ميركل والدفاع عن قرار استقبال اللاجئين في ألمانيا Posted: 25 Sep 2017 02:41 PM PDT حقّقت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل نصراً جديداً في الانتخابات التشريعية الألمانية يضمن لها تشكيل حكومة للمرة الرابعة رغم أن نتيجة حزبها تراجعت 9 نقاط عن نتيجتها السابقة (41٪ من الأصوات) في الانتخابات السابقة عام 2013، ولكن هذه النتيجة لن تستطيع تجاوز آثار صعود حزب «البديل»، وما يستثير دخوله كممثّل لاتجاه اليمين المتطرّف إلى البرلمان لأول مرة منذ 60 عاماً من ذكريات أليمة لألمانيا وأوروبا والعالم عبر استعادة سنوات ثلاثينيات القرن الماضي التي جاءت بالنازيين وزعيمهم أدولف هتلر إلى السلطة. ورغم اختلاف السياقات التاريخية، وأن الأغلبية الكبرى من الألمان صوّتوا لأحزاب معتدلة، فإن حصول الحزب المتطرّف على 94 مقعداً، ونيله المركز الثالث في ترتيب الأحزاب، وتحوّله من كيان هامشيّ إلى جزء من الماكينة السياسية التشريعية القادرة على الضغط على الحكومات والسلطات، كل هذا يعني أن هذه الظاهرة ستكون، ولوقت طويل، جزءاً من التاريخ السياسي لأوروبا والعالم، وخصوصاً حين نضعه في سياق صعود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى سدّة السلطة، ونجاح أنصار الانفصال عن أوروبا في بريطانيا بالفوز في استفتاء حزيران/يونيو العام الماضي، والمخاوف التي اجتاحت أوروبا مع إمكانيات صعود «الجبهة الوطنية» وزعيمتها مارين لوبان في فرنسا، وكذلك حزب «الحرية» وزعيمه في هولندا غيرت فيلدرز (وتجلّياتها المشابهة في أنحاء القارة وخارجها). إضافة إلى رفض هذه الاتجاهات للاتحاد الأوروبي، فإن ميولها الاجتماعية والسياسية العنصرية وجدت هدفاً كبيراً آخر غير اليهود (الذين كانوا موضوع الكراهية الرئيسي لهذه الاتجاهات خلال القرن الماضي) هو المسلمون، وقد فاقم هذه المسألة، في ألمانيا خصوصاً، قرار ميركل بفتح الحدود أمام فيض اللاجئين عام 2015، ما أدّى إلى دخول نحو مليون لاجئ معظمهم من سوريا والعراق، إلى البلاد، وهذه كانت العتلة التي رفعت من شعبيّة حزبي «البديل» (الذي فاز بـ12.6٪ من أصوات الناخبين) و«الديمقراطي الحرّ» (10.7٪ من الأصوات) المعارضين بشدة للهجرة. ورغم التراجع الذي لحق بحزبها «الديمقراطي المسيحي»، وإقرارها بمسؤوليتها عن حالة الاستقطاب الحالية في البلاد فقد كررت ميركل أمس موقفها من قرار فتح الباب للاجئين واعتبرت أن القرارات الأساسية التي اتخذتها سليمة وأنها مسؤولة عنها. بنت ميركل قرارها المذكور على عمودين متساندين، الأول يتعلّق برؤية استراتيجية للاقتصاد والاجتماع الألمانيين، واللذين يتجهان خلال العقود المقبلة نحو عجز متزايد في عدد السكان الشبان القادرين على قيادة عجلة الاقتصاد ودفع الدماء الطازجة في المجتمع، والثاني يرتبط بمبادئها السياسية وبتاريخها الشخصي الذي وضع مقاربة بين كوارث النزوح والآلام التي تعرض لها الشعب الألماني ونظائرها لدى الشعوب الأخرى. إضافة إلى تأثير هذه الدعامات الاقتصادية ـ السياسية ـ الاجتماعية والأخلاقية لقرار ميركل في التاريخ المعاصر والمقبل لألمانيا، فإن له أيضاً أثره التاريخيّ في حفظ مصداقية وشرعيّة المبادئ الإنسانية لأوروبا، وكذلك في تخفيف التوترات السياسية والحضارية التي تعتاش عليها التيارات العنصرية في الغرب، وكل من الأنظمة الاستبدادية والتيارات السلفيّة المسلحة في الشرق. انتصار ميركل، ولو كان مطعّما بالمرارة ومخترقاً بصعود تيارات الفاشية العنصرية، هو انتصار للخطّ العقلاني والإنساني الأوروبي أمام ذئاب العنصرية والاستبداد والتطرف في الغرب والشرق. ميركل والدفاع عن قرار استقبال اللاجئين في ألمانيا رأي القدس |
جبهة المقاومة الوطنية الذاكرة والمعرفة Posted: 25 Sep 2017 02:41 PM PDT ذاكرة أيلول اللبنانية مليئة بالأسئلة المعلّقة التي لا أجوبة عنها. في أيلول 1982 وبعد اغتيال بشير الجميل، الرئيس اللبناني المنتخب على متن دبابة إسرائيلية، ارتكب الإسرائيليون وحلفاؤهم في لبنان مجزرة شاتيلا وصبرا، وهي واحدة من كبريات مجازر النكبة الفلسطينية. ذاكرات المآسي اللبنانية من المجازر إلى الخطف إلى الاغتيالات إلى آخره، لا تزال محجوبة خلف المحرمّات والكسل. منع الذاكرة الجماعية من التبلور وصوغ الماضي لا علاقة له بالحفاظ على السلم الأهلي، كما يدّعي بعضهم، بل هو محاولة من قبل الطبقة القديمة – الجديدة لمنع الحاضر من التبلور عبر إبقائه أسير الخوف وشبح الحرب الأهلية. لذا تبدو احتفالات الذاكرة خالية من المضمون، لا نرى أمامنا سوى أشكال احتفالية لا تحفل باستخلاص دروس الماضي من أجل بناء حاضر جديد، بل تبقى أسيرة ماض صاخب ينكأ جروح الحرب بدلا من أن يُبلسمها بالحقيقة. أستطيع أن أفهم دوافع الطبقة الحاكمة اللبنانية للإبقاء على التباسات مآسي الحرب، لأن أي فتح لملفات الحرب سيعني إدانة كل أطرافها. (كلمة (أفهم) لا تعني في مطلق الأحوال الموافقة على هذا النهج المدمر أخلاقيا واجتماعيا، لكنها تعني أن الطرف المعني بفتح ملف هذه الجرائم هو المجتمع المدني الذي لا يزال للأسف عاجزا عن بلورة بديل سياسي لطبقة الحرب الأهلية). لكنني في المقابل لا أستطيع أن أفهم عدم قيام القوى اليسارية التي أطلقت أنبل ظاهرة في تاريخ الحرب اللبنانية، وهي جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية (جمول) عن تقديم سرديتها لصعود المقاومة الوطنية وأفولها أو اغتيالها. لذا تبدو لي الاحتفاليات التي جرت وتجري في ذكرى انطلاقة المقاومة، وكأنها رثاء بلا مراثيَ، فالرثاء الحقيقي، مثلما نعلم، يقوم به من يرِث، ويبدو أن تراث جبهة المقاومة الوطنية لا وريث له، أو أنه أضاع هذا الوريث في صخب زمن الهزائم والنكوص الذي يجتاح لبنان والمشرق العربي. اذا لم يكن هناك من وريث يرثي، وهذه مسألة مؤقتة، أو نرجو أن تكون كذلك، فغياب اليسار أو تهميشه أو ضياعه، يشكل معضلة كبرى للعمل الوطني الديمقراطي في بلادنا، لا يمكن تجاوزها باللجوء إلى بقايا الخطاب القومي عبر دمجه بخطاب أصولي إسلامي، لأن هذا الخطاب المسيطر لا يقدم سوى المزيد من التفكك الاجتماعي. السؤال الذي يحتاج إلى إجابات هو تقديم دراسة علمية لتجربة جبهة المقاومة الوطنية، من أجل ألّا يذهب تاريخ نضالي كتبه مئات المناضلات والمناضلين بدمائهم هباء، ويتم الاستيلاء عليه أو توظيفه من قوى أسهمت في تحطيم التجربة. الحقيقة؛ أنا لم أعثر على سردية جامعة علمية نقدية لهذه التجربة، هناك بالطبع كتابات لكريم مروة وآخرين، من بينهم المؤرخ الشهيد سمير قصير، كما أن هناك مقالات ولوائح بالعمليات التي قامت بها الجبهة نشرت في مجلة «الطريق» وفي النسخة الفرنسية من «مجلة الدراسات الفلسطينية»، وهناك الكثير من المقالات الصحافية والشهادات الشخصية، التي تحتاج إلى قراءة وتصنيف جديدين، في سياق رواية شاملة لهذه التجربة. حتى على المستوى الأدبي والفني فإننا لا نعثر الا على النذر اليسير من النصوص والأعمال الفنية التي استلهمتها. أين الخلل؟ هناك إجابات باتت شبه جاهزة، وهي في معظمها صحيحة، فما يعرفه الجميع أن المقاومة الوطنية واجهت حصارا كبيرا من النظام السوري وحلفائه اللذين كانا يريدان وضع اليد عليها، ولقد اتخذ هذا الحصار أشكالا متعددة من اعتقال المقاومين وهم في طريقهم إلى الأرض المحتلة أو خلال عودتهم من مهماتهم النضالية، وصولا إلى التصفيات الجسدية. ولعل كريم مروة كان الأجرأ في الإضاءة على هذه الحقائق، فهو يشير في كتابه: «في البحث عن المستقبل»، إلى الحقائق المُرّة التي حفلت بها تلك المرحلة: …» أما المقاومة التي نشأت فيما بعد فكانت جيشا بالمعنى الكامل للجيوش، وهي كانت تتكون بقرار سوري- إيراني وبدعم عسكري ومالي منها، كي تحلّ محلّ المقاومة الوطنية… واقتضى ذلك القيام بعمليات تصفية لبعض القياديين في المقاومة وبالأخص الشيوعيين منهم… كما اقتضى ذلك خطف بعض كوادر الحزب الشيوعي وإخفاء جثامين بعضهم وإلقاء بعض الجثامين الأخرى على جنبات الطرق»، وبعد إشارته إلى المثقفين الذين اغتيلوا: حسين مروة ومهدي عامل (حسن حمدان) وسهيل الطويلة وخليل نعوس، يتوقف عند يسار مروة، الشهيدة اللبنانية الأولى التي سقطت وهي تقاوم الاحتلال الإسرائيلي قائلا: «أصوليّو تلك الحقبة حاولوا منعنا كحزب ومنعي شخصيًا من الاحتفال بتكريم الشهيدة يسار مروة ووزعوا للشهيدة صورا حجّبوها فيها». غير أن هذه الإجابات، على أهميتها، غير كافية، ولا تجيب عن سؤال كيف ولِمَ اندثرت جبهة المقاومة، وهل كان انهيارها حتميًا؟ من أجل أن تحتل جبهة المقاومة الوطنية موقعها في ذاكرتنا اللبنانية المثقوبة، هناك حاجة إلى بناء نص تاريخي، يقرأ الواقع بتناقضاته من أجل الوصول إلى لوحة تاريخية مكتملة. جبهة المقاومة كانت جزءا من واقع متشابك له خمس سمات بارزة: التدخل السوري الذي كان يحاول بشتى الأساليب فرض هيمنة النظام الاستبدادي على لبنان، عبر إخراج قوى التغيير من المعادلة وشطبها. الحرب الأهلية التي اتخذت سمة طائفية صافية في وحشيتها بعد الانسحاب الإسرائيلي من الجبل وأجزاء واسعة من الجنوب، والأثر السلبي لمشاركة الشيوعيين فيها، ومحاولة الثنائي الشيعي طرد اليسار من الجنوب، من دون أن ننسى تناقضات هذا المحور الدموية. حرب المخيمات التي قضت بتوزيع العمل بين حركة أمل (التي تفرغت لقمع الفلسطينيين) وحزب الله الذي أنيط به السيطرة على المقاومة واحتكارها. القرار الأمريكي تلزيم لبنان، عبر اتفاق الطائف، للتحالف السوري- السعودي، الذي أعلن بداية زمن الوصاية. بداية تراجع المعسكر الاشتراكي وصولا إلى انهياره، وأثر ذلك في الحزب الشيوعي اللبناني. يجب قراءة هذه المعطيات بعناصرها المتشابكة كي نفهم كيف حلت على لبنان كارثة غياب مشروع ديمقراطي علماني مقاوم، كان يمكن له أن يشكل أفقا مختلفا في هذا الوطن الصغير المبتلى بالطائفيات المدمرة. إن تاريخ جبهة المقاومة ليس مُلكًا للمقاومين وحدهم، بل هو مُلْك للذاكرة الوطنية اللبنانية، وكتابته أكثر من واجب، لأنه يقدم دروسا كبرى علينا أن نتعلم من إيجابيّاتها وأخطائها، من أجل أن نبني حاضرنا ونعي بأن علينا ان نعمل كي نستحق أن نرث تاريخ المقاومة الوطنية ونبني عليه أفقًا يُخرجنا من هذا الليل اللبناني والعربي. جبهة المقاومة الوطنية الذاكرة والمعرفة إلياس خوري |
صواريخ نائب زعيم «حزب الله» على المجتمع اللبناني… ماذا قال إعلام السيسي في عاكف… وصمت المكسيك من أجل الحياة Posted: 25 Sep 2017 02:41 PM PDT من بين التغطيات الإعلامية لتصريحات نائب الأمين العام لـ «حزب الله»، الشيخ نعيم قاسم، التي قدم فيها تصريحات مثيرة بالجملة، يلفت الانتباه تقرير على قناة «الجديد»، وهو يسلط الضوء على جزء من خطاب قاسم عندما يسرد «المفاتيح الأربعة للتربية الصالحة»، ومن بينها حديثه عن التربية المدرسية والتشكيك بقدرة المرأة المطلقة على نصح الطلاب باعتبارها هي نفسها كمطلقة تعاني «الخراب» في حياتها، وبالتالي لا تصلح لأن تعطي النصيحة. تقرير «الجديد» جاء بأحد المشايخ الشيعة الذي أظهر اعتراضاً على كلام قاسم، وإن بلطف واحترام، لكن إلماحة التقرير (أعده آدم شمس الدين) كانت في التطرق إلى «المفتاح الرابع» من مفاتيح التربية، حين تحدث قاسم عن تأثير قادة الرأي، وحين دلف مراسل «الجديد» من هذه النقطة ليقول إنه الشيخ نفسه يفتح باب المحاسبة: «بدنا نعرف مع أي قادة رأي ماشيين». أما الإلماحة الثانية فكانت في عنونة التقرير التلفزيوني بعبارة «صواريخ الشيخ نعيم قاسم تضرب المجتمع اللبناني»، ما يتلاءم مع كلام معترضين كثر قالوا إن تصريحات قاسم ليست سوى نوع من فكر «داعشي». القناة نفسها قدمت في وقت آخر قراءة في تعليقات مواقع التواصل الاجتماعي على تصريحات الشيخ قاسم، فتطرقت إلى الهاشتاغ الأكثر تداولاً «نعيم قاسم البلد»، وتغريدة يقول صاحبها «القاسم المشترك بين العدو الإسرائيلي ونعيم قاسم أن الاثنين بدهن يرجعوا لبنان للعصر الحجري». حتى الساعة، لم يصدر نعيم قاسم توضيحاً أو اعتذاراً، وليس من المرجح أن يفعل، فلا شك أن خطاب نائب الأمين لـ «حزب الله» هو نوع من خطاب الانتصار، هذا الذي يحرص الحزب على صرفه بكل الاتجاهات الممكنة. الصمت من أجل النجاة عثرتُ أخيراً على تطبيق عملي للتعبير القائل «إذا كان الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب». في المكسيك، بعد الزلزال العنيف الذي ضربها، كانت البلاد بحاجة للصمت، كان ذلك ضرورياً كي يتمكن عمال الإنقاذ سماع صوت وتنفس العالقين تحت الأنقاض، هكذا ولدت إشارة قبضة اليد المرفوعة إلى أعلى، حسب فيديو على «بي بي سي»، وهكذا أصبحت الإشارة التي تدل عادة على التضامن إشارة تطالب بالصمت، من أجل الإنصات إلى بذرة حياة تحت الأنقاض. الصمت من أجل النجاة. الإعلام المصري والتنكيل بالأحياء «الجنازة حارة والميت.. عاكف»! هكذا عنونت صحيفة «روز اليوسف» المصرية مانشيتها الرئيسي بعد وفاة المرشد السابق لجماعة «الإخوان المسلمين» في مصر، مهدي عاكف في سجنه. بررت الصحيفة عنوانها ذاك بأن عاكف أساء لمصر والمصريين، واعتبرت أنه لا يستحق حملة التعاطف التي أدانت السلطات المصرية على إهمال الرجل التسعيني طبياً فعجّلت في موته. لا احترام للرجل في سجنه، وهو هناك مجرد سجين له حقوق يجب على الإعلام احترامها، بل والمطالبة بشروط إنسانية لكافة السجناء، كما لا احترام للرجل في لحظة موته، فكل هذه الشماتة المعلنة على الملأ، وبأحط ما تكون الكلمات، إذ يعرف الجميع ماذا يعني المانشيت، الذي يحيل إلى مثل شعبي معروف. إنه تنكيل بالأحياء، أكثر من أن يكون تنكيلاً بالأموات. الشماتة بضحايا الإعصار أثار مشهد الإعصار الذي ضرب شواطئ في الولايات المتحدة أخيراً نبرة شماتة على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، على اعتبار أن أمريكا عدو، أو كافر، وأن الإعصار ما هو إلا جند الله الذين جاؤوا للانتقام! هذا المنطق رأيناه من قَبل عند مشايخ كبار، من بينهم الراحل رمضان البوطي الذي أحال مأساة الفلسطينين، احتلال أرضهم وتشريدهم عن بيوتهم وما ارتكب من مجازر بحقهم، إلى الكفر وقلة التديّن. دعوات لطالما رأينا مثلها إزاء كوارث طبيعية أو غيرها، كوارث عمياء لا تفرّق بين قوميات وأديان، مدنيين وأبرياء آمنـين فـي بيوتهـم. حدث ذلك مثلاً إزاء اعتداء الحادي عشر من أيلول سبتمبر في الولايات المتحدة، ومن عجب أن نخباً ثقافية، قبل رجال الدين، أعلنوا شماتة بأمريكا، معتبرين ما حـدث هـزيمة لها، أو بـداية هزيمـة. لا فرق بين كارثة طبيعية أو مدبّرة تستهدف الناس جملة من دون تمييز، ومن دون أن يكون لهؤلاء أي ذنب، وإذا خطر للكثيرين أن يبرروا بأن ذنب هؤلاء انتخابهم لسياسيي بلادهم، والنظر إلى سياسة تلك البلاد على أنها أساس البلاء الذي حلّ بنا في بلادنا من فقر وظلم وغياب للعدل، فلا بدّ من تذكّر أننا أيضاً قد نؤخذ بجريرة حكام لم ننتخبهم، طغاة ومجرمين وقتلة تاريخيين. ليس غريباً أن تأتي تلك الشماتة ممن يحملون تصورات مريضة عن أديانهم، ويرون في الآخر، كل آخر، كافراً أو عدواً يجب قتله. لكن انظروا كيف نتحدث، وماذا نكتب في يومياتنا على مواقع التواصل الاجتماعي، أي عنصرية نحمل، ونتشدق بها من دون خجل. نظرة فقط، وسندرك أن الخلل ليس فقط تطرّفاً دينياً، فقد نجد في وصايا الأوّلين عند الحرب نهياً عن قتل طفل أو شيخ أو امرأة، بل وكذلك عن قطع شجرة مثمرة. إنها أيضاً قلّة تربية، مناهج دراسية مريضة، غياب لثقافة حقوق الإنسان، عدم تقدير للإنسان أياً كان. إن تلك الشماتة تفصح عن مجرمين خطرين يعيشون بيننا، لا يجب التسامح معهم ومجاملتهم، وإلا سنكون جزءاً من ضحاياهم عما قريب. كاتب فلسطيني صواريخ نائب زعيم «حزب الله» على المجتمع اللبناني… ماذا قال إعلام السيسي في عاكف… وصمت المكسيك من أجل الحياة راشد عيسى |
سحب الجنسية في مصر: ترويع المواطن والمجتمع Posted: 25 Sep 2017 02:40 PM PDT يمكن قراءة التعديلات التي مررها مجلس الوزراء المصري على قانون سحب الجنسية المصرية (مررت يوم الأربعاء 20 أيلول / سبتمبر 2017، ومن ثم احيلت إلى البرلمان للمناقشة) على عدة مستويات تمزج بين القانوني والسياسي، وتظهر معا عمق أزمة الحق والعدل الغائبين التي تفرضها السلطوية الجديدة على البلاد. قانونيا، تنص التعديلات على سحب الجنسية المصرية ممن اكتسبوها عن «طريق الغش أو بناء على أقوال كاذبة»، ومن صدرت بحقهم أحكام قضائية تثبت انضمامهم إلى «أي جماعة أو جمعية أو جهة أو منظمة أو عصابة أو أي كيان» بهدف المساس «بالنظام العام للدولة أو تقويض النظام الاجتماعي أو الاقتصادي أو السياسي» إن بالقوة أو بوسائل غير مشروعة أخرى، ومن أدينوا قضائيا في «جريمة مضرة بأمن الدولة» من جهة بالخارج أو الداخل، ومن أدوا الخدمة العسكرية لدولة أجنبية دون ترخيص من السلطات، ومن يعملون مع دولة أو حكومة أجنبية في حالة حرب مع مصر. كذلك تطيل التعديلات من المدة الزمنية التي يمكن خلالها سحب الجنسية ممن اكتسبها عن طريق التجنس أو الزواج من خمس إلى عشر سنوات، وتؤجل حق اكتساب الجنسية عن طريق الأم إلى سنتين بعد الميلاد بدلا من سنة واحدة وفقا للنصوص المعمول بها حاليا وتقصره على الأبناء القصر للأم المصرية مستبعدة الأبناء البالغين أصحاب الحق في التجنس وفقا للنصوص الحالية. وإذا كان سحب الجنسية ممن اكتسبها عن طريق «الغش أو الكذب» هو أمر يعمل به في العديد من البلدان، الديمقراطية وغير الديمقراطية على حد السواء، فإن كافة النصوص الأخرى الواردة في تعديلات مجلس الوزراء المصري تتسم بطبائع فاشية ورجعية صريحة. أما الطبيعة الفاشية فيدلل عليها النص الذي يقضي بسحب الجنسية من المصريات والمصريين حال الانضمام إلى كيانات تهدد النظام العام للدولة أو تقوض نظمها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية أو حال الإدانة بجرائم مضرة بأمن الدولة. فمن جهة، توظف هنا صياغات مطاطية مثل النظام العام والتقويض والوسائل غير المشروعة التي تغيب تعريفاتها القانونية والقضائية المنضبطة، وتكرر استخدامها في الكثير من القوانين والتعديلات القانونية التي مررت منذ صيف 2013 كقوانين التظاهر والإرهاب والجمعيات الأهلية والمادة 78 المعدلة من قانون العقوبات، وتطلق من ثم يد السلطوية الجديدة في إدانة المغضوب عليهم من المصريات والمصريين بجرائم هلامية وإجبار المحاكم على إنزال العقاب بهم سلبا للحرية وللملكية الخاصة وفي المستقبل سلبا للجنسية. من جهة ثانية، ولأن القوانين المعمول بها حاليا تعاقب المدانين إن بجرائم منضبطة التعريف كجرائم الإرهاب واستعمال القوة المسلحة ضد السلطات أو بالجرائم الهلامية كتهديد النظام العام تارة بسلب الحرية وتارة بسلب الملكية الخاصة وأخرى بالحرمان من المناصب العامة، فإن الإيغال في العقاب بسحب الجنسية المصرية وكأنها «منحة قابلة للنزع» من قبل الحكام وتبعات ذلك المتمثلة في إلغاء كافة الحقوق المدنية والسياسية التي يرتبها التمتع بالجنسية يثبت فاشية السلطوية الجديدة. من جهة ثالثة، ولأن الجنسية في الدستور المصري (دستور 2014) وفي المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق وحريات المواطنات والمواطنين التي وقعت وصدقت عليها الحكومات المصرية المتعاقبة هي حق أصيل لا يسلب أبدا بإعمال الإرادة الفردية للحكام حتى وإن تموضعت قانونيا (بفعل صياغات مطاطية) وقضائيا (في ممارسات يعوزها العدل)، فإن مخالفة مجلس الوزراء المصري لدستور البلاد وللمواثيق الدولية بتمرير التعديلات تعني تورطه هو في الإخلال (تغييرا وتعطيلا) بالأسس الدستورية والقانونية الضامنة لحقوق وحريات المواطن ولإدارة شؤون البلاد على نحو يدفع به وبها إلى هاوية الاستبداد والفاشية. والحقيقة أن الإرث القانوني للفاشيات الأوروبية كالنازية في ألمانيا بين 1933 و1945 حضرت به قوانين «لسحب الجنسية» تتشابه نصوها بوضوح مع التعديلات المصرية، كقانون سحب الجنسية الذي مرره النازيون في 14 تموز / يوليو 1933 ووظفوه ليس فقط لنزع جنسية من صنفوهم «كغير آريين» بل لتعقب وعقاب البرلمانيين والسياسيين والكتاب والفنانين الذين عارضوا جرائم النازيين وسلبت حريتهم وألقوا في السجون ومعسكرات الاعتقال في ألمانيا أو أجبروا على الفرار إلى خارجها. وفيما خص الطبيعة الرجعية للتعديلات التي مررها مجلس الوزراء المصري على قانون سحب الجنسية، فهي ترتبط بإهدار الحق الأصيل للمصرية في منح الجنسية لأبنائها البالغين وبالتضييق على ممارسة ذات الحق فيما خص الأبناء القصر. فبعد نضال حقوقي وسياسي ومجتمعي طويل للمصريات ومعهن المصريون المنادون بالمساواة الكاملة في الحقوق والحريات بين النساء والرجال، بعد نضال طويل توجه قبل 2011 إقرار حق المصريات في منح الجنسية لأبنائهن دون تمييز بين قصر وبالغين، يأتي حكام البلاد الحاليين ليهدروا الحق وينقلبوا على النضال الذي رتبه بجرة قلم. بل أن النزوع الرجعي للسلطوية الجديدة يخترق بضيق أفق وبلادة بيروقراطية الاشتراطات الزمنية لتجنيس الأبناء القصر للمصرية، فيطيل منها رغبة في التضييق العملي على ممارسة المتبقي من الحق بعد الإهدار الأثيم. سياسيا، ولأن توقع عدم إقرار البرلمان (مجلس النواب) لتعديلات قانون سحب الجنسية يظل أمرا مستبعدا بالنظر إلى السيطرة الأمنية والاستخباراتية شبه الكاملة على الأغلبية البرلمانية وسوابق تلك الأغلبية في تمرير كل ما يدفعه مجلس الوزراء باتجاهها من مشروعات لقوانين ولتعديلات قانونية، تظهر هذه التعديلات تمادي السلطوية الجديدة في غي ترويع المواطن والمجتمع وتهديدهما الدائم بالتعقب والعقاب حال عدم الامتثال للإرادة الفردية للحكام. فسلب الجنسية المصرية عن المعارضين في داخل البلاد وخارجها، والذي ستفتح له الأبواب قانونيا وقضائيا حال إقرار مجلس النواب للتعديلات، يجمع بين استهدافهم لشخوصهم وبين إشهار سيف التعقب والعقاب في وجه كل من قد تسول له نفسه الامتناع عن طاعة «أولي الأمر» أو التعبير الحر عن آراء ترفض سياساتهم وأفعالهم. لا تختلف تعديلات قانون سحب الجنسية هنا عن نصوص ترويع المواطن والمجتمع التي تحويها قوانين التظاهر والإرهاب والجمعيات الأهلية وغيرها، وتتطابق معها أيضا في تعميق أزمة الحق والعدل الغائبين في مصر التي تسقط في هاوية الفاشية والرجعية واستعداء قطاعات مجتمعية واسعة على الحكم والحكام. ٭ كاتب من مصر سحب الجنسية في مصر: ترويع المواطن والمجتمع عمرو حمزاوي |
معاناة المصريين بلغت نقطة الذروة و40٪ من سكان مصر تحت خط الفقر المدقع والجهر بالوجع مرفوض Posted: 25 Sep 2017 02:40 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: تواصل اهتمام الأغلبية والحكومة والمحافظين في كل المحافظات ببدء العام الدراسي الجديد في المدارس بزيارات لها وتفقد أحوالها والتشديد على ضرورة أداء الطلاب تحية العلم. واستمرار الشرطة في حراسة المدارس ومراقبة الشوارع لضمان سيولة حركة المواصلات حيث يشتد الضغط عليها في الصباح وعند انتهاء اليوم الدراسي. كما استمرت الشكوى من ارتفاعات الأسعار بحيث أصبحت عادة يومية مع حالة يأس من علاجها. وحدث اهتمام أيضا بإصدار محكمة الجنايات أحكاما مشددة على العشرات من أعضاء أولتراس نادي الزمالك بسبب الفوضى التي أحدثوها في استاد الدفاع الجوي بدأت من المؤبد إلى ثلاث سنوات. كما أن فوز الأهلي على الترجي التونسي استحوذ على اهتمام الأغلبية، والملاحظ أن مانشيت الصفحة الأولى لجريدة «روز اليوسف» القومية تصدّره سؤال، لماذا خلق الله الأهلي؟ وكان الجواب عشان يعلم على الصفاقسي والترجي. ومن الأخبار الأخرى التي وردت في الصحف المصرية الصادرة أمس الاثنين 25 سبتمبر/أيلول، إعداد الحكومة مشروع قانون لإسقاط الجنسية عمن يعملون ضد النظام والدولة والدفع به إلى مجلس النواب. كما أصدر رئيس الحكومة شريف إسماعيل قرارا بإسقاط الجنسية عن ثلاثة مصريين حصلوا على الجنسية الإسرائيلية، بدون إذن مسبق من الحكومة. أما أغرب الحوادث فكانت في الصفحة العاشرة من «المساء» أمس الاثنين لمجدي الرفاعي من مدينة شبين القناطر لمحافظة القليوبية شمال القاهرة عن زوجة سنها خمسة وعشرين عاما طلبت من حماها البالغ من العمر اثنين وستين عاما معاشرتها جنسيا، لإخراج الجان من جسدها، ولم يتأخر عن أداء هذه الخدمة الجليلة لزوجة ابنه، ولم يكن يدري أنها تثبت الموبايل في مكان معين وصورت الواقعة. وبعد يوم فوجئ بميكانيكي يقابله ويخبره بما فعل مع زوجة الابن وأطلعه على المشاهد وطلب منه مبلغا للسكوت، وأخبره أنه عشيق الزوجة فسارع الرجل لقسم الشرطة وقدم بلاغا وتمت إحالة الجميع إلى النيابة التي أمرت بحبسهم أربعة أيام على ذمة التحقيق. كما تم انتقاد الحكومة لعدم إفراجها الصحي في وقت مبكر عن مرشد الإخوان السابق محمد مهدي عاكف قبل وفاته. ومطالبة الرئيس السيسي بتقليد الصين في زيادة دخل الفرد وحرمانه من حقوقه السياسية، بدلا من حرمانه من الاثنين. ومرسي عطا الله يطالب في «الأهرام» بتقديم مرشح قوي لمنافسة السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وإلى ما عندنا من أخبار متنوعة.. ذكرى وفاة عبد الناصر ونبدأ بأبرز ما نشر عن عبد الناصر مع اقتراب ذكرى وفاته السابعة والأربعين حيث قال عنه محمود مطر في مجلة «الإذاعة والتلفزيون» في عموده «بكل صراحة»: «تقول الحكاية إن عبد الناصر كان متجها بالقطار إلى أسيوط وكانت الجماهير الغفيرة تقف على جميع المحافظات المؤدية إلى المدينة الجنوبية لتحية الزعيم، وفي محطة ديروط، وبينما هدّأ القطار من سرعته وأخرج عبد الناصر يده من النافذة ليلوح بها للجماهير، اقترب منه فلاح تبدو على هيئته كل مظاهر الفقر ليلقي إليه بصرة فيها خبز صعيدي وقليل من الملح وبصلة صغيرة، وأنزعج الموجودون بصحبة ناصر وفتحوا الصرة وعرفوا ما بها في الحال. وضحك عبد الناصر ونظر إلى الفلاح الصعيدي الفقير الذي كان وجهه المكدود قد بدأ يختفي تدريجيا عن ناظره وقال عبد الناصر بصوت عال رسالتك وصلت وسأل أحد المرافقين عبد الناصر قائلا ما هي الرسالة التي وصلتك من هذا الفلاح الفقير يا سيادة الرئيس؟ فرد عبد الناصر بسرعة بديهة نادرة أنه يريد أن يوصل لي رسالة مفادها أن طعامنا لشدة فقرنا أصبح عيش وملح فقط، ولا نملك من الزاد شيئا إلا العيش والملح. وفي اليوم التالي أصدر عبد الناصر قرارا بزيادة يومية عمال التراحيل مرتين أي زيادة اجورهم إلى الضعف مع حقهم في ميزات التأمين والمعاشات وغيرها». تنكروا لأصولهم وفي «الجمهورية» قال ماهر عباس في بابه «رسالة من القلب» تحت عنوان «47 عاما على رحيل ناصر والهجوم مستمر»: «يصادف الخميس المقبل مرور 47 عاما على رحيل الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، ورغم السنين إلا أن حملات الهجوم لا تزال مستمرة، وقد يكون مفهوما أن يهاجم من أضيروا من إجراءات الثورة. وما يثير الدهشة والغثيان أن الهجوم من الذين استفادوا من إجراءات ناصر، وإنجازات يوليو/تموز الاجتماعية، بينهم وزراء وسفراء لولا الثورة لما حصلوا على الحد الأدنى من التعليم قبل الثورة، كانت السيطرة لأبناء طبقة الباشوات، ومعظم الذين تولوا المناصب مستفيدين من التجربة الناصرية، وكثيرون منهم اليوم تنكروا لجذورهم وأصولهم الاجتماعية، بعد أن استفادوا من البعثات في كافة التخصصات بالحصول على الدكتوراه. بعضهم ـ اعتقد أن ذاكرتنا ضعيفة ـ وصف نفسه بأنه من طبقة الحكام والنبلاء، وهي ظواهر متكررة لها دوافعها في الإنكار والتنكر. في ظني أن هذه الحملات المتجدد بعضها، ومنها كتاب عمرو موسى، أنتجتها حقب الانفتاح وطبقة الرأسمالية الجديدة بتوصيف متحفظ «رثة» تنشر ثقافتها وسلوكها في المجتمع الذي يحتاج اليوم إلى عودة الوعي في هرم اجتماعي فقد بوصلته. ورغم مرور 47 عاما على وفاته ونحو 45 عاما على تجربة الانفتاح، إلا أن المقارنة التعليمية والصحية والتصنيع وحقوق العمال والفلاحين لا تقارن. عندما أعود بالذاكرة في قراءة للتاريخ، وكنت صغيرا عند وفاته، وأعيش في قرية صغيرة «منسية» لكن فيها خدمات صحية وتعليمية، وأقف على كيف رسم ناصر خريطة مصر عربيا وإفريقيا وإسلاميا ودوليا، من عدم الانحياز والتحرر العربي والإفريقي، لماذا عجزت الرأسمالية عن تطوير قلاع ناصر الصناعية في الحديد والغزل والنسيج والبتروكيماويات والسيارات؟ كيف غاب الإسكان الاجتماعي لتحل مكانه فيلات وقصور؟ واستوردنا العدس والفول والقمح واللحوم، وعجزنا عن استيعاب العمالة، وظهر لنا المعاش المبكر «سرطان» عصر مبارك. ولم يتطور التعليم وطغى التعليم الخاص كنموذج للفئة التي تنكرت لأصولها، وأصبحت مدارسنا وجامعاتنا مشاريع استثمارية، ونهش المرض أجساد المصريين وسط فندقة الطب وسقوط الفقراء من الحساب، والرأسمالية الجديدة تعالج في الخارج. اعتقد أن المتنكرين لتجربة ناصر ولأصولهم خريجو جامعات مصر، نجحوا فقط في الاستيلاء على أراضي الدولة ونهبوا الثروة وهربوها للخارج واحتالوا على صناعتنا بالخصخصة وفقد منتجنا الوطني قدرته التنافسية والريادة في إفريقيا وآسيا». مناصرة القائد المهزوم ونظل في «الجمهورية» لنكون مع السيد البابلي وبابه اليومي «رأي» الذي يتناول فيه عدة قضايا كان منها ذكرى وفاة خالد الذكر وجعل عنوان الفقرات «28 سبتمبر وحوار تتوارثه الأجيال» قال فيها: «كان جمال عبدالناصر الذي تحل ذكرى وفاته بعد أيام قليلة هو مصر، وأمل مصر، وقيمة مصر وأحلام مصر، وكل شيء في مصر. ولم يحدث في تاريخ البشرية كلها أن خرجت الملايين تناصر قائداً عسكرياً مهزوماً، وتطالب بالبقاء بدلاً من المطالبة بإقالته أو محاكمته. ففي 9 و10 يونيو/حزيران 1967 بعد أيام قليلة من هزيمة الخامس من يونيو وتدمير الطائرات المصرية وضياع سيناء، فإن عبدالناصر ألقى خطاباً يعلن فيه مسؤوليته عن الهزيمة والتنحي عن الحكم، والعودة جندياً في صفوف المقاتلين. وما أن ألقى ناصر خطابه الحزين إلا وكان شعب مصر كله في الشوارع يطالب بالبقاء ويحمله المسؤولية في أن يأتي لنا بالانتصار. أياً ما كانت وجهات النظر حول عبدالناصر وعن السياسات التي أدت إلى هزيمة 1967 فإن عبدالناصر العظيم قدّم أعظم سنوات نجاحه واستيعابه لتوازنات ومتغيرات العصر، عندما نجح في الفترة من 1967 إلى1970 في إعادة بناء الجيش المصري بشكل وأسلوب مختلف وبتقنيات عسكرية متطورة، وبعزيمة جديدة لتخطي الهزيمة، فكان هو الجيش الذي نجح في ملحمة عبور القناة في أكتوبر/تشرين الأول 1973 واستعادة الأرض والكرامة. ولأن عبدالناصر خلال هذه السنوات بذل جهداً غير عادي في إعادة البناء واستعادة الثقة للحرب فإن قلب عبدالناصر لم يتحمل كل هذه الضغوط». «لبن مصر في زمن المليم» وفي صفحتها الرابعة عشرة التي تخصصها «الأخبار» كل يوم اثنين للذكريات تحت عنوان «كنوز» نشرت فقرة عنوانها «لبن مصر في زمن المليم» عن ما كان يا ما كان من عهد خالد الذكر في سالف العصر والأوان جاء فيها: «في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، وحتى منتصف السبعينيات يتذكر أبناء هذه السنوات زجاجة الحليب التي كان يزينها من أعلى غطاء أزرق، وعليها شعار شركة مصر للألبان والاغذية. الزجاجة كانت تزن نصف كيلو حليب ثمنها 35 مليما، أي أن كيلو الحليب المبستر الذي كانت الشركة تطرحه في عبوات النصف كيلو، والكيلو، بسعر 70 مليما، وهو يحمل عنوان لبن مصر المبستر مقوي ومغذي للأولاد مضمون ومتوافر الآن في جميع محلات البقالة الكبرى، لاحظ على الزجاجة الغطاء الأزرق وتاريخ اليوم ملحوظة أقل سعر لتر حليب اليوم مع تعدد أسماء الشركات المنتجة يتجاوز 10 جنيهات فيا ترى لماذا اختفى لبن مصر المبستر؟». جريمة فوضى الفتاوى تواصلت المعارك والمشاحنات بسبب فتوى الدكتورة سعاد صالح بجواز معاشرة الإنسان للبهيمة، وفتوى الدكتور صبري عبد الرؤوف بجواز ممارسة الزوج الجنس مع زوجته فور وفاتها، فيما سماه «نكاح الوداع» والمطالبة من بعض أعضاء مجلس النواب بإصدار قوانين توقف هذا الهزل. وقد نشرت «الوطن» تحقيقا في صفحتها الرابعة لسعيد حجازي وعبد الوهاب عيسى جاء فيه: «قال النائب محمد أبوحامد أن موقف جامعة الأزهر يبدو وكأن فيه تستراً على الرؤى الشاذة، وتتجاهل التحقيق فيها، لأن ذلك منهجهم ويجب تفعيل قرارات تحويل أصحاب الفتاوى الشاذة من بين أساتذة الجامعة إلى التحقيق، وتوقيع عقوبات رادعة، وألا تكون قرارات التحقيق معهم حبراً على ورق، لتهدئة الرأي العام، وذلك حتى لا يكونوا مشاركين بالصمت في جريمة فوضى الفتاوى الشاذة، التي يقودها أساتذة من الأزهر. كما طالب أبوحامد المشيخة بتفعيل دور لجان الفتوى التابعة لها في المحافظات، لمقاومة التشدد والتطرف والفتاوى الشاذة، منتقدين صمت المشيخة وعجز لجان الفتوى التابعة لها في المحافظات عن إقناع المواطنين بوجودهم وقدرتهم على الإفتاء. وأضاف: «المشيخة ليست بعيدة عن تلك الفتاوى ففي كل مؤتمر تطالب بالثقة في التراث واستعداده لمواجهة الإرهاب، رافضين كل المطالبات بالتجديد الديني، وحينما يظهر التراث يحاولون التملص من مطلبهم بالعودة إليه، ويحيلون أساتذتهم الذين تربوا على أيديهم للتحقيق الصوري». وقالت النائبة الدكتورة آمنة نصير أستاذة العقيدة والفلسفة في الأزهر «لم أعد أنتظر شيئاً من قيادات الأزهر الحالية، فقد استطاعوا إيصالنا لمرحلة بعيدة من اليأس والإحباط في التجديد». وأضافت: «ليست هناك نية لتجديد، بل تحول المطالبة بالتجديد لإخراج كل ما هو مرفوض من التراث للناس، وهذا يثير التعجب والاستغراب». العودة للجاهلية وفي «المساء» صرح رئيس تحريرها الأسبق خالد إمام قائلا في عموده اليومي «وماذا بعد» موجها الاتهامات شرقا حيث السعودية وعائدا إلى مصر وقال: «أفتوا بجواز معاشرة البهائم ألهذه الدرجة وصل التخلف والسفه والعته والضلال؟ ومع هذا لم يحاكم من أفتى بذلك، أو اتخذ أي إجراء تجاه الكتب المروجة لتلك الفتاوى المقززة. أفتوا بجواز تأجير الرحم رغم أن كل العلماء اجمعوا على تحريم ذلك، ولم يحاكم من أفتى بتحويل الأرحام إلى سلع. أفتوا بجواز أكل لحم «الجان» وليقل لي «الأهبل» الذي افتى بهذا كيف سيحصل الإنسان على لحم الجان؟ أين سنجده بالضبط أفي محل جزارة؟ أم سوبرماركت مثلاً؟ أم في دكاكين الدجل والشعوذة والنصب والاحتيال باسم الدين؟ ولم يحاكم من أفتى بهذه الهرتلة. أفتوا بضرورة عودة «الرق» ليه يا معاتيه؟ والرد، علاجا للعزوبية والفقر شفتم العبقرية الظلامية؟ ومع هذا لم يحاكم من يريد بنا العودة للجاهلية، ثم جاء إمامهم وأفتى بأن السنة التي نقلها بشر بعد 200 سنة من وفاة الرسول تنسخ القرآن، واذا تعارض القرآن مع الحديث فإن الحديث أولى! كلام في منتهى الخطورة يريد به هذا الدعي الذي مازال يعتلي منبر رسول الله أن ينسف القرآن، ولا يُعتد به إذا تعارض مع أي فتوى شاذة يطلقها هو أو أحد من أتباعه لهدم الدين والمجتمع، تصوروا هذا وأمثاله يريدون إقناعنا بأن ابن تيميه وعبد الوهاب والبخاري ومسلم وغيرهم، أصدق وأكثر علماً من الله سبحانه وتعالى! ويعتد بكلامهم عن كلام المولى أليست مسخرة المساخر؟ ومع ذلك لم يحاكم هذا الدعي». غياب العقل أما نقيب الصحافيين الأسبق جلال عارف فإنه في عموده اليومي «في الصميم» في «الأخبار» قال تحت عنوان «شذوذ الفتوى أم غياب العقل»: «مع كل التقدير للإدانات التي وجهتها المراجع الدينية لهذا السلوك، وآخرها بيان الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب الذي طالب بالحجر على أصحاب هذه الفتاوى الشاذة للإسلام، وتمتهن الكرامة الإنسانية مع كل هذه الاعتبارات، فإن علينا أن نقف طويلا أمام ما قاله الأستاذ الأزهري الذي تحدث في التلفزيون عن أن نكاح الزوجة المتوفاة حلال، دفاعا عن نفسه قال الدكتور صبري عبدالرؤوف إنه لم يقل شيئا جديدا، بل نقل ما جاء في كتب «فقهاء» الشافعية والحنابلة والأحناف، وأورد الرجل أسماء «مراجعه» التي استند إليها، فذكر «مختصر الخليل في الفقه المالكي» وكتاب «جهد المحتاج في شرح المنهاج» وكتاب «المغني» لابن قدامة. هنا جوهر المأساة أستاذ أزهري متخصص يقبل الحديث في مثل هذه التفاهات، ويعود لكتب لا علاقة لها بالمجتمع أو العصر، ولآراء يرفضها العقل وتأباها النفس السوية، وتسيء لدين الله الذي كرم الإنسان، يعود لهذه الأوراق الصفراء لتكون مرجعه الذي ينقل ما فيها للرأي العام ولجمهور له العذر حين يتقبل آراء من ينتمون للأزهر الشريف، باعتبارها صحيح الدين، هنا جوهر المأساة التي لن تجد الحل الصحيح إلا حين نحتكم لمنهج جديد لا يعطي القداسة إلا للقرآن الكريم وصحيح السنة ثم يفتح الطريق لكي يكون العلم هو سندنا في التعامل مع قضايا العصر». حكومة ووزراء وإلى الحكومة وإعدادها قانونا لسحب الجنسية من فئات معينة، وإرساله إلى مجلس النواب للموافقة عليه، وهو ما أثار استغراب فاروق جويدة في «الأهرام» فقال عنه في عموده في الصفحة الأخيرة «هوامش حرة» تحت عنوان «بين سحب الجنسية وبيعها»: «منذ شهور قليلة ثارت في كواليس مجلس الشعب قضية بيع الجنسية المصرية، مقابل مبلغ من المال، على أساس أن ذلك يوفر للميزانية المصرية دخلا كبيرا من العملات الصعبة، ويومها ثارت الدنيا على هذا الاقتراح الغريب والمريب أيضا. وفي هذه الأيام ثارت قضية أخرى حول سحب الجنسية المصرية، وهو القانون الذي وافقت عليه الحكومة وفي طريقه الآن إلى مجلس الشعب. والقانون الجديد يفتح أبوابا كثيرة لسحب الجنسية من المصريين تحت دعوى العمل ضد نظام الدولة. والواضح أن القصد من ذلك هو سحب الجنسية من المعارضين للنظام سواء في مصر أو خارجها. ومشروع القانون يحمل نوايا سيئة كثيرة فليس كل من يعارض نظاما في دولة ما تسحب منه الجنسية، كما أن سحب الجنسية عقوبة بالغة الخطورة، لأن هذه الجنسية حق أبدي كفله الدستور وحافظت عليه القوانين. إن العمل ضد النظام، أي المعارضة له أكثر من جانب وأكثر من معنى، وهو اتهام مطاط يبدأ بالتعبير عن الرأي وينتهي بأعمال العنف والرفض، ولا يمكن أن تتساوى هذه الأشياء، لا يمكن أن تكون كتابة رأي مثل مظاهرة مثل أعمال عنف. وفي عهود سبقت سافرت فصائل من المعارضين المصريين للخارج، منهم من ذهب إلى لندن أو بغداد أو بيروت، وكانوا يصدرون المجلات والصحف ويعارضون النظام بقوة، حدث هذا في عهد الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس السادات، ولم يفكر أحد في إسقاط الجنسية عن هؤلاء. أما عن الإرهاب فله قوانين تحكمه تبدأ بالسجن وتنتهي بالإعدام». قضايا بالغة الأهمية «لا توجد حكمة واحدة فى إدخال تعديلات جديدة على قانون الجنسية في مصر، التي تنطوي على مزالق وأخطار يصعب تجنبها ـ كأن البلد تنقصه أزمات جديدة. هذا ما يراه عبد الله السناوي في «الشروق»، بالتعريف فهو من القوانين المكملة للدستور والشرط الرئيسي لسلامته أن يلتزم النص الدستوري ولا يخرج عليه. وفق مادته السادسة: «الجنسية حق لمن يولد لأب مصري، أو لأم مصرية، والاعتراف القانوني به ومنحه أوراقا رسمية تثبت بياناته الشخصية، حق يكفله القانون وينظمه». هكذا بوضوح، الجنسية حق مكفول ولصيق بالإنسان، وجزء لا يتجزأ من الحقوق الأساسية للمواطنين والقانون ينظم الاعتراف به ولا يتعدى عليه بأي ذريعة. أقل ما توصف به التعديلات على قانون الجنسية، التي أقرها مجلس الوزراء تمهيدا لعرضها على المجلس النيابي، بأنها «غير دستورية» ـ وفق إجماع الفقهاء القانونيين. في القضايا بالغة الخطورة والحساسية، كمسألة الجنسية، لا يصح أن تمضي الأمور باستعجال فى إجراء، أو خفة في صياغة، فالنتائج السياسية فادحة. في نص البيان الرسمي لمجلس الوزراء تقر التعديلات سحب الجنسية من «كل من اكتسبها عن طريق الغش، أو بناء على أقوال كاذبة، أو بعد صدور حكم قضائي يثبت انضمام صاحب الجنسية إلى أي جماعة، أو جمعية، أو جهة، أو منظمة، أو عصابة، أو أي كيان، يهدف للمساس بالنظام العام للدولة، أو تقويض النظام الاجتماعي، أو الاقتصادي، أو السياسي». هناك فارق جوهري بين الجنسية الأصلية والجنسية المكتسبة والخلط بينهما خطأ فادح. شأن ما توصف ـ عادة ـ بالقوانين سيئة السمعة الصياغات فضفاضة، فلا انضباط في مفاهيم، وكل جملة معلقة على تأويلات لا نهاية لها. أسوأ ما في تلك الصياغات الفضفاضة إطلاق عموم الاتهام، الذى قد يسقط الجنسية، على أمور بالغة التناقض. لا نكاد نعرف من هو المخاطب بالقانون. قد يقال إن القصد محاربة الإرهاب وجماعاته والمحرضين عليه. غير أن النص المنسوب ـ رسميا ـ إلى مجلس الوزراء لم يشر بحرف واحد إلى الكيانات الإرهابية، ولا إلى الإرهاب نفسه. بافتراض أن الإرهاب هو المستهدف بالتشريع العقابي الجديد، فالأمر يحتاج إلى نقاش مستفيض فى إستراتيجية مكافحته ومدى كفاءتها فى مواجهة أخطاره ولماذا لم نتمكن ـ حتى الآن ـ من تقويض قدرته على التمركز والضرب في الوجع من حين لآخر؟ في ما هو متواتر من كلام فإن المواجهة تستلزم مجمل قدرات الدولة والمجتمع وأن تشمل الجوانب الفكرية والاجتماعية والسياسية، كما الأمنية والقانونية، غير أن الكلام لا يغادر منصاته ولا شيء يطرح على المجتمع سوى التشديد العقابي، حتى باتت هناك تخمة قوانين وإجراءات دون أن تسفر عن حسم المواجهة، رغم التضحيات الهائلة التي دفعت أثمانها. السؤال ضرورى هنا: هل استطلع رأي المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب، الذي شكل حديثا، في تعديلات قانون الجنسية، أم أنه قرأها في الصحف؟ إذا كانت الإجابة بالنفي، وهذا أرجح، فالمعنى أننا ننشئ مؤسسات بلا أدوار ونتحدث عن استراتيجيات المواجهة دون أن نعنيها فعلا. وبافتراض أن النصوص الفضفاضة في التشريع المقترح تستهدف كل فعل سياسي، أيا كانت شرعيته الدستورية والقانونية، إذا رأت جهة ما أن فيه مساسا بالنظام العام للدولة، أو تقويضا للنظام الاجتماعي، أو الاقتصادي، أو السياسي، فإننا أمام أسوأ قانون في التاريخ المصري الحديث كله يكاد أن يكون قانونا للإعدام المدني، الجنسية مسألة وجود وسحبها إعدام مدني». حقوق المواطن مهدورة وإلى الرئيس السيسي الذي تعرض إلى هجوم مفاجئ من محمد سعد عبد الحفيظ في بابه «حالة» في الصفحة الخامسة من صحيفة «الشروق» وهو يقارن بين ما حققه النظام الصيني من تقدم اقتصادي للشعب وزيادة دخل الفرد السنوي، رغم تحكم الحزب الشيوعي في البلاد وعدم وجود ديمقراطية سياسية وقال: «على هامش حضوره اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أجاب الرئيس السيسي عن سؤال طرحه عدد من صناع السياسة والاستراتيجيين والدبلوماسيين الأمريكيين، عن حالة حقوق الإنسان في مصر بـ«أنه يجب عدم اختزال مفهوم حقوق الإنسان في الحقوق السياسية فقط، بل التعامل معها بمنظور شامل يتضمن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية». مشددا على التزام حكومته بمواصلة العمل على ترسيخ دعائم دولة مدنية حديثة تقوم على إعلاء سيادة القانون وقيم الديمقراطية. لكن هل وفّر السيسي وحكوماته تلك الحقوق خلال سنوات ولايته الأولى؟ بالأرقام الرسمية ووفقا للبيانات الرسمية فمعاناة المواطن المصري بلغت ذروتها، فالتضخم تخطى نسبة الـ33٪ و40٪ من سكان مصر يقعون تحت خط الفقر المدقع، حسب وزير التنمية المحلية هشام الشريف، الذي كشف خلال حديثه في البرلمان أن مصر تحتل المركز قبل الأخير بين دول العالم في مستوى جودة التعليم، فيما بلغت نسبة البطالة 12٪ وفقا لجهاز التعبئة والإحصاء. أما عن مستوى الخدمات الصحية فحدث ولا حرج فالدولة لا تستطيع توفير أكثر من 22 سريرا لكل 1000 مواطن، ومتوسط عدد أسرة الرعاية المركزة هو سرير واحد لكل 16 ألف نسمة في مستشفيات تتجول فيها القطط والكلاب ورائحة بعضها لا تختلف عن رائحة دورات المياه العمومية، فضلا عن ارتفاع سعر الدواء خلال العام الأخير بنسة 100٪. الخلاصة أن أردتم مقايضتنا على الطريقة الصينية فنحن مستعدون ولو لفترة لكن أن تمنعوا كل الحقوق وتدفعونا إلى الكفر بالمستقبل وتستكثروا علينا الجهر بالوجع فهذا ما لا نقبله». المشهد السياسي وأمس الاثنين قال رئيس مجلس إدارة «الأهرام» الاسبق ورئيس تحرير «الاهرام المسائي» الأسبق مرسي عطا الله في عموده «كل يوم» في «الأهرام» تحت عنوان «من سينافس السيسي؟»: «الحقيقة أن في مصر بالفعل رموزا وعلامات لها وزنها ولها قيمتها، لكنها بعيدة عن العمل العام، وغائبة عن المشهد السياسي – خجلا أو تعففا – ومن ثم يجب تعزيز السعي المجتمعي لجذب هذه الرموز لكي تأخذ مكانها الذي يمكنها من الإسهام في وضع الأسس والركائز الضرورية لنجاح رحلة التحول الحقيقي نحو ديمقراطية صحيحة، وفق مبادئ ثورة 30 يونيو/حزيران، والتطلعات المشروعة لجماهيرها. مصر وهي تتجه إلى الجمهورية الثانية لثورة 30 يونيو تحتاج إلى أقصى درجات الجدية في مراجعة كل الأمور ومعالجة حزمة القضايا الاقتصادية والاجتماعية المتراكمة منذ سنوات بعيدة، اعتمادا على ثنائية المنهج العلمي والسلوك الشفاف، التي تخاصم لغة العواطف والبحث عن الشعبية الزائفة، في بلد لم يعد يحتمل منهج الفرقعات المؤقتة. والخلاصة أننا بحاجة إلى استعادة الثقة في النفوس التي تسللت إليها رياح اليأس في السنوات العجاف. ويبقى السؤال هو: من سينافس الرئيس السيسي على شرف رئاسة الجمهورية الثانية سؤال ينبغي التعامل معه بكل جدية وبكل اهتمام». انفصال كردستان وأولت صحيفة «الوفد» اهتماما بانفصال كردستان العراق فقال عباس الطرابيلي رئيس تحريرها الأسبق في عموده «هموم مصرية» تحت عنوان «الاكراد وعلم إسرائيل»: «صدمتني وأزعجتني صورة متظاهرين أكراد في عاصمتهم أربيل، وهم يحملون أعلام إسرائيل وسط أعلام دولتهم، التي يحلمون بها! فهل هناك يا ترى صلات عميقة بين الأكراد وإسرائيل؟ وإذا كانت هناك اتصالات سياسية تجرى بين القادة الداعين لانفصال الأكراد وإسرائيل، فإنني أعتقد أن معظم أبناء «العرق» الكردى يرفضون أي أصابع إسرائيلية أو صهيونية يمكن أن تلعب أو يكون لها دورها في تحقيق حلم الأكراد وذلك إذا كان «بعض الساسة العرب» يمدون أيديهم لإسرائيل، إلا أن الشعوب العربية عامة ترفض أن تمد يدها لإسرائيل، تضامناً مع الشعب الفلسطيني. وإذا كانت بعض الشعوب العربية تحرق العلم الإسرائيلي علناً في بعض الشوارع العربية، فإن مشهد العلم الإسرائيلي وسط شوارع أربيل أزعج كل هؤلاء العرب، خصوصاً أن الأكراد كانت لهم مواقفهم الرائعة المؤيدة للعرب في كل قضاياهم القومية. وكل هذه التداعيات سببها «تعنت» ساسة العراق على مدى التاريخ، واستمرار رفضهم فكرة الحكم الذاتي لإقليم كردستان. ورغم توقعى أن تقول أغلبية أكراد العراق نعم لفكرة الاستقلال فإن هذه مجرد بداية جديدة لصراع قديم استمر منذ عدة قرون ودائماً ما يخسر المتشددون». وقت الخلاص كما شن زميله محمود علي في الصفحة الرابعة هجوما عنيفا على رئيس الإقليم مسعود بارزاني قال فيه: «يؤمن الرجل القوي في كردستان بأن الطلاق أصبح حتميا بين العرب والأكراد، فهم مصابون بالشوفينية ومعاداة الأكراد، وقد حان وقت الخلاص منهم. لم يرغب أبدا ولن يرغب في مد يده للعرب، فحكام بغداد من وجهة نظره قتلوا أهله وشردوا شعبه، وهو رجل لا ينسى، وقد مات أبوه وحيدا في المنفى في واشنطن، ولكنه أيضا ولا يتذكر جرائمه ضد العرب وحرق قراهم ويده الملوثة بقتل أطفالهم، بل يتناسى جرائمه وحروبه ضد رفقائه من الأكراد من الشيوعيين والاتحاد الوطني الكردستاني والعمال الكردستاني، وكيف خان أصدقاءه، وسلّم القائد العسكري الشهير الكردي شمدين صافيق للأتراك في إبريل/نيسان 1998 ولما لا وقد تحالف ضد شعبه، مرة مع القتلة في بغداد، وتارة مع الملالي في طهران، وأخرى مع الجنرالات في أنقرة، فالرجل بطبعه براغماتي بلا قلب. الحاكم بأمره في أربيل سقطت مدة ولايته الشرعية، ولكنه مستمر في الحكم ليس بقوة سلاح ميليشيات البيشمركة، بل باعتباره منحة وهبتها الحياة لشعبه، فقد ولد كما يقول من أجل استقلال كردستان، وسيموت في كردستان المستقلة، لذا ليس هناك معنى لما يردده المعارضون من كلام فارغ عن الدستور والديمقراطية والفساد والقمع والتعذيب، الذي يمارسه حزبه وميلشياته، ولا جدوى من مناشدات العالم أجمع له بالانصات لصوت الحوار والسلام، فلم يعد ينظر سوى لوجه في المرأة ولم يعد ينصت سوى للقادمين من تل أبيب». ديكتاتورية وديمقراطية أما الرسام الموهوب عمرو سليم فقد أخبرنا أمس في «المصري اليوم» أنه شاهد اثنين أحدهما يقرأ في صحيفة عن استفتاء كردستان، وقد ظهر أمامه الفيلسوف ابن رشد رائد الفلسفة العربية وهو يقول لزميله: سألته سؤال فلسفي صعب قلت له ديكتاتورية صدام أحسن واللا ديمقراطية أمريكا؟ معاناة المصريين بلغت نقطة الذروة و40٪ من سكان مصر تحت خط الفقر المدقع والجهر بالوجع مرفوض حسنين كروم |
السكان العرب: بارزاني ولا سليماني Posted: 25 Sep 2017 02:39 PM PDT اسطنبول ـ ربيعة ـ «القدس العربي»: يترقب السكان العرب في كردستان العراق، نتائج استفتاء استقلال كردستان العراق، الذي نظم، أمس الإثنين، في محافظات الإقليم وتلك المتنازع عليها مع بغداد. ورغم الحساسيات العرقية بين العرب والكرد، وعمليات التغيير الديمغرافي الواسعة التي نفذتها السلطات الكردية في قرى غرب الموصل العربية كزمار، لكن نسبة كبيرة من السكان العرب يعتقدون أن اقامة دولة كردية مستقلة بقيادة مسعود بارزاني قد تكون الخيار الأفضل مقارنة بالعودة لحكم السلطات العراقية في بغداد التي تهيمن عليها أحزاب شيعية طائفية. عدد من المواطنين العرب في بلدة ربيعة غرب الموصل، عبروا عن هذا التوجه، خلال مشاركتهم بالتصويت على الاستفتاء، وأحدهم أجاب رداً على سؤال عن سبب تأييده الانفصال: «بارزاني ولا سليماني»، في إشارة إلى قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني. خضر الشمري، قال لـ»القدس العربي»: «نحن صوتنا بنعم لأن كردستان يمكن أن يحمينا من الحروب الداخلية العراقية، لقد تعبنا من الحرب». لكن مواطناً آخر، رفض الكشف عن اسمه، أكد أن «عملية الاستفتاء جرت بشكل إجباري لأهالي المدينة»، مبيناً أن «البيشمركه طلبت من كل صاحب عائلة إحضار هويات العائلة إلى مراكز الاستفتاء». وأضاف : «يرغمونه على التوقيع ومن ثم يقوم موظفو الصناديق بوضع اشارة (صح) في ورقة الاستفتاء نيابة عن كل افراد العائلة». وأشار إلى أن «كل من يرفض الذهاب من أصحاب العوائل يعرض نفسه للمساءلة وقد يطرد من البلدة». المصدر نفسه ، يستدرك بالقول : «هناك من العرب والعشائر من هم مستفيدون من الإقليم، ويؤيدونه بانتظار وعود من حكومة بارزاني». وشاركت العديد من النواحي والاقضية العربية في كردستان العراق في الاستفتاء، في كمخمور وسهل نينوى ومناطق غرب دجلة، حيث صوت نحو 150 الف ناخب منهم 40 الفا في بلدة ربيعة وحدها بحسب وسائل اعلام كردية، كما شارك بعض السكان العرب المقيمين في مدن وبلدات منقسمة بين السكان العرب والكرد، كما في محافظة ديالى. محمد من بلدة جلولاء، في محافظة ديالى، صوّت وأسرته، حسب ما أكد، لـ«القدس العربي»، بـ«نعم للانفصال رغبة منهم في التخلص للأبد من تدخل الميليشيات الطائفية». وتابع: «يهمنا مستقبل أجيالنا، ولا نريد أن نكون من النادمين إذا قررنا البقاء ضمن هذه المنظومة الفاسدة أمام أجيال المستقبل». محمود النجار، في كركوك، قال أيضاً: «صحيح أن لدينا ملاحظات على أداء حكومة كردستان في كركوك ولكن هذا لا يعني أننا سوف نفضل الحكومة المركزية الطائفية التي دمرت المدن السنية وسوف تدمر كركوك وكردستان إذا نجحت في السيطرة عليها، ولذلك نحن مع انفصال كردستان والتخلص من حكم بغداد». كذلك، أوضح مواطن عربي، رفض الكشف عن اسمه من بلدة شيخان، إنهم صوتوا بـ «نعم كي لا يقعوا تحت رحمة الجيش والحشد». وأضاف «البيشمركه على الأقل لا ينظر إلى مذهبي ولا يعتقلني لأسباب مذهبية، سنريح رؤوسنا من هذه الجهنم المسمى بالعراق». ويبدو ان نزوح عدد كبير من العرب السنة إلى اقليم كردستان، ولجوء عدد من المطلوبين من حكومة بغداد للاحتماء بأراضي الاقليم، جعل حكومة البارزاني في نظر الكثير من سكان المحافظات الساخنة من العرب السنة، تشكل ملجأ آمنا داخل بلادهم من هيمنة بغداد، يغنيهم من النزوح لخارج العراق كما حصل مع الملايين من ذويهم. الناشط والكاتب الكردي هوار شفيق فيرى تحدث عن انفصال قادة السنّة في العراق عن الواقع، ويضيف «شئنا أم ابينا هناك مشروعان في العراق مشروع شيعي ومشروع كردي. السنة العرب لا مشروع لهم ولا قيادة قوية تدافع عنهم. لذلك لهم خياران، إما ان يكونوا في دولة «بأغلبية قومية كردية سنية غير عنصرية» لهم حقوقهم السياسية، أو يكونوا في دولة شيعية يُقتلون على الهوية». السكان العرب: بارزاني ولا سليماني رغم الحساسيات العرقية وعمليات التغيير الديمغرافي الواسعة التي نفذتها السلطات الكردية وائل عصام وشاهو القرة داغي |
سخروا من مواعظه وإهانته للمرأة مؤكدين أن لبنان «منفتح» و«عصيّ على التخلّف» Posted: 25 Sep 2017 02:39 PM PDT بيروت – «القدس العربي»: أطلق نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، سلسلة مواقف في خطاب عاشورائي لم تلقَ استحسان كثير من الشرائح اللبنانية. وإذا كان رواد مواقع التواصل الاجتماعي ركزوا على انتقاد الشيخ قاسم للمعلّمة المطلقة، إلا أن كلامه تناول أكثر من نقطة مثيرة للجدل، خصوصاً لجهة قوله «إننا خلال 30 سنة قلبنا المعادلة في لبنان وأعطينا نموذجاً اسلامياً رائداً وانتشر الحجاب انتشاراً عظيماً وكثر عدد المؤمنين». وأبدى القيادي في «حزب الله» امتعاضه من «الاختلاط بين الجنسين الحاصل في المدارس، إن كان في الصفوف أو في الرحلات أو في المناسبات». كما عبّر عن رأيه «بعدم وجوب التحادث والتواصل بين النساء والرجال والإناث والذكور من خلال وسائل التواصل، لأنها من أنواع الخلوة غير الشرعية وغير الجائزة»، ليصل إلى تحذير الفتيات من معاشرة المنحرفات اللواتي يتبرّجن ويتحدثن عن الموضة ومساحيق التجميل، لينتهي إلى التصويب على المدرّسة التي تمارس التعليم والتوجيه، من خلال قوله «إذا معلّمة دايرة على أفكار خاصة بكيفية الحياة، تصوّروا واحدة بدها تنظرلهم (للطلاب) عن الحياة، كيف تعيش حياتك؟ بتطلع هي مثلاً معلمة مطلقة، مقضية مشاكل بحياتها، بدها تعطي نصيحة للبنات من الخراب اللي وقعت فيه شو حتنقل للطالبات؟». ردّات الفعل الغاضبة جاءت على مواقع التواصل الاجتماعي إلى حد إطلاق أكثر من هاشتاغ، أحدها تحت عنوان «مطلّقة وأفتخر» وآخر تحت عنوان «نعيم قاسم البلد»، ركّز على أن لبنان عصيّ على التخلف والرجعية، وأنه وطن يحب الحياة ويعشقها بكل ألوانها، وأنه «لن يقبل بالرضوخ لمنطق ونهج حزب قابع في العصور البائدة « كما قال أحدهم. وفي إطار هاشتاغ «مطلقة وأفتخر» قالت إحدى السيدات «الطلاق ليس جريمة وليس محرّماً، وهو خيار قسري في بعض الحالات، فهل على المطلقة الانزواء وعدم القيام بدورها الاجتماعي والإنساني؟». وكتبت نادين جوني رداً على قاسم « هاي النظرة الدونية للمرأة اللي بتتبعها بعض العمامات، باعتبار أن المرأة المطلقة عار وناقصة وغير مؤهلة اجتماعياً. هيي ذاتها المرأة المطلقة اللي عم بيحكي عنها حضرة الشيخ، فيه مشايخ بالمحكمة بيركضوا وراها وبيبتزّوها وبيساوموها عشان عقد متعة «بالحلال». وضمن هاشتاغ «نعيم قاسم البلد» رأى ناشطون على مواقع التواصل إيجابية في حفل انتخاب ملكة جمال لبنان، الذي شاركت فيه متبارية شيعية من جنوب لبنان ووصلت الى النهائيات. واعتبر هؤلاء أن نسبة التبرّج و»التمكيج» و»التبهرج» في الحفل، كانت كافية لتوجيه صفعة قاسية لنائب أمين عام حزب الله غداة مواعظه. سخروا من مواعظه وإهانته للمرأة مؤكدين أن لبنان «منفتح» و«عصيّ على التخلّف» ناشطة لنائب أمين عام «حزب الله»: مشايخ يبتزّون المطلّقة من أجل عقد زواج متعة «بالحلال» سعد الياس |
الأردن وتركيا معاً في مواجهة «الراهن الإقليمي»: محاولات حذرة للتقارب وخطوة أولى في حوار المصالح Posted: 25 Sep 2017 02:39 PM PDT عمّان – «القدس العربي» : يبدو انعقاد ندوة خاصة بإرادة الطرفين لاستعراض آفاق العلاقات الثنائية بين الأردن وتركيا، فرصة نادرة الحدوث لتجنب التوقف مجددًا عند أي تجاذبات أو خلافات، مع السّعي إلى محاولة التأسيس لعلاقات فيها قدر منطقي وغير مجازف من الاستراتيجية تؤدي إلى تطوير لغة المصالح، وهذا ما يطمح إليه الأتراك على أقل تقدير. فقد مهدت الزيارة التي قام بها إلى عمّان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الشهر الماضي بتفاصيل مغرقة في «الود» جيّدًا لتنظيم جهد من هذا النوع خصوصًا بعد أن أظهر الجانب التركي حرصًا شديدًا على تفهم المواقف والمصالح الأردنية بعمق، فيما تكفلت عمّان بالإصغاء هذه المرة ومن دون الإغراق في الحساسيات ذات الطبيعة «الأمنية – السياسية». ولأسباب يمكن استنتاجها وجه العاهل الملك عبدالله الثاني الشهر الماضي دعوة خاصة للرئيس أردوغان لزيارة الأردن، في محاولة للتواصل والاستشعار، رسمت على بوصلة الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة أولاً. والظروف الأصعب التي تمر بها ثانيًا العلاقات الأردنية مع دول الجوار العربي، من مستجدات لا يمكن تجاهلها في الملفين السوري والفلسطيني، و«تناغمات» من الصعب إنكارها في المجال الحيوي للملف العراقي، خصوصًا عندما تُظهر أنقرة حرصًا شديدًا على التصدي لآليات «التفريغ الديموغرافي» سواء في الموصل شمال العراق أو في عمق وجوار إدلب في الشمال السوري. لافت جدًا أن الرئيس التركي قَبِل الدعوة الأردنية آنذاك بحماس، برغم سفر زوجته ورئيس الوزراء بن علي يلدرم خارج البلاد بزيارات رسمية مع نخبة عريضة من الوزراء، وجدول أعماله المزدحم، أبلغ أردوغان مستشاريه بأنه قرر «تلبية دعوة أخيه الملك عبدالله الثاني» وفقاً لما علمت به «القدس العربي». حضر أردوغان بحماس إلى عمّان بما تيسر من المسؤولين الكبار في بلاده. واستقبل الأردن الزعيم التركي بكرم سياسي، لكن مع مساحة مرصودة من التوجّس، بصورة تقصّدت عمّان فيها أن تخفّض من الجانب الإعلامي والدعائي لزيارة من هذا النوع، على أمل ألا تزيد «جرعة الغضب» من استقبال الزعيم التركي عند بعض الأصدقاء العرب الحسّاسين في هذه المرحلة من تركيا بسبب تداعيات الأزمة القَطَرية. أي إطلالة على المشهد التركي تفيد الأردن، عمليًا في تنويع خياراته الدبلوماسية ضمن السّياق التجاذبي الحاد والاستقطابي المتوتر في عمق أزمة الخليج الحالية، وقد تساهم هذه الإطلالة لاحقًا في التخفيف من حدة «الانقلاب الإسرائيلي» المباغت على الأردن، وفي أكثر من مسار وصعيد.. بهذه الطريقة قرأ الاستراتيجيون الأردنيون على الأقل هذه الزيارة قبل حصولها. ليس سرًا في السّياق أن الجانب التركي حرص بشدة على إطلاق مساحات من التفاعل مع الأردن، كي تصبح الزيارة منتجة سياسيًا، حتى أن البيان المشترك تحدث باسم أردوغان عن دعم وإسناد تركيا للدور الأردني المهم في رعاية الأماكن المقدسة والمسجد الأقصى.. تلك عبارة كانت مطلوبة جدًا لدوائر القرار الأردني وهي ترصد كيف يحاول بعض الأطراف الحليفة خصوصًا السعودية والإمارات التدخل مباشرة مع الإسرائيليين من دون تشاور مع الأردن في ملف يفترض أنه حساس و»أردني نقي بامتياز». عليه صادق الطاقم التركي تمامًا على صيغة البيان المشترك وبالعبارات ذاتها التي اختارها الطاقم الأردني المستضيف، وشكل ذلك إشارة أولى إلى أن أنقرة تبحث عن مخرج لتفاهمات ولو بالحد الأدنى مع الأردن، بدليل أن الرئيس أردوغان أعلن سعادته في زيارة الأردن تزامناً مع مرور 70 عامًا على العلاقات بين البلدين. الأوساط المراقبة الخبيرة ترى أن تغييراً ما حصل على صعيد «الحوار التركي – الأردني» الذي كان سلبيًا طوال الوقت من جانب المحاذير الأردنية وغامضاً بالنسبة لعمّان، عندما يتعلق الأمر بالجانب الصديق، فتركيا كما قال الناطق الرسمي الأردني الدكتور محمد مومني مرات عدة لـ «القدس العربي» جار مهم وأساسي ودولة إسلامية كبيرة وصديقة تربطنا بها علاقات متينة. لم تُعرف بعد الأسباب المباشرة لتبدّل اللهجة الأردنية تجاه تركيا، لكن يُعتقد أن أنقره عزفت بذكاء وحماس وثبات على وتر الرغبة في إزالة أي خلافات وتطوير مستويات الاتصال، فقد منحت الأردنيين ما يريدونه في الموقف السياسي، بخصوص ملف القدس والوصاية الأردنية عليه، وبخصوص التعاون مع الأوقاف التي تدير شؤون المسجد الأقصى، وأظهرت رغبة في البحث عن «مناطق مشتركة» قدر الامكان في الملف السوري وسط «جمود غير مبرر» عند الدبلوماسية الأردنية، إضافة للمرونة التي يطلبها التعاون الاستثماري بالتوازي. المستجدات حصريًا على الملف السوري قد تكون أساسية في تطوير أو محاولة تطوير «التفاتة» جديدة للعلاقات الثنائية والمصالح المحتملة وعمّان التي سبق أن رفضت في الماضي أفكار حكومة تركيا السابقة كلها، عن «توحيد الجبهتين الشمالية والجنوبية»، تبدو محتاجة اليوم للنموذج التركي، ومن المفيد أن تنسق الآن في ظل المستجدات الإقليمية والدولية مع أنقرة للوصول إلى مقاربات تخدم مسارًا متوازيًا على الأقل للأولويات والمصالح. ثمة بعدٌ آخر تطرقت له الكواليس التي تجاهلها الإعلام الرسمي الأردني، وهو المتعلق بحاجة تركيا لتضامن أردني غير لفظي مع مشروعها الحاسم ضد استفتاء كردستان، والحاجة بالمقابل لمشاورات في هذا الملف يمكن أن تسهم في توجيه «نصائح» لكردستان من جانب الأردن بسبب تاريخ قديم من العلاقات الأمنية والتجارية والسياسية بين عمّان وأربيل. يُعتقد على نطاق داخلي أن رئيس الأركان الأردني الجنرال محمود فريحات بحث ما يمكن أن تقدمه عمّان في الملف الكردي على هامش زيارته الاستثنائية الأخيرة لأنقرة، بدعوة خاصة، تردّد أن محطتها كانت مهمة على أمل أن تسهم ندوة الـ 70 عاماً في التأسيس للمزيد من الإيجابية، وهذا حصريًا مضمونها المركزي. الأردن وتركيا معاً في مواجهة «الراهن الإقليمي»: محاولات حذرة للتقارب وخطوة أولى في حوار المصالح في الذكرى الـ70 على العلاقات الثنائية… «القدس» و«كردستان» أهم الاحتياجات المتبادلة بسام البدارين |
المفوضية السامية لحقوق الإنسان تكذب ادعاءات جمعية إماراتية حول تخفيض تصنيف «اللجنة القطرية» Posted: 25 Sep 2017 02:38 PM PDT الدوحة ـ «القدس العربي»: أدانت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بدولة قطر أمس بشدة حملة التشويه الواسعة التي يشنها تحالف دول الحصار (السعودية، والبحرين، والإمارات ومصر)، بهدف تعطيل وتخريب الجهود التي تبذلها اللجنة في كشف انتهاكات الحصار منذ بداية الأزمة الخليجية في الخامس من يونيو/ حزيران 2017م. وقال بيان للجنة، تلقت «القدس العربي» نسخة منه إن وسائل الإعلام في دول الحصار بثت ونشرت تصريحات لما تعرف بـ «الفدرالية العربية لحقوق الإنسان» ـ وهي جمعية إماراتية سيئة السمعة وغير مرخصة في أوروبا ومقرها أبو ظبي ـ مفادها أنها قامت بتقديم شكوى جديدة للمفوضية السامية لحقوق الإنسان ضد اللجنة الوطنية الوطنية لحقوق الإنسان بدولة قطر في إداعاءات بأنها قامت بتسييس قضايا حقوق الإنسان. وزعمت المنظمة أنها اجتمعت مع فلادفين ستيفانوف رئيس قسم المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان والآليات الدولية والمجتمع المدني في مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان، وقدمت له تقريراً حول تسييس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان لقضايا حقوق الإنسان، مدعية بأن التقرير لاقى استحسانا من ستيفانوف الذي أكد لها في تعهدات بالتسنيق المباشرة مع المنظمة لتوصيل أدلة اتهاماتها إلى اللجنة التقنية المختصة. ونسبت المنظمة لستيفانوف أنه أكد لها أنه ليس هناك ما يمنع بحث إعادة النظر في تصنيف اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان كمنظمة من الطراز الأول لو توافرت الأدلة الكافية. وإزاء تلك التصريحات؛ أكد مسؤلو اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان أنهم تواصلوا مع فلادفين ستيفانوف الذي نفى جملة وتفصيلاً وقال في رده على المسؤولين في اللجنة: «تم إعلامي بأن هناك تقارير إعلامية حول قطع وعود من قبلنا بإخضاع مؤسستكم للمراجعة من قبل اللجنة الفرعية للاعتماد. وهذا ليس صحيحا ويمكن للجنة الوطنية لحقوق الإنسان بقطر أن تطمئن إلى أننا نقف إلى جانبها وندعم الموقف الذي أعلن عنه خلال اجتماعنا في جنيف، حيث جاء في رسالة رئيس اللجنة الفرعية في وقت سابق أن اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان تعمل وفقا لمبادئ باريس باعتبارها مؤسسة مصنفة تحت الدرجة A، وليس هناك حاجة إلى اجراء اي مراجعة خاصة». وأبدت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان أسفها للتحركات غير القانونية لدول الحصار ومؤسساتها بدلاً من العمل على إصلاح ما ارتكبته من انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان مع بدء الحصار. وقالت: «لقد تعرضنا ومنظمات دولية إلى حملات تشويه واسعة، لم تنجو منها. حتى المفوضية السامية لحقوق الانسان و منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس ووتش إذ لم تدخر دول «رباعي الحصار» فيها أي وسيلة أو جهد في سبيل مهاجمتهم». وأضاف البيان: «كما عملت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان في البحرين على تنظيم جولات في أوروبا وأنحاء أخرى من العالم للتحريض ضد اللجنة الوطنية و اتهامها بالكذب وشملت الحملة ضد اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر ترويج أخبار وبحوث مفبركة، إلى جانب ممارسة ضغوط هدّامة في مختلف المؤسسات الدولية. ومع ذلك، من الواضح أن محاولات الإضرار بصورة اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان تواجه الفشل الذريع في كل مرة». وتابعت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان: «وفي سياق الفبركة وحملات التشويه قدّمت «دول الحصار» بتاريخ 7 آب/اغسطس الماضي شكوى إلى مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ـ تضمنت تحريضًا واضحًا ومعلومات مضللة ـ طالبوا فيها بتعليق عضوية اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان وإعادة تصنيفها، ولكنّ المفوضية ردّت برفض الشكوى، ودعمت عمل اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان الذي يتماشى مع ولايتها. كما أشادت «منتدى آسيا والمحيط الهادئ»، بعمل اللجنة و شجعها على الاستمرار في عمله». ونوهت إلى أنه «في إثر الفشل المتعاقب لـ«دول الحصار» على المستوى الرسمي، عملت هذه الدول على تنويع استراتيجياتها واختارت استخدام المجتمع المدني للقيام بهذه المهمة. وفي هذا الإطار، فقد استخدمت هذه المرة ما يسمى بـ«الفدرالية العربية لحقوق الإنسان» وقامت هذه الجمعية الإماراتية بتضليل الرأي العام بدعوى أنها قدمت شكوى للمفوضية السامية ضد اللجنة و ادعاء ممثلها في جنيف في وسائل الاعلام لدول الحصار بأنهم نجحوا في رفع تقرير ضد اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان كذباً على لسان رئيس قسم المؤسسات الوطنية لحقوق الانسان و آليات الدولية و المجتمع المدني في مكتب المفوضية بأنه اقتنع بشكواهم و انه سوف يطرحها على لجنة الاعتماد في التحالف الدولي. وقالت الجمعية للرأي أن المسؤول الأممي قد إقتنع بشكواهم، في الوقت الذي لم يحدث فيه شيء على أرض الواقع وتبين أن الجمعية « الفدرالية العربية لحقوق الانسان» قد فبركت البيان بشكل فاضح.ويبدو أنهم فعلوا ذلك لغرض الاستعراض الإعلامي». وختم البيان بتأكيد رفضها «المحاولات المستمرة» لدول الحصار لعرقلة عملهما. وأكدت على مواصلة العمل لتحسين واقع حقوق الإنسان على مستوى الخليج العربي ومنطقة الشرق الأوسط. وشددت اللجنة أنها لن تدخر جهدًا لحماية حقوق المواطنين القطريين وغير القطريين الذين يتعرضون لحصار غير إنساني وجددت اللجنة في بيانها دعوة «دول الحصار» إلى الامتناع عن تسييس المحافل والجهود الحقوقية الدولية، والاهتمام بتحسين واقع حقوق الانسان للمواطنيين و المقيمين في تلك الدول وتأسست اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بدولة قطر عام 2002، وهي الأولى من نوعها في دول الخليج العربي. تحظى اللجنة بسمعة على المستويين الدولي و الإقليمي حيث حصلت على التصنيف (أ) في عام 2010 من «التحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الانسان»، وذلك بعد التأكد من التزامها بما يعرف «مبادئ باريس» لحقوق الإنسان. علما بأن أي من الدول الخليجية الثلاث لا يملكون مؤسسة وطنية ما عاد البحرين و التي صنفت مؤسستها على درجة (ب) و هي اقل مرتبة لعدم مطابقتها لمعايير باريس للمؤسسات الوطنية لحقوق الانسان. المفوضية السامية لحقوق الإنسان تكذب ادعاءات جمعية إماراتية حول تخفيض تصنيف «اللجنة القطرية» إدانة محاولات تشويه جهوداللجنة لفضح انتهاكات الحصار إسماعيل طلاي |
الائتلاف السوري المعارض يدين الغارات الروسية على إدلب ويحذر من المخاطر التي ستنجم عنها Posted: 25 Sep 2017 02:38 PM PDT حلب – «القدس العربي»: أدان الائتلاف السوري المعارض بأشد العبارات الغارات الإجرامية المستمرة التي ينفذها طيران الاحتلال الروسي وطائرات عصابة الأسد، منذ نحو أسبوع على المناطق المدنية والمستشفيات والهيئات الإغاثية ومقرات الدفاع المدني في إدلب والمدن والبلدات المحيطة بها، إضافة إلى استهداف مقار ومعسكرات الجيش السوري الحر والفصائل التابعة له. وجاء في بيان تسلمت «القدس العربي» نسخه منه، إن الاستمرار الهمجي والمتصاعد للغارات حال دون إحصاء دقيق لأعداد الشهداء والمصابين، لكن التقديرات الأولية تشير إلى سقوط العشرات من الشهداء والمصابين من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، وسقوط أعداد من مقاتلي الجيش السوري الحر، لافتا إلى أن أطقم الإسعاف والدفاع المدني لا تزال في كل المناطق المستهدفة تعمل على إنقاذ وإسعاف المصابين والعالقين تحت الأنقاض. وأشار البيان إلى أن الهجمات الإرهابية طالت المشافي والمستوصفات والنقاط الطبية والمدارس ومقرات الدفع المدني والمجالس المحلية، في مدن خان شيخون وكفرنبل وسراقب وجسر الشغور، إضافة إلى استهدافها لبلدات وقرى معرزيتا وجرجناز والتمانعة وحاس والنيرب وتلمرق وترعي والحمدانية وحلوز واشتبرق ومحيط بلدات التح وكيك وسرجة ومطار أبو الظهور العسكري. وشدد البيان على أن هذه الغارات الإرهابية المدانة تكشف الاستهداف المتعمد للمدنيين وقتلهم وتهجيرهم وتدمير المرافق الحيوية والمستشفيات هو الخيار الوحيد الذي يستخدمه النظام وداعموه، الغارات التي استهدفت لفصائل الجيش الحر هي محاولة واضحة من قبل روسيا وعصابة الأسد، لدعم قوى الإرهاب والتطرف. وحذر الائتلاف المجتمع الدولي من مخاطر نجاح هذه الغارات الإرهابية في تحقيق ما تخطط له، وما سيترتب على ذلك من نتائج عاجلة وآجلة، حيث جدد تأكيده على أن هذه الغارات هي جرائم حرب يتوجب على المجتمع الدولي العمل على وقفها فوراً ومحاسبة المسؤولين عنها. الائتلاف السوري المعارض يدين الغارات الروسية على إدلب ويحذر من المخاطر التي ستنجم عنها عبد الرزاق النبهان |
أكراد العراق اقترعوا لـ«نتيجة شبه محسومة» في استفتاء استقلال كردستان Posted: 25 Sep 2017 02:37 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: أغلقت مراكز الاقتراع في إقليم كردستان العراق، والمناطق «الكردستانية» خارج الإقليم، أبوابها، مساء أمس الاثنين، بعد تمديد المفوضية العليا للاستفتاء مهلة التصويت لساعة إضافية. ويتوقع أن تصدر نتيجة الاستفتاء، بعد 24 ساعة من إقفال مراكز الاقتراع. وعلى الرغم من أن النتيجة شبه محسومة وستكون لصالح الاستقلال، لكن مسعود بارزاني، رئيس الاقليم، سبق أن أعلن أن الاستفتاء لن يعني اعلانا تلقائيا للاستقلال، لكنه سيشكل بالأحرى نقطة الانطلاق «لمفاوضات جدية مع بغداد» حول هذه المسألة. ودعي خمسة ملايين مقترع للمشاركة في الاستفتاء الذي جرى في المحافظات الثلاث من كردستان، إربيل والسليمانية ودهوك، كما في مناطق متنازع عليها بين الأكراد والحكومة المركزية العراقية، مثل كركوك وخانقين في محافظة ديالى، شمال شرق بغداد. بارزاني أدلى بصوته في ساعة مبكرة من الصباح في أربيل، وبدا مبتسما وهو يرتدي الزي الكردي. وقام مقترعون بذبح عجل أمام أحد مراكز الاستفتاء الرئيسية وسط أربيل، تعبيرا عن فرحتهم. وقال دلكاش عبد الله (محام، 27 عاما): «جلبت هذا العجل لأن اليوم هو ولادة الدولة، وطبقا للتقاليد نذبح عجلا عند الولادة». أما ديار أبو بكر (33 عاماً) فقال: «جئت مبكرا كي أكون أوّل شخص يصوت بنعم للدولة الكردية»، مؤكدا أنه «يوم عيد لنا». وفي السليمانية، ثاني مدن الاقليم، توافد الناخبون إلى مركز كانيسكان في شرق المدينة. وقال ديار عمر (40 عاما، موظف)الذي ارتدى أيضا الزي الكردي، «سننال استقلالنا عن طريق صناديق الاقتراع»، مضيفا «أنني فرحان، هذه اول مرة في حياتي ارى استفتاء للاستقلال». وأقيم 12072 مركز اقتراع في عموم إقليم كردستان العراق والمناطق المتنازع عليها. في كركوك، علا التكبير في مساجد المدينة كما في أيام الأعياد. لكن في هذه المدينة، الآراء متباينة. إذ أكد متين عبد الله أوجي، وهو مدرس تركماني عمره 42 عاما: «لم أشارك في التصويت لأنه يشعرني بأن هويتي وقوميتي ومكانتي وتراثي وتاريخي كلها ستضيع». وقال علي الشمري (30 عاماً)، وهو مواطن من أهالي كركوك لـ«القدس العربي»، إن «السكان المحليين التزموا منازلهم طيلة اليوم، خشية من حدوث أي تصادم مع البيشمركه أو القوات الأمنية (الكردية) المنتشرة في المدينة». وأضاف: «الحكومة المحلية فرضت حظراً على تجوال العجلات في عموم أرجاء المحافظة، إلى إشعار آخر، تزامناً مع إجراء الاستفتاء، وتحسباً لحدوث اشتباكات مسلحة بين الحشد والبيشمركه». وتابع: «الأهالي متخوفون من تفجير الوضع في كركوك، في ظل أنباء عن توجه قوات من الحشد إلى قضاء طوز خورماتو، لغرض غير معلوم». في خانقين، كانت أم علي الثلاثينية أول من صوت داخل مدرسة. وقالت «الاستفتاء سيحدد مصيري ومصير اطفالي، لا نريد الانفصال ولكننا نريد معرفة مصيرنا»، مضيفة «لا نريد عنفا ولا حروبا»، داعية الدول التي عارضت الاستفتاء إلى تغيير موقفها. في الموازاة، أكد مجلس ادارة حراك «لا ـ في الوقت الحالي»، منع الحراك، من المشاركة في مراقبة صناديق الاقتراع، واقتصارها على الأطراف المؤيدة للاستفتاء. وذكر المجلس، في بيان: «منذ بدء الاعلان عن الاستفتاء، كانت هناك مجموعة من الأحزاب تعمل من خارج المؤسسات الشرعية وبدون أي سند قانوني قانوني ضد حراك «لا ـ للاستفتاء في الوقت الحالي» ومنعت أعضاء الحراك من مراقبة مراكز وصناديق الاقتراع». وأضاف أن «جبهة نعم للاستفتاء تقوم بحملة مبرمجة ضد حراك «لا ـ للاستفتاء في الوقت الحالي» وقد فرضت العديد من الضغوطات على النشاطات الدعائية لأنصار الحراك ولم تسمح المؤسسات الحكومية في الاقليم من اجراء مؤتمر في احدى القاعات في محافظتي اربيل ودهوك». نشر قوات في المناطق المتنازع عليها وفي المقابل، قرر رئيس مجلس النواب، سليم الجبوري، تشكيل لجنة لاتخاذ قرار بشأن الاستفتاء. وعلمت «القدس العربي» من مصدر في الدائرة الإعلامية لمجلس النواب، إن اللجنة تتكون من لجان (الأمن والدفاع، والقانونية، وحقوق الإنسان، والنفط والغاز، والمالية)، إضافة إلى نواب من مختلف الكتل السياسية. وأضاف المصدر أن «اللجنة استمعت إلى مطالب وطروحات أعضاء البرلمان بشأن الاستفتاء، وخرجت بقرارات، وصياغة توصيات (14 فقرة) تم التصويت عليها داخل البرلمان». وطبقاً للمصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، فإن «اللجنة عدّت إجراء الاستفتاء غير دستوري ومخالفا لأحكام المادة الأولى من الدستور، الذي اكد على وحدة العراق، إضافة إلى إلزام القائد العام بإعادة انتشار القوات الأمنية والجيش ضمن حدود ما قبل العاشر من حزيران/ يوليو 2014، ومن ضمنها كركوك والمناطق المتنازع عليها». وأشار إلى أن اللجنة أكدت أهمية «الحفاظ على الروابط الوطنية مع الكرد باعتبارهم مكونا أساسيا، والكثير منهم موظفون ورافضون للاستفتاء ولم يذهبوا للمشاركة به، ولا ينبغي خلط الأوراق والتعميم»، فضلاً عن «التأكيد على تنفيذ القرارات المتبعة من المجلس الوزاري في اجتماعه الأخير، وتغليب القاعدة الوطنية وعدم تمزيق النسيج المجتمعي». وتضمنت توصيات اللجنة أيضاً، «إعادة جميع النازحين إلى مناطقهم، واعتمار البنى التحتية فيها بشكل كامل، والتأكيد على التعايش السلمي»، إضافة إلى «تنفيذ القرارات الصادرة من السلطات التنفيذية والتشريعي والقضائية، ومنها تنفيذ إقالة محافظ كركوك». وحسب المصدر، «من بين التوصيات، الحفاظ على سلامة الكرد وإبقاؤهم في عملهم؛ ممن لم يشاركوا بالاستفتاء، وعدم التعامل العدائي معهم وحمايتهم كمواطنين عراقيين»، ناهيك عن «استدعاء السفراء والعاملين في القنصليات العراقية ممن هم من الإقليم، لغرض بيان موقفهم على الإستفتاء وهل صوتوا أم لا». كما طالبت اللجنة بـ«غلق المنافذ الحدودية مع إقليم كردستان من جميع الاتجاهات واعتبار البضائع الداخلة منها مهربة»، إضافة إلى «إعادة الحقول النفطية إلى سيطرة الحكومة الاتحادية ووزارة النفط خاصة حقول شمال كركوك، ومنع الشركات من التنقيب في المناطق المختلطة، ومنع تهريب النفط وتصديره». وقررت كذلك «إعادة النظر بجميع الموظفين ورواتبهم التقاعدية ممن شارك بالاستفتاء». وفقاً للمصدر. وفي الشأن ذاته، اتهم رئيس لجنة الأمن النيابية حاكم الزاملي، بعض السياسيين بـ«المزايدة» على توصيات اللجنة، لافتا إلى أن هناك من «يسيل لعابه» على منصب رئيس الجمهورية. وقال في مؤتمر صحافي، عقده في البرلمان، إن «هناك من يجلس معنا (في اللجنة) ويكتب القرارات، وعندما نصوت على ما كتبناه نجد من يزايد»، مضيفاً: «من غير المعقول استخدام لغة الحرب كبداية في المقترحات». وأشار الزاملي، وهو رئيس لجنة كتابة التوصيات، إلى أن «هنالك صعوبة بمحاربة الكرد مع حرب داعش، لوجود جبهات عديدة ولا نريد دخول حروب مع شعبنا ونخسر المزيد من أبنائنا»، لافتا إلى أن «هناك من يسيل لعابه على منصب رئيس الجمهورية ويريد وضع هذه النقطة ضمن المقررات، فمن غير المعقول أن نقحم رئيس الجمهورية بالقرار وهو قد برر في بيان أمس (أمس الأول) أن القرار من شخص مسعود بارزاني وهو قرار فردي ولا يعني كل الكرد». وقرر الجبوري، رفع جلسة المجلس الاعتيادية الـ22 من الفصل التشريعي الحالي المنعقدة، أمس الاثنين، إلى يوم غدٍ الأربعاء. وحسب المصدر النيابي فإن «رئيس الوزراء حيدر العبادي سيحضر الجلسة». العبادي يوجه بـ«حماية المواطنين من التهديد» وعقب قرار البرلمان العراقي، وجّه العبادي الأجهزة الأمنية بـ«حماية المواطنين من التهديد والإجبار الذي يتعرضون له في المناطق التي يسيطر عليها الإقليم». في إشارة إلى تعرض أهالي المناطق المتنازع عليها إلى ضغوطات من أجل المشاركة بالاستفتاء. وجاء توجيه العبادي بعد أن تناقل عدد من الناشطين والإعلاميين على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» مناشدة من أهالي ناحية ربيعة التابعة لسهل نينوى، مفادها أنهم أجبروا إلى الذهاب للاستفتاء «قصراً وتحت التهديد». وطبقاً للمدوّنين، فإن قوات البيشمركه الكردية سحبت الهويات الثبوتية لأهالي ربيعة، منذ ليلة أمس الأول، وأبلغتهم بأن لا أحد يتسلم هويته إلا بعد أن يذهب للاستفتاء ويعود «وإصبعه مغطى بالحبر»، في إشارة إلى مشاركته الفعلية. وقال أهالي ربيعة، حسب المدونيّن، إن «البيشمركه أخبرونا بأنه في حال لم نذهب إلى الاستفتاء، والتصويت بنعم، فلا مكان لنا في المنطقة، وسنتعرض للترحيل الإجباري». وأضافوا، وفقاً للمناشدة، قائلين: «عندما ذهبنا، مجبرين، إلى مراكز الاستفتاء، كانت الورقة مؤشرة بـ(نعم) قبل أن نأتي، وطلب منا إدخالها في الصندوق ـ تحت أنظارهم (…) لا توجد هناك أقلام في المراكز». وختموا المناشدة: «نحن أبناء قبيلة شمر، نطرح لكم (لأبناء الوسط والجنوب)، موقفنا بأننا جزء من العراق وانتمائنا عراقي بحت، ولكن ليس لنا حول ولا قوة، ونتمنى أن تتفهموا موقفنا فنحن حقا مغلوب على امرنا». وفي تطور لاحق، اندلعت اشتباكات مسلحة بين قوة من «عصائب أهل الحق» ـ إحدى تشكيلات «الحشد الشعبي»، مع قوات البيشمركه في قضاء طوزخورماتو جنوب محافظة صلاح الدين والمحاذي لكركوك من جهة الجنوب، على إثر منع قوات البيشمركه لـ«العصائب» من دخول المدينة. طبقاً لمصادر محلية. في الأثناء، أعلن مصدر حكومي، بدء الحكومة الاتحادية تنفيذ قرارات المجلس الوزاري للأمن الوطني بخصوص استفتاء إقليم كردستان فور إقرارها أمس الأول. ووفق المصدر «تم التنسيق مع دول معنية لإيقاف التعاون مع الإقليم بخصوص المنافذ الحدودية والمطارات وتصدير النفط، وابلغنا تلك الدول بعدم التعامل إلا من خلال الحكومة الاتحادية»، مضيفاً إن «تلك الدول (لم يسمها) أبدت موافقتها وتم اتخاذ إجراءات فعلية بخصوصه». وكشف عن «توجيهات صدرت للجهات الرقابية والقضائية المختصة لمتابعة الأموال المودعة في حساب الإقليم وبعض السياسيين من واردات بيع نفط الإقليم، بعيداً عن الحكومة الاتحادية»، مبيناً إن «أي مباحثات لن تجرى مع إقليم كردستان بخصوص الاستفتاء غير الدستوري، وهناك إجراءات عملية ستتخذ في المناطق التي تحت سيطرة الإقليم التي فرض فيها سياسة الأمر الواقع». وبين أن «إجراءات قانونية بدأ العمل بها بحق الموظفين الذين يسهمون بتنفيذ استفتاء الإقليم المخالف لقرار المحكمة الاتحادية، وإجراءات أخرى ستتخذ، إضافة إلى قرارات المجلس الوزاري للأمن الوطني للحفاظ على وحدة الأراضي العراقية وحماية المواطنين». أكراد العراق اقترعوا لـ«نتيجة شبه محسومة» في استفتاء استقلال كردستان البرلمان في بغداد ألزم العبادي نشر قوات عسكرية في المناطق المتنازع عليها مشرق ريسان |
170 جنديا يعلنون عصياناً عسكرياً ويلجأون إلى مشايخ الطائفة الدرزية في السويداء Posted: 25 Sep 2017 02:37 PM PDT دمشق ـ «القدس العربي»: أعلن 170 جندياً من قوات النظام السوري عصياناً عسكرياً بعد رفضهم الاستجابة لأمر النقل من الفوج 127 -الفرقة 15 الواقعة داخل محافظة السويداء إلى محافظة حماة، بهدف زجهم في المعارك الدائرة بين قوات النظام والمعارضة السورية شمال سوريا. وقال مصدر اهلي من السويداء لـ»القدس العربي» ان المجندين لدى الفوج 127 رفضوا الانصياع للاوامر العسكرية التي تقضي بنقلهم خارج محافظتهم كونهم من المنتفعين من المرسوم الصادر في عام 2015 والقاضي بالسماح لأبناء محافظة السويداء بالخدمة داخلها فقط، حيث اتجه نحو 50 عنصراً من المعنيين بقرار الفرز إلى خارج السويداء إلى المقام ديني «عين الزمان» طالبين الاستعانة بالقيادة الروحية للطائفة الدرزية، حيث استقبلهم اكبر شخصيتين من شيوخ الطائفة وهما حسب المصدر «حمود الحناوي» و»يوسف جربوع» اللذان وعداهم بحل المعضلة والاصرار على بقاء خدمة أبناء المحافظة داخلها. وضمن مساعيها الحثيثة، تحاول القيادة العسكرية للنظام السوري بين فترة وأخرى سحب مجموعة من شبان محافظة السويداء الممتنعين عن الخدمة خارج حدود منطقتهم، إلى اي محافظة سورية اخرى، للزج بهم على الجبهات المشتعلة، ثم تخرج القيادة بمجموعة نتائج بعد محاولة «جس نبض» الاهالي وأخذ عينة من ردود الافعال تجاه اي قرار يدرسه النظام ويحاول ان يعممه على المحافظه. ويعزف أكثر من أربعين ألف شاب من أبناء محافظة السويداء عن الخدمة العسكرية ويمتنعون عن الالتحاق بمواقعهم وثكنات تجنيدهم، معتبرين ان النظام السوري يريد أن يزجهم في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، وبناء على ذلك يحاول النظام السوري ترميم العطب الذي أصاب بنيته العسكرية بموازة الاعداد الكبيرة المتخلفة عن الخدمة لديه، بسن قوانين ومراسيم يعتقد انها ترمم جزءاً من الخلل، ومن بين المراسيم التشريعية تلك التي سنها النظام السوري بين عامين 2015 و 2016 والتي تقضي بالسماح لشبان منطقة جبل العرب بالخدمة داخل محافظتهم، وذلك هرباً من ثورة جديدة هو بغنى عنها، في حال قررت القيادة العسكرية سحب أكثر من اربعين ألف شاب بشكل اجباري إلى الخدمة حيث يقحم النظام نفسه في حرب مع محافظة حاول اهلها على مدى سنوات الثورة السبع بالنأي بنفسهم وشبانهم بعيداً عن الحرب. الناشط الإعلامي «طارق الخطيب» من مدينة السويداء رأى ان الكثير من اهالي المحافظة يعتبرون المحاولة الأخيرة لسحب ابنائهم ممن يخدمون في الفرقة 15 إلى حماة، ما هي الا خطوة استباقية لقرار جديد قد يتخذه النظام بحق شبان المحافظة، حيث يحاول النظام السوري التجريب بعدد محدد يترتب عليه معرفة ردود الافعال. وأضاف المتحدث: الامر ليس بسحب 50 شاباً إلى حماه، وتعاطف زملائهم معهم ليكتمل العدد إلى الـ170 عسكرياً، ويعلنوها عصياناً عسكرياً، بل هو اكبر من ذلك بكثير، فقد حاول النظام السوري عبر وفد عسكري روسي تمرير خطته في انهاء المرسوم وايقاف العمل به بشكل كامل، وذلك عبر سحب الشبان من المحافظة إلى خارجها دفعة تلو الاخرى، بحجج واهية، حيث كان قد زار الفوج 127 قبل نحو 6 أشهر، مجموعة من الضباط الروس، وأخضعوا 50 عنصراً من أبناء المحافظة لدورة تدريبية بحجة تدريبهم على ما قد يتعرضون له ضمن مناطق خفض التصعيد، ومن ثم أصدر النظام قرار سحب هؤلاء الشبان إلى ريف حماة على خلفية خضوعهم لدورة عسكرية على أيدي خبراء روس. وأفاد المصدر بأن النظام السوري يحاول تبديد مخاوف الاهالي في كل مرة يرفضون فيها الانصياع لأوامره، حيث يروج اسم عقيد او ضابط يفتعل أخطاء فردية، ويحمله مسؤولية جميع القرارت الجديدة على انها خاطئة وسيعاد النظر فيها، وأضاف: اعلم شيوخ العقل الجنود المطلوبين إلى حماة بان العقيد «خالد الشيخ» هو وراء قرار سحبهم من الفوج إلى خارج محافظة السويداء، وسوف تتم مفاوضته للوصول إلى صيغة جديدة من التفاهم والعدول عن القرار. وكانت عموم بلدات وقرى محافظة السويداء، جنوب سوريا، قد أجمعت منذ نهاية عام 2015 على رفض الخدمة العسكرية، وتعبئة شبان المحافظة في صفوف قوات النظام السوري. وأعلنت مجموعات مسلحة من أبناء المنطقة حينها الانسجام الكامل مع مواقف شيوخ الكرامة، بعد إعطائهم تفويضاً شعبياً لحماية الشبان ممن أصدروا بيانات رفض الخدمة، وتوعدوا فيه بالرد الفوري على أي حاجز أو دورية تقوم باعتقال المطلوبين للخدمة. 170 جنديا يعلنون عصياناً عسكرياً ويلجأون إلى مشايخ الطائفة الدرزية في السويداء |
فيلم «جنين جنين»… هل هو عدو للفلسطينيين؟ Posted: 25 Sep 2017 02:36 PM PDT تتجسد مصيبة عرب إسرائيل في شخصيات كحنين الزعبي، رائد صلاح ومحمد بكري. وذلك لأنه وفقا لكل الاستطلاعات، التي يتعين علينا أن نذكرها المرة تلو الأخرى، فإن معظم عرب إسرائيل هم مواطنون مخلصون. معظمهم يؤيدون حل الدولتين للشعبين، انطلاقا من الاعتراف المباشر والمبطن، بأن إسرائيل هي دولة يهودية وديمقراطية؛ نسبة التطوع للخدمة المجتمعية والوطنية في أوساط الشبان تتزايد، برغم المعارضة الاستفزازية من القيادة السياسية؛ وإضافة لذلك، فان 55 من مئة من عرب إسرائيل، حسب المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، «فخورون بكونهم إسرائيليين». يقض هذا الوضع مضاجع مثيري الشقاق والنزاع كبكري، الذي بذل ويبذل كل جهد كي يخلق انطباعا معاكسا. فيلمه، «جنين جنين»، اعتبر رسميا دعاية كاذبة. ولكن شخصا كبكري لا يتوقف. فقد قطع شوطا بعيدا حتى لبنان كي يعرض هناك أفلامه التي صنعها «تحت حكم الاحتلال». فهناك لا يحتاجون إلى التحريض ضد إسرائيل، ولكن بكري سافر كي يضيف المزيد من الزيت على شعلة الكراهية. ثمة في العالم العربي تيار يؤيد السلام والمصالحة. فعلى خلفية ما يحصل في سورية، في ليبيا، في اليمن وفي العراق ـ لا بد أن يكون واضحا أن الصهاينة هم العدو، بل الإسلاميون، السُنة أو الشيعة. ومن بين كل التيارات اختار بكري أن يجري لقاءاً مع صحيفة تتماثل مع حزب الله كي يبث الرسالة: «تطبيع العلاقات مع العدو الصهيوني ـ خيانة». في لبنان بالذات؟ فحتى لو اجتهدت إسرائيل، وهي لا تجتهد، فإنها لن تصل إلى عُشر القمع والقتل الذي عانى ويعاني منه الفلسطينيون على أيدي لبنان أو على أيدي قوات حزب الله في سورية. لأن لبنان ينتهج رسميا سياسة أبرتهايد. ليس للفلسطينيين الحق في الخدمات الصحية من الدولة. ليس لهم الحق في الملكية، وتفرض عليهم قيود في سلسلة طويلة من الأعمال التجارية. منذ عشرات السنين يقيم أنسال الفلسطينيين في لبنان ولم ينالوا فيها حق المواطنة. وإذا دققنا، يجدر بنا القول إن المسيحيين والشيعة، ممن وصلوا في أعقاب النكبة، بالذات حظوا بحق المواطنة. ولكن ليس السُنة الذين هم الأغلبية العظمى. هؤلاء وأولئك لم يعودوا فلسطينيين بل لبنانيين بكل معنى الكلمة. ولكنهم لبنانيون متدنو المستوى. تقرير من عام 2010 يشير إلى أن 56 من مئة منهم عاطلون من العمل، وتقرير مفوضية الأمم المتحدة للاجئين من العام الماضي يؤكد أنه منذئذ ساء وضعهم فقط. مفتي لبنان، الشيخ محمد رشيد قباني، وصف الفلسطينيين بأنهم «قمامة غير مرغوب فيها» وفي هذه الأيام يستكمل اللبنانيون بناء سور فصل حول مخيم عين الحلوة للاجئين. لأن هكذا يفعل لـ «الأخوة» غير المرغوب فيهم، وإن كانوا من أبناء العائلة ذاتها، الدين ذاته، اللغة ذاتها والثقافة ذاتها، فإن النتيجة هي البؤس الواسع. وحسب كل مقياس ممكن فإن وضع العرب تحت حكم إسرائيل ـ في داخل وخلف الخط الأخضر ـ أفضل من وضع إخوانهم في لبنان. لقد زار بكري مخيمات اللاجئين قرب لبنان ورأى الفقر والبؤس هناك، ولكن التحريض أطلقه نحو إسرائيل. هذا هو سبيل رجال الدعاية. فهم يطورون الضلال ولا سيما أكثره سوءا ـ الضلال الذاتي. لقد وصل بكري إلى لبنان كي يشارك في مهرجان «أيام فلسطين» الذي كرس له ولعمله. هذه هي الدولة التي وضع الفلسطينيين فيها هو الأسوأ في المعمورة، وليس نتيجة أزمة مؤقتة بل موضوع سياسة، ولكن إلى الجحيم بالحقائق. فلم يسافر إلى هناك كي يحسن وضع إخوانه. فبين العمل من أجل الازدهار الفلسطيني والتحريض ضد إسرائيل يختار بكري، بالضبط مثل حماس، التحريض. هذا هو المهم ـ وإلى الجحيم بالفلسطينيين. تخطئ وزيرة الثقافة ميري ريغف بمطالبتها فتح تحقيق ضد بكري. فهذا بالضبط ما يريده. هكذا، بالضبط هكذا، سيصبح قديسا مُعنّى. لا حاجة لمنحه هذه المتعة. يجب أن يعرض كعدو للفلسطينيين لأن هذا ما هو عليه. بن ـ درور يميني يديعوت 25/9/2017 فيلم «جنين جنين»… هل هو عدو للفلسطينيين؟ صحف عبرية |
عائلات معتقلي حراك الريف في المغرب تجدد تحذيراتها من مصير أبنائها المضربين عن الطعام Posted: 25 Sep 2017 02:36 PM PDT الرباط –« القدس العربي» جددت عائلات معتقلي حراك الريف تحذيراتها من مصير أبنائها الذين يخوضون إضرابا عن الطعام منذ عدة أيام، وتصاعد احتجاهم بالامتناع عن تناول الماء والسكر الذي يتناوله المضرب عن الطعام، فيما تصاعدت حركة التضامن مع المعتقلين وعادت مدن الريف تشهد احتجاجات في الشارع، للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين وتحقيق مطالب الحراك الاجتماعية والاقتصادية والتنموية المرفوعة منذ مقتل محسن فكري بائع السمك طحنا في آلة طحن الأزبال في تشرين الأول/ أكتوبر 2016 بعد أن صادرت السلطات سلعته. وأكدت لجنة عائلات «معتقلي الحراك الشعبي في الريف»، أن المعتقلين الموجودين بسجن الحسيمة والمرحلين لمجموعة من السجون، يعيشون أوضاعا مأسوية، مشيرة إلى «الحالة الخطيرة التي يوجد فيها المعتقل السياسي الزبير الربيعي الذي دخل في إضراب مفتوح عن الطعام منذ يوم 14 أيلول/ سبتمبر الجاري وانقطعت أخباره عن عائلته منذ يوم الاثنين 18 من الشهر نفسه بعد وضعه في زنزانة انفرادية (الكاشو)». معاملة انتقامية وقال بلاغ العائلات أرسل لـ «القدس العربي» إن المعتقلين المرحلين إلى السجن المحلي عين عيشة بتاونات، والسجن المحلي بجرسيف، والسجن المحلي بتاوريرت، والسجن الفلاحي بزايو، والسجن المحلي في وجدة، والسجن المحلي بتازة، والسجن المحلي راس الماء بفاس ومركز رعاية الطفولة بالناظور، يشتكون من معاملات انتقامية وتعسفية، من بينها توزيعهم في أجنحة وزنازين مختلفة، ووضعهم مع محكومين من الحق العام على خلفية جرائم خطيرة، وعدم تمكينهم من رؤية بعضهم بعضا ولم يستثن حتى الأخوين من هذا الإجراء اللاإنساني واللاأخلاقي. وأضاف البلاغ إن المعتقلين يشتكون من تشتيت فترات زياراتهم على أيام الأسبوع، وعدم توفير الرعاية الطبية اللازمة لهم بما في ذلك الحالات المرضية المستعجلة، ومنع بعضهم من حق الزيارة ومهاتفة عائلاتهم، وإرغامهم على افتراش الأرض بعد تكديسهم في زنازين مكتظة. ويشتكي المعتقلون من عدم إيصال الحوالات المالية التي ترسل إليهم عبر البريد أو توضع مباشرة عند مقتصديات السجون من طرف عائلاتهم، ومنع إدخال الكتب التي تحملها إليهم عائلاتهم. وحملت لجنة العائلات الدولة المسؤولية الكاملة عن كل ما سيترتب عن هذه «الوضعية الكارثية» من عواقب وخيمة، «حيث أنها تدفع بأبنائنا إلى خوض إضرابات عن الطعام استشهادية، وقد سبق أن تطرقنا في بيانات وبلاغات سابقة إلى إضراب مجموعة منهم، كما أننا نضع المؤسسات الرسمية المعنية بالموضوع كافة أمام مسؤولياتها التاريخية تجاه المعتقلين»، مشيرة إلى خطورة حالات معتقلي الحراك المرحلين إلى سجن عكاشة في الدار البيضاء الذين دخلوا في إضراب مفتوح عن الطعام والماء والسكر. وأكدت اللجنة أنها لن تقف مكتوفة الأيدي وهي ترى أبناءها تُداس كرامتهم ويُدفعون إلى الموت، مؤكدة عزمها الدفاع عن حياة وكرامة وحرية أبنائها الأبرياء بشتى الطرق. ووجهت أمينة ماء العينين البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية الحزب الرئيسي في الحكومة، رسالة مفتوحة إلى رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، حول التداعيات الداخلية الخارجية لإضراب معتقلي «حراك الريف»، عن الطعام داخل السجون. وساءلت ماء العينين رئيس الحكومة في سؤال رسمي «عن المبادرات التي قامت بها حكومتكم أو المبادرات التي يمكن أن تكون طرفا فيها لإيجاد حل للمشكل الذي صار مأزقا يكلف المغرب داخليا وخارجيا». وجاء في نص سؤال ماء العينين، «صرح العديد من أفراد أسر معتقلي ما يعرف بحراك الريف والعديد من محاميهم بإضرابهم عن الطعام داخل السجون، بل وصل الأمر إلى توقف بعضهم عن تناول الماء والسكر مما صار يشكل خطرا على حياتهم». الأضراب عن تناول الماء والسكر دخل يومه الخامس ودخل أمس الاثنين كل من محمد جلول ونبيل أحمجيق وربيع الأبلق، أبرز قادة حراك الريف، في يومهم الخامس للإضراب عن تناول الماء والسكر، واليوم 18 من دخولهم في الإضراب عن الطعام كما دخلت رحيمو السعيدي، أم محمد جلول، هي الأخرى في إضراب عن الطعام تضامنا مع إبنها وباقي المعتقلين، وذلك منذ يوم الأربعاء الماضي فور سماعها امتناع إبنها عن تناول الماء والسكر. وقال خالد جلول شقيق محمد جلول «والدتي دخلت في إضراب عن الطعام منذ يوم الأربعاء الماضي، والعائلة كلها مستعدة للتصعيد لأنها تحمِّل الدولة مسؤولية ما يمكن أن يقع للوالدة نظرا لوضعها الصحي ولسنها فهي في عمر 66 سنة». وأوضح محمد احمجيق شقيق نبيل احمجيق دينامو حراك الريف المعتقل على خلفية المشاركة في احتجاجات الحسيمة أن الإضراب عن الطعام هو أم المعارك التي يلتف حولها المعتقلون إزاء وضع غير سليم عندما يستشعرون انهم مستهدفون في كرامته وهذا هو الذي حصل. وقال بعد انتهاء التحقيق التفصيلي والشروع في جلسات الحكم، كان لزاما على إدارة السجن تجميع المعتقلين وهذا مطلب استعجالي يطالب به المعتقلون وعلى رأسهم أخي المعتقل نبيل احمجيق وليس تفريقهم كما هم الآن كذلك دافع البراءة وحجم التهم المنسوبة إليه كانت وراء خوض لهذه المعركة المؤطرة بشعار «الحرية أو الشهادة». وقال محمد أغناج، عضو هيئة الدفاع عن معتقلي الحراك، إن سبب تصعيد كل من محمد جلول والأبلق وأحمجيق في اضرابهم عن الطعام وإعلانهم التوقف عن شرب الماء والسكر منذ مساء يوم الثلاثاء الماضي، كرد على ما اعتبروه تفتيشا حاطا بكرامتهم من طرف إدارة السجن، أثناء الزيارة التي قام بها أهاليهم. وعاد نشطاء حراك الريف من جديد، مساء أمس الأول الأحد، إلى الاحتجاج بالشارع، للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين ووقف المتابعات والاعتقالات في حق النشطاء الذين لا يزالون يصرون على الخروج إلى الشوارع. وتمكن نشطاء حراك الريف من الخروج ليلة أمس الأول الأحد في إمزورن، رافعين شعارات الريف المعهودة، التي تعلن مواصلة الاحتجاج إلى حين إطلاق سراح المعتقلين، وتحقيق المطالب الاجتماعية والاقتصادية التي طالب بها الزفزافي ورفاقه قبل اعتقالهم ورددوا شعارات "الموت ولا المذلة"، من دون ان يحدث أي تدخل أمني في حق المحتجين. وجسب شهود عيان حاصرت القوات العمومية والأمنية المداخل المؤدية إلى وسط المدينة كلها للحيلولة دون توجه المحتجين صوب وسط إمزورن والساحة الكبرى وسط المدينة، ما جعل النشطاء يجوبون الشوارع والأزقته بالأحياء الشعبية لمدة ساعتين من الزمن تقريبا، قبل أن ينهوا مسيرتهم بشكل عادي. وتعهد المحتجون بمواصلة مسيراتهم واحتياجاتهم إلى حين تحقيق مطالبهم الاجتماعية والاقتصادية والحقوقية، وفِي مقدمتها إطلاق سراح المعتقلين. منع وقفة احتجاجية في الناظور وفي الناظور قالت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إن السلطات منعت وقفة احتجاجية كانت مقررة للتضامن مع «معتقلي حراك الريف وعموم المعتقلين السياسيين القابعين في سجون المملكة»، أمام إصلاحية الناظور. وقال بيان للجمعية: إن منع السلطات للوقفة التضامنية، «هو منع تعسفي وغير قانوني في مضمونه وشكله، وصادر عن مسؤول لم يحترم حتى مسطرة تبليغ المنع وفض الوقفة، التي من المفروض أن يقوم بها ضابط شرطة قضائية بزيه المهني بعد توجيه بمكبر الصوت لفض الوقفة الاحتجاجية». وأدانت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في الناظور هذا المنع، «الذي تفاجأ به مناضلو الجمعية الحقوقية ومجموعة من النشطاء، باعتبار أن الوقفة لا تحتاج قانونا لأي ترخيص، خصوصا بعد إصرار السلطات على ممارسة «تعسفاتها»، وهجوم مسؤول على اللافتة «الهستيري»، ومحاولة تمزيقها، مع ما رافق هذا المنع من تهديدات مباشرة من أحد مسؤولي الاستعلامات العامة ضد أحد مناضلي الجمعية». ودعت « القوى المناضلة كافة إلى تكثيف أشكال الدعم والمساندة لمعركة الأمعاء الفارغة التي يخوضها المعتقلون السياسيون بالمغرب». تأجيل محاكمة معتقلين من جهة أخرى أرجأت محكمة الاستئناف في الحسيمة، صباح أمس الاثنين، النظر في الاستئناف في قضية عدد من معتقلي حراك الريف، إلى الشهر المقبل. وقال محامي المعتقلين، رشيد بلعلي، إن المحكمة قررت تأجيل النظر في ملفات المعتقلين، البالغ عددهم 12 بين معتقل، ومتابع في حالة سراح وأن الجلسة المقبلة يرتقب أن تعقد، يوم 9 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، بعد توصل المتابعين جميعهم بالاستدعاء. وأوضح المحامي، رشيد بلعلي، أن سبب تأجيل جلسة امس يعود الى عدم توصل بعض المعتقلين بالاستدعاء من أجل الحضور، والثاني بسبب عدم استقدام السلطات لأحد المعتقلين من السجن المحلي بتاونات، حيث يوجد رهن الاعتقال. عائلات معتقلي حراك الريف في المغرب تجدد تحذيراتها من مصير أبنائها المضربين عن الطعام محمود معروف |
يوم مميز لفعاليات المؤتمر السنوي العام لرابطة الجالية الفلسطينية في لندن Posted: 25 Sep 2017 02:35 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: شهدت العاصمة البريطانية يوم الأحد 24 أيلول / سبتمبر فعاليات المؤتمر السنوي العام لرابطة الجالية الفلسطينية في لندن بإشراف لجنة تحضيرية، أعدت دستورا جديدا لجمع أبناء الجالية وتنظيم الانتخابات في مناطق التجمع في المملكة المتحدة. وشهد المؤتمر حضورا مميزا من أبناء فلسطين، من القادمين من مدن وقرى الضفة الغربية وقطاع غزة ومنطقة 48، إضافة إلى فلسطينيي الشتات، لا سيما أبناء المخيمات الفلسطينية في لبنان، إلى جانب فلسطينيي بريطانيا، وخاصة من الجيلين الثاني والثالث في المملكة المتحدة. وشهد المؤتمر تفاعلا مميزا بين شرائح أبناء الجالية من مختلف الأعمار والمهن، وتم تبادل الأفكار والاقتراحات، للوصول إلى أكبر عدد ممكن من أبناء الجالية. وانتخب المؤتمر الكاتب الصحافي علي الصالح رئيسا للجنة التنفيذية لرابطة الجالية الفلسطينية، كما انتخب عشرة أعضاء للجنة التنفيذية هم: رنا البنا، ندى البنا، داليا الصالح، هدى كومين، كايد غياضة، عبد الله سلمي، علي الحلاق، ابراهيم عسلية، محمد محمود ومهند أبو عمر. يوم مميز لفعاليات المؤتمر السنوي العام لرابطة الجالية الفلسطينية في لندن |
منظمات حقوقية توجه انتقادات حادة للسلطات المغربية بسبب اعتمادها المقاربة الأمنية في التعامل مع الحراك Posted: 25 Sep 2017 02:35 PM PDT الرباط –« القدس العربي»: وجهت منظمات حقوقية دولية ومغربية انتقادات حادة للسلطات المغربية أثناء الرد على عرض المغرب تقريره حول حقوق الإنسان، وذلك بسبب تدبير السلطات لملف حراك الريف، وقالت أغلب التدخلات إن الدولة تعاملت بـ «عنف» مع الحراك، وعملت على «اعتقال النشطاء بسبب تعبيرهم عن آرائهم». وقال الائتلاف الحقوقي المغربي، الممثل داخل المجلس: إن «الحكومة مارست الكثير من الخروقات فيما يتعلق بحقوق الإنسان، وتحديدا بمنطقة الريف، حيث إن الشرطة عنفت المتظاهرين ووصفتهم بـ «الأوباش» و»أولاد السبنيول» وأضاف: «إن على الحكومة المغربية احترام حقوق الإنسان وسماع مطالب الساكنة والتفاعل معها بالحوار، لا بالعنف». وأكد «مركز الشباب للحقوق والحريات» المغربي، أن العرض الذي قدمه مصطفى الرميد وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان بجنيف، في إطار عرض التقرير الوطني الثالث للمغرب – الاستعراض الدوري الشامل- الذي بموجبه رفض المغرب 44 توصية، إن التقرير المقدم «إنشائي وأدبي» ولاعلاقة له بحقوق الإنسان في المغرب، «فالتوصية إما أن تكون مقبولة أو مرفوضة، وبالتالي فنحن أمام رفض 44 توصية بغض النظر عن اللغط اللغوي». واستشعر «المركز»، حسب بلاغ أرسله لـ «القدس العربي» «بفقدان الأمل بعد رفض المغرب توصيات تهم أساسا مجال الحريات الفردية وحقوق المرأة وإلغاء عقوبة الإعدام، ما يشكل إضاعة فرصة أخرى للمغرب من أجل الانخراط التام في منظومة حقوق الإنسان في شموليتها وكونيتها». وقدم المركز أثناء مشاركته في الدورة 36 لمجلس حقوق الإنسان بجنيف، وفق البلاغ ذاته، «بيانا شفويا» أمام مجلس حقوق الإنسان، ركز فيه على التضييق والاعتداء على المدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان، والاعتداء الجسدي والمعنوي على المتظاهرين السلميين المطالبين بالحقوق الاجتماعية والاقتصادية، «وعلى سبيل المثال ما تعرفه مدينة «الحسيمة» من اعتقالات جماعية، وتفريق للمتظاهرات بالعنف والقوة غير المتناسبة، وتطرق المركز إلى موضوع استعمال القانون الجنائي في قضايا الصحافة والنشر وتقدم بملتمس شفوي لدى المقرر لإطلاق «نداء عاجل» من أجل إطلاق سراح كل من الصحافيين «حميد المهداوي» مدير موقع «بديل» و«ربيع الأبلق»، وذلك في إطار ولاية واختصاصات المقرر. وعقد المركز لقاء مع مساعدة دائمة للمقرر الخاص المعني بالحق في حرية التجمع السلمي وتكوين الجمعيات، حيث قدم «المركز» عدة معطيات تتعلق بالاعتقالات الجماعية التي تعرفتها مدينة الحسيمة، ودخول المعتقلين في إضرابات متفرقة عن الطعام، واستعمال القوة والعنف أثناء تفريق التظاهرات السلمية، واستعمال الغازات المسيّلة للدموع أحيانا بشكل مفرط، كما وقع أيضا في مدينة «الحسيمة» بتاريخ 20 تموز/ يوليو 2017. وعبرت منظمة العفو الدولية (امنستي) عن أسفها تجاه ما يحدث في منطقة الريف، واعتقال النشطاء والصحافيين بسبب إبداء رأيهم، وقالت ممثلة المنظمة «أعبر عن أسفي عن الاختفاء القسري الذي يتعرض له مواطنو منطقة الريف»، ونددت برفض السلطات المغربية إطلاق سراح الصحافيين والنشطاء المعتقلين بسبب تعبيرهم عن آرائهم. وانتقدت منظمة «هيومان رايتس ووتش»، الاعتقالات التي طالت الصحافيين أثناء تغطية الوقفات والمسيرات الاحتجاجية في الريف. وتفادى مصطفى الرميد وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان الرد على ملف أحداث الريف، واكتفى باستعراض إنجازات الدولة المغربية في مجال حقوق الإنسان والمقتضيات القانونية الجديدة. وقال: «هذه الجلسة أتاحت لنا سماع التوصيات والملحوظات كافة، والمملكة حريصة لاستماع القول وإتباع أحسنه» وأن الملحوظات والتوجيهات «الوجيهة، التي تتناسب مع ثوابت الدولة المغربية ودستورها وجدت القبول التام، وستجد نفسها ضمن مواد الخطة المغربية للديمقراطية وحقوق الإنسان»، و«سيتم العمل بها بداية السنة المقبلة، كما سيتم وضع لجنة ستعمل على تتبع تنفيذ التوصيات الأممية». وعرض المسؤول المغربي أهم الإجراءات، التي قامت بها بلاده لتكريس حقوق الإنسان، وقال: إن المملكة المغربية قطعت خلال السنوات الأخيرة خطوات مهمة في مجال حقوق الإنسان، وتواصل خطواتها، و»أن المملكة أجرت إصلاحا مهما وفقا للدستور لتكريس نظام قضائي مستقل يضمن حقوق الإنسان وسيادة القانون بالتنسيق، مع المؤسسات المرجعية الأوروبية كافة، وتوسعت اختصاصات المحكمة الدستورية لتشمل الدفع بعدم دستورية القوانين، وتم في السياق ذاته ضمان الحقوق والحريات، فيما يتعلق بالقانون الجنائي والمسطرة الجنائية لضمان المحاكمة العادلة». منظمات حقوقية توجه انتقادات حادة للسلطات المغربية بسبب اعتمادها المقاربة الأمنية في التعامل مع الحراك |
«القدس العربي» في «دير الزور»… الروس يجتازون الفرات بجسر عائم والجيش السوري يفتح طريق الدير ـ حلب Posted: 25 Sep 2017 02:34 PM PDT دير الزور ـ «القدس العربي»: في عمق دير الزور وعلى مياهها العذبة، الخرق اللافت الذي نفذه محور دمشق وحلفاؤها حتى الآن من الضفة الغربية لنهر الفرات إلى الضفة الشرقية هو في منطقة المريعية، خرقٌ نفذته وحدات خاصة روسية انتقلت نحو منطقة المظلوم وخشام القريبتين من معمل كونوكو للغاز شرقي الفرات والذي سيطر عليه الأكراد والأمريكان مؤخراً. نقلت القوات الروسية عبر جسر نهري عائم طوله حوالي 300م جنود مشاة وآليات وعربات ومدفعية ثقيلة ودبابات نحو الضفة الشرقية للفرات، وضع حلفاء دمشق قدمهم شرقي الفرات في منطقة لا تبعد سوى 2 كم عن موقع سيطر عليه الأكراد مدعومين بقوات أمريكية حيث حقل الكونوكو في منطقة خشام. تهتم دمشق وحلفاؤها الإيرانيون بالدرجة الأولى باستعادة أحياء مدينة دير الزور التي يسيطر عليها مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية أكثر من اهتمامهم باستعادة ريف المدينة، يقول مصدر عسكري في دير الزور لـ «القدس العربي» إن جزءاً كبيراً من العمليات الجارية في الريف هدفها الرئيسي التأسيس لحرب المدينة الواقع كثير من أحيائها في قبضة التنظيم منذ ثلاث سنوات. تضم مدينة دير الزور 15 حياً، تسيطر الحكومة حتى الآن على سبعة أحياء فقط بمساحةٍ نسبتها 35 بالمئة. الأحياء الواقعة تحت سيطرة داعش داخل مدينة دير الزور لا مجال حالياً لإمدادها لوجستياً إلا من خلال منطقة حويجة صكر جنوب شرق المدينة، يضع الروس ثقلهم في حويجة صكر عسكرياً، ثمة قوات برية تعمل إلى جانب القوات السورية لاستعادة هذه الحويجة لكن تنظيم داعش يُدرك ما ينتظره فيستميت في الدفاع عنها لأن سقوطها مصيري بالنسبة لوجوده في دير الزور. ثمة صعوبة كبيرة للجيش السوري وحلفائه في التقدم داخل الحويجة. إلا أن السيطرة عليها تعني محاصرة تنظيم داعش داخل أحياء المدينة بشكل تام، يشبه ذلك ما حصل في معارك أحياء حلب الشرقية عندما طوقت وحدات الجيش السوري تلك الأحياء بعد السيطرة على منطقة الكاستيلو، وانتهى وجود التنظيمات المسلحة هناك بعد أشهر قليلة. شمالي دير الزور، لم تحتفِ السلطات السورية بفتح طريق دير الزور ـ حلب كما فعلت عنما فُتح طريق الدير ـ دمشق، لكن الحدث كبير أيضاً على مستوى الجغرافيا الميدانية في سوريا. حيث سيطر الجيش السوري على كل الطريق الرئيسي الذي يربط محافظة دير الزور بمحافظة حلب والذي يمر بعشرات القرى وصولاً إلى الرصافة ثم إلى إثريا ثم نحو حلب. دخلنا بلدة معدان آخر قرى دير الزور الغربي وأول قرى الرقة الجنوبية، ما تزال عبارات ورموز ودلالات تنظيم داعش موجودة في هذه القرية الكبيرة رغم سيطرة الجيش السوري عليها مؤخراً، حتى المفخخات التي استخدمها التنظيم لصد هجمات الجيش السوري مازالت موجودة. شاهدنا هناك انتشار جنود الجيش السوري وتثبيت وجودهم في تلك البلدات التي يبدو بعضها واحات خضراء. في الجهة المقابلة تماماً لبلدة معدان أي على الضفة الشرقية للفرات تسيطر قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن على حزام من البلدات كانت تحت قبضة داعش قبل أسابيع عدة. «القدس العربي» في «دير الزور»… الروس يجتازون الفرات بجسر عائم والجيش السوري يفتح طريق الدير ـ حلب كامل صقر |
ترامب: كوريا الشمالية تساعد إيران في حصولها على الصواريخ البالستية Posted: 25 Sep 2017 02:34 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: صرح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن كوريا الشمالية تساعد إيران على حصول الأخيرة على الصواريخ الباليستية. وأفادت وكالة دوتشه فيله للأنباء الألمانية أن الرئيس الأمريكي في تغريدة له على شبكة «تويتر» للتواصل الاجتماعي أشار إلى التعاون السري بين طهران وبيونغ يانغ، وقال إن إيران اختبرت صاروخاً باليستياً يصل مداه إلى إسرائيل، وإن هناك تعاونا مشتركا كوريا شماليا وإيرانيا في هذا المجال. وفي سياق متصل، دعت باريس الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى تقديم تقرير شامل عن اختبار إيران الصاروخي الأخير، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية، أنييس روماتيه إسباني، إن فرنسا تطالب بأن توقف إيران كامل أنشطتها التي تزعزع الاستقرار في الإقليم، وإنها ستبحث مع شركائها سبل وقف النشاط الإيراني في مجال الصواريخ الباليستية. كما أعرب وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، عن قلق بلاده تجاه التجربة الصاروخية الإيرانية الأخيرة، مؤكداً أن اختبارات إيران للصواريخ الباليستية تتعارض مع قرارات الأمم المتحدة، مطالباً طهران بوقف أعمالها الاستفزازية والالتزام بالقرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن الذي يلزم إيران بوقف التجارب الباليستية وتجميد برنامج إنتاج وتطوير الصواريخ. وفيما يتعلق بتمديد قانون الهجرة الأمريكي الذي يفرض قيودا على سفر الإيرانيين إلى الولايات المتحدة، اعتبر وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، تعاطف الرئيس الأمريكي مع الإيرانيين بأنه كاذب وأكثر خواء من ذي قبل في ظل قانون الهجرة الأمريكي الجديد. وحسب وكالة فارس للأنباء التابعة للحرس الثوري، كتب ظريف في تغريدة له في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أن تعاطف ترامب مع الإيرانيين كاذب، وأن قانون الهجرة الجديد والأكثر إساءة ضد مثل هؤلاء المواطنين البارزين، هو أكثر خواء من ذي قبل. وقد أصدرت الإدارة الأمريكية مرسوماً جديداً حول الهجرة تضمن تشديداً للقيود على مواطني بعض الدول، وأضافت دولاً جديدة لقائمة المحظورين من دخول البلاد، بينما تم رفع السودان من هذه القائمة. وشمل المرسوم قيوداً على السفر إلى أمريكا لمواطني 8 دول هي تشاد وكوريا الشمالية وفنزويلا، إضافة إلى إيران وليبيا والصومال وسوريا واليمن. وبموجب المرسوم الأمريكي فقد تم رفع القيود المفروضة على دخول السودانيين إلى الولايات المتحدة، حسب ما نقلت رويترز عن مسؤول أمريكي، إلى جانب تعليق دخول الإيرانيين عدا حملة تأشيرات الدراسة وتبادل الزيارات. وكان هذا المرسوم في نسخته السابقة يعيق أو يحد من دخول رعايا السودان وإيران وليبيا وسوريا والصومال واليمن إلى الولايات المتحدة. وجاءت القيود الجديدة، التي تدخل حيز التنفيذ بدءا من 18 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، بناء على مراجعة بعد طعن في إحدى المحاكم على حظر السفر الأصلي الذي أصدره الرئيس الأمريكي. ترامب: كوريا الشمالية تساعد إيران في حصولها على الصواريخ البالستية محمد المذحجي |
استكمالاً لتطهير طوق العاصمة.. النظام السوري يجهّز لتهجير أهالي حي القدم الدمشقي إلى إدلب Posted: 25 Sep 2017 02:34 PM PDT دمشق «القدس العربي»: ما بين خفض للتصعيد، وملف التهجير والتطهير، يكمل بشار الأسد اليوم بمساعدة روسية إيرانية هندسة خريطة سوريا، وتحديد درجة التجانس المرادة في كل محافظة او مدينة وقرية، حيث يعود ملف جنوب دمشق إلى الطاولة من جديد، وبين تطبيل النظام وترحيب إيران، يتجهز حي القدم الواقع جنوب العاصمة دمشق والذي يتاخم المنطقة التي تسميها طهران بـ «حرم المقام» لقربها من مقام السيدة زينب، إلى تهجير أصحاب الأرض وفق بنود غير معلنة وآلية تنفيذ مجهولة حتى الآن. وفي هذا الصدد أكد المجلس المحلي في حي «القدم» المشرف على العاصمة السورية دمشق من الجهة الجنوبية، عن توصله لاتفاق مبدئي مع النظام السوري، يقضي بخروج الراغبين من مقاتلي المعارضة السورية المسلحة نحو الشمال السوري «إدلب»، أو إلى منطقة خاضعة لسيطرة درع الفرات في ريف حلب. ونوه المجلس المحلي في بيان رسمي نشره أمس إلى مفاوضات مع النظام السوري استمرت قرابة الشهر، وشملت المفاوضات كلاً من أحياء «المادنية، بورسعيد، المجمع الصناعي»، وعلل المجلس المحلي في حي القدم قبوله بالجلوس على طاولة المفاوضات مع النظام السوري إلى ما وصفه بـ «الضغوط التي يتعرض لها أهالي الحي والثوار». الاتفاق بين المعارضة والنظام السوري، أفضى حسب المجلس إلى نقاط مهمة، أبرزها «خروج من يرغب من ثوار وأهالي الحي إلى الشمال السوري إدلب – جرابلس خلال الأسبوع الحالي، أي بين يومي الثلاثاء والأربعاء». وأفاد البيان ان حماية المنطقة سوف تقع على مسؤولية من سيبقى من المقاتلين والأهالي، وتحديداً في محيط منطقة العسالي التي تعتبر جبهة على خطوط التماس مع تنظيم الدولة، كما نوه المجلس إلى أن هذا الاتفاق يعتبر مبدئياً لحين التنفيذ، وذكر انه توجد «عوائق تشكل خطراً على أهالي الحي أهمها وجود تنظيم الدولة على أطرافه والقصف على مدينة إدلب، وعدم وضوح تفاصيل الاتفاق وضمانات الطريق، حتى الساعة» حسب المصدر. الناشط الإعلامي «فؤاد شباط» من اهالي حي القدم قال لـ «القدس العربي» ان ما يجري في حي القدم وسط ضعف يخترق الهيئات المعارضة وضعف موقف المعارضة الرسمي وخاصة الائتلاف السوري والمنصات التي تدعي معارضتها لمشاريع النظام وأجندات إيران وروسيا، من ملف التهجير وانعدام حراكها لتثبيت قادتها في محيط العاصمة دمشق، سيكون السبب الرئيسي في ترحيل ثوار الشام من دون امل بالرجعة». من جهة ثانية سارع تنظيم الدولة بعيد انتشار خبر الاتفاق بين النظام السوري والمعارضة لإخراج مقاتلي الفصائل المعارضة نحو الشمال السوري، سارع إلى إعلان حالة الاستنفار بين قواته المتواجدة جنوبي العاصمة دمشق، حيث قامت مجموعات تابعة لتنظيم الدولة بإغلاق الطريق الرئيسي في حي «العسالي» والذي يوصل إلى العاصمة دمشق، ليستمر إغلاق الطريق لساعات، ويعاد فتحه لاحقاً، وسط تشديد امني كبير، وتفتيش دقيق للأهالي، فيما قالت المصادر، بأن التنظيم لديه مخاوف من هروب مقاتليه نحو المناطق التي شملها الاتفاق ومن ثم مغادرة دمشق نحو الشمال السوري. وكانت فصائل المعارضة العاملة في منطقة جنوب دمشق، قد اعلنت في بيان مشترك الاسبوع الفائت، عن رفضها الاتفاقيات كافة التي تنص على تهجير أهالي وقاطني بلدات وأحياء «بيت سحم وببيلا ويلدا والقدم» جنوبي دمشق، وجاء في بيانهم، «نحن الفصائل العسكرية العاملة في منطقة جنوب دمشق المحرر (بيت سحم، وببيلا، ويلدا، والقدم) الواقع تحت سيطرة الجيش السوري الحر، نعلن رفضنا لكافة الاتفاقيات التي من شأنها التهجير القسري لقاطني منطقة جنوب دمشق، ووقع على البيان كل من «جيش الإسلام، وجيش الأبابيل، وحركة أحرار الشام، ولواء شام الرسول، وفرقة دمشق، ولواء أكناف بيت المقدس». وقال الناشط الإعلامي «ضياء محمد» من جنوب دمشق في اتصال هاتفي مع «القدس العربي»: «الاتفاق الذي يقضي بأن تكون إدلب مقابل جنوب دمشق» من شأنه تهجير كامل أهالي جنوب دمشق وجعل المنطقة كضاحية جنوبية لدمشق على غرار ضاحية بيروت الجنوبية. وتحاول إيران عبر تهجير أصحاب الأرض الاصليين وتوطين غيرهم من عائلات الميليشيات المقاتلة ضمن صفوفها، زرع حاضنة شعبية لها في محيط العاصمة السياسية دمشق، وتربية شيعة المنطقة على ان يكونوا جنوداً وبيادق أوفياء لها، تغرز فيهم الحقد الطائفي ليكونوا مؤتمرين بإمرتها متى تريد، حيث قال «رائد الدمشقي» وهو ناشط اعلامي من ريف دمشق الجنوبي: ان جنوب دمشق هي المنطقة القريبة للسيدة زينب والتي تسعى الميليشيات الإيرانية للسيطرة عليها مثل ما سيطرت من قبل على الذيابية وحجيرة والسبينة والبويضة، وذلك من خلال عمليات عسكرية او صفقات تبادل كما حصل في الزبداني وكفريا والفوعة، حيث تريد طهران دعم الميلشيات الإيرانية في السيدة زينب من خلال نقل باقي اهالي كفريا والفوعة إلى هذه المناطق لتصبح مناطق شيعية بالكامل، وحاضنة إيران الخاصة. وأكد المتحدث الإعلامي وجود خلافات بين الميليشات الإيرانية وبين قوات النظام السوري في منطقة السيدة زينب. واتفاق المدن الاربع وحسب مجموعة تسريبات، كان من شأنه ترحيل مدنيين ومسلحين من مضايا والزبداني في ضواحي دمشق، إلى الشمال المحرر، مقابل اخراج من يرغب من مدنيين ومسلحين بلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب، إلى مناطق سيطرة النظام بدمشق، حيث كان من المتفق ان يتم التنفيذ على مرحلتين، في المرحلة الأولى يتم إجلاء 8 آلاف مدني من الفوعة وكفريا، في مقابل تهجير عدد مماثل من المدنيين والمسلحين وعائلاتهم من مضايا والزبداني، على أن يتم في المرحلة الثانية إجلاء عدد مماثل من المدنيين من الفوعة وكفريا، في مقابل العدد ذاته من المقاتلين وأسرهم من جنوب دمشق. استكمالاً لتطهير طوق العاصمة.. النظام السوري يجهّز لتهجير أهالي حي القدم الدمشقي إلى إدلب إيران تستحدث «ضاحية جنوبية» في دمشق هبة محمد |
عون عاد إلى فرنسا رئيساً بعدما عاش فيها منفياً سياسياً لسنوات Posted: 25 Sep 2017 02:33 PM PDT بيروت – «القدس العربي» : بعد 12 سنة على مغادرته فرنسا التي نُفي اليها في العام 1990 بعد عملية «13 تشرين» التي أسفرت عن دخول الجيش السوري إلى المناطق المسيحية عاد العماد ميشال عون إلى فرنسا رئيساً للجمهورية اللبنانية في زيارة دولة بدعوة من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. وتزامنت الزيارة مع إضرب نقابة رابطة موظفي القطاع العام في لبنان، عن العمل بدأ أمس ويستمر إلى اشعار اخر. ولدى سؤال عون عن شعوره بزيارة فرنسا رئيساً بعدما عاش منفياً سياسياً فيها، قال «انها انتصار للحقيقة التي طمست 26 سنة». وفي برنامج اليوم الأول «لزيارة الدولة» مراسم تكريم رسمية للرئيس عون امام قوس النصر في ساحة النجمة وسط العاصمة الفرنسية، حيث يضع اكليلاً من الزهر على نصب الشهداء ينتقل بعدها والوفد المرافق إلى قصر الاليزيه لاجراء محادثات رسمية مع الرئيس ماكرون على ان ينتقل ونظيره الفرنسي بعد ذلك إلى معهد العالم العربي لافتتاح معهد «مسيحيو الشرق: 2000 سنة من التاريخ». ومن المقرر ان يزور الرئيس عون مجلسي الشيوخ والنواب الفرنسيين ومقر الحكومة الفرنسية في قصر ماتينيون، بالاضافة إلى بلدية باريس، كما يلتقي اعضاء الجالية اللبنانية في حفل استقبال يقيمه السفير اللبناني لدى فرنسا على شرفه. وقد قاطع وزير الداخلية نهاد المشنوق هذه الزيارة احتجاجاً على لقاء وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل ووزير الخارجية السوري وليد المعلّم حيث تسبّب هذا اللقاء للمرة الأولى باهتزاز التسوية الرئاسية، على خلفية الموقف من سوريا.وأفيد ان بعض المحيطين برئيس الحكومة سعد الحريري طلبوا منه التلويح باستقالته من رئاسة الحكومة لمواجهة خيار التطبيع مع سوريا إلا انه رفض. وفهم أن اوساط تيار المستقبل منزعجة من لقاء باسيل المعلم لأن باسيل ليس وزيراً عادياً، بل لديه صفة سياسية وديبلوماسية وليس صفة تقنية كما هي حال وزراء الزراعة والصناعة والاشـغال الذيـن زاروا العاصـمة السـورية قـبل فتـرة قصـيرة من دون غطـاء رسـمي من مجـلس الـوزراء. وردّ الوزير جبران باسيل في اختتام مؤتمر الطاقة الاغترابية، من لاس فيغاس على المشنوق بقوله «ان أي لقاء فردي او ثنائي او جماعي نقوم به يكون لمصلحة لبنان ومن يعتدي على مصلحة لبنان هو من يرفض اخراج النازحين منه». وكان المشنوق اعتبر أنّ لقاء باسيل بالمعلّم «اعتداء صريح على مقام رئاسة الحكومة، ومخالف لاتفاق وعهد ووعد لم يلتزم به باسيل الذي كان جزءاً أساسياً من التسوية التي أُبرمت».وقال من دار الفتوى امس «ان اللقاء يضرّ بالتضامن الحكومي ويخالف التسوية التي قامت عليها الحكومة». وأعلنت نقابة رابطة موظفي القطاع العام في لبنان، تمديد الإضراب عن العمل الذي بدأ، أمس الإثنين، ويفترض أن ينتهي بنفس التاريخ، حتى إشعار آخر. ودخل موظفو القطاع العام في البلاد، اليوم، إضراباً شاملاً عن العمل بعد تقارير إعلامية بشأن توجه الحكومة لتأجيل تطبيق زيادة الأجور التي أقرتها في آب/أغسطس الماضي، وتطبق أكتوبر/تشرين الأول المقبل، حسب القرار. الرابطة أكدت، في بيان صدر عنها أمس، أن الإضراب المفتوح سيبقى «لحين اتخاذ القرار بتحويل رواتب موظفي القطاع العام على التنفيذ هذا الشهر (أيلول)». ودعت إلى اعتصام أمام مجلس الوزراء بالتزامن مع انعقاد جلسته الدورية، اليوم الثلاثاء، لمطالبة الدولة بصرف الرواتب وفقا للسلسلة الجديدة. وكان المجلس الدستوري في لبنان، أبطل، خلال وقت سابق، قانون الضرائب الذي يتم تمويل من خلاله فاتورة الأجور، ورده إلى مجلس النواب. وتبع قرار «الدستوري»، انعقاد جلسة استثنائية للحكومة، أول أمس، بحثت خلاله تداعيات قرار إبطال القانون. ويعاني لبنان من تراجع المنح المالية الواردة، وعدم كفاية الإيرادات المالية المحصلة محلياً (الإيرادات الضريبية وغير الضريبية)، ما دفعه العام الجاري، لوضع قانون يزيد من الضرائب، لكنه يزيد أيضاً من أجور موظـفي القـطاع العـام. عون عاد إلى فرنسا رئيساً بعدما عاش فيها منفياً سياسياً لسنوات موظفو لبنان الحكوميون يمددون إضرابهم عن العمل حتى إشعار آخر سعد الياس ووكالات |
رئيس الوزراء الجزائري يدعو لوحدة الصف لمواجهة التحديات الناجمة عن تدهور اسعار النفط والإرهاب Posted: 25 Sep 2017 02:32 PM PDT الجزائر ــ «القدس العربي»: قال أحمد أويحيى رئيس الوزراء الجزائري، أمس الاثنين، إن الأزمة التي تعيشها البلاد بلغت ذروتها، وأن الحكومة عاجزة عن دفع رواتب العمال وحتى علاوات النواب، مؤكدا أن الموافقة على قانون القرض والنقد الجديد، الذي يمكن الحكومة من طبع المزيد من العملة لتغطية العجز، وهي الحل الوحيد المتوفر حاليا، لتغطية العجز، وتحقيق التنمية. ودافع أمام أعضاء مجلس الشورى (الغرفة الثانية في البرلمان) عن سياسة حكومته عند عرض برنامج عملها، مؤكدا أن الأزمة الاقتصادية والمالية التي تعيشها البلاد ليست بسيطة، وأن الوضع حرج إلى الحد الذي يجعل الحكومة غير قادرة على دفع الرواتب والمعاشات ابتداء من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، مخاطبا النواب: « حتى أنتم لن تتمكنوا من الحصول على علاواتكم »، وأنه إذا لم تلجأ الحكومة إلى التمويل غير التقليدي فسيؤدي ذلك إلى الإيقاف الكلي للاقتصاد. وفي تعليقه على التهاب أسعار العملة الصعبة في السوق الموازية، خاصة اليورو الذي ارتفع إلى 200 دينار لليورو الواحد مقابل 185 قبل أيام، قال أويحيى إن الإشاعات هي التي أدت إلى ارتفاع العملة الصعبة، والذين سيشترون اليوم سيبيعون غدا بالخسارة، لأن سعر العملة الصعبة مقابل العملة الوطنية يحدده بنك الجزائر المركزي، ويأتي هذا الارتفاع في وقت تزايد فيه القلق بخصوص مستقبل البلاد، وتداول وسائل الإعلام الجزائرية أخبارا تفيد بأن الكثير من الجزائريين يحولون مدخراتهم إلى عملة صعبة، منذ إعلان السلطات عن قرار طبع المزيد من العملة، وذلك خوفا من انهيار قيمة الدينار، وهو ما بدأ يحدث منذ أيام، خاصة أن تصريحات رئيس الوزراء لم تطمئن الشارع الجزائري، بقدر ما زادت في إشاعة القلق والخوف من المستقبل. وأوضح أن «الحكومة ستعمل على مواصلة مختلف مشروعات التنمية الاقتصادية وإطلاق التي توقفت منها بسبب نقص التمويل، بعد المصادقة على مخطط العمل برنامج العمل الذي اقترحته الحكومة، مشيرا إلى مواصلة ترسانة الإصلاحات الاقتصادية، وتصحيح الخلل الموجود في المؤسسات والهيئات المالية للبلاد، وتطوير الاقتصاد والتجارة، بما يحقق التنمية الاقتصادية، التي تحرر البلاد من التبعية النفطية. ودعا أويحيى القوى الاقتصادية والإجتماعية إلى أن تعمل على زرع رسالة الأمان والطمأنينة في قلوب المواطنين، لأن الجزائر في حاجة إلى استقلالية القرار ووحدة الصف لمواجهة التحديات الحالية، الناجمة عن التدهور الرهيب في أسعار النفط، الذي أفقد البلاد أكثر من نصف دخلها المالي والجبائي. ومباشرة بعد انتهاء عرض رئيس الوزراء لبرنامج عمل حكومته، انطلق النقاش بمداخلات أعضاء مجلس الشورى، التي يتوقع أن تكون أكثر حدة من بعض المداخلات التي تمت على مستوى مجلس الشعب الأسبوع الماضي، التي جعلت رئيس الوزراء يخرج عن هدوئه وتحفظه ويهاجم نواب المعارضة الذين هاجموه، واصفا إياهم بالمنحرفين تارة وبالتائهين تارة أخرى، وبالتالي لا يمكن توقع مفاجآت كثيرة على مستوى مجلس الشورى، إذ يتوقع أن تمرر الحكومة برنامج عملها من دون أية صعوبات، على اعتبار أن أحزاب الموالاة تسيطر على الأغلبية، إضافة إلى الثلث الرئاسي المعين، لكن التحدي الحقيقي لحكومة أويحيى سيكون في الميدان، فإذا كان قد وعد بأن يخرج البلاد من أزمتها خلال خمس سنوات، فإن تداعيات قرارته، وفي مقدمتها اللجوء إلى طبع المزيد من العملة، لن تنتظر طوال هذه المرة، بدليل ارتفاع أسعار العملة الصعبة في السوق الموازي، وكذا ارتفاع أسعار السلع والمواد الاستهلاكية. وخير رئيس الوزراء الجزائري، أحمد أويحيى، بقايا الإرهابيين بين الاستسلام والاستفادة من إجراءات العفو التي تضمنها ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، أو الموت على أيدي قوات الجيش والقوى الأمنية الأخرى، أو الملاحقات القضائية. وقال اويحيى، إن «الحكومة توجه رسالة ونداء إلى الذين غرر بهم من أجل التخلي عن جريمة الإرهاب، والعودة إلى أوساط شعبهم وأحضان عائلاتهم والاندماج في صفوف المجتمع». وأضاف: «أتوجه إلى من تبقى من الإرهابيين ، ونحن نحتفل اليوم بالذكرى الـ 12 لإقرار ميثاق السلم والمصالحة الوطنية من طرف الشعب الجزائري، للإسراع والاستفادة من الإجراءات التي تضمنها هذا الميثاق، وأن يلتحقوا بالآلاف الذين كانوا في صفوف الجماعات الإرهابية، واختاروا العودة إلى حضن الوطن». وأكد أويحيى أن من يرفض هذا النداء، سيواجه قوة الدولة التي ستقضي عليه طال الزمن أو قصر، أو سيلاحق قضائيا نظير الجرائم التي ارتكبها. وشدد على أن بلاده بحاجة إلى استقلالية القرار ووحدة الصف لمواجهة التحديات الراهنة، المتمثلة أساسا في الصعوبات الاقتصادية ومكافحة الإرهاب، منوها بتضحيات مئات الآلاف من عناصر الجيش وأفراد القوى الأمنية الأخرى الذين يدافعون ببسالة عن أمن واستقرار الجزائر. رئيس الوزراء الجزائري يدعو لوحدة الصف لمواجهة التحديات الناجمة عن تدهور اسعار النفط والإرهاب خيّر الإرهابيين بين الاستسلام والاستفادة من اجراءات العفو أو الموت على أيدي قوات الجيش والقوى الأمنية |
واشنطن تنفي ما نشر من تفاصيل الخطة الأمريكية للسلام ورام الله ترفض الحل المؤقت Posted: 25 Sep 2017 02:32 PM PDT رام الله ـ «القدس العربي»: أبلغ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أعضاء المجلس الوزاري السياسي الأمني، ان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعد خطة سلام لدفع الاتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال نتنياهو انه يسود لديه بعد اللقاء مع ترامب في نيويورك في الأسبوع الماضي، الانطباع بأن ترامب عازم جدا على دفع الخطة. وعلى خلفية ذلك وصل المبعوث الأمريكي جيسون غرينبلات الى اسرائيل لمواصلة الحوار مع الجانبين. وقال وزراء شاركوا في الاجتماع، وطلبوا التكتم على أسمائهم، ان نتنياهو استعرض خلال الاجتماع تفاصيل رحلته السياسية الى أمريكا اللاتينية والجمعية العامة للأمم المتحدة، خاصة اجتماعه بالرئيس ترامب وبالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وقال نتنياهو: «لا شك ان الموضوع الفلسطيني ثقيل ومهم لدى ترامب. ترامب يبحث بجدية في هذا الموضوع. الأمريكيون يعدون خطة، وأنا عرضت مواقفنا امام الرئيس. ترامب عازم جدا ويريد التوصل الى الصفقة النهائية». وقال مسؤول رفيع في البيت الأبيض ان غرينبلات سيصل الى إسرائيل ويجري محادثات مع مسؤولين اسرائيليين وفلسطينيين في القدس ورام الله، استمرارا للقاءات التي أجراها الرئيس ترامب مع نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس في نيويورك. وقال المسؤول ان «الرئيس ترامب عقد لقاءات ناجعة مع رئيس الحكومة نتنياهو والرئيس عباس في الأمم المتحدة. غرينبلات قادم الى اسرائيل لمواصلة المحادثات في موضوع العملية السلمية. اللقاءات التي سيعقدها تشكل جزءا من الاتصالات الهادئة والدائمة للإدارة في موضوع السلام». وكان ترامب قد قال لعباس خلال اللقاء بينهما على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، ان البيت الأبيض يعمل على مبادرة سلام أمريكية جديدة، لكنه يحتاج الى وقت اضافي لبلورتها. وقالت مصادر فلسطينية وأمريكية مطلعة على فحوى اللقاء ان ترامب طلب من عباس منحه وقتا إضافيا لصياغة مبادرة السلام وعدم القيام بخطوات تصعب على دفع العملية. وقال مسؤولون فلسطينيون انه في أعقاب اللقاء تتوقع القيادة الفلسطينية، قيام البيت الأبيض بعرض مبادرة او ورقة موقف حول العملية السياسية خلال الأسابيع القريبة. وقال مسؤول في البيت البيض ان المستشارين المكلفين بمتابعة الموضوع الاسرائيلي الفلسطيني، وعلى رأسهم جارد كوشنر وغرينبلات، يواصلون التقدم بشكل متماسك في محادثاتهم مع الأطراف. وحسب المسؤول الذي تحدث لصحيفة «هآرتس» فإن كوشنر وغرينبلات لا يعتقدان ان هناك فائدة من تحديد جداول زمنية مصطنعة او اعتباطية. في غضون ذلك نفت الإدارة الأمريكية، بشكل قاطع التقارير حول المبادرة السياسية التي تحدث عنها بعض وسائل الإعلام. وقال مصدر في البيت الأبيض إن هذه التقارير مخترعة تماما، ولم يتم طرح أية خطة. كما قال مصدر فلسطيني لصحيفة «يسرائيل هيوم» ان السلطة لا تعرف التفاصيل التي تم نشرها. وفي كل الأحوال سيعارض الفلسطينيون كل خطة تقترح حلا مؤقتا وليس حلا يشمل في إطاره اتفاقا دائما وجدولا زمنيا محددا لإنهاء الاحتلال». واشنطن تنفي ما نشر من تفاصيل الخطة الأمريكية للسلام ورام الله ترفض الحل المؤقت |
مقتل 27 مدنياً في قصف روسي على ريف إدلب… واستمرار الغارات على ريف دير الزور Posted: 25 Sep 2017 02:31 PM PDT بيروت – حلب ـ «القدس العربي»: قتل 27 مدنياً على الاقل بينهم عشرة أطفال أمس الاثنين جراء غارات روسية استهدفت مناطق عدة في محافظة ادلب التي تسيطر فصائل جهادية على القسم الاكبر منها، وفق ما احصى المرصد السوري لحقوق الإنسان. في حين تتعرض مناطق سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية بدير الزور (شرقي البلاد) لقصف جوي عنيف من قبل التحالف الدولي، الأمر الذي أدى إلى وقوع قتلى وجرحى بين صفوف المدنيين. في هذا الوقت رحبت موسكو على لسان وزير الخارجية سيرغي لافروف بجهود توحيد المعارضة السورية. وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس بمقتل «27 مدنياً على الاقل بينهم عشرة أطفال جراء غارات روسية كثيفة استهدفت بلدات وقرى عدة في ارياف ادلب». وأوضح أن «حصيلة القتلى هذه هي الاعلى منذ اقرار اتفاق خفض التوتر» الذي تم التوصل اليه في ايار/مايو بموجب محادثات استانا برعاية كل من روسيا وايران حليفتي النظام وتركيا الداعمة للمعارضة. وقالت مصادر محلية لـ «القدس العربي»، إن الطيران الحربي الروسي واصل قصفه للعديد من مناطق ريف إدلب، ففي مدينة جسر الشغور قتل ثمانية مدنيين وأصيب آخرون بجروح، فضلاً عن أضرار مادية، في حين سقط تسعة مدنيين في بلدة معرشورين، عين الزرقا، بداما، الكفير، القنيطرة) جنوب غرب إدلب. وأكدت المصادر تعرض مدن وبلدات سرمين، خان شيخون، الدار الكبيرة، حاس، كفرومة، سراقب، كفرسجنة، معرة حرمة، كفرنبل، الكفير، الهبيط، فركية، سرجة ، لأكثر من سبعين غارة جوية خلفت أكثر من سبعة وعشرون فتيل عشرات الإصـابات والأضـرار الماديـة الكبـيرة في الممتلـكات. وفي ريف دير الزور شنت مقاتلات التحالف الدولي الاثنين عدة غارات جوية استهدفت مدينة الميادين بريف ديرالزور الشرقي، راح ضحيتها عشرة أشخاص وإصابة آخرين بينهم أطفال ونساء. وقالت مصادر إعلامية، إن مقاتلات حربية مجهولة الهوية شنت كذلك غارات جوية على الأحياء السكنية في مدينة البوكمال القريبة من الحدود السورية العراقية، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين. أما في ريف حلب الغربي فقد أعلن المجلس المحلي في مدينة الأتارب إيقاف الدوام المدرسي نتيجة القصف الروسي المكثف لقرى وبلدات المناطق المحررة في الشمال السوري. وقالت مصادر ميدانية لـ»القدس العربي»، إن المقاتلات الحربية الروسية شنت غارات جوية مكثفة على مدينة الأتارب وبلدة أورم الكبرى في ريف حلب الغربي، تسببت في وقوع أضرار مادية كبيرة دون وقوع ضحايا في صفوف المدنيين وتتعرض محافظة ادلب منذ اسبوعين لغارات روسية واخرى سورية مكثفة ردًا على هجوم بدأته فصائل جهادية في ريف محافظة حماة المجاورة، الذي يشكل مع ادلب جزءاً رئيسياً من منطقة خفض التوتر. وانتهت الجولة الأخيرة من محادثات استانا منتصف الشهر الماضي باتفاق روسيا وايران وتركيا على اقامة منطقة خفض توتر تشمل ادلب واجزاء من حلب وحماة واللاذقية، على ان تنتشر قوة مراقبين من الدول الثلاث لضمان الامن على حدود هذه المنطقة ومنع الاشتباكات بين قوات النظام وقوات المعارضة. واشار عبد الرحمن إلى «تصعيد مستمر في القصف الروسي في ادلب الذي يطال المدنيين» غداة اعلان مقتل 45 عنصراً من فصيل اسلامي معارض اثر استهداف مقراته السبت. وتسيطر هيئة تحرير الشام التي تعد جبهة النصرة سابقاً ابرز مكوناتها، منذ 23 تموز/يوليو على الجزء الاكبر من محافظة ادلب مع تقلص نفوذ الفصائل الاخرى. ويستثني اتفاق خفض التوتر الهيئة وكذلك تنظيم الدولة الإسلامية. وتنفذ روسيا منذ ايلول/سبتمبر 2015 حملة جوية داعمة لقوات النظام السوري، مكنت الأخير من استعادة زمام المبادرة ميدانياً في مناطق عدة على حساب الفصائل المعارضة والمجموعات الجهادية المتطرفة. وتشهد سوريا منذ منتصف اذار/مارس 2011 نزاعاً دامياً بدأ باحتجاجات سلمية ضد النظام سرعان ما تحولت حربا مسلحة متعددة الأطراف، تسببت في مقتل أكثر من 330 الف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية وبنزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل سوريا وخارجها. ترحيب روسي من جهة أخرى رحب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس الاثنين، بجهود الرياض الرامية إلى توحيد المعارضة السورية قبل انطلاق الجولة الجديدة من المفاوضات الخاصة بتسوية الأزمة في سوريا. جاء ذلك خلال كلمة ألقاها الوزير الروسي بمناسبة العام الهجري الجديد، حسب ما نقل موقع قناة روسيا اليوم. وقال لافروف، إننا «نرحب بالجهود، التي تبذلها السعودية قبيل استئناف عملية جنيف لتوحيد المعارضة (السورية) على أسس بناءة للمفاوضات المباشرة مع النـظام السـوري». وأشار إلى أن المناطق الـ4 لتخفيف التوتر، التي تم إقامتها في سوريا نتيجة مفاوضات أستانا بمشاركة الأطراف الـ3 الضامنة؛ روسيا وتركيا وإيران، إضافة إلى الولايات المتحدة والأردن، تشهد «خفضا ملموسا لمستوى العنف وبدأت فيها عملية إعادة إعمار المنشآت المدمرة». مقتل 27 مدنياً في قصف روسي على ريف إدلب… واستمرار الغارات على ريف دير الزور لافروف: موسكو ترحب بجهود توحيد المعارضة السورية عبد الرزاق النبهان ووكالات |
محكمة مصرية تقضي بحبس خالد علي 3 أشهر Posted: 25 Sep 2017 02:31 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: قضت محكمة جنح الدقي في مصر، أمس الاثنين، بحبس المحامي خالد علي، وكيل مؤسسى حزب «العيش والحرية»، 3 أشهر وكفالة ألف جنيه، لاتهامه بـ«ارتكاب فعل خادش للحياء العام»، أثناء مشاركته في مظاهرة الدفاع عن مصري جزيرتي تيران وصنافير أمام مقر مجلس الدولة. وتغيب علي عن جلسة المحاكمة، وحضر نحو 20 محامياً للدفاع عنه. ويرأس علي المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية «منظمة حقوقية غير حكومية»، وعُرف بتضامنه مع القضايا العمالية ضد الحكومات ورجال الأعمال، وكذلك معارضته لسياسات النظام الحالي والأنظمة السابقة في خصخصة شركات القطاع العام. وبدأ عدد من الأحزاب المصرية أخيرا مشاورات للدفع بمرشح أو أكثر للمنافسة على رئاسة مصر في الانتخابات المفترض إجراؤها في 2018، وتصاعدت التكهنات بترشيح علي من قبل عدد من القوى السياسية، لا سيما التيار الديمقراطي الذي يضم أحزاب «المصري الديمقراطي الاجتماعي، والدستور، والتحالف الشعبي الاشتراكي، والعدل، وتيار الكرامة» علاوة على حزب العيش والحرية «تحت التأسيس». وعلقت حملة ترشيح علي للرئاسة 2018، على الحكم عقب صدوره أمس، متهمة النظام الحالي بأنه «لا يريد ترشح أحد للرئاسة». ووصف المحامي الحقوقي وعضو هيئة الدفاع عن مصرية جزيرتي تيران وصنافير، طارق نجيدة، الحكم بالصادم، مؤكدا في تصريحات لـ«القدس العربي» أن علي سيستأنف على الحكم فورا أمام محكمة جنح مستأنف الدقي. وأوضح أنه في حال رفض الاستئناف وتأييد حكم حبس خالد علي، سيكون ذلك مانعا لترشحه لرئاسة مصر، حيث سيكون محلا للطعن وبطلان ترشحه بسهولة. محكمة مصرية تقضي بحبس خالد علي 3 أشهر مؤمن الكامل |
موريتانيا: مساعد أمين عام الحكومة يهاجم الإخوان والردود تنهال Posted: 25 Sep 2017 02:31 PM PDT نواكشوط – «القدس العربي»: حذر الدكتور محمد إسحاق الكنتي الأمين العام المساعد للحكومة الموريتانية وأحد أبرز كتاب ومنظري الموالاة، المواطنين من الاغترار بالرؤية السياسية لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية المعارض المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين. جاء التحذير في مقال نشره الدكتور الكنتي وقوبل بردود ساخنة من الإسلاميين، وذلك ضمن جدل يتزامن مع حملة واسعة ينظمها قادة حزب التجمع هذه الأيام تحضيرا لمؤتمره الثالث المقرر قبل نهاية العام الجاري. وأكد «أن حملة تجديد الانتساب لحزب التجمع، مناسبة لاطلاع القارئ على أمور من صميم فكر الإخوان الذي ينقسم إلى دعوى تشاع بين العامة لتحقيق مكاسب سياسية، وحقيقة تستأثر بها القيادة». وشدد الدكتور الكنتي وهو من أبرز خصوم إسلاميي موريتانيا في الساحة الفكرية والسياسية الموريتانية تأكيد «أن خلافه مع الإخوان ليس سياسيا، ولا أيديولوجيا، وإنما هو خلاف حول تأويلهم السياسي للدين، وتدينهم السياسي؛ مضيفا قوله «ما أنقمه من الإخوان هو توظيفهم للدين خدمة لمصالحهم السياسية (..)، والهدف النهائي هو علمنة الإسلام، كما تعلمنت النصرانية». وقال «كانت الكمالية (نسبة إلى كمال أتاتورك) هي المثال العلماني «المتنور» الذي اقترح على الأنظمة والنخب العربية ذات التوجه العلماني بعد الحرب العالمية الثانية، ولم تنتج التجربة سوى «البورقيبية» التي ظلت فكر نخبة مسيطرة يقاومه الشعب التونسي (عجز بورقيبة عن فرض إبطال صوم رمضان، والمساواة بين الرجل والمرأة في الإرث)، واليوم يقترح النموذج الأردوغاني على الأنظمة والنخب العربية ذات التوجه الإسلامي، ولم تنتج التجربة، حتى الآن، سوى «الغنوشية» برغم الدعاية والضغوط». وضمن التحذير من الانتساب لحزب التجمع، انتقد الدكتور الكنتي الرؤية الفكرية لحزب التجمع المنشورة على موقعه وفي مقدمة ذلك غياب البسملة من النصوص، وغياب أية إشارة للإخوان وهو ما اعتبره الكنتي «تدليسا واضحا». وأضاف «غياب أية إشارة إلى الإخوان، أو ذكر لهم، والانتساب إلى المرابطين، والموحدين، والمرينيين… تدليس واضح؛ فصلة حزب «تواصل» بحركة الإخوان المسلمين أثبت وأقرب من صلتهم بمن ذكروا، وفي ذلك غش لمن لا يعرف حقيقة القوم، فإخوان موريتانيا هم الأكثر التصاقا بالحركة الأم على مستوى التنظير والتنظيم والتمويل». ونفى ما ورد في رؤية حزب التجمع بخصوص « السعي الجاد لتحكيم الشريعة الإسلامية وترسيخ مبدأ سيادة الشرع»، وقال «لا أساس لذلك من الواقع، فلم يعد الإخوان المسلمون عموما يسعون لتحكيم الشريعة، وإنما يلصقون هذه «التهمة» بالسلفيين للتحريض عليهم، ومنذ أن دخلوا البرلمانات العربية، نهاية التسعينيات، لم يسجل لنوابهم أي «سعي جاد لتحكيم الشريعة…»، وبعد فتنة الربيع لم يضع أي من أحزابهم، التي تناسلت، السعي إلى تطبيق الشريعة في برنامجه الانتخابي، فقد أطلق الإخوان شعار «الشرعية قبل الشريعة»، ويفسرونه بضرورة إقامة أنظمة ديمقراطية أولا، ثم يعرض تطبيق الشريعة على الناس، عن طريق ممثليهم، أو في استفتاء، فإن ارتضوها طبقت». وتحدث الدكتور الكنتي في انتقاداته للإخوان «جلوس أحد منتخبي حزب «تواصل» في مجلس الشيوخ المنحل، بين امرأتين في قاعة فسيحة، ثم توجيه سؤال إلى وزير الدولة للتعليم.. «لِمَ لا تفرقون بين الجنسين في المدارس؟» (…)، وللشيخ في هذا سلف من الإخوان؛ فقد طالب الهضيبي عبد الناصر، رحمهما الله، بفرض الحجاب في الجامعات المصرية. فسأله عبد الناصر هل ابنتك محجبة؟ قال: لا! قال: هل تستطيع فرض الحجاب عليها؟ رد الهضيبي: لا! فقال عبد الناصر: كيف تطلب مني أن أفرض في الجامعات ما تعجز أن تفرضه في بيتك!!! ثم جاء مرسي ولم يطالبه أحد بفرض الحجاب في الجامعات!!! ذاك هو التدين السياسي، أي ادعاء التمسك بالدين لتحقيق مكاسب سياسية»، حسب تعبير الكاتب. وتحدث الدكتور الكنتي مطولا عن تبني حزب «تواصل» للشورى، وأضاف « من أنتم!!! نعم من أنتم؟، حين يتعلق الأمر بالاصطلاحات الفقهية! وهل يعتد بفهمكم حتى تروه حجة! ليس في «تواصل»، صاحب الرؤية، مجتهد واحد ولا نصيفه، وهذا ما نخشاه على شباب المسلمين؛ اتباع أهواء السياسيين باعتبارها «فريضة ملزمة…» فقد غشوا أتباعهم بتقديم فهمهم أساسا لقولهم في أمر الشورى، وفعل قيادة «تواصل» يناقض قولها بإلزامية الشورى؛ فقد صوت أصحاب شورى «تواصل» مرتين لمصلحة اصطفاف الحزب خلف السيد أحمد ولد داداه، إلا أن قيادة الحزب عزمت، ولا ندري على ماذا توكلت، وقادت حملة السيد صالح ولد حننه، خلافا للشورى الملزمة!!!» وأضاف متحدثا عن جانب الإصلاح في رؤية حزب التجمع «كذبت فتنة الربيع هذه الدعوى، فقد كان «تواصل» متحالفا مع النظام الديمقراطي في بلادنا، ويحمل شعار «المعارضة الناصحة»، وتلك سبيل الإصلاح حقا، حتى إذا انطلقت شرارة الفتنة انغمس فيها «تواصل» داعيا إلى الثورة، ورحيل النظام حليفه، وحمل شعار «المعارضة الناطحة» التي لا تقبل حوارا، وإنما تفرض رحيل النظام عبر المظاهرات المليونية، والصدور العارية، وقوافل الشهداء… لم يكن هذا الانقلاب وليد إجراءات اتخذها النظام، أو تغيير في سياسته، أو تحالفه مع «تواصل» وشيخه، وإنما الرغبة في الوثوب على السلطة وركوب الموجة حتى إذا انكسرت انقلب «تواصل» على حلفائه في المعارضة… فهل هذه صفات المتقين». وضمن الردود الكثيرة التي ووجه بها هجوم الدكتور الكنتي على الإسلاميين، كتب الدكتور محمد الأمين ولد سيد المختار مخاطبا الكنتي «حسنا فعلتم، سيادة الدكتور، برجوعكم لموقع «تواصل» والاطلاع على وثائق هذا الحزب ونصوصه، وأعتقد أنكم بحاجة إلى قراءة أكثر وأعمق لهذه الوثائق حتى تكون ملحوظاتكم أو تحاملكم على الأصح، جديرا باهتمام القارئ.» وقال: «هل حديثكم عن حزب «تواصل» أو عن الإخوان؟، القارئ لما كتبتم بقي حائرا تصرحون أنكم اطلعتم على رؤية «تواصل» ولاحظتم عدم ورود إشارة أو ذكر لعلاقة مع الإخوان ومع ذلك كل حديثكم عن الإخوان، وهو انحراف منهجي لا يقبل من أمثالكم وهو يعكس عجزا عن التخلص من التصورات المسبقة والأحكام الجاهزة.» وتابع الدكتور سيد المختار رده قائلا: «تصرحون في البداية، بأن خلافكم مع الإخوان ليس سياسيا ولا ايديولوجيا وغنما بسبب «تأويلهم السياسي للدين أو تدينهم السياسي»، فما تسميه «التأويل السياسي للدين» و«التدين السياسي» لم تبينه للقارئ ولم تحدد موقفك من علاقة السياسي بالديني، والغريب أنك تتهم القوم بالعلمانية وتبدو منزعجا من ربطهم السياسة بالدين وفي الأمر مفارقة، فلم تكن صريحا في هذه النقطة ولا مقنعا، فالجميع يعرفون موقفك من هذه الجهة وخصومتك السياسية لها معلومة بحكم سابقتكم الفكرية (اللجان الثورية) ولاحقتكم الوظيفية المتلازمة مع حمل راية منابذة القوم وتسفيه أفكارهم». وأضاف «للعلم حزب «تواصل» وبشهادة المراقب المستقل هو أكثر الأحزاب تمثيلا لمختلف مكونات الشعب وجهاته وأعراقه وفئاته، عموما تشكرون على محاولتكم هذه المرة الرجوع إلى أدبيات الحزب ووثائقه ونصوصه لكن تحتاجون أكثر إلى القراءة الموضوعية والمتأنية لهذه الوثائق، إن أردتم ملحوظات يُركن إليها، وإلا تكن مناكفات سياسية من خصم سياسي لا تقدم ولا تؤخر». موريتانيا: مساعد أمين عام الحكومة يهاجم الإخوان والردود تنهال تزامنا مع حملة انتساب واسعة للحزب ينظمها الإسلاميون |
المالكي يعتبر الاستفتاء «إعلان حرب» والصدر يدعو لـ«السيطرة على المنافذ الجوية والبرية» Posted: 25 Sep 2017 02:30 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: عدّ النائب الأول لرئيس الجمهورية نوري المالكي استفتاء كردستان بأنه «إعلان حرب» على وحدة الشعب العراقي. وقال، في كلمه له خلال احتفال جماهيري مناهض لاستفتاء إقليم كردستان، أقيم في بغداد أمس الاثنين، إن الاستفتاء «خطوة ستكون لها تبعات خطيرة على مستقبل العراق بشكل عام وكردستان بشكل خاص»، داعيا الحكومة إلى «اتخاذ كافة التدابير اللازمة لإنهاء هذه الممارسات غير القانونية، عبر إيقاف التحاور مع دعاة الاستفتاء وفرض مقاطعة شاملة». وطالب، الدول التي وصفها بأنها معارضة للاستفتاء بـ«مقاطعة إقليم كردستان سياسياً واقتصادياً وأمنياً، وعدم التعامل معه». كما دعا «الشعب العراقي عرباً وكرداً وأقليات إلى إفشال مخطط الانفصال المدعوم من اسرائيل، والوقوف بحزم ضد هذا المشروع الذي مهد له بارزاني عبر دعمه لداعش في إسقاط محافظات الموصل وصلاح الدين». أما زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، فقد دعا الحكومة العراقية إلى السيطرة على المنافذ الجوية والبرية وحماية الحدود، مشددا على أن تكون القوات الأمنية في حالة تأهب، كردة فعل على إجراء الاستفتاء. وقال، في بيان «قد يرى الأخوة الكرد أن تحقيق أمنتيهم بدولة كردية فيها الكثير من فوائد لهم، وعلى الرغم من اننا نحترم كل امنياتهم، الا أن الأماني لا تتحقق ولا تبنى على مصالح الآخرين بل وان الأماني المجردة من الحكمة والحنكة والتعقل قد تجر صاحبها إلى الهلاك». وأضاف، «نعم، أن الاستفتاء هو مجرد خطوة أولى قد تستدعي الانفصال أو لا تستدعي كما يدعي بعض القيادات الكردية، إلا أن مجرد فكرة الاستفتاء وإقامته هو بمثابة لي ذراع للحكومة المركزية بل وللعراق برمته شعباً وحكومة، ولا سيما أنه جاء بقرار تفردي لا يدل إلى على مدى الفجوة الكبيرة التي بين الإقليم والمركز، وأول مساوئه هو تأجيج النفس العرقي الذي لا يقل عن تأجيج النفس الطائفي خطورة». وتابع، «أنا هنا أتكلم بمنطلق الأخوة للجميع، ولا أريد التفريق بين مكون وآخر، بيد أن المكون الكردي ـ وبالأخص بعض قادته ـ قد اخطأوا وتجاوزوا الحدود مما قد تسبب بضرر عليهم انفسهم فضلاً عن العراق ووحدته وأمنه، وهنا لا أستطيع أن أقف مكتوف اليدين ومن دون أن أقوم بما يمليه علي واجبي الشرعي والوطني». ومضى إلى القول: «من منطلق المصلحة العامة وللحفاظ على وحدة العراق وشعبه بكل مكوناته وفسيفساءه الجميل بمن فيهم الأكراد، أدعو إلى اجتماع علمائي حوزوي مهيب للوقوف على توجيه المرجعيات كافة؛ السني منه والشيعي، واستحصال فتاوى ونصائح وقرارات نستضيء بها بخصوص هذا الموضوع». ودعا الصدر إلى «اجتماع شيعي ـ سني سياسي عام وطارئ وسريع، لأن الظرف يستدعي لملمة الشمل وتناسي بعض الأمور فأن الأهم قد يؤجل المهم ولو لبض الوقت»، كما دعا إلى «اجتماع للأكراد المعارضين والأقليات الأخرى للوقوف على معاناتهم ومعرفة آرائهم ولتوحيد صفوفهم، ويا حبذا لو يكون الاجتماع موحداً مع ما جاء في النقطة السابقة». وطالب، «الدول العربية والإسلامية لاجتماع طارئ في العراق أو أي مكان اخر لمؤازرة العراق في محنته ـ لا كما حدث في محنه الأخرى ـ ليعود لحاضنته العربية والإسلامية من جديد وذلك للخروج بقرارات حاسمة»، داعياً إلى «اجتماع مع دول الجوار والمنطقة، ولا سيما أن خطورة الوضع ستكون عامة، من دون التدخل بشؤون العراق الداخلية». وزاد الصدر بالقول، «لا بد من موقف حازم من الأمم المتحدة بهذا الخصوص ولوقف التدخلات الأمريكية الإسرائيلية بهذا الشأن»، وفيما دعا إلى «انعقاد دائم لجلسة البرلمان ولمجلس الوزراء وعدم التهرب من المسؤولية»، أعرب عن استعداده «لتبني كل الاجتماعات بما يخدم الصالح العام». إلى ذلك، طرح نائب رئيس الجمهورية أياد علاوي مبادرة وطنية (من 8 نقاط)، لما وصفه «معالجة الأزمة الحالية». وناشد، خلال مؤتمر صحافي، عقده في العاصمة بغداد، مسعود بارزاني والقيادة الكردستانية بـ»تجميد نتائج الاستفتاء خلال مرحلة انتقالية بناءة يجري فيها حوار وطني مسؤول وبنّاء لمعالجة كل أوجه الخلاف، وبما يضمن ويحافظ على الارث المشترك ويعززه ويكرس كل ما يوطد الاخّوة العربية الكردية، ويؤدي إلى تحقيق العراق الاتحادي الديمقراطي الموحد». وأكد على أهمية أن «تتخلى السلطة، وبعض أطراف العملية السياسية وبشكل خاص قوى التحالف الوطني والكرد، عن الدعوة إلى التصعيد واستخدام لغة الانتقام والوعيد والتلويح بالحل العسكري»، مشيراً إلى إنه «لا مواجهة مسلحة؛ إلا مع الإرهاب، وعلى الحكومة والقوات المسلحة ان تلتزم بالوقوف بحزم ضد أي انتهاك لحرمة كل المواطنين، وان ترفض تدخل أي طرف في النزاع». كما حذر الدول الإقليمية من «التدخل في الشأن الداخلي العراقي بأي وسيلة تصدع وحدة العراقيين»، مطالباً الحكومة بـ»تنبيه الدول المعنية». ورفض «انفراد التحالف الوطني بالحوار مع الأشقاء الكرد والتوجه لتشكيل لجنة وطنية عليا تقوم بهذه المهمة». المالكي يعتبر الاستفتاء «إعلان حرب» والصدر يدعو لـ«السيطرة على المنافذ الجوية والبرية» علاوي يطرح مبادرة من 8 نقاط لمعالجة الأزمة الحالية |
تركيا تهدد بمنع أربيل من تصدير النفط والتدخل عسكرياً لحماية التركمان Posted: 25 Sep 2017 02:29 PM PDT إسطنبول ـ «القدس العربي»: مع فتح صناديق الاقتراع للتصويت في استفتاء استقلال كردستان، أطلق المسؤولون الأتراك تهديدات بفرض عقوبات سياسية واقتصادية على الإقليم، تبدأ بالإغلاق التدريجي للحدود البرية مع الأخير، مروراً بمنعه من تصدير النفط للعالم، وصولاً إلى التدخل العسكري «في حال تعرض تركمان العراق لاعتداء». الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شدد على أن بلاده تتحكم بـ«صنبور نفط شمال العراق»، ملوحاً بإغلاقه ومنع الإقليم من تصدير نفطه إلى العالم. وقال، في خطاب له، أمس الاثنين، في إسطنبول: «فلنرى بعد اليوم لمن سيبيع الإقليم الكردي في العراق النفط؟ الصنبور لدينا، وعندما نغلقه ينتهي الأمر»، مشدداً على أن «الاستفتاء على الانفصال عن العراق، قرارًا غير مشروع وتفوح منه رائحة الانتهازية»، وفي حكم الملغي، دون النظر إلى نتائجه». ولفت إلى أنه «حاليًا يُسمح فقط بالعبور إلى الجانب العراقي في المعابر الحدودية بين البلدين»، مضيفاً: «سنفصح عن تدابير أخرى خلال الأسبوع الجاري». وهدد بالقول: «كما طهرنا مدن جرابلس والراعي والباب من تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، لن نتوانى عن اتخاذ خطوات (مشابهة) في العراق أيضًا إذا لزم الأمر». ومن شأن تطبيق تركيا لتهديدها بوقف تصدير نفط الشمال عبر أراضيها إلى إدخال الإقليم في أزمة اقتصادية غير مسبوقة حيث يصدر شمال العراق نحو 550 ألف برميل من أصل 600 ألف ينتجها في اليوم عبر أنبوب يصب في مرفأ جيهان التركي (جنوب) على البحر المتوسط، وتعتبر مصدر الدخل الأساسي للإقليم. وبحث الرئيس التركي هاتفيا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين تصويت أكراد العراق على الانفصال وأكد «على أهمية وحدة الأراضي العراقية والسورية» وتطرقا إلى مباحثات أستانة والتطورات في سوريا، وذلك قبيل الزيارة المقررة للرئيس الروسي إلى أنقرة يوم الخميس المقبل لبحث التطورات في سوريا والعراق. كذلك، اعتبر رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أن الأزمة في كردستان بلغت ذروتها، مؤكدا أن «بغداد ستكون الجهة التي سنتحاور معها بشأن تداعيات الاستفتاء»، في إشارة إلى وقف الاتصالات السياسية مع إدارة إقليم الشمال التي بقيت لسنوات على تحالف قوي مع أنقرة. وفي مقابلة تلفزيونية، قال: «بالفعل وصلت الأزمة إلى نقطة اللاعودة، وهي بداية مرحلة تطورات جديدة وغير جيدة»، معتبراً أن «عناد إدارة الإقليم وإصرارها على تنظيم الاستفتاء مهدا أرضية لصراع ساخن في المنطقة.. الاستفتاء لا يَعد أملا ومستقبلا للأكراد والعرب والتركمان، بل هو قرار سيجلب مزيدا من الآلام». وعن العقوبات المستقبلية، قال يلدريم: «شُكّل فريق من الوزارات المعنية؛ لدراسة تفاصيل الخطوات التي ستُتخذ فيما يتعلق بالمجال الجوي والمعابر الحدودية، ولن نتأخر في ذلك»، وهدد بالقول: «لن نتغاضى عن أي خطوات تستهدف الوجود التركماني شمالي العراق». وكشف عن أن المناورات العسكرية التركية على الحدود العراقية سيشارك فيها أيضا ضباط وجنود عراقيون خلال المرحلة المقبلة. ولليوم الثامن على التوالي، واصل الجيش التركي مناوراته العسكرية، في قضاء سيلوبي بولاية شرناق الحدودية مع العراق، وأوضحت مصادر تركية، أمس الاثنين، أن المناورات تجرى على مسافة تبعد 3 كيلو مترات عن معبر خابور الحدودي مع العراق. وفي هذا الإطار، أطلق وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو تهديدات عسكرية عندما قال إن «أنقرة ستقوم بعملية عسكرية على الفور، حال تعرض أشقائنا التركمان (في العراق) لاعتداء فعلي»، مضيفاً: «هذا مرتبط بالتطورات على الأرض، إن تعرض أشقاؤنا التركمان لاعتداء فعلي، فإن عملية عسكرية ستحدث على الفور من قبل تركيا». وقال الوزير التركي: «للإقليم الكردي حقوق ينص عليها الدستور العراقي، وهم لا يستمعون الآن لهذا الدستور، ذهبوا من طرف واحد للاستفتاء من أجل الانفصال. ماذا يعني هذا، يعني «أنني تخليت عن حقوقي في هذا الدستور، وسأخط طريقي لوحدي» وإن قرروا الذهاب لوحدهم في هذا الطريق فحتما سيدفعون ثمن ذلك في الفترة المقبلة، وسيكونون وجها لوجه مع ذلك». وأضاف أن الجهة الأساسية التي ستتحاور معها بلاده، بدءا من اليوم هي الحكومة المركزية في بغداد، حول مسائل المعابر الحدودية والنفط وغيرها من القضايا، وتابع: «بعد عدم الإصغاء للتحذيرات التركية، لن يكون أي شيء كما مضى». تركيا تهدد بمنع أربيل من تصدير النفط والتدخل عسكرياً لحماية التركمان أردوغان: الاستفتاء غير مشروع وفي حكم الملغي دون النظر إلى نتائجه إسماعيل جمال |
حكومة التوافق تلتئم الأسبوع المقبل في غزة وملفات صعبة تنتظر مهمة تسلم الوزارات Posted: 25 Sep 2017 02:28 PM PDT غزة ـ «القدس العربي»: قررت الحكومة الفلسطينية أن تقعد اجتماعها الأسبوعي الثلاثاء المقبل في مدينة غزة، بعد أن أعلنت رسميا وصولها إلى القطاع قبل هذا الموعد بيوم واحد، ضمن عملية تسلم مهام إشرافها على القطاع، لتبدأ في حل ملفات أساسية وصعبة أبرزها «الموظفون والأمن»، في الوقت الذي نفت فيه وزارة المالية في رام الله، أن يكون الوزير شكري بشارة قد أدلى بتصريحات صحافية بخصوص رواتب الموظفين في القطاع، بعد أن أثارت تلك التصريحات التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام سخط حركة حماس. وأجلت حكومة التوافق الفلسطينية وصولها إلى قطاع غزة لاستلام مهامها وفق تفاهمات القاهرة الأخيرة، إلى الأسبوع المقبل، بدلا من الأسبوع الحالي. ورسميا أعلن حسين الشيخ عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ورئيس هيئة الشؤون المدنية، أنه بتعليمات من الرئيس محمود عباس، ستتوجه الحكومة بكافة هيئاتها ووزاراتها، يوم الاثنين المقبل إلى قطاع غزة. وأضاف الشيخ الذي كان أحد أعضاء وفد حركة فتح، الذي عقد المباحثات الأخيرة مع المسؤولين المصريين، وأفضت بنهايتها إلى موافقة حماس على حل اللجنة الإدارية التي كانت تدير الوزارات في القطاع، ان الحكومة ستبدأ فورا بتطبيق ما تم الاتفاق عليه في القاهرة من تمكين لحكومة الوفاق الوطني من ممارسة مهامها وفقا للنظام والقانون. وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود، إن رئيس الوزراء رامي الحمد الله، وبالتشاور مع الرئيس محمود عباس، أصدر قراره بأن تعقد الحكومة اجتماعها الأسبوعي في قطاع غزة، منتصف الأسبوع المقبل. وأوضح أن الحمد الله، وأعضاء الحكومة سيصلون إلى قطاع غزة الإثنين المقبل، للبدء بتسلم مسؤوليات الحكومة بعد إعلان حركة حماس موافقتها على حل اللجنة الإدارية، وتمكين الحكومة من تحمل مسؤولياتها كاملة في المحافظات الجنوبية». وأكد أن الحكومة «تعمل ما في وسعها وتبذل كافة الجهود، من أجل تحقيق إرادة شعبنا البطل، والإيفاء بالالتزامات الوطنية، وفي مقدمتها إنهاء الانقسام، واستعادة الوحدة الوطنية، من أجل ضمان مواجهة الظروف الخطيرة التي يمر بها شعبنا، وقضيتنا الوطنية». وستعقد الحكومة التي ستمكث وفق الترتيبات المبدئية في القطاع لمدة 48 ساعة، في مقر مجلس الوزراء غرب المدينة، وهو مكان إقامة الرئيس محمود عباس السابق، على غرار عقدها اجتماعا مماثلا قبل ثلاث سنوات. ورحبت حركة حماس بقرار قدوم حكومة التوافق إلى غزة، ودعتها على لسان المتحدث باسمها عبد اللطيف القانوع، في الوقت ذاته إلى التراجع عن «الإجراءات العقابية» بالتزامن مع الزيارة. ومن المقرر أن يكون هناك وفد مصري في القطاع، بالتزامن مع وصول حكومة التوافق، للإشراف على عملية تسلم الحكومة مهامها في إدارة القطاع، كبديل عن اللجنة الإدارية التي حلتها حركة حماس في وقت سابق. وفي هذا السياق أكد مسؤول حكومي لـ «القدس العربي»، أن هناك ترتيبات فعلية بدأت لوصول وفد الحكومة إلى القطاع، حيث أبلغت حركة حماس بذلك. وستكون المهمة الأولى للحكومة فور وصولها، تسلم الوزراء ورؤساء الهيئات الحكومية مهام الإشراف على كامل الهيئات الحكومية، التي تدار من قبل مسؤولين وموظفين عينتهم حركة حماس بعد سيطرتها على قطاع غزة، وتطالب بأن يكونوا ضمن التركيبة الرسمية للوزارات في المرحلة المقبلة، لكن من دون أن يعرف إن كانت الحكومة تنوي ضمن المرحلة الأولى الإشراف على وزارة الداخلية أم تتركها كما هي على غرار المرة السابقة التي وصلت فيها للقطاع، بهدف تسلم مهامها قبل ثلاث سنوات. وستنطلق عقب مهمة تسلم الحكومة إدارة وزارات غزة، اللقاءات الثنائية بين فتح وحماس برعاية مصرية، وهي خطوة ستسبق برفع «الإجراءات الحاسمة» التي اتخذتها السلطة قبل أشهر تجاه غزة، للضغط على حماس. وقال المسؤول الحكومي أن الخطوة الثانية بعد تسلم الحكومة مهامها في الإشراف على وزارات غزة، ستكون من خلال تشكيل لجنة إدارية وقانونية، تبحث عملية دمج موظفي السلطة الذين كانوا على رأس عملهم قبل سيطرة حماس، مع الموظفين الحاليين، حيث ستبدأ عملية إعادة الموظفين السابقين إلى مهامهم الحكومية. وستكون أمام الحكومة مهام صعبة أخرى تتمثل في عملية استيعاب موظفي حماس في غزة، والإشراف الكامل على المواد المالية والضرائب في القطاع، إضافة إلى ملف الأمن، الذي لم تعرف بعد طريقة حله، في ظل إعلان المسؤولين من كلا الطرفين عن وجود نية حقيقية وإرادة لحل مجمل الخلافات القائمة. وفي هذا السياق قال المتحدث باسم وزارة المالية والتخطيط عبد الرحمن بياتنة، إن ما ورد في عدد من وسائل الإعلام فيما يخص رواتب الموظفين في المحافظات الجنوبية (قطاع غزة)، عارٍ عن الصحة، مؤكدا أن الوزير شكري بشارة لم يدلِ بأي تصريح بهذا الشأن. وقال في تصريح صحافي إن الوزارة تعتبر أن القرارات الخاصة بالمحافظات الجنوبية بما فيها موضوع الرواتب، هي «قرارات وطنية واستراتيجية بامتياز»، وإنه عليها أن تنفذها «أصولاً عند اتخاذها». وجاء ذلك بعدما نسب لبشارة القول إن السلطة الفلسطينية والحكومة تعانيان من أزمة مالية خانقة، وان الحكومة تعاني من «تضخم وظيفي كبير» ومن الصعب حالياً إدراج 40 او 50 ألف موظف جديد ضمن سلم رواتب الموظفين. ودفع ذلك الدكتور موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، للرد على ذلك من خلال تدوينة على صفحته على موقع «تويتر» قال فيها «الدكتور رامي حمد الله لفد أفشلك من قرر لك عدم استيعاب موظفي غزة، واليوم قبل قدومك لغزة تصريحات مشابهة بذرائع لا قيمة لها، فلا تستمع لها فالوحدة أولوية». ونصت تفاهمات القاهرة الأخيرة التي جرى التوصل إليها بين فتح وحماس بإشراف ورعاية مصرية، على قيام حماس بحل اللجنة الإدارية، على أن تتولي حكومة التوافق المسؤولية عن إدارة القطاع، في خطوة تسبق رفع «الإجراءات الحاسمة» التي اتخذتها السلطة الفلسطينية تجاه غزة، ولبدء عقد لقاءات ثنائية برعاية مصرية بين الحركتين، من أجل الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية والاتفاق كذلك على موعد لإجراء الانتخابات العامة. وكانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ثمنت جهود القيادة المصرية لطي صفحة الانقسام ودعت الحكومة إلى المباشرة فورا بتحمل مسؤولياتها كاملة في قطاع غزة وفق القانون ومن دون عراقيل. حكومة التوافق تلتئم الأسبوع المقبل في غزة وملفات صعبة تنتظر مهمة تسلم الوزارات أشرف الهور: |
ميلادينوف يعلن جاهزية الأمم المتحدة لمساعدة حكومة التوافق ويحذر من أي «انفجار مقبل» Posted: 25 Sep 2017 02:28 PM PDT غزة ـ «القدس العربي»: أعلن نيكولا ميلادينوف، المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية التسوية في الشرق الأوسط، جاهزية منظمته الدولية لمساعدة حكومة التوافق الوطني في القيام بمهامها في قطاع غزة، وطالب الحكومة في الوقت ذاته بالتعامل مع «الملفات الصعبة». وقال ميلادينوف في مؤتمر صحافي، عقده في ختام اجتماع عقده مع ممثلي الفصائل الفلسطينية في مدينة غزة التي زارها لمدة ساعات، إنه ناقش مع الرئيس محمود عباس خلال وجوده في نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل أيام، خطة يكون فيها وفد أممي للإشراف على تمكين حكومة التوافق من العمل في قطاع غزة.وأشار ميلادينوف أن هذا الفريق سيخبر المجتمع الدولي بكل التطورات. وعبر عن أمله بإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني، الذي أكد المسؤول الدولي أنه أضر القضية الفلسطينية، ورحب مجددا بقرار حل حركة حماس اللجنة الإدارية التي كانت قائمة في قطاع غزة، وتشرف على الوزارات والمؤسسات الحكومية. وأثنى كذلك على الدور الذي قامت به مصر من أجل الوصول إلى التفاهمات الجديدة التي جرى التوصل إليها بين الطرفين، وقال إن هذه التفاهمات ما كان لها ان تتم «لولا الدور المصري المهم». وأكد أن عودة الحكومة لاستلام مهامها في غزة «خطوة مهمة» لرفع الحصار عن القطاع، مشددا على ضرورة استفادة الفلسطينيين من تفاهمات القاهرة، وعدم تضييع الفرضة الحالية لإنهاء الانقسام بعد عشر سنوات. وأوضح المسؤول الدولي أن حكومة التوافق التي ستصل قريبا إلى غزة، يجب أن تتعامل مع كثير من «الملفات الصعبة»، مشيرا إلى أن هذه الملفات «لا يمكن أن تحل بفترة قصيرة، وأنها تحتاج إلى وقت». وأشار إلى أن هذه الملفات لها علاقة بالموظفين والاحتياجات الآنية. وهناك عشرات آلاف الموظفين الذين عينتهم حركة حماس في غزة بعد سيطرتها على القطاع، وينتظر أن يتم حل ملفهم ودمجهم في السلك الحكومي بعد تسلم الحكومة مهامها. وأكد المبعوث الدولي أنهم جاهزون للتعاون لبناء البنية التحتية للكهرباء في قطاع غزة، منوها إلى أن عودة الحكومة ستكون خطوة مهمة لرفع الحصار. ورغم التفاؤل الذي بدا على خطاب المبعوث الدولي هذه المرة تجاه تحسن الأوضاع في غزة، بسبب التفاهمات الأخيرة بين فتح وحماس، إلا أنه أنذر من أي انفجار قد يحدث في القطاع، وقال إنه «سيكون مدمراً»، مشيرا إلى ان المجتمع الدولي يدرك ذلك، مضيفا «إذا عادت الحكومة لغزة، فسيتم إعادة تنشيط الاقتصاد، وإنهاء الحصار، وتمكين الناس من الدخول والخروج» ودعا ملادينوف كل الفصائل الفلسطينية؛ من أجل تسهيل مهمة الحكومة في غزة، وعدم وضع عقبات في طريقها، مؤكدا الحاجة إلى جهد الفلسطينيين والمنطقة والمجتمع الدولي لضمان النجاح. وكشف ميلادينوف الذي التقى بممثلي الفصائل، أنه لم يجد أيا منهم قد عارض «تفاهمات القاهرة» التي جرى التوصل إليها مؤخرا بين فتح وحماس. وفي سياق قريب أعلنت حركة حماس أن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، أجرى سلسلة اتصالات مع عدد من قادة الفصائل الفلسطينية ووضعهم في صورة نتائج الزيارة الأخيرة للقاهرة. وهاتف هنية الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان شلح ونائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو أحمد فؤاد ونائب الأمين العام للجبهة الشعبية القيادة العامة طلال ناجي. واستعرض هنية خلال الاتصال نتائج الحوارات مع المسؤولين المصريين سواء على صعيد العلاقة الثنائية مع مصر الشقيقة والمصالحة الفلسطينية وملف واقع قطاع غزة والأزمات التي يعاني منها وسبل حلها، وكذلك الملف السياسي والمرحلة الدقيقة التي تمر بها القضية الفلسطينية. ووضع هنية خلال الاتصال القادة الثلاثة في صورة الخطوات التي من المفترض أن تتم على المستوى الثنائي مع حركة فتح وكذلك على المستوى العام، بعد إعلان حركة حماس عن خطواتها وخاصة حل اللجنة الإدارية، مضيفاً أنه من المفترض أن يتبع الخطوات الثنائية لقاء بين قيادتي حركتي حماس وفتح تتبعه دعوة القوى والفصائل الفلسطينية للتباحث في تشكيل حكومة وحدة وطنية وبحث آليات تنفيذ اتفاق القاهرة وملحقاتها.وأثنى هنية على الدور المصري، مبيناً أن هذه الجهود ترخي بظلالها إيجابا لما لمصر من موقع في القضية الفلسطينية في السياسة والاستراتيجية وفي التاريخ أو الموقع الجغرافي. كما استعرض هنية ما يجري الإعداد له من مشاريع تصفوية للقضية الفلسطينية، خاصة في أروقة الإدارة الأمريكية والإجراءات الخطيرة في الضفة من استيطان وتهويد، مؤكداً أن ذلك يتطلب موقفا فلسطينيا موحدا والانطلاق من قناعة أن الشعب الفلسطيني لا يمكنه التحرر من دون وحدة وطنية وشراكة حقيقية. وذكر التصريح الصادر عن حماس أن القادة الثلاثة عبروا عن ارتياحهم من موقف حماس والإعلان الذي قامت به باعتباره نابعا عن «مسؤولية وطنية في ظل مرحلة خطيرة»، كما أبدوا الاستعداد للمشاركة في الحوارات الجمعية حال وجهت الدعوة لهم بذلك. ميلادينوف يعلن جاهزية الأمم المتحدة لمساعدة حكومة التوافق ويحذر من أي «انفجار مقبل» هنية هاتف قادة ثلاثة فصائل ووضعهم في صورة نتائج مباحثات القاهرة والمصالحة |
الحمد الله للمجتمع الدولي: لن نقبل بأنصاف الحلول ولا بحلول أمنية أو اقتصادية مجزأة Posted: 25 Sep 2017 02:27 PM PDT رام الله ـ «القدس العربي»: قال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله: «نعمل جاهدين على تذليل أكبر العقبات الداخلية التي واجهت مشروعنا الوطني وعملنا المؤسسي، وهو الانقسام الكارثي، وإذ تقتضي المسؤولية الوطنية تدخلنا المباشر وممارسة كافة الصلاحيات وتسخير الإمكانيات، لنجدة أبناء قطاع غزة والتخفيف من معاناتهم، سأتوجه الإثنين المقبل إلى غزة للوقوف عند كافة الظروف التي ستعمل حكومتي في ظلها لمعالجة تداعيات الحصار والانقسام والعدوان الإسرائيلي المتكرر. وإننا نناشد الدول الصديقة والشقيقة والجهات المانحة تعزيز مساعداتهم لقطاع غزة واتخاذ موقف موحد يلزم إسرائيل برفع حصارها الظالم عنها». جاء ذلك خلال كلمته في اجتماع مجموعة العمل الأمني على المستوى الاستراتيجي، في هيئة التدريب العسكري في أريحا، بحضور المنسق الأمني الأمريكي الفريق فرديرك روديشايم والقنصل البريطاني العام فيليب هول وعدد من ممثلي الدول الصديقة والشقيقة والمنظمات الدولية، وعدد من قادة وضباط المؤسسة الأمنية ومدراء الهيئات والإدارات الأمنية. وأضاف الحمد الله: «لقد كان التركيز الأول لعمل هذه الحكومة، هو تحقيق أمن واستقرار الوطن، ومنع عودة الفلتان والفوضى ومنع التجاوزات وكافة أشكال التعدي على القانون. ونواصل عملنا الأمني في محافظات الوطن لملاحقة الخارجين عن القانون ومحاربة الجريمة والعنف. ولإعطاء المؤسسة الأمنية المزيد من الكفاءة والتجديد والقوة، بادرنا، في إطار الإدارة الفاعلة للموارد، إلى تطبيق قانون التقاعد المبكر على حوالي ستة آلاف عسكري في الضفة الغربية وغزة، لإعادة تنظيم وهيكلة قوى الأمن وزيادة عدد الجنود. وسنمضي معكم جميعا، ضباط وجنود ومنتسبي الأجهزة الأمنية، ومع شركائنا الدوليين، للبناء على هذه الخطوات». وأوضح أن العمل المؤسسي الفلسطيني والعمل التنموي برمته حوصر بالكثير من القيود والمعيقات، فالمستوطنات تنمو وتتوسع وتنتشر في الضفة الغربية وتحكم إسرائيل حصارها على قطاع غزة وتفرض مخططات التهجير والاقتلاع في القدس والخليل وسائر المناطق المسماة (ج)، تعيق فيها جهود التنمية والبناء وتضيق الخناق على سكانها، حيث هدمت قواتها منذ بداية هذا العام نحو 344 منزلا ومنشأة، منها 94 منشأة ممولة دوليا، وتستمر في مصادرة الأرض والموارد وفي توغلاتها واجتياحاتها العسكرية، في محاولة لتقويض البيئة الاقتصادية والأمنية الداعمة للاستقرار والتطور، بل وحل الدولتين أيضا. وما زاد كل هذه التحديات هو تراجع المساعدات الخارجية إلى حوالى 70%». وأكد أن «المربع الأول الذي ننطلق به نحو تعزيز صمود المواطن وتحقيق التنمية وإعطاء الجهود الدبلوماسية الزخم والقوة، هو بتطويع التطور الكبير الحاصل في المؤسسة الأمنية والبناء عليه وتمكينها من تسلم المهام الأمنية كاملة في المناطق المسماة ج». واختتم الحمد الله كلمته: «اسمحوا لي أن أطالب من خلالكم، دول العالم وقواه المؤثرة، بالعمل الجاد والمسؤول لإنقاذ حل الدولتين والدفع باتجاه عملية سياسية جادة تنهي الاحتلال الإسرائيلي وفق جدول زمني محدد. فنحن لن نقبل بأنصاف الحلول، ولا بحلول أمنية أو اقتصادية مجزأة، إنما بحل سياسي متوازن يمكن شعبنا من العيش بحرية وكرامة على أرض دولته المستقلة كاملة السيادة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية». في غضون ذلك اعتبرت وزارة الإعلام أن يوم التضامن مع الصحافي الفلسطيني، الذي يصادف في السادس والعشرين من أيلول، محطة هامة لمقاضاة كيان الاحتلال على جرائمه وعدوانه المتواصل ضد حراس الحقيقة ومؤسساتنا الإعلامية، ومناسبة لتجديد تكريم الإعلاميين الذين يؤدون دورهم الإنساني والمهني والوطني في عين النار، ووسط إرهاب دولة متواصل منذ عام 1967. ورأت في اليوم الذي انطلق عقب استشهاد وجرح مجموعة من صحافيين فلسطينيين في هبة النفق عام 1996، انعطافة هامة ينبغي التوقف فيها مطولاً عند رسل الكلمة وفرسان الصورة الذين يتعرضون للقتل والاعتقالات والمنع من السفر والملاحقة الإسرائيلية لثنيهم عن نقل نداء الحرية لشعبنا. واستذكرت شهداء الحرية من الصحافيين، الكواكب الشاهدة والشهيدة على جرائم إسرائيل وناشدت الاتحاد الدولي للصحافيين وسائر الأطر الساهرة على حرية الإعلام مقاضاة إسرائيل على جرائمها بحق الإعلاميين الفلسطينيين، والتدخل لإطلاق سراح الأسرى من زنازين الاحتلال. وأكدت أن استشهاد ما يزيد عن 30 من حراس الحقيقة خلال 13 سنة، وتسجيل 1557 انتهاكاً خلال عام 2016 في ظل احتجاز أكثر من 24 صحافيًا حتى الآن، واستمرار الاعتداءات، يثبت مدى استهداف إسرائيل للإعلاميين والتعرض للمؤسسات بالإغلاق والقرصنة، ما يستدعي توفير حماية فورية لمنابرنا في سائر محافظات الوطن، وبخاصة في القدس والخليل. وكررت الوزارة دعوة مجلس الأمن الدولي إلى تفعيل قراره 2222 الخاص بحماية الصحافيين، وإعلان آليات مُلزمة لتنفيذه، ومحاسبة المتورطين في العدوان المستمر ليل نهار على إعلاميينا. الحمد الله للمجتمع الدولي: لن نقبل بأنصاف الحلول ولا بحلول أمنية أو اقتصادية مجزأة |
قراقع لـ«القدس العربي»: لا نرضح للتحريض الإسرائيلي ونرفض إظهار الأسرى «إرهابيين» Posted: 25 Sep 2017 02:27 PM PDT رام الله ـ «القدس العربي»: تعمل بعض العائلات اليهودية المتطرفة على تأسيس جمعية «لمحاربة عجز إسرائيل عن محاربة المخربين الفلسطينيين وعائلاتهم» على حد وصفها. وتقول دبورا غونين، التي قتل ابنها داني في عملية إطلاق نار وقعت في بنيامين انه «منذ قتل داني قبل عامين وأربعة أشهر، غابت شمس حياتي. أنا اكرس حياتي لكي لا يحدث ذلك لأشخاص آخرين في دولة الاحتلال». وتأسس ما يسمى «منتدى العائلات الثكلى» في إسرائيل منذ قرابة عامين، ويضم الكثير من العائلات التي طالتها العمليات الفدائية منذ الهبة الشعبية الأخيرة في تشرين أول/ أكتوبر عام 2015. وقبل عدة أسابيع عقد المنتدى عدة لقاءات مع شخصيات سياسية وجماهيرية، من بينها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو. ولما توصلت العائلات الى عدم القيام بمعالجة قضية المعتقلين الفلسطينيين وأبناء عائلاتهم، قررت القيام بعمل. تقول غونين: «في أعقاب الحادث الخاص بي اكتشفت وللأسف عالم المعتقلين في اسرائيل. هذا عبث. فقدنا الردع تماما. الحكومة تعرف ما الذي يجب عمله. يتوجهون الى العائلات الثكلى ويعدون، لكنهم في الواقع لا يفعلون شيئا ولذلك قررنا وضع حد لهذا الأمر». وستعمل الجمعية على تشديد ظروف اعتقال الفلسطينيين في إسرائيل وفرض عقوبات قاسية على عائلاتهم، كالطرد والحرمان من الوسائل الاقتصادية وهدم البيوت. وتشارك رينا اريئيل والدة الطفلة هليل يافا هرئيل التي قتلت في غرفتها في كريات اربع، بدور فاعل في تأسيس الجمعية، وتقول ان الحوار يجب ان يتغير» نحن كمجتمع وحكومة لا نفعل ما يكفي. يجب زيادة الردع، سحب المواطنة من عائلات منفذي العمليات وهدم عدد أكبر من البيوت. وفي المقابل يجب الفهم أنه من غير المعقول خروج المنفذ حيا من ساحة «الارهاب». يحظر علينا الرأفة بالقساة. ابن السابعة عشرة الذي قتل ابنتي تم تحريضه من البيئة المحيطة به، ويجب معاقبة هذه البيئة ايضا». وقالت هداس مزراحي، التي أصيبت خلال عملية على الطريق الى كريات اربع وفقدت زوجها باروخ مزراحي انه «حان الوقت لفرض عقوبة الإعدام على منفذي العمليات. طالبت بهدم بيت عائلة المنفذ وطردها فورا، ولا شك لدي ان تأسيس الجمعية سيساعد على ذلك. لا يمكن لمحرري صفقة شليط التجوال بحرية وقتل اعزائنا. حان الوقت لتفعيل قبضة حديدية ضد الارهاب». وترافق هذه العائلات حركة «ام ترتسو» الناشطة في تأسيس الجمعية. وقال رئيس الحركة متان بيلغ ان «منفذي العمليات يحظون في السجون بحقوق وامتيازات لا يحلم بها أي اسير جنائي. هذه ظاهرة يمنع تقبلها. هدف الجمعية هو وقف الاحتفال في السجون». ورد عيسى قراقع رئيس هيئة الأسرى والمحررين الفلسطينيين أن هذه الجمعية والتحريض ضد الأسرى ليس بالأمر الجديد، فمنذ فترة وقضية الأسرى تتعرض بتحريض غير مسبوق، حتى أن اليمين المتطرف يقود مشروعًا لسن قانون لإعدام الأسرى الفلسطينيين. وأكد أن الهدف من وراء هذا التحريض هو إظهار الأسرى الفلسطينيين أنهم جميعًا «مجرمون وإرهابيون» وحتى أن التحريض طال مخصصات الأسرى الاجتماعية، لكن الحقيقة أن الإرهاب هو من يقود هذا الارهاب ودولة الاحتلال وقوانينها العنصرية هي دولة إرهاب وليس الأسرى والمعتقلون الفلسطينيون. وأكد أن «لا أحد من الفلسطينيين يمكنه الرضوخ لهذا التحريض في هذه القضية الحساسة، والعناية بالمعتقلين مستمرة ونرفض اتهام المعتقلين بالإرهاب أو بالإجرام. إسرائيل هي التي تنتج الإرهاب وتدافع عن الإرهاب اليهودي». قراقع لـ«القدس العربي»: لا نرضح للتحريض الإسرائيلي ونرفض إظهار الأسرى «إرهابيين» فادي أبو سعدى: |
العلاميّ والوعي الذاتيّ بالجمال Posted: 25 Sep 2017 02:27 PM PDT توجد أطروحة فلسفية تقف على طرف نقيض لطرف أطروحة جمالية رائجة. الرائجة تقول إنّ الجمال وعْيٌ بما لدى الآخر من جميل وأنّ الجماليّ أو«الاستاطيقي» في الفنّ هو سعي إلى الكشف عنه، ولذلك يُقرأ الغزل بما هو غرضٌ في ضوء هذه الوجهة من النظر، ويٌقرأ النّحت والرّسم وتقرأ السينما من هذا المنظار، فتسعى عين القارئ سعي عين الناظر تفتّش بقلب مبصر- ما استطاع القلب أن يبصر- عن آيات الجمال ومؤسِّساته وأساليبه وبراهينه. غير أنّ كثيرا من السّعي يُصبح أشتاتا حين يضحي الأمر تجريدا لقوانين الجمال، وعندئذ تحدث القطيعة بين العين الشّافّة والقلب المُرهَف من ناحية والعقل المغرق في التجريد والتقعيد من أخرى. الأطروحة الفلسفيّة النّقيضة، التي سنبسّطها ههنا تبسيطا قد يَذهب بكثير من تفاصيلها المفيدة تقول إنّ الجمال الذي لدى الآخر (المرأة الجميلة في عين الشّاعر المتغزّل والتمثال المرمريّ لامرأة عارية عند نحّات) ليس إلاّ صورة من جمال الذات. بعبارة أخرى تقول إنّ الاعتراف بجمال الآخر ليس إلاّ مرحلة من الوعي بجمال الذات، وبالتالي فإنّ رسمه هو رسم للذات، والتعبير عنه هو تعبير عن الذات والوعي به إنّما هو وعي بالذات. هذه الأطروحة هي التي تعرف لدى الفيلسوف الألماني هيغل بالاعتراف. يرى الفيلسوف هيغل أنّ وعينا بذواتنا يتطلب منّا أن نكون في أعين أنفسنا بسطاء عادلين مع ذواتنا، فنقصي من تلكم الذوات كلّ ما هو غيري منتم إلى الآخر، فالأنا هو وعي خالص بالذات والآخر أيضا هو وعي خالص بذات أخرى. ولكن لا تبرز ذات ولا ينقشع ضباب عن صورتها إلا بوقوفها إزاء ذات أخرى، فالوعي بالذات هو حركة تجريد لمزايا الذات لا يتمّ إلاّ بتجريد وعي بالذوات الأخرى :هو أن تنظر إلى نفسك على أنّها تجريد محْضٌ للوعي بالذات يتطلب أيضا أن تظهر نفسك لنفسك لا على أنّها أناكَ الخالصة بل على أنّها كذلك نفْيٌ محض لغيرك أو للأخر. وبديهي أنّ النفي والتمايز لا يتمّ إلاّ بالاعتراف بصفات الآخر ليتمّ الاعتراف بصفات الذات، لكنّ الاعتراف بصفات الآخر ينبغي أن يكون مرحلة وقتية أو حلقة وسيطة على المرء أن ينفيها بعد أن يستهلكها عبر ما يسّمّى بالمُقاومة: مقاومة الوعي بالذات الأخرى التي تبلبل الوعي بذواتنا. فالوعي بالذات تحكمه الرغبة والمقاومة في آن وهما حركتان متدافعتان تدافُعَ كلِّ قوّتين متضادّتين متجاذبتين لتحقيق توازن فيزيائيّ ما. بهذا المعنى فإنّ الجماليّ في الفنون والآداب – أيّ إدراك الجميل والحسن في هذه الوسائط التي تستعمل العلامات على اختلاف ألوانها – هو مرحلة وسيطة بين وعيَيْن للذات رغبة في إدراك الجميل الغيري من أجل استكمال الوعي بالذات، الوعي الذي يبدأ بتشكيل الآخر ومقاومته في آن، حتّى لا يستبدّ بالذات. هذا الكلام يقتضي أن نجد في كل العلامات التي عبّرت عن الجماليّ دلالتيْن: دلالة على الرغبة (هي التي يُطيل فيها النقد ضمن ما يعرف بالنقد الجماليّ) وأخرى على المقاومة أو الصّراع وهذا ما لا يبحث فيه باحث رغم تعدّد علاماته. لنأخذ مثالا بسيطا ومعروفا هو رسم الموناليزا الشهيرة أو الجوكوندا للفنّان دافنشي الذي لم يعد مجرّد لوحة، بل أحاطته هالة من الأساطير الفنية، وصار ذلك الوجه أشهر الوجوه الزيتية المرسومة، ولكن لم يقل الناس إنّه أجمل وجه مرسوم في العالم. ليس الجمال البشريّ شيئا مطلوبا في هذه اللوحة، بل ليس شيئا ذا موضوع أصلا، فالألوان التي شكّلت اللوحة داكنة لا تصنع الانشراح، وكان أكثر الألوان إشراقا لون البشرة واليدين أي لون المكشوف من الجسد الذي لا يثير. اللون علامة مزدوجة توحي بالرغبة والمقاومة، الرغبة في فتح الباب على المثير الممكن، ولكنّ مفاتيح مقاومته تسرع إلى غلقه سريعا: الثياب علامة مزدوجة أخرى غيابها مفتاح للرغبة في إبراز الجميل، وحضورها علامة على مقاومة ذلك الجميل وفي الطبيعة وألوانها علامات تقرأ على الطرفين النقيضين: في الأفق نورٌ يصارع ظلمة كثيرة. لم تكن اللوحة بورتريه للسيدة فلورانتين ليزا غيرانديني التاريخية بل كانت بورتريه لدافنشي نفسه، نحن لا نعني أنّ صورته انعكست على صورة وجه جميلته المرسومة، بل نعني أنّ الفنّان يرسم وعيه بذاته وهو يرسم وعيه بالآخر، وأنّ الجميل والقبيح، الحزين والسّعيد، الهادئ والثائر، لا يُقرأ في وجه صاحب البورتريه، بل في أنانيّة الذات التي ترسمه. إنّها تريد وهي ترسمه أن تعيَ بنفسها لتنفيَ ذلك الآخر الذي ترسمه. ملامح المرأة التي رسمها في الشّعر الغزليّ العربيّ رجالٌ بعيون شبقيّة، أكثر مما رسموها بعيون عاشقة، لا يمكن أن تخفي بما هي مشاهد هذا التردّد بين الاعتراف بجمالية الآخر المؤنّث وقتله في النهاية كي تعيش الذات بسلام سعيدة بوعيها بنفسها. وليس أدلّ على ذلك من الاستعارات المعشّشة في جيوب الشعر القديم وأهمّها استعارة العشق ـ قتل كقول عنترة بن شدّاد: «رمت الفؤاد مليحة عذراء ـ بسِهَام لحْظٍ ما لَهُنَّ دواءُ». في هذا القول قتل يقرأ عادة في القراءات الجمالية، على أنّه قتل استعاريّ مليح تتمناه النفوس العاشقة، وعادة ما تنتهي القراءة بالترحم على العاشق المقتول نفسه. لكن يمكن أن يُقرأ على أنّه إيجاب لحقوق القتل: الذات تريد قتل آخر يريد قتلها ولا يهمّ إن كان ذلك عن حبّ. ينبغي أن لا نقرأ الصورتين التقليديّتين (النحيل العاشق، القاتلة المعشوقة) بانفصال: لا يعيش النحيل من جمال قاتله بل يعيش باستهلاكه، مثلما أنّ العاشقة الدموية لا تعيش إلاّ من سفك دماء سبيّها، إن الغزل، هو في بعد من أبعاده استهلاك للجميل قبل أن يفني ذات العاشق النحيلة، هو استهلاكُ من يريد أن يحيا بوعيه الجميل بذاته وقد أربكه جمال آخر قنّاص يريد أن يفتك به. وبالعودة إلى البيت السابق نجد العلامات على طرفي نقيض: علامات للوعي بالذات وهي قليلة قلة من كان وحيدا مهدّدا (الفؤاد) وعلامات عن آخر ظاهره ملائكي (مليحة) ولكنّ أدواتها حربية (سهام ما لهن دواء) وجماله دموي هي عذراء :فيض من الدم مكتوم ينتظر أن يسيل هدّارا. الآخر دمويّ الأداة والشرف، أمّا الذات فالوعي بها يجعلها في صورة قلب متعطش للحياة مطارد بالموت. إذا كان لا بد من لحظة وعي بالذات دموية فينبغي أن تكون الذات فيها فؤادا (في اللسان: القلب سمّي ذلك لتوقّده) حيا ولا بدّ أن يكون الآخر المفارق عدوّا «استهلاك» دمه (البكارة) مباح لأنّه يهدّد وسيبيد ويبدّد. هكذا ومثلما يقول هيغل فإنّ المقاومة التي تأتي من الاعتراف بالذات عن طريق الاعتراف بالآخر تكون بالموت والحياة. لا بدّ من وعي ما أن يموت ليحيا وعيٌ آخر، الحياة والتحرر أساسيّان، ولا بدّ من أن يموت طرف من الطرفين المقاومين: في هذه الحالة لا يموت العاشق وإن ظهر على ركح الأحداث مقتولا، إنّما هو يتظاهر بالموت ليقنص بموته وعيا مفارقا. أستاذ اللسانيات بالجامعة التونسية العلاميّ والوعي الذاتيّ بالجمال توفيق قريرة |
بلا دهشة ! Posted: 25 Sep 2017 02:26 PM PDT لم يدهشني قول أحد أساتذة الأزهر أن نكاح الزوج لزوجته الميتة شرعي وأمر حلال. فهو لم يكن الأول ولن يكون الأخير. ورغم أن الأزهر أحاله للتحقيق فالباب مفتوح لغيره. الأمر نفسه في ما قالته أستاذة الأزهر سعاد صالح، وهي تستنكر ذلك بأن بعض الفقهاء قالوا بشرعية نكاح البهائم! بدون أن تسأل نفسها هل إذا قالوا ذلك أقوله أنا؟ وهي أيضا لن تكون الأخيرة. باختصار أرى أن كل ما يقال عن ضرورة تجديدx الفكر الديني أمر عبثي وفخ نصب للمجددين أو راغبي التجديد. التجديد لأي فكر لا يحدث في بلد يحكمه نظام شمولي لا يعترف بالديمقراطية ولا الليبرالية ولا حرية الآخرين، في انتقاد أعمال السلطة. نظام يخلط بين السلطة الزائلة مهما طالت والدولة الباقية مهما خربت. الدولة هي الشعب والأرض والسلطة. الباقي منها دائما هو الأرض والشعب لكن السلطة تتغير. الخلط بين الدولة والسلطة في الخطاب السياسي، عمل النظم الشمولية، أي الديكتاتورية بلا مواربة. هذه النظم أخذت درس التاريخ فهي تفسح المجال لحرية الرأي حقا، لكن في حدود لا تؤثر فيها، وإذا تجاوز معارض أو كاتب أو سياسي هذه الحدود تنتقل على الفور من موقع السلطة إلى موقع الدولة، ويصبح المعارض مخربا للدولة التي هو فرد في شعبها، ويعيش على أرضها ويُتَهم بأنه يريد إسقاط الدول لا السلطة! رغم أن إسقاط السلطة عمل سياسي سلمي وطبيعي، وبدونه ستسقط السلطة أيضا مع الزمن لأسباب ليس أولها الثورة ولا آخرها الحرب. مثل هذه السلطة ـ كدت أقول الدولة من فرط ما سمعت المصطلح ـ لا يهمها من رجال الدين إلا شيئا واحدا وهو أن يعلنوا أن الخروج على الحاكم حرام. غير ذلك فمهما فعلوا لا تتدخل ولا تناصر المجددين. يتحول الأمر كله إلى تسلية في الصحف وتسلية كبرى في مواقع الفضاء الافتراضي، وهي تسلية حلوة على أي حال ولست ضدها ويأتي مفعولها مع الزمن، لكن سرعان ما تنتهي لندخل في تسلية أخرى، ويبدو الأمر على حقيقته لا ينتهي. في الكتاب العظيم «تقويم النيل» لأمين سامي باشا وهو حوليات الحياة السياسية والاجتماعية منذ العصور الوسطى في شكل رسائل ومراسيم وأحداث، قرأت رسالة من حكمدار البلاد إلى الخديوي سعيد – تولى الحكم عام 1854 من فضلك – يقول له فيها إنه في القرى والمدن شيوخ يفتون في الدين والحياة بينما هناك مفت معتمد للديارالمصرية، ومن ثم يطلب منه التصريح بمنع هؤلاء من الفتوى حتي لا تتشتت البلاد. أنظر إلى ذلك الوقت، وانظر إلى ما نحن فيه الآن. طبعا في ذلك الوقت كانت مصر تنهض وتتقدم بالبعثات والانفتاح على أوروبا وتتقدم إلي الليبرالية شيئا فشيئا وتخرج من ثوب الدولة المركزية الذي عاد إليها عام 1952. الآن صار لنا كشك فتوى في كل محطة مترو! منذ السبعينيات امتلأت الشاشات برجال الفتوى والحديث في الدين. وأقام رجال الدين حاجزا حولهم بأنهم هم علماء الدين ولا يتكلم في الدين غيرهم، رغم أن الحديث في الدين من أعمال العقل الذي هو قسمة بين الناس. وعانت مصر مع انتشار الفضائيات في عصر مبارك وحين وقعت الواقعة بين الشعب وجماعة الإخوان، وجاءت سلطة جديدة أغلقت بث معظم هذه القنوات، لكن هل ما بقي يختلف؟ لا. وعلى رأس ذلك إذاعة القرآن الكريم التي تذيع كل غريب في الدين. لقد فاز النظام الجديد بما يريد من رجال الدين، وهو تحريم الخروج عليه – وهو أمر تاريخي بالمناسبة ليس جديدا- ونسمع ذلك كل يوم لذلك ليس غريبا أن يطمئنوا. هذا الاطمئنان بين الجانبين، الأزهر والسلطة، يفتح الباب لأي كلام لهواة التغييب العقلي! ليس معنى أن فقهاء قدامى قالوا بنكاح الموتى أو البهائم أن أقول أنا. هؤلاء القدماء لا يختلف عنهم الحاضرون الذين صدعونا بالإجابات عن هل ترسل المرأة ثيابها إلى المكوجي؟ وهل يجوز لها أن تتعطر؟ أحدهم قال بتحريم العطرعلى الجسد لكن «إذا كنت مزنوقة يعني حطي العطر على الهدوم وبلاش على جسمِك. على جسمك حطي مزيل عرق بس». ولم يكن لائقا في دار الإفتاء أبدا أن تفتي يوما بأن غرقى زوارق المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا غير شهداء، في وقت تتقطع فيه أكباد أهلهم عليهم. لم توجد حتى كياسة روحية، فلا يجيب المفتي لا بالشهادة ولا بغيرها ويحيل الأمر إلى الله. وأحد معاوني شيخ الأزهر وهو بالمناسبة شاب مفتول العضلات يرتدي ملابس ضيقة جدا لا تناسب رجل دين وهو حر، لكن هو لا يجد إلا العلمانية ليؤكد بها أفضلية الإسلام، ولا يرى في العلمانية غير إنها تبيح الشذوذ وزواج الشواذ، بل يزيد وضرب المرأة أكثر مما هو مفروض من ضربها في الإسلام. طبعا حضرته لم يسافر إلى أوروبا مثلا ويشوف ضرب المرأة دا يودي صاحبه فين. لا يعرف أن التحرش جريمة كبرى فما بالك بالضرب. أما الشواذ فهم في كل الدنيا ولم يحدثنا مثلا عن هواية الغلمان عند الكبار في بعض دول الإسلام وتاريخها. الآن رغم غلق كثير جدا من الفضائيات التافهة، لكن ليس المهم عدد الفضائيات. المهم أن الفكر لا يتحرك عن خرافات السلف وإنه وقد تقابلت السلطة مع رجال الدين في عدم الخروج على الحاكم والتفسير الديني لأعمال السطة، فلهم قذفنا بكل ما هو شاذ عن العقل البشري، وكل ما هو تافه في الكتب القديمة. لم لا؟ إنها كتب السلف المقدسة، التي لا أعرف من أين تأتي قداستها وقد كتبها بشر مثلنا في عصر غير عصرنا، ولا نعرف كيف كانوا يعيشون ولا أي نوع من الطعام والشراب كانوا يتعاطون. روائي مصري بلا دهشة ! إبراهيم عبد المجيد |
جورج كلوني لـ «القدس العربي»: كان عندي «حبيبي» واحدة والآن عندي ثلاثة «حبيبي» Posted: 25 Sep 2017 02:26 PM PDT لوس أنجليس – «القدس العربي» : جورج كلوني كان دائما معروفا بشخصيته المرحة ووجهه البشوش وابتسامته المستمرة، ولكنني كنت دائما أشعر في مقابلاتي السابقة معه أن هناك عدم رضى أو حتى حزنا وراء هذا الغطاء المرح. هذا الشعور بدأ يتغير منذ أن ارتبط النجم الهوليوودي بزوجته اللبنانية أمل علم الدين- كلوني، إذ بات واضحا أن سروره كان حقيقيا وينبع من داخله. وعندما قابلته قبل أسبوعين في تورنتو خلال مهرجان الأفلام، شعرت أن سعادته وصلت ذروتها، وذلك بفضل طفليه التوأم الذيْن ولدا في بداية شهر يونيو/ حزيران هذا العام. فمثل كل والد فخور بأطفاله، أخرج تلفونه المحمول من جيبه بعد أن صافحني وفتحه أمامي ليكشف عن صورهما: الابن الكسندر، يبدو أكبر حجما من اخته إيلا وقال ضاحكا: «كان عندي «حبيبي» واحدة والآن عندي ثلاثة «حبيبي». وبدون أن يرفع نظره عن صورتهما أضاف «اليوم هو أول يوم لست برفقتهما منذ أن وُلدا.وعندما بعثت لي زوجتي هذه الصور، صرت أتحسر وأقول «يا ليتني كنت مع أطفالي لأن الوقت معهم هو قمة سعادتي.وهذا شعور عظيم.لا يمكنني الانتظار للعودة للبيت». يعتبر كلوني أشهر نجم في هوليوود، وأكثرهم جاذبية، وكانت تلاحقه أجمل نساء العالم وارتبط بعلاقات مع بعض منهن، ولكنه كان دائما يشعر بنقص في حياته، ولم يكن يدرك أن النقص كان ينبع من عزوبيته، لأنه كان جرّب الزواج من قبل مع تاليا بالسام ( 1989-1993) وكانت التجربة مؤلمة لدرجة أنه قطع على نفسه عهدا بأنه لن يعيدها.ولكنه يقرّ الآن أن أمل فتحت أبواب السعادة أمامه: «حبّك لشخص ما يتطور يوميا بشكل تصاعدي.لا يمكن أن أكون أكثر حبا لها وأكثر سعادة مع عائلتي، وأنا في مكان رائع في حياتي.أنا في الـ 56 من عمري، وهذا جيل كبير لبناء عائلة واعترف لك أنني لم أكن اعتقد أن هذا كان سيحدث في حياتي.فكل هذه التطورات هي مثل البوظة على الكعكة. أنا كنت دائما أظن أن محور حياتي سيكون مهنتي وليس بالضرورة علاقة زوجية.وعندما حصلت على كلاهما شعرت أنني محظوظ بوجود أمل في حياتي وفجأة جاء هذان الصغيران، الذان يجعلاني أضحك كل يوم». فضلا عن إثارة الضحك، هذان الصغيران يحرماني من النوم ويجبراني على التخلي عن الكثير لكي ألبي طلباتهما: «كل أصدقائي عندهم أطفال، لهذا كنت أتوقع بعض الارهاق، ولكن ما فاجأني كان أن التوأم أكثر تعقيدا وتحديا، وليس فقط من ناحية متطلباتهما.هما لا يكترثان بوجودي ولا يمكنني أن أعطيهما شيئا غير قنينة الحليب وهذا يسعدهما.أنا أكنّ كل التقدير لزوجتي، التي تصحى كل ساعتين لارضاعهما وأنا أجلس وأشاهد أجمل منظر في الدنيا». .فهو لا يقضي وقته مع زملائه وقلل من سفرات العمل والأعمال الخيرية، التي كانت تأخذه إلى مناطق بعيدة على غرار السودان والصين واماكن اخرى، بل يبقى في البيت مع أمل للاعتناء بهما: «أنا لم أكن واعيا للتغيير الجذري الذي يحدثه الأطفال في الحياة»، يعلق ضاحكا: «فجأة أنت مسؤول عن حياة آخرين بشكل يختلف تماما عن ما فعلته في الماضي من مسؤولية تجاه أناس في بلاد بعيدة أو في بلدك وأنا كما تعلم أشعر بالمسؤولية تجاه مظلومي العالم، ولكن هذا يختلف تماما عندما يكونون أطفالك، وتأمل أن تكون قدوة لهم يحتذون بك.أنا أريدهما أن يدركا أنهما مُنحا أشياء من خلال حق المولد يُحرم منها أطفال آخرين.وأنه كان ممكن بسهولة أن يولدا في سوريا وتكون حياتهما مختلفة تماما.وأن مولدك في مكان ما لا يمنحك الامتيازات بشكل تلقائي، بل عليك أن تشارك في حياة الآخرين، وهذه وظيفتي في تربيتهما وهذا مهم جدا لي». فعلا فإن كلوني كان دائما فعالا في الأعمال الخيرية وفي نصرة المستضعفين في الأرض ومن أهم مشاريعه كان الدفاع عن حقوق أهل دارفور في غربي السودان وتسليط الضوء على محنتهم. وكان يخاطر بحياته للوصول إلى هناك، حيث كانت المعارك محتدمة بين القبائل المدعومة من الحكومة المركزية والثوار المحليين.ومنذ اندلاع الثورة السورية قبل 5 أعوام كان دائما يسألني عن كيفية مساعدة الشعب السوري في محنته، ويبدو أن أمل مهدت له الطريق في تأسيس مؤسسة خيرية هدفها بناء مدارس لأطفال اللاجئين السوريين في لبنان: «سوف نبدأ بادراج 5000 طالب في سلك التعليم، لأنني أؤمن أن اسرع طريقة لهزم الإرهاب بشكل عام هو منح الناس الدراسة والتعليم ومنحهم الأمل ومنحهم شيئا يفعلوه. وأسوأ شيء يمكن فعله هو زجهم في غرفة وتركهم ليركدوا فيها.لا يمكننا أن نفعل ذلك.فهدفنا هو حل هذه المشكلة قبل أن تتفاقم ونأمل أن نضخم هذا المشروع لمستوى يمكننا من تقديم الدراسة لكل أطفال اللاجئين». ويقول إنه قام بهذا المشروع في لبنان لأن زوجته لبنانية، وكان مهما جدا لهما أن يساندا بلدها في حمل عبء اللاجئين: «هذه الدولة عدد سكانها 4 ملايين شخص وتستضيف مليوني لاجىء.هذا مثل استضافة الولايات المتحدة لـ 100 الف لاجىء.تخيل ذلك.هذا أمر جنوني»، يعلق كوني، الذي دفع 20 مليون دولار لهذا المشروع الخيري من صفقة بيع شركة مشروبات التكيلا، التي أسسها قبل 4 أعوام بمبلغ ضئيل وباعها مؤخرا بمبلغ 700 مليون دولار: «لا تنسى أننا قسّمنا هذا المبلغ بين 3 شركاء»، يعـلق ضاحـكا. من المفارقات أن كلوني اضطر أن يبيع شركته لأن الطلب على مشروبها، الذي كان يُنتج في المكسيك، تضخم لدرجة أن السلطات الأمريكية صارت تحذره من خرق القانون بسبب الاستيراد المفرط من المكسيك.فقرر أن يتخلص منها لكي يتفادى المشاكل مع السلطات: «نحن كنا محظوظين جدا وحصدنا كما هائلا من الأرباح.لهذا أنا وأمل قلنا إننا نعيش حياة جيدة وعندنا الكثير من التوفير، لهذا قررنا أن نضع بعض هذا المال في مؤسستنا الخيرية وهذا يمنحنا حرية تفادي جمع التبرعات من أشخاص لا نتحملهم»، يقول ضاحكا. منذ أن تعرّفت على كلوني قبل 10 أعوام لم أسمعه ابدا يشكو من أمر في حياته الخاصة وكان دائما ممنونا لما قدمته له الحياة ويذكّرني بصعوبة بداية حياته عندما كان يعمل في حقول التبغ مقابل 3 دولارات في الساعة وفي نهاية الأسبوع كان يجوب الحارات السكنية من بيت إلى بيت ليبيع بوليصات تأمين. وعندما ضغطت عليه ليعترف بنقص واحد في حياته، تنهد وقال «ليس من حقى أن أشكو لأنني أدرك أن هناك الكثيرين الذين يواجهون صعوبات أصعب بكثير من أي شيء أ واجهه ولكن اكشف كل حقيقة وهي أن بودي أن أتمشى مع زوجتي وأطفالي في سنترال بارك (في نيويورك) ويؤلمني أنه لا يمكنني فعل ذلك.أنا فعلا أشتاق للخصوصية التي حرمتني منها الشهرة.الرجاء أن تدرك هذه ملاحظة وليست شكوى»، يعلق ضاحكا. فيلم «سبربيكون»: كيف أحس كلوني بمعاناة السود الانشغال في الأمور العائلية لم يؤثر على عمل الممثل والمخرج الفني.فهذا العام قام بإخراج فيلم جديد من سيناريو الاخوين كوين وهو «سبربيكون»، الذي تم عرضه الأول في مهرجان فينيسيا بداية شهر الشهر الجاري، ثم في مهرجان تورنتو.وبينما رافقته أمل في فينيسيا حضر بدونها في تورنتو مع نجوم الفيلم ومن ضمنهم مات ديمون وجوليان مور. أحداث «سبربيكون» تدور في خمسينيات الولايات المتحدة في بيت عائلة من البيض يتآمر ربّها (مات ديمون) مع اخت زوجته (جوليان مور) للتخلص من زوجته المشلولة (جوليان مور) طمعا باموال بوليصة تأمينها.ويستأجر قتلة محتـرفين لتحقيق هدفه، ولـكن الأمور تتـعقد بعد وفاة زوجـته عنـدما بـدأت الأدلـة تتـراكم ضـده. هذه هي حبكة الفيلم الرئيسية، التي كتبها الأخوان كوين، ولكن كلوني أضاف حبكة هامشية موازية تدور حول الجيران السود، الذين يتعرضون لاعتداءات البيض ليسلط الضوء على التفرقة العنصرية في تلك الفترة ويمنح الفيلم بعدا سياسيا يعكس واقع الوضع الراهن في الولايات المتحدة. ويعترف كلوني أن الأخوين كوين لم يعالجا العنصرية في سيناريو الفيلم الأصلي، لأن الموضوع لم يكن محتدما في التسعينيات عندما كتباه.»قررت أن أضـيف هذا الـموضـوع عندما سمعت عن بناء أسوار والتحريض ضد المسلمين والمكسيكيين خلال حملة الانتخابات الرئاسية.وما ألهمني كان فيلم وثائقي «أزمة في ليفيتاون» حيث قام البيض ببناء سور حول بيت جيرانهم السود ورفعوا العلم الكونفدرالي عليه». فعلا، كلوني يفتتح الفيلم بمشهد ساعي بريد يكتشف أن عائلة من السمر اشترت بيتا في حارة بيض واستقرت فيه، ثم ينطلق ليـحذر الجيـران، وكـأن مصيـبة حـلّت بهـم.ويرد الجيران ببناء سور حول البيت ويرشقونه بالحجارة والمولوتوف: «هذا واقع»، يقول كلوني «وكان الجيران البيض ينكرون أنهم عنصريون بل يناصرون الفصل العنصري حتى يتثقف السود». «العائلة السوداء في الفيلم لا تمثل السود فحسب، بل كل الأقليات العرقية»، يضيف كلوني. «عندما يتحدث ترامب عن إعادة عظمة أمريكا هو يقصد العودة لأيام ايزنهاور في الخمسينيات عندما كان البيض يعيشون بالرخاء وغيرهم يعانون من التمييز العنصري.هو يريد أن يضع عقبات أمام المهاجرين مع أن المهاجرين هم الذين جعلوا أمريكا بلدا عظيما.كيف يمكن أن تمنع دخول مهاجرين من 7 دول مسلمة لم تخرج منها عملية إرهابية واحدة على أرض الولايات المتحدة؟ هذا جنون.وهذا يثير غضبي كلما سمعت عن التمييز ضد هذه الأقليات». هدف كلوني من صنع «سبربيكون» نبيل جدا، ولكن تنفيذه لم ينجح بل أسفر عن فشل الفيلم نقديا وربما تجاريا، وذلك لأنه طرح حبكتين لا علاقة بينهما في فيلم واحد، مثيرا الارباك وليس الاهتمام عند المشاهد. ومن المفارقات أنه كرس وقته خلال حملة الترويج للفيلم للحديث عن العنصرية في الولايات المتحدة ولم يذكر موضوع قصة الفيلم الرئيسية وهي جشع وطمع ربّ العائلة البيضاء، الذي يؤدي لدماره ودمار عائلته.فكان أحرى بكلوني أن يترك قصة الجريمة للأخوين كوين ويكتب نصا منفردا عن العنصرية. جورج كلوني لـ «القدس العربي»: كان عندي «حبيبي» واحدة والآن عندي ثلاثة «حبيبي» التوأم قلبا حياة النجم العالمي رأسا على عقب حسام عاصي |
مجلس الأمن يدفن جرائم غزو العراق Posted: 25 Sep 2017 02:25 PM PDT أصدر مجلس الأمن، في 21 سبتمبر/أيلول، قرارا ينص على « تشكيل فريق تحقيق لجمع وحفظ الأدلة عن الجرائم الخطيرة التي ارتكبها تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) «. وهي خطوة كان بالإمكان ان تكون مهمة جدا، على مستوى أبعد مما تنص عليه، لتوثيق الجرائم، ومحاسبة مرتكبيها وتعويض المتضررين. أي كان بالإمكان ان تُصبح جزءا من تحقيق العدالة الانتقالية، من خلال العمل على كشف حقيقة أحداث ستبقى حية، لفرط بشاعتها وما سببته من أضرار، في ذاكرة العراقيين على مدى سنين مقبلة. فجاء اقتصار تحقيق مجلس الأمن بجرائم (داعش) انتقائيا يتوخى اضاءة زاوية واحدة من الجرائم المرتكبة بحق العراق بينما يُغلف بقية الجوانب بعباءة من الظلام. هل هو قرار متعمد لطمر مسؤولية الدول، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، في غزو العراق وتفكيك دولته، وجيشه، ونصب حكومات طائفية فاسدة، لم تبق أي بند من بنود حقوق الانسان الا وانتهكته منذ عام 2003 وحتى اليوم، بذريعة محاربة الإرهاب؟ ألم يَطلع مجلس الأمن على سجل الجرائم التي ارتكبتها قوات الغزو الأنكلو أمريكي التي لو أُتيح وزنها لبلغت الأطنان؟ من التعذيب المروع في أبو غريب إلى استخدام اليورانيوم المنضب على المدن التي لاتزال مهدمة ونسائها يلدن أطفالا مشوهين، إلى جرائم المرتزقة الذين، باعترافهم، كانوا يتسلون بقتل المدنيين، إلى مجزرة حديثة وساحة النسور ببغداد، إلى قصف المدن باسم « التحالف الدولي» وتبرير وشرعنة قتل ودفن الضحايا من المدنيين تحت الأنقاض باسم «التحرير»؟ ألم يسمع قادة العالم « الحر» صوت منظمات حقوق الانسان العراقية المطالبة، المرة تلو المرة، منذ سنوات، بالتحقيق في جرائم لم يعد بالإمكان السكوت عنها؟ جرائم ترتكبها القوات الأمنية العراقية التي يشرف على تدريبها كل من أمريكا وبريطانيا بين دول أخرى ترفع راية الدفاع عن حقوق الانسان، عاليا؟ ماذا عن الأفلام والفيديوهات الموثقة لشهادات المعتقلين الذين يعانون من التعذيب بأنواعه والذي يمتد التعذيب إلى عوائلهم ليصبح عقوبة جماعية مدانة من كافة القوانين الدولية؟ قوبلت الجرائم المرتكبة، بأنواعها، وبضمنها سياسة التغيير الديموغرافي ومنع النازحين من العودة إلى مناطقهم وبيوتهم، وحملات التصفية الجسدية للصحافيين والعلماء والأكاديميين بالصمت المطبق. المفارقة، التي نشهدها الآن، ان الدولة التي قدمت مشروع القرار إلى مجلس الأمن هي بريطانيا بعد أن تعاونت مع النظام العراقي على إنشاء هيئة تحقيق في جرائم (داعش) بالعراق. ومنبع المفارقة انها ذات الدولة التي ساهمت بشن حرب عدوانية، غير قانونية ضد العراق، برئاسة توني بلير المتهم بأنه مجرم حرب، وارتكبت قواتها جرائم أوقفت التحقيق فيها، بعد ان تبين انها تجاوزت الادعاء بوجود « تفاحة فاسدة» واحدة. في تقريرها الأخير المعنون « مجلس الأمن: إهدار فرصة للعدالة الشاملة»، الصادر منذ أيام، قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، إن مجلس الأمن الدولي ضيّع فرصة أساسية للتصدي لجرائم الحرب والانتهاكات الحقوقية المرتكبة من قبل مختلف أطراف النزاع في العراق. وأكدت بلقيس جراح، مستشارة أولى للعدالة الدولية في المنظمة أن التحقيق في الفظائع التي ارتكبتها (داعش) في العراق ضرورية «لكن تجاهل انتهاكات القوات العراقية والدولية لا تشوبه عيوب فحسب، إنما ينقصه أيضا بعد النظر. فالعدالة لازمة لجميع الضحايا الذين شهدوا تعذيب وقتل أحبائهم أو أُحرقت بيوتهم وقُصفت، بغض النظر عن الطرف المسؤول». وإذا سايرنا مجلس الأمن بتناسي جرائم ما قبل داعش، فان الاستهانة بحقوق الانسان من قبل القوات العراقية وميليشيات الحشد الشعبي تبقى جسيمة في وضع يماثل الغابة في لا قانونيته. خاصة حين يلقى القبض على أحد الأشخاص المشتبه بانتمائه إلى داعش فيتعرض إلى التعذيب والاعدام الفوري بدون ان يقدم إلى القضاء. ولأن انتهاكات حقوق الانسان والاعدامات تمر بدون مساءلة، يسود الأحساس بين قوات الأمن والميليشيات بأنها تتمتع بالحصانة من العقاب مهما ارتكبت، وأنها خارج القانون. طالب الاتحاد الأوروبي و»مفوضية حقوق الإنسان»، بالأمم المتحدة، العراق بالانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية، ما يسمح بملاحقات قضائية على الجرائم الجسيمة التي ارتكبتها أطراف النزاع جميعا، إلا ان رئيس الوزراء حيدر العبادي أخبر « هيومن رايتس ووتش»، في مارس/آذار 2016، إن العراق لا يعتزم الانضمام. وتعتقد المنظمة «أن السبب هو خشية أن تتمكن المحكمة من فحص الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها قوات الأمن الحكومية والشرطة الاتحادية وقوات الحشد الشعبي وقوات الأمن الكردية». وعلى الرغم من وعوده المتكررة، « لم يُظهر العبادي بعد محاسبة السلطات العراقية لجندي واحد على أعمال قتل وتعذيب العراقيين أو غير ذلك من الانتهاكات في هذا النزاع». وكان « مركز جنيف الدولي للعدالة» قد وثّق في جميع رسائله ونداءاته انتهاكات عديدة بحجّة محاربة تنظيم داعش، بما في ذلك التعذيب والاغتصاب والإعدام بإجراءات موجزة والاختفاء القسري والقتل خارج نطاق القضاء. ويشترك المركز مع المنظمة في دعوة الأمم المتحدة إلى إجراء تحقيقات مستقلّة بشأن الجرائم التي ارتكبت والضغط على الحكومة العراقية لمساءلة الجناة وتقديمهم للعدالة. والتذكير المستمر بأن انتهاكات قوات الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان و»قوات الحشد الشعبي» تعود إلى زمن بعيد، وإنها لاتزال مستمرة، في العديد من المناطق، آخرها محافظة تكريت التي هاجمتها قوات الحشد وأجبرت السكان على النزوح ونهبت البيوت، منذ أيام، وان المعركة ضد داعش أعطت هذه القوات المجال لتنفيذ انتهاكات تحت غطاء مكافحة الإرهاب. وفي رسالة وجّهها، بتاريخ 13 تموز/ يوليو 2017، إلى السيد المفوّض السامي لحقوق الانسان، اكدّ مركز جنيف الدولي للعدالة أنّ التحالف الدولي بقيادة الولاياتِ المتحدة الأمريكيّة، والقواتِ العراقيّة قد ارتكبَا انتهاكاتٍ جسيمة وممنهجة، يضاف إلى ذلك الجّرائم البشِعة التي ارتكبتها ميليشيات الحشد الشّعبي. ولغرض وضع تدابير للمساءلة القانونية، طالبَ المركز إنشاء لجنة دوليّة مستقلة للتحقيق في الانتهاكات التي ارتكبت في العراق وانشاء محكمة جنائيّة دولية، لمحاكمة مرتكبيها وتحقيق العدالة للشعبِ العراقيّ. ان قرار مجلس الأمن، الانتقائي سياسيا، الأحادي الجانب، لن يحقق العدالة التي يجب ان يتمتع بها جميع المواطنين، بلا استثناء، إذا ما أريد للعراق ان يتعافى من دورة العنف والإرهاب، سواء كان مرتكبوها افرادا او جماعات او دولا. ٭ كاتبة من العراق مجلس الأمن يدفن جرائم غزو العراق هيفاء زنكنة |
دعاة السعودية المعتَقَلون: مذنبون أم ضحايا؟ Posted: 25 Sep 2017 02:25 PM PDT اعتقال العشرات من رجال الدين والدعاة في السعودية خلال الأسابيع القليلة الماضية استوقف العالم، وفرض السؤال: هل الموقوفون مذنبون أم ضحايا؟ عددهم يناهز الأربعين، أبرزهم اشتهروا على مواقع التواصل الاجتماعي من أمثال سلمان العودة وعوض القرني وعلي العمري. المعروف عن هؤلاء أنهم لا ينتمون إلى مدرسة واحدة، سياسية كانت أم عقائدية، وإن كان أكثرهم مُصنَّفين خارج دائرة المؤسسة الدينية الرسمية. كما أنهم لا يشكلون مجموعة متجانسة في مواقفها من الشأن العام سعوديًا وإقليميًا. المعروف عنهم أيضا أنهم مقربون من الدائرة المتنفذة في العائلة المالكة، أو شركاء معها وإن بأشكال وطرق ومسافات مختلفة. لا أحد من الموقوفين يصنّف نفسه معارضا. جمعيهم فعلوا كل ما في وسعهم للابتعاد عن «شبهة المعارضة»، فيلتزمون الصمت عندما تنكل السلطات بـ»الليبراليين» والناشطين، بل حتى عندما يتعرض واحد منهم لظلم الحكام. أكثر من ذلك، السلطات السعودية المتعاقبة هي صاحبة الفضل على أغلبيتهم. هي التي شجعت، بأشكال وطرق مختلفة، انتشارهم الجماهيري حتى راكَمَ بعضهم ملايين المتابعين في العالم الافتراضي، مقابل رضاهم بالبقاء في مربع العمل الدعوي والنقاش الديني المجرد والبعيد عن الواقع الأليم الذي يعيشه ملايين السعوديين. تلك هي الصفقة غير المعلنة التي أراحت الطرفين، فكان من ثمراتها استمرار تكلس أجهزة الحكم حتى باتت عصيّة على الإصلاح، وتأخّر ميلاد مجتمع مدني وسياسي واعٍ ومؤثر في بلاد يتجاوز عدد سكانها 32 مليون نسمة تُركوا فريسة للتجهيل السياسي والنقابي وللجدل الديني الذي لا طائل منه ولا نهاية له. لا يمكن لصفقة كهذه إلا أن تصب في صالح السلطات الحاكمة وطريقة إدارتها للبلاد وخيراتها. ولا يمكن للأسرة الحاكمة في السعودية أن تحلم بأكثر من هذه الصفقة لتأمن على نفسها من دعاة يحظون بكل تلك الشعبية والثقة بين عامة الناس. حتى في محطات الاختلاف مع المؤسسة الملكية، لم تحدث القطيعة بين «الجريئين» من هؤلاء الدعاة والمؤسسة الحاكمة. ظل كل طرف، من موقعه وحساباته، يدرك أن زواج المصلحة مفيد للاثنين وأن الطريق طويل سيحتاج خلاله كل طرف إلى الآخر. اليوم نحن في محطة من محطات الطريق الطويل، فيُعتقل هؤلاء ليس بسبب مواقف جريئة وتاريخية، رغم أن حالة السعودية اليوم تتطلب مواقف سياسية ودينية وثقافية جريئة وعلنية. بل اعتُقلوا بسبب التهور وغياب النضج لدى من يحكمون المملكة، وإلا كيف يصل بهم الأمر إلى اعتقال دعاة لا يشكلون خطراً إلا على الوعي الاجتماعي.. وهم في الأصل سندهم وحليفهم الطبيعي، خصوصا مع إفلاس المؤسسة الدينية الرسمية؟ لا يُعرف عن الموقوفين أنهم معارضون للتوجه السياسي والاقتصادي والاجتماعي للمملكة. ولا يُعرف عن أحدهم معارضته لانتقال المُلك إلى ولي العهد محمد بن سلمان خلفا لوالده متى ما شاء الولد ووالده. ولا يُعرف أن أحدهم عارض «الانقلاب» الذي أطاح بولي العهد السابق محمد بن نايف. ولا يُعرف عن أحدهم وقوفه جهرا ضد المذبحة المفتوحة في اليمن والمستمرة منذ ثلاثين شهراً. ولا يُعرف لأغلبهم موقف واضح من طبول الحرب التي تُقرع صوب إيران. وكذلك الشأن بالنسبة للأزمة مع قطر. (قد تشكّل الأزمة مع قطر استثناءً من حيث أن السلطات السعودية تواصلت مع بعضهم وطالبتهم بتأييد ما أقدمت عليه، كما فعلت مع كتّاب وصحافيين ومثقفين. فكان رد الفعل من الدعاة استجابة تراوحت بين صمت قد يُفسّر رفضا لافتعال العداء مع قطر، بينما يعتبره القصر الملكي وصقوره معارضةً له، وتأييد لا يُعرف إن كان حقيقيا أو انتُزع من أصحابه في ظروف الاعتقال). المحصلة أن هؤلاء يدفعون ثمن مواقف لم يتخذوها ومعارضة لم يجرؤوا عليها. والسلطات، بهذا الاعتقال، تكشف عن ضيق غير مسبوق بالصمت (في السابق كانت تضيق بالكلام) تعبّر عنه الحملة التي استهدفتهم في الإعلام السعودي. لكن الاعتقال يعوّض هؤلاء الشيوخ بعضا مما خسروا من مصداقية بسبب مواقفهم المتلونة أو المنعدمة عند الظروف والأزمات التي تتطلب مواقف. ما لم يتوقعه صاحب قرار الاعتقالات الجماعية أن ما أقدم عليه سيضعه تحت دائرة الضوء والانتقاد دوليا، وأن ضرر فعلته يفوق نفعها. أما داخليا فالموقوفون هم صمّام الأمان بين أسرة حاكمة بحاجة إلى تماسك ومجتمع يغلي في منطقة تغلي. وباعتقالهم أمست الأسرة بلا صمّام إلا من المنظومة البيروقراطية العقيمة والمؤسسة الدينية الرسمية التي فقدت المصداقية وثقة الناس فيها لكثرة ما أصدرت من مواقف وفتاوى تحت الطلب. في مجتمع قبلي وديني يعاني كل أنواع الفراغ، بإمكان هؤلاء الدعاة، حتى على اختلاف مدارسهم ومشاربهم، تشكيل «لوبي» سياسي واجتماعي وديني شديد التأثير في أيٍّ من الاتجاهين: ضد السلطة أو معها. بإمكانهم أن يكونوا صنّاع رأي عام وقوة تغيير، لكنهم إلى الآن ليسوا أكثر من «قوة تخدير». ٭ كاتب صحافي جزائري دعاة السعودية المعتَقَلون: مذنبون أم ضحايا؟ توفيق رباحي |
هل خرجت باكستان من بيت الطاعة السعودي؟ Posted: 25 Sep 2017 02:24 PM PDT منذ تأسيس باكستان عام 1947 بزغت علاقات هذا البلد مع السعودية على أنها ضرورة لأسباب عديدة، وقد سعيا لتطويرها في كافة المجالات على مدى العقود الماضية. لكن السنوات الأخيرة أظهرت أن الجانب الباكستاني ملّ سياسة التبعية التي تطلبها السعودية في علاقتها مع الاخرين. فعندما تُقدم على عمل ما لتحقيق مصالحها، فإنها غالبا ما تطلب من الدول الأخرى التي تربطها معها علاقات وثيقة بالوقوف معها ظالمة أو مظلومة، متجاهلة بذلك مبدأ المصالح في العلاقات الدولية. هذا السلوك السياسي استخدمته كثيرا مع دول عربية وإسلامية عديدة، منطلقة من مقولة تتداولها الأوساط السياسية السعودية على أنها الشقيق الاكبر، الذي من حقه إجبار الاشقاء الاخرين على المثول لإرادته، في حين لا قيمة لهذا الفهم في العلاقات الدولية المبنية على المصالح المتعارضة والمختلفة. وبحسب هذه النظرة فقد تعرضت العلاقات السعودية الباكستانية الى ضربتين قاصمتين في السنوات الاخيرة، الاولى عندما أطلقت السعودية ما سميت «عاصفة الحزم» لمحاربة ميليشيات الحوثي في اليمن، فامتنعت باكستان عن المشاركة فيها، بعد أن صوت البرلمان على عدم السماح للحكومة بإرسال قوات عسكرية. أما الثانية فقد كانت رفض باكستان الانصياع للأوامر السعودية في قطع العلاقات مع قطر، كما فعلت دول صغيرة أخرى تدور في الفلك السعودي، حيث حاولت إسلام آباد إمساك العصا من الوسط، لكنها في الحقيقة كانت أقرب إلى الموقف مع قطر من الموقف مع دول الحصار، لأنهم يريدونها تابعا لهم، بينما قطر تروم ترسيخ علاقة شراكة قائمة على المصالح المتبادلة بدون التأثير على استقلالية القرار الباكستاني. وقد صُدمت الاوساط السياسية في الرياض كثيرا من هذين الموقفين، معتبرة ذلك بمثابة نقطتين سلبيتين فاصلتين في تاريخ العلاقات بين الدولتين، خاصة أن الجانب السعودي يعلم جيدا أن باكستان لم تعد لها كفة واحدة فقط تضع السعودية فيها، بل باتت لديها كفتان واحدة للسعودية والاخرى لإيران، فعلى الرغم من زيارات المسؤولين الباكستانيين المتكررة للرياض، وتصريحاتهم حول قوة العلاقة بينهما، كتصريح رئيس الوزراء الباكستاني خلال لقائه العاهل السعودي، من أن أمن المملكة خط أحمر بالنسبة لباكستان، وتصريح الجنرال راحيل شريف خلال زيارة ولي العهد السعودي الى إسلام آباد في يناير 2016، بأن من يفكر في التعرض للمملكة سيواجه بقوة باكستان المسلحة، إلا أن كل ذلك كلام سياسي يحدد صدقه من عدمه قيمة المصالح التي تربط باكستان بهذا الطرف أو ذاك. صحيح أن باكستان ترتبط بعلاقات وثيقة وتاريخية مع المملكة السعودية تحكمها العوامل الاقتصادية والعسكرية والدينية، ففي السعودية يتواجد أكثر من مليون ونصف المليون مواطن باكستاني، وصلت قيمة تحويلاتهم المالية الى أكثر من أربعة مليارات دولار سنويا. وهناك مئات الاتفاقيات التجارية والعسكرية المتبادلة، لكن تبقى السعودية بعيدة جغرافيا عن باكستان، وبالتالي فإنها تأخذ بنظر الاعتبار القرب الجغرافي الايراني إليها على حساب السعودية في بعض الأحيان. فالحدود الايرانية هي مع أقليم باكستاني غني بالمعادن، وفيه يتواجد انفصاليون مسلحون، هذه المحاذاة الجغرافية بين البلدين جعلت صانع القرار السياسي الباكستاني يفكر كثيرا، قبل اتخاذ أي قرار قد تحسبه طهران سلبيا ضد مصالحها، فالقرار الخاطئ سيعني حدوث حالة توتر على الحدود وهو ما لا تريده إسلام آباد، لأنه قد يقود إلى حرب طائفية بين السنة والشيعة فيها، لذا هي تحافظ دوما على البقاء في حالة من الحياد بين الطرفين، وهو ما دعاها إلى عرض وساطتها لإصلاح ذات البين بين الرياض وطهران، على الرغم من أن هذا الحياد تمقته الرياض كثيرا وتعتبره موقفا انتهازيا وغير مبدئي. هنا يجب الاشارة الى أن هنالك لوبيات قوية جدا في باكستان، تتمثل في قنوات فضائية وصحف محلية ورجال أعمال وسياسة، هم قوى ناعمة بيد إيران يدعون جهارا إلى نبذ العلاقة مع الرياض والعمل على تطوير العلاقات الباكستانية الايرانية. كما أن العلاقات الاقتصادية الايرانية الباكستانية تطورت كثيرا، وشكّل مشروع مد خط أنبوب الغاز الايراني عبر الاراضي الباكستانية، الذي سيتم إكمال العمل فيه في نهاية العام الحالي، طفرة نوعية في العلاقات بين البلدين. وقد حاول الامريكان عرقلة إنشاء هذا الخط بالضغط على باكستان عام 2007، وتوقف العمل به لفترة، لكن باكستان عزمت على إنجاز المشروع على الرغم من التهديدات الامريكية بفرض عقوبات عليها، لأنها بحاجة ماسة الى كل ذرة طاقة، ما أجبر الامريكان على التوقف عن لعبة الضغط لانهم يعلمون جيدا أن ذلك سيجعلها خارج الطاعة والسيطرة الامريكية، وقد تبحث عن مخارج أخرى خارج المزاج الجيوستراتيجي الذي يجمع الطرفين، خاصة أنهم يشعرون بأن باكستان الاقرب لهم فكرا ونموذجا بالمعنى الجيوسياسي ستراتيجي كي تكون وصيا أو حارسا لمصالحهم في المنطقة. هنا يبرز صانع القرار في إسلام آباد الذي استغل أهمية بلاده للمصلحة الامريكية، فتحرك لتنفيذ المشروع مع إيران خدمة لمصالحه، ما يؤكد على أن صانع القرار في هذا البلد يعرف جيدا من أين تؤكل الكتف، ويتحرك مستغلا حاجة الآخرين إليه لتحقيق مصالحه. وهنا أيضا يبرز جهل السياسة السعودية التي تضغط عليه لمصالحها فقط بدون مراعاة مصالحه أيضا، ما سيدفعه الى الخروج عن الطاعة والارتماء في أحضان إيران، إن استمرت الرياض في النظر إلى الآخرين على أنهم أجراء وليسوا شركاء، تريدهم فقط أن يلحقوا بها في كل محفل أو موقف تقرره تبعا لمصالحها هي وحدها. إن المآخذ على السياسة الخارجية السعودية كثيرة جدا، وإن الكثير من المراقبين يرون أن عامل الزمن لم يوفر لحد الآن فرصة لإنضاج سياسة خارجية ناجحة، بل يستغربون عدم حصول تراكم خبرة، على الرغم من دخولها إلى الكثير من المحافل الدولية، واحتكاكها بالعديد من الأحداث الدولية، لكن البعض منهم يرجعون السبب في ذلك الى أن المملكة أمضت كل سنوات عمرها لتحقيق أهداف السياسة الامريكية في المنطقة، ما أفقدها القدرة على صنع سياسة تؤمّن بها مصالحها وتحقق من خلالها أهدافها الوطنية. اليوم هي تريد أن يضع الآخرون مصالحهم وقودا في ماكنة القرار السياسي السعودي، كي تسير لتحقيق مصالحها، وهذا مستحيل أن يحصل في عالم اليوم، فلقد باتت الخيارات أمام الدول كثيرة، وأمسى الضغط والتهديد والابتزاز غير فاعل، خاصة بين الدول ذات المستوى السياسي الواحد على صعيد القدرة السياسية والاقتصادية والعسكرية، فباكستان على الرغم من أنها دولة ليست بالعظمى، لكنها في الوقت نفسه ليست دولة من السهولة قيادتها فتنصاع الى الاخرين. ومهما كان للسعودية من استثمارات سياسية في العديد من الوجوه السياسية الباكستانية، ومهما ترى نفسها لاعبا مهما في تلك الساحة، فإن أحدا لن يستطيع أن يمنحها الضوء الأخضر كي ينطلق المسار السياسي الباكستاني كعربة خلف السياسة السعودية مطلقا. باحث سياسي عراقي هل خرجت باكستان من بيت الطاعة السعودي؟ مثنى عبدالله |
عندما يشترك العالم العربي والغرب في استفتاءي كتالونيا وكردستان Posted: 25 Sep 2017 02:24 PM PDT مصطلح استفتاء تقرير المصير من المصطلحات التي اشترك فيها الغرب والعالم العربي سياسيا خلال الأسابيع الأخيرة، وتستأثر باهتمام الرأي العام الدولي والباحثين في مراكز التفكير الاستراتيجي، ورغم وجود قواسم مشتركة، إلا أن السياقات تختلف، كما تختلف النتائج التي ستترتب عنها. وتتوجه أنظار الرأي العام الدولي لما قد يحصل يوم الفاتح من أكتوبر المقبل في كتالونيا. وتصر حكومة الحكم الذاتي في هذا الإقليم على إجراء استفتاء تقرير المصير، ولو بشكل رمزي في الشارع، ومن جهة أخرى، تصر الحكومة المركزية على منع الاستفتاء، وقد قام القضاء، الأربعاء الماضي، باعتقال 14 شخصا يشكلون النواة الحقيقية لتنظيم الاستفتاء، وأفرج عنهم لاحقا، لكن الاعتقالات لم توقف الرغبة الجامحة للتصويت. ويأتي استفتاء كتالونيا في ظروف صعبة يمر بها الاتحاد الأوروبي وهي: خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أو ما يعرف بـ»البريكسيت»، يضاف إلى ذلك الصعوبات التي تعاني منها العملة الأوروبية الموحدة (اليورو) بين جنوب أوروبي فقير وشمال غني، ثم ارتفاع أسهم الأحزاب السياسية القومية، مثل الجبهة الوطنية في فرنسا التي تنادي بنهاية تجربة الاتحاد الأوروبي. كما يأتي في وقت يبحث الاتحاد الأوروبي عن خريطة طريق للمستقبل، أمام ظهور قوى جديدة وهي الصين وروسيا. ملف كتالونيا مفتوح على كل الاحتمالات ومنها احتمال إعلان حكومة كتالونيا الاستقلال الأحادي والانتقال الى وضع شبيه بكوسوفو. وقد أكد رئيس حكومة الحكم الذاتي في كتالونيا كارلس بودغمونت هذه الحقيقة، ويبقى المعطى الرئيسي هو أن الوضع اللاقانوني لكتالونيا بعد الفاتح من أكتوبر لن يكون نهائيا هو الوضع القانوني قبل هذا التاريخ. فستشعر ساكنة كتالونيا ذات التوجه القومي، ولو رمزيا، بأنها أصبحت مستقلة، وتتوفر على دولة خاصة بها مما سيجعلها تدخل في مواجهة حقيقية مع المركز، مدريد. وقضية كتالونيا ليست وليدة اليوم، بل هي من نتائج الماضي عندما كانت تتشكل الدولة الوطنية الأوروبية، وكانت إسبانيا أولى هذه الدول التي شكلت شخصية سياسية وثقافية خاصة بها في شبه الجزيرة الإيبيرية، حيث استطاعت القضاء على الدويلات المتعددة في أعقاب إنهاء السلطة السياسية للإسلام مع سقوط غرناطة سنة 1492. وإذا كانت الأندلس قد أصبحت جزءا من إسبانيا في أواخر القرن الخامس عشر، قرنين قبل انضمام كتالونيا إلى إسبانيا نهائيا عبر القوة سنة 1714. وطيلة القرون الماضية، عاشت إسبانيا على إيقاع مطالب الحركات القومية في بلد الباسك وكتالونيا، وتسببت في أكثر من انقلاب عسكري في الماضي، بل أعلنت كتالونيا مرتين الاستقلال عن إسبانيا في العقد السادس من القرن التاسع عشر، وإبان الثلاثينيات من القرن الماضي. ونجحت الأحزاب القومية في كتالونيا في تشكيل وتعزيز ما يمكن اعتباره «المواطنة الكتالانية» ثقافيا، سياسيا واقتصاديا إلى مستوى جعل الكثير من الكتالان ينظرون إلى التواجد الإسباني، استعمارا. وكانت هذه الأحزاب أذكى بكثير من الحركات القومية الباسكية التي لم تنجح في تحقيق قفزة نوعية بسبب الإرهاب الذي مارسته منظمة إيتا. وتعتمد حكومة مدريد على الدستور، لمنع إجراء الاستفتاء ملتزمة بضرورة المحافظة على وحدة البلاد الترابية، لكن هناك أصواتا تطالب بسمو الديمقراطية الإسبانية الى مستوى الكندية والبريطانية. فقد قبلت كندا سنة 1994 إجراء استفتاء تقرير المصير للحسم في بقاء كيبك ضمن كندا أو الاستقلال، وفاز أنصار الوحدة. ومنذ ثلاث سنوات، تابع العالم استفتاء تقرير المصير في اسكتلندا، وفاز أنصار الوحدة، ويتساءلون: لماذا إسبانيا لا تقبل؟ وفي ملف مشابه، تتابع شعوب الشرق الأوسط باهتمام استفتاء تقرير المصير في كردستان للبقاء أو الانفصال عن العراق، وهو الاستفتاء الذي جرى يوم 25 سبتمبر الجاري. ويأتي في سياقات مختلفة، فالعراق ليس بلدا ديمقراطيا ولا بلدا يعرف استقرارا سياسيا، بل أنهكته الحروب خلال الأربعين سنة الأخيرة، لكن كل هذا لا يعني حرمان الشعب الكردي من تقرير المصير. ويشترك كل من استفتاء كتالونيا وكردستان في التأكيد على حقيقة جلية وهي التغير المستمر في الخريطة السياسية الدولية، فظهور دول جديدة وغياب أخرى وتغير حدودها ثالثة كان وسيبقى شيئا ملموسا لا يمكن منع حدوثه لأنه مرتبط بالتغيرات الاجتماعية والعلاقات الدولية. لكن الفرق بين استفتاء كردستان وكتالونيا، هو أن تشكيل كتالونيا لجمهورية جديدة لن يحمل الكثير من المتغيرات، فسيعني بقاءها ضمن منظومة الغرب، فلن تسقط كتالونيا في فلك روسيا أو الصين مستقبلا، وقد تفتح الباب أمام قوميات أوروبية أخرى نحو الاستقلال، لكنها ستبقى بدورها في فلك الغرب. وقد يقع العكس في حالة كردستان، فاستقلال الإقليم وتشكيل دولة جديدة ستكون مصدر توتر حقيقي في منطقة الشرق الأوسط، لأنه سينقل العدوى إلى باقي دول المنطقة من سوريا وتركيا وإيران، وهي المنطقة المبلقنة بصراع الإثنيات تاريخيا. وها هي تركيا تستبق استفتاء الإقليم ويصادق برلمانها على قرار ينص على إرسال قوات الى العراق وسوريا، وها هي إيران تجري مناورات عسكرية تخويفية على حدود كردستان. وبين مقارنة الاستفتاءين تحضر مقارنة الديمقراطية، لو كان الشرق الأوسط ديمقراطيا لكان استفتاء كردستان مثله مثل استفتاء اسكتلندا أو الجانب الفرنسي في كندا، وفي أسوأ الأحوال مثل تجربة كتالونيا. إنها الديمقراطية مفتاح الكثير من المشاكل. كاتب مغربي من أسرة «القدس العربي» عندما يشترك العالم العربي والغرب في استفتاءي كتالونيا وكردستان د. حسين مجدوبي |
الأكراد يدقون طبول الحرب الإقليمية Posted: 25 Sep 2017 02:24 PM PDT في عام 1976 وأثناء عملي مراسلة صحافية لمجلة «روز اليوسف» في بغداد. ذهبت إلى منطقة كردستان كي أقابل العائلات الكردية التي حصلت على عفو عام، وعادت من إيران بعد فشل تمرد الملا مصطفى بارزاني في زمن الرئيس أحمد حسن البكر. وبعد لقائي بهم قمت بعمل عدة حوارات مع رؤساء الأحزاب الكردية ذلك الوقت، كي استكمل الصورة في تحقيقاتي لـ»روز اليوسف»، ومنهم المسؤول الشيوعي الكردي محمود عثمان. كنت أريد أن أعرف منه حقيقة الأوضاع، وما الذي يريده الأكراد بالفعل؟ وهل انتهت الأزمة؟ أم أن الأكراد سيعودون إلى الثورة مرة أخرى، وحمل السلاح، خاصة أن المحافظات الكردية كانت تتمتع بحكم ذاتي منذ مارس 1970. وأذكر أن عثمان أخذني إلى النافذة قائلا: اقرأي ما في هذه اللوحة تعرفين ماذا سيأتي به المستقبل. كانت اللوحة تقول نفط العرب للعرب. وحين عدنا إلى الحديث قال معلقا: يشعر الأكراد بالغبن، هذه ثروتهم التي تنسب لغيرهم وتنفق في مكان آخر. اعترضت قائلة إن الحكومة العراقية تشق الطرق وتبني المصانع والمدارس والمستشفيات، وأن التنمية في المناطق الكردية تتم بشكل جيد.وسألته: أليس هذا كافيا؟ قال لي إن اللحظة التي سيرفع فيها أحدهم السلاح مطالبا بالاستقلال سيتبعه الآخرون. لم يعش الأكراد المنتشرون في عدة دول منها إيران وتركيا وسوريا، بالإضافة إلى العراق في دولة مستقلة بهم قط، باستثناء مملكة كردستان التي أقامها الشيخ محمود الحفيد في محافظة السليمانية عام 1922، والتي استمرت لمدة سنتين، ثم أعادتها الحكومة العراقية إلى سيطرتها. ثم كردستان الحمراء عام 1923 في ناغورنو بين أرمينيا واذربيجان، التي انتهت بتهجير الأكراد من المنطقة كلها. وفي عام 1929 قامت جمهورية لاجين في المنطقة نفسها وانهارت بعد أيام. ومهاباد التي أعلنت في أقصى شمال غرب إيران عام 1946 واستمرت لمدة أحد عشر شهرا فقط، مدعومة من الاتحاد السوفييتي، حتى سيطر الشاه على المكان مرة أخرى. وأخيرا جمهورية أرارات في الجبال التركية عام 1930 التي استمرت شهورا أيضا، ثم دحرت من الأتراك. وقد ذكرني هذا بجمهورية زفتي التي قامت في محافظة الغربية واستقل بها المصريون عن المملكة المصرية المحتلة من الإنكليز في مارس، أثناء ثورة 1919واستمرت لمدة خمسة عشر يوما. هي الجمهورية الحلم إذن، أي أن الأزمة الكردية لم تبدأ بسايكس بيكو كما يعتقد معظمنا، ولكنها ضاربة في تاريخهم.. وقد بقي حلم الاستقلال وإقامة دولة كردية يواجه بالرفض من كل الدول التي يعيش فيها الأكراد، بسبب تعقد الوضع في الدول المحيطة، وبسبب البترول والثروة أيضا. وما يحدث الآن ليس مختلفا كثيراعما سبق، من حيث إمكانيات دحضه، بل على العكس ستكون القوى التي تستغله كوقود حرب أكبر. أولا بسبب حساسية الوضع في المنطقة ومحاولات الأكراد ضم عدد من المحافظات الأخرى مثل، نينوى وديالى وعلى رأسها كركوك – مخزن البترول العراقي بالطبع – لكنهم فشلوا. وكذلك فعلوا في سوريا في دير الزور ومنطقة الشمال الشرقي، وثانيا بسبب إجراءت الاستقلال التي قد بدأت فعليا بالإعلان عن الاستفتاء في أربيل. في وقت تنجح فيه كل من سوريا والعراق في استعادة أراضيهما من «داعش» وتحاول قوى أخرى ضرب هذا النجاح، منها قوى عربية مع الأسف. السؤال الآن ماذا لو كانت نتيجة الاستفتاء هي الموافقة على الانفصال؟ هل تسكت الحكومة العراقية، خاصة بعد أن أعلنت أربيل استعدادت البيشمركه للحرب؟ وأعلنت طهران وإيران وتركيا عدم موافقتها على الاستفتاء، وكذلك فعلت جامعة الدول العربية التي أوضحت أن الاستفتاء لا تكون له قيمة إلا إذا كان الأمر مشمولا بالنفاذ. سيشجع الاستفتاء أكراد سوريا على ضم أراضيهم إلى كردستان وسيطالب أكراد تركيا (أكبر كتلة كردية في المنطقة) وإيران بالاستقلال، وسيؤدي هذا في النهاية إلى حرب إقليمية، ستشجعها كل الأطراف التي سعت من قبل إلى تقسيم العراق، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة ( رغم أنهما أعلنتا عكس هذا) وسيكون موقف جامعة الدول العربية هو إصدار البيانات والشجب فحسب، ولن تتكون مجموعة تحاصر كردستان، فالعراق ليست السعودية وسنرى ربما للمرة الأولى تحالفا إيرانيا تركيا عراقيا سوريا. وسوف ننجذب إلى الحرب كما ينجذب الفراش إلى النار وننسى أن المستفيد الأول من تدمير بلادنا هو إسرائيل. لا أحد ينكر حق شعب في الاستقلال إذا لم يستطع التعايش لكن الحكمة واجبة في مثل هذه الظروف، وربما تفعيل حكم ذاتي في هذه المناطق يكون أجدى من حرب يخسر فيها الجميع. كاتبة مصرية الأكراد يدقون طبول الحرب الإقليمية هالة البدري |
أزمة الوعي السياسي الوطني منطلق الوعي بحركة الذات Posted: 25 Sep 2017 02:23 PM PDT يتطلب النظر في أزمة الوعي السياسي الوطني في العالم العربي، من الناحية الفكرية والتنظيرية، الوقوف عند بعض المفاصل الحسّاسة، التي أحسبها تدخل ضمن النّسيج البنيوي للتفكير في الثورة والوطنية والحزب ومنظومة الحكم، التي تداولت على منصة تسيير شؤون الدولة ودواليب السلطة. الكولونيالية وزمام المبادرة تكرّست الذات الوطنية خلال التاريخ المنطقي لوجودها، ضمن هوية ثابتة تنتمي إلى الفضاء الجغرافي والتاريخي، الذي شكّل إطارا مرجعيا للهوية، وبالتالي تصبح العلاقات النّاظمة لسيرورة ومسار الكتلة الوطنية، هي تلك النّابعة ممّا وصل إليه الوعي الوطني، من عناصر قابلة لأن تدير شأنه العام والسياسي، ضمن علاقات الكيان الاجتماعي العام، فما يسميه بشير عمري «بالشّعور الفطري بالوجود الذّاتي الجمعي للجزائريين» يدخل ضمن الذات الواعية، بما توفر لديها من أدوات لتسيير واقعها، وبالتالي تكون المحمولات الفكرية والإجرائية التي يمكن أن نفهمها من ترسيمه للمآل الفكري والوعي اليومي للذات الوطنية، من خلال ما يضيفه في هذا السياق من حضور هذا «الشعور الفطري» «وفق مرجعيات قديمة وخالية من كل الروابط والارتباطات ذات المعنى السياسي بشكل حديث»، يمكن أن يفتح القوس لتحليل الظاهرة السياسية والوجودية الوطنية، من خلال الرّؤية لهذه الذّات خارج الأطر المرجعية الثابتة، وهو ما يناقض الحضور الوطني داخل الذات، لأنّ صدمة الاستعمار كانت الفتيل الذي نبّه الذات الوطنية إلى ضرورة تطوير ميكانيزماتها المعاشية والسياسية والاقتصادية والعسكرية، بما يجعل الوجود السابق للكولونيالية فعالا، بما توحي به ضرورات الرّخاء والأمن وعناصر القوّة، التي كانت متاحة وفق المجال الوجودي الثابت والذاتي. وهنا تبدا الأسئلة المحرجة للوعي والعقل الوطنيين، حيث إلى أي مدى يمكن تثبيت الكولونيالية كعنصر داخل اللحمة السياسية والثقافية الوطنية؟ وهذه العلاقة الملتبسة التي تتأسّس صراعيا في مواجهة الهيمنة الامبريالية التي تريد أن تفرض نمطا واحديا، بدأ مع حركة التوسع الاستعماري، والبحث عن مجالات حيوية، وانتهى إلى ما يشبه الهيمنة الثقافية، واكتساح الهويات في ما يعرف بالعولمة، لأننا نريد كذوات وطنية أن نواجه سؤال الأنا في مواجهة الأنت، ولعله تتوجّب الإشارة إلى الإشكال اللغوي ومشكل الهوية ومعايير التعامل الحداثية مع شؤون الحكم والدّولة الحديثة، لأنّ الإشكال في علاقتنا مع الغرب، حسب هشام شرابي يبرز في ما «نستطيع تحقيقه والقيام به داخليا وذاتيا، وبمقدار ما ننجح في تغيير أنفسنا، نستطيع مواجهة الغرب الند بالند». فلسفة الثورة ورشدانية الانطلاق تمثل الثورة مهما كانت بسيطة أو كبيرة حدثا يمسّ الذّات في سكونيتها المستسلمة للواقع، وما يجعلها تعي ذاتها، يمكن تسميته بفلسفة النّهوض والثورة ضد واقع ما، والوعي الذي حرّك الذّات الوطنية، سواء في فرديتها أو جماعيتها، إنّما يمثل تلك الحركة التي انتفضت ضد وجودها الخامد، الذي شلّ حركته الحضور الاستعماري المهيمن والغاصب، فحركة الذّات لم تكن في السابق فارغة من الشّعور بالمأساة الوطنية التي صادر الاستعمار تاريخها وجغرافيتها، أي صادر الهوية الوجودية للذّات الوطنية، فتحرّكت هذه الأخيرة، لا لكي توفّر الخبز للعائلة معدومة الدّخل، ولكن لكي تحرّر مبادرة هذه العائلة لتصنع مصيرها، ضمن ما توفّر من وجوب ترسيم حدود الفضاءات الثورية، كرمز للجغرافيا المحرّرة، وتثبيت عناصر الذّات كما كانت في السابق محرّرة تعيش وجودها وفق عناصر المكان والزّمن الوطنيين، أي إنّها كانت تمتلك الوعي والدّور الاجتماعيين، كما يثبتهما هشام شرابي بالنسبة للمثقف الفاعل، ففلسفة الثورة لا يمكن أن نربطها بالفعل الثقافي، ذي البنية المتعالية، سواء تُنظِّر للثورة قبلا أو تحلل وتكرّس هويتها في ما بعد، فما يذهب إليه بشير عمري من خلو الثورة من مرتكز فلسفي في قوله: «وعليه يظل من الأهمية بموضع التأكيد على أنّ منشأ السياسة في الجزائر كان نضاليا ضد عدوّ خارجي، وعليه انبنت ثورة التحرير، وهو ما يبرّر خلو هذه الثورة من الفكرة الفلسفية..» إنّما يوحي بأنّ الثّورة قامت في الفراغ وآلت إليه، لأنّ الدولة الوطنية بعيدا عن مرتكزات الحكم وتقلبات السلط، تعتبر فكرة جوهرية في مآلات الترشيد الوطني، ما بعد الكولونيالي، أي إنّ ما يميّز الفترة ما بعد التحرّرية هو علو شأن الصّفة الوطنية بل تغطيتها على كل الأطر الواصفة للحالة الوجودية اليومية والمعيشة، فالتأكيد على مفهوم السياسة المنبثق من النضالية ضد المستعمر، يكون وصفا حقيقيا، لكنّه يبدو لي أنه يجانب الصواب، حين نعزو إلى هذه الصّفة سبب إخفاق الفعل السياسي، بدعوى خلوه من الفكرة الفلسفية، لأنّ النّضال ضد المستعمر يمثل في حد ذاته فلسفة، فنضال غاندي بهذا المفهوم يظل لا فلسفيا حيث لم يتخذ شكل العنف الثوري، فإن تتأسّس الثّورة ضد المستعمر على العنفية العسكرية، يحدّد شكل الوعي الفلسفي «تنظيريا» في تمرّد الذات واستعصائها على الهيمنة، أي توحّدها الكامل مع فكرة الحرية، وليس هناك ما هو فلسفي أكثر من المضمون الوجودي للحرية، وعادة في الثورات التي تحدث نتيجة الضغط المهيمن للمستعمر، تحمل بذور فلسفتها ولو البسيطة في عمقها، وهنا قد يبدو أنّني أتكلم عن الدافع، لكن الدافع في حد ذاته بالنسبة لي هو المحرّك الأساس لترتيب رؤية حول الثورة من قبل الراصد لها، وحتى الثائر حينما يتكلم ببساطة الحامل للبندقية والغضب الثوري، يتكلم من موقع الحلم المقبل في جوهر حركته وفعله المناهض للهيمنة والاستعباد. الوعي بالذّات ونضوب المجال الحيوي للسياسة حقيقة، إنّ الفعل السياسي الوطني تداولته منذ انبثاقه الأوّل تجاذبات الحراك والحراك المضاد، فالنوفمبرية في الجزائر مثلا أسّست لما يمكن تسميته بالسلوك الواعي للتحوّل، حيث أزمة مصادرة الهوية من قبل الاستعمار، كانت كفيلة بأن تستدعي الذّات الوطنية في مجموعها، لمواجهة خطر تدمير بنية الحضور على مسرح الوجود، فالاصطفاف داخل الكيان الواحدي كان معبّرا عن دلالة التنوّع والتعدد، الذي يجابه بنبض مختلف تعدّد التمظهرات الاستعمارية من داخل الواحدية، فمنطلق الحزبية الواحدية لم يكن منبنيا على مصادرة الوعي والرّغبة التعددية، التي كانت موجودة مسبقا على مسرح الحركة الوطنية، متمثلة في الأحزاب الوطنية الثورية، لكنّها استمرّت كبرنامج لهوية الدولة الوطنية والقومية، التي تكرّست على ربوع الجغرافيا السياسية العربية، مبرّرة وجودها بالخطر الخارجي وتهديد الوحدة الوطنية، وهو ما أحدث شرخا وجرحا عميقين في الذات الوطنية، التي تربّت تاريخيا على التعدّد، حتى القبيلة في فكرتها التاريخية كانت منبنية على تعدّد الرأي واختلاف الطروحات، لهذا نجد المشاريع المنضوية تحت لواء الثورة أو الانتفاضة، تستند في خلفياتها الانبثاقية على ركائز التغيير الجذري، وهو ما يتعرّض عادة للمصادرة – لأنّ فلسفة الثورة أو الانتفاضة، تنطلق من حلم المشاركة – وهو ما يعسّر من الولادة الديمقراطية، ويشكل أزمة بنيوية على مستوى الممارسة السياسية، وتحديا بالغ الحدة بالنسبة للعقل السياسي الوطني، فالشرارة المفجّرة لفعل الثورة التحريرية أو بالنّسبة لانتفاضة أكتوبر 1988 في الجزائر، كانت بسيطة في اشتعالها لكنّها متوهّجة في سطوعها، بفعل الرّغبة العميقة للفرد في تحقيق مطلبه الوجودي في الحرّية والكرامة والتعددية والخبز النّظيف. كاتب جزائري أزمة الوعي السياسي الوطني منطلق الوعي بحركة الذات عبد الحفيظ بن جلولي |
هكذا استفادت إسرائيل من الارهاب Posted: 25 Sep 2017 02:23 PM PDT في كل سبتمبر من كل عام تعود إلى الذاكرة هجمات نيويورك وواشنطن وموجة الإرهاب التي شهدها العالم بعد ذلك التاريخ. إسرائيل كانت المستفيد الوحيد من هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وهي أيضاً أكبر المستفيدين من موجات الإرهاب التي تضرب العالم بين الحين والآخر، فما من أحد يُجيد انتهاز الفرص واستغلال الأحداث والمناسبات كما يفعل الإسرائيليون. في 11 سبتمبر 2001 عندما تساقطت الطائرات المدنية على نيويورك وواشنطن في الولايات المتحدة، كان الفلسطينيون يتأهبون لاحياء ذكرى مرور عام واحد على انتفاضة الأقصى، التي اندلعت في 28 سبتمبر من عام 2000، وكانوا يتأهبون لإحياء ذكرى مرور عام أيضاً على استشهاد الطفل محمد الدرة، الذي كان أحد رموز تلك الانتفاضة وواحدا من الذين أشعلوا موجة تضامن عالمية غير مسبوقة مع الشعب الفلسطيني؛ عندها كادت انتفاضة الشعب المقهور أن تُحقق في سنة ما لم يحقق السياسيون في 11 سنة من المفاوضات. لم يكد ينتهي عام الكارثة التي ألمت بأمريكا والعالم (2001) حتى بدأت إسرائيل تقطف ثمار التطورات التي يشهدها العالم، وتستفيد مما يجري، فقد هبط رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون على واشنطن، قبل أن تجف دماء الأبرياء التي سالت في نيويورك وواشنطن، وبدأ حملة دولية مضادة للشعب الفلسطيني، ليكون أول من أفلح في الخلط بين الانتفاضة الشعبية والإرهاب، وتمكن حينها من إقناع الأمريكيين بأن الإرهابيين الذين وصلوا بطائراتهم إلى القارة الأمريكية، هم «الارهابيون» نفسهم الذين خرجوا يطالبون بإنهاء الاحتلال في انتفاضة شعبية، وأن الشهيد الطفل محمد الدرة ابن الـ12 عاماً لم يكن سوى واحد من هؤلاء «الإرهابيين» الذين يتوجب التصدي لهم. اقتنعت الادارة الأمريكية، ونجح شارون في الخلط، وكانت اسرائيل أول المستفيدين من الجريمة! استفاد الاسرائيليون عدة مرات من ظاهرة الإرهاب التي اجتاحت العالم في السنوات العشرين الأخيرة، ومن كل إفرازات هذه الظاهرة، واستفادوا مؤخراً أيضاً من تنظيم «داعش» الذي استهدف العالم بأكمله شرقاً وغرباً إلا اسرائيل لم يقترب منها، بل حتى الجماعات الإسلامية المسلحة الأخرى في سوريا لم تقترب من الجولان، ولم تطلق – ولو بالخطأ- أياً من قذائفها باتجاه الاسرائيليين الذين هم على مرمى حجر. وسط معمعة الإرهاب وانشغال العالم به ومحاربته، استطاعت إسرائيل أن تنفذ أكبر سلسلة اغتيالات في تاريخ الشعب الفلسطيني، وهي الحملة التي طالت الشهيد ياسر عرفات، بعد حصاره لثلاث سنوات وأحمد ياسين وغيرهما. كما انقضَّت على اتفاق أوسلو وألغت التقسييم المناطقي للضفة الغربية، بما يعني ذلك من استباحة لمناطق (أ) التي يُفترض أنها محمية باتفاق دولي، كما عطَّلت العملية السياسية والتهمت الأرض لبناء الجدار وتوسعة المستوطنات وتهويد القدس. بعد اسرائيل بعشر سنوات اكتشفت الأنظمة العربية الوصفة السحرية، وتعلَّمت كيفية الخلط والتدليس بين الاحتجاج الشعبي والعمل الإرهابي، ونجحت أنظمة القمع والاستبداد مرة أخرى بالخلط؛ فصار المعارض السياسي إرهابياً، وكذا المدون على الإنترنت والمغرد على «تويتر» وناشر الصورة على «أنستغرام»، وصار يُلقى بهؤلاء في السجون بتهمة الإرهاب، التي يقبلها العالم بدلاً من تهمة «إبداء الرأي» التي لا يمكن أن يقبلها ويفهمها العالم. وخلاصة القول، هو أن موجة الإرهاب والعنف الأعمى التي اجتاحت العالم، خلال السنوات الماضية، كلَّفت العرب والمسلمين الكثير، وهم الذين دفعوا الثمن الأكبر لها ووقعوا ضحية لها، وليس أدل على ذلك من البيانات التي أظهرت مؤخراً أن تنظيم «داعش» قتل 11 ألف شخص خلال العام الماضي، من بينهم 0.6% فقط أوروبيون، ما يعني أن الضحايا المباشرين للارهاب هم العرب والمسلمون، وكذلك الضحايا غير المباشرين له من العرب والمسلمين أيضاً الذين يقعون ضحية من يُحسنون استغلال الأحداث في العالم والاستفادة منها. كاتب فلسطيني هكذا استفادت إسرائيل من الارهاب محمد عايش |
العراق لا يحتاج لعمامة! Posted: 25 Sep 2017 02:22 PM PDT زمننا هذا، ليس زمن الأنبياء، والأصفياء، والصالحين. هذا زمن الفتن العظيمة، والشر المستطير. ولكي نحافظ على الدين، وقداسته، وجماله، ونقائه الأفضل أن نبقيه بعيدا عن السياسة وأهلها، وعن الحكومات بمختلف ألوانها، وأشكالها، وبعيدا عن المتطفلين، والمتملقين، والمتزلفين، والوصوليين، والمرتزقة، ومن يركبون كل موجة رائجة،عالية الدين مكانـه القـلب فحسـب. هو العلاقة الجميلة، الرائقة،الهادئة، النَدِية مع الله، العلاقة التي تلجأ لها لتطمئن، وترتاح، وتسترخي، لا لتقلق، وتتعذب، وتشقى. الدين هو المحبة الرقيقة، البيضاء، النقية، هو المحبة غير المشروطة، هو باب الله الواسع، الكبير، المفتوح على مصراعيه على الدوام، والذي تتركه خلف ظهرك طويلا، وربما تنساه لثقتك بأنه سيكون في مكانه أبدا، لا يتغير موقعه أو شكله، أو هيأته، أو درجة انفراجه؛ باب لا يقف عنده حاجب، أو وزير، أو سفير، أو مَلْك. حشر الدين في السياسة، والدولة، والحياة العامة، والحروب، والصراعات سلب من الدين هيبته القديمة، ومذاقه الساحر الأخاذ، وقدسيته الطاغية، المبهرة، ورونقه البهي، المبهج. هذا الحشر القسري، كان مخططا له، ولم يكن إعتباطيا، أو عفويا، أو طارئا. الساسة الذين خططوا لهذا الحشر، ورسموا خريطته، وبرامجه فعلوا ذلك لضرب عصفورين بحجر واحد؛ الأول هو إستخدام الدين كأداة مؤثرة لكسب الجماهير، ولاسيما الجماهير الساذجة، المتواضعة في ثقافتها، و إطلاعها لتمرير برامج سياسية مرسومة، والحصول على السلطة، والثروة، والامتيازات. والثاني هو ضرب الدين من الداخل عن طريق تشويه صورته، وشرخ حصونه، والحط من قيمته، وضرب مكانته في قلوب المؤمنين به. فإذا بالمؤمنين ينهشهم الشك في دينهم، ويأكلهم اليأس، ويساورهم التخبط، ويغريهم البعد عن الإيمان، ويستدرجهم الإلحاد والإنكار، ويتملق لهم الخواء الروحي، والتفاهة النفسية. عشنا حياة ماضية لم نكد نرى فيها عمامة تتجول هنا، أو هناك، أو تحكم هنا، أو هناك، أو تظهر على الناس في محطة تلفزيونية، أو إذاعية، أو ترعد وتزبد، أو تحرض على العنف، والقتل، والإرهاب، وقطع الرؤوس، وتقطيع الأوصال، والنهب، والسلب، والحرق، وهدم البيوت، واغتصاب النساء. كنا في ماضي الأيام، لا نرى المُعَمَّم إلا في برنامج ديني مثلا، أو عند التوجه لأماكن العبادة. ما بالنا اليوم أصبحنا لا نرى غيرهم في كل شأن صغير، أو كبير، عظيم، أو تافه، شأن سلم، أو شأن حرب. ماذا حصل للدنيا ! من أين أتى كل هؤلاء ! هل أخرجتهم مفقسة مثلا ! هل أنتجتهم ماكينة للاستنساخ البشري ! لم يبقوا شأنا صغيرا، أو كبيرا إلا وحشروا أنوفهم الكريهة فيه. لماذا نهجر العمامة ؟ لأنها ببساطة لا تصلح للحكم، ولا تصلح للسياسة، ولا تصلح لإدارة الدولة، لأن عصبيتها دينية، ولأن عصبيتها مذهبية، لأن عصبيتها ليست للوطن، لأن عصبيتها ليست للإنسان، لأن عصبيتها ليست لمصلحة الوطن، والشعب، ونحن تعبنا من هذه العمامة التي لم تجلب لنا سوى الحرب، والخراب، والدماء، والدمار، والفوضى. هذه العمامة هي التي خطفت خيرة شبابنا؛ كانوا بعمر الورود اليانعة، سيقوا إلى الموت بجنون عمامة حمقاء. كفانا دماء، كفانا جوعا، وفقرا، وعوزا؛ كفانا حربا، كفانا شقاقا، ونفاقا، كفانا جهلا، وغفلة، كفانا وجعا، وثكلا. نحن بشر، ولسنا حجرا؛ نحن بشر نستحق الحياة، نستحق أن نعيش، نستحق الخبز بكرامة. هؤلاء المشركون الجدد، لماذا هم بحاجة لخلق أصنام جديدة، عمائم يعبدونها من دون الله، بعد أن علمنا الله أن ننبذها؛ هؤلاء المشركون الجدد لماذا عادوا إلى جاهلية العرب الأولى، وأشركوا بالله أهوائهم، ومعمميهم؛ هؤلاء المشركون الجدد مضحوك عليهم حد الثُمالة، مضحوك عليهم من قمة الرأس، لأخمص القدمين. الغليان المتفجر الذي يشهده العراق، منذ تسيّد ما يسمى بالأحزاب الدينية عليه، وإمساكها لمقدراته، وفشلها الذريع في خلق دولة ناجحة، ونجاحها المنقطع النظير في إنشاء دولة اللادولة، ودولة الميليشيات المسلحة، التي تعيث فسادا، وإجراما، وجنونا لا تطفئه إلا ثورة غير معلنة، ثورة هادئة، كالثورة الكيبيكية الهادئة، الثورة التي شهدتها مقاطعة كيبيك الكندية في ستينيات القرن المنصرم، لسحب المجتمع من بين قبضة الكنيسة الكاثوليكية. هذه الثورة أنتجت تحولات جذرية سريعة، إجتماعية، وسياسية، وحياتية كان لها أثرها في علمنة المجتمع، وفك أرتباطه بالقيم الدينية، ومظاهرها في الدولة، والحياة الاجتماعية. الثورة الكيبيكية الهادئة، قامت عندما أدرك الشعب أن أوان التغيير قد حلّ، وهكذا تم رفع شعار «حان الوقت لإحداث تغيير ما» في إنتخابات عام 1960. نتائج هذا التغيير برزت في تقليص دور الكنيسة الكاثوليكية في المجتمع، وسحب سيطرتها على قطاعات مهمة، مثل التعليم، والرعاية الصحية. ما يسمى بالمرجعيات الدينية لم تستطع أن تقدم شيئا استثنائيا للعراق، وذلك لأنها مرجعيات غير حرة، وغير مستقلة في قراراتها، ومحكومة بإملاءات خارجية. المرجعيات التي لا تستطيع التغيير الجذري، والتأثير الفعال في حياة المجتمع، هي مرجعيات عاجزة، هرمة، ومعوقة، ولا قيمة لها. ذهب زمن المرجعيات الدينية، وأنتهى من كل العالم، ولم يعد له وجود، مثلما ذهب زمن الشيوعية، وزمن الدكتاتورية. العراق لا تنفعه العمائم؛ دولة القانون والمؤسسات، وفصل الدين عن الدولة تماما، هو الحل الوحيد لينهض العراق على قدميه، وهو السياسة التي تتبعها معظم دول العالم شرقا وغربا. نحن لسنا بحاجة لمصباح علاء الدين لنخلق عراقا جديدا؛ نحن بحاجة لتحرير العقول من الهوس المرضي بالتدين الزائف، وإطلاق سراحها من سجن الخرافة والدجل. دين الله ليس في حاجة لكهنة، ومراجع، وعمائم، وحوزات، وصوامع، وسادة، وعامّة. السياسة مصالح، لا مكان للعواطف فيها، ولذلك فالمُعَمَّم لا يصلح للحكم، لأن العمامة مشحونة بالعصبية، العصبية لدين ما، ولطائفة ما، ونحن نريد عصبية عراقية، عراقية فحسب، عصبية عراقية تحتضن كل الألوان والأطياف العراقية. كاتبة من العراق العراق لا يحتاج لعمامة! شهباء شهاب |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق