ليبيا بين «المشير» وزوج ابنة رئيس المؤتمر اليهودي Posted: 26 Sep 2017 02:33 PM PDT معاناة الليبيين بعد سنوات من الاقتتال، والتدخل الإقليمي والدولي، واليأس من وجود حلّ حقيقي للمؤسستين السياسيتين والعسكريتين في شرق وغرب ليبيا، ممثلتين بفائز السراج وخليفة حفتر، عزّزت، على ما يبدو، فكرة إمكانية حصول حلّ آخر يجمع الليبيين المختلفين، ودفعت أشخاصاً غير متوقعين (غير أنهم لا ينقصهم الطموح) للتنطّح لطرح أنفسهم لتزعم البلاد. أحد هؤلاء كان بشير صالح، الذي كان يشغل منصب مدير صندوق استثمار الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، والمقيم حاليّاً في جنوب أفريقيا. مؤهلات صالح التي يوظفها لحكم البلاد هي أنه كان «الصندوق الأسود» الذي يخبئ فيه الزعيم السابق أسراره ويأتمنه على مغامراته وأموال البلد، وهي مؤهلات مخيفة حقّاً، وتجعل من اجتراء صالح على القول إنه مستعد لرئاسة ليبيا استهزاء كبيرا بالليبيين، ولكنّه، يشير مع ذلك، إلى اعتقاد بأن الباب في ليبيا صار مفتوحا لألعاب الخفّة وحركة المال والدبلوماسية الخفية. الدليل العيان على ذلك طبعاً هو الصعود الصاروخيّ لـ«المشير» خليفة حفتر، الذي كان هو أيضا أحد ضباط القذافي المخلصين، وعاد بعد الثورة بيدين فارغتين من الولايات المتحدة الأمريكية إلى ليبيا، فإذا به يجد دوراً جاهزاً هو محاربة الحركات العسكرية الناشئة بعد الثورة، ويجد قوى إقليمية ودولية تدعمه بالمال والسلاح، ليصبح، بين ليلة وضحاها، الشخصية التي لا يمكن تجاهلها في الحسابات المحلية والإقليمية والدولية، وصار قائداً مطاعاً لديه برلمان يجتمع حين يريد، وقوّات جوية وبحرية وبرّية، وسيطرة على آبار النفط وموانئه، فيما أحلام الدكتاتورية المطلقة تراوده ليل نهار. عبد الباسط اقطيط، رجل الأعمال الليبي، هو أحد الداخلين على باب اقتراح أنفسهم لرئاسة ليبيا، وهو على عكس بشير القابع في جوهانسبرغ بانتظار مكافأة الليبيين له (لسبب غامض) بترئيسه عليهم، فإنه يملك، على ما يظهر، أوراقاً أخرى تختلف عن أوراق حفتر والسراج، كما أنه اختار طريقاً مختلفة عن طرقهم. دعا اقطيط إلى مظاهرات في ليبيا للاحتجاج على الأوضاع الراهنة، معلنا رفض المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، وعملية «الكرامة» التي يديرها حفتر، وللإعلان عن تأييد الخطط التي يقترحها لإدارة ليبيا، وهو ما لقي استجابة في طرابلس العاصمة وفي مدينتين أخريين، رغم أن السلطات رفضت منح أنصاره الإذن بالتظاهر، وكانت النتيجة مظاهرتين مضادتين يتبادل طرفاها الشعارات. اقطيط هو رجل أعمال كبير، وكان مرشحاً سابقاً لرئاسة الوزراء، ولديه، كخصميه السراج وحفتر، علاقات دولية معتبرة، وخصوصاً في واشنطن، وأسلوبه في العمل السياسي هو النزول إلى الشارع مع الجمهور، وهذه حسنة تحسب لإقطيط. غير أن إحدى نقاط النفوذ التي يتمتع بها اقطيط، على ما يبدو، والتي تثير الشكوك حول مشاريعه هو الآخر، أنه متزوج من ناشطة حقوقية وابنة ملياردير يهودي كان يشغل منصب رئيس المؤتمر اليهودي العالمي. وإذا كانت الابنة لا تمثّل أبوها بالضرورة لكنّ هذا الرابط بين مرشح طموح لرئاسة ليبيا والمؤتمر اليهودي العالمي لا يمكن أن يكون خاليا من المعنى، وهو يأتي ليضيف ثقلا إلى هذا الاتجاه السياسي الأحول، والذي تعود جذوره إلى القذافي، وتمتدّ إلى خليفة حفتر، الطامح لخلافة القذافي، وتزيد عناصرها واحتمالاتها بالتأكيد مع اقطيط، إلا إذا أعلن صراحة، وأمام الرأي العام، غير ذلك. ما يجري في ليبيا يفتح المجال واسعاً لهذه الأطروحة، بدءاً من حجاج القذافي المزعومين إلى إسرائيل، واستعطافاته المتكررة لتل أبيب لإنقاذ عرشه، ومروراً بتعميد حفتر معارضاً في الولايات المتحدة الأمريكية، وحضانته من مصر والإمارات، ووصولاً إلى رجل الأعمال اقطيط وزيجته التي تجمع بين المال والسياسة. ليبيا بين «المشير» وزوج ابنة رئيس المؤتمر اليهودي رأي القدس |
الحداثة المؤجلة؛ هل شكلّ كتاب في الشعر الجاهلي لطه حسين، قطيعة حداثية؟ Posted: 26 Sep 2017 02:33 PM PDT يعود العقل بوصفه ناظما للممارسة البشرية ومحددًا لها، من جديد متحولًا إلى مركز اهتمام دائم. لا تطور ولا تغيّر من دون عقلانية حيّة فعّالة. المشكلة في العالم العربي اليوم لا تخرج عن هذا الانشغال الدائم والخطير. ليست في أي شيء آخر، ولكن في العقل العربي النائم والمسترخي أبدا، مكتفيا بإعادة إنتاج نفسه باستمرار وفق رؤية بسيطة يتحكم فيها الاستهلاك. من بين تمظهرات تخلف هذا العقل، الرقابة والمصادرة والمنع. نفهم جيدا أن يُمنع كتاب، أو مقالة، أو مجلة، لشيء ما قد لا يتناسب سياسيا أو اجتماعيا أو ثقافيا، أو أن الرقيب قرر أن هذه المادة أو تلك ستضر بالشعب أو بأجزائه الهشة، لكن أن يظل الكتاب ممنوعا قرابة القرن، وصاحبه مات وتحول إلى رميم، والظرفية التي أنتجته،انتهت، والذين أمروا بالمنع أو قاوموه قضائيا، انتفوا كلهم من هذه الدنيا، بينا بقي المنع مستمرا كالوباء إلى وقت قريب. لم يُرفع أبدا بشكل رسمي إلى اليوم، مثل سجين تحول مع الزمن إلى علامة لا معنى لها، أو مجرد رقم بليد لا يحيل إلى إنسان يموت كل يوم قليلا، نُسِيَ في زنزانته إلى يوم موته وعثر عليه بالمصادفة الغريبة عمال السجن وهم ينظفون المكان، حفنة من العظام. كيف نسمي هذا بغير كلمة الجهل التي لا تكفي لنعت هذه الحالة؟ قد تكون الصورة استعارية، لا تبتعد كثيرا عن الحقيقة. هذا بالضبط ما حدث لكتاب طه حسين في «الشعر الجاهلي» الذي نشره صاحبه في 1926. وتحت الضغوطات المتكررة، عوضه بعد المنع، بكتاب شبيه هو في الأدب الجاهلي. هو نفسه الكتاب الأول بعد أن نزع منه المقدمة المنهجية المبنية على الشك الديكارتي وعوضها بمقدمة عامة بلا روح مطلقا، كأنها فقط استجابة لطلب جاءه من المؤسسة الدينية التي كانت ولا تزال تزن الكثير. في المقدمة الأولى هناك نقد لاذع للمؤسسة التعليمية التي اعتمدت على تقديس الحفظ والتكرار، في غياب عقل يفكر وينظم الأشياء بذكاء. وظل الكتاب الثاني في الأدب الجاهلي، هو المقبول لأنه بلا روح، بلا عقل يفكر للتقدم وتخطي المعضلات. يتحرك بين المدارس،حتى أنسى القراء الكتاب الأول نهائيا، وكـأنه لم يوجد أبدا. مع أنه أحرج العقلانية العربية ووضعها في سياق مواجهتها لنفسها ويقينها الذي حاول طه حسين تهديمه، بوصفه معطلا للتفكير. وكلما ذُكرت مؤلفات طه حسين، كثيرا ما نزع منها كتابه في الشعرالجاهلي. هناك قصدية معلنة أو مخاتلة. هذا ما حدث في الكتاب المدرسي في الكثير من البلدان العربية. وظل الكتاب ممنوعا من 1926، تاريخ صدوره لأول مرة إلى 1996 عندما أفرج عنه الكاتب الباحث الكبير غالي شكري، رحمه الله، عندما خصص له عددا مميزا من مجلة القاهرة، التي كان يشرف عليها، وأعاد طباعته في المجلة مع الملف القضائي والسجالي الذي صاحبه. وبيّن الملف إلى أي حد كان القضاء المصري كبيرا وحياديا، وعظيما، وكم كان الظلم قاسيا على طه حسين الذي اضطر إلى مختلف التبريرات التي لم يكن في حاجة إليها مطلقا ما دام قد اختار مسلك العقل. حتى الأسرار العسكرية الأكثر خطورة والانقلابات والاغتيالات، لا تحجز كل هذه المدة.عمرها المتوسط خمسون سنة، بعدها يصبح بإمكان المؤرخين التعرف على تفاصيلها السرية، ودراستها بمسافة مقبولة وتصحيح التاريخ. فما هو هذا الخطر على الأمة العربية والإسلامية الذي كان يشكله كتاب في الشعر الجاهلي على الناس، وعلى الأجيال المتعاقبة منذ عشرينيات القرن الماضي، إلى تسعينياته، سوى تخلّف يتنامى بوتيرة مخيفة ليصبح هو القاعدة على حساب العقل، والجهد الذهني والتفكير للخروج من دائرة التخلف القاهرة؟ أليس هذا علامة من علامات الانهيار العظيم الذي يمس العالم العربي اليوم، في الصميم؟ فكل العناصر البسيطة ليست إلا حلقات صغيرة نتيجتها ما يحصل على أراضينا وبشكل مفجع. التخلف الذهني والجهل لا يأكل البشر فقط، لكنه يدفن في عمق البيضة، كل الحاجات الفكرية التي يفرضها الزمن المعاش. لهذا لم يشكل الكتاب في النهاية أي قطيعة فعلية. فقد منعته الأيادي القاتلة من أن يحدث ذلك، لتحوله إلى كتاب كغيره من الكتب العامة، بعد أن نزعت منه روحه. هل أعيد الاعتبار يوما لهذا الكتاب، في الشعر الجاهلي؟ أي الاعتراف بقيمته؟ أبدا. بل إن طه حسين نفسه سقط في ما حاربه، وعاد إلى الخط المستقيم الذي حاد عنه قليلا في لحظة الفورة الحداثية، وتراجع معها لينتهي في ظلال الفكر المحافظ والتقليدي الذي انطلق منه في الأزهر كيفما كان نقده لهذا الأخير، ولم تحدث ثورة الأزهر الكبرى المنتظرة لأن المؤسسة كانت مؤهلة لذلك بعد أن اخترقتها الحداثة داخليا، بقوة. مات، بل تهالك العقل الذي فتحه طه حسين وغيره، بأسئلته الخطيرة والحيوية. ولم يخرج علي عبدالرازق وغيره أيضا عن هذا المآل. واستمر، بل انتصر الفكر المحافظ، الغارق في يقينه، والخائف من الآخر ومن ثقافته، ومن حداثته وتقدمه، والمنتمي للآخرة أكثر من انتمائه للحياة، في مساراته المعدة سلفا، ليصبح اليوم هو المسلك الوحيد الذي يفرض إتباعه، بل واعتباره الوسيلة الوحيدة للخروج من دائرة التخلف التي يعيد إنتاجها فيشكل دورة مغلـــقة، حتى ولو كان ذلك بتغييب العقل . ما يعني مستقبلا المزيد من الانهيارات في الأفق، والتكلس القاتل، وإعادة إنتاج الموت البطيء للثقافة والفكر والإنسان. لا حداثة حقيقية من دون استعادة العقل السجين الذي يحتاج إلى تحريره من اليقينيات القاتلة والمتكررة. المشكلة الكبرى أن انتصار التخلف جعل من الحق باطلا، ومن الباطل حقا. لا نستغرب إذا وصلنا في زماننا إلى اللاعقلانية بامتياز، في كل مجالاتنا الحياتية، الحداثة خيار قاس. الخيار يحتاج إلى فهم الضرورة. لو قرأنا أدبيات الحركات المتطرفة، لاكتشفنا أن هذا النظام المعادي بقوة للعقل، هو جزء من صيرورة تاريخية لم تحسم مسألة العقل وبتر المتخلف فيها أو الجزء الذي يدفع إلى التقهقر. يشكل طه حسين، في هذا السياق علامة مهمة لهذه الخسارة الكبيرة التي لا يمكن إدراكها. الحداثة المؤجلة؛ هل شكلّ كتاب في الشعر الجاهلي لطه حسين، قطيعة حداثية؟ واسيني الاعرج |
المصرية التي حرفت اتجاه إعصار إيرما على فضائية مصرية! وتحويل كل شيء إلى كوميديا لبنانية Posted: 26 Sep 2017 02:32 PM PDT صار الشك أقرب لليقين أن العبث بالإعلام المصري «عموما» مقصود وممنهج بطريقة تمسخه وتمسخ الرأي العام معه، وأن هناك من يسمح بل ويدفع في اتجاه تعبئة الفضاء المصري «ناهيك عن الصحافة» بمعتوهين ومرضى نفسيين وذوي أطوار غريبة على مقدمة الشاشات، فننتهي بما انتهينا إليه من مشاهدة سيدة، إعلامية كما يصفونها، شفاها الله، وهي تقول على فضائية «الحدث اليوم» إنها استطاعت بقدراتها غير الطبيعية أن تسيطر على إعصار «إيرما»، الذي ضرب ولاية فلوريدا الأمريكية بعد طلب من سيدة عربية مقيمة في الولايات المتحدة. «المذيعة» المصرية لبنى أحمد في برنامجها «كارما» على فضائية «الحدث اليوم»، قالت في كل هدوء على هواء برنامجها وعلى إيقاع موسيقى هادئة وحالمة إنها تدخلت للتخفيف من حدة الإعصار وتحويله إلى خليج المكسيك، بناء على طلب من سيدة عربية كان الإعصار يهدد مدينتها ومنزلها. لست معنيا بحملة السخرية التي أعقبت هذا المشهد الفضائي الغريب، بل موجوع من حجم السخرية على فضائنا، خصوصا في استغلال كارثة طبيعية مؤلمة عكست بنية الدولة القوية في الولايات المتحدة و ما زلنا نتألم لردود فعل عصفت بوسائل التواصل الاجتماعي تشمت بالناس والبشر على أسس كراهية مقيتة، لتخرج لنا تلك المخلوقة «غير الطبيعية فعلا» وتتحدث بكل ثقة ولا أدنى حرج عن كرامات بصيغة الهبل الفضائي، بهذه الطريقة. الأسبوع الماضي كان الفضاء المصري أمام فضيحة الطفلة غير العبقرية ضحية أوهام والدتها وفرق الإعداد اللاهثة وراء أي هبل عابر، وقبل ذلك وأثناءه وبعده ما زلنا نعاني من جنرالات الحماقة الثابتين، مثل أحمد موسى، وها نحن الآن أمام مذيعة قادرة على السيطرة على إعصار!! في زمن سلطة الإخوان، كانت تلك الشعوذات على فضائيات الغيبوبة الدينية، تجد لبوسا دينيا، بالكاد يقدر على بلع الخرافة، واليوم في ظل حكم العسكر وضياع الوعي في غياهب الجب، نجد الدجل والشعوذة على وقع موسيقى حديثة وديكور حديث وسيدة تحمل لقب «إعلامية» بحاجة ماسة إلى مصح نفسي هي وطاقم إعدادها فورا! عبث الفيشاوي المريض نفسيا وفي سياق الانحطاط ذاته، تابعت ردود الفعل على ما أصبح خبرا مشتعلا على كل برامج الترفيه على الفضائيات في ما يتعلق بمدلل أبيه وأمه وصنيعة ظروف الوهم في عالم السينما المصرية أحمد الفيشاوي، والذي لا أرى فيه مطلقا أي موهبة تمثيل ممكنة غير تمثيله المصطنع والدائم في تقليعاته المتلاحقة هروبا من واقعه النفسي السيىء. مهرجان الجونة السينمائي، حيث صعد الولد المدلل لأبويه الممثلين، على المسرح ليلقي كلمة فألقى ما يعكس بالضبط واقع الحال للنخبة التي تمسك زمام السينما، وكأن هناك استهدافا مقصودا أيضا للثقافة والفنون في مصر ليتنطح على نجوميتها المضطربون نفسيا. الفيشاوي «الصغير» لم يخرج فعليا عن سياق واقعه ومحيطه الفني الراهن في مصر، هذا الفن الذي يحمل تاريخا أكبر بكثير من أن يستوعبه هذا الصغير أو غيره ممن يرون في تقديم برامج الفن والترفيه على الفضاء المصري حالة متميزة في تقديم راقصة درجة سابعة اسمها صافينار، صرت كلما أتعثر ببرنامج حواري فني، أجدها تضع ساقا على ساق ضيفة دائمة، غير قادرة على تركيب جملة مفيدة واحدة غير ضحكة رقيعة بعد كل سؤال موجه إليها. في خضم كل ذلك، نقرأ أن الفنانة ناديا لطفي مثلا، تعاني من أمراض الشيخوخة التي تجعلها غير قادرة على استيعاب ما يجري حولها، ونحن نرى في ذلك رحمة إلهية لفنانة من الزمن الجميل، قدمت كل ما يمكن أن تثني عليه أو تنتقده، لكنها في كل حواراتها كانت سيدة راقية ومثقفة ولها مواقف محترمة. نعم، الخط البياني في انحدار مستمر. اللبنانيون شُطار بالترفيه في الحقيقة، عالم الترفيه في الفضاء العربي لا يصلح بامتياز إلا مع اللبنانيين، مهما كان المحتوى رديئا فإن اللبناني «إعلاميا أو فنانا» لديه القدرة على النهوض به إلى حالة ترفيه ممتعة وجميلة. ولا زلت كلما ضاق صدري بنكد الإعلام الفضائي العربي أهرب بحثا عن تسلية لطيفة في الفضائيات اللبنانية، و بعيدا عن اتفاقك أو اختلافك مع أي تيار سياسي في لبنان، فإن الفضائيات هناك على تعدد أجنداتها قادرة على انتشالك بأبسط تقرير إخباري محلي من نكدك. من هنا ربما نجد عذرا لبعض الفضائيات المصرية والعربية حين تلجأ لمذيع أو مذيعة من لبنان، فالقدرة على صناعة جو لطيف موهبة فطرية لبنانية (أستثني حالات قليلة ثقيلة الظل مثل رزان المغربي)، ويدهشني في الإعلامي أو الإعلامية اللبنانية عموما تلك الثقافة الواسعة أحيانا، والقدرة على تشبيك العلاقات بما يخدم المحتوى الإعلامي. ومن هنا فلا أجد في بعضهم إلا نجوما عالميين لا على الفضاء العربي وحسب، فمن يتابع اللبنانية رايا أبي راشد على «أم بي سي»، يكتشف أنها بحق بمستوى عالمي، سواء في حضورها الخفيف والمرن أو في ثقافتها السينمائية التي تتجلى في حواراتها مع فنانين عالميين، وهي حوارات لا تتناول أكلة الفنان المفضلة أو لون قميصه المفضل، بل حوارات تديرها بشكل يثير إعجاب ضيوفها والمتلقين أيضا. إعلامي أردني يقيم في بروكسل المصرية التي حرفت اتجاه إعصار إيرما على فضائية مصرية! وتحويل كل شيء إلى كوميديا لبنانية مالك العثامنة |
التربية الاجتماعية Posted: 26 Sep 2017 02:32 PM PDT لا يمكننا الحديث عن تربية اجتماعية بدون ثقافة اجتماعية. فالثقافة بدون تربية جهالة، والتربية بدون ثقافة تسيب. وما نعرفه الآن مع الانفلات الأمني والإرهاب وانحطاط القيم، على المستوى الواقعي، وعلى صعيد ما تقدمه لنا كذلك الوسائط الاجتماعية من خطابات، يبرز فيها التشنيع والقذف، خير دليل على ذلك. صحيح هذه الوسائط جديدة، ولم يتم التكيف معها على النحو الذي يطور علاقاتنا بها. لقد تم التعامل معها وارتياد آفاقها واستغلالها بدون توجيه أو تقويم. ولم تواكب ذلك دراسات أو أبحاث تعمق فهمنا لطبيعة هذه الوسائط ووظائفها، في علاقتها بأبعاد جديدة لثقافة اجتماعية ممكنة أو محتملة. قد نجد توصيات، تظهر بين الفينة والأخرى، تحذر من القرصنة، أو من المخاطر الصحية التي تنجم عن كثرة استخدام هذه الوسائط، وما عدا ذلك لا نجد نقاشات فكرية وموضوعية، ولا دراسات علمية اجتماعية تكشف العلاقات معها، وتحدد سبل الاستفادة منها. كل ذلك ترك المجال فارغا للتعلم الذاتي، والتعلم من الخطأ والصواب. وكان ذلك كافيا ليبرز بيننا عتاة القراصنة، ولم يظهر، في الصورة التي كان ينبغي أن تكون، لدينا مبرمجون قادرون على صناعة برمجيات ذات مستوى عالمي، وإن لم نعدم مطوري أو معربي برمجيات أجنبية. يمكن أن يعزى هذا التأخر في «إنتاج المعرفة» إلى المدرسة والجامعة، التي لم تتطور فيها مقررات التعليم، لتذهب إلى جوهر هذه الوسائط. كما أن الأجيال السابقة لم تواكب الثقافة الرقمية مواكبة حقيقية، بل إن التردد في اقتحام عوالمها لأكثر من عقدين من الزمان، جعل مواكبتنا لمستجداتها تقتصر على تملك آخر المنتجات والتباهي بها. والحصيلة أننا صرنا نوظفها توظيفا شعبويا لا يتجاوز المظاهر والسلوكيات التي تطغى في الحياة اليومية، بدون أي أفق لاستغلالها لتنمية العلاقات وتطويرها تجسيدا لثقافة اجتماعية جديدة. فكيف يمكن أن يكون عليه مستقبل الجيل الذي فتح عينيه على اللوحات الإلكترونية والهواتف الذكية، وصار يطالب بفتح شيء اسمه «الواي فاي» عندما يتوقف لديه تدفق الصور وذخيرته اللغوية ما تزال في بداياتها؟ ماذا أعددنا له ليكون مؤهلا لتوظيف هذه الوسائط في دراسته وتكوين شخصيته؟ من السهولة بمكان إلقاء اللوم على الأسرة، ولكن في غياب البرامج التكوينية والتعليمية من خلال الوسائط الجماهيرية، والوسائط الجديدة نفسها، لا يمكن إلا أن يتفاقم تغييب هذه التربية الاجتماعية لتكون مواكبة للتحولات التي فرضتها هذه الوسائط الجديدة. ولا يمكن إلا أن يسهم ذلك في خلق أجيال لا علاقة لها بأي نوع من أنواع التربية التي تسود داخل المجتمع. كانت التربية، حتى وقت قريب، تتم بتوجيه وإرشاد وتتبع. ولقد أتاحت هذه الوسائط لمستعملها أن يخلق له فضاءه الافتراضي الخاص، الذي يجعله موجها ومتتبعا لما يهيمن فيه ذاتيا بدون وعي أو سابق معرفة. ولعل تورط الكثير من الشباب في قضايا الإرهاب الإلكتروني، كان وليد غياب هذه التربية. أذكر كيف كانت التربية مع هيمنة الوسيط الشفاهي، وفي المدرسة، حافزا لنا لتكوين شخصيتنا الخاصة. كان الحرص على تعلم الخط والحساب واللغة كتابة ونطقا من الأشياء المهمة التي كان يتم التشديد عليها. وكان الإلحاح على قراءة الكتاب من الأسس التي بنيت عليها التربية، حين كان العنف سيدها. وكان الفرد لا يبدأ في تكوين عالمه الخاص إلا في فترة المراهقة، حيث يصبح ينتقي الكتب التي تتلاءم مع شخصيته وميوله وأهوائه. الطفل الآن وهو في الرابعة أو الخامسة من عمره صار له عالمه الخاص الذي يتحدد من خلال ما توفره له هذه الوسائط. ولما كان المناخ العام الذي واكب التحولات التي أدخلتها هذه الوسائط الجديدة مختلفا عما قبله، لم تبرز في شخصيات الأجيال الحالية غير قيم الأنانية والغش وحب الظهور والتباهي. وأهم خاصية صارت تطبعها: السرعة في الوصول إلى الاغتناء، وتحقيق المكاسب بدون بذل أي جهد. لقد ولد الوسيط الجديد روح الاتكالية والحصول على المراد بدون تعب أو نصب. فما دام الفضاء الشبكي يوفر كل المعلومات المطلوبة، صار الطالب يكتفي أحيانا، على سبيل المثال، حين يكلف بعمل بحثي، بأن يقوم بالقص واللصق، وحتى بدون قراءة ما قص وألصق، وتصحيح الأخطاء، وتراه فوق ذلك يدعي أنه قام بعمل جبار يستحق عليه التنويه؟ وقس على ذلك في مختلف المجالات. إن غياب التربية الاجتماعية وغياب الثقافة الاجتماعية وليد غياب وعي تام بدور الوسائط الجديدة في الحياة العامة. وما لم يبادر الجميع إلى تحمل المسؤولية وفتح باب الحوار النقدي لهذه التحولات لا يمكننا سوى تأكيد تخلفنا عن مواكبة ما يجري من حولنا على المستوى العالمي. لقد أتاحت الوسائط الجديدة إمكانات هائلة للتواصل بين الناس، وتجديد الصلات بمن انقطعت بهم لسبب أو آخر. صار الجميع يتبادل التهاني والرسائل، وصور الإعجاب، كل هذه الأشياء جميلة، ولكنها تتم في واقع افتراضي. لكن الواقع الحقيقي ما يزال يضج بالنقيض. ميلاد ثقافة اجتماعية، رهين تربية اجتماعية، ومدخلهما هو الواقعي قبل الافتراضي. ٭ كاتب مغربي التربية الاجتماعية سعيد يقطين |
لا قانون سوى المال والأزهر أفتى بعدم الممانعة لنيل الحق به والهجوم يتواصل على عمرو موسى Posted: 26 Sep 2017 02:32 PM PDT القاهرة ـ مكتب القدس العربي: قامت الصحف المصرية الصادرة أمس الثلاثاء 26 سبتمبر/أيلول، خاصة القومية، بتغطية واسعة لزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لدولة الإمارات مصحوبا بوفد وزاري ضخم، لتوقيع اتفاقيات جديدة لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، حيث تخطت الصادرات المصرية، خاصة الأجهزة الكهربائية رقم الألف مليون دولار، وكذلك لزيادة الاستثمارات الإماراتية في مصر. وانشغلت الصحف بقضية الاستفتاء الذي أجراه الأكراد في شمال العراق. واللفظ الفاحش الذي تفوه به الفنان أحمد الفيشاوي في مهرجان الجونة السينمائي، الذي يرعاه رجل الأعمال نجيب ساويرس. أما الموضوعات التي اجتذبت اهتمامات الأغلبية فكانت بدء العام الدراسي واستمرار التشديد على أداء التلاميذ تحية العلم في طابور الصباح، وإعلان وزارة التربية والتعليم ومصلحة الضرائب بدء محاصرة مراكز الدورس الخصوصية والتفتيش عليها وتحصيل الضرائب من أصحابها ومن المدرسين. وهدأت المعارك حول فتوى جواز ممارسة الجنس مع إناث البهائم والزوجة المتوفاة حديثا، واشتعلت بسبب حفل للشاذين جنسيا في منطقة التجمع الخامس في القاهرة. ومطالبة بالتصدي لعودة ظاهرة المثليين إلى مصر. ووكيل نقابة الموسيقيين يؤكد أن فرقة «مشروع ليلى» اللبنانية حصلت على تصاريح من الأمن للدخول. وحازم يتوقع أن تشهد محكمة الأسرة تقدم شاب شاذ بقضية خلع من زوجه الشاذ الآخر. ومشكلة عدم وجود نص واضح في الشريعة لمعاقبة الشذوذ سوى ما تعرض له المثليين من هدم منازلهم فوق رؤوسهم، وفتوى سابقة بإلقائهم من فوق برج القاهرة وامر النائب العام المستشار نبيل أحمد صادق بالتحقيق في هذه الحادثة. كما ألقت مباحث أمن الدولة القبض على شابين يروجان للمثلية على الفيسبوك، وطالب البعض بإنزال عقاب رادع بمن يمارسون الشذوذ.. وخلافات حول مشروع قانون سحب الجنسية. واستنكار لاستمرار الشيعة في الاحتفال باستشهاد الإمام الحسين. وإلى ما عندنا من أخبار متنوعة.. ماذا يحدث في مصر؟ أما أبرز ردود الأفعال على المثليين فكان أولها من «الأخبار» أمس الثلاثاء لمحمد حسن البنا رئيس تحريرها الأسبق وقوله في عموده «بسم الله»: «الحفل الماجن الذي حضره أكثر من 30 ألف شاب ومراهق لنشر الفسق والفجور بين شباب مصر، يستهدف تخريب مستقبلها وتدمير قيمها وأعرافها وتقاليدها وعقيدة شعبها المسلم والمسيحي، وراءه منظومة دولية تتآمر على مصر، تبدأ من الصهاينة الملاعين في كل أنحاء الأرض، الذين لا يريدون لبلدنا أن يقوى. لقد قص الله علينا قصة المثليين في الإنجيل والقرآن لنتعلم ونتعظ لا لنتسلى بها، ونراها في بلادنا ولا نتحرك. ليس من حقوق الإنسان أن نخترق القيم والتعاليم الدينية حتى إن تمسكت بها منظمة الأمم المتحدة، القيم والأخلاق فوق الجميع». حفلات تثير علامات استفهام وفي العدد نفسه من «الأخبار» أثار زميله حازم الحديدي في بروازه «لمبة حمرا» مشكلة عويصة: «لا تندهش من حفلات الشواذ ولا تنزعج إذا تلقيت دعوة لحضور حفل زفاف هاني إلى سعيد. ولا تتعجب إذا قضت محكمة الأسرة بقبول دعوى الخلع التي أقامتها منة ضد باكينام. ولا ترتعد رعبا على الأجيال القادمة ولا تلم إلا نفسك، فنحن الذين تغافلنا وقسمنا الحرية على مزاجنا، وحسب هوانا فدخلنا في هذه الغيبوبة المجتمعية التي لن نخرج منها بمحاكمة هؤلاء المرضى، أو طردهم من بلادنا، وإنما بعلاجهم والتعامل معهم بالطريقة العلمية المدروسة، وليس بالطريقة الهمجية المعتادة، حتى لا تنفجر المزيد من مواسير التطرف في حياتنا، وحتي لا يأتي اليوم الذي يعلن فيه «تنظيم داعش الجنسي للمثليين الأحرار» مسؤوليته عن تفجير قاعة أفراح تفتح أبوابها لزواج الرجال من النساء والعياذ بالله». كارثة أخلاقية ودينية ومن «الأخبار» إلى الصفحة الأخيرة من «الأهرام» والشاعر فاروق جويدة وقوله وهو مذهول في عموده «هوامش حرة»: «رفعت فصائل الشواذ أعلامها في احتفالية كبيرة في التجمع الخامس، ووصل عدد المشاركين فيها أكثر من 20 ألفا، بينهم فريق الشواذ، وإذا كان الرقم صحيحا فهي كارثة أخلاقية ودينية، وفي كل اتجاه حدث غريب أن يجري ذلك في مصر بدون أن يتحدث مسؤول واحد عن هذه الفضيحة، أو يصدر بيان من أي جهة عن الملابسات التي أحاطت بهذه الاحتفالية. إن الاحتفالية جاءت بضيوف من لبنان في جماعات ترفع أعلام الشذوذ، ولها أغانيها وأعلامها وطقوسها. كيف تسرب هؤلاء مثل السرطان إلى خلايا الشباب المصري؟ وما هي الجهة التي سمحت لهذا الحشد الحافل أن يقيم احتفالية للشواذ في قلب القاهرة؟ سوف تجد بعض الآراء الشاذة التي تدافع عن هذه الاحتفالية، وسوف يكون من بينهم من يقول إنها الحريات وحقوق الإنسان، وسوف تخرج تقارير من القاهرة لمؤسسات الحقوق الدولية، تؤكد أن الشواذ في مصر لهم جميع الحقوق، وأن التقارير التي نشرت عن غياب الحريات في مصر تسيء لها، ولا علاقة لها بالأمر الواقع. ربما نسينا في هذه الاحتفالية تقاليد البيت المصري والشارع المصري، ونسينا المسجد والكنيسة وأخلاق الشعب الغلبان المكافح، ولكن ينبغي ألا ننسى المخدرات، وكيف أطاحت بعقول شبابنا، وضيعت علينا ثروات من البشر لن نعوضها. إن الحدث في حد ذاته صورة سيئة نقدمها للعالم عن شبابنا، وهي خطأ فادح سقطت فيه مؤسسات الدولة المسؤولة، إلا إذا كان هناك من يساند ويشجع هذا الخلل الرهيب الذي أصاب البيت المصري والشارع المصري، ينبغي أن لا نتجاهل مثل هذه الظواهر الأخلاقية والسلوكية، وينبغي أيضا أن لا يروج البعض لهذه السلوكيات ويعتبرها من الحريات وحقوق الإنسان، وإذا تجاهلنا هذه الظواهر الشاذة ربما جاء من يطالب بزواج الشواذ في مصر، أو نجد مشروع قانون في مجلس الشعب يطالب بذلك. انهيار الأخلاق ليس فقط في قضايا الفساد التي تطاردها كل يوم أجهزة الدولة ،ولكن السماح بحفلات للشواذ أكبر مظاهر الانحراف والفساد، ومطلوب من مؤسسات الدولة أن تشرح للشعب بكل الشفافية ماذا حدث في احتفالية الشواذ في التجمع الخامس؟». نقابة الموسيقيين أما المفاجأة فكانت في التحقيق الذي نشرته «الوفد» أمس الثلاثاء وأعده أمجد مصطفى وجاء فيه أن الأجهزة الأمنية سمحت بدخول الفرقة: «الدكتو رضا رجب وكيل نقابة الموسيقيين، الذي فجر أكثر من مفاجأة حول تلك القضية في البداية، أكد أن النقابة اتخذت قرارا مساء الأحد بعدم التصريح لفرقة مشروع ليلي، وهي فرقة لبنانية، مستقبلا. وهذا يعني أن الفرقة لن تغني في مصر مرة أخرى حرصا من النقابة على المجتمع المصري، والحفاظ على الذوق العام. وأضاف أن النقابة جهة تحصيل من الفرق المصرية والأجنبية، فهي تمنح التصريح لأي فرقة أجنبية مقابل 500 دولار عن كل عضو من أعضاء الفرقة. وأشار إلى أن تصريح النقابة تال لتصريح الأمن العام، بمعنى أن النقابة لا تمنح التصريح لأي فرقة أجنبية إلا بعد أن تقدم للنقابة ما يفيد موافقة الأمن، وعقب الموافقة الأمنية هناك ثلاث موافقات تابعة، الأولى نقابة الموسيقيين. والثانية من الرقابة على المصنفات، التي تمنح تصريحا بناء على تصريح النقابة، إلى جانب موافقة القوى العاملة، لأنها فرقة غير مصرية. وأضاف أن النقابة بمجرد أن قامت اللجنة التي تتابع الحفل برفع الأمر إلينا كنقابة، اتخذنا قرار منع التصريح للفرقة. وأضاف أن النقابة لم يكن لديها علم بما تقدمه الفرقة من محتوى غنائي وإلا رفضنا التصريح لهم». سحب الجنسية وإلى واحدة من القضايا الخطيرة التي ظهرت على السطح بتقديم الحكومة لمجلس النواب مشروع قانون يجيز لها سحب الجنسية المصرية عن كل مصري منضم إلى تنظيم إرهابي، أو يمارس نشاطا يهدد به أمن وسلامة البلاد، وهو ما قال عنه رئيس تحرير جريدة «الأسبوع» وعضو مجلس النواب مصطفى بكري في مقال له في الصفحة العاشرة من «الوطن» تحت عنوان «قانون الجنسية ومكافحة الإرهاب»: «أصدرت الحكومة المصرية الأسبوع الماضي مشروع قانون يهدف إلى إسقاط الجنسية عن «المصري في حال صدور حكم قضائي يثبت انضمامه إلى أي جماعة أو جمعية أو جهة أو منظمة أو عصابة، أو أي كيان أياً كانت طبيعته أو شكله القانوني والفعلي، سواء كان مقرها داخل البلاد أو خارجها، تهدف إلى المساس بالنظام العام للدولة أو تقويض النظام الاجتماعي أو الاقتصادي أو السياسي لها بالقوة، أو بأي وسيلة من الوسائل غير المشروعة». وعلى الرغم من أن مشروع القانون لا يزال حتى الآن مجرد اقتراح من الحكومة، فإن البعض راح يتعامل معه باعتباره أمراً واقعاً نهائياً، رغم أن المشروع سوف يُعرض على مجلس الدولة لبيان مدى توافقه مع الدستور، وعدم تعارضه مع المادة السادسة، ثم يُعرض على مجلس النواب لإصداره بصورته النهائية. دعونا نتفق أولاً على أن إسقاط الجنسية المصرية عن كل من ارتكب فعلاً إرهابياً، وصدر ضده حكم بات ونهائي من المحكمة المختصة، هو أمر يستهدف تحقيق العقاب الرادع على المتآمرين الذين يستهدفون إشاعة القتل والإرهاب بهدف إسقاط الدولة، وأن هذا الأمر لا يعني تضييقاً على الحريات ولا افتئاتاً عليها، وإنما الصحيح أن الإرهاب هو العدو الأول للحريات والاستقرار والوطن. ويتجاهل البعض أن بلداناً عريقة مثل بريطانيا وفرنسا، قامت بتعديل تشريعاتها القانونية لتتيح لها إسقاط الجنسية عن كل من تورط أو ارتكب عمليات إرهابية ضد أمن واستقرار البلاد، فقد قامت بريطانيا بإجراء تعديلات تشريعية تتيح لها ذلك في عام 2002. وقامت فرنسا بالفعل نفسه بعد أحداث نيس وباريس في نوفمبر/تشرين الثاني 2016. إن الصيغة المقدمة من الحكومة، هي صياغة مطاطة حمالة أوجه، وقد يجري استغلالها بالفعل لمعاقبة أصحاب الفكر والرأي المعارض، ومن ثم يتوجب ضبط الصيغة، بحيث تكون محددة ومقصورة على كل من يثبت تورطه في القيام بأعمال إرهابية، بشرط صدور حكم بات ونهائي من المحاكم المختصة. إن الحرص على احترام الحريات وعدم تغول السلطة التنفيذية في قراراتها عن طريق مثل هذه «المشاريع» هو أمر من الأهمية بمكان وهذه مسؤولية مجلس النواب، التي يتوجب الحرص عليها وعدم العبث بها. أما الذين يتباكون ويقولون إن هذا تصعيد غير مبرر من الدولة فأوْلى بهم أن يوجهوا نصائحهم إلى هؤلاء الذين استباحوا كل شيء واستخدموا العنف والإرهاب وسيلة لقتل الأبرياء وإشاعة الفوضى». عبد الناصر وعمرو موسى وإلى المعارك والخلافات حول ما كتبه عمرو موسى في الجزء الأول من مذكراته، التي يكتبها تحت عنوان «كتابية» والردود العنيفة عليه من المدافعين عن الزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر، وهو ما أغضب في «الوفد» مصطفى عبيد فقال غاضبا: «لقد غضب الغاضبون أن يخرج موسى ذو الشعبية الواسعة ليقول إن عبدالناصر قاد مصر إلى هزائم ومغامرات شخصية، كانت وبالا، ومازلنا ندفع ثمنها حتى اليوم. وربما تألم المُتناصرون لقول موسى، بأن عبدالناصر اختصر مصر في شخصه. وفي ظني فإن دبلوماسية عمرو موسى خففت كثيرًا مما يجب أن يقال في هذا الصدد، وفي تصوري فإن عبدالناصر اختصر العالم العربي كله في شخصه، بل اختصر كل ثوار ومحرري العالم، وليس أدل على ذلك من قوله في خطاب التنحي: «إن قوى الاستعمار تظن أن جمال عبدالناصر هو عدوها، وأريد أن يكون واضحاً أمامهم أنها الأمة العربية كلها وليس جمال عبدالناصر». ومن قبل صاح في المنشية «أنا جمال عبدالناصر الذي علمتكم العزة والحرية والكرامة». ووصل الأمر أن يتحول هذا الخطاب إلى خطاب الدولة فعليًا فيغني عبد الحليم في عيد الثورة عن ناصر «وزعيمك خلاكي زعيمة» فلا مصر ولا العالم العربي ولا شرفاء النضال الثوري في العالم، دون عبدالناصر، ولا عزة ولا حرية ولا كرامة إلا من خلال مُعلم المصريين عبدالناصر! فلا حول ولا قوة لا بالله». «يا ليتها كانت القاضية» ومثلما غضب مصطفى من الدفاع عن عبد الناصر فإنه أغضب في «الأسبوع» محمد السيسي الذي كتب في عموده في الصفحة الأخيرة «م الآخر» مقالا تحت عنوان «ليتها كانت القاضية»: «حقيقة الأمر ما أن تناثرت الأخبار عن طرح مذكرات عمرو موسى التي اختار لها اسم «كتابيه» توقعت أنها ستكون مثيرة للجدل، لأنني أدرك منذ البداية أن أمثاله لا يكتبون إلا للدفاع عن أنفسهم وتبرئة ساحتهم، أو للعودة مرة أخرى للمشهد، بعد أن تجاوزهم الزمن، فتحمل مذكراتهم غالبا الكثير من الأكاذيب. ما قاله حول أن الزعيم الخالد جمال عبد الناصر كان يستورد طعامه من سويسرا لم يزعجني، كما أزعج البعض، فزهد الزعيم عبد الناصر لم ولن يكون محل شك أو نقاش، ولن تنال منه رواية مفبركة ليس لها أطراف أو شهود سوى من رواها، وجدير بعمرو موسى أن يختتم حياته على هذا النحو بعد أن استطاع أن يخدع بعض الناس لبعض الوقت، وربما واقعة مؤتمر لبنان لن تكون الأخيرة. عمرو موسى مهما حاول أن ينفي التهمة عن نفسه هو واحد من رموز نظام مبارك، الذي اطاحت به ثورة 25 يناير/كانون الثاني، وليس معنى أن لديه قدرات فائقة على التلون، ويمتلك أكثر من وجه ما سمح له أن يظل في المشهد. المضحك في الأمر هو اختيار عمرو موسى اسم «كتابيه» لمذكراته اقتباسا من الآية الكريمة «فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه» (الحاقة 19) يفاخر بكتابه على اعتبار أنه من أولياء الله الصالحين على عكس الآخرين الذين يخجلون مما قدموا، كما جاء في الآيات الأخرى «وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه، ولم أدر ما حسابيه، يا ليتها كانت القاضية» (الحاقة 25 – 26 – 27)». لا أحب ولا أكره كما غضب أيضا في «الأخبار» عصام السباعي فقال في يوميات الأخبار في الصفحة الأخيرة في فقرة عنوانها «حذاء عمرو موسى»: «لا أحب عمرو موسى ولا أكرهه، ولكنني لا أنفي إعجابي الكبير بذوقه الراقي في الأحذية التي يرتديها، وهو أكثر ما لفت نظري في مرات قليلة التقيته فيها كان أولها عام 1990 مع أعضاء غرفة التجارة الأمريكية عندما كان مندوب مصر الدائم في الأمم المتحدة، وعرفت وقتها أنه الرجل الذي سيجلس على مقعد وزارة الخارجية. وكانت الفرصة الثانية التي التقيته فيها عن قرب في فندق «بلازا» في مانهاتن في نيويورك عام 1997. كما أنني أحب الزعيم عبدالناصر ولا أعبده ومازال صوته يرن في أذني منذ كنت طفلا صغيرا، وما زالت أحلامه ومشروعه هي أحلامي ومشروعي الذي يمكن أن أضحي بروحي من أجله، وشاء عمرو موسى أن نستقبل العام الـ47 على رحيل «الزعيم ناصر» الخميس 28 سبتمبر/أيلول، بما ذكره عنه في مذكراته، وأثار جدلا كبيرا، وللأسف فقد تركز معظمه على استنكار وشجب وتنديد لكل ما قاله بأن عبدالناصر كان يستورد طعاماً خاصاً له من الخارج دهشتي من تركيز الانتقادات على تلك الجزئية فقد كان اندهاشي الأكبر أنها طغت على ما قاله عن نكسة 1967». مهدي عاكف وإلى أبرز ما نشر عن وفاة مرشد الإخوان السابق محمد مهدي عاكف، التي سيبدأها من «المصري اليوم» الدكتور عمرو هاشم ربيع في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في «الأهرام» بمقاله المعنون «الدولة المصرية القوية الضعيفة» تحدث فيه عن مظاهر الفوضى في الدولة والمجتمع وعدم نجاح النظام في وقفها ثم قال متعجبا: «على الرغم من أنك في الحالات السابقة تفتقد كليا أو جزئيا وجود دولة حاسمة وحازمة، إلا أنه في مواقف كثيرة تجد حسما غير مبرر وعنفوانا لا يمكن قبوله، يفتقد كليا لدولة القانون والدولة التي ترغب في تحقيق روح العدل والإنصاف، الذي ربما يفتقدها القانون أحيانا. خذ على سبيل المثال الدعوة للإفراج عن الثمانيني محمد مهدي عاكف مرشد الإخوان السابق، الذي بُحت الأصوات بالإشارة إلى أن الرجل فقد كل حواسه، وعانى منذ حبسه من أمراض عدة، والآن يتاجر الإخوان بظلم بيّن تعرض له وأدى لوفاته، وهو الرجل الهرم في محبس لا طائل منه للنظام ولا للإخوان. وخذ كذلك الدعوة (دون جدوى) للإفراج الصحي عن الخمسيني هشام جعفر الباحث المتميز الموقوف أو المحبوس أو المعتقل منذ أكتوبر/تشرين الأول 2015 وقد بدأ المرض يمخر في عظامه، وقد أخذ هشام في محبسه أسابيع كثيرة حتى عرفت الجهة التي قبضت عليه وعُرف له مكان، وسط انتهاك صارخ للدستور وعدة قوانين. وبالانتقال إلى البيروقراطية العتيدة فإذا رأيت ثم رأيت لا تجد سوى الفساد داخل الأحياء ومراكز المدن والمحافظات وأماكن استخراج تراخيص المباني وتراخيص السيارات، لا قانون سوى المال بالمال تنفذ القانون حتى إن الأزهر أفتى بعدم الممانعة ما دامت قد سدت المنافذ لنيل الحق لكن الأغرب أنه بالمال أيضا يمكنك أن تخرق القانون». الشماتة في الموت وأمس هاجم عماد الدين حسين رئيس تحرير «الشروق» في عموده «علامة تعجب» كلا من الإخوان المسلمين الذين شمتوا من قبل في وفاة الدكتور رفعت السعيد كما هاجم خصوم الإخوان الذين أعلنوا شماتتهم في وفاة المرشد السابق محمد مهدي عاكف وقال: «علينا أن نجتهد ونختلف ونتفق ونتجادل في تاريخ جماعة الإخوان وأفكارها وسياساتها، والأمر نفسه لسائر القوى والجماعات والأحزاب السياسية لكن في اللحظة التي ينتقل فيها عاكف أو السعيد أو أي شخص لجوار ربه، فقد وجب علينا أن نتعامل مع الأمر بإنسانية واحترام. الشامتون هنا وهناك مرضى ويكشفون عن حجم المأساة التي وصل إليها قطاع كبير من المجتمع المصري، صار يرى في الموت شماتة وانتصارا له وهو من البلاهة والحماقة والتخلف والتصحر وانعدام الضمير، بحيث يعتقد أن الموت لن يطاله هو، أو أيا من أقاربه وأصحابه ومن لف لفه، جلال الموت يدفعنا أن نترحم على أي ميت، سواء كان متفقا معنا في الموقف أو مختلفا. من حق أي شخص أن يختلف مع الآخر في مواقفه وأفكاره وآرائه لكن الشماتة في الموت كارثة». مشاكل وانتقادات وإلى المشاكل والانتقادات حيث وجهت الدكتورة سهيلة نظمي في مقال لها أمس في «الأهرام» نقدا شديدا لطوائف عديدة من الشعب تشكو من الغلاء ومع ذلك تتصرف بطريقة لا تساعدها على مواجهة أزماتها وقالت تحت عنوان «أحاديث الفقه التائه»: «ملايين الفقراء في مصر ينفقون الملايين على مكالمات المحمول، ثم تراهم يشكون غلاء المعيشة. وكثير من الأمهات الشابات الفقيرات لديهن إصرار على إلباس أطفالهن الحفاضات رغم ارتفاع سعرها، وتشكو من ارتفاع ثمن علبة اللبن. وفي المقابل لديها استعداد بالتضحية بعلبة اللبن ولا يمكنها التضحية بالحفاضة، لأنها كسولة لا تريد أن تتعب في غسيل الحفاضات القماش، الذي تربى معظم جيلنا وهو يلبسها. هكذا الأمثلة على ضياع الخطوة الأولى من طريقنا التي ستؤدي إلى الخطوة العشرين في نجاحنا، ألا يكون هناك فاقد أو عادم أو ضائع في أي شيء وكل شيء. لن تهب رياح التغيير على مجتمعنا إلا إذا بحث كل فرد فينا عن أولوياته في الحياة». من أهان الزي الأزهري؟ التحقيق مع الشيخ إيهاب يونس وإيقافه عن العمل لماذا؟ تساءل خالد منتصر في «الوطن» ويجيب هل لأنه غنى أغنية «لسه فاكر» لكوكب الشرق أم كلثوم في برنامج تلفزيوني، والتهمة ازدراء الزي الأزهري وإهانته. واحد من أجمل الأصوات التي استمعت إليها تغني لأم كلثوم المستعصية على حناجر كل المقلدين، وبدلاً من تكريمه على لمسة الفن السحرية وإمتاع المشاهدين بلحظات شجن تغسل الروح، إذا بالقيامة تقوم على الشيخ الغلبان وتطالب بإعدامه معنوياً، صرخوا «وا إسلاماه»، شيخنا الجليل وزير الأوقاف.. الشيخ إيهاب لم يُهِن أو يزدريِ الزي الأزهري، الذي ازدرى وأهان الزي ومرمط سمعة رجال الدين، بل أهان الدين نفسه، هو من شتم العقيدة المسيحية واتهمها بالفساد، وهو يشغل منصباً كبيراً في وزارتك ويحتل منبراً مؤثراً في أحد المساجد التي تنتمي لتلك الوزارة وتحت سيطرتها، من أهان الزي هو من سمحت لهم من السلفيين باعتلاء المنابر وإفساد العقول والنفوس، بعد أن خسرت الحرب وتسلل بعضهم بتصاريح وهمية إلى المساجد والزوايا ليُحرّموا تهنئة شم النسيم وتحية العلم ويبيحوا زواج الأطفال، من أهان الزي الأزهري هو من أباح رضاع الكبير وهو الذي كان يشغل منصب رئيس قسم الحديث، من أهان الزي الأزهري هو من تحدث عن نكاح البهائم ومضاجعة الجثث! من أهان الزي الأزهري هو من أغرقنا في الدم بفتاواه وأفكاره، ماذا فعل الشيخ إيهاب المحب للفن والعاشق للموسيقى؟ هل ضبطتم الرجل يعرض بورنو في كباريه؟، الرجل غنى بصوت سماوي ملائكي، الرجل غنى أغنية «لسه فاكر» الشجية الرائعة من ألحان السنباطي.. هذا هو كل ما فعله وتلك هي جريمته، مثل هذا الموقف الذي يعتبر الموسيقى تخلفاً والملحن شيطاناً، حدث مع الشيخ النقشبندي عندما اعترض على بليغ حمدي كملحن معتبراً إياه ملحن الرقص والهشك بشك من وجهة نظره، ووصل الأمر لتدخل الرئيس السادات شخصياً في الأمر، وخرجت نتيجة وساطة الرئيس بأجمل أغاني النقشبندى بل أجمل الأدعية الدينية المغناة «مولاي.. إني ببابك». أرجوك معالى وزير الأوقاف.. أوقف التحقيق مع الشيخ إيهاب يونس؛ فصوته وتذوقه ووجدانه فخر لوزارتكم وليس سبة أو عاراً، وإذا كنت تريد قائمة بالذين أهانوا الزي الأزهري بجد، أُرسلها لك على الفور، لأنك للأسف أخطأت الهدف والتصويب، فالشيخ إيهاب ليس مرمى التنشين فهناك أوكار وثعابين ومصاصو دماء يستحقون الدخول في ميدان رمايتك ومرمى نيرانك ليس من بينهم أبداً إيهاب يونس». سلبيات وإيجابيات العاصمة الجديدة أما عباس الطرابيلي في «المصري اليوم» فكان مقاله عن العاصمة الإدارية الجديدة: «أعلن المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، أن الحكومة قررت نقل معظم الهيئات الحكومية من القاهرة إلى العاصمة الإدارية الجديدة في عام 2018.. وهذه ليست المرة الأولى التي تعلن فيها الحكومة نقل الوزارات، لا الحكومة الحالية ولا غيرها من الحكومات على مدى أكثر من نصف قرن.. ولكن من الواضح أن هذا القرار سوف يرى النور ــ على عكس كل القرارات القديمة ــ والسبب أن شوارع القاهرة أصبحت مغلقة تماماً، ليس فقط بسبب حجم حركة المرور، ولكن بسبب تحركات أصحاب المصالح القادمين من بحري والصعيد لإنهاء مصالحهم.. بحكم أن مصر هي الدولة الأكثر مركزية في العالم كله. وكثير من الدول نقلت عاصمتها أكثر من مرة لتهرب من المشاكل المستعصية التي كانت تعيشها عواصمها.. ها هي ذى باكستان تترك عاصمتها التاريخية كراتشى وتنتقل أكثر من مرة.. إلى روالبندي وإلى إسلام آباد.. رغم وجود مدن كبيرة هناك، مثل لاهور وبيشاور. والبرازيل ــ أكبر دول أمريكا الجنوبية ــ تترك عاصمتها التاريخية ريو دي جانيرو ــ أي نهر يناير ــ ولا تنتقل إلى ساو باولو، وهى من المدن الأكثر شهرة، وتنطلق إلى عمق البرازيل وتُنشئ عاصمتها الجديدة «برازيليا»، حتى إن روسيا الإمبراصورية العظمى تركت عاصمتها الإمبراطورية التاريخية سان بطرسبرغ وتنتقل إلى موسكو، وحتى مصر نفسها انتقلت عاصمتها مرات عديدة، على مدى تاريخها.. فلما لا نجدد هذا السلوك؟ ورغم أن قضية المكان تم حسمها، إلا أنني كنت أتمنى أن تبتعد العاصمة الإدارية بمسافة أكبر عن قلب العاصمة التاريخية، لإقناع الناس أو إجبارهم على الانتقال قرب أو في قلب العاصمة الإدارية الجديدة، حتى لا نخلق أزمة مرورية طاحنة إذا أصر الناس على استمرار سكنهم في بيوتهم الحالية ولم يوافقوا على الانتقال حيث أماكن عملهم الجديدة.. وتلك إحدى نقاط الضعف في حكاية العاصمة الإدارية الجديدة». سنة وشيعة وإلى الخلافات والصراعات بين السنة والشيعة التي قال عنها في «الوطن» محمد خليل مستشارها الإعلامي وأستاذ الإعلام في جامعة القاهرة في بابه اليومي «وطنطن» تحت عنوان «الموتى يتكلمون»: «عندما يتصارع الأحفاد حول خلافات الأجداد فتلك أزمة المسلمين من أحفاد يزيد وأحفاد الحسين ما زالوا يشهرون السلاح في وجه بعضهم بعضاً ،لأنهم ببساطة نسوا الموضوع وانشغلوا بالشخص، نظروا إلى تاريخهم فنسوا استخلاص العبر والدروس منه، وانخرطوا في التركيز على ما فعل هذا وما صنع ذاك، فتحمس بعضهم لشخص وتحمس آخرون لثانٍ، وبنوا فقههم للحياة على هذا الأساس الشخصاني، هل يعقل أن قطاعاً من المسلمين ما زال يقيم مراسم عزاء للحسين» رضي الله عنه» الذي استشهد في كربلاء قبل ما يقرب من ألف سنة من الآن؟ وهل من الطبيعي أن يقيم قطاع آخر مراسم احتفال وبهجة وفرح موروثة عن عهد يزيد بن معاوية الذي اخترع فكرة ذبح الطيور وطبخ الحبوب: «العاشورة» ابتهاجاً بذكرى عاشوراء، التي شهدت مصرع الحسين على يد جنود عبيد الله بن زياد بن أبيه؟ إنه التحلّق حول الشخص. معاركنا حول الموتى أصبحت تتفوق كثيراً على معاركنا حول الحياة وحرى بنا أن نترك الأموات في حالهم فهم بين يدى رحمن رحيم ورب كريم عنده الحساب والميزان، يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء، وليس من الحكمة في شيء أن يلوم البعض أناساً بسبب تنصيب أنفسهم آلهة يوزعون الرحمة والعذاب على من عداهم، ثم يأتون ما ينهون عنه فليرحم الله الجميع». لا قانون سوى المال والأزهر أفتى بعدم الممانعة لنيل الحق به والهجوم يتواصل على عمرو موسى حسنين كروم |
الأردن: نعي الرهان على ملف «اللجوء» ومفردة «الأجانب» بدلاً من «المكون السوري» وتصعيد وخشونة مع المجتمع الدولي Posted: 26 Sep 2017 02:31 PM PDT عمان – «القدس العربي» : لا يبدو استعمال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لتعبير «الأجانب» وهو يتحدث عن خذلان المجتمع الدولي لبلاده اقتصادياً مرتبطاً بالبعد الاقتصادي، فقط للحديث المَلِكِي على هامش زيارة لفرقة عسكرية محترفة متخصصة بقوات المظليين. واستعمال مثل هذه المفردة تحديداً بعد الاجتماعات الأممية في محطة نيويورك له بالتأكيد دلالات سياسية أعمق، لأن ملك الأردن كان يتحدث عن أزمة العجز المالي في بلاده وعن ضرورة تركيز الاصلاحات الاقتصادية لحماية المواطنين الأردنيين، مع إشارة موازية بالغة الأهمية إلى العنصر الأنشط في عجز الميزانية المحلية، وهو زيادة السكان فجأة 20 %. هي في كل حال زيادة السكان التي حصلت بسبب ملف اللجوء السوري تحديداً. يعني ذلك في القاموس السياسي أن الأردن لأغراض أمنية وسياسية يدشن مرحليًا تلك الأدبيات التي تتحدث عن السوريين باعتبارهم أجانب وخارج سياق خطة الحماية الاقتصادية والمالية للحكومة الأردنية. هذا التعبير المقصود به واضح، هو دعوة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في الأزمة المالية الأردنية التي نتجت عن أزمة اللجوء السوري تحديداً، حيث قال الملك هنا بعدم وجود دولة في العالم تتحمل هذا العبء الكبير على ميزانيتها من جراء هذه الزيادة الكبيرة في عدد السكان. والجديد في هذا الموضوع هو أن عمّان تُبدل تكتيكياً تعريفها للكتلة الديمغرافية السورية الموجودة على الأرض الأردنية، فقد اعتبر قبل نحو عامين على الأقل رئيس الديوان المَلِكِي الأردني المخضرم الدكتور فايز الطراونة هذه الكتلة الديمغرافية عبارة عن مكون اجتماعي في الأردن. طوال الوقت نظرت الحكومة الأردنية للوجود السوري السكاني وتعداده يتجاوز مليوني لاجئ تقريباً بصفته ورقة في الاستثمار السياسي والاقتصادي تطلبت تسلل تعبير «المكون السوري «وسط الأردنيين أنفسهم. فاللهجة تبدلت اليوم تحت وطأة الضغط المالي والاقتصادي الذي يواجه الأردن، فالموصوفون في الماضي القريب باعتبارهم مكوناً اجتماعياً سيبقى على الأرجح في الأردن أصبحوا في القاموس المستحدث أجانب مقيمين لا تطالهم برامج دعم المواطنين الأردنيين النقدي. لا يمكن توجيه اللوم للسلطة الأردنية على مثل هذا التعريف، لأن الخطاب المَلِكِي تضمن بالتوازي وسط رجال المؤسسة العسكرية الإقرار علنًا بأن المجتمع الدولي يتنكر للأردن، فقد وجه الملك اتهاما شاملا للعالم بالتقصير مع بلاده وشرح بالتفصيل حيثيات الأزمة المالية التي نتجت عن ظروف الربيع العربي وانقطاع واردات الغاز المصرية وتنكر العالم لمساعدة الأردن. فالرسالة واضحة الملامح، غير قابلة للاجتهاد، هنا عمّان تقول ضمنًا للدول الكبرى التي تقترح عليها استيعاب اللاجئين السوريين من دون تقديم المساعدة بأن ما ينتج عن التخطيط الاقتصادي لها ينبغي أن تتحمله تلك الجهات المقصرة أو المتنكرة لمساعدة الأردن. ذلك بطبيعة الحال خطاب تصعيدي على مستوى مواجهة الحقيقة وأزمة الواقع المالي الأردني. وهو خطاب أعقب الرسالة الشهيرة التي وردت على لسان وليّ العهد الأمير الحسين بن عبد الله في خطابه الأسبوع الماضي في الأمم المتحدة عندما قال إن التعاطف مع بلاده وامتداح دورها لا يبني المدارس ولا يعالج مشكلات الميزانية المالية. وقبل ذلك تحدث الملك مباشرة للأردنيين عن طي صفحة عهد المساعدات والاعتماد على الذات في خطاب قدر نائب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور جواد العناني على هامش نقاش جانبي مع «القدس العربي» أنه مؤشر إلى عمق الأزمة وإلى الحاجة لتكاتف جهود الجميع لمعالجتها. يمكن في الأثناء توثيق لهجة التصعيد الأردنية في وجه المجتمع الدولي واللاعبين الكبار زمنيًا بعد التشويش الكبير الذي أنتجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وهو يتحدث عن توطين اللاجئين السوريين في الأماكن التي وفرت لهم الملاذ الإنساني. لكن ما قاله ترامب في الحالة الأردنية على الأقل لم يتبعه مساهمة أمريكية حقيقية في مساعدة الأردن على هضم أية معادلة توطينية تخص السكان السوريين في الوقت الذي تضغط فيه الأزمة المالية على تلك المناطق العصبية الحيوية في خيارات الأردن الاستراتيجية والإقليمية. عمليًا؛ الخطابات الرسمية الأردنية هنا تعني؛ الرهان السياسي الخطأ على الاستثمار الفاشل في ملف اللاجئين، وهذه المكاشفة دفعت تُجاه رفع سقف النقد عند الكثير من المعلقين الأردنيين الذين طرحوا فورا تساؤلات عن دور حكومتهم في تقصير دول العالم وإخفاقها في التفاوض والرهان والتوقع.وبكل حال تستجد هذه الخشونة الأردنية المندفعة من وطأة الأزمة المالية في الوقت الذي تصدر فيه رسائل عن النظام السوري لا ترحب بعودة أي لاجئ خرج خلال الصراع الدموي الأهلي. وشكلت تلك الإيحاءات صدمة للأردنيين حتى بعد أن حاولوا مُلاعبتها سياسيًا ودبلوماسيًا عبر تقديم تسهيلات لجيش النظام السوري بالعودة إلى مناطق درعا في الجنوب وإسكات سلاح الكثير من مجموعات المعارضة بالتنسيق مع روسيا. وسبب الصدمة عدم ظهور؛ ولو إشارة صغيرة توحي بأن النظام السوري يرحب بعودة أي لاجئ من شمال الأردن إلى جنوب سوريا. وهي مسألة تفضح أيضا الرهان الأردني على موسكو، وتنتج تعقيدات كبيرة في الواقع، الأمر الذي يمكنه أن يفسر الرسالة المَلِكِية الواقعية الجديدة في الحديث بالملف السياسي بصراحة وتحديداً عند زيارة فرقة المظليين العسكرية. الأردن: نعي الرهان على ملف «اللجوء» ومفردة «الأجانب» بدلاً من «المكون السوري» وتصعيد وخشونة مع المجتمع الدولي صدمة في عمّان لأن بشار الأسد لا يرحب بعودة مواطنيه بسام البدارين |
اليمن: «أدوات الإمارات» تجبر محافظ تعز على الاستقالة بمنع دفع مرتبات موظفي محافظته وتحول دون الاحتفال بذكرى ثورة أيلول في عدن Posted: 26 Sep 2017 02:31 PM PDT تعز ـ «القدس العربي»: أعلن محافظ محافظة تعز اليمنية علي المعمري أمس عن تقديم استقالته من منصبه بعد أن عجز عن استلام رواتب موظفي محافظة تعز، من البنك المركزي في محافظة عدن، الواقعة تحت نفوذ سيطرة القوات الموالية لدولة الإمارات، والتي حالت دون تسليم رواتب تعز للمحافظ المعمري، كما منعت أيضا الاحتفال أمس بالذكرى 55 لثورة أيلول (سبتمبر) 1962 ضد الحكم الإمامي في اليمن. وأعلن عن استقالته عبر كلمة أذيعت في حفل جماهيري في مدينة تعز لإحياء الذكرى 55 لثورة 26 أيلول (سبتمبر) 1962 والذي حضره كبار المسئولين الحكوميين وكان من المقرر أن يحضره المعمري أيضا، غير أنه أصر على الاعتصام أمام بوابة البنك المركزي بعدن لاستلام مرتبات موظفي القطاع العام في محافظة تعز، التي توقفت منذ أكثر من عام، غير انه حتى صباح أمس لم يتمكن من استلامها بسبب العراقيل غير المبررة من قبل قيادة البنك المركزي اليمني، رغم التوجيهات العليا بذلك من قبل رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي ومن قبل رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر. وأكد سياسيون لـ(القدس العربي) أن اسباب منع تسليم رواتب محافظة تعز للمعمري راجع إلى (التدخلات) الإماراتية في كل ما يتعلق بالشأن الحكومي اليمني في المناطق الواقعة تحت سلطة الحكومة الشرعية. وبرر المعمري أسباب استقالته إلى «تعنت البنك المركزي في عدن ورفضهم بصورة متكررة اوامر رئيس الجمهورية بصرف رواتب الموظفين ومعاملة تعز كمحافظة محررة وجهود رئيس الوزراء لتنفيذ هذه التوجبهات والاصرار على عدم صرف الرواتب». وقال المعمري في كلمته التي تضمنت استقالته «إن البنك المركزي مع الأسف الشديد يصر بشكل غير مفهوم على عرقلة كل امر مالي يتعلق بتعز بالعرقلة وسياسات التطفيش بصورة توحي بالعنصرية والتعالي كما لو أنها منّة وفضل وليست استحقاقات محافظة تقدم التضحيات تحت الحرب والحصار». وأضاف:» أمام هذا الموقف المتعنت فإنني اعتذر اليكم عن مواصلة عملي كمحافظ لمحافظة تعز وأعتذر لفخامة رئيس الجمهورية عن العمل في المحافظة وأتقدم باستقتالتي اليكم وإلى فخامة الاخ رئيس الجمهورية». وأوضح المعمري «طالبنا بالقليل للمحافظة الأكثر تضحية ونضالا وثورة وجمهورية، وبدلا من ان نتفرغ للمهام الاكثر جسامة، المتمثلة في تحرير بقية المحافظة وتفعيل كافة اجهزة الدولة وتقديم الخدمة للمواطنين وجدنا أنفسنا غارقين وسط عراقيل متعددة تحاول التقليل من شأن هذه المحافظة الصامدة وتستكثر عليها حتى مستحقاتها البسيطة». وقال «اشعر بالأسف لهذا القول وأعتذر لأخواني الضيوف على هذا الموقف الذي ماكنت افضل ان يكون على هذا النحو ولكن الوضع اصبح فوق الاحتما، ومنذ مايقارب العام لم نستطع استكمال راتب شهر واحد». وكانت محافظات تعز ومأرب احتفلتا أمس بالذكرى 55 لثورة أيلول (سبتمبر) 1962ضد نظام الأئمة باحتفالات جماهيرية وعروض عسكرية، بينما منعت القوات الموالية لدولة الإمارات في محافظات جنوب اليمن من إحياء هذه الذكرى ومن إقامة أي مظاهر احتفالية بها، رغم وجود رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر في محافظة عدن، والذي لم يستطع الاحتفال بهذه المناسبة حتى في حرم المجمع الرئاسي في منطقة معاشيق في عدن. وأضحى الاحتفال بذكرى ثورة أيلول (سبتمبر) يحظى بأهمية بالغة في عقول وقلوب اليمنيين لما لهذه الثورة من أهمية في تاريخهم الحديث والتي قامت ضد النظام الإمامي، الذي تحاول الميليشيا الانقلابية الحوثية المدعومة من قوات الرئيس السابق علي صالح إعادة هذا النظام الإمامي إلى السلطة، من منطلق الحق الإلهي الذي يزعمونه لاستئثارهم بالحكم في اليمن. وعلى الرغم من هذه الأهمية البالغة للاحتفاء بهذه المناسبة لم تسمح القوات الموالية لدولة الإمارات في الجنوب اليمني بتنظيم أي حفل أو القيام بأي مظهر احتفائي بذكرى ثورة أيلول (سبتمبر) بدون أي مبرر واضح، وهو ما قرأه العديد من المحليين بأنه يكون محاولة من الإمارات إلى خلق شق في الشارع اليمني واقصاء قضايا الشمال عن الجنوب، كخطوة بعيدة المدى ضمن مخططها الذي يتردد في أروقة السياسة اليمنية لانفصال الجنوب عن الشمال. اليمن: «أدوات الإمارات» تجبر محافظ تعز على الاستقالة بمنع دفع مرتبات موظفي محافظته وتحول دون الاحتفال بذكرى ثورة أيلول في عدن خالد الحمادي |
هل يستفيد ساسة السنّة في العراق من الاستفتاء؟ Posted: 26 Sep 2017 02:31 PM PDT اسطنبول ـ أربيل ـ «القدس العربي»: في أحاديثهم غير المعلنة يعبر الكثير من ساسة السنة في العراق عن إرتياحهم للمشروع الكردي، متأملين أن ينعكس ايجاباً على فرصهم بالتفاوض مع حكومة بغداد للحصول على مكتسبات لمحافظاتهم التي دمرتها الحروب المتواصلة. وبسبب طبيعة التحالفات القائمة بين الأحزاب الشيعية الحاكمة، والقوى التي تمثل العرب السنة، فإن الموقف المعلن لقادة السنة، هو رفض الاستفتاء الكردي، انسجاما مع الموقف الحكومي والإيراني الذي لا يمكن لأي من قادة السنة المشاركين بالحكومة تحديه. ورغم علمهم بأن الأكراد يسيرون بخطى حثيثة نحو فرض دولتهم، وإضافة للسياسيين الذين تحدثت معهم «القدس العربي»، والذين يخشون التصريح بمواقفهم للإعلام، فإن «عددا مهماً قد عبر أيضاً عن رأيه سرا لبعض الكتاب والصحافيين الغربيين»، كما كتب مايكل نايت في معهد واشنطن الشرق الأدنى. وحسب نايت، «معظم السياسيين العراقيين يقرون بعيدا عن وسائل الإعلام، بأن الأكراد سيحصلون على دولتهم، وأن الأمر وصل لطريق اللاعودة، لكن لا يمكن لأي سياسي عراقي أن يقول ذلك علناً». ولعل أهم ما يمكن للعرب السنة المراهنة عليه من التطورات الحاصلة في كردستان العراق، أن يكون الإقليم الكردي حجر عثرة أمام المشروع الإيراني الممتد في الشرق الأوسط، باعتبار أن قيادة الإقليم بزعامة مسعود بارزاني هي الحلقة الأضعف إيرانياً في سلسلة نفوذ طهران الممتد نحو العراق وسوريا، وبالتالي فإن كردستان الصاعدة قد تعيق الهلال الشيعي، بإعتبارها أقرب للدول السنية في المنطقة، والأمريكيين، منها إلى إيران. الأستاذ الجامعي الكردي، سروار عبد الله، يقول في تحليل كتبه لمعهد واشنطن للدراسات، أن «الدول العربية السنّية تعتبر الاستفتاء حول استقلال كردستان العراق أمرا قيّما لمعاكسة التوسّع الإيراني». ويضيف: «ستتشارك الدولة حديثة النشأة في كردستان العراق حدودا طويلة مع العراقيين السنّة. حاليًا، السنّة ليسوا مسرورين بتشاطر السلطة داخل الحكومة العراقية، وفي حين كان القادة السنّة بعد العام 2003 يؤيّدون دولة عراقية متكاملة ومركزية، إلا أنّ سنّة اليوم يدركون تهميشهم في الحكومات العراقية المتتالية». ويبدو أن أصوات المطالبة بإقليم سني بدأت تخرج مجدداً، اذ يعلق الشارع السني الكثير من الآمال على هذه الخطوة لتعزيز مطالبتهم ببعض اللامركزية والإمتيازات، ولكن بالمقابل، فإن الثقة المتراجعة بممثليهم السياسيين في الحكومة العراقية والبرلمان، تخفض من سقف التوقعات بإحداث تطور ما جدي على هذا الملف. الأكاديمي العراقي، مجاهد الطائي، أكد لـ«القدس العربي» أن «السنة عندما طرحوا موضوع الإقليم السني في البداية تم رفضه بسبب عدم وجود أدوات قوة لديهم، ولم ينجحوا في تمرير مشروعهم كالطرف الكردي سواء في صلاح الدين أو الأنبار أو ديالى، وبالتالي تم إلغاء المشروع وتم خفض مستوى المطالب من الإقليم السني إلى اللامركزية، التي لا تلقى رفضا دوليا ولا داخلياً مقارنة بمطالب الاقليم». وأضاف «الطرف السني ومن يمثله سياسياً، قد لا يستفيد من الاستفتاء في كردستان، لانه طرف ضعيف و فاشل، رغم أن الفرصة سانحة أمامهم للمطالبة باللامركزية، ولكن عدم وجود رأي موحد وكثرة الخلافات داخلهم، تجعل من المهمة صعبة ومستحيلة». وحسب الكاتب والمحلل العراقي الذي ينتمي لمحافظة الأنبار، جاسم الشمري، فإن «الساسة السنة الذين دخلوا في العملية السياسية لا يحسنون اللعبة السياسية، وبالتالي ضاعوا بين الحزبية والمصلحة الشخصية وهذا ضيّع حقوق هذا المكون الكبير، وأصبحت مدنه مدمرة. وتوزع السنة بين نازح ولاجئ أو ضعيف تحت سلطة الميليشيات». وبين أن «القضية بحاجة لقيادات سنية قوية لديها الشجاعة في أن تقول أن حقوقنا قد هضمت، ولكنهم أصبحوا الحلقة الأضعف بسبب عدم وجود من يمثل مصالحهم بشكل حقيقي». هل يستفيد ساسة السنّة في العراق من الاستفتاء؟ وائل عصام وشاهو القرداغي |
نظام السيسي يمهّد لإسقاط الجنسية عن مرسي: القرار يتوقف على مجلس الوزراء Posted: 26 Sep 2017 02:30 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: بدأت السلطات الحاكمة التلميح إلى قرب إسقاط الجنسية المصرية عن الرئيس المعزول محمد مرسي. فقد أشارت مواقع إخبارية معروفة بموالاتها للنظام الحالي إلى أن التعديلات الجديدة التي أدخلت على قانون الجنسية تتيح إسقاطها عن المنضمين لـ»جماعات وتنظيمات تهدف لزعزعة أمن واستقرار ونظام البلد العام». وكشف مساعد وزير الداخلية المصري لمصلحة الجوازات والهجرة، أحمد الأنور، عن أن «إسقاط الجنسية المصرية عن مرسي يتوقف على قرار مجلس الوزراء»، بحسب التعديلات الجديدة التي أدخلت على قانون الجنسية في البلاد ولم يتم إقرارها نهائيا بعد. وأوضح، في تصريحات صحافية محلية أن «إسقاط الجنسية المصرية عن مرسي عقب إدانته في قضية التخابر مع قطر سيتوقف على قرار من مجلس الوزراء المصري فقط وفق التعديلات الجديدة»، مشيراً إلى أن «تلك التعديلات تستهدف الكيانات الإرهابية في ضوء ما تشهده البلاد من عمليات تآمر ومحاولات النيل من الأمن والاستقرار». وقضت محكمة النقض المصرية في 16 سبتمبر/ أيلول الجاري، بالسجن المؤبد بحق مرسي، وإعدام 3 أشخاص آخرين في القضية المعروفة إعلاميا بـ «التخابر مع قطر». ووافق مجلس الوزراء المصري على مشروع قانون بتعديل بعض أحكام القانون رقم 26 لسنة 1975 بشأن الجنسية المصرية. ويتضمن التعديل إضافة حالة جديدة لسحب الجنسية المصرية تتعلق بكل «من اكتسبها عن طريق الغش أو بناء على أقوال كاذبة، أو صدور حكم قضائي يثبت انضمامه إلى أي جماعة، أو جمعية، أو جهة، أو منظمة، أو عصابة، أو أي كيان، أيًا كانت طبيعته أو شكله القانوني أو الفعلي، سواء كان مقرها داخل البلاد أو خارجها، وتهدف إلى المساس بالنظام العام للدولة، أو تقويض النظام الاجتماعي أو الاقتصادي أو السياسي لها بالقوة، أو بأية وسيلة من الوسائل غير المشروعة». وكان عضو مجلس النواب والإعلامي المصري المعروف بعلاقاته وقربه من نظام السيسي، مصطفى بكري، علق على موافقة الحكومة على التعديلات الجديدة لقانون الجنسية عن المدانين في جرائم تضر الدولة، قائلا: «سوف يحرم الكثيرين من الجنسية وأولهم محمد مرسي وآخرون». وكتب في تدوينة على حسابه في موقع التغريدات القصيرة «تويتر»: «الذين صدر ضدهم حكم بات من محكمة النقض بالحرمان من حقوق الجنسية، وتجريدهم من كافة الحقوق الدستورية والقانونية، لقد سبق وأن تقدمت بهذا المشروع في وقت سابق وتم تأجيل نظره في اللجنة التشريعية، أما الآن فقد بات الطريق مفتوحا». والأسبوع الماضي، تلقت محكمة القضاء الإداري في مجلس الدولة دعوى قضائية جديدة تطالب بإسقاط الجنسية المصرية عن مرسي، بعد إدانته بالتخابر وصدور حكم بات ونهائي في هذه القضية. وأقام الدعوى التي حملت رقم «66380 لسنة 71 قضائية»، المحامي طارق محمود، مختصما كلا من رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، ومحمد مرسي نفسه. وقالت الدعوى إن الحكم الصادر من محكمة النقض بإدانة محمد مرسي في قضية التخابر مع قطر بالسجن المؤبد، هو حكم نهائي وبات وليس هناك مجال للطعن عليه. وأشارت إلى أن مجمل الأحكام النهائية الباتة الصادرة على محمد مرسي وصلت إلى 45 عامًا بعد صدور حكم سابق بإدانته بحكم نهائي وبات في القضية رقم «315 لسنة 2014 جنايات القاهرة» والمعروفة إعلاميا بـ«أحداث الاتحادية»، وذلك يعتبر كافيا باعتبار محمد مرسي خائنا للوطن ويستحق إسقاط الجنسية المصرية عنه، بحسب الدعوى. وبدأت وسائل اعلام مصرية فتح مناقشات واستطلاع آراء قانونيين ومؤيدين لنظام السيسي بشأن إسقاط الجنسية عن مرسي. وأوضح طارق نجيدة، الفقيه الدستوري، أن الجنسية المصرية حق كفله دستور 2014 في المادة 6 بنصها على أن «الجنسية حق لمن يولد لأب مصري أو لأم مصرية، يكفله القانون وينظمه»، وبالتالي لا يجوز لأحد الانتقاص من أصل الحق أو المساس به أو إهداره. واعتبر أن التعديلات الأخيرة حال إقرارها من مجلس النواب، ستعد خلطًا بين العقاب الجنائي والحق الأصيل الذي كفله الدستور، مؤكداً أنه حال تطبيقه على أي محكوم عليه سيدفع بعدم دستوريته. الخبير القانوني، فؤاد عبد النبي استند في رفض القانون إلى المادة 92 من الدستور التي تنص على «أن الحقوق والحريات اللصيقة بشخص المواطن، لا تقبل تعطيلا ولا انتقاصا، ولا يجوز لأي قانون ينظم ممارسة الحقوق والحريات أن يقيدها بما يمس أصلها وجوهرها. ووصف التعديل المقترح بـ «أنه يدخل في زمرة القوانين سيئة السمعة»، مشيرا إلى أن «مجلس الوزراء أساء استخدام الحق الدستوري في المادة 122، في اقتراح القوانين، خاصة التعديل الأخير بإسقاط الجنسية، لأنه يخالف كافة المواثيق الدولية». ورأى أن التعديل الأخير مخالف للإعلان العالمي لحقوق الإنسان في مادته 15 التي تنص على: «لكل فرد حق التمتع بجنسية ما، ولا يجوز تعسفًا حرمان أي شخص من جنسيته أو تغييرها»، منوها إلى التزام مصر بالاتفاقيات الدولية حسب المادة 93 من الدستور. لكن الفقيه الدستوري شوقي السيد، كان له رأي مخالف، مشيرا إلى أن تلك التعديلات ما هي إلا إضافة لحالة جديدة لإسقاط الجنسية، ولا تخالف الدستور في شيء، لافتا إلى أن «التعديل» اشترط صدور حكم نهائي على الشخص المتهم بجريمة إرهابية لإسقاط جنسيته، وهو ما قد يطول الرئيس الأسبق محمد مرسي، لسابق حصوله على حكم نهائي بالمؤبد في قضية «التخابر مع قطر». نظام السيسي يمهّد لإسقاط الجنسية عن مرسي: القرار يتوقف على مجلس الوزراء عبر تصريحات لمسؤول في الداخلية وتفسيرات نشرتها مواقع إخبارية موالية مؤمن الكامل |
معارضون سوريون: الأسد يستدرج الأكراد نحو الهاوية Posted: 26 Sep 2017 02:30 PM PDT دمشق ـ «القدس العربي»: وجد النظام السوري نفسه مضطراً لتكريس أهداف واشنطن في حكم خاص بالأكراد، ورضخ أخيراً في مناورة أولية أطلقها على لسان وزير خارجيته وليد المعلم في الإعلان عن قبول الأمر الواقع المفروض تحت وقع السلاح، واستعداده للتفاوض مع الأكراد على مطلبهم الخاص بالحكم الذاتي في إطار حدود الدولة السورية، وذلك عبر تكتيك سياسي، في الوقت الذي تتصاعد فيه التوترات بين القوى الدولية شرق سوريا. والتقت تصريحات المعارضة السورية عند دوافع النظام السوري في مغازلة الأكراد بعد أن منع عنهم أبسط الحقوق من تجنيس ولغة وغيرها خلال سنوات طويلة ماضية، مع الأخذ بعين الاعتبار محاولة النظام جرّ الأكراد نحو الهاوية واستدراجهم لاحتواء الموقف، في ظل دعوات بعدم الاستغراب من رئيس كان قد باع والده الجولان لإسرائيل، فلماذا يمتنع عن تقسيم سوريا وتأسيس دويلة كردية مقابل الحفاظ على نفسه في الحكم. وفي هذا الصدد قال »محمد يحيى مكتبي» عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في تصريح خاص لـ»القدس العربي» ان نظام الأسد ليس لديه مانع ببحث أي قضية وأن يفاوض على أي شيء بشرط أن يبقى في الحكم متسلطاً على رقاب كل السوريين، بحيث تعود الدولة الأمنية القمعية الإجرامية من جديد، هذا من حيث المبدأ. وأضاف: بالنسبة إلينا فنحن نؤمن بإعطاء كل مكون من مكونات الشعب السوري حقوقه على قاعدة المساواة والعدالة والتعددية والديمقراطية، في ظل لامركزية إدارية مع الأخذ بعين الاعتبار بأن كل طرف له الحق أن يطرح وجهة نظره ويدافع عنها ضمن سقف الوطنية السورية والمحافظة على وحدة سوريا أرضاً وشعباً وعدم إقامة كانتونات وسلطات أمر واقع، بيد اننا في الحقيقة لا يهمنا ما صرح به وزير خارجية بشار الأسد لكن أين كانت هذه التصريحات حينما منع النظام عن الأكراد أبسط الحقوق من تجنيس ولغة وغيرها من الحقوق البديهية لأي انسان، منذ زمن حكم الاسد الأب وحتى يومنا في ظل استبداد وقمع الاسد الابن. وأشار «مكتبي» إلى ان النظام السوري لا يتوانى عن فعل أي شيء لتحسين صورته ومحاولة احتواء مطالب الإخوة الكرد، ولكن النظام حقيقة لا يقيم وزناً ولا يقدم شيئاً لأي من مكونات الشعب السوري إلا بقدر ما يُلمع به صورته ويُظهره كذباً و زوراً بأنه حامي الأقليات، أي أن هذه التقدمة ليست مبنية على احترام ورغبة حقيقية بل على خداع و تزوير. فيما ذهب العقيد احمد الرحال في تصريح لـ «القدس العربي» ان حافظ الاسد كان قد تنازل سابقا عن الجولان لإسرائيل، وتنازل عن لواء اسكندرون لتركيا عبر اتفاق اضنة، فهل يمكن ان نعدها مشكلة كبيرة ان يصرح اليوم باستعداده للتفاوض مع الأكراد على الادارة الذاتية لهم في سوريا. مضيفاً: يجب ان ننتبه لنقطة هامة تتلخص بأن سوريا لم تعد مستقلة ولم يعد هناك قرار وطني، فقاسم سليماني يمكن ان يتحكم برقبة بشار الاسد، وغرفة عمليات حميميم ممكن ان تجر بشار الاسد إلى القاعدة المركزية ليلتقي مع الشخصيات الروسية الهامة، دون ان يعرف من هو الضيف الذي سيلتقيه، فلماذا نستغرب على وليد المعلم هذا التصريح، وأكد على ان «النظام السوري هو نظام حكم يقبل ان يبقى على جماجم السوريين مقابل ان يبقى على سدة السلطة، ومستعد ان يدخل الإيراني والروسي ومرتزقة العالم مقابل ان تمكسه بهذا الكرسي». ورأى العقيد ان بشار الاسد همه الأساسي هو السلطة، وبناء على ذلك فهو مستعد للقبول بأي شيء، مشيراً إلى ان التنازل الأخير بقبول مفاوضة الأكراد قد يكون غزلاً للأمريكان والأكراد، حيث قال: يجب ان نضع باعتبارنا ان هذه العصابة ليس لها ذمة ولا التزام بعهود ومواثيق، وما يقوله اليوم سوف ينساه غدًا. النظام السوري وموسكو وطهران وضمن سياستهم الواحدة، يقودون اليوم الأكراد حسب مراقبين باتجاه المحرقة، وخير شاهد على ذلك هو ما تفلعه روسيا اليوم في إدلب وريف حمص وحلب والغوطة الشرقية، حيث يستخدمون فيها سياسية الأرض المحروقة، يدمرون الحجر والبشر، بعد ان قدموا انفسهم بالامس في استانا كضامنين، وقال «رحال» انه بالنهاية لا ننسى تصريح بشار الاسد بانه مستعد لتقسيم سوريا للوصول إلى سوريا المفيدة وهذه التصريحات تعكس ما قيل بالامس». المتحدث الرسمي باسم تجمع الحسكة لقوى الثورة والمعارضة «مضر الاسعد» قال لـ «القدس العربي»: لا شك بأن النظام السوري ومنذ بداية الثورة السورية قام بشراء حزب العمال الكردستاني، وأطلقوا على الجناح السوري لهم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني والهدف هو من أجل تحييد الأكراد من الثورة وابعادهم عنها بالترغيب من خلال دغدغة مشاعر البسطاء والشباب للعمل السياسي المكشوف مع تقديم اغراءات مادية وإعلامية والتجنيس وغيرها من الأمور ثم تشكيل الإدارة الذاتية الكردية في محافظة الحسكة ذات الأكثرية العربية (75 %). وأضاف: قام هذا الحزب الإرهابي باسكات الصوت الثوري والسياسي الكردي من خلال قيامه باغتيال العشرات من القيادات الثورية والسياسية الكردية أو التي كانت محركة للنشاط الثوري ومنها مشعل التمو وجوان قطنة وفيصل ابراهيم باشا ومحمود الي أبو جانتي وكذلك قام بحملة اعتقالات طالت المئات من العرب والأكراد وعمليات خطف جماعية مثل المجلس العسكري الكردي وتم تغيبيهم من 4 سنوات ولا يعرف أين هم إضافة إلى نفي بعض الوجوه السياسية الكبيرة وحرق القرى العربية وتجريفها وتدميرها وارتكبوا مجازر مروعة في تل حميس والهول وجبل عبدالعزيز والاغبيش وتل تمر وتل براك والشدادي وغويران وعامودا والقحطانبة ومعبدا ورأس العين كل تلك الأمور جعلت النظام مرتاحاً جداً في الحسكة مما دفع النظام إلى إعطائهم حصة من النفط والغاز وحالياً يدغدغ مشاعر الكرد من أجل الوقوف معه لاستعادة الرقة وديرالزور من خلال طرح عليهم الفدرالية ومرة الحكم الذاتي ولكن بالمحصلة هو يضحك عليهم ريثما تنتهي مهمتهم سينقلب عليهم لأن العرب والسريان وهم الأكثرية المطلقة في محافظة الحسكة لا يمكن أن يرضوا بذلك مهما كانت الأمور وتصريحات المعلم هي للفتنة بين العرب والسريان من جهة وبين الأكراد من جهة أخرى وحتى الجوار الإقليمي والمجتمع الدولي لن يرضى بتقسيم سوريا وخاصة تركيا التي أصبحت اليوم هي الضامن الوحيد لوحدة سوريا وضد قيام أي إمارة أو دويلة في الشمال السوري مع وجود 3 ملايين سوري في أراضيها أغلبهم من منطقة الجزيرة والفرات. وذهب المحامي والخبير القانوني بسام طبلية خلال اتصال هاتفي مع «القدس العربي» ان هـذه التصريحـات هي للمـناورة من أجـل أن لا يخـسر النظام السـوري الكثيـر من الأكراد الذين يقفون معه ويقاتلون وفق الأجندة نفسـها. وأضاف: النظام رفض أن يعطي شعبه أبسط مقومات الحرية والكرامة والحقوق فكيف يريد أن يعطي الأكراد حكماً ذاتياً لهم وهو الذي حرمهم من أبسط الحقوق الأساسية التي صانتها الشرائع والدساتير والمعاهدات الدولية مثل حقهم في التمتع في الجنسية والتعليم. مشيرا إلى ان هذه التصريحات هي لذر الرماد في العيون وكسب الوقت حتى يتمكن من القضاء على المعارضة في ادلب ويتمكن من السيطرة على دير الزور والمناطق الشرقية بشكل كامل. وإذا ما شعر النظام ان كفة القوى لديه متأرجحة في المنطقة الشرقية فإنه يمكن أن يتفاوض على هذا الحق، رغم معرفته اليقينية أن الكثير من الأكراد لهم فكر انفصالي فهم يحلمون بتشكيل دولتهم المزعومة دولة كردستان وتساعدهم في ذلك إسرائيل المتوغلة حالياً بشكل كبير في أربيل وغيرها من المناطق الكردية، آخذين بعين الاعتبار أن غالبية الأكراد لايقطنون بمنطقة واحدة متصلة مع بعضها البعض فمعظمهم نزحوا من تركيا أو إيران أو العراق. ودعا المتحدث المعارضة السورية أن تؤمن بان الأكراد هم طيف من أطياف الشعب السوري وقد عانوا مثلما عانى بقية أطياف الشعب السوري لذلك حقهم في المواطنة والتعليم والحقوق مثل كافة أطياف الشعب السوري، دون أن يكون لهم أي حق في الانفصال أو اقتطاع اي شبر من الأراضي السورية. معارضون سوريون: الأسد يستدرج الأكراد نحو الهاوية بعد قبول النظام السوري بالتفاوض معهم حول «الحكم الذاتي» هبة محمد |
زيارة الفنان محمد بكري لبيروت تثير جدلا فلسطينيا متصاعدا Posted: 26 Sep 2017 02:30 PM PDT الناصرة ـ «القدس العربي»: اعتبرت عريضة بعنوان» بيروت ليست مسرحا للتطبيع الثقافي « وقعها عشرات من الناشطين والمثقفين في فلسطين والأردن، زيارة الفنان محمد بكري من الداخل الفلسطيني تطبيعا مرفوضا مع إسرائيل، مما أثار استهجان وغضب أوساط من فلسطينيي الداخل. وجاء في العريضة التي يرعاها محمد أبو عريضة ورئيس تحرير موقع « كنعان» مسعد عربيد: نحن الموقعين أدناه من مثقفين في الأردن وفلسطين، نستهجن احتضان عاصمة المقاومة العربية، بيروت، حالة تطبيعية معروفة، عُرفت بسخريتها من خط المقاومة وعروبة فلسطين، هي حالة محمد البكري، وعبّرت عن ذلك بالعمل في السينما الصهيونية واختيار نصوص بعينها لكاتب، قبِل جائزة مجرم الحرب الصهيوني اسحق رابين، وقامت بلدية تل أبيب بتسمية أحد شوارعها المحتلة باسمه، وهو إميل حبيبي». واعتبر الموقعون على العريضة أن دعوة جريدة «الأخبار» اللبنانية ومسرح المدينة، وجماعات من التمويل الأجنبي هذه الحالة وتمرير هذه الدعوة بإعلانات في أكثر من صحيفة وأكثر من فضائية لبنانية دعوة مستغربة في دواعيها، كما في توقيتها، الذي يتزامن مع التهديدات الصهيونية بالعدوان على لبنان والمقاومة فضلًا عن الانتهاك اليومي لأبسط حقوق الشعب العربي الفلسطيني». ويستدرك الموقعون بالقول إن استهجان هذه الدعوة والاحتجاج عليها يأتي في سياق محدد هو مناهضة التطبيع بأشكاله كافة ومنها التطبيع الثقافي المباشر وغير المباشر، وليس له أدنى علاقة بالجنسية المفروضة على أهلنا في الأرض المحتلة عام 1948. وخلصت العريضة للقول « كلنا ثقه بأن بيروت العربية ستنفض عن نفسها غبار هذه الدعوة المرفوضة والمستنكرة، التي تتناقض مع ما تمثله كرمز للمقاومة». ومن الموقعين على العريضة : بسام الشكعة (فلسطين)، الدكتور هشام غصيب(الأردن)، الدكتور مسعد عربيد( فلسطين)،الدكتور نور الدين عواد(كوبا)،الطاهر المعز(فرنسا) صابرين ذياب( فلسطين 1948) عامر التل(الأردن)، محمد نعامنة ( فلسطين 1948) د. عبد الستار قاسم (فلسطين) وضرغام هلسة( الأردن) وعشرات آخرون. ويؤكد أحد الموقعين على العريضة والمروجين لها د. عادل سمارة من رام الله في تعقيبه على سؤال «القدس العربي» أن العريضة ضد زيارة بكري لبيروت هي مبادرة «القوى الوطنية في الأردن» ويقودها موفق محادين ومحمد أبو عريضة وآخرون، ويقول إنهم استشاروه فوافق وانضم لها بهدف مكافحة التطبيع». فيما يخص السؤال عما إذا كان ورفاقه في العريضة يعارضون أي زيارة يقوم بها شخص من فلسطينيي الداخل للوطن العربي أم أنها موقف من الفنان محمد بكري ومن موروث الراحل الكاتب إميل حبيبي، قال سمارة: «لسنا قُضاة حتى نحدد للناس خطاهم وسكناتهم. الأصل في هذا هو: من الذي يسمح له الكيان بالسفر إلى البلدان العربية ومن الذي يمنعه؟ ثم لماذا يسمح العدو بخروج «رعاياه الذين يعتبرهم أعداء وطابورا خامسا» بأن يزوروا بلدانا معادية؟ مثلا لماذا كان ممنوعا على الراحلين أحمد حسين وصالح برانسي ومنصور كردوش وهم من الداخل المحتل 1948؟ ومع ذلك حين يسافر شخص عادي لا مشكلة، مع انه أمر قد يخيف، ألم يكن عزام عزام شخصا عاديا ظاهرياً؟ نحن لا ندين المطبع محمد بكري لأن هذا نهجه. نحن ندين من يدعونه ويستقبلونه وهم يعرفون ذلك. هنا المشكلة. وباختصار، لم يتخلص العرب بعد من كارثة ستالين التي غرست في كثير من اليسار الاعتراف بالكيان، وحتى الآن لم يرتق هؤلاء إلى الاعتذار عن ورطتهم». ■ ولكنكم تهاجمون فنانا فلسطينيا وطنيا يتعرض لحملة إسرائيلية شرسة منذ سنوات؟ ■ سمارة: « شارك محمد بكري في أفلام مع السينما الصهيونية وهو من حزب « راكاح « الذي هو حزب معترف بالكيان الصهيوني وله اعضاء في الكنيست والكنيست برلمان دولة اليهود.. إقرأ تاريخه. صحيح أن استدخال الهزيمة الرسمي العربي وبعض الحزبي لا يرفض الكنيست، ولكن نحن مواطنون وكتاب ومفكرون من الشعب ونرفض الاعتراف، ونعمل رغم الصعوبات على إعادة وقف القضية على قدميها «. ■ ويستنتج من حديثك أنكم ترون بزيارة كل فلسطينيي الداخل للوطن العربي شكلا من أشكال التطبيع لحملهم بطاقة الهوية الإسرائيلية ؟ ■ « لا، المهم أن لا يكون للشخص سجل تطبيعي مع المؤسسة الصهيونية السياسية والثقافية والإيديولوجية ورأس المال. ولكن الأفضل أن لا يقوم بهكذا زيارات أي ممن فُرضت عليهم الجنسية الصهيونية. للتطبيع أوجه منها إضافة لما هو أعلاه تطبيع ديني، أي ممن يدرسون التوراة ويتحولون إلى «علماء» توراة لدى العرب، ومنهم من عاش في الموشافات والكيبوتسات». ■ يشار أن محمد بكري فنان من بلدة البعنة قضاء عكا داخل أراضي 48 وسبق وقدم مسرحية « المتشائل « لكاتبها الراحل إميل حبيبي ألف مرة . وينتمي بكري للحزب الشيوعي الإسرائيلي ويتعرض لملاحقة إسرائيلية منذ سنوات تفاقمت بعد إنتاج فيلم « جنين جنين « ، وقد دعت أول أمس وزيرة ثقافة إسرائيل ميري ريغف لمحاكمته بعد عودته من لبنان حيث يقوم بجولة عروض فنية. ورداعلى سؤال « القدس العربي « قال المحامي محمد نعامنة من مدينة عرابة داخل أراضي 48 إنه وقع على العريضة بمبادرته بعدما قرأ عنها في صفحة عادل سمارة. نعامنة، أحد مؤسسي حركة « أبناء البلد « أوضح أنه يعارض مبدئيا زيارات الفلسطينيين في الداخل للوطن العربي، معتبرا ذلك شكلا من أشكال التطبيع. ويعلل موقفه بالقول إن محمد بكري يبدي مواقف متناقضة، وإنه قال لوسائل إعلام إسرائيلية أمس إنه لم يقصد مهاجمة إسرائيل وإنما يعارض الكيان الصهيوني ويعارض دولا عربية. وتابع « صحيح أن محمد بكري أنتج أفلاما مهمة كجنين جنين لكن هناك مخرجون يهود أيضا لهم إنتاجاتهم، ناهيك عن حصوله على جوائز إسرائيلية «. وهل تمتنع أنت شخصيا عن زيارة عواصم عربية ؟ ■ « نعم لا أزور بيروت وغيرها من العواصم العربية ولا حتى اسطنبول «. وعمان ؟ « أزور عمان لإقامة أقرباء لي فيها». محمد بركة وأكد رئيس لجنة المتابعة العليا، الهيئة السياسية الأعلى داخل أراضي 48 محمد بركة، أن هناك «تحريضا فاشيا وتطاولا متخلفا على محمد بكري الإنسان الجميل والفنان الرائع وصاحب الموقف الشامخ وصاحب الانتماء الفخور». وتابع بركة في تعليق على صفحته في الفيسبوك «تحريض فاشي من ميري ريچف الوزيرة لشؤون محاربة الثقافة في إسرائيل ولا عجب بذلك. لكنه تطاول متخلف من الذين صاغوا عريضة تتهمه بالتطبيع لأنه محور مشروع فني ثقافي في بيروت». أدعو الأسماء المحترمة التي تستطيع فهم دقة وخصوصية واقع جماهيرنا الفلسطينية في الداخل، الى سحب توقيعها، الذي لا يسيء إلا لها». عندما يُصدّر الفلسطيني بؤسا وانتقد الكاتب مرزوق الحلبي من أراضي 48 زيارة بكري من زاوية نظر مختلفة بقوله « عندما يسافر الفلسطيني ـ محمد بكري أو سواه ـ إلى بيروت بدعوة وتمويل من قوى «المُمانعة والصمود» التي نفّذت التطهير العرقي في القصير ودمرت الشام وقتلت أهلها على الهوية وخرّبت حلب الجميلة العريقة ودمّرت أحياءها على الهوية أو من تلك التي أيدت ودافعت عن هذا المشهد الكارثي ـ ومن هناك يقوم بمهاجمة إسرائيل ويُطالب بمقاطعتها، فإنه سيبدو وقضيته ضئيلا وبائسا ولو هاجمته أيقونة اليمين الفاشي هنا وهدده عضو كنيست أرعن. سيظلّ ضئيلا ولو حوّله العنصريون في إسرائيل إلى بطل! أما الاستعانة بأبي سلام ومتشائله والتستّر بهما فهي زيادة البؤس بؤسًا خاصة عندما يتمّ التهجّم على حبيبي وإرثه لأن محمد بكري ذكرهما». زيارة الفنان محمد بكري لبيروت تثير جدلا فلسطينيا متصاعدا |
«دولة القانون» يسعى لإقالة الرئيس العراقي فؤاد معصوم تمهيداً لتنصيب نوري المالكي مكانه Posted: 26 Sep 2017 02:29 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: في وقت يستضيف فيه مجلس النواب، اليوم الأربعاء، رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، لبحث تداعيات الاستفتاء، يقود ائتلاف دولة القانون، حملة لإقالة رئيس الجمهورية الكردي فؤاد معصوم، وجميع الموظفين من أصحاب الدرجات الخاصة والعامة والقيادات العسكرية. وقال النائب عن ائتلاف دولة القانون، حيدر المولى لـ«القدس العربي»، إن «هناك مجموعة من التواقيع قدمت إلى هيئة رئاسة مجلس النواب تطالب بإقالة رئيس الجمهورية فؤاد معصوم». وأضاف قائلاً: «هناك تحرك أيضاً لاتخاذ إجراءات بحق المسؤولين والموظفين والنواب والدبلوماسيين ومن يمثل العراق دبلوماسياً من الكرد»، على خلفية استفتاء الانفصال. ومضى إلى القول: «نحن ننتظر من هيئة الرئاسة اتخاذ قرار لإدراج هذه التواقيع كفقرة ضمن جدول أعمال الجلسات المقبلة». وفي حال تمت إقالة فؤاد معصوم من رئاسة الجمهورية، فإن المنصب يتحول، وفقاً للدستور العراقي، إلى نائبه الأول نوري المالكي، زعيم ائتلاف دولة القانون والأمين العام لحزب الدعوة الإسلامية. أما النائبة سهاد الموسوي، عن دولة القانون أيضاً، فلم تر «وجود حاجة» لرئيس الجمهورية فؤاد معصوم بعد إجراء الاستفتاء. وقالت لـ«القدس العربي»، إن «حملة جمع التواقيع لإقالة معصوم، تأتي بكونه لم يعد ممثلا للعراق بعد إجراء الاستفتاء»، مبينة إن «جميع نواب الكتل السياسية الكردستانية لم يحضروا جلسة مجلس النواب الأخير، لأنهم كانوا منشغلين بالمشاركة في الاستفتاء». وأضافت قائلة: «لذلك لا داعي لوجودهم داخل مجلس النواب العراقي، كما لا داعي لوجود رئيس جمهورية والوزراء والمسؤولين بدرجات عليا والقادة عسكريين والموظفين الكرد». وطبقاً للمصدر فإن «التوصيات التي خرج بها البرلمان يوم الاثنين الماضي، جاءت مكملة لقراره السابق برفض إجراء الاستفتاء»، مشيرةً إلى إن «بارزاني مضى في الاستفتاء برغم الرفض المحلي والدولي والإقليمي، معتمداً على تأييد إسرائيل فقط». وترى الموسوي إن «الاستفتاء يأتي لتحقيق مكاسب لشخص مسعود بارزاني وحزبه فقط، على حساب مصالح الشعب الكردي»، موضّحة إن «الإقليم هو المنطقة الوحيدة في العراق التي تتمتع باستقلالية وامتيازات لم تحصل عليها أي منطقة أخرى في العراق». ودعت المجتمع الدولي إلى «التعامل مع مسعود بارزاني بأن وجوده في رئاسة الإقليم غير قانوني وغير دستوري»، واصفة إياه بـ«المتمرد» على الحكومة العراقية والدستور العراقي. على حدّ قولها. ومضت إلى القول: «النواب الكرد المشاركون في الاستفتاء، هم أدوا اليمين الدستورية للحفاظ على وحدة العراق، لكنهم تجاهلوا ذلك القسم (…) الحكومة العراقية والبرلمان يرفضون الاستفتاء والنتائج المترتبة عليه». في الأثناء، نفى مصدر في رئاسة الجمهورية، مشاركة الرئيس فؤاد معصوم في استفتاء إقليم كردستان. وذكر المصدر في تصريح صحافي، تناقلته عدد من وسائل الإعلام، إن «الرئيس معصوم لم يشارك في الاستفتاء ولم يصوت له»، مؤكداً موقفه الثابت حول «ضرورة مواجهة قرار الاستفتاء الأحادي الجانب من خلال الجهود والخطوات الاستثنائية لإبعاد البلاد ووحدة الشعب العراقي عن الأخطار كافة». ووفقاً للمصدر، فإن «أولويات معصوم تتمثل بمبادئ الدستور وبناء دولة المواطنة والتعايش السلمي». توتر في المناطق المتنازع عليها وفي كردستان، أعلنت مفوضية الانتخابات في إقليم كردستان العراق، أمس مشاركة أكثر من 72٪ من سكان الإقليم والمناطق الخاضعة لسيطرة «البيشمركه» خارج إدارة الإقليم، في الاستفتاء الممهد للانفصال. وحسب بيان لمفوضية انتخابات الإقليم، فإن «ثلاثة ملايين و985 ألفاً و120 كان لهم الحق في التصويت، في حدود إقليم كردستان والمناطق التي تقع تحت حماية قوات البيشمركه ضمن المناطق الكردستانية خارج إدارة الإقليم»، مبينة إنه «لم يرد أسماء عدد كبير من مواطني المناطق التي تقع خارج إدارة الإقليم في سجلات الناخبين». أما الذين يسكنون في مخيمات النازحين والمدن والقصبات «الكردستانية»، والذين شاركوا في الاستفتاء وأدلوا بأصواتهم، فقد بلغوا «497 ألفاً و190 ناخباً»، فيما لم تحصل المفوضية السجل الرسمي لناخبي المهجر البالغ عددهم 98 ألفاً و945 ناخباً. طبقاً للبيان. وكشفت المفوضية أن نسبة المشاركة في الاستفتاء بلغت (72.16٪)، بواقع (ثلاثة ملايين و305 آلاف و925 شخصاً)، مؤكدة إعلان النتائج الرسمية خلال اقل من 72 ساعة من الآن (أمس الثلاثاء). وفي أول تصريح لمسؤول رفيع في الإقليم، عقب انتهاء عملية الاستفتاء، رأى نائب رئيس حكومة إقليم كردستان، قوباد طالباني، إتمام عملية الاستفتاء «خطوة مهمة باتجاه كردستان مستقلة وآمنة». ووصف، في رسالة وجهها لشعب كردستان، أمس الثلاثاء، الاستفتاء بـ«الناجح»، موجهاً شكره لـ»جميع القوات الأمنية ومواطني كردستان الشرفاء، ومنظمات المجتمع المدني، والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات والاستفتاء». وأضاف: «استطعنا معاً بإخلاصنا وحرصنا استكمال هذه العملية التاريخية المهمة بنجاح. الخطوة المهمة صوب كردستان وآمنة ومستقلة». لكن الأوضاع في المناطق المتنازع عليها، لا تزال تشهد توتراً، وسط خشية الأهالي من «مصير مجهول» ينتظرهم بعد خطوة الاستفتاء. ويقول حسين الصالحي (23 عاماً)، من أهالي ناحية جلولاء التابعة لمحافظة نينوى، لـ«القدس العربي»، إن «المنطقة تعدّ جزءاً من محافظة ديالى، غير إنها بواقع الأمر تتبع إقليم كردستان. الكرد يسيطرون على جميع مفاصل المدينة». وأضاف: «هناك ضغوطات تعرض لها الأهالي للمشاركة في عملية الاستفتاء التي جرت أمس (أمس الأول)، لكن لم نشهد أي اعتداءات أو تصعيد مسلح»، مشيراً إلى إن «السكان يخشون من مصيرهم بعد الاستفتاء، نتيجة تصرفات استفزازية تمارسها قوات البيشمركة الكردية إضافة إلى أعضاء في المجلس البلدي للناحية، الذين يشكل الكرد الغالبية العظمى منهم». وطبقاً للمصدر، فإن «مدير الناحية وكالة، عربي غير إن ولاءه وانتمائه للكرد، وتحديداً للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني»، مؤكداً إن «المدينة تشهد تواجداً لقوات البيشمركه بشكل مطلق، ولا توجد فيها قوات أمنية اتحادية». وتابع قائلاً: «قبل يوم من الاستفتاء، طرق علينا الباب ليلاً أعضاء في المجلس البلدي للناحية، وسألوا والدي (مدرس)، من أين يتسلم راتبه من الإقليم أم من الحكومة الاتحادية؟»، مبيناً إن «والدي أجباهم بأنه موظف في الدولة العراقية ويتسلم راتبه من الحكومة الاتحادية». وختم قائلاً: «لم يخبرونا بالغاية من السؤال، أو سبب قدومهم في وقت متأخر من الليل»، معللاً ذلك الإجراء بأنه «تصرف استفزازي يستهدف العرب ليس إلا». وعلى خلفية الإجراءات الحكومية الجديدة على الإقليم، أعلن قائممقام محافظة اربيل، إن لا مخاوف من احتمال إغلاق الحدود وتأثير ذلك على تزويد الأسواق بالأغذية. وقال نبز عبد الحميد، في مؤتمر صحافي، أمس الثلاثاء، «اجتمعنا مع عدد من تجار أربيل اليوم (أمس)، ونطمئن الأهالي بعدم وجود مخاوف من انقطاع الأغذية، إذ لدينا مخزون لستة اشهر». وأضاف قائلاً: «حتى اللحظة (وقت إعداد التقرير) البضائع تدخل كردستان عبر المنافذ من دون أية مشكلات»، مشيراً إلى أن «جميع المنافذ مفتوحة، وحركة الطيران طبيعية». وبشأن ارتفاع أسعار الوقود في إقليم كردستان، وتزامن ذلك مع إجراء الاستفتاء، أوضح محافظ أربيل، أن ذلك يأتي «بسبب مشكلات فنية، أدت إلى نقص طفيف بالتزويد وسيتم معالجة الموضوع». وتأتي تصريحات المسؤول المحلي الكردي، في وقت هددت كل من تركيا وإيران، بإغلاق المنافذ الحدودية على إقليم كردستان، كردّة فعل على إجراء استفتاء الاستقلال عن العراق. «دولة القانون» يسعى لإقالة الرئيس العراقي فؤاد معصوم تمهيداً لتنصيب نوري المالكي مكانه البرلمان يستضيف العبادي اليوم لبحث تداعيات الاستفتاء مشرق ريسان |
استفتاء الاستقلال الكردي الوهمي: انتهت السكرة وبدأت الفكرة Posted: 26 Sep 2017 02:29 PM PDT وبعد، فماذا جنى شعب كردستان العراق من الاستفتاء الذي نظّمه رئيس الإقليم مسعود البارزاني يوم الإثنين الماضي؟ كانت حقاً «ضربة سيف في الماء» كما يقول تعبيرٌ فرنسي بليغ، إذ أن الاستفتاء لم يقدّم الإقليم خطوة واحدة في اتجاه الاستقلال المنشود، بل كان بتعريف القائمين عليه استفتاءً «غير ملزم» هو بمثابة استطلاع للرأي، ليس أكثر. فماذا كانت العبرة إذاً من هذا الاستفتاء/الاستطلاع؟ أن الغالبية الساحقة من الشعب الكردي في شمال العراق سواء في كردستان أو في المناطق المتنازع عليها، وأهمها مدينة كركوك ومحافظتها، تؤيد فكرة الاستقلال؟ يا لها من مفاجأة! وكأن أحداً كان لديه أدنى شك في أن الرغبة في الاستقلال رغبة طاغية وجامحة لدى الشعب الكردي. بل ليس من شك في أنه لو تم استفتاء الأمة الكردية برمّتها، ولا سيما في تركيا وإيران بالإضافة إلى العراق بل وحتى في سوريا، خاصة لو جرى ذلك بالاتفاق مع حزب العمال الكردستاني وحلفائه الإقليميين، قلنا لو تم استفتاء الأمة الكردية برمّتها في تشكيل دولة كردية موحدة مستقلة، لأتت النتيجة بتأييد كاسح. ذلك أن الأمة الكردية، كأي أمة محرومة من السيادة ومجزّأة، تطمح إلى الاستقلال والوحدة، وهو حق لا ينكره عليها سوى أرباب الاضطهاد والطغيان أعَرَباً كانوا أم أتراكاً أم إيرانيين. لكنّ انتقاد كاتب هذه السطور لتنظيم الاستفتاء في هذا الوقت، على غرار العديد من الكرد النيّرين غير الآبهين بالابتزاز القومي الذي يمارسه مسعود البارزاني وأعوانه وأنصاره، والذين أدركوا أن تحجّجه بحق تقرير المصير إنما هو «كلمة حق أريد بها باطل»، انتقادنا جميعاً لإجراء الاستفتاء في هذا الوقت بالذات لم يكن من باب إنكار الحق الكردي، بل وعلى العكس من باب الحرص عليه. والحال أن كردستان العراق بعد الاستفتاء الذي نظّمه البارزاني ليست أقرب إلى الاستقلال المنشود، بل إنها، والحق يُقال، أبعد منه وبدرجات خطيرة. فعندما يستفيق شعب إقليم كردستان العراق من السكرة التي نظّمها البارزاني مدغدغاً مشاعره القومية، ودغدغة مثل تلك المشاعر إنما هي أسهل الوسائل المُتاحة لدى الحكّام الفاسدين لإلهاء شعوبهم عن فسادهم (وقد خبر العرب لجوء حكّامهم إلى مثل تلك الحيلة أمراراً لا تُحصى)، سوف يواجه كشف الحساب المرير. فالاستفتاء لم يأت بأي جديد لصالح الاستقلال الكردي، إذ أن نتيجته كانت معروفة سلفاً ولم يكن ثمة شك في ماذا سوف تكون، لكنّه أتى بتكالب ضد الاستقلال الكردي تفوق حدّته ما كان يمكن توقّعه. إن الصورة لباهرةٌ ومقلِقة: لم يحقق البارزاني إجماع شعب كردستان العراق، إذ أن قسماً منه، ولو كان محدوداً، رفض الاستفتاء وقاطعه، بل أفلح بامتياز في تحقيق أوسع إجماع بين أعداء الشعب الكردي وشتى حلفائه الظرفيين، باستثناء الحكم الصهيوني الخبيث، على استنكار الاستفتاء، فضلاً عن إدانة الأمم المتحدة الرسمية له. فلنستعرض الحصيلة: الحكم التركي، المضطهِد الأكبر للشعب الكردي الذي تذيّل له البارزاني سنين طويلة (مثلما اعتمد والده في الماضي على شاه إيران حتى طعنه هذا الأخير في الظهر، ومثلما دعا هو صدّام حسين بالذات إلى التدخّل لدعمه عسكرياً ضد أنصار خصمه الكردي جلال الطالباني سنة 1994)، ذلك الحكم التركي الذي تواطأ معه البارزاني في ضربات متكررة ضد حزب العمال الكردستاني والذي اعتمد عليه اقتصادياً إلى حد جعل كردستان العراق مستعمرةً اقتصادية للرساميل التركية، ذلك الحكم أعلن أنه سوف يخنق الإقليم اقتصادياً لو تجرّأ كرد العراق على ترجمة استفتائهم الرمزي إلى واقع فعلي، وأنه لن يتردّد في التدخّل العسكري بحجة حماية الأقلية التركمانية وغيرها من الذرائع. وكذلك فعل المضطهِد الكبير الآخر للشعب الكردي، ألا وهو الحكم الإيراني، الذي قطع الطريق الجوّي عن الإقليم ودعا كافة الحكومات المحيطة به إلى عزله برّاً. وقد ترافق الموقف الإيراني على غرار الموقف التركي بمناورات عسكرية من قبيل التهديد والوعيد. هذا وقد نجح البارزاني في تحقيق إجماع ضد الاستفتاء بين الزعامات الطائفية الشيعية في العراق، من التابعين لإيران أمثال نوري المالكي وعمّار الحكيم إلى المناوئين للهيمنة الإيرانية أمثال مقتضى الصدر، مروراً بصديق واشنطن حيدر العبادي. وإن حرص الولايات المتحدة، عرّابة استقلال كردستان العراق الفعلي منذ عام 1991 التي لولا حمايتها العسكرية لما نعم الإقليم بالازدهار الذي عرفه بينما كان سائر العراق يغرق في محنة عظيمة لا تزال مستمرة إلى يومنا هذا، إن حرص واشنطن على تدعيم العبادي إزاء منافسيه من حلفاء إيران وعلى إرضاء حليفها التركي قد جعلها تنضمّ إلى المندّدين بقرار البارزاني المضي في إجراء الاستفتاء. ولو أضفنا إلى كل ذلك الانشقاق في الصفّ القومي الكردي الذي أنجزه قرار البارزاني، ولا سيما معارضة الحزب المهيمن سياسياً في أكبر أقسام الأمة الكردية، ألا وهو حزب العمال المهيمن في كردستان تركيا، وجدنا في المحصّلة أن كردستان العراق خرجت من لعبة الاستفتاء «غير الملزم» أضعف وأكثر عزلة مما في أي مرحلة من تاريخ الإقليم، تواجه تكالباً ضدها يُبعد حلم الاستقلال من التحقيق بدل أن يقرّبه. ٭ كاتب وأكاديمي من لبنان استفتاء الاستقلال الكردي الوهمي: انتهت السكرة وبدأت الفكرة جلبير الأشقر |
إسرائيل تبيع السلاح لبورما… شركاء في التطهير العرقي! Posted: 26 Sep 2017 02:28 PM PDT الدولة ترفض إعلان وقف بيع السلاح لبورما، برغم إعلان الأمم المتحدة أن الجيش في تلك الدولة ينفذ «تطهيرا عرقيا نموذجيا» ضد الأقلية المسلمة في الدولة، الروهينجا. بيع السلاح لبورما تم بحثه في الالتماس الذي قدم لمحكمة العدل العليا، قدمته مجموعة من نشطاء حقوق الإنسان. في ذلك الالتماس يطالبون بوقف بيع السلاح من إسرائيل لهذه الدولة. في آذار قدمت الدولة ردّها على الالتماس وادعت أن المحكمة يجب أن لا تتدخل في تقديراتها في كل ما يتعلق بالعلاقات الخارجية مع دول مسموح أن يتم بيع السلاح لها. كل شركة تريد بيع سلاح لدولة أجنبية يجب عليها الحصول على إذن من الدولة. في ردها أشارت الدولة إلى أنها لا تصادق ولا تنفي وجود إذن كهذا لبيع السلاح لبورما. أمس أجري نقاش في الالتماس أمام القضاة يورام دنتسيغار، عنات بارون وديفيد منتس. في هذا النقاش قررت الدولة موقفها الذي قدمته في ردها لمحكمة العدل العليا في آذار. ممثلو الدولة شرحوا للقضاة شبكة العلاقات بين إسرائيل وبورما في الجزء السري من النقاش الذي جرى في الغرف المغلقة. في جزء من النقاش العلني رفضت ممثلة الدولة، المحامية شوش شموئيلي، التطرق للموضوع أو الإعلان أن إسرائيل ستوقف بيع السلاح لجيش بورما. المحامي ايتي ماك الذي قدم الالتماس باسم نشطاء حقوق الإنسان قال في النقاش: إن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة فرضوا حظرا على الاتجار بالسلاح مع بورما، وأضاف: إن إسرائيل هي الدولة الغربية الوحيدة التي تزودها بالسلاح. «منذ منتصف القرن العشرين، في أجزاء واسعة من العالم نفذت جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب بمشاركة السلاح والتدريبات والمعرفة الإسرائيلية»، قال أمس المحامي ماك: «نأمل أن لا يسمح قضاة المحكمة العليا للتاريخ الإسرائيلي أن يكرر نفسه في بورما». في الأسابيع الاخيرة حدث توتر في العلاقة بين الأغلبية البودهستية في بورما والأقلية المسلمة هناك، الروهينجا، التي تعتبر الأقلية المطاردة في العالم. أكثر من 100 ألف شخص من أبناء هذه الأقلية هربوا إلى بنغلاديش المجاورة، وهم يعيشون فيها لاجئين. جيش بورما ينفذ في الفترة الأخيرة أعمال قتل كثيرة وعشرات حالات الاغتصاب، وقد قام بإحراق قرى للروهينجا. العملية العسكرية بدأت بعد هجمات متمردين من الروهينجا لرجال الشرطة في شمال الدولة، التي في أعقابها شن جيش بورما عملية تطهير للمنطقة. رئيسة بورما الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، أونغ سان سوتشي، نفت الادعاءات ضد حكومتها. العلاقة بين إسرائيل وبورما بدأت في عام 1955 عندما زار رئيس حكومة بورما اونو إسرائيل، وكان واحدا من رؤساء الدول القليلة التي أنشأت علاقات مع إسرائيل. العلاقات الأمنية بين إسرائيل وبورما استمرت منذ بضع سنين برغم أن الدولة كانت واقعة تحت حظر تسليح من قبل الاتحاد الأوروبي وخاضعة لعقوبات بيع وسائل قتالية من قبل الولايات المتحدة. في السنوات الاخيرة تم رفع جزء من العقوبات التي فرضت على بورما بسبب خرق بحقوق الإنسان. ولكن الحظر على بيع الوسائل القتالية ما زال كما هو. وبرغم ذلك، في السنة الماضية زار بورما العميد احتياط ميشيل بن بارو من وزارة الدفاع، والتقى هناك مع رؤساء السلطة. قبل سنتين زار قائد الجيش في بورما إسرائيل بغية توسيع العلاقات بين الدولتين، والتقى مع رئيس الدولة رؤوبين ريفلين ومع رئيس الأركان آيزنكوت. وحسب ما نشر في الفيسبوك على صفحة قائد جيش بورما، فإن سلاح البحرية في بورما اشترى في تلك الزيارة سفينة حربية من إسرائيل. في السابق اشترت بورما من إسرائيل صواريخ جو ـ جو ومدافع، وقامت شركة إسرائيلية بتطوير الطائرات القتالية لبورما. وبرغم ذلك، شركة تار آيديال كونسبت، التي تعتبر أحد المزودين لوزارة الدفاع، نشرت في موقعها في الإنترنت بأنها تدرب قوات جيش بورما. في بورما سيطرت زمرة من العسكريين حتى عام 2015. وفي حينه تم إجراء الانتخابات في الدولة وفاز فيها حزب الرابطة الوطنية للديمقراطية برئاسة سوتشي. وبرغم الأمل بأن يؤدي انتخابها إلى عملية دمقرطة في الدولة إلا أن أعمال العنف ضد أبناء الروهينجا استمرت. حكومة بورما تنتهك بصورة مستمرة حقوق أبناء الروهينجا، الذين يبلغ عددهم 1.1 مليون نسمة تقريبا. في عام 1982 تم سحب الجنسية من أبناء الروهينجا حيث فقدوا حقوقهم. فهم لا يستطيعون التنقل في الدولة بحرية، ولا التعبير عن مواقفهم بشكل علني أو العمل أطباء أو معلمين، وقدرتهم بالحصول على العلاج والغذاء والتعليم مُقيّدة. حاييم لفنسون هآرتس 26/9/2017 إسرائيل تبيع السلاح لبورما… شركاء في التطهير العرقي! صحف عبرية |
الجزائر: صراع على الترشح في الانتخابات المحلية وعودة الحديث عن شراء وبيع القوائم الانتخابية Posted: 26 Sep 2017 02:28 PM PDT الجزائر ــ «القدس العربي»: انتهت الأحزاب السياسية في الجزائر من وضع آخر اللمسات على قوائم الترشيحات الخاصة بالانتخابات المحلية المقبلة، التي ميزتها مرة أخرى الصراعات والصدامات، خاصة على مستوى أحزاب السلطة، وسط اتهامات وتراشق بين المسؤولين السياسيين، وصلت حد اندلاع أعمال عنف في بعض المناطق، احتجاجا على طريقة إعداد القوائم، والغريب أن كل هذا يحدث في وقت تصرخ فيه الحكومة بأن خزينة الدولة فارغة، وأن ضرع البقرة الحلوب قد جف. تميزت عملية الإعداد لقوائم الانتخابات المحلية المقبلة التي ستجرى في الـ 23 من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل بصراعات شبيهة بتلك التي عرفتها الانتخابات البرلمانية الأخيرة، خاصة ما تعلق بالأحزاب الكبيرة، وفي مقدمها أحزاب السلطة، وعلى مستوى حزب جبهة التحرير الوطني على وجه التحديد، برغم أنه من الناحية النظرية لا يوجد أي رهان، ولا فائدة ترتجى، بل المنطق يقول إن أي عاقل سيهرب من المسؤولية في وقت تسير فيه لأن تكون تكليفا لا تشريفا، وفي وقت جفت فيها خزينة الدولة، وانتهى عهد الانفاق والتبذير وتوزيع الأظرفة المالية الإضافية بمناسبة أو بغيرها. عاد الكلام مجددا عن بيع قوائم الترشحيات في بعض المناطق، وحديث عن دفع بعضهم نحو 200 ألف دولار وأكثر للحصول على المراكز الأولى، مع أن الجميع يعلمون أنه خلافا للنواب، فإن أعضاء المجالس المنتخبة المحلية لا يتقاضون رواتب، إلا من تولى مسؤوليات، وحتى هؤلاء يحصلون غالبا على علاوات بسيطة، لا تتجاوز الـ 500 أو 700 دولار شهريا، في أحسن الحالات. الأمر لم يقتصر على البيع والشراء الذي أصبح موضة المواعيد الانتخابية، بل تعداه إلى صراعات وصدامات وحتى أعمال عنف، فقد شهدت محافظة ورقلة، جنوب البلاد، أعمال عنف وإضرام نار بالقرب من مقر حزب جبهة التحرير الوطني بالمدينة، وذلك احتجاجا على الأسماء التي تضمنتها قائمة حزب السلطة الأول. هذه الانتخابات أعادت إلى الواجهة عمار سعداني الأمين العام السابق للحزب، الذي استقال من منصبه العام الماضي، لأسباب صحية، وهو التبرير الذي لم يصدقه أحد، بدليل أنه عاد ليشرف على لجنة الترشحيات في الحزب العتيد، وهو الأمر الذي فتح الباب أمام الكثير من التأويلات حول قرب عودته إلى الواجهة، لكن الخلافات سرعان ما دبت بينه وبين الأمين العام الحالي جمال ولد عباس، بخصوص أسماء أراد الأخير فرضها ورفضها سعداني، الذي مازال يتعامل، حسب ما ذكرته تقارير إعلامية، بمنطق الزعيم، في حين أراد ولد عباس تثبيت سلطته وسيطرته، الأمر الذي جعل سعداني يغادر قاعة الاجتماعات في الحزب غاضبا. الغريب في هذه الصراعات التي لا يهتم لها الشارع الجزائري كثيرا، مثلما لا يبدي حماسا بالنسبة للانتخابات المقبلة، هو أن كل هذا يتم وكأن المعنيين بهذا الموعد الانتخابي لا يعيشون في الجزائر، وكأن الكلام الذي يقوله رئيس الوزراء أحمد أويحيى لا يعنيهم، برغم أن هذا الأخير قال صراحة إن البلاد تعيش جحيما بسبب الأزمة الاقتصادية والمالية، وأن «السكين وصلت إلى العظم»، وأنه إذا لم يتم تدوير المطبعة لطباعة المزيد من العملة خلال الأسابيع المقبلة، فإن الموظفين والمتقاعدين لن يحصلوا على رواتبهم ومعاشاتهم، وحتى النواب لن يحصلوا على علاواتهم، فضلا عن زيادة نسبة التضخم وارتفاع الأسعار، واستعداد الحكومة لرفعها مجددا بداية السنة المقبلة، وهي كلها توابل غليان اجتماعي سيكون المسؤولون المحليون أول من يواجهها في المستقبل القريب. الجزائر: صراع على الترشح في الانتخابات المحلية وعودة الحديث عن شراء وبيع القوائم الانتخابية في وقت يصرخ فيه رئيس الوزراء بأن خزينة الدولة فارغة |
نائب أمين عام حزب الله: المرأة المطلّقة لها مكانتها واحترامها Posted: 26 Sep 2017 02:27 PM PDT بيروت- «القدس العربي» : «الطلاق ليس تهمة لأحد، والمرأة المطلّقة لها مكانتها وكرامتها كأي امرأة»، هذا ما أعلنه نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بعد الجدل والردود التي رافقت «مواعظه» حول المرأة المطلقة واعتبارها تعبيراً عن «تخلّف ورجعية»، مشيراً إلى «أن المرأة في بلدنا أكانت مطلقة أو متزوجة أو عزباء أثبتت أنها من أعمدة المجتمع المقاوم». وقد رغب الشيخ قاسم في توضيح كلامه حول المرأة في الليلة الخامسة من محرم في منطقة الأوزاعي، قائلاً «ان المثال الذي أعطي عن المدرسة المطلقة في كلمتي في مجمع سيد الشهداء في الليلة الثانية من عاشوراء لا يعني فرداً أو معلمة بصفة المطلقة. لا، هذا المثال يصلح على كل إنسان، يمكن أن نقول: معلمة مطلّقة لديها مشاكل نفسية، ويمكن أن نقول: معلم مطلق لديه مشاكل نفسية، ويمكن أن نقول: مدير مطلق أو متزوج أو ما شابه ذلك لديه مشاكل، هذا نوع من إعطاء مثل، وهذا المثل ينطبق على أي شخص، وينطبق على الجنسين إذا كان لديهم مشاكل، يعني هي ليست الصفة الأساس، الأساس أنه لديه مشاكل، ما ذكرته هو أنه لا يجوز تشويش عقول التلامذة بمشاكل المعلمين والمربين في أي موقع كانوا، وهذا نموذج من النماذج، وعادة الأمثلة تضرب ولا تقاس، بل تقتصر على المثال الحصري، ولا يعم كل حالات الطلاق، وليس كل معلمة مطلقة لديها مشاكل من هذا النوع، وليس كل معلمة مطلقة تتحمل مسؤولية في هذا الأمر، لا، من يتحمل مسؤولية في هذا الأمر هو من لديه مشاكل كائنا من كان رجلا أو امرأة، حتى لا تؤثر على تلامذتها وتربيهم تربية خاطئة لها علاقة بالمشاكل، وكذلك بالنسبة للرجل الذي يربيهم تربية خاطئة». وقال: «في هذا السياق، لا بد أن أؤكد نظرتنا إلى المرأة المطلقة التي هي نظرة الإسلام، وليس لدي نظرة والإسلام لديه نظرة، نظرتي مستمدة من نظرة الإسلام، يعني أستفيد من الإسلام لأعرضها: 1-الطلاق أمر مشروع، وليس فيه أي تهمة ولا إدانة، وهذا يحصل للمطلقين رجالاً كانوا أم نساء، بل تميّز الإسلام بتشريع الطلاق كحل، عند عدم إمكانية التعايش بين الزوجين. هذه مكرمة في الإسلام أنه فتح مجالاً للطلاق لحل المشكلة، فإذا الطلاق ليس تهمة لأحد. 2- المطلقة إمرأة لها مكانتها وكرامتها كأي إمرأة، وهي إنسانة لها حقوقها الكاملة غير المنقوصة، وهي مصانة بنظرة الإسلام العظيمة للمرأة. لأنها امرأة وكما يوجد حقوق لأي امرأة يوجد حقوق لها وللمتزوجة، هذا أمر يتساوى الجميع فيه. 3- يحتسب الله تعالى عمل المرأة أكانت عزباء أو متزوجة أو مطلقة على حد سواء حسب قيمة عملها، لا حسب حالتها الاجتماعية، (فربّ العالمين يوم الحساب يسأل ماذا عملت، أما أنها متزوجة أو مطلقة أو عزباء فهذه حالة اجتماعية موجودة في المجتمع ولا يحاسب عليها الإنسان، بل هي على قدم المساواة مع الرجل بقيمة العمل. قال تعالى: «من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون». 4- قيمة المرأة في مجتمعنا بخدماتها ودورها الفردي والاجتماعي والوطني بصرف النظر عن حالتها الإجتماعية، فالمرأة في بلدنا أكانت مطلقة أو متزوجة أو عزباء أثبتت أنها من أعمدة المجتمع المقاوم، وهي شريكة حقيقية في كل الانتصارات وشريكة في بناء الوطن. هذه هي نظرتنا إلى المرأة وهي نظرة الإسلام، ونحن نفتخر أن الإسلام كرّمها وأعزّها». نائب أمين عام حزب الله: المرأة المطلّقة لها مكانتها واحترامها بعد الجدل والردود على مواعظه التي وصفت بالرجعية سعد الياس |
قيادي في المعارضة السورية يكشف لـ «القدس العربي» بعض خفايا اجتماعاتها Posted: 26 Sep 2017 02:26 PM PDT حلب ـ «القدس العربي»: كشف قيادي في المعارضة السورية لـ «القدس العربي»، بعض خفايا اجتماعات المعارضة السورية السابقة مع الروس من بينها مفاوضات تسليم حلب للنظام السوري وفق وصفه، حيث قال إنه أمام التهديد الروسي بتدمير حلب تم دعوة فصائل المعارضة السورية المسلحة إلى أنقرة، حيث جرى تفاهم على تسليم حلب بالقوة رغم وجود كم من الأسلحة كان يكفي لاقتحام حلب كلها في ذلك الوقت. وأضاف، أن فصائل المعارضة حضرت إلى العاصمة التركية أنقرة ووقعت اتفاق وقف اطلاق النار بناء على توصية من مستشار الجيش السوري الحر أسامة أبو زيد في ذلك الوقت. واستطرد المصدر قائلاً، انه عندما تمت الدعوة لاستانا 1 تهافتت الفصائل، حيث ان الغريب لم تكتفالفصائل بارسال ممثل واحد بل اثنين أو أكثر وتبارى البعض للظهور أمام الروس ليظهر بمظهر المفاوض ليحجز مقعدا وفق وعود الثعلب المكار لافروف الوحش وحضر ما يقارب 45 عضوا من جانب الفصائل في مشهد مقزز للانبطاح على حد تعبيره. وأضاف، أنه في غفلة من الوفد حضرت ثلة لا تتجاوز العشرة اجتماعاً سرياً في غرفة مغلقة مع ممثل بوتين واثنين معه حيث تم توجيه الاهانات المعنوية لمن حضر واظهارهم بمظهر المهزوم وكان ذلك بكلام واضح ومباشر من ممثل بوتين شخصياً وفي نهاية اللقاء قام الوفد الروسي بتسليم الشخصيات المعارضة مسودة دستور لسوريا لدراستها تمهيدا لاعتمادها. ولفت المصدر إلى أن الوفد المصغر أخفى عن باقي الوفد استلامه لمسودة الدستور من الروس وقبل مغادرة استانا بساعات تم اكتشاف الأمر فضج الوفد لذلك حصل اجتماع طارئ واتخذ قرار برمي المسودة وعدم دراستها نهائياً رغم معارضة البعض لذلك. وتابع أن الوفد عاد ورفع التقارير بما حصل للمرجعيات السياسية وأن استانا انتحار للثورة وتحقيق لمسار الروس واتخذت الهيئة العليا للمفاوضات خطوات تحذيرية من استانا وتبيان خطر ذلك على الثورة ولكن اصرار من حضر فيما بعد استانا 2.3.4.5.6 حال دون ذلك متجاهلين محاولات الهيئة للتوعية. وأكد المصدر على أن روسيا عملت على اقناع وفد استانا من الفصائل بضرورة تمثيلهم بالهيئة وانهم الأصل والأفضل ان يكون وفد استانا هو ذاته وفد جنيف لما رأت فيه لتحقيق مخططاتها بسهولة ومرونة كبيرة منهم وبالتالي القضاء على الهيئة العليا للمفاوضات بمن فيها والتخلص من موضوع ثوابت الثورة. وأضاف، انه رغم كل ذلك استمر انتقاؤهم في مسلسل استانا والتنازلات في شرعنة أفعال الروس والإيرانيين حتى وصلنا لاستانا 6 وموضوع ادلب وتدميرها وما زال الكومبرسيون مستمرين حسب تعبيره. وفي ما يتعلق بالهيئة العليا للمفاوضات قال المصدر إن الهيئة تعرضت لضغوط دولية من أجل إدخال بعض الشخصيات الاقرب لروسيا والنظام، مثل هيئة التنسيق التي يتواجد أغلب اعضائها في دمشق وحلب واللاذقية وبيروت ودمشق بحجة أنهم معارضة داخلية عند نظام بشار مع العلم لقد صرحوا بأنهم لا يعترفون بعلم الثورة ويهاجمون الثورة بالعديد من مفاصلها ومحاورها. وأشار إلى أن الهيئة حافظت على ثوابت الثورة السورية ولم تتنازل رغم الضغوطات الكبيرة عليها، إلا أنها إلى الآن لم تلفظ أولئك من صفوفها ولازالت تخضع لبعض الضغوط لاستيعابهم وقبولهم والتنازل عن رحيل الأسد، خاصة منصة موسكو قدري جميل ومنصة القاهرة. ويرى المصدر المعارض أن الهيئة العليا للمفاوضات لن تنجح إلا بتنظيف صفوفها وعدم قبول كل من يقبل ببشار الأسد في مرحلة انتقالية وعليها اقصاء كل من يرفض علم الثورة وعدم القبول به مها كانت الظروف، والاعتماد على المختصين في لجانها وعدم قبولها بالمحاصصة على حساب الاختصاص. وشدد على أنه من غير المقبول أن يكون في صفوف الوفد من لا يفقه معنى التفاوض وليس لديه دراية بالملفات فقط لأنه من قبل مخابرات الدولة الفلانية نقبله مع سوء اخلاقه وعدم معرفته بالكتابة جيداً فضلاً عمن يبحث عن مجد في خياله متناسياً أنه يمثل شعباً ضحى بدمه من أجل الحرية والكرامة ليأتي هو ويبحث عن الابهة الزائلة الوهمية مع عنجهية مقيته مملة. وتساءل في ختام لقائه مع «القدس العربي»، ألا يحق للشعب السوري الحر أن يمثله وفد من خمسة عشر عضوا من المختصين التكنوقراط الوطنيين الذين لا يباعون ولا يشترون بعيدًا عن المحاصصة المقيتة، خاصة أنهم يمثلون شعباً قدم مليون شهيد و500 ألف معتقلة ومعتقل و15 مليون مهجر ونازح ولاجئ؟ قيادي في المعارضة السورية يكشف لـ «القدس العربي» بعض خفايا اجتماعاتها قال: «لن تنجح الهيئة إلا بتنظيف صفوفها ممن يقبل ببقاء الأسد» عبد الرزاق النبهان |
البيشمركه تهجر عشرات العائلات النازحة في كركوك Posted: 26 Sep 2017 02:26 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: أفاد شهود عيان لـ«القدس العربي»، عن «قيام قوات البيشمركه والأمن الكردي بتهجير عشرات العائلات النازحة في محافظة كركوك». وأكدوا أن «عمليات التهجير تلك تزامنت مع قيام إقليم كردستان بإجراء عمليات الاستفتاء في محافظات الإقليم والمناطق المتنازع عليها». أبو علي، أحد أهالي مدينة الموصل النازحين في كركوك، قال إن «قوات الأمن الكردي المعروفة بالأسايش أبلغتهم بضرورة مغادرة المدينة حالاً، وفي حال مخالفة الأوامر سيعرضون أنفسهم للمساءلة». وأكد أنه «أجبر على الخروج من بيته من قبل تلك القوات وأبلغوه بأنه يجب عليه ألا يعود إلى المحافظة، وأن المنطقة أصبحت تابعة لدولة كردستان ولا مكان للعرب فيها وأنها أرض كردية منذ القدم ولايحق لمن هم غير كرد العيش فيها»، على حد قوله. أما محمد، فأوضح أنه «تلقى تبليغاً بالمغادرة فوراً من قبل الأمن الكردي دون ذكر الأسباب التي تدعوه للمغادرة». وأشار إلى أنه «أجبر على المغادرة ولم يستطع أخذ ونقل محتويات منزله إلى المدينة وأن هناك تمييزاً وتصعيداً عرقياً وقومياً بدأ يمارس ضدهم في المحافظة، وقد تندلع حرب أهلية في أي لحظة مع انتشار مكثف للقوات الكردية من البيشمركه والأسايش». وبين أن «إجراءات التضييق وسوء المعاملة بدأت تمارس على العرب والتركمان من السكان الأصليين في المدينة كونهم رفضوا المشاركة في عملية الاستفتاء المزعومة» ثامر كذلك، شدد على «نزوح عشرات العائلات النازحة من كركوك إلى مختلف محافظات العراق»، مشيرا إلى أن «مخارج مدينة كركوك ضجت بالعائلات التي تم تهجيرها قسراً من المدينة». ولفت إلى أن «عمليات التهجير قد تطال السكان العرب الأصليين أيضاً بعد ما عانوه من مضايقات واستفزازات»، مبيناً أن «قوات الحشد الشعبي أصبحت تتواجد بكثير من الأقضية والنواحي في المحافظة، ولايستبعد أن تحدث اشتباكات في أي لحظة بعد إجراء الاستفتاء في المدينة». البيشمركه تهجر عشرات العائلات النازحة في كركوك |
الورقة الكردية تعيد رسم تحالفات المنطقة «تقارب كبير» تركي عراقي إيراني يمكن أن تنضم له سوريا Posted: 26 Sep 2017 02:26 PM PDT إسطنبول ـ «القدس العربي»: قبيل أشهر قليلة فقط هدد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بإعادة الجنود الأتراك المنتشرين في قاعدة بعشيقة العسكرية بشمال العراق إلى أنقرة بالتوابيت، ولكن اليوم وبعد تغيرات سياسية وعسكرية كبيرة تعصف بالمنطقة تشارك وحدات عسكرية من الجيش العراقي في مناورات عسكرية مشتركة جنباً إلى جنب مع الجيش التركي في منطقة سيلوبي على الحدود التركية مع شمالي العراق. هذا التقارب غير المسبوق بين تركيا والحكومة العراقية المركزية في بغداد تشارك فيه إيران أيضاً حيث تتخذ الدول الثلاث موقفاً موحداً يتمثل في رفض استفتاء انفصال إقليم شمال العراق الذي جرى، الاثنين، وشكلت هذه الدول لجان تنسيق وتعاون سياسي وعسكري واستخباراتي من أجل العمل على إفشال مشروع الانفصال. وبعد يومين من بدء إيران مناورات عسكرية واسعة على حدودها مع شمالي العراق، بدأ جنود أتراك وعراقيون مناورات على الحدود بين البلدين، أمس الثلاثاء، حيث انضم جنود عراقيين مدججين بالأسلحة إلى قوات الجيش التركي التي تقوم بمناورات عسكرية واسعة مستمرة منذ تسعة أيام قرب معبر خابور على الحدود مع شمالي العراق. وعلى الرغم من الخلافات الكبيرة بين البلدين حول العديد من الملفات الجوهرية في المنطقة، إلا أن تركيا وإيران تتقاسمان نفس المخاوف من أن يؤدي انفصال الإقليم الكردي في العراق إلى تعزيز وتشجيع نزعة الانفصال عند الأكراد على أراضيهم، فيما ترفض بغداد الاستفتاء خشية استيلاء الإقليم على جزء كبير من الثروات النفطية بالبلاد وأسباب أخرى متعددة. وبينما كانت العلاقات بين تركيا ومسعود بارزاني رئيس إقليم شمال العراق في أفضل حالاتها حتى قبل أسابيع وكانت يعتبر أبرز حلفاء أنقرة في المنطقة، وصلت الخلافات بين أنقرة وبغداد إلى درجات غير مسبوقة وأطلق البلدان تهديدات عسكرية متبادلة، حيث هدد العبادي بإرسال الجنود الأتراك في بعشيقة بالتوابيت إلى أنقرة، ورد أردوغان بتوجيه إهانات شخصية لرئيس الوزراء العراقي مطالباً إياه بـ»إلتزام مستواه وحدوه». لكن اليوم ومع وجود ما تعتبره البلدان الثلاث «خطراً إستراتيجياً مشتركاً على أمنهم القومي» تعزز الدول الثلاث تعاونها على كافة الأصعدة، ويزور رئيس أركان الجيش الإيراني أنقرة لأول مرة منذ قرابة نصف قرن، ويهاتف أردوغان روحاني، ويتباحث يلدريم مع العبادي، ويلتقي وزراء خارجية البلدان الثلاث أكثر من مرة لتنسيق المواقف المشتركة، وأخيراً زار رئيس أركان الجيش العراقي أنقرة، فيما يستعد الرئيس أردوغان لزيارة طهران في الرابع من الشهر المقبل. وقبل التقارب الأخير المتعلق باستفتاء الإقليم الكردي في العراق، تحدثت مصادر تركية عن أن طهران وأنقرة عززتا تعاونهما العسكري والاستخباري فيما يتعلق بالحرب على تنظيم بي كا كا في شمال العراق وعلى الحدود بين البلدين، وقالت صحف تركية إن خطة لتنفيذ عملية عسكرية مشتركة ضد التنظيم في شمال العراق مطروحة بقوة على الطاولة. جميع هذه التطورات لا تبدو بمعزل عن التطورات المتلاحقة في سوريا، فالجيش التركي الذي أرسل مئات الدبابات والمدرعات والآليات العسكرية وآلاف الجنود والقوات الخاصة إلى الحدود مع سوريا يستعد لتنفيذ عملية عسكرية كبيرة في محافظة إدلب تستهدف التنظيمات المتشددة في إطار اتفاق مناطق عدم الاشتباك وذلك بتعاون عسكري كامل مع روسيا وإيران. وبعد سنوات من دعم تركيا لفصائل المعارضة السورية ضد نظام الأسد المدعوم من قبل موسكو وطهران، وجدت أنقرة نفسها مضطرة للتعاون مع البلدين للتعامل مع تعتبره أيضاً «خطراً استراتيجياً على أمنها القومي» وهو منع إقامة دولة كردية على طول الحدود التركية في شمالي سوريا. وعلى الرغم من أن تركيا تهدف إلى القضاء على تواجد التنظيمات المتشددة على حدودها مع سوريا كما فعلت سابقاً مع تنظيم الدولة، إلا أن الهدف الأساسي يتمثل في المبادرة لسحب هذا المبرر من قبل المجتمع الدولي وطرد التنظيمات المتشددة من إدلب خشية إيكال هذه المهمة إلى الوحدات الكردية كما حصل في منبج والرقة سابقاً، وهو ما يعني تمكين وحدات حماية الشعب من الحدود التركية بشكل أوسع ووصل مناطق سيطرتها شرق وغرب نهر الفرات، كما تأمل أنقرة أن تتيح لها هذه العملية مهاجمة الوحدات الكردية وطردها من عفرين. ويتضح من جميع التطورات والمعطيات السابقة أن روسيا وإيران وتركيا والعراق ـ والنظام السوري ضمنياً- تجمعهم مبادئ أساسية تتمثل في رفض إقامة دولة كردية في سوريا أو العراق، والحرب على التنظيمات المتشددة وحتى المعتدلة ـ مع تحفظ تركي نسبي ـ في سوريا والعراق، بالإضافة إلى مواجهة النفوذ الأمريكي في سوريا من خلال وحدات حماية الشعب. ويبدو أن النظام السوري ليس بعيداً عن هذه المعادلة بمجملها، فهو يتفق مع هذا المحور في القضايا التي تجمعهم، لكن الخلافات العميقة مع تركيا لا تسمح حالياً بالحديث عن أي تقارب أو حوار بين الجانبين، لكن عملياً تبدو أن التحالفات القائمة تصب جميعها في مصلحة النظام السوري الذي يمكن أن يعود للتقارب تدريجياً مع تركيا التي باتت تعتبر بقاءه أقل خطراً من قيام دولة كردية في شمال سوريا. الورقة الكردية تعيد رسم تحالفات المنطقة «تقارب كبير» تركي عراقي إيراني يمكن أن تنضم له سوريا خوفا من تكرار النموذج في دول جوار العراق إسماعيل جمال |
إسرائيل ترفض وقف بيع السلاح لبورما رغم ارتكابها جرائم حرب Posted: 26 Sep 2017 02:25 PM PDT الناصرة ـ «القدس العربي»: كشفت مصادر في إسرائيل أنها ترفض الإعلان عن وقف بيع السلاح لبورما رغم تحديد الأمم المتحدة بأن جيشها يرتكب أعمال تطهير عرقي ضد الأقلية المسلمة في الدولة – الروهينجا. وقد ناقشت المحكمة العليا الإسرائيلية التماسا ضد بيع الأسلحة لبورما، قدمته مجموعة من ناشطي حقوق الإنسان الذين يطالبون إسرائيل بوقف بيع السلاح لها. وكانت النيابة العامة في إسرائيل قد قدمت في مارس/آذار الماضي، ردها على الالتماس، وادعت انه لا يجب على المحكمة التدخل في معاييرها في كل ما يتعلق بالعلاقات الخارجية مع الدول التي يسمح بيع السلاح لها. وقالت إسرائيل في ردها إنها لا تؤكد ولا تنفي إصدار تصريح يسمح لشركات إنتاج الأسلحة الاسرائيلية ببيع السلاح لبورما. وناقشت المحكمة أمس هذا الالتماس وخلال المداولات كررت الدولة موقفها الذي قدمته في آذار. وشرح ممثلو النيابة العامة للمحكمة منظومة العلاقات بين إسرائيل وبورما، خلال الجزء المغلق من الجلسة حيث رفضت ممثلة الدولة المحامية شوش شموئيلي، التطرق الى الموضوع او الإعلان بأن اسرائيل ستتوقف عن بيع الأسلحة لجيش بورما. وذكّر المحامي الحقوقي ايتي ماك، مقدم الالتماس، أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حظرا بيع السلاح لبورما، وان إسرائيل هي الدولة الغربية الوحيدة التي تزود السلاح لجيش بورما. وقال المحامي ماك: «منذ منتصف القرن العشرين، تم في أجزاء مختلفة من العالم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب كانت اسرائيل ضالعة فيها من خلال تزويد السلاح والتدريب والمعرفة. ونحن نأمل بأن لا يسمح قضاة المحكمة العليا بتكرار هذا التاريخ الإسرائيلي في بورما». يشار الى ان العلاقات بين إسرائيل وبورما بدأت في عام 1955، عندما حضر رئيس حكومة بورما لزيارة إسرائيل، وكان أحد قلة من رؤساء الدول الذي أقام علاقات مع إسرائيل. وتتواصل العلاقات الأمنية بين إسرائيل وبورما منذ عدة سنوات، رغم ان بورما كانت خاضعة لحظر بيع السلاح لها من قبل الاتحاد الأوروبي وتخضع للعقوبات على بيع الأسلحة لها في الولايات المتحدة. وفي السنوات الأخيرة تم رفع جانب من العقوبات التي فرضت على بورما بسبب خرقها لحقوق الإنسان، لكن حظر بيع السلاح لها لا يزال قائما. ورغم ذلك، فقد زار العميد (احتياط) ميشيل بن باروخ، من وزارة الأمن الاسرائيلية، بورما في العام الماضي والتقى بقادة السلطة. وقبل عامين زار قائد جيش بورما إسرائيل بهدف توسيع العلاقات بين الجانبين، واجتمع برئيس إسرائيل رؤوبين ريفلين ورئيس الأركان غادي ايزنكوت. وحسب ما نشره قائد جيش بورما فقد اشترى سلاح البحرية في بورما خلال الزيارة سفينة حربية إسرائيلية. وفي الماضي اقتنت بورما من إسرائيل صواريخ جو ـ جو ومدافع، وقامت شركة إسرائيلية بتطوير طائرات حربية في بورما. كما نشرت شركة TAR Ideal Concept الإسرائيلية أنها تدرب قوات الجيش البورمي. إسرائيل ترفض وقف بيع السلاح لبورما رغم ارتكابها جرائم حرب |
المري يطالب بإجراءات عاجلة لرفع الحصار عن قطر ومساءلة الدول الثلاث عن انتهاكاتها Posted: 26 Sep 2017 02:25 PM PDT الدوحة ـ «القدس العربي»: حثّ الدكتور علي بن صميخ المري، رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في دولة قطر، في لقائه رئيس لجنة «توم لانتس» لحقوق الانسان في الكونغرس الأمريكي جيمس مكغوفيرن على اتخاذ إجراءات عاجلة لرفع الحصار ومساءلة الدول الثلاث عن انتهاكات حقوق الإنسان، وإدراج دول الحصار (السعودية، والإمارات، والبحرين)، ضمن القائمة السوداء للدول المتورطة في خرق المواثيق الدولية، وضرورة فضح انتهاكاتها لحقوق الإنسان في التقارير السنوية للخارجية الأمريكية، جراء الأضرار الجسيمة التي خلّفها الحصار المفروض على قطر منذ أكثر من ثلاثة أشهر. ودعا أعضاء لجنتي حقوق الانسان ولجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس الأمريكي إلى زيارة الدوحة في القريب العاجل، لأجل عقد جلسات استماع مع المتضررين من الحصار. وبعد لقاءاته مع مسؤولين فاعلين في الخارجية الأمريكية، مرورا بالمفوضية السامية لحقوق الإنسان، وأبرز المنظمات الحقوقية الدولية (هيومن رايتس ووتش، ومنظمة العفو الدولية) في وقت سابق؛ وخبراء وأكاديميين في الجامعات ومراكز الخبرة الأمريكية (جامعة هارفارد، وجامعة تافتس)؛ يواصل رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان لفت اهتمام المسؤولين النافذين في مراكز القرار في الولايات المتحدة الأمريكية، ودعوته لعقد جلسات نقاشية، للوقوف على تداعيات الحصار المفروض على قطر منذ الخامس من تموز/ يونيو الماضي. وفي هذا الإطار؛ عقد الدكتور المري في مقر الكونغرس الأمريكي، في العاصمة واشنطن، لقاءا مع ممثلي لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، وتلاه لقاء آخر مع جيمز مكغوفيرن، رئيس لجنة «توم لانتس» في مجلس النواب الأمريكي، بحضور العضوين في اللجنة كاثرين كلارك، وبيتر ويلش. وتطرق في كلا اللقاءين لتداعيات الحصار الجائر المفروض على المواطنين والمقيمين بدولة قطر، ومواطني دول الحصار الثلاث. وقدم تقريراً مفصلا، مدعما بالإحصائيات عن أضرار الحصار، وجهود اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان وتحركاتها الحثيثية عبر مختلف المنابر الدولية، للمطالبة بضرورة وضع حد للحصار، في مقابل تماطل وتنصل الدول الثلاث عن الاستجابة للنداءات الدولية الداعية لحل الأزمة بالحوار، ووضع حد للمأساة الإنسانية المتواصلة. وأدان بشدة القرارات التعسفية لدول الحصار في حق المدنيين من مواطني قطر ودول مجلس التعاون الثلاث، والتي ترقى إلى عقوبات جماعية، موازاة مع التذكير بنداءات اللّجنة الملحّة بضرورة تحييد الحج وعدم تسييسه، واستعماله ورقة للضغط السياسي ومعاقبة الشعوب؛ مشيراً في هذا الصدد إلى العراقيل التي وضعتها السلطات السعودية أمام المعتمرين والحجاج القطريين، الأمر الذي أدى إلى حرمان أزيد من 20 ألف مواطن ومقيم في قطر من أداء موسم الحج. كما نوّه إلى الإجراءات الأحادية الجانب لدول الحصار، من قبيل العقوبات التي فرضتها على شعوبها لتجريم التعاطف مع الشعب القطري، وحرمانها من حقها في الرأي والتعبير، وصولا إلى مطالبة تلك الدول بإغلاق صحف وقنوات إعلامية قطرية أو محسوبة على قطر، بما يتنافى والحق في حرية التعبير والرأي. في حين، التزمت دولة قطر بحسن معاملة مواطني دول الحصار، ومنحهم الحرية المطلقة للبقاء في البلاد، ولم تصدر أي قرارا بطرد أي مواطن من دول الحصار. كما تطرق إلى القرارات التعسفية والمنافية لحقوق الإنسان التي تتمادى السلطات المصرية في اتخاذها، من قبيل منع الطلبة القطريين من الالتحاق بالجامعات المصرية، ومخاوف القطريين من ضياع ممتلكاتهم و استثماراتهم في مصر. المطالبة بفضح انتهاكات دول الحصار في تقارير الخارجية الأمريكية. وخلص رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في دولة قطر إلى تقديم جملة من التوصيات لأعضاء مجلسي الشيوخ والنواب بالكونغرس الأمريكي، داعياً إلى ضرورة إدراج دول الحصار في القائمة السوداء للدول التي تنتهج العقوبات والإجراءات الأحادية الجانب؛ في انتهاك صريح لاتفاقيات حقوق الانسان. كما طالب بإدراج تلك الانتهاكات في التقرير السنوي للإدارة الأمريكية في مجال حقوق الإنسان. المري يطالب بإجراءات عاجلة لرفع الحصار عن قطر ومساءلة الدول الثلاث عن انتهاكاتها في لقائه مع لجنة «توم لانتس» في الكونغرس ولجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ إسماعيل طلاي |
الكتل الصحافية تطالب بتقديم «مجرمي الحرب» الإسرائيليين للمحكمة الدولية وتدعو وسائل الإعلام لتوفير مساحات واسعة للمصالحة Posted: 26 Sep 2017 02:24 PM PDT غزة ـ «القدس العربي»: دعت الكتل الصحافية التي تمثل الأحزاب الفلسطينية، إلى ضرورة قيام المؤسسات الدولية بالعمل على تقديم «مجرمي الحرب الإسرائيليين» للمحاكمة على جرائمهم التي ارتكبوها بحق الصحافيين والمؤسسات الإعلامية الفلسطينية، كما طالبت وسائل الإعلام بتوفير المساحات الواسعة وتمهيد البيئة الجماهيرية، من أجل إنجاز المصالحة الداخلية. وأكدت الكتل الصحافية خلال وقفة نظمها المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، لإحياء يوم التضامن مع الصحافي الفلسطيني، الذي صادف يوم أمس 26 أيلول/ سبتمبر، أن معركة كشف الحقيقة التي يخوضها الصحافي الفلسطيني لفضح جرائم الاحتلال العدوانية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل «ستبقى مستمرة ما دام هناك احتلال جاثم على أرضنا يقتل ويشرد أبناء شعبنا الفلسطيني، ويلاحق الصحافيين خلال تغطيتهم لهذه الجرائم». ودعا سلامة معروف رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في بيان وقع باسم الكتل، كافة المؤسسات والهيئات الإقليمية والدولية لـ «السعي لتقديم مجرمي الحرب الإسرائيليين للمحاكمة على جرائمهم» التي ارتكبت بحق الصحافيين والمؤسسات الإعلامية على مدار عقود من الزمن. وأشاد كذلك بدور الصحافي الفلسطيني والمؤسسة الإعلامية الفلسطينية في رأب الصدع وإشاعة أجواء الوفاق الوطني، وطالب بتوفير المساحات الواسعة وتمهيد البيئة الجماهيرية في سبيل إنجاز المصالحة الفلسطينية ورفض التعامل مع كل محاولات إفشالها من أي أطراف كانت. وأكد أن اجتماع الأطر الصحافية لإحياء هذه المناسبة، جاء للتأكيد على أهمية المصالحة وإنهاء الانقسام، ودعا حكومة التوافق لسرعة تسلم مهامها في قطاع غزة. وأشاد بالصحافيين الفلسطينيين وخص بالذكر الأسرى القابعين في زنازين الاحتلال الإسرائيلي، والشهداء الذين سقطوا برصاص وصواريخ الاحتلال. وطالب في ظل أجواء المصالحة وكخطوة في طريق إعادة الوحدة للجسم الصحافي الفلسطيني، بإزالة كل الآثار التي تمخضت عن حالة الانقسام الفلسطيني، وانعكاساتها السلبية على الحركة الإعلامية الفلسطينية، بما في ذلك وقف كل القوانين التي تحد من حرية ممارسة العمل الصحافي، وطالب بقانون عصري يحمي الصحافيين ويمنع سجنهم على خلفية قضايا تتعلق بالنشر وممارسة المهنة. كذلك دعا للإسراع في إجراء انتخابات لنقابة الصحافيين الفلسطينيين بمشاركة جميع الصحافيين. ويصادف يوم 26 سبتمبر/أيلول من كل عام، اليوم العالمي للتضامن مع الصحافي الفلسطيني، وهو اليوم الذي أعلنه الاتحاد الدولي للصحافيين في عام 1996. من جهته طالب مركز الميزان لحقوق الانسان بحماية الصحافيين الفلسطينيين وتعزيز التضامن معهم، في اليوم العالمي للتضامن مع الصحافي الفلسطيني. وأكد المركز الحقوقي أن الصحافيين شكلوا «هدفاً مباشراً» لقوات الاحتلال خلال تغطيتهم لوقائع الانتهاكات الإسرائيلية خلال أحداث وفعاليات ميدانية، منها فعاليات سلمية كالاحتجاجات الشعبية على استمرار عمليات البناء في جدار الفصل العنصري. وأشار إلى أن تلك الاعتداءات تنوعت بين الاستهداف بالقتل أو إيقاع الجروح والحروق، أو الضرب والركل وتحطيم المعدات من كاميرات، أو الاعتقال التعسفي وسجنهم من دون توجيه تهم محددة لهم، أو منعهم من الوصول لمناطق الأحداث، إضافة إلى استهداف وسائل الإعلام المختلفة عبر قصف وتدمير مقراتها ومركباتها أو إغلاق بعض الإذاعات بسبب تغطيتها الإعلامية، أو قرصنة ترددات البث للفضائيات الفلسطينية. وأكد مركز الميزان في هذا اليوم أهمية الصحافة والأدوار الإيجابية التي تلعبها في المجتمع، وضرورة أن يمارس العمل الصحافي بكل حرية، بما لا يتعارض مع المادة (19) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والمادة (19) من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وبما يضمن لهم الحماية في مناطق المنازعات المسلحة كأشخاص مدنيين وفقاً للمادة (79) من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف المشكّلة للقانون الدولي الإنساني. وطالب المركز صحافيي العالم بـ «تعزيز» التضامن مع الصحافيين الفلسطينيين ووسائل الإعلام المختلفة التي تتعرض لانتهاكات جسيمة وبشكل منظم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي. الكتل الصحافية تطالب بتقديم «مجرمي الحرب» الإسرائيليين للمحكمة الدولية وتدعو وسائل الإعلام لتوفير مساحات واسعة للمصالحة |
غسان سلامة: مشاركة المجموعات المسلحة في مفاوضات المصالحة تقوي العملية السياسية في ليبيا Posted: 26 Sep 2017 02:24 PM PDT تونس – «القدس العربي»: دعا غسان سلامة المبعوث الأممي إلى ليبيا إلى مشاركة المجموعات المسلحة في الحوار الوطني حول المصالحة لتقوية العملية السياسية، وأشار إلى أن مهمته تقتصر على تقريب وجهات النظر بين الليبيين، معتبرا أن ثمة فرصا عديدة لنجاح العملية السياسية في ليبيا. وخلال مؤتمر صحافي عقده على هامش الاجتماع الذي تحتضنه العاصمة التونسية لمناقشة تعطيل اتفاق «الصخيرات» (وتابعته القدس العربي)، قال سلامة «التقيت عددا من المجموعات المسلحة، وعبروا عن نيتهم الدخول في العملية السياسية، ونأمل أن يكونوا موجودين في الاجتماع الذي سندعو إليه للمصالحة، وأعتقد أن وجود أي طرف (بمن فيه المجموعات المسلحة) يقوي العملية السياسية في البلاد»، رافضا التعليق على الأحكام الصادرة من محكمة العدل الدولية ضد عدد من الشخصيات في ليبيا. وحول حظوظ المبادرة السياسية التي طرحها، قال سلامة: إنه سيعمل ما في وسعه إلى جانب الليبيين «وليس بديلا عنهم» للخروج من حالة الانسداد التي تعيشها البلاد، وأضاف: «أنا لم أقل إن مهمتي سهلة، بل هي صعبة لأن هناك اختلافا في وجهات النظر ودوري هو التقريب بينها وهذا ما أعمل عليه، أنا قلت عندما أتيت إلى ليبيا أني مستعد للقاء الليبيين كلهم، وأسمع لكل الآراء وأكوّن فكرة وأُبقيها لنفسي حتى أرى إن تمكن الليبيون للتفاهم من دوني فلا مشكلة وإذا احتاجوا لرأيي فسأقدم لهم رأيا صريحا ومحايدا». وتابع سلامة: «لقد مررت على عدد من النزاعات في العالم (خلال أربعة عقود) وتعلمت حل النزاعات، ولا أرى في ليبيا أي اختلافات غير قابلة للحل أو هوة غير قابلة للغلق، فهناك دول عملت فيها وكان فيها خلافات أعمق بكثير مما لدى الليبيين. لا أقول إني متفائل بل واقعي في بحثي عن حل ولا أجد خلافات بين الليبيين تتجاوز حدود ما هو قابل للحل بدعم من المجتمع الدولي». ويجري ممثلون عن مجلس نواب طبرق والمجلس الأعلى للدولة حاليا في تونس مفاوضات، برعاية أممية، لتعديل الاتفاق السياسي المُوقع في مدينة الصخيرات عام 2015 وفق خريطة طريق اقترحها سلامة قبل أيام لإنهاء النزاع الليبي المستمر منذ ست سنوات. وأكد سلامة أنه بمجرد التوافق بين الجانبين حول الصياغة الجديدة للاتفاق السياسي، سيُحال الاتفاق الجديد إلى مجلس النواب للتصويت عليه، مضيفا: «أنا على يقين أنه سيتم اعتماده، ولا سيما أن رئيس مجلس النواب (عقيلة صالح) وعدني عندما التقيته في القبة بإعطاء الأولوية للتصويت على الاتفاق السياسي»، مشيرا إلى احتمال الانتهاء من تعديل الاتفاق والمصادقة عليه مع نهاية شهر تشرين الثاني/نوفمبر المُقبل. وكان سلامة دعا خلال افتتاحه اجتماع تونس إلى «إيقاظ» المؤسسات النائمة في ليبيا، توحيد المؤسسات المنقسمة واستعادة الأخرى التي تم «اختطافها» من قبل بعض الأطراف. وأكد أنه اقترح «خريطة طريق» لحل الأزمة الليبية بعد أن سمع من الليبيين في مختلف أرجاء البلاد مطالباتهم بإجراء مصالحة شاملة وتخوفهم من «تحول أراضيهم إلى ساحات يدخلها من يشاء، ويتدخل فيها من هو على ذلك قادر»، مضيفا «لا استقلال من دون دولة تحميه، ولا سيادة من دون دولة تذود عنها، ولا توقف للتدخلات الخارجية إلا بدولة تردعها، ولا دولة من دون وحدة تمسك بالمصالح العامة». وتتضمن خريطة الطريق أو «خطة العمل» التي اقترحها سلامة ثلاث مراحل، تتعلق الأولى بتعديل اتفاق الصخيرات، فيما تتضمن الثانية عقد مؤتمر وطني برعاية الأمين العام للأمم المتحدة يهدف إلى فتح الباب أمام «أولئك الذين تم استبعادهم، وأولئك الذين همشوا أنفسهم، وتلك الأطراف التي تحجم عن الانضمام إلى العملية السياسية»، على أن يتم في المرحلة الأخيرة، التي تأتي بعد عام، إجراء استفتاء على الدستور وتنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية، وهو ما يعني عمليا نهاية المرحلة الانتقالية التي تعيشها البلاد. غسان سلامة: مشاركة المجموعات المسلحة في مفاوضات المصالحة تقوي العملية السياسية في ليبيا حسن سلمان: |
تحضيرات لقطع رواتب عسكريين أكراد شاركوا في الاستفتاء Posted: 26 Sep 2017 02:24 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: أكد مصدر في وزارة الدفاع العراقية لـ«القدس العربي»، «بدء تنفيذ العقوبات ضد منتسبي الجيش والشرطة من الكرد الذين شاركوا في الاستفتاء على استقلال كردستان». وحسب المصدر «الوحدات العسكرية، بدأت في إعداد قوائم باسماء منتسبيها من الأكراد المتواجدين في الإقليم أو خارجه ممن شاركوا في الاستفتاء لغرض قطع رواتبهم، لمخالفتهم الأوامر الصادرة عن الوزارات الأمنية بعدم مشاركة منتسبيها في الاستفتاء». ويوجد أعداد كبيرة من العسكريين والمدنيين الأكراد العاملين في الإقليم والمنافذ الحدودية والمطارات شمال العراق، التابعين إلى الوزارات الأمنية الاتحادية في بغداد، ويتقاضون رواتبهم منها، وفق المصدر. ونوه المصدر إلى أن «قطع رواتب هؤلاء سيؤثر على الأوضاع المعيشية للعسكريين المذكورين، كما سيشكل أعباء على حكومة الإقليم التي يجب أن تتحمل دفع رواتبهم من الآن فصاعداً». وأكد المصدر أن «هناك حديثا في الأجهزة الأمنية في العاصمة العراقية، أن العديد من الجهات السياسية طالبت رئيس الحكومة حيدر العبادي، اخراج قوات الحرس الجمهوري، المكلفة بحماية رئيس الجمهورية والمنطقة الخضراء والمناطق المحيطة بها، من بغداد، وإعادتها إلى الإقليم»، داعين إلى «استبدالها بقوات من الدفاع أو الداخلية». وقوة الحرس الجمهوري، تتكون من عناصر «البيشمركه» الذين جاؤوا من الإقليم منذ فترة الرئيس السابق جلال الطالباني، واستمروا مع الرئيس الحالي فؤاد معصوم. كذلك، طالب بعض النواب العراقيين، بطرد قائد القوة الجوية العراقية الكردي، الفريق أنور حمه والعديد من الضباط الطيارين الأكراد الذين يقودون الطائرات الحربية، خوفاً من نقلها إلى الإقليم. تحضيرات لقطع رواتب عسكريين أكراد شاركوا في الاستفتاء |
معدات صاروخية إيرانية إلى حدود كردستان وتركيا تهدد بجميع «الخيارات العسكرية والاقتصادية» Posted: 26 Sep 2017 02:23 PM PDT بغداد ـ « القدس العربي» ـ وكالات: أجمعت ردود الفعل العربية والإقليمية والدولية، أمس الثلاثاء، بعد يوم على تنظيم استفتاء استقلال إقليم كردستان، على رفض الخطوة، والتحذير من تداعياتها. فقد حذر الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، من أن أكراد العراق سيتضورون جوعاً إذا قررت تركيا منع مرور الشاحنات والنفط عبر حدودها مع شمال العراق، مضيفاً أن «جميع الخيارات العسكرية والاقتصادية مطروحة على الطاولة». وتأتي تصريحات إردوغان، في الوقت الذي انضمت فيه قوات عراقية إلى الجيش التركي في مناورات عسكرية مشتركة قرب حدود تركيا مع شمال العراق. وقال في كلمة بثها التلفزيون «سيكونون في مأزق عندما نبدأ في فرض عقوباتنا». وأضاف «سينتهي الأمر عندما نوقف تدفق النفط. كل عائداتهم ستختفي ولن يجدوا طعاما عندما تتوقف شاحناتنا عن الذهاب إلى شمال العراق». وهدد إردوغان مرارا بعقوبات اقتصادية، ولكنه لم يعلن تفاصيل تذكر بعد. وتتدفق مئات الآلاف من براميل النفط من شمال العراق يوميا عبر خط أنابيب في تركيا يصل المنطقة بأسواق النفط العالمية. وقال الرئيس التركي إن جميع الخيارات مطروحة بدءا من الإجراءات الاقتصادية حتى الخطوات العسكرية البرية والجوية. واتهم إردوغان رئيس الإقليم مسعود بارزاني «بالخيانة» بسبب الاستفتاء. وقال «حتى اللحظة الأخيرة لم نتوقع أن يرتكب بارزاني مثل هذا الخطأ المتمثل في إجراء الاستفتاء، لكننا كنا مخطئين فيما يبدو». وأضاف «قرار الاستفتاء هذا، الذي اتخذ دون أي مشاورات، خيانة». تركيا ستقيم كل الطلبات وزير خارجية تركيا مولود تشاووش أوغلو، قال إن تركيا ستقيم كل الطلبات التي تقدمت بها الحكومة المركزية العراقية في أعقاب استفتاء أكراد العراق على الاستقلال بما في ذلك إجراء عملية مشتركة مع العراق. وقال في حديث لتلفزيون 24 التركي «سنقيم طلبات العراق. كل شيء، بما في ذلك العمليات المشتركة، مطروح على الطاولة». وأضاف أن ما من سبب يدعو تركيا لإغلاق معبر الخابور الحدودي مع شمال العراق. أما وزير شؤون الاتحاد الأوروبي التركي، فأعتبر، تعليقاً على إجراء الاستفتاء أن «كل سلاح يذهب إلى البيشمركه بعد اليوم، سيستخدم ضد التركمان والعرب وبقية مكونات العراق». إيرانياً، أعلن مقر الدفاع الجوي الإيراني عن إرسال معدات صاروخية جديدة إلى حدود كردستان، والاستعداد للرد الحازم على أي اعتداء. ونقلت وكالة «تسنيم» عن العميد علي رضا الهامي، مساعد عمليات مقر «خاتم الأنبياء للدفاع الجوي، قوله إن «توفير الأمن الجوي الموثوق والذكي والمستديم سيستمر عبر استخدام جميع أنواع التجهيزات الرادارية والصاروخية والاستخباراتية والاتصالات والمدفعية تحت توجيه الشبكة الموحدة للدفاع الجوي في مناطق غرب إيران لاسيما الحدود الجوية لتلك المنطقة». من المقرر أن يجتمع النواب الإيرانيون اليوم الأربعاء لمناقشة الاستفتاء. وذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية «اسنا» أن أعضاء من مجلس الأمن الإيراني سوف يشاركون في المناقشات البرلمانية. وتعارض إيران رسميا الاستفتاء، حيث قال الرئيس حسن روحاني إن بلاده» تدعم بشكل تام الحكومة المركزية في بغداد. في الموازاة، أشار الكرملين أمس الثلاثاء إلى معارضته لانفصال الأجزاء التي يسيطر عليها الأكراد في شمال العراق، قائلا إن موسكو تدعم وحدة أراضي دول المنطقة. وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في مؤتمر عبر الهاتف مع الصحافيين: «ما زلنا نعتقد أن الحفاظ على وحدة الأراضي والتكامل السياسي لدول المنطقة يعد عاملا حاسما للحفاظ على الاستقرار والأمن في المنطقة ولتسوية العديد من المشكلات الحرجة التي تعاني منها». وأكد كذلك على أن الرئيس فلاديمير بوتين بحث مسألة الاستفتاء في محادثات هاتفية مع زعماء تركيا وإيران أمس الأثنين. وأيضاً، أعرب الاتحاد الأوروبي عن أسفه لتجاهل دعوات عدم إجراء الاستفتاء من جانب واحد، وفي المناطق المتنازع عليها. أهمية وحدة العراق وضرورتها الاتحاد ناشد، في بيان «جميع الأطراف، بممارسة الهدوء وضبط النفس، والالتزام المتجدد بحل جميع المسائل العالقة من خلال حوار سلمي بنّاء يؤدي إلى حل يتفق عليه الطرفان (بغداد وأربيل) في إطار الدستور العراقي». وشدد على «أهمية وحدة العراق وضرورتها في مواجهة التهديد المتواصل الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية والمهمة الشاقة المتمثلة في إعادة إعمار المناطق المحررة، والتحدي الأساسي المتمثل في بناء عراق مستقر وآمن وشامل ومزدهر لصالح جميع الشعب العراقي». وزير الخارجية الألماني زيغمار غابريل، أعرب كذلك، عن قلقه البالغ إزاء الاستفتاء، الذي من المحتمل أن يزيد التوترات في المنطقة على حد تعبيره. وطالب حكومة الإقليم والحكومة العراقية المركزية في بغداد بالتحاور، وقال: «كافة الأطراف مدعوة إلى تجنب أي تصعيد والنأي عن أي خطوات منفردة في اتجاه الاستقلال أو الإجراءات القسرية». وبين أن الأكراد اتخذوا قرارهم بشأن الاستفتاء «بدون مراعاة لتحفظات وتحذيرات ومشورة المجتمع الدولي بالإجماع»، مضيفا أن التصويت سيظل دون أي تأثير ملزم. ودعا الأكراد إلى الاستمرار في إعطاء الأولوية لمكافحة تنظيم الدولة، وقال: «ليس من مصلحة أحد أن يعرض للخطر الآن خطوات التقدم التي تم إحرازها بصعوبة بتضحيات كبيرة» أما إسبانيا، فأكدت رفضها للاستفتاء الانفصال، خلال لقاء بين وزير الخارجية الإسباني، ألفونسو دراستيس، ونظيره العراقي إبراهيم الجعفري على هامش اجتماعات الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حسب بيان لوزارة الخارجية العراقية. وقال دراستيس، حسب البيان، إن إسبانيا تدعم العراق وتقف إلى جانبه، وترفض استفتاء الانفصال. وكانت وزارة الخارجية الأمريكية، قد أعلنت مساء الاثنين، إنها تشعر بـ «خيبة أمل عميقة» ازاء قرار حكومة إقليم كردستان إجراء الاستفتاء. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان في واشنطن إن «الاستفتاء من جانب واحد سيزيد من تعقيد علاقات حكومة إقليم كردستان مع كل من حكومة العراق والدول المجاورة». وأشار البيان إلى أن «العلاقة التاريخية للولايات المتحدة مع شعب إقليم كردستان العراق لن تتغير في ضوء استفتاء أول أمس (الاثنين) غير الملزم، لكننا نعتقد أن هذه الخطوة ستزيد من عدم الاستقرار والمصاعب لإقليم كردستان وشعبه». نبذ الفرقة وفتح حوار إلى ذلك، أعربت الجامعة العربية، عن أسفها لما أسمته «إصرار» الأكراد على إجراء الاستفتاء، رغم مساع عربية ودولية مكثفة للحيلولة دون تفاقم الأوضاع وجدّد الأمين العام للجامعة، أحمد أبو الغيط، في بيان صدر أمس، الدعوة للعراقيين لـ«نبذ الفرقة وفتح حوار شامل بضمانات عربية ودولية حول كافة الموضوعات الخلافية، تفاديا لأي صدام محتمل». وقال إنه «لا يزال من الممكن احتواء تداعيات هذا الإجراء في حال اتسمت خطوات جميع الأطراف المعنية بالقدر اللازم من الحكمة والمسؤولية والتصرف في إطار مقومات الدولة العراقية». وأبدى أسفه لـ«إصرار» الأكراد على إجراء الاستفتاء في الإقليم الكردي العراقي والمناطق المتنازع عليها، رغم مساع عربية ودولية مكثفة بُذلت للحيلولة دون تفاقم الأوضاع. وانتقد «قيام بعض الأطراف (لم يسمّها) باستغلال الأزمة في تعميق الانقسامات وتأجيج صراعات جديدة في المنطقة، بما يسهم في تقويض الجهود المبذولة للقضاء على الإرهاب». وأكد أن «مصالح الشعب الكردي في العراق لن تتحقق إلاّ في إطار عراق موحّد فيدرالي ديمقراطي يقوم على أساس احترام الدستور وتفعيل مبدأي المساواة والمواطنة». وأعربت مصر، أيضاً، عن «قلقها البالغ» بشأن التداعيات السلبية المحتملة لاستفتاء انفصال الإقليم الكردي شمالي العراق. ووفق بيان للخارجية المصرية، أكدت القاهرة على أهمية الحوار للتوصل إلى تسوية شاملة ومرضية بشأن القضايا العالقة بين بغداد وأربيل. وجددت تمسكها بـ«وحدة العراق وسلامته الإقليمية، بما يحفظ مقدرات الشعب العراقي بكافة أطيافه»، معربة عن «قلقها البالغ» حيال «التداعيات السلبية المحتملة» لاستفتاء الإقليم الكردي. ودعت القاهرة جميع الأطراف إلى «الالتزام بضبط النفس، وعدم اتخاذ أية إجراءات أحادية قد تزيد من تعقيد الموقف، وتؤدي إلى زعزعة استقرار العراق وتغذية مناخ الفوضى والتوتر في المنطقة»، حسب البيان ذاته. وأضافت أن تلك الخطوة (الاستفتاء) قد تؤدي إلى «تقويض جهود مكافحة الإرهاب وتحرير المدن العراقية من قبضة تنظيم داعش الإرهابي، والتي لم تكن لتنجح إلا بفضل التلاحم والترابط بين أبناء الشعب العراقي الواحد». معدات صاروخية إيرانية إلى حدود كردستان وتركيا تهدد بجميع «الخيارات العسكرية والاقتصادية» الاتحاد الأوروبي أسف لإجراء الاستفتاء… وروسيا تدعم لوحدة أراضي دول المنطقة |
الرئيس عباس يرسل اللواء ماجد فرج ضمن الوفد المتجه إلى غزة Posted: 26 Sep 2017 02:23 PM PDT غزة ـ «القدس العربي»: علمت «القدس العربي» أنه تقرر أن يرافق الوفد الحكومي الكبير الذي سيصل قطاع غزة، الإثنين المقبل، برئاسة الدكتور رامي الحمد الله، قادة كبار في أجهزة الأمن وفريق من مساعديهم البارزين، للبحث مع حركة حماس في تفاصيل «الملف الأمني» في القطاع، وأن وفدين قياديين من فتح وحماس، سيصلان القاهرة بعد أيام من قدوم الحكومة ، لبدء «اللقاءات الثنائية»، في الوقت الذي أكد فيه رئيس الحكومة أنه جرى تشكيل لجان وزارية تختص بتسلم المعابر والأمن والدوائر الحكومية ومعالجة آثار وتبعات الانقسام. وسيكون اللواء ماجد فرج مدير المخابرات العامة الفلسطينية، أبرز القيادات التي تصل ضمن وفد الحكومة برئاسة الدكتور الحمد الله، بناء على طلب من الرئيس محمود عباس، إضافة إلى مسؤولين آخرين يعملون في أجهزة الأمن الأخرى، وذلك من أجل التأكيد على توجه القيادة الفلسطينية نحو استلام مهام الحكومة كاملة، وللترتيب لعملية تسلم إدارة المعابر، ضمن خطوات الضغط على الاحتلال لرفع الحصار. وعلمت «القدس العربي» أن اليومين القادمين سيشهدان وصول مسؤولين حكوميين بينهم «فريق أمني» لوضع ترتيبات وصول الوفد الحكومي الكبير برئاسة الحمد الله، حيث سيبحث في ترتيبات إقامة الوفد الذي سيمكث في قطاع غزة لمدة يومين كاملين، يتخللهما عقد اجتماع الحكومة الأسبوعي الثلاثاء المقبل. ورسميا بدأت إجراءات حجز غرف فندقية للوفد الحكومي، والذي سيضم إلى جانب الوزراء وكلاء الوزارات في الضفة والمدراء العامين، وفريقا كبيرا من المساعدين، إضافة إلى فريق أمني لحماية رئيس الحكومة وقادة الأمن، والذي سيتولى المهمة بالتنسيق مع أجهزة الأمن في القطاع، على غرار الزيارة السابقة للحكومة قبل ثلاثة أعوام. ولم يعرف العدد الحقيقي للوفد الزائر، غير أن هناك أنباء تشير إلى أن عدده الكامل سيتعدى المئتي شخص، إضافة إلى فرق الحماية الشخصية. وسيقوم الفريق الحكومي ويضم إلى جانب الوزراء مسؤولين كبارا، بعد مهمة الاتفاق بعد تسلم مهام الحكومة عملها في القطاع، بإيجاد طرق للتواصل بين مركز الوزارات في الضفة والوزارات في غزة، حيث من المقرر حال سارت الأمور بالشكل الإيجابي أن يبقى عدد من المسؤولين في القطاع، إلى ما بعد انتهاء زيارة الحكومة، لترتيب المرحلة المقبلة. وسيصل الوفد الحكومي برفقة وفد مصري من جهاز المخابرات العامة، الذي أشرف على التفاهمات الأخيرة بين فتح وحماس الأسبوع الماضي في القاهرة، والتي أفضت لاتخاذ حماس قرار حل اللجنة الإدارية، وتمكين الحكومة من العمل في القطاع. إلى ذلك تقرر أن يتوجه وفدان قياديان من فتح وحماس إلى العاصمة المصرية القاهرة، بعد أيام من وصول وفد الحكومة لغزة، لبدء «اللقاءات الثنائية» التي ستبحث في ملفات المصالحة الأخرى، وأبرزها تشكيل حكومة وحدة وطنية والاتفاق على برنامجها، وكذلك الاتفاق على موعد محدد للانتخابات العامة، تمهيدا لعقد اجتماع موسع لكافة الفصائل التي شاركت في توقيع اتفاق المصالحة عام 2011. وفي السياق قال الحمد الله، في تصريحات أدلى بها يوم أمس في مستهل اجتماع حكومته في الضفة الغربية، إن البدء بتسلم حكومة الوفاق الوطني مسؤولياتها في قطاع غزة «يعني أن تبدأ الحكومة العمل بشكل فعلي شامل دون أي اجتزاء أو انتقاص لكافة مهامها ومسؤولياتها وصلاحياتها، وبسط ولايتها القانونية وفقا للقانون الأساسي وكافة القوانين الصادرة عن رئيس دولة فلسطين في جميع القطاعات وفي مختلف المجالات دون استثناء». وأعلن الحمد الله من أجل تحقيق ذلك عن تشكيل الحكومة عددا من اللجان الوزارية التي تختص بتسلم المعابر والأمن والدوائر الحكومية ومعالجة آثار وتبعات الانقسام وكافة القضايا المدنية والإدارية والقانونية الناجمة عن الانقسام وما ترتب عليه من تحديات وعراقيل. وأكد أن استجابة حركة حماس لرؤية الرئيس بالبدء في إنهاء الانقسام وحل اللجنة الإدارية «فتحت نافذة للأمل والتفاؤل لطي صفحة الانقسام وإلى الأبد». وأشار إلى أن حكومته قررت الذهاب الى غزة الإثنين المقبل لتسلم مهامها وتحمل مسؤولياتها وفقا للقانون الأساسي والقوانين النافذة، مؤكدا أن حكومة الوفاق الوطني هي «حكومة دولة فلسطين» التي لن تتوانى للحظة واحدة عن تحمل مسؤولياتها تجاه أهالي قطاع غزة. وقال إن حكومته «ستواصل خطواتها الراسخة في ظل قيادة سيادة الرئيس محمود عباس، لتحقيق أماني وتطلعات شعبنا بالوحدة والحرية والاستقلال وإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية». ودعا الحمد الله جميع الفلسطينيين وأطيافهم السياسية ومنظمات المجتمع المدني والأهلي، إلى «إسناد جهود المصالحة وإنهاء الانقسام وتمكين الحكومة من القيام بمهامها لخدمة أبناء شعبنا ووطننا الواحد، واستعادة الوحدة وإعادة المؤسسات الحكومية في قطاع غزة إلى الشرعية والقانونية». وكانت قيادة حماس عقدت اجتماعا دام لأكثر من أربع ساعات مع ممثلي الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، انتهى مساء الإثنين، أكدت فيه قيادة الحركة مضيها في تنفيذ المصالحة. وأكد يحيى السنوار، قائد حركة حماس في قطاع غزة خلال اللقاء أن حركته تتطلع إلى النهوض بالمشروع الوطني من خلال إنجاز المصالحة الوطنية، مؤكدا أن الحركة لن تسمح بالتشويش على مساعي إنهاء الانقسام. وقال إن حماس كذلك «لن تتعامل بأن كل شيء بثمن»، وأضاف «الثمن الذي تريده حماس أن ينهض المشروع الوطني». وأكد أن هناك توجيهات بضرورة التعامل بأريحية في هذا الملف، وتسهيل مهام وفد الحكومة القادم إلى غزة الأسبوع المقبل. وشدد على أن حركة حماس ستقدم كل التسهيلات لإنجاح زيارة الحكومة في كل المستويات، وأنها بدأت خطوات فعلية في اتجاهات متعددة لضمان النجاح للزيارة، وتوفير الأمن اللازم للوزراء. وقال «قرار الحركة هو إنجاح الجهود المصرية، واستعادة وحدة شعبنا، وإنهاء حالة الانقسام». الرئيس عباس يرسل اللواء ماجد فرج ضمن الوفد المتجه إلى غزة أشرف الهور: |
المغرب: تسجيل حالات متكررة من الإغماء وتقيوء الدم لنشطاء الريف… والمهداوي يعلق إضرابه Posted: 26 Sep 2017 02:22 PM PDT الرباط –« القدس العربي» : بعد تحذيرات الأوساط الحقوقية من مخاطر الإضراب عن الطعام الذي يخوضه معتقلون من نشطاء حراك الريف، تحدثت مصادر حقوقية عن انهيار عدد من هؤلاء وفقدانهم الوعي، فيما قرر الصحافي المعتقل حميد المهداوي تعليق إضرابه عن الطعام لإتاحة المجال للجهود التي تبذل لإطلاق سراحه. وكشفت المحامية بشرى الرويسي عضو هيئة الدفاع عن معتقلي حراك الريف، عن الوضعية الصحية التي يعيشها معتقلو الحراك داخل السجن ووصفتها بالمتدهورة، وأن بعضا منهم أصبح يعاني من مضاعفات خطيرة وقالت: «قمت اليوم (أمس الأول الاثنين) رفقة مجموعة من الزميلات والزملاء بزيارة معتقلي الحراك في السجن المحلي عكاشة وفي ما يلي وضعية بعضهم الصحية: بدرالدين بوالحجل إضراب عن الماء خمسة أيام إضافة إلى إضرابه عن الطعام منذ 12 يوم». وأضافت الرويسي في تدوينة لها على الفيس بوك موضحة حالة المعتقلين تعرف الدخول في حالات متكررة من الإغماء، وإن زكرياء ادهشور وبعد إضراب عن الطعام منذ 12 يوما تقيء الدم بشكل متكرر وعدم القدرة على شرب الماء وسقط على الأرض بعد فقدانه الوعي أثناء الصلاة. وبدأ وسيم البستاتي، بعد إضراب عن الطعام لمدة 12 يوما، الدخول في حالة من فقدان الوعي. أما بالنسبة لمحمد مكوح المضرب عن الطعام للمدة نفسها فقد تعرض لفقدان الوعي والسقوط على الأرض بعد وقوفه للصلاة ويعاني المعتقل عبد الخير اليسناري مضرب للمدة ذاتها أصبح يعاني من سرعة خفقان القلب، ويتعرض يوسف الحمديوي، مضرب للمدة عينها، لنزف متكرر من الأنف. حالات إسعاف وقال محمد أغناج في تدوينة له على الفيس بوك إن المعتقل الفنان بدر الدين بولحجل الذي طالما «شارك في مهرجانات مسيقية احتفالية بالزيارات الملكية للحسيمة، ويواجه الآن تهما أقساها المشاركة في تدبير مؤامرة، رأيناه اليوم وردة ذابلة بالكاد يستطيع الحركة، بعد 16 يوما من الإضراب عن الطعام، وبعد ستة أيام من الامتناع عن تناول الماء، بدر الدين تتقهقر وضعيته الصحية بسرعة لأن جسمه رياضي ويضمر بسرعة». وذكر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أنه قد تم نقل بعض معتقلي حراك الريف المضربين عن الطعام بسجن عكاشة في الدار البيضاء إلى المستشفى ونقلوا عن إحدى نزيلات المستشفى أن ممرضات يعملن بالمستشفى تحدثن عن إدخال بعض معتقلي حراك الريف إلى المستشفى. ولم يصدر أي تأكيد أو نفي لهذه الأنباء من طرف إدارة سجن «عكاشة» أو النيابة العامة ولا من طرف عائلات المعتقلين، في وقت أكد فيه مصدر من العائلات أنه علم بهذه الأنباء ولم يتسن له التأكد منها لكنه لم يستبعدها نظرا للوضع الصحي الذي تركوا عليه المعتقلين المضربين عن الطعام في آخر زيارة لهم، والتطور الذي حصل بعد امتناعهم عن تناول الماء والسكر». إدارة السجون تتمسك بنفي وجود إضراب وتتمسك الإدارة العامة لإدارة السجون بنفي دخول المعتقلين إضرابا عن الطعام وقالت في بلاغ لها إن الأنباء عن دخول معتقلي حراك الريف في إضراب عن الطعام «مجرد ادعاءات بعض المحامين وبعض من يدعون العمل الحقوقي حول دخول النزلاء المعتقلين على خلفية أحداث الحسيمة في إضراب عن الطعام» وقال البلاغ ان إدارة سجن عكاشة «تتقدم للرأي العام بالتوضيحات التالية : تؤكد إدارة هذه المؤسسة أن النزلاء الموجودين رفقة (ن.ز) يتناولون وجباتهم الغذائية المقدمة من طرف المؤسسة والمسلمة لهم من ذويهم». إلا أنها قالت إن النزيل (ن.أ) من المجموعة الثالثة (3 نزلاء) من معتقلي أحداث الحسيمة تقدم بتاريخ 20 أيلول/ سبتمبر الجاري بإشعار كتابي يعلن فيه دخوله في إضراب عن الطعام لأسباب لا تمت بصلة لشروط اعتقاله بالمؤسسة، فيما صرح النزيلان (ر.ا) و(م.ج) شفويا يوم 25 أيلول/ سبتمبر الجاري لإدارة المؤسسة بدخولهما في إضراب عن الطعام بسبب القضية المعتقلين من أجلها. وأكدت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج أن النزلاء الموجودين رفقة (ن.ز) (ناصر الزفزافي) يتناولون وجباتهم الغذائية المقدمة من طرف المؤسسة والمسلمة لهم من ذويهم. وأن هناك مجموعة ثانية من هؤلاء المعتقلين تتكون من 31 نزيلا «تقوم باستهلاك ما تتسلمه من مواد غذائية متنوعة وقابلة للتخزين خلال الزيارات العائلية المتتالية»، مؤكدا أن أي نزيل منهم لم يتقدم بأي إشعار يفيد بالدخول في الإضراب عن الطعام» كما أن فحوصات الضغط الدموي ونسبة السكر في الدم والوزن «تفند بجلاء دخول هؤلاء في الإضراب عن الطعام». وأوضح البلاغ أن المعطيات التي تقدمت بها إدارة السجن المحلي عين السبع 1 جاءت «توضيحا لما جاء في بعض المواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي وادعاءات بعض المحامين وبعض من يدعون العمل الحقوقي حول دخول النزلاء المعتقلين على خلفية أحداث الحسيمة في إضراب عن الطعام وإنها تتقدم بهذه المعطيات إلى «الرأي العام بغرض تنويره وتوضيح الحقائق فإنها تستنكر لجوء الجهات المذكورة إلى أسلوب التحريض والتشويش الممنهجين، من دون أي اعتبار لمصلحة النزلاء المعنيين». وأعلن الصحافي حميد المهداوي، مدير موقع «بديل»، المعتقل بسجن عكاشة في الدار البيضاء، مساء الاثنين، تعليق إضرابه عن الطعام بعد أن استمر نصف شهر كامل. ونقل موقع «بديل» عن بشرى الخونشافي، زوجة المهداوي، أن زوجها علق إضرابه عن الطعام لأنه «تأثر بالمناشدات التي طالبته بتعليق معركة الأمعاء الفارغة، خاصة عند علمه بالوضع الصحي والنفساني الذي أصبحت عليه ابنته سلافة بعد آخر زيارة له حيث تأثرت كثيرا لوضعه ولم تعد ترغب بالذهاب للمدرسة وأصبحت ترى كوابيس خلال نومها». وأضافت الخونشافي أن زوجها علق إضرابه عن الطعام « من أجل إتاحة المجال لجهود ومبادرات أطلقت في هذا الصدد من قبل هيئة التضامن معه وأخرى أطلقت من قبل زملاء صحافيين»، و«لإعطاء الوقت للجهات المسؤولية لإبراز وجهة نظرها فيما تعرض له من تزوير، خاصة بعد الإجراءات التي قامت بها هيئة الدعم وهيئة الدفاع، من تقديم طعن بالزور في كل الإجراءات السابقة التي مهدت وكانت أساس الحكم الذي صدر في حقه». وقفة احتجاجية ويخوض العديد من الحقوقيين وقفة احتجاجية مرفقة باعتصام أمام السجن المركزي عكاشة في الدار البيضاء اليوم الأربعاء حيث يوجد العديد من معتقلي «حراك الريف» المضربين عن الطعام لمدة فاقت العشرين يوما ودعت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إلى المشاركة بكثافة في الوقفة والاعتصام، مؤكدا ضرورة إطلاق سراح معتقلي «حراك الريف» وفتح حوار مباشر معهم حول الملف المطلبي والاستجابة لمطالبهم العادلة والمشروعة. وشدد بلاغ الجمعية على ضرورة إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي بالمغرب ووقف جميع أشكال القمع والمطاردات والاعتقالات والمحاكمات الصورية التي تستهدف نشطاء حراك الريف والحركات الاحتجاجية والصحافيين/ات والحقوقيين/ات. ودعا حزب النهج الديمقراطي (يساري)، الرأي العام المغربي إلى الالتفاف حول ملف «حراك الريف» السلمي، من خلال الانخراط فيه ودعم صمود المعتقلين وعائلاتهم والاحتجاج من أجل تحقيق مطالبهم المتمثلة في إطلاق سراحهم من دون قيد أو شرط ورفع العسكرة وفتح الحوار مع قادة الحراك لتلبية المطالب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والحقوقية، والانخراط فيه والعمل على تجسيد شعار الحراك في كل مكان. وحمل بلاغ للحزب أرسل لـ «القدس العربي» الدولة مسؤولية عما يقع في الريف والأخطار المحدقة بحياة المضربين عن الطعام، وقال «إن الحراك صمد أمام قوى القمع والمناورات والوساطات الملغومة والدعاية المغرضة ومحاولات زرع التفرقة وسط المعتقلين وعائلاتهم والسعي إلى افتعال التناقضات مع القوى الداعمة للحراك». دعوات أوروبية تضامنية من جهة أخرى وجهت «التنسيقية الأوروبية لدعم الحراك الشعبي في الريف» نداء إلى كل لجان دعم الحراك الشعبي بأوروبا، وعموم المهجرين، دعوهم فيه إلى «النزول إلى الشارع في بحر هذا الأسبوع والتعبير عن سخطهم من جهة وإدانتها للنظام المغربي لما يقترفه من إجرام في حق أبناء الريف العزل من جهة أخرى». وسجلت التنسيقية في بيان نشره موقع «بديل»، تضامنها اللا مشروط مع المعتقلين السياسيين وعائلاتهم في محنتهم وناشدت الهيئات الحقوقية الوطنية والدولية «التحرك العاجل من أجل إنقاذ حياة رفاقنا المضربين عن الطعام. وعبرت الهيئة عن إدانتها الشديدة لـ «التعامل الانتقامي للدولة المغربية من أبناء الريف بنهجها أسلوب العقاب الجماعي»، محملة النظام مسؤولية «عواقب الإضرابات الطعامية في سجون العار»، وأدانت «الصمت المطبق لبعض الهيئات السياسية والحقوقية والإعلامية التي طالت ملف المعتقلين». المغرب: تسجيل حالات متكررة من الإغماء وتقيوء الدم لنشطاء الريف… والمهداوي يعلق إضرابه محمود معروف |
مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يدعو إلى زيادة دعم الروهينجا في بنغلاديش Posted: 26 Sep 2017 02:22 PM PDT نيويورك (ألأمم المتحدة) «القدس العربي» ووكالات: دعا فيليبو غراندي، مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، إلى تكثيف دعم نحو 436 ألف لاجئ من الروهينجا الذين فروا من ميانمار إلى بنغلاديش الشهر الماضي، وللمجتمعات المضيفة لهم. وعقب زيارته لمخيم كوتوبالونغ للاجئين في بنغلاديش ومناطق أخرى على الحدود، قال غراندي إن أوضاع اللاجئين بائسة في ظل احتمالات تدهور الوضع إذا لم تزداد المساعدات المقدمة لهم على وجه السرعة. وأشاد بالدعم المقدم من المجتمع المحلي والأفراد والشركات والمؤسسات في بنغلاديش. وأشار إلى أن الحكومة حشدت الجهود على كافة المستويات لتوفير الدعم الضروري للاجئين. وقال «على الرغم من كافة الجهود المبذولة على الأرض، إلا أن التدفقات الكبيرة للباحثين عن السلامة استنزفت القدرة على الاستجابة». وأضاف أن الوضع مازال غير مستقر. وأضاف، في بيان صادرعن المفوضية وزع هنا ووصلت «القدس العربي» نسخة منه: «تحدثت مع أشخاص واجهوا فظائع لا يمكن تصورها. لقد رأوا قرى تحترق وعائلات تُقتل ونساء وفتيات يعاملن بوحشية. وقال العديد من اللاجئين إنهم يرغبون بالعودة إلى ديارهم. وشدد على الحاجة لوضع حد لأعمال العنف وإعادة الحقوق في ميانمار». وقال ان المفوضية العليا للاجئين توفر لبنغلادش «مساعدة فنية» لتسجيل الروهينجا الذين تعتبرهم بورما مهاجرين غير شرعيين في المقابل لا تعتبر سلطات بنغلادش الا قسما صغيرا من 700 الف من الروهينجا يعيشون في مخيمات قرب الحدود مع ميانمار، لاجئين. وتعتبر باقي الروهينجا مواطنين ميانماريين لا يملكون اوراق هوية. وقال أمير حسين أمو وزير الامن القومي ببنغلادش ان بلاده لا تعتزم «حاليا» منع صفة اللاجىء للروهينغا الذين وصلوا مؤخرا وأضاف «نريد ان يعود أفراد الروهينجا إلى أراضيهم». وبدأت بنغلادش منح بطاقات للواصلين الجدد وتسجيل معطياتهم البيومترية في عملية تتطلب عدة اشهر. ويأمل عدد كبير من الروهينجا العودة إلى بلادهم ميانمار. وقالت زعيمة ميامار الحائزة على جائزة نوبل للسلام، اونغ شان سو شي، إنها «على استعداد لتنظيم عودة من لديهم صفة لاجىء قادم من ميانمار ويتم التثبت منها». وعبر غراندي عن امله في ان تضفي مساعدة الامم المتحدة لعملية التسجيل «المصداقية» الضرورية، وهي ملحة جدا ليس فقط لاعادتهم بل ايضا للمساعدة. إلى ذلك، قالت هيئات إغاثة دولية أمس الثلاثاء إن عدد اللاجئين الفارين إلى بنجلادش من ميانمار منذ 25 آب /أغسطس الماضي ارتفع إلى 480 ألفا وذلك لأنه لم يتم إدراج 35 ألف وافد جديد إلى الحصيلة السابقة. ويفر اللاجئون من هجوم عسكري شنه جيش ميانمار ردا على حوالي 30 هجوما منسقا نفذها متمردون من الروهينجا المسلمين في 25 آب /أغسطس. وقالت مجموعة التنسيق بين قطاعات وكالات الإغاثة في بيان «يرجع التغير في رقم الوافدين الجدد… في جانب كبير منه إلى إضافة ما يقدر بنحو 35 ألفا من الواصلين الجدد الذين استقر بهم المقام في مخيمي اللاجئين وهو ما لم يذكر في التقرير السابق عن الوضع». إلى ذلك، قالت مجموعة من الخبراء بمجال حقوق الإنسان في الأمم المتحدة أمس الثلاثاء إن على زعيمة ميانمار أونج سان سو كي أن تجتمع بشكل شخصي مع أفراد من أقلية الروهينجا المسلمة التي تتعرض لاضطهاد مستمر من الجيش. وترفض ميانمار اتهامات الأمم المتحدة بأن قواتها تمارس التطهير العرقي ضد الروهينجا المسلمين. وقالت المجموعة المؤلفة من سبعة خبراء إن الحملة العسكرية تسببت في نزوح قرابة 430 ألفا من الروهينجا إلى بنجلادش. وتتضمن المجموعة مقررة الأمم المتحدة الخاصة لحقوق الإنسان في ميانمار والمقرر الخاص لشؤون الأقليات والمقرر الخاص لشؤون العنصرية. وقال المسؤولون في بيان «ندعو سان سو كي للاجتماع مع الروهينجا بشكل شخصي». وذكروا أن تنفيذ وعود سو كي بالتعامل مع الأزمة بما في ذلك محاسبة الجناة سيكون «بادرة بلا معنى» لأن الكثير من الروهينجا هربوا من البلاد. ولا تملك سو كي، التي فازت بجائزة نوبل للسلام والتي صعدت حكومتها للسلطة العام الماضي بعد نحو 50 عاما من الحكم العسكري، سيطرة تذكر على قوات الأمن بموجب الدستور الذي صاغه المجلس العسكري والذي يحظر أيضا توليها الرئاسة ويمنح الجيش سلطة نقض الإصلاحات السياسية. الروهينجا، البالغ عددهم 1.1 مليون في ميانمار التي تسكنها أغلبية بوذية، محرومون من الجنسية وتصنفهم الدولة مهاجرين بشكل غير مشروع من بنجلادش رغم أنهم يقولون إن جذورهم في المنطقة ترجع لقرون مضت. وتتعرض مجتمعاتهم للتهميش وفي بعض الأحيان العنف الأهلي. مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يدعو إلى زيادة دعم الروهينجا في بنغلاديش عددهم يرتفع إلى 480 ألفا وخبراء أمميون يحثون سو كي على اللقاء بهم عبد الحميد صيام |
محكمة أمريكية تجرّم نظام الأسد لرعايته لهجمات إرهابية وقعت في الأردن عام 2005 Posted: 26 Sep 2017 02:22 PM PDT حلب ـ «القدس العربي»: أصدرت محكمة مقاطعة كولومبيا في الولايات المتحدة الأمريكية تقريراً قانونياً ينص على تجريم النظام السوري برعايته للهجمات الإرهابية التي وقعت في العاصمة الأردنية عمان في 9 تشرين الثاني/نوفمبر 2005. وجاء في قرار المحكمة المحلية الذي اطلعت عليه «القدس العربي»، أن الدعوى المدنية رقم BAH ) 00020-cv-12 ، التي قدمتها أسر المواطنين الأمريكيين (لينا منصور الذيابات _ مصعب أحمد خورما) ضد المخابرات العسكرية التابعة للنظام السوري، بجرم تمويل ورعاية الهجمات الإرهابية في عمان بالتنسيق مع تنظيم القاعدة في العراق. وذكرت المحكمة أن أسر الضحيتين قامت بالادعاء على النظام السوري بجرم الاعتداء والتعذيب البدني، والإصابة العاطفية المتعمدة، التسبب في الوفاة ،التآمر لرعاية منظمة إرهابية، ومساعدة وتحريض منظمة إرهابية، حيث طالبت أسر الضحيتين بتعويض عن الأضرار الاقتصادية الناتجة عن خسائر الارواح والالم العاطفي والجسدي قبل الوفاة والتعويضات الجزائية وفق القانون الأمريكي إلى وضعهم كضحايا أو من أفراد أسرة الضحايا وفقاً للقانون الأمريكي. وأشار قرار المحكمة إلى ثبوت تورط المخابرات العسكرية التابعة للنظام السوري من خلال الأدلة المتوفرة على دعم جهود تنظيم القاعدة والزرقاوي من خلال جمع الأموال لهما من قبل المدعو (فوزي مطلق الراوي) الذي عينه بشار الأسد عام 2003 أمين حزب البعث الجناح العراقي والذي دعمته الحكومة السورية ومخابراتها العسكرية. وأضافت، أن اعتراف الزرقاوي أن المقيم السوري المدعو سليمان خالد درويش أقدم على تمويل العملية وهو من رتب أمور الجهاديين من القاعدة والزرقاوي للسفر بشكل دوري إلى العراق عبر سوريا، إضافة إلى تلقي الإرهابيين تدريباتهم في الثكنات العسكرية السورية تحت إشراف الجنود السوريين وقد دربوهم على استخدام الأسلحة وبذلك أصبحت قاعدة هامة لتنظيم القاعدة في العراق وبقيت سوريا على نماذج الخارجية الأمريكية المتعلقة بنشر الإرهاب ومركزاً لتسيير أمور الإرهابيين العاملين في العراق. وأكدت المحكمة أنه بناء على ما تقدم أرسل الزرقاوي أربعة انتحاريين إلى عمان ونفذوا عملهم الإرهابي على فندق غراند حياة وفندق رادسون ساس الذي راح ضحيته 55 مدنياً من بينهم الجهة المدعية) والمخرج السوري العالمي مصطفى العقاد (وإصابة أكثر من 110 آخرين، فضلاً عن اقدام الزرقاوي من قاعدته في سوريا في عام 2002 على اغتيال الدبلوماسي الأمريكي لورانس فول». وأدانت المحكمة في الشق المدني المخابرات العسكرية التابعة للنظام السوري بمسؤوليتها عن وفاة الجهة المدعية لينا ومصعب كتعويض جزائي مبلغاً مقداره ( 345622009 ) دولارات قرار صدر بتاريخ 1 آذار 2016 مستندة على ثبوت الادلة الجزائية فًي الحكم بالتعويض. وحملت المحكمة النظام السوري وعلى رأسه بشار ألاسد القائد العام للجيش والقوات المسلحة، خاصة أن المخابرات العسكرية والافراد المتهمين جزء من الدولة السورية نفسها ويتبعون له خاصة في تنفيذ هكذا أعمال إرهابية الأمر الذي هدد الامن والسلم الدوليين وتطلب من المجتمع الدولي شعوباً وحكومات التحرك الجدي والسريع لاجتثاث هذا الإرهابي الخطير ونظامه لما يقوم به من تصدير الهجمات الإرهابية للدول المجاورة لسوريا والمجتمع الدولي كافة ومنعه من الاستمرار في العبث بحياة البشر وإرهابهم الممنهج المتعمد. وأشارت المحكمة إلى أن الطرف المدعى عليه (اي النظام السوري) لم يمثل أمام المحكمة ولم يدافع عن نفسه، ومن خلال هذه الدعوى سعى الطرف المدعي للحصول على حكم غيابي عن الاضرار الناجمة عن الأعمال التي ارتكبها تنظيم القاعدة في العراق والدعم المادي من قبل الجهات المتهمة المذكورة ووفقاً لأسباب التي ستدرج أدناه تم إصدار هذا الحكم غيابياً. وأصدرت المحكمة قرارها بناء على الكثير من التفاصيل الدقيقة الأضرار النفسية والاقتصادية التًي تعرضت لها كلا الأسرتين وبتسبب المتهمين بالوفاة فقد تمت الموافقة على إصدار الحكم النهائي على المتهمين المسوؤلين عن وفاة لينا الذيابات ومصعب خورما وعن جميع الاصابات والمعاناة التي تعرض لها أفراد أسرهم، حيث تم منح المدعين التعويضات المالية عن الخسائر الاقتصادية كتعويض جزائي وإجمالي هذه المبالغ قدره 347622009 دولارات بتاريخ 1 آذار/ مارس 2016. وحسب المحكمة فإن الضحية الأولى المواطنة الأمريكية لينا منصور الذيابات تسعة أعوام كانت جالسة على طاولة في إحدى قاعات الفندق عند وقوع الهجمات الإرهابية أدت إلى مقتلها على الفور، في حين كانت والدة الضحية خارج القاعة أثناء وقوع الهجمات، حيث عانت آلاماً كثيرة نتيجة خسارتها لابنتها، بينما والد الضحية لم يكن موجوداً في عمان ليلة الهجوم لكنه تأثر جداً بمقتل ابنته وتوفي هو الاخر نتيجة إصابته بالاكتئاب وورم في الدماغ. وأضافت أن الضحية الثانية المواطن الأمريكي مصعب أحمد خورما البالغ من العمر 38 عاماً قتل في فندق غراند حياة إثر الانفجار الناتج عن تفجير الانتحاري نفسه بحزام ناسف وقد تأثرت سميرة خورما والدة مصعب بوفاة ابنها وبقيت ترتدي الاسود حتى وفاتها ولا يزال أشقاء مصعب يعانون نفسياً حتى الآن. محكمة أمريكية تجرّم نظام الأسد لرعايته لهجمات إرهابية وقعت في الأردن عام 2005 |
إطلاق سراح الناشطة المغربية نوال بنعيسى ومتابعتها قضائيا بتهمة التحريض على ارتكاب جنايات Posted: 26 Sep 2017 02:20 PM PDT الرباط –« القدس العربي»: قررت النيابة العامة في مدينة الحسيمة متابعة الناشطة في حراك الريف نوال بنعيسى في حالة سراح بتهمة التحريض على ارتكاب جنايات وجُنح طِبقا للقانون الجنائي وحُددت محاكمة الناشطة يوم 23 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل بمدينة الحسيمة. واستدعت الشرطة القضائية بمدينة الحسيمة يوم أمس الأول الاثنين الناشطة البارزة في «حراك الريف» نوال بنعيسى التي تعتبر قائدة الحراك ويطلق عليها «خليفة الزفزافي» للتحقيق معها بعد نشرها تدوينة على فيسبوك «لن أصمت وسأكتب فقد سكت آبائي وسكت أجدادي برغم أنهم حاربوا الاستعمار وأخرجوه من الريف ولكنهم لم يدركوا أنه سيأتي زمن سيكون حكمكم أبغض من الاستعمار». وأضافت «أعدموني انفوني اسجُنوني فلا فرق بين شوارعكم وسجونكم، لا فرق بين حياتنا ومماتنا لا فرق بين ولادتنا واحتضارنا ما دمنا نعيش في وطن يجلدنا، في بلد أنجبنا ليصرعنا، في بلد أذلنا..». وقال رشيد بلعلي منسق هيئة الدفاع عن معتقلي حراك الريف إن القائدة النسائية لحراك الريف نوال بنعيسى تمت متابعتها بتهمة التحريض على الإحتجاج وقد حُددت محاكمة الناشطة يوم 23 أكتوبر المقبل في مدينة الحسيمة. في إشارة إلى تظاهرة عرفتها مدينة إمزورن مساء أمس الأول الأحد. وقال عضو هيئة الدفاع عن معتقلي «حراك الريف»، في الحسيمة ناظر اليحياوي إن عملية الاعتقال جرت الاثنين 25 أيلول/ سبتمبر الجاري، وأن الناشطة لم تشارك في هذه المظاهرات. وكتبت بنعيسى تدوينة فيسبوك بعد الافراج عنها «كل الشكر والتقدير لكل من سأل وتضامن معي، والشكر الخاص للأستاذ المحامي رشيد بلعالي لتطوعه وحضوره معي أثناء تقديمي أمام وكيل الملك». وأضافت «شاءت الأقدار في المغرب أن أكون متهمة ومتابعة في حالة سراح بتهم التحريض، وأطلق سراحي بعد تحديد جلسة محاكمتي في شهر تشرين الأول/ أكتوبر المقبل» وتابعت إن أبناءها الأربعة «شاهدوا مشهدا لم يتوقعوه وعاشوا يوما أسود ولكن ما عسانا نفعل». وكتبت فنانة الحراك في «سيليا» صفحتها على فيسبوك «بعد ما اعتقلت نوال أحسست بالاكتئاب، وتذكرت كل ما وقع معي.. غرقت في النوم وأنا جد حزينة، وها أنا أستيقظ اليوم على خبر حريتها الحمد لله». إطلاق سراح الناشطة المغربية نوال بنعيسى ومتابعتها قضائيا بتهمة التحريض على ارتكاب جنايات |
موريتانيا: الحكومة تنفي إشاعة رفضها اعتماد السفير المغربي المقترح Posted: 26 Sep 2017 02:20 PM PDT نواكشوط – «القدس العربي»: نفى محمد الأمين ولد الشيخ وزير الثقافة الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية أمس إشاعة تدوولت مؤخرا حول رفض موريتانيا قبول حميد شبار المعين من طرف الحكومة المغربية في 25 حزيران/ يونيو الماضي، سفيرا للمملكة لدى موريتانيا خلفا للسفير الراحل عبد الرحمن بن عمر. وأشاعت وسائل إعلام مغربية وموريتانية خبرا عن هذا الرفض بعد التأخر اللافت الذي شهدته إجراءات قبول أو رفض عرض الاعتماد من طرف الحكومة الموريتانية. وأكد الوزير الموريتاني في مؤتمره الصحافي الأسبوعي «»أن السفير المقترح لم يرفض، مبرزا «إن ما يشاع حول رفض اعتماده غير صحيح». وقال «تقدمت المملكة المغربية باعتماد سفير وهو طلب يسير حسب الإجراء العادي وسيكون الرد عليه قريبا إن شاء الله». وردا على سؤال آخر في سياق غير بعيد، تحدث الوزير الموريتاني عن قضية أخرى أشيعت مؤخرا تتعلق بفتح موريتانيا معبرا حدوديا مع الجزائر، بديلا عن معبر الكركرات بين موريتانيا والمغرب. وأضاف الوزير الناطق الرسمي الحكومي «الجزائر دولة شقيقة وصديقة والحدود معها كانت دائما مفتوحة وكل ما في الأمر أن المنطقة الحدودية مع الجزائر أصبحت منطقة عسكرية محظورة، ولذلك كان لا بد من فتح ممر بين موريتانيا والجزائر يكون مؤمنا ومسيرا بطريقة نظامية للمحافظة على تنقل الأشخاص والبضائع والتنقل المتبادل في تلك المنطقة الحساسة». وتسهم هذه التوضيحات التي قدمها الوزير الموريتاني في تسليط الضوء على العلاقات المغربية الموريتانية التي تشهد منذ فترة توترا مستمرا مجهول الأسباب. ومن مظاهر هذا التوتر أن الحكومة الموريتانية لم تعين سفيرا جديدا في الرباط منذ أن تقاعد سفيرها السابق محمد ولد معاوية سنة 2012. وأرجع مراقبون ذلك كله إلى توتر غير معلن في العلاقات بين البلدين، في ظل غياب مبررات أخرى؛ وبدأ توتر العلاقات بين البلدين الجارين في الظهور إلى العلن في إثر قيام حكومة نواكشوط سنة 2011، بطرد مدير مكتب وكالة المغرب العربِي للأنباء من البلاد، وأمهلته 24 ساعة لمغادرة أراضيها، وهو القرار الذي اعتبره المغرب آنذاك، غير ملائم. وعرفت العلاقات الموريتانية المغربية نهاية 2015 توترًا آخر زاد الطين بِلّة، حين قامت موريتانيا برفع علمها فوق مباني مدينة الكويرة التي يعتبرها المغرب جزءًا من ترابه، وتصاعد هذا التوتر بعد اتهامات وجهتها الأوساط المغربية للحكومة الموريتانية بتخليها في نزاع الصحراء عن موقف الحياد وميولها نحو دعم مواقف جبهة البوليساريو. وقد ظلت الحكومة المغربية تتعامل بكثير من الهدوء مع ملف تطور علاقاتها مع موريتانيا، وهو ما أرجعه متابعو هذا الشأن لاضطرار المغرب لذلك حيث أن مصالحه تفرض عليه عدم التفريط في موريتانيا التي تمثل خاصرته الجنوبية، برغم تمكن موريتانيا من خلق توازن مستمر في العلاقات بين جاريها المتخاصمين، المغرب والجزائر. ولا تملك موريتانيا من أوراق الضغط على المغرب سوى ورقتي الموقف من الصحراء الغربية، والعبور البري نحو أفريقيا الذي تهتم به المغرب كثيرا من الوجهتين السياسية والتجارية، وتعتبر ورقتا «البوليساريو» و«العبور»، ورقتي ضغط مهمتين، خصوصا إذا لجأت موريتانيا إلى مسايرة أنشطة البوليساريو في مجالات التنقيب عن المعادن وفي مجال الاستثمار التجاري، أو غامرت بإغلاق المنفذ البري للحدود. وفي مقابل هذا، تملك المغرب أوراق ضغط كبيرة على موريتانيا وإنْ كان الرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي يوصف بأنه «تلميذ الرئيس معاوية»، لا يخضع للضغوط. ومن أبزر الأوراق التي تملكها المغرب في هذا الشأن، العلاقات الاجتماعية الوطيدة جدا بين المغرب ومحيط الرئيس محمد ولد عبد العزيز، وورقة الثقل الروحي الذي تمثله المغرب باعتبارها مركزا للطريقة التجانية ذات الأتباع الكثيرين في موريتانيا، ومن أوراق المغرب تأثيرها الكبير في الدول المجاورة لموريتانيا، خاصة جارتيها السنغال ومالي اللتين تتبعان الإشارة المغربية في كثير من مواقفهما الإقليمية. ويتوفر المغرب كذلك على ورقة المنح الدراسية المقدمة للطلاب الموريتانيين في المغرب وورقة التبادل التجاري مع المغرب الذي تعتمد سوق الفواكه والخُضَر الموريتانية على منتوجاته الزراعية الرخيصة. وقد حولت هذه الأوراق مضافة لاستمرار نزاع الصحراء ولانعكاسات التوتر المزمن بين المغرب والجزائر على موريتانيا، العلاقات الموريتانية المغربية إلى «أسنان منشار». يذكر أن المغرب والجزائر لم يتمكنا في المرحلة التي أعقبت استقلال موريتانيا عام 1960، من بناء تحالفات استراتيجية ثابتة وغير قابلة للاهتزاز مع هذه الدولة ذات الموقع الاستراتيجي في المنطقة التي تعتبر جسرا بين المغرب العربي وأفريقيا، ولا يُرجَّح أن يقع ذلك على الأقل في المستقبل القريب، وذلك بسبب التغييرات السياسية المتتالية التي عرفتها موريتانيا خلال الأربعة عقود الماضية، مع ذهاب أنظمة ومجيء أخرى، وهو ما يضطر السياسة الخارجية للمملكة المغربية والجزائر إلى تغيير أدوات التعامل الدبلوماسي مع موريتانيا بشكل متواصل، بسبب المتغيرات الداخلية في موريتانيا وما يتبعها من مواقف في سياساتها الخارجية. موريتانيا: الحكومة تنفي إشاعة رفضها اعتماد السفير المغربي المقترح عبدالله مولود |
الجهاد الإسلامي تنتقد بحدة دعوات التطبيع مع الاحتلال الصادرة من وزير الخارجية السعودي وملك البحرين Posted: 26 Sep 2017 02:19 PM PDT غزة ـ «القدس العربي»:وجهت حركة الجهاد الإسلامي انتقادات لاذعة لدول عربية، بعد أن وجهت لها تهمة «التطبيع» مع الاحتلال، وخصت منها السعودية والبحرين، على خلفية تصريحات مسؤولي تلك الدول التي دعت لإنهاء الصراع مع إسرائيل، ووقف مقاطعتها. وقالت الحركة في بيان لها تلقت «القدس العربي» نسخة منه، إنها تابعت مؤخرا تصريحات عدد من المسؤولين العرب التي حاولوا من خلالها «التودد للكيان الصهيوني وإظهار حسن نواياهم تجاهه». وذكرت أن من بين تلك التصريحات قول وزير خارجية السعودية إنه «لا يرى مبرراً لاستمرار الصراع العربي الإسرائيلي»، وكذلك دعوة ملك البحرين لـ «عدم مقاطعة» إسرائيل، التي قالت إن قادتها يسعون لـ «تفجير المنطقة برمتها وتغذية الانقسامات وفصل أجزاء عزيزة من عالمنا العربي». ونقل عن عادل الجبير وزير الخارجية السعودي قوله قبل أيام في الأمم المتحدة، مطالبته بضرورة إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، مؤكدا أنه بات أطول نزاع في الوقت الحاضر، وسبق ذلك أن كشف النقاب عن دعوة أطلقها ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة لإنهاء المقاطعة العربية لإسرائيل. هذا ودعت حركة الجهاد الإسلامي من وصفتهم بـ «المتهافتين على الصلح مع الكيان الصهيوني وإقامة العلاقات معه»، إلى «إطفاء حروب المنطقة». وتساءلت الحركة في بيانها وهي تنتقد هذه الجهات التي تدعو للتطبيع «أليس الأجدر والأولى إظهار مودتكم وإنسانيتكم لإطفاء الحروب التي أشعلتموها جنوباً وشمالاً فدمرت البلاد وأحرقت الأوطان وشردت الإنسان». وأضافت «أم أنكم تسترون عوار سياساتكم وخطاياكم باسترضاء أمريكا طلباً لنشر السلام، أم هي مصالح العرش والحكم والسلطة المقدمة على تطلعات الشعوب وأمانيها؟». ودعت حركة الجهاد الإسلامي باسم «كل فلسطيني حر» يرفض التفريط في أرضه ومقدساته هؤلاء لأن يكفوا أيديهم عن «العبث» بالقضية الفلسطينية. وقالت «إذا كنتم عاجزين عن الوقوف مع شعبنا وإسناد حقه في المقاومة والنضال لاستعادة حقوقه ، فلا تغسلوا أيدي العدو الملطخة بجرائم قتل شعبنا واغتصاب أرضنا، عبر سياسات الهرولة والتطبيع». وأكدت أن الأجيال «لن تغفر ولن تنسى». وقالت إنه «سيأتي اليوم الذي يكون شاهداً على إحقاق الحق ودفع ثمن كل قطرة دم سفكها الغاصبون الصهاينة في ظل الصمت العربي والتواطؤ الدولي». وأشارت الحركة إلى أنها ستبقى مع الشعب الفلسطيني وكل قواه الحية ترفع «لواء الدفاع عن أرض فلسطين المباركة وعن القدس والمسجد الأقصى المبارك رغم كل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، ورغم كل المؤامرات وتكالب القوى الظالمة على أمتنا وشعبنا وقضيتنا». إسرائيل ترفض وقف بيع السلاح لبورما رغم ارتكابها جرائم حرب الجهاد الإسلامي تنتقد بحدة دعوات التطبيع مع الاحتلال الصادرة من وزير الخارجية السعودي وملك البحرين |
رئيس نادي الأسير الفلسطيني لـ«القدس العربي»: إسرائيل تسير نحو الفاشية والعالم ضجر من الاحتلال Posted: 26 Sep 2017 02:19 PM PDT رام الله ـ «القدس العربي»: توجه النائبان في الكنيست «البرلمان» الإسرائيلي روبرت اليطوف عن حزب يسرائيل بيتينو وامير اوحانا عن الليكود، الى رئيس لجنة الداخلية البرلمانية النائب دافيد إمسلم من الليكود كذلك، وطلبا منه إجراء نقاش عاجل حول شروط اعتقال الأسرى الفلسطينيين في اسرائيل. وجاء هذا التوجه في أعقاب التقرير الذي نشرته صحيفة «يديعوت احرونوت» حول قرار حوالى 40 عائلة يهودية، تأسيس جمعية جديدة لمحاربة وتشديد الشروط التي يتم توفيرها للأسرى الفلسطينيين في السجون. وكتب اليطوف واوحانا في رسالتهما: «نرى أهمية عليا في منح العائلات الثكلى التي فقدت أغلى ما تملك إمكانية عرض مطالبها أمام بيت المشرعين ومساعدتها في نضالها العادل. نأمل ان ترى في هذا التوجه أمر الساعة وتعقد جلسة لمناقشته بالسرعة الممكنة». وكتب: «منذ سنوات تدعو كتلتنا يسرائيل بيتينو الى فرض عقوبة الإعدام. الفكرة التي تم التعامل معها في البداية كغير قابلة للتطبيق، من قبل غالبية كتل الكنيست، دخلت بشكل تدريجي الى الإجماع السياسي الاسرائيلي بينما دخلت منذ زمن الى إجماع الجمهور الاسرائيلي». ورد قدورة فارس رئيس نادي الأسير الفلسطيني على مطالبات الأحزاب الإسرائيلية بتشديد العقوبة على الأسرى الفلسطينيين، أن «إسرائيل منذ سنوات بدأت تنحرف بشكل حاد نحو حالة يمينية فاشية متطرفة، وهذا بدأ من قبل مجموعة من الأفراد في الأحزاب اليهودية ثم أصبحت حالة عامة يعيشها المجتمع الإسرائيلي». وأضاف في حديث مع «القدس العربي» أن الشعب الفلسطيني لا يستطيع النظر إلى قضاياه بشكل «متقطع»، أي أن يفصل كل قضية عن القضايا الأخرى، لأن هذه التحولات في إسرائيل هي مؤشرات لخطر داهم يتعرض له الشعب الفلسطيني. واعتبر أن الرد الطبيعي والفطري والتلقائي الذي يجب أن يكون هو تحصين الحالة الوطنية، تحصينها بالبرنامج النضالي المناسب الواقعي والجريء والشجاع، وتحصين الحالة الفلسطينية من خلال نبذ الخلافات وتعزيز دور المؤسسات، أي العمل على التحشيد انطلاقا من إرادة الشعب، والتوقف عن العمل بطريقة عشوائية أو ارتجالية. وقال إن للفلسطينيين أصدقاء كثيرين حول العالم إلى جانب نضال الفلسطينيين يفترض الاستفادة من هذه الشبكة الواسعة من العلاقات حول العالم، خاصة وأن العالم قد ضجر من الاحتلال الإسرائيلي، وهذه مسائل يمكنها مساعدة الفلسطينيين في هذا الملف. وفيما يتعلق بمخصصات الأسرى الفلسطينيين خاصة بعد حديث للسفير الفلسطيني في واشنطن حسام زملط، قال فيه إن القيادة الفلسطينية لا يمكن أن تتوقف عن دعم هذه الفئة الهامة من الشعب الفلسطيني، وإن أصبحت هذه القضية وراء ظهرنا كفلسطينيين، قال فارس «المفروض أن يكون هذا الموضوع وراء ظهرنا كفلسطينيين لكنه لن يكون وراء ظهر الحكومة الإسرائيلية والتيارات المختلفة التي تقود التحريض ضد الأسرى الفلسطينيين». وأكد أنه من الجيد أن يكون هناك موقف مبدئي لدى الفلسطينيين في هذه القضية ويجب أن يعتاد علينا العالم بموقفنا المبدئي من هذه القضية بالتحديد. لكن هذه القضية لن تغيب عن المشهد بل ستكون حاضرة عند كل عملية فدائية وعند كل استحقاق سياسي، ويبدو أن إسرائيل ستحوله إلى مطلب مبدئي ليكون من أكبر العقبات أمام أي تقدم سياسي، وسيصادفنا مراراً وتكراراً في المرحلة القادمة. في غضون ذلك فرضت المحكمة العسكرية الإسرائيلية حكما بالسجن المؤبد على امجد حامد، عضو الخلية التي قتلت ملاخي روزنفيلد في تموز 2015. كما فرضت عليه دفع تعويضات بحجم 325 ألف شيكل، و25 ألف شيكل غرامة. وكانت العملية التي قتل فيها روزنفيلد قد أسفرت أيضا، عن إصابة ثلاثة من رفاقه. كما أدين بالضلوع في محاولتين فاشلتين لتنفيذ هجومين فدائيين. وكانت المحكمة قد فرضت في مطلع العام حكما بالسجن المؤبد وثلاث سنوات أخرى سجنا ، ودفع تعويضات بحجم 325 ألف شيكل، على عضو آخر في الخلية هو عبد الله اسحاق، فيما تواصل المحكمة النظر في لائحة الاتهام ضد متورط ثالث في العملية. وكان أعضاء الخلية قد فتحوا النار في تموز/يوليو 2015 على السيارة التي سافر فيها روزنفيلد ورفاقه، بالقرب من محور شيلو – الون القريب من مدينة نابلس، وأصيب روزنفيلد بجراح بالغة توفي متأثرا بها في اليوم التالي. رئيس نادي الأسير الفلسطيني لـ«القدس العربي»: إسرائيل تسير نحو الفاشية والعالم ضجر من الاحتلال فادي أبو سعدى: |
الحكومة المغربية تعتزم فتح حوار مع النقابات المركزية والأخيرة تبدي تفاؤلها Posted: 26 Sep 2017 02:18 PM PDT الرباط – «القدس العربي»: تعتزم الحكومة المغربية فتح حوار مع النقابات المركزية الأكثر تمثيلية بهدف معالجة القضايا الاجتماعية في البلاد. وأكد رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، إلتزام الحكومة برفع مستوى الحوار والتواصل مع مختلف الفاعلين الاجتماعيين والاقتصاديين إلى مستوى المشاركة والتعاون برغم الظروف الصعبة دوليا وإقليميا، وأضاف في المجلس الحكومي المنعقد أمس الأول الخميس إن جولات الحوار التي انطلقت هذا الأسبوع مع الفاعلين الاجتماعيين والاقتصاديين كانت إيجابية وما هي إلا البداية. وشدد خلال لقاء جمعه وممثلي النقابات المركزية، على إلتزامه بالمضي في معالجة مختلف قضايا البلاد بمنطق المشاركة وتجاوز الصعوبات، داعيا أعضاء الحكومة إلى الرفع من مستوى العمل والإنجاز والتفاعل مع حاجيات المواطنين والمواطنات، مشيدا بالزيارات الكثيرة التي يقوم بها الوزراء لتتبع المشروعات التنموية في مختلف مناطق المغرب. وعبر ممثلو النقابات، الذين حضروا اللقاء (الاتحاد المغربي للشغل، الكنفدرالية الديمقراطية للشغل، الاتحاد العام للشغالين بالمغرب والاتحاد الوطني للشغل بالمغرب) عن رغبتهم في أن يكون الحوار الاجتماعي في فترات سابقة مهددين بالتصعيد في حال ما بقي الوضع على ما هو عليه. وطالبت النقابات، بأن تتم مناقشة الملف المطلبي بشكل مباشر بين النقابات ورئيس الحكومة، عوض القطاعات الوزارية. ودعا علي لطفي الكاتب العام للمنظمة الديمقراطية للشغل، إلى حوار جدي مع النقابات، والخروج باتفاق يكون في مصلحة طبقة الشغيلة المغربية، على رأسها تنفيذ ما تبقى من اتفاق 26 نسان/ أبريل قبل الشروع في أي حوار، إضافة إلى إصلاح نظام التقاعد والزيادة في الأجور والحرية النقابية. وقال لـ «القدس العربي» بضرورة تصحيح ما اعتبرها الاختلالات المزمنة للصندوق المغربي للتقاعد، من خلال صياغة مشروع إصلاح حقيقي لمنظومة التقاعد برؤية شاملة لتحقيق توازن مالي مستدام لمنظومة التقاعد، من دون الاجهاز على معاشات الموظفين والموظفات. ويعتبر ملف إصلاح التقاعد بالمغرب، من الملفات الشائكة التي لا زالت تثير جدلا، وبرغم أن حكومة بن كيران السابقة صادقت على عدة مشروعات قوانين تهم إصلاح منظومة التقاعد، وتروم الإصلاح الاستعجالي لنظام المعاشات المدنية، والرفع من الحد الأدنى للمعاش، وتوسيع التغطية في مجال التقاعد، إلا أن النقابات المركزية اعتبرت أن في ذلك تأجيل لأزمة الصندوق المغربي للتقاعد، عوض حلها ووضع حلول جذرية للاختلالات التي تعرفه أنظمة التقاعد. وحملت اتحادات عمالية الدولة المغربية مسؤولية ما آل إليه وضع صندوق المعاشات، بسبب عدم وفاء الدولة بمساهماتها في سنوات سابقة وتراجع الدولة عن التوظيف في القطاعات الحكومية. الحكومة المغربية تعتزم فتح حوار مع النقابات المركزية والأخيرة تبدي تفاؤلها فاطمة الزهراء كريم الله |
مهرجان «الجونة السينمائي» المصري يواجه تهمة التطبيع مع إسرائيل Posted: 26 Sep 2017 02:18 PM PDT القاهرة – «القدس العربي» : يواجه مهرجان «الجونة السينمائي»، الذي بدأت فعاليات دورته الأولى في مصر التي انتقلت في الثاني والعشرين من الشهر الجاري، تهمة التطبيع مع الكيان الصهيوني، وذلك بسبب استضافة المخرج اللبناني زياد الدويري، الذي يشارك فيلمه « القضية 23» في المسابقة الرسمية للمهرجان. وكان الدويري قد تم توقيفه من قبل الشرطة اللبنانية بتهمة التطبيع مع الكيان الصهيوني، بعد أن صور فيلم «الصدمة» داخل إسرائيل وبمشاركة ممثلين إسرائيليين ومنع عرض الفيلم في لبنان، كما طالب مكتب مقاطعة إسرائيل التابع للجامعة العربية الدول الأعضاء بمنع عرضه في الصالات المحلية، كما قررت الجامعة العربية منع عرض الفيلم في الدول الـ22 الأعضاء في الجامعة. وامتنع وزير الثقافة اللبناني عن تقديم ترشيح الفيلم باسم لبنان لجائزة الأوسكار، في حين فاز بجائزة الجمهور وجائزة النقاد الخاصة في الدورة 17 من مهرجان كولكوا للفيلم الفرنسي في هوليوود. يتناول الفيلم «الصدمة» قصة جراح عربي إسرائيلي يدعى أمين الجعفري كان مثالا لنجاح التعايش العربي – الإسرائيلي في المجتمع اليهودي. واكتشف أمين أن زوجته سهام التي أحبها كانت منفذة هجوم انتحاري أودى بحياة 17 طفلا في حفل عيد ميلاد. يبدأ الفيلم بمشهد يجري فيه تكريم أمين في عمله في احتفال يلقي فيه بكلمة عن التعايش العربي – اليهودي ليجد نفسه في اليوم التالي محتجزا للاشتباه في أنه زوج إرهابية. وتفرج الشرطة عنه في النهاية بعد أن تتأكد من أنه لم يكن يعلم شيئا عن الهجوم، ويتساءل الجراح عن السبب الذي دفع سهام – زوجته على مدى 15 عاما – لفعل هذا. يتتبع أمين الخيوط التي يمكن أن تقوده إلى فهم ما حدث ويذهب إلى نابلس حيث يجد ملصقات على الجدران تمجد سهام بوصفها شهيدة ويعامله سكان المدينة على أنه انتهازي سياسي. ويتوجه إلى جنين، حيث نفذت إسرائيل عملية عام 2002 خلفت عشرات الشهداء الفلسطينيين ويقدم الدويري مشهدا قال إنه يرمي لإظهار أن أمين أدرك الدافع الذي دفع زوجته لتنفيذ هجومها. ويدرك أمين أيضا أنه بينما كان يشعر أنه جزء من المجتمع الإسرائيلي كانت زوجته تشعر أنها غريبة عنه. وأثار الفيلم بالفعل ردود فعل حادة في العالم العربي، واتهمت بعض وسائل الإعلام الجزائرية الدويري بتحريف الرواية الأصلية، التي كتبها الجزائري ياسمينة خضرا كما اتهمه إسلاميون مغاربة بأنه موال لإسرائيل، وكان معظم الحوار في الفيلم بالعبرية. وفي فيلمه الجديد «القضية 23» الذي يشارك في «الجونة السينمائي» يناقش الدويري قضية العلاقة بين اللبنانين وبين اللاجئين الفلسطينين ، حيث يدور الفيلم حول طوني (عادل كرم) صاحب مرآب لتصليح السيارات وزوج ينتظر مولد طفله الأول. يقيم في منطقة فسوح ذات الأغلبية المسيحية في بيروت. ونعرف من خطب بشير الجميل، السياسي الراحل، الذي كان قائدا عسكريا للقوات اللبنانية، التي يستمع إليها طوني بصورة شبه دائمة في ورشته، انتماءه الحزبي والسياسي وتعصبه لهذا الانتماء. ذات يوم يتم تكليف المهندس ياسر (كامل الباشا)، الذي يعمل في شركة كلفتها إدارة الحي بترميم المنازل، بتفقد المخالفات في الشارع حيث يقيم طوني. ياسر فلسطيني يقيم في مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان. ويتصادف مرور ياسر مع سقي طوني للزرع في شرفته ويتساقط الماء من الشرفة ليغرق ثياب ياسر. ويتصاعد الخلاف سريعا بين الجانبين ويخرج عن إطار السيطرة ويصل إلى الجملة الحاسمة التي أنذرت بفيض من الغضب في البلاد، حيث يقول طوني في فورة غضبه لياسر: «يا ريت شارون محاكن عن بكرة ابيكن». يتخذ دويري من هذه الجملة وتداعياتها وبكل إحالاتها للحرب الأهلية اللبنانية نقطة بداية. وينتقل الفيلم إثر ذلك إلى دراما تدور أحداثها في قاعة المحكمة، وتتحول المحاكمة من محاولة البت في حادث فردي إلى البت في تاريخ الحرب الأهلية اللبنانية بأسرها. لكل من الجانبين جروحه الدفينة التي يبقيها سرا في محاولة العيش في الحاضر ولكن الماضي يكمن في أصغر التفاصيل ويمكن أن يطفو إلى السطح بسبب كلمة. في ساحة المحكمة تتطور أبعاد القضية لتنتقل من المستوى الشخصي لتصبح قضية رأي عام وقضية دولة بأسرها بعد تدخل محامٍ كبير (كميل سلامة) للدفاع عن طوني وعن وجهة نظره في القضية. ويتدخل المحامي، الذي سبق أن تبنى مكتبه قضايا للدفاع عن عدد من كبار المسؤولين من نفس الاتجاه السياسي، الذي يمثله طوني، لا للدفاع عن طوني كشخص ولكن للدفاع عنه كمبدأ وكتوجه وكوجهة نظر، ويصب كل ما في جعبته من خطب مفوهة لتأجيج المحاكمة ولصب المزيد من الوقود على النار. مهرجان «الجونة السينمائي» المصري يواجه تهمة التطبيع مع إسرائيل فايزة هنداوي |
حتى تكتمل فرحة السعوديين Posted: 26 Sep 2017 02:17 PM PDT من يكره الفرح؟ لا أحد والسعوديون من بينهم بالتأكيد. فرحة هؤلاء بعيدهم الوطني هذا العام اكتسى نكهة خاصة غير معهودة، خرج فيها كثيرون عن «طورهم» المحدد قانونا وعرفا عندهم، ارتفع صوت الأغاني ورقص الشباب واختلطوا بالشابات في مشهد لم يعهدوه أبدا ولم يعهد عنهم. لذلك قيل في هذا الفرح وما صاحبه ما لم يقل عن أي فرح «عادي» آخر. «ما يحدث اليوم في السعودية هو تصفية حسابات بين هيئة الترفيه وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..التغيير الحقيقي والمنشود لم يولد بعد»، هكذا مثلا علقت الصحافية السعودية المقيمة في باريس إيمان الحمود في تغريدة لها على حسابها في «تويتر». كثيرون داخل السعودية أو خارجها لهم نفس الرأي ربما، سواء عبروا عنه أو كتموه، لأن الفرح عندما يأتي يأتي كـــ «قرار رسمي» لا علاقة له بالعفوية أو بالحراك المجتمعي الطبيعي، وفي سياق سياسي محدد داخليا وخارجيا، فهو إلى الحسابات السياسية والتنفيس المؤقت أقرب. ليس سهلا أن تغير مجتمعك فجأة، والمجتمعات على كل لا تتغير بضغطة زر ولا باجراءات ظرفية مؤقتة، أما إذا كان ما جرى هو بداية تلمس طريق «العلمانية»، كما رُوج لها مؤخرا عن السعودية بلسان الإماراتيين، فالمسألة ما زالت بعيدة جدا. العلمانية ليست مظاهر مجتمعية مزاجية عابرة، إنها ذهنية حكم ومجتمع، لا تنفصم عن الديمقراطية والحريات العامة والفردية، إنها نظام متكامل تُحضّــر له الذهنيات والقوانين على امتداد عقود وتمهد له مجموعة روافد أهمها التربية والتعليم. كل «الكوابيس» التي أحاطت بها السلطات السعودية مجتمعها لعقود ستخرج لها الآن لترتطم بأية رغبة للتغيير، سواء كانت صادقة أو مزيفة: خذ التعليم مثلا : تقليدي منغلق، لا تدرس فيه الفلسفة مثلا ولا عصر الأنوار في أوروبا ولا الثورات الكبرى في العالم ولا يشجع على إعمال العقل ولا يقدم أي فكر نقدي حتى داخل الفضاء الإسلامي فلا حديث عن المجددين والمجتهدين الكبار ولا عن المدارس الفكرية الكبرى والمذاهب المتعددة. تعليم لا اختلاط فيه… ولا إعلاء لقيم الحرية والتعددية وحق الاختلاف، ولا حديث عن القيم الكونية في مجال حقوق الانسان ومعاني التسامح وغير ذلك. خذ طبقة رجال الدين مثلا، وهي طبقة بأتم معنى الكلمة بمصالحها ورموزها ورعاتها. هؤلاء متطابقون إجمالا في تبرير أي شيء للحاكم وفي فهم محدد للدين، يحمّله كثيرون مسؤولية إنتاج الفكر الديني المتشدد لأنه ببساطة يلقن الناشئة على أن لا إسلام إلا هذا الذي يقدم له في المناهج وما عداه ضلال مبين، فكر إقصائي بامتياز يعتقد أنه محتكر للحقيقة المطلقة. هذا الفكر استطاع عبر سنوات التسلل إلى أكثر من دولة عربية وإسلامية وفي أوروبا وافريقيا وآسيا، عبر أئمة ومجلات ومنشورات وقنوات لم يتم تسليط الضوء عليها إلا مع بداية الخوض هذه الأعوام في المرتكزات الفكرية للتطرف والإرهاب باسم الدين وخاصة منذ 11 أيلول/سبتمبر 2001. خذ المجتمع مثلا، تتدخل «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» في كل تفاصيل حياة أفراده، مع استهداف خاص للمرأة في مناح عديدة، لا قيمة هنا لشيء اسمه الحياة الخاصة وحرمتها، حتى وإن كانت بين جدران بيتك. أما التعامل مع المقيمين الأجانب ففيه الكثير من الحيف إلى حد حرمانهم من ممارسة شعائرهم الدينية، كما أن لا مساواة أمام القانون بينهم وبين غيرهم من أبناء البلد، بل لا مساواة أصلا بين المواطنين أنفسهم فطبقة الأمراء يحل لها ما لا يحل لغيرها…و لا فائدة هنا في التفصيل. خذ وخذ وخذ… كل هذا يحتاج إلى تغيير جذري وتدريجي مدروس. لا يمكن أن تحصل على سيارة جديدة بمجرد صبغها وتغيير عجلاتها. جيد ان تبدأ السعودية في مسار كهذا، رغم ما ستلاقيه من عنت داخلي بالخصوص هي من زرعت بذوره لعقود. أي مؤمن بحتمية مثل هذا التغيير، الذي لا يتنافى مع خصوصية البلد بالمناسبة، لا يمكن إلا أن يتمنى لها النجاح لكن هذا النجاح لن يتم إلا إذا كانت الخطوات صادقة ومدروسة لا مناكفة فيها، ولا استجلابا لمرضاة هذا أو ذاك، ولا هي بالغطاء الظرفي لتمرير مخططات ما. الاصلاح الحقيقي قد يكون هو البداية لرفع تهمة الإرهاب والظلامية والرجعية على أمة كاملة أخذت بجريرة هؤلاء في الغالب. السعودية في حاجة إلى مشروع نهضوي كامل لا خفة فيه ولا رياء. أما نظام الحكم الذي سيقود هذا التغيير فيحتاج هو الآخر، وقبل أي شيء أخر، تعديلا عميقا حتى يصبح مؤهلا وقادرا على تغيير بهذا الحجم. لا شك أن السعودية، بعد سنوات طويلة من التكلس وشيخوخة القيادة، تحتاج إلى نفس جديد وتعديل للبوصلة. كل التوفيق للسعودية إذا ما أرادت فعلا مثل هذا النهج، لكنَ أمرا جللا كهذا يحتاج إلى رؤية متكاملة ولا يأخذ بمزاجية أو نزق أو ارتجال…. تعديل البلد يختلف تماما عن مجرد تعديل الغترة. ٭ كاتب وإعلامي تونسي حتى تكتمل فرحة السعوديين محمد كريشان |
صبر «أيوب» الأردني Posted: 26 Sep 2017 02:16 PM PDT تستحق صفة «الصبر» رفع القبعة احتراما للمواطنين الأردنيين الذين يُظهرون قدرا كبيرا من المسؤولية حرصًا على البلاد والعباد والدولة، أكثر من عشرات النخب وأصحاب الرأي المراهق، وفي بعض الأحيان أكثر من الحكومة نفسها، وعشرات المسؤولين الذين أغلقوا آذانهم ولا يريدون الإصغاء لمقترحات بديلة أو لآهات الألم. الأردنيون على المستوى الشعبي إزاء اختبار حساس في غاية الأهمية هذه الأيام الصعبة.. هذا ما تقوله ضمنيا سلسلة من المواقف والتصريحات والإفصاحات المَلِكِية والرسمية للشعب الصابر بعد أن «تخلى الصديق والشقيق» عن مساعدة الأردن. نفهم الآن ما الذي قصده مخضرم سياسي وطني من وزن الدكتور ممدوح العبادي، عندما قدم قبل أشهر الشكر علنًا للشعب الأردني الصبور الذي تحمل الألم وواجه ارتفاع الأسعار وتكلفة المعيشة بالسهر على الأمن والاستقرار وتجنب الاضطراب بعدما أعلنت الحكومة ارتفاعا طفيفا في النمو الاقتصادي من جراء برنامجها الإصلاحي القاسي سابقًا. نعم؛ نرفع القبعات احتراما لأخلاقيات وصبر «أيوب الأردني» من مختلف مكوناته. ونعلم مسبقا أن المواطن الغلبان الفقير الأقل دخلًا سيتحمل الوجبة المقبلة من عبء الضريبة.. ذلك واضح لا لبس فيه، ونأمل أن لا يسمح شعبنا الطيب لأصحاب الأجندات ورموز الإحباط والاحتقان التسلل إلى تلك المنطقة التي تختص بالحرص على مؤسسات الوطن وتحافظ على هيبة القانون وتحيط المؤسسات الوطنية في الدولة كما تحيط الأم طفلها الوحيد. يبدو أن الظروف أكثر من صعبة، بدليل أن مؤسسة القصر المَلِكِي تدخلت عدة مرات لتصارح الناس بالواقع واعدة بمساعدة الطبقتين الفقيرة والوسطى. تحدثت المرجعية المَلِكِية مرتين في الموضوع، وكانت تلك إشارة ملموسة مباشرة إلى صعوبة الوضع المالي، وهي بكل حال إشارة لا تترك الحكومة وحيدة في مضمار المواجهة مع الناس، وتحاول مساعدتها بل إنقاذها. الخطاب المَلِكِي استعرض الظروف الصعبة التي ألمّت بالمنطقة منذ عام 2011، وأعلن عمليا أن الرهان على المساعدات لم يعد قائما وزادت الرواية الأردنية لتعلن أن الرهان أيضا على المجتمع الدولي قد لا يكون قرارا حكيما، فقد قالت المرجعية بوضوح إن العالم متهم اليوم بـ «التقصير مع الأردن». وسمع الأردنيون وليّ عهدهم الأمير الشاب المبشر بالخير يتحدث على منابر الأمم المتحدة مؤشرا بصراحة إلى الخذلان الذي واجه الأردنيين في مسألة المجتمع الدولي، حين قال: إن التعاطف مع الأردن وتقدير دوره في خدمة الإنسان لا يبني مدارس جديدة ولا يدعم ميزانيات. الموقف أكثر من واضح ويوجه نداء ضمنيا للأردنيين لإظهار المزيد من الصبر في المرحلة المقبلة. «أيوب الصابر» وسط الأردنيين لا يزال يتجول بينهم ويظهر قدرا كبيرا من المرونة، ومستعدا للتضحية، إذا ضربت النخب الأردنية مثالًا وسبقته في التقشف وتوقفت تماما تلك المناورات والمبادرات التي تصر على تسويق الدولة الرعوية باعتبارها آلية حكم منصفة وعادلة، وإذا ما توقف الإنكار وضربت السلطة مثالًا حيويًا للناس في الشفافية التي لا تتعلق فقط بمستقبلهم المالي السيئ المقبل، ولكن بمراجعة السياسات التي قادت أصلا إلى مثل هذا المستقبل. صاحبنا أيوب الأردني صابر ويمكنه الصبر أكثر. لكنه اليوم يطرح اسئلة مشروعة ويحتاج لإجابات. ومن الضروري أن تنتبه دوائر المسؤولية في الحكومة لأن احتواء الموجة المقبلة من تداعيات انخفاض الدخل وارتفاع الأسعار وتكلفة المعيشة يحتاج إلى ما هو أكثر من «التذمر» وتوجيه اللوم للمجتمع الدولي، واستعراض الظروف العامة والخيارات التي كانت أقرب إلى مغامرات. أبلغني مخضرم وطني من وزن الفاضل عون الخصاونة في حديث عميق أن المجتمع الدولي أصلا «كذبة كبيرة» على أساس أن واشنطن فقط هي هذا المجتمع. العالم «قبيح» ومؤخرا يكشف للأردنيين عن قباحته وينكر دورهم ويتخلى عنهم. النظام العربي الرسمي أيضا قبيح، ليس فقط لأنه مليء بالصراعات على حساب الأمة، ويؤمن بالفرقة والحصار، ويفتك بعضه ببعض ويتخلى عن الأردنيين كما تخلى سابقًا عن الفلسطينيين والسوريين. لكن السؤال عن تلك السياسات والرهانات التي حشرت مصالح الأردنيين ورهنت حياتهم وسط هذه البركة من القبح. مسؤولية مَنْ بصورة محددة في جهاز الحكومة توفير «البديل الفوري» عن الغاز المصري الذي انقطعت إمداداته في وقت مبكر؟ مسؤولية مَنْ وسط نخب وأدوات الحكومة الارتفاع بمستوى الاحتراف حتى نقطف الثمار في مقايضة اللاجئين؟.. لِمَ قدمت الحكومة رهاناتها على مسألة اللاجئين السوريين مجانا بأداء بائس لمن أداروا ظهرهم لأيوب الأردني اليوم؟ ثمة أسئلة كثيرة موجعة في قلب المواطن الأردني الغلبان، وثمة زهو طوال الوقت في إدارة خطأ للمشهد الإقليمي على مستوى المنطقة، وإخفاق في رسم البدائل والسيناريوهات نتج عن وجود مراهقين في الإدارة السياسية وغياب المثقفين والمفكرين وطبقة رجال الدولة الخبراء. مِن الذي اقترح وضع البيض الأردني الأساسي في سلة إسرائيل ــ في ملفي المياه والطاقة ــ قبل أن يتلمس الجميع الانقلاب الإسرائيلي على الأردن والأردنيين؟. لِمَ أدارت الحكومة الأردنية طوال الوقت اتصالاتها مع الجميع بغرور الادعاء بأن عمّان وحدها من دون بقية العواصم تستطيع التحدث مع الجميع بالوقت نفسه، فيما تبين الآن أن الجميع لا يريدون مساعدة عمّان اليوم ولا يتفهمون ظروفها؟. قد لا يكون من الحكمة طرح هذه التساؤلات والتركيز عليها، الآن حسب رأي الكثير من أصحاب الرأي.. نختلف مع هذا الاجتهاد ونؤمن بأن بداية الاستيعاب والهضم بإظهار جرأة الإقرار بحصول أخطاء في: أولًا ملف «الأدوات»، وثانيًا آلية إقرار السياسات. قد لا يحصل ذلك. وليس من الحكمة استعجاله ولا يوجد ملاذ أمام أيوب الأردني اليوم إلّا بإظهار المزيد من الصبر والمقاومة الإيجابية والتمسك بحسن النوايا والالتفاف حول المؤسسات وتسليفها مجددا الثقة حتى يغادر الجميع منطقة الأزمة. وندائي للأردنيين جميعا: التفوا حول بعضكم ومؤسسات الدولة ولا تسمحوا لليأس بالعبور، فالأردن أغلى من الجميع. ٭ إعلامي أردني من أسرة «القدس العربي» صبر «أيوب» الأردني بسام البدارين |
لماذا نستفتى في التقطيع ونستثنى في التطبيع؟ Posted: 26 Sep 2017 02:16 PM PDT دعونا مما كتبته قبل أيام صحيفة «معاريف» الإسرائيلية بشأن إعلان ملك البحرين رفضه للمقاطعة العربية للكيان الاسرائيلي، وإقراره في المقابل بما اعتبره «حق مواطنيه» في زيارة المحتل.ومما قاله إمام الحرم المكي من أن «المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الامريكية هما اليوم قطبا العالم في التأثير ويقودان العالم والانسانية بقيادة خادم الحرمين وبقيادة الرئيس الامريكي إلى مرافئ الامن والسلام والاستقرار والرخاء»، ومما رأيناه خلال اللقاء العلني الاول للسيسي بنتنياهو من ابتسامات حميمية غير مسبوقة. دعونا من كل ذلك الغثاء الذي لا يقدم ولا يؤخر بالنهاية في شيء، ودعونا أيضا من شلال الكلام العسلي الذي جرى فجأة من دون أي مقدمات، أو إشارات تثبت خط سيره أو تدل على مصبه ومنتهاه، قاذفا فكرة هلامية حول وجود فرصة جدية وأخيرة للسلام، وحول أن الآمال في حل الدولتين ووضع حد لمعاناة الفلسطينيين لم تندثر بعد، بل صارت اليوم أقرب من أي وقت مضى في السابق. ولنلتفت بدلا من ذلك للأخطر والأهم ونسأل أنفسنا بوضوح واختصار لماذا يراد لنا أن نظل دوما وإلى الأبد في صفوف المشاهدين الهاتفين والمشجعين لما يجري من حولنا من صفقات ومؤامرات ومخططات، حتى إن لم نكن راضين عنها، أو موافقين عليها؟ ولماذا يفرضون علينا الديمقراطية فرضا، ويطلبونها منا متى أعلنا الرغبة في الانقسام والانفصال عن دولنا ويمنعونها عنا ويقولون بأنها ليست ضرورية، أو مطلوبة، كلما فكرنا في أن نحدد بإراداتنا لا بإراداتهم موقفنا من التطبيع مع إسرائيل؟ لننظر إلى كل تلك التلميحات والوعود التي تطلع بين الحين والحين كالفقاقيع، ألا تبدو لنا شبيهة ولو بعض الشيء بوعد بلفور المشؤوم، عدا إن بلفور الجديد ليس إنكليزيا هده المرة، بل عربيا أبا عن جد؟ ألا يمنح حكامنا الذين لا حق لهم في تقرير مصيرنا ومستقبلنا ما لا يملكون لمن لا يستحق؟ من قال لهم إن بإمكانهم، أفرادا أو حتى دولا، أن يقرروا في مسألة دقيقة ومصيرية كتلك التي تخص موقفنا من إسرائيل باسم الشعوب وبالنيابة عن الأمة من غير استفتائها أو معرفة رأيها؟ ألا يدرك الإسرائيليون والأمريكان أنفسهم أن لا قيمة على الإطلاق لكل العروض العربية بالتطبيع، لأن من يطلقها لم يحصل أبدا على أي شرعية أو تفويض حقيقي من شعبه بالاقدام على وضعها على الطاولة؟ إنهم يعرفون ذلك بلا شك ولكنهم في هذه الحالة بالذات يشدون على يد المستبد ولا يرون موجبا أو داعيا لديمقراطية تمنح الناس حق الاختيار والقرار الحر بدلا عنه. ربما يتوجسون من أن تأتي نتائج أي استفتاء شعبي مخالفة لتوقعاتهم، ومعارضة بالكامل لأي تقارب معهم، ولكن لم لا يبدو عليهم مثل ذلك التوجس والخوف حين يتعلق الأمر بأي استفتاء على التقسيم والانفصال؟ لماذا يشجعون الاكراد مثلا بشكل علني وصريح على الاقدام على ذلك، كما يفعل الاسرائيليون ويبطن معظم الغربيين؟ هل لأنهم متيقنون سلفا من أن النتائج لن تكون إلا بنعم؟ أليست تلك الازدواجية بالذات هي واحدة من أكبر التناقضات التي نعيشها في علاقتنا كعرب بمحيطنا الاقليمي والعالمي؟ إن ما يفعله الغرب هنا لا يختلف في شيء عما فعله الحكام العرب. فهم يقبلون بالديمقراطية في حال ما اذا كانت تعني بقاءهم واستمرارهم في السلطة، ويرفضونها وينكرونها في صورة ما إذا كانت تؤدي إلى العكس. والمشكلة هي انهم ينظرون لشعوبهم على أنها قطعان بشرية ناقصة عقلا ووعيا، وأنها لا تعرف ما يصلح وما لا يصلح، ولا تدرك حجم التحديات والضغوط التي تتعرض لها. هم يفسرون التطبيع على أنه خدمة انسانية يقدمونها فقط لأجل فلسطين، التي يقولون باستمرار إنهم حريصون على حق شعبها في تقرير مصيره. ولكنهم يعتبرون أن شعوبهم فقدت ذلك الحق من يوم أعطتهم رقابها وسلمتهم أو سكتت عن تسلمهم مقاليد الحكم في دولهم. ولأن القصص والاساطير التي نسجوها حولهم كانت تظهرهم دائما كزعماء وطنيين عروبيين متدينين ثابتين على مبادئهم ومواقفهم، فانهم باتوا الآن بحاجة لعمليات تجميل وتغيير للقشرة والمظهر الخارجي تجعلهم يبدون أمام تلك الشعوب كزعماء حداثيين ومصلحين، يملكون القدرة على فعل ما كان إلى عهد قريب مستحيلا وغير ممكن أو متوقع. لقد بات مطلوبا منهم أن يقلبوا تلك المعادلة التي قامت عليها أنظمتهم، بانها وجدت ليس فقط لضمان السيادة والاستقلال الداخلي، بل للصراع أيضا مع العدو التاريخي للأمة، وهو إسرائيل، ويستبدلونها بمعادلة اخرى تفترض انهم موجودون وباقون بالاساس لمحاربة ما يطلق عليه الرئيس الامريكي «الارهاب الراديكالي الاسلامي». كيف يدخلون الاسرائيليين اذن من الباب ويفرشون السجاد الاحمر أمامهم، بعدما أدخلوهم طوال سنوات سرا وخلسة من الشباك؟ هم يعرفون ان شعوبهم لا تثق بهم ولن تنطلي عليها كل التبريرات والمسوغات التي سيطرحونها حين سيقدمون على تلك الخطوة. ولأنهم لا يثقون بدورهم بتلك الشعوب فإنهم لا يرون أن هناك حاجة أو ضرورة ملحة لاستفتائها، في ما إذا كانت توافق أم تعارض خيارهم. ووحدهم المجانين والبلهاء هم من بنظرهم من يفعل ذلك. وما دامت الشعوب خانعة وطائعة فلا شيء يدفعهم ليبادروا من تلقاء انفسهم بخلع ابواب مفتوحة، اللهم إلا إذا كانوا راغبين في القفز في المجهول. ولكن هل أن قبولهم بالتطبيع مع إسرائيل والوقوف معها في خندق واحد لمحاربة من سيكونون اعداء مشتركين في المستقبل مثل، ايران والإخوان وحزب الله، وربما آخرين غيرهم، لن يمنعهم من القبول لاحقا باستفتاء شعوبهم على التقطيع والتقسيم والانفصال؟ لننظر جيدا الى ما حصل في السودان، وما يحصل اليوم في العراق. ألم توافق الحكومة السودانية قبل سنوات على استفتاء لتقرير مصير جنوب السودان تطبيقا لاتفاق سلام وقعته مع الحركة الشعبية، من دون أن تعرض الاتفاق على شعبها في الشمال والجنوب، ليقول إن كان موافقا على الفكرة في الاصل أم لا؟ لقد قبلت به بعد أن عبر العالم عن ترحيبه بالتقسيم تحت مسمى تقرير المصير، لكن رغم اختلاف الظرف هل كنا نتوقع مثلا أن نرى موقفا مشابها لذلك في بغداد في حال ما لم يظهر الاتراك والايرانيون اعتراضات واضحة وقوية على استفتاء الاكراد؟ لن نبحث كثيرا في الفرضيات ولكن المؤكد هو أن حكامنا يعرفون جيدا متى يقبلون اصواتنا ويرغبون بسماعها ومتى يرفضونها وينزعجون منها. والثابت ايضا أن ما يحدد قبولهم أو رفضهم لأي استفتاء لتقسيم دولهم هو طبيعة الظرف الخارجي ومدى تأثيره على استمرار بقائهم في السلطة، أكثر من اي عامل داخلي أو وطني آخر. فكيف يمكن أن نصدق حرصهم على وحدة دولهم واستقرارها ونحن نرى هرولتهم للتطبيع مع كيان عنصري يعرف الكل أن لا عهد له ولا ميثاق. لقد تاجروا وما زالوا يتاجرون بفلسطين. ولا يبدو أن هناك محرمات أو مقدسات قد تمنعهم من المتاجرة اليوم وغدا بدولهم، ما داموا واثقين من أن آخر من تستفتى في ذلك هي الشعوب. كاتب وصحافي من تونس لماذا نستفتى في التقطيع ونستثنى في التطبيع؟ نزار بولحية |
«لسه فاكر» عندما غنى الشيخ! Posted: 26 Sep 2017 02:15 PM PDT اختلط الأمر عليه أم أحرج من الطلب، لم يحب أن يرد طلب المضيفة، أم اندمج وهاج فؤاده طربا فغنى؟ لا أحد يعرف. في لقاء تلفزيوني في برنامج «ست الحسن» الذي تقدمه الإعلامية شريهان أبو الحسن من قناة (ON E)، استضافت فيه قارئ الموشحات والابتهالات الشيخ الأزهري إيهاب يونس، وللتعريف بالشيخ إيهاب نقول إنه منشد ضرير، اشتهر بخامة صوته الرخيمة المميزة، قدم احتفالاته الدينية على الكثير من المسارح داخل وخارج مصر، وحقق نجاحا منقطع النظير، وقد اكتسحت بعض أغانيه الدينية الذائقة الجمعية في المجتمع المصري، مثال ذلك موشحه الشهير (قمر سيدنا النبي) الذي أصبح رنة الموبايل الأشهر في مصر. لكن فجأة وبدون سابق انذار يسحل الشيخ إيهاب يونس من علياء سماء النجومية إلى غرف التحقيق والتأديب واللجان الإدارية في مشيخة الأزهر، ويمنع من الخطابة والإمامة في مسجد علي بن ابي طالب (رض) في مدينة السلام الذي يعمل فيه، لماذا؟ لأنه غنى مقطعا من أغنية «لسه فاكر» لكوكب الشرق أم كلثوم في برنامج تلفزيوني وهو يرتدي زيه الأزهري، وبذلك فإنه أهان الأزهر وقيمه، وارتكب معصية الغناء! وقد قرر وزير الأوقاف، بعد أن حقق بنفسه مع الشيخ إيهاب يونس إحالته إلى باحث دعوة، وهو عمل إداري بإدارة أوقاف السلام، لحين فصل النيابة في القضية، وكانت وزارة الأوقاف قد قررت إحالة الشيخ إيهاب يونس للتحقيق الإداري، حيث قال الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني في مشيخة الأزهر في تصريح صحافي» إن الشيخ إيهاب يونس يعمل إماما وخطيبا في إدارة أوقاف السلام، وتمت إحالته للتحقيق بديوان عام الوزارة، وسيتم التحقيق معه بمعرفة القطاع الديني في وزارة الأوقاف». ولم تأت ردة فعل مشيخة الأزهر من فراغ، إنما جاءت اتساقا مع الموجة الصاخبة التي أثيرت حول الحدث في وسائل التواصل الاجتماعي، فقد تهجم الكثيرون على الشيخ المنشد واتهموه بتهم عديدة، فعلى سبيل المثال كتب أحد المعلقين على الحدث «عيب عليك تبقى لابس ملابس الأزهر وتغني، أنا لا أحلل ولا أحرم ولكن حين تريد الغناء يجب عليك تغيير ملابس الأزهر، لأن لها هيبتها واحترامها الديني»، بينما اتهمت ناشطة الشيخ ايهاب قائلة «اللي أنت لابسه له احترامه والناس دي مش بتخليك تغني حبا في صوتك، لا علشان يهينوا العمامة من خلالك – وأعتقد أنك بكده هدمت ما قدمت، وإن كنت لم أشاهده أصلا في حال كنت قدمت أصلا – إن كنت تريد الطرب اخلعها وريحنا وارتاح». ومن هذين النموذجين يبدو ان المشكلة مركبة وتحتاج الى وقفة وتفكيك وتأمل، فهل الاعتراض على الغناء نفسه لأنه حرام؟ لكن القنوات تذيع الموسيقى والغناء ليل نهار ولم يعترض أحد، أم أن الغناء حرام على الشيوخ فقط؟ لكن المشايخ يغنون ويحققون شعبية عالية، وأوضح مثال ما ذكرناه من أغان دينية للشيخ المتهم نفسه وغيره من المشايخ، أم أن المشكلة في زي وعمامة الشيخ التي أهانها بغنائه؟ لكن تاريخ الفن الحديث شهد العديد من العمائم التي كان لها دور في عالم الغناء، ولم يتهمهم أحد بإهانة الزي أو الأزهر، أو الإسلام، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الشيخ سلامة حجازي والشيخ سيد درويش والشيخ أبو العلا محمد والشيخ زكريا أحمد، وليس انتهاء بالشيخ سيد مكاوي أو الشيخ إمام، مع الفارق بين كل شيخ من هؤلاء المشايخ ودوروه وما قدمه للفن. اذن ما هي المشكلة؟ هل كان إسلام بداية القرن العشرين برجاله ومؤسساته، المتطبع بطابع المدنية والنهضة والتحضر، يتقبل أشياء هي حرام في الاصل؟ أم أنه أمر فيه جدال؟ إن الجواب على سؤال هل الغناء والموسيقى حلال أم حرام؟ سؤال إشكالي بحق، فيه الكثير من الأخذ والرد، وقد قدم فيه الفقهاء وعلماء التفسير والحديث فيضا من الآراء، حتى بات اليوم سؤالا معياريا، يبين مدى تشدد أو تسامح المجتمعات، ومدى مرونتها، أو تقبلها للتغيير، لذلك كان هنالك العديد من الآراء التي استهجنت ما حدث للشيخ إيهاب يونس في مرحلة يدعو فيها النظام المصري في كل مناسبة لتحديث الخطاب الديني والنهوض به والقطيعة مع الآراء المتشددة. وعندما تسأل فقيها اليوم سؤالنا الإشكالي سيأتيك جوابه (لقد تعدّدت الفتاوى في حكم الغناء، وذلك ناتج عن تعدّد ألوانه، فليس كل الغناء مباحاً بإطلاق وتعميم، ولا حراماً بإطلاق وتعميم)، ومع ذلك نجد آراء فقهية متشددة تتمسك بالإحالة الى تحريم الغناء، جاء في قوله تعالى في (سورة لقمان آية 6) «وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ»، حيث تشير بعض الروايات التاريخية، التي لم يتم التحقق من مصداقيتها، إلى إن ابن عباس وابن عمر، رضي الله عنهما، في تفسيرهما لهذه الآية قد اشارا إلى أنها نزلت في (الغناء). وتضيف بعض المرويات أن عبد الله بن مسعود (رض) قد حلف على أن اللهو في هذه الآية هو الغناء. وقيل أيضاَ في تفسيرها إنّه ليس كل الغناء، بل هو الغناء الذي يترك أثراً في النفوس، ويحرك الكامن فيها لما فيه من كلام غزل، أو وصف للنساء ومفاتنهنّ. ومع كل هذا التشدد نجد مفكرا إسلاميا معاصرا، لم يعرف بالتهاون أو التسامح، بل كانت له مواقف متشددة كثيرة هو الدكتور محمد الغزالي له رأي مختلف جدا في هذا الأمر، فقد اعتمد الشيخ محمد الغزالي، رحمه الله، في إباحته للغناء والموسيقى على أن الأصل في الأشياء الإباحة، وأنه لم يرد حديث صحيح في تحريم الغناء على الإطلاق، وأكد ذلك بأن الغناء ما هو إلا كلام فحسنه حسن وقبيحه قبيح، وقال عن الموسيقى: «والموسيقى كالغناء، وقد رأيت في السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم مدح صوت أبي موسى الأشعري – وكان حلواً- وقد سمعه يتغنى بالقرآن فقال له: لقد أوتيت مزمارًا من مزامير آل داود، ولو كان المزمار آلة رديئة ما قال له ذلك. وقد سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الدف والمزمار من دون تحرج، ولا أدري من أين حرّم البعض الموسيقى ونفّر في سماعها؟». وقد تبع الشيخ الغزالي الإمام ابن حزم الظاهري الاندلسي رحمه الله، في الزعم بأنه لم يصح حديث في تحريم المعازف، اذن، من الاولين ائمة بقامة ابن حزم أحلّوا الغناء والموسيقى في مجتمع الاندلس الذي كان منفتحا حضاريا، ومن المعاصرين ائمة مثل الغزالي قالوا بهذا الرأي، فمن اين جاء التشدد؟ عندما نصل الى هذه النقطة يثار خلاف، أو لنقلها واضحة يثار صراع بين إسلام حضاري وإسلام صحراوي، فالاسلام الحضاري فيه لمسة وجد صوفية تمس الروح وتحرك الوجدان، وتحاول أن تسمو بحياة البشر الذين سحقتهم الحياة المادية وتعيد لهم إنسانيتهم، بينما الإسلام الصحراوي الجلف لا يمتلك إلا الوجه المكفهر والترهيب، حتى طبع صورة الاسلام في عيون الاخر بطابع همجي بدوي متخلف، وأزاح صورة إسلام القرون الوسطى المتحضر من عقول المتلقين. وما موجة الهجوم التي تعرض لها الشيخ ايهاب يونس إلا نتيجة لموجة التصحر الذي ضربت اسلامنا، فارحمونا، إرحموا من في الارض يرحمكم من في السماء. كاتب عراقي «لسه فاكر» عندما غنى الشيخ! صادق الطائي |
حقائق تؤثر على مسار الأزمة الليبية Posted: 26 Sep 2017 02:15 PM PDT بعد مرور وقت طويل على اتفاق الصخيرات الموقع في السابع عشر من ديسمبر 2015 لايزال الجدال مستمرا بين الفرقاء الليبيين ولا يبدو في الأفق حل حاسم وناجع، يعيد لليبيا استقرارها. الأسباب التي أدت إلى فشل اتفاق الصخيرات، هي نفسها الأسباب التي تدفع الليبيين والأمم المتحدة والدول الداعمة للفرقاء الليبيين، اليوم، إلى عقد اللقاءات التشاورية، وتقديم المبادرات، ومنها المبادرة الفرنسية ذات النقاط العشر، التي أكدت على الديمقراطية وضرورة الفصل بين السلطات واحترام حقوق الإنسان ونزع أسلحة الميليشيات، وضم عناصرها إلى الجيش الليبي النظامي، والالتزام رسميًا بالعمل على إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في أقرب وقت ممكن. ثم ما خلصت إليه لقاءات برازفيل ثم لندن وتونس من ضرورة تعديل اتفاق الصخيرات، والأخذ في الاعتبار مقترحات غسان سلامة المبعوث الأممي الجديد، وخلال هذا البحث المضني عن حل توافقي يلم شعث الليبيين، ويلبي مصالح الأطراف المتصارعة، تبرز مجموعة من الحقائق المؤثرة في مسار الأزمة الليبية، وهي تضارب مصالح الدول الكبرى في ليبيا، ممثلة في شركات النفط والغاز، فقد فازت الشركات الأجنبية بعقود كثيرة للتنقيب عن النفط والغاز في أحواض ليبيا الغنية، فإلى جانب الشركات القديمة مثل «إيني» الإيطالية و»توتال» الفرنسية و»ريبسول» الإسبانية، دخلت ليبيا شركات جديدة من أبرزها «بريتيش بتروليوم» و»أو إم في» النمساوية و»مارثوان الأمريكية. وكانت إيطاليا التي تدير «إيني» في «زوارة» غرب ليبيا قد عبرت عن قلقها من أن تفوز «توتال» الفرنسية بمعاملة تفضيلية من حكومة برلمان طبرق، باعتبار أن فرنسا المتواجدة شركتها في ليبيا منذ عام 1956 تدير أهم مواقع النفط في وسط وشرق البلاد، لاسيما حقل المبروك، وما زالت فرنسا تتطلع إلى حوض نالوت الواقع في غرب ليبيا، وكانت إيطاليا قد حصلت من خلال شركة «إيني» على عقود ضخمة عام 2007 لاستثمار الغاز بمنطقة «مليتا» غرب البلاد، بينما فازت فرنسا عام 2010 من خلال شركة «توتال» بعقد لاستثمار الغاز بحوض «نالوت» غرب البلاد والقريب من «مليتا». لكن ليبيا ألغت العقد مع الشركة الفرنسية، بعد جدل قانوني، ولا شك بأن رغبة فرنسا في الحصول على عقود في حوض نالوت تبقى واحدة من أهم دوافع دعمها لحفتر، وواحدة من أهم أسباب التنافس بين الدول الغربية على الساحة الليبية، خاصة أن في هذا الحوض، بحسب تقارير، مخزونا من الغاز يكفي أوروبا لمدة ثلاثين عاماً، ولا شك أن كلا من إيطاليا وبريطانيا وإسبانيا تميل إلى دعم حكومة الوفاق الوطني بسبب مصالح شركاتها الواقعة في نطاقها، بينما تميل فرنسا إلى دعم الطرف الآخر. *الدول الغربية بازدواجيتها تضع قدما عند حفتر وأخرى عند حكومة الوفاق الوطني، ففي الوقت الذي تقول فيه بأن الأخيرة هي الحكومة الشرعية الوحيدة، تتعامل مع حكومة شرق ليبيا الموازية، رغم كافة القرارات الإقليمية والدولية التي تنص على منع التعامل مع أي أجسام موازية، وهي قرارات صادرة عن الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن الدولي، وخير مثال على هذه الازدواجية الموقف الفرنسي الذي أيد بالكلام حكومة الوفاق، وأيد بالفعل حفتر وحكومته الموازية، فبينما كانت الرئاسة والخارجية في عهد اولاند تقف ظاهريا مع حكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج، وقفت وزارة الدفاع والاستخبارات عمليا مع الفريق حفتر، واتضح هذا الانحياز الفرنسي آنذاك عندما لقي ثلاثة فرنسيين حتفهم بعد سقوط مروحيتهم في بنغازي يوليو 2016، واليوم لم يخف ايمانويل ماكرون خلال لقائه بالسراج وحفتر هذه الازدواجية، حين قال للصحافيين «توجد شرعية سياسية تقع في أيدي السراج، وتوجد شرعية عسكرية تتمثل في القائد العسكري حفتر. لقد قررا أن يعملا معا. هذا عمل قوي». كما يُعرف وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان اليوم، الذي كان وزيرا للدفاع في ولاية الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند بقربه من الجنرال حفتر. وما ينطبق على فرنسا، ينطبق بصورة أقل على الدول الغربية الأخرى، فقد ذكر موقع «ميدل إيست آي» أن قوات فرنسية وبريطانية وأمريكية تساعد حفتر، وهو ما أكده فريدريك بوبان مراسل صحيفة «لوموند» الفرنسية في وقت سابق، وقد عززت سيطرة قوات حفتر على موانئ الهلال النفطي في 13 سبتمبر 2016 رغبة الدول الغربية في الانحياز إليه، وبدأت تنظر إليه كجزء مهم من الحل لا جزءا من الأزمة. وأكد انجلينو ألفانو وزير الخارجية الايطالي على أهمية الدور الذي يلعبه حفتر في ليبيا، كما تقف اسرائيل إلى جانب حفتر بوساطة كل من الإمارات والأردن بخلاف الدعم الروسي الذي جاء على صورة مستشارين عسكريين ومدربين. * أدى انحسار حركة اليسار العالمي وبروز الأحزاب اليمينية في أوروبا، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وفوز ترامب في الولايات المتحدة، ثم ماكرون في فرنسا، إلى ظهور توجه عالمي مناصر للأنظمة الشمولية ومحافظ على بقائها واستمرارها، ومعاد لأي معارضة اسلامية سنية، دون الالتفات إلى ملف حقوق الإنسان، وعزز هذا التوجه محور الدول المساندة لحفتر وهو محور مؤيَّد من روسيا، ويشمل أساسا مصر والعراق والإمارات وسوريا ويرى حفتر ليس فقط جزءا من الحل بل الحل كله، ويطرحه كبديل وحيد لكل الحركات والأحزاب العاملة على الساحة الليبية وقد عبر عن هذا الأمر عضو المؤتمر الوطني السابق محمد خليل الزروق حين قال «إن هناك اتفاقا دوليا على إعادة إنتاج الأنظمة السابقة بعد إسقاطها في الثورات العربية». وفي هذا السياق تدعم كل من مصر والإمارات قوات حفتر بالسلاح والذخيرة والغارات الجوية، في ظل صمت دولي ازاء انتهاكات قوات حفتر لحقوق الإنسان في بنغازي وقنفودة ودرنة، وتحاول من خلال حفتر استنساخ نظام شمولي باطش يقصي جميع الأطراف الليبية الأخرى. * تنظر الدول الغربية إلى ليبيا من خلال مصالح شركاتها النفطية، وهي قد حصلت على ما تريد، فإذا نجحت ليبيا في منع المهاجرين من الإبحار من شواطئها إلى أوروبا بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي وبتمويل منه فإن هذه الدول لن تلقي بثقلها في اتجاه حل الأزمة الليبية، لا على المدى القصير ولا على المدى المتوسط، فكل ما يتوجسون منه خيفة وجود «داعش» لا غير. كما ورد في تصريحات وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون حين قال « إنه لا يرغب في أن يرى ليبيا مكانًا يمكن أن يظهر فيه تنظيم «داعش» مرة أخرى». وربما تصبح ليبيا سوريا أخرى إذا لم تتدخل الأمم المتحدة بصورة فعالة وإذا لم تراع مصالح كل أطراف الصراع الليبية. إن الحلول التي طرحت في المؤتمرات التي بدأت بتونس مرورا بالقاهرة وأبوظبي وباريس، ولن تنتهي في لندن، حلول يستحيل تنفيذها في ظل الواقع الليبي القبلي المناطقي المتشظي، فلن يلتزم الكثير من الليبيين بالجدول الزمني وإذا جرت انتخابات فسترتفع أصوات تطعن في نزاهتها وبنتائجها. أما تعديل الإتفاق فمسألة لن يتفق عليها الليبيون المناهضون لحفتر، لأن تعديل المادة الثامنة التي تضع السلطة العسكرية تحت إمرة حكومة الوفاق غرضه سلب هذه السلطة من يدها ومنح وزارة الدفاع وقيادة الجيش لحفتر، الأمر الذي يعني بداية النهاية لخصومه وقد يطالب خصوم حفتر من جانبهم تعديل المادة 13 التي تمنح مجلس نواب طبرق المنتخب في يونيو 2014 حق «منح الثقة لحكومة الوفاق وسحبها « وهي المادة التي علقت شرعية حكومة الوفاق على نيل بركات وموافقة برلمان طبرق الذي بدوره رفض منحها هذه الثقة مرتين. ومن الحقائق الصادمة افتقار الأحزاب الليبية إلى التأييد الشعبي، فلم تنجح في بناء قواعد جماهيرية لها واقتصر حراكها السياسي على كوادرها، كما أدى تعدد مسمياتها ومرجعياتها إلى ضعفها وتهافتها وسيطرة الميليشيات المسلحة عليها، ففي ليبيا اليوم نحو 1500 ميليشيا ومجموعة مسلحة، تنتشر في مختلف المدن الليبية، ووفقا لصحيفة «لاستامبا» الإيطالية فقد كان في طرابلس وحدها نحو 38 ميليشيا مسلحة ثلاثة مؤيدة لرئيس المجلس الرئاسي فايز السراج وثلاثة مؤيدة لرئيس حكومة الإنقاذ خليفة الغويل، فيما البقية لها تحالفات متقلبة. وتعد خريطة التحالفات القبلية من أهم الحقائق التي تمنع إنجاز تقدم كبير في اتجاه حل الأزمة الليبية، ففي ليبيا 140 قبيلة ومجموعة عائلية لها امتدادات وتداخلات جغرافية داخلية وعابرة للحدود مع دول الجوار، خاصة مع مصر وتونس والجزائر وتشاد، بيد أن القبائل التي لها تأثير فعلي لا تتجاوز 30 قبيلة وتكتلا عائليا، وقد غلب الطابع القبلي على المليشيات الموالية لخليفة حفتر، كما لعبت القبائل أدوارا سياسية ما حول القبيلة من وحدة اجتماعية إلى وحدة سياسية. وبغض النظر عن دوافع هذه التحالفات فمعظم القبائل التي كانت موالية للقذافي انضمت لحفتر ومن هذه القبائل قبائل القذاذفة والمقارحة وورفلة والتبو، وهذه الأخيرة لها امتدادات شاسعة في الصحراء الكبرى. وانحازت قبائل الطوارق الى قوات فجر ليبيا الموالية لحكومة الوفاق الوطني والمساندة لاتفاق الصخيرات، بسبب عدائها لقبائل التبو الذي استمر لعامين، وانتهى بتوقيع الطرفين على اتفاق الدوحة في 23/11/2015. كما انحازت إليها قبائل أولاد سليمان وهي مكونة أساسا من عدة قبائل صغيرة تتركز أساسا في مناطق سرت وفزان ولها فروع في كل من مصر وتونس وتشاد والنيجر، وتعد قبائل مصراتة الحاضنة الكبيرة لقوات فجر ليبيا وتتكون من مجموعتين قبليتين هما أهالي وكوراغلية. وتضم قبائل الأهالي 28 قبيلة بينما تضم الكوراغلية 15 قبيلة . وفي الشرق اصطفت مع حفتر قبائل العبيدات والمرابطين والبراعصة والحاسة والفوائد والشواعر. ويكمن خطرهذه التحالفات في امتداد القبائل الليبية إلى دول الجوار فقبيلة التبو المتحالفة مع حفتر تتوزع في الصحراء على أكثر من مليون كم مربع وقبائل أولاد سليمان تمتد إلى مصر وتونس وتشاد والنيجر، وتمتد قبائل الطوارق من جنوب غرب ليبيا إلى جنوب الجزائر وشمال مالي وشمال النيجر وشمال بوركينا فاسو، ولذلك فإن الدول المجاورة مهتمة بالشأن الليبي وبإنجاز توافق بين الفرقاء الليبيين، باعتباره الحل الأوحد الذي يجنب الليبيين الاقتتال، ويجنب هذه الدول مشاكل هي في غنى عنها. وختاما فإن هذه الحقائق تستبعد الحل العسكري وتجعل الحل السلمي طريقا وحيدا لحل الأزمة الليبية فبدونه ستدخل ليبيا في حرب أهلية لن تقل ضراوة عما شهدته سوريا خلال السنوات الست الماضية، وربما وجدت التنظيمات الإرهابية ملاذا لها في جوف الصحراء الليبية المترامية الأطراف، ولذلك فليس أمام الليبيين ولا أمام غيرهم إلا الإسراع في إيجاد الحلول التي لا تقصي أحدا فليبيا كانت للجميع وستظل بالجميع وللجميع . كاتب فلسطيني حقائق تؤثر على مسار الأزمة الليبية عبد العزيز الكحلوت |
تركيا وإيران أو الواقعية في العلاقات الدولية Posted: 26 Sep 2017 02:15 PM PDT من النظرة الأولى تبدو المؤسستان الحاكمتان في كل من البلدين الجارين تركيا وإيران على طرفي نقيض. حالة الاستقطاب التي تعيشها المنطقة والاختلاف الظاهر في المصالح، وفي وجهات النظر حيال الكثير من القضايا الإقليمية، خاصة المسألة السورية، يعزز من فرضية التناقض، ويجعل احتمالات الالتقاء على أرضية مشتركة ضئيلة جداً، أو هكذا رأى الكثير من المتابعين، من الذين كانوا يرجحون أن تنتصر هذه التناقضات، وأن تقود لإشعال فتيل حرب جديدة على تخوم العالم العربي. لم يكن أغلب هؤلاء المتابعين دعاة حرب، ولكنهم كانوا لا يستبعدون وصول العلاقة بين البلدين للمقاطعة أو لحالة من الحرب الباردة، أو الحرب بالوكالة، استناداً لخبرة سابقة في سياقات متشابهة توترت فيها علاقات بين دول جارة لأسباب لا ترقى لأن تكون سبباً في قطع الأواصر بين دول تحمل الكثير من المشتركات. العلاقات الدولية بالنسبة لأكثرنا هي في الغالب إما جيدة أو سيئة، لا يمكننا تصور علاقة إلا بهذا المنهج الصفري، الذي لا يتناسب مع تعقيدات التاريخ والجغرافيا والسياسة، لذلك فإنه حين طرأت أزمة إسقاط الطائرة الروسية، فإن كثيرين سارعوا للإنذار بحرب لا تبقي ولا تذر، وتوالت التحليلات التي تقيّم القوة العسكرية للطرفين وإمكانية انتصار هذا الطرف أو ذاك، حتى أنني أذكر أنني أحصيت في أسبوع واحد وقتها ما يتعدى المئة مقال وتقرير في وسائل الإعلام العربية المختلفة، كلها تحكي عن الحرب المقبلة والوشيكة مع تبني وجهات نظر مختلفة تدّعي مساندة هذا البلد أو ذاك. إلا أن هذه الحرب المتخيلة لم تحدث، بل استطاع الطرفان مع مرور الوقت تجاوز هذه المرارة وطي صفحة الخلاف، من أجل الاستمرار في علاقة استراتيجية تستند إلى مصالح مشتركة متعددة وفي أكثر من مجال. الأمر ذاته يحدث مع إيران، فلعل القارئ المتابع يذكر الضجة التي أثارها تصريح الرئيس التركي في فبراير الماضي، الذي حذّر فيه من العنصرية الفارسية، التي تود تقسيم العراق وسوريا وفق أجندة طائفية. تم توظيف هذا التصريح وتحميله أكثر مما يحتمل، خاصة أنه تم الإدلاء به إثر جولة خليجية لصاحبه، وشرع المدوّنون والمحللون يبشرون باقتراب تركيا من المعسكر الذي يتحضر لحرب وشيكة بين السنة والصفويين. وهي، للطرافة، مجرد حرب متخيلة أخرى، غير قابلة للحدوث إلا في أذهان بعض المراهقين المنفصلين عن الواقع. هناك اختلاف سياسي بين أنقرة وطهران، وهناك أيضاً عدم ارتياح للدور الذي تلعبه الأخيرة في المنطقة، وهو ما عبر عنه الرئيس التركي ومن قبله وزير الخارجية الذي تحدث عن طهران كتهديد إقليمي، إبان كلمته في مؤتمر ميونيخ للأمن، ما جعل طهران تعده موقفاً رسمياً وليس مجرد تصريح عابر، ثم ترد عليه عبر استدعاء السفير التركي وإبلاغه احتجاجها. تعكّرت العلاقات بين البلدين لبعض الوقت قبل أن تستعيد هذه العلاقات صفوها، عبر تطور مهم وكبير تمثل في زيارة رئيس هيئة الأركان في القوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد حسين باقري لتركيا في الشهر الماضي، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ اندلاع الثورة، حيث التقى باقري خلال الزيارة نظيره التركي الجنرال خلوصي أكار، ورئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان، بالإضافة الى وزير الدفاع نورالدين جانكلي ورئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان. ناقش الجانبان بشكل مكثف مسائل التعاون الأمني بين البلدين، وبعض القضايا المتداخلة، كالوضع في سوريا، خاصة المجموعات المسلحة الكردية الغربية، والوضع في العراق بما يشهده من تحضير إقليمي لاستفتاء على انفصال كردستان. خلق هذا التحرك ارتباكات مهمة، ومن دون الاستفادة من دروس الماضي تسرع كثيرون في اعتبار أن تركيا قد تحولت للمعسكر الإيراني، وأنها قد أصبحت الآن في خندق واحد معها. إلا أن الأمر لم يكن كذلك، بل كان يندرج ببساطة ضمن السياسة التركية المعلنة، التي ترتكز على تكثير الحلفاء الإقليميين وتوازن السياسة الخارجية، وتنويع الخيارات الاستراتيجية، بل لعل الأمر يتعلق هنا أكثر بنقطة تنويع الخيارات، حيث توصل الأتراك إلى أن في الرهان على طرف إقليمي أو دولي واحد انكشافا كبيرا. يدخل في هذا جميع الأطراف بمن فيهم الجيران العرب أو الحلفاء في الناتو أو روسيا أو حتى الولايات المتحدة الأمريكية، رغم تمتع تركيا حالياً بعلاقات مميزة ومعقولة مع معظمهم حالياً. ما جعل التفاهم مع الطرف الإيراني ممكناً بسبب حالة الضعف والعزلة التي تعيشها طهران حالياً، خاصة بعد أن أدار الأمريكيون ظهرهم لها بعد أشهر معدودة من توقيع الاتفاق النووي. الرئيس ترامب لم يتورع عن التصريح بآرائه العدائية ضد النظام الإيراني منذ أيام ترشحه الأولى وحتى خطابه الأسبوع الماضي في الأمم المتحدة. تركيا في المقابل ليست عدوا معلناً لأمريكا أو للدول الغربية التي تشاركها تحالف الأطلسي، لكن الخلاف في وجهات النظر حيال الكثير من القضايا والضغوط التي تمارسها هذه الدول على أنقرة، إضافة لعدم التضامن معها إزاء أبرز التحديات التي مرت بها مؤخراً (الانقلاب الفاشل)، كل تلك العوامل وغيرها، كالإصرار على دعم المجموعات الكردية المصنفة إرهابية وتقويتها بالمال والسلاح، كان من أسباب تراجع الرهانات التركية على الحلف الغربي، في مقابل تقديم تحفيز إضافي للعلاقة مع طهران. لا يمكن فصل ذلك عن علاقة التعاون الدفاعي المتقدمة التي بنتها تركيا مع روسيا، وهو ما تستفيد منه إيران لأجل تقوية موقفها في مقابل الرسائل العدائية الأمريكية بإيصال رسالة بأنها ليست وحدها، وهي الرسالة نفسها التي توجهها تركيا لمن يحاولون التربص بها عبر إجبارهم على إعادة حساباتهم حول حرب قد تكون ضد تركيا وإيران في وقت واحد. هناك الكثير من الخلافات بين الرؤيتين التركية والإيرانية، حول حاضر ومستقبل المنطقة، وهناك أزمة ثقة، إلا أن الجانبين يركزان حالياً على المتفق عليه، كالمسألة الكردية بجوانبها المختلفة، والرغبة في تحدي المحور الأمريكي، الذي تعتبر تركيا أنه خذلها أكثر من مرة، في حين تعتبر إيران أن محاولاته التملص من الاتفاق النووي تحمل الكثير من الاستخفاف بها. بحسب الرؤيتين التركية والإيرانية فإن التدخلات الأمريكية، التي تتحجج بمكافحة الإرهاب، لن تتوقف فقط عند فصل كردستان العراق، بل قد يعمد الأمريكي لتكرار التجربة في سوريا، ما يهدد النسيج الوطني في كل من تركيا وإيران بشكل يرقى لوصفه بالتهديد الأمني. بالنسبة للمنطقة يقدم نجاح الطرفين التركي والإيراني في الوصول إلى أرض مشتركة دعماً مهماً لنزع فتيل الأزمات والاحتقانات الطائفية. هذا الأمر سوف يفوت الفرصة على الذين كانوا ينتظرون اشتعالاً جديداً في منطقة لا ينقصها البارود. على المدى القريب نتوقع أن تؤدي هذه التفاهمات لانحسار عمليات حزب العمال الكردستاني التي تنطلق ضد تركيا عبر الأراضي الإيرانية أو السورية أو العراقية وهي العمليات التي بلغت خطورتها درجة البدء في تنفيذ جدران عازلة على الحدود التركية مع سوريا وإيران. كل ما سبق يدفعنا للقول بأن العلاقة بين تركيا وإيران تقدم تطبيقاً عملياً للواقعية في العلاقات الدولية، أي الرؤية البراغماتية، بالمعنى الإيجابي، التي تعزز بشكل أكبر دور المصلحة الوطنية على حساب العواطف والإسقاطات العقائدية. كاتب سوداني تركيا وإيران أو الواقعية في العلاقات الدولية د. مدى الفاتح |
«القرية الكونية»… المفهوم المخادع Posted: 26 Sep 2017 02:14 PM PDT المفهوم العام للقرية أنها مجموعة من البيوت غالبًا من الحجارة، أو الطين والخشب، يقترب بعضها من بعض، وتعود إلى أفراد قبيلة واحدة، أو عائلة واحدة، أو عدة عائلات. وتعتمد القرية في حياتها على ما تنتجه الأرض في أعوام المطر. ويمتاز أهلها عادة بالطيبة والبراءة، وتسود بينهم علاقات الألفة والمؤانسة والتسامح. الناس في القرية الكل يعرف الكل، ولا يستخدمون من الأدوات الحديثة غير ما يتلاءم وحياتهم الزراعية المستقرة. في العصر الحديث ظهر مفهوم القرية الصغيرة أو القرية الكونية، الذي تنبأ به العالم الكندي مارشال ماكلوهان (1980-1911)، ويقوم هذا المفهوم على أن العالم أصبح مثل قرية صغيرة بفضل التقدم الهائل في تكنولوجيا المعلومات ووسائل الاتصالات. تلك التطورات التي قربت المسافات، وقلصت الزمن؛ فيستطيع الإنسان أن يتنقل بسهولة وسرعة بين عواصم العالم، وأن يتعرف على ما يجري في أي بقعة من الأرض باستخدام الهواتف المحمولة، وشبكات الاتصال المختلفة، وكأنه في قرية واحدة. لكن لو تفحصنا هذا التطور الذي حدث في وسائل الإعلام ضمن رؤية ماكلوهان لأدركنا أنه قد أدى إلى ظهور العديد من القرى المحلية، وليس إلى ظهور قرية واحدة فقط. إذ تكونت تجمعات صغيرة من المجموعات والمنتديات تشبه القرى الصغيرة، يتبادل أفرادها التعارف والمعلومات ضمن العالم الافتراضي. وهي في الحقيقة بعيدة عن أن تشكل قرية كونية. فالمجتمعات المحلية التي ينشئها العالم الافتراضي لا تكون بالضرورة محلية بالمعنى الجغرافي. على كل حال سواء أكان هناك قرية كونية واحدة أو عدة قرى كونية، فإن طبيعة الإنسان نفسه، لا تتلاءم لتكون جزءًا من مجتمع افتراضي. ففي الحياة اليومية نحن نحتاج إلى من نعرفهم حقاً، والذين تربطنا بهم علاقة حقيقية في عالمٍ حقيقي، ولا نحتاج إلى علاقة افتراضية في عالمٍ افتراضي. إن مفهوم القرية الكونية مصطلح أنجزته حضارة التكنولوجيا في الأصل ليشير إلى عملية تقوم على خدمة الإنسان والارتقاء به، ولكن الرأسمالية استخدمته لتسهيل عملية الهيمنة على العالم، خاصة من الناحية الاقتصادية. وخير من فهم ما جره تطبيق المفهوم من آثار سلبية عالم الاقتصاد الأمريكي جوزيف ستيغليتز الحائز جائزة نوبل في الاقتصاد عام 2001، وهو صاحب مؤلفات كثيرة حول العولمة، منها: «العولمة ومساوئها»، و»العولمة وخيباتها»، و«إنجاح العولمة». كما أنه ذو أفكار وآراء اقتصادية جريئة معارضة لكثير من السياسات الاقتصادية الغربية، حتى لقب بالمرتد عن الرأسمالية. يقول ستيغليتز إنه كان مولعًا دائما بالتنمية الاقتصادية، إلا أن ما لاحظه في الواقع قد غير وجهات نظره جذريا في العولمة والتنمية، فقد رأى وهو في البنك الدولي تأثير العولمة المدمر في البلدان النامية. كما رأى ستيغليتز أن القرارات غالبًا تتخذ لأسباب أيديولوجية أو سياسية، ولهذا اتخذت العديد من الإجراءات غير الصائبة، إجراءات لم يكن الغرض منها حل المشاكل القائمة، بل كانت تصاغ بما ينسجم ومصالح الموجودين في السلطة أو قناعاتهم، وبما يخدم الشركات الكبرى والنخب المالية العالمية. ويتهم ستيغليتز الدول الغربية بالنفاق، لأنها دفعت البلدان النامية إلى إلغاء الحواجز الجمركية، في حين أبقت هي على حواجزها في وجه الصادرات الزراعية للدول النامية. كما يبين في مقال نشره في صحيفة «هيرالد تريبيون» بعنوان «حصاد العولمة إفقار الدول النامية وتهميش الطبقة الوسطى»، بأنه رغم الوعود البراقة التي صاحبت انطلاق موجة العولمة ضمن مفهوم القرية الكونية، وما روج لفوائدها المنتظرة على نطاق واسع، فإنها ما زالت تنتج العديد من الاختلالات الاجتماعية على الصعيد العالمي بين الدول أو داخل المجتمعات. إنّ مفهوم القرية الكونية يشير في ميدان الممارسة إلى أنه بعيد عن المعاني الإنسانية لمفهوم القرية القديم والمتعارف عليه، إنه يشير إلى مجموعة من القوى النافذة والشركات الضخمة التي تحتكرها الطبقة الرأسمالية. تلك القوى التي تمتلئ بالرغبة في الهيمنة على الطبقات المتوسطة والفقيرة. إنه مفهوم مضلل لا ينتج عنه في تطبيقاته الحالية غير صراع الهويات، وزيادة عدد الفقراء والمحتاجين والمهجرين من أوطانهم؛ مما سيجر العالم إلى مزيد من الإرهاب، والحروب والدمار. كاتب فلسطيني «القرية الكونية»… المفهوم المخادع محمد عبدالله القواسمة |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق