نفسه العيش في عالمنا المعاصر المكتظ. وكان الكسندر باين رُشح عدة مرات لجوائز الأوسكار في فئات أفضل مخرج وأفضل سيناريو وأفضل فيلم، ولكنه لم يفز إلا بجائزة أفضل سيناريو مقتبس عن سيناريوهات «الطرق الجانبية» و«الأحفاد».فهل افتتاح مهرجان فينيسيا سوف يمهد طريق فوزه بأول أوسكار أفضل فيلم؟ بلا شك أن افتتاح مهرجان فينيسيا سوف يدفعه إلى مقدمة السباق، وفي الوقت نفسه سوف يجعله عرضه للأفلام المنافسة الأخرى، التي سوف يتم عرضها خلال المهرجان ومن أهمها فيلم المخرج المكسيكي جييرمو ديل تورو «شكل الماء»، من بطولة البريطانية سالي هوكينز.وهذه هي المرة الأولى التي يشارك ديل تورو، الذي حقق فيلمه «متاهة بان» عام 2006 ثلاثة جوائز أوسكار، في مهرجان فينيسيا. يذكر أن أفلام زميليه المكسيكيين الفونسو كوارون واليخاندور إناريتو غونزاليس وهما «جاذبية» (2012) و»الرجل الطائر» (2013) على التوالي كانا عرضا في هذا المهرجان وذهبا ليحصدا أهم جوائز الأوسكار. مات ديمون يقوم أيضا ببطولة فيلم منافس آخر وهو الكوميديا «سوبربيكان» من اخراج جورج كلوني، الذي أيضا يحلم بتحقيق أوسكار أفضل فيلم.أما دارين أرنوفسكي فسوف يقدم فيلم الرعب «أم» من بطولة جينيفر لورنس.ويذكر أن معظم أفلام أرونوفسكي كانت شاركت في هذا المهرجان في الماضي ورشحت لجائزة الأسد الذهبي، التي فاز بها فيلمه «المصارع» عام 2008. أفلام عربية في فينيسيا ويشارك في المسابقة الرسمية في مهرجان فينسيا فيلمان من مخرجين عربيين وهما «مكتوب: حبيبي» من الفرنسي التونسي عبد اللطيف كشيش، الحائز على سعفة مهرجان كانّ الذهبية عام 2014 عن «الأزرق أكثر الألوان دفئا»، و«قضية 23» من اللبناني زياد دويري، الحائز على جائزة فئة أسبوعي المخرجين في مهرجان كان عام 1998 عن «غرب بيروت». «مكتوب: حبيبي» يدور حول مخرج أفلام، أمين، مربوط بعلاقة حب مع ياسمين، يقع في مأزق أخلاقي، إنساني ومهني عندما يقابل منتجا يوافق على تمويل مشروع فيلمه ويخوض علاقة غرامية مع زوجته. ويذكر أن كشيش كان فاز بجائزة حكام المهرجان الخاصة عام 2007 عن «كسكسي بالبوري». أما «قضية 23» فهو أول فيلم يصنعه دويري في بيروت منذ «غرب بيروت» قبل 17 عاما.ويعالج الفيلم تفاقم نزاع بين لبناني مسيحي ولاجىء فلسطيني من شجار كلامي إلى قضية في المحكمة تُضخمها وسائل الاعلام لتعيد ذكريات الحرب الأهلية، التي مزقت لبنان في السبعينيات والثمانينيات. كما يشارك فيلم المخرج الجزائري رشيد هامي «اللحن» في فئة «خارج المسابقة»، بينما سيُعرض فيلم المخرجة الجزائرية صوفيا جما «مباركون» في فئة «آفاق».الأول يدور حول ملحن في الخمسينيات من عمره يعاين خياراته في الحياة عندما يصل جيل التقاعد والثاني يعالج ماضي وحاضر الجزائر من خلال طرح قصة احتفال آمال وسمير بالذكرى الـ 20 لزواجهما. هذه الأفلام العربية لم تُختر للعرض في «تورنتو» أو «توليرويد» مما يقّلص من إمكانيات بروزها في حلبة صراع الجوائز هذا العام، بينما كل الأفلام الهوليوودية المذكورة أعلاه وعدد كبير من الأفلام المتسابقة الأخرى سوف تتوجه للعرض في «تورنتو»، الذي سوف يسلط عليها أضواء الأعلام الشمال أمريكي ويعزز من نفوذها في معركة الجوائز. أفلام متنافسة خارج المهرجانات رغم أهمية الاشتراك في المهرجانات المذكورة أعلاه إلا أنه ليس شرطا لتصدر سباق الجوائز.ففي عام 2014 اختطف فيلم «الصبا»، الذي انطلق بداية الصيف، أهم الجوائز ومن ضمنها أوسكار أفضل فيلم وأفضل ممثلة. هذا العام هناك ثلاثة أفلام وهي فيلم الرعب «أخرج»، من المخرج الأسود جوردان بيل وفيلم الحرب العالمية الثانية «دنكرك» من كريستوفر نولن، وفيلم أحداث شغب ديترويت عام 1965 «ديترويت» من كاثرين بيغلو تعتبر منافسة قوية، رغم أنها انطلقت في دور السينما دون المشاركة في مهرجانات سينمائية. الأفلام الثلاثة المذكورة أعلاه قوبلت بالمدح والتبجيل من قبل النقاد.وبينما تصدر «أخرج» و«دنكرك» شباك التذاكر في دخلهما اخفق «ديترويت» في جذب الجمهور لدور السينما مما أسفر عن خسارة فادحة للاستوديو المنتج والموزع انابورنا. لكني أعتقد أن «ديترويت» سوف يكون أكثر حظا في حلبة معركة الجوائز، لأنه يعالج قضية مهمة ومعاصرة تشغل بال مصوتي الجوائز وهي «العنصرية في الولايات المتحدة»، التي أثارتها أحداث تشارلستون في ولاية غرب فيرجينيا مؤخرا وتصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، المؤيدة للعنصريين البيض.ولنفس السبب، «أخرج» سوف يستحوذ على اهتمام مصوتي الجوائز لأنه يفضح عنصرية الليبراليين البيض اللاوعية تجاه السود. أما «دنكرك»، الذي يسبر عملية إجلاء 300 ألف من جنود الحلفاء في بداية الحرب العالمية الثانية من شاطىء دنكرك الفرنسي، حيث كانوا عرضه للقصف الألماني، فهو يبدو متخلفا في هذا السياق إذ أنه يعاني من مرض هوليوود العضال وهو «تبييض» التاريخ من خلال محي وجود الجنود الملونين، مثل الهنود الذين كانوا يحاربون مع الجيش البريطاني وكانوا آخر من تم اجلاؤهم من الشاطىء والجنود الشمال والغرب أفريقيين فرنسيين، الذين كانوا يطلقون النار على الطائرات الحربية الألمانية لتأمين عملية الاجلاء. وبينما كشفت بيغلو في «ديترويت» عن التمييز العنصري تجاه الجنود الملونين الذين يخدمون في الجيش الأمريكي من خلال طرح شخصية جندي أسود كان قد عاد من حرب فيتنام ليواجه الإهانة والتعذيب من قبل الشرطة الأمريكية، ركز «دنكرك» على إثارة عواطفنا مع جيش الإمبراطوية البريطانية الذي كان يمارس العنصرية تجاه جنوده الملونين ويستعمر بلادهم. ما يمكنني أن أؤكده هو أن مصوتي الغولدن غلوب (وأنا واحد منهم) سوف يتجاهلون «دنكرك» لأن نولان رفض مقابلتهم للحديث عن الفيلم، بينما حضرت بيغلو برفقة طاقمها لمناقشة فيلمها والترويج له. وكان عبّر لي نولان (الذي كان زميلي في جامعة لندن خلال دراستنا هناك في التسعينيات) عن إستيائه من تجاهل مصوتي الغولدن غلوب لفيلمه «إنتراستالار» قبل عامين، رغم أنه استثمر وقتا طويلا في ترويجه لهم. طبعا هذا لا يعني أن مصوتي الأوسكار البيض سوف يمتنعون عن التصويت لدنكرك. بالعكس، هذا النوع من الأفلام يستحوذ على عواطفهم واذهانهم، كما فعل فيلم كلينت ايستوود «قناص أمريكي» عام 2014، عندما حصل على سبعة ترشيحات أوسكار رغم أنه بجّل جنديا أمريكيا كان يفتخر بقتل ما يقارب من 200 عراقي. ويذكر أن «قناص أمريكي» لم يحصل على أي ترشيح من قبل مصوتي الغولدن غلوب، الذين اعتبروه عنصريا. ثلاثة أفلام أخرى من أعرق مخرجي هوليوود وهي «الصحف» من ستيفن سبيلبرغ و»كل المال في العالم» من ريدلي سكوت و»الـ 15:17 إلى باريس» من كلينت إيستوود تتربص لخوض معركة الجوائز بعد المهرجانات في شهر ديسمبر/كانون الأول. ولا يمكن استبعاد تصدرها المنافسة إذا لقيت إعجاب المعلقين، كما فعل فيلم اليخاندرو إناريتو غونزاليس «العائد»، الذي انطلق شهر ديسمبر/كانون الأول 2015 وتصدر المنافسة حاصدا أهم جوائز الغولدن غلوب والنقابات المهنية وأوسكار أفضل مخرج، وأفضل ممثل وأفضل تصوير. خلاصة الحديث هي أن معركة الجوائز لا تُحسم في المهرجانات وإنما في صلب هوليوود، حيث تشتعل النقاشات وتُعقد الصفقات وتصخب الحفلات.المهرجانات هي ليس إلا محطات في مسيرة الأفلام إلى جوائز الأوسكار تزودها بوقود ترويجي وإعلامي. اشتعال التنافس بين مهرجانات الأفلام الدولية على العروض الأولى وأفلام عربية تشارك في «فينيسيا» حسام عاصي |
هل تونس مقدمة على كارثة اقتصادية؟ Posted: 29 Aug 2017 02:15 PM PDT في تونس تتوالى الإشارات الحمراء ولا أحد يتوقف. هذه المرة، ليست إشارات المرور لكنها إشارات حمراء خطيرة عن الوضع الاقتصادي وما الذي يمكن أن يجره على البلاد من ويلات في المدى القريب. قبل أسابع قليلة تحدث بصراحة صادمة وزير المالية بالنيابة فاضل عبد الكافي، الذي استقال مؤخرا ولم يعوض إلى حد الآن، أمام جلسة عامة للبرلمان فقال إن السيولة المالية للدولة التونسية تنزل في بعض الأحيان إلى مستوى لا يتيح دفع الأجور الشهرية للموظفين وأن قرض الـــ 500 مليون يورو الذي وافق عليه البرلمان في الجلسة نفسها لم يكن منه بد لأنه ببساطة شديدة مخصص لدفع أجور آب/ أغسطس وأيلول/ سبتمبر لا غير. وكأن هذه الصدمة لا تكفي… فتحت عنوان «الاقتصاد الوطني ينهار والأزمة تحتد» جمعت جريدة «الصباح» التونسية اليومية قبل بضعة أيام جملة من التقييمات لشخصيات غير عادية. إنهم وزراء مالية سابقون، كل واحد منهم بدا مخيفا أكثر من الآخر، فماذا قالوا؟ إلياس الجويني الوزير المكلف بالإصلاحات الاقتصادية في حكومة محمد الغنوشي إبان الثورة على نظام بن علي عام 2011 والمستشار لدى حكومة قايد السبسي التي شكلت بعدها يرى أن " تونس في حاجة إلى صدمة متعددة الأبعاد للخروج من هذا الوضع المتشابك»، معتبرا البلد واقعا «وسط إعصار مدمر ينعكس جليا في انخرام ميزانية الدولة وما يتطلبه ذلك من اللجوء إلى اقتراض تتزايد كلفته باستمرار». إلياس الفخفاخ وزير المالية بين 2012 و 2014 أكد أنه : «لا توجد اليوم إجراءات فعلية للحد من التدهور الكبير للاقتصاد التونسي ولا توجد إصلاحات ملموسة تجعلنا ننظر إلى الغد بتفاؤل»، مشيرا هنا إلى أن «نسبة المديونية بلغت هذا العام 75 في المئة وذلك بتطور كبير عما كان 2014 حيث بلغت 47 في المئة فيما كانت عام 2010، 40 فقط». الاسوأ مما سبق قول وزير المالية السابق أن المشكل كذلك أنه «يبـدو وكأننا اعتدنا على هذا الوضع والقبول به وهذا شيء خطير جدا»، داعيا إلى «ضرورة الحد من النفقات العامة وزيادات الأجور وحجم الدعم الذي يذهب 70 في المئة لغير مستحقيه وهو ما يكلف الدولة كثيرا». حسين الديماسي، وزير المالية الأسبق لفترة وجيزة، والذي عرف قبل ذلك بنشاطه النقابي وإشرافه على دراسات في صلب المركزية النقابية «الاتحاد العام التونسي للشغل « أشار إلى مجموعة مؤشرات مقلقة ساهمت في تخفيض وكالة «موديز» التصنيف السيدي لتونس من بينها أن «الميزان التجاري يعاني عجزا لا يطاق وغير موضوعي وصل آخر تموز/ يوليو 8 فاصل 6 مليار وهذا شيء مفزع ومخيف»، فضلا عن «أن نسبة عجز ميزانية الدولة لا تزال مرتفعة وتقدر إلى حدود أواخر آيار/ مايو الماضي بخمسة في المئة من الناتج الخام وهي نسبة مرتفعة جدا»، ولم يتردد هذا النقابي السابق في الاعتراف بأن «الإضرابات والاعتصامات أثرت بدورها على التصنيف السيادي لتونس» علما أن عدد الإضرابات في تونس قد يكون دخل سجل «غينيس» للأرقام القياسية. ويشير البعض إلى أن الديماسي استقال من الحكومة لأنه عرض عليها مجموعة من الإجراءات الحتمية المؤلمة لكنها رفضتها مفضلة عدم المجازفة بشعبيتها في سبيل ذلك. لم تكتف الصحيفة التونسية بوزراء المالية السابقين بل أوردت آراء لعدد من الخبراء زادوا في رسم ملامح مشهد قاتم جدا، من ذلك أن الخبير الاقتصادي محمد صالح الجنادي رأى أن «المعركة السياسية في البلاد عطلت مسار الإصلاح الحكومي وكان من المفروض أن تكون المعركة اقتصادية بفرض حكومة اقتصاد حرب»، محددا ملامح مثل هذا الاقتصاد بــ «تقشف الحكومة في النفقات في الميزانية والتخلي عن الدعم في المواد غير الأساسية وفرض سياسة جبائية تصاعدية وجباية عادلة والتخلص من المديونية تدريجيا وتقليص العجز التجاري وخلق منافذ لإصلاحات تمس المؤسسات الصناعية وتطويرها والترفيع في نسق التصدير». أما الخبير الاقتصادي عز الدين سعيدان فرأى أن أكبر دليل على الوضع المالي الخطير في البلاد أنه «إلى حد الآن لم توضع بعد الخطوط العريضة لقانون المالية 2018 المفروض أن يصادق عليها البرلمان قبل 10 ديسمبر/كانون الأول». وأضاف أن تخفيض «موديز» للتصنيف السيادي للبلاد يعني أنها تقول لشركائها أن «تونس يمكن أن تكون غير قادرة على الإيفاء بالتزاماتها المالية ودفع أقساط القروض الخارجية بحلول آجال تسديدها». المفارقة المؤلمة أن الطبقة السياسية في البلاد، سلطة ومعارضة ونخبة، تبدو وكأنها غير معنية بهذه اللوحة الاقتصادية شديدة القتامة. إنها غارقة في حسابات ومواءمات ومناكفات سياسية لا علاقة لها بوضع البلاد الاقتصادي والاجتماعي الذي يزداد سوءا مع الأيام. إنها أشبه ما تكون بمجموعة ارتضت لنفسها أن تنغمس في سجالات هنا أو هناك وهي في مركب تزداد ثقبه ويوشك أن يغرق. لهذا كان الجويني محقا حين قال إن «استرجاع الحكومة لشعبيتها لا ينبغي أن يكون هدفا في حد ذاته لكن لا بد استغلاله في حربها من أجل العدالة الجبائية والقضاء على التجارة الموازية وانعاش الاقتصاد». ومع أهمية الحرب التي أعلنتها الحكومة على الفساد، إلا أن المطلوب من الحكومة أكبر من ذلك بكثير ليس فقط حتى لا تكون هذه الحرب ظرفية وانتقائية وإنما حتى تتوسع الحملة لتشمل اتخاذ قرارات اقتصادية موجعة حتى لا تسير تونس نحو السيناريو اليوناني، على ما يحذر البعض. عندما تقف على حقيقة الوضع الاقتصادي المخيف في تونس، تدرك مدى عبثية النقاشات الدائرة حاليا بين السياسيين ووسائل الإعلام، المغرق بعضها في التفاهة والسطحية. كل هؤلاء بلغة كرة القدم…. جميعهم في التسلل. ٭ كاتب وإعلامي تونسي هل تونس مقدمة على كارثة اقتصادية؟ محمد كريشان |
العالم «السفلي»… بلطجية الأردن Posted: 29 Aug 2017 02:14 PM PDT تحول الفتى الأردني المغدور فادي الخلايلة إلى أيقونة شعبية تصدم المجتمع والدولة بالحقيقة المؤلمة التي طالما تم إنكارها أو تجاهلها أو المبالغة في التخفيف من تأثيرها. صحيح أن جريمة قتل هذا الفتى الشاب اتجهت بعد ردود الأفعال على مناطق حساسة جدا في المجتمع الأردني. لكن هذه الاتجاهات السبب الأساس فيها البلطجي المجرم ورفاقه في عصابة مسلحة. بدأت القصة مع بلطجي قاتل يعتدي أولا بالضرب على زوج شقيقة الشاب المغدور وهذا حادث يتكرر في المجتمع الأردني عندما يمتطي غرور الزعران والبلطجية موجة القوة والاستعراض ويستهدفون الزوار والمقيمين والضيوف من جنسيات غير أردنية. القاتل هنا لم يقف عند محطة الاعتداء على الزوج وهو من جنسية عربية.. ترصد المرأة في الشارع العام وهي تمشي برفقة أحد أولادها فألقى عليها كمية من ماء النار لإحراقها، فأصيبت السيدة فورا مع ولدها. تلك منطقة محرمة في وجدان الشارع الأردني، حتى على الزعران والبلطجية، فالاعتداء على امرأة في الشارع جريمة مضاعفة، لا يمكن غفرانها وتعكس قباحة غرور القوة الذي وصلت إليه ظاهرة البلطجة في الأردن. الشقيق المغدور لم يستطع كبت مشاعره فتحرك للدفاع عن شقيقته وهو سلوك إنساني محض، لا يمكن انتقاده في الذهنية الأردنية الجمعية. هنا حصل المحظور الثاني فقد قتل البلطجي، وهو رئيس عصابة كما تبين لاحقا، الشاب الذي حضر لزجر الاعتداء على عائلته وببشاعة. أحاط أفراد العصابة بالشاب وضربوه وقطعوا يده بسكين حاد وعندما ترنح على الأرض أطلقوا عليه رصاصات عدة. أغلب التقدير أن القتلة هنا كانوا مخمورين أو يتعاطون الحشيش وهذا وارد ويراه سكان الأحياء الشعبية كلهم، حتى في المدن الكبيرة في الأردن. مستوى الجريمة بتفاصيلها كلها بشع جدا، لكن الضحية الأيقونة خدم الأردنيين ودفع حياته ثمنا لهذه الخدمة عندما استيقظ المجتمع ومعه الدولة على ظاهرة البلطجة اليوم. يبدو أن الظاهرة أكبر بكثير مما توقعه الجميع، فالحديث هنا عن عصابات منظمة تملك قوة ردع وتشبيح، ولديها صلات ببعضها بعضا، وتتقاسم مناطق النفوذ في ظاهرة نمت وترعرعت وسط تقصير أمني واضح لم يعد السكوت عليه مفيدا أو منتجا. ما يحصل في عالم البلطجية والزعران اصبح معروفا، وسبق أن حذرت وغيري من السكوت المريب عن هذا العالم السفلي، وأيضا وهذا الأهم من الاستثمار الانتهازي الرخيص في بعض المكاسب التي تنتج عن إقامة علاقة مشوهة في بعض الأزقة بين موظفين رسميين وبلطجية لا ينتمون إلى أية فكرة ولا هوية لهم ويثيرون الرعب في كل أوصال المجتمع. الظاهرة أصبحت أكبر بكثير من التورط في خطيئة الصمت عنها أو التواطؤ والإنكار وعناصر هذه الشبكات من البلطجية لديهم صلات هنا وهناك، وشبكات وتقاليد وأعراف وتقنيات اتصال وبيوت آمنة وقوانين وأنظمة خاصة بهم وملاذات يضربون ويهربون إليها… ليس سرا أن السلطات الأمنية تعرف ذلك جيدا. ظاهرة البلطجة في الأردن أصبحت ورمًا سرطانيًا خبيثا لا يستهدف أمن المجتمع فقط، بل يفتك بهيبة الدولة والمؤسسات الأمنية وأي حديث عن هذا الورم باعتباره موضوعا إجرائيا أو فنيا أو قانونيا فقط قد يكون اليوم شكلا إضافيا ومستجدا من أنماط التواطؤ وإنكار الواقع. الأزمة سياسية اليوم بامتياز، ووطنية أيضا، والظاهرة تحولت إلى مركز قوة وثقل كبيرين في المجتمع، يدير امبراطورية من الابتزاز المالي ومصالح البزنس والخدمات البديلة والصمت الرسمي والحكومي مقلق لأن ما حصل مؤخرا أخطر بكثير مما يتوقعه الكثيرون، فقد توحد هذا العالم السفلي في عمق المجتمع وارتبط بقسم شرف ويبيع ويؤجر مناطق النفوذ. بمعنى آخر توحدت المصادر في عالم الجنايات وهي مسألة يدرك خبراء الأمن فقط مقدار خطورتها على نظام المعلومات، بما فيها حلقات الاستخبارات الجنائية. ثمة أسباب يعرفها صناع القرار لنمو ظاهرة البلطجة حتى أصبحت معادلة تماما، ولا تقل خطورة عن خلايا الإرهاب النائمة أو قطعان الذئاب المنفردة، التي تتربص اليوم بأمن الدولة والنظام والقانون بقدر ما تتربص بأمن المجتمع. نسمع قصصا تشيب لها الولدان حول نفوذ وقدرات عصابات البلطجة في كل مكان. ويعرف الجميع بأن غالبية كبيرة من أعضاء مجلس النواب يستخدمون البلطجية والزعران في حملات انتخاب تستقوي على الشعب والدولة، وأجهزة الحكومة خضعت في بعض الحالات المعروفة لهذا الابتزاز المقلق، حتى انتهى الأمر، وهذا أيضا لم يعد سرا لانتقال عدوى البلطجة أحيانا وفي الماضي إلى قبة البرلمان. يقول البلطجية بوضوح اليوم لكل من يطمح بالترشح لأي انتخابات إنهم قوة فاعلة في جمع الأصوات بالعنف القسري لمصلحة المرشح الذي يدفع. وأعرف شخصيا موظفين كبارا ورجال أعمال وشخصيات عامة لجأوا في بعض قضايا الحقوق على آخرين لاستئجار شبكات البلطجة لأن القانون لم ينصفها أو لأن دروب الدولة في استعادة الحقوق وتوفير الحماية طويلة ومضجرة. أسمع بعض المسؤولين وهم يتهامسون في قاعدة الإمام الشافعي التراثية .. «ومن يسافه عني إذا ما تعرض لي سفيه «. ليس سرا أيضا أن بعض الأجهزة الحكومية وجدت ضالتها في قطعان الزعران والبلطجية خلال موجات الربيع العربي، كي تتصدى للمعارضين المطالبين بالإصلاح حتى بات من استخدموا بهذه الطريقة قوة عابرة حتى ضد من استخدمهم ضد الوظيفة الرسمية. المشكلة كبيرة ومستفحلة والمغدور فادي الخلايلة فجر فينا الأسئلة وأي إجراء في الاتجاه المعاكس ينبغي أن يكون بمستوى هذا الاستفحال. ٭ إعلامي أردني من أسرة «القدس العربي» العالم «السفلي»… بلطجية الأردن بسام البدارين |
دعوة عاجلة إلى الشعب الفلسطيني للانضمام إلى المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج Posted: 29 Aug 2017 02:14 PM PDT أؤيد بكل قوة دعوة المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج الملحة إلى الفلسطينيين في الخارج أن يهبوا للدفاع عن وطنهم وحقوقهم، التي أصبحت الآن في خطر داهم من عدو قديم وجديد، ومن صديق لا يخلص العون، أو من محام يتعاون مع العدو.والأمثلة كثيرة لا تحصى ولا تخفى على الفلسطيني المخلص، والآن أتت المخاطر ممن كنا نرى فيهم المراقب الأول للحفاظ على الحقوق الفلسطينية. صدرت مجلة المجلس الوطني الفلسطيني في 24/8، وهذا حدث في حد ذاته يستحق الذكر، وتصدرها مقال لسليم الزعنون – رئيس المجلس الوطني منذ عام 1996، في أطول مدة رئاسة لأي برلمان في العالم، يقول الزعنون «إن المجلس سيتخذ الخطوات لقطع الطريق على كل من يحاول المساس (بالنظام الأساسي لمنظمة التحرير) أو بشرعية تمثيلها أو إيجاد بدائل كتلك المحاولة الفاشلة التي حاول ما يسمى بمؤتمر فلسطينيي الشتات القيام بها». لعل هذا المقال من أكبر الحوافز المباشرة لانضمام أفراد الشعب الفلسطيني إلى المؤتمر الشعبي، فعندما تسلم الزعنون رئاسة المجلس عام 1996، بعد رئاسة الشيخ عبد الحميد السائح الذي «رفض الصلاة في محراب أوسلو»، بدأ عصر كارثة أوسلو أو النكبة الثالثة بعد 1948 و1967. والان لدينا حافز جديد. لابد أن الزعنون يعلم من ذلك الحين أن أعلام الشعب الفلسطيني ومنهم حيدر عبد الشافي، إدوارد سعيد، إبراهيم أبو لغد، شفيق الحوت وآخرون، طالبوا بالدفاع عن الحقوق الفلسطينية والتمسك بالميثاق الوطني الأصيل والعودة إلى الشعب عن طريق انتخاب مجلس وطني جديد في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، لإنقاذه من هذه الكارثة. ولابد أن الزعنون يعلم أننا مع هذه الكوكبة المخلصة، أصدرنا البيان الشهير عام 1998، بعد خمسين عاماً من النكبة، الذي وقعت عليه ألف شخصية فلسطينية في العالم للأهداف نفسها. ولا بد أنه يعلم أن مؤتمر حق العودة الدولي الذي عقد في بوسطن عام 2000، كان يكرر الدعوة للأهداف نفسها. ولابد أنه يعلم أن مؤتمر فلسطينيي الشتات الذي عقد في لندن عام 2003، كان يدعو للأهداف نفسها. ولكن الزعنون لم يحرك ساكناً ولم يصدر بيانات «تقطع الطريق» على هذه المبادرات، لأن القائد الفلسطيني ياسر عرفات يعرف صدق هذه التوجهات، وصدق العاملين عليها ويعرفهم شخصياً منذ أن تولى قيادة الثورة الفلسطينية عام 1969، بل إن أبو عمار أرسل مندوبين عنه لحضور هذا المؤتمر والتمثيل فيه. ولكن عندما تولى أبو مازن (مهندس أوسلو) القيادة، وعقدنا مؤتمراً مشابهاً في بيروت عام 2007، أصدر الزعنون بيانات تتهم القائمين على المؤتمر بشق المنظمة لحساب أطراف أجنبية، ولكنه لم يكن متأكداً أنهم عملاء أوروبا أو عملاء إيران، ولذلك ضم الاثنين معاً. واليوم عندما تكللت هذه الجهود طويلة الأمد بعقد المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج في فبراير/شباط الماضي، الذي حضره أكثر من ستة آلاف شخص، يتزايدون كل يوم، لم يجد دورا له إلا بمهاجمته بالأسلوب العقيم نفسه. ولو انه اطلع على البيان الختامي للمؤتمر لأخبرنا كيف أن المطالبة بحق كل فلسطيني في عضوية المنظمة كحق مكفول له، وحقه في انتخاب مجلس وطني جديد كل 4 سنوات لتمثيل الشعب بأكمله، هو أمر يستنكره رئيس المجلس الوطني نفسه. وآمل أن تسعف الذاكرة الزعنون بزيارة الوفود التي جئنا بها لمقابلته عدة مرات، تطالبه فيها بحل المجلس الوطني القديم وانتخاب مجلس جديد، هذا الوضع المأساوي لابد له من نهاية، على يد الشعب الفلسطيني، الذي مازال حياً وقوياً رغم كل الجراح والمآسي. إننا فلسطينيي الخارج نعتبر أن من واجبنا التجمع الديمقراطي لإنقاذ قضيتنا، والمطالبة بالالتزام بالميثاق الوطني، والحق في انتخاب مجلس وطني جديد يدافع عن الحقوق الثابتة، والشواهد واضحة للعيان. إذ لم تعد عضوية أعضاء المجلس القديم قائمة بعد 30 عاماً من آخر اجتماع للمجلس في بلد حر، وبعد وفاة الكثير من أعضائه، ومرض آخرين، وانتهاء صلاحية مدة انتخابات العسكريين والنقابات والاتحادات وغيرها. ولد نصف الشعب الفلسطيني بعد كارثة أوسلو وليس له صوت في تقرير مستقبله المرهون في يد حفنة من القادة. إن انتخاب مجلس وطني جديد هو حق طبيعي وضرورة وطنية، ومن يقف في طريقه سيتعرض لحساب الشعب الفلسطيني. ولذلك فإن من مهمات المجلس الجديد الدفاع عن كافة الحقوق الفلسطينية وأولها حق العودة وحقه في وطنه الحر المستقل في كامل التراب الوطني. ولا يقل عن ذلك أهمية (بجانب ذلك) استحداث هيئات خاصة في المجلس الجديد، لكي تقوم بمراقبة أعمال المنظمة السابقة، ومنها أعمال الصندوق القومي والتصرف في المال العام ومكافحة الفساد الوطني (بما فيها خيانة الوطن والتعاون مع العدو وتسليم شباب المقاومة للعدو) ومكافحة الفساد المالي، ومطاردة الفاسدين بمتابعة الأموال المسروقة في فلسطين وخارجها، ومكافحة الفساد الثقافي في إهمال التربية الوطنية وتعليم النشء، ومكافحة الفساد الأخلاقي الذي يجعل من الخيانة وجهة نظر. وكذلك على المجلس الجديد محاسبة اللجنة التنفيذية على اتخاذها أو عدم اتخاذها قرارات وإجراءات حاسمة، لتحاسب على سبيل المثال، على المشاركة في حصار غزة، وعلى التلكؤ في قبول فلسطين في عضوية محكمة الجنايات الدولية، وتأجيل قبول تقرير غولد ستون، وعلى عدم اتخاذ إجراءات لمحاكمة مجرمي الحرب، وعلى عقد اتفاقية مع إسرائيل للتوقف عن الشكوى الدولية ضدها في انتهاك الأماكن المقدسة في القدس، وعلى التفريط في الحقوق المائية لفلسطين في اللجنة المشتركة للمياه، وفي المشاريع المشتركة مع الأردن وفلسطين، وعلى عدم القيام بالواجب الوطني للدفاع عن فلسطين في المحافل الدولية، ما جعل بعض الدول الأفريقية وبعض الدول الآسيوية تنفض عن فلسطين وتبدأ التعاون مع إسرائيل (وهذه الدول هي عماد دعمنا في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي لم يبق لنا ميدان دفاع إلا فيها)، وعلى العرض الرخيص لاعتراف 56 دولة إسلامية بإسرائيل، خلافاً للحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، وكل هذا في غياب ممثلي الشعب الحقيقيين. وقبل هذا كله المحاسبة القانونية والتاريخية والسياسية لنكبة أوسلو، وما خلفته من مآس للشعب الفلسطيني محاسبة صارمة لكل من له يد فيها. نكبة أوسلو أخطر علينا من وعد بلفور، لأنها جعلت المحتل الغاصب شريكا في الأرض التي اغتصبها، ويجب أن تشمل المحاسبة حضور المفاوضات الصورية في أوسلو بدون خرائط واستبعاد الرأي القانوني والشخصيات الوطنية مثل حيدر عبدالشافي، والسماح بالمستوطنات، وتحويل مراحل الجلاء العسكري (أ، ب، ج) إلى توزيع لملكية الوطن مع العدو، وتحويل مبدأ الأمن المشترك إلى شرطة دايتون لتطارد الشعب كفرع من جيش الاحتلال، وغض الطرف عن جرائم الاحتلال ضد المواطنين، وتوقيع «بروتوكول باريس الاقتصادي»، على نسق «بروتوكول باريس الاقتصادي» عام 1941 الموقع بين ألمانيا النازية التي احتلت فرنسا وحكومة فيشي الفرنسية المتعاونة مع الاحتلال، وعبودية الاقتصاد الفلسطيني لإسرائيل، وبذلك تتحكم اسرائيل بمستحقات الفلسطينيين لخدمة سياسة الاحتلال، وزيادة الرسوم والتكاليف على الطرف الفلسطيني دون موافقته، وبعد ذلك كله استخدام المعونات الدولية لشراء العملاء خدمة للاحتلال، ولا يبقى منها إلا الفتات للتعليم والصحة. والهدف من كل هذا واضح، هو تدمير الإنجاز الفلسطيني الذي تمثل في مجلس وطني يمثل الشعب تمثيلا كاملا، وتدمير دوائر المنظمة وعلى الأخص دوائر اللاجئين والثقافة والجهاز العسكري، وتفتيت النقابات والاتحادات وسائر مكونات الشعب الفلسطيني في العالم. لا بد من تنظيف البيت الفلسطيني تنظيفاً كاملاً بمكنسة ديمقراطية. إن قائمة الحساب طويلة، وطولها يعني أن العودة إلى الشعب هو الخلاص الوحيد، وهذا ما سيستمر به أعضاء المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، إلى أن ينعقد المجلس الوطني الجديد ممثلاً لكافة الشعب الفلسطيني، حينئذ يصبح المؤتمر الشعبي جزءاً منه مع أهلنا في الداخل لتمثيل 13 مليون فلسطيني في فلسطين وخارجها. إن تعطيل إرادة الشعب الفلسطيني جريمة لا تغتفر وسيكون لها الحساب العسير. وما ضاع حق وراءه مطالب. عضو المجلس الوطني الفلسطيني دعوة عاجلة إلى الشعب الفلسطيني للانضمام إلى المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج سلمان أبوستة |
من المهدد في تونس الإسلام أم الديمقراطية؟ Posted: 29 Aug 2017 02:13 PM PDT هناك أكثر من سبب يدعونا تونسيين كنا أم غير تونسيين، لأن ننزعج ونقلق ونخاف أيضا على تونس. ففي هذا البلد الصغير محدود الموارد والثروات والخارج للتو من عقود طويلة من الاستبداد، تتراكم أزمات حادة ويفاقم تقلب جواره الإقليمي، وما يحصل فيه من هزات واضطرابات شغف الفضوليين وتطلعهم لاستكشاف قدرته على الصمود بوجه كل تلك التحديات والمشاكل وجدارته في أن يكون بالفعل نموذجا ناجحا وفريدا، في منطقة طالما عاشت فصولا أليمة من المآسي والكوارث المستمرة. لكن مصادر القلق والانزعاج والخوف هنا ليست واحدة، فلا ينظر المتابعون لتونس والمهتمون بها بالمنظار نفسه أو من الزاوية نفسها وهم لا يقدرون بالتالي تلك المخاوف والمخاطر التي تحيط بها بشكل عام ومجرد. ما يتفقون عليه هو أن تجربتها لا تزال هشة ورخوة وقابلة للسقوط والانحدار في أية لحظة، ما دامت تلك التهديدات القوية قائمة وموجودة. غير انهم يختلفون في تحديد طبيعتها وتقدير درجة خطورتها. إن ما يظهرونه من خوف على تونس هو الواجهة والعنوان فقط، أما التفصيل والمحتوى فتلك قضية اخرى. واذا ما تركنا تحديات الامن والاقتصاد جانبا، رغم أهميتها وتأثيرها الواضح والمباشر، فسندرك حينها ان اختلافهم ينحصر في وجود وجهتي نظر، ترى الاولى ان التخوف الحقيقي هو من ان تضيع تونس إسلامها وتفرط فيه في زحمة انفتاحها وتحررها المبالغ فيه، في بعض الاحيان. فيما تعتبر الثانية بالمقابل ان الخشية هي من ان ترتد البلاد مجددا الى الوراء، اي الى زمن الاستبداد وتضل طريقها نحو الديمقراطية. ولعل ما سمعناه قبل أيام في خضم الضجة الكبرى التي تلت خطاب الرئيس التونسي، في الذكرى الستين لإعلان مدونة الاحوال الشخصية، بخصوص مسألة المساواة في الارث وزواج التونسية المسلمة بغير المسلم، أعطى الانطباع بأن الحفاظ على اسلام التونسيين من هجمة علمانية كاسرة تستهدف ضربه وكسر شوكته، وحتى اجتثاثه وتعويضه بما وصفه الداعية المصري وجدي غنيم بـ»دين جديد» بات الاولوية القصوى لا للتونسيين وحدهم، بل ربما حتى لعموم المسلمين. لقد وصف غنيم في شريط فيديو بث على موقع يوتيوب رئيس تونس بـ»المجرم الكافر المرتد عن الاسلام والعلماني» الذي» يحاد الله ورسوله ويتحدى الشريعة الاسلامية ويكفر بما انزل على محمد». وقال عن برلمانها إنه «البرلمان الذي حلل شرب الخمر ومجلس الكفر الذي يشرع ما يناهض الاسلام والمسلمين». وعن رئيس حركة النهضة اكبر الاحزاب الاسلامية فيها انه» ترك الاسلام من زمان». وبغض النظر عما اذا كان الهدف من وراء مثل تلك التصريحات، تصفية حساب قديم مع علمانيي تونس الذين قال عنهم أكثر من مرة بأنهم اشرس وألد العلمانيين العرب، فإن المغالطة التي حصلت لم تكن فقط في المسارعة لتكفير رئيس دولة مسلمة، وما تنطوي عليه من خطورة على أمن واستقرار البلد، بل في «خلع ابواب مفتوحة» والتسبب بإثارة نوع من التراشق السياسي والإعلامي بين مصر وتركيا، بعد أن ظهرت بوادر تراشق اعلامي بين تونس ومصر، في أعقاب موقف الازهر من خطاب الرئيس التونسي. لقد كان واضحا ان سهام الداعية المصري اخطأت اهدافها، وعوض ان تخدم الاسلام في تونس، كما كان مفترضا فقد سببت ألما وأذى بالغا للمسلمين فيها. وسواء كان النوايا من وراء إطلاقها صادقة أم لا، فان ما احدثته من ضرر قد يفوق بكثير ما جلبته، أو أرادت جلبه من خير ونفع. فقبل ان يتكلم غنيم لم يكن هناك اجماع داخل تونس على تأييد مقترحات الرئيس، وكانت اصوات المعارضين لها اقوى وأشد من اصوات المؤيدين والموالين، واتفق الكل على أنها مجرد أفكار، وليست بعد قوانين نافذة المفعول، وان الكلمة الاولى والاخيرة لن تكون إلا لما وصفه غنيم بمجلس الكفر، وهو المجلس الذي انتخبه التونسيون قبل ثلاث سنوات في اقتراع حر ومباشر. فهل إن مواجهة الافكار والمقترحات حتى لو كانت باطلة ومضلة يتم بالغضب والتعصب وحتى التكفير؟ أم بالهدوء والحوار والنقاش المدني والسلمي؟ لماذا نلوم اذن نظام السيسي على قمعه لرابعة وملاحقته وتشريده للآلاف تحت مسمى الحرب على الارهاب، ونضيق في بلد حر ومفتوح برأي مهما كنا نتفق أو نختلف حوله؟ هل منع الرئيس التونسي أحدا من أن يناقشه أو يعارضه أو يقول له إنه اخطأ في مساأة المساواة في الارث وزواج المسلمة بغير المسلم؟ ألم يصب كثير من الائمة والخطباء جام غضبهم على فكرة الرئيس بدون ان يمنعوا أو يلاحقوا مثلما يحصل في بلدان اخرى؟ إن ما غاب عن غنيم وربما عن اخرين غيره خارج تونس هو، انهم لم يدركوا ان الاسلام الذي انغرس فيها منذ قرون طويلة ليس ضعيفا للدرجة التي يهتز فيها أو يتزلزل لدعوى أو فكرة مهما كانت مضلة أو باطلة، وألا خوف عليه بل الخوف كل الخوف على المسلمين التونسيين في حال ما اذا بقوا مكبلين ومقيدين بنظام استبدادي لا يسمح لهم بأن يرفعوا اصواتهم، أو يتصدوا لمن ينتهك قواعده أو يدوس حرماته. فاذا كان الاسلام قد بقي صلبا وقويا حتى في اقسى واصعب ايام الاستبداد في تونس فهل من المعقول ان يندثر ويزول ويتصدع في عصر الحريات؟ أليس العكس هو الصحيح؟ الا يحتاج الاسلام لمناخ حر ومفتوح حتى ينمو ويتوسع ويكتسح العقول والقلوب معا؟ اذن هل الأولى والأجدى أن نخاف على الإسلام الراسخ والثابت في تونس أم على الديمقراطية الهشة والضعيفة والجنينية فيها؟ لاشك بأن تصوير الديمقراطية على انها خصم تاريخي وعدو لدود للاسلام لا يخدم بالنهاية احدا اخر غير المستبدين، ولا يحول الاسلام كما قد يتصور البعض لدين ودولة بقدر ما يرسخ القمع والظلم والطغيان باسمه. وبالمثل فإن اعتبار بعض المواقف والتحالفات السياسية لحركة النهضة مؤشرا على قوة أو ضعف الاسلام في تونس لا يسيء للحركة ورموزها بقدر ما يقلل من شأنه ودوره وتأثيره على التونسيين. صحيح ان سنوات الاستبداد والتضييق على الحريات منعت معظمهم من التعرف عن قرب على الدين، ولكن من قال إن حركة النهضة هي الناطق الحصري باسم الاسلام؟ ومن قال إن الحرية لن تجلب لتونس الا الخمارات والملاهي الليلية والتحلل والتفسخ الاخلاقي؟ ألم تكن كل تلك المظاهر موجودة وشائعة من قبل بدون ان يكون هناك بالمقابل اي مجال للمتدينين حتى يمارسوا أو يعبروا عن قناعاتهم؟ أليس الافضل لنماء الاسلام هو ان تقوى الديمقراطية ويشتد عودها؟ لن نقول ان تونس لم تعد بحاجة لمن يساعدها على فهم اسلامها أو الاقتراب اكثر فاكثر منه ولكن حاجتها الشديدة والاكيدة الان هي لجيل من الديمقراطيين الحقيقيين الذين لا يمكن بناء الديمقراطية وترسيخها بمعزل عنهم. وقد تكون ندرة هؤلاء هي بالنهاية جوهر المخاوف التي من المفترض ان تراودنا على مستقبل التجربة برمتها. كاتب وصحافي من تونس من المهدد في تونس الإسلام أم الديمقراطية؟ نزار بولحية |
رئيسنا شيوعي Posted: 29 Aug 2017 02:13 PM PDT التراجع الواضح لمسارات اليسار العربي بنسخته الماركسية بات شديد الوضوح وغير عصي على الملاحظة، ولكن يبقى التساؤل مطروحا هل يمكن أن يستعيد اليسار توهجه المجتمعي في البلدان العربية بشكل عام وفي العراق بشكل خاص؟ لقد كانت مشاركة الحزب الشيوعي العراقي السياسية محدودة وغير مؤثرة منذ عام 2003 ولحد الآن؟ فهل وصل الحزب الشيوعي العراقي إلى مفترق طرق يجب أن يغادر فيه طروحاته النظرية القديمة ليتحول إلى حزب اشتراكي منفتح على الأطروحة الديمقراطية وآلياتها؟ هل ما يزال الحزب الشيوعي العراقي متمسكا بثوابته الأيديولوجية القديمة؟ لقد وجه الكثير من النقد، بل والتجريح لأداء الحزب الشيوعي العراقي، منذ ما عرف بمؤتمر لندن، قبيل الحرب التي أطاحت نظام صدام حسين عام 2003، فقد رفض الحزب الشيوعي العراقي الحرب ورفع شعارا (لا للحرب لا للديكتاتورية) وقد عد بعض المراقبين هذا الموقف مواربة وانتظارا على التل والتفرج على ما ستؤول إليه نتائج الحرب، ثم اتخاذ المواقف البراغماتية على اساس ما سينتج، وهذا ما كان بحسب المراقبين الذين نظروا إلى مشاركة سكرتير الحزب الشيوعي حينها حميد مجيد موسى في مجلس الحكم، الذي شكله الحاكم المدني للعراق بول بريمر، والذي عينته قوات الاحتلال، خيانة لتاريخ ونضال الحزب، عبر العمل مع قوى الاحتلال. بينما نظر الحزب من جانبه إلى الامر، كما اعلنت قياداته مرارا، على انه نضال سلمي للضغط على المحتل لتقصير عمر تواجده، والضغط باتجاه تشكيل حكومة انتقالية مهمتها كتابة الدستور الجديد وتهيئة البلد لانتخابات تنهي الاحتلال وتفتح مستقبلا ينهي حقبة الديكتاتورية. وقد اشترك الحزب في الحكومة الانتقالية التي ترأسها اياد علاوي والتي انتهت مرحلتها الانتقالية بكتابة الدستور، وإجراء الانتخابات التي فازت بها قوى الاسلام السياسي السنية والشيعية، بالاضافة إلى الكتلة الكردستانية في الحكومات المتعاقبة، مع غياب شبه كامل للقوى العلمانية منذ 2006 حتى الان. كانت نتائج الحزب الشيوعي العراقي في العملية الانتخابية مخيبة للآمال، ورغم تعدد وتنوع التحالفات السياسية التي مارسها الحزب، الذي نزل الانتخابات الاولى بقائمة مستقلة، فلم يحصل سوى على مقعدين في البرلمان، ثم تحالف مع القائمة العراقية بقيادة اياد علاوي ولم يحقق نتائج افضل، واخيرا ابتدأ الفصل المثير من التحالفات عبر الاشتراك في الحراك المدني، الذي ابتدأ في يوليو 2015 بقوى مدنية علمانية، ثم اشترك معها التيار الصدري لتصبح هنالك شراكة سياسية غير معلنة بين التيار الصدري والحزب الشيوعي، حاول البعض أن ينظر لها باعتبارها كتلة تاريخية عابرة للطوائف والقوميات على النمط الغرامشوي. انعقد المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي في ديسمبر 2016 وأفرز قيادة جديدة وسكرتيرا جديدا للحزب هو رائد فهمي وزير العلوم والتكنولوجيا السابق، الذي اقيل من منصبه نتيجة تقليص المناصب الحكومية في حكومة العبادي، وبعد مرور اقل من اربعة اشهر، في ابريل الماضي، زار وفد من الحزب الشيوعي زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في مكتبه في مدينة النجف، وقد ضم الوفد بالاضافة إلى سكرتير الحزب، عضوا المكتب السياسي مفيد الجزائري وزير الثقافة في الحكومة الانتقالية، وجاسم الحلفي القيادي في الحراك المدني، حيث تعد هذه الزيارة الاولى من نوعها، وتم فيها تبادل التهاني والمجاملات وبدت زيارة بروتوكولية لا غير. لكن جهة ما أطلقت بالون اختبار في الاسابيع الماضية، عبر نشر خبر مفاده «أن زعيم التيار الصدري سيرشح سكرتير الحزب الشيوعي العراقي رائد فهمي رئيسا للحكومة المقبلة التي ستتمخض عنها نتائج الانتخابات المقبلة». ما أعاد للاذهان كل الاوراق السابقة، ومع تهاوي عدد من قيادات الاسلام السياسي الفاسدة مؤخرا، التي تمثلت بهروب البعض، وإحالة البعض للتحقيق بتهم فساد مليونية، بدت خطوة «الرئيس الشيوعي» مبهرة، حيث مازالت صحيفة الشيوعيين نظيفة لم تلوث بالفساد، فماذا كانت النتائج وردود الأفعال؟ أشارت تسريبات صحافية عن مصدر مطلع في التيار الصدري، قوله إن «الصدر يعتزم ترشيح شخصية شيوعية لشغل منصب رئيس الوزراء المقبل، فيما أشار إلى تكليف علي سميسم للتباحث مع الشخصيات السياسية ضمن مساعي تشكيل الكتلة العابرة للطائفية». وردا على ذلك علق نائب رئيس الهيئة السياسية للتيار الصدري جعفر الموسوي للصحافة قائلا؛ «لا أستطيع أن أنفي أو أؤكد الأنباء التي تتحدث عن ترشيح الصدر لشخصية شيوعية لمنصب رئاسة الوزراء، وبالتالي فإن هناك مدة طويلة على خوض الانتخابات ولدينا دستور، والسيد الصدر يعلم جيدا بالدستور وكيفية تشكيل الحكومة، وبالتالي فإن المادة 76 التي تنص على أن الذي يرشح للحكومة الكتلة النيابية الأكثر عددا، وبالتالي فإن هذه الأنباء أعتقد أن لا صحة لها». من جانبه علق رائد فهمي على الأنباء، قائلا «إني تفاجأت بالأنباء التي نشرتها الصحافة ولا علم لي بمدى صحتها، ولا أعلم إذا كانت إجتهادا شخصيا من الصحافي الذي كتب الخبر»، لافتا بالقول إلى أنه «إذا كان هذا الخبر صحيحا فهي ثقة عالية من السيد مقتدى الصدر وموضع اعتزاز لنا». ويبدو واضحا من التصريحين وجود احتمالية تفاهم في الامر لم ينفها الطرفان بشكل بات وقاطع. وبينما يرى البعض أن التقارب بين الحزب الشيوعي والتيار الصدري هو تحالف تكتيكي ربما يتم استخدامه في افراز كتلة انتخابية ناجحة، يخالفهم الرأي المنتقدون الذين ينظرون إلى مشكلات هذا التحالف التي تغاضى عنها المتفائلون، ويذكرون الشيوعيين بتحالفاتهم السابقة التي جرت الكوارث على الحزب، ولن يكون هذا التحالف مع قوة من قوى الاسلام السياسي التي تعمل وفق مبدأ الولي الفقيه إلا خطوة ستؤدي إلى التنكيل بالشيوعيين وقوى اليسار، كما حصل في بداية الثورة الايرانية. من جانبه اجاب رائد فهمي عن الامر بشكل واضح وبدون مواربة في لقاء صحافي قال فيه مجيبا الصحافي عما دار في لقائه مع الصدر؛ «في اللقاء، اخبرت الصدر أننا لم نأت للتحالف بشأن الائتلافات الانتخابية، بل جئنا للتحدث عن هموم العراق، الاوضاع السياسية والاوضاع الخدمية التي لا تسر، ولدينا تشخيصات كما لديكم تشخيصات ولدينا مشتركات ونحن هنا نتحدث بشأن المشتركات، بعضها موجودة في الحراك من حيث المطالب الخدمية ومحاربة الفساد، وبعضها قد يمتد لمساحات جديدة لم تستوعبها دائرة الحراك حتى الآن، قد تنهض إلى أشكال متطورة ومتقدمة جديدة، ويهمنا ألا يفهم المواطنون أن هذه اللقاءات فوقية، أو لأجل تشكيل تحالفات انتخابية لا يهتم بها المواطن كثيرا، المواطن لا يهتم إن ذهب فلان أو جاء فلان، في المحصلة كيف سينعكس ذلك على حياته، لذا ما يهمنا أن نبحث عما يمس حياة المواطن، وكل ما يتعلق في هذه الامور، ونحن على استعداد للتعاون بشأن الخدمات والأولويات السياسية التي تجعل المواطن هو المستفيد، وكانت هذه النقطة الاولى. أما الثانية فهي ما حدث خلال 20 شهراً من الحراك هو شيء كبير جعلك تتعدى حجم التيار الصدري، بطرحك مفهوما جديدا بعلاقتك مع المدنيين جسدها جمهورك بالممارسة عن طريق الحراك واللقاءات في المحافظات والمواقع الجماهيرية والأحياء الشعبية، والسلوكيات شهدت انعطافة مهمة ولهذا مغزى أكبر بكثير من المغزى السياسي، إذ كسرنا جدرانا في العقل، جدرانا اجتماعية وثقافية بين المدنيين وغير المدنيين فتحت أفقا جديدا في اللحمة المجتمعية». إذن نحن ازاء (تحالف) عبر عنه البعض بانه كتلة تاريخية بدون مواربة، والترويج لفكرة ان التيار الصدري، رغم كونه تيارا اسلاميا إلا انه مدني التوجه – خوفا من القول علماني التوجه – وهنا أحب أن اشير إلى رد نصير غدير نعيم الذي كتبه على مدونته في الفيسبوك محذرا من الخلط واللعب على حبال التحالفات السياسية الواهية الذي يمارسه البعض حيث قال؛ لقد تنازع في تسعينيات القرن الماضي تياران في الحوزة العراقية، هما تيار الولاية العامة، التي قال بها محمد الصدر، وتيار الولاية الخاصة الذي تزعمه السيستاني، في 2003 خلَفَ مقتدى الصدرُ، أباه على تيار الولاية العامة، وهو يقول به، ولم يتراجع عنه، وعدل السيد السيستاني عن مبدأ الولاية الخاصة إلى مبدأ الحكم الرشيد، وهو مبدأ قال به الصدر الأول، وطبقه الخميني في حكومة الثورة الأولى، ويقول بقيام ذوي الاختصاص بالشؤون العامة وإدارة مصالح البلاد والعباد، تحت الإشراف الولائي للفقيه، هذا المبدأ يتبناه علناً الآن محمد اليعقوبي، وهو مبدأ الحكم الرشيد. هنا يتضح جلياً كيف أن رجل اسلام سياسي مثل مقتدى الصدر لا يتبنى العلمانية نهائياً، إذ قال بوجوب إقامة حكومة تكنوقراط، لأنه يقول بتسلطه وتسلط الفقهاء عليهم بإنفاذ الشريعة، وهي الولاية الربانية، يعني أن كل ما يقوم به الآن هو تطبيق منهج عمه الصدر الأول وهو الحكومة الرشيدة، وهو بالأخير تمثُّل من تمثلات الولاية العامة التي قال بها أبوه.» فهل يقبل سكرتير الحزب الشيوعي بذلك؟ كاتب عراقي رئيسنا شيوعي صادق الطائي |
حاصر حصارك… لا مفر Posted: 29 Aug 2017 02:13 PM PDT «حاصر حصارك، لا مفر».. بهذه الكلمات التي تبدو في ظاهرها شديدة البساطة اختزل الشاعر الفلسطيني محمود درويش كل شيء. إن أفضل سبل تحدي الحصار لا تكمن في الاستسلام له ولا في التباكي على آثاره وما تفرع عنها من نتائج. الشكوى ومحاولة كسب تعاطف العالم ولفت الأنظار مهمة ويجب عدم تجاهلها، لكن التعويل على ذلك فقط ليس كافياً، لأن هذا العالم أصيب بتبلد الأحاسيس مع تكاثر المآسي والحروب والفظائع، لدرجة أنه لم يعد يبالي. يثبت التاريخ والواقع القريب أن المحاصرة والمقاطعة بقدر ما فيها من ألم ومعاناة، إلا أنها تحمل في طياتها في كثير من الأحيان دوافع للبذل والعطاء وحوافز للإبداع، تكون كفيلة بتحويل هذا الألم إلى أمل، وهذه المحنة التي يعيشها شعب أو دولة محاصرة إلى منحة ما كانت لتتحقق لو كانت هذه الدولة وذلك الشعب يعيش حياة رخاء طبيعية. وبقدر ما يكون الرخاء في ظاهره إيجابياً إلا أنه يتحول مع مرور الوقت إلى داء قاتل. حين تقرر دولة ما أنه ليس عليها أن تزرع أو تصنع لأن بإمكانها أن تشتري كل شيء بثمن قد يكون مساوياً لتكلفة التمرس على الزراعة والصناعة، فإنها ظاهرياً تكون قد أراحت نفسها من الكثير من الصداع المرتبط بمراحل الإنتاج والتصنيع، لكن حالها في الواقع يشبه حال المريض الذي لم يأخذ العلاج الذي كان يحتاج إليه واكتفى بالمسكنات والمهدئات. نقيض هذا هو الدول التي تعلمت ألا تعتمد على أحد، وأن تكتفي من منتجاتها بحيث تحاول قدر الإمكان أن توفر كامل، أو معظم، احتياجاتها من الغذاء عبر خيارات محلية، وأن تحاول كذلك توفير بدائل وطنية وصناعات تغنيها عن تلك التي كانت تستوردها، وإن كانت أقل منها جودة وتعقيداً. تمر معظم الدول المحاصَرة بالمراحل ذاتها التي تبدأ بقرار الحصار ثم الصدمة المتولدة عن ذلك القرار محلياً، التي يتوقع البعض، وفي الغالب إثر دعاية مكثفة، أن تكون قوية جداً لدرجة الإطاحة بذلك النظام. في الواقع، وحسب النماذج التي ترد على بالي الآن، فإن هذا السيناريو، الذي يفترض سقوطاً سريعاً وتغييراً في قيادات الدولة، أو النظام المقاطَع لم يثبت أي نجاح، رغم استمرار الحصار والعقوبات المؤلمة في بعض الحالات لأكثر من عقد أو عقدين من الزمان. ربما كان هذا الحصار، على العكس من الغرض الأساسي منه، يثبّت في الحقيقة أقدام السلطة ويمنحها منطقاً تستطيع أن تخاطب به شعبها، وهو أنها مستهدفة من قبل الخارج، الذي يريد أن يفرض أجندته على أرضها وهو ما يجعل أي مشجع لهذا المخطط من صنف الخونة والطابور الخامس، الذي يسعى لتنفيذ نوايا الأعداء. بهذا الافتراض يشجع الحصار، بشكل أو بآخر، على إزدياد حالات التوجس والريبة وتقوية القبضة الأمنية، التي ستجد كما قلنا، الكثير من المبررات وهي تعلن خوض حرب مزدوجة ضد الأعداء في الخارج وتوابعهم المفترضين في الداخل. لماذا تتجه الدول المحاصَرة لتطوير أسلحتها والدخول في شراكات استراتيجية عسكرية، بدلاً عن التركيز على توفير الغذاء والدواء ورفع مستوى المعيشة؟ كثيراً ما يطرح هذا السؤال، خاصة حينما تتطور الصناعات الدفاعية لدى بلد معزول بشكل يجعله يتفوق على الكثير من أقرانه من الدول التي تعيش حالة «طبيعية» وتتمتع بعلاقات جيدة مع معظم أو جميع دول العالم. إجابة هذا السؤال بسيطة جداً وهي أن الحصار في حد ذاته ليس هدفاً نهائيأً، بل هو خطوة مرحلية قد تشكّل تمهيداً لهدف آخر غير معلن، وهو التدخل العسكري أو الاجتياح في حالة الفشل في صنع تغيير من الداخل، لذلك فإن الدفاع وتأمين السلاح القادر على الصمود في حالة الاضطرار لخوض مواجهة كهذه يصبح أولوية، على الأقل حتى لا تصبح البلاد هدفاً سهلاً. نقطة أخرى من المهم جداً الإشارة إليها وهي أنه، وفي ظل هذا النظام الدولي المليء بالتناقضات والتنافس، فإنه لا توجد ثمة دولة أو نظام محاصر تماماً ومن الجميع. كل ما هنالك هو أن هذا المحاصَر سيكون مجبراً على البحث عن بدائل أخرى غير التي كان معتمداً ومعتاداً عليها في السابق، وأن يعيد ترتيب خريطة علاقاته الدولية بشكل جديد ومتناسب مع مستجدات احتياجاته ومصالحه. أحياناً يظن بعض الفاعلين السياسيين أن الاستسلام ورفع الراية البيضاء قد يكون فيه بعض الحكمة، خاصة حين تواجه، وأنت الضعيف، دولة كبرى أو ترسانة من المال والسلاح والإعلام، إلا أن نتيجة مثل هذه القرارات في كثير من الأحيان لا تكون سوى فشل كبير مضافاً إليه إحساس مرير بفقدان الكرامة. هذا هو ما حدث لفرنسا إبان الحرب العالمية الثانية، فقد كانت قيادتها السياسية والعسكرية التي كان يمثلها الجنرال فيليب بيتان ترى أن البلاد التي كانت تعاني من ضعف وتعثر اقتصادي غير جاهزة للدخول في معركة ضد الجيش الألماني، وأن خوض هذه المعركة في ذلك الوقت يعد انتحاراً. استبعد فيليب بيتان قيام حرب كونية جديدة بعد فظائع الحرب الأولى وتجاهل بشكل تام الخطر الاستراتيجي المتمثل في التهديد النازي، على اعتبار أن ألمانيا نفسها لن تكون مستعدة لخوض غمار حرب جديدة. إلا أن استبعاد شبح الحرب من جانب واحد لم يكن كافياً، بل كان حافزاً مهماً للألمان الذين شجعهم التراخي الفرنسي على بدء تنفيذ مخططهم للتوسع واجتياح المنطقة، حتى بعد هذا فإن بيتان آثر السلامة والتسليم طارحاً خطة فريدة من نوعها تهدف لخلق نوع من «التعايش مع الاحتلال»، بهدف منع تخريب باريس وغيرها من المدن الفرنسية. لم يكتف بيتان بذلك، بل اعتبر أن مقاومة الاحتلال ليست سوى تهور قد يعرض حياة السكان المدنيين إلى الخطر. بهذا المنطق وافق بيتان على تقسيم فرنسا ليصبح جزء منها تابعاً للألمان، على أن يكتفي هو بما سيطلق عليه في كتب التاريخ «حكومة فيشي» التي ستفرض سيطرتها على منطقة محدودة من الأراضي الفرنسية. لم يمض كثير من الوقت حتى أصبحت حكومة فيشي هذه منزوعة السلطة والسيادة، فمن التنسيق الأمني مع الاحتلال لملاحقة المقاومين والناشطين، انتقل الأمر لما هو أشبه بالعمالة المباشرة لتصبح فيشي وكأنها حكم ألماني بأيدٍ فرنسية. ما يزال المؤرخون مختلفين حول شخصية بيتان، فمنهم من يراه مجرد عميل، ومنهم من يرى أنه حاول الاجتهاد فقط لحماية فرنسا وتقليل خسائرها. شارل ديغول، السياسي والعسكري الفرنسي الذي كان على رأس جناح المقاومة الموازي، ذكر للرجل أدواراً وطنية خلال الحرب العالمية الأولى وشفع له من أجل أن يتم استبدال حكم الإعدام الذي تم توقيعه عليه بحكم آخر للسجن مدى الحياة. الأمر الذي لا جدال حوله هو أننا كنا سننظر اليوم لهذه الشخصية بعين مختلفة لو كانت قد اختارت لنفسها طريقاً آخر. كاتب سوداني حاصر حصارك… لا مفر د. مدى الفاتح |
الدور المطلوب من القوات الأمريكية في عراق ما بعد الموصل وردع إيران Posted: 29 Aug 2017 02:12 PM PDT في 10 من أغسطس/آب أعلنت الحكومة العراقية رسمياً، ومن خلال رئيس وزرائها حيدر العبادي تحريرها لمدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى، وأكبر المدن التي كانت تحت سيطرة تنظيم «الدولة» (داعش) الإرهابي في العراق. وكان خطاب النصر يحتوي في داخله دلالات مهمة عن الصراع داخل حلبة السياسة في بغداد عن تحديد الطريق الذي لا بد للعراق من اختياره في مرحلة ما بعد «داعش». في خطابه كان الشكر موجها أولاً، إلى المرجعية الشيعية في العراق، وهي التي أصدرت فتوى الجهاد، وليست للمرجعية الشيعية في قم بإيران. وكذلك شكر برسمية تامة جميع الدول التي ساعدت العراق في القتال دون ذكرهم بالاسم مخافة إغضاب الجهات الداعمة والمختلفة في الاتجاهات، كما أنه ركز على أن العراقيين وحدهم قاتلوا التنظيم على الأرض في تسفيه لصور الجنرال الإيراني قاسم سليماني الذي يصر أتباعه على أنه سيد المعارك كلها. ولكن، كيف يمكن تأسيس بيئة سليمة في عراق مابعد «داعش» من قبل قوات التحالف الدولي ضد «داعش» التي تتزعمها أمريكا بوجود إيران التي تتحرك قدر استطاعتها للسيطرة السياسية والعسكرية مستخدمة الحشد الشعبي، وجهات سياسية موالية معروفة لها. وماذا يمكن لأمريكا وحلفائها أن تفعل لردع هذا التغلغل استناداً لخطاب النصر المذكور. سقوط الموصل كان السقوط المدوي لمدينة موصل، ثاني كبرى مدن العراق بسهولة في يد التنظيم، وفي زمن سيطرة المالكي الطفل الودود لإيران نهاية لحقبة من السيطرة التامة لإيران على العراق رغم أن هذه النهاية كانت ثقيلة جداً على المدنيين والبلاد كلها. دمار حل في كل منطقة وجد فيها التنظيم، وعشرات الآلاف من النازحين ومثيلهم من القتلى والجرحى. هذا السقوط لم يأت بسهولة كما كان يظهر على القنوات الإعلامية هو جاء نتيجة لسنوات من التهميش المتعمد للسنة، والتحطيم لكيانه وشخصيته. كان التركيز على أضعاف المدن السنية، وتشتيت شمل ساستهم في الفترة السابقة للسقوط هو الجهد الوحيد الثابت لحكومة بغداد حينها. وكان المالكي، ومن خلفه إيران، يستفيدون من الكره العام لدى المجتمع السني العراقي للولايات المتحدة حينها، وذلك بسبب اعتبار السنة أن أمريكا أسقطت حكما سنيا وهو حكم نظام الديكتاتور صدام حسين، وسلمت العراق كله لدولة خبيثة هي إيران. كان القتال ضد أمريكا في الأنبار، والموصل، والحدود العراقية السورية، من قبل الجماعات السنية بالإضافة إلى شعاراتها المعلنة حينها عن المقاومة ضد المحتل هو في الحقيقة قتال ضد تسليم العراق لإيران أيضاً، وضد التهميش السياسي بحقهم. وكان إن وظف «داعش» كل هذه العوامل لصالحه في بداية ظهوره ليتمدد حتى جرف الصخر في أطراف بغداد. لم يكن الردع المطلوب لـ «داعش» من مناطق سنية محددة في بداية هجومه بالمستوى المطلوب، وهو رد فعل ناجم من الإرهاق التام من سياسات الحكومة في بغداد ضدهم ومن فقدان الثقة في الولايات المتحدة التي كانت في زمن الجمهوريين (بوش الأبن) تنظر لهم كعدو وفي زمن الديمقراطيين (أوباما) تهمشمهم. ولكن الوقائع الحالية تبدلت وبدا صورة جديدة من تصورات المشهد السياسي والعسكري في الظهور لن يكون فيها إيران سيد المشهد. ولن يكون سنة العراق على الرف، وسيظهر فيما يبدو من المؤشرات الحالية تيار شيعي موال للعراق، ويرفض التبعية لإيران، وسيكون لأمريكا القدرة بسهولة على اختيار حلفائها في حينه. الحرب على التنظيم شكلت الحرب على التنظيم عالما مختلفا من الوقائع داخل العراق، ورسخت المعارك صورة عن مصير التصورات السياسية للعراق في المستقبل القريب، وتشكلت تحالفات جديدة ترفض التبعية السابقة وتبحث عن مرشدات جديدة للعمل. لعب الأمريكيون دورا مهما في تعزيز الفرص لظهور جهات عراقية تستطيع تحديد مسار مغاير لمسار طهران. حاولت إيران الركوب على موجة الجهاد الكفائي الذي أعلنه المرجع الشيعي العراقي السيد «علي السيستاني» لتحويل المعركة لطرف يقاتل تحت راية الجهاد ذات الخلفية الشيعية في وجه «داعش». ولكن قدرة الأمريكين على تحييد مجموعة مهمة من الطبقة السياسية عن ذلك الخط، وقدرتها على دعم جهات عسكرية محددة مهتمة بخدمة العراق، وترفض الخطاب المذهبي والطائفي، وتجد في الوطنية خيارا مفضلا لها من خلال تقديم السلاح لها، وتدريبها، وتأمين التغطية الجوية اللازمة للمعارك حجّم الدور الإيراني الاستعراضي في عموم البلاد. وأصاب حلفاءها بالإحراج في أكثر من مكان وموقع. وما معركة تكريت التي رفض الأمريكان مساعدة ميليشيات الحشد فيها حينها إلا واحدة من صورة الإهانة والتحجيم المذكور. لقد شكلت الحرب على التنظيم الإرهابي خريطة سياسية جديدة ملحقة بها قوات عسكرية موزعة وواضحة الهوية حالياً، وهذه القوات والجهات تشكلت على الشكل التالي: أولاً ، جهات شيعية ذات تبعية إيرانية صرفة: وزعيمة هذه الجهة هي جماعة الحشد الشعبي والتي يتزعمها أبو مهدي المهندس وهادي العامري والمتهمة بالعديد من الانتهاكات والجرائم بحق المدنيين في المناطق ذات الغالبية السنية. الحشد الشعبي الذي رغم جهود الحكومة في تأطيره قانونياً يفقد مع الأيام ثقة الناس في مناطق خزانه البشري نفسها في وسط العراق وجنوبه على اعتبار أن هذه الجهة هي جهة ذات لون مذهبي واحد بسبب سعيها للتحكم وتظهير صورة بشعة في مناطق تواجدها في الغرب والشمال العراقي. السنة والأكراد ينظرون مسبقاً للحشد نظرة بريبة، وهما معاً يعرفان مدى سيطرة إيران عليها، ومع الوقت أصبحت هذه الجهة مثار قلق لدى الشيعة نفسهم على اعتبار أن انتهاكاتها بحق السنة وتهديداتها للأكراد يؤسس لعداء هذين الطرفين للحاضنة الشيعية للحشد. ثانياً، الأكراد: هؤلاء لا يجدون في إيران سوى مخرب ولكنهم يتفادون إغضابها ودون أن يسمحوا في الوقت ذاته لها بالتغلغل في مناطقهم. وحتى الجهات السياسية الكردية التي تعتبر قريبة إلى حد ما من إيران قاتلت الحشد الشعبي جناح إيران العسكري في العراق في مناطق التماس معها كما حدث في طوز خورماتوا ومناطق من كركوك، وهي بحد ذاتها رسالة مفادها أن المهادنة مع إيران لن يتطور إلى تبعية في مقبل الأيام. ثالثاً: جهات متطرفة معادية للحكومة وواشنطن وهذه الجهات هي التي حملت راية القتال ضد الولايات المتحدة الأمريكية عقب سقوط نظام البعث في بغداد وهي نفسها التي ساهمت في تسهيل سيطرة «داعش» على المدن العراقية. وهذه الجهات تعطي المبرر لإيران للتمدد بحجة مكافحة الإرهاب وهي حالياً في تناقص بعد إنهاكها من القتال ونتيجة رفض الحاضنة الاجتماعية في المناطق المنتشرة فيها لمفاهيمها في التعامل السياسي والعسكري ونتيجة عدم قدرتها على التماس الدعم من أطراف خارجية. رابعاً: جهات عراقية وطنية: هذه الجهات هي التي تحاول الوقوف في وجه الإرهاب والتغول الشيعي معاً. هذه الجهات لا تنظر إلى الغرب والدول المجاورة الأخرى نظرة ريبة. هذه الجهة بدأت تظهر أقوى حالياً وتحاول الوقوف في وجه الجماعات الشيعية الميالة لإيران وفي وجه الجهات المتطرفة من جماعات الإسلام السياسي العابر للحدود، وهي تتكون من فئات المجتمع المختلفة، وتحاول التقرب من الهويات العراقية المتنوعة. وهي التي بدأت أمريكا وحلفاؤها من دول المنطقة تقديم الدعم لها وتأسيس الأرضية اللازمة لترسيخ وجودها، وتفعيل حراكها في بغداد سواء من داخل الحكومة أو خارجها وهي الجهة المطلوب تدعيمها أمريكياً في الوقت الراهن والمستقبلي. الدور الأمريكي المطلوب يمكن اعتبار أفضل عمل قامت به أمريكا في العراق حتى الوقت الحالي هي حصرية تقديم الدعم لجهات عسكرية وأمنية محددة لا تميل لإيران. وهذه الحصرية أسست لظهور جهة وطنية ترفض الانصياع لإيران ولدول أخرى تحاول التمدد في العراق كتركيا مثلاً. ففي القتال ضد التنظيم وقف الأمريكان وحلفاؤهم مع قوات محددة من الجهات المسلحة العراقية. فجهاز مكافحة الإرهاب، وهي قوة أسستها الولايات المتحدة والذي يصل عديد مقاتليها إلى أكثر من 12000 الف، تعتبر أكثرها موثوقية حالياً، وهي التي قاتلت في العديد من المناطق العراقية كتكريت، والرمادي، والفلوجة، والموصل، ونجحت في عمليات التحرير للمدنيين وفقدت نتيجة احترافيتها تلك ما يعادل 40% من قوتها حتى الان وتعتبر محبوبة من كل الفئات العراقية المجتمعية تلقت الدعم والرعاية العالية من قوات التحالف الدولي. وكذلك تعتبر الشرطة الاتحادية التي يبلغ عديدها ما يقارب 80 الف فرد جهة فعالة وتستحق التدعيم أيضاً. هذه القوات وبعض الفرق التابعة للجيش ينظر لها على أنها القوات التي يمكن التأسيس عليها لتشكيل كيان عسكري شرعي عراقي يميل للعراق، ولعمقه الجغرافي والهوياتي. وذلك لتخفيف التضخم الحاصل في الحشد الشعبي المدلل إيرانياً. ويمكن اعتبار عدم السماح للحشد الشعبي في المشاركة بمعركة مدينة الموصل التاريخية من قبل قوا ت التحالف وبموافقة ذات قيمة من قبل رئاسة الوزراء المتمثلة في رئيس الوزراء حيدر العبادي الميال باطنياً إلى الغرب واحدة من أهم الأدوار التي قامت بها أمريكا في مسعاها لتحجّيم التمدد الإيراني في غرب العراق وشمالها. وكانت الإشادات المستمرة من قبل قوات التحالف الدولي للجيش العراقي، وجهاز مكافحة الإرهاب، والشرطة الاتحادية، وقوات البيشمركه الكردية المستمر واحدة من صور الدعم المذكورة. هذا التحجّيم المتعمد للحشد يمكن أن يصبح أكثر فاعلية لو رسخت القوت الأمريكية وجودها في قاعدتي «عين الأسد» في قضاء البغدادي، و«الحبانية» في الأنبار، ووفرت لنفسها أماكن ثابتة في مناطق استراتيجية تمنع من وصول إيران إلى الحدود السورية بسهولة، كما في مطار القيارة العسكري جنوبي مدينة الموصل وفي معسكر التاجي شمال بغداد المستخدمة حالياً لأغراض التدريب. وكذلك الحديث الحالي عن احتمالية تأسيس قواعد أمريكية ثابتة في سنجار وكركوك وباقي مناطق إقليم كردستان العراق جزء من صور ترسيخ الردع لإيران وتعطي القوة للجهات السياسية العراقية التي تبحث عن ذاتها بعيداً عن عهد التبعية الشامل لإيران لترسيخ وجودها داخل العملية السياسية العراقية. إن الوجود الأمريكي المخطط بعناية أصبح بعد التجربة المؤلمة في العراق حاجة ملحة، وخاصة أن النظرة العدائية للجهات السنية تجاهها قد خف بعد أن تبين لتلك الجهات ولباقي الجهات الوطنية من مختلف مشارب العراق مدى سهولة ابتلاع إيران للعراق ككل. ومدى توقها للوصول إلى الحدود السورية، ومنها للبنان، والبحر المتوسط، ومدى الضريبة التي سيتكبدها العراقييون عند تركهم وحيدين في متناول يد دولة ذات نهج تخريبي كإيران. كاتب من سوريا الدور المطلوب من القوات الأمريكية في عراق ما بعد الموصل وردع إيران براء صبري |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق